المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 13 آذار/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.march13.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَجَل، إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُوا فِي خَطَايَاكُم

انْتَبِهْ لِنَفْسِكَ وَلِتَعْلِيمِكَ، وَٱثْبُتْ في ذلِك. فإِذا فَعَلْتَ خَلَّصْتَ نَفسَكَ والَّذِينَ يَسْمَعُونَكَ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات في جريمة اغتيال 14 آذار وفي خجل مواقف سيدنا الراعي المستجدة

اغتيال 14 آذار ومواقف سيدنا الراعي المستجدة/الياس بجاني

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية ووجدانية في معاني عجيبة شفاء النازفة

أحد شفاء النازفة ونزفنا الإيماني/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

افرو جبرا في ذمة الله ومراسم الدفن الثلاثاء

الوجه العالمي لستافرو جبرا

نوفل ضو بالصوت والنص (من صوت لبنان):الحكومة في لبنان تحولت الى ما يشبه الغيتوات

سلاح لبناني اسمه القرار 1701/خيرالله خيرالله/العرب

ليس دفاعا عن هولندا ولكن لتوضيح معنى الانتماء وحمل جنسية بلد ما/د.منى فياض/فايسبوك

حزب الله»: المعركة في سوريا لم تنتهِ بعد

لبنان.. جدل تصريحات "الراعي والحرب الأهلية"/الراعي: الفلسطينيون صنعوا الحرب في لبنان

ارتباك في حزب الله وضجة بين الفلسطينيين بعد تصريحات الراعي

 مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 12/3/2017

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الحريري للخائفين على 14 آذار بعد 12 سنة: أطمئنكم حكم المحكمة في 2018/احمد عياش/النهار

ملف التهرب الجمركي إلى القضاء والمتهمون بالمئات/حلا نصرالله/جنوبية

عقود بملايين الليرات لمن خرّب مستشفى صيدا الحكومي

ريفي: بعض قيادات 14 اذار ضلت الطريق وباعت الثوابت تحت عناوين شتى لن نقبل الا بقانون انتخاب بمعايير واحدة لكل الدوائر وإلا سيكون لنا موقف صارم

الراعي ينقلب على حزب الله/منير الربيع/جنوبية

معركة إيدن روك: من يضمن إلتزام الشركة/حنان حمدان/المدن

الحريري أسيراً/منير الربيع/المدن

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

نتنياهو يتهم الإيرانيين بقتل اليهود قبل 2500 عام.. ظريف يرد

مقتل مسلحين وشرطي في هجوم ارهابي في الجنوب التونسي

السلطات الأردنية تفرج عن الدقامسة بعد 20 عاما من قتله إسرائيليات

الأسد أمام وفد برلماني أوروبي: سياسات العديد من الدول الأوروبية تجاه سوريا والمنطقة أدت إلى انتشار الارهاب

التحالف: داعش خسر 60% من أماكن سيطرته في العراق/ماكغورك: التنظيم الإرهابي بات محاصراً تماماً في الموصل

كيف ساعدت إيران نظام الأسد للبقاء طيلة الثورة السورية؟

هولندا تريد التهدئة.. وتركيا: لا نكتفي بالاعتذار/أردوغان يتعهد بجعل السلطات الهولندية "تدفع ثمن" تصرفاتها تجاه الوزيرين التركيين

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«الولي الفقيه» إذ أعدّنا لحربه المقبلة/حازم الأمين/الحياة

ميثاق 14 آذار 2005/وسام سعادة/المستقبل

القمة العربية.. لبنان في عزلة تحت تأثير التسويات الداخلية/شادي علاء الدين/العرب

ميثاق 14 آذار 2005/وسام سعادة/المستقبل

هل يحظى خطاب عون في قمة عمّان بما حظي به خطاب القسم/اميل خوري/النهار

بكّاؤون وشامتون... فقط/نبيل بومنصف/النهار

التوريث اللبناني ...«العادي»/حازم الامين/الحياة

فائض مُرشحين لكسروان وفتوحها... ينتظر القانون و«التحالف»/مرلين وهبة/جريدة الجمهورية

هل يُوصِل «حوار الطرشان» الى قانون/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

سورية: دور أميركي جديد وخيارات وتحالفات معقدة/جورج سمعان/الحياة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

ملك الأردن استقبل السنيورة ووفد مجلس العلاقات العربية والدولية

الراعي: لوضع موازنة تستخرج وارداتها من مال الخزينة المهدور والمسلوب لا من فرض ضرائب ورسوم على الشعب المرهق

باسيل في مؤتمر التيار الوطني: مخطىء من يعتقد ان وصول عون الى الرئاسة هو باب للاستفادة المادية

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

أَجَل، إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُوا فِي خَطَايَاكُم

إنجيل القدّيس يوحنّا08/من21حتى27/:"قالَ الرَبُّ يَسُوع (للكتبة والفرّيسيّين): «أَنَا أَمْضِي، وتَطْلُبُونِي وتَمُوتُونَ في خَطِيئَتِكُم. حَيْثُ أَنَا أَمْضِي لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا». فَأَخَذَ اليَهُودُ يَقُولُون: «أَتُراهُ يَقْتُلُ نَفْسَهُ؟ فَإِنَّهُ يَقُول: حَيْثُ أَنَا أَمْضِي لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا!». ثُمَّ قَالَ لَهُم: «أَنْتُم مِنْ أَسْفَل، وأَنَا مِنْ فَوْق. أَنْتُم مِنْ هذَا العَالَم، وأَنَا لَسْتُ مِنْ هذَا العَالَم. لِذلِكَ قُلْتُ لَكُم: سَتَمُوتُونَ في خَطَايَاكُم. أَجَل، إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُوا فِي خَطَايَاكُم». فَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ، مَنْ أَنْت؟». قَالَ لَهُم يَسُوع: «أَنَا هُوَ مَا أَقُولُهُ لَكُم مُنْذُ البَدء. لِي كَلامٌ كَثِيرٌ أَقُولُهُ فِيكُم وأَدِينُكُم. لكِنَّ الَّذي أَرْسَلَنِي صَادِق. ومَا سَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ، فَهذَا أَقُولُهُ لِلْعَالَم». ولَمْ يَعْرِفُوا أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُهُم عَنِ الآب."

 

إِنْتَبِهْ لِنَفْسِكَ وَلِتَعْلِيمِكَ، وَٱثْبُتْ في ذلِك. فإِذا فَعَلْتَ خَلَّصْتَ نَفسَكَ والَّذِينَ يَسْمَعُونَكَ

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى طيموتاوس04/من09حتى16/:"يا إخوَتِي، صادِقَةٌ هيَ الكَلِمَةُ وجَدِيرَةٌ بِكُلِّ قَبُول:إِنْ كُنَّا نَتْعَبُ ونُجَاهِد، فذلِكَ لأَنَّنَا جَعَلْنَا رجَاءَنا في اللهِ الحَيّ، الذي هُوَ مُخلِّصُ النَّاس أَجْمَعِين، ولا سِيَّمَا المُؤْمِنِين. فأَوْصِ بِذلكَ وعَلِّمْهُ. ولا تَدَعْ أَحَدًا يَسْتَهِينُ بِحَداثَةِ سِنِّكَ، بَلْ كُنْ مِثَالاً للمُؤْمِنِين، بِالكَلام،  والسِّيرَة، والمَحَبَّة، والإِيْمَان، والعَفَاف. وَاظِبْ عَلى إِعْلانِ الكَلِمَةِ والوَعْظِ والتَّعْلِيم، إِلى أَنْ أَجِيء. لا تُهْمِلِ المَوْهِبَةَ الَّتي فِيك، وقَد وُهِبَتْ لَكَ بالنُّبُوءَةِ معَ وَضْعِ أَيْدِي الشُّيُوخِ عَلَيك. إِهْتَمَّ بِتِلْكَ الأُمُور، وكُنْ مُواظِبًا عَلَيهَا، لِيَكُونَ تَقَدُّمُكَ واضِحًا لِلجَمِيع. إِنْتَبِهْ لِنَفْسِكَ وَلِتَعْلِيمِكَ، وَٱثْبُتْ في ذلِك. فإِذا فَعَلْتَ خَلَّصْتَ نَفسَكَ والَّذِينَ يَسْمَعُونَكَ."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات في جريمة اغتيال 14 آذار وفي خجل مواقف سيدنا الراعي المستجدة

http://eliasbejjaninews.com/?p=53250

بالصوت/MP3/الياس بجاني: تأملات في جريمة اغتيال 14 آذار وفي خجل مواقف سيدنا الراعي المستجدة/13 آذار/17

http://www.eliasbejjaninews.com/mp3from16.11.16/elias.raei%2014azar13.03.17.mp3

 

 بالصوت/WMA/الياس بجاني: تأملات في جريمة اغتيال 14 آذار وفي خجل مواقف سيدنا الراعي المستجدة/13 آذار/17

http://www.eliasbejjaninews.com/wmafrom16.11.16/elias.raei%2014azar13.03.17.wma

 

اغتيال 14 آذار ومواقف سيدنا الراعي المستجدة

الياس بجاني/13 آذار/17

(وكالات/ الجمعة في 10/3/2017/أعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنّ “حزب الله” أحرج اللبنانيين بدخوله إلى سوريا وقسمهم، لافتاً الى أنّ الحزب لم يشارك في الحرب السورية بقرار من الدولة اللبنانية التي أعلنت النأي بالنفس من خلال إعلان بعبدا، بل إتخذ هذا القرار من تلقاء نفسه من دون أيّ إعتبار للدولة اللبنانية. الراعي، وفي حديث لـ”سكاي نيوز عربية”، قال: الدولة اللبنانية تأخذ دائماً موقف النأي بالنفس ولا قرار منها يعطي “حزب الله” الإذن للمحاربة هنا وهناك، موضحاً أنّ فئة من اللبنانيين دعمت موقف الحزب بشأن مشاركته في سوريا بحجة قتاله “داعش” ودفاعه عن لبنان وفي المقابل هناك فئة عارضت ذلك ورفضته. ولفت الراعي إلى أنّ موضوع قتال “حزب الله” في سوريا أصبح جزءاً من الحياة اللبنانية. فالحزب أصبح حزباً سياسياً مسلحاً في البرلمان اللبناني والحكومة والادارات العامة، وبالتالي أصبح الموضوع مرتبطاً بالحياة اللبنانية من جهة وبالمنطقة حولنا من جهة أخرى، معتبراً أنّ موضوع الحزب بحاجة إلى معالجة على درجات(

فرحنا أمس وفرح كثر معنا من السياديين والاستقلاليين والأحرار الرافضين للاحتلال الإيراني المتمثل بجيش حزب الله الإرهابي والمذهبي والدموي.

فرحنا بموقف سيدنا الراعي الجديد الذي تناول فيه ولأول مرة منذ انتخابه بطريركاً، تناول فيه عدم شرعية سلاح حزب وعدم لبنانية تدخله العسكري في سوريا ولو بخجل كبير.

مما لا شك فيه فإن فرحنا هو فرح حذر للغاية كون سيدنا ومنذ يومه الأول كبطريرك اصطف بوضوح تام وعلناً إلى جانب محور الشر الإيراني-السوري، وبارك هرطقة تحالف الأقليات وحمل مشروع الملالي الفارسي والأسدي وسوّق له في كل بلدان العالم التي زارها.

من هنا فإن كلامه الجديد عن السلاح والحزب والتدخل في سوريا هو نوعاً ما تبدلاً في نهجه السياسي وفي تعاطيه مع المشروع الملالوي-الأسدي، وبالطبع مقاربته المؤيدة لفكرة حلف الأقليات!!

الفرح يكتمل ويترسخ ويستمر في حال كان سيدنا مقتنعاً بما قاله وسوف يتابع بإيمان تبني كلامه قولاً وافعالاً ومواقف، وليس أن يعود إلى قديمه ويعتبر كما عادته دائماً أن كلامه قد حُرف وتم التلاعب به.

شخصياً لا نثق بمواقف سيدنا الوطنية والسياسية وذلك اعتماداً على كل ماضيه الصادم لنا كبطريرك.

فسيدنا الذي نخضع لسلطته الدينية 100% ونعارضه سياسياً ووطنياً وأيضاً 100% هو للأسف وحتى يومنا هذا بغير جو السياديين والاستقلاليين كما أن مواقفه متغيرة ومتقلبة ومنذ يومه الأول كبطريرك حيث غيب نفسه وغيب الصرح ولا يزال.

في نفس السياق، لا يمكن أن ننسى مواقف سيدنا اللأسدية في فرنسا وفي كندا وأميركا والعشرات من الدول، ولا يمكن أن نمحي من ذاكرتنا مواقفه من المحكمة الدولية ومن القتلة ومن سلاح حزب الله الإرهابي ولا يمكن أن تغيب عن فكرنا صور تبجيله وتهليله للرئيس الأسد.

ولكن بما أن التوبة في ديننا أساسية وهي مقبولة ومرحب بها والله سبحانه وتعالى يتوقعها من كل بشري، فنحن نرحب بمواقف سيدنا الجديدة ونتمنى من القلب أن يثبت عليها وبها ويدافع عنها مهما كانت الصعاب والشدائد ليكون عملاً وقولاً وإيماناً حارساً للصرح البطريركي الذي أعطي له مجد لبنان.

الكاتب ناشط لبناني اغتراب

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية ووجدانية في معاني عجيبة شفاء النازفة

http://eliasbejjaninews.com/?p=36990

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني/تأملات إيمانية في عبر ومفاهيم عجيبة شفاء النازفة/12 آذار/17

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias.nazefa01.03.15.mp3

 

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني/تأملات إيمانية في عبر ومفاهيم عجيبة شفاء النازفة/12 آذار/17

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/nazfa.elias16.wma

 

أحد شفاء النازفة ونزفنا الإيماني

الياس بجاني/12 آذار/17

"فالتفت يسوع فرآها وقال: ثقي يا ابنتي، إيمانك شفاك، فشفـيت المرأة من تلك الساعة". (متى9/22)

من منا لا ينزف بقيمه وعلاقاته وممارساته وإيمانه وأسس ومفاهيم الرجاء في هذا الزمن "المحل" الذي ابتعدنا فيه عن تعاليم الإنجيل المقدس.

نعم ابتعدنا وانحرفنا وتخلينا عن القيم والمبادئ وانغمسنا في مجتمع استهلاكي أغرقنا دون رحمة وحدود وقيود في أفخاخ الأنانية الشيطانية وأصابنا بعاهة "الأنا" القاتلة التي أمست قبلتنا ومرادنا.

مؤسف أننا على مقاس نزوات هذه "الأنا" الخادعة والمضللة نفصل حياتنا، وعلى هداها ننسق تصرفاتنا، وطبقاً لرغباتها نجير أقوالنا وأنشطتنا وعلاقتنا مع الآخرين.

الأنانية القاتلة فككت أواصل العائلة التي هي حجر أساس الأوطان والمجتمعات، وغيبت عن قلوبنا وضمائرنا المحبة فحل الظلام في داخلنا ووقعنا في التجارب وانحرفنا عن طريق الخلاص القويم الذي رسمه لنا السيد المسيح بدمه من على الصليب.

خسرنا كل شيء لأننا خسرنا أنفسنا وتعامينا عن قول المعلم: "ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه".

نعم وقعنا في فخاخ إبليس وفي تجاربه بسبب قلة إيماننا وبنتيجة انجرارنا الأعمى وراء مقتنيات الدنيا من مال ونفوذ وسلطة. لهذا نحن ننزف دون انقطاع في كل مرة نرتكب فيها الخطيئة التي هي الموت.

ننزف عندما لا نقاوم الشر ونغرق أكثر وأكثر في أطماعنا والشهوات.

ننزف عندما لا نحب ونغفر ونسامح ونعمل الخير ونصلي ونبشر بكلمة الرب وتعاليمه.

ننزف في عقولنا ووجداننا وقلوبنا عندما نبتعد عن الإيمان ونقع في التجارب.

ننزف عندما نرضى أن تستهوينا وتغرينا ملذات هذا العالم الترابي الفاني.

ننزف عندما لا نخاف الله في علاقاتنا مع بعضنا البعض ومع أولادنا وعائلاتنا.

ننزف عندما نبتعد هن جوهر المحبة التي هي الله والتي بأبهى صورها تتجسد ببذل الذات في سبيل الآخرين.

ننزف عندما نسمح لنزوات الطمع والحسد والجشع أن تتحكم في حياتنا.

ننزف عندما نعبد ممتلكات هذه الدنيا الفانية ونبتعد عن عبادة الله ونكفر بتعاليمه.

ننزف عندما لا نحافظ على دم الشهداء ولا نحترم تضحيات الذين قدموا أنفسهم قرابين على مذبح وطننا وشهدوا للحق ولم يتجابنوا.

ننزف لأننا نوالي قادة وسياسيين وأحزاب يتاجرون بمصيرنا ولقمة عيشنا ووطننا.

نزف لأننا قبلنا وضعية العبيد والأغنام ورضينا العيش في الزرائب.

وهل نسأل بعد لماذا تحول وطننا الغالي لبنان إلى ساحة حروب للآخرين وفقدنا استقلالنا وسيادتنا؟

لا خلاص لنا ولا وقف لنزفنا إلا بالتوبة والصلاة والصوم وعمل الكفارات. إن الرب غفور ومسامح ومحب يريد مساعدتنا ووقف نزفنا إن قصدناه وطلبنا منه الشفاء بتقوى وإيمان ورجاء كما فعلت المرأة النازفة.

الرب افتدانا بابنه الوحيد واعتقنا من نير عبودية الخطيئة الأصلية ودلنا على طريق الخلاص، لكنه ترك لنا إما خيار السير عليه لإدراك البيت التي شيده لنا في ملكوته حيث لا وجع ولا عذاب ولا بغض، أو الضياع والإبتعاد عن هذا الطريق وسلوك مسالك الشر حيث يكون المنتهي في الجحيم حيث البكاء وصريف الأسنان والنار التي تنطفئ.

في هذا الأحد دعونا نأخذ العِّبر من إيمان المرأة النازفة فنقوي إيماننا وثقتنا بالله وبقدرته وبمحبته وبنعمة المغفرة التي يعطيها لمن يسعى منا إليها صادقاً وتائباً "هو الذي يغفر جميع آثامك ويشفي جميع أمراضك" (مزمور 103: 3)

لنصلي من أجل خلاص وطننا الغالي لبنان، ومن أجل وقف النزف الذي أصاب مؤسساته، ومن اجل قادته إلى طرق الإيمان والعدل والشهادة للحق.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

افرو جبرا في ذمة الله ومراسم الدفن الثلاثاء

الأحد 12 آذار 2017 /وطنية - توفي الرسام الكاريكاتوري ستافرو جبرا صباح اليوم، بعد صراع مع المرض. ويحتفل بالصلاة لراحة نفسه الساعة الثانية من بعد ظهر الثلاثاء المقبل في كنيسة القديس نيقولاوس للروم الارثوذكس (مار نقولا) في الاشرفية، ثم ينقل جثمانه الى مدافن نياح السيدة الارثوذكسية في رأس بيروت حيث يوارى في الثرى في مدفن العائلة. وتقبل التعازي قبل الدفن في صالون الكنيسة ابتداء من الساعة الحادية عشرة قبل ويومي الاربعاء والخميس في 15 و16 الحالي في صالون كنيسة القديس نيقولاوس للروم الارثوذكس ابتداء من الحادية عشرة قبل الظهر ولغاية السادسة مساء. وتتقدم أسرة "الوكالة الوطنية للاعلام" من عائلة الفقيد بأحر التعازي راجية من الله ان يسكنه الاخدار السماوية.

 

 

الوجه العالمي لستافرو جبرا

المدن - ميديا/المدن/الأحد 12/03/2017

لا اضافات على ما قالته بيانات النعي بالرسام والمصور ستافرو جبرا. أخذ جبرا حقه في وفاته، كما نال حقه في حياته، فبات رساماً لبنانياً على قائمة الفنانين العالميين الذين تكرمهم الامم المتحدة، من غير أن يُكشف عن مضمون الرسالة التي تلقاها من امين عام الامم المتحدة الاسبق كوفي عنان.

يُحسب لجبرا أنه كان مبتكراً، وسباقاً للمبادرات، الى جانب كونه فناناً ساخراً، يرسم بذكاء وجع الناس، ويسخر بدهاء من السياسيين. فهو من مؤسسي نقابة مصوري الصحافة التي بات نقيبها الفخري في العام 1992.. فاز بجائزة المواقع الإلكترونية الذهبية عام 2001-2002 من الجمعية الدولية لكبار ومصممي المواقع الإلكترونية. وجبرا، استطاع أن يتخطى موقعه المحلي. عَبَر برسوماته الى الصحف والمواقع الاجنبية، حيث عمل مع وسائل إعلام أجنبية مثل "دير شبيغل" الألمانية، و"واشنطن تايمز" الأميركية، و"لو موند" و"كورييه أنترناسيونال" الفرنسيتين، إضافة الى التعاون في مجال التصوير الصحافي مع عدد من وكالات الأنباء العالمية. وهو ما أكسبه بعداً عالمياً، وذلك من خلال مقاربته الازمات والقضايا الدولية أيضاً، فبات "صديق الامم المتحدة" في العام 2006. وعبّر رئيس الحكومة سعد الحريري عن اسفه لغياب جبرا، قائلاً: رحم الله ستافرو جبرا. برحيله يخسر لبنان والعرب فنانا كاريكاتوريا متفوقا بريشته ونصه". أما وزير الثقافة الدكتور غطاس خوري، فقال: "برحيل ستافرو جبرا تفقد الساحة السياسية انسانا مميزا حيث كانت ريشته تعكس الاحوال والظروف والاحداث الراهنة في لبنان والشرق الاوسط والعالم". وقال وزير الاعلام ملحم الرياشي: "ستافرو جبرا، ريشة تطعن الجهل بالحرية، تغمدك العلي بواسع رحمته لبنان". بدوره، نعى نقيب المحررين الياس عون فقيد الصحافة الكاريكاتورية ستافرو جبرا، فقال: "ستافرو جبرا لم يكن ابن مهنة المتاعب بل عاشقها، فأعطاها من فنه في الصورة وموهبته في الرسم الكاريكاتوري والكلمة التي كانت بالنسبة له بحجم مقال ومؤلف. ستافرو جبرا يا متعدد المواهب ويا من أغنيت الصحافة العربية والفرانكوفونية، سنفتقدك يا من وصلت شهرتك ومن أجل لبنان الذي أحببته حتى العشق، الى العالمية. رحمك الله وأعطى صحافتنا موهوبين أمثالك". من جهته، نعى نادي الصحافة ستافرو جبرا، وقال في بيان: "لبنان فقد اليوم وجها من وجوه حرية التعبير والرأي الحر ما يشكل خسارة لا تعوض للصحافة اللبنانية". من جهتها، قالت نقابة المصورين الصحافيين: "هو الفنان المصور، الصادق، المرهف، العاشق لعدسته الذهبية والرسام الكاركاتوري المبدع الذي ترك بصماته على أكثر من صعيد في صحف محلية وعربية عدة وفي أكثر من محطة تلفزيونية". ولفتت إلى أنه "إلى جانب الرسم الكاريكاتوري كان محترفا في التصوير وله الكثير من الصور المشهورة خلال الحرب، وأحرز لقب شرف كواحد من أفضل مصوري الحرب اللبنانية المعاصرين من قبل المجلة الفرنسية "فوتو".

 

نوفل ضو بالصوت والنص (من صوت لبنان):الحكومة في لبنان تحولت الى ما يشبه الغيتوات

على مسؤوليتي مع نوفل ضو/صوت لبنان/12 آذار/12

http://eliasbejjaninews.com/?p=53244

على هامش السجالات الحكومية التي شهدها الأسبوع الماضي في شأن جدوى أو عدم جدوى إشراك القطاع الخاص في إنتاج الكهرباء، لا بد من التوقف عند الاعتبارات الدستورية والقانونية التي كان من المفترض أن تحكم المواقف المتباينة.

فإذا كان من الطبيعي أن يواجه اي اقتراح وجهات نظر مختلفة تبعا للمدارس الإقتصادية ولوجهات نظر القوى والأحزاب السياسية من الملفات المطروحة، فإن ما ليس طبيعيا على الإطلاق هو تجاوز بعض أصحاب المعالي الوزراء النصوص والقواعد الدستورية في التعبير عن الرأي وفي ممارسة السياسة والمهمات الوزارية الموكلة اليهم.

فالظاهر من ردات الفعل أن الحكومة في لبنان تحولت الى ما يشبه “الغيتوات” المغلقة بحيث يجعل كل وزير من وزارته حصنا مقفلا على زملائه وكأن الوزارة ملكية خاصة ممنوع على الوزراء الآخرين إبداء الرأي في شأن مشاريعها وسياساتها.

وللتذكير فقط، فإن الوزير بموجب الدستور اللبناني هو رأس الهرم الإداري لوزارته يطبق فيها السياسة العامة التي يقرها مجلس الوزراء. وبالتالي فإن الوزير هو شريك كامل في رسم كل السياسات المناطة بمجلس الوزراء مجتمعا.

بكلام آخر، فإن من حق كل وزير، لا بل من واجباته أن يكون شريكا كاملا في رسم كل سياسات الدولة اللبنانية التربوية والإقتصادية والمالية والخارجية والداخلية والدفاعية والأمنية والعسكرية والصحية وغيرها. ولا يجوز في اي شكل من الأشكال أن يتفرد وزير مهما علا شأنه بقطاع معين من القطاعات. صحيح أن للوزير أن يحمل اقتراحاته وتصوراته الى مجلس الوزراء، لكنه لا يجوز له تحت اي ظرف من الظروف أن يمنع زميلا له من أي يبدي رأيه مؤيدا أو رافضا أو متحفظا على أي سياسة أو مشروع.

فالوزارات لا يجوز أن تتحول الى جوائز للأحزاب والقوى السياسية، ولا يمكن أن يجعل منها البعض حصونا مقفلة على الآخرين ممنوع على من لا يتولاها من الفرقاء السياسيين والحزبيين إبداء الرأي في مشاريعها والمساهمة في تعديلها او وضع اللمسات عليها.

إن ثقافة احترام الدستور يجب أن تعمم على الوزراء قبل غيرهم، لأن ما سمعناه وشاهدناه الاسبوع الماضي يشير بما لا يقبل الجدل الى أن بعضا من وزرائنا غير مؤهلين سياسيا ودستوريا لتولي المسؤوليات التي تمت تسميتهم لتوليها. وبمعزل عما إذا كانت ردات فعلهم على بعضهم البعض ناجمة عن جهل بالدستور أو عن تعمد لتجاوز ما ينص عليه، فإن النتيجة واحدة وهي أن كثيرين من أعضاء الحكومة لا يحترمون الدستور… ولا غرابة في ذلك طالما أن هذه الحكومة منذ تشكيلها بنيت على قاعدة تقاسم الحصص والمنافع بدل أن تبنى على قاعدة توزيع المهام والمسؤوليات.

