المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 17 آذار/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.march17.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

يا جَاهِل، في هذِهِ اللَّيْلَةِ تُطْلَبُ مِنْكَ نَفْسُكَ. وَمَا أَعْدَدْتَهُ لِمَنْ يَكُون؟ هكذَا هِيَ حَالُ مَنْ يَدَّخِرُ لِنَفْسِهِ، وَلا يَغْتَنِي لله

أَيَكونُ اللهُ ظَالِمًا حِينَ يُنْزِلُ غَضَبَهُ عَلَيْنَا؟ كَبَشَرٍ أَقُولُ هذَا! حَاشَا! وإِلاَّ فَكَيْفَ يَدِينُ اللهُ العَالَم

                                                                                     

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

لينجح أي تجمع سيادي بديلاً ل 14 آذار الشهيدة بالإغتيال/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

من تلفزيون المر/فيديو وبالصوت/مقابلة مع د.جورج فريحة رئيس المستشارين للرئيس بشير الجميل يتناول من خلالها كتابه الجديد: مع بشير ذكريات ومذكرات

دار الصحافة في الكرسي الرسولي: المحادثات مع عون اكدت عمق العلاقات المتازة مع لبنان

هذا هو السؤال الكبير والتحدي الكبير/آبو ارز

من أقوال المؤرخ البريطاني أرنولد تويني/آبو ارز

ضربات...وضرائب/أحمد الأسعد

14 آذار- مستمرون: ندعو للمشاركة في الإعتصام والتظاهر في رياض الصلح

حذار النازية الجديدة المتسللة إلى الجسم الماروني/الياس الزغبي/فايسبوك

إذهبوا إلى الجحيم .... جميعكم دون إستثناء/انطوان قربان/فايسبوك

غباؤكم لا يُقدّر بثمن/كمال يازجي/فايسبوك

إحباط "مخطّط لحزب الله وايران": عبوة تزن 2.5 طن!

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 16/3/2017

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

طلاب الاحرار: للمشاركة في التظاهرات الرافضة للضرائب عصر اليوم

ريفي: محميات الفساد تحتمي ببعضها البعض

جنبلاط وضع زهرة على ضريح والده ومسيرات ومواكب في الذكرى

الراعي استقبل وزير الثقافة وشخصيات ووفودا

عون التقى الحبر الاعظم وبارولين: لبنان مؤهل ليكون مركز حوار للحضارات والاديان البابا: للبنان مكانة خاصة لما يمثله من قيم وسازوره

التيار المستقل: ألم يكن الاجدى مكافحة الفساد ووقف الهدر بدل زيادة ضرائب تطال الجميع؟

الحريري ترأس اجتماعا وزاريا عرض الاوضاع الاقتصادية الراهنة

المجلس الشيعي الأعلى ينتخب قبلان رئيساً والشيخ علي الخطيب نائباً له

صحيفة "جيوبوليس" الفرنسية: لماذا أمرت إيران حزب الله بالتخلص من بدر الدين؟

الرئيس الحسيني لـ«جنوبية»: ما جرى في المجلس الشيعي غير قانوني

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

42 قتيلا وعشرات الجرحى بقصف جوي لجامع بريف حلب

البنتاجون: وزير الدفاع الأمريكي وولي ولي العهد السعودي بحثا محاربة الدولة الإسلامية

ابنة سائق مصري أصبحت بأميركا نائب مستشار الأمن القومي

نيويورك تايمز:نهج ترمب الخارجي تأثر بلقاء محمد بن سلمان

قصة صورة تكشف سر علاقة "قطب" الإخوان و"نواب" الخمينية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

فارس سعَيد يخشى استمرار الحديث عن الانتخابات سنة أخرى: "حزب الله" يدفع باسيل إلى استفزاز المسلمين/ايلي الحاج/النهار

إعلان الأزهر: نعم للمساواة ولا لمفهوم الأقليات/منى فياض/النهار

الكباش الضمني حول الحصة المسيحية المقبلة ومعركة قانون الانتخاب لأكثر من استحقاق/روزانا بومنصف/النهار

هل يتعامل عون مع رياض سلامة كما تعامل فرنجيه مع الياس سركيس/اميل خوري/النهار

مؤتمر الأزهر في القاهرة: "الرائحة اللبنانية"/أنطوان قربان/النهار

جنبلاط يحشد في المختارة: الأمر لي/إبتسام شديد/الديار

الكنيسة تتحرك نحو كل الاطراف/هل واقع المسيحيين الى تحسن/عيسى بو عيسى/الديار

هذا ما يؤخّر لقاءَ عون – بوتين/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

من حقيبة النهار الديبلوماسية - الاتفاق الوحيد الذي ينقذ سوريا/عبد الكريم أبو النصر/النهار

سورية: الأرقام والتواريخ الصادمة/وليد شقير/الحياة

السعودية الجديدة.. من يريد أخذ العلم/خيرالله خيرالله/العرب

الملالي و'صفقة' سوريا/سالم الكتبي/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

انفراط عقد الجلسة النيابية لمناقشة السلسلة ومكاري والحريري يحملان المتضررين مسؤولية ضربها وسامي الجميل يرد

عون حضر قداسا في كنيسة مار مارون روما على نية لبنان عيد: الحرية الحقة هي رغيف لبنان الازلي

فرعون بعد لقائه جعجع: محميات في الدولة تخلق فسادا يؤدي الى الهدر

قبلان رئيسا للمجلس الشيعي الأعلى: ملء الشواغر هدفه النهوض بالمجلس

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

يا جَاهِل، في هذِهِ اللَّيْلَةِ تُطْلَبُ مِنْكَ نَفْسُكَ. وَمَا أَعْدَدْتَهُ لِمَنْ يَكُون؟ هكذَا هِيَ حَالُ مَنْ يَدَّخِرُ لِنَفْسِهِ، وَلا يَغْتَنِي لله

إنجيل القدّيس لوقا12/من16حتى21/:"قالَ الربُّ يَسُوعُ هذَا المَثَل: «رَجُلٌ غَنِيٌّ أَغَلَّتْ لهُ أَرْضُهُ. فَرَاحَ يُفَكِّرُ في نَفْسِهِ قَائِلاً: مَاذَا أَفْعَل، وَلَيْسَ لَدَيَّ مَا أَخْزُنُ فِيهِ غَلاَّتِي؟ ثُمَّ قَال: سَأَفْعَلُ هذَا: أَهْدِمُ أَهْرَائِي، وَأَبْنِي أَكْبَرَ مِنْها، وَأَخْزُنُ فِيهَا كُلَّ حِنْطَتِي وَخَيْراتِي، وَأَقُولُ لِنَفْسِي: يا نَفْسِي، لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ مُدَّخَرَةٌ لِسِنينَ كَثِيرَة، فٱسْتَريِحي، وَكُلِي، وٱشْرَبِي، وَتَنَعَّمِي! فَقَالَ لَهُ الله: يا جَاهِل، في هذِهِ اللَّيْلَةِ تُطْلَبُ مِنْكَ نَفْسُكَ. وَمَا أَعْدَدْتَهُ لِمَنْ يَكُون؟ هكذَا هِيَ حَالُ مَنْ يَدَّخِرُ لِنَفْسِهِ، وَلا يَغْتَنِي لله».

 

أَيَكونُ اللهُ ظَالِمًا حِينَ يُنْزِلُ غَضَبَهُ عَلَيْنَا؟ كَبَشَرٍ أَقُولُ هذَا! حَاشَا! وإِلاَّ فَكَيْفَ يَدِينُ اللهُ العَالَم

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة03/من01حتى07/:"يا إِخوَتي، مَا فَضْلُ اليَهُودِيّ؟ أَو مَا نَفْعُ الخِتَانَة؟ إِنَّهُ جَزِيلٌ، عَلى كُلِّ حَال! إِنَّ أَوَّلَ فَضْلٍ لَهُم هوَ أَنَّهُم ٱئْتُمِنُوا عَلى كَلاَمِ الله. فمَاذَا إِنْ كَانَ بَعْضُهُم لَمْ يُؤْمِنُوا؟ هَلْ يُبْطِلُ عَدَمُ إِيْمَانِهِم أَمَانَةَ ٱلله؟ حَاشَا! بَلْ صَدَقَ اللهُ وَكَذِبَ كُلُّ إِنْسَان، كَمَا هوَ مَكْتُوب: «لِكَي تُبَرَّرَ في كَلاَمِكَ، وَتَغْلِبَ في قَضَائِكَ». وإِنْ كَانَ إِثْمُنَا يُثْبِتُ بِرَّ الله، فَمَاذَا نَقُول؟ أَيَكونُ اللهُ ظَالِمًا حِينَ يُنْزِلُ غَضَبَهُ عَلَيْنَا؟ كَبَشَرٍ أَقُولُ هذَا! حَاشَا! وإِلاَّ فَكَيْفَ يَدِينُ اللهُ العَالَم؟ فإِنْ كَانَ بِكَذِبي قَدِ ٱزْدَادَ صِدْقُ الله، لِمَجْدِهِ، فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَإِنْسَانٍ خَاطِئ؟

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

لينجح أي تجمع سيادي بديلاً ل 14 آذار الشهيدة بالإغتيال

الياس بجاني/15 آذار/17

حتى لا نقع في أوحال التملق والذية ولينجح أي تجمع جديد يحل مكان 14 آذار الشهيدة بالإغتيال المتعمد... وهو تجمع خلقه وبسرعة ضرورة وطنية ملحة عليه ان يأتي بمسى غير مسمى 14 آذار.. كما عليه أن لا يُجهل لا من قريب ولا من بعيد قتلة 14 آذار أي الأحزاب التي تخلت عن هذا التجمع الوطني والسيادي واغتالته بفجور ووقاحة ونرسيسية والتحقت خانعة وراكعة ومستسلمة بما تسميه الواقعية السياسية وتحديداً القوات والمستقبل وإلا فالج لا تعالج

الكاتب ناشط لبناني اغتراب

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

من تلفزيون المر/فيديو وبالصوت/مقابلة مع د.جورج فريحة رئيس المستشارين للرئيس بشير الجميل يتناول من خلالها كتابه الجديد: مع بشير ذكريات ومذكرات

http://eliasbejjaninews.com/?p=53347

من تلفزيون المر/بالصوت/فورماتMP3/مقابلة مع د.جورج فريحة رئيس المستشارين للرئيس بشير الجميل يتناول من خلالها كتابه الجديد: مع بشير ذكريات ومذكرات/16 آذار/17

http://www.eliasbejjaninews.com/mp3from16.11.16/geoge%20frayha16.3.17.mp3

من تلفزيون المر/بالصوت/فورماتWMA/مقابلة مع د.جورج فريحة رئيس المستشارين للرئيس بشير الجميل يتناول من خلالها كتابه الجديد: مع بشير ذكريات ومذكرات/16 آذار/17/أضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/wmafrom16.11.16/geoge%20frayha16.3.17.wma

من تلفزيون المر/فيديو/مقابلة مع د.جورج فريحة رئيس المستشارين للرئيس بشير الجميل يتناول من خلالها كتابه الجديد: مع بشير ذكريات ومذكرات/16 آذار/17/اضغط هنا

http://mtv.com.lb/Programs/Beirut_Al_Yawm/2017/videos/15_Mar_2017_-_%D8%AC%D9%88%D8%B1%D8%AC_%D9%81%D8%B1%D9%8A%D8%AD%D9%87

 

دار الصحافة في الكرسي الرسولي: المحادثات مع عون اكدت عمق العلاقات المتازة مع لبنان

الخميس 16 آذار 2017 /وطنية - اصدرت دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي في الفاتيكان، بعد ظهر اليوم بيانا، حول لقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع الحبر الاعظم البابا فرنسيس في القصر الرسولي، جاء فيه: "استقبل قداسة البابا فرنسيس قبل ظهر اليوم في لقاء خاص، فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، الذي التقى لاحقا نيافة الكاردينال بييترو بارولين امين سر الدولة، وصاحب السعادة امين سر العلاقات مع الدول المونسنيور بول غلاغير. وتم التأكيد خلال المحادثات على عمق العلاقات الممتازة بين الكرسي الرسولي ولبنان، واهمية الدور التاريخي والمؤسساتي الذي تلعبه الكنيسة في حياة هذا الوطن. كما تم التعبير عن الارتياح لالتزام مختلف القوى السياسية وضع حد للفراغ الرئاسي، ما يعزز الأمل بتعاون مستقبلي متزايد ومثمر بين مختلف المجموعات الاتنية والدينية، في سبيل تحقيق المصلحة العامة وتطور البلد. وخلال المحادثات، تم التطرق الى الوضع في سوريا، مع اهتمام خاص بالجهود الدولية المبذولة من اجل التوصل الى حل سياسي للازمة. ومن جهة اخرى كان هناك تقدير لإستقبال لبنان لأعداد من النازحين السوريين. وفي الختام، تم تبادل وجهات النظر حول الوضع الاقليمي والتطرق الى صراعات اخرى دائرة حاليا، والى وضع المسيحيين في منطقة الشرق الاوسط".

 

هذا هو السؤال الكبير والتحدي الكبير

آبو ارز/16 آذار/17

لم يبق من ثورة إلارز إلا الذكرى والحلم الجميل والفرصة التي ضاعت في متاهات الجهل والعشوائية وسوء التخطيط وغموض الرؤية.

أما الخطأين الأساسيين الذين أديا إلى ضياعها فهما:

1- عندما ارتضت جماهير الثورة أن تزحف وراء زعمائها بدلا من الزحف عليهم، الأمر الذي أدى إلى تسييس هذه الثورة وتدجينها وإجهاضها.

2- عندما أوقفت زحفها عند ساحة الشهداء واحجمت عن اجتياح مجلس النواب وقصر بعبدا، والانقضاض على رموز الاحتلال السوري وعملائه وزبانيته الذين باعوا لبنان بثلاثين من الفضة.

أعطي لبنان أكثر من فرصة ذهبية للتخلص من أزماته خلال إلاربعين سنة الماضية، ولكن أبالسة السياسة سارعوا إلى إجهاضها الواحدة تلو الأخرى بسبب رعونتهم وانانيتهم المفرطة ومصالحهم الخاصة التي تعلو فوق مصلحة الشعب والوطن.

لبنان اليوم بحاجة ماسة إلى 14 أذار ثانية، فهل تتكرر؟ ومن دون الوقوع بالأخطاء المميتة ذاتها؟

هذا هو السؤال الكبير والتحدي الكبير.

لبيك لبنان

آبو ارز.

 

من أقوال المؤرخ البريطاني أرنولد تويني

آبو ارز/16 آذار/17

ولبنان كان يُعرف بجبل الطيوب إذ كانت تنتشر رائحة أطيابه على حدّ قول هيرودوت وديودور على طول الشاطىء اللبناني.

وقد جاء في نشيد الأناشيد"رائحة ملابسك يا حبيبتي عطرة كلبنان" و"انت يا حبيبي بهيٌّ كلبنان".

وعُرف لبنان بإسم بلاد العسل واللبن إذا كان يُعرف بارض البحبوحة التي فيها يجري اللبن والعسل أنهاراً. ولا يزال في لبنان حتى اليوم نبعان يحملان إسمي العسل واللبن.

ويرد بعض الباحثين إسم لبنان إلى كلمة "لبن" بسبب الثلوج التي تكلل قممه طوال أيام السنة، فيما يطيب للبعض أن ينسبه إلى "اللبان" وهو إسم شجرة بخور ذات زهور بيضاء تنمو في جباله.

لبَّيك لبنان

أبو أرز

 

ضربات...وضرائب

أحمد الأسعد/16 آذار/17

يتمنى  المواطن اللبناني أن تتفق القوى السياسية بعد طول خلاف وتصارع، وأن تصبح كلها في خندق واحد، ولكن بشرط ألاّ يكون...ضده!

ويفرح أبناء هذا البلد عندما يجتمع سياسيوه على كلمة واحدة، ولكن بشرط ألاّ يكون اجتماعهم...لتجويع شعبهم!

"عسى الله يقدّم ما فيه خيراً"، يقول الناس إذا تصالح اثنان من زعمائهم المتخاصمين، ولكن بشرط ألا يكون صلحُهما هذا...على ظهور هؤلاء الناس بالذات!

يدفع اللبنانيون ضريبة خلافات سياسييهم، وإذا اتفق هؤلاء لمرّة، يكون اتفاقُهم على أن يحمّلوا الناس الكادحين للقمة العيش، المزيد من الضرائب.

ليست الضرائب التي يخترعها أهل الحكم اليوم، على اختلاف انتماءاتهم، هي الحلّ المطلوب لإنقاذ مالية الدولة، وسدّ عجزها، وتمويل سلسلة الرتب والرواتب التي ننتظرها مع المعلّمين بفارغ الصبر لأنها حقهم المشروع.

فهذه الضرائب تأتي لتزيد من الأعباء على كاهل المواطن، المُرهَق أصلاً من صعوبات المعيشة، وشحّ المدخول، هذا إذا كان لديه مدخول في زمن إفلاس الشركات بسبب الشلل الاقتصادي الذي سببته...خلافات السياسيين!

وهذه الضرائب تأتي أيضاً لتحدّ أكثر فأكثر من القدرة الشرائية، فتقود إلى ركود قاتل يقضي على ما تبقّى من نمو اقتصادي.

وهذه الضرائب تأتي لكي تًفاقم الصعوبات التي تعانيها كل القطاعات الإقتصادية، فتزيد على خسائرها أعباء إضافية، وتقضي على أي أمل بانتعاشها.

لا أيها الممسكون بقرار البلد. ليس هكذا تًحلّ المشكلة. الحلّ يكون بسدّ مزاريب الهدر، سواء أكان هذا الهدر نتيجة فساد أو سوء إدارة أو سياسات خاطئة. والحل يكون بإصلاحات اقتصادية، تحفّز النموّ وتخفض الإنفاق العام غير المنتج، وفي مقدّمها إشراك القطاع الخاص في إدارة المرافق التي ترهق الخزينة، وأولّها الكهرباء التي تكلّف الدولة سنوياً نحو ملياري دولار، من دون أن تؤمّن الكهرباء على مدار الساعة!

مرة جديدة، تثبت القوى السياسية لشعبها أنها لا تأتيه إلا بالضربات...والضرائب!

 

14 آذار- مستمرون: ندعو للمشاركة في الإعتصام والتظاهر في رياض الصلح

صدر عن امانة سر ناشطي 14 آذار- مستمرون البيان الآتي:

 يشهد المجلس النيابي منذ الليلة الماضية انقلابا فاضحا على الحقوق المعيشية للشعب اللبناني في حياة كريمة يتكامل مع الانقلاب على حقوقه السياسية والدستورية من خلال تطيير موعد الانتخابات النيابية بعدما فشل اركان السلطة في التوصل باشراف من حزب الله الى اتفاق في ما بينهم على التقاسم المسبق للمجلس النيابي.  إن ما يشهده لبنان هذه الايام على صعيد الانتخابات النيابية هو استنساخ سياسي لما فرضه الاحتلال السوري على لبنان في صيف 2004 من تجاوز للدستور في وجوب تداول السلطة بفرض التمديد لرئيس الجمهورية.

 ان سياسة تجويع الناس بفرض المزيد من الضرائب والرسوم على الطبقات الشعبية هي سياسة يعتمدها كل احتلال لتحويل انظار الناس وإلهائهم عن حقوقهم السياسية والسيادية واشغلهم بتأمين لقمة عيشهم.

 لذلك، يدعو ناشطو 14 آذار - مستمرون الرأي العام اللبناني الى المشاركة في الاعتصام والتظاهر عند الثانية عشرة من ظهر الاحد المقبل في ساحة رياض الصلح في وسط بيروت والى مواكبة اي تحرك شعبي تتم الدعوة اليه والمشاركة فيه تحت شعار رفض تجويع الناس من خلال الضرائب والسكوت على الفساد المستشري في مؤسسات الدولة والسرقات الموصوفة للمال العام. ويشدد ناشطو 14 آذار - مستمرون على أن أي تحرك يجب ان يكون تحت عنوان المطالبة بحل سياسي، سيادي، اقتصادي، معيشي شامل يعيد بسط سلطة الدولة اللبنانية على مرافقها الحدودية ومؤسساتها الرقابية والدستورية وتستعيد معها المؤسسات الامنية والعسكرية والجمركية الشرعية دورها الحصري في بسط سيادة الدولة على كل اراضيها لإن لا حلول اقتصادية ومعيشية ولا كرامة للإنسان في ظل الاحتلال العسكري غير الشرعي للبنان ووضع حزب الله يده على مؤسسات الدولة وحدودها ومرافقها وقراراتها وتغطية بعض الطبقة السياسية بالتواطؤ او الصمت لحالة الاحتلال الجديد وسلاح "حزب الله".

 

حذار النازية الجديدة المتسللة إلى الجسم الماروني

الياس الزغبي/فايسبوك/16 آذار/17

حذار النازية الجديدة المتسللة إلى الجسم الماروني هناك من يروج لإنغلاقية مسيحية خطيرة تحت شعارالحقوق ويدعي في الوقت نفسه بأنه "أكبر من لبنان"!

قوة في فرض الضرائب على الفقراء

قوة في تغطية الفساد والهدر

قوة في تبرير خرق المليشيا للسيادة

قوة في حرق الشعارات

هكذا يكون "القوي" أولا يكون!

 

إذهبوا إلى الجحيم .... جميعكم دون إستثناء

انطوان قربان/فايسبوك/16 آذار/17

قالوا .... التغيير والإصلاح

ثم قالوا ... الإبراء المستحيل

فصرخوا : حقوق المسيحيين أولا والتمثيل المسيحي الصحيح

فتفاهموا وتصالحوا وتحالفوا وأتوا بالرئيس المسيحي القوي " made in Lebanon "

فتوّجوا تفاهماتهم بقانون قذر ينهب الشعب أكثر فأكثر ....

إذهبوا إلى الجحيم .... جميعكم دون إستثناء

 

غباؤكم لا يُقدّر بثمن

كمال يازجي/فايسبوك/16 آذار/17

الضرائب كانت السبب المباشر

لإندلاع ثلاثة من الثورات الكبرى في العصر الحديث :

الثورة الإنكليزية (١٦٤٢)

الثورة الأميركية (١٧٧٥)

والثورة الفرنسية (١٧٨٩)

إذا كان لا بد من ذلك

فلتكن ثورة لبنانية

صحوة وطنية عارمة

تضع حداً لفساد الطبقة الحاكمة وفجورها

وتمهّد الطريق لقيام بلدٍ جميلٍ مُعافى

يطيب العيش فيه

ما أرتكبته الطبقة الحاكمة أمس

هي الحماقة الزائدة

la bêtise de trop

التي ستفتح عليها أبواب الجحيم

غباؤكم لا يُقدّر بثمن

 

إحباط "مخطّط لحزب الله وايران": عبوة تزن 2.5 طن!

16 آذار/17/نقلت صحيفة "عكاظ" عن مصادر لبنانية اشارتها الى "ان الأجهزة الأمنية في اميركا الجنوبية احبطت مخططاً لـ "حزب الله" وإيران لتنفيذ عملية إرهابية ضخمة ستستهدف مواقع سياحية في كل من بوليفيا والبيرو وتشيلي، إذ داهمت مستودعاً تابعاً للحزب في ضواحي العاصمة البوليفية لاباز، يحتوي على اجهزة ومعدات لإعداد عبوة ناسفة تزن 2.5 طن بالإضافة إلى سيارة رباعية الدفع مظللة النوافذ، معدة على ما يبدو لتحويلها إلى سيارة مفخخة، وكان تفجيرها ان تم، سيكون اكثر تدميراً من العمليتين الإرهابيتين اللتين نفذهما "حزب الله" في العاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس في بداية التسعينات من القرن الماضي (عامي 1992 و1994). واوضحت المصادر "ان مداهمة المستودع تمت بعد ان استطاعت الأجهزة الأمنية المختصة في دول اميركا الجنوبية الربط بين المستودع ونشاط كوادر وحدة العمليات الخارجية التابعة لـ"حزب الله" التي قامت باستئجار المستودع وتحويله إلى معمل لإعداد المتفجرات وتفخيخ السيارات"، ولفتت الى "ان السيارة التي وُجدت في المستودع كان بإمكانها حمل نصف طن من المواد المتفجرة، بما معناه ان ما وجد في المستودع في لاباز كان سيمكّن "حزب الله" من القيام بما لا يقل عن خمس عمليات تفجير كبيرة جداً مشابهة للعمليات التي نفّذها الحزب في الأرجنتين في عامي 1992 و1994". واعتبرت المصادر بحسب "عكاظ" "ان التعاون الفعّال بين الأجهزة الأمنية في دول اميركا الجنوبية اثمر في السنوات الأخيرة، إذ نجحت الأجهزة في اعتقال عدد من كوادر وحدة العمليات الخارجية لـ "حزب الله" وإحباط عدد من البنى التحتية التي انشأتها الوحدة في هذه الدول"، مشيرةً في هذا السياق إلى "اعتقال محمد غالب همدر في البيرو اواخر عام 2014، وهو خبير متفجرات كان في طريقه للقيام بعملية إرهابية، إذ تبين من التحقيق معه انه تولى جمع معلومات حول اهداف محتملة للقيام بعملية إرهابية كانت تستهدف مطارات او مقار امنية او تجمعات سياحية في العاصمة ليما".

وختمت المصادر قائلة "ان احد قياديي هذه المجموعة هو سموئيل سلمان الرضا واسمه الحقيقي سلمان رؤوف سلمان مطلوب من الإنتربول الدولي ويتخذ من لبنان مكان إقامة ليدير العمليات الخارجية لـ "حزب الله".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 16/3/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الجميع يريد سلسلة الرتب والرواتب والجميع ساهم في عدم إقرارها في داخل الجلسة التشريعية الى حد تفجيرها وفي محيط المجلس وحتى في أماكن بعيدة في اعتصامات وتجمعات وفي المواقع الإلكترونية.

الجلسة المسائية دامت أقل من ثلاثة أرباع الساعة وانتهت بأمرين: إعلان الرئيس الحريري أن وزيري العدل والداخلية سيلاحقان الكاذبين حول شائعات الضرائب وأن السلسلة ستقر في جلسة يدعو إليها الرئيس بري.

في شأن آخر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أبلغ البابا أن وحدة اللبنانيين مصانة وقداسته أبلغه أنه سيزور لبنان.

والى كل هذا سجل حدث كبير تمثل بإنتخاب الشيخ عبد الأمير قبلان رئيسا للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى مع نائبين له وأعضاء الهيئتين الشرعية والتنفيذية.

وفي الخارج وتحديدا في غراس الفرنسية طلبت الشرطة الى السكان التزام منازلهم خشية عمل إرهابي.

وفي أستانة غاب الإئتلاف السوري المعارض وبرز حضور ممثلي الجيش السوري الحر وتوافق روسي تركي إيراني على تثبيت وقف إطلاق النار وتزخيم الإستعداد للمؤتمر السوري التفاوضي في جنيف بعد أسبوع.

