المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 14 تشرين الثاني/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.november14.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لا تجمعوا لكم كنوزا على الأرض

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/تماسيح فرق الممانعة ودموعها على الحريري

الياس بجاني/تعليق بالصوت والنص/قراءة في محتوى مقابلة الحريري من تلفزيون المستقبل/خيبة للآمال/تراجع مخيف عن سقف الإستقالة/استسلام لإحتلال حزب الله للبنان/تمسك بالصفقة الخطيئة/مع فيديو وملخص المقابلة

فيديو/يوتيوب/أجزاء مقابلة الرئيس الحريري الثلاثة التي أجرته معه الإعلامية بولا يعقوبيان/تلفزيون المستقبل/يوم الأحد 12 تشرين الثاني/17 مباشرة من السعودية ومن منزله

بالصوت والنص/ملاحظات وتساؤلات وشكوك ومحاذير في محتوي مقابلة الرئيس الحريري/الياس بجاني

الياس بجاني/بالصوت والنص/رسالة إلى د.جعجع بالتأكيد الأكيد لن يعيرّها أي اهتمام وسيرى فيها تعدي على هالته وعلى تضحية ال 11سنة سجن/تواضع، لقد فشلت الصفقة الخطيئة.. تنحى

المحاسبة ومن ثم المحاسبة وإلا دكتاتورية وشخصنة وفوضى/الياس بجاني

تغريدات للدكتور سمير جعجع نشرت امس وأول أمس تهين ذكاء وذاكرة اللبنانيين.. كأن لا صفقة ولا ساعات تخلي ولا فشل ولا من يحزنون!!!

 

عناوين الأخبار اللبنانية

بالصوت/مقابلة مع د.توفيق هندي من صوت لبنان تناولت على خلفية سيادية ودستورية ووطنية كل الملفات اللبنانية والإقليمية الأساسية والساخنة ومنها مقابلة الحريري والتسوية الفاشلة

الملفات التي تناولها د.هندي خلال المقابلة مع صوت لبنان وبعض عناوينها/تفريغ وتلخيص الياس بجاني

الجيش اللبناني يواصل البحث عن المواطن السعودي المخطوف علي البشراوي

كنيسة عمرها 900 عام «هدية» سعودية للبطريرك الراعي/البطريرك الراعي يلتقي اليوم خادم الحرمين ووليّ العهد والحريري

الترويج العبيط/الياس الزغبي/فايسبوك

مطرانية بيروت المارونية: مطر عزى في السعودية ممثلا الراعي

الحريري التقى في الرياض رئيس بعثة الاتحاد الاوروبي وسفيري المانيا وبريطانيا

الإتحاد الماروني العالمي: نؤيد خطوات التحالف لمواجهة السيطرة الإيرانية في لبنان والمنطقة/تغريدات لنوفل ضو

بيان "تقدير موقف" رقم 78/محاولة لبننة "حزب الله" مستحيلة! ولكنَّ الشيعة لبنانيون أصلاً وفصلاً، ولا يحتاجون إلى لبننة.

الراعي الى السعودية: اللبنانيون لن يرتاحوا إلا بعد عودة الحريري والمملكة لم تخذل لبنان مرة

"عكاظ": إيران أعلنت الحرب على لبنان وإيقافها بيدها

 "تايمز": طبول الحرب تُقرع... ولبنان مسرحها؟

محمد عبد الحميد بيضون لـ "الأنباء الكويتية": استقالة الحريري اسقطت التسوية الرئاسية بكل مندرجاتها ومفاعيلها وكل الإشاعات التي تطلقها 8 آذار وكل البكاء على الحريري هو فقط لابعاد الأنظار عن جوهر الأزمة

موغريني: الاتحاد الاوروبي يطالب بابعاد لبنان عن التدخلات الخارجية

سامي الجميل: لتحويل الأزمة الى فرصة لحل بنيوي يبدأ باستعادة السيادة وإعلان الحياد لمنع التدخل بشؤون الآخرين أو تدخل الآخرين بشؤوننا

كتلة المستقبل: ارتياح كبير لإعلان الحريري عودته في غضون أيام وتأكيد الالتزام بالحوار والنأي بالنفس

توضيح من المكتب الإعلامي لفارس سعيد

باسيل فس مقابلة مع محطة سي ان ان : نحن بانتظار عودة الحريري الاربعاء والوحدة الوطنية هي الطريق الوحيدة للمحافظة على الاستقرار

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين في 13/11/2017

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 13 تشرين الثاني 2017

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

فرنسا: عدم تدخل إيران في لبنان شرط مهم لاستقرار المنطقة

التلفزيون الايراني نقلا عن المتحدث باسم الخارجية: طهران لا تتدخل في شؤون لبنان

وزير الخارجية القطري: المسألة اللبنانية حساسة والتصعيد بين السعودية وإيران قد يؤدي الى أزمة جديدة

جعجع: انقاذ التسوية ممكن اذا التزمت الحكومة بسياسة النأي بالنفس

بيان توضيحي لمستشار رئيس الجمهورية جان عزيز عن حصول إجتزاء لكلامه الى تلفزيون الجديد عن التهديد للبنان

مخاوف من عودة الاغتيالات في لبنان وإجراءات وتطمينات أمنية... وقرار بعدم إثارة البلبلة

التوافق على الانتخابات اللبنانية يفتح النقاش حول شكل الحكومة المقبلة

صفقة" عودة الحريري الى بيروت/ليبانون ديبايت/عبدالله قمح

 قرارات ترامب– بوتين في فيتنام تنعش "اتفاق هامبورغ" وتصوّب شطط موسكو ولا بديل أو رديف لـ"جنيف".. والتمسك بالحل السياسي يطيح آمـال طهــران؟

الجَمعة" السنّية في دار الفتوى لبحث "الاستقالة" رهن نتائج مشاورات دريان وإشادة بمواقف الحريري وترجمة مضمونها مُرتبط "بجدّية" الطـرف الاخـر

جولة باسـيل الأوروبيـة تتوسـع اذا لم يعـد الحريـري

فرنسا: الحل يتطلب حرية حركة كاملة للسياسيين اللبنانييـن

ايران: لا نتدخل في شؤون لبنان ووجودنا في سوريا قانوني

ازمة انهــاء الفــراغ الحكومي أشـدّ تعقيدا مـن الرئاســي والتسوية بالطبعة المنقحة: عودة الحزب الى مربع ما قبل الـ2011

إطلالة الحريري ثبّتت "جوهر" الاستقالة.. وعون أمام مهمّة "مصيـريةو"التسوية"-2 رهن انسحاب حزب الله من المنطقة.. وبالتالي "مستحيلة"؟

 لسريان مبدأ النأي بالنفس على "حزب الله" و"المستقبل"/"التيار" للحريري: "إذا أردت أن تطاع فاطلب المستطاع"

عين الحلوة" خلال الازمة الحكومية: حياد ايجابي شقيق الارهابي بـلال بدر فــي قبضة الجيش

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

زلزال عنيف هز الحدود بين إيران والعراق: 415 قتيل 7200 جريح/أثار رعب دول في الجوار دفع الآلاف إلى قضاء ليلتهم في العراء

مقتل 43 مدنياً بغارات جوية استهدفت سوقاً شعبية في الأتارب

"ديبكا فايلز": هل تساوم أميركا على أمن اسرائيل؟

مدير سابق لـ”سي آي إيه”: يجب تدمير “الحرس الثوري” وفرنسا ألمحت لفرض عقوبات جديدة على إيران بسبب برنامجها الصاروخي

بريطانيا تدرس منح حماية ديبلوماسية لموظفة مسجونة في إيران

ايران: “حماس” لم تقطع علاقتها بنا يوماً

اجتماع وزاري عربي طارئ لبحث التصدي للتدخلات الإيرانية

منظمة العفو الدولية: النظام السوري مذنب بارتكاب جرائم ضد الإنسانية

قصف عنيف على البوكمال بعد استيلاء «داعش» عليها و«سوريا الديمقراطية» تسيطر على أهم المناطق المتبقية للتنظيم

حكومة العبادي تتعهد عدم المساس بـ{كيان} إقليم كردستان ومصادر كردية تتحدث عن تعزيزات لـ«الحشد» جنوب أربيل

أبوظبي: لن نقف مكتوفي الأيدي أمام التهديدات الإيرانية لاستقرار المنطقة وقرقاش يشير إلى 3 عوامل لتحسين فرص إيجاد حلول في سوريا وليبيا واليمن

البحرين تبدأ محاكمة علي سلمان واثنين آخرين بتهمة التخابر مع قطر

تحطم طائرة عسكرية إيرانية ومقتل طيارها

إسرائيل تعتقل قيادياً بارزاً بـ«حركة الجهاد الإسلامي»

فرنسا تحْيي الذكري الثانية لهجمات باريس الإرهابية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان… حل حريري أو … كيُّ بالنار/أحمد الجارالله/السياسة

بطريرك الموارنة في الرياض... فهل من مفاجآت أخرى/مرلين وهبة/جريدة الجمهورية

لهذه الأسباب إطلالة الحريري تستعجل التسوية – المخرج/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

رئيس حكومة مُكلَّف.. ولا يؤلِّف/طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية

أحياناً... التعامل مع اللبنانيين/عبدالعزيز السويد/الحياة

حزب الله.. من مسرحية الممانعة إلى الإرهاب/عقل العقل/الحياة

واشنطن وأذرع إيران في المنطقة/مرح البقاعي/الحياة

صاروخ الرياض وخطيئة «كيهان»/محمد قواص/الحياة

الحرب المقبلة وورطة «حزب الله»/غازي دحمان/الحياة

المصالحة المسيحية وموقعها من الإعراب في الكباش الراهن/وسام سعادة/المستقبل

الراعي إلى السعودية... توقيت ودلالات/حنا صالح/الشرق الأوسط

أخطر من مكان سعد الحريري/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

أصل الغرام وأصل المأزق/سناء الجاك/النهار

الصاروخ ولجم «الانقلاب الكبير»/غسان شربل/الشرق الأوسط

حنين مليء بالمآخذ/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

بل الحلم الكردي صار أقرب/عدنان حسين/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

القصر الجمهوري افتتح ابوابه للوفود الطلابية عشية ذكرى الاستقلال ونشاطات تثقيفية وتاريخية عن لبنان وتقاليده وثروته الحرجية

عون: تماسك اللبنانيين أكد للعالم ان قرار لبنان حر والحملة لجلاء غموض وضع الحريري أعطت نتائجها الايجابية وانتظر عودته

عون تلقى اتصالا من نظيره التركي والتقى يوحنا العاشر ومطارنة اردوغان: ندعم جهود الرئيس ونقف الى جانب لبنان واستقراره وسيادته

قائد الجيش عرض مع بيري الاوضاع في الجنوب والتقى القاضي كلود غانم

جنبلاط استقبل وفدا من الجماعة الإسلامية في كليمنصو

شقير: كلام بخاري يعكس بصدق حقيقة العلاقة الاخوية بين لبنان والمملكة

الأحرار: إحالة درغام على المجلس التأديبي على خلفية تجمع السبت

دريان استقبل سليمان والسفيرين التركي والاندونيسي وشخصيات: حديث الحريري شكل إرتياحا وتفاؤلا بعودته قريبا ودحض كل الإشاعات

 

تفاصيل النشرة

لا تجمعوا لكم كنوزا على الأرض

الزوادة الإيمانية/انجيل القديس متى 06/19-21/لا تجمعوا لكم كنوزا على الأرض، حيث يفسد السوس والصدأ كل شيء، وينقب اللصوص ويسرقون. بل اجمعوا لكم كنوزا في السماء، حيث لا يفسد السوس والصدأ أي شيء، ولا ينقب اللصوص ولا يسرقون. فحيث يكون كنزك يكون قلبك.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

تماسيح فرق الممانعة ودموعها على الحريري

الياس بجاني/13 تشرين الثاني/17

*حبذا لو أن ابواق وطبول وصنوج الممانعة ومنها المسيحية تحديداً تخجل من وضعها الغبي والإستغبائي وتستفيق من احلام تمنياتها الإبليسية والخيالي وتوقف نفاقها عن اعتقال الحريري في السعودية..الرجل بخير وبين أهله وفي بيته.

*غيرة فريق الأوباش والودائع الفارسية من المسيحيين تحديداً على الحريري هي كغيرة إبليس وجهنمه وناره ودوده على الملائكة. اضبضبوا

*يا بعض تيار المستقبل من الوصوليين اخجلوا من جحودكم ونكران الجميل.الأعداء هم حزب الله وإيران وفرق الممانعة وليس السعودية. اضبضبوا

https://www.facebook.com/elias.y.bejjani

 

الياس بجاني/تعليق بالصوت والنص/قراءة في محتوى مقابلة الحريري من تلفزيون المستقبل/خيبة للآمال/تراجع مخيف عن سقف الإستقالة/استسلام لإحتلال حزب الله للبنان/تمسك بالصفقة الخطيئة/مع فيديو وملخص المقابلة

بالصوت والنص/ملاحظات وتساؤلات وشكوك ومحاذير في محتوي مقابلة الرئيس الحريري

http://eliasbejjaninews.com/?p=60262

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/تعليق بالصوت والنص/قراءة في محتوى مقابلة الحريري من تلفزيون المستقبل/خيبة للآمال/تراجع مخيف عن سقف الإستقالة/استسلام لإحتلال حزب الله للبنان/تمسك بالصفقة الخطيئة/مع فيديو وملخص المقابلة

http://eliasbejjaninews.com/?p=60262

الياس بجاني/تعليق بالصوت/فورماتMP3/قراءة في محتوى مقابلة الحريري من تلفزيون المستقبل/مخيبة للآمال/تراجع خيف عن سقف الإستقالة/استسلام لإحتلال حزب الله للبنان/تمسك بالصفقة الخطيئة شرط ابتعاد حزب الله عن اليمن/13 تشرين الثاني/17/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/eliashaririinterview12.11.17.mp3

الياس بجاني/تعليق بالصوت/فورماتWMA/قراءة في محتوى مقابلة الحريري من تلفزيون المستقبل/خيبة للآمال/تراجع مخيف عن سقف الإستقالة/استسلام لإحتلال حزب الله للبنان/تمسك بالصفقة الخطيئة شرط ابتعاد حزب الله عن اليمن/13 تشرين الثاني/17/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/eliashaririinterview12.11.17.wma

 

في أسفل فيديو/يوتيوب/أجزاء مقابلة الرئيس الحريري الثلاثة التي أجرته معه الإعلامية بولا يعقوبيان/تلفزيون المستقبل/يوم الأحد 12 تشرين الثاني/17 مباشرة من السعودية ومن منزله

فيديو/الجزء الأول من مقابلة الشيخ سعد الحريري مع بولا يعقوبيان من المملكة العربية السعودية/12 تشرين الثاني/17

https://www.youtube.com/watch?v=oAvp3Buqw20

فيديو/الجزء الثاني من مقابلة الشيخ سعد الحريري مع بولا يعقوبيان من المملكة العربية السعودية/12 تشرين الثاني/17

https://www.youtube.com/watch?v=X9HuE5jUpas

فيديو الجزء الثالث من مقابلة الشيخ سعد الحريري وبولا يعقوبيان من المملكة العربية السعودية/12 تشرين الثاني/17

https://www.youtube.com/watch?v=nB5vVtPjTX4

 

بالصوت والنص/ملاحظات وتساؤلات وشكوك ومحاذير في محتوي مقابلة الرئيس الحريري

الياس بجاني/13 تشرين الثاني/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=60262

*نتعاطف 100% مع الحريري الشخص والإنسان والطيبة والأحاسيس والدموع،

*ولكننا ايضاً 100% في السياسة ضد كل خيارات الرجل وكل مواقفه وتحالفاته وبشكل خاص ضد الصفقة الخطيئة التي كانت كارثية على بلدنا وشعبنا ودورنا العربي والإقليمي والحريات والديمقراطية وعلى السيادة والدستور والقرارات الدولية وهي صفقة سلمت الدولة وقرارها لحزب الله الدولة.

* إعلان الحريري وبالفم الملآن أنه لا يزال ملتزم بالتسوية أي بالصفقة الخطيئة التي داكشت الكراسي بالسيادة يعيدنا إلى نقطة الصفر إن كان فعلاً الرجل يعي ويعني ما يقول.. وبالتالي "منكون تيتي تيتي"... وعدنا إلى المربع الأول.

*ما هو فعلاً مقلق ومرعب سيادياً ولبنانياً ومصيراً في كلام الحريري الذي كرره مرات عدة خلال المقابلة قوله أن المطلوب تسوية موضوع سلاح حزب الله الإقليمي في اليمن تحديداً..

*قوله أن المطلوب تسوية وضع حزب الله الإقليمي لا يعني عملياً غير اليمن لأن هذا السلاح، أي سلاح حزب الله في سوريا هو مرتبط 100% بوجود إيران فيها وبدورها وبمشروعها..

*إيران موجودة بجيشها ومليشياتها في سوريا على خلاف ما هو وضعها في اليمن حيث هي هناك تدرب وتمول وتسلح وليس لها دور عسكري علني كما في سوريا. أي لا مشكلة عنده مع وجود سلاح حزب الله في لبنان أو على الأقل ليس أولوية..

*وما كان فعلاً ملفت ومقلق ومستنكر في آن هو عدم ذكره لا من قريب ولا من بعيد القرارات الدولية المتعلقة بلبنان وتحديداً القرارين 1559 و1701 اللذين يطالبان بنزع سلاح كل الميليشيات وحزب الله دولياً وإقليمياً ودستوريا في لبنان هو ميليشيا.

*وفي نفس الوقت كانت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان غائبة كلياً عن المقابلة مع العلم أن قرارات اتهامية مهمة متوقع صدورها عنها قريباً وقيل أنها سوف تطاول قيادات في حزب الله من الصف الأول.

*تناقض كامل ولافت بين سقفي بيان الاستقالة المرتفع وبين سقوف كل المواقف التسووية والمتواضعة جداً التي جاءت خلال المقابلة.

*بيان الاستقالة سمى الأشياء بأسمائها وخلاصته أن حزب الله أي إيران يحتل لبنان.. وإيران لا تزرع غير المصائب والحروب في أي بلد تحل فيه.

*مواقف المقابلة كانت مركزة على دور حزب الله الإقليمي وفي اليمن تحديداً المزعج للسعودية ودول الخليج العربي.

*لم يأتِ الحريري في سياق أجوبته على ذكر أخطار وكوارث وحروب حزب الله داخل لبنان ولا هو تطرق لسرايا المقاومة التي تزرع الرعب والفوضى والإجرام والفتن والخطف في كل المناطق اللبناني.

*كرر الحريري عشرات المرات مصطلح النأي بالنفس وكل مرة كان يعني به نأي حزب الله بنفسه وسلاحه عن اليمن.

*نمطية إشادات الحريري بالرئيس عون وبعلاقته معه كانت غير اعتيادية وغير مقنعة...علماً أن عون يعتبره مخطوف ومنع بث مقابلته عبر تلفزيون لبنان الرسمي وفي بيان رئاسي قال إن كل ما سيصدر عنه في المقابلة لن يؤخذ به على خلفية نظرية خطفه واعتقاله

*هذا وكان مستشار الرئيس عون الإعلامي جان عزيز في نفس الوقت يصعد ضد السعودية ويركز على مقولة ونظرية الاختطاف عبر تلفزيون الجديد.

*إعلان الحريري أنه ملتزم بالتسوية (الصفقة الخطيئة) شرط بعض التعديلات عليها لجهة "النأي بالنفس" إقليميا يبين أن لبنان لم يكن أولاً ً في استقالته، بل أخطار وتهديدات وجود حزب الله في اليمن.

*إعلان الحريري التزامه بالصفقة الخطيئة  يترك الشكوك المحقة في مشاركته بالصفقات والسمسرات وتحديداً الغاز والبترول والكهرباء والاتصالات وغيرها.

*السعودية وكما ذكر أكثر من مرجع سني لبناني مقرب جداً من حكامها كانت منزعجة للغاية وغاضبة من مواقف الرئيس عون والوزير باسيل لجهة ذوبانهما وتماهيهما الكامل في ومع مشروع حزب الله والتسوّق لوجوده وسلاحه..

الرئيس الحريري استمر طوال المقابلة الإشادة بالرئيس عون ولم يأتِ على ذكر هذه الأمور..

باختصار فإن محتوى مقابلة الرئيس الحريري في قراءة أولية يشير إلى أن أسباب الاستقالة لم يكن في مسبباتها الرئيسية والأساسية والموجبة أي أمر أو شأن أو خلاف لبناني-لبناني  له علاقة باحتلال حزب الله، بل كانت على خلفية وجود حزب الله في اليمن ..

 

الياس بجاني/بالصوت والنص/رسالة إلى د.جعجع بالتأكيد الأكيد لن يعيرّها أي اهتمام وسيرى فيها تعدي على هالته وعلى تضحية ال 11سنة سجن/تواضع، لقد فشلت الصفقة الخطيئة.. تنحى

http://eliasbejjaninews.com/?p=60252

بالصوت/تعليق للياس بجاني/فورماتMP3/رسالة إلى د.جعجع بالتأكيد الأكيد لن يعيرّها أي اهتمام وسيرى فيها تعدي على هالته وعلى تضحية ال 11سنة سجن/تواضع لقد فشلت الصفقة الخطيئة تنحى واترك العمل السياسي/12 تشرين الثاني/17/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/eliasgeagearesign12.11.17.mp3

بالصوت/تعليق للياس بجاني/فورماتWMA/رسالة إلى د.جعجع بالتأكيد الأكيد لن يعيرّها أي اهتمام وسيرى فيها تعدي على هالته وعلى تضحية ال 11سنة سجن/تواضع لقد فشلت الصفقة الخطيئة تنحى واترك العمل السياسي/12 تشرين الثاني/17/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/eliasgeagearesign12.11.17.wma

 

بالصوت والنص/تعليق للياس بجاني/من يحاسب جعجع بعد فشل الصفقة الخطيئة وفرط 14 آذار ومداكشة الكراسي بالسيادة؟

المحاسبة ومن ثم المحاسبة وإلا دكتاتورية وشخصنة وفوضى

الياس بجاني/12 تشرين الثاني/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=60252

مشكورة المملكة العربية السعودية لأنها أخذت المبادرة العملية والفاعلة والعاجلة وأنقذت لبنان من أخطار الصفقة الخطيئة بإسقاطها حكومة الاستسلام والصفقات والسمسرات وهي الآن تحاسب الرئيس سعد الحريري على تورطه وفشله في الصفقة وقد أنقذته من نفسه، علماً أن الرجل بين أهله وبخير وموجود في منزله برضاه دون إجبار بأي شكل من الأشكال...وكل ما يقال في غير هذا الواقع المؤكد هو مجرد أكاذيب وهرطقات..

ولكن من سيحاسب د.سمير جعجع الركن الأساسي والأهم في الصفقة الخطيئة الاستسلامية والحالشية؟

صفقة مداكشة السيادة بالكراسي..

من سيحاسب د.جعجع صاحب نظرية "انتخاب العماد عون سيضعه في الوسط ويبعده عن حزب الله..؟

من سيحاسب د.جعجع صاحب شعار "الانتخابات الرئاسية صناعة محلية"..؟
من سيحايب د.جعجع على "تجليطة الواقعية" ودفن القيم والمبادئ وروحية المقاومة؟

 من سيحاسب د.جعجع على فرطه عقد 14 آذار؟

من سيحاسب د.جعجع على ضرب التوازن الذي كان قائماً بين الدولة وحزب الله قبل انتخاب الرئيس عون؟

من سيحاسب د.جعجع على تسليم الدولة لحزب الله؟

من سيحاسب د.جعجع على خطيئة وجوده في حكومة هو قال أن من عنده كرامة لا يبقى فيها؟

من سيحاسب د.جعجع على بقائه في حكومة هو قال أن كل قراراتها الإستراتجية كانت تؤخذ من قبل غيرها؟

من سيحاسب د.جعجع على تهجمه وتخوينه ومعاداته ومقاطعته وتسخيفه كل الأحرار والسياديين ال 14 آذاريين من أفراد وأحزاب الذين عارضوا الصفقة؟

من سيحاسب د.جعجع على كل الخيارات الفاشلة والكارثية التي أخذها؟

إن كان جعجع فعلا هو موجود في حزب وليس في شركة يملكها من المفترض أن يُحاسب ويُعزل كما هو الحال المتبع ديموقراطياً في كل الأحزاب الحرة في بلاد الغرب..

عملياً وعلى خلفية الاستكبار وثقافة عدم احترام ذكاء وذاكرة اللبنانيين ها هو يبدل طربوشه وبدلته وكأن لا صفقة ولا فشل ولا من يحزنون..

يبقى أن المشكل الأكبر الحالي في مجتمعنا المسيحي تحديداً يكمن في أن الذين وقعوا في تجربة ساعة التخلي وانخرطوا في الصفقة الخطيئة وهرولوا صوب الأبواب الواسعة وسلموا حكم البلد لحزب الله بالكامل وفشلوا فشلاً ذريعا ها هم  يعاندون ولا يعترفون بما اقترفوا من ذنوب ويكابرون ومصرين على صوابية وأحقية خيارهم الاستسلامي والخنوعي..

من المهم أن لا ننسى أنه يوم كان د.جعجع يتمتع بجبنة وحلاوة وعسل الكراسي كان في المقلب الأخر العشرات، بل المئات من السياديين والأحزاب والناشطين والإعلاميين يعارضون الصفقة الخطيئة بشجاعة ونبل وكبرياء وباللحم الحي وهؤلاء الفرسان "والأوادم" ليسوا بانتظار مقاومته الموعودة مع شريكه في الفشل..

باختصار، إنه وفي زمن المّحل والبؤس وتجار الهيكل على ما يبدو أن "ساعات التخلي" كثرت لقلة الإيمان وخور الرجاء..وذلك على خلفية ثقافة النرسيسية والإستكبار والأبواب الواسعة.. وهذا العهر السياسي سوف يستمر بالتأكيد الأكيد طالما لا محاسبة ولا من يحاسب.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

بالصوت/مقابلة مع د.توفيق هندي من صوت لبنان تناولت على خلفية سيادية ودستورية ووطنية كل الملفات اللبنانية والإقليمية الأساسية والساخنة ومنها مقابلة الحريري والتسوية الفاشلة

http://eliasbejjaninews.com/?p=60279

بالصوت/فورماتMP3/مقابلة مع د.توفيق هندي من صوت لبنان تناولت على خلفية سيادية ودستورية ووطنية كل الملفات اللبنانية والإقليمية الأساسية والساخنة ومنها مقابلة الحريري والتسوية الفاشلة/13 تشرين الثاني/17/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/hindi13.17mp3.mp3

بالصوت/فورماتWMA/مقابلة مع د.توفيق هندي من صوت لبنان تناولت على خلفية سيادية ودستورية ووطنية كل الملفات اللبنانية والإقليمية الأساسية والساخنة ومنها مقابلة الحريري والتسوية الفاشلة/13 تشرين الثاني/17/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/hindi13.17wma.wma

 

الملفات التي تناولها د.هندي خلال المقابلة مع صوت لبنان وبعض عناوينها

تفريغ وتلخيص الياس بجاني/13 تشرين الثاني/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=60279

أهم الملفات التي تناولها د. هندي

*مقابلة الرئيس الحريري وسقفها المنخفض كثيراً عن سقف بيان الاستقالة.

*التسوية الساقطة وعبثية العودة إليها مع أي رتوش ديكوري وضرورة اعتذار من تورط فيها.

*حسنات الحكومة الحيادية والتكنوقراطية التي لا يمكن لحزب الله الموافقة عليها.

*عبثية ووهم مقولة النأي بالنفس لجهة حزب الله لأن التزامه بتا يلغيه ويلغي مبرر وجوده ويضرب دوره الإيراني.

*خلفيات الموقف السعودي للجم تعديات حزب الله عليه من اليمن والذي قد يتطور إلى عمل عسكري بضوء اخضر أميركي.

*زيارة البطريرك الراعي للسعودية التاريخية وصورة السعودية الجديدة المنفتحة على العالم.

القرارين الدوليين 1701 و1559 وأخطار وعواقب عدم تنفيذهما..القرار 1701 غير منفذ حتى الآن.

*اجتماع وزراء خارجية الدول العربية المرتقب وموقف لبنان الحكم الضعيف.

*تاريخ وتكوين ودور وعقيدة ومهمات حزب الله الإيرانية الإسلامية الإثني عشرية.

*نصائح للعاملين في السياسة اللبنانية لجهة فهم حقيقة مهمة وهي أن حزب الله هو جزء أساسي وفاعل من فيلق القدس المكلف تصدير الثورة الملالوية عسكرياً وأولوياته هي المصالح الإيرانية وليست اللبنانية أو العربية…

*صحيح أن أفراد حزب الله هم لبنانيون إلا أنه تنظيم عسكري إيراني في كل شيء من ألف حتى يائه وبالكامل.

*الإتفاق الأميركي-الروسي الدولي لإنهاء دور الميليشيات الإيرانية خارج إيران.

*إدارة الرئيس ترامب وسياساتها المعارضة للتمدد الإيراني وتحالفها القوي مع السعودية.

*عبر وتفسيرات عودة داعش إلى معبر أبو كمال بعد أن طردها منه الجيش السوري والميليشيات الإيرانية.

 

الجيش اللبناني يواصل البحث عن المواطن السعودي المخطوف علي البشراوي

بيروت – “السياسة”/13 تشرين الثاني/17/أكدت مصادر عسكرية لـ”السياسة”، أن الجيش يواصل عمليات البحث والمطاردة لكشف ملابسات اختطاف المواطن السعودي علي البشراوي منذ الجمعة الماضي، حيث تشير المعلومات إلى أن الجيش يعمل على تضييق الخناق على الجهات الخاطفة التي يرجح أنها نقلت المخطوف إلى منطقة البقاع، حيث تواصل وحدات الجيش ملاحقة الخاطفين لتوقيفهم وإطلاق سراح البشراوي. وأشارت المعلومات إلى أن الموقوفين الذين جرى إلقاء القبض عليهم في منطقة الدار الواسعة خلال المداهمات التي قام بها الجيش لمنازل آل جعفر، يشكلون مصدر معلومات هاماً لكشف مصير المخطوف السعودي. إلى ذلك، وفي إطار متابعة حركة مقاتلي تنظيم “داعش”، وضمن سياسة الأمن الوقائي، ونتيجةً للمتابعة والرصد الدقيق، نفذت قوة من شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، في منطقة العبودية بالقرب من الحدود اللبنانية – السورية في شمال لبنان، عملية خاطفة تم بنتيجتها توقيف المدع (ص.ح) فلسطيني من مواليد مخيم عين الحلوة العام 1986. واعترف الموقوف بالتحقيق معه، بانتمائه إلى “داعش”، وأنه غادر منذ أربعة أشهر مخيم عين الحلوة إلى سورية للقتال في صفوف التنظيم، بمرافقة ثمانية آخرين على أربع دفعات، وذلك بتسهيل من المطلوبين في المخيم: (ع. ح.) و(ح. ح.)، وأنه عاد إلى لبنان بطلب من المسؤول عنه الذي أوكل إليه العمل على تشكيل مجموعات لصالح “داعش” على الأراضي اللبنانية على أن يتم تزويده لاحقاً بالتوجيهات وخطة العمل. وأودع الموقوف القضاء المختص بناءً على إشارته. في سياق متصل، أوقفت مديرية المخابرات في الجيش في عملية نوعية وبعد مراقبة وتعقب المدعو (ي.د) في محلة المعالي في مدينة الهرمل، المتهم بقتل عنصر من الجيش من آل راضي على خلفية ثأرية في بعلبك.

 

كنيسة عمرها 900 عام «هدية» سعودية للبطريرك الراعي/البطريرك الراعي يلتقي اليوم خادم الحرمين ووليّ العهد والحريري

الراي/الرياض – من وسام أبو حرفوش/الثلاثاء، 14 نوفمبر 2017

http://eliasbejjaninews.com/?p=60285

زيارةٌ تاريخية و«ما فوق سياسية» تُطْلِق حوارَ حضاراتٍ وأديان بين «الشركاء» المسلمين والمسيحيين

كل الأنظار إلى الرياض. فالعاصمة السعودية وأكبر مدن المملكة هي الآن عاصمة الحدَث بامتياز، وربما بلا مُنازَع. فـ «حجر اليمامة» التي غالبتْ التاريخ كثيراً و«غلَبَتْه» بعدما صارتْ رقماً صعباً، جعلتْها الجغرافيا في قلب التحدي، وها هي اليوم كأنها «قبِلتْ التحدي». فالزائر للعاصمة السياسية للمملكة العربية السعودية، وفي مناسبة زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي للرياض تلبية لدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، يكشف وبلا عناء أنه في رحاب «سعودية جديدة» تدير وجْهها نحو المستقبل. وتَزامُن الوصول الى الرياض مع الإطلالة التلفزيونية لرئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري من دارته في العاصمة السعودية بعد صمْته الثقيل عقب إعلان استقالته المفاجئة وكلامه عن «الصدمة الايجابية»، أظهر قُصر المسافة بين الرياض و... بيروت. ولم يحجب انسياب الحركة في شوارع الرياض والهدوء اللافت في حركة أكبر المدن العربية، الضجيج الهائل الاقليمي والدولي الذي أحدثه «البالستي» الذي تسلل من إيران ويكاد ينقل المنطقة بأسْرها من مكانٍ الى مكانٍ. فمن «البالستي» الذي طفح معه الكيل وكأن ما بعده ليس كما قبله، الى الاستقالة «الصادمة» للرئيس الحريري و«رسائلها» التي لا تقلّ وطأة، ومن زيارة أول بطريرك ماروني لـ «أرض الحرمين» في رمزيتها الكثيرة و... مفاجآتها، الى مظاهر متزايدة عن «حزم» في المكانة وانفتاح في الدور، ترتسم ملامح «السعودية الجديدة».

في أحد المصاعد، فوجئ موظف سعودي برجل دين مسيحي يرتدي «جبّته»، هو رئيس المجلس الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده ابو كسم،... وبعفويةٍ خاطبه: «حضرتك قسيس؟»، ثم عاد له ثانية وبفائض من الانتماء الانساني وقال له «ادعُ لنا». ثمة مَن يقول للدلالة على المشهد التاريخي الذي تجلى أمس بوصول البطريرك الراعي الى الرياض حيث يلتقي اليوم خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، انه منذ فجر الإسلام لم يحطّ بطريرك ماروني في أرض الطائف، فالمسألة تتجاوز السياسة وترقى الى مستوى التحوّل في العلاقة الإسلامية - المسيحية في لحظةٍ مأسوية غلب عليها التطرّف والدم والخوف والبحث عن حمايات خارجية.

في لقاء خادم الحرمين والبطريرك الماروني، رسالةٌ إنسانية - سياسية الأهم فيها تأشيرة عبور بالشرق الى «حوار أديانٍ وحضارات» بعد كوابيس الصِدام وكارثيّته، وهو الأمر الذي سيكون لبنان مؤتمَناً عليه. قبل ثلاثة أعوام، ومع تَزايُد مَظاهر العنف الأسود وتفشي وباء «داعش» و«القاعدة» وما شابه وتصويرها الإسلام على أنه دين ترويع وسفك دماء، خرجتْ إلى العلن دعواتٌ «أقلوية» تحضّ المسيحيين على طلب الحمايات من الغرب. وبهذا المعنى فإن الدلالات العميقة للقاء البطريرك الراعي الملك سلمان تعني ان الحوار الاسلامي - المسيحي كفيلٌ بـ «عقْلنة» الخطاب الإسلامي وطمأنة المسيحيين كأبناء من هذا الشرق وشركاء للآخرين فيه، أي أنهم ليسوا «جالية» تحتاج لـ«عضلاتِ»الغرب المحكوم بالمصالح. وزيارة الراعي ستكون أول الغيث في رسْم مشهدٍ جديد لن يخلو من المفاجآت الـ»ما فوق سياسية«كالإعلان عن عزْم المملكة ترميم كنيسة أثَرية جرى اكتشافها وتعود لنحو 900 عام، على أن تكون»هديّة رمزيّة«لحوارٍ إسلامي - مسيحي واعِد يعيد تصويب البوصلة.

ثمة مَن تعاطى في بيروت مع الهمْس عن مفاجأةٍ قد يعود بها الراعي من الرياض، على أنه وعدٌ باصطحاب الرئيس الحريري معه في طريق العودة، وهو الذي سيلتقيه اليوم بعدما كان رئيس الحكومة أطلّ ليل اول من أمس في مقابلةٍ عبر محطة»المستقبل«. هذه»التوقعات«بدت أنها واحدةٌ من عوارض الكلام الكثير، الذي قيل عن ملابسات استقالة الرئيس الحريري وعدم عودته إلى بيروت، وهو الذي وضع حداً لفائض من التكهنات عندما أعلن في حوارٍ قال فيه كل ما أراد انه عائد خلال أيام الى لبنان. ... في خلفية الصورة للحوار مع الرئيس الحريري ان الواقع الاقليمي الناجم عن الاندفاعة الايرانية المتمادية لم يعد يحتمل»مساكنة«في بيروت بشروط»حزب الله«، فثمة أورامٌ خطيرة في الإقليم سقطتْ معها»المسكّنات«، ولبنان لم يعد في وسعه المزاوجة بين كوْنه»بلد صغير«ويُستخدم في»ألعاب كبيرة«. وبفائضٍ من الإحساس بالمسؤولية تغمرها عاطفةٌ دامعة وتحوطها»لعبة الأقدار«قال الرئيس الحريري انه عائد الى بيروت، يريد تسويةً تُداوي الجنوح المتمادي لـ»حزب الله«، وهو سيحتكم الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المؤتمَن على البلاد.

وقبيل مغادرته بيروت أمس متوجّهاً الى الرياض، لفت البطريرك الماروني في تصريح له من مطار بيروت إلى أن»زيارتي للسعودية اتخذت صفة تاريخية ومهمة بالنسبة للحدًث الذي نعيشه في لبنان«، مشيراً إلى أن»المراسلات بين البطريركية المارونية والسعودية لم تنقطع على مر التاريخ وهذه الزيارة الأولى من نوعها«. وأشار إلى»أننا نتأمل كل خير من هذه الزيارة لأن السعودية لم يأت منها إلا الخير وهذه العلاقة مميزة والصداقة موجودة والمملكة كانت إلى جانب لبنان في كل الظروف الاقتصادية، الاجتماعية، الأمنية والانمائية«، مؤكداً»اننا نلبي هذه الزيارة بفرح ويشرّفني أن ألبيها خاصة كأول بطريرك ماروني يزور السعودية«. وأضاف»أحيي الوزير المفوض (القائم بالأعمال السعودي في بيروت) وليد البخاري على حضوره والتواصل لتحضير زيارتي للسعودية«، مشيراً إلى أن»السعودية الى جانب لبنان في كل الظروف وسنحمل تطلعات اللبنانيين ونوصلها للملك وولي العهد محمد بن سلمان ونأمل خيراً، وما سمعتُه من الرئيس سعد الحريري في إطلاته التلفزيونية يُطَمْئن ويفتح افاقا جديدة«. من جهته، أعلن البخاري تعليقاً على وضع الرئيس الحريري في المملكة انه اقترح على رئيس الجمهورية ميشال عون إمكان إيفاد وزير الخارجية إلى الرياض للاطلاع على الأوضاع كافة، معتبراً ان»الزيارة التاريخية اليوم للبطريرك الراعي ستكون خيراً للجميع«، ومؤكداً»ان الجالية اللبنانية في السعودية هي في بلدها الثاني وتُعامَل بكل الاحترام والتقدير».

 

الترويج العبيط

الياس الزغبي/فايسبوك/13 تشرين الثاني/17

هرباً من التعامل بواقعيّة مع الأسباب الجوهربّة للاستقالة،  بدأ فريق "حزب الله" + الحكم الترويج لمسألتين شخصيّتين:

- عودة عائلة الحريري معه... وكأنّهم أحرص منه على سلامته وسلامتها!

- وعودته عن الاستقالة... وكأنّهم يفرضون عليه إقامة جبريّة في سجنهم السياسي، وابتزازه تحت عنوان "التسوية".

كم هم بعيدون في لعبتهم المكشوفة هذه عن إدراك حقيقة موقفه ودوافع استقالته، وكم أنّ رهانهم على إغرائه ب"محبتهم الطارئة"، وعودته بشروطهم،  وهمي وواهي... وعبيط!

 

مطرانية بيروت المارونية: مطر عزى في السعودية ممثلا الراعي

الإثنين 13 تشرين الثاني 2017 /وطنية - اصدرت مطرانية بيروت المارونية، البيان الآتي: "منعا للأضاليل وإيضاحا للحقيقة فقد دعي سيادة المطران بولس مطر الى تقديم واجب التعزية مرتين الى السعودية حيث مثل غبطة البطريرك مار بشاره بطرس الراعي، وعندما دعي للذهاب قال للداعين، إنه سيذهب بثوبه الأسقفي والصليب فقيل له أهلا وسهلا وهكذا كان. ومن المطلوب في مثل هذه الأمور أن تستقى المعلومات من مصادرها".

 

الحريري التقى في الرياض رئيس بعثة الاتحاد الاوروبي وسفيري المانيا وبريطانيا

الإثنين 13 تشرين الثاني 2017/وطنية - استقبل الرئيس سعد الحريري في دارته في الرياض ظهر اليوم، رئيس بعثة الاتحاد الاوروبي في المملكة العربية السعودية ميكيلي سيرفون دورسو. ثم استقبل الرئيس الحريري على التوالي السفير الألماني في المملكة ديتر والتر هالر، والسفير البريطاني في الرياض سايمون كولينز.

