المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 62 أيار/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.may26.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

قالَ الربُّ يَسوعُ: «كَلَّمْتُكُم في شُؤُونِ الأَرْضِ ولا تُؤْمِنُون، فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ إِذَا كَلَّمْتُكُم في شُؤُونِ السَّمَاء؟

فأَنَأ أَعْرِفُ أَنْ أَعِيشَ في الحِرْمَان، كَمَا أَعْرِفُ أَنْ أَعِيشَ في الوَفْرَة. فَإِنِّي في كُلِّ وَقْتٍ وكُلِّ حَالٍ تَدَرَّبْتُ عَلى الشِّبَعِ والجُوع، وعلى البَحْبُوحَةِ والفَاقَة.إِنِّي أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيءٍ بِالَّذي يُقَوِّينِي

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

من الأرشيف/جريمة الاحتفال بما يسمى زوراً عيد تحرير الجنوب اللبناني/الياس بجاني

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريجة السياسة/مسرحية الاستغراب الحريرية – الباسيليوسية

مسرحية الاستغراب الحريرية – الباسيليوسية/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

دخل سيبستيان في غيبوبة.. ومن المستحيل صنع مار شربل الحقيقة

بالصوت من تلفزيون المستقبل مقابلة مع د. فارس سعيد تتناول بالتفصيل والتحليل قمة السعودية والوضع والإقليمي وقانون الانتخابات ودور لبنان المغيب ومخططات حزب الله وإيران المعادية للعرب وللكيانات العربية والخوف على الكيان اللبناني

د. فارس سعيد: حزب الله بعد قمة واعلان الرياض يواجه ١٤ اذار إقليمي

المسيحيون والمنطقة/د. فارس سعيد/جريدة الجمهورية

بالصوت/مداخلة د. وليد فارس من برنامج بموضوعية (تلفزيون المر) وهي تتناول حيثيات وأهداف وانعكاسات القمة السعودية وتأثيرها على لبنان والمطلوب من اللبنانيين للإستفادة من إيجابياتها

بعض عناوين مداخلة وليد فارس عبر برنامج بموضوعية

من نوفل ضو بالصوت والنص إلى جبران باسيل/الى اللقاء أمام القضاء وفي صناديق الإقتراع/نوفل ضو

الإعلامي نوفل ضو: التحرير لا يكتمل الا باستعادة الدولة ابناءها النازحين الى اسرائيل وتحريرهم من التهجير القسري

د. فارس سعيد: حزب الله بعد قمة واعلان الرياض يواجه ١٤ اذار إقليمي

علي الأمين: لم تكن السعودية لتنجح في جمع 55 دولة عربية واسلامية في قمة الرياض، لولا "براعة" السياسة الايرانية في صناعة الأعداء.

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 25 أيار 2017 (عيد المقاومة والتحرير فكل عام وأنتم بخير)

رسالة من سلمان سماحة الى الرئيس عون: أمام قوس المحكمة غدًا، سوف أستميت في الدفاع عن كل ما أؤمن به، كما عرفتني سابقًا إلى جانب مناصريك

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

نصرالله يبحث عن مسوغات لتخفيف وطأة الخلاف مع التيار الحر

نصرالله القلق من «قمة الرياض» يدعو للحوار الإيراني السعودي/ نسرين مرعب/جنوبية

المفتي دريان يعلن يوم السبت 27 أيار 2017 أوّل أيام شهر رمضان المبارك

من هو المغترب اللبناني الأميركي جون عاقوري سفير أميركا الجديد في لبنان

اعلان الرياض" ليس ملزماً وموقف لبنان في خطاب القسم والبيان الوزاري

سلامة حاكما للمصرف المركزي بالاجماع ست سنوات اضافيــــــة

السفير الفرنسي غادر... والاميركية تستعد... وجوزف عاقوري يخلفهـا

 سيناريوهات كثيرة تتجاذب الملف الانتخابي بعد إسقاط الفيتو الرئاسي عن الـ60: تعديل مهل في 29 أيار وتمديد في 15 حزيران.. أم "اتصالات" حتـى 20 منه؟

فارس يغادر لبـنان نهايـة الجـاري وأهداف الزيارة استطلاعية لا انتخابية

الرياشي الى الولايات المتحدة الجمعة

التجديد لسلامة يخرق فجوة انفراج في الأفق المالي المتأزم والوفد المصرفي يحمل تأكيداً على ثقة المصارف المراسلة

الحريري في طرابلس: استقبال أقل من المتوقع

تمديد تحت شعار الستين... وبري لن يعارض/خضر حسان/المدن

هل يداري جمال الجراح ضعفه بضجيجه/طامحون/المحرر السياسي

بيان غاضب لأصدقاء الجامعة اللبنانيّة: هذه هي المخالفات!

بعد مار الياس.. مار يوسف ضحيَّة إعتداء/علي داود/الجمهورية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

بون يتسلم منصبه الجديد وهوية خلفه بعد الانتخابات البرلمانية

تصريحات اميـر قـطر عــن "حـزب الله" وايـران تُثيـر بلبلـة والسعودية تحجب المواقع القطرية و"القبس" توضّح": وكالة "قنا" خُرقت

القوات السورية تتقدم في ريف حمص

 خطّة "التحالف" سوريًّا: "تزنير" البلاد وإحكام السيطرة على المعابر والنظام وحلفاؤه كما "داعش" ممنوعون من الانتشـار على الحدود

كيف تسلل التطرف إلى المجتمع البريطاني

الإخوان والخليج.. أممية دينية في مواجهة أنظمة راسخة

ارتباك قطري رسمي بعد تعثر رواية القرصنة

النظام السوري يمطر درعا بالبراميل المتفجرة

ماكرون يضع أولى خطواته في نادي كبار قادة العالم

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

قمم الرياض في ميزان الربح والخسارة/د.فادي أحمر/موقع القوات اللبنانية

لبنان: ضجيج الرياض.. ورياض سلامة/محمد قواص/العرب

تحالفات جديدة محفوفة بالمخاطر/د. ناصر زيدان/الأنباء الكويتية

الامتناع عن توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة خرق للدستور/عصام نعمة اسماعيل/الاخبار

مبروك التجديد لرياض سلامة/حسن عليق/الاخبار

لا دور من دون سلطة/شارل جبور/مجلة المسيرة

الإخونجية كالربوتات التي يخشى العلماء تمردها يا مانشستر/زيد الجلوي/السياسة

'المدارس العتيقة' المرتبطة بالمستقبل/خيرالله خيرالله/العرب

الشرق الأوسط «الإيراني» والتنف السوري/وليد شقير/الحياة

أميركا وضعت خططاً للتصدي لإيران/راغدة درغام/الحياة

نحن والتاريخ/ حسام عيتاني/الحياة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

يونان وأفرام الثاني وساكو التقوا نائب الرئيس الأميركي: للمحافظة على وجود مسيحيي الشرق وان ينعم الجميع بالسلام والأمان

جعجع عرض مع السفيرة الأميركية أوضاع لبنان والمنطقة

فرنجية استقبل عصام فارس في بنشعي: تحدثنا قليلا عن قانون الانتخاب ولكننا تطرقنا إلى الأمور الحلوة لا البشعة

شورتر في عيد الملكة إليزابيث: لن نخاف الإرهاب وسنستمر بعملنا ونفتخر بالإستثمار في مستقبل لبنان

الحريري جال في طرابلس متفقدا مشاريع إنمائية قيد التنفيذ

الراعي استقبل شخصيات وتلقى دعوة إلى إفطار دار الأيتام الخازن: فسحة الأمل بقانون انتخاب جديد بدأت تضيق ولم تعد تحتمل أي تأجيل

نص خطاب السيد حسن نصرالله/نصرالله من الهرمل: هناك أفكار وطروحات جديدة يمكن أن توصل إلى نتيجة طيبة على مستوى قانون إنتخابي جديد

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

قالَ الربُّ يَسوعُ: «كَلَّمْتُكُم في شُؤُونِ الأَرْضِ ولا تُؤْمِنُون، فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ إِذَا كَلَّمْتُكُم في شُؤُونِ السَّمَاء؟

إنجيل القدّيس يوحنّا03/من12حتى15/:"قالَ الربُّ يَسوعُ: «كَلَّمْتُكُم في شُؤُونِ الأَرْضِ ولا تُؤْمِنُون، فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ إِذَا كَلَّمْتُكُم في شُؤُونِ السَّمَاء؟ مَا مِنْ أَحَدٍ صَعِدَ إِلى السَّمَاء، إِلاَّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّمَاء، أَي إِبْنُ الإِنْسَان. وكَمَا رَفَعَ مُوسَى الحَيَّةَ في البَرِّيَّة، كَذلِكَ يَجِبُ أَنْ يُرْفَعَ ٱبْنُ الإِنْسَان، لِكَي تَكُونَ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ بِهِ حَيَاةٌ أَبَدِيَّة."

 

فأَنَأ أَعْرِفُ أَنْ أَعِيشَ في الحِرْمَان، كَمَا أَعْرِفُ أَنْ أَعِيشَ في الوَفْرَة. فَإِنِّي في كُلِّ وَقْتٍ وكُلِّ حَالٍ تَدَرَّبْتُ عَلى الشِّبَعِ والجُوع، وعلى البَحْبُوحَةِ والفَاقَة.إِنِّي أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيءٍ بِالَّذي يُقَوِّينِي

رسالة القدّيس بولس إلى أهل فيلبّي04/من08حتى14/:"يا إخوَتِي، كُلُّ مَا هُوَ حَقّ، وكُلُّ مَا هُوَ شَرِيف، وَكُلُّ مَا هُوَ بَارّ، وكُلُّ مَا هُوَ نَقِيّ، وكُلُّ مَا هُوَ مُحَبَّب، وكُلُّ مَا هُوَ مَمْدُوح، وكُلُّ مَا فِيهِ فَضِيلَة، وكُلُّ مَا فيهِ مَدِيح، فَفِيهِ فَكِّرُوا. وما تَعَلَّمْتُمُوهُ وتَلَقَّيْتُمُوهُ وسَمِعْتُمُوهُ مِنِّي، ورأَيْتُمُوهُ فيَّ، فإِيَّاهُ ٱعْمَلُوا. وإِلهُ السَّلامِ يَكُونُ مَعَكُم! لَقَدْ فَرِحْتُ في الرَّبِّ فَرَحًا عَظِيمًا، لأَنَّ ٱهْتِمَامَكُم بِي عَادَ أَخِيرًا فأَزْهَر. وكُنْتُم تَهْتَمُّون، غَيْرَ أَنَّ الفُرْصَةَ لَمْ تَسْنَحْ لَكُم. ولا أَقُولُ هذَا عَنْ حَاجَة، لأَنِّي تَعَلَّمْتُ أَنْ أَكْتَفِيَ بِمَا أَنَا عَلَيْه. فأَنَأ أَعْرِفُ أَنْ أَعِيشَ في الحِرْمَان، كَمَا أَعْرِفُ أَنْ أَعِيشَ في الوَفْرَة. فَإِنِّي في كُلِّ وَقْتٍ وكُلِّ حَالٍ تَدَرَّبْتُ عَلى الشِّبَعِ والجُوع، وعلى البَحْبُوحَةِ والفَاقَة.إِنِّي أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيءٍ بِالَّذي يُقَوِّينِي. مَعَ ذَلِكَ فقَد أَحْسَنْتُم عِندَمَا شَارَكْتُمُونِي في ضِيقِي."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

من الأرشيف/جريمة الاحتفال بما يسمى زوراً عيد تحرير الجنوب اللبناني

الياس بجاني/25 أيار/15

http://eliasbejjaninews.com/?p=22393

إن الاحتفالات الرسمية في لبنان بما يسمى زوراً وبهتاناً، “عيد تحرير الجنوب” في 25 أيار من كل سنة، هي مسرحيات مهينة لذاكرة وذكاء وعقول وتضحيات اللبنانيين، وخيانة فاضحة لدماء الشهداء الأبطال، كما أنها عروض مبتذلة وهزلية واستعراضية مفرغة من كل مضامين الحقيقة والمصداقية والوطنية. هذا الواقع المهين والهرطقي والاحتلالي والإرهابي جسده أمس السيد حسن نصرالله في خطاب شعبوي يستهين بعقول وذكاء اللبنانيين جله صراخ ومحتواه بالكامل كذب ونفاق واستكبار وتسويق لملالي إيران وضرب لكل مقومات الدولة.

هذا، ومن المحزن والمستغرب والمخيف في آن، أن خطاب حزب الله الشعوبي والمذهبي والتحريضي والغزواتي الذي يروج لحروب طواحين الهواء لا زال يُفرح بعض العقول المسطحة وهي مستنسخة عن تلك العقول الغبية التي كانت تحتفل في شوارع بغداد بعد هزيمة صدام حسين الأولى وقبل سقوطه بتظاهرات تهتف للانتصارات التي حققتها أم المعارك؟ هذه العقول للأسف ما زالت تطرب لخزعبلات الانتصارات الوهمية التي سمعها العرب قبل حرب الأيام السة سنة 1967، والتي كانت تلوح برسوم صواريخ “الظافر” و”القاهر” وبإلقاء اليهود في البحر، والكل بالطبع مدرك للهزائم المدوية التي حصدتها شعوب المنطقة بسبب تلك السخافات. من يدعي الآنتصار سنة ألفين وتحرير الجنوب هو مجرم وقاتل يشارك نظام الأسد الكيماوي بتشريد وقل واهانة الشهب السوري وهو وهنا الكارثة هو جيش إيراني يعمل ضد لبنان وكل الدول العربية.

هذا العيد “الكذبة والإهانة” فرضه على دولة لبنان المحتل السوري الذي انكشف الآن أمره وسقطت عن وجهه المزيف والحربائي كل أقنعة التحرير والمقاومة والممانعة والعروبة والوحدة الكاذبة، وها هو يقتل أبناء شعبه ويدمر مدنهم وبلداتهم، وقد تفوق في إجرامه المستشري على فظائع أعتى المجرمين في التاريخ وعلى كل دموية جماعات المافيا وتوابعها.

بعد انكشاف فارسية ومذهبية واجرام حزب الله، وبعد تعري نظام الأسد من كل هو انسانية من الحق والعدل بمكان أن تنتهي فصول “مسخرة” عيد تحرير الجنوب” ويشطب من سجلات الدولة اللبنانية ومن العقول والذاكرة إلى غير رجعة وغير مأسوف عليه.

وحتى تتوقف مهازل الذمية والتقية، ومن أجل أن لا تتكرر مأساة حرب تموز 2006، “حرب لو كنت أعلم”، وغيرها من الحروب الجهادية التي يبشرنا فيها السيد نصرالله، وحتى لا يُستنسخ إجرام غزوة أيار 2008، وحتى لا تُعاد مسرحيات التحرير والمقاومة الخادعة، وخزعبلات “وحدة المسار والمصير”، وحتى لا يموت أولادنا مرة أخرى من أجل قضايا خادعة وغير لبنانية، من أجل كل هذا نطالب بإلغاء القرار الحكومي الذي جعل من 25 أيار عيداً وطنياً، كما نطالب القيادات اللبنانية الوطنية أن تعلن بشجاعة أن حزب الله لم يحرر الجنوب، ولا هو عربي أو حزب تحرير ومقاومة، إنما نتاج عسكري ميليشياوي أصولي لحقبة احتلال سوريا البغيضة لوطننا، وفرقة عسكرية إيرانية تحتل أراضي لبنانية وتقيم عليها مربعات أمنية ودويلات خارجة عن شرعية الدولة اللبنانية

نريد أن نقطع إجازة العقل ونطلب من القيادات اللبنانية بكافة أطيافها وقف مسلسل التكاذب والدجل والخروج من عقلية وفخاخ التقية والذمية. عليهم الشهادة للحق والإعلان بصوت عال إن حزب الله أعاق وآخر تحرير الجنوب ما يزيد عن 14 سنة، ولم يكن له أي دور في تحريره، وهو انهزم وهزم معه كل لبنان في حرب تموز، وأن لا قيامة للدولة اللبنانية في ظل وجود دويلته، كما أن الاستقلال لن يصبح ناجزاً وكاملاً قبل عودة أهلنا اللاجئين في إسرائيل معززين ومكرمين وتعويضهم عن كل أنواع الظلم والتجني والإفتراءات التي تعرضوا لها.

الكل يعرف، وبالكل نعني أصحاب العقول الراجحة، والضمائر الحية، والجباه الشامخة، والرؤوس العالية، الكل هذا يعرف أن حزب الله لم يحرر الجنوب، بل أعاق وعطّل وأخر تحريره لسنوات، وأن كل ما يبني عليه مشروعية مقاومته منذ عام 2000 وما قبل ذلك هو مفبرك وملفق.

في الخلاصة، إن حزب الله ليس من النسيج اللبناني ولا هو يمت للبنان ولا للبنانيين بشيء. إنه جيش ملالي إيران في لبنان، وإيراني بالكامل في عقيدته وفكره وتمويله ومشروعهً وتنظيمه وقيادته ومرجعيته وتسليحه وقراره، وهو ليس مقاوماُ ولكنه يتاجر بشعارات المقاومة والتحرير، ويهزأ بأرواح وكرامات وسلامة وأمن ولقمة عيش اللبنانيين، ويأخذ بالقوة المسلحة “والبلطجة” و”التشبيح” والإرهاب لبنان الدولة والشعب رهينة. حزب الله تنّين إيراني يقضم ويفترس ويهمش مؤسسات الدولة اللبنانية، ويضطهد وينكل باللبنانيين بهدف إقامة دولة ولاية الفقيه الإيرانية على كامل التراب اللبناني، وكل كلام في غير هذا الإطار هو هراء ونفاق وقيض ريح.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

مسرحية الاستغراب الحريرية – الباسيليوسية

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريجة السياسة/مسرحية الاستغراب الحريرية – الباسيليوسية/25 أيار/17/اضغط هنا

http://al-seyassah.com/%d9%85%d8%b3%d8%b1%d8%ad%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%ba%d8%b1%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%84%d9%8a%d9%88/

 

مسرحية الاستغراب الحريرية - الباسيليوسية

الياس بجاني/24 أيار/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=55589

من تفاهات هذا الزمن المّحل والبؤس أن وزير الخارجية الصهر المدلل، باسيليوس الأول ..

هذا المخلوق "الغير شكل" والمتعالي والمستكبر "والطنبوز" والمستفز والمثير للجدل وصاحب مقولة "الفراطة" هو مستغرب اشد الاستغراب أن بياناً صدر عن القمة في السعودية..

وهو أيضاً غاضب وثائر لأن البيان سمي حزب الله بالإرهابي، وعرى دور إيران الملالي الدموي والتوسعي والمذهبي، وعلى الأكيد الأكيد دورها الإرهابي بامتياز.

أما المُستغرب أكثر هو استغراب مصادر مقربة من رئيس الحكومة سعد الحريري استغراب الصهر باسيليوس والقول مواربة عكس كل ما قاله لجهة "ما خبرونا ولا كنا عارفين بالبيان ولا شفناه"

الصهر يتنصل من محتوى البيان بذمية فاقعة ومكشوفة لإرضاء حزب الله، وبالطبع خوفاً منه،

ومصادر الحريري (وليس الحريري شخصياً) تؤكد تأييد الحكومة للبيان..

في حين أن الرئيس عون يصطف علنية إلى جانب الصهر ويتبنى موقفه.

وسط هذا التخبط والضياع وتبادل الأدوار المكشوف وفقدان حرية القرار، نسأل أين هي الحقيقة، ومن يشهد لها، ومن يرجمها ويخنقها، ومن هو صادق، ومن هو كاذب، ومن ومن وشي مليون ومن!!!

ونحن بدونا نستغرب ومعنا كثر من العقال وأصحاب الرأي الحر من غير الزلم والأتباع والهوبرجية والموظفين في شركات الأحزاب العائلية والتجارية، نستغرب كيف أن "الجوز" الحريري وباسيليوس يشاركان في مؤتمر عنوانه محاربة الإرهاب ولجم تمدد إيران الإرهابية ووضع حد لتوسعها العسكري والمذهبي والاستعماري.. ومن ثم يستغربان كل على طريقته تأييداً ومعارضة أن البيان الختامي للمؤتمر  تناول إيران حاضنة وفقاسة الإرهاب ومصدرته وراعيته.!!

حمى الله الصهر باسيليوس الأول، الممانع والمقاوم، وساعده وفتح عينيه ليجد حلاً لطلسمة استغرابه وسم حزب الله بآفة الأرهاب...!!

من هنا وبراحة ضمير تامة نسأل هل حكامنا الأشاوس هم فعلاً أحرار في قراراتهم ومواقفهم؟

وهل هم يلتزمون الدستور وبنوده؟

وهل يحترمون عقول وذكاء وسعة معرفة المواطن اللبناني؟

على الأكيد الأكيد أنهم في غير هذا العالم بتفكيرهم والرؤية، ومغربون وغرباء عن الدستور، ومنسلخون عن الواقع، ويعيشون في قصور أوهامهم، كما أن لا وجود في قواميسهم لمفردات من مثل الحرية والسيادة والاستقلال والدستور والمحاسبة والشفافية واحترام عقول الغير.

ما نستنتجه في التحليل أن الصهر باسيليوس ومن يمثل يريدون ورغم كل التناقضات والكوارث ورزم الخيبات الإستمرار بتبني وممارسة سياسة "اجر بالفلاحة وإجر بالبور"،

في حين نعتقد أن الرئيس الحريري وفريقه يتوهمون عن جهل وقصر نظر وقلة خبرة بأنهم بقدرة قادر قادرون على الاستمرار في اللعب على التناقضات وفي استغباء الجميع، وبقول الشيء وعمل نقيضه، وبوضع وجوه وأقنعة البربارة غب الحاجة؟؟..

في الخلاصة وعملياً وبالمحسوس والملموس وبالظاهر للعيان، كما بالمخفي والمضمور أيضاً، فإن الحكام هؤلاء ومن يلف لفهم لا يحكمون عملاً بمعايير الحكم المعروفة والمعترف بها، بل للأسف هم محكومون والحاكم هو حزب الله وراعيته إيران... ونقطة ع شي مليون سطر.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

دخل سيبستيان في غيبوبة.. ومن المستحيل صنع مار شربل الحقيقة

25 ايار 2017/انتشرت عبر "فايسبوك" أعجوبة جديدة للقديس شربل، مفادها الآتي: "من المعجزات التي حصلت بشفاعة القديس شربل، شفاء سيبستيان ناجي جرجي من مواليد مراح شديد 1992 وهو مغترب في كندا، وهو سائر على الطريق صدمته سيارة مسرعة وقذفته على بعد 15 متراً. كسر رأسه وأصيب جسمه بكسور. أدخل سيباستيان مستشفى الجنرال ديموريال وهو في غيبوبة، جبّرت كسوره وضمّدت جراحه وبسبب كسور رأسه توقّع الأطباء أن يبقى في الكوما أقلَه شهرا ونصف، وفي حال وعيه توقّع الأطباء أنّه سيعود مشلولاً أو فاقداً الذاكرة. بدأت عائلته الصلاة لمار شربل طالبين شفاعته عند الرب وخلاص ابنهم. في اليوم الرابع ظهر له مار شربل وأخذ يكلّمه وقال له "ما تخاف أنا شفيتك" وما إن أنهى القديس حديثه، حتى فتح سيباستيان عينيه وعاد إلى الحياة معافى من دون أي عاهة في الدماغ وخرج من المستشفى أمام اندهاش الأطباء والممرضات. جاء سيباستيان من كندا ليشكر مار شربل على شفاعته وسجَل أعجوبة شفائه".

 

بالصوت من تلفزيون المستقبل مقابلة مع د. فارس سعيد تتناول بالتفصيل والتحليل قمة السعودية والوضع والإقليمي وقانون الانتخابات ودور لبنان المغيب ومخططات حزب الله وإيران المعادية للعرب وللكيانات العربية والخوف على الكيان اللبناني

http://eliasbejjaninews.com/?p=55649

بالصوت/فورماتMP3/من تلفزيون المستقبل مقابلة مع د. فارس سعيد تتناول بالتفصيل والتحليل قمة السعودية والوضع والإقليمي وقانون الانتخابات ودور لبنان المغيب ومخططات حزب الله وإيران المعادية للعرب وللكيانات العربية والخوف على الكيان اللبناني ودور المسيحيين التعايشي والحضاري والتاريخي/25 أيار/17/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/mp3from16.11.16/faressaied25.05.17.mp3

بالصوت/فورماتWMA/من تلفزيون المستقبل مقابلة مع د. فارس سعيد تتناول بالتفصيل والتحليل قمة السعودية والوضع والإقليمي وقانون الانتخابات ودور لبنان المغيب ومخططات حزب الله وإيران المعادية للعرب وللكيانات العربية والخوف على الكيان اللبناني ودور المسيحيين التعايشي والحضاري والتاريخي/25 أيار/17/اضغط هنا

www.eliasbejjaninews.com/wmafrom16.11.16/faressaied25.05.17.wma

 

د. فارس سعيد: حزب الله بعد قمة واعلان الرياض يواجه ١٤ اذار إقليمي

تويتر/25 أيار/17

*حاولت ايران استدعاء صداقة اميركا بحجة انها تحارب الارهاب"السني" وفشلت -نجحت السعودية في جعل اميركا صديقتها لمواجهة الارهاب

فعضب حزب الله

*الى الوزير باسيل: لبنان وطن المقاومات نقبل انما حصر المقاومة بمقاومة اسرائيل لا نقبل لان من شأنها الاستئثار بالسلطة/من حمى لبنان يحكم لبنان.

*الوجود المسبحي في المنطقة تاريخي وليس عرضيا "نحن أعتق ما في الشرق و أحدث ما في الغرب"/سيدة الجبل.

*ان حماية الوجود المسيحي يتم من خلال اعتباره مكونا أصيلا في هوية المنطقة الثقافية والحضارية القدس مدينة للجميع/سيدة الجبل.

*مطالبة سيدة الجبل بفتح طريق الحج الى القدس هي بمثابة إقتحام مسيحي بالسلام والمحبة والرجاء لجدران السجن الاسرائيلي الذي يأسر سلام المنطقة.

*مقاطعة القدس والمقدسيين بذريعة مقاطعة الاحتلال يخدم مخططات الاحتلال التهويدية عبر المشاركة في حصارها وعزل اَهلها/سيدة الجبل.

*قداسة القدس لا تنفك عن كرامة إنسانها وثباته على ارضه كما ان زيارة السجين ليست بحال من الأحوال تبريرا للسجان التجمع الوطني المسيحي في القدس.

*زيارة القدس تؤكد على الارتباط الروحي الوثيق والدائم بجذور المسيحية بأرض الخلاص وهي دعم لصمود اهلنا في الاراضي المحتلة/سيدة الجبل.

*لماذا لا تدعو المرجعيات الروحية الاسلامية على غرار المرجعيات المسيحية الى فتح طريق الحج نحو القدس بدون تقييد؟ لو فعلت أربكت اسرائيل ونجحت.

*يناقش"سيدة الجبل"تنظيم ندوة بالتعاون مع جمعيات فلسطينية حول القدس بمناسبة ٥٠ عاما على احتلالها "القدس مدينة مفتوحة للجميع".

*حزب الله بعد قمة واعلان الرياض يواجه ١٤ اذار إقليمي.

*انتخابات لبنان مؤجلة الى بعد بلورة مسار المنطقة بعد قمة الرياض/حزب الله امام أولويات خطيرة تتجاوز هموم الانتخابات.

*معادلة لبنان البوم: لا دولة بدون حزب الله ولا دولة مع حزب الله.

*"مجلس كنائس القدس"قال بعد زيارة البابا فرنسيس الى القدس في العام ٢٠١٤ "ان زيارة السجين لا تعني تبريرا للسجان".

*تجاهل مجلس الوزراء لإعلان الرياض هو تحييد شكلي للبنان وما تزال المشكلة ذاتها لبنان وطن اسير ارادة ايران بسلاح حزب الله.

 

المسيحيون والمنطقة

د. فارس سعيد/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 23 أيار 2017

ننظر بعين القلق إلى تراجع الحضور السياسي المسيحي الذي يتخبّط بمحلية إنتخابية في لحظة يعاد فيها تشكيل المنطقة من دون مشاركته. فغالبية المسيحيين اليوم يبحثون عن «حمايات»، أكانت داخلية من خلال «اللجوء السياسي» لدى المجموعات الفاعلة أو خارجية بحثاً عن ضمانات دولية.

وما يزيد على حال الضياع ضياعاً هو انكفاء الجهات المعنية، من أحزاب وازنة وجامعات ومراكز بحوث، في إعطاء الشأن السياسي والوطني والوجودي حقّه من خلال خَلق الأطر ومراكز البحوث للحصول أولاً على معلومات، وثانياً العمل على تحليلها، وثالثاً أخذ القرارات الصائبة التي تؤمّن استمرارية الحضور والاستثمار والعيش الكريم.لقد اختزلت غالبية الأحزاب السياسة بالطائفة والطائفة بالسلطة والسلطة بالنفوذ والنفوذ بحزب أو شخص وبمصالح خاصة. بينما المطلوب في مرحلة إعادة تشكيل المنطقة الإرتقاء إلى مستوى الأحداث من أجل النجاة من مقاصات الحياة والتحولات التي لا ترحم كيانات مترددة وخائفة.

إنّ الجماعة المسيحية مدعوّة للتفكير في المستقبل والدور في هذه المنطقة بعيداً عن اليوميات السياسية المتعلّقة بقانون انتخاب أو بغيره من الأحداث. إن مستقبلهم اليوم مرهونٌ بدورهم وليس بعدد مقاعدهم في برلمانات لبنان أو سوريا أو العراق. لأنّ المقاعد من غير دور تصبح مثل الكراسي وأقلّ، طبيعة الأمور تفرض علينا أدواراً إيجابية وإلّا...أرى أنّ للمسيحيين دوراً واحداً في هذه المنطقة، وهو دور السلام. وانطلاقاً من قناعتنا بالسلام، علينا المطالبة بإخراج الدين من دائرة عنف المنطقة، وتكريساً للسلام علينا ان نسعى مع جميع الجهات المعنية لفتح ابوابه،

سلام الشعوب مع أنظمتها وسلام المنطقة مع العالم، السلام لجعل العالم العربي اكثر انسانية واكثر حداثة، السلام العربي الاسرائيلي على قاعدة مبادرة السلام العربية (قمة بيروت 2002)، سلام الأديان من أجل أن تصبح القدس، أولى القبلتين وثالث الحرمين ومهد المسيح وقيامته، مدينة مفتوحة لجميع المؤمنين، مسلمين ومسيحيين، من دون تقييد.

* رئيس «لقاء سيدة الجبل»

 

بالصوت/مداخلة د. وليد فارس من برنامج بموضوعية (تلفزيون المر) وهي تتناول حيثيات وأهداف وانعكاسات القمة السعودية وتأثيرها على لبنان والمطلوب من اللبنانيين للإستفادة من إيجابياتها

http://eliasbejjaninews.com/?p=55627

 بالصوت/فورماتMP3/مداخلة د. وليد فارس من برنامج بموضوعية (تلفزيون المر) وهي تتناول حيثيات وأهداف وانعكاسات القمة السعودية وتأثيرها على لبنان والمطلوب من اللبنانيين للإستفادة من إيجابياتها/25 أيار/17/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/mp3from16.11.16/walid%20phares24.05.17.mp3

 بالصوت/فورماتWMA/مداخلة د. وليد فارس من برنامج بموضوعية (تلفزيون المر) وهي تتناول حيثيات وأهداف وانعكاسات القمة السعودية وتأثيرها على لبنان والمطلوب من اللبنانيين للإستفادة من إيجابياتها/25 أيار/17/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/wmafrom16.11.16/walid%20phares24.05.17.wma

 

بعض عناوين مداخلة وليد فارس عبر برنامج بموضوعية

25 أيار/17

الحلف العربي والحلف الغربي يشكّلان أكبر حلف لمواجهة الإرهاب في العالم.

لمنع خرق الجهات المتطرّفة للمجتمع اللبناني يجب وضع خطّة أمنية جديدة بمساعدة المجتمع الدولي.

ال"فيتو" على دعوة الرئيس عون لم يأت من واشنطن بل من دول القمّة بشكل عام.

على لبنان التحرك والتعاون مع المجتمع الدولي لإنشاء منطقة يسيطر عليها الجيش اللبناني فقط وحل أزمة اللاجئين.

ليس المطلوب مواجهة حزب الله، بل على الأقل وجود خطّة أمنية في لبنان مختلفة مما هو عليه الآن وإلّا الآتي أكبر.

الذي سمح لإستمرار حزب الله في لبنان بسلاحه هو سياسة الحكومات اللبنانية التي إعترفت به كمقاومة.

التصعيد الميداني في الشرق الأوسط موجود والكلام اليوم هو لمحاولة إنهاء هذا التصعيد لا لزيادته.

المطلوب ليس إلغاء حزب الله بل تطويق القرارت الدولية بما فيها سحب سلاح هذا الحزب.

الحلف العربي والحلف الغربي يشكّلان أكبر حلف لمواجهة الإرهاب في العالم.

إجتماع ترامب مع قيادات الخليجية مهّد لخطابه الكبير ولإعلان مركز مواجهة الإرهاب والقوة المشتركة.

عمليّا ما حصل في الرياض هو تغيير كبير في السياسة الأميركية وإعادة بناء جسور العلاقة مع السعودية.

 

من نوفل ضو بالصوت والنص إلى جبران باسيل/الى اللقاء أمام القضاء وفي صناديق الإقتراع

نوفل ضو/25 أيار/17/صوت لبنان الكتائبي

http://eliasbejjaninews.com/?p=55638

اضغط هنا لدخول موقع صوت لبنان الكتائبي للإستماع بالصوت لتعليق نوفل ضو

http://vdl.me/special-vdl/%d8%b9%d9%84%d9%89-%d9%85%d8%b3%d8%a4%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%aa%d9%8a-%d9%85%d8%b9-%d9%86%d9%88%d9%81%d9%84-%d8%b6%d9%88-10/

يواصل رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل التهويل على معارضيه من سياسيين وإعلاميين باللجوء الى القضاء لمحاسبتهم على تصديهم لصفقة استئجار بواخر الكهرباء.

وهو أعلن بعد اجتماع تكتل التغيير والإصلاح بأن وزير الطاقة أطلع المجتمعين على الدعوى التي اقامها ضد سياسيين وصحافيين ومواطنين قارنوا سعر استئجار بواخر الكهرباء في غانا بالمشروع الذي تقدمت به وزارة الطاقة.

ولأن الوزير جبران باسيل لم يسم المستهدفين بالدعوى فمن حقنا أن نسأل:

1- هل يشمل الإدعاء الجزائي رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي قال لوسائل الإعلام بتاريخ 9 ايار 2017 ما حرفيته: "البواخر المعومة للجيوب. هذه الصفقة ليست تفصيلا وكل صفقة لا تمر بدائرة المناقصات مشبوهة حتما. من وضع نفسه موضع التهم، فلا يلومن من أحسن الظن به سيما هذه المرة".

2- هل يشمل الإدعاء الجزائي النواب الذين شرحوا ما لديهم من وثائق في شأن استئجار بواخر الكهرباء؟ وماذا عن المادة 39 من الدستور التي تنص على ما حرفيته: لا تجوز إقامة دعوى جزائية على أي عضو من أعضاء المجلس بسبب الآراء والأفكار التي يبديها مدة نيابته.

3- هل يشمل الإدعاء الجزائي البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي قال للزميل مارسيل غانم أن البطريركية المارونية وفرت باتصالاتها مع المغتربين استثمارات لتوليد الكهرباء من دون تحميل خزينة الدولة كلفة إنشاء المعامل لكن المعنيين رفضوا بحجة أن لا أملاك برية للدولة تسمح ببناء المعامل، فما كان من البطريركية المارونية إلا أن تعهدت بتقديم الأراضي ومع ذلك بقي الرفض قائما لأن هناك من يطالب بعمولات؟

إن الهروب من تشكيك كبار المسؤولين الرسميين والروحيين بصفقة استئجار بواخر الكهرباء ومحاولة ترهيب الإعلام وتخويف الصحافيين، وترويض المواطنين المعارضين للوزير جبران باسيل وتياره عشية الإنتخابات النيابية لن تؤمن لباسيل وتياره ما يتطلعون اليه من إسكات للمعارضة ومحاولة لشطبها والغاء دورها وتأثيرها وسعيها لإسقاطهم في الإنتخابات المقبلة.

وللمناسبة فإننا نسأل صاحب المعالي الحريص على سمعته وسمعة تياره: بأي منطق تدعون على سياسيين وإعلاميين ومواطنين بتهمة سبق لكم أن مارستموها ضد خصومكم السياسيين قبل أن تتفقوا معهم؟ وكيف يحق لكم ان تتهموا خصومكم السابقين بسرقة 11 مليار دولار من خزينة الدولة وان تصدروا كتابا بهذا المعنى تحت عنوان "الإبراء المستحيل" وتمنعون على معارضيكم الحاليين في ملف الكهرباء ما سمحتم به لأنفسكم في ملفات أخرى؟

إنها رسالة سياسية – إعلامية جوابية على تصريح الوزير جبران باسيل نذكره فيها للاسبوع الثاني على التوالي بإن زمن غازي كنعان ورستم غزالي والنظام الأمني اللبناني – السوري قد ولى... ولن يسمح اللبنانيون بعودته مستنسخا على أيديكم... والى اللقاء ليس فقط أمام القضاء وإنما أيضا في صناديق الإقتراع !

