المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 30 حزيران/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.june30.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إِنَّ الحِصَادَ كَثِيْر، أَمَّا الفَعَلَةُ فَقَلِيْلُون.أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ الحِصَادِ أَنْ يُخِرِجَ فَعَلَةً إِلى حِصَادِهِ

لا فَرْقَ بَيْنَ يَهُودِيٍّ ويُونَانِيّ، لأَنَّ الرَّبَّ هُوَ نَفْسُهُ لِجَميعِهِم، يُفِيضُ غِنَاهُ عَلى جَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَهُ. فَكُلُّ مَنْ يَدْعُو ٱسْمَ الرَّبِّ يَخْلُص

المسبحة الوردية تنقذ شاباً من حبل المشنقة وتدفع المنفّذين إلى الإرتداد

 

عناوين الأخبار اللبنانية

بيان صادر عن اللوبي اللبناني – الكندي

فيديو مقابلة من تلفزيون المستقبل مع د.منى فياض تتناول تهديدات نصرالله ومسلسل تنازلات المعارضين والقانون الانتخابي وثقافة واسباب العنف ومواضيع أخرى متفرقة

بعض عناوين مقابلة د.منى فياض مع تلفزيون المستقبل

فيديو وبالصوت والنص/من ال بي سي/مقابلة سيادية وتثقيفية بأمتياز مع الإعلامي نوفل ضو يشرح من خلالها معاني ومكونات ومستلزمات المقاومة والسيادة والمواقف ويسقطهم على الواقع اللبناني الحالي الإحتلالي وعلى نوعية السياسيين والحكام المستسلمين

بعض عناوين مقابلة الإعلامي نوفل ضو مع ال بي سي/مستحل معالجة أي مشكل في لبنان دون معالجة السيادة وسلاح واحتلال حزب الله

د.فارس سعيد: نتمنى على مجلس الوزراء عدم التسرع في أخذ اي تدبير يطيح بالنظام العقاري في لبنان بحجة معالجة موضوع المشاعات/نطلب إلغاء مذكرة الوزير خليل

فارس سعيد لـ”السياسة”: لبنان استُتبع بالكامل لمصلحة “حزب الله”

الوزير تويني: السلسلة ستحسم في مجلس النواب

ريفي: هل سيصدر عن رئيس الجمهورية والحكومة موقف رسمي واضح من كلام نصرالله؟

اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 29 حزيران 2017

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 29/6/2017

النائب السابق مصطفى علوش لـ”السياسة”: تهديدات “حزب الله” مرتبطة بمسألة التغيير الجذري لقواعد اللعبة في المنطقة واستقدام عشرات الآلاف لمحاربة إسرائيل غير منطقي

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

أم المعارك في طرابلس - المنية - الضنية والتنافس بين «المستقبل» وميقاتي وريفي/بيروت/محمد شقير/الحياة

اتجاه نحو تحالف إنتخابي بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر

تهديدات نصرالله والعقوبات الأميركية تثير قلق اللبنانيين

المعارضون العونيون يستعدون لـ"معركة حاسمة"/مُعارضة جديدة بدأت تظهر في التيّار الوطنيّ الحرّ

المفصولون من "الوطنيّ الحرّ" يتحضّرون جيّداً للاستحقاق النيابيّ/القرار اتّخذ بخوض المعركة الانتخابيّة لإعادة التيّار إلى الأصول/لوائح معارضي التيّار بدأت تتشكّل والرهان سقط

14 آذار بـ"حلّة" جديدة حضرت بيـن الحريـري وجعجع.. فهل تبصر النور/الخريطة السياسية نحو تعديلات: تقاربٌ بين معراب وبنشعي وجبهةُ مستقلين!

الامن المتفلت في صلب الاهتمامات الرئاسية والمشنوق: لا غطاء سياسيا على احد

زيارة قواتيـة لبنشـعي غـدا وجهـد من حليـف مشـترك لتقريـب المسـافات

انتهاء "داعش" في الموصل وضغط اميركـي مزدوج لحل ازمــــة الخليــج

جعجــع يُهنّـئ بـــن سـلمان بمبايعتـه: ابقاء لبنان اولويتكم وتعزيز العلاقة مع مسيحييه

سفير إيطاليا يتفقد وحدة بلاده في "اليونيفل"

المشنوق من بعبدا: كلام نصر الله لا يمثل الدولة ولا الحكومة ولا الشعب وخارج المسار اللبناني وتوقعات بزيارة فرنجية عون لفتح صفحة جديدة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل تقصف سورية ونتانياهو يتوعد بالمزيد

واشنطن: إيران أشعلت حربا طائفية لإضعاف العرب

انهيار “داعش” بعد تحرير القوات العراقية مسجد النوري/التنظيم انتهى من حيث انطلق وبغداد دعت ما تبقى من عناصره إلى الاستسلام

التقارب المصري السعودي يفقد قطر هامش المناورة

مواجهة مفتوحة تلوح بين تركيا والأكراد في سوريا

في غياب قطر.. معركة تحرير اليمن تشهد تقدما

اجراءات المقاطعة الرباعية لقطر أشدّ وطأة من اقصائها من مجلس التعاون والدوحة ترفع دعاوى قضائية والخليجيون يدرسون الرد بعد انقضاء المهلة

واشنطن للجم التصعيد خليجيا: يؤثر سلبا على محاربة الارهاب..ويحرجها مع الدوحة/هل تشغّل الولايات المتحدة محركاتها سعوديا للتهدئة.. ام تنتظر الوساطة الكويتيـة؟

صحيفة تركية: انقرة تستعد لإطلاق عملية برية في سوريا

"التايمز": دول الخليج تخيّر حلفاءها بينها وبين قطر

الرياض عن وضع ابن نايف بالإقامة الجبرية: ليس صحيحا 100%

تعتيم إعلامي حول انفجار حمص وتضارب حول التوماهوك الأمريكي!

"الأهرام": 4 إجراءات مشددة ضد قطر خلال 72 ساعة

مبدأ ماكرون/جوزيف باحوط/ديوان

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«حزب الله» يدفع الجميع إلى «المؤتمر التأسيسي»/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

الإرهاب الجهادي... أم الجهاد الإرهابي/مسعود المعلوف/جريدة الجمهورية

«ڤتنمة» لبنان/أسعد حيدر/المستقبل

'حزب الله' والتصالح مع الواقع/خيرالله خيرالله/العرب

كيف حقّق الولي الفقيه حلم الصهيونية/مصطفى علوش/المستقبل

من سيرشّح فرنجية في "عاصمة الموارنة"/صونيا رزق/الديار

استراتيجية «الردع» أدخلت نصرالله كتاب غينيس للأرقام القياسية/ابراهيم ناصرالدين/الديار

ماكرون يلتقي الروس.. إذا كانوا جدّيين في «السلام» السوري/ثريا شاهين/المستقبل

الغموض الأميركي والحيرة الروسية/وليد شقير/الحياة

غداة انسحاب جند الخليفة/حسام عيتاني/الحياة

حوار أميركي- روسي «ضروري» في قمة العشرين/راغدة درغام/الحياة

أين سيتوقف الانحدار البريطاني/خيرالله خيرالله/العرب

واشنطن لموسكو وطهران: الأمر لنا في سوريا/محمد قواص/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون التقى مسؤولا فرانكوفونيا المشنوق: رئيسا الجمهورية والحكومة مع إنزال اقسى العقوبات بحق المرتكبين ولا غطاء سياسيا على أحد والانتخابات في موعدها

بري يشدد على تعاون السلطات والكيمياء ليست مفقودة مع الرئيس/اتصال العيد: عون متفهـم انقطاع الزيارة التقليديـة الاســبوعية

 المخيمات الفلسطينية في لبنان... تعايش واحتكاك ورغبــة بالاســتقرار بعيدا مــن الاقتــتال

دريان استقبل سامي الجميل والخير ورئيس جمعية المقاصد

لاسـن تلبّي دعوة الحاج حسن إلى زيارة مصنعيْن للدواء بمستويات عالمية/هل تعترف أوروبا بالدواء اللبناني ليحقّق انسياباً سهلاً في الأسواق العربية؟

اعلان اللويزة" يُلاقي "اعلان الازهر" فـي المواطنة والدولة المدنية/الراعي يُبادر ورؤساء الطوائف يلبّون.. ورسالة لبنان الحاضر الابرز

خمسة أشهر على الشغور فـي رأس الطائفـة العلويـة/حبيب: وفاة النائب ونوس تمنـع انتـخاب رئيس جديـد/عصفور: متطلبات المرحلة التأسيسية تختلف عن اللاحقة

الوزير السابق آلان حكيم: الضرائب قد تعيدنا إلى الشارع والاقتصـاد أولا والتحالف مع "القومـي" غير وارد ومع "الأحرار" مقدس

"طبخة" اعتقال السيد على نار حامية..انكفاء فلسطيني يقابله حزم لبـناني

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إِنَّ الحِصَادَ كَثِيْر، أَمَّا الفَعَلَةُ فَقَلِيْلُون.أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ الحِصَادِ أَنْ يُخِرِجَ فَعَلَةً إِلى حِصَادِهِ

إنجيل القدّيس متّى09/من36حتى38/:"رَأَى يَسُوعُ الجُمُوعَ تَحَنَّنَ عَلَيْهِم، لأَنَّهُم كَانُوا مَنْهُوكِيْن، مَطْرُوحِينَ مِثْلَ خِرَافٍ لا رَاعِيَ لَهَا. حينَئِذٍ قَالَ لِتَلامِيْذِهِ: «إِنَّ الحِصَادَ كَثِيْر، أَمَّا الفَعَلَةُ فَقَلِيْلُون. أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ الحِصَادِ أَنْ يُخِرِجَ فَعَلَةً إِلى حِصَادِهِ».

 

لا فَرْقَ بَيْنَ يَهُودِيٍّ ويُونَانِيّ، لأَنَّ الرَّبَّ هُوَ نَفْسُهُ لِجَميعِهِم، يُفِيضُ غِنَاهُ عَلى جَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَهُ. فَكُلُّ مَنْ يَدْعُو ٱسْمَ الرَّبِّ يَخْلُص

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة10/من12حتى21/:"يا إخوتي، فلا فَرْقَ بَيْنَ يَهُودِيٍّ ويُونَانِيّ، لأَنَّ الرَّبَّ هُوَ نَفْسُهُ لِجَميعِهِم، يُفِيضُ غِنَاهُ عَلى جَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَهُ. فَكُلُّ مَنْ يَدْعُو ٱسْمَ الرَّبِّ يَخْلُص. إِذًا فَكَيْفَ يَدْعُونَ مَنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ؟ وكَيْفَ يُؤْمِنُونَ بَمَنْ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ؟ وكَيْفَ يَسْمَعُونَ بِهِ بِدُونِ مُبَشِّر؟

وكَيْفَ يُبَشِّرُونَ إِنْ لَمْ يُرْسَلُوا؟ كَمَا هُوَ مَكْتُوب: «مَا أَجْمَلَ أَقْدَامَ المُبَشِّرِينَ بِالخَيْر!». ولكِنْ لَمْ يُطِيعُوا كُلُّهُم بِشَارَةَ الإِنْجِيل، لأَنَّ آشَعْيَا يَقُول: «يَا رَبّ، مَنْ آمَنَ بِمَا سَمِعَ مِنَّا؟». إِذًا فَالإِيْمَانُ هُوَ مِنَ السَّمَاع، والسَّمَاعُ هُوَ مِنَ التَّبْشِيرِ بِكَلِمَةِ المَسِيح. لكِنِّي أَقُول: أَلَعَلَّهُم لَمْ يَسْمَعُوا؟ بَلَى! «في الأَرْضِ كُلِّهَا ذَاعَ مَنْطِقُهُم، وفي أَقَاصي المَسْكُونَةِ كَلامُهُم». وأَقُول: أَلَعَلَّ إِسْرَائِيلَ لَمْ يَعْلَم؟ يَقُولُ مُوسَى أَوَّلاً: «أَنَا أُثِيرُ غَيْرَتَكُم بِمَنْ لَيْسُوا شَعْبًا، وبِشَعْبٍ غَبِيٍّ أُثِيرُ غَضَبَكُم!». أَمَّا آشَعْيَا فَيَجْرُؤُ ويَقُول: «وجَدَني الَّذِينَ لَمْ يَطْلُبُوني، وٱعْتَلَنْتُ لِلَّذِينَ لَمْ يَسْأَلُوا عَنِّي». أَمَّا في شَأْنِ إِسْرَائِيلَ فَيَقُول: «بَسَطْتُ يَدَيَّ النَّهَارَ كُلَّهُ نَحْوَ شَعْبٍ عَاصٍ وَمُتَمَرِّد!».

 

المسبحة الوردية تنقذ شاباً من حبل المشنقة وتدفع المنفّذين إلى الإرتداد

"موقع القديسة رفقا" - 29 حزيران 2017/يُخبر القديس الان دي لاروش انه كان لأرملة ابن وحيد يسعى الى قتله امير ظالم بهدف الاستيلاء على كل خيراتها.  هذه الأم المسكينة سلّمت ابنها للعذراء مريم وقامت بتلاوة الوردية كل يوم على نيته بهدف حمايته من الشر. لكن الامير قبض عليه وامر ان يُشنق، ويعلن هذا الخبر لأمه. فقالت هذه الاخيرة: “كلا، مستحيل، لقد سلّمت ابني لعذراء الوردية بإلحاح”. واسرعت الى مذبح الكنيسة وركعت امام العذراء تتنهد وتبكي، مصلية مسبحتها بتقوى. عند انتهائها من الصلاة تقدّمت وأخذت تمثال الطفل يسوع من امه وصرخت: “لن ارجعه اليك، ما لم تعيدي الي ابني”. في الغد رأت الارملة ابنها عائداً ثم بيّن لها الحبل الذي كان سيُشنق به. مخبراً اياها كيف ان السيدة العذراء اتت شخصياً لإنقاذه، واحلّت رباطه. اما الامير فعندما عرف بالاعجوبة، تغيّرت نواياه، فاعاد للارملة حقوقها والخيرات التي اخذها، واصبح بدوره خادماً اميناً للوردية.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

بيان صادر عن اللوبي اللبناني – الكندي

29 حزيران /2017

ان اللوبي اللبناني – الكندي ومن موقعه الوطني يستنكر بشدة التهديد الارهابي الجبان من قبل منظمة داعش الارهابية على مجتمعنا الكندي الذي اثبت خلال تاريخه بانه مجتمع شجاعِ ينمو ويكبر مع اي مواجهة او تحدي.

ان اللوبي اللبناني – الكندي يدعوالمجتمع الكندي عامة والكنديين من اصل لبناني خاصة وهم اول من واجه الارهاب وتغلب عليه الى قبول التحدي والمشاركة الكثيفة وبدون خوف في عيد كندا ال 150.

