المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 22 أيار/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.may22.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فَأَرْسَلَتِ الأُخْتَانِ مَرْيَمَ وأُخْتِهَا مَرْتَا إِلى يَسُوعَ تَقُولان: «يَا رَبُّ، إِنَّ لَعَازَر، الَّذي تُحِبُّهُ مَريض

وذلِكَ لِكَي أَعْرِفَهُ وأَعْرِفَ قُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وأَشتَرِكَ في آلامِهِ، مُتَشَبِّهًا بِهِ في مَوتِهِ، لَعَلِّي أَبْلُغُ القِيَامَةَ مِن بَيْنِ الأَمْوَات

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

العداء لا يوحد الشعوب بل يعيدها إلى شرعة الغاب/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

باسيل: تفاجأنا بصدور إعلان الرياض وبمضمونه ونحن في طائرة العودة!

نوفل ضو معلقاً على باسيل: لو كنت أعلم!

د.فارس سعيد/وضع ترامب القاعدة وحزب الله و داعش في المرتبة نفسها/الحرب على الارهاب ليست حربا بين الاديان

شمعون: واجبات 'حزب الله' هي اتجاه لبنان

الأردن يرفض وجود حزب الله اللبناني بالقرب من حدوده

هكذا رد صفي الدين على ادراجه على لائحة الارهاب في اميركا والسعودية

وليد فارس: هذا ما يعنيه ترامب في كلامه عن لبنان في السعوديّة

الملك السعودي للحريري: عُد

وداعاً ولاية الفقيه/محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

ردة فعل "عنيفة جداً" من حزب الله على القرار السعودي

الكتل النيابية أبلغت نوابها: استعدوا للإنتخابات وفق الستين

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 21/5/2017

ريفي: الإبراء بات مستحيلاً فعلاً.. والسرقة على عينك يا تاجر

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

النص الكامل لإعلان الرياض: محاربة التطرف ورفض ممارسات إيران

ترامب يدعو من الرياض إلى ضرب الإسلام السياسي وعزل إيران

إجماع أميركي خليجي على أن إيران سبب فوضى المنطقة، وتحول في الرؤية الأميركية بعد تهميش 'المعادين

ترامب يدعو كل الدول إلى عزل طهران: تشعل النزاع الطائفي

العاهل السعودي خلال القمة العربية الإسلامية-الأميركية: إيران رأس حربة الإرهاب وفاض بنا الكيل

الرئيس الأميركي دونالد ترامب في صورة جماعية للقادة العرب والمسلمين ويظهر على يساره خادم الحرمين الملك

العاهل الأردني: الإرهابيون يستخدمون هوية دينية خاطئة ولا يمثلون المسلمين أو العرب

السيسي: المعركة ضد الإرهاب فكرية بامتياز وتتطلب أربعة عناصر منها وقف التمويل

القمة الخليجية-الأميركية تتوج بمذكرة تفاهم لمكافحة تمويل الإرهاب

ترامب أكد للعاهل البحريني أن التوتر مع المنامة لن يتكرر وبحث مع أمير قطر في التعاون الأمني

مركز مكافحة تمويل الإرهاب يهدف لمراقبة التحويلات المالية من وإلى الشرق الأوسط

العاهل البحريني أشاد بالدور الأميركي في الأمن واتفق مع ترامب على التعاون الدفاعي

ترامب يعلن عن نيته زيارة القاهرة [ ويعرب عن إعجابه بحذاء السيسي

أسلحة كيمياوية من إيران للحوثيين بهدف توريط التحالف العربي وتفاؤل يمني بالموقف الأميركي القوي الرافض لتدخلات طهران والداعم للشرعية

توافق خليجي أميركي لمكافحة تمويل الارهاب

اتفاقات سعودية أميركية غير مسبوقة بقيمة 380 مليار دولار

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

واشنطن وسياسة الخطوة خطوة لإضعاف «الحزب»/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

«المُرابَعة» سقطت.. والفراغ النيابي حصل منذ 2013/الان سركيس/جريدة الجمهورية

إلى متى يبقى الفلتان «الحاكم الأوّل» في البقاع/ربى منذر/جريدة الجمهورية

علاقة طهران بـ «حدودنا»/حازم الأمين/الحياة

معراب تحاور حارة حريك بالواسطة/علي ضاوي/الديار

هل ينجو لبنان من لعبة المحاور/كمال ذبيان/الديار

أين لبنان من القمم الاسلامية مع عدم دعوة عون/دوللي بشعلاني/الديار

زيارةٌ أم غارة/سجعان القزي/جريدة الجمهورية

لم يكن أمام الإيرانيين سوى الرهان على فاشل/خيرالله خيرالله/العرب

إيران لن تتغير/فاروق يوسف/العرب

المقاربة «الأوبامية» لأوضاع المنطقة.. من الماضي/وسام سعادة/المستقبل

صدمة «الإخوان» من قمة الرياض/محمد صلاح/الحياة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

شمعون: لكل فرد يحمل الهوية اللبنانية واجبات تجاه الوطن وواجبات افراد حزب الله هي تجاه لبنان وليس تجاه المشروع الايراني

عصام فارس استقبل سامي الجميل في برمانا

حزب الله: ندين بأشد العبارات الحكم الظالم بحق الشيخ عيسى قاسم

الحريري تحادث وتيلرسون والجبير على هامش قمة الرياض

وزير المالية: يد الحوار ممدودة بايجابية إلى كل القوى للوصول الى قانون انتخابي جديد

فياض: التوازنات الداخلية أقوى من أي مؤثر خارجي في قانون الانتخاب

وهاب من دمشق: لتعاون مصري سوري حقيقي ولإنشاء تيار عربي أقوى من الصراع المذهبي

صفي الدين: الإدارة الأميركية المعاقة لن تتمكن من المقاومة

الراعي: الشعب غير مطمئن ويخاف على مستقبله انه بحاجة الى سلام سياسي واقتصادي وامني

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

فَأَرْسَلَتِ الأُخْتَانِ مَرْيَمَ وأُخْتِهَا مَرْتَا إِلى يَسُوعَ تَقُولان: «يَا رَبُّ، إِنَّ لَعَازَر، الَّذي تُحِبُّهُ مَريض

إنجيل القدّيس يوحنّا11/من01حتى16/:"كَانَ رَجُلٌ مَرِيضًا، وهُوَ لَعَازَر، مِنْ بَيْتَ عَنْيَا، مِنْ قَرْيَةِ مَرْيَمَ وأُخْتِهَا مَرْتَا. ومَرْيَمُ هذِه، الَّتِي كَانَ أَخُوهَا لَعَازَرُ مَرِيضًا، هِيَ الَّتِي دَهَنَتِ الرَّبَّ بِٱلطِّيب، ونَشَّفَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا. فَأَرْسَلَتِ الأُخْتَانِ إِلى يَسُوعَ تَقُولان: «يَا رَبُّ، إِنَّ الَّذي تُحِبُّهُ مَريض!». فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ قَال: «هذَا المَرَضُ لَيْسَ لِلْمَوت، بَلْ لِمَجْدِ الله، لِيُمَجَّدَ بِهِ ٱبْنُ الله». وَكَانَ يَسُوعُ يُحِبُّ مَرْتَا وأُخْتَهَا مَرْيَمَ ولَعَازَر. فَلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ مَريض، بَقِيَ حَيْثُ كَانَ يَوْمَينِ آخَرَيْن. وبَعْدَ ذلِكَ قَالَ لِتَلامِيذِهِ: «هَيَّا نَرْجِعُ إِلى اليَهُودِيَّة». قَالَ لَهُ التَّلامِيذ: «رَابِّي، أَلآنَ كَانَ اليَهُودُ يَطْلُبُونَ أَنْ يَرْجُمُوك، وتَرْجِعُ إِلى هُنَاك؟!». أَجَابَ يَسُوع: «أَلَيْسَتْ سَاعَاتُ النَّهَارِ ٱثْنَتَي عَشْرَةَ سَاعَة؟ مَنْ يَمْشِي في النَّهَارِ فَلَنْ يَعْثُر، لأَنَّهُ يَرى نُورَ هذَا العَالَم. أَمَّا الَّذي يَمْشِي في اللَّيْل فَيَعْثُر، لأَنَّ النُّورَ لَيْسَ فِيه!». تَكَلَّمَ بِهذَا، ثُمَّ قَالَ لَهُم: «لَعَازَرُ صَديقُنَا رَاقِد؛ لكِنِّي ذَاهِبٌ لأُوقِظَهُ». فَقَالَ لَهُ التَّلامِيذ: «يَا رَبّ، إِنْ كَانَ رَاقِدًا، فَسَوْفَ يَخْلُص». وكَانَ يَسُوعُ قَدْ تَحَدَّثَ عَنْ مَوْتِ لَعَازَر، أَمَّا هُمْ فَظَنُّوا أَنَّهُ يَتَحَدَّثُ عَنْ رُقَادِ النَّوم. حِينَئِذٍ قَالَ لَهُم يَسُوعُ صَرَاحَةً: «لَعَازَرُ مَات! وأَنَا أَفْرَحُ مِنْ أَجْلِكُم بِأَنِّي مَا كُنْتُ هُنَاك، لِكَي تُؤْمِنُوا. هَيَّا نَذْهَبُ إِلَيْه!». فَقَالَ تُومَا المُلَقَّبُ بِٱلتَّوْأَمِ لِلتَّلامِيذِ رِفَاقِهِ: «هَيَّا بِنَا نَحْنُ أَيْضًا لِنَمُوتَ مَعَهُ!».

 

وذلِكَ لِكَي أَعْرِفَهُ وأَعْرِفَ قُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وأَشتَرِكَ في آلامِهِ، مُتَشَبِّهًا بِهِ في مَوتِهِ، لَعَلِّي أَبْلُغُ القِيَامَةَ مِن بَيْنِ الأَمْوَات

رسالة القدّيس بولس إلى أهل فيلبّي03/من01حجتى12/:"يا إخوَتِي، إِفْرَحُوا في الرَّبّ. وأَنَا لا أَمَلُّ مِنَ الكِتَابَةِ إِلَيْكُم بالأُمُورِ نَفْسِهَا، لأَنَّهَا تَثْبِيتٌ لَكُم. إِحْذَرُوا الكِلاب. إِحْذَرُوا الفَعَلَةَ الأَشْرَار. إِحْذَرُوا قَطْعَ اللَّحْمِ بِالخِتَانَة. فإِنَّنَا نَحْنُ الخِتَانَةُ الحَقِيقِيَّة، نَحْنُ الَّذِينَ نَعْبُدُ بِرُوحِ الله، ونَفْتَخِرُ بِالمَسِيحِ يَسُوع، ولا نَتَّكِلُ على أُمُورِ الجَسَد؛ معَ أَنَّ مِنْ حقِّي، أَنَا أَيْضًا، أَنْ أَتَّكِلَ عَلى أُمُورِ الجَسَد. فَإِنْ ظَنَّ أَحَدٌ أَنَّهُ يَتَّكِلُ على أُمُورِ الجَسَد، فأَنَا أَحَقُّ مِنْهُ بِذلِكَ: فأَنَا مَخْتُونٌ في اليَومِ الثَّامِن؛ إِنِّي مِنْ ذُرِّيَةِ إِسْرائِيل، مِن سِبْطِ بِنْيَامِين، عِبْرانِيٌّ ٱبْنُ عِبْرَانِيّ، ومِنْ حَيْثُ الشَّرِيعَةُ فَرِّيسِيّ، ومِن حَيْثُ الغَيْرَةُ مُضْطَهِدُ الكَنِيسَة، ومِنْ حَيْثُ البِرُّ الَّذي مِنَ الشَّرِيعَةِ أَنَا بِغَيْرِ لَوم. لكِنَّ كُلَّ هذِهِ الأُمُورِ الَّتي كَانَتْ لِي رِبْحًا، حَسِبْتُهَا مِن أَجْلِ المَسيحِ خُسْرَانًا. بَلْ إِنِّي أَحْسَبُ كُلَّ شَيءٍ أَيْضًا خُسْرَانًا، إِزاءَ الرِّبْحِ الأَعْظَمِ وهو مَعْرِفَةُ المَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي، الَّذي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ شَيء، وأَحْسَبُهُ نُفَايَةً لأَرْبَحَ المَسِيح، وأُوجَدَ فيهِ مُبَرَّرًا لا بالبِرِّ الَّذي مِنَ الشَّرِيعَة، بَلْ بالبِرِّ الَّذي منَ الإِيْمَانِ بالمَسِيح، والَّذي هُوَ مِنَ الله، والقَائِمِ عَلى الإِيْمَان. وذلِكَ لِكَي أَعْرِفَهُ وأَعْرِفَ قُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وأَشتَرِكَ في آلامِهِ، مُتَشَبِّهًا بِهِ في مَوتِهِ، لَعَلِّي أَبْلُغُ القِيَامَةَ مِن بَيْنِ الأَمْوَات. ولا أَدَّعِي أَنِّي قَدْ حَصَلْتُ على ذلِكَ، أَو أَنِّي بَلَغْتُ إِلى الكَمَال، لكِنِّي أَسْعَى لَعَلِّي أُدْرِكُهُ، لأَنَّ المَسِيحَ يَسُوعَ أَدْرَكَنِي".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

العداء لا يوحد الشعوب بل يعيدها إلى شرعة الغاب

الياس بجاني/22 أيار/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=55492

إن  حكام وقادة وشعوب الشرق الأوسط يحتاجون إلى أخذ العبر والدروس من القمم الهامة التي عقدت في السعودية بحضور الرئيس الأميركي ترامب، والتي وصفت بأنها كانت ناجحة جداً في تشخيص العلل والاعتراف بمسبباتها كافة، ووضع رؤية مستقبلية وعقلانية وعملية وواضحة ومنطقية لمواجهة مخططات الإرهاب والغزاة والمتطرفين وأصحاب المشاريع العسكرية الاستعمارية والتوسعية في المنطقة، وتحديداً الإرهاب الملالوي الفارسي المذهبي المتفشي كالسرطان.

من أهم هذه العبر وأبلغها أن العداء ومفاهيم الكراهية والحقد لا تبني السلام، ولا تؤمن له الاستقرار، ولا تمهد له، بل على العكس هي تزيده تأججاً وتساعد في انتشاره وتقوي من وقاحة وفجور وإجرام ودموية وأطماع ومخططات كل من يلجأ إلى التسويّق له والاستفادة منه.

كما أن ثقافة العداء والكراهية والتقوقع ورفض الآخر التي تسمم وتفخخ وتدمر المناهج التعليمة الابتدائية والثانوية والجامعية في العديد من دول المنطقة هي انتحارية 100%، وغالباً ما تنقلب على أصحابها وعلى الشعوب وتغرقهم في أوحالها وتضعهم في غربة قاتلة عن كل مقومات السلام والتقدم والحضارة، وعن كل من يسعى لهم أكان من داخلها أو خارجها.

من هنا فإن محاربة الإرهاب والتطرف والمتطرفين والإرهابيين والأصوليين والجهاديين أكانوا من الداخل أو من الخارج لا تنجح فقط عن طريق استعمال القوة العسكرية، وإن كانت القوة ضرورية وحتمية في مراحل معينة، بل هي تنجح وتستمر وتقوى وتدوم عن طريق تعميم مناهج ثقافة المحبة والانفتاح وقبول الأخر واحترام شرعة حقوق الإنسان..

ومع  التركيز الرئيسي والأساسي على المناهج التعليمية بكافة فروعها ومستوياتها، يأتي أيضاً واجب الحكام والمسؤولين والمثقفين ورجال الدين وضع ضوابط فاعلة لوسائل الإعلام كافة التي تسوّق للإرهاب وللإرهابيين وللفوضى والحروب وتنشر ثقافة الحقد والكراهية تحت رايات الجهاد والتحرير ومخططات التوسع العسكرية، كما هو حال النظام الإيراني التوسعي..

ومع ثقافة المحبة تأتي واجبات الحكام بتأمين مناخات الحرية والعدل والمساواة والعيش الرغيد لشعوبهم.

كما أن من أهم الكوابح المطلوبة للجم الإرهاب والإرهابيين يكمن في منع رجال الدين على المستوى الفردي ونهائياً من إصدار الفتاوى وتشريعات التحليل والتحريم المزاجية والمصلحية، كما هو الحال الخطير والإستنسابي المتفلت في هذا السياق حالياً في غالبية دول الشرق الأوسط، وحصر المسؤولية بإصدارها فقط بمرجعيات متخصصة ومسؤولة وأكاديمية وعلمية.

ولأن معظم دول الشرق الأوسط لم تكن محصنة بثقافة المحبة والانفتاح والحقوق والمساواة والعدل والعيش الرغيد وقبول الآخر وبمفاهيم الحريات والديمقراطية تمكن الإرهاب المحلي والإيراني على حد سواء من اخترقها وزعزعة كياناتها وتسبب بتعاسة وهجرة وإفقار شعوبها.

اليوم وبعد أن وصل الحال في دول الشرق الأوسط إلى ما وصل إليه من فوضى وحروب وتقاتل وفقر، فإن المرجو من القمم التي عُقدت في السعودية أن تصحح المسارات بجرأة ومسؤولية ليصبح الهدف النهائي والإلزامي هو السلام والتعايش بين دول المنطقة كافة ودون أية استثناءات، ووضع حد علمي ونهائي ودائم للمناهج التعليمية التي تبث الحقد والكراهية ورفض وقتل الآخر المختلف مجتمعياً أو قومياً أو عرقياً أو مذهبياً.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

باسيل: تفاجأنا بصدور إعلان الرياض وبمضمونه ونحن في طائرة العودة!

جنوبية/22 مايو، 2017/غرّد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل معلقاً على إعلان الرياض بـ”لم نكن على علم باعلان الرياض لا بل كنا على علم ان لا بيان سيصدر بعد القمة وقد تفاجأنا بصدوره وبمضمونه ونحن في طائرة العودة…” مضيفاً “ضناً بلبنان وشعبه ووحدته”.

وختم باسيل “امّا وقد وصلنا الى لبنان فنقول اننا نتمسك بخطاب القسم والبيان الوزاري وبسياسة ابتعاد لبنان عن مشاكل الخارج وابعادها عنه…”

 

نوفل ضو معلقاً على باسيل: لو كنت أعلم!

جنوبية/22 مايو، 2017/علّق الإعلامي والسياسي نوفل ضو على ما أدلى به وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل حول عدم علمه بإعلان الرياض، بتغريدة تويترية وتضمنت: “يبدو أن الوزير جبران باسيل اقتبس للتعليق على بيان قمة الرياض لمواجهة الارهاب مقولة السيد حسن نصرالله عن حرب تموز ٢٠٠٦: “لو كنت أعلم!”

 

د.فارس سعيد/وضع ترامب القاعدة وحزب الله و داعش في المرتبة نفسها/الحرب على الارهاب ليست حربا بين الاديان

تويتر/21 أيار/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=55504

*وضع ترامب القاعدة وحزب الله و داعش في المرتبة نفسها

*الحرب على الارهاب ليست حربا بين الاديان

*تزيد الحاجة لدى المسيحيين لحمل عنوانا سياسيا يخرجهم من المحلية القاتلة ويعيدهم الى مساحة القرار

الدولة المدنية في لبنان

السلام في المنطقة

*قال لي قروي "غير مثقف" مشكلتنا من اسرائيل وايران وليست من العالم العربي. اسرائيل أرسلت لنا الفلسطنيين وايران السوريين!

*حجبت وسائل الاعلام اللبنانية المسموعة والمرئية كلام الوزير الجبير الذي يصف فيه حزب الله منظمة ارهابية/الاٍرهاب في الضبية والنقاش وأدما؟

*تحول المسيحيون مع سياسة العماد عون الى عصا يستخدمها الشيعة لضرب السنة احيانا وعصا في يد السنة لكبح نشوة الشيعة/لسنا صندوق بريد ولا عصا..كفى.

*مواجهتنا لحزب الله كانت في مرحلة صعوده/لم نستجدي منه نيابة ووزارة ورئاسة ثم ننقلب عليه في لحظة إحراجه ... موقفنا منه ثابت.

يسألني بعض الاوفياء عن موقفي في انتخابات جبيل القادمة..أقول اني لا ازال في موقعي في مواجهة هيمنة حزب الله على جبيل وعلى لبنان/لا تراجع.

*نجحت المملكة في إعطاء ترامب نجاحا ديبلوماسيا هو بحاجة له لسياسته الداخلية مقابل الحصول على دعم أميركي غير مسبوق.

*إذا طالب السنة بضمانة العدد والشيعة بضمانة السلاح  والموارنة بضمانة المقاعد علينا اعادة النظر بالدستور/ابشروا اذا لكم الجرأة والامكانات.

*امام تحولات المنطقة سيطالب حزب الله بضمانات قد تصل الى تشريع سلاحه من خلال قانون صادر عن مجلس النواب القادم.

علينا ان نحافظ في لبنان على:

-التنوع السياسي، الطائفي، الثقافي والمدني

-حرية التعبير والزِّي والاتجاه الانساني والجنسي

-السلام بدل الالستسلام.

*بدأت لهجة حزب الله حول قانون الانتخابات تتصاعد ويضيق صدره. ما قاله النائب محمد رعد في النبطية مهم/بعد القمم الجميع يبحث عن "ضمانات".

*اللهم لا تجعل من لبنان العشب تحت اقدام الفيلة المتصارعة.

*بات سلاح حزب الله يشكل خطرا على العرب.

*لا مجال للشك ان غالبية الطبقة السياسية اللبنانية لا تواكب متغيرات المنطقة وتغرق في محلية قاتلة قد تضعنا على رصيف العالم/لبنان أفضل من صورته.

*ليس سهلا على وفد لبناني في الرياض وآخر في اميركا شرح مكان الدولة اللبنانية/لبنان وطن اسير نفوذ ايران ونحن عاجزون.

*نتمنى للوفد اللبناني المشاركة في قمة الرياض التوفيق في حمل قضية لبنان العيش المشترك نموذجا لحل ازمة المنطقة/في موضوع حزب الله العون بالله.

*زار وفد إنمائي من قضاء جبيل العماد عون الذي وعده بتنفيذ مشاريع داخل القضاء..خبر سار وفات الوفد والرئيس ان مذكرة علي حسن خليل لا تزال قائمة.

*لا حل الا في صناعة سلام المنطقة الذي يمر حكما

-فوز التيار الاصلاحي الايراني

-نجاح قمة الرياض

-القدس مدينة مفتوحة للجميع

-نهاية الاسد وداعش.

 

شمعون: واجبات 'حزب الله' هي اتجاه لبنان

 الجمهورية/21 أيار/17/لفت رئيس "حزب الوطنيين الأحرار"، النائب دوري شمعون إلى أنّ "لكلّ فرد منّا يحمل الهوية اللبنانيّة واجبات اتجاه الوطن، مهما كانت أفكاره ومهما كان انتماؤه؛ وأفراد "حزب الله" يحملون أيضاً الهويّة اللبنانيّة وواجباتهم الأساسيّة هي اتجاه لبنان وليس اتجاه المشروع الإيراني الّذي يهدف إلى إدخال لبنان في حروب لا علاقة له بها"، معرباً عن أمله "من خلال الظروف الّتي تدور في المنطقة أن نبرهن أنّنا على حقّ، وأن نهتمّ نحن بلبنان وألّا نقوم بحروب الآخرين على أرضنا". وأشار شمعون، خلال عشاء الحزب السنوي، إلى "أنّنا نمرّ بمرحلة صعبة إجتماعيّاً وإقتصاديّاً، وبالرغم من كلّ ذلك، ممنوع التشاؤم وفقدان الأمل بهذا البلد، ففي الماضي مرّت علينا أيام صعبة جدّاً وتمكنّا من تجاوزها وبرهنا أنّ باستطاعتنا مواجهة كلّ الصعوبات. أما اليوم، وبالرّغم من الصعوبات المعيشيّة، نطلب منكم الصبر وممنوع التفكير بالهجرة، لأنّ من هاجروا في السابق عاد قسم منهم والقسم الآخر يتمنّى العودة إلى لبنان عندما يسمح لهم الوضع، لأنّ لبنان سابقاً غير لبنان اليوم"، متمنّياً أنّ "يعود كلّ لبناني في الخارج إلى لبنان، ولكن إلى لبنان الّذي نحن نريده والّذي يمكن أن يعيش فيه بكرامة".  ونوّه إلى "أنّنا في الحزب نحاول بقدر إمكاناتنا العودة إلى الحقل السياسي، ونقوم بمجهود في هذا الإطار في منطقة المتن الشمالي وفي مناطق أخرى، ونحن متفائلون لأنّنا نلقى تشجيعاً وثقة من المحازبين القدامى والجدد، وأنا أفخر بهذا الأمر وبالشباب الّذين يعملون وبأخلاقهم، لأنّ الأخلاق كانت أهم شيء عند الرئيس الأسبق كميل شمعون، وعلينا المحافظة على الأخلاق الحزبيّة والوطنيّة الّتي أورثنا إيّاها كميل شمعون".

 المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع لبنان 360 بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و"الموقع" غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.

 

الأردن يرفض وجود حزب الله اللبناني بالقرب من حدوده

العرب/22 أيار/17/عمان - شدد الأردن على رفضه المطلق لوجود ميليشيا حزب الله اللبناني بالقرب من أراضيه. ويواجه الأردن تحديات أمنية متزايدة خاصة على حدوده الشمالية مع سوريا في ظل سعي متواصل لإيران وميليشياتها وتنظيمات أخرى مثل “الدولة الإسلامية” لتثبيت موطئ قدم في تلك الجهة.

وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منطقة البحر الميت، إن “عمان ترفض أي وجود لميليشيات مثل حزب الله أو منظمات إرهابية مثل داعش على حدودها”. وأكد الصفدي أن “الأردن يتصدى للإرهاب بكل أشكاله، وليس على أساس ديني فقط”. وصعّدت الخارجية الأردنية في الفترة الأخيرة من تصريحاتها الموجهة ضد حزب الله أساسا لجهة أنه التنظيم الإيراني الأكثر قوة وخطرا على المنطقة. وركز الصفدي في اتصال أجراه مؤخرا مع نظيره الروسي سيرجي لافروف على ضرورة عدم اقتراب عناصر الحزب من أراضيه، وكذلك الشأن بالنسبة إلى باقي ميليشيات إيران. ويقاتل الحزب في سوريا إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد، ولعب دورا بارزا في تدريب ميليشيات موالية لإيران في أكثر من رقعة عربية، وتعتبره طهران ركيزة أساسية في مشروع الحزام الأمني الذي تعمل على تشييده انطلاقا من العراق وصولا إلى لبنان. وهناك اليوم توجّه دولي بقيادة الولايات المتحدة لمحاصرة الحزب وتجفيف منابع تمويله تمهيدا لضربه في مرحلة موالية. وهذا التوجه الملموس في تصريحات المسؤولين الأميركيين والعرب يثير مخاوف فعلية لدى الحزب ترجمت في تهديدات مسؤوليه المتواترة لدول المنطقة ومنها الأردن، عدها متابعون محاولة يائسة لإرهابها. وحذر حزب الله، مؤخرا، على لسان نائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم، من تبعات انتقال الأزمة السورية إلى الأراضي الأردنية عن طريق حركة التكفيريين. ويرى مراقبون أن الحرب ضد حزب الله قادمة لا محالة، وجميع المؤشرات الدولية تشي بذلك وأن خيارات الحزب تكاد تكون معدومة. ويلفت هؤلاء إلى أن انخراط الحزب في سوريا شكل بداية النهاية بالنسبة إليه.

                                                               

هكذا رد صفي الدين على ادراجه على لائحة الارهاب في اميركا والسعودية

ليبانون فايلز/الأحد 21 أيار 2017 /شدد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين على أن “أميركا التي تأتي بكل هذا الحقد والحصار وتستهدف فيه منطقتنا وبلداننا وأوطاننا ومجتمعاتنا، دليل على أنها باتت أضعف بكثير مما كانت عليه في السنوات والعقود الماضية، والدليل على ذلك هو التشكيك في استمرار ترأس ترامب للولايات المتحدة الأميركية ومهاجمته يوميا من معظم وسائل الإعلام الاميركية وإمبراطوريات الإعلام في العالم”. وقال السيد صفي الدين خلال رعايته احتفال وضع الحجر الأساس لمجمع خاتم الأوصياء الثقافي بين بلدتي العباسية وطورا الجنوبيتين: “الإدارة الأميركية حينما كانت على حالها وأوضاعها، لم تتمكن من النيل من المقاومة وبالتالي فإن هذه الإدارة الأميركية المعاقة والمجنونة بقيادة ترامب، لن تتمكن من المقاومة، ولن يحصلوا على شيء، وما سيحصلون عليه هو مزيد من الصراخ الإعلامي، وسينتهي كل ما فعلوه”. وختم السيد صفي الدين “المقاومة المتأصلة بثقافتها ودماء شهدائها وأهلها الشرفاء المضحين العارفين، سوف تبقى في الأرض ثابتة راسخة بعزم أقوى مما مضى، وبانتصارات ستكون في الأشهر والسنوات الآتية، أفضل من الانتصارات التي حصلت في كل الأيام الماضية”.

