المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 25 آذار/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.march25.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

الملاك جبرايل يبشر العذراء مريم/أَلرُّوحُ القُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وقُدْرَةُ العَلِيِّ تُظَلِّلُكِ

وإِذَا كَانَ المِيرَاثُ مِنَ الشَّرِيعَة، فَهُوَ لَمْ يَعُدْ مِنَ الوَعْد؛ والحَالُ أَنَّ اللهَ بِوَعْدٍ أَنْعَمَ بِالمِيرَاثِ على إِبرَاهِيم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

محاربة النائب سامي الجميل اعلامياً انحطاط وسفالة ودكتاتورية وإرهاب/فيديو ونص مقابلة سامي الجميل مع مرسال غانم/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مبدع هذا الصبي/الياس الزغبي/فايسبوك

دكتوراه في صناعة الإرهاب/أبو أرز/فايسبوك

نوفل ضو: نرفع الصـوت للتـخلّي عـن "الواقعيـة السـياسية ونبض انتفاضة الاستقلال" ينتقل الى قلب 14 آذار – مستمرون/غيـاب السـيادة يسـتدعي إحــياء مبـادئ ثـــورة الارز

د. فارس سعيد: أكرر لمن يراهن فصل العماد عون عن حزب الله: مستحيل لان عون يخاف وحزب الله يخيف وهو كان معاصرا لكمال جنبلاط وبشير الجميل وغيرهم.

ميشال عون يتقاضى 4 رواتب هي: رئيس جمهورية حالي - رئيس حكومة سابق - نائب سابق - قائد جيش سابق بالإضافة الى التعويض الذي تقاضاه دفعة واحدة يوم تقاعد من الجيش/نوفل ضو/فايسبوك

"الرياض": الغرب يحذّر من وضع "حزب الله" يده دستوريا على لبنان

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 24 آذار 2017

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 24/3/2017

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الاحرار: إقرار السلسلة يتحمل تأجيلا بعكس قانون الانتخاب وفرض زيادات ضرائبية على الفئات الضعيفة خط احمر

مرفأ غير شرعي/بسام أبو زيد

مجلس الوزراء اقر دفتر الشروط المتعلق بتجهيزات المطار و جلسة خاصة الاثنين المقبل لمراجعة الموازنة وبحث خطة الكهرباء

مشاورات مجلس الامن حول الـ1701 بين كاغ وعون قبل اجتماعـــه بغوتيريس

قانون الانتخاب: المستقبل لن يوافق على النسبية بمعزل عن القوات والتيار والاشتراكي

الحريري اتصل بقائد الجيش ...وابراهيم: زمن لبنان الساحة ولّى وممنوع المس بأمنه

باريس تتحرك لتسهيل قانون الانتخاب وتنصح بضبط الحدود وصون الاقتصاد وحرص غربي – فرنسي على استقرار لبنان: نموذج للحلول المقبلة الى المنطقة

الانتخابات النيابية باتت فــي حكم المؤكد وكلمة لبنان في عمان تعكس الأفق الايجابي

ملامح انفتاح سعودي لدعم لبـنان في اجتمـاع وزراء الخارجيـة وباسيل يشجب محاولات التدخل في شؤون المملكة أو زعزعة أمنها

معراب مرتاحة لاداء العهد ومطمئنة للموقف الرئاسـي في القمة العربيـة والمستقبل لن يوافق على النسبية الا اذا سار بها التيار والاشتراكي والقوات

حملة «إصلاحاً للخلل القانوني في المجلس الشيعي» عقب انتخابات «الشيعي»!

نسبية حزب الله الكاملة.. عقدة القانون الانتخابي

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

واشنطن تفرض عقوبات على 30 كيانا لهم صلة بإيران

هجوم المعارضة السورية المباغت يربك النظام ويخفّض سقوفه التفاوضية في جنيف والتنسيق الدولي عسكريا مفقود دبلوماسيا..وضغوط لفرض انسحاب المقاتلين الاجانب

قوات أميركية وفرنسية تسيطر على أجزاء من سد الفرات

بريطانيا تكشف الإسم الأصلي لمنفذ هجوم لندن

قصة الذئاب المنفردة وعمليات الدهس مع القاعدة وداعش

مبارك حراً لأول مرة منذ ثورة 25 يناير

الأسد يحثّ أنصاره على إطعام جنوده

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

فيلسوف «الفريكة» أمين الريحاني فارس أنطوان يوسف بن المطران الماروني باسيل عبدالأحد سعادة البجاني. صديق الملوك.. مؤرخ بدايات القرن 20/عبدالله المدني/نقلا عن الأيام

التدخلات الإيرانية وخطر «التنظيمات المتطرّفة» تخيّم على قرارات القمة/رلى موفق/اللواء

بداية العهد ونهايته وطموحات الخلافة/دنيز عطالله حداد/ليبانون تايمز

هل تفرض النسبيّة الكاملة بالقوّة/فؤاد أبو زيد/الديار

هل يلغي إدراج "إعلان بعبدا" التحفظ العربي عن دعم لبنان؟ | بقلم الرئيس العماد ميشال سليمان/الرئيس العماد ميشال سليمان/النهار

لبنان: هي بداية العهد أم نهايته/عادل مالك/الحياة

تقلب الوقائع السورية مجدداً/وليد شقير/الحياة

قمة عمّان ومشروع ترامب للسلام/سليم نصار/الحياة

لبنان القوي ولبنان الضعيف/نديم قطيش/الشرق الأوسط

ترمب: خطأ انسحابنا من العراق/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

فرنسا: انتخابات مليئة بالمفاجآت/أمير طاهري/الشرق الأوسط

باستثناء إيران، الإرهاب إلى أين بعد جسر ويستمنستر/حامد الكيلاني/العرب

مؤسسة القمة العربية بين الرمزية والفعالية/د. خطار أبودياب/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون يرفض النسبية الكاملة

عون يلتقي الامين العام للامم المتحدة في القمة العربية واشادة فلسطينية بمواقف رئيس الجمهورية والحرص على استمرار التعاون

أســـاتذة الثانوي يعلّقون الاضراب 15 يوما اعتبارا من الاثنيـن/الجباوي: ننتظر جلسة السلسلة.. لقاؤنا بري والحريري بدّد المخاوف

إسرائيل تُطلق بالونات تهويلية على الشركات والحكومة اللبنانية"/ياغـي: لن نتنازل لهــا عن متر واحد من حدودنا البحريّــة

الحريري عرض وقائد الجيش هاتفيا تدابير ملاحقة المطلوبين

تشييع البعلبكي في مأتم حاشد تقدمه ممثلو عون وبري والحريري وشخصيات

حرب: على مجلس الوزراء الاتفاق على قانون الإنتخاب فسقوط مجلس النواب يسقط النظام السياسي

ندوة في صور: لإستعادة ديمقراطية الإنتخابات التي تصادرها الثنائية الشيعية في الجنوب

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

الملاك جبرايل يبشر العذراء مريم/أَلرُّوحُ القُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وقُدْرَةُ العَلِيِّ تُظَلِّلُكِ

إنجيل القدّيس لوقا01/من26حتى38/:"وفي الشَّهْرِ السَّادِس (بعد بشارة زكريّا)، أُرْسِلَ المَلاكُ جِبْرَائِيلُ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِلى مَدِينَةٍ في الجَلِيلِ ٱسْمُهَا النَّاصِرَة، إِلى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَيْتِ دَاودَ ٱسْمُهُ يُوسُف، وٱسْمُ العَذْرَاءِ مَرْيَم. ولَمَّا دَخَلَ المَلاكُ إِلَيْهَا قَال: «أَلسَّلامُ عَلَيْكِ، يَا مَمْلُوءَةً نِعْمَة، أَلرَّبُّ مَعَكِ!». فَٱضْطَربَتْ مَرْيَمُ لِكَلامِهِ، وأَخَذَتْ تُفَكِّرُ مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هذَا السَّلام! فقَالَ لَهَا المَلاك: «لا تَخَافِي، يَا مَرْيَم، لأَنَّكِ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ الله. وهَا أَنْتِ تَحْمِلينَ، وتَلِدِينَ ٱبْنًا، وتُسَمِّينَهُ يَسُوع. وهُوَ يَكُونُ عَظِيمًا، وٱبْنَ العَليِّ يُدْعَى، ويُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ عَرْشَ دَاوُدَ أَبِيه، فَيَمْلِكُ عَلى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلى الأَبَد، ولا يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَة!». فَقالَتْ مَرْيَمُ لِلمَلاك: «كَيْفَ يَكُونُ هذَا، وأَنَا لا أَعْرِفُ رَجُلاً؟». فأَجَابَ المَلاكُ وقالَ لَهَا: «أَلرُّوحُ القُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وقُدْرَةُ العَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، ولِذلِكَ فٱلقُدُّوسُ ٱلمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ٱبْنَ ٱلله! وهَا إِنَّ إِلِيصَابَاتَ نَسِيبَتَكِ، قَدْ حَمَلَتْ هيَ أَيْضًا بٱبْنٍ في شَيْخُوخَتِها. وهذَا هُوَ الشَّهْرُ السَّادِسُ لِتِلْكَ الَّتي تُدْعَى عَاقِرًا، لأَنَّهُ لَيْسَ عَلَى ٱللهِ أَمْرٌ مُسْتَحِيل!». فقَالَتْ مَرْيَم: «هَا أَنا أَمَةُ الرَّبّ، فَلْيَكُنْ لِي بِحَسَبِ قَوْلِكَ!». وٱنْصَرَفَ مِنْ عِنْدِها المَلاك."

 

وإِذَا كَانَ المِيرَاثُ مِنَ الشَّرِيعَة، فَهُوَ لَمْ يَعُدْ مِنَ الوَعْد؛ والحَالُ أَنَّ اللهَ بِوَعْدٍ أَنْعَمَ بِالمِيرَاثِ على إِبرَاهِيم

رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية03/من15حتى22/:"يا إٍخوَتِي، كَبَشَرٍ أَقُول: إِنَّ الوَصِيَّة، وإِنْ كَانَتْ مِنْ إِنْسَان، إِذَا أُقِرَّتْ، لا أَحَدَ يُبْطِلُهَا أَو يَزِيدُ عَلَيْهَا. فالوُعُودُ قِيْلَتْ لإِبْراهِيمَ وَلِنَسْلِهِ. ومَا قِيْلَتْ: «ولأَنْسَالِهِ»، كأَنَّهُ لِكَثِيرِين، بَلْ «وَلِنَسْلِكَ»، كَأَنَّهُ لِوَاحِد، وهُوَ المَسِيح! فأَقُولُ هذَا: إِنَّ وَصِيَّةً سَبَقَ اللهُ فأَقَرَّهَا، لا تُلْغِيهَا شَرِيعَةٌ جَاءَتْ بَعْدَ أَرْبَعِ مِئَةٍ وثَلاثِينَ سَنَة، فَتُبْطِلُ الوَعْد. وإِذَا كَانَ المِيرَاثُ مِنَ الشَّرِيعَة، فَهُوَ لَمْ يَعُدْ مِنَ الوَعْد؛ والحَالُ أَنَّ اللهَ بِوَعْدٍ أَنْعَمَ بِالمِيرَاثِ على إِبرَاهِيم. إِذًا فَلِمَاذَا الشَّرِيعَة؟ إِنَّهَا أُضِيفَتْ بَسَبَبِ الْمَعَاصِي، حَتَّى مَجيءِ النَّسْلِ الَّذي جُعِلَ الوَعْدُ لَهُ. وقَدْ أَعْلَنَهَا مَلائِكَةٌ على يَدِ وَسِيطٍ، هُوَ مُوسى. غيرَ أَنَّ الوَاحِدَ لا وَسيطَ لَهُ، واللهُ واحِد! إِذًا فَهَلْ تَكُونُ الشَّرِيعَةُ ضِدَّ وُعُودِ الله؟ حاشَا! فَلَو أُعْطِيَتْ شَرِيعَةٌ قَادِرَةٌ أَنْ تُحْيي، لَكَانَ التَّبْرِيرُ حَقًّا بِالشَّرِيعَة. ولكِنَّ الكِتَابَ حَبَسَ الكُلَّ تَحْتَ الخَطِيئَة، لِكَيْمَا بالإِيْمَانِ بيَسُوعَ المَسِيحِ يُعْطَى الوَعْدُ للَّذِينَ يُؤْمِنُون".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

محاربة النائب سامي الجميل اعلامياً انحطاط وسفالة ودكتاتورية وإرهاب/فيديو ونص مقابلة سامي الجميل مع مرسال غانم

الياس بجاني/24 آذار/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=53599

إن شنيعة قطع الإرسال التلفزيوني لحلقة النائب سامي الجميل مع الإعلامي مرسال غانم في مناطق المتن وكسروان وجبيل والبترون وزحلة والجنوب .. أي في معظم المناطق المسيحية…

هي شنيعة إجرامية وقمة في السفالة والانحطاط.

وهي ممارسة إرهابية وإجرامية بامتياز!

هذا التصرف الحقير والمنحط يفضح عقلية من قام به كائن من كان وهي عقلية مجردة من القيم والأخلاق ومن كل ما هو قانون ودستور وقبول للرأي الآخر المختلف.

والأهم  والأخطر أنه تصرف غبي وابليسي ليس فيه أي مفهوم أو ثقافة وممارسة مسيحية كون من قام بها في أغلب الظن يدعي باطلاً الدفاع عن المسيحيين وحماية حقوقهم والحفاظ على وجودهم.

يا عيب الشوم على مسؤول ووزير ونائب وأمني وحزبي وإعلامي يخاف الكلمة ..

يا قوم يا أوباش  يا كتبة ويا فريسيون اتذكرون أن الكلمة كانت منذ البدء وهي تجسدت وهي الله؟؟

بؤس زمن فرض علينا أمثالكم..

يبقى أنه من الواجب الدستوري والقضائي والأخلاقي فتح تحقيق بما جرى ومعاقبة الفاعلين عملاً بالقوانين المرعية الشأن.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مبدع هذا الصبي!

الياس الزغبي/فايسبوك/24 آذار/17

غلام السياسة والدبلوماسيّة يريد أن يجمع بين الطائفيّة والعلمانيّة في قانون الانتخاب!

تماماً مثل "إجماع اللبنانيّين على تأييد المقاومة"!.. مبدع هذا الصبي!

 

دكتوراه في صناعة الإرهاب

أبو أرز/فايسبوك/24 آذار/17

يدّعي الأسد كل يوم انه يحارب الإرهاب، فيما هو يحمل شهادة دكتوراه في صناعة الإرهاب مذيّلة بتوقيع والده.

الشيطان مستعدّ لتلاوة الكتاب المقدّس إذا كان ذلك يخدم مصالحه يقول شكسبير.

لبَّيك لبنان

 

نوفل ضو: نرفع الصـوت للتـخلّي عـن "الواقعيـة السـياسية ونبض انتفاضة الاستقلال" ينتقل الى قلب 14 آذار – مستمرون/غيـاب السـيادة يسـتدعي إحــياء مبـادئ ثـــورة الارز

المركزية/24 آذار/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=53627

لم يشأ "المؤمنون" والمناضلون في سبيل فكرة "14 آذار" ان تُطفئ وهجها التسويات وسياسة "الامر الواقع" التي تفرض نفسها بقوة على الساحة اللبنانية. فالتظاهرة المليونية التي اخرجت الجيش السوري من لبنان واسست لقيام المحكمة الدولية في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه لن تكتفي بما حققته بل ستواصل النضال الى حين تحقيق حلم الدولة "السيّدة" بمؤسساتها واجهزتها الامنية والرقابية.

فعلى رغم "إنتهاء" 14 آذار كإطار تنظيمي جامع للأحزاب والشخصيات السياسية بإعتراف "اهل البيت" بسبب السياسة بتسوياتها وتحالفاتها، الا ان روح مبادئها باقية وتستمر في شرايين "14 آذار- مستمرون" التي اطلّت على الحياة السياسية في الذكرى الثانية عشرة لانطلاقة انتفاضة الاستقلال، خلال اللقاء الذي عقد في البيت المركزي لحزب "الوطنيين الاحرار" في السوديكو واُطلقت فيه "فكرة" 14 آذار-مستمرون، تلاه منذ يومين (الاربعاء) لقاء ثانٍ يبدو أنه سيتحول دوريا كل أربعاء في اوتيل "بريستول" ضمّ شخصيات ومستقلين من مختلف المذاهب (اكثر من 50 شخصاً معروفين في مجالات عملهم والشأن العام)

قبل ورشة "هيكلة التنظيم"، يسعى القيّمون على "14 آذار- مستمرون " الى وضع صيغة عملية لإعادة الاعتبار الى عناوين الحرية والسيادة والإستقلال، لان المرحلة الحالية تستدعي "إحياء" العناوين التي اطلقت شرارة انتفاضة الاستقلال في العام 2005، لاسيما لناحية السيادة.

واوضحت مصادر مطّلعة على اجواء اللقاءات والمشاورات "اليومية" والبعيدة من الاضواء لـ "المركزية" "ان نواة "14 آذار- مستمرون" هو المجلس الوطني الذي انبثق منذ سنتين عن "14 آذار" ويضمّ قادة رأي ونشطاء غير حزبيين ومستقلين واعضاء من المجتمع المدني اجتمعوا تحت راية "إستمرار "14 آذار" كنبض شعبي ووطني" خارج نطاق الاحزاب التي تركتها.

حتى الان، يعقد نوعان من الإجتماعات، الأول بوتيرة شبه يومية بعيداً من ضجيج الاعلام، والثاني بصورة دورية أسبوعية يليه عادة بيان ختامي يُحدد الموقف من القضايا المطروحة، كما ان طريقة إدارة الاجتماعات تختلف عن النمط التقليدي، اي انها تدار من خلال "قيادة جماعية" تتشاور من دون ان يرأس الاجتماع شخص محدد، وهذا برأي المصادر "لا يعني ان القيّمين على "14 آذار"-مستمرون لا يريدون "هيكلة" التنظيم، بل على العكس يعتبرون "اننا امام حال شعبية مفتوحة قد تحشد اكثر بكثير مما تحشده الاحزاب، وقد لا تحشد، لذلك لا بد من هيكلية تنظيمية للحالة الشعبية التي تخلّت عنها الاحزاب من اجل اطر العمل ومقتضياته".

وتقرّ المصادر بأن "الواقعية السياسية" دفعت باحزاب وقوى سياسية الى وضع مبادئ "الحرية والسيادة والاستقلال" وبناء الدولة على الرفّ، والإختلاف في الراي طبيعي في الحياة السياسية، ولذلك فإن "الاسترخاء" في الواقعية اوصلنا الى ما نحن عليه الان، وهناك حالة شعبية تلتف تدريجياً حول "14 آذار"-مستمرون لانها ترفض هذا الاسترخاء"، الا انها تقر بأن من حق الأحزاب التي لها "مصالحها واعتباراتها ومعطياتها الخاصة والانتخابية ومشاريعها السياسية، أن تسلك في بعض الاحيان طريق "الواقعية السياسية"، وتعتبر أن ما تلتقي حوله "المجموعات" المنضوية تحت لواء "14 اذار"-مستمرون لا علاقة له بأية مصالح انتخابية او سلطوية، لذلك هم لا يملكون شيئاً يُمكن تقديم تنازل في شأنه".

ويؤكد القيادي في "14 آذار - مستمرون" نوفل ضو لـ"المركزية" "ان مبدأ سيادة الدولة هو الاساس لولادة "14 آذار"-مستمرون، خصوصاً بعد الاحتجاجات التي تشهدها الساحة الداخلية على خلفية الضرائب، فالوضع المعيشي الى تراجع اذا لم تكن الدولة سيّدة على الصعيد المالي والاقتصادي من خلال حضورها على المرافئ الحدودية". وقال "السيادة المالية والاقتصادية حلقة من سلسلة عنوانها العريض "السيادة" وتتفرّع عنها عناوين عدة، سياسية وامنية، وهذه السلسلة مترابطة لا يُمكن فصل حلقاتها عن بعضها البعض".

واذ يرفض أن توضج "14 آذار - مستمرون" في خانة محاسبة الأحزاب والقوى السياسية التي كانت جزءا من 14 آذار 2005، على ما آلت اليه الامور"، يؤكد "ان هدفنا ليس مواجهة الأحزاب لأن انجرارنا الى هذه المواجهة يعني أننا أضعنا البوصلة لأن مواجهتنا هي مع حزب الله الذي يحمل سلاحا غير شرعي وينفذ أجندة إيرانية في لبنان ويعتبر نفسه جزءا من المشروع الإقليمي لإيران في المنطقة ويصادر قرار الدولة اللبنانية ويفرض هيمنته بقوة السلاح على الدولة ومؤسساتها.

ويوضح: "نحن نختلف في المقاربة مع الأحزاب التي ترفع شعار التسوية على قاعدة "الواقعية السياسية" لوضع مخاطر السلاح غير الشرعي على الرف في الوقت الحاضر، ولكننا في مواجهة مع حزب الله وسياساته". لقد سبق أن "تخلّينا عن مبدأ السيادة تحت شعار التسوية من أجل الحفاظ على الاستقرار الا اننا لم نصل الى مكان، فاتفاق القاهرة الذي تخلّينا بموجبه عن سيادتنا لمصلحة الفلسطيني لم يحقق لنا الاستقرار، والامر نفسه ينطبق على السوري، واليوم مع "حزب الله"، يستحيل الوصول الى استقرار سياسي أو أمني أو اقتصادي أو اجتماعي من دون الدولة السيّدة، لذلك نحن نسعى الى إعادة تسليط الضوء على غياب السيادة، جوهر المشكلة في البلد".

ويختم ضو "هدفنا رفع الصوت الى حين تحقيق السيادة، وتحفيز القوى السياسية والنقابية والمجتمع المدني على تبنّي هذا الموقف العلمي والتخلّي عن التنازلات بحجة "الواقعية السياسية" التي اغرقتنا بازمة تلو الاخرى.

 

د. فارس سعيد: أكرر لمن يراهن فصل العماد عون عن حزب الله: مستحيل لان عون يخاف وحزب الله يخيف وهو كان معاصرا لكمال جنبلاط وبشير الجميل وغيرهم.

تويتر/23  و 24 آذار/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=53623

*زيارة ممثلة امين عام الامم المتحدة للعماد عون ملفتة بعد ان تم استدعاؤها الى الخارجية من قبل رئيس دائرة الشؤون السياسية للتأنيب!

*تأكيد باسيل ان سلاح حزب الله مكان اجماع يتناقض مع كلام البطريرك الماروني. نعيش مرحلة شبيهة بمرحلة سوريا. العماد عون على كرسي العماد لحود.

*يعاني الوزير باسيل من سكيزوفرانيا سياسية فمن موقعه المؤتمن الحفاظ على الجيش يؤكد ان سلاح حزب الله مكان اجماع. سلاح حزب الله سبب انقسام لبنان!

*ستفوز لائحة "نقابتي" في نقابة المهندسين لان مرشحها ممتاز ولان الناس ترفض الإملاء والتعليب اتمنى على أصدقائي المهندسين التعاون>

*تقدم نفسها بعض الاحزاب انها" نظيفة الكف" بسبب غيابها خلال حقبة سوريا وتتهم الآخرين. نصيحة: أبقوا خارج حقبة ايران والا تتساوون معهم بدءاً بعون.

*إعادة إحياء المبادرة العربية للسلام في قمة عمان خطوة ذكية وتتطلب تنسيقا دقيقا مع الادارة الاميركية الجديدة/الارض مقابل السلام-بيروت2002.

*يريد حزب الله من مجلس ٢٠١٧ ما اراده السوريون من مجلس ١٩٩٢ اي مجلس يشرع له وجوده وسلاحه وحالته المميزة عن سائر اللبنانيين.. نرفض.

*قدم سامي الجميل مشهدا سياسيا راقي اعارضه بنقطةعندما حيد العهد وعارض الحكومة/عون والحريري لا يمثلان السلطة..المعارضة لحزب الله يا شيخنا العزيز.

*قالوا ان معركة حلب حسمت المعركة لصالح الاسد وحلفائه. انتقلنا الى معركة الشام وحماه وكأن سوريا خرجت عن قرار النظام والمعارضة معا!

*كل معارضة لا تضع عنوان سلاح حزب الله اول عنوان لمعارضتها ناقصة وإخراج السلاح من عناوينها بحجة اننا لا نملك التأثير الكافي غير مقنع وخيانة.

*رغم الهجوم المركز على المصارف خاصة من قبل وزير المال وكتلة حزب الله يتصرف القطاع وكأنه" الأخرس الكبير".. حكمة؟

*أكرر لمن يراهن فصل العماد عون عن حزب الله: مستحيل لان عون يخاف وحزب الله يخيف وهو كان معاصرا لكمال جنبلاط وبشير الجميل وغيرهم.

*بات يمر خبر هجوم ارهابي في عاصمة أوروبية خبر عادي في الصحافة الأجنبية..  هذا التطبيع يخدم الارهاب.

*نستنكر بشدة ما حصل في لندن البارحة.. جريمة.

*تركز القمة العربية القادمة على نقتطين

-تطوير مبادرة السلام العربية التي انطلقت مت بيروت ٢٠٠٢

-خطر التدخل الايراني في شؤون البلاد العربية

*والدور المسيحي الأساسي هو الحفاظ على لبنان العيش المشترك وليس الابتعاد عنه بحجة ديموغرافية او سياسية.. العيش مع المسلمين فعل"إيمان".

*والتوازن مع المسلمين يكمن في استعادة الدور الذي يفتح الباب امام ستعادة المقاعد النيابية والوزارية.

*في مرحلة الجمهورية الاولى تزعم المسيحيون التيارات السياسية:أميل ادة وبشارة الخوري-كميل شمعون وفؤاد شهاب وتكوكب المسلمون حولهم بعكس اليوم.

*في مرحلة قرنة شهوان والمنبر الديمقراطي كان محمد بلعلبكي يضع بتصرفنا منبر نقابة الصحافة رغم ضغط الاجهزة.. رحمه الله.

 

ميشال عون يتقاضى 4 رواتب هي: رئيس جمهورية حالي - رئيس حكومة سابق - نائب سابق - قائد جيش سابق بالإضافة الى التعويض الذي تقاضاه دفعة واحدة يوم تقاعد من الجيش

نوفل ضو/فايسبوك/24 آذار/17

إذا كان صحيحا ان أمين الجميل يتقاضى راتبي رئيس جمهورية سابق ونائب سابق، فهذا يعني أن ميشال عون يتقاضى 4 رواتب هي: رئيس جمهورية حالي - رئيس حكومة سابق - نائب سابق - قائد جيش سابق بالإضافة الى التعويض الذي تقاضاه دفعة واحدة يوم تقاعد من الجيش ...

#يللي_بيتو_من_قزاز#

إذا كان صحيحا أن لآل الجميل 6 معاشات حالية وتقاعدية من المناصب الرئاسية والنيابية التي تولوها ويتولوها (25% من تقاعد النائب بيار الجميل الجد باعتبار أنه لم يبق من الورثة الا الراهبة أرزة التي يمنع قانون الرهبنة تقاضيها الأموال فيتحول ربع راتب والدها الى صندوق راهبات الصليب الخيري - أمين الجميل رئيس سابق - تقاعد النائب الشهيد بيار الجميل لزوجته (65 % من راتب النائب باعتباره كان نائبا لدورتين) - تقاعد النائب السابق صولانج الجميل (55 بالمئة من راتب النائب لكونها كانت نائبا لدورة واحدة) باعتباره أكثر من حصتها من تقاعد الرئيس بشير - راتب النائب نديم الجميل - راتب النائب سامي الجميل) ، فإن لعائلة ميشال عون 5 رواتب أيضا من الدولة: رئيس الجمهورية ميشال عون - صهره الوزير جبران باسيل - صهره العميد شامل روكز (راتب تقاعدي من الجيش) - ابن شقيقته النائب آلان عون - إبنته شانتال المستشارة في القصر الجمهوري... وبكرا لما يموت حدا من بيت عون بيرتفع العدد لأكثر من 6!

#يللي_بيتو_من_قزاز#

من يتحدثون عن الرواتب التقاعدية للرئيس الشهيد بشير الجميل وللنائب والوزير الشهيد بيار الجميل: ألا تخجلون من أنفسكم؟ على الأقل اعتبروهما شهيدين عسكريين... أو مجرد موظفين توفيا خلال عملهما... ولكنكم أثبتتم وتثبتون كل يوم بأن لقعر الدناءة قعر!

تعليقا على لائحة الرواتب والرواتب التقاعدية التي يتم التداول بها والتي يقال بأن آل الجميل يتقاضونها، وبغض النظر عن صحتها، وهي غير صحيحة، لا بد من القول:

1- لو لم يتم اغتيال الرئيس بشير الجميل على يد السوريين - حلفاء التيار الوطني الحر - لما كان أمين الجميل رئيسا ليتقاضى راتب رئيس، ولما كانت صولانج الجميل نائبة سابقة للتقاضى راتبها، ولما كان نديم الجميل نائبا ليتقاضى راتبا.

2- لو لم يتم اغتيال النائب والوزير بيار الجميل على يد حلفاء التيار الوطني الحر، لما كان سامي الجميل نائبا يتقاضى راتبا ولما كانت باتريسيا الجميل تتقاضى راتب زوجها الشهيد التقاعدي.

في المقابل، وإذا أردنا تطبيق القواعد نفسها التي يعتمدها منتقدو آل الجميل - وهي غير صحيحة - على عائلة رئيس الجمهورية ميشال عون تصبح النتيجة كالآتي:

1- العماد عون الذي يتقاضى اليوم راتب رئيس جمهورية يتقاضى في الوقت نفسه راتب رئيس حكومة سابق وراتب قائد جيش سابق بالإضافة الى أنه قبض التعويض التقاعدي كقائد للجيش.

2- إبن شقيقة العماد عون النائب آلان عون يتقاضى راتبه كنائب وهو سيستمر بتقاضيه حتى ولو لم يعد نائبا.

3- صهر العماد عون الوزير جبران باسيل يتقاضى راتبه كوزير وهو سيستمر بقبضه حتى بعد أن يترك الوزارة وهو يطمح لأن يكون نائبا ما يعني راتبا إضافيا.

4- صهر العماد عون الثاني العميد شامل روكز، يتقاضى راتبه كعميد متقاعد في الجيش بعدما تقاضى تعويض نهاية الخدمة في الجيش بالإضافة الى تعويض خاص لإصاباته في الجيش وهو اليوم يسعى لزيادة راتب جديد هو راتب نائب..

5- إبنة العماد عون مستشارة في القصر الجمهوري ... وهي وظيفة مماثلة للوظيفة التي منحها المرشح الى الرئاسة الفرنسية فرانسوا فيون لزوجته والتي تكاد تدخله الى السجن.

أكرر بأن هذه الطريقة في احتساب الرواتب غير صحيحة ... ولكن طالما تم تطبيقها من قبل مؤيدي عون على آل الجميل ، فلماذا لا يتم تطبيقها على عائلة عون؟ وعندئذ ماذا تكون النتيجة؟

النتيجة الوحيدة : استحوا ... أو أن يللي استحوا ماتوا !

 

"الرياض": الغرب يحذّر من وضع "حزب الله" يده دستوريا على لبنان

المركزية- كشفت أوساط لصحيفة "الرياض" السعودية أن "الغرب الذي يهمّه الحفاظ على استقرار لبنان في ظل ترقب حلول في المنطقة ستبدأ بوادرها سنة 2018، لم يطمئن الى كلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حول سلاح "حزب الله"، وتخوف من محاولة الحزب الإمساك بالمؤسسات الدستورية في لبنان"، معتبرة أن "النظام الانتخابي النسبي يبقى هو الأمثل بالنسبة إلى "حزب الله" لأنه يأخذ نوابا من بقية المكونات كونها غير متحدة في حين يختلف الوضع عند الطائفة الشيعية". وأشارت إلى أن "الغرب يحذّر من وضع "حزب الله" يده على البلد دستوريا لأنّ ذلك يؤثر على الاستقرار ولا يريد أن يكون لبنان مساحة للحزب. من هنا يكثر الحديث عن ضربة إسرائيلية قد تحصل ضدّ لبنان".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 24 آذار 2017

الجمعة 24 آذار 2017

النهار

بلغ أوساط رسمية لبنانية أن أميركا وروسيا اقتربتا من الاتفاق على إقامة مناطق آمنة داخل سوريا بعد أن يعود إليها اللاجئون السوريون لا سيما من لبنان.

رشح أن وفد النظام السوري الى جنيف يصرّ على عدم البحث في مصير الرئيس بشار الأسد قبل القضاء على داعش وشقيقاتها بحجة أن الحكم الجديد يبقى معرّضاً لخطرها.