كما يدعو اللوبي اللبناني- الكندي الحكومة الكندية الى التشدد اكثر واكثر في مكافحة الارهاب وتضييق الخناق على العناصر الفاعلة في نشر وتسويق هذا الفكر التكفيري والتي تعمل على استغلال الدين وعن غير حق كوسيلة لتحقيق غايتها واهدافها الشيطانية.

اخيراً ان اللوبي اللبناني – الكندي يقف وبكل قواه الى جانب الحكومة والشعب الكندي وكافة القوى الامنية في مواجهة الارهاب وعناصره ويعتبر ان المواجهة تعني كل مواطن كندي شريف لأي دين او لون او اتنية انتمى. الحرب هي ليست على كندا ولكن على قيم التسامح والتعايش السلمي والقبول بالاخر التي تمثله كندا ومجتمعها ونحن كلنا جزء اساسي منه.

عن اللوبي اللبناني- الكندي

وليم قزي

ادمون الشدياق

روز زيدان

ايزابيل الشدياق

 

فيديو مقابلة من تلفزيون المستقبل مع د.منى فياض تتناول تهديدات نصرالله ومسلسل تنازلات المعارضين والقانون الانتخابي وثقافة واسباب العنف ومواضيع أخرى متفرقة

http://eliasbejjaninews.com/?p=56639

فيديو مقابلة من تلفزيون المستقبل مع د.منى فياض تتناول تهديدات نصرالله وومسلسل تنازلات المعارضين وثقافة واسباب العنف ومواضيع أخرى متفرقة/28 حزيران/17/اضغط

https://www.youtube.com/watch?v=xMkoq1a4Sak

 

بعض عناوين مقابلة د.منى فياض مع تلفزيون المستقبل

28 حزيران/17

*المشكلة ليست فقط مع حزب الله ولكن أيضاً مع من يرضخ له ويقدم التنازلات.

*استغرب قول بعض المسؤولين أن البلد ذاهب إلى الإنهيار وهم لا يقومون بواجباتهم لمنعه.

*العنف هو نتيجة التفلت من القانون والحمايات ونتاج ثقافة الفوضى والخطابات التي تسوّق للحروب.

*توقيت كلام السيد نصرالله التصعيدي الأخير غير ملائم وغير مناسب ولا يساعد..

*حزب الله مشارك في الحكومة وعليه أن يحصر مواقفه من خلالها وليس من خارجها.

*مواقف نصرالله التصعيدية تهمش دور الحكومة المشارك فيها.

*الأكثرية هي صامتة.

*حزب الله ينفذ ما تطلبه منه إيران.

*الرضوخ والإستسلام لحزب الله يجعل من لبنان دولة ملغية ومفرغة من المضمون.

*الرئيس عون يضعف الدولة من خلاله مواقفه التي تقول أن سلاح حزب الله ضرورة.

*حزب الله وإيران اعطيا اسرائيل الحجة في حرب 2006.

*مطلوب من مجموعات الحراك المدني أن تتوحد تحت راية السيادة.

*تجربة بيروت مدينتي كانت تجربة رائدة ومن الضرورة الأخذ بها.

*من المتوقع أن تحقق مجموعات الحراك المدني بعض الإختراقات في الانتخابات النيابية.

 

فيديو وبالصوت والنص/من ال بي سي/مقابلة سيادية وتثقيفية بأمتياز مع الإعلامي نوفل ضو يشرح من خلالها معاني ومكونات ومستلزمات المقاومة والسيادة والمواقف ويسقطهم على الواقع اللبناني الحالي الإحتلالي وعلى نوعية السياسيين والحكام المستسلمين
http://eliasbejjaninews.com/?p=56626

بالصوت/فورماتMP3/من ال بي سي/مقابلة سيادية وتثقيفية بأمتياز مع الإعلامي نوفل ضو يشرح من خلالها معاني ومكونات ومستلزمات المقاومة والسيادة المواقف ويسقطهم على الواقع اللبناني الحالي الإحتلالي وعلى نوعية السياسيين والحكام المستسلمين/28 حزيران/17

http://www.eliasbejjaninews.com/mp3from16.11.16/noufaldaou28.6.17.mp3

بالصوت/فورماتWMA/من ال بي سي/مقابلة سيادية وتثقيفية بأمتياز مع الإعلامي نوفل ضو يشرح من خلالها معاني ومكونات ومستلزمات المقاومة والسيادة المواقف ويسقطهم على الواقع اللبناني الحالي الإحتلالي وعلى نوعية السياسيين والحكام المستسلمين/28 حزيران/17/اضغط هنا
http://www.eliasbejjaninews.com/wmafrom16.11.16/noufaldaou28.6.17.wma

فيديو من ال بي سي/مقابلة سيادية وتثقيفية بأمتياز مع الإعلامي نوفل ضو يشرح من خلالها معاني ومكونات ومستلزمات المقاومة والسيادة المواقف ويسقطهم على الواقع اللبناني الحالي الإحتلالي وعلى نوعية السياسيين والحكام المستسلمين/28 حزيران/17
https://www.youtube.com/watch?v=yGcUAEoFEvI

بعض عناوين مقابلة الإعلامي نوفل ضو مع ال بي سي/مستحل معالجة أي مشكل في لبنان دون معالجة السيادة وسلاح واحتلال حزب الله

28 حزيران/17

تفريغ وتلخص الياس بجاني بحرية وتصرف كاملين

*مستحيل معالجة أي مشكل أو ملف مهما كان في لبنان دون معالجة السيادة المنقوصة والمصادرة من قبل حزب الله.. البداية تكون مع معالجة السلاح وحصره بالدولة وبتنفيذ القرارات الدولية 1559 و1701 والتقيد بالدستور.

*المريض لا يمكن علاجه ولا يمكن أن ينجح أي علاج معه إن لم يقر ويعترف بمرضه.. علينا كلبنانيين أن نقر ونعترف باحتلال حزب الله للبنان ومن ثم نبدأ بالعلاج وإلا فالج لا تعالج.

* إن مسار غالبية السياسيين والأحزاب والمسؤولين في الوقت الراهن في سدة الحكم هو سلطوي، أي هدفه الأول السلطة والنفوذ والمواقع والمنافع وليس استرداد السيادة والاستقلال.

*مؤسف صمت الحكومة وكل المسؤولين بما يتعلق بكلام السيد نصرالله الأخير عن نيته استقدام ألوف المجاهدين الغرباء (المرتزقة) إلى لبنان لمحاربة إسرائيل.

*نعيش اليوم حالة مستنسخة عن زمن الاحتلال السوري حيث يكتفي السياسيين والمسؤولين وغالبية الأحزاب، وكما كان قائماً خلال تلك الحقبة بمغانم ومنافع السلطة ولا يقاربون لا من بعيد ولا قريب كل ما هو استقلال وسيادة ودستور وقرار حرب وسلم وإستراتجية وعلاقات مع الدول وتحالفات إقليمية ودولية.

*حزب الله يحتل لبنان ويهيمن على قراره وهو حزب مسلح ومذهبي ومؤدلج وتابع كلياً للحرس الثوري الإيراني وأولوياته إيرانية وليست لبنانية.

*المشرقية المسيحية ليست نظام الملالي في إيران ولا نظام الأسد في سوريا.

*المسيحية المشرقية لا تتحالف مع من يقتل شعبه ويعاديه.

*القوات اللبنانية شريكة في حكومة فاسدين وإن لم تكن هي منخرطة في الفساد.

*الدكتور جعجع أخطئ عندما دعم انتخاب ميشال عون للرئاسة.

*القوات اللبنانية وتيار عون هما كالماء والزيت..القوات حزب مقاومة والتيار حزب سلطة.

*لا فائدة من أية انتخابات إن كان هدف المنخرطين فيها السلطة وليس استرداد الاستقلال والسيادة.

*الثنائية الشيعية هي من فرض القانون الانتخابي النسبي إلذي تم إقراره..التيار والقوات وغيرهما كانوا مع المختلط.

*إن شراء الموقع النيابي بالسكوت عن السيادة والاحتلال جريمة.

*ما يباع للمسيحيين من انتصارات حققها العهد لهم هي مجرد أوهام.

*اليوم بما يخص الحكم..الكل شريك وليس في تحالف..شركاء في المصالح والمنافع والمواقع.

*اتفاق الطائف كان تسوية ومن شارك فيه من المسيحيين لم تكن أهدافه سلطوية..وميشال عون هو من أفشله وخربه وأعطى الحكم السوري ما أعطاه من مبررات لأحكام هيمنه على البلد.

*حزب القوات وكذلك حزبي الكتائب والأحرار هم أحزاب كيانية وفي حال تخلي أي منهم عن الكيانية يفقد ذاته ومبرر وجوده.

*رحلة الألف ميل السيادية تبدأ بجرأة موقف واضح من احتلال حزب الله للبنان.

*شرائح كبيرة من اللبنانيين ونحن منهم ترفض الخضوع والاستسلام والهجرة وهي مصممة على المواجهة الحضارية والسلمية والشهادة للحق وللحقيقة.

*المواقف من داخل الحكومة شيء والمواقف من خارجها شيء آخر..

*المزاج الشعبي السيادي والاستقلالي موجود وقوي وفاعل وأن كان غير ظاهر حالياً بما يتناسب مع الحال الإحتلالي البائس.

*كناشطين سياديين وأصحاب رأي حر ومستقل علينا ورغم كل الصعاب الاستمرار بالشهادة للبنان ولكيانه ولدستوره ولتاريخه ولدوره.

*لا يمكن لأي قوة مهما عظمت ابتزاز وتخويف وتركيع من لا يريدون أي شيء لأنفسهم..وهؤلاء والحمد لله كثر في لبنان.

*على الجميع في لبنان وخصوصاً حزب الله أن يأخذوا العبر من التاريخ..أبو عمار كان أقوى من نصرالله ولكنه فشل في مشروعه اللالبناني والإحتلالي..وكذلك نظام الأسد!.

*الرئيس عون يستغل موقعه لمصلحة أفراد عائلته وهذا أمر مرفوض وهو لم يقدم لكسروان أي شيء من موقعه كنائب عنها.

*الرئيس القوي لا يُقسّم ويوزع على أفراد عائلته مواقع السلطة ولا يساوم على السيادة ولا يغض الطرف عن كل من يتعدى على سيادة واستقلال البلد.

*منطقة كسروان على مستوى من يمثلها في الحكم والمجلسين النيابي والحكومي فقدت هويتها السياسية منذ العام 1992 ودخلت عصر الانحطاط مع العام 2005.. وعليها إعادة قراءة دورها الكياني والسيادي والسياسي وليس فقط النيابي.

 

د.فارس سعيد: نتمنى على مجلس الوزراء عدم التسرع في أخذ اي تدبير يطيح بالنظام العقاري في لبنان بحجة معالجة موضوع المشاعات/نطلب إلغاء مذكرة الوزير خليل

فارس سعيد لـ”السياسة”: لبنان استُتبع بالكامل لمصلحة “حزب الله”

بيروت – “السياسة/29 حزيران/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=56652

اعتبر منسق الأمانة العامة لقوى “14 آذار” فارس سعيد أن مواقف الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله وقيادات حزبه الأخيرة تحمل في طياتها رسالتين إلى الداخل والخارج، الرسالة الموجهة للداخل مفادها أنه إذا لم تتدجنوا، فنحن سنستقدم مقاتلين لتدجين الوضع في لبنان، وبالتالي عليكم أن تستسلموا بشكل كامل لرغباتنا وأنتم رهينتنا ونهددكم في أي لحظة بأننا قادرون على الإطاحة بالاستقرار في لبنان، في حين أن الرسالة إلى الخارج، فهدفها تهديد الأمن والاستقرار في المنطقة، من أجل تحسين ظروف المفاوضات مع الولايات المتحدة.

وأشار سعيد في تصريح لـ”السياسة” إلى أن هذه المواقف تدلل على أن لبنان وطن أسير لهذه السياسة الإقليمية ولهذه الأمرة على السلاح التي تأتي من قبل إيران، التي تهدد دائماً اللبنانيين واستقرار بلدهم بالتفجير إذا لم تخضع السياسة اللبنانية لرغباتها.

وأضاف إن إيران و”حزب الله” يوجهان رسالة أيضاً إلى الغرب، وتحديداً الولايات المتحدة، بأنهما قادران على تفجير الوضع الإقليمي في حال لم يتم الحوار المنشود بين طهران وواشنطن.

وأوضح أن تغييب السلاح عن موضوع اللقاء التشاوري في بعبدا، يؤكد على أن الدولة بشكل كامل استتبعت لمصلحة “حزب الله” الذي يأخذ لبنان رهينة.

في سياق متصل، أجمعت المواقف السياسية على أن ما لوح به نصر الله وبعده النائب نواف الموسوي، باستقدام مئات ألوف المقاتلين ليحاربوا على الأراضي اللبنانية ضد إسرائيل، مؤشر بالغ الخطورة يفتح أبواب جهنم على لبنان ويضرب كل الإنجازات التي تحققت، عدا عن كونه رسالة صاروخية للعهد بأن الأمر في لبنان هو لإيران و”حزب الله” وليس لأي أحد آخر. وأكدت مصادر “القوات اللبنانية” أن ما قاله نصر الله والنائب نواف الموسوي يزعزع كل المناخ الإيجابي الذي شهده لبنان منذ انتخاب الرئيس ميشال عون وتأليف الحكومة، مشددة على أن حماية لبنان مسؤولية الدولة حصراً.

واعتبرت أنه لا يحق لأي فريق التفرد بقرارات تنعكس نتائجها على كل الشعب اللبناني.

 

د.فارس سعيد: نتمنى على مجلس الوزراء عدم التسرع في أخذ اي تدبير يطيح بالنظام العقاري في لبنان بحجة معالجة موضوع المشاعات/نطلب إلغاء مذكرة الوزير خليل

تويتر/29 حزيران/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=56652

*كلام السيد نصرالله انه يسيطر على مساحة تفوق مساحة لبنان ثلاث أضعاف استفزني التراخي حتى الاستسلام ( من قبل البعض ) امام حزب الله مرفوض.

*الاملاك البحرية ملكية الجمهورية اللبنانية مشاعات جبل لبنان ملكية اهالي جبل لبنان ارجو إبلاغ الوزير تويني هو لا يعرف انما الوزير خليل يعرف.

*مشاعات جبل لبنان ملك أهالي جبل لبنان ارجو ان يشرح احدهم الى الوزير تويني الذي ظهر جهله في الموضوع حين صرح"المشاعات مثل الاملاك البحرية".

*سمعت الوزير تويني يقول"موضوع المشاعات شبيه تموضع الأملاك البحرية" مع احترامي لمعاليه هو جاهل بالموضوع مشاعات جبل لبنان ملك أهالي جبل لبنان.

*نتمنى على مجلس الوزراء عدم التسرع في أخذ اي تدبير يطيح بالنظام العقاري في لبنان بحجة معالجة موضوع المشاعات/نطلب إلغاء مذكرة الوزير خليل.