ويوم الاثنين مؤتمر لثمان وستين دولة في واشنطن تحت عنوان مكافحة الإرهاب ولبنان بين هذه الدول المشاركة.

إذن الجلسة التشريعية فخختها حملة خفية حول شائعات الضرائب.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

يكاد المشهد يستحيل سورياليا في المجلس النيابي اليوم. مناقشات السلسلة تقارب الخواتيم المنتظرة ولو غير السعيدة. اقرار من دون افتخار. فجأة انقلب المشهد تراجيديا. فريد مكاري يخرج الى الاعلام ليعلن رفع الجلسة ويؤازره سعد الحريري بالتلويح برفع الحصانة عن نواب الكتائب. والسبب اتهام الكتائب بتطيير الجلسة وتفشيل السلسلة ومنع اقرارها والتصويت عليها والتحريض عليها في الشارع ووسائل التواصل الاجتماعي وتصوير الضرائب كشر مطلق وشيطنة النواب وابلسة المجلس النيابي. جرى تكبير حجم الكتائب ونفخه الى درجة الاعتقاد بأن الكتائب تملك اوسع قاعدة شعبية واكبر كتلة نيابية واهم سلطة معنوية في البلد. سامي الجميل يرد بأن 4 نواب كتائب وليس 5 باعتبار ان النائب فادي الهبر تغيب بداعي السفر يرد بالقول بأن 4 نواب لا يمنعون اقرار السلسلة ولا يستطيعون الوقوف في وجه التصويت عليها. المشهد يكاد ينقلب مأساويا. السلسلة تتعقد بدلا من ان تتحلحل او تتفكك والحشد الذي رافق كلمتي الحريري ومكاري من غالبية الكتل لا يخفي ان هناك قطبة مخفية ومشكلة عميقة رأس جبل جليدها الظاهر هو الكتائب التي اصطدمت بها السلسلة كما اصطدمت التايتانيك بجبل الجليد منذ مئة عام وغرقت. محاولات الانقاذ والانعاش مستمرة والسلسلة ستقر كما اكد الحريري وتنتظر الرئيس بري كما اعلن مكاري والناس في الشارع عفويا اليوم قبل ان تصبح اضطراريا لاحقا اي خارج بيوتهم بفعل الازمة الاقتصادية الاجتماعية المتفاقمة. لبنان اليوم بين عهد جديد يصارع الخطأ الذي يتلطى وراء مئات الاقنعة وبين عهد قديم يمانع الصح ولو صب في مصلحته. العهد الجديد في الفاتيكان اليوم. رأس الجمهورية اللبنانية يلتقي رأس الكنيسة الكاثوليكية في اول زيارة للرئيس عون الى اوروبا.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

انه الاختبار الاول للحكومة ولتماسك السلطة، وهذا الاختبار سيبقى ساري المفعول حتى موعد الجلسة العامة الاسبوع المقبل والتي يتوقع ان يدعو اليها الرئيس نبيه بري، جلسة اليوم طارت، او تعطلت او علقت لا يهم، المهم ان كل المؤشرات التي كانت تقول ان السلسلة ستقر اليوم قد طارت، السلطتان التشريعية والتنفيذية جلستا على منبر واحد، منبر المؤتمرات الصحافية لتحمل بالاسم حزب الكتائب ورئيس حزب الكتائب مسؤولية تعطيل الجلسة.

النائب سامي الجميل سارع الى الرد، فسخر من الاتهام، متسائلا كيف ان 4 نواب وهم نواب الكتائب في غياب النائب فادي الهبر يستطيعون تعطيل النصاب؟ حرب المؤتمرات الصحافية والاتهامات المتبادلة التي وصلت حد اتهام النائب فريد مكاري حزب الكتائب بتوزيع لائحة خاطئة للضرائب دلت على ان المسألة ليست رمانة، بل قلوب مليانة منذ ازمة النفايات واتهام حزب الكتائب بتعطيل الخطة.

ولكن ابعد مما جرى اليوم، فإن الاجواء الشعبية واجواء الشارع جعلت الحكومة والمجلس يرتابان من اقرار السلسلة الليلة مع التأكيد على ان الجلسة التي سيدعو اليها الرئيس بري الاسبوع المقبل ستشهد اقرارا للسلسلة من دون اغفال الشارع وما يمكن ان يحدث فيه، فهل تقع المواجهة بين الحكومة والمجلس من جهة والشارع من جهة اخرى؟

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

الجلسة النيابية طارت، لكن سلسلة الرتب والرواتب باقية وستقر في موعد يحدده الرئيس نبيه بري لاحقا، مزايدات سياسية انتخابية اطاحت بالجلسة المسائية اليوم بعد جدل نيابي صباحا في ساحة النجمة حول ضرائب بحثت عن ايراداتها وتعرضت لزيادة افتراضية.

نائب رئيس المجلس رفع الجلسة متهما حزب الكتائب بالمزايدة والتحريض، وحمل النائب سامي الجميل مسؤولية الالتفاف على السلسلة، فهل اراد مكاري تحويل التظاهرات النقابية الاعتراضية من ساحة رياض الصلح الى بيت الصيفي؟ رئيس الكتائب دافع عن نفسه في وجه الشائعات، مصرا على رأيه المعترض على الضرائب، وهاجم الشركات الكبرى التي تسهل لها الحكومة الاعفاءات.

ما بين السلسلة والضرائب ايرادات حضرت وكتل اعترضت، السجال السياسي حق ديمقراطي، والمطلوب تحييد الطبقات الفقيرة والمحدودة الدخل عن الزيادات، لان المواطن عاجز عن تحمل الاعباء المالية الاضافية، ما يزاد بالمفرق يجمع بالجملة، فلا الهيئات الاقتصادية راضية ولا النقابات المهنية والتعليمية تقبل، ولا المواطن يتحمل، فما العمل؟

لا زيادة على المواد الاستهلاكية لكن الضرائب التي فرضت على التبغ والتنباك مثلا ستطال جيوب الناس اولا، واهم ايرادات الدولة ثانيا، فيتعزز تهريب الدخان وتدفع الريجي الثمن، بدل تعزيز شتلة التبغ كمصدر رزق للمزارعين والفقراء، فلماذا لا تفرض الزيادات على السيغار المخصص للاغنياء، وتخفض الضرائب على السيجارة ملجأ الفقراء؟

التشاور السياسي مفتوح والمواكبة النقابية قائمة وسط مزايدات سياسية وشعبوية تجد في السلسلة وايراداتها مساحة لتعزيز المكاسب في زمن الانتخابات.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

مجلس نواب بأمه من دون أبيه تهزه شائعة.. وتلغي جلسته نميمة.. ويعطله أربعة كتائب.. فتتأجل السلسلة بقرار سام ويخرج نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري إلى الإعلام حاملا محملا المزايدين والمعرقلين وفي مقدمهم سامي الجميل مسؤولية الالتفاف على السلسلة عذر أقبح من ضريبة.. وارتفعت قيمتها المضافة عندما جلس رئيس الحكومة سعد الحريري على منصة الشكوى قائلا إن هناك مجموعة من الأكاذيب سربت على مواقع التواصل الاجتماعي وسنسمي من سربها بالأسماء وإذا ظن أحد أن القانون لا يطاله فهو مخطئ معتبرا أن الكلام البذيء الذي نسمعه من المجتمع المدني يهين أصحابه هو يوم تشريع المهزلة ومنحها وساما من رتبة سياسيين مائعين.. جرحت مشاعرهم الرقيقة من شائعات على الفيسبوك وأصيبوا بداء وهن الأمة من نقد لاذع على مواقع التواصل وتمت إهانة شعورهم القومي من منشور يضخم الضريبة مئة وأربعة وعشرون نائبا لم يتحملوا اعتراض نائب واحد.. جلسة قهر الناس لم تحتمل صوت الناس.. حاصروا المواطن بزاويا ضرائبية ومنعوه أن يصرخ للتعبير عن غضبه لاحقوه على مساحة هوائه وصفحاته الافتراضية ليتبين أن رئيس الحكومة كان طوال انعقاد الجلسة يتابع مواقع التواصل بوستا بوستا وتغريدة تغريدة وزنغة زنغة .. ولو أقر النواب السلسلة الموعودة لوفروا عليهم هذه الحرب التي يبدو أنها توائم طموحاتهم إلى التأجيل لأن طوق السلسلة وضرائبها كان قد بدأ يشتد حول الأعناق لكن المتهم بالتعطيل سامي الجميل حضر مع كامل أدلته الثبوتية وأعلن أن حزبه خرج من الحكومة السابقة بسبب محاربته الفساد ورفض الهدر ومنع المناقصات وقوتنا أن لا أحد يغبر علينا وكشف الجميل أن الدخان هو الضريبة الوحيدة التي صوتنا عليها فيما كانت هي الضريبة الوحيدة التي اعترض عليها وزير المال علي حسن خليل كاشفا أن "القيامة قامت" بين السلطة السياسية على هذا البند "وخليهن هني يقولوا ليه" و"من غير ليه" فقد دخل الجميل نقطة الريجي المحظورة.. تلك المحمية الطبيعية للرئيس نبيه بري منذ ثلاثين عاما وإذا كانت الريجي بوابة مقفلة لتاريخه فإن الجديد قالت يوما "إفتح يا سمسم للجمارك" في عهدها القديم والتقطت أول مفاتيح الهدر.. واليوم تقص الجديد شريط الجمارك في دفعته الثانية وتستقبل الرئيس المعين حديثا بدري ضاهر.. وتهديه عينة من المرتشين ليفتتح باكورة عهده بصيد ثمين.. ويكتشف أن "الي فايت فايت والي ضاهر ضاهر" على مرفأ بيروت حيث عنابر الهدر.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

اختنق المجلس النيابي بسلسلته، بعد ان خنق مواطنيه بضرائبها..

وفي الجولة الرابعة طارت الجلسة بعد سلسلة اخطاء حسابية واخرى ادارية للجلسات المتتالية، لم يسعف معتلي المنابر التبرير، فتاهوا بين فقدان النصاب والشتائم على العوالم الافتراضية، بتبريرات افتراضية لعدم استكمال النقاش بارقام علمية، وسبل منطقية تؤمن للدولة ايراداتها وللحركات المطلبية حقوقها..

وحتى يستعيد المجلس النيابي رئيسه، وقراره بجلسة جديدة، تبقى الساحات مفتوحة على كل انواع السجالات وجداول الاتهامات، اما الجداول الضريبية المقدمة مع السلسلة، فتكاد تكون كارثية على المواطنين لا سيما الفقراء منهم، فيما حيتان المال نافذون باستثناءات تشريعية واخرى.

والسؤال، اليس من المعيب ما شاهده اللبنانيون على وسائل الاعلام من اتهامات وتبريرات؟ اليس من المعيب الاستخفاف بعقول المواطنين وجدول الحساب، حتى تمكن اربعة نواب من تطيير نصاب جلسة لمجلس اعضاؤه من مئة وثمانية وعشرين كما قيل؟

انها الحسابات السياسية وليست المنطقية التي همست منذ الصباح بأذن رئيس الجلسة فريد مكاري لرفعها، وعادت لترمي فعلتها على حسابات غيرها.. طار نصاب الجلسة وعاد انتظار السلسلة، وان تفهم المواطنون وضع المالية العامة أكثر من هادري المال العام، فان بعض الضرائب غير مبررة ولا يمكن القبول بها، وهو ما أكدته كتلة الوفاء للمقاومة عبر نوابها، وتصويتهم ضد رفع ضريبة الـ”TVA” وغيرها من الضرائب التي تطال الطبقات الفقيرة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

انه يوم الدينونة، الدولة تأكل شعبها وتعتصر ما بقي في جيوبه من نقود، وما في نفسه من قدرة على تجميل البشاعات واجتراح الامل، المشهد مضحك مبك، ومعزز بانفصام مرضي حاد، الحكومة ترفع الضرائب بحجة تمويل السلسلة ولا مصدر الا جيوب الناس، ويزداد المشهد سخرية عندما نرى ان عددا من نواب الامة يجتمعون لارتكاب الفظائع لارضاء ناسهم، فيما ناسهم يتظاهرون احتجاجا، ولهذه الحزورة خطابان، الاول مع الزيادة في داخل البرلمان، والثاني ضد الزيادة خارجه.

امام هذا الواقع المريض، الثابت ان الاسعار والاقساط سترتفع، وهي بدأت ترتفع على رفوف السوبر ماركت، وبدأت المدارس بسن السكاكين لرفع الاقساط، والثابت في السياسة ان شرخا كبيرا بدأ يظهر في المشهد السياسي، رئيس الحكومة ونائب رئيس المجلس وعدد من النواب اتهموا الكتائب بالشعبوية واختلاق الاكاذيب لاستدراج عطف الناس، ما استدرج ردا من الكتائب، هذه المناوشات اجلت مناقشة السلسلة اسبوع على الاقل، في هذه الاجواء التقى الرئيس عون قداسة البابا.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

أشباح وسائل التواصل الاجتماعي وجهوا صفعة إلى 250 ألف عائلة لبنانية كانت تنتظر منذ عقود إقرار سلسلة الرتب والرواتب.

أشباح مجهولون معلومون ملأوا الفيسبوك والتويتر والواتساب شائعات عن ضرائب وهمية غير حقيقية على الخبز والبنزين والأحوال الشخصية والهاتف والماء والكهرباء والرسوم البلدية.

أشباح قرروا تحريض اللبنانيين على السلسلة والدعوة إلى التظاهر اليوم وغدا والسبت والأحد، في محاولة لتأليب المواطنين ضد محاولات تحسين رواتب الموظفين والعسكر والتوفيق بين الضرائب على الكماليات والتبغ والكحول، وبين الضرائب على الأرباح المصرفية.

أشباح التحريض أجهضوا السلسلة قبل ساعات من إقرارها، وفي رقبتهم، بحسب الرئيس سعد الحريري، ذنب العائلات التي خسرت السلسلة اليوم.

أما الاشباح الذين سرقوا بنك عودة في الحازمية قبل يومين فباتوا في قبضة شعبة المعلومات وهم جميعا من الجنسية اللبنانية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

طلاب الاحرار: للمشاركة في التظاهرات الرافضة للضرائب عصر اليوم

الخميس 16 آذار 2017 /وطنية - دعت منظمة الطلاب في "حزب الوطنيين الاحرار" في بيان، "جميع اللبنانيين الى المشاركة في التظاهرات الاحتجاجية الرافضة للضرائب الجديدة ايمانا منها بضرورة وقف الهدر وايجاد سبل اخرى لتمويل السلسلة بدل اللجوء الى فرضها على اللبنانيين".

وأشارت الى أن "التجمع عند الخامسة من بعد ظهر اليوم في ساحة سمير قصير، وسط بيروت".

 

ريفي: محميات الفساد تحتمي ببعضها البعض

الخميس 16 آذار 2017 /وطنية - رأى اللواء أشرف ريفي، في بيان اليوم، "ان لبنان لم يشهد حتى في أسوأ المراحل، مهزلة كالتي تقوم بها السلطة، من إستخفاف بعقول اللبنانيين ولقمة عيشهم وأمنهم الإجتماعي، حيث تقوم قوى سياسية بالتكافل والتضامن لا بل التآمر بين بعضها البعض مستهدفة السواد الأعظم من اللبنانيين، الذين يقتربون من حافة الفقر نتيجة سياسة الأنانية والمحاصصة والفساد والتفريط بالمال العام". واعتبر ان "قيام السلطة بفرض الضرائب على الناس لتمويل سلسلة الرتب والرواتب التي هي حق مشروع للموظفين، وإغراق رأسها في رمال الفساد، والإمتناع عن مجرد البحث أو المحاولة لوقف هذا الفساد المتمادي، إنما يدين هذه السلطة ويؤكد على أن محميات الفساد تحتمي ببعضها البعض، وتستأسد على حقوق اللبنانيين في العيش الكريم. والأخطر أن كل ذلك يتم، تحت أنظار الدويلة، ورعايتها لبعض هذه الطبقة السياسية، مقابل الصمت على إنتهاكات السلاح غير الشرعي للدولة والمؤسسات، وهي صفقة "تبادل خدمات" يدفع اللبنانيون ثمنها من أمنهم وسيادتهم ولقمة عيشهم". وختم: "أشارك اللبنانيين جميعا كواحد منهم، في غضبهم، وأدعو أهلنا، للمشاركة في أي تحرك شعبي، لوقف هذه الفضيحة، وأشد على يد قوى المجتمع المدني وقوى التغيير، التي نتشارك معها في السعي لخلق دينامية شعبية تواجه، فجور الفساد ووقاحة الفاسدين".

 

جنبلاط وضع زهرة على ضريح والده ومسيرات ومواكب في الذكرى

الخميس 16 آذار 2017 /وطنية - توجه رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط صباحا الى ضريح الزعيم كمال جنبلاط في ذكرى استشهاده ال40 ووضع زهرة حمراء وقرأ الفاتحة على روحه، كما وضع زهرتين على روح رفيقيه الشهيدين حافظ الغصيني وفوزي شديد. وظهرا، وصل الى الضريح "رفاق درب" كمال جنبلاط في "الحركة الوطنية" السابقة، الامين العام لمنظمة العمل الشيوعي محسن ابراهيم، وفؤاد شبقلو، وتوفيق سلطان، ورافقهم النائب جنبلاط وكريمته داليا، وأمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر، ومفوض الشؤون الداخلية في الحزب هادي ابو الحسن. ووضعوا الورود وقرأوا الفاتحة. ورغم تحديد موعد احياء الذكرى يوم الاحد المقبل، أبت شخصيات عدة ووفود اهلية واجتماعية وطلاب جامعات ومدارس إلا أن تزور الضريح وتضع الاكاليل والورود. وعشية الذكرى نظمت مسيرات شعبية وشبابية وكشفية ومواكب سيارة جابت القرى وهي تبث الاغاني والالحان الوطنية والحزبية المتصلة بصاحب الذكرى، ووصلت الى الضريح وهي تحمل الاعلام اللبنانية والحزبية ووضعت الشموع والورود، كما أنيرت الشوارع والشرفات والامكنة العامة بالمشاعل النارية. وفي إطار التحضير ليوم الاحد المقبل الذي من المتوقع ان يتحول احياء الذكرى ال 40 لكمال جنبلاط الى مشهد تاريخي من حيث الزحف البشري والجماهيري والكلمة السياسية المتوقعة للنائب جنبلاط، يجري رفع اللافتات التي تحمل اقوالا للزعيم الراحل والصور والاعلام اللبنانية والحزبية وسط باحة قصر المختارة وعلى الطرق والشوارع المؤدية اليه.

 

الراعي استقبل وزير الثقافة وشخصيات ووفودا

الخميس 16 آذار 2017 /وطنية - إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في بكركي، وفدا من زملائه خريجي مدرسة الجمهور عام 1963. وعبر الكسندر سماحة باسم الوفد عن "علاقة الصداقة القوية" التي تجمع البطريرك الراعي بزملائه الذين تخرجوا معا عام 1963.

وشدد سماحة على ان "هذه العلاقة لا تزال على متانتها، لذلك نحن نزور غبطة الكاردينال باستمرار ونطرح مواضيع متنوعة. اليوم بحثنا في موضوع الحوار المسيحي- الإسلامي واهمية تطويره، ووضعناه في اجواء التحضيرات التي نقوم بها للإحتفال بعيد سيدة البشارة في الجمهور في 25 من الشهر الحالي، وتمنينا على غبطته مشاركتنا ايضا في هذه المناسبة التي يحضر فيها ممثلون لكل المذاهب اللبنانية". ثم التقى الراعي رئيسة "جمعية الميدان" ومؤسسة مشروع "سينمائيات" ريما فرنجية يرافقها السينيفيل اميل شاهين ومديرة مشروع سينمائيات نتالي الخواجة، وحملت فرنجيه إلى البطريرك "مشروع فيلم سينمائي وفكرة جديدة لرسم صورة لبنان الرسالة، يقوم بتنفيذه طلاب المرئي والمسموع من احدى عشرة جامعة في لبنان يأتون من مناطق وانتماءات مختلفة،" لافتة الى ان "الفيلم سيكون على صورة لبنان الوطن الاستثنائي". وشكرت الراعي على "اهتمامه وترحيبه وإيمانه بالمبادرة الواعدة التي تسلط الضوء على قدرات الشباب اللبناني وطاقاته الإيجابية في الابتكار"، مشيرة إلى ان "العمل السينمائي فن إبداعي وإنتاج صناعي ورسالة تستخدمها الشعوب لنشر ثقافتها، من هنا أهمية هذه المشاريع". وختمت: "مشروعنا قصة من انتاج وإبداع طاقات الشباب. اذ يجمع الفيلم أحوال اللبنانيين كافة ونمط عيشهم من هموم وطموحات وأحلام. كما يركز على ان الشعب اللبناني رغم كل شيء هو شعب قادر على تحويل الاختلاف إلى انسجام وتماسك حقيقيين، والفيلم سيكون نقطة التقاء لتناقضات متحولة يعكسها خريجون سينمائيون بأسلوب فني ناتج من رؤية مشتركة وجهود جامعة، وهو سيبصر النور عام 2018".

بدوره أثنى الراعي على نشاط "جمعية الميدان"، منوها "بمشروع سينمائيات الجديد الذي أطلقته الجمعية في مبادرة منها لتوحيد العمل بين عدد من الجامعات في الإطار السينمائي". وشدد على "اهمية دعم وإحياء مثل هذه النشاطات الفنية الثقافية في قرانا البعيدة لانها تدخل في مجال التنمية وخلق فرص عمل جديدة وتشجيع ابناء هذه المناطق على البقاء في بلداتهم، وهذا ما تعمل من اجله جمعية الميدان لا سيما في اهدن".

وزير الثقافة

ثم استقبل الراعي وزير الثقافة غطاس الخوري الذي قال بعد اللقاء: "تشرفت بزيارة غبطة البطريرك، وهذه الزيارة هي لإلتماس بركته والتشاور معه في الشؤون الوطنية. ولقد كان هناك جولة افق حول المواضيع المطروحة الآن، ولا سيما ضرورة استكمال التسوية التي انجزت في لبنان بانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية وتأليف حكومة برئاسة الشيخ سعد الدين الحريري، وما أنجزته هذه الحكومة من موازنة سترسل ان شاء لله الى المجلس النيابي قريبا، والتعيينات الأمنية والقضائية التي قامت بها. كذلك بحثنا في ضرورة استكمال كل هذه الإجراءات باعتماد قانون انتخاب يكون على قدر تطلعات اللبنانيين، حتى ولو لم يكن مثاليا الا انه يكون على الإقل افضل مما نحن عليه اليوم. وفي هذا الإطار لمست من غبطته ترحيبا بهذه المسيرة، وتمنياته ان نستطيع انجاز ما تبقى من هذه التسوية". ومن زوار الصرح غياث البستاني، ثم رئيس اللجنة الفنية في الضمان الاجتماعي سمير عون.

 

عون التقى الحبر الاعظم وبارولين: لبنان مؤهل ليكون مركز حوار للحضارات والاديان البابا: للبنان مكانة خاصة لما يمثله من قيم وسازوره

الخميس 16 آذار 2017 /وطنية - اكد قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس خلال استقباله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم في حاضرة الفاتيكان، ان "للبنان مكانة خاصة لدى الكرسي الرسولي، وانا سعيد لاستعادته عافيته وانتظام المؤسسات الدستورية فيه منذ انتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية"، مشددا على ان "هذه المكانة سببها الاساس ان لبنان بجميع ابنائه، عاش قيم الاصالة القائمة على الاحترام المتبادل والسعي الى تحقيق السلام بين الشعوب والطوائف والمذاهب".وابلغ البابا الوفد المرافق للرئيس عون انه "يصلي دائما من اجل لبنان ويعمل من اجل دوام استقراره وانه سيزوره ويلتقي جميع ابنائه".

رئيس الجمهورية

من جهته، شكر الرئيس عون البابا على "استقباله ومحبته الكبيرة للبنان، وعلى الاهتمام الذي يوليه دائما لقضاياه، ومتابعة الكرسي الرسولي كل ما يساعد على تعزيز الاستقرار فيه وتمكينه من مواصلة لعب دوره في محيطه والعالم". وعرض الرئيس عون مع الاب الاقدس "الوضع في الشرق الاوسط عموما واوضاع المسيحيين، خصوصا في سوريا وفلسطين والعراق"، وتطرق البحث في "العمل الذي يقوم به لبنان لمواجهة الارهاب"، لافتا الى ان "اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين موحدون في التعاطي مع هذا الخطر"، مؤكدا ان "ما يحصل احيانا من تباين في وجهات النظر يعكس خلافا سياسيا وليس خلافا دينيا كما يعتقد البعض، ويتم التعاطي معه من خلال المؤسسات الدستورية والتشريعية". وقال: "لقد خبرنا في لبنان طوال قرون عيشا واحدا بين المسيحية والاسلام، ساهمنا خلاله في بناء حضارة واحدة جعلت المسيحي يدرك ان المسلم هو شريكه واخيه والعكس بالعكس، وكونت لدينا القناعة ان احترام حق الاختلاف والتنوع هو ابهى صورة يمكن ان نقدمها للعالم". واكد ان "لبنان غدا من خلال ما تكون فيه من تراكم حضاري مسيحي - اسلامي، نموذج يصلح لدول وانظمة عدة، اضافة الى ان التعاون الاسلامي - المسيحي يؤهل لبنان ليكون مركز حوار الحضارات والاديان". وشدد على ان "مشاركة لبنان في المؤتمر الذي عقد في الازهر الشريف، للمساهمة في تغليب لغة الاعتدال التي يمثلها هذا المقام، الذي يواجه بقوة لغة التطرف وتشويه صورة الاسلام الحقيقي". واذ طالب رئيس الجمهورية البابا ب"الاستمرار في دعم لبنان ومساندته في المحافل الدولية والاقليمية"، وعده البابا بذلك، "مستذكرا معارفه من اللبنانيين في الارجنتين يوم كان رئيسا لأساقفة بيونس ايرس".

وقائع الوصول

وكان الرئيس عون وصل واللبنانية الاولى والوفد المرافق الى حاضرة الفاتيكان عند العاشرة من قبل ظهر اليوم بتوقيت روما. وفي لفتة خاصة، جال رئيس الجمهورية وافراد العائلة والوفد المرافق في موكبه الخاص داخل حدائق الفاتيكان مستطلعا معالمها، ثم عاد الى الباحة الرئيسية حيث استقبل وفق المراسم المتبعة في الكرسي الرسولي، فقدمت له ثلة من الحرس البابوي السويسري التحية قبل ان يستقبله عميد البيت البابوي المونسنيور جورج غانسفاين الذي قدّم له نبلاء الكرسي الرسولي الذين حيوه، ودخل بصحبته الى الجناح البابوي في القصر الحبري. ولدى وصول الرئيس عون الى مكتب الحبر الاعظم، خرج البابا فرنسيس لاستقباله، ودخلا معا الى المكتب حيث عقدت خلوة بينهما دامت نصف ساعة.