 

الإعلامي نوفل ضو: التحرير لا يكتمل الا باستعادة الدولة ابناءها النازحين الى اسرائيل وتحريرهم من التهجير القسري

تويتر/25 أيار/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=55633

*معالي الوزير: التاريخ كتب أن لبنان بلد المقاومة من زمان كتير... عالقليلة من 13 نيسان 1975 - من صيف 1978 بالأشرفية وعين الرمانة وفرن الشباك وسن الفيل - من 2 نيسان 1981 بزحلة ... من 26 نيسان 2005 ... من يوم تحرير كل شبر من سلاح المنظمات الفلسطينية ومن يوم اسقطنا مقولة: "طريق فلسطين تمر بجونية وعيون السيمان" ومن يوم خروج الإحتلال السوري من لبنان ...معالي الوزير من حقك تستعير تاريخا، ومن حقك أن تستحي ب"حرب التحرير" و "13 تشرين" ... إنت حر! ولكن مش من حقك تقزم المقاومة بلبنان ل 12 سنة ... مبارح كنت عم تحكينا عن 6000 سنة مرقوا و 6000 جايين بهمة التيار ... شو صار اليوم تا رجعت لعمر 12 سنة؟ بدك تكون ابن 12 سنة انت حر ... لكن هويتنا ليست رهنا بآرائك السياسية ...وفي النهاية معالي الوزير : تحية لك من روح الشهيد سامر حنا !

*حري بالدولة التي تريد اعادة النازحين السوريين الى بلادهم ان تستعيد هي نازحيها قسرا الى اسرائيل وتحاسب نفسها على تركهم لاقدارهم.

*التحرير لا يكتمل الا باستعادة الدولة ابناءها النازحين الى اسرائيل وتحريرهم من التهجير القسري ...

*معالي الوزير باسيل: مش من كم يوم خبرتنا عن ٦٠٠٠ سنة مرقوا وبشرتنا ب ٦٠٠٠ جداد جايين بهمة التيار؟ دغري رجعت ل ١٢ سنة بس؟!

*معالي الوزير باسيل:  من حقك ان تخجل بحرب التحرير وب١٣تشرين، لكن التاريخ كتب في١٣نيسان ٧٥ وصيف ٧٨ و٢ نيسان ٨١ و ٢٦ نيسان ٢٠٠٥ ان لبنان وطن المقاومة.

*معالي الوزير باسيل: التاريخ كتب ان لبنان وطن المقاومة يوم اسقط الاحتلال الفلسطيني والاحتلال السوري ويوم سيسقط الاحتلال الايراني.تحية لك من سامر حنا.

*معالي الوزير باسيل: نحن مع المحاسبة الشعبية في صناديق الاقتراع وسنواجه بشراسة محاولات استهداف المعارضة بأساليب قمعية تذكر بغازي كنعان ورستم غزاله.

*معالي الوزير باسيل: المحاسبة الشعبية في صناديق الاقتراع سبق ان حصلت مرتين في دورتي ٢٠٠٥ و٢٠٠٩ والدورة الثالثة على الطريق فأبشر!

*لا صلح - لا تفاوض - لا اعتراف باسرائيل لاءات عبد الناصر تحيي لاءات ميشال عون: لا للتمديد - لا للفراغ - لا لقانون الستين.

*لا ينفع اهل الحكم الهروب الى الامام. قمة الرياض حصلت فإذا كانوا يرون فيها ايجابيات فكيف سيفيدون لبنان منها او سلبيات فكيف سيواجهون نتائجها؟

*رفضت سوريا الانسحاب من لبنان تنفيذا للطائف الى ان جاء القرار ١٥٥٩... وبعد قمة الرياض يبقى الحل في لبنان تطبيق ال١٥٥٩ والشق السيادي من الطائف.

*اذا اردت ابقاء لبنان بعيدا عن صراعات المنطقة يا معالي الوزير فهذا يعني منع حزب الله من اي دور عسكري او امني في سوريا والعراق واليمن والبحرين.

*لا يهمني الموقف الكلامي للمسؤولين اللبنانيين من قمة الرياض. ما يهمني هو كيف سيتصرفون؟ هل سيضعون لبنان في مواجهة الشرعيتين العربية والدولية؟

*يبدو أن الوزير جبران باسيل اقتبس للتعليق على بيان قمة الرياض لمواجهة الارهاب مقولة السيد حسن نصرالله عن حرب تموز ٢٠٠٦: "لو كنت أعلم!"

*ألا يخجل وزير الخارجية، باسيل، من القول بأنه لم يكن يعلم ببيان سيصدر عن قمة الرياض التي شارك فيها؟ اليست مسؤوليته التحضير لمثل هذه الامور ومتابعتها؟

*ألم يكن معالي الوزير حاضرا خلال القاء الملك سلمان والرئيس ترامب خطابيهما؟ لماذا لم يسجل اعتراضه هناك؟ ولماذا انتظر العودة الى بيروت ليعترض؟

*أما وقد علم معاليه متأخرا بصدور بيان عن قمة الرياض، فما هو موقفه من بيان القمة لا من خطاب القسم والبيان الوزاري؟

*أسوأ ما في القمة العربية - الإسلامية - الأميركية على لبنان أنها غطت اعلاميا على نشاطات القصر الجمهوري وحولت اهتمام الاعلام الدولي عنه ليومين.

*القول بأن سعر كيلوات الكهرباء من البواخر سيكون في لبنان ارخص من غانا لا يكفي. المطلوب تفسير للفرق في كلفة استئجار البواخر بين غانا ولبنان!

*الأسود ليس فقط لون الظلمة والظلاميين... ولا هو صفة تطلق على الأمور غير المستحبة ... في بعض الأحيان يمكن أن يكون إسما لمسمى!

 

د. فارس سعيد: حزب الله بعد قمة واعلان الرياض يواجه ١٤ اذار إقليمي

تويتر/25 أيار/17

*الى الوزير باسيل: لبنان وطن المقاومات نقبل انما حصر المقاومة بمقاومة اسرائيل لا نقبل لان من شأنها الاستئثار بالسلطة/من حمى لبنان يحكم لبنان.

*الوجود المسبحي في المنطقة تاريخي وليس عرضيا "نحن أعتق ما في الشرق و أحدث ما في الغرب"/سيدة الجبل.

*ان حماية الوجود المسيحي يتم من خلال اعتباره مكونا أصيلا في هوية المنطقة الثقافية والحضارية القدس مدينة للجميع/سيدة الجبل.

*مطالبة سيدة الجبل بفتح طريق الحج الى القدس هي بمثابة إقتحام مسيحي بالسلام والمحبة والرجاء لجدران السجن الاسرائيلي الذي يأسر سلام المنطقة.

*مقاطعة القدس والمقدسيين بذريعة مقاطعة الاحتلال يخدم مخططات الاحتلال التهويدية عبر المشاركة في حصارها وعزل اَهلها/سيدة الجبل.

*قداسة القدس لا تنفك عن كرامة إنسانها وثباته على ارضه كما ان زيارة السجين ليست بحال من الأحوال تبريرا للسجان التجمع الوطني المسيحي في القدس.

*زيارة القدس تؤكد على الارتباط الروحي الوثيق والدائم بجذور المسيحية بأرض الخلاص وهي دعم لصمود اهلنا في الاراضي المحتلة/سيدة الجبل.

*لماذا لا تدعو المرجعيات الروحية الاسلامية على غرار المرجعيات المسيحية الى فتح طريق الحج نحو القدس بدون تقييد؟ لو فعلت أربكت اسرائيل ونجحت.

*يناقش"سيدة الجبل"تنظيم ندوة بالتعاون مع جمعيات فلسطينية حول القدس بمناسبة ٥٠ عاما على احتلالها "القدس مدينة مفتوحة للجميع".

*حزب الله بعد قمة واعلان الرياض يواجه ١٤ اذار إقليمي.

*انتخابات لبنان مؤجلة الى بعد بلورة مسار المنطقة بعد قمة الرياض/حزب الله امام أولويات خطيرة تتجاوز هموم الانتخابات.

*معادلة لبنان البوم: لا دولة بدون حزب الله ولا دولة مع حزب الله.

*"مجلس كنائس القدس"قال بعد زيارة البابا فرنسيس الى القدس في العام ٢٠١٤ "ان زيارة السجين لا تعني تبريرا للسجان".

*تجاهل مجلس الوزراء لإعلان الرياض هو تحييد شكلي للبنان وما تزال المشكلة ذاتها لبنان وطن اسير ارادة ايران بسلاح حزب الله.

 

علي الأمين: لم تكن السعودية لتنجح في جمع 55 دولة عربية واسلامية في قمة الرياض، لولا "براعة" السياسة الايرانية في صناعة الأعداء.

تويتر 25 /17

*الموت لآل سعود شعار على احدى طرقات #الضاحية ننتظر لاكتمال المشهد شعار "الموت لامريكا"..نأمل التسريع باستعادته من الأرشيف.

*قطر تجمع بين علاقة جيدة مع اسرائيل ومع ايران وتركيا وممتازة مع الأخوان_المسلمين وسيئة مع نظام الأسد.

*ما دام الاستقرار مستمر على حدود اسرائيل الجنوبية فلا قلق على حزب الله وسلاحه من اسرائيل.

*نهب العراق وتدمير #سوريا وفساد لبنان وافقاره وضمان حدود اسرائيل ابرز منجزات مشروع الممانعة فهل نصدق انها طريق القدس التي يشقها سليماني.

*لم تكن السعودية لتنجح في جمع 55 دولة عربية واسلامية في قمة الرياض، لولا "براعة" السياسة الايرانية في صناعة الأعداء.

*لم تعد ورقة التوت المسماة مقاومة كافية لتستر عورة الايديولوجيا الايرانية في المنطقة العربية.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 25 أيار 2017 (عيد المقاومة والتحرير فكل عام وأنتم بخير)

المستقبل:

يقال: إنّ زوّار مرجع نيابي لمسوا ثقة بإقرار قانون جديد للانتخاب قبل المهلة الأخيرة على قاعدة النسبية مع إبداء المرجع استعداده للموافقة على أن يكون عدد الدوائر أكثر من ست وصولاً إلى الـ15.

الجمهورية: أسرار

وصلت إلى مرجع سياسي صورة عن عدد من جريدة "الأحرار المصوّرة" اللبنانية الصادرة عام 1927رقم العدد 48 أي قبل 90 سنة وعلى صفحتها الأولى 5 عناوين رئيسية كأنها تُحاكي اليوم هي: إنتخابات مطعون في شرعيتها ومقاطعة المجلس النيابي-إلغاء الطائفية السياسية-إنقسام على إجراء الإنتخابات البلدية-إنقسام على قانون الإيجارات-تجنيس المهاجرين.

وصف قطب سياسي الوضع اللبناني بمكب نفايات، فئة طافية على سطحه، وفئة عالقة في وسطه، وفئة غارقة في أسفله "فبلا ما نزايد على بعض كلنا ريحتنا طالعة".

فسّر" قريبون" من مرجع كبير كلامه حول قضية حسّاسة بأنه ينمّ عن إرباك وعدم قدرة على اتخاذ موقف حاسم في هذا الصدد.

البناء: خفايا وكواليس

يسود الفتور العلاقات بين "تيّار المستقبل" وحزب "القوات" وإنْ كان ما زال يجمعهما عامل خارجي وتحديداً السعودية، لكن خلافات الجانبين آخذة في التفاقم حول عدد كبير من الملفات الداخلية على أكثر من صعيد نتيجة المصالح المتضاربة، ولا سيما في حسابات كلّ طرف في استحقاق الانتخابات النيابية، إذ يصرّ حزب "القوات" على انتزاع عدد من المقاعد النيابية المسيحية من "المستقبل" كـ"هدية" وعدد آخر بدعمه لكن الرئيس سعد الحريري ما زال رافضاً هذا الطلب حتى الآن.

قالت مصادر خبراء أمنيين وعسكريين إنّ التزامن بين العمليات الإرهابية في أوروبا واستحقاقات سياسية في الشرق الأوسط ليس أمراً يتمّ بالمصادفة، وإنّ من يعرف شروط تنفيذ العمليات الإرهابية من جهة، وآليات عمل المنظمات الإرهابية من جهة مقابلة، يعرف أنّ هذا التشابك يسمح بتحريك جماعات لتنفيذ عمليات من دون أن تدرك الرابط بينها وبين الرسائل التي تريد أجهزة المخابرات توجيهها. واستخلصت المصادر أنّ التفجيرات في أوروبا تأتي بعد مواقف رحبت بانتخاب الرئيس حسن روحاني وأحبطت الحملة على إيران التي بدأتها قمة الرياض.

 

رسالة من سلمان سماحة الى الرئيس عون: أمام قوس المحكمة غدًا، سوف أستميت في الدفاع عن كل ما أؤمن به، كما عرفتني سابقًا إلى جانب مناصريك

ال بي سي/25 أيار/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=55643

توجه الناشط السياسي سلمان سماحة برسالة الى الرئيس ميشال عون، جاء فيها:

سيدي الرئيس، أتوجه إليكم بهذا الكتاب المفتوح لأعلمكم أنني، في بداية عهدكم، سوف أمثل غدًا أمام المحكمة العسكرية بتهمة "المس بسمعة المؤسسة العسكرية" بموجب المادة 157 قضاء عسكري.

سوف أعفي فخامتكم من حيثيات ومضمون ما اتهمت به من كتابات على وسيلة للتواصل الاجتماعي، لا خوفًا ولا خجلًا مما كتبت، بل حرصًا على سمعة المؤسسة نفسها. وأنا كنت أوضحت موقفي هذا في تحقيق سابق بتاريخ 27 تشرين الأول 2016 أمام المحقق العسكري.

كنت ظننت بعد ذاك، أن الملف أقفل، لأفاجأ لاحقًا باستدعائي إلى المحاكمة.

غدًا سوف أقف امام قوس المحكمة العسكرية، مستذكرًا وقفات سابقة كنت وقفتها إلى جانب اللواء نديم لطيف، والرفاق حكمت ديب وايلي كيروز (وهما نائبان حاليان) والصحافي حبيب يونس ورفاق آخرين.

تهمتنا حينذاك، كانت المطالبة بخروج جيش الاحتلال السوري لتستعيد الدولة اللبنانية سيادتها، وليكون الجيش اللبناني الجيش الوحيد الموجود على الأراضي اللبنانية.

صدرت بحقنا، في حينه، أحكام مكتوبة بأحرف من "مقاومة لبنانية" نفتخر جميعنا بها إلى يومنا هذا وإلى ولد الولد.

غدًا سيدي الرئيس سوف أمثل أمام القوس نفسه، وتهتمي إلاساءة إلى سمعة الجيش اللبناني. وهي تهمة وجهها إلي قائد سابق للجيش في زمن سابق لوصولكم إلى سدة الرئاسة ولتعيينكم لقائد جديد للجيش.

سيدي الرئيس، أمام قوس المحكمة غدًا، سوف أستميت في الدفاع عن كل ما أؤمن به، كما عرفتني سابقًا إلى جانب مناصريك. من عدم صلاحية المحكمة العسكرية في محاكمة مدنيين، الى الدفاع عن الحق في حرية التعبير، الى نكران التهمة الملفقة.

لن أسمح بأي شكل من الأشكال بإدانتي  بتهمة سوف تلاحقني وتلاحق أولادي وعائلتي مدى الحياة.

لن أقبل بتدنيس سجلي العدلي بتهمة اعتبرها شائنة ومدنسة لكل تاريخي ونضالي.

تهمة في حال إقرارها سوف تلغي لا بل تشوه كل التهم التي سجلت علينا في زمن الاحتلال.

سيدي الرئيس، بقدر حرصي على سمعتي وكرامتي وتاريخي، أنا حريص على أن لا يلطخ عهدكم حكم من هذا النوع.

فأنا لا أعرف، لغاية اليوم، الدافع الحقيقي الذي حرك قائد الجيش السابق لفتح ملف كهذا بحقي. فالسبب المعلن مخجل بحقه وبحق المؤسسة.

كل ما أريده أن لا يطال دفاعي عن حقي وكرامتي عهدكم كما صورة القيادة الحالية للجيش اللبناني.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

نصرالله يبحث عن مسوغات لتخفيف وطأة الخلاف مع التيار الحر

العرب/26 أيار/17/بيروت- حاول الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله التقليل من حجم الخلاف مع التيار الوطني الحر وترطيب الأجواء المشتعلة بين قواعد الطرفين التي عكستها الاتهامات المتبادلة على مواقع التواصل الاجتماعي. واندلعت موجة الاتهامات عقب إبداء قيادات في حزب الله ومقرّبين منه تبرمهم من مشاركة وزير الخارجية ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في القمة العربية الإسلامية الأميركية التي حضرها الرئيس دونالد ترامب بالرياض، وانتهت ببيان ختامي وصف حزب الله بالتنظيم الإرهابي. وهاجمت قواعد حزب الله جبران باسيل الذي اتهمته بالتنكر للحزب، والانقلاب على التحالف القائم بينهما منذ العام 2006. وإن تبدي قيادات الحزب قناعة بما تسوقه جماهيرها، إلا أنها لا تريد قطع شعر معاوية مع التيار لأنها تحتاجه في هذه المرحلة الدقيقة التي يمرون بها. وزعم نصرالله في خطاب متلفز عُرض بمدينة الهرمل الخميس، أن بيان “الرياض لم يُعرض في القمة على أيّ من المشاركين وإنما صيغ بعد مغادرة الجميع”. وشدّد على أن “إعلان الرياض هو بيان سعودي أميركي فقط”. واعتبر أن كل ما اُعلن من مواقف لن يكون له أيّ انعكاس على الوضع الداخلي اللبناني، وأن “هناك اتفاقا بين اللبنانيين على وجود اختلاف في القضايا الإقليمية لكن مع المحافظة على الأمن والاقتصاد اللبناني”. ويرى مراقبون أن تصريحات نصرالله ليست إلا مسعى إلى طمأنة حاضنته الشعبية، ومحاولة يائسة لتلطيف الأجواء مع التيار الحر، وأيضا للحفاظ على استمرارية سياسة ربط النزاع مع رئيس الحكومة سعد الحريري الذي كان على رأس الوفد اللبناني بالقمة. ويشير المراقبون إلى أنّ هناك اليوم توجها دوليا وإقليميا فعليا وملموسا لوضح حد للحزب الذي بات يشكل مصدر تهديد كبير في المنطقة، بانخراطه في الحرب في سوريا وتقديمه الدعم للمتمردين في اليمن وللميليشيات في العراق. ويرى هؤلاء أن الهجمة التي شنها الأمين العام لحزب الله في خطابه والتي تركّزت على السعودية أساسا تعكس في واقع الأمر حجم القلق والرعب الذي يعتري الحزب. ويدرك نصرالله ضرورة الحفاظ على استقرار نسبي في الداخل اللبناني لأن أيّ هزة سيكون الحزب أول المتضررين منها.

 

نصرالله القلق من «قمة الرياض» يدعو للحوار الإيراني السعودي

 نسرين مرعب/جنوبية/25 مايو، 2017

في الذكرى السابعة عشرة لعيد المقاومة والتحرير، ومحملاً بثقل القمم العربية أطلّ أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله مفرغاً الحيّز الأكبر من خطابه للمملكة العربية السعودية. مبتهجاً بالانتصارات، من العراق إلى سوريا، على حد تعبيره، ومتضامناً مع اليمن والبحرين، ومندداً بزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية والتهليل العربي له، هزّ السيد نصرالله إصبعه متوعداً ومهادناً. فأفق الحوار مفتوحة بالنسبة إليه بين السعودية وإيران والأخيرة على استعداد لذلك، داعياً إياهما إلى رأب الصدع وإلى التوافق، ومستهجناً كيف تحتفي السعودية برئيس عنصري قال عنها أنّها “بقرة حلوب”، ومتسائلاً عن الأموال التي شملتها العقود الموقعة موصفاً اياها بالرشوى لإسقاط الصفة الإرهابية عن السعودية وإلحاقها بإيران وبالمقاومة. خطاب وجهه أمين عام حزب الله للمملكة أولاً وأخيراً، ولبنان لم يتخذ منه إلا محوراً ضئيلاً اقتصر على الإشادة بوزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل إذ وصف تغريدته التي حملت عنوان “لم أكن أعلم” بأنّها صادرة عن رجل مسؤول وصادق وشجاع، فيما المفارقة أنّ جمهور السيد نفسه كان قبل يومين يتهم باسيل بأنّه خذل المقاومة وأنّهم لم يعلموا بأنّ هذا ما سيؤولون إليه عندما جاؤوا بمعلمه رئيساً، وهذا ما قاله بالحرف الواحد مراسل قناة الميادين. كذلك أكّد لبنانياً أنّ التوافق الداخلي منفصلاً عن الخلافات على كل الملفات الإقليمية، وأنّ المجلس النيابي ذاهب نحو عقد استثنائياً ناسفاً بذلك كلّ ما يتم الترويج له عن حّل المجلس من قبل رئيس الجمهورية ميشال عون. وبالعودة لمواقفه من المملكة العربية السعودية، أكّد الكاتب والصحافي عماد قميحة في اتصال مع موقع “جنوبية” أنّ “القمة العربية أتت أُكلها، وخطاب نصرالله إيجابي”. مضيفاً “في الجوهر هناك شعور بخطر حقيقي فالقمة قد أخدت مآخذها وبالتالي الخيار لدى حزب الله ولدى الطرف الإيراني هو الذهاب نحو الحوار، ولكن لنرى إن كان الأمريكي والسعودي سوف يذهبان أم لديهما استراتيجية أخرى”. واشار قميحة فيما يتعلق بموقف نصرالله المرحب بما قاله باسيل إلى أنّ “باسيل قد اتخذ هذا الموقف ليبيعه لحزب الله، فهو كان ذاهب إلى القمة وهو يعلم بمضمونها، فكيف إذا تفاجأ بالبيان”. ما قاله نصرالله في خطابه التحرير، يأتي كردّة فعل مرنة تحاول احتواء اتفاق دولي وعربي أجمع على توصيفه إرهابياً، فقمة الرياض صنفت اذرع إيران بأنّها جماعات متطرفة لا بد من محاربتها فيما استثنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلا من الانتقاد والتلميح ومدّ اليد للحوار، كذلك ساوى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خطاب القمة بين حزب الله وداعش وحماس والقاعدة باعتبارها جميعها جماعات وحشية مؤكداً على ضرورة مجابتها. حزب الله المقيد بالعقوبات والذي تمّ وصمه بالإرهاب، بات مدركاً أنّه كبش الفداء في الصراع الإيراني – السعودي وما دعوته إلى الحوار إلاّ محاولة لتخفيف الأضرار التي سوف تلحق به على كلا الجبهتين سواء اتفقت الطرفان أم لم يتفقا.

 

المفتي دريان يعلن يوم السبت 27 أيار 2017 أوّل أيام شهر رمضان المبارك

25 أيار/17/أعلن سماحة مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان أنّ يوم السبت 27 أيار 2017 هو أوّل شهر رمضان المبارك، بعدما تعذرت رؤية هلال. وهنّأ دريان المسلمين بهذا الشهر الفضيل متمنياً أن يجعله الله شهر خير وبر وبركة، على الجميع.

 

من هو المغترب اللبناني الأميركي جون عاقوري سفير أميركا الجديد في لبنان

26 أيار/17/ http://eliasbejjaninews.com/?p=55661

عن موقع القوات اللبنانية, وكالة الأنباء المركزية

تستعد السفيرة الاميركية في لبنان اليزابيت ريتشارد لحزم حقائبها تمهيداً للعودة الى بلادها استنادا الى حركة مناقلات دبلوماسية تجريها ادارة الرئيس دونالد ترامب، انسجاما مع توجهاتها السياسية الجديدة المخالفة لا بل الناحية في الاتجاه المعاكس لتلك التي ارساها سلفه باراك اوباما، بعد سنة بالتمام على مصادقة مجلس الشيوخ على تعيينها في المنصب الدبلوماسي في 17 ايار 2016 . وفيما يتوقع ان تبدأ ريتشارد جولة لقاءاتها الوداعية على الرؤساء والمسؤولين السياسيين، علمت “المركزية” ان الشخصية المقترحة لتولي المهمة خلفا للسفيرة الحالية هي للاميركي اللبناني الاصل جون عاقوري الذي تفيد المعلومات المستقاة من مصادر دبلوماسية غربية انه يتمتع بمقومات بالغة الاهمية تخوّله متابعة المسيرة الدبلوماسية الاميركية التي تضطلع بدور كبير في بيروت في هذه المرحلة بالذات. وتؤكد ان اختيار عاقوري استند الى جانب خبرته الواسعة في المجال السياسي والدبلوماسي الى إلمامه بدقائق الوضع اللبناني، كونه لبناني الاصل، ومطّّلعا على حيثيات وتفاصيل الواقع السياسي وتعقيداته التي يكاد يصعب على الاخرين تفهمها في العمق، خصوصا ان المرحلة المقبلة على لبنان والمنطقة، وفق المصادر، توجب الكثير من العناية والادراك بأحوال لبنان، استنادا الى خريطة الطريق الجديدة التي ترسمها دوائر القرار لمنطقة الشرق الاوسط والتي رسمت قمم الرياض الثلاث خطوطها العريضة، مكرّسة تحالفا تاريخيا جديدا بين واشنطن والعالم العربي في مواجهة طهران وسياساتها التوسعية في المنطقة من خلال تمدد اذرعتها العسكرية في اكثر من دولة عربية في موازاة الدفع الاميركي نحو انهاء حقبة الصراع العربي- الاسرائيلي لاجتثاث اسباب الارهاب في الاقليم بكل اشكاله من عمقها. وتستوجب الخريطة المشار اليها، بحسب المصادر الدبلوماسية، المزيد من الاحاطة والرعاية الاميركية للبنان ليجتاز المرحلة التحولية بأقل نسبة من الضرر وهو المعني مباشرة بشد الخناق الاميركي على ايران من خلال حزب الله ، المتوقع ان يشتد تدريجا مع صدور قانون العقوبات الاميركي الذي تفيد المعلومات الواردة من واشنطن انه سيطال شخصيات رفيعة في الحزب بعدما صنفت واشنطن والرياض رئيس المجلس التنفيذي هاشم صفي الدين على لائحة الارهاب، وتبدو العاصمتان عازمتين على استكمال هذا المسار الى حين حصر الحزب في اطاره اللبناني الضيق سياسيا وفك ارتباطه العضوي بدولة الولي الفقيه، موضحة ان تخصيص لبنان ببند في البيان الختامي لقمة الرياض وتأكيده دعم الدولة اللبنانية لبسط سيادتها على جميع اراضيها ونزع سلاح التنظيمات الارهابية “مثل حزب الله” وجعل جميع الاسلحة تحت الاشراف الشرعي للجيش” ما هو الا الدليل على على عزم الدولتين على “انهاء” الحزب، وقد حرصتا على تسميته بالاسم من ضمن “التنظيمات الارهابية”. وتبعا لذلك، تعتبر المصادر ان مهمة السفير الاميركي الجديد ستكون بالغة الدقة ان لجهة مواكبة هذه المستجدات بالعين الاميركية، او من زاوية العناية بالوضع اللبناني والاشراف على ابقائه تحت مظلة الاستقرار الدولي عن طريق استمرار رفد جيشه بالمساعدات العسكرية من ضمن البرنامج الاميركي القائم للغاية لتمكينه من مواجهة الارهاب بأشكاله كافة لا سيما على الحدود الشرقية، وما زيارة قائده العماد جوزيف عون الى واشنطن اخيرا الا لتعزيز هذا البرنامج.

من هو جون عاقوري؟

1- من مواليد مدينة ديترويت في ولاية ميشيغان وهو في منتصف الأربعينات. دخل المعترك السياسي عن عمر شاب في الحزب الجمهوري وكناشط في الجالية اللبناني، وتأثر كثيراً بوالده فؤاد عاقوري الذي كان وما زال لديه حضور فاعل في الجالية.

2- سطع نجم عاقوري خلال حملة ترامب، وكمؤيد بارز له في ولاية ميشيغان والتي كان الفوز بها مفتاحاً لدخول البيت الأبيض. وتولى عاقوري ادارة حملة ترامب في الولاية الشمالية ونظم معظم نشاطاته الانتخابية هناك.

3- قبل الحملة، شارك عاقوري في مختلف أنشطة الجالية وكان يحضر لواشنطن مراراً للمشاركة في احتفالات ومناسبات مؤيدة للبنان وداعمة لدور أميركي فاعل فيه وهو التقى نديم الجميل الصيف الفائت في ميشيغان.

4- سياسياً، تعكس تصريحات عاقوري وتعلقياته الفايسبوكية تأييد قوي منه لسياسة أميركية أبطش ضد إيران. ومنذ انتخاب ترامب، كتب عاقوري على فايسبوك أن مصير الرئيس السوري بشار الأسد بائس، وذكر بخطف إيران وعبر حزب الله رهائن أميركيين في لبنان وحملها مسؤولية تفجير المارينز.

5- بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري قال عاقوري إن لبنان “فقد قائداً كبيراً . رفيق الحريري كان هو لبنان. لقد خسرنا حلمنا. لا تستطيع أي كلمات أن تفيه حقه”. واضاف: “رفيق الحريري اسطورة لن تتكرر”. وخاطب الحريري قائلاً: “نأمل الآن أن ترقد بسلام، وألا يكون دمك قد سُفك سدى، ونطلب من الله أن يحفظ أولادك وعائلتك من كل شرّ”. وأضاف: “رفيق الحريري كان يسعى الى الديموقراطية والحرية والسيادة والاستقلال. ولعله قُتل لهذا السبب”.

ويمكن متابعة أنشطة عاقوري على صفحته في فايسبوك والتي تحمل تعريف “mister mabsout”.

 

"اعلان الرياض" ليس ملزماً وموقف لبنان في خطاب القسم والبيان الوزاري

سلامة حاكما للمصرف المركزي بالاجماع ست سنوات اضافيــــــة

السفير الفرنسي غادر... والاميركية تستعد... وجوزف عاقوري يخلفهـا

المركزية- تحت راية "الاستقرار الداخلي اولوية"، نجح مجلس الوزراء في تجاوز مطب مضاعفات "اعلان الرياض"، فامتص بموقفي رئيسي الجمهورية العماد ميشال عون والحكومة سعد الحريري نقمة وزراء حزب الله والدائرين في فلكه، من خلال التأكيد انه" ليس ملزما، فما يهمنا هو وحدتنا الوطنية والمواقف المحددة في خطاب القسم والبيان الوزاري". ولم تقف نجاحات المجلس عند هذا الحدّ بل تخطته الى تسجيل نجاح آخر في امتحان الثقة المالية والاقتصادية بتجديدها بالاجماع لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة لولاية جديدة (6 سنوات) من خارج جدول الاعمال. اما النجاح الانتخابي فيقف على عتبة حاجز غياب التوافق السياسي في انتظار مهلة 20 حزيران وما قد يعقبها. وقد طمأن الرئيس عون الى "اننا لن نترك اي فترة تمر يكون فيها فراغ في مجلس النواب". وفي اعقاب جلسة الحكومة التي عُقدت في قصر بعبدا برئاسة الرئيس عون وعلى جدول اعمالها 36 بنداً عادياً، وسبقتها خلوة بين الرئيسين عون والحريري، اعلن وزير الاعلام ملحم رياشي خلال تلاوته المقررات التجديد لحاكم المصرف المركزي، في خطوة تُحدث فجوة نحو الانفراج في جدار القلق الذي يحوط بلبنان مالياً واقتصادياً، خصوصاً حيال مشروع قانون العقوبات الأميركية على "حزب الله" وما سيخلفه من تداعيات على اكثر من مستوى.

انطباع ايجابي: وفي السياق، وعقب عودة الوفدين النيابي والمصرفي من واشنطن، لإجراء مباحثات حول العقوبات المنتظرة مع اصحاب القرار الأميركيين، طمأنت مصادر متابعة "المركزية"، الى "ان الأهم في هذه الزيارة لقاءات الوفد المصرفي برئاسة رئيس جمعية المصارف الدكتور جوزف طربيه، مع المصارف المراسلة التي تركزت المباحثات معها اكثر من غيرها"، موضحة "ان الوفد المصرفي لا يأبه بالمعطيات والأبعاد السياسية، بل الأهم بالنسبة إليه استمرار التعامل مع المصارف المراسلة وكسب ثقتها، حمايةً للمصارف نفسها"، معلنةً "ان الوفد خرج بانطباع إيجابي من اللقاءات مع المصارف المراسلة، بما يؤكد ان العلاقات لا تزال جيدة ومتينة بين الجانبين، والثقة لا تزال قائمة 100 في المئة".

خطاب القسم والبيان الوزاري: اما جلسة الحكومة، فاستهلها الرئيس عون بالتأكيد "اننا في لبنان نلتزم ما ورد في خطاب القسم وفي البيان الوزاري للحكومة"، وذلك رداً على الملابسات التي رافقت صدور البيان الختامي عن قمة الرياض، فيما اكد الرئيس الحريري " تحييد لبنان عن مشاكل المنطقة"، واكد ان اعلان الرياض ليس ملزماً وما يهمنا هو وحدتنا الوطنية والمواقف المحددة في خطاب القسم، والبيان الوزاري".

الجلسة قائمة: اما في شأن قانون الانتخاب، فتوزّعت المواقف منه بين قصر بعبدا وعين التينة. واذ اشار الرئيس عون في مستهل جلسة الحكومة الى "ان لدى الاطراف السياسيين ومجلس النواب مهلة حتى 20 حزيران للتوصل الى اتفاق، وسبق ان اعطينا المزيد من المهل من اجل ذلك حتى لا يحصل فراغ"، املاً في "ان يقر المجلس صيغة لقانون الانتخاب، لان هذا هو الهدف الذي نعمل من اجله"، نقل النواب عن الرئيس نبيه بري في لقاء الاربعاء النيابي قوله "ان موعد جلسة 29 قائم الا اذا فُتحت دورة استثئنائية، وان لا شيء جديداً في ملف قانون الانتخاب وان كانت الاتصالات مستمرة "، داعياً الى "ترتيب البيت الداخلي في ظل التطورات الخطيرة في المنطقة". وليس بعيداً، اشار وزير الداخلية نهاد المشنوق الى "مساع لفتح دورة استثنائية في محاولة للمساعدة في اقرار قانون انتخاب واذا لم نوفّق ستكون هناك انتخابات في ايلول وفق "الستين"، علماً ان المشنوق كان اعلن الاسبوع الماضي ان الانتخابات ستجري قبل نهاية العام".

رعد يُصرّح حصراً: وفيما المشاورات الانتخابية تعود "تدريجياً" لسلوك طريق "الستين" على رغم "شيطنته"، علمت "المركزية" "ان "حزب الله" اوعز الى نوّابه عدم الادلاء بتصاريح في شأن قانون الانتخاب وما يجري من لقاءات ومفاوضات في شأنه، وان رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد هو من يُعبّر حصراً عن موقف الحزب مما يجري".

سفير اميركي جديد: في غضون ذلك، ومواكبة للتحولات المستجدة في الادارة الاميركية مع وصول الرئيس دونالد ترامب ، تستعد الدوائر الدبلوماسية لحركة مناقلات ستشمل بيروت من ضمنها، حيث تغادر السفيرة اليزابيت ريتشارد قريبا بعد زيارات وداعية على المسؤولين. وعلمت "المركزية" ان الشخصية المقترحة لتولي المهمة خلفا لريتشارد هي الاميركي اللبناني الاصل جوزيف عاقوري الذي تفيد المعلومات المستقاة من مصادر دبلوماسية غربية انه يتمتع بمقومات بالغة الاهمية تخوّله متابعة المسيرة الدبلوماسية الاميركية التي تضطلع بدور كبير في بيروت في هذه المرحلة بالذات.

بون غادر: وليس بعيدا، غادر بيروت السفير الفرنسي ايمانويل بون متوجها الى بلاده لتسلّم منصبه الجديد كمدير مكتب وزير الخارجية جان ايف لودريان. وفي حين لم تحدد حتى الساعة هوية خلفه، افادت اوساط فرنسية "المركزية" ان التشكيلات الدبلوماسية ستتم بعد الانتخابات البرلمانية الفرنسية المقررة الشهر المقبل.

... وفارس يستعد: وفي سجل المغادرات ايضا، وخلافا لما رُوِج له، افادت مصادر متابعة "المركزية" ان نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس سيغادر لبنان نهاية الجاري عائدا الى باريس، بعدما انجز المهمة التي قصد بيروت لأجلها، وهي بعيدة كل البعد عن اجراء تحالفات سياسية تعيده الى البرلمان او الى اي مؤسسة دستورية أخرى، في معرض اشارتها الى ما اثاره البعض لجهة تهيئة الارضية لترؤسه مجلس الشيوخ باعتبار ان رئاسته كان يرجح ان تُسند الى ارثوذكسي على رغم التجاذب في شأنها، وانه كان يعتزم اثارة الموضوع مع رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وعد عسكري: في غضون ذلك، ولمناسبة العيد الـ 17 للمقاومة والتحرير، اصدر قائد الجيش العماد جوزيف عون امر اليوم وعد فيه العسكريين المخطوفين وذويهم واللبنانيين "بأن يعمل الجيش وبكل السبل المتاحة للوقوف على مصيرهم وإعادتهم إلى احضان عائلاتهم"، مؤكداً "تصميم المؤسسة العسكرية وقدرتها على استئصال خطر الارهاب نهائياً"، وداعياً العسكريين إلى "البقاء على اتمّ الاستعداد لمواجهة ما يبيّته العدو الإسرائيلي من مخططات تستهدف ارضنا وشعبنا وثرواتنا الطبيعية، مع الحرص الدائم على التزام القرار 1701 ومندرجاته، بالتعاون الوثيق مع القوات الدولية". وللمناسبة، عاهد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم اللبنانيين "ان نبقى الدرع المنيع في وجه الاخطار المحدقة بوطننا والحفاظ على انجاز التحرير وصدّ اي اعتداء محتمل على السيادة الوطنية انطلاقاً من حقّنا المشروع في المقاومة ما دام اعداؤنا متربّصين بوطننا"، املاً في "ان تتوّج مسيرة الاستقرار السياسي بقانون انتخابي جديد يحفظ حقوق اللبنانيين جميعاً".