*يعود موضوع المشاعات الى الواجهة ١-استكمال اعمال المساحة مطلوب ٢-نقل ملكية المشاعات من الأهالي الى الجمهورية اللبنانية مرفوض نحذر نحذر!!!!

*اذا أضفنا على تهديد نصرالله بحرب جديدة يشنها من خلال استدعاء ميليشيات شيعية تراجع في تموييل ال١٧٠١ من قبل المجتمع الدولي نكون في خطر حقيقي.

*لا ارى أفق لمن يستعجل الدخول الى نادي المرشحين للانتخابات وقال لي قروي "مثل رجل يراهن على تقدير موسم اللوز وهو لا يزال زهور على الأغصان".

*سيكون "لإعلان اللويزة" وقعا معنويا وسياسيا كبيرا لانه يمثل شهادة لبنان الفريدة في العيش المشترك لتلاقي اعلان الازهر المتقدم إسلاميا.

*تهديد حزب الله بأستدعاء ميليشيات شيعية لمحاربة اسرائيل من لبنان جدّي انه تهديد ايراني لاميركا و روسيا اذا اتفقا حول سوريا بمعزل عن ايران.

*سنظل نقول الحقيقة لان لبنان أمانة في أعناقنا سلاح حزب الله والإمرة الايرانية عليه بخطورة سلاح ابو عمار سابقا وسلاح حافظ الاسد سيدة الجبل.

*قناعتنا بلبنان القائم على العيش المشترك قناعتنا ان كل من يدعي حمايتنا يحمي نفسه قناعتنا ان دورنا في العمل لعالم عربي انساني سيدة الجبل.

*غياب ذكر سلاح حزب الله عن وثيقة بعبدا يؤكد انتزاع حزب الله معادلة: "النفوذ لحزب الله مقابل الكراسي للبنانيين".

*غياب ذكر سلاح حزب الله عن وثيقة بعبدا يضعف حججه امام المجتمع الدولي الذي يطالبه تنفيذ قرارات الشرعية الدولية 1559-1701.

*غياب ذكر سلاح حزب الله وسلاح المخيمات و غيره من وثيقة بعبدا مقصود وفقا لمعادلة انتزعها حزب الله: "الامن لسلاح حزب الله و الأمان للسياسيين".

*ترتكز سياسة ايران على: -"تحالف الاقليات"(الحوثيين،الشيعة،العلويين،المسيحيين...) -"قتال اسرائيل" حمايتنا الدولة مستقبلنا في سلام المنطقة.

*الأمل انً تطالب المرجعيات السياسية بإجراء انتخابات فرعية في كسروانً وطرابلس لماذا حرمان المجلس من ٣ نواب دفعة واحدة؟.

*الإلتباس في السياسة ينسف الحلول سنقول الحقيقة مهما كلفت لا دولة لبنانية في ظل سلاح وًنفوذ حزب الله سيدة الجبل.

*تزايد في لغة التعبئة الحربية والمنطقة على حافة الهاوية يأتي مؤتمر اللويزة بضمانة للعيش المسترك حمى الله لبنان.

*مقابل لغة الحرب والدمار يتمتع لبنان باستقرار يحسده الكثيرون عليه حمى الله لبنان.

*من الناقورة مرورا بجنوب لبنان حتى الجولان انتشار لميليشيات إيرانية تهدد أمن اسرائيل بهدف تحسين ظروف المفاوضات مع اميركا اللعب بالنار المكشوف.

*تحالف الأقليات عرضه الصهاينة على الموارنة في بداية القرن الماضي ورفضوه واختارت الكنيسة لبنان الكبير المرتكز على العيش المشترك سيدة الجبل.

 

الوزير تويني: السلسلة ستحسم في مجلس النواب

المركزية- اكد وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني "ان ملف سلسلة الرتب والرواتب سيحسم في مجلس النواب لان الموضوع اشبع بحثا"، مشيرا الى ان الايرادات باتت مؤمنة من خلال الضرائب على الاملاك البحرية وزيادة الواحد في المئة على TVA ومن الايرادات الاضافية التي اقترحها مجلس الوزراء".

واعلن تويني في حديث إذاعي "ان القطاع الخاص سيسير بالسلسلة في المرحلة المقبلة"، معددا بعض الايجابيات التي يمكن "ان يعكسها اقرار السلسلة وابرزها ضخ كتلة مالية جديدة في السوق وتنشيط الاقتصاد". وعن موضوع مستشفى البوار، اكد "العمل على الملف ودرسه عبر سلسلة اجتماعات بين مندوب الوزارة وادارة المستشفى". وتطرق الى ملف المشاعات وعملية قضمها من قبل بعض النافذين، لافتا "الى ان القضية مشابهة للاملاك البحرية وبالتالي يجب طرحها في مجلس الوزراء لاتخاذ الاجراءات المناسبة بحق المعتدين ووقف الاعتداءات الحاصلة".

 

ريفي: هل سيصدر عن رئيس الجمهورية والحكومة موقف رسمي واضح من كلام نصرالله؟

الخميس 29 حزيران 2017 /وطنية - قال الوزير السابق اللواء أشرف ريفي في بيان: "أيام مضت على ما قاله الامين العام لحزب الله عن استقدام مقاتلين من اليمن والعراق وإيران الى لبنان، وما عاد وأكده أحد نواب حزب الله، ولم يصدر عن رئيسي الجمهورية والحكومة أي رد او توضيح حول موقف لبنان الرسمي من هذا الموقف الخطير، الذي يلغي صورة الدولة ومؤسساتها وحدودها وسيادتها، خدمة لاهداف ايران التوسعية في لبنان والمنطقة".أضاف: "اليوم نسأل: هل ستناقش الحكومة في اجتماعها المقبل كلام نصرالله، وهل ستصدر موقفا واضحا يجنب لبنان ما قد يتعرض له من اخطار ناتجة عن هذا الموقف، ولماذا يصمت الحكم من أعلى رأس الهرم الى ادناه، عن توريط الحزب المسلح للبنان بما لا طاقة له على تحمله، وما هو ثمن التخلي عن المسؤولية الوطنية، تارة بذريعة البراغماتية، وطورا للانصراف الى تقاسم المغانم والمواقع، ونهب المال العام". وختم: "نحن إذ نعتبر أن ما صدر عن بعض المشاركين في الحكومة في هذا الصدد، في الاتجاه الصحيح، نؤكد ان الاعتراض على ما اعلنه نصرالله، غير كاف، والمطلوب صدور موقف رئيس الجمهورية والحكومة، تأكيدا على ان الدولة اللبنانية تمتلك الحق الحصري بالدفاع عن لبنان، ورفضا لتعريض لبنان الى خطر استباحته بشكل كامل، وحفظا لما تبقى من هيبة المؤسسات الدستورية، وصورة لبنان امام المجتمعين العربي والدولي".

 

اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 29 حزيران 2017

النهار

لم يجرِ البحث في الانتخابات النيابية الفرعية بعد إقرار القانون الجديد وإطالة عمر المجلس النيابي 11 شهراً ما يحتّم عدم تجاوز الاستحقاق في عدد من المناطق.

تثير التعيينات المرتقبة في وظائف الفئة الأولى خلافات على أبواب الانتخابات، لم تظهر بعد إلى السطح.

يقول رؤساء بلديات إن الشروط التي وضعت عليهم للترشّح غايتها إبعاد البعض منهم وحرمانه فرصة المشاركة في الانتخابات وانهم سيطعنون بالقانون الجديد

المستقبل

يقال

إنّ معنيين بالموسم السياحي يؤكدون أنّ عطلة الصيف واعدة جداً في لبنان هذا العام بالاستناد الى نسب الحجوزات الفندقية المرتفعة على نحو يفوق التوقّعات

الجمهورية

أسباب

نُقل عن زعيم سياسي أنه يتفهّم الأسباب الخفية التي أدت الى التعجيل بولادة القانون الإنتخابي، و"رغم تحفّظه على كثير من تفاصيله، لن يقدم على أي عمل تشويشي عليه".

مصالحة

قال مرجع سياسي إنه ما يزال يجد "صعوبات جدّية" في محاولته جمع قطبَين سياسيّين إذ يبدو أنهما غير مستعدّين بعد لعقد مصالحة بينهما.

هبة

أوضح سفير دولة أوروبية أن تأخُّر تسليم بلاده هبة موعودة لإحدى المؤسسات المهمة يعود لأوضاع بلاده الداخلية وليس لأسباب سياسية.

البناء

خفايا

يشكو متعاقدون مع وزارة خدماتية يتولاها وزير قواتي حالياً من عدم قبض رواتبهم منذ أكثر من ستة أشهر بالرغم من أنهم يعانون ضائقة مادية شديدة، ولدى محاولة المتعاقدين مراجعة الوزارة بهذا الأمر مطالبين بدفع مستحقاتهم المالية المتأخرة ردّ مسؤولون في الوزارة بأنّ الوزير مشغول بملفات أكثر أهمية لذلك لم يراجع حتى الآن جداول الرواتب التي تحتاج إلى تمحيص.

كواليس

سخرت شخصية دبلوماسية من الكلام الأميركي الصادر عن وزارة الدفاع بأنّ الرئيس السوري أخذ تهديداتها وتحذيرها من استعمال سلاح كيميائي وقام بالالتزام، وتساءلت عما إذا كانت الانتصارات الأميركية القادمة في سورية ستكون حصراً من هذا النوع... فغداً تهدد أميركا إيران بعدم قصف "إسرائيل" بالصواريخ وتقول إنها ضبطت تحضيرات لهذا الغرض وبعد غد تعلن أنّ إيران التزمت بالتهديد الأميركي وأخذته على محمل الجدّ...

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 29/6/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

اعلن رئيس الحكومة العراقية نهاية داعش بسيطرة قواته على الموصل. وجاء هذا الاعلان كأبرز خبر لهذا اليوم في وقت اجرى وزير الخارجية القطري محادثات في تركيا حول الازمة الخليجية.

ورغم هذين التطورين حصل في لبنان ما يشبه الحرب احتفالا بنتائج امتحانات شهادة البروفيه التي لم تعد كما كانت عليه قبل عشرات السنين من حيث القيمة العلمية. هذه الحرب غير مصنفة في قاموس الحضارات لدى الشعوب التي تعبر عن الفرح بوسائل سلمية، وقد اطلقت نيران الرشاشات في العديد من المناطق اللبنانية لتزيد ازعاج الناس بالمفرقعات خوفا وهلعا ولم ينفع هروب شخص في بعلبك وامرأة في بريتال من رصاصات طائشة اطلقت من سلاح طائش على يد مدنيين انقلبوا مسلحين وطائشين في غمرة اعلان النتائج المدرسية عقب مؤتمر صحافي لوزير التربية الذي انتقد تدني مستوى الطلاب في اللغات الاجنبية وحتى في اللغة العربية رغم ان نسبة النجاح الجيد تفوق العشرة الاف والجيد جدا السبعة الآف من اصل حوالى ثمانية وخمسين الف طالب تقدموا للامتحانات.

وقد ترددت انباء عن وفاة الجريح في بعلبك فيما تحركت الاجهزة والقوى الامنية في كل اتجاه من اتجاهات اطلاق النار وطلبت من المواطنين الابلاغ عن مطلقي النار عبر الهاتف الساخن 112.

اذن وزير التربية مروان حمادة اعلن نسب النجاح في امتحانات البروفيه عند الرابعة بعد الظهر والنتائج وردت عبر ال SMS ومواقع التواصل للطلاب عند الرابعة والنصف ليبدأ اطلاق النار والمفرقعات اثر ذلك... ماذا قال وزير التربية؟

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

زمن مهرجانات الفرح والفن في لبنان لكنه ايضا زمن مهرجانات العربدة القاتلة تعبيرا عن فرح متوحش بنجاح شاب او فتاة بالشهادة المتوسطة، فعل القتل يطغى طبعا على مهرجانات الفرح ويلوث بالدم وبوجع الضمير شهادات يفترض ان تكون جوازات عبور حضارية الى المزيد من العصرنة والانسانية، استشهاد رجل بعلبكي برصاص الشهادات، جاء بمثابة رد على وزير الداخلية الذي حذر من قصر بعبدا من العبث بالامن وبحياة الناس بإطلاق النار العشوائي تحت طائلة معاقبة المرتكبين.

في انتظار العقاب العادل للمرتكبين الدولة لا تزال في عطلة، باتت اشبه بتهرب من مواجهة الملفات المعيشية والانمائية والمالية وقد وجدت الحكومة نفسها عالقة بين مطرقة المطالب المحقة وسندان العجز عن تلبيتها، فما يرضي العمال والموظفين يبكي ارباب العمل والدولة، في الانتظار تنظير عقيم في السياسة وبحث في التحالفات الانتخابية من دون نتائج.

اقليميا اعلن العراق سقوط خلافة داعش وخرافته على ارضه بسقوط الموصل بأيدي القوات الحكومية، ولكن ركاما.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

شباب ناجح في بلد طائش، وعلى شرف الشهادة المتوسطة شهادة وفاة لرجل لم يصله من الفرحة إلا بضع رصاصات أردته قتيلا نجح جيرانه وسقط حسين جمال الدين بنار ابتهاج أصاب كرسيه المتحرك. التلامذة تفوقوا والمحتفون بهم لم يتعلموا الدرس ولن يتعلموه ما داموا يرون انتصاراتهم من البريفيه اليوم والبكالوريا غدا ومن عودة الحجاج ظافرين ومن عرس وحزن وطهور. فبالنار على أشكاله من مفرقعات وبارود ورصاص حي استقبل بعض الأهالي نجاح أبنائهم في شهادة متوسطة وأفسدوا على الناجحين علامتهم بعدما تدنت نسبتها في الأداء الاجتماعي إلى صفر على عشرين. لكن وفاة المسن المقعد في بعلبك لن تكون رادعا لعدم تكرار إطلاق النار وذلك على الرغم من تحرك قوى الأمن على خط التوقيفات وتحديدها بعض أسماء مطلقي النار.

والى نيران أبعد مدى حيث احتفى العراق اليوم بنهاية داعش بعد ثلاث سنوات على إعلان دولته من أقدم مساجد الموصل وقد أعلنت وزارة الدفاع العراقية أن وجود داعش في العراق انتهى إلى الأبد ولا خيار أمام متطرفي التنظيم سوى الاستسلام فيما قال رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن استعادة مسجد النوري لهو إعلان لانتهاء دويلة الباطل الداعشية ماتت داعش في العراق وسحب روحها العراقيون وإيران والحشد الشعبي أي الأطراف المتهمة بتعذية الإرهاب في دول الخليج الواقفة اليوم على شفير مهلة. فمع اقتراب مهلة الأيام العشرة من النفاد لم تقدم الدول الأربع المعاقبة كشفا بالحساب السياسي والاقتصادي الذي ستواجهه الدوحة في حال عدم امثتالها لقائمة الشروط الصعبة. وظلت الترجيحات مجرد تحليلات صحافية تتوقع طرد قطر من الجنة الخليجية وفرض عقوبات جديدة عليها هي أيام أربعة فاصلة عن توقعات سيلعب فيها الاميركي دور المريب الذي قال خذوني.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

رغم كل التحذيرات لم يستطع كثيرون من اولياء الفائزين بالبريفيه من لجم اندفاعة التعبير والابتهاج عندهم فسقطت الى الان ضحية في بعلبك، حسين جمال الدين، لتقدم على مذبح الفوز بالشهادة لا الفوز بسقوط مسقط رأس دولة الخلافة.