 

الإتحاد الماروني العالمي: نؤيد خطوات التحالف لمواجهة السيطرة الإيرانية في لبنان والمنطقة

الإثنين 13 تشرين الثاني 2017

http://eliasbejjaninews.com/?p=60283

وطنية - أعلن الاتحاد الماروني العالمي "رفض استمرار السيطرة الإيرانية بواسطة حزب الله على لبنان دولة وقرارا". وأوضح في بيان، "في ضوء ما يجري على الساحة اللبنانية وخصوصا فيما يتعلق بالحملات الاعلامية الحالية التي تقودها الماكينة الايرانية ضد التحالف العربي - الأميركي"، تأييده "الخطوات الاستراتيجية العملية للتحالف العربي - الأميركي لمواجهة السيطرة الإيرانية في لبنان والمنطقة".

اضاف :"يعتبر هذا الموقف معبرا عن رأي أكثرية الموارنة في العالم ولا سيما الجاليات التي عملت على اصدار القرار الدولي 1559 والذي كان بإمكانه لو طبق في حينه تحرير القرار اللبناني وحماية الحرية وتأمين سيادة الدولة ومنع التدخلات فيها ومواكبتها لأحداث المنطقة بشكل متزن ومسؤول كان سيضع لبنان في مصاف الدول المستقرة والمتقدمة ويبعد عن ابنائها الأخطار الأمنية والتداعيات الاقتصادية التي لا يزال يمر بها منذ عقدين من الزمن.

وختم البيان :"نشكر الإدارة الأميركية والكونغرس بحزبيه على مساعدة لبنان لتجنيبه آفات الارهاب والسيطرة الايرانية التي عمت أخطارها دولا كثيرة في المنطقة".

 

تغريدات لنوفل ضو

13 تشرين الثاني/17

*ماذا لو قررت قيادة المملكة العربية السعودية اهداء البطريرك الراعي ترميم كنيسة لا تزال آثارها قائمة منذ ٩٠٠ سنة قرب الرياض؟ فهل سيخرس نهائيا اولئك الذين بخوا سمومهم متسائلين بنواياهم السيئة اذا كان البطريرك والمطارنة المرافقون سيبقون صلبانهم على صدورهم خلال زيارتهم للملكة؟

*اي حوار حول سلاح حزب الله يعني مساومة على الدستور والقوانين. المطلوب حل لهذا السلاح على قاعدة تطبيق الدستور والقوانين اللبنانية والدولية السارية المفعول. وكل ما عدا ذلك صفقة على حساب منطق قيام الدولة القوية صاحبة المرجعية الحصرية في كل المجالات من دون استثناء

*من اولى شروط النأي الفعلي بالنفس عن ازمات المنطقة وجود سلطة واحدة على الارض اللبنانية تطبق القانون على الجميع وتضبط الحدود وتمنع التنقل من لبنان واليه بالسلاح وتضبط المعابر البرية والبحرية والجوية وتلقي القبض على المتهمين والمطلوبين بجرائم الاغتيال والتفجير وتشكيل خلايا الارهاب!

*تطبيق النأي بالنفس عن ازمات المنطقة وحروبها يحتاج لجهات ضامنة وراعية لكي لا يبقى كلاما يستفيد منه حزب الله لكسب الوقت ولمزيد من قضم الدولة اللبنانية ومؤسساتها. والنأي الحقيقي بالنفس يتطلب تغيير عقيدة حزب الله وابديولوجيته وعلاقته بإيران. فهل من يدعي القدرة على ذلك؟

*كلام الرئيس الحريري عن النأي بالنفس والعودة الى التسوية لم يطمئني بالكامل لأن ما نحتاج اليه هو علاج كامل لسلاح حزب الله في الداخل كما في الخارج...

*الحل لسقوط صفقة التسوية ليس فقط باستقالة رئيس الحكومة سعد الحريري بل باستقالة كل اركانها من دون استثناء وتولي من عارضوا التسوية مسؤولية اخراج لبنان من أزمته.انه المنطق الطبيعي للأمور ومن دونه صفقة جديدة بانتظار احتقان جديد وانفجار جديد...منطق الفرض والقوة لن يستمر الى ما لا نهاية

*لنفترض ان الحريري وصل الى بيروت الآن.هل يقول بأن سلاح حزب الله شرعي خلافا لبيان استقالته؟هل يقول بأن دور إيران في لبنان والمنطقة ايجابي وبناء وداعم للسيادة؟هل قال الحريري في بيانه كلاما لم يقله من قبل؟واذا بقي رئيس حكومة  رغم السلاح ودور ايران الا يعتبر في اقامة جبرية في لبنان؟

*التعاطي مع ملف استقالة الرئيس سعد الحريري ووجوده خارج لبنان تخبيص بتخبيص على كل المستويات... مسؤولون هواة مبتدئون في السياسة بأيديهم ملفات مصيرية بحجم مصير شعب ودولة... وشعب تديره غرائزه يفتقد العقل والمنطق في الاوقات الصعبة والدقيقة

*قرأت فكرة اعجبتني: زيارة الراعي للسعودية كزيارة الحويك الى فرساي عشية اعلان لبنان الكبير وكحركة عريضة قبل الاستقلال وصفير قبل ازاحة الاحتلال السوري

 

بيان "تقدير موقف" رقم 78/محاولة لبننة "حزب الله" مستحيلة! ولكنَّ الشيعة لبنانيون أصلاً وفصلاً، ولا يحتاجون إلى لبننة.

13 تشرين الثاني/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=60277

في السياسة

· ينكب اللبنانيون ومعهم دوائر "الإختصاص" السياسي على تفكيك ألغاز مقابلة الرئيس سعد الحريري الشكلية والسياسية.

· مرتاح أو غير مرتاح؟

· سجين أم حرّ؟

· مغلوب على أمره؟

· صاحب مبادرة؟

· أيها الإختصاصيون :

أ- الإستقالة نهائية ما لم تُعدِّل جذريا ً في مسار التسوية !

ب- لا غطاء سنّياً، لبنانياً أو عربياً، بعد اليوم لسلاح غير شرعي في لبنان!

ج- المطالبة بتسوية جديدة قائمة على الطائف وقرارات الشرعية الدولية – 1559 و1701!

د- بعد الإستقالة ليس كما قبلها!

تقديرنا

· محاولة لبننة "حزب الله" مستحيلة! ولكنَّ الشيعة لبنانيون أصلاً وفصلاً، ولا يحتاجون إلى لبننة.

· الحل المؤقّت والإجرائي في قيام حكومة غير حزبية تشرف على الانتخابات!

· وفي مؤتمر وطني بضمانة عربية ودولية يشرف على تنفيذ الدستور والطائف وقرارات الشرعية الدولية خاصة 1559 و1701.

 

الراعي الى السعودية: اللبنانيون لن يرتاحوا إلا بعد عودة الحريري والمملكة لم تخذل لبنان مرة

الإثنين 13 تشرين الثاني 2017 /وطنية - غادر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت بعد ظهر اليوم متوجها الى المملكة العربية في زيارة تاريخية تعتبر الاولى لرأس الكنيسة المارونية الى السعودية، وذلك على متن طائرة خاصة وضعها بتصرفه نائب رئيس المؤسسة المارونية العالمية للانماء الشامل رئيس مجلس ادارة بنك بيروت الدكتور سليم صفير. ورافقه رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، النائب البطريركي المطران بولس عبد الساتر، ومدير مكتب الاعلام والبروتوكول في بكركي وليد غياض.

وكان في وداع البطريرك في صالون الشرف في مبنى الطيران المدني في المطار وزير الثقافة الدكتور غطاس الخوري ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، القائم بأعمال السفارة السعودية وليد بخاري، وفد من المجلس الاعلى الماروني ضم ميشال متى ورولان غسطين وانطوان رميا، رئيس فرع مخابرات جبل لبنان العميد كليمانس سعد، ومدير العلاقات العامة في بنك بيروت انطوان حبيب.

وقال الراعي في المطار: "هذه الزيارة مرت في مرحلة اولى عام 2013، وجاءت ظروف لم تمكننا من القيام بها، وهي الآن تأخذ صفة تاريخية ومهمة بالنسبة الى الحدث الذي نعيشه اليوم في لبنان، وكل العيون اللبنانية تتوسم خيرا، ونحن ايضا، لانه لم يأت من المملكة العربية السعودية تاريخيا إلا كل خير، وفي مراحل هذه العلاقة المميزة والصداقة كانت المملكة دائما الى جانب لبنان في كل الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية والانمائية".

واضاف: "هذه الزيارة ألبيها بكل فرح، ويشرفني ذلك، خصوصا أنني اول بطريرك ماروني يزور المملكة، علما أنه في عهد البطاركة أسلافنا عريضة المعوشي وخريش والبطريرك صفير، كان هناك مراسلات بين البطاركة والملوك في المملكة".

وتابع الراعي: "أريد أن أعبر عن شكري الكبير لجلالة الملك سلمان لهذه الدعوة الكريمة، وقد تزامنت مع استقالة الرئيس الحريري وانتظار اللبنانيين ان يعود، والامور تجمدت، والشعب اللبناني كله ليس مرتاحا، ولن يرتاح الا بعد عودة الرئيس الحريري وعودة الحياة الطبيعية والعامة في بلدنا الى إطارها الطبيعي". وأكد "أننا سنحمل هذه الآمال والتطلعات وسنضعها في قلب الملك، وفي قلب ولي العهد، ونأمل خيرا بصلاة الجميع وبالارادات الطيبة في المملكة".

وتوجه البطريرك "بالتحية والشكر للوزير المفوض وليد بخاري القائم بالاعمال في السفارة السعودة في لبنان، لمتابعته اليومية، دقيقة بدقيقة، من أجل إنجاح هذه الزيارة والوصول الى نتيجة مثمرة".

وردا على سؤال عما قاله الرئيس الحريري خلال مقابلته التلفزيونية أمس، وما إذا كان كلامه يطمئن او انه "قيد الاحتجاز"، قال الراعي: "ما سمعناه جميعا مطمئن، وانا شخصيا كنت مطمئنا ومرتاحا جدا الى ما قاله، والرئيس الحريري أجاب عن كثير من التساؤلات لدى اللبنانيين وفتح آفاقا جديدة ومهمة، ونأمل أن تتحقق هذه المواضيع بأسرع ما يمكن".

وفي ما يتعلق بتشكيك رئيس الجمهورية في احتجاز الرئيس الحريري في السعودية، قال بخاري: "نحن قابلنا فخامة الرئيس عون وكان في قمة التعاطي مع ازمة الاستقالة، وحملنا تمنيا الى صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان ولي العهد بالتدخل لعودة الرئيس الحريري في أقرب فرصة ممكنة، وانا اخبرته برغبة القيادة في إيفاده وزير الخارجية الى السعودية للاطمئنان بنفسه والوقوف على معطيات هذه الاستقالة، وفي هذه الزيارة واللحظة التاريخية، من ضمن برنامج غبطة البطريرك الراعي لقاء خاص مع الرئيس سعد الحريري". وردا على سؤال قال الراعي: "عندما نتحدث مع جلالة الملك وسمو ولي العهد نتكلم كلاما رسميا وصريحا، ونحن نأمل الوصول الى خواتيم المواضيع، كما يتمنى الشعب اللبناني". ووصف الصداقة بين المملكة ولبنان ب"التاريخية، والمملكة لم تخذل لبنان مرة، وعلى هذا الاساس نمضي بالموضوع. وبالنسبة الى اللبنانيين الموجودين في المملكة العربية السعودية، المملكة تعرف ان اللبنانيين الذين استقبلتهم على أراضيها احبوها واحترموها واحترموا تقاليدها وقوانينها وقاموا بصداقات عديدة، والعديد من الامراء السعوديين قد اشتروا بيوتا في لبنان، وكان يسكنون في لبنان الى ان جاءت الحرب وعطلت ذلك". واعتبر انه "عندما تكون الامور مبنية على صداقة متبادلة فلا اعتقد ان القيادة ستقول لهم تفضلوا الى بيوتكم نظرا الى وجود ازمة، ولا أظن ان المملكة تقوم بذلك". من جهته قال بخاري: "لم تسجل اي حالة توتر او شكوى من المواطنين، وأفراد الجالية اللبنانية هم في وطنهم الثاني ويعاملون بكل احترام وكل تقدير من السلطات السعودية، والمملكة تحترم كل الجاليات الموجودة فيها ولاسيما الجالية اللبنانية التي هي محط اهتمام القيادة وكل السلطات هناك".

 

"عكاظ": إيران أعلنت الحرب على لبنان وإيقافها بيدها

المركزية/13 تشرين الثاني/17 / سألت صحيفة "عكاظ" "هل تقع الحرب في لبنان؟" مضيفة "سؤال قد يبدو منطقياً للكثير من اللبنانيين في هذه المرحلة الدقيقة ووسط التطورات المتسارعة، لكنه بعد الدراسة والتمحيص يبدو سؤالاً لا يقارب المنطق السياسي، لأن السؤال الواقعيُّ الواجب طرحه من دون تردد هو: متى توقفت الحرب في لبنان؟"، لافتة إلى أن "الهدف من اغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري عام 2005 كان قتل مشروع الدولة في لبنان، مشروع إعادة الإعمار في بلد أنهكته الحرب الأهلية. ثم كانت حكومة رئيس كتلة "المستقبل" النائب فؤاد السنيورة بعد الاغتيال فجاءت مغامرة تموز عام 2006 لتهدم الدولة مجدداً بفعل العدوان الاسرائيلي والأجندة الايرانية. ثم كان حصار السراي الحكومي باحتلال بيروت في 7 أيار عام 2008 فجاءت انتخابات 2009 وحقق السياديون الأكثرية النيابية لكن إيران وأدواتها صادروا خيار اللبنانيين". وأضافت "فكان إسقاط حكومة سعد الحريري الأولى بهرطقة الوزير الملك ليفرض أصحاب القمصان السود قرارهم الدموي على لبنان واللبنانيين. ثم جاء تعطيل الانتخابات الرئاسية لعامين ليفرض أتباع إيران أجندتهم مجدداً على اللبنانيين في تسوية عرجاء عنوانها "ما لنا وما لكم لنا أيضاً". وحتى هذه التسوية انقلبوا عليها فحولوا لبنان إلى قاعدة لتصدير الميليشيات الإرهابية وتدريبها إلى العالم العربي حتى وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه". واعتبرت أن "الأزمة في لبنان لم تكن يوماً أزمة استقالة رئيس حكومة، ولا أزمة عودة الرئيس إلى لبنان، فالأزمة منذ العام 2005 حتى هذه اللحظة هي أزمة عودة لبنان إلى لبنان، أزمة عودة الدولة إلى لبنان، عودة السيادة والاستقلال إلى لبنان". وأضافت "من هنا يُطرح السؤال: متى توقف إيران الحرب على لبنان؟ ومتى يوقف أتباع إيران اعتقالهم للبنان واللبنانيين؟"، مشيرة الى أن "حتى الوصول إلى هذه الإجابات ستبقى الحرب في لبنان، هي حرب أعلنها الإيراني وبيده أن يعلن أنها قد توقفت".

 

 "تايمز": طبول الحرب تُقرع... ولبنان مسرحها؟

المركزية/13 تشرين الثاني/17 /اشارت صحيفة "تايمز" البريطانية في افتتاحية لها تحت عنوان " طبول الحرب"، إلى "ان منذ سقوط الموصل والرقة فإن الساعة بدأت تدق لتعلن نهاية الجيش الجهادي المحتل"، الأمر الذي تراه إيران بأنه فراغ للسلطة وفرصة لمد سلطتها في منطقة الشرق الأوسط". واعتبرت "ان في حال لم يتم استيعاب الأزمة القائمة التي تلوح في الأفق، فإن لبنان سيكون مسرحاً آخر لحرب مثل التي نشبت في سوريا وراح ضحيتها المئات، ان لم يكن الآلاف من الأشخاص خلال السنوات الست الماضية"، مذكّرةً "بان رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الدين الحريري جاء الى سدة الحكم بعد التوصل لاتفاق مع "حزب الله". ولفتت إلى "ان رئيس الحكومة سعد الحريري يحمل الجنسية السعودية، وكان المسؤول عن مراعاة الكثير من المصالح السعودية في لبنان، وجرّاء الإحباط السعودي من توسّع سيطرة "حزب الله"، فإنها طردت الحريري لعدم وقوفه في وجه ايران، واجبرته على قراءة نص الاستقالة عبر قناة سعودية"، موضحةً "ان السعودية التي تطمح لقيادة المسلمين السنّة، تشعر بأن إيران تطوقها، والمملكة السعودية تؤيدها حكومة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي بدوره يشاركها مخاوفها من المد الإيراني". واعتبرت "تايمز" "ان الديكتاتور السوري، بشار الأسد، مدعوم مالياً من الإيرانيين والقيادة الإيرانية ومن "حزب الله"، وان نفوذ طهران يمتد في منطقة الشرق الأوسط ليس فقط بسبب موطئ قدمها في لبنان، بل بسبب دعمها لحماس في غزة"، مشددةً على "ان المنطقة تعبت من الحروب، فالملايين من الأطفال السوريين لا يتلقون اي تعليم منذ اندلاع الحرب في عام 2011، كما ان عدد اللاجئين السوريين في لبنان وصل إلى 1.5 مليون لاجئ سوري في بلد يصل تعداد سكانه إلى 4 ملايين نسمة، والكثير من المدن في العراق وسوريا سويت بعضها بالأرض فضلاً عن نشر العديد من الألغام التي زُرعت بين حطام المباني بعد هروب عناصر تنظيم الدولة، لذا يجب على السعودية قيادة ائتلاف من العرب لبناء ما تبقى من حلب وغيرها من المدن الأخرى".

 

محمد عبد الحميد بيضون لـ "الأنباء الكويتية": استقالة الحريري اسقطت التسوية الرئاسية بكل مندرجاتها ومفاعيلها وكل الإشاعات التي تطلقها 8 آذار وكل البكاء على الحريري هو فقط لابعاد الأنظار عن جوهر الأزمة

الأنباء الكويتية/13 تشرين الثاني/17

رأى النائب والوزير السابق د. محمد عبد الحميد بيضون، أن استقالة الرئيس الحريري لم تقف عند حدود نزع الشرعية عن حزب الله، إنما فتحت أيضا الأبواب واسعة أمام الأوروبيين والأميركيين للبحث جديا بانغماس هذا الحزب عضويا وبتكليف وتمويل إيراني في نشاطات إرهابية في سوريا والبحرين واليمن والكويت، علما أن أحدى النقاط الأساسية والإيجابية الذي أظهرها مدار البحث القائم بين السعودية ودول الغرب، ترتكز على توصية دول الخليج العربي بعدم اتخاذ إجراءات تجعل من الإقتصاد اللبناني ضحية المواجهة العربية للغزو الإيراني للمنطقة العربية.

ولفت بيضون في حديث لـ "الأنباء" الى أن تباكي قوى 8 آذار على استقالة الرئيس الحريري، ليس تضامنا مع الأخير أو حزنا عليه، إنما انتحابا على الغطاء الشرعي التي ألقته التسوية الرئاسية على سلاح حزب الله وعلى تدخله إرهابا بدول الخليج العربي، بدليل أن الإتحاد الأوروبي أدرج الجناح العسكري لحزب الله على لائحة الإرهاب الدولي دون الجناح السياسي بسبب مشاركته في الحكومة اللبنانية، مع العلم أن سلاح حزب الله يفرض قيوده وشروطه وهيمنته على مقررات الحكومة، وعلى السياستين الداخلية والخارجية للبنان، ويضع قرار الحرب والسلم بتصرف طهران.

بمعنى آخر يؤكد بيضون أن كل الإشاعات التي تطلقها 8 آذار وكل البكاء على الرئيس الحريري، هو فقط لابعاد الأنظار عن جوهر الأزمة، ألا وهو وجود تخريب إيراني في المنطقة العربية تطور مؤخرا الى حد قصف المدن السعودية من اليمن بصواريخ بالستية، خصوصا أن هذا التخريب يعتمد على حزب اللهكرأس حربة في سوريا واليمن والبحرين والكويت، ناهيك عن أن هذا التخريب المنغمس به حزب الله يحمل لبنان رئاسة وحكومة وشعبا ومؤسسات، مسؤوليات جسام لا قدرة له على تحملها.

وردا على سؤال، أكد بيضون أن لا حكومة جديدة في لبنان دون سعد الحريري في سدة رئاستها، ولا عودة للإنتظام السياسي العام دون وجود سعد الحريري في المعادلة السياسية، لكن المؤسف في مشهد ما بعد الإستقالة، هو انشغالالسلطة بالإشاعات حول ظروف إقامة الرئيس الحريري في السعودية، بدلا من أن تبادر بشخص رئيس الدولة ورئيس مجلس النواب الى تقديم عرض تفاوضي يعطي السعودية ضمانات وتطمينات بأن لبنان لن يكون منبرا لتوجيه الشتائم للقادة والملوك العرب ولا منصة لاطلاق الإرهاب الإيراني التخريبي في الخليج العربي.

وعليه يؤكد بيضون أن تعاطي السلطة مع اسقالة الحريري يؤكد عدم وجود جدية لديها بتحمل مسؤولياتها لإخراج لبنان من الأزمة، بل تعمد الى شراء الوقت والى رمي قنابل دخانية للتغطية على حقيقة وأسباب وخلفيات الاستقالة، معتبرا بالتالي أن هذا التعاطي غير المسؤول مع خطورة الموقف، إن أكد شيء، فهو يؤكد أولا عدم قيام حكومة جديدة على المدى المنظور، وعدم اكتراث السلطة لما ستتخذه السعودية من إجراءات كبيرة ضد لبنان في سياق دفاعها عن نفسها وعن السيادة العربية بوجه إرهاب إيران ومن خلفها حزب الله.

وختم بيضون مشيرا الى أن استقالة الرئيس الحريري اسقطت التسوية الرئاسية بكل مندرجاتها ومفاعيلها، موضحا أن التسوية كانت قائمة على ركيزتين اساسيتين الأولى ترئيس العماد عون للجمهورية على قاعدة خلق ديناميكية سياسية لاستعادة الثقة بلبنان، والثانية تحييد لبنان عن صراعات المنطقة، إلا أن ما حصل هو اكتفاء عون بانتخابه رئيسا للدولة وتنصله من اقناع حزب الله بتحييد لبنان عن الصراع الإقليمي.

اما بالنسبة للمخارج من هذه الأزمة الوطنية الكبيرة فيطرح بيضون احد الحلين التاليين: اولا، ان يدعو رئيس الجمهورية الى طاولة حوار يكون الهدف منها التنفيذ الكامل للقرار الدولي ١٧٠١، لأن هذا القرار لم ينفذ منه سوى المرحلة الاولى ويتعرض للتسويف والالتفاف عليه خصوصا من قبل حزب الله، اما الحل الثاني فهو ان تطلب فرنسا أو المجموعة العربية من مجلس الأمن تحويل القرار ١٧٠١ من الفصل السادس الى الفصل السابع اي جعله الزاميا وفِي هذا أفضل حماية للبنان من حروب ايران ومن حروب اسرائيل.

 

موغريني: الاتحاد الاوروبي يطالب بابعاد لبنان عن التدخلات الخارجية

الإثنين 13 تشرين الثاني 2017 /وطنية - اعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني ان "الاتحاد الاوروبي يطالب بالا يكون هناك اي تدخل خارجي في لبنان"، وقالت في ختام اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي في بروكسل: "لا نريد اي تدخل خارجي في لبنان، ونعتبر انه من الضروري تجنب استجلاب نزاعات اقليمية وتفاعلات اقليمية وتوترات اقليمية الى لبنان، ولا بد من ابقائها خارج هذا البلد". واشارت موغيريني الى انها "ستستقبل صباح غد في بروكسل وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل".

 

سامي الجميل: لتحويل الأزمة الى فرصة لحل بنيوي يبدأ باستعادة السيادة وإعلان الحياد لمنع التدخل بشؤون الآخرين أو تدخل الآخرين بشؤوننا

الإثنين 13 تشرين الثاني 2017 /وطنية - تمنى رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل "عودة سريعة لرئيس الحكومة سعد الحريري الى لبنان ليترجم قناعاته من الاراضي اللبنانية ان كان بالنسبة للخطوات الدستورية او السياسية التي يريد اتخاذها وقال: "نريد من الحريري ان يأخذ خطواته من لبنان وليس من اي مكان آخر". وعلق الجميل خلال مؤتمر صحافي عقده في الصيفي، على موضوعين في خطاب الرئيس سعد الحريري فقال: "الموضوع الاول المعلومات السرية التي لم يكشف عنها، وبالنسبة لنا نريد بداية ان نعرف ويعرف اللبنانيون ما هي هذه الخطوات ويكشف عنها للجميع لان لها علاقة بمستقبل جميع اللبنانيين ونتمنى معرفة كل الملابسات لنبني على الشيء مقتضاه". أضاف: "الموضوع الثاني كلام الحريري عن تسوية جديدة، نؤكد ان التسوية القديمة سلمت البلد وقرارها الى الآخرين لذلك وصلنا الى المأزق، ولهذا السبب نحن بحاجة لتسوية جديدة". وتابع: "المطلوب اليوم حل نهائي بنيوي للازمة السياسية ولطريقة ادارة البلد. علينا أن نستفيد من الظرف والازمة لايجاد حل بعيد الامد يعطي أملا للناس ونضع مقومات بناء الدولة على اسس متينة كي لا نقع في الازمات المتكررة". وقال الجميل: "الحل البنيوي له متطلبات: التركيز على تحييد لبنان عن الصراعات وعدم التدخل بشؤون الدول العربية. "ونحن نسميه حياد لبنان تجاه كل ازمات المنطقة يلزم جميع اللبنانيين بعدم التدخل بشؤون أحد، كما نطالب بألا يتدخل أحد في شؤوننا لأن الاهم ان تكون الدولة على الحياد". أضاف: "اضافة الى ذلك، الموضوع الاهم هو السيادي، مشكلتنا ليست فقط بتدخل فريق لبناني بشؤون الآخرين انما مشكلة خطف القرار اللبناني والامر اساسي بالنسبة لنا. ان اي اتفاق او تسوية يجب ان يمرا بعودة السيادة واستعادة الشعب حقه بتقرير مصيره". وأكد ان "لا دولة من دون سيادة"، متمنيا ان "يكون هذا الموضوع هو الاولوية"، وقال: "لن نقول اننا سننزع سلاح حزب الله غدا انما يجب وضع خارطة طريق لتسليم السلاح واستعادة الدولة سيادتها". وشدد على ان "الاولوية الملف اللبناني لا الاقليمي". وتمنى "لبننة الخطاب ووضع الاولوية القصوى لكيفية بناء الدولة القوية"، وقال: "حذرنا من ان الصفقة السياسية أفقدت لبنان سيادته، كما اننا حذرنا من تمسك بعض الافرقاء بجر لبنان الى سياسة المحاور. الشعب اللبناني تعب من العيش بالموقت ومن غير الطبيعي ان نبقى نخشى على غدنا ومستقبل اولادنا".أضاف: "اللبناني يعيش حياة ذل يوميا، ومن حقنا ان نبني دولة قوية سيدة حرة مستقلة، وان نتحرر من التزاماتنا ورهاناتنا الخاطئة. اننا لا نريد رهانا على سلاح من هنا او هناك انما على دولة قوية وجيش قوي ومسؤولين لهم اولوية مستقبل البلد". ودعا الجميل الى ان "أخذ فرصة من الصراعات والحروب والازمات لان من حق الشعب ان يأخذ عطلة من ان يكون ارض صراعات"، وقال: "يجب أن نحيد انفسنا ونعرف حجمنا ونبحث عن كيفية بناء دولة قوية". وسأل: "اين نحن من احلام شباب لبنان وهل هناك ذل اكثر من ذلك؟". ورأى ان "الاسئلة التي طرحها اللبنانيون في الاسبوعين الاخيرين مذلة". وقال: "لنضع مشاكلنا على الطاولة بشكل واضح مع معايير بناء الدولة واحترام الدستور ومواعيده ونلتزم الحياد ونسترد استقلالنا وسيادتنا، وحان الوقت لنستفيد من الازمة ونحل للمرة الاخيرة مشاكلنا ونضع القطار على السكة الصحيحة". وتمنى ان يكون "كلام الحريري عن تسوية حلا بنيويا". أضاف: "مستعدون لنكون ايجابيين الى اقصى حدود، وآن الوقت لنضع انفسنا فوق الخلافات وان نضع قطار لبنان على السكة ولنختلف تحت سقف لبنان لا على كيفية بناء البلد. ان الكلام ليس عن حكومة او غيرها والمشكلة اكبر، وبالنسبة لنا هناك مقومات لبناء الدولة". وتابع: "المطلوب لحظة وعي والبحث عن كيفية معالجة مشاكلنا. اننا نريد دولة سيدة تلتزم الدستور والقانون ونريد انقاذ لبنان الآن لنكمل لاحقا مسارنا الاصلاحي الذي لا مفر منه".

حوار

وردا على اسئلة الصحافيين، قال الجميل: "في الفترة السابقة، عارضنا الصفقة السياسية وحذرنا مما ستؤدي اليه، وللاسف كان الحق الى جانبنا والآن وقعنا بالمحظور ومسؤولية الجميع البحث عن كيفية الخروج منه". أضاف: "لنفكر معا بكيفية وضع مقومات الخروج من الواقع ومن الصفقة التي سلمت أمر البلد الى الآخرين، ونضع سيادة الدولة كأولوية ونرفض اي تدخل بشؤوننا الداخلية، وعليه نمد يدنا للجميع لاننا نستوعب خطورة الوضع". وتابع: "الوقت حان للسير بمسار انقاذي، ونحن نضع انفسنا بتصرف اي خطوة ايجابية لانقاذ البلد". وردا على سؤال آخر، اعتبر الجميل ان على "حزب الله مسؤولية تجاه لبنان لانه حزب لبناني وعناصره لبنانيون، وعليه ان يستوعب خطورة الوضع ويساعد نفسه واللبنانيين لتجنيب البلد الكوارث". وسأل: "لماذا نحشر أنفنا في مشاكل الآخرين ولحزب الله دور اساسي في هذا الموضوع؟".

 

كتلة المستقبل: ارتياح كبير لإعلان الحريري عودته في غضون أيام وتأكيد الالتزام بالحوار والنأي بالنفس

الإثنين 13 تشرين الثاني 2017 /وطنية - توقفت كتلة "المستقبل" في بيان بعد اجتماعها في "بيت الوسط" برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، "بارتياح كبير أمام إعلان الرئيس سعد الحريري عن عودته إلى بيروت في غضون الأيام المقبلة"، ورأت في ذلك "بشارة طيبة بشأن طبيعة المرحلة المقبلة بما يجعلها تتطلع إلى أن تكون بإذن الله في مصلحة لبنان ولاسيما لجهة التقدم على مسار تصحيح علاقات لبنان الخارجية مع أشقائه العرب الذين يتشارك معهم في بناء نظام المصلحة العربية المشتركة، وكذلك من أجل تعزيز التزامه واحترامه للقرارات الدولية ولاسيما تلك الصادرة بشأن لبنان". من جهة أخرى، ثمنت الكتلة "إطلالة الرئيس الحريري البارحة بكونها إطلالة رجل دولة من قياس رجال الدولة الكبار الذين عرفهم لبنان، وهي إعادة تأكيد لمكانته المميزة في المعادلة الوطنية اللبنانية، فضلا عن أنها رسمت خطوطا واضحة ومسؤولة بشأن المسار المطلوب اتباعه من أجل إخراج لبنان من لعبة المحاور الإقليمية والدولية، وتحديدا لجهة تأكيد التزام سياسة النأي بالنفس عن الصراعات والحروب الدائرة في المنطقة بما في ذلك رفض كل أشكال التدخل الإيراني وأدواته في الشؤون الداخلية لجميع البلدان العربية الشقيقة". وأكدت الكتلة "تأييدها الكامل للمواقف التي يتخذها الرئيس الحريري لاسيما لجهة التزام أسلوب الحوار الوطني، منطلقا لمعالجة صحيحة وهادفة للخلافات الداخلية القائمة والأسباب التي دفعت بالبلاد إلى الازمة الراهنة".

 

توضيح من المكتب الإعلامي لفارس سعيد

الإثنين 13 تشرين الثاني 2017 /وطنية - صدر عن المكتب الإعلامي للدكتور فارس سعيد البيان التالي:"تعقيبا على ما ورد على موقع النهار بتاريخ اليوم 13 تشرين الثاني 2017 في مقالة الاستاذ إيلي الحاج، يهم المكتب الإعلامي للدكتور فارس سعيد توضيحه ووضعه في إطاره الصحيح أي في إطار التشبيه الإيجابي وحسن النية وليس سوء النية. وإذ يكن الدكتور سعيد كل الإحترام لأهله في كسروان وحراجل يعتذر إذا أسيء فهمه. لذا إقتضى التوضيح".

 

باسيل فس مقابلة مع محطة سي ان ان : نحن بانتظار عودة الحريري الاربعاء والوحدة الوطنية هي الطريق الوحيدة للمحافظة على الاستقرار

الإثنين 13 تشرين الثاني 2017 /وطنية - قال وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في مقابلة مع محطة ال "سي ان ان" التلفزيونية: "سمعنا البارحة خلال مقابلة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الذي اعلن عن استقالته، أنه سيعود الى لبنان خلال يومين أو ثلاثة ونحن بانتظاره يوم الاربعاء على أبعد تقدير لنطلع منه على حيثية استقالته وتقديمها رسميا بحسب الدستور الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وله بعد ذلك الحرية الكاملة في ما يفعل". أضاف الوزير باسيل:" نحن في بلد ديمقراطي حر ورئيس الوزراء يتخذ القرار بنفسه بشأن استقالته وما سيفعله في المستقبل". وردا على سؤال حول إذا ما كان الرئيس الحريري حرا في الادلاء بالمواقف النابعة منه والتنقل بحسب ما تمليه إرادته؟ أجاب: "البرهان الأوحد لحريته عودته الى لبنان والاعلان من أراضيه عن قراره في شأن الاستقالة وما بعدها، وهذا سيجلي الحقيقة ويدحض كل التشويش الذي أصاب اللبنانيين الذين وجدوا في رئاسته لحكومة الوحدة الوطنية التي تتمتع بالتمثيل الصحيح لجميع المكونات، تحقيق انجازات لم تتحقق خلال الخمسة عشر عاما الماضية، مثل: إصدار قانون جديد لانتخابات النيابية وأنجاز الموازنة للمرة الأولى منذ إثني عشر عاما، و كانت على وشك منح عقود للتنقيب عن الغاز. وصدم اللبنانيون بالاستقالة المفاجئة لرئيس هذه الحكومة الذي أعاد البارحة آمالهم بالعودة الى الوطن وفعل ما هو ضروري للمحافظة على الاستقرار في لبنان وبقيادته الى مستقبل أفضل بالتعاون بين الحكومة ورئيس الجمهورية".وأكد الوزير باسيل ردا على سؤال "ان لبنان لم يعلن الحرب ضد أي بلد ولم يعتد يوما على أي دولة. لبنان حاليا يستعيد قوته، حكومة ودولة وجيشا ومؤسسات، وهو على طريق استعادة الاستقرار، وهذه الطريقة الوحيدة كي تمارس الدولة سيادتها على جميع الأفرقاء. وأنا أؤمن حقا أن الوحدة الوطنية هي الطريق الوحيد للمحافظة على الاستقرار. وبالمناسبة أن أي تعد على استقرارنا لا يطاول لبنان فحسب، إنما تتأثر به الدول المجاورة وتلك الاوروبية.اليوم اتصل بي المفوض الاوروبي لسياسات الجوار وأبدى قلقه على الاستقرار في دول اوروبا لوجود مليون ونصف مليون نازح سوري ونصف مليون لاجىء فلسطيني على الأراضي اللبنانية، اذ في حال تطور الوضع الأمني في لبنان سينعكس بالتأكيد على الآخرين حيث سيهاجرون بطرق غير شرعية الى دول اوروبا أو سينخرطون في مجموعات ارهابية داخل لبنان كما حصل سابق في سوريا، انها مسألة تخص الجميع وعليهم إيلاءها الاهتمام اللازم".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين في 13/11/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

يترقب اللبنانيون عودة الرئيس سعد الحريري من الرياض وسط تركيز رئيس الجمهورية على عودة عائلة الحريري معه. وينتظر رئيس الجمهورية الرئيس الحريري ليستمع منه الى الأسرار التي أعلن انه يمتلكها وانه سيبلغها الى الرئيس.

ويتابع أهل السياسة ما سيقوله الرئيس الحريري للبطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي وصل الى الرياض. ويتوقف كل من تابع الحوار المتلفز الليل الفائت عند حبس الرئيس الحريري دموعه في معرض شكره كل اللبنانيين من مؤيدين وخصوم على موقفهم من غيابه ومطالبتهم بعودته.

وفي رأي متابعين سياسيين إن الرئيس الحريري سيقدم الى رئيس الجمهورية استقالته وان الرئيس سيقبلها ثم تجري إستشارات تنتهي بإحدى نتيجتين: حكومة حيادية تشرف على الانتخابات النيابية، أو إعادة تكليف الحريري بتشكيل حكومة على أساس تسوية جديدة تعتمد آلية تنفيذية للنأي بالنفس.

ويقول هؤلاء المتابعون إن المطلوب ايضا تحرك دبلوماسي كبير لضمان إستقرار لبنان والحؤول دون أي عدوان إسرائيلي، فيما يشدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على ان الاستقرار باق من جميع النواحي.

وأوضح حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ان إجراءات استباقية اتخذت وان السيولة بالليرة وبالعملات الاجنبية باتت مرتفعة، مشيرا الى عوامل سياسية إيجابية ترجمت من خلال خطوات رئيس الجمهورية لصون وحدة لبنان والتعاون الوثيق مع الأسرة الدولية الداعمة للبنان.

وفي المواقف الدولية شدد الاتحاد الاوروبي على ضرورة عودة الحريري الى بيروت. وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد "فديريكا موغيريني" انها ستلتقي وزير الخارجية اللبناني غدا. واعلنت معارضة أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية اللبنانية داعية لتجنيب ادخال لبنان في توترات المنطقة.

في أي حال، البطريرك الراعي وكما أشرنا وصل الى الرياض واستقبله على أرض المطار الوزير السعودي ثامر السبهان. ومن المقرر ان يلتقي البطريرك العاهل السعودي الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في زيارته التاريخية والأولى من نوعها للسعودية. وهو وصل الان الى السفارة اللبنانية في الرياض.

وكان البطريرك الراعي غادر بيروت بعد الظهر وودعه في المطار القائم بالاعمال السعودي وليد البخاري.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

اعلان الرئيس سعد الحريري في مقابلته على شاشة المستقبل عودته الى بيروت خلال يومين او ثلاثة، وتأكيده ان المطلوب تسوية حقيقية لمصلحة لبنان والعرب، وان المملكة العربية السعودية أول داعمي الاستقرار في البلد ترك ارتياحا لدى الاوساط السياسية والشعبية خارجيا ومحليا. وقد توقفت كتلة “المستقبل” بارتياح كبير أمام إعلان الرئيس الحريري عن عودته إلى بيروت في غضون الأيام المقبلة، واعتبرت ان اطلالته رسمت خطوطا واضحة ومسؤولة من أجل إخراج لبنان من لعبة المحاور الإقليمية والدولية، والتأكيد على الالتزام بسياسة النأي بالنفس بما في ذلك رفض كل أشكال التدخل الإيراني وأدواته في الشؤون الداخلية لجميع البلدان العربية الشقيقة.

هذا التدخل رفضته فرنسا، حيث اكدت من باريس المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية أن عدم تدخل إيران في شؤون لبنان يعد “شرطا مهما”، وقالت ان الرئيس الحريري دعا إيران أمس إلى عدم التدخل في شؤون لبنان وجيرانه وهذا شرط مهم لاستقرار المنطقة.

في هذا الوقت، وصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الى المملكة العربية السعودية في زيارة وصفت بالتاريخية، وقال من بيروت قبيل مغادرته انه كان مطمئنا ومرتاحا جدا الى ما قاله الرئيس الحريري، وهو أجاب عن كثير من التساؤلات لدى اللبنانيين وفتح آفاقا جديدة ومهمة، وامل أن تتحقق هذه المواضيع بأسرع ما يمكن.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

الرياض عاصمة "الحدث اللبناني" لليوم الثاني على التوالي...

حدث اليوم الأول المقابلة التلفزيونية مع الرئيس سعد الحريري...

حدث اليوم الثاني وصول البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى المملكة...

ما قبل مقابلة الحريري غير ما بعدها... ما قبل المقابلة كان الكلام أنه لا يمكن الركون إليها أو الإعتداد بها لأن الغموض يلف وضع الرئيس الحريري... والمقابلة، بعدما انتهت صارت خريطة الطريق، فوضعت ظروف صاحبها جانبا وبدأ الكلام عن المسار الذي سيتم السير عليه بعد الإستقالة...

أما حدث البطريرك الراعي ففيه أكثر من مؤشر في الشكل. ففي استقباله وزير الدولة لشؤون الخليج ثامر السبهان، العائد من واشنطن، وفي الاستقبال أيضا الدكتور فارس سعيد الذي سبقه إلى الرياض مع الوفد الإعلامي...

ذروة الحدث في زيارة الراعي ستكون غدا، من خلال لقائه الملك سلمان، فيما الحدث لبنانيا سيتمثل في زيارة الرئيس الحريري الكاردينال الراعي في مقر إقامة الأخير...

المقابلة التي وصفت أمس بالمسيرة، بني عليها الشيئ الكثير اليوم... المغالون في التفاؤل قرأوا فيها عدولا عن الاستقالة... المغالون في الحذر وجدوا ان المطلوب تنفيذ ما طالب به الرئيس الحريري قبل ان يقدم رئيس الحكومة على أي خطوة لها علاقة بوضع الحكومة... فمن سيبادر أولا؟

الخطوة التالية المنتظرة هي عودة الرئيس الحريري... فمتى تتم هذه العودة؟ وما هي مؤشراتها؟

بالتوقيت الدقيق، لا أحد يملك الجواب، لكنها صارت مربوطة بخريطة طريق أعلن عنها دولته:

الخطوة الاولى ستكون في تقديمه استقالته وفق الأطر الدستورية، وبعدها ينطلق الجهاد الأكبر... هل ستبدأ الإتصالات وإعطاء الضمانات للنأي بالنفس؟ ما هي حدود هذا النأي بالنفس بعدما صار الملف السوري في الصفوف الخلفية وبات اليمن أولا؟ ما يعني ان المطلب الاساس بات النأي بالنفس عن اليمن؟ ربما هنا يمكن فهم ان التطورات تسارعت بعد استهداف مطار الملك خالد في الرياض بصاروخ أطلق من اليمن.