لقاء افراد العائلة والوفد المرافق

بعد ذلك، انضمت اللبنانية الاولى السيدة ناديا الشامي عون ومن ثم افراد العائلة، السيدة ميراي عون الهاشم وزوجها السيد روي الهاشم، السيدة كلودين عون روكز وزوجها العميد المتقاعد شامل روكز، والسيدة شانتال عون باسيل وزوجها وزير الخارجية والمغتربين الوزير جبران باسيل، الى الرئيس عون والبابا فرنسيس الذي صافحهم فردا فردا، قبل ان يلتقي قداسته اعضاء الوفد الرسمي والقائم باعمال السفارة اللبنانية في الفاتيكان البير سماحه وقرينته محييا اياهم.

تبادل الهدايا

ثم تم تبادل الهدايا بين الرئيس عون والبابا فرنسيس، فقدم رئيس الجمهورية للحبر الأعظم تمثالا للطفل يسوع مرتديا زيا حبريا بلون العلم اللبناني، ومرسوما عليه من جهة صورة سيدة لبنان ومن الجهة الثانية شعار حبرية البابا فرنسيس، وهو يحمل في يديه الكرة الارضية التي ترمز الى العالم يظللها الصليب البابوي. والهدية هي نتاج تنفيذ مشترك لراهبات الكرمل في حريصا وكفرمسحون. من جهته، قدم الحبر الاعظم الى الرئيس عون واللبنانية الاولى مجسما لغصن زيتون رمز السلام، قائلا لهما انه يصلي "كي يحفظ الرب هذا الغصن في لبنان وينميه"، ومجموعة الكتب الثلاث التي اصدرها وهو على رأس الكنيسة، تشمل الرسالتين العامتين اللتين وجههما الى العالم، وكتاب الحوار حول "يوبيل الرحمة" الذي اجراه مع احد الاعلاميين المعتمدين لدى الكرسي الرسولي. ثم التقطت الصور التذكارية وقدم الاب الاقدس للرئيس وقرينته وافراد عائلته واعضاء الوفد هدايا تذكارية، قبل ان يودع البابا الرئيس عون واللبنانية الاولى عند باب مكتبه.

لقاء امين سر الدولة

بعد ذلك، التقى الرئيس عون، أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، وبحث معه في الاوضاع في لبنان والمنطقة، وسبل تطوير العلاقات الثنائية بين لبنان والكرسي الرسولي في مختلف مجالات التعاون المشترك، في حضور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ونظيره البابوي المونسنيور بول غالاغير والقائم بأعمال سفارة لبنان في الفاتيكان البير سماحه، والمستشار الاعلامي لرئيس الجمهورية جان عزيز ومدير مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا.

عون

وخلال اللقاء مع بارولين، عرض الرئيس عون للوضع في لبنان، مؤكدا انه "اجتاز المرحلة الصعبة وهو ماض في مسيرة النهوض وتعزيز الحوار بين القوى السياسية في كل ما يتعلق بالنظام السياسي في البلاد وفي استحقاق الانتخابات النيابية المقبلة". وركز الرئيس عون على التعايش الدائم بين المسيحيين والمسلمين، لافتا الى ان "الخلافات السياسية مردها الى صراع بين الاحزاب وليس بين الاديان"، مؤكدا انه يعمل "على تقريب وجهات النظر بين اللبنانيين". واعاد الرئيس عون التأكيد على "اهمية الدور المسيحي الجامع في المحيط العربي والعالم"، مشيرا الى ان "مسيرة اعادة الاعمار في لبنان ومحاربة الارهاب يشارك فيها جميع اللبنانيين انطلاقا من الشراكة الكاملة بين المسيحيين والمسلمين". وتناول اللقاء الوضع في فلسطين، فأكد الرئيس عون ان "اسرائيل لن تنخرط في عملية سلام حقيقية وهي تعمل على افراغ الشرق الاوسط من اهله عموما ومن المسيحيين خصوصا، لأنها لا تنظر الى الفلسطينيين على انهم اصحاب الارض بل مقيمين فيها". وشدد الرئيس عون والكاردينال بارولين على "دور الاغتراب اللبناني والقيمة التي يمثلها"، كما تطرق الى "اوضاع النازحين السوريين والانعكاسات الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي تترتب على وجودهم في لبنان". وقدم الرئيس عون للكاردينال بارولين ايقونة مشرقية للمسيح الضابط الكل، من كتابة الراهبات المحصنات في كرمل والدة الله في حريصا، في ما قدم الكاردينال للرئيس خريطة لروما القديمة بمعالمها المسيحية والكتاب الذي وضعه والمتضمن الاسس التي تقوم عليها نظرة الكرسي الرسولي الى العلاقات الدولية.

وفي ختام اللقاء، ودع رئيس الجمهورية واللبنانية الاولى وافراد العائلة والوفد المرافق بمثل ما استقبلوا به من مراسم حفاوة.

 

التيار المستقل: ألم يكن الاجدى مكافحة الفساد ووقف الهدر بدل زيادة ضرائب تطال الجميع؟

الخميس 16 آذار 2017 /وطنية - ندد "التيار المستقل" في بيان اصدره "بسياسة النعامة التي تعتمدها السلطة في زيادة الضرائب على عامة الشعب في الوقت الذي يطالب فيه الفقراء بزيادة رواتبهم لتغطية ما وصل اليه الغلاء من فحش نتيجة استغلال المتسلطين وسطوهم على ما امكن من مقدرات الدولة والشعب".اضاف: "ألم يكن أجدى بالسلطة ان تبدأ العهد الجديد بمكافحة الفساد ووقف الهدر بملاحقة الفاسدين ومعاقبتهم لاعطاء العبرة بدل أن تدفن رأسها في الرمال وتغطي الفاسدين تحت عنوان "عفا الله عما مضى" وتغطي العجز بزيادة ضرائب تطال الجميع فترهق الفقراء قبل الاغنياء وتدخل البلاد في نفق التضخم والفوضى والأزمات المعيشية والاقتصادية". وحذر من "مغبة الاستمرار في السياسة المالية المتهورة على حساب الفقراء وذوي الدخل المحدود بدل الاستدانة من الدول الصديقة ريثما يتم اسخراج الغاز والنفط فينتعش البلد والشعب".

 

الحريري ترأس اجتماعا وزاريا عرض الاوضاع الاقتصادية الراهنة

الخميس 16 آذار 2017 /وطنية - ترأس رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عند الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم في السراي الحكومي، اجتماعا وزاريا حضره الوزراء: يوسف فنيانوس ،علي حسن خليل، جمال الجراح، غازي زعيتر، اواديس كدانيان، حسين الحاج حسن ورائد خوري وخصص لعرض الاوضاع الاقتصادية الراهنة.

 

المجلس الشيعي الأعلى ينتخب قبلان رئيساً والشيخ علي الخطيب نائباً له

خاص جنوبية 16 مارس، 2017/أعلن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى عن إنتخاب الشيخ عبد الأمير قبلان رئيساً له، والشيخ علي الخطيب نائبا له، وذلك عبر جلسة إستثنائية من اجل ملء الفراغ في الهيئة التنفيذية.

 

صحيفة "جيوبوليس" الفرنسية: لماذا أمرت إيران حزب الله بالتخلص من بدر الدين؟

بلال دردور- عربي21/الخميس، 16 مارس 2017 

http://eliasbejjaninews.com/?p=53367

تصفية القائد العسكري لحزب الله أثارت موجة استغراب في صفوف الكثيرين- أرشيفية

تساءلت صحيفة "جيوبوليس" الفرنسية، عن دوافع النظام الإيراني من إصدار أوامره بتصفية القائد العسكري لحزب الله الشيعي اللبناني في سوريا، مصطفى بدر الدين.

وكانت قناة "فرانس 2" الفرنسية، قد أفادت بأن القائد العسكري لحزب الله الذي قتل السنة الماضية خلال تفجير غامض نُسب حينها إلى تنظيم الدولة، قد وقع تصفيته من قبل ضباطه المحيطين به وبأمر مباشر من إيران.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه وفي 13 من آيار/ مايو سنة 2016، اهتزت الضاحية الجنوبية لبيروت على وقع صيحات متظاهرين خرجوا لتشييع جثمان أحد أهم قادة حزب الله في سوريا، مصطفى بدر الدين.

وأقرت الصحيفة أن هذه الحادثة أثارت موجة استغراب في صفوف الكثيرين، خاصة وأن هذه المنطقة عادة ما تشهد حضورا مكثفا للميليشيات الشيعية، من بينها ميليشيات إيرانية، فضلا عن أنها منطقة مؤمنة جدا وخاضعة لرقابة النظام السوري.

وفي هذا السياق نشرت صحيفة "الأخبار"، اللبنانية، يوم 14 أيار/ مايو من نفس السنة، تقريرا أكدت فيه أنه خلال العملية التي قتل فيها بدر الدين، كان رفقة ثلاثة من حراسه الشخصيين، الذين نجوا من هذه الحادثة. علاوة على ذلك، لم يتم إثبات وجود أية آثار لمواد تفجير أو متفجرات في مسرح العملية، مما أثار العديد من الشكوك حول مقتل بدر الدين، الذي قد يكون عملية اغتيال مدبرة.

وأفادت الصحيفة أنه، بعد مرور أشهر على العملية، نشرت قناة "العربية" نتائج التحقيق المدوية في مقتل القيادي بحزب الله، حيث وجهت أصابع الاتهام مباشرة لكل من حسن نصر الله والجنرال قاسم سليماني، الذراع الأيمن لإيران في سوريا.

وفي هذا الإطار، وحسب شهادات وثقتها "العربية"، فقد شوهد قاسم سليماني وهو ينسحب من الموقع الذي قتل فيه بدر الدين قبيل ساعات من العملية.

والجدير بالذكر أن محيط هذا الموقع كان خلال ذلك الوقت محاصرا من قبل مقاتلين من حزب الله، الذين وقفوا في وجه كل من يحاول الدخول دون تصريح، حتى كبار قادة الجيش السوري النظامي.

وذكرت الصحيفة أن العلاقات كانت متوترة بين كل من مصطفى بدر الدين وقاسم سليماني، وتطور الأمر لدرجة أنه تحول إلى أزمة ثقة بينهما.

ومن المثير للاهتمام أن قاسم سليماني كان يريد تولي المهام القيادية خلال عمليات استرجاع المناطق السورية، علما أنه قد رفض أن يقتسم مسؤوليات القيادة مع بدر الدين، الذي مني بالعديد من الهزائم على ساحة المعركة السورية.

وأكدت الصحيفة أن هناك عدة أسباب أخرى تجعل من بدر الدين "شخصية غير مرغوب فيها"، حيث يعتبر هذا القيادي أحد مدبري هجمات بيروت خلال سنة 1983، التي أودت بحياة قرابة 241 جنديا أمريكيا وقرابة 58 مظليا فرنسيا.

وبالإضافة إلى ذلك، يعد بدر الدين الشاهد الأول لدى المحكمة الخاصة في لبنان، التي تحقق في قضية اغتيال الوزير الأول اللبناني، رفيق الحريري، الذي اغتيل سنة 2005. وتجدر الإشارة إلى أن المتورط الأول في هذه العملية، هو زعيم حزب الله، حسن نصر الله.

وبينت الصحيفة أن نصر الله قرر إرسال قائده، مصطفى بدر الدين، إلى ساحات المعارك في سوريا خلال سنة 2013، في الوقت الذي يتعرض فيه حزبه إلى انتقادات لاذعة نتيجة وقوفه إلى جانب بشار الأسد، لذلك، فإن أية تسريبات من بدر الدين، بشأن قضية اغتيال الحريري، قد تمس بسمعة نصر الله على الصعيدين المحلي والدولي.ومن الملفت للنظر أنه وإثر مقتل بدر الدين، ألغت المحكمة اللبنانية الخاصة قرار مقاضاة نصر الله.

 

الرئيس الحسيني لـ«جنوبية»: ما جرى في المجلس الشيعي غير قانوني

خاص جنوبية 16 مارس، 2017/الرئيس الحسيني يصف ما جرى في المجلس الشيعي بالانزال. فيما تعيين بديل عن الأمين العام محمد شعيتو المنتخب بأحد المعينين غير قانوني وغير مقبول. وصف رئيس مجلس النواب مجمل ما جرى في المجلس الاسلامي الشيعي بأنّه غير قانوني، لا لجهة التعيينات في الهيئتين الشرعية والتنفيذية ولا لجهة تعيين امين عام للمجلس الشيعي في ظل عدم شغور هذا الموقع. تعليق الرئيس الحسيني ل”جنوبية” جاء في اعقاب حملة التعيينات التي تضمنت انتخاب رئيس المجلس الشيعي ونائبه ضمن اتفاق تم بين حركة امل وحزب الله بعدما تم التمديد للمجلس لثلاث سنوات ومنع اجراء الانتخابات فيه، والتي وصفها الحسيني اشبه بالكومندوس او الانزال الذي استباح القوانين والاعراف وكل ما يتصل بهذه المؤسسة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

42 قتيلا وعشرات الجرحى بقصف جوي لجامع بريف حلب

حلب- وكالات/الخميس، 16 مارس 2017 /أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس، عن مقتل 42 شخصا، غالبيتهم من المدنيين، وأصيب العشرات بجروح في قصف جوي نفذته طائرات حربية، لم تُعرف هويتها، على مسجد في قرية شمال سوريا. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: "استهدفت ضربات جوية نفذتها طائرات حربية، لم تعرف هويتها، مسجدا في وقت إقامة صلاة العشاء بقرية الجينة في ريف حلب الغربي، ما أسفر عن مقتل 42 شخصا، غالبيتهم مدنيون"، مشيرا إلى إصابة "أكثر من 100 آخرين بجروح". وتسيطر فصائل معارضة على مناطق واسعة من ريف حلب الغربي، بينها قرية الجينة التي تبعد نحو 30 كيلومترا من مدينة حلب. وأفاد المرصد السوري بأن عدد القتلى مرشح للارتفاع؛ بسبب وجود عشرات المفقودين، فضلا عن الإصابات البالغة في صفوف الجرحى. وأشار إلى أن عمليات البحث عن المفقودين والناجين تحت الأنقاض مستمرة. ويسري اتفاق وقف إطلاق نار هشٌّ في سوريا يستثني الجهاديين منذ 30 كانون الأول/ ديسمبر برعاية روسيا، حليفة دمشق، وتركيا الداعم الأساسي للمعارضة. وتزدحم الأجواء السورية بالطائرات الحربية، فبالإضافة إلى التحالف الدولي بقيادة واشنطن الذي يستهدف الجهاديين، تقصف الطائرات الحربية الروسية والسورية الجهاديين والفصائل المعارضة التي تقاتل قوات النظام. وتشهد سوريا نزاعا داميا دخل، الأربعاء، عامه السابع، وتسبب في مقتل أكثر من 320 ألف شخص، وفي دمار هائل بالبنى التحتية، ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

 

البنتاجون: وزير الدفاع الأمريكي وولي ولي العهد السعودي بحثا محاربة الدولة الإسلامية

وكالات/١٧ اذار ٢٠١٧/ قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في بيان إن وزير الدفاع جيمس ماتيس اجتمع مع ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اليوم الخميس وإنهما بحثا التعاون العسكري بين الولايات المتحدة والمملكة في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

وأضاف البيان أن ماتيس والأمير محمد الذي يتولى أيضا منصب وزير الدفاع بحثا "التصدي لأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار بالمنطقة".

 

ابنة سائق مصري أصبحت بأميركا نائب مستشار الأمن القومي

الخميس 18 جمادي الثاني 1438هـ - 16 مارس 2017م/لندن - كمال قبيسي/اختار الرئيس الأميركي دونالد_ترمب ، مصرية الأصل مهاجرة، وابنة سائق حافلة وصاحب محل للبقالة سابقاً بأميركا، نائبة لمستشار الأمن القومي الأميركي للشؤون الاستراتيجية، على حد ما قرأت "العربية.نت" مما نقلته في موقعها شبكة CBS News التلفزيونية الأميركية، عمن سمتهم "دبلوماسيين" أخبروها أيضا، أن دينا_حبيب_باول ، ومعها جارد كوشنر، زوج ايفانكا ابنة الرئيس الأميركي دونالد ترمب "سيشاركان مباشرة في تطوير العلاقات الثنائية السعودية-الأميركية مستقبلا" في إشارة إلى دور سيقومان به في العلاقات بين الدولتين.وكانت دينا حبيب باول، وكذلك جارد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي، حضرا معا جلسة الثلاثاء الماضي بين ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد_بن_سلمان ، والرئيس دونالد ترمب في الصالون البيضاوي بالبيت الأبيض، حيث تمت مناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين وأبرز الملفات في المنطقة العربية، وهي جلسة حضرها أيضا نائب الرئيس الأميركي مايك_بينس ، كما ومسشار الأمن_القومي هربرت مكماستر، ولفت وجود دينا حبيب المحتفظة أيضا بدورها كمستشارة للرئيس لشؤون المبادرات الاقتصادية، وسائل إعلام أميركية حضر مراسلوها جانبا من الجلسة. دينا حبيب، الى اليمين، وقريبا منها جارد كوشنر، حضرا معا جلسة مباحثات ثنائية في الصالون الأبيض الثلاثاء الماضي، بين ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأميركي دونالد ترمب دينا حبيب، التي أضافت "باول" إلى اسمها بعد زواجها من الأميركي ريتشارد باول، الأم منه لابنتين: ايفا وكيت (10 و15 سنة) ولدت في 1973 بالقاهرة التي هاجرت منها مع والديها حين كان عمرها في 1977 أقل من 4 سنوات، واستقرت العائلة في مدينة دالاس، حيث لها أقرباء بولاية تكساس، طبقا لما قرأت "العربية.نت" بسيرتها، المتضمنة أنها ترعرعت هناك وسط أسرة بسيطة الحال، يعولها أب كان ضابطا في الجيش_المصري واسمه أنسي. الضابط "اشتغل في دالاس سائق حافلة، ثم افتتح محلا للبقالة، ساعدته بالعمل فيه والدتها المتخرجة من الجامعة الأميركية بالقاهرة" بحسب الوارد عنها في تحقيق نشرته صحيفة "واشنطن بوست" في 11 يناير 2005 وذكرت فيه أنها ملمة جدا بالعربية، وسافرت مرارا إلى دول في الشرق_الأوسط. بعد تخرجها من جامعة_تكساس ، حصلت على دورة تدريبية في مكتب السناتورة الجمهورية كاي بيلي هاتشيسون التي أشادت في إحدى المرات بديناميكيتها وبنبوغها ومهاراتها الدبلوماسية. ثم وتدرجت في المناصب حتى شغلت منصب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون التعليم والثقافة في إدارة الرئيس الأسبق جورج_بوش . شغلت أيضا منصب مدير شخصي في إدارته داخل البيت_الأبيض. أما ترمب، فوصفها بما قل ودل حين اختارها في يناير الماضي "مستشارة كبيرة لشؤون المبادرات الاقتصادية" في إدارته، وقال وقتها: "إن دينا معروفة بامتلاكها رؤية استراتيجية في برامج المبادرات والنمو الاقتصادي، ولها خبرة بالأعمال الاستثمارية وريادتها" لذلك توقع الإعلام_الأميركي بأن تلعب دورا هاما في إدارة ترمب بقضايا المرأة ، خصوصا قضية الإجهاض والاعتداء على النساء، إلا أنها ارتقت في أقل من 75 يوما، ليتم تعيينها الآن نائبة لمستشار الأمن_القومي للشؤون الاستراتيجية.

 

نيويورك تايمز:نهج ترمب الخارجي تأثر بلقاء محمد بن سلمان

الخميس 18 جمادي الثاني 1438هـ - 16 مارس 2017م/العربية.نت/قال البيت_الأبيض ، الأربعاء، إن المملكة العربية السعودية ستبقى ذات أهمية استشارية بالنسبة للرئيس دونالد ترمب ، خاصة فيما يخص التحديات الأمنية والاقتصادية في الشرق_الأوسط ، بما في ذلك الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي و الاتفاق_النووي_الإيراني. وبحسب ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فإن بيان البيت الأبيض قد أعطى ملمحاً عن شكل السياسات_الخارجية التي ستنتهجها الإدارة الأميركية الجديدة تجاه الشرق الأوسط، وكذلك عكس البيان مدى تأثير المملكة العربية السعودية في تشكيل تلك السياسات.

وأزال البيان المطول، الذي جاء بعد يوم واحد من زيارة ولي_ولي_العهد إلى البيت الأبيض، كذلك أي شك حول التزام الرئيس ترمب تجاه تقوية العلاقات مع السعودية. فسياسة ترمب تجاه الصراع_الفلسطيني_الإسرائيلي ، من دون شك، قد خفت وطأتها منذ توليه الرئاسة الأميركية رسمياً. كما أن ترمب تخلى، في الوقت الحالي، عن تعهده بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس ، ربما للعواقب الأمنية التي قد تترتب على تلك الخطوة. كما أن الرئيس الأميركي دعا إسرائيل للتوقف عن التوسع_الاستيطاني بالمناطق المتنازع عليها، وقال إن الإسرائيليين والفلسطينيين عليهم أن يحددوا بأنفسهم أي من الحلين أفضل لهم.. الدولة الواحدة أم حل_الدولتين ؟ يذكر أن المملكة العربية السعودية قالت مراراً إن أي تطبيع_للعلاقات مع إسرائيل يجب أولاً أن يشمل حلاً عادلاً للدولة الفلسطينية، بما في ذلك القدس الشرقية. كما أن بيان البيت الأبيض شدد على أهمية التعاون في محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي.. وهي المرة الأولى التي يشير فيها البيت الأبيض إلى التنظيم بالاسم العربي المختصر " داعش "، حيث أن الإدارة الأميركية عادة ما تشير إلى التنظيم المتطرف بالاختصار الإنجليزي "ISIS". وما أكد البيت الأبيض على أهمية استئناف العلاقات الطبيعية بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، تلك العلاقات التي شابها التوتر مؤخراً بسبب معارضة الرياض للاتفاق النووي الإيراني الذي تم التوصل إليه خلال إدارة الرئيس باراك أوباما. وقد رحبت المملكة العربية السعودية بتصريحات ترمب ضد إيران، إلا أن البيت الأبيض أشار في البيان إلى "أهمية مواجهة الأنشطة الإيرانية المزعزعة للأمن الإقليمي، مع الاستمرار في تقييم وتطبيق خطة العمل المشتركة الشاملة"، في إشارة إلى أن الاتفاق قد لا يتم إلغاؤه مثلما وعد ترمب أثناء حملته الانتخابية. كما أكد البيان على أهمية دفع العلاقات_الاقتصادية والتجارية مع المملكة. وقد ناقش الطرفان أهمية إنشاء برنامج أميركي-سعودي جديد، يشمل مجموعات عمل مشتركة في جميع المجالات مثل الطاقة والصناعة والبنية التحتية والتكنولوجيا، بتمويلات تتخطى 200 مليار دولار، بحسب البيان.

 

قصة صورة تكشف سر علاقة "قطب" الإخوان و"نواب" الخمينية

الخميس 18 جمادي الثاني 1438هـ - 16 مارس 2017م/الرياض - هدى الصالح/صورة التقطت في أربعينات القرن الماضي جمعت سيد_قطب الإخواني و"مجتبي" نواب_صفوي" الإيراني، المقرب من الخميني، ومؤسس المنظمة الثورية الإسلامية "فدائيو اسلام"، ما زال الموقع الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين محتفظا بها، اختزلت في طياتها الكثير من ثنائية "الخلافة والإمامة" التي تمخض عنها ما يعرف بالفكر السياسي الحركي. كانت أولى فصوله في تأسيس حسن_البنا سنة 1928 حركة الإخوان المسلمين "التنظيم العالمي الإسلامي"، ونجاح الثورة الإسلامية الخمينية في فبراير 1979 بانقلابها على حكم الشاه النظام الملكي ونشوء الجمهورية الإسلامية الإيرانية على أعقابها. ما يصفه رعاة مشهد الإسلام الحركي السياسي بـ"الصدمة العنيفة" التي "هزت الوعي والوجدان الإسلامي"، في أعقاب انهيار الخلافة العثمانية التي صعدت بسببه الدولة الحديثة "الدولة الوطنية" مكان "الدولة الأمة". الأمر الذي شكل فضاءً واسعاً إحيائيا يتخذ من إقامة ما يسمى "الدولة الإسلامية" الغاية الأسمى بعد أن تلبسه "كابوس سقوط الخلافة" وفقا لتعريف حركات الإسلام السياسي، فلم تمض 4 سنوات على سقوطها حتى شكل حسن البنا جماعة الإخوان المسلمين سنة 1928. وبعد 50 سنة من إنشاء الإخوان المسلمين و60 سنة على انهيار الخلافة العثمانية، أعلن في سنة 1979 عن قيام أول دولة إسلامية "الدولة الدينية" على يد الخميني، تجمعهما مظلة واحدة ألا وهي "الدين سياسته عبادة، وعبادته سياسة". هذه المقدمة كانت هي نقطة الانطلاق والانصهار ما بين أفكار البنا والخميني وما بين التنظير البنائي والتطبيق الخميني لتصبح إيران نقطة انطلاق نحو "الدولة الإسلامية" العالمية التي بحسب الأدبيات الإخوانية تنتظم في إطارها جموع الأمة الإسلامية "دولة الأمة" التي لطالما حلم بها حسن البنا وكل من تولوا قيادة حركة الإخوان المسلمين من بعده. إن هذا المفهوم لا يشكل قراءة خاصة أو اجتهادات وإنما تنطلق من أبنائها أنفسهم وفقا لما جاء في كتاب "الإخوان المسلمون والثورة الإسلامية في إيران، جدلية الدولة والأمة في فكر الإمامين البنا والخميني"، لصاحبه أحمد يوسف، أحد أبناء الحركة الإسلامية المخضرمين والذي عايش تجربة الحركة الإسلامية المعاصرة منذ سنوات شبابه الأولى، حيث كان عضوا فاعلا ثم كادرا بارزا ومهما في حركة الإخوان المسلمين في فلسطين، والمطلع عن قرب على تجارب الحركة والحكومة حيث عمل مستشارا سياسيا لرئيس الوزراء إسماعيل_هينة. ولا تختصر أهمية تسليط الضوء على الكتاب من شخص كاتبه وإنما كذلك فيمن تولى مهمة التقديم للكتاب ولصاحبه وهو #محمد_الهندي، القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" ومدير مركز فلسطين للدراسات والبحوث الذي على حد وصفه تكمن أهمية الكتاب من شخص الكاتب نفسه والذي سبق أن تم التعريف به، ووفقا للهندي: "إن إقامة "الدولة الإسلامية" تعتبر تحديا حقيقيا للأمة في القرن الحادي والعشرين، ولا شك أن هذه الأوراق تعتبر مدخلا لبحث التحديات الخطيرة التي تعترض طريق وحدة الأمة وانتظام نظامها السياسي نحو تحقيق دولة الخلافة".