ولاية داعش سقطت اليوم في العراق من حيث بدأت في مثل هذا اليوم منذ 3 سنوات وفي جامع النوري في الموصل القديمة اعلنت الولاية حين ظهر ابو بكر البغدادي خطيبا مبشرا بخلافته، ويده محاطة بساعة "رولكس" سرقت منه وعنه الانظار والاستماع، وقبل ايام اسقطت جماعته الجامع الاثري التاريخي عبر تفجيره والمنارة الحدباء بعد انهيار صفوفهم وسيطرة القوى الامنية المشتركة لتسقط بذلك داعش من باكورة ابيها.

وبانتظار الكلام لاحقا عن تحرير تل عفر واهميتها الحدودية لا كلام اليوم في لبنان مع ارتدادات عيد الفطر الذي سينسحب على ما يبدو الى بداية الاسبوع المقبل سوى كلام الوزير المشنوق من بعبدا حيث اكد على اجراء الانتخابات في موعدها مضافا اليه بشارة اللبنانيين بالنجاح المبهر في الشهادة المتوسطة بنسبة 81% والتي حلت فيها الطالبة لين العريضي من مدرسة "ليسيه ناسيونال شويفات" واذا كانت الشهادة الاقل تواضعا بين الشهادات استدعت من المبتهجين كل هذا الرصاص، فهل يستدعي الفوز في الانتخابات النيابية الموعودة تنظيم حملات استقدام اسلحة اكثر تطورا؟

واقع حزين لكن التحذير وحده لا يكفي، ولا "سلوغاناته" الدعائية البارعة، "اذا ابنك نجح وصار معه شهادة البريفيه مش ضروري ابن غيرك يسقط ويصير معه شهادة وفاة" فربما كان الانجح ليس بالتمني وحده نحمي حياة الناس بل بالحزم والشدة والاقتصاص.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

النصر الموصول الى الموصل الى تدمر وما بينهما يطول، سقط رمز الدولة المزعومة واستحالت خلافتهم الى خرافة، دخل الجيش العراقي مسجد النور الذي خطب منه ذات يوم المدعو ابو بكر البغدادي فأخرس ذاك الصوت ومشغلوه، وعادت المئذنة الحدباء لتلم حجارة فجرتها احقاد هؤلاء، وأكد العراقيون جيشا وشرطة وحشدا شعبيا انهم قادرون على حماية بلدهم من الارهاب الذي وان لم ينته بعد لكنه مني بأفظع الخيبات.

نصر معنوي كبير على طريق التحقق الاكيد مع معالجة الجيش العراقي لبعض فلول داعش في اخر احياء الموصل القديمة لتكون بجد كتابة اخر اسطر هذا المخلوق الهجين، اما صانعوه المتخبطون بين نصر الجيش العراقي وحليفه السوري فما زالوا على منابر العنتريات يحاولون التشويش واستعادة بعض الهيبة عبر التهديدات، انهم الاميركيون الذين سمعوا اليوم من الروس كلاما اكيدا بأن التهديد الموجه للسوريين موجه لهم ايضا، وان المزاعم الاميركية عن تخطيط لهجوم سوري كيميائي كلام غير صحيح، ويفتقر لأي دليل، فيما دلائل الميدان التي صورتها كاميرا المنار تؤكد مضي الجيش والحلفاء نحو تحقيق المزيد من الانتصار على داعش في البيداء من دون الوقوف عند تلك التهديدات.

في لبنان، يقف الجميع على اعتاب الجلسة التشريعية لمجلس النواب، والعنوان المطلبي بين سلسلة للرتب والرواتب وموازنة غابت عن المجلس لسنوات، اما الانتخابات ففي موعدها الذي حدده القانون الانتخابي بعيدا عن اي تحليل او تأويل كما اكد وزير الداخلية من قصر بعبدا.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

اثنا عشر عاما، والمسؤولون في لبنان يشكون ويبكون أن الدولة بلا موازنة منذ العام 2005، وهم ينعون الانتظام المالي العام والشفافية والمساءلة والمحاسبة وشمولية الإنفاق وترشيد الواردات حتى آخر معزوفة الأزمة المتمادية، حتى جاء العهد الحالي والحكومة الراهنة إذ وضعت موازنة أقرت حكوميا، ثم ذهبت إلى المجلس النيابي هناك بدأت مناقشتها حسب الأصول.

في البداية ظهر رأي يقول بضرورة إقرار الموازنة، وبعدها يتم البحث في سلسلة الرتب والرواتب الشهيرة على قاعدة ضبط مالية الدولة، ومن ثم إعطاء الحقوق لأصحابها قامت القيامة من قبل الحريصين على الاستثمار في عرق البؤساء فظهر رأي جديد، يقول بالتزامن بين إقرار الموازنة الضرورية، ومعها السلسلة المطلبية، ومرة أخرى تعطلت آلية اتخاذ القرار برلمانيا.

اليوم، ظهر طرح ثالث مستجد، يقول بسلسلة، بلا موازنة أي أعباء جديدة على الدولة من دون ضبط مزاريب نهب البعض لها وسرقتهم لمقدراتها وبلطجتهم على مرافقها ومصادرتهم لأملاكها وفرض خواتهم على مواردها وشفطهم لبحرها ورملها ومائها وترابها وجوها كأنهم احتلال من نوع آخر، احتلال، يكشف النائب السيد حسن فضل الله جزءا يسيرا من مافياته في حديث خاص للأوتي في.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

وكما في كل مناسبة اللبنانيون ينتصرون لأفراحهم وأتراحهم، بإطلاق النار في الهواء، ليصاب الأبرياء من المارة، فيسقط القتلى والجرحى، وهذا ما حصل اليوم في إحتفالات الناجحين في شهادة البريفيه، حيث أطلق رصاص الإبتهاج في أكثر من منطقة، ليسجل مقتل المواطن حسين جمال الدين في بعلبك.

والوضع الأمني في ضوء ما تشهده البلاد من جرائم إلى جانب الإجراءات التي تسبق الإنتخابات حضرت في إجتماع رئيس الجمهورية ميشال عون إلى وزير الداخلية نهاد المشنوق، الذي أكد أن القوى الأمنية تقوم بواجباتها في المحافظة على الوضع الأمني، وملاحقة مرتكبي الجرائم، وكذلك مطلقي النار في مناسبات مختلفة، لافتا إلى أن الإنتخابات النيابية ستجري في موعدها.

وفي رد على سؤال عن مواقف أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بشأن إستقدام مجاهدين الى لبنان، أكد الوزير المشنوق أن هذا الكلام لا يعبر عن رأي الحكومة اللبنانية ولا الشعب اللبناني. وقال هذا كلام غير مسؤول وطنيا ويفتح الباب لإشتباكات سياسية نحن بغنى عنها.

وعلى الرغم من سوداوية الصورة التي تركها إطلاق النار و مقتل مواطن، فإن نقطة مضيئة سجلت اليوم بتفوق الطالبة لين رجا العريضي، والتي حققت رقما غير مسبوق، إذا حصلت على معدل بلغ 19.375 في الامتحانات الرسمية للشهادة المتوسطة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

لم يكن حسين جمال الدين، إبن بعلبك، يعرف انه سيكون ضحية أحد المبتهجين بنجاح إبنه أو قريبه في شهادة البروفيه، فدفع حياته ثمن فوز أحدهم أو إحداهن، برصاصة طائشة من فئة الإبتهاج كل من أطلق النار في منطقة بعلبك، عند إصابة جمال الدين، هو القاتل المفترض، ولأن صاحب الرصاصة يصعب أن يعرف، فإن كل من أطلق الرصاص في بعلبك هو القاتل هذا القاتل، بأي قلب يغمر إبنه أو ابنته للتهنئة بالنجاح، وهو ربما يكون قد غمس الشهادة بدماء جمال الدين؟ كل مطلقي النار في بعلبك اليوم ابتهاجا هم قتلة جمال الدين، فكيف يضعون رؤوسهم على وساداتهم وهم عن سابق تصور وتصميم قتلوا حسين بالأمس هناك قتلة، اليوم قتلة، وغدا قتلة، لكن ما يؤسف له، غير إجرام مطلقي النار، اليس هناك من مواطنين شاهدوا مطلقي النار؟ لماذا لا يبلغون عنهم؟ ألا يعرفون أن دورهم، كضحايا الرصاص المتفلت، قد يأتي لاحقا؟

ومن رصاص الإبتهاج والسلاح المتفل، إلى قبضايات الأملاك العامة البحرية واستقوائهم على الإعلام حسن شويخ عينة غير عشوائي، وهو الذي اعتدى على فريق "ال بي سي آي" على شاطئ المنصوري، قال في التحقيق إنه كان متوترا، على غرار ما قاله قاتل روي حاموش، محمد حسن الأحمر، من أنه كان "معصب"، هكذا الفلتان يتوزع بين من هم "معصبين" ومن هم "متوترين"، لتكون النتيجة إما ضحايا بالرصاص وإما معتدى عليهم بالأيدي، والنتيجة أن الزعران المستقوين لا يردعهم سوى تطبيق القانون من دون أي تخفيف ومن دون إسقاط الحق، وهذه هي حال القبضاي الموقوف حسن شويخ الذي يجب ان يكون عبرة لغيره ممن يعتدون بسرعة البرق.

وحتى نستطيع كصحافيين القيام بمهمتنا من دون أن يعرقلنا معتد ما صودف أنه "متوتر". حتى إشعار آخر، مازال الزعران يسودون بوجوه متعددة: منهم برتبة أزعر يسطو على المشاعات، ومنهم برتبة أزعر يعتدي على إعلاميين لأنه متوتر، ومنهم برتبة أزعر لأنه عصب من روي حاموش فقتله. ويحدثوننا عن دور نعتذر منكم: الدولة أن يصدقها الناس وأن تتمتع بالمصداقية، فأين هذه المصداقية؟ في المشاعات أم في الاملاك البحرية العمومية؟ أم في الرصاص المتفلت الاقوى من الوعود الرنانة والتصاريح الطنانة؟ البداية من أحد الذين صدقوا ان هناك دولة فسقط ضحية صدقه.

 

النائب السابق مصطفى علوش لـ”السياسة”: تهديدات “حزب الله” مرتبطة بمسألة التغيير الجذري لقواعد اللعبة في المنطقة واستقدام عشرات الآلاف لمحاربة إسرائيل غير منطقي

يونيو 29, 2017 /بيروت – “السياسة”/في وقت لا تزال المواقف والتعليقات على التهديدات الأخيرة التي أطلقها الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله ضد إسرائيل، واستعداده لاستقدام عشرات آلاف المقاتلين العرب والمسلمين للدفاع عن لبنان، في حال تعرضه لأي عدوان إسرائيلي وشيك تتوالى، وفي حين يرى البعض بأنها نوع من التهويل العسكري لفرض معادلة توازن الرعب، والبعض الآخر يرى أنها جدية وقد تعرّض لبنان لانتكاسة غير متوقعة، تجعله في مواجهة مكشوفة مع إسرائيل تخرجه من سياسة النأي بالنفس التي يعتمدها منذ بداية الحريق السوري، اعتبر القيادي في “تيار المستقبل” النائب السابق مصطفى علوش في تصريح لـ”السياسة”، أنه من غير المنطقي الحديث عن استقدام عشرات آلاف المجاهدين لمحاربة إسرائيل، في ظل الرقابة الأميركية المتشددة والسلاح الحربي الأميركي الموجود على الحدود الإسرائيلية من كل الاتجاهات. وسأل علوش “كيف يمكن لهذه القوى أن تقيم ممرات عسكرية إلى داخل الكيان الإسرائيلي؟”، قائلاً إن كلام نصر الله يهدف إلى أمرين، إما التهويل على إسرائيل من منطق توازن الرعب، أو الاستفادة من الوضع القائم وأخذه ذريعة لإسكان مجموعات جديدة من الشيعة الذين أتوا أخيراً من الزبداني والقصير ومن بعض القرى الشيعية الواقعة على الحدود اللبنانية-السورية. وعن توقعاته بحصول عمل عسكري ما في المنطقة قد يتأثر به لبنان، أشار إلى أنه يعتقد بأنه في لحظة من اللحظات وفي ظل إعادة تركيب المنطقة، قد يحصل شيء من هذا القبيل، لأن الأمور لن تمر مرور الكرام ويمكن لـ”حزب الله” وبطلب من إيران، أن يقوم بحركة عنيفة ووضع مسألة التغيير الجذري لقواعد اللعبة موضع التنفيذ، لأن الأمور لن تمر من دون عمل عسكري، مستبعداً أن يكون ما يجري في المنطقة له علاقة بالأزمة القطرية.ورأى أن أزمة قطر لها علاقة بقطر بالذات، بعد اكتشاف ألاعيبها وبدلاً من التراجع عن هذا الأسلوب، آثرت الهروب إلى الأمام، في حين أن الولايات المتحدة تقف متفرجة، مضيفاً “أتصور أن بلداً مثل قطر، ثلث مساحته قاعدة عسكرية أميركية، ليس لديه مشكلة أن يتحالف مع إيران وأن يكون مع داعش في نفس الوقت ومع الحشد الشعبي ويكون داعماً للإرهاب بأشكاله كافة”.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

أم المعارك في طرابلس - المنية - الضنية والتنافس بين «المستقبل» وميقاتي وريفي

بيروت/محمد شقير/الحياة/30 حزيران/30 حزيران/17

قد يكون مبكراً جداً تسليط الأضواء على خريطة التحالفات الانتخابية التي ستخاض على أساسها الانتخابات العامة في مطلع أيار (مايو) المقبل لأن لا مصلحة للأطراف السياسية الفاعلة في استعجال حرق المراحل قبل أوانها. وقد تستعيض عنها باللجوء إلى المناورات الانتخابية في الأشهر الأولى من موعد الاستحقاق النيابي، حرصاً منها على الاحتفاظ بأوراقها التفاوضية وعدم الكشف عنها في الوقت الحاضر، خصوصاً أن الانتخابات ستجرى في ظل ظروف سياسية دقيقة للغاية مفتوحة على العواصف الأمنية والسياسية التي تضرب المنطقة المحيطة بلبنان ويمكن أن يكون لها تأثير في مسار العملية الانتخابية، على رغم أن معظم القوى تحرص على اتباع سياسة النأي بالنفس عن هذه العواصف. لكن إصرار الأطراف السياسية على عدم فتح المعركة الانتخابية، على الأقل في المدى المنظور، ظناً منها أنه من السابق لأوانه إقحام البلد في تجاذبات سياسية من شأنها أن تشغل الجميع في الهم الانتخابي بدلاً من الالتفات إلى ما يشغل بال المواطنين الذين هم في حاجة ماسة إلى توفير الحد الأدنى من الحلول لمشكلاتهم الاجتماعية والمعيشية، إضافة إلى المشكلة الاقتصادية الخانقة التي يرزح تحت وطأتها البلد، يبقى العامل الأساس الذي يدفع هذه الأطراف إلى التريث في فتح ملف التحالفات الانتخابية.

