المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 11 تشرين الثاني/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.november11.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

اطلب إليكم أيها الإخوة، باسم ربنا يسوع المسيح، أن تقولوا جميعكم قولا واحدا، ولا يكون بينكم انشقاقات، بل كونوا كاملين في فكر واحد ورأي واحد

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

تعليق للياس بجاني بالصوت والنص/السعودية أنقذت الحريري من نفسه وتحاول وقف مفاعيل صفقة جعجع-الحريري-حزب الله الخطيئة

السعودية أنقذت الحريري من نفسه وتحاول وقف مفاعيل الصفقة الخطيئة/الياس بجاني

الياس بجاني/ضياع وارتبك في بيان تيار المستقبل وتبني لفرضيات حزب الله والمحور الإيراني

الياس بجاني/مشكلة حزب الله والإقليم وربعنا السياسي الطروادي

الياس بجاني/رهينة في السعودية اشرف مية مرة من رهينة عند حزب الله

الياس بجاني/تعليق بالصوت والنص على مقابلة د.جعجع مع وليد عبود: رزم من الإسقاط والإنكار والإستهتار بذكاء وذاكرة اللبنانيين/مع ملخص وفيديو المقابلة

الياس بجاني/مقابلة د.جعجع: معاجن من الخبز والمن والسلوى  

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مداخلات (فيديو) سياسية تقرأ في استقالة الرئيس الحريري من محطة الحدث/اسعد بشارة/نوفل ضو/حنا صالح/ايلي الحاج/نوفل ضو/سليم لقمان/سامي نادر/خليل حلو

بيان تقرير موقف رقم 77/سلاح حزب الله غير الشرعي بات خطراً علينا وعلى العالم العربي بسبب إمرة ايران عليه

البخاري: حزب الشيطان هم الخاسرون

عون للبخاري: من غير المقبول طريقة استقالة الحريري ولعودته الى لبنان

الحريري استقبل في دارته بالرياض سفيري إيطاليا وروسيا في السعودية

الياس الزغبي: لوقف حملة التحريض والمزايدة على كرامة لبنان

اللواء ابراهيم يجول بمبادرة من 3 نقاط.. هل تقوده الى السعودية؟

بعد حلقة "كلام الناس".. جريصاتي يوجه كتابًا الى مدعي عام التمييز

الخارجية الفرنسية: الحريري حر في تنقلاته ومن المهم ان يقوم بنفسه بخياراته

وزير الخارجية الاميركي: نحترم الحريري كشريك قوي للولايات المتحدة

تظاهرة أمام القصر الجمهوري احتجاجاً على تدخلات حزب الله

هل تضرب إسرائيل جنوب لبنان؟

مفتي لبنان يشدد على العلاقة الأخوية مع السعودية

الجبير: “حزب الله” خطف لبنان

باب الإستقالة غير سياسية/أحمد الأسعد

تقرير "تصويب موقف" رقم 03/الحريري ليس في "الإقامة الجبرية" بل في "السياسة الجبرية" وهو دفغع إلى استقالة جبرية

جنبلاط: لبنان لا يستحق اتهام السعودية له بإعلان الحرب عليها

ماكرون: الحريري يخشى الاغتيال وليس محتجزا

ريفي: استقالة الحريري خطوة لتصحيح الخلل

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 10/11/2017

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

عقاب صقر: على السعودية اعطائنا فرصة لاعطائها ما تريد واحداث تغيير

الأحرار/خيار حكومة التكنوقراط يبقى الأسلم لتفادي الفراغ الاحرار: كنا نحذر دائماً من الاسباب التي أدت الى استقالة الحريري وللعودة الى روحية نص إعلان بعبدا والى تطبيق الطائف

هآرتس: السعودية تدفع إسرائيل لتنفيذ عمل "قذر" في لبنان

البلاد تدخل مرحلة غامضة.. و"جبهة" إلى الواجهة قريباً

نديم الجميل: لن نقبل بتبديل القرار اللبناني الحر بأي قرار آخر

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الأحمر: المعركة في اليمن مع إيران وحزب الله

أميركا: الصاروخ الذي أطلق على الرياض يحمل بصمات إيران

الأمير فيصل بن مقرن يخرج عن صمته ويتحدث عن مصرع شقيقه

الحرس الثوري الإيراني ينشئ ميليشيا جديدة في جنوب سوريا

ترمب يطالب بكين بتشديد الضغوط على بيونغ يانغ تجنّب تحميل الصين مسؤولية الفائض التجاري «المثير للصدمة»

السعودية والكويت والإمارات تطلب من مواطنيها مغادرة لبنان

ترمب من بكين: الرئيس الصيني ممثل قوي ومحترم جداً من شعبه بعد محادثات وصفها بـ«المثمرة» حول التجارة وكوريا الشمالية

ماكرون يلمح إلى فرض عقوبات على إيران بسبب صواريخها الباليستية وبحث مع قادة الإمارات قضايا المنطقة... وصفقات تجارية بين باريس وأبوظبي

الولايات المتحدة تفرج عن الدفعة الأخيرة من وثائق اغتيال كينيدي شملت ملفات حول اغتيال مارتن لوثر كينغ

ولي العهد السعودي يبحث مع الرئيس الفرنسي مستجدات الأوضاع في المنطقة ,ماكرون عبر عن وقوف فرنسا وتضامنها مع المملكة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الصاروخ الذي أسقط الحكومة اللبنانية/سليم نصار/الحياة

ما هي خيارات عون/مرلين وهبة/جريدة الجمهورية

الإستقالة بدأت في بيروت وأُعلِنت في الرياض 2017/اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

لهذه الأسباب رُفِض اقتــــراحُ استقالة 11 وزيراً إذا لم يعد الحريري/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

عن الغضب الرئاسي و«المستقبل» المصدوم/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

لبنان يتمسك بالإيجابية ويحاول تفادي السلبيات/الهام فريحة/الأنوار

لماذا تجاهَل "حزب الله" أسباب "الإستقالة"/وليد شقير/الحياة

رسائل خليجية إلى لبنان: التحييد أوّلاً/رندة تقي الدين/الحياة/شارل جبّور/المسيرة

إيران والدرس اللبناني/نبيل عمرو/الشرق الأوسط

لبنان في خطر... تحركوا/نديم قطيش/الشرق الأوسط

سقوط «التسوية» باستيلاء إيران على قرار لبنان/رضوان السيد/الشرق الأوسط

كيف حاولت إيران تحويل الدول العربية إلى أشباح متلاشية/أمير طاهري/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون أمام سفراء مجموعة الدعم والسفراء العرب: قلقون لما يتردد عن ظروف الحريري ونطالب بجلائها وفقا للاتفاقات الدولية وبعودته

بري استقبل ريتشارد والنجاري ووفد الجماعة الاسلامية

خطف مواطن سعودي قرب منزله في ادما

السفراء العرب اكدوا بعد لقائهم رئيس الجمهورية حرص بلادهم على الاستقرار والامن في لبنان وثمنوا جهود الرئيس

الراعي استقبل لازاريني وتلقى اتصالا من يوحنا العاشر سليمان: لبنان لن يعرف الإستقرار إذا لم يتم تحييده

نص خطاب السيد نصرالله في يوم الشهيد وذكرى 40 الحسين: الحريري محتجز في السعودية وعلينا التمسك بامننا وبدولتنا لانه بوحدتنا نتجاوز هذه المرحلة

الشعار: التريث أمام الإستقالة ممدوح لكن على الدولة السعي لإيجاد حل لأسبابها

دريان استقبل الجراح ووفودا ودعا للتريث في اتخاذ موقف من استقالة الحريري سلام: ثقتي كبيرة بالسعودية لتجنيب لبنان الكأس المرة

 

تفاصيل النشرة

اطلب إليكم أيها الإخوة، باسم ربنا يسوع المسيح، أن تقولوا جميعكم قولا واحدا، ولا يكون بينكم انشقاقات، بل كونوا كاملين في فكر واحد ورأي واحد

من رسالة القديس بولس الأولى إلى أهل كورنثوس/الفصل الأول/من 10حتى19/:"ولكنني أطلب إليكم أيها الإخوة، باسم ربنا يسوع المسيح، أن تقولوا جميعكم قولا واحدا، ولا يكون بينكم انشقاقات، بل كونوا كاملين في فكر واحد ورأي واحد لأني أخبرت عنكم يا إخوتي من أهل خلوي أن بينكم خصومات فأنا أعني هذا: أن كل واحد منكم يقول: أنا لبولس، وأنا لأبلوس، وأنا لصفا، وأنا للمسيح هل انقسم المسيح؟ ألعل بولس صلب لأجلكم، أم باسم بولس اعتمدتم أشكر الله أني لم أعمد أحدا منكم إلا كريسبس وغايس حتى لا يقول أحد إني عمدت باسمي وعمدت أيضا بيت استفانوس. عدا ذلك لست أعلم هل عمدت أحدا آخر  لأن المسيح لم يرسلني لأعمد بل لأبشر، لا بحكمة كلام لئلا يتعطل صليب المسيح  فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله لأنه مكتوب: سأبيد حكمة الحكماء، وأرفض فهم الفهماء".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

تعليق للياس بجاني بالصوت والنص/السعودية أنقذت الحريري من نفسه وتحاول وقف مفاعيل صفقة جعجع-الحريري-حزب الله الخطيئة

http://eliasbejjaninews.com/?p=60203

تعليق للياس بجاني بالصوت/فورماتMP3/السعودية أنقذت الحريري من نفسه وتحاول وقف مفاعيل صفقة جعجع-الحريري-حزب الله الخطيئة/10 تشرين الثاني/17/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/eliasharirirescue10.11.17.mp3

تعليق للياس بجاني بالصوت/فورماتWMA/السعودية أنقذت الحريري من نفسه وتحاول وقف مفاعيل صفقة جعجع-الحريري-حزب الله الخطيئة/10 تشرين الثاني/17/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/eliasharirirescue10.11.17.wma

 

السعودية أنقذت الحريري من نفسه وتحاول وقف مفاعيل الصفقة الخطيئة

الياس بجاني/10 تشرين الثاني/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=60203

نعم ودون حرج أو تردد وعن قناعة سيادية وإيمانية وأخلاقية ووطنية 100% نقول بأن الرئيس سعد رفيق الحريري فشل وانحرف كرئيس لمجلس الوزراء لبنانياً وعربياً ودولياً ودستورياً وكان لا بد من عزله برضاه ووضع حد لمسلسل استلامه وركوعه لإملاءات إيران وسوريا وحزب الله.

نحن نرى أن شرود وانحراف وضياع الرجل للبوصلة ممكن عملياً وبالتحليل ربطه بالخلفيات والأسباب التالية:

قلة خبرته السياسية..وضعه المالي المتردي..

تأثير وباءً نصائح مسمة وملالوية لمستشارين زرعوا بجانبه جلهم من الانتهازيين والوصوليين ومنهم من كان في خلية حمد..

تورطه الساذج والقصير النظر في أتون وأوحال وإبليسيه الصفقة الخطيئة ومعه وأيضاً تورط وعلى خلفية نرسيسية ورئاسية وباطنية الدكتور سمير جعجع...

فقدانه السيطرة على مسلسل تنازلاته المتدحرجة ككرة الثلج التي هددت كيان واستقلال ودستور لبنان ...

حالة شرد ملالوية إلى درجة خطيرة جداً راح من خلالها يهدد علاقات لبنان مع أشقائه العرب ومع المجتمع الدولي...

صمت مريب ومستغرب وهو يسمع رئيس الجمهورية يؤبد وجود سلاح حزب الله ويربطه بورقة "تفاهم مار مخايل" التي في بندها العاشر تقدس وتؤبد سلاح الحزب..

صمت كصمت القبور وهو يرى حزب الله يتحكم بمصير ومجرى ونتائج معارك الجيش اللبناني مع الإرهابيين في جرود عرسال..

تغطيته المعيبة لصفقة خروج الإرهابيين في باصات سورية مكيفة مع أموالهم وأسلحتهم بعد ايقاف حزب الله "بالفرض" معارك الجيش اللبناني مع الإرهابيين..

وقوفه متفرجاً أو ربما مشاركاً في مسلسل الصفقات والسمسرات التي فاحت منها رواح نتنة..

مباركته عزل كل القضاة المسيحيين الذين كانوا من مؤسسي المحكمة الدولية ومن المدافعين عنها.

قبوله ترأس حكومة أبعدت عنها الكتائب اللبنانية انتقاما من موقفها المعارض للصفقة الرئاسية..

قبوله ترأس حكومة غير متوازنة الأكثرية فيها تابعة كلياً للمحور الإيراني السوري..

تغطيته لكل مواقف الرئيس عون ووزير الخارجية جبران باسيل المشرّعة لسلاح وحروب وإرهاب حزب الله والمعادية للدستور اللبناني وللدول العربية وللقرارات الدولية..

قبوله الخانع على تعيين سفير لبناني جديد لدى نظام الأسد الكيماوي..

فرطه مع سمير جعجع وعن خبث وعن سابق تصور وتصميم تجمع 14 آذار السيادي وبالتالي ضرب التوازن مع حزب الله...وتسليم الدولة لحزب الله.

سكوته المستمر عن المطالبة بتنفيذ القرارين الدوليين 1559 و1701.

معاداته الصبيانية ومعه سمير جعجع لكل السياديين الذين عارضوا الصفقة الخطيئة.

إبقاء مجموعة من المستشارين إلى جانبه معروف تاريخها الانتهازي والأكروباتي والمصلحي.

زياراته إلى أميركا وروسيا وفرنسا وعدد من الدول العربية للدفاع عن خطيئة مساكنة حزب الله ومن أجل تخفيف العقوبات الأميركية عن هذا الحزب الإيراني والإرهابي..

استماعه صامت كصمت أبو الهول والزائر الإيراني الوقح من السرايا الحكومية يتباهى بانتصارات إيران على العرب ودولهم وشعوبهم...

وتطول القائمة وتطول..

يبقى أنه لطالما ادعى 99% من طاقمنا السياسي الاستسلامي والتجاري وعلى خلفية العجز وقلة الإيمان وخور الرجاء.. لطالما ادعوا باطلاً وحفاظاً على مصالحهم الشخصية أن حزب الله مشكلة إقليمية وهم عاجزون عن التعاطي مع حلولها..

عليهم اليوم وعلى خلفية دجلهم والنفاق والذمية أن يرحبوا بالدور السعودي وبادوار الدول الإقليمية والدولية الساعية لإيجاد حل جذري لمعضلة حزب الله وعليهم أن لا يتشاطروا ويتذاكوا ويتلحفوا بنفاق عشقهم للرئيس الحريري وبهرطقات فكرهم الوطني والاستقلالي..

باختصار الرئيس الحريري كان بحاجة لمن ينقذه من نفسه وينقذ لبنان من أخطار الاستمرار في مفاعيل الصفقة الخطيئة..

والسعودية مشكورة لأنها قامت بهذه المهمة ولو أن الإخراج جاء بأسلوب قاسي وغير مسبوق سياسياً وبروتوكولياً.. ولكن للضرورات أحاكمها .. ونقطة على السطر

ونتمنى على كل الدول الصديقة والتي تحارب الإرهاب والإرهابيين عربية ودولية أن تساند السعودية بكل امكانياتها لإنقاذ لبنان وقبل فوات الآوان من براثن المخطط الإحتلال الإيراني الجهنمي وقبل أن يتحول وطن الأرز المقدس إلى مستعمرة إيرانية بالكامل.

*الكاتب ناشط لبناني اغتراب

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

ضياع وارتبك في بيان تيار المستقبل وتبني لفرضيات حزب الله والمحور الإيراني

الياس بجاني/09 تشرين الثاني/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=60174

بيان تيار المستقبل الذي صدر اليوم زاد في الغموض غموضاً وتبنى فرضيات حزب الله القائلة بأن الحريري موجود في السعودية رغماً عن ارادته وذلك بقول البيان حرفياً: ” إن عودة الحريري ضرورة لاستعادة الاعتبار والاحترام للتوازن الداخلي والخارجي للبنان. هذا التيار على يبدو هو في حالة ضياع وهذا أمر محزن للغاية.

 

مشكلة حزب الله والإقليم وربعنا السياسي الطروادي

الياس بجاني/09 تشرين الثاني/17

لطالما برر طاقمنا السياسي الإسخريوتي تخاذله وتورطه بالصفقة الخطيئة وإستسلامه للمحتل الإيراني ولحالشه بقوله بأن سلاح حزب الله ووجوده مشكلة اقليمية... الآن الإقليم اتٍ لحل المشلكة فاعتصموا بالصمت وتضبضبوا وريحونا من ذميتكم والطروادية والمواقف النفاق

 

رهينة في السعودية اشرف مية مرة من رهينة عند حزب الله

الياس بجاني/09 تشرين الثاني/17

افتراضاً بأن الحريري هو رهينة في السعودية. ترى هل كان حراً في لبنان أم رهينة طيعة بيد حزب الله وأداة استسلامية مع جعجع وصفقتهما؟ الحريري وجعجع فاشلين والصفقة التي تورطا في أوحالها بعد فرطهما 14 آذار كانت كارثية

 

الياس بجاني/تعليق بالصوت والنص على مقابلة د.جعجع مع وليد عبود: رزم من الإسقاط والإنكار والإستهتار بذكاء وذاكرة اللبنانيين/مع ملخص وفيديو المقابلة

http://eliasbejjaninews.com/?p=60159

بالصوت/فورماتMP3/تعليق الياس بجاني على مقابلة د.جعجع: رزم من الإسقاط والإنكار والإستهتار بذكاء وذاكرة اللبنانيين/09 تشرين الثاني/17/اضغط هنا
http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/geageaelias09.11.17.mp3

الياس بجاني/تعليق بالصوت/فورماتWMA/على مقابلة د.جعجع: رزم من الإسقاط والإنكار والإستهتار بذكاء وذاكرة اللبنانيين/09 تشرين الثاني/17/أضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/geageaelias09.11.17.wma

اضغط هنا لمشاهدة فيديو مقابلة الدكتور جعجع مع الإعلامي وليد عبود من تلفزيون المر/08 تشرين الثاني/17

https://www.youtube.com/watch?v=sVkOk8aymp8

 

مقابلة د.جعجع: معاجن من الخبز والمن والسلوى  

الياس بجاني/09 تشرين الثاني/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=60159

"ويل للذين يدعون الشر خيرا والخير شرا، الجاعلين الظلام نورا والنور ظلاما، الجاعلين الحلو مرا والمر حلوا. ويل للحكماء في أعين أنفسهم، العقلاء في نظر ذواتهم".(اشعيا 5/20-30)

في التحليل نحن نرى أن مقابلة الدكتور سمير جعجع أمس مع الإعلامي وليد عبود عبر تلفزيون المر كانت كارثية بما يخص الحقيقة والشهادة لها،

وقمة في الفشل في كل طروحاتها وتشعباتها العنكبوتية،

وتعموية بأكثر من امتياز حيث غُلفت وعن سابق تصور وتصميم بالباطنية،

ومهينة لذكاء وذاكرة اللبنانيين حيث التفت على الحقائق والوقائع وزورت وهمشت الكثير منها.

وأيضاً في التحليل نعتقد أن المقابلة وكما تبين جلياً فهي كانت معدة سلفاً بأسئلتها والأجوبة والمواضيع والملفات بيحث لا تحرج ولا تتناول ما يربك ويعري مواقف وخيارات الرجل المتورط باستكبار وفوقية في الصفقة الخطيئة الفاشلة.

تلك الصفقة التي داكشت الكراسي بالسيادة، وقفزت فوق دماء الشهداء، وفرطت تجمع 14 آذار، وخانت كل القضايا التي فرضتها سلمياً ثورة الأرز...

والأخطر أنها لم تحترم الوكالة الشعبية لثوار الأرز التي أوكلت للسياسيين والأحزاب ومنهم د.جعجع، الذين تخلوها عنها وقبلوا مساكنة المحتل، والقبول باحتلاله، ووضع كل ما يتعلق بإرهابه ودويلته وحروبه وتعدياته وهرطقاته في الأدراج في مقابل أحلام نرسيسية رئاسية وسلطوية وإلغائية للغير.

بالغالب أنها مقابلة لم تقنع ولم ترضي بما جاء فيها غير الأتباع والمؤيدين لشخص د.جعجع دون تحفظ أو تردد أو حتى تشكيك، وهؤلاء هم الذين لا تعنيهم لا القضية ولا المواقف ولا التحالفات.. هم اتباع يسيرون وراء الرجل إلى أي مكان في السياسة وغير السياسة يقودهم إليه.

وفي نفس السياق لم يفاجئوا ولم يستغربوا أبداً ولو 01% كل الذين يعرفون الدكتور جعجع عن قرب منذ أن انخرط في المقاومة والسياسة، لم يفاجئوا بأي كلمة قالها خلال المقابلة لا في المحتوى ولا في الأسلوب ولا في ما يعتبره هو تشاطر وتذاكي.

وكثر منهم اعتبروا بصدق بأن الرجل في هذه المقابلة أظهر شخصيته الحقيقية التي هي مختلفة كلياً عن الشخصية التي طالما جهد في تظهيرها بعد خروجه من السجن.

هذا وتميزت كل مقاربات الرجل بباطنية فاقعة وبكم كبير من الإسقاط، PROJECTION أي رمي ما فيه على غيره،

وكذلك بالإنكار Denial ،إضافة إلى الذمية والتشاطر Dhimmitude..

وفوق كل هذا وذاك بالاستكبار والفوقية والتباهي بالخطايا وبرزم الفشل واعتبارها نجاحات وانجازات..

لم نفاجئ بباطنية كلام جعجع ولا بخوفه من ذكر كل ممارسات ومواقف الرئيس ميشال عون والوزير جبران باسيل لجهة الانحياز لحزب الله وإيران والنظام السوري..

فقد قام بجردة حساب تناولت تصرفات لحزب الله لم تحترم بنود الصفقة وتعامى بتشاطر مفضوح عن كل ما قام به عون وباسيل في نفس الإطار.

لعب على كل الحبال وغيب كل ما هو شفافية ووضوح وجرأة وصدق وحقائق بكل كلمة قالها.

في التحليل ودون أن يكون لدينا أية إثباتات توثيقية نعتقد بأن الرجل لا يزال ملتزم باتفاق ما مع محور الشر ومع حزبه في لبنان كان كثر الكلام عنه قبل سنة .. كما أنه باق على حاله القديم-الجديد وإن تبدل وتغير أحياناً مجبراً..

الرجل واهم ويتوهم أنه اشطر وأذكى من الآخرين وبأنه قادر على اللعب الجميع.. وهذا التشاطر هو كان ولا يزال سبباً رئيسياً في فشله الكامل والشامل والمأساوي في كل ما قام به في الحياة السياسية.

باختصار الرجل في السياسة من زمن مضى وولى ولن يعود، وبالتالي عليه أن يستقيل من الحياة السياسية لأنه منتهي الصلاحية وأصبحت أضراره تفوق فوائده بمئات المرات.

ولعل ما جاء في رسالة القديس بولس الثانية إلى تيموثاوس/الفصل 03/01-09/ أدق وصف لممارسات ونفسيات غالبية طاقمنا السياسي في لبنان..("واعلم أن أزمنة صعبة ستجيء في الأيام الأخيرة، يكون الناس فيها أنانيين جشعين متعجرفين متكبرين شتامين، لا يطيعون والديهم، ناكري الجميل فاسقين، لا رأفة لهم ولا عهد، نمامين متهورين شرسين أعداء الخير، خائنين وقحين، أعمتهم الكبرياء، يفضلون الملذات على الله، متمسكين بقشور التقوى رافضين جوهرها. فابتعد عن هؤلاء الناس. وكما أن ينيس ويمبريس قاوما موسى، كذلك هؤلاء أيضا يقاومون الحق. هم أناس عقولهم فاسدة لا يصلحون للإيمان، ولكنهم لن يتوصلوا إلى شيء لأن حماقتهم ستنكشف لجميع الناس كما انكشفت حماقة ينيس ويمبريس.")..

(ينيس ويمبريس كانا من السحرة والمشعوذين وقد عاشا في زمن النبي موسى)

يبقى أن مقابلة جعجع كما نراها هي فضيحة سياسية وقد كشفت دون رتوش حقيقة فكر وأجندة الرجل التي هي غير سيادية بل شخصية ووهمية.. وربما سؤال وليد عبود وجوابه التالي يحكي كل القصة من أولها حتى أخرها:

وليد عبود: "ليه ما عملت متل ما عملوا بعض رفاقك السابقين بقوى 14 آذار يللي بقيوا عند الثوابت والمبادئ؟".

جعجع: "هيدي ما بتطعمي خبز".

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

في أسفل مداخلات (فيديو) سياسية تقرأ في استقالة الرئيس الحريري من محطة الحدثاسعد بشارة/نوفل ضو/حنا صالح/ايلي الحاج/نوفل ضو/سليم لقمان/سامي نادر/خليل حلو

فيديو/الكاتب الصحافي أسعد بشارة ضيف قناة الحدث بتاريخ 6-11-2017

https://www.youtube.com/watch?v=Iri8FBwcoNs

 

فيديو/مداخلة عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار نوفل ضو عبر قناة الحدث بتاريخ 10-11-2017

https://www.youtube.com/watch?v=Sfilwln-988&app=desktop

 

فيديو/وزير العدل اللبناني السابق أشرف ريفي ضيف قناة العربية بتاريخ 10-11-2017

https://www.youtube.com/watch?v=mJsYSxNfmII

 

فيديو/المحلل السياسي حنا صالح ضيف قناة الحدث بتاريخ 10-11-2017

https://www.youtube.com/watch?v=mDXfkFWO7dk

 

فيديو/الكاتب الصحافي أيلي الحاج ضيف قناة الحدث بتاريخ 10-11-201

https://www.youtube.com/watch?v=gRyqphSlsEA&t=25s

 

فيديو/عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار الدكتور نوفل ضو ضيف قناة الحدث بتاريخ 10-11-2017

https://www.youtube.com/watch?v=Sfilwln-988

 

فيديو/المحلل السياسي لقمان سليم ضيف قناة العربية بتاريخ 10-11-2017

https://www.youtube.com/watch?v=taOdZ-XlAnM

 

فيديو/الأستاذ في العلاقات الدولية الدكتور سامي نادر ضيف قناة الحدث بتاريخ 10-11-2017

https://www.youtube.com/watch?v=3I-k00bySa0

 

فيديو/الباحث العسكري و الاستراتيجي خليل الحلو ضيف قناة الحدث بتاريخ 10-11-2017

https://www.youtube.com/watch?v=ZmhphCMMWkU

 

بيان تقرير موقف رقم 77/سلاح حزب الله غير الشرعي بات خطراً علينا وعلى العالم العربي بسبب إمرة ايران عليه

10 تشرين الثاني/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=60201

في السياسة

· تؤكد الأحداث ان استقالة الرئيس الحريري هي بداية وليست نهاية التطورات الداخلية والإقليمية!

· تمكنّ "حزب الله"، جزئياَ، من إقناع البعض أن مشكلة الإستقالة هي من طبيعة إجرائية ومتعلقة بإحتجاز رئيس حكومة لبنان من قبل "سلطة الإنتداب" السعودية!

· لماذا؟

· من أجل تحوير الأنظار عن المشكلة الأساسية والمتمثّلة بسلاح "حزب الله" غير الشرعي الذي بات خطراً علينا وعلى العالم العربي بسبب إمرة ايران عليه!

· ومع انتهاء "زوبعة" الاستقالة، يواجه العماد عون معضلة أساسية: كيف سيقنع المملكة والخليج ونظام المصلحة العربية ودوائر قرار الدول الخارجية بجدوى السلاح. تارةً بحجة "ضعف" الجيش وطوراً بحجة "عدائية" اسرائيل!

· أتى به "حزب الله" رئيساً (بمؤازرة مسيحية ووطنية) من اجل استخدامه محامياً عن شواذ وجوده!

· أتى به "حزب الله" رئيساً من أجل أن يصول ويجول إلى جانب صهره، رئيس الديبلوماسية اللبنانية، دفاعاً عن سلاحه!

· السعودية أنقذت سعد رفيق الحريري من هذه المهمة!

· فمن ينقذ ميشال عون!

تقديرنا

· نرجو ألا يكون قد أصاب كتلة المستقبل في بيانها البارحة "حَوَلٌ ما" كم ونرجو أن تتمكّن من تصحيحه باستعمال "عوينات" اخرى!

 

البخاري: حزب الشيطان هم الخاسرون

الجمعة 10 تشرين الثاني 2017/بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون كتب القائم بأعمال السفارة السعودية وليد البخاري على صفحته الخاصة فيسبوك:“﴿ أَلَا إِنَّ #حِزْبَ_الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾#جمعة_مباركة”.

 

عون للبخاري: من غير المقبول طريقة استقالة الحريري ولعودته الى لبنان

الجمعة 10 تشرين الثاني 2017/وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في القصر الجمهوري داود رمال، ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وفي خلال استقباله القائم بالاعمال السعودي وليد بخاري، اكد انه "من غير المقبول الطريقة التي حصلت فيها استقالة الرئيس سعد الحريري"، مطالبا "بعودة الرئيس الحريري الى لبنان".

 

الحريري استقبل في دارته بالرياض سفيري إيطاليا وروسيا في السعودية

الجمعة 10 تشرين الثاني 2017/إستقبل رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري، في دارته بالرياض، سفير إيطاليا في السعودية لوكا فيراري. كما استقبل بعد ذلك السفير الروسي، سيرغاي كوزلوف.

 

الياس الزغبي: لوقف حملة التحريض والمزايدة على كرامة لبنان

الوكالة الوطنية للإعلام/10 تشرين الثاني/17

دعا عضو قيادة “قوى 14 آذار” الياس الزغبي في تصريح إلى وجوب التروي في بناء المواقف السياسية والرسمية العليا على مقولة اختفاء أو تغييب الرئيس سعد الحريري أو استبداله، لأن التسرع في ذلك سيؤدي إلى أضرار جسيمة على لبنان يصعب إصلاحها. وقال:“هناك جهات بدأت تستغل هذا الأمر كحالة مثبتة، وتحاول الاصطياد في ما تسميه إهانة لكرامة الطائفة السنية والكرامة اللبنانية، بهدف زرع الشقاق داخل لبنان، وبينه وبين الدول العربية الخليجية”. وختم:”على المسؤولين الكبار التحلي بالحكمة وعدم التأثر بطوفان الشائعات، أو الإصغاء للتحريض، أو المزايدة في الحرص على الرئيس الحريري والتباكي على وضعه بدموع التماسيح، فأي دعسة سياسية ناقصة سيدفع لبنان ثمنها غاليًا، ولا ينفع إذاك أي ندم”.

 

اللواء ابراهيم يجول بمبادرة من 3 نقاط.. هل تقوده الى السعودية؟

المركزية/10 تشرين الثاني/17/أفادت مصادر مطلعة بأنّ ملامح محاولة لبنانية برزت لايجاد مخرج للازمة النتاجة عن استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، من خلال "ورقة" تحمل في طياتها خطّة أو "خريطة طريق"، أبصرت النور في الساعات الماضية بعيدا من الاضواء، انطلق المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم في جولة خارجية بغية تسويقها وجسّ النبض "الدولي" و"الاقليمي" حيالها. وكشفت مصادر مطّلعة لـ"المركزية" أن اللواء ابراهيم باشر أمس باتصالاته في شأن المبادرة، من الاردن حيث التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي سبق ان أجرى اتصالا بالحريري خلال وجوده في المملكة قبل يومين، وانتقل من عمّان الى فرنسا التي وصلها ليل أمس، ومن غير المستبعد ان يزور أكثر من دولة أوروبية، وقد تقوده مشاوراته أيضا الى الخليج وتحديدا الى المملكة العربية السعودية.

أما فحوى "المبادرة" التي يحملها، فتنص على الاتي:

أولا: عودة الرئيس الحريري الى بيروت.

ثانياً: البحث مع رئيس الجمهورية في أسباب وظروف وخلفيات استقالته.

ثالثاً: تحديد قراره النهائي من الاستقالة. فاذا كان يريد تثبيتها، عندئذ ينطلق المسار الدستوري الطبيعي في مثل هذه الحالات، ويباشر رئيس الجمهورية استشارت نيابية لتكليف رئيس حكومة جديد وتشكيل حكومة جديدة. أما اذا كان راغبا في العودة الى السراي، فحينئذ، يُصار الى وضع قواعد جديدة للتسوية السياسية، فتحصل على أساسها هذه العودة، وتحكم هي، اللعبةَ الحكومية خصوصا والحياةَ السياسية وتوجهات الدولة اللبنانية، عموماً.

 

بعد حلقة "كلام الناس".. جريصاتي يوجه كتابًا الى مدعي عام التمييز

ليبانون ديبايت/10 تشرين الثاني/17/وجه وزير العدل، سليم جريصاتي، كتابًا للنائب العام لدى محكمة التمييز، القاضي سمير حمود، طلب فيه الادعاء على سعوديَين اطلا، مساء أمس، عبر برنامج "كلام الناس" مع الاعلامي مرسيل غانم، على شاشة الـ"LBCI"، ووجها اهانات لشخصيات سياسية لبنانية.

وجاء في مضمون الكتاب: "عملا بالمادة 14 من قانون أصول المحاكمات الجزائية، ولما كان ورد على لسان أحد ضيوف البرنامج المذكور، السيد ابراهيم آل مرعبي، من التبعية السعودية، كما على لسان ضيف آخر اسمه عضوان الأحمري، كلام اتهامي خطير يقع موقع التحقير والافتراء الجنائي بحق كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وقائد الجيش العماد جوزاف عون، وصل الى حد الاتهام بالخيانة والارهاب والتهديد المباشر بالحرب على لبنان".وتابع "اعلمكم بما سبق وما شهده وسمعه اللبنانيون بالأمس، ارغب اليكم باجراء التحقيقات والتعقبات اللازمة تمهيدا للادعاء على الشخصين المذكورين والمحرضين والمسهلين بالجرائم التي تتثبتون منها، واتخاذ التدابير التحفظية التي من شأنها وقف مسلسل التهويل الاعلامي والتهديد والترهيب والتجني، باستدعاء من يلزم للاستماع الى اقواله".

 

الخارجية الفرنسية: الحريري حر في تنقلاته ومن المهم ان يقوم بنفسه بخياراته

وكالات/الجمعة 10 تشرين الثاني 2017 /قال وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان اليوم، ان "رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري الموجود حاليا في السعودية، حر في تنقلاته، وانه من المهم ان يقوم بنفسه بخياراته". واضاف لودريان في حديث لاذاعة "اوروبا 1"، ردا على شائعات بفرض قيود على تنقلات الرئيس الحريري: "لقد توجه الى ابوظبي الاربعاء عشية قدوم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وبالتالي نعتقد أنه حر في تنقلاته ومن المهم ان يقوم بنفسه بخياراته". وتابع: "نأمل فعلا ان تظل وحدة لبنان وسلامته الترابية مصانتين، وان يتمكن المسؤولون السياسيون من تطبيق الدستور، والعمل سريعا على اقامة مؤسسات تمثل فعلا كل الطوائف الموجودة في لبنان". وقال متحدث باسم الخارجية الفرنسية: "ان فرنسا تأمل في ان يملك كامل حريته في الحركة، وان يكون بامكانه تماما ان يقوم بدوره الاساسي في لبنان". وكان الرئيس الفرنسي قام مساء امس بزيارة مفاجئة الى الرياض التقى خلالها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وقال: "ان لبنان كان يتجه نحو حل جديد مع دستور جديد وانتخابات مقبلة، لكن رحيل الحريري ينذر بمرحلة من الغموض". 

 

وزير الخارجية الاميركي: نحترم الحريري كشريك قوي للولايات المتحدة

الجمعة 10 تشرين الثاني 2017/حذر وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، في بيان نشرته وزارة خارجية بلاده اليوم، من استخدام لبنان لخوض "نزاعات بالوكالة" بعد الأزمة الناجمة عن استقالة الرئيس سعد الحريري من السعودية السبت الماضي. ووصف تيلرسون الحريري بأنه "شريك قوي" للولايات المتحدة.

واضاف: "إن الولايات المتحدة تحذر من أن يقوم أي طرف، من داخل لبنان أو خارجه، باستخدام لبنان مكانا لنزاعات بالوكالة، أو بأي صورة تساهم في زعزعة استقرار هذا البلد".

 

تظاهرة أمام القصر الجمهوري احتجاجاً على تدخلات حزب الله

ليبانون ديبايت/10 تشرين الثاني 2017/دعت منظمة الطلاب في حزب "الوطنيين الأحرار"، بمشاركة مناصري اللواء أشرف ريفي، ومستقلين من شخصيات المجتمع المدني، إلى تظاهرة شعبيّة، غداً السبت، الساعة 5:30، أمام مدخل القصر الجمهوري، احتجاجاً على ملفّين أساسيين هما؛ الهيمنة الإيرانية على لبنان، المتمثلة بحزب الله، وترحيل اللبنانيين من دول الخليج. ويوضح رئيس منظمة طلاب "الأحرار" سيمون درغام لـ"ليبانون ديبايت" أن "هذه الخطوة الجريئة لا بد منها بعدما علمنا أنه خلال فترة وجيزة سيتم ترحيل اللبنانيين من دول الخليج، حيث يوجد نحو 700 ألف لبناني، وهم ركائز أساسية للاقتصاد اللبناني، أضف إلى تدخل حزب الله في الشؤون الخليجية، وتعاطيه مع الأمور خارج الحدود اللبنانية بشكل تحدي، وهو ما أدى إلى تهديد الوضع الاقتصادي اللبناني". ويضيف "لذلك تحركنا بجرأة مطالبين المجتمع اللبناني والدولة برفض أي وصاية خارجية على لبنان، وألا تكون إرادتنا مرتهنة للخارج"، لافتاً إلى أن "الاتجاه جدي ونهائي للمحافظة على لقمة العيش، وأخذنا الأمر على عاتقنا لعدم انهيار الاقتصاد اللبناني". ويرى أنه يكفي للشباب اللبناني تبعية للخارج، "وهذا مطلبنا الأساسي، وكل لبناني يشعر بأن مصالحه في الخليج مهددة مدعو إلى التظاهر إظهار الصورة الحقيقية للبنان المتمثلة بانتمائه إلى الجامعة العربية، وكان ولا يزال وسيبقى يحافظ عليه، من خلال دعم السلاح الشرعي الوحيد على الأرض اللبنانية ألا وهو سلاح الجيش اللبناني". ويشير إلى أنهم لا يتحدون أحداً من خلال هذه الخطوة، خصوصاً أنه تحرّك أمام مدخل قصر بعبدا، مؤكداً أننا "نعمل ضمن قناعاتنا، وكل شخص يجد أن عائلته ورزقه من خلال الاستثمارات في الدول الخليج مهددة، وهو مؤمن بشرعية الدولة مدعو إلى التضامن معنا"، مشدداً على أنه "حان الوقت لمنع أية جهة أو طائفة أو حزب أن يقرروا علاقاتنا بالدول وأن يسمح له بالتدخل بشؤون الخارج إنْ في اليمن أو البحرين، أو سوريا وغيرها من الدول العربية".

 

هل تضرب إسرائيل جنوب لبنان؟

الأنباء الكويتية/10 تشرين الثاني 2017/رأى عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب أمل أبو زيد أن "مصلحة لبنان تكمن في إبقائه بعيدا عن صراعات المنطقة وبمنأى عن لعبة الكباش بين القوى الاقليمية، وهو ما يحتم على اللبنانيين تكثيف جهودهم لحماية الاجواء الايجابية القائمة منذ عام بين القوى السياسية والتي ساهمت مباشرة في تحقيق انجازات كبيرة كانت مطوية ومنسية منذ عقود، معتبرا بالتالي ان الفصل بين المستجدات السياسية الطارئة وما تقتضيه مصالح البلاد هو ما يجب على القوى السياسية التمسك به عبر دعمهم موقف رئيس الجمهورية الهادئ والمتريث في مقاربة الاستقالة المفاجئة للرئيس سعد الحريري".  ولفت أبو زيد، لـ "الأنباء"، الى أن "رئيس الجمهورية تمكن بحكمته الوطنية الكبيرة من امتصاص عنصر المفاجأة الناتجة عن استقالة الرئيس سعد الحريري، ومنع تداعياتها من التسلل الى الساحة السياسية، وذلك عبر تريثه في قبول الاستقالة او رفضها، وعبر سلسلة الاستشارات السياسية التي اطلقها لوضع الجميع امام مسؤولياتهم الوطنية". وعما اذا كانت الانتخابات النيابية قد أصبحت بحكم المؤجلة نتيجة استقالة الرئيس الحريري ونتيجة الفراغ الطويل المتوقع حصوله في سدة رئاسة الحكومة، أكد أبو زيد أن "الانتخابات النيابية ستحصل في موعدها المحدد ايا تكن الظروف السياسية المحيطة بها، خصوصاً أنه ليس هناك اي مانع دستوري او قانوني او عرفي يحول دون اجرائها في ظل وجود حكومة تصريف اعمال"، مشيراً الى أن "الرئيس عون وعلى الرغم من تفاؤله بانتهاء ازمة الاستقالة وعودة الحياة السياسية الى طبيعتها، لن يرضى بتأجيل الانتخابات اللهم الا في حالات قاهرة كالحروب والكوارث الطبيعية".

وعن قرع طبول الحرب بين اسرائيل وحزب الله في جنوب لبنان، أكد أبو زيد أن "أي مغامرة عسكرية تقدم عليها اسرائيل سواء ضد حزب الله في جنوب لبنان او ضد الدولة اللبنانية ككل، لن تكون نزهة وسترتد بالتالي كارثياً عليها، خصوصا ان الجيش اللبناني والمقاومة وإيمان الشعب اللبناني بربه وأرضه حققوا توازن الرعب مع العدو الاسرائيلي، لاسيما أن منظومة التسلح لدى الجيش اللبناني والمقاومة وخبراتهما القتالية كفيلة بتلقين الاسرائيلي درسا مكررا عن مشهد العام 2006".