نقطة الانطلاق والالتقاء

"إن إيران، في رأينا الخاص، تشكل في صيغتها الحالية نقطة التكثيف الأوضح في أفق تأطير الأمة الإسلامية في دولة إسلامية واحدة تحتزن الرسالة الإلهية مشروعا ونظاما لها، وأنه فعلا من الإخلاص للإسلام أن التحديات الخطيرة التي تواجه العالم الإسلامي في عقيدته وشريعته تفرض على المسلمين التطلع إلى إقامة دولة (أي دولة)، مهما كان مذهبها وتوجهها الفكري والسياسي تلتزم مواجهة هذه التحديات، انطلاقا من الفكر الإسلامي قاعدة وشريعة وحركة". هكذا شرح القيادي في حركة حماس الالتقاء والود ما بين حركة الإخوان المسلمين ونظام الملالي الإيراني قائلا: "ومن هنا فإن الوقوف مع "الدولة الإسلامية" في إيران يمثل في تقديرنا الوقوف مع حركة الدعوة الإسلامية، لأن الدولة تعطي الدعوة للإسلام حركية عالمية من قاعدة القوة الكبيرة كما تمثل الفرصة الكبيرة لتطبيق الأحكام الشرعية المنطلقة من اجتهاد إسلامي يختلفون معه في بعض نتائجه أو في بعض تطبيقاته، ولكنهم لن يختلفوا في الإقرار بأنه ينطلق من القواعد الإسلامية المقررة".

بذلك بدأت شرارة العلاقة الدافئة ما بين الطرفين: "على أساس أن الثورة الإيرانية مثلت أول حالة تجسيد اجتهادية حقيقية للدولة الإسلامية في العالم الإسلامي منذ انهيار الخلافة العثمانية". وتابع اليوسف حول العلاقة الدافئة ومعطياتها قائلا: "وقلنا إن العلاقة بين الطرفين كان ينبغي على الأقل أن تكون دافئة، ولم نقل حميمية، رغم تأييدنا لذلك". نسقية العلاقات بين الإخوان المسلمين وإيران، وبحسب الكاتب فقد مرت بأربع مراحل تراوحت ما بين الحماس والتأييد الإخواني للثورة الإسلامية الخمينية ثم التردد والتحفظ عقب استدعاء الخلاف التاريخي وثنائية "سنة وشيعة"، وصولاً إلى مرحلة التكشيك المتبادل، بعد المواقف الإخوانية في سوريا، والتصريحات التي صدرت من بعض أركان النظام الإيراني لما جرى ما بين الإخوان والنظام السوري، إضافة إلى ما وصفه: "الضخ التكفيري الذي مارسته بعض محطات السلفية". خاتما حلقات الثنائية "الإخوانية-الخمينية"، بمرحلة: "مد الجسور من جديد خاصة مع قيام الدولة الإسلامية الإيرانية الحديثة في عهود الرؤساء الثلاثة: "رفسنجاني، و محمد_خاتمي، و أحمدي_نجاد"، بسبب ما عرفه: "الرؤى الموحدة أو على الأقل المتقاربة للتحديات التي بدا واضحا للعيان أنها تستهدف الطرفين الإسلاميين معا". الالتقاء الذي اتخذ من جهة دعاية "الخلافة والإمامة"، ومن جهة أخرى مواجهة ما وصف بالتغول الإسرائيلي المدعوم أميركيا لم يكن سوى وسيلة لكسب الحصاد الشعبوي، أما مبررات الزواج "غير الشرعي" فتتلخص فيما فنده أحمد يوسف في كتابه قائلا: "ثم الاستعداء الواضح للرسميات العربية (يقصد هنا الكاتب الحكومات العربية) للوقوف في وجه المد الإسلامي بدعوى محاربة الإرهاب، والذي وجد فيه الإخوان المسلمون أنفسهم أنهم أصبحوا الهدف المطلوب من وراء هذه الحملة، وتقوم بعض دول الخليج للأسف بتغذية هذه الحملات المعادية لهم".

قصة البداية

ترجع العلاقات بين الإخوان المسليمن والحركة الإسلامية الشيعية إلى ما قبل انتصار الثورة الخمينية في الأربعينيات، وتحديدا سنة 1948، عقب تشكيل الأزهر حينها ما يسمى "دار التقريب بين المذاهب الإسلامية" التي ضمت عددا كبيرا من كبار العلماء المصريين والإيرانيين، ومن بينهم كان "حسن البنا ومحمد تقي القمي" والتي كانت بداية العلاقة المستقبلية بين الطرفين، كما التقى البنا المرجع الشيعي آية_الله_كاشاني في حج سنة 1948. ووفقا لعمر التلمساني المرشد العام الثالث لجماعة الإخوان المسلمين: "في الأربعينات زار الإمام محمد_تقي_القمي دار المركز العام للإخوان المسلمين، ودارت بينه وبين حسن البنا أحاديث طويلة لعدة مرات حول مبدأ التقريب بين المذاهب". وشهدت أفكار سيد قطب الثورية وتفاسيره، رواجا كبيرا بين الشباب الإيرانيين الشيعة، والتي وجدت صدى أيضا بين المفكرين والثوار الإيرانيين، ومن ذلك كتب سيد قطب ومحمد الغزالي ومصطفى السباعي. يشار إلى أن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية الحالي علي خامنئي قد ترجم بنفسه قبل الثورة الإيرانية، عددا من مؤلفات سيد قطب. منذ أن تكونت جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية التي ساهم فيها كل من البنا والقمي والتعاون ظل قائما بين الإخوان المسلمين والنظام الخميني حتى أدى ذلك إلى زيارة نواب صفوي سنة 1954 إلى القاهرة، وهو قائد "فدائيان اسلام" وأحد زعماء الحركة الإسلامية الإيرانية الذين ارتبطوا بعلاقات وثيقة مع الإخوان المسلمين في مصر، الزيارة كانت نتيجة للعلاقات الوطيدة التي جمعت الإخوان المسلمين والحركة الإسلامية الإيرانية قبل الثورة، حيث قابله عمر تلمساني، وكان المتحدث الرئيسي في لقاء جماهيري إخواني بجامعة القاهرة.

زيارة نواب صفوي إلى مصر عام 1954م

وكان قد أعلن حينها صفوي مسؤولية حركته عن اغتيال رئيس الوزراء الإيراني السابق "رزم آرا"، اللافت أن اللقاء الذي جمع صفوي بالتلمساني هو ذات اليوم كانون الثاني/يناير 1954 الذي أعلنت فيه حكومة الثورة حل جماعة الإخوان المسلمين. ويصف فتحي يكن القيادي والمفكر في جماعة الإخوان المسلمين في لبنان زيارة نواب صفوي القاهرة، بالحماس الشديد الذي استقبله به الإخوان المسلمون، كما تحدث عن حكم الإعدام الذي صدر بحقه من قبل حكومة #الشاه قائلا: "كان لهذا الحكم الجائر صدى عنيف في البلاد الإسلامية، فقد ثارت ثائرة المسلمين الذين يقدرون مواقفه الشجاعة وجهاده المرير، وبادروا بإرسال من سائر أنحاء العالم الإسلامي آلاف البرقيات التي تستنكر حكم الإعدام بحق هذا المجاهد البطل لأن إعدامه خسارة كبرى في العصر الحديث".

شاه إيران

كما كتبت مجلة (المسلمون) الناطقة باسم الإخوان المسلين في ذلك الوقت مقالة بعنوان "نواب صفوي" جاء فيها: "والشهيد العزيز نضر الله ثراه، وثيق الصلة بالإخوان المسلمين، وقد نزل ضيفا في دارها في مصر كانون الثاني /يناير 1954، مشيرة في مقالها إلى ما ذكر صفوي بشأن اعتقال أعضاء الإخوان المسلمين قائلا: "إنه حين يضطهد الطغاة رجال الإسلام في كل مكان يتسامى المسلمون فوق الخلافات المذهبية، ويتشاطرون إخوانهم المضطهدين آلامهم وأحزانهم، ولاشك أننا بكفاحنا الإسلامي نستطيع إحباط خطط الأعداء التي ترمي إلى التفريق بين المسلمين". فور وقوع الثورة الإسلامية في إيران بادرت أمانة سر التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين إلى الاتصال بالمسؤولين الإيرانيين بغية تشكيل وفد من الإخوان لزيارة إيران للتهنئة بالثورة وتدارس سبل التعاون المشترك. وبدأ الحماس عبر عدة مواقف اتخذتها الجماعة كان منها عنوان افتتاحية احتل فيها الخميني غلاف مجلة الإخوان الرئيسية "الدعوة" في آذار/مارس 1979 :" خميني بين آمال المسلمين ومؤمرات الصليبية والشيوعية". ووفقا للقيادي الحمساوي أحمد اليوسف، قامت إيران بتعيين ضابط اتصال بالتنظيم الدولي للإخوان في لوجانو/سويسرا 14 مايو 1989 لدراسة عدة قرارات، منها تشكيل وفد من الإخوان لزياردة إيران وتقديم التهاني بمناسبة نجاح الثورة الإيرانية والإطاحة بالشاه، وإصدار كتيب عن الثورة الإيرانية لإبراز الإيجابيات الصادرة عن الثورة وقيادتها من أقوال ومواقف وصف أحد البيانات الصادرة عن التنظيم الخميني بأنه "فخر المسلمين".

ثنائية (الإخوان – وملالي طهران) من وجهة نظر حمساوية

وكان من بين أبرز تلك القرارات وأهمها بحسب ما ورد على لسان صاحب كتاب "الإخوان المسلمين والثورة الإسلامية في إيران"، بناء صلات تنظيمية مع حركة الطلبة المسلمين في إيران عن طريق الاتحاد العالمي للطلبة المسلمين والذي يترأسه يوسف_القرضاوي وينيب عنه سلمان_العودة، وتنشيط عملية الترجمة من وإلى الفارسية وبالأخص فيما يتعلق بكتابات الإخوان المسلمين. التأييد والحماس من قبل جماعة الإخوان المسلمين ومباركتهم للثورة الخمينية في بدايتها بحسب اليوسف جاءت: "بسبب أن إيران ما بعد الشاه وانتصار الثورة شكلت أول دولة إسلامية اجتهادية في الفضاء الإسلامي منذ انهيار الخلافة العثمانية، ومن جانب آخر فإن عضد قيام الثورة وإعلان الدولة الإسلامية في إيران من الطرح الإخواني بشكل خاص، والإسلامي بشكل عام بأن الفكر السياسي الإسلامي لازال قادرا على مواكبة تطورات العصر وممتلكا لمقومات النجاح". وبعد مرحلة التردد والتحفظ التي اكتنفت الثنائية القطبية (الخمينية – الإيرانية) بسبب الدستور الدائم للجمهوية الإسلامية الإيراني والتي تحفظت جماعة الإخوان على بعض بنوده منها كان اشتراط فارسية الأبوين والجدين لمن يترشح لرئاسة الجمهورية التي اعتبروها من آثار "التغريب"، مستشهدا بما قاله حينها #راشد_الغنوشي، (زعيم حزب النهضة التونسي).

كذلك، انعكاسات الحرب العراقية – الإيرانية، حيث ألقت جماعة_الإخوان_المسلمين باللائمة في نشوب الحرب على (العراق) قبل أن تبدل موقفها بعد ذلك بحسب الحمساوي أحمد_اليوسف.

راشد الغنوشي

لتبدأ بذلك مرحلة أخرى وهي "مرحلة التشكيك والاتهامات المتبادلة"، كانت أسبابها الموقف الإيراني من الثورة الإخوانية في سوريا ضد النظام وحزب البعث، ووفقا لما أورده الكاتب ذهب السوريون إلى إيران لطلب المساعدة ضد نظام البعث في سوريا، إلا أنهم فوجئوا بالموقف الإيراني المؤيد لسوريا، وأصدر (مجلس الثورة الإسلامية في سوريا) بيانا مفصلا هاجم فيه الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفي المقابل ردت إيران بتحليل صدر عن مكتب حرس الثورة الإسلامية (قسم حركات التحرر العالمية) سنة 1982، تحت عنوان "الثورة الإسلامية وخط الزعامة في حركة الإخوان المسلمين" جاء في ملخصه: "أن الحركة تفقد نقاوتها وقداستها التي كانت عليها بزمن حسن البنا وسيد قطب". إلى ذلك، اتهم القيادي أحمد يوسف الموقف (السلفي) الصارم ضد الجمهورية الخمينية (والذي وصل إلى حد الرفض المطلق للثورة الخمينية ونفي تمثيلها للإسلام)، بتأجيج الخلاف أكثر وتوتير الأجواء، كما وصف بين جماعة الإخوان والجمهورية الخمينية إبان نكسة الجماعة في حلب بعد أن شن النظام السوري 1982 حملة عسكرية موسعة لمواجهة الإخوان المسلمين.

أوباما

ورغم اضطراب العلاقة الإخوانية – الخمينية عادت من جديد العلاقات البينية والتفاهم وفقا لوجهة النظر الحمساوية والتي كانت فيما أسماه مرحلة "مد الجسور والتقارب"، والتي كان إحدى دعائمها كما جاء في تحليله: "التواجد العسكري الغربي في المنطقة وإعلان الحرب على الإسلام"، ويقصد به الكاتب احتلال العراق للكويت وقرار دول الخليج المدعوم من قبل الجامعة العربية بالاستعانة بالقوات الأميركية، قائلا: "أدرك الطرفان (إيران والإخوان المسلمون) أن بقاء القوات الغربية في منطقة الخليج لا يهدف فقط للحفاظ على منابع النفط الخليجية من أي خطر يتهدد مصالح الغرب فيها، بل أيضا لاحتواء المد الإسلامي بالمنطقة".

(الخمينية – الإخوانية) والمدد الأوبامي

اختتم الرمز الحمساوي أحمد يوسف كتابه الذي نشره سنة 2010 وهو العام الذي بدأت فيه معالم ما يسمى بربيع العرب (والتي أغوت بعض نتائجه فاعليه بالإفصاح عن رؤى وأهداف ما كان ليكشف عنها لولا وهم النصر الذي رعته الإدارة الأوبامية الفائتة)، تأتي تفاصيله على لسان القيادي في حماس قائلا: "اليوم وبعد عدة عقود نشهد آثار هذا الفكر السياسي للإمامين حسن البنا وآية الله الخميني على شكل حقائق وإنجازات معالمها بارزة على الأرض وفي واقع الناس، ولها مظاهر وتجليات تجسدها دولة إسلامية قوية في إيران، وكذلك حركة إسلامية عالمية تجاوزت في امتداداتها العالمين العربي والإسلامي إلى حواضر الدول الغربية والذي فاجأ الغرب في حجم ما حققه من انتصارات في الانتخابات البرلمانية في العديد من الدول العربية والإسلامية، حيث تتحرك بمنهج الوسطية والاعتدال الذي تمثله مدرسة (فكر الإخوان)".

وأضاف: "هناك إرهاصات بأن عملية التحول الديمقراطي إذا استمرت في ديناميكيتها ومضت إلى غاياتها، وصدقت توجهات الغرب في دعمه لها، فإننا سوف نشهد واقعا جديدا يتحقق معه الإصلاح والتغيير الذي تطلع إليه شعوب المنطقة، والذي يمكن أن يتحقق معه الاستقرار والأمن والازدهار".

سلمان العودة

وطالب أحمد يوسف بإطلالة جادة على الفكر الإسلامي السياسي للإمامين حسن البنا وآية الله الخميني، قائلا: "هي متطلب أساس لفهم واستيعاب فقه التعامل مع الواقع وضروراته والتعاطي الواعي مع ما تمليه حسابات التعامل مع المصالح المرسلة من اجتهادات والذي كان لمدرسة الوسطية والاعتدال التي أقام أركانها الإمام البنا، وأشاد الخميني لها الواقع والمثال، بما تمثله إيران الإسلامية اليوم من جمهورية القرآن والسلطان التي نأمل أن تتكامل مع ما يمكن أن يظهر مستقبلا من جمهوريات أخرى للقرآن والسلطان في عالمنا العربي حتى تتحقق لأمتنا الإسلامية مكانة الشهادة والوسطية والقوامة على الناس".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

فارس سعَيد يخشى استمرار الحديث عن الانتخابات سنة أخرى: "حزب الله" يدفع باسيل إلى استفزاز المسلمين

ايلي الحاج/النهار/17 آذار 2017

http://eliasbejjaninews.com/?p=53371

"صرت على يقين أن "حزب الله" يدفع ( الوزير) جبران باسيل إلى استفزاز المسلمين في لبنان باسم المسيحيين، ويدفع حلفاءه المسلمين إلى الرد والتصدي له من أجل الإجهاز على ما تبقى من وحدة وطنية في هذه البلاد. يريد الحزب تقسيم الشعب اللبناني طائفياً ومذهبياً والإمعان في تقسيمهم، ليسهل عليه تهديم النظام وإقامة نظام بديل موالٍ له ولإيران. ولن نقبل، أنا وغيري". المتكلم فارس سعَيد طبيب ونائب سابق عن جبيل، مناضل سياسي لا يتعب ولا يملّ حفر الصخر بإبرة. الأفكار والآراء الواردة أدناه أفكاره وآراؤه، على سجيتها في جلسة فنجان قهوة صباحية:

- بعد إخفاق كل محاولات التوصل إلى قانون جديد للانتخابات والتمديد قسراً لمجلس النواب شهوراً بعد شهور، أخشى أننا سنكون نتحدث في مثل هذا اليوم بعد سنة عن قانون الانتخابات العتيد وضرورة الإنتخابات. وسنسمع دعوات إلى رئيس الجمهورية إلى إدارة حوار وطني تُطرح فيه كل القضايا على الطاولة. وفي رايي التمديد إذا وقع سيعني نظرياً بداية نهاية العهد.

- في الانتظار متروك الوزير باسيل يصول ويجول. بعد قليل سيصوّرونه بشير الجميّل وأسطورة تحوط نفسها بمستشارين ومكاتب أبحاث والدولة بين يديه. الخارجية والداخلية أيضاً، ما دام هو يقترح قوانين الانتخابات واحداً تلو الآخر، ويدير فوقها ملفات الكهرباء والمياه والنفط والإدارة والتعيينات والخدمات، وفوقها "التيار" وكل شيء . استفزازي عن قصد جبران باسيل، وإلا فليشرح لي أحد ما سبب إثارته المشكل على مجلس الشيوخ والإنتماء الديني لمن يترأسه، والمجلس غير مطروح إنشاؤه اليوم.

ولكن لا نخطئ ، قوة باسيل من رئيس العهد، وقوة العهد من "حزب الله".

- "14 آذار" حققت الكثير للبنان. إنجازاتها مهمة جداً. يكفي إخراج الجيش السوري، وكان خروجه حلماً. والمحكمة الدولية. ورغم إخفاقاتها و7 أيار 2008 ربحت انتخابات 2009. التكتلات والتجمعات السياسية هذه طبيعتها. الكتلة الدستورية والكتلة الوطنية والكتلة الشهابية حققت إنجازات، و"الحلف الثلاثي" أيضاً حقق إنجازات ليست قليلة. النضال لا يتوقف.

- ليس عن عبث ولا مصادفة استحضار نسب وأرقام من انتخابات 2007 النيابية اليوم. الغاية هي القول للمسيحيين إنكم 36 في المئة تقريباً، وعدد الذين اقترعوا من المسلمين يساوي ضعف عدد المقترعين منكم . ثم إنكم كبار في السن. بعد قليل سيقسمون الناس في لبنان على أساس الشباب مسلمون والشيوخ مسيحيون. الغاية هي إثارة المخاوف، يسألون إلى أين سيقودكم هذا الواقع أيها المسيحيون. لحّقوا حالكم والتحقوا بحلف الأقليات.

- أي توزيع جديد للسلطة لن يكون بالطبع لمصلحة المسيحيين في هذه الظروف، مع أنه يغري ربما جماعة "الأصوات المسيحية الصافية". أنا وغيري من مسيحيين ومسلمين في مكان آخر. نتمسك باتفاق الطائف والعيش معاً، ولا نقبل ما تريد إيران فرضه علينا، وقادرون على المواجهة واستعادة الوحدة اللبنانية.

- إيران تكرر ما فعله النظام السوري في لبنان لإخضاع المؤسسات والشعب بعد 1990 وأكبر خسارة أن نعود مسلمين ومسيحيين فهذا ما تتطلع إليه. السعودية اليوم أقوى من إيران في اليمن ، وأميركا اليوم أقوى من إيران في العراق ، وروسيا أقوى من إيران في سوريا. لبنان الدولة العربية الوحيدة حيث إيران هي الأقوى وتتطلع إلى تحصين قوتها فيه. تحتاج إلى نظام حليف فيه، صديق، تابع، سمّه ما تريد، وليس فقط إلى حزب يقبض على النظام ويلويه من عنقه، على ما نرى اليوم.

- (يحصل أحياناً أن يثبت فارس سعَيد نظره على زاوية ما ويغرق لحظات في صمت واجم. ثم يعاود الكلام): بدون أن أنتبه، كنت أستعيد إلى ذاكرتي يوم زرنا بكركي، سمير فرنجية وأنا، عشية إطلاق البطريرك نصرالله صفير نداءه الشهير في 20 أيلول 2000. أخذنا البطريرك آنذاك إلى مكتبه وأطلعنا على نص النداء وما ينوي أن يفعل. اقترح سمير فرنجية عليه إضافة عبارة "بعد أن خرجت إسرائيل" قبل عبارة المطالبة بانسحاب الجيش السوري تطبيقاً للطائف، والتي تبدأ بكلمات "أما حان الأوان ؟" فوافق صفير. لكّم تعب أستاذي وصديقي سمير من أجل لبنان !

 

إعلان الأزهر: نعم للمساواة ولا لمفهوم الأقليات

منى فياض/النهار/17 آذار 2017

http://eliasbejjaninews.com/?p=53375

عند دخول قاعة المؤتمرين خلال انعقاد جلسات مؤتمر جامعة الازهر ومجلس حكماء المسلمين الذي اقيم تحت عنوان: "الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل" في القاهرة، يدهشك تنوع اللوحة المرتسمة أمامك. ففي ذهنك انه لا يمكن ان تكون اردية رجال الدين على هذا الغنى والتنوع في الألوان كما الأشكال ناهيك عن أدق التفاصيل التي لا تحصى؛ في محاولة دؤوبة للتمييز على اساس الدين والطائفة والمذهب والطريقة والبلد... ممثلون عن الدين الاسلامي بمختلف طوائفهم وبلدانهم القريب منها والبعيد، وغيرهم عن الدين المسيحي أيضاً بجميع كنائسهم وطوائفهم وتعددهم؛ حضروا جميعهم من 60 دولة مختلفة.

يمكن ان يكون للمشهد قراءات متعددة، لأننا اذا نظرنا اليه من باب التشاؤم فهو يذكرنا بوضعنا المزري وبالصراع والعنف المفتوح على مصراعيه الذي تغرق فيه منطقتنا. من هذا المنظار سوف نشعر بالأسف لانه يشير الى حجم المشكلة.

أما إذا نظرنا اليه من منظار التفاؤل ولو الضعيف، ننحاز حينها الى الأمل الذي يبعثه فينا انعقاد هذا المؤتمر في هذه الظروف، لأنه عنوان للاعتراف والتنويه بالتنوع والتعدد الذي يغني منطقتنا ويعبر عن العمل على تطوير فكرة العيش معاً دون تحفظ. كما إنه يؤشر في نفس الوقت الى وعي القائمين على الشؤون الدينية وعلى فعاليات مجتمعاتنا لضرورة التصدي لهذا الواقع المرير ومخاطره انطلاقاً من احساسهم بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم. ما أراد المؤتمر التأكيد عليه: مختلفون ومتنوعون لكن متساوون تحت سقف المواطنة في رفض واضح لمفهوم الذمية ولصفة الاقليات التي تفرق بين مواطني الدولة الواحدة على اساس انتمائهم الديني وتنفي بالتالي عنهم صفة المواطنة.

الأمر الآخر الذي يلفت الانتباه، ليس لأهميته بحد ذاته، بل لمغزاه ودلالته، استقبال مؤتمر الأزهر لنا كسيدات بالطريقة التي نكون فيها في حياتنا اليومية والعملية من دون اضافة او تعديل؛ كما أن مبادرة شيخ الأزهر الى مصافحة السيدات ببساطة ودون افتعال مؤشر آخر، ليس لأن فعل المصافحة هو المهم في ذاته، فليس تلامس الايدي ما يتم البحث عنه من قبل أي من الطرفين، بل للمعنى الرمزي الذي حملته هذه الحركة البسيطة والتي تؤشر على الاستعداد للانفتاح على التجديد.

ان مجرد عقد هذا المؤتمر وتحت هذه العناوين يعني الشعور العميق بوجود مشكلة لم يعد ممكناً تجاهلها في منطقتنا التي ليست متعددة دينيا تاريخيا فحسب بل هي مهد الاديان الكبرى الثلاث التي عاشت متجاورة تاريخيا وتقبلت احداها الاخرى، مع تفاوتات بين الحقب والدول.

المؤتمر ضمّ اكثر من 300 شخصية من خارج مصر والافتتاح ضم اكثر من 1500 شخصية. شاركت اكثر من 50 شخصية لبنانية اعترافا بأهمية التجربة اللبنانية العريقة في ادارة التنوع وفي العيش المشترك بين مختلف المكونات الدينية والمذهبية والاتنية والثقافية؛ فلبنان هوالبلد الوحيد الذي يشعر فيه المسيحي انه مواطن بالتساوي مع الباقين ويتمتع بالمشاركة والتمثيل السياسيين اللذين يستحقهما.

كما برهن انعقاد المؤتمر عن الشعور بالحاجة لمواجهة الهجمة الشرسة متعددة الطرف والأجندة التي لا هدف لها سوى تعميق الصراع وتحويل المنطقة الى مجموعة دول فاشلة يسودها رفض الاخر والعنصرية والتطرف. من هنا تأكيده على مسؤولية الدولة عن حماية المواطنين وحرياتهم وممتلكاتهم وسائر حقوقهم لأنها من أهم واجبات الدولة الوطنية الدستورية حصريا. ونحن في لبنان أدرى بأنواع المزاحمة الممكنة للدولة من تنظيمات وأحزاب وأفراد مستخدمين المال والسلاح من اجل الهيمنة على قراراتها وعلى احتكارها للعنف.

انطلاقا من هنا عمد الازهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين الى عقد المؤتمر تحت عنوان "الحرية والمواطنة... التنوع والتكامل" ليؤكد ارادة العيش معا ورفض التطرف وادانة العنف كما اي جرائم تمارس باسم الدين. ان التأكيد على ان المواطنة كسياسة تقوم على التعددية الدينية والعرقية والاجتماعية وعلى انها "ليست حلاً مستورداً، وإنما هي استدعاء لأول ممارسة إسلامية لنظام الحكم طبقه النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي أول مجتمع إسلامي أسسه، هو دولة المدينة". لهذه الاشارة دلالات عدة، انها تؤكد الفكرة نفسها لكنها ايضاً محاولة من المراجع الدينية لإسكات الردود السلفية الممكنة كما يراد لها ان تكون دليلا ارشاديا للمستقبل.