إلا أن هذا الإصرار لا يقلل من أن كون لبنان سيواجه هذه المرة أقسى المعارك الانتخابية في ظل خلط الأوراق الذي من شأنه أن يبدل من طبيعة الاصطفاف السياسي الذي كان قائماً بين قوتين أساسيتين هما «14 آذار» و «8 آذار» قبل انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية.

فتبدّد هذا الاصطفاف أدى إلى قيام تحالف بين الأضداد، كان أبرز وجوهه بين «تيار المستقبل» و«التيار الوطني الحر» وحزب «القوات اللبانية»، مع أن اختبار مدى صموده سيبقى خاضعاً لتحالفها في الانتخابات النيابية التي تشكل المعبر الوحيد لإعادة إنتاج السلطة السياسية في لبنان، من جهة، ولاستقراء مستقبل الجمهورية من جهة ثانية. ومع أن هذا التحالف في حال لم يتعرض إلى انتكاسة سياسية تسبق موعد إجراء الانتخابات النيابية مصدرها الخلاف على تشكيل اللوائح في الدوائر الانتخابية المشتركة، يمكن أن يؤشر إلى وجود رغبة مشتركة لدى الأطراف المجتمعة تحت سقفه تقضي بتنفيس الاحتقان المذهبي والطائفي، فإن بعض المشاركين فيه سيضطرون إلى الانفتاح على الأطراف الأخرى، وهذا ما ينسحب على التعاون الانتخابي المفترض بين «التيار الوطني الحر» وبين حليفه في ورقة التفاهم «حزب الله»، وبدرجة أقل بين «المستقبل» وحركة «أمل»، خصوصاً في دائرة بيروت الثانية من دون استبعاد دخول «حزب الله» على خط الشراكة معهما، وإنما من موقع اختلاف الأخير مع «المستقبل» على خلفية أن هناك ضرورة لتمديد «ربط النزاع» بينهما.

لكن، في ظل الترويج لأكثر من سيناريو لخريطة التحالفات الانتخابية في لبنان، لا بد من التوقف أمام المعركة الانتخابية المرتقبة في دائرة طرابلس - المنية - الضنية وما إذا كانت ستنسحب على هذه الدائرة التي تضم 11 مقعداً نيابياً. وفي هذا السياق، وعلى رغم أن لا شيء نهائياً في خريطة التحالفات في عاصمة الشمال وتوابعها، فإن من يراقب الأجواء السائدة فيها حالياً يسارع إلى تأكيد أنها ستشهد أم المعارك الانتخابية بين ثلاث لوائح: الأولى مدعومة من «تيار المستقبل» والثانية برئاسة رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي والثالثة بزعامة وزير العدل السابق أشرف ريفي. هذا إذا لم تدفع الحسابات الانتخابية والسياسية في اتجاه تشكيل أكثر من لائحة غير مكتملة من أطراف شخصيات سياسية تجد نفسها مستبعدة من دخول اللوائح الثلاث الكبرى. وتقول مصادر سياسية مواكبة للأجواء الانتخابية في طرابلس والمنية والضنية أن أصدقاء مشتركين لرئيس الحكومة سعد الحريري والرئيس ميقاتي حاولوا الدخول، بعيداً من الأضواء، في محاولة لتنقية الأجواء بينهما والعمل على رأب الصدع السياسي الذي لا يزال يتفاعل منذ تشكيل الأخير حكومته بعد استبعاد الحريري من رئاستها، لكنهم لم يلقوا أي تجاوب يدعو إلى التفاؤل في جمعهما في لائحة واحدة.

كما أن إعادة ريفي، وفق المصادر، إلى عرينه في بيت «المستقبل» يبقى من سابع المستحيلات وأي محاولة ما هي إلا مضيعة للوقت. مع أن علاقة وزير العدل السابق بميقاتي تبقى أقل توتراً، لكن هذا لا يعني أن تحالفهما في حال تكثفت مساعي الوسطاء، سيرى النور.

وتعزو المصادر ذاتها السبب إلى صعوبة جمع ميقاتي وريفي في لائحة انتخابية واحدة ضد «تيار المستقبل» وحلفائه من نواب طرابلس الحاليين و «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» تحت سقف برنامج سياسي واحد، إضافة إلى وجود عائق لا يستهان به ويتعلق بسوء العلاقة بين ريفي والوزير السابق فيصل كرامي الذي يصنف بأنه الرقم الصعب على لائحة ميقاتي الذي لن يتخلى عنه بعدما نجح في إقناع قريبه النائب الحالي أحمد كرامي بالعزوف عن الترشح.

وتلفت أيضاً إلى أن ميقاتي أخذ قراره بالتعاون مع الوزير السابق جان عبيد كمرشح عن المقعد الماروني على لائحته، مع أن الأخير على علاقة جيدة بالحريري، إضافة إلى أنه يأخذ وقته في اختيار المرشح الأرثوذكسي بين صديقين له هما الوزير السابق نقولا نحاس ورفله دياب المنتمي إلى «تيار المردة».

وتتوقع أن يختار ميقاتي على لائحته أكثر من شخصية سنّية، إضافة إلى انفتاحه على «الجماعة الإسلامية» التي لم توضح موقفها حتى الساعة، وما زالت تدرس خياراتها الانتخابية لئلا تغامر بتحالف من خلال تسمية مرشحيها في طرابلس والضنية والمنية وتعرف سلفاً أن فوزهم ليس مضموناً.

وبالنسبة إلى المرشح عن المقعد العلوي في طرابلس، ترى المصادر المواكبة أن ميقاتي يفضل التعاون مع شخصية علوية لا تنتمي إلى الحزب «العربي الديموقراطي» برئاسة رفعت علي عيد رغبة منه في قطع الطريق على من يحاول من خصومه في طرابلس حشره على خلفية أن المرشح ينتمي إلى متهمين بتفجير مسجدي «السلام» و «التقوى» في طرابلس.

ويمكن أن ينسحب موقف ميقاتي من المرشح العلوي على اختيار من سيتعاون معه عن قضاءي المنية والضنية مع أنه يتردد أنه سيضم إلى لائحته النائب السابق جهاد الصمد، إضافة إلى آخرين. أما في خصوص موقف ريفي من الانتخابات، وهو الطامح إلى خوض معركة اختبار قوته النيابية بعد فوز معظم أعضاء اللائحة المدعومة منه في انتخابات البلدية في طرابلس، فتؤكد المصادر أنه يميل حالياً إلى ترشيح وليد معن كرامي ابن عم فيصل كرامي، إضافة ألي وجوه شابة جديدة من طرابلس والمنية والضنية. ويبقى السؤال عن موقف الحريري في ظل استبعاد حصول مفاجأة من العيار الثقيل يمكن أن تؤسس لتعاون انتخابي مع ميقاتي. بادئ ذي بدء تعتبر المصادر المواكبة أن لا قيمة لاستطلاعات الرأي إذا كانت نتائجها ستكون نسخة طبق الأصل عن مثيلتها في انتخابات البلدية في طرابلس التي لم تكن تتوقع فوز لائحة ريفي بأكثرية أعضاء المجلس البلدي.

وتضيف أن المنافسة شديدة بين «المستقبل» وحلفائه وبين ميقاتي، وبنسبة أقل بين الاثنين وريفي، وتقول أن عنصراً جديداً يضاف للمرة الأولى إلى المعركة الانتخابية ويتمثل في تحالف «القوات» و«التيار الوطني»، وهذا من شأنه أن يرفع من منسوب الحماسة المسيحية للمشاركة في الانتخابات، سواء في طرابلس أم في الدائرتين التابعتين لها. وتتابع المصادر: «في الانتخابات النيابية السابقة، كان الناخب المسيحي يتصرف كأن لا حساب لصوته وأن محادل التحالف التي كانت قائمة تعاملت معه على أن تأثيره هامشي، بينما اليوم يجد نفسه في قلب المعركة الانتخابية ويسعى لأن يكون فاعلاً، ولو بدرجة أقل من الصوت المسلم، في العملية الانتخابية». ولم تستبعد قيام تحالف واسع بين «المستقبل» و «التيار الوطني» و «القوات» في طرابلس من خلال إشراكهما بمرشحين أرثوذكسي وماروني في اللائحة المدعومة من الحريري وحلفائه الوزير محمد كبارة والنائب محمد الصفدي وآخرين، على أن يكون لهذا التحالف امتداد إيجابي في المنية والضنية لوجود أكثر من 13 ألف ناخب مسيحي فيهما. عليه، فإن الصـــورة الأولية للتحالفات في طرابلس بدت واضحة وقد تكون نهائـــيـــة ويمكن العلويين خوض الانتخابات بمرشح على لائحة غير مكتملة بالتعاون مع أحزاب وقوى سياسية مصنفة في خانة محور الممانعة فيما ينشط ريفي في المنية والضنية لاختيار مرشحين على لائحته، ويفضل أن يكونوا من العائلات الكبيرة في هذين القضاءين اعتقاداً منه بأن لديه قدرة على خرق بعض العائلات التي تدين بالولاء لـ «المستقبل».

 

اتجاه نحو تحالف إنتخابي بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر

"الأنباء الكويتية" - 29 حزيران 2017/يبدو واضحاً الاتجاه نحو التحالف بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل في اكثر من منطقة، وقد مهد رئيس التيار الحر الوزير جبران باسيل لذلك بالحديث عن عزم تياره ترشيح مسلمين على لوائحه.  ووفق مصادر متابعة لـ «الأنباء»، فإن توحيد صيدا وجزين ضمن دائرة انتخابية واحدة سيكون عنوان التحالف الذي سيضم الرئيس فؤاد السنيورة وبهية الحريري عن المستقبل الى ثلاثة مرشحين للتيار عن جزين، علما أن الرئيس السنيورة مازال يرى ان من المبكر الحديث عن ترشيحه للانتخابات في صيدا، وقال امس: الكل حامل همّ ترشيحي في صيدا، وأنا لست كذلك، ولدي الكثير من الراحة والسكينة.

 

تهديدات نصرالله والعقوبات الأميركية تثير قلق اللبنانيين

إعداد جنوبية 29 يونيو، 2017/ما زال كلام السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله، الذي هدد فيه باستقدام مقاتلين أجانب الى الى لبنان يلقى ردود فعل سلبية حتى من قبل حلفائه، وسط تساؤلات حول علاقة هذا الكلام بما نشر عن قرب صدور عقوبات أميركية جديدة ضدّ حزب الله.

طالب القيادي في “تيار المستقبل” مصطفى علوش رئيس الجمهورية ميشال عون، والحزب الذي يمثله، بإعلان موقفه الصريح حيال تصريح عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب نوّاف الموسوي عن الاستعانة بعناصر “الحرس الثوري”، إذا اندلعت حرب جديدة مع إسرائيل. واستغرب علوش، في حديث صحفي، غياب ردود الأفعال الرسمية على مواقف الموسوي، سائلاً: قد لا نكون قادرين على مواجهة بالسلاح، لكن ألا يمكننا الرد عليه في السياسة؟. واكد ان الموسوي والامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله لا يتكلمان باسم الحكومة أو لبنان، بل باسم إيران، وما صدر عنهما هو تصريحات من نوع الهزل السياسي، في حين طالب رئيس الجمهورية وحلفاء الحزب، خصوصاً المسيحيين الذين يعتبرونه عنصر توازن، اتخاذ الموقف المناسب، والرد على التهديد بالاستعانة بالحرس الثوري، مضيفاً: “المواجهة تتعدى المسألة السياسية في الحكومة التي هي قائمة بحكم الأمر الواقع لأنه لم يكن بالإمكان تأليفها من دون مشاركة مكون شيعي، والحزب هو أحد أبرز هذه المكونات”.

نواف الموسوي

في حين تمنى القيادي في “التيار الوطني الحر” ماريو عون لو لم يصدر تصريح عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب نواف الموسوي عن الاستعانة بعناصر “الحرس الثوري”، إذا اندلعت حرب جديدة مع إسرائيل في هذه المرحلة بالتحديد في ظل الجهود التي يبذلها رئيس الجمهورية للانطلاق بالعهد، وبعد طاولة الحوار التي عقدت في القصر الرئاسي. واكد في حيث صحفي، انه لا يمكن البناء على تصريحات هي في نهاية المطاف استراتيجية، أكثر منها سياسية، معتبرا أن موقف “حزب الله” جاء رداً على استفزاز اسرائيل، وهو يعني صاحبه، أمل ألا تترجم مفاعيله عملياً.

وكان نصرالله قد أعلن في خطابه في إحتفال يوم القدس أنه “في حال شَنّت إسرائيل حرباً على محور المقاومة، فإنّ الأجواء والحدود ستفتح أمام آلاف المقاتلين، للمشاركة في هذه المعركة”. ليعي النائب عن حزب الله في البرلمان اللبناني نواف الموسوي وكرر ما قاله نصرالله مؤكدا استقدام الحرس الثوري الإيراني والحشد الشعبي العراقي في حال اندلاع الحرب مع إسرائيل.

اسرائيل تهاجم اليونيفيل

أكّدت مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى أن قوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان، باتت من ناحية عملية “ورقة تين” للقرار 1701 الصادر عن مجلس الامن الدولي عام 2006، رغم أنها هذه القوات هي “الجهة التي ينبغي أن تعمل على تطبيق القرار”.

وأضافت المصادر، في حديث الى موقع “المونيتور”، بنسخته العبرية، أن “القوة الأممية هي قوة تبييض أنشطة حزب الله، على طول الخط الأزرق على الحدود مع لبنان، وهي كذلك ذريعة لحزب الله وأيضاً لدى الحكومة اللبنانية، لانتهاك قرار الأمم المتحدة وزيادة التوتر على الحدود”، مؤكدة انه “لم نعد بحاجة إلى هذه القوة هنا”.