 

مفتي لبنان يشدد على العلاقة الأخوية مع السعودية

دبي – قناة العربية/10 تشرين الثاني/17/شدد مفتي لبنان عبد اللطيف دريان على العلاقة الأخوية والتاريخية التي تربط لبنان مع السعودية. تصريح وصفه مراقبون بأنه يهدف لتصويب محاولات ميليشيا حزب الله افتعال أزمة بعد استقالة الحريري للهروب من مطالب نزع سلاحها غير المشروع. كما يرى المراقبون أن تصريحات مفتي الجمهورية اللبنانية تأتي بموازاة محاولة نقل الأزمة في لبنان وحرفها من خلاف جوهري على سلاح حزب الله وانتشاره إقليمياً، ودوره في تهديد دول عربية، بينها السعودية، وتحويله إلى أزمة بين الرياض وبيروت. مواقف لبنانية عدة رأت في استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري جرس إنذار وموقف وقائي يجنب لبنان تداعيات مقبلة، سياسية واقتصادية. وفي هذا الإطار برزت تصريحات تطالب رئيس الجمهورية ميشال عون بالاضطلاع بمسؤولياته، والدعوة إلى طاولة حوار لبنانية، تعيد إحياء طاولة الحوار الوطنية التي انطلقت بعهد الرئيس السابق ميشال سليمان. اجتماع وطني يتصدر مباحثاته بند أول وربما وحيد.. وهو سلاح حزب الله في الخارج اللبناني أولاً ثم الداخل ثانياً. مع مفارقة أن سلاح حزب الله الذي امتد من لبنان إلى سوريا قبل سنوات، وتحديداً في معركة القصير، ضرب عرض الحائط بإعلان بعبدا الرئاسي. كما تسبب بضرر بالغ لدول عربية أخرى بينها الكويت وتورط ميليشيات الحزب في دعم وتسليح خلية العبدلي، إضافة الى السعودية التي اعترضت صاروخاً حوثياً إيراني الصنع فوق الرياض، نصبته وأشرفت على إطلاقه عناصر في ميليشيات حزب الله، وفق ما أكد تحالف دعم الشرعية اليمنية.

 

الجبير: “حزب الله” خطف لبنان

وكالات/الجمعة 10 تشرين ثاني 2017/رأى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن على السعودية إيجاد طرقاً للحد من نفوذ “حزب الله” وأضراره، كما يجب إيجاد السبل للضغط على أنشطة “الحزب” الإرهابية، وتدخله في شؤون البلدان الأخرى بناءً على طلب إيران. وأضاف في حديق لقناة “24 السعودية”: “حزب الله خطف الدولة اللبنانية”. ورداً على تصريحات وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون قال: “الولايات المتحدة الأميركية تريد مساعدة لبنان عبر تقليص نفوذ حزب الله وهي تدفع بهذا الإتجاه بقوة. وتابع: “لقد صرحنا مراراً أننا لن نقبل بأن يصبح لبنان منصة ضد السعودية”.

 

أسباب الإستقالة غير سياسية

أحمد الأسعد/10 تشرين الثاني/17

لا شكّ في أنّ استقالة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري شكّلتً صدمة فاجأت اللبنانيين والعالم كله، إذ أن أحداً لم يتوقّعها، حتى إن البعض ربط بينها وبين توقعات بحرب وشيكة بين حزب الله وإسرائيل. ايّاً كان الأمر، فإنّ الصورة لم تتضح بعد، ولا تزال مشوبة بكثير من الغموض. وكل ما يصلنا يوماً بعد يوم، أجزاء صغيرة فحسب من الصورة الكبيرة، لكنّ اللوحة لم تكتمل حتى الآن. وإذا كنّا نفضّل انتظار جلاء كل الحقائق حتى نعطي رأينا في هذه الاستقالة المفاجئة، فإن ما يمكننا قوله الآن هو أنّ لا علاقة مطلقاً لهذه الاستقالة بالأسباب التي أوردها الرئيس الحريري في المؤتمر الصحافي الذي عقده في المملكة العربيّة السعوديّة.

والواضح للجميع أن ثمّة عوامل جديدة حتّمت على الرئيس الحريري أن يقول ما قاله في هذا المؤتمر الصحافي، وهذه العوامل بعيدة كل البُعد عن الدوافع التي برّر بها الإستقالة. ففي المنطق السياسي، لا يمكن لأحد أن يغيّر موقفه 180 درجة بين ليلة وضحاها حيال أيّة مسألة مطروحة، إلا في حال ظهور معطيات جديدة. ومثل هذه المعطيات غير متوافرة على الساحة السياسيّة اللبنانيّة، ولم تحصل أية تطورات يمكن أن تدفع بالحريري إلى أن يبدّل بهذا الشكل القاطع والمفاجىء نظرته إلى ما يسمّى "التسوية". في الواقع، ما يسمّى "تسوية" ليس إلاّ استمراراً لهزيمة بدأت منذ سنوات، ولمسار انحداري رسمته التنازلات المتتابعة. وجاء أداء هذه الحكومة ليؤكد أنها تندرج في هذا السياق، إذ راكمت في سنة مجموعة من الممارسات المسيئة إلى سيادة لبنان ومنطق الدولة فيه، والتي تعيد عقارب الساعة إلى ما قبل العام 2005، وتساهم في فك عزلة النظام السوري، وإعادته سياسياً إلى لبنان، وتمعن في إقحام لبنان في أتون صراعات المنطقة. وسط هذه الصورة الإنهزامية، أعلن الرئيس الحريري فجأة استقالته، من دون أي مقدّمات، ورغم أن شيئاً لم يتغيّر في المشهد السياسي. وبالتالي، من  المؤكد أن العوامل السياسية ليست هي السبب وراء تبديل نظرته، بل إن السبب على الأرجح مختلف تماماً، وقد يكون سبباً شخصياً أو ضغطاً خارجياً من المملكة العربيّة السعوديّة. على كل حال، عندما تصبح الوقائع كلّها معروفة ومؤكدة، سيكون بإمكان اللبنانيين أن يحكموا على ما حصل، وسيصبح بإمكاننا أن نعطي رأينا بشكل جازم.

 

تقرير "تصويب موقف" رقم 03/الحريري ليس في "الإقامة الجبرية" بل في "السياسة الجبرية" وهو دفغع إلى استقالة جبرية

10 تشرين الثاني/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=60199

استقالة الحريري:

1- ليس صحيحا أن الحريري موضوع في الإقامة الجبرية بكل ما للكلمة من معنى لكن الأدق أن الحريري موضوع في "السياسة الجبرية" وهو دفع الى "استقالة جبرية" بعدما أبلغته المملكة العربية السعودية بأن ما كان وعد به لناحية الإتيان بميشال عون الى نقطة وسط بين 8 و 14 آذار فشل وبأن نظرية التسوية ستؤدي الى تقوية مؤسسات الدولة وإضعاف حزب الله أثبتت فشلها.

2- نشرت صحيفة الشرق الأوسط السعودية معلومات عن أن الملك سلمان وولي العهد الامير محمد أبلغا الحريري بأن ما وصلت اليه الامور في لبنان نتيجة التسوية أدى الى وضع حزب الله يده على الدولة وقراراتها بدل تحجيم نفوذ حزب الله ودوره في لبنان والمنطقة. وذكرت الصحيفة أن القيادة السعودية أبلغت الحريري أن عليه أن يختار بين المضي قدما في التسوية وفك ارتباطه بالمملكة من كل النواحي السياسية والشخصية والإقتصادية والمالية وبين الإستقالة.

3- في الواقع وضع الحريري اليوم يشبه وضع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. وهو الدور الذي تريد المملكة العربية السعودية للحريري أن يلعبه في لبنان.

4- لبنان تحول مع استقالة الحريري الى يمن سياسي. في اليمن نظمت ايران انقلابا سمح لها بوضع يدها على كل اليمن. فتدخلت السعودية عسكريا وأفهمت إيران بأنه لا يمكنها التفرد بقرارات اليمن. السيناريو نفسه تكرر في لبنان سياسيا. التسوية الرئاسية والحكومية شكلت انقلابا وضعت عبره ايران من خلال حزب الله يدها على لبنان فجاءت استقالة الحريري من المملكة العربية السعودية رسالة سياسية لإيران بأنه لا يمكن ان تضع يدها على كل لبنان.

5- حزب الله وايران يقولان بأن المملكة فشلت في اليمن وهي ستفشل في لبنان في حين ان الحقيقة هي ان ايران التي سعت لوضع يدها على اليمن ولبنان فشلت في اتمام خطتها.

حزب الله واستقالة الحريري:

1- ينظم حزب الله حملة دعائية واعلامية وسياسية هدفها تأليب الرأي العام السني على المملكة العربية السعودية.

2- يحاول حزب الله تحويل الأنظار عن جوهر الإستقالة المتمثلة بضربة الى المشروع الإيراني في لبنان والمنطقة بتصويرها مشكلة شخصية بين الحريري والمملكة العربية السعودية ويصور نفسه داعما للحريري.

3- يسعى حزب الله الى محاولة استعادة الحريري من الأحضان السعودية التي حررته ولو بالقوة ومن حيث لا يريد من الأسر الإيراني والحزب اللهي الى الإقامة الجبرية الفعلية والحقيقية والسياسية لدى حزب الله كرئيس لحكومة تؤمن الغطاء للحزب وقراراته وتصرفاته وحروبه.

التيار الوطني الحر واستقالة الحريري:

1- يسعى التيار الوطني الحر من خلال رئيس الجمهورية ميشال عون وبإيعاز من حزب الله الى تصوير استقالة الحريري وكأنها عملية خطف مارستها المملكة العربية السعودية لرئيس وزراء لبنان.

2- الإيعاز بهذا التفسير جاء من حزب الله الذي أوفد رئيس وحدة الإرتباط وفيق صفا الى وزير العدل سليم جريصاتي وطلب منه إعداد دراسة قانونية تحضيرا لإمكان رفع شكوى ضد المملكة العربية السعودية الى مجلس الأمن الدولي بتهمة خطف رئيس وزراء لبنان.

3- معلومات من القصر الجمهوري ترجح إمكان استدعاء رئيس الجمهورية لسفراء الدول الخمس الكبرى وسفراء الإتحاد الوروبي وغيرهم لإبلاغهم بأن لبنان يعتبر الحريري مخطوفا ومجبرا على تقديم استقالته.

4- عون والتيار الوطني الحر وحزب الله متخوفون من أن يؤدي سقوط التسوية الحكومية الى إعادة النظر بكل التسوية بما فيها الرئاسية وقانون الإنتخاب. 

5- استقالة الحريري تضع مصير تركيبة العهد على المحك وتدفع باتجاه تسوية جديدة على أسس سياسية وموازين قوى جديدة.

القوات اللبنانية واستقالة الحريري:

1- يحاول سمير جعجع التفلت من المسؤولية عن المأزق الذي وقع فيه والذي أوقع فيه لبنان نتيجة تبنيه خيار انتخاب ميشال عون وهو يسعى الى الفصل بين خيار انتخاب عون والعمل الحكومي.

2- حاول جعجع في ردة فعل أولية إيهام الرأي العام بأنه كان قد اتخذ قراره بالإستقالة من الحكومة لكن الحريري سبقه الى ذلك. والصحيح أن الوزير ملحم الرياشي كان قد أعلن في 22 تشرين الأول 2017 بأن القوات لا تجد أن الظروف تستدعي استقالة القوات من الحكومة.

3- القوات اللبنانية كانت منذ فترة تلعب اعلاميا لعبة ازدواجية الموقف في محاولة للحد من خسائرها الشعبية والسياسية المحلية والإقليمية والدولية.

4- حاول جعجع في برنامج بموضوعية مساء الأربعاء المضي قدما في اللعب على الحبال. فاعتبر أن سقوط التسوية الحكومية لا يعني سقوط التسوية الرئاسية. في قول جعجع محاولة للهرب من استحقاق حسم العلاقة بميشال عون. فاستقالة الحريري تتطلب من الجميع مواقف واضحة. أما وأن جعجع يبدو شبه معزول داخليا وخارجيا فإنه يحاول الإبقاء على الحد الأدنى من العلاقة بعون والتيار الوطني الحر لأن تأييد استقالة الحريري عمليا يعني موقفا ضد عون. في حين ان تبني موقف عون من استقالة الحريري يعني موقفا ضد المملكة العربية السعودية.

5- على جعجع ان يعترف بأن استقالة الحريري تعني سقوط التسوية التي طالما ادعى بأنه عرابها. وبالتالي سقوطه هو وسقوط خياره السياسي. فسقوط التسوية تعني سقوط عون سياسيا وسقوط كل من ساهم في إيصاله واقامة الشراكة معه.  

الخلاصة:

لا يحق لمن هاجم رافضي التسوية ان يدعي اليوم بأنه يقود مرحلة ما بعد سقوط التسوية. فجعجع والحريري شكلا رأس الحربة في ضرب التيار السيادي ورموزه السياسيين والحزبيين وقادة الرأي. وأركان التسوية في أحسن الأحوال يمكن أن يعتذروا من اللبنانيين على ما اقترفته ايديهم. وعندها يمكن البحث في صيغة تعيدهم جزءا من المواجهة وتمنع عنهم احتكار القيادة وحصرها بهم لأن ثقة الرأي العام السيادي بهم أصبحت معدومة. فهم خططوا وفرطوا بالإنجازات وقبلوا بصفقة التخلي عن السيادة مقابل المناصب وحاولوا فرضها على اللبنانيين وعزل الرافضين. إن إعادة جعجع والحريري الى مواقع قيادة المواجهة تهدد بصفقة جديدة وبتنازل جديد عند أول منعطف. من الممكن البحث في صيغة جبهوية تعيد "الأبناء الضالين" الى ثورة الأرز ولكن بشروط ثورة الأرز والثابتين فيها لا بفوقية من حاولوا استغلالها لمصالحهم الشخصية.

يمكن لزيارة البطريرك الراعي الى المملكة العربية السعودية أن تشكل "البديل" عن خيارات جعجع وعون المسيحية ولذلك يتوجس جعجع وعون منها.

فجعجع يصور نفسه بأنه كان على وشك الإستقالة من الحكومة وكل ما في الأمر أنه كان ينتظر الوقت المناسب لإعلانها في محاولة لحجز موقعه المستقبلي لدى المملكة التي تعرف أنه غير صادق في ادعاءاته خصوصا أنها أبلغته بموقفها قبل استقالة الحريري بأكثر من شهر من دون أن تصدر عنه أية مواقف عملية.

وعون يحاول الحرتقة على زيارة البطريرك الى السعودية بايفاد الرابطة المارونية التي سبق لها ان اشادت بسلاح حزب الله الى بكركي لتخويف البطريرك الراعي من زيارة المملكة. 

أنظار المسيحيين واللبنانيين متجهة الى بكركي للعب دور وطني انقاذي. فزيارة الراعي الى السعودية اليوم شبيهة بزيارة البطريرك الحويك الى فرساي قبيل اعلان دولة لبنان الكبير وشبيهة بدور البطريرك عريضة عشية الإستقلال وشبيهة بدور البطريرك صفير عشية تحرير لبنان من الاحتلال السوري. 

 

جنبلاط: لبنان لا يستحق اتهام السعودية له بإعلان الحرب عليها

الجمعة 10 تشرين الثاني 2017 /اعتبر رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط أن "لبنان لا يستحق اتهام السعودية له بإعلان الحرب عليها". ورأى جنبلاط أنه "من المحزن حقا أن تعامل السعودية لبنان بهذا النحو بعد أن كنا أصدقاء لعقود".

 

ماكرون: الحريري يخشى الاغتيال وليس محتجزا

المركزية/الجمعة 10 تشرين الثاني 2017 /لم يكتف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بمروحة من اللقاءات المحلية لمحاولة احتواء ذيول الأزمة الناتجة عن استقالة الرئيس سعد الحريري، بل أعطى تحركه بعدا دوليا ديبلوماسيا، حيث التقى سفراء الدول أعضاء مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان، في قصر بعبدا. واعرب عون عن القلق حيال ملابسات اعلان الرئيس الحريري استقالته وظروف بقائه في السعودية وعدم عودته إلى بيروت، في موقف تلقفه سفراء المجموعة ومعهم المنسق الخاص بالوكالة للامم المتحدة في لبنان فيليبي لازاريني كجرس انذار يدقه الرئيس معربين عن تحسسهم مع لبنان في هذه الظروف الغامضة. وفيما لم ينقل السفراء والديبلوماسيون اي رسالة من حكوماتهم، لمحوا الى ان الصورة السياسية والامنية غير معروفة المعالم، ولا يمكن التنبؤ بها في ظل الاحتقان الكبير اقليميا. وفي هذا الاطار، اعتبر مصدر ديبلوماسي عبر "المركزية ان اللغة التي استعملتها المجموعة في وصفها الوضع في لبنان اتسمت بان سفراء الاتحاد الاوروبي وفرنسا وبريطانيا في الرياض، عاينوا عن قرب ظروف تواجد الحريري في السعودية وابلغوا حكومتي فرنسا والمملكة المتحدة والممثلة الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي فديريكا موغريني مضمون لقاءاتهم بالحريري الذي وضعهم بحسب أوساط المتابعين بما احاط الاستقالة من اشارات تنذر بأن أمنه في لبنان في خطر. وكما في لبنان، كذلك على المسرح الدولي حيث أطلقت الأزمة اللبنانية الآخذة في التفاقم تحركا دوليا لفهم ملابسات الاستقالة وأسبابها والمدى الذي قد تبلغه الأمور على وقع الكلام الكثير عن مصير الحريري، في ظل ترجيحات لا تزال في الاطار الاعلامي عن أن رئيس الحكومة محتجز. وفي هذا الاطار، يلفت المصدر إلى أن "فرنسا التي أجرت اتصالات حثيثة لاحتواء الازمة، على مستوى رفيع، لا تزال مستمرة في مشاوراتها البعيدة من التداول الاعلامي ، بدليل أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سارع إلى التوجه الى السعودية ليل امس من الامارات للقاء المسؤولين في الرياض بشكل طارئ، اذ لم تكن الزيارة مدرجة على اجندة الاليزيه مسبقا". وأشار المصدر إلى أن "فيما يستمر سفير فرنسا لدى بيروت برونو فوشيه في حركته الناشطة مع المسؤولين اللبنانيين بإبلاغ وزير خارجيته جان- ايف لودريان بمحصلة الاوضاع، بدا ماكرون متفاعلا مع الازمة وانتابه القلق، خصوصا انه لمس في الامارات ان الموقف من حزب الله والاستقالة يتوافق مع الموقف السعودي. ولدى تواصله عن قرب مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان واتصاله بالرئيس الحريري خرج الرئيس الفرنسي باستنتاج ان الرئيس الحريري متخوف من العودة بسبب تهديد امني باغتياله، وتاليا لا داعي لتوصيف وضعه بالاحتجاز، وقد اخذ اعضاء الاتحاد الأوروبي علما بهذه الخلاصة، التي اعرب عنها الرئيس الفرنسي صباح اليوم بعد ساعات من قدومه من المملكة للقاء نظيره الالماني فرانك فالتر شتاينماير.

 

ريفي: استقالة الحريري خطوة لتصحيح الخلل

الجمعة 10 تشرين الثاني 2017 /نفذ أهالي شهداء تفجيري مسجدي السلام والتقوى، وقفة أمام مسجد التقوى في طرابلس تزامنا مع بدء محاكمة المتورطين في التفجير، شارك فيه وزير العدل السابق اللواء اشرف ريفي وحشد من المصلين. بداية، قال الشيخ سالم الرافعي: "كيف يقدس الله امة لا يأخذ لضعيفها الحق من قويها وهو غير متعتع، اليوم نحن نقف على مفترق طرق نريد ان ننظر كيف تحكم المحكمة. رأينا كيف حكمت المحكمة عندما فجر شباب من السنة في جبل محسن واعتقل المئات بشبهة وغير شبهة، ووصفوا بالارهاب وما زالوا في السجون، واليوم ننتظر لنرى هل يعامل هؤلاء كما تعاملوا شبابنا؟ هل يتهم النظام السوري بالارهاب لأنه وراء هذا التفجير؟ نطالب بشار الأسد بتسليم المتورطين في هذا العمل الارهابي، ونطالب بايقاف كل تطبيع مع وزراء النظام حتى يسلم المجرمين، وان لم تفعلوا ذلك فأنتم شركاء لهؤلاء ومسامحون بدمائنا". بدوره، قال احمد عبوس باسم اهالي شهداء تفجيري السلام والتقوى: "لا نريد الا تحقيق الحق واحقاق العدالةـ و ندعو القضاء الى مطالبة بتسليم المجرمين الموجودين في سوريا المسؤولين عن تفجير المسجدين".

وقال اللواء ريفي: "إننا باركنا إستقالة الرئيس سعد الحريري، وقلنا له إن موقف مبارك وشجاع وشريف، ونعتبر أن مضمون بيان الإستقالة يمثلنا، فيما لم يكن البيان الوزاري يمثلنا وكذلك تشكيل الحكومة". واعتبر "أن الاستقالة خطوة نوعية على طريق تصحيح الخلل الوطني، فالرئيس الحريري باستقالته سحب ورقة الغطاء الرسمي عن مشروع "حزب الله" وايران، ولهذا نرى أن "حزب الله" وحلفاءه يتمسكون بالحكومة المستقيلة، لانهم يعتبرون انها كانت تشكل الغطاء لهم، وثانيا لأن نموذج حكومات القمصان السود، سقط على يد اللبنانيين".

وتابع:"القضية ليست قضية شخص بل قضية وطن وهوية ووجود وحقوق. نحن نحترم الشخص فلا تضيعوا البوصلة، ومن هنا نوجه تحية كبيرة الى المملكة العربية السعودية، والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان وللشعب السعودي الكريم، ونقول لهم: ان مصلحتنا الوطنية كلبنانيين أن نستعيد دولتنا من اسر الوصاية، وألا يستعمل لبنان مسرح عمليات لاستهداف اشقائنا العرب، وفي طليعتهم المملكة، فنحن جزء لا يتجزأ من العالم العربي ونتمسك بصداقة لبنان مع الدول العربية وبعلاقاتنا الدولية. نحن نرفض ان نكون في السجن الايراني الكبير".

وطالب إيران ب"نزع أذرعها من كل الأراضي العربية"، وقال: "إخرجوا من البلدان العربية، إحترموا الجوار وعروبتنا وهويتنا وقراراتنا، فلن نقبل بالهيمنة. إن بغداد عربية، ودمشق عربية وصنعاء عربية وبيروت عربية". وأضاف: "أقول لأهلنا في "تيار المستقبل"، نحن كنّا وسنبقى إلى جانب مع القضية، فانتبهوا الى ما يقوم به "حزب الله". نحن نحترم الشيخ سعد الحريري وكذلك نحترم موقفه الأخير في الاستقالة وفي مضمون بيان الإستقالة، ونعتبر انها تصحيح لخطأ كبير، ونبني آمالا لتوحيد كل السياديين كي نزيل هذه الوصاية ونستعيد دولتنا ووطننا". وتابع: "ان السنة في لبنان مشروعهم "لبنان اولا"، لا يخيفنا الا الله، ولا يرهبنا احد، ولا مكان عندنا لمجالس العزاء السياسي، واليوم وبعد سقوط ورقة الحكومة من يد الوصاية الايرانية، الاحرى بنا أن نتحد كسنة وكلبنانيين حول ثوابتنا، اذ لم نعد وحدنا، فالدول العربية الى جانبنا وكذلك الشرعية الدولية. أعلنا منذ اليوم الاول لما سمي بالتسوية أننا سنطلق مقاومة سياسية ووطنية في وجه الوصاية، وأثمرت هذه المقاومة سقوط الحكومة التي استخدمتها الوصاية في وجه لبنان واشقائه العرب، ونحن مستمرون، ويدنا ممددوة لكل السياديين". وقال: "العدالة واحدة، وقفتنا هي لتأييد العدالة ورفض أي انحراف على هذا المسار، فكما نطالب بالعدالة لشهدائنا الـ52 في تفجيري مسجدي التقوى والسلام، ونطالب بها ونصر عليها لأهلنا واطفالنا وأولاندنا، فإننا نطلب بالعدالة لكل شهداء لبنان، لشهيدنا الكبير الشيخ رفيق الحريري". وتابع إن "حزب الله سمّى قتلة رفيق الحريري قديسين، ونحن نقول هم ليسوا قديسين وسيحاكمون. فعندما تطالبون بالعدالة وتقفون وراء حقوقكم فستصلون إلى العدالة".

وأكد أن "دماءنا ليست رخيصة، فكما دماء الآخرين غالية على أهلهم، إن دماء أهلنا غالية علينا كذلك الأمر، وسنتابع القضية بكل إمكاناتنا. كما ان حقوقنا ليست للتفريط بها، وما لنا في هذه الدولة يجب أن يكون مساويا لما لغيرنا، ولن نقبل بما دون ذلك أبدا".

وختم: "نحن نريد عيشا مشتركا مع الجميع، مسلمين ومسيحيين. وعلى المستوى الإسلامي نقول إننا نريد أن نعيش سنة وشيعة ودروز وعلويين مع المستقلين والأحرار، وليس مع التابعين للدولة الإيرانية. وقد رفعنا لافتات نتوجه فيها بالتحية الكبرى الى السعودية، ونقول لها: لبنان يعاني الوصاية الايرانية ويريد مواجهتها، ونحييكم في مواجهة المشروع الإيراني ونشد على أيديكم في ذلك، لقد طغى الفرس ويجب أن يعودوا إلى بلاد فارس ويخرجوا من أراضينا".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 10/11/2017

الجمعة 10 تشرين الثاني 2017

·        مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

بين الكلام على احتجاز الرئيس سعد الحريري في الرياض او عدمه، وبين المطالبة اللبنانية العارمة بعودته الى بيروت، وبين الاعلان الاميركي ان الحريري شريك، وبين النفي الفرنسي للاحتجاز السعودي، وبين تأكيد القائم بالاعمال السعودي للرئيس عون ان بامكانه الاتصال بالحريري او إيفاد الوزير جبران باسيل الى مقر اقامته في الرياض، وبين استعداد البطريرك الراعي للسفر الى السعودية، وبين ترقب التشاور الرئاسي الاميركي-الروسي، وبين ملاحقة اي موقف ايراني... بين كل ذلك برز هدوء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته بيوم الشهيد.

السيد نصرالله أكد على وحدة اللبنانيين واشار الى إنجازات الحكومة الحالية على مدى سنة واعتبرها حكومة وليست حكومة تصريف أعمال. وطالب بعودة الرئيس الحريري الى بيروت وابلاغ رئيس الجمهورية بالاستقالة او بإلغائها وبالبقاء في لبنان والعودة مجددا الى السعودية.

وبين سطور كلمة السيد نصر الله عرض تسوية للغضب السعودي.

·        مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

وفق الرئيس الفرنسي فان الرئيس الحريري متخوف من العودة الى لبنان لسبب امني ولا داعي لتوصيف وضعه بالاحتجاز، اما وفق وزارة الخارجية الالمانية فان المانيا لا تملك سببا للاعتقال لان الحريري محتجز في السعودية.

هاذان الموقفان يختصران موقفا معينا من موضوع بقاء الحريري في السعودية، بالمقابل برز موقف بارز للسيد حسن نصر الله اعتبر فيه ان الحريري محتجز في السعودية وممنوع حتى اللحظة من العودة الى لبنان.

بين الموقفين بدأ الرئيس عون الخروج عن صمته معلنا انه قلق على وضع الرئيس الحريري بعد مضي نحو اسبوع على اخر اتصال هاتفي بينهما وهذا يعني ان الرئيس بدأ يصعد موقفه تدريجيا. علما ان موقفه النهائي سيحدده في الكلمة التي سيوجهها الى اللبنانيين والتي لم يحدد موعدها بعد.

في هذا الوقت تتصاعد حدة التوتر في المنطقة ما دفع الامين العام للامم المتحدة من الاعراب عن قلقه حيال الازمة في لبنان محذرا من نزاع في المنطقة.

·        مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

لبنان اقوى من اميركا ان كنا موحدين واضعف من بيت العنكبوت اذا كنا متفرقين، هكذا اختصر رئيس مجلس النواب نبيه بري المعادلة التي يجب ان تحكم المستجدات اللبنانية في ضوء اعلان الرئيس سعد الحريري استقالته من الخارج وهذا كان. وحدة الموقف الوطني المنسق تماما بين الرئاستين الاولى والثانية والمدعوم سياسيا وشعبيا في سبيل استعادة الضلع الرئاسي الثالث، لقي تجاوبا من سفراء الدول الذين توزعوا اليوم بين بعدا وعين التينة، وحملوا وجهة النظر اللبنانية الى بلدانهم فكان اول الغيث الخارجي موقف فرنسي قال بشكل واضح، نريد ان يكون سعد الحريري قادرا بشكل كامل على القيام بدوره الحيوي في لبنان.

الاميركي لحق بالفرنسي حيث حذرت وزارة الخارجية من استخدام اي جهة للبنان كمسرح لنزاع بالوكالة، داعيا كل الاطراف الى احترام السيادة اللبنانية والمؤسسات الشرعية وهكذا كرت سبحة المواقف، فأطل الامين العام للامم المتحدة ايضا مبديا القلق حيال ما يحصل في لبنان.

على المستوى الداخلي شدد رئيس الجمهورية امام القائم بالاعمال السعودي على انه من غير المقبول الطريقة التي حصلت فيها الاستقالة، مطالبا بعودة الحريري الى لبنان في ظل تأييد من سفراء مجموعة الدعم من اجل لبنان في مجلس الامن، واليوم لخص الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله المشهد بقوله، اذا كانوا يريدون معاقبة حزب الله، استطيع ان اقدم لهم خطة وليشغلوا عقلهم قليلا فيجدون شيئا لمعاقبة الحزب من دون الشعب اللبناني.

قضائيا وجه وزير العدل سليم جريصاتي كتابا الى مدعي عام التمييز سمير حمود تمهيدا للادعاء على شخصين سعوديين اطلا ضمن برنامج حواري على احدى القنوات اللبنانية، واطلقا اتهامات خطيرة بحق رئيسي الجمهورية ومجلس النواب وعدد من المسؤولين الاخرين.

·        مقدمة نشرة أخبار "المنار"

في ذكرى اربعينية جده الامام الحسين، والسنوية الخالدة لابنائه الشهداء، كان سيد المقاومين الشاهد الاعرف لواقع لن يقاربه أحد مثله، وهو المطلع على طبيعة الاحوال..

رئيس الحكومة سعد الحريري محتجز لدى السعوديين، حسمها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، فما قاموا به تدخل علني غير مسبوق لاجبار الرئيس الحريري على الاستقالة، اهانوه واهانوا كل اللبنانيين، وهو ما لا يجب السكوت عليه، بل يجب العمل لاستعادته الى لبنان..

الاكيد المؤكد بحسب السيد نصر الله ان السعوديين الفاشلين في حروبهم الخارجية من سوريا الى العراق ومن البحرين الى يمن العرب الاقحاح، يريدون ان “يفشوا خلقهم بلبنان” لانهم غير قادرين على مواجهة ايران..

ولانه لبنان المساهم بالاجهاز على اكبر مؤامرة على منطقتنا وعلى الاسلام، والممتلئ كرامة وقدرة وقوة بفضل دماء شهدائه كل الشهداء، فان نصيحة الامين العام لحزب الله للسعوديين الغاضبين بالا يتوهموا بعواصف حزمهم، والا يرفعوا سقف مطالبهم او توقعاتهم ضد حزب الله.

بمعلومات مؤكدة لا تحليلات كشف السيد أن السعودية طلبت رسميا من اسرائيل شن حرب على لبنان، تتكفل الرياض بتمويلها بمليارات الدولارات، لكنها حرب غير واردة الى الآن لمعرفة الاسرائيلي بحجم التكاليف، واحذرهم من اي خطأ بالحساب قال السيد نصر الله..

لا تقلقوا ولا تخافوا طمأن السيد البنانيين، فارادتنا الجامعة للحفاظ على وطننا هي الضمانة، والتواصل يجب ان يبقى بين الجميع، والحكومة غير مستقيلة ولا معنى لطلب البعض باستشارات نيابية.

وبعد ضم صوته الى صوت كتلة المستقبل بضرورة عودة الرئيس الحريري، اشاد الامين العام لحزب الله بالادارة الحكيمة والمسؤولة لرئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ووعي القوى السياسية الذين استطاعوا مجتمعين صون البلد امنيا واقتصاديا وماليا..

احرج السعوديون الذين رموا خطواتهم في المجهول، فكانت كسراب بقيعة حسبوه ماء، اما حسبة اللبنانيين فكانت الهدوء والاتزان، دون ان يخفوا قلقهم على الرئيس الحريري كما ابلغ رئيس الجمهورية البعثات الدبلوماسية، فما جرى معه غير مسبوق لا في التاريخ الحديث ولا في القديم بحسب الرئيس بري، بل هو تصرف معيب كما وصفه النائب وليد جنبلاط..

·        مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

لليوم الرابع بقيت لقاءات رئيس الجمهورية ميشال عون في مسار البحث في استقالة الرئيس سعد الحريري وما رافقها من مواقف واستنتاجات.

فلقاءات الرئيس عون تميزت بطابعها الديبلوماسي وهو التقى مع سفراء دول مجموعة الدعم من اجل لبنان وهم طالبوا في بيان صادر عنهم بإبقاء لبنان محميا من التوترات في المنطقة مشددين على أهمية استعادة التوازن الحيوي لمؤسسات الدولة اللبنانية.

رئيس الجمهورية التقى ايضا عددا من سفراء الدول العربية المعتمدين في لبنان من بينهم القائم بأعمال السفارة السعودية في بيروت وليد بخاري الذي اقترح ايفاد وزير الخارجية جبران باسيل باسيل الى الرياض للقاء الرئيس الحريري.

التحركات الداخلية المواكبة لاستقالة الرئيس الحريري ترافقت اليوم مع مواقف خارجية البارز فيها تحذير وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الدول والجماعات من استخدام لبنان أداة لشن حرب أخرى أكبر بالوكالة في الشرق الأوسط مؤكدا ان بلاده تؤيد بقوة استقلال لبنان.

اما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش فاعرب عن قلقه من تنامي التوتر بين السعودية ولبنان داعيا الى ضرورة تجنب نشوب صراع جديد.

ووسط هذه الاجواء داخليا وخارجيا سجل اعلان المكتب الاعلامي للرئيس الحريري انه استقبل في دارته بالرياض سفير ايطاليا في المملكة العربية السعودية لوكا فيراري كما استقبل بعد ذلك السفير الروسي سيرغاي كوزلوف.

·        مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

من دون مكابرة، لبنان في مأزق، رئيس الحكومة يستقيل او يستقيلونه، رئيس الجمهورية ومجلس النواب لا يسلمان بالاستقالة وان كانت مفاعيلها سارية، الامين العام لحزب الله حسن نصر الله يعتبر ان الاستقالة غير قانونية ويقول نحن لسنا امام استقالة ولا نعترف باستقالة، القوى اللبنانية تعتبر ان الرئيس الحريري في الاقامة الجبرية، السلطات السعودية تعرض ان يزور وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل المملكة ويلتقي الرئيس سعد الحريري.

البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي سيزور الاثنين المقبل السعودية وفي برنامج الزيارة لقاء الرئيس الحريري اذا لم يكن المأزق هكذا فكيف يكون؟

المتمسكون بالرئيس سعد الحريري رئيسا للحكومة والذين يعتبرون انه قدم استقالته بالاكراه هل يتصورون للحظة انه يعود الى لبنان ليعلن انه كان في الاقامة الجبرية وانه تلا بيان الاستقالة مكرها وان حكومته قائمة وانه سيتوجه الى السرايا الحكومية ليتابع عمله كالمعتاد وانه سيدعو الى جلسة لمجلس الوزراء وانه سيستأنف عمله كرئيس للحكومة من النقطة التي توقف عندها ظهر الجمعة الثالث من تشرين الثاني حين اتاه الاتصال من المملكة فقطع غداءه مع وزيرة الثقافة الفرنسية وتوجه الى الطائرة.

هذا سيناريو هوليودي فما بعد الرابع من تشرين الثاني غير ما قبله فماذا يحدث للسعودية اذا عاد الحريري منها ليعلن انه كان في الاقامة الجبرية وانه تلا بيان الاستقالة مكرها، هل تتحول السعودية دولة تمارس الاقامة الجبرية على رئيس حكومة؟ من السيناريو الهوليودي الى الوقائع هناك استقالة طوعية او اكراهية لكنها استقالة وحين تعرف ظروفها سيتم الانتقال الى المرحلة الثانية اي الى تشكيل حكومة جديدة، ولكن هل سيتم تسهيل تشكيل هذه الحكومة؟ ماذا عن مشاركة حزب الله فيها والمعروف انه لا يمكن تشكيل اي حكومة من دون مشاركة او من دون موافقة حزب الله، ماذا عن بيانها الوزاري، الموضوع ليس نزهة على الاطلاق والتطورات يبدو انها الى مزيد من التازم وليس الى مزيد من الحلحلة فهل ستنطبق مقولة اشتدي يا ازمة تنفرجي؟ وماذا عن معطيات الانفراج هل من مسار تفاوضي سري في موازاة التصعيد؟ كل شيء وارد ففي السياسة لا مستحيل.

اليوم ينهي الرئيس الحريري اسبوعه الاول في الممكلة وغدا ينهي اسبوعه الاول على الاستقالة وهذا الاسبوع هو الاول من دون جلسة لمجلس الوزراء والغموض سيد الموقف. وبين المازق والغموض يطرح السؤال الكبير الى متى ستبقى الاقامة الغامضة للرئيس الحريري في المملكة؟ في الانتظار كيف سيكون عليه الوضع الحكومي في لبنان هل يكفي ان يقول السياسيون ان الحكومة ما زالت قائمة لتكون بالفعل قائمة؟ اللبنانيون يحتاجون الى اجوبة لا الى مواقف.

·        مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

بعدما ربح نفسه، ها هو لبنان، كل لبنان، وقد بدأ يربح معركته مع العالم الصديق الديمقراطي والمتحضر...

أما عنوان المعركة، فواضح بسيط: إن كرامة رئيس حكومة لبنان من كرامة كل لبنان... وأن حفظ كرامتنا جميعا، يقتضي عودته مع عائلته إلى أهله وبيته ووطنه... معركة الذات الأولى، ربحها لبنان عبر وحدة اللبنانيين... كأنها تماما نبوءة ميشال عون لسعد الحريري، قبل عشرة أعوام كاملة في الرابية... يوم قال له: إذا اتفقنا، نصبح بشارة الخوري ورياض الصلح... لكن الأقدار شاءت أن تتحقق النبوءة بشكل أوسع... إذ باتت الوحدة الميثاقية تضمهما... ومعهما سماحة مفتي الجمهورية ودار الفتوى كلها وآل الحريري الكرام كلهم، وتيار المستقبل، وكل ما يمثل هؤلاء... وإلى جانبهم حسن نصرالله ونبيه بري ووليد جنبلاط وكل لبناني حر شريف... ولذلك، بدأ العالم يلاقي اللبنانيين، مؤيدا لمواقفهم، وداعما لمطالبهم...

رئيس الجمهورية، عرض اليوم أمام سفراء مجموعة الخمسة زائد خمسة، كل الوقائع والمعطيات التفصيلية والأدلة المادية التي يملكها، حول الوضع غير الطبيعي لرئيس الحكومة... منذ الاتصال الهاتفي اليتيم بينهما يوم السبت الأسود،... وحتى اللحظة... ولأن الوقائع دامغة، ظهر التأييد الجامع لموقف الرئيس... وهو تأييد بدأ يظهر دوليا وجليا: وزير خارجية واشنطن مؤيد... وزارة الخارجية الفرنسية مؤيدة... موسكو وأوروبا والقاهرة... داعمة أكثر...

كل المطلوب أمر البسيط: الحرية لسعد الحريري... الحرية للبنان...