المستقبل

يقال

إنّ توافقاً تم على الإبقاء على رئيس إحدى الهيئات الاقتصادية المهمة في منصبه والتجديد له في ظل الأوضاع الراهنة كونه سجّل أداءً إيجابياً جداً في حماية القطاع الذي يرأسه من التجاذبات السياسية التي حصلت في فترة الفراغ الرئاسي

اللواء

ربط نائب بقاعي بين تفكيك امبراطوريات المافيات وخطة الدولة لإنماء المحافظات اللبنانية المحرومة؟

قال نائب في كتلة كبرى: خلافاً لما تردّد فإنها لم تعلن موقفاً نهائياً من مشروع قانون مقترح للانتخابات

فوجئ دبلوماسي "شرقي" بالخرق الأمني الحاصل في العاصمة السورية مستذكراً ما قاله رئيس دبلوماسية دولة كبرى في هذا المجال....

الجمهورية

يُبدي مرجع كبير أمام زواره تبرُّماً من تصرّفات مرجع آخر، ويأخذ عليه عدم إهتمامه بالمسؤوليات الموكلة اليه بالنحو المناسب.

يُركِّز مرجع روحي خلال لقاءاته مع سفراء دول كبرى على أنّ أي إخلال بالتركيبة اللبنانية سيؤدي الى اضطرابات وإنفجار ملف النازحين.

يؤكّد مسؤولون في تيار شمالي أنه لن يرضى بأن ينجح البعض بإلغائهم في قانون الإنتخاب بعدما قدّم تنازلات كبيرة في الرئاسة.

البناء

أكدت أوساط سياسية أنّ هناك اتجاهاً نيابياً أكيداً وقراراً حاسماً بإنجاز الموازنة العامة وسلسلة الرتب والرواتب في وقت قريب، معربة عن تفاؤلها بإنهاء هذين الملفين بسبب وجود توجه لإلغاء معظم الضرائب الملحوظة في الموازنة والسلسلة، والتي تطال ذوي الدخل المحدود وبعض النشاطات التجارية والمالية للطبقة المتوسطة واستبدالها بموارد مالية أخرى لتمويل السلسلة وتعديل بعض بنودها.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 24/3/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

عالجت اتصالات فلسطينية توترا في مخيم عين الحلوة وهي تركز الآن على سحب المسلحين يؤازرها تحرك عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد فيما تمحورت تحركات نائب رئيس حركة حماس موسى أبو مرزوق في بيروت أيضا على إمكانات المصالحة الفلسطينية.

وعلى الصعيد السياسي اللبناني مجلس الوزراء ينجز مشروع قانون الموازنة العامة وسط اهتمام رئيس المجلس النيابي نبيه بري بجلسة تخصص لتمويل سلسلة الرتب والرواتب.

وعلى الصعيد السياسي محادثات لوفد أوروبي في بيروت تناولت الأوضاع اللبنانية والإقليمية.

وعلى المستوى الأمني تشاور بين الرئيس الحريري وقائد الجيش في ظل تأكيد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم أن لبنان لن يكون ساحة.

إذن مجلس الوزراء انعقد لقراءة أخيرة لمشروع الموازنة في إطار جدول أعمال حافل بالبنود.

* ان بي ان

مستجدات فرضت تعديلات على الموازنة المالية في مراجعة نهائية يجريها مجلس الوزراء قبل تحديد جلسة اقرارها في القصر الجمهوري لتحط بعدها في ساحة النجمة، التعديلات تتعلق بسلسلة الرتب والرواتب والايرادات لضمان مسار الموازنة في المجلس النيابي وتأمين نهاية سعيدة لها قبل ان ينته العقد العادي الاول للمجلس اخر ايار.

السلسلة هي معيار النجاح بالنسبة للمواطنين، ومن هنا حاكت رابطة التعليم الثانوي الايجابية التي رصدتها في انحياز الرئيس نبيه بري الى جانب حقوقها، فعلقت الاضراب المفتوح لمدة 15 يوما اعتبارا من الاثنين المقبل، وافساحا في المجال لاقرار الالتزامات السياسية، لكن الرابطة ابقت التصعيد خيارا قائما في حال لمست اي مماطلة.

في قانون الانتخابات لا مماطلة، بل تواصل مفتوح قد يقود الى عقد لقاءات سياسية بصياغة مسودات جدية للقانون العتيد، سيناريوهات تطرح، جميعها يستند الى النسبية، لكن التباين يرصد حول دوائرها، مزايدات تسجل بالهجوم على النسبية الكاملة في الدائرة الواحدة، واعطاء الافضلية لصيغة المختلط.

اما في المنطقة فيتحكم الميدان باللعبة التفاوضية حول سوريا، الجيش لم يكتف بإعادة الامساك بزمام المبادرة شرق العاصمة، بل طوق المسلحين وفصل جوبر والقابون بعد قتل المئات منهم خلال ايام، حجم الخسائر في صفوف المجموعات المسلحة اعاد خلط الحسابات بانتظار نتائج تتظهر ايضا في ريف حماة قريبا، سوريا بقيت تتقدم الى الامام، كما في خطوات كبير مفاوضيها بشار الجعفري في جنيف، او في الشعبية المتزايدة لرئيسها بشار الاسد بين الاوروبيين.

هذه المتغيرات في المزاد الشعبي غربيا يفرضها القلق من تمدد الارهاب كما رسخ المشهد البريطاني خلال اليومين الماضيين، القناعة تزداد بوجوب القضاء على الارهاب في سوريا والعراق، والانحياز لشعب وجيش وحكومة في دولة بقيت تحارب الارهابيين ولا تزال تقوم بدور ريادي نيابة عن كل العالم.

ما يزيد من الارباك الاوروبي هو الابتزاز التركي الذي وصل الى حد وصف الرئيس رجب طيب اردوغان للسياسيين الاوروبيين بالفاشيين والنازيين، اردوغان طالب صراحة الروس والاميركيين بالحديث معه حول سوريا، لا بالاهتمام بالكرد، هذا العنوان يسبب له قلقا متزايدا مع تمدد نفوذ الاكراد في الشمال السوري نحو الشرق.

عنوان مجابهة الارهابيين سيحضر على طاولة القمة العربية في الاردن بعد ايام، لكن حسابات العرب موزعة في كل اتجاه، فإذا فرض التوافق حول العنوان، حل التباين بشأن الترجمة والتفاصيل.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

إنتهت ثورة الخامس والعشرين من يناير عند بوابات سجن .. حكاية بلد وناس غلابة وشعب أراد أن يسقط النظام .. سقط النظام في يد السلطة .. ودارت الأيام ومرت الأيام ما بين بعاد وخصام .. ليخرج حسني مبارك من سجنه المحمول على مستشفى لتنتهي صفحات من عمر الثورة وتختم بالشمع الأحمر عاد المصريون إلى غلبهم .. يبحثون عن وطن برغيف خبز وعاد حسني مباركا معتزا ببراءته من قتل المتظاهرين منهيا حكم ثلاث سنوات فقط بقضية عرفت باسم القصور الرئاسية لكنه علق على شجرة هدايا الأهرام التي منعته من السفر غادر مبارك سجن المعادي وبخمسة وخميسة دخل مصر الجديدة "ويا دار ما دخلك ثورة" العسكر لا يقسو على العسكر.. والرئيس الذي كان مخلوعا شغل أيضا منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة ولأن مصر ولادة فقد أنجبت بعد الإخوان سلطة من رحم القوات المسلحة..

وفيما حظي مبارك بسجن تتصدره النجوم كان سلاطين محمد مرسي من الإخوان نزلاء سجون لا نجمة لها ولا قمر.. أما رموز اليسار من صناع الثورات فقد سجنوا أنفسهم خلف أربعة جدران من التهميش.. لكن مصر أصبحت اليوم بأولويات أخرى بعدما هددها الإرهاب على ضفافها البحرية والبرية وباتت تطارد أشباح بيت المقدس وكل الوافدين عبر سينائها لضرب أمنها وسياحتها وربط نزاعها بالخطوط الليبية. وإذا كانت مدن مصر قد تغلبت على الارهاب في سنوات ست فإن سوريا لا تزال تعيش اللحظة كأنها بدأت الآن ومع كل محطة تفاوض تتحرك الاوراق العسكرية لتسجيل النقاط.. غير أن نقطة جوبر القابون يبدو أنها ارتدت على مخطيطها إذ أعلنت القوات المسلحة السورية أن الجيش السوري تمكن من استعادة جميع النقاط التي تقدم إليها المسلحون شرق العاصمة وذلك بعد القيام بعمليات التفاف على المسلحين الذين منوا بخسارة كبيرة وقد انتقلت نتائج جوبر الى طاولة جنيف حيث بدأت مرحلة جديدة من المفاوضات التي مكنت رئيس الوفد السوري بشار الجعفري من الإمساك بأورق ضعف لدى المعارضة ولجوئها في كل مرة الى افتعال حرب لاستثمارها على الطاولة.

ومع انتهاء معركة تخوم العاصمة .. تركت فرنسا انتخاباتها ومرشيحها بأوراقهم الفضائحية الممتدة من باريس الى رأس بيروت .. وقررت أن تحطيم رأس الرقة إذ أعلن وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان بدء العمليات العسكرية لاستعادة المدينة السورية من تنظيم الدولة الإسلامية في خلال أيام.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

بات قانون الانتخاب الذي يصحح التمثيل أقرب إلى التحقيق أكثر من أي وقت مضى؟ غالبية العاملين على خط المشاورات يردون بالإيجاب على هذا السؤال، مقدِّمين في الوقت نفسه إجابات متضاربة حول الصيغ التي ينطلق منها البحث، الذي يتوقع أن يتكثف بشكل كبير مع عودة الوزير جبران باسيل من واشنطن. وفي هذا الإطار، تؤكد معلومات الOTV ان اجتماعات متلاحقة ستعقد اعتبارا من هذا المساء، لمواصلة العمل على حل الإشكالية العالقة. هذا مع العلم أن التصور بات محصورا بين احتمالين: أول، ينطلق من الطرح المختلط الذي قدمه أخيرا باسيل، وثان، يبنى على فكرة النسبية الكاملة مع الدوائر المتوسطة، او الأكبر من متوسطة. أما الحل، فيفترض ان ينطلق من معادلة سهلة: فإما أن يضع المعترضون على طرح باسيل تعديلات يسير بها الآخرون، وإما ان يقترح المعترضون على النسبية الكاملة ضمانات تقنية، تحت عنوان الصوت التفضيلي من حيث العدد والمكان مثلا، على أن يتبناها الآخرون، ما يمهد لولادة قانون ينتظره اللبنانيون، ليس فقط منذ اثني عشر عاما، بل منذ اتفاق الطائف قبل ربع قرن وأكثر. وفي كل الأحوال، يؤكد المعنيون للOTV أن الهدف بعد عودة الأولوية إلى قانون الانتخاب بعد وضع السلسلة وتمويلها جانبا في شكل موقت، هو بلوغ نتيجة ملموسة في أسرع وقت، لأن الوقت بات عنصر ضغط على الجميع... هل هو افراط في التفاؤل؟ أم واقعية تستند الى معطيات؟ الساعات والأيام المقبلة كفيلة بالجواب. لكن، فيما يتواصل النقاش في طرح باسيل، يردد كثيرون السؤال عن موقف البعض إذا ما أعلن الرئيس سعد الحريري قبول النسبية الكاملة...

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

تجلت عودة الحيوية الى الداخل بانعقاد جلسة مجلس الوزراء وبإعادة قراءة ارقام الموازنة التي يدور نقاش حولها بالنسبة الى الزيادات الطارئة في بعض ابواب النفقات، وتأتي هذه الحيوية الرقمية في ظل غياب او تغييب النقاش حول القانون العتيد للانتخابات النيابية، والذي يبدو ان دونه تجاذبات، ما يجعل انجازه في القريب العاجل مستبعدا.

وفي انتظار ما ستؤول اليه ثلاثية القانون والموازنة والسلسلة، فإن ملفات مستجدة طرأت على المشهد الداخلي، تتعلق بكباش قاس حول التعيينات داخل بعض الادارات والاجهزة الامنية ولا سيما في مديرية المخابرات في الجيش اللبناني وشعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي، في غضون ذلك بدأت تتفاعل قضية استئجار مكاتب ادارية لمقار رسمية ووزارات، وسبب التفاعل ان المبالغ التي تدفع كبدلات ايجارات هي باهظة جدا قياسا بالوضع الصعب للخزينة.

وفيما يجري مجلس الوزراء قراءة اضافية لارقام الموازنة، فإن حالا من ارتفاع بعض السلع تسود المتاجر سواء الكبيرة منها او الصغيرة، ما حدا بوزير الاقتصاد الى رفع سقف التحذيرات من مغبة رفع الاسعار.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

عود على بدء الانهماك المحلي بالموازنة وبقانون الانتخاب وبسلسلة الرتب والرواتب.

الملفات الثلاثة توزعت بين جلسة مجلس الوزراء التي تجري قراءة اخيرة للموازنة والاتصالات واللقاءات البعيدة عن الاضواء في شان قانون الانتخابات فيما سلسلة الرتب والرواتب ترددت اصداؤها في تاكيد وزير الاقتصاد بان المحاسبة ستسلك طريقها الصحيح وان كل من يرتكب مخالفة في موضوع التلاعب بالاسعار سيجد من يوقفه عن محاولات الغش.

امنيا بقيت الخروقات التي شهدها مخيم عين الحلوة في الساعات الماضية محور متابعة فيما اتفقت القوى السياسية الفلسطينية على سحب المسلحين واعادة الهدوء الى المخيم.

وفي السياق الامني اتصل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري هاتفيا بقائد الجيش العماد جوزف عون واطلع منه على الإجراءات والتدابير التي تقوم بها وحدات الجيش لملاحقة الخارجين على القانون والمطلوبين في مختلف المناطق، وأثنى الرئيس الحريري على التدابير التي ينفذها الجيش ومديرية المخابرات في البقاع والضاحية الجنوبية.

اقليميا، قوات المعارضة تتقدم على حساب النظام وميليشياته في حماه لتصبح على بعد كيلومترات من المدينة وقاعدتها الجوية العسكرية في وقت سجل موقف لوزير الدفاع الفرنسي اعلن فيه أن معركة الرقة ستبدأ في الأيام المقبلة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

جلسة عادية لمجلس الوزراء بمواضيع استثنائية، الموضوع الاول الموازنة التي لن تقر نهائيا بل توضع عليها اللمسات الاخيرة تمهيدا لاقرارها في جلسة للحكومة تنعقد في بعبدا ويترأسها رئيس الجمهورية، الموضوع الثاني بند التجهيزات الامنية في المطار، وهو موضوع امني حيوي وحساس، اما الموضوع الثالث فيتعلق بالمكاتب المستأجرة من الدولة والتي تتكلف عليها الميزانية مبالغ طائلة ويندرج معظمها في خانة الهدر وفي خانة العقود التي تنبعث منها رائحة الصفقات.

في قانون الانتخاب البحث جارٍ في الكواليس والغرف المغلقة توصلا الى قانون جديد، واللافت الحملة المنظمة في عدد من وسائل الاعلام وتركزت على الايحاء ان تيار المستقبل قبل بالنسبية الكاملة، اما على مستوى لبنان كله او على مستوى دوائر كبرى، لكن معلومات الـ mtv تؤكد ان ما روج له في هذا الشأن غير دقيق، وان النسبية الكاملة غير مقبولة من عدد من الاطراف السياسية، وان قانونا مختلطا ما لا يزال هو المرجح.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

مجددا انه الميدان السوري، الذي طالما خلط الاوراق، واصاب الارهاب وداعميه بمزيد من الخيبات.

من جوبر الدمشقي الى قرى الريف الحموي، بدل الجيش السوري المشهد الذي عملت عليه الجماعات التكفيرية ورعاتها الاقليميون والدوليون على مدى ايام، بحثا عن فتات الآمال التي قد تستثمر في السياسية، بعد ان ضاعت الاستراتيجيات.

استعادت وحدات الجيش والقوات الرديفة جميع النقاط وكتل الابنية التي تسللت اليها جبهة النصرة والعصابات التابعة لها في منطقة المعامل شمال جوبر كما جاء في بيانٍ للقيادة العامة للقوات المسلحة السورية، متوعدة الارهابيين بالقضاء عليهم، وواعدة السوريين بحمايتهم وصون وحدة ترابهم..

وعلى التراب الحموي، استعاد الجيش السوري زمام المبادرة كاسرا موجات الارهاب، ومستعيدا بعض القرى التي سيطروا عليها، ليعود المشهد السوري تحت سيطرة الجيش وحلفائه، ويبقى الاميركي ومعه حلفاؤه محاولين تثبيت موطئ قدمٍ في الميدان السوري تحت مسمى محاربة الارهاب، وهو ما وصفته سوريا عبر ممثلها الى مفاوضات جنيف بشار الجعفري بالاحتلال..

في لبنان احتلت الموازنة صدارة المشهد مع عودة الحكومة الى الالتئام على اسمها، ونقاشات مع بعض التحفظات كما تشي اخبار المجتمعين في السراي.

اما انتخابيا، فلا جديد يذكر، وان تكثفت الاذكار والدعوات عل المساعي البعيدة عن عدسات الكاميرات تتمكن من تحقيق اختراقٍ ما يعيد الجميع الى نقطة التقاءٍ تكون عند طموح اللبنايين بحسن التمثيل، لا عند امال او مصالح بعض السياسيين.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الاحرار: إقرار السلسلة يتحمل تأجيلا بعكس قانون الانتخاب وفرض زيادات ضرائبية على الفئات الضعيفة خط احمر

الجمعة 24 آذار 2017/وطنية - أعلن حزب الوطنيين الأحرار، في بيان اثر الاجتماع الاسبوعي لمجلسه الاعلى برئاسة رئيسه دوري شمعون وحضور الأعضاء، موافقته "ان إقرار سلسلة الرتب والرواتب يتحمل تأجيلا لفترة وجيزة بعكس قانون الانتخاب، لكننا نتحفظ عن مقاربته كما ثبت حتى الساعة"، لافتا الى "ان المشاريع التي طرحت حملت في طياتها بذور رفضها من غالبية الاطراف لان هنالك صراعا بين القوى السياسية يعكسه الموقف من المشاريع المطروحة. لذا المطلوب الصدق في النيات والعزم على الخروج من الدائرة المفرغة التي يدور داخلها البحث في القانون العتيد"، مؤكدا "ان ذلك أصبح ضروريا بعد مرور المهل الدستورية ورفض رئيس الجمهورية توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة ورفضه التمديد مرة ثالثة للمجلس الحالي. كل ذلك يحض على اتخاذ قرار بتبني قانون انتخاب جديد يؤمن صحة التمثيل ويكون عادلا بالنسبة الى كل القوى السياسية".

وذكر الحزب "ان خيارنا يبقى الدائرة الفردية ومن بعدها قانون يجمع بين الاقتراع النسبي والأكثري على قاعدة المساواة بينهما"، معتبرا "ان القانون المختلط يجب ان يشكل تقاطعا في المواقع المتضاربة ما يسهل التوصل الى قانون جديد على ان يتم التمديد التقني لبضعة أشهر فقط".

ودعا الى "اتخاذ أقصى درجات الحذر في تحضير الموازنة العامة على صعيدي الواردات والنفقات"، كما دعا الى "إبعاد البحث فيها عن الشعبوية والمزايدات التي تؤدي الى تأزيم الأوضاع والى وضع العقبات في وجه اعداد الموازنة. وعليه نرى ان الخط الاحمر الذي يحظر تخطيه يكمن في رفض فرض زيادات ضرائبية على الفئات الضعيفة من جهة، وفي إيجاد حوافز لتأمين النمو من جهة أخرى. لذلك من الواجب تعاون الجميع للوصول الى الغاية المنشودة".

وشدد على "حتمية محاربة الفساد ووقف الهدر وإنجاز التسويات خصوصا في المنشآت البحرية وهي تؤمن إيرادات كبيرة لخزينة الدولة وتخفف فرض ضرائب ورسوم مرتفعة عن كاهل المواطنين"، مستغربا "الصمت الرسمي إزاء هذه المطالب لكأن هناك رضى على استمرار الهدر والفساد، او ان هنالك خوفا من التطرق الى هذه المواضيع". واكد انه "لم يعد من الجائز تأجيل بت سلسلة الرتب والرواتب، نظرا للإجحاف اللاحق بالمستفدين منها". وذكر حزب الوطنيين الاحرار بموضوع النفايات "الذي يشبه الجمر تحت الرماد، إذ ان الإجراءات التي اتخذت تتميز بالآنية وبالإفتقار الى الحلول الجذرية. وعليه فإننا نلفت وزير البيئة (طارق الخطيب) الى ضرورة إيلاء هذا الموضوع أكبر قدر من الاهتمام بعيدا من الروتين والمماطلة اللذين ميزا التعاطي معه"، متسائلا "لماذا لا يتم الأخذ بتجارب الدول التي تخلصت من مشكلة النفايات وحولتها وسيلة تستفيد منها ماديا". ورأى "ان إقرار اللامركزية الإدارية يمكنه ان يساعد ايضا في إيجاد الحلول على ان يترافق مع حملة تثقيفية تبدأ بالفرز من المصدر". وأعلن "انه ممنوع ان تعود النفايات الى سابق عهدها، وان المعالجة يجب ان تكون بمثابة طوارئ على امتداد الوطن مع الإشارة الى الأضرار التي تنشأ عنها وتهدد الصحة العامة والبيئة".

 

مرفأ غير شرعي

 بسام أبو زيد/imlebanon2017-03-24

لبنان هو واحد من أكثر البلدان التي يجري فيها الحديث عن سرقة المال العام والهدر والفساد، وهو أيضا من أكثر الدول التي تتقاعس عن معالجة هذه المشكلة باعتبار أنّها محمية وأن بعض من هم في السلطة وأزلامهم يستفيدون منها ويجنون ثروات، هذا فضلا عن أنها وسيلة للتحكم بحاجات الناس وحقوقهم وإبقائهم رهائن لدى هؤلاء الفاسدين. لن أدخل في تفاصيل كل هذه المشكلة لأنّ الكلام في هذه التفاصيل يحتاج إلى مجلدات، ويكفي أن نتطرّق إلى مرفأ بيروت كي يعلم الناس عن أي فساد نتكلّم. لقد كرّر وزير المال علي حسن خليل أنّ ثمّة تهريبًا يحصل عبر مرفأ بيروت، علمًا أنّ هذا المرفأ هو بالكامل تحت سلطة الدولة اللبنانية وما من أحواض غير شرعية فيه ولا تتسلل إليه سفن تدخل المياه الإقليمية بصورة غير شرعية ومع ذلك يحصل التهريب. فهل هناك من هو بالفعل أقوى من الدولة ليدخل بضائع ومواد من دون دفع الرسوم الجمركية الصحيحة والكامل عليها؟ وإذا كان الأمر كذلك فهل من يجرؤ من المسؤولين على قول هذه الحقيقة والتصدي لها؟ لقد أصبح واضحًا ومعروفًا أنّ هناك شركات تتّصل بالعديد من المواطنين الذين يستوردون بضائع من تركيا أو الصين وغيرها وتتفق معهم على إخراج بضائعهم المستوردة من المرفأ بكلفة هي أقلّ بعشرات أو مئات آلاف الدولارات، ممّا كانوا سيدفعونهم هم لو أرادوا إخراج بضائعهم بأنفسهم ودفع رسومها الجمركية الصحيحة. فهل الدولة على علم بهذه الشركات؟ وهل تتعلّم من يساعدها في المرفأ كي تتلاعب إلى هذا الحد بأموال يجب أن تعود للخزينة؟ وهل تتصرّف هذه الشركات بشكل منفرد أم أنّ هناك جهات سياسية فاعلة تقف وراءها؟

أسئلة كلها برسم الدولة اللبنانية وفيها كثيرون من يرفعون شعار مكافحة الفساد؟ إذ يكفي ضبط عمل هذه الشركات حتى تجني الخزينة مزيدًا من الأموال تساعد في تحسين الحياة الاجتماعية والمعيشية للبنانيين وتزيد من القدرة على الاستثمار في بلد يحتاج لفلس الأرملة كي ينهض، فكيف إذا كان الأمر يتعلّق بمئات ملايين الدولارات تنهب تحت أعين شرعية وبالتواطوء معها ربما. في زمن الحرب كانت المليشيات قادرة على ضبط مرافئها غير الشرعية، وشنّت حروب من أجل عودة الشرعية إليها إلا أنّه تبيّن أنّه في زمن السلم أنّ إدارة المليشيات كانت أفضل بكثير من إدارة الدولة التي تحوّل بعض من فيها إلى ميليشيا لا ترغب في ضبط مرفأ  أو حتى حوض فيه.

 

مجلس الوزراء اقر دفتر الشروط المتعلق بتجهيزات المطار و جلسة خاصة الاثنين المقبل لمراجعة الموازنة وبحث خطة الكهرباء

الجمعة 24 آذار 2017 /وطنية - ترأس رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عند الرابعة والنصف من عصر اليوم في السراي الحكومي جلسة مجلس الوزراء تم خلالها دراسة جدول الاعمال من 69 بندا. بعد انتهاء الجلسة عند الساعة الثامنة مساء ادلى وزير الاعلام ملحم الرياشي بالمعلومات الرسمية الآتية: "عقد مجلس الوزراء جلسة برئاسة الرئيس الحريري واقرت جميع بنود جدول الاعمال، وتم رفع الجلسة الى الرابعة من عصر الاثنين المقبل لمناقشة مراجعة الموازنة ومناقشة خطة الكهرباء في هذه الجلسة ومتابعتها يوم الثلاثاء بعد الانتهاء من الموازنة. وفي بداية الجلسة اطلع الرئيس الحريري الوزراء على زيارته الى مصر وهنأ القوى الامنية على العملية التي قامت بها وادت الى القبض على الخلايا الارهابية، بما فيها القبض على قتلة "الزيادين".

سئل: في كل مرة تقولون ان الموازنة انجزت ثم يعاود البحث فيها، فما هي القضية؟

اجاب: يوم الاثنين هناك جلسة خاصة للموازنة، وتأجل البحث اليوم في البند المتعلق بالموازنة بسبب وجود جدول اعمال كبير حيث كان من المتفق عليه ان يصار الى البحث في البند المتعلق بالموازنة بعد انتهاء الجدول، ولكن بسبب تأخر الوقت تقرر عقد جلسة استثنائية يوم الاثنين المقبل لبحث خطة الكهرباء ايضا والتي هي خطة اساسية من اجل تخفيض كل الارقام الكبيرة من الموازنة، لأنه كما تعلمون فإن الهدر في الكهرباء يفوق المليار دولار، اضافة الى تعزيز الانتاج.

سئل:تعودون لبحث الواردات من جديد هل لأن الشارع قام بتحركات؟

اجاب: لم نقل اي مرة ان الموازنة قد انجزت بشكل كامل، فالموازنة بحاجة الى مراجعة اخيرة يوم الاثنين والموضوع ليس له علاقة بالشارع، ونحترم رأي الناس المعترضين والمؤيدن، هناك مراجعة للموازنة بكل تفاصيلها ووضع الملاحظات من قبل كل الوزراء يوم الاثنين المقبل، الواردات الواردة في الموازنة جميعها قابلة لاعادة النظر ولم يكن هناك اي شيء محسوم ولو اعلن انه كان محسوما، وعندما يحسم الموضوع ابلغكم عبر هذا المنبر وكما قال الرئيس الحريري في الجلسة الماضية.

سئل: هل تم اقرار البند المتعلق بتجهيزات المطار؟

اجاب: لقد اقر دفتر الشروط المتعلق بتجهيزات المطار وهناك مناقصة لتجهيز المطار وتعزيز امنه.

سئل: هل تم تجديد عقود الايجارات في اللعازرية وستاركو؟

اجاب: تم تجديد عقود الوزارت الموجودة في مبنى العازارية، حيث تتواجد عدة وزارات بينها وزارة البيئة، وليس صحيحا ان هناك ايجارات خيالية بل هي طبيعية جدا، وهناك بعض المكاتب التي تم التخلي عنها لعدم الافادة منها، فالوزارات القائمة حاليا في المبنى من الطبيعي تجديد العقد معها لأننا لا نستطيع نقل وزارة منها، أما مبنى ستاركو ليس واردا على جدول الاعمال.

 

مشاورات مجلس الامن حول الـ1701 بين كاغ وعون قبل اجتماعـــه بغوتيريس

قانون الانتخاب: المستقبل لن يوافق على النسبية بمعزل عن القوات والتيار والاشتراكي

الحريري اتصل بقائد الجيش ...وابراهيم: زمن لبنان الساحة ولّى وممنوع المس بأمنه

المركزية- في خضم الانهماك بالملفات الداخلية الشائكة من قانون الانتخاب الجاري البحث عنه في اقبية مصالح القوى السياسية الى مشروع الموازنة الخاضع لصولات وجولات وقراءات داخل مجلس الوزراء من دون ان يحسم مصير سلسلة الرتب والرواتب، وفي ما يعّد لبنان العدة لموقفه الرسمي الاول من نوعه من منبر القمة العربية في الاردن المعوّل عليه لاعادة ترميم العلاقات مع دول الخليج، برزت الى واجهة المتابعات زيارة

المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ يرافقها نائب المنسق الخاص فيليب لازاريني الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، قبل الاجتماع المرتقب بين الرئيس عون وأمين عام الامم المتحدة انطونيو غوتيريس أثناء القمة.

وبدت لافتة في السياق، اشارة البيان الصادر عن مكتب كاغ الى "انها أطلعت الرئيس عون على المشاورات الاخيرة لمجلس الامن حول تطبيق القرار 1701 التي إنعكست أيضاً في البيان الذي تلاه رئيس مجلس الامن في 17 آذار 2017، وان البحث تناول تحضيرات لبنان لمؤتمر بروكسل في 5 نيسان المقبل.

الموازنة في السراي: وسط هذه الاجواء، تحضر الموازنة مجددا على طاولة مجلس الوزراء في السراي الحكومي عصرا، حيث تجري الحكومة "قراءة أخرى لبنود الموازنة العامة للعام 2017 تمهيداً لإقرارها قبل إحالتها الى مجلس النواب"، علما ان اقرارها النهائي يرجح ان يترك لجلسة تعقد في بعبدا برئاسة الرئيس عون.

وزير الاقتصاد يحذر: وعلى الخط الاقتصادي نفسه، أعلن وزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري ان "المحاسبة ستسلك طريقها الصحيح وان كل من يرتكب مخالفة في موضوع التلاعب بالاسعار سيجد من يوقفه عن محاولات الغش". وقال في مؤتمر صحافي "اعتاد البعض في لبنان أن يفتح على حسابه محاولا أن يتلاعب على القانون ويحقق أرباحا غير مشروعة. قبل أن تصدر أي ضريبة في الجريدة الرسمية، قام بعض التجار بزيادة أسعار بعض السلع من دون وجه حق، محملين المواطنين المزيد من الأعباء المالية، علما أن زيادة الضريبة على القيمة المضافة، مثلا، التي تبلغ 1 في المئة لا تشمل ‏نحو 90 صنفا من المواد الغذائية ومن المواد الأساسية كالخبز والمازوت والحليب وغيرها"، مؤكدا اننا في الوزارة سنقوم بواجبنا".

لا للنسبية: اما على ضفة قانون الانتخاب، فاكدت اوساط معراب لـ "المركزية" "ان الاتصالات السياسية المفتوحة بين "القوات" و"التيار الوطني الحر"، تثبت ان التيار ما زال على موقفه لجهة رفض النسبية الكاملة ، كما "تيار المستقبل" الذي لن يوافق على النسبية المطلقة، بمعزل عن طبيعة الدوائر، ولن يتفرد بأي توجه من دون "القوات" و"التيار" والحزب "التقدمي الاشتراكي" الذي حدد سقفه في ما يتصل بالنسبية بالمختلط ولا يمكن ان يتجاوزه". وفي السياق، اكد عضو تكتل التغيير والاصلاح ناجي غاريوس لـ"المركزية" أن "صيغة النسبية على أساس لبنان دائرة واحدة، خطر على حقوق المسيحيين لن نقبل به". واشار الى أن "التيار الوطني الحر يسعى لايجاد قواسم مشتركة بين مختلف المكونات، ليصاغ على أساسها قانون جديد ، من هنا جاءت طروحات وزير الخارجية جبران باسيل الثلاثة، في مسعى لجمع مطالب مختلف الفئات"، مشيرا الى أننا "نفضل النسبية على أساس دوائر متوسطة بين 15 و16 التي تحفظ التمثيل الصحيح، والطرح الاكثر منطقية بهذا الخصوص، هو طرح حكومة الرئيس نجيب ميقاتي".