 

وليد فارس: هذا ما يعنيه ترامب في كلامه عن لبنان في السعوديّة

أم تي في/21 أيار/17/علق الدكتور وليد فارس مستشار السياسة الخارجية للرئيس الاميركي دونالد ترامب ابان الحملة الانتخابية على الجزء الذي تناول فيه الرئيس ترامب لبنان في خطابه الذي القاه في القمة العربية الاسلامية الاميركية في المملكة العربية السعودية بما يلي:

"سمعنا رسالة خاصة ومباشرة من قبل الرئيس دونالد ترامب خلال خطابه في المملكة العربية السعودية موجهة الى لبنان واللبنانيين، حيث دعا فيها ترامب الجيش اللبناني الى تحمل مسؤولياته في مواجهة الارهاب ولاسيما على خطوط التماس مع التنظيمات الاصولية من ناحية، وبنفس الوقت وجه الرئيس ترامب رسالة الى الشعب اللبناني صنف فيها تنظيم حزب الله كمنظمة ارهابية ويمثل عائقا امام عودة لبنان الى الحرية والامن والسلام".

وأضاف: "نفهم من هاتين الرسالتين ان ادارة الرئيس ترامب التي باتت تقود تحالفا يضم خمسين دولة عربية واسلامية الى جانب حلف الناتو سيقفون الى جانب الجيش اللبناني في حربه ضد الارهاب من ناحية، ويقفون ضد مشروع حزب الله في لبنان من ناحية اخرى، وهذا يعني ان على الجيش والشعب اللبناني ان يعملا سوية لانهاء وجود كل التنظيمات الارهابية ونزع سلاح كل الميليشيات المسلحة بما فيها حزب الله. وسيكون لنا كلام اكثر تفصيلا ووضوحا في المستقبل القريب".

 

الملك السعودي للحريري: عُد

وكالات/21 أيار/17/بعد ان ألقى الرئيس سعد الحريري التحية على الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وقبل ان يتوجه الى القاعة حيث يتم استقبال الوفود المشاركة في القمة الاسلامية العربية – الاميركية، في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات في الرياض، طلب الملك سلمان من الحريري العودة وجرت بينهما محادثات قصيرة.  كما اظهر الفيديو الملك سلمان بن عبدالعزيز، يسأل الحريري ممازحًا عن ذقنه مما أضحك الاخير.

 

وداعاً ولاية الفقيه

محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك/21 أيار/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=55496

الشعب الإيراني قال كلمته واسقط مرشح المرشد رغم كل ما حشد لمعركته من أموال ومن نفوذ واستخدام جميع الوسائل ضد روحاني حتى بدا ان المعركة ليست بين روحاني ورئيسي بل بين المرشد وروحاني.

روحاني ليس رجل صدام ومواجهة ومع ذلك خاض معركة قاسية ضد المرشد وقال فيها أشياء عنيفة ليس من المعتاد الخوض فيها من أركان النظام٠

خسر المرشد وانتصر الشعب الإيراني ليس بوصول روحاني إنما بالرسالة الواضحة للمرشد بان الشعب قادر على اسقاط رجاله وانه غير قادر على تغيير نتائج الانتخابات كما حصل عام ٢٠٠٩ ما يعني انه صار ضعيفاً أو اضعف من الفترة الماضية كذلك مراكز القوى التي تدعمه وبالأخص الحرس الثوري الذي يدرك الشعب ان دوره ونفوذه هما مصدر أساسي من مصادر الفساد في الداخل وعزلة ايران عن العالم مما يؤدي الى تدهور الاقتصاد ومستوى معيشة الشعب٠

روحاني كان واضحاً بالقول ان سياسة الانفتاح على العالم هي التي انتصرت وهذا ما يريده الشعب الإيراني ولكن الانفتاح على العالم يعني عودة ايران الى القواعد الاساسية في العلاقات الدولية والى القانون الدولي مما يعني إنهاء اوهام المرشد ببناء امبراطورية جديدة تقوم على مزيج من القومية المريضة والمذهبية المنحرفة٠

الشعب للإيراني بدأ خوض معركة إسقاط ولاية الفقيه وخامنئي يعرف ذلك وهو سيخوض معارك شرسة للحفاظ على نفوذه ونظامه ولكن معاركه هذه المرة ستكون في الداخل وليس بالأذرع المذهبية التي زرعها في عدد من البلدان العربية٠

الشعب الإيراني يريد التغيير وأثبت انه قادر على تحدي كل مراكز القوى فهل سيكون التيار الاصلاحي على مستوى التحدي وهل سيبدأ عملية اصلاحية جذرية في مواجهة نظام ديكتاتورية المرشد مدعوماً بأدوات القمع الوحشي اي الحرس والباسيج؟

ايران تحلم بالتغيير وتنتظر قيادة تاريخية وهي أسقطت قيادة المرشد وتقول انها بلغت سن الرشد وليست بحاجة الى اي ولاية وبالأخص ولاية الفقيه.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

ردة فعل "عنيفة جداً" من حزب الله على القرار السعودي

"السياسة الكويتية" - 21 أيار 2017/كشفت صحيفة “السياسة” الكويتية أن “ردة فعل حزب الله على القرار السعودي – الأميركي بتصنيف رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” هاشم صفي الدين ارهابياً، ستكون عنيفة جداً، سيما من قبل السيد حسن نصر الله الذي ستكون له إطلالة ليست ببعيدة يستأنف حملته فيها على السعودية ويصب عليها وعلى دول مجلس التعاون الخليجي جام غضبه”، وذلك ليس بسبب إدراج صفي الدين على لائحة الإرهاب فقط بل بسبب الزيارة التي قام بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السعودية ولقاءات القمة التي عقدها مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وقادة الدول العربية والإسلامية ومن بينهم رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل. وتوقعت المعلومات أن “تنعكس هذه المواقف المستجدة على قانون الانتخابات أولاً، وعلى التضامن داخل مجلس الوزراء ثانياً، وعلى العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر بشكل أساسي، سيما وأن الحزب منزعج جداً من التقارب القائم بين الحريري وباسيل الذي بدأت تفوح منه رائحة الصفقات بحسب مصادر حزب الله”. أما الموضوع الأخطر والأهم فيتمثل بما تعكسه هذه المواقف وردود الفعل عليها، على علاقة لبنان بالدول الخليجية التي ستؤدي حتماً إلى التقليل من الاندفاعه الموعودة من السياح الخليجيين إلى لبنان في موسم الصيف، وهذا ما لا يتمناه اللبنانيون.

 

الكتل النيابية أبلغت نوابها: استعدوا للإنتخابات وفق الستين

"السياسة الكويتية" - 21 أيار 2017/كشفت مصادر نيابية موثوقة لصحيفة “السياسة” الكويتية أن الكتل السياسية والبرلمانية وضعت أعضاءها في أجواء تفيد بأن الانتخابات النيابية ستحصل على أساس قانون الستين النافذ على الأرجح، مع تعذر التوافق على قانون جديد للانتخابات حتى الآن.

وقالت المصادر إن عدم التوصل لقانون جديد للانتخابات سيفسح في المجال أمام العودة إلى قانون الستين الذي يحظى بدعم غالبية القوى السياسية، وإن جاهرت عكس ذلك وادعت مطالبتها بضرورة التوافق على قانون جديد. وأضافت أن الخلافات لا تزال كبيرة بشأن القانون الجديد وليس هناك توافق على شيء، ما سيفسح في المجال أمام اعتماد الستين كخيار وحيد بعد إجراء تمديد تقني لمجلس النواب الحالي لأشهر عدة، تلافياً للفراغ الذي يحاول الجميع التصدي له لأنه سيترك تداعيات كبيرة على البلد لا قدرة لأحد على تحملها والحد من خسائرها.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 21/5/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

المنطقة في طور التكون، وسط اتصالات وقمم واجتماعات، محورها مكافحة الارهاب، وتفاصيلها رسم المحاور والتحالفات، على ضوء ما ارتسم بفعل الميدان الملتهب، من سوريا إلى اليمن فالعراق وصولا إلى فلسطين. وما كان متوقعا من قمم الرياض بات واقعا، بادراج "حزب الله" في عداد المنظمات التي يجب محاسبتها إلى جانب "داعش" و"القاعدة" وحركة "حماس"، وفق اعلان الرئيس الأميركي الذي دعا إلى عزل ايران في المنطقة التي تدرب الارهابيين وتمولهم في لبنان والعراق واليمن، على حد تعبيره.

الرئيس الأميركي الذي أقر بانجازات الجيش اللبناني في مكافحة الارهاب، ثمن الدور اللبناني في عداد الدول المضيفة للنازحين.

وفيما حضر لبنان في الحدث الخليجي، شارك رئيس مجلس الوزراء في القمة على رأس وفد وزاري، وأجرى مشاورات وعقد اجتماعا مع ولي العهد السعودي. كما التقى كبير مستشاري الرئيس الأميركي. وكان الرئيس الحريري قد صافح الملك السعودي لدى دخول الوفود إلى قاعة المؤتمرات تمهيدا لإفتتاح القمة، الذي استوقفه مرتين بعد مناداته في اعقاب المصافحة بينهما.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

يكاد يكون الترقب هو القاسم المشترك الوحيد الذي يجمع اللبنانيون على عيش دقائقه. ترقب من قادم من الرياض، وترقب لما ستفضي إليه الأيام المعدودة المتبقية كحد فاصل بين التوافق على قانون انتخابي وبين الفراغ.

في السعودية، اللهجة جاءت مرتفعة، وإيران كانت على غالبية الشفاه والألسن. ففيما غابت تسميات الداعمين والممولين ل"داعش" و"القاعدة"، حضرت إيران والمنظمات التي قيل انها تدعمها واضحة، سواء في كلمة الرئيس الأميركي أو العاهل السعودي.

والسؤال كيف سيستطيع لبنان ملاءمة مواقفه التي التزم بها رئيس الوفد اللبناني إلى القمة سعد الحريري، ما قبل قمم الرياض وما بعدها؟.

ترامب الذي بشر ببداية السلام في الشرق الأوسط، بشر أيضا بالفوز بـ 400 مليار دولار من الاستثمارات، ستمكن بلاده والمملكة السعودية من القيام بأمور رائعة عسكريا، لتعزيز أمن الحلفاء ومنهم المشاركون في القمة، وتقضي على الإرهاب. واتهم إيران بالمسؤولية عن زعزعة الاستقرار في لبنان والمنطقة، مشيرا إلى ان الرياض انضمت إلى بلاده في فرض عقوبات على شخصيات من "حزب الله"، وقررت اعتبار "حزب الله" منظمة إرهابية، معتبرا أن القرار صائب وفق وصفه.

والمضيف السعودي الذي أطلق المركز العالمي لمواجهة الفكر المتطرف، أعلن أنه لن يتساهل في محاكمة أي شخص يمول الإرهاب، وأن دول مجلس التعاون أبرمت اتفاقا تاريخيا مع واشنطن لتجفيف منابع الإرهاب، واضعا إيران و"حزب الله" و"حماس" و"الحوثيين" و"القاعدة" في خانة واحدة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

عجقة قمم في الرياض تخللها رقص وعراضات على أنغام الصفقات. فبعد ثنائية الأمس بين ترامب والملك سلمان ضمنت مئات المليارات في الجيب الأميركي، قرقعة أميركية- سعودية حضر إليها قادة عرب ومسلمون، وأحضر آخرون ليحاضر فيهم الضيف الأميركي من على المنبر الأغلى في العالم، ويستحق ان يدخل موسوعة "غينيس". فبعد أن قبض مئات المليارات قرأ في كتاب الوهابية السعودية، وعلى قاعدة "طعمي التم بتستحي العين"، امتدح ترامب قادة دول الخليج.

فإن كان عنوان القمة فعلا محاربة الارهاب وتجفيف مصادره، فلماذا انعقدت في منبعه الرئيسي تمويلا وفكرا؟. وإن كان حضر ترامب إلى بلاد الحرمين للتشجيع على التطبيع مع الكيان الاسرائيلي، فإن العربان قطعوا أشواطا كبيرة نحو الحضن الاسرائيلي.

أما إن كان الهدف هو محاربة الجمهورية الاسلامية الايرانية، فإن الشعب قال كلمته بالأمس بأنه وراء الثورة، وأعطى دروسا في ممارسة الانتخابات في محيط قاحل على هذا الصعيد أوله الدولة المضيفة للقمة.

أما إن كان الهدف محاربة حركات المقاومة في المنطقة، ف"حزب الله" يؤكد: الإدارة الأميركية المعاقة والمجنونة بقيادة ترامب، لن تتمكن من المقاومة، وما سيحصلون عليه مزيد من الصراخ الإعلامي.

ألم يتعلموا من التاريخ؟، فالصراخ والزعيق والتهويل بالحرب والثبور وعظائم الأمور لم تمنع نصر أيار الالهي عام 2000، ولم تنقذ العدو الاسرائيلي من هزيمة 2006.

إنها قمم المأزومين: السعودي الباحث عمن ينقذه من وحول حرب اليمن وملفات المنطقة، وترامب الملاحق بشبح العزل في بلاده ليعود ب 500 مليار دولار إلى بيته الأبيض عسى أن تثبته لفترة اضافية في الحكم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

إنها قمة القمم، وهي قمة بقمم، انطلاقا من هذه التجزئة يتعين تجزئة تقييماتها، مع اعطاء الوقت وقته كي يظهر نجاحاتها كليا أو جزئيا من فشلها.

على صعيد الشكل، يمكن الجزم ان السعودية ظهرت ما هو لها، أي انها قائدة العالم الاسلامي. وعلى الصعيد الأميركي، يمكن الجزم ان أميركا ترامب هي قاطرة العالم ومحركه، لكنها تحتاج تحديد وجهتها. على الصعيد الأميركي- السعودي، القمة حققت انجازات هائلة على صعيد الاتفاقات بمئات المليارات التي وقعت بين البلدين.

أما ترجمات العناوين التي عقدت من أجلها القمة، أي محاربة الارهاب وايران، فهي سرعان ما ستتضح في كيفية قيادة الحرب، بأي جيوش ووفق أي رؤية.

أما لبنان فنجح في الخروج من القمة بأقل ضرر، وأراحه ربما انهاء أعمالها قبل ان يلقي الرئيس سعد الحريري كلمة لبنان، رغم توازن الكلمة وحرصها على الاستقرار الداخلي. غير انه يتعين الانتظار لمعرفة ما إذا كانت طهران ستحيد لبنان، في معرض مواجهتها الهجمة التي تتجمع ضدها، أم ستجعله جزءا منها. لننتظر، فالجواب لا بد ان يظهر في نبرة السيد حسن نصرالله حيال الداخل والاقليم، وموقفه من الانتخابات والتضامن الحكومي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

حتى ولو باشر البيت الأبيض اجراءات عزل دونالد ترامب من منصبه، على ما ذكرت ال cnn اليوم، فإن "كارتيل" السلاح والصناعات العسكرية الأميركية، سيحمي ترامب برموش العيون، وسيضع صورته على الطائرات والطوافات والدبابات والمدرعات، تشكرا وامتنانا لصفقة العصر.

فبين العزل في واشنطن والغزل في السعودية، 450 مليار دولار أميركي تجعل ايران ارهابية واسرائيل طوباوية وأميركا غنية، والسعودية محمية من غدرات الادارة الأميركية التي وقعت مع طهران اتفاقية نووية وتوقع مع الرياض اليوم اتفاقية فلكية بالدولارات الأميركية.

بين "عاصفة الحزم" على اليمن وقمة العزم في الرياض، صواريخ تاهت في السماء وأسلحة ضاعت في الصحراء ومليارات ذهبت هباء. الرجل الذي اتخذ من العداء للمسلمين شعارا لحملته الانتخابية ويقرر منعهم من دخول أميركا، يستقبل استقبال الفاتحين في أرض الرسالة والرسول. وأكبر صديق لاسرائيل يقلد أرفع وسام سعودي، ويزور غدا القدس وحائط المبكى، في خطوة غير مسبوقة لأي رئيس أميركي منذ اعلان دولة اسرائيل العام 1948، تمهيدا لنقل السفارة الأميركية إلى القدس والاعتراف بها عاصمة للدولة اليهودية، وهو ما لم يقدم عليه أي رئيس أميركي حتى اليوم.

باع ترامب العرب شعار "ايران ارهابية" واشعار الشراكة الاستراتيجية وأوهام الناتو العربي لمحاربة ايران وليس اسرائيل، وأحلام قيادة العالم الاسلامي بدلا من اردوغان. واشترى منهم بوليصة تأمين على شعبيته المنهارة وادارته المنخورة بالفضائح ومستقبل الصناعة العسكرية وشركات النفط الأميركية وانعاش الاقتصاد الأميركي. والأهم الأهم التأكيد على ان وجهة السلاح المباع للعرب، والذي بامكانه محو اسرائيل عن وجه البسيطة، سيكون موجها إلى مكان آخر، ويمكن الرجوع إلى المؤتمر الصحافي المشترك لتيلرسون- الجبير.

450 مليار دولار اليوم، وقبلها مئات ومئات المليارات منذ فورة النفط وثروة الأرض، والعرب أكثر الأنظمة ثراء وأكثر الشعوب فقرا وأمية وجوعا وتقاتلا ومظلومية، من فلسطين إلى اليمن إلى الصومال إلى السودان إلى مصر. ايران رأس حربة الارهاب، هكذا أعلن الملك سلمان. و"حزب الله" منظمة ارهابية، هكذا عقب دونالد ترامب. لم يتسن للمشاركين القاء كلماتهم، بسبب تعليق أعمال القمة، وطارت كلمة لبنان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

مكابرة ان لا نقرأ بهدوء كل ما يجري من حولنا. فتحت شعار مكافحة الارهاب وتجفيف منابعه، تدرس مسودات القوانين وتعد المشاريع من واشنطن الى الرياض.

ففي واشنطن، حيث يستأنف الوفد اللبناني البرلماني لقاءاته غدا، كل المؤشرات تتحدث عن التشدد في العقوبات التي ستفرض على لبنان. أما في الرياض فالصورة أوضح: هناك حصر الارهاب بجهتين: "داعش" وإيران التي تدرب الإرهابيين وعلى رأسهم "حزب الله" الذي ذكره الرئيس الأميركي أكثر من مرة في خطابه.

ولمحاسبة هذا الارهاب، لا بد من قطع مصادر تمويله وطرد عناصره، حسب الاستراتيجية التي أعلنها الرئيس الأميركي أمام قادة الدول الاسلامية. استراتيجية سبقه اليها الملك سلمان بن عبد العزيز، قائلا: إن النظام الإيراني يشكل رأس حربة في الارهاب العالمي، وهو و"حزب الله" و"داعش" متشابهون.

أمام هذه الصورة القاتمة، سيعود الوفد اللبناني إلى بيروت، ليستقبله كلام رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين الذي اعتبر ان القمم العربية الأميركية مضحكة، لأن الجبهات في المنطقة هي من يحدد الحاكم فيها.

هكذا، ومن دون استراتيجية واضحة تحمي ما تبقى من الاقتصاد ومن النظام المالي، سيقف لبنان ومسؤولوه ضعفاء، يتقاذفون الاتهامات، هم العاجزون عن تدوير زوايا مصالحهم الانتخابية وصولا إلى وضع قانون انتخاب قد يشكل أولى خطوات الحماية الداخلية وصمام الأمان الذي يمنع دخول البلاد والعباد في نفق اللاعودة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

العالم بدأ يحبس أنفاسه على وقع النتائج المنتظرة للقمم الثلاث التي شهدتها المملكة العربية السعودية. فالحدث الكوني الذي شهدته الرياض، استحوذ على صدارة الاهتمامات، في ضوء القمم الثلاث السعودية- الأميركية، الخليجية- الأميركية والعربية- الاسلامية- الأميركية، وليحمل الكثير من الأبعاد وان كانت ترجمتة قد تحتاج لبعض الوقت، وسيسيل حوله حبر كثير شرحا وتأويلا.

ففي الكلام الذي انطلقت من خلاله أعمال القمة العربية- الاسلامية- الأميركية، وبحضور وفد لبنان برئاسة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، تأكيد لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أن مشاركة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تظهر إهتمام واشنطن بالمنطقة، مؤكدا على محاربة الإرهاب في كافة أشكاله، مشيرا إلى أن الإسلام كان وسيبقى دين الرحمة والتعايش والسلام. ورأى أن إيران تشكل رأس حربة الإرهاب العالمي منذ ثورة الخميني وحتى اليوم. وأكد أن النظام الإيراني و"حزب الله" وحركة "أنصار الله" و"القاعدة" متشابهون.

أما الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فأعلن عن إطلاق فصل جديد في العلاقات الأميركية- السعودية. وأكد أن هذه القمة هي بداية النهاية لكل من يمارس التطرف والإرهاب. ورأى ترامب أن كلا من تنظيم "داعش" و"القاعدة" و"حزب الله" وحركة "حماس" تمثل أشكالا مختلفة من الإرهاب، موضحا أن إتفاقات التعاون العسكري ستساعد الجيش السعودي على لعب دور أكبر، مشيرا إلى ابرام صفقات بنحو 400 مليار دولار مع السعودية.

وشدد الرئيس الأميركي على انه يتعامل مع تهديد "حزب الله" على أنه تهديد إرهابي، لافتا إلى أن الرياض انضمت إلى واشنطن هذا الأسبوع في فرض عقوبات على شخصيات من الحزب، ومؤكدا على ضرورة مواجهة أزمة التطرف الإسلامي بكل أشكاله. وأعلن ترامب عن خطوة تاريخية تمثلت بافتتاح مركز مكافحة التطرف في الرياض.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

تحول في مسارات الإرهاب كرسته القمة الإسلامية- الأميركية في السعودية، في حضور زعماء من خمس وخمسين دولة يتزعمهم داعي الإسلام دونالد ترامب، أمير المؤمنين للعصر الحديث.

هي قمة تاريخية قولا وفعلا، لكونها استطاعت أن تغير التاريخ وأن تتجاهل منشأ الإرهاب ودعمه وتغذيته وتسليحه، وتذهب إلى إعلان لائحة ستجري مكافحتها تضم إيران و"الحوثيين" و"حماس" و"حزب الله" و"القاعدة" و"داعش".

قفزت القمة وكلماتها عن "مربي الدواجن الإرهابية"، ومزجت المقاوم بالإرهابي. ما دفع حركة "حماس" إلى الرد، واعتبار هذا الاتهام إنحيازا إلى العدو. فيما غابت إسرائيل عن التصنيفات الإرهابية في مجريات القمة.

وإذا كانت النشوة عارمة لدى زعماء الخليج في لوائح الإرهاب المستحدثة، فإن دونالد ترامب خرج أكثر ربحا في المال والسياسة، فهو زرع وحصد في زيارة واحدة، وتمكن من تخطي أزماته الداخلية، حيث تنتظره المحاكمات بعد اتهامات له بعرقلة التحقيقات الفديرالية وبالعلاقات المشبوهة مع روسيا والاستهتار بالأمن القومي، وأنه أصبح غير مؤهل للرئاسة بعد تدني نسبة تأييده شعبيا. لكنه في ثلاث قمم وبسرعة يومين فقط، تمكن من تحقيق المعجزات، ليذهب لاحقا إلى بلاده حاملا الهدايا ويقول للأميركيين: لقد انتصرت عليهم، استخرجت من أموالهم أربعمئة مليار دولار أي أربعمئة ألف مليون دولار، سلبتهم ثروتهم فلا تحاكموني. وسيعود ترامب منتصرا، لأنه حقق الشرخ بين المسلمين، فالعراق لم يدع إلى القمم لأسباب طائفية. ولبنان إستبعد رئاسيا لأن عونه "جايي من الله". وإيران الإسلامية حكما لا مكان لها تحت سقف الأمم لأنها تتصدر جدول الأعمال. زاد ترامب من الانقسام الطائفي بين المسلمين، ووضع شروطه على خمس وخمسين دولة، ولم نسمع أن دولة واحدة فرضت شرطا على أميركا، لا في ما يتعلق بفلسطين ولا مصير القدس أو حتى في القضايا الداخلية الإسلامية- العربية. وحدهم تحت عمامته ضد إيران، وألزمهم شراء السلاح، ولم يعطهم ولو وعدا كاذبا بتحقيق دولة فلسطين. أربعمئة مليار دولار اليوم من دولة واحدة، والبقية تأتي، فهذا عدوكم إذهبوا إليه، واتركوا إسرائيل تنعم بسلام في بلادها وبلادكم.

 

ريفي: الإبراء بات مستحيلاً فعلاً.. والسرقة على عينك يا تاجر

أكد اللواء أشرف ريفي أنّ المنطقة تتغير، لافتاً الى انّ "ما تشهده المملكة العربية السعودية يشكل تحولاً كبيراً في المعادلة الإقليمية والعربية".

واعتبر أن "إعلان الرياض المُزمع إصداره من أرض الحرمين الشريفين، لمواجهة الإرهاب والتطرف، يشكل خطوة تاريخية وهو يمثّلنا جميعاً".

وأشار ريفي إلى أنّ الفساد العابر للتحالفات في هذا العهد يجاهر بأصحابه، على شكل سرقات ضخمة ووقحة للمال العام، “وعلى عينك يا تاجر”، فيما الخزينة تنوء تحت أثقال العجز، وقال: “فعلاً الإبراء بات مستحيلاً، ولن تهنأوا بهذا المال المنهوب، والمحاسبة آتية”.

كلام ريفي جاء في كلمة ألقاها خلال حفل تخريج طلاب “الجامعة الأميركية للتكنولوجيا” في منتجع الميرامار ـ القلمون.

نص الكلمة

أيتها المتخرجات والمتخرجون يا أبناءنا الأحباء

نلتقي معكم في يومكم، يوم تتويج ما أنجزه كلٌّ منكم، كي تكونوا رواد هذا الوطن، وصانعي الأمل والغد، فهنيئاً لنا بكم، وهنيئاً لأهلكم وعائلاتكم وجامعتكم ومحبيكم، ولتبدأ رحلتكم في الحياة، أنتم الجيل الشاب الذي على أكتافه سيتحقق حلم التغيير والبناء، الحلم كبير، وأنتم على قدر التحدي.

قلتها دائماً وأكررها اليوم في حفل تخرجكم. لكم سنِّسلم الأمانة، كي تكملوا الطريق، يا جيل الشباب الواعد، يا جيل العلم والأمل، يا جيلاً، نثق بقدراته وإبداعه، فكونوا على استعداد.

أبنائي الأحباء أنظروا إلى العالم من حولنا يتغير. ها هو جيل الشباب يتسلم المسؤوليات الكبرى. في فرنسا وكندا والكثير من البلدان، ولبنان إن شاء الله سيشهد ثورة الشباب، وأنا متأكد أن شاباتنا وشباننا سيكونون في المقدمة، كي يعطوا صورة عن النموذج النظيف والمبدع الذي يليق بوطنهم.

لكل شاب وشابة منكم أقول: أنا الى جانبكم دائماً، وأتشرف أن أكون بمثابة الأب أو الأخ والصديق، فلا تترددوا كلما وجدتم أنكم تحتاجون لرأي أو مشورة أو دعم.

أيها الأحباء: في الزمن الرديء، زمن تحول السياسة الى سمسرة، والسيادة الى إرتهان، زمن الإنقلاب على القيَم والثوابت، والتضحية بدماء الشهداء، وقفنا في وجه العاصفة وقلنا أن الإستقامة في الحياة الوطنية، ليست وجهة نظر.

في زمن البيع والشراء، رفضنا أن يُطرح الوطن في المزاد العلني، كي نجني مكاسب ونُراكِم الثروات، ونتمسك بأن نكون في سلطةٍ جوفاء، لا كرامة فيها لمن يجلس على الكرسي، فيما قراره مُصادر، وحضوره مغيَّب، وإرادته ملغية.