·        مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

وفي اليوم السابع استعاد لبنان حصانة وطنية غير مسبوقة دعما لحملة استعادة رئيس حكومته سعد الحريري المحتجز في السعودية.. وكل على موقف واحد: الرئاسة الأولى رأس حربة الدفاع.. المقاومة بقائدها تقدم خطابا على مستوى المسؤولية.. عائلة الحريري مع كتلته أصبحت على تفهم تام لمجريات اللحظة الأولى حتى يومنا هذا وقد باتت على قناعة بأن أبنها ليس في وضع سياسي صحي والصورة التي يملكها لبنان عن أحوال الحريري يمتلك مثلها سفراء الدول الغربية والعربية، الذين التقاهم اليوم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وهو أبلغ القائم بالأعمال السعودي الوزير المفوض وليد البخاري اعتراضه على الطريقة التي استقال فيها الحريري.. قائلا: هذا أمر غير مقبول فاقترح البخاري على رئيس الجمهورية إيفاد وزير الخارجية جبران باسيل إلى الرياض للقاء الحريري والوقوف على أسباب الاستقالة كحل رأى أنه موضوعي لإنهاء هذه الأزمة لكن الرئاسة الأولى لم تعط جوابا على هذا الطرح الذي بدا على ناصية السخرية.. فالموضوعية تقول إن على السعودية الإفراج عن رئيس الحكومة عوضا من إيفاد موفد الجمهورية إليه فالحل الأسهل يكمن في الإياب لا في الذهاب.. غير أن طرح القائم بالأعمال جاء ليؤكد أن الحريري معتقل وقد جاءه إذن بالزيارة أو ما يعرف بلغة السجون: المواجهة.. وهذا ما يرفضه لبنان حيث سينتظر الرئيس عون أسبوعا آخر قبلا أن يتوجه بالقضية الى المجتمع الدولي وعلى ما يقرأ من تصريحات دولية فإن الملف يتم تفعليه بما يطوق الرواية السعودية.. فالسفراء اخذوا علما.. فرنسا تتحرك واميركا أدلت بكلام حاسم لكأنه صدر للتو عن السرايا الحكومية في بيروت إذ قال وزير خارجيتها أن الولايات المتحدة تراقب الموقف "بعناية شديدة" وتدعم "حكومة لبنان الشرعية" و"تطالب الأطراف الخارجية الأخرى بعدم التدخل فيه" وقال تيلرسون "إذا كان الحريري سيتنحى، كما أفهم الأمر، فعليه العودة إلى لبنان لجعل الاستقالة رسمية داعيا كل الجهات في لبنان والخارج إلى احترام سيادته ومؤسساته الشرعية محذرا من استخدام هذا البلد ساحة لصراعاتهم بالوكالة ولم تكن الخارجية الأميركية وحدها من أدلى بكلام رادع إذ إن نظيرتها الفرنسية تقدمت بموقف لافت في توقيته إذ إنه أعقب لقاء الرئيس مانويل ماكيرون ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مطار الرياض يوم أمس وبدا أن ماكرون خرج على غير قناعة بالسيناريو السعودي عن وضع الحريري إذ قالت الخارجية الفرنسية إن باريس تريد أن يكون الحريري قادرا بشكل كامل على القيام بدوره الحيوي في لبنان.. وترجمة هذا الكلام أن رئيس الحكومة محتجز مع سابق إصرار وتصميم هذا الاحتجاز اكده الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم في خطاب كشف فيه معلومات عن طلب السعودية الى إسرائيل ضرب لبنان لكن نصرالله استبعد الحرب الاسرائيلية لأن تل ابيب تعرف تكلفة الحرب معنا وقال نصرالله إن إهانة رئيس الحكومة اللبنانية إهانة لكل لبنان وإن بقاءه قيد الاقامة الجبرية يجب ألا يسكت عنه أي لبناني أو عربي أو إنسان حر في العالم وأضاف: نحن نعتبره محتجزا في السعودية وعلى اللبنانيين استعادته وبعد ذلك هو حر وبين نصرالله أن الحرب على لبنان اليوم هي عشوائية ومن يديرها لا خبرة ولا تجربة له وعلى طريقة: "انا اعمى ما بشوف انا ضراب السيوف" لكن لبنان تمكن خلال اسبوع الازمة من أعلاء وحدته وميز للمرة الاولى بين الطريقة السعودية وبين البلد الديمقراطي الحر .. وهذا التمييز وصفه على افضل صورة وزير الداخلية نهاد المشنوق عندما انتقد الجهل بطبيعة لبنان وطبيعة السياسة فيه، وقال إننا لسنا قطيع غنم ولا قطعة أرض تنتقل ملكيتها من شخص إلى آخر". وأضاف: "نحن انتخبنا الرئيس سعد الحريري باعتباره ابن الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 2005، أما عام 2009 فقد انتخبه اللبنانيون باعتباره سعد الحريري، بتجربته وخبرته، بأخطائه وصوابه وبقدراته. ففي لبنان تجري الأمور بالانتخابات وليس بالمبايعات هي الجرأة من ابو صالح لقول الكلام الصالح وان على حد السيف.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

عقاب صقر: على السعودية اعطائنا فرصة لاعطائها ما تريد واحداث تغيير

النشرة/10 تشرين الثاني 2017 /أكد عضو كتلة "المستقبل" النئب عقاب صقر "اننا كلنا ايدنا سلاح الحزب بوجه اسرائيل لكن لنعترف ايضا ان سلاح الحزب بوجه اسرائيل لا يجب ان يتواجد في العبدلي والدمام وسوريا، ووجود سلاح الحزب خارج لبنان هو ضرر للامن الاستراتيجي العربي". وفي حديث تلفزيوني له، أوضح صقر أنه "علينا ان يكون لدينا موقف تجاه من يضربون مكة نحن أمام أزمة ولا يجب ان نختبىء خلف خيال اصبعنا"، لافتاً الى ان "المقاومة تبقى ضمن الجنوب اللبناني وليس بالجنوب العراقي والسوري واليمني". وأشار الى أن "لبنان في القلب ليس شعار بل مماسة، نقول انه اذا اردت ان تطاع فاطلب المستطاع، ونعرف ان السعودية دعمتنا ونحن معها ونحن منذ ال 2005 نقول لسلاح حزب الله لا وحتى الأمس القريب رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري يقول انه ضد سلاح حزب الله"، لافتاً الى انه "اليوم وجود 300 عنصر من حزب الله في اليمن واحدثوا ما احدثوه فما بالك ب 100 الف عنصر في لبنان". واعتبر صقر أن "استقالة الحريري أحدثت صدمة ايجابية وهذه الرسالة التي قام بها الحريري نتأمل ان تستكملها السعودية"، داعياً الرئيس ميشال عون الى عقد طاولة حوار لبحث سلاح حزب الله". وأكد انه "اذا كانت السعودية تريد ان تأخذ ما تريده عليها اعطاء فرصة للبنانيين لاحداث تغيير وتوازن وطني"، لافتاً الى أن "تطبيق ما تريده يحتاج الى جهد مشترك لتأمين توافق لبناني بوقت معقول تعطينا اياه السعودية"، مشدداً على ان "كل القيادات تقول اننا كلنا بانتظار سعد الحريري". وأشار الى ان "الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز ليس الرئيس السوري بشار الاسد اذا كان الحريري موجود باي بلد نحن نتوجه للسعودية مباشرة ونطلب مساعدتها ولا نريد وساطة من احد"، مؤكداً أن "السعودية تعرف مسؤولياتها تجاه لبنان وما نريده هو تعاون".

 

الأحرار/خيار حكومة التكنوقراط يبقى الأسلم لتفادي الفراغ الاحرار: كنا نحذر دائماً من الاسباب التي أدت الى استقالة الحريري وللعودة الى روحية نص إعلان بعبدا والى تطبيق الطائف

البيان الاسبوعي | احرارنيوز - 2017-11-10 اعتبر حزب الوطنيين الاحرار ان استقالة استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري واضحة على ثلاثة مستويات : مستوى هيمنة حزب الله على القرار اللبناني ومستوى انخراطه في الحروب الإقليمية مع تداعياتها على لبنان ومستوى الشرعيتين العربية والدولية وتحميل الوطن تبعات عدم احترامهما وان فالمعالجة تبدأ بالتصدي لهذه الأسباب بدءاً بالعودة الى روحية نص إعلان بعبدا الذي يدعو الى النأي بالنفس عن الصراعات والمحاور الإقليمية. الاحرار وفي اجتماعه الاسبوعي برئاسة رئيسه الاستاذ دوري شمعون وحضور الاعضاء اكد ان خيار حكومة التكنوقراط يبقى الأسلم لتفادي الفراغ أو الوقوع في تصريف الأعمال

   عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه الأستاذ دوري شمعون وحضور الأعضاء. بعد الاجتماع صدر البيان الآتي :

   1 – نتفهم جيداً الأسباب التي أدت الى استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري ولقد كنا نحذر دائماً من هذه الاسباب في بياناتنا الأسبوعية ومواقفنا السياسية. وانها واضحة على ثلاثة مستويات: مستوى هيمنة حزب الله على القرار اللبناني ومستوى انخراطه في الحروب الإقليمية مع تداعياتها على لبنان ومستوى الشرعيتين العربية والدولية وتحميل الوطن تبعات عدم احترامهما. لذا فالمعالجة تبدأ بالتصدي لهذه الأسباب بدءاً بالعودة الى روحية نص إعلان بعبدا الذي يدعو الى النأي بالنفس عن الصراعات والمحاور الإقليمية. وهذا ما يلزم حزب الله وضع حد لانخراطه في الحرب السورية ولتدخله الأمني والمخابراتي في عدة دول من بينها اليمن والكويت والبحرين وغيرها ووقف تهجمه على دول الخليج وفي مقدمها المملكة العربية السعودية. والأهم العودة الى تطبيق الطائف الذي ينص على مرجعية الدولة وحصرية سلاحها بعيداً من الممارسات الميليشيوية ومن الاستقواء بالخارج.

   2 – نعلن بعيداً من الشكليات وإشكالات إعلان الاستقالة انها تعتبر نافذة بتأكيد رئيس الحكومة ولا شيء يمنع تقديمها حسب الأعراف ما دامت إرادته ونيته ثابتتين. علماً ان الرجوع عنها يبقى قائماً في حال بادر المعنيون الى معالجة الاسباب التي سبق ذكرها والتي أضحت من الثوابت اللبنانية ومن شروط قيام الدولة الواحدة . وكذلك انهاء الدويلة التي تبذل قصاراها للسيطرة على لبنان وإلحاقه بما يسمى محور المقاومة والممانعة رغم معارضة السواد الأعظم من اللبنانيين. ويهمنا في هذا المجال إعادة تأكيد الانتماء العربي للبنان وانحيازه الى أشقائه في معرض مواجهتهم مع الدولة الفارسية وهو ما ينص عنه ايضاً اتفاق الطائف.

3 – نؤكد في ضوء ما تقدم ان خيار حكومة التكنوقراط يبقى الأسلم لتفادي الفراغ أو الوقوع في تصريف الأعمال . مع الإشارة الى ان أقل من ستة أشهر تفصلنا عن استحقاق الانتخابات النيابية ومن المجدي ان تتولى حكومة التكنوقراط الإشراف عليها. ونشدد على صفة التكنوقراط لكي لا يكون في صفوفها سياسيون محسوبون على هذا الفريق أو ذاك ونعتبر أنه بالإمكان تحقيق هذا الأمر إذا صفت النيات. الأهم تفادي الفراغ أو الاكتفاء بالحكومة الحالية لتسيير ألأعمال وهذا ما سيؤدي الى عدم الانتاجية والى دفع كل فريق للعمل باتجاه مصالحه خلافاً للمصلحة العامة. على أمل ان تجرى الانتخابات بوقتها وان تؤدي الى قيام مجلس نواب جديد والى حكومة جديدة يعملان على إعادة الاعتبار لاتفاق الطائف وللقرارات الدولية ذات الصلة. ويبقى الرهان على اللبنانيين الذين يدركون الأخطار المحدقة بوطنهم والذين عليهم ان يعملوا بكل جد لإنقاذه من الاستتباع وان يحافظوا على وحدة دول الجامعة العربية وعلى دورها في الدفاع عن ثوابتها ومصالحها التي تتلاقى مع ثوابت لبنان ومصالحه.  

 

هآرتس: السعودية تدفع إسرائيل لتنفيذ عمل "قذر" في لبنان

"عربي 21"/الجمعة 10 تشرين الثاني 2017 /أكد خبير أمني وعسكري إسرائيلي، أن السعودية تعمل على تحويل ساحة المعركة مع إيران من سوريا إلى لبنان، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى سلسلة من ردود الفعل. وأوضح الخبير الأمني والعسكري الإسرائيلي، آموس هاريل، أن السعودية اتخذت في أواخر الأسبوع الماضي سلسلة من الإجراءات "الصادمة؛ داخل المملكة وخارجها، التي من شأنها أن تصعد من معركة الهيمنة على المنطقة مع إيران". ولفت هاريل في مقال له على موقع صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إلى أن "سلسلة التطورات المتلاحقة أثارت مستوى من التوتر في عواصم جيرانها، مما أثار الكثير من التخمين بشأن التحركات القادمة للسعوديين". وأشار إلى العديد من الأحداث التي وقعت ومنها؛ إعلان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، استقالته من قلب السعودية؛ حيث تؤكد تطورات الأحداث أن الاستقالة كانت "أشبه بإملاء سعودي، نابع من ضجر الرياض بطريقة تعامل الحريري مع حزب الله". ولفت إلى حملة اعتقالات واسعة بتهمة الفساد، طالت العديد من الأمراء والوزراء ورجال أعمال سعوديين بارزين، وفي تلك الأثناء "أسقطت القوات الجوية السعودية طائرة أمير سعودي حاول الهرب عن طريق الجو". وفي الوقت ذاتها تقريبا، "أطلقت جماعة الحوثي المدعومة من إيران صاروخا على مطار الرياض، اعترضته بنجاح صواريخ أمريكية، وقامت السعودية بعد ذلك بفرض حصار على اليمن"، وفق الخبير الإسرائيلي. ونوه إلى جملة من التطورات الأخرى التي رافقت ما يجرى في السعودية، حيث غرد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب داعما الخطوات التي اتخذها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وسبق ذلك زيارة جاريد كوشنر، مستشار ترامب إلى السعودية. وذكر أن التقديرات الإسرائيلية الرسمية التي نشرت مؤخرا، "تطابقت تماما مع النسخة السعودية الرسمية للأحداث؛ التي حملت إيران مسؤولية الأزمة في لبنان، وهو ما تزامن مع زيارة عاجلة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى الرياض عقب زيارته لمصر. وبحسب هاريل، تلقت بروكسل طلبا مفاجئا بزيارة وفد سعودي رفيع المستوى الأسبوع المقبل لبحث سبل مكافحة الإرهاب، متسائلا: "هل هناك خط واحد يربط بين هذه النقاط، فضلا عن خط يربطها بالأزمة المتعمدة مع قطر؟ وهل هناك صلة بين هذه القضايا والمصالحة الفلسطينية؟". وبين الخبير الأمني والعسكري، أن مسؤولي الاستخبارات والباحثين والأكاديميين، يرون أن "هذه الخطوات تهدف إلى توطيد نفوذ محمد بن سلمان، قبل نقل السلطة له من والده البالغ من العمر 82 عاما".وفي الوقت الذي يتمتع فيه "البيت الملكي السعودي بعلاقة قوية مع من إدارة ترامب، ومع تزايد التقارير التي تتحدث عن زيادة التنسيق الدبلوماسي والتعاون الاستخباري بين الرياض وتل أبيب، فإن إسرائيل والسعودية يرون في إيران عدوا مشتركا، وكلاهما يشعر بالإحباط إزاء عدم كفاءة الغرب في التعامل مع التأثير الإيراني المتزايد في المنطقة".

حسب هاريل. ورأى أن سلسلة الأحداث، تشي بأن "التحرك السعودي الواسع؛ هو محاولة طموحة للوصول إلى نظام إقليمي جديد، حيث يرتبط هذا الطموح بالمصالحة الفلسطينية الداخلية التي تقودها القاهرة، وعزم إدارة ترامب تقديم وثيقة جديدة في محاولة لتحريك عملية السلام المتوقفة، وهو ما يجري التنسيق بشأنه مع السعودية التي ربما تطمح لأمر آخر". وأشار هاريل، إلى حديث سفير الولايات المتحدة السابق لدى "إسرائيل" دان شابيرو، الذي أوضح فيه أن هناك "محاولة سعودية لنقل ساحة المعركة مع إيران من سوريا إلى لبنان، وذلك في محاولة من الرياض دفع إسرائيل للقيام بالعمل القذر الذي تريديه، وهو ما قد يؤدي إلى سلسلة من ردود الفعل التي تأمل السعودية تحقيقها"، وفق شابيرو. وقدّر أن استقالة الحريري "ستجبر حزب الله على التعامل مع تداعيات الأزمة السياسية والاقتصادية في لبنان، وقد تقوم بتصعيد المواجهة العسكرية مع إسرائيل من أجل توحيد الجماهير اللبنانية حولها"، محذرا "إسرائيل" من الانجرار إلى مواجهة عسكرية "سابقة لأوانها". وأكد هاريل، أن شابيرو ليس هو الوحيد الذي يتحدث عن زيادة احتمال مثل هذا السيناريو، حيث نوه لما كتبه دوف زاخيم، الذي شغل مناصب عليا في البنتاغون خلال إدارة ريغان، حين أشار إلى أن الجمع بين ترامب ونتنياهو ومحمد بن سلمان، يجعل الاحتمالات مفتوحة، حيث يخطط هؤلاء الثلاثة "لشيء يبدو كأنه خطة للضغط على إيران". واقترح زاخيم، على "تل أبيب" أن تقيم نفسها في ظل هذه الظروف بالغة الحساسية؛ ومع نجاح نظام بشار الأسد، وتزايد الوجود الروسي في سوريا وتضاعف النفوذ الإيراني، فقد "خلق هذا حالة جديدة وغير واضحة"، موضحة أن "هناك حاجة لتحديد قواعد اللعبة التي من شأنها الحفاظ على حرية إسرائيل في العملية العسكرية على الجبهة الشمالية". ويبدو أن كل هذه الظروف وما يجري من استهداف إرساليات السلاح المرسلة من إيران إلى لبنان، "تزيد بشكل كبير من مخاطر تدهور غير مخطط له، نتيجة لوقوع حادث محلي خارج نطاق السيطرة"، وفق الخبير الإسرائيلي الذي قال: "إذا كانت السعودية تتعمد إذكاء النيران بين الجانبين، فإن هذا سيصبح خطرا ملموسا".وأضاف: "هناك حاجة لتحديد قواعد اللعبة التي ستحافظ على حرية إسرائيل في العمليات العسكرية على الجبهة الشمالية"، لافتا إلى قيام الجيش الإسرائيلي بأخذ الموافقة من القادة السياسيين في إسرائيل، على أي عملية تتوفر بشأنها معلومات استخبارية دقيقة وتخطيط جيد". ونبه هاريل في نهاية مقاله إلى أن "هذه الفترة متوترة حتى بالمقارنة مع أحداث السنوات الأخيرة".

 

البلاد تدخل مرحلة غامضة.. و"جبهة" إلى الواجهة قريباً

الراي الكويتية/ 10 تشرين الثاني 2017/لبنان في قبضة المجهول... هذا هو حال بيروت التي تجتاز أياماً عصيبة، كأنها انتقلتْ فجأة إلى "بوز المدفع" في صراعٍ إقليمي يزداد اشتعالاً ويجعل المنطقة فوق "فوهة" احتمالات مأسوية تشبه "مقدّمات" حرب عالمية ثالثة. ففي اللحظة التي اشتدّت المواجهة الإيرانية - السعودية وتعاظمتْ حدّتُها في تطوّرٍ يشي بأن "الحرب أوّلها كلام"، دخلتْ المنطقة وساحاتها حقبةً غامضة يصعب التكهن بما ستؤول إليه في ضوء المنزلقات الخطرة الناجمة عن "التحمية" المتزايدة تحت برميلٍ من البارود. هذا المناخ دَهَمَ لبنان وفَرَضَ وقائع "مجهولة باقي الهوية" منذ إعلان رئيس الحكومة سعد الحريري، ومن المملكة العربية السعودية، استقالتَه المفاجئة بعد يومٍ واحدٍ من إعلان مستشار المرشد الاعلى في إيران علي أكبر ولايتي من بيروت أن لبنان جزء من المحور الإيراني. هذا التطوّر دَفَعَ لبنان إلى ما هو أدهى من أزمةٍ سياسية تتصل باستقالة الحكومة والتشاور لتشكيل بديلٍ منها، إذ انكشف المشهد وعلى نحوٍ دراماتيكي على انتقال "خط التماس" الاقليمي إلى بيروت، الأمر الذي أيقظ أيضاً أزمة داخلية عميقة. ورغم محاولات إخفاء رأس جبل هذا التحول الصاخب بتركيز الأضواء على عدم عودة الحريري من الرياض إلى بيروت والإيحاء بتقييدٍ لحركته، فإن الوقائع المستجدة تؤشر على مرحلةٍ صعبة وقاسية تنتظر لبنان المرشّح لأن يكون ساحة لمواجهة مُكْلفة. وإذ رجّحت مصادر متابعة لـ "الراي" عودة الحريري الى بيروت قريباً، وربما اليوم، للتأكيد على استقالته، فإن السؤال الكبير الذي يَرْتسم في الأفق هو: أي قواعد جديدة للعبة سترتسم في بيروت، بعدما جرى التعامل مع استقالة رئيس الحكومة على أنها خطوة في اتجاه فرْض العزلة على "حزب الله"؟ أوساطٌ سياسية على صلة بمجريات ما يَحدث، قلّلتْ من وطأة ما يجري حين قالت لـ "الراي" انه لا بدّ بعد عودة الحريري من الدعوة لإجراء استشارات نيابية مُلْزِمة لتشكيل حكومةٍ، يفترض أن تكون من التكنوقراط برئاسة شخصية يسمّيها الحريري وغير مرشّحة للانتخابات بغية الاشراف على الاستحقاق النيابي المقبل. وفي تقدير هذه الأوساط ان استقالة الحريري أوقفتْ مساراً انحدارياً سلّم بهيْمنة "حزب الله"، وتالياً فإن الذهاب الى حكومة تكنوقراط سيتمّ في إطار تَفاهُم سياسي يعيد التوازن الداخلي أو يحدّ من اختلاله ويحمي حيادية لبنان ويجنّبه لعبة المَحاور وأثمانها.

ورأت هذه الأوساط ان الرئيس الحريري وبواقعيته السياسية أدرك أنه لا بد من الحفاظ على "الحد الأدنى" من الدولة في لحظة اختلال التوازن الاستراتيجي، لكنه لم ينجح في كبْح جماح الآخرين الذين تعاملوا مع التسوية السياسية على انها فرصة لتشديد قبضتهم على لبنان. وفي رأي هذه الأوساط، التي لا يأخذها الضجيج الخارجي الى رسم سيناريوات "حرْبجية"، انه بعد تأكيد الحريري على استقالته من بيروت، ستعود اللعبة الى "المربّع الأول" في ضوء قيام جبهة متماسكة متراصّة لن تشارك في عملية إنتاج السلطة (حكومة او انتخابات) إلا في إطار تفاهُم يعيد القرار الاستراتيجي الى الدولة ويَحْفظ التوازن الوطني. وفي انتظار عودة الحريري، كان الاستنفار السياسي على أشدّه أمس في بيروت... اجتماعات ماراثونية في القصر الرئاسي في بعبدا، ومشاورات بعيدة عن الأضواء في مقر رئيس البرلمان نبيه بري، وحركة لا تهدأ من الزوار الى دار الفتوى، وسط حراك ديبلوماسي تَصدّره السفير الفرنسي في بيروت برونو فوشيه وملامح سباق بين إصرارٍ لدى البعض في بيروت على تصوير الاستقالة على أنها "ملتبسة أو إجبارية"، مع رسْم علامات استفهام حول ملابسات إقامة الحريري في الرياض وبين إشارات مُعاكسة تصدر من العاصمة السعودية ومحورها نشاط ديبلوماسي لرئيس الحكومة المستقيل في منزله.

 

نديم الجميل: لن نقبل بتبديل القرار اللبناني الحر بأي قرار آخر

وطنية -/10 تشرين الثاني/17/تحدث عضو كتلة الكتائب النائب نديم الجميل امام طلاب الجامعة اللبنانية في كرم الزيتون، في ذكرى ميلاد الرئيس الشهيد بشير الجميل، مشددا على "ضرروة الحفاظ على المبادئ والقيم التي استشهد من اجلها بشير والقضية التي ناضل في سبيلها". وأكد أن "الطلاب هم من يحمل الشعلة ويكمل المسيرة وهم بصيص الامل الآتي بالرغم من كل الصعوبات التي نمر بها". ولفت الى ان "الانتماء يجب ان يكون دائما لبنانيا كما علمنا بشير، وان شهداء المقاومة اللبنانية لم يستشهدوا من اجل منصب وزاري او نيابي أو من أجل ان يكونوا مدراء عامين بل من اجل قضية أنبل واهم هي قضية الحرية والكرامة، ومن اجل مقاومة عمرها 6000 سنة تجسدت في وقت من الاوقات بالمقاومة التي قادها بشير الجميل". وأضاف: "انتم من المؤتمنين على هذه القضية التي تتجسد بكلمات ثلاث هي الامن والحرية والكرامة، ومن اجل هذا الثالوث دافع اهلنا عن لبنان بوجه كل من حاول تنصيب نفسه وليا علينا، من الفلسطيني الى السوري وغيرهم. واليوم في خضم كل ما يجري من حولنا لن نقبل باستبدال الاحتلال السوري بأي احتلال آخر، ولن نقبل بتبديل القرار اللبناني الحر بأي قرار آخر". وتابع: "هناك محاولات لحزب الله وفريقه السياسي ومن خلفهما ايران وحلفائها للسيطرة على لبنان، وهذا الامر رفضناه منذ 15 سنة، وسنبقى على رفضنا له حتى انقضاء الدهر. نحن لم ننتظر في يوم من الايام كلمة سر من احد، ولكن عندما ادرك العالم ان قضيتنا قضية حق وقف الى جانبنا. واليوم لكي ننهض بالبلد يجب ان يكون هناك جيش واحد شرعي من دون اي تنظيم مسلح آخر غير شرعي". وتوجه الى طلاب "القوات" داعيا الى "اليقظة في المرحلة الآتية والابتعاد عن الحساسيات السياسية والحزبية والمناطقية الضيقة والوقوف جنبا الى جنب كلبنانيين لندافع كلنا عن حريتنا وسيادتنا". وطلب من الطلاب "الاستمرار بقول الحقيقة والمطالبة بحقوقهم حتى الرمق الاخير".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الأحمر: المعركة في اليمن مع إيران وحزب الله

العربية/صنعاء - إسلام سيف/10 تشرين الثاني/17/قال نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن_الأحمر، الجمعة، "إن المعركة في اليمن ليست مع ميليشيات الحوثي فقط وإنما مع إيران وحزب الله ومن ورائهم". وحذر من استمرار دعم إيران للحوثيين وتزويدهم بمختلف أنواع الأسلحة والصواريخ الحديثة المتطورة، موضحاً أنها "لم تكن موجودة لدى الجيش اليمني سابقاً". وأكد الأحمر، لدى ترؤسه اجتماعا عسكريا، في مأرب (شمال شرقي صنعاء)، أن إيران وحزب الله لم يقدما لليمن إلا الموت والخراب والدمار. ونبه من الخطر الحقيقي لانقلاب الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران، على السلم والأمن الإقليمي الدولي والملاحة الدولية. ودان نائب الرئيس اليمني، بشدة استهداف المدنيين وإطلاق الصواريخ باتجاه الرياض ومكة واعتداءات الحوثيين على السفن في المياه الإقليمية والدولية، وتهديدهم المستمر بوقف الملاحة الدولية. وثمن دعم وإسناد الأشقاء في دول التحالف الداعمة للشرعية وفي مقدمتها السعودية، وكل الدول الشقيقة والصديقة التي ساندت إرادة اليمنيين. وتحدث الأحمر عن الانتصارات التي يحققها الجيش الوطني بدعم قوات التحالف في نهم (شرق صنعاء) ومختلف الجبهات. كما أشار إلى جرائم الحوثيين بحق منتسبي المؤسسة العسكرية، ونهب ممتلكات ومقدرات الجيش، وإحلال عناصرهم الميليشياوية بدلاً من القيادات المؤهلة. وكرر نائب الرئيس اليمني، دعوته لكل من تبقى في صف الميليشيا أو صامتاً إلى الانضمام للشرعية وتسجيل موقف مشرف للحفاظ على كرامة وهوية وعروبة اليمن، والانتفاض في وجه الميليشيا التي برحيلها سترحل الأزمات والمعاناة عن كاهل أبناء الشعب اليمني، بحسب تعبيره.

 

أميركا: الصاروخ الذي أطلق على الرياض يحمل بصمات إيران

واشنطن – وكالات10 تشرين الثاني/17/أعلن مسؤول في القيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية، اليوم الجمعة، أنه "من الواضح من هجمات الصواريخ الباليستية من #اليمن أن إيران تقدم هذه الصواريخ"، في إشارة إلى الصاروخ الذي أطلقه #الحوثيون مؤخراً واعترضته القوات السعودية فوق الرياض، وغيره من الصواريخ التي يطلقها الانقلابيون. وفي سياق متصل، قال جيفري هاريجيان، قائد وحدة جنوب غرب آسيا بالقيادة المركزية للقوات الجوية للصحفيين خلال زيارة لدبي إن #إيران جعلت شن هجمات بصواريخ باليستية من اليمن أمراً ممكناً.وقال هاريجيان، وهو أكبر مسؤول بالقوات الجوية الأميركية في الشرق الأوسط، إن السلطات تحقق في كيفية تهريب الصاروخ إلى اليمن.

 

الأمير فيصل بن مقرن يخرج عن صمته ويتحدث عن مصرع شقيقه

sputnik /10 تشرين الثاني 2017/قال الأمير السعودي فيصل بن مقرن بن عبد العزيز، إن هناك محاولات "مغرضة ومعادية للمملكة" تهدف إلى الزج بحادثة مصرع شقيقه الأمير منصور، لاختراق وعي المجتمع السعودي الذي يعرف عدوه من صديقه، ويستطيع الفرز بين الحق والباطل. ووصف الأمير، في حوار له مع صحيفة "عكاظ" السعودية، ما تناولته بعض وسائل الإعلام بـ"الفبركات الكاذبة والرخيصة"، وأكد أن "هذه اللعبة الخبيثة لم تعد تنطلي على المواطن السعودي وكل شرفاء العالم". مضيفا أن "المحاولات الدنيئة في تناول أي حدث يتعلق بالسعودية للنيل منها، ليس إلا انعكاسا لمخططات أعداء يزيفون الحقائق ويقلبون الوقائع، ويسعون لبث الفتن في وطننا". وأوضح الأمير فيصل أن شقيقه الراحل الأمير منصور "عرف بولائه لوطنه ودينه وولاة الأمر، وظل حتى آخر ساعة في حياته مخلصاً وفياً لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حتى استشهد وهو يخدم أبناء وطنه متنقلا في ربوع منطقة عسير لتقديم الخدمات والسهر على رعاية من ولاه خادم الحرمين الشريفين رعايتهم، ومن منحه ثقته، فتولى المسؤولية بعين المسؤول حتى لقي ربه، ونحسبه شهيدا في خدمة دينه ثم مليكه ووطنه". وأضاف فيصل: "إن الزيارة التي كانت آخر عمل أداه الشهيد مجدولة منذ وقت سابق، ولم تكن وليدة اللحظة، بل حرص رحمه الله على إعداد جدول أعماله وجولاته، وكان حريصا على أداء عمله بسعادة بالغة وهو يخدم الأهالي صغيرهم وكبيرهم".

 

الحرس الثوري الإيراني ينشئ ميليشيا جديدة في جنوب سوريا

"العربية" - 10 تشرين الثاني 2017/ أنشأ الحرس الثوري الإيراني في سوريا ميليشيا جديدة تحت مسمى مذهبي، وبشكل استفزازي لسكان المنطقة. معارضون سوريون نبهوا إلى أن مهمة التشكيل الجديد هي التخريب على اتفاق خفض التصعيد في الجنوب السوري. اللواء 313 يجمع شباناً في منطقة درعا أسسه ويقوم بتمويله وتدريبه الحرس الثوري الإيراني. اسم التشكيل الجديد يرتبط بمفاهيم مذهبية تحاول طهران تثبيتها في المنطقة. كبير المفاوضين المعارضين إلى جنيف، محمد صبرة، لفت إلى أن تركيبة الميليشيا ليست معزولة عن سياق السياسات الإيرانية التقسيمية في المنطقة.  الميليشيات الجديدة مقرها مدينة ازرع ذات الأغلبية المسيحية، ولكن المقاتلين في الميليشيات هم من الشبان الشيعة في الجنوب السوري. صبرة أكد أن إيران شكلت اللواء بتركيبة طائفية متجاهلة باقي المكونات في المنطقة. يذكر أن إيران تحاول التحايل على تفاهم هامبورغ بين موسكو وواشنطن والذي يفرض إبعاد القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها مسافة لا تقل عن 35 كيلومتراً.  فيما يبعد مقر الميليشيا في بلدة أزرع عن الحدود مع الأردن وإسرائيل نحو 30 كيلومتراً، ما يشكل تهديداً مباشراً للاتفاق بين واشنطن وموسكو.  اقتراب طهران وميليشياتها من الحدود الجنوبية لسوريا يعتبر نوعاً من التخريب لاتفاق خفض التصعيد الذي جرى التوصل له في عمان من قبل كل من الأردن والولايات المتحدة الأميركية وروسيا.

 

ترمب يطالب بكين بتشديد الضغوط على بيونغ يانغ تجنّب تحميل الصين مسؤولية الفائض التجاري «المثير للصدمة»

الشرق الأوسط/10 تشرين الثاني/17/حضّ الرئيس الأميركي دونالد ترمب نظيره الصيني شي جينبينغ، أمس، في بكين على تشديد الضغوط على نظام بيونغ يانغ، مشددا على أن الوقت ينفد لتسوية الأزمة حول برنامج كوريا الشمالية النووي. وفي اليوم الثاني لزيارته إلى الصين، ندّد ترمب بالفائض التجاري الصيني «المثير للصدمة» لكنه لم يُحمّل بكين المسؤولية وألقى اللوم في العجز التجاري الأميركي حيال الصين على أسلافه في البيت الأبيض. وبعدما رحب بتوقيع عقود «رائعة» و«خلق وظائف»، أشاد ترمب مطولا بعلاقاته الممتازة مع الرئيس الصيني، لكنه أكّد أن بإمكان الصين بذل المزيد من الجهود في تسوية الملف الكوري الشمالي. وشدد شي من جانبه على ضرورة البحث عن تسوية عبر الحوار والتفاوض. وقال ترمب في هذه المحطة الثالثة من جولته الآسيوية الطويلة بعد اليابان وكوريا الجنوبية التي ستقوده أيضا إلى فيتنام والفلبين، إن «الصين يمكنها حل هذه المشكلة بسرعة وبسهولة»، كما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف: «الوقت يضغط، وعلينا التحرك بسرعة». ودعا الرئيس الأميركي الصين، وروسيا كذلك، إلى تشكيل جبهة موحدة في مواجهة نظام كيم جونغ أون الذي قام في مطلع سبتمبر (أيلول) بتجربة نووية جديدة. وقال إن «على العالم المتحضر أن يوحد صفوفه لمواجهة الخطر الكوري الشمالي»، داعيا «جميع الدول التي تتسم بحس المسؤولية» لوقف تمويل نظام بيونغ يانغ «القاتل»، ووقف المبادلات التجارية معه. ولم يوضح الرئيس سبل التوصل إلى «حل» في شبه الجزيرة الكورية.

والصين التي تعتبر الشريك التجاري الأكبر وشبه الحصري لكوريا الشمالية، هي في موقع أساسي للضغط على نظام كيم جونغ أون، الذي أجرى في مطلع سبتمبر تجربة نووية جديدة. وقال ترمب: «آمل في أن تتحرك الصين بصورة أسرع وأكثر فاعلية من أي طرف آخر حيال هذه المشكلة»، شاكرا نظيره الصيني على جهوده للحد من المبادلات التجارية مع كوريا الشمالية، وقطع كل الروابط المصرفية معها. أما شي الذي عزز موقعه خلال المؤتمر الأخير للحزب الشيوعي الصيني، فاكتفى بالتذكير بالتزام بلاده بقرارات مجلس الأمن الدولي. وإن كانت بكين صوتت لصالح العقوبات الأخيرة التي أقرتها الأمم المتحدة ضد كوريا الشمالية، فإن واشنطن تطلب منها المضي أبعد من ذلك وقطع شريان بيونغ يانغ الاقتصادي. وردّا على سؤال حول فاعلية العقوبات الدولية، أقر وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون بأن مثل هذا النوع من الإجراءات «يستغرق وقتا». لكنه أكّد أن الولايات المتحدة لديها «مؤشرات واضحة» تدل على أنّها تترك أثرا على الاقتصاد الكوري الشمالي. وشكلت كوريا الشمالية موضوع إحدى أولى التغريدات التي اخترق بها ترمب الحظر المفروض في الصين على «تويتر» و«فيسبوك» و«غوغل»، وكتب: «لا تقللوا من شأننا. ولا تمتحنونا».

وحول ضرورة تطوير العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين، شدد ترمب من جانب آخر على أنه لا يمكن تحميل بكين المسؤولية كاملة. وقال ترمب: «لدينا عجز تجاري هائل مع الصين، الأرقام مثيرة للصدمة». لكنه أضاف: «أنا لا ألوم الصين على هذا الأمر. في النهاية، من يمكنه أن يلوم بلدا على استغلاله بلدا آخر لما فيه مصلحة مواطنيه؟». وتابع: «أنا ألوم بالمقابل الإدارات السابقة التي سمحت لهذا العجز التجاري الخارج عن السيطرة أن يحصل ويتعاظم»، مؤكدا أن بوسع القوتين بناء «مستقبل اقتصادي مشترك أكثر عدلا».

ورغم عدم إعلانه عن طريقة إعادة التوازن إلى المبادلات، رحب ترمب بتوقيع اتفاقات تجارية بقيمة إجمالية تصل إلى أكثر من 250 مليار دولار، وهو مبلغ يقارب فائض الصين مع الولايات المتحدة منذ مطلع السنة (223 مليار دولار). وأعلنت مجموعة «بوينغ» لصناعة الطائرات أيضا عن توقيع اتفاق لشراء 300 طائرة. وشكّل توقيع هذه المجموعة من الاتفاقات التي تشمل قطاعات متنوعة ما بين الطاقة والسيارات والطيران والصناعات الغذائية والإلكترونيات، نقطة محورية في لقاء عقده الرئيسان في اليوم الثاني من زيارة ترمب للصين. وأقرّ وزير الخارجية الأميركي أنه «لا يزال هناك كثير من العمل للقيام به».

وبعد زيارة خاصة إلى «المدينة المحرمة» الأربعاء، أُقيم حفل استقبال حافل صباح أمس للرئيس الأميركي والسيدة الأولى ميلانيا عند مشارف ساحة «تيانانمين» في قلب بكين. وكتب ترمب مساء الأربعاء في تغريدة: «شكرا على ما بعد الظهيرة والأمسية اللتين لا تنسيان».

ويغادر ترمب بكين صباح اليوم متوجها إلى فيتنام، حيث سيعرض رؤيته لـ«منطقة الهند والمحيط الهادي الحرة والمنفتحة» في خطاب ينتظر بترقب شديد. من جانبه، أعلن مستشار الكرملين يوري أوشاكوف، أمس، أن لقاء جديدا سيعقد بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره ترمب اليوم في فيتنام على هامش قمة دول آسيا المحيط الهادي «آبيك»، لكن وزير الخارجية الأميركي أكد أن مثل هذا اللقاء لم يتقرر بعد، إلا أن موقفه بالنسبة لسياسة الصين تجاه دول المنطقة هي التي تترقبها هذه البلدان التي لا تزال تحت وقع صدمة الانسحاب الأميركي من اتفاق الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية عبر المحيط الهادي، في وقت تعتبر الولايات المتحدة وزنا مقابلا للنفوذ الصيني المتصاعد في المنطقة.

 

السعودية والكويت والإمارات تطلب من مواطنيها مغادرة لبنان

الشرق الأوسط/10 تشرين الثاني/17/دعت وزارة الخارجية السعودية مواطنيها الزائرين والمقيمين في لبنان، إلى مغادرة ذلك البلد في أقرب فرصة ممكنة. وعزت ذلك إلى «الأوضاع في الجمهورية اللبنانية»، كما نصحت المواطنين السعوديين بعدم السفر إلى لبنان من أي وجهة دولية. كما دعت الكويت مساء أمس، مواطنيها إلى مغادرة لبنان فورا. فيما أكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية مجدداً في بيان لها أمس ضرورة الالتزام الكامل من قبل مواطني البلاد بعدم السفر إلى لبنان من الإمارات أو من أي وجهة أخرى وأوضح مصدر مسؤول بوزارة الخارجية، أنه بالنظر إلى الأوضاع في الجمهورية اللبنانية؛ «فإن المملكة تطلب من رعاياها الزائرين والمقيمين في لبنان مغادرته في أقرب فرصة ممكنة، كما تنصح المواطنين بعدم السفر إلى لبنان من أي وجهة دولية». وقالت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) في خبر مقتضب إن الخارجية الكويتية تدعو المواطنين الكويتيين في لبنان إلى مغادرته فورا. ولم تذكر الوكالة مزيدا من التفاصيل عن ملابسات الدعوة لمغادرة لبنان فورا. وأعرب المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، عن قلقه من أن تتجه الأوضاع الداخلية إلى تعقيدات متشابكة ومقلقة تماشيا مع ما يدور في المنطقة. ونوهت وكالة الصحافة الفرنسية، بأن هذا التحذير يأتي بعد الاستقالة المفاجئة السبت الماضي لرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري التي أعلنها من الرياض، مرفقا إياها بانتقادات شديدة لإيران ولـ «حزب الله» الممثل في الحكومة. وتسلم الحريري رئاسة الحكومة التي شكلها من ممثلين عن الأطراف اللبنانية المختلفة منذ أقل من سنة، بناء على تسوية شملت أيضا انتخاب ميشال عون، حليف «حزب الله»، رئيسا للجمهورية. وبسبب الأضداد التي تتألف منها، تخلل مسيرة الحكومة الكثير من العثرات. وفي وقت لاحق من أمس، أصدرت السفارة السعودية في بيروت، بياناً دعت فيه المواطنين من زائرين ومقيمين إلى مغادرة لبنان في أسرع فرصة ممكنة، وجاء في البيان: «بالنظر إلى الأوضاع في الجمهورية اللبنانية، فإنّ سفارة المملكة العربية السعودية لدى الجمهورية اللبنانية تطلب من المواطنين الزائرين والمقيمين في لبنان المغادرة في أقرب فرصة ممكنة». كما دعت السفارة مواطنيها إلى عدم التردّد في سرعة التواصل معها في حال حدوث أي طارئ، ووضعت هذه الأرقام الهاتفية للتواصل معها:

هواتف السفارة في بيروت: 009611762722 ـ 006911762711

أرقام شؤون السعوديين: 0096176026555 ـ 0069178803388

مركز الاتصال الموحّد لشؤون السعوديين في الخارج: 00966920033334

 

ترمب من بكين: الرئيس الصيني ممثل قوي ومحترم جداً من شعبه بعد محادثات وصفها بـ«المثمرة» حول التجارة وكوريا الشمالية

الشرق الأوسط/10 تشرين الثاني/17 أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم (الجمعة)، بنظيره الصيني شي جينبينغ بصفته «ممثلاً قوياً» للشعب الصيني، وذلك في ختام زيارته الأولى لبكين التي كان قد انتقدها خلال حملته الانتخابية. وقال ترامب على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قبل توجهه إلى فيتنام المحطة الرابعة من جولته الآسيوية: «محادثاتي مع الرئيس شي جينبينغ كانت مثمرة جداً في ما يتعلق بالتجارة وكوريا الشمالية على حد سواء». وأضاف الرئيس الأميركي الذي كان قد هنأ نظيره الصيني بعد إعادة انتخابه الشهر الماضي على رأس الحزب الشيوعي الصيني، أن شي «ممثل قوي ومحترم جداً من شعبه». وأعرب ترمب عن شكره للصين لمشاركتها في فرض عقوبات دولية على كوريا الشمالية. وصوتت بكين في الخامس من أغسطس (آب)، على مشروع قرار أميركي بتشديد العقوبات ضد كوريا الشمالية. وتطبيقاً لهذا القرار، أعلنت بكين تعليق استيراد الفحم والحديد وثمار البحر من كوريا الشمالية.

كما اكد ترامب خلال زيارته بكين انه لا يوجه أي لوم لبكين على خلفية العجز التجاري. وذلك رغم اتهامه الصين خلال حملته الانتخابية «بسرقة» ملايين الوظائف في الولايات المتحدة.

 

ماكرون يلمح إلى فرض عقوبات على إيران بسبب صواريخها الباليستية وبحث مع قادة الإمارات قضايا المنطقة... وصفقات تجارية بين باريس وأبوظبي

الشرق الأوسط/10 تشرين الثاني/17/قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنه «من الممكن فرض عقوبات فيما يخص برنامج إيران للصواريخ الباليستية»، مع الاحتفاظ بالاتفاق على أن «يضاف إليه ركنان: مفاوضات حول النشاط الباليستي لإيران مع عقوبات إذا استدعى الأمر، ومناقشة استراتيجية تحد من الهيمنة الإيرانية في المنطقة برمتها». وقال أيضا: «سأسعى إلى إقناع جميع من يريدون إعادة النظر في اتفاق 2015؛ شركائنا الأميركيين والجار السعودي». وأعلن ماكرون، خلال مؤتمر صحافي في مدينة دبي أمس، أنه سيتوجه إلى السعودية للقاء الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، وذلك لمناقشة قضايا لبنان واليمن والمنطقة بوجه عام. من جهة أخرى، وصف ماكرون زيارته للإمارات بأنها «مثمرة جدا». واعتبر الإمارات «شريكا أساسيا» لفرنسا، خصوصا في مجال الدفاع، مشيدا بقرارها شراء زورقين حربيين تصنعهما مجموعة «نافال غروب».