توتر عين الحلوة: أمنيا، وعلى خلفية الاشكال الذي وقع أمس على مدخل مخيم عين الحلوة وأدى الى سقوط قتيل، بقي التوتر مسيطرا على المخيم اليوم حيث سجّل اطلاق رصاص قنص أوقع جريحا على الاقل. وتداركا لأي تصعيد، تداعت القوى السياسية الفلسطينية في المخيم الى اجتماع طارئ عقدته في مقر الجبهة الديموقراطية للقيادة السياسية للقوى الوطنية والاسلامية، دانت اثره ما جرى "لما له من انعكاسات سلبية على اهلنا في المخيم والجوار"، واتفق المجتمعون على "سحب جميع المسلحين، خصوصا من منطقة السوق". واشار اللقاء الى اجتماع عقد بين القيادة السياسية وابو العبد "اللينو" لمعالجة الوضع وتوحيد الجهود.

الحريري وقائد الجيش: وليس بعيدا، أجرى رئيس الحكومة سعد الحريري اتصالا هاتفيا بقائد الجيش العماد جوزف عون، واطلع منه على الإجراءات والتدابير التي تقوم بها وحدات الجيش لملاحقة الخارجين على القانون والمطلوبين في مختلف المناطق. وأثنى الحريري على التدابير التي ينفذها الجيش ومديرية المخابرات في البقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، التي أسفرت عن توقيف المتهمين بجريمة خطف وقتل زياد الغندور وزياد قبلان عام 2007، مؤكدا "مسؤولية الدولة وواجبها في حماية المجتمع وملاحقة الخارجين على القانون، ولا سيما تجار المخدرات ومروجيها الذين يعيثون فسادا وضررا في كل المناطق، ويعرضون الشباب اللبناني لآفة الإدمان"، علماً ان عناصر من فرع المعلومات في مكتب زحلة نفّذت مداهمات في منطقة ضهور زحلة وضبطت معملا لتصنيع الكوكايين، واوقفت رجلين وامرأة على ذمة التحقيق، كما دهمت اكشاكا في بيروت على علاقة بالمصنع.

ابراهيم: امنيا ايضا، اكد المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم "ان اي سقوط امني في اي مخيم من المخيمات او التجمعات، سواء كانت فلسطينية او سورية، يعني محاولة لتفجير الوطن، لن تمرّ مهما كانت الذرائع ومهما عظمت التضحيات، وعلى من يتوسل الدم من اجل مناكفات سياسية، ان يعرف ان زمن لبنان الساحة ولّى، وانه ممنوع المساس بالأمن اللبناني، ولا شيء يُبرر إيواء إرهابيين وانغماسيين او السكوت عنهم، بل على العكس، مصلحة اخواننا السوريين او الفلسطينيين تكون بإدراكهم ان امنهم من امن لبنان واللبنانيين".

دي ميستورا يلتقي الوفود: اقليميا، وفي حين استمرت المعارك ضارية في الميدان بين قوات الرئيس بشار الأسد والفصائل المسلحة، شهدت أروقة جنيف اليوم أولى اجتماعات المبعوث الاممي الى سوريا ستيفان دي ميستورا بوفود النظام والمعارضة السورية، تباعا، ومنها منصات الرياض والقاهرة وأستانة. واذ طالبت الفصائل بمفاوضات مباشرة مع النظام، أكد رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري ان "جبهة النصرة إرهابية وكل من يتعامل معها إرهابي".

تطورات الميدان: في الموازاة، أشارت مصادر دبلوماسية متابعة للشأن السوري عبر "المركزية" الى ان هجوم المعارضة المباغت على 4 جبهات أربك الجيش النظامي، وما زاد وضعه حراجة هو أن سنده الأول والدائم على أرض المعركة، أي الجيش الروسي، لم يتحرّك لدعمها هذه المرة وإن كان مصدر عسكري سوري ذكر اليوم أن "طائرات حربية روسية تشارك في ضربات جوية ضد مقاتلي المعارضة للمساعدة في صد هجوم كبير على مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة السورية قرب مدينة حماة" حيث "استعادت جماعات معارضة السيطرة على 11 قرية وبلدة على الاقل في الساعات الماضية"، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان. ولفتت الى ان هذا الواقع على الارض من شأنه ان يخفّض شروط النظام التفاوضية في دمشق. وليس بعيداً، وفي ردّ على تصريح وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان الذي اعلن "ان معركة استعادة مدينة الرقة معقل تنظيم "داعش" في سوريا ستبدأ "في الايام المقبلة"، اكد الجعفري "ان اي وجود عسكري اجنبي فوق أراضينا من دون موافقتنا غير شرعي ولايمكن لأحد ان يدّعي محاربة "داعش" من دون التنسيق مع حكومتي سوريا والعراق".

 

باريس تتحرك لتسهيل قانون الانتخاب وتنصح بضبط الحدود وصون الاقتصاد وحرص غربي – فرنسي على استقرار لبنان: نموذج للحلول المقبلة الى المنطقة

المركزية- فيما المنطقة تتقلب على نيران المعارك العسكرية والفتن المذهبية، من سوريا الى العراق مرورا باليمن، بعضُها بين أهل البيت الواحد وبعضها دخل عليه أطراف خارجيون اقليميون ودوليون، جزءٌ منها لقلب أنظمة سياسية وإرساء أخرى وجزء آخر لمكافحة الارهاب المتمثل بتنظيم "داعش"... ينعم لبنان بهدوء سياسي وأمني لافت خاصة اذا ما تمت مقارنته بمحيطه. وتقول مصادر دبلوماسية إن ثمة حرصا غربيا وفرنسيا في شكل خاص على صون استقرار البلد الصغير وإبقائه بمنأى عن العواصف التي تهب حوله. وتشير عبر "المركزية" الى ان باريس في صدد تكثيف اتصالاتها وجهودها للحفاظ على الواقع اللبناني على حاله ومنع أي انتكاسة ممكن أن يتعرّض لها، وتتحرك في هذا المسعى على ثلاثة خطوط:

الاول أمني. حيث تحث فرنسا، وفق المصادر، اللبنانيين على ضبط حدودهم خصوصا تلك المشتركة مع سوريا وقد يكون توسيع القرار 1701 ليشمل الحدود المذكورة، في نظرها، حلًّا لمشكلة انتقال المسلحين من والى سوريا، عبرها. كما تواصل ومن ضمن المجموعة الدولية لدعم لبنان، المساعي لتكثيف المساعدات العسكرية للجيش اللبناني بما يعزز قدراته على مواجهة الارهاب. وتعير باريس أهمية قصوى للواقع الامني اللبناني، بالتزامن مع معركة تحرير الموصل من "داعش" وعشية انطلاق معركة الرقة التي أكد وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان اليوم أنها ستنتطلق في الايام المقبلة، مخافة أن تولّد ارتدادات في الميدان يشعر بها لبنان.

أما الخط الثاني، فاقتصادي. وهنا، لا تحبّذ باريس أي إجراءات قد تهدد الاستقرار المالي والنقدي والاقتصادي والمصرفي. وتنصح المعنيين بالابتعاد عن أي خطوات غير مدروسة تهزّ الامن الاقتصادي الداخلي، ذلك ان سقوطه يمكن ان يسقط الهيكل اللبناني كله.

الخط الثالث والاخير، سياسي. ففرنسا، بحسب المصادر، نقلت عبر أكثر من وسيط في الأسابيع القليلة الماضية رسائل الى المسؤولين اللبنانيين رحبت فيها بانجازات العهد خصوصا على صعيد التعيينات التي أنجزت. الا انها حملت أيضا تحذيرا من مغبة جرّ المؤسسات الدستورية وتحديدا مجلس النواب الى الفراغ لانه سيدخل لبنان مجددا في نفق مظلم خرج منه للتو بانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية. ولا تستبعد المصادر ان تضطلع باريس للغاية، بدور الوسيط من خلال حركة اتصالات مع السعودية وايران في المرحلة المقبلة، انعاشا للتسوية الرئاسية من جهة، ولدفعهما الى تسهيل الاتفاق الداخلي لا سيما على قانون الانتخاب العتيد، بعد ان لعبت الرياض وطهران دورا أساسيا في بلوغ الاتفاق الذي أتاح وضع حد للشغور الرئاسي بانتخاب الرئيس عون. على الصعيد السياسي أيضا، تشير المصادر الى ان فرنسا كما "مجموعة الدعم" تشجعان لبنان على التزام سياسة النأي بالنفس ومندرجات إعلان بعبدا كما على الالتزام بالقرارات الدولية وبوضع استراتيجية دفاعية، كون هذه الاجراءات ضرورية لصون استقرار لبنان الامني والسياسي.

في الموازاة، توضح المصادر ان الحرص الذي يبديه المجتمع الدولي إزاء الحفاظ على لبنان كـ"واحة سلام"، إنما نابع من رغبته في ان يشكل، في المستقبل، نموذجا للتسويات التي تحاك لأزمات المنطقة، ذلك أن مجموعات مذهبية متعددة تعيش فوق أرضه بـ"توافق"، والخلافات والتباينات السياسية في ما بينها مضبوطة ضمن المؤسسات وبالحوار ولم تنعكس حروبا ومعارك، وهذه المعادلة تريد عواصم القرار ان تنسحب على دول المنطقة الملتهبة.

 

الانتخابات النيابية باتت فــي حكم المؤكد وكلمة لبنان في عمان تعكس الأفق الايجابي

المركزية- تؤكد مصادر سياسية مطلعة حتمية إجراء الانتخابات النيابية وإيجاد صيغة بديلة لقانون "الستين" قبل النصف الثاني من شهر نيسان المقبل، وتشير في هذا السياق إلى عوامل إيجابية محلية وخارجية دفعت في التوصل إلى هذه القناعة وذلك ارتكازاً على قانون جديد يجمع ما بين الأكثري والنسبي وأن يتم التأهل أولاً ضمن دوائر تعكس تطلعات الجميع طائفياً وحزبياً ونيابياً على النظام الأكثري ومن ثم في مرحلة ثانية وطنياً على أساس المحافظات الخمس. وفي الاعتقاد كما تضيف المصادر، ان "من شأن هذه الصيغة ان تحظى بقبول جميع الاطراف والمكونات اللبنانية وتدفع بالمعترضين على النسبية الى التراجع ومنهم بالطبع "تيار المستقبل" والحزب التقدمي الاشتراكي اللذان ألمحا في الآونة الاخيرة الى قبولهما بهذا الطرح الانتخابي الذي من شأنه ان يأخذ بتطلعات الفريقين في التقسيمات الجديدة للدوائر الانتخابية". وتستطرد المصادر كاشفة ان "الضغوطات والنصائح التي سمعها لبنان بضرورة اجراء الاستحقاق الانتخابي على صيغة النسبية المتعددة الدوائر والتقسيمات من العديد من الدول العربية والاجنبية وتحديدا الاوروبية، هي التي دفعت بالفرقاء اللبنانيين الى مراجعة حساباتهم والقبول باجراء الاستحقاق وإن تأخر أشهراً بعد انقضاء المهل. وكان لمصر والرئيس السيسي تحديداً الدور الاكبر في حمل اللبنانيين الرافضين على تغيير مواقفهم، وهذا ما لمسه كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في زيارتيهما لمصر التي عادت مؤخراً إلى لعب وتأدية دورها العربي الجامع في اطار التحضير للقمة العربية المرتقبة اواخر الشهر الجاري في عمان والتي يتطلع اليها العرب والغرب ايضا كمحطة جامعة تنهي التباعد والخلاف القائمين ما بين القادة العرب للحؤول دون المزيد من النزاع والقتال الدائرين في العديد من الدول العربية". من هنا تعتقد المصادر ان "كلمة لبنان في قمة عمان التي سيلقيها رئيس الجمهورية، ستعكس هذا التوجه الجامع الذي من شأنه ايضا ان يعيد العلاقة ما بين بيروت والعواصم العربية الى سابق عهدها من الودّ والتعاون، ما سينسحب ايضا على ما سيصدر عن القمة من قرارات وتوصيات تؤكد الحرص على استقلال لبنان وسيادته على كل اراضيه ودعمه في حمل الاعباء التي يرزح تحتها".

 

ملامح انفتاح سعودي لدعم لبـنان في اجتمـاع وزراء الخارجيـة وباسيل يشجب محاولات التدخل في شؤون المملكة أو زعزعة أمنها

المركزية- يحاول لبنان عبر قنواته الديبلوماسية ترميم العلاقة التي اهتزت مع القيادة السعودية لاقناعها بتأييد دعم الورقة اللبنانية الى القمة العربية، بعدما كان مصدر ديبلوماسي أبلغ لبنان ابان تحفظ السعودية على بند التضامن معه خلال الدورة ١٤٧ للجامعة العربية ان السعودية ستبدل موقفها في القمة العربية.

وفي حين يستعد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل للمشاركة الاثنين في اجتماع وزراء الخارجية العرب في الاردن تمهيدا لاجتماع القمة، ينعقد غدا الاجتماع التحضيري على مستوى المندوبين الذي سيمثل لبنان فيه المندوب الدائم لدى الجامعة انطوان عزام الذي وصل الى الاردن اليوم. ومن المقرر ان يعتمد المجتمعون غدا جدول اعمال المجلس الوزاري ويرفعون مشروع القرارات الى الوزراء الذين يحيلونها بدورهم الى القادة للبت فيها في خلال القمة.وبحسب ما رشح من اجواء تبلغتها "المركزية" فإن ثمة ليونة ظاهرة من قبل المندوب السعودي لدى الجامعة أحمد عبد العزيز قطان، في التعامل مع الورقة اللبنانية خلافا لما ساد في الاشهر الاخيرة، الا ان الموقف النهائي سيتبلور عبر توجيهات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير العائد من واشنطن، لذا وإن لم يتسم اجتماع الغد بإنفتاح خليجي على مبدأ دعم لبنان، فإن الامل في تبدل هذا الموقف معقود على اجتماع وزراء الخارجية مطلع الاسبوع المقبل، حيث تؤكد المصادر انه سيحمل ايجابيات، مرجحة ان يعمد الوزير باسيل الى التعبير عن موقف متقدم بالانفتاح على المملكة وتأكيد ضرورة صون امن جميع الدول العربية وشجب محاولات التدخل في شؤونها او زعزعة أمنها.

 

معراب مرتاحة لاداء العهد ومطمئنة للموقف الرئاسـي في القمة العربيـة والمستقبل لن يوافق على النسبية الا اذا سار بها التيار والاشتراكي والقوات

المركزية- لا تدرج معراب ما تسوّقه قوى 8 آذار في شأن ارتفاع حظوظ صيغة النسبية الكاملة وتصوير تيار المستقبل وكأنه على قاب قوسين من مهر مسودتها بتوقيعه، بعد موافقة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وتياره السياسي عليها واقتراب سائر القوى السياسية من لحظة قبولها، الا في خانة التهويل وضخ مناخات مغلوطة بهدف الايحاء ان النسبية تتقدم وتاليا ممارسة الضغط من اجل فرض نسبيته على الجميع. وتفيد اوساطها " المركزية" ان الاتصالات السياسية المفتوحة بين القوات والتيار الوطني الحر تؤكد انه ما زال على موقفه لجهة رفض النسبية الكاملة وليس في وارد التهاون مع الصوت التفضيلي في حين ان تيار المستقبل ليس في وارد الموافقة على النسبية الكاملة بمعزل عن طبيعة الدوائر، اذا لم يقبل بها التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية ولن يتفرد بقرار من هذا النوع. فوزير الخارجية جبران باسيل حينما كان يصوغ المشاريع المختلطة أخذ في اعتباراته هواجس تيار المستقبل وخصوصياته، وتاليا فان "المستقبل" لن يتخلى عن التنسيق مع التيار ولا عن تحالفه مع القوات كونه من طبيعة استراتيجية، ويشترط للقبول بالنسبية موافقة القوات والتيار كي لا يظهر طرفاً معرقلا لان الطرف الحقيقي المعرقل هو حزب الله الذي اسقط مشاريع الوزير باسيل الواحد تلو الاخر.

وتضيف ان "المستقبل" الذي ما زال على موقفه المتمسك بالصوت التفضيلي من ضمن القضاء لا المحافظة، لانه يشكل حماية للمرشحين الذين يحوزون على اكثرية معينة، يؤكد ان الامور لم تحسم في اي اتجاه وما زالت في مرحلة البحث عن الافضل ولا تقفل الباب امام الافكار المطروحة . وتشدد اوساط معراب على ان التشاور مع بيت الوسط مستمر وهو لن يتفرد بأي توجه بمعزل عن القوات والتيار والحزب التقدمي الاشتراكي الذي حدد سقفه في ما يتصل بالنسبية بالمختلط ولا يمكن ان يتجاوزه. وتؤكد ان تصوير الخلاف على انه انتقل من شكل الصيغة ليتمركز حول الدوائر وعددها وتقسيمها لا يمت الى الحقيقة بصلة لان الخلاف ما زال يتمحور حول النسبية بالكامل. وبعيدا من قانون الانتخاب واستتباعاته، تبدي اوساط معراب ارتياحها لاداء العهد، وتقول لـ"المركزية" ان الرئيس ميشال عون هو الاكثر حرصا على علاقات لبنان العربية وبادر الى تأكيد ذلك بزيارته الاولى الى الخارج في اتجاه العمق الخليجي. وتؤكد ان محطة القمة العربية ستكرس وتثبت العلاقات الاستراتيجية اللبنانية العربية ولا مجال لاي هفوة في هذا السياق، لا بل ان الحذر والانتباه كبيران خصوصا ان الملفات المطروحة تبدأ من سلوك ايران ولا تنتهي بمبادرة السلام العربية، ولبنان سيكون في صلب الاجماع العربي وسيتماهى الموقف اللبناني الرسمي مع الموقف السعودي مع الاخذ في الاعتبار حساسية ووضع لبنان، لكنه لا يمكن ان يشكل خاصرة رخوة للدول العربية او مساحة لكل من يقف ضد التوجه العربي. وتبعا لذلك، تبدي معراب اطمئنانا كاملا الى ما سيتخلل القمة العربية من مواقف لبنانية في هذه اللحظة بالذات، لان خلاف ذلك، يدفع لبنان في اتجاه يعاكس مصلحته سياسيا واقتصاديا وسياحيا واستراتيجيا، ورئيس الجمهورية لن يذهب حكما الى هناك، بل يحرص على تصحيح المسار. وتجزم ان ما جرى في مرحلة سابقة وازعج الاشقاء العرب لا ولن يتكرر.

 

حملة «إصلاحاً للخلل القانوني في المجلس الشيعي» عقب انتخابات «الشيعي»!

خاص جنوبية 24 مارس، 2017/حملة (إصلاحاً للخلل القانوني في المجلس الشيعي)، تحقق إنجازات على مستوى رفض تهميش الثنائية وتحريك الرأي العام الشيعي. قد يحسب البعض أنّ الحملة التي أطلقها الشيخ محمد علي الحاج العاملي، بالتعاون مع موقع (جنوبية)، الهادفة لإصلاح هيكلية المجلس الشيعي قد انتهت مع إجراء بعض التحديثات في رأس هرم المؤسسة! لكن الأصح أنّ الحملة يفترض أن تبدأ للتو، لا سيما و نها أثّرت في تحريك الرأي العام الشيعي، وتحديداً العلمائي، هذا إذا لم نقل أنّها قد أثمرت.. بأضعف الأحوال أرغمت الحملة الثنائي الشيعي على تعديل نمط تعاطيه مع الشارع الشيعي، حيث كان التجاهل والإستهزاء بالقاعدة الشيعية هو السائد، و قد استمر هذا النمط لأكثر من 15 عاماً في المجلس الشيعي. بل يمكن القول أنّ هذه الحملة الإصلاحية شكلت سابقة خلال ربع قرن من تعاطي الثنائية حيال القضايا الداخلية للشيعة، ولم يسجل أن رضخت الثنائية لمطلب شيعي صرف!

فاللجوء إلى إجراء الانتخابات – التعيينات في المجلس الشيعي هو دليل على نجاح هذه الحملة، بالرغم من كل الخلل الذي ساد العملية الانتخابية، لكن بالمحصلة حققت الحملة إنجازاً، إذ لم يتم تحريك الملف فحسب، بل أدت الحملة لنقلة نوعية في بنية المجلس ومساره، وتالياً مستقبله.

وكان الشيخ العاملي قد نشر عقب وفاة الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين بحثاً حول المجلس الشيعي، أتبعه بكتاب (الحبر الأعظم والأقانيم الثلاثة) الذي أثار فيه قضية رئاسة المجلس الشيعي أيضاً. و في آذار 2012 قدّم دعوى – مع آخرين – في مجلس شورى الدولة، لإنهاء الفراغ و التسيب الذي أصاب مؤسسة المجلس الشيعي.. وكانت لوائح متبادلة بين مقدمي الدعوى والمتحكمين بقرار المجلس الشيعي.. وقد تُوّج هذا الحراك المتواصل بحملة (إصلاحاً للخلل القانوني في المجلس الشيعي) التي جعلت الرأي العام الشيعي يتفاعل معها، مستفيدة من المناخ الذي تولّد مع بداية العهد الرئاسي الجديد، مع الإفادة من معطيات أخرى.. منها تزايد حالات الشغور في المؤسسات الدينية الرسمية الشيعية كافة، مع تفاقم حالات الإعتراض في الوسط الشيعي على أداء القيمين.. بالمحصلة إن الترقيعات التي حصلت في المجلس الشيعي هي محفزات للإستمرار بهذه الحركة الإصلاحية، وليس العكس، بل الأصح أنها خطوة أولى في مسيرة طويلة، يفترض أن تستمر لبلورة مستقبل أكثر تميزاً للشيعة في لبنان.

 

نسبية حزب الله الكاملة.. عقدة القانون الانتخابي

إعداد جنوبية 24 مارس، 2017/لا شك في ان اصرار حزب الله على الاتيان بقانون انتخابي جديد قائم على النسبية الكاملة في دائرة موسعة هو ما يحبط حتى الان التوصل الى اقرار قانون جديد، وقد فشلت حتى الان المساعي في زحزحة حزب الله عن موقفه هذا، الذي بدا انه يحرج فيه الحلفاء قبل الخصوم.

علمت صحيفة “الجمهورية” أنّ “الاتصالات الانتخابية لم تتوقف، وإن كانت شهدت بعض البطء أخيراً ربطاً بالانشغالات السياسية التي تكثّفت خلال هذه الفترة. وسجّلت اتصالات على خطعين التينةـبيت الوسط، وعين التينة ـ “حزب الله”، وبينها وبين المختارة وكذلك مع وزير الخارجية جبران باسيل.وفي هذا السياق، توقّع مرجع سياسي للصحيفة أن “تنشَط حركة الاتصالات في الايام المقبلة من دون أن تُلغي احتمال انعقاد لقاء رباعي قريب في “بيت الوسط” بين رئيس الحكومة سعد الحريري وممثلي “التيار الوطني الحر” و”حركة أمل” و”حزب الله”، مشيرا الى “اتفاق حاسم بين المراجع السياسية المختلفة على أنّ الضرورات الوطنية باتت تُحَتّم التوصّل الى قانون انتخاب في أقرب وقت، وأنّ الأوان قد حان للخروج من النيّات المبيّتة والمتاهات والتعقيدات التي يفتعلها البعض لإبقاء الوضع الشاذ على ما هو عليه، علماً انّ وضع البلد لم يعد يتحمّل، وكلما ضاع الوقت ضاقت إمكانية صَوغ قانون انتخاب إنقاذي”.

ولفت المرجع الى أن “الترجمة الجدية لِما اتفق عليه ستتبَدّى في اللقاءات التي ستحصل وتشكّل منطلقاً للخطوات الحاسمة في اتجاه توليد قانون الانتخاب، إلا إذا أصَرّ بعض المعطّلين على هذا المنحى، فساعتئذٍ لا حول ولا”. المستقبل مع النسبية ولكن… علمت صحيفة “الراي” الكويتية أن “تيار “المستقبل” الذي أبدى انفتاحاً على مناقشة قانون النسبية الكاملة لم يَحسم خياره في هذا الشأن، وتالياً لم يبلغ موافقته لأحد كما يُشاع، وخصوصاً ان ثمة معايير ترتبط بالدوائر والصوت التفضيلي وأيضاً بنسبة الحدّ الادنى من الأصوات التي يجب ان تحصل عليها اللائحة للحصول على نصيبها من المقاعد، ومن شأن مَواقف الأطراف حيالها نسْف المشروع او إمراره”. وبالاستناد الى صحيفة “الحياة” فإن “تيار المستقبل” أجاب في أحد لقاءات اللجنة الرباعية المكلفة وضع قانون انتخاب جديد، بأن مطالبة “حزب الله” باعتمادالنسبيةالكاملة في لبنان دائرة انتخابية واحدة، قابلة للبحث، وأنه ليس في وارد أن يقفل الباب على مناقشته مع فارق أن “المستقبل” يشدد على أن يبقى الصوت التفضيلي في القضاء مقابل إصرار الحزب على تحريره من القضاء وإلحاقه بالدائرة الانتخابية”. أكدت مصادر سياسية متابعة أكدت لصحيفة “الأنباء” الكويتة أن “الرئيس ميشال عون ليس مع النظام الانتخابي النسبي الكامل، كما يطرح “حزب الله” وبعض حلفائه، إنما هو يريد قانونا جديدا، حتى ولو كان مختلطا بين الأكثري والنسبي، ومثله رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الذي يرفض النسبية الكاملة، لكن المشكلة الآن حول مطالبة البعض بأن تكون الدورة التأهيلية على أساس طائفي، كأن تنتخب كل طائفة مرشحها، وهذا مرفوض من جانب رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ورئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط”.

القمة العربية في عمان

في معلومات “الأنباء” انه تم التوافق على ذهاب الرئيس عون والحريري الى قمة عمان العربية، وان تكون كلمة رئيس الجمهورية بعيدة عما يثير الإشكاليات، وذلك عبر عدم التطرق الى الموقف من “حزب الله” او المقاومة على أمل ان تعيد القمة العربية فقرة “التضامن مع لبنان” التي حذفها وزراء الخارجية. ولفتت المصادر الى أن إعادة هذه الفقرة الى بيان القمة الختامي ستكون بمنزلة الضوء الأخضر للانتخابات النيابية في لبنان. في حين أكدت مصادر في القصر الجمهوري لصحيفة “الشرق الأوسط”، أن لبنان ملتزم بالاجماع العربي والقضايا العربية”، مشيرة إلى “أن مشاركة لبنان هذا العام ستكون لها رمزية، لأن المقعد اللبناني في القمة العربية لم يشغله رئيس الجمهورية منذ ثلاث سنوات بسبب الفراغ في سدّة الرئاسة. ورأت أن “الواقع الجديد الذي أفضى إلى انتظام عمل المؤسسات الدستورية في لبنان، يريح القادة العرب، ولفتت إلى أن “وزارة الخارجية تعكف على إعداد ورقة العمل الخاصة بلبنان، التي ستناقش في اجتماع وزراء الخارجية العرب عشية القمّة”. وأكدت مصادر قصر بعبدا أن “الرئيس عون سيخاطب للمرة الأولى القادة العرب مباشرة، وسيتضمن خطابه موقف لبنان حيال كثير من القضايا” وشددت على “أن لبنان كان ينأى بنفسه عن قضايا المنطقة، لكن منذ انتخاب الرئيس عون، ألغى النأي بالنفس، وبات له رأيه ودوره في كل الملفات التي تطرح والتي تعني لبنان وشعبه”، ورأت ان في كل القضايا التي فيها إجماع عربي، لن يخرج لبنان عن هذا الإجماع، لكن عندما لا يكون الإجماع متوفراً سيكون له موقف واضح وصريح”.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

واشنطن تفرض عقوبات على 30 كيانا لهم صلة بإيران

الجمعة 26 جمادي الثاني 1438هـ - 24 مارس 2017م/العربية.نت/قالت وزارة الخارجية_الأميركية اليوم الجمعة إن الولايات_المتحدة فرضت عقوبات على 30 كيانا وفردا أجنبيا بسبب نقل تكنولوجيا حساسة إلى إيران من أجل برنامجها الصاروخي أو لانتهاك القيود على التصدير إلى إيران وكوريا الشمالية وسوريا. وأضافت الخارجية في بيان أن 11 من الشركات والأفراد من الصين وكوريا الشمالية فرضت عليهم عقوبات بسبب نقل تكنولوجيا قد تعزز البرنامج الصاروخي الباليستي في إيران. وقال البيان إن عقوبات فرضت على 19 كيانا أو فردا بسبب انتهاكات أخرى بموجب قانون منع انتشار الأسلحة الخاصة بإيران وكوريا الشمالية وسوريا. ويعتقد أن الأفراد والكيانات المشمولين بالعقوبات نقلوا أو امتلكوا تكنولوجيا حساسة يمكن أن تساهم في تطوير #أسلحة_دمار شامل.

 

هجوم المعارضة السورية المباغت يربك النظام ويخفّض سقوفه التفاوضية في جنيف والتنسيق الدولي عسكريا مفقود دبلوماسيا..وضغوط لفرض انسحاب المقاتلين الاجانب

المركزية- في حين شهدت أروقة جنيف اليوم أولى اجتماعات المبعوث الاممي الى سوريا ستيفان دي ميستورا بوفود النظام والمعارضة السورية، تباعا، ومنها منصات الرياض والقاهرة وأستانة، تستمر المعارك ضارية في الميدان بين قوات الرئيس بشار الأسد والفصائل المسلحة. مصادر دبلوماسية مطلعة على الشأن السوري، تقول لـ"المركزية" إن هجوم المعارضة "المباغت" والذي أعقب فترةً لم يكن فيها ميزان القوى في الميدان لصالحها، أربك الجيش النظامي، خصوصا انه أتى على أربع جبهات في الوقت عينه هي دمشق، حمص، حماة ودرعا، ما شتّت قواه العسكرية وأضعفها. وتلفت الى ان ما زاد وضع القوات السورية حراجة هو أن سندها الأول والدائم في المعارك، أي الجيش الروسي، لم يتحرّك لدعمها هذه المرة وإن كان مصدر عسكري سوري ذكر اليوم أن "طائرات حربية روسية تشارك في ضربات جوية ضد مقاتلي المعارضة للمساعدة في صد هجوم كبير على مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة السورية قرب مدينة حماة" حيث "استعادت جماعات معارضة السيطرة على 11 قرية وبلدة على الاقل في الساعات الماضية"، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان. وفي حين تشير الى ان هذا الواقع العسكري الذي وضع الجيش السوري في موقع الدفاع، لا بد أن ينعكس على مفاوضات السلام في سويسرا، حيث يريح المعارضة ويدفع النظام الى خفض سقف شروطه، توضح المصادر ان الاداء الاميركي في سوريا حيث نفذ جيشه إنزالا في الطبقة منذ ساعات، معطوفا الى "البرودة" الروسية حيال مساندة النظام، يدلان الى رغبة لدى واشنطن وموسكو بتحريك المياه الراكدة في مستنقع "الحل" السوري منذ سنوات وخلق واقع جديد يسهل التوصل الى تسوية. وهنا، تلفت المصادر الى ان الاوروبيين الذين شعروا بأنهم مغيبون عن الاتصالات الأميركية – الروسية في شأن سوريا، يستعدون لرفع الصوت مطالبين بإشراكهم في مفاوضات الحل، خصوصا انهم جزء لا يتجزأ من التحالف الدولي لمحاربة "داعش".وعلى هذا الخط، تشير المصادر الى ان التنسيق الحاصل بين الدول أعضاء التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، على الصعيد العسكري وتحديدا في العمليات ضد تنظيم "الدولة الاسلامية"، أكان في الموصل (في العراق) أو قريبا في الرقة السورية، لم ينسحب حتى اللحظة على الصعد الدبلوماسية – السياسية، علما ان ابصار "التسوية" السورية النور سيكون صعبا ما لم يتوسع التعاون ليشمل هذين الخطين.

في الاثناء، وفيما تنقل عن دبلوماسيين غربيين رفضهم لأن تفسّر الحرب على "داعش" انتصارا لإيران أو نقطة تسجل لصالحها، تلفت المصادر نفسها الى ان المعارضة السورية والجهات الاقليمية والدولية الداعمة لها، ستكثفان ضغوطهما في المرحلة المقبلة لفرض مواجهة كل التنظيمات المتطرفة. فالتطرف ليس فقط سنيا وعنوانه "داعش" بل يمكن أن يكون شيعيا كما هو الحال مع "حزب الله" على سبيل المثال، وفق ما تقول أوساط المعارضة. وعليه، يجب أن تنسحب عناصره من الميدان السوري بالتزامن مع الحرب على "داعش" و"النصرة" والا تعثّر الحل السياسي. ولا تستبعد المصادر ان تلجأ هذه الدول في المرحلة المقبلة الى مجلس الامن الدولي، لمحاولة استصدار قرار يفرض انسحاب جميع المقاتلين الاجانب من سوريا. وبالعودة الى أول أيام "جنيف"، طالبت الفصائل اليوم بمفاوضات مباشرة مع النظام، في حين أكد رئيس وفد النظام بشار الجعفري ان "جبهة النصرة إرهابية وكل من يتعامل معها إرهابي".