المعني مباشرة بهذه التساؤلات هو حزب الله، فهل سيرد؟ ومتى وكيف؟ وإذا لم يرد، فهذا يعني أنه غير موافق على "ال نيو تسوية"، وفي حال عدم الموافقة، وهذا هو الأرجح، فهذا يعني ان الحكومة تكون قد دخلت في مدار تصريف الأعمال، ومن يدري إلى متى؟ فهل يصل البلد إلى الانتخابات النيابية بحكومة تصريف أعمال ام يتم التطور في اتجاه حكومة حيادية لأنجاز الانتخابات؟

الصورة غير مشرقة على الإطلاق، لا بل داكنة وأحيانا سوداوية.

لبنان دخل مجددا، مخيرا أو مسيرا، في لعبة المحاور، وكل كلام غير ذلك هو من باب محاولة العصف الذهني، والمياه تكذب الغطاس مجددا. فالوقائع تؤشر إلى أن لبنان تنتظره عملية كباش قاسية في فترة إنتقالية بين تسويتين: التسوية الاولى صمدت حتى السبت الفائت، تاريخ تقديم رئيس الحكومة استقالته، والتسوية الثانية مطلوب ان تقوم على أنقاض التسوية الاولى التي ترنحت تحت ضربات خرقها.

السؤال الكبير الذي يطرح نفسه هو: متى يعود الرئيس سعد الحريري إلى بيروت؟ الجواب ليس في اليد، ولكن ما هو معروف أن اربعاء الاسبوع المقبل هو عيد الاستقلال، فهل سيقف على منصة العرض العسكري رئيسان فقط: عون وبري؟ أو يكون الرئيس الحريري قد عاد؟

أسئلة كثيرة وأجوبة مفقودة...

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

نصف الكوب الملآن في اطلالة الرئيس الحريري ان خصومه في التسوية اعتبروا الجزء الذي تحدث فيه عن قابلية عودته عن استقالته قاله في غفلة من خاطفيه وبالتالي يعتد به ويبنى عليه.

وردات فعل الشركاء في التسوية تدل على ان موقف الحريري المستجد اراحهم لكن الى حين، اذ تتوجب معالجة الاسباب التي ادت الى الاستقالة اي سلاح حزب الله في شقيه المقيم والمنتشر او اقله الشق المنتشر في مرحلة اولى ولا امكانية مطلقا من اعادة التسوية بلا هذه الضمانات.

وبدلا من تمييع الصدمة الحريرية ومحاولة امتصاصها يتوجب الافادة منها للشروع في ازالة متدرجة لكل ما يعوق قيام الدولة ويشكك بسيادتها ويسيء لعلاقاتها بالجوار والعالم.

وفيما ترقب عودة الرئيس الحريري على اشده لاختبار صدق النوايا في البحث عن حلول مستدامة، حط البطريرك الراعي في الرياض في لحظة تاريخية مفصلية حيث الصراع بين الاديان والحضارات يطيح كل شيء، وازدادت اهمية الزيارة لتزامنها مع استقالة الرئيس الحريري المتواجد في المملكة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

هل يعود الرئيس سعد الحريري عن استقالته التي اعلن عنها من الخارج؟ يبدو ان هذا الخيار مطروح وان ربطه الحريري العائد خلال ايام بمسار معين.

بما قل ودل صرح رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم العدول عن الاستقالة فيه عدالة.

في بعبدا انتظار لعودة الحريري للبحث في موضوع اعلان الاستقالة واسبابها وظروفها والهواجس التي تحتاج الى معالجة لا سيما وان الحريري اعلن ان التسوية السياسية لم تنته صلاحيتها.

وقبل ان يطير الحريري الى لبنان حط البطريرك الماروني بشارة الراعي في السعودية وكان في استقابله الوزير ثامر السبهان.

كتلة المستقبل تنفست الصعداء امام اعلان رئيسها نيته العودة في الايام المقبلة مؤكدة تاييدها الكامل لمواقف الحريري لا سيما لجهة الالتزام باسلوب الحوار الوطني لمعالجة الخلافات الداخلية القائمة والاسباب التي دفعت الى الازمة الراهنة.

المظلة الداخلية التي وفرها التماسك اللبناني فرضت على جميع الدول ان تفتح مظلاتها فوق لبنان عبر سبحة من المواقف التي كرت لتعبر عن الحرص على استقرار لبنان وعدم السماح بالتدخل في شؤونه وعودة رئيس وزرائه اولا.

هكذا ثبتت بالوجه الشرعي وبالتجربة الحية المعادلة التي اطلقها الرئيس نبيه بري في بداية الازمة لبنان اقوى من اميركا اذا كنا موحدين، وأوهن من بيت العنكبوت اذا كنا متفرقين، وهكذا كان.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

هي عشرة أيام هزت لبنان... بدأت بكلام ملتبس... ووصلت إلى كلام أقل التباسا... لكن الأزمة لم تنته بعد... رغم أن المؤشرات الإيجابية نسبيا بدأت تغلب على السلبيات والنذر...

في الإيجابيات أولا، كلام أقل سبهانية لرئيس الحكومة... والأهم، أنه قاله بوجه متأثر، وبغصة صادقة... وبعبارات مخنوقة وطنية ومرارة وألما...

وفي الإيجابيات ثانية، استمرار آل الحريري الكرام، على صمتهم البليغ والبالغ الدلالة... معطوفا على تأييد عارم جامع من كل شارعهم وكل شارع... وهو ما أسكت كل الدمى المحركة... والكاريكاتورات المفبركة...

وفي الإيجابيات ثالثا، صف وطني واحد، جسدته صخرة بعبدا... ما سمح بمراكمة رابعة الإيجابيات، المتمثلة بسلاسل، لا، بل بسيل التأييد الدولي للبنان: من موسكو المتطوعة تكرارا لأخذ الملف إلى مجلس الأمن... إلى واشنطن المرتبكة المتلعثمة... قبل أن تحسم لغتها الحريصة على الاستقرار... مرورا بكل العواصم الغربية والعربية...

هل حسم الأمر؟ هل انتهت المواجهة وعادت الأمور إلى مسارها اللبناني السليم، المخول وحده البحث في أزماتنا واستنباط حلولها؟

المراقبون يفضلون التريث... فالسعوديون لم يقولوا كلمتهم بعد... ومحطات الأسبوع الجاري تحمل أكثر من موعد واستحقاق... المهم أن يظل السلاح صاحيا... وسلاحنا من أنواع عدة: أولها الوحدة... وثانيها الوحدة... وآخرها الوحدة...

ما تبقى كله تفاصيل... تماما كما تفاصيل محطات هذا الأسبوع... وأسرار مقابلة السعودية وما قبلها وما بعدها...

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

بين الزلازل الطبيعية التي لا تردها ارادة بشرية، والهزات السياسية التي قد تفتعلها غباءات بشرية، عاشت المنطقة اليوم..

مئات الضحايا بزلزال ضرب العراق وايران، وشعرت به الكويت وتركيا واطراف سوريا، فكانت المنطقة عند تعداد ضحايا الزلزال المدمر ومشاهده المرعبة..

سياسيا المنطقة عند فالق الهزة التي افتعلتها المملكة العربية السعودية بقصد ايقاع لبنان ضحية من ضحاياها في الاقليم كما اليمن وسوريا والعراق والبحرين، وحيث وضعت يدها مملكة الخير..

هزة مراهقين سياسيين طالت لبنان وكان فعلها على المملكة وصورتها التي هشمتها صورة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري من الاراضي السعودية.. وكلما حاول هواة السياسة التجذيف نحو مكسب سياسي عصفت بهم عنجهياتهم التي كانت آخرها نسخة الاستقالة الثانية التي سميت مقابلة للرئيس الحريري من الرياض.. وان كان المضمون محاولة لنزول السعودي عن اعالي شجرة الازمة، فان شكل المقابلة أكد المؤكد لدى اللبنانيين بان رئيس حكومتهم في اقامة جبرية، وهو ما أعادت تأكيده مصادر رئاسة الجمهورية من ان الرئيس عون لا يزال يقيم الحالة السياسية ودقتها لمواجهتها، وأن اولويته لم تعد الاستقالة، بل عودة الرئيس الحريري وعائلته سالما إلى لبنان.

وعودة الى المقابلة فان رئيس الجمهورية توقف عند بعض الايجابية في مضمونها كاعلان الرئيس الحريري أن التسوية السياسية في لبنان لا تزال قائمة وأن مسألة عودته عن الاستقالة واردة ضمن خياراته..

اما ما اورده الرئيس بري عن المقابلة فاختصره بجميل العبارة: إن العدول عن الاستقالة فيه عدالة..

دوليا لا عدول عن المواقف المصوبة بوجه الممارسات السعودية، وليس آخرها ذاك الذي ادلت به وزيرة الخارجية في الاتحاد الاوروبي، معارضة أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية اللبنانية، ومؤكدة على ضرورة تجنب ادخال لبنان في توترات المنطقة..

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

عشرة أيام على الزيارة " الخاطفة " للسعودية انتهت بشبه عودة حيث ينتطر اللبنانيون رحلة إياب الرئيس سعد الحريري بين يوم وآخر وما انتهى فعليا هو مخطط المملكة العربية السعودية في لبنان الذي كان سيقلب هذا البلد رئيسا على عقب لكنها في أسبوع واحد وجدت أن الانقلاب ليس نزهة وأن العالم تحرك لحرية الحريري، ولبنان بخلافاته ونزاعاته السياسية صار بلدا بكرامة وغضب أخطات المملكة في حق لبنان وفي حق نفسها عندما احتجزت رئيسا وأجبرتْه على الاستقالة وعندما فوضت إلى السبهان والبخاري أمر التصريح تهديدا وأساءة إلى بلد يراه أبناؤه عظيما وراكمت الأخطاء بتدبير اللقاء وبدفع الحريري نفسه إلى مقابلة جرت داخل المعتقل . لكن رئيس الحكومة خرج منها سالما معافى إلا من بعض الرضوض لكونه لجأ إلى المواربة كتم الغصة ولم يبق البحصة واضْطر الى إعلان أنه كتب الاستقالة بنفسه غير أن اللبنانيين يعرفون رئيسهم من أخطائه اللغوية ومن عباراته وهفواته التي أحبوها على علاتها وهم قادرون على تمييز كتاباته من الكتبة الخارجيين سقطت السعودية" في الإملاء " ونجح لبنان في حروف الهجاء التي ترجمها إلى الدول الغربية فاندلعت المواقف الداعية إلى حرية الرجل وكان موقف الخارجية الأميركية أكثرها تشددا في وضع حد للاحتجاز وعلى مستوى الضغط سجل التحرك الفرنسي والمواقف البريطانية والإيطالية وقبلها الرأي الحاسم للاتحاد الاوروبي وغدا سوف ينطلق السباق بين عودة الحريري وتحرك وزير الخارجية جبران باسيل في رحلة دبلوماسية ضاغطة تبدأ من فرنسا وهذا التحرك ليس بعيدا عن عائلة الحريري نفسها. وعليه فإن الضغوط الدولية نجحت في حرب التحرير وسقطت معها خطة تلزيم إسرائيل في حرب بالوكالة عن السعودية لضرب لبنان واستجرار أميركا إلى صدام مع حزب الله ومن خلفه ايران. أما على ضفة المخيمات فقد جرى إحباط إشعالها عندما جرى استدعاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الرياض وطلب إليه تسليم دفة المخيمات إلى المعتمد الخليجي محمد دحلان وهنا تحسب خطوة الرفض لأبو مازن بمسعى من اللواء عباس إبراهيم وفي ضوء هذه الخطوات إنْ نفذت كان سيضطر الرئيس الحريري إلى عدم العودة ورئيس الجمهورية إلى الدعوة لاستثارات نيابية ملزمة تأتي برئيس لا يمثل المستقبل ليندلع النزاع في لبنان ولنتخيل أن رئيسا اصطفافيا كان على رئيسا للجمهورية؟ فأي حال كنا عليها ؟ ماذا لو لم يكن ميشال عون على الكرسي الأول؟

وبإجابة من وحي بعض الماضي الرئاسي لكان لبنان قد تفتت ذهبا على خشب. اليوم مرحلة جديدة أدركت معها المملكة انها خسرت الرهان وانها قد تعيد حساباتها جديا قبل عواصف الحزم الفرعية فلبنان لم يكن اليمن وسعد الحريري ليس عبد ربه منصور لا بل سيعود منصورا.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 13 تشرين الثاني 2017

النهار

يؤكد نائب بارز أن التحويلات إلى "حزب الله" تراجعت كثيراً من دول أميركا اللاتينية مما فرض عليه خفض رواتب مقاتليه وتعويضاتهم.

علم أن طائرة ملكية سعودية ستنقل البطريرك الماروني ظهر اليوم من مطار بيروت إلى الرياض.

بدأت عائلات لبنانية مقيمة في دول خليجية تتصل بمدارس في بيروت لحجز أماكن للأبناء تحسباً لأي طارئ.

ذهب أكثر من مصدر إلى تأكيد خبر مراقبة النائبة بهية الحريري واعتراف المراقب بعمله أمام الأمن العام اللبناني رغم نفي وزارة الداخلية الخبر

المستقبل

قيل إنّ رئيس مجلس النواب نبيه برّي أبدى أمام زوّاره ترحيباً بطرح الأزمة اللبنانية على طاولة جامعة الدول العربية مقابل الإعراب عن رفضه التام لأي طرح من هذا القبيل في مجلس الأمن الدولي أو محكمة العدل الدولية.

الجمهورية

قام وزير بارز في الحكومة بزيارة خاطفة السبت الماضي، إلى دولة عربية كبرى، في أجواء سرّية، وعاد منها دون الكشف عن مجريات الزيارة واللقاءات التي عقدها.

أبلغ مرجع سياسي بعض زوّاره أنه لا يرى إمكانيةً لوصول الأزمة السياسية الراهنة إلى باب الفرج في المدى المنظور، ونُقِل عنه قوله "أنا صرتُ على يقين من أنّ أزمة الاستقالة مستمرّة لعدة أشهر".

تتحدّث جهات في تيار حزبي بارز عن "خيانة" ارتُكِبت في حقّ رئيسه.

اللواء

تساءل وزير خارجية مخضرم عن جدوى الاستمرار الرسمي في تجاهل أسباب الاستقالة ومعالجتها، والتركيز فقط على النواحي الشكلية التي أضحت أمراً واقعاً!

لوحظ أن وزارة الخارجية اللبنانية لم تُصدِر بيان استنكار للاعتداء الصاروخي على الرياض، بخلاف ما قامت به وزارات عربية وأجنبية كثيرة!

من المنتظر أن تشهد القاهرة سلسلة زيارات واتصالات لبنانية وعربية في إطار المساعي المصرية لاحتواء الأزمة في لبنان

الشرق

لم تستبعد مصادر أمنية ان يكون وراد احراق صورة ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان في طرابلس، فريق يتظاهر بالولاء للأمير بقصد تعميق الشرخ مع المؤيدين للرئيس سعد الحريري..

نقل مرجع أمني بارز لرئيس الجمهورية انطباعه بعد زيارات خارجية قام بها، ان مسألة دعم خلايا إرهابية للقيام بعمليات أمنية في لبنان، من قبل مجموعات خارجية أمر صحيح بنسبة مئة في المئة..

أكدت قيادات سياسية أنه على الرغم من الجهود المكثفة التي يقوم بها الرئيس عون لاحتواء الازمة وتوفير عودة سالمة وأمينة للرئيس الحريري، فإن الرهان يبقى على الدور المرتقب للديبلوماسية الدولية والعربية، وتحديداً المصرية، لمعالجة مسألة عودة الرئيس الحريري..

البناء

كواليس

قالت مصادر على اطلاع بالموقف الفرنسي من أوضاع المنطقة والعلاقات الفرنسية السعودية أنّ الطريقة الفظة التي تعامل بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قضية رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري تشكل بداية سيّئة للعرش السعودي الذي سيتولاه بن سلمان لتجاهل خصوصية العلاقات الفرنسية بلبنان، وتجاهل الحدّ الأدنى من لياقات التعامل مع طلب الرئاسة الفرنسية لقاء رئيس حكومة لبنان.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

فرنسا: عدم تدخل إيران في لبنان شرط مهم لاستقرار المنطقة

الشرق الأوسط/13 تشرين الثاني/17/أكد جان إيف لودريان وزير الخارجية الفرنسي، اليوم (الاثنين) تمسك بلاده بوحدة لبنان واستقلاله. مشدداً على أن «عدم تدخل إيران في شؤون لبنان شرط مهم لاستقرار المنطقة». وفي رد على أسئلة الصحافيين، قبل بدء مباحثات وزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسل، كرر تأكيده على أهمية مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام الدستور اللبناني. وقال لودريان: «قلقون إزاء الوضع في لبنان حيث تربطه علاقات تاريخية طويلة مع فرنسا. ونحرص على استقراره ووحدته. وحريصون على عدم التدخل في شؤونه الداخلية». من جهتها، قالت أنيس رومانيه إسباني المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية إن «السيد سعد الحريري دعا إيران أمس إلى عدم التدخل في شؤون لبنان وجيرانه. نعتقد أن هذا شرط مهم لاستقرار المنطقة». وشددت أنيس رومانيه، على ضرورة تمتع السياسيين في لبنان بالمجال الكافي ليمارسوا مسؤولياتهم. يذكر أن الحريري الذي استقال في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) أكد في أول حديث له بعد الاستقالة مساء الأحد أنه عائد إلى لبنان في الأيام القليلة المقبلة. وقال رئيس الوزراء اللبناني المستقيل: إن ما يجري إقليمياً من إيران خطر على لبنان، واستقالته من أجل مصلحته، مؤكداً أنه سيدرس الإجراءات الأمنية للعودة إلى بيروت خلال أيام. وانتقد تدخلات حزب الله في بلدان المنطقة العربية، متسائلاً ما هي مصلحة لبنان في ذلك.

 

التلفزيون الايراني نقلا عن المتحدث باسم الخارجية: طهران لا تتدخل في شؤون لبنان

الإثنين 13 تشرين الثاني 2017 /وطنية - نقل التلفزيون الإيراني عن المتحدث باسم وزارة الخارجية قوله اليوم ان "طهران لا تتدخل في الشأن اللبناني وان تصريحات أدلى بها أمس رئيس وزراء لبنان المستقيل سعد الحريري تعطي الأمل في أنه سيعود قريبا إلى بلده".

 

وزير الخارجية القطري: المسألة اللبنانية حساسة والتصعيد بين السعودية وإيران قد يؤدي الى أزمة جديدة

الإثنين 13 تشرين الثاني 2017/وطنية - علق وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على الأزمة اللبنانية، فأكد أن "المسألة اللبنانية ذات حساسية خاصة لتعدد أطيافه"، مشيرا الى أنه "يجب عدم التدخل في شؤونه الداخلية". واعتبر خلال لقائه مع قناة "TRT" التركية، أن "اتخاذ سلوك تصعيدي بين السعودية وإيران، قد يؤدي إلى خلق أزمة جديدة لا تتحملها المنطقة"، قال: "إيران دولة مجاورة لدول الخليج ولدينا مصالح مشتركة ويجب حل الأزمة معها عبر الحوار". أضاف: "إن دول الحصار لم تتوقف عن التصعيد ضد قطر ولا تزال ترفض الحوار والمنطقة تعيش حالة من التوتر والتجاذبات وإطلاق التصريحات التصعيدية". وإذ لفت إلى أن "المنطقة تفتقد إلى صوت الحكمة الذي يوقف العبث الدائر ويتصدى للمغامرات السياسية ويجب التوقف فورا عن خلق أزمات جديدة دون وجود استراتيجية للخروج منها"، قال: "الوساطة الكويتية لا زالت هي الأساس المعتمد لحل الأزمة وتحظى بالدعم الدولي ونحن أبدينا استعدادا للحوار لكن دول الحصار رفضت واستخدمت أساليب غير مقبولة". وأشار وزير الخارجية القطري إلى أن "ميثاق مجلس التعاون الخليجي يعاني من قصور واضح ويجب تعديله وتطويره"، متمنيا "عودة المجلس"، معتبرا أن "الثقة به لن تكون كالسابق إلا إذا توفرت معايير واضحة وشفافة".

 

جعجع: انقاذ التسوية ممكن اذا التزمت الحكومة بسياسة النأي بالنفس

الإثنين 13 تشرين الثاني 2017 /وطنية - غرد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، عبر "تويتر"، قائلا: "ما زال من الممكن إنقاذ التسوية السياسية إذا التزمت الحكومة فعليا وعمليا بسياسة النأي بالنفس، خصوصا لجهة سحب "حزب الله" من سوريا ومن أزمات المنطقة".

 

بيان توضيحي لمستشار رئيس الجمهورية جان عزيز عن حصول إجتزاء لكلامه الى تلفزيون الجديد عن التهديد للبنان

الإثنين 13 تشرين الثاني 2017 /وطنية - صدر عن مستشار رئيس الجمهورية جان عزيز، بيان توضيحي عن "اجتزاء لكلامه الى برنامج "الاسبوع في ساعة"، على قناة "الجديد" مساء أمس الاحد، جاء فيه: "توضيحا للاجتزاء الحاصل على كلامي إلى تلفزيون الجديد، أؤكد مجددا أنني شرحت إن التهديد للبنان كان مضمون رسالة خارجية وصلت في اليوم الأول من الأزمة. وفصلت كيف أن وحدة الموقف اللبناني أحبطت هذا المخطط، وقلبت الموقف الدولي الذي بات مؤيدا لموقف وداعما لرئيس الجمهورية".

 

مخاوف من عودة الاغتيالات في لبنان وإجراءات وتطمينات أمنية... وقرار بعدم إثارة البلبلة

الشرق الأوسط/13 تشرين الثاني/17

تنامت المخاوف لدى الأطراف السياسية اللبنانية من اهتزاز الوضع الأمني، وعودة الاغتيالات السياسية إلى الساحة اللبنانية، في ظل التأزم السياسي في لبنان، رغم الإجراءات المكثفة والتنسيق بين الأجهزة الأمنية، والتطمينات بأن الوضع الأمني «ممسوك»، والدعم الدولي للحفاظ على الاستقرار.

وبعد التصريحات لجهات سياسية مختلفة عن مخاوف أمنية، وتلميحات البعض إلى المخاوف من تجدد الاغتيالات السياسية التي انحسرت إثر الاستقرار الأمني، ارتفعت الهواجس مرة أخرى مع تداول وسائل إعلام محلية عن توقيف جهاز الأمن العام في 9 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، عميلاً إسرائيلياً من صيدا، اعترف بتكليفه بعملية اغتيال النائبة بهية الحريري، علماً بأن الأمن العام أحبط محاولة الاغتيال في الخامس من الشهر نفسه، أي قبل أربعة أيام من توقيفه. لكن وزارة الداخلية نفت المعلومات حول اعتقال شخص كان يراقب موكب النائبة الحريري. وأكّدت الوزارة أنّ مثل هذه الأنباء «تؤدّي إلى مزيد من البلبلة بين اللبنانيين، وهو ما لا يحتاجونه على الإطلاق في هذه الظروف». وتمنت وزارة الداخلية على وسائل الإعلام نشر الأنباء الأمنية التي تصدر في بيانات رسمية عن الجهة المعنية، منعاً لنشر أخبار تضرّ بالسلم الأهلي.

ورغم عدم وجود معلومات محددة عن محاولات اغتيال، فإن المخاوف تتنامى وعبر عنها أكثر من طرف. ورأى القيادي في تيار «المستقبل» النائب السابق مصطفى علوش أن مسألة الاغتيالات «مرتبطة بعقل الجهة التي تسعى لتنفيذ الاغتيالات وأهدافها»، لكنه أشار في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى «التأزم السياسي، والوضع القائم ليس واضحاً ما إذا كانت الاغتيالات يمكن أن تخدم أهداف الجهة التي تنوي تنفيذها». وأضاف: «نظرياً، نعتبر أن حزب الله هو أول المهتمين بهذا الجانب، لكن السؤال يبقى دائماً ما إذا كان هذا الأمر سيحدث في هذه الظروف أم لا». وأكد علوش أن «لا معطيات مادية أو استخباراتية نمتلكها وتشير إلى أن هناك تهديداً في هذا الوقت». وقال: «نحن نخاف من تجدد الاغتيالات السياسية، لكننا لا نمتلك معطيات محددة حول موجة جديدة منها».

وعادة ما ترتفع المخاوف من الخضات الأمنية وعودة الاغتيالات السياسية عندما يهتز الاستقرار السياسي في البلاد الذي يؤدي إلى حالات انقسام، وتتنامى الهواجس من محاولات استغلال لهذا الانقسام، استناداً إلى التجارب الماضية التي أدت إلى هذا النوع من الخضات الأمنية، والاغتيالات السياسية، خصوصاً بعد مرحلة اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري في العام 2005. لكن الوضع الأمني في هذه الظروف، يختلف إلى حد بعيد عما كان الأمر عليه في عام 2005، كما تقول مصادر لبنانية واسعة الاطلاع على الملف الأمني، مشيرة إلى «ضوابط بعدم توتير الوضع الأمني، وتحييد أمن لبنان عن الصراعات السياسية». وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن الجيش اللبناني وسائر القوى الأمنية «تأخذ هذه الأمور بعين الاعتبار، وتتخذ الإجراءات الأمنية المكثفة والضرورية للحفاظ على الاستقرار، ومنع استغلال الوضع الأمني لتنفيذ المآرب والمخططات التي من شأنها أن تهز أمن لبنان». وبدا أن هناك محاولات لإثارة المخاوف خلال الأيام الماضية، واستغلال الوضع السياسي، تمثلت في الإعلان عن الاشتباه بحقيبة على طريق المطار القديم، تبيّن بعد الكشف عليها من قبل خبير عسكري، أنها خالية من أي مواد مشبوهة. كما تمثلت أيضاً في اختطاف مواطن سعودي.

لكن الأجهزة الرسمية تتعاطى مع الملفات الأمنية بحزم، منعاً لاستغلال الوضع. وتقول المصادر إن الحفاظ على الاستقرار الأمني ينطلق من عاملين، إلى جانب الإجراءات الأمنية المكثفة، أولهما «الوعي السياسي عند الأطراف السياسية لضرورة الحفاظ على الأمن، ووعي المواطنين لعدم الانجرار إلى محاولات الفتنة واستغلال الوضع»، مشددة على أن «الوضع الأمني ممسكوك، وهناك تعاون بالغ الأهمية بين سائر الأجهزة الأمنية، وهو التعاون والتنسيق الذي أرساه العهد الجديد ويصب لصالح ضبط الوضع الأمني». وقالت المصادر: «رغم الارتياح للوضع الأمني الممسوك، لا تتجاهل الأجهزة الأمنية أي معلومة أو تصريح، بل تأخذها بعين الاعتبار لتشديد الإجراءات الأمنية»، لافتة إلى «قرار لدى الأجهزة الأمنية بعدم السماح بإثارة أي بلبلة».

فضلاً عن ذلك، أشارت المصادر نفسها إلى «عزم غربي على ضرورة الحفاظ على الاستقرار في لبنان»، لافتة إلى أن زيارة نائب وزير الدفاع للقوات الجوية الأميركية هايدي غرانت للإعلان عن أن حكومة بلادها قد حولت مؤخراً إلى الحكومة اللبنانية مبلغاً من المال قدره 42.9 مليون دولار لتغطية جزء من التكاليف التي يحتاجها الجيش لحماية الحدود «يمثل رسالة أميركية بالغة الأهمية بأن واشنطن تثق بالوضع الأمني في لبنان، ويبث رسالة اطمئنان بدليل ما قالته السفيرة الأميركية بأن الولايات المتحدة تبقى ملتزمة بلبنان الآمن، المستقر، الديمقراطي والمزدهر». وقالت المصادر إن ذلك «يعطي مؤشرات هامة على الاهتمام الغربي بأن يبقى الوضع الأمني مضبوطا، والحفاظ على الاستقرار». وكان قائد الجيش العماد جوزيف عون، أكد أول من أمس السبت، أن الجيش لن يتوانى عن الضرب بيدٍ من حديد، كلّ من يحاول استثمار المخاض السياسي الذي تعيشه البلاد للعبث بمسيرة السلم الأهلي أو تعريض الوحدة الوطنية للخطر»، وأن «الجيش لن يفرّط أبداً بإنجازاته الوطنية التي تحقّقت بفضل دماء شهدائه وجرحاه، وسيبقى صمام وحدة الوطن وأمنه واستقراره.

 

التوافق على الانتخابات اللبنانية يفتح النقاش حول شكل الحكومة المقبلة

الشرق الأوسط/13 تشرين الثاني/17/عزلت القوى السياسية اللبنانية الأزمة السياسية الناتجة عن استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري عن موضوع إجراء الانتخابات النيابية التي من المقرر إجراؤها في مايو (أيار) المقبل. وفيما اتفقت جميع الأطرف على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها، فتح النقاش حول شكل الحكومة القادمة بعد الانتخابات. وقال عضو كتلة «تيار المستقبل» النائب أحمد فتفت إن «حكومة وحدة وطنية يحددها من يفوز في الانتخابات وهذا ما منعه (حزب الله) على قوى 14 آذار عام 2009 عندما رفض أن تؤلف حكومة بعد فوزها في الانتخابات». وبدا فتفت، متفقاً مع «التيار الوطني الحر» و«الكتائب» على أن الانتخابات ستجري في موعدها، إذ رأى أن «لا سبب يحول دون إجراء الانتخابات حتى بعد استقالة الرئيس الحريري والحرب فقط تمنع إجراءها». بدوره، شدد مستشار رئيس حزب «الكتائب» ألبير كوستانيان، على وجوب إجراء الانتخابات، عازياً ذلك إلى أنه «في الديمقراطيات العادية يتم اللجوء إلى الشعب في الأزمات»، غير أنه أبدى خشيته من «عدم إجرائها إذا كانت أداة للصراع القائم إقليمياً». وأشار إلى أنه وفيما يتعلق بالتحالفات، فهناك «تناغم مع المجتمع المدني». وكان الاتحاد الأوروبي شدد في وقت سابق من الأسبوع الحالي على ضرورة إجراء الانتخابات النيابية اللبنانية في موعدها المقرر، رغم الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد. ودعا سفراء الاتحاد الأوروبي في لبنان، في بيان أصدروه الأربعاء الماضي، جميع الأطراف إلى «متابعة الحوار البنّاء والاعتماد على العمل المنجز خلال الأحد عشر شهراً الماضية، بهدف تقوية مؤسسات لبنان، والإعداد للانتخابات النيابية في مطلع 2018، وفقاً لأحكام الدستور». يذكر أنه تم التمديد للمجلس النيابي الحالي لثلاث مرات متتالية، وكانت آخر انتخابات نيابية قد جرت في لبنان كانت في شهر يونيو (حزيران) من عام 2009.

 

صفقة" عودة الحريري الى بيروت!

ليبانون ديبايت/عبدالله قمح/13 تشرين الثاني/17

انتهت مفاعيل الهزّات الارتداديّة على الحقل السياسي وخرج من دائرة التخبّط الى رحاب التحليق في الاجواء الدولية بحثاً عن جلاء مصير رئيس الحكومة سعد الحريري بعدما ثبُتَ "بالوجه الشرعي" أنه "محتجز" كأقلّ تقدير في السعوديّة. النجاح اللبناني لا ينحصر في الخروج إنما في اخراج الدول بمواقف تخدم وجهة النظر اللبنانية التي تقوم على فكرة "حجز حرية الرئيس الحريري" بعدما استطاع الحراك المحلي الذي قاده رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من تسويقه لدى المراجع الدولية استناداً الى معطيات جرى تجميعها من خلال حركة الحريري التي اظهرت التباساً في أكثر من مكان. ثم بات اجتماع القسم الاكبر من الدول يعتقد استناداً على المعطى المحلي، ان "الرئيس الحريري محتجز"، بالتالي، بدأ العمل على ابتكار سبل تحريره، فسارعَ اصحاب القرار والحل والربط الى التحرك باتجاه الرياض. في هذا الصدد، يتوجه وزير الخارجية جبران باسيل الى باريس الثلاثاء للقاء الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون الذي يتزعم الحراك النشط، وعلى خطِ آخر يتحرّك "اعلام تيار المستقبل" صوب الرئيس "المحتجز" بإملاء سعودي واضح، هدفه أمران:

- تأكيد انضواء الحريري تحت الراية السعودية

- إيصال رسائل حول الثوابت السياسية الاساسية لديه (اي بمعنى آخر شروط قبوله الشراكة بالحكم)

أي أن ذهاب "إعلام المستقبل" الى الرياض، هدفه التسويق للمرحلة المقبلة، ما يرتبط مع الجو الراهن الذي يبحث عن سبل الخروج من المأزق، وفق اتفاق سياسي جديد.

تفهم الدول الغربية أن سبب "احتجاز الحريري" سياسي، وذريعة السعودية هي "انقاذ الحريري من الغرق أكثر من بحر التسوية الحالية"، وبالتالي، يصبح الحل يكمن في استنباط مخرج سياسي لتعود الامور الى نصابها، كونه لا يوجد اسباب عداوة بين الحريري والسعودية تقف خلف احتجازه. أي ان الغاية تكمن في تعديل بنود التسوية التي اوصلت الحريري الى الحكم، والتي ترى فيها السعودية "مغبنة".

وبما أن الجو الحاصل يؤكد أن تحرير الحريري سيتم عبر اتفاق ما، بات من المنطقي طرح السؤال التالي: "متى وكيف ووفق أي سيناريو سيحرّر (أو يعود) الحريري"؟

حتى الساعة، لا يزال التاريخ مجهولاً كون الاتصالات لا تزال في بداياتها، لكن أكثر من مصدر مطلع يؤكد أن "الوقت ينضب، وهذه الازمة غير مرشحة للتمدّد أكثر من وقتها المنطقي، الذي لا يتجاوز الشهر الواحد كحد أقصى". وبصرف النظر عن الوقت، يتزعم الشق الثاني من السؤال (وفق اي سيناريو سيعود الحريري؟) عقول وألسنة المطلعين الذين يبحثون ويقاطعون كل معلومة تمر في اجواء الاتصالات طمعاً في التقاطها وتحليل ابعادها. ومما يُرشح من معلومات عن الاجواء، يؤكد أن الحراك يأخذ بعداً اقليمياً – دولياً يقوده الفرنسيون بدعم مصري ويقوم على فكرة أن يعود الحريري الى بيروت ثم يقدم استقالته لرئيس الجمهورية، بضمان عدم الخروج عن توجهات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ثم تترك العملية السياسية تأخذ شكلها الطبيعي بضمانة دولية. والمقصود بالفقرة الأخيرة، وفق مصادر ترصد الاجواء السياسية، هي أن تجري الدعوة الى استشارات نيابية ملزمة لتسمية رئيس جديد للحكومة. ومن المؤكد أن الاستشارات ستؤل نتيجتها، بحكم المواقف والاجواء السياسية الحالية، لصالح الرئيس سعد الحريري، الذي سيعود الى الحكم، لكن وفق شكل "شديد" مبني على "صفقة" تعيد ترتيب المسرح السياسي وفقاً للتغيرات السائدة، اي ان الجزء الثاني من حكم الحريري، سيكون مرتبط بحماية دولية لأسس الصفقة – التسوية التي، وفق رأي المعنيين، تضمن فرض استقرار منظم دولياً. لتعود المصادر لتتحدث هنا عن موجبات الصفقة الدولية – الاقليمية، التي تقرن عودة الحريري بإجراء هندسة شاملة لبنود التسوية التي حصلت صيف عام 2016 بين افرقاء الحكم، ما يعني ان الحل قائمٌ على أسس تعديل فقرات تلك التسوية وانتاج بنود "مشدّدة" يعتقد أنها ترتبط بمقاربة ملف حزب الله ودوره المحلي وتنظيم علاقة العهد مع القضايا الاقليمية ذات الصراع.

 

 قرارات ترامب– بوتين في فيتنام تنعش "اتفاق هامبورغ" وتصوّب شطط موسكو ولا بديل أو رديف لـ"جنيف".. والتمسك بالحل السياسي يطيح آمـال طهــران؟

المركزية/13 تشرين الثاني/17/ في محادثات جانبية دارت بينهما في فيتنام على هامش قمة "آبيك" السبت الماضي، أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين التأكيد على جملة "ثوابت" أو "مسلّمات" في ما خص الأزمة السورية، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، مشيرة الى ان مفاعيل الاتفاق القديم – الجديد بين الجبارين، لا بد ان تظهر قريبا، على الارض. فالزعيمان جزما بأن النزاع في سوريا لن يُحل ّعسكريا، وتمسّكا بتسوية سياسية تبصر النور في جنيف برعاية الامم المتحدة. وفي بيان مشترك، حثّا "جميع أطراف الصراع السوري على المشاركة بفاعلية في عملية السلام في جنيف، لافتين الى أن التسوية السياسية النهائية في سوريا يجب أن توجد في إطار جنيف"، ومؤكدين الالتزام بسيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها. وفي وقت أعلنا ان "روسيا والولايات المتحدة ستواصلان العمل سويا لمحاربة "داعش" الإرهابي حتى تدميره بالكامل"، شددا على استمرار مراقبة وقف إطلاق النار في سوريا في مركز الرصد في عمان بمشاركة خبراء من الأردن وروسيا والولايات المتحدة. كما دعا ترامب وبوتين الدولَ الأعضاء في الأمم المتحدة إلى زيادة مساهمتها في مساعدة سوريا في الأشهر المقبلة"، مؤكدين ضرورة فتح قنوات اتصال لتفادي الحوادث الخطيرة في الشرق الأوسط.

أبرز ما تجدر قراءته بين سطور البيان العتيد، بحسب المصادر، هو أنه أعاد الروح الى ما تم الاتفاق عليه بين الجبارين الدوليين في "هامبورغ" في تموز الماضي، خلال القمة الاولى من نوعها التي جمعت الرئيسين بوتين وترامب منذ تسلّم الاخير مقاليد الحكم في البيت الابيض. فالاميركيون، فوّضوا خلالها روسيا متابعة الملف السوري بتطوراته وشؤونه وشجونه وصولا الى تسوية للنزاع، الا ان هذا التفويض لم يخوّلها التفرد في الحل المرتقب، وهو ما حاولت موسكو فعله مؤخرا، عبر طرحها حوارا في سوتشي بين المتصارعين أطلقت عليه "مؤتمر شعوب سوريا". فأتى بيان فيتنام ليصوّب الخلل الذي حصل، ويؤكد أن لا بديل او رديف لمنصّة "جنيف" المدعومة اميركيا ودوليا وأمميا والتي من "رحمها" سيولد الحل السوري العتيد. الى ذلك، أكد البيان ان لا حل عسكريا للازمة. وبهذا الموقف، تضيف المصادر، إقرار مشترك بأن مهما تبدّلت موازين القوى على الارض ومهما مالت الدفة لصالح طرف على حساب آخر، لن يتمكن أي من المتنازعين من حسم الصراع نهائيا لصالحه وما يجري من كر وفر في الميدان، آخر فصوله في البوكمال، يؤكد ان هذه التطورات يتحكّم بمسارها الجباران الدوليان الى حد كبير، ويضبطان ايقاعها واضعَين في حساباتهما مصالحهما الاستراتيجية من جهة ومقتضيات المفاوضات السورية – السورية من جهة أخرى.

وتلفت المصادر الانتباه الى ان تشديد واشنطن وموسكو على التسوية السياسية ورفض الحلول العسكرية، إنما يُفقد النظام السوري وحلفاءه وعلى رأسهم ايران، ورقة قوية يعوّلان عليها. فطهران التي تبذل الغالي والنفيس في سوريا، عبر الحرس الثوري وحزب الله اللذين يقاتلان الى جانب قوات الرئيس بشار الاسد، تتطلّع الى أن تساعدها انتصاراتها في الميدان، على تثبيت ركائز نظام الاسد في سوريا، فتنتزع بآلتها العسكرية مكسبا سياسيا كبيرا ستكون له ارتداداته في المنطقة كلّها، من دون الحاجة الى المرور بمعبر المفاوضات "السياسية". غير ان تمسك ترامب وبوتين بالخيار الثاني وبجنيف ومسارها وبقرارات الامم المتحدة خصوصا القرار 2254، إنما يأتي ليطيح الآمال الايرانية، اذ يفرض الاخير محادثات سلام بين المتصارعين ويدعو الى تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات برعاية أممية ويشدد على أن الشعب السوري هو من يقرر مستقبل البلاد.