إن حكومة بنيت على فلسفة استغلال مؤسسات الدولة لخدمة المحازبين والمناصرين كجزء من التحضير للإنتخابات، لا يمكن أن تنتج سياسات تحل مشاكل المجتمع والإقتصاد والناس والمؤسسات. وللتذكير فقط، فإن صراع الأحزاب والقوى والسياسية عند تشكيل الحكومة للإستئثار بوزارات خدماتية ومحاولة الإستفادة من تقديماتها كرشوة انتخابية للناس، انتهى بوضع اليد على الخدمات من دون ايلاء الإنتخابات أي اهتمام حكومي يذكر!

 

 

سلاح لبناني اسمه القرار 1701

خيرالله خيرالله/العرب/13 آذار/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=53257

 

 

ليس دفاعا عن هولندا ولكن لتوضيح معنى الانتماء وحمل جنسية بلد ما

د.منى فياض/فايسبوك/11 آذار/17

اراد الوزير التركي ان يقيم احتفالا ودعاية انتخابيا مع الجالية التركية لصالح الرئيس اردوغان، فاذا كان هؤلاء مواطنون هولنديون باختيارهم ويحملون الجنسية الهولندية هل يحق له -ولهم- التعامل معهم كمواطنين أتراك؟ واذا كانوا يفضلون ان يظلوا اتراكا فلماذا البقاء في بلد نازي عنصري؟ لماذا لا يعودون الى تركيا الاكثر الديموقراطية؟تصوروا اي فوضى ستنتج لو فتح باب المهرجانات الانتخابية على مصراعية بين البلدان قياسا على ذلك؟

يذكرني هذا برحلة لوبين والضجة التي افتعلتها مع المفتي لاستخدامها لمصلحتها الانتخابية ..

 

حزب الله»: المعركة في سوريا لم تنتهِ بعد

المستقبل/13 آذار/17/أشار «حزب الله» إلى «أننا نتعاطى بأعلى درجات الإيجابية منذ أن بدأنا بمناقشة موضوع قانون الانتخاب، ولم نقفل الباب يوماً على فكرة، حتى لو بدَت منذ اللحظة الأولى أنها مناقضة لمصالِحنا»، معتبراً أنه «لغاية اليوم ليس لدينا أي قانون انتخاب جدير بالبحث». ولفت إلى أن « تدخل حزب الله في سوريا حمى لبنان، والمعركة هناك لم تنته بعد».] رأى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض، خلال رعايته حفلاً أقامه اتحاد بلديات جبل عامل تكريماً للمعلمين والمعلمات العاملين في مدارس قرى الاتحاد في قاعة مجمّع بلدة الطيبة أمس، أن «النسبية الكاملة، مع لبنان دائرة واحدة، أو مع الدوائر الكبرى، هي القانون الانتخابي الأمثل الذي لا يميل لمصلحة طرف على حساب الطرف الآخر، وإنما يميل لمصلحة البلد كله»، مضيفاً أن «قانون النسبية ليس قانوناً طائفياً أو فئوياً أو منحازاً على المستوى السياسي، وإنما هو القانون الذي يتعالى عن أي معايير فئوية أو طائفية».

وقال: «نحن نتعاطى بأعلى درجات الإيجابية، منذ أن بدأنا بمناقشة موضوع قانون الانتخاب، ولم نقفل الباب يوماً على فكرة، حتى لو بدَت منذ اللحظة الأولى أنها مناقضة لمصالحنا، وسنتعاطى في الأيام المقبلة بأعلى درجات الإيجابية، لأننا ندرك تماماً أننا نعيش في لبنان الذي يحكم بالتوافقات والتفاهمات».

] أكد عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق خلال احتفال تأبيني في بلدة اللويزة أمس، أن «تدخل حزب الله في سوريا حمى لبنان من تمدد داعش والنهج التكفيري الى كل البلدات والمدن اللبنانية وهذه المعركة لم تنته بعد»، مشيراً إلى «أننا قطعنا الشوط الأكبر ووضعنا داعش والمشروع التكفيري على مسار الانحسار والتراجع، ولا تزال بقايا وفلول داعش تتهيأ لمزيد من العمليات الإرهابية في لبنان».

.. ومقتل عنصر من الحزب

أكدت مصادر أمنيّة أمس، مقتل عنصر من «حزب الله» في سوريا يُدعى حسين محمد سليم ملقب بـ»ثائر»، وهو من بلدة عيتيت في منطقة صور.

 

لبنان.. جدل تصريحات "الراعي والحرب الأهلية"/الراعي: الفلسطينيون صنعوا الحرب في لبنان

أبوظبي/سكاي نيوز عربية/12/ آذار/17 /لم تمر تصريحات البطريرك الماروني بشارة الراعي التي أدلى بها لـ"سكاي نيوز عربية" مرور الكرام، بعدما قال إن الحرب الأهلية التي شهدها لبنان في سبعينات وثمانينات القرن الماضي "من صنع الفلسطينيين". وكان الراعي ضيف برنامج "حديث العرب"، الجمعة، عندما أبدى استياءه من ازدياد أعداد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وصرح قائلا: "الفلسطينيين هم الذين صنعوا الحرب في لبنان عام 1975 وواجهوا الجيش اللبناني". وأثارت كلمات البطريرك الجدل في لبنان، كما أعادت شعارات الحرب اللبنانية واتهاماتها لغير اللبنانيين بالتسبب بحرب استمرت 15 عاما، وحولت لبنان إلى ساحة ترتع فيها جيوش الغير. الراعي تخوف من استمرار تدفق اللاجئين السوريين على لبنان، وطالب بعودة اللاجئين إلى ديارههم، فكان هذا هو المدخل لتصريحه. إلا أن بطريرك الكنيسة المارونية أغفل التطرق إلى ما سبق نشوب الحرب: خلافات لبنانية حول تقسيم السلطة بين الطوائف، والتفاوت الطبقي والاقتصادي بين أطراف المجتمع التي لخصها مقتل القيادي معروف سعد عام 1975. ودفع كلام الراعي عددا من الفصائل والناشطين الفلسطينيين إلى إصدار بيانات استنكار، اعتبر بعضها ان هذه التصريحات "نزلت كالصاعقة على أكثر من 400 ألف لاجئ فلسطيني في لبنان، اضطروا قسرا إلى البقاء فيه بسبب الاحتلال الإسرائيلي وسياسة التهجير المبرمج لشعب فلسطين".

استنكار فلسطيني

وأعرب أمين سر نقابة الحقوقيين الفلسطينيين في لبنان سهيل الناطور، عن "أسفه" لتصريحات الراعي، و"لمحاولات استعادة ماض يحاول اللبنانيون والفلسطينيون تجاوزه عبر علاقات إيجابية وبناءة بين الطرفين". وأكد الناطور لـ"سكاي نيوز عربية" أن "العودة عشرات السنوات إلى الوراء وفتح ملفات الحرب ومن تسبب بها لا تخدم أحدا"، مشددا على "ضرورة التضامن الإيجابي مع قضية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان للإسهام في حل مشاكلهم ومعاناتهم، فهم ضيوف لدى الدولة اللبنانية وينتظرون العودة يوما ما". واعتبر المسؤول الإعلامي في الجبهة الديمقراطية فتحي كليب، أن وجود الفلسطينيين في لبنان ليس بإرادتهم، ودعا عبر "سكاي نيوز عربية" البطريرك الراعي إلى "ممارسة الضغط على المجتمع الدولي للمساعدة في عودة الفلسطينيين اللذين هجروا من بلداتهم وقراهم بدلا من التصريحات التحريضية ضد الوجود المدني الفلسطيني في لبنان تحت عناوين ومبررات غير موضوعية أو منطقية".

واعتبر الكاتب السياسي أمين قمورية الذي عايش الحرب الأهلية اللبنانية وكتب عنها، أن تحميل الراعي للفلسطينيين مسؤولية الحرب فيه الكثير من الظلم بحقهم. ولفت قمورية في حديث لـ"سكاي نيوز عربية" إلى أن "الفلسطيني قد يكون أحد عناصر الحرب اللبنانية، لكن عوامل عدة أدت إلى نشوب هذه الحرب، منها التصلب السلطوي الذي كان قائما في النظام اللبناني والتفاوت الطبقي والاجتماعي، وحرمان فئات واسعة ووازنة من المجتمع اللبناني من المشاركة في الحياة السياسية، يضاف لها عوامل إقليمية ودولية أخرى أدت إلى هذه الحرب، وبالتالي فان الفلسطيني كان ضحية الصراعات والحسابات الدائرة حينها، تماما كما المواطن اللبناني الذي تحول إلى وقود للنزاع الدموي الذي استمر أكثر من 15 عاما".

وأتت تصريحات الراعي بعد يومين من وقوع اشتباكات مسلحة في مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين جنوبي بيروت بين مسلحين لبنانيين وفلسطينيين، أدت إلى مقتل شخص وجرح 6 آخرين، وبعد أسبوع من اشتباكات عنيفة شهدها مخيم عين الحلوة للاجئين جنوبي لبنان. ويعيش أكثر من 430 ألف لاجئ فلسطيني في لبنان وسط ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة، حولت بعض المخيمات إلى بؤر أمنية تستغلها بعض الجماعات المتشددة ومجموعة من المطلوبين والخارجين عن القانون لتعكير الأمن اللبناني.

جدل يمتد لحزب الله

الجدل الذي أثاره الراعي امتد إلى ميليشيا حزب الله، فأعلن لأول مرة أنها دخلت طرفا في الحرب السورية دون أن تكترث بحكومة لبنان التي من المفترض أن يكون حزب الله خاضعا لسيطرتها. وقال البطريرك: "حزب الله عندما دخل الحرب في سوريا لم يدخل بقرار من الدولة اللبنانية، بل الدولة في إعلان بعبدا أعلنت النأي بالنفس، وهذا قرار اتخذه الحزب وما زال اللبنانيون حتى اليوم منقسمين حيال هذا الأمر بين من يدعمه ويقول انه لو لم يتدخل لكان داعش وصل إلى جونية، وبين من يعتبر ان تدخله هو الذي استجلب داعش".

وتطرق البطريرك إلى الوضع اللبناني الداخلي، ملمحا إلى هيمنة سلاح ميليشيا حزب الله على المشهد اللبناني. وأضاف: "هو حزب سياسي مع أسلحة، موجود في البرلمان والحكومة والإدارة. أنا مواطن وشريكي مواطن، وأنا أعزل وهو مسلح، وهذا شيء غير طبيعي. لكن الدولة اللبنانية لم تحسم أمرها في هذا الموضوع. ولو كان حزب الله ميليشيا خارج البرلمان، لكان الأمر شيئا آخر، لكنه في الحكم". وتعكس كلمات الراعي عن اللاجئين ودعوته لرحيلهم وانتقاده الضمني لحزب الله، الجدل المتجذر في لبنان خلال السنوات القليلة الماضية، وتحديدا منذ اندلاع الحرب في الجارة الكبرى سوريا، والدور الذي تلعبه ميليشيات حزب الله فيها.

كما أن السائد بشأن الحرب الأهلية اللبنانية أن تكافؤ الأطراف فرض استمرارها لسنوات، لكن المفارقة الآن أن المعادلة قد تتبدل في بلد يشهد هيمنة جهة واحدة على الأطراف الأخرى بسطوة السلاح.

 

ارتباك في حزب الله وضجة بين الفلسطينيين بعد تصريحات الراعي

العرب/13 آذار/17/بيروت – لا تزال تصريحات البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي تلقي بظلالها على الساحة اللبنانية، خاصة وأن رجل الدين الماروني معروف عنه تجنبه التطرق للقضايا الخلافية مثل تدخل حزب الله في سوريا وأيضا الوجود الفلسطيني داخل لبنان. ووجه البطريرك الماروني في حوار مع قناة “سكاي نيوز” العربية، مؤخرا، انتقادات لاذعة لحزب الله الذي قال عنه إنه أحرج اللبنانيين وقسمهم بدخوله سوريا دون أن يقيم وزنا للدولة التي تبنت نهج “النأي بالنفس”. وأكد الراعي أن “حزب الله حزب سياسي مع أسلحة، موجود في البرلمان والحكومة والإدارة، وهناك مواطن يتساءل لماذا شريكي مسلح وأنا لا؟”، في انتقاد لسلاح الحزب. ورغم التزام حزب الله الصمت حيال تصريحات الراعي، بيد أن أوساطا قريبة منه عبرت عن دهشتها لما قاله، واعتبرت أن ما جاء به لم يكن اعتباطيا، معربة عن مخاوفها من تلقيه معطيات من مراجع دولية كبرى تفيد بأن المرحلة المقبلة عنوانها “مواجهة الحزب”. وتقول أوساط سياسية أخرى إن تصريحات الراعي هي رد غير مباشر على موقف الرئيس ميشال عون، الذي اعتبر أن سلاح حزب الله ضرورة في لبنان في ظل ضعف الجيش، وهو ما أثار استنكارا دوليا. ومعلوم أن الكاردينال مارة بشارة بطرس الراعي، لم يكن على وفاق تام مع عون في عدد من المحطات، وأبرزها فترة الفراغ الرئاسي، حيث أبدى بكركي آنذاك تبرمه من طرق التعاطي العوني مع الأزمة. واستقبلت عدة شخصيات وقوى لبنانية تصريحات الراعي الأخيرة بالتأييد، خاصة وأن تدخل حزب الله في سوريا، كان ولا يزال محل رفض من غالبية اللبنانيين، حتى من داخل حاضنته الشعبية، فضلا عن أن تمسكه بسلاحه يشكل تحديا كبيرا أمام الدولة، في ظل وجود قرارات دولية تطالب بسحب سلاح الميليشيات. وانخرط حزب الله منذ العام 2012 في القتال إلى جانب النظام السوري ضد المعارضة، بدافع من إيران. وعلى مدار السنوات الماضية تعرض لبنان بسبب هذا التدخل إلى العديد من العمليات التفجيرية خاصة في الضاحية الجنوبية معقل الحزب. ويخشى اليوم أن يدفع لبنان غاليا فاتورة هذا التدخل، بالنظر إلى المزاج الدولي المتغيّر بعد وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة في الولايات المتحدة. واعتبر وزير العدل الأسبق أشرف ريفي في بيان له أن “موقف الراعي يمثل جميع اللبنانيين المؤمنين بسيادة الدولة على أرضها والرافضين للسلاح غير الشرعي، الذي تحول إلى أداة للفوضى والغلبة في الداخل، وإلى ورقة تستعملها إيران في المنطقة”. ورأى عمار حوري عضو كتلة المستقبل أن “الراعي يطلق دائما المواقف الوطنيّة وهو منحاز للبنان وسيادته”. تصريحات الراعي المثيرة امتدت لتطال الوجود الفلسطيني في لبنان، والذي طالب من خلالها بضرورة إيجاد حل لهذه المعضلة. وذهب الراعي حد القول إن “الفلسطينيين هم الذين صنعوا الحرب في لبنان عام 1975”، وتساءل “لماذا لا يعودون؟”. وأثار تحميل الكاردينال للفلسطينيين وحدهم وزر الحرب الأهلية التي اندلعت في سبعينات القرن الماضي، ضجة كبيرة داخل الأوساط الفلسطينية. وقال المسؤول الإعلامي في الجبهة الديمقراطية فتحي كليب، إن وجود الفلسطينيين في لبنان ليس بإرادتهم، ودعا البطريرك إلى “ممارسة الضغط على المجتمع الدولي للمساعدة في عودة الفلسطينيين بدلا من التصريحات التحريضية”.

 

 

 مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 12/3/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

يتجه مجلس الوزراء غدا لإنجاز درس وإقرار مشروع قانون الموازنة، حتى لو اقتضى الأمر إطالة وقت الجلسة لمنتصف الليل، كما أكد الرئيس الحريري.

ويوم الأربعاء جلسة تشريعية لإقرار مشاريع وإقتراحات قوانين، تسبقها جهود وآمال بإنجاز درس اللجان المشتركة سلسلة الرتب والرواتب، لتكون في جدول عمل الجلسة البرلمانية.

أما على مستوى قانون الانتخاب، وإذ أشارالوزير جبران باسيل قبيل نهاية الأسبوع، إلى وجود صيغة لمشروع قانون يحظى بقبول جميع الأفرقاء السياسيين، ورد اليوم أول رد من النائب وائل أبو فاعور، واصفا ما هو متداول بالعجيب الغريب، وسائلا لماذا سلكت التسوية في الانتخاب الرئاسي وفي التأليف الحكومي وتوقفت عند قانون الانتخاب؟.

في أي حال، وفيما ينتظر أن تتبلور الصيغة المتداولة في الأروقة السياسية، بعد أن تكتمل الاتصالات والتوضيحات في كل الاتجاهات، غرد النائب جنبلاط بالآتي: إن أفضل شيء هو الوضوح ونعم لنسبية الحد الأدنى من الشراكة، وليس لنسبية ترسي الطلاق والقوقعة.

البطريك الراعي من جهته، لفت إلى أن في طليعة الانتظارات: سن قانون جديد للانتخابات يقوم على المناصفة الفعلية وعدالة التمثيل.

قبل عرض تفاصيل الشأن المحلي، لا بد من التوقف عند تصاعد التوتر بين تركيا وهولاندا، على خلفية عدم السماح لوزير الخارجية التركية بزيارة روتردام، وإعادة وزيرة الشؤون العائلية التركية إلى ألمانيا. إردوغان توعد هولاندا بدفع الثمن ودعا المنظمات الدولية إلى فرض عقوبات على هولندا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

يطل مشروع "التيار الوطني الحر" بشأن قانون الانتخابات، غدا. فهل تكون الثالثة ثابتة؟.

لا تبدو مؤشرات التوافق قائمة، بدليل البطاقة الصفراء التي رفعها "الحزب التقدمي الاشتراكي" اليوم، وقد تتحول إلى بطاقة حمراء ترفع في وجه أي طرح لا يحظى على موافقة "التقدمي".

الإيجابية أن الكل منفتح على النقاش، النائب وليد جنبلاط ترجمها بتأييد نسبية ترسي الحد الأدنى من الشراكة، لا الطلاق والقوقعة. معاون الرئيس نبيه بري الوزير علي حسن خليل، أظهر أقصى درجات الانفتاح على أي طروحات تساهم في استيلاد صيغة جديدة وعادلة، مع الإنحياز إلى النسبية.

الوزير جبران باسيل أكد للـ NBN أنه سيبقى يضع المشاريع المختلطة حتى يقولوا له: كفى. ما يعني أن لا عودة إلى الاقتراحات التي تستفز الآخرين كالطرح "الأرثوذكسي"، كل ما يطرحه رئيس التيار هو أفكار للنقاش، وبحسب مصادر الـ nbn فإن الخلاف يكمن حول توزيع المقاعد والأقضية.

الأسبوع المقبل سيشهد لقاءات دسمة، ليبقى أيضا آذار بالانتظار، قبل الدخول في محظور المهل.

في المنطقة، تتبدل الصورة كما ظهر في إدانة تركية ثم فرنسية للتفجير الذي وقع في دمشق. هي بوادر تمهيدية تأتي في ظل تقدم الجيش السوري ميدانيا، واستعداد أميركي لدعم الجيش السوري والروس، كما بدا في مضمون وتوقيت بيان واشنطن. لكن الأميركيين يحرضون لاستبعاد طهران من المشهد السوري، وهو ما يبدو مستحيلا.

أما العلاقة التركية- الأوروبية فتزداد توترا، ليستفيد من الأزمة أولا الرئيس التركي لشد العصب قبل الاستفتاء، وثانيا اليمين الأوروبي المتطرف المقبل على انتخابات وتحولات على مساحة القارة الأوروبية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

بانتظار الحلقات الجديدة من مسلسل السلسلة والموازنة، يطل قانون الانتخاب مجددا من نافذة الأخذ والرد السياسي والتضارب في المشاريع والاقتراحات.

"التيار الوطني الحر" حدد غدا موعدا لاطلاق مبادرته التي أعدها الوزير جبران باسيل. مشروع تعرض لاطلاق نار سياسي كثيف من طرف النائب وليد جنبلاط ونواب حزبه، كشف حجم الرفض مع الابقاء على نسبية فيها الحد الأدنى للشراكة.

الحد الأدنى من النيل من خبز المواطن لا توفره سلسلة الرتب والرواتب، الضرائب المحمولة على متن مشروعها، تلاحق الدواء والاستشفاء بضريبة الـ TVA بعد اعفاء منها لسنوات طويلة.

في الشارع، سؤال عمن يحمي جيب المواطن من استنسابية الأسعار، والتطبيق العشوائي للضرائب على السلع والخدمات. أسئلة لا تطرح للمرة الأولى، كما هي دائما لا تجد أجوبة شافية عليها.

في الاقليم، صدى تفجيري باب الصغير في دمشق لا يزال يتردد في أروقة الادانات. ولا تتردد القراءات عن ربط ارتكاب هذه الجريمة بما أصاب الجماعات الارهابية من انكسارات مدوية في الجبهات.

جبهة الموصل تسير نحو انجاز تحرير نصف القسم الغربي من سيطرة "داعش"، مع تحقيق اختراقات باتجاه مناطق مشرفة على الضفة الشرقية المحررة لدجلة.

في ايران، جديد متطور جدا في القدرات العسكرية، دبابة "كرار" المحلية الصنع: مواصفات وتقنيات عالية تؤكد عزم الجمهورية الاسلامية على المواجهة بالتكنولوجيا المتقدمة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

يتساءل المعنيون باستيلاد قانون انتخاب، عن مصير القانون الثالث الذي حاكه الوزير جبران باسيل وسيعرض تفاصيله الاثنين، ترى ما ستكون عليه ردود الأحزاب والشخصيات التي أودعها اياه باسيل لابداء الرأي؟.

والقانون الباسيلي، كما بات معروفا، قانون مختلط نسبي وأكثري وتأهيلي على مستوى كل طائفة، ويستلهم "الأرثوذكسي".

انتظار الردود يتم بأعصاب مشدودة، لأن المختلفين على كل شيء يجمعون على انه المشروع الأخير قبل الجلوس على حافة الفراغ.

توازيا، عبأت السجالات الساحة وإن بالواسطة، كتلك التي نشأت بين "التيار الوطني" و"القوات" حول ترشيح الدكتور فادي سعد في البترون، أو تلك المستعرة بين "التيار الوطني" و"المردة"، لكن الأقوى من خارج السياق تمثل في انتقاد البطريرك الراعي سلاح "حزب الله" والذي بقي من دون رد من الحزب.

في الشق الحياتي، سلسلة الرواتب هي نجمة السجالات، إن اقرها المجلس النيابي منتصف الأسبوع أحدثت ثورة، وإذا لم يقرها أحدثت فوضى، والمعضلة الأكبر ان أرقامها لم ترض فريقي الانتاج.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

موقفان محلي واقليمي لا يربط بينهما إلا علامات التعجب وعلائم الاستغراب. الأول يطلقه فريق في الداخل دأب على التباكي والتذاكي منذ عقدين ونيف، واليوم يتخذ من قانون الانتخاب ذريعة للانتحاب. منذ دزينة أعوام كان ركنا أساسيا- تبين لاحقا انه لا يركن اليه- في تحالف رباعي وقف في وجه الحقوق والحقيقة. واليوم يرفع الصوت منددا بما يسميه مفاوضات رباعية، شاجبا ما يعتبره اقصاء لفريقه السياسي عنها، وهو الذي احتكر وابتكر بدعة "لمرة واحدة استثنائية" على مدى دورات انتخابية ثلاث في زمن المغفور له أو لهم، غير المأسوف عليهم.

أما الموقف الاقليمي فهو من تركيا. يخرج اردوغان ليندد بالنازيين الجدد في هولندا والغرب، لأنهم يقفون حائلا ومانعا بينه وبين شعبه المنتشر في أوروبا، بحسب كلامه، ويمنعونه من تصدير مشروعه الطوراني- العثماني إلى قلب أوروبا، ليحقق بالابتزاز والاستفزاز ما عجز أسلافه عن تحقيقه بالحصار والدمار عند أبواب فيينا منذ خمسة قرون.

اردوغان المستقتل على الانضمام إلى أوروبا، يهددها بالعقاب لأنها طردت وزيرته ووزيره اللذين حاولا الدخول إلى هولندا وكأنها سنجق أو ولاية عثمانية. والمفارقة ان اتهام الغرب بالنازية، يأتي من رئيس دولة ذبحت ملايين الأرمن وأبادت ثلث اللبنانيين في الحرب العظمى، واقتصر ارثها على الدماء والأشلاء لدرجة دفعت بالرئيس الفرنسي السابق فاليري جيسكار ديستان إلى اطلاق تحذيره الشهير منذ أكثر من عشرة أعوام، عندما قال إن اوروبا التي نعرف ستنتهي بمجرد قبول تركيا عضوا فيها، وستعود أوروبا إلى عصور الظلمات بدلا من الأنوار.

هذه الأنوار التي بدأت تخفت في لبنان مع الرحيل التدريجي لفنانين ومبدعين. فبعد بيار صادق وملحم عماد وجان مشعلاني الذين طبعوا الكاريكاتور بالسخرية المستحبة والتعليق الهادف والرسم الشفاف، يرحل اليوم ستافرو جبرا أحد كبار هذا الفن الذي انفرد به لبنان دون سواه من دول محيطه، لأن الكاريكاتور الحقيقي هو الحرية والحرية لا يناسبها إلا مناخ لبنان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

كل الأنظار تتجه إلى اعلان مبادرة "التيار الوطني الحر" الانتخابية غدا. مبادرة يعتبر "التيار" انها قد تكون الأخيرة، وانه من خلالها قدم قسطه للعلا تحاشيا لدخول نفق الفراغ أو الأزمة السياسية.

هذه المبادرة أخذت بالاعتبار إلى حد كبير مطالب كل الأفرقاء، ولكن يبدو ان الأجوبة الأولية عليها متفاوتة بين الانفتاح والايجابية من جهة واللا جواب من جهة أخرى، من هنا يعتبر "التيار" ان رفض المبادرة التي سيقدمها الوزير جبران باسيل في مؤتمره الصحافي غدا صعب، وهو ينتظر بشيء من التفاؤل أجوبة كل الفرقاء ليبني على الشيء مقتضاه.

الأفرقاء بدورهم ينتظرون تفاصيل المؤتمر الصحافي والصيغة النهائية للقانون المقترح. والأجوبة سلبية كانت أم ايجابية، ستعتمد أكثر من معيار، فمنهم من تقدم خطوة نحو النسبية عبر قانون مختلط بين الأكثري والنسبي، وهو ينتظر تقسيمات القانون ليسحم موقفه. ومنهم من ربط قبول المبادرة بنقاط محددة تبدأ باعتماد النسبية ووحدة المعايير، لينتهي ببيت القصيد: الأخذ بعين الاعتبار التمثيل الصحيح لجميع القوى السياسية، وليس فقط تلك الممثلة حاليا في البرلمان.

ساعات قليلة ويتضح الخيط الأبيض من الخيط الأسود في قانون الانتخاب، ساعات تبقى ضبابية في المقابل في ما يتعلق بوقف أعمال "الايدن باي".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

لولا إصرار الرئيس سعد الحريري على الانتهاء من نقاش مشروع الموازنة مساء الإثنين، مهما طالت الجلسة، ولولا الاتفاق على سلسلة الرتب والرواتب، التي يرجح أن يقرها مجلس النواب الأربعاء، لكان الأسبوع الطالع، أسبوع الاهتزازات.

