المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 06 آذار/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.march06.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لا تَقْدِرُونَ أَنْ تَعْبُدُوا اللهَ والمَال

لْيُثَبِّتْ قُلُوبَكُم في القَدَاسَةِ بِغَيرِ لَوْم، في حَضْرَةِ إِلهِنَا وأَبِينَا، عِندَ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوع في صُحْبَةِ جَميعِ قِدِّيسِيه

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني: بالصوت والنص تأملات إيمانية في عبر ومفاهيم عجيبة شفاء الأبرص/باللغتين العربية والإنكليزية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

جعجع في الذكرى الـ 23 لتفجير سيدة النجاة: سلطة الوصاية افتعلتها من أجل اتهام "القوات"

علوش: “حزب الله” يستميت لفكفكة تفاهم “معراب – الرابية – بيت الوسط”

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 5/3/2017

السفيرة الأميركية في بيروت : الرئيس عون تخطى الخطوط الحمراء!

الفكر الواضح والحر لا يموت/خليل حلو/فايسبوك

عودة اللوبي اللبناني الأميركي: الضغط على حزب الله/منير الربيع/المدن

إطلاق النار على كنعان: رسالة أو صدفة/منير الربيع/المدن

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

تضارب في إفادات مرافقي كنعان ينسف رواية إطلاق النار!

نغم مرعب ضحية جديدة على طرقات الموت

عن سرّ التضامن اللبناني المفقود في القضايا الانسانية

وراثة الزعامة الجنبلاطية لتيمور في حياة والده الوليد…

عون رفض توقيع التمديد لـ«المجلس الشيعي» وتفادى رد القانون غير المطابق للمواصفات

حزب الله والمستقبل يقسمان "المدنيين"

لولا الأب ضو لكانت ندوة إعلامية.. لأجهزة الرقابة!

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

تحذير أميركي من زرع الحوثيين لألغام بحرية في باب المندب

إيران: سجن 6 رجال دين حرضوا على اقتحام سفارة السعودية

القوات العراقية تقترب من المجمع الرئيسي للحكومة بالموصل

فرانسوا فيون: لا أحد يستطيع منعي من الترشح للرئاسة

نتنياهو: الإيرانيون يحاولون فتح جبهة في الجولان

البحرين توسع اختصاص قضائها العسكري لضرورات أمنية

أردوغان: ألمانيا غارقة في النازية

حماس تقر بدولة فلسطينية على حدود 1967

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الملك سلمان ألغى مشروع زيارة للبنان هذا الشهر بعد موقف عون من سلاح "حزب الله" وتصريحات نصرالله/ايلي الحاج/النهار

"حزب الله" يعيد تنظيم قواته... النخبة في الجنوب والصواريخ بين لبنان وسوريا/النهار/ابراهيم حيدر

جعجع وباسيل: هنا الكهــرباء وهناك البترون/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

في حكاية منديل مارين لوبن في دار الفتوى/المحامي عبد الحميد الأحدب/النهار

ما هي اللاءات الثلاث التي أبلغها "حزب الله" إلى عون/احمد عياش/النهار

عين الحلوة" لا تبقى حلوة إذا ظلّ المخيّم فيها ملاذاً للفارين/اميل خوري النهار

اقتراب مراجعة القرار 1701 ودور اليونيفيل يعيد العقارب إلى مواقف عون والردود عليها/روزانا بومنصف/النهار

دولة "على القطعة"/نبيل بومنصف/النهار

نقاش إنتخابي على حافة الهاوية/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

حزب الله “يغرف” الإنتصارات من “بحر”.. الشعارات/علي الحسيني/المستقبل

فتوى خامنئي: لبنان بعد اليمن/أحمد عياش/النهار

مهزلة جنيف: النظام هو المعارضة/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

مَنْ سلّط «داعش» على الأقباط/خليل علي حيدر/الإتحاد

السعودية والهدير الآسيوي/غسان شربل/الشرق الأوسط

ماذا وراء 'البلطجة' الإيرانية الجديدة/سالم الكتبي/العرب

فرنسا… والأمل الأخير/خيرالله خيرالله/العرب

التسوية المستحيلة مع ميشال عون/ قاسم يوسف/طامحون

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الكتائب: الحكومة تتقاعس ولا تتحرك لاعتقال زمرة مأجورة تتظاهر تأييدا لقاتل الرئيس الشهيد بشير الجميل

الراعي: التلكؤ عن إقرار الموازنة وسلسلة الرتب وعرقلة قانون الانتخاب كلها برص اجتماعي قتال

يونان في عيد مار أفرام: نحن مكون مؤسس للجمهورية ويجب إنصافنا في قانون الانتخابات

 السفارة البريطانية: زيارة HMS OCEAN تهدف إلى إحياء التزام المملكة المتحدة تجاه لبنان

شمعون في ذكرى تأسيس موسيقى أحرار كفرذبيان: كل فريق سياسي يحاول ان يفصل قانون انتخاب على قياسه

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

لا تَقْدِرُونَ أَنْ تَعْبُدُوا اللهَ والمَال

إنجيل القدّيس متّى06/من22حتى24/:"قالَ الربُّ يَسوعُ: «سِرَاجُ الجَسَدِ هُوَ العَيْن. إِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ سَلِيمَة، فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا. وإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ سَقِيْمَة، فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظلِمًا. وإِنْ كَانَ النُّورُ الَّذي فِيْكَ ظَلامًا، فَيَا لَهُ مِنْ ظَلام! لا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَعبُدَ رَبَّين. فَإِمَّا يُبْغِضُ الوَاحِدَ ويُحِبُّ الآخَر، أَو يُلازِمُ الوَاحِدَ ويَرْذُلُ الآخَر. لا تَقْدِرُونَ أَنْ تَعْبُدُوا اللهَ والمَال."

 

لْيُثَبِّتْ قُلُوبَكُم في القَدَاسَةِ بِغَيرِ لَوْم، في حَضْرَةِ إِلهِنَا وأَبِينَا، عِندَ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوع في صُحْبَةِ جَميعِ قِدِّيسِيه

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل تسالونيقي03/من06حتى13/:"يا إخوَتِي، لَقَدْ عَادَ طِيمُوتَاوُسُ مِنْ عِنْدِكُم إِلَيْنَا، وبَشَّرَنَا بإِيْمِانِكُم ومَحَبَّتِكُم، وبِأَنَّكُم تَذكُرُونَنَا عَلى الدَّوَامِ ذِكْرًا طيِّبًا، وَأَنَّكُم مُشْتَاقُونَ إِلى رُؤْيَتِنَا كَما أَنَّنَا نَحْنُ مُشْتَاقُونَ إِلى رُؤْيَتِكُم. لِذلِكَ تَعَزَّيْنَا بِكُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، في شِدَّتِنَا وضِيقِنَا، بِفَضْلِ إِيْمَانِكُم.

وإِنَّنَا الآنَ نَحْيَا، بِمَا أَنَّكُم أَنْتُم ثَابِتُونَ في الرَّبّ. فَأَيَّ شُكْرٍ نَسْتَطيعُ أَنْ نُؤَدِّيَ إِلى اللهِ مِنْ أَجلِكُم، عَنْ كُلِّ الفَرَحِ الَّذي نَفْرَحُهُ بِكُم، في حَضْرَةِ إِلهِنَا؟ ونَحنُ نَطلُبُ إِلَيهِ بإِلْحَاحٍ لَيْلَ نَهَار، أَنْ نَرَى وَجْهَكُم، ونُكَمِّلَ مَا نَقَصَ مِنْ إِيْمَانِكُم. عَسَى أَنْ يُقَوِّمَ طَرِيقَنَا إِلَيكُمُ اللهُ أَبُونَا نَفْسُهُ، ورَبُّنَا يَسُوع! وَلْيَجْعَلْكُمُ ٱلرَّبُّ تَزِيدُونَ وتَفِيْضُونَ مَحَبَّةً بَعضُكُم لِبَعْضٍ وَلِلجَمِيع، كَما نَحْنُ نُحِبُّكُم! وَلْيُثَبِّتْ قُلُوبَكُم في القَدَاسَةِ بِغَيرِ لَوْم، في حَضْرَةِ إِلهِنَا وأَبِينَا، عِندَ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوع في صُحْبَةِ جَميعِ قِدِّيسِيه!".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني: بالصوت والنص تأملات إيمانية في عبر ومفاهيم عجيبة شفاء الأبرص/باللغتين العربية والإنكليزية

http://eliasbejjaninews.com/?p=52976

الياس بجاني/بالصوت/فورماتMP3/تأملات إيمانية في عبر ومفاهيم عجيبة شفاء الأبرص/باللغتين العربية والإنكليزية/05 شباط/17

http://www.eliasbejjaninews.com/mp3from16.11.16/elias%20leper22.02.15.mp3

الياس بجاني/بالصوتWMA/فورمات/تأملات إيمانيةفي عبر ومفاهيم عجيبة شفاء الأبرص/باللغتين العربية والإنكليزية/05 شباط/17

http://www.eliasbejjaninews.com/wmafrom16.11.16/elias.alabras.leper%20miracle.wma

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

جعجع في الذكرى الـ 23 لتفجير سيدة النجاة: سلطة الوصاية افتعلتها من أجل اتهام "القوات"

النهار/6 آذار 2017/اعتبر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في الذكرى الـ23 تفجير كنيسة سيدة النجاة، ان "سلطة الوصاية لجأت الى تفجير الكنيسة، لكثرة يأسها من إمكان إضعافنا، من اجل اتهام القوات اللبنانية بها وحلها وزج قياداتها في السجن"، مشيراً الى أنهم "لم ينجحوا إنما دخلوا السجن، وفي ما بعد إلى جهنم، وحتى الآن لم يستطيعوا الخروج منها". وقال في الاحتفال الذي نظمته دائرة كسروان وجبيل في مصلحة طلاب الحزب في المناسبة: "كان من الواضح جدا ان سلطة الوصاية في ذلك الوقت، تفتعل الأحداث من اجل اتهام القوات اللبنانية بها، كي تضربها او تقضي عليها بضربة قاضية. حاولت كثيرا سلطة الوصاية القضاء على القوات من خلال النقاط، بالاعتقالات والتضييق والاغتيالات كما حصل مع الرفاق سليمان العقيقي، ايلي ضو، نديم عبد النور وسامي ابوجودة وغيرهم، لكنها فشلت ولم يبق أمامها الا طريقة واحدة، وهي افتعال الأحداث الامنية واتهام القوات اللبنانية بها وحل الحزب على اثرها، ومن ثم اعتقال قيادته ووضعها في السجن. لم ينجحوا في المرة الاولى ولا الثانية ولا الثالثة، الى حين حادثة سيدة النجاة، اذ اعتبروا انهم نجحوا. ان سلطة الوصاية بإمكانها اللعب مع من تشاء، إنما لا يمكنها ان تلعب مع سيدة النجاة. اذ لم تمر الأعوام العشرة وبضعة أشهر، حتى اندحرت سلطة الوصاية وانهزم عملاؤها الداخليون، وخرج لبنان من الإعتقال وخرجت القوات اللبنانية من الإعتقال وخرجت انا ايضا من الإعتقال، في حين دخلوا هم الى السجن، وفي ما بعد الى جهنم وحتى الآن لم يستطيعوا الخروج منها". وأضاف: "نحن اليوم مجتمعون، لا لكي نبكي على الاطلال، انما لكي نستعرض حقبة من تاريخنا هي الأكثر اشراقا وتميزا، اذ ان سلطة الوصاية لكثرة يأسها من إمكان إضعافنا لجأت الى تفجير الكنيسة، والايام المقبلة ستظهر بالدليل الحسي هذه الوقائع، من اجل اتهام القوات اللبنانية بها وحلها وزج قياداتها في السجن. اما لماذا القوات اللبنانية؟ لأنها كانت ولاتزال وستبقى خط الدفاع الاول عن لبنان والحريات فيه، وكل ما يهم المواطن اللبناني ويتعلق به، أكان اسمه احتلالاً من الخارج ام تضييقاً من الداخل، أم أموراً معيشية ام حكومة الكترونية ام كهرباء وغيرها". وكان الاحتفال استهل بالذبيحة الإلهية لراحة أنفس ضحايا المتفجرة، برئاسة الأب ايلي أندراوس يعاونه الأب هاني طوق.

 

علوش: “حزب الله” يستميت لفكفكة تفاهم “معراب – الرابية – بيت الوسط”

موقع القوات اللبنانية/05 آذار/17/رأى القيادي في تيار المستقبل النائب السابق د. مصطفى علوش، أن تحامل بعض الصحف الصفراء الخاضعة لتوجيهات حزب الله والممولة من إيران، لن تجدي نفعا في إحراج الرئيس الحريري وسط حلفائه وأصدقائه وقطع الطريق على تفاهمه مع القوى المسيحية، خصوصا أن حزب الله يدرك تماما أنه لا حليف الحريري حزب القوات اللبنانية ولا صديقه الجديد التيار الوطني سيقبلان بالنسبية المطلقة على مساحة الوطن، ما يعني من وجهة نظر علوش أن ما يسعى اليه حزب الله من خلال صحفه وإعلامييه هو انهاء التفاهم بين الثلاثي المستقبل القوات الوطني الحر.

ولفت علوش في تصريح لـ “الأنباء” الى أنه وعلى الرغم من تقدم قوات الأسد عسكريا في سورية نتيجة الدعم الروسي لها، فإن الأجواء الإقليمية لم تعد لمصلحة حزب الله نتيجة المتغيرات السياسية الكبرى في المنطقة والعالم، الأمر الذي دفع بحزب الله الى تمتين مواقعه في الداخل اللبناني في محاولة لإبقاء لبنان ورقة تفاوض بيد السياسة الإيرانية، وما مقولة الحزب بأن “حليف حليفي ليس حليفي” سوى رسالة واضحة لرئيس الجمهورية تحديدا بأنه يجب إعادة النظر حول تفاهم التيار الوطني مع القوات اللبنانية والمستقبل.

وردا على سؤال، أكد علوش أن الجميع يلعب وسط ضبابية الصورة على حافة الهاوية بانتظار الخرق من مكان ما في أزمة قانون الانتخاب، خصوصا أن الخوف على المصير من قبل القوى السيادية مرتبط بصورة القوى السياسية التي ستنتج عنه لاسيما بعد خلطة التفاهمات الجديدة على الساحة السياسية، مشيرا الى أن حزب الله لا شيء لديه يخسره، فهو بالأساس خارج امرة الشرعية اللبنانية ومرتبط عضويا بالمشروع الإيراني في المنطقة، وهنا يكمن دهاء د.جعجع في استمالة التيار الوطني الحر الى تفاهم مع معراب لتجريد حزب الله من الغطاء المسيحي عبر إيصال العماد عون الى سدة الرئاسة.

وعليه تابع علوش قراءته، مشيرا الى أن وصول العماد عون الى بعبدا بدعم من جعجع والحريري أخرجه ولو جزئيا من حاجته لحزب الله، الأمر الذي جعل الأخير يستميت لشق صفوف التفاهم الثلاثي “معراب- الرابية- بيت الوسط”، ليس فقط بهدف شرذمة المسيحيين فحسب واستعادة حاجة الرابية لحارة حريك، انما ايضا والأهم بهدف النيل من الاعتدال السني الذي يمثله الرئيس الحريري، لذلك نرى حزب الله يجهد في دعم خصوم الرئيس الحريري من الطائفة السنية، وفي تجنيد إعلامييه لدس الحذر والشك بين القوات والتيار العوني.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 5/3/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الأنظار كما الإهتمامات تتجه إلى مجريات هذا الأسبوع، بدءا من التمهيد لجلسة مجلس الوزراء غدا، وفيها خواتيم مناقشة مشروع الموازنة العامة، إمتدادا إلى الاستعداد لدرس سلسلة الرتب والرواتب في جلسة اللجان النيابية المشتركة، لإحالة السلسلة إلى الهيئة العامة للبرلمان، الأمر الذي يؤشر إلى اتجاه نحو إقرارها.

كذلك، يبدو لبنان على موعد مع إنجاز التعيينات الأمنية والعسكرية، في جلسة لمجلس الوزراء مرجحة الأربعاء، وفيها أيضا تعيينات إدارية.

أما في شأن البحث عن قانون جديد للانتخابات، فإن المسألة لا تزال شائكة، إنما غير مستحيلة، ولعل أبرز ما يدل على الإمكانات الإيجابية، ما نقل عن أوساط "حزب الله" أن الحزب منفتح على كل الصيغ، في وقت نبه الرئيس نبيه بري إلى أن الوقت أصبح ضاغطا أكثر.

في مجال آخر، يشرع وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان، في محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين في بيروت، مع الإشارة إلى الحرص الفرنسي الدائم على استقرار لبنان ودعم القوى العسكرية والأمنية فيه.

في الغضون، خارجيا، موفد الرئيس الروسي بوغدانوف من جهته أشار إلى مساع روسية لاستضافة حوارات عربية- ايرانية، محذرا من أن فشل التسويات السياسية في المنطقة يقودها إلى التقسيم المريب.

نبدأ تفاصيل النشرة محليا من قضية السلسلة، اللجان النيابية المشتركة تعاود درس سلسلة الرتب والرواتب غدا، والنائب انطوان زهرا يرى في حديث خاص ل"تلفزيون لبنان" أن إقرار السلسلة سيترافق حكما مع إقرار الموازنة في المجلس النيابي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

أسبوع مقبل على إنجازين: موازنة مالية وتعيينات عسكرية وأمنية، فيما يكمل مجلس النواب دراسة سلسلة الرتب والرواتب في اللجان النيابية المشتركة، ليبقى المسار ضبابيا حتى الساعة حول صيغة قانون الانتخابات.

قناعة داخلية بوجوب اعتماد النسبية واستحالة الهروب منها، لكن ما هي مساحتها في المختلط المطروح؟. لماذا لا تكون شاملة وفق دائرة واحدة أو دوائر موسعة توسع معها مساحات الأمان الوطني؟.

استعجال الولادة لا يترجم اتفاقا سريعا، ما استدعى البطريرك بشارة الراعي لوصف المعوقات بالبرص القتال. كلام الكاردينال جاء أمام وفد مسيحي قاده النائب إميل رحمة من بعلبك- الهرمل إلى بكركي، ومن هناك رفع الظاهرة الوطنية إميل رحمة شعاره الشهير: لولا انجازات الجيش وبطولات المقاومة على الحدود الشرقية ما كنا لنقدس في بلادنا.

وبالانتظار، العين على سوريا. إنجازات عسكرية متسارعة ترسم الأطر السياسية في المنطقة، على وقع مؤشرات بالجملة: تنظيم "داعش" يحتضر، قوات أميركية اقتسمت منبج مع الجيش السوري بحجة حماية الأكراد، تركيا انكفأت إلى حدود عدم ممانعة أنقرة تسليم الجيش السوري مناطق حدودية، في ظل رعاية تركية لطيار سوري سقطت طائرته.

الجيش السوري يتقدم شرقا في طريقه إلى الرقة والحدود مع العراق، في مسار يقوده حلف روسي- سوري- إيراني ألزم العواصم بالمرور عبره ميدانيا في سوريا، وسياسيا بزيارات متتالية إلى موسكو التي سيصلها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لضمان أمنه على الحدود الجنوبية السورية، ثم يتبعه إلى روسيا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، سبقته محطات التعاون مع الروس شمال سوريا، لتأتي بعدها زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى موسكو لتنسيق الأدوار بين حليفين خاضا معا معمودية النار ضد الإرهاب على الأراضي السورية، ونجحا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

من ميدان الحكومة إلى حلبة اللجان النيابية عبرت سلسلة الرتب والرواتب، ليكون مصيرها معلقا على النقاش والسجال والبحث والتمحيص. سلسلة لن تكون أرقامها واضحة ومحسومة بالهين، وكذلك مسارها لن يكون معروفا في ظل النزاع على الموارد والأرقام ووجهة الصرف والاستفادة.

على مقلب الحكومة، موازانات الوزارات في طبق التفاهمات أو الخلافات غدا في السراي الحكومي، ولو قدر ان تخفف كل وزارة عشرة في المئة من إنفاقها لعفي اللبناني من زيادة الضرائب والمصائب، كما يقول خبراء الاقتصاد.

وفي حمأة البحث عن حل لاشتباك سياسي هنا ومالي هناك، يسأل عن مصير قانون الانتخاب، هل ما زال على قائمة الاولويات في ظل انحسار المهل وتدني نقاط الالتقاء؟.

"التيار الوطني الحر" يصر على اجراء الانتخابات، وإن كانت في موعد مطاطي بين أول الصيف وآخره إذا اضطر الأمر لتمديد تقني.

أما توقيع رئيس الجمهورية على مرسوم دعوة الهيئات الناخبة، فلن يتم في ظل قانون "الستين"، وفق ما صرح الوزير جبران باسيل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

إنه أسبوع استعادة زخم العهد ونشاط الحكومة، بهذه العبارة وصف وزير للـ MTV ما سيحصل الأسبوع الطالع، فغدا جلستان مهمتان نيابيا ووزاريا، الأولى للجان المشتركة لبحث سلسلة الرتب والرواتب، والثانية لمجلس الوزراء لاستكمال البحث في الموازنة. والأربعاء جلسة لمجلس الوزراء ينتظر ان تبت في التعيينات الأمنية. أما الخميس فاجتماع لهيئة مكتب المجلس لدعوة الهيئة العامة لاقرار سلسلة الرتب والرواتب، في حين يكون مجلس الوزراء أقر الموازنة.

هذه الدينامية المتجددة لن تتوقف هنا، بل ستستكمل في ثالث أسبوع من آذار بوضع قانون الانتخاب على نار حامية، وخصوصا ان المهل القانونية والدستورية تداهم الجميع، علما ان مواقف الأطراف السياسية من القانون العتيد لا تزال متباعدة. لكن وبمعزل عن التوافق أو عدم التوافق على قانون للانتخاب، من المرجح ان تتوج نهاية الشهر الجاري بالتشكيلات القضائية التي طال انتظارها، والتي ستعطي دفعا قويا جديدا للعهد في حال أتت بالشخص المناسب إلى المكان المناسب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

هل يحسم الأسبوع الطالع مصير الموازنة والتعيينات؟. الأكيد أن الأجواء إيجابية، والنيات المعلنة طيبة، لكن العبرة في التنفيذ. ففيما يواصل مجلس الوزراء غدا بحث مشروع قانون الموازنة، تحضر سلسلة الرتب والرواتب على طاولة اللجان. وعند الامتحان تكرم السلطتان التشريعية والتنفيذية أو تهانان.

هذا مع العلم أن معلومات الـ otv، تشير إلى احتمال عقد جلستين لمجلس الوزراء في قصر بعبدا الأربعاء: أولى للبت بالموازنة، وثانية لإقرار التعيينات. هذا إذا لم يطرأ في اللحظة الأخيرة ما يعرقل، أو ما يفضح نيات مبيتة ما.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

أسبوع حاسم لأكثر من ملف، وغامض لأكثر من ملف. الحسم ينطبق على إقرار الموازنة العامة لعام 2017، وهذا محتمل في جلسة الغد. والحسم ينطبق أيضا على جلسة الأربعاء المقبل، حيث يتوقع ان تصدر سلة التشكيلات العسكرية والأمنية.

ى مجلس النواب، وعنوانها سلسلة الرتب والرواتب. أما الأربعاء، فالسلة سلسة بعدما جرى التوافق عليها قبل وصولها إلى طاولة مجلس الوزراء.

أما ما ليس مطروحا، لا غدا ولا في جلسة الأربعاء، فهو قانون الانتخابات النيابية الذي ما زال في مرحلة رفع السقوف، في مؤشر إلى ان القانون ما زال يتعثر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

الأسبوع الطالع ينتظر توضيحات في ثلاثة موضوعات:

1- الموازنة المطروحة على طاولة مجلس الوزراء، والتي قد تحتاج إلى جلسة أخرى غير جلسة الغد لانجازها قبل احالتها على المجلس النيابي.

2- قانون الانتخاب الذي ينتظر التوافق على صيغة قانون مختلط ترضي الأطراف المعنية.

3- حقيقة ما تعرض له موكب النائب ابراهيم كنعان في منطقة الدورة. ففيما طلب مدعي عام التمييز من رئيس شعبة المعلومات في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، إجراء التحقيقات اللازمة لمعرفة الأشخاص الذين أقدموا على إعتراض موكب النائب كنعان وإطلاق النار عليه، كانت الأسئلة تتلاحق عن الرسالة التي هدف المعتدون ايصالها، وعن خلفياتها ومن يقف وراءها.

في المواقف، برز اليوم كلام لوزير الداخلية نهاد المشنوق، أكد فيه ان الأولوية في المرحلة الانتقالية التي تمر فيها المنطقة، هي المحافظة على لبنان واللبنانيين ليكونوا مستعدين للجلوس على الطاولة، لافتا إلى ان زعامة الرئيس سعد الحريري ثابتة وأكيدة، وان الانتخابات المقبلة ستؤكد على ثباتها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

"سكرت" ووجد السياسيون أن دوائرهم الانتخابية دخلت دائرة مغلقة، وأن كل الطروح سقطت، وليس هناك من طرف سيمتلك مفتاح الحل بمفرده، فالتهديد بالفراغ من قبل رئيس الجمهورية قوبل بـ"لا" النافية للغياب البرلماني من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري. أما رئيس الحكومة فسوف يجد نفسه مع حزيران المقبل أن عليه النطق بالحكم وتأييد خيار من اثنين: عون أو بري ليصبح خاسرا خاسرا في كلا الحالتين. فإلى أين بعد الوصول إلى الحلقة المفرغة؟.

لم يعد أمام المعنيين سوى قانون "الحشرة"، والقبول بصيغة جديدة حتى ولو جاءت أسوأ بستين مرة عما سبقها، والمسارعة إلى "تتبيل" قانون من حواضر البيت الانتخابي، وعرضه للاقرار بصورة براقة تتيح للسلطة تأجيلا تقنيا بضعة أشهر.

واستنادا إلى انسداد الأفق، يأتي كلام النائب جورج عدوان ل"الجديد" عن مسار دستوري قال إنه الصحيح، ويقتضي من الحكومة أن ترسل مشروعا انتخابيا إلى مجلس النواب، وأن تنصرف بعد الموازنة إلى جلسات متتالية لوضع الصيغة. وقال عدوان إن القانون الممكن في الوقت الحالي هو المختلط، لأنه في الوقت المتبقي سيصعب إنجاز مشروع يكون على مسافة مشتركة بين الجميع.

غير أن عدوانا سياسيا قد يواجه هذا المسعى، فمن سيضمن أن مشروع الحكومة الجديد سيجري طرحه على التصويت في جلسة عامة لمجلس النواب؟. ومن لديه حسن نيات في التشريع إذا جاءت الصيغة مخالفة للنيات السياسية، لاسيما أن تجارب السنوات الماضية تعلم وقد سبق وأن رفض رئيس مجلس النواب نبيه بري إدراج المشروع الحكومي من بين سبعة عشر مشروعا على جدول أعمال جلسة عامة، لأن من شأنها أن تؤدي إلى حرب أهلية، وعلى هذه الحال قد يتسبب قانون الحكومة الجديد بحرب عالمية؟.

والحرب بالحرب تذكر، مع سريان مهلة الثلاثين يوما التي وضعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لهزيمة الإرهاب المسمى "التطرف الإسلامي"، وفق مفهوم الإدارة الأميركية، وبميزانية وصلت إلى أربعة وخمسين مليار دولار. وعمليا ستكون مساحة الإرهاب ممتدة من غربي الموصل إلى الرقة وإدلب ودير الزور، أما النتيجة فستكون بهرب هؤلاء أو قتلهم او استسلامهم، والهرب سيكون متاحا إلى دول مؤهلة ولديها طرق معبدة، كما يحصل من سيناء إلى ليبيا حيث اشتدت المعارك في الأيام الأخيرة مع لجوء المئات إلى أرضهم الخصبة.

لكن عيون ترامب ستكون مطمئنة إلى الحدود اللبنانية بكامل فروعها واتجاهاتها، حيث للحدود جيش يحميها وحزب يضبط الإرهاب قبل وصوله ويحجزه من أرضه السورية. وإذا ما خلص الرئيس الأميركي إلى هذا الاستنتاج، فستكون مصالحه في تصنيف "حزب الله" منظمة صديقة تساعده في تطبيق خطته ومن دون إنفاق دولار واحد من جيبة البنتاغون.

 

السفيرة الأميركية في بيروت : الرئيس عون تخطى الخطوط الحمراء!

2 آذار 2017 /نقلت محطة mtv تفاصيل إجتماع سري لسفراء أجانب عقد في لبنان أشارت فيه السفيرة الأميركية في بيروت إليزابيث ريتشارد قولها أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قد تجاوز الخطوط الحمراء في علاقته بحزب الله .