 

 سيناريوهات كثيرة تتجاذب الملف الانتخابي بعد إسقاط الفيتو الرئاسي عن الـ60: تعديل مهل في 29 أيار وتمديد في 15 حزيران.. أم "اتصالات" حتـى 20 منه؟

المركزية- فتح إسقاط رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمس الفيتو الذي كان رفعه في وجه العودة الى قانون الستين، بغض النظر عن الظروف التي دفعته الى اتخاذ الموقف هذا، البابَ واسعا امام سيل من الأسئلة والتحليلات، طفت معها الى الواجهة الانتخابية جملةُ سيناريوهات للمرحلة المقبلة، كانت حتى أيام قليلة خلت، مستبعدة أو أقلّه محصور التداول بها خلف الكواليس. فإنعاش قانون "الدوحة" لعدم ترك البلاد "فالتة"، على حد تعبير رئيس الجمهورية، كخيار يحتّمه الدستور الذي ينص على أن القانون الانتخابي تبقى مفاعيله سارية الى حين الاتفاق على سواه، ستعقبه سلسلة خطوات، وفق ما تقول مصادر حركة "أمل" لـ"المركزية" لنفض الغبار عنه وشرعنته مجددا، وقطع الطريق تاليا أمام أي طعن مستقبلي في شرعية الانتخابات التي ستجرى على أساسه. وفي حين تعبّر عن أسفها للاخفاق الذي أصاب الاتصالات الانتخابية، غامزة من قناة التيار الوطني الحر الذي يصرّ على قوانين "طائفية" تحسّن تمثيله وتهمّش خصومه، على حدّ تعبيرها، وقد انقلب على النسبية الكاملة التي كان يوافق عليها في السابق، ما أعاق الاتفاق على قانون جديد، تتوقع المصادر ان تُعقد جلسة 29 أيار الجاري وأن يتم خلالها تعديل المهل الدستورية لقانون الـ60 لناحية تشكيل هيئة الاشراف على الانتخابات وموعد دعوة الهيئات الناخبة. أما بعدها، فسيصار الى فتح دورة استثنائية لمجلس النواب، بتوقيع من العماد عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، لتعقد جلسة تشريعية في 15 حزيران المقبل يتم خلالها اقرار تمديد تقني لمجلس النواب لمدة لا تتجاوز الاشهر الثلاثة لتحصل الانتخابات في 18 أيلول المقبل... في المقابل، تستبعد أوساط التيار الوطني عبر "المركزية"، هذا السيناريو، وتقول ان اي خطوة نحو "الستين"، لن يتم اتخاذها قبل حلول تاريخ 20 حزيران، موعد انتهاء ولاية المجلس، مستشهدة في السياق بما قاله الرئيس عون اليوم في مجلس الوزراء "لدى الأطراف السياسية مهلة حتى 20 حزيران للتوصل إلى اتفاق". واذ تؤكد انها قدّمت تنازلات كثيرة لتسهيل التفاهم الا ان البعض يريدنا ان نأخذ النسبية التي ارتضيناها بشروطه هو، ومنطق الفرض هذا هو ما يعقّد الأمور، تشير الاوساط الى ان الاتصالات ستستمر حتى اللحظة الاخيرة، واذا لم يُصر الى إنضاج تفاهم قبل 20 حزيران، فإن الفراغ لن يحصل لأن الدستور يقول إن على الحكومة ان تدعو الهيئات الناخبة لاجراء الانتخابات فورا، وفق القانون النافذ، خلال مهلة لا تتجاوز الاشهر الثلاثة، وهو ما أعلنه رئيس الجمهورية أمس. وفي هذه الحال، توضح مصادر رئيس مجلس النواب نبيه بري ان من 20 حزيران الى حين انتخاب مجلس جديد، سيبقى هو وهيئة مكتب المجلس يمارسان مهامهما، أي أنه لن يغادر مقر الرئاسة الثانية في عين التينة. الا انها تقلل من احتمالات الذهاب نحو ما يقول به التيار. فالفراغ وفق المصادر، ممنوع في البرلمان، وهو ما أكده أيضا رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في الساعات الماضية، ملوّحة الى امكانية استقالة وزراء 8 آذار من الحكومة بعد 29 أيار وقبل حصول الفراغ النيابي، اذا لمسوا ان ثمة توجها للذهاب نحو الفراغ قبل الاتفاق على ماهية المرحلة المقبلة. هي مرحلة ضبابية اذا، دخلتها الساحة المحلية، فيما لا يُسقط مراقبون من حساباتهم احتمال ان يكون موقف الرئيس عون الاخير أراد منه حثّ القوى السياسية على الاتفاق، وقد تؤتي هذه الضغوط ثمارها في ربع الساعة الاخير في بلد "العجائب والغرائب"، ويحيي الآمال هذه، ما قاله الرئيس الحريري اليوم "يجب أن نصل بشتى الوسائل لإقرار قانون ولا أحد يرضى بالفراغ أو الـ60 وهناك فرصة حقيقية لإنجاز قانون جديد"، والنائب ابراهيم كنعان الذي تحدث عن "قانون جديد قبل 19 حزيران والمهلة المتبقية تحتاج من الكل ارادة قوية وعملا دؤوبا للوصول الى نتيجة ايجابية وتفادي الفرضيات السيئة".

 

فارس يغادر لبـنان نهايـة الجـاري وأهداف الزيارة استطلاعية لا انتخابية

المركزية- خلافا لكل المعلومات والتسريبات التي ربطت عودة نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس الى لبنان بملف الانتخابات النيابية، وذهب بعضها الى اعتبار تزامنها مع الاستحقاق البرلماني مؤشرا الى رغبة بالانخراط مجددا في الندوة النيابية، خصوصا انها شهدت محطات سياسية على ارفع المستويات، افادت مصادر متابعة "المركزية" ان فارس سيغادر لبنان نهاية الجاري عائدا الى باريس، بعدما انجز المهمة التي قصد بيروت لأجلها، وهي بعيدة كل البعد عن اجراء تحالفات سياسية تعيده الى البرلمان او الى اي مؤسسة دستورية أخرى، في معرض اشارتها الى ما اثاره البعض لجهة تهيئة الارضية لترؤسه مجلس الشيوخ باعتبار ان رئاسته كان يرجح ان تُسند الى ارثوذكسي على رغم التجاذب في شأنها، وانه كان يعتزم اثارة الموضوع مع رئيس مجلس النواب نبيه بري. واشارت الى ان فارس الغائب منذ مدة عن وطنه الام حرص على زيارته لتهنئة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون واجراء اتصالات لاستطلاع آفاق المرحلة مع العهد الجديد، اضافة الى الحدث الاهم المتمثل بافتتاح كلية عصام فارس للتكنولوجيا التابعة لجامعة البلمند في بلدته بينو.

 

الرياشي الى الولايات المتحدة الجمعة

المركزية- يغادر وزير الاعلام ملحم الرياشي بيروت الجمعة 26 الجاري متوجهاً الى الولايات المتحدة الاميركية لتمثيل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في حفلتين يُقيمهما مكتب "القوات اللبنانية" في ولاية كليفلند- اوهايو وفي ولاية نيوجرسي حيث يُلقي كلمة باسمه.

ويعقد الرياشي وفق معلومات "المركزية" الاثنين 29 منه لقاءات مع المسؤولين وعدد من اركان الجالية قبل ان يعود الثلثاء المقبل الى لبنان.

 

التجديد لسلامة يخرق فجوة انفراج في الأفق المالي المتأزم والوفد المصرفي يحمل تأكيداً على ثقة المصارف المراسلة

المركزية- خرق التجديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة 6 سنوات إضافية في سدّة الحاكمية، في قرار اتُخذ بالإجماع أفضت إليه جلسة مجلس الوزراء التي عُقدت قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، فجوة انفراج في جدار القلق الذي يحوط بلبنان مالياً واقتصادياً، وخصوصاً حيال مشروع قانون العقوبات الأميركية على "حزب الله" وما سيخلّفه من تداعيات على الصعد المختلفة في البلاد. هذا التجديد لحاكم "المركزي" أرفد القطاع المصرفي والمالي كما جبهتيّ السياسة والاقتصاد، بجرعة دعم رفعت منسوب التفاؤل بمرحلة مقبلة تحمل في طياتها حلولاً وانفراجات للأزمة المتشعّبة القائمة.

هذه الخطوة المنتظرة، جاءت في وقت تنحبس فيه الأنفاس ترقباً لما سيتضمّن مشروع قانون العقوبات الأميركية، وتتكثف الجهود على أكثر من جبهة لدرء أي تداعيات على القطاع المصرفي فالإقتصادي. وعقب عودة الوفدين النيابي والمصرفي من واشنطن، حيث اجريا مباحثات لهذه الغاية مع أصحاب القرار الأميركيين، طمأنت مصادر متابعة لـ"المركزية"، أن "الأهم في هذه الزيارة هو لقاءات الوفد المصرفي برئاسة رئيس جمعية المصارف الدكتور جوزف طربيه، مع المصارف المراسلة التي تركزت المباحثات معها أكثر من غيرها"، موضحة أن "الوفد المصرفي لا يأبه للمعطيات والأبعاد السياسية، بل الأهم بالنسبة إليه هو استمرار التعامل مع المصارف المراسلة وكسب ثقتها، حمايةً للمصارف نفسها". وأعلنت أن الوفد "خرج بانطباع إيجابي من اللقاءات مع المصارف المراسلة، بما يؤكد أن العلاقات لا تزال جيدة ومتينة بين الجانبين، والثقة لا تزال قائمة 100 في المئة". وإذ توقع البعض صدور القانون أواخر حزيران، لفتت المصادر ذاتها إلى أن "العطلة الصيفية في الولايات المتحدة وأوروبا تبدأ في 20 – 25 حزيران حتى نهاية آب 2017، ما يستبعد فكرة التشريع، الأمر الذي يحتم صدور القرار اعتباراً من أيلول المقبل". كذلك ذكّرت بأن المشروع "لا يزال في إطار مسودة قابلة لتعديل دائم، كما أنها تخضع لسلسلة خطوات تدريجية متتالية، أوّلها المرور في مجلس النواب الأميركي ثم الكونغرس للمصادقة عليه، وإذا حصل خلاف حول الموضوع سيتم تأليف لجنة مختصة، على أن يرسو المشروع في النهاية لدى الرئيس الأميركي لإقراره. وأثنت المصادر على أنها "المرة الأولى التي يحصل فيها اتصال جدي بين السلطة التشريعية اللبنانية مع السلطات الأميركية، في انتظار استكماله بالخطوة التالية من جانب السلطتين التنفيذية والنقدية". وختمت "بقدر ما يكون القانون متشدداً بقدر ما يكون تأثيره على نشاط القطاع المصرفي اللبناني أكبر، حيث يزداد التشدد في مراقبة التحويلات الخارجية وغيرها، وارتفاع كلفة دائرة الامتثال في المصارف، ما يؤثر بطريقة غير مباشرة على القطاعين المالي والاقتصادي في لبنان، لكن لا يزال هناك متّسع من الوقت قبل إقراره، ما يعطي فرصة إضافية لتعديلات مأمولة.

 

الحريري في طرابلس: استقبال أقل من المتوقع

المدن/25 أيار/17/تحت شعار "الإنماء"، وصل رئيس الحكومة سعد الحريري، ظهر الخميس في 25 أيار، إلى طرابلس، في زيارةٍ مفاجئة لم يجرِ التحضير لها مسبقاً. فمنذ الصباح، استيقظت المدينة على تدابير أمنيّة مكثّفة، عطّلت حركة السير عند مداخلها وفي شوارعها، واستنفر أنصار تيّار المستقبل وحشدوا أنفسهم لاسقبال الحريري، ورفعوا الصوّر واليافطات المرحبة به.وما إن وصل الحريري إلى محطّته الأولى في المدينة، مقابل فندق كواليتي إن، للإطلاع على خرائط مشاريع رئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر، حتّى ارتفعت هتافات "بالروح بالدم نفديك يا سعد".

ثمّة شيءٌ من استعادة أمجاد التيّار في الشمال لجسّ نبض الشارع. والحريري، الذي لم يستطع إلتقاط أنفاسه، من السلام والتسليم وتهافت محبيّه عليه لإلتقاط صور السّيلفي، أعرب عن حلمه أن يرى طرابلس مثلما كانت. "جئت لأتفقد المشاريع الإنمائية التي ستنعش إقتصاد طرابلس، وكي أؤكد أن هذه الحكومة هي حكومة استعادة الثقة". هذه الزيارة، التي يراها مقربون من الحريري أنها جاءت في "التوقيت الذكي"، قبل بدء شهر رمضان وبعد عودته من القمّة السعوديّة- الأميركية في الرياض، تلقّاها الطرابلسيون برسائل متعددة. رسالة "إعادة المياه إلى مجاريها" بعد جفاءٍ دام سنوات، ترافق مع تراجع حضور الحريري في المدينة وارتفاع أسهم اللواء أشرف ريفي. ورسالة عن احتمال انتهاء الأزمة المالية في مؤسسات الحريري، مع إمكانيّة إعادة ضخّ الأموال وإنشاء مشاريع جديدة. وأخرى بديهيّة، عن تعزيز قوّة التيّار في الشمال وتحالفاته المرتقبة قبل الانتخابات النيابيّة، وقدرة حكومته على انتاج قانون جديد، لاسيما في تأكيده خلال لقاء مفتي طرابلس والشمال مالك الشعار، الذي اسقبله إلى مأدبة غداء، "ما تخافوش، اتفقنا على قانون انتخاب جديد". لكنّ الرسالة الأبرز لطرابلس، المتصلة بشعار "الإنماء"، جاءت لامتصاص غضب أهالي الشمال من مشاريع مجلس الإنماء والإعمار، التي يصفونها بـ"الفشل الذريع". فالحريري الذي جاء على شرف ‏سبعة مشاريع على طريق الإنجاز- من سوق الخضار الحديث، ومشروع المنطقة الإقتصادية في المرفأ، الاوتستراد العربي، مروراً بخان العسكر ومشروع اﻹرث الثقافي ومشاريع البنى التحتية، إلى المدرسة النموذجية ودار المعلمين، وصولاً إلى الجامعة اللبنانية كلية الهندسة والفنون الجميلة- كانت كلّها مشاريع بدأت قبل نحو 10 سنوات، ولم يُنجز منها شيء إلى اليوم، إضافة إلى اتهام المجلس بالفساد والهدر وعقد الصفقات المشبوهة على حساب مصالح الناس.شعبيّاً، تفاوتت الردود على زيارة الحريري، بين متحمس وغير مبالٍ للزيارة. وإن جاءت الحشود الشعبيّة التي استقبلت الحريري أقلّ من المتوقع، باعتراف إحدى الشخصيات البارزة في منسقيّة تيار المستقبل لـ"المدن"، التي اعتبرت أنّ حضور قوى الأمنيّة على الأرض طغى على عدد أنصار المستقبّل. إذ "كنّا نتوقع استقبالاً شعبيّاً أوسع ممّا شهدناه بكثير".

 

تمديد تحت شعار الستين... وبري لن يعارض

خضر حسان/المدن/الخميس 25/05/2017

كان لافتاً رفع بعض القوى السياسية، على مدى أشهر، سقف شعاراتها المطالبة بقانون انتخاب يخلف قانون الستين. في المقابل، كانت قوى أخرى أصدق مع نفسها ومع جمهورها بدفاعها عن الستين، مرحبة ببعض التعديلات عليه، ومؤكدة أن القوانين الأخرى التي تُطرح كعملية هروب إلى الأمام، لن تصلح في الظرف السياسي الراهن، خصوصاً قانون النسبية، وإن كان بدوائر متوسطة. ويُسجّل للنائب وليد جنبلاط وضوحه، إذ فضّل طرح ما يناسبه من قوانين، وما يناسب ظروف البلد. والأهم، ما يتوافق مع المصلحة غير المعلنة لبقية الأطراف، وهي قانون الستين. مع التأكيد أن تمسك جنبلاط بالقانون النافذ لا يعني رفضه أي قانون جديد، لكن "هل نحن قادرون على إنتاج قانون جديد؟" تسأل مصادر في الحزب التقدمي الإشتراكي. وترى المصادر في حديث لـ"المدن" أن "كل الأطراف أهملت القانون النافذ، وطرحت شعارات مرتفعة باتت تحتاج إلى سلّم لإنزالها من عليائها، مع وضوح مسار النقاش في شأن القوانين الانتخابية، خصوصاً أن أي قانون آخر لن يفرز طبقة سياسية مختلفة عن الموجودة، وإنما تركيز البعض على معايير الربح والخسارة وليس على معايير التغيير نحو قانون أفضل". ومع أن عودة النقاش بجدية إلى الستين "تُحرج البعض"، إلا أن لا خيار آخر أفضل. لذلك، تدعو المصادر إلى "المباشرة بالتحضير لانتخابات وعدم تضييع وقت أكثر مما خسرناه". أما من يدافع عن قوانين أخرى، مثل النسبية بكل أشكالها، فإنما يدافع عنها "لأنه وعَدَ شارعه بقانون جديد". التمسك بقانون الستين ليس لأجل القانون نفسه، وإنما للحفاظ على مكتسبات لن تتكرر مع قوانين انتخابية أخرى. لذلك، دفع التجاذب السياسي وتكبير الحجر، إلى عدم التوافق على قانون جديد. وحتى رئيس الجمهورية ميشال عون، ركن إلى الاعتماد على تمديد الأزمة، عبر قانون الستين للخروج من أزمة عدم التوافق، مع الإبقاء على نوافذ الأمل مفتوحة، وهو ما تعول عليه قوى أخرى، مثل القوات اللبنانية التي ترفض قانون الستين "رفضاً قاطعاً. فهذا القانون يوازي الفراغ بمساوئه"، وفق ما تقوله مصادر قواتية لـ"المدن". وتؤكد المصادر أن "النسبية الكاملة مع تعدد الدوائر والصوت التفضيلي، مازال طرح القوات الأساسي"، مشيرة إلى أن كلام عون عن الدعوة إلى الانتخاب وفق القانون النافذ ضمن مهلة 90 يوماً على انقضاء ولاية المجلس الحالي، "لا تعني بالضرورة أن عون يؤيد الستين، أو أن الأبواب أقفلت لإيجاد قانون جديد".عدم اعتبار كلام عون تسليماً بقانون الستين، تؤكده مصادر في التيار الوطني الحر، مشيرة في حديث لـ"المدن"، إلى أن "كلام عون لا يستهدف قانون الستين، فالمقصود به أمر آخر"، دون أن تحدد المصادر ماهية الأمر الآخر. إذ تترك المصادر الخيار مفتوحاً إلى حين "نقاش الأمر مع الرئيس، ومتابعة مجريات النقاش مع الأطراف الأخرى". من ناحية أخرى، ترى مصادر نيابية أن عون قد حسم النقاش، وإعلانه عما ينص عليه الدستور من انتخاب على أساس القانون النافذ "جرى بعد مشاورات مع الأطراف السياسية، ولم تعترض على الستين اعتراضاً جوهرياً يتعدى الحديث عن ضرورة وضع قانون جديد". وبذلك، يكون عون قد تراجع بفعل الأمر الواقع عن طروحاته التي بدأت بالنسبية وانتهت بقانون الستين. أما حزب الله، فأعطى الضوء الأخضر لعون، "لا لأنه مع الستين، بل لأنه يريد تهدئة الوضع في الداخل، مع توتر الأوضاع في المنطقة، خصوصاً في البحرين بعد القمة السعودية. علماً أن النسبية الكاملة تصب في مصلحة الحزب عددياً، إلا أن التضحية هنا مطلوبة، إذ يجب أن يحافظ الحزب على خطوط تواصل مع القوى السياسية للتحضير لمرحلة الانتخابات الرئاسية المقبلة، إذ يحتاج الحزب إلى ضمان انتخاب رئيس يحمي رأسه في لبنان، وسط التغيرات الإقليمية". وموقف الحزب، ينسجم مع ما قاله بري عن ضرورة "ترتيب بيتنا الداخلي في ظل التطورات الخطيرة في المنطقة". عليه، فإن التمديد للمجلس النيابي بحلّة الستين، ينتظر الخطوات الاجرائية، التي تظهر الطبقة السياسية بمظهر المسيّر للحياة الدستورية، عبر تنظيم الانتخابات، وليس بإقرار التمديد مباشرة.

 

هل يداري جمال الجراح ضعفه بضجيجه؟

طامحون/المحرر السياسي/25 أيار/17

أثار وزير الاتصالات جمال الجراح زوبعة كبيرة من التكهنات والتساؤلات في الآونة الأخيرة، لا سيما عقب هجومه الشرس وغير المسبوق على سلفه بطرس حرب وعلى عبد المنعم يوسف، فضلاً عن حفلة الشتائم التي دارت بينه وبين الوزير الأسبق وئام وهاب.

الجراح الذي شكل طوال الفترة الماضية رأس حربة في الدفاع عن عبد المنعم يوسف، وفي الاستهداف المؤلم لوزراء الاتصالات التابعين للتيار الوطني الحر، خرج أمس لينعت يوسف بأبشع الأوصاف المتاحة، ما ترك انطباعًا حول أن دفاعه المستميت عنه لم يكن سوى مدخلاً للنكايات السياسية، خصوصًا وأن “فظاعة” ارتكاباته لا تحتاج إلى قضاء أو نص، فهي واضحة وضوح الشمس: الرجل سارقٌ … وكفى!

بعض المراقبين أكدوا أن الانقلاب المفاجئ في خطاب الجراح وأدبياته يعود بشكل أساسي إلى رغبته الواضحة في الحضور السياسي والشعبوي من باب إثارة الشغب وافتعال القلاقل، خصوصًا عقب الرفض الشعبي الوازن لإعادة ترشيحه لخوض الانتخابات النيابية المقبلة، ناهيك عن علاقته المتوترة بقيادة التيار، وهذا ما تجسد بشكل ملموس في الانتخابات الداخلية، حيث أن الصفعة التي تلقاها تحمل في ثناياها الكثير من الرسائل السياسية المباشرة وغير المباشرة.

أحد المواكبين لانتفاضة الجراح المفاجئة يؤكد لـ”طامحون” أن الرجل يحاول تغيير قواعد اللعبة وقلب الطاولة بوجه معارضي إعادة ترشيحه في البقاع الغربي، وذلك عبر افتعال معارك جانبية تعزز حضوره الإعلامي والسياسي، لا سيما في ظل ربط النزاع وتهدئة الخطاب بوجه الخصوم التقليديين، وبالتالي كان لا بد من البحث عن اشتباك موضعي في خضّم هذا الجمود القاتل. أضاف متسائلاً: أين تكمن مصلحة التيار في هجوم مماثل على بطرس حرب؟ وهل من الصواب أن نرمي عبد المنعم يوسف بكل هذه الموبقات والشوائب بعد أن خضنا معارك كسر عظم في ركاب الدفاع عن شفافيته ومناقبيته وإخلاصه؟

على هامش عضّ الأصابع، كثر الكلام عن دور محوري يلعبه الجراح لجهة اختيار مرشح يدخل المعركة إلى جانبه بوجه الوزير الأسبق عبد الرحيم مراد، الأمر الذي ينفيه بعض العارفين جملة وتفصيلاً، معتبرين بأن الخيار الأول والأخير يعود لقيادة تيار المستقبل، وأن هامش التسويق لدى الجراج ضيقٌ جدًا، خصوصًا في ظل الحساسيات والتعقيدات التي لا بد من التعامل معها بكثير من الهدوء والحذر والروية.

بعض هؤلاء يسخر من هذه الرواية، بل ويذهب إلى حد القول: “ومن قال أساسًا بإن فعاليات وجماهير المستقبل ستسمح بإعادة ترشيح الجراح لدورة رابعة”، على اعتبار أنه حظي بتمديد دام ولاية كاملة. يضيفون: “أيعقل أن يرشحوه لدورة أولى وثانية ثم يحظى بتمديد وبعضوية المكتب السياسي وبوزارة وزانة وبعد هذا كله يتم ترشيحه لولاية جديدة؟ هل خلقه الله وكسر بعده القالب؟ هذا لن يمر. هناك شخصيات كثيرة قادرة على خوض هذا المعترك، وقد اثبتت أنها أهل للثقة ولتحمل المسؤولية وملامسة الناس بشكل أقرب وأنجع”.

في الجهة المقابلة، يرفض المؤيدون للجراح هذا “الكلام العبثي والحاقد”، معتبرين بأن الرجل “سجّل حضورًا كبيرًا في الساحة السياسية والوطنية، واستطاع أن يطوّر شخصيته بشكل متدحرح ومملوس، وبالتالي فإن إعادة ترشيحه وتوزيره هو النتاج الطبيعي لهذا النجاح وهذا الحضور، ناهيك طبعًا عن دوره المتعاظم في البقاع الغربي، وعن شعبيته المتنامية في غير مكان”. يضيفون: “هذه ألف باء السياسة والأحزاب. الناجح يتسلق السلم ويلعب دورًا تلو آخر، والفاشل يجلس في بيته. هي معادلة بسيطة، ولا بد للجميع أن يفهمها، لا سيما أولئك الذين يصدعون رؤوسنا بالكلام عن التغيير وضخ دم جديد، وذلك لغاية معروفة ولم تعد خافية على أحد”.

يأخذ مناهضو الجراح على هؤلاء اندفاعهم العشوائي نحو “التطبيل” وترداد “الشعر والزجل”، يقولون: ليخبرونا عن انجاز واحد حققه الرجل طوال مسيرته السياسية. هل يعلمون مثلاً أن مرجعية المنطقة برمتها، وعلى رأسهم الجمهور الذي منحه الثقة، كانت ولا تزال بين يديّ الوزير الأسبق وائل أبو فاعور؟ هل أنصتوا يومًا إلى كلام الناس وصوت الشارع؟

يتابعون: “نعم. لقد سلّموه بالفعل وزارة الاتصالات، لكن لا ليشكروه على دوره ونضاله، بل ليشكل الغطاء السني في عملية سحق عبد المنعم يوسف، لا أكثر ولا أقل”.

 

بيان غاضب لأصدقاء الجامعة اللبنانيّة: هذه هي المخالفات!

وكالات/25 أيار/17/أعربت "جمعيّة أصدقاء الجامعة اللبنانيّة "  AuLib وبعض الفعاليّات الأكاديميّة في الجامعة اللبنانيّة في بيان صادر عنها عن "قلقها الشديد من التوجّهات الجديدة التي تأخذ بها رئاسة الجامعة اللبنانيّة منذ تسلّم الدكتور فؤاد ايّوب رئاستها"، واعتبرت أنّ "هذه المؤسّسة تخضع لسياسات فئويّة وطائفيّة تتعارض مع مصلحة الجامعة اللبنانيّة ومع المصلحة الوطنيّة"، منتقدةً بعض مواقف رئيس الجامعة وقراراته.

وجاء في البيان:

1 – إنّ بعض القرارات التي اتّخذها رئيس الجامعة تأتي تلبية لرغبات السياسيّين وليس انطلاقا من حاجات أكاديميّة تمليها مصلحة الجامعة الوطنيّة. وقد جاءت قرارات رئيس الجامعة الأخيرة بإنشاء فروع للجامعة في عكّار وبعلبك – الهرمل في هذا الإتجاه من دون أن تكون مبنيّة على استراتيجيّة تربويّة وطنيّة للجامعة ومن دون أن تكون قد دُرست في مجالس الكلّيات ومجلس الجامعة. ولم نعلم ما هو المبرّر الحقيقي لتفريع كلّية موحّدة وهي كلّية الزراعة ولم يؤخذ بالقرارات السابقة الصادرة عن مجلس الجامعة ومجلس الوزراء والقاضية بإنشاء كلّيّة الزراعة في زحله. ولماذا لا تفرّع كلّيّات موحّدة أخرى.

 2 –إنّ "جمعيّة اصدقاء الجامعة اللبنانيّة" وبعض الفعاليّات التربويّة تعبّر عن قلقها من مجموعة تدابير إتّخذها رئيس الجامعة منذ تسلّمه رئاستها لاسيّما التوجّه الى إضعاف الفروع الثانية وإقفال بعض مبانيها ونقل بعض الإدارات الى مجمّع الحدث. إنّ هذا المنحى يتعارض مع مصلحة الجامعة الوطنيّة ويدل على توجهات فئويّة وسياسيّة غير اكاديميّة.

 3– إنّ الأجواء التي سادت الاجتماع الأخير لمجلس الجامعة وسعي الرئيس الى تمرير موازنة الجامعة متخطّيا دور مجلس الجامعة ولجنة الموازنة في مجلس الجامعة يؤكّد على المنحى التفرّدي في صناعة القرار في الجامعة.  وتأكّد هذا المنحى من خلال الخطاب الّذي القاه رئيس الجامعة في يوم الجامعة إذ حرص على تعداد "إنجازاته" منتقداً نظام الـ "ل.م.د."، معبّراً عن وجهة نظر شخصيّة لم تتم دراستها في مجلس الجامعة ومجالس الوحدات التي يعود لها امر البت في هذا الشأن الأكاديمي الدقيق.

 4– إنّ إدارة المعاهد العليا للدكتوراه على الوجه الّذي تمارس فيه والأعداد المتزايدة من الخرّيجين والمستوى العلميّ لبعضهم يثير مشكلة في الواقع الأكاديمي الوطني لذلك يبدو من الضروريّ إعادة هيكلة هذه المعاهد إداريّاً واكاديميّاً حفاظا على مصلحة الجامعة والمصلحة الوطنيّة.

 5– إنّ التخبّط الإداريّ والأكاديميّ الّذي تعيشه الجامعة يؤكّد ضرورة الإسراع في إقرار قانون جديد للجامعة مبني على إستراتيجيّة تربويّة جامعيّة وطنيّة شاملة قائمة على أسس وقواعد الإنماء المتوازن والتنمية المستدامة للمناطق اللبنانيّة كافّة وحاجات سوق العمل الوطني.

 

بعد مار الياس.. مار يوسف ضحيَّة إعتداء

علي داود/الجمهورية/25 أيار 2017 /إنتشرت موجة استنكارات وإدانة جنوبية عموماً وصيداوية خصوصاً للاعتداء الذي تعرضت له كنيسة مار يوسف الواقعة بين بقسطا وكرخا في شرق صيدا.  مرّة جديدة وفي أقل من أسبوع، إمتدت الأيادي الآثمة للعبث بكنيسة مار يوسف الواقعة بين بلدتي بقسطا وكرخا في شرق صيدا وخلع أبوابها وممارسة أفعال منافية للحشمة والأخلاق في داخلها، وهي المرة الثانية التي تتعرض فيها كنيسة في المنطقة للاعتداء بعد مزار كنيسة مار الياس في عبرا، الذي اكتشفت القوى الأمنية منفّذيه وتبيّن أنهم سوريون ولبنانيون، مارسوا في داخل الكنيسة السكر حتى الثمالة وحطّموا المزار. وعلى الأثر تحرّكت شرطة بلدية بقسطا، وفتحت تحقيقاً بتوجيه من رئيس البلدية ابراهيم مزهر، الذي اتصل بالقوى الأمنية فحضرت وعاينت الكنيسة، ورفعت الأدلة الجنائية البصمات عن الأبواب المخلّعة، وتمكنت الأجهزة الأمنية من الوصول الى خيطٍ يشير الى أنّ بعض الصبية السوريين ارتكبوا هذا العمل المنافي للقيم وللديانات السماوية الإسلامية والمسيحية، منذ ما يقارب الثلاثة أيام، حسب معلومات لـ«الجمهورية»، ويجري تعقّبهم لتوقيفهم. ودانَ مزهر الاعتداء، وقال خلال تفقّده المكان: «تبيّن من خلال التحقيقات أنه لم يُسرق أي غرض من الكنيسة»، مُعرباً عن ثقته بأنّ «الأجهزة المختصة ستكشف ملابسات الاعتداء وتوقِف الفاعلين وتعاقبهم، خصوصاً أنها ليست المرة الاولى التي يتم فيها الاعتداء على الكنيسة وحرمتها». من جهته، اتصل عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي عسيران بمزهر، مستوضحاً منه خلفيات الاعتداء، واعتبر أنّ «هذه الأعمال منافية للآداب العامة، وتستهدف أرقى نموذج من التعايش الإسلامي- المسيحي في منطقة صيدا وشرقها»، مطالباً القوى الأمنية «الضرب بيد من حديد لكل من تسوّل له نفسه الاعتداء على المقامات الدينية المقدسة المسيحية والإسلامية، وأنّ من أقدموا على هذا الاعتداء إنما هم متأثرون بثقافة «داعش» الإرهابية التكفيرية». بدوره، وصف راعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك المطران ايلي بشارة الحداد ما تعرضت له الكنيسة بـ«أعمال صبيانية»، وجزم في حديثٍ لـ«الجمهورية» بأنّ «هذه الأعمال لا تمتّ الى صيدا ومنطقتها بأيّ صلة، وليس لها بيئة حاضنة في صيدا التعايش الإسلامي- المسيحي»، مطالباً بـ»قيام القوى الأمنية بدورها لكشف الفاعلين ومعاقبتهم».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

بون يتسلم منصبه الجديد وهوية خلفه بعد الانتخابات البرلمانية

المركزية- غادر بيروت السفير الفرنسي ايمانويل بون متوجها الى بلاده لتسلّم منصبه الجديد كمدير مكتب وزير الخارجية جان ايف لودريان. وفي حين لم تحدد حتى الساعة هوية خلفه، افادت اوساط فرنسية "المركزية" ان التشكيلات الدبلوماسية ستتم بعد الانتخابات البرلمانية الفرنسية المقررة الشهر المقبل، لانشغال الادارة الجديدة برئاسة الرئيس ايمانويل ماكرون بالتحضيرات لها، نسبة للاهمية التي تعلقها على نتائجها لجهة تعزيز وضع الرئيس والسعي لتأمين كتلة نيابية وازنة لخطه الوسطي تمكّنه من تنفيذ خطته المرسومة لحكم فرنسا استنادا الى برنامجه الانتخابي.

 

 تصريحات اميـر قـطر عــن "حـزب الله" وايـران تُثيـر بلبلـة والسعودية تحجب المواقع القطرية و"القبس" توضّح": وكالة "قنا" خُرقت

المركزية- حجبت الجهات المعنية في المملكة العربية السعودية، مواقع الإعلام القطرية على شبكة الإنترنت، بما في ذلك قنوات "الجزيرة" والمواقع الالكترونية للصحف القطرية بسبب تصريحات امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل الثاني حول "حزب الله" وايران، وهو ما نفته وكالة الأنباء القطرية "قنا"، مؤكدةً ان موقعها الالكتروني خُرق. وحاول روّاد مواقع التواصل الاجتماعي في العاصمة السعودية الرياض تصفح احد مواقع الإعلام القطرية الا ان رسالة ظهرت لهم جاء فيها "عفوا، الموقع المطلوب مخالف لأنظمة وزارة الثقافة والإعلام".

"القبس": واشارت صحيفة "القبس" الكويتية نقلاً عن مؤسسة قطر للإعلام، الى "ان ما تم تداوله زعماً عن انه صادر عن امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني غير صحيح"، ونقلت عن مصدر قطري نفيه صحة التصريحات المنسوبة لأمير قطر، مؤكداً "ان موقع وكالة الأنباء القطرية تم اختراقه".

ولفت الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام الشيخ عبد الرحمن بن حمد، إلى "ان موقع وكالة "قنا"، مخترق، وان "ما تم تداوله زعما انه صادر عن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، غير صحيح". من جانبه، صرّح مدير مكتب الاتصال الحكومي الشيخ سيف بن احمد آل ثاني، بأن موقع وكالة الأنباء القطرية تم اختراقه من قبل جهة غير معروفة إلى الآن". "عكاظ": وكانت صحيفة "عكاظ" السعودية اشارت الى "ان تصريحات امير قطر تميم بن حمد آل ثاني في شأن "حزب الله" الذي اعتبره حزباً مقاوماً، وان إيران دولة إسلامية تمثل ثقلا إقليميا لا يمكن تجاهله على حد قوله، محذراً مما اسماه التصعيد معها، اثارت استهجان المراقبين، ووُصفت بالمجازفة لما انطوت عليه من شقّ للصف العربي". واوردت الصحيفة بان "امير قطر امتدح علاقة بلاده بإسرائيل، وانه شكك في توجهات الإدارة الأميركية الحالية تجاه قطر، واصفا إياها بغير الإيجابية، وان الوضع القائم لن يستمر بسبب التحقيقات العدلية تجاه مخالفات وتجاوزات الرئيس الأميركي، وان قاعدة العديد تمثل حصانة لقطر من اطماع بعض الدول المجاورة، ودعوته مصر، الإمارات والبحرين إلى "مراجعة مواقفهم المناهضة لقطر على حد تعبيره". ولفتت الصحيفة السعودية الى "ان تصريحات امير قطر جاءت بعد حفلة تخريج الدفعة الثامنة من مجندي الخدمة الوطنية في ميدان معسكر الشمال القطري، حيث اكد "ان قطر نجحت في بناء علاقات قوية مع امريكا وإيران في وقت واحد نظراً لما تمثله إيران من ثقل إقليمي وإسلامي لا يمكن تجاهله، وليس من الحكمة التصعيد معها، بخاصة انها قوة كبرى تضمن الاستقرار في المنطقة عند التعاون معها، وهو ما تحرص عليه قطر من اجل استقرار الدول المجاورة"، مستنكراً "اتهامنا بدعم الإرهاب رغم جهودنا المتواصلة مع اشقائنا ومشاركتنا في التحالف الدولي ضد داعش"، معتبراً "ان الخطر الحقيقي سلوك بعض الحكومات التي سببت الإرهاب بتبنيها لنسخة متطرفة من الإسلام لا تمثل حقيقته السمحة، ولم تستطع مواجهته سوى بإصدار تصنيفات تجرم كل نشاط عادل".

 

القوات السورية تتقدم في ريف حمص

العرب/26 أيار/17/دمشق - سيطر الجيش السوري مدعوما بمقاتلين من حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني على مناطق جديدة بريف القريتين جنوب شرق مدينة حمص بحوالي 90 كم في طريقهم باتجاه مناجم خنيفيس للفوسفات التي حصلت إيران على عقد استثمار لها مطلع العام الجاري.