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تبادل مع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الأحاديث حول مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين، والتأكيد على الشراكة الاستراتيجية القائمة بين الإمارات وفرنسا، وسبل تطوير هذه الشراكة على مختلف المستويات وفي شتى المجالات، بما ينعكس خيرا على شعبيهما الصديقين. ورحب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، خلال اللقاء، بالرئيس ماكرون، ووصف زيارته إلى دولة الإمارات بالتاريخية، وتتماشى مع علاقات التعاون والصداقة العريقة التي تربط البلدين والشعبين، مؤكدا أن فرنسا دولة صديقة وشريكة لدولة الإمارات منذ عقود طويلة خلت. وقال حاكم دبي: «نحن شركاء وأصدقاء، وصداقتنا ثابتة وقوية وقائمة على الاحترام المتبادل والمصالح الوطنية المشتركة للشعبين الصديقين، ونحن نفتخر بهذه الصداقة التي جاءت زيارتكم لبلادنا ترجمة حقيقية للشعور المتبادل الذي يجمع قيادتي البلدين وشعبيهما».

وبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في وقت سابق مع الرئيس الفرنسي علاقات التعاون والصداقة بين البلدين ومجمل القضايا والتطورات في المنطقة. كما جرى خلال اللقاء بحث العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، وسبل تعزيزها وتطويرها، في ظل ما يربط البلدين من روابط صداقة متينة ومصالح استراتيجية مشتركة. وأعرب ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عن تقديره لالتزام قيادة وحكومة فرنسا بتوطيد أواصر العلاقات التاريخية بين البلدين وتعزيز روابط الشراكة الاستراتيجية بينهما والبناء على تاريخ التعاون الإماراتي الفرنسي الممتد.

وقال إن «علاقة الإمارات بفرنسا قوية ومتينة وتاريخية وتزداد في كل مرحلة عمقا ورسوخا بفضل ما تحظى به من رعاية واهتمام من قبل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس البلاد، وحرصه على الارتقاء بها إلى أفضل المستويات».

وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن اللقاء مع الرئيس الفرنسي يشكل فرصة متجددة للحوار وتبادل الآراء والأفكار حول مجمل القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين، مشيرا إلى أن التنسيق بين البلدين حول تلك القضايا والمستجدات الراهنة في المنطقة، يسير بشكل يخدم الجهود المبذولة من الدول الشقيقة والصديقة من أجل إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة.

من جانبه، أعرب الرئيس الفرنسي عن سعادته بزيارة الإمارات ومشاركته في افتتاح اللوفر أبوظبي والتباحث مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حول القضايا والمسائل التي تهم الجانبين وفي مقدمتها التعاون المشترك في إطار تنامي وتطور العلاقات الثنائية بين البلدين على مختلف المجالات.

وأكد الجانبان مواصلة تعزيز العلاقات الثقافية والاجتماعية والتعليمية والاقتصادية وسعي البلدين المستمر لتعزيز وتطوير التعاون الثنائي ودعم العمل المشترك وتبادل التجارب والخبرات في المجالات كافة، والاستفادة القصوى من فرص الاستثمار التي يتمتع بها البلدان في إطار ما يجمعهما من علاقات استراتيجية ونموذجية. كما أكدا التعاون والتنسيق في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وبما يحقق السلام والأمن والاستقرار والخير للمنطقة. إلى ذلك دعا منتدى الأعمال الإماراتي الفرنسي الذي عقد بدبي أمس إلى تعزيز الشراكات الاقتصادية بين البلدين خصوصا في المجالات الحيوية المهمة لهما. ونظمت المنتدى غرفة تجارة وصناعة دبي بالتعاون مع السفارة الفرنسية في الإمارات و«أعمال فرنسا» الهيئة الوطنية المسؤولة عن دعم تدويل الاقتصاد الفرنسي ومجلس الأعمال الفرنسي، وشمل ثلاث جلسات نقاشية بحضور حشد من المسؤولين وكبار الشخصيات الاقتصادية من البلدين.

وعلى هامش المنتدى وقعت غرفة دبي مذكرة تفاهم مشتركة مع غرفة تجارة باريس التي تضم في عضويتها نحو 650 ألف شركة عاملة في منطقة باريس التي تساهم بنحو 30 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي لفرنسا.

وجرى على هامش المنتدى أيضا توقيع عدد من مذكرات التفاهم الأخرى، ومنها مذكرة تفاهم بين موانئ دبي العالمية وشركة «أكو آند سيراج»، وأخرى بين مركز دبي المالي العالمي و«باريس يوروب بلايس»، وأخرى بين مصدر وديوا من جهة وشركة «آي دي إف» الفرنسية، ورابعة بين ديوا وشركة «آي دي إف» الفرنسية. وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التزامه بتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين بلاده والإمارات، وتوسيع الشراكة الاستراتيجية لتشمل قطاعات ومجالات جديدة. وأشار ماكرون إلى أن الثقافة والتعليم جزء أساسي من التغيير الضروري نحو المستقبل المستدام، مشيدا بالتزام دولة الإمارات وقادتها بتحسين الفرص ودعم الابتكار وبناء المدن الذكية، وهي الصورة التي تعطي شعب الإمارات مكانة متقدمة عالمياً. وأوضح ماكرون، أن معركة فرنسا والإمارات هي معركة واحدة من أجل التسامح والإنسانية، مشيرا إلى أن ما يسمعه عن النمو الذي تحققه الإمارات ومؤشرات اقتصادها تجعله يشعر بالغيرة، نظرا للإنجازات المتعددة التي حققتها الدولة على مختلف الصعد في نمو الناتج الإجمالي وجذب الاستثمارات وقوة الميزان التجاري، معتبرا أن الإمارات أثبتت أن النجاح ممكن حتى في بيئة صعبة، لأنها تمتعت بالإرادة لتحقيق الإنجازات.

وعبر ماكرون عن فخره بالشراكة الجيوسياسية والثقافية والحضارية بين البلدين، معتبرا أن الاتفاقات التي وقعت على هامش المنتدى تعكس التنوع والقوة التي تتصف فيها العلاقة المشتركة، مشيدا بالتعاون في مجال الشركات الناشئة، وتطوير الاستثمارات المشتركة في قطاعات جديدة.

وأشاد الرئيس الفرنسي باستضافة دبي لمعرض إكسبو العالمي 2020 دبي الذي يعتبر فرصة للإنجاز وفتح آفاق جديدة وتأسيس مشاريع مبتكرة، مؤكدا أن معرض إكسبو هو فرصة للدفاع عن القيم وإظهار مجالات الشراكة في المدن الذكية والطاقة ووسائل النقل المبتكرة.

وأشاد الرئيس الفرنسي بالمنتدى والنقاشات التي جرت خلاله، معتبرا إياه أول منتدى من نوعه لجيل جديد، مؤكدا أن الطموح الفرنسي والإماراتي مشترك ومبني على التسامح والإنسانية، داعيا إلى شراكة حقيقية تكون عنوانا لمرحلة جديدة ومتطورة من العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.

بينما أكد البيان الختامي بين الإمارات وفرنسا العزم على مواصلة تعزيز التعاون والشراكة الثنائية بينهما في جميع المجالات خلال السنوات المقبلة، والعمل بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، وضمن «التحالف» لهذا الغرض الذي انطلق في فبراير (شباط) 2017، حيث سيعملان أيضا على تعزيز تعاونهما في مكافحة ومواجهة التطرف والإرهاب، وستشارك الإمارات في المؤتمر الدولي المعني بمكافحة تمويل الإرهاب الذي تنظمه فرنسا العام المقبل 2018. وذكر البيان استمرار البلدين في التعاونين الدفاعي والتعليمي، وذلك بإعادة تدريس اللغة الفرنسية في المدارس الحكومية الإماراتية، وتطوير تدريسها في المدارس الخاصة وتعزيز عملية تدريب المعلمين. وفي مجال الثقافة والتراث، أكدت فرنسا والإمارات مساهمتهما في مبادرة الصندوق العالمي لحماية التراث الثقافي في مناطق الصراعات المسلحة، وذلك خلال انعقاد المؤتمر الدولي المعني بـ«حماية التراث الثقافي في مناطق النزاع» الذي نظم في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وأكدت الإمارات مشاركتها في مؤتمر القمة المعني بالمناخ الذي سيعقد في باريس في 12 ديسمبر 2017. وأكدت أيضا عزمها الانضمام إلى التحالف الدولي للطاقة الشمسية الذي أطلق بمبادرة فرنسية - هندية، وستخصص فرنسا والإمارات مشاريع مشتركة في مجال الطاقة المتجددة بأنواعها المتعددة.

 

الولايات المتحدة تفرج عن الدفعة الأخيرة من وثائق اغتيال كينيدي شملت ملفات حول اغتيال مارتن لوثر كينغ

الشرق الأوسط/10 تشرين الثاني/17/أفرجت الولايات المتحدة اليوم (الخميس)، عن قرابة 13 ألف وثيقة سرية متعلقة باغتيال الرئيس الأميركي جون كينيدي عام 1963. وكشفت العديد من الوثائق التي أفرج عنها بحسب شبكة (سي إن إن) الإخبارية، عن صراع بين أجهزة الاستخبارات خلال عملية التحقيق، بالإضافة إلى أنشطة سرية في الحرب الباردة. كما أكدت إحدى الوثائق المفرج عنها، علم وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بزيارة هارفي أوزوالد الذي اتهم باغتيال كيندي للعاصمة المكسيكية قبل عملية الاغتيال، إذ كشفت الوثيقة (1963) عن صدمة رجال الاستخبارات المركزية بعد سماعهم اسم أوزوالد وارتباطه بعملية الاغتيال، والتي وصفها جون ويثن في ذات الوثيقة بالصدمة الكهربائية. وضمت الدفعة الرابعة والأخيرة من الوثائق السرية المتعلقة باغتيال الرئيس كينيدي، العديد من الملفات التي لم تقتصر على اغتيال الرئيس كينيدي فقط، إذ شملت وثائق حول أنشطة الولايات المتحدة في كوبا، واغتيال مارتن لوثر كينغ، بالإضافة إلى وثائق تم إعادة الكشف عنها بعد تحريرها. وكان الكونغرس الأميركي، قد أصدر قانوناً عام 1992، منح الحكومة 25 عاماً للإفراج عن جميع الملفات السرية المتعلقة باغتيال كينيدي، وترك قرار حجبها لرئيس الولايات المتحدة. ورغم قرار الرئيس دونالد ترمب الإفراج عن ملفات عملية اغتيال كيندي، إلا أنه اختار منع الإفراج عن بعض الوثائق، وحجب بعض الأسماء.

 

ولي العهد السعودي يبحث مع الرئيس الفرنسي مستجدات الأوضاع في المنطقة ,ماكرون عبر عن وقوف فرنسا وتضامنها مع المملكة

الشرق الأوسط/10 تشرين الثاني/17/عبر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، عن استنكار فرنسا لاستهداف ميليشيا الحوثي الانقلابية مدينة الرياض بصاروخ باليستي. وأكد ماكرون خلال اجتماعه مع الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، بعد وصوله الرياض اليوم (الخميس) في زيارة للمملكة، ، وقوف فرنسا وتضامنها مع السعودية. وجرى خلال الاجتماع، استعراض العلاقات السعودية الفرنسية، والشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدين ، وبحث الفرص لمواصلة تطوير التعاون الثنائي ضمن رؤية المملكة العربية السعودية 2030 . كما تم بحث مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، والجهود المبذولة من أجل أمن واستقرار المنطقة، بما فيها التنسيق المشترك تجاه مكافحة الإرهاب . حضر الاجتماع الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان محافظ الهيئة الملكية لمحافظة العلا، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد العيبان، ووزير الخارجية عادل الجبير، والمستشار بالأمانة العامة لمجلس الوزراء ياسر الرميان، والمستشار بالديوان الملكي فهد تونسي.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الصاروخ الذي أسقط الحكومة اللبنانية

سليم نصار/الحياة/11 تشرين الثاني/17

منذ تحقيق مبادرة الوفاق الوطني التي جمعت فريق 14 آذار مع فريق 8 آذار، لم يعرف لبنان أزمة مقلقة بحجم الأزمة التي عصفت بأجوائه السياسية خلال هذا الأسبوع. وهي الأزمة التي فجّرتها استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري يوم السبت الماضي، والتي أخذت بعداً إقليمياً خطيراً فور انتقالها إلى لبنان عبر قناة «العربية» السعودية. كذلك اتسع حجم المسببات ليشمل إيران التي اتهمها الحريري بأنها صادرت القرار الحر من اللبنانيين بحيث أصبحت لها الكلمة العليا والقول الفصل في شؤون البلاد وشجونها. ورأى كثيرون أن التمهيد لمسلسل الأحداث بدأ مع الزيارة التي قام بها للرياض رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل. خصوصاً أنهما ركزا أثناء اجتماعهما بولي العهد الأمير محمد بن سلمان على تعداد الأساليب التي يستخدمها «حزب الله» من أجل خلق أمر واقع يخدم مصالح إيران ويسهل هيمنتها على مؤسسات الدولة.

إضافة إلى صورة الاحتقان السياسي التي رسمها جعجع والجميل، جاءت زيارة الحريري إلى الرياض لتكشف عن حقيقة النظرة المتعالية التي تتعامل بها طهران مع لبنان. وكان ذلك عبر لقائه مع مستشار المرشد الأعلى الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي. ففي ذلك اللقاء قال ولايتي إن إيران تحمي استقرار لبنان، وتدعم حكومته وتؤيد استقلاله. وقال أيضاً: «إن لبنان انتصر على الإرهاب، الأمر الذي تعتبره طهران انتصاراً لكل المنضمين إلى محور المقاومة في مواجهة الإرهاب الذي تدعمه الولايات المتحدة». وقد أضاف فريق 14 آذار كلام ولايتي إلى التصريح الاستعلائي الذي أطلقه الرئيس حسن روحاني آخر الشهر الماضي. ومع أن روحاني يُصنَّف في خانة المعتدلين، إلا أنه عكس في كلمته دور الهيمنة الذي اتخذته إيران حيال المواجهة مع العالم العربي. قال: «لا يمكن في العراق وسورية ولبنان ودول الخليج ودول شمال أفريقيا القيام بأي خطوة مصيرية من دون موافقة إيران».

وكان روحاني بهذه الوصاية السياسية يجرّد الدول العربية من حرية القرار، ويجعلها رهينة لإرادة إيران ومصالحها القومية. لهذا قوبل تصريحه في حينه بحملة انتقاد عارمة شاركت في صنعها غالبية القوى المؤثرة في الدول العربية المعنية. واللافت أن كل تلك المواقف الاستفزازية الصادرة عن مسؤولين إيرانيين لم تزعزع علاقة التعاون بين الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري. أي العلاقة التي دشنها فريق 14 آذار بالتنسيق مع فريق 8 آذار، في 20 تشرين الأول (أكتوبر) عام 2016.

ويؤكد المراقبون في بيروت أن سعد الحريري حمل معه من الرياض إلى جلسة مجلس الوزراء يوم الخميس الأسبق أفضل الانطباعات وأكثرها ارتياحاً. وقال في مستهل الجلسة: «إن الإخوة في السعودية يتفهمون وضعنا. وهو وضع يعكس الاطمئنان إلى موقفهم من لبنان».

بعد مرور يومين تقريباً، عاد سعد الحريري إلى الرياض ليدلي بتصريح مفاجئ يعلن فيه استقالته عبر قناة «العربية». وقد نقلت بيان الاستقالة محطة «المستقبل». وفيه يلخص الأسباب التي دفعته إلى اتخاذ مثل هذا القرار... والتي وصفها بأنها شبيهة بالأجواء التي سادت لبنان قبل اغتيال والده.

وبعد أن امتدح أبناء الشعب اللبناني العظيم، هاجم إيران لأنها تطاولت على سلطة الدولة، وأنشأت دولة داخل الدولة. ثم اتهم «حزب الله» بالسعي إلى خطف لبنان من محيطه العربي والدولي بهدف خلق أمر واقع جديد بقوة السلاح. وفي آخر البيان، حذر الحريري من التدخل في شؤون الأمة العربية، وقال: «إنها ستقطع الأيادي التي تمتد إليها بالسوء... وإنها مستعدة للرد على إيران في البحرين واليمن وكل جزء من أجزاء أمتنا الغالية».

في تعليقه على بيان سعد الحريري، أطل السيد حسن نصرالله، الأمين العام «حزب الله»، عبر شاشات التلفزيون ليتحدث بصوت هادئ، عن انطباعاته على مضمون البيان، ويشكك في صدوره عن رئيس الحكومة. وقال إنه ينتظر عودته إلى بيروت ليستوضح منه الدافع الحقيقي الذي فرض عليه تغيير موقف لا ينسجم مع كلامه في مجلس الوزراء. تباينت الاجتهادات في تفسير الدافع الحقيقي لاستدارة الحريري وإعلان خروجه من صف الانسجام. البعض عزا السبب إلى رفضه أي تطبيع أو تواصل مع نظام الأسد، بخلاف الرئيس ميشال عون وصهره وزير الخارجية جبران باسيل اللذين سارعا إلى تعيين سفير جديد في دمشق عوضاً عن الاكتفاء بقائم بالأعمال. أو عوضاً عن انتظار قرار الجامعة العربية التي طردت النظام السوري من صفوفها. التفسير الثاني مرتبط بموعد الانتخابات النيابية المقبلة (ربيع 2018) وبأهمية تجديد نشاطه السياسي بغرض إحياء الكتلة النيابية التي أرسى والده دعائمها. وهذا يقتضي منه التفرغ الكامل، والانفصال عن خط التسوية الذي رسمه مع ميشال عون في عام 2016.

التفسير الثالث يشير إلى أهمية التوقيت الذي صدر فيه بيان الاستقالة... وإلى المكان الذي أعلنه منه. أي إلى الرياض التي أقلقها دخول إيران على خط النزاع مع حوثيي اليمن من طريق تزويدهم بصواريخ باليستية. وقد رصدت السعودية استخدام هذه الصواريخ لإلحاق الأذى بالمواطنين والمنشآت العامة منذ منتصف الشهر الماضي. وكانت إيران قد عرضت صاروخاً باليستياً للمرة الأولى خلال إحياء الذكرى الـ38 لاقتحام السفارة الأميركية في طهران. وعرض المتظاهرون صاروخاً باليستياً أمام مبنى السفارة من طراز «قدر- أف» يبلغ مداه ألفي كيلومتر.

وألقى الجنرال حسين سلامي، نائب قائد «الحرس الثوري»، بهذه المناسبة كلمة جاء فيها: «يجب أن يقبل العالم أن القدرة التي تؤدي دوراً مهماً في المنطقة هي إيران. وهذا الدور ينطلق من شمال البحر الأحمر حتى الشرق الأوسط. وهو دور واضح لا يمكن إنكاره في سورية والعراق ولبنان». ومع أنه لم يشمل اليمن في قائمة الدول التي ذكرها، ولكن كميات الأسلحة التي تُرسَل من إيران إلى الحوثيين كافية لإثبات دورها. وكانت آخرها الصواريخ الباليستية التي تُطلق باتجاه المدن والمنشآت السعودية. وقد تزامن تفجير صاروخ باليستي خامس أطلِق من اليمن باتجاه مطار الرياض مع وجود سعد الحريري في العاصمة السعودية. ويرى المحللون أن قرار الاستقالة من رئاسة الحكومة اللبنانية جاء متلازماً مع بيان قيادة تحالف الشرعية في اليمن، والذي يقضي بإغلاق المنافذ اليمنية موقتاً، الجوية منها والبحرية والبرية. مع الإشارة إلى استمرار دخول طواقم الإغاثة والمساعدات الإنسانية.

وفي المحصلة النهائية، يتبين مما تقدم أن الاتفاق الدولي والإقليمي الذي شاركت في بلورة عناصره دول عدة بينها: السعودية وإيران وروسيا والولايات المتحدة... هذا الاتفاق تعرض للتصدع بسبب ازدياد حدّة الخلاف بين الرياض وطهران. وكان من الطبيعي أن ينعكس ذلك الخلاف على الساحة اللبنانية.

لا شك في أن رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري سينتظران أطول مدة ممكنة على أمل أن تثمر الوساطات الدولية والعربية بحيث يقتنع سعد الحريري بضرورة التراجع عن قرار الاستقالة. ولكن مثل هذا القرار مرتبط بوقف تدخل إيران في الشأن اللبناني واليمني. علماً أن طهران زعمت على لسان بهرام قاسمي أن اليمن يتصرف في حربه في شكل مستقل. وترى الرياض أن تزويد الحوثيين بصواريخ باليستية يعني أن إيران متورطة في المجابهة بطريقة غير مباشرة. مثلما يعني أن هذا التورط يسقط عن اليمن صفة الدولة المستقلة في قراراتها.

وفي هذا السياق، شنّ الرئيس الإيراني حسن روحاني هجوماً على المسؤولين السعوديين، اتهمهم فيه بإرغام سعد الحريري على إعلان استقالته من الرياض. بقي أن نذكر أن الرئيس عون لم يعلن قبول الاستقالة كونها غير مستوفية الشروط القانونية. وتقول المادة 69 من الدستور «إن الحكومة تعتبر مستقيلة إذا استقال رئيسها». وبسبب الغموض الذي رافق الاستقالة الشفهية عبر التلفزيون، فقد وقع اللبنانيون في بلبلة أعقد من بلبلة أهل بابل!

 

ما هي خيارات عون؟

مرلين وهبة/جريدة الجمهورية/ السبت 11 تشرين الثاني 2017

القانون لم يلحظ أيّ مهلة محدّدة لرئيس البلاد

في ضوء التطوّرات المتسارعة لبنانياً بعد إعلان رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته من الرياض واستمراره مقيماً فيها، يترقّب اللبنانيون الخيارَ الذي سيتّخذه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قريباً، ويكون الكلمة الفصل في شأن هذه الاستقالة. فماذا عساه يكون هذا الخيار؟تنصّ المادة 29 من اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية الموقّعة عام 1961 على الآتي: «لشخص الممثل الديبلوماسي حرمة، فلا يجوز بأيّ شكل القبضُ عليه أو حجزُه، وعلى الدولة المعتمد لديها أن تعامله بالاحترام اللازم له، وعليها أن تتخذ كافة الوسائل المعقولة لمنعِ الاعتداء على شخصه أو على حريته أو على اعتباره».

هذه الاتفاقية وقَّعها لبنان عام 1971، والسعودية عام 1981، وهي مبرَمة أصولاً، أمّا المادة 31 منها فتقول إنّ ممثّل الدولة يتمتّع بالحصانة القضائية الجنائية، فهل ينطبق هذا الواقع على رئيس مجلس الوزراء؟ خصوصاً أنّ هذه المادة تنطبق على رؤساء الدول والسفراء وممثّلي الدول؟

رئيس مؤسسة Justicia بول مرقص يوضح الخبير في القانون الدولي المحامي بول مرقص «أنّنا لو ذهبنا في هذه المادة إلى الفقه والاجتهاد الدوليين، من الممكن اعتبار أنّ هذه النصوص، وإن لم تسَمِّ رئيسَ الوزارء صراحة، تلحَظ حمايةً وحصانة له من أيّ اعتقال أو توقيف أو قبض عليه، ولو لم تكن هذه الحصانة ترقى إلى رئيس الدولة، إذ هو يتمتّع بهذه الحماية الدولية والديبلوماسية وإذا أبقينا الناحية القانونية المبدئية المفترضة.

إلّا أنّ البعض يطرح السؤال، طالما إنّ الحريري يملك جنسيةً أُخرى، تكون الجنسية في هذه الحالة (على افتراض حصول التوقيف) ليست هي محلّ التأثير، بل ودائماً، على سبيل افتراضي فإنّ الأفعال التي قد تُنسَب إلى المعني بها، أي افتراضاً رئيس مجلس الوزراء، تكون قد وقعَت على الأرض السعودية، فهناك أساساً صلاحية إقليمية وطنية وليست بسبب أنّه يحمل الجنسية السعودية. فهذا الأمر تحجبه قواعد وأصول التعامل الديبلوماسي. أي أنه على رغم أنّ الحماية الدولية موجودة، فإنّ القصّة ليست قصة جنسية، بل الرابط المحلي الوطني يكون الصلاحية الأصلية للبلد، أي أنّ الجرم وقع في أرضها، لذلك لن تستقيم الحماية الدولية في هذا الوضع والتي تحجب الأولوية على الشأن الوطني، وفي الوقت نفسه لا تنفي أنّ هناك قواعد وأصولاً قضائية ساعتئذ يَسلكها البلد المعني وهي احترام الاتفاقية الدولية.

في المقلب الآخر إذا اتّضَح أنّ الرواية كانت مجرّد مزاعم، وأنّ الروايات التي تنشَر في بيروت على سبيل المثال اتّضَح أنّها كاذبة، وإذا تبيّن أنّ أهدافَها زعزعة الثقة بمكانة النقد الدولي، أي إذا كانت ترمي الى إضعاف سعر الليرة اللبنانية وزعزعة ثقة الجمهور بمتانة الدولة ودورها، فهذا يقع ايضاً تحت طائلة العقوبات وتحت المادة 319 من قانون العقوبات التي تصل العقوبة فيها إلى السجن من 6 أشهر إلى 3 سنوات. إنطلاقاً ممّا ذُكِر، وأمام الاتفاقات المبرَمة أصولاً من المملكة العربية السعودية ولبنان، وأمام هذه الأجواء المتشنّجة، ما هي خيارات رئيس البلاد؟

1 - دستورياً لا يمكن رئيس الجمهورية اعتبار رئيس الحكومة مستقيلاً لأنّه لا يملك استقالة خطّية، فربّما عدلَ رئيس الحكومة عن رأيه لاحقاً، إذ يجب عليه تقديمُ استقالته في كتابٍ خطّي، وهذه القواعد هي قواعد ومبادئ عامة في الدولة اللبنانية تَرعى هذا الموضوع. فيما يَلفت الخبراء القانونيون إلى أنّه حتى الأجير يقدّم استقالة خطّية فكيف برئيس الوزراء؟ ومِن المتعارف عليه أنّ الدولة لا تعمل بالاستقالة الشفوية فقط، لأنّ المستقيل شفويّاً قد يتراجع بعد ثنيِه عن الاستقالة بواسطة مستشارين أو حلفاء.

2 - الظروف القسرية: إذا تعذّرَ حضور رئيس الحكومة أمنياً، عندئذ يتفهم المعنيون الأمر ولا يمكن إجبارُه على المجيء، ويكون رئيس البلاد معذوراً إذا لم يقبل الاستقالة.

وفي هذا السياق، يقول المتابعون، إنّ رئيس الجمهورية حتى اليوم يُحسن التعاطي مع الاستقالة وقد تلقّفها بكثيرٍ من الدراية، لأنه إذا دعا إلى استشارات نيابية وعاد الحريري ليقولَ إنّه كان في ظروف أرغَمته على الاستقالة فكيف سيكون موقفه؟

وتجدر الاشارة «أنّ الدولة لا تتعامل بمنحى دستوريّ كهذا»، لافتاً إلى أنه «إذا لم يكن هناك تجاوُب خارجي، وإذا أرادت العجَلة السياسية في لبنان إكمالَ دورتِها الطبيعية، خصوصاً إذا طالت الأزمة، وأُريدَ تشكيل حكومة، يمكن لرئيس الجمهورية اللجوء إلى خيارات أخرى نصّت عليها المادة 69 من الدستور، ومنها:

1 - إستقالة 11 وزيراً أو ما فوق، وعندئذ تُعتبَر الحكومة مستقيلة ولو لم يقدّم رئيس الوزراء استقالته وفقاً للأصول، ويستطيع إذ ذاك رئيس الجمهورية أن يبنيَ على هذه الاستقالة ليَعتبر أنّ الحكومة مستقيلة حكماً وبالتالي يدعو إلى استشارات نيابية.

2 - طرح المجلس النيابي الثقة في الحكومة. إنّما يُعتبَر هذا الأمر صعباً في الوقت الراهن ومعقّد أكثر من الناحية الدستورية. ويبقى الأسهل، وخصوصاً إذا طال تعليق عجَلة الحكم وغَدت قضايا اللبنانيين والانتخابات النيابية معلّقة، فالأفضل اللجوء الى الحل ّالأوّل، خصوصاً بعد إعطاء فرصة للحلّ السياسي من دون التوصّل إليه، عندئذٍ من الأسلم أن يُقدّم 11 وزيراً استقالتهم.

ويقول الخبراء القانونيون أنْ ليس من الصعوبة تأمينُ هؤلاء الوزراء في ظلّ حدّ أدنى من التوافق السياسي لتُعتبرَ عندها الحكومة مستقيلة، وبذلك يستطيع رئيس الجمهورية بعدها الدعوة إلى استشارات نيابية، ويكون بالتالي في مأمنٍ عن أيّ خطأ دستوري أو خَلل في الأداء.

أمّا بالنسبة إلى المهَل، فيوضح الخبراء «أنّ القانون لم يلحَظ أيَّ مهلة محدّدة لرئيس البلاد، بمعنى آخر، لا مهلَ دستورية للرئيس. لكنّ مصادر مواكبة تلفت إلى أنّه لا يمكن الرئيس، خصوصاً بعد إعطائه فرصةً للحلّ السياسي ولم يتّضح هذا الحلّ، تركُ الناس معلّقين والانتخابات في مهبّ الريح، فاللبنانيون يتفهّمون إعطاءَه مهلةً معقولة للحلّ، لكن إذا لم ينضج حلّ، لا بدَّ له من أن يحسم أمرَه، إلّا إذا أراد من موقعه المتريّث أن يقاوم فرضية تقييد حركة رئيس الوزراء من باب الضغطِ والتمسّك بموقف سيادي، أي تحرير رئاسة الحكومة من القيود... أمّا التريّث للتريّث فهو ليس بموقف قانوني».

 

الإستقالة بدأت في بيروت وأُعلِنت في الرياض 2017

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية/ السبت 11 تشرين الثاني

«الغموض البنّاء» انفجَر على شكل استقالة فاجأت الجميع

 أعطت استقالة الرئيس سعد الحريري من الرياض منفذاً شكلياً لـ«حزب الله» لكي يصبّ جام زخمِه على ما سمّاه احتجاز الحريري، متجاوزاً هو وحلفاؤه، أسبابَ الاستقالة ونتائجَها، ولكلّ من هؤلاء حساباته المختلفة.وإذا كان «حزب الله» قد أصيبَ في التركيبة التي عملَ على إنتاجها جاهداً منذ 7 أيار والـ«سين ـ سين» والتي تتلخّص في نيلِ غطاءٍ شرعي لبناني لدوره الإقليمي، فإنّ رئيس الجمهورية ميشال عون الذي لم يتوقّع الاستقالة، والذي بالغَ في استثمار قدرةِ الحريري على الاحتمال، بدا وكأنّه قد فقدَ «نِصفَه الوطني الثاني» الذي عوّل عليه كثيراً بعد التسوية الرئاسية التي أريقَ كثيرٌ مِن الحبر لتدبيج فلسفتِها و«غموضها البنّاء».

هذا الغموض البنّاء انفجَر على شكل استقالة فاجأت الجميع، لكن لم تكن خارج سياق الاعتراض الجدّي في شارع الحريري وبيئة تيار «المستقبل». ويكفي تتبُّع خطاب بعضِ المعترضين الوازنين، لتلمّسِ مدى عدمِ ملاءمة هذه التسوية مع الوقائع.

في داخل كتلة «المستقبل» احتفَظ الرئيس فؤاد السنيورة الذي لم ينتخب عون بخطاب أكثر من تذكيري، ولم تكن مصادفةً أن تخرج الكتلة ببيانها الأسبوعي، وكأنّها كتلة معارضة للحكومة والتسوية، وهذه مفارقة لازَمت الحكومة حتى استقالتها، فالسنيورة بقيَ في مكانه، ولم يُهلل لعهد عون، وكذلك فعلَ نواب كثُر كالنائب أحمد فتفت الذي صَمت إرادياً طوال الأشهر الماضية، أمّا غيره من نواب الكتلة وليس عددهم بقليل، فقد كانوا يستظلّون بمواقف الكتلة مستمرّين في الاعتراض على مسار توقّعوا نتائجَه منذ البداية.

أمّا خارج تيار «المستقبل»، فقد كان للأصوات التي فَقدت الأمل في استعادة التوازن، صدى عميق في وعي بيئة «المستقبل»، وفي المدى الذي يبدأ من الرياض ليصلَ إلى بيروت، وليس غريباً في هذا المجال أن يكتب الدكتور رضوان السيّد سلسلة مقالات قرَأ فيها نتائج التسوية، وأن يذهبَ بما لصوتِه من صدى عربي وإسلامي إلى تأسيس لقاء سياسي تحت عنوان «تصحيح الخلل الجسيم» الذي أنتجَته التسوية، وكان خطأ بعض الجهات في «المستقبل» أنّها وضَعت ما يقوم به السيّد أو غيرُه ضمن سياق ضيّق، معتقدةً أنّ كلَّ هذا الاعتراض يَصدر عن رئيس حكومة سابق، لا عن دينامية وعن حسّ أهلي وشعبي متنامٍ.

وعلى هذا يمكن القول إنّ الاستقالة بدأت فعلاً في بيروت وأُعلنت في الرياض، وما ستكشفه المرحلة المقبلة من كلام قيل في الغرف المغلقة، سيؤكّد أنّ الحريري الذي استثمر قدرته على الاحتمال إلى نهايتها، كان يناقش في استقالته جدّياً، ومرّات ومرّات كان يسأل عن التوقيت الأمثل، كما أنّ هاجس تكرار المرحلة الماضية كان ماثلاً لديه، فالسؤال الذي طرَحه دائماً على نفسه وعلى من يثقُ بهم: إذا قدّمتُ استقالتي ماذا يضمن أن لا أُترَك وحيداً في هذه المواجهة؟ وعلى الرغم من أنّ الحريري قد نال من الضمانات ما يكفي لاتّخاذ القرار، إلّا أنّه فضّلَ أن يستمرّ في تسويق خيار الاستمرار من الداخل، والاستفادة من الوجود في السلطة للجمِ أيّ اتّجاه لدى «حزب الله» للاندفاع إلى الفوضى كسلاح ردعٍ ضدّ خصومه. كان الكَيلُ السعودي قد طفح، وبات على الحريري أن يختار، بين الاستمرار وقطعِ العلاقة مع المملكة أو الاستقالة، ففضّلَ الاستقالة، تاركاً «حزب الله» وعون في مرحلة انعدامِ الخيارات البديلة، إلّا منها تلك التي سيلجأ إليها «حزب الله» في نهاية المطاف، والتي ستقطع الطريقَ على عهد عون، وستُنهي صيغة التوازن الثلاثية («المستقبل» و«التيار الوطني الحر» و«حزب الله») التي أملَ عون في أن تكون مظلّة أمانِ السنوات السِتّ

 

لهذه الأسباب رُفِض اقتــــراحُ استقالة 11 وزيراً إذا لم يعد الحريري 

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/السبت 11 تشرين الثاني2017

إذا تعثّرت عودةُ الرئيس سعد الحريري من الرياض ستتّجه الأنظار الى مجموعة من السيناريوهات السلبية في معظمها قياساً على حجم الخلاف الإيراني - السعودي وما بلغته المواجهة بينهما على الساحة اللبنانية. وفي خطوة استباقية لأيِّ طرحٍ يحيي الحديث عن التوازن السنّي - الشيعي تتعدّد الآراء برفض ذلك قبل عودة الحريري، وإلّا هناك مَن يقترح استقالة 11 وزيراً من الحكومة لإسقاطها. فما هو المطروح؟ وما هي المحاذير السلبية المتوقّعة؟أيّاً كانت النتائج التي تفضي إليها مشاوراتُ رئيس الجمهورية الداخلية والخارجية تجاه حدَث لم تشهده البلاد في حجمه وشكله ومضمونه منذ الإستقلال، فاستقالةُ الحريري كما حصلت لم يلحظها أيٌّ من السيناريوهات التي كانت متوقّعة على الإطلاق. علماً أنّ كثيراً من المراجع التي تترقب التطورات كانت وما زالت تتحدّث عن الرعاية الدولية والإقليمية التي وضعت لبنان على لائحة الدول المستقرّة سياسياً وأمنياً رغم وجوده في محيطٍ ملتهب.

ففي إطار كل القراءات السياسية والديبلوماسية التي تحدّثت عن حجم الإستقرار الذي يحظى به لبنان وحجم التفاهمات الإقليمية التي حمته طوال السنوات الماضية استندت الى معطيات وتفاهمات حصَرت فيها الأطراف المتقاتلة في سوريا والعراق معاركها من ضمن حدودهما الجغرافية وأبقت لبنانَ خارج مساحات التوتر حتى بشقّه الإيراني - السعودي. لكنّ هناك مَن كان يحذّر مِن أنّ التوازنات الدقيقة في المنطقة إذا إختلّت لا بدّ مِن أن تنعكس على لبنان. ولوحظ أنّ كل هذه التوقعات مهما غالت في ترسيم الصورة السلبية إستثنت الجانبَ الأمني من النزاع في لبنان مطمئِنة الى عنصرَين مهمَّين:

- الأول يستند الى قدرات المؤسسات العسكرية والأمنية ووحدة الموقف السياسي بعدما تبادلت القيادات العسكرية والأمنية الأدوار الضامنة للأمن مع القيادة السياسية لمجرد اكتمال عقد المؤسسات الدستورية، فتخلّت عن رعايتها للمؤسسات السياسية التي وفّرتها على مدى 29 شهراً من الشغور الرئاسي وشكّلت صمّامَ أمان لتلك الحقبة الغابرة. لا بل فقد أثبتت التجارب أنها كانت وما زالت قادرةً على فرض الأمن والإستقرار في الداخل طالما أنّ المواجهة محصورة مع مجموعات إرهابية أو خلايا نائمة بعدما أنهت وجودَ بعض البؤر الأمنية الفتنوية.

- الثاني، مردّه الى فقدان الطرفين اللذين يمكنهما تبادل إطلاق النار. فالسلاحُ خارج ما تمتلكه وتستخدمه القوى العسكرية والأمنية اللبنانية الشرعية محصورٌ بجانب واحد هو «حزب الله» وقد تعهّدت قيادته في السرّ والعلن بأنها لن تستخدمَه في الداخل أيّاً كانت الظروف التي يمكن أن تقود الى ما يُسمى «الطلقة الأولى» التي تستدرج اللبنانيين الى الفتنة الداخلية تحت أيّ شعار.

ولذلك، بقيت كل السيناريوهات المتوقّعة محصورة بالحديث عن الأزمات السياسية أو الدستورية بعيداً من أيّ توتير أمني خارج أيّ مواجهة مع بعض البؤر المحاصَرة كبعض المخيمات الفلسطينية وتجمّعات النازحين السوريين التي وُضعت تحت المراقبة اللصيقة منعاً لأيّ إشكال أو حدث أمني.

لكن ما طرأ السبت الماضي عقب استقالة الحريري دفع الى إعادة تقويم المخاطر التي تواجه اللبنانيين. فكان التشديد على وحدة القرار السياسي والأمني وهو ما ترجمه التحرّك الذي قاده رئيس الجمهورية استباقاً لأيّ حدَث يستدرج الفتنة، ولاقته دار الفتوى بالوجه الآخر المطلوب لتخفيف أجواء الإحتقان ومنع أيّة ردّة فعل غير محسوبة النتائج، فتلقّف العهد كرة النار تأسيساً على ما قالت به التسوية السياسية التي عُقدت قبل عام تقريباً فنزعت كثيراً من الفتائل التي يمكن أن يستخدمَها «طابور خامس» أو أيّ جهة أخرى فبقيت المواقف حتى اللحظة تحت سقفٍ مقبول لا يوحي بإمكان انتقال النزاع السياسي الى أيّ وجهٍ أمني آخر.

وتزامناً مع التطورات المتسارعة، لا يمكن أحد التكهّن من اليوم الى أيّ حدّ يمكن ضبط هذا الوضع وإبقاؤه تحت السيطرة في ظلّ الخطوات السعودية العقابية في حقّ لبنان والتي بدأت تذرّ بقرنها بدعوة رعاياها ومعها دول خليجية أخرى الى مغادرة لبنان فوراً تزامناً مع استمرار غياب الحريري في ظروف ملتبسة دفعت الى الحديث عن «إقامة جبرية».

وفي ظلّ الحراك السياسي الإقليمي والدولي لمقاربة الأزمة الناشئة حديثاً تعدّدت السيناريوهات المتوقّعة سياسياً وديبلوماسياً، وخصوصاً عند البحث في شكل إقامة الحريري وظروفها في السعودية وصولاً الى اعتبار البعض أنه حرُّ الحَرَكةِ ويستقبل مَن يشاء من الديبلوماسيين الأجانب والعرب ويتلقى الاتّصالات من القريبين منه والمسؤولين العرب في محاولةٍ للإيحاء بأنه لم يكن مجبَراً على الاستقالة، وأنها كانت بقرار ذاتي منه ولم يجبره أحد عليها بهدف إعطاء الأولوية للأسباب اللبنانية الداخلية لهذه الإستقالة وتقديمها على غيرها من الأحداث في المملكة والفصل نهائياً بين ما يجري في الساحتين.

ولذلك، بات واضحاً أنّ المواجهة انتقلت الى مستوى آخر ديبلوماسي عربي وغربي. فالمشاوارتُ التي أجراها الحريري في الرياض استبقت مشاوراتٍ شبيهةٍ في قصر بعبدا أمس على خلفية الإتّهام الذي وجّهه لبنان الى المملكة بخروجها على اتفاقية فيينا التي تمنح الحصانة لرؤساء الجمهوريات والحكومة ووزراء الخارجية وهو ما فتح المعركة على احتمالاتٍ عدة لن يكون لبنان بمقدروه مواجهة السعودية بقدراتها المختلفة ولا سيما الديبلوماسية منها، خصوصاً أنّ بعضاً من الدول التي طلب اليها التدخّل تشكّل رأسَ الحربة بما تطالب به السعودية في مواجهة «حزب الله» وإيران.