 

الفكر الواضح والحر لا يموت

خليل حلو/فايسبوك/05 آذار/17

الفكر الواضح والحر لا يموت بل يبقى من جيل إلى جيل ويستمر إلى ما لا نهاية. الأنظمة التوتاليتارية والأوليغارشية وما شابهها يمكنها أن تقتل الأجساد ولكن لا يمكنها أن تقتل الفكر. الفكر يولد النشاط والنشاط يولد العمل والحراك والحراك يولد الثورات: الثورة الأولى هي على الذات لقمع وإطفاء كل ما هو هدام وكل ما يحطم القيم ... من هنا تبدأ الثورات وكل ثورة تبدأ من مكان آخر لا يمكن أن تنجح، أما الثورات المبنية على القيم فلا بد لها أن تنجح مهما طال الزمن وذهبت أجيال ومهما واظب التوتاليتاريون والأوليغارشيون والكذوبون وسارقو الثورات ... فهناك من يحمل المشاعل دوماً وهي لا ولن تنطفئ وستضيء على سبل الخلاص.

 

عودة اللوبي اللبناني الأميركي: الضغط على حزب الله

منير الربيع/المدن/| الإثنين 06/03/2017

قبل أيام، زار وفد من اللوبي اللبناني في الولايات المتحدة الأميركية بيروت، حيث عقد لقاءات مع عدد من الشخصيات السياسية. هذا اللوبي كان ناشطاً في أعقاب ثورة الأرز، ويرجع إلى جهوده إقرار القرار 1559. لكن في السنوات الماضية، تفرمل نشاطه لفترة لا بأس بها. ومع انتخاب دونالد ترامب استأنف نشاطه وتحضيراته. وتشير مصادر مطّلعة على بعض اللقاءات التي عقدها الوفد في لبنان، والتي كان أبرزها في بكركي مع البطريرك بشارة الراعي، إلى أن عملية إحياء النفس السياسي القديم تجري حالياً، إنطلاقاً من أن حقبة باراك أوباما انتهت، ومعها تنتهي مفاعيل الانفتاح على طهران والتعاون معها وتثبيت نفوذها إقليمياً.

وتنقل المصادر عن الوفد، أن التوجه الجديد للإدارة الأميركية هو مواجهة إيران لتحجيم نفوذها، على اعتبار أنها إحدى أبرز الدول الراعية للإرهاب في المنطقة، وقد عملت على زعزعة استقرار عدد من الدول العربية. وتلفت المصادر إلى أن التوجه الأميركي الجديد، سيكون مستنداً إلى تفاهم مع الأتراك والروس، ودول الخليج العربي التي ستموّل أي عمل عسكري أو سياسي لمواجهة طهران وتمدد نفوذها. وتشير المصادر إلى أن الموقف الأميركي يلتقي مع لوبيات عدة تعمل داخل الولايات المتحدة، للضغط على إيران والجماعات المتطرفة. وهذا التوجه الجديد يعني أن إيران ستكون مجدداً أمام حرب إقتصادية كبيرة جداً، بالإضافة إلى العقوبات التي ستطال حلفائها في المنطقة. ثمة من يعتبر أن الزيارات الأميركية المتكررة إلى لبنان تصب في إطار الطلب من الدولة اللبنانية، وفي مقدمها الرئيس ميشال عون، الالتزام بالقرارات الدولية. وهذا ما يشدد عليه المجتمع الدولي وتمثّل أخيراً بردّ الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان سيكريد كاغ على كلام عون في شأن سلاح حزب الله. ما يؤشر إلى أن لبنان سيتعرض لمزيد من الضغوط الدولية.

وترى المصادر أن المطلب الدولي الأساسي هو إنشاء مناطق آمنة على الحدود اللبنانية، استكمالاً لتطبيق القرار 1701. وهذا ما يرفضه عون وحزب الله، لأنه يعني الحد من حرية حركة حزب الله في المنطقة الحدودية الفاصلة بين لبنان وسوريا. وتلفت المصادر إلى أن المناطق الآمنة مع سوريا من جهة الحدود التركية أو الأردنية أصبحت شبه جاهزة وتنتظر التطبيق، إذ لا يمكن تثبيت وقف إطلاق النار من دون مناطق آمنة، ولو اضطر الأمر إلى دخول قوات عربية هذه المناطق.

ماذا يمكن لعون أن يفعل؟ تشير التقديرات إلى أن هناك خيارين. إما اتخاذ موقف الحياد الإيجابي، وهذا يعني عدم مجابهة الاجراءات والتوجهات الجديدة. ما يعني أيضاً مزيداً من الضغط على حزب الله وبيئته مالياً وغير ذلك. أما الخيار الثاني فهو أن يدخل في المواجهة ضد التوجه الدولي الجديد. ما يعني أن لبنان مقبل على كارثة أمنية وإقتصادية. لكن هناك قراءة مغايرة لمبدأ المناطق الآمنة، إذ تعتبر أن هذه المناطق تريح حزب الله، لأنه استبقها بالدخول في مفاوضات مع الفصائل المسلحة في القلمون من أجل إنشاء تلك المنطقة الآمنة، على قاعدة تفاوضية تنطلق من إنسحابها من البقعة الجغرافية المتبقية تحت سيطرتها في جرود عرسال مقابل عودة اللاجئين إلى عدد من القرى القلمونية. وبذلك، يكون الحزب استطاع تأمين حدوده وعمقه الإستراتيجي في الإتجاهين، اللبناني والسوري. وينطلق أصحاب وجهة النظر هذه، من أن أي منطقة آمنة على حدود أي دولة ستكون من مسؤوليتها. بالتالي، ستكون الكلمة الفصل من الجهة اللبنانية لمصلحة حزب الله. لكن مصادر أخرى تعارض هذا الموقف، تعتبر أن هذه المنطقة الآمنة ستكون مقدمة لتطبيق كل القرارات الدولية، بما فيها 1701 و1559، التي يعارضها حزب الله بشدة. وهذه القرارات قد تترافق مع تجديد المطالبة الدولية والإقليمية بتسليم سلاح الحزب. وحينها، لن تقف الأمور عند هذا الحد، وستكون ملحقة بتصعيد تلو التصعيد.

 

إطلاق النار على كنعان: رسالة أو صدفة؟

منير الربيع/المدن/الإثنين 06/03/2017

انشغلت الساحة اللبنانية شعبياً وسياسياً بعملية إطلاق النار على موكب النائب إبراهيم كنعان، مساء السبت في 4 آذار. وإذا كان هناك من يقول إن لا شيء يحصل في لبنان بالصدفة، وبانتظار نتائج التحقيقات، ثمة من يطرح أسئلة عما حصل، خصوصاً في حال كان الموضوع يتخطى الحادث العرضي، ليصبح بمثابة رسالة أراد البعض توجيهها. فكنعان يؤدي اليوم دوراً بارزاً على صعيد التقريب بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر. وكان له الدور الأبرز في إحياء الثنائي المسيحي، الذي يتضرر منه كثيرون. وهذا ما يبدو جلياً في ضوء النقاشات في شأن قانون الانتخاب، والموقف المسيحي الرافض النسبية الكاملة، والتطابق في وجهات النظر بين القوات والتيار بخلاف كل القوى الأخرى. حتى الآن، وفق مصادر قريبة من كنعان، القصة تبقى حمالة أوجه. لذلك، يكتفي النائب المتني بالبيان الذي أصدره في انتظار نتائج التحقيقات، إذ لا يمكنه إطلاق أي موقف، فقد تكون خلف الحادثة رسالة إلى التقارب المسيحي، أو رسالة لهز الاستقرار في البلد، أو قد تكون حادثاً عرضياً من قبل شبان كانوا في حالة سكر. لكن، لا شك أن الحادثة تأتي في توقيت دقيق، على الصعيد السياسي، ولاسيما تمسك الثنائي المسيحي بموقفه، أولاً. واتجاه التيار الوطني الحر إلى توقيع ورقة تفاهم مع حركة أمل، بالإضافة إلى الاستعداد للانتخابات النيابية. لذلك، فإن من طرح الأسئلة التحليلية يذهب إلى أكثر من احتمال، ويربط الحادثة بمواقف سبقتها. والحال أن رئيس الجمهورية ميشال عون، وكنعان مقرب منه جداً، يحاول تكريس نفسه مرجعية لدى كل الطوائف. وهذا ما أراد تأكيده في اختياره الوزراء وإصراره على تسمية وزيرين سني وشيعي. ما يقرأه البعض بأنه محاولة من عون لدخول الطوائف الأخرى، لخلق عوامل استقطاب لأبنائها، ثم تشكيل موقع قوة جديد لا يقتصر على الساحة المسيحية. وهذا قد يبدأ من خلال عبور بعض أبناء الطوائف إلى وظائف في الدولة من طريق رئيس الجمهورية وفريقه، وليس من طرق مرجعياتهم السياسية فحسب. وهذا ما حصل في العديد من الإدارات في الفترة السابقة. بالتالي، قد يكون هناك من هو متضرر من ذلك، ويريد إيصال رسالة اعتراض على ذلك. الأهم بالنسبة إلى البعض، أن الموقف اللافت كان امتناع عون عن توقيع مرسوم التمديد للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى. وهو اختلف في ذلك مع حزب الله وحركة أمل، اللذين أنجزا هذا التمديد. ولم يرد هذا المرسوم، الذي أصبح نافذاً من دون توقيع رئيس الجمهورية. هذه الحيثية التي يكرسها عون بخصوصيته وتمايزه، يعتبر البعض أنها قد تنعكس على الأرض بأشكال متعددة.

في المقابل، هناك من يستبعد كل هذه الاحتمالات والتحليلات، ويعتبر أن المسألة قد لا تحتمل هذه القراءات، ويفضل انتظار القضاء والأجهزة لقول الكلمة الفصل.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

تضارب في إفادات مرافقي كنعان ينسف رواية إطلاق النار!

/05 آذار/17/أكدت مصادر أمنية من أكثر من جهاز أمني رسمي لموقع IMLebanon سقوط نظرية “محاولة الاغتيال” التي روج البعض بأن النائب ابراهيم كنعان تعرض لها، كما أكدت المصادر أن كل المعلومات المتوافرة تؤكد حتى عدم حدوث أي إطلاق للنار.

وكشفت المصادر الأمنية عن تضارب واضح في إفادات مرافقي النائب كنعان في موضوع الحادثة، ما يسقطها بالكامل بالمفهومين الأمني والقانوني.

 

نغم مرعب ضحية جديدة على طرقات الموت

خاص جنوبية 5 مارس، 2017/الشابة نغم ضحية جديدة لحوادث السير، قوانين لا تحمي المواطنين ما نفعها؟ لا تتوقف قصص حوادث السير،والقيادة العشوائية عن سرقة شبابنا، وبالرغم من كل القوانين المستحدثة لحماية ضحايا الطرقات إلا أنّها غير قادرة على الحد فعلياً من عدد الوفيات.ابنة السابعة عشر نغم جمال مرعب، هي ضحية جديدة تضاف لكثيرين، إلا أنّها لا تملك رخصة قيادة ولا تقود سيارة، كل ذنبها أنّها قد تواجدت في اللحظة الخاطئة التي كتبت لها الموت. نغم التي تسكن في حي ضهر المغر على أطراف القبة (طرابلس)، لم ترد أن تتعب والدها جمال الذي يقضي مأذونيته وهو عريف في الجيش اللبناني فتطوعت للذهاب عوضاً عنه لشراء بعد الحاجيات للبيت. ليتحول يوم الأحد الذي يجمع العائلة، إلى مأساة، إذ وكما نقلت مصادر لـ”جنوبية”، فإن “نغم ما إن خرجت لتأتي بما ينقص حتى فاجأها سائق السيارة الذي كان يقود بسرعة جنونية”. وتضيف المصادر “حينما كانت ذاهبة كان هناك عدد من الشبان يتشاجرون فابتعدت عن مكان الإشكال لتأتي سيارة مسرعة وتضربها مرتين فإرتطم رأسها أولا بالحديد لتصيبها الضربة الثانية في بطنها”. وتلفت المصادر إلى أنّ “الطريق الذي وقعت فيه الحادثة لا يمكن لأكثر من سيارة أن تمر به ولا مجال للسرعة غير أن السائق قد صدمها وفرّ ليتم القبض عليه فيما بعد”. هذا وتشير أوساط العائلة إلى أنّ “السائق كان ثملاً ولم يكن بحالة من الوعي”. نغم، التي نقلت بعد الحادث إلى المستشفى الحكومي في طرابلس حيث أُعلن خبر وفاتها تركت وراءها والداً مفجوعاً يقول للمعزين “بكرا بدي اعملها لبنتي أحلى عرس”. أما شقيقها الصغير بكر (5 سنوات) والذي تشرف هي على تربيته بعد انفصال والديها فيسأل عنها في كلّ لحظة، ليجيبه الوالد “نغم حتجي وتجبلك هدايا كتير”. فيما شقيقيها عمر (18 عاماً) وأحمد (13 عاماً) فما زالا في حالة شرود لا يصدقان خبر الوفاة. غداً، ستشيع نغم إلى مثواها الأخير في البيرة عكار، وستأتي الأم المفجوعة لتودعها الوداع الأخير، ليظل السؤال، ما جدوى قوانين السير وهي لا تطبق؟ وإلى متى سوف يتساقط أبناؤنا على

 

عن سرّ التضامن اللبناني المفقود في القضايا الانسانية

سلوى فاضل/جنوبية/5 مارس، 2017/رغم خروج الجيش السوري من لبنان منذ 11 عاما الا ان دور بيروت الريادي على صعيد الحريات وحقوق الانسان تراجع، حتى بات بحكم الغائب. فما هو السبب؟ جاءت شهادة المعتقل المُحرر من سجون بشار الأسد، المهندس مازن الحمادة، لتفضح من لم يقتنع حتى الان بفظاعة التعذيب في السجون السورية، حيث تتوالى الشهادات تباعا عبر مقابلات او كتابات وروايات وخلافه، بعد ازالة الخوف عن اصحابها، فباتوا قادرين على الافصاح عما تعرضوا له، بعد ان كانت الشهادة في سياق المستحيل. وكانت، جريدة “إلفاتو كوتيديانو” الإيطالية، قد نشرت تقريرا تناولت فيه بالتفصيل شهادة المعتقل السوري المُحرر من سجون النظام السوري المهندس مازن الحمادة، ابن الاربعين عاما، والذي جاء اعتقاله على خلفية تقديمه المساعدات انسانية لجمعيات خيرية بواسطة طبيبة. وكانت فضائح سجن صيدنايا الاخيرة_ التي ضجت بها وسائل الاعلام العالمية قبل المحلية والعربية، على خلفية تقرير منظمة العفو الدولية، والتي ذكرت فيه ان 13000 معتقل قتلوا خلال السنوات الاخيرة في سجن صيدنايا، اضافة الى اشكال التعذيب التي تفوق الخيال وتضع العدو الاسرائيلي في مصاف الملائكة_ صاعقة على الكثيرين. ففي التقرير الأممي هذا، جاء وصف دقيق لأشكال التعذيب الذي طال الاطفال أيضا. ما دفع الصحافة الاوروبية للاضاءة على الازمة الكبيرة التي تفوق تعذيب سجن ابو غريب وغوانتانامو وبدرجات. وخلص التقرير الى شهادات تستند إلى تحقيق مكثّف امتد طيلة 12 شهراً، ما بين العام 2015 إلى العام 2016. وشمل مقابلات وجها لوجه مع 84 شاهداً، واستند إلى أدلّة قدّمها حرّاس ومسؤولون كبار في سجن صيدنايا.

وذكر التقرير قصصاً مروّعة عاشها المعتقلون داخل الجدران الرمادية لصيدنايا ومواجهتهم للموت في كل لحظة يتنقلون فيها بين ماكينات التعذيب والترويع النفسي والإذلال وإستخدام وسائل جديدة كالحرق بالنار والسجائر وتكسير العظام. وتطول قائمة الذين ذاقوا مرّ التعذيب، اضافة الى صور مؤلمة تعيدنا بالذاكرة الى رواية “القوقعة” التي كتبها معتقل سابق وفيها من الصور ما لا يقبله عقل، ونشرت قبل اندلاع الاحداث في سوريا ضد نظام البعث الظالم. ولا يختلف النظام السوري، عن بقية الانظمة العربية، التي ليست هي بأنظمة أشرف منه، ولا أقل سوءا، بل ان اصناف التعذيب التي طالت السجناء السياسيين، خارجة عن اطار العقل والوصف. فلطالما كتبت روايات باسماء وهمية عن التعذيب في السجون العربية من عراق صدام حسين الى السعودية الى مصر الى سوريا الى ليبيا والبحرين… فلا تزال روايات الراحل عبدالرحمن منيف في ثلاثيتها تتناقل الوقائع، اضافة الى رصد المراكز الحقوقية والتي لم تصل الى مرحلة الاعلان الصريح والبث المباشر على شاشتنا، بل ان أغلبية اصداراتها ودراساتها كانت توزع بطريقة خفيّة ومحدودة. وكانت المراكز الاجنبية هي الأقوى حيث تعلمنا بما يجري في سجون بلادنا، وكانت بيانات النفي تلحقها دوما وبالسرعة القصوى. مازن الحمادة، الذي قضى سنة وسبعة أشهر في السجن، أصبح يعيش في هولندا الان، بعد خروجه من المستشفى والإفراج عنه، حيث توجه إلى أوروبا من أجل تقديم شهادته، كونه يُعتبر أحد الناجين من التعذيب من السجون السورية. والمستغرب، انه خلال سيطرة الجيش السوري على لبنان كانت الاصوات الحقوقية تخرج دعما ومناصرة لقضية هناك او هناك رغم أنف الحاكم الأعلى، الا ان اللافت انه ورغم خروج الجيش السوري من بيروت عام 2005  لم تتحرك القوى الحيّة لدعم قضايا المعتقلين في السجون كافة، إلا ما ندر. فما هو سرّ هذا التراجع وهذا الخفوت؟ ولاستيضاح الامر كان لـ”جنوبية” اتصال مع عضو لجنة حقوق الانسان النيابية الدكتور أمين وهبي، الذي اجاب، ردا على سؤالنا عن سرّ غياب التحركات في بيروت دعما لقضية الحمادة وغيره، كما هي عادة بيروت، فقال: “أولا لا بد من إدانة ما حدث في صيدنايا، وهي جريمة موصوفة، هناك آلاف المعتقلين دون أية محاكمة ودون ان يرف أي جفن للنظام”. وبرأي الدكتور وهبي “اعتقد انه رغم ان ما قرأناه عن هذه القضية فظيع، الا ان حجم التضامن مع هؤلاء المعتقلين لم يكن بالحجم المطلوب والمناسب”.

 

وراثة الزعامة الجنبلاطية لتيمور في حياة والده الوليد…

سهى جفّال /جنوبية/5 مارس، 2017/تشكل ظاهرة التوريث السياسي في لبنان ركنا أساسيا من النظام السياسي، فإبن  الزعيم هو حتما زعيم، وفي "المختارة" حيث الزعامة الجنبلاطية، يجرى تدريب تيمور وليد جنبلاط لممارسة الشأن العام السياسي عبر تسلمه مقعد والده في المجلس النيابي. للمرة الأولى يقوم زعيم لبناني بالتوريث السياسي على حياة عينه، اذ يبدو أن الوقت أزفّ لتسلّم نجل زعيم المختارة تيمور جنبلاط مقعد والده النيابي عن جبل لبنان في الدورة الانتخابية المرتقبة.  وقد صرّح تيمور جنبلاط نجل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لإحدى الوسائل الإعلامية أنه سيترشح للانتخابات النيابية مترئسا اللائحة بالمشاركة مع رفاق والده المخضرمين وكذلك مع وجوه شبابية. وقد رفع تيمور الصوت بوجه مهاجمي والده قائلا أن الحزب “باق ولا يمكن لأي شخص أن يلغيه وفق أي قانون.“ عملية التوريث هذه التي كانت تطبخ على نار هادئة على الرغم أن رائحتها فاحت في الفترة الأخيرة، وقد تبين في أكثر من مناسبة وبإعتراف “البيك”، تدريب الإبن على ممارسة الشأن العام والاندراج بالعمل السياسي رويدا رويدا إلى جوار والده الذي أعلن عن نيته بالإستقالة من المجلس النيابي على الهواء مباشرة  إلا أنه تراجع حينها. فقد جاء تصريح جنبلاط  في شهر نيسان الفائت خلال برنامج كلام الناس مع الإعلامي مارسيل غانم حيث أعلن أنه ينتظر أول الجلسة التشريعية ليقدّم استقالته من مجلس النواب. إلا أنه طوى موضوع استقالته بناءً على اقتراح من برّي “الذي عارض انكفاءه في هذه المرحلة. لكن يبدو أن زعيم المختارة  اتخذ قراره واتجه لمنح تيمور موقعاً ودوراً في الحياة السياسية ليمنحه مزيداً من الخبرة السياسية ستؤهله للمرحلة المقبلة، متحفظا بذلك عن رئاسة الحزب التقدمي حيث فاز جنبلاط بالنزكية في شباط الفائت بموقع قيادة الحزب التقدمي، عكس كل التوقعات التي رجحت أن يستقيل من رئاسته، ويتيح لنجله تيمور مقعداً في مجلس القيادة، كمرحلة انتقالية. ولكن ماذا يعني تنازل وليد جنبلاط لنجله تيمور عن مقعده النيابي؟ وهل إقتربت لحظة التوريث السياسي بشكل كامل؟ في سياق متصل،كشفت  مصادر مقربة من المختارة لـ “جنوبية” أن “إستقالة جنبلاط الأب ستكون من العمل النيابي حصرا، لكنه سيتابع عمله السياسي بشكل طبيعي”. وأشرت المصادر أن “هذه الخطوة هي في الواقع  تمهيدا لتدريج تيمور في العمل السياسي”. وعن إستقالة وليد جنبلاط الكلية قالت المصادر أن “هذه اللحظة تكون في حال لم يعد جنبلاط قادرا على متابعة العمل السياسي، أو عندما يأخذ الله أمانته”. وفي سؤالنا  عن مستقبل رئاسة حزب التقدمي الاشتراكي أجابت المصادر أنه “في الوقت الحالي سيستمر جنبلاط  الأب في منصبه سيما أنه من وقت قريب جرت انتخابات الحزب ونجح جنبلاط بالتزكية”.وفيما يتعلّق بالقانون الانتخابي العتيد وموقف جنبلاط قالت المصادر نفسها أن “المختارة أبدت انفتاحها على كل الصيغ الانتخابية على أساس صحّة التمثيل، شرط  دمج محافظة الشوف وعاليه ضمن دائرة واحدة”.  ولفتت المصادر أن “الكرة الآن في مرمى الطرف الآخر”. وأضافت “من ينفتح على المختلط يعني انفتاح على النسبية”.

 

عون رفض توقيع التمديد لـ«المجلس الشيعي» وتفادى رد القانون غير المطابق للمواصفات

نسرين مرعب/جنوبية/ 5 مارس، 2017/المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى خضع للتمديد، وعدم توقيع رئيس الجمهورية لم يعطل القرار، فما موقف الشيعة المستقلين؟

جاء في الجريدة الرسمية يوم الجمعة 3 أذار التالي: “بما أن المادة 56 من الدستور تنص على أن يصدر رئيس الجمهورية القوانين التي تمت عليها الموافقة النهائية خلال شهر بعد إحالتها على الحكومة ويطلب نشرها. وبما أن المادة 57 من الدستور تنص على أنه في حال انقضاء المهلة من دون اصدار القانون أو اعادته يعتبر القانون نافذاً حكماً ووجب نشره، وبما أن مجلس النواب أقر قانون (تمديد ولاية الهيئتين في المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى) وأحاله رئيس المجلس على الحكومة للنشر بتاريخ 26/1/2017، وبما أن مهلة الشهر المنصوص عليها في المادة 57 من الدستور تكون قد انقضت بتاريخ 27/2/2017 من دون أن يصدر رئيس الجمهورية القانون أو يعيده إلى مجلس النواب وتنفيذاً لأحكام المادة 57 من الدستور يعتبر القانون نافذاً حكماً ووجب نشره”. هذا الإعلان لا يسجل موقفاً للرئيس ميشال عون، إذ أنّ النأي بالنفس وعدم التوقيع وتهميش القرارات لإنقضاء المهلة وبالتالي نفاذها، لا يغيّر بالواقع شيئاً، فالمجلس الشيعي الإسلامي الأعلى الذي لم يشهد انتخابات فعلية منذ تغييب الإمام موسى الصدر، أصبح خاضعاً لمصالح الثنائية الشيعية ولا سيما حركة أمل التي تسيطر على السدّة الأولى فيه، حيث أنّ نائبه سماحة الشيخ عبد الأمير قبلان والنافذين به هم يتبعون لدولة الرئيس نبيه ولحركة المحرومين.

إذاً، حركة المحرومين تصادر حقوق المحرومين، وهذا ليس بالأمر المستجد، فالمخالفات التي ارتكبها المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في السنوات الأخيرة فاح فسادها، لا سيما في مصادرة الأوقاف، والمقابر، وفي تهميش الصوت الشيعي الذي يطالب بانتخابات حقيقية مندداً بالتمديد الذي فرضه الوزراء الشيعة في مجلس النواب. الصرخة الشيعية التي أطلقت عقب إصدار قرار التمديد في جلسة مجلس النواب التي عقدت بتاريخ 19 كانون الثاني 2017، لم تلقَ صداها، فمطالبة الأطراف الشيعية رئيس الجمهورية بإحقاق الدستور وبتطبيق القوانين، لم تقابل إلاّ بالنأي بالنفس، وبذلك لم يحمّل الرئيس نفسه وزر توقيع قانوناً لا دستورياً، ولم يعارض كذلك حليفه لا حزب الله ولا الحليف الثاني الذي سوف نشهد قريباً ورقة تحالف معه ألا وهو حركة أمل. في هذا السياق تواصل موقع جنوبية مع الوزير السابق ابراهيم شمس الدين الذي علّق على عدم توقيع رئيس الجمهورية المرسوم، قائلاً “لقد كنا قد توجهنا بكتاب لرئيس الجمهورية لعدم تمرير هذا القانون، وعدم توقيعه من قبل رئيس الجمهورية هو شهادة بعدم صوابية القانون وبعدم مناسبته للوضع وبهذا المعنى أيضاً يعبر عن احترامه لرأي الشيعة المستقلين ولمطلبهم”.

وتابع شمس الدين “القانون هو غير دستوري ولكن من سوف يواجهه فرئيس مجلس النواب هو أحد أقطاب الثنائية الشيعية، والنواب الشيعة المتواجدين في المجلس هم من هذه الثنائية نفسها، أما رئيس الجمهورية فلم يوقع القانون، في حين لا نتوقع من رئيس الحكومة أن يبادر في أي خطوة بهذا الموضوع في المرحلة الراهنة ونحن نتفهم هذا ولنا أمل أن يكون هو أكثر تفهماً وأكثر راحة في المرحلة اللاحقة”. وعمّا إذا كان عدم ردّ القانون إلى مجلس النواب يعكس ترجمته بالتحالفات إن بين حزب الله والتيار أو ما يحكى عن ورقة تفاهم سوف تنضج قريباً بين حركة أمل والتيار أوضح شمس الدين قائلاً “ليس لدي علم بهذا وطبعاً هناك اعتبارات سياسية لدى رئيس الجمهورية الذي هو نقطة ارتكاز في الدولة اللبنانية وربما يحسب لتحالفات ولكن هذه التحالفات ينبغي ألاّ تمنع إطلاقاً رئيس الجمهورية من أن يفي بقسمه أو يتعهده بشكل صحيح باحترام الدستور وبوضعه فوق الجميع بأي شكل من الأشكال ومع أي طرف من الأطراف”.