فالسلطة ليست حرفة الساعين الى مجدٍ باطل، ولا هي وسيلة للكسب غير المشروع، ولا هي مقايضة ثوابت وطنية بمصالح شخصية. السلطة هي مسؤولية وطنية نابعة من ثقة الناس. هي مهمة مقدسة وأمانة، تفترض بمن يتبوأها أن يكون مؤتمناً على الأمانة، لا أن يفرِّط بها، على كل مفترق طرق.

لقد قلنا عند بداية هذا العهد، أن الذهاب الى إنتخاب رئيس للجمهورية حليف للدويلة هو إستسلام. أما اليوم وبعد أشهرٍ من عمر هذا العهد، نقول أنه لم يكن مجرد إستسلام، بل كان إفلاساً على كل الصعد.

ها هو لبنان يعيش أسوأ عزلة عربية ودولية في تاريخه الحديث، حيث يتعامل المجتمع الدولي والعربي مع سلطته، بوصفها خاضعة لسلطة الدويلة.

وها هي أطراف هذه السلطة، تتنازع على قانون الإنتخاب، ويُطلق بعضها أسوأ إشارات التحريض والطائفية، وينتظر معظمها صفارة الولي الفقيه، كي تَحسم نهاية اللعبة، وتوزع الحصص الإنتخابية على اللاعبين، عبر قانون التعيين المفصَّل وفق القياسات الجاهزة.

وها هو الفساد العابر للتحالفات في هذا العهد يجاهر بأصحابه، على شكل سرقات ضخمة ووقحة للمال العام، “وعلى عينك يا تاجر”، فيما الخزينة تنوء تحت أثقال العجز، وكل ذلك يتم تحت أنظار اللبنانيين الذين يزدادون فقراً، فيما يكدس المسؤولون الثروات، كي يجددوا لأنفسهم بشراء الذمم.

للعهد الذي لم يَفِ عهد الإصلاح والتغيير، ولشركائه بالتكافل والتضامن والتواطؤ، نقول: فعلاً الإبراء بات مستحيلاً، ولن تهنأوا بهذا المال المنهوب، والمحاسبة آتية ولو بعد حين. فلا تناموا على حرير أن اللبنانيين شعب لا يحاسب، بل استعدوا للحساب.

لن تستطيعوا الإختباء طويلاً وراء متاريس أسميتموها زوراً حقوق الطوائف، كي تسجنوا اللبنانيين في سجن الفساد والإرتهان، فيما أنتم ماضون باستغلال السلطة، وبيع الكرامات وتقديم الخدمات لدويلة السلاح.

لقد رفضنا إستسلامكم واليوم سنمنع إفلاسكم من أن يتحول الى نكبة على الدولة والوطن.

ما نراه اليوم إنقسام من نوع آخر: سلطة تسعى للتجديد لنفسها، مستقيلة من مسؤوليتها الوطنية، ومتفرغة للفساد، وشعب مسروق يظنون أنه قد تخدر. نقول لهم لا بالصوت العالي: التغيير آتٍ.

لا أيها السادة: لم يفقد اللبنانيون روح المقاومة، ووضوح الرؤية، وتخطئون إذا اعتقدتم أن هذا الشعب نائم أو غافل.

نحن سنكون الى جانب أهلنا، وسنثبت مع كل قوى التغيير، أن زمن إستضعاف إرادة الناس وإستغبائهم قد ولى، والآتي قريب.

أيها الأحباء: لقد ناضلنا ونستمر من أجل بناء الدولة القوية العادلة، وما نراه اليوم هو النقيض، لكن نقول: هذا وضعٌ إستثنائي لن يدوم، فاللبنانيون الأحرار لن يقبلوا إستمرار هذه السلطة الفاسدة والمنبطحة، وموعد التغيير قادم لا محالة.

من طرابلس أوجه الدعوة لكل قوى التغيير ولقوى المجتمع المدني أن تجتمع ضمن إطار واحد يطرح برنامج إنقاذ وإصلاح، فالإنقاذ يتطلب توحُّد الجهود سعياً للنهوض بلبنان.

أيها الأصدقاء: فيما المنطقة تغلي على إيقاع التطورات السريعة، تحكم لبنان سلطةٌ مستقيلة من ذاتها، أربابها يكتفون بالجلوس على الكراسي، فيما البلد يُقاد من الدويلة.

المنطقة تتغير والمسؤولون يتقاسمون الصفقات، ويتحاصصون قوانين الإنتخاب، أما القرار فهو سيبقى في مكانٍ آخر أياً كانت حصصهم في البرلمان المقبل، وأياً كان شكل الحكومات التي سيشكلونها، فمن يتلهى بالحصص وجمع الثروات، يفقد الدور والمكانة والثقة.

المنطقة تتغير. فما تشهده المملكة العربية السعودية يشكل تحولاً كبيراً في المعادلة الإقليمية والعربية.

وفي هذا الإطار لا بد أن نؤكد أن إعلان الرياض المزمع إصداره، وبالذات من أرض الحرمين الشريفين، لمواجهة الإرهاب والتطرف، يشكل خطوة تاريخية وهو يمثِّلنا جميعاً. فالإرهاب هو العدو الأول للإسلام، وهو الذي يُستعمل كبندقية بالإيجار، خدمةً لمشاريع تستهدف المنطقة وأهلها، وآن الأوان لوقفةٍ إسلامية اولاً، تقطع الطريق على الأشرار ومن يحركونهم، وتُسقط مشاريعهم المشبوهة.

وبنفس القدر من الأهمية ننظر الى ما تقوم به المملكة العربية السعودية، لجمع شمل العرب والمسلمين، وتوحيد الجهد في مكافحة الإرهاب، وفي مواجهة إرهاب إيران وأدواتها في المنطقة، الذي يعتاش على إرهاب داعش وأخواتها.

التحية من لبنان وطن الرسالة والعيش المشترك الإسلامي المسيحي والإعتدال الراسخ والقوي، الى المملكة العربية السعودية، الى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والقيادة السعودية، على كل ما يقومون به، لعودة الإستقرار الى العالم العربي، وحمايته من الإرهاب والأطماع الإيرانية.

اليكم أيها الشابات والشباب أوجه التهنئة القلبية، بتخرجكم. أنتم في بداية مرحلة جديدة، أنتم الأمل وعليكم الرهان، وسينجح الرهان، فإلى ميدان الحياة والعطاء والإبداع.

وفقكم الله

عشتم عاشت جامعتكم

عاشت طرابلس

عاش لبنان وطناً للحرية والكرامة والعيش المشترك".

21 أيار 2017

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

النص الكامل لإعلان الرياض: محاربة التطرف ورفض ممارسات إيران

الرياض- وكالات/الأحد، 21 مايو 2017

http://eliasbejjaninews.com/?p=55517

أكد وزيرا الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون وعادل الجبير أن القادة المشاركين في قمة الرياض "يؤكدون التزامهم الراسخ بمحاربة الإرهاب بكافة أشكاله"، مجددين في ذات الوقت هجومهم على إيران وسياساتها لافي المنقطة.

وفي مؤتمر صحفي، بعد اختتام القمة العربية الإسلامية الأمريكية، أعلن الوزيران ما يسمى "إعلان الرياض" مشددين فيه على "الرفض الكامل لممارسات النظام الإيراني وإدانة مواقفه والعدائية وتشديد على خطورة برنامج إيران للصواريخ الباليستية".

كما جاء فيه أن "إعلان الرياض يركز على مواجهة التطرف والإرهاب وبناء مستقبل أفضل لشعوب المنطقة والعالم".

وردا على سؤال بشأن الخطوات المتوقعة أمريكيا ضد إيران، قال الوزير تيلرسون: "سنستمر في برنامج العقوبات على إيران وسنشجع الدول على اتخاذ المنحى ذاته"، لافتا أن "إيران تستمر في أنشطتها المعادية في سوريا واليمن ويجب عليها ان تسعى لتكون جارة جيدة".

وأشار الوزير الأمريكي إلى أن "مكافحة الإرهاب ليست متعلقة بأديان أو مذاهب أو طوائف معينة و إنما قتال بين الخير والشر"، مشيدا بإنشاء "المركز العالمي لمحاربة التطرف" بالقول: "إنشاء مركز مكافحة التطرف في الرياض يساهم في تحسين التفاهم بيننا".

بدوره جدد وزير الخارجية السعودي التأكيد على جهود مواجهة "الإرهاب والتطرف"، وقال: "علينا أن نقوم بفرز الإرهابيين باعتبارهم مختلون عقليا"، مضيفا: "نثق ونثمن وعود الرئيس الأمريكي ترامب ونتطلع للعمل معه في كل المجالات".

وفيما يلي النص الكامل لإعلان الرياض:

بناء على دعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، اجتمع قادة وممثلون لـ 55 دولة عربية وإسلامية مع الولايات المتحدة الأمريكية في الرياض، وثمن القادة بكل شكر وتقدير مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، بالدعوة لهذه القمة التاريخية، كما ثمن القادة بكل شكر وتقدير هذه الزيارة التاريخية التي قام بها فخامة الرئيس الأمريكي للمملكة العربية السعودية، ومشاركته لهم هذه القمة وجهوده للإسهام فيما فيه خير المنطقة ومصالح شعوبها.

وأبدى القادة ارتياحهم لأجواء الحوار الصريح والمُثمر التي سادت القمة، وما تم التوصل إليه من توافق في وجهات النظر والرؤى، والتحرك إلى الأمام حيال عدد من القضايا الدولية والإقليمية الراهنة، مؤكدين أن هذه القمة تُمثل منعطفاً تاريخياً في علاقة العالمين العربي والإسلامي مع الولايات المتحدة الأمريكية، وأنها ستفتح آفاقاً أرحب لمستقبل العلاقات بينهم.

أولا: الشراكة الوثيقة بين قادة الدول العربية والإسلامية والولايات المتحدة لمواجهة التطرف والإرهاب:

أعلنت القمة عن بناء شراكة وثيقة بين قادة الدول العربية والإسلامية والولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة التطرف والإرهاب وتحقيق السلام والاستقرار والتنمية إقليمياً ودولياً، واتفق القادة على سبل تعزيز التعاون والتدابير التي يمكن اتخاذها لتوطيد العلاقات والعمل المشترك، وتعهدوا بمواصلة التنسيق الوثيق بين الدول العربية والإسلامية مع الولايات المتحدة الأمريكية، حول القضايا ذات الاهتمام المشترك؛ لتعزيز الشراكة بينهم وتبادل الخبرات في المجالات التنموية، كما رحبت الولايات المتحدة الأمريكية برغبة الدول العربية والإسلامية في تعزيز سبل التعاون لتوحيد الرؤى والمواقف حيال المسائل المختلفة، وعلى رأسها مضاعفة الجهود المشتركة لمكافحة التطرف والإرهاب.

حيث:

1 - أكد القادة التزام دولهم الراسخ بمحاربة الإرهاب بكافة أشكاله، والتصدي لجذوره الفكرية، وتجفيف مصادر تمويله، واتخاذ كافة التدابير اللازمة لمنع ومكافحة الجرائم الإرهابية، بالتعاون الوثيق فيما بين دولهم .

2 - ثمن القادة الخطوة الرائدة بإعلان النوايا بتأسيس (تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي في مدينة الرياض)، والذي ستشارك فيه العديد من الدول للإسهام في تحقيق السلم والأمن في المنطقة والعالم، وسوف يتم استكمال التأسيس وإعلان انضمام الدول المشاركة خلال عام 2018م .

3 - رحب القادة بتأسيس مركز عالمي لمواجهة الفكر المتطرف ومقره الرياض، مشيدين بالأهداف الاستراتيجية للمركز المتمثلة في محاربة التطرف فكرياً وإعلامياً ورقمياً، وتعزيز التعايش والتسامح بين الشعوب.

4 - نوه القادة بجهود الدول العربية والإسلامية في التصدي ومنع الهجمات الإرهابية، وتبادل المعلومات الهامة حول المقاتلين الأجانب وتحركاتهم في التنظيمات الإرهابية ،والجهود التي تبذلها لمكافحة التطرف والإرهاب، وشددوا على أهمية الإجراءات المتخذة بهذا الشأن، وذلك بالتوازي مع التقدم نحو التوصل إلى تسوية سياسية للصراعات، معربين عن ارتياحهم للعمل مع الحكومة الشرعية والتحالف العربي للتصدي للمنظمات الإرهابية التي تسعى لخلق فراغ سياسي في اليمن.

5 - رحب القادة باستعداد عدد من الدول الإسلامية المشاركة في التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب لتوفير قوة احتياط قوامها ( 34 ) ألف جندي، لدعم العمليات ضد المنظمات الإرهابية في العراق وسوريا عند الحاجة، ورحبوا بما تم تحقيقه من تقدم على الأرض في محاربة داعش؛ وخاصة في سوريا والعراق، وأشادوا بمشاركة الدول العربية والإسلامية، ودعمها للتحالف الدولي ضد داعش.

6 - بين القادة قيام دولهم بتفعيل القرارات الدولية ذات الصلة في مجال مكافحة الإرهاب، وتطوير المؤسسات الوطنية والإقليمية والدولية للقيام بمسؤولياتها في هذا الصدد.

7 - رحب القادة بما تم بخصوص فتح باب التوقيع على اتفاقية تعاون في مجال مكافحة تمويل الإرهاب، تتضمن تأسيس مركز لاستهداف تمويل الإرهاب، الذي ستقوم المملكة العربية السعودية مشكورة باستضافته في مدينة الرياض.

8 - شدد القادة على أهمية وضع خطط واضحة لرسم مستقبل الشباب وبناء قدراتهم، وتعزيز مواطنتهم، وتوفير الفرص لهم، وتذليل كل العوائق التي تحول دون مساهمتهم في التنمية، وتحقيق أمن وسلام دولهم، والعمل على رعايتهم وغرس القيم السامية في نفوسهم وحمايتهم من التطرف والإرهاب.

ثانيا: تعزيز التعايش والتسامح البنّاء بين مختلف الدول والأديان والثقافات:

أوضح القادة رفض دولهم لأي محاولة لربط الإرهاب بأي دين أو ثقافة أو عرق، وأكدوا عزم دولهم على حماية ونشر ثقافة التسامح والتعايش والتعاون البنّاء بين مختلف الدول والأديان والثقافات، وترسيخ هذه المفاهيم والمحافظة عليها وتعزيزها لدى الأفراد والمجتمعات.

حيث:

1 - أكد المجتمعون على أهمية توسيع مجالات الحوار الثقافي الهادف والجاد الذي يوضح سماحة الدين الإسلامي ووسطيته، ونبذه لكل أشكال العنف والتطرف، وقدرته على التعايش السلمي مع الآخرين، وبناء تحالف حضاري قائم على السلام والوئام والمحبة والاحترام.

2 - شدد القادة على أهمية تجديد الخطابات الفكرية وترشيدها، لتكون متوافقة مع منهج الإٍسلام الوسطي المعتدل، الذي يدعو إلى التسامح والمحبة والرحمة والسلام، مؤكدين على أن المفاهيم المغلوطة عن الإسلام يجب التصدي لها وتوضيحها، والعمل على نشر مفاهيم الإٍسلام السليمة الخالية من أي شائبة.

3 - أكد القادة عزمهم على التعاون المشترك لتعزيز برامج التنمية المستدامة لتحسين المستوى المعيشي لشعوب دولهم، وتوفير بيئة آمنة ومستقرة ومزدهرة تحصن الشباب من الأفكار الضالة والمتطرفة.

4 - ثمن القادة مبادرة المملكة العربية السعودية في تأسيس مركز للحوار بين أتباع الأديان، وأكدوا على أهمية استمرار هذا النهج، وتعزيزه والبناء عليه، والمحافظة على مرتكزاته، وتوسيع آفاقه ليشمل أكبر مساحة ممكنة في العالم أجمع.

ثالثاً : التصدي للأجندات المذهبية والطائفية والتدخل في شؤون الدول:

أكد القادة على أهمية التعاون القائم بين الدول، والعلاقات المرتكزة على مبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، واحترام استقلالها وسيادتها ووحدة أراضيها،

حيث:

1 - شدد القادة على نبذ الأجندات الطائفية والمذهبية، لما لها من تداعيات خطيرة على أمن المنطقة والعالم .

2 - أكد القادة رفضهم الكامل لممارسات النظام الإيراني المزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، ولاستمرار دعمه للإرهاب والتطرف.

3 - أدان القادة المواقف العدائية للنظام الإيراني، واستمرار تدخلاته في الشؤون الداخلية للدول، في مخالفة صريحة لمبادئ القانون الدولي وحسن الجوار، مؤكدين التزامهم بالتصدي لذلك.

4 - التزم القادة بتكثيف جهودهم للحفاظ على أمن المنطقة والعالم، ومواجهة نشاطات إيران التخريبية والهدامة بكل حزم وصرامة داخل دولهم وعبر التنسيق المشترك.

5 - شدد القادة على خطورة برنامج إيران للصورايخ الباليستية، وأدانوا خرق النظام الإيراني المستمر لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية.

رابعاً : مواجهة القرصنة وحماية الملاحة:

أكد القادة على أهمية تعزيز العمل المشترك لحماية المياه الإقليمية، ومكافحة القرصنة لحفظ الأمن والاستقرار، وتفادي تعطيل الموانئ والممرات البحرية للسفن؛ بما يؤثر سلباً على الحركة التجارية والنمو الاقتصادي للدول، وتم الاتفاق على دعم العمل المشترك لتطوير بناء القدرات والإمكانات لمواجهة عمليات القرصنة ومكافحة الجريمة المنظمة، وتهريب المخدرات بين الدول عبر الحدود والمعابر البرية والبحرية والجوية.

خامساً : آليات المتابعة

نوه القادة بأهمية متابعة برامج وأنشطة مجالات الشراكة بين العالمين العربي والإسلامي والولايات المتحدة الأمريكية، وأن تكون تلك الجهود حثيثة ومستمرة، حيث:

1 - أكد القادة على أن التنسيق في المواقف والرؤى بين العالمين العربي والإسلامي والولايات المتحدة الأمريكية سيكون على أعلى المستويات، وصولاً إلى تحقيق ما تصبو إليه الشراكة الاستراتيجية بينهما.

2 - كلف القادة الجهات المعنية في دولهم بالعمل على متابعة وتنفيذ مقررات إعلان الرياض، وتشكيل ما تحتاجه من لجان وزارية وفرق عمل فرعية، وما يستلزمه من اجتماعات ومناقشات، وتنسيق مباشر، ورفع التقارير الدورية عن مدى تقدم تلك الأعمال.

3 - أكد القادة على أهمية تعزيز البناء العلمي والتبادل المعرفي والتعاون البحثي، وبناء القدرات في المجالات كافة، والتنسيق في ذلك وصولاً إلى أفضل الممارسات.

 

ترامب يدعو من الرياض إلى ضرب الإسلام السياسي وعزل إيران

إجماع أميركي خليجي على أن إيران سبب فوضى المنطقة، وتحول في الرؤية الأميركية بعد تهميش 'المعادين

العرب/22 أيار/17/الرياض - لفتت مصادر سياسية خليجية إلى أن خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب للعالم الإسلامي يكشف عن تبدل كامل في مقاربة الإدارة الأميركية للدول الإسلامية في العالم، كما يكشف عن انقلاب في خطاب ترامب نفسه مقارنة بلهجة مثيرة للجدل تبناها أثناء حملته الانتخابية.

وربط ترامب أهداف الولايات المتحدة بعاملين: الأول النفوذ الإيراني في المنطقة عبر ميليشيات طائفية تعمل لعقود على زعزعة استقرارها، والثاني جماعات متشددة تحظى بتمويل ودعم من دول إقليمية، ويذكي نار صراعات تعصف بالشرق الأوسط. ودعا الرئيس الأميركي الأحد في الرياض كل الدول إلى العمل معا من أجل “عزل” إيران، متهما إياها بإذكاء “النزاعات الطائفية والإرهاب”. وقال ترامب أمام قادة دول عربية ومسلمة “من لبنان إلى العراق واليمن، إيران تمول التسليح وتدرب الإرهابيين والميليشيات وجماعات متطرفة أخرى تنشر الدمار والفوضى في أنحاء المنطقة”. وأضاف الرئيس الأميركي “على مدى عقود أشعلت إيران نيران النزاع الطائفي والإرهاب”. وترامب من أكبر المعادين لجماعات الإسلام السياسي والداعين لمواجهته على مستوى عالمي. وحول الرئيس الأميركي تقليص النفوذ الإيراني ومحاربة جماعات الإسلام السياسي والمتشددين إلى دعامتين لبناء الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وفي خطابه في الرياض لجأ إلى استخدام لهجة حادة وشاملة عندما قال إن على دول المنطقة أن “تواجه وبأمانة التشدد والإسلاميين والإرهاب الإسلامي بكل أشكاله”.

واعتبر ترامب أنه “لا يمكن لدول الشرق الأوسط أن تنتظر القوة الأميركية لسحق هذا العدو نيابة عنهم. سيكون على دول الشرق الأوسط أن تقرر شكل المستقبل الذي تريده لنفسها، لدولها، ولأطفالها”.

الرياض – زارت السيدة الأولى في الولايات المتحدة ميلانيا ترامب مركز سيدات الأعمال في الرياض للاطلاع على دور النساء السعوديات في النشاط الاقتصادي.واطلعت زوجة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على جانب من خطة إصلاح اقتصادية كبرى تحت مسمى “رؤية 2030”، تسعى من خلالها السعودية إلى دفع أكبر عدد من النساء للعمل. وطلب ترامب من العالم الإسلامي شراكة لمكافحة الإرهاب دون “إلقاء محاضرات” ودون أن تفرض الولايات المتحدة أسلوب وطرق عيش بلدان المنطقة”. وقال في خطابه إن “معظم ضحايا الإرهاب هم من الأبرياء والمسلمين في بلدان الشرق الأوسط”.

ودعا العالم الإسلامي إلى ضرب الإرهاب، قائلا “أخرجوهم من أماكن عبادتكم. أخرجوهم من مجتمعاتكم”، مضيفا “على كل دولة في المنطقة واجب ضمان ألا يجد الإرهابيون ملاذا على أراضيها”. وسعى ترامب إلى تجنب أي عبارات استفزازية لمشاعر المسلمين رغم أن خطابه كان مباشرا وواضحا في مسألة التعامل المطلوب لاجتثاث الإرهاب في العالم. وابتعد خطاب ترامب عن الجانب البلاغي الذي يستند على تمنيات شكلية في العلاقة بين الولايات المتحدة والإسلام والمسلمين، الذي كان نهجا اتخذه خطاب الرئيس السابق باراك أوباما في جامعة القاهرة عام 2009.

كما تجنب لهجة خطاب أوباما الاستعلائية في إعطائه الدول دروسا في كيفية إدارة بلدانها على النحو الذي ظهر جليا في مقابلة شهيرة مع صحيفة “أتلانتيك” الأميركية كان عنوانها “عقيدة أوباما”. واختار ترامب، الذي يعاني من ضغوط داخلية تتزامن مع تحقيقات تجرى حول علاقة روسيا بحملته الانتخابية ويعاني من تراجع صورته كزعيم لأكبر دولة في العالم، السعودية كأول دولة يزورها منذ دخوله البيت الأبيض كي يقارب العالم أجمع من قواعد استراتيجية تستند على تحالف أميركي مع السعودية ودول الخليج مطيحا بأي لبس سابق. وسعى ترامب أيضا إلى تأسيس شراكة مع العالم الإسلامي برمته كنهج جذري لمكافحة الإرهاب، قبل أن يناقش الأمر مع شركائه في حلف الأطلسي في بروكسل (25 مايو) وفي مجموعة الدول السبع الكبرى في صقليا (26-28 مايو). وقبل إلقاء خطابه الجريء، عقد ترامب قمة خليجية أميركية بمشاركة قادة دول مجلس التعاون الخليجي. وشارك في القمة إلى جانب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وترامب، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، وعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، وفهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس مجلس الوزراء بسلطنة عمان.

وهذه هي ثالث قمة خليجية أميركية بعد قمة كامب ديفيد 2015، وقمة الرياض 2016. وتصدرت أجندة مباحثات القمة تدخلات إيران في شؤون المنطقة، والأزمة اليمنية

وأعلن الملك سلمان، خلال كلمته الأحد، عن إطلاق “المركز العالمي لمكافحة التطرف”. وقال إن “إيران هي رأس الإرهاب العالمي.. ولكننا لا نأخذ الشعب الإيراني بجريرة نظامه”. واعتبر أن “النظام الإيراني وحزب الله والحوثيين وداعش والقاعدة متشابهون”.

وحمل خطابا العاهل السعودي والرئيس الأميركي عوامل مشتركة تعكس نظرة موحدة لقضايا المنطقة. ويشكل خطاب ترامب تحولا جذريا في نظرة الإدارة الأميركية، التي كانت تعتمد في السابق على نشطاء يمينيين معادين للإسلام.وتم تحييد المدافعين عن نظرية “التهديد الإسلامي” داخل الإدارة. وفقد مستشار الرئيس للأمن القومي السابق مايكل فلين منصبه إثر فضيحة التواصل مع مسؤولين روس خلال الحملة الانتخابية، كما تم وضع ستيف بانون، كبير المستشارين الاستراتيجيين لترامب، ومساعده سباستيان غوركا في الظل. وقال مستشار الرئيس للأمن القومي الجنرال هربرت ماكماستر إن “العالم المتحضر استثنى في السابق الحلفاء المسلمين من خططه لمكافحة الإرهاب، رغم أن هذه الدول مسؤولة عن احتواء المتشددين”. ولم يقف خطاب ترامب عند فهم طبيعة العالم الإسلامي، بل عكس نضجا لم تدركه الإدارات السابقة رغم الصدام الدامي وانخراط واشنطن في مواجهة الإرهاب منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 على برجي التجارة العالمية في نيويورك. وتقوم رؤية ترامب على التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب، إضافة إلى نقل العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي إلى مراحل غير مسبوقة. وقبيل القمة وقعت الولايات المتحدة والسعودية اتفاقات تسليح وعقود تجارية واستثمارية بلغت 380 مليار دولار.

ويقول دبلوماسيون أميركيون إن الشراكة مع منطقة الخليج والعالم الإسلامي لم تعد ترفا مزاجيا بالنسبة لواشنطن، بل أضحت حاجة ملحة تتعلق بأمن الولايات المتحدة نفسها ومصالحها في العالم. واستخلصت المؤسسة التقليدية في الولايات المتحدة على ما يبدو العبر من خطأ إدارة أوباما في التعويل على مسك العصا من المنتصف بين الخليج وإيران. وتفسر الرؤية الأميركية الجديدة الموقف الحاسم الذي اتخذته إدارة ترامب ضد طهران.

 

ترامب يدعو كل الدول إلى عزل طهران: تشعل النزاع الطائفي

العاهل السعودي خلال القمة العربية الإسلامية-الأميركية: إيران رأس حربة الإرهاب وفاض بنا الكيل

الرئيس الأميركي دونالد ترامب في صورة جماعية للقادة العرب والمسلمين ويظهر على يساره خادم الحرمين الملك

العاهل الأردني: الإرهابيون يستخدمون هوية دينية خاطئة ولا يمثلون المسلمين أو العرب

السيسي: المعركة ضد الإرهاب فكرية بامتياز وتتطلب أربعة عناصر منها وقف التمويل

الرياض – وكالات/22 أيار/17/دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، أمام القمة العربية الاسلامية -الاميركية بالرياض كل الدول الى العمل معا من أجل “عزل” ايران، متهما إياها بإذكاء “النزاعات الطائفية والارهاب”، فيما أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أن طهران “تشكل رأس حربة الإرهاب العالمي”، وأن المملكة “فاض بها الكيل من ممارساته العدوانية وتدخلاته”. وقال ترامب في خطابه أمام قادة دول عربية ومسلمة، “من لبنان الى العراق واليمن، ايران تمول التسليح وتدرب الارهابيين والميليشيات وجماعات متطرفة اخرى تنشر الدمار والفوضى في انحاء المنطقة، وعلى مدى عقود اشعلت ايران نيران النزاع الطائفي والارهاب”.وأضاف “على كل الدول التي تملك ضميرا، أن تعمل معا لعزل ايران، علينا أن نصلي ليأتي اليوم الذي يحصل فيه الشعب الايراني على الحكومة العادلة التي يستحقها”. وأكد أن مستقبل الشرق الأوسط لايمكن تحقيقه دون هزيمة “الإرهاب”، مضيفاً “سيتذكر الجميع أن لقاءنا هنا بداية السلام في المنطقة”، “اجتماعاتي بالملك سلمان وولي العهد وولي ولي العهد كانت تاريخية، وبذلك سنبدأ فصلاً جديدا من الشراكة مع السعودية”.