فبورصة السياسة كما الطقس، الذي يتأرجح بين الصيف والشتاء، وسط مطر غزير وعودة الثلوج إلى المرتفعات، بعد أسبوع حار لامست الحرارة خلاله 30 درجة.

أعمال الحكومة المستمرة على مدار الأسبوع لتبريد قلوب المواطنين في ملفاتهم الحيوية، تقابلها حماوة في التهديدات الإسرائيلية ونوايا تحويل لبنان إلى ساحة معركة أميركية- إيرانية يدفع ثمنها اللبنانيون. في حين كان لافتا للانتباه موقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي المستجد من سلاح "حزب الله"، الذي وصفه بأنه محل انقسام بين اللبنانيين، ورفضه مشاركته في الحرب السورية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

هو الغموض غير البناء المتبع في طرح قوانين الانتخاب، وآخرها صيغة جاءت على جناح "التيار" تحمل روح "الأرثوذكسي" طائفيا وتقتله نسبيا، تستحضر أرواح نجيب ميقاتي وتقيم عليه مجالس "الستين"، و"هات مين يفهم" أو يحل لغز تداخل النسبي بالأكثري، أو يكتشف كيف غرز "الستين" بمؤخرة الميقاتي.

إقتراح سوف يعقد عليه وزير خارجية القوانين جبران باسيل، وليمة صحافية ربما غدا لشرح ما انتجته الشراكة السياسية. لكن أول المعارضين كان "الحزب التقدمي الاشتراكي" الذي أكدت مصادره ل"الجديد" أننا لن نسير بهذا الطرح، وقالت إن كل ما يروج له انتخابا سوف يصل بنا الى التمديد تقنيا لعام واحد أو لعام ونصف.

وإذا كان جنبلاط رافضا لطروحات تقترب من الشعوذة والشطارة الانتخابية، إلا ان تغريدته اليوم تؤكد ان الرجل أصبح أقرب الى النسبية العادلة لاسيما بقوله: إن أفضل شيء الوضوح، نعم لنسبية فيها الحد الأدنى للشراكة ولا لنسبية ترسي الطلاق والقوقعة، فكفى التذاكي وصبرنا طويل جدا.

والتفسير العملاني للنسبية التي تضمن الحد الأدنى من الشراكة، تعطي مؤشرا على ان جنبلاط لم يعد على عداء مع هذا النظام الانتخابي، وان النسبية لم تعد تشكل له حساسية مفرطة، وبالتالي فهو أصبح مؤهلا لخوضها بحيث لا يعطي الأسباب الموجبة لاتهامه بالتعطيل بعد اليوم، ولا يتذرعن أحد بان زعيم الجبل هو حجر عثرة، ويتكئون على رفضه لنسف الانتخابات والسير بالتمديد أو "الستين" السيء الصيت.

وإذا كانت قوانين جبران قد خطت لبنان على صورة التقاتل الانتخابي، فإن قانون "جبرا" ترك في هذا الوطن الكثير من السخرية على الانتخابات والسياسيين ومآثرهم. ستافرو جبرا سقط عن أحلام ريشة، عن سبعين الف بسمة، عن نقد يشبه الجرح، عن آلام وطن ما زال على وجعه. حاكى ستافرو على مدى سنوات كل أنواع السخرية والنقد والاتهام غير المباشر، عبر اللون والقلم. رسم البلد على صورة حكامه، وغادره اليوم على "حطة يده".

ستافرو جبرا.. فلترقد ريشتك بسلام.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الحريري للخائفين على 14 آذار بعد 12 سنة: أطمئنكم حكم المحكمة في 2018

 احمد عياش/النهار/13 آذار 2017

بعد مرور اثني عشر عاما على اغتيال الرئيس رفيق الحريري، تأتي وسط إحباط داخلي ذكرى 14 آذار عام 2005 والتي لا يغيب عن مشهدها التجمع الاكبر في تاريخ لبنان رفضاً لهذه الجريمة. لكنها تأتي أيضا في أعلى المستويات الواعدة خارجيا، وتحديدا ما يتصل بالهدف الكبير لما وُصفَ في حينه بـ "ثورة الارز" أو ثورة الاستقلال الثاني ألا وهو "الحقيقة"، كما ورد في كلمة أسرة الشهيد التي ألقتها النائبة بهية الحريري، فأكدت أمام أكثر من مليون لبناني تمكنوا من الوصول الى ساحة الشهداء التمسك بعنوان "الحقيقة في جريمة اغتيال شهيد الوحدة الوطنية ورئيس الشهداء". والمعطيات المتوافرة حول عمل المحكمة الدولية الخاصة بالجريمة تفيد أن المحكمة ماضية قدما لإنجاز عملها في غضون 14 شهرا لتصدر حكمها النهائي الذي هو ثمرة مسار طويل وشاق وربما رتيب وفيه "أدلة قاطعة ومحكمة" حول الجريمة. ويوضح مسؤولون في المحكمة أن الوقت الذي بدا طويلا كي تصل المحكمة الى أصدار حكمها كان "ضروريا" وذلك كي لا تكون هناك أية وسيلة للطعن في الحكم. ووصف هؤلاء المحكمة بانها "فريدة من نوعها دوليا" بالمقارنة مع محاكم مماثلة بفضل ما دخل على تكوينها من عناصر توسع دائرتيّ البحث والاثبات.

الحديث عن حكم يصدر في قضية الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه السنة المقبلة يعزز احتمال أن تكون حصة لبنان في تمويل المحكمة هي الاخيرة هذه السنة. وفي هذا السياق علمت "النهار" من مصادر وزارية انه خلال مناقشة بند تمويل المحكمة في احدى الجلسات التي ترأسها الرئيس سعد الحريري في السرايا والمخصصة لمشروع الموازنة العامة، سجل وزيرا "حزب الله" محمد فنيش وحسين الحاج حسن إعتراض الحزب التقليدي على إدراج هذا البند في الموازنة، فكان الحل بتحويل المبلغ من موازنة وزارة العدل التي يترأسها الوزير سليم جريصاتي الى موازنة الهيئة العليا للاغاثة التابعة لرئاسة مجلس الوزراء. وهذا المخرج وصفته المصادر بانه يمثل "منعا للسجال وتسهيلا للدفع"، وقد جرى اعتماد مثيل له أيام الحكومة السابقة برئاسة الرئيس تمام سلام.

في قراءة سياسية لموضوع المحكمة من وجهة نظر 14 آذارية، يمكن القول ان قيام الرئيس سعد الحريري قبل أعوام بوضع نسخة عن قانون إنشاء المحكمة على ضريح والده يمثل خطوة رمزية بالغة الدلالة الى مسار كلف لبنان دماء كثير من الشهداء الذين سقطوا على طريق المحكمة التي صارت بعد إنشائها حقيقة عالمية بقرار من مجلس الامن الدولي، عصية على مخطط الاغتيالات في لبنان. وعندما يصدر حكم المحكمة السنة المقبلة يكون الرئيس رفيق الحريري قد أهدى الى لبنان بدمائه أهم قرار للعدالة الدولية في تاريخ المنطقة، كما أهدى بعد أسابيع قليلة من استشهاده فرض انسحاب جيش النظام السوري بعد عقود من الوصاية المباشرة على لبنان. وبهذا المعنى سيكون قرار المحكمة المقبل إنجازا تاريخيا لـ14 آذار عام 2005.

في القسم التالي من القراءة السياسية لحدث 14 آذار، يقول قطب بارز في ثورة الاستقلال، وهو لا يزال على مسرح الاحداث، إن ذروة التراجع السياسي لهذه الثورة كانت في 7 أيار عام 2008 عندما أحكم "حزب الله" قبضته المسلحة على القرار السياسي مسقطاً القرارين الشهيرين لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة بشأن مطار بيروت وشبكة الاتصالات الخاصة بالحزب وممهدا لاتفاق الدوحة الشهير الذي عاد وأسقطه الحزب بسلاح "القمصان السود" في مستهل العام 2011 كي يتم إخراج الرئيس الحريري من السرايا. ويرى القطب نفسه أن اليوم ما زال يشبه البارحة، وهذا ما تجلّى في دفاع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن سلاح "حزب الله"، ما اثار أزمة مع المرجعية الدولية للقرار 1701 فاضطر الرئيس عون في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء الى استدراك الموقف فقال ما قاله في شأن التزام لبنان هذا القرار.

من ينظر الى 14 آذار من زاوية مشروع بناء الدولة سيرى هزيمة لا يمكن إنكارها. أما من ينظر الى ذلك الحدث التاريخي قبل 12 عاما من زاوية العدالة فسيرى انتصارا كبيرا آتياً الينا بعد انتصار فرض انسحاب جيش وصاية النظام السوري عن لبنان. بهذا المعنى الانتصاري يقول الرئيس الحريري لأهل 14 آذار: إطمئنوا.

 

ملف التهرب الجمركي إلى القضاء والمتهمون بالمئات

حلا نصرالله/جنوبية/12 مارس، 2017

استطاع الصحافي الاستقصائي رياض قبيسي ان يهز السلطة اللبنانية بفضيحة التهرب من دفع الرسوم الجمركية، مما دفع المحامي حسن بزي الى التقدم بشكوى للنيابة العامة ضدّ المتورطين من المسؤولين وابنائهم والمحظيين من المشاهير والفنانين وكبار الموظفين.

قال الناشط في مجموعة “الشعب يريد إصلاح النظام” المحامي حسن بزي لموقع “جنوبية” بأنه تقدم مع مجموعة من المحامين بإخبار للنيابة العامة المالية ضد الموظفين في الجمارك، ووكلاء شركات السيارات الفخمة، والمسؤولين النافذين المتورطين في ملف التهرب الجمركي الذي يكبّد الدولة اللبنانية ملايين الدولارات سنويا. ويقول بزي بأنهم كمجموعة محامين حصلوا على وثائق إضافية تثبت تورط مئات الأشخاص بالتهرب الضريبي بعد أن تبيّن أنهم لا يستوفون الشروط اللازمة للحصول على رخصة “الإدخال المؤقت”. ويوضح بزي انه من خلال “الإدخال المؤقت”، تحصل عملية إدخال السيارات بدون دفع الرسوم الجمركية وبدون تسجيلها، وتستخدم السيارات لفترة زمنية محدودة قبل أن تعاد من جديد إلى المنطقة الحرة لتجديدها. تستند مجموعة “الشعب يريد إصلاح النظام” إلى تحقيق رياض قبيسي الذي كشف عن كتاب أرسله رئيس إقليم بيروت بالإنابة موسى هزيمة لمدير عام الجمارك شفيق مرعي، يحذره فيه من وجود آلية تتيح لأصحاب السيارات الفخمة الإحتيال على القانون عبر إدخال سياراتهم إلى لبنان بموجب رخصة “الإدخال المؤقت”. في تحقيق قبيسي، يقول رئيس مصلحة تسجيل السيارات أيمن عبدالغفور بأن السيارات الممنوحة ترخيص “الأدخال المؤقت” من الواجب ان تحمل لوحة خضراء اللون، أما الـ”sirial number” عليه ان يكون من الـ”13000 على (مـ) وصولاً إلى 118000 على (م)”. وبحسب المستندات التي عرضها قبيسي فإن عملية التزوير والفساد والتهرب الجمركي متورط بها فنانين مرموقين وأبناء زعماء لبنانيين، ووكلاء شركات السيارات الفخمة الذين يقومون بالتلاعب على القانون داخل المنطقة الحرة، من خلال شراء سيارات قيمتها مئات آلاف الدولارات، وبعد إنقضاء مدة الرخصة يقوم صاحبها بإرسالها للمنطقة الحرة من جديد، فتقوم وكالة السيارة بشرائها مرة آخرى بدون دفع رسوم جمركية وتحصل مجدداً على رخصة “الإدخال المؤقت”. وعليه، بحسب بزي فإنه استند بالإخبار المقدم للنيابة العامة المالية إلى ما كشفه تقرير الصحافي في قناة “الجديد” رياض قبيسي الذي فضح تورط فنانين وسياسيين وأبنائهم بالتهرب من دفع رسوم  الجمارك على السيارات الفخمة المستوردة، والأسبوع القادم سيتم إستدعاء المتهمين في الدعوى التي سجلها المدعي العام القاضي علي إبراهيم برقم 1460 ليمثلوا أمام القضاء اللبناني.

 

عقود بملايين الليرات لمن خرّب مستشفى صيدا الحكومي

جنوبية 12 مارس، 2017/وردت الى موقع "جنوبية" معلومات تفضح الفساد في مستشفى صيدا الحكومي من بدنا نحاسب، فماذا كشف في هذا الملف الحساس؟

في مساهمة بالأرقام والوقائع لكشف الفساد الإداري والمالي، نطلّ اليوم على ملف مستشفى صيدا الحكومي، حيث ان مديره السابق وهو (ع. ع)، أسس مستشفى النقيب خلال إدارته لمستشفى صيدا الحكومي، والذي تتسلم إدارته حاليا ما يُسمى بـ(اللجان)، بعد فضيحة السرقات فيه، وتحويل الملف كله الى القضاء المالي.

ومن فضائح فريق عمل صيدا الحكومي المشهودة هي انه لم يتم تحرير أية فواتير للمرضى الخاصة باللاجئين والمصالحات، ولا يملكون أوراقا ثبوتية. علما انه، تم تحويل ملفهم الى النائب العام المالي القاضي علي ابراهيم، الذي قد يكون على صلة بملف قوى الامن الداخلي الشهير، حيث وعلى ما يبدو انه ثمة صلة بين ملف صيدا الحكومي والمؤهل الاول (خ.ن) الذي حُوكم وسُجن وطُرد من الأمن الداخلي على اختلاساته، كونه هو نفسه زوج (ل.ن) موظفة المعلوماتية في مستشفى صيدا الحكومي، والتي باتت اليوم شريكة لـ(ع.ع) في مستشفى النقيب أيضا.

مع الاشارة، الى انه وبعد فتح ملف مستشفى صيدا الحكومي القضائي ثبت بالوثائق كيفية الصرف، وعدم اتبّاع الاصول للمرضى وغياب الأوراق. حيث تعدت الادارة السقف المالي المعمول به في وزارة الصحة العامة، والذي بلغ سبعة مليار ونصف مليار تحت عنوان “مصالحات” وهي كلها عمليات ماليّة وهميّة. وقد تحوّل الملف كاملا الى دائرة جرائم الأموال في قوى الأمن الداخلي، اضافة الى المخالفات الباقية والعجز الماليّ المتراكم لسنوات عديدة خلال ادارة (ع.ع) له. واللافت، هو انتقال فريق عمل مستشفى صيدا الحكومي المؤلف من (ع. ع)، وموظفة الاستقبال (ر.أ)، وموظفة المعلوماتية (ل.ن) من عملهم دون تعيين أي موظف مكانهم، خلافا للقانون، علما انه هناك من هم مؤهلون للعمل داخل المستشفى الحكومي، ومقبولون لدى مجلس الخدمة المدنيّة أيضا. وكان المدير (ع.ع) طيلة وجوده في مستشفى صيدا الحكومي، يؤسس لمستشفى النقيب، حيث حوّل مساعدته الى شريكة له في هذا المستشفى الجديد، مع عدد من الشركاء الآخرين. كما عيّن موظفة المعلوماتية (ل.ن) التي كانت معه في مستشفى صيدا الحكومي في منصب مديرة عامة في مستشفى النقيب. اما موظفة الاستقبال(ر.أ) فئة خامسة، والتي كانت مجرد موظفة استقبال صارت شريكة في شركة (ترايس للعناية الطبية) أيضا بحصة 5%، هذه الشركة التي تبلغ أسهمها في  مستشفى النقيب نسبة 12%. علما انه، في ذلك الوقت كان مجلس ادارة مستشفى صيدا الحكومي يعمل خلافا للأصول، فكيف تم تمرير ملف “المصالحات”؟ وهل يتم ذلك الا اذا كان ثمة مصلحة لمديره في سرقة ما هو مؤتمن عليه، اذ بعد اخراجه منه تسلّم مباشرة مستشفى النقيب وجددها، وصار رئيسا لها، وصارت (ل.ن) موظفة المعلوماتية في مستشفى صيدا الحكومي مديرة عامة في مستشفى النقيب الخاص. بالاضافة الى الحصة التي نالتها موظفة الاستقبال (ر.أ) تلك، اضافة الى ان الشريك آخر وهو (ع.ن) شقيق (خ.ن) في مستشفى النقيب، اضافة الى شركاء آخرون هم أطباء لا زالوا يعملون في مستشفى صيدا الحكومي، وبالوقت عينه في مستشفى النقيب، ومنهم الدكتور (ح.ع) والدكتور (ب.خ) ولهم نسبة معينة. ولا بد من الاشارة، الى انه في الخامس من شهر12 من العام 2016 تم توقيع عقد مع قوى الأمن الداخلي بقيمة 900 مليون ليرة، اضافة الى عقد آخر مع الجيش اللبناني بقيمة 240 مليون ليرة.

وقد تم توقيع هذه العقود في الفترة نفسها التي كان فيها زوج الموظفة (ل.ن) الموقوف، المؤهل الاول (خ.ن) لا يزال في السجن يُحاكم على اختلاساته، وهو الذي طُرد من قوى الأمن الداخلي بعد اجراء التحقيق معه بعد كشف ملف الفواتير المزورة التي كان له يد فيه.

هذه المجموعة وضعت مستشفى صيدا الحكومي تحت عجز وصل الى17 مليار خلال عهد (ع.ع)، اما اليوم في عهد اللجان فقد تخطى العشرين مليار ليرة، وهم الذين بعد طردهم من مستشفى صيدا افتتحوا مستشفى النقيب، والسؤال من أين لهؤلاء الموظفين المحدودي الدخل المال لفتح مستشفى خاص؟

علما أن مستشفى صيدا الحكومي تدار اليوم من خلال لجان ادارية خلافا للأصول، وهم مستمرون بالفساد على نهج سلفهم (ع.ع). من هنا أوجه سؤالي لقائد الجيش ولقيادة قوى الامن الداخلي: كيف يُمنح هؤلاء عقدا جديدا وهم محالون الى التحقيق أصلا في ملفات أخرى؟.

مع علم الجميع، ان زوج (ل.ن) وهو المؤهل الأول في قوى الامن الداخلي، تم تحويله الى القضاء العدلي، والتحقيق معه وسجنه لمدة ثلاث سنوات، وطرده من عمله مع تجريده من حقوقه كافة، فهل يجوز ان يجدد العقد مع هؤلاء او ان يُمنحوا عقودا جديدة، رغم كل ما يُعرف عنهم؟

شعارات بدنا نحاسب

مع الاشارة، الى ان ملف مستشفى صيدا الحكومي لايزال مفتوحا، والملفات قيد التحقيق. فهل يحق لهؤلاء الاشخاص إجراء عقد جديد، وهم الذين خربوا المستشفى الحكومي في صيدا؟. والسؤال الأهم هو كيف يمكن لقيادة الجيش ان تمنحهم عقدا بهذه القيمة، في الوقت الذي تمتنع وزارة الصحة عن منحهم أي عقد لعلمها بالفضائح المالية المتعلقة بهم؟ وسؤال لقيادة الامن الداخلي هو عن كيفية توقيع هذه العقود مع هؤلاء؟ لذا نطلب من الجهتين الامنيتين إلغاء هذه العقود. والسؤال الأهم، أليس من مسؤولية تقع على وزارة الصحة ودائرة الرقابة فيها على المستشفيات الحكومية أولا، وكيف يمكن ان تغيب عن هكذا ملف مهم؟ وأين يقف كل من التفتيش المركزي، وديوان المحاسبة فيما يخصّ الرقابة الذي يراكم عجزا، والذي يزداد يوما بعد يوم حيث يظهر التسيّب واضحا في هذا الملف الخطير؟

 

ريفي: بعض قيادات 14 اذار ضلت الطريق وباعت الثوابت تحت عناوين شتى لن نقبل الا بقانون انتخاب بمعايير واحدة لكل الدوائر وإلا سيكون لنا موقف صارم

الأحد 12 آذار 2017/وطنية - لبى الوزير السابق اللواء اشرف ريفي دعوة تجار وشباب من شارع الراهبات في طرابلس، الى مأدبة غداء في المدينة، يرافقه مدير مكتبه رشاد ريفي، مستشاره الدكتور سعد الدين فاخوري وعدد من اعضاء مجلس بلدية طرابلس، وقد استقبله فور وصوله الى مدخل السوق الناشطون محمد عباس، احمد نجيب، ايمن مرحبا وسعيد عوض وحشد كبير من اهالي المنطقة، حيث نحرت له الخراف واطلقت المفرقعات النارية في الهواء على وقع موسيقى وطنية واناشيد حماسية. والقى عوض كلمة رحب فيها بريفي وصحبه، مؤكدا "دعم اهالي شارع الراهبات لمواقفه الوطنية والطرابلسية والشمالية".

كما القى نجيب كلمة وصف فيها ريفي ب"أشرف الناس" وقال: "نؤكد دعمنا وتأيدنا لنهجه الواضح والوطني، ونلتمس منه الموقف والقوة والشجاعة والشهامة والرجولة في زمن قل فيه الرجال وبتنا نشاهد قيادات يهمها فقط مصلحتها الشخصية على حساب مصالح الناس والوطن".

ريفي

ثم تحدث ريفي، فقال: "نجتمع اليوم ونعلم ان لبنان يمر بمرحلة حساسة ودقيقة، ولا اقول خطرة وانما مرحلة مفصلية، ونحن على بعد يومين من ذكرى الرابع عشر من آذار التي كنا من رجالها الاساسيين، ومنحناهم جميعا اصواتنا، ولكن للاسف ان بعض من هذه القيادات قد ضل الطريق وانحرف عن المسار وباع الثوابت تحت عناوين شتى، واتخذ خيارات لا يمكن ان نرضى عنها ولا يمكن ان تمثلنا، ولقد رفضنا وحذرنا من ان يكون رئيس جمهوريتنا منتميا لقوى الثامن من آذار، لانها تحمل مشروعا مشبوها، سنبقى واياكم نواجهه". أضاف: "علمنا التاريخ القديم والحديث ان من يبرر الانحراف تحت اي عنوان كان سيدفع ثمنه غاليا جدا، ولا ينفع اي تبرير للتهاوي والسقوط مع الفريق الخصم، فاما ان تكون رجلا تتمسك بالمبادئ والثوابت التي ناضلنا من اجلها وسقط مئات الشهداء في سبيلها، والا فالشعب سيحاسبكم في الانتخابات النيابية المقبلة. وقد اثبت الشعب في الانتخابات البلدية ان كرامته اغلى من اموالكم وتحالفكم واثبت انه يملك القرار الحر وسيبقى له هذا القرار، وفي ذكرى الرابع عشر من آذار هذه الحركة التي كان عنوانها الحرية والسيادة والاستقلال، نقول لمن بقي على هذه الثوابت: نحن باقون معكم وسنبقى نناضل للحرية والسيادة والاستقلال وسننتصر واياكم". وتابع: "على ابواب مؤتمر القمة العربية الذي يعقد اواخر هذا الشهر في عمان، اقول لكل المسؤولين اللبنانيين، انتم على موعد ان تثبتوا اما ان تكونوا عربا او تكونوا زاحفين بين اقدام الفرس، فنحن عرب ولن نسمح مهما كلف الامر ان نتهاون في عروبتنا. انتم امام استحقاق لتؤكدوا، اما ان تكونوا مع التضامن العربي وتحرصوا على علاقة لبنان العربية وعلى علاقات لبنان مع الشرعية الدولية، واما ان تضعوا لبنان امام الصراع او في مهب رياح خطيرة جدا، وسنحاسبكم على هذا الاساس". قال: "بالامس سمعنا موقفا متقدما للبطريرك مار بشارة بطرس الراعي، حول سلاح حزب الله غير الشرعي، واننا نؤيد موقفه واصدرنا بيانا بذلك، فلا يمكن الا ان نعتبر هذا السلاح غير مبرر وغير شرعي وغير ضروريا ولن نقبل به. وخلال الوجود السوري كنا نسمع نغمة مشابهة للسلاح غير الشرعي، وهي ان الوجود العسكري السوري مؤقت وضروري وشرعي، نحن نعتبر ان هذا الوجود لم يكن مؤقتا ولو تسنى له لبقي حتى يومنا هذا، كما انه لم يكن ضروريا فلدينا الجيش اللبناني البطل، وهو يستطيع حماية الحدود ومواجهة التحديات التي يتعرض لها الوطن، كما ان اجهزتنا الامنية الاخرى نعتز بها وهي جاهزة لحفظ امن الوطن في الداخل، ونحن لسنا بحاجة لسلاح حزب الله غير الشرعي لمساعدة الجيش اللبناني". أردف: "ان اعتقد حزب الله ان قوته باقية فهو واهم، وان كانت ايران تعتقد ان قوتها دائمة فهي واهمة، فالكل يجب ان يعتبر من التاريخ، علمنا التاريخ ان من يخرج عسكريا خارج ارضه وحدوده سيدفع الثمن وستكون نهايته لقد خرج السوري من لبنان وها هو اليوم يدفع الثمن غاليا، وخرج حزب الله من لبنان الى سوريا وعاث فسادا في سوريا وارتكب جرائم بحق اطفالنا واهلنا هناك، لذا سيدفع الثمن عاجلا ام اجلا". أضاف: "نسمع اصواتا كثيرة رافضة لنظام الاكثري ومنهم من يطالب بقانون النسبية ومنهم من يطالب بقانون الستين المعدل او المختلط، والمفارقة الكبيرة ان الوزير جبران باسيل يرفض قانون الستين ويطرح علينا صيغة تكون فيها البترون دائرة انتخابية وفق القانون الاكثري، في حين انه يريد في هذا القانون طرابلس وفق قانون المختلط، فليسمح لنا، فنحن لن نقبل الا بقانون تكون فيه الدوائر كافة بنفس المعايير، والا سيكون لنا موقف صارم، ونحن بالمرصاد، وانا لا اطالب بقانون معين كل ما اطالب به هو قانون يضمن تطلعاتنا للعيش المشترك وصحة التمثيل". ختم ريفي: "اننا جاهزون لخوض المعركة الانتخابية تحت اي قانون ونحن لم نعتد ان نهرب من اي استحقاق. فقد سبق وخضنا الانتخابات البلدية حيث اثبتنا ان قرارنا وكرامتنا اهم من اموال اي قوى سياسية وسنثبت ان قرارنا وكرامتنا يحددان من هم نوابنا".