 

"الجَمعة" السنّية في دار الفتوى لبحث "الاستقالة" رهن نتائج مشاورات دريان وإشادة بمواقف الحريري وترجمة مضمونها مُرتبط "بجدّية" الطـرف الاخـر

المركزية/13 تشرين الثاني/17/تلقّفت دار الفتوى بارتياح كبير ما صدر عن الرئيس سعد الحريري في اطلالته التلفزيونية امس التي وضع فيها النقاط على حروف استقالته التي طوت اسبوعها الاول، وذلك من خلال اعتبار مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، امام زوّاره، "ان حديث الرئيس الحريري المباشر من بلده الثاني في المملكة العربية السعودية شكّل ارتياحا لدى اللبنانيين وتفاؤلا بعودته قريباً، ودحض كل الشائعات والتأويلات التي انتشرت في لبنان والعالم وهو بين اهله وإخوانه في الرياض". فالدار التي تحوّلت "خلية نحل" منذ "صدمة" الاستقالة وباتت محجاً لمختلف القوى والشخصيات السياسية من اجل التباحث مع سيّدها في التطورات في مشهد عكس التضامن الوطني واللحمة بين اللبنانيين، تنتظر عودة الرئيس الحريري الى وطنه الام "بفارغ الصبر" ليُعيد وضع قطار الدولة ومؤسساتها على سكّة الانتظام بعدما "انحرف" عنها اخيراً بسبب ما آلت اليه الامور. وحتى العودة القريبة "خلال يومين او ثلاثة" على حدّ قوله امس، وبأنه سيلتقي المفتي دريان بعدما اشاد بما يقوم به، هل لا تزال فكرة عقد اجتماع سنّي موسّع في دار الفتوى تحضره معظم الشخصيات والقيادات للبحث في الازمة المستجدة قائمة، انطلاقاً من "المبادرة" التي اطلقها الرئيس نجيب ميقاتي من على منبر الدار بعد الاستقالة والتي اشارت المعلومات الى انها تتضمّن الدعوة الى اجتماع كهذا؟

مصادر في دار الفتوى اكدت لـ"المركزية" "ان اي دعوة الى عقد اجتماع موسّع للمجلس الشرعي الاسلامي الاعلى برئاسة المفتي دريان وحضور رؤساء الحكومات السابقين رهن بنتائج المشاورات واللقاءات القائمة والمستمرة في الدار من اجل التباحث في ما آلت اليه التطورات"، مشيرةً الى "اهمية موجة التضامن الوطني خلف الرئيس الحريري والتي توزّعت بين قوى حليفة وخصوم سياسيين". وفي حين لفتت الى "ان المشهد السياسي العام بدأ يتوضّح اكثر فاكثر بعدما لبّدته "غيوم الاستقالة" منذ اسبوع"، اثنت على "إشادة الرئيس الحريري بما ما يقوم به المفتي دريان من مشاورات ولقاءات والمواقف التي يُطلقها التي صبّت جميعها في اطار الحرص على الرئيس الحريري كشخصية وطنية وعلى تعزيز العلاقات بين لبنان واشقائه العرب". وفي تعليقها على اطلالة الرئيس الحريري امس بعد اسبوع على "قنبلة" الاستقالة، اشادت مصادر دار الفتوى "بما تضمّنته من مواقف لجهة التأكيد على وجود مشكلة سياسية في البلد تتمثّل بدور "حزب الله" الاقليمي وتدخّله في شؤون دول شقيقة، وان لا بد من ايجاد حل لهذه الازمة"، وهذا برأي المصادر متوقّف "على مدى جدّية الطرف الاخر الذي يملك مفاتيح الحل والايام المقبلة كفيلة بإثبات ذلك، علماً ان التجارب السابقة غير مشجّعة لناحية "الالتزام" بتسوية او اتّفاق". واذ نفت المصادر ما يتم تداوله عن "توتر" العلاقة بين لبنان والسعودية على خلفية ما يحصل مع الرئيس الحريري لناحية ظروف وضعه في المملكة والاسباب الحقيقية وراء استقالته"، شددت على "اننا في دار الفتوى حريصون جداً على ان تكون العلاقة مع السعودية والدول العربية كافة ممتازة، لاننا جزء من هذه المنطقة. في بعض الاحيان قد يكون هناك اختلاف في وجهات النظر وهذا طبيعي، لكن لا يُفسد في ود العلاقة قضية". وعلى اهمية التطورات التي تشهدها الساحة الداخلية، لا تغفل مصادر دار الفتوى الاشارة الى "اهمية الزيارة التاريخية التي بدأها اليوم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى السعودية، فهي تعكس النهج الانفتاحي الذي تعتمده المملكة تجاه معظم المكوّنات اللبنانية".

 

جولة باسـيل الأوروبيـة تتوسـع اذا لم يعـد الحريـري

فرنسا: الحل يتطلب حرية حركة كاملة للسياسيين اللبنانييـن

ايران: لا نتدخل في شؤون لبنان ووجودنا في سوريا قانوني

المركزية13/تشرين الثاني/17/ يتوجه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الى بلدان اوروبية في جولة لا تزال دوائر وزارة الخارجية تعدها، يبدأها غدا من باريس حيث يلتقي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ويعرج منها على لندن وبروكسل وبرلين ومن ثم موسكو. وأفادت أوساط قصر بسترس "المركزية" ان الجولة قد تتوسع الى بلدان اخرى، اذا لم يعد الحريري الى بيروت لإثارة مسألة تأمين عودته وتجنيب لبنان تداعيات الإحتقان الإيراني – السعودي. وأوضحت الأوساط ان التطورات السياسية في لبنان لن تثني باسيل عن سفره الى المكسيك لافتتاح مؤتمر الطاقات الاغترابية في أميركا اللاتينية في 24 تشرين الثاني الجاري، لما لهذا الحدث من اهمية لجهة التواصل مع المغتربين على ابواب اقتراعهم للمرة الاولى في الانتخابات النيابية المقبلة، وفي ظل ورشة شحذ الهمم لاستعادة الجنسية اللبنانية . وبالنسبة الى مشاركة وزير الخارجية في الإجتماع الطارئ للجامعة العربية الذي سينعقد الأحد المقبل على مستوى وزراء الخارجية برئاسة جيبوتي، بناء على طلب السعودية لمناقشة كيفية التصدي للتدخلات الإيرانية في الدول العربية ولاسيما في لبنان، أوضحت الأوساط ان مشاركة باسيل في الإجتماع ستتقرر في ضوء المستجدات خلال الأيام المقبلة.

المانيا: وفي السياق، أعرب وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل، عن أمله في عودة الرئيس الحريري إلى وطنه في أقرب وقت، والحفاظ على الاستقرار في المنطقة. وقال، خلال توجهه للقاء وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي: "نحن قلقون إثر تطور الأوضاع في الشرق الأوسط، حيث ان استقالة رئيس الوزراء اللبناني وأنشطته في بلد أجنبي، من دون شك، تؤدي إلى زعزعة الوضع في لبنان. نحن نأمل في أن يتضح الوضع سريعاً، ويعود رئيس الوزراء إلى لبنان، وتتمكن البلاد من الحفاظ على الاستقرار". قطر: بدوره، اعتبر وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني انّ المسألة اللبنانية ذات حساسية خصوصا لتعدد أطيافه، و يجب عدم التدخل في شؤونه وأشار الى ان اتخاذ سلوك تصعيدي بين السعودية وإيران قد يؤدي إلى خلق أزمة جديدة لا تتحملها المنطقة.

فرنسا: كذلك دعا وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان الى عدم التدخل في لبنان، من دون ان يسمي السعودية. وقال لودريان عند وصوله الى اجتماع مع نظرائه الاوروبيين في بروكسل "لكي يكون هناك حل سياسي في لبنان، يجب ان تكون للمسؤولين السياسيين حريتهم الكاملة في التحرك.

إيران: ونفت طهران التدخل في شؤون لبنان، وأكد المتحدث باسم خارجيتها بهرام قاسمي أن طهران لا تتدخل في شؤون لبنان، مشيرا إلى أن بلاده تتمنى عودة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى بيروت في أسرع وقت. وأوضح إن إيران تتواجد في سوريا بصورة رسمية وقانونية بناء على طلب من الحكومة السورية. العراق: وكشفت وزارة الخارجية العراقية، أن بغداد تتواصل مع السعودية ولبنان لحل الأزمة الناجمة عن إعلان الحريري استقالته من الرياض.

 

ازمة انهــاء الفــراغ الحكومي أشـدّ تعقيدا مـن الرئاســي والتسوية بالطبعة المنقحة: عودة الحزب الى مربع ما قبل الـ2011

المركزية/13 تشرين الثاني/17/أبعد من الشكليات- الذرائع التي يبثها فريق اعلامي واسع ويعممها على اللبنانيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول وضع رئيس الحكومة سعد الحريري في المملكة العربية السعودية، تؤكد مصادر سياسية بارزة لـ"المركزية" ان التركيز على الشكل لا على مضمون الصدمة الايجابية، كما سماها الحريري امس، لا يحجب الحقيقة الساطعة حول جوهر الاستقالة وخلفياتها الكامنة في الخطر الذي يسببه حزب الله للبنان من خلال تدخله العسكري في ازمات المنطقة، من سوريا الى البحرين والعراق وصولا الى اليمن التي سدد عبرها صاروخا باليستيا نحو مطار الملك خالد في العمق السعودي من خلال تدريب الحوثيين عليه، كما تقول المملكة، ضارباً عرض الحائط تداعيات "اقترافاته" السياسية والاقتصادية على لبنان دولة وشعباً التي شكلت استقالة الرئيس الحريري اول غيثها على امل الا يكون الآتي اعظم، اذا لم يعد الحزب "الى رشده اللبناني"، ويعلن على الاقل بدء انسحابه من الساحات العربية.

وتؤكد ان لبنان دخل منذ لحظة اعلان الاستقالة مرحلة جديدة اوضح خطوطها العريضة امس الرئيس الحريري. فالتسوية التي كانت سارية المفعول حتى ما قبل 4 الجاري، واسقطها حزب الله بممارساته وتجاوزاته، وبنتيجة التطورات والمتغيرات الكبرى في المنطقة باتت اسسها غير صالحة، وامكانية ترميمها تستدعي تاليا ادخال عامل اساسي الى متنها هو اخراج حزب الله من الساحات الخارجية. امام هذا المعطى المستجد، والذي بات اليوم مطروحا بقوة، يجب ان يحضر في صلب التسوية السياسية لتستقيم، واي محاولة للقفز فوقه مستحيلة.

وتشدد على ان الاستقرار محصّن على رغم دخول مرحلة فراغ حكومي، بفارق في المعطى الركيزة للتسوية. وتشرح ان تسوية انهاء الفراغ الرئاسي التي استغرقت عامين ونصف العام استلزمت تموضع الرئيس ميشال عون في الوسط، فيما مسألة انهاء الفراغ الحكومي اليوم اشدّ تعقيدا، ذلك ان انهاء الفراغ الرئاسي كان مرتبطا بشخص الرئيس عون وتموضعه، اما الحكومي فمرتبط بدور حزب الله في المنطقة وخروجه من ساحاتها.

واذ تعتبر ان من الصعوبة بمكان اعادة ترميم التسوية، تلفت في المقابل الى ان لا شيء مستحيلا في السياسة، سائلة هل ان علة وجود الحزب قائمة على قتاله خارج لبنان؟ مذكّرة بأنه كان داخل لبنان حينما ارسيت اكثر من تسوية معه، فما المانع من عودته الى لحظة ما قبل العام 2011 تاريخ انخراطه في الحرب السورية؟ وهل اصبح دور حزب الله الخارجي من ضمن نشأته وتكوينه؟ وتؤكد ان الظروف الدولية والاقليمية المستجدة لم تعد تسمح ببقاء الحزب ضمن دوره الخارجي بعد 2011.

وتلفت المصادر الى ان التسوية الجديدة يفترض ان تأخذ في الاعتبار مجمل هذه المعطيات والظروف ليصبح متاحا الولوج الى المرحلة المقبلة، متوقعة دخول البلاد مدار الفراغ الحكومي الطويل على ان تتم ادارة المرحلة من ضمن قواعد الاستقرار، مشددة على ان ما قبل استقالة الرئيس الحريري لم يعد صالحا لما بعدها. وفق هذا الشرط يمكن ان تقوم التسوية او تُبعث حية مجددا، فالرئيس الحريري لم يقل مرة انه يرفض الحكومة الائتلافية او التسوية السياسية، بل يريدهما وفق الشروط الجديدة المتلائمة مع المتغيرات الدولية والاقليمية.

وفي حال رفض الحزب تلبية الشروط، تعتبر المصادر ان ما شهدته البلاد من تباك على الرئيس الحريري سيظهر انه مصطنع ويضرب مرتكزات التسوية. المطلوب من المعنيين اذا كانوا حقا ضنينين على العهد والتسوية الركون الى الحقائق الواضحة واعادة رسم دوره وسياسته من ضمن مقاربة موضوعية للسلاح ودوره والتسليم بالمعطيات الجديدة.

 

إطلالة الحريري ثبّتت "جوهر" الاستقالة.. وعون أمام مهمّة "مصيـريةو"التسوية"-2 رهن انسحاب حزب الله من المنطقة.. وبالتالي "مستحيلة"؟

المركزية13 تشرين الثاني/17/ تمكّن الرئيس سعد الحريري في إطلالته التلفزيونية مساء أمس، الاولى منذ استقالته، وبفضل مواقفه المرنة والهادئة، من "إحراج" من أطلقوا النار مسبقا على ما ستتضمّنه مقابلته، على اعتبار انه "في الاقامة الجبرية وما يقوله لا يمكن الاعتداد به"، فدفعهم عبر لهجته "المتّزنة" ليس فقط الى التراجع عن فكرة أنه "مخطوف ومغلوب على أمره"، بل هم ذهبوا الى حدّ البناء على كلام الحريري، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية"، فكان أن أعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم أن "تصريحات الأخير تظهر أن التسوية السياسية التي تدعم الحكومة الائتلافية قائمة"، معتبرا أيضا ان "تلميحه باحتمال عدوله عن الاستقالة إيجابي"، في حين رأى رئيس مجلس النواب نبيه بري ان "العدول عن الاستقالة فيه عدالة". مقابلةُ الحريري بحسب المصادر، اختلفت من حيث "لهجتها" و"الأدبيات" عن بيان استقالته. إلا ان ما جاء في الحوار من حيث "المضمون" لم يختلف قيد أنملة عما جاء في نصّ الاستقالة، وما قاله الرّجل منذ أسبوع، بنبرة عالية، عاد وأكّد عليه امس بهدوء، حاملا على تدخّلات حزب الله في الميادين العربية ولا سيما في اليمن وعارضا للاخطار التي تجرّها هذه الممارسات على لبنان واللبنانيين. أما الذي تغيّر، فهو ان الحريري، وبعد الصدمة التي أراد خلقها في الداخل بسقفه "غير المعهود"، والتي أراد إفهام الجميع من خلالها ان "مش ماشي الحال"- وقد نجح في ذلك- انتقل الى المرحلة الجديدة من خطّته لتصويب المسار داخليا، فتحدّث أمس بلس ان "رجل الدولة" طارحا خطوات عمليّة للخروج من الازمة الحاصلة، واضعا "النأي بالنفس" عن صراعات المنطقة وبالتالي انسحاب "حزب الله" من أزماتها، شرطا أوّل لاحياء التسوية السياسية. وتعقيبا، تقول المصادر ان وقعَ طرح "التسوية" مجددا لم يكن ذاته على الاطراف المحليين، حيث اعتبره بعضهم "تراجعا" وبعضهم الآخر "حكمة"، الا انها تُذكّر بأن لبنان لا يُحكم الا بالتسويات والحوارات، مشيرة الى ان القوى الدولية والاقليمية كلّها، تدرك هذه الحقيقة. في المقابل، تقر المصادر بأن أبصار التسوية النور هذه المرة، لن يكون سهلا. فالحريري قد يكون طرح "المستحيل"، على اعتبار أن عودة "الحزب" من الخارج لن تحصل بين ليلة وضحاها. والمرجّح، وفق المصادر، ان تكون خطوة الحريري مقصودة وهدفها تهدئة الامور في المرحلة الراهنة، فيبقى هو على رأس حكومة تصريف أعمال حتى إجراء الانتخابات النيابية التي على أساسها يعاد رسم الصورة السياسية في الداخل ويكون في الوقت ذاته اتّضح المشهد في المنطقة. وفي الموازاة، يطلق الحريري مفاوضات مكثّفة مع رئيس الجمهورية ورئيس المجلس ومع حلفائه السياسيين، للتوصل الى "تسوية" جديدة، بشروط جديدة هذه المرة، يكون في صلبها التزام كافة الاطراف اللبنانيين بسياسة النأي بالنفس. وهنا، تضيف المصادر، سيتعين على الرئيس عون لعب دور محوري ومصيري. فـ"حزب الله" حليف أساسي له واذا لم يُقنعه بالانسحاب من سوريا واليمن والكويت والبحرين(...)، لن يتمكّن بعد اليوم- وفي ضوء المواقف السعودية التصعيدية- من تشكيل اي حكومة جديدة، وبالتالي يكون كتب وثيقة "وفاة" عهده، بنفسه. فهل هو في هذا الوارد؟ وفي وقت تشير الى ان "كثيرين في الداخل يرون ان "من جرّب المجرّب كان عقلو مخرّب" وأن "التسويات وأنصاف الحلول لم تعد تنفع خصوصا مع فريق يعمل لأجندة اقليمية"، تقول المصادر ان "استقالة الحريري أشّرت الى مرحلة سياسية جديدة، وبالتالي من استسهل الخروج عن التسوية في المرة الاولى، سيتعين عليه التفكير مرتين قبل كسرها مجددا، في ظل تبدل موازين القوى اقليميا ودوليا و"الطحشة" الاميركية – السعودية على ايران وأذرعها في المنطقة".

 

 لسريان مبدأ النأي بالنفس على "حزب الله" و"المستقبل"/"التيار" للحريري: "إذا أردت أن تطاع فاطلب المستطاع"

المركزية13 تشرين الثاني/17/ بعد طول انتظار، خرق رئيس الحكومة سعد الحريري "جدار الصمت" الثقيل الذي اعتصم به أسبوعا كاملا ليضع النقاط على حروف استقالته. وإذا كان الحريري بدا حريصا على طمأنة اللبنانيين ، فإنه لم ينس توجيه رسائل واضحة إلى العهد تبدو بمثابة شروط جديدة ربط بها المرحلة الثانية من التسوية التي مر عامها الأول مطبوعا بالاختلالات التي لم تنزل بردا وسلاما في السراي. فبعدما حرص رئيس الحكومة على التشديد على أهمية حياد لبنان، فإنه رمى بوضوح كرة النار هذه في الملعب الرئاسي، بما يعني أنه ترك للرئيس ميشال عون التفاهم مع حليفه الأول حزب الله على إشكاليتي السلاح والنأي بالنفس. غير أن العونيين، الموافقين على "مبدأ" النأي بالنفس يشترطون تطبيقا عادلا له، بما يتيح تطبيقه على أرض الواقع. وفي معرض التعليق على إطلالة الحريري التلفزيونية، اعتبرت مصادر في تكتل التغيير والاصلاح لـ "المركزية" أن "المثل القائل "إذا أردت أن تطاع، فاطلب المستطاع"، ينطبق على الوضع الراهن. وكل ترجمة واقعية لـ "النأي بالنفس" تتطلب سريان المبدأ على الفريقين في لبنان. ذلك أن المشهد الراهن يُختصر كالآتي: لا يُعتبر مبدأ النأي بالنفس محترما إذا كان حزب الله يقاتل في اليمن. أما إذا سلح فريق معين المعارضة السورية والارهابيين، فهذا لا يتعارض والنأي بالنفس، علما أن هذا الأمر كان يجري قبل دخول الحزب الحلبة السورية""، مشيرة إلى أن "كما المطلوب منا أن نثني حلفاءنا عن التدخل في الأزمة اليمنية، يجب أن ينأى الفريق الآخر بنفسه عنها. بالنسبة إلينا، نحن مستعدون لبذل كل ما في وسعنا من جهود لعدم الوصول إلى الحائط المسدود".

وعما إذا كان الرئيس عون على استعداد لفتح حوار جدي مع حليفه حزب الله لوضع إشكالية سلاحه وتموضعاته الاقليمية على بساط البحث ، لفتت المصادر إلى أن "إذا لم يتأمن حل إقليمي لهذا الموضوع، سيبقى عض الأصابع قائما، ونحن نتمنى أن تعود مصر إلى لعب دورها الطبيعي على الساحة العربية، وإذا لم نصل إلى سلام، فيما العدو في أفضل حالاته، وإن لم تتحرك مصر، ستزيد المشكلات تعقيدا، ما يعني أن لبنان سيستمر في دفع الاثمان الباهظة. لكن الحوار أفضل من عدمه"، مشددة على أن "الحوار مع حلفائنا لم يتوقف يوما. غير أننا واقعيون ونتمنى الوصول إلى حلول منطقية. أما بقاء الوضع الاقليمي على ما هو عليه، فلا يدعو إلى انتظار المخارج قريبا". وفيما يترقب الجميع الخطوة الرئاسية التالية، بعدما أطل الحريري ووضع بعض النقاط على حروف خطوته المفاجئة ، يتحدث كثيرون عن ضرورة العودة إلى إعلان بعبدا الذي نال إجماع الأقطاب المتحاورين في عهد الرئيس ميشال سليمان. لكن، وفي ظل خلافهم الكبير مع سليمان، لا يقارب العونيون الأمور من هذا المنظار، نظرا إلى الشياطين الكامنة في التفاصيل االسياسية. ذلك أن المصادر تشير إلى أن "لا يجوز أن يكون لبنان على المسافة نفسها من الملفات العربية والقضية الفلسطينية. غير أن هذا لا ينفي أن الجميع يلتقي على العناوين الكبرى، وإن كان الشيطان في التفاصيل، وفيما نحن لا نعود إلى إعلان بعبدا في تسميته، نكتفي بالقول إن مبدأ الحوار والنقاش أمر جيد في ذاته".

أما على الصعيد السياسي الداخلي، أعلن الحريري بوضوح أنه سيبقى على رأس حكومة تصريف الأعمال حتى موعد الانتخابات النيابية المقبلة، في موقف فسر على أنه ضربة قوية إلى العهد، بفعل الصلاحيات الضيقة لحكومة تصريف الأعمال، مع ما يعنيه ذلك من تقليص لمساحة الحركة لأهل الحكم. وفي هذا الاطار، تكتفي المصادر بالاشارة إلى أن "لا فيتو من القوى الفاعلة على الأرض بالنسبة إلى خيار حكومة تكنوقراط تُجري الانتخابات، لكن إذا كان الحل في حكومة تكنوقراط تنال موافقة الجميع، فيكون هذا الاحتمال قابلا للبحث، وإلا فإن الحكومة الحالية تبقى أهون الشرور".

 

"عين الحلوة" خلال الازمة الحكومية: حياد ايجابي شقيق الارهابي بـلال بدر فــي قبضة الجيش

المركزية/13 تشرين الثاني/17/ تُجمع القيادات الفاسطينية في لبنان على تحييد مخيم عين الحلوة عن الأزمة الداخلية اللبنانية، والتصدي لأي محاولة لزجه في صراعات تضرب استقراره الذي تسعى الفصائل الفلسطينية للمحافظة عليه بالتنسيق مع القوى الامنية، من خلال ملف المطلوبين. وضع المخيم في ظل الازمة السياسية التي تشهدها بيروت حضر بحسب ما أشارت المعلومات في جانب من لقاء المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم والرئيس الفلسطيني محمود عباس، في تأكيد على أن المخيم خط أحمر ولن يكون ممرا لأي مشروع فتنة في لبنان. وأكد مصدر فلسطيني لـ"المركزية" أن "زيارة السفير الفلسطيني أشرف دبور الى المخيم كانت بهدف التأكيد على تحصين الموقف الفلسطيني وأمن واستقرار المخيمات في ضوء المعلومات عن محاولات مخابرات إقليمية زج العنصر الفلسطيني في أتون الخلافات والصراعات اللبنانية، وقد أثبتت المخيمات حيادها الى الان"، مشيرا الى أن "السفير دبور الذي التقى القوى الوطنية والاسلامية، وضعهم في اجواء الاجتماعين مع الرئيس عباس واللواء ابراهيم في عمان، ولقائه الرئيس عون في بيروت لتحصين الموقف الفلسطيني وإبعاده عن التجاذبات اللبنانية". وعلى الصعيد الأمني، تكثف مخابرات الجيش عملياتها الامنية وملاحقاتها للعناصر الارهابية المتوارية في المخيم، وأوقفت اليوم في عملية استدراج أحد أخطر المطلوبين في عين الحلوة المدعو كمال ضرار بدر، شقيق الارهابي بلال بدر المطلوب الابرز وقائد المعارك في المخيم. الى ذلك، وبعدما تلقت القيادات الفلسطينية خلال لقائها الاخير مدير مخابرات الجيش في الجنوب العميد الركن فوزي حمادي تحذيرا بمحاسبة مطلقي النار في المناسبات والاعراس في المخيم، دان قائد القوة المشتركة الفلسطينية العقيد بسام السعد، في بيان "عادة إطلاق النار في المناسبات بدون سبب الامر الذي يرعب أهلنا وأطفالنا ويسيء إلى الجوار اللبناني الذي نعتبر أمنه من أمننا"، مضيفا أن "فصائلنا الوطنية والإسلامية بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية اللبنانية الحريصة على أمن واستقرار المخيمات، اتفقت على تقديم كل مطلق للنار إلى القضاء اللبناني". وتوجه الى الفلسطينيين في المخيم بالقول إن "بوصلة البندقية وسبب وجودها هو التحرير والعودة وأنتم حماة هذا المخيم فلا تكونوا سببا لترويع أهلنا وتخريب أمنهم واستقرارهم والجوار اللبناني الشقيق".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مقتل 43 مدنياً بغارات جوية استهدفت سوقاً شعبية في الأتارب

عواصم – وكالات/13 تشرين الثاني/17/قُتل نحو 43 مدنياً، بينهم خمسة أطفال أمس، بغارات شنتها طائرات، بالصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية، على سوق شعبي ببلدة الاتارب شمال سورية المشمولة باتفاق خفض التوتر. وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، إن الطائرات التي شنت الغارات، لم يُعرف إذا كانت سورية أم روسية، بينما رجحت مصادر ميدانية أن تكون الطائرات روسية. في غضون ذلك، أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، أنه أبلغ الولايات المتحدة وروسيا بأن إسرائيل ستواصل التحرك عبر الحدود السورية وفق احتياجاتها الأمنية، حتى في الوقت الذي تسعى فيه القوتان التوصل لهدنة. وقال لاعضاء من حزبه “ليكود” في البرلمان، أمس، “نسيطر على حدودنا ونحمي بلادنا وسنواصل القيام بذلك”. وأضاف “أبلغت أصدقاءنا في واشنطن وموسكو، بأن إسرائيل ستتصرف في سورية بما في ذلك الجنوب السوري، وفقا لفهمنا واحتياجاتنا الامنية”. وكانت إسرائيل، أبدت خيبة أملها من الاتفاق الأميركي الروسي الأردني، الخاص بترتيبات وقف إطلاق النار في جنوب سورية، والذي تم التوصل له السبت الماضي. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر أمنية وسياسية، استيائها من أن الاتفاق ينص على إبعاد العناصر الإيرانية حتى 20 كيلومترا فقط من هضبة الجولان، موضحة أن الغموض يكتنف كيفية تطبيق الاتفاق، لافتين لاجراء مسؤولين إسرائيليين محادثات في واشنطن وموسكو، بهدف تحسين شروطه بما يلبي مطالب إسرائيل الأمنية. وفي هذا الإطار، قال وزير التعليم وزعيم حزب “البيت اليهودي” نفتالي بنيت، إن “إسرائيل أوضحت لواشنطن وموسكو انها لن توافق على تموضع إيراني في سورية”. بدوره، أعلن مصدر إسرائيلي، إبقاء إسرائيل على ضرباتها العسكرية عبر الحدود مع سورية لمنع أي انتهاكات، ولإبقاء الفصائل المتناحرة بسورية بعيدة عن بعضها، والقوات المرتبطة بإيران على مسافات متفاوتة من الجولان”. من جانبه، أوضح الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن المذكرة التي أقرها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب في قمة”آبيك”، لم تتطرق مطلقا إلى سحب القوات الموالية لإيران من جنوب غرب سورية.

وقال أنه “لا محل بهذا الشأن لأي تفسير أو تأويل”، مضيفا أن المذكرة قبل الإعلان عنها، خضعت للبحث والمشاورات على مستوى الخبراء، وتم الاتفاق عليها من وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي ريكس تيليرسون، قبل أن ترفع للرئيسين بوتين وترامب اللذين أقراها بشكل نهائي.

ميدانيا، استعاد الجيش السوري، بالتعاون مع القوات الرديفة، السيطرة على قرية أبو الغر بريف حماة الشمالي الشرقي، من “جبهة النصرة”. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن القوات النظامية بدأت هجوما، من منطقة الميادين على الضفاف الغربية لنهر الفرات باتجاه مدينة البوكمال، مشيرا إلى تمكنها من التقدم غرب البوكمال. من جانبهم، كشف زعماء عشائر وسكان إضافة إلى المرصد، أن مقاتلي “داعش” نصبوا كمائن لـ “حزب الله” ومقاتلي “الحشد الشعبي” الذين عبروا من العراق، وكبدوها خسائر فادحة مما أجبرها على الانسحاب من البوكمال بعد السيطرة عليها. بدورها أفادت مصادر ميدانية، بسقوط قتلى وجرحى في قصف صاروخي للقوات الحكومية على مواقع المعارضة في مدينة زمالكا بريف دمشق، موضحة إن القوات شنت ست غارات على بلدة عين ترما وحي جوبر بدمشق، مشيرة إلى استمرار الاشتباكات بين المعارضة والقوات السورية في البلدة والحي. كما أفادت، بأن قوات النظام اقتحمت جزيرة حويجة قاطع في مدينة دير الزور، التي يتحصن فيها مسلحو “داعش”، بغطاء جوي روسي، فيما اتخذ مسلحو “داعش” المدنيين دروعاً بشرية. من جهة أخرى، تمكن عنصران من “داعش” من دخول مطار دير الزور العسكري، الخاضع لسيطرة نظام الأسد وروسيا، وتفجير نفسيهما فيه، مما أدى لسقوط قتلى بين صفوف نظام الأسد والقوات الروسية. من جهته، أعلن ممثل المركز الروسي للمصالحة ألكسندر بوتيانيخين، استسلام 25 مسلحا للسلطات السورية، في شمال حلب.

 

"ديبكا فايلز": هل تساوم أميركا على أمن اسرائيل؟

المركزية/13 تشرين الثاني/17/أشار موقع "ديبكا فايلز" الإستخباراتي الإسرائيلي الى أنّ "الإتفاق الجديد بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين بخصوص سوريا ضَمن لـ"حزب الله" وإيران التحرّك الحرّ على الحدود الأردنية لجهة إسرائيل".

ولفت الموقع الى أنّ "التعهّد القوي من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع أفيغدور ليبرمان وقائد أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال غادي آيزنكوت بعدم السماح للحزب وإيران بتأسيس تواجد عسكري دائم في سوريا على مقربة من إسرائيل، ذاب في جلسات مساومة سريّة".

وأوضح أن "الإتفاق الأخير بين بوتين وترامب ألزم إسرائيل بالموافقة على وجود القوات الإيرانية والمجموعات التابعة لها على مسافة 20 كلم من الحدود، شمال الجولان"، مشيرة الى أن "هذه المسافة في القنيطرة ستكون منطقة خفض تصعيد بحسب الإتفاق الثاني بين ترامب وبوتين، وستتم مراقبتها من قبل القوات الروسية مع أخرى سورية".

 

مدير سابق لـ”سي آي إيه”: يجب تدمير “الحرس الثوري” وفرنسا ألمحت لفرض عقوبات جديدة على إيران بسبب برنامجها الصاروخي

القدس – وكالات/13 تشرين الثاني/17/طالب مدير المخابرات المركزية الأميركية السابق “سي آي إيه” جيمس وولسي بتدمير البنية التحتية لـ”الحرس الثوري” الإيراني رسمياً وبشكل كامل للحد من التهديدات النووية والإرهابية لإيران. وقال وولسي، الذي تولى رئاسة “سي آي إيه” خلال الفترة بين العامين 1993 و1995، في فترة الرئيس بيل كلينتون في حديث مع صحيفة “جيروسالم بوست”، إنه “عندما يقوم الحرس الثوري في المرة المقبلة بتهديدنا، يجب قصف بنيته التحتية بست إلى 12 قنبلة ذات وزن ثمانية أطنان.” وأضاف “نظراً لأن الحرس الثوري يشكل المصدر الأول للإرهاب في العالم، فيجب العمل بدل الحديث، وينبغي أن ندمر أي شيء له علاقة بهذه المؤسسة العسكرية الإيرانية”. واعتبر أن توقيف القوارب الأميركية في يناير العام 2016، بواسطة الإيرانيين كان بمثابة إعلان حرب، مشيراً “نحن أقدمنا على الحرب العام 1812، لأسباب أقل أهمية من عمل الحرس الثوري”.

وأوضح أن “اعتماد نهج قوي تجاه إيران قد يعوض فشل إدارة ريغان بعد التفجير الذي أحدثه حزب الله اللبناني في سلاح البحرية الأميركي العام 1983”.يشار إلى أن ستراتيجية الرئيس الأميركي دونالد ترمب التي أعلنها في أكتوبر الماضي، إزاء طهران أن “الحرس الثوري” الإيراني هو الأداة والسلاح الرئيسي للمرشد الأعلى علي خامنئي من أجل جعل إيران دولة مارقة في المنطقة والعالم. من ناحية أخرى، لمحت وزارة الخارجية الفرنسية أمس، إلى أن من الممكن فرض عقوبات جديدة على إيران إذا اقتضت الضرورة بشأن برنامجها للصواريخ البالستية. وقالت المتحدثة باسم الوزارة أنيس رومانيه-اسباني “كما تعلمون فرض الاتحاد الأوروبي بالفعل عقوبات على كيانات إيرانية لها صلة بالبرنامج البالستي”. وكانت ترد على سؤال لتوضيح تصريحات أدلى بها ماكرون خلال زيارة للإمارات الأسبوع الماضي بشأن احتمالات فرض عقوبات فيما يتصل بهذه الأنشطة. وأضافت “إذا اقتضت الضرورة يمكن فرض عقوبات جديدة”. وأشارت إلى أن “الحوار السياسي بين فرنسا وإيران قائم ويتيح إمكانية التطرق لكل المواضيع بما في ذلك المواضيع الستراتيجية والإقليمية، (وزير الخارجية جان إيف) لو دريان سيجري حواراً صارماً عندما يذهب إلى طهران”. يشار إلى أن لو دريان سيزور الرياض، في وقت لاحق الأسبوع الجاري، ويعتزم السفر إلى إيران قبل نهاية الشهر الجاري. على صعيد آخر، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس، أن إيران تحترم التزاماتها الواردة في الاتفاق النووي المبرم مع القوى الكبرى عام 2015. وذكرت أن إيران “لم تقم بانشطة تخصيب” لليورانيوم فوق المستويات الأدنى وأن مخزونها من اليورانيوم المخصب هو تحت المستوى المحدد بـ300 كيلوغرام.

 

بريطانيا تدرس منح حماية ديبلوماسية لموظفة مسجونة في إيران

لندن – أ ف ب، رويترز/13 تشرين الثاني/17/أعلن متحدث باسم رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي أمس، أن” الحكومة تفكر في منح الموظفة البريطانية الإيرانية الاصل المسجونة في إيران نازانين زاغاري راتكليف حماية ديبلوماسية” في إطار جهود لإطلاق سراحها. وقال إن حكومة ماي تقوم بكل ما في وسعها لتأمين الإفراج عن زاغاري راتكليف وأن خيار منحها حماية ديبلوماسية مطروح للنقاش. في سياق متصل، قال ريتشارد راتكليف، زوج نازانين، إن وزير الخارجية بوريس جونسون أبلغه أنه وافق “على النظر بجدية” في اصطحابه خلال زيارة مقبلة إلى إيران، وأن يدرس طلباً بإمكان منح زوجته حماية ديبلوماسية.

وأضاف إنه تلقى “مكالمة ايجابية من جونسون” أول من أمس، دامت 20 دقيقة، موضحاً أنهما اتفقا على اللقاء في وقت لاحق. وأشار إلى أن زوجته أجرت فحوصاً طبية لكشف ما إذا كانت مصابة بسرطان الثدي مع تدهور حالتها النفسية، موضحاً أنها “لم تعد تملك القوة والصبر”، بعد نقلها إلى مستشفى “ايران مهر” في طهران لإخضاعها لفحص خاص لكتل صغيرة، مضيفاً إنها تشكو منذ أشهر من آلام حادة في صدرها في السجن.

 

زلزال عنيف هز الحدود بين إيران والعراق: 415 قتيل 7200 جريح/أثار رعب دول في الجوار دفع الآلاف إلى قضاء ليلتهم في العراء

طهران، بغداد – وكالات/13 تشرين الثاني/17/قتل 415 شخصا وأصيب 7235 آخرون بجروح في زلزال عنيف بقوة 7.3 درجات ضرب المنطقة الجبلية الحدودية بين العراق وايران وأدى الى انهيارات أرضية عرقلت أعمال الاغاثة. وذكر المركز الجيولوجي الأميركي أن الزلزال وقع عند الساعة 18,20 بتوقيت غرينيتش على بعد 30 كيلومترا جنوب غرب مدينة حلبجة، في منطقة جبلية محاذية لإيران، التي أعلنت أن حصيلة الضحايا بلغت 400 قتيل و6000 جريح، فيما أعلنت السلطات العراقية مقتل ثمانية أشخاص فقط. وضرب الزلزال منطقة بطول 1500 كلم تلتقي فيها صفائح تكتونية عربية وأورو-اسيوية، وهو حزام يمتد بين غرب ايران وشمال شرق العراق. وفي الجانب الايراني، تسبب الزلزال بأضرار في 14 إقليما على الأقل، وخصوصا ببعض القرى المؤلفة من بيوت مبنية بالطوب، وشعر به سكان عدد من المناطق في غرب البلاد من بينها تبريز. وسجل مركز رصد الزلازل الايراني نحو 118 من توابع الزلزال، وقال رئيس الهلال الاحمر الايراني ان نحو 70 ألف شخص يحتاجون لاماكن لايوائهم بصورة عاجلة. وأشار نائب رئيس خلية الأزمة التي شكلت لادارة أعمال الإغاثة بوزارة الداخلية الايرانية بهنام سعيدي إلى أن جميع الضحايا في محافظة كرمنشاه (غرب)، حيث أنها تعد الأكثر تضررا، وقد أعلنت الحداد ثلاثة أيام فيما أغلقت المدارس والجامعات فيها. وتسعى فرق جاهدة للعثور على ناجين محاصرين تحت أنقاض المباني المنهارة، حيث أن الحرس الثوري وقوات الباسيج التابعة له انشروا في المناطق المتضررة. وقال مساعد محافظ منطقة كرمنشاه مجتبى نكردار «نحن في طور انشاء ثلاثة مخيمات اغاثة للحالات الطارئة»، فيما رئيس دائرة الطوارئ الوطنية الايرانية بير حسين كوليفاند «من الصعب ارسال فرق اغاثة الى القرى لأن الطرق قطعت، حصلت انهيارات أرضية».وقدم المرشد الايراني الأعلى علي خامنئي تعازيه، وحض جميع الهيئات الحكومية على بذل كل ما بوسعها لمساعدة المتضررين.

وأعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني عزمه التوجه اليوم إلى كرمنشاه لتفقد المناطق المنكوبة، فيما توجه وزير الداخلية عبد الرضا رحماني ووزير الصحة حسن هاشمي إلى المحافظة للاشراف على جهود الانقاذ، بينما وصل قائد الجيش اللواء عبد الرحيم موسوي الى سربل-زهاب، احدى المناطق الأكثر تضرراً بالمحافظة، لمتابعة عمليات الانقاذ. وفي هذا الإطار، أكدت وكالة الأنباء الايرانية الرسمية ارسال ثلاثين فريق اغاثة تابعين للصليب الأحمر الى منطقة الزلزال، فيما أكد مسؤول ايراني في قطاع النفط ان خطوط الانابيب والمصافي لم تتضرر. وفي العراق، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن، إن «الرقم النهائي للضحايا بلغ ثمانية قتلى و535 جريحا في كردستان العراق»، فيما أوضح وزير الصحة في اقليم كردستان ريكوت رشيد، في بيان، أن «أربعة أشخاص لقوا مصرعهم في قضاء دربنديخان (الأكثر تضررا) واثنين في كرميان، وآخر في السليمانية». وأظهرت مشاهد بثت على «تويتر» أشخاصا مذعورين يخلون مبنى في السليمانية وتكسر الواجهات الزجاجية جراء الزلزال، كما اظهرت مشاهد التقطت في دربندخان المجاورة انهيار جدران وهياكل خرسانية. وفي أنحاء السليمانية، خرج المواطنون إلى الشوارع وأخلوا منازلهم، وسجلت أضرار مادية فقط، أما في قضاء كلار فأدى الزلزال إلى «سقوط قتيلين هما طفل ورجل مسن».

وقال وزير الموارد المائية حسن الجنابي، إن الزلزال تسبب بانزلاقات في سد دربنديخان بالسليمانية. والزلزال الذي ضرب على عمق قليل نسبيا يبلغ 25 كيلومترا ومركزه كان في بنجوين بمحافظة السليمانية شعر به سكان بغداد لنحو عشرين ثانية، فيما شعر به سكان المحافظات الأخرى لمدة أطول.

وانقطعت الكهرباء في مدن ايرانية وعراقية ودفع الخوف من توابع الزلزال آلاف الاشخاص في البلدين الى البقاء في الشوارع والحدائق في البرد الشديد. كما شعر سكان جنوب شرق تركيا بالهزة «من ملطية الى فان، فيما أخلى السكان وفي دياربكر منازلهم، كذلك شعر سكان المناطق الحدودية في أذربيجان، بالزلزال. في سياق متصل، أعلنت تركيا عن إرسال مواد إغاثية وطواقم بحث وإنقاذ إلى العراق، فيما أعرب كل من رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم والرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والممثل الأعلى لسياسة الأمن والشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني والأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس بالإضافة الى مصر عن تعاطفهم مع أسر الضحايا، وتعازيهم لايران والعراق جراء الخسائر الكبيرة في الأرواح والدمار الناجم عن الزلزال.