مضيفاً “ينبغي أن لا يتعارض أي تحالف مع الدستور واحترام الدستور وصون وحدة البلاد والكون على مسافة واحدة من الجميع، رئيس الجمهورية له رأي وله فهم وله قرار ولكنّه ليس محازباً ولا يدخل في تحالفات مع لبنانيين ضد لبنانيين آخرين، فهو بمجرد أن يقسم اليمين على احترام الدستور يصبح محرراً ومحمياً من ضغوطات”. ولفت شمس الدين إلى أنّ “رئيس الجمهورية بعدم توقيع القانون أعطى الشيعة المستقلين مقداراً وبعدم رده أعطى الطرف الآخر أيضاً مقداراً”، هامساً “حصتهم أكبر من حصتنا لربما قد قسمها الرئيس ثلثين بـ ثلث، وهنا أتوجه بتعبيري إلى فخامته أننا نحن سوف نكون الثلث الضامن إن شاء الله في المستقبل”. وعمّا إن كان الرئيس يتعرض لضغوطات من جهات حزبية، أكّد شمس الدين “الرئيس لا يخاف ولا ينبغي قطعاً أن يخاف غضب أحد ولا يُضغط عليه، فالرئيس هو رئيس البلاد ورئيس الجميع، وأكرر مقولتي المعروفة دائماً من سنوات أنّ الدولة لها رئيس واحد وليس ثلاثة رؤساء وهذا الرئيس هو رئيس الجمهورية، وبمجرد قسمه هو يصبح في حلّ من أي التزامات، فقسمه لحماية الدستور يحمي الرئيس من التعرض لأية ضغوطات خاصة مخالفة الدستور وبهذا المعنى أيّة تحالفات لا تستطيع أن تجبر الرئيس على مخالفة الدستور ولا يحق لأحد أن يغضب منه لأنّه يطبق الدستور، وعملياً الجهة التي تضغط أو تريد للرئيس أن يخالف قسمه تكون في حالة فضيحة سياسية والرئيس يستطيع أن يفعل هذا”. هذا وناشد الوزير السابق ابراهيم شمس الدين عبر موقع “جنوبية” رجال الدين المحترمين أن “يستردوا استقلاليتهم ويحفظوها ويحافظوا وعليها وليتذكروا أنّ الشيخ محمد مهدي شمس الدين قد بذل جهداً كبيراً ومكلفاً أيضاً لكي يحمي عنوان رجل الدين ويبقيه محترماً فيما بينه وبين نفسه وفيما بينه وبين الناس، وألا يتبعوا السلطان فاتباع السلطان يأتيهم بالهوان، وألا يخشوا في الإفتاء وفي القضاء فإنّ الله يسوق الرزق، والارتهان إلى أي زعامة سياسية أو سلطة سياسية هو هوان لرجل الدين المحترم ويفقده دوره ويجعله محازباً”.

متابعاً “أكثر الجسم العلمائي يرفض فكرة رجل الدين الحزبي، التي رفضها موقفاً ومنهجاً الشيخ محمد مهدي شمس الدين، أنا أدعو العلماء المحترمين منهم أن يحفظوا مؤسسة المجلس وأن لا يخضعوا للضغوط وأن لا يخافوا الضغوط، وأن لا يكونوا مرتهنين لأحد”.

وأردف شمس الدين “أذكرهم هم تحديداً أنّ الهيئة الشرعية (باعتبار الهيئة العامة الناخبة تنتخب هيئة شرعية من 12 عضواً) لها سلطات وصلاحيات واسعة باعتبارها هيئة ضمن مؤسسة التي هي المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، ولهذا يكون الرئيس ونائب الرئيس الأول من هذا الجسم ونائب الرئيس يكون من هذه الهيئة، رجال الدين أو الهيئة الشرعية لها قدرة ولها صلاحيات، ولها نفوذ تستطيع أن تمنع المجلس استلحاقه لأي جهة سياسية، وأن تعيده وهذا دور وموقف مطلوب من رئيس المجلس كما قام به الشيخ شمس الدين، أن يكون المجلس على مسافة واحدة من الجميع وأن لا يكون محاذباً لأحد أو جهة وأن لا يكون قطعاً ويقيناً مستلحقاً لأيّة جهة كما هو الآن عليه الأمر بكل أسف”. وفيما يتعلق بالخطوات القادمة بعد إعلان القرار في الجريدة الرسمية، شدد شمس الدين أنّ “الأمر لا ينتهي عند القانون وأنّه نشر، هناك أمور قادمة ونحن نتوقع مخالفة مستمرة للقانون للقوانين في إدارة المجلس الشيعي الحالية التي ستمدد لنفسها، وسوف نكون مترقبين ومتيقظين وسوف تتوسع هذه الحركة للتصدي لأي محاولة جديدة لمخالفة القانون وستضم أشخاصاً وفعاليات أخرى حتى يكون الشيعة اللبنانيون أكثر إطلاعاً وأكثر معرفةً و وعياً فيما ينصب لمؤسساتهم المركزية”.خاتماً “هذا التحرك الذي قمنا به وسوف نستمر في القيام به سيجعل اللبنانيون الشيعة أكثر إدراكاً و وعياً لما يخسرونه ولما يسلب منهم من حق صناعة مؤسساتهم المركزية التي قامت للتعبير عن طموحاتهم وطموحات الشباب فيهم في السبعينات، والتي تمكنهم من تطوير أوضاعهم، هذه المؤسسة التي أسسها السيد موسى الصدر الآن هي أسيرة ومسلوبة وإن كان هناك عجز في الفضاء السياسي العام، عن التعبير عن إرادة سياسية وعن رأي سياسي وعن التنوع السياسي الداخلي في الطائفة الشيعية، هذا الرأي يمكن التعبير عنه عبر انتخابات المجلس الشيعي وعبر جعله مؤسسة مستقلة عن أي تدخل وعن أي استلحاق”.

 

حزب الله والمستقبل يقسمان "المدنيين"

حسان الزين/المدن/ الإثنين 06/03/2017

سريعاً أنهى المدنيّون معركة القانون الانتخابي. فعلوا ذلك، بإرادة ومن دون إرادة، قبل الطبقة السياسيّة. ولعل التوصيف الأدق لحالهم، هو أن غالبيّتهم انسحبت من المعركة وتسللت إلى الترشّح. والأسباب عدة. أول تلك الأسباب غياب الآليّات الجامعة للحوار والقرار. فالآليات التي وجدت كانت جزئيّة وانتقائية وارتجاليّة. وسريعاً حضر فيها عدم الاتفاق على قانون. النسبيّة لم تكن كافية، بل كانت عنوان خلاف. فصيغتها التقليدية، "لبنان دائرة انتخابيّة واحدة وخارج القيد الطائفي"، التي مازال الحزب الشيوعي الحاضر بين المدنيين يتمسّك بها، لا تُقنع الجميع، وربما تُخيف كثيرين لا يرون في طرحها خياراً واقعيّاً أو عصريّاً. فجرى ما يشبه الالتفاف عليها، الذي يُذكّر بتحايل الطبقة السياسيّة على النسبية أيضاً. وتواطأ بعض هؤلاء على الاكتفاء باستخدام كلمة نسبيّة من دون ربطها بتراث الحركة الوطنية اللبنانية، أي من دون الإشارة إلى "الدائرة الواحدة وخارج القيد الطائفي". لكن علّة الخوف ذاك وعدم اتفاق المدنيين على قانون انتخابي ليسا من اختلاف وجهات النظر في شأن القوانين الانتخابيّة فحسب، بل هناك سبب سياسي راهن، أنتج اعتباراته بعد الانتخابات البلديّة وتغذّت تلك الاعتبارات من الوقائع السياسيّة، ومنها التسوية التي أوصلت ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية. وعنوان هذه الاعتبارات حزب الله.

لقد تأثّر كثيرون من المدنيين بالقراءات السياسيّة المستقبليّة وثقافة 14 آذار، والتي قالت إن إضعاف تيار المستقبل في بيروت يخدم حزب الله سياسيّاً وانتخابيّاً، في بيروت وغيرها. ما دفع البعض إلى رفض "تكرار" تجربة بيروت مدينتي في الانتخابات النيابيّة وتعميمها على المناطق الأخرى. وقد قررت بيروت مدينتي عدم خوض التجربة النيابيّة. ولهذا نتائج سلبيّة، بالنسبة إلى "جبهة" المدنيين، التي كان يمكن أن تكون بيروت مدينتي أحد الأسس في معركتها، نظراً إلى إنجازها وموقعها المعنوي وقدراتها. ثم فُتح بازار القانون الانتخابي. وفي ظل صمت حزب الله، في البداية، حضرت خطابات معارضي القانون الجديد، ولاسيما المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي. فبعد التسوية الرئاسيّة تظهّر أن هذين الفريقين هما في مقدّمة المستهدفين من القانون العتيد ومن خلال النسبيّة تحديداً. وتكوّن "شعور" لدى فئات واسعة من المدنيين بأن المطالبة بقانون جديد، وبالنسبية خصوصاً، تخدم حزب الله الذي يريد تغيير النظام وترسيخ سيطرته على البلد وإضعاف خصومه. هكذا، ارتبك بعض المدنيين، لاسيما في البيئات الثقافية والاجتماعية لـ14 آذار. وتسبب ذلك بنزوح جماعي من معركة القانون إلى الترشّح. وتزامن الأمر مع توافد مرشّحين إلى "المجتمع المدني"، إضافة إلى المرشحين الموجودين فيه. ومع هؤلاء وأولئك هبط بالبرشوت فوق "المجتمع المدني" مستثمرون برؤوس أموال. فأُتخِم "المجتمع المدني"، بجسده الهجين إلى حد اللامعنى، بالمرشّحين الذين لا يريدون خوض معركة القانون، رغم أهمّيتها، لأسباب انتخابيّة ولكون القانون ومعركته ليسا في حساباتهم ومن أولويّاتهم. وقد ساعد ذلك في "تنفيس" معركة القانون، التي كانت مربكة بالاختلاف على النسبية وباعتبارها ندوة لطرح اقتراحات القوانين. في ظل ذلك، خسر المدنيّون، والديمقراطيّون واليساريّون والعلمانيّون، معركة القانون التي هُمِّشوا فيها وتضاءلت أصواتهم. فأخفقوا في تحويلها ساحة الصراع الرئيسي والاستحقاق الأول. فتحت حسابات المرشّحين والخوف من التقاطع مع حزب الله، في شأن النسبيّة، أخفقوا في إنتاج خطاب سياسي يميّزهم عن الطبقة السياسيّة، بما في ذلك حزب الله، ويفتح آفاقاً لتحوّلهم قوى سياسيّة جديدة. لقد باعوا القانون ومعركته، والنسبية، للقوى السياسيّة، مقابل وهم الترشّح. وهذا لا يمنح الطبقة السياسيّة الشرعية في صوغها قانون انتخابي على مقاساتها فحسب، وبالتالي منح نظامها الجديد شرعيّة، بل ظهّر حقيقة أن "المجتمع المدني" ليس قوة سياسيّة قادرة على خوض المعارك الإصلاحيّة والتغييرية. ولعلّه، أي "المجتمع المدني"، عنوان مرحلي لقوى تحتاج إلى وقت وجهد حتى تنضج وتتبلور وتتحرّر من "الثقافات" السياسية الراهنة وتنتج خطابات سياسيّة جديدة.

والأهم من ذلك، أنه إذا كانوا الآن يتجنّبون خدمة حزب الله من جهة، وأذيّة خصومه من جهة أخرى، فإن المشاركة في الانتخابات ستأتي بنتائج عكسيّة وتخدم صيغة الحكم الجديدة بإدارة حزب الله.

 

لولا الأب ضو لكانت ندوة إعلامية.. لأجهزة الرقابة!

ريما ابراهيم /المدن/الأحد 05/03/2017

لولا الأب ضو لكانت ندوة إعلامية.. لأجهزة الرقابة! مداخلة الأب فادي ضو كانت الوحيدة التي لم تقرأ على الحضور شِعراً أو تتلو عليهم الأمنيات

تحولت الندوة التي كان من المفترض أن تناقش دور الإعلام في التصدي للتطرف الديني عبر نشر ثقافة الحوار والسلام، إلى مناسبة للتعبير عن القلق العارم من التفلت الأخلاقي الذي تشهده الشاشات أخيراً. الندوة كانت ضمن فعاليات "المؤتمر الثالث لمديرية الدراسات والمنشورات اللبنانية في وزارة الإعلام"، والذي عقد يومي الخميس والجمعة الماضيين في الجامعة الأميركية في بيروت، وقد حملت عنوان "التنوع الطائفي ثروة تمايز لبنان وثقافته". لكن غاب عنها مُداخِلان من أصل ستة، هما السيد علي فضل الله، والدكتور محمد السماك، اللذين كان من المفترض أن يتناولا حوار الأديان في مداخلتيهما.  غيابهما عوّضه الأب عبدو أبو كسم، رئيس "المركز الكاثوليكي للإعلام"، الذي تحدث عن أهمية حوار الأديان لتعزيز الوحدة الإنسانية وقيم الإعتدال والتسامح والوسطية، ونشر قيم المحبة والسلام في مواجهة العنف والتطرف الديني، معيداً على مسامع الحضور الأنشودة الكلاسيكية التي نشأ اللبنانيون جميعاً على سماعها وتسميعها عن ظهر قلب، أنشودة التعايش بين مكونات هذا الوطن الغنيّ بتنوعه، المنعم عليه بتعدد طوائفه. الأب أبو كسم قال كلمته ثم ترجّل عن المنبر، بعذر انشغاله، من دون أن يتطرق إلى الإنفلات الأخلاقي، موكلاً هذه المهمة إلى الخطيب الذي تكلم بعده، وهو الدكتور أنطوان متى، الذي شكلت مداخلته مرافعة دفاعية عن العفة والأخلاق بدءاً من اتهامه الدراما بأنها تنشر ثقافة التحشيش عبر تصويرها الحشاشين، وبأنها تروج لنماذج سيئة عبر تصويرها تعنيف الرجال للنساء.  وعندما سُئل إن كان المطلوب من الإعلام أن يخفي الواقع ويجمّله، أجاب إنه لا يعترض على نقل الواقع، في نشرات الأخبار، لكنه يعترض على الدراما التي تقدم نماذج "غريبة" عن مجتمعنا، زاحفة إليه من المسلسلات السورية والتركية، التي يجب أن يتم منعها. توصيته بضرورة المنع، لم تقتصر على هذه المسلسلات، بل تعدتها لتشمل إعلانات المسرحيات، والإعلانات التجارية التي تستغل المرأة وجسدها لإثارة الغرائز للترويج للسلع، والتي يراها خارجة عن "أخلاقنا" و"قيمنا". ووصل في نقده لصورة مزعومة عن المرأة، إلى حد القول إن التنافس بين التلفزيونات دفع بمذيعات نشرات الأخبار إلى الظهور شبه عاريات على الشاشات. هذا التصريح "الإشكالي" ربما كان ابن لحظته، ونتج عن انفعال وانسياق، ولم يسبقه تأمل ولا تمعّن بما قد يحمله من أبعاد، لكنه مع ذلك يبقى خطيراً لأنه يستبطن تسليماً بوجود تعريف موحد للعريّ أو شبه العريّ، لدى كافة مكونات هذا البلد المتغنَّى بتعدديته وتنوع ثقافاته. الأدهى هو أن تصريحاً مماثلاً سقفه منخفض جداً. فمذيعات الأخبار لا يمكن أن يرين شبه عاريات، إلا إذا تم قياسهن بمذيعات قناة "المنار" أو قنوات أخرى تذيع فيها نشرات الاخبار محجبات.

ربما كان تصريح متى، هو ما شجع طالبة محجبة على التعبير عن امتعاضها مما وصفته بأنه انفلات وإنحلال أخلاقي، واعتبارها أنه يشكل تعدياً عليها لأنه لا يحترم دينها وتعاليمه. قد تكون تلك الطالبة الوحيدة التي صاغت رأيها بهذه البساطة وهذا الوضوح، لكنها لم تكن الوحيدة في القاعة التي تعتقد أن الاحترام يوجب التخليّ عن الخصوصية لتجنب إثارة حفيظة وحساسية الآخر، فالعديد من المداخلات كما العديد من تعليقات وأسئلة الحضور كانت تصب في الإتجاه نفسه.

لعل الأب فادي ضو، رئيس مؤسسة "أديان"، كان الوحيد من بين المداخلين الذي تنبّه ونبّه إلى الإشكالية التي يثيرها ما قيل لجهة مسّه بحرية الرأي والتعبير، وكذلك بحرية المعتقد، موضحاً أن الاحترام لا يعني الذوبان والانصهار في الآخر، بل احترام حق الآخر في الاختلاف، حتى لو كان هذا الإختلاف لا يرضينا ولا يعجبنا. الأب ضو، الذي حضر بلباسه وفكره "المدني"، كان منهجياً ومنظماً وملتزماً بالوقت في مداخلته، التي حملت عنوان "الإعلام في مواجهة خطاب التطرف: خبرات وتحديات". مداخلته كانت الوحيدة التي لم تقرأ على الحضور شِعراً أو تتلو عليهم الأمنيات، بل عرّفت ببعض التجارب في مواجهة التطرف الديني في العالم العربي، ومنها تجربة الأزهر، ومركز "صواب"  في دولة الإمارات، وموقع "تعددية" الذي أطلقته مؤسسة "أديان" منذ حوالى أسبوعين.  كما عرض نماذج من الخطابات التي تم تطويرها لمواجهة خطاب التطرف ومنها الخطاب الأصيل، والخطاب المضاد، والخطاب البديل، وآخرها الخطاب الوجودي، الذي عملت مؤسسة "أديان" على تطويره مفاهيمياً وفكرياً بالاشتراك مع مؤسسة "بداية" في الإمارات، وجامعة لندن والمعهد التربوي والإعلامي فيها. وقد تحدث عن مزايا كل خطاب وكذلك عن التحديات التي تواجهه ونقاط ضعفه، مشيراً إلى أن الخطاب التلقيني والوعظي، الذي يعتمده معظم رجال الدين، هو الأقل تأثيراً والأقل قدرة على إحداث التغيير. ربما كانت قناعته هذه تقف وراء حرصه على أن يكون خطابه أبعد ما يكون عن الوعظ والتبشير، وعن تنصيب نفسه مثالاً يضلّ من لا يحتذيه. لكن يبقى أن أهم ما ميزه في ندوة يتغنى عنوانها بالتعددية والتنوع الثقافي، هو حرصه على الحرية وتشديده على أهميتها، في حين لم يجد طلاب الإعلام، أي إعلاميي الغد، ولا أساتذتهم، حرجاً في مطالبة السلطة بالتصدي، بالقمع والمنع والرقابة والمحاسبة، للمؤسسات الإعلامية، حتى ليكاد الحاضر يعتقد أنه دخل عن طريق الخطأ إلى مؤتمر صحافي تعقده أجهزة الرقابة لتبرر لنفسها التضييق على حرية التعبير.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

تحذير أميركي من زرع الحوثيين لألغام بحرية في باب المندب

الأحد 7 جمادي الثاني 1438هـ - 5 مارس 2017م/دبي - قناة العربية/حذر المكتب الأميركي للمخابرات البحرية السفن التجارية، من مخاطر الألغام التي زرعتها ميليشيات_الحوثي وصالح في مضيق باب_المندب قرب مدخل ميناء المخا.وأضاف في تقرير صادر عنه إن الاعتداءات على السفن في المضيق وخاصة التجارية منها تحفز جهات فاعلة أخرى على التدخل، مشيراً إلى أن البحرية الأميركية ستتولى بالضرورة الدور القيادي في أي جهد يرمي إلى حماية حرية مرور السفن. ويكتسي مضيق باب المندب الذي يصل عرضه إلى خمسة وعشرين كيلومترا أهمية كبيرة للملاحة العالمية فعبره تتنقل السفن التجارية من خليج عدن إلى البحر الأحمر ومن ثم إلى قناة السويس والبحر  وهو من الممرات المزدحمة لنقل النفط في الشرق الأوسط ومناطق أخرى. وتعبره يوميا أكثر من ستين سفينة تجارية، كما ينقل من 3 ملايين و300 ألف برميل نفط يوميا. التحذير الأميركي أشار إلى أن إغلاق مثل هذا الممر المائي من شأنه أن يؤدي إلى زيادات كبيرة في تكاليف الطاقة الإجمالية، وأسعار النفط العالمية. هذا وشنت الميليشيات الانقلابية هجمات في باب المندب ففي الشهر الماضي هاجمت الميليشيات فرقاطة سعودية وقبلها استهدفت سفينة إغاثة إماراتية. كما استهدفت في أكتوبر 2016 سفن دوريات تابعة للبحرية الأميركية.

 

إيران: سجن 6 رجال دين حرضوا على اقتحام سفارة السعودية

الأحد 7 جمادي الثاني 1438هـ - 5 مارس 2017م/صالح حميد – العربية.نت/أعلن المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، غلام حسين إيجئي، عن سجن 6 رجال دين شاركوا وحرضوا ميليشيات الحرس الثوري والباسيج على اقتحام سفارة السعودية في طهران، مطلع العام الماضي، نافياً الأنباء التي تحدثت عن العفو عن جميع المتهمين. وقال ايجئي في مؤتمر صحفي الأحد، إن محكمة رجال الدين بمدينة قم جنوب العاصمة طهران، قضت بسجن 6 من رجال الدين بعد إدانتهم بتحريض أنصارهم والمشاركة في الهجوم على السفارة السعودية.

ووفقا لوكالة "ميزان" التابعة للسلطة القضائية الإيرانية، فقد نفى ايجئي تبرئة أغلب المعتقلين المتورطين بالهجوم على السفارة السعودية في طهران، مؤكدا على أنه تمت تبرئة 3 أشخاص من أصل 20 متهما بالهجوم على السفارة، وأن 17 آخرين أحيلوا إلى السجن"، على حد قوله.

وأوضح المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، أن محامي بعض المتهمين طعن الأسبوع الماضي على القرار القطعي الصادر من المحكمة بشأن موكليه، وقال "إن محكمة الاستئناف المعنية بمتابعة ملف السفارة السعودية ستعيد النظر بقرارها في الأيام المقبلة".

تهريب المتهمين

وكانت مصادر إصلاحية قد كشفت في شهر فبراير/شباط المنصرم، أن ميليشيات تابعة للحرس الثوري الإيراني حاولت الهجوم على حافلة كانت تقل اثنين من المتهمين باقتحام سفارة السعودية في طهران، من أجل تهريبهما وإطلاق سراحهما. وقام المهاجمون الذين ينتمون إلى مجموعة "هیئت مذهبی طلیعه کرج" وتعني "الهيئة الدينية الطليعية" بمنطقة كرج، جنوب طهران، وهي من جماعات الضغط شديدة الولاء للمرشد الايراني علي خامنئي والتي تنشط تحت مسمى "حزب الله" في إيران، بمحاولة إيقاف الحافلة وتهريب المتهمين في 13 فبراير/شباط. واضطرت القوة الأمنية في الحافلة من العودة إلى السجن من اوتوستراد "تشمران"، للحيلولة دون اقتحام السيارة من قبل المهاجمين الذين كانوا يظنون بأن رجل الدين المتشدد حسن كرد ميهن، العقل المدبر لاقتحام السفارة السعودية من ضمن المتهمين المنقولين إلى المحكمة. وبحسب موقع "آمد نيوز" الإصلاحي، قام راكبو الدراجات بتعقب الحافلة حتى مدخل سجن "إيفين" ومن ثم تجمعوا هناك وأطلقوا شعارات تطالب بإطلاق سراح المتهمين باقتحام سفارة السعودية التزاما لمبدأ "التبعية من الولي الفقيه". وذكر الموقع أن السلطات تحتجز 5 متهمين في سجن "إيفين" حاليا بتهمة المشاركة في الهجوم على السفارة السعودية وإحراقها وتدمير ممتلكاتها. يذكر أن محاكمة مقتحمي سفارة السعودية تمت خلف الأبواب المغلقة وذلك بعد أشهر من المماطلة والتسويف والتضليل وبعد ما طالب الرئيس الإيراني بمحاكمة علنية للمتورطين وذلك عقب ما واجهت إيران من ردود فعل حازمة من قبل المملكة العربية السعودية والدول الخليجية، تلتها موجة من المقاطعة العربية والإدانات الإسلامية والدولية.

 

القوات العراقية تقترب من المجمع الرئيسي للحكومة بالموصل

الأحد 7 جمادي الثاني 1438هـ - 5 مارس 2017م/دبي - العربية.نت/قال القائد العراقي العسكري المقدم عبد الأمير المحمداوي الأحد، إن قوات عراقية مدعومة من الولايات المتحدة أوشكت على الوصول إلى المجمع الرئيسي للحكومة في الموصل وهو هدفهم الرئيسي في الهجوم الرامي إلى طرد تنظيم داعش، مضيفا أنه يتعين السيطرة على المجمع الذي يضم مجلس محافظة نينوى ومباني محافظة نينوى غدا الاثنين. كما أوضح أن وحدات الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية قريبة للغاية من المجمع. واقتحمت القوات_العراقية صباح الأحد حي الدواسة أهم أحياء قلب #الموصل الذي يضم الأهداف الذهبية (مبنى محافظة نينوى، مبنى مجلس المحافظة، قيادة الشرطة، جامع النوري أو جامع الحدباء، الذي خطب فيه زعيم داعش وأعلن خلافته المزعومة)، بعد أن أعاق انتحاريو داعش تقدمها قليلاً، السبت. وأعلن قائد الشرطة الاتحادية، الفريق رائد شاكر جودت، بحسب ما نقل مراسل "العربية" أن قطعات الشرطة تقتحم حي الدواسة الذي يضم المباني الحكومية وسط الموصل بإسناد قصف مدفعي وصاروخي مكثف. وأضاف أن القوات العراقية اقتحمت حي النبي شيت وتوغلت 300 متر وسط الحي وأضحت على مسافة 150 متراً عن المباني الحكومية.

الانتحاريون والمفخخات

يذكر أن القوات العراقية كانت صدت، السبت، هجوماً لتنظيم #داعش بالعجلات المفخخة والانتحاريين استهدف خطوطها الأمامية على مشارف الدواسة في الساحل_الأيمن لمدينة الموصل. وأكد الفريق جودت، في بيان أن الشرطة الاتحادية دمرت القوة المهاجمة بالكامل وقتلت 10 انتحاريين، إضافة إلى تفجير 5 عجلات مفخخة وجرافة للمتطرفين. كما لفت إلى أن "داعش" يستخدم أساليب المباغتة والإغارة بالمفخخات والانتحاريين، وأن الشرطة الاتحادية تمتلك المضادات اللازمة لردع وتدمير عوائقه.

صعوبة المعركة في قلب المدينة

على صعيد آخر، أكد نائب قائد قوات #التحالف البرية الذي تقوده واشنطن الجنرال، ريك أوريبي، السبت، أن القوات العراقية تتقدم بحسب الخطة في معركتها لاستعادة مدينة الموصل من داعش. وأشار إلى أن القتال يصبح أكثر ضراوة مع استمرار التقدم باتجاه مركز المدينة، معتبراً أن الوضع أصبح أكثر تعقيداً بسبب صعوبة المناطق التي ستدخلها القوات العراقية، وأن هناك أعداداً كبيرة من مقاتلي داعش لا تزال قادرة على الدفاع عن مواقعها داخل الموصل.

 

فرانسوا فيون: لا أحد يستطيع منعي من الترشح للرئاسة

الأحد 7 جمادي الثاني 1438هـ - 5 مارس 2017م/العربية.نت – وكالات/أكد مرشح_اليمين للانتخابات الرئاسية في فرنسا فرنسوا_فيون ، الأحد، أنه لا أحد يستطيع اليوم منعه من أن يكون مرشحا، رافضا الرضوخ للمطالبين بانسحابه من السباق.

وقال فيون الذي حل ضيفا على نشرة الأخبار في قناة "فرانس 2" العامة بعد تجمع في باريس شارك فيه عشرات الآلاف من أنصاره، إن "ترشيحي لا يزال يحظى بتأييد غالبية من ناخبي اليمين والوسط، هذا ما أراه وقد أثبته بعد ظهر اليوم". ووقع فيون الذي كان في وقت من الأوقات المرشح الأوفر حظا للفوز بالانتخابات في براثن فضيحة تخص عمل زوجته في البرلمان وواجهت حملته متاعب منذ أن علم الأسبوع الماضي أنه قد يخضع لتحقيق رسمي للاشتباه في إساءة استخدامه للأموال العامة. ويستعد زعماء الحزب لاجتماع غدا الاثنين لبحث الأزمة قبل الموعد النهائي لقبول #المرشحين رسميا من 500 مسؤول منتخب على الأقل وهو 17 مارس آذار. وكان مسؤول كبير بحزب الجمهوريين قال إن عددا من كبار شخصيات الحزب على وشك إصدار بيان يدعو رئيس الوزراء السابق آلان_جوبيه ليحل محل فيون. وجاء جوبيه في المركز الثاني بالانتخابات التمهيدية للحزب في نوفمبر تشرين الثاني. وفي سياق متصل ذكر استطلاع للرأي أن حظوظ فيون تراجعت لكن جوبيه سيصل إلى الجولة الثانية من التصويت إذا حل محله. وأوضح الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة كنتار سوفرونبوا في الفترة بين الثاني والرابع من مارس آذار أن فيون سيحصل على 17 في المئة فقط أي سيتراجع ثلاث نقاط مئوية عن استطلاع أجري الشهر الماضي وهي نسبة تقصيه من السباق. وأضاف الاستطلاع أن المرشحة اليمينية وزعيمة الجبهة الوطنية #مارين_لوبان والمرشح الوسطي #إيمانويل_ماكرون سيحصلان على 26 و25 بالمئة على الترتيب في الجولة الأولى من #الانتخابات المقررة في أبريل نيسان وسيخوضان الجولة الثانية.

وفي حال انضمام جوبيه للسباق نحو الإليزيه فإنه سيحل محل ماكرون في جولة الإعادة بنسبة 24.5 مقابل 27 في المئة للمرشحة اليمينية فيما سيحصل ماكرون على 20 بالمئة فقط.