وعن التعاون الأميركي السعودي، قال ترامب “أبرمنا صفقات مع السعودية بنحو 400 مليار دولار، وأتعهد بحصول أصدقائنا السعوديين على صفقات جيدة من شركات الدفاع الأميركية، وسنقوم بأمور رائعة عسكريًا لتعزيز أمن حلفائنا المتواجدين هنا”. وأضاف إن صفقات السلاح التي جري توقيعها بلغت قيمتها 110 مليارات دولار بما يمكن الجيش السعودي من تحقيق أداء أفضل، مشيراً إلى أن الصفقات الموقعة بين البلدين ستخلق مئات الوظائف لمواطني البلدين. وأشار إلى أن منطقة الشرق الأوسط يجب أن تتحول لأحد مراكز التجارة العالمية بما تمتلكه من مقاومات متميزة، و”السعودية تستثمر في مستقبل هذا الجزء مع العالم وأشكرها على هذا، ورؤية السعودية 2030 دلالة مهمة على رغبتها تحقيق تقدم اقتصادي”. من جهته، انتقد خادم الحرمين النظام الإيراني بحدة، قائلاً إن إيران “رفضت مبادرات حسن الجوار التي قدمتها دولنا بحسن نية واستبدلت ذلك بالأطماع التوسعية والممارسات اِلإجرامية، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ضاربة بالقانون الدولي عرض الحائط ومخالفة مبادئ حسن الجوار والعيش المشترك والاحترام المتبادل”. وأضاف “ظن النظام في إيران أن صمتنا ضعف وحكمتنا تراجع حتى فاض بنا الكيل من ممارساته العدوانية وتدخلاته، ونقول ذلك ونحن نؤكد في الوقت ذاته على ما يحظى به الشعب الإيراني لدينا من التقدير والاحترام فنحن لا نأخذ شعباً بجريرة نظامه”. وتحدث عدد من زعماء العالم الإسلامي في القمة التاريخية، حيث قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، إن الإرهابيين يستخدمون هوية دينية خاطئة في محاولة للتأثير وإن المجموعات الإرهابية خارجة عن الإسلام ولا تمثل المسلمين أو العرب”، مضيفاً إن المجتمع الدولي له مصلحة مباشرة في تحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط. من جانبه، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن رؤية مصر لمواجهة شاملة للإرهاب تقوم على أربعة عناصر، تتمثل في وضع حد للتمويل والدعم الأيديولوجي للجماعات المتطرفة، ومواجهة تلك التنظيمات دون تمييز، والمواجهة الشاملة لمن يدربه ويموله، وشل قدرة تلك التنظيمات على تجنيد المتطرفين. وشدد السيسي على أن “الولايات المتحدة قادرة على تنفيذ ستراتيجية شاملة بخطة زمنية محددة لمواجهة الإرهاب تمويلا وتسليحيا”، مشيراً إلى أن “مصر تخوض يوميا حربا ضروسا في شمال سيناء (شمال شرق) وتحرص على استئصاله بأقل خسائر ممكنة”، مضيفاً “لا مفر من الاعتراف بأن البيئة الحاضنة للإرهاب هي نتيجة تفكك الدول”. وأوضح أن المعركة ضد الإرهاب فكرية بامتياز، مشيرا إلى وجود دول دعمت الإرهاب وتمده بمعلومات وأموال، معبراً عن إدانته كل محاولات التدخل في شؤون الدول العربية وإذكاء الفتنة الطائفية.

وعلق الملك سلمان على كلمة السيسي قائلا “السعودية ستدعمكم بكل قوة”. وتعد هذه القمة الرابعة التي تشهدها الرياض خلال 48 ساعة، بعد أن شهدت قمة سعودية-أميركية أول من أمس، وقمة خليجية تشاورية وقمة خليجية أميركية أمس. وشارك 55 قائداً، وممثلاً عن دول العالم الإسلامي على رأسهم العاهل السعودي إلى جانب ترامب في القمة، التي تعد الأولى من نوعها. وبين المشاركين 36 من قادة الدول العربية والإسلامية، وخمسة من رؤساء الحكومات وأولياء العهد، و11 من وزراء ومسؤولين ممثلين عن دولهم، وثلاثة دول لم يعرف حجم تمثيلها. وعقب القمة، افتتح القادة المشاركون، المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف الذي يسعى إلى منع انتشار الأفكار المتطرفة من خلال تعزيز التسامح والتعاطف ودعم نشر الحوار الإيجابي.

 

القمة الخليجية-الأميركية تتوج بمذكرة تفاهم لمكافحة تمويل الإرهاب

ترامب أكد للعاهل البحريني أن التوتر مع المنامة لن يتكرر وبحث مع أمير قطر في التعاون الأمني

مركز مكافحة تمويل الإرهاب يهدف لمراقبة التحويلات المالية من وإلى الشرق الأوسط

العاهل البحريني أشاد بالدور الأميركي في الأمن واتفق مع ترامب على التعاون الدفاعي

الرياض – وكالات/22 أيار/17/وقعت دول مجلس التعاون الخليجي الست والولايات المتحدة في الرياض، أمس، مذكرة تفاهم لانشاء مركز لمكافحة “تمويل الارهاب”، خلال قمة جمعت الرئيس الأميركي دونالد بقادة الخليج. وتم تبادل مذكرة التفاهم بين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة لتأسيس مركز لاستهداف تمويل الإرهاب، بحضور العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وترامب وقادة الخليج. ومثل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف دول الخليج، فيما مثل الولايات المتحدة وزير خارجيتها ريكس تيلرسون. ووقع على مذكرة التفاهم خلال قمة ترامب مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، السعودية والامارات والبحرين وسلطنة عمان وقطر والكويت، في اليوم الثاني من زيارته الى المملكة. ويستهدف المركز في حال إنشائه، مراقبة التحويلات المالية الصادرة أو الواردة من وإلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتبادل المعلومات المشتركة بهذا الشأن. وشارك في القمة إلى جانب ترامب” والعاهل السعودي، سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى، وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، ونائب رئيس مجلس الوزراء بسلطنة عمان فهد بن محمود آل سعيد. وقالت مستشارة البيت الأبيض دينا باول إن مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي تمثل التزاما لأبعد مدى بعدم تمويل المنظمات الإرهابية، مضيفة انها تتضمن تعهدا بمحاكمة تمويل الإرهاب بما في ذلك الأفراد. وفي وقت سابق، ذكرت مصادر إعلامية أن القمة الخليجية الأميركية ستبحث في أمن المنطقة وتدخلات ايران في الشؤون العربية ودعم الشرعية في اليمن.

وقبل القمة الخليجية الأميركية في اليوم الثاني من زيارته، التقى ترامب العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى وأكد الرئيس الأميركي أن “لبلدينا علاقة رائعة مع بعضنا، لكن كانت هناك بعض التوتر، وهذا التوتر لن يكون موجوداً مع هذه الإدارة”.

وأضاف “ستكون لدينا علاقة طويلة جداً، وإنني أتطلع إلى ذلك كثيراً”، معرباً عن تطلعه لـ”مزيد من التعاون المشترك على مختلف الأصعدة خصوصاً ما يتعلق منها بالأمن بالاستقرار وجهود مكافحة الإرهاب”. وأكد أن “البحرين شريك ستراتيجي مهم للولايات المتحدة، وتقوم بدور رئيسي في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة”. بدوره، قال العاهل البحريني إن بلاده “لها علاقاتها مع الولايات المتحدة منذ 120 عاماً وهي قائمة على أسس جيدة جداً من التفاهم المتبادل”. وأثنى على “الدور الأميركي المحوري في إرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، وحضورها المؤثر فيها على المستويات كافة”، مشدداً على حرص مملكة البحرين على “العمل والتعاون مع الولايات المتحدة، والمجتمع الدولي بما يصبُّ في مصلحة شعوب المنطقة وتطلعاتها إلى التنمية والأمن والسلام”. وأكد الجانبان حرصهما على “مواصلة تعزيز علاقات التعاون الدفاعي”، وتم الاتفاق على تمديد اتفاقية التعاون الدفاعي بين مملكة البحرين والولايات المتحدة.

كما التقى ترامب بمقر إقامته في الرياض، أمير قطر الشيخ تميم بن حمد للمرة الأولى منذ تولي الأول منصبه في 20 يناير الماضي، وبحثا في التعاون الأمني والمستجدات بفلسطين وسورية والعراق. وذكرت وكالة الأنباء القطرية الرسمية أنه تم خلال اللقاء “البحث في علاقات الصداقة والتعاون الوثيقة بين البلدين وسبل توطيدها وتعزيزها في مختلف المجالات، بما يحقق المصالح الستراتيجية المشتركة للبلدين، لاسيما في المجالات الأمنية والدفاعية والاقتصادية”. كذلك تناول اللقاء سبل تعزيز التعاون بين البلدين ودعم الجهود الدولية في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف اللذين يهددان الأمن والاستقرار في العالم، و”تم تبادل وجهات النظر بشأن آخر تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية لاسيما آخر المستجدات في منطقة الشرق الأوسط وفي مقدمها القضية الفلسطينية”. واتفق الجانبان على ضرورة استئناف عملية السلام، كما ناقشا الأوضاع في كل من اليمن وسورية. في سياق متصل، قال مسؤول في البيت الأبيض، إن اللقاءات التي عقدها ترامب في الرياض مهمة لتصحيح موقف الإدارة الأميركية من بعض القضايا مقارنة بالإدارة السابقة، ولإنهاء التوتر الذي شاب علاقة الولايات المتحدة ببعض الدول.

 

ترامب يعلن عن نيته زيارة القاهرة [ ويعرب عن إعجابه بحذاء السيسي

الرياض – أ ف ب/22 أيار/17/أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال لقاء مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الرياض، أمس، نيته زيارة مصر، مشيداً بالعلاقة بين إدارته والقاهرة. وقال ترامب للسيسي “بالتأكيد سنضع هذا الأمر (زيارة مصر) على جدولنا في القريب العاجل”، واصفاً إياه بـ”الصديق”. واعتبر “أن الرئيس المصري قام بعمل هائل في ظل ظروف صعبة ومررنا بالكثير معاً”، مضيفاً “عظيم بحق أن ألتقي مع صديقي الرئيس السيسي، فقد ساعد كثيراً في ما يتعلق بأية”، في إشارة إلى الناشطة المصرية- الأميركية أية حجازي التي كانت محتجزة في مصر لنحو ثلاث سنوات بتهم منها تهريب البشر وأفرجت عنها السلطات المصرية بعد أن سعى ترامب لذلك عندما التقى بالرئيس المصري في أبريل الماضي. وشدد على أن “الرأي العام الأميركي يقدر ذلك بشدة وأريد أن أشكرك”، في إشارة إلى السيسي. وتخلل اللقاء بين الزعيمين حديث طريف إلى حد كبير سمعه الصحافيون، حيث قال ترامب إن “أمن مصر يبدو متيناً”، فرد السيسي بالتأكيد على أن “مصر آمنة ومستقرة في ظل التعاون مع الولايات المتحدة”. وقال السيسي لترامب “أنت شخصية فريدة قادرة على فعل المستحيل”، فرد عليه الرئيس الأميركي، “أتفق معك في ذلك”. كما أعرب ترامب عن إعجابه بالحذاء الذي ينتعله السيسي، وقال له “أعجني حذاؤك! يا رجل ما هذا!”. على صعيد متصل، أكد سفير الولايات المتحدة في القاهرة ستيفن بيكروفت أن زيارة ترامب للمنطقة تعزز التعاون بين بلاده والدول العربية والإسلامية في مكافحة الإرهاب من خلال الوقوف على شراكة حقيقية لمواجهة هذه الظاهرة. وأعرب بيكروفت في تصريحات صحافية، أمس، عن تفاؤله بأن هذه الشراكة ستؤتى ثمارها في القريب العاجل بعد بناء مجتمعات قوية اقتصاديا تستطيع التصدي لموجات الإرهاب. وبشأن زيارة الرئيس الأميركي إلى القاهرة، قال بيكروفت” إنه لا يوجد تاريخ محدد لها ولكن ما أستطيع أن أقوله لكم إن الجانبين أقاما علاقات قوية منذ سبتمبر 2016، وأكدا ضرورة بناء علاقات أفضل قوية وتطويرها وبناء مجتمع قوي يستطيع التصدي للتهديدات والتحديات التي تواجهنا وليس فقط الإرهاب ولكن لدعم شعبنا في البلدين، والعمل على تنمية المجتمع وبناء اقتصاد قوي في المستقبل”. إلى ذلك، أكد السيسي أن العراق يمثل حجر الزاوية للأمن القومي العربي، مشيراً إلى حرص مصر على مساندة جميع الجهود الرامية لاستعادة الأمن والاستقرار في هذا البلد العربي. جاء ذلك خلال لقاء السيسي، أمس، بمقر إقامته في الرياض مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم على هامش القمة.

 

أسلحة كيمياوية من إيران للحوثيين بهدف توريط التحالف العربي وتفاؤل يمني بالموقف الأميركي القوي الرافض لتدخلات طهران والداعم للشرعية

صنعاء – وكالات/22 أيار/17/هُرِّبت شحنة خطيرة من الأسلحة التي تصنف على أنها أسلحة كيمياوية محظورة دولياً إلى ميليشيات الحوثي وحرس الرئيس السابق علي عبد الله صالح في الداخل اليمني. وقالت مصادر عسكرية في تصريح صحافي، أمس، إن هذه الأسلحة تم إخفاؤها داخل اسطوانات أكسجين طبية، وتمريرها للانقلابيين على أنها مساعدات طبية، موضحة أن هذه الأسلحة سيتم استخدامها ضد اليمنيين، سيما في الحديدة لحظة قصفهم أحد المقار العسكرية التابعة للميليشات وبعدها يوجه الانقلابيون الاتهام للتحالف العربي باستخدامها، بغية إحراجه أمام المجتمع الدولي.

وأضافت أن الحوثيين استلموا هذه الشحنة من جهات تتبع لـ”الحرس الثوري” الإيراني، حيث كانت الشحنة على متن سفينة تموين تجارية دولية آتية من جيبوتي إلى ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون. وأشارت إلى أن ميليشيات الحوثي أرسلت تلك الأسلحة تحت حراسة مشددة بقيادة أحد القياديين العسكريين الحوثيين لمدن الحديدة وصنعاء وتعز بغرض استخدامها بهجوم، وتوجيه أصابع الاتهام إلى التحالف العربي، مضيفة أن التحركات الحوثية جاءت بعد إعلان التحالف العربي وقوات الشرعية اليمنية اكتمال التجهيزات العسكرية الملائمة، لتحرير ميناء الحديدة من قبضة الانقلابيين.

من ناحية أخرى، استقبل وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي مساعد وزير الخارجية الأميركي ستيوارت جونز في الرياض. وعبر المخلافي خلال اللقاء الذي جرى أول من أمس، عن تفاؤل “الحكومة اليمنية بالموقف القوي والواضح للإدارة الأميركية الجديدة، الرافض للتدخلات الإيرانية في اليمن والداعم لجهود الشرعية لاستعادة الدولة والحفاظ على أمن واستقرار ووحدة اليمن وسلامة أراضيه”. واعتبر أن إطلاق جماعة “أنصار الله (الحوثي) صاروخاً بالستياً نحو الأراضي السعودية مع زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمملكة مؤشر واضح على أنها لا تسعى للسلام ولا تؤمن به”، مؤكداً أن “الحوثيين يحاصرون المدن اليمنية ويعتدون على السعودية، ويقومون بتهديد الملاحة الدولية في باب المندب وجنوب البحر الأحمر”. من جانبه، أعرب جونز عن دعم بلاده لليمن وأمنه وسلامة أراضيه ولقيادته الشرعية ورفض التدخل الإيراني ودعم طهران للانقلابيين. ميدانياً، دمرت مقاتلات التحالف العربي منصة إطلاق صواريخ باليستية بعد ساعات من إطلاق الحوثيين وحلفائهم من قوات صالح صاروخ باليستي نحو مدينة المخا بمحافظة تعز غرباً، فيما قتل 35 متمرداً وأصيب عشرات آخرون جراء معارك وغارات التحالف المكثفة. وقال مصدر عسكري طالباً عدم ذكر اسمه إن “الحوثيين أطلقوا صاروخاً باليستياً مساء اليوم (أول من أمس)، من مواقعهم في جبل الأريل بمديرية موزع غرب تعز”، مضيفاً أن منظومة الدفاعات الجوية التابعة للتحالف في المخا الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية والتحالف العربي، اعترضت الصاروخ وفجرته في سماء المدينة قبل أن يصل إلى أهدافه. وأعلن المركز الإعلامي التابع للقوات الحكومية والمقاومة الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي مقتل 35 حوثياً وإصابة العشرات جراء معارك وغارات التحالف العربي المكثفة في تعز، مشيراً إلى أن 4 جنود حكوميين قُتلوا خلال المعارك ذاتها وأُصيب 7 آخرون. كما قتل 12 حوثياً في غارات للتحالف العربي على مواقع للتمرد بمنطقة صرواح بمحافظة مأرب شرق اليمن، إضافة إلى سقوط 7 انقلابيين بقصف طاول مخازن أسلحة سرية للميليشيا بمعسكر الحرس الجمهوري بمنطقة بني رجام شمال صنعاء. وفي هجوم منفصل، قتل مسلحان من الميليشيات وأصيب اثنان آخران، أمس، بهجوم شنه للمقاومة الشعبية اليمنية بمحافظة الحديدة غرب اليمن، فيما هزت انفجارات ضخمة أحد معسكرات الجيش بمحافظة عدن جراء اشتعال النار بمخزن ذخائر لأحد ألوية الحماية الرئاسية.

 

توافق خليجي أميركي لمكافحة تمويل الارهاب

العرب/22 أيار/17/الرياض- انطلقت الأحد في العاصمة السعودية القمة الخليجية الأميركية بمشاركة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقادة دول مجلس التعاون الخليجي، وجاء انطلاق القمة عقب انتهاء القمة التشاورية الخليجية الـ17 . ويشارك في القمة إلى جانب ترامب والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، وعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي، و فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس مجلس الوزراء بسلطنة عمان. وتعد هذه ثالث قمة خليجية أميركية بعد قمة كامب ديفيد 2015 وقمة الرياض 2016، فيما تعد القمة الخليجية الأميركية الأولى منذ تولي ترامب منصبه في 20 يناير الماضي. وفي أعقاب القمة الخليجية، تنطلق في وقت لاحق من اليوم القمة العربية الإسلامية الأميركية بمشاركة ترامب وقادة وممثلي 55 دولة عربية وإسلامية.

ووقعت دول مجلس التعاون الخليجي الست والولايات المتحدة في الرياض الاحد مذكرة تفاهم لانشاء مركز لمكافحة "تمويل الارهاب"، خلال قمة جمعت الرئيس الاميركي دونالد بقادة الخليج. واعلنت وكالة الانباء السعودية الرسمية "تبادل مذكرة تفاهم بين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة لتأسيس مركز لاستهداف تمويل الإرهاب" بحضور العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وترامب وقادة الخليج. واضافت ان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مثل دول الخليج، بينما مثل الولايات المتحدة وزير خارجيتها ريكس تيلرسون. ولم تقدم توضيحات اضافية حول كيفية عمل المركز او البلد الذي سيستضيفه. ووقع على مذكرة التفاهم خلال قمة ترامب مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، السعودية والامارات والبحرين وسلطنة عمان وقطر والكويت، في اليوم الثاني من زيارته الى المملكة. ومن المقرر ان يلقي ترامب في وقت لاحق خطابا مرتقبا خلال قمة عربية إسلامية أميركية، من المنتظر ان يدعو فيه القادة المسلمين الى محاربة التطرف، بلهجة "محفزة"، لكن في الوقت نفسه "صريحة جدا"، بحسب معاونيه. وبعد سنوات من الفتور في ظل ادارة باراك اوباما على خلفية الاتفاق النووي مع طهران، وجدت دول الخليج في ترامب حليفا تعيد معه بناء العلاقة التاريخية مع واشنطن. وفي لقاء مع ملك البحرين حمد بن عيسى ال خليفة في بداية اليوم الثاني من زيارته، أكد الرئيس الاميركي ان التوترات التي شابت العلاقات الخليجية الاميركية في عهد اوباما لن تتكرر مع ادارته. وقال "كانت هناك بعض التوترات، لكن لن يكون هناك اي توتر مع هذه الادارة"، بحسب ما نقل مراسل وكالة فرانس برس. وكان ترامب تلقى السبت استقبالا حافلا وحصد عقودا بلغت قيمتها أكثر من 380 مليار دولار، بينها 110 مليارات هي قيمة عقود تسلح تهدف الى مواجهة "التهديدات الايرانية". في طهران، في الوقت ذاته، كان يتم الاعلان رسميا عن إعادة انتخاب الرئيس حسن روحاني لولاية ثانية وهو الرئيس الذي أبرم مع الولايات المتحدة والدول الكبرى الاتفاق النووي التاريخي.وفي أول رد فعل اميركي على فوزه بولاية ثانية، دعا تيلرسون روحاني الى "تفكيك شبكة ايران الارهابية ووقف تمويلها"، ووقف اختبارات الصواريخ البالستية. واتهم الجبير من جهته ايران ببناء "أكبر منظمة إرهابية في العالم" هي حزب الله اللبناني، وبدعم المتمردين الحوثيين في اليمن واصفا هؤلاء بانهم "ميليشيا متطرفة تملك صواريخ بالستية وقوة جوية". وتقود الرياض في اليمن المجاور منذ مارس 2015 تحالفا عسكريا عربيا في مواجهة المتمردين الحوثيين والى جانب قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي، وترفض تدخل حزب الله الى جانب قوات النظام في سوريا.

 

اتفاقات سعودية أميركية غير مسبوقة بقيمة 380 مليار دولار

العرب/22 أيار/17/الرياض – فاق حجم الاتفاقات والاستثمارات المتبادلة التي أبرمتها الولايات المتحدة والسعودية جميع توقعات المراقبين، والتي شملت قطاعات واسعة تمتد من الطاقة إلى التعدين والصناعات التكنولوجية والتعدين وصولا إلى قطاعات الصحة والصناعات العسكرية. وأكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في مؤتمر صحافي مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون أن الاتفاقات التي تم التوصل إليها بلغت قيمتها 380 مليار دولار، وتهدف إلى خلق فرص عمل في كلا البلدين. وبدأ سيل الاتفاقات بعد أن وقع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الأميركي دونالد ترامب في الرياض، إعلان الرؤية الاستراتيجية المشتركة التي تبعها توقيع 34 اتفاقية ومذكرة تفاهم في القطاعات الاقتصادية والخدمية والعسكرية. وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح إن شركة أرامكو وقعت اتفاقات قيمتها 50 مليار دولار مع شركات أميركية. وذكر أن الصفقات المبرمة مع جميع الشركات تتجاوز 200 مليار دولار. وأعلنت شركة جنرال إلكتريك أنها وقعت صفقات قيمتها 15 مليار دولار مع السعودية تشمل تصدير سلع وتقديم خدمات تصل قيمتها إلى 7 مليارات دولار. وأوضحت أن الاتفاقات تشمل مجالات شتى من الكهرباء والرعاية الصحية إلى النفط والغاز والتعدين. وسوف تقدم جنرال إلكتريك في إطارها المساعدة في زيادة كفاءة توليد الكهرباء وتوفير التكنولوجيا الرقمية لعمليات أرامكو والتعاون في مجال البحث الطبي والتدريب.

محمد الجدعان: الاتفاقات التي تم توقيعها استثمارية وتحمل فائدة مشتركة لكلا البلدين

ووقعت اكسون موبيل وشركة سابك مذكرة تفاهم لدراسة مشروع بتروكيماويات في ولاية تكساس الأميركية. ويشمل المشروع وحدة لتكسير الإيثان بطاقة إنتاجية تبلغ 1.8 مليون طن ومن المتوقع اتخاذ قرار نهائي في العام المقبل. وأبرمت شركة رايثيون الأميركية اتفاقا لإنشاء وحدة أعمال لها في السعودية للمساعدة في تطوير قدرات الدفاع والفضاء والأمن. كما وقعت شركة جنرال داينامكس اتفاقا للمساعدة في توطين تصميم وتصنيع ودعم العربات القتالية المدرعة في السعودية. وأعلنت شركة لوكهيد مارتن أنها سوف تدعم التجميع النهائي لما يقدر بنحو 150 طائرة هليكوبتر من طراز بلاكهوك أس 70 متعددة المهام في السعودية.

وستبدأ شركة روان الأميركية عمليات التصميم والاختيار لمنصات حفر بحري في إطار استثمار قيمته 7 مليارات دولار على مدى 10 سنوات. وفي ذات المجال تم توقيع اتفاق لتقديم خدمات ودراسات إضافية في مجال الحفارات النفطية في إطار توسيع نطاق مشروع مشترك مع شركة نابورز الأميركية.

وتصل قيمة الاستثمارات إلى 9 مليارات دولار على مدى 10 سنوات ويخلق ما يصل إلى 5 آلاف وظيفة سعودية جديدة. وسيتم إنشاء مشروع مشترك جديد بين أرامكو وناشونال أويلويل فاركو لتصنيع معدات ومنصات حفر بمواصفات عالية في السعودية باستثمار 6 مليارات دولار على مدى 10 سنوات.

ووقعت جاكوبز إنجنيرينغ الأميركية مذكرة تفاهم قيمتها 250 مليون دولار لتوطين التصميم والهندسة والتوريد والبناء وخدمات إدارة المشاريع لصناعة النفط والغاز. ومن المتوقع أن يخلق 300 وظيفة.أما شركة ويذرفورد فقد أبرمت مذكرة تفاهم لمشاريع تصل قيمتها إلى ملياري دولار لتوطين سلع وخدمات حقول النفط.

خالد الفالح: شركة أرامكو وقعت اتفاقات قيمتها 50 مليار دولار مع شركات أميركية

وحصلت شركة داو كيميكال الأميركية على صفقة لبناء منشأة لإنتاج البوليمرات لتطبيقات الطلاء ومعالجة المياه ووقعت مذكرة تفاهم لدراسة جدوى استثمار مقترح في السيليكونات عالية الأداء. ووقعت السعودية مذكرتي تفاهم مع شركتي مكديرموت وهانيويل بقيمة إجمالية تصل إلى 6.4 مليار دولار لتسليم مشاريع لتوطين سلع وخدمات مرتبطة بسلسلة إمدادات أرامكو. وتم إبرام اتفاقية لتأسيس مصنع للإيثلين في الولايات المتحدة. وأبرم البلدان 3 اتفاقيات في مجال التعدين وتطوير القدرات البشرية واتفاقية في الاستثمارات الصحية لبناء وتشغيل عدد من المستشفيات في السعودية. ووقع صندوق الاستثمارات العامة السعودي مذكرة تفاهم مع مجموعة بلاكستون الاميركية المتخصصة في إدارة الأصول، لإطلاق آلية استثمار جديدة بقيمة 40 مليار دولار لتمويل مشاريع تحديث البنية التحتية في الولايات المتحدة. وتقدم الاتفاقية دعما كبيرا لوعود ترامب باستثمار تريليون دولار في مشاريع البنية التحتية في بلده.

وأوضحت بلاكستون في بيان أن الصندوق السيادي السعودي سيساهم في هذه الآلية الاستثمارية الجديدة بمبلغ 20 مليار دولار، في حين سيتم تمويل النصف الآخر من مستثمرين آخرين.