لكنها في الوقت نفسه تؤشر الى اننا ما زلنا نعتبر اننا امتداد لنفس حقبة التأسيس وأنه لا يزال من المبكر ان نعتبر أننا نعيش في حقبة تاريخية جديدة تتطلب منا أخذ مسافة من ماضينا كي نتمكن من النظر اليه كتاريخ منفصل نقيّمه ونأخذ منه ما يناسبنا ونكيّف ما لم يعد كذلك. لكنه يعني ايضا ان شعارات الثورات العربية بالمطالبة بالدولة المدنية لم تكن دخيلة ولا مستوردة ولا مؤامرة، بل يمكنها ان تجد لها اسنادا تاريخيا من قلب المجتمع الاسلامي. والمقصود بتعبير الدولة المدنية الدولة التعددية المحايدة تجاه الدين دون أن تعاديه، بمعنى انها تحترم القيم الدينية وتحمي الدين من الدولة ومن السياسة، لكنها تحمي أيضاً حقوق وحريات كافة المواطنين وتكفل المساواة بينهم كما حرية الاعتقاد. انها الدولة المحايدة لا يكون لرجال الدين فيها سلطة على الدولة أو الحكم والعكس ايضا. وربما من هذا المنطلق يمكن فهم عدم تجاوب الازهر مع مطلب الرئيس السيسي لإلغاء الطلاق الشفهي ورده على أنه شأن من شؤون الأزهر؛ وقد يؤشر الى حماية الدين من تدخل الدولة والسياسة في شؤونه كي يتسنى له معالجتها داخلياً. لكن يبدو انه لا يزال مبكراً التصريح بوضوح: نعم لفصل الدين عن الدولة.

 

الكباش الضمني حول الحصة المسيحية المقبلة ومعركة قانون الانتخاب لأكثر من استحقاق

روزانا بومنصف/النهار/17 آذار 2017

حتى الآن كان كل الكلام على طموح الثنائي المسيحي الذي يضم "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" الى الحصول على كل النواب المسيحيين تحت عنوان صحة التمثيل يواجه بتسريبات اعلامية تفيد بأن "حزب الله" يمانع في حصول الثنائي على الثلث المعطل في المجلس النيابي المقبل، انطلاقا من أن قانون الانتخاب العتيد لن يكون لمرة واحدة، وسيعتمد لدورات عدة مقبلة، وتاليا فإن الانتخابات الرئاسية المقبلة ستتم على أساسه. ولم يصدر عن الحزب أي كلام صريح او علني في هذا الاتجاه على رغم أن مصادر سياسية تؤكد وجوده، بحيث أن افرقاء آخرين قد لا يكونون كذلك مع ثلث معطل لـ"التيار" و"القوات"، لكنهم يكتفون بالمعارضة التي تنسب الى الحزب، علما ان الاخير لم يتزحزح عن المطالبة بالنسبية الشاملة. هناك من يتحدث في الاطار نفسه عن عدم حماسة لأن تكبر حصة "القوات" في ظل التحالف مع العونيين لاعتبارات معروفة أيضا، في حين أن مشاريع الاقتراحات التي قدمت حتى الآن، خصوصا من الوزير جبران باسيل، تلحظ استعادة نسبة كبيرة من النواب المسيحيين للثنائي "القواتي"- العوني. وقد يكون ما قاله الامين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري في طرابلس قبل يومين الامر العلني الوحيد في هذا السياق، ولو انه طرف ثالث في معادلة الثنائي المسيحي و"حزب الله". وقال في معرض الكلام على الانطباعات بعد ستة أشهر على البحث في قانون الانتخاب العتيد ان "حزب الله" لا يمكنه القبول بكتلة لــ"القوات اللبنانية" تضم اكثر من عشرة نواب، فيما القوانين التي طرحت حتى الان تعطي "القوات" بين 15 و20 نائبا. ثم ان كل القوانين التي عرضت تعطي هذا الثنائي المسيحي بين 45 و47 نائبا، بينما الحزب لن يقبل بإعطائه الثلث المعطل، فكيف إذا حصل تحالف مع "المستقبل" او الاشتراكي مثلا، بحيث تحسم الانتخابات الرئاسية المقبلة عبر ثلثي المجلس النيابي من دون أصوت الثنائي الشيعي.

هذه المعطيات تتداولها كل الاوساط السياسية، من باب ان ليس قانون الانتخاب ما تخاض معركته راهنا بل هي الانتخابات الرئاسية المقبلة، باعتبار ان الانتخابات النيابية بعد اربع سنوات من الان ستجرى على اساس القانون نفسه، بما يعني تثبيت المكتسبات أكثر ربما، في ضوء معطيات وظروف مختلفة والنواب من الدورة المقبلة هم من سينتخب الرئيس المقبل. وبمقدار ما يبدو غريبا وفق ما اشار سياسيون كثر ان يبدأ الكلام على الرئاسة المقبلة في مطلع عهد الرئيس الذي لم يمض على وجوده في السلطة اكثر من اربعة اشهر، فإن امورا كثيرة على المحك تبعا لطبيعة قانون الانتخاب العتيد. وبالنسبة الى مصادر سياسية هناك كباش قاس وقائم بقوة، ولو انه لا يبرز كذلك في بحث القوانين الانتخابية ويؤثر بفاعلية على صعوبة التوصل الى اتفاق على قانون انتخاب، علما أنه ليس العامل الوحيد في هذا الاطار. وليس خافيا أن الزخم لدى الفريقين المسيحيين يستفيد من بداية عهد رئاسي بحيث يستطيع الحصول او فرض ما يريده تقريبا، خصوصا ان احدا من الافرقاء لن يود الاشتباك معه في هذه المرحلة، على غير ما قد تكون الحال بعد اربع سنوات في حال التسليم بالذهاب الى القانون الانتخابي النافذ وتأجيل الاتفاق على قانون جديد الى ما قبل هذه الانتخابات، وكذلك الامر بالنسبة الى واقع ان لا مصلحة لدى اي من الافرقاء في الذهاب الى مشكلة في الوقت الحالي وكشف البلد، والتجربة البسيطة التي حصلت مع المواقف التي أطلقها رئيس الجمهورية كانت مؤشرا لذلك.

تنفي مصادر لدى "القوات" وجود معلومات تفيد بأن "حزب الله" يرفض الحصة التي يسعى اليها الثنائي المسيحي في المجلس النيابي العتيد، لكن هذا لا ينفي وجود مناخ سياسي في البلد في هذا الاطار. وسقوط المشروعين الانتخابيين الاول والثالث اللذين وضعهما رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، تم في رأيها من جانب الحزب لجملة اعتبارات من بينها رغبة الحزب في الحصول على حلفاء له من الطوائف الاخرى غير الطائفة الشيعية اي من المسيحيين والسنة، وما اجل ان تبقى الحالة العونية اسيرة له في بعض الدوائر على غرار جزين وبعبدا وجبيل في ظل سعيه وفقا لهذه المصادر هو الحصول على الثلث المعطل في المجلس النيابي. وعدم صدور مواقف علنية في هذا الاطار يعود الى ان لا موقف رسميا من "حزب الله" في هذا الاتجاه ولا مبرر تاليا لمواجهة مكشوفة ربما تعطي مبررات لتعطيل المسار الانتخابي بحسب هذه المصادر.

ووفقا لمراقبين حياديين، فإن "القوات" لن تعطي فرصة للرهان على فكاك بينها وبين "التيار الوطني الحر"، أقله قبل الانتخابات النيابية، ايا تكن طبيعة الاختلافات بين الطرفين، لأن الاخير حقق ما يريده من خلال ايصال زعيمه الى الرئاسة، بينما لم تحظ "القوات" بتثبيت نصيبها من الاتفاق الذي أوصل العماد ميشال عون، في الوقت الذي تقول مصادرها ان ما تحقق بالرئاسة يجب ان يستكمل بالنيابة من خلال استراتيجية خوض معركة القانون والانتخابات كتفا الى كتف. فالتأثير المسيحي الفعلي في انتخاب رئيس الجمهورية ينبغي في رأي هذه المصادر ان يكون في يد المسيحيين، وكذلك المدخل اليها، وليس ثمة تراجع عن هذا الهدف حتى لو كان تحت وطأة خيار الذهاب الى قانون انتخابي جديد على قاعدة القانون المختلط (وهو يحد من قدرات الافرقاء الاخرين بمن فيهم "حزب الله" على التأثير) أو الفراغ.

 

هل يتعامل عون مع رياض سلامة كما تعامل فرنجيه مع الياس سركيس

 اميل خوري/النهار/17 آذار 2017

هل يتعامل الرئيس ميشال عون مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة كما تعامل الرئيس سليمان فرنجيه مع الحاكم الأسبق الياس سركيس؟

عندما خسر الياس سركيس معركة رئاسة الجمهورية بفارق صوت واحد أمام سليمان فرنجيه بقي في مصرف لبنان فيما كان كثيرون من خصوم الشهابية يريدون أن تشمل عملية التغيير ملاحقة ضباط "المكتب الثاني" واركان العهد الشهابي. لكن سركيس اعتبر أنه في منصبه يخدم الدولة وليس العهد أو الشخص، وان موقعه في مصرف لبنان يحتم عليه أن يبقى فوق الصراعات السياسية. لذلك فعندما كانت السلطة الامنية تتهاوى ويكاد لبنان ينزلق الى الفوضى، حافظ سركيس على سعر الليرة واستمر في تكوين احتياط مصرف لبنان. ومع ذلك لم ينجُ من الحملات إذ كان هناك من يريده أن يسقط ضحية "كبش فداء" ويخرج نهائياً من دائرة القرار. لكن الرئيس فرنجيه لم يأخذ برأي خصوم سركيس، وقد اتهمه بعضهم بأنه تجاوز المادة 20 من قانون النقد والتسليف التي اشترطت تفرّغ حاكم مصرف لبنان لممارسة وظيفته، وأخذوا عليه أنه ترشح لرئاسة الجمهورية ولم يقدم استقالته، وأنه استغل وظيفته في معركة الرئاسة بالتدخل لدى بعض المصارف لتسليفه عدداً من النواب مبالغ مالية من أجل تأييدهم له، ودعوه الى الاستقالة من الحاكمية. لكن سركيس بقي متسلحاً بحكمة الصمت ولم يدخل في الحرب الاعلامية والسياسية، ولم يستقل، حتى اذا كان لا بد من إقالته فليحصل هذا بأمر من رئيس الجمهورية.

ومع انتهاء الانتخابات الرئاسية، تصرف سركيس كرجل دولة في نطاق ما يفرضه عليه الواجب حيال رئيس الجمهورية الجديد سليمان فرنجيه الذي لم يلبّ رغبة الانتقام من خصمه في انتخابات الرئاسة، وكان يدعوه أحياناً الى مائدته ليتداول معه الشؤون المالية، وقال بشكل حازم وجازم لخصوم سركيس الذين كانوا يصرون على إقالته: "الياس سركيس كان خصمي في انتخابات الرئاسة لكنه يقوم بواجبه في المصرف المركزي وليس لي مأخذ عليه، فلماذا يجب أن نغيّره؟".

وعندما زار رئيس جمعية المصارف آنذاك جوزف جعجع الرئيس فرنجيه وبحث معه في الوضع المالي والاقتصادي بسبب الحملة على حاكم مصرف لبنان، قال له فرنجيه: "إن حال النقد ممتازة والثقة متوافرة وبقية الكلام حكي جرايد". عندها أيقن جعجع أن سركيس باقِ في موقعه من أجل تأمين الاستقرار النقدي والمالي في وضع سياسي ينذر بالانهيارات.

وفي 8 أيار 1976 حان موعد انتخاب رئيس الجمهورية، وكانت جلسة الانتخاب مقررة في "قصر منصور" فكانت معركة نصاب، إذ أن منظمة التحرير الفلسطينية ضغطت على بعض النواب لعدم حضور الجلسة بعد الخلاف الذي حصل بين الرئيس حافظ الأسد ورئيس المنظمة ياسر عرفات. افتتحت الجلسة بحضور 69 نائباً ومقاطعة 29 نائباً بمرشح وحيد معلن هو الياس سركيس ففاز في الدورة الثانية بـ66 صوتاً ووجدت في صندوق الاقتراع 3 أوراق بيضاء. وفي 22 أيلول 1976 عقدت جلسة قسم اليمين في فندق "بارك شتورة". وبعد القسم توجه الرئيس سركيس الى القصر البلدي في زوق مكايل حيث جرى حفل التسليم والتسلّم بينه وبين الرئيس فرنجيه.

واليوم يقود رياض سلامة مصرف لبنان المركزي منذ 1993 بحكمة وروية ونزاهة واستطلاع الحاضر والتخطيط للمستقبل. وقد انصبت جهوده على تنقية القطاع المصرفي وتنفيذ عمليات الدمج بين المصارف ونجح في ذلك، فشُرّعت الأبواب أمام حركة رؤوس الأموال وتعززت الثقة بالليرة اللبنانية، وجعل المصرف المركزي يتدخل حيث يجب أن يتدخل، وعمد الى شراء سندات خزينة وأدخل لبنان أسواق الأوروبوند ليحصل على ديون بالدولار الأميركي لآجال طويلة ومتوسطة. وشكّل الاستقرار النقدي عاملاً مهماً في اجتذاب الاستثمارات وتعزيز المدخرات الوطنية وتقدم القطاع المصرفي وتحفيزه على التوسع خارج الحدود، فأصبح أكثر القطاعات المصرفية العربية انتشاراً. ولم يكن لينجح في سياسته هذه لولا علاقات التعاون والثقة المتبادلة التي أرساها مع قادة القطاع المصرفي. وظل سلامة مثابراً على تأمين الاستقرار النقدي وضبط التوازن في حركة السوق المالية ودعم الليرة وتأمين استقرار صرفها مقابل العملات الاجنبية. وعمل على رفع قيمة الموجودات بالعملات الأجنبية لدى المصرف وأقدم على دعم القروض المصرفية بفوائد مخفوضة لتحريك النمو عن طريق التسليف للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والافراد، ومدّد مهل سداد الديون (كتاب "النقود والمصارف عبر التاريخ"). هل يتكرر مع الحاكم رياض سلامة في عهد الرئيس عون ما حصل مع الحاكم الياس سركيس في عهد الرئيس فرنجيه فيكون النجاح وحده هو ما يستحق التقدير وليست الوساطات والمحاصصات، ولا السياسات الكيدية؟

 

مؤتمر الأزهر في القاهرة: "الرائحة اللبنانية"

 أنطوان قربان/النهار/ترجمة نسرين ناضر عن الفرنسية/16 آذار 2017

http://eliasbejjaninews.com/?p=53377

نظّمت جامعة الأزهر، المرجع الأعلى لدى الإسلام السنّي، بالاشتراك مع مجلس حكماء المسلمين، مؤتمراً مهماً في القاهرة في 28 شباط الماضي والأول من آذار الجاري حول "الحرية والمواطنة.. التنوّع والتكامل". وقد تمنّى الإمام الأكبر شيخ الأزهر، أحمد الطيب، أن يشكّل هذا المؤتمر مناسبة للتفكير عميقاً في العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين، لا بل بين مجموعات أخرى، داخل البلدان العربية المختلفة وخارجها. وُجِّهت دعوات إلى أكثر من مئتَي شخصية، من بينهم 55 لبنانياً، للمشاركة في المؤتمر. رأينا ممثلين عن مختلف فروع الإسلام والعديد من البلدان العربية (الإمارات والسعودية والعراق والأردن وفلسطين، إلخ.)، إنما أيضاً ممثلين عن مختلف كنائس الشرق العربي، الكاثوليكية والأرثوذكسية والبروتستانتية. وقد تمثّلت كنيسة روما، والطائفة الأنغليكانية، واتحاد الكنائس الأميركية على مستوى رفيع، وكان لممثّليها مداخلات خلال المؤتمر. غنيٌّ عن القول بأن كنيسة الإسكندرية، بشخص البابا تواضروس الثاني، أدّت دوراً من الدرجة الأولى بصفة شريك متميّز في المؤتمر؛ فضلاً عن المجلس المسكوني للكنائس في جنيف ومجلس كنائس الشرق الأوسط.

نظراً إلى حجم الوجود اللبناني ونوعيته، يمكننا أن نؤكّد، بفخر، أنه فاحت من المؤتمر بكامله "رائحة لبنانية"، رائحة العيش المشترك وتقليد الحوار بين الأديان الذي عرف اللبنانيون كيف يرسون أسسه على رغم، أو بسبب الأزمات السياسية وتجاوزاتهم.

أدّت الشخصيات اللبنانية دوراً بارزاً في التحضير للمؤتمر كما في المداخلات المختلفة: الوزير رفول، ممثّل رئيس الجمهورية، والبطريرك الماروني الراعي، ومفتي الجمهورية دريان، ومتروبوليت بيروت المطران عودة، وراعي أبرشية بيروت للموارنة، المطران مطر، وممثّلو المجلس الشيعي الأعلى، وحوزة النجف، والمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز؛ إنما أيضاً البطاركة لحام وساكو واليازجي، ومطران السريان صليبا واثنان من زملائه، وأساقفة أرمن من كاثوليكوسية بيت كيليكيا، وممثلو الطوائف البروتستانتية في المشرق، والرئيس الأسبق أمين الجميل، ورئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة، ولجنة الحوار الإسلامي-المسيحي، وغيرهم. باختصار، أعطى لبنان أفضل ما عنده، إن على مستوى التمثيل أو على مستوى الجودة العالية للمداخلات. وكان العديد من جلسات النقاش برئاسة غير مسلمين، مثل المطران الياس عودة، أو نساء. وقد ألقت الشيخة لبنى القاسمي، وزيرة الدولة للتسامح في الإمارات، فضلاً عن شخصيات نسائية عدة، مداخلات في المؤتمر. إلى جانب جلسة الافتتاح، عُقِدت أربع جلسات حول أربعة مواضيع: المواطنة؛ الحرية والتنوع؛ التحديات والتجارب المكتسبة؛ والمشاركات والمبادرات. وفي كل جلسة، تحدّث مسلمون ومسيحيون.

وكانت جلسة الختام مناسبة لتلاوة الرسائل التي وجّهها كل من الرئيس عون، واتحاد الكنائس الأميركية، وجماعة سانت إيجيديو في روما، ثم تمت تلاوة الإعلان الختامي على لسان شيخ الأزهر نفسه، والذي يمكن وصفه بالحدث التاريخي. تجدر الإشارة إلى أن شيخ الأزهر حرص على قراءة الإعلان بنفسه، انطلاقاً من اعتقاده بأنه حدث ذو بعد ديني كوني وليست مجرد توصية إدارية.

هذا الإعلان الصادر عن الأزهر حول المواطنة والعيش المشترك يقول الكثير، وبالنسبة إلى البعض، ما يقوله ليس كافياً. يقول الإعلان الكثير ويستخدم مفاهيم شجاعة، لا بل مستحدَثة، عن الجماعات والعيش المشترك داخل المساحة نفسها. ربما لا يقول ما يكفي عن الفرد نفسه. غير أن كل ما يتضمّنه النص يشير في اتجاه الفرد، وكرامته غير القابلة للتصرف لأنها مقدّسة، وحقوقه الأساسية التي كانت موضوع مداولات عدة، وأثارت نقاشات غنية ومثمرة. صحيح أنه غابت الإشارة الواضحة إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والدولة العلمانية (أو المدنية)...

كل ذلك يجعل من هذا الإعلان حدثاً أصيلاً ينبغي قراءته وتحليله بانتباه، لأن أبعاده هائلة. من جهة أخرى، يغيّر هذا النص التوازن الجيوستراتيجي في قلب الإسلام السنّي نفسه الذي يبدو أن محوره كان، حتى الآونة الأخيرة، الخليج العربي. أما اليوم، فيُظهر الإسلام السنّي أنه يتمحور أيضاً حول ركيزة متوسطية هي ركيزة الأزهر، وتقليده الفكري العريق الذي يتبنّى "المسار الوسطي". إذا كان النضال ضد "داعش" والإسلام السياسي يُشَنّ عسكرياً، لقد أعلن العالم الإسلامي إذاً عن نيّته النضال ثقافياً ضد التطرف، وذلك عبر تبنّي استراتيجية الشراكة مع غير المسلمين في قلب كل "وطن".

من بين الأفكار والمفاهيم الواردة في الإعلان، نتوقّف عند ما يأتي:

- "الدولة الوطنية الدستورية"، التي تتكرّر إليها الإشارة، وبصيغة الجمع، في النص. بالتأكيد، ليس المرجع في هذا السياق الدولة الحديثة التي ظهرت في القرن الثامن عشر. فالنص يستمد شرعية هذا المفهوم من دستور المدينة الذي أبرمه النبي محمد مع سكّان مدينة يثرب قبل أن يُطلَق على تلك المحلة اسمها الحالي، المدينة. يصف النص هذا الميثاق القديم بـ"الدستور". لا شك في أن ذلك ينطوي على تنازل للمحافظين المسلمين الذي لا يقبلون بأي شرعية غير تلك المتجذّرة في أصول الإسلام. بيد أن النص يكرّر مراراً مفاهيم مفاجئة: "الأوطان العربية" بدلاً من "الوطن العربي"، و"الدول الدستورية"، منافياً بذلك الخطاب القومي العربي و/ أو الإسلامي.

- "المواطنة" و"الأمة". يربط النص المواطنة بانتماء ما، ويعتبر أنه في مدينة معينة، ليست للانتماء الديني أهمية، وجميع المواطنين "هم أمّة واحدة". استخدام مصطلح "الأمة" على هذا النحو في السياق اللغوي السياسي هو في ذاته خطوة عملاقة. "أمة المدينة" هذه تذكّرنا بجماعة المدينة أو المجتمع المديني، أي الأهلي - السياسي، الذي تكلّم عنه أريسطوطاليس، في إشارة إلى مجموع المواطنين الذين يعيشون في مكان معيّن يخضع لحكم القانون. عبر استخدام تعدّد المعاني الذي يحمله مصطلح "الأمة"، يُخرِجه إعلان الأزهر من سياقه اللغوي العالمي ليُدرجه في موقع جغرافي معيّن، محترِماً بذلك مبدأ الأرض. لقد أقام البروفسور أنطوان مسرة، من المجلس الدستوي، مقارنة بين هذا المفهوم الإسلامي والمفهوم الحديث للتعدّدية القانونية.

- وما يلفت الأنظار أكثر هو استخدام مفهوم "حكم القانون" وليس الشريعة، في إشارة إلى النمط الذي يحكم الحياة الدستورية في هذه الدولة - المدينة - الوطن. يُتيح ذلك فرصة الإعلان بأن الواجب الأول لـ"الدول الوطنية" هو تأمين حماية المواطنين وضمان حقوقهم. هنا ترد الإشارة الضمنية إن لم يكن الصريحة إلى الفرد. الإشارة إلى ضرورة حماية المواطنين واردة في الحديث عن المصلحة الحيوية لـ"أبنائنا وبناتنا"، العبارة التي يستخدمها النص بدلاً من الاكتفاء بوصفهم بـ"المؤمنين". فضلاً عن ذلك، وعبر التشديد على التنوّع في قلب المدينة، يرد بوضوح في الإعلان: "المواطنين العرب كافة، مسلمين ومسيحيين، وغيرهم من ذوي الانتماءات الأخرى". من هم "ذوو الانتماءات الأخرى"؟

في مختلف الأحوال، ليسوا مسيحيين ولا مسلمين. بالطبع، من الممكن أن يكونوا من المنتمين إلى أديان أخرى، لا بل غير مؤمنين، حتى لو كان النص لا يذكر ذلك. أياً يكن من أمر، مَن لا يرى في هذه العبارات ثورة ثقافية حقيقية يكون من أصحاب النيات السيئة.

- نفهم إذاً في شكل أفضل التحذير الذي يطلقه إعلان الأزهر عبر رفض مفهوم "الأقليات" رفضاً قاطعاً. فإما المواطنة وإما تجزئة المجتمع الأهلي - السياسي (المجتمع المديني) إلى فصائل أقلوية.

بالطبع، هذه ليست سوى البداية. هل هو منعطف حاسم؟ لا، ليس بعد. يجب أن يُترجَم هذا الإعلان في الوقائع على الأرض، لا سيما في برامج تدريب العلماء. يُحدّد هذا النص إطار العيش المشترك بين المجموعات، مع ترك الباب مفتوحاً أمام تطوّر مستقبلي يؤدّي إلى ظهور الفرد الفاعل الحر في وسط الجماعة. في الحالة الراهنة، يتوخّى هذا النص جانب الحذر بحديثه عن الجماعات أكثر منه عن المواطن بالمعنى الحديث. لكن في مواجهة التطرف الشديد للإسلاميين، يبقى الإعلان مرجعاً صحياً ليس للمسلمين وحسب إنما أيضاً للعرب غير المسلمين الذين غالباً ما يميلون إلى تأدية دور الرقيب قبل أن يبادروا إلى إجراء نقد ذاتي لخطابهم. الشخصية التي أدركت تماماً أبعاد إعلان الأزهر في ما يتعلق بالمواطنة والعيش المشترك، وارتباطه برسالة لبنان، هي البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي الذي أعلن فور عودته من القاهرة: "يجب التوقف عن الحديث عن أقليات".

(أستاذ في الجامعة اليسوعية)

 

جنبلاط يحشد في المختارة: الأمر لي

إبتسام شديد/الديار/16 آذار 2017

لولا بعض التجاذبات الكلامية والمواقف التي تتسرب من هنا وهناك لكان يمكن القول ان العهد الجديد من افضل العهود في الجمهورية اللبنانية بعد الطائف وان العلاقة على احسن ما يرام بين كل المكونات السياسية بما فيهم رئيسي الجمهورية والحكومة ولولا قانون الانتخاب الذي هو عقدة العقد لأن كل القوى السياسية تريد ان تخيطه على مقاسها وبعض المناوشات التي «تعير» على الرئاسة بعض خواتها في اتجاه اخذ واسترجاع حقوق المسيحيين او المواقف الداعمة لحزب الله لأمكن القول ان الدولة تسير خطوات ثابتة نحو نموذج جديد في العلاقات بين مكوناتها، فالتسوية السياسية التي اتت بالرئيس ميشال عون الى قصر بعبدا اطاحت بكل المفاهيم السابقة او جمدتها بعد ان سار الحريري في خيار ميشال عون رئيساً فتهاوت منظومة 8 و14 آذار وسقطت بعد زيارة الرئيس عون الى السعودية وقطر والمنحى الجديد في العلاقة معها فالعهد الجديد هو عهد الاصلاح والتغيير والانفتاح ورئيس الجمهورية ماض في ضرب الستين ويريد «حياً او ميتاً» قانوناً انتخابياً جديدا مهما كانت الموانع التزاماً بخطاب القسم. فالمشهد السياسي يكاد يبدو مثالياً في غياب التوترات التي غلبت في المراحل الماضية ولولا ان مواقف او رسائل سياسية تطلق من وقت لآخر لكان القول ان العهد في أهنأ ايامه وان لا خلاف مع أحد بتاتاً لولا ان ثمة نواقص في المشهد السياسي، فرئيس اللقاء الديمقراطي يحشد في الجبل كما لم يفعل في ايام الحرب وفي ايام خلافاته مع المسيحيين ومع التيار الوطني الحر وكأن جنبلاط كما تقول اوساط سياسية يشعر بأنه اصبح الحلقة الأضعف او لأنه صار خارج القرار السياسي مؤخراً، ورئيس تيار المردة بوتيرة أخف يحاول ان يكون في الصورة مع رئيس الجمهورية لكن الخلاف باق على حاله ولا زيارة الى قصر بعبدا في الوقت الراهن إلا بعد الانتخابات النيابية حتى لا يقال ان فرنجية يعاني رهاب الانتخابات او خائف من حصولها ومن اجتياح التسونامي الثنائي.