 

نتنياهو: الإيرانيون يحاولون فتح جبهة في الجولان

المدن - عرب وعالم | الأحد 05/03/2017/قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه سيبحث خلال اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، الخميس المقبل، معارضة إسرائيل الشديدة لمحاولة تثبيت إيران وجود قواتها البرية والبحرية في سوريا. وأضاف نتنياهو، في مستهل الجلسة الأسبوعية لحكومته، الأحد، أن "الإيرانيين يحاولون فتح جبهة ضد إسرائيل في هضبة الجولان"المحتلة. كما أعرب عن أمله في التوصل إلى "تفاهمات تؤدي إلى تخفيف الاحتكاك مثلما هو الحال عليه حتى يومنا هذا". وكانت مصادر مُطلعة قد أفادت لـ"المدن"، في وقت سابق، أن ما تُسمى وحدة "الاستطلاع العسكري المنطقي" التابعة للاستخبارات الإسرائيلية "أمان"، قد كثفت من نشاطها عند الحدود السورية في الفترة الأخيرة، لمراقبة تحركات عناصر "حزب الله" و"الحرس الثوري الإيراني"، وكذلك تلك التابعة لـ"داعش"، إلى درجة أنها توغلت "مشياً على الأقدام" في الأراضي السورية لعمق "عشرة كيلومترات" في بعض الأحيان لدواعٍ استخباراتية. يشار إلى أن هذه العمليات السرية التي تقوم بها الوحدة المذكورة باتت روتينية منذ عام 2011. وتعددت مهمات هذه الوحدة الإسرائيلية بين زرع أجهزة تجسسية وكاميرات دقيقة، وبين "مراقبة ليلية" واستقاء معلومات لحظية، لما يجري على الجانب الآخر من الحدود.

 

البحرين توسع اختصاص قضائها العسكري لضرورات أمنية

العرب/06 آذار/17/المنامة - خطت مملكة البحرين، الأحد، نحو تعديل دستورها بشكل يلغي حصر اختصاص القضاء العسكري بالنظر في الجرائم التي يرتكبها عسكريون، وفتح الباب أمام محاكمة مدنيين أمام المحاكم العسكرية. ووافق مجلس الشورى المعين من قبل عاهل البلاد، على مشروع تعديل الدستور، بعد أقل من أسبوعين من موافقة مجلس النواب المنتخب على التعديل ذاته، ليكون المشروع بذلك قد حظي بموافقة كامل السلطة التشريعية، وبات مهيّأ ليرفع إلى الملك حمد بن عيسى آل خليفة ليصادق عليه. وكثيرا ما تمّ خلال عملية شرح دواعي هذا التعديل من قبل الشخصيات المساندة لإقراره، ربط الخطوة بالظروف الأمنية القائمة في المنطقة عموما، وفي المملكة تحديدا، وتفشي ظاهرة الإرهاب وما يقتضيه ذلك من ضرورة تطوير التشريعات بما يناسب محاربة الظاهرة والتصدي لها. وخلال السنوات القليلة الماضية واجهت مملكة البحرين تهديدات إرهابية من خلال عمليات وتفجيرات أوقعت خسائر بشرية ومادية محدودة، فيما أعلنت السلطات الأمنية بشكل متكرّر عن إحباط مخططات أكبر وتفكيك عدّة خلايا وضبط أسلحة ومتفجّرات.ومنذ يومين كشفت السلطات عن تنظيم إرهابي يضم أكثر من 54 عنصرا من بينهم 12 متهما يقيمون بإيران والعراق وألمانيا، و41 يوجدون بداخل المملكة. وقال مجلس الشورى، الأحد، عبر حسابه في تويتر “الشورى يوافق بالإجماع على التعديل الدستوري توافقا مع ما جاء به من حفظ لأمن واستقرار المملكة”. ويستبدل التعديل فقرة في الدستور تنص على حصر المحاكمات العسكرية بالجرائم التي يرتكبها عسكريون ورجال أمن. وتقول الفقرة “ب” من المادة الـ105 “يقتصر اختصاص المحاكم العسكرية على الجرائم العسكرية التي تقع من أفراد قوة الدفاع والحرس الوطني والأمن العام، ولا يمتدُّ إلى غيرهم إلا عند إعلان الأحكام العرفية، وذلك في الحدود التي يقررها القانون”. وألغت الفقرة الجديدة هذه الحصرية، مشيرة إلى أن القانون هو الذي ينظم من الآن فصاعدا عمل القضاء العسكري. ونصت على أن “ينظم القانون القضاء العسكري، ويبين اختصاصاته في كل من قوة دفاع البحرين والحرس الوطني وقوات الأمن العام”.

 

أردوغان: ألمانيا غارقة في النازية

العرب/06 آذار/17/أنقرة - اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ألمانيا بالتصرف وكأنها في الحقبة النازية، بقرارها إلغاء تجمعات سياسية لمقيمين أتراك كان مقررا أن مسؤولين أتراكا سيلقون كلمات فيها. وسحبت السلطات الألمانية تصاريح لتجمعين في مدينتين ألمانيتين الأسبوع الماضي بسبب زيادة الغضب العام من اعتقال السلطات التركية لصحافي ألماني من أصل تركي، الأمر الذي هبط بالعلاقات الثنائية إلى أدنى مستوى. وتضم ألمانيا أكبر جالية تركية في العالم تصل إلى 3 ملايين شخص تتودد إليهم مختلف الأطراف قبل كل انتخابات في تركيا. وكان التجمعان في إطار حملة حكومية تركية لكسب تأييد الجالية التركية الكبيرة في ألمانيا لتعديلات تطرح في استفتاء في أبريل وتقضي بمنح أردوغان سلطات جديدة واسعة النطاق. وأرجعت السلطات الألمانية القرار إلى دواع أمنية. وقال أردوغان أمام حشد في إسطنبول “يا ألمانيا لا صلة لك من قريب ولا من بعيد بالديمقراطية، ويجب أن تعلمي أن التصرفات الحالية لا تختلف عن تصرفات الحقبة النازية. وعندما نقول ذلك ينزعجون. لماذا تنزعجون؟”. وغالبا ما تتهم تركيا ألمانيا بإيواء «إرهابيين»، في عبارة تعني أتباع حزب العمال الكردستاني المصنف «إرهابيا» في أنقرة وبروكسل وواشنطن أو من مؤيدي انقلاب يوليو. وساءت العلاقات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي بشدة منذ محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان في يوليو واتهام أنقرة لبرلين وغيرها من الدول بعدم الإسراع في إدانة العناصر العسكرية المارقة أو على نحو مقنع بما يكفي. وطالبت ألمانيا بإطلاق سراح صحافي ألماني ألقي القبض عليه في تركيا الاثنين الماضي ويصفه أردوغان بأنه “عميل ألماني”. وقال أردوغان “سنتحدث عن تصرفات ألمانيا في المحافل الدولية وسنحرجهم في أعين العالم. لا نريد أن نرى العالم النازي مرة أخرى ولا نريد أن نرى تصرفاتهم الفاشية. لقد كنا نعتقد أن هذه الحقبة من الماضي، لكن يبدو أنها ليست كذلك”. وانتقد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو السبت القيود المفروضة على التجمعات التركية في ألمانيا وأيضا في هولندا، ووصفها بأنها غير ديمقراطية وقال إن أنقرة ستضغط على البلدين مع استعدادها للاستفتاء المقرر في 16 أبريل. وكان وزير الاقتصاد التركي يعتزم حضور التجمعين في ألمانيا الأحد في ليفركوزن وكولونيا، حيث يعيش عدد كبير من الأتراك. وقالت جوليا كلوكنر نائبة رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تنتمي إليه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إن أردوغان يتصرف “كطفل عنيد”. وقالت لصحيفة بيلد الألمانية “إن التشبيه بالنازية مستوى جديد من التجاوز”، مشيرة إلى أنه ينبغي عليه الاعتذار على هذه المقارنة. وأضافت “لا يصح لرجل سياسة أن يتحدث بمثل هذه المصطلحات”.

 

حماس تقر بدولة فلسطينية على حدود 1967

 سعيد قدري/العرب/06 آذار/17

القاهرة – أكدت مصادر مقربة من حماس لـ“العرب” أن الحركة أنهت العمل على وثيقة سياسية تتضمن رؤيتها المستقبلية حيال جملة من القضايا الحيوية، منها الصراع مع إسرائيل، والعلاقة مع الفصائل الفلسطينية ومع الدول الإقليمية. وأكدت المصادر أن الإعلان عن تفاصيل الوثيقة سيتم بعد انتهاء الانتخابات الداخلية للحركة، المفترض أن يتم الإعلان عن نتائجها نهاية مارس الجاري. ومعلوم أن للحركة ميثاقا تأسيسيا يحدّد الخطوط العريضة لسياستها في الداخل والخارج، ووفق المصادر، هناك ضغوط خارجية على حماس تطالبها بتعديل هذا الميثاق، خصوصا أنه يتضمن نقاطا كانت سببا في توتير العلاقات مع جهات دولية، تتعلق أساسا بالموقف من شكل الدولة الفلسطينية، التي يثار حولها لغط كبير الآن. وقال أحمد يوسف، القيادي في حركة حماس في تصريحات إعلامية، إن الوثيقة ستتضمن الموافقة على قيام دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو لعام 1967 والقدس عاصمة لها، دون الاعتراف بإسرائيل أو التنازل عن أيّ جزء من أرض فلسطين، مع التأكيد على حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم. وكشف القيادي الحمساوي أن الوثيقة سوف تؤكد على أن “الصراع مع الاحتلال والحركة الصهيونية فقط داخل فلسطين، وليس مع اليهود بشكل عام”، لافتا إلى أن الحركة لن تتخلى عن ممارسة أي شكل من أشكال المقاومة بما فيها السلمية، إلى جانب المقاومة المسلحة باعتبارها حقا مشروعا كفلته الشرائع السماوية والقوانين الدولية للشعوب تحت الاحتلال”.هناك إشارات سياسية جديدة، الهدف منها إعادة تشكيل صورة ذهنية مخالفة لما عرف عن حماس في السابق

ولا يفرق ميثاق الحركة القديم، الذي أُقرّ عام 1988، بين إسرائيل كدولة وككيان يهودي، وهو ما وضعها في عداوة مع اليهود ليس في إسرائيل فقط، وإنما في أماكن كثيرة من العالم. ويبدو التعديل المقترح بشأن الموقف من الدولة الفلسطينية مستجيبا لجملة من الضغوط التي وقعت على الحركة مؤخرا، ما يجعل هذه الخطوة، حال إقرارها في الوثيقة الجديدة، نقلة نوعية مهمة، يمكن أن تضخ دماء سياسية في عروق الحركة، وتجعل منها عنصرا محوريا في التحركات المقبلة بخصوص القضية الفلسطينية. يأتي ذلك في وقت بدأت بعض الدوائر السياسية تفكر جديا في تحريك الجمود الظاهر في القضية الفلسطينية، مع وجود تحديات متزايدة أولها تغيّر في موقف الولايات المتحدة التي لم تعد متمسكة في عهد ترامب بحل الدولتين. وتتزامن خطوة حركة حماس الكبيرة تجاه التنازل عن الأرض التاريخية لفلسطين مع انقسامات واضحة داخل حركة فتح، وتزايد الأمراض المزمنة في جسد السلطة الفلسطينية، ما يعني أن حماس يمكن أن تكون تعمل على تهيئة نفسها لتكون بديلا عن فتح في المرحلة المقبلة.لكن بعض المراقبين، أكدوا لـ“العرب” أنّ حماس لا تنوي الذهاب بعيدا في إمكانية إدخال تعديلات جوهرية على الميثاق. وأوضح مصدر فلسطيني لـ“العرب” أنّ حماس يصعب عليها تغيير البنود التي تمثل ركائز أساسية بالنسبة لها، وما يتم الترويج له بشأن عزمها تعديل بعض النقاط في الميثاق، أمر يمكن قراءته في سياق المراوغة التي تجيدها الحركة حتى يمكنها التعامل مع ما يدور حولها من تطورات متلاحقة، تتعلق بسياسة التحالفات الإقليمية. وعن الموقف من علاقة الحركة بجماعة الإخوان وإمكانية أن تعلن في الوثيقة عن فك ارتباطها بها، قال أسامة عامر الإعلامي الفلسطيني القريب من حماس لـ“العرب” “لا توجد صلة بين حماس والإخوان من الناحية التنظيمية، والعلاقة تقتصر على الناحية الفكرية فقط”.من هنا يعزز حديث عامر فكرة توظيف الألفاظ وتطويعها لخدمة هدف محدد، رغم أن ميثاق الحركة يؤكد أن حماس أحد أجنحة جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين، على اعتبار أن حصر نشاط الحركة في الأراضي الفلسطينية يجعل من مسألة الارتباط بالإخوان مسألة ليست مقلقة لكثير من الدول التي تربطها علاقة متوترة بجماعة الإخوان. واعتبر أسامة عامر المقيم في القاهرة حاليا، أن “الوثيقة المنتظر صدورها قريبا تعكس ليونة الحركة في التعامل مع مقتضيات المرحلة التي تغيرت منذ الثمانينات وحتى الآن”، فقد أصبح “هناك واقع يحتم البحث عن أدوات للتعامل معه”. ويرى عبدالجليل الشرنوبي الخبير في الحركات الإسلامية أن الوثيقة الجديدة سوف تركز على المواقف السياسية التي تجعل من حركة حماس أكثر “براغماتية” وتتعاطى مع المتغيّرات بطريقة أكثر مرونة. وشدد في تصريحات لـ“العرب” أنها لن تمس الخطوط الحمراء والثوابت الأصيلة للحركة، مثل: الاعتراف بإسرائيل والقبول بالاتفاقيات التي وقعتها منظمة التحرير ونبذ العمل المسلح. ورجح أن تكون هناك إشارات سياسية جديدة، الهدف منها إعادة تشكيل صورة جديدة مخالفة لما عرف عن التنظيم في السابق.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الملك سلمان ألغى مشروع زيارة للبنان هذا الشهر بعد موقف عون من سلاح "حزب الله" وتصريحات نصرالله

ايلي الحاج/النهار/6 آذار 2017

ألغى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز مشروع زيارة للبنان كان سيقوم بها خلال هذا الشهر ترجمة لرغبة القيادة السعودية في مساعدة الدولة اللبنانية وتشجيعها على الوفاء بالتزاماتها العربية والدولية، وبالتسوية التي أنهت الفراغ الرئاسي فيها.

وفي المعلومات أن الرأي كان قد استقر على زيارة العاهل السعودي للبنان في ظل أجواء إيجابية أضفتها زيارة الرئيس ميشال عون للرياض في 9 كانون الثاني الماضي على العلاقات بين البلدين، ورسّخت الثقة بأن الرئيس اللبناني الجديد يسير في سياسة تحافظ على مسافة بين عهده وسياسات "حزب الله" ومواقفه، على أن يكون موعد الزيارة قبل القمة العربية الـ28 التي ستنعقد في عمان – الأردن من 23 إلى 27 آذار الجاري أو بعدها مباشرة، فيختم بها الملك سلمان جولته الخارجية المبرمجة، والتي تشمل 7 دول آسيوية أبرزها اليابان والصين، إلى ماليزيا وأندونيسيا وبروناي والمالديف، فالأردن.

وتوضح مصادر المعلومات السعودية أن الزيارة التي لن تؤكدها أو تنفيها ديبلوماسية المملكة ما دامت قد ألغيت، كان المفترض أن تعطي لبنان دفعاً ودعماً كبيرين معنوياً وسياسياً، من المملكة ودول الخليج العربي أيضاً، وتفتح الأبواب واسعة أمام عودة السياح العرب والخليجيين بلا قيد أو شرط إلى بيروت، وكان سيرافقها دعم اقتصادي ملموس للدولة اللبنانية. إلا أن هذا التوجه اصطدم بموقف لرئيس الجمهورية أسبغ نوعاً من الشرعية، وفق وجهة النظر السعودية، على سلاح "حزب الله" من خلال وصفه لتلفزيون "سي بي سي" قبيل زيارته للقاهرة بأنه سلاح مكمل للجيش اللبناني ولا يتعارض معه ووجوده ضروري. كذلك اصطدم بخطاب للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله تهجم فيه، كما كان يفعل في المرحلة السابقة لانتخاب عون، على السعودية والإمارات والبحرين وبقيّة دول الخليج.

وتشير المصادر نفسها إلى معلومات تجمّعت عن سعي مراجع رسمية لبنانية إلى تسويق فكرة إعادة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية لدى مصر والأردن، وعرضها أداء دور الوسيط بين هاتين الدولتين العربيتين، ومحور دمشق – طهران، الأمر الذي يناقض سياسة المملكة العربية، وراكم الانطباعات السلبية حيال لبنان الرسمي في الرياض بعد انفراج.

وذكّرت بأن الزيارة الأخيرة لعاهل سعودي للبنان كانت تلك التي قام بها الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز في عز حقبة "السين- سين"، تحديداً في 30 تموز 2010، وقد اصطحب آنذاك في طائرته الملكية إلى مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي رئيس النظام السوري بشار الأسد واستقبلهما الرئيسان ميشال سليمان وسعد الحريري. وكان الملك عبدالله زار لبنان بصفته ولياً للعهد عام 2001 للمشاركة في قمة بيروت العربية أيام الرئيس إميل لحود. أما الزيارة الأبرز لملك سعودي للبنان فكانت 12 تشرين الأول 1957 عندما افتتح الملك الراحل سعود بن عبد العزيز مع الرئيس كميل شمعون دورة الألعاب الرياضية العربية الثامنة في المدينة الرياضية، وكان الملك سعود قام بزيارة سابقة للبنان للمشاركة في القمة العربية التي انعقدت في بيروت مطلع عهد الرئيس شمعون عام 1953 .

وتحدّثت مصادر المعلومات عن احتمال أن يكون مشروع زيارة الملك سلمان قد استُبدل بزيارة لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير قد يقوم بها لبيروت في شكل مفاجئ على غرار زيارته الأخيرة لبغداد قبل نحو أسبوع. كما أن الرياض لا تزال عازمة على تعيين سفير للسعودية في لبنان قريباً.

وفي سياق الحركة الديبلوماسية تترقب أوساط سياسية ما سيتضمنه التقرير الدوري للأمين العام للمتحدة عن تطبيق القرار الدولي 1701 الذي سيصدر منتصف آذار الجاري، والمتوقع أن يتضمن جردة مخالفات تبدأ باستعراض "حزب الله" سلاحه في مدينة القصير السورية وتمر بتهديدات السيد نصرالله لإسرائيل وتصريح الرئيس عون عن سلاح الحزب واعتباره مكملاً للجيش، واستدعاء ممثلة الأمين العام سغريد كاغ إلى الخارجية اللبنانية بعد موقفها "التويتري" من تصريح الرئيس عون وتوتر العلاقات بين إيران والولايات المتحدة بعد انتخاب الرئيس دونالد ترامب واعتداءات على القوة الدولية في الجنوب، أبرزها في الجنوب تحت ستار "الأهالي"، واستمرار وضع الانفلات على الحدود بين لبنان وسوريا. وتخشى أوساط سياسية أن يخلص التقرير إلى سؤال عن التزام لبنان الرسمي موجبات القرار 1701 ما دام رئيس جمهوريته يعتبر سلاح "حزب الله" مكملاً لسلاح الجيش الشرعي وأنه هو الذي يحمي جنوب لبنان ويؤمن سلمه واستقراره وليس القرار 1701 الذي يكلف تطبيقه الأمم المتحدة من خلال قوة "اليونيفيل" أعلى تكلفة لقوة دولية في العالم، زمن المطالبة الأميركية في عهد ترامب بتقليص الموازنات الضخمة. فمن يحمي لبنان؟

 

"حزب الله" يعيد تنظيم قواته... النخبة في الجنوب والصواريخ بين لبنان وسوريا

النهار/ابراهيم حيدر /5 آذار 2017

لم تغير تسوية انتخاب رئيس الجمهورية وتأليف الحكومة وإعادة إطلاق العمل التشريعي من أولويات "حزب الله" الذي ارتاح داخلياً بمشاركته في الحكومة، واطمأن إلى الموقف الرسمي الداعم له في مواجهة أي تطورات قد تحصل جنوباً، علماً أن معركة الحزب في سوريا لا تزال أولوية وفق ما أكد أمينه العام السيد حسن نصرالله في خطابيه الأخيرين، من دون أن يستبعد في الوقت نفسه المعركة مع الإحتلال الإسرائيلي بإشارته إلى "الرد المزلزل" على أي اعتداء، وأن في إمكان "حزب الله" قصف العمق الإسرائيلي ومراكزه الحساسة إذا تعرضت المدن اللبنانية للقصف.

استيعاب الخسائر

ولعل الأولوية التي يعطيها "حزب الله" لمعركته السورية، تترجم بانخراطه الواسع وتدخله وتورطه أكثر في الداخل السوري وعلى مختلف جبهات القتال في محافظاته، على رغم أن النظام السوري ارتاح بعد استعادة #حلب وأجزاء من ريفيها، بدعم إيراني وروسي مباشرين، ولذا لا يزال القسم الأكبر من مقاتليه هناك، ومنهم من قوات النخبة لديه والمقاتلون المتطوعون الذين اكتسبوا خبرة قتالية عالية. وهو وفق مصادر سياسية متابعة لحركة "حزب الله" عوّض خلال الأشهر الستة الأخيرة الخسائر التي تعرض لها بتهيئته كوادر قتالية وقيادات ميدانية حلَت مكان قيادات عسكرية وأمنية وكوادر كان اعتمد عليها طوال عشرين عاماً سابقة، وفقدها في الحرب السورية، لا بل أنه استطاع استيعاب الخسائر وتمكن بدعم إيراني مالي من الخروج من أزمة كانت تلوح بين جمهوره قبل سنتين، جراء الخسائر وعدم ترجمة الكلفة إلى مكاسب على الأرض.

وبارتياحه الى مسار المعركة السورية، التي بدأت مرحلة مختلفة في التحالفات السياسية والأمنية، على رغم أن الإدارة الأميركية الجديدة بدأت خططاً جديدة في الموضوع السوري، بدأ "حزب الله"، وفق المصادر، بإعادة هيكلة قوته في الجنوب اللبناني والتركيز على احتمالات حصول معركة مع #إسرائيل تنطلق شرارتها بحسابات أو رسائل على الحدود اللبنانية الفلسطينية، فيما الأجواء الميدانية في الجنوب لا تشير إلى أي احتمال لحرب كبرى، على رغم أن الجيش الإسرائيلي يبني تحصينات في الجانب الآخر من الحدود، ويعزز من ترسانته العسكرية وينصب أبراجاً الكترونية. في حين أن الأمور هادئة على الحدود من الجهة اللبنانية.

إعادة هيكلة القوة من النخبة

وفي المعلومات أن حزب_الله أعاد هيكلة قوته العسكرية من النخبة في المقاومة الإسلامية وتنظيمها بإشراف مباشر من السيد حسن نصرالله. أعاد تثبيت مقاتليه في القرى الجنوبية ومنهم من شارك في القوة المضادة للدروع في مواجهة الدبابات الإسرائيلية في تموز وآب 2006، فيما نشر المزيد من المقاتلين المدربين،محتفظاً بقوته الصاروخية وعتاده المخبأ تحسباً لأي مواجهة، من دون أن يعني ذلك أن الحرب على الأبواب أو أن معركة كبرى ستحتدم في وقت قريب، وإن كانت المشاريع الإقليمية لا تعفي لبنان ولا تحيده عن أي مواجهة أو استخدامه كساحة مواجهة ورسائل، وهو أمر قد يشعل الحرب نتيجة خطأ في الحسابات أو محاولة تحسين مراكز قوى. ويشير المصدر السياسي إلى أن الجميع بات على علم بقوة "حزب الله" وقدراته والدعم الذي يقدم له من إيران، إضافة الى تعويض الكثير من خسائره، لكن البعض يدفع الأمور الى مستوى غير مسبوق في تضخيم قدرات الحزب وكأنه جيش فوق الجيش، حيث الأمور في أي معركة مع إسرائيل تختلف ظروفها عن طبيعة التدخل في الحرب السورية. ويعلم الحزب وفق المصادر أن الصواريخ الطويلة المدى ليس إطلاقها متاحاً من الداخل اللبناني لأنها تحتاج إلى قواعد لا يمكن إخفاءها عن الطائرات الحربية، علماً أن "حزب الله" قد يعتمد في أي معركة على قوته الهجومية التي تطورت واكتسبت مهارات كبيرة في الحرب السورية التي لا يوافق الكثير من اللبنانيين على انخراطه فيها ومشاركته ضد قسم كبير من الشعب السوري.

الحرب النفسية

ويأتي الكلام المرتفع السقف للسيد حسن نصرالله، في ما يتعلق بأي مواجهة مع إسرائيل، كجزء من الحرب النفسية، تماماً متل كلام "حزب الله" وحركته في منطقة الجولان، وحديث البعض عن احتمال فتح جبهة من هناك في حال اشتعلت جنوباً، وكذلك في حركة الحزب على الحدود مع فلسطين، وإن كانت مدنية، إلا أنها جزء من المعركة النفسية وتأكيد الوجود والإستعداد للمواجهة في الجنوب اللبناني. وإذا كان "حزب الله" مرتاحاً اليوم للوضع الداخلي اللبناني، إلا أنه لا يكترث، وفق ما يقول السياسي إذا كانت الأمور غير مستقرة لبنانياً لمواجهة اي حرب اسرائيلية محتملة، أو أي مواجهة إيرانية - أميركية قد يكون لبنان جزءاً منها. ذلك أن بنيته لا تزال وحدة قائمة في ذاتها في مختلف المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية. لكن الأسئلة تبقى مشروعة،فما كان يميز الحزب في السابق هو أن سلاحه وبنيته القتالية غير مرئيين، وبالتالي كان يمتلك القدرة على المباغتة والقتال من دون أن يعرف الاحتلال الاسرائيلي عناصر قوته وتجهيزاته وعتاده. أما اليوم، فإنه يجاهر علناً بامتلاكه القوة، علماً أن لبنان والمنطقة يختلفان اليوم عما كان عليه الوضع في 2006 وقبل ذلك التاريخ أيضاً، فكان لبنان ساحته الأولى ومنزله، فيما هو اليوم منتشر في ساحات كثيرة، خصوصاً الساحة السورية التي أخذت الكثير من رصيده، ويمكن أن تكون ارتداداتها كبيرة في المستقبل. يبدو الحزب اليوم مطمئناً أن لا حرب قريبة جنوباً، وعلى رغم تحوّطه، هو يبني حساباته على هذا الأساس!

 

جعجع وباسيل: هنا الكهــرباء وهناك البترون!

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الاثنين 06 آذار 2017

في "عزّ الحَشرة" بقانون الانتخاب والموازنة، عَمد الدكتور سمير جعجع إلى ضربِ الحديد وهو حامٍ: "لن نوافقَ على الموازنة إلّا بخصخصةِ الكهرباء". البعض يقول: "إنّها ضربة معلّم". في الحدّ الأقصى يمكن أن تُحقّق له مكاسب، وفي الحدّ الأدنى يخرج منها بلا خسائر!

باشتراط جعجع خصخصة الكهرباء للموافقة على الموازنة، حقَّقَ أهدافاً عدّة مباشرة:

1 - أجاب الذين يسألون عن موقع "القوات اللبنانية" في السلطة، بالقول إنّها لن تتحوَّل جزءاً من منظومة المنافع السائدة. فاتّجاه الخصخصة في الكهرباء- على قاعدة الشفافية- يلقى دعمَ غالبية خبراء الاقتصاد، وهو مطلب عدد من هيئات المجتمع المدني.

وفي اعتقاد "القوات" أنّها بتفرّدِها بهذا الطرح، زادت من رصيدها شعبياً ونخبوياً، بعد التحسّنِ الذي حقّقته مسيحياً بالمصالحة مع عون، ووطنياً بالنهج المنفتح، حتى على "حزب الله".

2 - على مستوى السلطة، وفيما سيَعمد مجلس الوزراء إلى إقرار الموازنة متجاهلاً طرحَ الخصخصة، سيُتاح لـ"القوات" أن تقول: "إذاً، نحن في موقع الرقيب ولسنا مسؤولين عن الفساد".

ولهذا الأمر دلالاته على المستوى الدولي، والأميركي خصوصاً، حيث هناك شكوى من فساد الطبقة السياسية في لبنان، تمّ التعبير عنها عبر الأقنية الديبلوماسية مراراً. وهو ما يشجّع الاتجاه إلى قانون للانتخاب يتيح تجديداً لهذه الطبقة، وعلى دعم الحراك المدني اللاطائفي والمنادي بالإصلاح.