 

قوات أميركية وفرنسية تسيطر على أجزاء من سد الفرات

الجمعة 26 جمادي الثاني 1438هـ - 24 مارس 2017م/العربية.نت/أفادت مصادر "العربية" أن قوات أميركية وفرنسية تسيطر على أجزاء واسعة من سد_الفرات. وقالت متحدثة باسم حملة قوات_سوريا_الديمقراطية لطرد تنظيم داعش من مدينة الرقة اليوم الجمعة إن هذه القوات المدعومة من الولايات المتحدة وصلت مدخل سد الطبقة حيث تشتبك مع مقاتلي التنظيم. وأنزل التحالف ضد داعش بقيادة الولايات المتحدة مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية جوا قرب الطبقة في وقت متأخر يوم الثلاثاء بالقرب من نهر الفرات. ويوجد مقاتلون آخرون بالفعل على الضفة الشرقية للنهر.  ويمتد السد وهو الأكبر على نهر الفرات لمسافة أربعة كيلومترات عبر النهر إلى الضفة الجنوبية وهو واحد من عدد قليل من نقاط العبور المتبقية بعد تدمير الكثير من الجسور خلال الصراع. وتقع الطبقة على بعد نحو 40 كيلومترا غربي الرقة التي يتخذها التنظيم قاعدة رئيسية لعملياته ومنها تخطيط وتوجيه الهجمات في الخارج وتقع على الضفة الشمالية للفرات.

 

بريطانيا تكشف الإسم الأصلي لمنفذ هجوم لندن

"العربية" - 24 آذار 2017 /كشفت دائرة مكافحة الإرهاب في بريطانيا عن اسم منفذ هجوم لندن، وقالت إنه بريطاني اسمه الأصلي أدريان راسل. وأعلنت الشرطة توقيف مشتبه بهما آخرين ليلا في اطار التحقيق، وقال قائد مكافحة الإرهاب في بريطانيا، إنه تم إيقاف 9 على خلفية هجوم لندن. وفي وقت سابق، قال متحدث باسم شرطة لندن، الخميس، إنهم أجروا تحقيقات في طرد مشتبه به عثر عليه قرب ويستمنستر المنطقة التي كانت مسرح الهجوم على البرلمان البريطاني الأربعاء. وكانت الشرطة البريطانية قد أعلنت أن المهاجم الذي نفذ هجوم لندن يدعى خالد مسعود، وهو من مواليد مدينة كنت في جنوب شرق إنجلترا، وعمره 52 عاما. وذكرت أنه أدين سابقا باعتداءات وحيازة أسلحة. وعلى الرغم من أن السلطات البريطانية ترجح أن يكون مسعود تصرف "دون شركاء" ووحده بوحي من "منظمات إرهابية" على نسق الذئاب المنفردة، إلا أن تنظيم داعش تبنى العملية الخميس. إلى ذلك، أفادت الشرطة في بيان أن مسعود كان يعرف "بعدة ألقاب" ويعيش في منطقة "ويست ميدلاندز" التي تضم مدينة برمنغهام التي نفذت فيها الشرطة المسلحة عملية مداهمة ليل الأربعاء- الخميس. وشدد البيان على أن مسعود "لم يكن مشمولا في أي تحقيقات جارية، ولم تكن هناك معلومات مخابراتية من قبل عن اعتزامه تنفيذ هجوم إرهابي"، مضيفا أن المذكور "لم يدن من قبل في أي جريمة تتعلق بالإرهاب". هذا وتبين من فحص سجلات شركة إيجار سيارات أن السيارة المستخدمة في الهجوم استؤجرت في برمنغهام.

 

قصة الذئاب المنفردة وعمليات الدهس مع القاعدة وداعش

الجمعة 26 جمادي الثاني 1438هـ - 24 مارس 2017م/الرياض - هدى الصالح/أثار الهجوم الذي وقع أمام مقر #مجلس_العموم_البريطاني على يد منفذه (خالد مسعود، 52 سنة) في العاصمة البريطانية لندن، المولود باسم (أندريان راسل) قبل اعتناقه الإسلام، متزوج وأب لـ 3 أبناء، الحديث من جديد عن ما يسمى بـ"الذئاب المنفردة"، وهو المسمى الذي أسيء استخدامه وفهم وظائفه، حتى باتت لا تخلو عملية إرهابية يرتكبها داعشيو أوروبا والولايات المتحدة، ليتم إطلاقه سريعا على منفذيها وفق مفهوم أوحد "الانتماء الإيديولوجي للتنظيمات التكفيرية دون البعد التنظيمي" فما هي حقيقة استراتيجية التنظيمات المتطرفة لما يطلق عليه بـالذئاب_المنفردة" وهل ينطلق وحوشها بشكل منفرد أم أن هناك أدوارا أخرى؟. قبل أن يقوم الداعشي_البريطاني (مسعود) والذي وفقا لما تناقلته وسائل الإعلام البريطانية، عمل مدرسا للغة الإنجليزية، ونشأ في منزل قرب الشاطئ البحري بمدينة "راي" تقدر قيمته بـ300,000 باوند.

معلومات استخباراتية

كانت قد حذرت بريطانيا في 27 فبراير من احتمالية شن هجمات إرهابية ورفعت بسببه أجهزة الأمن البريطانية من مستوى الاستعداد الأمني لتعود رئيسة الوزراء تيريزا_ماي مساء أمس، وبعد تنفيذ الاعتداء، التأكيد على وجود معلومات استخباراتية تشير الى احتمالات وقوع هجمات إرهابية أخرى.

إلا أنه وعلى الرغم من توفر المعلومات الاستخبارية تلك، وصفت أجهزة_الأمن البريطانية كما جاء على لسان رئيس وحدة #مكافحة_الإرهاب، مارك رولي، في بيان ألقاه خارج مبنى سكوتلانديارد منفذ الهجوم أمام البرلمان: "بناء على التحقيقات التي أجريناها فإن المهاجم تصرف منفردا متأثرا بالإرهاب الدولي".

وفقا لمؤشرات عدة سعت "العربية.نت" إلى رصدها، دفعت إلى نفي اختزال استراتيجية "الذئب المنفرد" بالتخطيط والتنفيذ ضمن الإمكانات الذاتية دون عامل الإسناد والارتباط التنظيمي لأحد التنظيمات العابرة للحدود كتنظيم داعش أو القاعدة.

تاريخ خالد مسعود مع التطرف

المعلم الداعشي مسعود والذي وفقا لتصريحات رئيسة الوزراء البريطانية، تم استجوابه من قبل الأجهزة الأمنية للاشتباه بصلاته بالتطرف، إضافة إلى ما أكده مصدر في الحكومة الأميركية بوجود صلة للإرهابي مسعود مع عدد من المتطرفين إلا أنه لم يسافر إلى الخارج. وبحسب ما توفر من معلومات عنه سجن مسعود على إثر اعتدائه على أحد الأشخاص بسكين في 2003، ورجح مراقبون اختلاط المنفذ أثناء سجنه بمتشددين أصوليين وهي التي كانت منها نقطة التحول. إلى ذلك، انتقل مسعود حديثا للسكن في حدود منطقة #برمنغهام إلى جانب تنفيذه عملية_الدهس على جسر_ويستمنستر بسيارة من نوع (هيونداي) رباعية الدفع، استأجرها من إحدى الشركات في 13 مارس من العام الجاري، إلى جانب مسارعة تنظيم داعش وعبر ذراعه الإعلامية إلى تبني العملية ووصف منفذها بأنه "أحد جنودها"، ذلك كله يؤكد تلقي المهاجم الدعم والإسناد وحصوله على توجيهات مباشرة من التنظيم الأم، وعدم اقتصاره على التبني الإيديولوجي.

التطرف الشعبوي

استراتيجية الذئاب المنفردة أو وفقا لتسمية أخرى تتبناها التنظيمات المتطرفة الأصولية "التطرف الشعبوي" هو تكتيك التنظيمات_المتطرفة في خلق الخلايا النائمة البعيدة عن الشكوك الأمنية وتتلخص الاستراتيجية العسكرية وفقا لدعاية داعش بالتالي: "الإثخان في العدو وتشتيته عبر العمل منفردا من غير تنظيم كبير، فالجيوش النظامية يصعب عليها مواجهة الحالات المتطرفة الشعبوية السائلة، لأنها تفقد قدرتها على التنبؤ والتوقع في هذه الحالة، كما تتشتت قدراتها الأمنية في متابعة كل هذه المجموعات المنفردة، وتكمن سياسة الأعمال الإرهابية المنفردة هي: "انفروا فرقة من بعد فرقة ومجموعة بعد مجموعة".

رائد عمليات الذئاب المنفردة

حصول الذئاب المنفردة على التوجيهات المباشرة تكشفه إحدى إصدارات التنظيمات المتطرفة حملت عنوان "استراتيجية الذئب المنفرد" لـ"أبو أنس الأندلسي" نشرت في 22 أغسطس 2015، وصف فيها الداعشي محمد مراح بـ"رائد عمليات الذئب المنفرد ومنفذ غزوة تولوز المجيدة". ويقصد بالغزوة سلسلة العمليات الإرهابية التي وقعت في المدينة الفرنسية تولوز في 11 مارس 2012، حيث قام بقتل شاب مظلي بعد استدراجه في كمين، وفي 15 من الشهر ذاته أطلق النار على ثلاثة مظليين آخرين بالبدلة العسكرية في مونتوبان، وبعد 4 أيام قام بقتل أستاذ وثلاثة أطفال، وقام بتصوير جرائمه بواسطة كاميرا مثبتة على صدره. وبحسب ما تكشف من خلال التحقيقات لم يكن (مراح) حقا ذئبا منفردا وإنما منضما إلى إحدى الجماعات الأصولية المتطرفة أطلقت على نفسها "جند الخليفة" خلال تنقله في أفغانستان وباكستان في 2011، تمكن خلالها مراح من التقرب من تنظيم القاعدة وحركة طالبان في المناطق القبلية الواقعة شمال غرب باكستان على الحدود الأفغانية متلقيا تدريبا أوليا على استخدام السلاح، وذلك قبل 5 أشهر من ارتكاب جرائم القتل، مؤكدة التحقيقات أن مراد مراح كان له من يتصل به عند عودته إلى فرنسا.

بداية استراتيجية الذئاب المنفردة

كان أول ظهور لاستراتيجية "الذئب المنفرد" الذي تبناه تنظيم (داعش)، في 2010 من قبل تنظيم (القاعدة) وإنما بوصف "الجهاد الفردي" كما ظهر في أحد فصول كتاب (دعوة المقاومة الإسلامية العالمية) لـ(أبو مصعب السوري) مبتكرا فكرة اللامركزية بحيث يتحول التنظيم إلى فكرة عابرة للحدود يعتنقها ويمارس مقتضياتها من أعلن ولاءه للتنظيم ولخصها بقوله: "إن كل مسلم يجب أن يمثل جيشا من رجل واحد". في 2014 دعا (أبو محمد العدناني) الناطق باسم تنظيم داعش، في تسجيل صوتي له، المتعاطفين مع التنظيم إلى قتل رعايا دول الائتلاف في أي مكان وبأي وسيلة متاحة. كما استخدم زعيم_تنظيم_داعش (أبو بكر البغدادي) مصطلح الذئاب المنفردة في منتصف نوفمبر 2014 خلال دعوته إلى استهداف المواطنين الشيعة في السعودية، كما توعد داعش عبر مؤسسة (دابق) الإعلامية في يوليو 2016 بحرب جديدة تحت عنوان "الذئاب المنفردة"، جاء ذلك في كلمة للعدناني حث فيها على تنفيذ المزيد من الهجمات على المصالح الغربية في كل مكان قائلا إن استهداف من يسمى بالمدنيين أحب إلينا وأنجع" مضيفا: "لا عصمة للدماء ولا وجود للأبرياء (...) وإن لم تجدوا سلاحا فادهسوهم بسياراتكم".

الأمن والسلامة عند القاعدة

سياسة "الذئب المنفرد" كما دعا إليها داعش في إصدار بعنوان" الأمن والسلامة" مقتبسا مما كتبه أحد عناصر تنظيم_القاعدة سابقا، تضمنت بما ورد من نصائح خص بها الذئاب المنفردة "The Lone Wolf", بما يجب فعله منعا لاكتشافهم بمراعاة الاحتياطات الأمنية والحذر.

ومما جاء في الكتاب من نصائح لما يسمى بالذئاب المنفردة: "احلقوا لحاكم وارتدوا الملابس الغربية، واستخدموا العطور العامة والعادية التي تحتوي على الكحول وشفروا هواتفكم". وأضاف "أي ذئب منفرد يجب أن يحاول الانصهار والاندماج في المجتمع المحلي، بحيث لا يبدو مثل المسلمين، وهذا يعني أن يحلقوا لحاهم ويرتدوا ملابس غربية وكذلك عدم الصلاة في المساجد بشكل منتظم"، منوها كذلك "حاولوا أن تكونوا دائما مثل أي سائح عادي أو مسافر تقليدي وحاولوا أن تكون ألوان الملابس متناسقة، فارتداء القميص الأحمر أو الأصفر مع البنطال الأسود، يجعلكم موضع شبهة ولا داعي لأن ترتدوا ملابس جديدة، لأن ذلك قد يثير الشبهات والبعض من الإخوة يميلون إلى شراء ملابس جديدة بالكامل، وهذا يجلب انتباه الآخرين وبقوة".ويظهر من خلال عدد من العمليات التي تم توجيهها عن بعد في أوروبا وآسيا والولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، تعدد واختلاف بعض ملامح الهجمات الإرهابية إلا أن التوجيه والإدارة بواسطة عناصر تنفيذية في مناطق خاضعة لسيطرة (داعش) و(القاعدة) يكون فقط من خلال الإنترنت وعبر تطبيقات مشفرة والذي يتم من خلاله كذلك تدريب المنتسبين الجدد أو من يعرفون بـ"الذئاب المنفردة" على تنفيذ أعمال العنف.

 

مبارك حراً لأول مرة منذ ثورة 25 يناير

الجمعة 26 جمادي الثاني 1438هـ - 24 مارس 2017م/العربية.نت ووكالات/قال محام إن السلطات_المصرية نفذت اليوم الجمعة قرارا بالإفراج عن الرئيس الأسبق حسني مبارك وإنه غادر مجمع مستشفيات القوات_المسلحة بالمعادي في جنوب القاهرة ليصبح طليقا للمرة الأولى منذ ست سنوات.

وتوجه مبارك عائدا إلى منزله في ضاحية مصر_الجديدة. وكانت محكمة_النقض قد برأت مبارك هذا الشهر من تهم قتل المتظاهرين في ثورة يناير 2011 التي أنهت حكمه الذي استمر 30 عاما. وألقي القبض على مبارك في أبريل نيسان 2011 وقدم للمحاكمة في أكثر من قضية أدين في إحداها ومعه ابناه علاء وجمال بالفساد وعوقبوا بالسجن ثلاث سنوات احتسبت من مدة الحبس الاحتياطي لكل منهم. ولا يزال مبارك يواجه تهما بالفساد في قضية هدايا قالت السلطات إنه تلقاها من مؤسسة الأهرام الصحفية بالمخالفة للقانون خلال رئاسته. وكان مبارك قد أمضى جانبا من حبسه في مجمع سجون طرة بجنوب القاهرة.

 

الأسد يحثّ أنصاره على إطعام جنوده

عهد فاضل - "العربية" - 24 آذار 2017/قامت حكومة رئيس النظام السوري، بإرسال وجبات غذائية جاهزة، إلى جنوده في مناطق القتال التي تشهدها العاصمة السورية دمشق، وتحديدا منطقة جوبر والعباسيين وشارع فارس الخوري، والتي تعتبر مناطق عمليات عسكرية للمعارضة السورية منذ الأحد الماضي، حيث حققت تقدماً ملحوظاً على مسلّحي الأسد، بعدما باغتت قواته وقوات حلفائه بهجوم وصف بالمفاجئ والمخطط له جيداً. إرسال وجبات غذائية جاهزة إلى عناصر الأسد، يتناقض مع قوانين جيشه التي تحتّم أن تكون مصادر التموين الغذائي من داخل مؤسسته العسكرية، وفق المعمول به ووفق اللوائح العسكرية المعروفة. إلا أن تطورات الأحداث في شرق العاصمة السورية دمشق، وبعد التقدم النوعي الذي أحرزته قوات المعارضة السورية، حتّمت على الأسد استنفار وحث حكومته على إرسال وجبات غذائية، كتلك التي كانت تصل إلى ميليشيات حلفائه المدعومين من إيران. وسبق وفجر نائب في برلمان الأسد ويدعى وائل ملحم ، فضيحة تتعلق بطعام جنوده، مؤكداً أنهم يتناولون "حبة البطاطا" بينما عناصر الميليشيات الإيرانية الحليفة للأسد يتناولون "الوجبات الساخنة". وفق ما قاله على فيديو لا يزال مرفوعاً على وسائل التواصل الاجتماعي. وقالت وكالة سانا الإعلامية التابعة للأسد، في خبر لها أمس الخميس، إن رئيس حكومة النظام السوري وجّه وزير التجارة لديه ومدير المؤسسة السورية للتجارة وجمعية حماية المستهلك، بمتابعة "توزيع الوجبات الغذائية" على مسلّحي الأسد "في جوبر والعباسيين وشارع فارس الخوري". وعرف في هذا السياق، أن نظام الأسد عمد إلى إطلاق حملة منظمة لدفع أنصاره إلى إعداد وتوزيع وجبات غذائية على مسلّحيه في شرق العاصمة السورية دمشق، بعدما باتت مؤسساته عاجزة عن توفير المؤن لعناصره هناك. وفق ما ذكرته "سانا" مؤكدة أن الحملة بدأت الخميس، وذكرت أنه تم إطلاق اسم خاص لتلك الحملة، ونشرت صوراً لبعض الأشخاص وهم يقومون بإعداد وجبات جاهزة في أكياس شفّافة ظهر منها علب التونة وثمرتا التفاح والليمون الحامض وزجاجات المياه وأرغفة خبز. ولم تعرف الجهات التي تبرّعت للأسد بالمواد الغذائية التي يتم جمعها وإعدادها لتكون وجبة غذائية جاهزة لعناصره في شرق دمشق. وضمن ضوابط المؤسسة العسكرية لنظام الأسد، فإن تقديم الطعام إلى جنوده من خارج دوائر وزارة دفاعه، يعتبر خروجاً عليها، جاء اضطراريا بعد انهيار عمل تلك المؤسسات وعجز نظام الأسد عن الوصول مباشرة إلى جنوده الذين يخرجون من حصار ليدخلوا في حصار آخر، كما شهدت بذلك وقائع معركة شرق دمشق منذ الأحد الماضي. ويشار إلى أن الحملة التي أطلقها الأسد لإطعام جنوده وجبات غذائية جاهزة، لم تحدد جهة معينة للقيام وحدها بذلك، بل تركت الباب مفتوحاً على مصراعيه لانخراط مختلف أنصاره بها، على الرغم مما يعانيه السوريون، عموماً، من نقص حاد بالمواد الغذائية، وصل حد ندرة وجود رغيف الخبز نفسه، بعدما أفلست مؤسسات الأسد الاقتصادية، بسبب إنفاقه على حربه ضد السوريين، وبسبب الفساد الذي يضرب أركان نظامه على مختلف الصعد.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

فيلسوف «الفريكة» أمين الريحاني فارس أنطوان يوسف بن المطران الماروني باسيل عبدالأحد سعادة البجاني. صديق الملوك.. مؤرخ بدايات القرن 20

عبدالله المدني/نقلا عن الأيام/24 آذار/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=53630

يصادف هذا العام مرور قرن ونصف على ميلاد علم من أعلام العرب النجباء، ممن تبحر في طائفة واسعة من العلوم والاهتمامات في زمن مبكر، فبرز في ميادين الترحال والتأريخ والفلسفة والترجمة والأدب والرواية والشعر والنقد والرسم والصحافة والسياسة، الأمر الذي جعل الكثيرين يصفونه بالرجل السابق لأوانه، وكبير أدباء عصر النهضة العربية، ورائد حركة التفاعل بين الشرق والغرب.

بل ذهب الفيلسوف المصري د. زكي نجيب محمود إلى القول بأنه يمثل للعرب ما كان طاغور يمثله للهند وروسو لفرنسا وإيمرسون للولايات المتحدة وبرنارد شو لبريطانيا.

إنه المفكر والأديب والروائي والمؤرخ والرحالة والمصلح والرسام أمين فارس أنطوان يوسف بن المطران الماروني باسيل عبدالأحد سعادة البجاني نسبة إلى بلدة «بجة» في جبيل بلبنان، والذي اخترنا الحديث المفصل عنه لأنه أحد الرواد العرب الأوائل الذين كتبوا عن مظاهر الحياة في أقطار شبه الجزيرة العربية وأحداثها التاريخية وسير حكامها وخصائصها الطبيعية والديموغرافية وتقسيماتها الجغرافية وعادات شعوبها.

اشتهر الرجل باسم «أمين الريحاني». ويقال إن لقب الريحاني التصق باسم عائلته، بدلا من بجاني، بسبب أشجار الريحان التي كانت تحيط بمنزل العائلة في المتن التي انتقلت الأخيرة إليها في منتصف القرن 19.

ولد أمين في بلدة «الفريكة»، التي قال عنها «وادي الفريكة مهيبٌ وجميلٌ غير أنّ هَيبته أكثرُ مِن جمالِه، وهو عميق ملتوٍ يَنحدِر مِن قرية صغيرة لِيغسِلَ رجليْه في نهر الكَلب»، ولذلك أطلق عليه اسم فيلسوف الفريكة. والفريكة هي من بلدات منطقة المتن الشمالي في جبل لبنان. وكان ميلاده في 1876، لأب من «الشاوية» كان يعمل في تجارة الحرير هو فارس أنطوان الريحاني، وأم من «القرنة الحمراء» هي أنيسة جفال طعمة. نشأ أمين وسط خمسة من اخوته الأصغر سنا، هم: سعدي، أسعد، يوسف، أدال، ألبرت، وتميز عنهم في صغره بالشقاوة المفرطة والتمرد على أوامر والديه وعدم التقيد بالصلوات الكنسية. وقد سُجل عن أقرب أشقائه إليه وهو ألبرت قوله إن أمين نادرا ما كان يعود إلى المنزل دون عراك أو تلاسن مع أقرانه من أطفال القرية.

في تلك الأيام لم تكن في قريته مدارس نظامية، فكان أقصى المتوفر هو كتّاب يتخذ من ظلال الأشجار مكانا لتعليم مجموعة من الصبية والبنات. وفي هذا السياق قال الريحاني (طبقا للموسوعة الحرة) انه درس كراسة الابجدية والمزمور الأول من مزامير داوود على يد معلم القرية «شدياق متى» تحت شجرة من أشجار الجوز أمام كنيسة مار مارون المجاورة لمنزله شتاء، وإنه في الخريف والصيف كان ينتقل إلى مدرسة «نعوم مكرزل» تحت شجرة زيتون هرمة ليتلقى دروسا في العربية والفرنسية والحساب والجغرافيا.

وتمر الأيام ويكبر أمين وتكبر معه أحلامه إلى أن بلغ الثانية عشرة من العمر في سنة 1888، التي مثلت منعطفا هاما في حياته. ففي صيف 1888 سافر مع عمه عبده الريحاني ومعلمه نعوم مكرزل إلى نيويورك. وبعد عام لحق بهم والده فارس. وعلى حين واصل الأب والعم العمل في التجارة بحي مانهاتن، انجذب أمين للتمثيل فالتحق بفرقة تمثيل أمريكية وراح يطوف معها مختلف الولايات. وبعد أن أغلقت تلك الفرقة مسرحها في 1897 قرر أن يلتحق بمعهد الحقوق في جامعة نيويورك، لكنه لم ينه فيها دراسته لأنه بعد عام واحد ساءت صحته، فأشار عليه الطبيب بالرجوع إلى لبنان. وبالفعل عاد أمين إلى لبنان في صيف 1889 حيث عمل مدرسا للانجليزية في مدرسة مار يوسف بقرنة شهوان، وفي الوقت نفسه راح يحسن لغته العربية حتى غدا قادرا على كتابة المقالات المهاجمة للدولة العثمانية من خلال جريدة «الهدى». وفي هذه الفترة من حياته قرأ الكثير من الشعر العربي، ولاسيما شعر أبي العلاء المعري الذي تأثر كثيرا بفلسفته حول الوجود والخلق والنفس، بدليل أنه سارع إلى ترجمة كتاب «اللزوميات» للمعري إلى الانجليزية بطريقة محكمة لفتت الانتباه ولاقت الاستحسان من قبل رواد نادي «الثريا» الأدبي الامريكي بنيويورك الذين احتفوا به في حفل خطابي كبير، ووضعوا تاجا على رأسه، وأشادوا به بأفخم العبارات.

غير أن إقامته في بلده الأم لم تطل. إذ غادره بعد عام عائدا إلى نيويورك لتتكرر بعد ذلك رحلاته جيئة وذهابا ما بين بلاد الشام والولايات المتحدة حتى 1934 حينما ابعدته سلطات الانتداب الفرنسي عن لبنان بسبب مطالبته باستقلال وطنه الأم وتحريضه اللبنانيين ضد الفرنسيين.

ويمكن القول إن ما حظي به من تكريم بعد إقدامه على ترجمة «اللزوميات»، شجعه على مواصلة التأليف والإصدار باللغتين العربية والانجليزية، فانفتحت أمامه أبواب الشهرة والمجد وغدا اسمه مدرجا ضمن قائمة مشاهير الكتاب في الولايات المتحدة وكندا وانجلترا، بل وفتحت له هذه الشهرة فرصة الالتقاء بالرئيس الامريكي الـ 31 هربرت هوفر ومناقشة العلاقات العربية ــ الأمريكية، وفرصة الاجتماع بأول رئيس حكومة بريطانية من حزب العمال (سير رامزي ماكدونالد).

فقبل ظهور ترجمته لـ «اللزوميات» في 1903 لم يكن قد أصدر سوى كتاب واحد في 1902 تحت عنوان «موجز تاريخ الثورة الفرنسية» كنتيجة لتأثره بمبادئ هذه الثورة في الحرية والعدالة والمساواة، لكن بعد ذلك أخرجت له المطابع المؤلفات التالية: المحالفة الثلاثية في المملكة الحيوانية، المكاري والكاهن، ديوان «المر واللبان» بالانجليزية، الجزءين الأول والثاني من «الريحانيات»، ديوان «هتاف الأودية»، رواية «خالد» بالانجليزية، رواية «زنبقة الغور»، رواية «جيهان» بالانجليزية، تحدر البلشفية، ديوان «انشودة المتصوفين»، الجزءان الثالث والرابع من «الريحانيات»، ملوك العرب، تاريخ نجد وملحقاته، النكبات، حول الشواطئ العربية والقمم العربية والصحراء، أنتم الشعراء، فيصل الأول، وفاء الزمان، قلب العراق.

وبعد وفاته صدرت له كتب عديدة كانت معدة للنشر منها: قلب لبنان، القوميات، سجل التوبة، المغرب الأقصى، نور الاندلس، أدب وفن، وجوه شرقية وغربية، شذرات من عهد الصبا، قصتي مع مي، وصيتي. وبطبيعة الحال فإن هذه الغزارة في الإصدارات المتنوعة والمتتالية كانت نتيجة شغفه بالقراءة والاطلاع، ثم حبه للسفر والتنقل من مكان إلى آخر مع تسجيل الانطباعات والملاحظات، وإجادته للغات العربية والانجليزية والفرنسية، وبالتالي اطلاعه على نتاج هذه الثقافات الثلاث وتأثره برموزها الأدبية والسياسية مثل المعري وفولتير وهيغو وشكسبير وجورج واشنطون وابراهام لينكولن ودارون.

تزوج الريحاني في 1916 دون أن ينجب من زميلته الرسامة الأمريكية «بيرتا كاسBertha Case» التي كانت تعرض أعمالها الفنية في فرنسا وإيطاليا قبل وفاتها بنيويورك في 1970 عن عمر ناهز 91 عاما.

ويمكن اعتبار 1922 عاما مفصليا آخر في حياة الريحاني لأنه العام الذي بدأ فيه رحلته الأولى إلى بلدان شبه الجزيرة العربية، والتي قابل فيها قادتها مثل: شريف مكة الحسين بن علي، وسلطان نجد وملحقاتها عبدالعزيز آل سعود، وإمام اليمن يحيى حميد الدين، وأمير الكويت أحمد الجابر الصباح، وشيخ البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وملك العراق فيصل الأول، وأمير المحمرة الشيخ خزعل الكعبي، والسيد محمد بن علي الإدريسي سيد تهامة، إضافة إلى سلاطين ومشائخ لحج والمحميات.

في هذه الرحلة، التي جاءت بعد رحلاته إلى فلسطين ومصر والعراق، وقبل رحلاته إلى الأندلس والمغرب العربي وانجلترا وفرنسا، تغير الكثير من قناعاته عن العرب وتاريخهم وأحلامهم وغيرها من الأمور التي لم يكن له علم بها. كما أتاحت له هذه الرحلة الارتباط بـ «علاقة صداقة حقيقية يشترك فيها العقل والقلب والضمير» (بحسب مجلة المجلة السعودية ــ عدد 30/‏ 9/‏ 2013) مع الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود امتدت على مدى عقدين من الزمن ابتداء من أبريل 1922 إلى مارس 1939.

نجد تجليات هذه العلاقة الفريدة بين ملك وأديب في الرسائل المتبادلة بينهما واللغة المستخدمة فيها، علما بأن هذه الرسائل جُمعت لاحقا في كتاب بعنوان «الملك عبدالعزيز آل سعود وأمين الريحاني: الرسائل المتبادلة». حيث دأب الملك على مخاطبة الريحاني بالصديق المخلص الكريم المكرم، قبل أن يقول عنه «أجد في المصلح القومي العظيم، صديقي أمين الريحاني اهتمامًا حقيقيًّا بالعرب وبوحدتهم، وأنا معجب إلى أبعد حد بأدبه وعلمه ووطنيته الصادقة».

أولى رسائل الريحاني الموجهة للملك كانت حول السماح له بزيارته، فكان رد الملك هو الآتي: «كيف نرد من يبغي زيارتنا وهو من صميم العرب؟ قالوا إنك أمريكي جئت تنشر الدين المسيحي في البلاد العربية. وقالوا إنك تمثل بعض الشركات، وجئت تبغي الامتيازات، وقالوا إنك قادم من الحجاز وإنك شريفي تسعى لتحقيق دعوة الشريف.

وقالوا غير ذلك. فقلنا إن كان في الرجل ما يضر فنحن نعرف كيف نتقيه، وإذا كان فيه ما ينفع فنحن نعرف أيضًا كيف ننتفع، ونحن أعلم يا حضرة الأستاذ بمهمتك.. بارك الله فيك».

كما نجد تجليات العلاقة الحميمة بين الرجلين في الأدوار التي كلف بها الملك صديقه الريحاني. فحينما التقى الرجل بالملك لأول مرة في صحراء الهفوف أثناء الاستعداد لعقد مؤتمر العقير في 1922، طلب منه الملك أن يكون مستشاره في عقد معاهدة بينه وبين الوفد العراقي برئاسة المندوب السامي البريطاني في العراق «سير برسي كوكس» لترسيم الحدود بين نجد والعراق والكويت، فقبل الريحاني وأدى المهمة على أكمل وجه، واضعا المعاهدة المطلوبة باللغتين العربية والانجليزية. وفي الحرب الحجازية ــ النجدية ما بين 1924 و1925 وافق الملك عبدالعزيز وشريف مكة الحسين بن علي، على قيام الريحاني بدور الوسيط بينهما، وكاد أن يتحقق الصلح لولا تدخلات سياسية مستجدة. إلى ذلك عهد الملك عبدالعزيز وحاكم الكويت الشيخ أحمد الجابر الصباح إلى الريحاني بمهمة الاتصال بشركات النفط الاجنبية لصالح بلديهما، فقام الريحاني في 1924 بالالتقاء بالجيولوجي النيوزيلندي الميجور «فرانك هولمز» (رئيس الشركة الشرقية والنقابة العامة المحدودة للنفط) لهذا الغرض، بل ان الأخير ذهب إليه في الفريكة، مثلما ذهب إليه في عام 1927 عدد من شيوخ البحرين لبحث المسائل النفطية.