 

ايران: “حماس” لم تقطع علاقتها بنا يوماً

طهران – وكالات/13 تشرين الثاني/17/أكد نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين جابري أنصاري أمس، أن “حركة حماس لم تقطع علاقتها بإيران يوماً رغم بعض الخلافات بسبب الأزمة السورية”. وقال أنصاري إن زيارات مسؤولي “حماس” المكثفة لإيران خلال عام مضى، جاءت في ظل التغييرات التي حصلت على مستوى قيادات الحركة، التي أدت إلى “إعادة بناء علاقات ممتازة مع إيران”. وجاءت تصريحات أنصاري في إشارة إلى خطوات يحيى السنوار منذ انتخابه قائداً جديداً لـ”حماس” نحو تمتين العلاقة مع إيران، وكذلك إعلان إعادة الدفء لهذه العلاقة على هامش العزاء بوفاة الرئيس الإيراني السابق هاشمي رفسنجاني من قبل وفد من الحركة بقيادة عضو المكتب السياسي أسامة حمدان، الذي حضر تلك المراسم في فبراير الماضي.

 

اجتماع وزاري عربي طارئ لبحث التصدي للتدخلات الإيرانية

الشرق الأوسط/13 تشرين الثاني/17/قررت الجامعة العربية، عقد اجتماع طارئ على مستوى وزراء الخارجية العرب، الأحد المقبل، برئاسة جيبوتي، لمناقشة «كيفية التصدي للتدخلات الإيرانية في الدول العربية»، وذلك بناءً على طلب من السعودية. وأكد مصدر دبلوماسي عربي أن «السعودية تقدمت بطلب رسمي، أمس، لعقد اجتماع غير عادى لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، لبحث الانتهاكات التي تقوم بها إيران في المنطقة العربية، والتي تقوض الأمن والسلم ليس في المنطقة العربية فحسب بل في العالم بأسره». وأشار المصدر إلى أن الاجتماع سيتطرق إلى «ما تعرضت له مدينة الرياض مساء السبت الماضي، من عمل عدواني من قبل ميليشيات الحوثي التابعة لإيران في اليمن، وذلك بإطلاق صاروخ (باليستى) إيرانيّ الصنع من داخل الأراضي اليمنية، وكذلك ما تعرضت له مملكة البحرين من عمل تخريبي (إرهابي) بتفجير أنابيب النفط (الجمعة) الماضي». وحظي الطلب السعودي للاجتماع الطارئ بتأييد كل من البحرين والإمارات والكويت. وقال سفير خادم الحرمين الشريفين لدى القاهرة ومندوب السعودية الدائم لدى جامعة الدول العربية، السفير أحمد بن عبد العزيز قطان، في تصريحات، أمس، إنه على الرغم من قرار مجلس الأمن رقم (2216) بشأن اليمن، فإن «إيران وتنظيم (حزب الله) دعما وسلحا جماعة الحوثي، بما في ذلك تزويده بالصواريخ الباليستية»، مشيراً إلى أنه منذ بداية الأزمة في اليمن «أطلق الحوثيون 232 صاروخاً باليستياً، منها 76 صاروخاً أُطلقت على المملكة».

 

منظمة العفو الدولية: النظام السوري مذنب بارتكاب جرائم ضد الإنسانية

الشرق الأوسط/13 تشرين الثاني/17/أكدت منظمة العفو الدولية اليوم (الاثنين)، أن حصار النظام السوري للسكان المدنيين قبل التوصل إلى اتفاقات (مصالحة) مع المعارضة يشكل جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب. وفي تقرير حمل عنوان «نرحل أو نموت» قامت منظمة العفو الدولية بتحليل أربع اتفاقات محلية تقول المنظمة الحقوقية إنه قد سبقتها عمليات حصار غير مشروعة وقصف بهدف إجبار المدنيين على ترك منازلهم. وقال التقرير: «عمليات الحصار والقتل غير المشروع والترحيل القسري من قبل القوات الحكومية هي جزء من هجوم ممنهج وواسع النطاق على السكان المدنيين، وبالتالي فإنها تشكل جرائم ضد الإنسانية». وجاءت اتفاقات المصالحة التي عقدت بين أغسطس (آب) 2016 ومارس (آذار) 2017 بعد عمليات حصار دامت لوقت طويل هاجمت خلالها قوات نظام الأسد وأيضاً قوات المعارضة المدنيين من دون تمييز. وأضاف التقرير أن «قوات النظام فرضت حصاراً على مناطق مكتظة سكنياً وحرمت المدنيين من الطعام والدواء وحاجات أساسية أخرى في انتهاك للقانون الإنساني الدولي». ومثل هذه الأعمال من قبل النظام السوري في داريا ومضايا وشرق مدينة حلب وحي الوعر في حمص تشكل جرائم حرب. ووثقت منظمة العفو الدولية 10 هجمات في شرق حلب بين يوليو (تموز) وديسمبر (كانون الأول) 2016 زعمت أن النظام استهدف خلالها أحياء «بعيدة عن خطوط الجبهات ومن دون أي هدف عسكري ظاهر في محيطها». وقالت المنظمة الحقوقية إنها اعتمدت في بحثها على الصور عبر الأقمار الصناعية وتسجيلات الفيديو، إلى جانب مقابلات مع 134 شخصاً منهم سكان ومسؤولون في الأمم المتحدة بين أبريل (نيسان) وسبتمبر (أيلول) هذا العام. وناشدت منظمة العفو المجتمع الدولي إحالة القضية في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية وطلب حق دخول غير مشروط لهؤلاء الذين يحققون في انتهاكات حقوق الإنسان. وأدى النزاع في سوريا إلى مقتل أكثر من 330 ألف شخص ونزوح الملايين منذ اندلاعه في مارس

 

قصف عنيف على البوكمال بعد استيلاء «داعش» عليها و«سوريا الديمقراطية» تسيطر على أهم المناطق المتبقية للتنظيم

الشرق الأوسط/13 تشرين الثاني/17/كثفت قوات النظام السوري والمسلحون الموالون لها قصفهم على مدينة البوكمال في محافظة دير الزور شرق سوريا، وقرى بمحيطها، بعد ساعات من استعادة تنظيم داعش السيطرة على المدينة بشكل كامل. ويأتي القصف بالتزامن مع غارات مكثفة من الطائرات الحربية على المدينة وريفها، ما أوقع خسائر بشرية كبيرة من المدنيين، أكثر من نصفهم من الأطفال. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى مقتل 32 مدنيا بينهم 9 أطفال ومواطنات، ومن ضمنهم عائلتان على الأقل جراء القصف خلال الـ36 ساعة الماضية. ولفت المرصد إلى استمرار القتال العنيف بين المسلحين الموالين للنظام من جنسيات عراقية ولبنانية وآسيوية من جانب، وعناصر التنظيم من جنسيات سورية وغير سورية من جانب آخر، على محاور في محيط مدينة البوكمال من الجهتين الشرقية والجنوبية. وتحدث موقع «دير الزور 24» عن أن تنظيم داعش عرض على قوات الأسد تسليمه 3 جثث لجنود روس مقابل فتح ممر آمن للمدنيين وعناصر التنظيم العالقين في حويجة كاطع، لكن قوات الأسد رفضت العرض. وتعد مدينة البوكمال المعقل الأكبر والمدينة الأخيرة، لتنظيم داعش في سوريا. وكان مئات المدنيين السوريين المحاصَرين في جزيرة «حويجة كَاطع» الواقعة بنهر الفرات في دير الزور؛ قد وجهوا نداء قبل أيام بإنقاذهم وتسهيل عبورهم إلى ضفة النهر المقابلة حيث «قوات سوريا الديمقراطية». وحذر ناشطون من مصير مجهول ينتظر هؤلاء المحاصَرين والفارين من مدينة دير الزور عقب السيطرة عليها من جانب قوات النظام. وجد الفارون أنفسهم بين فكي كماشة. فتنظيم داعش يسيطر على الجزيرة، في حين تسيطر قوات سوريا الديمقراطية على الضفة الشرقية للنهر، وقوات النظام السوري على الضفة الغربية. ويمنع التنظيم المدنيين من العبور مشترطاً تأمين مخرج لمقاتليه الموجودين في الجزيرة نحو مناطق سيطرته في ريف دير الزور الشرقي، بينما تعلن قوات سوريا الديمقراطية استعدادها لاستقبال المدنيين شريطة تسليم مقاتلي داعش لأنفسهم. أما النظام السوري وروسيا، فيهددان باستهداف أي حركة عبور نحو مناطق سوريا الديمقراطية، على أمل الضغط على «داعش» للوصول إلى صفقة حول جنديين روسيين أسرهما التنظيم في ريف دير الزور خلال هجمات مضادة في نهاية سبتمبر (أيلول) وبداية أكتوبر (تشرين الأول) الماضيين. في السياق، تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من تحقيق تقدم هام والسيطرة بشكل كامل على ناحية البصيرة، التي تعد واحدة من المناطق المهمة التي كانت لا تزال تحت سيطرة التنظيم، ليخسر التنظيم بها المزيد من المناطق المتبقية له في الريف الشرقي لدير الزور. وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القتال بين الطرفين لا يزال مستمراً، حتى أمس، في أطراف قرية الزر وأطراف بلدة الشحيل، في محاولة من قوات النظام للتقدم في الضفاف الشرقية لنهر الفرات، والسيطرة على القرية والبلدة، وتقليص نطاق سيطرة التنظيم في المنطقة. وبهذا التقدم تكون قوات سوريا الديمقراطية سيطرت على كامل شرق الفرات من حدودها دير الزور الشمالية الغربية مع محافظة الرقة، وصولاً إلى المنطقة المقابلة لبادية الشعيطات، في شرق الفرات، وتضم أكبر حقل نفطي في سوريا وهو حقل العمر، وأكبر معمل وحقل غاز في سوريا وهو حقل كونيكو، وحقول التنك، وصيجان والجفرة، وقرى وبلدات الصبخة والصور وجديد عكيدات وجديد بكارة والكبر ومحيميدة والصعوة وزعير جزيرة والكسرة، ومناطق ممتدة من شمال مدينة دير الزور وصولاً إلى ريف الحسكة الجنوبي.

 

حكومة العبادي تتعهد عدم المساس بـ{كيان} إقليم كردستان ومصادر كردية تتحدث عن تعزيزات لـ«الحشد» جنوب أربيل

الشرق الأوسط/13 تشرين الثاني/17/طمأنت الحكومة الاتحادية برئاسة حيدر العبادي حكومة إقليم كردستان بعدم المساس بالمكتسبات الدستورية للشعب الكردي، مؤكدة أنها «لا تنوي التعامل المباشر مع المحافظات، بل ستحترم الكيان الكردي الحالي الذي أقره الدستور العراقي». وقال سعد الحديثي المتحدث باسم الحكومة الاتحادية «إن مشروع قانون الموازنة لم يشر إلى أي نوع من التعامل المنفرد مع محافظات شمال العراق، بل إن محافظات أربيل والسليمانية ودهوك هي محافظات ضمن إقليم مستقل حدد الدستور حدوده الإدارية ولن تمس الحكومة بهذا الكيان». جاء ذلك لطمأنة حكومة الإقليم بعد ورود أنباء حول وجود نوايا لدى الحكومة الاتحادية بالتعامل المباشر مع مجالس المحافظات فيما يتعلق برواتب الموظفين الذين تشكك الحكومة الاتحادية بصدقية القوائم التي تقدمها حكومة الإقليم بالعدد الهائل للموظفين الذين يربو عددهم على مليون و250 ألف موظف معينين بوظائف لدى حكومة الإقليم.وفي سياق متصل كانت حكومة الإقليم تستعد يوم أمس لعقد اجتماع يضم الكتل الكردية في كل من برلمان كردستان ومجلس النواب العراقي للتباحث حول المواد الواردة بمشروع قانون الموازنة لعام 2018 وتوحيد الصف الكردي للدفاع عن الحقوق المالية المقرة بالموازنات السابقة بتخصيص نسبة 17 في المائة من الموازنة كحصة لإقليم كردستان، وخاصة بعد أن أبدت حكومة الإقليم استعدادها الكامل لتسليم جميع الموارد الجمركية والمطارات وعوائد النفط إلى الحكومة الاتحادية مقابل الإبقاء على تلك الحصة دون المساس بها، ولكن بسبب مقاطعة وفدي كتلتي التغيير والجماعة الإسلامية تأجل الاجتماع إلى إشعار آخر على أمل أن تتمكن الحكومة من إقناع قيادة الحزبين بإشراك ممثليهم في الوفد الذي يتم الإعداد لتشكيله للتباحث مع الحكومة الاتحادية بشأن الموازنة والحقوق الدستورية الأخرى. وقال برزو مجيد، رئيس كتلة حركة التغيير المعارضة في برلمان كردستان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» لقد قررنا عدم المشاركة في الاجتماع المرتقب مع حكومة الإقليم، لأننا نعتبرها حكومة أخفقت في معالجة الأزمات المعيشية التي حلت بالمواطنين، ولذلك نعتقد بأنها غير قادرة في مثل هذا الوضع الحساس أن تفعل شيئا لمعالجة تلك الأزمات وفي مقدمتها مسألة تأمين معيشة المواطنين، ولذلك نحن غير مستعدين لهدر المزيد من الوقت والجهود في سبيل تحقيق ما لا يمكن لهذه الحكومة أن تحققه. وكانت حركة التغيير ومعها الجماعة الإسلامية قد أصرتا خلال الفترة الماضية على ضرورة حل هذه الحكومة وتشكيل حكومة إنقاذ وطني أو حكومة انتقالية إلى حين تنظيم الانتخابات المقبلة، لكن الدعم الأميركي للحكومة الحالية برئاسة نيجيرفان بارزاني ونائبه قباد طالباني حال دون تحقيق أي تقدم في المشاورات الجارية بين تلك الأحزاب لتغيير الحكومة.

على صعيد آخر، أكد قائد محور (التون كوبري) لقوات الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني وجود تحشيدات مريبة بالقرب من نقاط التماس بين قوات «الحشد الشعبي» والبيشمركة. وقال كمال كركوكي: «هناك تحركات مريبة بهذا المحور فالكثير من قوات الحشد معززة بمختلف أنواع الأسلحة تتحرك بهذا الاتجاه ولا نعرف الهدف من تلك التعزيزات والتحركات». في غضون ذلك، رد كريم نوري المتحدث باسم «هيئة الحشد الشعبي» في تصريحات، قائلا: «إن الأنباء التي تروجها قيادات في الحزب الديمقراطي الكردستاني ليست صحيحة، فكل ما في الأمر أن ما يجري على الجبهة هناك لا يعدو سوى إعادة ترتيب أوضاع القوات وتغيير بعضها ببعض، وليست هناك أي تعزيزات إضافية، كما لا أساس من الصحة تماما لما يروجه هؤلاء القادة من مخاوف بشأن تقدم قوات الحشد نحو حدود مدينة أربيل». ولاستجلاء حقيقة الموقف في محور التون كوبري، اتصلت «الشرق الأوسط» بالفريق جبار ياور، الأمين العام لوزارة البيشمركة، الذي أكد أن «الأوضاع هادئة تماما في جميع الجبهات، وليس هناك ما يستدعي القلق، فالتحركات في المحور المذكور وجميع المحاور الأخرى قرب كركوك ومخمور والشيخان وصولا إلى منطقة فيشخابور كلها تحركات عادية تجري من الطرفين القوات العراقية والبيشمركة ولا تثير المخاوف، ونحن ليست لدينا أي أوامر بالمواجهة أو المصادمة مع قوات (الحشد)، فمنذ انتهاء الاجتماع الثالث مع القيادات العسكرية العراقية أصبحت الأجواء هادئة». وحول استكمال تلك المحادثات، قال ياور «نحن أكملنا المحادثات الفنية بالجلسة الثالثة المشتركة، وننتظر نتائج المشاورات الجارية حاليا لبدء جولة المفاوضات السياسية بين أربيل وبغداد، وفي حال عقدت تلك الاجتماعات وتمخضت عن أي نتائج إيجابية فبطبيعة الحال ستنعكس تلك النتائج على محادثاتنا العسكرية». وتابع: «على العموم نحن نلمس هدوءا ونتمنى أن يساعد ذلك على تنقية الأجواء السياسية والشروع بمحادثات بناءة للتغلب على المشاكل القائمة ووقف المصادمات الدموية التي لا نريد أن تحدث حقنا للدماء».

 

أبوظبي: لن نقف مكتوفي الأيدي أمام التهديدات الإيرانية لاستقرار المنطقة وقرقاش يشير إلى 3 عوامل لتحسين فرص إيجاد حلول في سوريا وليبيا واليمن

الشرق الأوسط/13 تشرين الثاني/17/شدد الدكتور أنور قرقاش وزير دولة للشؤون الخارجية في الإمارات على وجود 3 عوامل ستساعد في تحسين فرص الوصول إلى حلول سياسية للصراعات في كل من سوريا وليبيا واليمن، مشيراً إلى أنها تتمثل في تنامي الوعي الدولي بمواجهة التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية، والذي يتزامن مع التراجع الكبير للجماعات المتطرفة بعد هزيمة داعش في الموصل والرقة وتراجع القاعدة في اليمن، إضافة إلى تجفيف الدعم القطري في مساندة الإرهاب. وقال قرقاش أمس إن الإمارات لن تقف مكتوفة الأيدي في ظل التهديدات التي تمثلها إيران على استقرار المنطقة، مشيراً إلى أن الدور الإيراني يزداد سوءا في دعم التوتر الطائفي ودعم الحرب بالوكالة في عدد من الدول. وأكد وزير دولة للشؤون الخارجية في الإمارات في كلمته الافتتاحية بملتقى أبوظبي الاستراتيجي الرابع الذي ينظمه مركز الإمارات للسياسات على أن البديل عن الأوضاع الحالية المضطربة في المنطقة هو تبني استراتيجية تركز على تحقيق الاستقرار، وأن الإمارات ترى أن هذه الاستراتيجية تعتمد على قوة السعودية وبرنامجها التطويري واستقرار وقوة مصر إضافة إلى تحديث الأجندات السياسية في المنطقة. وحدد قرقاش خمسة مبادئ لتمكين الدول العربية المعتدلة من تبني أجندة مشتركة تحقق التقدم وهي عدم التسامح مطلقا مع الإرهاب وداعميه، والعمل المشترك لمواجهة التدخلات الخارجية في الشؤون العربية، وتعزيز التعاون بين الدول العربية ذات السيادة، وتبني الحلول السياسية للنزاعات في المنطقة، وتحسين الأوضاع الاقتصادية والسياسية عن طريق الحوكمة الرشيدة وتحقيق التطوير الاقتصادي.

إلى ذلك قالت الدكتورة ابتسام الكتبي، رئيسة مركز الإمارات للسياسات «ما زالت المنطقة العربية تعاني تداعيات الربيع العربي، وتعيش حالة من النار واللهب؛ فالحرب مشتعلة في اليمن وسوريا، وحالة التصارع والانقسام قائمة حتى اللحظة في ليبيا. وفي الوقت الذي بدا فيه أن العراق على طريق دحر تنظيم داعش من فوق أراضيه، فإذا بقضية استقلال كردستان تنفجر في وجهه». وأضافت أن ذلك يحدث «في ظل مواصلة إيران لسياساتها الهادفة إلى الهيمنة على الإقليم وتقويض الدولة الوطنية العربية؛ من خلال دعم الميليشيات المسلحة وتكريس الخطاب الطائفي».

وبينت خلال افتتاحها الملتقى أمس في أبوظبي أن دولة الإمارات تعمل جاهدة من أجل تكريس الاستقرار في المنطقة العربية، خاصة في ظل الأزمات التي تعصف بالشرق الأوسط حالياً، مثل الأزمة الدبلوماسية ما بين قطر والدول الأربع المقاطعة لها - الإمارات والسعودية والبحرين ومصر - ودور إيران التخريبي في النزاعات في اليمن وسوريا والعراق، إلى جانب دورها التخريبي في لبنان من خلال دعم «دويلة حزب الله» وإضعاف مؤسسات الدولة اللبنانية عبر الاستقواء بميليشيا الحزب وسلاحه. وشددت الكتبي على أن الدور القيادي الذي اتخذته الإمارات بالشراكة مع السعودية يهدف لتشكيل رؤى فكرية وسياسية لحلول عملية للأزمات الحالية، ونشر الأمن والاستقرار في المنطقة العربية.

وأضافت: «تسعى الإمارات إلى تقديم نموذج يحمل الأمل لشعوب المنطقة، ويَعدها بالاستقرار والنماء والتقدم والسعادة، ويقودها إلى المستقبل بآفاقه الرحبة، كما عبرت عنها خطة مئوية الإمارات 2071». وتابعت: «في السياق ذاته، تأتي جهود السعودية، للتحديث السياسي والاقتصادي والاجتماعي، بقيادة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، كما عبرت عنها (رؤية السعودية 2030)، لتمثل إسهاماً مهماً في رسمِ مستقبلٍ أفضلَ للمنطقة وتوفير حياة كريمة لشعوبها». وأشارت رئيسة مركز الإمارات للسياسات إلى استمرار ما وصفته بـ«حالة السيولة وعدم الوضوح واللايقين» في النظامين الدولي والإقليمي، كما توقعت خُلاصات النسخة الثالثة من «ملتقى أبوظبي الاستراتيجي» في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وتابعت: «لم تتغير بنيةُ النظام الدولي، وما زالت الولاياتُ المتحدة القوة الأولى العظمى في العالم، وتسعى دولُ العالم جاهدةً إلى فهم توجهاتِ السياسة الأميركية ومحاولةِ التكيف معها». وأكدت الكتبي في كلمتها أن «ملتقى أبوظبي الاستراتيجي» لهذا العام يسعى إلى مقاربة مختلف التحولات الإقليمية والدولية بأدوات التفكيك والتحليل الجيواستراتيجي، مضيفةً أن جلسات الملتقى ستتناول قضايا أمن الخليج وسيناريوهاتها، وكيفيةَ انعكاسِ أزمات إيران الداخلية على سياساتها الإقليمية، والدورَ التركي بين الإحياء والانكماش، والمستقبَلاتِ المحتملةَ للدول العربية التي تشهدُ حروباً طاحنة وصراعات داخلية.

إلى ذلك ناقش مشاركون في الجلسة الثانية لملتقى أبوظبي الاستراتيجي الرابع المعنونة بـ«النار واللهب: تفكيك شيفرة إيران»، محاولات طهران المستمرة لتصدير أزماتها الداخلية إلى الخارج، حيث حدد المشاركون ثلاث أزمات رئيسية تعيشها إيران وهي أزمة النموذج المتمثلة في عدم قدرة طهران على إنتاج نموذج سياسي أو اقتصادي كدولة، وأزمة الهوية باعتمادها على المركب القومي الديني (الإيراني الشيعي) وأزمة بناء نموذج القوة حيث يكمن الخلل هنا في النظرة الأحادية الإيرانية للقوة بأنها تنحصر في القوة الصلبة دون الأخذ بعين الاعتبار الأشكال الأخرى للقوة. ورأى بعض المشاركين أن إيران تتصرف في المنطقة وفقا لخلطها بين الاستراتيجيات الدفاعية والهجومية، دون أن تمتلك رؤية واضحة المعالم، غير أن متحدثين آخرين رأوا أن السلوك الإيراني واضح للغاية لكن الاستراتيجية العربية غائبة في مواجهة هذا السلوك حيث لم تتخذ دول مؤثرة مثل مصر ودول المغرب العربي موقفا حاسما من السياسات الإيرانية في المنطقة، بينما تحاول إيران تصدير ما تسميه نموذجها الثوري إلى خارج محيطها كاستراتيجية دفاعية بحد ذاتها بسبب استشعارها لخطر يتهدد وجودها.

من جهتها قالت نورة الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة في الإمارات إن مكتسبات القوة الناعمة يجب أن تحمى بالقوة الصلبة وهو ما فعلته الإمارات في مشاركتها في التحالف الدولي للحرب على «داعش» الإرهابي مما يعد شكلا من أشكال حماية عناصر القوة الناعمة المتمثل في الإسلام المعتدل. وأشارت في الجلسة خلال الملتقى والتي قدمها الإعلامي السعودي تركي الدخيل إلى أن مجلس القوة الناعمة في الإمارات معني بوضع خطط قصيرة وطويلة الأمد تكفل التأثير وقوة الوصول واستثمار النجاحات التي حققتها قطاعات متعددة في الدولة وتحويلها إلى قوة ناعمة. وشددت على أن التخلص من البيروقراطية والتحولات الكبرى على مستوى العمل الحكومي إضافة إلى النموذج المتصالح مع الحداثة والعولمة إضافة إلى استشراف المستقبل والذكاء الصناعي والاعتماد على الشباب وبناء المدن الاقتصادية العالمية كل ذلك ساهم في تحويل الإمارات إلى منصة ملهمة أعادت تعريف مفهوم القوة الناعمة في العالم. من جانبها قالت الدكتورة ابتسام الكتبي رئيسة مركز الإمارات للسياسات عن أبرز مكونات القوة الناعمة في الإمارات، والمتمثلة في كونها النموذج الاتحادي الوحيد الناجح في المنطقة إضافة إلى نجاحها الاقتصادي والحوكمة وانفتاح الإمارات على العولمة ودعم الإسلام الوسطي. وسلطت الدكتورة الكتبي الضوء على المكونات الكبرى للقوة الناعمة الإماراتية والمتمثلة في التعليم وإدارة المعرفة والإعلام الذي ينجح في مخاطبة المتلقي في القرن الواحد والعشرين إضافة إلى المكون الثالث وهو التدريب المستدام لنقل المهارات وتنميتها.

 

البحرين تبدأ محاكمة علي سلمان واثنين آخرين بتهمة التخابر مع قطر

الشرق الأوسط/13 تشرين الثاني/17/أحالت النيابة العامة البحرينية، أمس، علي سلمان، الأمين العام لـ«جمعية الوفاق»، (تم حلها بحكم قضائي)، واثنين آخرين، إلى المحكمة الكبرى الجنائية بتهمة التخابر مع قطر، للتآمر على البحرين وقلب نظام الحكم فيها. وأحيل ملف قضية علي سلمان حضورياً، وشريكيه حسن السلطان وعلي الأسود غيابياً، بعد توجيه تهم لهم؛ أبرزها الاتفاق مع مسؤولين قطريين لإحداث فوضى واستخدام للعنف، وتلقي أموال قطرية في هذا الإطار للإضرار بالبحرين اقتصادياً وأمنياً وعسكرياً. وصرح المستشار أحمد الحمادي، المحامي العام للنيابة الكلية في البحرين، أمس، بأن النيابة العامة أمرت بإحالة القضية التي يتهم فيها كل من: علي سلمان علي أحمد، وحسن علي جمعة سلطان، وعلي مهدي علي الأسود، بالتخابر مع قطر، إلى المحكمة الكبرى الجنائية، وأسندت إليهم النيابة العامة تهم التخابر مع دولة أجنبية لارتكاب أعمال عدائية ضد البحرين.

وأضافت النيابة العامة أن التخابر كان القصد منه الإضرار بمركز البحرين السياسي والاقتصادي ومصالحها القومية، بهدف إسقاط نظام الحكم في البلاد. كما تضمنت التهم تسليم وإفشاء سر من أسرار الدفاع إلى دولة أجنبية، وقبول مبالغ مالية من دولة أجنبية مقابل إمدادها بأسرار عسكرية ومعلومات تتعلق بالأوضاع الداخلية بالبلاد، إضافة إلى إذاعة أخبار وإشاعات كاذبة ومغرضة في الخارج من شأنها إضعاف الثقة المالية بالبحرين والنيل من هيبتها واعتبارها. وتحدد لنظر القضية جلسة 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي. ولفت الحمادي إلى أن النيابة العامة استندت في ذلك إلى الأدلة المستمدة من أقوال 4 شهود، فضلاً عن المحادثات الهاتفية المسجلة بين المتهمين علي سلمان وحسن سلطان ومسؤولين قطريين، التي انطوت على اتفاق الطرفين والتنسيق بينهما على القيام بأعمال عدائية داخل البحرين، إضافة إلى ما أفادت به التحريات من صحة هذه الوقائع وممارسة قطر أنشطة تستهدف عدداً من الدول العربية؛ في مقدمتها البحرين، وتسخير الإعلام القطري لمناهضة نظام الحكم فيها، وتواصلها مع بعض العناصر المناوئة للدولة لهذا الغرض، ومنهم المتهمون في هذه القضية. وفي هذا الصدد، كشفت التحقيقات أن التواصل تم من خلال لقاءات مباشرة بين الطرفين في الداخل والخارج، ومن خلال تبادل رسائل وإجراء اتصالات هاتفية تم رصدها وفق إجراءات قانونية كشفت عن تلاقي إرادة الجانبين على القيام بالأعمال العدائية والإضرار بالبحرين، ونقل معلومات عن التحركات العسكرية المكلفة بحفظ الأمن والاستقرار في البلاد خلال فترة الأزمة التي مرت بها البحرين عام 2011، والأعمال العدائية التي يمكن القيام بها لمواجهة هذه التحركات والإسهام في إضعافها بعدم مشاركة الجانب القطري فيها. كما تبين من التحقيقات توجيه الجانب القطري أجهزته الإعلامية لهذا الغرض، وظهور المتهمين في تلك الوسائل الإعلامية.

 

تحطم طائرة عسكرية إيرانية ومقتل طيارها

الشرق الأوسط/13 تشرين الثاني/17/تحطمت طائرة عسكرية إيرانية من نوع «سوخوي - 22» تابعة لقوات النخبة، اليوم (السبت)، خلال تدريبات في إقليم فارس الجنوبي وقُتِل طيارها، حسبما أعلن الموقع الإلكتروني لحرس الثورة الإيرانية «سباه نيوز».

 

إسرائيل تعتقل قيادياً بارزاً بـ«حركة الجهاد الإسلامي»

الشرق الأوسط/13 تشرين الثاني/17/أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم (الاثنين)، أنه اعتقل أحد كبار قياديي حركة «الجهاد الإسلامي» في الضفة الغربية المحتلة، فيما يتزايد التوتر بعد تفجير أحد أنفاق الحركة في غزة. وجاء اعتقاله في إطار حملة مداهمات في مختلف أنحاء الضفة الغربية أدت إلى اعتقال 14 فلسطينيا، حسبما أفاد مصدر أمني فلسطيني. وأعلن الجيش، في بيان، أنه «اعتقل ليل الأحد /الاثنين قياديا كبيرا من بلدة عرابة قرب جنين شمال الضفة الغربية المحتلة». وأكد مصدر في حركة «الجهاد الإسلامي»، أن أحد قادته طارق قعدان (47 عاما) اعتقل ضمن حملة اعتقالات، مشيرا إلى أن قوات الأمن الإسرائيلية «داهمت خلالها منزله وقامت بتفتيشه». وطارق قعدان متزوج وأب لخمسة أبناء، وسبق أن أمضى سنوات في السجون الإسرائيلية بسبب اتهامه من قبل الجيش الإسرائيلي بأنه أحد قيادات حركة «الجهاد» البارزين في محافظة جنين. وتعتبر محافظة جنين أحد معاقل  «حركة الجهاد الإسلامي» في الضفة الغربية المحتلة. من جهته، قال مصدر أمني فلسطيني، إن الجيش الإسرائيلي اعتقل فجر الاثنين «14 شابا فلسطينيا في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية». وأوضح: «اقتحمت قوات الاحتلال مدنا وقرى في الضفة الغربية ونفذت حملة دهم وتفتيش للمنازل اعتقلت خلالها 14 شخصا لدواع أمنية». وازداد التوتر بين إسرائيل و «حركة الجهاد الإسلامي» بعد أن قامت إسرائيل بعملية تفجير نفق يمتد من قطاع غزة إلى إسرائيل في 30 أكتوبر (تشرين الأول) أسفر عن مقتل 12 ناشطا فلسطينيا من حركتي حماس و«الجهاد الإسلامي». وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس (الأحد)، الفلسطينيين من شن هجمات انتقامية، ردا على تفجير النفق، متوعدا بـ«الرد بقوة» على أي هجوم. ورفضت  «حركة الجهاد الإسلامي» تهديدات إسرائيل، مؤكدة «حقها في الرد على أي عدوان» إثر تفجير النفق. ويأتي هذا التصعيد في فترة حساسة للفلسطينيين الذين يسعون للمضي قدما في تطبيق اتفاق المصالحة التاريخي الذي وقع الشهر الماضي بين حركتي فتح وحماس برعاية مصرية لإنهاء عقد من الانقسامات بين الطرفين. ويفترض بموجب الاتفاق أن تستعيد السلطة الفلسطينية السيطرة على قطاع غزة بحلول الأول من ديسمبر (كانون الأول). وخاضت إسرائيل و«حماس» ثلاث حروب دامية منذ عام 2008.

 

فرنسا تحْيي الذكري الثانية لهجمات باريس الإرهابية

الشرق الأوسط/13 تشرين الثاني/17/تحْيي فرنسا اليوم (الاثنين)، 13 نوفمبر (تشرين الثاني)، الذكرى الثانية لاعتداءات باريس الدموية التي قُتل فيها 130 شخصاً وأصيب أكثر من 350 آخرين في هجمات متزامنة نفّذها متشددون في العاصمة باريس وضواحيها. حيث شهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مراسم إحياء الذكرى الثانية لهجمات، وذلك بحضور السيدة الأولى لفرنسا بريجيت ماكرون، ووفد من الوزراء، ورئيسي غرفتي البرلمان، والرئيس الفرنسي السابق ﻓرانسوا أولاند، وعمدة باريس آن هيدالغو. بدأت المراسم بالوقوف دقيقة، حداداً على أرواح الضحايا ووضع إكليل من الزهور أمام لوحة تذكارية في محيط ستاد دو ﻓرانس بالضاحية الباريسية، حيث سقط أولى ضحايا الهجمات بعد تفجير أحد الانتحاريين حزاماً ناسفاً عند أحد مداخل الملعب. كما توجه الرئيس الفرنسي إلى المطاعم التي شهدت مقتل العشرات بالرشاشات، بالإضافة إلى مسرح «باتاكلان» الذي وقعت فيه أيضاً مجزرة من قبل المجموعة الإرهابية التي نفّذت اعتداءات متزامنة. وشهدت المراسم قراءة أسماء الضحايا، ووضع أكاليل من الزهور، والوقوف دقيقة صمت ومصافحة أهالي الضحايا الذين طالبوا بأن تقام الذكرى في أجواء هادئة. يذكر أنه في الثالث عشر من نوفمبر عام 2015، استهدفت سلسلة هجمات بالرشاشات والمتفجرات ستاد فرنسا قرب باريس، ومسرح باتاكلان ومطاعم عدة؛ ما أدى إلى مقتل 130 شخصاً وإصابة 400 شخص آخرين. وتبنى تنظيم داعش الإرهابي هذه الاعتداءات التي أعقبها إعلان حالة الطوارئ بالبلاد وإجراءات أمنية غير مسبوقة. وتبقى هذه الاعتداءات الدموية، التي تخلد فرنسا ذكراها الثانية، الأعنف في فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية، ما دفع السلطات إلى تبني سياسة أمنية تتماشى مع مستوى التهديد «الداخلي» الذي يبقى في مستوى مرتفع لم يسبق له مثيل. كما دفعت هذه الهجمات فرنسا إلى الانضمام إلى عمليات عسكرية دولية تستهدف تنظيم داعش الذي أعلن مسؤوليته فيها، وغيره من الجماعات المتشددة في العراق وسوريا وأماكن أخرى.

وخلال العامين السابقين، أقر البرلمان الفرنسي أيضاً تشريعات أشد، أحدثها قانون يبدأ سريانه الشهر الجاري يمنح الشرطة صلاحيات أوسع في تفتيش الممتلكات والتنصت وإغلاق مساجد وغيرها من المواقع التي تشتبه السلطات في أنها تروج للكراهية. وتقول وزارة الداخلية الفرنسية إن إجراءات استثنائية ساعدت وكالات المخابرات في إحباط أكثر من 30 هجوماً في العامين الماضيين. ولا يزال عبد السلام، الناجي الوحيد من المتشددين الذين نفذوا اعتداءات باريس، رافضاً التحدث إلى القضاة. وهو يخضع لحراسة مشددة أكثر من أي مسجون آخر منذ توقيفه في 27 أبريل (نيسان)، في فلوري ميروغيس (جنوب باريس). وحتى لا يقوم بأي محاولة للهرب أو الانتحار، تتم مراقبة عبد السلام بكاميرتين في زنزانته، وبكاميرات أخرى في قاعة رياضة وخلال نزهاته.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان… حل حريري أو … كيُّ بالنار

أحمد الجارالله/السياسة/13 تشرين الثاني/17

وضع رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل سعد الحريري الأمور في نصابها الصحيح بحديثه الى قناة “المستقبل” في ما يتعلق بما يجب فعله في الأيام المقبلة لتفادي لبنان الأسوأ الذي دفعه إليه “حزب الشيطان” وتدخلاته بالشؤون الداخلية لعدد من الدول العربية، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية، والكويت والبحرين واليمن، وانغماسه في الدم السوري والعراقي إلى اذنيه. بعيدا عن التأويلات السمجة والممجوجة عن شكل الحديث وتقنياته، فان الرجل لم يغير خطابه اللبناني الصرف، وقد أكد الصدمة الايجابية التي أحدثتها استقالته المدوية، وبالتالي إذا كان هناك من دور فهو للذين أدخلوا لبنان في هذه الأزمة، وأحرجوا الرجل وفريقه السياسي الى حد إخراجه عن هدوئه ليعمل على معالجة وضع شاذ لا قبل لبلاده عليه. فالحريري حدد خريطة طريق لا تقبل التأويل، وهي إما الذهاب الى اعادة ترتيب البيت الداخلي والنأي بالنفس عن احداث المنطقة الاكبر من لبنان، كما قال الرجل الساعي حقيقة الى تجنيب بلاده شرب الكأس المرة، او ذهاب تحالف دولي يجري اعداده بهدوء وبعيدا عن الاضواء الى آخر العلاج (الكي)، وهو لم يعد خافيا انه سيكون مشابها لما ادى الى اجتثاث “داعش”.

يخطىء، كالعادة حسن نصرالله، في حساباته عندما يستبعد الحرب، أو بالأحرى هو مجبر على ذلك للتخفيف من وطأة الصدمة ومحاولة امتصاصها، لكن الحقيقة أن عدة الحرب جاهزة، غير أن باب المعالجات السياسية لم يقفل، فلا الولايات المتحدة الأميركية التي لم تنس قتلاها المارينز في لبنان العام 1983، أو دول الاتحاد الأوروبي، ولا مجموعة دول أميركا اللاتينية أو الاتحاد الافريقي على استعداد لتحمل الارهاب العابر للقارات الذي يمارسه “حزب الله” بأوامر ايرانية.

أيضا لم يعد بمقدور دول”مجلس التعاون” وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية قبول العمليات الارهابية والتدخلات الاجرامية للحزب فيها، وكما قال الحريري:” صحيح أن السعوديين يحبون بيروت، لكن لن يحبوها أكثر من الرياض”، وتكرار هذه العبارة خمس مرات له دلالاته السياسية المفترض أن يفهمها جيدا نصرالله وبقية حزبه اذا كانوا فعلا يريدون المحافظة على الحد الأدنى من لبنانيتهم. يدرك العرب جيدا، وغالبية اللبنانيين أن نصرالله ومنذ تأسيس حزبه، هدفه الأساسي جعل لبنان ولاية ايرانية، ولم يخف الحزب يوما سعيه الى ما يسميه دولة اسلامية على منهج الثورة الايرانية، أي إلغاء تعددية لبنان وجعل نظامه السياسي مستوحى من الدستور الايراني على مبدأ الحكم “الاثني عشري” الذي يضرب جوهر وجود هذا البلد، بل يفتح أبوابه على حروب اهلية لا تنتهي، ولذلك اذا كان تراجع الحزب في بياناته عن عدم ذكر هذا الأمر، الا أن ممارساته على الارض، وخطفه قرار الدولة كان يتجه الى تحقيقه من خلال استغلال المعطيات الجديدة في الحربين الاهليتين، السورية والعراقية، وتغير التركيبة الديموغرافية في كلا البلدين.

لا شك يعلم “حزب الله” أن غالبية المكون الشيعي اللبناني لا تؤيد هذا الهدف لانها لا تريد أن تكون وقودا في حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل، وهي من تدفع الثمن من أرواح أبنائها وارزاقها، وعلاقاتها ببقية المكونات اللبنانية، وليست ايضا بوارد تحمل عبء هزيمة المشروع الايراني في المنطقة، وفي لبنان، اي ان يكون الشيعة مواطنين من الدرجة الثانية نتيجة الفاتورة الكبيرة التي سيدفعونها لقاء مغامرات “حزب الشيطان”. لذلك كله، فان الحريري “المسؤول عن كل المواطنين اللبنانيين على اختلاف طوائفهم”، كما قال، اقدم على استقالة ليست وليدة لحظة انفعال، أو مغامرة مراهقة، انما مدروسة بكل كلمة تضمنها بيانها، وأكدها في حديثه، لانه يسعى الى منع حرب على بلده، صحيح سيعاقب فيها “حزب الله” لكنها في الوقت نفسه ستطال مختلف الشعب اللبناني، وهو ايضا لن يقف على رصيف الاحداث ينتظر ما يحدث لبلده، لان الواضح ان صدمة الاستقالة الايجابية لا تزال في بدايتها، ولا شك أن هناك عملا جراحيا سلميا سيتبعها، ربما يكون مشابها للتحرك السلمي الذي اخرج الجيش السوري من لبنان في العام 2005، لا يتوقف قبل نزع سلاح “حزب الله” وسحبه من الدول التي يرتكب المجازر او يزرع الخلايا الارهابية فيها.