 

الراعي ينقلب على حزب الله

منير الربيع/جنوبية/الإثنين 13/03/2017

ليس عابراً كلام البطريرك الماروني بشارة الراعي عن حزب الله ومشاركته في الحرب السورية، وسلاحه وتقسيمه اللبنانيين. فهو يشير إلى أن شهر العسل بين بكركي وحارة حريك ليس على ما يرام. فصحيح أن الراعي سبق له أن أعلن مواقف مشابهة، لكن لم تكن تمرّ ساعات قليلة إلا ويصدر بيان توضيحي. لكن هذه المرة، مرت أكثر من 48 ساعة ولم يصدر أي موقف توضيحي. ولدى سؤال مصادر متابعة عن حقيقة الموقف، وإذا ما كان هناك إمكانية لتبديله، تجيب أن هذا الموقف ثابت، ولن يتغير. أراد الراعي العودة إلى الثوابت، والتذكير بالقضية الأساسية وإعادة دخولها من الباب الواسع، في موقف يذكّر بمواقف البطريرك السابق نصرالله صفير، لأنه يرى أن البلد ذاهب نحو الأسوأ على أكثر من صعيد. ولا يمكن لهذا الموقف أن يتخذ، ويثبّت بلا أي معطيات خارجية تدعمه. والأكيد أن رأس الكنيسة المارونية لم يتحدث بلسانه فحسب، بل عبر عن فئة واسعة من اللبنانيين عموماً، والمسيحيين خصوصاً. وهو يأتي بعد سلسلة من اللقاءات والجولات التي أجراها الراعي، والتي سمع خلالها ما حتّم عليه إتخاذ هذا الموقف، خصوصاً لقاءه بوفد من اللوبي اللبناني في واشنطن، والذي سمع منه مواقف تصعيدية ضد إيران وحزب الله. طوال الفترة السابقة، لم يذكر أحد مشاركة حزب الله في سوريا، ولم يثر أحد مسألة سلاح حزب الله. هذه النغمة عادت إلى البازار السياسي، مع انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، وبعد سلسلة مواقف له تشير إلى وجوب إخراج حزب الله وإيران من سوريا. كما أن موقف البطريرك يتزامن مع الحديث عن اجراءات عقابية جديدة ضد الحزب على الصعيد الدولي، من بوابة العقوبات المالية. عليه، فإن الموقف الأخير يشكّل تغيّراً في توجهاته، ويعكس شيئاً من التحول في الموقف الدولي، خصوصاً في المسألة السورية. كذلك يعكس موقف الراعي، بطريقة أو أخرى، موقف الفاتيكان، الذي يبدو أن موقفه تغيّر أيضاً، بعدما كان موقفه يغض النظر عن وجود الحزب في سوريا تحت شعار حماية الأقليات. وتعتبر مصادر متابعة أن مواقف الراعي السابقة، التي منحت حزب الله الغطاء في أكثر من مرّة، كانت نتيجة وجود جوّ دولي يغطّي وجود حزب الله في سوريا. وتشير المصادر إلى إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما الذي كان متحمّساً جداً للتعاون مع إيران. أما اليوم فكل شيء يتغير، خصوصاً في ضوء استعداد ترامب لمواجهة إيران في سوريا وغيرها، خصوصاً أنه يصفها بأحد أكبر الدول الراعية والمصدّرة للإرهاب. أوصل الراعي رسائل سياسية في أكثر من اتجاه، خصوصاً في معرض احيائه إعلان بعبدا، إذ اتهم الحزب بعدم الإلتزام به. ولم يكتف بالتصويب على خرق حزب الله معادلة النأي بالنفس والقتال خارج الحدود، إنما أثار أيضاً موضوع سلاح الحزب، إذ قال: "أنا مواطن لبناني، وشريكي مواطن أيضاً. أنا أعزل وهو مسلّح. وهذا شيء غير طبيعي. لكن الدولة اللبنانية لم تحسم أمرها في هذا الموضوع". وترى المصادر أن هذا الموقف لن يقتصر على الراعي، بل إن هناك قوى مسيحية أخرى ستتخذ مواقف مشابهة.

 

معركة إيدن روك: من يضمن إلتزام الشركة؟

حنان حمدان/المدن/الإثنين 13/03/2017

أوقفت الأعمال في مشروع إيدن روك، في الرملة البيضا، منذ ظهر السبت 11 آذار، بطلب من محافظ بيروت القاضي زياد شبيب في كتاب أرسله إلى شرطة بيروت، فتحول الاعتصام الذي دعت إليه مجموعات المجتمع المدني من أجل الضغط لوقف الأعمال، إلى شبه احتفال بتنفيذ قرار الشورى. ما أثبت قدرة المجموعات على الضغط والتغيير. لكن من يحاسب الشركة في حال استمرت في الأعمال من داخل المبنى بعكس ما يظهر إلى العلن؟ لاسيما أن القوى الأمنية لم تفرض على الشركة توقيع أي تعهد بعدم استكمال المشروع، تحت طائلة المعاقبة القانونية. يقول رئيس جمعية الخط الأخضر علي درويش إن إلزام الشركة بالتوقف مسؤولية تقع على عاتق القوى الأمنية أولاً والمواطنين ثانياً. والحال أن هدف المرحلة المقبلة سيكون إبطال التراخيص، نظراً إلى المخالفات الكثيرة التي تشوبها. وهذا ما أكده المدير التنفيذي في جمعية نحن محمد أيوب، في حديث إلى "المدن"، بقوله إن "ما حصل هو بداية المعركة، لمحاسبة كل من زوّر هذه الرخص، ولإظهار جميع الوثائق التي أخفيت حتى الوصول إلى الهدف الرئيسي، وهو إبطالها، والتأكيد أن هذه العقارات أملاك عامة". ونوه درويش بأهمية التقاء القضيتين المرفوعتين أمام شورى الدولة وقضاء العجلة بغرض الوصول إلى قرار الإبطال، حيث سيقدم الخبير تقريره إلى القاضي جاد معلوف الإثنين، في 13 آذار، في حين حصل الشورى على جزء من المستندات والوثائق التي طلبها من محافظ بيروت، و"سنطالب بالحصول على نسخة منها من أجل تقديم الجواب والطعون". المعركة القانونية هذه تطرح سؤالين أساسيين: الأول يتعلق بمدى قدرة القضاء على اتخاذ قرار بإبطال الرخصة بمعزل عن الضغوط السياسية التي يتعرض لها. أما الثاني فإنه يرتبط بالاجراءات التي ستلي قرار الإبطال، في حال صدوره. ذلك أن تجارب الإدارارت العامة مع قرارات الشورى تشير إلى عدم إلتزامها بتطبيق نحو 25% منها، وفق ما صرح رئيس مجلس الشورى شكري صادر في أكثر من مناسبة. وبالتالي، إذا كان قرار الإبطال مهماً، فإن "الأهم هو إلتزام السلطة المعنية بتنفيذه واتخاذ قرار بإزالة المخالفة"، وفق المحامي في بدنا نحاسب واصف حركة. والواقع، أن إنجاز طابق الأخير من المبنى بات كفيلاً بجعل المشروع أمراً واقعاً. وهذا ما سعت إليه الشركة خلال الأيام الماضية، وأكده محاميها بهيج أبو مجاهد، في حديث إلى تلفزيون "الجديد"، في قوله إن قرار مجلس شورى الدولة "أرعن" وأن "العمل بالمشروع سيستمر بقوة القانون".

 

الحريري أسيراً

منير الربيع/المدن/الإثنين 13/03/2017

الصورة المأخوذة عن الرئيس سعد الحريري، توحي وكأنه يعشق السير نزولاً. يستسهل الانسياب. ويرفض مجابهة متاعب السير باستقامة أو صعوداً. يفضّل الانحناء أمام الرياح، لا الوقوف بوجهها. رفض التصلّب كي لا يُكسر، لكنّ الليونة جعلته يعتصر. وعليه، أصبح إسماً ملازماً للتنازلات بعد أخرى. هي حكاية الحريري مع الحكم، السلطة، الخصوم وحتى الحلفاء. في فترة قصيرة من الحياة السياسية، تمرّس الحريري، وتعرّض لمواقف عديدة، محلياً وخارجياً. خاض مواجهة صعبة في أحلك الظروف، حين كان رفاقه يتعرّضون لعمليات اغتيال واحداً تلو الآخر، فأصر على موقفه وعدم المساومة. لكن القدر قد يكون عاكسه، وكذلك التطورات السياسية داخلياً وخارجياً كانت له بالمرصاد. فأجبرته دوماً على التنازل بعد تصعيد، وأظهرته غالباً في موقع الضعيف والخاسر. كانت الضربة القاسية في السابع من أيار 2008. طوّع الحريري في حينها ليس بالمواجهة المسلّحة فحسب، إنما بقرار إقليمي ودولي. وبدأ مسار التنازلات في العام 2009 بعيد الانتخابات. الضربة الثانية التي تلقاها على الرأس كانت في إقالة حكومته، وغيابه لأكثر من سنتين عن لبنان. تلك كانت آخر مراحل تطويعه، وعليه فإن عودته المظفّرة إلى السلطة جاءت بعد تنازلات جمّة جرى تقديمها، في كل المجالات السياسية وغير السياسية، ولم تكن في التنازل لانتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية فحسب. على ما يبدو، إن ما لا يزال سرّياً في هذه التسوية هو أخطر مما ظهر. يكفي أن يتّهم الحريري من قبل حلفائه أو أصدقائه بأنه ورّطهم، لأن يظهر حجم التنازل. بداية، اتهمه سمير جعجع بذلك حين همّ بترشيح النائب سليمان فرنجية، ولاحقاً أغضب الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط، لدى اتخاذه قراراً انتحارياً بالسير بتسوية انتخاب عون رئيساً للجمهورية. أغضب فئة واسعة من نوابه، وجمهوره. وهناك من يعتبر أنه وضع لبنان وأفرقاءه السياسيين جميعهم تحت رحمة عون والوزير جبران باسيل.

في الشكل العام، وبدون اللجوء إلى أي تحليل سياسي، يظهر الحريري كأنه أكثر من تعرّض لمؤامرات منذ دخوله الحياة السياسية. قد يكون هذا قدره. فلطالما اجتمعت أسباب وموجبات دفعته إلى التنازل. منذ السين سين إلى ما يمرّ به اليوم، وهو الذي قال ذات مرّة إنه أنفق كل ثروته المالية خلال العمل السياسي، في إشارة منه إلى وضعه المالي المتدهور، وليست الأخبار عن تدهور شركة سعودي أوجيه إلى حد الإفلاس سوى دليل على هذا الأمر. نجح الفريق المخاصم للحريري أو المعادي له، في رسم صورة له، تجمع ما بين الجهاد للدفاع عن النفس والوجود، وبين التنازل في سبيل السلطة. فمثلاً، لدى تسريب المعلومات عن أنه يستعد للسير بخيار انتخاب عون رئيساً، كان من السهل، إقران ذلك بأنه يريد العودة إلى رئاسة الحكومة. والعودة إلى رئاسة الحكومة هي بسبب تردّي أوضاعه المالية وتراجع منسوب علاقاته السعودية. علماً أن الأولى تصح والثانية لا، بفعل الإندفاع الخليجي في اتجاه لبنان بعيد انتخاب الرئيس. لكن أيضاً ثمة من يخرج ليقول إن علاقة الحريري بالسعودية لم تكن بالحرارة السابقة، بسبب تطورات إقليمية، وأمور أخرى، والدليل على ذلك، معاناة شركة سعودي أوجيه وعدم زيارته رسمياً المملكة منذ توليه السلطة التنفيذية. اتهام الحريري بدخول بازار المقايضات أصبح سهلاً بالنسبة إلى  كثيرين، تارة مقايضة رئاسة الحكومة بالرئاسة الأولى، وطوراً مقايضة الرئاسة الثالثة بقانون الانتخاب. وهناك من يدرج موافقته على ملاحقة عبدالمنعم يوسف في هذا السياق. ففيما يراها البعض استكمالاً لمسيرة التنازلات، يتهمه البعض بأنه يريد الحفاظ على العلاقة الجيدة بكل أخصام يوسف، وفي مقدّمهم آل المرّ. وهناك من يذهب أكثر من ذلك ليتهمه بالتحضير لإبرام صفقة معه، متذكّراً تطور العلاقة بينه وبين مالك قناة الجديد. قد يكون الرئيس الحريري ابن مدرسة واقعية في السياسة تذهب إلى التعامل مع الوقائع السياسية وموازين القوى من دون مكابرة، وابن رفيق الحريري الذي اسس مدرسة سياسية تناقض الحرب والانقسام والفراغ، لكن الحريري أيضاً، في عيون مناصريه زعيم يطمح خصومه إلى تطويعه وانهائه لكونه يهدد وجودهم. ووسط ذلك، هناك من يدعو الحريري إلى إعادة الاعتبار لعلاقته بجمهوره وحلفائه، وإلى الخروج من اختصار الأزمة بالأزمة المالية.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

نتنياهو يتهم الإيرانيين بقتل اليهود قبل 2500 عام.. ظريف يرد

لندن- عربي21/الإثنين، 13 مارس 2017 /رفض وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال فيها إن الإيرانيين قتلوا اليهود قبل 2500 عام. ورد ظريف أن نتنياهو يلجأ إلى قلب الحقائق وتحريف التوراة، منوها إلى أن الشعب الإيراني أنقذ اليهود 3 مرات عبر التاريخ. وفق وكالة الجمهورية الإسلامية "أرنا". جاء ذلك في تغريدة للوزير ظريف نشرها مساء الأحد في صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"؛ للرد على أقوال نتنياهو الأخيرة التي ساقها خلال زيارته الأخيرة إلى روسيا بأن الإيرانيين سعوا قبل 2500 عام للقضاء على اليهود، لكنهم فشلوا في ذلك. وأضاف ظريف، مرة أخرى لا يحرّف نتنياهو الحقائق المعاصرة فقط بل يحرّف الماضي وحتى الكتاب المقدس (التوراة) أيضا. ما يدعو للأسف حقيقة أن التعصب والعنصرية يبلغان حدا بحيث يتم اتهام شعب أنقذ اليهود 3 مرات في تاريخه. وتابع ظريف، "إن كتاب إستر يبين كيف أنقذ الملك خشايار اليهود في مثل هذا اليوم من مؤامرة هامان؛ ومرة أخرى أنقذ ملك إيران كوروش اليهود من أسر بابل، وخلال الحرب العالمية الثانية حيث كان اليهود يُقتَلون في أوروبا، وفّر الإيرانيون لهم الملاذ".

 

مقتل مسلحين وشرطي في هجوم ارهابي في الجنوب التونسي

الأحد 12 آذار 2017 /وطنية - قتل مسلحان واصيب ثالث بجروح خطرة كما قتل شرطي تونسي واصيب آخر بجروح في "هجوم ارهابي" ليلي على دورية في قبلي بالجنوب التونسي، وفق ما اعلنت وزارة الداخلية التونسية.

 

السلطات الأردنية تفرج عن الدقامسة بعد 20 عاما من قتله إسرائيليات

العرب/13 آذار/17/عمان – أفرجت السلطات الأردنية فجر الأحد عن الجندي في حرس الحدود أحمد الدقامسة الذي قتل سبع طالبات إسرائيليات كن في رحلة عند الحدود مع الأردن عام 1997، وذلك بعد انقضاء محكوميته وسط احتفالات من أبناء عشيرته ومدينته، تعكرها مخاوف من إمكانية تعرضه للاغتيال على يد إسرائيل. وسجن الدقامسة منذ 13 مارس 1997 بعد أن أطلق النار من سلاح رشاش على طالبات إسرائيليات كن في رحلة مدرسية في منطقة الباقورة. وقتل سبع منهن وجرح خمسا وإحدى المدرّسات، وذلك بعد ثلاث سنوات تقريبا على توقيع الأردن معاهدة وادي عربة للسلام مع إسرائيل.وأفاد الدقامسة خلال التحقيق معه أمام محكمة أمن الدولة بعد الحادث بأنه تعرض للاستهزاء من قبل الطالبات عندما كان يؤدي الصلاة، فما كان منه إلا أن حمل سلاحه الرشاش وأطلق النار عليهن. وكان العاهل الأردني الراحل الملك حسين بن طلال قد قطع زيارة قصيرة لأوروبا وقت الحادث وعاد إلى المملكة، حيث دان الهجوم ثم زار لاحقا إسرائيل لتقديم العزاء لعائلات الضحايا الإسرائيليات. ودفع الأردن كذلك تعويضات لعائلات الضحايا. وبعد وصوله إلى منزله قال شقيقه باسم الدقامسة “أنا وكل واحد من أفراد العشيرة فرحتنا لا توصف بهذا اليوم”. وأضاف أن “المنزل يغص بالمهنّئين وهو جالس بصحة جيدة وسط أفراد عشيرته وأهله وعائلته”. وفي مدخل بلدته أبدر بمحافظة إربد شمال المملكة، علّقت أعلام أردنية وصور الدقامسة ولافتة كبيرة كتب عليها “الحمد لله على السلامة يا أبوسيف بعد غياب طويل 20 عاما، نوّرت بلدك يا أسد الأغوار، أهلا وسهلا”. وتواصل توافد الأهالي إلى مضيف الدقامسة ومنزل العائلة من أجل تقديم التهاني. وقال الدقامسة في تصريحات لوسائل إعلام محلية “بالنسبة إلى الأمور الداخلية أنا ضد أي زعزعة لاستقرار البلد”، مضيفا “أما موقفي بالنسبة إلى الصهاينة، كلكم تعرفونه وأنا عملته قبل 20 سنة”. والدقامسة (46 عاما) أب لثلاثة أولاد ومن سكان منطقة أبدر الواقعة في لواء بني كنانة في أربد شمال المملكة، وكان عمره 26 عاما عندما حكم عليه بالسجن المؤبد. وتبلغ عقوبة السجن المؤبد في الأردن 25 عاما، إلا أن المحكوم يقضي في العادة 20 عاما، حيث تعد “السنة الحكمية” تسعة أشهر وليس 12 شهرا إذا ما أخذت السلطات في الاعتبار حسن سيرة وسلوك المتهم في السجن. وفي إسرائيل تداولت وسائل إعلام عدة خبر الإفراج عن الدقامسة مشيرة إلى الآلام التي سببها لعائلات الضحايا. وأعرب أقارب الدقاسمة عن مخاوفهم من تعرضه للاغتيال، بيد أنه أكد أنه يخشى تهديدات إسرائيل.

 

الأسد أمام وفد برلماني أوروبي: سياسات العديد من الدول الأوروبية تجاه سوريا والمنطقة أدت إلى انتشار الارهاب

الأحد 12 آذار 2017 /وطنية - دمشق - رأى الرئيس السوري بشار الأسد، خلال استقباله اليوم وفدا برلمانيا أوروبيا برئاسة نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأوروبي خافيير كوسو، ان "حجم التضليل الذي مارسته معظم وسائل الاعلام الغربية على مدى سنوات الحرب في سوريا، وفقدانها للمصداقية حتى من قبل الرأي العام الغربي نفسه، أسهم في زيادة وتيرة الزيارات التي يقوم بها البرلمانيون الأوروبيون إلى سوريا بهدف الاطلاع على الواقع وايصال صورة حقيقية لشعوبهم عما يجري".أضاف: "إن السياسات الخاطئة التي انتهجتها العديد من الدول الأوروبية تجاه سوريا والمنطقة عموما، والمتمثلة بدعم التطرف والارهاب وفرض العقوبات الاقتصادية على الشعوب، أدت إلى ما نشهده اليوم من انتشار للارهاب وتوافد اعداد كبيرة من اللاجئين إلى تلك الدول". ونقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" عن أعضاء الوفد "الذين ينتمون إلى دول وأحزاب أوروبية متعددة"، تأكيد "عزمهم المضي في جهودهم الهادفة إلى تصويب وجهات النظر الخاطئة سواء على المستوى السياسي أو الشعبي تجاه ما يجري في سوريا، ومواصلة العمل من أجل عودة العلاقات الدبلوماسية بين دول الاتحاد وسوريا، ورفع العقوبات المفروضة عليها ما من شأنه أن يسهم في عودة السلام والاستقرار إلى هذا البلد". كذلك التقى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، الوفد البرلماني الأوروبي، وأكد أن سوريا "تدعم وتتجاوب مع كل الجهود الصادقة الرامية إلى إيجاد تسوية سياسية للأزمة فيها، عبر تشجيع الحوار بين السوريين أنفسهم ممن يسعون إلى مصلحة سوريا فقط دون أي تدخل خارجي، وكذلك عبر تعزيز المصالحات الوطنية".

 

التحالف: داعش خسر 60% من أماكن سيطرته في العراق/ماكغورك: التنظيم الإرهابي بات محاصراً تماماً في الموصل

الاثنين 15 جمادي الثاني 1438هـ - 13 مارس 2017م/دبي - العربية.نت/أعلن الموفد الأميركي الخاص لدى التحالف_الدولي ضد داعش، بريت ماكغورك، الأحد، أن القوات العراقية قطعت آخر المنافذ المؤدية إلى غرب مدينة الموصل، ما أدى إلى محاصرة عناصر التنظيم داخلها. وقال ماكغورك للصحافيين في بغداد، إن "تنظيم داعش محاصر، فالليلة الماضية قطعت الفرقة التاسعة المدرعة في الجيش_العراقي ومقرها قرب بادوش شمال غرب الموصل، آخر الطرق" المؤدية إلى المدينة. وأضاف أن "جميع المقاتلين الموجودين في الموصل سيقضون فيها". وأكد أن التحالف "منخرط بقوة ليس فقط لأجل دحر (الإرهابيين) في الموصل بل أيضاً لضمان ألا يفروا منها". وقدر مسؤولون في التحالف بـ 2500 عدد الإرهابيين في غرب الموصل وفي مدينة تلعفر غرباً. وأوضح ماكغورك أن المتطرفين خسروا 60% من الأراضي التي كانوا احتلوها خلال 2014 في العراق. والحملة لاستعادة غرب الموصل هي المرحلة الكبيرة الثانية في العملية التي شنتها القوات العراقية في 17 تشرين الأول/أكتوبر 2016.وأعلنت القوات_العراقية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة أميركية في نهاية كانون الثاني/يناير تحرير شرق الموصل.

 

كيف ساعدت إيران نظام الأسد للبقاء طيلة الثورة السورية؟

الأحد 14 جمادي الثاني 1438هـ - 12 مارس 2017م/دبي - قناة العربية/تطور التدخل الإيراني فيالأزمة_السورية على مدى سنوات الصراع الـست بشكل دراماتيكي، ففي البداية اقتصر دعمها للنظام على الجانب اللوجستي والمادي، لكن مع تطور مراحل الصراع دفعت بالميليشيات الموالية لها قبل أن تضطر للمشاركة بقواتها النظامية لإنقاذ الأسد.وتبذل طهران الغالي والنفيس في سبيل الحفاظ على وجود حليفها الاستراتيجي بشار_الأسد ونظامه على رأس السلطة في سوريا. وتطور دعم إيران اللوجستي والتقني والمالي مع تطور الأحداث في سوريا.فيما تعتبر طهران بقاء الأسد ضماناً لمصالحها الإقليمية، وليس سراً ما أعلنه المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي في سبتمبر/أيلول 2011 بـ"الجهاد" لصالح النظام في سوريا. وبررت تدخلها عسكرياً بأنه للدفاع عن المراقد الدينية، لا سيما السيدة_زينب في دمشق، والثاني وقوفها إلى "جانب المستضعفين"، في إشارة إلى أقليات شيعية في سوريا. وأخيراً الإمساك بسوريا ضمن مخططات إيرانية لبسط نفوذها في الإقليم. وما يؤكد ذلك اعتراف أكثر من مسؤول إيراني سيطرت #طهران على 4 مدن عربية. وكثفت إيران في عام 2014 دعمها للأسد بالتزامن مع مؤتمر_جنيف 2. وأعلنت طهران دعمها للأسد بأكثر من 15 مليار دولار. ومع تطور الأحداث في سوريا تطور التدخل_الإيراني الذي بدأ بالمشورة والمساعدة العسكرية، والتدريب والدعم التقني لميليشيات عراقية وأفغانية، إلى جانب دعم ميليشيات حزب الله اللبناني، وصولاً إلى إرسال قوات خاصة إيرانية. وأرسلت طهران عدداً كبيراً من عناصر فيلق القدس، من ضمنهم أعضاء رفيعو المستوى، ومع مرور الوقت، تضخم انتشار الفيلق لتقوم فيما بعد بإرسال عناصر من مشاة الحرس الثوري وقوات الباسيج. وأخيراً اضطرت لإرسال عناصر من مشاتها النظاميين من قوات الجيش.

 

هولندا تريد التهدئة.. وتركيا: لا نكتفي بالاعتذار/أردوغان يتعهد بجعل السلطات الهولندية "تدفع ثمن" تصرفاتها تجاه الوزيرين التركيين

الأحد 14 جمادي الثاني 1438هـ - 12 مارس 2017م/أمستردام ، اسطنبول - رويترز

بينما تؤكد هولندا سعيها للتهدئة مع تركيا بعد الأزمة التي خلفتها منع طيارة وزير الخارجية التركي من الهبوط في الأراضي الهولندية وترحيل وزيرة الأسرة التركية من روتردام، تصعد أنقرة من لهجتها تجاه امستردام.

هولندا: سنكون الطرف الأكثر تعقلاً

وأعلن رئيس_الوزراء_الهولندي مارك_روته اليوم الأحد أنه سيفعل كل شيء لنزع فتيل المواجهة الدبلوماسية مع تركيا والتي وصفها بأسوأ أزمة تشهدها بلاده في سنوات. وقال روته : "لم أشهد ذلك من قبل لكننا نريد أن نكون الطرف الأكثر تعقلا.. إذا صعدوا سنضطر للرد لكننا سنفعل كل ما في سلطتنا للتهدئة". إلا أنه شدد على أن "هولندا لن تسمح بأن يبتزها أحد". وأضاف أن ما فعلته بلاده يقع في إطار حقها لمنع التجمعات التركية لأنها تشكل تهديدا للنظام العام.

اردوغان: ستتعلم هولندا معنى الدبلوماسية

من جهته، أكد رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان اليوم في كلمة أثناء مراسم لتوزيع جوائز في اسطنبول أن هولندا "ستدفع ثمن تصرفاتها ضد الوزيرة التركية"، مضيفاً: "السلطات الهولندية ستتعلم ما هو معنى الدبلوماسية". وتابع أردوغان: "كنت أظن أن النازية انتهت في أوروبا لكن الحقيقة أنها استيقظت اليوم"، معتبراً أنه "من حق أي وزير تركي الذهاب إلى أي بلد للقاء دبلوماسيي بلاده". كما حذّر اردوغان من أن الجالية التركية لن تغادر هولندا بل ستتوسع هناك. بدوره، قال وزير_الخارجية_التركي مولود تشاووش_أوغلو اليوم الأحد إن بلاده ستستمر في اتخاذ إجراءات ضد هولندا إلى أن تعتذر عن الخلاف الدبلوماسي بين البلدين وحتى الاعتذار لن يكون كافيا. وتحدث تشاووش أوغلو للصحفيين في فرنسا قبل حضوره لقاء عاما في مدينة ميس بشمال شرق البلاد، فقال إن تركيا ستنتظر لترى إذا كانت الدول الأوروبية ستعبر عن انتقادها "للفعل الفاشي" من هولندا. وشدد على أن تصرفات هولندا ستكون لها عواقب. وقال أوغلو: "هولندا التي تسمى عاصمة الديمقراطية وأقول هذا بين علامتي اقتباس لأنها بشكل فعلي عاصمة الفاشية". وبدأت الأزمة بين البلدين أمس السبت حين حاولت تركيا إرسال وزير خارجيتها إلى هولندا لعقد لقاء جماهيري مع المهاجرين الأتراك الهولنديين دعما لحملة ترويج لتعديلات دستورية ستطرح في استفتاء لمنح الرئيس رجب طيب اردوغان صلاحيات جديدة. ورفضت هولندا التي طلبت من الوزير عدم الحضور منح طائرته الإذن بالهبوط. وفي وقت لاحق من ذات اليوم وصلت وزيرة الأسرة التركية من ألمانيا وحاولت مخاطبة حشد كبير في #روتردام فأوقفتها الشرطة الهولندية وأعلنتها شخصا غير مرغوب فيه واقتادتها للحدود الألمانية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«الولي الفقيه» إذ أعدّنا لحربه المقبلة

حازم الأمين/الحياة/ 12 مارس، 2017

http://eliasbejjaninews.com/?p=53237

يبدو أننا سنكون أمام جولة دماء مختلفة. «حرب على الإرهاب» موازية للحرب على الإرهاب. الإدارة الأميركية الجديدة تبحث عن المسرح المقبل للمواجهة مع طهران. العراق أم سورية ولبنان؟ وفي مقابل ذلك أعلن الحرس الثوري الإيراني أن بإمكانه تدمير إسرائيل، وكشف أحد قادة الحشد الشعبي العراقي تشكيل «كتائب لتحرير الجولان السوري»، وها نحن ننتظر إطلالة وشيكة لأمين عام حزب الله حسن نصرالله، يُكمل فيها حلقة المواجهة العتيدة. وفي هذا الوقت يتوجه بنيامين نتانياهو إلى موسكو ليبحث فيها مع فلاديمير بوتين قضية الجولان وضرورة إبعاد النفوذ الإيراني عن الحدود السورية الإسرائيلية، ويشير إلى «إرهاب شيعي» في مقابل «إرهاب سني»!