يقول عالم الميثولوجيا اللبناني الدكتور عصام الحوراني في مقال له في «نشرة أفق» الصادرة عن مؤسسة الفكر العربي في نوفمبر 2016 ان الريحاني كان ينطلق في كل هذه الجهود والاسهامات من منطلق «إيمانه بتحقيق الوحدة العربية»، و«رفع الضيم عن شرق له في أعماقه مودة خالصة» والمزاوجة بين «شرق هو وطن الروح والايمان والاديان، وغرب هو وطن العقل والعلم والنشاط والحداثة والتقدم». ويضيف أنه كان «صاحب رسالة انسانية تخص العالم كله، وبخاصة شعبه العربي».

وهذا صحيح ويمكن استنتاجه من الوصية التي كتبها في 1931. إذ قال: «إنّ الوحدة العربيّة المؤسَّسة على القوميّة لا على الدِّين هي وحدة مُقدّسة فأوصيكم بها. واعلموا أنّ لا خلاصَ للأقليّات مِن ربقة الأجانب، أو في الأقلّ مِن التدخل الأجنبيّ، إلاّ باتّحادهم مع العرب، بل بامتزاجهم بالأكثريّات امتزاجًا عقليًّا أدبيًّا روحيًّا، فتُصبح البلاد ولا أكثريّات ولا أقليّات، واعلموا كذلك أنْ لا مستقبل مجيدًا للعرب ولا وحدة عزيزة شاملة بغير الحُكم المدنيّ الديمقراطيّ القائم على العدل والمساواة بالحقوق والواجبات، واعلموا أخيرًا وتأكّدوا أنّ في الدّولة العربيّة الكبرى ستضمحلّ العصبيّات الدينيّة والطائفيّة كلّها، أو ستنحصر في دوائرها الخاصّة بها ولا تتعدّاها، وسيقوم مقامها في الوطن عصبيّة الجنس واللّغة والثقافة، وقد ارتبطت كلّها بالمثل الإنسانيّ الأعلى، وبالمصلحة المشترَكة المتبادلة بين الأهالي جميعًا على السّواء».

وعليه فإن الريحاني كان داعيا من دعاة الوحدة العربية والاصلاح ونبذ الفرقة والتخلف واللحاق بالعالم الحديث، ولم يكن جاسوسا يعمل لصالح وكالة المخابرات المركزية الامريكية مثلما روجت مجلة الهلال المصرية التي زعمت أن لديها وثائق تؤكد ذلك في فبراير 2006 فلما طولبت بنشرها عجزت، فكسب ابن شقيق الريحاني (أمين ألبرت الريحاني) دعواه القضائية ضد المجلة وتمت مصادرة أعدادها من الأسواق اللبنانية.

من أهم ما أثمرت عنه جولته في أقطار شبه الجزيرة العربية، عدا تعرفه على حكامها وظروفها عن كثب، هو كتابه الخالد «ملوك العرب» الصادر في جزءين سنة 1924 والذي قال في مقدمته: «كنت في الثانية عشرة من عمري عندما سافرت للمرة الأولى إلى الولايات المتحدة، فلم أكن أعرف غير اليسير من اللغتين العربية والفرنسية، وما كان في ذهني من العرب وأخبارهم غير ما كانت تُسمعه الأمهات في لبنان صغارهن. هس، جا البدوي! والبدوي والأعرابي واحد إذا رامت الأم «بعبعًا» تخوف به أولادها. هجرتُ وطني وفي صدري الخوف ممن أتكلم لغتهم، والبغض لمن في عروقي شيء من دمهم. والبغض والخوف توأما الجهل».

هذا الكتاب وُصف بالسفر النفيس، ومفخرة العبقرية العربية، وأعيدت طباعته 12 مرة وترجم إلى 16 لغة ونشر حوله 127 مقالا بأقلام كتاب عرب ومستشرقين روس وفرنسيين وألمان وانجليز، واعتمد مرجعا لطلاب العلوم السياسية والدراسات الشرق أوسطية في العديد من الجامعات شرقا وغربا.

في الكتاب قطع نثرية جميلة خاصة بوصف بعض المدن التي حل فيها المؤلف. ولأن المجال لا يتسع للاستطراد فقد اخترنا لكم ما كتبه عن مدينتين هما عنيزة والمنامة. فقد زار عنيزة في 1922 ضمن رحلته إلى نجد، واستضافه فيها أميرها عبدالعزيز بن عبدالله السليم، والوجيه عبدالله خالد السليم، والوجيه عبدالله بن محمد البسام، وسكن بها في القصر المعد لإقامة الملك عبدالعزيز. وصف عنيزة بأنها: «مليكة القصيم، حصن الحرية، محط رجال أبناء الامصار، قطب الذوق والأدب، باريس نجد. وهي أجمل من باريس إذا أشرفت عليها من الصفرا، لأن ليس في باريس نخيل وليس لباريس منطقة من ذهب النفوذ. بل هي أجمل من باريس حين اشرافك عليها لأنها صغيرة وديعة خلابة بألوانها، كأنها صورة صورها ما نـِه (يقصد المصور الفرنسي كلود مانيه) لقصة من قصص ألف ليلة وليلة، وكأنها لؤلؤة في صحن من الذهب مطوق باللازورد».

أما المنامة فقال واصفا خطواته الأولى فيها: «نزلنا من الباخرة بعيدين عن الجزيرة وسرنا في شراع فوق منازل اللؤلؤ الراقد تحت الأمواج، والبحر ساعتئذ رهوٌ، والهواء عليل، وشمس الصباح تتهادى على الاثنين، فبدتْ المنامة خلالها مشرقة بيضاء كأنها أبراج شيدت من اللؤلؤ، بل هي أميرة اللآلئ وقد صعدتْ من أماكن الغوص واستوتْ على عرش الخليج.

وكان الشراع يهمس سلاما كلما مرّ بشراع آخر، وكلها مثل أجنحة الحمام تميس وتتهادى على بساط من الزمرد، كأنها تتلو القصائد في مديح ربة الدرر ودرة البحّار».

ويعترف الريحاني بأنه أخطأ في حق البحرين حينما ظنها – قبل أن يزورها – أنها «جزيرة صغيرة حقيرة يأوي إليها الصيادون» وأن «شيوخها من البدو الذين يسكنون الخيام». ويقول في هذا السياق انه ما أخطأ الظن مرة ببلاد عربية مثل خطئه بالبحرين.

ثم يتحدث بإسهاب عن بعض المظاهر العمرانية والتجارية والخدمية والاجتماعية التي وقعت عليها عيناه في البحرين، وهو ما جعله غير مصدق بأنه على مقربة من بوادي نجد وصحاري شبه الجزيرة العربية القاحلة توجد أرض بها عمران، وقصور، وبيوتات تجارية، ونظام، وإدارات، ودواوين، وكتبة، ومحاسبين، ومراسلات، وبريد، ومراكب شراعية تشق المياه الزرقاء، وشواطئ، وأسواق، ومقاه، وحركة تجارية، ومخازن تعج بمختلف صنوف البضائع من مأكولات ومشروبات وملبوسات وأدوات للزينة والترف من تلك التي لا تتوفر إلا «في المدن الكبيرة مثل بومباي والقاهرة».

وصفه توفيق سعيد الرافعي في الصفحة 13 من كتابه «أمين الريحاني: فلسفة الشرق في بلاد الغرب» قائلا: «كاتب رشيق العبارة، متين التركيب، يطرب بأسلوبه كما يسكر بآرائه الفلسفية، تعرب أشعاره عن عقلية سامية، وروح رفيعة، ورجحان قوة الاستقراء، ودقة شرح أسرار الحياة وما وراء الحياة، أفرنجي الأسلوب، عصري الأفكار، راقي الخيال والوصف والابتكار، يبتكر بكتاباته وبلاغة تعبيره آراء وفلسفة اجتماعية خالعًا ثوب التقليد والجاهلية القديم، ينظم الشعر الخيالي البليغ المؤثر باللغة الإنكليزية والعربية».

أما هو فقد قال عن نفسه في الصفحة 169 من كتابه «الريحانيات»: «لا المجد والشهرة أمنيتي القصوى، ولا الجاه والثروة، ولا السيادة والعظمة. أمنيتي الجوهرية الأولى هي أن أكون بسيطا في أعمالي، صادقًا في أقوالي، مستقيمًا في مبادئي وآرائي، فطريًا في تصرفي وسلوكي، حرًا فيما أحب وما أكره. وبكلمة أخرى أود أن أكون دائمًا نظيف العقل والقلب والجسم، بعيدًا عن التصلف والزخرف والعجب والمصانعة، بعيدًا عن الجبن والخوف والتذبذب، بعيدًا عن الخجل الذي يذل النفس ويميت الحقيقة، بعيدًا عن الكذب والمداهنة والرياء».

في 13 سبتمبر 1940 توفي الريحاني في مستشفى ببلدة الفريكة بُعيد تعرضه لحادث سقوط من دراجة اعتاد أن يقودها على الطرقات الجبلية، أدى إلى كسور في جمجمته. وهكذا رحل رجل شغل الدنيا شرقا وغربا بمؤلفاته وأفكاره ورحلاته وعلاقاته ومواهبه المتعددة، كما شغل أبناء المهجر بمخاصمته للأديب المهجري اللبناني جبران خليل جبران الذي سبقه الريحاني لجهة البروز والتأليف بالانجليزية وكتابة الشعر المتحرر من الأوزان والقوافي، لكن خصومته له والامتناع عن المشاركة في أنشطة «الرابطة القلمية» لم يمنعه من رثاء جبران حينما توفي.

نال الرجل أوسمة كثيرة، وتم تكريمه في مناسبات عديدة حضرها علية القوم، كان آخرها حفل أقامته السفارة السعودية ببيروت في نوفمبر 2016. غير أن التخليد الأكبر له جاء من خلال إقامة متحف لمتعلقاته وآثاره وصوره في مسقط رأسه على يد شقيقه الأصغر ألبرت الريحاني، علما بأن هذا المتحف افتتح في 1953، لكن تم تجديده والإضافة إليه في 1990.

 

التدخلات الإيرانية وخطر «التنظيمات المتطرّفة» تخيّم على قرارات القمة

رلى موفق/اللواء/24 آذار 2017

التساؤل المشروع: أي انعكاسات على لبنان إذا ما ظهر تباين بين عون والحريري حول «مسألة ما»؟ تتجه الأنظار إلى القمة العربية المقبلة التي تنعقد في الأردن الأسبوع المقبل، انطلاقاً من الاقتناع السائد بأنها سترسم الاتجاهات التي ستطبع المرحلة المقبلة حيال الملفات الساخنة في المنطقة، ما يُكسبها أهمية خاصة مقارنة بسابقاتها من القمم. فهي تأتي، أولاً، على وقع تحوّل مفصلي يتمثل بوصول إدارة أميركية جديدة إلى البيت الأبيض ذات توجهات مختلفة عن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما الذي انتهج سياسة حيال الشرق الأوسط تركت نتائجها السلبية على الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة، بدءاً من تبني مشروع الإسلام السياسي المتمثل بالإخوان المسلمين، والذي جرى إسقاطه في مصر، قبل أن تصل تداعياته إلى الخليج العربي، وصولاً إلى الانفتاح على إيران من بوابة الاتفاق على الملف النووي الإيراني، والذي آل إلى إراحتها برفع العقوبات عنها وإلى غض الطرف عن مشروعها التوسعي في المنطقة من خلال إطلاق يد أذرعها العسكرية والاستخباراتية في غير دولة عربية.

فالتحوّل الأميركي مع إدارة دونالد ترامب سيكون عنصراً مهماً ومؤثراً في ماهية القرارات التي ستخرج عن القمة، لاسيما وأن الخطوط العريضة للسياسة الخارجية تجاه إيران والمنطقة باتت واضحة. وقد سبق انعقاد القمة لقاءات للرئيس الأميركي مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ومع ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمدبن سلمان، ومع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وهي لقاءات لا تندرج في إطار اللقاءات البروتوكولية، على الإطلاق، بل في إطار بلورة معالم السياسة الأميركية تجاه قضايا المنطقة وأزماتها المشتعلة، التي سيتم وضع الخطط التفصيلية لها في الأشهر المقبلة، بعدما تكون الإدارة قد أنجزت بعضاً من الملفات الداخلية التي وعد بها ترامب ناخبيه، وأقله السياسة الصحية البديلة لقانون «أوباما كير» وتخفيض الضرائب الهادف لإعادة جذب الشركات الأميركية الكبرى للاستثمار في الداخل الأميركي، وفق ما يقوله عارفون في واشنطن يتوقعون انشغال الإدارة حتى أوائل آب بالوضع الاقتصادي الداخلي قبل أن ينطلق ترامب بقوة في اتجاه الانخراط الفعلي والعملي في الملفات الخارجية محصناً بدعم شعبي لخطواته الداخلية. لكن هذا لا يعني تعليقاً لتلك الملفات، بل التحضير الهادئ المرفق بالرسائل السياسية والعسكرية حيث يجب، على غرار التدخل الأميركي الأخير في الرقة الذي أرسل إشارة قوية عن وجود اللاعب الأميركي.

وتأتي القمة العربية، ثانياً، على وقع توتر عربي – إيراني وصل إلى ذروته، ويترجم مواجهات مستعرة سواء في اليمن أو سوريا وحتى العراق، وفي ظل توتر إيراني – إسرائيلي، آخذ في التصاعد، والذي يترجم في جزء منه على الساحة السورية عبر الغارات الجوية التي تستهدف شحنات الأسلحة الإيرانية لـ«حزب الله». كما تأتي في ظل حد مقبول من عودة الحرارة إلى العلاقات السعودية – المصرية، وفي ظل عودة بعض من الحيوية إلى المعارضة السورية من خلال عملياتها الأخيرة التي استهدفت قلب دمشق التي كانت، منذ اندلاع الثورة السورية، محيّدة عن الصراع بقرار لم تكن واشنطن بعيدة عنه.

هذه الوقائع ستكون حاضرة في القمة التي ستبحث في حال الأمة والأزمات المستفحلة في اليمن والعراق وسوريا وليبيا، وخطر الارهاب المتمثل بـ«داعش» والتنظيمات المتطرّفة، لكن العنوان الذي سيخيّم على أجواء القمة ويشكل هاجساً حقيقياً يتمثل بإيران وتدخلاتها في المنطقة. ومن هنا يرى المراقبون أن البيان الختامي لا بد من أن يحمل في طيّاته، على أقله، رسالتين باتجاهين:

الرسالة الأولى هي رسالة متشددة تجاه إيران التي عليها أن تغيّر سلوكها حيال جيرانها والتخلي عن طموحاتها التوسعية إذا كانت تريد فعلاً علاقات حسن جوار. فعنوان لجم إيران أضحى أولوية عربية، ولاسيما خليجية وفي مقدمها المملكة العربية السعودية، التي تقود التحالف العربي لحفظ أمنها القومي وأمن دول الخليج والمنطقة في مواجهة إيران وتدخلاتها بوصفها تشكل الأخطر الأكبر، وهي تالياً لن تألو جهداً في حشد كل إمكاناتها من أجل توسيع مروحة صداقاتها وتحالفاتها لتحقيق تلك الغاية.

أما الرسالة الثانية، فإنها رسالة تطمينية تجاه الولايات المتحدة، التي سيندرج في إطارها عنوان النزاع العربي – الإسرائيلي الذي لابد من حله، وسبق أن أقرّت قمة بيروت في آذار عام 2002 مبادرة السلام العربية مع إسرائيل بغية حل القضية الفلسطينية التي تبقى القضية العربية الأولى، وهي مبادرة لا تزال قائمة يتطلب إحياؤها ليس فقط وجود رغبة حقيقية بالسلام، بل أيضاً انخراطاً جدّياً من قبل كل الأطراف والرعاة الإقليميين والدوليين، ولاسيما الولايات المتحدة.

على أن الاتجاهات التي سترسمها قرارات القمة ومضامين الرسائل ومتطلباتها سيكون لها انعكاساتها وصداها الإيجابي كما السلبي، وهذا ما يدفع بعض المتابعين في لبنان لإبداء الكثير من الحذر، إذ يتخوفون من أن تكون الساحة اللبنانية هي مركز الاستقبال للرسائل والرد عليها، ذلك أن الساحات الأخرى المفتوحة قد تصبح مقيّدة بشكل أو بآخر نظراً إلى قدرة التأثير الأكبر للقوى الإقليمية والدولية فيها، وهو ليس حال الساحة اللبنانية التي أضحت تحت وطأة التأثير الإيراني ونفوذ «حزب الله»، الذراع العسكرية الأبرز لإيران، والذي بات يتحكم بالقرار اللبناني، بحيث أن أحداً في لبنان لا يشك بأن الكلمة الفصل في كل استحقاق لبناني هي للحزب، وآخرها قانون الانتخابات النيابية الذي يريده الحزب أن يكون قانوناً على أساس النسبية الكاملة، وهو ما سيكون عليه، إنما جل تنازلاته ستكون أنه ليس على أساس دائرة انتخابية واحدة بل على أساس دوائر عدة تصل إلى 15 دائرة على الأرجح.

ويتساءل هؤلاء المتابعون عمّا سيكون عليه حال لبنان في القمة إذا طرحت «مسألة ما»، وكان موقف كل من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء، اللذين يتوجهان معاً إلى «البحر الميت»، مختلفاً عن الآخر؟ هل سيسير رئيس الحكومة بقرار رئيس الجمهورية؟ وأي انعكاسات ستكون عندها على لبنان؟

ورغم تأكيد أوساط سياسية أن خطاب الرئيس ميشال عون سيكون خطاباً كلاسيكياً يقارب الثوابت في البيان الوزاري، فإنها ترى أن التساؤل مشروع كما المخاوف من تداعيات أي تباين على لبنان، ولاسيما أن تطبيع العلاقات الخليجية – اللبنانية التي تأزمت مجدداً بعد موقف عون من سلاح «حزب الله» لم يحصل، وثمة قلق من أن يترجم الجو المأزوم من لبنان في كواليس القمة، وإن كانت المعطيات المتوافرة من أكثر من جهة تشير إلى حركة مساع مصرية – أردنية قوية من أجل تهدئة الأمور.

 

بداية العهد ونهايته وطموحات الخلافة

دنيز عطالله حداد/ليبانون تايمز/24 آذار/17

يبدو عهد الرئيس ميشال عون كأنه في أيامه ال 143 الاخيرة وليس في أول 143 يوما من ولاية يفترض أن تمتد لست سنوات.راهن كثيرون، حتى خصوم العماد عون ، على أن وصوله الى رئاسة الجمهورية لا بد من أن يحدث صدمة ايجابية أو يغيّر بعضا من الواقع المهترئ على اكثر من صعيد. انتظروا وتابعوا مواقف الرجل وادائه كما اداء حزبه. وبقدر ما كانت الانتظارات كبيرة، جاءت الخيبة بالمقدار نفسه، بل اكثر مرارة. يقول احد المدافعين بشدة عن العهد وصاحبه أن "فريق عمل الرئيس اقترح العمل بصمت وبالتدريج وصولا الى تحقيق الاهداف. فامور الدولة الشائكة لا تحل بعصا سحرية. تحتاج الى تغيير من الداخل والسير في حقل الغامها لتفكيكها. وهذا ما سيحصل، لكنه يحتاج وقتا وجهدا متواصلا، وعملا على اكثر من جبهة". يضيف "لا شيء تغيّر في الطبقة السياسية التي تدير البلد منذ عقود سوى دخول ذهنية جديدة اليوم الى الحكم عبر الرئيس وتياره. وهو يسعى الى تكريس الشراكة الكاملة لينطلق منها الى فرض اداء مغاير تماما في العمل في الشأن العام". ينفعل أحد قدامى "المناضلين" في "التيار الوطني الحر" عند مواجهته بهذا الرأي مؤكدا ان "التيار شريك في السلطة منذ نحو تسع سنوات وفي وزارات مفصلية وضمن تحالف صلب مع "حزب الله"، فكيف يمكنه القول أنه دخل للتو الى السلطة؟". ويضيف متسائلا"كيف يكون الاداء الراهن مغايرا؟ بالواقع الاقتصادي المنسي والمهمش والذي يزداد تدهورا؟ ام بالاتيان بالازلام والمحاسيب الى المناصب؟ ام بتفصيل قانون انتخاب على مقاس الحصص المرغوب بها والتي تراعي تأمين وصول الاصهار والانسباء؟ اي اداء هو هذا الذي يكرس ضمنا التمديد لمجلس النواب ويفاوض على صيغة للتمديد لحاكم مصرف لبنان متى وافق على مجموعة شروط بعضها تحمل علامات استفهام كبرى؟. ما الذي تغيّر منذ استلام ميشال عون؟ حتى الهيبة المفترضة و"وهج" الرئيس الجديد تراجعت وسقطت. لم يبق الا بعض اوهام وموهومين او طامحين ومسترزقين".

مواقف الموالين والمعارضين للعهد لا تغيّر من انطباعات الناس بأن "لا شيء تغيّر". يقول ذلك المناصرون كما المنتقدون والمتحفظون. "لا شيء تغيّر" تعني، عمليا، أن الامور تذهب الى الاسوأ وهو ما لا يبدو مقبولا بعد 143 يوما فقط من بداية العهد. عهد لم يتأخر رئيسه من القول أنه يحب أن تكون لديه "خلافة جيدة". وبعد استفسار الصحافي الفرنسي يومها اجاب الرئيس عون "يعني أن نعدّ العدّة لخلافة جيدة، اي نشكل مثالا لغيرنا". فاي مثل ومثال؟ واي عهد يبدأ بالحديث عن تمهيد للخلافة؟ وهل "الخلافة" الموعودة سبب لتراكم الازمات عوض حلها؟ يقال في الاروقة والصالونات السياسية أن صراعات وحسابات كثيرة تتداخل في "التيار الوطني الحر" نفسه، وبينه وبين حلفائه في "القوات اللبنانية"، وترشيح فادي سعد في البترون احد مظاهرها، وبين "التيار الحر" و"المرده" الذي يكاد يصنف رئيسه سليمان فرنجيه ك"عدو الخلافة الاول". اما العلاقة مع الحليف الاقدم "حزب الله" فلها حساباتها المختلفة، وهي تمتد من لبنان الى ايران. وبحسب ديبلوماسي عريق "استعجلت ايران، لاسباب مرتبطة بعلاقتها مع الادارة الاميركية الجديدة، طلب تسديد كامل الفاتورة من العهد، وهذا يتجاوز موازنته ويفقده توازنه، وهنا مبتدأ الازمة وخبرها". ايّا تكن الاسباب وتنوعها، تبقى المحصلة واحدة: 143 يوما قليلة جدا بكل المقاييس لاحباط الناس.

 

هل تفرض النسبيّة الكاملة بالقوّة؟

فؤاد أبو زيد/الديار/24 آذار 2017

رئيس الحكومة سعد الحريري، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، لا يوافقون الرئيس العماد ميشال عون على توصيف سلاح حزب الله بأنه حاجة لبنانية، كما لا يوافقون رئيس حزب التيار الوطني الحر، الوزير جبران باسيل على تأكيده بأن «هناك اجماعاً لبنانياً على دور المقاومة وحزب الله في مقاومة اسرائيل والدفاع عن لبنان» وهم لا يخفون هذا الموقف بل يعلنونه في كل فرصة سانحة، لكنهم في الوقت ذاته، يؤكدون على تعاونهم غير المحدود مع الرئيس عون، وعلى نجاح عهده، بمثل تأكيدهم على ضرورة الحوار مع حزب الله، كمكوّن شعبي لبناني يتشاركون مع جمهوره في العيش الواحد المشترك، ومع وزرائه ونوابه في مجلس النواب وفي الحكومة، ويتحاورون معه من اجل ضمان مصلحة لبنان وأمنه وسلامته، على أمل التوصل يوماً الى استراتيجية عسكرية تؤمّن سيادة الدولة على كامل الارض اللبنانية، من جهة، والافادة من سلاح الحزب في مقاومة الاعتداءات الاسرائيلية، وارهاب التنظيمات التكفيرية ثانيا. وحتى الوصول الى هذه الحالة المنشودة، ترفض هذه الاحزاب الثلاثة، ذات الثقل الشعبي الكبير، والمنتشر في جميع المناطق اللبنانية مع احزاب وفاعليات اخرى، تتفق مع الاحزاب على هذا الموقف، طرح حزب الله والتيار الوطني الحر، وحركة أمل، النظام النسبي في لبنان، دائرة انتخابة واحدة، او في المحافظات الثماني، بيروت، جبل لبنان، البقاع، بعلبك الهرمل، الشمال، عكار، الجنوب، النبطية، قبل وضع سلاح الحزب بتصرّف الدولة اللبنانية، والواضح ان تعثّر القبول بنظام النسبية الكامـلة، مردّه الى الخـلاف الحادّ حول هذا الامر، والتفتيش اليـوم عن طرح نظام بديل، دون التوصّل الى نتائج ايجابية، هو جزء من هذه الحالة المستعصـية على الحلّ حتى اليوم، على الرغم من الاشارات الايجابية التي يعبّر عنـها نـواب ووزراء وقيـادات احزاب، حتى ان الرئيسين نبيه برّي وسعد الحريري، ابدياً تفاؤلاً حذراً من امكان الوصول الى قانون جديد، قبل ان تدهم لبنان المهل الدستورية ويقع لبنان في المأزق، الذي وصفه برّي «بحالة الانتحار على اعتبار ان عمـلية شدّ حبال قاسية يمكن ان تحصل بين الرئيس عون وبين مجلس النواب، في حال وافق مجلس النواب على قانون لتمديد حياة المجلس الحالي، ورفض عون هذا القانون وردّه، واذا لم يتجاوب المجلس النيابي ويعيد النظر بقانونه الذي يصبح نافذاً في مهلة محددة، سيلجأ عون الى المجلس الدستوري، وهنا تبدأ معاناة لبنان الكبرى. في هذا الوقت الضائع المخيف، بدأت تدخل على الخط، فئات سياسية واعلامية، محسوبة على تجمّع قوى 8 آذار، تعمل على تحقيق ثلاثة اهداف، مرتبط بعضها ببعض، الاول «خربطة» العلاقة بين الرئيس عون، وبين الحريري وجنبلاط، والثاني، وهو الاهمّ بنظرها، زرع بذور الخلاف بين عون وجعجع، وفك تحالف اكبر حزبين مسيحيين، وذلك بتحريض علني للرئيس عون، على فرض النظام النسبي الكامل بدعم من حزب الله وحركة أمل وتيارالمردة، وهو الهدف الثالث، مع تهديد واضح من قبل هؤلاء، بأن الاحزاب الثلاثة، المستقبل، والقوات، والاشتراكي، لا تملك القدرة على تعطيل النظام النسبي، ولا تجرؤ على القيام بأي ردّة فعل شعبية عليه وهي بهذا المنطق، لا تغامر باسقاط لبنان في فوضى سياسية واقتصادية ومالية فحسب، بل تغامر باشعال حرب لن يسلم منها احد، وجميع الذين تابعوا وشاهدوا احدهم وهو يبشّر ويدعو الرئيس عون الى الوقوع في هذا الفخّ، أيقنوا ان من ينادي بهكذا حلول أو أهداف، لا يعرف مدى قدرة هذه الاحزاب الثلاثة، على التصدّي والمقاومة، وانها ليست لقمة سائغة لاي قوة اخرى... لا شيء في لبنان يفرض بالقوة.

 

هل يلغي إدراج "إعلان بعبدا" التحفظ العربي عن دعم لبنان؟ | بقلم الرئيس العماد ميشال سليمان

الرئيس العماد ميشال سليمان/النهار /24 آذار 2017

هل يلغي إدراج "إعلان بعبدا" التحفظ العربي عن دعم لبنان؟

كتب الرئيس العماد ميشال سليمان في افتتاحية "النهار": يخطىء من يعتقد ان تحفظ بعض الدول العربية على الفصل المتعلق بدعم لبنان في قرارات قمة عمان العربية المرتقبة هو موقف سياسي عابر يمكن تجاوز انعكاساته بسهولة. فالحقيقة ان هذا الموقف العربي وتحديداً الخليجي سيكون له تأثير مباشر على الاقتصاد اللبناني بعد ان تتولد منه "نقزة رأسمالية مترددة" وتحفظات لدى غالبية من المستثمرين اللبنانيين وغير اللبنانيين، ما يؤثر في طبيعة الحال على المستثمرين اللبنانيين في دول الخليج، ويدفع السياح العرب الى مزيد من الاحجام عن زيارة لبنان ان لم نقل عن التبادل التجاري مع الدول العربية. من هنا لا بد من الاشارة انه بعد تبنّي مجلس الامن ومجموعة الدعم الدولية للبنان"ISG" ومعظم الدول الصديقة "اعلان بعبدا" كوثيقة رسمية أيدتها غالبية القوى على طاولة الحوار الوطني في القصر الجمهوري سنة 2012، تم ادراج هذا الاعلان في قرار الجامعة العربية عام 2013 في الفصل المتعلق بدعم الجمهورية اللبنانية. وللأسف، وفي فترة الشغور الرئاسي، جرت محاولات فاشلة لشطب الاعلان برمته من خلاصات المجموعة الدولية لدعم لبنان المنعقدة عام 2014 في نيويورك، ونجحت في استبدالها بعبارة "مقررات هيئة الحوار الوطني" في قرارات الجامعة العربية التي صدرت لاحقاً. ولا بد من التوضيح ان مقررات هيئة الحوار الوطني لا تعني بمجملها الدول والهيئات الدولية لأن فيها نقاطاً أو قرارات "محض داخلية"، في حين ركز "اعلان بعبدا" على "تحييد لبنان عن صراعات المحاور وضبط الحدود السورية وتعزيز سيادة الدولة وقدرة الجيش على كامل الاراضي اللبنانية، ناهيك ان هذا "الاعلان" هو بمثابة الأب الروحي للاستراتيجية الدفاعية التي رفعت بشأنها "تصوراً اولياً" في الجلسات التي تلت جلسة إقرار "اعلان بعبدا" والتي تنسجم في مضمونها مع آلية تنفيذ القرارين 1680 و1701 وضبط الحدود السورية وبسط سيادة لبنان على مجمل الاراضي والحوار بشأن سلاح "حزب الله" والميلشيات.

لذلك، وعشية انعقاد الجامعة العربية في عمان على مستوى القمة، وبغية استعادة اجماع الدعم العربي للبنان، نجد ان الحل يكمن في اعادة ادراج "اعلان بعبدا" واضافة بند يتعلق بحتمية استكمال النقاش في الاستراتيجية الدفاعية وصولاً الى اقرارها تنفيذاً لمقررات الحوار الوطني المتفق عليها.

ان اولى مسؤوليات الحكومة اللبنانية هي تعزيز دور الدولة وحماية مصالح الوطن والمواطن كما في الداخل كذلك في الانتشار، وهذا ما يتطلب موقفاً رسمياً يطالب بتحييد لبنان لضمان حمايته الامنية، السياسية والاجتماعية، عشيّة بدء المفاوضات لرسم خريطة طريق للحل السياسي في سوريا، فهل هذا ممكن؟

 

لبنان: هي بداية العهد أم نهايته؟

عادل مالك/الحياة/25 آذار/17

عندما انتخب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية بعد سنتين ونصف السنة على الشغور الرئاسي، سادت أجواء من الارتياح في الأوساط اللبنانية. وعندما تألفت حكومة الرئيس سعد الحريري وبدأت العمل، وبعدما استأنف مجلس النواب عقد الجلسات التشريعية، ارتفع منسوب التفاؤل لدى اللبنانيين وساد اعتقاد بأن المؤسسات الدستورية استأنفت مهماتها وأدوارها.

لكن الأجواء التفاؤلية تقلصت في الآونة الأخيرة بعد بروز الكثير من العقبات أمام التوصل إلى التفاهم الوطني حول بعض الأمور الحساسة. ومن أبرزها قانون الانتخاب، وسلسلة الرتب والرواتب وفرض ضرائب جديدة مقابل تأمين الموارد لتمويل السلسلة.

ومن وحي تطورات الأيام والأسابيع الأخيرة، ليُسمح لنا بطرح السؤال الآتي: هل نحن في نهاية عهد الرئيس ميشال عون أم في بدايته؟ والداعي إلى هذا التساؤل أن بروز بعض الأزمات والتحديات يتزامن عادة مع اقتراب ولاية رئيس الجمهورية من نهايتها، لكن ما حدث ويحدث يؤشر إلى قيام بعض المواجهات بين بعض الكتل السياسية والبرلمانية وقصر بعبدا. ولعل دقة المرحلة تستوجب عرض الأمور بالصراحة والوضوح الممكنين، وهذا هو نهج رئيس تكتل التغيير والإصلاح الذي أصبح على رأس الهرم في الجمهورية.