المصارف قلقة من العقوبات ضدّ حزب الله

اكد رئيس مجلس ادارة جمعية المصارف جوزيف طربيه ان الهدف الاول لجمعية المصارف وفقاً لنظامها الاساسي هو تمثيل المهنة والدفاع الجماعي عن مصالح القطاع المصرفي. ومن الطبيعي أن نتوجه الى زملائنا في الجمعية العمومية ليحاسبونا على موضوع العقوبات على “حزب الله” الحيوي الذي هو الاهم في مستقبل القطاع المصرفي في لبنان. وهو موضوع الساعة الاخطر الآن حتى على الصعيد الوطني بما يمكن أن يلحقه تصعيد العقوبات من هز الاستقرار السياسي والاجتماعي والمصرفي، بحيث يمكن أن يؤدي عملياً الى استهداف التحويلات المالية الى لبنان، بما يسبب استنكاف المصارف الاجنبية المراسلة للتعاطي مع مصارف لبنان بسبب خطر العقوبات عليها، مما يشكل مقتلاً للعمل المصرفي في حال تمرير مشاريع القوانين التي هي معروضة على الكونغرس الاميركي الآن لإقرارها. وعن التوصل الى صيغة تخفيفية للقانون الاميركي، لفت الى “أننا لقينا تفهماً في الكونغرس الاميركي ولدى الادارة ايضاً بشأن مطلبنا تحييد القطاع المصرفي اللبناني عن موضوع العقوبات، وكذلك عدم التعرض لرموز السلطات الدستورية في لبنان. ان نجاحنا في هذا الموضوع حصل، ولكن لا يمكن تقويم مقداره إلا بعد صدور القانون، ونحن لا نزال نتابع الموضوع”.

 

المعارضون العونيون يستعدون لـ"معركة حاسمة"/مُعارضة جديدة بدأت تظهر في التيّار الوطنيّ الحرّ

المفصولون من "الوطنيّ الحرّ" يتحضّرون جيّداً للاستحقاق النيابيّ/القرار اتّخذ بخوض المعركة الانتخابيّة لإعادة التيّار إلى الأصول/لوائح معارضي التيّار بدأت تتشكّل والرهان سقط

ليبانون ديبايت/29 حزيران/17

يبدو أنَّ المشاكل التي يُعاني منها "التيّار الوطنيّ الحرّ"، بدأت تتزايد أكثر فأكثر، وتتوسّع رقعتها، سواء أكانت على الصعيد الحزبي الداخلي والاستدعاءات الأخيرة إلى المجلس التحكيمي التي طالت ناشطين في التيّار يحملون البطاقة العضويّة بسبب مواقفهم من قيادة الحزب، أم فيما خصّ الانتخابات النيابيّة المُنتظرة، والتي تعتبر بمثابة أمِّ المعارك بين المناضلين العونييّن السّابقين والقيادييّن الصّامدين، خصوصاً أنّ هناك نوعاً من إثبات الوجود يسعى إلى فرضه الطرف المُعارض من خلال نتائج الانتخابات للتأكيد على أنّه كان وما يزال رقماً صعباً في داخل الحزب كما من خارجه.

وفي هذا الإطار، على موقع "ليبانون ديبايت"، أنّ "مُعارضة جديدة بدأت تظهر في التيّار الوطنيّ الحرّ، مغايرة لتلك السّابقة، إذ إنّ المناضلين السّابقين والمعارضين الحالييّن، قرّروا فقط الابتعاد عن الصفوف الحزبيّة الداخليّة، لكنّهم لن يخرجوا من السّاحة السياسيّة والمعركة الانتخابيّة، بل على العكس، هم بصدد تجميع صفوف تيّار غير مُعلن، يسير على المبادئ الأساسيّة التي رفعها الرئيس العماد ميشال عون، والتي آمنوا بها وناضلوا بغية تحقيقها وتثبيتها، وضحّوا في سبيلها". وأشارت مصادر "المُعارضة العونيّة"، إلى أنّ "الكثير راهن على خروج المُناضلين القُدامى من الخارطة السياسيّة، بعد فصلهم من التيّار، إلّا أنّ الرهان هذا سقط، والفترة المُقبلة ستشهد على ذلك، وعلى قدرة المُعارضين، إذ بدأ القياديّون السّابقون المفصولون من "الوطنيّ الحرّ"، يتحضّرون جيّداً للاستحقاق النيابيّ، ويعدّون لوائحهم الانتخابيّة، ويرسمون تحالفاتهم التي سيخوضون من خلالها المعركة الانتخابيّة و"الحزبيّة". وكشفت المصادر لموقع "ليبانون ديبايت"، أنّ "أبرز الأسماء التي ستنضمّ إلى اللّوائح، هي زياد عبس، شربل نحّاس، رمزي كنج، انطوان نصرالّله نعيم عون وغيرهم من المناضلين السّابقين، حيث ستشكّل لائحة في دائرة بيروت الأولى قد تكون مبنيّة على تحالف بين عبس ونحّاس والمجتمع المدني، ولائحة أخرى في المتن عمادها نصرالّله، أمّا اللائحة الثالثة فستكون في بعبدا، لكن غير مُكتملة، وتضمّ كنج". وشدّدت المصادر على أنّ "القرار الذي اتّخذ بخوض المعركة الانتخابيّة، يهدف إلى إعادة التيّار إلى الأصول والمبادئ والثوابت التي عنون مسيرته عليها، وآمن بها آلاف الشّابات والشّباب، ووضع حدّ لمن أسموهم" الدُخلاء المتسلّقين على ظهر الأسس العونيّة، التي يستغلّوها لمدّ جسرٍ لمصالحهم"، فمن غير المقبول أن يُفصل ويُطرد ويخرج من التيّار مناضلين ليخلفهم "رجال أعمالٍ مصلحيين".

 

14 آذار بـ"حلّة" جديدة حضرت بيـن الحريـري وجعجع.. فهل تبصر النور/الخريطة السياسية نحو تعديلات: تقاربٌ بين معراب وبنشعي وجبهةُ مستقلين!

المركزية- في ظل المرحلة الجديدة التي دخلتها البلاد مع طي صفحة القانون الانتخابي بنجاح، من جهة، والاجتماع التشاوري الذي استضافه القصر الجمهوري وأثمر "وثيقة بعبدا 2017" وهدفها تفعيل العمل المؤسساتي والنهوض بالاقتصاد من جهة ثانية، تبدو الخريطة السياسية المحلية مقبلة بدورها نحو "تنقيح" حيث من غير المستبعد ان تشهد اصطفافات جديدة أو قديمة – جديدة قد تبصر النور على أبواب الانتخابات النيابية المرتقبة في أيار 2018. فوفق معلومات "المركزية" لم يتطرق السحور الذي أقامه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على شرف رئيس الحكومة سعد الحريري الخميس الماضي في معراب، الى ملفات الساعة محليا واقليميا ودوليا فحسب، بل طُرحت خلاله أيضا إمكانية إحياء فريق 14 آذار السياسي الذي تشتت على مدى السنوات الماضية، لكن بحلّة جديدة وبشعارات حديثة تواكب التحديات التي يواجها لبنان اليوم. ففيما وُضع "سلاح حزب الله" على الرف وأقرّ الجميع بأن حلّه مرتبط بحسابات اقليمية لا داخلية فقط، "مواجهةُ الارهاب والتطرف" باتت تشكل الهم الاول ليس فقط محليا انما في المنطقة والعالم. من هنا، يصلح "الاعتدال" و"محاربة الارهاب بكافة أشكاله" ليكونا عنوانا جديدا يلتمّ تحته مجددا شمل الفريق الآذاري، إضافة الى شعار "السيادة" الذي يبقى الحفاظ عليها همّ 14 آذار الاول. وتشير المعطيات الى ان الحريري تخوف من أن تُفهم هذه الخطوة وكأنها موجهة ضد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وهو حريص على تحالفه معه ومع فريقه السياسي، الا ان رئيس القوات رأى العكس، واعتبر ان الجبهة المفترضة قد تكون رافعة للعهد، لا سيما وان عناوينها لا تتعارض مع عناوينه بل ان هذه الشعارات تلقى تأييد أطراف سياسيين لا يدورون في فلك 14 آذار... وفي وقت لم ينته سحور معراب بأي قرار نهائي في هذا الشأن، توضح مصادر معراب لـ"المركزية" "ان 14 آذار هي 14 آذار، عنوانها العريض الشراكة المسيحية-الاسلامية، ولا وجود لما يُسمّى "نيو 14 آذار". فـ14 آذار كفكرة لها علاقة بحرية وسيادة واستقلال لبنان لا تزال قائمة، لكن حصل ما يُشبه "تعليقا" للاشتباك الذي كان قائماً بين فريقي 8 و14 آذار، واي عودة الى هذا الاشتباك معناه "خربطة" التحالفات او التفاهمات التي نشأت بعد إنجاز استحقاق الرئاسة". وتشير الى "ان هذا الموضوع ليس مطروحاً، خصوصاً بعدما اتّفقت الأطراف على "ربط النزاع" في القضايا الكبرى خدمةً للاستقرار الذي يجب ان يوظَّف لخدمة المصالح الحياتية للمواطنين، في انتظار تبلور المشهد الاقليمي، فنتمكّن بعد ذلك من حلّ أزمة السلاح وتعزيز مشروع الدولة". على أي حال، ودائما في إطار التبدلات المرتقبة على الساحة المحلية، لا تستبعد اوساط سياسية عبر "المركزية" تكثيف الاتصالات بعيدا من الاضواء للتقريب بين "القوات" و"المردة" بجهد من حليف مشترك للطرفين، كما تتحدث عن مساع يبذلها الرئيس امين الجميل مع عدد من الاحزاب والشخصيات المستقلة، ومع أطياف في المجتمع المدني أيضا، لا تزال في بداياتها، لانشاء جبهة سياسية جديدة تخوض الاستحقاق النيابي المرتقب جنبا الى جنب. وينشط على الخط نفسه الرئيس نجيب ميقاتي الذي يعدّ منذ اليوم عدته للانتخابات النيابية بمروحة اتصالات موسعة تشمل رؤساء جمهورية وحكومات سابقين قد تساعده في تشكيل لوائح في أكثر من منطقة لا سيما في بيروت، في وجه لوائح الحريري. وستبيّن الاشهر المقبلة ما اذا كانت هذه الحركات ستتكلل بالنجاح ام لا.

 

الامن المتفلت في صلب الاهتمامات الرئاسية والمشنوق: لا غطاء سياسيا على احد

زيارة قواتيـة لبنشـعي غـدا وجهـد من حليـف مشـترك لتقريـب المسـافات

انتهاء "داعش" في الموصل وضغط اميركـي مزدوج لحل ازمــــة الخليــج

المركزية- بقيت مفاعيل عطلة عيد الفطر سارية المفعول في الساحة السياسية. وعزز الاسترخاء وجود رئيس الحكومة سعد الحريري في باريس في اجازة مع العائلة، على ان يعود قريبا، فيما بدت الحركة السياسية شبه غائبة باستثناء بعض زيارات التهنئة ومواقف الحث على اطلاق ورش تفعيل العمل في المؤسسات تنفيذا لمقررات لقاء بعبدا التشاوري.

الامن والانتخابات: وفي ما يؤمل ان ينطلق البحث من ملفي الموازنة التي اشبعت درسا وتمحيصا في اللجان النيابية وسلسلة الرتب والرواتب التي تشير مصادر نيابية الى انها باتت على قاب قوسين من الاقرار في ظل قناعة جامعة بوجوب طي صفحتها، بقي ملف الامن المتفلت متصدرا واجهة المتابعات فقاد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الى قصر بعبدا حيث بحث ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون في تفاصيله وتطوراته والتحضيرات الجارية لوضع القانون الانتخابي الجديد موضع التنفيذ. واعلن المشنوق على الاثر ان رئيس الجمهورية سيتابع مع رئيس الحكومة والجهات القضائية المختصة الاجراءات التي يتخذها القضاء بحق مرتكبي الجرائم، بغية إنزال اقسى العقوبات التي يسمح بها القانون في حقهم. وأكد أن القوى الامنية تقوم بواجباتها في المحافظة على الوضع الامني وملاحقة مرتكبي الجرائم على انواعها وكذلك مطلقي النار في مناسبات مختلفة، وأن لا غطاء سياسيا على أحد. اما في الشق الانتخابي، فجزم المشنوق ان الانتخابات النيابية ستجري في موعدها وقال نحن ندرس كافة النقاط الواردة في القانون. وكل العمل يجري على اساس ان الانتخابات ستتم في موعدها، ولا نناقش مسألة الموعد نهائيا، بل كيف يمكن ان نبرمج ما هو مطلوب لتطبيق القانون ضمن المهلة المقرّرة، على ان تتم الانتخابات في موعدها من دون اي تردد ولا اي تأخير ولا تأجيل."

وردا على سؤال عن مواقف امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في شأن إستقدام "مجاهدين" الى لبنان قال:

هذا الكلام لا يعبّر عن رأي الحكومة اللبنانية ولا الدولة اللبنانية ولا الشعب اللبناني. هذا كلام غير مسؤول وطنيا ويفتح الباب لاشتباكات سياسية نحن بغنى عنها. موقفنا، حكومة ودولة، اننا لا نقبل بهذا الامر ولن نسمح به بقوة القانون وبقوة الدولة، وبقوة كافة المؤسسات السياسية والامنية المسؤولة.

زيارة قواتية لبنشعي: وسط هذه الاجواء، تترقب الساحة السياسية مفاعيل لقاء بعبدا التشاوري على مستوى العلاقات الثنائية بين بعض القوى ومن بينها القوات اللبنانية وتيار المردة. وبدت لافتة في السيا، زيارة سيقوم بها نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني الى بنشعي غدا، حيث يلتقي رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية في اطار جولة على قضاء زغرتا – الزاوية تبدأ بلقاء مع منسقية "القوات اللبنانية" في زغرتا - الزاوية في مقرّها في إرده صباحاً، يزور بعدها سيدة زغرتا، ثم دارة الرئيس الشهيد رنيه معوض وينتقل من هناك الى بنشعي. وفي هذا المجال، لم تستبعد اوساط سياسية عبر "المركزية" تكثيف الاتصالات بعيدا من الاضواء للتقريب بين "القوات" و"المردة" بجهد من حليف مشترك للطرفين.

اعلان اللويزة": من جهة اخرى، تستضيف جامعة سيدة اللويزة ابتداءً من العاشرة من صباح بعد غد السبت "تظاهرة جامعة" مسيحية-اسلامية تعكس النموذج اللبناني المتنوّع دينياً وثقافياً، بدعوة من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، لملاقاة "اعلان الازهر الشريف حول المواطنة" الذي عُقد في جامع الازهر في مصر في آذار الفائت. وفي حين يُشارك رؤساء الطوائف كافة بالمؤتمر اضافةً الى ممثل عن شيخ الازهر احمد الطيّب وهو نائب امام الازهر، وممثل عن الرئيس عون وشخصيات سياسية واجتماعية من مختلف المجالات، يُختتم المؤتمر باعلان اللويزة الذي يتلوه البطريرك الراعي الذي بحسب مصادر مواكبة تحدّثت لـ"المركزية" "لن يحيد عن مسار الرسالة التي يطّلع بها لبنان في العيش المشترك وتقبّل الاخر واحترام التنوّع والتعددية، وإستكمال المسيرة التي بدأها الازهر في التأكيد على الدولة المدنية التي يتساوى فيها الجميع دون استثناء وتُحترم فيها حقوق المواطنة والحريات الدينية والكرامة الانسانية، وهذه المبادئ جزء من رسالة لبنان التي شددت عليها وثيقة الازهر في اذار الماضي".