وعلى رغم هذه الوقائع والإجماع على خطورتها تبقى الإشارة ضرورية الى أنّ لبنان ما زال يترقّب أيّ جديد من دون المَسْ بما يهدّد الوضع الداخلي بدليل أنّ المراجعَ السياسية المناهضة للسعودية رفضت طرحاً تقدّمت به مجموعة متصلّبة لا تتوقّع عودة الحريري الى بيروت في المدى المنظور، ولا تخشى المواجهة مع الرياض بالرد على الاستقالة إذا ما ثبت أنها «طوعية» ولم تحصل تحت الضغط، باستقالة أحد عشر وزيراً من الحكومة لإنهاء الربط الحاصل بين أحداث الرياض وبيروت فتتكرّر تجربةُ 12 كانون الثاني 2011 عندما كان الحريري على باب البيت الأبيض يستعدّ للقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما. لكنّ ذلك يعني أنّ البلادَ قد دخلت مغامرةً لا يقوى على خوضها لبنان ما لم يحصّنها «بتسويةٍ جديدةٍ منقّحة» لتلك التي حكمت سنة العهد الأولى.

 

عن الغضب الرئاسي و«المستقبل» المصدوم

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/السبت 11 تشرين الثاني 2017

وحده الحريري مَن يقرّر تمسّكه بالاستقالة أو العودة عنها

تجاوز لبنان النقاش بين أن تكون استقالةُ رئيس الحكومة سعد الحريري طوعيّةً أو قسريّة، وصارت الأولوية لعودته الى لبنان. وهذا ما يُجمع عليه كل الأطراف من دون استثناء. وفي المقدّمة تيار المستقبل الذي أكّد تمسّكه بزعيمه، قاطعاً بذلك الطريق على أيّ طروحات لمبايعة شخصية سنّية بديلة عنه حتى ولو كانت من داخل البيت الحريري.حتى الآن، لا مؤشرات حول عودةٍ وشيكة لرئيس الحكومة، لبنان يتحرّك في كل الاتّجاهات وطرق كل الأبواب العربية والدولية، لاختراق الغموض الذي يكتنف هذه المسألة، والخلاصة الاولى أنه لقي تجاوباً مع ما يسعى اليه لناحية العودة السريعة للرئيس الحريري الى بيروت، ولكنه في الوقت نفسه وقف على مجموعة كبيرة من علامات الاستفهام الدولية، ورسمها عددٌ من السفراء الاجانب، حول استقالة الحريري وزمانها والمكان الذي أُعلنت منه.

كان واضحاً أنّ رئيسَ الجمهورية ومن اللحظة الأولى للاستقالة، لم يقاربها كاستقالةٍ طوعية، بل تعاطى معها كاستقالةٍ قسرية، صار الهمُّ الأساس بالنسبة اليه، ويشاركه فيه الرئيس نبيه بري وكذلك تيار المستقبل، هو عودة الحريري، وذلك قبل البحث في أيِّ أمرٍ آخر، سواءٌ قبول الاستقالة أو عدمه. وهو ما أبلغه رئيس الجمهورية لكلِّ مَن التقاهم من العرب والأجانب، الذين سمع بعضهم من مستويات رفيعة في الدولة كلاماً واضحاً في هذا الموضوع لعلّ أبرزه «أنّ الحريري لم يكن في وارد الاستقالة، بل لم تجُل في خاطره أيُّ فكرة من هذا النوع قبل مغادرته بيروت.

وأكبر كذبة هي ما قيل إنّ أمنَه كان مهدّداً، فمجرّد عودة بسيطة الى حركة الرجل في بيروت قبل سفره تُبيّن أنه كان يتنقّل بكل حرّية ولا قيود في كل الاتّجاهات، وأنه كان مطمئنّاً جداً للوضع الأمني في لبنان بشكل عام، وكذلك بالنسبة الى أمنه الخاص، وقد دفعه اطمئنانُه الى التحضير لعقد جلساتٍ لمجلس الوزراء في المناطق اللبنانية بمعدّل جلسة في منطقة معيّنة كل اسبوع».

حتى إنّ رئيس الجمهورية وكما ينقل لا يخفي تعاطفه مع الرئيس الحريري والغضب الذي ينتابه حيال ما أحاط الاستقالة وظروفها وما رافقها وتبعها، «المسألة ليست مسألة شخص، إنها مسألة كرامة وطن وكرامة دولة، الذي حصل غير مقبول أبداً». وقال أكثر من ذلك بكثير أمام بعض الزوار حول الحريري والظروف التي تحيط به في مكان وجوده، حتى إنّ حركة اللقاءات التي يُجريها الحريري في الرياض وخارجها، لم تقنع الرئيس عون الذي يُصرّ على «حجز حرّية الرجل»، ومِن هنا كان تذكيرُه أمام كل مَن التقاهم باتفاقية فيينا التي تعطي الحصانة الديبلوماسية لرؤساء الجمهوريات ورؤساء الحكومات ووزراء الخارجية وتمنع فرضَ أيّ قيود على أيٍّ منهم في أيِّ دولة أجنبية.

تيار المستقبل مقدِّر لموقف رئيس الجمهورية مِن رئيس الحكومة، وكذلك لموقف رئيس مجلس النواب وكذلك لمواقف سائر الأطراف المحلّيين ومقاربتهم المسؤولة لهذه المسألة، حتى إنّ بعض الخصوم الداخليين فاجأوا التيار بمواقف غير منتظرة، ومنها أنّ أحدَ وزراء المستقبل سمع كلاماً بالغَ الدلالة من زميلٍ له ينتمي الى فريق تربطه مع تيار المستقبل خصومةٌ شديدة، وفيه «نحن مختلفون سياسياً مع الرئيس سعد الحريري وهذا ليس خافياً، إنما في هذه المسألة الأمر مختلف، المسألة ليست مسألة شخص نختلف معه، سعد الحريري رئيس حكومة لبنان، هو رئيس حكومتنا، وأنا كمواطن لبناني أشعر بأنني طُعنت، ويجب أن يعودَ الى لبنان مهما كلّف الأمر».

واضح أنّ تيار المستقبل ليس في أسعد أيامه، ثمّة صدمة قوية تعرّض لها ومحنة قاسية يعيشها، وقد عبّرت عن نفسها في ما عبّر عنه قريبون جداً من رئيس الحكومة ومن قلب العائلة الحريرية، وثمّة مَن التقى النائب بهية الحريري ولمَس حجمَ التأثر لديها لا بل حجمَ الإحساس بالمرارة، كما عبّرت هذه المحنة عن نفسها في النقاشات الداخلية في التيار حيال استقالة الحريري وظروفها. بدا واضحاً أنّ لغة العقلانية هي الطاغية في التيار، وهو ما عكسه بيان كتلة المستقبل المكتب السياسي للتيار وكذلك في موقف وزير الداخلية.

هذه العقلانية وضعت هدفاً وحيداً لها، في هذه المحنة، يتلخّص بعودة الرئيس سعد الحريري قبل كل شيء. وقد غلبت بعض الأصوات التي ارتفعت مِن قبل قلّة داخل التيار وخارجه، ومِن داخل الكتلة تحديداً، دعا بعضُها الى رفع الصوت الاعتراضي ضد «حزب الله»، على اعتبار أنّ المسؤولية كلّها تقع على الحزب وهو المسؤول عن كل الذي حصل، ودعا بعضٌ آخر الى تحرّكاتٍ في الشارع على ما طَرَح أحدُ النواب في الاجتماع المشترَك للكتلة والمكتب السياسي حيث اقترح أن ينزلَ الناس الى الشارع ضد «حزب الله»، فسمع جواباً مفاده: «أسكت يا فلان، هل نسيت 7 أيار»؟

وبحسب ما ينقل عن الاجتماع أنّ نادر الحريري أبدى رأياً مهمّاً في الاجتماع، وشاركه فيه الوزير غطاس خوري مفاده» يجب عدم تضييع الوقت بشيء غير البحث في كيفية عودة الرئيس الحريري الى لبنان، وهذه هي النقطة المركزية التي يجب أن نعمل على أساسها».

هنا يحضر السؤال: هل سيعود الحريري؟ وإن عاد هل سيعود عن الاستقالة أم سيتمسّك بها؟

المهم أوّلاً، كما يقول مرجع سياسي هو أن يعودَ الحريري، وفي ضوئها يُبنى على الشيء مقتضاه سواءٌ أراد الاستقالة أو التراجع عنها. وثمّة إشارات تجعلني أتفاءل حيالَ إمكان العودة في وقت ليس بعيداً، وقد قرأتُها في ما قاله وزير الخارجية الاميركية ريكس تيلرسون بأنه «لا يوجد ما يؤشر الى أنّ الحريري محتجَز في السعودية رغماً عنه». وإنه «إذا كان الحريري سيتنحّى، كما أُفهم الأمر، فعليه العودة إلى لبنان لجعل (الاستقالة) رسميّة. آمل أن يفعل ذلك إذا كانت نيّته لا تزال التنحّي وذلك حتى تتمكّن الحكومة اللبنانية من أداءِ مهامها كما ينبغي».

وماذا لو لم يعد الحريري؟

يجيب المرجع نفسُه، ما زال الحريري رئيساً للحكومة، ولا بدّ أن يعود. ولن نتوقّف عن السعي في اتّجاه تحقيق هذه العودة، وليس مستبعَداً أبداً أن يفكّر رئيسُ الجمهورية بطرح القضية على مجلس الأمن الدولي.

ولكن ماذا لو عاد وثبت أنّ استقالته طوعيّة وتمسّك بها، يجيب المرجع: في هذه الحال يختلف الأمر، ويسلك لبنان طريقَ الاستشارات النيابية الملزِمة لتكليف رئيس الحكومة الجديد، والتي قد تعيد تسمية الحريري أو تُسمّي شخصاً آخر، وذلك مرتبط بالظروف.

أما إذا ثبت أنّ الاستقالة قسريّة فلا يبقى إلّا سبيل وحيد يقود الى قبول استقالة الحريري والدعوة مباشرة الى استشاراتٍ نيابيةٍ ملزِمة تُعيد تسميته بأكثرية كبيرة الى حدّ الإجماع رئيساً للحكومة الجديدة، بما يطوّقه باحتضانٍ داخليّ شامل، ويؤكّد حصانتَه من جديد كرئيسٍ لحكومة لبنان».

يبقى أنّ اللبنانيين يعيشون القلق منذ «سبت الاستقالة»، ويفاقم هذا القلق الشحنُ الإعلامي المستمرّ منذ ذلك الحين وما يتضمّنه من حديث عن عواصف سياسية واقتصادية ومالية وحتى عسكرية.

هنا يستعرض المرجعُ السياسي ما سمّاها سيناريوهاتٍ محتمَلة:

الأول، سيناريو العقوبات الإقتصادية، وهو سيناريو موجع، إنما هو لا يطال «حزب الله» وحدَه، بل يطال اللبنانيين كلهم.

الثاني، السيناريو الأمني، تفجيراتٌ وما شابه، وحتى اغتيالات لإحداث فتنة. وهو سيناريو مرعب لكلّ اللبنانيين، والسبيل الوحيد لمواجهته، طبعاً فتح العيون الأمنية أكثر، وكذلك وقوف اللبنانيين مع بعضهم البعض على نحو ما هم عليه اليوم. إذ نحن اليوم في وضعٍ وطنيٍّ لا سابقَ له.

الثالث، سيناريو الحرب، وهو أمرٌ بحسب ما نملك من معطيات غير وارد لا من قبل إسرائيل ولا من قبل غيرها.

 

لبنان يتمسك بالإيجابية ويحاول تفادي السلبيات

الهام فريحة/الأنوار/11 تشرين الثاني/17

بدا الكلام اللبناني الرسمي الرئاسي، اعتباراً من أمس، أنَّه كلام من دون قفازات:

رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أبلغ إلى القائم بالأعمال السعودي في لبنان، أنَّه "من غير المقبول الطريقة التي حصلت فيها إستقالة الرئيس الحريري، وأطالب بعودته إلى لبنان". هذا الموقف اللبناني يُقابَل سعودياً بالمعطيات والوقائع التالية:

بإمكان لبنان أن يوفد وزير الخارجية جبران باسيل للقاء الرئيس الحريري الذي هو حرٌّ في حركته وتحركه:

فخادم الحرمين الشريفين استقبله، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد استقبله، وهو استقبل عدداً من السفراء الأجانب المعتمدين في المملكة، والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي سيلتقيه، في زيارته المرتقبة بعد غد الاثنين، وأنَّ اللقاء مرجَّح في مكان إقامة البطريرك الراعي وليس في مكان إقامة الرئيس الحريري.

حركة البطريرك الراعي تأتي بتنسيق كامل بينه وبين رئيس الجمهورية، وسيكون لسيد بكركي موقف يركِّز على جملة ثوابت ومن أبرزها:

التشديد على أنَّ لبنان ليس ساحة تصفية حسابات بين دول المنطقة وحتى بين دول العالم.

والحركة لرفع الصوت في سبيل قضية الرئيس سعد الحريري، تمثلت أيضاً بالتحرك الذي يقوم به المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، الذي بتكليف من رئيس الجمهورية، باشر جولة أوروبية بدأت في فرنسا، بعدما زار الأردن والتقى الرئيس محمود عباس.

بالعودة إلى شريط التطورات التي أوصلت إلى هذا الوضع، فإنَّ الرئيس سعد الحريري لم يرضَ يوماً بسياسة الأمر الواقع التي حاول البعض فرضها، لكن لكلٍّ أسلوبه، وهو لم يكن بأسلوبه قاسياً كما كان البعض يريده أن يكون.

والرئيس الحريري، بصفته أم الصبي، كان يعرف معنى الفراغ، خصوصاً أنَّ لبنان مرَّ في فراغٍ لسنتين ونصف السنة، وأي استمرار في الفراغ كان سيعني انتهاء لبنان.

كانت كل جهوده لا تشوبها أية شائبة وكان يتألم بصمت، لأنَّه وحده لم يكن قادراً على تغيير الأوضاع...

مع ذلك، هناك سباقٌ بين المحافظة على تهدئة الوضع ولو بالحد الأدنى، وبين الدفع في إتجاه أن يكون الوضع أقرب الى السلبية.

في المعطيات، وكالة فيتش للتصنيفات الإئتمانية، تعتبر أنَّ استقالة الرئيس سعد الحريري من رئاسة الوزراء تزيد المخاطر السياسية والإقتصادية في لبنان. وتمثل ضربة للتحسن النسبي في لبنان، وأنَّ أيَّ إحتمال لتأجيل الإنتخابات مجدداً، يعني فترة أخرى طويلة من جمود السياسات.

الوضع يتأرجح بين التمسك بالإيجابية ومحاولة تفادي السلبية، فهل تنجح هذه المحاولات

 

لماذا تجاهَل "حزب الله" أسباب "الإستقالة"؟

وليد شقير/الحياة/10 تشرين الثاني 2017

تنبئ الوقائع التي رافقت ولحقت استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري بمرحلة جديدة على الصعيد الإقليمي وليس فقط على الصعيد اللبناني الداخلي. وإذا كانت هذه المرحلة الجديدة تضع لبنان في عين العاصفة، فإن نص الاستقالة نفسه عكس محاولات الحريري الصادقة على مدى السنة الماضية، لتجنيب البلد الانغماس في التصعيد الذي تشهده المنطقة منذ أشهر، حين قال في بيان استقالته إنه حاول "ترسيخ مبدأ النأي بالنفس (عن صراعات المنطقة) ولقيتُ في سبيل ذلك أذى كثيراً... وللأسف لم يزد هذا إيران وأتباعها إلا توغلاً في شؤوننا الداخلية والتجاوز على سلطة الدولة". ومن ثم إشارته إلى "استهداف الأمن الإقليمي العربي من لبنان وتكوين عداوات ليس لنا طائل من ورائها". ومهما كان من أمر النقاش اللبناني الداخلي حول الاستقالة، فإن الفريق الحليف لإيران يأخذ الأمور نحو سجال حول الخطوة في الشكل، لإبعاد البحث عن مضمون استقالة رئيس الحكومة والأسباب السياسية بخلفياتها الإقليمية العميقة التي دفعت إليها.

وعلى أهمية النقاش في الشكل لبنانياً، فإن هذا يفترض ألا يكون وسيلة للتصرف كالنعامة التي تضع رأسها في الرمال. وأن ينسب حلفاء إيران في لبنان الاستقالة إلى سبب إقليمي ليس تهمة، بعد أن كانوا أمعنوا في إفشال التسوية التي قدم الحريري التضحيات الكبرى من أجلها بهدف تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية، فلم يراعوا هذه التضحيات بل تعاملوا معها على أنها تنازلات أمام ما يعتبرونه انتصارات لهم في سوريا والجرود اللبنانية البقاعية والعراق وغيرها من الميادين، وأخذوا يعاملون شركاءهم اللبنانيين على أنهم يذعنون لهم، في وقت حرص هؤلاء الشركاء على إنقاذ البلد من آتون الحروب القائمة في المنطقة، وتخليص الشعب المتعب من الصراعات التي أنهكته على مدى عقود، من كثرة ربط لبنان بالمسارات الإقليمية. فأي تهمة هذه، أن تصنف الاستقالة في سياق رد قوى إقليمية على استخدام لبنان منصة لمواصلة الحروب عليها، إذا كانت واحدة من خطوات رد الفعل على ما قاله الرئيس الإيراني حسن روحاني عن أن لا قرار يؤخذ في عدد من الدول العربية من دون طهران وغيرها من الأفعال الإيرانية في غير بلد عربي؟ في خضم الصراعات المتشعبة التي تحتضنها المنطقة ومع التصعيد الأميركي ضد تدخلات طهران في دولها، تخطت الأخيرة الخطوط الحمر في عدد من الميادين، اعتقاداً منها أنها بذلك تحمي نفسها من الموقف الأميركي فزادت عداواتها حدة. في سوريا ذهبت بعيداً في السيطرة على مناطق دُحر منها "داعش" من أجل الإمساك بمساحات واسعة من بلاد الشام لكي تكون لها الكلمة الفصل في أي مساومات محتملة قد يسعى إليها فلاديمير بوتين حول مصير البلد المدمر والغارق بالدماء والجراح. وإذا كانت مرحلة ما بعد "داعش" في الميدان السوري تفترض أن تتشارك الدول التي ساهمت في التخلص من الوحش الإرهابي في المعادلة التي تتحكم بسوريا، فإنها تسعى إلى انتزاع أدوار القوى التي قاتلت "تنظيم الدولة" وطردها من المعادلة، بالاعتماد على يدها الطولى في القرار في دمشق. ومن سوريا عملت من أجل خرق الاتفاق الأميركي الروسي على إبعاد ميليشياتها عن المنطقة الجنوبية، نظراً إلى توافق الدولتين الكبريين على ضمان أمن إسرائيل على رغم خلافهما الكبير في المنطقة وأوروبا. وزادت تسليحها النوعي لـ "حزب الله" وطرق الإمداد له، ومصانع الصواريخ. وفي العراق، سعت إلى منع انفتاح حكومة حيدر العبادي على السعودية ودول الخليج واستعادة بغداد لهويتها العربية. وفي اليمن زادت تسليحها النوعي للحوثيين، وكان ردها على البعد الإقليمي لاستقالة الحريري بعد ساعات من إعلانها، قصف الرياض بصاروخ باليستي. تلقت طهران العديد من الإنذارات من العواصم الأوروبية والأميركية والروسية والعربية حيال تخطيها الخطوط الحمر، لكنها لم تكترث وسعت بدلاً من ذلك إلى كسب المزيد من الأرض العربية التي جعلت روحاني ينتشي بقدرتها على التحكم بقرارات عواصم عربية. والخشية الآن هي من أن تتقاطع مصالح دولية على وضع حد لها بالقوة ومن أن يقود ذلك إلى حروب جديدة. قال الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله الأحد الماضي في تعليقه على استقالة الحريري: "استطعنا خلال السنوات القليلة الماضية أن نحيّد بلدنا عن الصراعات الموجودة في المنطقة، وما زلنا نصر على هذا". متى كان "حزب الله" مع حياد لبنان؟ ألم يسخر من مقولة النأي بالنفس سابقاً لاعتقاده أنه شريك في صنع مصير المنطقة؟ ولماذا لم يلتزم الحياد الذي أراده الحريري؟

 

رسائل خليجية إلى لبنان: التحييد أوّلاً

رندة تقي الدين/الحياة/10 تشرين الثاني 2017

قال مسوؤل خليجي رفيع المستوى، في شرحه أسباب الموقف الخليجي والسعودي حيال استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أنه "لا يمكن لرئيس حكومة لبناني أن يشرعن سياسة إيران وحزب الله"، مشيراً إلى أن "السعودية كانت قبلت بالتسوية التي قام بها الحريري من دون أن تكون راضية، فقانون الانتخاب الذي صدر في لبنان هو ما يريده "حزب الله" والرئيس اللبناني ميشال عون".  ورأى المسؤول الخليجي أن "هناك شخصاً مثل سمير جعجع ممثلاً في الحكومة، لكنه أخذ موقفاً أقوى من موقف الحريري ولا يوافق على كل شيء لمصلحة حزب الله".

وعن احتمال مجيء رئيس حكومة آخر يكون تابعاً كلياً لـ "حزب الله" وإيران قال المسوؤل الخليجي: "لا يمكن أن يأتي رئيس حكومة كهذا إذا كانت الطائفة السنية غير راضية لأن شرعيته ستكون منقوصة". وعما إذا كان يتوقع حرباً في المنطقة أجاب: "إن شاء الله لا. لكن قصف الإيرانيين مطار الملك خالد في الرياض بصاروخ بالستي يأتي في هذا السياق". وعما إذا كان الموقف الخليجي سيؤدي إلى محاصرة لبنان عبر المقاطعة، أجاب: "أشك في ذلك. لكن الطريقة التي كانت تسير فيها الأمور في الحكومة التي ترأسها الحريري غير مقبولة لأنها أدت إلى الموافقة على ما يريده "حزب الله" بأدنى ثمن، والقبول بالأمر الواقع إستراتيجية مغلوطة. صحيح أن الوضع صعب في المنطقة، لكن هذا لا يعني أن عليه أن يساير "حزب الله" بما يريده وهذا ينبغي أن يتغير".

وتابع: "ينبغي ألا يكون لـ "حزب الله" شرعية يتحرك في ظلها. فقد تمكن حتى الآن من أن يتحرك كما يريد بتغطية شرعية من رؤساء الجمهورية والحكومة ومجلس النواب. لا يمكن شرعنة "حزب الله" في كل شيء. فعلى رئيس الجمهورية أن ينتبه إلى أن مصالح المسيحيين في لبنان تتعارض مع ما يبنيه "حزب الله". كما أن مصالح السنة ليست في ما يقوم به "حزب الله". إلا أن الحريري وعون يسايران مصالح "حزب الله" بحجة السلام الوطني".

وعن الإستراتيجية التي يراها ممكنة فيما ميزان القوى لمصلحة "حزب الله" في لبنان، رد المسوؤل الخليجي قائلاً: "الموضوع ليس سهلاً، لكن هل التجربة التي قام بها رئيس الوزراء كانت تجربة ناجحة؟ قيل له ذلك، ربما ليس بالطريقة الواضحة التي قيلت له هذه المرة. ففي لبنان هناك قلق فعلاً. وهناك ترحيب من مسيحيي مجموعة ١٤ آذار ومسلميها باستقالة الحريري، إلا أن هناك تخوفاً مما يقوم به "حزب الله". ويظهر من خطاب الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله أن "حزب الله" لا يريد مواجهة حالياً".

وعن مغزى زيارة الحريري أبوظبي قال: "لأن هنالك ترحيباً باستقالته في الخليج، أخذ موقفاً من "حزب الله". كما أن هذا ينفي كل الإشاعات بأنه ممسوك وليس حراً. وربما يعود إلى بيروت وهذا يعود له. هو حر". وعما إذا كان يتوقع تدهوراً في لبنان قال: "لا أعرف، لكن لبنان عاش من دون رئيس لسنتين وهذا لم يؤد إلى تدهور". وعن استقبال عون في بداية عهده في السعودية قال: "ولكن لاحقاً أثبت عون أن مصيره السياسي بالغ الارتباط بـ "حزب الله" في أمور كثيرة. وتصريحات وزير الخارجية جبران باسيل بعد كل اجتماع أظهرت ذلك. وأنا أسأل في هذا الإطار، هل رأيت جبران باسيل يدعى إلى زيارة دول عربية؟ كان هناك عدم رضا في الخليج على رئاسة وزراء سنية تسهّل أمور "حزب الله" خلال العام الماضي وهذا الموقف تم التعبير عنه مرات عديدة لكن الأمور وصلت إلى مداها عندما قصفت إيران مطار الملك خالد بصاروخ باليستي وأيضاً زيارة (مستشار المرشد الإيراني علي أكبر) ولايتي للحريري وإشادته به، وتهريب السلاح من إيران إلى اليمن". وقال: "الحكومة اللبنانية تدرك أن لديها جاليات كبرى في الخليج وأصدقاء في هذه الدول وعليها أن تتنبه لذلك وألا تتخذ خطوة وراء الثانية لمصلحة "حزب الله" ثم تفاجأ وتصدم".

وزاد: "على الحكومة ورئيسي الجمهورية والمجلس النيابي أن يدركوا ذلك. وبري متعاون مثل عون مع "حزب الله". أما جعجع مثلاً و(الوزير السابق) أشرف ريفي فهما غير متعاونين. وبحجة أنه ليس هناك حلول يجب عدم الاستسلام لـ "حزب الله". وإذا كان "حزب الله" يشعر بأن المسؤولين اللبنانيين منبطحون له ولا يأخذهم في الاعتبار فهذه مشكلة. نحن نعتقد من منظور خليجي بأن من غير الممكن أن نسمع جزءاً مكوناً من الحكومة في لبنان، يتهجم يومياً على البحرين والكويت والإمارات في اليمن، حيث يلعب دوراً فيه، ونبقى صامتين".

وقال: "هذا غير ممكن قبوله، أن يُطلب منا الحفاظ على استقرار لبنان وأن نتجاهل استقرارنا في ظل سياسة إيرانية تزعزع هذا الاستقرار انطلاقاً من لبنان. على لبنان أن يدرك أنه كلما كان محايداً كان هذا أفضل له. وحتى الآن لم يكن لبنان محايداً بل انحاز إلى المحور الإيراني الذي يمثله "حزب الله". وأتمنى أن تكون رسائلنا واضحة أي أن يكون لبنان على حياد".

 

لا تسوية سياسية في الأفق ومواجهات “حزب الله” ارتدت عليه

شارل جبّور/المسيرة/10 تشرين الثاني/1

استقالة الرئيس سعد الحريري كانت مفاجئة في توقيتها حصرا، ولكن لا بد انها كانت آتية لا محالة عاجلا أم آجلا، لأن الظروف السياسية التي أنتجت التسوية السياسية ولّت إلى غير رجعة لمصلحة ظروف أخرى مختلفة جذريا بدأت مع وصول إدارة أميركية جديدة واستكملت مع قمة تاريخية في الرياض رسمت خريطة طريق مواجهة النفوذ الإيراني، وكانت بانتظار بدء الترجمة العملية في لبنان او سوريا او العراق او اليمن. التركيز كان بداية على الساحة العراقية في محاولة لإعادة بناء الجدار الفاصل الذي بناه الرئيس صدام حسين بغية منع الثورة الإيرانية من التمدد باتجاه الدول العربية، ولاحقا تنوعت الأهداف وتوزعت في محاولة لمواجهتها بالتوازي، فبدأ فصل “حماس” عن محور الممانعة برعاية مصرية من خلال المصالحة مع “فتح”، وإعطاء الأولوية لـ”حزب الله” لسببين: أقوى وأقدم نموذج إيراني في المنطقة، ودوره محوري في سوريا ولبنان تحديدا، حيث ان ضربه يفقد طهران أبرز أوراقها في المنطقة وأهمها، خصوصا ان الدور الإيراني في نهاية المطاف يستمد قوته من أوراقه المنتشرة من “حماس” إلى “حزب الله” وحزب “البعث” و”الحشد الشعبي” و”الحوثيين”، وضرب كل تلك الأذرع ينهي الدور الإيراني في المنطقة.

فلا يمكن إغفال ان المنطقة ومن ضمنها لبنان دخلت في حقبة جديدة مع الإدارة الأميركية الجديدة، ويستحيل إبقاء لبنان بمنأى عن تداعيات هذه المرحلة لسببين أيضا: السبب الأول لأن المواجهة مع طهران وأذرعها في المنطقة وليست على غرار العام 2005 مواجهة محصورة بالنظام السوري. والسبب الثاني لأن الحزب نقل بيده دوره من ما يسمى مقاومة واستراتيجية دفاعية إلى قوة إقليمية ويعتد بنفسه من دون ان يأخذ في الاعتبار انعكاسات هذا التحول على وضعه الذي لا يسمح له بمواجهة دول إقليمية، وبالتالي لم تعد ورقة مواجهته لبنانية ليصار إلى تحييد لبنان تحت مسمى طاولة حوار كما حصل في العام 2005، بل تحولت إلى مواجهة إقليمية.

ولقد كان التفكير بداية بحصر المواجهة مع “حزب الله” في الساحة السورية باعتبارها ساحة حرب شأنها شأن الساحة اللبنانية إبان الحرب الأهلية، ولكن تبين انه من غير المنطقي ان تخاض معركة بهذا الحجم مع الحزب ويبقى مستفيدا في لبنان من غطاء سياسي وطني يؤدي إلى ترييحه وتغطيته.

فالشعار الذي أطلقه السيد حسن نصرالله مع بداية الحرب السورية “تعالوا نتقاتل في سوريا ونحيِّد لبنان” سقط للمرة التالية على التوالي، ففي المرة الأولى تعرضت بيئة “حزب الله” لعمليات إرهابية ردا على تورطه السوري، فاستنجد بـ”المستقبل” على قاعدة ان الاعتدال السني يواجه التطرف الثاني، وتطورت هذه المعادلة وصولا الى تكليف الرئيس سعد الحريري رئاسة الحكومة اللبنانية، ولكن المرة الثانية التي نحن بصددها تختلف عن الأولى كونها تأتي ترجمة لقرار أميركي-سعودي مباشر، الأمر الذي يعني رفع الغطاء الرسمي عن الحزب الذي يقود إلى حالتين: إما فراغ حكومي مفتوح لاستحالة قبول اي شخصية سنية بترؤس الحكومة، وإما نجاحه بتأليف حكومة تجعل لبنان الرسمي هدفا شأنه شأن “حزب الله”، ولكن في الحالتين المساكنة مع الحزب انتهت، فلا هو يقبل بتأليف حكومة من دونه، فيما أصبح من المتعذر تأليف حكومة معه.

والسؤال الذي يطرح نفسه: هل كان يمكن تحييد لبنان من العاصفة الدولية-الإقليمية؟ لا شك ان التطورات تجاوزت هذا التساؤل، ولكن، ربما، كان بالإمكان تجاوز العاصفة لو ان “حزب الله” التزم بمرتكزات التسوية السياسية ولم يحاول تعديلها لمصلحته من خلال التطبيع مع سوريا، ولو ان الرئيس الحريري اعتمد على غرار الدكتور سمير جعجع سياسة ربط نزاع فعلي، ولا حاجة للتذكير بخطابه في قداس شهداء “المقاومة اللبنانية” ولا بالمواقف السابقة للقداس واللاحقة له وصولا الى رفضه تقديم السفير اللبناني المعين في سوريا أوراق اعتماده للنظام البعثي.

وفي موازاة هذا الرأي ثمة وجهة نظر أخرى تقول ان تحييد لبنان عن العاصفة الآتية كان ممكنا بحالة واحدة وهي خروج “حزب الله” من سوريا ومن كل الساحات العربية وتخليه عن دوره الإقليمي، فيما الحزب بطبيعة الحال ليس في هذا الوارد، وبالتالي التحييد غير ممكن.

وفي وقت كان “حزب الله” في موقع المبادر في كل الساحات تحول إلى موقع المتلقي، ولم يكن ينتظر ان المواجهات التي يخوضها خارج لبنان سترتد عليه، فيما من حق اي دولة يحاربها الحزب ان تحاربه، وخلاف ذلك هو الاستثناء لا القاعدة، ولا يفترض ان يكون النقاش لماذا قررت المملكة مواجهة الحزب اليوم وليس في الأمس، لأن هذا الأمر يتعلق بسياسة الرياض وأولوياتها، فيما يتحمل الحزب مسؤولية استجلاب المشاكل من الخارج إلى الداخل، ولا يستطيع الاعتداء على غيره من دون ردة فعل ضده، خصوصا ان الدولة اللبنانية غير قادرة على لجمه.

وفي مطلق الأحوال السؤال الأساس اليوم: ماذا بعد الاستقالة؟ الأكيد ان لا تسوية سياسية في الأفق، والأمور مفتوحة على كل الاحتمالات.

 

إيران والدرس اللبناني

نبيل عمرو/الشرق الأوسط/10 تشرين الثاني/17

خاصيتان يتميز بهما لبنان؛ الأولى إغراء لا يقاوم من قبل قوى خارجية للسيطرة عليه، وإضافته إلى رصيد النفوذ. والثانية؛ كل الذين راودهم الإغراء واستثمروا في لبنان عنوة وبالقوة، خرجوا منه إما هاربين أو مطرودين. وهذه كلمة سر لبنان التي أقترح على الإيرانيين وعيها لعلهم يستفيدون من خلاصاتها.

أختصر الأمر بثلاث تجارب عاشها لبنان، وكان فيها الطرف الأضعف في معادلة القوى والإمكانات، وأبدأ بتجربة كنت فيها وشاهداً عليها من ألفها إلى يائها. ولدت هذه التجربة في بيئة عربية وإقليمية ودولية مواتية، أسسها رجل أدار تحالفات معقدة محلية وإقليمية ودولية؛ هو ياسر عرفات، الذي سمي في فترة ما «رئيس جمهورية الفاكهاني». تغلغلت الحركة الفلسطينية في جميع مكونات المجتمع اللبناني، حتى إن الذي تحدث باسم القضية الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة هو الرئيس سليمان فرنجية، ومُنح الفلسطينيون أرضاً ثمينة في جنوب لبنان باتفاقية رسمية مع السلطة الشرعية اللبنانية، وسُميت «فتح لاند».

في ذلك الوقت راود الفلسطينيين شعور بأن وجودهم في لبنان سيكون المحطة الأخيرة في الرحلة إلى الوطن، ونشأت بفعل ذلك حاجة فلسطينية لمضاعفة الرصيد، واستغلال ما كان يسمى «ممراً» وليس «مستقراً»، بوصفه أحد العوامل الفعّالة في قيام دولتهم على أرضهم.

توسعت «جمهورية الفاكهاني» لتشمل معظم الأراضي اللبنانية، وصعدت إلى أعالي الجبال، ووجدت قواتها في أماكن ينبغي ألا توجد فيها بفعل انعدام المبرر والمصداقية. القصة طويلة وأذهب إلى خلاصتها... مرت سنوات صار فيها النفوذ مكلفاً إلى حد عدم القدرة على احتماله، فجاءت إسرائيل وأخرجت الفلسطينيين من عاصمة «جمهورية الفاكهاني»، وما إن مرت سنة حتى خرجوا من الأطراف كذلك. وبتداخل مع التجربة الفلسطينية التي انتهت بالخروج النهائي، الذي غُلّف بأردية مجيدة عبر الوداع العرمرمي الذي وفره اللبنانيون لحلفائهم المطرودين، جاء الإسرائيليون بكل قوتهم العسكرية، ووصلوا إلى بيروت، والتقط شارون الصور أمام مقرات عرفات في «الفاكهاني»، وأغرى الإنجاز العسكري الحاسم حكومة إسرائيل بجعل لبنان مستوطنة موسعة يحكمونها، وفق اتفاق سلام يُملى على طريقة «المنتصر والمهزوم». ومن ينسى ذلك الحوار الذي نُشر بعد لقاء بيغن ببشير الجميل؟ بدا فيه بيغن كما لو أنه يطلب من ضابط في جيش الدفاع أداء مهمة عاجلة... الحكاية أيضاً طويلة، ولكن خلاصتها أن إسرائيل خرجت من لبنان، واحتفظت برقعة محدودة من أرضه لمجرد المساومة في أمر الحل النهائي.

وعلى امتداد الحقبة الفلسطينية وارتداداتها الإسرائيلية، تواصلت التجربة السورية، عبر وجود 30 ألف عسكري نظامي على أرض لبنان، مع ميليشيات متعددة تدور في فلك هذا الوجود، وتؤمن له نفوذاً استثنائياً حتى بدا لوهلة أن بيروت ليست أكثر من ضاحية من ضواحي دمشق.

أُخرج السوريون بعد العلمية الساذجة والغبية باغتيال رفيق الحريري. لم يستغرق الخروج إلا سويعات قليلة وبكلمتين أميركيتين لا ثالث لهما: «اخرجوا فوراً». بعد أن خرج السوريون من الباب العريض، دخلوا من النوافذ، كان خطؤهم أنهم لم يكتفوا بالنفوذ الموضوعي لسوريا في لبنان، وهو نفوذ لو أدير بمنطق غير المنطق المخابراتي التسلطي، لاستفاد منه السوري واللبناني، غير أن استنساخ سوريا في لبنان الذي راود صانع القرار السوري بدا كما لو أنه المستحيل بعينه. على الإيرانيين ألا يعرفوا فقط كيف دخل غير اللبنانيين إلى لبنان، بل يتعين عليهم أن يعرفوا كيف خرجوا ولماذا... لو دققوا في الأمر جيداً وابتعدوا عن «محظور المؤقت» على أنه دائم، لما استثمروا في لبنان بأكثر من قدراتهم، ولتعرفوا على الكيمياء اللبنانية التي ترفض ولو بعد حين، كسر القالب والانحشار في قالب آخر، فالإغراء المؤقت والتغلغل من بين الفراغات لا ينتج نفوذاً راسخاً ولا سيطرة طويلة الأمد، بل يكون حاضنة لانفجارات إن أشعلت يدٌ ما فتيلها، فسيخسر لبنان كثيراً أو قليلاً ويحتفظ بوجوده... غير أن المستثمرين بالقوة سيخرجون.

 

لبنان في خطر... تحركوا

نديم قطيش/الشرق الأوسط/10 تشرين الثاني/17

ثماني دقائق، هي المدة التي استغرقها خطاب استقالة الرئيس سعد الحريري من الرياض، أنهت ثماني سنوات من «الإقامة الجبرية» في كنف المحور السوري الإيراني، بدأت يوم زار الحريري سوريا نهاية عام 2009، كجزءٍ من محاولة تسوية كبرى في المنطقة، باءت كما سابقاتها ولاحقاتها بالفشل.

ثماني دقائق لنص يؤسس لمرحلة جديدة بكل المقاييس السياسية والوطنية والإقليمية والدولية، بمعزل عن كل الضجيج والغبار المثار حول ظروف الخطاب، وشكليات الاستقالة. كانت آخر محاولات التسوية السياسية مع «حزب الله»، تسوية انتخاب الرئيس ميشال عون وتشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة الحريري.

قامت التسوية على تحييد الملفات الخلافية الكبرى، كالحرب في سوريا، ومشاركة «حزب الله» فيها، والمواقف السياسية من الصراع الإيراني السعودي، والانصراف بدلاً من ذلك إلى معالجة ملفات داخلية يغلب عليها منطق ترميم الدولة، على مستوى التعيينات في أجهزتها المختلفة وإقرار الموازنة والتحضير لانتخابات نيابية، وعلى مستوى تحسين الخدمات العامة وتطويرها! بقيت نتائج هذه العناوين، باهتة وتحتاج في كل يوم إلى الثقل المعنوي لرئيسي الجمهورية والحكومة للتأكيد عليها. في الأثناء تابع «حزب الله» سياساته التصعيدية ضد المملكة العربية السعودية ومصالح الأمن القومي العربي المشترك، ولم يتراجع قيد أنملة عن أي من تفاصيل مشروعه، أكان تحدياً للدولة اللبنانية والقرار 1701 عبر استعراض مسلح على الحدود اللبنانية الجنوبية أمام الصحافة العالمية، أو كان تزخيماً للانخراط في حروب سوريا واليمن. لم يتغير «حزب الله» لا قبل التسوية ولا في أثنائها، ولا تغيير بعد كل التسويات الماضية التي سقطت تباعاً. كانت التسوية دائماً حاجة «حزب الله» لصيانة لبنان، لا بوصفه وطناً ومصالح شعب، بل بوصفه غرفة عملياته ضد المنطقة، وهو يريدها غرفة هانئة هادئة تلائم متطلبات مناخ العمل. صحيح أننا حيدنا لبنان عن حرائق المنطقة، لكن لنعترف بشجاعة: إن السبب الأول والأساس لتحييد لبنان عن حرائق المنطقة، كان ولا يزال، أن «حزب الله» لا يريد المغامرة بمقره العام، الذي صار لبنان كله.

لم يتغير «حزب الله». تغيرت السعودية. سقطت ورقة الرهان على صبر السعوديين. سقطت الافتراضات القديمة بأن المملكة فاقدة الحيلة حيال التمادي في العدوان عليها وعلى أمنها وأمن المنظومة الخليجية. وسقط الوهم النرجسي بأن «حزب الله» قوة عظمى تقارع دولاً كبرى في الإقليم والعالم. الأخطر، سقط وهم اللبنانيين أن بوسعهم الهروب من مسؤولياتهم تجاه ميليشيا إرهابية، واستسهال التعايش معها، وتوفير كل مستلزمات الاستقرار لها، لتتمادى هي في لعب أدوار التخريب والتفجير والقتل والعدوان.

لبنان دخل نقطة تحول كبرى في تاريخه، ووضعه «حزب الله» على حافة مواجهة مع العالم، ولا يوجد من هو مستعد أن يجنب لبنان واللبنانيين كأس هذه الجراحة المؤلمة والعميقة، لاستئصال دور «حزب الله» بوصفه ذراعاً أمنية عسكرية إيرانية في المنطقة.

حين كتبت في هذه الصفحة قبل أربعة أشهر: «هل يكون لبنان قطر الثانية؟»، لامني بعض الأصدقاء بسبب السيناريو الكابوسي الذي أشار إليه المقال. الوقائع الراهنة تفيد بأن الكابوس ازداد قتامة وسواداً، وأن لبنان مقبل على سلسلة عقوبات ستتدرج من مقاطعة بعض صادراته لتصل إلى الضغط على الليرة والمصارف مروراً بالتأثير على الوجود اللبناني في الخليج والبنية التحتية لهذا الوجود كفرض عقوبات على تحويلات اللبنانيين وتعليق الرحلات الجوية في الاتجاهين وغيرها كثير.