إن قانون الانتخاب الذي يُسعى إلى صيغة مقبولة عنه ترضي النواب الحاليين والطامحين إلى الترشح، قد انقضت المهلة الدستورية الأولى لإصداره، والخلاف على أشده بين مختلف الكتل والفصائل والتجمعات المذهبية والطائفية.

ومع استمرار الخلافات المستعرة على غير جبهة واتجاه، بات في حكم المؤكد أن الانتخابات النيابية لن تجرى في موعدها وأن التأجيل بات في حكم المؤكد بسبب المنازلات المتعمدة حول رفض القانون الحالي، واسم الشهرة الذي بات شهيراً «قانون الستين»!

إن الأسباب المعلنة لعدم التفاهم (حتى كتابة هذه السطور) على القانون الانتخابي الجديد المؤمل منه تمثيل منطقي وعادل بين سائر القوى الشعبية، يندرج تحت عنوان عريض: النسبية والمختلط أو ما يجمع بينهما. ويسعى كل فريق إلى تفصيل القانون الجديد بما يحفظ له مصالحه في الكم والنوع.

وفي سياق المصارحة يجب أن يقال: ليس من قبيل التأثر بنظرية المؤامرة، بل من منطلق الواقعية السياسية سنحاول أن نفهم ما يحصل في التركيبة اللبنانية! فهل من البراءَة في شيء اندلاع الخلاف على ترتيب سلم الأولويات: بين سلسلة الرتب والرواتب وبين إقرار الموازنة العامة للدولة الغائبة والمغيبة منذ أكثر من عشر سنوات؟ وهل الضرورة تحتم فرض ضرائب جديدة تطاول العاديين من الناس وتبرئ أصحاب الثروات؟ بل أكثر من ذلك: من مع من؟ ومن ضد من؟

يقال داخل الجدران وفي الغرف المقفلة كلام ممثل هذا الحزب أو ذاك، ثم يخرج النواب أنفسهم للإدلاءَ بالتصريحات التي تناقض ما سبق أن قيل داخل الجلسة؟ هل في هذه الازدواجيات عملية ذكاء أو تذاكٍ؟ أو المضي في الاستخفاف بعقول اللبنانيين؟

وتندلع أنواع جديدة من الحروب على شاشات التلفزة، وما أدراك ما مسلسلات الثرثرات السياسية، وأين منها الإنتاج المكسيكي قديماً، والإنتاج التركي حديثاً!

إنه التخبط والاشتباك مع الذات حيث تضيع الرؤى وسط الأزمات المتراكمة وفي غياب مرجعية قادرة على فرض إرادتها واحترامها. لذا، فالوطن فقد الكثير الكثير، ومن ذلك الصوت المرجعي المسموع الذي يلتف الجميع حوله.

ما سمة المرحلة؟

إنها السمة الفاجرة: أنا أُعطل إذاً... أنا موجود! وهو انعكاس لحال التنافس على التعطيل وليس على التفعيل. وتأتيك فوق هذا وذاك: محاربة الفساد! وهل يكفي تعيين وزير دولة لشؤون الفساد كي نطمئن إلى القضاء على هذا الوحش الكاسر؟ مع الاحترام لشخص الوزير.

إن الكثير من التحديات، وفي الطليعة الفساد، يواجه عهد الرئيس العماد ميشال عون، وهو صاحب الحملة الأشهر على الفساد وعلى الفاسدين والمفسدين. لكن يدرك الرئيس عون من دون شك صعوبة العثور على آلية فاعلة لخوض الحرب على الفساد. كما لا يجب أن يغيب عن البال أن «تيار الفساد» المستشري في كل مكان سيدافع عن نفسه بشتى الوسائل المتاحة وغير المتاحة، وستكون معركة «تنازع بقاء ووجود» بالنسبة إلى أنصار هذا التيار الذي أصبح له كثرٌ من الأنصار والمنتفعين.

وبدرجة أعلى في سياق المصارحة:

بقطع النظر عن كل المشاريع الإصلاحية وعن نتائج «المعارك» التي يجرى الإعداد لها، هناك «أم الأزمات» التي يعبّر عنها عامل انعدام الثقة كلياً ونهائياً بين مختلف الأطراف على الساحة اللبنانية.

أيضاً وأيضاً من الصراحة نكتب:

كفى مهزلة... باعتماد النفاق الوطني تحت مسمى الوفاق الوطني، فليس بانعدام الثقة واعتماد الكيدية يُبنى «لبنان الجديد». لقد أدى «التكاذب المشترك» قسطه للعلى بعد كل هذه التراكمات الطويلة! ولم يعد يجدي نفعاً نفي وجود أزمة في صيغة العيش المشترك وأن وحدة اللبنانيين بألف خير!

إنه التحدي الأكبر والأخطر الذي يواجه العهد.

لا يحتاج الرئيس العماد ميشال عون إلى من ينظّر عليه في شؤون التغيير والإصلاح ولا في كيفية إنقاذ الوطن مما هو فيه وعليه، لكنه يدرك أكثر من غيره أن الشعب اللبناني يطالبه بالكثير الكثير من الإصلاحات والتغييرات. والسؤال: هل الوسائل متاحة لإحداث التغيير المنتظر؟

إذ لا يجب الإكثار من الوعود حتى لا تصاب الشعوب والفصائل اللبنانية بالمزيد من الخيبات!

... وماذا عن صلاحيات الرئيس؟ لقد طرح البعض هذا الأمر في وقت مبكر جداً، واستند إلى بعض التصريحات الأخيرة التي أدلى بها عن الجيش اللبناني ودور «حزب الله» والعلاقة بين الجيش والحزب، واستطراداً بروز العتب العربي من جديد على قول الرئيس عون أن الجيش اللبناني بقدراته الحالية ليس قادراً على حماية لبنان بالأسلحة المتوافرة لديه، وأن عناصر «حزب الله» تركز مقاومتها على إسرائيل، وهي داعمة الجيش اللبناني.

ولدى رئيس الجمهورية فرصة مهمة لإيضاح الصورة في الخطاب الذي سيلقيه في مؤتمر القمة العربية بعمّان بعد أيام وسيكون رئيس الحكومة سعد الحريري إلى جانبه فيها، وهو الذي عمل خلال زيارته القاهرة على إيضاح بعض الأمور التي دارت حولها الالتباسات، مشيراً إلى أن كلمة الرئيس عون ستمثل جميع اللبنانيين. لكن ماذا بعد؟ هل يحتاج رئيس الجمهورية إلى «إذن» للإعراب عن آرائه في بعض شؤون البلاد والعباد؟

وسأنقل لرئيس الجمهورية ما سمعته ولو «كره الكارهون». هناك فريق يطالب بـ «المستبد العادل»، ونعلم أن البعض سيُبدي تحفظاً على هذا التعبير، لكن هذا هو لبنان حيث لكل واحد مكان... لأن الإجماع غاية لا تدرك في بلد كلبنان!

وإضافة إلى كل ما تقدم، وما سيتأخر، تجب الإشارة إلى رائحة النفط التي انتشرت وهي تزكم الأنوف، بخاصة في ضوء الممارسات الإسرائيلية التي سارعت بانتهازيتها إلى الاعتداء على المنطقة البحرية الاقتصادية اللبنانية حيث يوجد النفط والغاز.

وإذا ما اختلف اللبنانيون على كل شيء، لا يجب أن تكون الثروة الدفينة تحت الأرض بحراً وبراً مصدر خلاف بينهم بعد التوافق على «تقسيم المصالح»، إذ لا حل لكل ديون لبنان إلا بدخول المرحلة العملية للتنقيب عن النفط واستخراجه وتسويقه. ولو تدارك اللبنانيون من «ولاة الأمر» في حينه الظروف لكان الوطن ينعم بخيرات وهبها الخالق له ولأهله. وهنا لا وجود للتمييز ولا للتفرقة بين 8 و14 الراحلين.

وبعد... نطرح السؤال مجدداً: هل لبنان بواقعه الحالي وطن موحّد فعلاً ويجب العمل على منع تقسيمه؟ أم إن لبنان بواقعه الحالي فعلاً مقسم ويجب العمل على استعادة وحدته؟

لم يعد يجدي الكلام العام، ولا صيغة العيش المشترك بألف خير. هذا الكلام ينبع من الحرص على الوطن، لا من التشكيك فيه، لكن المريض إذا لم يعترف أنه كذلك فكيف تمكن معالجته.

إن العهد هو في بدايته الأولى ومن غير المنطقي «محاسبته» الآن على التقصير. إن إلحاح اللبنانيين على استعجال الحلول والمراحل مفهوم من بعض النواحي والجوانب، لكن الحمل الرئاسى ثقيل جداً، ولا مجال لاقتراح المعجزات. والمطلوب في هذه المرحلة بالذات بعض الواقعية وبعض الصبر.

أما ما يتعلق بالعقبة الكأداء التي يمثلها القانون الجديد للانتخابات، فعلى رغم كل الأجواء القاتمة التي تحجب الرؤية، يقول خبير عتيق في الشأن الانتخابي اللبناني أن قانوناً جديداً سيولد في ربع الساعة الأخير يقوم على الآتي:

لا يموت ذئب النسبية والمختلط، ولا يفنى غنم الستين! يحاسب رئيس الجمهورية بعد حين، وكما يعلم الجميع فهو ليس في القصر إلا «من امبارح العصر».

 

تقلب الوقائع السورية مجدداً

 وليد شقير/الحياة/25 آذار/17

تقلبات المعادلة التي تتحكم بمصير سورية أخذت وتيرة متسارعة هذا الأسبوع، عبر وقائع كثيرة تزاحمت في الميدان العسكري، فالحرب السورية عوّدتنا في كل مرة ترسو الأمور على معادلة معينة خلال السنوات الماضية، على المفاجآت التي تعود فتقلب ما سبقها من أحداث بدت وكأنها ثوابت... وهكذا دواليك منذ عام 2011. لا تلبث الوقائع تنبئ بأن النظام السوري إلى سقوط حتى يحصل ما يشير إلى ثباته، ولا تلبث التطورات العسكرية ترجح الحل السياسي حتى يتعثر هذا الحل، لأنه يقوم على نظرة أحادية الجانب، فتعود إلى الاشتعال جبهات جديدة وأخرى قديمة قيل إنها أُخمدت، فيخيب ظن من سيطر عليها من فرقاء الصراع.

القاعدة الوحيدة الصالحة للحكم على هذه الحرب المدمرة هي أنها مستمرة، وأن مصير النظام السوري برئاسة بشار الأسد يبقى مطروحاً على الطاولة ولو راجت في كل مرحلة مقولة أن الأسد باقٍ وردد ذلك حتى قادة دول غربية تفضل رحيله. بقاء الأسد يعني استمرار هذه الحرب، لأنه يستحيل تصور حل سياسي باستمراره. وهو نفسه أرسى هذه المعادلة، لأنه لم يتوقف عن تكرار، في كل مرة يحقق الروس والإيرانيون انتصاراً على المعارضة (ثم ينسبونه إلى «الجيش العربي السوري»)، أنه مصمم على استعادة كل الأراضي السورية من معارضيه، الذين يصفهم -معتدلين وتكفيريين- بالإرهابيين، على رغم جلوسه معهم للتفاوض في جنيف، فهو يدرك أن الحل السياسي يعني بالتعريف رسم مسار إنهاء حكم العائلة التي دمرت سورية وقتلت مئات الآلاف وشردت الملايين... فأي معارض سيقبل أمام المأساة بقاء الأسد في إطار الحل الذي يدعو ستيفان دي ميستورا إلى التفاوض عليه؟ وأكثر ما يخشاه أن تتقدم الدول والقوى التي تحارب «داعش» والإرهاب نحو هدفها، لأن هذا يقرّب طرح رحيله، بعد أن ربط مبرر بقائه بشعار إنهاء الإرهاب الذي ساهم هو في انتشاره وإطالة بقائه في بلاد الشام لتسويغ استمراره في السلطة، حين خيّر العالم: أنا أو «داعش».

الوقائع الجديدة (المرشحة لأن تعدَّل فيها وقائع لاحقة) تبدأ بما شهدته ضواحي دمشق من تقدم للمعارضة. ومع أن تهديد دمشق من المعارضة مجدداً يحرص القائمون به على حصره بهدف فك الحصار وتخفيف الضغط العسكري المستمر (الذي تغاضت عنه روسيا راعية وقف النار) من قوات النظام و «حزب الله» والميليشيات الإيرانية عن جوبر والغوطة الشرقية، فإن تمكُّنَ الفصائل المسلحة من إحداث تقدم في ريف حماة، و «الجيش الحر» من طرد «داعش» من غرب القلمون، أعطى هذا التطور بعداً آخر كسر «الحرم الدولي» حول استهداف العاصمة. ولا تتوقف هذه الوقائع عند تزاحم الدول الكبرى على تنفيذ الإنزالات لجيوشها، في مناطق السيطرة الكردية في الشمال السوري التي باتت موزعة بين أعلام تركيا في مدينة الباب وأميركا في منبج والحسكة، وروسيا في عفرين على آليات كل منها ومدرعاتها، في سياق التنافس على تحرير الرقة من «داعش»، باعتباره الخطوة الحاسمة على طريق القضاء على التنظيم، بعد أن تنجح عملية طرده من الموصل. فالاتجاه الأميركي نحو التسليم بأرجحية نفوذ روسيا في سورية، لم يكن يعني حتى أثناء ولاية باراك أوباما، إبعاد واشنطن بالكامل أو التسليم لفلاديمير بوتين باستخدام ورقة الدور الإيراني في بلاد الشام والإقليم، في لعبة التقاسم الدولي، ولا قبولها أن يأتيها القيصر إلى التفاوض متأبطاً ذراعي رجب طيب أردوغان والسيد علي خامنئي معاً. من الوقائع أيضاً أن التحالف الدولي للقضاء على «داعش» والإرهاب لا يضم طهران، وتقوده واشنطن، التي أكدت أول من أمس دور السعودية والإمارات ومصر في الحرب على التنظيم، ونية إقامة «المناطق المستقرة» لإعادة النازحين.

من الوقائع الجديدة أن طهران تتهيأ للدفاع ضد سعي إدارة دونالد ترامب إلى وقف تدخلاتها الإقليمية في سورية واليمن والعراق والبحرين... عبر تصعيد انخراطها في الصراع في هذه الدول، بتسخير مزيد من الإمكانات العسكرية والمالية التي تستنزف اقتصادها الذي يتهم المرشد الأعلى علي خامنئي الرئيس حسن روحاني بالتقصير في معالجته. وتدفع طهران «حزبَ الله» إلى الساحات، ولا سيما سورية، بعد استراحة لمقاتلي الحزب إثر معارك حلب وغيرها التي كبدته الكثير من الخسائر.

لكل هذا أثره على القمة العربية في البحر الميت خلال أيام، بعد سلسلة خطوات لترتيب ما يمكن ترتيبه في البيت العربي، وبعد مبادرة المملكة العربية السعودية إلى حشد التأييد الدولي لمواجهة تدخلات إيران.

الواقعة الثابتة هي أن الشعب السوري سيبقى الضحية.

 

قمة عمّان ومشروع ترامب للسلام

 سليم نصار/الحياة/25 آذار/17

يوم الثلثاء الماضي أقفل الجيش الأردني مختلف المعابر المؤدية الى منطقة البحر الميت حيث سيعقد مؤتمر القمة العربية يوم 29 الشهر الجاري. الحكومة الأردنية أصدرت لهذه المناسبة 1400 بطاقة دخول وزعتها على عدد من الصحافيين المحليين والمراسلين والمصورين الأجانب. وقد استقبل العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني مطلع هذا الأسبوع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بهدف التنسيق والتشاور حول جدول أعمال القمة المقبلة. ومن أجل تسهيل عمل المشرفين على التنظيم الداخلي، قدم أبو الغيط مجموعة وثائق تضم المقررات المهمة التي صدرت عن قمم سابقة، بدءاً من قمة أنشاص في الإسكندرية (29/5/1946) حتى القمة الأخيرة في موريتانيا العام الماضي. وواضح من طبيعة النشاط الاستثنائي الذي يقوم به المسؤولون الأردنيون إن هناك تعليمات ملكية تقضي بإنجاح هذه القمة، إن كان من حيث عدد المشاركين... أم من حيث التعامل مع الأزمات التي تعصف بالعالم العربي.

وعلى ضوء هذا التوجه، لم يكتفِ الملك عبدالله الثاني بالدعوة التي حملها مبعوثه ناصر جودة الى العاهل المغربي الملك محمد السادس، بل سافر هو شخصياً الى طنجة عندما بلغه أن ملك المغرب متردد في الحضور. علماً أن آخر قمة حضرها العاهل المغربي كانت قمة بيروت عام 2002.

في الرياض، تؤكد المصادر الرسمية أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز سيحضر على رأس وفد رفيع المستوى، خصوصاً أن المواضيع المعدّة للنقاش تحظى باهتمامه، بدءاً بموضوع فلسطين... مروراً بأزمتي اليمن وسورية... وانتهاء بمعالجة الخلاف مع إيران حول الأمن الإقليمي.

ويبدو من برنامج القمة أن الأردن سيكون عنده ما يقوله عن اتصالات سبق أن أجراها رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة الذي التقى الرئيس حسن روحاني في طهران، وبحث معه في إمكان إعداد تقارب على مستوى القيادة. ومن المتوقع أن ينتج ذلك اللقاء مطالبة إيران بضرورة إعلان تعهد يقضي بتعديل سياستها الخارجية، خصوصاً الجانب المتعلق بموقفها من دول الخليج.

ومع أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حاول للمرة الثالثة إقناع الجامعة العربية بضرورة رفع الحظر المفروض على حضور الرئيس بشار الأسد، إلا أن محاولته لم تلقَ الصدى المطلوب. لذلك قرر إرسال ميخائيل بوغدانوف، مستشاره لشؤون الشرق الأوسط، إذ يمثل دور المراقب.

وكانت الجامعة العربية علقت حضور سورية عام 2011، ثم عادت واعترفت بالمعارضة السورية «بديلاً من النظام الذي يقتل ويهجر مواطنيه». وفي مؤتمر الدوحة جلس أحمد معاذ الخطيب، رئيس «الائتلاف الوطني» السوري، في المقعد المخصص لبشار الأسد، وكان ذلك في آذار (مارس) 2013.

رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس كان أكثر المسؤولين قلقاً على القضية التي حملها خلال جولتين عربية وأوروبية لم تكتملا بسبب الدعوة المفاجئة التي تلقاها من الرئيس عبدالفتاح السيسي. وكان ذلك عقب انقطاع طويل عن القاهرة برز أثناء سحب مندوب مصر مشروع إدانة الاستيطان من مجلس الأمن في آخر شهر من السنة الماضية. وتبعت ذلك سلسلة خلافات عابرة تجاوزها السيسي لأسباب تتعلق برغبته في لعب دور أساسي في حال طرحت الولايات المتحدة مشروع إحياء عملية السلام المعطلة.

ووعد الرئيس المصري ضيفه أبو مازن بأن القضية الفلسطينية ستكون الموضوع الأهم خلال زيارته المرتقبة لواشنطن، وبأنه سيبذل كل جهد مستطاع مع الرئيس دونالد ترامب، من أجل إنهاء النزاع وإقامة الدولة الفلسطينية.

وكان عباس اغتنم فرصة سفره الى الدوحة من أجل تدشين المدرسة الفلسطينية التي أمر بإنشائها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، لكي يزور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وجرت خلال اللقاء مراجعة ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية بين «فتح» وسائر المنظمات المعارضة مثل «حماس» و «الجهاد الإسلامي». وذُكِر أن محمود عباس أبدى رغبة في استئناف الحوار مع المنظمات الأخرى وإنهاء حال الجفاء والمقاطعة. وعليه، ترك الأمر الى الشيخ تميم على أن يعالجه فور عودته من مؤتمر القمة في عمّان.

ولكن الدول العربية غير مطمئنة الى عدالة الحل السياسي الذي يطرحه الرئيس الاميركي دونالد ترامب أمام زواره، خصوصاً أنه يجرد الفلسطينيين من دورهم الأساسي. والحل في محصلته النهائية يتألف من خطوط عريضة هذه أهمها:

أولاً - بعد مرور أكثر من عشرين سنة، أثبتت المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية عقم المحاولات التي أجرتها الإدارات الأميركية من موقع المشرف والضامن لكل مسارات التسوية.

ثانياً - لهذه الأسباب وسواها، يفرض المنطق ضرورة تجميد نهج المفاوضات الثنائية، واستبدالها بصفقة أمنية، سياسية، اقتصادية تحفز الجهتَيْن المعنيتين بالنزاع، كما تغري الدول العربية بالاشتراك في وضع الحل والإشراف على ضمان تحقيقه.

ثالثاً - من أجل تنفيذ مشاركة فعلية، يجب رسم إطار لتسوية اقليمية تتألف من مسارات ثنائية، ومن تحالفات إقليمية تكون اسرائيل جزءاً منها.

ويشترط ترامب في صيغة الحل ألا تكون السلطة الفلسطينية الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني، وإنما تشارك معها مصر ودول مجلس التعاون الخليجي. وتقضي فكرة التجمع الاقليمي حصول إسرائيل على اتفاقات اقتصادية في مقابل قبولها بحل الدولتَيْن لشعبين.

وفي حال وافقت الدول العربية وإسرائيل على تبني هذه الصيغة، فإن ترامب يرشح صهره جارد كوشنير كمبعوث خاص لإنهاء نزاع الشرق الأوسط بالتعاون مع سفيره في تل أبيب ديفيد فريدمان.

ومن المؤكد أن الدول العربية لن توافق على هذه الصيغة التي تحلها محل الفلسطينيين في تدبير شؤونهم، إضافة الى مشاركتهم في طاولة المفاوضات.

ورأت «حماس» في دعوة الرئيس دونالد ترامب الى رئيس السلطة الفلسطينية فخاً لإقناعه بأهمية تجديد ثقته بالإدارة الأميركية، ومنحها فرصة جديدة لاستئناف المحادثات من دون شروط مسبقة، ولو اقتصر ذلك على شرط وقف بناء المستوطنات!

وهذا يعني بـ «القلم العريض» سلب الفلسطينيين كامل حقوقهم، وتجيير مسؤولية مستقبلهم الى دول عربية تنوء تحت أثقال الهموم والمتاعب التي حصدتها من حقول «الربيع العربي».

قبل افتتاح مؤتمر قمة عمّان، أثار الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش أزمة سياسية مع الفلسطينيين والدول العربية بسبب سحب تقرير عن إسرائيل أعدته ريما خلف، الأمينة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (اسكوا). ويشير التقرير، الذي ساهم الخبير القانوني ريتشارد فولك بالتعاون مع الباحثة فيرجينيا تيلي في جمع معلوماته، الى حقيقة تحوّل إسرائيل الى دولة فصل عنصري (ابارتهايد). ويبدو أن خوف الأمين العام من فقدان وظيفته، ومن انتقام الرئيس ترامب، الذي هدد بسحب ربع مساعدات المنظمة الدولية، دفعاه الى سحب التقرير من أرشيف المنظمة، الأمر الذي قابلته خلف بتقديم استقالتها. وبين الأسباب التي ذكرتها في كتاب الاستقالة عبارة توضيح تقول: «أستقيل ببساطة لأنني أرى أن من واجبي تجاه الشعوب التي نعمل لها، وتجاه الأمم المتحدة، وتجاه نفسي، ألا أكتم شهادة حق عن جريمة ماثلة تسبب كل هذه المعاناة لكل هذه الأعداد من البشر، وبناء عليه، أقدم استقالتي من الأمم المتحدة». ومن غرائب الصدف أن ريما خلف أعادت الى ذاكرة الرأي العام قراراً مماثلاً صدر عن مؤتمر دربان عام 2001، وفيه يقول: «يشير المؤتمر بأسف عميق الى المأساة القاسية التي ألمت بالشعب الفلسطيني، والتي تتمثل في منعه من ممارسة حقه في تقرير المصير على تراب وطنه، وفي تشتت مئات الآلاف من الفلسطينيين، ومنع عودتهم الى ديارهم وإحلال المستوطنين الأجانب فيها، وفي ممارسة مختلف أشكال التمييز العنصري ضد الفلسطينيين مما يؤثر في جميع جوانب حياتهم اليومية بما يحول دون تمتعهم بأبسط حقوقهم الإنسانية على أساس المساواة». ويكمل القرار فيقول: «ويعرب المؤتمر عن قلقه الشديد إزاء استمرار هذه الحالة وعن أسفه لرفض إسرائيل الانصياع لقرارات الأمم المتحدة في هذا الصدد». وترتب عن تلك الإدانة انسحاب ممثلي الولايات المتحدة وإسرائيل من مؤتمر دربان، الأمر الذي انتهى بنقل القرار الى الجمعية العامة حيث تم التصويت عليه بغالبية الأصوات. وبعد سنوات عدة، جندت إسرائيل كل إمكاناتها السياسية والإعلامية والمالية، لإلغاء قرار اعتبرته مهيناً ومسيئاً لسمعتها كبلد يزعم أنه ينشر الديموقراطية في الشرق الأوسط! بقي أن ينصف مؤتمر عمّان ريما خلف لأن استقالتها تعتبر صفعة للمنظمة التي يرأسها موظف لا يختلف في طبعه عن سلفه الأول تريغفه لي!

 

لبنان القوي ولبنان الضعيف

نديم قطيش/الشرق الأوسط/24 آذار/17

لا يزال نظام لبنان السياسي أقوى بما لا يقاس من القوى الطامحة لتغييرات هنا وهناك. يوم الأحد الفائت احتل اللبنانان شاشات الحدث السياسي. مظاهرة ضمت الآلاف في ساحة رياض الصلح في قلب بيروت ضد ضرائب تناقشها الحكومة لتمويل زيادات رواتب موظفي القطاع العام. وتجمع شعبي في قصر المختارة التاريخي، ومعقل الزعامة الدرزية الجنبلاطية، ضم عشرات الآلاف، أتوا ليشهدوا على توريث وليد جنبلاط الزعامة لنجله تيمور. جمهور الشهود على التوريث فاق بكثير جمهور المعترضين على الضرائب، الذين منذ أزمة النفايات في لبنان يعبرون بشكل متزايد عن ضيقهم بكل القوى السياسية التي تشكل ما يسمى الطبقة السياسية اللبنانية، أي قوى النظام السياسي المخضرمة الممتدة حياتها منذ منتصف الحرب الأهلية حتى اليوم. كأنها بمحض الصدفة منافسة مشهدية بين النظام والمعترضين عليه، أو فاقدي الثقة بقواه السياسية، جاءت نتيجتها حاسمة لصالح النظام بصوره الأكثر تقليدية.

جرت العادة أن يرث الأبناء آباءهم في لبنان. وجرت العادة أن يرث الوارثون في أثر دراما الموت وغالباً القتل. لكنها من المرات النادرة التي يرث فيها الابن أباه الحي، والنشط، والمتوقد. لسنا بإزاء الراحل بشير الجميل الذي فرض نفسه على أبيه بيار. ولا بإزاء الراحل داني شمعون الذي شكل ثنائياً شمعونياً مع أبيه الرئيس الراحل كميل شمعون. ولا طوني فرنجية النائب والوزير ورئيس الميليشيا في عهد والده الرئيس الراحل سليمان فرنجية.

غير أن هذه الصورة القوية لقوى النظام السياسي، لا تعبر بدقة وعدل عن أزمات الطبقة السياسية اللبنانية أو النخبة الحاكمة. فهي تتعرض لتآكل مستمر لشرعيتها ولنزيف حاد من ثقة الناس بها. المزاج الشعوبي الغاضب في لبنان من فرض الضرائب، وقبله من الفشل المهين في حل أزمة النفايات، والارتباك الفاضح للحكومة آنذاك التي تراجعت عن مناقصات تلزيم معالجة النفايات بعد اعتمادها بأربع وعشرين ساعة، يتغذى من واقع الفساد المستشري في لبنان الذي يحتل المرتبة 136 عالميا من أصل 176. بسذاجة وواقعية يقول بعض اللبنانيين: «لن ندفع ضرائب يأكلها أهل السلطة». لا شك أن مسألة الفساد في لبنان أعقد بكثير من هذه الجملة الساذجة، ولكن الدقيقة في التعبير عن ضيق الناس بالنخبة السياسية الحاكمة. فقاعدة الفساد في لبنان أوسع بكثير من فكرة «الزعيم السياسي الحرامي»، وهي بمثابة عقد اجتماعي بين الزعيم والرعية موازٍ للعقد الاجتماعي بين الفرد أو الجماعة والدولة. ومزاريب الفساد مفتوحة وتطال «خيراتها» ضمن علاقة زبائنية معقدة شريحة كبيرة من جمهور هذا الزعيم أو ذاك، لا سيما إذا اتسع تعريف الفساد ليشمل التوظيف الاستنسابي في القطاع العام أو الترقي ضمن سلم الدولة الوظيفي أو الاستنسابية في منح الحكومة العقود الاستثمارية والإنشائية للقطاع الخاص، وغيرها الكثير من وجوه عملية «ضم وفرز» اجتماعية وسياسية واقتصادية تستتبع هذا وتهمش ذاك!

ولئن كان الفساد سياسة عميقة، فهو لا يواجه بعبارات ساذجة وحسب. ذلك من شأنه تأبيد مشهد يوم الأحد. فواحد من وجوه الأزمة الفعلية في لبنان هو فائض «التسييس» وندرة «السياسة». تسييس كل شيء في غياب السياسة. لا سياسات واضحة أو غير واضحة، كلية أو جزئية يمكن العثور عليها حول أي ملف حقيقي. ما نحن أمامه هو صراعات تسيسية بين أركان الطبقة السياسية (داخل السلطة وخارجها). وفي المقابل شعبوية تسيسية لم تنتج حتى الآن أي فكرة جدية ولا تبدو على أي صلة حقيقية بتجارب مكافحة الفساد في العالم من لي كوان يو صانع سنغافورة الحديثة إلى القاضي سيرجيو مور في البرازيل!

الخطير أننا نعيش نهاية شيء ما من دون ولادة بديل. واحدة من القواعد المؤسسة والعامة لليبرالية هي فكرة المساواة الحقوقية والسياسية. وهي التبرير الأخلاقي الليبرالي لعدم المساواة المادية، أي تساوي الفقير والغني والأعراق والجندريات و... و... في الحقوق والفرص في مقابل عدم تساويهم المادي (الثروة، المكانة المهنية... الخ). شرط ذلك هو توفر بنية قانونية شفافة تصون التنافس وعدالته وتحارب المسالك الملتوية للتفوق. ولعل الحاصل اليوم في الغرب من صعود شعبوي هو نتيجة انهيار السند الأخلاقي هذا الذي يتيح التعايش بين عدم المساواة المادية في مجتمع مساواتي «ايغاليتاريان» حقوقي وسياسي. الانهيار الأخلاقي لليبرالية، فضحته وثائق «أوراق بنما» و«ويكيليكس» التي تظهر سيادة الطرق الملتوية وانعدام العدالة في الوصول إلى التفوق المادي عبر الفساد واستغلال السلطة والنفوذ. لبنان هو جزء من هذا الانهيار العام معطوفاً على أسبابه الخاصة، ومشدوداً نحو هاوية أبسط أزماتها قانون الانتخاب.

 

ترمب: خطأ انسحابنا من العراق

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/24 آذار/17

كرر الرئيس الأميركي دونالد ترمب رأيه بشأن أزمة العراق، وسبق أن أعلنه خلال حملته الانتخابية، قائلاً: «ما كان ينبغي أن ندخل، وعندما دخلناه ما كان يفترض أن نغادر». وفي حكومة ترمب وزراء وعسكريون عندهم خبرة مهمة تعاملوا مباشرة مع العراق، ويبدو أنهم يشكلون رأي الإدارة الحالية في واشنطن حيال ما ينبغي فعله هناك. يرى ترمب أن إيران استولت على العراق بسبب تراخي إدارة أوباما وخروجها من هناك دون تقدير للنتائج السلبية، وهذا يطابق رأي الجنرال مايكل فلين مستشار الأمن القومي السابق، ومماثل لرأي جيمس متيس وزير الدفاع. كلهم يرون إيران أم المشكلات ومصدرها في العراق وسوريا واليمن.