وذكر مصدر من القوات الحكومية السورية أنه "تم تحرير قرية الباردة وجبل زقاقيلة خليل شرق مدينة القريتين بحوالي 40 كم بعد معارك عنيفة من مسلحي تنظيم داعش المتطرف". وتحدث المصدر عن "اقتراب السيطرة على قرية البصيرة التي أصبحت تحت مرمى نيران القوات المهاجمة" ، مؤكدا أن "تحرير هذه القرية أصبح مسألة وقت حيث بدأ مسلحو التنظيم بالفرار باتجاه منطقة خنيفيس". ولفت المصدر إلى أن "مناجم خنيفيس للفوسفات أصبحت على بعد أقل من 20 كم وأن القوات المهاجمة ثبتت نقاط تمركز لها تمهيدا لشن عملية هجومية جديدة باتجاه المناجم". من جانبها ذكرت وكالة سانا الحكومية أن "وحدات من القوات المسلحة بالتعاون مع القوات الرديفة سيطرت على قرية ومنطقة الباردة وجبل زقاقية خليل في منطقة القريتين". ويشن مقاتلو حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني منذ نهاية شهر يناير الماضي هجوما باتجاه مناجم خنيفيس التي حصلت إيران على عقد استثمار لها بموجب اتفاق مع السلطات الحكومية السورية خلال زيارة رئيس الوزراء السوري عماد خميس إلى طهران مطلع العام الجاري إضافة إلى الحصول على استثمار لمؤسسة المباقر والحق بتأسيس شركة للهاتف الخلوي في سوريا.

 

 خطّة "التحالف" سوريًّا: "تزنير" البلاد وإحكام السيطرة على المعابر والنظام وحلفاؤه كما "داعش" ممنوعون من الانتشـار على الحدود

المركزية- اذا كان مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا تحدّث عن إمكانية انعقاد جولة سابعة من محادثات جنيف حول سوريا في حزيران القادم، مشيرا في تقرير قدمه إلى مجلس الأمن الدولي أمس لخّص فيه الجولة السادسة الى أن "جميع الاطراف وافقوا خلالها وللمرة الأولى على نقاش على مستوى الخبراء في السلال الاربع (الحكم والانتقال السياسي، الدستور الجديد، الانتخابات، ومحاربة الإرهاب)، ومؤكدا ان الأمم المتحدة لا تسعى إلى صياغة دستور جديد للبلاد بدلا من السوريين، فان الملف السوري يبدو بحسب التطورات المتسارعة دوليا واقليميا، خرج الى حدّ كبير من نطاق المفاوضات السويسرية هذه، المستمرة في شكل غير مباشر بين طرفي النزاع منذ العام 2016، وبات في عهدة القوى الدولية الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية، التي تمسك منذ دخول الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى البيت الابيض، بمقاليد قطار التطورات الميدانية والسياسية في سوريا، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية". وتشير الى ان الخريطة الاميركية لإنهاء النزاع السوري تنص أولا على تطويق الارهاب وأبرز أوجهه تنظيم "داعش"، في كل من سوريا والعراق على حد سواء. وللغاية تعمل قوات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن على انشاء حزام آمن يزنّر سوريا على امتداد حدودها الهدف منه تنظيف هذه المناطق من عناصر التنظيم واقفال المعابر بما يمنع على هؤلاء الانتقال من سوريا الى دول المحيط (تركيا العراق الاردن او لبنان). واذ تلفت الى ان تعزيز هذه الخطة دفع الرئيس الاميركي الى زيارة الرياض نهاية الاسبوع الماضي حيث بحث في امكانية مساهمة العرب والخليجيين في الحرب الدائرة على الارهاب، فتلقى جوابا ايجابيا وسمع استعدادا تاما للتعاون، تشير المصادر الى ان أحد أبرز العوامل الذي ساعد في الموقف الخليجي – العربي هذا يتمثل في أن ترامب أبلغ مضيفيه ان الحرب على التطرف ستكون شاملة بحيث ستطال أيضا التنظيمات العسكرية التي تحرّكها ايران وأبرزها الحرس الثوري وحزب الله وهي لن تنحصر فقط في التطرف السني. وفي خطوة تؤكد سياسة ترامب هذه، بحسب المصادر، أخلى حزب الله معظم مواقعه في القلمون الاسبوع الماضي، وسلّمها (وتقع على السلسة الشرقية) الى الجيش اللبناني، وسبق ذلك قصفٌ تعرضت له قافلة تابعة للنظام السوري وحلفائه من الفصائل الشيعية من قبل قوات التحالف، خلال محاولتهما الاقتراب من معبر التنف في مثلث الحدود السورية – الاردنية – العراقية. فمشروع ترامب، كما ينص على تطهير الحدود من "داعش" وعلى احكام السيطرة على المعابر الحدودية، بما يحصر التنظيم في الداخل السوري، يشمل ايضا منع تمدد النظام وحلفائه المدعومين ايرانيا، نحو هذه المناطق، وفي شكل خاص نحو الجنوب السوري، لئلا يشكلوا تهديدا للكيان العبري، ونحو العراق فلا يمتد النفوذ الشيعي – الايراني ويلتصق من العراق الى سوريا. وتشير المصادر الى ان قوات التحالف لن تكتفي بمنع وصول النظام الى الحدود انما ستتصدى لأي محاولة يخوضها الفريق الاول لفتح طريق بين بغداد ودمشق، تؤمن له السلاح والامدادات. وفي موازاة التطورات الميدانية أكان على الحدود او في مناطق تخفيف التصعيد الاربع التي تم الاتفاق عليها في اجتماعات أستانة الاخيرة، يكثّف ترامب مشاوراته مع قادة دول العالم لانضاج التسوية السياسية للصراع والاتفاق على طبيعة المرحلة الانتقالية وعلى مصير الرئيس السوري بشار الاسد. وهذه التفاصيل لا بد ان تكون حاضرة في لقاءات الرئيس الأميركي في أوروبا على هامش مشاركته في اجتماع دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) في بروكسل، وفي قمة مجموعة السبع في صقلية.

 

كيف تسلل التطرف إلى المجتمع البريطاني

العرب/26 أيار/17/لندن- بعد العملية الإرهابية التي هزت ساحة البرلمان بالقرب من قصر وستمنستر في وسط لندن يوم 22 مارس 2017، والتي أوقعت أربعة قتلى، لم يكن السؤال المطروح في بريطانيا يتعلق بإمكانية تعرض البلاد إلى هجوم إرهابي جديد بقدر ما كانت الصيغة الأصح للسؤال متى سيكون الهجوم المقبل وأين؟. لم يتأخر الرد كثيرا، وجاء عبر تفجير هز مدينة مانشستر يوم 22 مايو 2017، الذي أسفر عن مقتل 22 شخصا وإصابة العشرات.ولم تكن بريطانيا بمعزل عن مخططات الجماعات المتطرفة في خضم موجة الإرهاب العابر للقارات والتي ضربت العالم منذ مطلع الألفية الماضية. فقد استُهدفت المملكة المتحدة في أكثر من مناسبة كان أبرزها التفجيرات التي استهدفت شبكة النقل في لندن في يوليو 2005 والتي أسفرت عن مقتل 52 شخصا، وأيضا طعن الجندي البريطاني لي ريغبي حتى الموت في مايو 2013، وعملية وستمنستر.لكن هجوم مانشستر وخلفياته يحملان أبعادا تتجاوز التساؤل عن سياسة مكافحة الإرهاب في بريطانيا ونجاعة تعاطي أجهزة الأمن والاستخبارات في بريطانيا مع المخاطر الإرهابية، ليطال التساؤل عن القصور في هذه السياسات وعلاقتها من جهة بالتغيرات الطارئة على المجتمع البريطاني وسياسات الاندماج ومن جهة أخرى مدى مواكبة تطور “عقلية” أجهزة الأمن ووسائله مع “عقلية” التنظيمات الإرهابية ووسائلها. تم رصد اتجاه متصاعد لدى المتطرفين في بريطانيا للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية خارج بؤر الصراعات في الشرق الأوسط

مدينة التسامح

تعرضت مانشستر في منتصف التسعينات من القرن الماضي إلى هجوم إرهابي نفذه أحد أفراد الجيش الجمهوري الأيرلندي؛ حيث انفجرت شاحنة محملة بطن ونصف من المتفجرات في قلب المدينة، فأحالته إلى ركام. يستحضر الكاتب البريطاني بين شو هذا الحادث الذي وقع يوم 15 يونيو 1969 ويقارنه بالهجوم على قاعة حفلات بالمدينة الواقعة شمال غرب بريطانيا وتبناه تنظيم الدولة الإسلامية. وعلى عكس هجوم عام 1996، الذي لم يسقط فيه قتلى، ولكن أحدث أضرارا مادية جسيمة بلغت 700 مليون جنيه إسترليني، فقد قتل حتى الآن 22 شخصا وأصيب 59 آخرين، لكن الجريمة تخطت كل الأعراف هذه المرة؛ إذ أنّها استهدفت شبابا مراهقين وأطفالا يحضرون حفلا غنائيا وآباء وأمهات كانوا في انتظار أبنائهم. ويصف بن شو، في مقاله بصحيفة اندبندنت، مدينة مانشستر بأنها مثال على أنّ الثورة الصناعية نعمة كبرى. فمازال الإرث الصناعي للمدينة يتركز في المستودعات العتيقة التي كان يستخدمها تجّار القطن في الحقبة الفكتورية، لكن اقتصاد المدينة أصبح يعتمد على الخدمات أكثر الآن، وبات محط أنظار العديد من الجهات الدولية، فيما جرى تحويل المستودعات إلى شقق سكنية، وزاد عدد سكان مركز المدينة 20 بالمئة منذ مطلع الألفية الجديدة، وهو أكبر توسع تشهده مدينة بريطانية بعد لندن. وقد أمنت مانشستر موقعها كثاني أهم مدينة في المملكة المتحدة من الناحية الاقتصادية. ويتساءل شو كيف ستتأثر العلاقات الاجتماعية في مدينة مثل مانشستر بجريمة داعش؟ وكيف سيتعامل اقتصاد الخدمات في المدينة مع الأزمة؟ ليجيب أنّ المدينة ستصمد بنفس الطريقة المدهشة التي صمدت بها لندن في أعقاب هجمات القطارات التي وقعت في عام 2005. ويؤكد أنها لن تتخلى عن تنوعها الثقافي. إنّ في المدينة جامعتين تعجّان بطلاب من كافة الأعراق والديانات حول العالم، ولطالما تميزت المدينة بالتسامح، وستبقى كذلك. وإنّ عجلة الاقتصاد في المدينة تدور بسرعة قصوى تجعل من الصعب على مجنون محمل بأفكار من القرون الوسطى أن يعطلها.

لكن عندما تلتقي الشعبوية ورفض الآخر مع تقصير في سياسات السلطات البريطانية في مواجهة الإرهاب، من المؤكد أن الفرصة ستكون متاحة أمام مجانين يحملون أفكار القرون الوسطى لينشروا رعبهم وإرهابهم. وقد شكل هذا الأمر الثغرة التي اخترق من خلالها التنظيم المجتمع البريطاني وهزه مرتين.

استُهدفت المملكة المتحدة في أكثر من مناسبة كان أبرزها التفجيرات التي استهدفت شبكة النقل في لندن في يوليو 2005 والتي أسفرت عن مقتل 52 شخصا يرجع المختصون تصاعد المخاطر الإرهابية إلى تصاعد حواضن التطرف بالبلاد نتيجة سياسات الحكومة في التساهل مع الجماعات المتطرفة، عبر التعاون معهم كجزء من جهود مكافحة الدعوات المتطرفة في أوساط تجمعات المسلمين فضلا عن غض الطرف عن نشاطات الإخوان في البلاد والفشل في تحديد سياسة واضحة لتعامل مع المتشديين.

مظاهر التقصير

ينقل تقرير لمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة عن مراجعة للإحصاءات الرسمية الصادرة عن جهاز الأمن الداخلي ومجلس العموم في بريطانيا، أن مظاهر القصور في تعاطي الجهات الأمنية والسلطات البريطانية المسؤولة تتمثل أساسا في:

* تراجع عدد المحاكمات: من بين المتهمين البالغ عددهم 79 لم تتم محاكمة سوى 31 منهم، ولم تصدر أحكام قضائية بالإدانة إلا على حوالي 28، من بينهم 7 متهمين تمت تبرئتهم من اتهامات الإرهاب، في مقابل إصدار أحكام قضائية ذات طابع جنائي ضدهم، وهو ما يكشف مدى بطء وتيرة إجراءات التقاضي في قضايا الإرهاب.

* تصدُّر ذوي الأصول الآسيوية: ذوي الأصول الآسيوية لا يزالون في صدارة المتهمين بارتكاب عمليات إرهابية في بريطانيا، وهو ما يرجع إلى حالة الاغتراب التي يعاني منها المواطنون من أصول باكستانية وأفغانية. وفي ما يتعلق باتهامات الإرهاب لغير البريطانيين يتصدر المهاجرون من الجزائر وباكستان والعراق وأفغانستان وإيران والهند قوائم المتهمين بجرائم إرهابية خلال الفترة بين عامي 2001 و2016.

* تهديدات الإرهاب المحلي: 74 بالمئة من المتهمين في قضايا إرهابية خلال الفترة من عام 2016 حتى مطلع عام 2017 كانوا من ذوي الجنسية البريطانية، وهو ما يؤكد تصاعد تهديدات الإرهاب المحلي.

* التركيز على الإرهاب بالخارج: قام تقرير جهاز الأمن الداخلي البريطاني بتصنيف المتهمين بالإرهاب وفقا للنطاق الجغرافي لعملياتهم الإرهابية، وتصدّر ارتكاب عمليات إرهابية بالخارج قائمة الاتهامات بالإرهاب بنسبة 78 بالمئة، تليها الاتهامات بتدبير عمليات إرهابية في داخل بريطانيا بنسبة 133 بالمئة، وهو ما يكشف عن وجود اتجاه متصاعد لدى المتطرفين في بريطانيا للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية خارج بؤر الصراعات في منطقة الشرق الأوسط.

 

الإخوان والخليج.. أممية دينية في مواجهة أنظمة راسخة

العرب/26 أيار/17/التهديد الذي مثلته جماعة الإخوان على أقطار الخليج وعلى غيرها، هو من نفس جنس التهديد الذي تمثله إيران. والملفت في هذا الصدد هو وجود نشازات على الإجماع الخليجي المدافع عن شرعية الدولة الحديثة، نشاز يدعم الإخوان ويغازل إيران. كان السقوط الفعلي لجماعة الإخوان في مصر يعني خسارة الشبكة الدولية نقطة الارتكاز المركزية لها في العالم العربي والإسلامي. وعبَّرت المواقف التي تلت سقوط الجماعة عن المصالح المتشابكة التي مثّلت فعليا مصالح الشبكة الإخوانية. وكان لسقوط الجماعة تأثير كبير على المحور الجديد الذي كان قيد التشكل، والذي كانت قطر وتركيا ضلعين رئيسين فيه، فقطر أعلنت عن تحفظها الشديد على الإطاحة بمحمد مرسي، وما تلا ذلك من مصادمات بين النظام والإخوان. ووضعت قطر أداتها الإعلامية الأقوى في خدمة الجماعة، وعبّرت قناة “الجزيرة مباشر مصر” كصوت يحكي سردية “الانقلاب على الشرعية”، (وفقا للرواية الإخوانية).

على مستوى علاقة الإخوان المسلمين بالخليج من هذه الزاوية، فإن مسألة “التنظيم الدولي” تمثل أحد أهم الهواجس لدى حكومات الخليج، فيما يخص رؤيتها وصراعها مع جماعة الإخوان المسلمين. الأزمة التي لم يرها الإخوان أن خطابهم الفكري والسياسي لقياداتهم وأدبياتهم صدّرت صراحة هذا الأمر، حتى ولو تم نفيه من بعضهم كإخوان الإمارات على سبيل المثال حينما زاد الضغط من الحكومة الإماراتية عليهم، وهو خطأ وقع فيه رموز الجماعة الأم في مصر، التي كان جزءا من إشكالياتها الكبيرة بعد الوصول للسلطة هو الخطاب الذي تمت رؤيته خطابا استعلائيا يستبطن “مشروعا خاصا” متجاوزا لمشروع الدولة الوطنية، وهو الأمر الذي جعل حكومات عربية تأخذ موقفا حذرا من جماعة ظلت تتحدث عن مشروع مختلف عن مشروع الدولة. الجماعة الأم في مصر، كان جزءا من إشكالياتها بعد الوصول للسلطة هو الخطاب الذي يستبطن مشروعا متجاوزا للدولة الوطنية

التهمة الرئيسة التي تم بها اتهام “جمعية الإصلاح” في الإمارات، هي تبعيتها للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، وتبنيها مشروعا غير وطني يُتحكم فيه من مؤسسات أجنبية تابعة لتنظيم دولي تديره جماعة الإخوان المسلمين. والحقيقة أن جزءا من المشكلة التي وقع فيها الإخوان في الخليج، والإخوان بشكل عام، أنهم لم يقدموا أي تصور فعلي أو أي مراجعة فكرية تُحسم بها جدلية الصراع بين الأطروحتين: الأممية والوطنية، بعد تآكل خطابها الوطني. مثل هذه المراجعة هي التي تظهر الحدود الفاصلة بين الخطابين، وتعيد الاعتبار للخطاب الوطني، وهذه المراجعة لا تعني فقط إضعاف -إن لم يكن إلغاء- وجود ما يسمّى التنظيم الدولي، وإنما كشف الجماعة لموقعها في سياسات الشرق الأوسط، وعزمها التخلي عنه مقابل الاندماج الكامل في بنية الدولة الحديثة.

جاء “الربيع العربي” ليمثل أيضا تحديا على مستويات عدة، أبرزها سؤال مشروعية حكم الأنظمة الملكية والإصلاحات الديمقراطية في بلدانها. وظهر التحدي بشكل أكبر مع وصول جماعة الإخوان المسلمين للسلطة في البلدان التي سقط فيها رؤساء موالون أو متحالفون مع الخليج. وإن كان مهمّا هنا فصل التخوف من جوهر الحراك نفسه حول مسألة “الديمقراطية” وبين النظر إلى حراك “الربيع العربي” الذي أتى بحكومات إسلامية (ذات طابع إخواني) في مصر وتونس واليمن وليبيا، وكونها بديلا قويا محتملا في سوريا في حال سقوط بشار الأسد، وإن كان الأمر شديد التعقيد فيما يخص المسألة السورية.

في الجزئية الأولى المرتبطة بحراك “الربيع العربي” ومشروعية نظم الحكم، الحقيقة أن الأنظمة الملكية في الخليج استفادت من حالة المقارنة التي صدرتها لشعوبها حول المكتسبات الأمنية والسياسية والاقتصادية التي وفرتها لهم أنظمتها، وبين تردي الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي للدول العربية ذات الطابع الجمهوري من قبل حتى مرحلة “الربيع العربي”.

الجزئية الثانية، هي تلك المرتبطة بصعود الإخوان والمشاركة في السلطة أو الهيمنة عليها بعد “الربيع العربي” مباشرة. فباستثناء قطر، رأت دول الخليج، وفي مقدمته السعودية والإمارات، أن صعود الإخوان يمثل خطرا استراتيجيا حقيقيا على مشروعية أنظمتها. فالسعودية اعتبرت جماعة الإخوان المسلمين التي تصدرت “الربيع العربي” منذ البداية مشروعا مضادا يحمل في باطنه عوامل هدم لمشروعية النظام السعودي الذي يتكئ بشكل أساسي على مشروعية دينية عززتها المرجعية السلفية الوهابية.

الواقع أن التحديين اللذين واجها السعودية والخليج في المد القومي ثم الثورة الإيرانية، كان كلاهما يطرح مسألة البديل والتغيير الجذري لشكل النظام ومشروعيته. ومن هنا، كان يتحدد الخصم الاستراتيجي ويتحدد أيضا كيف يمكن أن توظف وتستخدم مجموعات مناوئة له. في الحالة الأولى، كان المد القومي الذي تصدره نظام جمال عبدالناصر، الذي كان يهدف إلى خلق نظام سياسي جديد مؤسس على “وحدة قومية”. وبالتالي، كان هذا يمثل خطا مضادا لأنظمة “ملكية” تستند على أبعاد دينية وعشائرية في حكمها لبلدانها، كما يمثل سياسيا ضربا لنمط التحالفات القائم حينها، وما يستتبعه من توازنات قوى ومصالح سياسية واقتصادية بالمنطقة يصعب التنازل عنها. على المستوى نفسه، مثلت الثورة الإيرانية خطرا على الأنظمة الحاكمة في الخليج لأسباب مختلفة؛ ما بين حمل مشروعية مضادة والنظر إليها من قبل الأنظمة الخليجية كـ”مشروع هيمنة على المنطقة، يتبنى صراحة مبدأ “تصدير الثورة” لتغيير النظم الحاكمة في المنطقة، والتدخل في التوظيف بأدوات دينية وأمنية لهز استقرار المنطقة عموما والخليج بشكل خاص.كان التحالف الجديد الذي قاد ضلعاه: تركيا وقطر ومعهما حكومات تستند لدعم إخواني بمثابة تهديد مماثل وشبيه للتحدي الناصري القومي في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، والتحدي الإيراني، وهو الأمر الذي تمت مجابهته من قبل السعودية والإمارات ومن ورائهما الخليج. خلاصة من بحث أحمد عبدالحميد حسين “مستقبل الإخوان المسلين في الخليج”، ضمن الكتاب 100 (أبريل 2015) “الفرص والتحديات في دول الخليج العربي” الصادر عن مركز المسبار للدراسات والبحوث- دبي.

 

ارتباك قطري رسمي بعد تعثر رواية القرصنة

العرب/26 أيار/17/الدوحة - بدت تصريحات وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الخميس باهتة لكونها لم تحمل جديدا عدا نفي التصريحات التي نسبت إليه أو إلى أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مكتفيا بترديد رواية قرصنة موقع الوكالة الرسمية، وهي رواية غير مقنعة كون التسريبات تتماهى تماما مع مواقف قطر في المنطقة خلال العقدين الماضيين. وعكس المؤتمر الصحافي الذي عقده الوزير القطري في الدوحة مع نظيره الصومالي يوسف جراد عمر أحمد، حالة الإرباك التي صار عليها الموقف الرسمي القطري بعد الهجوم الحاد الذي شنته الدوحة على أهم حلفائها سواء الخليجيين أو الأميركيين، وعجزها عن تبريره، أو اختلاق أعذار قد تخفف من تداعياته، مكتفية باللجوء إلى نظرية المؤامرة. وقالت مصادر خليجية إن الفوضى التي شهدتها المؤسسات الإعلامية القطرية ونقلها لما نسب إلى الأمير الشيخ تميم بن حمد مصدره أن لا تعارض يذكر بين ما تم إيراده من تصريحات وما تقوم عليه السياسة القطرية الخارجية، سواء في الملفات الإقليمية أو الموقف من التنظيمات الإسلامية المختلفة. وأعلن الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن بلاده تتعرض لحملة إعلامية “مسيئة”، خصوصا في الولايات المتحدة، مشددا في مؤتمر صحافي في الدوحة على أن قطر “ستتصدى” لهذه الحملة.

مقال رأي” خلال الأسابيع الخمسة السابقة “من كتاب مختلفين في الولايات المتحدة”. وقال متابعون للشؤون الخليجية إن الدوحة كانت تتوقع أن رواية القرصنة والتبرؤ من التصريحات ستنقذها من الورطة، لكن لا أحد يبدو أنه سيصدق هذه الرواية، مشيرين إلى أن القطريين أنفسهم عجزوا عن الاقتناع بهذه الرواية لصعوبة تصديقها. وتساءلت أوساط خليجية مطّلعة على خفايا الخلاف القطري مع بقية دول مجلس التعاون بقولها ما الذي نسب إلى قطر لا يتطابق مع سياساتها في المنطقة، وهي السياسات التي سعت دول مثل السعودية لإثنائها عنها بهدوء وودّ وبعيدا عن الأضواء خاصة منذ تسلم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز للحكم. وأشارت هذه الأوساط إلى أن السعودية سبق أن أقنعت القاهرة بعدم الانخراط في مواجهة إعلامية ودبلوماسية مع الدوحة بالرغم من الحملات القطرية المتتالية على مصر ورموز دولتها بعد الإطاحة بحكم الإخوان بثورة شعبية كبيرة في يوليو 2013.

وكانت الرياض تسعى لعقلنة السلوك القطري وحث القيادة في الدوحة على لجم الجهات التي تركب موجة العداء لمصر، وتريد فرض جماعة الإخوان المسلمين على الشعب المصري الذي لفظها بمظاهرات مليونية في الشارع.

ورغم معرفة الدوحة بحاجة دول مجلس التعاون إلى مصر كقوة إقليمية معدلة للتوازنات وداعمة للموقف الخليجي، فإن الإعلام القطري استمر في هجماته على مصر، وفتح صفحاته لقيادات إخوانية هاربة من أحكام قضائية للتهجم على القيادة السياسية المصرية، وهو ما اعتبر تحديا لرغبة الرياض في التهدئة، وفي توسيع قاعدة التفاهم الخليجي المصري والعربي عموما لمواجهة نتائج الحرب في العراق وسوريا وما تبعها من تمدد إيراني أصبح يهدد الأمن القومي لمختلف دول مجلس التعاون. وسبق أن اتهمت دول خليجية الدوحة بدعم جماعة الإخوان المصنفة “إرهابية” في بعض هذه الدول، وبالتدخل في شؤون دول عربية. كما وجهت إليها اتهامات بعدم القيام بجهود كافية لمكافحة تمويل جماعات متطرفة، إلا أن قطر نفت هذه الاتهامات. وسحبت السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين في مارس 2014، في خطوة غير مسبوقة ولمدة ثمانية أشهر، سفراءها من الدوحة على خلفية هذه القضايا. وقال متخصصون في شؤون الخليج إن الدوحة لم يكن يعنيها الأمن القومي الخليجي ولا العربي، معتبرين أن تمسكها بالإخوان يمس أمن الخليجيين، خاصة أن هذه الجماعة سبق أن هددت أمن أكثر من بلد خليجي وتآمرت للسيطرة على مؤسساته الحيوية. واعتبر المتخصصون أن التصريحات الرسمية القطرية الغاضبة جاءت بعد قمة الرياض، ويبدو أنهم تفاجأوا بامتلاك دول مؤثرة مثل السعودية والولايات المتحدة لأدلة عن علاقات قطرية إيرانية سرية بما يتناقض مع التزامات الدوحة خليجيا وأميركيا، فضلا عن اتهامات صريحة لها بدعم مجموعات متشددة وتوظيف هذه العلاقة بحثا عن دور في الملف السوري أو العراقي، ما يناقض عضويتها في التحالف الدولي ضد الإرهاب. وحذروا من أن الأمر هذه المرة مختلف، فإذا كانت دول الخليج تلجأ في الكثير من الحالات إلى التجاوز عن السلوك القطري حفاظا على وحدة مجلس التعاون، فإن واشنطن لن تقبل بحليف يقيم علاقة مريبة مع إيران ومع التنظيمات المتشددة.

ومن الواضح أن الدوحة تشعر بوقع الجفاء الأميركي خاصة بعد الدعوات لنقل قاعدة العديد من قطر إلى دولة خليجية أخرى، وهو ما يهدد برفع الحماية الأميركية عن قطر، ويمهد لإجراءات أكثر صرامة ضدها. ولهذا يحاول المسؤولون القطريون تدارك هذا المصير بخطاب تهدئة مع واشنطن.

وحين سئل وزير الخارجية القطري عن حقيقة وجود “ضغوط أميركية” على قطر للنأي بنفسها عن جماعة الإخوان المسلمين التي تصنفها دول خليجية “منظمة إرهابية”، فردّ إن “العلاقة بين الولايات المتحدة وقطر قوية دوما واستراتيجية”.

 

النظام السوري يمطر درعا بالبراميل المتفجرة

"العربية" - 25 أيار 2017/جدد النظام السوري قصفه على أحياء درعا البلد بمدينة درعا، حيث أطلق صاروخين يعتقد أنهما من نوع أرض - أرض، بالتزامن مع نحو 25 غارة على مناطق في المدينة، وإلقاء 18 برميلاً متفجراً على المناطق ذاتها، ما تسبب بأضرار مادية من دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وترافقت الغارات مع تجدد الاشتباكات بين المعارضة المسلحة وقوات النظام حيث تمكنت الفصائل من تحقيق تقدم في نقاط ومواقع كانت تسيطر عليها قوات الأسد. كما قُتل 10 مدنيين على الأقل، في نيسان/أبريل الماضي، جراء قصف جوي وأرضي على مواقع لمعارضة بمدينة درعا، جنوب سوريا. وقال أحد العاملين في الدفاع المدني، محمد اليوسف، إن منطقة درعا البلد تعرضت لقصف جوي وأرضي بشكل مكثف. وأكد اليوسف أن القصف أسفر عن مقتل 10 مدنيين على الأقل، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة آخرين بجروح، من دون تحديد عددهم.

من جانبهم، قال ناشطون إن قوات النظام ألقت براميل متفجرة على المدينة.

 

ماكرون يضع أولى خطواته في نادي كبار قادة العالم

العرب/26 أيار/17/بروكسل - يخطو إيمانويل ماكرون خطوته الأولى في نادي كبار قادة العالم الخميس حيث التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول غداء عمل في بروكسل قبل المشاركة في قمة للحلف الأطلسي، غير أن الرئيس الفرنسي الجديد ليس مبتدئا على الساحة الدولية.

يقول غاسبار غانتزر الذي كان عينه الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند مسؤولا اعلاميا في الاليزيه "ما يعيشه ماكرون الآن بصفته رئيسا للجمهورية، مر به قبلا عندما كان مستشار اقتصاديا للرئيس هولاند قبل خمس سنوات".ويتابع غانتزر متذكرا "كان معاونه الأساسي حول كل المسائل الاقتصادية ومكلفا مع آخرين الإعداد لقمم أوروبية وايضا لقمتي مجموعة الثماني والعشرين مما أتاح له اقامة علاقات مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ومعاونيها وايضا لقاء (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين". يقول عضو آخر في الفريق الرئاسي السابق ان "ايمانويل ماكرون كان حضوره طاغيا ويتمتع بنفوذ واسع في المسائل المالية والاقتصادية". بعدها عرف المستشار الشاب والسكرتير العام المساعد للرئاسة صعودا لافتا وعين وزيرا للاقتصاد لمدة عامين حتى صيف 2014 قبل أن يفوز في الانتخابات الرئاسية.

في برلين، الرحلة الأولى لماكرون بعيد توليه مهامه، رحبت ميركل بالرئيس الجديد بشدة ولم يكن هناك شك من ارتياحها بعدم فوز زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن.

قبل ثلاثة ايام على الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، حصل ماكرون ايضا على دعم لا يستهان به من قبل الرئيس الأميركي السابق باراك اوباما الذي أبدى "اعجابه" بطريقة ادارة الرئيس الوسطي لحملته الانتخابية وتأييده لـ"القيم التقدمية" التي ينادي بها هذا الأخير.

وليس ماكرون الذي يدعو إلى "فرنسا قوية داخل اوروبا حامية" غريبا عن طريقة عمل القمم الأوروبية والدولية كما انه يتكلم الانكليزية بطلاقة. يريد ماكرون المؤيد للاتحاد الأوروبي "اعادة تنظيم" من خلال تعزيز الثنائي الفرنسي الالماني واعتماد حوكمة أفضل لمنطقة اليورو. لكن في الساحة الدولية، لا يزال على ماكرون مواجهة نظرائه الذين لن يتوانوا عن اختباره. يقول مقربون من ماكرون ان محادثاته مع ترامب على الغداء ستكون "صريحة جدا"، اذ سيحاول خلالها اقناع نظيره الأميركي بعدم التخلي عن اتفاق باريس حول المناخ.

على هامش قمة الأطلسي، سيجري ماكرون لقاءات مع قادة آخرين منهم البلجيكي شارل ميشال والتركي رجب طيب اردوغان والبولندي اندريه دودا. من المفترض ان يبحث ماكرون مع اردوغان مصير المصور الصحافي الفرنسي ماتياس دوباردون الذي أوقف في تركيا قبل اسبوعين تقريبا ويخوض اضرابا عن الطعام منذ الاحد احتجاجا على توقيفه، بحسب منظمة "مراسلون بلا حدود". كما سيجري ماكرون محادثات مع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر حول المسائل التي ستطغى في القمة الأوروبية المقبلة يومي 22 و23 يونيو سواء تعلق الأمر بالتوجيهات حول إعارة العمال او الاستثمارات او مكافحة الإغراق الاجتماعي. الجمعة يغادر ماكرون للمشاركة في قمة مجموعة السبع في تاورمينا (ايطاليا) قبل ان يستقبل نظيره الروسي بوتين في قصر فيرساي بالقرب من باريس في ما سيشكل اختبارا كبيرا له قبل قمة مجموعة العشرين في هامبورغ (المانيا) في مطلع يوليو.

وكان ماكرون توجه في 19 مايو قبل اقل من أسبوع على توليه منصبه إلى مالي حيث طمأن لنظيره المالي ابراهيم بوبكر كيتا ازاء "التصميم العسكري" لفرنسا. وفي رمز اخر لهذا النهج الديغولي الجديد، اعيدت تسمية وزارة الدفاع وزارة الجيوش في الحكومة الأولى للرئيس الجديد.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

قمم الرياض في ميزان الربح والخسارة

د.فادي أحمر/موقع القوات اللبنانية/ 25 أيار/17

قمم الرياض في ميزان الربح والخسارة: عقود عسكرية لا تبشّر بالسلام… إنما تنبأ بحروب لعقود

سيذكر التاريخ يومي العشرين والواحد والعشرين من شهر أيار 2017. اتفاقات اميركية – سعودية من “العيار الثقيل”. لا سابق لها في التاريخ. سيذكر القمة العربية – الاسلامية – الاميركية التي عقدت على أنها اكبر تجمّع عربي واسلامي. وسيسجّل للملك سلمان بن عبد العزيز قدرته على جمع كل هذا الكم من الدول العربية والاسلامية في اجتماع واحد. كما سيسجّل ايضاً للولايات المتحدة الاميركية قوّتها العالمية السياسية والدبلوماسية… التي تسمح لها بجمع كل هذا العدد من الدول تحت “ٌقيادة” رئيسها. ولكن السؤال الاهم هل سيسجّل التاريخ ان “هذا التجمّع الخاص… (كان) بداية السلام في الشرق الاوسط – وربما حتى في جميع انحاء العالم”؟ (كما دعا ترامب في خطابه). هل سيسجّل بأنه حقّق “رؤية تتمحور حول السلام والأمن والازدهار في هذه المنطقة، وفي العالم”؟. هل سيسجّل بأن هذه القمّة كانت بداية نهاية “الارهاب الاسلامي المتطرّف”؟ هل سيسجّل بأن الدول المجتمعة قد اتّفقت فعلاً على محاربة الافكار والايديولوجيات المتطرّفة في الاسلام؟ … الى ما هنالك من اسئلة نترك للتاريخ تقديم الإجابات عنها. وربما لن يطول الانتظار كثيراً. ولنتطلّع، من منظور الربح والخسارة، الى ما جرى في الرياض خلال العشرين والواحد والعشرين من شهر ايار.

لا شك ان القمة بحد ذاتها هي انتصار لطرفيها الاساسيين الولايات المتحدة الاميركية والمملكة العربية السعودية. وتحديداً إنها انتصار لسيّد البيت الأبيض وللعاهل السعودي. كيف؟ ولماذا؟

اولاً، لقد حقّقت واشنطن ربحاً كبيراً بتوقيع اتفاقات عسكرية واقتصادية كبيرة هي في حاجة اليها لتنشيط اقتصادها. فالصفقات ستشغّل المصانع الاميركية التي ستحتاج الى يد عاملة. ما سيساهم في تخفيف نسبة البطالة في البلاد. وهذا ما كان قد وعد به دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية.

ثانياً، لقد نجحت واشنطن في إعادة التأكيد انها القوة العالمية الاولى في العالم، بعد فترة بدت فيها وكأن قوتها العالمية قد تراجعت. لا منازع لها. ولا منافس. اذ لا يوجد اي دولة في العالم يمكنها جمع هذا العدد من الدول تحت سقف واحد. وهذه الرسالة موجّهة بشكل اساسي الى روسيا التي تسعى لان تكون شريكاً للولايات المتحدة في قيادة العالم، كما كانت في مرحلة الحرب الباردة، وذلك انطلاقاً من سوريا والشرق الاوسط. وهي موجّهة ايضاً الى الصين التي تطمح الى الاضطلاع بدور عالمي انطلاقاً من محيطها الجيوسياسي في جنوب – شرق آسيا.

ثالثاً، قمم الرياض انتصار لدونالد ترامب هو في أمسّ الحاجة اليه لمواجهة ازمات الداخل الاميركي او لصرف النظر عنها بخاصة تلك المتعلّقة بالتدخّل الروسي لمصلحته في الانتخابات الرئاسية. وقد تفاقمت هذه القضية في الاسابيع الاخيرة، إثر إقالة رئيس مكتب الاتحاد الفدرالي جيمس كومي، والمعلومات السرّية التي افشى بها ترامب لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال زيارته الاخيرة الى واشنطن.

المملكة العربية السعودية، بدورها حقّقت انتصارات من خلال زيارة ترامب. بعضها استراتيجي والآخر ظرفي. وهي تختصر بالآتي:

اولاً، لقد اثبتت انها “الحليف” الاساسي للقوّة العالمية الاولى في العالم. لذلك كانت اول زيارة خارجية لترامب بعد انتخابه الى الرياض.

ثانياً، لقد “اطمأنت” المملكة الى إعادة إحياء شراكتها التاريخية مع الولايات المتحدة الاميركية والتي تعود الى العام 1945. فالصفقات العسكرية تؤكّد ان الشراكة الامنية مستمرة بين واشنطن ودول الخليج. علماً بأنها تختلف عن الماضي. فاستراتيجية ترامب “تجارية”. تقوم على مبدأ “الأمن مقابل الدولارات”. فهي تقضي ببيع الاسلحة الى الدول الحليفة للدفاع عن نفسها، وليس قيام القوات الاميركية بهذه المهمة.