 

بطريرك الموارنة في الرياض... فهل من مفاجآت أخرى؟

مرلين وهبة/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 14 تشرين الثاني 2017

زيارة تاريخية

منذ فجر الإسلام لم تطأ قدمُ أيِّ شخصية دينيّة أو رَجل دين مسيحي أرضَ المملكة العربية السعودية بدعوةٍ رسمية أو من دونها، فكيف سيكون المشهد بعد أن يطأها بطريرك مارونيّ كاسراً الأعرافَ والتقاليد، مخترقاً أجواءَ بلاد الحرَمين الشريفين بطائرةٍ ملكية حطّت في مطار عسكري، لكنّ زائرَها يتسلّح بالبخور وغصن الزيتون، سلاماً وانفتاحاً، فيما يتساءل الجميع ما إذا كان هذا المشهد اللبناني السعودي الجديد، وتحديداً المسيحي، سيُحدث واقعاً مغايراً للعلاقة بين البلدين، خصوصاً بعد تنامي الخوف المسيحي من انفلاش الإسلام السياسي. فهل ستتبدّل الأدوار بعد زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي؟ وماذا عن المفاجآت التي تُحضَّر؟ وهل تكون أكثر وليس أقلّ من زيارة بطريرك الموارنة أرضَ مكة؟

لا تكمن أهمّية الزيارة التاريخية التي يقوم بها بطريرك الموارنة إلى أرض الحرمين الشريفين في تزامنِها مع استقالة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مثلما يروِّج البعض، إذ إنّ السعوديين يُولونها اهتماماً بالغاً نظراً لأهمّية الحدث بمعناه الجوهري. فالجميع ينتظر ويراقب كيف سيكون شكل رَجل الدين في الرياض!

وهو الأمر الذي كان يُعتبر من سابع المستحيلات، وهو ليس بالأمر المسموح شرعاً، واللافت حين يستوقف أحد المواطنين السعوديين أحدَ الكهنة المرافقين للوفد اللبناني ليسأله بتعجّب «هل أنت قسّيس؟»، ثمّ يومي له بضحكة مسالمة، ويضيف بإيجابية: «هذه هي المرّة الأولى التي أرى فيها قسّيساً في بلدِنا». لكن ورغم بساطة هذه الواقعة، فإنّ الحدثَ المهم الذي تنطوي عليه أهدافُ زيارة الراعي يَكمن في بساطة هذه الواقعة.

ولأنّ الدعوة الرسمية التي وجَّهتها المملكة العربية السعودية إلى مقام البطريرك ليست بالدعوة العادية أو دعوة يمكن المرور عليها كبقية الدعوات، مرور الكرام، يرى المتابعون أنّها تحمل في طيّاتها معانيَ كبيرةً ودلالات سياسية ودينية مثيرة للجدل، كما تحمل أيضاً تحدّياً من قبَل السلطات السياسية داخل المملكة إلى السلطات الدينية الرافضة منذ دهور هذا الواقعَ، في وقتٍ تريد السياسة الجديدة للحكم الجديد تأكيد انفتاحِها وعدلها وحكمة قراراتها ورؤيتها الحديثة لمستقبل علاقتها مع اللبنانيين، والمسيحيين تحديداً.

في الرياض يقول أحد المتابعين للحركة السعودية المتقدّمة إنّ دعوة البطريرك الماروني لزيارة بلاد الحرمين الشريفين هي دعوة «مزدوجةُ الأبعاد»، لأنّ الراعي ليس فقط بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة بل هو أحدُ كرادلة الكنيسة العالمية التي لها وزنُها في المشهد السياسي العالمي أيضاً، وبالتالي قرار المملكة يُشكّل تحوّلاً وازناً للسياسة السعودية الجديدة.

ويَلفت إلى أنّ قبول البطريرك الدعوة يُشكّل بدوره موقفاً «تاريخياً» للكنيسة المارونية، إذ إنّ الراعي يضعها على خط الحوار الإسلامي المسيحي العالمي، وتثبت أنّ الكنيسة المارونية هي الوحيدة في الشرق التي تربطها علاقة وثيقة بالكنيسة الأم أي روما، بعد أن يثبت البطريرك أنه يزور الرياض حاملاً صفتين، الأولى بطريرك الموارنة وأنطاكية وسائر المشرق، والصفة الثانية كاردينال الكنيسة الكاثوليكية في روما، وبالتالي هو البطريرك الوحيد الذي يساهم في انتخاب البابا. ومن خلال انفتاح الكنيسة المارونية التي تثبتُ مجدّداً أنّها الخبيرة في وضع خرائط وأسُس العيش المشترك.

في هذا السياق، يقول الدكتور فارس سعيد لـ»الجمهورية»، وهو السياسي الوحيد الذي رافقَ الوفد الإعلامي إلى السعودية برئاسة الأب عبدو ابو كسم، إنّ أكبر بُرهان على أهمّية الكنيسة المارونية ودورها في التاريخ أنّها الوحيدة التي أجرَت مراجعة ذاتية على أحداث الحرب الأهلية، وبالتالي كانت مصِرّةً على موضوع العيش المشترك، ومثال على ذلك حسب تعبيره تأسيسُ دولة لبنان الكبير عام 1920 عندما رَفضت الكنيسة رفضاً مطلقاً لبنان ملجأً لمسيحيّي لبنان والمنطقة فقط، وذهبَت في اتّجاه دولة لبنان الكبير القائمة على العيش المشترك على رغم الإغراءات في زمن الانتداب الفرنسي. فوقفت مع الاستقلال عام 43، وبعده وقفَت الكنيسة المارونية مع «الطائف» عام 89 وهي التي أطلقت بعدها «نداء الاستقلال» من خلال بيان مجلس المطارنة، وبالتالي أثبتت الكنيسة المارونية أنّها هي الأقرب إلى المسلمين».

أمّا في القراءة الحقيقية لهذه الزيارة، وتحديداً القراءة الجوهرية، فهي تشير، حسبما لمسنا، إلى رغبة سعودية لعودة الكنيسة المارونية إلى لعبِ دورٍ فائق الأهمّية من خلال دعوتها من الباب العريض على مسرح السياسة العالمية، وليس فقط السياسة الداخلية الضيّقة التي تختصر «8 و14 آذار» والمشاكل السياسية الآنيّة مِثل استقالة رئيس الحكومة. أي أنّ السعودية تريد لهذه الكنيسة أن تلعبَ دوراً عالميّاً وتشكّل جسرَ عبورٍ بين العالم الإسلامي والعالم المسيحي.

أمّا الخطابات التقليدية التي تتغنّى بالعلاقات المسيحية الإسلامية السليمة، فهي نسفٌ لمعنى هذه الزيارة التي تأتي من أجل إحداثِ الوصلِ الحقيقي بين العالم العربي والمسلم والعالم الغربي والمسيحي، وليس الوصال الإعلامي الرنّان الذي يعلَن فقط من خلفِ المذياع العربي ووسائل إعلامه فقط. ويلاحِظ متابعو الزيارة، أنّها تأتي في وقتٍ يتّهم العالمُ الإسلامي الغرب ودوائر القرار السياسية المسيحية بأنّهم همَّشوا القضايا المحِقّة للعرب، من قضية فلسطين إلى قضية سوريا.

وبدوره ينظر العالم الغربي إلى الإسلام كأنّه مصدر القلق والعنف في العالم. فتأتي هذه الزيارة لتساهمَ في ردمِ هذه الهوّة، وأيّ كلامٍ آخَر لتحوير معنى الزيارة إلى الحدث السياسي المستجدّ في لبنان ليس الهدف الأساس، ولو أنّه سيُضاف حتماً كوزنةٍ مِن الوزنات المهمّة التي يحملها البطريرك معه.

وفي السياق تَجدر الإشارة إلى عوامل عدة ساهمت في إنجاز هذه الخطوة، العامل الأوّل هو الإدارة السياسية الجديدة في المملكة التي تحاول تقديمَ نفسِها على أنّها تقدّمية ومنفتحة، وهي اليوم تستقبل الراعي.

العامل الثاني، المصلحة المسيحية ألّا يقالَ إنّ المسيحيين في هذه المنطقة هم أعداء السنّة أو أعداء العالم الإسلامي، أو يذهبون في اتّجاه تحالف الأقلّيات، وأيضاً للانفتاح المسيحي على العالم الإسلامي.

إلى ذلك، هناك مصلحة هائلة للّبنانيين السعوديين، إذ هناك 300 ألف لبناني يعتاشون من الخليج و7 مليار دولار تدخل سنوياً إلى لبنان، وبالتالي تحسين العلاقات اللبنانية - السعودية بعد الخضّات التي نعيشها اليوم أمرٌ فائقُ الأهمّية، إذ يشكّل عددُ المسيحيين اللبنانيين المقيمين في دول الخليج نِصف عدد اللبنانيين المقيمين على أرضها. أمّا السفارة اللبنانية التي دعت الوفدَ للّقاء مع الجالية اللبنانية أمس في السعودية تؤكّد أنّ هذه الزيارة ليس لها علاقة بعودة الحريري إلى لبنان أو باستقالته، إنّما إذا تمّ الأمر فهي تشكّل إضافةً نوعية وإيجابية للزيارة أيضاً.

ماذا يحضّر للبطريرك؟

كيفما توجّهنا في المملكة أو داخل الفندق، يتردّد الحديث نفسُه والعبارات ذاتها. وعلى رغم عدم وضوح الثمرة المفترضة لهذا الحدث التاريخي، يردّد الجميع أنّ ما تحضَّرَ للبطريرك الماروني كبير وكبير جداً، وسيؤكّد أنّ زيارته أكبرُ بكثير من الحدث السياسي الآتي في لبنان، خصوصاً أنّ الحدث الذي أنتجته هذه الزيارة لم يحصل منذ 1600 عام، وتشير المعلومات إلى أنّ هذه الزيارة حُضِّر لها منذ سنتين ولا علاقة لها بالحدث المستجدّ المتمثل في استقالة الحريري، إنّما مِن المؤكّد أنّ البطريرك سيتداول مع المعنيين، ولا سيّما مع وليّ العهد، في أزمة استقالة رئيس الحكومة.

إنّما تضيف المصادر أنّه مِن الخطأ تحويلُ أهدافِ الزيارة من حدثٍ تاريخي إلى حدث آنيّ وأزمةٍ آنيّة، خصوصاً أنّ الصحافة الأجنبية تنظر إلى هذه الزيارة بعين الأمل.

معنى الزيارة الحقيقي

بدا لجميعِ مَن رافقَ وواكبَ زيارةَ البطريرك، بما فيهم الدولة المضيفة، أنه أراد من خلالها إيصالَ رسالةٍ مفادُها أنّ المسيحيين الذين خافوا من صعود «داعش» منذ ثلاث سنوات وقصَدوا الحماية الغربية بسبب خشيتِهم من تنامي الإسلام السياسي المتشدّد في المنطقة، أدركوا اليوم أنّ ضمانة المسيحيين في المنطقة ليست من خلال البحث عن حماية غربية، لأنّ المسيحيين ليسوا جاليةً أجنبية وجِدت بالصدفة داخل الشرق، بل هم عربٌ، وضمانتُهم من خلال تمتين علاقتهم مع المسلمين، والضمانة الفعلية هي الشراكة مع المسلمين والجوار وتنظيمُ أسسِ المصلحة البشرية مع المسلمين، والمملكةُ تفتح للبطريرك وتُفسِح له المجالَ لأنّها أيضاً تجد مصلحةً لها في ذلك التحوّل، وللقول إنّ الإسلام منفتح وهو مؤمنٌ بهذه الشراكة، وكلُّ ما يقال غير ذلك هو الشواذ.

الخطاب نفسه ولو بعد مئة عام

يبقى القول إنّه وبعد مئة عام، ومنذ مئة عام من عيشٍ مشترك، قال المسيحيون كلمتَهم وما زالوا يطالبون بوجوب أن يكون لبنان مركزاً لحوار الحضارات والأديان كافة، وها هو البطريرك الماروني بشارة الراعي يُطبّقها، ويطبّق بالتالي رسالة البابا يوحنا بولس الثاني الداعي إلى إثباتِ «قراءته للبنان»، بأنّه بلد رسالةٍ ويجب أن يبقى بلدَ الرسالة، وهنا تكمن أهمّية هذه الزيارة. والسؤال الكبير هو: بماذا سيعود البطريرك من السعودية؟ وماذا سيحمل من الفاتيكان؟ وما هي المفاجآت المحتملة؟ هل ستكون إنشاءَ كنيسة في مملكة الحرَمين الشريفين، أم حتى أبعد من ذلك؟ أو غير ذلك كلّياً؟

بصرف النظر عن النتائج، أثبتَت الكنيسة المارونية مجدّداً أنّها خبيرةٌ في قضايا العيش المشترك وهندستِها، وأثبتت أنّها كنيسة شجاعة مبادِرة لا تخاف من المسلمين، وهي رائدة في المبادرات.

أمّا ترجمة هذه الزيارة فستكون من خلال أمرين:

1 - أن ينتزع البطريرك وبنجاح موافقةَ المملكة على أن يكون لبنان مركزاً لحوار الأديان والحضارات بعدما كان الأزهر يأخذ هذا الدور، وبعد مطالبةِ غالبية رؤساء الجمهورية اللبنانيين الذين تولّوا الحكمَ، وهي مهمّة ليست بسيطة أو سهلة كما يتراءى للبعض.

2 - إثبات أنّ المملكة لم ولا تنوي ترحيلَ المسيحيين المقيمين على أراضيها، ولو أرادت ذلك لَما دعَت البطريرك أساساً.

 

لهذه الأسباب إطلالة الحريري تستعجل التسوية - المخرج

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 14 تشرين الثاني 2017

تطويق ذيول ما جرى ممكن بإعادة الاعتبار لوضع الحريري

شكّلت إطلالة الرئيس سعد الحريري مساء أمس الأول فصلاً بالغ الأهمية بين مرحلة وأخرى، فما بعدها هو غير ما قبلها بالتأكيد، ومضمونها فتح المجال أمام كثير من الأسئلة والملاحظات التي توحي أنّ البحث عن التسوية - المخرج ضروري وممكن. والى جانب ما أسقطته الإطلالة من روايات فقد فتحت الباب على أخرى. فما هي وما هو المتوقع؟ على رغم كل ما شهدته بيروت والرياض من تسريبات وروايات وسيناريوهات متناقضة منذ استقالة الحريري، فقد زرعت إطلالته امس الأول كثيراً من الشكوك في صحة كثير منها ودقتها، على رغم وجود اقتناع راسخ بالحد الأدنى لدى محبّيه ومعارضيه اّن الرجل لم يعش اياماً طبيعية، وانّ شيئاً ممّا رَوته المصادر المختلفة قد جرى تضخيمه او تحريفه واستغلاله الى الدرجات القصوى التي أرادها البعض عند مقاربته لِما سَبق هذه الإستقالة المُلتبسة ورافقها وتلاها.

هناك اقتناع لا يرقى اليه الشك بأنّ شيئاً ممّا تمّ تداوله كان صحيحاً الى درجة ما، وقد جرى التخفيف من وطأته أو تضخيمه على حدّ سواء. وقد بات واضحاً انّ بعضاً ممّا تَقرر في شأن رئيس الحكومة ومصيره قد تمّ التراجع عنه او جرى تعديله، لا فارق. وانّ المهم يكمن في الجديد الذي كشفته المقابلة بعدما جاءت في شكلها ومضمونها وتوقيتها لتوحي بكثير من الصدقية التي أنهت كثيراً من التشكيك المسبق من دون نفي الحد الأدنى ممّا تعرّض له.

فعلى عكس ما توقعه البعض او تمنّاه عن سابق تصور وتصميم، فقد كانت مقابلة مباشرة على الهواء ولم تكن مسجّلة ولا خضعت لـ«المونتاج السياسي» او «الرقابة السعودية» التي أوحى بها البعض. كما انها لم تكن مُعدّة سلفاً فمعظم الأسئلة نَبتت في ساعتها او استخرجَت من أجوبته، من دون التنكّر الى الجرأة التي عبّرت عنها بعض الأسئلة رغم الحذر الذي كان يمكن رصده، فدخلت في كثير من التفاصيل عند الحديث عن يوميات الحريري الـ8 التي أعقبت الإستقالة.

ويقول المتابعون انّ أحداً لم يكن ينتظر من الحريري ان يتجاوز بعض الخطوط الحمر، فإلى إشادته بالعلاقة مع العاهل السعودي وولي عهده كشف عن «الحسد» الذي يتعرّض له من جرّاء علاقته بهما، وتبنّى مضمون بيان الإستقالة، مؤكداً انه هو من كتبه بيده ومن بنات أفكاره، مجدداً تأكيد كثير من مضمونه، على أهميته، ولو بنحو أقل حدة، من دون مواربة، رافضاً تحميل السلطات السعودية مسؤولية ما جاء فيه نافياً عنه «النَفس السعودي».

وأضاف المتابعون انّ الحريري توسّع في المقابلة شارحاً بعض النقاط الحساسة والحَرجة في الإستقالة التي فاجأ بها الجميع، القريبين منه والأبعدين. مؤكداً أنه، وإن لم يكن يتداوَل بها علناً في بيروت، فإنها كانت من مهماته غير المعلنة لتجنيب البلد خَضّات ليس أوانها على الإطلاق.

وهو أمر لا يتنكّر له كثر يعرفون الرجل وقد شهدوا في مراحل عدة على يومياته ولقاءات مُغلقة أنه جهد في تغيير كثير ممّا حصل من تجاوزات، وخصوصاً على مستوى تطبيق إحدى مقومات التسوية وهي موضوع «النأي بالنفس»، والذي كان يهدد التسوية الكبيرة التي أنتجَت انتخاب الرئيس ميشال عون وكل ما شهده العهد في سنته الأولى للخطر.

فكان مصرّاً على التسوية بما حملته، مُجدداً المفاخرة بها وما أنجزته من هدوء واستقرار وإنتاجية حكومية. ولم ينسَ ان يجدد الثقة بها شرط احترام منطق النأي بالنفس الذي قادَ خروج الطرف الآخر عنه، وتحديداً بعض أهل الحكم و«حزب الله»، الى تفجير الوضع على النحو الذي شهدته الرياض أخيراً.

وبعيداً عن كل ما سبق، فقد ألقَت المقابلة الضوء على كثير من العوامل التي قد تؤدي الى متغيّرات بارزة، وأهمها:

- لقد نجحت تحركات رئيس الجمهورية وأهل السلطة في إلقاء الضوء على وضع الحريري من خلال التحرّك الديبلوماسي بعد طَي الجانب الداخلي من الأزمة وتهدئة الخواطر والشارع معاً.

- سقوط سلسلة من المقترحات التي تمّ تداولها، والتي تؤدي الى استقالته من الحكومة ومن رئاسة تيار «المستقبل» لمصلحة شخص آخر في العائلة، وهناك من يقول انه تمّ صرف النظر عنها نهائياً.

- بدء البحث عمّا يمكن تسميته التعديلات المقترحة على التسوية السياسية، التي أثبت تحرّك رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ومعهما «حزب الله» أنها متينة وقوية، وانّ ضربة من هذا النوع كان يمكن ان تقضي عليها لو لم تتضمن ما يكفي من عناصر القوة ومن الضمانات الخارجية والداخلية.

- إعادة ضبط الساعة الدولية على ضرورة حماية الإستقرار في لبنان، من خلال المواقف المتزامنة التي صدرت عن واشنطن وباريس وبرلين ولندن وموسكو والقاهرة وغيرها من العواصم الضامنة للوضع في لبنان، والتي شددت على «شراكتها» مع الحريري وأهل السلطة في لبنان، فكانت عامل قوة ضامنة للبدء بالبحث عن التسوية في صيغتها الجديدة التي سَتظلّل عودة الحريري الى بيروت في وقت تكتمل عناصرها، وهو أمر لم يعد بعيداً.

- التضامن الذي عَبّر عنه اللبنانيون فور وقوع الأزمة وما بين لبنان الرسمي ودار الفتوى وضبط ردّات الفعل التي كان يمكن ان تؤدي الى تفجير الوضع في مناطق حساسة من لبنان، ما جعلَ كل حديث عن الانفجار الكبير مجرّد كلام بكلام ولم تتوافر له اي أسباب، عدا عن وجود السلاح غير الشرعي في يد لبنانية واحدة غير شرعية ما يَنفي احتمال الصدام الدموي، خصوصاً بعد الحراك الذي ضمن هدوء المخيمات الفلسطينية ومراكز تجمّع النازحين السوريين.

والى كل هذه العناصر فقد أثبت أهل السلطة في لبنان انّ في إمكان البلاد تجاوز مثل هذه «الهزّة الكبرى» على خطورتها، في انتظار معرفة حجم التنازلات المطلوبة على مستوى الداخل من رئيس الجمهورية و«حزب الله» ومؤيديهما تحديداً للخروج من عنق الزجاجة، لتنتقل البلاد الى المراحل الدستورية والتي يمكن ولوجها في هدوء طالما انّ الحريري اعترف بأنّ ما اتخذه من إجراءات تتصل بالإستقالة لم تكتمل بعد، وأنها خارج ما يقول به الدستور والأعراف المعمول بها. فالتقى مجدداً مع اهل السلطة على ضرورة مقاربة الموضوع من زوايا مختلفة، ستبدأ ترجمتها فور عودته الى بيروت.

والى حينه لا بدّ للمطّلعين من إبداء الاقتناع بأنّ تطويق ذيول ما جرى ممكن، بإعادة الإعتبار لوضع الحريري ليستعيد حضوره على الساحتين الحكومية والحزبية في لبنان في مرحلة لاحقة. فمن المفترض ان يكون أهل الحكم في انتظاره مع قيادة تيار «المستقبل»، والساحة السنية بقياداتها الروحية والسياسية والحزبية تنتظر هذه اللحظة ليحسم الولاء له. ولا يبقى عندها سوى معرفة ما سيقدّمه «حزب الله» ورئيس الجمهورية لاستعادة التوازن الذي اختَلّ على الساحة الداخلية، وإحياء التسوية الكبرى التي لا بد منها مرة أخرى، وإنّ غداً لناظره قريب.

 

رئيس حكومة مُكلَّف.. ولا يؤلِّف؟

طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 14 تشرين الثاني 2017

اذا لم يتراجع الحريري ستجرى استشارات تعيد تكليفه هو أو شخصية أخرى لتأليف حكومة جديدة

عاجلاً أم آجلاً سيعود الرئيس سعد الحريري من الرياض ليُبنى على الشيء مقتضاه في مصير استقالته من رئاسة الحكومة التي كان قد أعلنها قبل نحو عشرة أيام من العاصمة السعودية ودخل معها الوضع الداخلي في إرباك كبير، وكذلك العلاقات اللبنانية ـ السعودية.

لا يبدو انّ الحريري عائد ليعلن تراجعه عن الاستقالة، على حد ما يظن البعض ممن اعتبروا انّ استقالته كانت نتيجة «إكراه»، وإنّما لوضع شروط للعودة عن هذه الاستقالة، وقد لمّح الى هذه الشروط، بل حدّد ابرزها في اطلالته التلفزيونية من الرياض مساء امس الاوّل بحديثه عن «تسوية حقيقية نهائية» حول مواضيع النأي بالنفس عن المحاور والنزاعات الاقليمية والدولية وانسحاب «حزب الله» من الازمات الاقليمية وحل مشكلة سلاحه، وغيره من المواضيع، وغالب الظنّ انّ الحريري لن يكون في وارد الرجوع الطوعي عن استقالته تحت ايّ حجة لأنه لن يحيد، بل بات لا يمكنه التراجع عن الاسباب التي برّر فيها استقالته وفنّدها في البيان المكتوب الذي تلاه السبت في الرابع من الشهر الجاري من الرياض، معطوفةً عليها الاسباب الأُخرى التي اوردها في اطلالته التلفزيونية مساء الاحد الماضي، وإن كان لمّح الى انه يمكن ان يتراجع عن الاستقالة بشرط احترام سياسة «النأي بالنفس».

ويرى هذا القطب انّ خصوم الحريري، وعلى رأسهم «حزب الله»، لا يبدو انهم في وارد تلبية شروطه، ولذلك ُتوقّع أن يصرّ على استقالته، فيَقبلها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عندئذٍ، ثمّ يدعو الى الاستشارات النيابية الملزمة ليسمّي بنتيجتها الشخصية السياسية التي تنال تأييد الغالبية النيابية لرئاسة الحكومة الجديدة، وغالب الظن، حسب التوقعات السائدة الآن، انّ هذه الاستشارات ستنتهي بإعادة تكليف الحريري، فإذا قبل هذا التكليف سينطلق في المشاورات التقليدية مع الكتل النيابية مشفوعةً بمشاورات سياسية لتأليف حكومة جديدة، إلّا انّ هذا التأليف قد لا يكون سهلاً، خصوصا إذا اختلفت القوى السياسية في ما بينها ومع الرئيس المكلف حول طبيعة الحكومة وتركيبتها وحصصِ هذه القوى من المقاعد الوزارية فيها، فترزح البلاد عندئذٍ في ظلّ رئيس حكومة مكلّف هو في الوقت نفسه رئيس حكومة تصريف الاعمال الى حين إجراء الانتخابات النيابية في ايار المقبل والتي يفترض ان تنتج مجلساً نيابياً جديداً، وتاليا سلطة سياسية جديدة.

وإذ يؤكد هذا القطب انه في حال لم يقبل الحريري تكليفَه تأليف الحكومة، او اعتذرَ عن التكليف لعجزِه عن التأليف وكلّفت شخصية غيره هذه المهمة، فإنّها هي الأخرى قد لا تتمكن من تأليف الحكومة الجديدة، خصوصاً إذا أُريدَ عدمُ إشراك «حزب الله» فيها، فالحزب، على ما يقول سياسيون مطلعون على موقفِه، لن يقبل بتأليف حكومة لا يكون مشاركاً فيها مباشرةً، خصوصاً في هذه المرحلة التي يشعر فيها انّ هناك حملةً اقليمية ـ دولية تستهدفه على كلّ المستويات، ويعتبر أنّ العقوبات الجديدة التي تستعدّ الولايات المتحدة الاميركية لفرضها عليه هي أحد مظاهر هذه الحملة، الى جانب طبول الحرب التي تقرَع في المنطقة ضده. على انّ بعض السياسيين يتحدثون عن احتمال الذهاب الى تأليف «حكومة سياسية» تشارك فيها كلّ الوان الطيف السياسي بما فيها «حزب الله»، بشرط ان لا يكون ايّ وزير فيها مرشحاً للانتخابات النيابية، وتكون المهمة الاساسية لهذه الحكومة بعمرها البالغ خمسة الى ستة اشهر إجراء الانتخابات قبل ايّ مهمة اخرى. في حين يطرَح البعض الآخر ان تكون هذه الحكومة مكوّنة من وزراء «تكنوقراط» وغير مرشّحين للانتخابات وتتولّى رئاستها ايّ شخصية سياسية من نادي رؤساء الحكومة السابقين او من خارج هذا النادي لا تكون هي الأُخرى مرشحة للانتخابات، وبين وزراء الطائفة السنية ونوابها وفعالياتها مَن هو متحمّس لهذه المهمة ويقبل بأن لا يترشح للانتخابات لأنّ المهم لديه هو دخول نادي رؤساء الحكومة اوّلاً قبل تحصيل المقعد النيابي، وحتى الوزاري، الذي يمكن تحصيله في مرحلة لاحقة.

في ايّ حال فإنّ السيناريوهات حول التعاطي مع استقالة الحريري قبولاً او رفضاً كثيرة ولم يرسُ ايّ منها على برّ بَعد، ولكن البعض يقرأ بين سطور ما قاله الحريري، ما يشير الى انّ رئيس الجمهورية قد يتلقّف ما اوحى به الحريري إليه فيدعو الى حوار في موضوع سلاح «حزب الله» وكذلك في سياسية «النأي بالنفس» من باب التشديد على تطبيقها للتوصل الى ما سمّاه الحريري «تسوية حقيقية نهائية» حول هذا «النأي بالنفس»، وكذلك حول «تدخل «حزب الله» في الموضوع الاقليمي».

والبعض يقول إنّ عون بات يميل الى فكرة اطلاقِ هذا الحوار، والتي ربّما تشكّل مخرجًا لأزمة الاستقالة بعودة الحريري عنها لتجنّبِ وقوع البلاد في حكومة تصريف اعمال الى أمدٍ طويل، خصوصا إذا تعذّر إجراء الانتخابات، لعلةٍ ما، في موعدها المقرر في السادس من ايار المقبل.

على انه، وبغضّ النظر عن القراءات المتناقضة لإطلالة الحريري التلفزيونية والمواقف التي اعلنَها خلالها، فإنّ عودته المنتظرة في اي ّوقت من الرياض، سيكون لها وقعُها على الوضع السياسي ولن يقلَّ عن الوقع الذي احدثته استقالته المفاجئة التي اعلنَها السبت قبل الماضي إثر محادثات أجراها في العاصمة السعودية. فالجميع يقولون، كلّ منهم حسب رؤيته، إنّ الوضع بعد اعلان الحريري استقالته لن يكون كما قبله، وانّ ما بعد الاطلالة التلفزيونية لن يكون كما قبلها، فالرَجل عبّر في الاستقالة عن الاسباب التي دفعته اليها. ورؤية حلفاء الحريري لِما بعد اعلان الاستقالة تلخّصها تلك الاسباب التي تحوّلت وستتحوّل شروطاً للعودة عن هذه الاستقالة، او تؤدي الى ما سمّاه الحريري «صحوة» لمواجهة نفوذ ايران و»حزب الله» في لبنان، وكذلك في المنطقة.

وفي المقابل فإنّ خصوم الحريري يتوقفون عند هذه الشروط كونها مرفوعة في وجههم ومطلوب منهم تلبيتها، او على الاقلّ تحديد الموقف منها، قبل الانتقال الى ما بعدها، سواء قبلت الاستقالة او تراجَع الحريري عنها.

مؤيّدو الحريري وحلفاؤه يعتبرون انّ شروطه ذات الابعاد المحلية والاقليمية، وربّما الدولية، اذا ما تمّت تلبيتها يتحقّق معها «النأي بالنفس» فعلياً عن النزاعات والمحاور في المنطقة.

ولكن خصومه لا يبدو انّهم سيلبّون هذه الشروط بالسهولة التي يتوقّعها، بل ربّما سيكون من الصعب جداً ان يقاربوها، كونها ترتبط عميقاً في اساس الأزمات التي تعيشها المنطقة، وهذه الازمات تنتهي اذا حزَمت عواصم القرار الاقليمي والدولي أمرَها لإنتاج الحلول والتسويات اللازمة لها من سوريا الى العراق واليمن وغيره. ولذلك، يعتقد كثيرون انّ الخلفيات المحلية والاقليمية والدولية لاستقالة الحريري لن تزول، بل ستبقى تذرّ بقرنِها في الواقع اللبناني والاقليمي لأنّ من الصعب توافُر معالجة فعلية وسريعة لأسباب الاستقالة ما لم تتبلَور إرادة وطنية داخلية لتطبيقٍ صارم للنأي بالنفس على الجميع، وما لم يجلس المتنازعون الاقليميون والدوليون الكبار في المنطقة على طاولة المفاوضات لتفريج الأزمات التي تعصف بالإقليم.

 

أحياناً... (التعامل مع اللبنانيين)

 عبدالعزيز السويد/الحياة/14 تشرين الثاني/17

< يجب التعامل مع لبنان على أنه رهينة، وأن الخاطف الخطر يعمل لمصلحة دولة أجنبية يتعدى عدوانها ومؤامراتها لبنان إلى محيطه العربي، والخاطف مدعوم بعناصر مرتزقة من داخل لبنان سياسية وإعلامية لا همّ لها إلا مصالحها الأنانية.

واللبناني خصوصاً داخل لبنان هو في حكم المختطف بشكل مباشر أو غير مباشر، يستثنى من هذا من تحكم الضرورة تصنيفهم أعداء، وهم الذين يدعمون ذراع إيران أو حزب المخدرات في لبنان، سياسياً أو اقتصادياً وإعلامياً، سواء كان هؤلاء داخل لبنان أم خارجه، فالواجب أيضاً تصنيفهم في قائمة خاصة، سجل للتاريخ والمستقبل، لا تتأثر بتقلباتهم البهلوانية. غير هؤلاء من المواطنين اللبنانيين في أية بقعة كانوا ومن أي مذهب أو طائفة، لا علاقة لهم بالقضية، ومن الخطأ أن يستدرج بعضنا للمساس بهم تصريحاً أو تلميحاً مهما كانت نظرتنا لسلوكيات وتصرفات سلبية لبعضهم في مجالات أخرى.

من الواضح أن هناك محاولات لإحداث قطيعة مع اللبنانيين ولبنان لتصب في مصلحة حزب إيران ويستغل لتحقيق ذلك كل الممكن وظروف استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وحذره من التصفية الجسدية كما حدث لغيره من عشرات اللبنانيين، تستغل هي الأخرى للهدف نفسه ضد السعودية والخليج ولبنان الدولة أيضاً في الداخل اللبناني.الوعي هنا من الأهمية بمكان، فلا يستدرجك استفزاز بتغريدة أو مقالة أو تصريح يمكن الرد على صاحبها من دون تعميم يحقق هدفه، إلا أن هذه المعاملة التي أطالب بها لا يصح أن تعطي انطباعاً على الليونة والرخاوة في الموقف.

لذلك هناك ضرورة للتشدد المستمر والمتصاعد في ملاحقة المصالح الاقتصادية والإعلامية للحزب الإيراني المتمكن بلبنان وقطع قنواتها من مؤسسات وشركات وإداريين ربما تغلغلوا أو تم زرعهم بمفاصل هنا وهناك خلال فترات ليونة سياسية، فالمفتاح في لبنان هو مفتاح اقتصادي لم يستخدم بالشكل المناسب، بل إنه أحياناً أسيء استخدامه ليرتد علينا.

 

حزب الله.. من مسرحية الممانعة إلى الإرهاب

 عقل العقل/الحياة/14 تشرين الثاني/17

يتبجح قياديو ومناصرو حزب الله وآخرهم أمينه العام حسن نصر الله في خطابه الأخير هذا الأسبوع، بأنه مهما كان العدوان وبكل أشكاله فإنه لن يقضي على «الحزب» وفي أسوأ الأحوال سيضعفه، ويكررون أنه باقٍ في النفوس كما يدعون. السؤال؛ هل واقع الحال يقول ذلك؟ لا شك أن حزب الله استطاع قبل عقد من الزمن، وبخاصة في حرب «تموز 2006» ضد إسرائيل، أن يروج لنفسه ومن يقف خلفه من دول كالنظامين الإيراني والسوري وبعض التيارات الإسلاموية السياسية أنهم هم محور المقاومة في المنطقة.

هذه الخديعة الكبرى انطلت على كثير من التيارات السياسية في العالم العربي، ومنها بعض القوى اليسارية التي لا تشترك بمنظومة القيم الحياتية مع هذا الحزب والنظام الإيراني ذي التوجه الظلامي، واستمرت تلك الخديعة عند بعض الجماهير العربية لما للقضية الفلسطينية من حضور وجداني في الشارع العربي، وكلنا يتذكر كيف كان يصف أنصار ذلك المحور بعض الكتاب والمفكرين والأنظمة العربية عندما ينتقدون سياسية الحزب ويصمونها بأنها غير محسوبة، بل وصل الأمر حد التخوين والانبطاح لكل من يشكك في وطنية حزب الله وأنه خنجر في خاصرة الأمة العربية. ولسخرية القدر أن الأمين العام للحزب كرر أن الاعتداء أو محاولة تحجيم حزبه الإرهابي هي مغامرة غير محسوبة. فهل انقلب السحر على الساحر؟ أم أن مسلسل الخداع الذي تمارسه ما تدعي الممانعة انكشف بعد تورط الحزب وإيران في إطلاق الصواريخ البالستية من الأراضي اليمنية على المدن السعودية وآخرها الصاروخ الذي أطلق على العاصمة الرياض.

كررنا انكشاف ألاعيب حزب الله وموقفه المخزي وهو من يدعي نصرة المظلومين، من تورطه إلى جانب النظام السوري بإبادة وتشريد الشعب السوري بعدما قرر أن يبحث عن الحرية والخلاص من النظام المجرم. التبرير الذي يكرره الحزب ومن خلفه النظام الإيراني هو أنهم موجودون في سورية لمحاربة الإرهابيين والظلاميين، والجميع يعرف أن تنظيم داعش والقاعدة هما صناعة إيرانية كما فضحتهم وثائق ابن لادن أخيراً. وللدلالة على أن الرأي العام العربي بكل مكوناته الدينية والمذهبية بدأ يفهم مسرحية «حزب الله» هو ما دلل عليه استطلاع رأي أجراه معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى حول مواقف الشعوب العربية من هذا التنظيم الإرهابي، ففي قطر مثلاً، التي تعيش الدول الخليجية أزمة مع نظامها، نجد أن أغلبية أبناء الشعب القطري (79 في المئة) يحمّلون إيران وحزب الله وبعض جماعات الإسلام السياسي وعلى رأسها تنظيم الأخوان المسلمين مسؤولية الأزمة مع بلادهم مع محيطها الخليجي، عكس ما تقوله السياسية الرسمية القطرية، وحصل وكلاء حزب الله اللبناني والحوثيون على تقييمات سلبية جداً من 90 في المئة من الشريحة البالغة في قطر، إذ يرون أن أهم قضية في الوضع الراهن هي إيجاد أقصى قدر من التعاون العربي ضد السياسات الإيرانية في العالم العربي. لن أستغرب كثيراً إذا ما تلاشت شعبية حزب الله حتى في محيطه اللبناني بعد قضية التباكي على استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، فالكل يعرف قضايا الاغتيالات التي نفذها حزب الله في الداخل اللبناني ضد مفكرين وقيادات أمنية وسياسية على مر السنوات الماضية، فهذا الصراخ معروفة أسبابه لبقاء الوضع لما يخدم أهدافهم والنظام الإيراني، أما المسألة الوطنية الداخلية فهي آخر ما يفكرون فيه، وهذا سيكشف عورتهم أمام الرأي العام العربي قريباً.

 

واشنطن وأذرع إيران في المنطقة

 مرح البقاعي/الحياة/14 تشرين الثاني/17

في طريقه إلى فنلندا للاجتماع بقيادات 12 دولة أوروبية والتداول في شأن غايات روسيا من تحركاتها في أوروبا الشرقية «سابقاً»، أدلى وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس بتصريح لافت للصحافيين حيث قال: «أؤيد المفاوضات الرامية إلى إنهاء الحروب الدائرة في سورية منذ ست سنوات بما فيها إنهاء تنظيم داعش». وتابع: «لقد عبّر وزير الخارجية تيلرسون للمبعوث الأممي عن الملف السوري، ستيفان دي ميستورا، وبقوة، عن الموقف الأميركي من محادثات السلام في آستانا التي تدعمها موسكو، وأوضح الوزير تيلرسون كيفية الانتقال من آستانا، والعودة إلى جنيف، حيث واشنطن تشارك الأمم المتحدة في عملية المفاوضات وتدعم الدفع بها قُدماً». العارف بالتقاليد السياسية الأميركية يدرك أن وزير الدفاع الأميركي، المعيّن في البنتاغون مباشرةً من الرئيس الأميركي، عادة ما يكون مدنياً وليس عسكرياً. إلا أن الرئيس ترامب اختار لهذا المنصب جنرالاً مخضرماً في الحياة العسكرية، صرف نفسه لها حتى أُطلق عليه لقب «الراهب المحارب»، وهو الرجل الستيني الأعزب الذي اختار البيت العسكري عائلة له. فالمؤسسة الجمهورية التي تؤمن بالحسم العسكري عندما يستحيل العمل السياسي أو الديبلوماسي، في حل أزمة معقّدة ومتعدّدة الأوجه والذرائع كالحالة السورية، اختار رأسها هذه المرة أن يدعم الديبلوماسية الأممية لإيجاد مخارج سياسية للحرب السورية، لا سيما أن تنظيم «داعش» الإرهابي قد شارف على الاندحار والسقوط تماماً في العراق وسورية بعد أن انهارت عاصمتاه على التوالي، في الموصل ثم في الرقة، وقتل من قتل من أفراده وفرَّ من فرّ.

اختار ماتيس أن يدعم المسار السياسي في جنيف للمضي في محادثات السلام السورية التي من المفترض أن تستأنف في 28 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري بعد توقف طال أشهراً ثلاثة، وكذلك إثر فشل محادثات آستانة في جولتها السابعة أمام تمسك المعارضة بشرط خروج الميليشيات الإيرانية من الأرض السورية بتشكيلاتها كافة: العراقية والإيرانية والأخرى العابرة للقارات، حيث استقدمت إيران ودربت أجانب ضمن مجموعات طائفية مقاتلة كفرقة «فاطميون» وفرقة «زينبيون». وقد سبق أن اعترفت طهران بأنها جنّدت الفرقة الأولى من السجناء الأفغان الذين أفرجت عنهم شرط القتال في سورية، بينما شكلت الثانية من باكستانيين شيعة يسكنون إيران.