أما إدارة الرئيس السابق باراك أوباما فقد كانت ترى أن إيران مفتاح الحل لأزمات المنطقة، ولهذا اختارت التعاون معها في العراق. نظرية أن إيران هي الحل سقطت في النهاية، لأنها التي زادت النزاعات تعقيداً، وأضرت بمصالح الدول الكبرى، واليوم هي التي تهدد الأمن الإقليمي كله.

وقد وضعت إيران معظم ثقلها في العراق مستغلة إكمال أوباما سحب كل ما تبقى من القوات الأميركية في بداية رئاسته. وهذه وجهة نظر جدلية تفترض أن بقاء بعض القوات في مناطق معينة في العراق كان مهماً كرسالة رادعة لإيران، ودعم قوي للسلطة العراقية المركزية. وإدارة ترمب تعتبر العراق دولة مهمة استراتيجياً، وأنه رغم الخسائر التي منيت بها الولايات المتحدة ما كان ينبغي التفريط فيها بسهولة كما فعلت الإدارة الأميركية السابقة. وقد تابعتُ النقاش الدائر في الولايات المتحدة حول هذه الجزئية تحديداً، بين المنظرين والسياسيين السابقين، وكذلك امتداداته على «تويتر»؛ فالذين كانوا مرتبطين بإدارة أوباما آنذاك يقولون إن ترمب يخطئ في اتخاذ إيران عدواً لخطورتها على أمن الولايات المتحدة ومصالحها، وبخاصة في العراق بحكم تغلغلها وسطوتها، ورأي الطرف الآخر أن تمكين إيران من دولة ثرية واستراتيجية، مثل العراق، سيهدد مصالح واشنطن أكثر مستقبلاً، وبالطبع أمن المنطقة. وليس صعباً علينا فهم وإدراك خطورة استيلاء وتفرد نظام طهران بالعراق، الذي نرى بوادره منذ أكثر من عامين، حيث يستخدم الإيرانيون أراضي وأجواء وميليشيات وقوات العراق لأغراضهم، وكذلك مداخيله المالية في تمويل نشاطاتهم العسكرية والسياسية الإقليمية. وسبق لمتحدثين في البرلمان الإيراني أن أطروا ما يفعله «فيلق القدس» الإيراني في حروبه الخارجية، وقالوا إنه لم يكلف الخزينة الإيرانية دولاراً واحداً، وذلك رداً على انتقادات الرئاسة في طهران. الحرس الثوري يستخدم الأموال العراقية في تمويل أعماله العسكرية في المنطقة، ابتداء من العراق نفسه.

ومع أنه ليس سهلاً إخراج الأجهزة الإيرانية من العراق، فإنه أيضاً لا يمكن التخلي عنه فريسة سهلة. العراق ليس بالبلد الذي يمكن الاستيلاء عليه بسهولة بحجة أنه امتداد جغرافي طبيعي وقريب طائفياً من إيران؛ فكل دول المنطقة متجاورة ومتماثلة إثنياً وطائفياً، وهذا لا يجعلها مائدة مفتوحة لمن شاء الاستيلاء عليها باسم الجوار والطائفة والتاريخ المشترك.

 

فرنسا: انتخابات مليئة بالمفاجآت

أمير طاهري/الشرق الأوسط/24 آذار/17

عندما أقر نظام الانتخابات الرئاسية في نهاية خمسينات القرن الماضي، برر الجنرال شارل ديغول هذه الخطوة باعتبارها تشكل «لقاءً بين إنسان وأمة». ولم يكن ديغول، الذي كان يحمل في قلبه ميلاً قوياً للنظام الملكي، أول من راوده حلم تحقيق تزاوج بين إرادة الشعب وقيادة رجل يعد بمثابة مبعوث العناية الإلهية يولي جل اهتمامه لخدمة الأمة، وليس لفصيل سياسي بعينه. وقد بدأ السعي وراء التوصل للخلطة السحرية لهذا المزيج الدقيق مع اندلاع الثورة الفرنسية العظيمة في القرن الـ18، والتي سعت بادئ الأمر لإقرار حل وسط ما بين المؤسسة الملكية وسيادة الشعب من خلال ماكسميليان روبسبيير، الذي اشتهر كأحد أكبر الزعماء السفاحين لما عرف باسم «عهد الإرهاب الثوري»، والمثير أن روبسبيير كان قد بدأ حياته نصيراً متحمساً للملكية.وجاءت محاولة أخرى لتحقيق هذا التزاوج مع تولي لويس بونابرت حكم البلاد عام 1848، حاملاً لقباً لافتاً: «الرئيس الأمير». وبعد أربع سنوات، حل وصف آخر محل هذا اللقب: الإمبراطور. وجاء منعطف آخر في المسيرة لا يخلو من مفارقة، عام 1871 عندما أصر المستشار الألماني «الحديدي»، بسمارك، على إجراء فرنسا لانتخابات وتشكيلها جمهورية قبل إقرار اتفاق سلام معها في أعقاب الهزيمة التي تعرضت لها على يد ألمانيا.

وعليه، تفككت الإمبراطورية الفرنسية الثانية وجرى انتخاب جمعية تأسيسية شكل فيها مؤيدو الملكية الغالبية. ومن ثم تأسست الجمهورية الفرنسية الثالثة على أيدي أنصار النظام الملكي.

ومع ذلك، ورغم محاولات رجال كانوا بالفعل بمثابة مبعوثين من العناية الإلهية مثل غامبيتا لم تثمر الجمهورية الجديدة قط المزيج المثالي. بعد الحرب العالمية الثانية، وبعد معاناتها من تجربة ألمانيا النازية وبناء نظام يقوم حول زعيم أعلى، تخلت النخبة السياسية الفرنسية عن الحلم القديم وحاولوا بناء نظام برلماني يشبه إلى حد ما النظام القائم في بريطانيا العظمى. ورغم أن هذا النظام عمل بصورة جيدة داخلياً، فإنه أثبت عجزه عن تناول التحديات الناجمة عن تفكيك المستعمرات وانحسار الإرث الإمبريالي الفرنسي على نحو كبير تجلى في الثورة الجزائرية.

في المقابل، أثبتت الجمهورية الخامسة التي أسسها ديغول كفاءتها في مواجهة هذه التحديات، في الوقت الذي أطلقت فيه العنان أمام ازدهار الفكر الفرنسي على امتداد نصف قرن من الاستقرار السياسي والتحديث الاقتصادي.

ومع هذا، يبقى التساؤل الآن: هل فقد النظام الذي صاغه ديغول قدرته على مواجهة التحديات التي ينطوي عليها مجتمع ما بعد الثورة الصناعية في إطار العولمة؟ في الواقع، لقد طرح هذا التساؤل في صورته الأقوى مع بداية الحملات الانتخابية الرئاسية في 21 مارس (آذار).

بادئ ذي بدء، بدت الصيغة التي طرحها ديغول القائمة على «رجل واحد وأمة واحدة» أبعد عن أي وقت مضى، ففي هذه المرة تحولت الانتخابات الرئاسية إلى صراع بين 11 مرشحاً، بينهم امرأتان، يمثلون مزيجاً متنوعاً من الآيديولوجيات بدءاً من الماركسية التروتسكية وصولاً إلى القومية الفاشية السرية، وفيما بينها صور متنوعة من الأطياف الديمقراطية والليبرالية والكلاسيكية والمحافظة.

كما أن هذه المرة الأولى التي لا يجري فيها طرح أي من المرشحين باعتباره حاملاً إرث الإدارات السابقة. في الوقت ذاته، يفتقر الرئيس الحالي فرنسوا هولاند إلى الشعبية على نحو بالغ لدرجة أن أحداً من المرشحين لا يحاول ادعاء أنه خليفته.

من جانبه، يتعمد مرشح الحزب الاشتراكي، بونو أمون، التظاهر كما لو أن هولاند لا وجود له، رغم أنه عمل وزيراً تحت قيادته.

ونظراً لأن سلف هولاند، نيكولا ساركوزي، يفتقر إلى الشعبية بالصورة ذاتها، فإنه لم يرد ذكره أيضاً قط على لسان فرنسوا فيون الذي عمل رئيساً للوزراء طيلة خمس سنوات في ظل رئاسته.

أيضاً، تحرص مرشحة اليمين المتطرف، مارين لوبان، على عدم ذكر والدها جان ماري. في الوقت ذاته، ومع طرحه نفسه في صورة البطل المعارض للمؤسسة السياسية القائمة، عمد مرشح أقصى اليسار، جان لوك ميلونشون، إلى محو ماضيه كعضو بارز في المؤسسة ذاتها، ذلك أنه كان عضواً بالبرلمان ووزيراً ونائباً بالبرلمان الأوروبي.

وفي خضم انتخابات يبدو خلالها عدم وجود ماض ميزة، فإن الجائزة الكبرى عن غياب الماضي من نصيب إيمانويل ماكرون، المرشح المفاجئ الذي نجح في اجتذاب وسائل الإعلام إليه وأمامه فرصة كبيرة للوصول إلى جولة الإعادة في الانتخابات، في مايو (أيار) المقبل.

ومع هذا، تلقى جميع هذه الوجوه التي من المفترض أنها جديدة، دعماً من وجوه أخرى قديمة تضرب بجذورها في الساحة السياسية الفرنسية. على سبيل المثال، يحظى فيون بدعم الآلة الديغولية القديمة، التي أعيد تسميتها مؤخراً «الحزب الجمهوري»، علاوة على مجموعات كاثوليكية وشبكة من الوجهاء المحليين. أما لوبان، فتعتمد على إرث حركة «أكسيون فرانسيز» السياسية المنتمية لأقصى اليمين ودوائر قديمة تلتزم فكر فيليب بيتان، رئيس الدولة الفرنسية الأسبق، ومن يحملون بداخلهم حنيناً إلى الجزائر الفرنسية، ناهيك عن العناصر المتطرفة التي توفر القوة اللازمة لخوض صدامات في الشوارع.

ويتمتع ميلونشون بدعم فلول الحزب الشيوعي والمجموعات المرتبطة بها داخل النقابات العمالية، وكذلك الجماعات الفوضوية المتخصصة في سياسات الشارع.

أما بالنسبة لأمون، فإنه يملك السيطرة على الأقل على جزء من آلة الحزب الاشتراكي والكثير من الدوائر المركزية شبه الميتة في الوقت الراهن.

ونظراً لأن الشعبوية أصبحت الصيحة السائدة في الديمقراطيات الغربية في الوقت الحاضر، يحرص جميع مرشحي الانتخابات الرئاسية الفرنسية على أن ينهلوا من هذا المعين. الملاحظ أن الشعبوية لها تاريخ طويل على الصعيد السياسي الفرنسي الحديث يرجع إلى عهد جورج إرنست بوولنجر وبيير بوجاد في القرنين الـ19 والـ20. هذه المرة، يجري الترويج للشعبوية بصورة خاصة عبر معارضة الاتحاد الأوروبي، بتشجيع من تصويت الـ«بريكست» داخل بريطانيا. من ناحيتها، أبدت لوبان رغبتها في الخروج من منطقة اليورو وتنظيم استفتاء بخصوص الخروج من الاتحاد الأوروبي. أيضاً، اختار ميلونشون موقفاً يدعم الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، بينما يرغب أمون في البقاء داخل الاتحاد الأوروبي في ظل شروط لن تقبل أي دولة أخرى عضو في الاتحاد بمنحها لفرنسا. أما فيون، فيبقى موقفه غامضاً حيال هذا الأمر، لكنه يدعو لتوطيد العلاقات مع روسيا وإيران، ما يعني التحرك بعيداً عن الاتحاد الأوروبي.

وباستثناء ماكرون، الذي يبدي حماساً كبيراً تجاه الاتحاد الأوروبي، يعمد جميع المرشحين الرئيسيين أيضاً إلى تبني مواقف مناهضة لحلف الناتو والولايات المتحدة مغلفة في إطار مناهض لترمب تحديداً. ويبدي كل من فيون ولوبان وميلونشون تأييداً علنياً لروسيا ويعدون بالتعاون بصورة أوثق مع الرئيس فلاديمير بوتين بخصوص جميع القضايا الدولية الكبرى، بل وأبدى ميلونشون رغبته في عقد اجتماع ضخم على مستوى القارة الأوروبية لإعادة ترسيم الحدود بهدف تناول «المخاوف» الروسية.

أما ماكرون، فإنه الوحيد الذي أعلن أنه لن «يتعاون» مع بوتين، بينما عارض أمون سياسة موسكو القائمة على توجيه دعم غير مشروط للديكتاتور السوري بشار الأسد.

ومما سبق، يتضح أن الحملات الانتخابية الرئاسية الحالية كشفت النقاب عن مشهد سياسي فرنسي ممزق ربما سيكون من الأفضل حكمه في ظل صيغة «رجل واحد وأمة واحدة» التي أقرها ديغول من قبل. ومع أن هذه ربما لا تشكل نهاية الجمهورية الفرنسية الخامسة، فإن النهاية تقترب بالتأكيد.

 

باستثناء إيران، الإرهاب إلى أين بعد جسر ويستمنستر

حامد الكيلاني/العرب/25 آذار/17

في عالم الأدب يقال إن وظيفة الروائي هي التمادي في السرد وعدم الرضوخ للمنطق والحقائق للإفلات من جاذبية الواقع إلى خيال لا يهتم أو يبالي بمبالغة الأرقام والخسائر والانفعالات؛ السؤال الموضوعي بعد إنزال معظم حمولة الشُحنة على مئات الأوراق: ماذا سيحدث؟

الاستغراق في تقرير المصائر والأحداث والزمن ورسم الاستراتيجيات على ضوء هياكل فكرية مخطط لها، ترتهن الكاتب إلى خاتمة مسبقة ترافق البداية منذ أول كلمة، وما يتبقى مجرد تفاصيل أو دروب براغماتية للوصول إلى الغاية.

في عالم الحروب، غرفة العمليات العسكرية تضع الخطط لحركة القطعات وترسم أدوار الصنوف القتالية في مقدمات المواجهة وكذلك أدوار المجموعات الساندة، بوصف عام تترك مساحة للمناورة لاستيعاب المفاجآت ومعالجة التفاصيل إلى الضباط وضباط الصف الميدانيين لأداء أدوارهم كقيادات مباشرة للجنود؛ وعلى هؤلاء تعتمد نتائج الخطط المُقرة في القيادة العليا، أي إن من يكتب الهزيمة أو الانتصار هو الأقرب إلى الواقع، الأقرب إلى لحظة المكان وما يجري فيها، إنها أبسط لحظة، يستخدم فيها السلاح كمحصلة لفشل أو نجاح سلسلة العلوم والدراسات العسكرية المختصرة بجهد القادة في غرفة العمليات.

تحضر الأسئلة مزدحمة ومتدافعة في الحرب على الإرهاب؛ أول تلك الأسئلة تتعلق بالثورة السورية في ذكرى انطلاقتها السادسة، هل احتاجت الثورة بقادتها العسكريين وقادة المعارضة السياسية كل هذه الأعوام ليُدركوا أهمية الأخذ بالبديهيات؟ وهي دائماً بديهيات مرمية تحت أبصارهم وفي متناول أيديهم، لكنها تبتعد جداً عندما يتم الفصل وتحدث القطيعة مع البصيرة بسبب الانشغال في العناوين والعناية البالغة بحجم وأعداد وسعة عوامل الثورة على الأرض وخلق بؤر توتر في قراءة غير واقعية للنتائج.

البيان الصادر عن فيلق الرحمن، هل يلخص عودة الوعي لبراءة الثورة؟ الثوار طيلة فترة الأعوام الـ6؛ لا نتوقع أن المفاهيم في البيان كانت غائبة عن وعيهم إنما لم تكن حاضرة كلحظة مواجهة مباشرة كما قدمنا؛ هل الثوار وقياداتهم غابت عنهم بديهية أن العمليات العسكرية النوعية ضد النظام وبالقرب من قواه الفاعلة أو في صميمها هي التي تقرب الثورة من غاياتها وتنقذ المدن والأبرياء من ردود الفعل الوحشية كما حصل، وتمنع التدخلات الميليشيوية الإيرانية الطائفية ومعها مبرراتها الإرهابية الجاهزة وأيضاً التدخلات الخارجية وما أكثرها.

في ظل الأحداث الأخيرة وتطور الصراع في سوريا هناك معادلة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من براءة الثورة ومن سوريا الدولة والوطن، مع بديهية أن الحكام زائلون حتى في حالة حاكم يحكم البلاد على طريقة تمادي السرد الروائي في تقرير مصائر الأفراد والمجموعات البشرية.

أميركا أوباما، لماذا استغرقت أعواماً لتطرح تحالفها الدولي لمحاربة الإرهاب وإنهاء مهزلة الجرائم التي هزت أركان الثقة بمصير الإخاء الإنساني ودور المجتمع الدولي في وقف الانحطاط الذي نتعايش معه يومياً في الكثير من المدن العربية وصولاً إلى سقوط الضحايا على جسر ويستمنستر في قلب العاصمة لندن؛ أوباما وإدارته بعد احتلال الموصل لم يشهرا سيف الوقت في وجه تنظيم الدولة الإسلامية إنما كانت تصريحاتهما تُقحم اليأس في النفوس بسبب توقعات مدة الحرب على الإرهاب وتماديها إلى ثلاثة عقود قادمة.

أكيد أن أوباما لم يكن يعاني نقصاً في المعلومات حول مخاطر الإرهاب وتمدده في الشرق الأوسط والعالم، لكنه بوضوح شديد استغل الوقت لينهي مدة صلاحيته في البيت الأبيض منسحباً من ملفات تهدد الأمن العالمي مكتفياً بالاتفاق النووي مع إيران كمحاولة لتهدئة اللوبي الصهيوني في واشنطن تاركاً أبواب الإرهاب مفتوحة على وسعها في إهدائه العراق والمنطقة إلى إرهاب تنظيم دولة ولاية الفقيه.

الرئيس أوباما أدار ظهره إلى المشاكل الكبرى بصفته رئيس الدولة العظمى في العالم وذلك أعطى حيوية مضافة للرئيس دونالد ترامب خلال مدة قصيرة من فترته الرئاسية التي بدت كمرحلة عالمية يمكن اختصارها بمرحلة ما بعد أوباما لتشمل إعادة الدور الأميركي إلى استراتيجية “إن لم تكن معي فأنت ضدي” التي تبناها جورج بوش بعد 11 سبتمبر 2001. الأسئلة الأخرى تتعلق برئيس وزراء العراق حيدر العبادي الذي تواجد في واشنطن والتقى بالقيادات الأميركية واستمع إلى الانتقادات الموجهة للميليشيات الطائفية والقلق من النشاطات الإيرانية في العراق التي تعرقل خطوات التقدم في التعاون الأمني بين البلدين؛ تطمينات العبادي ارتبطت بالرقص على إيقاع المتغيرات في السياسات الأميركية الجادة، خاصة في ما يتعلق بالإرهاب الإيراني ومستقبل الميليشيات، والتي أكد عليها العبادي بجملة “حملة السلاح خارج القانون” حيث لا دور لهم في مستقبل العراق السياسي؛ وهو التفاف مقصود ومبطن لحماية الميليشيات المنضوية في هيئة الحشد الشعبي. لم يعد من الصعب اكتشاف وتحليل أسباب الاستعجال في تمرير قانون الحشد داخل البرلمان العراقي رغم الاعتراضات عليه، المبررات أصبحت جاهزة ومفهومة استباقا لحتمية المساءلة والعدالة الدولية للحكومة العراقية عن الانتهاكات الموثقة للحشد الطائفي؛ لم يعد قانون الحشد كافياً لإقناع أميركا والتحالف الدولي بشرعيته العسكرية والوطنية؛ العبادي سعى إلى إيصال صوت الحشد في اجتماع التحالف الدولي المؤلف من 68 دولة للبحث في الاستراتيجية الأميركية للحرب ضد تنظيم داعش وضد الإرهاب.

هيئة الحشد أبلغت العبادي أهمية الثناء على دورها في مكافحة الإرهاب في اجتماع واشنطن، والعبادي في كلمته بعد كلمة وزير الخارجية الأميركي لم يأت بجديد في دفاعه عن الحشد وقانونه ودوره مع تأكيده وحسمه بالقضاء على السلاح خارج نطاق قانون الدولة.

أيّ قانون وأيّ دولة التي تسمح لنفسها بالكذب على المجتمع الدولي بطروحات ساذجة وبلا طعم أو فكرة أو مضمون، ربما العبادي يعتقد أن العالم برمته يشبه المنابر السياسية والصحافية لمجلس الوزراء في العراق أو كتلاميذ المدارس الأسبوعية لملتقى زعيم التحالف الدولي ذات التوجه الواحد في الرأي والانتماء والصمت. هل هناك من لا يوافق على محاربة الإرهاب؟ هذه هي الاستراتيجية الأميركية الجديدة، من خلال قيادة أميركا والتحالف الدولي وتوزيع المسؤوليات وتحمل تكاليفها؛ أميركا كما لاحظنا بقواتها الخاصة القليلة العدد ومعلوماتها الاستخباراتية والمخابراتية وسلاحها الجوي تنتشر وتتجمع وتتهيأ للرقة بعد الموصل رغم محاذير ومخاطر سد الطبقة أو سد الفرات؛ لكن ألا يربك ذلك القوات العراقية والحشد الشعبي وإدارة المعركة والاحتمال الكبير لسوء النيات أو الفشل العسكري في تحقيق الغايات؟ يبدو ذلك سؤالاً غريباً لكن من يرتبط بالواقع العراقي ومهازل الانتقام الطائفي المعروفة للحشد التابع للحرس الثوري الإيراني يدركُ أن الحشد لا يتخلى عن أساليبه في التسلل تحت أغطية متعددة لممارسة الانتهاكات وإيصال رسالته الطائفية الأهم في السيطرة على مقدرات الموصل وأهلها. الإبادات تتوالى، والحشد الطائفي يعلن بشكل سافر أنه لا يرتضي الانتماء إلى تشكيلات الجيش النظامي، أي إنه يرفض حتى الحل البراغماتي لحيدر العبادي لتمرير بقائه كحشد يتلاءم مع الاستراتيجية الأميركية لمحاربة الإرهاب ونعني به الإرهاب الشامل وفي مقدمته إرهاب تنظيم دولة ولاية الفقيه؛ هي مؤشرات لتعليمات لا تخفيها إيران ولا يتبرأ منها قادة ميليشياتها ولا المسؤولون العراقيون رغم سياحتهم الإعلامية في المؤتمرات أو الاجتماعات أو اللقاءات الدولية. الأمم المتحدة هي الأخرى بدأت تتبنى بساطة الحقائق وخرجت علينا لتقول إن الأسوأ في الموصل لم يأت بعد، والأصدق أن تقول إن الأسوأ في العراق لم يأت بعد. بريطانيا ومجلس عمومها يتناولان أيضاً تلك الحقائق في طروحات عدد من نواب الأحزاب في مطالبتهم بإدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب واقتراح بدعم المقاومة الإيرانية ومساعدة القوى المعارضة للنظام في الداخل الإيراني وصولاً إلى فرض العقوبات؛ داعش تتسرب والحشد سيتسرب في وقت ما عندما تزداد الضغوط؛ السؤال التالي: أين ستتوجه التسريبات الإرهابية لداعش والحرس الثوري وتوابعه ضمن أجندة المشروع الإيراني؟

*كاتب عراقي

 

مؤسسة القمة العربية بين الرمزية والفعالية

د. خطار أبودياب/العرب/25 آذار/17

تنعقد القمة العربية (الدورة الثامنة والعشرون) في 29 مارس على شاطئ البحر الميت قبالة القدس الشريف وسائر فلسطين. يضفي هذا الاختيار الموفق للمكان من قبل المملكة الهاشمية المزيد من الرمزية لأعلى هيئة في العمل العربي المشترك أطلقها جمال عبدالناصر في العام 1964 من أجل فلسطين، فإذ بها اليوم في زمن التفكك العربي تجهد لإقناع الدول باستقبال فعالياتها، بينما تبقى فيها الفعالية رهانا لا يبدو قريب المنال.

وبالطبع لا يكفي إصدار إعلانات طنانة رنانة على شاكلة إعلان نواكشوط (يوليو 2016) يغير نظرة الشباب العربي والرأي العام العربي إزاء اجتماعات يطغى عليها التجاذب في الواقع والتوافق في العلن والكثير من الأقوال مقابل اليسير من التنفيذ والمشاريع الملموسة. يستضيف الأردن هذا الموعد الروتيني في ظروف استثنائية إذ تشهد العديد من الأنحاء العربية ظروفا صعبة وصارت مسرحا للصراعات والإرهاب والاستباحة مع مخاطر التقسيم والتفتت والضياع.

إن الخروج من سحر الفعل والكلمة إلى دائرة الفعل يتطلب تغيير النظرة إلى العرب كـ” ظاهرة صوتية” من خلال وضع النقاط على الحروف، والتعامل بجدية وعقلانية والتطلع إلى النصف الملآن من الكأس وتغليب الواقعية السياسية للحفاظ على ما تبقى من عناصر القوة واستثمارها.

من الصعب توقّع لحظة استثنائية في هذه القمة وبلورة رؤية حد أدنى لمعالجة أو متابعة الأزمات المهددة للدول الوطنية ووقف نزيف الفوضى التدميرية في لعبة الأمم الإقليمية والدولية التي تدور في الديار العربية وعلى حساب المواقع العربية والإنسان العربي.

بيد أنه إذا حصلت صحوة تسهلها رمزية المكان وضخامة التحديات ربما تبدأ الإجابة عن البعض من الأسئلة الجوهرية حول مصير النظام العربي الرسمي في ظل تهميشه والسعي للتنازع عليه من قبل إيران وتركيا وإسرائيل، وكيفية التعامل مع الرئيسين الأميركي والروسي كي لا تحصل إعادة تركيب الشرق الأوسط من دون إعطاء المصالح العربية الاهتمام أو أن يتم التوصل إلى سايكس-بيكو جديدة بدأت ملامحها عبر استخدام الورقة الكردية وتقاسم مناطق النفوذ في سوريا والعراق.

يبدو جدول الأعمال مكثفا كالعادة وأبرز المحاور فيه: القضية الفلسطينية والأزمة السورية والأوضاع في العراق وليبيا، ومحاربة التطرف والإرهاب. بالإضافة إلى تدخّل إيران في شؤون البعض من الدول العربية، ومعضلة النازحين.

ومهما كان الجهد المبذول والنيات صادقة، لا يمكن الرهان على إنجازات أو اختراقات لعدم وجود ديناميكية وقوة استقطاب ومناخ إقليمي أو دولي مؤات، ويكمن الأدهى بالطبع في استمرار الانقسامات والمناكفات وعدم وجود إرادة إنقاذ ليس بسبب النقص في التشخيص أو عدم وجود إدراك لجسامة المهام. لكن كثرة الأزمات تركز هموم كل دولة في محيطها المباشر وتضيع مقولة الأمن القومي والمصالح المشتركة.

يحلو للبعض من أصحاب القرار أو من نُخب الرأي العام تبرير التقاعس أو العجز عبر ترداد مقولة “اتفق العرب على ألّا يتفقوا”، ويحمّل البعض الآخر جامعة الدول العربية مسؤولية عدم إعادة بناء نظام إقليمي عربي فعّال في زمن التجمّعات الكبرى.

هناك تصورات أخرى وأقاويل واعتبارات مرتبطة بالمصالح المباشرة أو التحالفات الظرفية، لكنّ نظرة تاريخية تبيّن لنا أنّ تجربة العمل العربي المشترك مخيّبة للآمال. فجامعة الدول العربية تأسّست في العام 1945 وهي من أقدم المنظمات الإقليمية في العالم وأكثرها انقساماً وأقلها فعالية.

على الصعيد العملي، تجدر الإشارة إلى أنّ فكرة إنشاء سوق عربية مشتركة طرحَها أعضاء في جامعة الدول العربية عام 1953، وحينذاك كانت أوروبا تمتحن فكرة التعاون بين البعض من بلدانها في مجالات إنتاج الحديد والصلب.

يبدو الفارق جلياً بين أوروبا (بالرغم من أزمة الاتحاد الأوروبي الحالية) التي بدأت تجربتها بالخطوات الاقتصادية الملموسة ومن تحت إلى فوق حتى غدت اليوم من كبار الأقطاب الاقتصاديين في العالم. بينما ضاع النظام العربي في السعي إلى التوحيد السياسي من فوق والشعارات، من دون إيلاء الاقتصاد الاهتمام المطلوب وكذلك ديناميكية المصالح المتشابكة الكفيلة بتطويع الانقسامات السياسية.

في الأساس لم تدُم الفترة الذهبية لنواة نظام إقليمي عربي إلّا خلال الفترة الممتدة بين أزمة السويس عام 1956 وحرب يوليو 1967، وذلك تحت قيادة الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر من قيادة مشروع عربي. واكتمل التصدّع العربي مع تداعيات الحقبة الفلسطينية من الأردن إلى لبنان واتّفاق كامب ديفيد عام 1978 إلى أن كانت الضربة القاضية مع سقوط بغداد في ابريل من العام 2003. إذا تمعّنا عن قرب في مسار اتّفاق أوسلو والأداء العربي الرسمي في تسعينيّات القرن الماضي وبدايات القرن الحالي وتبخّر حلم الدولة الفلسطينية، لاستنتجنا بسرعة أنّ مَن لا يُحسن القيام بالحرب لا يُحسن صناعة السلام.

وإذا أردنا أن نكون مُنصفين في توزيع المسؤوليات عن مصائب الشعوب العربية بين معسكر ما سُمّي بالاعتدال ومعسكر ما سُمّي بالصمود والتصدّي سابقاً والممانعة حالياً، لكان الحكم القاسي على مزايدات جميع الذين اتّخذوا قضية فلسطين شمّاعة ولم ينجحوا في محاربة إسرائيل ولا في التنمية الحقيقية وبناء دول الاستقلال والقانون، بل حجزوا شعوبهم في سجن كبير وحجزوا أيضاً الإبداع العربي والعقل العربي. ليس إذاً من محور استقرار إقليمي مكرّس بالفعل، بل إنّ النظام العربي الرسمي كان دوماً رهينة أو نتاج تعاون أو تجاذبات القاهرة والرياض وبغداد ودمشق، لكنّ المسألة لا تنحصر بين المشرق وشبه الجزيرة العربية، ومَن يستطيع إنكار المغرب العربي والسودان. يمكن أن تكون قمة العرب الأردنية نقطة انطلاق ايجابية إذا ساد فيها الشعور بالمسؤولية على كل ما عداه.

*أستاذ العلوم السياسية، المركز الدولي للجيوبوليتيك – باريس

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون يرفض النسبية الكاملة

"الأنباء الكويتية" - 24 آذار /أكدت مصادر سياسية متابعة لصحيفة “الأنباء” الكويتية أن الرئيس ميشال عون ليس مع النظام الانتخابي النسبي الكامل، كما يطرح حزب الله وبعض حلفائه، إنما هو يريد قانونا جديدا، حتى ولو كان مختلطا بين الأكثري والنسبي، ومثله رئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع الذي يرفض “النسبية الكاملة”، لكن المشكلة الآن حول مطالبة البعض بأن تكون الدورة التأهيلية على أساس طائفي، كأن تنتخب كل طائفة مرشحها، وهذا مرفوض من جانب بري والحريري وجنبلاط.

 

عون يلتقي الامين العام للامم المتحدة في القمة العربية واشادة فلسطينية بمواقف رئيس الجمهورية والحرص على استمرار التعاون

الجمعة 24 آذار 2017/وطنية - غلب الطابع الديبلوماسي على معظم لقاءات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، حيث تلقى رسالة من الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس، نقلتها اليه المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ التي رافقها في الزيارة نائبها المنسق المقيم والانساني للامم المتحدة فيليب لازاريني، وذلك تحضيرا للقاء الذي سيجمع الرئيس عون بالامين العام غوتيريس على هامش القمة العربية المقرر عقدها في البحر الميت في الاردن الاسبوع المقبل.

كاغ

وخلال اللقاء اطلعت كاغ الرئيس عون على المشاورات التي تمت في مجلس الامن الدولي حول مراحل تطبيق القرار الرقم 1701 والتي وردت في البيان الذي تلاه رئيس مجلس الامن الدولي في 17 آذار الماضي. واشارت الى ان "الامم المتحدة في صدد وضع استراتيجية لعمل القوة الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل"، في ضوء المداولات التي اجريت حول هذا الموضوع قبل مدة في بيروت ونيويورك معا". وتطرق البحث الى التحضيرات المتعلقة بمؤتمر بروكسل في 5 نيسان المقبل في ضوء ورقة العمل التي يعدها لبنان لهذه الغاية، لا سيما في ما يتعلق بالرعاية اللبنانية للنازحين السوريين الى لبنان. وتناول البحث ايضا الاجتماع المرتقب لمجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان.