وأشارت إلى أن هذا الصندوق الاستثماري الجديد سيكون قادرا في نهاية المطاف على استثمار ما يصل إلى 100 مليار دولار في مشاريع البنى التحتية الأميركية. وقالت شركة بوينغ أمس إن السعودية ستشتري طائرات هليكوبتر من طراز شينوك وطائرات الاستطلاع بي-8. وكشفت أنها ستتفاوض لبيع ما يصل إلى 16 طائرة نقل ركاب عريضة البدن للخطوط السعودية. وقال وزير المالية السعودي محمد الجدعان إن الاتفاقات التي تم توقيعها هي “اتفاقيات استثمارية تحمل فائدة مشتركة، وليست اتفاقيات شرائية فقط باتجاه واحد”. وأضاف أن “ما تم توقيعه من اتفاقيات سيخدم الاقتصاد المحلي. الاتفاقيات شملت التركيز على خلق الوظائف، ونقل التقنية وليست فقط اتفاقيات شراء الأسلحة”. وأكدت وزارة التجارة والاستثمار السعودية أمس أن تراخيص الاستثمار التي منحتها الهيئة العامة للاستثمار إلى 23 شركة أميركية ستسهم في توطين الوظائف. وأضافت أن الشركات الأجنبية ستكون ملتزمة بنسب التوطين الرسمية، ويتوجب عليها تعيين سعوديين في مناصب قيادية وتدريب أكثر من 30 بالمئة من المواطنين. وتلزم شروط التراخيص خلال السنوات الخمس الأولى، بتحقيق شروط بينها تصنيع 30 بالمئة من منتجاتها داخل السعودية وتخصيص 5 بالمئة لتأسيس برامج بحثية وتطويرية أو تأسيس مركز موحد لدعم الخدمات اللوجستية والتوزيع وتقديم خدمات ما بعد البيع. ومنحت الرياض التراخيص الجديدة للشركات الأميركية بملكية كاملة للعمل في عدة قطاعات بينها المواصلات والخدمات اللوجستية والمصارف والصناعات التحويلية وغيرها.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

واشنطن وسياسة الخطوة خطوة لإضعاف «الحزب»

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الاثنين 22 أيار 2017

في آذار 2008، خلال عهد جورج بوش الإبن، زار وكيل وزارة الدفاع الأميركية لشؤون السياسات إريك أدلمان لبنان وأعلن أنّ البنتاغون يرغب في شراكة استراتيجية مع الجيش اللبناني وتدعيم طاقاته، بحيث ينتفي عُذرُ «حزب الله» في حمل السلاح. لكنّ، رياح لبنان آنذاك جرت بما لا تشتهي السفن الأميركية. فهل ينجح الجمهوري دونالد ترامب في عامه الأول حيث فشل بوش في عامه الأخير؟

في الأسابيع الأخيرة، أبلغ الأميركيون الى لبنان أنّ أحد الشروط الأساسية لاستمرار تقديم مساعداتهم اللوجستية للجيش اللبناني هي أن يتولّى الحدود الشرقية وحده دون سواه.

ويقوم الأميركيون بمراقبة ميدانية دقيقة للمنطقة ومهمات الجيش هناك. وتبلّغ «حزب الله» هذا الشرط، فتجاوب معه رغبةً في إمرار العاصفة، وبقي مرابطاً ومترصّداً في مناطق نفوذه غير البعيدة.

وفيما ينتظر الجيش دعماً نوعياً بطائرات «سوبر توكانو» بدءاً من مطلع تشرين الأول المقبل، لتمكينه من تشديد قبضته على منطقة الحدود، في مواجهة «داعش» و»النصرة»، يبدو أنّ أحد الشروط الأميركية الأساسية لتسليم الجيش سلاحاً نوعياً هو التزام لبنان منع نفوذ «الحزب» هناك.

وهذا الضغط الأميركي على «الحزب» ليس سوى مقدمة لضغوط سياسية ومالية شديدة متوقعة. فإدارة ترامب لا تبدو متهاونة في خطتها الإقليمية الرامية إلى قضم النفوذ الإيراني، قطعة قطعة، وخصوصاً في اليمن والعراق وسوريا ولبنان.

وفي 4 و5 أيار، عُقِد اجتماعٌ في وزارة المال الأميركية لـ»مجموعة التنسيق الأمني الدولية»، بهدف تشديد القبضة على مصادر تمويل «حزب الله». ويقود تجفيف مصادر التمويل إلى قضم نفوذ «الحزب»، خطوة خطوة، بما أمكن من مراعاة للخصوصية اللبنانية.

الأميركيون يأخذون في الاعتبار أنّ «حزب الله» يمثِّل شريحةً أساسية داخل الطائفة الشيعية، وأنّ له حلفاء بارزين في طائفته وطوائف أخرى، بعضهم أصدقاء لواشنطن أيضاً، وأنّ له نفوذاً لا يضاهيه أيُّ نفوذ آخر داخل معظم مفاصل الدولة الإدارية والأمنية والقضائية والمالية. ولذلك، لا يمكن إضعاف «الحزب» دفعة واحدة، وبين ليلة وضحاها، بل بسياسة «الخطوة خطوة».

في عهد أوباما، بدأت الإدارة الأميركية تنفيذ خطوات لم تتجاوز كوادر «حزب الله» والشبكات المحسوبة عليه، المتهمّة بتجاوزات مالية في لبنان وأفريقيا وأوروبا وأميركا اللاتينية والولايات المحتدة.

وفرض الأميركيون على مدى العامَين الفائتين، عبر المؤسسات المالية الدولية، تشريعات صارمة أقرّها المجلس النيابي تضبط النشاط المصرفي في لبنان، بهدف منع دخول المال المشتبَه به إلى المصارف اللبنانية، وتالياً مصارف الولايات المتحدة والعالم.

في تلك المرحلة، لم يكن الهدف إضعاف «الحزب» كقوة سياسية، ولا حتى عسكرية، فيما كان أوباما يتوّج عهده باتفاق كبير مع إيران. وأما اليوم، فيريد ترامب إعادة عقارب الساعة إلى الوراء مع إيران بإضعاف نفوذها الإقليمي، السياسي والعسكري. ويقتضي ذلك إضعاف «حزب الله». ولهذه الغاية، فكّ الترابط بين «الحزب» ومؤسسات الدولة اللبنانية. بين إيران والولايات المتحدة، لا يمكن لبنان- واقعياً- إلّا أن ينحاز إلى الثانية. و»حزب الله» نفسه يدرك ذلك ويقدّر الحيثيات. فالأميركيون يسيطرون على نحو ثلثي الاقتصاد العالمي. وينهار الاقتصاد اللبناني تماماً، وخصوصاً القطاع المصرفي، إذا قرّر لبنان عزل نفسه عن الأميركيين أو الدخول في مواجهة معهم. هذه المرّة، في التعديلات المقترَحة على قانون العقوبات الأميركي على «حزب الله»، الصادر في 2015، قد لا يستطيع لبنان أن يفعل شيئاً مُهِماً للمواجهة، سواء لجهة العقوبات المفروضة على مسؤولين رسميين ونواب من «حزب الله» وعدد من التنظيمات المتحالفة معه.

وقد يجد المعنيون، بمن فيهم الأكثر قدرة، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، أنهم عاجزون عن كبح جماح العقوبات على المصارف التي ربما تتم تسميتها في لوائح العقوبات المقبلة. فمن نقاط قوة سلامة لدى الأميركيين أنه أعلن فوراً التزام لبنان مقتضيات قانون العقوبات. ولن يكون في مقدوره اليوم القيام بما يخالف ذلك، مهما كان قاسياً، ولو استهدف مؤسسات مصرفية معيّنة.لكنّ المخاوف التي يعبّر عنها المشاركون في الوفود اللبنانية، النيابية والمصرفية، إلى الولايات المتحدة، تتجاوز العقوبات على «حزب الله» والمتعاونين معه، إلى ما تقدّمه الولايات المتحدة من مساعدات حيوية للبنان، لا يمكنه الاستغناء عنها.

وهذا ما يؤكده النائب باسم الشاب، الذي شارك في الوفد الأول. فللولايات المتحدة دور أساسي في دعم «اليونيفيل»، ولبنان يتلقى منها مئات الملايين من الدولارات سنوياً في شكل مساعدات عسكرية وتنموية، إضافة إلى 400 مليون دولار لملف النازحين. وهناك روابط حضارية عميقة، في مختلف النواحي والميادين، بين لبنان والولايات المتحدة ولا يتحمّل لبنان أن يخسرها. يدرك «حزب الله» أنه مستهدَف. وهو يقدِّر تماماً وضعيّة كل طرف في التعاطي مع هذا الملف، ومقتنع بالحدود التي تملكها الدولة اللبنانية في مواجهة الضغوط الأميركية. فهو خبير جداً بهوامشها وهوامش كل طرف.

ولذلك، يريد أن يُقيم توازناً بين 3 عناصر:

1 - أن يبقى للقوى اللبنانية دورها في حمايته من الهجمة الجديدة.

2 - أن يحافظ على استقرار الدولة اللبنانية التي تؤمّن له التغطية.

3 - أن يمرِّر العاصفة بأقل مقدار من الأضرار، مراهناً على ترطيب العلاقات الأميركية - الإيرانية.

وميزة «حزب الله» أنه الأكثر دراية في رسم خطواته وتنفيذها. ولذلك، سيتجاوب مع متطلبات المرحلة، ولن يتحدّى الإندفاعة الأميركية الهائلة في الشرق الأوسط، والتي لا ينحني أمامها الإيرانيون وحلفاؤهم فحسب، بل أيضاً الروس والأتراك والإسرائيليون، انتظاراً لتبيان الملامح الجديدة للمواجهة.

البعض يعتقد أنّ «الحزب» قادر على الخروج من المأزق بتسليط الضوء مجدداً على الجنوب. لكنّ آخرين يحذّرون: ألا يكون ذلك «دعسة ناقصة»؟

 

«المُرابَعة» سقطت.. والفراغ النيابي حصل منذ 2013

الان سركيس/جريدة الجمهورية/الاثنين 22 أيار 2017

لا يدري أحدٌ ماذا يحصل في كواليس البحث في قانون الإنتخاب، فتارةً يرتفع منسوبُ النسبية وطوراً يروّج البعض لعودة «الستين»، لكنّ الحقيقة أنّ الشعب فقد الثقة، ومهما كانت النتيجة فإنّ الغالبية باتت غيرُ مبالية، لأنّ القديمَ سيعود إلى قِدَمه، والطبقةُ السياسية ستجدّدُ لنفسِها.

قد يكون الخوف من الفراغ في مجلس النوّاب في غير محلّه، لأنّ غالبية النواب في الأساس لم تقم بواجباتها التشريعيّة ودورها الرقابي، لذلك يعيش لبنان هذا الفراغ، خصوصاً بعد التمديد الأوّل عام 2013، فيما الفارق الوحيد أنّ النواب إذا مدّدوا لأنفسهم سيقبضون رواتبَهم كاملةً مقابل إنتاجية صفر، في حين أنّ الفراغ لبضعة أشهر سيجعلهم يتقاضون جزءاً من معاشاتهم لأنهم سيصبحون نواباً سابقين، قبل أن يحملهم أيُّ قانون إنتخابي الى المجلس النيابي، لأنّ المشكلة ليست في القوانين، بل في ذهنية اللبناني التي لا تُحاسِب. في السياق، لم يكن في الإمكان، حسب ما يقول مطّلعون على المناقشات في الأشهر الأخيرة، معرفة الإتجاه الذي ستسلكه الأوضاع، إذ إنّ البحث كان يتناول قانون الإنتخاب شكلاً، لكنه في المضمون ذهب إلى حدّ التأسيس لنظامٍ جديد، والمدخل الى ذلك كان مجلس الشيوخ. ويرى المراقبون أنّ الطريقة التي طُرِح بها هذا المجلس تؤسّس لمشكلة وليس لحلّ الأزمة السياسية والوطنية. صحيح أنّ «اتفاق الطائف» نصّ على إنشاء مجلس شيوخ، لكنه ربطه بانتخاب مجلس نواب خارج القيد الطائفي، وبالتالي لو حصل ذلك لكانت الأجواء حُضِّرَت فعلاً لحرب أهلية جديدة وسط الإحتقان المذهبي والطائفي الذي بلغ الذروة في الفترة الماضية.

عندما كانت السلطة الحاكمة أيام الوجود السوري في لبنان تهدّد المسيحيين بإلغاء الطائفية السياسية رداً على مطالبتهم بانسحاب الجيش السوري من لبنان، كان جواب البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير: «يجب إزالة الطائفية من النفوس قبل النصوص».

ولكن هذا الأمر لم يتحقق حتى الآن، بل ارتفع منسوب الطائفية في خطابات الزعامات وتفوّق بعضها على خطابات فترة الحرب الأهلية، لذلك فإنّ المغامرة كانت كبيرة والدليل عودة الجميع الى التوازنات التي كانت قائمة. فعندما طالب المسيحيون بتحقيق المناصفة الفعلية، خرج اقتراح مجلس الشيوخ فزّاعة لهم، لكنهم حوّلوا هذا الأمر جدلية أحرجت البعض، خصوصاً عندما بدأت المشكلة على رئاسته، هل تذهب للدروز، أو للمسيحيين؟ وعندما إحتدم النقاش أيضاً، حاول البعض إمرار أفكار مفادها أنه إذا كانت رئاسة مجلسة الشيوخ للدروز فيجب إعادة صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة كما كانت عليه قبل «إتفاق الطائف» لأنه عندها سيصبح هناك رئاسة واحدة للمسيحيين وثلاث رئاسات للمسلمين، فتوقّف النقاش عند هذا الحدّ.

ويؤكد مشاركون في النقاشات أنّ البحث لم يكن سليماً، فعندما طُرح تعزيز صلاحية رئيس الجمهورية كاد أن يقع صدام مع رئاسة الحكومة، أي صدام ماروني - سنّي، وعندما طرحت صلاحيات رئيس مجلس الشيوخ ورئاسة مجلس النواب شعر الشيعة بالمَسّ بصلاحياتهم، عندها أيقن الجميع أنّ هزّ التوازنات الحالية سيفتح مشكلة في البلد، فتوقف البحث في شكل النظام واستمرّ في قانون الانتخاب. مَن يقول إنّ البلد كان يُدار مثالثة بين السنّي والشيعي والماروني، كان مخطِئاً، لأنّ المرابعة كانت متحكّمة، فالدور الذي أعطيَ للنائب وليد جنبلاط فاق دور المسيحيين، والجميع يتذكر أنّ أحداً لم يكن في استطاعته أو مقدوره الوقوف في وجهه، والمثالثة الحقيقية كانت سنّية - شيعية - درزية لأنّ المسيحيين أُبعِدوا عن السلطة منذ توقيع «إتفاق الطائف»، كما أنّ حجم النواب الذي كان يسيطر عليه جنبلاط يضاهي حجم النواب المسيحيين المستقلين فترة المقاطعة المسيحية. ومع إعطاء مجلس الشيوخ للدروز كانت «المرابعة» واقعةً حكماً، وهذه المرة بالقانون والدستور وعلى الورق. تؤكد القيادات المسيحية أنها لا تريد إلغاءَ أحد، خصوصاً المكوِّن الدرزي، لكن لا تراجع عن رحلة البحث عن قانون عادل، لذلك لا تزال متمسِّكة بالقانون الأفضل الذي يؤمّن صحة التمثيل ولن ترضى بقانون كيفما كان. لكن هل ينتصر الواقع على الطموح ويعود قانون «الستين»؟

 

إلى متى يبقى الفلتان «الحاكم الأوّل» في البقاع؟

ربى منذر/جريدة الجمهورية/الاثنين 22 أيار 2017

«البقاع الشمالي» كلمة كافية لإرعاب اللبنانيين وفتحِ مخيّلاتهم حول ما تحتويه من عصابات ومطلوبين للدولة، ورغم وجود غالبية من أفضل المواطنين فيها، إلّا أنّ صَبغة العصابات فرَضت نفسها على منطقة شكّلت بطبيعتها وجغرافيتها الملاذ الآمنَ للهروب من القانون. وفيما أُعلِن مراراً عن الخطة الأمنية في البقاع، بقيَ التطبيق مجرَّد «بَهوَرات» في الهواء، فأين أصبحت الخطة اليوم، وما هي آلية عملها المنتظرة؟ أجوبة عدة يحملها مصدر مطّلع لـ«الجمهورية». عندما نتحدّث عن الفلتان الأمني في البقاع، فإنّنا نقصد مسائل عدة متداخلة بعضُها ببعض، فهناك لا يختبئ متورّطون في جرائم أو تهَم معيّنة، بل إنّ تاجر المخدّرات يجاور سارقَ السيارات، والنصّاب يحتسي قهوته مع الخاطف، ومُزارع الحشيشة ومهرِّب الناس والبضائع... ولا تجمعهم إلّا حقيقة واحدة تفرض على المنطقة هالة الذعر والفلتان والعيش في الغابة.

أكثر من قوّة

صعوبة دخول بعض المناطق والمخيّمات أخيراً، إضافةً إلى اتّخاذ قرارات بالقضاء على المطلوبين وتسليمهم للدولة في بعض المناطق كالضاحية الجنوبية، وجّهت أنظارَ العصابات إلى جرود البقاع، «حيث لا حسيب ولا رقيب»، وهو ما يعني وجود أكثر من قوّة فاعلة على الأرض: الأحزاب أوّلاً، العشائر ثانياً، ومجموعة عصابات قوَّت نفسَها حتى باتت لها كلمة حسمٍ في البقاع، إضافةً إلى مجموعات تحضر بقوّة في بريتال ومحيطها. من هنا، فإنّ نجاح أيّ خطة أمنية لا يعود للدولة فحسب، بل لتعاونِ الأحزاب معها والعشائر، ولوجود إرادةٍ سياسية قوية لتنفيذها مهما كانت النتائج، وهو ما لا يتوافر اليوم إلّا في بعض المرّات تحت ضغطِ المشكلات وبعض الأحداث الأمنية، حيث تنجح الخطة الأمنية لوقتٍ معيّن ثمّ تتلاشى بعدها.

إقفال المسارب

لا شكّ في أنّ بعض منفّذي هذه الجرائم يراجع حساباته بعد محاولة إقفال الحدود والمسارب التي كانت تُستعمل لتهريب السيارات، وذلك بعدما اكتُشف أنّ كلّ العمليات الإرهابية وتفجير السيارات في لبنان، نتجَت عن سرقة سيارات وإرسالها إلى سوريا لتفخيخها، ولتعود بعدها إلى لبنان، وهو ما انتهى كلّياً مع إقفال كلّ المسارب على الحدود الشرقية، إضافةً إلى وضعِ حدٍّ لتهريب البشر والمواد الغذائية والمازوت وغيرها. أمّا بالنسبة إلى عصابات المخدّرات فغالبيتُها تركت مقرّاتها الأساسية بعد إقفال الحدود، لكنّها بقيَت تمارس نشاطها داخل الحدود.

فصلُ جبل لبنان عن البقاع

ولملفِّ سرقة السيارات، وُضِعت خطة خاصة، وذلك عبر فصلِ محافظة جبل لبنان عن البقاع، أي المسالك التي تَعبرها السيارات المسروقة من بيروت مروراً بجبل لبنان وصولاً إلى البقاع، لأنه اكتُشف أنّ كلّ السيارات المسروقة تتوجّه إلى منطقة في جرود بريتال حدّدتها الأجهزة الأمنية، ولذلك فُصِلت محافظتا جبل لبنان والبقاع جغرافياً، كونهما على تماس مع بعضهما، من خلال إقفال المسارب التي تَستخدمها هذا السيارات، وإقامة حواجز عليها، وفي حال استطاعت عبور بعض المسالك، فيتمّ تعقّبُها حين تصل إلى البقاع، وهو ما حدث عندما سُرق جيب «رانج روفر» من منطقة عين سعادة، واستطاعت الأجهزة الأمنية توقيفَه على طريق بعلبك، نتيجة المتابعة، وهو ما خفّضَ من وتيرة سرقة السيارات.

20 ألف مطلوب

أكثر من 20 ألف شاب من البقاع مُلاحَقون، وبحقّ بعضِهم بلاغاتُ بحثٍ وتحرٍّ من النيابة العامة، ووثائق أمنية بحقّ البعض الآخر، شكّلت الجرود مخبَأ لهم، ومنه يطالبون بالعفو العام. ومع العِلم أنّ غالبيتهم متّهمون في قضايا مخدّرات إلّا أنّ التهَم كلّها تداخلت، لكنّ المفارقة تكمنُ في أنّه لم يعُد في استطاعتهم التحرّك كما كانوا يفعلون سابقاً.

عوامل أفشلت الخطة

وسعُ المساحة الجغرافيّة في البقاع، وعدم تأمين الغطاء السياسي من القوى الموجودة للخطّة، ساهما بشكلٍ أساسي في إحباط الخطط الأمنية، فضلاً عن صعوبة الوصول إلى الأماكن التي يختبئ فيها المطلوبون، نظراً لطبيعتها الجغرافية، ولاختيارهم أماكن إمّا شعبية أو مكشوفة، وهو ما يُفشل عمليات الدهم، الأمر الذي حدثَ مراراً في بلدة الكنَيسة في محاولات القبض على نوح زعيتر. ومن الاستراتيجيات المعتمدة في الإفلات من قبضة الدولة، هو نزول النساء والأطفال إلى الشوارع في المناطق المكشوفة عند وصول الأجهزة الأمنية لتنفيذ عمليات الدهم، خصوصاً في المناطق المكتظّة، ليصبح القبض على أيّ مطلوب مسبّباً لتصادمٍ ما مع الأهالي، فتأخذ الأمور طابع الخروج عن السيطرة. إضافةً إلى استراتيجية أخرى تقضي بإطلاق بعض الموقوفين النارَ على الحواجز عند الاشتباه بهم، ليردَّ العناصر عليهم بالمِثل ويقع ضحايا ويصبح ثأر الأهالي في هذه الحال «حلالاً».

مطلوبون من الأحزاب

المُغاير اليوم، هو أنّه لم يعُد باستطاعة الأحزاب تحمُّل الموضوع الذي بات يؤثّر عليها بأكثر من شكل، فيوم أصبَحت المخدّرات وسرقة السيارات منتشرة بقوّة، شكّلَ هذا الموضوع مشكلةً كبيرة للأحزاب، عدا عن التحاقِ العديد من المطلوبين بها، لتقعَ المصيبة لدى قياداتها عند طلبِ الدولة لبعض هذه الأسماء.

إذاً، لم يُتّخَذ قرار جدّي في تنفيذ خطة أمنية في البقاع بعد، رغم أنّها أصبحت منطقةً عسكرية بعد اشتباكات عين بورضاي، وهو ما كان يُفترض أن يؤدّي دورَ المحفِّز للأمن فيها. أمّا وعندما يأتي اليوم الذي ستستطيع الدولة فرضَ نفسِها على البقاع، فإنّه وإضافةً إلى عملية فصلِ محافظتَي جبل لبنان والبقاع جغرافيّاً، على الخطة الأمنية أن تتّسم بتحرّكات سريعة للقوى المداهمة، إذ غالباً ما تصطدم هذه القوى بعوائق عدة... فإلى متى سيبقى الفلتان الحاكمَ الأوّل في البقاع ولبنان؟

 

علاقة طهران بـ «حدودنا»

حازم الأمين/الحياة/22 أيار/17

لاختيار واشنطن منطقة البوكمال على الحدود بين سورية والعراق مسرحاً للمواجهة مع طهران دلالة أخرى غير ميدانية هذه المرة. فقصة طهران مع الحدود، أي حدود، تنطوي على ممارسة لا تقيم وزناً للكيانات المتشكلة في مرحلة الخروج من الحقبة الاستعمارية. والوعي الإيراني المتشكل في ظل دولة ولاية الفقيه، ومنذ اليوم الأول له، أي بعد سقوط الشاه مباشرة، اعتبر أن الحدود ليست عائقاً قانونياً أو اجتماعياً لمد نفوذه. والخطوة الأولى في حينها كانت إرسال وحدات من الحرس الثوري الإيراني إلى لبنان، والمباشرة في بناء مساحة نفوذ فيه. في سورية اليوم، لطهران طموحات حدودية جلية. هي تمسك بالحدود اللبنانية - السورية، وتسعى إلى فتح الحدود بين العراق وسورية، ولها أيضاً على الحدود بين سورية وإسرائيل حضور تقطعه الغارات الإسرائيلية المتواصلة على مواقع «حزب الله» هناك. أما الأردن فقد بدأ يشعر بأن طهران تقترب من حدوده مع جنوب سورية. تركيا ليست دولة ناجية، فطهران حجزت نفوذاً على حدودها مع دمشق عبر علاقتها مع حزب العمال الكردستاني. وإذا كان هذا النفوذ غير مباشر، إلا أن مواظبة طهران على شق الطريق من الموصل إلى الرقة تؤشر إلى أن ما ليس مباشراً سيصبح مباشراً. والحال أن اختيار طهران الحدود بصفتها مسرحاً للعب بالكيانات لم يتم على نحو عشوائي أو أيديولوجي، إنما لإدراكها أن هذه الحدود هي من المساحات الرخوة لهذه الكيانات، فالجماعات على طرفي هذه الحدود تملك قابليات كبيرة لإعادة التموضع في خرائط سياسية وديموغرافية جديدة. وهنا تماماً تكمن أخطار الطموحات الإيرانية، وضعف حساسية طهران حيال السيادات «الوطنية» المتشكلة في الحقبة الاستعمارية.

محافظة دير الزور السورية تربط عشائرها بالعمق العراقي علاقات عاطفية ورحمية واقتصادية تفوق علاقاتها بالعمق السوري الطارئ. الحدود اللبنانية- السورية بدورها لم تكن يوماً حدوداً ثابتة، وهي مخترقة ببؤر نفوذ مذهبي كشفت عنها معارك القلمون في السنوات الفائتة. الحدود بين سورية وإسرائيل ملتبسة ومخترقة باحتلال إسرائيلي للجولان، وبعلاقات عابرة للحدود تقيمها الجماعات الأهلية هناك. أما الحدود مع الأردن فهي الأكثر وضوحاً لجهة الامتدادات العشائرية التي تخترقها. ويُشكل الأكراد في مناطق الحدود مع تركيا خاصرة رخوة لمفهوم السيادة الوطنية على طرفيها السوري والتركي. ناهيك بلواء الإسكندرون السليب تارة والمشطوب عن خريطة سورية البعثية تارة أخرى.

الدول أبقت جماعاتها الحدودية خارج طموحاتها «الوطنية»، والاستبداد الذي كان الأداة الرئيسة لهذه الوطنيات الجامحة والناقصة، ترك للجماعات الحدودية منافذ علاقات أوهنت صلتها بالمركز المستحدث. واليوم جاءت طهران لتستثمر هنا.

مساعٍ لإعادة وصل عشائر دير الزور بعمقها العراقي عبر جهود «تشييعها» من جهة وعبر محاكاة نموذج الحشد العراقي بحشد عشائري سوري موازٍ. أما الحدود مع لبنان، فالمهمة فيها أسهل، ذاك أن اهتراء الدولة على طرفيها تاريخي، والميليشيات التي تمسك بها لا تخفي طموحاتها في تبديد السيادة على مذبح السيد الإيراني. وعلى رغم الأخطار الكبرى المتولدة عن اقتراب طهران إلى الحدود السورية مع إسرائيل، إلا أن ذلك لم يثن طهران عن المواظبة على تأسيس نفوذ هناك. واليوم انضم الأردن إلى دائرة المخاوف على الحدود، فاختلطت عند حدود المملكة طموحات «داعش» في التقدم من بادية الشام، بطموحات طهران بالاقتراب من هذه الحدود عبر مدينة درعا، وانعقد على أثر ذلك مشهد شديد التعقيد في جنوب سورية. طهران اختارت المساحات الرخوة في هذه الكيانات، وهي فعلت ذلك لأسباب شديدة البراغماتية والواقعية، إلا أن البعد الأيديولوجي ليس بعيداً عن هذه الخيارات. فالحدود في الوعي الإيراني ليست نهائية، وإعادة صياغة العلاقات الدولتية بين الجماعات لن ترتد على سيادة طهران على أرضها. فتح الحدود السورية- العراقية مغامرة ستصيب الجماعات الأهلية في كلا البلدين، لكن ارتداداتها ستكون خارج ايران بالتأكيد. والمغامرة بمصائر المجموعات الشيعية في هذه الدول لن تدفع طهران فاتورته، والانتكاسة إذا ما أصابت الموقع الإيراني في هذه الدول ستبقى خارج الجغرافيا الإيرانية المباشرة. المواجهة بين واشنطن وطهران لن تجرى على أرضٍ إيرانية. هذه الحقيقة تُحفز طهران على الذهاب أكثر في مغامراتها، فهي في النتيجة لا تغامر برصيد إيراني، والثمن ستدفعه جماعاتها المستتبعة في هذا الإقليم المستتبع.