ثالثاً، تأكدت المملكة من عزم ترامب تحجيم النفوذ الايراني في المنطقة. فهو أكّد في خطابه على سياسته المتشدّدة تجاهها. بالتالي لا مساواة او موازنة اميركية في العلاقات بين طهران والرياض. ما ازعج هذه الاخيرة واقلقها خلال سنوات حكم باراك اوباما. وهي اليوم تأمل ان لا يمارس ترامب سياسات تشبه تلك التي مارسها سلفَيه (بوش الابن واوباما) والتي كانت نتيجتها تقوية النفوذ الايراني وإضعاف الدور العربي لدرجة الاضمحلال في المنطقة العربية نفسها. وابرز مثال على ذلك الساحتين العراقية والسورية.

رابعاً، ظهرت المملكة على انها “زعيم” العالمين العربي والاسلامي. فهي اليوم الدولة العربية والاسلامية الوحيدة التي يمكنها جمع كافة الدول العربية (باستثناء سوريا) وكافة الدول الاسلامية (باستثناء ايران طبعاً) في قمّة واحدة وبهذه السرعة. ولكن هذه الزعامة “ظرفية”. فلا شيء يؤكّد ان هذه الدول ستلتزم ببيان الرياض. وانها ستشارك في القوة العسكرية ضد الارهاب. وانها ستلتزم في مكافحته ومكافحة تمويله. وما الازمة الطارئة مع قطر بالأمس سوى البداية.

رابعاً، ان الصفقات العسكرية مع الولايات المتحدة ستزيد من قدرة القوات العسكرية السعودية على مواجهة التحدّيات الآنية والمقبلة في المنطقة.

خامسأً، حقّقت خطة ولي ولي العهد محمد بن سلمان، “رؤية 2030، ايضاً انتصاراً بالحصول على بعض الاستثمارات الاميركية. ومنها استثمارات في الصناعات العسكرية.

لا شك ان القلِق الاكبر من القمم التي عقدت في الرياض هي جارتها طهران. فهي لم تُدعَ الى القمة الاسلامية في الرياض. ولكنها كانت الحاضر الاكبر. في الخطابات الافتتاحية وفي البيانات الختامية. قلقها سبق وصول دونالد ترامب الى السعودية. فهو بدأ بعد قصف سلاح الجو الاميركي للجيش السوري في “التنف”. إنه عمل عسكري “موضعي” ولكن له ابعاد استراتيجية اقلقت طهران و”الضاحية الجنوبية”. فهو أكّد خطة واشنطن السيطرة على قطع “الهلال الشيعي” عند الحدود السورية – العراقية. لتصبح قوات ايران و”حزب الله” في سوريا ولبنان معزولة عن قواتهما في العراق واليمن، وفي “المركز الأم” في ايران. لهذا السبب أعلن “حزب الله” عن تسليم قسم من جرود السلسلة الشرقية الى الجيش اللبناني ليتمكن من نقل قواته في هذه الجرود الى المعركة الاستراتيجية المقبلة عند الحدود السورية – العراقية. والجدير بالذكر، ان طلائع هذه الخطة كانت قد بدأت في معركة الموصل ضد تنظيم “داعش”. فقد اخّرت القوات الاميركية الهجوم على المدينة لتأخير اندفاعة “الحشد الشعبي” المدعوم من ايران تجاه الموصل، ومنها الى الحدود مع سوريا.

بعيداً عن الانتصارات “الدولاتية” والشخصية، هل ستحقّق قمم الرياض السلام كما وعد الرئيس الاميركي دونالد ترامب؟ الشكوك كبيرة. فالمنطقة تحترق. ودولها ساحات حروب اقليمية ودولية. وحروبها معقّدة. وحدودها مهدّدة بالزوال. وانظمتها بالسقوط. ومشاكلها لا تنحصر في “الارهاب الاسلامي المتطرّف”. والتطرّف المذهبي لا ينحصر في “داعش” و”النصرة”. والمنطقة تستمر اوّل سوق لتجارة الاسلحة في العالم. ما يعود بالنفع الاقتصادي الكبير للدول المصدّرة في اميركا واوروبا وروسيا.

من هنا فإن العقود العسكرية في الرياض لا تبشّر بالسلام. إنما تؤكّد على ان المنطقة ستستمر اوّل سوق لتجارة الاسلحة في العالم لعقود. وانها مقبلة على حروب ستستمر لعقود ايضاً. وفي هذه الحال، فإن الرابح الاكبر هي الدول الصناعية المصدّرة للسلاح، وفي مقدّمها الولايات المتحدة الاميركية. والخاسر هي اقتصادات دول المنطقة وشعوبها. وإذا ما بقوا أحياء فإن الحروب، وليس فقط التطرّف، ستعيدهم سنوات الى الوراء.

 

لبنان: ضجيج الرياض.. ورياض سلامة!

محمد قواص/العرب/26 أيار/17

قد يكون قرار مجلس الوزراء اللبناني التجديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة قرارا إداريا صرفا، بيد أن أمر الاتفاق على حسم الجدل الذي أثير حول أمر هذا الموقع المالي السيادي لصالح التجديد، ينطوي على عبق سياسي صرف ليس بعيدا عن المزاج الدولي العام.

وُضع اسم الرجل على لائحة الرؤوس التي ستسقط اتساقا مع قواعد العهد الجديد برئاسة الجنرال ميشال عون. اعتبر البعض أن رياض سلامة (عيّن أول مرة عام 1993) ينتمي إلى عهد الحريرية السياسية في أوج انطلاقها وازدهارها أيام الرئيس الراحل رفيق الحريري، وأن انتخاب عون رئيسا للجمهورية، على الرغم من دعم الرئيس سعد الحريري لذلك، يبدّل من موازين القوى داخل الإدارة اللبنانية، لا سيما على رأس المصرف المركزي الذي يحدد السياسة النقدية للبلد كما قواعد العمل المصرفي العام.

بيد أن سلامة الذي يُشهد له بكفاءة عالية جنّبت لبنان أزمات مالية دولية (لا سيما تلك في 2007-2008) أطاحت باقتصادات دول كبرى، وبحنكة مالية سياسية واكبت أزمات البلد الخطيرة، تولى بشجاعة نادرة مواجهة ضغوط حزب الله حين بدأت العقوبات المالية التي فرضتها وزارة الخزينة الأميركية بمحاصرة منافذ الحزب المالية داخل النظام المصرفي اللبناني.

لا يملك رياض سلامة سقوفا محلية أو إقليمية دولية واضحة تحمي حراكه داخل فسيفساء لبنان المتمددة نحو دول المنطقة. ولم يعرف عنه أنه استند على ميليشيات عسكرية تحمي خياراته النقدية، أو تحمي جدران مصرفه المركزي. ينتمي الرجل إلى طينة من التكنوقراط ورجال الإدارة الكبار الذين مازالوا يعملون وفق قواعد وقوانين الدولة اللبنانية سواء ضعفت هذه الدولة أو قويت شوكتها. لكن سلامة، وبحكم موقعه الاستراتيجي الكبير، يعمل أيضا وفق فلسفة مازالت تعتبر أن للنظام المصرفي اللبناني تجربة مميّزة في العالم وسمعة لافتة لدى الأسواق الدولية، وأن سرّ صمود هذه “الماركة” اللبنانية يكمن، ورغم دخول لبنان حقب الحروب والزلازل الأمنية، في أنها مازالت تتوافق مع قواعد العمل المصرفي الدولي، وتطبق فورا أي تحديثات تقنية أو أمنية طرأت على التشريعات المصرفية في العالم.

وفيما زحف حزب الله، شيئا فشيئا، باتجاه الإمساك بمفاصل النظام السياسي اللبناني، وفيما سمح فائض قوته بمعاملة تفضيلية للأنشطة الاقتصادية الخاصة به وبدوائره داخل المطار وبعض مرافئ لبنان، وفيما تروّج حركة التهريب وفق ذلك عند هذه المعابر أو تلك، تمكن الحزب، وفق شروط القوة والهيمنة هذه، من اختراق النظام المصرفي اللبناني، فارتبطت الآلاف من الحسابات بأسماء تنتمي إلى الحزب أو قريبة منه لتمرير تدفقاته المالية، في الدخول والخروج، داخل مصارف لبنان، بما يمنحه شرعية مالية داخل نظام مصرفي محلي يعمل تحت سقف النظام المصرفي الدولي.

تنبهت واشنطن إلى أمر ذلك. لم تكن بيروت قادرة على الاعتراض قبل ذلك، ثم ما دواعي ذلك الاعتراض طالما أن البيئة الدولية لم تعترض، وطالما أن البيئة المصرفية المحلية مستفيدة بانتهازية، كما سبق لها الاستفادة بنفس الانتهازية من تدفقات مالية عربية وإقليمية كانت تجد لها ملاذا آمنا داخل نظام السرية المصرفية اللبناني غير المطبّق حتى لدى كبرى العواصم المالية في العالم.

لم تهدد العقوبات المالية الشبكة المالية لحزب الله فقط بل هددت النظام المصرفي اللبناني برمته. لم يكن الأمر تهويلا، بل إن الدعوى التي رفعتها الحكومة الأميركية (نوفمبر 2011) ضد مؤسسات مالية لبنانية مرتبطة بحزب الله، بما في ذلك البنك اللبناني- الكندي بتهمة تبييض أموال الاتجار بالمخدرات وغيرها من العائدات الجرمية عبر غرب أفريقيا ومن ثم إلى لبنان، أدت إلى اختفاء المصرف واندماجه تماما بمصرف “سوسييتيه جنرال”.

تنبّهت مصارف البلد إلى خطورة الأمر، وبات حجيج الوفود المصرفية والبرلمانية والوزارية إلى واشنطن من عاديات الأمور، وبات للمزاج الأميركي صدى داخل أروقة القرار في مصرف لبنان المركزي.

أدركت الطبقة السياسية اللبنانية في العامين الماضيين أن ارتباك مصارف لبنان يهدد اقتصاد البلد ومناعته المالية، حتى أن بعض الضجيج الأميركي أثار مؤخرا إمكانية أن تنال عقوبات واشنطن من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، قبل أن يُنفى رسميا هذا الاحتمال. فيما عكست عدم دعوة الرئيس عون لحضور قمم الرياض (بطلب أميركي وفق بعض التسريبات) مزاجا أميركيا جديا ضد حزب الله و“المبرّرين” له.

اعتبر حزب الله قبل عام أن مصارف لبنان تبالغ في التقيّد بقوانين العقوبات الأميركية. لم تكن تلك المصارف تتصرف إلا انصياعا للتعليمات الصادرة عن مصرف لبنان، وبالتالي الإذعان للقواعد التي يضعها حاكمُه رياض سلامة. لم يسكت الحزب وأطلق هجماته الإعلامية وشنّت كتلته البرلمانية (الوفاء للمقاومة) في يونيو 2016 هجوما معتبرة أن موقف حاكم مصرف لبنان “جاء ملتبسا ومريبا، وهو يشي بتفلّت السياسة النقدية من ضوابط السيادة الوطنية، ولذلك فإننا نرفضه جملة وتفصيلا. وعلى الجميع أن يدرك أن جمهور المقاومة ومؤسساته التربوية والصحية عصيٌّ على محاولات النَيل منه من أيّ كان مهما علا شأنه”. لم يخترع سلامة النظام المصرفي الدولي ولا يملك التدخل في يومياته. توافد مبعوثو واشنطن ومسؤولو وزارة الخزينة لإطلاعه على التشريعات الأميركية الجديدة، فإما احترامها، كما هي محترمة في كافة المراكز المالية في العالم، وإما التمرد عليها والخروج من النظام المصرفي الدولي.

عوّلت إيران كثيرا على الاتفاق النووي لإطلاق عجلة الوصل مع الاقتصاد العالمي. بدا أن دولا صناعية كبرى عوّلت أيضا على هذا الحدث لولوج السوق الإيراني. بيد أن تفصيلا تقنيا صغيرا حال ومازال يحول دون ذلك.

لم تسمح واشنطن، وفق نظام العقوبات الذي تعتمده ضد طهران، للنظام المصرفي العالمي بإعادة الوصل مع النظام المصرفي اللبناني. حاول وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مع نظيره الأميركي السابق جون كيري القفز نحو الملف المصرفي قبل إنجاز التوافق على ملفات الخلاف دون جدوى.

لم يستطع نظام الولي الفقيه في إيران مواجهة النظام المصرفي الدولي، بيد أن حزب الله طالب مع ذلك بتمرد النظام المصرفي اللبناني على القواعد المصرفية المعمول بها في العالم أجمع وعدم التقيّد بقوانين واشنطن المصرفية.

شهدت اجتماعات مسؤولي الحزب بحاكم مصرف لبنان توترا لم ينفع معه فائض القوة للحزب، الذي، بالمناسبة، كان ومازال مهيمنا على التشكل الحكومي اللبناني وبيده مصير ومستقبل رياض سلامة على رأس مصرف لبنان. وحين لم يفهم سلامة لغة تلك الاجتماعات، انفجرت قنبلة صوتية (يونيو 2016) على أبواب مصرف بلوم بنك في شارع فردان في قلب العاصمة بُعيد إطلاق كتلة الحزب البرلمانية هجومها عليه، لعل الرجل يفهم بالنار ما لم يفهمه من خلال البيانات والتصريحات الإعلامية.

تجددُ الحكومة اللبنانية، التي يشارك حزب الله فيها، لرياض سلامة حاكما لمصرف لبنان. شنّت وسائل إعلام قريبة من الحزب هجمات ضد سلامة قبل أسابيع، ثم أعاد الحزب تثبيته قبل أيام من داخل الحكومة في موقعه ليس إيمانا بفرادة وكفاءة الرجل، بل لأن الحزب خاسر في تلك المعركة.

في لبنان من يعتبر أن بيروت أصغت جيّدا لقمم الرياض واستنتجت برشاقة تحوّلات النظام الدولي برعاية سيد البيت الأبيض الجديد، واستسلمت مجتمعة لبقاء سلامة في موقعه مدافعا عن النظام المالي اللبناني، حتى بالتقيد الكامل بمنظومة العقوبات المالية الأميركية ضد حزب الله.

قررت بيروت التجديد لرياض سلامة الذي يحكم مصرف لبنان منذ حوالي 24 عاما صونا لمقاربة يمثلها شخص الرجل تحمي سمعة البلد المصرفية وتصون الليرة اللبنانية التي لطالما سهرت استراتيجيات سلامة وخياراته على استقرارها وحمايتها من سقوط قد يشبه الاندثار.

 

تحالفات جديدة محفوفة بالمخاطر

د. ناصر زيدان/الأنباء الكويتية/25 أيار 2017

مع اقتراب العد العكسي لانتهاء ولاية مجلس النواب الممددة في 20 يونيو القادم، يبدو لبنان امام مشهد مختلف عن العروضات السياسية السابقة. فالقوى السياسية جميعها ـ بما فيها المرجعيات الرئاسية - محكومة بالوصول إلى تسوية، قد ترضي بعضها، وقد لا ترضي البعض الآخر، لأن باب الاجتهاد او التشاطر سيقفل بمفتاح المهل، حيث لا مكان للمزاح السياسي. ومن المؤكد ان النظام البرلماني الديموقراطي ـ كما يلحظ الدستور ـ لا يعيش من دون برلمان قائم، وبالتالي فإن التمديد المؤقت واقعة دامغة كخيار (1)، او الخيار (2) فهو دعوة فورية لإجراء الانتخابات في 20 سبتمبر، وفقا لما تنص عليه المادة 25 من الدستور، بحالة «حل» المجلس، المشابهة لحالة انتهاء الولاية. وعلى غير ما يتم تداوله في العلن، فإن أغلبية القوى السياسية تتحضر لمواجهة الاستحقاق الانتخابي بمقاربات مختلفة عما كان عليه الحال في العامين 2005 و2009. وهناك خرائط انتخابية جديدة ترسم، بصرف النظر عن القانون، كما أن هناك ما يمكن تسميته «توليفة تحالفية جديدة» تستند الى التفاهمات السرية التي سبقت انتخاب الرئيس ميشال عون في نوفمبر2016. كل السيناريوهات التحالفية التي يتم التداول فيها تبدو ثقيلة وفيها شيء من المجازفة. وفكفكة محوري 8 و14 آذار، لا يعني ان الانقسامات السياسية ـ وربما الطائفية ـ لن تعود، بل ان العكس هو الصحيح، وتشير المعلومات الى ان نواة محاور سياسية جديدة تتشكل تحت الطاولة، وهي تنتظر اكتمال التوليفة، في ضم قوى اليها، او خروج قوى منها. مصادر على اطلاع واسع بما يجري وراء الكواليس ترى ان صورة التحالفات الانتخابية الجديدة تحمل مشاهد مطلية بألوان قاتمة أحيانا، وألوان فاقعة احيانا أخرى، ومنها ما لا يتناسق بعضه مع البعض الآخر، والمعطيات الداخلية اللبنانية، او الارتدادات المتأتية عن زلازل الخارج المحيط بلبنان، قد لا تسمح للمشهد بالاكتمال، وما يمكن ترتيبه في الصالونات المغلقة قد تطيح به رياح الشوارع او زواريب السياسة اللبنانية الضيقة.

ويتبادل اللبنانيون احاديث عن اتفاق بين قوى نافذة تتقاسم السلطة اليوم، يهدف الى استمرار التعاون لتبادل المنافع الى ما يزيد على عشرين سنة قادمة، كأن تستمر الرئاسة الأولى على ذات النهج التي هي عليه اليوم، وبأشخاص من ذات الفريق. وتبقى الرئاسة الثالثة بالقيادة ذاتها ولذات المدة.

لا تستطيع بعض القوى السياسية ان تتحكم باللعبة في لبنان كما تشاء، والتحالفات او التقلبات التي حصلت إبان فترة الوجود العسكري السوري والتي تلتها، لا تشبه واقع الحال اليوم، لأن تقلبات الرئيس الشهيد رفيق الحريري او النائب وليد جنبلاط او غيرهما في تلك المرحلة، كانت تهدف لإنقاذ البلاد من الغرق، او من الفتنة، ولم تكن بهدف تحقيق مصالح آنية. المصادر واسعة الاطلاع ترى: ان الذين يتصرفون على اساس انهم قادرون على الإمساك باللعبة السياسية، او الطائفية في هذه اللحظة السياسية المحكومة بالاستقرار الايجابي، سيتعبون، سواء كانوا من تيار المستقبل او من التيار الوطني الحر تحديدا، او من حركة امل او من حزب الله، او حتى من الحزب التقدمي الاشتراكي او القوات اللبنانية او غيرهم.

 

الامتناع عن توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة خرق للدستور

عصام نعمة اسماعيل/الاخبار/25 آيار 2017

الحجة المعلنة لعدم توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة لانتخاب مجلس نواب جديد ضمن المهل الدستورية، هي عدم التوافق على قانون انتخابي جديد، لأن القوى السياسية ترفض إجراء الانتخابات على أساس القانون الحالي رقم 25 تاريخ 8/10/2008. وحيث أن الوقت يسابقنا نحو انتهاء ولاية مجلس النواب الممدد له مرتين بتاريخ 20/6/2017 من دون التمكن من إجراء الانتخابات بفعل إصرار رئيس الجمهورية على رفض توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة. ما يطرح التساؤل عما إذا كان هذا الامتناع يمكن أن يشكّل عند انتهاء ولاية المجلس خرقاً للدستور.

سابقاً أثيرت قضية امتناع رئيس الجمهورية عن توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة عندما رفض الرئيس اميل لحود توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة لانتخابات المتن الفرعية بعد اغتيال النائب الراحل بيار الجميل، حيث أقدم 28 نائباً على توقيع عريضة اتهامية بتاريخ 27/12/2006 وأودعوها الأمانة العامة لمجلس النواب، وقدّم النواب الأدلة على أن عدم توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة لإجراء انتخابات فرعية يشكّل خرقاً للدستور يوجب محاكمة الممتنع عن التوقيع بسبب بفعل خرق الدستور. ورأى النواب المدّعون أن رئيس الجمهورية ملزم بإصدار مرسوم دعوة الهيئات الانتخابية لأن المرسوم المذكور وإجراء الانتخابات الفرعية يدخلان في عداد التدابير التي على السلطة اتخاذها تفادياً لخرق أحكام الدستور او الإضرار بمرفق عام او مؤسسة دستورية مثل مجلس النواب.

ورفض النواب تعليق الانتخابات على بت الجدل السياسي القائم حول الحكومة الذي قد يطول ويتأخر موعد حسمه، وهذا ما قد يسقط النص الدستوري والقانوني ويسقط المهل المحددة فيهما، لذا يصبح اجراء الانتخابات أمراً ملحاً ومستعجلاً، بخاصةٍ أن عدم اجراء الانتخابات الفرعية يعرّض عمل مجلس النواب للخلل بسبب فقدان احد اعضائه وانعكاس ذلك على العمل فيه.

وأن مرسوم دعوة الهيئات الانتخابية الى ملء المقعد الذي خلا بوفاة النائب الشهيد بيار الجميل يشكّل عملا ادارياً لتنفيذ احكام دستورية وقانونية محددة وملزمة، ويعتبر واجباً يفرض على الحكومة القيام به. وإن رفض رئيس الجمهورية توقيع مرسوم دعوة الهيئات الانتخابية يشكل خرقاً لأحكام الفقرة د من مقدمة الدستور، وما ذلك إلا لأن حق الانتخاب والتمثيل في مجلس النواب هو احد الحقوق المدنية والسياسية الأساسية التي يقوم عليها نظامنا السياسي الديموقراطي، كما أن امتناع رئيس الجمهورية عن توقيع مرسوم دعوة الهيئات الانتخابية في دائرة المتن الانتخابية سيؤدي الى مخالفة القواعد المحددة في المادة 24 من الدستور ويعتبر خرقاً لاحكام الدستور يستدعي اتهامه به وتالياً ادانته، كذلك يشكل خرقاً لأحكام المادة 34 من الدستور التي تنص على أن لا يكون اجتماع المجلس قانونياً ما لم تحضره الأكثرية من الأعضاء الذين يؤلفونه وتتخذ القرارات بغالبية الأصوات. واذا تعادلت الاصوات سقط المشروع المطروح للمناقشة. كما أن رفض رئيس الجمهورية توقيع المرسوم يشكل خرقاً لأحكام المادة 41 من الدستور التي تنص على أنه اذا خلا مقعد في المجلس يجب الشروع في انتخاب الخلف في خلال شهرين، وهذا الخرق نابعٌ من بقاء المقعد الخالي بسبب الوفاة شاغراً مما يعطل احكام هذه المادة، وهو ما يشكل خرقاً لأحكامها الدستورية يستدعي اتهامه وادانته.

كما سيؤدي الى تعطيل آلية سير الحياة الديمقراطية والبرلمانية في لبنان والتأثير على صحة القرارات الصادرة عن مجلس النواب نتيجة تغييب احد الأعضاء الذين يتشكل منهم المجلس دستورياً وقانونياً والحؤول قصداً دون انتخاب بديل لاكتمال عدد مجلس النواب لتستقيم العملية الديموقراطية المنصوص عليها في الكثير من المواد الدستورية. هذه بإيجاز حجج 28 نائباً لاتهام رئيس جمهورية بخرق الدستور بسبب امتناعه عن توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة لملء مركز نيابي واحد شاغر، فبما يوصف فعل من امتنع عن توقيع مرسوم دعوة الهئئات الناخبة لانتخاب 128 نائباً أو كامل مجلس النواب؟

دستورياً، أغفل الدستور اللبناني تحديد معنى خرق الدستور، وكذلك فعل المشترع عند إقراره قانون قانون أصول المحاكمة أمام المجلس الأعلى، لهذا عمد الفقه الى أخذ النص على إطلاقه، بحيث اعتبر أن أية مخالفة لنص من نصوص الدستور تشكّل خرقاً للدستور، ويكون التمييز بين العقوبات بحيث يراعى التناسب بين حجم الخرق والعقوبة التي تفرض.

وإذ لم تتمّ سابقاً مساءلة رئيس جمهورية أو أحد أعضاء الحكومة لخرقه الدستور، فلقد عمد الفقه الدستوري إلى تصنيف بعض الأفعال ضمن خانة خرق الدستور. وما يعنينا في معرض هذه الدراسة هو توصيف الامتناع عن إجراء الانتخابات النيابية، حيث سبق أن اعتبر الفقه الدستوري هذا الامتناع خرقاً للدستور، حيث رأى وزير العدل السابق بهيج طبارة أنه إذا امتنعت الحكومة أو تلكأت عن دعوة الهيئات الناخبة في المدة المقررة دستورياً، فإن هذا الامتناع يشكل اهمالاً في القيام بالصلاحيات المعطاة دستورياً لاجراء الانتخابات في الموعد المطلوب. ويلحق هذا الاهمال برئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء والوزراء المكلفين اتخاذ التدابير اللازمة لاجراء الانتخابات، وتنبغي المحاكمة أمام المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء. معللاً أن الانتخابات النيابية محطة اساسية في الانظمة الديموقراطية اذ يعبَّر الشعب من خلالها وهو مصدر السلطات عن ارادته وخياراته، ويتم بواسطتها تداول السلطة بالطرق السلمية، وإن احترام الاستحقاق الانتخابي ليس خيارا متروكا لاستنساب الحاكم، بل هو واجب مفروض عليه، وأن التلاعب باستحقاق الانتخابات النيابية او اغفاله يرتَّب مسؤولية المرتكب ويعرِّضه للملاحقة امام المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء سواء لمخالفته الدستور او لاخلاله بالواجبات المترتبة عليه (بهيج طبارة، الفراغ في المؤسسات الدستورية: هل هو حقاً المشكلة؟ جريدة النهار تاريخ 2/4/2005).

إذٍ ثابتٌ أن الامتناع عن توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة هو خرق للدستور، وأن حجة الامتناع غير مقنعة، لأن انتظار التوافق على قانون انتخاب يعني أن الانتظار قد يطول لسنواتٍ، فهل نعطّل الدستور ونمنع تكوين السلطة التشريعية بانتظار التوافق؟

إن الفرصة لا زالت سانحة لإجراء الانتخابات النيابية وفق القانون النافذ رقم 25 /2008، حيث يمكن القياس على الفقرة الأخيرة من المادة 43 التي تنصّ على أنه «في الحالة التي يُحل فيها مجلس النواب، تجري الانتخابات خلال الثلاثة أشهر التي تلي نشر مرسوم الحل». فهذه المادة وإن كانت مرتبطة بحلّ مجلس النواب إلا أنها وضعت قاعدة مفادها أن بإمكان إجراء الانتخابية النيابية بعد حلّ مجلس النواب، ولا حاجة لتعديل تشريعي من أجل فتح المهل الأخرى، وبخلال هذه الفترة يستمر مكتب مجلس النواب بتصريف الأعمال حتى انتخاب مجلس جديد (وفق المادة 55 من الدستور). ومن غير الجائز التمسك بحرفية النص والزعم بأن هذين النصين متصلان بحل مجلس النواب، وذلك لسببين:

أن المادة 74 من الدستور التي أوجبت بلا إبطاء إجراء انتخابات عند حل مجلس النواب قد وضعت معياراً حاسماً حول حظر الفراغ في السلطة التشريعية، وهذا المبدأ يسمو على ما عداه ويصبح الحديث بجانبه عن مهل الدعوة لإجراء الانتخابات بمثابة اللغو، وهذا يستفاد ضمنا من اجتهاد المجلس الدستوري الذي قضى بعدم جواز إبطال قانون مخالف للدستور، إذا كان هذا الإبطال سيؤدي الى فراغ في السلطة الاشتراعية (قراره رقم 7/2014 تاريخ 28/11/2014 ).

إن مجلس الوزراء وسّع نطاق تطبيق المادة 62 بحجة استمرارية المؤسسات الدستورية، إذ بالعودة إلى محاضر مجلس النواب تبيّن صراحة أن ممارسة الحكومة صلاحيات رئيس الجمهورية وكالة وفق المادة 62 من الدستور، إنما هي مرتبطة بحالات الشغور المفاجئ لمركز الرئاسة (أستاذ أحمد زين، محاضر مناقشات الدستور اللبناني طبعة العام1993، ص 60)، ونية المشترع الدستوري واضحة لجهة ربط المادة 62 بالمادة 74 من الدستور، وليس بالمادة 73 المتعلقة بموعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية بدلاً للمنتهية ولايته. ولكن في التطبيق فإن الحكومة مارست وكالة صلاحيات الرئيس بالرغم من كون الأحزاب المنتمي إليها أعضاؤها مشاركون في تعطيل انتخاب رئيس جديد). فهل يعقل إجازة ممارسة صلاحية رئيس الجمهورية لجهة المشاركة في تعطيل انتخاب رئيس جديد، ثمّ نمنع مكتب مجلس النواب من الاستمرار في تصريف الأعمال بحجة أن النص يتحدّث عن الاستمرارية في حالة حلّ مجلس النواب حصراً؟ الجواب بالرفض طبعاً لكونه مبنيٌ على منطقٍ غير سليم. وعليه أخلص للقول بأن من الواجب دعوة الهيئات الناخبة وتشكيل الهيئة المشرفة على العملية الانتخابية فوراً وبلا إبطاء، وذلك لإجراء الانتخابات النيابية. وحتى تكوين مجلس نيابي جديد فإن مكتب المجلس يستمر بتصريف أعمال المجلس، وبذلك يكون قد أزيل الخرق الفاضح للدستور وتمّ الرجوع عن خطأٍ كاد أن يؤدي إلى الفراغ في السلطة التشريعية.

 

مبروك التجديد لرياض سلامة

حسن عليق/الاخبار/25 آيار 2017/«لماذا التجديد لحاكم مصرف لبنان، بعد انتظار وأكثر من اعتبار؟ (...) تأميناً لأفضل استقرار نقدي ومالي في البلاد... اتقاءً لعاصفة ممكنة من صوب ترامب...». هذا ما أوردته قناة «أو تي في» أمس في مقدمة نشرة أخبارها الرئيسية، لتبرير القبول برياض سلامة حاكماً لمصرف لبنان لولاية جديدة. التجديد للمؤتمَن على السياسة النقدية والمالية الأميركية في بيروت، فِعل مقاومة للجنون الأميركي! يمكن القول: «مبروك للعهد». مبروك «صون الاستقرار». ولماذا العهد دون سواه؟ ببساطة، لأن الرئيس ميشال عون هو الوحيد الذي كان يجاهر برفض التجديد لسلامة. والمباركة ليست بقصد النكاية، ولا التشفي. هي أقرب ما يكون إلى التعزية. لا ملل من التكرار: ثمة لبنانيون كثر، من خارج دائرة التيار الوطني الحر، كانوا (وكثر منهم لا يزالون) يرون في عهد الرئيس عون فرصة حقيقية للإصلاح. الإصلاح طبعاً على الطريقة اللبنانية. إصلاح «لايت»، لا يغيّر النظام المستعصي، بل يخفّف من وحشيته تجاه المواطنين. فالفساد بنيوي، ولا أمل بوقفه. كل المرتجى تهذيبه قليلاً، وتحويل جزء من المال العام إلى التنمية بدل كنزه في جيوب أصحاب المصارف الذين صار علينا الاهتمام أكثر من أي وقت مضى بالحفاظ على وتيرة تضخّم ثرواتهم. لماذا؟ لأنهم حراس الصنم المقدّس الذي يُقال لنا إنه لا مستقبل للبلاد من دونه. علينا التسليم بهذه «الحقيقة». ورياض سلامة هو كبير هؤلاء الحراس، وناظم عملهم، والحريص على تحويل المال العام (مال اللبنانيين الذي تجبيه الدولة على شكل ضرائب ورسوم وخوّات) إلى مال خاص، بالتكافل والتضامن مع باقي أعضاء النادي الحاكم. ما جرى أمس في مجلس الوزراء يُظهر حدود قوة العهد، في وجه النظام الحاكم منذ عام 1992. نظام رفيق الحريري الذي لا منافس لرياض سلامة في الحفاظ عليه، والذي يمهّد الطريق للخراب الكبير الآتي. سيأتي حتماً، ما استمرّت «سياسة رياض سلامة وشركاه»، يومَ يعجز النظام عن تحويل المال العام إلى مال خاص، أو حين يقرّر حاكم واشنطن أن يعاقبنا جماعياً. قرار التجديد لرياض سلامة، الذي لم يستغرق أكثر من دقيقة واحدة، يدفعنا إلى سؤال كبير: مِن رفض «الإصلاح» في قانون الانتخاب، إلى صفقة بواخر الكهرباء، مروراً بقرار وزير الاتصالات جمال الجراح، وصولاً إلى التجديد لحاكم مصرف لبنان، ماذا سيبقى من اندفاعة العهد؟ بقيت حبّة واحدة من عنقود الاتفاق المزعوم بين جبران باسيل ونادر الحريري: مناقصة الـ«ميكانيك». هل تمرّ مع البواخر، بعد خفض قيمتها قليلاً؟ ربما. العجيب أن هذا الاتفاق المزعوم الذي ينفيه الرجلان وعارفوهما، يُطبّق (بقوة يد خفية؟) بلا استثناء أي بند من بنوده. هذا ليس اتهاماً، ولا تصويباً على العهد. إنه توصيف للواقع، وإقرار بمحدودية الآمال والأحلام. ماذا بقي للتعويل عليه؟ لا شيء سوى الموقف السياسي للرئيس الصلب ميشال عون. صلابته، للأسف، لا تكفي، وحدها، لتحسين حياتنا. فرياض سلامة قضاء وقدر.

 

لا دور من دون سلطة

شارل جبور/مجلة المسيرة/الخميس 25 أيار 2017

يخوض ثنائي “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” معركة الشراكة والمساواة في النظام السياسي من خلال السعي إلى قانون انتخاب يعكس صحة التمثيل تطبيقا لاتفاق الطائف وتجسيدا للفكرة اللبنانية. وفي هذا الوقت بالذات خرج من يهاجم هذا الثنائي بشكل مباشر وغير مباشر من باب انهما تخليا عن الدور المسيحي لمصلحة معركة أحجام سلطوية، ما يشكل تراجعا للدور المسيحي وانسحابا من المساحة الوطنية.

وفي هذا السياق يجب التمييز بين الفئة المقتنعة بهذا الطرح ربطا بخلفياتها اليسارية، وبين الفئة التي قطع التفاهم القواتي-العوني طريق طموحاتها السلطوية، وفي مطلق الأحوال لا بد من الملاحظات الآتية:

أولا، الدستور أعطى كل المجموعات اللبنانية حق ان تتمثل بشكل صحيح وفعلي، ولم يذكر من قريب او من بعيد ان تمثيل الطوائف خطوة شكلية ولزوم ما لا يلزم، إنما على العكس وزع المقاعد وفصلها بالشكل الذي يجسد صحة التمثيل تطبيقا للدستور، وبالتالي المطالبة بتطبيق الدستور في هذا الشق مسؤولية وواجب.

ثانيا، لا يجوز الخلط بين التمثيل الصحيح وبين عدم قدرة هذا التمثيل على التأثير في المعركة السيادية، بما يعني التخلي وإهمال الجانب التمثيلي وإبقاء التركيز على السيادة التي يشكل استرجاعها استعادة للتمثيل الصحيح. وهذا المنطق غير صحيح على الإطلاق، إذ من قال ان استعادة السيادة يعيد الشراكة، والتجربة بين الحلفاء بعد العام 2005 أكبر دليل على ذلك، حيث ووجهت المطالبة بتصحيح التمثيل برفض شديد، وبالتالي إذا أمكن الفصل بين السيادة والشراكة وإنجاز الثانية بانتظار الآولى فهذا إنجاز بحد ذاته.

ثالثا، السؤال الذي يعكس حقيقة الوضع هو الآتي: لماذا الدور المسيحي في لبنان كان مميزا مقارنة بالدور المسيحي في الدول العربية؟ والجواب بسيط جدا هو ان لا دور من دون حرية، ولا حرية من دون حضور سياسي وفعالية سياسية، ولا فعالية سياسية خارج السلطة، وبالتالي التميز المسيحي في لبنان مرده إلى البيئة الحاضنة التي كانت نتيجة نضالهم ودورهم.

رابعا، المسيحيون حرصوا على تمثيلهم على أفضل وجه منذ زمن القائمقامية والمتصرفية وصولا إلى الجمهورية الأولى، والدور الذي لعبوه في إنشاء لبنان الكبير كان نتيجة طبيعية لفعاليتهم داخل نظام المتصرفية، ولو كانوا أهل ذمة من دون فعالية وتأثير داخل السلطة لكان استحال لبنان الكبير.

خامسا، الدور المحوري والمميز للمسيحية السياسية إبان الجمهورية الأولى كان مرده إلى وجودهم الفاعل داخل السلطة، وهذا الوجود بالذات تم استهدافه من أجل النيل منهم والنيل استطرادا من الجمهورية اللبنانية.

سادسا، التراجع في الدور المسيحي بعد العام 1990 مرده إلى إقصائهم عن السلطة وضرب تمثيلهم الفعلي، ويخطئ من يعتقد انه يمكن استعادة الدور المسيحي من خارج السلطة والمواقع السلطوية، إنما بشرط الا تتحول السلطة إلى هدف بل إلى وسيلة لتحقيق الدور المنشود.

سابعا، لا دور من دون وجود وسلطة وفعالية وحضور، وإلا يتحول هذا الدور إلى ترف فكري او غطاء سياسي لقوى غير مسيحية من أجل تبرير وضع يدها على مواقع مسيحية.

ثامنا، الهدف من المطالبة بتصحيح التمثيل استعادة الدور الوطني المسيحي، وبالتالي الهدف ليس من أجل السلطة للسلطة، إنما بغية إعادة الاعتبار لهذا الدور.

تاسعا، الدور التاريخي للمسيحيين في لبنان تحقق على يد الكنيسة، وهي سلطة فعلية في لبنان، او على يد رؤساء جمهوريات او أحزاب وتيارات وازنة في الحياة الوطنية، وبالتالي لا دور خارج هذا السياق.

عاشرا، لا دور للمسيحيين في لبنان خارج الجغرافيا والديموغرافيا والسلطة التي وظيفتها الأساس توفير الحرية وحماية الجغرافية والديموغرافيا.