وبينما يرتفع إمكان التصادم الميداني بين القوات الروسية والأميركية على الأرض السورية بعد تراجع «داعش»، حيث كل طرف يساند طرفاً معادياً، تتريث الولايات المتحدة التي تدعم المعارضة في التصعيد الميداني في مواجهة روسيا داعمة النظام، ولتتحوّل إلى المعركة السياسية في جنيف كما نقلتُ أعلاه على لسان وزير الدفاع الأميركي. كما ارتأت واشنطن أن تدعم مساعي المملكة العربية السعودية لإقامة حوار سوري وطني شامل يجمع فرق المعارضة بطيفها الواسع للتوجه إلى جولة جنيف 8 بوفد وطني مهني صاحب كفاءات عالية أُطلق عليه اجتهاداً «وفد كسر العظم»، حيث من المفترض أن يكون قادراً على الأداء التفاوضي بأعلى مراتبه الديبلوماسية والسياسية والإجرائية بهدف تحصيل حقوق الشعب السوري سياسياً فيما لم نحصّله ميدانياً للأسف بسبب الدخول الروسي الرسمي والإيراني الميليشياوي المباشر لإنقاذ منظومة حكم الاستبداد في سورية. أما عن التغلغل الإيراني في سورية، وإذ ينفد صبر الولايات المتحدة بعد أن بلغ السيل الزبى لجهة تدخلات طهران في المنطقة، وانتشار أذرعها العصبوية الطائفية مهددة الأمن والاستقرار أينما وصلت مخالبها وقد عاثت فساداً بحشدها الشعبي في العراق، وبـ «حزب الله» ومشتقاته في لبنان وسورية، وبحوثييها في اليمن، بل غدت تهدد سلامة الملاحة الدولية في باب المندب، وتستهدف بصواريخها المدنيين في عاصمة كبرى مثل الرياض، فإن واشنطن تعدّ لها العدة على المستويات الرئاسية والتشريعية والحكومية دونما استثناء. فتغريدات الرئيس ترامب وموقفه من الاتفاق النووي المعزَّز بتهديدات عالية اللهجة لطهران إذا ما استمرت في تفريخ الميليشيات المتطرفة وغامرت في طموحها النووي العسكري الرامي إلى تهديد أمن جيرانها واستقرار المنطقة، وإدراج وزارة الخزانة الأميركية حديثاً الحرس الثوري الإيراني على قائمتها للعقوبات، وكذا إحالة الاتفاق النووي مع إيران إلى الكونغرس لبحث إمكان انسحاب الولايات المتحدة منه، وتصريح الناطق الرسمي باسم البنتاغون، الميجور آدريان رانكين غالوي، إثر إطلاق «البروكسي» الحوثي في اليمن صاروخاً باليستياً إيرانياً باتجاه مطار الرياض الدولي المدني، إذ أفاد بأن: «واشنطن ترتبط بعلاقات دفاعية قوية مع المملكة وهي تؤيد المواقف السعودية التي تكشف دور إيران الشرير في اليمن»، كل هذه الحيثيات مجتمعة ترتبط عضوياً بانفراج سياسي في سورية يتأسس في مؤتمر ترعاه الرياض في 22 و23 الشهر الجاري، وبحملة تطهير للشر الحوثي البديل في اليمن يقودها التحالف العربي، وبتوجّه أميركي لِلَجْم الحشد الطائفي ومفرزاته في صفوف الجيش العراقي، وذلك في ربط وحل متزامن بين الرياض وواشنطن لخيوط العقدة الإيرانية التي أينعت رؤوسها وحان قطافها.

 

صاروخ الرياض وخطيئة «كيهان»

 محمد قواص/الحياة/14 تشرين الثاني/17

لم يكن إطلاق صاروخ باليستي من جانب الحوثيين في اليمن باتجاه العاصمة السعودية تفصيلاً اعتباطياً داخل الحرب التي تخاض. بدا أن الحدث جاء تنفيذاً لقرار من طهران لترهيب أولي الأمر في السعودية من مغبّة تموضع سعودي مستجد ولافت بات في مستوييه العسكري والسياسي يعكس استدارة دولية في مسار يروم إنهاء الاستثناء الإيراني في المنطقة. أطلقت إيران من اليمن صاروخها الشهير على الرياض. تعرف طهران نفسها مآسي حرب الصواريخ بين المدن، إن اندلعت، وهي التي خبرتها جيداً أثناء الحرب العراقية- الإيرانية. أطلقت طهران صاروخها وتبنته ضمناً على لسان رئيس الجمهورية حسن روحاني، الذي اعتبر أن إطلاقه جاء رداً على «العدوان السعودي» على اليمن، وفق قوله. فهم العالم أن في مضمون ما يقوله روحاني رعاية لـ «صاروخ الحوثيين»، وفهمت طهران لاحقاً أن في ذلك الاعتراف خطأ يشبه الخطيئة وجب التملص منه والمسارعة إلى إزالة آثار اقترافه.

على صدر صفحتها الأولى، عنونت صحيفة «كيهان» واعدة بأن تكون وجهة الصاروخ التالي مدينة دبي. ومن لا يعرف تلك الصحيفة، فهي مقرّبة من التيار المحافظ في إيران وتعبّر عن مزاج الوليّ الفقيه المرشد علي خامنئي وتعكس أجواء الحرس الثوري. حمل ذلك العنوان تهديداً لاحقاً يعترف ضمناً بأن إيران كانت وراء الصاروخ السابق الذي استهدف الرياض. كان في أمر «كيهان» جرعة فائضة اهتزّ لها النظام السياسي في إيران وهرع لإصلاح ما خطّه حبر «الصحيفة» في صدر صفحتها الأولى.

كان لافتاً أن تعاقب طهران صحيفتها الشديدة الولاء على تهويل لا يختلف عن الخطاب التقليدي لساستها. أولم يخرج الرئيس روحاني نفسه بخطاب مهاجم مهدد السعودية، فيه ما لا يختلف عن نزق «كيهان» وبيئتها؟ كان بإمكان روحاني في سجاله مع السعودية أن ينتقد التهديدات التي صدرت عن الرياض ضد إيران قبل وبعد سقوط ما تبقى من صاروخ الحوثيين على مطار الملك خالد في الرياض. وكان بإمكانه أيضاً أن يمعن، كما تفعل منابر طهران كل يوم، في انتقاد الموقف السعودي من المسألة اليمنية والحرب التي تقودها ضد الحوثيين وحلفائهم هناك. لكن أيضاً، ومن دون أن يُظهر ذلك أي ضعف أو تراجع إيراني، أن يدين، ولو نفاقاً، ضرب العاصمة السعودية ويرفض ذلك، لكنه لم يفعل.

وما لم يفعله روحاني سعت إيران إلى ترميمه لاحقاً. كان بإمكان طهران أن تعالج أمر خطيئة «كيهان» من دون ضجيج وأن يُعالَج الأمر من خلال تدبير بيتي داخلي، لكنها آثرت غير ذلك. تولّت إيران إخراج الأمر رسمياً وجهاراً من خلال الإعلان عن قرار صادر عن وزارة الثقافة والإرشاد بوقف الصحيفة عقاباً على ذلك العنوان. اعتبر متن قرار الوزارة في حيثياته المنشورة أن عنوان الصحيفة «يشكل خطراً على الأمن الإيراني والأمن القومي الاستراتيجي».

تعلن إيران للعالم أنها بريئة من تهمة قصف دبي المحتمل، وبالتالي تنفي بتلعثم وارتباك أن تكون راعية لقصف الرياض بالصواريخ قبل ذلك. تدرك طهران أن العالم برمته ينظر بعين غاضبة إلى برنامجها للصواريخ الباليستية بصفته «محرماً» خرج من معطف محرم القنبلة النووية التي تم إجهاضها، أو تأجيل ظهورها. وأما وأن تلك الصواريخ قد ظهرت في اليمن وتلوّح بها «كيهان» ضد دبي، فإن الحدث سيطلق لا شك دفعات من المواقف في العالم أجمع لإجبار طهران على إخضاع البرنامج الباليستي لشروط دولية تم فرضها سابقاً على البرنامج النووي.

يعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأعراض الأولى لتحوّل أوروبي يلتحق بذلك الأميركي لتحقيق هدفين. الأول محاصرة برنامج إيران الصاروخي. والثاني محاصرة نفوذ إيران الإقليمي. وإذا ما كان موقف باريس كما لندن وبرلين غير مبال بالاستراتيجية الجديدة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمواجهة إيران، بما في ذلك عدم مصادقته على امتثالها لشروط الاتفاق مع مجموعة الخمس زائداً واحداً، فإن ما سمعه ماكرون في أبو ظبي ودبي وبعد ذلك في الرياض دفعه لـ «اكتشاف» حقيقة جديدة مفادها أن «الاتفاق النووي لم يعد كافياً».

تختلف المؤسسات الساسية والعسكرية والأمنية الأميركية مع ترامب في ملفات عدة، في الداخل والخارج، لكنها مجتمعة حوله في مسألة مواجهة إيران سلوكاً ونفوذاً، وحتى نظاماً سياسياً. وقد يبدو أن دول الاتحاد الأوروبي أيضاً التي أخذت مسافات واضحة من خيارات ترامب في العالم، ذاهبة إلى الالتحاق به بإجماع في المسألة الإيرانية. ليس في الأمر تمنّ أو توهّم، ذلك أن طهران نفسها أدركت هذه التحولات الجارية والمقبلة على نحو يدفعها للجهر بإسكات «كيهان» وتأنيبها.

وقد يبدو أن صاروخ الحوثيين الإيراني، الذي أطلق على العاصمة السعودية، كان رداً على الاستقالة «الصاروخية» لرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري. تتحرك الرياض في شكل دراماتيكي لافت وغير مسبوق على محاور متعددة. تولّت بنجاح تدشين سياسة وفاق جديدة مع العراق وباتت مركز جذب جديداً ينهي احتكار إيران في هذا البلد. وتولّت في لبنان، وعلى نحو صاعق مفاجئ للحلفاء قبل الخصوم، رفع وتيرة التصعيد ضد «حزب الله» وإيران والنظام السياسي اللبناني برمته بما فهم أنه مأزق يسعى الحزب بحذاقة الى تجنبه. وهذا ناهيك برفع مستويات الضغوط العسكرية في اليمن بحيث باتت المعارك تجرى في الميدان العسكري للعاصمة صنعاء. وإذا ما كانت طهران في السابق تعتبر أن حراك السعودية تقليدي يمكن استيعابه، فإنها هذه المرة باتت تدرك أن التحوّل السعودي لا يأتي من مزاج سعودي محلي فقط، بل أن الأمر يمثل العلامات الأولى من مشهد دولي شديد التعقيد سيفرج عن علامات أخرى بإيقاعات متصاعدة ومفاجئة لن يكون من الممكن استيعابها. أرسلت طهران إشاراتها الأولى من خلال موقف الوزارة المعنية في معاقبة صحيفة «كيهان». وهي سترصد جيداً مآلات المعارك حول مدينة البوكمال وغيرها في شرق سورية، وستتأمل إرهاصات ما يتم تداوله عن اتفاق روسي- أميركي حول هذا البلد، وستقرأ توالي العواصم الكبرى على تأكيد أن الحريري ليس محتجزاً وأنه طليق الحركة في السعودية، لتستنتج بسهولة أن العالم، وإن اختلف مع الرياض، فإنه متضامن بإجماع معها ضد طهران.

 

الحرب المقبلة وورطة «حزب الله»

 غازي دحمان/الحياة/14 تشرين الثاني/17

منذ الحرب الأخيرة التي خاضها «حزب الله» في مواجهة إسرائيل، تغيرت بيئة الحرب كثيراً ولم يعد ممكناً القياس على نتائج الحروب السابقة لتقدير مسارات الحرب المقبلة، والتغير المقصود حصل على مستويات مفصلية: التكتيكات والأساليب ونوعية المقاتلين، ومستوى الدافع والمحركات. وهو تغير لا بد أن قيادات الحزب قد تنبهت له، ولهذا تتجنب الحرب مع إسرائيل بكل السبل وتتمنى لو تنام وتصحو على زمن لا توجد فيه إسرائيل ولا احتمالات حروب معها، خصوصاً أن الحزب وجد البديل الذي يضمن استمرار اشتغاله كطرف مقاوم ما دام هناك معارضون «صهيو أميركيون» في سورية والعراق.

في إحدى خطبه، عن حماسة بيئة «حزب الله» للمشاركة في الحرب السورية، تباهى حسن نصرالله بأن الحزب كان يعاني أثناء التحشيد في الحروب مع إسرائيل، لكنه لم يجد معاناة تذكر في التحشيد للحرب السورية، كان المقاتلون يجيئون تطوعاً وبأعداد تفوق قدرة الحزب على استيعابهم، وما تباهى به أصبح نقطة ضعف خطيرة في أدوات الحزب وسياقات تحشيده، وقد اشتغلت ماكينته الإعلامية بكامل طاقتها لتصدير صورة نمطية عن العدو الجديد وإدخالها عنوة في وجدان وعقول بيئته، والحزب منذ 2008 أي منذ عقد وهو يخترع أعداء آخرين ليست إسرائيل من ضمنهم، ما يعني أن الجيل المؤهل للقتال وحمل السلاح لا يعتبر إسرائيل عدوة له، أو هي عدو افتراضي وربما قد يكون المقصود بها شخصية أسطورية من التاريخ وليست تلك الأرض التي تقع جنوب بلدة مارون الرأس.

لم يذهب «حزب الله» إلى سورية في دورة تدريبية للتدرب على أنماط قتالية استعداداً لمواجهة إسرائيل كما يحاول قادة الحزب إيهامنا به، بل ذهب ليقيم في حرب حقيقية من رصاص وصواريخ ولن يعود منها أحد قادراً على محاربة إسرائيل أو حتى راغباً بها، لأن سورية صارت «قدسهم» الحقيقية، والعبث الجغرافي الذي مارسه حسن نصرالله على مدار سنوات في رسم خرائط طرق القدس جعل المقاتلين يتيهون في منعرجاتها وعند مفارقها.

وعلى مدار الحرب السورية، اعتاد مقاتلو الحزب حرب الرفاهية التي تكون فيها الانتصارات مؤكدة وسهلة، حرب تعمل فيها خطوط الإمداد برشاقة، وغطاء جوي من النوع الذي لا يترك للمحاربين على الأرض من مهام سوى الدخول للإجهاز على الجرحى أو قتل من نفدت ذخيرته. هي شكل من أشكال حروب «الفوتوشوب» على رغم أن تطبيقاتها حقيقية. لقد أفسد النظام السوري وإيران وروسيا «حزب الله» بدرجة كبيرة، صار عناصر الحزب يقاتلون في فترة الاستراحة بين وجبة ساخنة وأخرى، ويتربحون من بيع الحشيش في دمشق، وبالتوسط لاستصدار أوراق مطلوبة مقابل ابتزاز السوريين بآلاف الدولارات. ما الذي يطمح له مثل هذا العنصر في الحرب مع إسرائيل، بعد اكتشافه أن الحروب تنطوي على مكاسب مباشرة ورفاهية فعلية. صحيح أن الحرب قتلت الآلاف من عناصر الحزب، لكن ذلك حصل على مدار سنوات طويلة ونتيجة كثافة تدخّل الحزب، والمقصود أن هذا النمط من القتال يعتبر جاذباً للكادر الجديد للحزب وربما ترسّخ كنمط قتالي مفضّل ووحيد لديهم. وتنطوي هذه الإشكالية على أخرى أعقد منها، وهي أن الكادر الجديد للحزب لم يكن يواجه تحديات مربكة تدفعه إلى اختبار عقله وتنمية مهاراته وقدراته واكتساب تكتيكات ذات قيمة، وهذه الأمور على درجة عالية من الأهمية بالنسبة للأطراف التي تناظر «حزب الله» في مواجهتها لجيوش كلاسيكية. سيكتشف الحزب أنه فقد أهم ميزاته، وهي حرب المجموعات الصغيرة والمكامن، فهذا النمط من الحروب يربك الجيوش الكلاسيكية ويستنزفها، والتحوّل إلى نمط الحروب الكلاسيكية يحتاج أكثر من الآليات التي استعرضها الحزب ذات مرّة في القصير السورية، وفي الحرب مع إسرائيل لن تكون طائرات روسيا معه ولا خطوط إمداد مفتوحة ولا حتى وجبات باردة، سيكتشف كما اكتشفت منظمة التحرير الفلسطينية أنها عندما غيرت نمط الحرب وانتقلت إلى العمل الكلاسيكي في حرب لبنان كانت تلك آخر حروبها. والمعارضة السورية نفسها خسرت يوم استدرجت إلى نمط الحروب الكلاسيكية.

سيواجه «حزب الله» مشكلة أن حروبه التي خاضها في سورية كانت مكافأتها سريعة، تغيير ديموغرافي لملايين السوريين، التموضع عند عشرات أو مئات المقامات الدينية، احتلال مدن وأرياف والتسلط على سكانها، مرتبات بآلاف الدولارات، وغنائم حرب لا تنقطع، باختصار جوائز دينية ودنيوية كثيرة حصل عليها الحزب، في حين أن الحرب مع إسرائيل ليس فيها ولا واحدة من تلك المكاسب، كما أن الانتصار ليس سهلاً ولا مضموناً. خاض «حزب الله» الحروب السورية من منطلق تقديره أنها ستكون آخر الحروب الحقيقية، أو على الأقل آخر الحروب التي ستشهدها القيادة الحالية للحزب، وأن الحروب التالية ستكون سياسية وتفاوضية على صدى حربه الكبرى في سورية، وبناء على ذلك، استهلك جميع قادته الميدانيين وذوي الخبرة، وكيّف أساليبه وأنماطه القتالية وشكّل أيديولوجيته وقناعات مقاتليه على هذا القياس، وهنا يكمن جوهر ورطة «حزب الله» اليوم.

 

المصالحة المسيحية وموقعها من الإعراب في الكباش الراهن

وسام سعادة/المستقبل/13 تشرين الثاني/17

تفرض التطوّرات المتسارعة الراهنة نفسها بإلحاح على الوضع المسيحيّ. أوّلاً، لأنّ مسار الضغوط العربية والغربية، التي أعادت طرح الإشكاليات المتصلة بـ»سلاح حزب الله» وصولاته وجولاته، بات يقترب من «المساواة» بين «حزب الله» وبين حليفه المسيحيّ، رئيس الجمهوريّة، وثانياً لأنّ الطرف الداخل في «مصالحة رئاسية مسيحية» مع تيار العماد ميشال عون، ما زال يحاول النأي بهذه المصالحة عن مآل التسوية الحكومية المنهارة.

عموماً، لا تزال أطراف كثيرة في الداخل اللبناني غير مدركة بأننا دخلنا في لحظة إقليميّة جديدة كليّاً، لكن الكرة هي اكثر فاكثر في ملعب رئاسة الدولة.

والرئاسة اللبنانية تابعت ما يمليه عليها واجبها كرئاسة من طلب ايضاحات حول ملابسات استقالة الرئيس سعد الحريري، الى ان اطل بنفسه من الرياض في مقابلة تلفزيونية مع الزميلة بولا يعقوبيان امس، مشددا على ان الاستقالة ستسلك سبيلها الدستوري بعودته الى لبنان، مبددا الاخذ والرد حول جواز الاستقالة من الخارج. لكن الرئاسة، إذا أرادت استباق قدوم اللحظة الاقليمية (والدولية؟) اليها، وأرادت تجنيب اللبنانيين مضاعفات سلبية اضافية، لا بدّ لها من أن ترافق هذا المسار «الإيضاحي» الذي تنهض به، وتلاقي طرح الرئيس الحريري بالأمس حول النأي بالنفس، جدياً، للبنان، وبالذات وقف تعرض «حزب الله» للسعودية وبلدان عربية اخرى. واليوم، قد نكون امام فرز حقيقي، بين مروحة من القوى اللبنانية تريد عودة سعد الحريري جدياً، وفي السياسة، على قاعدة تسوية بشروط استدامة عنوانها الابرز سحب البساط من تمترس «حزب الله» وراءها للقنص على دول عربية، في اطار الصراع بين هذه الدول وبين ايران، وهو فرز سيظهر معه ان «حزب الله» من ناحية، وبعض الفرق العدمية المزايداتية من ناحية اخرى، لا تريد عودة الحريري لقيادة الحراك من اجل التسوية المصححة، الحزب لانه لا يناسبه التصحيح، والثانية لانها تريد «ان تخربها وتقعد على تلها». الرئاسة، من مصلحتها، يفترض ان تكون الى جانب اعادة الاقلاع بالعهد، بتصحيح المسار مع «حزب الله». وهذا يكون بموقف تاريخيّ، بمطلب محدّد من الرئيس عون، يوجه لقيادة «حزب الله»، بإعلان وقف كل الأعمال التحريضية والعدائية ضد المملكة العربية السعودية والبلدان العربية الأخرى.

الخطورة هنا أن تدفع الرئاسة الأولى إلى تصدّر معركة ليست لها، وليست في صالح عموم اللبنانيين، معركة سترتد بنتائج عكسية على الوضع العام، مثلما هي مخاطرة في المقلب الآخر، من أن تؤدي أي حركة غير منهجية، وغير متناغمة داخلياً، وبين مروحة من القوى الداخلية، وغير عميقة الرسوخ في الرأي العام، ومستقرئة للأول وحتى الساعة، بالنسبة لشريك الرئيس عون في المصالحة المسيحية، «القوات اللبنانية»، فقد اعتمدت خطاباً عالي السقف تجاه أوهام التسوية الزائلة، أو أوهام احيائها بالشكل الذي كانت عليه، وامتنعت عن الذهاب لأبعد من مناشدة رئيس الجمهورية بأن يعقد طاولة الحوار الوطني.

ولا يعني ذلك أن انعقاد الطاولة هو أمر نافل أو غير وجيه، لكن الطاولة بالشكل الذي قامت عليه في الإحدى عشرة سنة الأخيرة لا يغري مثالها بالدعوة اليه. ان تحويل طاولة الحوار الى هيئة انقاذ وطني حقيقية رهن اليوم بإطلاق رئيس الجمهورية نداءه، بإتجاه «حزب الله»، لوقف الأعمال العدائية والتحريضية على السعودية والبلدان العربية. تحتاج الرئاسة لمثل هذا الموقف، مقترناً بموقفها المطالب بتوضيحات حول الإستقالة وملابساتها، وهو ما تعهد به الحريري امس.

ليس هذا بخياليّ أو مُستبعد. المستبعد هو الامتناع عن ذلك من دون توقع تبعات سلبية أو خطيرة .. بما في ذلك تبعات تتعلّق بمسار الأمور والعلاقات في الإجتماع السياسيّ المسيحيّ نفسه. فهذا الإجتماع من مصلحته، من جهة، المحافظة على المصالحة المسيحية، وتوسيعها، أكثر من أي وقت مضى، لكن من مصلحتها أيضاً، الدفع بها نحو إعادة التقاط المعنى المتكامل لمفهوم السيادة، وهذا يعني بالدرجة الأولى، تشكيل نقطة إجماع مسيحية، ان لم يكن حول «حزب الله» ومسائله ككل، فأقله حول كارثية استمراره في الأعمال التحريضية والعدائية ضد السعودية ودول الخليج، وبالذات في هذه اللحظة التصادمية بامتياز بين هذه البلدان وبين ايران.

 

الراعي إلى السعودية... توقيت ودلالات

حنا صالح/الشرق الأوسط/13 تشرين الثاني/17

أن يتلقى البطريرك الراعي، أحد كبار أحبار الكنيسة الكاثوليكية، دعوة رسمية لزيارة السعودية: حدث لافت جداً بكل المقاييس. الداعي غير عادي إنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وكذلك مُتلقي الدعوة، الذي ربما كان أول حَبرٍ كاثوليكي يزور المملكة، حيث سيلتقيه الملك، وسيلتقيه كذلك ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يقود «السعودية الجديدة». هذه الزيارة تتجاوز في الأهمية والتوقيت والدلالات، أكثر زيارات أهل السياسة اللبنانيين وترسيماتهم، لأنه في التوقيت اللبناني، ومع الأزمة السياسية الراهنة على خلفية استقالة الرئيس سعد الحريري، سيبقى لبكركي ولسيدها الأثر العميق على البوصلة اللبنانية في المنعطفات الكبيرة حفاظاً على الكيان اللبناني، وحفاظاً على موقع لبنان ودوره.

الوزير ثامر السبهان، رأى أن الزيارة «تؤكد نهج المملكة للتقارب والتعايش السلمي والانفتاح على جميع مكونات الشعوب العربية». بمعنى آخر، تُعدُّ هذه الزيارة التعبير عن منحى جديد في التعاطي السعودي عموماً وحيال لبنان، ما أدى إلى مزيد من الانخراط السياسي والتواصل مع مروحة واسعة جداً من الأطراف اللبنانيين، وهذا المنحى جزءٌ لا يتجزأ من معالم مرحلة نوعية في سياسة ماضية في نبذِ التطرف ورفضه، دشنتها عملية «عاصفة الحزم» يوم أطلقت الرياض أوضح مواجهة مع الصلف الإيراني، الذي زعزع الاستقرار في كل المشرق العربي وحمَل لبلداننا الويلات والخراب، وكان واضحاً أن هذه المواجهة ستشمل كل الساحات العربية، التي تحولت مسرحاً للعربدة الإيرانية، ولن تقتصر على الوقوف بحزم مع الشرعية اليمنية.

صحيح أن الدعوة والموافقة عليها، سبقت استقالة الحكومة، التي جاءت على قاعدة انهيار «التسوية» بعدما هددت بنقل لبنان من موقعه الطبيعي إلى موقعٍ آخر. لكن حدوث الزيارة رغم الغبار الذي يُثار في بيروت عن مكان الحريري، وحقيقة وضعه وقراره الحر، والإصرار على تجاهل اللقاءات الكثيفة التي يعقدها مع كل الجهات الدبلوماسية، فإن الزيارة ترتدي أهمية استثنائية لأن صاحب الزيارة، وهو البطريرك الإنطاكي، لم يأخذ بكل ما يشاع، وهو رفض بشكلٍ قاطع كل «التمنيات» بتأجيل الزيارة.

هناك من يريد وضع لبنان، رغم أنف أكثرية أهله، في موقع المواجهة مع السعودية ودول الخليج، التي في كل المنعطفات الصعبة مدّت يدها للبنان، وحضنت مئات الألوف من أبنائه. بهذا السياق، إن إصرار البطريرك على إتمام الزيارة في موعدها، رسالة بأن ليس كل اللبنانيين في سلة واحدة، لا بل أكثريتهم تنظر لمصالحها ومصالح لبنان، من منظور مغاير لما أرادته الحملة التي يصرُّ أصحابها على تجاهل المضمون الحقيقي للاستقالة.

في لبنان يمسك «حزب الله» بقرار الحكم، مستفيداً من فائض قوة لافتة وانكفاء سياسي أمامه، ما مكّنه من فرض إملاءاته على كل المستويات، مستنداً لترسانة صاروخية تُعدُّ أبرز أدوات مدِّ السيطرة الإيرانية، ومستنداً إلى «تسوية»، أفضت لإمساكه وحيداً بقرار البلد، «كاف أن نتذكر كيف فرض (حزب الله) إنهاء حرب الجرود، وكيف أنجز اتفاقات مهينة مع الإرهابيين»، مقابل فوز بعض شركاء «التسوية» ببعض كراسي الحكم غير المؤثرة وحصص من المغانم... ولافت أن هذا البعض، تجاوز في حينه الغليان الشعبي الواسع في لبنان رفضاً لمنحى خطف البلد وإلحاقه بمحور «الممانعة»، والذريعة الحفاظ على الاستقرار، فيما عملياً بات الاستقرار على كفّ الحرس الثوري، وفاته أن الطرف الآخر طوى «التسوية» وأسقط كل ما تردد يوماً من أن هذه حكومة «ربط نزاع» ستحافظ على «الستاتيكو»، وتبعد لبنان عن نار المنطقة. لا بل إن القول إن سلاح «حزب الله» بات «مكوناً من مكونات قضية الشرق الأوسط وبات حلّه مرتبطاً بحلِّ هذه القضية»، شكّل رسالة سلبية وربما دعوة لإقفال النقاش حول مسألة السلاح، وهذا متعذر، لأن التجربة وهي خير برهان، أكدت أن لا استقرار داخلياً مقروناً بالتسليم بسيطرة «حزب الله» وسطوته، وكشفت أيضاً الأثر السلبي على البلد وعلى مصالح أبنائه، مع مواصلة «حزب الله» استباحته للحدود والسيادة، والتدخل في الحرب السورية وضد بلدانٍ شقيقة، مع تجاهل كبير لما يدور حولنا وفي العالم، من أن فترة السماح التي ميّزت عهد الإدارة الأميركية السابقة، انتهت إلى غير رجعة والحسابات العالمية والإقليمية تتغير بسرعة.

مسألة أُخرى وراء حملة «الحب» التي تتجاهل الدستور، ويرفض صاحب المسؤولية بدء استشارات نيابية ملزمة لتسمية رئيس جديد للحكومة، إنها الزعم بأن الحكومة ما زالت قائمة، وعلى الوزراء القيام بمهامهم من دون أن تجتمع الحكومة، لأن الدستور أناط برئيسها حصراً حق الدعوة، والهدف معروف وهو المُضي بعقد الصفقات في تلزيم النفط والغاز والكهرباء والهاتف الخليوي، دون العودة إلى مجلس الوزراء مع إمعانٍ في انتهاك الدستور وتعطيل كل آليات المساءلة، ووضع البلد في وضعٍ لا يحسد عليه. وهنا أهمية زيارة البطريرك للرياض فهي ستعجل حتماً في تصحيح الصورة.

 

أخطر من مكان سعد الحريري

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/13 تشرين الثاني/17

هل المشكلة «الجوهرية» الحقيقية في لبنان اليوم هي شكل ومكان استقالة الرئيس سعد الحريري، أم دلالات هذه الاستقالة؛ والأهم، مضمون خطاب الاستقالة؟ حسن نصر الله شوّش على المشهد اللبناني، وتابعه من هم في «محوره»؛ من رئيس الجمهورية لرئيس البرلمان، ومن يدور في فلكهم. من المتوقع أن يهرب زعيم «حزب الله» من مناقشة أسباب الاستقالة، لأنها أسباب تدينه وتدين حزبه الإرهابي، حسب وصف عربي وأميركي مؤكد. غير أن تعلق رئيس الجمهورية ميشال عون بشكليات الاستقالة وطريقة تسليمها وأين هو سعد الحريري الآن، هو «هروب للأمام». هناك قرار وعزم سعودي معه سند عربي، بالتزامن مع سياسة أميركية «حازمة»، لمنع النشاطات الإيرانية «الخبيثة»، حسب وصف الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس ترمب. هذا هو جوهر الأمر، وهو قصة تتجاوز النقاش اللبناني المحلي المسطح الفولكلوري عن «وينو الشيخ سعد؟»!؛ حيث بدأت الإدارة الأميركية ضمن هذه السياسة الجديدة ملاحقة التشكيلات الإيرانية العراقية بـ«الحشد الشعبي» وتصنيفها إرهابية، كذلك الأمر في اليمن، حيث ثمة ما يعدّ جديّاً هناك، وفي سوريا.

بالعودة للبنان، وأزمته «الدولية»؛ وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، الذي لمّح نصر الله في خطابه إلى أنه يملك سياسة مختلفة عن رئيسه ترمب، قال: «الولايات المتحدة ترفض وجود أي مكان أو دور للميليشيات بلبنان». هذا موقف الإدارة الأميركية «كلها»؛ بداية من الرئيس ترمب الذي أعلن خطته ذات الأهداف الأربعة لإنهاء الدور الإيراني المدمر بالمنطقة. على المستوى الاقتصادي، تريد خطة ترمب إحكام العقوبات وسدّ الثغرات على النظام الإيراني، وهو عمل سيلحق بالغ الضرر بأموال النظام الخميني المسخّرة لتغذية التنظيمات الإرهابية، مثل «حزب الله» اللبناني والحوثي. الاقتصادي الإيراني لطفعلي بَخشي، حذّر من أنه «في ظل الاتفاق بين الرئيس الأميركي والكونغرس ومجلس الشيوخ حول إيران، فلن تكون هناك بعد الآن منافذ للالتفاف على العقوبات». أرأيتم؟ المسألة تتجاوز بكثير «طوشة» لبنانية محلية، واستظرافاً سياسياً حول الخوف على الحريري من قبَل من كان بالأمس القريب يقتل قيادات فريق «14 آذار»؛ أولهم الوالد رفيق الحريري، وجبران تويني ومحمد شطح... هل نسينا؟ هناك عزم أكيد على حسم المواجهة الكبرى مع إيران وأدواتها بالمنطقة، عزم ليس خاصاًَ بالسعودية، وإن كانت في القلب منه، لكنه عمل عربي إسلامي دولي. لقد نبّه الوزير السعودي ثامر السبهان، اللبنانيين جميعاً إلى أن «يعوا هذه المخاطر، قبل أن تصل لنقطة لا رجعة فيها». الحلّ بلبنان سهل، وهو كما قال سمير جعجع: «الانسحاب من أزمات المنطقة... والسلام».

 

أصل الغرام وأصل المأزق

سناء الجاك/النهار/13 تشرين الثاني 2017  

ابرزت المقابلة التلفزيونية لرئيس الحكومة سعد الحريري، مساء أمس الاحد، انه تلقى بإيجابية الخطابات الداعية الى عودته، التي أصر عليها كل من رئيس الجمهورية ميشال عون والأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله. بادلهم الهدوء بهدوء. لكنه نفى شائعات رافقت الدعوة إلى العودة، هدفها الحصول على شهادة براءة من الارتكابات التي حصلت وقوّضت التسوية المفترض ان يتم التزامها لقبوله انهاء الازمة الرئاسية قبل عام. لم يناور الحريري المرهق. أرادها صدمة إيجابية. بالطبع أرادها صدمة لمن حسب انه حصل بموجب التسوية على ما يريد ويمكنه اليوم ان يلعب لعبته لصالح محوره الإقليمي ايضاً كما يريد.

شدّد على النأي بالنفس، وألمح الى ان لديه أدلة على فظاعة اختراق هذا النأي بالنفس، وهو سيقدمها الى الرئيس عون. هذه الأدلة، ربما، ستكون البند الأول في بحث بنود التسوية الجديدة المفترض ان تحدد قبوله العودة عن استقالته. حينها سنتأكد من أصل الغرام الذي اغرق الرأي العام، للتعمية على أصل المأزق وفصوله. الحريري سينتظر إشارات، وتحديداً من عون لإعادة التزام ما جرى الإتفاق معه عليه قبل انتخابه رئيساً للجمهورية، ومن ضمن النأي بالنفس سيسأله عن سؤال "حزب الله" الخروج من اليمن، وبالطبع تصحيح السياسة الخارجية للبنان، حماية لهذا البلد الصغير والمنتهك. قال صراحة ان لا أحد سيحب لبنان أكثر مما يحب المصلحة العليا لبلاده. كأنه بذلك يطالب "حزب الله" بأن يحب لبنان أكثر مما يحب بلد ولاية الفقيه.

اما الكلام عن اقالة واحتجاز وإقامة جبرية، وكل ما رافق خطاباً غلب عليه الشوق والغرام ولم نشهد له مثيلاً منذ أيام قيس بن الملوح، اكتشف لهيبه محور الممانعة بذراعه اللبنانية ليصبّه كالسيل، عله يجرف الرئيس سعد الحريري، ويعيد الغالي ابن الغالي الى حضنه... فللبحث صلة. صحيح ان الوضع صعب والمعلومات شحيحة والغموض لا يزال الطاغي على المشهد بفعل التلوث الإعلامي السائد بإرادة محور الممانعة، لكن بدا واضحاً ان إقامة الحريري في الرياض طوعية ولأسباب أمنية. الاكيد ان لبّ المشكلة لا يلغيه مقابلة الهدوء بهدوء ينسف النشاط المنقطع النظير في فبركة الشائعات التي تدل على ان ما يُرَوَّج له، غايته التعمية على الحقيقة التي لا تناسب من يدّعي انه يقود حملة لإستعادة رئيس حكومة لبنان، ويتجاهل ان الاستقالة جاءت لأسباب تتعلق بأزمة فعلية وموجودة وثقيلة الوطأة على لبنان، أزمة تصادر لبنان كله وتضعه في إقامة جبرية في المحور الإيراني وتضعه في مواجهة العالم.

الصحيح أيضاً ان من يقول ان السعودية تفرض هيمنتها على لبنان من خلال فرض الاستقالة على رئيس الحكومة، يعلن وبفخر انه جندي في "ولاية الفقيه" وان طعامه وشرابه وسلاحه وملبسه وتمويل حزبه بالكامل هو من إيران. يعني ان الاتهام لا يستقيم. ولا يستقيم ما قاله نصر الله ان الحكومة غير مستقيلة والوزراء يعملون بشكل طبيعي. يعني لا لزوم لتصحيح أي خلل أدى الى استقالة الرئيس سعد الحريري. فنصر الله اقفل الملف. السعودية اكرهت رئيس حكومتنا على الاستقالة ومن ثم طلبت الى إسرائيل ضرب لبنان. وعلى السنّة اليوم ان يفتشوا عن مرجعية جديدة، ربما في مصر او في تركيا. مرشد الجمهورية يمدح رئيس الجمهورية، فيما هو يصادر دوره ودور المؤسسات والدستور، على اعتبار ان نظام المصلحة اللبنانية لا وجود له.  ونقطة على السطر.

لكن الحريري، وبموقفه من عون، سعى الى تذكيره بالصلاحيات المصادَرة، وبالدور الذي يجب ان يُفعَّل ويفعل.

الجدير بالإشارة، هو هذا التعالي الحريري عن تشاطر جوقة الزجل في ابتكار حيثيات العهر الإعلامي المرافق لإظهار ان ما يجري يتعلق فقط بالاقامة الجبرية والارغام على الاستقالة، والتفنن في زرع بذور الفتنة والتنابذ والخوف في صفوف جمهور الرئيس الحريري حتى تتزعزع ثقته بزعيمه ويصدّق آلة الكذب وينفرط عقده ليصار الى الاستيلاء عليه بالمفرّق. الفبركة تعمل بنشاط منقطع النظير حتى نكاد نسمع محركاتها تتأوه جراء الضغط المبالغ عليها: مرة، الحريري وصل الى مطار الرياض ووجد الأمن في انتظاره وصادروا هاتفه. ومرة، وصل وكان كل شيء عاديا وذهب الى بيته في الرياض، وفي اليوم الثاني اخذوه بالجينز والـ"تي شرت" وألبسوه بدلة واعطوه بيان الاستقالة. يقولون لم يخلع البذلة نفسها منذ ثلاثة أيام. يقولون هناك اتجاه لتكليف فؤاد السنيورة رئاسة الحكومة. ثم بهية الحريري رئيسة للحكومة. ومرة، السعودية تمهد لفرض بهاء الحريري. ويرمون الحرم على المنسّق العام لقوى "14 آذار" فارس سعيد والدكتور رضوان السيد اللذين ينفذان أوامر الوزير السعودي ثامر السبهان. لا يملكون رداً على السبهان عندما يفتح ملف الكبتاغون الذي يصنع في حاضنة "حزب الله" ويصدَّر الى السعودية والى الامارات، وكان سبق له ان اغرق مناطق الثورة في سوريا. ولا يملكون رداً على السبهان عندما يغرد بأن "المزايدات في موضوع الحريري مضحكة جدا، كل هذا الحب والعشق قتلتم اباه وقتلتم امل اللبنانيين في حياة سلمية ومعتدلة وتحاولون قتله سياسيا وجسديا". من هنا يمكن الاستخلاص ان ذراع ايران في لبنان تتحمل وحدها المسؤولية اذا واجهت شروط الحريري للتسوية بمزيد من التخريب وفق أساليب إعلامية مغرضة وخبيثة. فالممانعون لسيادة لبنان لا يريدون الا الباطل، حتى لو نطقوا ببعض الحق. ذراع إيران تتحمل وحدها المسؤولية اذا اعتبرت ان ما ورد في مقابلة الحريري هو تنازل وتراجع سعودي يدلاّن على الفشل، واذا فسّرت هدوء رئيس حكومتنا في طرح مواقفه بأنه مسلوب الإرادة، ويمكن توقع ما سيحصل بعد ان تلمس الذراع الإيرانية ان الرجل مصر على استقالته ما لم يلبَّ طلبه بتسوية جديدة مع الحزب الإلهي يتولى "بيّ الكل" انتاجها. حينها سنعرف الى ما سيؤول اليه اصل الغرام لدى فريق الممانعة. اوان أصل المأزق سينسف الغرام من أساسه.

 

الصاروخ ولجم «الانقلاب الكبير»

غسان شربل/الشرق الأوسط/13 تشرين الثاني/17

لا غموضَ حول هوية الصاروخ الذي استهدف الرياض. السعودية أعلنتها. والجيش الأميركي أكدها. وحطامه يقدم الدليل. لا مجال لتأويلات أو التباسات. إنه صاروخ حوثي - إيراني. الحوثيون فيه مجرد فرصة لإطلاقه. ولعل الحادث نفسه يكشف لماذا اضطرت السعودية إلى خوض الحرب في اليمن. شعرت أن المقصود من انقلاب الحوثيين هو تنصيب ممثل إيراني للجلوس على ترسانة صواريخ هدفها الأول والأخير تهديد أمن المملكة. رسالة الصاروخ صارخة. مكتوبة بحبر فارسي. وهي تؤكد الانتقال من استراتيجية التطويق والضربات الملتبسة إلى الاعتداء الواضح والصريح. إنها عملية انتهاك علنية لما يمكن تسميته الخط الأحمر. ولا تستطيع السعودية التهاون حيال اعتداء يمسّ أمنها الوطني واستقرارها وصورتها. لا غرابة في أن يلجأ النظام الإيراني إلى عبور خط أحمر. فهو بطبيعته لا يتقيد بقوانين السير الدولية. أيْ القوانين التي تنص على دخول الدول من بواباتها الشرعية. واحترام سيادتها. وحدودها الدولية. والتعامل معها وفق المواثيق والأعراف الدولية. وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. سياسة زعزعة الاستقرار تقوم على إسقاط هيبة الخطوط الحمر والقوانين الدولية.

أيّ مراجعة سريعة للسياسات الإيرانية في العقود الأربعة الماضية تُظهر بجلاء أن النظام الإيراني مصاب بحالة من إدمان انتهاك الخطوط الحمر. لقد انتزع لنفسه حق التدخل داخل هذه الخريطة أو تلك وبغضّ النظر عن رأي السلطة الشرعية فيها. وأباح لنفسه فرض وقائع على الأرض تُرغم تلك السلطة على قبول التدخل الإيراني أو الاضطرار إلى التعايش معه. والذرائع كثيرة تمتدّ من تزعم تيار الممانعة إلى الدفاع عن أقلية تشبهه هنا أو هناك. لم يسبق أن نفذت دولة في الإقليم هذا العدد الاستثنائي من التسربات إلى داخل خرائط الآخرين. وقلب المعادلات فيها. وتغيير وجهتها وهويتها. ولم يسبق أيضاً أن تدخلت دولة إقليمية لتخرج أقليات تشبهها في الانتماء المذهبي من النسيج الوطني الذي تنتمي إليه وتلحقها بالقرار الإيراني في الإقليم تحت مسميات مختلفة. لقد تعدى الأمر الاختراق العارض إلى محاولة فرض قاموس جديد تماماً. إسقاط القداسة التي كانت معطاة للحدود الدولية. إسقاط حق الجيش الوطني في أن يكون القوة المسلحة الوحيدة على أراضي بلاده. إعطاء حليفها داخل خريطةٍ ما حقّ النقض على قرارات حكومة بلاده، ما يسمح له لاحقاً بأن يملي عليها خياراته في السياستين الداخلية والخارجية.