عون

وقد حدد الرئيس عون موقف لبنان من عدد من المواضيع المطروحة، شاكرا للامم المتحدة اهتمامها، معربا عن سعادته "للقاء الامين العام للجمعية الدولية خلال القمة العربية للتداول في كل المواضيع ذات الاهتمام المشترك".

رسالة من الرئيس الفلسطيني

وتلقى الرئيس عون، رسالة شفهية من الرئيس الفلسطيني محمود عباس نقلها اليه الوزير الفلسطيني عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" مفوض العلاقات الوطنية المكلف متابعة الوضع الفلسطيني في لبنان عزام الاحمد، في حضور السفير الفلسطيني اشرف دبور وامين سر الفصائل الفلسطينية في لبنان فتحي ابو العردات.

واعرب الرئيس عباس عن "امتنان القادة والشعب الفلسطيني للمواقف التي اطلقها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حيال القضية الفلسطينية، سواء تلك التي وردت في خطبه ومداخلاته، او في خلال زياراته الخارجية". كما اعرب عن "اعتزاز الفلسطينيين وافتخارهم بتلك المواقف".

عزام

واطلع الوزير عزام الرئيس عون على حصيلة اللقاءات التي عقدها الرئيس الفلسطيني منذ زيارته الاخيرة لبيروت "لا سيما تلك التي تمت مع موفدين للرئيس الاميركي دونالد ترامب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي".

كذلك تناول البحث في العلاقات اللبنانية - الفلسطينية من مختلف وجوهها وتنسيق المواقف خلال القمة العربية المرتقبة في الاردن الاسبوع المقبل.

وفد "حماس"

وعرض الرئيس عون الشأن الفلسطيني ايضا مع وفد من حركة المقاومة الاسلامية - "حماس"، ضم نائب رئيس المكتب السياسي للحركة الدكتور موسى ابو مرزوق، مسؤول العلاقات العربية اسامة حمدان، ممثل حماس في لبنان علي بركة، نائب المسؤول السياسي في لبنان احمد عبد الهادي ومسؤول العلاقات السياسية زياد حسن.

وشكر الوفد الرئيس عون على "مواقفه تجاه القضية الفلسطينية عموما والشعب الفلسطيني في لبنان خصوصا"، مؤكدين ان "العمل مستمر من اجل انجاز ملف المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية الذي قطع اشواطا كبيرة، لا سيما بعد الزيارة التي قام بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى لبنان والجهود التي تقوم بها قطر في هذا الاتجاه".

وتطرق البحث الى "اوضاع المخيمات في لبنان والتنسيق القائم مع الاجهزة الامنية اللبنانية للمحافظة على الاستقرار فيها"، مؤكدين على "اهمية الحوار لازالة كل النقاط العالقة".

وفد برلماني اوروبي

خارجيا، استقبل الرئيس عون وفدا من "حزب الشعب الاوروبي" ممثلا "المجموعة المسيحية الديموقراطية" في البرلمان الاوروبي، برئاسة النائب الاوروبي جيورجي هولفيني، الذي يقوم بجولة للاطلاع على الاوضاع في لبنان، لا سيما ما يتعلق بوضع النازحين السوريين وانعكاساته على البلد".

وشكر الرئيس عون "الاهتمام الذي يبديه البرلمان الاوروبي"، شارحا لأعضاء الوفد "موقف لبنان من المسائل التي تهم البرلمانيين الاوروبيين، لا سيما منها معاناة النازحين السوريين والحلول المقترحة لوقف الحرب السورية وتأمين عودتهم سالمين الى مدنهم وقراهم".

كما تضمنت اسئلة اعضاء الوفد، مواضيع تتعلق بتوجهات العهد الرئاسي الجديد في لبنان اقتصاديا واجتماعيا وانسانيا.

رابطة قنوبين للرسالة والتراث

على صعيد آخر، استقبل الرئيس عون وفد "رابطة قنوبين للرسالة والتراث"، حضور النائب البطريركي المشرف على اعمال الرابطة المطران مارون العمار، رئيس الرابطة نوفل الشدراوي واعضاء من هيئتيها الادارية والفخرية.

وعرض الشدراوي العلاقة المميزة القائمة بين مقام رئاسة الجمهورية ورابطة قنوبين البطريركية. ثم سلم المطران العمار الرئيس عون ملخصا عما تحققه رابطة قنوبين، ضمن مشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس.

وقدم الوفد لرئيس الجمهورية، ايقونة سيدة قنوبين الكبرى والاولى للرئيس عون، ووجه اليه دعوة لزيارة وادي قنوبين وحضور الاحتفال السنوي الذي يقام في حديقة البطاركة مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال الصيف المقبل.

وشكر الرئيس عون الوفد على زيارته والدعوة، منوها بما "تقوم به الرابطة من جهود للمحافظة على تراث قنوبين والوادي المقدس"، داعيا الى "العودة الى الجذور وعيش مفاهيمها". واكد أن "قوة الاستمرار لا تأتي من الخارج بل تنبع من الداخل".

معهد الدراسات العائلية في الجامعة اللبنانية - الاميركية

واستقبل رئيس الجمهورية وفدا من معهد الدراسات العائلية والمبادرات الفردية في الجامعة اللبنانية - الاميركية، تحدثت باسمه مديرة المعهد الدكتور جوزيان فهد سريح، وقدمت للرئيس عون مذكرة، تضمنت توصيات لادارة افضل للشركات العائلية وتسهيل عملية الانتقال من جيل الى جيل.

وقالت: " نحن مؤمنون في حوكمة الشركات وحوكمة العائلات وبعض قواعد الادارة التي يجب مراعاتها عندما نريد تطبيق اطار حوكمة الشركات". وطالبت ب"اعتماد بعض هذه الاصلاحات، لا سيما تعزيز اقتصاديات القطاع الخاص من خلال تشجيع وتسهيل فرص الاستثمار واعادة النظر في النظام الضريبي وغيرها"، واضعة امكانات المعهد "بتصرف رئيس الجمهورية في عملية الاصلاح التي يقودها في المؤسسات الرسمية".

وشكر الرئيس عون الوفد على دعمه للمسيرة الاصلاحية، مؤكدا قناعته ب"اهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وعلى دور المجتمع المدني في بناء الدولة".

 

أســـاتذة الثانوي يعلّقون الاضراب 15 يوما اعتبارا من الاثنيـن/الجباوي: ننتظر جلسة السلسلة.. لقاؤنا بري والحريري بدّد المخاوف

المركزية- تعلّق رابطة التعليم الثانوي الرسمي الاضراب المفتوح بناء على توصية الجمعيات العمومية، لمدة أسبوعين فقط الى حين نضوج حصيلة الاتصالات وتظهير نتيجة اللقاءات التي كان اعضاء الرابطة عقدوها مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وقبله رئيس الحكومة سعد الحريري شارحين وضعهم بعد اعطائهم 3 درجات في سلسلة الرتب والرواتب بدل 6 اضافة الى تغييب الموقع الوظيفي للاستاذ الثانوي، وهو المطلب الاساس الذي نادى به الاساتذة منذ البدء. واعلن الاساتذة في مؤتمرهم الصحافي اليوم ان الاثنين المقبل هو يوم تدريس عادي، مثنين على اللقاءات مع بري والحريري وعلى الاتصالات التي قاموا بها طوال هذا الاسبوع لتحقيق النتائج المرجوة، على أمل ان تذّيل بخاتمة ايجابية ينتظرونها منذ خمس سنوات لانهاء هذا الملف و"العودة الى حقيقة عملنا الا وهو تربية الاجيال وتزويدهم بالعلم والمعرفة، لان الشارع لا يليق بنا".

وفي السياق، أكّد رئيس رابطة التعليم الثانوي الرسمي نزيه الجباوي لـ"المركزية" ان اللقاء مع الرئيس الحريري كان ايجابيا ومثمرا، موضحا ان توصية الجمعيات العمومية سبقت نتائج زيارة الرئيس الحريري وجاءت باستمرار الاضراب على رغم ان التشاور كان وديّا استمر ثلاث ساعات تخللته اتصالات مع وزير المال علي حسن خليل ومع رئيس مجلس النواب في حضور وزير التربية مروان حمادة، وكانت النتائج ايجابية خصوصا اننا وُعِدنا بالحصول على خمس درجات بدل ثلاث.

وقال "الرئيس الحريري اعلن ان الارقام تُدرس راهنا، وحصلنا على وعود بتعديل قيمة الدرجة، وخرجنا حاملين بوادر ايجابية.

اما اللقاء مع الرئيس بري فتم خلاله شرح اسباب التوصية بالاستمرار في الاضراب باعتبار انها الضمانة، وقلنا له اننا نريد انهاء الاضراب، ولكن ما الضمانة؟ وهل هناك امكان لعقد جلسة تقر فيها السلسلة، خصوصا ان الاساتذة يشعرون ان حقهم مهدور فيها؟، فكان جواب الرئيس بري ضرورة التشاور مع الرئيس الحريري لاعطائنا 6 درجات بدل الخمسة التي وعدنا بها الاخير، واعادة درس ارقام السلسلة وايجاد مكمن الغبن واصلاحه. ولفت الى ان الرئيس بري أقرّ بمظلومية المتقاعدين، خصوصا ان قانون السلسلة لم يلحظهم.

واعلن الجباوي ان الهام في الامر كله هو تأكيد الرئيس بري عقد جلسة لاقرار السلسلة في نيسان المقبل، موضحا ان السلسلة غير مرتبطة في موضوع قانون الانتخاب، وهذا ما بدّد مخاوف الكثير من الاساتذة من امكان المماطلة بها من جديد.

وأوضح الجباوي ان الجمعيات العمومية تتخذ قرار الاضراب، لافتا الى ان الرابطة والاساتذة يأخذون في الاعتبار مصلحة الطلاب، التي لن تذهب جهودهم سدى، ونحن سنعوّض على الطلاب دروسهم في اي وقت يسنح لذلك، لافتا الى ان الاضراب لم يتوقف بل عُلّق مدّة 15 يوما لمواكبة التطورات، وبعد هذه الفترة في حال لم نتوصل الى نتيجة قد نعود الى الشارع والى الاضراب من جديد.

 

"إسرائيل تُطلق بالونات تهويلية على الشركات والحكومة اللبنانية"/ياغـي: لن نتنازل لهــا عن متر واحد من حدودنا البحريّــة

المركزية- أوضح الخبير النفطي ربيع ياغي أن إسرائيل "تحاول شرعنة قضم مساحة الـ865 كلم2 من المياه اللبنانية، وهو المثلث البحري رأسه منطقة رأس الناقورة، وقاعدته الحدود البحرية مع قبرص، كذلك تحاول ادّعاء سيادتها عليه بحكم الإتفاقية التي وقعتها مع قبرص لترسيم حدودهما المشتركة، كما فعلت قبرص مع لبنان، فكانت النتيجة أن غدر القبارصة بنا، لأن المعاهدة مع لبنان تنص على أن تعمد قبرص قبل أن تتفق مع إسرائيل جنوباً أو مع سوريا شمالاً، إلى مراجعة لبنان ليتفق معها ومع الطرف الثالث الذي هو في هذه الحالة إسرائيل، على النقطة التي تتلاقى فيها المياه القبرصية مع الإسرائيلية واللبنانية". وأضاف في حديث لـ"المركزية": للأسف لم تلتزم قبرص بالمادة الثالثة من الاتفاقية المذكورة، بل اتفقت مع إسرائيل لتبلّغها أن لبنان تراجع عشرة أميال بحرية، نتيجة قلة خبرة الوفد اللبناني آنذاك عام 2007. وهذا التراجع اعتبرته إسرائيل من حقها، وبالتالي تراجعنا 10 أميال على أساس أن إسرائيل ستفعل ذلك أيضاً، ويُنشأ ما يسمى بالممرّ البحري بين جنوب لبنان وشمال فلسطين. ولفت إلى أن "إسرائيل لجأت طوال الوقت إلى التلويح بأن هذه المنطقة من حقها، فيما المسح الجيولوجي أثبت أن هذه المنطقة الجنوبية التي تشمل ثلاثة "بلوكات" 8- 9- 10 واعدة جداً وغنيّة جداً بالغاز أكثر منه بالنفط"، وكشف أن "إسرائيل نظمت استدراج عروض لتلزيم البلوكات للتنقيب والاستكشاف، فلم تتقدّم أي شركة ذات مستوى، بينما مجرّد إعلان لبنان أنه سيفتح باب استدراج العروض لغاية منتصف أيلول من قِبَل الشركات المؤهّلة مسبقاً وعددها 46، سُجّل إقبال كثيف من الشركات وحكوماتها على الـ"بلوكات" اللبنانية الخمسة لاختيار ثلاثة منها". وتابع: عندها أطلقت إسرائيل هذا التهديد الترهيبي لتعلن أن هذه النقطة متنازع عليها، لأن رأس المال جبان، فتلجم بذلك اندفاع الشركات في اتجاه لبنان لتقول إن المنطقة غير آمنة للاستثمار، ولتقول للشركات "لم تأتوا إلينا، فلن ندَعَكم تأتوا عند جيراننا". أما إذا أرادت حسم الموضوع بالقوة، فإسرائيل تملك منشآت نفطية تساوي مليارات الدولارات، وهي في مرمى نار المقاومة، من هنا تبقى الخاسرة الوحيدة في هذا الخيار. لذلك لا أعتقد أن إسرائيل ستغامر في شنّ حرب أو معركة غير مضمونة النتائج. إنما كل ما تقوم به مجرّد بالونات تهويلية على الشركات والحكومة اللبنانية تحديداً، لإثارة نوع من البلبلة لدى اللبنانيين والتلكؤ لدى الشركات. وختم: طالما حدودنا البحرية ضمن الشرائع الموضوعة، فلن نتنازل عن متر مربّع واحد لإسرائيل.

 

الحريري عرض وقائد الجيش هاتفيا تدابير ملاحقة المطلوبين

الجمعة 24 آذار 2017 /وطنية - أجرى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري اتصالا هاتفيا اليوم بقائد الجيش العماد جوزف عون، واطلع منه على الإجراءات والتدابير التي تقوم بها وحدات الجيش لملاحقة الخارجين على القانون والمطلوبين في مختلف المناطق. وأثنى الحريري على التدابير التي ينفذها الجيش ومديرية المخابرات في البقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، والتي أسفرت عن توقيف المتهمين بجريمة خطف وقتل زياد الغندور وزياد قبلان عام 2007، مؤكدا "مسؤولية الدولة وواجبها في حماية المجتمع وملاحقة الخارجين على القانون، ولا سيما تجار المخدرات ومروجيها الذين يعيثون فسادا وضررا في كل المناطق، ويعرضون الشباب اللبناني لآفة الإدمان".

 

تشييع البعلبكي في مأتم حاشد تقدمه ممثلو عون وبري والحريري وشخصيات

الجمعة 24 آذار 2017 /وطنية - شيع النقيب السابق للصحافة محمد البعلبكي، عقب صلاة الجمعة ظهر اليوم في مسجد البسطة التحتا. وأم المصلين مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، وشارك في التشييع وزير الاعلام ملحم الرياشي ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، النائب محمد قباني ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي ممثلا رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، الرئيس حسين الحسيني، النائب عمار حوري ممثلا الرئيس فؤاد السنيورة، نقيبا الصحافة عوني الكعكي والمحررين الياس عون، وشخصيات سياسية ودينية واعلامية واجتماعية. ثم ووري الجثمان في الثرى في جبانة الباشورة. وأرسلت أكاليل زهر باسم الرؤساء عون وبري والحريري، رئيس دولة فلسطين محمود عباس، سفير فلسطين اشرف دبور، الوزير السابق اللواء اشرف ريفي، وحركة "فتح" ونقابة المصورين الصحافيين.

 

حرب: على مجلس الوزراء الاتفاق على قانون الإنتخاب فسقوط مجلس النواب يسقط النظام السياسي

الجمعة 24 آذار 2017 /وطنية - حذر الوزير السابق النائب بطرس حرب من "سقوط مجلس النواب ما سيعرض النظام السياسي للسقوط". وأصدر بيانا اليوم، جاء فيه:"دخل لبنان، دولة ونظاما، دائرة الخطر الكبير الذي يهدد مستقبله ووحدة أبنائه ويعرض نظامه السياسي وتراثه الديمقراطي لشتى أنواع المخاطر القاتلة.

من المعروف أن ولاية مجلس النواب (الممددة قسرا مرتين) تنتهي في 20 حزيران 2017، وأن قانون الانتخابات النيابية النافذ ينص على وجوب إصدار مرسوم دعوة الهيئات الانتخابية قبل تسعين يوما على الأقل من إجتماع الهيئات الناخبة (المادة /44/ من قانون الانتخابات النيابية رقم 25/2008)، ما كان يفرض دعوة الهيئات الانتخابية قبل العشرين من شهر آذار، وما يعني قانونا أنه لم يعد ممكنا إجراء الانتخابات النيابية قبل إنتهاء ولاية المجلس، وهو ما صرح به وزير الداخلية البارحة.

إن هذا الواقع سيؤدي في حال استمراره إلى سقوط مجلس النواب، السلطة الأم، التي تنبثق عنها الحكومة والتي تنتخب رئيس الجمهورية، وسيضع البلاد في ظل حكم لا رقابة عليه ولا مساءلة ولا محاسبة له، ما سيعرض للنظام السياسي للسقوط او تحويله الى دكتاتورية مكشوفة للقوى السياسية المتحالفة في الحكومة،وهو ما يدفعنا إلى التساؤل عن الأسباب الكامنة وراء دفع البلاد - إلى هذا المأزق الكبير. أما الخيارات المتبقية بعد إنقضاء المهل فهي محصورة بين خيار الفراغ الدستوري الذي لا مخرج منه إلا، إما باللجوء إلى مؤتمر تأسيسي حول نظام سياسي ودستوري بديل للنظام الذي أسقطوه عمدا أو غباء، وهو ما قد يفتح أبواب جهنم على لبنان واللبنانيين، او الى تمديد جديد لولاية المجلس النيابي قبل سقوطه، وهو " أبغض الحرام "، مع ما لهذا التمديد من إنعكاسات سلبية على صورة لبنان الديمقراطي وعلى سمعته في المجتمع الدولي، بالإضافة إلى أنه سيطيح يطيح مجددا بحق اللبنانيين بانتخاب ممثلين جدد عنهم في مجلس النواب، وهو في كل الأحوال أسوأ الحلول، ولو جملوه بصفة التمديد " التقني " المتداول هذه الأيام، أو بصفة تمديد" الضرورة " لتفادي الفراغ. إلا أن هذا الواقع المرير لا يجوز أن يعمينا عن بعض الحقائق الساطعة، ولا أن يصرفنا عن مساءلة من تسبب به أو ساهم بحصوله، ما يدفعنا إلى مكاشفة الرأي العام حول حقيقة ما جرى ويجري، وإلى تحميل المسؤولية لمن خلق هذه الأزمة المستعصية.

1- تنص المادة /50/ من الدستور اللبناني على ما حرفيته:

"عندما يقبض رئيس الجمهورية على أزمة الحكم عليه أن يحلف أمام البرلمان يمين الإخلاص للأمة والدستور بالنص التالي:

"أحلف بالله العظيم أني أحترم دستور الأمة اللبنانية وقوانينها وأحفظ استقلال الوطن اللبناني وسلامة أراضيه". ما يؤكد إلتزام رئيس الجمهورية أمام الله والأمة بأن يحترم القوانين اللبنانية النافذة.

فبالرغم من مشاركتنا لرئيس الجمهورية رغبته في تعديل قانون الانتخابات النيابية وإبداله بقانون يحقق صحة التمثيل الشعبي والمناصفة الحقيقة بين المسيحيين والمسلمين.

وبالرغم من تأييدنا لجهوده وضغوطه على القوى السياسية للإتفاق على قانون جديد للإنتخابات النيابية، نود ان نؤكد ان رئيس الجمهورية لا يمكن ان يقبل بسقوط النظام بعد فوات المهل القانونية لدعوة الهيئات الانتخابية وتعذر إجراء إنتخابات في ظل قانون جديد بسبب خلافات كارتيل القوى السياسية الحاكمة على مشروع بديل له، ما يدفعنا للتساءل عن مدى إنسجام موقف رئيس الجمهورية مع قسمه الدستوري باحترام دستور الأمة وقوانينها، ونتساءل عن البدائل التي يطرحها رئيس الجمهورية التي تصون قسمه والتزامه أمام الله والأمة اللبنانية باحترام قوانين الدولة اللبنانية، ولاسيما ان توقيع مرسوم دعوة الهيئات الانتخابية الذي يفرضه القانون رقم 25/2008، يتعارض مع قسم رئيس الجمهورية الذي يفترض به ان لا يقبل بسقوط مجلس النواب وإبداله بهيئة تأسيسية تتفق على نظام سياسي بديل، مع ما لهذا التوجه من مخاطر على العيش المشترك ووثيقة الوفاق الوطني وصيغة المناصفة بين المسيحيين والمسلمين في الدولة اللبنانية. مع تأكيدي أنه لا يمكن لرئيس الجمهورية أن يحنث بقسمه أو أن يكون راغبا في الإطاحة بالنظام السياسي الحالي وبوثيقة الوفاق الوطني.

فتداركا للمخاطر الكبيرة التي قد تنجم عن الفراغ، أدعو فخامة الرئيس، وبعد فشل مسعاه الحميد في حث القوى السياسية على الاتفاق على قانون جديد ضمن المهلة القانونية، إلى تحميل مجلس الوزراء، الذي ثبت عجزه عن الاتفاق على صيغة جديدة للقانون، مسؤولية إيجاد حل والإتفاق على مشروع جديد للانتخابات في أقرب مهلة زمنية، تحت طائلة تحمل المسؤولية".

 

ندوة في صور: لإستعادة ديمقراطية الإنتخابات التي تصادرها الثنائية الشيعية في الجنوب

سلوى فاضل/جنوبية/ 24 مارس، 2017

كيف وصف رئيس تحرير موقع جنوبية الصحافي علي الامين العملية الانتخابية المقبلة؟

عقد في “منتدى صور الثقافي” ندوة برعايته وبالاشتراك مع مجلة “شؤون جنوبية” و”تجمع لبنان المدني”، حول “الانتخابات النيابية في الجنوب” حضرها عدد من الفعاليات الثقافية والسياسية والاعلامية.

وقد قام بتقديم الندوة عضو الهيئة الإدارية لمنتدى صور الثقافي الدكتور عمر خالد.

كلمة الصحافي علي الأمين

وكان للصحافي علي الأمين رئيس تحرير موقع “جنوبية”، كلمة بدأها بـ”تحية الى منتدى صور الثقافي الذي يذكرنا أن في الجنوب لا يزال ينبض بالتنوع والحرية، مهما حاول الأخرون طمس هذا التنوع الممتد في تاريخ جبل عامل، وتجويف ثقافة الاجتهاد التي انتجت مفكرين ومثقفين وفقهاء وتيارات، فيما سياسة طمس التنوع وتقويض ثقافة الاجتهاد، طمست الفكر والثقافة والفن والمسرح والابداع الذي طالما كان الجنوب يزهر بالثقافة والفكر والشعر والمسرح والادب والرواية… القوة لم تكن يوما في جوهرها قوة عضلية ولا سلاحا، بل قبل ذلك وبعده، قوة الحياة في تنوعها وفي تحمل التنوع وصراع الافكار والتيارات في الابداع الثقافي والفني والمسرحي، في القدرة على تقديم النموذج الحي القابل لان تتلقفه مجتمعات وشعوب تجد نفسها فيه، المجتمعات لا يمكن ان تنتج وتتقدم اذا كانت مستسلمة، لا تنتج اذا لم تمارس حريتها في التعبير عن ارائها وأفكارها وحقها في تغيير واقعها نحو الأفضل”.

مضيفاً “الانتخابات النيابية هو استحقاق دستوري في النظام الديمقراطي، الغاية منه انتخاب ممثلين للشعب في عملية ديمقراطية ضمن شروط قانونية توفر صحة التمثيل.

يمكن ملاحظة أن شوائب عدة طالت القوانين الانتخابية واحترام المهل القانونية وطالت العملية الانتخابية في يوم الانتخاب منذ اتفاق الطائف حتى اليوم، اذ لم يعتمد المعيار الواحد في تقسيم الدوائر الانتخابية ولا مرة، المحافظة والقضاء في نفس الوقت او جمع قضائين في دائرة واحدة”.

ولفت الأمين إلى أنّه “بداية لا بد من التأكيد ان قوانين الانتخاب بما تتضمنه كانت تلبي الى حدّ كبير مصالح قوى السلطة وسلطة الوصاية في الفترة ما بين انتخابات 1992 الى انتخابات العام 2000 . من تقسيم الدوائر الى فرض التحالفات.

لم يحدث ان شهدنا في لبنان انجاز قانون انتخاب الا عشية الانتخابات اوقبل موعدها بشهر او شهرين. علما ان قانون الانتخاب يفترض ان يكون مقرا قبل الانتخابات بسنة ان لم نقل قبل 4 سنوات”.

معتبراً أنّه “لم تكن مؤسسات السلطة في الجنوب يوما على الحياد، بل طالما شهدنا استثمار مؤسسات السلطة لصالح فريق ضد الأخر، كما لم يكن سلاح المقاومة وسطوتها ونفوذها الأمني على الحياد ايضا، يكفي ان من كانوا يسمون انفسهم مرشحوا المقاومة كانوا يقولون للناخب ان المقاومة هي حزب وليست خارج التنافس الانتخابي”.

وأشار إلى أنّ “هدف هذا اللقاء هو التداول في الاستحقاق الانتخابي انطلاقا من التجارب التي مرّ بها لبنان والجنوب على وجه الخصوص، التجارب وعرضها يهدف الى الاضاءة على خلل جوهري يتصل بالانتخابات بناء على الجدل الانتخابي  بين اقطاب السلطة حول قانون الانتخاب والذي يتركز كما يشهد الجميع على بند النظام الانتخابي وتقسيم الدوائر، فيما يتم التغاضي عن قانون الانتخاب، في بقية بنوده، لا سيما تلك المتصلة بديمقراطية الانتخاب، وتامين المساواة بين المرشحين، وكيفية تحقيق حياد اجهزة السلطة، ودور المال الانتخابي، وحماية مراكز الاقتراع وضبط عمليات فرز الأصوات… الى دور الاعلام والحملات الاعلانية، وعدم حصر مراقبة عملية الانفاق الانتخابي بمهلة 3 اشهر او شهرين قبل الانتخابات ذلك ان في لبنان لا يمكن حصر ملف الانفاق الانتخابي للمرشحين وعملية شراء الاصوات عشية الانتخابات”.

وتابع الأمين مؤكداً أنّه “لا بد من ملاحظة ان نظام الزبائنية الذي نخر جسد الدولة بالفساد والهدر وبالافساد، هو احد وسائل التحكم بالانتخابات النيابية من خلال تحويل الدولة الى محاصصة بين فئات سياسية واحزاب تتناتشها ولا نقول الطوائف باعتبار ان الأضرار تنال معظم ابناء الطوائف فيما الفئة المستفيدة من المحاصصة هي قلة في كل طائفة”.

ليتوجه إلى المشاركين في الندوة بالقول “في هذا اللقاء الذي يجمعنا من المفيد الاضاءة على تجارب شخصية وتقديم مقترحات على مستوى الجانب الاجرائي، لا سيما ان الجنوب بخلاف كل المناطق اللبنانية لم يشهد في كل المحطات الانتخابية اي عملية خرق للائحتي تحالف امل وحزب الله، وهذا لا يمكن ان نجده في اي انتخابات في العالم، في الدول الديمقراطية او التي يتمتع نظامها بحد ادنى من النظام الديمقراطي. هذا يدفعني شخصيا لأستنتج ان ما كان يجري منذ ربع قرن في الجنوب هو انتخابات في الشكل وتعيين في المضمون، وهذا ساهم الى حدّ كبير بما يشبه الموت للحياة السياسية سواء بحجة المقاومة او بذريعة قوة الطائفة، وفي كلا الحالين ثمة مأزق سياسي واجتماعي باعتبار ان موت الحياة السيسية او محاولة خنقها في الجنوب، نتيجتها لم تكن مبشرة، بل فاقمت الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، ورسخت نمط ميليشيوي غير قادر على العيش والاستمرار ولا يحمل اي افق للخروج من الحفرة التي وقع فيها”.

وختم الأمين كلمته قائلاً “اعتقد أن اهمية الانتخابات النيابية تفتقد معناها اذا لم تنتج حيوية سياسية، ولم تكن سبيلا الى تعزيز شروط الدولة وقواعدها، ولم تكن وسيلة الى التدرب على فضيلة احترام الآخر وحق الاختلاف، ولم تكن سبيلا لاطلاق حيويات سياسية طالعة من الناس واحلامهم والامهم، اذا لم تكن مجال فخر للمجتمع الذي يعتمدها. الانتخابات في الجنوب يغلب عليها طابع المصادرة هذا ما استنتجه من تجارب الانتخابات منذ العام 1992 التي كنت شاهدا عليها. اما ما سبقها لم يكن مثاليا لكنه بالتأكيد كان منسوب الديمقراطية فيها اعلى بكثير مما شهدناه في الربع القرن الأخير”.

 مداخلات المشاركين في الندوة

شارك الحضور بإبداء آرائهم وبطرح أسئلة عبر مداخلات. حيث تساءل علي رضا عن دور المثقفين غير المنتمين الى اي طرف من خلال اظهار حالة الاعتراض، اولا من خلال اصدار بيان يرفض المشاركة بالحرب السورية من امام المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، وثانيا، من خلال التساؤل لماذا لم نشكّل حالة اعتراضية ضد المحدلة، رغم اننا شكلنا لائحة في الانتخابات البلدية، ونلنا في احدى القرى 500 صوتا. فلماذا لا نستغل الحراك ونجيره لصالحنا؟ ونوجهه من أجل قضايانا المحقة؟”.

وبرأي الدكتور محمد نصار فإن “معاناتنا مع الثنائية الشيعية “أمل وحزب الله”، ان تجربتها الاستحواذية تُعمم على القوى الاخرى، وكل مآساتنا ليست بالمثقف الشيعي، بل في التجويف والتناقض التام بين منطقة وأخرى، والتفاوت بالتنمية بين منطقة واخرى”.

الاستاذة منى يامن وجهت سؤالها الى الامين فقالت: “علينا اولا اسقاط السلاح الذي يخيفنا، قبل ان نطالب بانتخابات، أنا اطالب ان يكون السلاح بيد الدولة اللبنانية”.

وقال الدكتور ناصر فرّان أن “الجميع يتغذّى من غيره، والان بات لدينا ثنائية مسيحية بعد الثنائية الشيعية، فمجرد ان يقول جبران باسيل اني اريد ان آخذ النواب الدروز من جنبلاط، والنواب المسلمين من السنّة فهذا يجعل كل طائفة تستنفر ضد الطائفة الاخرى، والجميع يستفيد من القطبة المخفية ألا وهي الفساد، كما يتقاتلون على منصب المحافظ وهو المفترض به ان يخدم الجميع وليس من أتى به”.

اما حسن عبود فاعتبر ان “عنوان الندوة هو الانتخابات في الجنوب، لذا ارى ان المثقفين اليساريين لا يشاركون بأي نشاط في قريتهم، لانهم يعتبرون أنفسهم أكبر من قراهم. فقط ينزلون الى ساحة رياض الصلح”.

اما احمد فقيه، فطلب من الحضور “عدم التشاؤم، بل علينا المحافظة على ما وصلنا اليه، مهما كانت سلطة الواقع مهيمنة”. وأما الدكتور ناصر فران فقد اعطى دفعة من الامل للحضور، فقال: “لطالما ابتدأ التغيير بفكرة أكملها آخرون، ولا بد من ان نبدأ التغيير عبارة عن خطوات تراكمية، لذا لايجب ان نيأس وعلينا ان نكمل”. وختم المداخلات الزميل وفيق الهواري فذّكر الحضور بتجارب كل من النائب حبيب صادق وتجربة الدكتور احمد مراد وغيرهم من المرشحين المنفردين، وكل التجارب اليسارية في الجنوب منذ العام 1992 والى اليوم، في كل مرحلة من المراحل حيث ذكر الضغط السوري على القوى الشيعية وتجربة بلدات الشعيتية وقانا وغيرها من القرى، حيث اشتغلت القوى السياسية ضد اليسار الى ان وصل الوضع باليسار لأن يشحذ مقعدا لمرشحه سعدالله مزرعاني. واليوم معركتنا مع كل النظام الطائفي لنبني حركة خارج الطوائف”.