 

الإخونجية كالربوتات التي يخشى العلماء تمردها يا مانشستر

زيد الجلوي/السياسة/25 أيار/17

يظهر الفرد الإخونجي كالروبوت، الذي يخشى علماء الذكاء الاصطناعي من تمردها، وصعوبة السيطرة عليه مستقبلا. فالإخونجي وإن كان كالروبوت، إلا أنه ليس كذلك، بحكم أنه بشر. حاكمه الجماعة ومتمرده التنظيم. والفرق كبير بين جماعة الإخوان، وتنظيم الإخوان السري. فالمخالط للإخوان لا يذهب للتنظيم، إلا بعد مجالسته من قبل الجماعة، وتعبئته بفكرهم وأدبياتهم التي لا تقر الأحوال القائمة، تاركة له خيار تغييرها في ما بعد، بإنخراطه من قبل الأجنحة المسلحة التابعة لها، “كالقاعدة” و”التوحيد” و”الجهاد” ، أو أن يكون ذئبا منفردا، يقوم بعمليات إرهابية مغلقة، وداعش التي هي محصلة تزاوج فكرتين جهاديتين، واحدة “قومجية” وأخرى إسلامية. كل ذلك متى استشعر الرغبة العارمة بداخله بالعمل المسلح للتغيير. ولا يفصل بينهم، سوى القسم على القرآن والسلاح، وأخذ البيعة منه في المنشط والمكره، أو قبول بيعته ضمنيا بتأييد عمليته الإرهابية في ما بعد، كانت في ما نشستر البريطانية التي ذهب ضحية تفجيرها، أطفال في طلعة الزهور الجميلة، نسأل الله لهم الرحمة أو في الكويت أو السعودية أو الولايات المتحدة، أو أي بلد يذكر فيه أسمه تعالى، خلافا لما يراه الإخوان. فجماعة الإخوان كعلماء الذكاء الاصطناعي، لافرق بينهم إلا أن علماء الروبوتات، ما زالوا مسيطرين على مصنوعاتهم. بالوقت الذي تعمدت جماعة مكتب الإرشاد الإخونجي فقد السيطرة على روبوتاته الطبيعية. فالمقدمات الإخونجية المقروءة في كتاباتهم، لا تؤدي إلى نتيجة غير النتيجة الإرهابية حتما، مهما تبرأوا من التفجيرات التي ينفذها، أبو بكر «منت حوله أسس على الأرض دولة»، أو أبو أنس الباكستاني، أو غيرها من الكنى، التي شوهت أسماء عطرة بالتاريخ الإسلامي.

إن الحلال بين والحرام كذلك بين، وإن كانت هناك شعرة بين التجارة والربا، إلا أن الله قد أحل التجارة، وحرم الربا. والإخوان كجماعة تاجرت بالتنظيم السري وأذرعه المسلحة، بإظهارها على أنها إرهابية، ولا تمت للإسلام بصلة، لكي تقدم نفسها للولايات المتحدة الأميركية أولا، بأنها ممثلة الإسلام الآمن، الموائم بين رغبة المسلمين بإسلام يناسبهم، يحتوي مخاوفهم من أنفراطات الحريات الغربية، ويؤمن جانب الغرب من إعتداءات الإرهابيين، الذين هم في حقيقتهم، أجنحة مسلحة تابعة لجماعة الإخوان. لقد كشفت ثورة يناير الحيلة الإخونجية، عندما تواصل مكتب الإرشاد الإخونجي في القاهرة، مع قيادات تنظيم القاعدة في إيران، وتم إطلاق الكثير من الإرهابيين من السجون، حتى تم تعيين إرهابي سابق محافظا للأقصر السياحية، وما يزال التنسيق قائما بينهم في سيناء، ولكن عاد إلى تحت الطاولة. فجماعة الإخوان بمجرد أن حكمت في مصر، حتى بان كيد دهائها للولايات المتحدة، التي ربما لا تعي جيدا خلفيات الإخوان، أو أنها تعي ولكن لا تريد الدخول بصراع مع بريطانيا، التي عرفت بعلاقتها مع هذه الجماعة. ليس على رئيسة الوزراء البريطانية اتخاذ إجراءات إحترازية كثيرة لمنع تفجير أخر، بل أن كل ما عليها حظر جماعة الإخوان، وهو ما لن تفعله، وإن فعلته لن تفعله إلا شكليا، لأن قوة بريطانيا وعظمتها التي نزلت للعمل تحت الأرض، تتطلب ديمومة هذه العلاقة. إلا أن يتوحد العالم على إعتبار هذا الفكر الإخونجي إرهابيا، يلاحق كل من يتعاطف معه. وهو ما لن يحدث، دون إهمال فكر حزب الدعوة الشيعي ومشتقاته، فهي لا تقل إرهابية عن إرهابية الإخوان، ولعل هذه العنفية المسلحة جامعة الجماعتين، التي ترجمتها في إستقبال طهران لقيادات القاعدة وداعش، وإتخاذ أراضي سورية والعراق منطلقا لها.

 

'المدارس العتيقة' المرتبطة بالمستقبل

خيرالله خيرالله/العرب/26 أيار/17

عندما يشهد المرء كيف أعيد ترميم مدارس فاس في جامع القرويين، وكيف عادت هذه المدارس العتيقة تعمل، يكتشف أنّ هناك مشروعا حضاريا مستقبليا للملك محمّد السادس يستطيع كلّ عربي ومسلم أن يفتخر به. أكثر من ذلك، يستطيع القول، بكلّ راحة ضمير، إن هناك ربطا بين الأصالة والقيم التي قام عليها الإسلام من جهة، والحداثة من جهة أخرى. في افتتاح مجموعة من المدارس الموجودة في جامع القرويين الذي يضم جامعة، وهي مدارس من القرنين الثالث عشر والرابع عشر، أمر العاهل المغربي في العام 2013 بإعادة ترميمها من أجل إعادة استخدامها، اختزال لتجربة فريدة من نوعها في المنطقة. تقوم هذه التجربة على لعب دور على صعيد تهيئة علماء دين على أسس متينة ينشرون الدين الحنيف على حقيقته بعيدا عن أيّ نوع من التزمّت ورفض الآخر. لذلك، لم يقتصر الأمر على إعادة ترميم المدارس وخلق فضاء وأماكن يستطيع الطلاب النوم فيها في ظروف مريحة، بل جرى ترميم متحف فلكي ومدرسة للخطّ. الأهم من ذلك كلّه، أن رجل الدين الذي يتخرّج من المدارس المغربية في فاس وخارجها يمضي سنوات طويلة في الدراسة والبحث، قبل أن يسمح لنفسه بأن يكون خطيب مسجد. يصبح كلامه مبنيا على حقيقة الإسلام وعلى جذوره وليس على معلومات مستقاة من هنا وهناك وهنالك.

يبدو إعادة تعمير مدارس فاس وإعادة استخدامها أقرب من أيّ شيء آخر إلى تذكير بما كانت عليه الحضارة العربية والإسلامية من انفتاح على العلم والعلوم في الماضي وعلى القدرة على الاستمرار في هذا الخط المتطور، متى وجدت إرادة جدّية تعمل بالفعل على قفزة نوعية في التصدي للإرهاب والتطرّف على كلّ المستويات، بدءا بإعداد علماء يمتلكون بالفعل ثقافة إسلامية حقيقية. وهذا ما يفعله المغرب أيضا على المستوى الأفريقي إذ تخرّج معاهده الدينية في كلّ سنة مئات الأئمة من بلدان أفريقية عدة لنشر الإسلام المعتدل في القارة السمراء.

مذهل جمال العمارة في المغرب. مذهل أكثر كيف عمل مهندسون وبنّاؤون من أجل إعادة ترميم المدارس الدينية في فاس والملحقة بجامعة القرويين. هناك مدرسة الصفارين التي شيّدها السلطان أبويوسف يعقوب في العام 1276م، أي قبل سبعمئة وواحد وأربعين سنة بالتمام والكمال.

كانت هذه المدارس التي بدأت جدرانها تتداعى، مهملة. جاء الآن من يذكر بأهميتها وضرورة تفعيل دورها بعد ترميمها. فإلى جانب مدرسة الصفّارين، هناك مدرسة الصهريج التي تقع قرب جامع الأندلس. شيد مدرسة الصفّارين في القرن الرابع ميلادي، السلطان أبوالحسن المريني. هناك مدرسة السبعين (1323م) والمدرسة المصباحية (1347م) والمدرسة المحمّدية والمدرسة البوعنانية التي كانت في الماضي تحمل اسم المتوكلية.

من الملاحظات التي يمكن إيرادها أن الملك محمّد السادس جاء بنفسه إلى فاس للتأكّد من أن عملية ترميم المدارس تمت بدقّة. زار كلّ مدرسة ليشهد شخصيا كيف أنّ الحياة عادت إليها وكيف أن التلامذة وجدوا أماكن لائقة يستطيعون النوم فيها بما يمكّنهم من متابعة الدراسة في أجواء مريحة.

حرص العاهل المغربي على تقليد أوسمة للذين ساهموا في ترميم المدارس. بين هؤلاء مهندسون وبناؤون وعمال عاديون. كان ذلك إشارة أخرى إلى الإصرار على متابعة أي مشروع يجري تنفيذه من جهة، وإلى البعد الإنساني لما تحقّق في فاس من جهة أخرى. فما لا يمكن تجاهله، ليس عمر المدينة والدور الذي لعبته على صعيد المغرب كلّه فحسب، بل إنّ الاهتمام مستمر أيضا بجامع القرويين الذي اشتهر بدوره الثقافي والفكري وباحتضانه جامعة القرويين التي تعتبر من أقدم المراكز العلمية والمؤسسات التربوية في العالم الإسلامي.

هناك تحصين للمغرب بكل الوسائل الممكنة وذلك كي يبقى واحة أمان في المنطقة كلّها. ليس نشر ثقافة التسامح والاعتدال سوى جزء من عملية التحصين والدفاع عن الإسلام الحقيقي في عالم يعاني من عقد كثيرة. من بين هذه العقد عدم فهم الإسلام والخلط بينه وبين التطرف والإرهاب. لذلك، يمكن القول إن رسالة المغرب من خلال ربط الأصالة بالتجدّد هي رسالة تتجاوز المملكة، خصوصا أن هناك معاهد مغربية تستقبل طلاّبا أجانب وتعد خطباء مساجد ينشرون الإسلام كدين متطور يصلح لكلّ عصر.

كان وزير الأوقاف المغربي أحمد التوفيق في غاية الدقّة عندما قال أمام محمّد السادس في الاحتفال الذي أقيم في مكتبة جامع القرويين بمناسبة ترميم المدارس العتيقة “يرى فيكم شعبكم الوفيّ حامل هويته الدينية والثقافية في توافق فريد من نوعه في العالم بين مقتضيات الثوابت الدينية المبنية على التساكن (التعايش)، والتضامن والتسامح وبين الدستور الذي يكفل الحقوق”.

ليس الإصلاح في المغرب إصلاحا سياسيا فحسب، بل هو إصلاح على كلّ المستويات أيضا. هناك بكل بساطة هويّة مغربية ذات أبعاد عدّة أيضا. بين هذه الأبعاد ما هو روحاني وثقافي واجتماعي وحضاري وجمالي في الوقت ذاته.

أبعد من ترميم المدارس العتيقة في فاس وإعادة استخدامها، هناك مشروع سياسي وحضاري متكامل في المغرب. لا شكّ أن المملكة تواجه صعوبات في هذا العالم المعقّد وفي منطقة على فوهة بركان بسبب الأوضاع الداخلية في الجزائر وليبيا وتونس، وبسبب إصرار النظام الجزائري على شنّ حروب بالواسطة على الجار المغربي. ولكن في نهاية المطاف، لا يصحّ إلّا الصحيح… لا لشيء، سوى لأن الاستثمار المغربي الأوّل كان في الإنسان. كان الرهان على الإنسان المغربي في محلّه، خصوصا في فترة استبق الملك ما يريده الشعب وعرض دستورا جديدا على استفتاء شعبي. أدخل هذا الدستور الحياة السياسية في البلد في مرحلة جديدة. فرض في الوقت نفسه على الأحزاب تحمّل مسؤولياتها، بما في ذلك مسؤولية إعداد نفسها لتكون في مستوى ما يريده المواطن العادي وما يطمح إليه. عندما تأخر تشكيل الحكومة، كان لا بدّ من استبدال الشخص المكلّف بتشكيلها مع المحافظة على أن يكون هذا الشخص من الحزب الذي حصل على العدد الأكبر من المقاعد النيابية في الانتخابات. يتقدّم المغرب من دون التخلي عن الأصالة التي تمثّلها المدارس العتيقة، ومن دون عقد تجاه كلّ ما هو حضاري في العالم القريب أو البعيد. هناك ملك يقلّد أوسمة لرجال دين مسيحيين ويهود في مناسبة “عيد العرش”، وهي مناسبة سنوية، ويستقبل هؤلاء في تلك المناسبة. لا يتردد محمّد السادس في المطالبة بتطوير البرامج التعليمية وإتقان اللغات الأجنبية. هناك بلد يبني نفسه بعيدا عن المزايدات والشعارات الطنانة التي لا تطعم خبزا. هناك بلد يبني على ماضيه، خصوصا على الجانب المشرق فيه، مثل المدارس العتيقة، من دون أن يتجاهل ما يدور في العالم ومدى ارتباط ما يجري بالثورة التكنولوجية التي ستترك آثارا أكبر بكثير من الثورة الصناعية…

 

الشرق الأوسط «الإيراني» والتنف السوري

 وليد شقير/الحياة/26 أيار/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=55656

كان من الطبيعي أن تثور ثائرة طهران وحلفائها إزاء القمة العربية الإسلامية- الأميركية في الرياض مطلع الأسبوع. فالقمة تشكل تحولاً في السياسة الأميركية التي كان يركن إليها القادة الإيرانيون في عهد الإدارة الأميركية السابقة التي هادنت سياسة هؤلاء بحجج مختلفة، العلني منها أن باراك أوباما أراد قيام توازن بين اندفاعة إيران الشيعية وتمددها الإقليمي، وبين دول الخليج العربي السنية. لكن الفاضح في هذه الحجج أن واشنطن باراك أوباما كانت تلوم دول الخليج على نشوء التطرف في المنطقة وتنسب إليها دعم الإرهاب، على رغم تعرضها بوضوح إلى أفعاله وعملياته الإجرامية في عقر دارها، لا سيما في السعودية.

تناغمت طهران مع أوباما ورجاله في الترويج لأولوية محاربة الإرهاب، على مواجهة النظام الاستبدادي في سورية، متجاوزة اتهاماتها السابقة لواشنطن بالسعي إلى إقامة «الشرق الأوسط الجديد»، تحت نفوذها، وفاخرت بدلاً من هذه التهمة، بشعار «الشرق الأوسط الإسلامي»، بعدما جاهرت بسيطرتها على بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت وصولاً إلى شاطئ البحر الأبيض المتوسط، عبر نجاحها في تهديد استقرار هذه الدول عبر التشكيلات العسكرية التي أنشأتها فيها وتمدد نشاطاتها العسكرية والأمنية إلى دول خليجية عدة، خلال السنوات الثلاث الماضية.

ومرة أخرى يفرض السؤال نفسه: إذا كانت ذريعة بعض مؤيدي التمدد الإيراني أنه جاء نتيجة الانكفاء العربي عن ميادين الصراع على النفوذ، فلماذا لوم الدول العربية التي قررت العودة إلى ملء الفراغ الذي سعت طهران إلى تعبئته، واتهامها بالسعي إلى «الشرق الأوسط الجديد»؟ وهل اتهام العرب بالعمل من أجل «الشرق الأوسط الجديد» بالتعاون مع إدارة دونالد ترامب، يستقيم فيما السعي إلى «الشرق الأوسط الإسلامي» (الإيراني) بالتعاون مع إدارة أوباما مباح ومشروع؟ وهل أن تحديد إيران لصورة الشرق الأوسط، غصباً عن شعوب دوله، باستخدام الوسائل كافة لتفكيك الدولة في عدد من الأوطان، لإعادة تركيبها وفق المصالح والعقيدة الإيرانية، شرعي؟

لا طائل من السجال على هذا المستوى مع حاملي لواء الدفاع عن المنطق الإيراني، على رغم احتفالية هؤلاء بالانتصار الذي تمخض عنه الاتفاق على النووي العام الماضي، وبالتهافت الغربي على طهران من أجل الاستثمارات بعده...

لا جديد في موقف الدول العربية والخليجية من إيران في ما نص عليه «إعلان الرياض» بـ «التزام القادة تكثيف جهودهم للحفاظ على أمن المنطقة والعالم، ومواجهة نشاطات إيران التخريبية والهدامة بكل حزم وصرامة داخل دولهم وعبر التنسيق المشترك». الجديد هو التوقيع الأميركي عليه، بالاشتراك مع أكثر من 50 دولة عربية وإسلامية، علماً أن ترامب ومعاونيه كانوا صرحوا بهذه المواقف سابقاً. والجديد هو دعوة الرئيس الأميركي إلى عزل إيران نتيجة سياساتها، من منصة القمة.

قد لا تنجح قمة الرياض في تنفيذ بعض قراراتها الطموحة من نوع تشكيل القوة الإسلامية المشتركة من 34 ألف جندي من أجل محاربة الإرهاب بعد تصنيف «داعش» و «النصرة» و «حزب الله» على قدم المساواة... وقد تراهن طهران على عدم التنفيذ. ويفترض انتظار التطبيق العملي لهذه القرارات. وهي قد تراهن أيضاً على ما يروج بأن ترامب لن يبقى رئيساً... في وقت جدد حسن روحاني رئاسته لدورة ثانية وسط ميله لمهادنة واشنطن والتشدد مع دول الخليج. لكن ما يقلق قادة ايران، هو أن إجراءات محاصرة تمددها قد تكون أكثر سرعة وعملية من خطوات كبرى من هذا النوع.

فعين قادة «الحرس الثوري» على المسعى الأميركي لقطع طريق مقاتليه وميليشياته نحو سورية انطلاقاً من بغداد، عبر معبر التنف الواقع على المثلث العراقي- الأردني- السوري، والذي تتواجد فيه «قوات سورية الجديدة» المدربة من الأميركيين والنروجيين، الذي يتواجدون فيه كـ «خبراء»، تعزز عددهم أخيراً. فهذا المعبر شريان حياة لـ «الحشد الشعبي» العراقي الذي يقاتل بعض ميليشياته في سورية. وهو بديل الجسر الجوي المكلف مالياً والصعب عسكرياً (في ظل هيمنة الطيران الروسي والأميركي على الأجواء) لنقل العتاد والعديد الإيراني. وهو حيوي لمواجهة القوات الإيرانية والنظامية السورية أي تقدم لقوات المعارضة السورية بدعم أميركي- أردني على الجبهة الجنوبية نحو محافظة درعا... والذي يحكى عنه منذ مدة. وهو ما يفسر حشد جيش الأسد ودفع «حزب الله» مزيداً من المقاتلين نحو الطريق المؤدية إلى هذا المعبر.

وعين قادة «الحرس الثوري» على تهيؤ قوات التحالف العربي للسيطرة على مرفأ الحديدة في اليمن، للحد من تهريب الأسلحة إلى الحوثيين، تمهيداً لحصرهم في مناطق جبلية بعيدة، وعلى العقوبات التي يروج لها ضد «حزب الله» في لبنان، بسبب استمرار تدخله في سورية عبر الحدود.

 

أميركا وضعت خططاً للتصدي لإيران

راغدة درغام/الحياة/26 أيار/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=55658

حصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب على كل ما حلم به في قمم الرياض من حفاوةٍ، وتدفق الأموال على الاقتصاد الأميركي وعلى الميزانية المطلوبة للنظام الجديد لمحاربة الإرهاب، واستعداد دول مسلمة وعربية لتوفير قوة احتياط من 34 ألف جندي لمواجهة الإرهاب في سورية والعراق، واستعداد لعلاقات طبيعية مع إسرائيل إذا وافقت على المبادرة العربية للسلام برعاية أميركية. هذه ذخيرة قيِّمة لرئيس جديد التقى قادة وممثلي أكثر من 55 دولة عربية وإسلامية في محطة واحدة قبل أن يتوجه إلى إسرائيل وفلسطين في زيارة ناجحة ثم إلى الفاتيكان وبعده إلى بروكسيل ليتلقاه الحلفاء الأوروبيون بارتياح لمجرد أنه اختار التحاور والتعاون بدلاً من خطاب المواجهة والتحجيم الذي تبناه إزاء حلف «الناتو» وأثناء الحملة الانتخابية.

خارج الولايات المتحدة بدا دونالد ترامب رئيساً يؤخذ بجدية حتى حين لاحقته أنباء الداخل الأميركي بتهم احتمال تعطيل العدالة والتعتيم على علاقات مشبوهة مع روسيا. فلا خيار آخر أمام العالم سوى التعاطي مع الرئيس الأميركي في السلطة مهما كانت أوضاعه الداخلية، لأن القبوع في انتظار المعارك السياسية المحلية أو إصدار قرارات العزل فيه مغامرة. ومع هذا، هناك فارق بين الواقعية والعملية في كيفية التعامل مع رئاسة ترامب وبين الإفراط في الاستثمار فيه وتوسيع بيكار التوقعات من الرئيس الأميركي أو من الولايات المتحدة. فلا شيء يدوم في العلاقات الأميركية مع الدول العربية خصوصاً، لأن المصالح الأميركية الأساسية الدائمة لا تشمل هذه الدول كما تشمل إسرائيل، على سبيل المثال، والتي هي جزء من السياسة الداخلية الأميركية. إيران ليست من الثوابت في الحسابات الأميركية الاستراتيجية، ولذلك فهذه الحقبة من العلاقات الأميركية- الإيرانية- العربية تستحق القراءة العميقة، لا سيما على ضوء الانتخابات الرئاسية التي أبقت الرئيس الإصلاحي حسن روحاني في الرئاسة ووجَّهت صفعة قاسية لـ «الحرس الثوري» المتطرف وأبطاله على نسق قاسم سليماني. فإبرة البوصلة في العلاقات الثلاثية لم تستقر، وهذه مرحلة التموضع في موازين التصعيد وآفاق التفاهمات.

صدرت مواقف قوية وبيانات عنيفة عن قمم الرياض طالبت إيران بالكف عن التوغل في الأراضي العربية وعن دعم الميليشيات والإرهاب. البيان الأميركي- السعودي المشترك الذي صدر عن القمة الثنائية أكد العزم على العمل معاً لاحتواء التهديدات الإيرانية لدول المنطقة والعالم وتدخلات طهران «الشريرة في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وإشعالها الفتن الطائفية، ودعمها الإرهاب، وما تقوم به من جهود لزعزعة استقرار دول المنطقة». أكد البيان العزم على التصدي لـ «الميليشيات» التي تدعمها طهران، كما دعم الطرفان الحكومة اللبنانية لنزع سلاح «حزب الله» وحصر السلاح بالمؤسسة العسكرية الشرعية.

الثقوب في هذه التعهدات تكمن في قيود تنفيذها، فالمواجهة العسكرية المباشرة مع إيران ليست جزءاً من الاستراتيجية الأميركية نحو طهران كقرار مسبق. إنما ما أبلغته إدارة ترامب، بأفعالها، هو أن لتهديداتها طعم الصدقية والتنفيذ -كما أثبت الرئيس دونالد ترامب عندما قصف في كل من سورية وأفغانستان-. ولذلك، على طهران أن تفهم ما بين طيّات الرسالة الأميركية وأن تدرك أن الإنذار حقيقي وليس بلا صدقية.

الرجال الذين نجحوا حتى الآن في صنع السياسة الخارجية، على رغم معارضة ومحاربة زمرة المحافظين الجدد في البيت الأبيض، هم العسكريون الكبار في ما يسمى «محور الراشدين». السياسة الاستراتيجية نحو إيران تنطلق من فكر قائم على مبدأ ضخ الزخم Surge لاستعادة القوة وإبرازها ميدانياً لتكون قاعدةً للتفاهمات. كنقطة انطلاق، إن السياسة الرئيسية لإدارة ترامب نحو إيران طبقاً لمصادر مقربة من صنع القرار هي التصعيد اللفظي والسياسي والاقتصادي بهدف «عزلها وتصنيفها دولة خارجة عن القانون طالما تدعم الإرهاب وتصنع الميليشيات» للتدخل في الدول الأخرى. الاستراتيجية الأميركية لا تنطوي على اعتزام التصعيد عسكرياً ضد إيران في عقر دارها، لكن الاستعدادات الأميركية تشمل تسهيل التصدي للميليشيات الإيرانية في سورية والعراق، وربما لـ «حزب الله» في لبنان إذا برزت الحاجة، وهي لن تبرز إذا رجحت كفة التفاهمات مع طهران.

المعادلة قائمة على مبدأ الترغيب والتهديد في فنون صنع الصفقات. فإذا فهمت القيادة في طهران أن واشنطن جدية في تطويقها وعزلها ومعاقبتها على استمرارها في سياسات التوسع الإقليمي وقررت الكف عن هذه الأنماط، ستجد أن إدارة ترامب جاهزة للعمل معها بناءً على التقدم المحرز فعلياً ميدانياً وليس على أساس حنكة الوعود العائمة. هذا يعني أن على «الحرس الثوري» أن ينسحب من سورية والعراق ويسحب «ميليشياته» معه ليتخلى عن مشروع «الهلال الفارسي». في المقابل، تحصل إيران على وعد أميركي بعدم العودة إلى سياسة العزل والتطويق وكذلك بالمكافأة عبر رفع العقوبات تدريجياً. أما إذا قررت طهران التصعيد والمواجهة، فإن واشنطن جاهزة «لرسم الخطوط في مكان ما» بحسب مصدر مطلع، مؤكداً «عندنا الآن أكثر من خيار في إطار ائتلافاتنا».

«اخرجوا بقرار منكم، وإلا سندفعكم إلى الخروج طرداً»، يقول المصدر المقرب من صنع القرار في إدارة ترامب ملخصاً السياسة نحو توسع إيران في سورية والعراق. يقول إن الاستراتيجية الأميركية تفضل إقناع روسيا بالتنصل من إيران والرئيس السوري بشار الأسد، إنما إذا فشلت أساليب الإقناع، فإن على الكل أن يفهم أن لا تعايش مع استمرار التوسع والهيمنة الإيرانية الإقليمية. وللتأكيد، فإن المسؤول لم يكن يتحدث عن قوات أميركية على الأرض، وإنما عن استراتيجية عسكرية جديدة تجمع بين القدرات الأميركية العسكرية المتفوقة وبين قوى غير أميركية في مواقع القتال.

مصادر غير أميركية توقعت أن تكون أولوية الرئيس الإصلاحي الإيراني -بعدما تلقى ولاية شعبية تمثل صفعة للمتطرفين- أن يتجنب المواجهة مع الولايات المتحدة داخل سورية والعراق ولبنان أو على الساحة الإيرانية. طهران لن تقدم على الخطوة الأولى في المواجهة، إنما السؤال هو: ماذا ستفعل إيران إذا قررت الولايات المتحدة أن تطاردها لإخراجها من سورية والعراق وكذلك لاحتواء ورقتها الثمينة وهي «حزب الله» في لبنان. الإجابة على هذا السؤال ربما تكمن في العلاقة الأميركية- الروسية ومصيرها. فإذا انتهت العلاقة بصفقة تُلزم إيران الانسحاب من سورية والعراق وتبقي لها ورقة «حزب الله» في لبنان بضمانات تحييد وإبطال الصواريخ التي يملكها، قد يكون ذلك أفضل الخيارات في موازين التفاهمات. أما إذا أصرَّت طهران على مشروع «هلالها» ورفضت الرضوخ للتفاهمات أو للمواجهات، ستجد أن جنرالات البيت الأبيض ووزارة الدفاع قد وضعوا خطط التصدي لها في أكثر من موقع في رادارها الإقليمي.

لعل صناع القرار في طهران يقررون المماطلة والمراوغة وشراء الوقت أملاً في أن تؤدي المحاسبة الداخلية لدونالد ترامب إلى عزله عن السلطة. فهذا الرجل هو نقيض الرجل الذي كان قبله في البيت الأبيض، باراك أوباما، الذي وقع في عشق إيران وانصبّ على إرضائها. لعل طهران ترى أن مصلحتها تقتضي الانتظار إلى حين وضوح شتى المعارك في الوزارات الأميركية والبيت الأبيض بين صقور المحافظين الجدد وبين جنرالات محور الراشدين، آملة بانقضاض الصقور على الجنرالات. فكل شيء وارد في الولايات المتحدة. إنما منطقياً، حتى إذا أثبتت التحقيقات تورط دونالد ترامب مع روسيا بعلاقات مشبوهة وأدى ذلك إلى عزله، إن السياسة الأميركية الجديدة التي يتبناها نائب الرئيس ستبقى سارية. ثم إن العزل impeachment الذي بات كلمة سائدة على لسان الذين لا يفهمون عملية العزل، هو عملية معقدة وطويلة وتبريره ليس سهلاً إلا إذا وقع في خانة تهديد الأمن القومي الأميركي.

دونالد ترامب رئيس أميركي استقطب العداء مع الاستخبارات والإعلام وبات الاثنان متربصين له، ولذلك إنه في خطر. إنه في خطر لأنه أفضل أعداء نفسه، كونه مغروراً يرفض التأقلم والإقرار بالخطأ. أميركا منقسمة حقاً منذ عهد باراك أوباما، وهي أعمق انقساماً الآن، لكن الأميركيين لا يريدون لبلدهم الانهيار مهما كان. لذلك، تحرص الدول على استمرار التعامل مع إدارة ترامب بكل مهنية وجدية.قمم الرياض أبهرت ترامب وكانت فعلاً تاريخية في أكثر من مكان ومجال. إنما واقع الأمر أنه لم يكن هناك خيار آخر لأن استعادة العلاقات الأميركية- السعودية هي في رأي الرياض العصب الأساسي لضمان الأمن القومي السعودي ولتنفيذ الرؤية التي اعتمدتها القيادة السعودية عنواناً لازدهارها.

 

نحن والتاريخ

 حسام عيتاني/الحياة/26 أيار/17

مع اقتراب الذكرى الخمسين لهزيمة 1967، يعيد التاريخ الظهور بقوة كمشكلة غير قابلة للحل في الحاضر العربي. لم تخرج دراسات الحرب التي غيرت الدول العربية تغييراً عميقاً، من الحيز الأكاديمي، فيما فضلت الحكومات التي احتفظت بسلطتها على الرغم من الكارثة التي صنعتها بأيديها، تجاهل الموضوع والتستر عليه واختراع حلول تلفيقية للإشكاليات التي رفعتها هزيمة حزيران (يونيو). ليس صحيحاً أولاً، أن حرب تشرين الأول (أكتوبر) 1973 قد لأمت جرح 1967. الإطناب في الحديث عن انتصار أكتوبر و «حرب تشرين التحريرية» والاحتفال به لم يخدما غير سياسات أنور السادات في مصر وحافظ الأسد في سورية. بيد أن هذا وغيره من محاولات التعتيم على التاريخ بذريعة أن النصر قد جبّ الهزيمة، وأن الله قد عفا عما مضى، يقول شيئاً آخر. يقول، على سبيل المثال، إن السلطات العربية لا تريد كتابة تاريخ قريب من الواقع لما جرى. ولا تريد الاعتراف بأنها هي، قبل إسرائيل والغرب والمؤامرات الدولية، من صنع الهزيمة، وأنها ما زالت حتى اليوم مقيمة على النهج ذاته في التعمية على الحقائق وابتكار الأعداء والتهرب من مسؤولية الفشل الظاهر أمام كل عين.

معروف أن المنتصر يكتب التاريخ. وأن التأريخ (مع الهمزة) مجال تتراجع فيه الموضوعية لمصلحة الانحيازات المسبقة والانتماءات والهويات الناظمة للسياسة والمحددة للوعي. عينة على ذلك ما فعله كثر من المؤرخين المصريين بلائمة الهزيمة على الأسلوب الذي أدار به المشير عبد الحكيم عامر الجيش في الخمسينات والستينات. وأن انعدام كفاءة عامر كان بمثابة فضيحة معلنة ومهزلة ظاهرة للعيان. وفسر المؤرخون هؤلاء كيفية وصول شخص كهذا إلى قمة الجيش المصري بإعادتها إلى الصداقة المتينة التي ربطته بجمال عبد الناصر والود الذي كان يكنه الثاني للأول. في واقع الأمر يزيد التفسير المذكور الطين بلة. فبدلاً من معايير الكفاءة والمساءلة والمسؤولية والنجاح في إنجاز المهمات، تحل صفات الصداقة والود والولاء الشخصي.

ينفي ذلك عن الدولة أولى صفاتها كمؤسسة تخضع لأحكام عقلانية وتقوم على مصالح وحسابات وعلى حسن أداء الواجبات وليست سهرة سمر مع الأوفياء من الخلان. والأهم أنه يهدم الفكرة القائلة إن الدولة خاضعة (أو ينبغي أن تخضع) لرقابة من تدعي تمثيلهم.

بهذا المعنى يمكن فهم التاريخ الرسمي العربي على أنه تاريخ روايات السلطات الحاكمة ومبرراتها وتقع هذه على مسافة بعيدة من الواقع والحقيقة. وإذا كانت واحدة من مهمات السلطة هي الترويج لخطابها ولرؤيتها إلى العالم، فإن القدرة على نقد (ثم نقض) هذين الخطاب والرؤية تتعلق بما يختزنه المجتمع من رؤى بديلة هي بالتحديد رؤى قوى التغيير. هنا تُفتح إشكالية عربية جديدة: ما هي القوى الحائزة على رؤية بديلة أعمق وأكثر عقلانية من روايات السلطة؟ الإسلاميون بأطيافهم؟ اليسار؟ منظمات المجتمع المدني؟ «تأريخ» هذه القوى ورواياتها التاريخية تلتزم بدقة بوصفة السعي إلى استبدال رواية السلطة القائمة برواية سلطة آتية. ولعل مسألة كتابة التاريخ العربي، والتي سنواجه فيها بعد سنوات قليلة معضلة تتمثل في تعريف وتوصيف الثورات التي شهدتها منطقتنا، واحدة من وجوه المأزق العربي العام الذي يصح اختصاره بهزال المجتمع وتغوّل الدولة. فلا يعود التاريخ، والحال على هذا النحو، غير تكرار لروايات السلطان، ويستأنف المؤرخ العربي دوره ككاتب «للمرايا»، ذاك الصنف الأدبي الذي يطمح فيه المثقف أن يكون حاجباً عند «صاحب الأمر».

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

يونان وأفرام الثاني وساكو التقوا نائب الرئيس الأميركي: للمحافظة على وجود مسيحيي الشرق وان ينعم الجميع بالسلام والأمان

الخميس 25 أيار 2017/وطنية - أعلن المكتب الاعلام لبطريركية السريان الكاثوليك الأنطاكية، في بيان، ان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، وبطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس مار اغناطيوس افرام الثاني، وبطريرك بابل على الكلدان مار لويس روفائيل الأول ساكو، التقوا بنائب الرئيس الأميركي مايكل بينس، في البيت الأبيض في واشنطن، وذلك بمشاركة رئيس أساقفة فيينا الكاردينال كريستوف شونبورن، ورئيس منظمة المشترعين الكاثوليك الدوليين الدكتور كريستيان فون غوزو، اللذين نظما اللقاء ودعوا إليه. وأشار المكتب إلى ان البطاركة بحثوا مع نائب الرئيس الأميركي "الأوضاع العامة في الشرق الأوسط والحضور المسيحي فيه، وما يعانيه مسيحيو الشرق وما يتعرضون له من جراء الحروب والنزاعات والصراعات وأعمال العنف والإضطهاد والإقتلاع والتهجير القسري من أرض الآباء والأجداد، وبخاصة الأوضاع في العراق وسوريا ولبنان، مؤكدين أن المسيحيين هم سكان الأرض الأصليون، وأنه من الأهمية والضرورة المحافظة على وجودهم وبقائهم واستمرارهم في أداء الشهادة لإيمانهم المسيحي ولإنجيل المحبة والسلام في أرضهم في الشرق، بالحرية والكرامة الإنسانية والمساواة الكاملة مع إخوتهم وشركائهم في الوطن إلى أي دين أو قومية انتموا، وأن ينعم الجميع بالسلام والأمان والطمأنينة". وذكر ان نائب الرئيس الأميركي أبدى "التفهم الكامل لما عرضه البطاركة"، واعدا ب"العمل على تعزيز السلام والحوار وحماية المسحيين في الشرق".وأثنى البطاركة على "ما جاء في هذا الإطار في اللقاء المعزي والباعث الأمل والرجاء الذي تم بين قداسة البابا فرنسيس والرئيس الأميركي دونالد ترامب في الفاتيكان، حيث جرى التأكيد على "تعزيز السلام في العالم من خلال المفاوضات السياسية والحوار بين الديانات، مع الإشارة بشكل خاص إلى الوضع في الشرق الأوسط وحماية الطوائف المسيحية". وكان البطاركة والكاردينال شونبورن والدكتور فون غوزو قد التقوا على هامش زيارتهم واشنطن، بمسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية، وبعدد من أعضاء الكونغرس الأميركي، وبناشطين في منظمات غير حكومية تعنى بشؤون مسيحيي الشرق الأوسط "وبحثوا معهم في الحضور المسيحي في الشرق وضرورة المحافظة عليه". كما حلوا ضيوفا على السفير البابوي في الولايات المتحدة رئيس الأساقفة المطران كريستوف بيار، في مقر السفارة في واشنطن.وحضر هذه اللقاءات النائب البطريركي لأبرشية شرقي الولايات المتحدة الأميركية للسريان الأرثوذكس المطران مار ديونوسيوس جان قواق، وراعي أبرشية سيدة النجاة في الولايات المتحدة للسريان الكاثوليك المطران مار برنابا يوسف حبش، وراعي أبرشية مار توما الرسول في شرق الولايات المتحدة للكلدان المطران فرنسيس قلابات، وأمين سر بطريركية السريان الأرثوذكس الأب جوزف بالي، ووأمين سر بطريركية السريان الكاثوليك الأب حبيب مراد، ومستشار الكردينال شونبورن مانويل بغدي.