ما ينبغي أن ندركه أن السعودية باتت في موقع يملك كثيراً من الخيارات. لن تتشكل حكومة في لبنان فيها «حزب الله». وإذا غامر الحزب في الضغط على رئيس الجمهورية ووليد جنبلاط والرئيس نبيه بري وعدد آخر من السياسيين، لتشكيل حكومة لون واحد، فستكون أكثر من «حكومة حرب»، بحسب العبارة التي وصف بها الوزير ثامر السبهان الحكومة القائمة حالياً. وبالتالي ستسرّع هذه الخطوة العقوبات أكثر وتدفع لبنان إلى انهيار أسرع. حتى اللحظة لم يرتقِ الخطاب السياسي اللبناني إلى مستوى استقالة الحريري، وأحسب أن ما شاب ظروف الاستقالة وما تبعها، سيعقّد على اللبنانيين إمكانية المواكبة، في ظل حملة كثيفة مضادة تزرع كل أنواع الشكوك في أذهان الناس. لكن الحريري سيعود، وستنتظم الأمور، وستوضع البلاد أمام استحقاق الاستقالة، ونصها، ومفاعيلها. كتبت هنا في هذه الجريدة عن السياسة السعودية تجاه لبنان. وكتبت عن التقصير والتخلي وعدم الاهتمام، ونُشر ما كتبت من دون أي رقابة أو حذف أو تدوير زوايا. وبوسعي أن أقول كثيراً عن بعض ما شاب استقالة الحريري، وأنتظر حتى اكتمال المعطيات، وعودة الرئيس سعد الحريري لأسمع منه شخصياً حول ما يعتمل في صدري ورأسي من أسئلة. كل ذلك في كفة، وحقيقة أننا أمام سعودية جديدة في كفة ثانية. لم يعد أمام لبنان إلا أن يرتقي إلى مستوى المسؤولية، لأن ما كتب قد كتب، وما مضى قد مضى. لتتشكل لجنة من كبار مسؤولي لبنان ورجالاته وليذهبوا إلى المملكة لمناقشة خيارات الغد القريب، وليجولوا في العالم مستعيدين القضية اللبنانية من أشراك الحكمة والتريث والتأجيل...لبنان في خطر. تحركوا.

 

سقوط «التسوية» باستيلاء إيران على قرار لبنان!

رضوان السيد/الشرق الأوسط/10 تشرين الثاني/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=60195

باستقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري من الرياض يوم السبت في 4 / 11 / 2017، سقطت التسوية الداخلية التي جرت هندستها قبل عام بمبادرةٍ من الحريري. وبمقتضى تلك المبادرة التي اعتبرت «تسوية» جرى انتخاب الجنرال ميشال عون رئيساً للجمهورية، وشكّل الرئيس الحريري حكومة العهد الأولى. بيد أن تلك التسوية ما صمدت في الحقيقة أكثر من شهرين. وقد كانت أبرز معالم روحيتها التوازنية الأولى خطاب القسم، ثم البيان الوزاري. أما بعد ذلك، وفي السياسات الداخلية والخارجية، فقد كان هناك مسارٌ واضحٌ لإعادة بناء النظام اللبناني بشروط الفريق الذي تشكل في كنيسة مار مخايل عام 2006 من «حزب الله» وحزب الجنرال عون.

وفي التفاصيل الداخلية وبدءاً بتشكيل الحكومة، فقد جاءت تركيبتها بحيث يكون ثلثا وزرائها من أنصار «حزب الله» والتيار الوطني والنظام السوري. ومعروفٌ أنّ وزيري العدل والدفاع في الحكومة العتيدة مشهوران منذ عقدٍ من السنين وأكثر بالعداء للمحكمة الدولية التي أُنشئت لمحاكمة قتلة الرئيس الحريري. وقد ظلّ وزير العدل على سياساته هذه حتى تمكن أخيراً من إقصاء كل القضاة المسيحيين الذين كان لهم دورٌ في المساعدة على إقامة المحكمة الدولية. أما سياسات وزير الخارجية جبران باسيل، وأنا أتحدث هنا عن أعماله بالداخل، باعتباره صهر الرئيس، ورئيساً للتيار الوطني الحر، فقد تمثلت بفرض قانون للانتخابات أبرز معالمه فصل المسيحيين عن المسلمين، و«استعادة» حصة المسيحيين في وظائف الدولة باعتبار اعتداء المسلمين (السنة حصراً) عليها، وإدخال غير الأكفاء إلى الوظائف بداعي الولاء ولا شيء غير، بحيث أثار ذلك خلافات مع وزراء القوات اللبنانية، وحتى مع الوزير سليمان فرنجية: «كأنما ليس هناك مسيحيون في لبنان إلاّ مَنْ يرضى عنهم باسيل»! وإلى ذلك يخوض الوزير باسيل معارك بداخل الحكومة ولجانها على تطبيق قانون الانتخاب، بما يؤمّن الأكثرية لحزبه، ويقول للبنانيين بالخارج من أصول مسيحية إنّ عليهم الانتخاب بحسب هذا القانون قبل أن يزيلهم الطوفان الإسلامي!

وإلى جانب قانون الانتخاب «المصيري» للمواجهة والفصل، يشنّ باسيل حملات شعواء على النازحين السوريين، ويشاركه فيها رئيس الجمهورية، ويعتبر «التطبيع» مع النظام السوري - الذي اجتمع بوزير خارجيته في نيويورك - هدفاً استراتيجياً ليس من أجل إعادة النازحين فقط؛ بل ولأنّ ذلك هو السياق الحقيقي لتحالف الأقليات الذي اشتُرع في كنيسة مار مخايل عام 2006. وخلال ذلك، وبعد أن أعلن حسن نصر الله عن انتصار المحور الإيراني، وتوارَد الموفدون الإيرانيون على لبنان، توارَد وزراء الحزب والتيار الوطني وغيرهم وغيرهم على سوريا إثباتاً لعظمة علاقاتهم مع النظام القاتل لشعبه. وكانت آخر خطوات ذلك التطبيع تعيين سفير لبناني جديد لدى سوريا!

إنّ هذه المظاهر السياسية والإدارية للغَلَبة لا تُعتبر شيئاً كبيراً إذا ما قيست بمظاهر الغلبة العسكرية والأمنية والاستراتيجية. فقد ظلت الصدامات والنزاعات الداخلية التي يتدخل فيها الجيش، تجري على وقع التنسيق بين القيادات والحزب، ومن احتلال بيروت عام 2008 وإلى تسوية الجرود في عرسال ورأس بعلبك قبل شهرين. وكانت العمليات تجري عادةً بشكل مشترك، وفي أحيانٍ أخرى تنفذها القوى العسكرية لصالح الحزب. وقد مرت بهذه المحنة كل مدننا وقرانا. لكنها ما بلغت حدَّها الأقصى إلاّ في زمن التسوية المباركة (2017). فقد بدأ الرئيس عون عهده بإخبارنا عند سفره إلى مصر بأن الجيش بسبب ضعفه محتاج لقوات الحزب بالجنوب. وقد كرر هذا الموقف مراراً إلى أن قال أخيراً إنّ البحث في سلاح الحزب مؤجل لما بعد انتهاء أزمة الشرق الأوسط! وبذلك فإنّ رئيس الجمهورية حامي الدستور والاستقلال وسيادة الدولة، تحدى الشرعيات الثلاث: اللبنانية والعربية والدولية لصالح المحور الإيراني. وقد بدا ذلك واضحاً وصريحاً فيما صار يُعرف بحرب الجرود. فقد اجتمع مجلس الدفاع الأعلى برئاسة رئيس الجمهورية وقرر أن لبنان داخلٌ في التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، وطلب من الجيش اللبناني ضرب الإرهابيين وطردهم من جرود رأس بعلبك. لكن بعد أربعة أيام على بدء القتال، خطب حسن نصر الله، وأمر بوقف العمليات والتفاوض مع الإرهابيين والنظام السوري على انسحابهم إلى داخل سوريا. وفي اليوم التالي أمر رئيس الجمهورية الجيش بوقف القتال، وأرسل مدير الأمن العام ليكون الطرف الثالث أو الرابع في التفاوض مع الإرهابيين الذين جرى سحبهم لداخل الحدود السورية بباصات مكيَّفة، مخلّفين وراءهم عشرة مخطوفين من الجيش كانوا قد قتلوهم ودفنوهم قبل أكثر من عام!

وما بدأ استيلاء «حزب الله» على المطار والمرفأ ومؤسسات أخرى بالدولة أيام الرئيس عون. لكنّ أحداً من قبل ما شرْعَنَ لهذا الاستيلاء، كما شرعن له العهد الجديد. فقد شهد عاما 2016 و2017 تحولاً في مجرى الحرب على الشعب السوري بتدخل الروس والإيرانيين والأتراك. وقد اعتبر الإيرانيون ذلك التحول في سوريا والعراق لصالحهم، كما اعتبروا عهد الجنرال عون دخولاً كاملاً للبنان في المحور الممتد من طهران إلى بيروت. وخلال العامين الأخيرين كثرت طلعات الأمين العام لـ«حزب الله» على الشاشات لإعلان الانتصارات من جهة، وللتبشير بالحرب على المملكة العربية السعودية من جهة أخرى. كان قد قال قبل أعوام إنّ القتال في سوريا أشرف وأكثر ضرورةً من القتال ضد إسرائيل. ثم قال: بل إنّ القتال باليمن ضد السعودية هو الأكثر ضرورة! وقد كثرت تحذيرات المسؤولين السعوديين، والوطنيين اللبنانيين لرجالات الدولة في لبنان بأن الاستيلاء الإيراني على القرار اللبناني مُضِرٌّ جداً بأمن لبنان واستقراره، ويعرض البلاد لحروبٍ ومخاطر. كما أن المملكة والعرب الآخرين لا يرضون بأن يتحول لبنان (كما هو الواقع!) إلى مركزٍ للخطر على الأمن السعودي والعربي. بيد أن أحداً ما أصغى ولا اعتبر. وكانت آخِر المناسبات مجيء علي أكبر ولايتي مستشار خامنئي إلى بيروت قبل دمشق، وإعلانه عن انتصار محور المقاومة، ولبنان ضمنه، دون أن يعترض أي من الذين قابلهم على ذلك الكلام!

لقد طفح الكيل، وما بقي مجالٌ للأخذ والردّ. فقد صار لبنان بسبب وجود التنظيم الإيراني المسلَّح فيه، وإصرار المسؤولين الكبار فيه على عدم التمييز بين الدولة والتنظيم - خطراً على نفسه، وعلى الأمن العربي.

ولذلك فإنّ استقالة رئيس الحكومة اللبنانية كانت ضروريةً لإسقاط التغطيات والمعاذير والآمال الوهمية. ويكون علينا أن نعمل بالداخل ومع العرب لكي لا نتحول إلى ساحةٍ من ساحات التخريب الإيراني، على أنفسنا وعلى العرب، كما قال رئيس الحكومة سعد الحريري في بيان استقالته.

 

كيف حاولت إيران تحويل الدول العربية إلى أشباح متلاشية؟

أمير طاهري/الشرق الأوسط/10 تشرين الثاني/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=60193

إن اعتبرنا التاريخ مسرحاً تجري عليه فعاليات مصير الأمم، فإن معرفة متى ينبغي التدخل، ومتى ينبغي الانسحاب هي من الأهمية البالغة بمكان. والوجود في المكان الخطأ وفي الوقت الخطأ، وربما الأسوأ من ذلك، أن يكون في السياق الخطأ، يمكن أن يسفر عن الحزن والخسران.

قد تكون هذه من بعض الأفكار التي كانت تعتمل في مخيلة رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري والتي، وضعها في الاعتبار عند اتخاذ قراره بالانسحاب، بدلا من التظاهر بممارسة دوره السياسي من دون المقدرة الحقيقية على الاضطلاع بمهام منصبه بأي طريقة فعالة. لقد أدرك الحريري أنه يشغل منصباً سياسياً من دون أي سلطات أو صلاحيات فعلية. وبصرف النظر تماماً عن السبب الحقيقي وراء استقالة الحريري، فأعتقد أنه كان على حق في قرار الانسحاب من السيناريو الذي يستهدف تحويل لبنان إلى «شبح دولة» مع «شبح الرئيس»، و«شبح لرئيس الوزراء»، و«شبح البرلمان».

ولقد صيغ هذا السيناريو في طهران أوائل ثمانينات القرن الماضي مع إنشاء الفرع اللبناني من حزب الله على أيدي السفير الإيراني في سوريا آنذاك آية الله علي أكبر محتشمي - بور. ولقد تبلورت الفكرة الأصلية للتنظيم في عام 1975 عندما أنشأ آية الله هادي غفاري الفرع الأول لحزب الله في طهران بهدف محاربة الشاه. وبحلول عام 1977 جرى إنشاء الفروع السرية للتنظيم في كل من تركيا والكويت.

وكان الأمل من وراء إنشاء التنظيم هو نجاحه في تجاوز الحدود السياسية، والتي تتمخض في غالب الأحيان عن حوادث التاريخ أو تصميمات الإمبراطوريات الكبرى، واستبدالها بالحدود الدينية. وكان الهدف هو إنشاء أرخبيل من المجتمعات الطائفية الشيعية عبر مختلف بلدان الشرق الأوسط، وربطها ببعضها البعض عبر شبكة من التنظيمات الدينية - السياسية الخاضعة لسيطرة إيران. وكان الأساس الجوهري لذلك هو أنه على مدى التاريخ الإسلامي، كان العنصر الذي يربط الناس سوياً هو الولاء للنسخة المتفق عليها من الدين (أي المذهب) بدلا من المفاهيم السياسية مثل المواطنة أو الجنسية.

وأسفر سقوط شاه إيران واستيلاء الملالي في طهران على مقاليد السلطة في البلاد، عن زخم جديد لتلك الخطة من خلال وضع موارد الدولة في خدمة أهدافها.

ومع ذلك، بات من الواضح وفي وقت قريب للغاية أن تلك الخطة الكبيرة لا يمكن أن تتحقق من دون تدمير، أو على أدنى تقدير، إضعاف هياكل الدول القائمة على النمط الغربي والمعمول بها فعلا في الشرق الأوسط. وكانت الدول المستهدفة تملك بدرجة أو بأخرى جيوشاً قادرة على مقاومة محاولات الاستيلاء الإيراني عليها بالقوة. وكان هذا بالضبط ما حدث في تركيا، إذ قوبلت محاولات حزب الله للانتشار والتوسع بالسحق الشديد على أيدي الجيش التركي. وفي العراق، كانت محاولة الاستيلاء غير الناضجة من قبل الخميني، من أبرز ذرائع صدام حسين في غزو إيران، وشن الحرب الطويلة التي امتدت ثماني سنوات كاملة.

أما في سوريا، ووفقا لما جاء في مذكرات الجنرال حسين حمداني الذي قاد الوحدة العسكرية الإيرانية هناك، بذل الجيش الوطني كل ما في وسعه للحيلولة دون تمكن طهران من إنشاء قواعد متقدمة خاصة بها في البلاد. ولقد تغير الموقف في سوريا عندما سقطت البلاد في هوة الحرب الأهلية على أيدي الرئيس بشار الأسد، وعمليات القمع الوحشية للاحتجاجات السلمية في بلاده.

ولقد تعلم الملالي الدرس من واقع تجربتهم في إيران.

وبعد فترة وجيزة من استيلائهم على السلطة عبر مجموعة من الظروف شديدة الغرابة، أدرك الخميني أنه لن ينال ولاء الهياكل القائمة في الدول في الوقت الذي يفقد فيه القدرة على تدميرهم بالكلية. وبالتالي، وضع الاستراتيجية التي عُـرفت باسم «الموازاة».

لقد أنشأ قوات الحرس الثوري الإسلامي باعتبارها جيشاً «موازياً» للجيش الوطني في البلاد. وأنشأت المحاكم الإسلامية بالتوازي مع محاكم الدولة التي تستند في تشريعاتها إلى قوانين نابليون. ووجد البرلمان الإيراني توأمه في جمعية الخبراء.

وعند تطبيق هذه الاستراتيجية حيال البلدان الأخرى في الشرق الأوسط، اتخذت اسماً جديداً هو «إفراغ المحتوى». وكان لبنان هو المكان الأول الذي اختبرت فيه هذه الاستراتيجية ودخلت حيز التنفيذ.

فلقد أنشأت إيران ميليشيا شيعية لموازاة الجيش النظامي اللبناني. ثم ومن خلال حزب الله أيضا، قامت طهران بتجنيد الحلفاء من بين الطوائف اللبنانية الأخرى، وحولت البرلمان اللبناني إلى وحش من دون أسنان. وفي خاتمة المطاف، نجحت طهران في الدفع بمرشحيها إلى منصب الرئاسة، وضمنت لنفسها حق النقض (الفيتو) في مجلس الوزراء اللبناني. وكان كل ذلك يجر وراءه التكاليف المالية الباهظة.

وفقا للميزانية الإيرانية الوطنية الحالية، فإن إيران تنفق ما متوسطه 60 مليون دولار شهريا في لبنان وحده، وأغلب هذا المبلغ يذهب عبر قنوات حزب الله. ونتيجة لذلك، وكما صرح الرئيس حسن روحاني في خطاب أخير له الشهر الحالي، لا يمكن تحقيق أي شيء في لبنان من دون كلمة إيران الأخيرة!

ولقد رجع الفرع اللبناني من حزب الله على إيران بمردود التكاليف التي أنفقت هناك من خلال المحافظة على الآلاف من الضحايا الذين سقطوا في الحرب المصغرة، التي وقعت مع إسرائيل في عام 2006. والأهم من ذلك، الحملة الجارية لسحق القوات المعارضة لبشار الأسد في سوريا.

وفي العراق، عاد المخطط الإيراني بنتائج جزئية. إذ أنشأت إيران هناك ميليشيات الحشد الشعبي، وهي ائتلاف يضم 17 ميليشيا شيعية، إلى جانب قوات البيشمركة الإسلامية (أي المقاتلين الأكراد الموالين لإيران) بهدف موازاة الجيش العراقي الوطني، والقوة العسكرية القائمة لحكومة كردستان العراق المتمتعة بالحكم الذاتي. كما تمارس طهران أيضا النفوذ السياسي من خلال حزب الدعوة العراقي الشيعي. ومع ذلك، فإن الآمال الإيرانية لتحويل العراق إلى نسخة مكررة من لبنان لم تحظَ بالنجاح المنشود بسبب أن الكثير من الشعب العراقي يزدري الهيمنة الإيرانية هناك، في حين أن آيات الله الكبار في النجف يعتبرون نظام الخميني في طهران بمثابة «العمل البغيض». كما واجه المخطط الإيراني في سوريا عدة مشاكل بسبب التدخل العسكري الروسي، وعزم الرئيس فلاديمير بوتين على أن يتم تحديد مستقبل سوريا في موسكو وليس في طهران.

وجاءت نتائج المخطط الإيراني في اليمن بنتائج غير كاملة كذلك. فلقد نجح الوكلاء الإيرانيون هناك، الحوثيون، في إنشاء جيش مواز في صورة تنظيم أنصار الله، غير أنهم فشلوا في تقليم أظافر الجيش النظامي الوطني. كما عمد الحوثيون إلى إعادة الرئيس علي عبد الله صالح إلى الظل، ولكنهم لم يفلحوا في التخلص منه تماما. وعلاوة على ذلك، فإن العمل العسكري هناك بقيادة المملكة العربية السعودية قد وجه ضربة قاصمة إلى آمال طهران، بإقامة لبنان ثانٍ على أراضي اليمن. وفي حالة قطر وسلطنة عمان، استخدمت طهران مبدأ «الفنلدة»، من حيث السماح لهما بالاستمتاع بحالة من الهدوء السياسي الداخلي، في مقابل العمل على تقسيم الصفوف العربية وربط الملالي في طهران بالقضايا الرئيسية في بلادهما.وعندما تولى محمد مرسي الحكم في مصر، حاولت إيران بيع نفس السيناريو إلى القاهرة.

وجاء وزير الخارجية الإيراني الأسبق علي أكبر ولاياتي إلى مصر حاملاً خطاباً من المرشد الأعلى علي خامنئي. ودعا خامنئي مرسي في ذلك الخطاب إلى «حل» الجيش المصري، وإنشاء قوة عسكرية موازية مهمتها «حراسة الثورة المصرية». ولم يُفلح المخطط الإيراني المقترح على الإطلاق بسبب، كما يقول ولاياتي وخامنئي، أن محمد مرسي رفض المقترح، أو أن الجيش المصري استبق ذلك. ربما تعتبر استقالة سعد الحريري إشارة إلى أن العرب لم يعودوا مستعدين لمجرد التجهم، وتحمل الأمر أثناء محاولة إيران تفكيك هياكل الدولة، من خلال خلق الصورة الموازية للجيش الوطني، وتحويل الحكومات إلى دمى تتلاعب بها عبر الخيوط الممتدة إلى السفارة الإيرانية العاملة في البلاد. قد يكون المخطط الإيراني لبسط الهيمنة على الدول العربية قد بلغ منتهاه، وبدأ التقدم السريع للملالي في طهران بالتراجع والتقهقر للوراء. ومن شأن ذلك أن يعني عودة الحدود السياسية والولاءات القائمة على أسس المواطنة، وليس على أسس الطائفية الدينية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون أمام سفراء مجموعة الدعم والسفراء العرب: قلقون لما يتردد عن ظروف الحريري ونطالب بجلائها وفقا للاتفاقات الدولية وبعودته

الجمعة 10 تشرين الثاني 2017 /وطنية - أعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن قلقه، "لما يتردد عن الظروف التي تحيط بوضع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بعد اعلانه استقالة حكومته السبت الماضي من خارج لبنان"، مطالبا ب"ضرورة جلاء هذه الظروف"، مذكرا ب"الاتفاقات الدولية التي ترعى العلاقات مع الدول والحصانات التي توفرها لأركانها".موقف الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، في حضور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، سفراء دول مجموعة الدعم من اجل لبنان في مجلس الامن، وهم السفراء: الروسي الكسندر زاسبكين، الصيني وانغ كاجيان، الفرنسي برونو فوشيه، البريطاني هوغو شورتر، الولايات المتحدة الاميركية اليزابيت ريتشارد، المانيا مارتن هوث، الايطالي ماسيمو ماروتي، نائب ممثلة الامين العام للامم المتحدة فيليب لازاريني، سفيرة الاتحاد الاوروبي كريستينا لاسن وممثل جامعة الدول العربية السفير عبد الرحمن الصلح.

ووزع مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية بعد انتهاء الاجتماع المعلومات الرسمية الآتية:

عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على السفراء اعضاء مجموعة الدعم من اجل لبنان في مجلس الامن، "موقف لبنان من التطورات الاخيرة بعد اعلان رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري استقالة الحكومة من الخارج، والملابسات التي رافقت هذا الاعلان، ومنها ظروف بقاء الرئيس الحريري خارج لبنان". واعاد الرئيس عون التأكيد على ان "بت هذه الاستقالة ينتظر عودة الرئيس الحريري والتأكد من حقيقة الاسباب التي دفعته الى اعلانها".

وفي هذا السياق، عبر الرئيس عون عن قلقه "لما يتردد عن الظروف التي تحيط بوضع الرئيس الحريري وضرورة جلائها"، مذكرا اعضاء المجموعة ب"الاتفاقات الدولية التي ترعى العلاقات مع الدول والحصانات التي توفرها لأركانها". وطمأن السفراء الى "وعي القيادات اللبنانية وتضامنها في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان وحرصها على تعزيز الوحدة الوطنية، وقد ساعد ذلك في المحافظة على الاستقرار الامني والمالي في البلاد".

وتحدث السيد لازاريني منوها باسم الدول الاعضاء في المجموعة ب"الجهود التي بذلها رئيس الجمهورية لضبط الاوضاع التي نشأت بعد إعلان الرئيس الحريري استقالته"، مؤكدا "تأييد الدول الاعضاء لموقف الرئيس عون من كل جوانبه". وشدد على أن "المجموعة الدولية تدعم سيادة لبنان واستقلاله وأهمية الوحدة الوطنية فيه".

ثم تحدث السفراء اعضاء المجموعة فردا فردا، فأكدوا لرئيس الجمهورية "التزام بلدانهم بالموقف الموحد للمجموعة"، منوهين ب"طريقة معالجة الرئيس عون للأزمة وموقفه منها"، وجددوا "تأييدهم للبنان ودعمهم له واستعداد بلدانهم للمساعدة في ايجاد الحلول المناسبة للأزمة الراهنة".

القائم بأعمال السفارة البابوية

الى ذلك، استقبل الرئيس عون القائم بأعمال السفارة البابوية في لبنان المونسينيور ايفان سانتوس واطلعه على "موقف لبنان من التطورات المرتبطة بظروف إعلان الرئيس الحريري عن استقالته من الخارج"، وطلب منه "ابلاغ المسؤولين في الكرسي الرسولي الموقف اللبناني".

السفراء العرب

وأجرى الرئيس عون بعد ذلك سلسلة لقاءات مع سفراء الدول العربية المعتمدين في لبنان، في حضور الوزير باسيل، أبلغهم في خلالها "الموقف من التطورات التي استجدت بعد اعلان الرئيس الحريري استقالته".

وفي هذا الاطار استقبل الرئيس عون القائم بأعمال السفارة السعودية في بيروت وليد بخاري، وابلغه أنه "من غير المقبول الطريقة التي حصلت فيها استقالة الحريري"، مطالبا ب"عودة رئيس مجلس الوزراء الى لبنان".

ثم التقى الرئيس عون تباعا، سفير الامارات العربية المتحدة حمد عبدالله الشامسي، سفير مصر نزيه علي النجاري، سفير الاردن نبيل المصاروة، سفير قطر علي بن حمد المري وسفير سوريا علي عبد الكريم علي.

وقد أكد السفراء "وقوفهم الى جانب استقرار لبنان وسيادته والحفاظ على أمنه، ودعمهم لما يقوم به الرئيس عون في مواجهة هذه الازمة التي يمر بها لبنان".

هذا، ويستكمل رئيس الجمهورية لقاءاته مع السفراء العرب عند الثالثة بعد ظهر اليوم.

 

بري استقبل ريتشارد والنجاري ووفد الجماعة الاسلامية

الجمعة 10 تشرين الثاني 2017 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم في عين التينة السفيرة الاميركية اليزابيت ريتشارد وعرض معها الاوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة. وكان بري عرض الوضع ايضا مع السفير المصري نزيه النجاري. كذلك استقبل وفدا من قيادة "الجماعة الاسلامية" برئاسة أمينها العام عزام الايوبي وعضوية النائب عماد الحوت والنائب السابق اسعد هرموش. من جهة أخرى، تلقى بري اتصالا من بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر. وأبرق الى قائد "اليونيفيل" سابقا الجنرال كلاوديو غراتسيانو مهنئا بمنصبه الجديد رئيسا للمجلس العسكري الاوروبي.

 

خطف مواطن سعودي قرب منزله في ادما

الجمعة 10 تشرين الثاني 2017 /وطنية - جونيه - أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" ميريلا بلعيس عن خطف السعودي علي البشراوي من مواليد 1985، من منزله في جوار أدما، ليل أمس، بعد أن تم استدراجه من قبل مجهولين إلى خارج المنزل، ولم يعد حتى الساعة. وصباحا، أبلغت زوجته السورية الجنسية فصيلة غزير عن فقدانه، وظهرا تلقت اتصالا من مجهولين يطلبون فدية. وتتولى شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي التحقيقات.

 

السفراء العرب اكدوا بعد لقائهم رئيس الجمهورية حرص بلادهم على الاستقرار والامن في لبنان وثمنوا جهود الرئيس

الجمعة 10 تشرين الثاني 2017/وطنية - واصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لقاءاته مع سفراء الدول العربية المعتمدين في لبنان والتي كان بدأها قبل ظهر اليوم، لابلاغهم الموقف اللبناني من التطورات التي شهدتها الساحة اللبنانية في الآونة الاخيرة والتي اعقبت تقديم رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري استقالته من الخارج، فاستقبل في قصر بعبدا بعد الظهر على التوالي، سفراء: العراق علي العامري، وسلطنة عمان بدر بن محمد المنزري، وفلسطين اشرف دبور، والجزائر احمد بوريان، وتونس كريم بودالي، والمغرب امحمد كرين، واليمن عبد الله عبد الكريم الدعيس والسودان علي صادق علي.

وابدى السفراء "حرص بلادهم على الاستقرار والامن في لبنان"، وابدوا تقديرهم "للجهود التي يبذلها رئيس الجمهورية من اجل الخروج من الازمة السياسية، التي يشهدها البلد حاليا".

 

الراعي استقبل لازاريني وتلقى اتصالا من يوحنا العاشر سليمان: لبنان لن يعرف الإستقرار إذا لم يتم تحييده

الجمعة 10 تشرين الثاني 2017

 وطنية - استقبل البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد ظهر اليوم، الرئيس ميشال سليمان الذي قال بعد اللقاء: "الهدف من الزيارة هو التشاور مع غبطته في موضوع زيارته الى السعودية والتي يمكن اعتبارها من علامات الأزمنة لأن الموعد كان قد تم تحديده قبل حصول هذه الأزمة الوطنية".

أضاف: "كما اننا عرضنا مع غبطته لموضوع لبنان وهو اساسي نظرا للأزمة الحالية التي يمر بها هذا البلد مع دولة صديقة وشقيقة. وانا اتمنى ان تكون الخواتيم جيدة وان يكون قرار الرئيس الحريري قد اتى بعيدا عن اي ضغط. ولا بد من معرفة ما اذا كان قراره حرا وانه يود المضي بهذه الإستقالة ام العودة عنها وهذه امور جد مهمة".

وتابع: "في لبنان فريقان احدهما يطالب منذ زمن بانسحاب حزب الله من سوريا وقد صدرت في هذا الخصوص وثيقة رسمية من دون ربطها بهذه الأزمة. وهذا الفريق يطالب ايضا حزب الله بعدم التدخل خارج لبنان. كما انه يطالب بإيجاد استراتيجية دفاعية لتنظيم وجود السلاح في فترة محددة لكي تصبح الدولة سيدة ومعها حصرية السلاح، أي انه بغض النظر عن الموقف المستجد مع الرئيس الحريري والإستقالة التي قدمها فان هذا الموقف مستمر. وعلى ما اظن فلقد وافق الجميع من رئيس الجمهورية الى رئيس مجلس النواب وحزب الله ورئيس مجلس الوزراء على هذا الأمر. جميعهم ايدوا موضوع تحييد لبنان، وانا اقول ان الوضع في لبنان لن يعرف الإستقرار ولن تستقيم امور الدولة قبل حدوث هذا الأمر".

وقال سليمان: "لا احد يقول ان حزب الله لا يجب ان يكون في الحكومة. من الواجب ان يكون وهذا امر مؤكد، ولكننا نقول يجب ان ينظم سلاحه وفق استراتيجية دفاعية. وتمنيت على غبطته المطالبة بتحييد لبنان وهذا شرط ضروري لإعتماد لبنان مركزا لحوار الحضارات. وهذا الأمر عرضته على رئيس الجمهورية من خلال خارطة الطريق التي قدمتها له وتمنيت عليه ان يعقد هيئة الحوار الوطني ويؤكد على اعلان بعبدا ويناقش الإستراتيجية الدفاعية وان يطرح موضوع النازحين السوريين وهو اكثر المواضيع خطورة اليوم لأنهم باتوا يشكلون عبئا على اللبنانيين وعلى التركيبة اللبنانية والعقد الإجتماعي".

لازاريني

ثم التقى الراعي المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان بالوكالة فيليب لازاريني، وكان عرض لآخر المستجدات على الساحة اللبنانية. ونقل لازاريني الى الراعي اجواء اللقاء الذي عقدته مجموعة الدعم الدولية اليوم مع رئيس الجمهورية في قصر بعبدا. وقد اكدت على "التزامها دعم لبنان وقيادته وشعبه خلال هذه الفترة الصعبة".

الضاهر

ومن زوار بكركي، الوزير السابق ابراهيم الضاهر الذي رأى انه "بالحكمة التي يتعامل بها صاحب الغبطة وبالتنسيق التام مع فخامة رئيس الجمهورية باتت الآمال معقودة على زيارة غبطته الى السعودية لما تحمله من معان قوية".

اتصال من يوحنا العاشر

وتلقى الراعي اتصالا من بطريرك انطاكيا للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي الذي تمنى له التوفيق في زيارته الى السعودية، مؤكدا دعمه "الكامل للجهود التي يقوم بها غبطته والتي تصب في مصلحة لبنان العليا"، وقال: "غبطته يمثلنا جميعا في مساعيه الخيرة هذه".

 

نص خطاب السيد نصرالله في يوم الشهيد وذكرى 40 الحسين: الحريري محتجز في السعودية وعلينا التمسك بامننا وبدولتنا لانه بوحدتنا نتجاوز هذه المرحلة

الجمعة 10 تشرين الثاني 2017

 وطنية - تحدث الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله خلال حفل اقامه الحزب في "قاعة شاهد" على طريق المطار، في ذكرى "يوم الشهيد" وذكرى اربعين الامام الحسين، في حضور النائب ناجي غاريوس ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وزير المال علي حسن خليل ممثلا الرئيس نبيه بري، السفير الايراني محمد فتحعلي، السفير السوري علي عبد الكريم علي، وزير الصناعة حسين الحاج حسن ونواب منهم عباس هاشم، الوليد سكرية، اميل رحمة، حكمت ديب وعدد من الوزراء والنواب السابقين وعلماء دين من مختلف المذاهب وشخصيات سياسية وحزبية.

بداية آي من الذكر الحيكم، ثم النشيد الوطني، فنشيد "حزب الله"، ثم قدمت "فرقة الشهيد خضر وهب" عرضا مسرحيا من وحي ذكرى كربلاء.

ثم اطل السيد نصرالله عبر شاشة عملاقة، واستهل كلمته بالترحيب بالحضور وقال: "ارحب بكم جميعا في هذا اللقاء المبارك ان شاء الله هنا في الضاحية الجنوبية وفي بعلبك وفي الهرمل وفي النبطية وفي دير قانون النهر.

اجدد العزاء لصاحب العزاء، لإمام الزمان عليه السلام، ومن قبله وبعده لرسول الله الاعظم واهل بيته الاطهار في ذكرى أربعين الحسين.

مضى أربعين يوما على الشهادة المظلومة والعظيمة والحدث الكربلائي الذي حصل في سنة 61 للهجرة في العاشر من محرم. نحن اليوم نلتقي في هذه المناسبة وفي مناسبة يوم شهيد حزب الله، اليوم الذي اقتحم فيه فاتح عصر الاستشهاديين والعمليات الاستشهادية الاستشهادي احمد قصير مبنى ومقر الحاكم العسكري الاسرائيلي في مدينة صور عام 88 ليبدأ عصرا جديدأ من الجهاد والمقاومة والعمليات الاستشهادية ولذلك صح ان نقول عن الاستشهادي احمد قصير أنه أمير، أمير الاستشهاديين.

الأمير احمد قصير، أمير ليس كالامراء بل أمير في الفداء والعطاء والتضحية، وفي البذل، وفي السخاء، وفي الجود بالنفس من أجل عزة وكرامة وحرية لبنان وكل الامة، واتخذنا هذا اليوم، يوم شهيد حزب الله نحتفي فيه بكل شهدائنا من قادتنا ومجاهدينا واستشهادينا الذين مضوا في هذا الطريق والذين يتقدمون في كل يوم ليصبحوا شهداء.

أود أولا أيها الاخوة والاخوات الكرام، أن القي كلمة في ذكرى الأربعين وستكون مختصرة، وكلمة في مناسبة يوم الشهيد والشهداء، وأيضا كلمة في الوضع السياسي الذي سيكون المستجد الحالي وهو محور الاهتمام في هذا الحديث.

اولا في ذكرى أربعين الامام الحسين عليه السلام، هذه التظاهرة العظيمة التي نشهدها منذ أعوام وخصوصا في الأعوام الأخيرة، أود في هذه الكلمة أن ألفت النظر اليها، هذه التظاهرة الانسانية العاطفية الاخلاقية والروحية المنقطعة النظير، يعني اليوم في كربلاء وعلى مدى الأيام القليلة الماضية، شهدنا على طريق مدينة كربلاء حشود مليونية، الملايين يلبسون السواد ويبكون ويمشون بحزن الى سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين، التقديرات الرسمية اليوم تقول أن عدد الزائرين الذين وصلوا الى كربلاء، وأغلبيتهم الساحقة، وصلوا مشيا على الاقدام بلغ 20 مليون زائر، طبعا من الممكن أن يفترض أحد ويقول هل تتسع مدينة كربلاء لعشرين مليون؟ بل هم يدخلون الى الزيارة والكثير منهم يخرجون حتى يفسحوا الفرصة لبقية الزائرين والمواكب الآتية.

20 مليون يأتون من مختلف العالم، ليس فقط من العراق، بل من إيران لوحدها قدر عدد الزائرين بما يزيد عن مليوني زائر، من كل دول العالم يأتون ويمضون مشيا، من الممكن ان تسير الناس من النجف الى كربلاء والبعض الاخر من بغداد الى كربلاء.

من الداخل العراقي يمشون من البصرة، أقل مسير من النجف هو 80 كلم ، مئات الكيلومترات وهناك ناس يمشون 300 كلم، ويوجد زوار اتوا من مشهد ومن منطقة طبس في ايران ومن الحدود الايرانية الباكستانية، ويوجد أناس ساروا اكتر من 1000 كلم حتى وصلوا الى كربلاء. ما هذه الظاهرة والتي تحتاج واقعا الى التأمل، الناس يمشون من مسافات طويلة مشيا على الاقدام، وعلى طول الطريق لا يوجد دولة تقدم خدمات بل الدولة ترعى الأمن أما الخدمات الأساسية فيقدمها العراقيون أنفسهم، الشعب العراقي الكريم والمعطاء، أو مواكب وهيئات تأتي من دول أخرى وتشارك أيضا في تقديم الخدمات، الطعام والشراب والمأوى.

العراقيون وكثيرون من الناس هناك يخلون منازلهم ليستضيفوا بها الضيوف والزوار، يطعمونهم ما جمعوه خلال عام، ويتقربون الى الله تعالى بهذه الخدمة ويتواضعون للزوار ويقبلون أيديهم، بل في بعض الأحيان يقبلون أقدامهم. هذا التواضع الشديد وهذه الدمعة التي ترافق الجميع، واقعا انا شاهدت أفلاما وثائقية ويمكن انتاج الكثير من الافلام الوثائقية التي تأخذ عينات وشواهد راقية وعظيمة وانسانية وعفوية وعاطفية من الكبار والصغار والنساء.

ما هذا الحب؟ من هو هذا الرجل الذي استشهد قبل 1372 عاما ويأتيه الملايين من كل انحاء العالم زوارا ومشيا على الأقدام ويتحملون الأحوال الجوية والأوضاع الأمنية والمخاطر المختلفة ويبكونه بحرقة وبولعة أكثر مما يبكون آبائهم وأمهاتهم أو أبنائهم أو بناتهم لو فقدوا هؤلاء الاعزاء.

هذا السر يحتاج الى مراجعة في الحقيقة علمية وفكرية واجتماعية، ودراسة عميقة لفهم هذه الظاهرة الانسانية. لو أردنا أن نبحث عن الحب في الكرة الارضية اليوم وعن الشوق وعن العشق وعن الإخلاص وعن الصدق وعن نقاء العلاقة وعن الاستعداد للعطاء بلا حدود، وعن هذه العاطفة الجياشة سنجد أن الكم الهائل والمشهد العظيم هو المجتمع اليوم في كربلاء وهذا لم يحصل في التاريخ، على طول التاريخ وحتى الحاضر ما حصل أن يأتي 20 مليون الى ضريح رجل. لماذا يأتون الى ضريح هذا الرجل؟ لانه الشهيد ابن الشهيد، لانه الإمام ابن الإمام ولأنه حفيد رسول الله (صلى) المجاهد الذي قدم روحه ونفسه وعياله وماله وكل ما يملك دفاعا عن دينه ودين جده، وعن القيم الإنسانية والأخلاقية، وعن أمته جده وعن مستقبل البشرية وهذه هي الكرامة التي منحه الله سبحانه وتعالى إياها، هذا بعض من الكرامة التي أعطاها الله سبحانه وتعالى لسيد الشهداء ومن هنا أدخل الى العنوان الثاني.

هذه بعض جوانب الكرامة الإلهية التي منحها الله تعالى للحسين في زيارة الحسين، في زيارة الاربعين. وعن الإمام الصادق في الزيارة يقول "اللهم اني أشهد أنه وليك وابن وليك، وصفيك وابن صفيك، الفائز بكرامتك". اذا هناك كرامة الالهية فاز بها الحسين. ما هي هذه الكرامة الالهية؟

أكرمه بالشهادة، وأحاطه بالسعادة، و"اهتديته بطيب الولادة، وجعلته سيدا من السادة، وقائدا من القادة، وزائدا من الزادة".

اليست هذه هي الزيارة التي نقرأها اليوم، ويقرأها أيضا جميع الناس في كربلاء.

"الفائز بكرامتك، أكرمته بالشهادة"، الشهادة عندما يحصل عليها أي إنسان يحصل على الكرامة الالهية، هذا الذي نردده في المناسبة عن الإمام السجاد ابن الامام الحسين عليه السلام، "القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة"، أعظم كرامة يمكن أن يقدمها الله سبحانه وتعالى للانسان أن يوفقه ليكون شهيدا في سبيل الله سبحانه وتعالى على طريق الحسين. نال هذه الكرامة الالهية عدد كبير من أحبائكم أنتم يا عوائل الشهداء ويا أيها الاخوة والاخوات الكرام، نال عدد كبير من أحبائكم وأعزائكم وابنائكم وبناتكم هذه الكرامة الالهية فكانوا شهداء وكانوا لائقين بهذه الكرامة لأنهم أهل الإيمان وأهل اليقين وأهل الجود والعطاء وأهل التضحية، ولأنهم الصادقون المخلصون، لأنهم لا يريدون في كل جهادهم وعطائهم شيئا من الدنيا، حتى لا ينتظرون كلمة شكر من أحد. ولأنهم المجاهدون الذين بذلوا مهجهم كالحسين (عليه السلام) في سبيل الله دفاعا عن دينه العظيم وعباده المظلومين فقبلهم الله تعالى بقبول حسن وقلدهم هذا الوسام الالهي وشملهم بالكرامة.