وليد جنبلاط لا يشعر بالارتياح كما تقول اوساط سياسية، وهو يريد نقل مخاوفه الى عموم أهل الجبل او تعميم تلك الحالة واستنفار العصبية الدرزية، يفيده بذلك التويترات والشعارات التي يطلقها على مواقع التواصل الاجتماعي التي تعبر عن سخطه وعدم ارتياحه حيال الطروحات الانتخابية و«حكم» المسيحيين، هو الذي يهاب العسكر ولا يحبذهم لا يمكنه ان يحتمل مسألتين «تصور ميشال عون رئيساً والتفاهم بين العونيين والقوات»، لطالما كان وليد بيك مرتاحاً في عهد ميشال سليمان فهو كان يتمنى رئيساً للجمهورية على شاكلة سليمان وان يبقى لاعباً اساسياً في ملاعب الآخرين كما كان يصول ويجول سابقاً. فجنبلاط ولم يعد الأمر سراً أوعز الى جماعته بعدم رفع صور رئيس الجمهورية في الادارات او في البلديات المحسوبة عليه في الجبل، فهو لا يتحمل رئيس الجمهورية حتى في كادر «صوري» في مناطقه كما يحسبها فكيف بالأحرى سيهضم قانوناً انتخابياً سيجعل المسيحيين يختارون ممثليهم في الجبل.

 دعا جنبلاط كما تقول الاوساط الى الحشد «عائلياً» وفرداً فرداً لاحتفال المختارة للذكرى الأربعين للشهيد كمال جنبلاط وبالمؤكد فان خطابه تصعيدي فـ«مسلسل» الاعتراضات الجنبلاطية صار كبيراَ وحافلاً من القانون الذي يهدد الزعامة الدرزية الى التعيينات الى مجلس الشيوخ وتطول اللائحة كثيراً اذا اقتضى الأمر.

 بالطبع لا يمكن تصور وليد جنبلاط اليوم في قصر بعبدا اليوم إلا بعد رفع السقف عالياً والحصول على الضمانات التي يريد، وحينها لكل شيء ظروفه واوقاته، لعدم زيارة القصرالى اليوم في الحسابات الجنبلاطية اعتبارات سياسية وشخصية فوليد جنبلاط لا يحبذ حكم العسكر وهو في عليائه الشوفية لا يجيد فن الزحف الا عندما تقتضي الضرورة، يعود العارفون في التاريخ الجنبلاطي الى الحقبات السابقة في علاقة آل جنبلاط مع رؤساء الجمهورية، التاريخ الجنبلاطي في التعاطي مع رؤساء الجمهورية الآتين من رحم المؤسسة العسكرية يظهر بوضوح هذا الواقع، علاقة الراحل كمال جنبلاط بالرئيس فؤاد شهاب لم تكن على احسن ما يرام فجنبلاط الأب كان يقف بالمرصاد مع العميد ريمون اده «للسلوك الشنيع» لرجالات شهاب في المكتب الثاني، فيما وليد جنبلاط لم يطق يوماً فكرة اميل لحود في قصر بعبدا ولم يتمكن من التعايش معه بل بقيت علاقتهما مشوبة بالحذر واللاثقة المتبادلة. لكن في عهد الرئيس ميشال سليمان شهدت العلاقة هدوءاً وتطبيعاً بعدما اظهر الرئيس سليمان ميوله المدنية وأنسى الناس «عسكريته» ولم يكن بعيداً عن فريق 14 آذار مما شجع جنبلاط على تطبيع علاقته معه واقامة علاقة «حسن الجوار» مع بعبدا. لكن مع الرئيس ميشال عون انقلبت المقاييس او تغير فجأة وليد جنبلاط بعد ان فاجأ جنبلاط الجميع بانقلاب سريع ومرونة لتأييد ترشيح «الجنرال» ولو على مضض لانهاء الفراغ الرئاسي بعبارته الشهيرة «انا بمشي خلصونا بقى...» طبعاً الاشارة لم تصدر من القلب وهي اشارة يائسة بعدما بلغ الفراغ مرحلة تهدد الكيان وتهدد مصالح قيادييه وزعامته. إذا مع عون بلع وليد جنبلاط «الموس» وانتخبه مكرهاً كل المؤشرات اوحت بذلك تويتراته وما كتبه على مواقع التواصل الاجتماعي لكن بقيت زيارته الى قصر بعبدا للقاء الرئيس ملكاً لارادته وحريته وقراره الشخصي هي طبعاً لها تفسيراته واسبابها التي يعرفها البيك جيداً ويعرفها الرئيس ايضاً في جزء منها امتداد لحساسيته المفرطة التي تستيقظ كل فترة ضد العسكر، وايضاً لان جنبلاط ينتظر القانون الانتخابي بعد تطيير الستين بقرار رئاسي مبرم، والزيارة هي اليوم مؤجلة حتى لا يحرج الرئيس ولا يحرج الرئيس به انتخابياً فزيارة بعبدا اذا ما طرأ حادث انتخابي على شاكلة قانون يزيل الهواجس الجنبلاطي ولا يهدد زعامة الجبل او على شكل تحالف ربما تعطي الزيارة ارتياحاً شكلياً ولا تعود ترفاً لجنبلاط بل تصبح ضرورة وجودية.

 

الكنيسة تتحرك نحو كل الاطراف/هل واقع المسيحيين الى تحسن؟

 عيسى بو عيسى/الديار/16 آذار 2017

هذا السؤال المركزي لمجمل الطوائف المسيحية في لبنان وحتى في المشرق عموماً ما زال يقض مضجع المجتمع المسيحي الشعبي بأكمله بفعل الواقع المؤلم الذي وصلت اليه معظم الطوائف المسيحية في الشرق من عذاب وقهر وتهجير الى خارج بلدانهم الاصلية في هذه المنطقة، ويبدو ان لبنان هو الكتف القوي الذي يستند اليه مسيحيو معظم بلدان المنطقة ومن هنا كان التركيز خلال السنتين الماضيتين على ضرورة الحفاظ على ما تبقى في ارض السيد المسيح وعدم افراغها من مواطنيها الاساسيين، ويروي اسقف ماروني وفي نفسه الغصة انما على شيء من التفاؤل بالمستقبل وعلى خلفية قيام المجتمعات المسيحية في المنطقة بعد العديد من عمليات الترحيل والتنكيل ليقول: ان الواقع الحالي لا بد من القول انه تحسن بعض الشيء ليس بفعل واقع التحالفات التي اقيمت فحسب انما بفضل العامل الوحيد الذي يوقظ الوعي وهو اليقظة الحقيقية على المصير بأكمله ووجود رؤية شبه موحدة لدى القادة المسيحيين جميعاً وشعورهم بخطورة الواقع القائم حتى داخل لبنان، ويضيف ان مسألة قيام ورقة النوايا بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر يجب تشجيعها كي تشمل كافة الاحزاب والتيارات المسيحية وعلى ان تكون اداة للجمع وليس للتفرقة او فقط العمل من الناحية السياسية فيها ونسيان ان هناك احزاباً اخرى لها وزنها على الساحة المسيحية يجب التقرب منها وتذليل العقبات القائمة بينها وبين الثنائي المسيحي كي نصل الى رؤية موحدة لحال المسيحيين جميعاً وعدم اعتماد فعل النكاية او العودة الى الوراء وفتح الملفات التي مضى عليها الزمن وقلب الصفحة مهما كانت الصعاب قائمة لان الخطر قائم على الجميع دون استثناء وليس على المسيحيين فحسب انما على كافة اللبنانيين جزء هذا المد التكفيري الذي يجتاح المنطقة بالذبح والقتل والتهجير، ويؤكد الاسقف ان البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي منكب منذ فترة طويلة على ملف اعادة شمل المسيحيين وهو يعمل يوميا ومنذ اول يوم من انتخابه بطريركاً على محاولة رأب الصدع وتقريب وجهات النظر وليس بالضرورة ان يكون الجميع واحداً انما ان يبقى الهدف وهو هدف البقاء في المشرق واحداً الى الابد اما المسائل السياسية فلا شك انها تغذي الخلافات وتزيد من الانشقاقات الا انها لا يجب ان تكون عامل فرقة أبدية اذا كان حقاً القائمون بالشأن المسيحي هم مسيحيون اصحاء بالرغم من كون العمل السياسي مصدر للهموم التي تبعد الانسان عن رسالته الحقيقية، ويلفت الاسقف الماروني الى ان الواقع الحالي يمكن تلخيصه بكل صراحة بالتالي:

1- قيام ثنائي مسيحي قوي يتمثل بالقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر يمكن ان يشكل انطلاقة وليس نهاية للعمل على جمع كافة الاطياف، ويعطي الاسقف تنبيهاً الى الثنائي بعدم ترك الساحة وحيدة لهما بالرغم من انها حق لهما لكن الاوضاع لا تتحمل هذا الكم من التباعد مع الاخرين او محاولة تحجيمه بل العكس يجب ان يكون الهدف بمد اليد نحو الاخر ذلك ان اي عزل يسبب الكثير من العزلة او اتكاء الاخرين على اطراف ثانية بفعل ما يتعرض له.

2- وضعية حزب الكتائب اللبنانية وهو حزب عريق حسب ما يصفه الاسقف وهو خارج الثنائية ولكن القنوات مفتوحة بينه وبين القوات والتيار الوطني ولو في الحد الادنى من اللقاءات انما واجب الكتائب ان تقدم على خطوة من قبلها ويلاقيها خطوة من قبل الثنائية بعيداً عن الحصص النيابية والكراسي ما دام المصير مهدداً جميع المسيحيين وبالتالي فان واجبات الكنيسة العمل على ترطيب الاجواء بين الجميع وهذا ما تقوم به باستمرار وعلى كبار القوم في المجتمع المسيحي ان يساعدوا الكنيسة في عملها ما داموا حريصين على بقاء اتباع السيد المسيح في المكان الذي ولد فيه وصلب وقام، ومن هذا المنطلق لا تنفك الكنيسة بتوجيه التنبيهات الى السرعة في المعالجة قبل ان يفوت الاوان.

3- تيار المردة وهنا يقع بيت القصيد حيث الجهود منصبة من قبل البطريركية المارونية على تقريب وجهات النظر بين النائب سليمان فرنجية والدكتور سمير جعجع والتيار الوطني الحر ذلك ان الخطاب المعتمد من قبل الجميع لا يبشر بالخير وعلى كافة هذه الاحزاب ان تكون واعية جداً لخطورة المرحلة التي يمر بها المسيحيون في المنطقة وان الكراسي تجيء وترحل فيما المجتمع المسيحي هو الباقي وعلى الجميع اخذ العلم ان داعش لن يسأل اي مسيحي عن انتمائه السياسي؟!!

 

هذا ما يؤخّر لقاءَ عون - بوتين

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/الجمعة 17 آذار2017

تُعتبر روسيا من المحطات المهمّة التي يجب الإطلاع على ما يجرى في كواليسها من خططٍ للشرق الأوسط، على إعتبار أنّها اللاعبُ الأقوى في المنطقة، وتحديداً في سوريا.

تمرّ العلاقات اللبنانية- الروسية بفترة إستقرار وتطوير، وتعتبِر موسكو أنّ لبنان يشكّل بوابة أمان للمنطقة جمعاء، وأيّ إهتزاز لأمنه ستنجم عنه تداعياتٌ كارثية في المنطقة.

وفي إطار اللقاءات المهمّة بين مسؤولي البلدين، علمت «الجمهورية» أنّ المبعوثَ الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف سيحضر القمة العربية التي تستضيفها الأردن في 29 آذار المقبل، ومن المقرّر أن يجتمع برئيس الجمهورية العماد ميشال عون ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، ورئيس الحكومة سعد الحريري إذا حضر القمّة. وتأتي هذه اللقاءات في إطار البحث في أوضاع لبنان وليُطلع الروس عن كثب على الأحداث السياسية التي يشهدها بعد التسوية الرئاسية، وعلى الأحداث الأمنية نتيجة تداعيات الأزمة السورية والنازحين، علماً أنّ موسكو تبدي رضاها عمّا جرى ويجرى، وتفاؤلها بالمرحلة المقبلة. من جهة ثانية، أكّدت معلومات ديبلوماسية أنّ روسيا تُرحّب بزيارة عون الى أراضيها، لكنّ مواعيد بوتين المتلاحقة وإنشغاله بالوضع الروسي الداخلي وبأوضاع سوريا والمنطقة، كلها أمور تؤخّر الزيارة، إذ إنّ جدول مواعيده مكثّف، وبالتالي ترجّح المعلومات عدم حصول لقاء عون- بوتين، أقله من الآن وحتى نهاية نيسان المقبل، ومن الممكن أن يحصل لاحقاً، مع تشديد الكرملين على عدم وجود سبب سياسي يؤخّر الزيارة.

وفي إطار متابعة روسيا للوضع اللبناني، تؤكّد مصادر ديبلوماسية تعمل في موسكو لـ«الجمهورية»، أنّ «روسيا تبدي إهتماماً لافتاً بالوضع الداخلي اللبناني خصوصاً لجهة حفظ الأمن والإستقرار، لكنّها لا تتدخّل في التفاصيل الضيقة».

وتكشف أنّ موسكو تدعم حيادَ لبنان، وأنّ المسؤولين الروس، وعلى أعلى المستويات يؤكّدون خلال لقاءاتهم، أنّ هناك شبه إتفاق إقليمي ودولي كبير على حياد لبنان وإبقائه بعيداً من نيران المنطقة، وهذا أمر يفسّر بقاء الوضع اللبناني مستقراً.

وبالنسبة الى وضعية «حزب الله» وما إذا كانت روسيا قد دعت الى سحب سلاحه، يوضح المسؤولون الروس أنّ «موسكو تتعامل مع سلاح «حزب الله» في سوريا بميزان مغاير لتعاملها معه في لبنان، فهم يعتبرون أنّ الحزب شريكٌ في المعركة السورية الكبرى ومعه إيران على رغم الخلافات والتباينات بينهما، لكن في الداخل يجب ألّا يستعمل السلاح ويمسّ التوازنات السياسية والطائفية».

وتؤكّد المصادر الديبلوماسية أنّ «التوتّر الذي ساد العلاقات الروسية - الإيرانية بعد زيارة رئيس الحكومة السوري عماد خميس طهران وتوقيعه اتفاقات مع إيران في 17 كانون الثاني الماضي قد تراجع»، لافتة الى أنّ «موسكو اعتبرت أنّ هذه الاتفاقات مشبوهة وفيها تخلٍّ عن السيادة لصالح طهران خصوصاً في ما يتعلّق بإعطاء إيران نحو 100 مليون متر مربع من الأراضي لاستغلالها، وهذا الأمر أحدث نقمة كبيرة جدّاً لدى بوتين، فسارعت موسكو الى توقيع اتفاقية مع النظام السوري في 20 كانون الثاني تتضمَّن توسيع مركز الإمداد المادي والتقني التابع للأسطول الحربي الروسي في ميناء طرطوس، ليستوعب 11 سفينة حربية في آن واحد»، فيما تحدثت المعلومات عن أنّ «بعض السفن التي قد تدخل تحوي مولّدات نووية».

وفيما تبقى أوكرانيا الهاجسَ الأكبر لروسيا، ترتبط سياساتُ موسكو رتباطاً عضوياً بما تشهده سوريا والمنطقة، خصوصاً أنّ موسكو ما زالت تعتبر نفسها اللاعبَ الأكبر ولن تفرّط بهذا الدور. وكعلامة على النجاح الروسي، تبرز قدرتها على جمع إيران وتركيا للاتفاق على الأزمة السورية في أستانة، في حين تتردّد معلومات غير مؤكّدة عن أنّ مناف طلاس قد زار روسيا مراراً وبحث مع مسؤولين روس خلال اجتماعات سرية في مستقبل سوريا.

مهما تبدّلت السياسات، فإنّ روسيا تريد الحفاظ على دورها في المتوسّط، والذي يتّسع مع الوقت إنطلاقاً من طرطوس التي تقاتل من أجل الحفاظ على امن مينائها، فيما تفضّل أن يبقى لبنان ميناءً سياسياً آمناً.

 

من حقيبة النهار الديبلوماسية - الاتفاق الوحيد الذي ينقذ سوريا

عبد الكريم أبو النصر/النهار/17 آذار 2017

"القرار الذي سينقذ سوريا ويحدّد مستقبلها ومصير نظامها ليس قراراً عسكرياً - أمنياً ولن يستطيع الرئيس بشار الأسد أن يتخذه وحده أو بالتعاون مع حلفائه الروس والايرانيين مهما فعلوا أو حقّقوا من إنجازات عسكرية على الأرض. فالمعركة الأساسية التي ستقرّر مصير سوريا ونظامها هي معركة إعادة بناء البلد واعماره وتوحيد شعبه ومجتمعه الممزقين وتحقيق المصالحة الحقيقية الشاملة بين أبنائه وانتشال البلد من الكوارث التي ألحقتها الحرب به وبشعبه في كل المجالات. ولن يستطيع نظام الأسد أن يحكم سوريا فعلاً ويعيد وضعها على خريطة العالم من طريق الانجازات العسكرية بل يجب أن يربح معركة البناء والإعمار ويمتلك تالياً القدرات والامكانات الضخمة الكافية لتسوية المشاكل البالغة التعقيد ولمعالجة قضية اللاجئين والنازحين الذين يبلغ عددهم أكثر من 12 مليون سوري ولإصلاح الدمار والخراب الهائلين ولإعادة الحياة الطبيعية تدريجاً الى المواطنين ومنحهم الأمل في مستقبل أفضل. ونظام الأسد يمتلك مع حلفائه القدرة على الحرب وعلى مواجهة الشعب المحتج ولكن ليست لديه القدرات والامكانات الضرورية لكي يربح معركة السلام والبناء والاعمار".

هذا ما شدّد عليه مسؤول دولي معني مباشرة بالملف السوري في لقاء خاص معه في باريس وقال: "نظام الأسد يركّز الأنظار مع حلفائه على الانجازات العسكرية وعلى ما بعد معركة حلب لأنه عاجز عن الانتصار في معركة السلام وإعادة البناء والإعمار وهذا مردّه الى عوامل جوهرية محددة أبرزها الآتية:

أولاً، إن الحرب اعادت سوريا أربعين سنة الى الوراء استناداً الى تقارير الأمم المتحدة وأسفرت عن خراب هائل شمل تدمير أكثر من ثلاثة ملايين وحدة سكنية ومئات الآلاف من المنشآت الحيوية المدنية والعسكرية والصناعية وهو أمر لم يشهده أي بلد عربي آخر في العصر الحديث.

ثانياً، إن نفقات إصلاح البنى التحتية المدمرة تبلغ، استناداً الى صندوق النقد الدولي، ما بين 180 مليار دولار و200 مليار دولار، أما تكلفة البناء والإعمار فتبلغ نحو 500 مليار دولار استناداً الى الخبراء الدوليين وهي أرقام خيالية. وليس ممكناً تسوية مشكلة اللاجئين من غير بناء مساكن لهم.

ثالثاً، إن نفقات معركة البناء والإعمار تفوق بكثير قدرات النظام، فهو عاجز مع حلفائه عن تحمل هذه الأعباء الضخمة بل أن هذه المهمة الجبارة تتطلب مشروعاً دولياً - اقليمياً ضخماً تبلغ موازنته مئات المليارات من الدولارات وتساهم في تمويله الدول الغربية والعربية والاقليمية المؤثرة والقادرة والمعادية عموماً لنظام الأسد. ولن يستطيع النظام أن يفرض مع حلفائه بالقوة على هذه الدول تمويل إعادة بناء سوريا".

وأوضح المسؤول الدولي "أن المسؤولين الروس والايرانيين ليسوا مستعدين لدفع النفقات الهائلة لإعادة بناء سوريا. وقد أبلغ المسؤولون الأوروبيون المعنيون بالملف السوري القيادة الروسية أخيراً أن الدول المؤثرة والمؤسسات الدولية المختصة ترفض تمويل إعمار سوريا في ظل حكم الأسد ومواصلة الحرب، وتشترط إنجاز اتفاق سياسي حقيقي شامل بين النظام وقوى المعارضة الحقيقية المعتدلة في رعاية الأمم المتحدة يستند الى تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومنها القرار 2254 التي تطلب تحقيق الانتقال السياسي للسلطة الى نظام جديد تعددي يحقق الأهداف والتطلعات المشروعة لكل مكونات الشعب السوري. وتشترط هذه الدول والمؤسسات الدولية أيضاً صدور قرار جديد عن مجلس الأمن يتبنى اتفاق السلام هذا ويمنحه شرعية دولية، وتطلب أيضاً مشاركة الدول الغربية والاقليمية المؤثرة المعنية بالنزاع السوري في عملية تحقيق وإنجاز هذا الاتفاق من أجل ضمان تنفيذه".

وأضاف: "إن المسؤولين الروس وعدوا الجهات الأوروبية المعنية بتركيز الاهتمام في المرحلة المقبلة على إنجاز الحل السياسي للنزاع. وقد نقلت الجهات الأوروبية المطالب ذاتها الى المسؤولين الايرانيين بمن فيهم وزير الخارجية محمد جواد ظريف، ولكن ظهر بوضوح أن الايرانيين يعطون الأولوية لمساعدة نظام الأسد على القضاء على معارضيه وخصومه وليس على إيجاد الظروف المناسبة من أجل إنجاز اتفاق السلام".

وخلص هذا المسؤول الى القول: "إن التحوّل الحقيقي في الصراع السوري ليس انتصار النظام مع حلفائه في معركة حلب بل إنجاز اتفاق سياسي شامل مدعوم دولياً واقليمياً ينقل السلطة الى نظام جديد تعدّدي وينهي الحرب ويسمح بقيام سوريا الجديدة".

 

سورية: الأرقام والتواريخ الصادمة

وليد شقير/الحياة/الجمعة، ١٧ مارس/ آذار ٢٠١٧

ليس دخول الحرب السورية سنتها السابعة وحده الرقم الصادم من بين أرقام أخرى لامتناهية عن نتائج مأساة العصر التي أنتجتها.

حلّت ذكرى اندلاع انتفاضة الشعب السوري السلمية على النظام الظالم في 15 آذار (مارس) 2011 مع تواريخ أخرى لها رمزيتها، لعلاقتها بما اقترفه على مر التاريخ، منها على سبيل المثال لا الحصر ذكرى 14 آذار 2005، يوم نزل أكثر من مليون لبناني إلى الشارع ومهدوا لإنهاء الوصاية السورية بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري في سياق الانتفاضة على 3 عقود من القهر الذي مارسته الاستخبارات التابعة للنظام السوري على اللبنانيين وطبقتهم السياسية، في محاولة لإخضاعهم وتغيير قواعد الحكم والسياسة في بلدهم. وهو قهر لم تنته فصوله بعد.

وفي 16 آذار أمس، مرت الذكرى الـ40 لاغتيال النظام السوري أحد أهم زعماء لبنان ممن أنتجتهم العروبة وطبعوا المشهد السياسي اللبناني والعربي، باستثنائيته، كرمز لرقي السياسة، كمال جنبلاط. وهو اغتيل لرفضه الالتحاق بما سماه السجن الكبير الذي صارته سورية على يد النظام.

تكثر التواريخ المتصلة بما آلت إليه بلاد الشام، خلال شهر آذار. لكن الأرقام المتصلة بأزمتها تزاحمها.

أحدثها ما أذاعته أول من أمس «يونيسيف» عن أطفال المأساة: 5.8 ملايين طفل بحاجة إلى المساعدة- 2.8 مليون موجودون في المناطق التي يصعب الوصول إليها- 280.854 في المناطق المحاصرة، و2.3 مليون لاجئون في تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر. وفي عام 2016 وحده قتل 652 طفلاً، بزيادة 20 في المئة عن العام الذي سبقه، بينما تقول إحصائيات أخرى أن عددهم منذ 6 سنوات بلغ 17411 طفلاً. تقرير المنظمة الدولية يتضمن أعداد الأطفال الذين جرى تجنيدهم للقتال من جميع الأطراف، وعدد الجرحى منهم خلال سنة، لكن يصعب توثيق عدد الذين تعرضوا للعنف الجنسي.

الإحصاءات المتحفظة تشير إلى مقتل زهاء نصف مليون سوري مدني، ويصل بعضها إلى الحديث عن مليون قتيل، إذا جرى جمع عدد القتلى من قوات النظام والتشكيلات والميليشيات العسكرية التابعة له (نحو 120 ألفاً) مع عدد قتلى الفصائل المعارضة على اختلافها، إضافة الى الفصائل الإسلامية، في ظل وجود مقابر جماعية بعضها اكتشف والآخر لم يجر اكتشافه بعد، من دون احتساب عدد القتلى من المحاربين من الميليشيات المتعددة الجنسيات، سواء المساندة للنظام أم المعارضة له... لا تشمل الإحصاءات المعلومات عن أن زهاء 45 ألفاً قضوا تحت التعذيب في سجون النظام... منهم ما وثقته منظمة العفو الدولية عن مقتل 13 ألف معتقل شنقاً في سجن صيدنايا وحده.

ومع اختلاف أرقام كلفة إعادة إعمار سورية بعدما دمرت قوات النظام وحلفائه في شكل أساسي قرى سوِّيت أبنيتها تماماً بالأرض، وأحياء مدن بأكملها، فإن بعض الفيديوات والصور الملتقطة لا تشبه دماراً بحجم الذي حصل في حروب أخرى سجل التاريخ فظاعتها. فالرقم الأدنى يتحدث عن الحاجة إلى 100 بليون دولار، والدراسات التقديرية للأمم المتحدة تشير إلى 200 بليون، فيما يذهب بعض التقديرات إلى أكثر.