 

جعجع عرض مع السفيرة الأميركية أوضاع لبنان والمنطقة

الخميس 25 أيار 2017 /وطنية - عرض رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في معراب، مع السفيرة الأميركية اليزابيث ريتشارد، الأوضاع السياسية العامة في لبنان والمنطقة، في حضور مستشار رئيس الحزب للعلاقات الخارجية ايلي خوري.

من جهة أخرى، استقبل جعجع وفدا من ميتم "سيدة العطايا" في زحلة الذي قدم له هدايا تذكارية عبارة عن أعمال حرفية وكتابا يروي تاريخ الميتم منذ تأسيسه. وأنشد الأطفال الأغاني والتراتيل باللغة الفرنسية، ثم التقطوا الصور التذكارية معه. إلى ذلك، التقى جعجع وفدا من مستشفى جمعية الخدمات الاجتماعية في طرابلس ضم رئيس الجمعية الدكتور مصطفى الحلوة، عضو مجلس الإدارة الدكتور رفعت الحلاب، مدير المستشفى الدكتور سامي عطية، والدكتور حسان الخطيب، في حضور مستشار رئيس الحزب للعلاقات الخارجية ايلي خوري، الأمين المساعد لشؤون المصالح في الحزب الدكتور غسان يارد ومنسق "القوات" في طرابلس فادي محفوض.

 

فرنجية استقبل عصام فارس في بنشعي: تحدثنا قليلا عن قانون الانتخاب ولكننا تطرقنا إلى الأمور الحلوة لا البشعة

الخميس 25 أيار 2017 /وطنية - استقبل رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية، في دارته في بنشعي، النائب الأسبق لرلئيس الحكومة عصام فارس، في زيارة عائلية تخللتها مأدبة غداء وعرض لمجمل التطورات والمستجدات الراهنة في لبنان. بعد اللقاء قال فارس: "جئنا نزور صديقنا الحبيب حيث لا يكتمل مشوارنا الا عندما نأتي ونراه، فعلاقتنا أبا عن جد وصداقتنا قوية لا تتزعزع ولا تتغير، وازدادت هذه الصداقة وتوسعت بعد ان استلم الزعامة معالي الوزير سليمان فرنجية. نحن واياه عشنا مشوارا كاملا ومسيرتي السياسية لتسع سنوات في مجلس النواب مع بعضنا، خمس سنوات في ثلاث حكومات مع بعضنا أيضا ولم تتزعزع علاقتنا لحظة، والآن نكمل المشوار، وقد جئنا نسأل خاطر هذا البيت، الله يخليلنا اياك ويحفظك معالي الوزير".وعن أجواء اللقاء لفت الى أنه "عندما يغيب الانسان مدة 12 سنة يتكلم بكثير من الذكريات"، معلنا أنه يمكن ان يعود الى السياسة في لبنان "ويمكن لا"، متمنيا ايجاد صيغة لقانون الانتخابات قبل 20 حزيران كي لا ندخل في طريق مسدود". واعتبر فارس أن "الكل حريص على هذا البلد وواع، والنوايا سليمة، وعندما توجد هذه النوايا من الضروري تنفيذها". وقال: "هناك بعض التجاذبات، البعض يعتبر أنه لا تزال هناك فرصة لايجاد قانون انتخابي غير الستين، وان شاء الله نصل الى هذا القانون والله يقدم الخير".

من جهته قال فرنجية: "نحن ودولة الرئيس تاريخ وصداقة، ونعتبره في كل المراحل أخا كبيرا وأبا، وفي كل المراحل السياسية لم يمر يوم الا وكنا معا في مسيرتنا حتى في الترشح للانتخابات النيابية كنا نترشح سوية مع بعضنا دائما ونستطيع القول ان كل ما تكلمنا به هو الوجدان والتاريخ وكنا نستعيد التاريخ، ونتمنى أن يعود عصام فارس ويعمل في لبنان لان لبنان يحتاج لأوادم كدولة الرئيس". وردا على سؤال عما اذا تم التطرق الى الاوضاع السياسية، قال فرنجية: "تحدثنا قليلا عن قانون الانتخاب، ولكننا تطرقنا الى الأمور الحلوة لا الى الأمور البشعة".

 

شورتر في عيد الملكة إليزابيث: لن نخاف الإرهاب وسنستمر بعملنا ونفتخر بالإستثمار في مستقبل لبنان

الخميس 25 أيار 2017 /وطنية - أكد السفير البريطاني هيوغو شورتر أنه "بالرغم من الاعتداء الإرهابي المروع الذي طال مدينة مانشستر، مستهدفا عددا كبيرا من الأولاد والشباب، اعتدنا أن نحافظ على هدوئنا وأن نستمر في عملنا، لأنكم أنتم اللبنانيين خير من يعرف معنى الصمود والنهوض من جديد، فإن دعمكم يعني لنا الكثير". بهذه الكلمات توجه شورتر الى ضيوفه في الإحتفال بعيد ميلاد الملكة إليزابيث الثانية الواحد والتسعين واليوبيل الياقوتي لاعتلائها العرش، الذي حمل عنوان "الاستثمار في المستقبل"، وذلك في مدرسة القديسة حنة لراهبات البزنسون في بيروت، في حضور ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الوزير نقولا تويني، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي بزي، ممثل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الوزير جمال الجراح، الفنان راغب علامة، وأكثر من 600 ضيف تسنى لهم مشاهدة "ابتكارات علمية بريطانية ساهمت في رسم صورة العالم الحديث وكيفية مساهمتها في بناء المستقبل، كما عكست مقاربة خبرات المملكة المتحدة بالكفاءة اللبنانية للمساعدة في بناء مستقبل أفضل للبنان". وبعدما شارك الحضور في لحظة صمت على أرواح الذين سقطوا، قال شورتر: "رغبنا هذا العام أن نحيي مناسبة ميلاد جلالة الملكة بعنوان: الاستثمار في المستقبل. لكن، يؤلمنا أن نجتمع معا هذا المساء ولم تكد تمضي 48 ساعة على الاعتداء الإرهابي المروع الذي طال مدينة مانشستر، مستهدفا عددا كبيرا من الشباب سالبا منهم مستقبلهم. لكننا اعتدنا أن نحافظ على هدوئنا وأن نستمر في عملنا لأننا لا نخاف الإرهاب ولا نخشاه، بل نتوقف عند هذا الحدث لنتذكر ونحزن لكن لنبقى صامدين في وجه الإرهاب. ولأنكم أنتم اللبنانيين خير من يعرف معنى الصمود والنهوض من جديد، فإن دعمكم يعني لنا كثيرا". أضاف: "إخترنا أن نقيم عيد ميلاد جلالة الملكة في ربوع هذه المدرسة الجميلة، لأن الليلة هي احتفاء بمستقبل لبنان، وبالاستثمارات الاستثنائية التي وظفتها بريطانيا في ذلك المستقبل. نحن شريك في مستقبل لبنان حيث نقدم الدعم: لقطاع التعليم من ناحية جودة التعليم النظامي وغير النظامي؛ ولقطاع التكنولوجيا في لبنان من خلال المركز اللبناني البريطاني للتبادل التكنولوجي وخلق فرص عمل للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة عبر برنامج "إنتاج"؛ بالإضافة الى التعاون مع البلديات استجابة لحاجات المجتمعات المحلية. نحن نقوم بكل تلك المشاريع والكثير غيرها- بما فيها كما تعلمون في مجال الأمن والدفاع- لأننا نؤمن إيمانا راسخا بمستقبل لبنان". وختم شورتر: "لن يخلو العالم من أشخاص يسعون دوما إلى وقف مسيرة التقدم لتدمير الأحلام والتطلعات كما أظهرت الاعتداءات الجبانة في مدينة مانشستر. لكن ما من أحد على الإطلاق يستطيع أن يقف في وجه القدرات البسيطة لدى الأشخاص الذين يسعون جاهدين لبناء مستقبل أفضل. ينعم لبنان بأبناء قادرين على الصمود وموهوبين وملهمين. ولهذا السبب، أنا فخور بأن نستثمر معا في مستقبل زاهر ومشرق". حضر الاحتفال أيضا خريجو منح تشيفننغ التي تقدمها الحكومة البريطانية لمتابعة الدراسات العليا في المملكة المتحدة، وخريج الجامعة الأميركية في بيروت أنترانيك سيفيليان الذي تم اختياره من بين 6000 مرشح للفوز بمنحة غيتس الدراسية لمتابعة ماجيستير في الفيزياء الفلكية في جامعة كامبريدج.

 

الحريري جال في طرابلس متفقدا مشاريع إنمائية قيد التنفيذ

الخميس 25 أيار 2017/وطنية - جال رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ظهر اليوم، يرافقه وزير الثقافة غطاس خوري في مدينة طرابلس، وتفقد عددا من المشاريع الانمائية التي يجري تنفيذها في محافظة الشمال، وكان في استقباله الوزيران محمد كبارة ومعين المرعبي وعدد من نواب طرابلس والضنية وعكار ومحافظ الشمال رمزي نهرا والامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير ورئيس بلدية طرابلس احمد قمرالدين ورئيس بلدية الميناء عبدالقادر علم الدين ورئيس غرفة التجارة توفيق دبوسي ورجال دين وعدد كبير من المواطنين الذين نحروا الخراف مرحبين به في المدينة. واستمع الحريري الى شرح مفصل على الخرائط من رئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر ومستشار الحريري للشؤون الانمائية فادي فواز عن سير تنفيذ مشروع الطريق الدائري الغربي لمدينة طرابلس، الذي يربط مناطق الميناء وطرابلس والبداوي، وهو يبدأ بالقرب من فندق "الكواليتي ان" وينتهي عند شركة البترول اي بي سي، واطلع على تفاصيل العمل به وقد انجز جزء كبير منه بطول 1800 متر ومن المتوقع انتهاء العمل به أواخر العام الحالي. بعد ذلك، انتقل الحريري لتفقد مشروع المنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس. وتفقد الحريري والوفد المرافق له سوق الخضار الحديثة الذي انجز العمل به في منطقة المرفأ في طرابلس وهو الذي سيحل مكان السوق القديمة ويضم حوالى 184 مخزنا، ثم زار مشروع اعادة تأهيل واجهات المباني المتضررة جراء الاشتباكات التي كانت تحصل في مناطق البكار وبعل محسن والمنكوبين، ومن المقرر ان يستغرق تنفيذ المشروع ستة اشهر. كذلك تفقد الحريري خان العسكر في منطقة الدباغة في طرابلس الذي اعيد ترميمه بعد ان كانت تسكنه عائلات مهجرة. ثم توجه الى منطقة ابو سمرا حيث تفقد الاعمال في المدرسة النموذجية ودار المعلمين حيث من المتوقع ان ينتهي العمل في هذا المشروع نهاية العام الحالي. وتفقد المبنى التابع للجامعة اللبنانية في منطقة رأسمسقا حيث يتم تشييد مبنى لكل من كليتي الهندسة والعمارة بتمويل من البنك الاسلامي للتنمية تبلغ قيمته 57 مليون دولار على ان ينجز العمل به نهاية عام 2017. واطلع أيضا على الاعمال في مبنى كلية العلوم التابعة للجامعة ايضا ويمولها بشكل جزئي الصندوق السعودي للتنمية. واختتم جولته بتفقد مشاريع البنى التحتية للمدينة واطلع على الاعمال فيه، ثم لبى دعوة مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار الى غداء تكريمي اقامه على شرفه في مطعم "الشاطئ الفضي" في الميناء، حضره نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري وكبارة والمرعبي وعدد من النواب ورجال الدين والشخصيات وفاعليات المنطقة.

 

الراعي استقبل شخصيات وتلقى دعوة إلى إفطار دار الأيتام الخازن: فسحة الأمل بقانون انتخاب جديد بدأت تضيق ولم تعد تحتمل أي تأجيل

الخميس 25 أيار 2017 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، نائب رئيس جامعة سيدة اللويزة الدكتور سهيل مطر الذي عرض لتفاصيل الإحتفال الذي ستقيمه ادارة جامعة سيدة اللويزة في برسا- الكورة لتدشين المباني الجديدة التابعة لها، مؤكدا على "ضرورة متابعة هذه الجامعة مسيرتها بالتطلع إلى تحقيق أهدافها الأساسية وتأمين استمراريتها بما يتناسب مع الدور الذي تقوم به اليوم". وأشار مطر خلال اللقاء إلى موضوع اعلان مجموعة من الندوات والمحاضرات تصب كلها في دراسة اوضاع لبنان بعد مئة سنة على انشائه ككيان لبناني سنة 1920، لافتا إلى ان "هذا الموضوع عزيز على قلب صاحب الغبطة لأن البطريركية المارونية هي التي لعبت الدور الأساسي في تكوين هذا الوطن. من هنا رأينا انه لا بد من احياء هذه المناسبة بكثير من الدراسات العلمية التي يجب ان تصب في عملية بناء الدولة".

دار الأيتام

بعد ذلك، تسلم الراعي من المدير العام لمؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان- دار الايتام الاسلامية الوزير السابق خالد قباني، دعوة للمشاركة في الإفطار الرمضاني المركزي الذي سيقام في مجمع البيال في شهر حزيران المقبل، في حضور رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد الحريري ورؤساء حكومات سابقين.

وأمل قباني بعد اللقاء ان "يحمل شهر رمضان المبارك معه، المزيد من الأمن والإستقرار للبنان في ظل ما تشهده المنطقة والعالم من تطورات". والتقى الراعي وفدا من منظمة Handicap International ضم مدير عمليات مكتب المنظمة في لبنان الضابط المتقاعد محمد القعقور، المسؤول عن البرنامج صاموئيل دوفو والمنسقة ريتا حبيب. وعرض أعضاء الوفد لأبرز النشاطات التي تقوم بها المنظمة في لبنان من عمليات نزع ألغام في شمالي لبنان، في كل من مناطق البترون وحدث الجبة وبشري بالتعاون والتنسيق مع الجيش اللبناني، اضافة الى العون الذي تقدمه المنظمة للمعوقين جراء انفجار الألغام وغيرهم ممن هم بحاجة الى المساعدة من مختلف الأعمار والطوائف". يشار الى ان هذه المنظمة الفرنسية كانت قد تأسست في افغانستان منذ نحو 33 سنة، وافتتحت مكتبا لها في لبنان في العام 2006 يضم نحو خمسين شخصا يعملون اليوم في نزع الألغام من اراضي في شمال لبنان ومقرهم الرئيسي في مدرسة تولا الرسمية في الشمال.

ثم استقبل البطريرك الماروني رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، على رأس وفد من اعضاء هيئة المكتب الإداري في المجلس، في زيارة عرض خلالها الأوضاع على الساحة الداخلية ولا سيما الإقتصادية منها وما يعانيه المواطن من مصاعب وبطالة خانقة جراء أزمة النزوح.

وقال الخازن "إن فسحة الأمل بقانون انتخابي جديد بدأت تضيق الى درجة انها لم تعد تحتمل اي تأجيل او تمديد للمهل"، لافتا الى ان "غبطته بذل وما زال اقصى المحاولات لدفع الأفرقاء الى انجاز قانون انتخابي عادل يراعي المناصفة الحقيقية باعتباره ركنا اساسيا في الحفاظ على الدستور والمؤسسات، والا فان التهرب من هذه المسؤولية سوف يؤدي الى شل الدولة وتعطيل مؤسساتها وهو ما يمكن ان نصل اليه بشكل مأساوي مهين". وأضاف الخازن: "لذلك طرح غبطة البطريرك الراعي فرصة الإعتراف بالفشل عن تأمين قانون انتخابي جديد يحل محل القانون الساري المفعول، ليؤمن استمرارية لحكم المؤسسات لئلا نقع في الفراغ والفوضى والضياع وذهاب الكيان رمة في مهب الحرائق المشتعلة في المنطقة والتي جزأت الموحد من دول المنطقة".ومن زوار الصرح وفد من المؤسسة الفرنسية اللبنانية المارونية في باريس ضم المونسنيور امين شاهين، كريستيان لوشون ونصر ابو ديوان في زيارة التماس بركة.

 

نص خطاب السيد حسن نصرالله

نصرالله من الهرمل: هناك أفكار وطروحات جديدة يمكن أن توصل إلى نتيجة طيبة على مستوى قانون إنتخابي جديد

الخميس 25 أيار 2017 /وطنية - أحيا "حزب الله" الذكرى 17 لعيد المقاومة والتحرير، باحتفال أقامه في مدينة الهرمل، تحت شعار "وكان وعدا مفعولا"، حضره ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الوزير السابق غابي ليون، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري مسؤول حركة "أمل" في البقاع مصطفى فوعاني، وزير الصناعة حسين الحاج حسن، السفيران السوري علي عبد الكريم علي والايراني محمد فتحعلي، وزراء ونواب حاليون وسابقون، شخصيات عسكرية وحزبية، ورجال دين، ممثلو منظمات يمنية وعراقية وحشد من المؤيدين.

بداية، آيات من الذكر الحكيم، ثم النشيد الوطني ونشيد "حزب الله"، فكلمة تقديم من الشاعر علي عباس، تلاها اناشيد من وحي المناسبة.

بعد ذلك، أطل الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله عبر الشاشة، ملقيا كلمة رحب فيها بالحضور وباسم أهل الهرمل "في مدينة الشهداء"، وفي "هذا العيد الوطني الكبير والعظيم، عيد المقاومة والتحرير". وقال: "نحن في هذا العام انتخبنا مدينة الهرمل لاحتفالنا الوطني هذا، لنعبر عن موقع هذه المدينة وعن موقع هذا القضاء وأهل هذه البلدات، وبالتالي أيضا نعبر عن أهل وموقع وموقف أهل بعلبك الهرمل ومحافظة بعلبك الهرمل وأهل البقاع عموما في هذا الانتصار العظيم الذي تحقق عام 2000، 25 أيار 2000".

أضاف: "شباب هذه المنطقة الذين لبوا النداء منذ الأيام الأولى وملأوا خطوط المواجهة ومعسكرات التدريب في محاور الجنوب وفي محاور البقاع الغربي، وقدموا الشهداء وذهب منهم مجاهدون إلى زنازين الأسر، اعتقلوا وأسروا وما زال في بيوتهم مئات الجرحى، عوائل الشهداء وعوائل الجرحى، والمجاهدون في هذه المنطقة، والبيئة الحاضنة التي شكلها أهل هذه المنطقة للمقاومة منذ بداياتها الأولى، في زمن الغربة وفي زمن الوحدة وفي زمن تخلي العالم، يجب أن يذكر هذا الأمر في كل عيد للمقاومة والتحرير".

ووجه "تحية إلى أهلنا في الهرمل وفي بلداتها وفي كل منطقة بعلبك الهرمل والبقاع، إلى أهلها الأوفياء، إلى الرجال والنساء والصغار والكبار والذين كانوا دائما على العهد منذ الانطلاقة الأولى، وما زالوا الثابتين والأوفياء والمخلصين والحاضرين والملبين لكل نداء، والمستعدين لكل موقف يتطلب الشجاعة أو التضحية أو العطاء بلا حدود أو الجود، كما هو الحال في السابق وفي الحاضر وسيكون في المستقبل إن شاء الله".

ثم تحدث عن المناسبة، قائلا "بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، هناك مقطع من الكلام يجب أن يعاد في بداية خطاب كل سنة، هذا المضمون ذكرته عام 2016 وعام 2015 و2014 ويجب أن يقال وأن يعاد أولا لتطلع عليه الأجيال من شباب ومن شابات لبنان والعالم العربي والإسلامي الذين لم يولدوا أو لم يعاصروا ذكرى التحرير وأحداث المقاومة عام 2000 وقبل عام 2000، وللذين عايشوا وعاصروا للتزود من هذه الحادثة التاريخية.

للتذكير ولتحديد المسؤوليات، بالضبط للانصاف، عندما اجتاحت إسرائيل لبنان عام 1982 وقف العالم كله يتفرج، وعندما احتل الجيش الإسرائيلي، جيش الإحتلال، ما يقارب نصف لبنان ومن ضمنها العاصمة بيروت لم يحرك أحد في العالم ساكنا. اللبنانيون اتخذوا قرار مقاومة الاحتلال وتحرير الأرض، الأحزاب والحركات والفصائل الإسلامية والوطنية في لبنان أخذت هذا القرار وبدأت بإمكانياتها المتواضعة وانطلقت المقاومة وواصلت جهدها وأنجز التحرير على مراحل وكان الانتصار الكبير في 25 أيار 2000".

وتابع: "في ذلك الوقت من ال1982 وإلى 2000 لم ينتظر من آمن بالمقاومة ـ هذا كله كلام ليس جديدا ولكن للتذكيرـ لم ينتظر من آمن بالمقاومة لا دولا عربية ولا إسلامية ولا غربية ولا أميركا ولا مجلس أمن ولا جامعة دول عربية ولا مؤتمرا إسلاميا، بل بالعكس كانت أميركا والغرب وبعض الدول العربية تقدم الدعم والمساندة لإسرائيل لاحتلال لبنان، ولم ينتظر من آمن بالمقاومة إجماعا وطنيا داخليا بسبب الانقسام ولا دعما خارجيا، نعم في 25 أيار 2017 يجب أن نعيد إلى ذاكرة العالم واللبنانيين أن الدولتين الوحيدتين في العالم اللتين وقفتا إلى جانب الشعب اللبناني في مقاومة الإحتلال وتحرير الأرض وصنع الانتصار هما فقط وفقط وفقط وفقط الجمهورية الإسلامية في إيران والجمهورية العربية السورية، لم يكن هناك أي موقف وأي موقع وأي مساندة وأي دعم لا من دول غربية ولا من دول عربية ولا سعودية ولا خليجية ولا أحد، فيما كان العالم كله يقدم الدعم والحماية لإسرائيل".

واستطرد: "يجب أن تعرف أجيالنا الحاضرة وأن نذكر الجميع أن هذا الانتصار الوطني والقومي والإنساني الكبير، هو حصيلة تضحيات المقاومين اللبنانيين من جميع الحركات والفصائل، من المقاومة الإسلامية إلى أفواج المقاومة اللبنانية- أمل، إلى أحزاب وفصائل المقاومة الوطنية اللبنانية، وإلى جانبهم إخوانهم من فصائل المقاومة الفلسطينية الذين شاركوا في القتال وفي العمليات، وقدموا أعدادا كبيرة من الشهداء، وأيضا قوات الجيش السوري التي تحملت أعباء كبيرة في تلك السنوات وفي تلك المواجهات.

وفي هذا السياق يجب دائما أن تذكر أسماء لها صلة لهذا الانتصار إيجادا وتأسيسا واستمرارا: الإمام القائد السيد موسى الصدر أعادها الله بخير ورفيقيه، سيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي، شيخ شهداء المقاومة الإسلامية الشيخ راغب حرب، القائد الجهادي الكبير الحاج عماد مغنية، وهذا أيضا ما يرتبط بكل الأسماء والقادة من كل الفصائل ومن كل الشخصيات".

وأردف: "هذا الانتصار هو نتيجة صمود الشعب وخصوصا في الجنوب وفي البقاع، وبالأخص في المناطق الأمامية وتضحيات هذا الشعب وصبره وتحمله واحتضانه للمقاومة. هذا الانتصار هو أيضا نتيجة التضحيات الجسيمة التي تحملها الجيش اللبناني والقوى الأمنية في مراحل مختلفة من هذه المعركة ومن هذا الصراع.

هذا الانتصار هو أيضا نتيجة للتعاون الوثيق قبل عام 2000 وبعدهـ ولكن عندما نتحدث عن عام 2000ـ قبل عام 2000 بين المقاومة والدولة والجيش، هذه العلاقة التي حمتها الثقة المتبادلة والاحترام والإيمان الواحد بمواجهة الإحتلال. يجب دائما أن يذكر أن هذا الانتصار التاريخي حصل في المرحلة التي كان يتولى فيها مسؤولية الدولة في لبنان على مستوى رئاسة الجمهورية فخامة الرئيس العماد إميل لحود، على مستوى رئاسة مجلس النواب دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري، وعلى مستوى رئاسة مجلس الوزراء دولة الرئيس الدكتور سليم الحص. هذا يجب أيضا أن يعاد وأن يذكر به في كل مناسبة".

أضاف: "العبرة الأساسية التي آخذها اليوم من كل هذا الحديث هي ما يلي: إن المسألة في مواجهة الاحتلال أو في مواجهة المؤامرات المشبوهة أو في وجه الإعتداءات الخارجية، ترتبط بالدرجة الأولى بإرادتكم وتصميكم، بعزمكم، بإيمانكم، بإيمان أي شعب. أما إذا (هذا الشعب) كان لا يملك العزم ولا التصميم ولا الإيمان ولا الوعي، وإنما تتملكه روح الهزيمة والتواكل وانتظار الآخرين في العالم، الآخرون ما جاءوا ولم يجيئوا، ما أتوا ولم يأتوا.

المسألة ترتبط بكم، بإرادتكم. الذي يصنع اليوم مصير شعوب ودول وحكومات هذه المنطقة هي إرادة شعوب هذه المنطقة، في سوريا والعراق، في إيران وفي اليمن وفي البحرين في كل بلد يتعرض للتهديد وللمؤامرة وللاحتلال، في فلسطين التي راهن الصهاينة على موت الجيل الأول والجيل الثاني وذهاب الأجيال الباقية إلى دائرة النسيان والتخلي والاهتمام بقضايا أخرى، والمفاجأة الكبيرة في فلسطين أن المقاومة تنتقل من جيل إلى جيل وأن أغلب الاستشهاديين وحملة السكاكين والصامدين في الجبهة في ساحات المواجهة هم من جيل الشباب سواء كانوا ذكورا أم إناثا.

المسألة إذا هنا وما هو آت في الأيام والأسابيع والشهور والسنوات المقبلة تصنعونه أنتم، لا يستطيع أحد أن يصنعه لكم، لا يستطيع أحد، لا أميركا ولا أحد في هذا العالم. عندما إجتاحت إسرائيل كما ذكرت قبل قليل في العام 1982 كان العالم معها. ولأن اللبنانيين رفضوا الاحتلال، لم يستطع أقوى جيش في المنطقة أن يبقى في لبنان، ولن يستطيع أي جيش في أي مكان في العالم أن يبقى في منطقة يرفضه شعبها، هذه هي العبرة الأساسية وهذه هي نقطة القوة الأساسية، يعني يجب أن نتوكل على الله وأن نثق بأنفسنا وبقدراتنا وبإمكانياتنا وبأننا نستطيع، والدليل الانتصار الكبير في 25 أيار 2000".

وانتقل من المناسبة "إلى بعض العناوين المحلية، قائلا: "بناء على هذه الإرادة وعلى هذه الروح، هذا الأمر هو الذي تكرر في البقاع، في السنوات القليلة الماضية، وفي الهرمل وفي بعلبك، عندما حدث ما حدث في سوريا وقامت الجماعات المسلحة بالسيطرة على أغلب المناطق الحدودية مع البقاع ومع بعلبك- الهرمل، وبدأت تهدد باجتياح القرى والبلدات البقاعية، وهذه القرى والبلدات- ومنها الهرمل- كان لها حظ كبير للأسف من الصواريخ ومن السيارات المفخخة ومن الانتحاريين، أنتم الذين حسمتم الموقف، لم يأت أحد من الخارج ليعينكم، بل كان الخارج يتآمر مع الجماعات المسلحة على أمنكم وعلى أعراضكم وعلى دمائكم، ويقدم لها الدعم الإعلامي والسياسي والمالي والتسليحي، ولم تنتظروا- كما في المقاومة- لم تنتظروا إجماعا وطنيا، بسبب الانقسام الذي كان قائما، ولا أريد أن أفتح هذا الملف كي لا أفتح جروحات، لم تنتظروا أحدا، بل بادرتم بأنفسكم، وإلى جانب جيشكم الوطني وقفتم وواجهتم ودافعتم وقدمتم الشهداء، وكانت المقاومة كلها إلى جانبكم، كما ذهب أبناء الهرمل وابناء بعلبك ليستشهدوا في بلدات الجنوب، جاء شباب الجنوب ليستشهدوا في قرى وجبال وجرود بعلبك الهرمل، هذا القرار هو الذي حمى هذه المنطقة.

لولا إرادتكم وحضوركم ومسارعتكم لحلت النكبة في هذه البلدات وفي هذه القرى، كما حلت النكبة في كل المناطق والقرى والبلدات التي دخلتها الجماعات المسلحة في سوريا أو في العراق أو في اليمن أو في أي مكان آخر".

واستطرد: "إذا، اليوم نحن أمام تكرار لهذه التجربة ولهذا المعنى ولهذا الفهم ولهذه الثقافة، ولكن في ساحة مختلفة ومع عدو مختلف. هذا الإنجاز وهذا الانتصار في مواجهة الجماعات الإرهابية المسلحة تحقق على مراحل:

المرحلة الأولى: عندما تم استيعاب واحتواء هجوم وتمدد المسلحين. والمرحلة الثانية: عندما تم طردهم من أغلب المناطق الحدودية السورية مع لبنان ولم يتبق سوى جزء بسيط من القلمون الغربي المطل على جرود عرسال. المرحلة الثالثة: عندما تم تأمين السلسلة الشرقية بالكامل. وبقيت المرحلة الأخيرة، المرحلة الأخيرة هي جرود عرسال، وهنا أعيد وأكرر الدعوة من جديد، أهل عرسال يجب أن يبذلوا جهدا، والحكومة اللبنانية يجب أن تبذل جهدا، هذا الواقع القائم في جرود عرسال لا يجوز أن يستمر بأي سبب وبأي حجة، نحن حريصون على حقن الدماء وحريصون على إنهاء هذا الملف بالطرق السلمية وبالتسويات الممكنة، ويجب على الجميع أن يبذل جهدا في هذا المجال، لكن في نهاية المطاف لا يمكن البقاء في الوضع القائم وهناك جرود توجد فيها جماعات مسلحة ولديها سيارات مفخخة ولديها انتحاريون، ويمكن أن تهدد هذه المنطقة وقراها وبلداتها في أي لحظة من اللحظات".

وجدد قوله ل"الجماعات المسلحة في هذه الجرود: لا أفق لمعركتكم، ولا أمل لكم، ومسار الحرب القائمة في سوريا وفي العراق مع هذه الجماعات أخذ منحى مختلفا تماما، لذلك فلتكن هناك الفرصة المناسبة للانتهاء من هذا الملف بأفضل وسيلة ممكنة".

أضاف: "في ما يتعلق بالأمن الداخلي في منطقة البقاع وفي محافظة بعلبك الهرمل، الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية تقوم بإجراءات وتدابير مناسبة وجيدة، هذا الأمر كان في الحقيقة مطلب الأهالي ومطلب نواب المنطقة ووزراء المنطقة وفاعليات المنطقة والدولة استجابت على مستوى مؤسساتها العسكرية والأمنية:

أولا: نحن نؤكد على أهمية استمرار الجهد الأمني الرسمي في مواجهة الارتكابات التي تحصل في هذه المنطقة، ومن الواضح أن الأمور قد تحسنت بدرجة كبيرة. وثانيا: نحن ندعو الأهالي إلى مزيد من التعاون مع الجيش والقوى الأمنية لتحقيق هذا الهدف الذي يعود بالخير إلى الجميع وعلى الجميع.

قد تحصل أحيانا بعض الأخطاء، هذا أمر طبيعي لأنه لا يوجد أحد معصوم، ولكن لا تسمحوا لأحد أن يستغل أي خطأ يحصل، على حاجز أو من دورية أمنية أو عسكرية لإثارة الناس ضد الجيش والقوى الأمنية، هذا ما يريد أن يستغله المجرمون والشبكات المسيئة لأهلنا في البقاع ولأمن البقاع ولسلامة البقاع.

يجب أن تحاصر هذه الحالات وتعالج بالحكمة وبالقانون وبالمسؤولية، وثالثا ورابعا: التأكيد على مواصلة هذا العمل ليتكامل أيضا مع كل الجهود في الملف القضائي الذي يعمل عليه في الليل وفي النهار، في موضوع العفو حيث يمكن العفو، وفي الملف الإنمائي وفي الملف الإداري، وفي بقية الملفات".

و"في ما يتعلق بالانتخابات وبقانون الانتخابات في المرحلة المقبلة"، قال: "الوضع طبعا يضيق يوما بعد يوم، يضيق الوقت، لكن ما زلنا نأمل التوصل إلى قانون جديد، وهذا أمل حقيقي، وليس لتهدئة النفوس. خلال اليومين الماصيين، بحسب معلوماتنا ومتابعتنا لأننا جزء من المعنيين والمتابعين، هناك بعض الأفكار الجديدة والطروحات الجديدة التي يمكن أن توصل الجميع إلى نتيجة طيبة على مستوى قانون إنتخابي جديد".

أضاف: "نحن ما زلنا نصر على أهمية الوصول إلى قانون إنتخابي جديد من أجل البلد ومصلحة البلد ومصداقية الجميع. نحن جميعا قلنا لا للفراغ ولا للتمديد ولا لقانون الستين. الذي يحفظ مصلحة البلد ومعنويات الجميع ومصداقية الجميع هو التوصل إلى قانون انتخابي جديد.

عندما يقول فخامة الرئيس العماد عون قبل يومين في مجلس الوزراء، أو في لقاء الصحفيين، إن القوى السياسية أمامها فرصة حتى 20 حزيران للتوصل إلى قانون جديد، يعني من الطبيعي ومن المنطقي أن نكون أمام عقد إستثنائي لمجلس النواب، وهذا يعطي المزيد من الأيام والمزيد من الوقت الضيق عسى ولعل أن نصل إلى هذه النتيجة المطلوبة".

وعلى مستوى المنطقة، قال: "بطبيعة الحال الكل كان ينتظر ما سمي بقمم الرياض، وما سينتج عنها، وما سيبنى عليها من أحداث في المنطقة وما سيبنى عليها من مشاريع. هذه القمم انعقدت وصدر عنها خطابات وبيانات ومواقف، وهو ما أريد أن أتحدث عنه لأنه مفصل مهم في مصير المنطقة وفي مصير لبنان.

لكن اسمحوا لي قبل ذلك، أن أتحدث في ما يتعلق بلبنان، لأن البعض تكلم عن قلق تجاه الوضع اللبناني، قبل قمة الرياض وبعد قمم الرياض، وهذا القلق- نعم- بشكل أو بآخر كان موجودا وعبر عنه العديد والكثيرون، وأن هذا من الممكن أن يكون له انعكاس في لبنان.

اسمحوا لي اليوم أن أطمئن جميع اللبنانيين، بكلمة مختصرة، أن كل ما قيل وما صمم وما أعلن وما صدر من مواقف ومن بيانات في الرياض، إن شاء الله وبهمة اللبنانيين وتعقلهم وتفهمهم وتفاهمهم لن يكون له أي إنعكاس على الوضع الداخلي اللبناني. سوف أقول لماذا؟

نحن منذ مدة، ومنذ إنتخاب الرئيس عون وتشكيل حكومة جديدة تفاهمنا داخليا أنه نحن في الملفات الإقليمية مختلفون. مثلا: حزب الله يندد بقمة الرياض وبإعلان الرياض، وتيار المستقبل يشيد بقمة الرياض وبإعلان الرياض، لا توجد مشكلة، نحن تفاهمنا أنه في القضايا الإقليمية نحن مختلفون، نحن مختلفون على سوريا وعلى العراق وعلى البحرين وعلى اليمن وعلى السعودية وعلى إيران وعلى فلسطين، لكننا تبانينا أنه في الموضوع اللبناني الداخلي، في ما يتعلق بالأمن وبالاستقرار وبإعادة بناء الدولة وبمتابعة الملفات الاقتصادية والمعيشية والحياتية للناس، في قضايا الإصلاح الداخلي وفي قضايا الحوار الوطني، أننا يجب أن نتكلم مع بعض ونتفاهم ونكون معا في الحكومة و"نطول بالنا على بعض" و"ندور الزوايا"، وهذا ما أعطى لبنان خلال الأشهر الماضية هذا المستوى من الأمن ومن الاستقرار والهدوء، وحتى أصعب الملفات يتم مقاربتها بشكل معقول".

واستطرد: "إذا هذا التباني ينسحب على ما بعد قمة الرياض. هناك أمر يجب أن يذكر هنا وساعد بقوة على تثبيت تحصين هذا الوضع، يعني هذا الذي أقوله من عدم الإنعكاس وهو ما يلي: أنه بمعزل عن ملابسات مشاركة وفد لبنان الرسمي في قمة الرياض، لكن ما جرى بعد ذلك وهو على الشكل التالي: أولا: أنه بمجرد أن صدر إعلان الرياض، البيان الذي سأتكلم عنه بعد قليل، مجرد أن صدر البيان، والحقيقة أن هذا البيان لم يعرض في القمة، ولم يطلع عليه القادة والرؤساء والملوك والأمراء والوزراء، إنما تمت صياغته وإعلانه بعد خروج الجميع:

الأمر الأول أن وزير الخارجية اللبنانية الأستاذ جبران باسيل أخذ مبادرة أستطيع أن اصفها- وأنا أعني ما أقول، لا أريد أن أجامل أحدا، دعوا التفاصيل اللبنانية جانبا- لكن بهذا الموضوع يجب أن تقال هذه الكلمة، إنه هناك موقف صادق وشجاع ومسؤول: صادق، لأن هذه هي الحقيقة، البيان لم يعرض على القمة ما يسمى بـ "إعلان الرياض"، وشجاع لأن الذين غادروا وسمعوا بالإعلان من وسائل الإعلام لم يجرؤ كثير منهم أن يصدر بيانا وأن يقول إنه لم يأخذ علما ولم يخبره أحد ولم يسأله احد ولم يشاوره احد، وهذه مصيبة طبعا، ومسؤول لأنه يحصن البلد ويحمي البلد ويحمي النسيج الوطني والانسجام الوطني القائم في البلد.

وجاء بعده بيوم واحد موقف فخامة الرئيس العماد ميشال عون ليؤكد على هذا المعنى وأن ما يلتزم به لبنان هو خطاب القسم والبيان الوزاري. وما حصل بالأمس أيضا في جلسة مجلس الوزراء في قصر بعبدا، في حضور فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس الحكومة والوزراء من مختلف القوى السياسية، الذين أكدوا أن ما يلتزمه لبنان هو خطاب القسم والبيان الوزاري، وأن إعلان الرياض لا يلزم لبنان بشيء، وهذا ما قاله أيضا تيار المستقبل".