كرامة الأخرة وكرامة الدنيا، أما كرامة الآخرة فلا توصف، عقولنا وأوهامنا وخيالنا لا تستطيع أن تصف لأنفسنا وللناس الكرامة التي أعدها الله تعالى لهؤلاء الشهداء في الاخرة.

هؤلاء الشهداء الذين هم أحياء منذ شهادتهم ولكن نحن لا نعرف عظمة الحياة التي يعيشونها. لا نشعر بها، ولا نفهمها، هي حياة مختلفة عن حياتنا في هذه الدنيا، حياتنا في هذه الدنيا فيها الكثير من الحدود ومن الضوابط ومن الزوايا المغلقة والمقفلة ومن المخفيات عن الماضي وعن المستقبل أما الشهداء الاحياء اليوم، كيف هي حياتهم؟

نحن لا نعلم هذا كله يدخل في دائرة "ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر" أما كرامة الدنيا فنحن نشهدها وإياكم، نحن ببركة تضحيات هؤلاء الشهداء ومعهم كل المضحين من عائلاتهم الشريفة، من الجرحى وعائلات الجرحى، من الأسرى المحررين والأسرى وعائلاتهم، من المجاهدين وعائلاتهم، ومع كل الذين يتحملون مسؤولية في لبنان وفي المنطقة على هذا الصعيد ويتحملون الضغوط الكبيرة والهائلة ويقدمون أشكال التضحيات المختلفة.

نحن معهم تمكنا حتى الأن من تحرير أرضنا وأسرانا في التحرير الاول في 25 أيار 2000 في عام المقاومة والتحرير، واستطعنا أن نسقط كل المشاريع الإسرائيلية التي ترتبت على إجتياح 1982 وسقطت معها إسرائيل الكبرى وسقطت معها اسرائيل العظمى عام 2006، واستطعنا أن نحرر أرضنا وأسرانا في التحرير الثاني في آب 2017، واستطعنا أن نوجد قوة ردع لحماية بلدنا من الأطماع الإسرائيلية والتهديدات الإسرائيلية، واستطعنا أن نساهم الى جانب كل اللبنانيين في الحفاظ على أمننا وإستقرارنا هذا ايضا قدم في طريقه شهداء، واليوم نساهم في الإجهاز على أعظم مؤامرة في المنطقة وعلى شعوب المنطقة بمختلف إنتماءاتهم الدينية والمذهبية والعرقية وبمختلف إنتماءاتهم الوطنية وأعظم مؤامرة على الإسلام على دين محمد الذي أستشهد من أجل الدفاع عنه الإمام الحسين عليه السلام وأعظم مؤامرة على القيم الإنسانية والأخلاقية في عالمنا والذي جسدتها داعش.

داعش الإرهابية، داعش الوهابية، داعش التي صنعها أوباما وكلينتون والإدارة الأميركية والسعودية وسهل أمرها الكثير من القوى الإقليمية.

داعش هذه اليوم تلفظ أنفاسها الأخيرة ودخلت في مرحلتها الأخيرة، في الحد الأدنى في لبنان إنتهينا من داعش، في العراق وفي سوريا داعش في أيامها أو أسابيعها الأخيرة اذا أرنا أن نحطاط قليلا، ليس مهم الوقت المهم إنها في آخر آخر المرحلة الأخيرة من خلال التطورات والإنجازات العسكرية الضخمة التي تحققت اليوم في البو كمال وفي البادية السورية وفي دير الزور وفي الميادين وفي مدينة القائم وتلاقي القوات العراقية والسورية وفصائل المقاومة عند الحدود العراقية ـ السورية وعند المعابر الدولية هناك.

اذا هذا ايضا من بركات وتضحيات الشهداء، واليوم ما لدينا في لبنان من كرامة ومن عزة ومن قوة ومن قدرة ومن إقتدار إنما هو ببركة هؤلاء الشهداء، وأنا لا أتحدث هنا فقط عن شهداء حزب الله، عن شهداء الجميع في كل حركات المقاومة، وفصائل المقاومة، وشهداء الجيش اللبناني، والقوى الأمنية الرسمية، والشعب اللبناني، والشهداء الفلسطينيين، والسوريين، الذين أيضا إستشهدوا على الأرض اللبنانية، والذين يقدمون الشهداء اليوم على إمتداد المنطقة.

لكم يا عوائل الشهداء أن تفخروا بشهدائكم في الدنيا هؤلاء مفخرة، اليوم نحن اذا نشعر بأمان، اذا نشعر بالسلام، اذا نشعر بالقوة، اذا نشعر بالعزة، اذا نشعر بالكرامة، بالحرية، حتى بالحرية السياسية، في كل شيء، انما هو ببركة هؤلاء.

لكم ايضا أن تستبشروا بهم في الآخرة لأنهم ذخيرتكم في ذلك اليوم، اليوم المهول، اليوم العظيم، واليوم الرهيب، يوم موازين الحق والعدل، هؤلاء الشهداء هم ذخيرتكم وهم شفعائكم عند الله سبحانه وتعالى، وبعض من الكرامة الإلهية عند الشهداء هو هذا حق الشفاعة، هو بعض الكرامة الإلهية المعطات للشهداء.

نحن مؤتمنون على إرث هؤلاء الشهداء، وعلى إنجازات هؤلاء الشهداء، ما حصلنا عليه كان ثمرة هذه التضحيات الجسام، ومعها دماء، وجراح، وآلام، وتهجير، وبيوت مهدمة، وقلق، وخوف، وكل ما عشناه خلال كل السنوات الماضية في كل هذه الحروب، ومسؤوليتنا ومسؤولية الجميع لأن عطاء الشهداء كان للجميع لم يكن لحزب، لم يكن لحركة، لم يكن لفصيل، لم يكن لطائفة، أو لمذهب، أو لمدينة، أو لقرية، أو لمنطقة جغرافية معينة، هذا العطاء كان لكل اللبنانيين دفاعا عن كل لبنان، عن كل شبر من أرض لبنان، عن كرامة كل لبناني، وكان عطاء للأمة كلها التي تتهددها إسرائيل وتغتصب إسرائيل جزء من أعز وأكرم أرضها في فلسطين المحتلة، ولذلك مسؤوليتنا أن نحافظ على هذا الإرث العظيم وعلى هذه الإنجازات العظيمة.

من هذا الموقع ندخل إلى وضعنا الحالي، وإلى الإستحقاق الحالي في لبنان في هذه الأيام، منذ يوم السبت الماضي تم إدخال لبنان في أزمة سياسية ووضع لبنان أمام مرحلة جديدة ومهمة، الأن خطيرة أو ليست خطيرة هذا يرتبط بفعل اللبنانيين وإرادة اللبنانيين، نسمع تهديدات وتهويلات من هنا ومن هناك، إذا ما هو الوضع؟ لنتكلم قليلا بهذه القصة ومنها يأتي بالسياق الوضع الاقليمي ـ وأنا لا أريد أن تكون كلمتي عن الوضع الإقليمي بقدر عن المستجد المحلي الذي ما زال يتابع من كل اللبنانيين، وأيضا المنطقة كلها تتصل وقلقة على لبنان ـ إذا ما هو الوضع حاليا؟

نحن خلال سنة اذا قمنا بتقييم سريع خلال سنة إلى الآن دخل لبنان في حالة إستقرار سياسي وكان لدينا حالة جيدة، يعني تم إنتخاب رئيس للجمهورية، وتم تسمية رئيس للوزراء، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وهذه الحكومة بدأت العمل بشكل فعال وجاد، وتم تفعيل عمل مجلس النواب، تم وضع قانون إنتخاب للانتخابات المقبلة إن شاء الله، تم إقرار الموازنة لأول مرة منذ 12 سنة، تعينات عسكرية، وأمنية، وإدارية، وديبلوماسية، عمل على الملفات المختلفة، لجان فاعلة، حوار وتلاقي بين القوى السياسية بعد سنوات من التصعيد السياسي ومن الخصومة والإبتعاد والجفاء، أمن وإستقرار لا مثيل لهما، أعود وأقول لكم لا مثيل لهما لا في المنطقة ولا في العالم.

في المرة الماضية انا قلت أنه يوجد أمن في لبنان أكثر من أميركا بعض الناس قالوا انني "كبرت الطحشة" قليلا، رأيتم منذ يومها إلى اليوم ـ كنت أتحدث ليلة العاشر ـ أي منذ أربعين يوما، منذ أربعين يوما إلى اليوم انظروا ماذا يوجد أحداث في أميركا، من الخمسين الذين قتلوا في الملهى، الى السبعة والعشرين الذين قتلوا البارحة في الكنيسة، وما بينهما من أحداث ودهس وقتل وغيره، هذه أميركا، الولايات المتحدة الأميركية.

لدينا أمن وإستقرار لا مثيل لهما، لدينا حالة من الهدوء النفسي عند الشعب اللبناني بشكل عام راحة نفسية، هذا لا يعني أنه لا يوجد مشاكل، يوجد تطور في البلد ملحوظ، حتى الإحصاءات الرسمية، حتى الرئيس سعد الحريري قبل إسبوعين كان يتكلم إحصاءات عن مطار بيروت مطار الشهيد رفيق الحريري الدولي، وقال خلال هذه السنة المسافرون الذين دخلوا والذين خرجوا من هذا المطار ـ وهذا فقط مطار بيروت ولا نتكلم عن الموانئ ولا نتكلم عن المعابر الحدودية ـ عددهم 9 مليون إنسان، فقط في تموز وأب 2 مليون، هذا مؤشر على ماذا؟ على الأمن، والإستقرار، والإرتياح العام، والهدوء الذي ساد البلد خلال هذه السنة.

طبعا لا نقول انه ليس لدينا مشاكل، يوجد مشاكل سياسية، ومعيشية، وإنمائية، وفساد، ولكن هذه كلها يجب أن تعالج ولا يجوز أ نت غطي الصورة الإيجابية والمشهد الإيجابي للبلد، وهذا المشهد الإيجابي للبلد يعود الفضل فيه إلى تعاون كل القوى السياسية، ولا يقف أحد ويقول انا الذي مكنت أو أوصلت البلد إلى هذه الحالة، إرادة الجميع، تعاون الجميع، تلاقي الجميع، التنازلات التي قدمها الجميع هي التي أوصلت الى هذه النتيجة، وتوج هذا العام ايضا بتحرير الجرود عند الحدود اللبنانية ـ الشرقية في جرود عرسال والقاع وغيرها.

في ظل هذا الوضع الجيد، والطيب، والمعقول، والغير مسبوق في لبنان، وفي ظل النوايا الحسنة عند مختلف القوى السياسية لمواصلة الجهد والعمل في الحكومة الحالية الى الإنتخابات، ومعالجة ما أمكن من الملفات القائمة والعالقة، فجأة وضربة واحدة تقوم السعودية بإستدعاء رئيس الحكومة على عجل وتطلبه بلا معاونيه وبلا مستشاريه ويذهب إلى السعودية، ويفرض عليه، يجبر على تقديم الإستقالة وعلى تلاوة البيان الذي كتبوه هم، وبالتالي تم وضع لبنان أمام مرحلة جديدة.

وبعدها بدأت طبعا ـ قبلها ومعها وبعدها بدأت ـ مجموعة من التصريحات السعودية، والتهديدات، والتهويلات، والإجراءات، وصولا الى ما نشهده اليوم وأعود اليه بالتفصيل.

ما الذي فعلوه إلى الآن؟ يعني ماذا فعلت السعودية حتى الأن وماذا تفعل يعني هذا الإستحقاق الذي يعيشه البلد:

اولا تدخل سعودي علني غير مسبوق لا من السعودية ولا من غير السعودية، يعني في حال كان يتدخل أحد في الماضي ليقول لرئيس الحكومة أن يستقيل لم يكن بهذه الطريقة، حتى بالشكل "مش هيك"، تدخل علني غير مسبوق لإجبار رئيس الحكومة على الإستقالة، عندما تحدثت الأحد كنت أذكر معطياتي الشخصية أو القريبة ولكن اليوم أعتقد أن جميع اللبنانيين باتوا على يقين وعلى علم من خلال المعلومات والمعطيات والتي سأتحدث عن بعضها وكل العالم بات يعرف، كل العالم حتى وزارة الخارجية الأميركية تقول نحن لم نكن على علم ولم يتم إستشارتنا، ممكن وممكن أن يكون ترامب على علم بإعتبار التنسيق الخاص القائم، ولكن أنا أصدق الخارجية الاميركية أنه ربما نعم لم يكن لديهم علم. يجبر على الإستقالة ويتلو بيان هم من كتبه بأدبياتهم، وبعد ذلك يفرض على رئيس الوزراء اللبناني الإقامة الجبرية، ويمنع من العودة وهذا الأن أصبح أمرا قطعيا ويقينيا.

في حال كان هناك أحد يحتاط أو يشكك أو ينتبه بالتعابير الخاصة به، "معليش" دعونا نتكلم نحن الأمور بصراحة الرجل محتجز في السعودية وممنوع حتى هذه اللحظة من العودة إلى لبنان، هذا الأمر يجب أن يقال بوضوح وبصراحة، رئيس حكومة لبنان محتجز في السعودية وممنوع من العودة الى لبنان، ولأكمل وأعود في ما بعد الى الموقف، محاولة سعودية لشطب وليس اسقاط الرئيس سعد الحريري من الحكومة، بل هو أيضا (لشطبه) من زعامته ورئاسته لتيار المستقبل. بالنهاية قوة سياسية لبنانية كبيرة ومحترمة، ونحن على خلاف سياسي معها، يمكن أن يرقى الخلاف السياسي إلى مستوى الخصومة ولكن ما نشهده الآن أمر يجب التوقف عنده، محاولة فرض زعامة جديدة بدون استشارة تيار المستقبل أو حتى بدون علم تيار المستقبل، إجبار تيار المستقبل على السير خلف زعامة جديدة وقيادة جديدة.

حسنا أكثر من ذلك، محاولة فرض رئيس حكومة جديد على الشعب اللبناني، على رئيس الجمهورية وعلى رئيس المجلس وعلى المجلس النيابي وعلى اللبنانيين جميعا، إنه غدا تأتي السعودية وتقول أنا أريد فلانا رئيسا للحكومة، إما أن تأتوا به وإما الويل والثبور وعظائم الامور، أليس هذا ما تذهب اليه السعودية؟ بهذا الاداء الشغال، وبالتالي هم يفكرون أنهم باستطاعتهم أن يفرضوا على لبنان رئيس حكومة جديدا ضمن تصورهم هم بالرئيس الجديد للحكومة والمهام المطلوبة منه. والى أين يريد أن يأخذ اللبنانيين، حسنا، أيضا في ما فعلته وتفعله، تحريض اللبنانيين على بعضهم البعض. كل الخطاب الآن هو خطاب تحريضي للبنانيين وتريد من اللبنانيين ان يشتموا بعضهم بعضا وأن يهينوا بعضهم بعضا وان يتظاهر بعضهم في وجه بعض، وأن يحارب بعضهم بعضا، اليس هذا ما تطالب به؟ وعندما لا تجد استجابة، تتهم اللبنانيين بالضعف والجبن، وهذا طبعا شكل من أشكال الاستمرار في الاهانة.

حسنا، تحريض الدول العربية والخليجية بالخصوص على اتخاذ اجراءات تصعيدية باتجاه لبنان، بحق لبنان، سحب الرعايا السعوديين والضغط على دول الخليج بسحب رعاياها من لبنان ومنع رعاياها من السفر الى لبنان، تحريض دول العالم على لبنان، لكن الأخطر، الأخطر، لكن قبل أن أقول ما هو الأخطر والذي هو لا يخيفنا بالتأكيد، الأخطر هو تحريض اسرائيل على ضرب لبنان. أنا لا أتحدث عن تحليل أيها الاخوة والاخوات وكل اللبنانيين يسمعونني، أنا أتحدث عن معلومات، السعودية طلبت من اسرائيل ضرب لبنان، وحاضرة أن تقدم في أداء ذلك عشرات مليارات الدولارات.

اليوم هناك نقاش داخل الكيان الاسرائيلي حول هذا الموضوع، اليوم وامس في الاعلام الاسرائيلي اذا تتابعون، كلام كثير عن ان حرب تموز 2006 كانت بطلب سعودي وبتحريض سعودي، وعندما أراد العدو أن يوقف الحرب في الأيام الاخيرة، كانت اتصالات السعودية تطالبه بمواصلة الحرب حتى القضاء على المقاومة في لبنان، هذا أخطر ما يحصل الان، لكن طبعا حسابات اسرائيل هي حسابات مختلفة، اسرائيل كيف ستعمل، أيضا سأتكلم بالموضوع بعد قليل، لكن ليس الحرب، لأن هذا لديه حسابات اخرى، حسنا، وبكلمة مختصرة، من الواضح ان السعودية والمسؤولين السعوديين أعلنوا الحرب على لبنان، على حزب الله في لبنان، لكن اسمحوا لي أن اقول لكم أن هذه حرب على لبنان وليس فقط حرب على حزب الله في لبنان، من خلال كل التفصيل الذي مضى، الذي تكلمت فيه قبل قليل والتفصيل الآتي، أنا اود هنا أن أتوجه الى اللبنانيين جميعا، بما يلي وبكل صدق ومحبة، وطبعا لاقترح عليهم للتأكيد على بعض المواقف، نحن ما كنا فيه في هذه السنة نسبة لما يجري حولنا في كثير من دول العالم هو أمر بالغ الأهمية، يعني هذا الحال التي كنا فيها وما زلنا فيها الى الآن لكن دخلنا في الازمة، الى عشية السبت، سبت الاستقالة الاجبارية هو أمر بالغ الأهمية، الدولة والمؤسسات والاستقرار السياسي والاستقرار الأمني والنقدي المالي والخ.....الكثير من شعوب المنطقة يعضون أصابعهم ندما على ما أخذوا اليه دولهم وبلدانهم، يجب أن نفهم وأن ندرك أهمية وعظمة وقيمة ما نحن فيه في لبنان، ونتمسك به ونحرص عليه. في المقابل، السعودية تدعوكم الى تخريبه، الى اسقاطه، الى الغائه، بالنتيجة هي تدعوكم الى هذا، صحيح عنوان الحرب هي على حزب الله، لكن بالنتيجة هي تدعوكم الى هذا، لأن تخربوا بيوتكم بأيديكم، هل تفعلون ذلك؟ هل حقيقة السعودية من خلال كل الاجراءات التي قامت بها هي تريد ان تنقذ لبنان وانقاذ الشعب اللبناني وتريد مصلحة لبنان هكذا؟ نحن نتفهم وسأقف عند هذه النقطة باختصار بعد قليل، انه يوجد مشكل بين السعودية وحزب الله، نحن لا نتهرب من هذا المشكل، وسأتحدث عنه قليلا، ولكن هل هذه الاجراءات التي اتخذت حتى الان وهذه اللغة وهذه الهديدات وهذه الحرب هي حرب على حزب الله أم حرب على لبنان؟ يجب على اللبنانيين أن يأخذوا العبرة من كل ما جرى حولهم في المنطقة، في سورية. اليوم الوثائق والمعطيات والاعترافات والشهود والمقابلات التلفزيونية، والسعوديون يتكلمون والقطريون يتكلمون والاميركيون يتحدثون كيف بدأت الاحداث واستمرت. في سورية، كان أمراء سعوديون في عمان، يديرون المعارك، في سورية وفي دمشق وفي جنوب سورية بالحد الادنى، حسنا، ما هي النتيجة في سورية؟ خربوها ودمروها، من قتل قتل، من جرح جرح، البيوت التي دمرت دمرت، هؤلاء الامراء الذين كانوا يديرون المعركة من عمان أين هم اليوم؟ هذا العراق، هذا اليمن، هذه هي المنطقة. أنا أدعو اللبنانيين الى التأمل كثيرا في هذه المرحلة، أي شخص منا عندما يريد أن يتكلم أو يريد أن يأخذ موقفا أو يريد أن يلجأ الى خيار، يجب أن نتأمل كثيرا، الى اين نريد ان نأخذ البلد؟ في ظل ما يجري حولنا، اللبنانيون اليوم أمام مرحلة مصيرية وعليهم ان يختاروا طريقهم ومصيرهم. بناء على ما تقدم أؤكد على ما يلي، أريد ان أتحدث بلغة واضحة وحازمة، نحن ندين هذا التدخل السعودي السافر في الشأن الداخلي اللبناني، لا يحق لهم ولا يجوز لهم من غير الصحيح غير لائق، وندين خصوصا هذا التصرف المهين مع الرئيس سعد الحريري، منذ وصوله الى المطار، كيف استقبلوه والى اين أخذوه وكيف تعاطوا معه والى أين أدخلوه وماذا البسوه وماذا أعطوه لكي يقرأ وكيف وكيف وكيف... ونحن نعتبر في حزب الله وأعتقد كل اللبنانيين يعتبرون أن إهانة رئيس الحكومة اللبنانيية هي إهانة لكل لبناني، حتى لو كنا نختلف في السياسة، هي إهانة لكل لبنان، لأن هذا هو رئيس حكومة لبنان، ويتم التصرف معه بهذه الطريقة، وصولا الى اجباره على الاستقالة واجباره على تلاوة بيان لم يكتب حرفا واحدا فيه، ومنعه من العودة الى لبنان، اولا، اذا هذا مدان، هذا يجب ان يدان.

ثانيا، نضم صوتنا الى كل اللبنانيين والى ما صدر بالأمس عن الإجتماع المشترك لتيار المستقبل وكتلة المستقبل بالدعوة الى وجوب عودة الرئيس الحريري الى لبنان، يجب ان يعود الى لبنان، دعوه يعود، حسنا، مستقيل، يأتي الى قصر بعبدا ويقول يا أخي انا لا أريد ان اكمل رئيسا للحكومة، فليأت الى لبنان وليقول ما يشاء ويفعل ما يشاء، يمكن أن يأتي الى لبنان ويقول أنا اريد أن أكمل رئيسا للحكومة، يمكن أن يقول بأنه يريد ان يستقيل، يمكن أن يعلن حربا على حزب الله، لكن دعوه يأتي، ويعود الى لبنان، ويعبر عن موقفه من لبنان، ويبنى على الشيء مقتضاه، اما ان يبقى رئيس حكومة لبنان قيد الإقامة الإجبارية فهذا لا يجوز ان يقبل به أو يسكت عنه لبنان على الاطلاق ولا عربي ولا اي انسان حر في هذا العالم، وبناء عليه ايضا نحن نقول وبكل صراحة ووضوح، نعم، ان رئيس حكومة لبنان محتجز في السعودية وعليها ان تطلق سراحه ويجب ان يعمل اللبنانيون على استعادته الى لبنان، وبعد ذلك هو حر، فليذهب حيث يشاء، يمكن ان يعود الى السعودية ويبقى فيها، هذا شأنه.

ثالثا، حاليا نحن نعتبر الاستقالة المعلنة غير قانونية وغير دستورية وغير شرعية، ولا قيمة لها على الاطلاق لانها وقعت تحت الاكراه والاجبار وليس لها اي قيمة، تماما، كل السادة والعلماء والقضاة والمحامين يعرفون انه اذا اجبر احد على طلاق زوجته هل تصبح زوجته طالقا؟ لا، يقولون ان عبارة المكره، كلمته، عبارته مسلوبة، يعني كأنها لم تكن، ليس لها أي قيمة، ليس لها أي أثر، اذا واحد لديه منزلا، وباع بيته، قال أنا أبيع بيتي والمسدس برأسه، هل تنتقل الملكية الى المشتري؟ لا تنتقل الملكية الى المشتري، هذه بالشؤون الفردية والشخصية هكذا، كيف بشؤون تعني بلد وأمة ومجتمع وبلد؟ اذا نحن لسنا امام استقالة ولا نعترف بهذه الاستقالة، وهذا يترتب عليه، ان الحكومة الحالية هي حكومة قائمة وحقيقية ودستورية وقانونية وشرعية، وليست حكومة مستقيلة والوزراء ليسوا وزراء تصريف اعمال، نعم يتعذر اجتماع الحكومة لغياب رئيسها واحتجازه في السعودية، وبناء عليه ايضا لا معنى لاستشارات نيابية كما طالب البعض من المستعجلين بل من المتأمرين، من الادوات المتأمرة، كلا، ليس لهذا أي معنى.

نقوم بإستشارات عندما يكون هناك رئيس حكومة مستقيل، عندما يكون هناك حكومة مستقيلة، هذا الامر ليس قائما فعلا، نحن لدينا رئيس حكومة فعلي، وحكومة فعلية، نعم اذا عاد الرئيس الحريري الى لبنان، وقدم استقالته، حتى لو قدمها، نحن نعلم بأنه مضغوط وهو مجبر لكن هنا يا اخي يقدمها بحريته وارادته يأخذ هذا الخيار، حينئذ نصبح امام وضع قانوني ودستوري مختلف، اما الآن بكل وضوح نحن نعتبر اننا لسنا امام استقالة على الاطلاق.

رابعا، الادارة الحكيمة والهادئة والمسؤولة لفخامة الرئيس العماد ميشال عون وبالتضامن والتشاور مع دولة الرئيس نبيه بري ومختلف القوى السياسية هي يجب ان تكون محل اجماع وتحصين جميع اللبنانيين الذين يجب ان يتضامنوا ويتحصنوا ويقفوا خلف هذه الادارة الحكيمة لهذه الازمة، وهذه الادارة حتى الآن استطاعت أن تفوت بالحد الادنى بعض الاهداف المباشرة لفرض الاستقالة، واستطاعت ان تحفظ البلد وأن تصون البلد امنا واستقرارا، ونقده واقتصاده وهدوءه، وهذا يجب ان يقوى ويستمر.

خامسا، الدعوة الى المزيد من الوعي مع الاشادة بوعي القيادات السياسية والقوى السياسية والناس في لبنان ورفضهم الانجرار رغم كل الدعوات بالتلفزيونات. الآن هناك اتصالات بالهاتف، نحن نعرف انه هناك اتصالات هاتفية بفلان وفلان وفلان ويقال لهم: أين أنتم؟ ولماذا لم تصدروا بيانات؟ ولماذا لم تهاجموا ولماذا لم تجتمعوا؟ لم لم تتظاهروا؟ ولكن لبنان يشهد حالة مختلفة الآن الذين يتآمرون على لبنان يجب أن يقيموا هذا الأمر ويعرفوا أين أخطأوا؟ هم ارتكبوا أخطاء جسيمة حتى الواحد إذا أراد الذهاب إلى حرب يخطط لها بهدوء، بحكمة، ويتصرف بها بإتقان. هذه الحرب المعلنة الآن على لبنان وعلى حزب الله في لبنان ولا أريد الهروب من هذه الحقيقة، هي حرب عشوائية، غاضبة، ساخطة، مرتجلة، حتى الذين يديرونها اليوم ما هي خبرتهم وما هي تجربتهم، وعندما يعمل الحقد والغضب سوف تكثر الأخطاء. الوعي اللبناني، إبتعاد الناس عن الشارع، حرص اللبنانيين على الأمن والاستقرار، بقاء التواصل والتشاور بين الجميع لتحديد كيفية التعاطي مع الأزمة، هذا يجب أن يتواصل، نحن من جهتنا مصرون على أن نواصل مع الجميع هذا الأمر.

وكما قلت يوم الأحد، لا تقلقوا ولا تخافوا إن أرادتنا الجامعة، إرادتنا الوطنية الجامعة في الحفاظ على بلدنا هي الضمانة وهي تحميه تصونه.

واليوم نحن اللبنانيين يجب وأكثر من أي وقت مضى أمام الإهانة وأمام الإكراه وامام الإجبار وأمام البغضاء وأمام التهديدات الواضحة التي تريد أن تأخذ البلد إلى مكان آخر، يجب أن نشعر بمسؤوليتنا ووطنيتنا وانتمائنا إلى هذا البلد مع بعضنا البعض. وأن نقف إلى جانب بعضنا البعض، وأن يحمي بعضنا بعضا، ويصون بعضنا بعضا، ويدافع بعضنا عن بعض، وأن نتجاوز الحساسيات والخصومات والمخاوف من بعضنا البعض.

سادسا: يجب أن أتوقف وإن كنت توقفت يوم الأحد لكن لأنه جرى إصرار على هذا الموضوع أمام كلام قناة العربية في ذلك اليوم يوم السبت عن اكتشاف محاولة لاغتيال الرئيس سعد الحريري، مع العلم أن الأجهزة الأمنية اللبنانية المختلفة نفت ذلك لكن قناة العربية أكملت بهذا الأمر وبنت عليه وأجرت مقابلات وأحاديث أيام الأحد والأثنين والثلاثاء.

إذا الخبر سعودي، وثانيا لأن البيان المكتوب سعودي فالجملة التي تليت في بيان الاستقالة عندما قال الرئيس الحريري أنه أشعر بالخطر على حياتي هذا غير صحيح ولكن هذا كتبه السعوديون هذا ثانيا.

ثالثا الحديث عن أجهزة تشويش على طريق المطار، وسبحان الله، أنظروا للدقة واكتشفوا أن أجهزة التشويش إيرانية الصنع! هذا فيه إيحاء واضح.

رابعا، أحد أدوات السعودية في لبنان تحدث عن اغتيالات سياسية وهو مصر في الحديث عن الاغتيالات السياسية.

أنا أقول هذا أمر خطير لأن هناك إصرارا على هذا المعنى وعلى هذا المنطق وعلى هذا الأمر.

أنا لاأريد أن أخيف أحدا ولكن أريد أن أقول يجب الحذر يجب الانتباه أنه لماذا الإصرار على هذه اللغة وعلى هذا التوجيه وعلى هذه الفرضيات وعلى هذه الاتهامات لماذا يمهد هؤلاء ماذا يحضر هؤلاء؟

سابعا، في الموضوع الإسرائيلي، بالتأكيد يجب الانتباه إلى الموضوع الإسرائيلي، قصة حرب وإن طلبتها السعودية أنا لا أجزم، بعض الناس يقولون أنتم تجزمون، لا نحن لا نجزم، لا يستطيع أحد أن ينفي نفيا قاطعا ويقسم يمينا على هذا الأمر، لكن نحن نقول، نحن نستبعد بحسب الحسابات والموازين والقراءات والمتابعات والمؤشرات المباشرة التي نحن نتابعها وأيضا المعطيات الاقليمية والدولية والوزارات والسفارات والأجواء الدولية لا يظهر أن الأمر "هيك"، ومما يزيد هذا الاستبعاد أنه اليوم أساسا إسرائيل هي أمام فرصة، فرصة لتصفية الحساب مع حزب الله ومع المقاومة ومع لبنان دون الحاجة إلى الذهاب إلى حرب وتحمل تبعات الحرب وكلفة الحرب التي يعرف العدو الإسرائيلي أنها عالية جدا، جدا، جدا، جدا، نعم الإسرائيلي دخل على الخط ويمكن أن يدخل على الخط بعناوين أخرى، مثلا اليوم، وهذا تعميم صدر وشاهدتموه في وسائل الاعلام من وزارة الخارجية الإسرائيلية، وزير الخارجية يعني ناتنياهو، إلى كل السفارات الإسرائيلية في العالم لدعم، تقديم الدعم الاعلامي والسياسي والدبلوماسي، ونفترض أن كل اللوبيات اليهودية والصهيونية في العالم ستعمل على هذا الأمر، دعم السعودية في حربها على حزب الله وفي مسعاها لتصنيفه منظمة إرهابية وفي محاصرته وفي وفي وفي.

بالتأكيد الإسرائيلي في هذا الأمر سيعمل في العالم كتفا إلى كتف إلى جانبهم هذا يعمل الإسرائيلي، يبحث عن الفتنة إذا استطاع أن يصنع فتنة في مكان ما لن يقصر. قبل أسبوع أو عشرة أيام تقريبا جرى حادث في جنوب سورية خطير جدا، وهو أن المعارضة المسلحة وبعضها من جبهة النصرة أيضا هؤلاء يقولون إنهم إسلاميون وحركة إسلامية ولا أعرف "شو".. دخلوا عبر تسهيلات إسرائيلية ومن مناطق يحتلها الإسرائيلي، أنا أتحدث عن معلومات دقيقة كيف دخل هؤلاء إلى بلدة حضر السورية والذي يصادف أن سكانها من طائفة الموحدين الدروز .

عندما نقول المهاجمين من جبهة النصرة سيقال للدروز أن المهاجمين من أهل السنة، الإسرائيلي سهل لهؤلاء أن يصلوا إلى بلدة حضر وفجروا تفجيرا انتحاريا وهاجموها من كل الجبهات وسيطروا على عدد من النقاط ولولا بسالة أهل بلدة حضر والجيش السوري والقوات الشعبية الموجودة هناك والهبة الشعبية الرائعة التي قام بها أهل الجولان السوري المحتل والضغط الذي مارسه هؤلاء كانت الأمور تذهب إلى منحا خطير جدا.

ماذا تريد إسرائيل من هذه التسهيلات؟ ولمن، لجبهة النصرة؟ لمن؟أليس من أجل معركة وحرب طائفية في تلك المنطقة. هذا الأمر ربما يعمل عليه الإسرائيلي مقاربة معينة في لبنان، لذا علينا أن نكون دقيقين وحذرين كيف يقارب هذا الأمر؟ بالتحريض، من خلال العملاء، بوسائل أمنية، هذا كله يجب أن يتابع.

أما في موضوع الحرب أو ما هو أقل من الحرب، أنا أريد أن أقول لكم، نحن نراقب الأمور بدقة، نحن والجيش اللبناني والدولة اللبنانية والجميع، وعلى كل الإسرائيليين أنا أقول لكم، هم حذرون، وأنا اليوم أيضا في يوم الشهيد، في يوم الاستشهادي أحمد قصير الذي هز قلاعهم وفرض عليهم الحداد العام ثلاثة أيام سنة 1982 أقول لهم نحن اليوم أشد وأقوى، أقصى عودا وأقوى وقودا، وأحذرهم من أي خطأ في الحسابات، من أي خطأ في التقدير، من أي خطوة ناقصة، من أي محاولة لاستغلال الوضع. لا يظن الإسرائيلي أننا نحن الآن مربكون وخائفون وقلقون، لا، لا على الإطلاق، على الإطلاق، ولو إضطلعوا على تقييمنا الحقيقي لهذه الأخطاء التي ارتكبت حتى الآن لأيقنوا أننا اليوم أشد يقينا وحضورا وإحساسا بالقوة في مقابل أي تهديد.

إذا بالموضوع الإسرائيلي يجب أن نكون حذرين ومراقبين ولكن كما قلت الإسرائيليون أنفسهم حذرون. اليوم هناك حديث طويل عريض في داخل الكيان حتى من كبار الإعلاميين وبعض الخبراء أنه هل المطلوب أن تقاتل السعودية بإسرائيل حتى آخر جندي إسرائيلي، هذا شبيه باللغة التي كانت تحكى في لبنان.

إذا هم ينتبهون جيدا أن هذه المعركة لحساب من؟ هم يقاتلون لحسابهم؟ هل حساباتهم الآن تقول لهم إذهبوا إلى الحرب؟ لا يظهر هذا الموضوع، وأعتقد أنهم على ضوء كل التطورات الموجودة في المنطقة، ما جرى في لبنان وما جرى في سورية وما جرى في العراق، التطور الموجود في إيران، في المنطقة، هم يعرفون جيدا أن كل ما قلته في الخطابات السابقة وفي المناسبات السابقة عن الحرب وتقديرات الحرب وميادين الحرب وساحات الحرب هم يعرفون هذه الأمور بدقة ويعرفون أن هذه ليست حرب نفسية وإنما هذه وقائع تصنع، ومعادلات صنعت، والإسرائيلي يأخذها بالاعتبار.

ثامنا، ما بيننا وبين السعودية حتى لا يقول أحد أنتم تهربون من حقيقة المشكلة وتحولوها أن القصة هي فقط قصة رئيس حكومة معتقل ومحتجز، لا، هذا جزء من الموضوع.

المشهد الحالي القائم، نعم، نحن لا نهرب من أن هناك مشكلة وهناك غضب سعودي كبير جدا، الغضب الحقيقي على إيران، نحن بالطريق، الغضب هناك، لكن نعم هناك مساحة من الغضب تتوجه إلى حزب الله. وأنا بالحقيقة بهذا المقطع سأعطيكم توصيفا دقيقا لما يجري، بالنتيجة هم غاضبون، أنا أتفهم، ويجب أن نتفهم غضبهم، لكن لا نستطيع أن نتفهم ردة فعلهم وأسلوبهم بهذا الشكل المهين، لا نقبل، لكن لماذا نتفهم الغضب؟

بكلمة مختصرة، ينظرون حولهم، في سورية كانت لهم آمال طوال عراض عظيمة يريدون تغيير خريطة المنطقة كلها هذه الآمال ذهبت أدراج الرياح .

اليوم في البوكمال، بقية شرق سورية، تنتهي داعش التي صنعوها والتي راهنوا عليها، وفي العراق كذلك، بالعراق كلنا نعرف من أتى بداعش إلى العراق والهدف منها إسقاط الحكومة في بغداد والسيطرة على العراق ودفع العراق إلى وضع مختلف، فشلوا في إسقاط الدولة الجديدة في العراق، وسقطت داعش، وكلنا يعرف أيضا أنهم كانوا يؤيدون انفصال كردستان العراق وأحبط هذا المشروع أيضا.

في اليمن الحرب تجاوزت 1000 يوم ولا يوجد انتصار، ولا يوجد انجاز، باليمن، بالعكس المزيد من الغضب والمزيد من القصف والمزيد من المجازر، والآن الحصار البري والبحري والجوي ومنظمة الأمم المتحدة تتحدث أنه إذا استمر هذا الأمر سيكون الملايين في اليمن أمام خطر الموت جوعا وسنكون أمام مجاعة لم يشهد لها العالم مثيلا منذ مئات السنين.

إذا خرجت وتقول أنا أدين العدوان على اليمن، أدين المجازر في اليمن، أدين هذه المجزرة.. يا أخي الأمم المتحدة وضعتكم على اللائحة السوداء في قتل الأطفال وجرائم قتل الأطفال، الأمم المتحدة، وليس حزب الله.

أنا أصبح مرتكبا لجريمة تاريخية، أنا حزب الله، يصبح حزب الله مرتكبا لجريمة تاريخية لأنه يعترض على المجازر وعلى الحرب وعلى العدوان وعلى الكوليرا وعلى المجاعة.

إذا كان هناك كثر صامتون لحسابات معينة، نحن لا يحسن عندنا السكوت في هذا الأمر، "شوي" يغضب منك، هو يحمل الشعب اليمني كل هذه المجازر ويغضبه أن يعترض عليه أحد ويقول له أنت ترتكب المجازر وأنا أدين أرتكابك لهذه المجازر.

في اليمن فشل وعجز واتهامات لحزب الله، مثلا أمس سمعتم، وهذا أيضا لتحريض اللبنانيين، أنه "والله الصاروخ البالستي الذي قصف من اليمن إلى مطار الملك خالد في الرياض، تصوروا مثلا الاستخبارات السعودية كم هي دقيقة، هذا الصاروخ تم تهريبه - هم يقولون - تم تهريبه من إيران وتسلمه حزب الله في اليمن، حزب الله اللبناني يعني، وحزب الله اللبناني هو الذي أطلق الصاروخ على الرياض من منطقة يسيطر عليها الحوثيون، يعني هناك مشكلة. طبعا أنا أفهم هذا الموضوع أيضا من زاوية من الزوايا أنه نتيجة الاستخفاف باليمنيين. هناك مشكلة في العقل السعودي، عقل السلطة، أن هناك استخفافا باليمنيين، يعني مثلا الآن إذا قلت لهم الشعب اليمني، رجال اليمن يستطيعون أن يصنعوا صواريخ، لا يصدقون! يقولون هؤلاء اليمنيين!! بشكل مهين يتكلمون، نعم هؤلاء اليمنيون، أنا أقول لكم، أنا أعرف، وتريدون يمين أحلف لكم باليمين، اليمنيون خلال هذه السنوات بات لديهم قدرة عالية على تصنيع الصواريخ، عندما السيد عبد الملك الحوثي يتحدث، هذا القائد الشجاع والشريف، يتحدث أن نحن نصنع الطائرات المسيرة في اليمن وسندخل هذه الطائرات ضمن الخيارات المقبلة في الحرب هم لا يصدقون ويستهينون به، لا هذه الطائرات أتوا بها من إيران، لا صدقوا أحبائي، صدقوا وابنوا حساباتكم هكذا، اليمنيون يصنعون الطائرات المسيرة، أنتم تستخفون باليمنيين ولذلك فشلتم في هذه الحرب، عندما يستخف الإنسان بالآخر سواء كان عدوا أو خصما، بقدراته، بعقله، بعزمه، بشجاعته، بإيمانه، بقيادته، بقدرته على القيادة، بقدرته على الصبر، بقدرته على التطور، هذه من أهم أسباب الفشل في أي مواجهة. حسنا، ومن يلام؟ إيران، لماذا فشلوا في اليمن؟ إيران، لماذا فشلوا في اليمن؟ حزب الله، يا أخي أين إيران في اليمن؟ أين حزب الله في اليمن؟ ماذا يستطيعون أن يفعلوا؟ هذا شعب يمني صمد وقاتل وضحى، قدم تضحيات جسام، وأذهل العالم في ظل غربة، في ظل مظلومية لا مثيل لها، لا مثيل لها. ومن أجل أن يهرب من عجزه يقول إيران، يقول حزب الله، الآن تتهم إيران، يا أخي إيران قوة إقليمية عظمى، حزب الله!! الآن أنت فشلت في اليمن بسبب حزب الله؟! يعني أنا حابب أنه حتى بعض اللبنانيين الذين لديهم تساؤلات، حقيقة يتساءلون، والله إذا سبب الفشل السعودي بالحرب على اليمن هو حزب الله إذا نحن شيء عظيم جدا "والله ما لدينا علم هالقد يا جماعة" هناك توصيف وهناك مبالغات وهناك تحميل مسؤوليات ليس له أي أساس من الصحة. حسنا، باليمن يريدون أن يلقوا المسؤولية على أحد آخر.

حسنا أيضا نتكلم بالفشل في المنطقة، يا أخي نحن ليس لدينا عمل في السعودية وقطر، هم كانوا سويا في كل ما جرى في الربيع العربي، لكن اليوم الأزمة الخليجية ونحن لم نأخذ موقفا لا مع أحد ولا ضد أحد ولكن أيضا يسجل فشل لأن السعودية ومن معها أرادوا إخضاع قطر فلم تخضع، هذا نجاح أو فشل؟ هذا فشل.