3 - يمكن الحديث عن رسالة سياسية مباشرة تكمن وراء طرحِ جعجع. فعددٌ من المتابعين يسأل: ما الذي دفعَه إلى إطلاق هذه القنبلة الإصلاحية، في هذا التوقيت تحديداً، وفيما تزداد المخاوف من تداعيات التعثّر في قانون الانتخاب والموازنة وسلسلة الرواتب والرواتب وسواها من ملفات؟

ولماذا قرّر جعجع بدءَ ورشة الإصلاح في وزارة الطاقة تحديداً، أي في عقر دار "حليفه" المسيحي، "التيار الوطني الحر"، فيما كان يمكن أن يبدأ بأيّ مِن الأمكنة الأخرى التي تحتاج إلى إصلاح، وهي وافرة جداً؟

تجزم "القوات" أن لا خلفيات سياسية ولا رسائل في هذا الطرح. وكلّ ما في الأمر هو أنّها لا تريد أن تبقى شاهد زور، وأن تبصمَ على المنهجية التي تُدار بها المؤسسات. وإلّا فما قيمة مشاركتها في السلطة؟ فمعروف أنّ "القوات" لم ترغَب يوماً في المشاركة في السلطة لمجرّد اعتلاء المناصب.

وتقول: "طرحُ إصلاح الكهرباء بالخصخصة لا يَستهدف القيّمين على القطاع، وإنّما جاء طبيعياً مع إقرار أولِ موازنة منذ 12 عاماً، وفيما تحاول أول حكومة للعهد أن تبدأ ورشة إصلاحية باتت حيوية. وبديهيّ البدء بالكهرباء لأنّها باب الهدر الأول.

في عددٍ من الأوساط هناك اقتناع بأنّ الحيثيات "القواتية" في محلّها. فلا يَختلف اثنان على تقدير حجم الخَلل في الكهرباء، وعلى الاعترافِ بأنّ سوءَ إدارة هذا القطاع، عبر عشراتِ السنين، يساهم في انهيار لبنان اقتصادياً ومالياً. لكنّ ذلك لا ينفي الحديثَ عن حيثيات أخرى، سياسية وغير سياسية، لطرحِ جعجع، في ضوء السجال المستتر والمكشوف الذي أثارَه بين كوادر "القوات" و"التيار".

البعض مقتنع بأنّ وزارة الطاقة هي اليوم في عهدِ الوزير سيزار أبي خليل، لكنّها في عُهدَة الوزير جبران باسيل. تماماً كما كانت في عهدِ الوزير أرتور نظريان، في الحكومة السابقة، ولكن في عُهدة باسيل. ولذلك، فَهِم باسيل رسالة جعجع وردَّ عليها مباشرةً من خلال مستشاره السابق أبي خليل.

وفي ظلّ البحث في قانون الانتخاب، والجدل حول طبيعة التحالفات المناطقية بين "القوات" و"التيار"، والمرتبطة بـ"طبخة" القانون العتيد، يكتسب الخلاف "الكهربائي" أهمّية خاصة، لأنه يستدعي طرحَ أسئلة:

- يَطمح باسيل إلى الفوز، للمرّة الأولى، في معركة البترون. وذلك مستحيل من دون التحالف مع "القوات". فهل يكون طرح جعجع باباً للمساومة؟

- القاعدة "القواتية" في البترون فقَدت بعضاً من قوّتها التجييرية التي كان يوفّرها النائب المنسحب من المعركة أنطوان زهرا. وقد تصبح أكثرَ حذَراً من باسيل إذا ارتفعَت الحماوة بينه وبين القيادة "القواتية".

- هناك "مطبخ" لقانون الانتخاب يشارك فيه "التيار" مع حلفائه في 8 آذار. وقد يؤدّي طرح جعجع إلى تذكير باسيل بعدم الذهاب بعيداً في اتفاقات تتعارض ومصالح "القوات" المتفَق مسبقاً على صونها بعد وصول عون إلى بعبدا. فـ"التيار" يدرك أنّ "حزب الله" لن يمنح أصواته لمرشّحي "القوات" (جزين، جبيل، بعبدا...)، فكيف سيتصرّف؟

إذاً، ثمّة مَن يعتقد أنّ لطرح جعجع موقعَه في المعادلات الانتخابية. فلا شيء مجانياً في السياسة. وتالياً، قد يكون الطرح إحدى الأوراق "القواتية" الوازنة. فباسيل، رئيس "التيار الوطني الحر"، لا يريد نكسةً انتخابية جديدة في منطقته المسيحية بكاملها. ولذلك، هو حتماً يحتاج إلى التفاوض جدّياً مع "القوات".

عدا عن ذلك، يتحدّث البعض عن حسابات الرَجلين رئاسياً لِما بعد السنوات الستّ من عهد عون. ومع أنّ المسافة لا تزال بعيدة، والرئاسة محكومة بكثير من المعادلات الخارجة عن إرادة كلّ منهما، فإنّها تستحقّ التفكير أيضاً.

وهناك فرَضية أخرى متداوَلة: طرْحُ "القوات" يتجاوز اعتبارات الإصلاح والانتخابات النيابية ليذكّر بضرورة حفظِ موقعها في ملفات عدة مطروحة، من النفط إلى التعيينات... وهي فرَضية يمكن أن تُثبتَ صحتها أيضاً.

قد يتمسّك "التيار" و"القوات" بالتحالف غير القابل للانفكاك. وهما لا يناوران في ذلك. ولكنّهما ليسا اللاعبَين الوحيدين على الحلبة، وأمور كلّ منهما مرتبطة بآخرين. لذلك، النيّات الحسنة موجودة لدى الطرفين، ولكن عليهما التفكير بالقاعدة القديمة: "الجحيمُ معبَّدة بالنوايا الحسنة" أيضاً.

 

في حكاية منديل مارين لوبن في دار الفتوى

المحامي عبد الحميد الأحدب/النهار/6 آذار 2017

أصابتنا مارين لوبن في القلب!

لدى وصولها الى دار الفتوى، حين توجّهت الى لقاء سماحة المفتي عبد اللطيف دريان، تقدّم منها أحد موظفيه لإعطائها منديلاً لتغطية رأسها، توقفت وقالت انه لم يطلب منها أحد عند لقائها شيخ الأزهر أحمد الطيب في القاهرة ان تلبس منديلاً على رأسها، ولم تلبس منديلاً، وهكذا خرجت لوبن من دار الفتوى رافضةً ان تلبس المنديل لمقابلة المفتي دريان.

وتَذكرتُ وأنا اتابع حكاية "المنديل" قصة ام المصريين صفية زغلول لعطائها المتدفق من اجل قضية استقلال مصر وكرامتها، حين نُفِيَ الزعيم سعد زغلول الى جزيرة سيشيل، قادت صفية زغلول التظاهرات الوطنية وأقامت الدنيا ولم تُقعدها على رأس الإنكليز.

ويوم عودة زوجها الزعيم سعد زغلول من المنفى، خرجت الملايين المصرية للقاء زعيمها سعد زغلول، وصعدت صفية زغلول الى الباخرة التي عادت بسعد زغلول الى ارض مصر، يومها وبعد أن لوّحت للملايين الذين هللّوا لعودة سعد، وقفت صفية زغلول وتطلّعت الى عشرات ألوف الناس، ثم خلعت صفية الحجاب، وخلع بعدها عشرات الألوف من نساء مصر الحجاب، ورموه ارضاً.

وكانت بداية مسيرة تحرير المرأة العربية منذ ذلك اليوم.

يا صاحب السماحة،

هل تسمحون لي أن أعلِّم صغيرتي ان الدين هو أخلاق وأدب وتهذيب وأمانة وصدق قبل أن أعلِّمها ارتداء الحجاب واخفاء وجهها عن الناس؟

يا صاحب السماحة،

هل تسمحون لي أن أعلّم ابني ان الاقتداء بالرسول الكريم يبدأ بنزاهته وأمانته وصدقه قبل لحيته وقصر ثوبه؟

هل تسمحون لي يا صاحب السماحة أن اعلّم أولادي ان الله أكبر وأعدل وأرحم من كل فقهاء الأرض مجتمعين؟

يا صاحب السماحة،

نحن الأمة الوحيدة التي تعامل القاتل بالحُسنى بالعقوبة المخفّفة اذا قتل اخته او زوجته وقال إنّ ذلك كان باسم الشرف.

يا صاحب السماحة،

انني أتطلّع من حولي الى المجتمع العربي، فأرى ان فكرة العيب والشرف والعرض والحجاب تقيم حصاراً عشائرياً حول الجنس الثاني وتعزله عن أي نشاط اقتصادي او فكري او اجتماعي ذي قيمة بعد ذلك.

بعد الذي حصل مع مارين لوبن، التي قابلت شيخ الأزهر بدون المنديل، ألا توافقوننا وأنتم رجل الفضيلة والتقوى والتقدّم ورجل تطهير الإسلام من مناديله التي تسيء اليه...

يا صاحب السماحة،

ألم يكن ذلك المنديل مُذِلاً للمسلمين؟

وكان يجب الإقتداء بشيخ الأزهر على الأقل؟

صفية زغلول التي قادت ثورة تحرير المرأة واسقطت المناديل عن رؤوس النساء لتحررهن من الماضي المتخلّف الذي ما زال يلقي بثقله على مستقبلهنّ.

صفية زغلول زعيمة وقائدة الحرية في مصر أيام الثورة على الإنكليز كان يجب ان تكون قدوة.

كان شيخ الأزهر قدوة ولكننا أضعنا الفرصة، ونقولها بألم المسلمين الذين هالهم ما حصل في دار الفتوى

 

ما هي اللاءات الثلاث التي أبلغها "حزب الله" إلى عون؟

احمد عياش/النهار/6 آذار 2017

ثلاث لاءات أبلغها "حزب الله" الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الآونة الاخيرة، وهي وفق مصدر وزاري شديد الاطلاع :"لا أحد يفرض علينا قانونا للانتخاب، ولا نفرض على أحد أي قانون، ولا للفراغ على مستوى المجلس النيابي". وبحسب المصدر الذي كان يتحدث الى "النهار"، "هناك مؤشرات قوية الى ان القانون الجديد للانتخابات سيصدر في الفترة المتبقية من ولاية البرلمان، أي في 21 حزيران المقبل، على أن تجرى الانتخابات بعد تمديد قصير للمجلس، والمرجح أن يكون ثلاثة أشهر تنتهي في أيلول المقبل". أما قصة اللاءات الثلاث المشار اليها فيرويها المصدر بقوله إن هناك قلقا كبيرا ساد في وسط الثنائي الشيعي الذي يضم الى جانب الحزب حركة "أمل" بعدما ظهر ان التأخير في إجراء الانتخابات في موعدها ينطوي على استهداف للمركز الشيعي الاول في الدولة ألا وهو رئاسة البرلمان، مما يؤدي الى تحويل دفة القرار الى المركزين الباقيين وهما رئاسة الجمهورية المارونية ورئاسة مجلس الوزراء السنيّة، الامر الذي سيثير اضطرابا كبيرا لن يستطيع أحد ضبطه. وقد بدأت بوادر القلق تظهر عندما رفض الرئيس عون توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة الذي رفعه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الى رئاسة الحكومة فمهره الرئيس سعد الحريري بتوقيعه ليصل الى قصر بعبدا حيث يقبع حاليا في الادراج. واستدرك المصدر قائلا إن الطائفة السنيّة ترفض ومثلها أكثرية المسيحيين أن تولد مشكلة مذهبية حساسة مثل موضوع الفراغ في رئاسة مجلس النواب، وعليه لن يكون واردا أبدا أن يشهد لبنان اضطرابا يصل الى الشارع إذا ما سدّت الآفاق سياسيا.

في دوائر السرايا، وقبل أن يوقّع الرئيس الحريري مرسوم دعوة الهيئات الناخبة، طلبت رئاسة الحكومة من مرجع دستوري أن يدلي برأيه حرصاً من رئيس الحكومة على عدم تعكير صفو العلاقات بينه وبين رئيس الجمهورية، فجاء موقف المرجع جازما لجهة التوقيع كي لا تكون هناك مخالفة صريحة لأحكام الدستور، فبادر الحريري على الفور الى توقيع المرسوم.

جميع المعنيين باستحقاق الانتخابات النيابية يعملون حاليا على أساس انها حاصلة. وعندما اضطر الرئيس الحريري الى إرجاء جلسة مجلس الوزراء بسبب فقدان النصاب، إنتهز الفرصة لإجراء مشاورات مع وزيريّ الخارجية جبران باسيل والمال علي حسن خليل لمتابعة مستجدات البحث الجاري عن صيغة ملائمة لمشروع القانون تحظى بموافقة جميع الاطراف. وجاءت الاطلالة الاخيرة لرئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط من السرايا مترافقة مع معطيات تفيد بإحراز تقدم يعطي جنبلاط تطمينات تتضمن اعتماد التصويت الاكثري في قضاءي الشوف وعاليه، الامر الذي يجنّب الاقليّة الدرزية طغيان الاكثريات في المنطقة، علما ان العلاقة حاليا بين قصريّ بعبدا والمختارة تعاني من برودة شديدة تدفع، بحسب أحد نواب اللقاء، الى القول: "كأننا في نهاية عهد وليس في بدايته".

بحسب لوائح الشطب التي وزعتها وزارة الداخلية من اجل تنقيتها قبل العاشر من الجاري كي تُعتمد في الانتخابات هذه السنة، يتبيّن ان الارقام الشاملة تفيد أن عدد الناخبين المسلمين على هذه اللوائح هو 64 في المئة من مجموع الناخبين مقابل 36 في المئة هم عدد الناخبين المسيحيين. وتقود هذه الارقام الى موضوع النسبية المطروح اعتمادها في القانون الجديد. وما قالته إحدى الصحف حول قبول الرئيس الحريري باعتماد النسبية الكاملة ليكون لبنان دائرة واحدة ،هو دقيق على حد ما قاله نائب في كتلة "المستقبل" لـ"النهار"، نافيا في الوقت عينه الشطر المتعلق بما سمّي "مقايضة" بين النسبية ورئاسة الحكومة. وأوضح النائب الذي كان مشاركا في اجتماع خاص ببلورة الافكار حول صيغة المشروع التوافقي، ان الرئيس الحريري أراد ان يبلغ من يحاول الاستثمار في "خوف" الحريري من النسبية أن عليه أن يقلع عنه، ملمحا بذلك الى ما دأبت عليه اوساط في "تكتل التغيير والاصلاح" على ربط عقدة اعتماد النسبية بتيار "المستقبل". ويخلص النائب الى القول: "لن تكون النسبية الكاملة في مصلحة المسيحيين إطلاقا، وعلينا أخذ العبرة من أرقام لوائح الشطب التي تنبىء بالواقع الديموغرافي المتحول في اتجاه تراجع أكثر في عدد الناخبين المسيحيين مستقبلا".

 

"عين الحلوة" لا تبقى حلوة إذا ظلّ المخيّم فيها ملاذاً للفارين

 اميل خوري النهار/6 آذار 2017

لم يعد مقبولاً ولا معقولاً أن تبقى الى جانب الدولة اللبنانية جزر أمنية أو مربعات في أي منطقة تشغل القوات المسلحة بها كلما وقعت اشتباكات فيها. فالفلسطينيون جاؤوا الى لبنان لاجئين لا كمسلحين يحوّلون المخيمات ثكناً ومعسكرات، وإذا صاروا ضيوفاً عليه كما وصفهم الرئيس محمود عباس، فللضيافة أصول... كما لا ينبغي لطائفة في لبنان أن تتميز عن أخرى في الخضوع للقانون، فتكون طائفة مسلحة تستقوي على طائفة وتخيفها لأنها غير مسلحة، أو تستقوي عليها بخارج لتصبح هي الدولة. لذلك فإن "عين الحلوة" لا تعود حلوة إذا احمرّت عين الدولة منها لكثرة ما يهتز الأمن فيها، ويصبح المخيم مفتوحاً لكل فار من وجه الدولة أو لكل إرهابي يعمل من داخله على هز الاستقرار في البلاد. هذا الوضع الشاذ بات يتطلب حلاً جذرياً لا حلولاً موقتة لا تلبث أن تسقط ويعود المخيم الى هذا الوضع الذي قد لا يبقى محصوراً في داخله بل قد يمتد الى خارجه ليتحوّل قتالاً بين لبنانيين وفلسطينيين أو بين فلسطينيين وفلسطينيين.

لقد سبق لهيئة الحوار الوطني أن قررت بالإجماع إزالة المواقع العسكرية الفلسطينية خارج المخيمات تمهيداً لضبط السلاح داخلها. لكن لا سوريا ساعدت على تنفيذ هذا القرار لأن لها مصلحة في بقاء هذه المواقع، ولا "حزب الله" ساعد أيضاً لأنه يعتبر السلاح خارج المخيمات جزءاً من استراتيجيته في مواجهة اسرائيل. وقد انقسمت الفصائل الفلسطينية بين مؤيد لتسليم المطلوبين في المخيم، لبنانيين وغير لبنانيين، الى الدولة اللبنانية، وبين من لا يريد تسليمهم والاكتفاء باخراجهم منه كي لا تتحمل مسؤولية تسليمهم. وانقسمت أيضاً بين من يريد تسليم السلاح الى الدولة أو وضعه في تصرفها، ودخول الجيش اللبناني الى المخيم ليتحمل مسؤولية حفظ الأمن فيه بعيداً من صراعات الفصائل الفلسطينية على السلطة وعلى إدارة شؤون الأمن فيه بعد فشل اللجان الأمنية المشتركة.

لقد آن الأوان العبور الى الدولة اللبنانية القوية القادرة على بسط سلطتها وسيادتها على كل أراضيها، فلا تكون دولة سواها ولا سلاح غير سلاحها. وهذا يتطلب مساعدة السلطة الفلسطينية على إزالة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وضبطه داخلها، وان تتحمل الدولة اللبنانية مسؤولية حفظ الأمن فيها لأن لا دولة في لبنان إذا ظل للفصائل الفلسطينية دولتها داخل المخيمات لأهداف وغايات، وتكون بيئة حاضنة لكل فار من وجه الدولة ولكل إرهابي، ثم تتوسل الدولة كل مسؤول عن أمن المخيم تسليم المطلوب منهم اليها. فعندما قُتل القضاة الأربعة في محكمة صيدا شاع في حينه أن القتلة لجأوا الى مخيم عين الحلوة، فأجمعت صيدا على مطالبة الجيش بدخوله واعتقالهم. لكن ما لبث أن شاع، ربما لتجنب عواقب ذلك، ان القتلة هربوا الى اسرائيل. أما السلاح في يد "حزب الله" فينبغي الاتفاق على دوره. فإذا كان لتحرير الأراضي اللبنانية التي لا تزال محتلة، أو لرد كل اعتداء اسرائيلي على لبنان، فإن هذا السلاح ينبغي أن يكون مكانه في مواقع معينة في الجنوب وليس خارج هذه المواقع لئلا يصبح عامل خلل بالأمن وبالتوازنات الداخلية السياسية والمذهبية الدقيقة. فليس في لبنان من يعارض أن تكون اسرائيل وجهة هذا السلاح لا أن يرتد الى الداخل، وهذا ما أكده الرئيس ميشال عون. فالخلاف بين الأحزاب في لبنان ليس على سلاح "حزب الله" عندما تكون وجهته اسرائيل، إنما عندما يرتد ساعة يشار إلى الداخل ليفرض رأيه، وهذا ما حصل غير مرة، فكانت أحداث 7 أيار "المجيدة"، وكانت عراضة القمصان السود التي قلبت الأكثرية النيابية في الاستشارات من مؤيدة تكليف الرئيس سعد الحريري تأليف الحكومة الى مؤيدة الرئيس نجيب ميقاتي. فإذا لم يكن في استطاعة عهود سابقة إقامة الدولة التي لا سلاح غير سلاحها، فإن في استطاعة عهد الرئيس عون أن يقيم هذه الدولة نظراً الى تحالفه مع "حزب الله". فهل يبدأ العبور الى الدولة من المخيمات الفلسطينية ولا تظل هذه المخيمات عابرة للدولة ومصدر قلاقل واضطرابات من حين الى حين لأي سبب من الأسباب؟ إن هذا العبور إذا لم يبدأ من عهد الرئيس عون فقد لا يبدأ في أي عهد آخر.

 

اقتراب مراجعة القرار 1701 ودور اليونيفيل يعيد العقارب إلى مواقف عون والردود عليها

 روزانا بومنصف/النهار/6 آذار 2017

تصاعد في الايام الاخيرة اهتمام اعلامي باجتماع لمجموعة الدعم الدولية الخاصة بلبنان وسط كلام على تحذيرات للبنان في ضوء الموقف الذي اعلنه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في 12 شباط الماضي الى احدى محطات التلفزة المصرية قبيل توجهه في زيارة رسمية الى مصر من انعكاسات سلبية لما اعلنه وما اعتبر بمثابة شرعنة لسلاح "حزب الله". يومها غردت ممثلة الامين العام للامم المتحدة السيدة سيغريد كاغ عن هذا الموضوع منبهة الى ضرورة احترام القرار الدولي 1701 لكن الموضوع سحب من التداول لمعالجته مع المنظمة الدولية ومع الدول التي استفزها كلام رئيس الجمهورية بعيدا من الاعلام. وصدر لاحقا بيان لمجموعة الدعم الدولية في 22 شباط بعبارات ديبلوماسية لم تأت على ذكر الموضوع لكن عبر عن النقاط التي يهم المجموعة تأكيدها في لبنان فيما عاد الى الواجهة الكلام على ارتدادات متواصلة لكلام رئيس الجمهورية وصولا الى اعادة النظر في المساعدات للجيش اللبناني وكذلك الامر بالنسبة الى بقاء القوة الدولية في الجنوب. مصادر ديبلوماسية معنية فوجئت بالتداول المتأخر اعلاميا لاجتماع عقدته مجموعة الدعم استنادا الى انه حصل قبل ما يزيد على الاسبوعين اي يعود الى 22 شباط حين صدر بيان المجموعة كما فوجئت بالتداول حول امكان تعديل مهمة القوة الدولية في الجنوب خصوصا لجهة سحب بعض الدول مشاركتها او اعادة النظر في عديدها. فما هو متوقع هو ان الشهر الحالي سيشهد تقديم التقرير الدوري في مجلس الامن عن تطبيق القرار 1701 كما من المرتقب ان يتلقى المجلس "المراجعة الاستراتيجية" للامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس عن القوة الدولية في الجنوب وفقا لمضمون القرار 2305 الصادر في آب من العام الماضي. لكن من غير المتوقع ان يثار موضوع اعادة النظر في عمل اليونيفيل في حال ربط البعض الموضوع بكلام رئيس الجمهورية او بتداعياته. فردود الفعل من الدول المعنية على كلام رئيس الجمهورية لم تكن ايجابية لكن هذه الدول ابلغت مواقفها هذه عبر القنوات الديبلوماسية وابتعدت عن اثارة ذلك في الاعلام الى درجة ان ديبلوماسيين ألغوا مقابلات كانت متوقعة مع بعض الصحافيين تفاديا لتضخيم الموضوع وتحميله اكثر مما يحتمل. واذ يتم التركيز في شكل اساسي على رد الفعل الاميركي في هذا الاطار باعتبار ان الولايات المتحدة يمكن ان تعتبر نفسها معنية اكثر من اي طرف استنادا الى حجم المساعدات التي تقدمها للجيش اللبناني، فان الزيارات التي قام بها سياسيون وعسكريون اميركيون الى لبنان في المدة التي تلت الموقف الذي اعلنه الرئيس عون كانت كفيلة بايصال الرسائل اللازمة المعبرة عن الموقف الاميركي ولو انها ساهمت في اعطاء الانطباع في الوقت نفسه بان ما اعلنه الرئيس عون لم تتردد اثاره سلبا الى الحد الذي تسبب بقطيعة مع الاميركيين او اقله برد سلبي منهم اقله على نحو معلن. ولا تخفي المصادر الديبلوماسية المعنية ان الجانب الذي عبر عنه الرئيس عون من سلاح الحزب ومن التقليل من قدرة الجيش على الاضطلاع بمهماته كاملة وفق ما يجب شكل جانبا مهما من التحفظات الخارجية سابقا على وصول العماد عون للرئاسة نتيجة ورقة التفاهم الموقعة بينه كرئيس سابق للتيار مع "حزب الله" ثم نتيجة تأثيره القوي المقبل في الجيش وكيفية توظيف هذا التأثير فضلا عن اليد الاساسية والطولى للحزب ومعه ايران في انتخابه رئيسا للجمهورية. هذا لا ينفي ان الاميركيين تتنازعهم في الاعوام الاخيرة اتجاهات مختلفة لجهة الاستمرار في الدعم القوي للجيش وعدم استفادة الحزب من ذلك وبين ترك لبنان وعدم تقديم اي مساعدات نتيجة النفوذ المتزايد للحزب فيه وكذلك لايران لكن كان لموضوع الارهاب الذي تزايد في الاعوام الاخيرة المساهمة الرئيسية في تجاوز بعض التحفظات لجهة دعم الجيش، ولذلك يقع على لبنان الرسمي الا يعرض الاميركيين لامتحان في هذا الاطار باعادة ايقاظ مخاوفهم او حساسيتهم تجاه هذا الامر خصوصا مع ادارة جديدة ليست مستعدة للتساهل كما ادارات سابقة. تجدر الاشارة الى انه مع التعبير من جانب الحكومة الذي استدرك هذه المسألة كما التأكيدات الرسمية لاستمرار التزام القرار 1701 فانه تم استيعابها وكذلك الامر بالتوضيحات التي قدمها لاحقا رئيس الجمهورية عبر استعادة الاستراتيجية الدفاعية الى الواجهة. لكن الرسالة الخارجية وصلت بوضوح وسيكون، لعبا بالنار من جانب لبنان، الاغراق بمزيد من المواقف المماثلة وفقا لهذه المصادر.

في المقابل تجزم هذه المصادر ان ليس من اعادة نظر في عمل اليونيفيل في الجنوب ولا كذلك بمساهمة بعض الدول في هذه القوة. اذ ان ثمة حرصا على الاستقرار اللبناني المؤمن الى حد كبير عبر وجود هدوء على الحدود بين لبنان واسرائيل ما عدا بعض الخروق التي ظلت ضمن حدود مضبوطة. وتقول المصادر المعنية ان مهمات اليونيفيل ينظر اليها من باب تأمين الاستقرار ليس في لبنان فحسب بل في المنطقة خصوصا في ظل الحرب السورية من دون اغفال واقع ان سلاح الحزب وانخراطه في الحرب السورية الى جانب النظام فضلا عن استمرار وصول الاسلحة اليه تشكل عوامل قلق مستمرة على الواقع اللبناني وهذا يؤكد استمرار الرهان على الجيش اللبناني على انه القوة الشرعية الوحيدة على الاراضي اللبنانية في الوقت الذي تشكل الاحداث الاخيرة في عين الحلوة عاملا اضافيا لتأكيد ذلك. مصادر سياسية تخشى ان تشكل اثارة هذا الموضوع ككل من باب التجاذب الداخلي ليس الا.

 

دولة "على القطعة"؟

 نبيل بومنصف/النهار/6 آذار 2017

ستخرج حكومة الرئيس سعد الحريري هذا الاسبوع مبدئيا بما يمكنها من اعلان "انجاز" بإقرار الموازنة بعد انحباس طال أكثر من عقد. تبدو الملامح الواضحة للموازنة الوليدة وكأنها أخضعت لتعديلات ترشيقية في السلال الضريبية التي أثارت عاصفة استباقية شعبية واقتصادية وحتى مصرفية بما يسمح بتمرير المزاوجة الصعبة بينها وبين تمويل سلسلة رتب ورواتب تقتضي رصد نحو مليار و200 مليون دولار. استلزمت رحلة إقرار الموازنة أسابيع من الجلسات الماراتونية لمجلس الوزراء ولا ندري كيف سيستقبلها الرأي العام الداخلي وباي اقتناع بان إنجازا حقيقيا قد رسم علامة تغيير فوق أفق السلطة والدولة. يصعب موضوعيا تجاهل اهمية هذه القفزة ايا كانت صورة الموازنة ولكن وهج الإنجاز يكاد يتبخر امام عواصف متداخلة تثيرها ملفات فتحت على الغارب في مختلف نواحي استعادة حقوق الدولة بما يشكل إبرازا للفساد المعشعش منذ عقود. ثمة مناخ واعد لا شك فيه في هذا الصعود لمناخ يقول بان ثمة من وما سيضع خطا بيانيا جديدا لسلوكيات جديدة في التصدي لمسائل اساسية في تسييب حقوق الدولة عبر التلزيمات والمحاصصات والضغط نحو بداية وضع حد لظاهرة الفساد الناخرة حتى العظام في كل القطاعات. ولكن المحاذير تسابق هذا المناخ لجهة الافتقار الى استراتيجية واضحة متجردة تواكب المد الكلامي الكثيف على هذا الاتجاه التصحيحي. لا يختلف الامر في هذا السياق عن اولويات أخرى أشد الحاحا تبدأ بانعدام الأفق حيال أزمة قانون الانتخاب تحديدا حيث يبرز بقوة اكبر الافتقار الى الحد الادنى من وحدة الحكم بما يثير الخشية الاكبر من التوغل نحو أزمة نظام. تبرز مع تراكم الاولويات امام العهد والحكومة حقيقة لا يمكن طمر الرؤوس حيالها وهي ان الدولة المستعادة لا يكفيها ملء الشغور وحده، اذ ثمة حقبات طويلة من الحرب كان فيها هيكل الدولة مليئا ولو بانقسام عمودي. إقرار موازنة من دون استراتيجية تصحيح مالية جذرية لن يبقي من الإنجاز الا شكليات ولن يضمن هبوب عواصف اجتماعية ومالية واقتصادية على تداعياتها. والمضي في مضغ الكلام عن قانون انتخاب تلهث وراءه القوى السياسية نحو ضمان احتلالها لمواقعها فقط من دون أي تصحيح جذري للتمثيل الحقيقي لن يفتح الا مزيدا من الازمات السياسية والدستورية واستعادة التجارب الخطرة في بلد مفطور على الاشتعالات. والافتقار الاخطر الى استراتيجيات تتصل بواقع تعامل لبنان مع التحديات الاقليمية كما اتضح في الاهتزاز الحاصل مع مسائل وحدانية السلاح والقرار 1701 لن يؤدي الا الى زيادة الأخطار بتحويل لبنان ساحة جديدة للصراعات الاقليمية والدولية. لن يكون ممكنا مواجهة مجمل هذه الأخطار بتعاملات وسلوكيات سياسية "على القطعة" فيما الدولة "الناشئة" تسابق الوقت بأجندات فردية. ترف الانتظار سقط، والاخطر ان يبقى هناك من لا يكتشف سقوطه.