انتخابات المصارف: من جهة ثانية، تلتئم الجمعية العمومية لجمعية المصارف في الثانية عشرة ظهر غد في مقرّها في الصيفي، لانتخاب 12 عضواً لمجلس الإدارة ورئيس من بينهم. وتتنافس على الانتخابات لائحتان: الأولى "لائحة التغيير حتماً" برئاسة رئيس مجلس الإدارة المدير العام لبنك بيروت سليم صفير الذي أصرّ على تمثيل المصارف الصغيرة والمتوسطة والعربية فيها وأبقى على أربعة مقاعد شاغرة للمصارف الكبرى .أما اللائحة الثانية فيرأسها الرئيس الحالي للجمعية جوزيف طربيه، وهي لائحة "القرار المصرفي" التي تضمّ 12 مصرفاً. وعلمت "المركزية" أن الاتصالات والمشاورات توقفت بين أعضاء اللائحتين، مع تمسك "لائحة التغيير" بالمصارف الصغيرة والمتوسطة والعربية، في حين تشدد لائحة "القرار المصرفي" على عدم التشطيب "وهنيئاً لمن يفوز".

تحرير الموصل: في مجال آخر، وتحديدا على ضفة الانهيارات المتتالية لتنظيم داعش في العراق،اعلنت وزارة الدفاع العراقية، نهاية التنظيم الإرهابي في مدينة الموصل، لتنتهي بذلك ثلاثة أعوام من سيطرة المتشددين على المدينة. وأوضحت أن وجود داعش في العراق انتهى إلى الأبد، مؤكدة ان لم يعد من خيار أمام متطرفي التنظيم سوى الاستسلام. وكانت معركة تحرير الموصل انطلقت في تشرين الاول 2016، بدعم من التحالف الدولي لمحاربة الارهاب، لكن الكثافة السكانية للمدينة واتخاذ داعش للمدنيين دروعا بشرية، أخرا من تقدم القوات العراقية.

صغط أميركي مزدوج: اما على صعيد الازمة الخليجية – المصرية مع قطر، وغداة استقبال وزير الخارجية الأميركية ريكس تيليرسون نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في واشنطن، فدعت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هيلي السعودية إلى التواصل مع قطر لحل الأزمة الخليجية، معتبرة أن الأوضاع الحالية تشكّل فرصة مواتية لتوجيه الخطاب إلى كلا البلدين والضغط عليهما معا. وفي ردها على سؤال خلال جلسة استماع في الكونغرس عن سبب التضارب والتناقض في السياسة الخارجية الأميركية، قالت هيلي إن رغم وجود الروابط مع قطر ووجود القاعدة العسكرية هناك، فإن أولوية الرئيس الأميركي دونالد ترمب هي قطع تمويل الإرهاب، لكن في الوقت نفسه "نخاطب السعودية ونقول لها عليك أن تتحدثي مع قطر، وفي الوقت نفسه أن تتوقفي عما تفعلينه. إنها فرصة للضغط عليهما معا".

العطية الى أنقرة: في المقابل، يزور وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية، أنقرة غدا حيث يجري محادثات مع نظيره التركي فكري إشيك، علما ان تركيا ساندت قطر ودعمتها في خلافها مع الدول العربية الاربع. وكان اشيك أعلن بعيد كشف ورقة "المطالب – الشروط" الخليجية – المصرية أن بلاده "لا تعتزم إعادة تقييم مشروع إنشاء قاعدتها العسكرية في قطر، مضيفا أن أي مطلب بإغلاق القاعدة سيمثل تدخلا في العلاقات بين البلدين".

 

جعجــع يُهنّـئ بـــن سـلمان بمبايعتـه: ابقاء لبنان اولويتكم وتعزيز العلاقة مع مسيحييه

المركزية- ابرق رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود مهنئاً بمناسبة مبايعته ولياً للعهد. فقال "بعد مسيرة غنيّة بالإنجازات تجلّى خلالها اقتداركم في النهوض في مختلف المهام الموكلة اليكم، اسأل الله ان يمنّ عليكم بوافر التوفيق والسؤدد والتقدم، والاستقرار لوطنكم الكبير، المملكة العربية السعودية، والعالم العربي ككل". اضاف "نظراً لقناعتي الراسخة بأن المملكة تريد الخير للبنان والعالم العربي، آمل من سموّكم إبقاء لبنان في اولوية اهتماماتكم لما يمثله من قيمة حضارية وثقافية وإنسانية، ومن موقع استراتيجي على تقاطع بين الصراع العربي-الإسرائيلي والصراع العربي- الإيراني في سوريا والمنطقة. كذلك اصبو من خلال تعاوني وسموّكم الى تعزيز العلاقات بين المملكة ومسيحيي لبنان، وذلك على صعيد الحوار بين الأديان الذي ترعاه المملكة كما على الصعيد السياسي".

الى ذلك، ابرق جعجع الى المستشارة الألمانية انجيلا ميركل معزياً بالمستشار السابق هيلموت كول، واصفاً إياه بمهندس الوحدة الألمانية عام 1990 والأب المؤسس للمشروع الأوروبي.

 

سفير إيطاليا يتفقد وحدة بلاده في "اليونيفل"

المركزية- تفقد سفير إيطاليا في لبنان ماسيمو ماروتي وحدة بلاده العاملة في القطاع الغربي لـ"اليونيفل" في مقرها في شمع- قضاء صور والمؤلفة حاليا من لواء "غراناتييري دي ساردينيا". وكان في استقباله قائد القطاع الغربي لليونيفيل الجنرال فرانشيسكو أوللا وطاقمه. وقد كانت الزيارة فرصة لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط ومهمة عمل لواء "غراناتييري دي ساردينيا" في إطار المهام الموكلة اليه التزاما مع روحية قرار مجلس الأمن للأمم المتحدة 1701. وأكد السفير الإيطالي خلال اجتماعه مع الجنرال أوللا وكبار الضباط العسكريين التزام القوات المسلحة الإيطالية على مر السنين في مساهمتها التي شعر بها سكان المنطقة. وقال: "ان لبنان قد بدأ مجددا بالعمل من أجل مستقبل واعد وذلك بجهود الجنود الإيطاليين الذين ساعدوا في تقديم هذا المعنى الأساسي للأمن والإستقرار".

 

المشنوق من بعبدا: كلام نصر الله لا يمثل الدولة ولا الحكومة ولا الشعب وخارج المسار اللبناني وتوقعات بزيارة فرنجية عون لفتح صفحة جديدة

يونيو 29, 2017 /بيروت – “السياسة”/من قصر بعبدا، وبعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون، أعلن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق تبرؤ لبنان وحكومته من المواقف التصعيدية الأخيرة للأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله وأركان حزبه، حيث أكد أن “كلام نصر الله لا يمثل موقف الدولة اللبنانية ولا الحكومة ولا الشعب وهو خارج سياق المسار اللبناني”، لافتاً إلى أن “الوضع في سورية لا يسمح بتحديد المناطق المستقرة”، ومعتبراً أن “عودة أي سوري إلى بلاده تحتاج إلى إجراءات”. وقال المشنوق إن الرئيس ميشال عون يعطي كل اهتمامه لمنطقة البقاع، مؤكداً أن لا غطاء سياسياً على أحد، ومشيراً إلى أن هناك الكثير من التفاصيل التي لا تنتهي قبل شهر في ما يتعلق بقانون الانتخابات. وأضاف “لا نقاش في مسألة موعدها محسوم وستتم في وقتها”، مشدداً على أنه ستكون هناك بطاقة بالتأكيد والنقاش مع الخبراء هو ليكون هناك دقة في التنفيذ. إلى ذلك، توقعت مصادر نيابية في تصريحات لـ “السياسة”، أن يقوم رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية، بزيارة قريبة إلى القصر الجمهوري للقاء الرئيس عون، بعدما يكون تلقى دعوة رسمية منه، حيث سيكون اللقاء في حال حصوله مناسبة لفتح صفحة جديدة بين الرجلين قائمة على التعاون والتنسيق، وبما يطوي الصفحة الماضية بكل سلبياتها، سيما وأن رئيس الجمهورية، كما نائب زغرتا، حريصان على تطوير العلاقات بينهما لمصلحة البلد وتعزيز عمل المؤسسات، بعدما كان النائب فرنجية من المؤيدين للقانون الانتخابي الجديد ومن الداعمين لمساعي الرئيس عون على هذا الصعيد. قضائياً، أصدر قاضي التحقيق العسكري فادي صوان أمس، قراراً اتهامياً في حق اللبناني الموقوف ابراهيم علي الحجيري، في جرم الانتماء إلى تنظيم “داعش” ونقل ذخائر إلى المسلحين في الجرود بواسطة مخبأ سرّي في “بيك أب” كان يقوده تم اكتشافه عند حاجز الجيش في عرسال والجرود. وأحاله أمام المحكمة العسكرية الدائمة للمحاكمة. وفي سياق متصل، أحالت مديرية المخابرات على القضاء المختص، السوري خالد حسين الدياب، لارتباطه بتنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي، ومشاركته ضمن صفوفه في الاعتداء على وحدات الجيش خلال أحداث عرسال

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل تقصف سورية ونتانياهو يتوعد بالمزيد

يونيو 29, 2017/تل أبيب – وكالات/أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف مدفعاً لقوات النظام السوري شمال هضبة الجولان المحتلة، رداً على سقوط قذيفة من سورية على الجزء الذي تحتله إسرائيل من المرتفعات السورية، وذلك بالتزامن مع وجود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في مستوطنة بالجولان.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في بيان، إن «الجيش الإسرائيلي ضرب مدفع هاون تابع للنظام السوري شمال هضبة الجولان (قرب قرية الصمدانية بمدينة القنيطرة) رداً على انزلاق النيران إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، والتي كان هذا المدفع هو مصدرها»، مضيفاً أن قذيفة سقطت من سورية، مساء أول من أمس، في منطقة مفتوحة من هضبة الجولان. وأوضح أن «الحديث يدور عن انزلاق من الحرب الداخلية في سورية»، مؤكداً أنه «لم تقع إصابات ولا أضرار» جراء سقوط القذيفة الصاروخية التي سقطت في وقت كان فيه نتانياهو يلقي خطابا في مستوطنة كتسرين في الجولان (بمناسبة مرور 40 عاما على إقامة المستوطنة). وقال نتانياهو «لن نقبل بانزلاق النيران إلى أراضينا، وسنرد على أي إطلاق نار». وأضاف «خلال الكلمة التي ألقيتها سقطت داخل أراضينا قذائف أطلقت من الطرف السوري، وجيش الدفاع (الإسرائيلي) رد على ذلك إنن نهاجم من يهاجمنا وهذه هي سياستنا، وسنستمر فيها». وهذه المرة الثالثة التي تستهدف فيها الطائرات الإسرائيلية مواقع للأسد.

 

واشنطن: إيران أشعلت حربا طائفية لإضعاف العرب

السياسة/يونيو 29, 2017/أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي هربرت ماكماستر، أن إيران أشعلت حرباً طائفية في المنطقة بهدف إضعاف العالم العربي”. ونقلت مواقع إلكترونية عن ماكماستر تأكيده خلال مؤتمر أمني عقد بواشنطن، أول من أمس، أن “إيران حشدت الميليشيات في سورية دفاعاً عن نظام الرئيس بشار الأسد وأن الوضع في سورية يزداد تعقيداً، بسبب الدور المدمر لطهران”. ودعا إلى اتخاذ خطوات أفضل للحد من تصرفات طهران، مؤكدا أن النظام الإيراني يقوم بتنمية الميليشيات والمجموعات المسلحة غير الشرعية وتحركها ضد حكومات بلدانها كما في حالة حزب الله في لبنان.

 

انهيار “داعش” بعد تحرير القوات العراقية مسجد النوري/التنظيم انتهى من حيث انطلق وبغداد دعت ما تبقى من عناصره إلى الاستسلام

يونيو 29, 2017 /بغداد – وكالات: أعلنت الحكومة العراقية، أمس، عن سقوط ما وصفتها بـ”دولة الخرافة”، في إشارة إلى دولة الخلافة التي أعلنها تنظيم “داعش” الارهابي العام 2014، مع استعادة مسجد النوري ومئذنة الحدباء التاريخية بالمدينة القديمة في الموصل بالشمال. وأعلن تلفزيون العراقية المملوك للحكومة أن “دولة الخرافة” سقطت مع استعادة مسجد النوري بالمدينة القديمة، مؤكداً انهيار قوة “داعش” في الموصل بعد السيطرة على مسجد النوري الذي أعلن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي من على منبره ما أسماها “دولة الخلافة” صيف العام 2014.بدورها، أكدت وزارة الدفاع العراقية أن وجود “داعش” في العراق انتهى للأبد، مشددة على أنه لا خيار لعناصر التنظيم إلا الاستسلام، إذ لم يبق للتنظيم أي منطقة في الموصل. وفي وقت سابق، قال قائد الحملة العسكرية العراقية في الموصل الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله في بيان، إن “قوات جهاز مكافحة الاٍرهاب (تابعة للجيش)، سيطرت على موقع مسجد النوري ومئذنته الحدباء، ومنطقة السرجخانة بالمدينة القديمة”. وأشار نائب قائد قوات جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، إلى أن “قوات جهاز مكافحة الإرهاب واصلت تقدمها لتحرير ما تبقى من الموصل القديمة”، مضيفاً إن “قواتنا اجتازت مسجد النوري الكبير ومنارته الحدباء وتتقدم باتجاه محلة الفاروق الثانية شمال المسجد وبدأت تتوغل فيه”. إلى ذلك، أعلنت القوات العراقية استعادة منطقتي حضرة السادة والأحمدية داخل البلدة القديمة، فيما لا تزال المعارك مستمرة في منطقة الميدان، إذ تحاول قوات الشرطة الاتحادية التقدم من حي البيض باتجاه منطقة المياسة، فيما ذكرت مصادر صحافية أن خمس مناطق فقط داخل البلدة القديمة لا تزال تحت سيطرة “داعش”، وهي حي الفاروق الثانية، وأجزاء من منطقة الميدان وتضم حي النبي جرحيس والقليعات، وراس الكور، وباب جديد، وباب الطوب، مضيفة إن القوات العراقية المشتركة باتت تسيطر على 65 في المئة من مساحة البلدة القديمة.

وخلال المواجهات في المدينة القديمة، قتل 14 من مسلحي تنظيم “داعش”، بينهم انتحاريان، في اشتباكات مسلحة. وكان مسلحو تنظيم “داعش” الارهابي قد فجروا في 21 من يونيو الجاري المسجد والمئذنة التي تتوسطه والمعروفة باسم الحدباء ويعود تاريخ بنائها إلى قبل نحو 800 عام.