البحرين، صحيح، في البحرين منعتم المظاهرات العامة، فرضتم الإقامة الجبرية على سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم بعد أن قتلتم شباب البحرين الشهداء الأبطال على ابواب منازلهم وزجيتم بعلماء البحرين ورموز البحرين وشباب البحرين الآلاف في السجون، ولكن هذا المسار الخاطئ لم يسقط إرادة الشعب البحريني وأوصل دولة البحرين إلى دولة على حافة الإفلاس، يعني بالمعلومات ملك البحرين كل آخر شهر مضطر أن يذهب إلى السعودية وإلى الإمارات ويأتي بأموال حتى يستطيع أن يدفع معاشات الجيش وقوى الأمن والموظفين، هذه دولة؟ لم تكن كذلك، لكن هذه السياسات الخاطئة توصل دولة تقهر شعبها وتسجن علماءها وقادتها وخيرة شبابها وتقتلهم في الطرقات وتحاصرهم ووو.. إلى هذه النتيجة، يعني هذا نجاح أو فشل؟

بكل الأحوال، السعودي عندما ينظر بكل هذه المنطقة ويرى فشلا يأتي على لبنان يقول أنا أستطيع أن أعمل شيئا في لبنان، مع أن لبنان ليس صحيحا أنه في دائرة النفوذ الإيراني، ليس صحيحا أنه خارج النفوذ الإيراني بالكامل، ليس صحيحا أنه خارج دائرة النفوذ السعودي، لا، السعودية لديها نفوذ في لبنان وهذا كلنا نعترف فيه ولا نستطيع أن نتنكر له، وإيران عندها نفوذ في لبنان وعندها احترام في لبنان، لكن هناك فرق جوهري، أن السعودية تتدخل في الشأن اللبناني الداخلي وإيران لا تتدخل في الشأن الداخلي اللبناني، وأنا على مسؤوليتي أقول لكم صادقا إيران لا تتدخل في الشأن اللبناني، لا تقول ضعوا فلانا رئيسا وفلانا رئيس وزراء وفلانا وزيرا وفلانا نائبا وهذا القانون الإنتخابي اقبلوا به وهذه الموازنة سيروا بها وهذا النفط سلموه لفلان وهذا الغاز اعطوه لعلتان والكهرباء ممنوع أن تأخذوا من هنا وخذوا من هنا، لا تتدخل في أي شأن لبناني داخلي، نعم لها احترامها، صح، لها نفوذها، صح، عندما تحدث رئيس الجمهورية الأخ سماحة الشيخ حسن روحاني ترجم كلامه بشكل غير دقيق وفهم كلامه خطأ ولكن أنا أقول لكم لإيران نفوذ في لبنان ولكنها لا تتدخل ولا تستخدم هذا النفوذ من أجل الحصول على امتيازات إيرانية، على الإطلاق، وأنا أتحدى العالم كله اليوم الذي هو أمام مشهد صارخ من التدخل السعودي المهين، أعطيني مثلا واحدا، أعطيني ليس ادعاءات، ليس اتهامات، ليس كلاما في الهواء، أعطيني مثلا واحدا تدخلت فيه إيران في لبنان، مثلا واحدا مع دليل.

حسنا، رأت أن لديها نفوذا في لبنان تستطيع أن تعمل شيئا في لبنان، فجاءت إلى لبنان وتفتح معركة في لبنان. اسمحوا لي أن أبسط لكم الموضوع ولا تقولوا يا سيد ليس لهذه الدرجة القصة تتبسط، السعودية قادمة لتفش خلقها في لبنان، تفش خلقها بنا، ليست قادرة على إيران. أمس بعض الأصدقاء كان على التلفاز قال إذا أنتم مشكلتكم مع إيران هذه إيران بقربكم اذهبوا واعملوا حربا مع إيران، بعض إخواننا قالوا لي يا أخي كيف يتكلم هكذا؟! قلت له لا بأس يتكلم هكذا، هذا كلام طبيعي، إذا أنت مشكلتك مع إيران تريد أن تستضعف لبنان وتفش خلقك في لبنان وتخرب لبنان وتدمر لبنان لتثبت أن لديك نفوذا، يا أخي نحن معترفون بنفوذك، أما إذا كان هدفك أنه أنت تتصور أنك تستطيع أن تلحق الهزيمة باللبنانيين أو بالمقاومة في لبنان أو بالقوى السياسية التي ترفض الخضوع لإرادتك وشروطك، إذلالك وإهانتك فأنت خاطئ ومخطئ ومشتبه ومآلك إلى الفشل كما في كل الساحات والميادين التي فشل بها حتى الآن، هذا ليس له محل ولا يوصل إلى نتيجة.

حسنا، أكثر من ذلك، لنذهب قليلا بالدقة، إذا كان الهدف هو الإنتقام من حزب الله، أليس كذلك؟! معاقبة حزب الله، القضاء على حزب الله، أولا هدف القضاء حتى أساعدهم قليلا، لا تضعوا هدف القضاء على حزب الله، مهما فعلت السعودية وقامت به وقامت الدنيا وأقعدتها وفتلت الكرة الأرضية وأتت بعاصفة حزم ودفعت إسرائيل إلى الحرب لا يستطيعون القضاء على حزب الله، هذا أمر محسوم وقطعي إن شاء الله. فلا تضعوا هذا الهدف وتفشلوا، يعني ضعوا أهدافا واقعية أكثر.

حسنا، معاقبة حزب الله، الضغط على حزب الله حتى يبدل سلوكه، مثلا هذا هدف لا بأس هدف واقعي، نريد أن نعاقب حزب الله فنضغط على حزب الله حتى يغير حزب الله سلوكه، أن ينسحب من سوريا، بسيطة، هذه سوريا سوف تنتهي، انتهت إن شاء الله، أنه والله لا أدري في العراق، انتهت في العراق. على كل، أنا لا أبسط الأمور ولكن أقول، حسنا، هدف الضغط على حزب الله ومعاقبة حزب الله وتغيير موقف وسياسات وسلوك حزب الله، طبعا موقفنا من اليمن لن تبدلوه ولن تغيروه لأن هذا بالنسبة لنا موقف إنساني، إسلامي، أخلاقي، ديني، قومي، عربي، سموه ما تريديون، هذا موقف سنجيب الله عليه يوم القيامة، هذا خارج الحسابات السياسية.

حسنا، إذا كان هذا هو الهدف، أو كما قال الجبير يوم أمس، وزير الخارجية السعودي يقول: الشعب اللبناني بريء - نيالكم أيها الشعب اللبناني - الشعب اللبناني يخضع لسيطرة الحزب - لن أناقش الآن اللبنانيون يصدقون هذا الكلام؟! الشعب اللبناني خاضع لسيطرة الحزب؟! - وعلينا أن نجد طريقة لمساعدة اللبنانيين على الخروج من قبضة الحزب، وعمل عنوان إسمه إنقاذ الشعب اللبناني، عظيم، هل الذي تقومون به الآن هو إنقاذ للشعب اللبناني؟ ما قمتم به من يوم السبت هو إنقاذ للشعب اللبناني؟ هل وسائلكم منسجمة مع هذا الهدف؟ أم أنكم تريدون أن تنقذوا الشعب اللبناني كما تنقذون الشعب اليمني؟! أليس عنوان الحرب على اليمن إنقاذ الشعب اليمني من العصابات والجماعات المتمردة والخارجة على القانون، أليس هذا العنوان؟! كيف أنقذوا الشعب اليمني إلى اليوم؟ عشرات آلاف الشهداء، كثير من النساء والأطفال، مئات الآلاف مصابون بالكوليرا،

الملايين مهددون بالمجاعة، لم تبق مدينة أو قرية أو مسجد أو مستشفى أو مدرسة أو جامعة، حتى أثر حضاري تاريخي إلا وقصف، الأسواق والمساجد، هكذا أنقذتم الشعب اليمني؟! تنقذون الشعب اليمني بتجويعه، بمحاصرته، بقتله، بسحق عظامه، بسفك دمائه؟!! هذا الظاهر حتى الآن، هذا أسلوبكم بإنقاذ الشعب اليمني، هكذا تريديون أن تنقذوا الشعب اللبناني؟! هل الإجراءات التي قمتم بها هي لإنقاذ الشعب اللبناني؟! كيف؟! تنقذون الشعب اللبناني بأن تهينوا رئيس وزراء لبنان؟! وأن تهينوا تياره السياسي بل أن تهينوا طائفته أيضا وكل الشعب اللبناني من ورائه؟! هكذا تنقذون الشعب اللبناني؟! تنقذون الشعب اللبناني أنه عنده حالة إستقرار سياسي وأمني ومالي ونقدي وإلى آخره تأتون وتخربونها وتدمرونها؟! تنقذون الشعب اللبناني بأن تعملوا حالة من الهلع وأنه والله الجيوش ستجتمع والطائرات - أمس قال شخص القاعدة السعودية الجوية في قبرص وهناك عشرات الطائرات وكانت أمس تريد أن تنفذ غارات على أهداف حزب الله هذا على الفايسبوك ووكالات الأنباء - ماذا هذا الكلام "البلا طعمة" متى كان هناك قاعدة عسكرية سعودية في قبرص؟!! وطبعا الناس تخاف، تنقذون الشعب اللبناني أن تضعوه في دائرة الخوف والرعب والذعر نتيجة بث احتمالات قيام إسرائيل بحرب تدميرية على لبنان، هكذا ننقذ الشعب اللبناني؟! ننقذ الشعب اللبناني أن نحرض السنة على الشيعة ونقعد نشتم بعضنا البعض ونقتل بعضنا البعض ونحارب بعضنا البعض؟! هذا عقاب للبنان لأن لبنان بلد حقا بلد حر، بلد مستقل، بلد عزيز، بلد كريم، بلد لا يخضع للاملاءات والإرادات الخارجية، بلد قدم شهداء من أجل أن يكون كذلك، لذلك مطلوب أن يعاقب البلد لأنه لم يسمع الأوامر الملكية الشريفة، لأنه لم يلتزم، لأنه عصى. أمس أنا شاهدت في بعض وسائل الإعلام الخليجية والسعودية كيف يعني كتلة المستقبل تقول من الضروري والواجب أن يعود رئيس الحكومة الزعيم الوطني سعد الحريري إلى بيروت، أن هذه خيانة عظمى، يعني ارتكبوا جريمة الجماعة الآن، والله أعلم كيف سيعاقبوهم!! لأنه ممنوع حتى أن تتنفس لتنقذ زعيمك أو رئيسك إذا كنت تيارا أو حكومة أو تدافع عن كرامتك، هكذا يكون هناك إنقاذ للشعب اللبناني وللبنان؟!!

بكل الأحوال، يريدون أن يعاقبوا حزب الله فليرسلوا لنا أحدا أنا أدلهم، يعني أقول لكم هذه خطة إذا تريدون أن تعاقبوا حزب الله، يمكنكم أن تعاقبوا حزب الله من دون أن تعاقبوا اللبنانيين، من دون أن تعاقبوا الشعب اللبناني، من دون أن تعاقبوا الدولة اللبنانية، " شغلوا عقلاتكم شوي بيطلع معاكم شي" لكن إذا فقط الحقد يعمل طبعا سأصبح " أنا أعمى ما بشوف أنا ضراب السيوف" الذي يحصل الآن بين السعودية ولبنان هو " أنا أعمى ما بشوف أنا ضراب السيوف" وهذا لن يوصل إلى نتيجة.

أيها الإخوة والأخوات، أيها الكرام أيها الأعزاء، في يوم شهيد حزب الله، في يوم الإستشهاديين العظام، في يوم الجود والعطاء والتضحيات الجسام، نحن اليوم جميعا يجب أن نتمسك بإنجازنا، بإنتصارنا، بأمننا، بإستقرارنا، بدولتنا، بجيشنا، بقوانا الأمنية، بوحدتنا الوطنية، بتماسكنا الداخلي، ولا يجوز أن نخاف أو نقلق أو نهلع من كل التهويلات والتهديدات القائمة لأننا بوحدتنا سنكون أقوى وأقدر على تجاوز هذه المحنة.

 

الشعار: التريث أمام الإستقالة ممدوح لكن على الدولة السعي لإيجاد حل لأسبابها

الجمعة 10 تشرين الثاني 2017 /وطنية - ألقى مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار خطبة صلاة الجمعة في الجامع المنصوري الكبير في طرابلس. إستهل الخطبة بالتأكيد على "دور القيم التي تجمع الناس وهم الذين خلقهم الله تعالى من أب واحد وأم واحدة وجعلهم سواسية" ومشددا على "التعارف في ما بينهم". ثم تناول الأوضاع الراهنة في لبنان، وقال:"كل الناس، القريب والبعيد وأيا كان اللون والبيئة والقبيلة وأيا كان الموطن، القاعدة الأساس ألا يتعامل الناس إلا بالقيم، فهي التي تديم العلاقة وتحكمها وتجملها، وهي التي تجعل من العلاقة بينك وبين الآخرين محبة وعاطفة وأخوة تترجم فيها المشاعر وتتألق فيها العواطف وتتحقق فيها التربية". وشدد على "إرساء العدل بين الناس" وقال: "نحن أمة لا يجوز أن تتفاوت بيننا الحقوق والواجبات، الحد الأدنى في كرامة الإنسان في مجتمعه وفي بيئته هو العدل، أما الحد الأعلى فهو الفضل وهو العطاء وهو السعة التي تسع الآخر وتقرب البعيد وتبدد المخاوف، كثيرة هي الأسر والبيوتات التي تتهدم وللأسف لسبب واحد لفقدان القيم الدينية والإنسانية وكثيرة هي المجتمعات التي تضطرب وتارة تغلي وتارة تتصارع لشيىء واحد لفقدان العدل ولعلو فريق على آخر ولإستطالة شريحة على أخرى، المجتمعات، الدولة والوطن، لا يعرف الإستقرار إذا تفاوت الناس في الحقوق والواجبات، المجتمع الوطن لا يمكن أن يدوم فيه الأمن النفسي والأمن المجتمعي إلا إذا ساد العدل".

وتابع: "نعيش في بلد وفي وطن، كم نرنو ونتطلع إلى أن يسود العدل فيه بين سائر الأبناء والمناطق، بين سائر الشرائح، على مساحة الوطن كله، والقيم التي تحكم هي التي يطلق عليها العلماء الإنتظام العام، الدستور، القانون هو الذي ينبغي أن يرجع إليه الناس عندما يختلف أحدهم مع الآخر، لبنان بلد ميزه الله تعالى على كثير من بلاد العالم، إن المحن تتوالى عليه، لكن الفتن تبحث عن بيئة حتى تترعرع فيها وتنشأ فيها ثم تنفجر. أتحدث اليوم من طرابلس، هذه المدينة الأبية التي قاومت كل أنواع الفتن والتي دفنت كل ما كان يحاك من أجلها، هذه المدينة التي تجاوزت كل أنواع الفتن الطائفية وكل أنواع الفتن المذهبية وكل أنواع الفتن مع سائر القوى الفاعلة والمتمركزة على الأرض، ولأن أبناء المدينة يعودون إلى أصل كريم وإلى قيم عالية ولأنهم يرددون جميعا بأن الإنسان أخو الإنسان وأننا نعيش في وطن كلنا فيه أخوة وينبغي أن نتساوى فيه في الحقوق والواجبات".

وقال الشعار: "هذه المدينة التي إستعصت على الإنفجار في كثير من المحطات التي كانت تعد لها، صحيح أنها تشكو بين الفترة والأخرى من الحرمان، وتارة من الإهمال ولكنها رغم ذلك فهي المدينة الأولى التي تعلن ولاءها للوطن وللدولة وللإنتظام العام. نتحدث اليوم من طرابلس لا لنلفت النظر إلى ما يمر بنا في بلدنا وإنما لنعلي الصوت، الصوت الآمن، الصوت الهادىء، المناشدة المشحونة بحب الوطن وبحب المواطنين. هذه المدينة تعلن كلمة هي نريد العدل، نريد أن تتساوى المدينة مع سائر أخواتها المدن في كل نواحي الحياة والإهتمام المدني والإجتماعي وسائر ما تستحقه المدن، ولنقول كلمة رددها عقلاؤها وزعماؤها وساستها بأنها مدينة تطالب الجميع بوحدة الكلمة، بوحدة الصف. ولن اقول اليوم بوحدة الكلمة الإسلامية أو السنية فحسب وإنما بحتمية وحدة الكلمة الوطنية وهي لا تتجلى إلا إذا عاد الجميع إلى الدستور، إلا إذا تساوى الجميع أمام الدستور، إلا إذا شعر الجميع أن القانون يحميهم ويرعاهم ويؤمن لهم أمن مستقبلهم وحياة أبنائهم". وأردف قائلا: "لبنان مر بمراحل أو بمحطات، كل محطة ربما تتطلب حكمة الحكماء وتعقل العلماء هو الذي يجعل للإنهيار حدا وللبلد صمام أمن وأمان والذي يعيد الجميع إلى قانونهم ودستورهم. والأزمة السياسية التي نمر بها لا تتوقف عند غياب الشيخ سعد الحريري إنما ينبغي أن ندرك أسباب الإستقالة وأبعادها ومضمونها، لا يجوز أبدا وعلى الإطلاق ان يشعر فريق انه منتصر وغالب على الآخر، لا بإنتمائه الخارجي ولا بإمكانياته العسكرية والسلاحية. لبنان كبقية الدول والأوطان والمجتمعات ينبغي ان يتساوى فيه الناس بكل انواع الحقوق والواجبات، وربما يتفاوتون في ثقافاتهم وفي قوة تجارتهم وفي علمهم، اما الحقوق والواجبات المدنية والدينية ينبغي ان يكون الجميع سواسية أمامها".

وقال: "باب الإستقالة خطير ومضمون الإستقالة أخطر وغياب رئيس وزراء لبنان عن بلده قضية تحتاج من الدولة ان تحتضنها وتستوعبها وان تجد لها حلا وفرجا. وكل المواقف التي اعلنت حتى اللحظة مواقف مشرفة ولافتة. المواقف التي أعلنها المسؤولون من قمة الهرم وعلى ابواب دار الفتوى وفي لقاء المسؤولين مع سماحة مفتي الجمهورية، كلها مواقف تدل على وحدة وطنية ووحدة سنية وإسلامية ولو ان دار القتوى فقدت شريحة من ابناء الوطن لم يشدوا الرحال إليه، قضية لافتة نحن ينبغي ان تسود المحبة والأخوة والمساواة وان يكون إبن الشمال أخا لإبن الجنوب وان يكون سائر ابناء الوطن سواسية امام القانون والقضاء والعدل والدستور". وتابع: "أثمن عاليا كل المواقف التي أعلنت، واعيد الكلام ثانية من قمة الهرم، والتريث رأي حكيم لأن الذي إستقال يمثل طائفة وشريحة وجزءا من الكيان وليس سنيا فحسب وإنما وطني كذلك، فالتريث امام الإستقالة ممدوح ومبارك وموفق، ولكن على الدولة ان تسعى لإيجاد حل لأسباب الإستقالة. لا يجوز ان يعتدي أحد على الآخر، ومن الذي يقول بأن حزبا او سياسيا او فردا يحق له ان يتطاول على دولة وعلى شعب وعلى آخرين؟ ينبغي ان نعود إلى قيمنا، القيم هي الاساس. نحن امة العلاقة في ما بيننا علاقة قيمية. الشعور بالإنتماء للوطن قيمة، وخلق، وثقافة دينية وقيم سماوية كذلك. وعلى الدولة ان تجد وان تبحث وأن تحزم امرها لإيجاد حل لكل أسباب الإستقالة، وإلا فربما تتوالى الإستقالات، وهذا من شأنه خراب البصرة وتصدع الوطن، ولا يجوز لأحد أن يخطف وطنه لمصلحة وطن آخر".

وختم الشعار: "نناشد الجميع وبأناة بالغة وبخلق ديني ان نلتقي على كلمة سواء، هذه الكلمة هي الدستور أوالطائف الذي اعلن وحدة اللبنانيين والذي اعطى لكل طائفة ما يماثل الأخرى، نناشد الدولة ونحيي كل صاحب موقف وطني وأخلاقي وكل صاحب كلمة تهدف إلى إعادة الأمن والإستقرار إلى لبنان وإلى الشعب اللبناني ليكون هذا البلد آمنا مطمئنا بإذن الله عز وجل".

 

دريان استقبل الجراح ووفودا ودعا للتريث في اتخاذ موقف من استقالة الحريري سلام: ثقتي كبيرة بالسعودية لتجنيب لبنان الكأس المرة

الجمعة 10 تشرين الثاني 2017

وطنية - أكد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان أمام زواره، أن "المشاورات واللقاءات والحوار الهادىء والحكمة في معالجة الأمور بين كافة الأطراف والقوى اللبنانية هي ضرورة وطنية خاصة في الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان". وقال: "إن استقالة الرئيس سعد الحريري التي نتفهمها، أتت في ظروف صعبة ومعقدة في لبنان والمنطقة". ودعا إلى "التريث في اتخاذ أي موقف من الاستقالة وضرورة التماسك الداخلي والمحافظة على الوحدة الوطنية". وقال: "علاقات لبنان بالدول العربية الشقيقة وبخاصة المملكة العربية السعودية هي علاقات أخوية تاريخية، نحرص عليها لما تشكل من مكانة دينية وعربية ودولية".

سلام

واستقبل دريان الرئيس تمام سلام الذي قال على الاثر: "لقائي اليوم مع سماحة المفتي بعد عودتي من السفر، هو طبعا في إطار التداول والتواصل حول الظروف التي تحيط بنا، وأبرزها ملابسات استقالة الرئيس الحريري. الرئيس الحريري كما يعلم الجميع تحمل الكثير، وأخذ خيارا وطنيا كبيرا في ما تحمله، ونحن بالتالي كنا إلى جانبه وما زلنا نؤمن بأن ما يمثله الرئيس الحريري هو ما نتمناه جميعا من كل مرجعية وكل مسؤول وطني حريص على لبنان واللبنانيين. وأنا على يقين بأنه رغم صعوبة الظرف، ورغم صعوبة الوضع الذي فيه الرئيس الحريري اليوم يبقى حسه الوطني ومسؤوليته الوطنية في مقدمة مشاغله وفي مقدمة همومه، ولبنان معه وسيبقى في فكره وفي ذهنه".

أضاف: "نحن نتطلع إلى أن نتعاضد دائما مع الرئيس الحريري لما فيه مصلحة وطننا الحبيب لبنان، علما أننا يجب أن نعلم جميعا أن لبنان وطن لجميع أبنائه، ولبنان فيه مكونات طوائفية واجتماعية ومناطقية توافقت على التفاهم، توافقت على اعتماد ما عرف باتفاق الطائف كوسيلة لترتيب أوضاعها الداخلية، ولترتيب دورها في تحمل مسؤولية الحفاظ على هذا الوطن، ولا يمكن للبنان أن يستمر إذا لا سمح الله ضعف أو تراجع أو انكسر أي من مكوناته في هذا الاتفاق، وكل مرة كان هناك إحباط أو ضعف أو تراجع عند أي مكون أو تقدم أو تفوق عند مكون آخر كان يختل الميزان، وكان يقع لبنان في المحظور، فمسؤوليتنا جميعا في هذا الظرف أن نتجاوز الكثير من الخلافات، ونبتعد عن الكثير من المزايدات ومن التشنج هنا وهناك، خصوصا وأن الجميع يعلم أننا نحن في خضم أتون مشتعل من حولنا في المنطقة وفي العالم العربي بالذات بحاجة إلى كثير من التبصر، ومن الحكمة، ومن الهدوء".

وتابع: "نعم هذه دعوتي دائما لكل اللبنانيين، واليوم في هذا الظرف العصيب أكثر من أي وقت مضى، المسؤولون وعلى رأسهم رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي وكافة المرجعيات الدينية تتصرف وتتعامل مع هذا الواقع المستجد بكثير من الحكمة ومن الروية، آمل أن يستمر ذلك لما فيه خير لبنان. كذلك لا بد من أن أقول: إن لبنان العربي حريص على علاقاته العربية، وفي هذا الاطار نعم علاقة لبنان مع المملكة العربية السعودية علاقة تاريخية ووثيقة حرصت فيها المملكة على مؤازرة لبنان في كل محنه، ولم تبخل عليه في يوم من الأيام. وفي تقديري أن المسؤولين اليوم في المملكة يعون ويدركون خصوصية لبنان ووضع لبنان ووضع اللبنانيين الذين يحتضنون منهم بالآلاف بل بمئات الآلاف الذين يساهمون في نهضة تلك الدول العربية، ليعوا تماما أن الحفاظ على لبنان ودعمه أمر واجب على الجميع".

وقال: "أنا ثقتي ما زالت كبيرة جدا في إخواني العرب وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية على تجنيب لبنان الكأس المرة، وعلى الأخذ بالاعتبار كل المعطيات بما يخدم لبنان. وكذلك لا بد لي اليوم من أن أتوجه بكلمة تقدير كبيرة إلى دار الإفتاء، إلى الدور الذي يقوم به سماحة المفتي في هذه الأزمة التي يواكبها بكثير من العناية منذ أول لحظاتها، وهو مستمر في ذلك ونحن إلى جانبه، ونحن كلبنانيين يهمنا وطننا لبنان قبل أن تهمنا طائفتنا، أو يهمنا فريقنا أو فئتنا، نحن فئتنا وطائفتنا وفريقنا هو لبنان الوطن الواحد الموحد، ومن هنا أشدد على الوحدة الوطنية اليوم أكثر من أي وقت مضى".

سئل: هل تتوقع أن تطول أزمة استقالة الرئيس الحريري؟

أجاب: "مثل كل الأزمات، تبدأ وتتطور، نأمل أن تكون هذه الأزمة مدخلا لمزيد من التعاضد، ومزيد من توضيح الأمور باتجاه تدعيم لبنان، كي لا تطول، وهي فرصة ربما لمراجعة الكثير من الأمور، وعند العديدين بما يخدم توجها وطنيا موحدا، وإن شاء الله لا تطول".

سئل: بعد تكليف الرئيس الحريري بتشكيل الحكومة قلت: اليوم عادت الأمانة إلى صاحبها، هل ما زلت تعتبر بأن هذه الأمانة يجب أن تبقى في يد الرئيس الحريري؟

أجاب: "أنا أعتقد أن ما قلته في وقتها يقوله كل لبناني اليوم، كل لبناني اليوم إلى جانب الرئيس سعد الحريري، ونحن ثقتنا بقدرات وبإمكانات الرئيس الحريري الثابتة والمستمرة، وهذا أمر لا أعتقد أن أحدا في البلد اليوم يختلف عليه، ولا منة ولا جميل لنا بذلك".

أضاف: "نحن في تواصل دائم مع إخواننا جميعا لملاقاة كل المستجدات بما تستأهل من موقف جماعي، فردي، يساهم في تفويت الفرصة أمام كل من يريد أن يصطاد بالماء العكر. وهنا لا بد لي من ألا يفوتني التنبيه الى الأصوات النشاز، الأصوات المتطرفة، التصعيد من هنا وهناك، التحدي والاستفزاز والمزايدات، هذا لن يفيدنا في هذه المرحلة. وأعتقد أن كتلة المستقبل تتحمل عبئا كبيرا في هذه المرحلة، وغير سهل، ولا تحسد على ما هي فيه، وأعتقد أن فيها من المسؤولين ومن القادة الذين يدركون أهمية الوقوف في المكان الذي يساهم بتدعيم الوطن وليس بإضعافه".

سئل عن طلب السعودية من رعاياها عدم زيارة لبنان؟

أجاب: "يعني هذه تطورات مع الأسف عبئها قد يكون ثقيلا علينا، وهذه ليست أول مرة، ولكن نأمل أن لا تتجه الأمور إلى أكثر من ذلك. نعم لا ينكر أحد أن هذا الإجراء له سلبياته علينا، وعلى الجميع في لبنان معنويا وعمليا، نأمل أن لا يتفاقم".

سئل: ماذا عن رسالة القائم بالأعمال السعودي ورئيس الجمهورية؟

أجاب: "لم أعلم بمضمون الرسالة حتى أعلق عليها، لكن من المؤكد أن رئيس الجمهورية بما يقوم به في هذه الفترة من رعاية ومن سياسة ومن دراية بالتعاطي في هذا الأمر يعرف ما يقوم به".

سئل: هل أنتم مع مشاورات إلزامية نيابية الأسبوع المقبل؟

أجاب: "أنا في هذه المرحلة مع التريث ومع أخذ الوقت لامتصاص كل ما حصل واستيعابه، وهذا في رأيي ما يقوم به كل مسؤول وكل حريص على الوطن".

الجراح والقادري ووهبي

ثم التقى مفتي الجمهورية الوزير جمال الجراح والنائبين زياد القادري وأمين وهبي، وبعد اللقاء، قال الجراح: "زيارتنا لسماحة المفتي لشكره على كل الجهود التي يقوم بها خلال هذه الأزمة التي نمر بها جميعا، وأثنينا على دوره الكبير في حفظ الوحدة الوطنية والاستقرار والسلم الأهلي. طبعا سماحته ليس غريبا عليه هذا الدور، دائما هو في طليعة الحريصين على الاستقرار وعلى الوحدة الوطنية وعلى المعالجات، وبخاصة في الأزمات الكبيرة. نحن نراهن على دوره ومرجعيته ووطنيته الكبيرة، وجمع كل الجهود الوطنية والإسلامية، ونؤكد أن دوره جد مهم، وهو أثبت أنه المساحة المشتركة بين كل اللبنانيين بكل فئاتهم، ليس فقط على صعيد الطائفة السنية ولكن على صعيد الوطن ككل".

سئل: أكثر من مسؤول أوروبي اليوم أعلن أن الرئيس الحريري حر الحركة في الرياض، فهل أنتم في هذا الجو أيضا؟

أجاب: "نحن البارحة حقيقة عبرنا عن موقفنا السياسي في بيان الكتلة وملتزمون بهذا البيان".

المقاصد

والتقى دريان مجلس أمناء جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت، برئاسة أمين الداعوق الذي قال على الاثر: "أكدنا لسماحته موقف المقاصد من الأزمة الوطنية الحالية ووقوفنا إلى جانبه في العمل من أجل صيانة الوحدة الوطنية والمحافظة على كرامة اللبنانيين جميعا، وتمنينا التوفيق لسماحته في مساعيه وجهوده البناءة للخروج من هذه الأزمة".

أضاف: "إن ما يمر به لبنان اليوم يستدعي مزيدا من الوعي والتبصر والحكمة في معالجة الأحداث وتجنب المواقف التصعيدية محافظة على العيش المشترك والأمن والسلم للبنانيين جميعا. انطلاقا من هنا، ندعو القوى السياسية إلى التضامن في ما بينها وعدم التسابق إلى استنتاجات متسرعة حفاظا على سيادة لبنان وأمنه واستقراره ونموه. وإننا نتطلع إلى مساعدة أصدقاء لبنان في كل العالم وخاصة إلى أشقائه العرب وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية. وأشاد سماحته بموقف رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب وحكمتهما في معالجة الأمور".

عيتاني

والتقى أيضا، مجلس بلدية بيروت برئاسة جمال عيتاني الذي قال بعد اللقاء: "جئنا كوفد من المجلس البلدي لبلدية بيروت لزيارة سماحة مفتي الجمهورية أولا لنعبر له عن دعمنا المطلق لكل المساعي الحميدة التي تجري اليوم ولنؤكد له أن المجلس البلدي لبلدية بيروت هو انعكاس صورة لبنان التي تشمل كل الطوائف والأطياف وتعكس صورة لبنان الموحدة القوية. وثانيا أود أن أقول: إن المجلس البلدي لبيروت يؤكد على دعمه لدولة الرئيس سعد الحريري وعلى مواقفه دائما، فهو منذ البداية وقف مع خطتنا الإنمائية لبلدية بيروت ويتابع معنا دائما وسنبقى على التواصل دائما للتأكيد على خطواتنا، والمشاريع التي نقوم بها مع بلدية بيروت مستمرة وبالزخم نفسه، وإن شاء الله الأزمة ستمر بسرعة وننتهي منها".

مخللاتي

كذلك استقبل مفتي الجمهورية نائب مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد منير مخللاتي الذي نقل الى دريان رسالة من مدير المخابرات أنطوان منصور وتمنياته له ب"التوفيق في جهوده الوطنية".

الداود

كما التقى النائب السابق فيصل الداود الذي قال: "موقف فخامة الرئيس ميشال عون ودولة الرئيس الأستاذ نبيه بري وموقف سماحة المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان رسخ الوحدة الوطنية والتلاحم الوطني في لبنان. ومواقفهم أنقذت لبنان في هذه المحنة التي يمر بها البلد، في ظل غياب دولة الرئيس الشيخ سعد الحريري الذي نعتبره رمزا من رموز الاعتدال في لبنان، ويمثل طائفة أساسية في المجتمع اللبناني. لذلك فإنَّ غيابه عن لبنان شكل خللا كبيرا في الوضع اللبناني ولكن بحنكة القيادات السياسية اللبنانية نأمل أن يتجاوزوا هذا الموضوع".

أضاف: "أما بالنسبة لدولة الرئيس الحريري، فهو حقيقة يجسد الانتماء للبنان وللأرض اللبنانية. وغايتنا الأساسية المطالبة والإصرار على رجوعه إلى لبنان، وأن يتراجع عن الاستقالة لأنه يشكل ضمانة الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي في لبنان".

حمدان

ثم استقبل وفدا من حركة "الناصريين المستقلين - المرابطون" برئاسة أمين الهيئة القيادية مصطفى حمدان الذي قال على الاثر: "ما نراه اليوم في دار الإفتاء وبوجود سماحة المفتي، صفحات ناصعة بيضاء في الساحة الوطنية اللبنانية، وعلينا جميعا أن نكون صفا واحدا من أقصى شمال لبنان إلى جنوبه، لأن الروية اليوم والحكمة والمسؤولية الوطنية التي تحلى بها فخامة رئيس الجمهورية، ودولة رئيس مجلس النواب، وحتى دولة الرئيس الحريري، الذي ننتظره جميعا والذي بغيابه جمع كل اللبنانيين، وهذه طبعا تسجل لدولة الرئيس الحريري، وعندما يعود إلى لبنان لا شك في أن اللبنانيين سوف يعتبرون هذه العودة عودة وطنية لكل اللبنانيين".

أضاف: "لذلك نحن نؤكد أننا مع كل الإجراءات القانونية والدستورية التي تحكم العلاقات الرسمية في لبنان من حيث أي خطوة سياسية قادمة، ونحن كما قلنا نلتف حول رؤية فخامة الرئيس، نلتف حول هذا الواقع الوطني الذي نشاهده في دار الإفتاء، ويجب على الإعلام أيضا أن يكون مساعدا في هذه الأمور، وألا ينشر الشائعات التي نسمعها، وعليه أن يتحمل مسؤوليته الوطنية سواء مع هذه الدار، أو مع قصر بعبدا، أو مع كل المخلصين، لأننا اليوم في لبنان بحاجة إلى الكثير الكثير من الحكمة والمسؤولية الوطنية".

ندوة بيروت

والتقى دريان "ندوة بيروت" برئاسة القاضي خالد حمود الذي قال على الاثر: "زيارتنا لسماحته هي للوقوف منه على آخر المستجدات المتعلقة باستقالة دولة الرئيس سعد الحريري، ومضمون استقالته. وقد أثنت الندوة على مواقف سماحته الرصينة والحكيمة في هذه الظروف العصيبة المحيطة بلبنان والمنطقة، مؤيدة كل مواقفه الإسلامية والوطنية والعربية".

أضاف: "ندوة بيروت تدعو إلى التمسك بالوحدة الوطنية والسلم الأهلي والحفاظ عليهما، بعد أن تجلى ذلك في مواقف جميع أطياف المجتمع اللبناني وقادتهم ووعي الشعب اللبناني برمته. فالكل يركز على أن هذه الوحدة الوطنية تكون أكثر رسوخا وقوة في تطبيق الدستور بحذافيره، واتفاق الطائف بكافة بنوده، والميثاق الوطني الذي ارتضيناه جميعا، وبالتالي فإن أي إخلال بالمضمون والمفاهيم لهذه الأسس الوطنية يضعفنا جميعا ويخل بالتوازن الوطني والعيش المشترك، وهذا ما لا نريده فالعدل أساس الملك، مشددين على أن تبقى علاقاتنا العربية في موقعها الصحيح والسليم".

مخاتير بيروت

والتقى دريان مخاتير بيروت برئاسة المختار مصباح عيدو الذي قال باسم الوفد: "نحن مخاتير بيروت نقصد دار الفتوى في هذه الأزمة بالذات لأنها مرجعيتنا، فيها الحكمة والمسؤولية والقرار. وها هم اللبنانيون كلهم يجتمعون بصاحب السماحة للتشاور، وهمنا جميعا لبنان أولا، نتكل على الله ومن بعده على أصحاب النيات الطيبة والهمم الصادقة. وفق الله الرئيس الحريري".

بهاء الدين عيتاني

والتقى النائب السابق بهاء الدين عيتاني الذي قال: "لدار الفتوى دور تاريخي ووطني مهم في حل الأزمات الكبرى التي مر بها لبنان، فاستقالة الرئيس الحريري وما نتج عنها من تداعيات خطيرة يمكن ان تؤدي إلى احداث وطنية وإقليمية خطيرة".

أضاف: "لمسنا في هذه الزيارة من سماحته الترقب والهدوء والحكمة في معالجة الأمور لأن الأوضاع صعبة وخطيرة وتتطلب الحكمة. كما لمسنا من سماحته حرصه على وحدة الصف في الطائفة والوطن، وعلى الحفاظ على علاقتنا الطيبة مع أشقائنا العرب وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية التي نحبها ونحترم شعبها، فسماحته يحرص على هذه العلاقة وعودة الرئيس سعد الحريري امر مهم وهذا مطلب شعبي يجمع عليه جميع اللبنانيين. سعد الحريري هو رئيسنا وما زال رئيس وزرائنا".

زين

والتقى مفتي الجمهورية أيضا، الأمين العام لاتحاد المحامين العرب سابقا المحامي عمر زين الذي قال على الاثر: "يمر لبنان بأخطر مرحلة من تاريخه. نطالب بأن يكون دولة رئيس وزراء لبنان سعد الحريري على رأس حكومته اليوم قبل الغد، وكلنا مع موقف فخامة الرئيس العماد ميشال عون ودولة الرئيس الأستاذ نبيه بري، وكلنا مع موقف دار الفتوى الوطني لانقاذ لبنان مما يخطط له لزعزعة استقراره وامنه واستقلاله وحريته وضرب وحدته الوطنية. المهم المحافظة على الوحدة الوطنية لنربح المعركة ضد الارهاب والعنف والتعصب والتطرف".

خير

واستقبل رئيس "الهيئة العليا للاغاثة" اللواء محمد خير ومدير عام وزارة الاتصالات باسل الأيوبي، وتم البحث في آخر المستجدات على الساحة اللبنانية.

شاتيلا

والتقى رئيس "المؤتمر الشعبي اللبناني" كمال شاتيلا وعرض معه آخر التطورات على الساحة اللبنانية، خصوصا بعد استقالة رئيس الحكومة.

وبعد اللقاء، صرح شاتيلا: "مفتي الجمهورية حريص جدا على تعزيز وحدة الصف الإسلامي والوحدة الوطنية، وهو لن يتأثر بضغوطات من هنا أو هناك لاستدراجه إلى صراعات بين المسلمين، ونحن معه في الحفاظ على ثوابت لبنان الإسلامية والوطنية ومنها صون السلم الأهلي وتثبيت هوية لبنان العربية المستقلة ودوره في دعم الوفاق العربي بعيدا عن المحاور".

أضاف: "مهما كان الخلاف السياسي بيننا وبين الرئيس سعد الحريري، فإننا نطالب بعودته إلى لبنان واستئناف دوره الحكومي. إن لبنان عربي الانتماء والهوية، فالعروبة أساس وجوده منذ الفتح العربي عام 635م، ويحكمه توازن وطني. ولا يمكن سيطرة طائفة أو فئة على بقية الطوائف، وهذه ثابتة من ثوابت دستور الطائف".

وختم: "نحيي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي يرفض الحروب الإقليمية الطائفية والمذهبية، ويركز على الوحدة الوطنية اللبنانية، ونطالبه بمبادرة عربية للتضامن مع وحدة لبنان وعروبته واستقلاله والمحافظة على السلم الأهلي، ونؤكد الحرص على سلامة العلاقات اللبنانية - العربية. كما نرفع التحية للشعب اللبناني الذي حافظ على السلم الأهلي، ولم يستدرج لعصبيات مذهبية، فهذا الوعي الوطني هو ضمانة الاستقرار".

العمالي

كما التقى دريان وفدا من الاتحاد العمالي العام برئاسة بشارة الأسمر الذي قال: "أكدنا على أولوية الحوار والهدوء السياسي في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها لبنان، طبعا الحوار والهدوء السياسي وعدم التشنج يؤدي إلى استرخاء الحالة الاقتصادية والحالة المالية، وهذا ينعكس إيجابا على الطبقة العمالية التي تعاني الأمرين في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ لبنان. طبعا أكدنا على المعالجة الحكيمة التي اتبعها فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية، ودولة الرئيس نبيه بري، وسماحة المفتي، وغبطة البطريرك الراعي. كلها صروح وطنية يلجأ إليها اللبناني في هذه الظروف العصيبة، ومهمتها الأساسية نزع فتيل التشنج في العلاقات بين اللبنانيين الذي هو مطلوب في هذه المرحلة المهمة من تاريخ لبنان".

مشنتف

والتقى رئيس حزب "الحركة اللبنانية" المحامي نبيل مشنتف الذي قال: "باسمي وباسم حزب الحركة اللبنانية أبدينا تضامننا مع سماحة المفتي والطائفة السنية في هذا الموضوع الذي وصل إليه لبنان في الوقت الحاضر، ونطلب عودته سريعا. ونشكر رئيس الدولة اللبنانية رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس النواب على تريثهما في أخذ الموضوع بروية وحنكة ونطلب من الشعب اللبناني التروي وعدم الانجرار وراء الإشاعات ليبقى لبنان منارة الشرق".

حركة "شباب لبنان"

ثم استقبل حركة "شباب لبنان" برئاسة ايلي صليبا الذي قال: "زيارتنا اليوم لنؤكد على التفاف اللبنانيين في ظل الأزمة الراهنة حول سماحته، ولشكره على المواقف الصائبة والجريئة التي اتخذها حيال الأزمة وللاستماع منه إلى رؤيته وتوجيهاته العامة في هذا الظرف الدقيق، ولنؤكد الوقوف دائما إلى جانب الدولة والمؤسسات والمرجعيات الدينية والروحية في البلاد، ولن نحيد بتاتا عن خط الدعوة إلى الوحدة الوطنية وإدارة الاختلاف وتجنب الخلاف".