 

نقاش إنتخابي على حافة الهاوية

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الاثنين 06 آذار 2017

مئة وستة أيام تفصل عن انتهاء ولاية المجلس النيابي في العشرين من حزيران المقبل، والقانون الانتخابي في خبر كان، وليس مأمولاً في ظلّ الانقسام المتحكّم بالمفاصل السياسية أن يبصر هذا القانون النور في المدى المنظور. يعني ذلك، أنّ كلّ يوم صار محسوباً، وكلّ يوم يمضي بلا قانون جديد، يعزّز احتمالَ الاصطدام بالأمر الواقع الذي قد يفرضه قانون الستين، الذي ما يزال يشكّل حتى الآن شرّاً لا بدّ منه، أو لا مفرّ منه. هناك من يقول في غياب القانون الجديد: «قانون موجود في اليد ولا عشرة على الشجرة». وهذا يعني ضمناً إشارةً واضحة إلى استمرار سرَيان مفعول قانون الستين.

ربّما يقال هذا الكلام من باب المزاح، ولكن ما يجعله قابلاً لأن يرسخ في الذهن السياسي العام، هو أنّ كلّ الوصفات البديلة التي ألقيَت على بساط البحث سواء البحث الجدّي أو الإعلامي، فشلت في الانتقال إلى ضفّة التوافق على صيغة جديدة لقانون يترجم عدالة التمثيل وسلامتَه وشموليته جميعَ الأطراف بلا استثناء أو إلغاء أو إقصاء أو تحجيم. وما زال الفشل مستمرّاً! إذاً الفشل قائم، ولكن مع وقفِ الإعلان حتى إشعار آخر. المشاورات مستمرّة وتجري ثنائياً وثلاثياً، هكذا يقال، ولكن بلا أيّ معنى وبلا أيّ أفق، والدولاب يلفّ ويدور حول نفسه، ولا تقدّم ولو قيد أنملة.

ولعلّ أصدق صورة عمّا آلَ إليه الحال، تلك التي يرسمها أحد الرؤساء بقوله: «يذكّرني حالنا بـ»حجّة زياد الرحباني»، التي تسأل دائماً: « شو... كيف هالحالة»؟ فيأتيها الجواب: «والله... ما حدا عارف شي من شي»!

تلك الصورة تتقاطع مع «كلام مسؤول» تسرّب أخيراً من إحدى الجلسات النقاشية حول القانون الانتخابي، وفيه:

- «كلّهم قالوا لا لقانون الستين، ولا بدّ من قانون جديد. ولكنّهم قالوا كلمتهم وصعد كلّ واحد منهم بـ»قانونه» على شجرة وتمسمرَ عليها. بينما الستين يَزحف علينا، وربّما ما هو أسوأ من الستين، وأمّا هم فعلى الشجرة يرفضون النزولَ عنها».

- «حتى لو نزلوا عن الشجرة، فكيف سيَركب «البازل الانتخابي»، أمام مجموعة تناقضات لا تلتقي، وغايات ومصالح متضاربة، وأمام عقل سياسي لا يرى المعركة بأنّها معركة انتخابات نيابية بقدر ما يراها معاركَ داخلية ضمن الفريق الواحد والطائفة الواحدة، معارك يريدها البعض اجتياحية لطوائف أو مذاهب معيّنة.

طرفٌ يريد اجتياحَ الطائفة السنّية ولا يريد فيها مكاناً للسنّة الآخرين ممّن هم خارج حزبه أو تياره السياسي، وطرف آخر يريد اجتياح الطائفة الدرزية ولا مكان فيها لغيره، وطرف ثالث يريد أن يجتاح الشارع المسيحي ويمحوَ أثرَ مَن هم خارج إطار الثنائية المسيحية المستجدّة. فيما الطرف الشيعي نائم على «السبعة ونص»، ومطمئنّ لتفوّقِه على كلّ ما عداه ضمن الطائفة.

والأنكى من كلّ ذلك أنّ بعض هؤلاء الاطراف لا يكتفي بمحاولة اجتياحه ساحتَه أو طائفته أو مذهبه، بل يريد أن يغلِّب رأيه وتوجّهه وما يناسبه وحده على كلّ الآخرين. يعني هو فقط ومِن بعدِه الطوفان. وعندما تُعارضه يصنّفك في خانةِ الأعداء له»؟!

- إنّ الانسداد المستحكم بمسار إعداد القانون الانتخابي، مضافاً إليه أداء بعض القوى السياسية، يدفع إلى الترحّم على أيام الوصاية السورية، في تلك الفترة كان البلد تحت وصاية واحدة هي وصاية غازي كنعان ورستم غزالي، يرسمان ويقرّران ويَصوغان قوانين انتخابية وغيرها على طريقة كن فيكون، وكان البلد مسلّماً أمرَه لها. وأمّا اليوم فمن يعلنون يومياً أنّهم ضد تلك الوصاية، بل ويلعنونها صبح مساء، يحاولون وبلا خجل أن يكرّسوا وصايات من نوع آخر:

* وصاية، بالأداء الفوقي والجنوح نحو السيطرة والتحكّم.

* وصاية، عنوانها «أنا ولا أحد غيري»، ولم تخفِ يوماً توجّهها الإلغائي لكلّ ما عداها في شارعها وطائفتها.

* وصاية، تعالج الضررَ بضرر أكبر، تتوخّى الهيمنة بثلثٍ معطل على المجلس النيابي المقبل، وبثلثٍ معطل وأكثر على الحكومة التي ستتشكّل بناءً عليه.

وهو ما أحدثَ أكبر من «نقزة» لدى مكوّنات أساسية شعرَت أنها أمام «غول» يحاول أن يبتلع الدولة، الأمر الذي دفعها إلى رفع الصوت والتحذير سرّاً وعلناً من خطورة هذا المنحى.

* وصاية، فتحت عمداً بازارَ رئاسة الجمهورية باكراً وقبل أن يبدأ العهد انطلاقتَه فعلياً، وتحاول أن تبني قاعدة لثنائية متجدّدة، غايتُها ليس فقط قطع الطريقِ على ايّ مرشّحين خارجها، بل الوصول الى مجلس نيابي يشكّل جسرَ عبور سهل لأحد طرفيها الى رئاسة الجمهورية وخلافة الرئيس ميشال عون.

* وصاية، تنسى المبدأ القائل إنّ سلامة الشعب اللبناني كلّه هي الأسمى، وسلامة الوطن والكيان هي ما فوق الأسمى، أي أسمى من قانون الانتخابات، الذي هو في الاساس لخدمة لبنان، وليس لبنان كلّه وشعبه في خدمة القانون ومصالح بعض السياسيين.

* وصاية، لا تملك حلّاً بديلاً، أو بالأحرى حلّاً وطنياً شاملاً وعادلاً، وتَستسهل الحديث عن مؤتمر تأسيسي، وكأنّه مؤتمر صحافي، ومتجاهلةً استحالة بلوغه والأكلافَ التي قد تترتّب، أو ستترتب عليه حتماً إنْ دخلَ البلد في هذه المجازفة.

* وصاية، لا يهمّها إنْ وصَل البلد الى 20 حزيران بلا قانون انتخابي جديد وبلا انتخابات نيابية، ولا تعبأ بأن لا استمرارية لمجلس النواب بعد هذا التاريخ، ذلك انّ هذه الاستمرارية مبنية على الوكالة التي يَمنحها الشعب على مدى الولاية القانونية للمجلس. ومعنى ذلك الوقوع في المحظور، أي في الفراغ.

* وصاية، شربَت معنويات من الواقع السياسي الذي استجدّ مع العهد الجديد، فأشعرَت الآخرين بالقلق منها، ومن الأهداف التي تُبيتها. ولا فرق عندها إنْ دخلَ البلد في فراغ أم لا، ورُبّ قائلٍ من أصحاب المعنويات المرتفعة إنّ الفراغ قد جُرِّب سابقاً، رئاسة الجمهورية استمرّ فيها الفراغ لسنتين ونصف ومع ذلك استمرّ البلد ومن ثمّ عاد الى مساره الطبيعي بانتخاب رئيس الجمهورية.

يتناسى هؤلاء أنّ مجلس النواب هو أمّ السلطات كلّها، وإنْ سَقط في الفراغ تسقط معه كلّ السلطات. ثمّ لنمشِ مع اصحاب هذا الرأي، إذا كان القصد من إيقاع البلد في الفراغ المجلسي هو الهروب من التمديد لمجلس النواب، ومن قانون الستّين، فقد ينجح الهروب من التمديد، لكنّه في المقابل يُبقي على الستين نافذاً، فكيف ستُنتج قانوناً انتخابياً في غياب التشريع المجلسي؟ مختصَرُ الأمر هنا أنه إنْ تقرّرَ - بطريقةٍ ما- إجراء الانتخابات ما بعد الفراغ، فلا مفرّ من قانون الستّين كأساس لها لأنه لا بديل عنه.

خلاصة «الكلام المسؤول» في جلسة النقاش الانتخابي «في هذا الجوّ الانقسامي، لا يمكن أن يركب البازل الانتخابي، صِرنا نخجل من الناس عندما نقول إنّ المشاورات تجري والأجواء منفتحة ومشجّعة.

يجب أن نعترف بأنّنا فشلنا وبأننا كلّنا في مأزق، وبأننا لسنا أبرياء من دم القانون الانتخابي. رأينا المأزق أمامنا فرَمينا أنفسَنا فيه ودخلنا عن سابق تصوّر وتصميم في لعبة حافة الهاوية وها نحن نوشِك أن نسقط فيها إلى القعر، وساعتئذ لن ينفعَ ندمٌ ولن نجد من سينتشلنا، نحن في هذا المسار الذي نَسلكه ذاهبون إلى جهنّم وبئسَ المصير»! أمّا خاتمة هذا «الكلام المسؤول» فجاءت بطرحٍ طريف مفادُه: كلّهم يدورون ويلفّون حول الستين، والجوّ العام يوحي حتى الآن بأنّ كلّ الدروب تؤدّي إليه. وإذا كانت العقبة تتبدّى في أنّ اسمَ «الستين» صار اسماً نافراً، فليس شيء يَمنع من أن نُدخلَ تعديلاً بسيطاً، إذ بدل اسمِ قانون الستين نسمّيه قانون السبعين، فربّما في هذا التغيير تحَلّ المشكلة؟!

 

حزب الله “يغرف” الإنتصارات من “بحر”.. الشعارات

علي الحسيني/المستقبل/05 آذار/17

في ظل غياب الأسباب المُقنعة لدخول “حزب الله” في الحرب السورية، واستبدالها بمؤثرات وروايات دينية غير خاضعة للتثبت العلمي أو التاريخي كونها تندرج بمجملها تحت عنوان “نقلاً عن” أو “يُقال”، بالإضافة إلى الإرتدادات السلبية التي انعكست على بنيته العسكرية والسياسية، وعلى جزء من علاقته بجمهوره ولو بشكل محدود، يحاول الحزب اليوم، التعويل على إنتصارات وهمية لا مكان لصرفها سوى في عقول مُطلقيها أو على ألسنة عدد من “المُحللين” السياسيين الذين يتهافتون ويتسابقون لحجز إطلالات لهم على شاشات وسائل الإعلام “الممانع” بكل أنواعها أرضية كانت أم فضائية.

حتّى اليوم، لم تمنع خطابات “النصر” ولا الشعارات الرنّانة ولا حتّى الهدن العسكرية المُعلنة منها والسريّة، ولا المؤتمرات أو اللقاءات سواء “الثنائية” أو “الثلاثية”، تدفّق النزف الحاصل في صفوف عناصر “حزب الله” الغارق في الحرب السوريّة. فمرة يبُرز الوجع نفسه كعنصر أساسي داخل بيئة “لا حول لها ولا”، سوى الإنصياع لأصحاب قوى الامر الواقع والذهاب مُرغمة إلى الموت من دون السماح لها حتّى بالتعبير عن ألمها ولا الإفصاح عن رغبتها بسلوك طريق العودة عن الخطأ، وأحياناً تتلقى البيئة المعنية بهذا الموت، معلومات تتعلق بمفاوضات مع “عدو” من المفترض أن لديهم معه ثأراً لن تمحوه الجلسات واللقاءات ولا المصالحات والمصالح، ثأر أنتجته يد إيرانية بعدما عمّقت جراحه بالفتن ولعبها على الغرائز المذهبية. كل هذا انتج عقلية جديدة في بيئة، لم تعد تشعر بأهمية وجودها ولم تعد ترى سوى طريق الموت امامها.

ويبقى الغرق في المستنقع السوري، الهاجس الأكبر الذي يُسيطر على “حزب الله” وقيادته وبيئته على وجه التحديد خلال المرحلة الراهنة خصوصاً في ظل غياب قرار تحديد المصير. وهو هاجس بدأ ينعكس بشكل سلبي على نفوس مقاتلي الحزب بعدما أصبح الموت صفة يومية تلازمهم في حياتهم على الجبهات الغريبة، واللافت ان امرة عمليات قتلهم، تنتقل من منطقة إلى اخرى من دون ان تستقر في بلدة أو مدينة محددة، وهي التي كانت انتقلت من “القلمون” الى دمشق، فإدلب وبعدها حلب، واليوم في وادي بردى. علماً ان حلب وحدها، استقطبت الجزء الأكبر والأضخم من نكبات “حزب الله”، وتحديداً خلال الأشهر القليلة الماضية.

في ظل المأزق الذي يرزح “حزب الله” تحته في سوريا ومدى إنعكاسه على لبنان في أكثر من مكان واتجاه، تبرز بشكل اسبوعي الأوامر بـ”التباكي” على اليمن، على الرغم من إدراك الحزب والجهة الداعية، حجم التدخل الإيراني هناك والمخاطر التي تُحيط بالمنطقة العربية من جرّائه، لكن المفارقة الفاقعة والفاضحة، أن الدموع هذه، لم تُذرف على أطفال دوما الذين قُتلوا إماً حرقاً بفعل نيران براميل الأسد المتفجرة، أو تحت أنقاض منازلهم بعدما حوّلتها صواريخ الطائرات إلى ركام. وكذلك لم يرها العالم وهي تُذرف يوم قصفت مدفعية النظام الغوطة الشرقية بمواد كيماوية وحوّلت أجساد أطفالها ونسائها وشيوخها إلى ألواح خشبية بعد تصلّبها بفعل تنشقهم غاز «السارين»، وإلى مجرد أرقام بعدما عجز الأهالي عن تحديد أسماء الأمهات والآباء والابناء. وأيضاً لم يرفّ لعين الحزب جفن على حجم الألم والمأساة اللذين خلّفهما دخول الحلف “الممانع” الى حلب.

لم يعد البحث في أرقام أو عدد عناصر “حزب الله” الذين يسقطون في سوريا ، يُجدي نفعاً بعدما أصبح السقوط في صفوفه يُعتبر أمراً شبه عادي أو «ضريبة» لا بد وأن يدفعها في سبيل تأمين وجوده وإستمراره في الداخل السوري. والمُفجع في هذا السقوط، هو ان معظم أهالي مقاتلي الحزب، كانوا اعتقدوا بعد “إنتصار” حلب، بأن حياة أبنائهم قد حُيّدت نوعاً ما عن الإستهداف، فإذا بهم يُفاجأون بأن الموت يُلاحقهم من منطقة إلى أخرى، وآخرها إدلب ووادي بردى والغوطة الشرقية.

وأيضاً، ثمة من قطع الشك باليقين باستكمال “مسلسل” الموت. وبالعودة إلى المعتقدات وسياسة التعبئة وحقن النفوس التي يعتمدها الحزب ضمن سياسة التعبئة، فإن الموت في صفوفه يُعتبر حياة في دنيا الآخرة. وهذا ما صار أقصى طموحات بعض عناصره، إذ لا فرق إن كان “العدو” هو الشعب السوري أو في أي مكان آخر، فالمهم أن تُقام لهم مآتم وجنازات حاشدة وأن تمتد أياماً وليالي، على ان تتضمن عرض “الوصايا” على شاشات التلفزة.

وأيضاً، لا يتوانى “حزب الله” في حال لاحت أمامه الفرص، عن تحميل تبعات “مغامراته” للبنانيين أجمعين وليس لأبناء طائفته فقط. فبالأمس أطلّ عضو المجلس المركزي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق بنظرية أوحت له أن “ما بعد الموصل وحلب غير ما قبل الموصل وحلب، فنحن اليوم في مرحلة تأسيس جديدة ترسم خريطة المنطقة من العراق إلى سوريا فلبنان”. هذا الكلام جاء ليؤكد للمرّة الألف بعد المليون، أن الحزب بارع إلى حدّ يُمكن أن يصل فيه إلى مرحلة تقسيم خريطة المنطقة، على النحو الذي يرتضيه الإيراني، حتّى ولو كلّفه هذا المشروع، التضحية بثلثي الشعب اللبناني وليس ثلثي الشيعة فقط.

ما تُظهره الدراسات والتقارير التي يُقيمها أفراد ومؤسسات رسمية وغير رسميّة، يُفيد بأن الطائفة الشيعية بأكملها ومن ضمنها جمهور “حزب الله”، ما زالت تُصرّ على أن عدوّها الأبرز هو العدو الإسرائيلي، حتّى أن جزءاً غير يسير من جمهور الحزب، ما زال يعتقد ويُؤمن بأن الخطر المُحدق به، هو ليس من سوريا، بل من الحدود الجنوبية التي بدأت تتعرّض لنهب ثرواتها في البر والبحر. ويُترجم هذا الواقع بشكل يومي من خلال التهديدات المتبادلة التي تعبر أجواءهم ذهاباً وإياباً، تهديدات تُثير الرعب في قلوبهم وتدعوهم لأن يبقوا متيقظين خشية أن يُصبحوا على تشريد وتنكيل وقتل، وخوفاً من ان يتحوّلوا إلى لاجئين مرّة جديدة في وطنهم..وخارجه.

 

فتوى خامنئي: لبنان بعد اليمن

أحمد عياش/النهار/05 آذار/17

عادت الى الاضواء حرب اليمن في الساعات الماضية بفعل الانباء التي تحدثت عن استهداف مقاتلات أميركية مواقع لتنظيم "القاعدة" في جنوب اليمن واشتباك جنود أميركيين مع عناصر في التنظيم في قرية وادي بشبم في محافظة شبوة في اطار وصفته واشنطن بـ"استراتجية أذنت الادارة الاميركية السابقة بها". فهل تحمل هذه الانباء ما يشير الى تطور في التعامل الاميركي مع الازمات الساخنة في المنطقة على غرار ما بدأ يظهر في الحرب على "داعش" في العراق؟استنادا الى معلومات ديبلوماسية، هناك توجه أميركي الى اخراج حرب اليمن المستمرة من أعوام من دائرة المراوحة ما يلاقي قوات الحلف الذي تقوده المملكة العربية السعودية بغطاء دولي لمواجهة الانقلاب الذي قادته ايران. وستؤدي التطورات المتلاحقة في هذه الحرب الى الحاق هزيمة بالدور الايراني الذي ستكون له تداعيات لن يكون عدد من أقطار المنطقة في منأى عنها وبخاصة لبنان.

في الـ48 ساعة الماضية،أبرزت وكالة أنباء فارس الرسمية تأكيد المستشار العسكري لقائد فيلق "قدس" التابع للحرس الثوري الايراني العميد احمد كريم بور ان الجمهورية الاسلامية الايرانية "جاهزة للرد على أي اعتداء عسكري ردا حازما ومدمرا".أضاف: "حينما يقول سماحة قائد الثورة الاسلامية، مد ظله العالي، أنه لو استلزم الامر سنسوي تل أبيب وحيفا بالارض في غضون 7 دقائق فلا مزاح في الامر..." بدورها صحيفة "الوفاق" الايرانية، وفي مقال تحت عنوان "فيما لو وقعت الحرب... انتصارات جديدة لمحور المقاومة" كتبت تقول: "منذ أكثر من عشر سنوات كان في امكان محور المقاومة أن يطلق أكثر من عشرة آلاف صاروخ في الدقيقة. والاكيد أن قدراته في هذا المجال قد ازدادت الان، وأن هذه القدرة لم تعد مقتصرة على الصواريخ لان أسلحة جديدة وغير متوقعة ستكون في جملة المفاجآت المستجدة". لا تبدو طهران في وارد ابقاء نتائج الحرب في اليمن في اطارها الجغرافي. ومما يستفاد من تهديدات الحرس الثوري أن ركيزتها ستكون تجربة حرب عام 2006 بين لبنان واسرائيل والتي انتهت بحسب توصيف الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله الى "انتصار الهي". منذ أن انتهت معركة حلب المدمّرة وأدت الى انتصار كاسح للمحور الذي تقوده موسكو انتظمت التطورات في سوريا وبعدها في العراق في اطار تفاهم روسي - أميركي. ووفق المعلومات الديبلوماسية فان هذا التفاهم يمضي الى حسم الحرب في العراق على يد الاميركيين، والى حسمها في سوريا على يد الروس. ولن تكون حصة ايران في نتيجة هذين الحربين ما يعادل كل الاستثمار الذي وظفه المرشد الايراني على مدى أعوام طويلة في مشروع "الهلال" الفارسي الممتد من بحر قزوين الى البحر المتوسط. في تقدير مسؤول لبناني، أن خلاصة التشدد الاميركي في عهد ترامب ستكون ضد الامام خامنئي الذي سيتكل مجددا على صواريخ نصرالله.

 

مهزلة جنيف: النظام هو المعارضة

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/06 آذار/17

حتى تسيطر ألمانيا النازية على فرنسا المحتلة في الحرب العالمية الثانية جاءت بفرنسيين وصنعت منهم حكومة من دمية، سُميت بحكومة فيشي، وذلك حتى تقنع العالم بشرعية وجودها. هذا ما يفعله نظام دمشق. فهو عندما تبين له أن للمعارضة شرعية تتجاوز شرعيته لجأ إلى حيلة اختراع جماعات تدعي المعارضة، وفتح لها باب العمل في دمشق، وأرسلها للعواصم الموالية له، مثل طهران وموسكو، تفاوض بالنيابة عن المعارضة. ولأكثر من ثلاث سنوات لم يصدق أحد هذه المسرحية، التي تسمى بمنصة موسكو ومنصة القاهرة، مجرد ملحق بالنظام السوري. نظام دمشق، من خلال روسيا، أصرّ على فرض هذه الجماعات المزورة في مفاوضات جنيف، وبعد أن وافق المبعوث الدولي على إشراكها، الآن تصر موسكو على أن تدمجها ضمن وفد المعارضة الحقيقي! وعندما رفضت المعارضة الحقيقية ضم المزورة إليها اتهمتها بتخريب المفاوضات! ولم يعجب الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا رفض المعارضة، وقالت إن «الهيئة العليا للمفاوضات ترفض التعاون على مستوى متساوٍ مع منصة موسكو ومنصة القاهرة وتقوض بحكم الأمر الواقع الحوار». بعد إشراك منصتي موسكو والقاهرة أصبحت مفاوضات جنيف مهزلة سياسية هي الأسوأ في التاريخ، ولا نعرف لها مثيلا، حتى حكومة فيشي المزورة كانت أكثر نزاهة منها. في رأيي لم يعد هناك معنى لاستمرار المعارضة، أي الهيئة العليا للمفاوضات، في المشاركة، بعد أن سلبوا منها كل شيء، حتى حق تمثيل أنفسهم كمعارضة. أصبح كل شيء يمثل النظام مزوراً، فلا الجيش جيشه، ولا معارضوه الذين يصر على التفاوض معهم هم حقاً معارضوه. وقد اشتهر نظام الأسد بتلفيق الشعارات من قومية وعروبة وديمقراطية، وتزوير الانتخابات، واختراع تنظيمات مفبركة مثل «فتح الشام» نيابة عن المقاومة الفلسطينية في لبنان، و«الجهاد الإسلامي» في غزة. وعندما قرر اغتيال رفيق الحريري، رئيس وزراء لبنان الأسبق، في عام 2005، صنع تنظيماً سماه «جند الشام»، وأنتج شريط فيديو يزعم فيه شخص اسمه أبو عدس أنه الانتحاري، وتبين للعالم لاحقاً أنها رواية مكذوبة، حيث أظهرت التحقيقات الدولية أسماء الفاعلين الحقيقيين المرتبطين بالنظام في دمشق. وفعل أكثر من ذلك في حرب العراق بعد الغزو الأميركي حيث أسس، بالتعاون مع إيران، تنظيمات ادعى أنها مقاومة إسلامية وبعثية. هذه المنصات المعارضة، واجهات تقدم مطالب النظام وتدافع عنه، وما دامت موسكو وإيران تساندان هاتين المعارضتين فالأجدى أن توقع معهما الاتفاق في طهران وتنهي هذه المهزلة.

 

مَنْ سلّط «داعش» على الأقباط؟

خليل علي حيدر/الإتحاد/06 آذار/17

أزمة المسيحيين الأقباط في مصر وقتلهم على يد تنظيمات الإرهاب و«داعش» في سيناء، بعض ثمار مساعي التفرقة الدينية التي حقنت بها جماعة «الإخوان المسلمين» ومن تأثر بفكرهم، المجتمع المصري منذ عام 1928 وعلى امتداد قرابة قرن عندما بنوا حزبهم السياسي على أساس ديني، وتمت تعبئة الآلاف ثم مئات الآلاف والملايين من المصريين بمشاعر الاستعلاء والتمييز الديني، على حساب الوحدة الوطنية، وضد الدولة المدنية والمجتمع الديمقراطي التعددي الحديث. ولم يقف هذا «التلويث الطائفي» والتعصب الديني عند حدود مصر وحدها، بل انتقل إلى العالم العربي وربما الإسلامي، مع ظهور فروع «الإخوان»، وانتشار فكرهم وكتبهم، وحتى في الكويت، حيث تأسست الجماعة ما بين 1948 - 1952 حارب «الإخوان» بناء الكنائس والمكتبات المسيحية، وتوظيف المسيحيين ما وسعهم ذلك ولايزالون مستعينين ببقية الإسلاميين، ولم يهنأ لهم بال حتى توجوا هذه المواقف العدائية بإدخال تعديل على قانون الجنسية الكويتي، يمنع تجنيس المسيحيين، كما وصرح محامي الجماعات الإسلامية لصحيفة «الوطن» يوم 25-12-2009 متحمساً «إن الواجب على جميع أعضاء مجلس الأمة المطلبة اليوم برفع دعاوى والتحرك لإزالة الكنائس التي انتشرت في الكويت وهي ترفع الصليب».