علينا أولاً أن لا ننسى مصدر العبارة التي نقاتل كلنا اليوم في ظلها، أي «الحرب على الإرهاب». فاستعادة هذا الاشتقاق تساعد على توقع ما ينتظرنا. «الحرب على الإرهاب» مصطلح غربي بالدرجة الأولى، وهذا ليس من باب التشكيك به. إيران اليوم منخرطة في «الحرب على الإرهاب»، وهي سارعت لتبني المصطلح غير آبهة بحقيقة أنه سيشملها قريباً.

«داعــــش» على وشــك أن يُهزم، وثمة مؤشرات على أن المصطلح سيــستمر في تغذية حروب جديدة. والقــــول إن إيران براغماتية وإنها ستنكفئ في اللحــظة الأخيرة، صحيح إذا ما كانت إيران نفسها مســــرح المواجــهة. أما المسارح الموازية، أي العراق وســورية ولبــنان، فهذه سبق أن اختبرنا فيها مغامرات ذهبت فيها إيران إلى حدود لا رجعة منها. لبنان لم يعد لبنان لأن إيران فيه أقوى منه، وسورية لن تعود سورية بفعل الخرائط الإيرانية بالدرجة الأولى، أما العراق فلم تكترث إيران فيه لمستقبل العلاقة بين مجموعاته، وقاد قاسم سليــماني حروباً مذهبية تحتاج مداواتها إلى قرون.

يلوح اليوم أفق مواجهة بين تحالف ترامب نتانياهو من جهة وإيران وهلالها الشيعي من جهة أخرى. ويبدو واضحاً أن إدارة ترامب اختارت تقويض النفوذ الإقليمي الإيراني كمدخل لمواجهة غير مباشرة مع طهران. و «غير مباشرة» تعني أن وقود المواجهة ستكون مجتمعات المشرق، ذاك أن إيران تمسك بثلاثة أنظمة سياسية في كل من الدول الثلاث، العراق وسورية ولبنان. والرهان على أن حزب الله اللبناني مرهق جراء خوضه الحرب في سورية، وأن بشار الأسد لا يحتمل حرباً مع إسرائيل، وأن العراق منصرف إلى حروبه الداخلية، لا يكفي للاستنتاج بأن الحرب لن تقع وأن طهران ستراجع حساباتها، وهو ينطوي على وهم جرى اختبار عدم صحته في أكثر من مناسبة. وفي الحساب الإيراني لا قيمة للخسارة إذا ما تكبدتها المجتمعات المستتبعة، ولنا في العراق وسورية ولبنان عشرات الأمثلة على ذلك. فأن تكون إيران ومدنها ومجتمعاتها مسرحاً للمواجهة فهذا سيُعرض النظام لاحتمالات التقويض من داخله، أما أن يكون الأفق الامبراطوري هو المسرح فأكلافه في وعي جهاز السلطة ستقتصر على تنافس على النفوذ، ولن يكون لتصدع المجتمعات ولأنهار الدماء أثر مباشر على بنية نظام ولاية الفقيه.

الحرب على «داعش» بصفتها حرب جبهات ومدن، على وشك أن تنتهي. تركيا بدورها حددت مهمتها بـ «الممرّ» الكردي، وهي مستعدة للمفاوضة على رقابنا مقابل هذا الهم الضيق.

إيران ستقاتل بنا، فيما نظامها السياسي والأيديولوجي سيكون في منأى عن المواجهة المباشرة. فقد استثمرت طهران في ذلك، واليوم يمكننا أن ندرك سبب الأثمان التي دفعتها في سورية، وقبلها في لبنان والعراق. الخطوات المُنجزة في سياق تحويلنا دروعاً للمواجهة لا تُحصى. في لبنان لها جيش أقوى من جيشه، وفي العراق لها الحشد الشعبي، وفي سورية لها النظام وميليشياته.

وفي مقابل ذلك سيتجنب ترامب عبر خوض مواجهة مع إيران خارج أرضها تعقيدات الشروط الغربية على هذه المواجهة. لن تتمكن الدول التي وقعت على المعاهدة النووية من مطالبته بالالتزام ببنودها، فالمواجهة ستكون على نفوذ طهران الإقليمي وليست على العقوبات المرفوعة عنها بفعل المعاهدة. إنه «الإرهاب الشيعي» على ما أشار نتانياهو في محاولة لإعادة إنتاج المصطلح وفق شروط الحرب المقبلة.

وإسرائيل تشبه إيران في حقيقة أنها ليست معنية بغير حدودها، وهي مستعدة لأنهار من الدماء خارجها، ومرة أخرى لنا معها تجارب هائلة على هذا الصعيد، فهي في 2006 باعت حزب الله «نصراً» دفعنا نحن ثمنه، وهي غير معنية بما يجري في سورية إلا في حدود انعكاساته على أمنها. وإسرائيل اليوم خارج المواجهة مع «داعش» على رغم الإمارة التي أقامها الأخير بالقرب من حدودها، وهي معنية ببقاء الأسد في السلطة طالما أنه ما زال ملتزماً عهد والده إقفال الحدود والانتقال للحرب على السوريين.

نحن لا شيء في سياق هذه المواجهة. لسنا أكثر من ضحايا لا إرادة لهم في تقرير موقعهم. لقد انتخبنا من سلم حزب الله السلطة في لبنان، وعجزنا عن إسقاط بشار الأسد في سورية، وأحللنا مكان صدام حسين في العراق صدامات صغاراً.

في السنوات العشر الأخيرة قطعت مجتمعات المشرق مراحل تصدع لا يمكن العودة عنها. فلم يعد مفيداً تذكير سعد الحريري في لبنان بأنه سلم لبنان إلى طهران، وفي هذا السياق يبدو أن المراهنين على انشقاق بشار الأسد عن طهران والتحاقه بموسكو، يعيدون تكرار الوهم الذي سقطوا فيه في لبنان عندما اعتقدوا أن الحريري في السلطة هو شريك طهران فيها، وأن نوري المالكي ومن بعده حيدر العبادي هما حلفاء طهران وليسا أدواتها المباشرة.

نحن الآن أمام هذا الواقع، ولا يمكننا أن نغير فيه شيئاً، فنتانياهو حقيقة أقوى منا، ونظام الملالي يمسك بما تبقى من رقاب حاولت التفلت من هذا المصير البائس، أما الجديد في سياق هذه المأساة، فهو دونالد ترامب، الذي سيضفي على هذا الانهيار بعداً جديداً، ذاك أن وعيه لا يرشحه لأكثر من اعتقاد مفاده أننا كلنا مجرد إرهابيين

 

ميثاق 14 آذار 2005

وسام سعادة/المستقبل/13 آذار/17

يُفترض أن يتمكن من الإدلاء بأصواتهم في صناديق الإقتراع هذا العام مواطنون كانوا أطفالاً في سنّ العاشرة من العمر يوم احتشد مئات الآلاف من اللبنانيين في يوم الوفاء لشهادة الرئيس رفيق الحريري، في يوم الرابع عشر من آذار، مطالبين بجلاء جيش ومخابرات الوصاية السورية عن لبنان. الحدث التأسيسي يبتعد عنّا في الزمن. هناك من عاصره في كهولته، هناك من عاصره في شبابه، لكن الجيل الجديد هو الذي عاصره في طفولته، ومع دخول هذا الجيل الجديد في المعترك السياسي نكون أمام فاصل جدّي بيننا وبين الحدث التأسيسي للزمن اللبناني ما بعد الوصائي – السوري، ونكون أمام التحدي: كيفية استعادة معنى الرابع عشر من آذار اليوم. كيفية استعادة مغزى ومكانة هذا الحدث في وقت وصلت فيه تجربة العمل الجبهوي المنبثقة من هذا الحدث إمّا إلى نهايتها التي كان من الممكن تفاديها، بالنسبة إلى البعض، وإما إلى خواتيمها الموضوعية، بالنسبة إلى البعض الآخر.

14 آذار 2005، الحادث ست سنوات قبل انتفاضات الربيع العربي، هو حدث جماهيري استثنائي واجهت فيه الناس لأوّل مرة بهذا الكم، بهذه الثقة بنفسها، بهذا التحدي لآلة القتل والجريمة والشرّ، نظاماً إستبدادياً عربياً يفرض احتلاله على بلد مجاور. كانت الجماهير يومها من دون قيادة واضحة أو مكتملة. نزلت الى الميدان ليس فقط للتنديد بجريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه، ليس فقط للمطالبة باستقلال لبنان وإنهاء حكم الوصاية، لكن أيضاً للإطاحة بمعزوفة أن لبنان «ليس اوكرانيا أو جيورجيا»، بمعنى ان الجماهير لن تلعب فيه الدور المقرر، في مفصل بهذه الأهمية، أو أنّ صورة الجماهير هي تلك التي تنمّطها منظومة الممانعة، كما في يوم 8 آذار. لا شك أنّه يلزم التحوّط من أي هالة غير نقدية تلتف حول هذا الحدث التأسيسي الإستقلالي، وتحجبه عن كل تحليل لمكوناته، لتناقضاته، لتردده، لمأزقه، للواقع الذي أدى لافتراق الحشود في آخر اليوم، ولعدم توجّهها كحال «الأوكرانية أو الجيورجية» للإطاحة بـ «التمديد». الحدث يحتاج للتعامل معه بنقدية، اليوم أكثر من أي وقت مضى، وعدم المكابرة أمام بعده «الظرفي»، الموازي لبعده «التأسيسي»، ولا لاختلاف الأجندات المنخرطة فيه، بدلاً من تصوّره كجسم واحد كان من الممكن قيادته إلى بنك أهداف جذرية متجانسة قادرة على تأمين القطيعة التامة مع زمن الوصاية. مع ذلك تبقى لهذا الحدث نكهته، استثنائيته، مقارنة بما قبله وما بعده، وكل حديث عن دور الناس في السياسة في هذا البلد لا يكون فيه 14 آذار 2005 هو المحل الأول للنظر والتقييم والإعتبار والإستيحاء هو حديث بلا طائل.

جيل بأكمله لم يعاصر هذا الحدث إلا في طفولته، وهذا الجيل سيشتد عوده ويكبر سنة بعد سنة. الحدث يبتعد عنا، وإبقاؤه حياً في الذاكرة يفترض جهداً متواصلاً لأجل الحفاظ عليه، ومنع تآكله من فرط استعادته بشكل شعائري، أو شعاراتي، مترهل، أو دحض محاولات الافتراء عليه أو التبخيس من قدره.

جسّد هذا الحدث فكرة عن هذا البلد، كبلد متاح فيه المعاش بين جماعات متعددة لا كمعازل متوازية الى جانب بعضها البعض ولا كجماعات تتنازع الغلبة بين بعضها البعض، بل جماعات مفتوحة على بعضها البعض، من دون حدود بين بعضها البعض، الا حدود الكيان اللبناني. هذه الفكرة الكيانية الوطنية تشكل ما هو «غير ظرفي» في 14 آذار 2005، ما هو تأسيسي. أكثر من ذلك: إنّها شرط لكل مشروعية حقيقية في لبنان ما بعد انسحاب جيش الوصاية. المقدمة الدستورية بأن «لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك» تجد انسجامها في التالي: لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق 14 آذار 2005.

هذا يفترض بالتالي التمييز بين 14 آذار كحدث تأسيسي، وبين 14 آذار كتجربة عمل جبهوي منبثقة من هذا الحدث التأسيسي، بل التمييز بين حشد 14 آذار نفسه من حيث هو رد على 8 آذار، وبين حدث 14 آذار من حيث هو «استيعاب» لـ 8 آذار.

ما الذي يعنيه ذلك عملياً؟ أوّلاً الحاجة إلى حفظ خبرة ذلك اليوم، كي لا يأتي يوم نجد فيه جيلاً من اللبنانيين ليست لديه فكرة واضحة عما حدث في 14 آذار 2005، في حين أن لبنان لم يحل مسألته الوطنية بعد، مسألة تمكنه من تحقيق شروط الاستقلال فيه، وإنهاء مشاريع التغلّب داخله، وتبعية مشاريع التغلّب للخارج. ثانياً، الحاجة إلى استعادة 14 آذار 2005 كلحظة، وتركة، ومعنى، كحدث له موقع في النقاش حول ما هو مطروح اليوم من أمور، بما في ذلك، قانون الإنتخاب. لا يمكن أن يكون الحديث عما يجمع اللبنانيين وما يفرّق، بمعزل عن «حادثة» اجتماعهم بهذا الشكل الجماهيري الهادر، في لحظة ميثاقهم الإستقلالي يومذاك. 14 آذار 2005 كان حدثاً ناقداً بشكل مزدوج لخيارين: ان تختار طائفة عن بقية الطوائف مسار الأمور في لبنان، وأن تنادي كل طائفة بحقوقها لنفسها، فيما حرّية اللبنانيين ينتزعونها جماعة، وسواسية، أو يخسرونها كذلك.

 

القمة العربية.. لبنان في عزلة تحت تأثير التسويات الداخلية

 شادي علاء الدين/العرب/13 آذار/17

بيروت – يخشى متابعو الوضع اللبناني أن تتسبب مواقف الرئيس عون خلال مشاركته في القمة العربية، التي سيستضيفها الأردن أواخر شهر مارس، في انفجار أزمة علاقات عربية لبنانية. وتحصر كل القراءات الموقف المتوقع لرئيس الجمهورية اللبنانية من الجو العربي الميال إلى التشدد ضد إيران وإصدار قرار يدينها في ثلاثة خيارات هي الامتناع عن التصويت، أو التصويت لصالح القرار، أو التصويت ضده. يرجح أن يكرر الرئيس اللبناني الخيار الذي كان يعتبر سابقا الخيار الأكثر أمانا وهو الامتناع عن التصويت.وتشير تقديرات إلى أن هذا الخيار لم يعد قادرا على منح لبنان صفة الحيادية والنأي بالنفس التي شكلت في الفترة الأخيرة المخرج الثابت لتبرير المواقف اللبنانية المعارضة للتوجهات الخليجية. ويدفع ارتفاع وتيرة التصعيد الخليجي الإيراني إلى اعتبار هذا الموقف مماثلا للتصويت ضد إيران، ومِن ثَمَّ من المتوقع أن تكون ردة الفعل مبنية على هذا الأساس. كذلك لا يتوقع أن ينعكس الموقف العربي من لبنان على ما اصطلح على تسميته مؤخرا بالتسويات اللبنانية الداخلية. ولا تعكس هذه التسمية توازنات ومصالحات فعلية بقدر ما تعكس قبولا عاما بواقع غلبة فريق واحد على سائر المكونات، وتاليا فإن الجو اللبناني الداخلي لا يستطيع الخروج من هذا الإطار في المدى المنظور.

النأي بالنفس

تحاول مرجعيات لبنانية تفعيل خطاب النأي بالنفس، وإطلاق رسائل بهذا الصدد إلى المجتمعين العربي والدولي في محاولة لعدم تحميل كل لبنان المسؤولية عن ممارسات حزب الله وتدخلاته. ويبرز مناخ لبناني يميل إلى وضع حدود واضحة بين حزب الله والدولة اللبنانية ونفي مسؤولية لبنان الرسمية عن تصرفات حزب الله، وذلك على الرغم من أن حزب الله جزء أساسي من مكونات الدولة اللبنانية.الاختلال الكبير في موازين القوى سمح بنشوء معادلة لبنانية تقوم في هذه الفترة على تغليب الشأن الداخلي في انتظار تطورات الوضع في الميادين الملتهبة المحيطة بلبنان وكانت مواقف البطرك الماروني بشارة الراعي لافتة في هذا الصدد فقد أدلى مؤخرا بتصريحات قال فيها إن حزب الله دخل الحرب السورية “دون أي اعتبارٍ لقرار الدولة اللبنانية بالنأي بالنفس”، كما اعتبر أن هذا الأمر “أحرج اللبنانيين وقسمهم بين مؤيّد لتدخّله ورافض له”. الراعي شدد على أن “أن هذا الموضوع بات جزءا من الحياة اللبنانية والأوضاع العامة ويحتاج درجات من الحلول. والدولة اللبنانية تتخذ دائما موقف النأي بالنفس، أي أنه لا يوجد قرار من الدولة اللبنانية بأن يحارب حزب الله هنا أو هناك”. وتلفت بعض المعلومات إلى أن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله سيستبق موعد انعقاد القمة العربية المقرر في الفترة الواقعة بين 24 و27 مارس الجاري بخطاب سيلقيه يوم السبت الواقع في 18 مارس. وترجح مصادر مطلعة أن يحرص نصرالله في خطابه على تغطية مواقف الرئيس عون في القمة العربية، وعلى عدم إحراجه بإطلاق مواقف معادية للسعودية ولدول الخليج عموما.يعلن هذا الإطار العام أن النأي بالنفس يشكل الإطار الضابط الذي تسعى جل القوى اللبنانية إلى تمرير التوتر الكبير الذي تشهده الفترة الحالية عبر اعتماده والسعي إلى تسويقه في القمة العربية. وكانت سلسلة المواقف التي صدرت عن حزب الله مباشرة على لسان أمينه العام أو عبر حلفائه وأبرزهم رئيس الجمهورية قد عبرت عن سياق مناقض تماما لمنطق النأي بالنفس، ولكن على الرغم من ذلك يراد تسويق هذا الخطاب في القمة العربية وكأن شيئا لم يكن. وتلفت بعض المصادر إلى أن الموقف العربي عموما، والخليجي خصوصا، لم يعد يبالي بأي موقف يمكن أن يصدر من لبنان، لأن لبنان خرج من دائرة الاهتمام الخليجية، وباتت هناك نظرة عامة تنظر إليه بوصفه جزءا من المنظومة الإيرانية في المنطقة. لا تتوقع هذه المصادر أن تصدر مواقف تصعيدية تجاه لبنان بشكل مباشر، بل تتوقع أن يواجه خطاب رئيس الجمهورية في القمة والذي سيعيد التأكيد كما هو متوقع على خطاب النأي بالنفس، بمواقف انتقادية حادة ولكن دون أن تتبلور في إطار تصعيد إضافي مع لبنان.وتشير تحليلات إلى أن الوضع مع دول الخليج قد وصل أساسا إلى ذروة التصعيد، وأن هناك قطيعة شبه متحققة مع لبنان؛ لذلك فإن أي تصعيد جديد لن يضيف شيئا إلى واقع العلاقات الخليجية اللبنانية المتأزم. وتتوقع هذه التحليلات أن اللامبالاة ستحكم تعامل الدول الخليجية مع أي موقف يصدر عن لبنان.نبيل الحلبي: التسويات الداخلية اللبنانية كما اتضحت معالمها تبدو قائمة على أولويات كبرى تقوم على تغليب بعض الحسابات الداخلية على أي تأثير إقليمي

تسويات أم غلبة

يرجح المحامي نبيل الحلبي أن يكون الموقف اللبناني في القمة العربية “متوازنا وميالا إلى تكرار خطاب النأي بالنفس، وأن يتم تكرار موقف من سلاح حزب الله يدرجه في إطار الاستراتيجية الدفاعية العامة”. ويرى أنه يمكن أن تدرج تعديلات شكلية على هذا الإطار وإضافة عبارة “ضمن الدولة اللبنانية”.

لا يعتبر الحلبي أن المواقف التي يُحتمَل أن يعبر عنها لبنان في القمة العربية يمكن أن تؤثر على ما يسمى بالتسويات الداخلية اللبنانية لأن “هذه التسويات كما اتضحت معالمها تبدو قائمة على أولويات كبرى تقوم على تغليب بعض الحسابات الداخلية على أي تأثير إقليمي”.

ويشير إلى أن الموقف من سلاح حزب الله “خضع لنقاش في مجلس الوزراء كانت نتيجته أن أصدر رئيس الحكومة بيانا أكد فيه على أن الموقف من هذا الموضوع لا يحق لأي طرف لبناني مهما كان ولا حتى لرئيس الجمهورية أن يرسم حدوده بل يجب أن يخضع للإطار العام للدولة اللبنانية”.

ويلفت إلى أنه “سبق للدولة اللبنانية أن امتنعت عن التصويت حول قرارات تمس بالتضامن مع بعض الدول العربية، وقد خرجت حينها عدة دول -وفي مقدمها مصر التي غالبا ما تستضيف القمم العربية- بمواقف تعبر عن تفهم للموقف اللبناني وحساسية الوضع فيه وموقعه الجغرافي والسياسي”.

وتكرار الموقف نفسه في هذه القمة بما يعنيه من عدم اتخاذ موقف يمكن أن يتسبب “بتوتير كبير في العلاقات اللبنانية العربية، وأن تكون له تداعيات سلبية بالغة على علاقة لبنان بدول مجلس التعاون الخليجي، وخصوصا في هذه الظروف التي ترتفع فيها وتيرة الصراع بينها وبين إيران، وفي لحظة يبدو فيها الموقف الأميركي ميالا نحو إعلان التصادم المباشر مع إيران”.

ويشدد الحلبي على ضرورة النظر إلى ما يسمى بالتوافق السياسي في لبنان “انطلاقا من موازين القوى التي باتت تميل إلى صالح طرف معين، ما جعل التسويات التي يشار إلى أنها تحكم حاليا علاقات الأطراف اللبنانية ببعضها ليست في الحقيقة سوى أمر واقع مفروض بالقوة”. ويقول إن “ما يسمى التوافق في لبنان سبق عدة عناوين عريضة أبرزها التعيينات الأمنية كما أنه بني على خلفية استحقاقات كبرى يقع قانون الانتخاب على رأس سلم الأولويات فيها. من هنا فإن جميع القوى السياسية اللبنانية تقدم مصالحها المشتركة والحفاظ على تماسكها الداخلي على أي خلافات حول الشؤون الخارجية، وحتى إذا كان الخلاف في الموقف منها راديكاليا ومرتبطا بعناوين جوهرية”.

يؤكد عماد الحوت، النائب عن الجماعة الإسلامية، أن المعلومات التي توفرت لديه تشير إلى أن “الرئيس عون انتبه إلى الإرباكات التي أثارتها تصريحاته السابقة إبان زيارته إلى مصر، وهو ليس في وارد أن يكررها في القمة العربية القادمة”.

يلفت الحوت إلى أن “جلسات مجلس الوزراء أكدت على تشديد خطاب القسم على التوازن في العلاقات وخصوصا في ما يخص علاقات لبنان العربية، لذا اعتقد أن الجو في القمة العربية سيكون أفضل بكثير من الجو الذي نتج بعد زيارة الرئيس إلى مصر”.

يتوقع الحوت أن يتعامل الرئيس اللبناني مع المواقف العربية الميالة إلى التشدد ضد إيران وتضمين البيان الختامي للقمة بندا يشدد على التضامن العربي في مواجهة تهديداتها بالامتناع عن التصويت.

ويرى أن موقف عون “يرتبط بالإجماع العربي، فإذا كان متحققا بالكامل حول بند إدانة إيران فإن لبنان تقليديا وتاريخيا اعتاد على عدم الخروج على الإجماع العربي، ولكن إذا لم يكن هناك إجماع فإن موقف الرئيس سيميل إلى الامتناع عن التصويت”.

يشير الحوت إلى أن انعكاسات مواقف الرئيس اللبناني المتوقعة في القمة لن تطال لبنان بشكل سلبي لأن “الدول العربية تميل إلى تقدير طبيعة الوضع السائد في لبنان وحساسية الأوضاع فيه. من هنا يعتبر أن غياب الإجماع المتوقع على البند الخاص بإدانة إيران “سيسمح بتمرير الموقف اللبناني بالامتناع عن التصويت دون أن يتسبب بمشكلة كبيرة مع المناخ العربي العام”. ويشير أيضا إلى أن “الارتباط بين كل هذا المناخ العربي وبين التسويات اللبنانية الداخلية ليس كبيرا وحاسما، بل تكمن المشكلة الأساسية في أن معظم التسويات قامت على منطق الاتفاقات الثنائية بين طرفين، وهذا النوع من التسويات عادة ما يكون هشا وغير مستقر”.

ولاءات حزب الله تورط لبنان في المنظومة الإيرانية

ويتمنى الحوت في ختام تصريحاته أن تبقى “التسويات الللبنانية قائمة على الرغم من هشاشتها كي يمكن تجنيب لبنان آثار النيران الملتهبة المشتعلة حوله”.