أما سعر صرف الليرة فانخفض قبل أشهر قليلة 13 ضعفاً عما كان عليه عام 2011 فيما تمتلئ جيوب أركان النظام الذين يهرّبون أموالهم إلى الخارج على رغم العقوبات الغربية، ويكدس تجار الحرب المحميون ثروات خيالية.

ومع حديث رأس النظام في سورية عن السيادة وعن أن مصير سورية يقرره السوريون، يفيد موقع «خريطة الحرب السورية» بأن عديد الميليشيات الأجنبية المقاتلة إلى جانب جيش الأسد تطور كالآتي: 26 فصيلاً مقاتلاً من العراق، 8 تشكيلات وفصائل فلسطينية منتمية إلى محور المقاومة من سورية وخارجها، 5 تشكيلات عسكرية رسمية وميليشيوية إيرانية، 3 ميليشيات لبنانية، بينها «حزب الله» طبعاً، واثنتان من سوريين ولبنانيين، واثنتان من الميليشيات الأفغانية، «أنصار الله» اليمنية، «الزينبيون» الباكستانية، و «سرايا المختار» البحرينية... ما عدا 17 ميليشيا محلية وطائفية من السوريين.

ولا ضرورة لذكر عدد الجيوش الموجودة على التراب السوري، المعلنة تحت عنوان اتفاقات مع النظام والمساعدة التقنية، كالروسي والإيراني والكوري الشمالي، أو بحجة محاربة الإرهاب وحماية الحدود، مثل التركي والأميركي، أو غير المعلنة، بذريعة التدريب وغيره، مثل البريطاني والفرنسي والأردني وبعض خبراء جيوش أوروبية أخرى. الإحصاءات قد تكون غير دقيقة عن آلاف الغارات الجوية الروسية والسورية على المدنيين، وبعض الغارات على «الإرهابيين».

تعذر الحصول على عدد اتفاقات وقف النار وقرارات مجلس الأمن. والأرجح أن الميدان السوري سيفصح عن زيادة الأرقام المذكورة في 15 آذار 2018.

 

السعودية الجديدة.. من يريد أخذ العلم؟

خيرالله خيرالله/العرب/17 آذار/17

هناك مملكة عربية سعودية جديدة بكلّ مقياس من المقاييس. هذا ما يغيب عن كثيرين يرفضون رؤية ما يحصل في المملكة. هل من يريد أخذ العلم بذلك؟

لم تكن الجولة الآسيوية للملك سلمان بن عبدالعزيز التعبير الوحيد عن وجود هذه السعودية الجديدة فحسب، بل جاء أيضا اجتماع الأمير محمّد بن سلمان وليّ وليّ العهد السعودي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليؤكّد أن تغييرات عميقة كثيرة طرأت على المملكة. وهذا يعني بكلّ بساطة أن لا بدّ من إعادة اكتشاف السعودية من جهة، والتخلي عن أفكار قديمة راسخة في ذهن بعض الناس، بما في ذلك جهات عربية معروفة، من جهة أخرى.

يعتبر تحرّك الملك سلمان تجاه آسيا الأوّل من نوعه إذا أخذنا في الاعتبار طول الجولة وعدد الدول التي زارها العاهل السعودي، فضلا عن طبيعة هذه الدول التي اختيرت كلّ منها بعناية فائقة ولأسباب محدّدة. جمع هذا التحرّك، الذي تمثله الجولة الطويلة للعاهل السعودي، بين دول ذات أكثرية إسلامية حققت نجاحات اقتصادية وأعطت صورة مشرقة عن الإسلام وبين ثاني وثالث أكبر اقتصاديْن عالميين هما الصين واليابان (تمثل الصين 14 في المئة من اقتصاد العالم واليابان أقلّ بقليل من ستة في المئة منه).

جمع العاهل السعودي بين مجموعة من الدول الإسلامية الناجحة مثل ماليزيا وإندونيسيا، ودول متقدّمة اقتصاديا وتكنولوجيا كالصين واليابان، وذلك بهدف واضح كلّ الوضوح. يتمثّل هذا الهدف في أن المملكة العربية السعـودية قادرة على التعاطي مع التغييرات التي يشهدها العالم، بما في ذلك الثقل الآسيوي الذي باتت تمثّله دولة مثل الصين تطمح إلى لعـب دور أكبر في محيطها، فيما لا تزال اليابان من بين أكثر دول العالم تقدّما من الناحية التكنولوجية، إضافة إلى أنّ لديها قصة نجاح خاصة بها.

ليس سرّا أن اليابان التي لا تمتلك ثروات طبيعية والتي خرجت مدمّرة من الحرب العالمية الثانية والتي تعرضت لإلقاء قنبلتين ذريتين على هيروشيما وناغازاكي، استطاعت النهوض. نهضت من دون عقد ومن دون شعارات مرتبطة بالسيادة والاستقلال والقيود التي فرضتها عليها الهزيمة. نهضت اليابان لأنهّا اعتمدت على الإنسان وعلى قيم راسخة في المجتمع الياباني في مقدّمها تقديس فكرة العمل الجدّي في ظلّ الانضباط. نهضت اليابان لأنّها استفادت من تجارب الماضي، بما في ذلك ما مرت به في الحرب العالمية الثانية.

لدى اليابان التي تحتاج إلى الطاقة، مثلها مثل الصين، مصالح مشتركة مع المملكة العربية السعودية. أين المشكلة في تطوير هذه المصالح وفي جعلها تخدم البلدين بطريقة أفضل؟

كشفت جولة الملك سلمان أنّ هناك هوامش كثيرة للتحرّك السعودي على الصعيد العالمي، وأنّ المملكة لاعب في الساحة الدولية، خصوصا أنّها تعي مواقع ضعفها كما تعي مواقع قوتها. تعي خصوصا أنّ الجمود لم يعد مقبولا وأنّ لا بدّ من سعودية جديدة تتعاطى مع عالم جديد يتكوّن. من أبرز عناوين هذا العالم الجديد الصعود الآسيوي والتراجع الأوروبي في ظلّ الأزمات الكبيرة التي تعاني منها دول القارة القديمة والتهديدات التي يتعرّض لها الاتحاد الأوروبي المتصدّع الذي لم يعد مضمونا استمراره، في ظلّ صعود اليمين المتطرّف في غير بلد من بلدان الاتحاد.

كان الملك سلمان في طوكيو عندما استقبل ترامب محمّد بن سلمان في البيت الأبيض. لا حاجة إلى وصف أجواء اللقاء. الصور كانت أكثر من معبّرة عن التغيير الذي طرأ على جوّ العلاقات السعودية ـ الأميركية في ضوء انتهاء عهد باراك أوباما.من كان لديه أدنى شكّ في وجود سعودية جديدة، يستطيع التمعّن في التصريحات التي صدرت عن أحد مستشاري وليّ وليّ العهد السعودي، الأمير فيصل الفرحان، الذي لم يستخدم اللغة الملتوية للتعبير عن الموقف السعودي. وهذا مغزى الوضوح في الرسالة التي عبر عنها محمد بن سلمان أمام ترامب.

توجّه محمّد بن سلمان، استنادا إلى مستشاره، بكلام مباشر إلى الرئيس الأميركي، فالاتفاق في شأن الملف النووي الإيراني “سيء وخطير” وإيران تدعم كلّ أنواع التطرّف بما في ذلك “القاعدة” و“داعش”. الأهمّ من ذلك كلّه أن السعودية مستعدة للمساهمة بالرجال في الحرب على الإرهاب.

أدت زيارة محمد بن سلمان لواشنطن إلى تغيير كبير في الموقف الأميركي، أو على الأصحّ، سمحت الزيارة بالتأكد من حصول التغيير الكبير في السياسة الأميركية التي بدأت تعي خطورة المشروع التوسّعي الإيراني في المنطقة وعلاقة إيران بكلّ أنواع التطرّف أكان شيعيا أو سنّيا. هذا ليس عائدا، فقط، إلى أنّ الإدارة الأميـركية الجـديدة مختلفـة. بل الأمـر عائد أصلا إلى أن السعـودية قامت بمـا يجـب أن تقوم به ولم تكتف بالتفرّج على مـا يـدور في محيطها. ليس سرّا أن إيران تشّن حربا على المملكة. ليس سرّا أن السعودية لم تدفن رأسها في الرمال، بل قالت الأمور كما هي من دون مواربة. ترافق كلامها مع الأفعال المحدّدة. استكشفت المملكة ما إذا كان هناك تغيير في لبنان في ضوء انتخاب رئيس للجمهـورية هـو الجنرال ميشال عون. سيكون على لبنان تنفيذ ما تعهّده الرئيس اللبناني خلال وجوده في الرياض في حال كان راغبا في الخروج من تحت الهيمنة الإيرانية… وإقامة علاقات طبيعية مع الخليج العربي. لم تكتف السعودية بالتفرّج على ما يدور في العراق. أرسلت وزير الخارجية عادل الجبير لجس نبض الحكومة العراقية، واستكشاف إلى أي حدّ يمكن أن تخرج حكومة حيدر العبادي من تحت سيطرة الميليشيات المذهبية.

وفي اليمن، أكدّت السعودية أنها لا تحارب الشعب اليمني، بل إن “عاصفة الحزم” تستهدف تأكيد رفضها تحوّل هذا البلد المهمّ شوكة إيرانية أخرى في خاصرتها وخاصرة دول مجلس التعاون الخليجي عموما.

يبقى أنّه بالنسبة إلى سوريا، سيكون للسعودية خصوصا وللعرب عموما دور في قيام “المناطق الآمنة”. المرجح أن تكون “المنطقة الآمنة” الأولى في منطقة الحدود الأردنية – السورية. هناك علاقة أخذ وردّ مع أميركا وليس مجرّد تقديم طلبات عربية وإطلاق تمنيات إلى الإدارة في واشنطن. لا بدّ من تخليص الشعب السوري من هذا النظام الأقلّوي الذي استعبده منذ العام 1970. لا بدّ من خطوات عملية تصبّ في البحث الجدّي عن تسوية سياسية من شروطها رحيل بشّار الأسد ونظامه المتورط في دعم الإرهاب إلى ما فوق أذنيه.

يخطئ بين العرب وغير العرب من يتعاطى مع السعودية من دون أخذ في الاعتبار لما تغيّر فيها جذريا، خصوصا بعد طرح “رؤية 2030”. الماضي مضى. من كان يتصوّر أن الكلام الجريء سيحل مكان الصمت، وأنّ ما كان صالحا في التعامل مع المملكة لم يعد له فائدة تذكر الآن. اللغة السعودية الجديدة هي لغة الأرقام والمصالح المشتركة والحسابات الدقيقة لا أكثر ولا أقلّ، ولكن من دون أن يعني ذلك انتفاء الحاجة إلى إصلاحات في العمق في الداخل السعودي. إنّها إصلاحات على صعيد بناء الإنسان بعيدا عن ثقافة التطرّف والتزمّت في ظلّ برامج تربوية مرتبطة بالعصر والانفتاح ونشر ثقافة العمل لساعات طويلة يوميا…

 

الملالي و'صفقة' سوريا

سالم الكتبي/العرب/17 آذار/17

هناك مؤشرات عدة على أن ملالي إيران باتوا يشعرون بقلق حقيقي من استبعادهم من التفاهمات المرتقبة لعقد “صفقة” دولية حول سوريا. المتغيّر الأحدث بالنسبة إلى الموقف الإيراني في سوريا يتمثل في التهديدات التي يطلقها قادة تنظيمات شيعية موالية لإيران في سوريا ضد إسرائيل. فمؤخرا أعلن متحدث باسم ما يعرف بتنظيم “النجباء” أنه على استعداد لتحرير الجولان السوري إذا طلب بشار الأسد منه القيام بذلك. والأمر لا يقتصر على هذا التصريح، بل إن الحرس الثوري الإيراني قد أعلن على لسان أحد مسؤوليه أن بإمكانه “تدمير إسرائيل”، فيما تحدث أحد قادة الحشد الشعبي الشيعي العراقي عن تشكيل كتائب لتحرير الجولان. وهي سلسلة من التصريحات المتتالية الغريبة واللافتة في مواقيتها ومضامينها في ضوء التاريخ القريب للتدخل الإيراني في سوريا، والذي لم يكن يقترب من الجولان لا بالحديث ولا بالرصاص، فماذا جدّ إذن حتى تزجّ هذه التنظيمات بالجولان في تصريحاتها؟

لا يخفى على أحد أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتجه فعليا إلى بلورة استراتيجية تطويق واحتواء جديدة ضد إيران، حيث وأدت فكرة المواجهة المباشرة معها تماما، وبات الخيار الأقرب يتمثل في تقليص نفوذها وبتر أجنحتها الممتدة في سوريا والعراق. ومن هنا يشعر الملالي بفزع شديد جراء بروز احتمالية عالية لضياع جهودهم طيلة السنوات الأخيرة في توسيع النفوذ وهدر المليارات من الدولارات على الخطط التوسعية، ناهيك عن خسائر البشر، وهي بالآلاف. ولكن نظام الملالي لا يبالي بمثل هذه الخسائر، ولا يضعها ضمن حساباته لأنه يجلب مرتزقة من هذه الدولة أو تلك ويدفعهم للقتال تحت رايات الحرس الثوري.

التعاون والتنسيق الروسي-الأميركي في سوريا مسألة محسومة ولا جدال فيها، وهناك من الشواهد ما يؤكد أن روسيا تتجاهل حلفاءها الإيرانيين وقت اللزوم وحين يجد الجد، ومن ثم فإن تهديد التنظيمات الشيعية الموالية لإيران ضد إسرائيل يستهدف مباشرة جلب العامل الإسرائيلي إلى ساحة المواجهات في سوريا بشكل مباشر لا مستتر، فإسرائيل فيما سبق ليست غائبة عن حرب ضروس تجري على حدودها.

لا تبدو اللعبة الإيرانية بشأن جلب إسرائيل إلى أرض سوريا سوى رهان فاشل من البداية، لأن روسيا والولايات المتحدة لن تسمحا بتدخل إسرائيلي مباشر يعقّد الأوضاع في الساحة السورية أكثر مما هي عليه الآن، ومن ثم فإن البديل الأوحد هو ضمان مصالح إسرائيل وأمنها من خلال طرد الميليشيات الإيرانية بعيدا عن حدود إسرائيل، وربما طردها من سوريا بالكامل.

الآن وقد اقترب تنظيم داعش من خط النهاية في سوريا والعراق، ولم تعد هزيمته واندحاره سوى مسألة وقت يحدده “اللاعبون الكبار” وفقا لمسار وحسابات الصفقة الجارية حول “كعكة المصالح”، فإن إسرائيل لن تصمت على الوجود الإيراني على حدودها مع سوريا. فهي لا تريد بالتأكيد تكرار تجربة “حزب الله” والشريط الحدودي المأزوم والملغوم في آن معا كما في لبنان. والصدام بين الولايات المتحدة وإيران لن يكون في منطقة الخليج العربي أو على الأرض الإيرانية على الأرجح، بل يتجه طرفاه ضمنا وبشكل غير مباشر إلى اختيار استراتيجية الحرب بالوكالة كي يدجن أحدهما الآخر ويخضعه لشروطه وإملاءاته خلال المرحلة المقبلة.

الصراع الإيراني-الأميركي قد ينتقل إلى الأرض السورية، والحرب ضد الإرهاب قد تنتقل من داعش لتستهدف إيران وميليشياتها الشيعية، والرهان على أن إيران ستتراجع عن الصدام مع الولايات المتحدة مشكوك فيه لأن مسرح العمليات بعيد عن أراضيها، وهي تجيد جيدا استراتيجيات الحرب بالوكالة، فضلا عن أنها استثمرت موارد ضخمة جدا في هذا التوسع العشوائي، الذي تم خلال فترة قصيرة نسبيا من دون حسابات استراتيجية دقيقة لمصير هذا التوسع وفرص بقائه في مواجهة الضغوط وحسابات المصالح الدولية والإقليمية المعقّدة والمتضاربة في أحيان كثيرة.

الأرجح أن إدارة دونالد ترامب تتجه إلى تقليص نفوذ إيران في العراق، وهنا سيكون الصراع حول هذا البلد العربي قويّا ومحتدما، فواشنطن عادت لتنظر باهتمام إلى نفط العراق، وإيران باتت تمتلك يدا قوية سياسيا وديموغرافيا واقتصاديا وأمنيا، لذا فإن الملالي لن يتركوا العراق لقمة سائغة بالسهولة التي يتخيّلها البعض.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

انفراط عقد الجلسة النيابية لمناقشة السلسلة ومكاري والحريري يحملان المتضررين مسؤولية ضربها وسامي الجميل يرد

الخميس 16 آذار 2017 /وطنية - انفرط عقد الجلسة النيابية التي تناقش سلسلة الرتب والرواتب بسبب عدم اكتمال النصاب، وحمل نائب رئيس المجلس فريد مكاري كتلة الكتائب والنائب سامي الجميل المسؤولية من خلال الشائعات التي اطلقت عن زيادات غير صحيحة, وتوتير الاجواء خلال الجلسة, وكان من المقرر ان تعقد الجلسة عند الخامسة من بعد الظهر, وبعد انتظار نحو 40 دقيقة لم يحضر 60 نائبا.وقال النائب علي عمار "ان هناك تسريبات على وسائل التواصل ان الضرائب فرضت على ربطة الخبز ومعيشة المواطن وهذا كذب, ولا بد من توضيح الامر.

ثم خرج نائب رئيس المجلس ورئيس الحكومة سعد الحريري والنواب من كل الكتل الى غرفة الصحافة، حيث عقد مكاري والحريري مؤتمرا صحافيا بحضور عدد من النواب.

وقال مكاري " بعد جهد طويل قامت به اللجان النيابية وبمشاركة مختلف الكتل النيابية والنواب، وبعد انعقاد الهيئة العامة للمجلس في جلسة 14 ايار 2014، حيث تم اقرار الايرادات المتعلقة بالسلسلة، وبعد انقضاء 19 عاما على اخر مراجعة شاملة وجدية لرواتب القطاع العام وبعد التوصل الى صيغة لا تلبي طموحات مختلف هذه الشرائح, انما تراعي مبدأ الامكانات مقابل النفقات، وتترافق مع مجموعة من البنود الاصلاحية، التي من شأنها اذا ما اقترنت بإصلاح مالي جذري، يبدأ من الموازنة مرورا بوقف الهدر ووضع حد للانفاق المتفلت وتعزيز اجهزة الرقابة وارساء مبدأ المحاسبة، ان تؤدي الى اصطلاح الوضع المالي العام.

اضاف : وبعدما كانت السلسلة محور البحث والاهتمام، تفاجأنا بحملة مبرمجة وممنهجة وشعبوية تطال الايرادات التي سبق واقرت في الهيئة العامة، حملة لا تمت الى واقع الارقام والحقائق بشيء، تستهدف ظاهريا الايرادات المقررة، بينما هي فعليا تنسف الحقوق التي تؤمنها السلسلة، وتخلق واقعا يستحيل القبول به. وهو واقع يحاول وضع الناس في مواجهة الضرائب, بينما الحقيقة المرة ان من يقوم بهذه الحركة المبرمجة هو الذي يضع الناس في وسط ضوضائية تؤدي عمليا الى نسف السلسلة من اساسها,

وتابع مكاري :" وكما وعدت ان اسمي الامور بأسمائها, فإنني احمل المزايدين والمعرقلين، وفي مقدمتهم النائب سامي الجميل وكتلة حزب الكتائب مسؤولية الالتفاف على السلسلة، وبالتالي الى الغائها بما تضيع حقوق اكثر من 250 الف عائلة تنتظر منذ عقدين من الزمن الوصول الى بعض حقوقها، وذلك بحجة تأمين موارد من خارج سياق الايرادات المقترحة، دون تقديم اي طرح بديل واقعي، غير شعارات محاربة الفساد والهدر، ومن دون المشاركة بأي عمل جدي لوقف هذا الهدر،لا بل على العكس, اذ ان الموافقة على خطة النفايات ومعارضتها لاحقا ونتائجها الكارثية لا تزال ماثلة في اكياس النفايات المرمية على الطرقات حتى الان. ولذلك فإنني ارفض الاستمرار بتغطية هذه المسرحية، وارفع الجلسة الى موعد لاحق، وليتحمل المعرقلون مسؤولية اعمالهم".

سئل: هل حزب الكتائب وحده يكفي للتعطيل؟

أجاب مكاري: مواقع حزب الكتائب تحدثت عن زيادات غير موجودة مثل زيادة 500 ليرة على ربطة الخبز و3500 ليرة على البنزين و 5000 ليرة على المازوت و25 الفا على المياه و 300 ليرة على الميكانيك, وهذا غير موجود,معتبرا ان هناك رغبة من هذا الفريق بتعطيل السلسلة بل هم يتحملون وعلى رأسهم سامي الجميل".

اضاف "بالنسبة للمجتمع المدني اهتمامنا الناس اكثر من الاخريننحن همنا الناس وهم همهم تطويل اللسان, وهناك من يحمل لافتات تنال من النواب ومجلس النواب, وندعو وزارة العدل ووزير الداخلية للتحرك".

وردا على سؤال قال " نواب الكتائب اعطيتهم الكلام دائما وكانوا يشيعون جوا معينا".

وعن انعكاس ذلك على السلسلة قال " لن نتخلى عن السلسلة وستقر بوجود الرئيس نبيه بري وبعد التفاهمات".

وسئل عن مطالبة النائب عقاب صقر يعقد جلسة خاصة لكشف المرتكبين، قال مكاري عند عقد هيئة مكتب المجلس سأطرح ذلك.

سئل "هل وحدهم الكتائب عطلوا"؟ قال "لا, ولكن سميت الاكثر ضررا".

قيل له النائب الجميل يعبر عن نبض الشارع فقال مكاري "الذي يعبر عن نبض الشارع لا يضع ارقاما غير صحيحة".

الحريري

ثم تحدث رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في مجلس النواب، عقب رفع نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري الجلسة النيابية العامة، وتناول الإشاعات التي ترددت وقال: "من المؤسف أننا كنا قد أتينا بروح إيجابية لإقرار سلسلة الرتب والرواتب لأن الناس بحاجة إليها، واليوم البعض يعرف أننا كفريق سياسي كنا متحفظين، ولكن سرنا بها لأننا رأينا أن هذه مصلحة الناس ولا بد أن تحصل، وقد تمت دراسة هذا الموضوع، والحكومة ووزير المالية عملا ليلا نهارا لتوفير المداخيل".

أضاف: "نحن نريد أن نكون صادقين مع الناس ومع انفسنا، واجبنا كحكومة وكمجلس نواب، ان نؤمن الإيرادات قبل الصرف، لأننا لا نريد وضع الناس في موقف شبيه بالذي حصل في اليونان وعدة دول أخرى أعلنت إفلاسها، يعني أن الليرة اصبحت 3000 و4000 و5000 و7000. نحن نريد إقرار السلسلة التي يحتاج اليها الناس، ولكن علينا ان نحمي كل اللبنانيين بمن فيهم من تطالهم السلسلة، ونحن لا نضيف ضرائب لاننا نحب ذلك، بل لنحمي من نعطيهم السلسلة ولأن هذا هو التوافق السياسي الذي توصلنا اليه".

وتابع: "سأقول لوزيري العدل والداخلية ان هناك مجموعة من الاكاذيب تم ترويجها على وسائل التواصل الاجتماعي. وإذا كنا نلقي القبض على الإرهابيين، فإني أؤكد لكم اننا سنلقي القبض على الذين قاموا بنشر هذه الاكاذيب وسنسميهم بأسمائهم، واذا اعتقد احد ان القانون لا يطاله، فإن القانون سيطاله، واذا كان أحد النواب فيمكننا نحن في مجلس النواب ان نطرح رفع الحصانة عنه. نحن اطلقنا عنوان اعادة الثقة عند الناس وسنعيدها، انا كرئيس حكومة، وكذلك الرئيس بري والرئيس عون مصرون على اعادة ثقة الناس بالحكومة".

وأردف: "نحن كلنا هنا، مجلس نواب وحكومة. اذا اردنا ان نعمل بشعبوية اظن أنه يمكننا ان نوصل السلسلة الى 10 الاف مليون، ولكن نكون بذلك قد خربنا بيوتكم انتم وبيوت اولادكم. ما حصل معيب والرئيس مكاري حاول مرات عدة جاهدا أن يدير هذه الجلسة وصبر، واتفقنا جميعا. نحن نزلنا الى اللجان وتوافقنا، قد تكون ما زالت هناك بعض الشوائب، وهذا كان يقال بروح إيجابية. بالامس كان هناك أناس يريدون ان ترفع الضريبة على الاسمنت وناس لا تريد، وبالنهاية زدنا، لم يغضب احد ولم يصرح ولم يخون، وهذا هو العمل البرلماني. اقول للناس وللمجتمع المدني إن الكلام البذيء، الذي يوجه الينا برأيي يهينهم هم، فالمجتمع المدني يفترض ان يجعلنا نرتقي الى مستواه لا الى مستوى الكلام البذيء الذي نسمعه".

وختم: "في ما يخص سلسلة الرتب والرواتب، فنحن مصرون عليها، كنت متحفظا عليها سابقا، ولكن الان أنا مصر على ان تصدر اكثر بمليون مرة، اشكر كل النواب ودولة الرئيس ونحن كحكومة ستقوم بواجبها، وان شاء الله الرئيس بري سيدعو الى جلسة قريبا، وأقول للناس الذين انتظروا أننا سنقر السلسلة أننا متفقون جميعا وسيكون الجميع مرتاحا وفرحا. أما في شأن الاشاعات التي صدرت حول اننا رفعنا الضرائب على الخبز والبنزين، فإني أقول إننا اذا اردنا ان نرفع الضرائب فسنعلن ذلك، ولكن ما يجري كذب وافتراء على مجلس النواب والحكومة، لماذا؟ هناك محاولة حقيقية لضرب سلسلة الرتب والرواتب، اليوم العائلات التي كانت تنتظر ان تصدر السلسلة هي في ذمة من سرب هذه الاشاعات. فليكذبوا، ونحن ان شاء الله عندما يدعو الرئيس بري إلى جلسة سنرى من يكذب ومن الصادق، ونراكم قريبا".

وردا على سؤال، قال الرئيس الحريري: "كل القوى السياسية هنا، كلنا نريد السلسلة، نحن لا نتحمل مسؤولية تأخيرها، هناك اشاعات واختلاق اكاذيب غير صحيحة".

أضاف: "الجو الذي حصل في البلد هو الذي اثر على كل هذه الحركة. ولذلك، نحمل الجميع مسؤوليته".

الجميل

بعده، عقد النائب سامي الجميل مؤتمرا صحافيا، بحضور نواب الحزب ايلي ماروني، نديم الجميل وسامر سعادة، فقال: "اول مرة نسمع عن تعطيل جلسة بسبب شائعات، ونحن لسنا مسؤولين عنها، ويمكن الدخول الى مواقعنا للتأكد من ذلك، من حقنا المطالبة بعدم وضع ضرائب على الشعب اللبناني، الا يحق لنا المطالبة؟ هل نحن في دولة ديكتاتورية؟".