تفجير الكنائس وجرائم «داعش» الأخرى ضد المسيحيين في مصر، اليوم في سيناء وقبل ذلك في العراق، وذبح الرهبان والعمال المصريين الأقباط في ليبيا وشمال أفريقيا، بل وتفجير الكنائس في باكستان، حيث أحد أقوى وأهم منابع فكر الإخوان المسلمين، لفت انتباه الباحثين إلى تراث «الإخوان» المعادي للمسيحيين المعاصرين في كل العالم العربي والإسلامي. لقد طالب مرشد الإخوان «مصطفى مشهور» عام 1997 بإبعاد المسيحيين عن الجيش، مما أحدث زوبعة في مصر، وقال بالحرف الواحد: «لابد أن يكون أفراد الجيش في الدولة الإسلامية من أصحاب العقيدة ذاتها وليس من أصحاب عقيدة أخرى حتى يتمكنوا من مواجهة أي عدو يحاول الاعتداء على الدولة الإسلامية، وفي ظل وجود عناصر مسيحية في جيشها يمكن أن يجعل هذه العناصر تمالئ العدو وتسهل له»، وبعد اعتراض محامي الأقباط ممدوح نخلة وتصريحات د. حسن هويدي المسؤول البارز في التنظيم الدولي للإخوان، هدأ الموقف قليلاً، عندما أكد د. هويدي موقف الإخوان من الأقباط «باعتبارهم مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات ولا يجوز أن تفرض عليهم جزية ويحق لهم تولي الوظائف العامة في الدولة ومنها الوظائف العسكرية». [الحياة 28-4-1997]. يقول الكاتب محمد صلاح في «الحياة» 27-2-2017 مفسراً ما يجري لأقباط سيناء إن مصر ليست بلداً طائفياً، ولم تشهد على مدى تاريخها صراعات طائفية، لذلك فشلت مخططات تقسيمها، ويضيف: «داعش الذي يتهاوى في سيناء كما ينهار في دول أخرى، اعتقَدَ أن التركيز على قتل الأقباط سيربك الحكم وسيقلب الأقباط على «السيسي» ويفتح المجال واسعاً أمام الإخوان وآلتهم الإعلامية الضخمة وناشطي الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي لاتهام الحكم بالتقصير»، ولكن المسيحيين والمسلمين في مصر يدركون خطورة ما يُرسم لهم. ويضيف الكاتب: «انتبه الناس إلى أنها اللعبة نفسها التي لجأ إليها «الإخوان» بعدما ثار الشعب على حكمهم وعزل محمد مرسي عن المقعد الرئاسي، فلجؤوا إلى الصيد في مياه الفتنة، واعتدوا على أكثر من 80 كنيسة في محافظات مصرية مختلفة، خصوصاً في الصعيد، ونشط أعضاء الجماعة في محاصرة قرى ذات غالبية سكانية للأقباط في الصعيد بحثاً عن تدخل أجنبي فشلوا في تحقيقه لإنقاذ الجماعة، فسعى التنظيم إلى تحقيقه بدعوى إنقاذ الأقباط، لا تستغرب أن تجد الإخوان يصرخون دفاعاً عن أقباط سيناء، وأن تشاهد على قنواتهم تقارير تبكي ترحيل عائلات قبطية من العريش إلى الإسماعيلية، وأن تطالع ما أفرزته لجانهم الإلكترونية حول مأساة التهجير التي يعانيها الأقباط في سيناء، فالجماعة تعتقد أنك نسيت مشاهد جموع الإخوان وهي تحرق الكنائس، وتغريدات الشماتة عقب تفجير البطرسية». إن استغلال التنوع الديني والمذهبي لعبة خطرة كثيراً ما تنخرط فيها الجماعات الإسلامية في دول كثيرة، وخلال أسبوع واحد، يقول يوسف الديني: «شهدت مدينة العريش حالات قتل وذبح واغتيال لعدد من الشخصيات القبطية أطباء وصيادلة وتجاراً وحتى مدرسين وباعة يقتلون على الهوية الدينية لا لشيء إلا لتحويل المنطقة إلى منطقة توتر وأزمة، تستغلها التنظيمات الإرهابية المحلية لصالح تنظيم داعش». ولكن أهداف «الإخوان» أوسع وأقدم وأدوم مهما حذرهم الخصوم والأصدقاء من خطورة سياسة قتل القتيل واستقبال المعزين فيه!

 

السعودية والهدير الآسيوي

غسان شربل/الشرق الأوسط/06 آذار/17

في جاكرتا، كما في كوالالمبور، يسمع الصحافي الزائر بوضوح ذلك الهدير الآسيوي العميق. هدير شعوب متعطشة إلى حجز موقع لها في المستقبل. شعوب لم تعد تعتبر الإقامة في حي المهمشين من القرية الكونية قدراً محتوماً. إننا نتحدث عن مئات الملايين. وما كان قبل سنوات مجرد حلم صعب بمغادرة عالم الفقر والبطالة والتخلف تحوّل تجارب تنموية غيرت مصائر ووضعت دولا ومجموعات كبرى على طريق المستقبل. سهّلت الثورات التكنولوجية انتصار عالم الأرقام على عالم الأوهام. لدى ماليزيا ما تقوله للعالم. وكذلك إندونيسيا. واليابان منشغلة في مراكمة النجاحات. والصين تسابق الوقت على طريق الحرير وطريق المستقبل، بعدما احتلت موقع الاقتصاد الثاني في العالم. وترافق تزايد الثقل الاقتصادي مع تزايد الثقل السياسي. تحول الصعود الآسيوي واقعاً يشغل راسمي السياسات والاستراتيجيات. لا بد من النجاح الآسيوي شريكاً، وإن طال السفر. أدركت السعودية أهمية التعامل مع الصعود الآسيوي الذي شكّل حدثاً مهماً في المشهد الدولي. قررت استكشاف الفرص وإرساء قواعد صلبة للتعاون. أدركت أيضاً أهمية تنويع الشراكات وتوسيع العلاقات، خصوصاً أنها لا تتم على حساب علاقاتها التقليدية وتحالفاتها الثابتة. زاد في قدرتها على التعامل مع المشهد الجديد أنها تشهد هي الأخرى ورشة تغيير لتأهيل اقتصادها، وتمكينه من القدرة التنافسية في العالم الجديد. لم تكن الحفاوة التي استقبلت بها زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز في ماليزيا وإندونيسيا مفاجئة لأحد. فللسعودية بحكم موقعها الديني رصيد واسع لدى الشعوب الإسلامية وتاريخ من التعاون والتضامن والمبادرات. وبدا واضحاً في المحطتين أن الرهان على عمق العلاقة مع السعودية يبدأ من المواطن العادي قبل أن تعبر عنه الحكومات. عكست الكلمات التي ألقاها الملك سلمان في ماليزيا وإندونيسيا اهتمام السعودية بتعميق سياسة بناء الجسور مع البلدين. بناء الجسور على أسس صلبة من المصالح المشتركة التي توفر أساساً راسخاً لعلاقات مستقرة. إنها لغة الشراكة في الفوائد المتبادلة. تعاون اقتصادي يوفر مزيداً من فرص العمل والنمو. وتبادل للخبرات التعليمية والتكنولوجية. وتشديد على أن العالم الإسلامي يواجه تحديات كثيرة، بينها تحدي العلم. ومواجهة هذا التحدي غير ممكنة من دون عصرنة التعليم واللحاق بركب التقدم العلمي. وبدا جلياً أن السياسة السعودية ترمي إلى تجاوز العبارات العامة التقليدية إلى تأسيس شراكات فعلية بلغة العصر الحالي. محور آخر ظهر في كلام الملك سلمان بتشديده على أهمية التصدي للتطرف والغلو ومحاولة الإرهابيين اختطاف القرار في دولة أو منطقة ودفع العالم الإسلامي إلى هاوية الانغلاق والاصطدام بالعالم. لقد تحول بند مكافحة الإرهاب بنداً ثابتاً في كل محادثات المسؤولين السعوديين. وظهرت واضحة في البلدين الأهمية التي يعلقها الجميع على الدور السعودي في مكافحة الإرهاب الذي يدمي الدول الإسلامية نفسها قبل أن يدمي العالم. وشكّل لقاء الملك سلمان بقيادات الأديان في إندونيسيا رسالة على أهمية التمسك بالتعايش وقبول الآخر. والمحور الثالث هو ما قاله العاهل السعودي في البرلمان الإندونيسي، حين حذر من مخاطر السياسات التي تقوم على التدخل في الشؤون الداخلية للدول، في إشارة منه إلى التدخلات الإيرانية التي تدمي عدداً من دول الشرق الأوسط. اهتمام الدول بالدور الأساسي الذي تضطلع به السعودية في مكافحة الإرهاب يترافق مع اهتمام بتطلع السعودية إلى حجز موقعها في المستقبل عبر «رؤية 2030». الحديث عن الرؤية هذه صار هو الآخر من البنود الثابتة التي يتحدث بها مسؤولو الدول التي تستقبل مسؤولا سعودياً، لأن ثمار نجاح هذه التجربة لن تقتصر على السعوديين وحدهم. لغة الجسور والأرقام هذه ستكون حاضرة أيضاً في محطتين كبيرتين مقبلتين في اليابان والصين. فهدير التقدم الآسيوي ينطلق من تراثات مختلفة وتجارب متباينة، لكنه يعكس حلماً مشتركاً هو حلم الصعود إلى قطار المستقبل.

 

ماذا وراء 'البلطجة' الإيرانية الجديدة

 سالم الكتبي/العرب/06 آذار/17

لا أجد في قاموس المفردات والمعاني أفضل من كلمة “البلطجة” لوصف مزاعم نظام الملالي في إيران بشأن ملكية جزيرتين إماراتيتين وفقا لكل الأسانيد القانونية والتاريخية منذ تأسيس دولة الاتحاد في الثاني من ديسمبر عام 1971. هناك تفسيرات عدة متداولة لهذا السلوك الإيراني البائس أولها وجهة نظر لا أميل إليها شخصيا، وتقول إن تداول المزاعم الإيرانية بشأن الجزيرتين الإماراتيتين في التوقيت الراهن هو انعكاس لصراع إيراني داخلي حول العلاقة مع دول مجلس التعاون، وتحديدا بين الرئيس حسن روحاني وجناح الحرس الثوري والمؤيدين له من رجال الدين المتشددين، حيث يلاحظ أن فتح ملف الجزيرتين والحديث عنهما قد تم من قبل والآن، من خلال برلمانيين معروفين بقربهم من قادة الحرس الثوري.

قضية مزعومة

المزاعم الأخيرة حول الجزيرتين الإماراتيتين ليست الأولى من نوعها، ففي العام الماضي ردد هذه المزاعم أيضا منصور حقيقت بور، وهو شخصية برلمانية مقربة من قادة الحرس الثوري ومحسوبة على تيار القوميين الإيرانيين المعادين للعرب. وسبق له الزعم بأن “دول الخليج العربية عليها أن تعلم أن الإمارات تحتل جزيرتي ‘آريان’ و’زركوه’ وعندما نحن نصمت على احتلال دولة الإمارات لهاتين الجزيرتين، فلا يعني هذا أن تستمر هذه الدول بالتطاول على إيران”.  محاولات النظام الإيراني التشويش وخلط الأوراق والتملص من الاستحقاقات عبر محاولات فاشلة بنشر مزاعم حول الجزيرتين الإماراتيتين لن تزيده سوى عزلة إقليمية.

وقال النائب الإيراني في تصريحات لوكالة أنباء ميزان الإيرانية، إن “دول الخليج التي تدافع عن عائدية الجزر الثلاث للإمارات، عليها أن تعلم أن الإمارات تحتل جزيرتين إيرانيتين وهما “جزيرة آريانا، وجزيرة زر كوه”. كما طالب حقيقت بور الرئيس روحاني بالتخلي عن السياسة التصالحية تجاه السعودية، واللجوء إلى سياسة وصفها بالهجومية ضدها، رافضا أي مصالحة إقليمية. ربما يكون هذا هو أحد محركات هذه المزاعم، أي محاولة تفخيخ علاقات الرئيس روحاني بدول مجلس التعاون، ونسف أي محاولات لتقريب وجهات النظر، وهذا الأمر يتبناه بقوة الحرس الثوري الإيراني والمتشددون الإيرانيين، الذين يرفضون تحركات روحاني الأخيرة حيال دول مجلس التعاون، رغم أن روحاني لم يطرح سوى مناورات جديدة ولم يحقق أي اختراق يذكر في العلاقات بين الجانبين، ولا أعتقد أنه يجرؤ على تحقيق ذلك، بل إن صلاحياته الرئاسية لا تخول له في واقع الأمر تحقيق مصالحة إيرانية ـ خليجية لأن الأمر في النهاية بيد المرشد الأعلى الذي تحول إلى ألعوبة بيد الحرس الثوري بعد التمدد الأخير الذي حققه الحرس في العراق وسوريا. هناك وجهة نظر أخرى في تفسير العبث الإيراني، تنطلق من أن تولي الرئيس دونالد ترامب الحكم في الولايات المتحدة، وما سبقه من بناء شراكة استراتيجية جديدة بين بريطانيا ودول مجلس التعاون، فإن الملالي يخشون بالفعل التعرض للمزيد من الضغوط الدولية، بل يتحسبون لضربة عسكرية قد تنفذ إسرائيليا بضوء أخضر “ترامبيّ”، أو على الأقل العودة إلى مربع الحصار والعزلة الدولية والإقليمية.وإذا أضفنا إلى ما سبق أن الملالي يشعرون أيضا بالقلق إزاء تنامي المطالبات الإماراتية باستعادة الجزر الثلاث المحتلة (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى)، فإن من الممكن فهم هذه المزاعم في إطار محاولة لفت الانتباه من أجل محاولة التهرب من استحقاق الجزر الثلاث التي تحتلها إيران، بمعنى افتعال قضية مزعومة وتصديرها إلى الساحة الإعلامية والسياسية الدولية كورقة ضغط مضادة للتفاوض حولها طمعا في التوصل إلى صيغة تفاهم مرضية لإيران حول الجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها، وما يعزز قناعة إيران بهذه الاستراتيجية أن ادعاءاتها الجديدة.

بلطجة إقليمية

ربما ظن الملالي أن ترديد اسم جزيرة “زاركوه” بما لها من أهمية اقتصادية استراتيجية للاقتصاد الإماراتي، بحكم كونها تحتضن ثاني أكبر حقل نفط بحري خليجي والرابع عالميا، سيكون كفيلا بتراجع الإمارات عن المطالبة بجزرها الثلاث المحتلة؛ أي أننا بصدد مناورة سياسية للإفلات من استحقاق تفرضه القوانين والوثائق، وهروب إلى الأمام بعقلية متهالكة لا تقدر عواقب تصرفاتها وسلوكياتها الصبيانية. المؤكد في ذلك كله، أن آخر ما يرغب فيه الملالي هو تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي، فنظامهم يقتات على الفوضى ويعيش على الأزمات، ومن المستحيل أن يعمل على تنقية الأجواء إقليميا كما يظن البعض من أصحاب النوايا الحسنة في منطقتنا. الملالي يخشون بالفعل التعرض للمزيد من الضغوط الدولية، بل يتحسبون لضربة عسكرية قد تنفذ إسرائيليا بضوء أخضر “ترامبيّ”، أو على الأقل العودة إلى مربع الحصار والعزلة الدولية والإقليمية

وهذا التشويش وخلط الأوراق ومحاولة التملص من الاستحقاقات عبر محاولات فاشلة لن يحقق للملالي سوى المزيد من العزلة الإقليمية، فالنظام الإيراني البائس فشل تماما في بناء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل مع أي دولة مجاورة، حتى أنه اصطدم بتركيا، التي كان يحتفظ معها بعلاقات مصالح، سرعان ما انهارت أمام تغوّل جنرالات الحرس الثوري وارتمائهم على مصالح تركيا الاستراتيجية في سوريا. الملالي يحفرون قبرهم بأيديهم وغدا سيقدمهم الكرملين قربانا لإعادة ترتيب المصالح مع إدارة ترامب، ولن يكون لهم بعد ذلك حليفا، والأرجح أن مثل هذه الأنظمة التي تنتمي إلى الماضي لن تفلح في الاستمرار لأن مجرد وجودها وبقائها مناف لحقائق الزمن وكل ما يدور من حولنا، فهم نظام يمارس البلطجة الإقليمية وينفقون أموالهم ببذخ على الميليشيات والحشود المذهبية لنشر الفتن والاضطرابات في وقت يعاني فيه الملايين من الشباب الإيراني ويلات البطالة والمرض والفساد والفقر والمخدرات وغير ذلك من الآفات حتى الهواء في مدن إيران لم يعد صالحا للاستنشاق بسبب السياسات المدمرة لهذا النظام الفاشل. على الملالي أن يدركوا أن الاحتلال لا يمكن التعتيم عليه بمزاعم من هذا النوع، وإذا كان الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، قد حذر عبر منصة الأمم المتحدة خلال كلمته أمام الدورة الـ71 للجمعية العامة للمنظمة الدولية أن إيران لا تزال تدفع المنطقة إلى شفا مصائب جديدة، فها هي تثبت أنها عند ظننا بها تماما، وأنها جديرة بكل تقدير مفرط في السلبية لتصرفاتها العدوانية وعدم تقديرها لعواقب الأمور. وأخيرا، رسالتي إلى جنرالات الحرس الثوري “أفيقوا من غيكم وانتبهوا لما تفعلون واحذروا ثم احذروا من عواقب طيشكم واستعلائكم الفارسي”.

 

فرنسا… والأمل الأخير

خيرالله خيرالله/العرب/06 آذار/17

في السياسة، لا يمكن للمرء أن ينتهي. خذوني مثلا”. الكلام لآلان جوبي السياسي الفرنسي الذي كان رئيسا للوزراء ووزيرا للخارجية، إضافة إلى شغله حقائب أخرى، بعد تعرّضه لاغتيال سياسي في منتصف العقد الماضي جعله يغادر فرنسا إلى كندا لممارسة التعليم الجامعي. مارس التعليم لفترة قصيرة، ثم عاد إلى فرنسا وشغل حقيبة وزارية في عهد نيكولا ساركوزي قبل أن ينصرف إلى الاهتمام بمدينة بوردو بصفته عمدة لها. حقّق في بوردو نجاحات كبيرة جعلت من المدينة قدوة في فرنسا، بل استثناء. ليس آلان جوبي سياسيا عاديا. ساد اعتقاد بأنّه انتهى إلى الأبد كسياسي فرنسي بعد فضيحة الوظائف الوهمية في بلدية باريس في العام 2004، ثمّ خسارته المواجهة في الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشّح اليمين الفرنسي في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني – نوفمبر الماضي. خسر جوبي أمام المرشح اليميني فرنسوا فيون، رئيس الوزراء في عهد ساركوزي الذي عرف كيف يستغل موجة العودة إلى ممارسات أقصى اليمين التي تسود الشارع الفرنسي هذه الأيّام. شجع تلك العودة الفشل الذي رافق عهد فرنسوا هولاند، والعمليات الإرهابية التي ارتكبتها مجموعات متطرّفة مثل “داعش” وسعت إلى إلصاقها بالإسلام.  استطاع فيون مجاراة مرشحة اليمين المتطرّف مارين لوبن، بل التفوّق عليها في مجال التطرّف الذي بلغ حدّ العنصرية، إن تجاه الإسلام أو الهجرة إلى فرنسا. سمح له ذلك باكتساح آلان جوبيه في أوساط اليمين الفرنسي. فجوبي، الديغولي القديم، القريب من الرئيس السابق جاك شيراك أقرب من الوسط منه إلى اليمين، وهو ليس مستعدا للدخول في مزايدات من النوع الرخيص التي يدخلها شخص مثل فيون أو مارين لوبن.

هناك وضع لا سابق له في فرنسا، وذلك قبل أسابيع قليلة من موعد الانتخابات الرئاسية. الدورة الأولى في الثالث والعشرين من نيسان – أبريل المقبل والثانية في السابع من أيار – مايو. هناك انهيار كامل في جبهة اليسار، خصوصا بعدما قرّر فرنسوا هولاند الامتناع عن الترشّح لمعرفته المسبقة أن لا أمل له في الحصول على ولاية ثانية. قضى هولاند، عمليا، على الحزب الاشتراكي الذي ينتمي إليه، وذلك بعد الفشل الذريع الذي تميّزت به ولايته الرئاسية. كان فشل هولاند على الصعيد الاقتصادي أوّلا. اعتمد نظاما ضرائبيا جعل عددا كبيرا من رجال الأعمال يهربون إلى خارج فرنسا، خصوصا عندما أوصل نسبة الضريبة على الأرباح إلى خمسة وسبعين في المئة! يعرف كلّ فرنسي أن هولاند ليس اشتراكيا حقيقيا، ذلك أن ممارساته على الصعيد الشخصي، لا علاقة لها بالفقر والفقراء والعدالة الاجتماعية. كشفته عشيقته فاليري تريرفيلر التي رافقته إلى قصر الإليزيه بعد انتخابه رئيسا قبل خمس سنوات. للمرّة الأولى يصطحب رئيس فرنسي عشيقته، وليس زوجته، إلى قصر الرئاسة في بلد لا يعلّق أهمّية كبيرة على الحياة الشخصية للسياسيين. لكنّ هولاند تجاوز كلّ حدود، عندما راح يتسلل إلى شقة عشيقة أخرى له متخفيا وعلى رأسه خوذة كان يرتديها وهو على دراجة نارية صغيرة.

لم ترحم تريرفيلر الرئيس الفرنسي الاشتراكي. انتقمت منه، بكتاب فضحت فيه أنّه يحتقر الفقراء، وأنّه لا يذهب سوى إلى المطاعم المشهورة والغالية التي تمتلك نجمة أو أكثر من “ميشلان”. ذهبت إلى أبعد من ذلك بكثير عندما كتبت أنّه رجل موارب لا يجرؤ على قول الحقيقة لامرأة واجهته بإثباتات على علاقته بامرأة أخرى. لم يستطع هولاند الردّ على أيّ من الوقائع الواردة في الكتاب الذي يظهر الرئيس “الاشتراكي” على حقيقته، بما في ذلك كرهه للفقراء الذين يسميهم بـ”عديمي الأسنان”.

بعد فرنسوا هولاند، الذي كان عهد نيكولا ساركوزي وبطانته بمثابة تمهيد له، لم يعد مستغربا أن يصل إلى الرئاسة شخص من طينة مارين لوبن أو إيمانويل ماكرون أو فرنسوا فيون. هل انتهت الجمهورية الخامسة التي أسسها شارل ديغول في العام 1958 في اليوم الذي خرج فيه جاك شيراك من قصر الإليزيه قبل عشر سنوات تقريبا؟ ليست الجمهورية الخامسة التي انتهت. هناك خطر على فرنسا نفسها، بل على الاتحاد الأوروبي، خصوصا أن لوبن تطمح إلى الخروج من منطقة اليورو والانسحاب من أوروبا بحجة أنّها تريد استعادة فرنسا القديمة التي يصعب أن يجتاز حدودها أولئك الذين تعتبر أنّهم “لا يؤمنون بمبادئ الجمهورية”.

حسنا، كيف التوفيق بين الانعزالية وإيجاد من يعمل في المصانع الفرنسية. هل نسيت مارين لوبن أن الفرنسي لا يريد أن يعمل لساعات طويلة، وأنّ الكسل تفشّى في جسد المجتمع وأنّ الأجانب فقط هم الذين يعملون بالفعل.

تكمن مشكلة فرنسا، التي تفاقمت مع خلافة هولاند لساركوزي قبل خمس سنوات، في أنّها لم تستطع تطوير نفسها أو مؤسساتها. جاء رجال عظام إلى الإليزيه. جاء ديغول، وخلفه جورج بومبيدو. جاء بعد ذلك فاليري جيسكار ديستان، ثم فرنسوا ميتران وجاك شيراك.

كان آلان جوبي الوحيد الذي يمكن إدراجه في سياق هذه السلسلة من رجال الدولة التي أخرجت فرنسا من المستنقع الجزائري وأقامت مؤسسات ثابتة ومستقرّة لدولة حديثة تلعب دورا مهمّا على الصعيدين الأوروبي والعالمي. فوتت فرنسا فرصة اسمها آلان جوبي، الذي كان يمثّل الأمل، وأدخلت نفسها في المجهول.

كانت فرنسا دولة عظيمة. الخوف أن تكون انتخابات 2017 مؤشرا على عودة إلى أيّام الجمهوريتين الثالثة والرابعة، أي إلى أيام غاب عنها الاستقرار السياسي والاقتصادي إلى حد كبير... حتّى العام 2007 الذي خرج فيه جاك شيراك من الإليزيه، كانت فرنسا دولة محترمة ذات وزن. كان لديها رأيها المستقلّ في كلّ شاردة وواردة. لعبت دورا مهمّا في تكريس موقع الاتحاد الأوروبي على خريطة العالم. بدأ التدهور في عهد ساركوزي الذي لم يكن لديه من همّ سوى الانتقام من شيراك أو إقامة علاقات مريبة مع بعض الدول، بما في ذلك “جماهيرية” معمّر القذّافي، معتمدا على شخصيات أقل ما يمكن أن توصف به أنّها مشبوهة.

لكنّ ساركوزي الذي ذهب في وقاحته إلى استقبال بشّار الأسد في باريس بعد اغتيال رفيق الحريري، لأسباب لم تعد خافية على أحد، استطاع المحافظة على نوع من التماسك داخل الاتحاد الأوروبي. الأهمّ من ذلك كلّه أنّه حافظ على الاقتصاد الفرنسي، على العكس من فرنسوا هولاند الذي أدخل البلد في أزمة جعلت زائر باريس هذه الأيّام يتساءل: هل هذه باريس التي أعرفها؟ ما الذي حلّ بـ”مدينة النور” ولماذا كلّ هذا الركود فيها؟ هناك كثيرون، في اليمين واليسار، يضعون العراقيل من أجل منع جوبي من الترشّح مكان فرنسوا فيون، مرشّح اليمين الملاحق قضائيا. هناك أيّام قليلة تفصل عن يوم السابع عشر من آذار – مارس الذي لا يعود بعده مجال لتقديم أيّ شخص ترشيحه. هل تنقذ فرنسا نفسها، أم أن الحاجة إلى ثورة فرنسية جديدة كما تقول مجلة “ايكونوميست”، التي خصصت غلاف عددها الأخير لهذا البلد.

ما لا يمكن تجاهله أن فرنسا لعبت دورا محوريا في تأسيس الاتحاد الأوروبي والوقوف في وجه أي جموح أميركي عندما دعت الحاجة إلى ذلك، كما حصل في العام 2003 عندما اتخذ جاك شيراك موقفا معارضا من الاجتياح الأميركي للعراق، ليس حبّا بصدّام حسين وحرصا عليه، بل لمعرفته بمعنى تحقيق انتصار إيراني في العراق بواسطة الجيش الأميركي. كانت فرنسا دولة عظيمة. الخوف أن تكون انتخابات 2017 مؤشرا على عودة إلى أيّام الجمهوريتين الثالثة والرابعة، أي إلى أيام غاب عنها الاستقرار السياسي والاقتصادي إلى حد كبير…

 

التسوية المستحيلة مع ميشال عون

 قاسم يوسف/طامحون/05 آذار/17

راهن البعض عبثًا على حرص ميشال عون ورغبته التاريخية بعهد ناجح يوازي أو يفوق عهود الكبار. قالوا: الفراغ يضرب مسيرة الرئيس في مُستهلها، كذلك هي الحال مع فشل الحكومة أو مع مقاربة قضايا مُعقّدة تحكمها جملة وافرة من الحساسيات الداخلية والخارجية. أشاروا، للدلالة والتوثيق، إلى أول زياراته الخارجية، ثم عكفوا القدم اليمنى على رفيقتها، في مشهدية تحاكي المرتاح لخياره، وراحوا يهمسون بصوت مسموع: ميشال عون الرئيس مختلفٌ عن ذاك الذي عرفناه في سنيّنا العجاف.

لم يتأخر ميشال عون في صفعنا وصفعهم. ذهب نحو ذاك الجرح النازف وأفرد في شقاقه ملح الأرض. كان في متناول يده أن يُحيل مشروعية حزب الله وسلاحه إلى استراتيجية دفاعية لم تنضج. أن يبتكر من اللغة الرمادية ما يحمل أوجه القبول والرفض. لكنه لم يفعل. أراده موقفًا مدويًا ومباشرًا وبلا مواربة: الجيش ضعيف، وحزب الله حاجة وطنية. سابقًا، وفي أكثر من موقف ومناسبة، بدا ميشال عون غير معني على الإطلاق بأي تسوية داخلية أو خارجية. الرجل يحمل في جعتبه سلسلة أولويات باتت شديدة الوضوح: تحجيم سعد الحريري ووليد جنبلاط. الأمر الذي دفع نهاد المشنوق، ربما، إلى إطلاق كلامه الشهير عن تسوية اقليمية ودولية كبرى حملت ميشال عون وسعد الحريري في مركب واحد، وأي مسّ بهذه التسوية يوازي المسّ بالاستقرار.

مع ميشال عون لا مجال لأنصاف الحلول. هو يدرك تمامًا أن سعد الحريري دخل نفقًا طويلًا، وأن أي سوء في العلاقة سيساهم حتمًا في تعميق أزمته السياسية والشعبية على عتبة الانتخابات المرتقبة، لا سيما امام شارع سار مرغمًا في ركاب التسوية، وهو لا يزال يسأل ألف سؤال وسؤال عن سلسلة تنازلات لم تُقابل إلا برفع السقوف، والقضم المتراكم لحالة تعاني مظلومية خشنة، وتفتقد، أقله منذ اغتيال رفيق الحريري، أي سكينة أو طمأنينة.