التسويات الداخلية

يرتبط خطاب النأي بالنفس مع منطق يروّج لفصل الداخل اللبناني عن التداعيات الخارجية والحرص على تمكين الداخل بغض النظر عن الخلافات الخارجية. يكشف هذا الواقع عن وجود انكفاء دولي وعربي وإقليمي عن لبنان يطال كل القوى السياسية اللبنانية بشكل عام، فبالتوازي مع تراجع الاهتمام السعودي بلبنان وامتناع السعودية عن تمويل التيارات السياسية التي تدور في فلكها يبرز تراجع واضح في الدعم المالي الذي تقدمه إيران لحزب الله. تسبب هذا الواقع المستجد بنشوء واقع ميداني داخلي لبناني، تحرص فيه الأطراف اللبنانية على حصر دائرة المحاصصة في الداخل اللبناني، عبر انتزاع ما يمكن انتزاعه من امتيازات وحصص في تركيبة السلطة القائمة حاليا من خلال تقاسم الوظائف والمراتب في الدولة. تم إغلاق المشهد اللبناني على هذا الواقع بشكل يدل على أن اليأس من قدرة ترميم علاقات لبنان بالخارج بات سمة عامة، وأن الاختلال الكبير في موازين القوى سمح بنشوء معادلة لبنانية تقوم في هذه الفترة على تغليب الشأن الداخلي في انتظار تطورات الوضع في الميادين الملتهبة المحيطة بلبنان. ينشأ في لبنان استقرار نسبي مرتبط بنأي عربي ودولي عنه في اللحظة التي تعتبر فيها إيران أن منح حزب الله السيطرة التامة عليه، والإمساك بمقاليد الأمور فيه هما جائزة الترضية التي ستقدمها إليه، والتي ستسمح له بالتعويض عن الشح المالي الذي تعاني منه، والذي تسبب بتراجع قدرتها على تمويله. كذلك يركّب رئيس الحكومة الحالية سعد الحريري خطابا يرى أن عودته إلى رئاسة الحكومة ضمن معادلة سيطرة حزب الله وبغض النظر عن أي تنازلات، هي الشكل الوحيد الذي يضمن له الإبقاء على حضوره السياسي في هذه المرحلة. ولا يتوقع أن يتأثر الوضع الداخلي في لبنان بمواقف الرئيس عون في القمة لسبب بسيط ومأساوي، يكمن في أن الأمور قد استقرت في لبنان حاليا على واقع خضوع عام لمنطق غلبة حزب الله، ولا فرق إذا أطلق على هذا الواقع توصيف التسويات أو الخضوع. كذلك يمكن الإشارة إلى أنه لا يمكن للبنان أن يتأثر بالموقف العربي فقد جعله الانكفاء العربي والخليجي عنه بمنأى عن التأثر، لأن عزلته عن هذا المحيط لم تعد موضع شك كبير.

 

ميثاق 14 آذار 2005

وسام سعادة/المستقبل/13 آذار/17

يُفترض أن يتمكن من الإدلاء بأصواتهم في صناديق الإقتراع هذا العام مواطنون كانوا أطفالاً في سنّ العاشرة من العمر يوم احتشد مئات الآلاف من اللبنانيين في يوم الوفاء لشهادة الرئيس رفيق الحريري، في يوم الرابع عشر من آذار، مطالبين بجلاء جيش ومخابرات الوصاية السورية عن لبنان. الحدث التأسيسي يبتعد عنّا في الزمن. هناك من عاصره في كهولته، هناك من عاصره في شبابه، لكن الجيل الجديد هو الذي عاصره في طفولته، ومع دخول هذا الجيل الجديد في المعترك السياسي نكون أمام فاصل جدّي بيننا وبين الحدث التأسيسي للزمن اللبناني ما بعد الوصائي – السوري، ونكون أمام التحدي: كيفية استعادة معنى الرابع عشر من آذار اليوم. كيفية استعادة مغزى ومكانة هذا الحدث في وقت وصلت فيه تجربة العمل الجبهوي المنبثقة من هذا الحدث إمّا إلى نهايتها التي كان من الممكن تفاديها، بالنسبة إلى البعض، وإما إلى خواتيمها الموضوعية، بالنسبة إلى البعض الآخر.

14 آذار 2005، الحادث ست سنوات قبل انتفاضات الربيع العربي، هو حدث جماهيري استثنائي واجهت فيه الناس لأوّل مرة بهذا الكم، بهذه الثقة بنفسها، بهذا التحدي لآلة القتل والجريمة والشرّ، نظاماً إستبدادياً عربياً يفرض احتلاله على بلد مجاور. كانت الجماهير يومها من دون قيادة واضحة أو مكتملة. نزلت الى الميدان ليس فقط للتنديد بجريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه، ليس فقط للمطالبة باستقلال لبنان وإنهاء حكم الوصاية، لكن أيضاً للإطاحة بمعزوفة أن لبنان «ليس اوكرانيا أو جيورجيا»، بمعنى ان الجماهير لن تلعب فيه الدور المقرر، في مفصل بهذه الأهمية، أو أنّ صورة الجماهير هي تلك التي تنمّطها منظومة الممانعة، كما في يوم 8 آذار.

لا شك أنّه يلزم التحوّط من أي هالة غير نقدية تلتف حول هذا الحدث التأسيسي الإستقلالي، وتحجبه عن كل تحليل لمكوناته، لتناقضاته، لتردده، لمأزقه، للواقع الذي أدى لافتراق الحشود في آخر اليوم، ولعدم توجّهها كحال «الأوكرانية أو الجيورجية» للإطاحة بـ «التمديد». الحدث يحتاج للتعامل معه بنقدية، اليوم أكثر من أي وقت مضى، وعدم المكابرة أمام بعده «الظرفي»، الموازي لبعده «التأسيسي»، ولا لاختلاف الأجندات المنخرطة فيه، بدلاً من تصوّره كجسم واحد كان من الممكن قيادته إلى بنك أهداف جذرية متجانسة قادرة على تأمين القطيعة التامة مع زمن الوصاية. مع ذلك تبقى لهذا الحدث نكهته، استثنائيته، مقارنة بما قبله وما بعده، وكل حديث عن دور الناس في السياسة في هذا البلد لا يكون فيه 14 آذار 2005 هو المحل الأول للنظر والتقييم والإعتبار والإستيحاء هو حديث بلا طائل.

جيل بأكمله لم يعاصر هذا الحدث إلا في طفولته، وهذا الجيل سيشتد عوده ويكبر سنة بعد سنة. الحدث يبتعد عنا، وإبقاؤه حياً في الذاكرة يفترض جهداً متواصلاً لأجل الحفاظ عليه، ومنع تآكله من فرط استعادته بشكل شعائري، أو شعاراتي، مترهل، أو دحض محاولات الافتراء عليه أو التبخيس من قدره.

جسّد هذا الحدث فكرة عن هذا البلد، كبلد متاح فيه المعاش بين جماعات متعددة لا كمعازل متوازية الى جانب بعضها البعض ولا كجماعات تتنازع الغلبة بين بعضها البعض، بل جماعات مفتوحة على بعضها البعض، من دون حدود بين بعضها البعض، الا حدود الكيان اللبناني. هذه الفكرة الكيانية الوطنية تشكل ما هو «غير ظرفي» في 14 آذار 2005، ما هو تأسيسي. أكثر من ذلك: إنّها شرط لكل مشروعية حقيقية في لبنان ما بعد انسحاب جيش الوصاية. المقدمة الدستورية بأن «لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك» تجد انسجامها في التالي: لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق 14 آذار 2005.

هذا يفترض بالتالي التمييز بين 14 آذار كحدث تأسيسي، وبين 14 آذار كتجربة عمل جبهوي منبثقة من هذا الحدث التأسيسي، بل التمييز بين حشد 14 آذار نفسه من حيث هو رد على 8 آذار، وبين حدث 14 آذار من حيث هو «استيعاب» لـ 8 آذار.

ما الذي يعنيه ذلك عملياً؟

أوّلاً الحاجة إلى حفظ خبرة ذلك اليوم، كي لا يأتي يوم نجد فيه جيلاً من اللبنانيين ليست لديه فكرة واضحة عما حدث في 14 آذار 2005، في حين أن لبنان لم يحل مسألته الوطنية بعد، مسألة تمكنه من تحقيق شروط الاستقلال فيه، وإنهاء مشاريع التغلّب داخله، وتبعية مشاريع التغلّب للخارج.

ثانياً، الحاجة إلى استعادة 14 آذار 2005 كلحظة، وتركة، ومعنى، كحدث له موقع في النقاش حول ما هو مطروح اليوم من أمور، بما في ذلك، قانون الإنتخاب. لا يمكن أن يكون الحديث عما يجمع اللبنانيين وما يفرّق، بمعزل عن «حادثة» اجتماعهم بهذا الشكل الجماهيري الهادر، في لحظة ميثاقهم الإستقلالي يومذاك. 14 آذار 2005 كان حدثاً ناقداً بشكل مزدوج لخيارين: ان تختار طائفة عن بقية الطوائف مسار الأمور في لبنان، وأن تنادي كل طائفة بحقوقها لنفسها، فيما حرّية اللبنانيين ينتزعونها جماعة، وسواسية، أو يخسرونها كذلك.

 

هل يحظى خطاب عون في قمة عمّان بما حظي به خطاب القسم؟

اميل خوري/النهار/13 آذار 2017

تتّجه الأنظار الى الخطاب الذي سيلقيه الرئيس ميشال عون في القمة العربية التي ستعقد في عمّان نهاية الشهر الجاري لأنه أوّل خطاب يلقيه على مستوى القمة، ويتناول القضايا العامة وموقف لبنان منها، ويكون لهذا الموقف انعكاساته في الداخل والخارج. فهل يحظى بالتأييد الذي حظي به خطاب القسم؟

الواقع أنه يمكن معرفة ما قد يتضمّنه الخطاب بالعودة إلى أحاديث الرئيس عون أمام زوّاره من قطاعات سياسية وأمنية واقتصادية ومراجع دينيّة. ففي مستهل الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء شدّد على تنفيذ القرار 1701 من جانب جميع المعنيّين به، وقال إن لبنان معني بحماية حدوده والدفاع عن أرضه ومحاربة الارهاب. وطلب أن تستمر المساعدات العسكرية للجيش، مؤكّداً أن لبنان لا يعتدي على أحد بل يدافع عن نفسه ويحمي وحدته الوطنية، ولا يجوز لأي خلاف خارجي أن يؤثّر على هذه الوحدة التي باتت نموذجاً تقتدي به دول العالم، ولا سيّما أنه لا مكان للأحادية في مستقبل الدول سواء كانت دينية أو سياسية أو عرقية. والرئيس عون يرى العالم اليوم مجتمعاً مختلطاً، فإذا لم تُحترم المبادئ الأساسيّة لحرية المعتقد وحق الاختلاف وحرية الرأي، فلن يتمكن أحد من العيش مع الآخر لأنه بعيد من معتقداته، ودعا في أحاديثه الى الانتقال من مرحلة الطائفيّة السياسيّة الى مرحلة المواطنة لاعداد الجيل الشاب على هذه الثقافة الوطنية لأن ما يجمع أفراد المجتمع هي القوانين. أمّا العلاقة الدينية فيجب أن تكون عمودية مع الله الذي يفصل يوم الدين بين الجميع. وفي زيارات الرئيس عون لكل من الرياض والدوحة والقاهرة وعمّان، قال إنه حمل فيها رسالة لبنان الداعية الى السلام والمحبة والتعاون وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. وشدد على الثوابت الوطنية التي تقوم على حق لبنان الطبيعي في الدفاع عن أرضه وشعبه ومقاومته الاحتلال الاسرائيلي وممارساته. ولفت الى ان لبنان يلتزم حماية الفلسطينيين وتوفير الأمن لهم ومنع استعمال أماكن وجودهم، ولا سيّما المخيّمات، لأي أعمال ارهابية، وأن ما يهم لبنان من خلال قمة عمّان أن يعلن التمسّك بخيار الدولتين وانهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربية المحتلة في 1967. وان القمة مدعوّة أيضاً الى وضع خطة طريق للتعامل مع القضية الفلسطينية على أساس مبادرة السلام العربية التي تقضي بانسحاب اسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة واقامة الدولة الفلسطينية وحل كل قضايا الوضع النهائي.

فهل يعود لبنان في عهد الرئيس عون الى لعب دوره الريادي في المحافل العربية فيعمل على الخروج من كل قمة تعقد بموقف عربي موحّد وتضامن ليكون ذلك منطلقاً لرؤية واحدة لمواجهة التحديات الراهنة وفي مقدمها مكافحة الارهاب والتنسيق بين الأجهزة كافة لاتخاذ اجراءات استباقية لعدم تمكين الارهابيّين من التسلّل إلى أي دولة، والتشديد على أهميّة التوصّل الى حل سياسي للأزمة السورية لكي تجد معاناة اللاجئين السوريّين حلولاً قريبة لها، وأن تولي القمة العربية أهميّة خاصة لأوضاعهم وذلك بتحريك الاتصالات مع المجتمع الدولي، ولا سيّما الاتحاد الأوروبي، للإسراع في إنجاز الاتفاقات الخاصة بالمساعدات المقدّمة إليهم. وعندما زار الرئيس عون مقر جامعة الدول العربية قبل أن يغادر القاهرة بعد لقائه المسؤولين الكبار فيها، أكّد في كلمة له الحاجة الى أن تستعيد الجامعة دورها وتبادر من جديد فلا تفرض الحلول بل الالتقاء جميعاً حول ميثاقها، معتبراً أن العالم يعيش حرباً عالمية ثالثة ولكن مجزّأة محرّكها الارهاب الذي يتلطّى بالدين وكل دين منه براء. ولفت الى أن التحديات كبيرة ومستقبل الشعوب والدول يتوقّف على مدى النجاح في جبه هذه التحدّيات. ورأى أن نجاح المواجهة يكون بإحداث تغيير في المجتمع العربي لأن الحروب المشتعلة في المنطقة باتت في حاجة الى اعادة نظر وتجديد في بنية المجتمع العربي، بعدما نجح الفكر الصهيوني في تحويل الحرب الصهيونية – العربية حرباً عربية – عربية تقوم على صراع دموي طائفي لا بل مذهبي وبين أبناء الوطن الواحد. فهل يكون لبنان جاهزاً في عهد الرئيس عون كما كان جاهزاً في الماضي لأداء دوره وبذل مساهمته ضمن العائلة العربية الكبرى والاسهام في كل مشروع نهضوي يؤمن فرصة للتغيير والبناء على مبادئ ورؤى تدفع بالشعوب العربية الى رحاب الاستقرار والتقدّم، ودعوة العقلاء في العالم العربي ودول العالم الى تغليب نهج الاعتدال ولغة الحوار وثقافة قبول الآخر واحترام معتقده، كما قال الرئيس عون؟

إن الرئيس عون يدخل التاريخ إذا ما اضطلع بهذا الدور، والتوفيق بين العرب وبناء حد أدنى من علاقات التفاهم العربي حول المسائل الأساسيّة والجوهريّة وصراعات المنطقة.

 

بكّاؤون وشامتون... فقط!

 نبيل بومنصف/النهار/13 آذار 2017

لا تكفي الذكرى الثانية عشرة لانتفاضة 14 آذار بذاتها لاطلاق الأحكام، صادقة كانت أم زائفة أم شامتة، على مآل تراجع التحالف الذي حمل اسمها الى حدود التفكفك. موضوعيا، بدأت عرى الوهن في التحالف قبل استفحال أزمة الفراغ الرئاسي بما رسم ملامح الضعف الداخلي في صفوفه مع انه أضاف الى وراثته تجربة "الجبهة اللبنانية" لجهة الخط السيادي ميزة التنوع الطائفي. ولكن الازمة الرئاسية كانت الضربة القاضية للتحالف الذي جعلته يتفكك ليس بفعل تفرق دف الاجندات الذاتية لقواه الرئيسية فحسب بل لان التحالف كلا لم يتمكن من الصمود أطول في صراع الوقت. لا يعترف اكثر افرقاء 14 آذار بحقيقة ان الصمود الطويل كان يمكن ان يشكل سلاحا أمضى وقعا في معركة اتخذت طابعا مصيريا. يحق لإثنين من المكونات الكبيرة للتحالف ان يبررا التخلي عن عامل استعمال الضغط بالوقت مثلما استعمله الخصوم بان تمادي الفراغ كان ليحدث أضرارا بنيوية أشد خطورة مما حصل. كما يحق لهما ان يعزوا اعادة ملء الشغور الرئاسي لكونهما شكلا الركيزة التي استولدت التسوية السياسية. ما يفترض اعادة التعمق فيه، للتاريخ فقط وليس من باب حنين وجداني، مراجعة هذه الناحية عبر سؤال حصري هل كانت قوى 14 آذار قادرة على الصمود اكثر في احداث التوازن لمنع تفككها اولا وتاليا فرض دفتر شروط متوازن في التسوية ؟ الجواب الموضوعي هو بالإيجاب لان معركة بمستوى الصراع على النظام لم تكن أشد قسوة أو خطورة من حقبات نشوء التحالف السيادي ومعاركه الضارية مع نظام الوصاية السوري الذي انهزم في لبنان بفعل الثورة اللبنانية عليه اولا وأخيرا. الحقيقة الصافعة هنا لا تتصل بظروف خارجية واكبت تفرق أجندات قوى 14 آذار وجعلتها تقفز الى مسار المساومات. التسويات تحتاج الى مساومات وتنازلات وهو أمر حتمي في نهاية المطاف. ولكن الإشكالية الكبيرة التي تعيد إثارتها الذكرى الـ12 لانتفاضة 14 آذار تتمثل في حقائق لا تزال طرية حيال تبريرات غير مقنعة اطلاقا بان موجبات الصراع السيادي قد انتفت لناس هذه الانتفاضة وجمهورها الواسع الذي يفتقد الآن بوصلته الا بالرجوع الى زمن المقاومة السياسية والفكرية التي استولدت نهجا سياديا عريضا لا حماية لكينونة لبنان والنظام من دونه. في تاريخ لبنان تجارب بارزة حيال تفكك تحالفات وبقاء جماهير وعقائد تدين لها بالبقاء. اليسار اللبناني لا يزال حتى اليوم بعد اكثر من اربعة عقود من اغتيال الزعيم كمال جنبلاط يحن بقوة الى "البرنامج المرحلي للقوى الوطنية والتقدمية" في زمن الصراع مع اليمين والجمهورية الاولى. بين تحالف 14 آذار و"شعب" الانتفاضة بات الوجدان وحده فاصلا وجامعا، وزمن 14 آذار الأصلي لم يسقط كما يحلو للبكائين كما للشامتين ان يظنوا.

 

التوريث اللبناني ...«العادي»

حازم الامين/الحياة/13 آذار/17

التعليقات التي ضجت بها وسائل التواصل الاجتماعي اللبنانية في أعقاب تعيين الجنرال جوزيف عون قائداً للجيش اللبناني لا تغني عن محاولة تفسير هادئة لما حمله هذه التعيين من دلالات توريثية. إنه الجنرال جوزيف عون. وهو لا يمت بقرابة مباشرة للعماد ميشال عون، تماماً كما هي حال النائب السابق ومرشح التيار العوني الدائم، سليم عون، الذي بدوره لا يمت بقرابة مباشرة للرئيس ميشال عون. أما العونيون الآخرون، فيمتون للرئيس بقرابة مباشرة، لا بل أن جزءاً منهم ليسوا من آل عون لكنهم يمتون للرئيس بقرابة مباشرة، وأعني هنا صهرا الرئيس الوزير جبران باسيل والجنرال الآخر شامل روكز. وهما تصدرا الصالون العوني متقدمين على ابن شقيقة الرئيس النائب ألان عون، وصار لزوجة أحدهما موقع رسمي في القصر الجمهوري. والحال إن لبنان هو نموذج متقدم في توريث سياسييه عائلاتهم أحزاباً ومناصب وثروات سياسية، ولعل الطرفة التي تُنقل عن وليد جنبلاط على هذا الصعيد تُفسر بعضاً من هذه الحقيقة، فقد زارته، يوم كان رئيساً للحركة الوطنية اللبنانية، ناشطة يسارية فرنسية، بصفته عضواً في الاشتراكية الدولية وسألته عن حقيقة أنه ورث عن أبيه حزباً «يسارياً»، فأجابها أن والده أورثه حزباً يسارياً وتحالفاً سياسياً يضم ثلاثة أحزاب شيوعية وحزبين اشتراكيين وطائفة بكاملها.

لكننا في الحالة العونية أمام نموذج آخر من التوريث، إنه التوريث الأفقي، المترافق مع علاقة مع التحديث. فآل عون ليسوا عائلة سياسية. لم يرثوا لكي يورثوا، وهم نموذج عن صعودٍ من الطبقة المتوسطة إلى الطبقة السياسية، وهو ما يجعل توارثهم من غير تقاليد ويفتحه على العائلة الأوسع، فالطموحات مفتوحة وتشمل الجميع. والحريرية في شملها الأقارب في مواقعها السياسية لم تعمل وفق هذا المنطق، فهي لم تأت إلى السياسة من تقاليد لبنانية، وحزب الكتائب عندما أورث الجد الأبناء موقعه فيه، وها هم الأحفاد يتصدرون الحزب مجدداً، لم يكن سخياً، واقتصر التوريث على العائلة العمودية. العونية أمر آخر، ذاك أن أفقيتها هي امتداد لطبيعة التيار العوني بصفته ممثلاً للطبقة المتوسطة المدينية المسيحية. فقد زوج الجنرال ابنتيه من ضابط ومهندس. والطبقة المتوسطة، وخلال صعودها وترقيها، تنقل إلى المراتب التي تبلغها جزءاً من نماذج تبادلاتها. الأصهار هم جزء من مشهدها، والعائلة الأوسع أيضاً، وضجيج الأبناء والبنات والأحفاد يصبح جزءاً من الصورة الرسمية للرئيس. ثم أن الرئيس عسكري أيضاً، ولأي رئيس عسكري علاقة مختلفة مع بناته وأصهاره، بدءاً من جمال عبد الناصر ومروراً بصدام حسين ووصولاً إلى حافظ الأسد، إذ يبدو أن الضابط في هذه الجيوش يخضع في عملية تأهيله لتحديث يبقى شخصياً ولا يطاول وعيه السياسي. يصبح للابنة في حياته موقع من دون أن يكون ذلك بنية ذهنية أوسع تشمل التخفف من زلل التوريث، وهو، أي الرئيس، إذ يستعيض عنها بزوجها، إنما يفعل ذلك لتعويض عاطفة مستجدة حيالها لا يمكن له أن يترجمها توريثاً.

لكن، ثمة لحظة تتكشف حقيقة مأسوية أخرى وتنفجر فيها هذه العلاقة غير الرحمية، فالصهر قريب مفتعل، وليس ابناً في النهاية، وجمال عبد الناصر لم يعدم صهره أشرف مروان لأنه رحل قبل أن يكتشف أن الأخير خانه مع الإسرائيليين، لكن أصهرة الرئيسين صدام حسين وحافظ الأسد قتلوا ثلاثتهم على أيدي أجهزة أعمامهم. لبنان لم يشهد تقاليد علاقات دموية على نحو ما شهدته العلاقات في العائلات العسكرية التي حكمت دول المشرق الأخرى. هذا أيضاً ما يُفسر سهولة تناول ظاهرة التوريث الأفقي العوني بصفتها طرفة مُخففة، لكنها دالة على طبيعة علاقات مستجدّة حملتها العونية إلى الحياة السياسية اللبنانية. إنها نظرة مخفّفة إلى التوريث وتعميمه أفقياً، وجعله سهلاً وعادياً وغير خاضع للشروط الصارمة للتوريث التقليدي. أنت من آل عون، إذاً أمامك فرصة للترقي. إنها عادية متوسطي الحال والخيال، عندما ينقلون عاديتهم إلى مواقعهم غير العادية.

لكن، يبقى أن التعليقات التي حفلت بها وسائل التواصل الاجتماعي على إمعان العونية بالتوريث وعلى عدم اكتراثها بـ «الإصلاح والتغيير» الذي تدعيه، أغفلت حقيقة أن هذا التوريث العادي يحصنها من إمكان تحولها قوة أيديولوجية، هي الأفق الوحيد لغير المورثيِن في مشرقنا. و «حزب الله» على هذا الصعيد نموذج.

 

فائض مُرشحين لكسروان وفتوحها... ينتظر القانون و«التحالف»!

مرلين وهبة/جريدة الجمهورية/الاثنين 13 آذار 2017

رَست بورصة المرشحين للانتخابات النيابية في كسروان على أرقام مرتفعة تخَطّت سقوفها أعداد أرقام الانتخابات السابقة. فيما تشير مصادر كسروانية واسعة الاطّلاع الى انّ ارتفاع عدد المرشحين المفترضين ليس سوى مؤشر إيجابي الى تفاعل أقطاب المنطقة الإيجابي مع غالبية التيارات السياسية ومع أبناء كسروان بالإضافة الى التحالفات السياسية الجديدة. امّا اليوم، وبعد نتائج الانتخابات البلدية الأخيرة لمنطقة كسروان ـ الفتوح، وبعد التحالف «القواتي»ـ «العوني» المستجِد نيابيّاً، تبرز في الأفق تحالفات جديدة لرموز وعوائل بارزة في منطقة كسروان، فيما جميعها تترقّب شكل القانون الجديد قبل إعلاء أصواتها.

وقبل سرد التحالفات المرتقبة وكشف الاجتماعات واللقاءات غير المعلنة لبعض أقطاب المنطقة بهدف التنسيق الانتخابي في ما بينها، لا بدّ من عرض أسماء المرشحين السابقين والثابتين والمفترضين عن منطقة كسروان ـ الفتوح.

من كسروان بداية، النائب منصور البون الذي بات مرشحاً دائماً للانتخابات النيابية بغضّ النظر عن شكل القانون، تماماً كحال النائب السابق فريد هيكل الخازن الذي بدوره سيعلن ترشّحه دائماً ليثبت وجوده السياسي والحفاظ عليه وأيضاً بغضّ النظر عن شكل القانون والتحالفات.

أمّا الحالة الإستثنائية، وعلى رغم أنها «غريبة» عن أهل كسروان، فيمثّلها العميد شامل روكز الذي حسم ترشيحه عن منطقة كسروان في مقابلات إعلامية عدة، فتقبّلها أهل كسروان بغالبيتهم المؤيدة للتيّار البرتقالي والتوّاقة الى الروحية العونية التي يجسّدها في نظرهم روكز، على رغم أنه لم يعلن صراحة انضمامه الى «لائحة التحالف» أو أنه سيترشح منفرداً، الأمر الذي تستبعده مصادر مطّلعة بقولها إنّ الرئيس ميشال عون لن يقبل الّا بانضمام روكز الى لائحة التحالف.

والى ذلك يشكّل اسم نعمت افرام فَرادة في منطقة كسروان وأرقاماً مرتفعة في نتائج الإستطلاعات، إلّا أنه محكوم بطبيعة قانون الانتخاب والتحالفات قبل أن يتّخذ قراره بالترشيح.

بدوره، النائب نعمة الله ابي نصر ينتظر تشكيل اللائحة القواتية ـ العونية، وترجّح المعلومات أنه ربما سيختار التنَحّي هذه المرة على رغم سعيه الدؤوب الى تمرير مشاريع إنمائية وإصلاحية في المجلس النيابي لمصلحة منطقة كسروان.

والأمر نفسه ينسحب على النائب جيلبيرت زوين، فيما يتردّد انه من الممكن ان يحلّ مكانها المرشح ايلي زوين من كسروان ـ الفتوح اذا اختارته قيادة «التيار الوطني الحر».

وبالإنتقال الى حالة الوزير السابق زياد بارود، تشير المصادر الى انّ ترشيحه منفرداً قد يشكّل له مأزقاً اذا لم يكن ضمن لائحة التحالف على رغم فرضية حصوله على رقم كبير، فيما تَشكّ تلك المصادر بإمكانية خَرقه ماكينات انتخابية كبيرة كماكينات التحالف، وأعطت مثالاً على ذلك الترشيح السابق للنائب الحالي يوسف خليل الذي تفرّد في ترشّحه عام 2000 فحصل على 10 آلاف صوت تدعمه عائلته وخدماته كطبيب ذائع الصيت، الّا انه على رغم ذلك لم يتمكن من خرق اللوائح الانتخابية الكبيرة، ليعود ويفوز عام 2005 بعد انضمامه الى لائحة «التيّار الوطني الحر».