 

معراب تحاور حارة حريك بالواسطة

علي ضاوي/الديار/21 أيار 2017

مرة جديدة «يشتد الخناق» على «التيار الوطني الحر» ويسقط رئيسه «الفعلي» الوزير جبران باسيل ورئيسه «الفخري» الرئيس ميشال عون في «فخ» المواقف السابقة والعالية السقف التي اطلقاها منذ عودة الجنرال من منفاه الاجباري في باريس في العام 2005. توصيف تطلقه شخصية بارزة في تحالف 8 آذار وعلى صلة مباشرة بما يجري من مفاوضات شبه يومية بين مختلف الافرقاء. وتؤكد هذه الشخصية ان ثمة حوارات كثيرة تجري فالجميع يتحدث مع الجميع وإن بشكل غير مباشر وبـ«الواسطة» او مباشر احيانا وفق ما تسمح الظروف. وتلفت الشخصية المذكورة الى انها كانت حاضرة في اجتماع حزبها الكبير والبارز في 8 آذار منذ يومين وفي جلسة اسبوعية دورية خصصها رئيس الحزب لوضع اعضاء القيادة في ضوء ما يجري من اتصالات. وتنقل الشخصية عن رئيس حزبها الذي تواصل منذ ايام مع كل من الرئيس نبيه بري والوزير باسيل والنائب وليد جنبلاط واحد وزراء الرئيس سعد الحريري قوله انه لمس من كل هؤلاء جدية في مقاربة قانون الانتخاب الذي بات يراوح بين مسألتين: الاولى وهي الخيار السرمدي اي المقصود به قانون الستين الذي سيبقى نافذاً ومرجحة الانتخابات على اساسه لمنع الفراغ في حال لم يقر قانون جديد. فكل الدروب تؤدي اليه في حال بقيت المواقف المتشنجة على حالها. ولا يجد رئيس الحزب المذكور حرجاً من قول الامور كما هي، فيشير الى ان معظم القوى السياسية باتت مقتنعة ان التوصل لقانون جديد امر لا مفر منه وآن الاوان لاعلان ان النسبية الكاملة وفق الـ13 دائرة هي خشبة الخلاص وان الجميع بات «متصالحاً» مع هذه الفكرة والجميع ينتظرون من يخرج اولاً للقول ان خيار النسبية انتصر. ويستغرب المرجع الحزبي المذكور الانتظار حتى الساعات الاخيرة من انتهاء ولاية مجلس النواب لتظهير «الحقيقة المرة» للبعض ممن رفع سقفه السياسي حتى النهاية ولدرجة بات صعبا عليه القول انه تراجع عن كلامه ولم تتحقق الشعارات التي رفعها. اما المسألة الثانية التي يراها المرجع المذكور اساسية ومكملة للاولى فهي ان التيار الوطني الحر ورئيسه باسيل هما من يعطلان حتى الان السير في مشروع ميقاتي- شربل رغم تذليل كل الصعوبات امامه مع سحب بند مجلس الشيوخ وابقاء الصوت التفضيلي على اساس القضاء لمراعاة «هواجس» المسيحيين. ويشير المرجع وفق ما تنقل عنه هذه الشخصية الى ان المزايدة المسيحية ورفع شعار رفع الغبن عن المسيحيين قد جعلا من باسيل اسير هذه المواقف، علما ان النسبية الميقاتية تؤمن 90 في المئة من حصة المسيحيين بأصوات المسيحيين وتعطي الارجحية لتحالف باسبل- جعجع. وتضيف ان جنوح باسيل نحو فكرة تشكيل كتلة عونية وبرتقالية ومارونية صافية لتياره، تجعله اليوم في صراع حاد مع القوات وعلى خصومة شديدة مع المردة والكتائب ومسيحيي 14 آذار وبعض المستقلين من الموارنة. وهذا التنافس «الالغائي» في قاموس باسيل يُشعر القوات اللبنانية بأنها «خدعت» في تحالفها مع التيار. فالاتفاق كان بعد تأييد الدكتور سمير جعجع لترشيح العماد ميشال عون الى الرئاسة ان يتم تقاسم «الغلة الحكومية» مناصفة بينهما، وان يكون حضور القوات الحكومي فاعلاً وان تُعطى حصة في المشاريع الانمائية والخدماتية. فما حصل بعدها «احبط» القوات، فالمشاريع التي تقدم بها وزير القوات ملحم الرياشي في مجال الاعلام والتعيينات التي طرحها لم تلق قبولا عند عون وباسيل اما غسان حاصباني فلم يمش له اي اقتراح صحي او خدماتي حتى الآن. اما عن خطة الكهرباء فالتباين واضح للجميع. وعليه تسلك القوات وفق الشخصية درب «الوساطة» الانتخابية وتصنع دورا تطمح ان يوفر لها هامش استقلالية يقربها من الخصوم وخصوصا حزب الله. وحتى الساعة تحتفظ القوات بعلاقة جيدة مع الحريري وبعلاقة عادية مع جنبلاط وبري وبعلاقة تحاول نسجها بالواسطة مع حزب الله عبر بري من دون ان تتحول الى علاقة «طبيعية» بين خصمين في الاستراتيجيا وهوية لبنان ووظيفته ودوره.  ويختم المرجع المذكور وفق ما تنقل عنه الشخصية البارزة في 8 آذار ان «الشد والجذب» سيبقيان عنوان الايام والاسابيع القليلة المتبقية، مع تأكيد ان تهديد البعض بالذهاب نحو القانون النافذ لتلافي الفراغ في حال عدم اقرار القانون الجديد ليس بالخيار «الشعبي» وليس مربحا او مجديا في السياسة لانه ايضا مخالف للشعارات التي رفعت سابقا.

 

هل ينجو لبنان من لعبة المحاور؟

كمال ذبيان/الديار/21 أيار 2017

مع وصول ادارة اميركية جديدة الى البيت الابيض برئاسة الجمهورية دونالد ترامب، فان العالم يتطلع الى السياسة الجديدة التي سينتهجها الرئيس الاميركي الجديد، الذي يكون عبّر عنها في برنامجه ومواقفه وخطبه الانتخابية، لكن قد يبدل منها، او يتراجع عن بعضها، او ينقض ما قرره سلفه، على الرغم من الاشارة دائماً، الى ان اميركا تحكمها المؤسسات، اكثر من الافراد.  وفي لبنان، بات السؤال يطرح عن تأثير ما ستنتج عنه مشاريع الرئاسة الاميركية في المنطقة، والتي تنعكس على لبنان، واستخدامه ساحة، وهذا هو واقعه منذ نشوئه ككيان في العام 1920، حيث كان يتأثر بصراع المحاور الدولية والاقليمية، وبلعبة الامم ومصالحها. تقول مصادر ديبلوماسية لبنانية عملت لعقود في هذا الحقل، وهي تشير الى ان مراحل من تاريخ لبنان الحديث، شهد لعبة المحاور، فعرضها مع استقلاله في صراع على لبنان بين الفرنسيين والبريطانيين، فساندت فرنسا الرئيس اميل اده، وناهضت الرئيس بشارة الخوري الذي لقي تأييد بريطانيا، وزج به في السجن في تشرين الثاني عام 1943 وانقسم اللبنانيون بين كتلتين وطنية ودستورية، وعاشوا ازمة، ولم يشهدوا الحرب، وبات النفوذ البريطاني اقوى من الفرنسي، والذي اتى بالرئيس كميل شمعون رئيساً للجمهورية، بعد عصيان و«ثورة مدنية»، اسقطت حكم بشارة الخوري الذي كبر فيه الفساد والمحسوبية بعد التجديد له.

 ومنذ الاربعينات من القرن الماضي، شهد لبنان، لعبة المحاور ولم تفده شعارات «حياده» بين الغرب والشرق، او «عدم انحيازه» الى الصراعات الدولية والاقليمية، فانخرط فيها عبر اطرافه السياسية وطوائفه، ومارسها مسؤولوه في السلطة، فوقف الرئيس شمعون مع «حلف بغداد»، ومشروع الرئيس الاميركي دوايت ايزنهاور، ضد الرئيس المصري جمال عبد الناصر، وما احدثه مده القومي العربي، تقول المصادر، فانقسم اللبنانيون بين محورين، وتقاتلوا في العام 1958، والبسوا خلافاتهم الداخلية، اثواباً خارجية، فوقع لبنان تحت تأثير، الصراع المصري من جهة والاميركي - السعودي من جهة اخرى، الى ان حصل التفاهم بينهما على انتخاب قائد الجيش اللواء فؤاد شهاب رئيساً للجمهورية، فكانت حقبة النفوذ المصري في لبنان، وحكم السفير عبد الحميد غالب الذي دام حتى مطلع السبعينات، لتتصدر منظمة التحرير الفلسطينية المشهد اللبناني، بعد وفاة الرئيس عبد الناصر، ويدخل لبنان في صراع على ارضه، غذته الحرب الباردة بين الاتحاد السوفياتي واميركا، واستغله رئيس حركة «فتح» ياسر عرفات ليمسك بالساحة اللبنانية، فقابله رفض مسيحي تزعمته «الجبهة اللبنانية» لتقع الحرب الاهلية، التي اشعلها وزير الخارجية الاميركي الاسبق هنري كيسنجر، لتمرير صفقة اتفاق «كامب دايفيد» وما سمي حل الصراع العربي - الاسرائيلي». فعرف لبنان مرحلة الوجود الفلسطيني، الذي انهاه الغزو الصهيوني صيف 1982، ليدخل لبنان ما سمي «العصر الاسرائيلي» الذي انهته المقاومة بعملياتها، وانهت افرازاته باسقاط اتفاق 17 ايار ومحاصرة الحكم الكتائبي برئاسة امين الجميل، ليعود النفوذ السوري وحيداً الى لبنان، بعد ان شاركه السعودي لفترة قصيرة بعد اتفاق الطائف، وانتهى مع اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ليعود الحضور الاميركي بالقرار اللبناني مع «ثورة الارز»، ومشروع جورج بوش الابن «للشرق الاوسط الكبير» واطلاقه الثورات الملونة في بعض الدول، لتأكيد أحادية اميركا بالقرار الدولي بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وقيادة حروب استباقية، بعد حادثة 11 ايلول 2001، ومنها الحرب على العراق.

 فكل هذا السرد التاريخي للصراع على ارض لبنان، وتأثره بما يجري دولياً واقليمياً، يقود الى السؤال : هل سيعود ساحة بعد ان تم تحييده عن الصراعات الخارجية، بقرار دولي - اقليمي، ومنع انزلاقه الى حرب اهلية، او فتنة مذهبية، وموجودة كل العوامل التي تدفع اليها؟

 هذا السؤال تجيب المصادر عنه، بان القمة الاميركية - العربية - الاسلامية في الرياض وما سبقها من قمتين غيرها مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب، لا بد انها سترسم معالم للمنطقة، وتصعيد الصراع مع ايران الذي اوقفته الادارة السابقة بعد الاتفاق النووي معها، وان لبنان سيعرف موقعه في ما يرسم من جغرافيا سياسية، مع التصعيد العسكري في سوريا، والاستعدادات الاسرائيلية لحرب محتملة، قد تكون في جنوب سوريا او جنوب لبنان، اضافة الى التحضير لاقامة محور عربي - اسلامي في وجه ايران، او ما اطلق عليه حلف «ناتو» عربي - اسلامي.

 لا شك في ان لبنان، سيتأثر بكل ما يحصل، وان الاستقرار فيه معرض للاهتزاز، اذا ما صدر قرار دولي - اقليمي بتفجيره، كما في حروب اخرى، يؤدي العامل الداخلي اللبناني دوره، حيث يتوقف الامر، على كيف سيتعاطى المسؤولون والقوى السياسية مع مثل هذا الوضع، اذ ان الانقسام قائم فيه بين محورين سعودي - ايراني، فاذا اراد هذان المحوران تحييد لبنان عن الصراع بينهما يمكنهما، وقد اظهرا ذلك في محطات سياسية عديدة، كان آخرها انتخابات رئاسة الجمهورية، تقول المصادر، وهي نتاج توافق ايراني - سعودي، كشف عنه وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، كما حصل تفاهم حول حكومتين الاولى برئاسة تمام سلام والثانية برئاسة سعد الحريري شارك فيهما «حزب الله».  الا ان السؤال يبقى وهو الاخطر، ما اذا كانت اسرائيل ستحصل على قرار اميركي بشن حرب على لبنان، او ان اميركا تريدها لتمرير مشاريعها عبر لبنان، وهذا ما حصل في كل الحروب الاسرائيلية الكبيرة على لبنان، فكانت تحصل على غطاء اميركي، منذ اول اجتياح اسرائيلي للبنان عام 1987، والثاني عام 1982، واعتداءات 1993 و1996 و2006، كانت الادارة الاميركية وراء كل هذه الحروب. بانتظار نتائج قمم الرياض، يمكن ان نعرف ما اذا صيف لبنان الحار سيكون ساخناً وحارقاً؟

 

أين لبنان من القمم الاسلامية مع عدم دعوة عون؟

دوللي بشعلاني/الديار/21 أيار 2017

ينظر العالم باهتمام الى القمة السعودية- الأميركية بعد أن وصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزوجته ميلانيا الى المملكة العربية السعودية أمس السبت في أول زيارة تاريخية خارجية يقوم بها رئيس أميركي الى دولة عربية أو إسلامية. وإذ تشهد المملكة فعلياً خلال زيارة ترامب ثلاث قمم هي: قمة ثنائية بين ترامب والملك سلمان بن عبد العزيز، ثمّ قمة مع قادة دول الخليج العربي، وقمة مع قادة دول عربية وإسلامية، يتساءل المراقبون عن تداعيات هذه القمم على الوضع في لبنان ودول منطقة الشرق الأوسط.

حتى الآن، لا تبدو سياسة الولايات المتحدة في عهد ترامب واضحة تماماً، تقول أوساط ديبلوماسية عليمة، فزيارة الرئيس الأميركي للمملكة تدخل ضمن جولة له تشمل بعدها الأراضي المقدّسة ثمّ الفاتيكان. ولعلّ جولته هذه على الدول التي تمثّل الديانات السماوية الثلاث لها دلالة على إيلاء ترامب أهمية للإسلام واليهودية والمسيحية معاً، وكلّ ما تمثّله كلّ من هذه الديانات في دول عدّة في العالم بعيداً عن التطرّف الديني.

 غير أنّ ما هو ظاهر للعيان، على ما أوضحت، فهو أنّ ترامب يخطو خطوات بعكس تلك التي قام بها الرئيس الأميركي السلف باراك أوباما، إذ يريد نسف الإتفاق النووي مع إيران، وإلغاء نظام الرعاية الصحية «أوباما كير»، كما كلّ قرارات سلفه التنفيذية وغير ذلك للدلالة على أنّ الولايات المتحدة الأميركية تودّ فتح صفحة جديدة داخلياً وخارجياً. وإذ يرى البعض في اختيار ترامب للسعودية كوجهة أولى له الى دول الخارج، ما يُعزّز دورها في المنطقة كدولة إسلامية - سنيّة، تقول الأوساط نفسها إنّ ما يهمّ الرئيس الأميركي من خلال زيارته هذه بالدرجة الأولى هو توفير الأمن في المنطقة من خلال محاربة المملكة للإرهاب السنّي المتطرّف، على ما تُعلن، فضلاً عن فتح أبواب إقتصادية جديدة لبلاده مع السعودية ودول الخليج كونه رجل مال وأعمال واقتصاد، جرى انتخابه من قبل الأميركيين بعد أن أغدق عليهم الوعود بتخفيض الضرائب وبأن يؤمّن لهم أكبر فرص عمل ممكنة داخل بلادهم.

 أمّا عن نظرة ترامب الى إيران و«حزب الله» في لبنان من خلال العودة في الكونغرس الأميركي الى مسألة تشديد العقوبات الأميركية على الحزب وكلّ الكيانات المتحالفة معه، فتقول بأنّ الرئيس الأميركي لا سيما من خلال بعض مساعديه اللبنانيين، فضلاً عن نوّاب كُثر يعلمون تماماً تمتّع لبنان بالتعدّدية الطائفية وبأنّه ليس من أي قائد أو حزب يختصر هذا البلد، بل هو نموذج للتعايش الإسلامي- المسيحي في المنطقة. وعلى هذا الأساس فلا يُمكن للولايات المتحدة أن تُعاقب لبنان إذا ما قامت إيران بتمويل «حزب الله» مالياً وعسكرياً، بحجة أنّها تصنّفه «منظمة إرهابية»، في الوقت الذي تجده شريحة كبيرة من اللبنانيين «مقاومة» تعمل على حماية لبنان من الإعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة عليه، كما من الإحتلال الذي لا يزال قائماً حتى الآن في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا في المنطقة الجنوبية.

 في المقابل، فإنّ السعودية التي لم تدعُ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى القمّة بل رئيس الحكومة سعد الحريري بدلاً منه من دون أن تستشيره، فقد خرقت الأصول والأعراف الديبلوماسية، على ما أوضحت الأوساط نفسها، لا سيما وأنّ أي قمة على مستوى الرؤساء لا بدّ من أن تُوجّه الدعوة لحضورها الى رئيس البلاد، وفي حال أراد الإعتذار عن الحضور لسبب ما، يوكل هو بنفسه رئيس الحكومة أو أي مسؤول آخر في الدولة لترؤس وفد بلاده. غير أنّ ما حصل مع لبنان، لم تتمكّن من إيجاد تفسير منطقي له سوى أنّ المملكة ربما أرادت جمع رؤساء الدول الإسلامية في المنطقة، فيما الرئيس اللبناني هو الوحيد من رؤساء المنطقة من الطائفة المسيحية لم تدعه بل وجّهت الدعوة للحريري كونه رئيساً للحكومة ويُمثّل، بحسب رأي السعودية، الإسلام السنّة في لبنان، إلاّ أنّ هذا التفسير لا ينفي خرقها للأصول وتصرّفها على هواها.

وبالعودة الى القمم السعودية التي تُعقد في المملكة، ذكرت أنّه سيكون على جدول أعمالها ملفات عدّة، وكبند أول سيُطرح موضوع إيران بالطبع، ثمّ مسألة مكافحة الإرهاب، ثمّ القضية الفلسطينية والعلاقات المستقبلية بين الولايات المتحدة ودول الخليج وسوى ذلك. وعلى أثر مناقشة كلّ هذه المواضيع، ستظهر الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة تجاه المنطقة وملفاتها، على ما أضافت، وليس خافياً على أحد أنّ ترامب سيُعطي المملكة دفعاً جديداً للسيطرة على العالم الإسلامي- السنّي في المنطقة، كما سيُحجّم من دور إيران فيها نظراً لعدم اقتناعه بنتائج الإتفاق النووي بين إيران ومجموعة الخمس زائد واحد التي ترأسها الولايات المتحدة.  وتجد بأنّ الرئيس الأميركي يُخطىء في مسألة إلغاء الإتفاق النووي مع إيران سيما وأنّه كان سيُؤمّن بعض الإستقرار في العلاقة بين إيران والدول الغربية، الأمر الذي ينعكس استقراراً في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما بعد أن يتوصّل المجتمع الدولي الى حلّ الأزمة السورية بشكل شامل ونهائي. فالصراع بين السعودية وإيران مهما تفاقم لن يتحوّل الى حرب علنية بين البلدين، بل سيبقى في الخفاء من خلال دعم كلّ منهما لبعض المجموعات أو الأحزاب في المنطقة بهدف قضاء فريق على الآخر، علماً أنّ التجارب أثبتت أنّ مثل هذا الأمر شبه مستحيل لا سيما في هذه المرحلة بالذات.

 فلا السعودية قادرة على إلغاء إيران أو الشيعة من العالم الإسلامي، ولا إيران قادرة بالتالي على الحلول مكان المملكة في المنطقة، علماً أنّ الدول الخارجية تستخدم كلّ دول المنطقة من أجل تحقيق مصالحها الخاصة بالدرجة الأولى، بغضّ النظر عن مطالب شعوب المنطقة. فالقضية الفلسطينية لم تتمكّن دول العالم من حلّها على مرّ العقود نظراً لوجود إسرائيل كطرف ثانٍ معادٍ للدول العربية في المنطقة، ولا تستطيع أي دولة في العالم، حتى الولايات المتحدة في عهد ترامب، أن تُرغمها على تنفيذ القرارات الدولية إن كانت تلك المتعلّقة بحقّ عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم ودفع التعويضات لهم، أو بوقف الإستيطان وإقامة الدولتين المستقلّتين جنباً الى جنب. من هنا، لا تُعوّل الأوساط نفسها كثيراً على نتائج القمم الجارية في السعودية فقط، بل على نتائج جولة ترامب ككلّ، خصوصاً بعد زيارته للأراضي المقدّسة، ثمّ للفاتيكان التي من خلالها لا بدّ وأن يتفهّم أكثر فأكثر وضع لبنان كبلد نموذجي لتعايش الأديان والحضارات والثقافات، والذي لا يُمكن معاقبته أو حدّه في إطار واحد معيّن.

 

زيارةٌ أم غارة؟

سجعان القزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 22 أيار 2017

فيما كان الرئيسُ الأميركيُّ دونالد ترامب يَطَأُ أرضَ السعوديّة، كانت إيران تُعلن فوزَ حسن روحاني بولايةٍ رئاسيّةٍ جديدة. فوزٌ تجاهلته قِممُ الرياض رغم أنّه يوحي بثباتِ الخطِّ الإصلاحيِّ المُحبِّذِ الانفتاحِ على الغربِ والعرب وتحديداً على الولاياتِ المتّحدةِ الأميركيّةِ والسعوديّة؛ ولكنه خطٌّ مكبَّلٌ بتصلُّبِ النظامِ الإيراني الذي يُقَنِّنُ التحوّلاتِ الايجابيّةَ. لذلك لا ليونةً أميركيّةً وخليجيّةً تجاه إيران ما لم يَتمكّن الرئيسُ روحاني من نقلِ «الخطِّ الإصلاحيّ» من الداخلِ الإيرانيِّ إلى الخارج، فيعيدُ النظرَ في التموضُعِ الإيرانيِّ في العراقِ واليمنِ والبحرين وسوريا ولبنان، وهو أمرٌ مستَبعدٌ حالياً، فالمِنطقةُ متَّجهةٌ نحو مزيدٍ من المواجهاتِ العربيّةِ - الفارسيّة، ولبنانُ إحدى ساحاتِها، لاسيما وأن المؤتَمِرين وضعوا حزبَ الله اللبنانيَّ في ذاتِ السلّةِ الإرهابيّةِ مع النُصرةِ وداعش والحوثيّين بحضورِ وفدٍ حكوميٍّ رسميٍّ استمَع إلى ترامب يَشكر لبنان «لاستضافتِه اللاجئين»، وبالشكرِ يدومُ اللاجئون.

بعيداً عن الصُدفةِ الإيرانيّةِ، أنْ يزورَ ترامب «السعوديّـة أوّلاً» فسابقةٌ ما كانت لتحصلَ في تاريخِ زياراتِ الرؤساءِ الأميركيّين لو لم يَضمَن ترامب أنَّ الصفقاتِ الاقتصاديّةَ التي سيوقّعها ستكون أيضاً سابقةً في تاريخِ العقودِ الدوليّة.

وإذا كانت هذه العقودُ تؤكِّد ثقةَ السعوديّة باقتصادِها، فإنها تُفشي، بالمقابل، عدمَ الثقةِ بأمنِها الذاتيّ وحاجتَها إلى مِظلَّةٍ أميركيّة. يبقى أن تَضمَنَ السعوديّة مردوداً سياسيّاً وأمنيّاً بمستوى هذا السخاءِ الفريد، وهو مردودٌ محتَملٌ لأن نوعيّةَ العقودِ العسكريّةِ والنِفطيّةِ والاستثماريّةِ ستُحتِّم حضوراً أميركيّاً مُستداماً على أرضِ المملكةِ أشبهَ بـ«إنزالٍ» يجعل أمنَ أميركا الاستراتيجيِّ من أمنِ العائلةِ المالِكةِ السعوديّـة.

غير أنَّ الأمنَ الموعودَ يَنقُصه السلامُ الإقليميُّ بعد خطابِ الرئيسِ الأميركيِّ المشحونِ بالوعيدِ والتهديدِ مع تأكيدِه، وحِبرُ العقودِ الفيّاضةِ لم يَجِفُّ بعد، بأنَّ على دولِ المِنطقةِ أنْ تدافعَ هي عن نفسِها أولاً.

لذا لا بدّ للسعوديّةِ من أن تُسوِّقَ توقيعَ عقودٍ بقيمةٍ تناهِز ألـ 450 مليارِ دولارٍ لدى الرأيِ العامِّ السعوديِّ في وقتٍ دَعت شعبَها إلى التقشّفِ وفَرضت عليه ضرائبَ جديدةً وأصدَرت سنداتِ خزينةٍ لتغطيةِ عجزِ موازنَتِها السنويّة البالغةِ 87 مليارَ دولار.

ولا بدَّ لها أيضاً من أنْ تُبرِّر للرأيِ العامِّ العربيِّ، بحكمِ زعامتِها، هذه المبالغَ الخياليّةَ فيما بَلغت نسبةُ البطالةِ في العالمِ العربي 30.6% حسْبَ منظّمةِ العملِ الدوليّةِ، وفاقت نسبةُ الفقر فيه 13% أي حوالى 40 مليونِ شخصٍ، وتعدّى ألـ 100 مليونِ عربيٍّ الذين يعيشون تحت خط الفقر حسْبَ منظّمةِ التغذيةِ العالميّة. الجوابُ السعوديُّ واضحٌ: هذه العقودُ ستولِّد 72 ألفَ فرصةِ عمل.

مهما يكن، إنَّ لقاءَ ترامب والملك سلمان سنةَ 2017 أسّس لعهدٍ ثانٍ في العلاقاتِ بين البلدين بعد العهدِ الأوّلِ الذي أرساه لقاءُ روزفلت وعبدِ العزيز بن سعود سنةَ 1945. وأهميّةُ اللقاءِ الجديد أنّه يَعقِبُ فترةَ اضطرابِ الثقةِ بين الدولتين نتيجةَ سياسةِ أوباما ثم تصريحاتِ ترامب العدائيّةِ، وهو يَكشِف ما يلي:

1) إنَّ واشنطن ما زالت تعتبرُ السعوديّة، علاوةً على إسرائيل، البلدَ المحوريَّ في الشرقِ الأوسط بعدما حاول الرئيسُ الأميركيُّ السابق، باراك أوباما، إقامةَ توازنٍ مُلتبِسٍ بينها وبين إيران، وبعدما تَطلَّـعَ ترامب نفسُه إلى مصر في أيّامِ ولايتِه الأولى. ونجاحُ المملكةِ في جمعِ 55 ملكاً ورئيساً وأميراً وزعيماً، وبخاصّةٍ لبنان، هو رسالةٌ للرئيسِ الأميركيِّ وللمجتمعِ الدوليِّ مفادُها أنَّ السعوديّة لا غيرَها هي زعيمةُ العالم العربيِّ والإسلاميّ. وها هو وزيرُ التجارةِ الأميركي، ويلبور روس، يعترف في الرياض: «لا دولةَ كالسعوديّـة تستطيع أنْ تُحضِّرَ هذا الحشدَ بهذه السرعة».

2) إنَّ دونالد ترامب نفسَه عدّلَ موقِفَه من السعوديّة، فبعد أن كان، وهو مرشَحٌ، يظنُّ بها مَصدراً فِقهيّاً للمتطرّفين، يعترف بها اليومَ، وهو رئيسٌ، شريكاً مركزيّاً في محاربةِ الإرهاب. وأساساً، إنَّ المملكةَ لم تَنتظر ترامب لتشتركَ بـ»التحالفِ الدوليِّ ضِدَّ الإرهاب» (آب 2014)، ولتُنِشئَ «التحالفَ العسكريَّ الإسلاميَّ ضِدَّ الإرهاب» (كانون الأول 2015). لقد كانت المملكةُ قبل سواها ضحيّةَ الإرهاب منذ أواخرِ السبعينات إلى اليوم.