طالما جسّد ميشال عون تلك النزعة الفاقعة وذاك السلوك الرهيب. راهن الكثيرون على سقوطه وأفول نجمه. قالوا إن تحالفه مع حزب الله يوازي إنتحارًا موصوفًا سعيد خلط الأوراق وينقل الشارع برمته من ضفة إلى أخرى، لا سيما في خضّم التشابك المعّقد للتركيبة الداخلية والإقليمية. سريعًا قُتل بيار الجميل. انتقل القوم إلى الشارع. خاضوا المعترك بوكيل الدم. قالوا إنه استقتاء للمزاج المسيحي. قابلهم ميشال عون بانتقاء شخصية مغمورة. دخل معركة خاسرة، وخرج منها منتصرًا. ربما، أقول ربما، لا يذكر أحدنا اسم كميل خوري. ذاك الذي دخل المجلس النيابي على جثة امين الجميل ونجله المضرّج بالدماء. ذاك الذي قال عبره ميشال عون: أنا حفيد مار مارون، وجميعكم أبناء الشيطان ولسان حاله.

ثمة اندفاعة عاطفية تحمل سعد الحريري بشكل دائم نحو اجتراح كوة في الجدارات الصلبة. يظن أن مدرسته السياسية والوطنية تحتّم عليه لعب الأدوار المهولة، وتحديدًا تلك التي تحرق الأصابع وتصفع النواصي والأبدان. لا مجال هنا لعقلنة الخيارات استنادًا إلى واقعٍ يفرض إعادة النظر. لا مجال أيضًا للجم هذه العاطفة والذهاب نحو توسيع هامش المناورة وتطوير القدرة على الاحتمال في مواسم العض والاشتباك. سعد الحريري وضع كل بيضه في سلة ميشال عون، وسيخضع عاجلًا أم آجلًا لرغبة الأخير، الذي يريده شريكًا ضعيفًا في جمهوريته القوية.

غدًا سيذهب سعد الحريري مرغمًا نحو خيارات مؤلمة في قانون الانتخاب وغيره، سيحاول قدر المستطاع أن يحافظ على ما تبقى من هيبة وإرث وحضور، لكنها معركة خاسرة بكل المقاييس، وكل ما سنسمعه من صريرٍ لن يعدو كونه محاولة يائسة لكبح جماح التدهور. لقد وقعت الواقعة. سقطت الراية. ما عليكم الآن إلا أن تستسلموا لأهل النصرة الممسكين بالتاريخ، أو أن تنتظروا طويلًا رفيق حريري آخر.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الكتائب: الحكومة تتقاعس ولا تتحرك لاعتقال زمرة مأجورة تتظاهر تأييدا لقاتل الرئيس الشهيد بشير الجميل

الأحد 05 آذار 2017 /وطنية - صدر عن حزب الكتائب اللبنانية البيان الاتي: "اولا: يدين الحزب تعرض زمرة مأجورة تطلق على نفسها حركة 8 تموز، وتحمل أعلام الحزب السوري القومي، للرئيس الشهيد بشير الجميل، رمز السيادة والدولة القوية والقادرة.

ثانيا: يرى الحزب في عدم تحرك الحكومة، وخصوصا وزيري العدل والداخلية تقاعسا، ويحملهم جميعا مسؤولية السماح لزمرة تجاهر علنا بتأييدها القاتل، واحتضانها جريمة القتل، بالتظاهر امام أبواب قصر العدل لحظة محاكمة منفذي جريمة اغتيال الرئيس الشهيد، ولا من يتحرك لردعها واعتقالها، في عز وضع دقيق وحساس تمر به البلاد . ثالثا: يطالب الحزب الأجهزة الامنية بالتحرك العاجل للقبض على هذه الزمرة الخارجة عن القانون، ويدعو الاجهزة المعنية الى الكشف عمن يقف وراءها ويحركها ويحرضها على تبني الارهاب وفعله والمجاهرة به، علما ان هذه التظاهرة تشكل في حد ذاتها عنصرا ماديا، وركنا معنويا، ونية جرمية حامية للقتل وداعية اليه، وهذا في مثابة اخبار بتصرف النيابة العامة.رابعا: يعتبر الحزب ان هذا الحراك الرخيص والمجرم المؤيد للقتل أمام قصر العدل ليس سوى محاولة دنيئة للنيل من القيم التي يمثلها احد قادة حزب الكتائب، الرئيس الشهيد، الذي اغتالته يد حاقدة، وهذه اليد هي ذاتها التي لا تزال تمعن بالعبث بأمن لبنان واستقراره وسيادته بفعل أدواتها وامتداداتها في الداخل والخارج".

 

الراعي: التلكؤ عن إقرار الموازنة وسلسلة الرتب وعرقلة قانون الانتخاب كلها برص اجتماعي قتال

الأحد 05 آذار 2017 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد على نية منطقتي بعلبك - الهرمل على مذبح الباحة الخارجية للصرح "كابيلا القيامة"، عاونه فيه راعي أبرشية بعلبك ودير الاحمر المارونية المطران حنا رحمة بمشاركة السفير البابوي غابريال كاتشيا، في حضور النائب اميل رحمه على رأس وفد من منطقتي بعلبك -الهرمل، قائمقام كسروان -الفتوح جوزف منصور، رابطة خريجي معهد الرسل- جونيه برئاسة المهندس إسبر زوين وحشد من الفاعليات والمؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "إن شئت، فأنت قادر أن تطهرني" (مر1: 40) قال فيها: "في هذا الأحد الثاني من زمن الصوم الكبير، تقرأ الكنيسة إنجيل شفاء الأبرص الذي يرمز إلى برص الإنسان الداخلي بنتيجة حالة الخطيئة التي يعيش فيها ويستمر. وقد جاء الفادي الإلهي، ربنا يسوع المسيح، ليشفينا منها. فكما البرص قروح تتآكل وجه المصاب ويديه ورجليه وكل جسمه وتؤدي إلى موته، كذلك حالة الخطيئة المزمنة تتآكل قلب الإنسان ونفسه وروحه، وتقتل فيه القيم الروحية والأخلاقية والإنسانية وروح المسؤولية ومقتضيات الواجب".

أضاف: "لقد أتى الأبرص إلى يسوع بشجاعة الإيمان، بالرغم من أن الشريعة تمنعه عن مخالطة الناس، لأن برصه مرض معد وقتال. لم يخف منهم بل تحمل إهاناتهم، وتألم من ابتعادهم عنه وكأنه وباء. كان همه أن يري نفسه يسوع، ويتوسل إليه بثقة تامة،قابلا بما يشاء له الله: "فجثا وقال له: إن شئت فأنت قادر أن تطهرني" (الآية 40). وتابع: "جميل هذا الجمع بين الإيمان بأن يسوع قادر على شفائه من برصه، والتسليم للمشيئة الإلهية. وهو بذلك يقبل من الله كل شيء. وكأنه يقول:"انا أريد ما تريده أنت. فلتكن مشيئتك". إنها أجمل صلاة نرفعها إلى الله وبخاصة في أوقات الضيق".

وقال: "يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، وأن أرحب بكم جميعا وبخاصة بسيادة أخينا المطران حنا رحمه والارشمندريت انطوان نصر وبالنائب إميل رحمه على رأس وفد مرافق من منطقتي بعلبك والهرمل. وقد وجه الدعوة إلى سيادة السفير البابوي للمشاركة في هذا القداس على نية المنطقة. فنحييه ونشكر حضوره. إننا إذ نقدر زيارتهم، نقدر أيضًا صمودهم في منطقتهم العزيزة التي هي بمثابة سياج للوطن، حفاظا عليه وعلى شعبه، وهم بحاجة إلى دعمنا لهم على مختلف الأصعدة. كما احيي رابطة خريجي معهد الرسل - جونيه برئاسة المهندس اسبر زوين. إننا نجتمع معا راجين أن يمنحنا الله إيمان الأبرص وإدراكه، وشجاعته وتواضعه فندرك نتائج حالة الخطيئة التي نألفها فيما هي تستنزفنا، ونأتي إلى المسيح بثقة في سر التوبة، نجثو أمامه بانسحاق قلب وتواضع، ونقول مثل الأبرص: "يا رب، إن شئت فأنت قادر أن تشفيني" (مر1: 40).

أضاف: "الخطيئة هي مخالفة لوصايا الله وتعليمه في الكتب المقدسة وتعليم الكنيسة. وهي إهمال لواجب الحالة أو المسؤولية سواء في العائلة أم في الكنيسة أم في الدولة. وهي أيضا سوء استعمال السلطة والمال وخيرات الارض.

هذه الأنواع الثلاثة من الخطايا، إذا أصبحت حالة في حياة الشخص، من حيث هي أفعال تتكرر، ولا يتوب عنها، ولا يصحح مجرى حياته، تضحي برصا داخليا قتالا. فيكون هذا "البرص" منبع الحالة التي يتخبط فيها مجتمعنا: فساد وانحطاط في الأخلاق، إقطاعية سياسية تعطل القانون والعدالة، مصالح شخصية وفئوية ومذهبية تعرقل مسيرة المؤسسات العامة وبخاصة أجهزة الرقابة، استيلاء على أموال الدولة ونهبها وهدر مال الخزينة، رشوات وخوات تحطم الرغبة في الاستثمار وإنشاء المشاريع الإنمائية في المناطق، ممارسة سياسة لا توفر الخير العام وتهمل مصالح المواطنين وخيرهم وحقوقهم، وخير البلاد وإنماءه، التلكؤ منذ سنوات عن إقرار الموازنة وسلسلة الرتب والرواتب وعرقلة إصدار قانون جديد للانتخابات على قياس الدولة والشعب، إهمال حل قضية النفايات والعناية بالبيئة السليمة والصحة العامة. كل هذه الحالات هي برص اجتماعي قتال. نأمل من ذوي الإرادة الحسنة العمل على إزالته".وتابع:"عندما أزال الرب يسوع برص الأبرص أصبح طاهرا منه بالكلية، وكأنه خلقه من جديد بلمسة يد وكلمة. هكذا عندما يمنحنا الله الحل من خطايانا، بواسطة الكاهن، الذي نسمع منه، ونحن تائبون حقا، كلمة الغفران الإلهي، فإن الله يخلق فينا قلبا جديدا وروحا جديدا".

أضاف: "عندما أمره يسوع أن "يري نفسه للكاهن ويقدم قربانا لله عن شفائه" (راجع الآية 44)، كانت هكذا تأمر الشريعة وتولي كاهن العهد القديم الحق الشرعي بأن يتحقق من مرض البرص ويأمر الأبرص بالعيش خارج الجماعة. وإليه نفسه يعود الأبرص، إذا شفي، لكي يعلن شفاءه، ويسمح بعودته إلى الحياة وسط الجماعة. في العهد الجديد، الكاهن مؤتمن على سلطان إلهي يقضي كقاض، بوجود الخطيئة ودرجتها وحقيقتها وأهميتها، وكوسيط مقام بين الله والناس، يمنح الغفران من الخطايا للتائبِ الحقيقي. وكما أن الخطيئة تفصل الخاطي بذات الفعل عن الشركة الروحية مع الله والجماعة المؤمنة، وبالتالي تمنعه من تناول جسد الرب ودمه، كذلك عندما ينال غفران الخطايا، يعود إلى حياة الشركة ويتقدم من المناولة القربانية. وقال: "أما القربان عن الشفاء فهو، في العهد الجديد، ذبيحة الرب يسوع في القداس التي يقدمها المؤمنون صلاة شكر لله على رحمته وحنانه وشفائه لنا وعلى سائر نعمه. يوم الأحد، المعروف بيوم الرب، هو الذي تجتمع فيه جماعة المؤمنين لهذه الغاية، ويوطدون رباط المحبة والوحدة والتضامن. ولذا تسمى الذبيحة الإلهية باليونانية "إفخارستيا" أي صلاة الشكر. ونقدم معها قرابين أعمالنا الصالحة وأوجاعنا وآلامنا". وتابع: " لم يستطع الأبرص الذي شفي أن يكتم "الخبر السار"، بل "راح ينادي بأعلى صوته ويذيع الخبر" (الآية 45). راح يعلن خبر حب الله ورحمته وقدرته الفائقة. هذا ما تفعله الكنيسة والجماعة المؤمنة في الصلوات الليتورجية وصلوات الساعات وفي سائر المناسبات الروحية وبخاصة في رسالتها الخلاصية. لم يبشر هذا الرجل بنفسه بل بالرب يسوع مخلص الجميع". وختم الراعي: "نسأل الله أن يجعل زمن الصوم الكبير مناسبة لإدراك واقع حياتنا على ضوء كلام الله وتعليم الكنيسة، وللبلوغ إلى توبة داخلية تفضي بنا إلى تصحيح مجرى حياتنا. فنستحق أن نرفع نشيد المجد والتسبيح للثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين.

استقبالات

بعد القداس، استقبل الراعي المشاركين في الذبيحة الالهية.

 

يونان في عيد مار أفرام: نحن مكون مؤسس للجمهورية ويجب إنصافنا في قانون الانتخابات

الأحد 05 آذار 2017 /وطنية - ترأس بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان القداس الحبري الرسمي لمناسبة عيد القديس مار أفرام السرياني شفيع الكنيسة السريانية وملفان البيعة الجامعة، في كاتدرائية سيدة البشارة - المتحف - بيروت، بمشاركة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والسفير البابوي المطران غبريال كاتشا وعدد من الاساقفة ممثلين البطاركة رؤساء الكنائس وأساقفة ورؤساء عامين ورئيسات عامات وكهنة ورهبان وراهبات. حضر القداس وزير الدولة لشؤون التخطيط ميشال فرعون ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، الدكتور فرج كرباج ممثلا الرئيس أمين الجميل ورئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل، وزير الشؤون الإجتماعية بيار بو عاصي ممثلا رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع والنائب ستريدا جعجع، النائب جيلبيرت زوين وممثلو قيادات عسكرية وأعضاء مجالس بلدية ومختارون. بعد الإنجيل المقدس ألقى يونان عظة قال فيها: "من الواجب علينا كما على غيرنا من مختلف الطوائف، كبيرة كانت أم صغيرة، أن ندافع عن وطننا لبنان، وطنا حرا، وطنا لجميع الطوائف وليس حكرا على طائفة أو دين، ولكوننا قد عانينا الأمرين في مناطق أخرى من هذا الشرق من أجل حريتنا الدينية وكرامتنا الإنسانية، سنظل نثمن النظام القائم في لبنان، بالرغم من نقائصه ومحدوديته، ونعتبره النظام الأكثر عدلا وحرية وديمقراطية في الشرق الأوسط، كما أننا مقتنعون مع جميع الأوفياء، بأن لبنان أولا وأخيرا يبنى بشعبه ويزدهر بأبنائه وبناته المؤمنين به، وطنا نهائيا للحرية والمشاركة التوافقية الحضارية، وهو الوطن - الرسالة للعالم أجمع". أضاف: "نجدد التأكيد والتذكير بمطالبتنا المستمرة بإنصاف شعبنا السرياني في قانون الإنتخابات النيابية، ورفع الإقصاء والتهميش بتسميتنا بأقليات ونحن مكون مؤسس للجمهورية اللبنانية. وهذا ما اتفقنا عليه مع قداسة أخينا البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني في الوثيقة التاريخية الموقَّعة فيما بيننا". وتحدث يونان عن مار أفرام "الناسك الزاهد والمتقشف والشاعر الذي عرف التهجير أقله مرتين في حياته، وسلخ عن أرض آبائه وتهجر غربا إلى مدينة الرها، هربا من الأعداء الذين احتلوا مدينته. وهذا النزوح القسري لأفرام في القرن الرابع، يذكرنا اليوم بشعبنا المسيحي وقد ذاق على مر العصور مرارة الطرد والتهجير، في العراق خاصة في صيف عام 2014 حين فرض الإرهابيون التكفيريون على المسيحيين وبعض من المكونات الصغيرة، الإقتلاع من أرض الآباء والأجداد في الموصل وسهل نينوى، العراق. ومنذ ستة أعوام، ومن جراء حروب عبثية في سوريا، لا يزال المسيحيون والكثير من الأبرياء يطردون من بيوتهم وأرضهم ولا سيما من مناطق في شمال شرق سوريا فيما المجتمع الدولي لا يزال عاجزا عن إنهاء هذه الحروب والصراعات المسلحة لإسباب وغايات بعيدة كل البعد عن قيم الشرائع والمواثيق الدولية، وبخاصة الشرعة العالمية لحقوق الإنسان".

وتضرع في ختام كلمته إلى الله "لكي يحمي لبنان من كل مكروه ويجمع أبناءه وبناته بروح التوافق الحر الخلاق، ويبارك البادرات الوطنية التي يسعى إلى تحقيقها فخامة رئيس البلاد العماد ميشال عون، مع الحكومة والنزيهين من ممثلي الشعب والمسؤولين". وقبل البركة الختامية، ألقى كل من الراعي وكاتشا كلمة هنآ فيها يونان والكنيسة السريانية بعيد مار أفرام، وأعربا عن سرورهما بالمشاركة في هذه المناسبة، وتحدثا عن فضائل مار أفرام ومزاياه.وبعد البركة الختامية، تقبل يونان التهاني من الحضور يحيط به الراعي وكاتشا والأساقفة والإكليروس.

 

 السفارة البريطانية: زيارة HMS OCEAN تهدف إلى إحياء التزام المملكة المتحدة تجاه لبنان

الأحد 05 آذار 2017 /وطنية - أعلنت السفارة البريطانية، في بيان، أن سفينة HMS OCEAN وصلت الى ميناء بيروت في طريق عودتها إلى المملكة المتحدة، وأن الزيارة تهدف إلى إحياء التزام المملكة المتحدة تجاه لبنان.

وجاء في بيان السفارة: "سفينة صاحبة الجلالة (أوشين) HMS OCEAN، أرست بهيكلها الضخم بعلو 34 مترا وبوزنها البالغ 22 ألف طن، تغيرا جديدا في أفق ميناء بيروت في نهاية هذا الاسبوع. هذه هي الزيارة الأولى إلى ميناء بيروت في طريق عودتها إلى المملكة المتحدة، والتي تهدف إلى إحياء التزام المملكة المتحدة تجاه لبنان. استضافت السفينة خلال رسوها في مرفأ بيروت سلسلة فعاليات مرموقة من زيارات اعلامية واخرى لطلاب مدارس تكريسا وتعميقا للشراكة التي تربط البلدين في المجال الدفاعي وفي غيره من المجالات. وانضم ثلاثون طالبا تتراوح اعمارهم بين 16 و17 عاما من مشروع "تقدم" التابع للمجلس الثقافي البريطاني الى عناصر البحرية الملكية في جولة تفقدية في ارجاء السفينة، إختبروا خلالها قدراتهم في مجال العمل ضمن فريق.

والتقى قائد السفينة الكابتن بيدري، والسفير البريطاني هيوغو شورتر، وملحق الدفاع كريس غانينغ قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي ووزير الدفاع يعقوب الصراف. كما التقى الاميرال بيرتون مع قائد قوات البحرية اللبنانية الادميرال ماجد علوان. وقبل مغادرة السفينة، استضاف السفير شورتر كبار القادة الامنيين في لبنان على مائدة الغداء مع قائد السفينة أوشين. وفي حفل استقبال كبير في حضور ممثل فخامة رئيس الجمهورية وزير الدفاع يعقوب الصراف، وممثل رئيس الوزراء النائب السابق غطاس خوري، وممثل رئيس مجلس النواب النائب ياسين جابر، وحشد سياسي وديبلوسي وعسكري، اعلن السفير شورتر عن تقديم هبة من المعدات الى مغاوير الجيش اللبناني تعزيزا لقدراتهم في الطرقات الوعرة وفي جميع الأحوال الجوية. كما تمتع الضيوف برؤية اشهر صانعي السيارات البريطانية مثل جاغوار، واستين مارتن ولاند روفر. في هذه المناسبة رحب السفير البريطاني هيوغو شورتر بضيوفه قائلا: مرحبا بكم على متن سفينة صاحبة الجلالة OCEAN، جوهرة التاج في أسطول البحرية الملكية، وهي المؤسسة المشهود لها بالمهارة والكفاءة المهنية والتاريخ المجيد في جميع أنحاء العالم. ان سفينة صاحبة الجلالة أوشن الشامخة تجسد دور بريطانيا في تعزيز الأمن والاستقرار العالميين كل يوم عبر البحار والمحيطات حيث تقوم قواتنا البحرية بحماية طرق التجارة وتواجه التهريب والقرصنة وتقدم المعونة الانسانية عندما تضرب الكوارث. فلقد ساهم لبنان القديم في رسم تاريخ البحر المتوسط وكان اللبنانيون القدامى مستكشفين وبحارة وتجارا في البحر وقد اشتهروا بريادة استكشاف البحار. واليوم أصبح المتحدرون منهم يشكلون شبكة قوية تمتد على مساحة آلاف الاميال.

لطالما تطلعت بريطانيا أيضا الى العالم الأوسع وبنت تحالفات في كل أقصاع الأرض. واحدة من تلك الشراكات هي مع لبنان، عبر تعزيز المؤسسات اللبنانية ودعم سيادة لبنان. لأنه يجب حماية الاستقرار والأمن في لبنان، وهذا موضوع كررناه وأكدناه في مجلس الأمن. أما بالنسبة لبريطانيا، لقد بحثنا دائما عن العالم الأوسع، ولدينا تحالفات في كل قارة. 1 من كل 10 بريطانيين يعيشون في الخارج، مثل اللبنانيين، هم مصرفيون ورجال اعمال وعلماء وفنانون، ومبرمجون من المركز اللبناني البريطاني للتبادل التكنولوجي. والعكس صحيح ايضا: نظامنا التعليمي يجذب الافضل من حول العالم. من كل رؤساء العالم دولة وحكومة، واحد من سبعة تلقى تعليمه في بريطانيا. على الرغم من أن زيارة HMS OCEAN هي دليل على التزامنا بلبنان، الا ان شراكتنا تذهب إلى ما هو أبعد من مجالات الدفاع. يعلم العديد منكم أن المملكة المتحدة هي واحدة من أكبر الجهات المانحة للمساعدات في العالم - لكن قد لا تعلمون ان لبنان يحتل المرتبة الثانية عالميا من حيث أعلى نسبة مساعدات بريطانية للفرد الواحد. نحن نفتخر بشراكتنا مع هذا البلد عبر مؤسساته. وتعبيرا عن ايماننا بأهمية سيادة لبنان، بلغت مساعداتنا للجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي 100 مليون دولار منذ العام 2011. وانا مسرور باعلاننا عن تقديم مساعدات اضافية بقيمة 65 الف دولار اميريكي لمغاوير الجيش اللبناني تعزيزا لقدراتهم في الطرقات الوعرة وفي جميع الأحوال الجوية.

بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والبلديات اللبنانية، نحن ندعم المجتمعات المحلية بالمياه النظيفة، والمعدات الزراعية والبنة التحتية. وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي، ونحن ساهمنا بتوفير الكتب المدرسية لكل للأطفال، وتدريب المعلمين وخلق فرص عمل وجنبا إلى جنب مع المجلس الثقافي البريطاني، تجهيز الشباب بالمهارات التي يحتاجونها في المستقبل. بالاضافة لعملنا مع مصرف لبنان لدعم اقتصاد المعرفة، وخلق فرص العمل في مجال التكنولوجيا. أريد للشراكة بين بريطانيا ولبنان ان تكون ايجابية وطويلة الأمد.

ساعدت المملكة المتحدة في الماضي لبنان على نيل استقلاله، ونحن ما زلنا من أشد المؤيدين لاستقلال لبنان وسيادته. اليوم، جوهر النهج الذي نتبعه هو: حماية العيش المشترك في قلب النموذج اللبناني يتطلب وجود دولة قوية. وبالتالي نحن نبني علاقات طويلة الأمد مع المؤسسات اللبنانية الرئيسية، لمساعدتها في توفير الخدمات لجميع اللبنانيين. وكثيرا ما يشاد بصلابة لبنان على أنها معجزة، والفضل في ذلك يذهب أولا وأخيرا للشعب اللبناني. ولكن أعتقد أنها معجزة شاركنا في جزء منها بتحقيقها معا. لأن بريطانيا ولبنان على حد سواء نكون في أفضل احوالنا عندما نعمل يدا بيد مع أصدقائنا وحلفائنا. ولهذا السبب سنواصل وقوفنا جنبا الى جنب مع لبنان من أجل أمنه واستقراره وازدهاره".

يذكر أن السفينة HMS OCEAN، وبحسب بيان السفارة، تزن 22 ألف طن وهي أكبر سفينة حربية عاملة في البحرية الملكية البريطانية. دورها الاساسي هو حاملة طوافات وسفينة هجوم برمائي. وفي الاشهر الاخيرة قبل وصولها الى لبنان، تولت HMS OCEAN قيادة القوة الضاربة المشتركة 50 CTF50 وهي قوة متعددة الجنسيات تتولى مراقبة التدفق التجاري الحر وحرية الملاحة البحرية والامن الاقليمي في الشرق الاوسط. وهذه المرة الاولى التي تتولى فيها بريطانيا قيادة هذه القوة الضاربة برئاسة قائد القوات البرمائية المشتركة العميد البحري البريطاني أندرو بيرنز.

 

شمعون في ذكرى تأسيس موسيقى أحرار كفرذبيان: كل فريق سياسي يحاول ان يفصل قانون انتخاب على قياسه

الأحد 05 آذار 2017 /وطنية - احتفل حزب "الوطنيين الاحرار" في الذكرى الخمسين لتأسيس فرقة "موسيقى احرار كفرذبيان" في قداس أقيم في كنيسة مار افرام- كفرذبيان، تبعه غداء في المناسبة، حضره النائب فريد الياس الخازن، النائبان السابقان فريد هيكل الخازن ومنصور البون، العميد شامل روكز، رئيس اتحاد بلديات كسروان- الفتوح رئيس بلدية جونية جوان حبيش، رئيس اقليم كسروان الكتائبي شاكر سلامة، عضو الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" شوقي الدكاش، رئيس منظمة الطلاب في حزب الوطنيين الاحرار سيمون ضرغام، رئيس بلدية كفرذبيان بسام سلامة واعضاء مجلس البلدية، مخاتير البلدة، المحامي مارون ابو شرف، وفاعليات. بعد النشيد الوطني، ألقى رئيس الفرع في حزب "الوطنيين الاحرار" في كفرذبيان رامز مهنا كلمة رحب فيها برئيس الحزب دوري شمعون وبالحضور، مستذكرا "التضحيات التي قدمها الحزب على مذبح الوطن"، ومؤكدا "الاستمرار في النضال في سبيل لبنان ابدي وسرمدي".

ثم ألقى نقيب المقاولين مارون الحلو كلمة لفت فيها إلى "اننا نشهد اليوم تكرارا للسيناريو ولو بطرق مختلفة، فالمخميات الفلسطينية دويلة ضمن الدولة واللجوء السوري غير المنظم يهددنا بلقمة عيشنا ويقلقنا من ان يتحول الى اقامة دائمة، ونحن نتلهى بقشور السياسة"، مطالبا بأن "يتوقف تهميش كسروان ومعاقبتها والإسراع في تأمين الخدمات والبنى التحتية والحفاظ على البيئة". بدوره، رحب رئيس بلدية كفرذبيان بالحضور، مشيدا بـ"فرقة موسيقى الاحرار كفرذبيان"، معتبرا أن أعضاء الفرقة "جزء من النسيج الكسرواني يحملون رسالة اخلاقية وانسانية".

ثم ألقى رئيس حزب "الوطنيين الاحرار" النائب دوري شمعون كلمة تحدث فيها عن الازمات المستمرة في لبنان من كهرباء وماء وطرقات، مطالبا بـ"اقرار قانون انتخابي وعدونا به منذ اكثر من سنتين". وقال: "كل فريق سياسي يحاول ان يفصل قانون انتخاب على قياسه وحجمه".

وأبدى تخوفه من الوضع في صيدا، وقال: "الوضع يتجه الى امرين، إما نهر بارد جديد وهو امر مستبعد، او مطالبة الفلسطينيين بتحسين تصرفاتهم لانه يبدو انهم مرتاحين في هذا الوضع"، مستبعدا ان "يكون هناك أي زعيم او رجل سياسي قادر على اتخاذ قرار بالدخول الى المخيمات وسحب السلاح".

وأكد شمعون انه "مخطىء من يعتقد ان الازمة في سوريا ستنتهي غدا"، مطالبا المعنيين بـ"المحافظة على الحدود ودعم المؤسسة العسكرية"، ومعتبرا أن مقولة "ان الجيش غير قادر هو كلام غير صحيح. فاذا كان الجيش ينقصه القرار السياسي فنحن جاهزون لدعمه ومنحه الثقة للقيام بواجباته مع القوى الامنية لان لبنان يستحق ان يحكم بشكل افضل". ودعا "الشباب الطامح للدخول الى المعترك السياسي إلى النزول على الارض ليكون لنا مجلس نيابي فاعل يستأهله الشعب والوطن".

ختاما، قدم رئيس البلدية درعا تذكارية لشمعون، وآخر للفرقة الموسيقية.