وأكد ان "هذا كله طبعا يحمي البلد ويحصنه، ويؤكد من قبل كل القوى السياسية في لبنان أننا نريد لبلدنا أن يكون بمعزل عن انعكاسات وتداعيات هذه القمم وهذا الإعلان، سواء كنا كحزب أو تيار أو جماعة أو حركة نؤيد هذه القمة أو نرفضها، وهذه نقطة إيجابية جدا في السلوك الوطني الحالي في لبنان".

ثم تحدث عن "البحرين وما جرى فيها خلال اليومين الماضيين"، قائلا "الكل يعرف أن هناك حراكا سلميا شعبيا جماهيريا كبيرا وممتدا في البحرين ويشكل أغلبية الشعب البحريني، وكان يقود هذا الحراك وما زال سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم، بحكمة وروية وهدوء وسلمية وبعيدا عن العنف. لكن النظام، نظام آل خليفة بدل أن يبادر إلى الحوار وإلى التفاوض وإلى الاستماع إلى مطالب الناس، وهم جل ما يطالبون به بأغلبيتهم هو الإصلاح، الإصلاح فقط، وووجهوا بالرصاص والقتل وباعتقال العلماء والقادة والرموز وقتل الشباب وإعدامهم وسحق عظامهم وسجن النساء ومداهمة المنازل وهدم المساجد والمحاصرة على كل صعيد، وصولا إلى نزع الجنسية عن الشيخ قاسم واتخاذ قرار بتسفيره، مما دعا الآلاف من أبناء الشعب البحريني من رجال ونساء لأن يعتصموا في محيط منزله منذ ما يقارب السنة بكاملها، في العراء، في الشتاء والصيف، جلس رجال ونساء البحرين لحماية قائدهم وعالمهم وحكيمهم ورمزهم وضمانتهم، وكانت هناك محاولات متعددة من قبل السلطة البحرينية للاعتداء على هؤلاء والمداهمة".

أضاف: "الآن لعل هذه واحدة من إفرازات قمة الرياض ومن "بركات" ترامب ولقائه مع ملك البحرين، انه اذهب وافعل ما شئت- يوجد رئيس أميركي، مهما تتكلمون عن حقوق الانسان والديمقراطية، هذا لا يخجل، هذا يريد فقط أموالا- إذهب وافعل ما شئت، ولذلك كان الهجوم الشرس على ساحة الفداء في الدراز وهناك شهداء ومئات الجرحى ومئات المفقودين الذين يجب أن تلزم السلطة البحرينية بكشف مصيرهم، وهناك أيضا الإرهاب لكل البيوت والعائلات في البلدة وفرض الإقامة الجبرية على سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم. وقد عرفنا أيضا أنهم يتصلون بدولة هنا ودولة هناك لترحيل سماحة الشيخ اليها. وهنا أيضا أطالب الحكومة اللبنانية- كما اتخذت الحكومة العراقية موقفا- (باتخاذ موقف) برفض تسفير سماحة اية الله الشيخ عيسى قاسم إلى لبنان، لأنهم يمكن ان يفعلوا هذا الشيء ويفاجئوا اللبنانيين بأن سماحة الشيخ بالطائرة في مطار بيروت. مسبقا يجب أن تبلغ سلطات البحرين بموقف رافض لهذا الموضوع، لأن الطبيعي والمنطقي هو أن يطلق سراح سماحة الشيخ عيسى قاسم وأن يفك الحصار عن بيته وأن يعيش في منزله في الدراز بأمن وأمان وسلام.

هذه ضمانة للبحرين ولشعب البحرين ولمستقبل البحرين، والخيارات الأخرى هي خيارات خاسئة وخاسرة وخاطئة، ويجب التحذير منها ويجب على الجميع في العالم أن يتحملوا مسؤوليتهم على هذا الصعيد".

وعن قمم السعودية، قال: "أولا: قيل إن هناك قمما ثلاثة في الشكل. يوجد قمة واحدة، هي القمة الثنائية بين السعودية وأميركا، يعني بين الرئيس ترامب والملك سليمان والوفود التي معهما، القمة الأميركية الخليجية هي لقاء تكريمي تشريفي احتفالي، والقمة الأميركية العربية الإسلامية 55 أو 56 دولة هي احتفال واحتفاء بالرئيس ترامب، ولم تكن قمة، ولا مؤتمرا، لأنه لم يكن هناك لجان تحضيرية، ولا مواد موزعة على الحاضرين، ولا وزراء خارجية، التقوا قبل وقت، ولا وزراء دفاع التقوا قبل وقت، ولا مسودة بيان ولا حوار ولا مفاوضات ولا كلام ولا شيء، جمعوا الرؤساء من أغلب البلدان العربية والإسلامية، وخطب فيهم الملك سلمان وخطب فيهم الرئيس ترامب وكلمتان ثلاثة وانتهوا. حتى بقية الكلمات لم يقولوها، لأن الملك تعب، هكذا قالوا وقتها، وعاد المسؤولون إلى بيوتهم، حتى يوجد من الوفود من قال إنه يا أخي لم يودعنا أحد على المطار، لم يقل لنا أحد: الله معكم. وفوجئ بعد ذلك الجميع، بما سمي إعلان الرياض، هذا اعلان الرياض، هذا إعلان أميركي - سعودي. 55 دولة عربية وإسلامية أغلبيتها الساحقة ليس لديها علم لا بالبيان ولا بالمضمون، وهذا بحد ذاته يشكل فضيحة".

أضاف "انظروا مثلا، في البيان نقرأ أنه: وناقش القادة الحاضرون، وأكد القادة، وشدد القادة، ورحب القادة، وقرر القادة. والقادة لم يناقشوا ولم يرحبوا ولم يشددوا، وليس لديهم علم ولم يسمعوا بشيء، وهناك ناس كانوا نائمين، وبعد ذلك سمعوا البيان من وسائل الإعلام. إعلان الرياض هو إعلان سعودي- أميركي ونقطة على أول السطر. هذا طبعا فضيحة ونقطة ضعف ومهزلة في القمم وفي المؤتمرات، في الدنيا لا يحصل هذ. وهذا على كل حال له سوابق في السعودية، كما قبل سنة او سنتين في مواجهة صمود اليمن وشعب اليمن، خرج وزير الدفاع السعودي ليعطي معنويات لجماعته، فأعلن عن تشكيل التحالف الإسلامي العسكري من حوالي 30 دولة، وبعض الدول كان لديها الجرأة لتقول: "ليس لدينا علم! لم يكلمنا أحد! ولم يتصل بنا أحد وسمعنا في الإعلام.

تصوروا، يشكل تحالف عسكري دولي عالمي إسلامي ويوجد دول لا علم لها، وتأخذ علما بالاعلام، وهذا ليس بجديد لا على السعودية ولا على سلوكها. إذا، القمة الحقيقية هي القمة الثنائية. حسنا، هذا بالشكل. الذي يجب أن يتابع وينقد ويناقش، هو الاتفاقات الثنائية وما قدم للأميركيين وما التزم الأميركيون به مع السعوديين، وآثار هذا على المنطقة، هذا الجدي، الباقي كله خطابات وكلمات ومواقف وغداء وعشاء وعرض أزياء، إلخ".

وتابع: "ثانيا: القمة الموسعة التي سميت قمة وجمع لها هذا العدد الكبير من الدول وقادة ورؤساء الدول، يأتي السؤال أن ما هذا الذي حصل أولا، يعني توصيفه، يعني ما قامت به السعودية، ما هو بالتحديد وما هو سببه، الذي قامت فيه، أهدافها من هذا اللقاء الحاشد؟.

1ـ تعظيم ترامب وتكريمه، الذي كان يحصل هو عملية تعظيم ترامب وتكريم وتجليل، ويوجد مظاهر يستحق أن يتوقف الإنسان عندها، ولا أريد أن أدخل فيها الآن.

2ـ إبراز الموقع المركزي للسعودية في الخليج وفي العالم العربي والاسلامي، بأن يقول للأميركيين إننا نحن مركزية العالم العربي والاسلامي والخليج، نحن نجمع العالم ونحن نأتي بهم ونحن نستدعيهم ونحن نوقفهم بالصف ليستمعوا إلى خطابك، هذا طبعا بالبعد المعنوي والسياسي له نتيجة أصل إليها بعد قليل.

3ـ التهويل على ايران وعلى محور المقاومة، أن انظروا يا إيران ويا سوريا، يا حزب الله، يا حماس، يا حركات المقاومة، أيضا الشعب العراقي اليمن والكل، انظروا: أميركا قادمة، وكل هذا الحشد الدولي والعربي والاسلامي والخليجي، يتبنى الحرب عليكم، هذا طبعا ليس له قيمة وأعود إليه بعد قليل.

4ـ محاولة لدفع الولايات المتحدة الاميركية وإقناعها بكل الوسائل لتدخل هي في المواجهة المباشرة، في مواجهة إيران وفي مواجهة محور المقاومة. السعودي، عندما قام بكل هذه الحفلات، فإن أهم الأهداف التي يريد أن يحققها هي هذه الأهداف".

وقال: "السؤال الذي يأتي بعده، لماذا السعوديون فعلوا ذلك؟ ومع هذا الرئيس بالتحديد؟.

- نبدأ بالهدف الأول: لماذا هذا التكريم والتبجيل والتعظيم للرئيس ترامب، وهو ما يلي: أكثر رئيس خلال الحملة الانتخابية على مدى سنة أساء للاسلام كدين وأساء للمسلمين كأتباع دين وكأمة، وهو أكثر رئيس أساء للعرب كقومية وأساء للسعودية وأساء لدول الخليج. أليس هذا الرئيس هو الذي قال إن السعودية بقرة حلوب يجب أن نحلبها وبعد ذلك نقضي عليها؟ هذا أكثر رئيس عنصري، هذا أول رئيس عندما دخل إلى البيت الابيض أصدر قرارا بمنع المسلمين وأتباع 8 دول عربية وإسلامية من الدخول إلى الولايات المتحدة الأميركية، هذا أكثر رئيس محب لإسرائيل وداعم لإسرائيل ومساند لإسرائيل.

حسنا هذا الرئيس لم يفعل شيئا بعد، يعني عادة أنت تنظم تكريما لشخص وتقدم له الهدايا لأنه حقق إنجازا ما، دافع عنك، عن مقدساتك، أعطى إنجازا للشعب الفلسطيني. ما الذي فعله ترامب حتى تقدم له كل هذه الجوائز والمكافآت؟ وهذا الرئيس جالس على كرسي مهزوزة، لا يعرف أيا ساعة يقع، يعني "يا ضيعان المصاري" إذا عزل ترامب، ما المنطق؟ ما العقل؟ ما الفهم؟.

حقا إن الإنسان يقف مدهوشا أمام هذا الكرم السعودي، الكرم الاحتفالي والكرم المالي والكرم السياسي والاحتفاء. على مواقع الإنترنت هناك أحد "لاطي" سأل هيئة كبار العلماء في السعودية، قال لهم: هل تعظيم النبي والاحتفال بمولد النبي حرام وبدعة؟ أما تعظيم ترامب والاحتفال بمجيئه و"تشتشته" مشروع ومقرب إلى الله سبحانه وتعالى؟ دعوا هذا جانبا، هذا حساب ديني بيننا، لكن بالسياسة يا أخي، ما المنطق؟ وقدم لهذا الرئيس ما لم يقدم لأي رئيس آخر في الولايات المتحدة الأميركية، يبقى السؤال لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟.

لماذا فعلت السعودية ذلك؟ أرجو هنا - هنا أتكلم وقائع، أنا لن أستعمل لا عبارات قاسية ولا هجائية ولا شيء، أريد أن أوصف، والذي يقول يا سيد الذي تحكيه غير صحيح، (هذا رأيه):

أولا: لتحمي نفسها، ليحمي النظام السعودي نفسه في السعودية، ليحمي نفسه أمام العالم، لماذا؟ لأن اليوم في العالم، حتى داخل الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وفي كل أنحاء العالم، لم يعد خافيا أن الذي يقف خلف الجماعات التكفيرية والفكر التكفيري هو المملكة العربية السعودية، هذا كل العالم أصبح يعرفه، وترامب شخصيا يعرفه وتكلم به بحملاته الإنتخابية، المجلات والصحف الأميركية والغربية والعالمية، الكل يعلم، داعش ماذا تدرس في مدارسها؟ كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الكتب الوهابية، القاعدة ما هو فكرها؟ وهابي، من الذي صنع القاعدة؟ السعودية، وبالتالي العالم كله يتطلع اليوم إلى النظام السعودي على أساس أنه مركز الفكر التكفيري ومركز الدعم الأساسي للجماعات التكفيرية في العالم، التي لا يتألم فقط من ظلمها وسكينها اللبنانيون والسوريون والعراقيون واليمنيون والمصريون والأفغان والباكستانيون، بل وصل الأمر إلى بلجيكا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وأميركا وكل أنحاء العالم، والآن أندونيسيا والصومال والخير للأمام معهم.

السعودية تشعر أن العالم كله يتطلع إليها بعيون حمراء، لذلك هي بحاجة لتقديم رشوة للسيد الأميركي ليدافع عنها، ليحميها، ليقدمها كمركز لمواجهة الإرهاب والحرب على الإرهاب ويدفع عنها هذه التهمة، وهذا لن يجدي نفعا.

انظروا: السعودية في هذه القمم كل همها وغمها أن تقول ماذا؟ جملة واحدة قالها الملك سلمان، أن إيران هي أساس الإرهاب ومركز الإرهاب العالمي منذ انتصار ثورة الخميني بتعبيره، منذ انتصار ثورة الإمام الخميني العظيم، هذا الكلام الدفين أخرجه الملك سلمان، إيران هي مركز الإرهاب العالمي؟ إيران أسست القاعدة؟ إيران أسست داعش؟ إيران أسست طالبان؟ إيران أسست هذه الحركات والجيوش الوهابية؟ إيران التي مولتهم وسلحتهم؟.

نعم، إيران دعمت حركات المقاومة في لبنان؟ صحيح، إيران دعمت حركات المقاومة في فلسطين؟ صحيح، إيران وقفت مع الشعب العراقي عندما كادت داعش أن تدخل إلى النجف وكربلاء وبغداد، إيران وقفت إلى جانب الشعب السوري عندما كانت السعودية ترسل السلاح والمال لهذه الجماعات في سوريا، إيران تتهم بالتحريض الطائفي؟ من الذي يكفر الشيعة؟ من الذي يكفر بقية المسلمين؟ إيران أم الفكر الوهابي السعودي وهيئة كبار علماء السعودية ومراكز التعليم الديني في السعودية؟ السعودية كل تاريخها تكفير للمسلمين، وإيران كل تاريخها من الإمام الخميني التقريب بين المذاهب، وحدة بين المسلمين، تقارب، حوار، تعايش، تعاون على البر والتقوى. لم يجد السعودية نفعا أن تحول التهمة على إيران، عندنا هنا يقولون "الشمس طالعة والناس قاشعة"، العالم كله مبصر لأن الشمس طالعة على كل العالم، والحقائق لا يستطيع بعد الآن أن يخفيها خطاب من هنا ومؤتمر من هناك.

أولا لتحمي السعودية نفسها اتجاه هذه الإدانة العالمية، الآن في أميركا هناك ملفات قضائية مفتوحة على أمراء سعوديين لهم صلة بعمليات 11 أيلول التي نفذها تنظيم القاعدة في أميركا، ومليارات الدولارات السعودية في أميركا ستصادر لمصلحة هذه العائلات".

أضاف "ثانيا: لماذا السعودية فعلت هكذا مع ترامب هذين اليومين؟ لأنها بحاجة إلى السيد الأميركي للحفاظ أيضا على دورها في المنطقة. هي فشلت في كل شيء، فشلت في كل مخططاتها وفي كل حروبها وفي كل أهدافها، في سوريا حتى الآن فشلت، في العراق فشلت، يا إخوان داعش بداياته سعودية، داعش هذا ليس فقط فكرا سعوديا، بل ماله سعودي وإدارته سعودية والآمال التي عقدت عليه كانت سعودية.

حسنا، في اليمن مرت سنتان ونصف من الحرب على شعب مضح وصابر وشريف، وجاءوا بجيوش من العالم، للأسف أن يشارك الجيش السوداني في هذه الحرب وجيوش أخرى، للأسف الشديد، ولكن على مدى عامين ونصف، اليمنيون صامدون، أقوياء، رغم الجوع والحصار والفقر والقصف العشوائي في الليل والنهار، وهنا نعود إلى الإرهاب، إيران أساس الإرهاب أم أنتم؟ هذه الحرب على اليمن أليست إرهابا؟ هذا إرهاب دولي، هذا إرهاب دولة الذي لم يترك لا بشرا ولا حجرا ولا مسجدا ولا أثرا تاريخيا ولا مستشفى ولا سوقا ولا مدرسة ولا جامعة ولا بيت ولا قرية ولا مزرعة ولا حقل، واليوم يرسل القليل من الأدوية إلى اليمن، من الذي يحاصر اليمن؟ من الذي يجوع اليمن؟ من الذي يتحمل مسؤولية الكوليرا في اليمن؟ من الذي يذبح شعب اليمن؟ النظام السعودي، والعالم الساكت الذي لا يجرؤ أن ينطق بكلمة حق خوفا من التكفير السعودي أو الإعلام السعودي أو قطع المال السعودي إذا كانوا يعطونه فلسين، وهذه جريمة أخلاقية إنسانية تاريخية يرتكبها العالم بحق ما يجري في اليمن.

إذا السعودية فشلت في كل حروبها ومخططاتها في المنطقة، وهذا الفشل بدأ ينعكس على داخلها، على علاقات أمرائها، على شعبها، على اقتصادها، ولذلك هي بحاجة للأميركيين، ليحموها في الداخل، في داخل السعودية وليحفظوا لها دورها في المنطقة.

إذا أولا، لتحمي نفسها ودورها. وثانيا، هناك مشكلة عند النظام السعودي وعند آل سعود، إسمها إيران، يعني المديح الذي قالوه عن إيران قبل الإمام الخميني عجيب، شاه إيران كان أميركيا، كان إسرائيليا، كان داعما لإسرائيل، كان يتعاطى باستكبار وعلو مع ملوك وأمراء شبه الجزيرة العربية ودول الخليج، شاهدوا الصور، موجودة على الإنترنت كيف كانوا يمشون بين يديه ويجلسون بين يديه، يبدو الجماعة معتادين على الذي يهينهم ويتكبر عليهم، أما من يقدم نفسه كأخ وكمحترم وكمحاور وكحريص على العلاقات الإسلامية وعلى مصالح الأمة فيقابل بهذا الحقد وبهذا العدوان.

المسألة هي مسألة إيران ومسألة محور المقاومة، السعودي قدم كل شيء لترامب من أجل الحرب على إيران، من أجل عزل إيران، من أجل الاعتداء على إيران، من أجل الحرب على محور المقاومة، ولذلك كان السعودي جاهزا لأن يعطيه ماذا يريد، وهذا الذي حصل.

حسنا، ترامب ماذا يهمه؟ الرئيس ترامب من كل ما يجري في العالم ماذا يهمه؟ يريد مالا، وعنده إسرائيل، مال وإسرائيل، السعودي نظر هكذا، لأحمي نفسي وأحمي دوري وآتي بأميركا لأقاتل فيها إيران ومحور المقاومة، بعدما فشلت كل هذه الجماعات وكل هذه الحركات وكل هذه الجيوش ليس لي حل إلا الأميركان، حسنا أنا كيف أتقرب من الأميركان؟ الله أعرف كيف أتقرب له، صلاة وصوم شهر رمضان وحج وعمرة ودعاء وزيارة وتلاوة قرآن. حسنا كيف أتقرب من ترامب؟ بما يرضيه، ما يرضيه المال، خذ حتى ترضى يا ترامب، خذ حتى ترضى. الإعلام كان يتحدث عن 110 مليار دولار صفقات، بعد قليل أصبح يتحدث عن 300 مليار دولار، كم رسميا؟ قناة العربية تحت بالشريط، كتبت 480 مليار دولار اتفاقات وصفقات مع الشركات الأميريكة، 480 مليار دولار والسعودية فيها تقشف وفيها فقر وفيها أزمة اقتصادية، كلما عندهم من مال قدموه لترامب.

وفلسطين؟ ولذلك أنه ماذا تريد بفلسطين نحن جاهزون، وحمل ترامب رسالة من الملك سلمان لنتانياهو، حسنا، ماذا تريد بفلسطين نحن جاهزون، ولذلك في القمم الثلاثة، لا أحد فتح فمه لا عن شعب فلسطين ولا عن الأسرى المضربين عن الطعام لليوم 38 أو 39، ولا عن مئات الشباب الفلسطيني المضربين عن الطعام الذين نقلوهم إلى المستشفيات نتيجة تردي وضعهم الصحي، ولا عن المقدسات ولا عن القدس ولا عن غزة ولا عن حصار غزة، لم تقل أي كلمة يمكن تزعج خاطر ترامب في الموضوع الفلسطيني، والله أعلم ماذا قدموا له في الموضوع الفلسطيني. يجب أن ننتظر لنرى.

هناك كلام عن قمة قريبة في شرم الشيخ، هناك كلام عن بدء مفاوضات جديدة، مع العلم أن ترامب عندما جاء عند نتانياهو، وحتى عندما ذهب عند الرئيس عباس، لم يعط أي إشارة ايجابية اتجاه أي قضية من قضايا الفلسطينيين، حتى في الحد الأدنى، حتى في الحد الأدنى، ولا إشارة ايجابية. قدم السعودي له المال، وهذه فلسطين تقدم اليوم على طبق من ذهب، وكل هذا التجليل والتكريم من أجل هذه الأهداف. حسنا، ماذا سيحصل أو يمكن أن يحصل".

وتابع "أولا: إيران التي هي كانت العنوان الرئيسي بإعلان الرياض، وأنا أحب أن أقول لكم شيء، يا أخي حتى الكلمات التي ألقيت، مثلا الملك الأردني ألقى كلمة، طبعا صفحتين ونص، لم يأت على ذكر إيران، الرئيس المصري ألقى كلمة، ولم يأت على ذكر إيران، أمير الكويت ألقى كلمة، ولم يأت على ذكر إيران، هناك فقط الماليزي. المفترض أن هذه القمة ضد إيران وأن هذا الإعلان ضد إيران؟ هذا ما كانت السعودية تريد أن تقوله للقادة الذين كانوا حاضرين وليس عندهم علم بما يحصل. النتيجة ماذا؟ أولا بالنسبة لإيران، أنا أقول لكم ماذا سيحصل؟ أولا بالنسبة لإيران، في الوقت الذي كان هؤلاء يجتمعون في الرياض كان الشعب الإيراني يجدد ثقته بنظام الجمهورية الاسلامية في إيران و 42 مليون ناخب شاركوا في الانتخابات، أي أكثر من 73% ممن يحق لهم الاقتراع. وبالمناسبة الانتخابات كانت انتخابات رئاسية وانتخابات بلدية.

في إيران انتخابات بلدية، يعني فقط الذين يستلمون الصناديق بالانتخابات 650 ألف مسؤول صندوق، نحن في لبنان نعرف بعضنا، عندما نقوم بإجراء انتخابات بلدية لا نستطيع أن نجريها في يوم واحد في لبنان، بل نقوم باجرائها في المحافظات. إيران 42 مليون وانتخابات رئاسية حامية وانتخابات بلدية أكثر حماوة، مثل عندنا، ومع ذلك لم تحصل ولا ضربة كف ولا طلقة رصاص ولا حادث سير ولا جريح رغم كل الحماوة، وانتخبت رئيسها الذي جددت له ولايته. هذه ايران التي يراد لدول لا تعرف لا معنى الانتخاب ولا معنى الديموقراطية ولا تعرف صندوق الانتخابات، إذا أخذت له هذا الصندوق الابيض يقول لك ماذا يوجد بداخله؟ بيض أو جبنة أو لبنة؟ لا يعرفون، ويراد أن تحارب جمهورية حقيقية تعبر عن ارادة شعبها ويحضر شعبها بهذه القوة، من خلال بيانات وإعلانات وغيرها.

جربتم ذلك سابقا. السعودية هي التي حرضت صدام حسين على الحرب على إيران لمدة ثماني سنوات، حرب هم يقولون نحن دفعنا فيها 200 مليار دولار لصدام حسين، ماذا كانت نتيجة الحرب على كل المنطقة؟ لم تترك السعودية خلال العقود الماضية عملا يمكن أن يضعف ايران إلا وفعلته، ما الجديد الذي ستعمله؟ دلوني. هذا بالنسبة لإيران، بل أقول لهم إن إيران تزداد قوة ومنعة وحضورا ونفوذا، وهذا ما يعترف به العالم.

وأنا أنصح السعودية، ما دمت اتكلم عن ايران، ليس فقط نريد أن نوصف بل نريد أن ننصح: اتركوا موضوع الصراع والحقد والحرب جانبا. حلكم الوحيد من أجل كل المسلمين وكل المنطقة ودول الخليج وشعوب المنطقة هو الحوار مع إيران، التفاوض مع إيران، وإيران دائما كانت جاهزة. هذا الطريق الذي تسلكونه لن يؤدي إلى أي نتيجة سوى إنفاق المزيد من المليارات وسفك المزيد من الدماء وأنتم الذين ستخسرون، انتم الذين ستفشلون كما فشلتم حتى الآن، وكما خسرتم حتى الآن، وكما ربحت إيران حتى الآن. هذه نصيحة من شخص لبناني عربي مسلم لدولة عربية مسلمة تعلن اسم الإسلام. أما هذا المسار، هذا لن يؤدي إلى نتيجة.

ثانيا: في اليمن، هذه القمم لن تقدم ولن تؤخر شيئا. الشعب اليمني، القيادات الإسلامية والوطنية في اليمن، الأحزاب اليمنية، الجيش اليمني واللجان الشعبية، كلهم مصممون على المواجهة والصمود، وقد صمدوا، وكل ما يستطيع السعودي أن يفعله عسكريا خلال سنتين ونصف فعله، كل ما يستطيع أن يجلبه من مرتزقة جلبه، ما يستطيع أن يجلبه من جيوش جلبه، ما يستطيع أن يرسلمن سلاح جو أرسل، وفعل كل شيء: حصار وكوليرا وجوع ومرض، ما تكلمنا عنه قبل قليل، ولكن ما هي النتيجة؟ إخفاق عسكري وأيضا إخفاق سياسي. الآن لا أريد أن أدخل في تفاصيل جنوب اليمن وشمال اليمن وما يجري في عدن، ولذلك ما أعرفه أيضا أن هذا المسار السعودي وإعلان الرياض ليس له أي قيمة فيما يعني المعركة القائمة في اليمن والصمود القائم في اليمن.

ثالثا: في العراق، الشعب العراقي أخذ خياره، القوات العراقية تتجه إلى حسم المعركة في الموصل، أحياء صغيرة بقيت، الحشد الشعبي انتهى من ناحية القيروان ويتوجه إلى ناحية البعاج، وسيكمل إلى كل النواحي. في العراق اجماع وطني ورسمي وشعبي وحزبي وعلمائي على الانتهاء من داعش.

رابعا: في سوريا المزيد من الانتصارات في الميدان، كما يجري الآن في جنوب تدمر وفي شرق حمص وغيرها، والمزيد من الهزائم والانسحاب لتنظيم داعش".

وقال: "اسمحوا لي أن اقول لكم إن هذه قوة الاحتياط من 32000 شخص التي يشكلونها لقتال داعش في عام 2018 عليكم خير، إن شاء الله حتى عام 2018 لن يكون هناك داعش لا في العراق ولا في سوريا، بالحد الأدنى في منطقتنا هنا.

بالنسبة لحركات المقاومة أنتم ذكرتم حزب الله وحماس، والمقصود بالحقيقة كل حركات المقاومة، كل من يقاتل الصهاينة والاحتلال. أيضا أنا أريد أن اقول لكم: هذه القمم وهذه البيانات وهذه الإعلانات لن تقدم ولن تؤخر شيئا. تصوروا مثلا أن ترامب رئيس الولايات المتحدة الاميركية في خطابه أمام القمة المزعومة، يشيد مثلا ويستدل على أن السعودية تقاوم وتحارب الإرهاب يستدل بأنها يوم أمس وضعت أحد كبار قادة حزب الله على لائحة الارهاب. "وأهلا وسهلا، والأموال التي لدينا في بنوك باريس ولندن واميركا وسويسرا وغيرها مباركين عليكم ونحن مسامحينكم فيهم خذوهم". ولكن هذا جزء من الحرب. ما اريد أن أقوله لهؤلاء: هؤلاء المقاومون اللبنانيون والفلسطينون، سواء اسمهم حزب الله أو أي اسم آخر، اسمهم حماس أو أي اسم آخر، هؤلاء منذ بداية الطريق يعرفون الطريق التي اختاروها ويعرفون الطريق التي يسلكونها ويعرفون ما الذي سيواجههم على طول الطريق".

أضاف "نحن مكتوب اسمنا على لائحة الارهاب منذ بداية الثمانينات، ما الجديد علينا؟ عقوبات منذ زمن طويل علينا، الحرب الاعلامية منذ زمن علينا، قبل قمة الرياض بعشرات السنين مئات ملايين الدولارات لتشويه سمعتنا. أكثر من الذي قلتوه ما الذي ستقولونه؟ تجار مخدرات، ولصوص سيارات وإرهابيون وقتلة ومجرمون "خيرا إن شاء الله" ماذا يوجد بعد؟ دلونا يعني. أريد أن اقول لكم يا إخوان ويا أخوات إن لا يوجد شيء جديد نخاف منه، لا يوجد شيء جديد نخاف منه، هذا تكرار لكل ما فعلوا على مدى عقود من الزمن.

أما حركات المقاومة التي يقتل فيها الشيخ أحمد ياسين والدكتور فتحي الشقاقي والسيد عباس الموسوي والحاج عماد مغنية فلا يخيفها التهديد بالقتل ولا بالقتال ولا بالحرب ولا بالموت، بماذا يمكن أن تأتوا إلينا؟ بالشهادة؟ نحن عشاق الشهادة، بالموت؟ لعلي آنس بالموت من أنس الطفل الرضيع بثدي أمه. نحن أبناء المدرسة التي قال فيها الحسين عليه السلام لولده علي الأكبر قال ألسنا على الحق قال بلى قال إذن لا نبالي أوقعنا على الموت أو وقع الموت علينا ما دمنا على الحق. أما القاسم ابن إحدى عشرة سنة أو اثنتي عشرة سنة، والموجود في كل بيوتنا في لبنان وفي فلسطين وسوريا والعراق وإيران وافغانستان واليمن والبحرين وفي داخل السعودية وفي كل مكان من العالم الاسلامي، عندما يسأل عن الموت يقول أحلى من العسل. هذا الموت الذي تهددوننا به؟ نحن لا نخاف لا من موت ولا من حرب ولا من قتال ولا من عقوبات ولا من تهويل ولا من تشويه إعلامي.

هذا كله قطعناه، هذا كله تم استنزافه خلال كل السنوات الماضية. لذلك حركات المقاومة لن تتأثر ولن تهتز ولن تضعف ولن تخاف. ستواصل عملها وحركتها، بل أقول لكم أكثر من ذلك: نحن اليوم، حركات المقاومة وضمن محور المقاومة، نحن اليوم أقوى من أي زمن مضى على الإطلاق، أكثر عددا وأقوى عدة وأشد عزما وأعلى إيمانا وأملا ورجاء".

وتابع "نحن لدينا نموذج، أنا تكلمت عليه في آخر خطاب، يوم شرم الشيخ. الذين اجتمعوا الآن في الرياض لا يتجاوزون نصف هؤلاء الذين اجتمعوا أيام شرم الشيخ 1996. في ذلك الوقت كانت أميركا، وروسيا والصين والدول الأوروبية والدول العربية ودول أفريقية. من كل العالم جاؤوا وقالوا: نحن يوجد لدينا ثلاث جماعات نريد أن نمسحها: حزب الله، حماس، والجهاد الاسلامي، ونددوا بايران وسوريا كداعمين، وأقاموا مؤتمرا وشكلوا لجانا واجتمعوا فيما بعد في واشنطن والتقى رؤساء أجهزة المخابرات.

في ذلك الوقت كانت المقاومة الاسلامية في لبنان محدودة العدد والعدة. أقصى شيء كنا نمتلكه هو الكاتيوشا، الذي يطال 20 كلم. في عام 1996 أقصى شيء، حماس والجهاد الاسلامي كانوا في السجون أو مهجرين أو مختبئين، وايران كانت ما تزال خارجة من حرب وكانت تعاني، سوريا كانوا فارضين عليها شيء من الحصار ومن العزلة. ومع ذلك قمة شرم الشيخ، وكل ما فعلوا نتيجة صمود المقاومة في لبنان، صمود المقاومة في فلسطين، صمود سوريا، صمود ايران، انقلب كل شيء وبعد عدة أشهر نسي العالم قمة شرم الشيخ، بعد عدة أشهر وليس بعد عدة سنوات. أما اليوم أين هو محور المقاومة؟ في لبنان، في سوريا، في العراق. عام 1996 العراق كان مع صدام حسين، اليوم العراق يحكمه شعبه وترفع رايته القوات المسلحة وقوات الحشد الشعبي المبارك. ايران واليمن وكذلك في كثير من مناطق العالم، الوضع مختلف. أميركا في ذلك الزمن شيء والآن شيء. إسرائيل في ذلك الزمن شيء والآن شيء. إسرائيل التي كانت تجتاح الآن تقوم بإشادة الحيطان. المسألة مختلفة، الظرف مختلف بالنسبة إلينا".

واستطرد "أنا أريد أن أقول لكم: خذوا الأمور بشكل عادي وطبيعي جدا. أطلت عليكم ووصفت الأمور فقط لأقول هذه الحقيقة بالتعبير العامي "ما حدا ياكلنا راسنا" لا يوجد شيء، لم يحدث شيء. نعم انه الآن الأميركان يريدون أن يكون لهم حضور أكثر في المنطقة، ما المشكلة. أسوأ شيء يمكن أن يحدث أن الاميركان سيأتون الى المنطقة. هم جاؤوا في السابق إلى المنطقة. يا أخي هم جاؤوا واحتلوا العراق وهددوا سوريا وهددوا إيران. وفيما بعد المقاومة العراقية وصمود محور المقاومة في المنطقة فرض عليهم أن يخرجوا وأن ينسحبوا. ماذا تريد أن تأتي أميركا لتفعل؟ اليوم نحن عندما نكون كشعوب في بلداننا مصممين على العيش بكرامة باقين في أرضنا.

نحن هنا لا نذهب إلى آخر الدنيا، نحن هنا ندافع عن دمائنا ونسائنا وأعراضنا وأموالنا وبيوتنا وكرامتنا ومستقبل أبنائنا وأحفادنا ولذلك نحن أقوى من كل العالم. ليس هناك ما يخيفنا على الإطلاق. نحن أقوى من أي زمن مضى. لا أقول هم أضعف من أي زمن مضى، أقول هم أقل قوة من أي زمن مضى، وبالتالي نريد أن نأخذ الأمور بواقعية ونتحمل فيها المسؤولية ونواصل الطريق".

وقال: "سوف نبقى ندعو إلى وقف الحرب على اليمن وإتاحة المجال لليمنيين للتفاوض، إلى وقف العدوان على الشعب في البحرين وإلى فتح أبواب التفاوض، إلى وقف دعم الجماعات التكفيرية الإرهابية في المنطقة، والبحث عن حلول سياسية، وإلا، هؤلاء، الله سبحانه وتعالى في آية قرآنية يقول عنهم "ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون". حتى لا تضيع أموالكم هدرا ولا جهودكم عبثا وهباء يمكن التدارك.

أنا أعرف أنه لن يصغى لهذا الصوت، ولكن أقول هذا فقط للحجة، ومن أجل يوم القيامة عندما أسأل وأحاسب ويحاسب كل واحد منا عن موقفه في هذه المرحلة. كل واحد سوف يحاسب يوم القيامة، عن اليمن وعن البحرين وعن العراق وعن سوريا وعن لبنان وعن فلسطين وعن المقدسات في فلسطين، ويجب أن نتحمل هذه المسؤولية".

وختم "أيها الأخوة والأخوات: قلنا سابقا بالـ 2006 تأسيسا على انتصار أيار 2000 وانتصار تموز 2006 ، مضى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات، وهذه الانتصارات أمامنا في كل ساحة وفي كل ميدان وفي معركة وميادين من أعقد المعارك وأصعب الميادين، ولكن الأفق، كونوا على يقين، وأعود وأقول لكم: ثقوا بربكم وتوكلوا عليه، وثقوا بأنفسكم وثقوا بشعوبكم وثقوا بحلفائكم. نحن نثق بحلفائنا، نثق بكل الذين نقاتل إلى جانبهم، أما أنتم، على كل حال، قال لهم ترامب أنتم سوف تتحملون المسؤولية، لا تتوقعوا أن نأتي لنقاتل بالنيابة عنكم.

واليوم، الحلف الأطلسي، أعلن أمينه العام التحاق الحلف الأطلسي بالحرب على داعش، لكن ماذا قال ؟ قال "نحن نقاتل من الجو، لن نشارك بقوات برية". هذا الذي تعتمدون عليه لطالما خذلكم وباعكم في أسواق النخاسة. أما في محور المقاومة، الشرفاء، المقاومون، المضحون، الصادقون، المخلصون الذين قدموا فلذات أكبادهم الذين صمدوا طوال عقود لن يخلوا هذه الساحة ولن يتركوا هذه الميادين قبل قمة الرياض وقممها وبعد قمم الرياض واجتماعاتها وخطاباتها وإعلانتها، هذه المقاومة، هذه الأمة المقاومة، هذه الحركات المقاومة، هذه الشعوب المقاومة سوف تبقى ترفع الراية. هذه الراية ارتفعت، لن تسقط على الإطلاق حتى تحقق كامل الانتصارات التي تتطلع إليها شعوبنا وأمتنا. نحن على يقين من هذا، هذا وعد الله وكان وعد الله مفعولا".