ومشكلة أهل الإقليم مع إيران أنها ثورة ترفض التحول إلى دولة طبيعية أو تخاف مثل هذا التحول. الدولة الطبيعية تقيم داخل حدودها وترابط قواتها المسلحة على أراضيها. دولة تحترم القرارات الدولية والمواثيق والأعراف وتخاطب الدول القريبة والبعيدة باللغة المتعارف عليها. الدولة الطبيعية تعني أن يسأل المواطن حكومات بلاده عما فعلته في التنمية، وتوفير فرص العمل وتحسين ظروف حياة المواطن. وهي أسئلة يستطيع الرئيس الصيني مثلاً أن يرد عليها بوضوح، وهو ما لا يستطيعه الرئيس الإيراني. ومشكلة أهل الإقليم مع إيران هي أنهم يريدونها دولة طبيعية، وهي لا تريد أن تكون كذلك. سياسة «تصدير الثورة» هي العنوان الوحيد الدائم، رغم ما تقتضيه أحياناً من استراحات ومفاوضات فوق الطاولة أو تحتها. سياسة ثابتة لا تتغير سواء نُفذت تحت ابتسامات محمد خاتمي أو حسن روحاني أو تحت الملامح المتجهمة لأحمدي نجاد. الرئيس الإيراني، وبغض النظر عن نتائجه في الانتخابات التي تعد بعناية في مطبخ النظام وفقاً لحاجات البرنامج الثابت، هو في النهاية موظف رفيع المستوى في مكتب المرشد، وليس الصانع الأخير للسياسة، ولا يملك حق الاعتراض الفعلي على القرارات المفصلية.

ومشكلة أهل الإقليم مع إيران هي أنها لا تملك نموذجاً جاذباً يقتدي الآخرون بنجاحاته الاقتصادية ويحاولون استلهام وصفاته. وقد أظهرت التجارب أن النموذج القائم لا يمكن زرعه في تربة أخرى، خصوصاً في دول متعددة التركيبة. وخير دليل أن تصاعد النفوذ الإيراني في هذه الدولة أو تلك أدى إلى تصديع الخرائط، وتفكيك الوحدة الوطنية، وخلق الظروف لنزاعات طويلة تمزق الدول وتنذر بتفتيتها. هل يمكن مثلاً ضمان وحدة العراق إذا كانت طهران صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في بغداد؟ يمكن طرح السؤال نفسه عن سوريا وكذلك عن لبنان واليمن.

واضح أن إيران تواصل سياسة «الانقلاب الكبير»، واغتنام أي فرصة للتقدم والمرابطة والهضم ومعاودة الانطلاق. وواضح أن الهجوم الإيراني الشامل في المنطقة تصاعد وتسارع بعد سقوط الجدار الذي كان يمثله نظام صدام حسين، وإنْ مثخناً. كانت في مشروع «الانقلاب الكبير» محطات ومحطات. عشية الغزو الأميركي للعراق اتُّفق في لقاء سوري - إيراني رفيع المستوى في طهران على منع قيام حكومة مستقرة في بغداد في ظل الوجود الأميركي. وهذا لم يمنع أحمدي نجاد من أن يكون أول رئيس من المنطقة يزور بغداد و«المنطقة الخضراء» ويمر عبر الحواجز الأميركية. وغداة اغتيال رفيق الحريري اتخذ الطرفان أيضاً قراراً بمنع قيام حكومة مستقرة في لبنان بعد اضطرار القوات السورية إلى الانسحاب منه، وهذا ما حصل. ثمة نقطة ينساها كثيرون. إيران كانت صاحبة الدور الرئيسي في استنزاف «اتفاق أوسلو» وانطلاق العمليات الانتحارية وعسكرة الانتفاضة الثانية. والنتائج معروفة على الاتفاق وياسر عرفات.

أمام مشروع «الانقلاب الكبير»، بدت السعودية في صورة عقبة كبرى بسبب ثقلها العربي والإسلامي والدولي. لهذا كانت السعودية هدفاً دائماً لهذا البرنامج. وحين تعذر التطويق عبر البحرين وُلدت فكرة استكمال التطويق عبر اليمن، ووظيفة ترسانة الصواريخ الموضوعة في عهدة الحوثيين.

أغلب الظن أن إيران تشعر بالقلق من المشهد السعودي الجديد. مشهد الدولة المصممة المتحركة في الخارج والداخل. مشهد العلاقات الوثيقة مع أميركا والشراكات الاقتصادية الاستراتيجية مع الدول الكبرى. ومشهد السعودية التي أطلقت في الداخل برنامجاً واسعاً للتحولات الاقتصادية والاجتماعية بدأ بتحقيق «خطوات عملاقة»، كما وصفها الرئيس عبد الفتاح السيسي. ضاعف هذا الواقع من الرغبة في استهداف السعودية. فتح الصاروخ فصلاً جديداً في العلاقات السعودية - الإيرانية وفي العلاقات الخليجية - الإيرانية. تتمسك إيران بسياسة إعادة تشكيل الإقليم لانتزاع الموقع الأول فيه، وربما لتكون الشريك الأكبر لـ«الشيطان الأكبر». والواضح هو أن السعودية الجديدة اختارت نهجاً جديداً في احتواء «الانقلاب الكبير» وردعه. لم يترك الصاروخ الحوثي - الإيراني للسعودية إلا خيار توظيف كل قدراتها وعلاقاتها للجم «الانقلاب الكبير». إنها معركة مستقبل الإقليم وتوازناته.

 

حنين مليء بالمآخذ

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/13 تشرين الثاني/17

يروي الدكتور جابر عصفور في «بعيداً عن مصر»، الدار اللبنانية المصرية، قصة مرحلتين من التدريس خارج جامعة القاهرة؛ الأولى أستاذاً زائراً في جامعة ماديسون، ولاية ويسكونسن أواخر السبعينات، والثانية أستاذاً زائراً في جامعة استوكهولم أوائل الثمانينات. مصري، بين عالمين، الأول، أميركي ريفي شبه زراعي، والثاني سويدي متقدم لا تسبقه في المستوى العلمي سوى كبريات الجامعات الأميركية. لكن في الريف الأميركي الثلجي، وفي المدنيَّة السويديّة الغارقة في الثلج، لا يفارقه الحنين إلى مصر. والحنين مليء بالمآخذ: النظام التعليمي المتهاوي، النظام الاجتماعي المتهافت، العلوم الطبيعية المتخلفة، الوضع الجامعي البادئ في التدهور، رواتب الأساتذة الجامعيين. ولكن... ولكن، الشمس تشرق في السويد ثلاث ساعات، وفي مصر ثلاثين. الدولة دافئة في السويد، لكن الناس دافئون في مصر. ومثلنا جميعاً - خط تحت كلمة جميعاً - يرى في ويسكونسن وفي استوكهولم، أن أصدقاءه هم العرب. السوداني إسماعيل في جامعة ماديسون، والمصري عطية عامر في السويد. الأول متزوج أميركية، والثاني متزوج سويدية تعمل في وزارة الخارجية. تعرف عطية إلى زوجته في مصر. ثم جاء مَن يحذره أن عبد الناصر سوف يرمي جميع الشيوعيين في السجون، فساعدته سفارة السويد على الهرب بجواز سفر سويدي. وعندما أصدر أنور السادات عفواً عن الذين جُردوا من جنسياتهم، عاد عطية عامر ليدرِّس في جامعة القاهرة. لكن بعكس جابر عصفور، قتله الحنين إلى السويد. ما إن انتهت السنة الدراسية حتى عاد إلى الديار الباردة. دفئه الحقيقي كان هناك. «بعيداً عن مصر»، صورة متقدمة لـ«عصفور من الشرق» لتوفيق الحكيم. نسخة واقعية عن روائية علاء الأسواني في «شيكاغو». العربي أمام الغرب. الجذور المتعبة أمام الحنين الذي لا يتعب. التردد القاهر بين عالمين، واحد فيه وطن عاشق، وبلد بلا عشق. ولكن عالم جابر عصفور بلا «غربة». لا شعور بالمنفى أو بالبعد، إلا عندما يتذكر عائلته. ومثل توفيق الحكيم، يحيطه العالم الجديد بالصداقات والود. لا صدمة ثقافية. الجميع لطفاء وطيبون، بمن فيهم صاحبة «البنسيون» العجوز في استوكهولم. وهي تترك له الغرفة مضاءة من أجل أن يقرأ القرآن، كما يفعل كل ليلة قبل أن يخلد إلى النوم. هذا فيما هو «بعيداً عن مصر». أما فيما هو قريب منها، فيتذكر يوم أُبعد من الجامعة وعُيّن في التأمينات الاجتماعية. وألحق أساتذة آخرون بوزارة التعمير. والبعض بوزارة الشؤون الاجتماعية. والبعض بمصانع الصابون، كما حدث للزعيم التشيكوسلوفاكي دوبتشيك، صاحب «ربيع براغ».

 

بل الحلم الكردي صار أقرب

عدنان حسين/الشرق الأوسط/13 تشرين الثاني/17

لا أظنّ أن عواقب إجراء الاستفتاء على حقّ تقرير المصير في إقليم كردستان العراق والمناطق المتنازع عليها، قد دفعتْ بحلم الاستقلال الكردي بعيداً، كما يكتب البعض من المحللين ويتحدث به آخرون.

لم يكن الحلم الكردي قريباً من أن يُصبح حقيقة، قبل يوم الاستفتاء، 25 سبتمبر (أيلول) الماضي، كيما يغدو بعيداً الآن، بعد توافق حكومات العراق وإيران وتركيا على معاقبة الكرد عن ممارستهم حرية التعبير عن رأيهم فيما خصّ مستقبلهم، بفرض حصار عليهم ونشر القوات الاتحادية العراقية على كامل المناطق المتنازع عليها والمنافذ الحدودية البرية والجوية. على مدى قرن كامل ظلّ هذا الحلم أسير المعادلة الدولية، المتشكّلة أثناء الحرب العالمية الأولى وما بعدها، التي قسّمتْ أمم الشرق الأوسط بين الإمبراطوريات الاستعمارية، وتركتْ الكرد موزّعين بين أربعة بلدان (تركيا، إيران، العراق، سوريا) غير مسموح لهم بلمّ شتاتهم، مثلما جعلتْ العرب موزّعين على أكثر من 20 دولة غير مأذون لهم بالوحدة، وهي معادلة لم تتغيّر حتى اليوم في جوهرها في الواقع، فصورة الشرق الأوسط في العشرية الثانية من القرن الحادي والعشرين لا تختلف كثيراً عن صورته في العشرية المُقابلة من القرن العشرين. الفرق الوحيد بالنسبة لكرد العراق أن نضالهم السلمي والمسلّح من أجل الاعتراف بهويتهم القومية وبحقوقهم السياسية والإدارية قد أثمر حكماً ذاتياً ناقصاً لم يتمتّعوا به إلا قليلاً في عهد صدام حسين، الذي سعى لفرض هيمنته عليهم بالأسلحة الكيمياوية ومقابر الصحراء الجماعية، ثم فيدرالية غير كاملة وغير مستقرّة هي الأخرى في عهد ما بعد صدام المضطرب.

برغم ما يبدو أنها انتكاسة أخرى لحلم الاستقلال الكردي، فإن الإجراءات غير المدروسة من كل الأبعاد التي اتّخذتها الحكومة العراقية، يُمكن أن تكون لها عواقب تناقض الحجّة الرئيسة المقدّمة تبريراً لهذه الإجراءات، وهي صون وحدة العراق، فوحدة أي دولة لا تكون إلا بوحدة مكوّنات شعبها، القومية والدينية والمذهبية والسياسية. بيد أن إجراءات الحكومة العراقية في حقّ الكرد يُمكن أن تدفع بهم، وبخاصة الجيل الجديد منهم الذي عاش بعيداً عن سلطة بغداد ونفوذها وتأثيرها على مدى ما يزيد على ربع قرن، لأن يتّخذوا موقفاً متطرّفاً، إنْ تحت مظلة حركات قومية أو في إطار حركات إسلامية.

في السابق كانت النخبة الثقافية والسياسية الكردية تعرف اللغة العربية جيداً، والكثير من أفرادها عاش وتعلّم العربية وآدابها في بغداد وسائر المدن العراقية العربية، وكتب مثقفون مرموقون بها وساهموا في الحركة الثقافية العراقية، وانغمر العديد من الكرد في العمل السياسي الوطني العام (الحزب الشيوعي والحزب الوطني الديمقراطي وسواهما). الحركة القومية الكردية نفسها التي عملت أيضاً داخل المدن العربية، كانت جزءاً من الحركة الوطنية العراقية التي اتّخذت في الغالب موقفاً معارضاً حيال سياسات الحكومات العراقية، بما فيها السياسة حيال الكرد وقضيتهم. أما الآن فإن من النادر جداً أن تجد كردياً من الجيل الجديد يعرف اللغة العربية، أو يكون قد زار بغداد أو البصرة أو سواهما، ليس فقط للأسباب الأمنية، وإنّما أيضاً لانتفاء الحاجة والمصلحة. كان هذا واحداً من الأسباب الرئيسة التي جعلت الكرد يصوّتون بكثافة عالية (أكثر من 90 في المائة) لصالح تقرير المصير والانفصال.

النظام العراقي الحالي لم يلتفت إلى هذا الجانب من القضية، ولهذا فإن الإجراءات التي اتّخذتها الحكومة العراقية بعد الاستفتاء بدت كعقوبة جماعية للكرد، وهذا بالذات ما يُخشى أن يساعد على انبثاق الحركات القومية المتطرفة التي لن يستطيع مسعود بارزاني، أو أي من الزعماء الكرد الآخرين السيطرة عليها ولجم تطرّفها. الإجراءات المُتخذة ذريعتها الحفاظ على وحدة العراق، لكنّ هذه الإجراءات وعموم الموقف الحكومي حيال قضية الاستفتاء وجدت فيها القوى الشوفينية العربية، وهي هذه المرة إسلامية، شيعية وسنية، وليست فقط من القوى القومية التقليدية كالبعث، فرصة ذهبية لإطلاق حملة كراهية منفلتة ضد الكرد وصلت إلى حدّ الحثّ العلني عبر وسائل الإعلام التقليدية وعالم التواصل الاجتماعي، على شنّ الحرب على الكرد واجتياح مدنهم ومناطقهم، وتكسير رؤوس زعمائهم.

السياسي الحاذق والناجح ليس ذاك الذي ينساق وراء «الجماهير» التي غالباً ما تتأثر بنظرية القطيع، إنما هو الذي يقود الجماهير - بالإقناع - إلى ما يعتقد أنه الموقف الصحيح والسليم لتحقيق المصالح المتوازنة في المجتمع، فتأمين هذه المصالح هي المهمة المناطة بالسياسي، وبخاصة رجل الدولة.

أكاد أجزم أن الخطاب الحكومي، والسياسي عموماً، الموجّه إلى الكرد في خضمّ أزمة الاستفتاء وعلى هامشها، لم ينجح في إقناع ولو بضعة آلاف كردي بموقف الحكومة الاتحادية وتدابيرها، فهذا الخطاب بدا عدائياً ومتعجرفاً ومغروراً وشامتاً وشخصانياً. ومن السذاجة بمكان التصوّر بأن هكذا خطاب، وهكذا إجراءات قادرة على إقناع كرد العراق بالتخلّي عن حلمهم التاريخي والعودة إلى «بيت الطاعة». إننا في الواقع، بهكذا خطاب وهكذا سياسة، قد أبعدنا الكرد أكثر عن هذا «البيت»، ودفعنا بهم أكثر للتمسّك بحلمهم المشروع الذي قد لا يحتاج إلى مائة سنة أخرى ليتحقّق.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

القصر الجمهوري افتتح ابوابه للوفود الطلابية عشية ذكرى الاستقلال ونشاطات تثقيفية وتاريخية عن لبنان وتقاليده وثروته الحرجية

الإثنين 13 تشرين الثاني 2017

وطنية - حرص رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على فتح ابواب القصر الجمهوري امام الوفود الطلابية، جريا على تقليد وطني لمناسبة ذكرى الاستقلال، في الوقت الذي يواصل فيه متابعة التطورات التي استجدت عقب تقديم رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته من الخارج.

وفي هذا الاطار، تقاطرت وفود طلابية قبل ظهر اليوم من مدارس لبنانية عدة من مختلف المناطق، لزيارة القصر الجمهوري، حيث جالت في ارجائه واستمعت الى شروحات عن تاريخه ورمزية قاعاته، كقاعة "22 تشرين الثاني"، وقاعة"25 ايار" وصالون السفراء وقاعة مجلس الوزراء التي أخذ فيها التلامذة مكان الوزراء. وتحدث البعض منهم معبرين عن فرحتهم "كونهم يزورون القصر الجمهوري للمرة الاولى"، شاكرين للرئيس عون "فتح ابواب القصر امامهم"، مؤكدين محبتهم الكبيرة للبنان.

وألقى البعض الآخر كلمات، أعربوا فيها عن آمالهم "بوطن آمن ومستقر، شعبه متحد في مواجهة الصعوبات، لا سيما في ظل غياب رئيس الحكومة عن لبنان".

وطرح البعض الآخر "ضرورة معالجة القضايا المعيشية والحياتية والعمل على تأمين الكهرباء والماء وحل أزمة النفايات والمحافظة على البيئة".

وجرى في كل محطة من محطات الجولة، التقاط الصور التذكارية للوفود الذين أدوا النشيد الوطني وأغان وطنية، ملوحين بالاعلام اللبنانية التي وزعت عليهم عند وصولهم الى بهو القصر.

وقد تميزت جولة الوفود الطلابية هذه السنة عن غيرها من السنوات الماضية، فكان طابعها تثقيفيا، إذ توزع الطلاب وفقا لفئاتهم العمرية بين قاعتي" 25 أيار" و"22 تشرين"، حيث شاركوا في نشاطات تزودوا من خلالها بمعلومات عن تاريخ لبنان وجغرافيته ومرحلة الاستقلال وعن الجيش اللبناني وتاريخ القصر الجمهوري. كما اطلعوا على السيرة الذاتية للرئيس عون وأهم اقواله، وتعرفوا أيضا على أهم العلماء والرسامين اللبنانيين. وشاركت ايضا في النشاطات، الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، حيث اطلع الطلاب على حقوق المرأة اللبنانية والسبل الآيلة الى توسيع مشاركتها في الحياة العامة وفقا لمبدأ المساواة بين المرأة والرجل. كما شاركت جمعية يازا "yaza" التي قدمت شرحا للطلاب عن واجباتهم في المحافظة على السلامة المرورية واهم ما يتضمنه قانون السير وضرورة احترامه.

وفي اطار اعادة إحياء التقاليد اللبنانية، جرى تقديم عرض للطلاب من قبل السيدة سناء هاني عن طريقة حياكة النول، ومن قبل السيدة ريتا عون عن تصنيع سلال القصب. وقدم مارك بيروتي من مؤسسة "Nature" شروحات للطلاب عن الثروة الحرجية في لبنان وغاباته وسبل المحافظة على اهم اشجاره ونباتاته الفريدة. وجرى عرض موسيقي من قبل فرقة "Paradise Parade" تضمن اغان وطنية إضافة الى عزف على البيانو من قبل الفنان طوني البايع. وفي ختام جولة كل فئة من الطلاب، خرج رئيس الجمهورية من مكتبه للقائهم، مرحبا بهم. ومن ثم تم التقاط الصور التذكارية للوفود الطلابية مع الرئيس عون. وتحدثت إحدى الطالبات باسم مدرسة مار يوسف-قرنة شهوان، فقالت متوجهة اليه: "فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أيها الحضور الكريم، لو لم يكن لبنان وطني لاخترت لبنان وطنا لي. فعلا كلمات جبران خليل جبران نتمسك بها، ونتقدم منكم وكلنا ايمان بقدراتكم على ايصال الوطن الى بر الامان. نحن طلاب مدرسة مار يوسف _قرنة شهوان، نعرف أنكم ساهرون على وطننا ومتمسكون بحريته ونموه. ونستغل المناسبة لنقدم لكم مجسم القديس يوسف وهو أب العائلة المقدسة، ورمز العامل الصامت كي يحميكم وتكونوا الاب الصالح لوطننا وتسيروا على خطواته. والف شكر من القلب على استقبالنا". وشمل اليوم الاول من زيارة الوفود الطلابية الى القصر الجمهوري، مدرسة مار يوسف - قرنة شهوان، المدرسة الثانوية الارمنية الانجيلية - عنجر، مدرسة الغزالي الرسمية للبنين - ابي سمرا طرابلس، ثانوية حسام الدين الحريري - جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية في صيدا.

 

عون: تماسك اللبنانيين أكد للعالم ان قرار لبنان حر والحملة لجلاء غموض وضع الحريري أعطت نتائجها الايجابية وانتظر عودته

الإثنين 13 تشرين الثاني 2017 /وطنية - اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ان "التماسك الذي اظهره اللبنانيون خلال الايام الماضية في اعقاب اعلان رئيس مجلس الوزراء الرئيس سعد الحريري استقالته من الخارج، حمى الوحدة الوطنية واكد لدول العالم ان لبنان وطن سيد ومستقل وقراره حر، ما جعل هذه الدول تجدد حرصها على استمرار الاستقرار الامني والسياسي فيه وعدم السماح لاي جهة بالتدخل في شؤونه وفي قراراته وخطواته السيادية". واذ عبر عن سروره "لاعلان الرئيس الحريري عن قرب عودته الى لبنان"، قال: "انتظر هذه العودة للبحث مع رئيس الحكومة في موضوع الاستقالة واسبابها وظروفها والمواضيع والهواجس التي تحتاج الى معالجة"، ولفت الى ان "الحملة الوطنية والدبلوماسية التي خاضها لبنان من اجل جلاء الغموض حول وضع الرئيس الحريري في المملكة العربية السعودية اعطت نتائجها الايجابية".

وتوقف الرئيس عون عند ما اعلنه الرئيس الحريري من ان التسوية السياسية لا تزال قائمة وان مسألة عودته عن الاستقالة واردة من ضمن خياراته.

هيئة حماية الدستور

مواقف الرئيس عون جاءت خلال اللقاءات التي عقدها قبل ظهر اليوم في اطار التشاور الذي يجريه مع القيادات السياسية والحزبية والهيئات الوطنية، وقد استقبل وفد "الهيئة الوطنية لحماية الدستور والقانون" برئاسة وزير العدل سليم جريصاتي وعرض مع اعضائها التطورات السياسية الاخيرة.

ونقلت الهيئة الى الرئيس عون، موقفها الدستوري والقانوني من الاستقالة التي اعلنها الرئيس الحريري من الرياض، فأعربت عن "تقديرها العالي لطريقة تعاطي فخامة الرئيس مع الازمة منذ لحظة نشوئها، وقد شكل اداؤه ممارسة رفيعة لدوره المنصوص عليه في المادة 49 من الدستور كرئيس للجمهورية ورئيس للدولة ورمز لوحدة الوطن وحام للدستور، وقاد الى استيعاب الازمة وحماية الاستقرار وترسيخ الوحدة الوطنية واقعا معيوشا في ابهى حلله". واكدت ان "استقالة اي مسؤول في الدولة من مركزه لا يصح ان تتم الا داخل الاراضي اللبنانية، لانها عمل سيادي من جهة وداخلي محض من جهة ثانية، ولم يسجل العرف الدستوري اللبناني اي استقالة حكومية من الخارج، علما ان الدستور ينص في مادته 26 على ان مركز الحكومة والبرلمان هو العاصمة بيروت". واوضحت "يوجب العرف الدستوري ان يتسلم رئيس الجمهورية الاستقالة من رئيس الحكومة بصورة خطية خلال لقاء يجمعهما حتى يبتها رئيس الجمهورية". وشددت على ان "الملابسات والظروف التي رافقت اعلان الاستقالة المزعومة تشكل قرينة على انها تمت بالاكراه، والاكراه يفسد ويبطل كل عمل ويحيله كأنه لم يكن، وفي ظل الملابسات والظروف اياها المتمادية، فان كل ما صدر ويصدر عن الرئيس الحريري من مواقف لا يمكن الاعتداد به".

اضافت: "في جميع الاحوال ومهما تكن ظروف الاستقالة المزعومة، فهي لا ترتب اي نتائج قانونية او دستورية قبل ان يعلن رئيس الجمهورية قبولها عملا باحكام المادة 53 من الدستور، وهو حر في اختيار التوقيت الذي يراه مناسبا لبتها بحسب ما تمليه عليه قناعاته ومقتضيات المصلحة الوطنية العليا، على انه ما دام الرئيس لم يبت الاستقالة المزعومة او انه يعتبرها كأنها لم تكن، فمؤدى ذلك ان الحكومة لا تزال حكومة قائمة وعاملة ومكتملة المواصفات الدستورية وليست حكومة تصريف اعمال والوزراء فيها ليسوا وزراء تصريف اعمال، بل وزراء عاملون، ولا يجوز بالتالي القفز الى الحديث عن استشارات نيابية من اجل تسمية رئيس حكومة مكلف".وتابعت: "ان رئيس الحكومة بحسب اتفاقية فيينا يتمتع بالحصانة الدبلوماسية ولا يجوز توقيفه في دولة اخرى تحت اي ذريعة".

وثمنت الهيئة عاليا "مواقف المرجعيات الزمنية والروحية والافرقاء والكتل النيابية في تأييد خطوات رئيس الجمهورية والتمسك بعودة رئيس الحكومة سعد الحريري قبل اي امر آخر"، ونوهت ب"الوعي الملفت الذي اثبته اللبنانيون في التعاطي مع الازمة"، ودعت "القيادات والمواطنين الى الاستمرار في الالتفاف حول فخامة رئيس البلاد والاصرار على مطلب عودة الرئيس الحريري حرا وكريما وعزيزا الى لبنان باعتباره مسألة حق وكرامة وسيادة، ونحن على ثقة بقدرة وطننا على تجاوز هذه المحنة".

جبهة العمل

والتقى الرئيس عون وفدا من "جبهة العمل الاسلامي في لبنان"، ضم، النائب كامل الرفاعي والشيخ الدكتور زهير عثمان جعيد والشيخ بلال سعيد شعبان.

الصفدي

الى ذلك، شهد القصر الجمهوري لقاءات سياسية ودبلوماسية، فاستقبل الرئيس عون النائب محمد الصفدي واجرى معه جولة افق تناولت الاوضاع السياسية الراهنة والتطورات الاخيرة.

شمعون وصالح

وفي قصر بعبدا، سفيرة لبنان في الاردن ترايسي شمعون وسفير لبنان في السويد حسن صالح لمناسبة مغادرتهما لبنان لتسلم مهامهما الدبلوماسية الجديدة.

 

عون تلقى اتصالا من نظيره التركي والتقى يوحنا العاشر ومطارنة اردوغان: ندعم جهود الرئيس ونقف الى جانب لبنان واستقراره وسيادته

الإثنين 13 تشرين الثاني 2017

وطنية - تلقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم، اتصالا هاتفيا من نظيره التركي رجب طيب اردوغان، وتداول معه في التطورات الراهنة، لا سيما بعد اعلان الرئيس سعد الحريري استقالته من الخارج.واكد الرئيس اردوغان دعم بلاده "للجهود التي يقوم بها الرئيس عون لمعالجة الازمة التي يمر بها لبنان حاليا"، مشددا على "وقوف تركيا الى جانب لبنان وسيادته واستقلاله واستقراره".

واتفق الرئيسان على استمرار التشاور فيما بينهما على مختلف المستويات.

بطريرك الروم الارثوذكس

واستقبل الرئيس عون بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر اليازجي على رأس وفد من مطارنة الطائفة، ضم المطارنة: الياس عودة، الياس كفوري، انطونيوس الصوري، كوستا كيال ويوحنا بطش، وجرى عرض للتطورات التي شهدتها الساحة المحلية والاتصالات التي اجراها رئيس الجمهورية من اجل احتواء الازمة والمحافظة على استقرار لبنان. ونوه الرئيس عون ب"مواقف البطريرك اليازجي والدعوات التي اطلقها من اجل وحدة لبنان واللبنانيين".

اليازجي

بعد اللقاء، تحدث البطريرك اليازجي الى الصحافيين، فقال: "ان زيارتنا لفخامة الرئيس العماد ميشال عون هي من اجل ان نعبر له شخصيا عن محبتنا ووقوفنا الى جانبه، خصوصا في ظل هذه الظروف القاسية والدقيقة التي يمر بها لبنان والمنطقة بشكل عام. لقد اكدنا لفخامته انه الضمانة الاولى لاستقرار وامن وثبات لبنان، خصوصا لما يتمتع شخصه من ميزات وفضائل الصبر والوداعة والحكمة والدقة في متابعة قضايا بمثل هذه الاهمية وفي هذه الاوقات بالذات. ووضعنا فخامته في اجواء الاتصالات التي اجريناها في اليومين الماضيين من اجل تدعيم تكاتف وتلاحم اللبنانيين واهمية الوحدة الوطنية، فزرنا مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان برفقة الاخوة المطارنة، كما اتصلنا بغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وسائر رؤساء الطوائف المسيحية والاسلامية من اجل هذه الغاية التي تمكن لبنان من ردع كل خطر يلوح في الافق". واكد ان "ثقتنا كبيرة بكل اللبنانيين وبوعيهم وقد كانت هذه الثقة في مكانها وفق ما اظهره اللبنانيون، لنكون عائلة واحدة لسلامة لبنان والعيش الكريم والآمن فيه. لقد طمأننا فخامته ان لبنان باق كما هو من النواحي كافة لجهة الاستقرار الامني والاقتصادي والسياسي والاجتماعي وغيره، مشيداً بتلاحم اللبنانيين بكل اطيافهم، لان الازمة تمس كل لبنان وسيادته خط احمر لجميع اللبنانيين. نأمل ونصلي من اجل عودة الرئيس سعد الحريري الى بلده، وان تستمر الامور في لبنان على حالها، كما نصلي ان يحمي الله لبنان واللبنانيين والمنطقة".

سئل: هل لديكم معلومات جديدة عن المطرانين المخطوفين؟

اجاب: "لا شيء جديدا في هذا الخصوص، والسعي لا يزال متواصلا، ونحن نحاول ونتابع ونأمل خيرا".

سئل: هل انتم مطمئنون الى ان انتهاء الامور بخير على لبنان؟

اجاب: "نعم، وهذا ما اكد عليه فخامته، وهي مناسبة لنتوجه الى اللبنانيين ودعوتهم الى الاطمئنان، فالعاصفة ستمر ومررنا بظروف صعبة وقاسية وتخطيناها".

 

قائد الجيش عرض مع بيري الاوضاع في الجنوب والتقى القاضي كلود غانم

الإثنين 13 تشرين الثاني 2017 /وطنية - استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة، قائد قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان اللواء مايكل بيري، وجرى البحث في الأوضاع على الحدود الجنوبية، والتعاون القائم بين الجانبين.

ومن ثم استقبل مفوض الحكومة المعاون لدى المحكمة العسكرية القاضي كلود غانم، وجرى التداول في شؤون قضائية. واستقبل قائد الجيش أيضا رئيس مجلس إدارة "سيدروس بنك" فادي عسلي على رأس وفد مرافق.

 

جنبلاط استقبل وفدا من الجماعة الإسلامية في كليمنصو

الإثنين 13 تشرين الثاني 2017 /وطنية - استقبل رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط في دارته بكليمنصو، وفدا من "الجماعة الإسلامية" برئاسة الأمين العام عزام الأيوبي، ومشاركة النائب الدكتور عماد الحوت، رئيس المكتب السياسي النائب السابق خالد هرموش وعضو المكتب السياسي عمر سراج.

وشارك إلى جانب جنبلاط، نجله تيمور والنائبان غازي العريضي ووائل أبو فاعور وأمين السر العام في الحزب التقدمي الإشتراكي ظافر ناصر ومفوض الداخلية هادي أبو الحسن. وتناول البحث آخر التطورات السياسية الراهنة.

 

شقير: كلام بخاري يعكس بصدق حقيقة العلاقة الاخوية بين لبنان والمملكة

الإثنين 13 تشرين الثاني 2017 /وطنية - أصدر رئيس اتحاد الغرف اللبنانية رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير بيانا اليوم، قال فيه: "سمعنا تصريح القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية في لبنان والوزير المفوض وليد بخاري، الذي أكد فيه ان الجالية اللبنانية في السعودية هي بوطنها الثاني ويتم التعامل معها بكل احترام وتقدير". اضاف: "صراحة لم نتفاجأ بهذا الكلام، لأنه يعكس بصدق حقيقة العلاقة الاخوية بين بلدينا، وحقيقة معاملة مملكة الخير والعطاء والمحبة واحتضانها لجميع اللبنانيين في السعودية، الذين يشعرون انهم في بلدهم الثاني وبين أهلهم".

 

الأحرار: إحالة درغام على المجلس التأديبي على خلفية تجمع السبت

الإثنين 13 تشرين الثاني 2017 /وطنية - أفاد حزب الوطنيين الاحرار في بيان أنه "بموجب المادة 58 من النظام الاساسي في حزب الوطنيين الاحرار أحال ممثل الحق الحزبي لدى المجلس التأديبي، رئيس منظمة الطلاب في الحزب الرفيق سيمون درغام الى المجلس التأديبي على خلفية ما جرى في اثناء التجمع الذي دعا اليه الحزب يوم السبت الماضي، لاتخاذ المقتضى حسبما يقتضيه النظام الداخلي للحزب".

 

دريان استقبل سليمان والسفيرين التركي والاندونيسي وشخصيات: حديث الحريري شكل إرتياحا وتفاؤلا بعودته قريبا ودحض كل الإشاعات

الإثنين 13 تشرين الثاني 2017 /وطنية - اعتبر مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، أمام زواره، "أن حديث الرئيس سعد الحريري المباشر من بلده الثاني في المملكة العربية السعودية شكل ارتياحا لدى اللبنانيين وتفاؤلا بعودته قريبا خلال الأيام المقبلة، ودحض كل الإشاعات والتأويلات التي انتشرت في لبنان والعالم وهو بين أهله وإخوانه في الرياض". فقد استقبل المفتي دريان في دار الفتوى الرئيس ميشال سليمان، الذي قال بعد اللقاء: "زيارتي لسماحة المفتي هي للتشاور في الوضع الذي نمر به، وللتعبير عن تقديري للجهود التي قام بها، والتي هي جهود الاعتدال ومسار الاعتدال الذي أثمر حقيقة شعورا بأن الأزمة التي نحن فيها ستمر، وكذلك الدور الذي يقوم به البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والزيارة المرتقبة التي تبدأ اليوم مساء". اضاف: "دلائل الخير ظهرت في المقابلة التي أجراها الرئيس سعد الحريري، وكانت واضحة المضمون، والذي قاله هو المطلوب، وهو ما يجب أن يقوله رئيس حكومة لبنان، وهذا ما نقوله كلنا، وطلبنا العودة إلى الحوار، والتأكيد على تحييد لبنان، ولا نريد تسميته إعلان بعبدا؟ المهم تحييد لبنان، والتفكير والتوافق على استراتيجية دفاعية، من أجل تنظيم موضوع السلاح، وصولا إلى تولي الدولة والقوى الأمنية السلاح حصريا وحدها، هذا بالمضمون، اذا المقابلة جيدة وتزيل كل الهواجس التي كانت سابقا. اليوم زيارة غبطة البطريرك ستزيل الشكوك التي ما زالت موجودة". واكد ان "عودة الرئيس الحريري إلى لبنان ضرورية، وعندما يأتي يعبر بنفسه عن رغبته إما بالاستمرار بترؤس الحكومة أو بالاستمرار بالاستقالة وفي ضوئها يكلف شخص آخر. ولكن نحن نفضل أن يكلف الرئيس الحريري شخصيا بتشكيل الحكومة ولو أصر على استقالته، ثم يبدأ الحوار، والحوار كفيل بتذليل العقبات كافة. هذا كل ما نريد أن نقوله، الوضع في لبنان جيد، ولا خوف عليه، رغم أنَّ الوضع الاقتصادي يقلق الجميع، إنما الوضع الأمني جيد".

سئل: سمعت كلام الرئيس الحريري بالأمس، هل التحرك باتجاه وزارات الخارجية في دول العالم، ينفي هذا الكلام؟

أجاب: "أعتقد أن الرئيس الحريري استبق هذه الخطوات، ومقابلته بالأمس سبقت هذه التحركات. التحركات لا بأس بها، ولكن المضمون الفعلي عبر هو عنه، هذه مواقف رئيس حكومة. هذه مواقف اللبنانيين من طاولة الحوار عندما كانوا يجتمعون أيضا حول طاولة الحوار عند رئيس مجلس النواب نبيه بري في العام 2006، إلى أن توقف عمل طاولة الحوار، كان كل الحوار يصب في اتجاه استراتيجية دفاعية، يجب أن يعود "حزب الله" عن تدخله في شؤون دول صديقة خارج لبنان أولا، من ثم تبحث الاستراتيجية الدفاعية ثانيا، والنزوح السوري الذي أصبح بالغ الأهمية يجب مناقشته في هيئة الحوار الوطني".

سئل: كيف ترى زيارة البطريرك الراعي إلى السعودية وفي أي إطار ستكون؟

أجاب: الأمور تسير نحو النتائج الإيجابية، البطريرك مدعو إلى المملكة العربية السعودية وهذه زيارة مهمة واستثنائية وفريدة، وكان يجب أن تتم قبل الآن، لولا الأزمة الديبلوماسية، وهو بنفسه أيضا سيتأكد من وضع رئيس الحكومة، قطعنا نصف الطريق أو ثلاثة أرباعه في المقابلة، وسنكمل الطريق بعودة رئيس الحكومة إلى لبنان".

سفير تركيا

والتقى المفتي دريان سفير تركيا شاغاتاي أرسييز، وبحث معه في الشؤون المحلية والأزمة التي يمر بها لبنان بالإضافة إلى تعزيز العلاقات الثنائية.

سفير اندونيسيا

ثم استقبل سفير إندونيسيا أحمد خان خميدي، الذي قال بعد اللقاء: "سررنا بلقاء سماحة المفتي اليوم، وعبرنا له عن تفاجئنا كما الشعب الإندونيسي باستقالة رئيس الحكومة سعد الحريري. نحن نتمنى أن تحل هذه المشكلة في أسرع ما يمكن، ونأمل للبنان الأمن والاستقرار والسلام".

السعودي

واستقبل المفتي دريان مجلس بلدية صيدا برئاسة رئيسه المهندس محمد السعودي في حضور مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان. بعد اللقاء، قال السعودي: "جئنا الى دار الفتوى نمثل الروح الصيداوية، وأبدينا لسماحته تقديرنا لدوره الكبير الذي يقوم به والجهود التي يبذلها لحل الأزمة التي نعيشها وجئنا لنشد على يده، ونحن جنود عنده".

وعما تناوله اللقاء، قال السعودي: "طمأننا سماحته بأن المطلب الآن هو المحافظة على الدستور واتفاق الطائف، فنحن لا نريد ان تنحرف البوصلة، ولا شك بأن رئيس وزراء لبنان هو الشيخ سعد الحريري، وهناك إجماع من جميع الأطراف مسلمين ومسيحيين على ان الوضع الحالي يتطلب رئيس وزراء بمواصفات سعد رفيق الحريري، ونحن مع سماحته والى جانبه وان شاء الله تحل هذه الأزمة التي مر بها لبنان في اقرب فرصة".

جبهة التحرير

والتقى دريان وفدا من "الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" برئاسة علي فيصل، الذي قال بعد اللقاء: "تشرفنا بزيارة سماحة المفتي، وأكدنا له باسم الشعب الفلسطيني وقيادته السياسية في لبنان وباسم الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين بأن الفلسطينيين في لبنان هم عنصر أمن وأمان واستقرار ويأملون للبنان أن يتجاوز محنته، وهم يقفون الى جانب وحدته واستقراره وأمنه وسلمه الأهلي ويرفضون ان يكونوا طرفا في أي صراع داخلي او اقليمي، وبالتالي هم يؤكدون من جديد موقفهم الثابت والموحد الذي ينسجم والمصلحة الوطنية الفلسطينية واللبنانية بأنهم لن يكونوا طرفا كما لم يكونوا في أي يوم طرف في الصراع الدائر هنا أو في أي مكان آخر، بل هم ينشدون الأمن والاستقرار والسلم الأهلي ويشكلون دعامة لهذه المسيرة ويؤكدون وقوفهم الى جانب لبنان ضد أي اعتداء إسرائيلي يستهدفه وشعبه ومقاومته وكل مكوناته، كما يأملون أن يجري تحصين الحال الأمنية في المخيمات بإقرار الحقوق الإنسانية للفلسطيني في لبنان وخصوصا حقهم في العمل والتملك واستكمال إعمار مخيم نهر البارد وتنظيم أحوالهم الشخصية".

وردا على سؤال، قال: "المخيمات لم ولن تكون في أي يوم من الأيام شوكة في خاصرة الأمن والاستقرار في لبنان، وبالتالي هناك موقف فلسطيني موحد وهناك إمساك وسيطرة للحال الأمنية داخل المخيمات بشكل كامل وبالتنسيق والتعاون مع الدولة وأجهزتها العسكرية والأمنية وكل مكونات الشعب اللبناني بأحزابه ومرجعياته الروحية والدينية والإعلامية والثقافية".

الحمد

كما استقبل دريان الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء سعدالله محي الدين الحمد وتم البحث في الأوضاع الراهنة.