3) إنَّ واشنطن ستتولّى الحدَّ من النفوذِ الإيرانيِّ في الشرقِ الأوسط مقابل أنْ تتولّى السعوديّةُ تشجيعَ السلامِ العربيِّ - الإسرائيليّ، وتعديلَ مفهومِ «الأرضِ مقابلَ السلام»، والتغاضي عن التطبيعِ العربيِّ الجاري مع إسرائيل لأن جوهرَ الصراعِ انتقل من مصيرِ الشعبِ الفِلسطينيِّ إلى مصيرِ الدولِ العربيّةِ وأنظمتِها وإلى الصراعِ مع إيران ومكافحةِ الإرهاب. وفي هذا الإطارِ يَعمل ترامب على تحضيرِ لقاءِ مسيحيٍّ / إسلاميٍّ / يهوديِّ يُغطّي الانعطافَ العربيَّ نحو صلحٍ واقعيٍّ قبلَ سلامٍ رسميّ.

4) إنَّ واشنطن تَخلَّت عن مشروعِ تغييرِ الأنظمةِ ونشرِ الديمقراطيّة في العالم العربي (هل كانت جِديّةً)، وانتقلت إلى سياسةٍ واقعيّةٍ تقوم على تطويرِ الأنظمةِ وإقامةِ تحالفاتٍ استراتيجيّةٍ معها، وذلك في ضوءِ فشلِ «الربيعِ العربيّ» من المحيطِ إلى الخليجِ والذي شَرّعَ الأبوابَ أمام الإرهابِ من جهةٍ

وإيران وروسيا من جهةٍ أخرى. ورهانُ واشنطن على مشروعِ الأميرِ محمد بن سلمان «رؤيةُ السعوديّة 2030» تجربةٌ قابلةُ التعميم.

5) إنَّ واشنطن بصددِ وضعِ استراتيجيّةٍ جديدةٍ لسياستِها في الشرقِ الأوسط وأسيا الصغرى محلَّ الاستراتيجياتِ الأميركيّةِ المُتَّبعةِ منذ سنةِ 1990، لاسيما تلك التي اتَّبعها أوباما.

لكن إذا كان ترامب يعرف الآن ما لا يريد، فإنه لا يعرِف بعدُ ما يريد. وواجبُ مخطِّطي الاستراتيجياتِ في واشنطن أن يضعوا خطّةَ عملٍ وآليّةً ووسائلَ تنفيذها، لأن أميركا التي كانت تُدرك الفارقَ بين الخيرِ والشرِّ لم تكن مستعدَّةً لدفعِ ثمنِ دفاعِها عن الخير فانتشَر الشرُّ ووصلَ إلى عُقرِ دارِها.

السعوديّةُ خرجَت مطمئنَّةً من هذه القِمم، والولايات المتحدة أيضاً. فعدا العقودِ الماليّةَ، نالت التزامَ المملكةِ بالأمورِ التالية: مواصلةُ تعديلِ المناهجِ التربويّة، ضبطُ التوجيهِ الدينيّ بما يتلاءمُ مع الاعتدالِ والانفتاح، نقلُ الإسلامِ من إيديولوجيا يَستغلّها الإرهابُ إلى حقيقتِه الدينيّة، عصرنةٌ تدريجيّةٌ للمجتمعِ السعودي بما يتوافقُ مع حقوقِ الانسانِ، وقف المساعداتِ عن مؤسساتٍ إسلاميّةٍ مشبوهةٍ في العالم، الحفاظُ على أسعارٍ متدنيّةٍ للنفط، اعتبارُ الولاياتِ المتّحدة الأميركيّة الشريكَ الأوّل على الصعيدِ الصناعيّ، بما فيها الصناعاتِ العسكريّة.

 

لم يكن أمام الإيرانيين سوى الرهان على فاشل

خيرالله خيرالله/العرب/22 أيار/17

لم تكن عودة حسن روحاني رئيسا لـ“الجمهورية الإسلامية” سوى مشهد آخر من المشاهد المتكررة التي عفا عنها الزمن والتي تحاول إظهار إيران بأنها دولة ديمقراطية لديها نموذج تقدمه إلى العالم وإلى محيطها. الأمر الوحيد الثابت أنه ليس معروفا إلى متى يمكن أن يستمرّ هذا التحايل على الواقع. يقول الواقع المدعوم بالإثباتات، بما في ذلك طريقة الترشّح لانتخابات الرئاسة ولأيّ انتخابات أخرى، إن إيران بلد تتحكّم به مجموعة من رجال الدين الضيقي الأفق. هؤلاء يستفيدون في تحكّمهم برقاب المواطنين من نظام متخلف يلغي الحرّيات ويحول دون أي ديمقراطية حقيقية حلم بها أولئك الذين نزلوا إلى الشارع من أجل التخلّص من نظام الشاه قبل نحو أربعة عقود. هل يغيّر فوز روحاني على منافسه إبراهيم رئيسي شيئا في السلوك الإيراني؟ لن يتغيّر شيء ما دام رئيس الجمهورية في إيران مجرّد واجهة، فيما السلطة الحقيقية في مكان آخر. على الرغم من ذلك، يعكس فوز روحاني على منافسه “المتشدّد” توقا لدى الشعب الإيراني إلى التخلّص من نظام يتحكّم به رجال دين، في حال هروب مستمرّة إلى خارج إيران. يظن هؤلاء أن في استطاعة إيران لعب دور القوّة الإقليمية المهيمنة معتمدين خصوصا على ثلاثة عوامل. هذه العوامل هي إثارة الغرائز المذهبية، وإيجاد اختراقات في المجتمعات العربية التي ولدت فيها ميليشيات مذهبية تعمل بأوامر من طهران… واستغلال للسذاجة الأميركية في معظم الأحيان. ربّما لا يصحّ الكلام عن سذاجة أميركية بمقدار ما أنه يمكن الكلام عن سياسة أميركية تقليدية تقوم على جعل المنطقة في خوف دائم من الخطر الإيراني. وهذا الخطر حقيقي إلى حدّ كبير. الدليل على ذلك ما تفعله إيران في العراق وسوريا ولبنان واليمن، والكلام الوقح للمسؤولين الإيرانيين عن السيطرة على أربع عواصم عربية وعن الوجود الإيراني على البحر المتوسط.

ليس صعبا الخروج باستنتاج فحواه أن روحاني كان رئيسا فاشلا في ولايته الأولى، وأن نجاحه الوحيد كان في الوصول إلى الاتفاق في شأن الملف النووي الإيراني مع مجموعة الخمسة زائدا واحدا (البلدان الخمسة التي تمتلك عضوية دائمة في مجلس الأمن زائد ألمانيا) صيف العام 2015. كان ذلك حدثا مهمّا على صعيد إطلاق يد إيران في المنطقة. من أجل التوصّل إلى الاتفاق في شأن الملف النووي، الذي كان في الواقع اتفاقا أميركيا – إيرانيا وليس اتفاقا بين إيران والمجتمع الدولي، غطت إدارة باراك أوباما المشاركة الإيرانية في الحرب على الشعب السوري الذي انتفض من أجل استعادة بعض من الكرامة. استغل “الحرس الثوري” والذين يقفون خلفه موقف إدارة أوباما إلى أبعد حدود، فيما كان جواد ظريف، وزير الخارجية، يتبادل المجاملات والابتسامات والنكات مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري في هذه المدينة الأوروبية أو تلك. كان المتشددون في إيران، على رأسهم الـ“الحرس الثوري” بقيادة “المرشد” علي خامنئي الرابح الأوّل من وجود روحاني وفريقه الذي يضمّ محمد جواد ظريف في واجهة السلطة، ولو شكلا. في المقابل، لم يستطع رئيس الجمهورية الذي انتخب في العام 2013 تحقيق وعوده للإيرانيين، وهي وعود قائمة أوّلا وأخيرا على الاستفادة من الاتفاق النووي لرفع العقوبات الدولية عن البلد.

صحيح أنّ إدارة أوباما بعثت بكميات كبيرة من الأموال النقدية إلى النظام الإيراني، مبررة ذلك بحجج مختلفة، لكنّ الصحيح أيضا أن شيئا لم يتغير في العمق باستثناء أن هناك انكشافا للنظام الإيراني أمام الإيرانيين أوّلا. أدرك المواطن الإيراني أخيرا أن النظام القائم لا يستطيع حل أي مشكلة تخصّه، كما أنه عاجز كل العجز عن الدخول في مغامرة عودة إيران دولة طبيعية من دول المنطقة. تبين بوضوح ليس بعده وضوح، وبلغة الأرقام، أن الفقر زاد في إيران وأن ليس لدى النظام ما يقدّمه لا للإيرانيين ولا لمحيطه غير الشعارات والتعبئة المذهبية والروح العدوانية ونشر الجهل والبؤس في عالم يشهد ثورة تكنولوجية. تجعل هذه الثورة الهوة بين العالم المتقدّم والعالم الذي يعيش فيه النظام الإيراني تتسع بشكل يومي، خصوصا أن إيران بقيت أكثر من أيّ وقت أسيرة سعر النفط والغاز.

في البقاء في أسر سعر النفط والغاز يكمن الفشل الأكبر للنظام الإيراني. هذا الفشل جعل الإيرانيين، بأكثريتهم، يراهنون مرّة أخرى على فاشل اسمه حسن روحاني عاجز عن الذهاب في أي رحلة حقيقية إلى دول الجوار والعالم، رحلة تصبّ في البحث عن المصالح المشتركة وفي كيفية تغيير السلوك الإيراني القائم على العدوانية والتوسّع. بعد نحو أربعة عقود على قلب شاه إيران، لم يتحقق شيء مما وعد به مؤسس “الجمهورية الإسلامية” آية الله الخميني. لم تستطع إيران تنويع اقتصادها. لم تستغن عن تصدير النفط والغاز على الرغم من كلّ الثروات الكبيرة التي تمتلكها. هذا كلّ ما في الأمر. على الرغم من ذلك، لم يجد الإيرانيون أمامهم سوى التصويت لروحاني، وذلك في وقت كان عليهم الاختيار بين السيء والأسوأ. لن يحصل التغيير الكبير في إيران سوى بعد موت خامنئي. متى يحصل ذلك؟ العلم عند الله، عز وجل، وليس عند أحد غيره. في الانتظار، ليس في الإمكان إلا ملاحظة أن العوامل التي كانت في أساس الدور الإيراني في المنطقة تراجعت، أقلّه لسببين. الأوّل وجود وعي عربي عميق لمدى خطورة المشروع التوسّعي لـ“الجمهورية الإسلامية”، والآخر أن رجال الإدارة الأميركية الجديدة، بغض النظر عن المشاكل الكبيرة التي يعاني منها دونالد ترامب، يدركون أن عملية لعب الورقة الإيرانية استنفدت الغرض المطلوب وأنه آن أوان الجدّ… وليس تبادل النكات والابتسامات. هناك إدراك أميركي للتحوّل الإقليمي الذي نتج عن الخلل الكبير في التوازن الذي حصل بمجرّد تسليم إدارة جورج بوش الابن العراق على صحن من فضة إلى إيران في العام 2003. هذا هو جديد المنطقة، وهذا ساهم في جعل الإيرانيين يراهنون مرّة أخرى على روحاني كبديل مؤقت في منطقة تبدو مقبلة على تطورات كبيرة. لم يعد العرب يعتمدون الصمت في وجه التهديدات الإيرانية، ومن الواضح أنّهم غير مستعدين للسقوط في فخ المزايدات الذي نصبته لهم إيران عندما خطفت القضية الفلسطينية وضحكت على الفلسطينيين وأقنعتهم بأن العمليات الانتحارية تستطيع أن تأتي لهم بدولة. عاد حسن روحاني أو لم يعد. يظلّ السؤال في النهاية متى تعود إيران التي أعادت انتخاب رئيس فاشل لا لشيء سوى لأنّه يمكن أن يكون بديلا من خامنئي في مرحلة معيّنة لا أكثر ولا أقلّ.

 

إيران لن تتغير

فاروق يوسف/العرب/22 أيار/17

إيران لن تتغير. ألأنها قوية؟ بل لأنها لا تقوى على التغيير. إن تغيرت كوريا الشمالية، وهو أمر يصعب تخيله في ظل هيمنة الحكم الشمولي هناك، فلن تتغير إيران. لا أحد من غير أعدائها يمنّي نفسه بأن تقوم إيران بنفسها بذلك. أما أعداؤها فإنهم يتمنون لها أن تبقى كما هي إلى الأبد. الدولة الدينية الوحيدة في عالمنا لا يمكن أن تفهم الكثير من القيم والمفاهيم السياسية والثقافية والاجتماعية المعاصرة. وهو ما ييسر على الكثيرين نبذها وإهمالها ورميها خارج قانون العلاقات الطبيعية. هي دولة اختصاصها الأزمات. خارج الأزمات لا أثر لذكرها. في سياق المسيرات الجنائزية يمكن للجمهورية الإسلامية في إيران أن تستمر. وهو السياق الذي وضع مؤسسها الإمام الخميني مخططه ولا يزال الأمينون على بقاء خط الأمام حريصين على ترسيخه. إيران ليست رئيسها ولا نظامها السياسي الذي قُدر له ذات مرة أن يتفاوض مع العالم في شأن ملفها النووي. حتى المرشد الأعلى الذي يعتقد الكثيرون بأن موته سيعيد لإيران قدرتها على مواجهة استحقاقات التغيير فإنه لا يشكل رقما صعبا لا يمكن تعويضه. لقد حل خامنئي محل الخميني بيسر وسيحل آخر بطريقة سلسة محله. لقد تم استضعاف المجتمع المدني في إيران لكن من غير أن يجري تدميره نهائيا. كان الحد الأدنى من حيوية ذلك المجتمع ضروريا من أجل ألا تغلق المؤسسة الدينية الأبواب على نفسها.

لذلك فإن ما يراه زوار العاصمة طهران لا يمثل، بالرغم من كآبته، حقيقة الوضع الرث الذي تعيشه البلاد. إيران الحقيقية التي تقاوم التغيير بل وتحاربه بقوة لا تقيم في طهران ولا في عقول نخبها السياسية والثقافية المسحوقة، بل في المحافظات والبلدات والقرى البعيدة، وقبلها في السوق. لم ينتصر الخميني على الشاه بقوة الجماهير، بل بدهاء البازار والفقراء. من جهة أخرى فإن شيئا في تربية الإيرانيين الدينية يجعل من إمكانية تخيل إيران خالية من آيات الله أمرا مستحيلا. فالإيراني العادي حتى وإن كان لا يقبل عقليا بما يفرضه رجال الدين فإن مزاجه لا يعارض خرافاتهم. إيران هي ابنة تلك الخرافة التي نشأت من الشاهنامة لتصنع تاريخا أصر الإيرانيون على أنه حاضنة لحضارتهم، بالرغم من كل ما رافق ذلك التاريخ من تلفيق وسرقة لمنجزات حضارة وادي الرافدين.

سواء كان الإيرانيون على خط الإمام الخميني أم كانوا ضد ذلك الخط فإن تراثهم من الخرافات الشيعية والفارسية هو بالنسبة إليهم شيء مقدس لا يُمس. هو سرهم الذي يعصى على التفسير. ذلك الاستسلام غير الواعي سواء من قبل المتعلمين وغير المتعلمين استفاد منه آيات الله لتكريس وترسيخ وتجذير وجود دولتهم التي لا يظهر منها إلا الشيء القليل. وإذا ما كان الشارع الإيراني منقسما بين متشددين أكثر ومتشددين أقل، وإصلاحيين بعمائم وإصلاحيين من غير عمائم، فما ذلك الانقسام إلا واحدا من مظاهر الحكم التي تجسد ديمقراطية مسيطرا عليها. ولو لم تكن كذلك لما قبلت بوجودها وتداول مفرداتها دولة آيات الله.

الدولة العميقة في إيران هي ليست تلك التي ورثها الإيرانيون من عهد الشاه، بل هي الدولة التي أسسها الخميني وعرف كيف يحجبها عن الأنظار مع الإعلان عن قوتها المسلحة الضاربة المتمثلة بالحرس الثوري الذي تمتد أذرعه في نواحي الحياة المختلفة من ثقافة واقتصاد وتعليم وتصنيع وإدارة خدمات.

ليس الحرس الثوري الإيراني مؤسسة عسكرية تقليدية، بل إن لها حضورا في كل قرار تتخذه الحكومة. إنها الصانع والرقيب الذي كلفته المؤسسة الدينية للحفاظ على الخطوط الحمراء. إيران دولة منبوذة لأنها لا تحضر إلا من خلال مآسي الشعوب الأخرى مساهمة في الخراب كما هو الحال في سوريا والعراق. وهو ما تحرص عليه. ذلك لأنها من غيره ستفقد التزامها بخط الإمام وهو ما لا يمكن تخيل وقوعه.

 

المقاربة «الأوبامية» لأوضاع المنطقة.. من الماضي

وسام سعادة/المستقبل/22 أيار/17

لم يكن السعي لتفادي الحرب، وتسوية أمر المشروع النووي الايراني بالطرق السلمية، هو الخطأ الذي ارتكبته ادارة الرئيس الأميركي السابق باراك اوباما. هذا السعي بحد ذاته كان أمراً جيداً، وكان يمكنه ان يعود بالفائدة لكل ما يخدم تبريد الجبهات الساخنة في هذه المنطقة من العالم، وكل ما من شأنه الاقتراب من أحوال الاستقرار والانفتاح والازدهار .. هذا لو ترافق هذا المسعى بوعي أساسي لطبيعة المرحلة الانتقالية، المرحلة التي تبدأ بتوقيع ايران للاتفاق مع المجموعة الغربية، لكنها المرحلة التي تحتاج لسنوات طويلة، من اجل الوصول الى تسوية ايرانية غربية متكاملة.

بسبب استهانة ادارة اوباما بالضوابط والآليات التي ترتبط بهذه المرحلة الانتقالية، كانت استهانته نافرة اكثر ومزعجة اكثر، بالنسبة الى المشكلات الايرانية العربية المتفاقمة، بحيث ظهرت التسوية الاميركية الايرانية المرغوبة من اوباما، كما لو انها تقفز على المشكلات الايرانية العربية، وبالتالي على التسوية الايرانية العربية، سواء بالنسبة لسياسات ايران الاستفزازية بوجه دول مجلس التعاون الخليجي، او سياساتها الهيمنية في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

المسعى الاساسي لاوباما - تغليب السلم على الحرب في منطق التعاطي مع ايران - ترافق اذا مع استهانتين. واحدة بالضوابط التي غيبها بالنسبة للمرحلة الانتقالية، الضوابط التي تمنع ايران من الاستثمار السريع لارهاصات رفع الحظر عنها من اجل توسيع نفوذها في البلدان العربية، او من اجل توسيع عملية محاصرة التيار الاصلاحي داخلها. وثانية، استهانة، بوجهة نظر الكتلة العربية في هذا الشرق، والتعامل مع هذه الكتلة كما لو ان العلاقات الاميركية والغربية معها ستتحول الى ثانوية كلما تطور التعاطي مع ايران.

الاستهانة الثالثة تمثلت بعدم وضوح المآل النهائي لمشروع التسوية الاميركي الايراني. ان تصبح ايران واحدة من الدول الاسيوية ذات الاقتصاديات الناجحة والفاعلة، وتجربة حضارية مشرقة في هذا القرن، وقطب من ثلاثة - بالاضافة الى تركيا والكتلة العربية، في هذه المنطقة من العالم، فهذا شيء يفترض انه يختلف تماماً، ليس فقط عن منطق صناعة القنبلة النووية، بل ايضا عن الهوس بتكديس الترسانة الصاروخية وتمريرها الى حزب الله والحوثيين، وكل مشاريع تصدير الثورة، التي لم تفعل سوى تأجيج مناخات الفتنة والتعصب.

اياً كان الآتي بعد اوباما، فانه كان ملزما بتعديل هذا المسار. اذ ظهر بالمدة القياسية كارثية توقيع اتفاق مع طهران من دون ضوابط كافية، وضمانات لازمة، ومن دون رعاية ستاتيكو المنطقة، والانصات لوجهة نظر ومصالح الكتلة العربية، ومن دون السعي لفك الارتباط بين ايران وبين سوريا، من اجل تمكين مشروع التسوية السورية من ان يتأسس.

ودونالد ترامب كان في ايام حملته الرئاسية يزاوج بين الشدة تجاه طهران، وبين اللين تجاه النظام الاسدي في دمشق. انصار كثر للنظام الاسدي اعتقدوا انه «في جيبهم».

لم يكن ممكنا لترامب ان يستمر على هذا الاختلاف بين اللين هنا والشدة هناك، فيما ايران تحارب السوريين في سوريا. بسرعة قياسية، انتقل من اللين الى الاستهداف الصاروخي لقاعدة جوية تعود الى النظام الاسدي. لا يعني هذا ان كل حساباته تبدلت، ولا ان كل حساباته اتضحت، او اتضح اذا كانت لديه حسابات كافية، حول القضايا المتفجرة في المنطقة.

بقي ان زيارته الى الرياض، في مستوياتها الثلاث، جاءت «تصحح» الى حد كبير مسار الادارة السابقة. اما المسار الجديد، فينبغي الانتظار فترة من الزمن كي يتضح اكثر، خصوصا في ظل المشكلة الداخلية التي تضغط على رئاسة ترامب. هل يمكن لترامب ان يتفلت من هذه المشكلة الداخلية بالتركيز اكثر على السياسة الخارجية، وتحديدا تجاه ايران وحلفائها؟ هذا احتمال قوي جدا، لكن ليس له وجهة تطبيقية واحدة. التعاطي معه الافضل ان يكون بمنطق كل يوم بيومه، ولبنانيا بمنطق عدم وضع البلد في «صدارة» جبهة المجابهات الاقليمية. لبنان مصلحة اكيدة في الوقوف الى جانب الكتلة العربية بازاء سياسات ايران التي يعاني منها لبنان قبل سواه، لكن له مصلحة اكيدة في الروية والحذر من كل مرحلة لم تتضح معالمها بما يكفي بعد. اساساً من قال انها «مرحلة جديدة»؟ حتى الآن، المراوحة ما زالت تسود كل جبهات الاستنزاف في المنطقة.

نحن في وضع اقليمي غير متوازن ابداً، منذ الانقضاض الاسرائيلي على التسوية الهشة اساسا مع السلطة الفلسطينية، وبعدها بسنة الاحتلال الاميركي للعراق، ونجاح ايران في استثمار هذا الاحتلال لحسابها، وعمل النظام السوري على الاستثمار في النار المذهبية العراقية، في الاتجاهين، وصولا الى انفجار كل التناقضات المتراكمة في سوريا دفعة واحدة بوجهه، وعمل حزب الله على وراثة الوصاية السورية الآفلة في لبنان، ثم تدخله لنجدة النظام في سوريا، بوجه السوريين. في هكذا وضع غير متوازن اكثر فاكثر كان يمكن للاتفاق النووي الايراني الغربي ان يساهم في التوازن لو انه ربط التسوية الايرانية الغربية باصلاح جدي للعلاقات الايرانية العربية، ولو انه ربط التسويات مع ايران باجماع غربي جدي تجاه كل ما تقوم به حكومات اسرائيل العدوانية المتعاقبة منذ اغتيال اسحق رابين. هذا لم يحصل. حصل العكس، وادى هذا الى مزيد من انعدام التوازن، والى توسع الحروب المشتعلة، ومحاولة تخيير الشعوب بين مطرقة «داعش» وسدان «الحوثيين» و»الحشد الشعبي» وغاز السارين. اعادة التوازن الى هذه المنطقة من العالم له شروط عسيرة، منها ما هو سياسي وعسكري ومنها ما هو اقتصادي وثقافي. والصعوبة الاساسية ان هذا يفترض ان يحصل في وقت يبدو فيه الكوكب ككل متأرجحا، فاقداً للتوازن. رغم ذلك، شيء واحد وأساسي، يمكن التقاطه والتعويل عليه: المقاربة «الاوبامية» للملف الايراني صارت من الماضي.

 

صدمة «الإخوان» من قمة الرياض

 محمد صلاح/الحياة/22 أيار/17

طبيعي أن تحظى زيارة رئيس أكبر دولة في العالم للمنطقة باهتمام، خصوصاً إذا كانت هي الأولى له خارج بلاده بعد توليه الحكم، ولكونه توجّه إلى دولة تحظى بمكانة بين العرب والمسلمين في ظل تطورات وظروف بالغة التعقيد على الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية، وعلى ذلك فإن كثافة التغطية الإعلامية لزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المملكة العربية السعودية من طبائع الأمور، لكن تلك الحملة المسعورة التي جيّشت جماعة الإخوان المسلمين رموزها وعناصرها وآلتها الإعلامية الضخمة لشنها ضد الزيارة، كانت كاشفة للمستوى المزري الذي وصلت إليه الجماعة، ومظهرة كيف تحولت الجماعة إلى أداة بطش ومِعْوَل هدم وماكينة تشويه ضد كل نشاط أو تطور أو حدث مهم، طالما أنه لا يبحث في عودة «الإخوان» إلى الحكم في مصر أو إطلاق زعماء «الإخوان» المحكومين في قضايا تتعلق بنشاط التنظيم التخريبي في أكثر من دولة. لم تعبّر الجماعة عن قلقها مثلاً من الزيارة أو أبدت مخاوف من نتائجها، أو انتقدت جدول أعمال القمة، خصوصاً ما يتعلق بحصار التطرف ومواجهة الإرهاب، وإنما راحت تصطاد في كل مياه عكرة، وصبّت غضبها على الجميع ووزّعت شتائمها وسبابها على كل الأطراف، ناهيك عن طوفان الأكاذيب والفبركات والتزييف الذي اعتقد التنظيم أن وسائل إعلامه كفيلة بأن تستخدمه لتغييب وعي الناس للزعم بأن العالم كله احتشد ليحارب «الإخوان» لكونهم مسلمين!

عموماً، فإن القمة العربية الإسلامية الأميركية غير مسبوقة لجهة مستوى المشاركة فيها، والمواضيع التي جرى بحثها، وأيضاً توقيت انعقادها. صحيح أنه يجب الحرص وعدم التسرُّع في الحكم على النتائج حتى يتحقق بعضها على أرض الواقع، لكن هذا لا ينفي أن القمة رسّخت الحضور العربي مجدداً في ملفات المنطقة المشتعلة، ومنحت العرب الفرصة مرة أخرى لامتلاك زمام المبادرة لخلق دور فاعل للقوى الحية المعتدلة في المنطقة لتهدئة بؤر التوتر التي اشتعلت في السنوات الماضية، فمزيد من الانفجار والشظايا التي ضربت المنطقة بعد ما يسمى بالربيع العربي، سيجلب مزيداً من الأضرار. وتكفي نظرة الى خريطة المنطقة قبل الربيع العربي وبعده وظهور سرطان «الإخوان» على السطح، بعدما ظل لعقود ينتشر سراً أو خفية في نسيجها الاجتماعي لإدراك إلى أي مدى سيواجه العالم أخطاراً وأهوالاً إذا لم تتخذ الدول المعنية إجراءات جدية وحقيقية لمواجهة التطرف والإرهاب.

كان طبيعياً أن يحظى ملف الإرهاب ووجود ساحات في المنطقة لتصديره إلى بقية دول المنطقة، على نصيب مهم من النقاش شمل أيضاً الأطراف الداعمة للجماعات الإرهابية في المنطقة، سواء سياسياً أو مالياً، ويمكن اعتبار القمة أول تحرك دولي وإقليمي جدي ضد ذلك الخطر، خصوصاً إذا أفضت نتائج القمة إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، كون استمرار إهدار حقوق الفلسطينيين يعد أحد مسببات العنف والتّطرف في المنطقة. المؤكد أن قرار ترامب زيارة السعودية في أول رحلة لدولة خارجية، منذ بدء ولايته، يعد «ترجمة عملية» لسياسة جديدة، تشير إلى أن الاستراتيجية الأميركية في المنطقة ستكون ركيزتها السعودية ومصر والأردن، في إحياء للمحور القديم الذي كان فاعلاً أيام الرئيس بوش الأب إبان تحرير الكويت، وهو المحور الذي اهتز في عهد بوش الابن وانتهى تقريباً في عهد باراك أوباما. وهذا التوجه يختلف مع توجهات أوباما الذي أبرم اتفاقاً مع إيران عكس استراتيجية أخرى قامت على التوازن بين القوتين أو القيادتين السنيّة والشيعيّة. اعتمد أوباما سياسة اقتسام النفوذ بين السعودية وإيران في المنطقة، لكن ترامب بهذه القمة بدا وكأنه يُعيد الأمور إلى سابق عهدها بإحياء التحالف الاستراتيجي مع السعودية، والنأي عن سياسة «تقاسم النفوذ».