الفتوح

امّا منطقة الفتوح فتتزايد فيها أعداد المرشحين بعد انضمام اسم بارز اليها أخيراً وهو الرئيس السابق لبلدية غزير المحامي ابراهيم حداد، الناشط في العمل الإنمائي بعدما دامت رئاسته البلدية 18 عاماً وصاحب معهد CIT التقني، فيما تؤكد مصادر مطلعة نيّته الجدّية في الترشّح للانتخابات المقبلة بعد رصد حركة سياسية ناشطة له بالإضافة الى اجتماعاته الاخيرة مع أقطاب المنطقة ومع مرشحين بارزين، فيما ألقى حداد كلمة هادفة خلال عشاء أقامه أمس في بلدة عرامون شارك فيه جميع رؤساء بلديات المنطقة بالاضافة الى مخاتيرها ورابطة عائلة آل حداد، فجاءت مشاركتهم إشارة الى التأييد الكبير المتوَقّع أن يحصل عليه حداد في حال اختياره من ضمن اللائحة التوافقية لِما كان وما زال يؤديه من دور مهم في إعلاء شأن المنطقة الانمائي منذ عشرات السنين. وتجدر الاشارة الى أنّ قوة حداد ترجع أيضاً الى علاقة الصداقة المتينة التي تربطه بعون الذي قيل إنه طلب منه في الإنتخابات النيابية السابقة الانضمام الى اللائحة العونية إلّا أنه اعتذر لانهماكه في أعمال بلدية أراد إنجازها في عهده. يبقى مرشح القوات اللبنانية الأوحد في منطقة كسروان الفتوح الأستاذ شوقي الدكاش، وهو من منطقة العقيبة وتُعدّ عائلته من أكبر عائلات البلدة.

وهو مسالم وناشط في الخدمة العامة ويُلاقي التأييد من كافة الأطراف، لا سيما بعد تكريس المصالحة القواتية العونية، ويتكِل على رصيده الشخصي والحزبي. ومن الأسماء المطروحة أيضاً المرشّح المفترض ايلي زوين الذي تدعمه عائلة زوين التي تعتبر من أكبر العائلات في منطقة فتوح كسروان، والتي تصبّ أصواتها لمصلحة العائلة نظراً لطابعها العائلي المتشدّد، فيما تروّج المصادر انّ أصوات العائلة ستصبّ لمصلحة زوين اذا ما تمّ استبدال النائب جيلبرت زوين به. والمرشّح طوني عطالله من منطقة يحشوش الذي أعلن نفسه مرشحاً جدياً منذ سنين، وهو يَستمدّ دعمه من النتيجة التي حققها في الانتخابات الداخلية لـ«التيار الوطني الحر» في كسروان بعد فوزه بالمرتبة الاولى، بغضّ النظر عن نسبة المشاركة فيها التي تشير المصادر الى أنها كانت 15 في المئة فقط. ومن الاسماء المطروحة ايضاً العميد السابق في الجيش ميشال عواد المحسوب على عون. وهناك ايضاً المرشح توفيق سلوم من منطقة العقيبة، وهو ناشط في «التيار الوطني الحر». امّا المرشح البارز أيضاً في الفتوح فهو رجل الأعمال ورئيس بلدية عرامون سابقاً روجيه عازار المُقتدر مادياً، والذي نشطت خدماته مؤخراً في المنطقة، والذي أولمَ لعون في دارته في عرامون ـ كسروان في إحدى المناسبات السياسية المهمة، فانتَدبه بعدها عون لتمثيله في عدة مناسبات اجتماعية، إلّا انّ المصادر المتابعة تَلفت الى انّ تمثيل عازار لعون اقتصر على شخص عون فقط وكذلك قبل الانتخابات الرئاسية، وهو ليس محازباً ولا يحمل بطاقة التيار، فيما لم يمثّل عازار «التيار» في تلك المناسبات، بل شخص عون، وخصوصاً بعد ترؤس باسيل للتيار. وتساءلت المصادر عمّا اذا كان إسم عازار ما زال مطروحاً كمرشح ضمن اللائحة الائتلافية المفترضة بين «القوات» و«التيار». على انّ اجتماعات ولقاءات سرية عقدت في منزل أحد رموز العوائل الكسروانية للبحث في الاستحقاق النيابي، اقتصر الحضور فيها على أربعة أقطاب كسروانية يُرجّح ضَمّ اثنين منها الى اللائحة العونية ـ القواتية المرتَقبة.

وأشارت مصادر قريبة جداً من باسيل الى أنه في انتظار بلورة القانون الجديد للانتخابات المقبلة والمرجّح بَتّه قريباً، وينتظر أيضاً نتائج استطلاعات الحزب واستطلاعات الخبراء المتخصّصة قبل اعتماد الأسماء النهائية التي ستنضَمّ الى لائحة التحالف الكسروانية.

الا ان نتائج كافة الترجيحات في كسروان متوقفة على المشهدية المستجدة بين التحالف الإنتخابي القواتي والعوني في منطقة البترون بعد التطورات السياسة المتسارعة والتي قد تؤدي الى خلط ألأوراق مجدداً

 

هل يُوصِل «حوار الطرشان» الى قانون؟

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الاثنين 13 آذار 2017

ثبت بالملموس أنّ الجلسات واللقاءات والمحطات الحوارية الثنائية أو الثلاثية أو الرباعية حول القانون الانتخابي لم تكن أكثر من «حوار طرشان» يعلك الصيغ والأفكار ولا يهضمها، فهل يمكن لمثل هذا الحوار أن يوصل الى قانون انتخابي جديد؟ صار رصد المتحاورين مملّاً، جلوسهم مع بعضهم البعض لم يقرّب المسافات المتباعدة في ما بينهم، ولم يستطيعوا أن يوحّدوا الرؤى المتناقضة حول شكل القانون وماهية الدوائر، ولا بناء قواسم مشتركة حول أيّ صيغة. صارت جلساتهم أشبه بمسلسل تركي «ممغوط» تعرف كيف يبدأ ولا تعرف كيف ومتى ينتهي، وأما أبطاله فيجدونها فرصة «للتكاذب»، يتبادلون فيها المجاملات، وعبارات الحرص المتبادل على شاكلة: «نحن حريصون عليكم أكثر من حرصكم على أنفسكم.. نحن نحبكم أكثر ممّا أنتم تحبون أنفسكم.. لا نكنّ لكم سوى الخير والاحترام.. أنتم تشكلون أساساً في البنيان اللبناني ونريدكم أن تبقوا كذلك، أكثر ممّا أنتم تريدون ذلك.

لا أحد يستهدفكم، ولا أحد يستطيع أن يمسّ تمثيلكم أو يلغي وجودكم، ولا أحد يفكر في ذلك أصلاً». هذه عيّنة ممّا تشهده تلك الجلسات كما يلخصها أحد المشاركين فيها: «نحن نجلس مع بعضنا، نشرب الشاي أو القهوة، و»نلأمش» ونمسّح الجوخ لبعضنا البعض، ومن ثمّ نخرج وكلّ واحد على سلاحه، يرصد الطرف الآخر وينتظره ليدير ظهره فيطلق النار عليه». الواضح هنا، أنّ كلّ النقاش الذي جرى حتى الآن وصل الى طريق مسدود. ويبدو أنّ الفرقاء دخلوا الى حلبة عض أصابع في انتظار مَن

سيصرخ قبل الآخر. ومع ذلك يأتي مَن يقول: «نحن محكومون بالوصول الى قانون جديد»،

تسأل: كيف؟

فيجيب أحدهم: «الوسائل لم تنعدم بعد. ثمّ إنّ كلّ القوى السياسية متفقة سرّاً وعلناً على إحداث خرق»!

تسأل ايضاً: أين، وكيف؟

فتُستعرَض مجموعة إشارات، توحي بهذا الاتفاق:

• الإشارة الأولى، تُلتقط من إجماع القوى السياسية والتزامها كلها بالوصول الى قانون جديد.

• الثانية، تُلتقط من المسار الإيجابي الذي يحكم الواقع السياسي، وتولّدت عنه خطوات متدرِّجة عكست اتفاق القوى السياسية على «الاتفاق» في ما بينها، وتوالت منذ إقرار مراسيم النفطي وصولاً الى التعيينات الأمنية والعسكرية والقضائية الأخيرة، وسلسلة الرتب والرواتب وبعدها الموازنة.

• الثالثة، تُلتقط من الليونة التي شابت فجأة مواقف بعض الأطراف من القانون الانتخابي، وتحديداً الرئيس سعد الحريري، وهناك مَن يقول إنّ إقناعه بقانون نسبي قطع شوطاً مهماً جداً، ما قد ينقل الملف الانتخابي برمّته من ضفة التعقيد الى ضفة الحلحلة. وبناءً على هذا المستجدّ صار من الممكن القول بإمكانية الوصول الى قانون جديد خلال مهلة أقصاها شهر من الآن.

• الرابعة، تُلتقط من الشعور السياسي العام بأنّ أيّ هزّة سياسية بحجم الانقسام على قانون الانتخاب، وبحجم الفشل في الوصول الى هذا القانون، وبحجم بقاء الستين أو الذهاب الى التمديد أو الى الأسوأ أي الفراغ، قد تتداعى لاحقاً الى ما هو أخطر من ذلك بكثير. وبالتالي فإنّ الوصول الى قانون حتمي أيّاً كان شكل القانون، وقد باشر بعض القوى السياسية بإعداد عدّته الانتخابية على هذا الأساس.

• الخامسة، تُلتقط من الشعور السياسي العام بأنّ «رياحاً ما» تحاول أن تضرب لبنان، ربطاً بالتطورات المتسارعة في المنطقة، ما يوجب التحصين على كلّ المستويات، درْءاً لتلك الرياح التي قد توقع لبنان في لحظة معيّنة، في هوّة سحيقة لا يعلم إلّا الله كيف يمكن للبنان أن يخرج منها.

وما حصل في المخيمات في الفترة الأخيرة ليس بريئاً على الاطلاق. وإذا كان التحصين الأمني أولويّة أولى، ففي ذات المرتبة يقع أولاً أيضاً، الانتباه الى طبيعة المخاطر وحجمها وعدم فتح الشبابيك أمام تلك الرياح، ووقف ظاهرة التصريحات الآتية من خارج السياق لتصب الزيت على نار بعض القضايا والعناوين الخلافية، واستمرار لغة التفاهمات والانسجام السياسي ولو بالحد الأدنى وصولاً الى القانون الانتخابي الذي يشكل أحد أعمدة التحصين الأساسية.

• السادسة، تُلتَقط من تراجع بعض القوى الفاعلة عن المنطق الذي سوّقته مع بداية العهد الرئاسي الجديد وقدمت من خلاله أفكاراً وصيغاً انتخابية بطريقة زرعت القلق في بعض الزوايا السياسية والحزبية والدينية، من نوايا إلغائية أو تحجيمية واستئثارية واحتكارية للتمثيل ومن خلاله للسلطة، وها هي هذه القوى تسعى الى تقديم طروحات بديلة تعتبرها متقدّمة وتحاكي الواقع اللبناني وتوازناته بمنطق المعايير الموحّدة والتفاهم الى الحدّ الأقصى.

على أنّ هذه الإشارات على أهميّتها تفقد معناها إذا ما اسقطناها على أرض الواقع، وقد لا تصدق معها فرضية الوصول الحتمي الى قانون، فالقانون الانتخابي، وتبعاً للالتزامات المقطوعة من قوى أساسية وازنة لقوى سياسية قلقة وتسكنها الهواجس، يتطلب إجماعاً من كلّ القوى السياسية حوله، لا أن يُفرض كقانون أمر واقع، توافق عليه أكثرية سياسية وتفرضه على أقلّية. وما زال هذا الإجماعُ مفقوداً حتى الآن.

وبالتالي فإنّ ما تسرّب أخيراً عن بحث صيغة جديدة لمختلط جديد قيل إنه قابل للموافقة عليه كونه يقوم على وحدة معايير في كلّ الدوائر، لم يشكل تبديلاً يعوَّل عليه في موقف تيار المستقبل، ولا حرّك مشاعر «القوات اللبنانية» إيجاباً منه، بل إنه ترافق مع مناكفة سياسية انتخابية لافتة للانتباه على الخط العوني القواتي بما يشي أنّ الباب مفتوح بينهما على ما هو أكبر وأبعد.

كما لم يؤدِّ الى تبديد هواجس القلقين من الصيغ الملغومة، وفي مقدّمهم وليد جنبلاط الذي تلقّى التزاماً أكيداً من القوى السياسية الوازنة بأنها لن تقبل بقانون لا يقبل به.

يعني ذلك، أنّ الرياح ما زالت تجري في الاتجاه المعاكس، وبلوغ قانون جديد يأتي بالجميع اليه هو ضرب من المستحيل. وبصرف النظر عن «تكاذب الجلسات»، فإنّ المنطق السياسي والتوجّهات الانتخابية هي نفسها ولا تعديل طفيفاً أو جوهرياً فيها، بل إنّ كلّ طرف متمسّك بقانونه.

 

سورية: دور أميركي جديد وخيارات وتحالفات معقدة

 جورج سمعان/الحياة/13 آذار/17

جميع الأطراف المعنيين بالحرب في الرقة أمام خيارات صعبة. الإدارة الأميركية الجديدة تحاول عبثاً حتى الآن التوفيق بين الكرد وتركيا، خصوصاً في سورية. ترغب في التعاون بين الطرفين. لكن المسألة معقدة. وهذا ما دفعها إلى دخول منبج لقطع الطريق على أي مواجهة بين الطرفين. وأرسلت وحدة مدفعية من مشاة المارينز لمساندة «قوات سورية الديموقراطية» وجلها من وحدات «الحزب الديموقراطي الكردستاني» الذي ترى إليه أنقرة ذراعاً لـ «حزب العمال» المصنف إرهابياً أميركياً وأوروبياً وتركياً بالطبع. هذه الوحدة على قلة عديدها تشي صراحة بأن واشنطن تريد توكيد قدرتها على تحرير «عاصمة الخلافة» من دون الحاجة إلى سند تركي. أو أن هذا السند يجب أن يظل في إطار قيادتها. وتريد أيضاً أن تأخذ زمام المبادرة لحسم المعركة ميدانياً، تماماً مثلما أشرفت روسيا على إنهاء معركة حلب. بالطبع لا ترغب في مشاهدة الرئيس رجب طيب أردوغان يذهب بعيداً في «شراكته» مع الرئيس فلاديمير بوتين.

الرئيس التركي هو الآخر يخوض امتحان خيارات صعبة. يعول على تصحيح العلاقات مع واشنطن بعدما شابها فتور كبير أيام إدارة الرئيس السابق باراك أوباما. وقدم جملة من التصورات والخطط للتعاون في تحرير الرقة. لكنه سرعان ما فوجئ بالعلم الأميركي يرفرف في منبج. وأدرك أن للرئيس ترامب تصوراً خاصاً. بل بدأت دوائر في حكومته ترتاب في أن الولايات المتحدة ربما تعمل على إقامة منطقة آمنة للكرد السوريين شرق الفرات تسهل لها حضوراً قوياً في بلاد الشام. والأخطر أنها تعي تماماً أن قيام كردستان جديدة شمال شرقي سورية تخضع لنفوذ عبدالله أوجلان يفاقم مشكلتها مع الأكراد في الداخل وعلى الحدود. هي تتعايش مع كردستان العراق حتى الآن لأنها تعول على تنسيق واسع مع رئيس الإقليم مسعود بارزاني. فالأخير يحتاج بدوره إلى توسيع دائرة تحالفاته لمواجهة صعوبات مصيرية. إنه على خلاف مع بغداد، ومع شركاء لدودين في الإقليم من حزب الاتحاد الوطني و «حركة التغيير»، وأخيراً مع «حزب العمال» الذي بات يقتطع مساحات واسعة في سنجار ومحيطها إلى داخل سورية في مناطق سيطرة «وحدات حماية الشعب»، وينسق مع «الجيش الشعبي» العراقي. لذلك لا يجد أردوغان بديلاً من مواصلة نهج التوجه نحو روسيا التي قدمت له دعماً في حسم معركة الباب بعد أشهر صعبة لم تحرك فيها قوات التحالف الدولي ساكناً لمده بالعون اللازم. لكن مشكلته أنه لا يمكن أن يجمع بيد واحدة بين القطبين الأميركي والروسي، علماً أن الطرفين قد يقبلان على مواجهة حول الدور الإيراني في المشرق العربي كله، إذا لم يتوصلا إلى تسوية أو صفقة تبدو بعيدة المنال حتى اليوم. وهو إنما يخوض صراعاً لتقليص نفوذ طهران، ولا يمكنه المغامرة في الخروج من حلف شمال الأطلسي مهما بالغ في التقرب من موسكو وفي توتير علاقاته مع أوروبا وألمانيا بالتحديد. علماً أن الكرملين اقترح صيغة دستور جديد لسورية يمنح الكرد ما يشبه الحكم الذاتي. ومعروف أنه اقترح في مناسبات سابقة صيغة فيديرالية. وهو ما لا يروق لأنقرة.

وتضيق الخيارات أيضاً أمام الرئيس بوتين. هناك تشكيك بأن تدخل قواته العسكرية وما حقق للنظام السوري من أرجحية ميدانية لم يترجم حتى الآن قدرة على تسويق تسوية سياسية ترغم شريكيه السوري والإيراني على القبول والانصياع لمشروعه أو خططه. وهو يدرك أن أي تفاهم محتمل مع واشنطن سيدفعه إلى مواجهة مع هذين الشريكين. فالإدارة الأميركية الجديدة لن تقبل ببقاء الرئيس الأسد، وتنادي من اليوم بوجوب خروج القوات الإيرانية وميليشياتها من سورية. وهي دعوة حملها إليه أخيراً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي أعلن أنه لا يمكن القبول بأن «يحل الإرهاب الإيراني مكان إرهاب داعش والنصرة». وطالب موسكو بضمانات لمرحلة ما بعد التسوية في سورية وأولها منع الجمهورية الإسلامية من تعزيز وجودها في بلاد الشام. وهو ما لا يقدر عليه الكرملين من دون المجازفة بعلاقاته مع طهران. أي أن التفاهمات التي كانت قائمة بين الرئيس بوتين ونتانياهو حتى الآن تواجه وضعاً جديداً الآن. ولا يمكن الزعيم الروسي في التحولات الجديدة التوفيق بين مطالب إسرائيل وطموحات إيران. أبعد من ذلك كان لافتاً أن موسكو أدت دوراً وسيطاً، في اجتماع أنطاليا الثلاثي لقادة الأركان الأميركي والروسي والتركي. نأت بنفسها عما يجري في منبج لأنها لا ترغب في صدام أميركي كردي - تركي قبل اتضاح مستقبل علاقاتها مع الإدارة الجديدة. علماً أنها لم تعد تعلق آمالاً واسعة على تنسيق أو تفاهم مع واشنطن، أقله في المدى المنظور.

أما إيران فقد تكون الأكثر ارتباكاً على أبواب تحولات استراتيجية مصيرية بالنسبة إلى مستقبل دورها في الإقليم. لا ترتاح بالتأكيد إلى سماع مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، بعد تصريحات نتانياهو، تساوي بين إخراجها ووكلائها من سورية وإخراج الإرهابيين منها أو «تأمين حدود آمنة» لإسرائيل. دائرة المواجهة مع الخصوم تتسع، من الخليج إلى تركيا. وتتوجس من تفاهمات بوتين مع كل من أردوغان ونتانياهو، واحتمال تصحيح العلاقات بينه وبين نظيره الأميركي. وهي تراقب بحذر توجهات حكومة بغداد نحو واشنطن والحضور العسكري المتنامي في كل من العراق وسورية. لم يكن كافياً رؤيتها دور القوات الأميركية في الموصل حتى جاء العلم الأميركي يرفرف في منبج على بعد مئات الأمتار من انتشار قواتها وميليشياتها. وهي باختيارها التسليم على مضض للشريك الروسي لخشيتها من خسارة آخر حليف على أبواب المواجهة المقبلة، تجازف بفقدان قدرتها على إرساء دعائم مشروعها في سورية مقابل ما ترسم موسكو من تسوية سياسية لهذا البلد، وما قد يحمله الانخراط الأميركي الجديد. أما الأطراف السورية المتناحرة فخياراتها تكاد تكون معدومة، ولا تحتاج إلى توصيف. النظام حائر بين حليفين لا يرحمان لا يملك القدرة على المواجهة من دونهما، وما بقي له من قوات أصابها الانهاك بعد ست سنوات. والمعارضة على حالها من الانقسام وفقدت المبادرة أمام لعبة الكبار، وارتضت فصائل كثيرة أن تنحني أمام الضغوط الإقليمية والدولية...

أمام هذه التعقيدات والتحالفات الدقيقة والهشة في آن والخيارات شبه المستحيلة للقوى المتصارعة في الساحة السورية تبقى التسوية بعيدة. صحيح أن إدارة الرئيس ترامب أبدت تأييدها لمساعي المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، لكن الصحيح أيضاً أنها لم تكن متحمسة إلى استعجال مفاوضات جنيف الأخيرة. ولن يطرأ ما يدفعها إلى تبديل موقفها. انطلقت من فشل الصيغة السابقة من التعاون بين وزير الخارجية السابق جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف. وتريد استعادة دور أميركا في المنطقة كلها والعودة الساحة السورية في مقابل تعثر أو تباطؤ الدور الروسي. لذلك لم يأت دخول قوات أميركية منبج للحؤول دون اندفاع تركيا جنوباً وتفادي الصدام مع الوحدات الكردية فحسب. بل إن هذا الدخول معطوفاً على تعزيز وجودها بوحدة مدفعية يضيف عنصراً جديداً إلى المشهد الاستراتيجي: لا بد من حضور أكبر على الأرض قبل البحث في أي تعاون كانت موسكو ولا تزال تعرضه على واشنطن. وربما يبدأ اختبار هذا العرض مع تصعيد الحملة على الرقة. ستكون مناسبة لاختبار قدرة الكرملين على التأثير أو الضغط على إيران ونظام الرئيس بشار الأسد. فهي لا ترغب في رؤية قوات النظام وحلفائها من الإيرانيين يملأون الفراغ بعد دحر «داعش». ولا ترغب حتى في رؤية قوات تركية أيضاً.

ومعروف أن ما يعوق تعاون واشنطن مع موسكو حتى الآن هو المستجدات التي تطرأ يومياً على قضية الاتصالات بين عاملين في إدارة ترامب أو قريبين منه ومسؤولين روس أثناء الحملة الانتخابية. في أي حال إن غياب مثل هذا التعاون مع رفع وتيرة التدخل العسكري يفاقم مسار التسوية. فكثيرون في موسكو باتوا يشعرون بخيبة أمل. ويستبعدون قيام تعاون واســع بين بلادهم والولايات المتحدة. وينعكس هذا بدوره على غياب التعاون بين القوتين الكبريين والأطراف الإقليميين. من هنا يبدو أن الانخراط الأميركي قد يتصاعد في ساحة تزداد ازدحاماً وتشابكاً، خصوصاً أن إدارة ترامب لم تقدم شرحاً وافياً عن أهداف هذه الخطوة. فهل هي بداية استراتيجية واضحة لما تريده في سورية أم أن الأمر لا يعدو كونه خطوة عسكرية لمنع «داعش» من التمدد والحؤول دون صدامات في الميدان تعوق معركة تحرير الرقة. إن استئناف جولة المفاوضات في جنيف بعد أيام سيشكل امتحاناً لتوجه واشنطن التي لا شك في أنها ترغب في دور قيادي للتسوية بعد فشل الجولات الثلاث السابقة... فهل تقدم؟ وهل ترضى موسكو بمزيد من التقاسم والشراكات في سورية على حساب دورها الأساس؟ أم أن الجولة الرابعة المقبلة ستكون الأخيرة؟

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

ملك الأردن استقبل السنيورة ووفد مجلس العلاقات العربية والدولية

الأحد 12 آذار 2017 /وطنية - استقبل ملك الأردن عبدالله الثاني اليوم، رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، في اطار استقباله وفد مجلس العلاقات العربية والدولية برئاسة محمد جاسم الصقر.

وقد عرض الوفد الذي ضم، الى السنيورة، اياد علاوي، طاهر المصري وعمرو موسى، الأوضاع في المنطقة العربية، وقد استمع عبدالله لوجهة نظر المجلس حيال التطورات، وعبر عن اهمية الاستفادة من مجلس العلاقات العربية والدولية تجاه ما يجري من احداث في الوطن العربي والمنطقة، والاستفادة من خبرات المجلس واعضائه الذين يمثلون معظم البلدان العربية ولما لهم من خبرة طويلة في العمل السياسي والاعلامي والاقتصادي والنيابي، كما طلب من المجلس التعاون معه بالفترة المقبلة خلال رئاسته للدورة المقبلة للقمة العربية.

وقد سلم الوفد ملك الاردن ورقة اعدها عن الاوضاع العربية الراهنة والواقع المتأزم للأمة العربية، تحتوي على مجموعة من الافكار لرفعها للقمة العربية المقبلة، "مساهمة من المجلس في وضع بعض الحلول للتحديات التي تواجه الامة العربية وتهدد كيانها".