اضاف: "نحن كنا في الجلسة والكل يعرف اذا كنا نحن من عطل هذه الجلسة، كنا مع اقرار السلسلة اولا قبل الضرائب، فلنرى من النواب الذين عطلوا اقرار السلسلة، نحن كنا نعترض ولكن المواد كانت تقر، ومداخلاتنا كانت لبضع دقائق لنعبر عن رأينا لاننا ديمقراطيين، وهناك اكثرية من 123 نائبا لم يستطيعوا اقرار السلسة".

وتابع: "اذا كان هناك مشكلة على الزيادة على الدخات وقامت القيامة داخل السلطة فلا يرموا المسؤولية علينا، والضريبة على الدخان هي الضريبة الصحيحة التي اقرت بسبب اضرارها، وهي ايضا الضريبة الوحيدة التي اعترض عليها وزير المال".

وقال: "قلنا وحذرنا من الفساد وكلفنا موقفنا من الفساد، الخروج من السلطة لاننا اعترضنا على الفساد وخرجنا، وحذرنا من النفايات. هناك 123 نائبا فليقرروا، ونحن من حقنا ان نعترض، وما زالت الامور على هذا المنحى، سأقول خلال وجودنا في الحكومة عرض على طاولة مجلس الوزراء مرسوم اعفاء 8 شركات كبيرة من غرامات التأخير لانهم لم يدفعوا الضرائب، وقيمة هذا القرار 66,5 مليار ليرة، اعترضنا عليه 4 مرات وعندما خرجت الكتائب من الحكومة اعفيت هذه الشركات من 44 مليون دولار وكذلك اعترضنا على سوكلين واعترضنا على السدود لانه لا توجد اموال، وأمس اقرينا قرضا بقيمة 465 مليون دولار اي نصف السلسلة، فلماذا نفرض الضرائب، نحن من حقنا الاعتراض، نحن لا نستغبي الناس، بل نفعل ما نقوم به حتى لا يتم استغباء الناس، ومن بيته من حجر يفعل ما نفعله نحن، ولم يمنعهم احد من اقرار السلسلة وليتحمل مسؤولية تعطيل الجلسة من غاب عنها".

ودعا الجميل إلى "مراقبة مداخيل الدولة وتوظيف 300 شاب من خريجي الجامعة كمراقبين في المرفأ والمطار لوقف الهدر ولن نحتاج الى ضرائب".

سئل: ماذا ستقول لمن ينتظر السلسلة؟

اجاب: "السلسلة محقة، وتصرف اموال هائلة وطلبنا عرض السلسلة اولا قبل الضرائب، وكما يؤمنون الاموال لمشاريعهم فليؤمنوا الاموال لتغطية السلسلة".

اضاف: "اذا ارادوا السلسلة نحن جاهزون من الغد وتأمين وارداتها يكون من تحسين الجباية ومنع التهرب من الضريبة الذي يكلف نحو 4,6 مليار دولار، واذا كانوا يريدون أن لا نحضر، لن نحضر وما نريد قوله في الداخل نقوله في الخارج، وليتحملوا المسؤولية".

 

عون حضر قداسا في كنيسة مار مارون روما على نية لبنان عيد: الحرية الحقة هي رغيف لبنان الازلي

الخميس 16 آذار 2017 /وطنية - روما - اعتبر المعتمد البطريركي الماروني لدى الكرسي الرسولي ورئيس المعهد الحبري الماروني في روما المطران فرنسوا عيد "أن الحرية الحقة هي رغيف لبنان الازلي، لكنها مسؤولية تمنع المكونات الوطنية من قضم كينونة ووجود الآخرين، وهي مسؤولية أمام الوطن وأبنائه لضمان البقاء المتكافئ والعادل بين عائلاته في تعددية الفكر والانتماء، ولتؤسس لملتقيات الجماعات على قيم المواطنية الحقة، بنسج علاقات المحبة والود والتفاهم، فلا فوقية لأحد على أحد، ولا منة لأحد على أحد في وجوده."

ورأى عيد انطلاقا من هنا "ان الله أراد العماد ميشال عون رئيسا، وفي هذا الظرف بالذات، ووضع على عاتقه مسؤوليات جسام" و"وهبه كثيرا من عطايا الحكمة والإباء والصدق والشرف والتضحية والوفاء، ليخلص لبنان من خلاله ومن خلال الخيرين الذين أحبوا هذه الأرض وضحوا لأجلها بكل غال"، مشددا على "ان عملية تخليص لبنان يلزمها بطولة وتجرد وتعال."

واكد على ان رئيس الجمهورية "وحده يستطيع إخراج لبنان من "تناقض الصورتين":"بلد الثقافة وبلد الاقطاع، بلد التعدد وبلد التفرد، بلد الهجرة وموطن المهجرين، معقل الطوائف وموئل الطائفية"، داعيا الى ان نبني الانسان، وبقدر ما نبني الانسان نبني لبنان! وبقدر ما نبني الانسان على الخير والحق والحرية، نبني صورة الله فيه."

من جهته، رأى رئيس مجمع الكنائس الشرقية في الكرسي الرسولي الكاردينال ليوناردو ساندري "ان انتخاب الرئيس عون اعاد الامل الى كافة شرائح الشعب اللبناني، بعودة الانتظام الى المسيرة الطبيعية للمؤسسات، وايضا الى حركة دبلوماسية ناشطة لم يتخلف الرئيس عون عن اطلاقها، فور انتخابه، مع الدول القريبة."

كلام الكاردينال ساندري والمطران عيد جاء في خلال القداس الذي اقامته مساء اليوم الوكالة البطريركية المارونية في روما على نية لبنان في كنيسة مار مارون التابعة للمدرسة المارونية في العاصمة الايطالية.

القداس

وكان الرئيس عون وصل واللبنانية الاولى السيدة ناديا عون الى مقر المدرسة المارونية في روما، قرابة السادسة مساء، حيث كان في استقباله عند مدخل الكنيسة المعتمد البطريركي ورئيس المعهد الحبري الماروني المطران فرنسوا عيد ونائبه كاهن رعية مار مارون المونسنيور انطوان جبران.

ودخل الرئيس عون واللبنانية الاولى من المدخل الرئيسي للكنيسة وسط تصفيق الحضور من رسميين وابناء الجالية اللبنانية فحياهم. وبدأ بعدها القداس حسب الطقس الماروني باللغات العربية والسريانية والايطالية.

واحتفل بالقداس، الذي خدمته جوقة الكنيسة، المطران عيد والمونسنيور جبران والى جانبهما الاساقفة والكهنة ومسؤولي الرهبانيات اللبنانية المعتمدين في روما، والكاردينال ساندريو الكاردينال جان-لوي توران رئيس المجلس الحبري للحوار بين الاديان، والكاردينال مامبرتي رئيس محكمة التوقيع العليا والكاردينال بيل رئيس ادارة الشؤون الاقتصادية لدى الكرسي الرسولي.

وحضر القداس عائلة الرئيس عون: السيدة ميراي عون الهاشم، السيدة كلودين عون روكز وزوجها العميد المتقاعد شامل روكز، والسيدة شانتال عون باسيل وزوجها وزير الخارجية والمغتربين الوزير جبران باسيل، والوفد اللبناني المرافق لرئيس الجمهورية، القائم بأعمال السفارة اللبنانية لدى الفاتيكان البير سماحه وعقيلته، القائم بأعمال السفارة اللبنانية في ايطاليا كريم خليل وعقيلته، واركان السفارتين، وشخصيات سياسية وديبلوماسية من سفراء وقائمين بالاعمال معتمدين لدى الكرسي الرسولي وايطاليا، ورئيس اركان القوى العسكرية الايطالية الجنرال كلاوديو غراتسيانو الذي كان قائدا لقوات ال"يونيفيل" العاملة في جنوب لبنان بين العامين 2007 و2010 وحشد من المؤمنين من ابناء الجالية اللبنانية في روما.

العظة

وبعد تلاوة الانجيل المقدس، القى المطران عيد العظة التالية:"يسرنا يا صاحب الفخامة أن نستقبلكم اليوم في هذا الصرح الماروني العريق، باسم سيد الدار غبطة أبينا السيد البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى، الذي حملني لفخامتكم وللعائلة، ولصحبكم الكريم سلامه ودعاءه بزيارة فاتيكانية ناجحة، تحمل الخير والسلام لوطننا الحبيب لبنان.

فخامة الرئيس،

لقد بدأ مجيء الموارنة للدراسة في روما سنة 1470؛ وعام 1584 أسس البابا غريغوريوس الثالث عشر المدرسة المارونية "الاولى" "لتثقيف الموارنة بالعلوم الصالحة وتربيتهم على التعليم السليم والفضائل المسيحية لينشروا عبير التقوى وتعاليم الكنيسة المقدسة على أرز لبنان وعلى طائفتهم وبلدانهم". هذا ما جاء في براءة التأسيس.

وبالفعل خرجت المدرسة الاولى : 9 بطاركة موارنة، أول بطريرك سرياني كاثوليكي (أندراوس أخيجيان)، 25 أسقفا وأكثر من 280 طالبا. كما وخرجت المدرسة الحالية التي تأسست سنة 1890:بطريركين وكردينالين، 7 أساقفة، 21 خورأسقف، وأكثر من 160 متخرجا، ورعيلا من العلماء الذين ملأوا المكتبات بمؤلفاتهم، فتميزوا في أوروبا والشرق، لذلك تنافس على استمالتهم ملوك اوروبا وامراؤها، فاتخذوهم مترجمين لهم وسفراء وامناء لمكتباتهم. فشاع بفضلهم في روما قول مأثور: "عالم كماروني"Dotto come un Maronità وحتى اليوم تحتفظ مدينة روما:بشارع الموارنة Via deiMaroniti ( قرب فونتانا دي تريفي)،وزاروب الموارنة VicolodeiMaroniti،وشارع المطبعة (أي المطبعة المارونية) via dellastamparia، وشارع لويس السمعاني.

هؤلاء كانوا نيرات المارونية: في الغرب: علموا في College de France وطبعوا الكتاب المقدسla polyglotte ب 6 لغات، واستلموا ادارة المكتبة الفاتيكانية ومكتبة الاسكوريالي باسبانيا ومكتبة ومطبعة آل مديشي في فلورنسا كما وعملوا في المكتبة الامبروزية بميلانو. لذا قال فيهم المستشرق الإيطالي غابريللي: "إن الموارنة هم تراجمة البشرية...إنهم يشكلون الخط الحضاري الذي يصل الشرق بالغرب".

أما في لبنان والشرق، فكان موجههم البطريرك الدويهي، العالم والقديس وتلميذ مدرسة روما، لذا أمرهم بالعودة الى لبنان وبلدانهم بقوله:"إن الرب انتخبكم لتزينوا نفوسكم بالصالحات وتفيدوا قريبكم بعلمكم لأن (أبناء) الشرق مفتقرون لمن يعلمهم ويهذبهم".

هكذا ولدت مدارس المارونية : مدرسة حوقا (يوحنا مخلوف) 1624 ومدرسة حلب (الدويهي) 1666 ومدرسة عين ورقة (يوسف اسطفان) 1789 ومعهد الحكمة (المطران يوسف الدبس) 1875كما وأسست رهبانيتنا في ال 40 سنة الاولى لوجودها 16 مدرسة: 12 في القرى المسيحية، 1 للدروز في دار الحكم (دير القمر)، 3 للمسلمين في الولايات ( طرابلس - صيدا - عكا). وهكذا دخل العلم والنور الى الشرق بفضل تلامذة المدرسة المارونية الذين تجرأوا في ثلاث - كما يقول الاب ميشال حايك:

1- تجرأوا بالذهاب لملاقاة ايمان الكنيسة الجامعة في روما (الايمان).

2- تجرأوا بالذهاب لملاقاة الثقافة الشاملة وعلوم الغرب (المعرفة).

3- تجرأوا بالذهاب لملاقاة الاسلام بروح الحوار فكان لبنان الرسالة.

فسبقوا بذلك الثورة الفرنسية ب 53 سنة في إلزامية التعليم ومجانيته وفي تعليم المرأة الذي أقره المجمع اللبناني في دير سيدة اللويزة سنة 1736.

وهكذا وضع الموارنة حجر الاساس لبناء أعظم إنجازين، هما:

- تأسيس لبنان الوطن الحر والسيد، حيث لقاء المسيحية والاسلام.

- والنهضة العربية التي انطلقت من أفكار رواده.

أما اليوم، وأنت أدرى منا جميعا يا فخامة الرئيس، ننظر بأسى الى أي درك انحدرنا بلبنان.لبنان القيمة الانسانية الفريدة: أوليس الوطن للانسان؟ بينما هو عندنا لبعض الناس؟ أوليست الارض للانسان؟ بينما هي عندنا للمحتكر والجشع؟ لقد جعل اللبناني الله شاهد زور يبرر به انحرافاته:

- باسم طائفته... بل مذهبه.

- وباسم الدولة ... ليجعلها مزرعة له.

- جعل الطبيعة مزبلة سموم ألقى في حنايا وديانها المرض والموت.

هذا اللبناني يثور على الدولة وهو يهدمها كل يوم.

مسكين هذا الوطن بإنسانه:إن فرح استبد به البطر، وإن حزن تمزق وقلق وأقلق،إن بنى خالف وشوه، وإن هدم بلغ حدود العبثية، بإذية نفسه والآخرين.

مسكين هذا الوطن بإنسانه!

اللبنانيون يدعون الاخوة وهم دوما متناحرون، يدعون المواطنية الصالحة، وكل واحد في وطن نفسه.

لا يذكر التاريخ شعبا غنى وطنه أكثر من اللبناني، كما ولا يذكر التاريخ شعبا هدم وطنه كما فعل اللبناني.

اللبنانيون متحزبون بلا مبادئ، وتحزبهم تزلم بلا وعي، وعالمهم غريب، تجد فيه الله والشيطان والانسان، العدو والصديق.

والمشكلة انهم لا ينتمون: فلا انتماء لله، ولا انتماء للوطن، ولا انتماء للعائلة، ولا انتماء للمجتمع. كل ينتمي الى ذاته! هل هكذا ربينا يا فخامة الرئيس، في مدارسنا وجامعاتنا وعائلاتنا؟ لست أعلم!!

لكنني أعلم ان الله أرادك رئيسا، وفي هذا الظرف بالذات، ووضع على عاتقك مسؤوليات جسام.

وأعلم أكثر أن الله وهبك كثيرا من عطايا الحكمة والإباء والصدق والشرف والتضحية والوفاء، ليخلص لبنان من خلالك ومن خلال الخيرين الذين أحبوا هذه الأرض وضحوا لأجلها بكل غال. فعملية تخليص لبنان يلزمها بطولة وتجرد وتعال.

أنت وحدك يا فخامة الرئيس تستطيع إخراج لبنان من "تناقض الصورتين" كما يسميها كاتب لبناني:"بلد الثقافة وبلد الاقطاع، بلد التعدد وبلد التفرد، بلد الهجرة وموطن المهجرين، معقل الطوائف وموئل الطائفية".هذا الخليط العجيب من المكونات الهجينة جعل لبنان دوما، يبحث عن نفسه ويسعى الى مرتجاه لكن ربما بالرجال الخطأ، لأنهم كانوا نعمته ونقمته في آن.

أنت تعلم يا فخامة الرئيس أن الحرية الحقة هي رغيف لبنان الازلي، لكنها مسؤولية تمنع المكونات الوطنية من قضم كينونة ووجود الآخرين... وهي مسؤولية أمام الوطن وأبنائه لضمان البقاء المتكافئ والعادل بين عائلاته في تعددية الفكر والانتماء، ولتؤسس لملتقيات الجماعات على قيم المواطنية الحقة، بنسج علاقات المحبة والود والتفاهم، فلا فوقية لأحد على أحد، ولا منة لأحد على أحد في وجوده. فإرنست رينان يحدد مفهوم الأمة، فيقول بانها "لا تقوم على الوحدة اللغوية، ولا على وحدة الايمان، ولا على الوحدة الجغرافية والتاريخ المشترك بل تقوم فقط على ارادة العيش سويا".

فهل عائلات لبنان تريد حقا أن تعيش سويا؟

فلنبن الانسان، إذا ...وبقدر ما نبني الانسان نبني لبنان! وبقدر ما نبني الانسان على الخير والحق والحرية، نبني صورة الله فيه. فالانسان لا قيمة كبيرة له في انتسابه الى عائلة أو طائفة أو قومية أو ديانة. قيمة الانسان الجوهرية هي في "كرامة وجوده الحر الواعي المريد المسؤول".

مهمتك شاقة شاقة يا فخامة الرئيس . وخلاص لبنان يستدعي المصلوبية اليوم; لكني أعرف كم يعتمر قلبك من حب كبير لهذا الوطن... هذا الحب - كما يقول جبران- سيكللك ويصلبك!

نحن سنصلي لاجلك ومعك هذا المساء، كي يعضدك الرب في رسالتك من أجل قيامة لبنان، فتشرق أنواره الجديدة مع قيامة الرب الآتية في ربيع دائم من السلام والبحبوحة والخير."

كلمة الكاردينال ساندري

وفي ختام القداس، القى الكاردينال ساندري، كلمة جاء فيها: "بعد مرحلة انتظار طويلة، غلفها الاسى احيانا، يسرني انا ونيلفة الكاردينال جان-لوي توران، ان نحيي في شخصكم الرئيس الجديد للبنان، الذي اتى الى روما في اول زيارة له الى ألاب الاقدس البابا فرنسيس، توطيدا لتقليد عريق معتمد في بلادكم الحبيبة.

ان انتخابكم اعاد الامل الى كافة شرائح الشعب اللبناني، بعودة الانتظام الى المسيرة الطبيعية للمؤسسات، وايضا الى حركة دبلوماسية ناشطة لم تتخلفوا عن اطلاقها، فور انتخابكم، مع الدول القريبة.

في هذا الشرق-الاوسط، المتفجر بالحروب التي تدمي سوريا والعراق، يعاني لبنان حاليا من نزيف هجرة قاسية لا يحد منها الا سلام عادل ومتوازن، او على الاقل سلام يؤدي الى تخفيف حدة التوتر في المنطقة.

ان هذا "الحياد الايجابي" الذي ترغبون في توطيده وسط الدول المحيطة بكم من شأنه ان يولد هذا السلام المنشود، ويحفظ الوحدة الداخلية في لبنان ويوطد هويته ك "وطن-رسالة" كما وصفه قديسنا البابا يوحنا - بولس الثاني في رسالته الرسولية "حول الوضع في لبنان" الصادرة في 7 ايلول 1989، والتي جاء فيها: "ان لبنان هو اكثر من وطن: انه رسالة حرية ومثال للتعددية للشرق كما للغرب!"

وانني اوكل الى سيدة لبنان، بلادكم الحبيبة وكل فرد من ابنائها، طالبا شفاعة القديس شربل وقديسي لبنان ليشفعوا بكم امام الرب الهنا الرحيم ليعينكم في مهمتكم التي قوامها الاساس كلمة واحدة: سلام!"

هدايا تذكارية

بعد ذلك، قدم المطران عيد والمونسنيور جبران والكاردينال ساندري الى الرئيس عون تمثالا مصغرا لتمثال القديس مارون شفيع الطائفة المارونية، الذي كان باركه البابا بينيديكتوس السادس عشر، والموضوع على الحائط الخارجي لبازيليك القديس بطرس في الفاتيكان. ويحتوي هذا التمثال المصغر على ذخيرة فريدة من هامة القديس مارون، بينما قدم رئيس الجمهورية للكنيسة ايقونة ثلاثية الابعاد للقديس مارون.

 

فرعون بعد لقائه جعجع: محميات في الدولة تخلق فسادا يؤدي الى الهدر

الخميس 16 آذار 2017 /وطنية - استقبل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب، وزير الدولة لشؤون التخطيط ميشال فرعون، في حضور مرشح القوات في الأشرفية المهندس عماد واكيم. وعقب اللقاء قال فرعون: "لقد تطرقت مع الحكيم في كل المشاكل التي تراكمت منذ سنوات، سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو قانون الانتخاب أو الفراغ الرئاسي الذي مررنا به، إضافة الى غياب سياسة واضحة تجاه النازحين السوريين، وصولا الى مشاكل الموازنة والسلسلة التي نعيشها اليوم، والتي تضعنا في موقف اتخاذ خيارات بين السيء والأسوأ نظرا لغياب الحلول الواضحة".

وأشار الى أن "عنوان الحكومة الحالية، هو استعادة الثقة عبر اتخاذ القرارات والحلول بأفضل ما يمكن وإعادة المراقبة والمحاسبة التي لم تكن موجودة في ظل تفاقم الفساد الذي أرجع الدولة سنوات الى الوراء، وبالطبع وضع خطة تشمل المجالات كافة والسير بها نحو المستقبل، فصحيح أن مشاكل كبيرة تعترضنا ولكننا أمام فرصة لمواجهتها".وردا على سؤال، شدد فرعون على أن "لا خيار من دون إقرار السلسلة، لا سيما حيث وصلنا بعد كل هذه السنوات. وكما قلت، الباقي هو خيارات بين السيء والأسوأ. فالمشاكل المالية والاقتصادية والاجتماعية موجودة، والأمن الاجتماعي مهدد في مكان ما جراء تواجد النازحين، فالوضع صعب ويتطلب الترفع عن المصالح الضيقة من أجل المصلحة العامة"، ولفت الى "وجود محميات في الدولة تخلق فسادا يؤدي الى هدر في الأموال بدل أن تذهب الى الدولة تذهب الى أماكن أخرى". وعن قانون الانتخاب، نفى فرعون "وجود أي تقدم على هذا الصعيد، فهذا هاجس بالتأكيد، لكن في الوقت نفسه تأخرت هذه المشكلة لسنوات، إنما الحلول موجودة ونأمل أن نتمكن خلال فترة شهر من التوصل الى قانون جديد للانتخابات، مع العلم أن ليس هناك من مشروع يمكن إيجاد التوافق حوله".

 

قبلان رئيسا للمجلس الشيعي الأعلى: ملء الشواغر هدفه النهوض بالمجلس

الخميس 16 آذار 2017 /وطنية - عقد المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى اجتماعا استثنائيا لهيئة الشرعية التنفيذية، في مقره، برئاسة رئيسه الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان، وجرى البحث في الشؤون الداخلية التنظيمية للمجلس بعد صدور القانون رقم 3 في تاريخ 28/2/2016.

وتلا الامين العام الجديد للمجلس نزيه جمول البيان الختامي الذي جاء فيه: "عقد المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى اجتماعا استثنائيا بهيئتيه الشرعية والتنفيذية بناء على دعوة سماحة النائب الأول لرئيس المجلس الشيخ عبد الامير قبلان لملء الشواغر في الهيئتين الشرعية والتنفيذية في المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى بعد صدور القانون رقم 3 النافذ حكما في تاريخ 28/2/2017 ولإجراء عملية انتخاب رئيس المجلس ونائبيه. افتتح سماحة الإمام قبلان الجلسة متوجها الى الإمام السيد موسى الصدر الرئيس المؤسس للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بالقول: إن أخوتك في المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى يهدونك السلام وهم بانتظارك لتعود إليهم وما زالوا يسيرون على مبادئك ومواقفك، ونحن نعيش اليتم في غيابك، جئنا اليوم لنجدد العهد ونقول لك نحن على خطك وعلى مواقفك، إن لبنان ينتظرك وليس الشيعة فحسب، وقد تركت فينا شجونا وأحزانا، كما نفتقد اليوم للإمام الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين، ونؤكد أننا سنحافظ على الأمانة وعليكما، أنت في غيابك وهو في رحيله. ثم تحدث سماحته عن أسباب صدور القانون الأخير (رقم 3) والقاضي بملء الشواغر في الهيئتين الشرعية والتنفيذية للمجلس، وأوضح أن الهدف الأساس هو النهوض بالمجلس ومؤسساته، ولا سيما أن هذه المرحلة تتطلب التعاون مع شرائح المجتمع كافة، ليبقى المجلس الحاضن لأبناء الطائفة على اختلاف اطيافهم، وليتمكن من أداء دوره الوطني في الحفاظ على العيش المشترك ومواجهة الاخطار التي تهدد وحدة لبنان وسلامة أراضيه.

ومن ثم تلي محضر اجتماع الهيئة الشرعية المنعقد بتاريخ 9/3/2017 والمتضمن الموافقة على ملء الشواغر في الهيئة الشرعية والقرار رقم 4/2017 القاضي بتعيين أصحاب السماحة: السيد عباس علي الموسوي، الشيخ حسن احمد عبد الله، الشيخ قاسم حسن قبيسي والشيخ علي عبد الحسين ياسين.

وأبلغ سماحته الحاضرين عن الكتاب الموجه من سعادة القاضي زيد الزين والمتضمن طلب الموافقة على إعفائه من مهامه في الهيئة التنفيذية للمجلس نظرا لظروفه الصحية، وتمنى الحاضرون له الشفاء والصحة والعافية، وأثنوا على جهوده خلال مسيرته في المجلس.

ووافق المجلس على طلب الأستاذ الزين. ثم طرح سماحة الإمام قبلان أسماء السادة المقترحين لعضوية الهيئة التنفيذية عملا بالقانون رقم 3 النافذ حكما بتاريخ 28/2/2017، وهم السادة: د. طراد حماده، د. ماهر حسين، د. طلال عتريسي، نزيه جمول، د.عدنان منصور، عبد الهادي محفوظ،ـ خيرالله الزين.

ووافق المجتمعون على اقتراح سماحة الشيخ عبد الأمير قبلان لتعيين السادة المذكورين اعضاء في الهيئة التنفيذية للمجلس الإسلامي الشيعي الاعلى.

وبعد ذلك طلب سماحته أن تجري عملية انتخاب الرئيس ونائبيه.

وعلى الأثر جرت عملية الانتخاب وفقا للقانون على ثلاث مراحل.

المرحلة الأولى: انتخب سماحة الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان رئيسا للمجلس الإسلامي الشيعي الاعلى بإجماع الناخبين.

المرحلة الثانية: انتخب سماحة الشيخ علي أحمد الخطيب نائبا أول لرئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى من الهيئة الشرعية باجماع الناخبين.

وانتخب الدكتور ماهر خليل حسين نائبا ثانيا لرئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى من الهيئة التنفيذية باجماع الناخبين.

المرحلة الثالثة: قرر المجتمعون إقالة الأمين العام للمجلس الإسلامي الشيعي الاعلى من مهامه كأمين عام مع احتفاظه بعضويته في الهيئة التنفيذية، وبناء عليه انتخب الأستاذ نزيه جمول أمينا عاما للمجلس الإسلامي الشيعي الاعلى.

واعلن سماحة الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى اختتام الجلسة.

هذا، ويعتذر المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى عن تقبل التهاني نظرا للاوضاع في لبنان والمنطقة".