غياب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن القمة وإيفاده وزير خارجيته للحضور منطقي، فرغم برغماتيته وتحوّلاته، فإن انتماءه العقائدي غلب عليه، وحين كان الزعماء ورؤساء الوفود المشاركون في القمة يبحثون في مواجهة التطرف وجماعاته، من «الإخوان المسلمين» أي «داعش» وما بينهما من تنظيمات، كان الرجل يحتفل بالترشيح منفرداً لرئاسته حزب العدالة والتنمية رافعاً علامة رابعة التي صارت شعاراً لجماعة «الإخوان»، التي يفترض أن القمة ناقشت السبل لوقف تمددها وحصار تمويلها وعقاب من يقوم بإيواء قادتها وعناصرها!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

شمعون: لكل فرد يحمل الهوية اللبنانية واجبات تجاه الوطن وواجبات افراد حزب الله هي تجاه لبنان وليس تجاه المشروع الايراني

الأحد 21 أيار 2017 /وطنية - اقام حزب "الوطنيين الأحرار" عشاءه السنوي في فندق " برنتانيا " في برمانا، في حضور رئيسه النائب دوري شمعون، رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل ممثلا بالياس حنكش، رئيس حركة المستقلون رازي الحاج، عدد من رؤساء بلديات ومخاتير المتن الشمالي، رئيس واعضاء اقليم المتن الكتائبي، اعضاء المجلس السياسي ومجلس الامناء في حزب الوطنيين الاحرار وكوادر الحزب وحشد من المناصرين. افتتاحا النشيد الوطني ونشيد حزب الوطنيين الاحرار. وبعد الوقوف دقيقة صمت عن ارواح شهداء الحزب وعرض فيلم وثائقي عن نشاط مفوضية المتن، القى مسؤول التربية في المتن الشمالي ايلي ماضي كلمة اكد فيها "العمل وتحمل المسؤوليات لتخطي كل الصعاب التي يمر بها البلد"، متحدثا عن النشاطات التي تقوم بها منظمة الطلاب ودورها في الجامعات بهدف الوصول الى لبنان كميل شمعون.

كرم

والقى مفوض المتن جوزف كرم كلمة شدد فيها على "اننا قوم معمدون بدم الشهادة، الدفاع عن لبنان خيار عقائدي وكرامة اهلنا فوق كل اعتبار". واكد انه "منذ سنة حتى اليوم، عاد حزب الاحرار على الخريطة السياسية في المتن الشمالي من خلال مشاركته في الانتخابات البلدية". وقال: "نحن موجودون في المتن الشمالي ولا يمكن لاحد ان يلغينا، ولن نكون مستباحين من اي كان واننا سنعيد للاحرار مجدهم في المتن الشمالي، لان هذا الحزب مبني على صخر، ولن تقوى عليه الرياح من اينما اتت". واكد "اننا نحن نحن لا نتغير، مواقفنا لا تتبدل، ايماننا بهذا البلد وشعبه لا يتزعزع، ثابتون مهما تقلبت الظروف، ثابتون على القيم وعلى وحدة لبنان وشعبه، ثابتون بالمحافظة على كيان الدولة اللبنانية وبالدفاع عن لبنان ومصالحه وبدعم الجيش اللبناني والقوى الامنية وبمواجهة السلاح غير الشرعي مهما كان نوعه وهويته، ثابتون بوجه الفساد والفاسدين وعلى مبادىء عملاق من هذا البلد كميل نمر شمعون".

وانتقد كرم "فشل السلطة من اقرار قانون جديد للانتخابات بحجة الحفاظ على الحقوق، لكن الحقيقة ان الفشل هو نتيجة عدم تفاهم اهل السلطة على تقسيم الدوائر بما يتناسب مع مصالح كل واحد منهم". وختم: "لم ولن نقبل بالتنازل عن سيادة الدولة وحصرية السلاح، فنحن قوم لا نشترى ولا نباع ولا نلهث وراء المصالح مهما كانت، لكن لن نقبل بان تكون مناطقنا متروكة مهملة، وكأننا منطقة غير ممثلة لا بمجلس الوزراء ولا بمجلس النواب، واجب علينا كمتنيين ان نختار ممثلين عنا غير المتزلفين الذين يريدون وضع يدهم على البلد ونهبه واستنزاف موارده، واجب علينا ان نختار ممثلين همهم مصلحة الناس والمتن، واجب علينا ان نخرج عن صمتنا لان بارادتنا ننتج سلطة مهما كان شكل القانون الانتخابي وتقسيماته، فاذا اردنا بلدا علينا ان نحاسب من يهدم بنيانه ومؤسساته".

شمعون

وفي الختام، القى شمعون كلمة شكر فيها القيمين على فندق برنتانيا الذين ساهموا في انجاح هذا الحفل، مشيرا الى ان "الرئيس كميل شمعون امضى ايامه الاخيرة في هذا الفندق وقال: "لكل فرد منا يحمل الهوية اللبنانية واجبات تجاه الوطن، مهما كانت افكاره ومهما كان انتماؤه، وافراد حزب الله يحملون ايضا الهوية اللبنانية وواجباتهم الاساسية هي تجاه لبنان وليس تجاه المشروع الايراني الذي يهدف الى ادخال لبنان في حروب لا علاقة له بها، ونأمل من خلال الظروف التي تدور في المنطقة ان نبرهن اننا على حق، وان نهتم نحن بلبنان والا نقوم بحروب الآخرين على ارضنا".

اضاف: "نحن نمر بمرحلة صعبة اجتماعيا واقتصاديا، وبالرغم من كل ذلك ممنوع التشاؤم وفقدان الامل بهذا البلد، ففي الماضي مرت علينا ايام صعبة جدا وتمكنا من تجاوزها وبرهنا ان باستطاعتنا مواجهة كل الصعوبات، اما اليوم وبالرغم من الصعوبات المعيشية نطلب منكم الصبر وممنوع التفكير بالهجرة، لان من هاجروا في السابق عاد قسم منهم والقسم الآخر يتمنى العودة الى لبنان عندما يسمح لهم الوضع، لان لبنان سابقا غير لبنان اليوم".

وتابع: "نتمنى ان يعود كل لبناني في الخارج الى لبنان، ولكن الى لبنان الذي نحن نريده والذي يمكن ان يعيش فيه بكرامة".

وختم: "نحن في الحزب نحاول بقدر امكاناتنا العودة الى الحقل السياسي ونقوم بمجهود في هذا الاطار في منطقة المتن الشمالي وفي مناطق اخرى، ونحن متفائلون لاننا نلقى تشجيعا وثقة من المحازبين القدامى والجدد، وانا افخر بهذا الامر وبالشباب الذين يعملون وباخلاقهم، لان الاخلاق كانت اهم شيء عند كميل شمعون، وعلينا المحافظة على الاخلاق الحزبية والوطنية التي اورثنا اياها كميل شمعون، وادعو الجميع الى عدم اليأس بل الى التشبث بلبنان وان يقوموا بواجباتهم الوطنية، ونأمل ان نشد جميعا في اتجاه واحد لننقذ لبنان من الوحلة الموجود فيها".

وتخلل الحفل تكريم مفوضي المتن الشمالي السابقين: انطوان بركات، سمير حكيم، جورج معلوف، موسى ابو جودة، جورج ابي سمرا ورجا مخيبر.

 

عصام فارس استقبل سامي الجميل في برمانا

الأحد 21 أيار 2017 /وطنية - استقبل النائب الأسبق لرئيس الحكومة عصام فارس وزوجته هلا فارس، في دارتهما في برمانا، رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل وزوجته الدكتورة كارين تدمري، وكان بحث وتداول بالشؤون العامة والوطنية على أكثر من صعيد.

 

حزب الله: ندين بأشد العبارات الحكم الظالم بحق الشيخ عيسى قاسم

الأحد 21 أيار 2017 /وطنية - أصدر "حزب الله"، بيانا دان فيه "بأشد العبارات الحكم الظالم الذي صدر عن السلطات في البحرين بحق آية الله سماحة الشيخ عيسى قاسم"، معتبرا "الحكم جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة الجرائم الإنسانية التي ارتكبها النظام بحق الشعب البحريني الصابر والمحتسب، منذ عقود طويلة وخلال الانتفاضة الحالية". أضاف: "إن هذا الحكم الجائر بحق أبرز مرجعية للمسلمين الشيعة في البحرين وبتهمة ممارسة إحدى أبرز الفرائض الدينية ألا وهي استلام أموال الأخماس والزكوات لإيصالها إلى الفقراء والأيتام، لهو وصمة عار على جبين هذا النظام في وقت كان الملك يجتمع بالرئيس الأميركي ترامب وينال حمايته المطلقة في مواجهة الشعب المظلوم". وختم: "إننا إذ نستنكر وندين الحكم الجديد مضافا إلى القرار الخطير السابق بإسقاط جنسية سماحة الشيخ قاسم، فإننا نتوجه إلى الشعب البحراني الصامد الذي هب دفاعا عن مرجعه ودينه وكرامته وحقوقه بالتحية والإكبار، مؤكدين أن خيارهم الذي اتخذوه هو الخيار الصحيح والموصل إلى نيل الأهداف بإذن الله. كما نتوجه إلى جميع الحكومات المستقلة والشعوب والشخصيات والعلماء من جميع المسلمين، لنصرة الشعب البحراني وحمايته لاحقاق الحق ونيل المطالب العادلة".

 

الحريري تحادث وتيلرسون والجبير على هامش قمة الرياض

الأحد 21 أيار 2017 /وطنية - أعلن المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، ان الحريري، وعلى هامش مشاركته في أعمال القمة العربية- الاسلامية- الأميركية في الرياض، تبادل وكلا من وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير "أطراف الحديث، قبيل انتهاء اعمال القمة ومغادرة الرئيس الحريري مع رؤساء الوفود للمشاركة بوضع حجر الأساس للمركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف".

 

وزير المالية: يد الحوار ممدودة بايجابية إلى كل القوى للوصول الى قانون انتخابي جديد

الأحد 21 أيار 2017 /وطنية - شدد المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري وزير المالية علي حسن خليل على "ضرورة مواصلة الحوار للوصول إلى قانون انتخابي جديد للانتخابات النيابية". وقال خلال رعايته حفل تدشين قاعة عامة في بلدته الخيام بحضور النائب قاسم هاشم: "نحن نعيش ازمة سياسية عميقة مرتبطة بقانون الانتخابات النيابية، لن نعود كثيرا إلى الوراء، نحن اليوم امام واقع يفرض علينا متابعة جدية وسريعة للوصول إلى تفاهم على قانون جديد، لقد ناقشنا معظم الطروحات وتوافقنا على ان الانسب والاكثر تمثيلا هو القانون القائم على النسبية، لهذا دعوتنا اليوم إلى كل القوى السياسية وإلى المرجعيات الرسمية والحزبية أن تترجم حديثها والتزامها السابق والحالي حول اعتماد النسبية إلى واقع يترجم باقرار قانون جديد للانتخابات، ومن غير المسموح بعد الان ان نتحدث عن النسبية في الغرف المغلقة وفي اللقاءات الضيقة وعندما تصل الامور إلى اقرار القانون نرى البعض يتهرب تحت حجج واهية".

اضاف: "نحن كنا على الدوام وما زلنا نريد ان يأتي القانون مطمئنا لكل شرائح مجتمعنا اللبناني، للمسيحي قبل المسلم، ومطمئنا لهم مع بعضهم البعض، لان القانون يجب ان يعكس ارادة الناس بالدرجة الاولى ويعكس القدرة على ان نفتح ونطور نظامنا السياسي نحو الامام، وان يشعر كل شاب وشابة بانها قادرة على ان تعيش في وطن يمثلهم فيه طبقة سياسية منتخبة وفقا للمعايير التي تعكس التمثيل الحقيقي على المستوى الوطني، كنا وما زلنا ننادي بهذا الامر، ابتعدنا عن كل ما له علاقة بخصوصياتنا من اجل المصلحة العامة لوطننا لبنان، هذا الوطن الذي نريده ان يبقى كما هو وطن العيش الواحد بين كل ابنائه، الوطن القوي الذي تحكمه الدولة القوية والقادرة والعادلة الذي تستطيع أن تعطيه اطمئنانا للبناني على مستقبله". وتابع خليل: "نحن على ثقة ان الفرصة ما زالت قائمة للوصول إلى تفاهم وطني شامل يخرجنا مما نحن فيه، لننطلق نحو عمل جدي يسمح باعادة انهاض واقعنا الاقتصادي والمالي الصعب، نحن امام وقائع تفرض علينا ان نبعد خلافاتنا وان نقدم المشترك في ما بيننا وهناك مشتركات بيننا ولهذا نحن نقول ان يد الحوار ما زالت ممدودة بكل ايجابية إلى كل القوى التي نختلف معها، ونحن قلنا سابقا ونؤكدها مرة ثانية ليس لدينا اعداء في هذا الوطن، ربما لدينا خصومات سياسية في البلد لكن ليس اعداء ولا قطيعة مع احد ولا ابتعاد عن محاورة احد، ونحن على استعداد لان نقدم كل ما نستطيع لكي نصل إلى تفاهمات تحمي وطننا لبنان".

 

فياض: التوازنات الداخلية أقوى من أي مؤثر خارجي في قانون الانتخاب

الأحد 21 أيار 2017 /وطنية - أشار النائب علي فياض الى ان "التوازنات الداخلية وطبيعة العلاقات بين الافرقاء أقوى من أي مؤثر خارجي في ما خص القانون الانتخابي، ولا يمكن لأحد تجاوز النسبية الكاملة في النقاش". وقال في حديث عبر "صوت لبنان 93,3" اليوم: "لا فتور في العلاقة بين التيار وحزب الله او توتر، الا انه من الطبيعي ان يحصل تباين في النقاش في ظل تعقيدات موضوع قانون الانتخاب". ورأى ان "الامل لم ينقطع من امكان التوافق، والمشاورات متوقفة بسبب وجود الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل خارج لبنان".

 

وهاب من دمشق: لتعاون مصري سوري حقيقي ولإنشاء تيار عربي أقوى من الصراع المذهبي

الأحد 21 أيار 2017 /وطنية - كرمت الجامعة الدولية الإلكترونية في دمشق رئيس حزب "التوحيد العربي" الوزير السابق وئام وهاب، خلال عشاء، أقامته في فندق الشيراتون في دمشق، حيث منحته دكتوراه فخرية تقديرا لمواقفه وثوابته الوطنية والقومية والعربية، بحضور عدد من الوزراء وأعضاء مجلس الشعب السوري والسفيرين المصري واليمني والقائم بأعمال سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في سوريا. والقى وهاب كلمة جدد خلالها تأكيده أنه "عندما نقف الى جانب سوريا إنما نقف الى جانب أنفسنا، لأننا نعتبر بأن المعركة في سوريا اليوم هي معركة نيابة عن كل العرب لا بل عن كل الأمة، وسوريا اليوم تواجه باسمنا جميعا الإرهاب الذي كان يمكن أن يجتاح هذه الأمة". وإذ أوضح أنه "كما وقفت سوريا وتصدت لهذا الإرهاب الذي هو بعناوين مختلفة، ولكن كان جماعة الإخوان من يقفون خلفه، كذلك مصر تصدت لهذه المجموعة ووضعت حدا لتمددها، ما أسهم في تقوية الجبهات إن كان في سوريا أو في بلدان عربية عدة"، أشار الى "موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي وقفت الى جانب قضايانا والى جانب سوريا ولبنان والى جانب كل القضايا المحقة". وتابع: "هذه الأمة لا تستطيع أن تستعيد روحها دون تعاون حقيقي مصري - سوري، وهذا التعاون المصري - السوري يجب أن يذهب بإتجاه التنسيق مع كل القوى التي يمكن أن تدعم قضايانا ولا يمكن أن نسير بما يخطط له البعض كأن يعتبر بأن القضية أصبحت الآن مواجهة مع إيران أو مواجهة مذهبية في هذه الأمة". وقال: "نحن لا نؤمن بهذا الصراع المذهبي الذي يتحدثون عنه"، داعيا الى "إنشاء تيار عربي أقوى من هذا الصراع المذهبي القائم في هذه الأمة اليوم الذي يشغلنا عن الصراع الحقيقي مع العدو الإسرائيلي، لذلك أقول بأن المرحلة المقبلة رغم كل التهديدات التي تسمعونها، ورغم كل التهويل الذي تسمعونه اليوم، أقول لكم بأن لا أحد قادرا بعد الآن على إسقاط سوريا نتيجة صمودكم كشعب، ونتيجة تضحيات وبطولات الجيش العربي السوري، ووجود الرئيس بشار الأسد". وختم: "أنا مطمئن بأن سوريا ستعود، المسألة مسألة وقت، وأعرف أن هناك مشكلة ربما اقتصادية أو مالية، وأعرف أن هناك معاناة نتيجة حرب ست سنوات، ولكن سوريا عائدة وستنتصر"، متوجها بالشكر الى "الأخوة في الجامعة الدولية الالكترونية على هذه المبادرة"، معتبرا أنه "إذا كانت هذه الدكتوراه الفخرية تقدم لبعض الشخصيات نتيجة موقفهم الوطني، فإن الموقف الوطني ليس بحاجة لشكر أو مكافأة، لأنه واجب على كل منا".

 

صفي الدين: الإدارة الأميركية المعاقة لن تتمكن من المقاومة

الأحد 21 أيار 2017/وطنية - شدد رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين على أن "أميركا التي تأتي بكل هذا الحقد والحصار وتستهدف فيه منطقتنا وبلداننا وأوطاننا ومجتمعاتنا، دليل على أنها باتت أضعف بكثير مما كانت عليه في السنوات والعقود الماضية، والدليل على ذلك هو التشكيك في استمرار ترأس ترامب للولايات المتحدة الأميركية ومهاجمته يوميا من معظم وسائل الإعلام الاميركية وإمبراطوريات الإعلام في العالم". وقال صفي الدين خلال رعايته احتفال وضع الحجر الأساس لمجمع خاتم الأوصياء الثقافي بين بلدتي العباسية وطورا الجنوبيتين: "الإدارة الأميركية حينما كانت على حالها وأوضاعها، لم تتمكن من النيل من المقاومة وبالتالي فإن هذه الإدارة الأميركية المعاقة والمجنونة بقيادة ترامب، لن تتمكن من المقاومة، ولن يحصلوا على شيء، وما سيحصلون عليه هو مزيد من الصراخ الإعلامي، وسينتهي كل ما فعلوه". وختم: "المقاومة المتأصلة بثقافتها ودماء شهدائها وأهلها الشرفاء المضحين العارفين، سوف تبقى في الأرض ثابتة راسخة بعزم أقوى مما مضى، وبانتصارات ستكون في الأشهر والسنوات الآتية، أفضل من الانتصارات التي حصلت في كل الأيام الماضية".

 

الراعي: الشعب غير مطمئن ويخاف على مستقبله انه بحاجة الى سلام سياسي واقتصادي وامني

الأحد 21 أيار 2017/وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان حنا علوان وعاد ابي كرم، أمين سر البطريرك الأب بول مطر ولفيف من الكهنة.

حضر القداس النائب نبيل نقولا، قائمقام كسروان - الفتوح جوزف منصور، القنصل ايلي نصار، رئيس منظمة لبنان في الامم المتحدة سمير الضاهر، وفد بولوني في ابرشية Siedlce، وفد من جمعية النهضة اللبنانية في البقاع الشمالي برئاسة عبير كيروز بو صليبي، عائلة المرحوم طانيوس موسى مهنا وحشد من المؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "وقف يسوع في وسطهم، وقال لهم: السلام لكم"(لو24: 36)، قال فيها:"الرب يسوع، القائم من الموت، وقف في وسط الرسل، فيما كانوا مجتمعين، ويتبادلون مشاعر آلامهم لموته، ومشاعر فرحهم لخبر قيامته، مع شيء من الشك وعدم التصديق بسبب الصدمة. لقد وقف الرب في وسطهم وطمأنهم، وزرع سلامه في قلوبهم منتزعا خوفهم وحالة اضطراب". أضاف: "في كل مرة تلتقي الجماعة المؤمنة وتصغي لقراءة الإنجيل والكتب المقدسة، وتتأمل فيها، وترفع أناشيد المجد والتسبيح، يحضر الله وسط الجماعة: الآب بمحبته المظللة، والابن بنعمته الخلاصية، والروح القدس بإلهاماته وفعله.

فلا بد لكل جماعة من أن تلتئم باسم المسيح، وتستحضره في الوسط. فهو الذي يجمعها، ويخاطبها، ويتضامن معها، ويوجهها، ويقويها، ويرسلها. ولقد وعد: "إذا اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي، أكون فيما بينهم" (متى 18: 12). عندما اختار الطوباوي الأخ اسطفان شعار "الله يراني"، أراد التأكيد أن الله معنا في كل حين، ولا يتركنا لوحدنا. يرى ضعفنا فيقوينا، ويرى حزننا فيعزينا، ويرى حاجاتنا وحالاتنا فيخاطب قلوبنا ويلهم المخرج منها، إذا عدنا إليه، واستغثنا برحمته وجودته".

وتابع: "يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، وفي وسطنا المسيح الرب، راجين انفتاح قلوبنا وعقولنا للحضور الإلهي الفاعل فينا. فنرحب بكم جميعا، ونحيي بنوع خاص جمعية النهضة اللبنانية الحاضرة معنا، ورئيستها السيدة عبير كيروز بو صليبي والاعضاء، وهي مؤلفة من نساء البقاع الشمالي، مسيحيات ومسلمات، يعتنين بالمرأة البقاعية من الناحيتين الصحية لجهة التوعية والطبابة، والاقتصادية لإيجاد فرص عمل وتأمين مساعدات غذائية. إننا نبارك هذا العمل وأعضاء الجمعية ونشكرهم على هذه المبادرة.

ونرحب بالوفد البولوني، الآتي من أبرشية Siedlce (سيدلتسيه) ومعهما كاهنان يمثلان مطران الأبرشية والراديو الكاثوليكي Poldasié. إنهم يلبون دعوة الشبيبة المارونية لشكرهم على استقبال شبابنا في بيوتهم أثناء المشاركة في الأيام العالمية في بولونيا في تموز الماضي. ويقوم الوفد البولوني برحلة تعرف إلى لبنان وقديسيه. نتمنى لهم طيب الإقامة". ونحيي عائلة المرحوم طانيوس موسى مهنا الذي ودعناه معها منذ أسبوع، فنجدد التعازي لأولاده الأعزاء الخوري أرثر والمهندس جورج والابنتين ولشقيقه وسائر أنسبائه. نذكره بصلاتنا، ملتمسين له الراحة الأبدية في مجد السماء".

أضاف: "كم تؤلمنا وسائر اللبنانيين ضحايا السير التي تسقط بتواتر، وكان آخرها الاب ميلاد تنوري، من الرهبانية اللبنانية المارونية، والمرشد الروحي في مستشفى سيدة المعونات جبيل. اننا اذ نعزي الرهبانية الجليلة واهالي الضحايا، نناشد السائقين الانتباه والتقيد بتعليمات وزارة الداخلية والاجهزة التابعة لها، منعا لحدوث مثل هذه المآسي التي لا تعوض".

وقال: "وقف الرب يسوع في وسط الرسل وقال لهم: "السلام لكم". هذا السلام هو المسيح إياه القائم من بين الأموات، سلام الانتصار على الخطيئة والموت، وعلى الظلم والحقد والبغض. وأكد بولس الرسول: "المسيح سلامنا" (افسس2: 14). هذا السلام الذي سبق ووعد به: "سلامي أعطيكم، لا كما يعطيه العالم أعطيكم أنا" (يو14: 27). واستودعنا سلامه لنكون في العالم صانعي سلام (راجع متى 5: 9). وكما ينتزع سلام المسيح الخوف من قلوبنا، علينا أن ننتزعه من قلوب الآخرين بقوة سلامه". أضاف: "السلام عطية سماوية، على كل واحد وواحدة منا أن يقبله وأن يسعى إلى الحصول الدائم عليه، لكي يعيش سعيدا، ومتحرِرا من كل عقدة وخوف. والسلام واجب، على كل واحد وواحدة منا أن يصنعه وينشره في محيطه من خلال ما يحمل من مسؤولية سواء في العائلة، أم في الكنيسة، أم في المجتمع، أم في الدولة".

وتابع: "إني أتوجه بشكل خاص إلى المسؤولين عندنا في الدولة أكانوا في العمل السياسي عامة أم في البرلمان أم في الحكومة أم في الإدارات العامة أم في القضاء. فأقول لهم: الشعب غير مطمئن ويعيش في حالة اضطراب ويخاف على مستقبله. إنه بحاجة إلى سلام سياسي، وسلام اقتصادي، وسلام غذائي، وسلام أمني. يحتاج المواطن إلى سلام من خلال وظيفة عمل يؤمن له ولعائلته ولأولاده معيشة كريمة ومستقبلا مضمونا؛ ويحتاج إلى عدالة غير مسيسة وغير مقيدة برشوات، بحيث تعطيه حقه وترفع عنه الظلم؛ ويحتاج إلى سلام تؤمنه له وتحميه إدارات الدولة بصدق وعودها والتزامها بها، فلا تخدعه، كما فعلت على سبيل المثال مع مزارعي التفاح. وما القول عن سلسلة الرتب والرواتب، ومطالب العمال، ومساعدة الأهالي الذين اختاروا تعليم أولادهم في مدارس خاصة، مثلما تساعد الذين اختاروا المدرسة الرسمية؟ هذا السلام مطلوب من الجماعة السياسية عندنا".

أضاف: "أجل، يحتاج المواطنون اللبنانيون إلى سلام اقتصادي اجتماعي معيشي، وقد ارتفعت نسبة الفقراء فيه إلى 32 %، ونسبة العاطلين عن العمل إلى 25 %، وارتفع الانفاق السنوي العام إلى مليار دولار أميركي بسبب الازدياد الضخم في الطلب على الخدمات العامة. وانخفض معدل النمو في ما ينتج عنه من خسائر على مستوى الأجور والأرباح والواردات الضريبية والاستهلاك والاستثمار. وارتفعت نسبة مستخدمي برامج وزارة الشؤون الاجتماعية إلى 40 %. هذا فضلا عن الطلبات الإضافية التي ترهق قطاع المياه والصرف الصحي والكهرباء، وقطاع الطرقات العامة. وهذا كله بسبب ازدياد مليوني نسمة على سكان لبنان الأربعة ملايين، من بينهم حاليا مليون ونصف نازح سوري مع ازدياد سنوي بعشرات آلاف الولادات الجديدة، ونصف مليون لاجىء فلسطيني.وبنتيجة ذلك بات اللبناني يعاني من انتزاع اللقمة من فمه وفم أولاده، ومن تلوث المياه، وانتشار الفيروس والأوبئة".

وتابع: "كيف يمكن القبول بأن تحصر القوى السياسية في البرلمان والحكومة والكتل كل همها بإنتاج قانون جديد للانتخابات، وهي تحاول ذلك، من دون جدوى ودلائل، منذ اثنتي عشرة سنة، وتهمل كل هذه الحاجات التي يعاني منها المواطنون اللبنانيون، والتي تقوض أسس السلام الداخلي والاستقرار السلمي، فيما المنطقة المحيطة بنا تشتعل فيها نار الحروب والنزاعات، وتتزايد فيها تجارة الأسلحة والتسلح، وما زالت تعيش على فوهة بركان متأجج، ونخشى الأعظم، إذ تغيب الأصوات الداعية إلى إيقاف الحروب، وإلى إيجاد الحلول السلمية، وإلى العمل الجدي من أجل إحلال سلام عادل وشامل ودائم، وإعادة جميع اللاجئين والنازحين والمشردين إلى أوطانهم وبيوتهم وممتلكاتهم، ولبنان يرزح تحت ثقلهم الأعظم، والمهدد له في كيانه واقتصاده وصيغته وثقافته وسياسته وأمنه". وختم الراعي: "أجل، عالمنا، بل العالم كله بحاجة إلى سلام المسيح، سلام الحقيقة والعدالة، سلام الحرية والمحبة، سلام تنمية الشخص البشري والمجتمع. لا يحق لمن أسندت إليه السلطة العامة أن يهمل مسؤوليته في بناء السلام بكل وجوهه. من الرب يسوع المسيح، الذي هو سلامنا (افسس 2: 14) نلتمس هبة السلام والشجاعة على صنعه ونشره، لمجد الثالوث القدوس، الأب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

ثم، التقى الراعي المؤمنين المشاركين في القداس.