 

 

الراعي: لوضع موازنة تستخرج وارداتها من مال الخزينة المهدور والمسلوب لا من فرض ضرائب ورسوم على الشعب المرهق

الأحد 12 آذار 2017 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عظة الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي، عاونه فيه المطرانان حنا علوان وعاد ابي كرم، أمين سر البطريرك الأب بول مطر ولفيف من الكهنة، في حضور قائد الجيش العماد جوزيف عون، وفد من رابطة آل عويس وحشد من الفاعليات والمؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "يا ابنتي، إيمانك خلصك! لا تخف، يكفي أن تؤمن"(لو8: 48 ؛ 50)، قال فيها:"للمرأة النازفة التي شفيت من نزيفها الذي دام اثنتي عشرة سنة بلمس طرف ثوب يسوع، من دون أن تتلفظ بأي طلب قال يسوع: "يا ابنتي، إيمانك خلصك، إذهبي بسلام" (لو8: 48). وليائيروس الذي بلغ في الطريق أن ابنته ماتت فيما كان يسوع ذاهبا معه إلى بيته بغية شفائها من حالتها المشرفة على الموت، وقيل له أن لا حاجة لإزعاج المعلم، قال الرب يسوع: "لا تخف، يكفي أن تؤمن فتحيا ابنتك" (لو8: 50). فأكمل الطريق معه إلى بيته وأقام ابنته الصبية من الموت. آيتان صنعهما يسوع بقوة الإيمان". أضاف: "يسعدنا أن نحتفل معكم بهذه الليتورجيا الإلهية. فأحييكم جميعا، ونرحب معا بقائد الجيش الجديد العماد جوزيف عون، ونهنئه على اختياره على رأس المؤسسة العسكرية بفضل تاريخه الناصع في خدمة الجيش. فبعد أن أعرب عن ولائه للبنان في خدمته الجديدة أمام فخامة رئيس الجمهورية، وتسلم مهامه وعلم الجيش من القائد السابق العماد جان قهوجي، أراد اليوم أن يبدأ خدمته الرفيعة بالمشاركة في هذا القداس الإلهي، مستلهما أنوار الروح القدس، واضعا مسؤوليته تحت عناية الله وسيدة لبنان، وفي هذا اللقاء الذي اراده معنا اليوم نعلن تأييدنا لاختياره ودعمنا لخدمته الجديدة. إننا نصلي إلى الله كي يحقق أمنياتك الكبيرة يا قائد الجيش الجديد ويحميك بعنايته، ويحمي مؤسسة الجيش وسائر الأجهزة الأمنية من أجل حماية لبنان وسيادته وأمنه وشعبه، في الظروف الإقليمية الصعبة وتجاه امتداد الإرهاب. ونود في المناسبة الإعراب عن شكرنا العميق لقائد الجيش السابق العماد جان قهوجي الذي قاد المؤسسة على مدى ثماني سنوات بحكمة وشجاعة ودراية، في الظروف الوطنية الصعبة، ونتمنى له من الله حسن المكافأة". وتابع: "إننا نرحب مع اللبنانيين بدفعة التعيينات العسكرية والأمنية الناجحة. والكل يأمل أن يتم استكمال الباقي من التعيينات، بحيث تصبح الدولة اللبنانية عندنا دولة المؤسسات، فتضع حدا للفساد وتفرض هيبة القانون، وتضبط الفلتان في الدوائر والمؤسسات، وتحاسب المحميين وحماتهم بتطبيق نظام الثواب والعقاب. ويبقى في طليعة الانتظارات: سن قانون جديد للانتخابات قائم على المناصفة الفعلية وعدالة التمثيل وشموليته، وفقا لرغبة فخامة رئيس الجمهورية ومساعيه المعبرة عن تطلعات الشعب اللبناني، ووضع موازنة تستخرج وارداتها من مال الخزينة المهدور والمسلوب، لا من فرض ضرائب ورسوم إضافية على الشعب المرهق اقتصاديا ومعيشيا، وإقرار سلسلة رتب ورواتب عادلة ومنصفة للمعلمين والمدرسة والأهل. وتبقى المعضلة الأساس الأزمة الاقتصادية والجمود، الأمر الذي يستدعي نهضة اقتصادية، من دونها تظل سائر المعضلات الأخرى عالقة".

وقال: "نحيي بيننا رابطة آل عويس بشخص رئيسها الفخري الأب يوحنا الحبيب عويس، القيم البطريركي العام الأسبق، ورئيسها السيد جوزف عويس والاباء وأعضاء الهيئة الإدارية وسائر المنتمين إليها. ونتمنى لها النجاح في أهدافها، ولاسيما في شد أواصر الوحدة والتضامن بين أبناء عائلة عويس الكريمة وبناتهم، لخيرهم ولتماسك المجتمع اللبناني. ونرحب أيضا بوفد منظمة الطلاب التابعة لحزب الوطنيين الأحرار، فنحيي رئيسها السيد سيمون ضرغام وسائر الأعضاء".

وتابع: "المرأة النازفة، التي شفاها الرب يسوع، بمجرد لمسها طرف ثوبه وبفضل إيمانها، رمز للشفاء من كل نزيف في القيم الروحية والاخلاقية والاجتماعية والوطنية. والصبية ابنة يائيروس، التي أقامها يسوع من الموت، بفضل ثقة أبيها وإيمانه، رمز لقيامتنا بنعمة غفران المسيح من حالة الموت التي تسببها خطايانا. لكن مفتاح الشفاء من أمراضنا الجسدية والروحية والمعنوية، والقيامة من حالة الموت واليأس والفشل، إنما هو إيمان بالله وبحنانه ورحمته المتجلية في شخص يسوع المسيح". أضاف: "إن من يحب يؤمن ويرجو. فمحبتنا لله تولد فينا الإيمان أي الثقة به وبما يقول وبما يفعل. هذا الإيمان ينتزع من عقولنا كل شك، ومن قلوبنا كل خوف، ومن إرادتنا كل تردد. وهكذا، الإيمان يولد الرجاء الأكيد بأن الله يغمرنا بحبه وحنانه ورحمته، وبأنه يمسك العالم بين يديه، ويغلب الظلمات جميعها. هذا هو اختبار المرأة النازفة ويائيروس لهذه الفضائل الثلاث التي تتواءم. إنها فضائل إلهية يسكبها الله في نفس المؤمنين لكي يتمكنوا من أن يعيشوا كأبناء لله، ويستحقوا الحياة الأبدية. إنها ضمانة فعل الروح القدس في عقل الكائن البشري وإرادته وقلبه، وهي تؤهله ليعيش في علاقة روحية مع الثالوث الأقدس، الذي هو أصل هذه الفضائل وسببها وغايتها". وتابع: "نحن في هاتين الآيتين أمام مشهدي صلاة نابعين من الإيمان. صلاة يائيروس وهي صلاة التماس وتواضع وإلحاح. رئيس المجمع هذا، وهو ليس من أتباع يسوع، أدرك أن يسوع قادر أن يشفي ابنته الصبية المشرفة على الموت. فارتمى أمامه، وألح عليه أن يدخل بيته ويشفيها. ولربما سمع الرب يسوع يقول: "إسألوا تعطوا، أطلبوا تجدوا، إقرعوا يفتح لكم، فمن يسأل ينل، ومن يطلب يجد، ومن يقرع يفتح له" (متى 7: 7).وصلاة المرأة النازفة، وهي صلاة صامتة ظهرت في فعلتها النابعة من إيمان وطيد بأنها إذا استطاعت أن تلمس طرف ثوب يسوع، من دون أن تسأله شيئا، تشفى من نزيف دمها. بهذه الصلاة الصامتة روحنت الشريعة الصارمة. كانت الشريعة تعتبر المرأة النازفة نجاسة ويحرم عليها أن تمس أي شيء أو شخص لئلا تنقل إليه نجاستها. بفعلتها هذه تجنبت المرأة الشكوك. اندست بين الجماهير وكأنها مجهولة من الجميع، ولمست في الزحمة طرف ثوب يسوع. وكانت على يقين أنها لن تدنس يسوع بلمسها ثوبه، بل على العكس ينقيها هو من نجاستها. إنها بذلك لم تخالف شريعة موسى، بل رفعتها إلى رب الشريعة الذي يعطيها روحا ويؤنسنها. فالشريعة، إذا خلت من روح ينعشها بالرحمة والإنصاف والمشاعر الإنسانية، أصبحت حرفا يقتل على ما يقول بولس الرسول: "الحرف يقتل، والروح يحيي"(2كور3: 6). وختم الراعي: "زمن الصوم الكبير دعوة لكل واحد وواحد منا ليقف مع ذاته وقفة وجدانية، ويدرك ما يصيبه من نزيف في القيم الروحية والأخلاقية والإنسانية، وهو نزيف يؤثر سلبا في مسلكه وأفعاله، وعلى واجبات مسؤوليته وسلطته في الدولة والمجتمع، كما وفي الكنيسة والعائلة. رجاؤنا أن نشفى من هذا النزيف بالعودة إلى كلام الله ووصاياه وبالتماس غفران الشفاء، فتتجدد قوانا ونفتح صفحة جديدة مع الله والذات والناس. ولنرفع جميعا نشيد المجد والتسبيح للثالوث المجيد، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

استقبالات

بعد القداس، استقبل الراعي في صالون الصرح قائد الجيش العماد جوزيف عون يرافقه مدير مكتبه العميد الركن وسيم الحلبي، رئيس فرع مخابرات جبل لبنان العميد الركن جورج يوسف والعقيد الركن عماد خريش، وعقدت خلوة بين البطريرك والقائد تناولت الأوضاع الراهنة.

واستقبل المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية حيث التقى على التوالي: رابطة آل عويس برئاسة الأب يوحنا عويس وجوزيف عويس، وقدموا له درعا تكريميا، رئيس الحركة الإجتماعية اللبنانية المهندس جون مفرج، المحامية ريجينا قنطرة، وفد من منظمة طلاب الوطنيين الأحرار برئاسة سيمون ضرغام، رئيس مؤسسة وديع الحاج الخيرية رازي الحاج، وفد من موسيقى حزب الوطنيين الأحرار في كفرذبيان برئاسة المهندس نزار مهنا، وقدم الوفد للراعي درعا تذكارية لمناسبة الذكرى السنوية ال50 على تأسيسها، فاعليات ووفود شعبية من مختلف المناطق .

 

باسيل في مؤتمر التيار الوطني: مخطىء من يعتقد ان وصول عون الى الرئاسة هو باب للاستفادة المادية

الأحد 12 آذار 2017 /وطنية - عقد "التيار الوطني الحر"، مؤتمره الوطني الثاني في مجمع "البيال"، في حضور رئيسه الوزير جبران باسيل وقيادات في التيار وعدد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين، اللجان المركزية وهيئات الأقضية، الى أكثر من 1350 منتسبا الى التيار. وقد أطلقت فيه الصورة الجديدة للتيار والمنصة الالكترونية والتطبيق الجديد، كما عرضت موازنتا 2016 و2017 وتمت المصادقة عليها.

صابر

استهل المؤتمر بكلمة لنائب رئيس التيار للشؤون الادارية رومل صابر تطرق فيها الى شؤون التيار الداخلية بشقها الإداري، فقال: "نجتمع اليوم بعد سنة على المؤتمر الوطني الاول الذي اتخذنا فيه قرارات والتزامات ننفذها في سنة 2017، واليوم سيكون تقييم للنشاطات والالتزامات تلك، وتقرير للمجلس التنفيذي ولهيئات الاقضية وموازنة 2016 و2017 وعرض للتطبيق الالكتروني للتيار. هذا كله يوصلنا الى دينامية التيار، فنحن اليوم نعد من أكبر المكونات السياسية التي تملك دينامية لم تتوقف خلال 18 شهرا، وسنكمل بهذه الدينامية وسنزيد استحقاقاتنا وسنتفاعل اكثر وكل ذلك يعود الى التزامات كوادر التيار ونشاطهم. هدفنا الاساسي، غير السياسي والوطني العريض، هو اكمال بناء المؤسسة، نحن لم نستلم من العدم بل ثمة تأسيس سابق، ونحن نكمل هذه الرسالة واستلمنا المشعل لنسلمه لاحقا للاجيال الصاعدة". وأضاف: "عملنا سيكون تقوية هذه المؤسسة، اذ ان كل مؤسسة لها مقومات ولها أسس، ومقومات مؤسساتنا: أولا الرؤية فعندما نملك الرؤية يجب ان نملك العنصر البشري الذي هو الكوادر، المعلومات والمعلوماتية، أطر العمل، وتقويم المشاكل، فمن لا يقيم مشاكله لا يستطيع تقييم أعماله ونجاحه، الالتزام والتقيد بالمواعيد والتنفيذ والوعود، الى التمويل الذي هو الأساس في المؤسسات، ونحن نرفع رأسنا بتمويلنا الشفاف، وبالعقيدة المثالية، اخيرا الثقافة المؤسساتية. هذه الامور كلها موجودة لدينا في التيار، لكننا في حاجة الى تقويتها وتنميتها مع كل الكوادر، وعلينا تنمية الثقة بيننا وبنائها كما يجب، اذ ان عمل الفريق هو الاساس". ثم عرض منسقو اللجان المركزية تباعا التقرير السنوي للمجلس التنفيذي: انجازات، تحديات وإقتراح مشاريع 2017، تلاهم منسقو هيئات الأقضية الذين عرضوا أيضا تقاريرهم وانجازاتهم وأبرز ما واجهوه من تحديات في سنة 2016 وقدموا اقتراح مشاريع لسنة 2017.

صحناوي

بعد ذلك، كانت كلمة لنائب رئيس التيار للشؤون السياسية الوزير السابق نقولا صحناوي استعرض فيها "نهج التيار في العمل السياسي والذي حقق تغييرا في القواعد المعتمدة من قبل معظم الاحزاب السياسية، في حين اننا مستمرون في مسيرة اعادة بناء الوطن الذي لطالما حلمنا به، وهذا الحلم اصبح حقيقة مع وصول زعيمنا، العماد ميشال عون الى سدة الرئاسة، منفتحون على جميع الافرقاء السياسيين لما فيه من مصلحة للبنان. ان هذا الفكر وهذا النهج لا بد أن ينتقلا الى ممارساتنا السياسية المحلية وذلك عبر جميع كوادر التيار الوطني الحر، خاصة في عمل مجالس الاقضية المنتشرة في كل لبنان".

اضاف "لقد اثبت فخامة الرئيس انه رئيس وفاقي، يجمع لبنان واللبنانيين في وحدة وطنية شاملة وليس رئيسا توافقيا يتقاسمه الزعماء ويقسمون الوطن مناطق نفوذ ومغانم، ولا بد ان يكون التيار الوطني الحر انعكاسا لهذا العهد، لا بل لا بد له ان يكون قدوة تدفع الى الامام، فنعمل لجميع اللبنانيين، واضعين كل امكاناتنا في سبيل انجاح العهد العوني وتحقيق حلم لبنان القوي. وقد اثبت ايضا التيار الوطني الحر انه تيار التلاقي والحوار، اذ استطاع ان يكون الطرف الوحيد الذي قام بفتح قنوات تواصل مع جميع الافرقاء السياسيين، لا بل استطاع تقريب بعض وجهات نظر الاحزاب المتخاصمة دون ان يتنازل عن مبادئه او يتراجع عن قناعاته. كما وقد ارتكزت تفاهمات التيار على الصدق والشفافية، ملتزما تلك التحالفات التي اقامها ولا يزال يقيمها، مشكلا سابقة سياسية في لبنان والشرق من ناحية اعتماد مبدأ الاتفاقات المكتوبة، والاجتماعات الدورية لتكتله النيابي والوزاري، مع اصدار بيان يتضمن موقف التيار والتكتل من المواضيع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية المطروحة". ولفت الى "ان معركة الشراكة بدأت منذ انتقال التيار الوطني الحر من حالة نضالية بحت، الى حالة سياسية رائدة، نعمل سويا على تفعيلها ضمن الاطر التنظيمية، وهي لم تتوقف مع وصول العماد ميشال عون الى سدة الرئاسة لا بل يزيدنا العهد اصرارا على استكمال هذه المعركة عبر اعادة تكوين السلطة بشكل سليم، مع اقرار مبدأ الشخص المناسب في المكان المناسب، فتكون التعيينات العسكرية والادارية خطوة اساسية في بناء دولة لبنان القوي، يليها اقرار لقانون انتخابي عادل يفرز مجلسا نيابيا يعكس ارادة الشعب اللبناني ويعيد التوازن المفقود بين مكونات الميثاقية اللبنانية، فيكون مجلسا نيابيا من الشعب، وللشعب". وقال: "وانطلاقا من مهام كل هيئة، ومجلس، ولجان، تقع علينا مسؤوليات وطنية عديدة تتطلب انفتاحنا على مختلف الاحزاب السياسية وبناء جسور التلاقي وتمتينها وذلك على مستوى القواعد الشعبية كما القيادات، واخص بالذكر مجالس الاقضية التي لا بد ان يكون لها قنوات اتصالات ودية مع جميع الافرقاء السياسيين اللبنانيين محافظين على مبادئ التيار وتوجهات قيادته، وان تكون رائدة بين الاحزاب والتيارات والشخصيات المستقلة فيما يختص بالمشاريع الانمائية المحلية، كما فيما يختص بالمصالح الوطنية الكبرى، حيث تكونوا ذراعا سياسيا لقيادة التيار في اي معركة نخوضها في سبيل لبنان الذي نحلم به ونتمنى ان نورثه لاولادنا".

الصورة الجديدة

في الجلسة الاخيرة، أطلق منسق اللجنة المركزية للتواصل الاستراتيجي مارك ساسين الصورة الجديدة ل"التيار الوطني الحر"، ثم عرضت مؤشرات الأداء الرئيسية للجان التنفيذية ولهيئات الأقضية. كما أعلن ريشار حنا وناهي بستاني وآلان لحود المنصة الالكترونية والتطبيق الجديد للتيار.

باسيل

وختاما، كانت كلمة للوزير باسيل قال فيها: "نحن تيار رئيس الجمهورية اللبنانية، نحن لسنا حزب التيار الوطني الحر، وسنبقى بفكرنا وأدائنا وبانتشارنا التيار الوطني الحر، ونحن اليوم تيار الجمهورية اللبنانية، وعندما نكون التيار القوي وتيار الجمهورية فنحن نعود الى المفهوم الأساسي للجمهورية القوية والى لبنان القوي، وهذا نبع فكرنا والشعار الذي انطلقنا منه عام 1988 وهو العنوان الذي سنبقى تحته". وأضاف: "نحن قوتنا بالحق والقضية التي نحملها ولذلك لا نستطيع تخيل التيار من دون قوة، كما لا نستطيع أن نقبل لبنان من دون قوة، وعندما ناضلنا كان الهدف هو الخروج من مفهوم لبنان الضعيف الى لبنان القوي.

قوتنا بأمرين، أولا بفكرنا وبمشروعنا السياسي، وثانيا بتنظيمنا. وبالنسبة لمشروعنا السياسي فهو ينبع من اننا أولاد قضية ولسنا أبناء سلطة، ولذلك نقول عن أنفسنا اننا مناضلون وقضيتنا هي قضية وجود وكرامة، وقضيتنا هي بقاء وحرية ووجود بكرامة، وقضيتنا هي حق الإختلاف ورفاهية العيش بتنوع قضيتنا، هي دولة حرية وسيادة واستقلال وبناء دولة من دون فساد، قضيتنا هي الحفاظ على القضية والتجذر بالأرض والإنفتاح من هذه الأرض الى ما حولنا من تنوع". وقال انه "سيترك الحديث بالشق السياسي الى عشاء التيار يوم الثلاثاء القادم وسيتحدث في كلمته عن الشق التنظيمي". وأشار الى "ان التنظيم يقوم على أركان أربعة، أولا: المناطق والنقابات، وهو ما يسمح لنا بالقول انه لا يوجد مكان محرم أو صعب علينا التواجد فيه، طالما كان من المستحيل وصول العماد عون الى رئاسة الجمهورية اللبنانية وهو أمر تحقق، وهذه كلمة ممنوع استعمالها في داخلنا التنظيمي، أما الركن الثاني فهو الإنتشار والذي نتطلع من خلاله الى أكثر من نصفنا الثاني، ومسؤوليتنا إشراك المنتشرين بالسياسة والإقتصاد وأن يكونوا شركاء معنا في استعادة الهوية اللبنانية والحفاظ عليها لأنها بخطر حقيقي، وبالنسبة للركن الثالث فهو المرأة ومشاركتها بالحياة العامة". وأمل الوزير باسيل "ان تتحول مشاركة المرأة في الحياة العامة الى قانون يحتم إلزامية مشاركة المرأة من خلال اعتماد اللوائح المختلطة جندريا، ولذلك فإن المفهوم الذي نعتمده هو أوسع وأبعد من الكوتا لأننا سنصل يوما وتنطبق الكوتا على الرجال مثلما تنطبق على المرأة". وقال: "ان الركن الرابع هو الأساس وهو الشباب والذي ناضلنا ووجدنا من خلالهم والذي لا يستطيع التيار الإستمرار إذا ظلت نسبة انتسابهم الى التيار 14 بالمئة كما هي اليوم"، مضيفا "علينا أن نقف بكل جرأة وننتقد حالنا ونرى كيف يجب أن نصحح، فهذه مسؤولية الجميع من رئيس التيار ونوابه ووزرائه، وكل مسؤول بالتيار عليه أن يشعر بأنه جزء من هذه المسؤولية حتى يبقى التيار محافظا على حيويته والنفس الثوري".

ولفت الى "ان الشباب هم الضمانة ليبقى التيار الوطني الحر عصيا على الفساد وأن يبقى متمردا على كل خلل في الدولة اللبنانية"، مشيرا الى "ان المفاهيم التي يعتمدها التيار منذ تأسيسه هي الديموقراطية والنسبية موجودة ضمنها". واعتبر باسيل "ان المجتمع اللبناني يتغلغل فيه الفساد للأسف، وسنرى كيف يجب أن يبقى التيار الوطني الحر بمنأى عن هذا الفساد ولديه المناعة السياسية والأخلاقية حتى لا يتسرب الفساد لا الى عقولنا ولا الى مؤسساتنا، وهذا خطر حقيقي، وعلى وزراء التيار ونوابه وكل مسؤول بالتيار يعتقد ان وصول العماد عون الى رئاسة الجمورية اللبنانية هو باب للاستفادة المادية فهو مخطىء ونحن أول من سيواجهه، وعلينا إعطاء المثل الجيد، والمرحلة هي لإعطاء البلد والمجتمع. اما المفهوم الثالث والذي يتطور داخل التيار فهو العمل الجماعي أمام التنافس الشخصي وانا لن ولم أقبل ان ينقسم التيار الى فريقين (مع وضد) وانا على هذا الوعد"، لافتا الى "ان التوافق داخل التيار هو السائد والمسيطر سواء بالهيئة السياسية او المجلس السياسي او الوطني، فهذا ليس إلغاء للديمقراطية، بل إعطاء مساحة واسعة للنقاش". وقال باسيل: "يوجد أشخاص في أقضية تتنافس عى المستوى الشخصي ولكن هذا ليس ثابتا بل هو متحرك ومتطور، وهذا شيء يطمئن بان التنافس سيظل قائما وضروريا إنما لا يجب ان يكون ضمن فصل وحائط أفقي وعامودي بين التيارين بل على العكس، فان كل قضية كل شخص له موقف ورأي منها، وهذه ثقافة حياة علينا ان نعيش معها في التيار الوطني الحر حتى يكون التيار قاطرة الاحزاب والتيارات السياسية في لبنان". واعلن ان "ما يقوم به هو نموذج وبكل مشروع نقدمه نكون القدوة وسنبقى في طليعة الإصلاح ونحن التقدميون بأفكارنا ومشاريعنا في هذا البلد". وتحدث عن النظام فقال: "نحن اليوم محكومون بالنظام وبتعليماته التطبيقية تماما مثل الدستور والقوانين، ولكن النظام ليس شيئا مقدسا بل هو متطور ومتغير لتلبية الحاجات ولاستخلاص العبر والتجارب، وهذا ما حصل داخل التيار".

واعتبر انه "لا يجب ان يكون التيار جامدا ويوجد خوف من المس به، وطالما تحت قاعدة النظام وطالما تحت سقف الدستور يوجد إمكانية لتعديله فنحن بالتيار لن يكون عندنا خوف من طرح اي تعديل لازم على الدستور طالما يحظى بالتوافق الوطني المطلوب لتطوير الحياة السياسية".

وأعطى باسيل النسبية مثلا فاعتبر "ان النسبية في العمل التشريعي والتمثيلي هي لازمة ومن خلال التجربة زدنا اقتناعا بانه يجب الإبقاء على تطبيقها وتبين لنا ايضا من خلال العمل التنفيذي والحكومي ان النسبية تحد من الفعالية كما في الحكومة عندما تكون حكومة وحدة وطنية تخف من فعاليتها لانها تعتمد على التوافق بقراراتها، وكذلك الأمر فان اعتماد النسبية في العمل التنفيذي عليه ان يقبل سعة الاختلافات وفعالية أقل وهذا ما عندنا من طرح عليه لتعديل النظام بهذا الشأن مواكبة هذه المرحلة". وتناول فكرة التخصصية التي تعطي كل انسان حقه، مشيرا الى وجود تقصير، وأعطى مثلا: لدى وجود أقضية لا تزال على نسبة 11% او 5% من الإحصاء الانتخابي لان مسؤول المكننة الانتخابية غير متخصص بهذا المجال، لذلك في المرة الثانية علينا اعتماد طريقة مختلفة لوضع أناس مكانها الطبيعي ومسؤولياتهم في الاقضية.

وتحدث الوزير باسيل عن مبدأي المساءلة والمحاسبة داخل التيار و"هذا يدل على الصحة والعافية".

ولفت الى "ان عام 2017 سنشهد على نشوء مؤسسات للتيار منبثقة عن فكرة العصرنة في التيار وأخذه الى مزيد من الحداثة والتطور"، مشيرا الى "قرب إطلاق كشاف التيار الوطني الحر وعدد من المشاريع والمؤسسات التي ستمول التيار ضمن مبدأ الشفافية كما تقتضي الامور".

وتحدث عن مؤسسات المجتمع المدني التي يجب ان ينضوي التيار فيها أفراد بالتيار او حتى إنشاء هذه المؤسسات التي تكون رديفة لنا. وتحدث باسيل عن عدة مشاريع يقوم بها التيار كتطبيق "الموبايل" للتيار والتي تسمح بالتواصل بين الجميع سواء من أصغر دائرة بالتيار وصولا الى مجموع المنتسبين البالغ عددهم 23 الفا اليوم، إضافة الى مركز الإحصاء الداخلي للتيار ومركز الدراسات واللجان الاستشارية. وتحدث عن بعض التوجهات السياسية وعلى رأسها الإصلاح السياسي، مشيرا الى "ان التيار يضع في أولوياته انه لا إصلاح سياسي من دون قانون انتخابي جديد وعصري"، لافتا الى "ان التيار الوطني الحر سيطلق مبادرة جديدة في هذا المجال غدا". اما في موضوع محاربة الفساد فسيكون له أطر فعلية وعملية لمحاربته والناس تنتظر منا عملا أفضل، مشيرا الى انه "لا يود تشفيا سياسيا من التيار باتجاه أحد". وأكد باسيل "ان التيار لا ينظر الى الوراء لان الوراء كله فساد بل نحن ننظر الى الامام"، مضيفا "ان التيار عليه مسؤولية الحد من الفساد ولن يجامل أي حليف أو صديق، وعلينا مسؤولية إنجاز الملفات ومن غير المسموح ان يتحدث التيار بقضية لا يمتلك ملفها الكامل وعليها موافقة سياسية ومن غير المسموح ان نتورط بأي مشروع من دون دراسة من قبل اللجان المختصة في التيار. ومن غير المسموح الغوغائية او عفوية بتناول الملفات لان أي موقف لمسؤول منا يحملنا جميعا المسؤولية وبالتالي يحمل رئيس الجمهورية ايضا المسؤولية، واذا كان يوجد أحد من التيار فاسد فمن غير المسموح ان يتحمل رئيس الجمهورية فساده". ولفت الى "ان التفاهمات السياسية هو أمر اعتمده التيار وسنراه يتطور تباعا إدراكا من التيار لإرساء التفاهم والاستقرار السياسي" مطمئنا الى انه "لا يوجد شخصنة بأداء التيار الوطني الحر". وأكد انه "لا يوجد قانون انتخابي لمصلحة رئيس التيار الوطني الحر ولا يوجد تحالف انتخابي لمصلحة رئيس التيار، ولا يوجد إنماء لمصلحة رئيس التيار الوطني الحر والذي يخيط بهذه المسلة يخيط بغيرها. والطموح الشخصي الوحيد هو ان يكون التيار قويا بمبدئه وفكره، وان يكون هذا العهد لمصلحة كل البلد". ولفت الى "ان وجودنا هنا مرتبط بثلاثة أمور:الارض والهوية والثقافة، بمعنى الحضارة والهوية بمعنى الإنتماء والجنسية، والارض هي مساحة لبنان التي لا نرضى ان ينقصوا كيلومترا ولا يزيدوا كيلومترا على حساب أحد".