ويحمل المسجد رمزية كبيرة لـ”داعش”، وكان الكثيرون يعتقدون أن استعادة القوات العراقية للمسجد سيكون بمثابة هزيمة التنظيم في العراق. وفي محافظة صلاح الدين، قتل عشرة من عناصر “داعش” إثر اشتباكات مع عناصر التنظيم جنوب قضاء الشرقاط شمال بغداد.

ومساء أول من أمس، وجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، قادته العسكريين، بحسم معركة الموصل. واطلع العبادي على آخر المستجدات العسكرية الخاصة بتحرير الجانب الأيمن للموصل، خلال زيارة أجراها لمقر قيادة العمليات المشتركة، وذلك قبل يوم من التاريخ الذي ألقى فيه البغدادي، خطابه في مسجد النوري (29 يونيو)، وأعلن خلافته المزعومة. وذكر مكتب العبادي أن الأخير ناقش آخر المستجدات الخاصة بمعركة الموصل خلال اجتماع عقد مع كبار القيادات العسكرية والأمنية لعمليات “قادمون يا نينوى”، وتمت مناقشة خطط المعركة، وإصدار التوجيهات للقوات الأمنية وقياداتها بحسمها.

وأضاف المكتب في بيان، أن “العبادي أكد أن تضحيات القوات العراقية كان لها الدور الكبير في تحقيق النصر، وأننا عازمون على تحرير كامل الأراضي العراقية التي احتلها الإرهاب”.

 

التقارب المصري السعودي يفقد قطر هامش المناورة

العرب/30 حزيران/17/القاهرة - أجرى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز مباحثات هاتفية مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ركزا فيها على الأزمة القطرية وسبل تعزيز العلاقات الثنائية التي تشهد تطورا مطردا سيترجم السبت بتدشين جسر رابط بين البلدان. وجاء الاتصال الهاتفي بين الزعيمين مع قرب انتهاء مهلة منحتها السعودية ومصر والإمارات والبحرين لقطر للاستجابة إلى 13 مطلبا لإعادة العلاقات معها، وإنهاء أزمة نشبت بسبب اتهامات لها بدعم الإرهاب. وقال سامح شكري وزير الخارجية المصري الخميس، يتعين على قطر أن تختار “بين العمل على الحفاظ على أمن واستقرار أشقائها وبين الاستمرار في محاولتها الفاشلة لزعزعة استقرار المنطقة”، مؤكدا أن “الكرة الآن في الملعب القطري”. وكشفت مصادر مصرية لـ”العرب” أن الدول الأربع لن تتنازل عن مطالبها. وبعد مضي نحو شهر من المناورات القطرية لم تستطع الدوحة تحقيق نتيجة ملموسة تخفف عنها وطأة المقاطعة العربية. وقدم مندوب مصر في الأمم المتحدة الأربعاء أدلة ووثائق تثبت ضلوع قطر في دعم جماعات إرهابية في الأراضي الليبية. وأشار محمد السعيد إدريس الخبير في الشؤون الخليجية، إلى أن التصميم العربي سيجبر الدوحة في النهاية على الاستجابة، إن لم يكن للكل، فعلى الأقل لعدد مهم من المطالب الـ13 التي جرى تقديمها مؤخرا إلى قطر عبر الكويت. ولفت لـ”العرب” إلى أن متانة العلاقات بين القاهرة والرياض هي حجر الزاوية في الكثير من التطورات الإقليمية خلال الفترة المقبلة، والتفاهم السياسي والأمني والاقتصادي المشترك حول عدد من القضايا سوف يؤثر على مسار بعض الأزمات بصورة إيجابية. ويتوجه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز غدا السبت إلى مدينة تبوك (شمال غرب السعودية) لوضع حجر الأساس لبناء جسر سلمان ليربط بين المملكة ومصر مرورا بجزيرتي تيران وصنافير ورفع العلم السعودي على الجزيرتين. وعلمت “العرب” أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي سيحضر حفل تدشين الجسر، وسط عرض جوي وبري من القوات المسلحة في كل من مصر والسعودية، ويختتم الحفل بعرض للقوات الخاصة المسماة “سعودي 1”. وصادق السيسي على اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية السبت الماضي، بعد موافقة مجلس النواب. وجاء تمرير الاتفاقية بعد زيادة وتيرة التقارب بين القاهرة والرياض، وتجاوز المطبات السياسية التي مرت بها جراء تعثر تنفيذ الاتفاقية التي جرى التوقيع عليها في شهر أبريل من العام الماضي. وجسر الملك سلمان بين السعودية ومصر سوف ينطلق العمل فيه قبل 2020 ليكون جزءا من خطط التنمية الاقتصادية وتحويل قدر معقول من تجارة المنطقة مع أوروبا عبر السعودية ثم ميناء في شمال سيناء بمصر. وتم طرح مشروع الجسر الواصل بين البلدين قبل عام ضمن حزمة مشروعات استثمارية في إطار التعاون بين البلدين. وأكد حسام فودة مستشار وزارة النقل المصرية سابقا، أن مشروع الجسر البري يحقق التكامل بين البلدين وينعكس على حركة التجارة ونقل البضائع بين مصر والسعودية ودول الخليج ويزيد الترابط بين الدول العربية.

 

مواجهة مفتوحة تلوح بين تركيا والأكراد في سوريا

العرب/30 حزيران/17/دمشق - تواجه وحدات حماية الشعب الكردي المنغمسة في قتال تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة تحديا كبيرا مصدره أنقرة، في ظل تواتر الأنباء عن استعدادات تركية لشن عملية عسكرية موسعة ضدها في منطقة عفرين شمال غرب سوريا. وترجح مصادر مطلعة أن العملية التي بدأ هذا الأسبوع قرع طبولها بالتحرشات العسكرية التركية ووصول تعزيزات ضخمة تمثلت في دبابات ومركبات وجرافات بالقرب من أعزاز، ستنطلق قريبا، وسط معطيات عن ضوء أخضر روسي. وتبدي روسيا تململا تجاه الأكراد الذين على ما يبدو حسموا أمرهم بوضع جميع بيضهم في سلة الولايات المتحدة.

وظهر هذا التململ جليا حينما سمحت روسيا للجيش السوري باستهداف مواقع لقوات سوريا الديمقراطية التي تقودها الوحدات بالقرب من الطبقة غرب مدينة الرقة، في منتصف الشهر الجاري ما اضطر سلاح الجو الأميركي للتدخل وإسقاط طائرة حربية سورية. وكانت روسيا تقيم علاقات جيدة مع الوحدات وذراعها السياسية الاتحاد الديمقراطي، حتى أنها سمحت بفتح فرع للأخير على أراضيها، وشكل ذلك مصدرا للتشويش على العلاقات التركية الروسية. وتريد تركيا استثمار المستجدات الأخيرة جيدا، وما اختيارها لعفرين إلا تأكيد على ذلك، فهذه المنطقة الواقعة في الريف الشمالي الغربي لحلب لا توجد بها قوات أميركية بل روسية، وهناك أنباء عن بداية انسحاب الجنود الروس منها. وتسعى تركيا لاستثمار التفاهم مع روسيا الذي مكن من فرض حالة من الهدوء على أكثر من جبهة في حلب، ومن المتوقع أن تحاول إقناع موسكو بأن هذا المسار سيتعزز بعد ضمان إخراج الوحدات من المناطق التي يسيطرون عليها في المحافظة.

وذكرت صحيفة “ملييت” التركية أن أنقرة أجرت خلال الأيام الماضية تسع جولات من المفاوضات مع موسكو لبحث العملية العسكرية المخطط لها. وادعت الصحيفة التركية أن روسيا بدأت بسحب العسكريين الذين سبق لها أن نشرتهم في عفرين في إطار نظام الرقابة على وقف إطلاق النار، في غياب تأكيدات من أطراف محايدة.

ناصر حاج منصور: اتخذنا قرارا بمواجهة القوات التركية إذا هي حاولت تجاوز الخطوط المعروفة

وتعتبر عفرين أحد الكنتونات التي تريد الوحدات إقامة حكم ذاتي فيها، ولولا اضطرارها لتولي زمام معركة الرقة كانت بالتأكيد ستتجه إلى تعزيز نفوذها في ريف حلب ووصل هذا الكنتون بباقي الكنتونات وهي منبج وعين العرب (كوباني) وصولا إلى الحسكة (أقصى شمال سوريا). ويقول محللون إن الظروف تبدو في صالح تركيا، فإلى جانب الموقف الروسي، يسجل انخراط كردي بالكامل في الأجندة الأميركية في سوريا حيث يرجح أن تتجه الوحدات بعد انتهاء معركة الرقة صوب دير الزور شرقا حيث تعتبر إحدى أهم المعارك التي ستحدد مصير سوريا، باعتبار موقعها الاستراتيجي المجاور للعراق واحتوائها لأهم احتياطي سوري من الموارد الطاقية (الغاز والنفط). ومعلوم أن دير الزور أو الرقة لا تقع ضمن المجال الحيوي للأكراد، بيد أنهم مضطرون لمجاراة واشنطن الداعم لهم في سوريا. هذا الانشغال بالتأكيد يشكل فرصة مواتية لتركيا لنسف الحلم الكردي بإقامة منطقة حكم ذاتي ابتداء من ريف حلب وصولا إلى الحسكة. وهناك اليوم تخوف كردي واضح من النوايا التركية عبر عنه مسؤول كبير في قوات سوريا الديمقراطية، الخميس حين قال إن القوات ترى “وجود احتمال كبير لظهور مواجهات مفتوحة وقوية” مع القوات التركية في منطقة عفرين وهو ما قد يقوض الهجوم على تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة. وتحقق قوات سوريا الديمقراطية، تقدما مهما في الرقة حيث نجحت الخميس، في إغلاق آخر منفذ لداعش في الجنوب، وبالتالي بات الأخير محاصرا من كافة الجهات في المدينة التي اتخذها منذ العام 2014 عاصمة لخلافته المزعومة. وشدد ناصر حاج منصور مستشار قوات سوريا الديمقراطية على أن أي هجوم على المناطق الخاضعة لسيطرتهم ق “يضر كثيرا” بالهجوم الذي تدعمه الولايات المتحدة على الرقة لأنه سيبعد بعض مقاتلي التحالف عن الخطوط الأمامية بالمدينة. وأوضح أن القوات اتخذت قرارا بمواجهة القوات التركية “إذا هي حاولت تجاوز الخطوط المعروفة”. وقال الجيش التركي الأربعاء إنه أطلق قذائف مدفعية على مواقع للوحدات جنوبي أعزاز وذلك ردا على استهداف لقوات معارضة تدعمها تركيا. لكن منصور نفى ذلك مؤكدا أن ما قاموا به كان مجرد رد على القصف التركي، وهو ما تحدثت عنه جهات محايدة أيضا. والخميس صرح نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي بأن تركيا سترد على أي إطلاق للنار عبر الحدود من وحدات حماية الشعب الكردية. وجدد معارضة تركيا لتسليح الولايات المتحدة الوحدات الكردية وقال إن المسؤولين الأميركيين سيفهمون أن هذا كان “الطريق الخاطئ”. وأمام التصعيد الجاري الذي يتجه نحو مواجهة مفتوحة، يتساءل البعض كيف سيكون الموقف الأميركي؟ هل ستقدم واشنطن على الدخول في حرب مع الأتراك الذين لا يبدو أنهم سيركنون إلى السلم في ظل مساعيهم فرض الأمر الواقع؟ وماذا بشأن الضوء الأخضر الروسي (في حال تأكد) هل سيكون بمثابة صك على بياض لتركيا أم مجرد رسالة على الوحدات التقاطها؟

 

في غياب قطر.. معركة تحرير اليمن تشهد تقدما

العرب/30 حزيران/17/مأرب (اليمن) - واصلت القوات اليمنية المدعومة من التحالف العربي، الخميس، تقدّمها على جبهة صرواح بمحافظة مأرب شرقي العاصمة صنعاء تحت غطاء من طيران التحالف ومنظومة دفاعه الجوي التي شلّت القدرات الصاروخية للمتمرّدين. وقالت وسائل إعلام خليجية الخميس، إنّ منظومة الدفاع الجوي الإماراتية العاملة ضمن التحالف العربي اعترضت صاروخا باليستيا فوق مأرب وأسقطته قبل بلوغ هدفه المتمثّل في تجمّع للقوات الموالية للشرعية. وسجّلت معارك استعادة اليمن من المتمرّدين تقدّما ملحوظا خلال الأيام الماضية كَسَرَ جمود الجبهات خصوصا في كلّ من محافظتي مأرب وتعز. وبدا من كثافة نشاط طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية، أنّ قرارا بحسم معركة التحرير ربّما يكون قد اتّخذ، بعد أن غابت جهود الحلّ السياسي، وتوقّف نشاط المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد بعد أن اصطدمت مبادرته الأخيرة بشأن تسليم ميناء الحديدية لجهة محايدة، برفض المتمرّدين الحوثيين.ولا تستبعد مصادر سياسية أن يكون هدف التحالف من التصعيد الأخير في اليمن، إجبار المتمرّدين على الاستجابة لجهود السلام والجلوس إلى طاولة الحوار والقبول بالحلّ السلمي وفق مقتضيات المبادرة الخليجية والقرارات الدولية. ويكتسي تحريك جبهة صرواح بمحافظة مأرب، أهمية كبرى نظرا لقربها من العاصمة صنعاء أحد الأهداف الكبرى لجهود التحرير. وجاءت الإنجازات الميدانية الجديدة في اليمن بعد أن تمّ استبعاد قطر من التحالف العربي، في ظلّ أنباء عن لعب الدوحة دورا مزدوجا في الحرب اليمنية وتسريبها معلومات للمتمرّدين الحوثيين ساعدتهم في تفادي ضربات الطيران، وقد تكون تضمّنت إحداثيات لمواقع تجمّع القوات اليمنية بما سهّل ضربها بالصواريخ الباليستية. وغيّرت قطر بعد استبعادها من التحالف خطابها الإعلامي تجاه الصراع في اليمن، وأصبحت صحفها وقنواتها الفضائية، بما في ذلك قناة الجزيرة، تستخدم مصطلحات أقرب إلى تلك المعتمدة من قبل المتمرّدين والإعلام الإيراني المساند لهم.

ولا يقتصر دور التحالف في اليمن على سلاح الطيران، بل تعمل قوات برية عالية التدريب والتأهيل والتسليح جنبا إلى جنب القوات اليمنية. وتقوم القوات الإماراتية بدور محوري في معركة استعادة جبل مرثد المطل على صرواح بغرب محافظة مأرب. وأعلن الجيش اليمني المدعوم من التحالف العربي، الخميس، مقتل عدد من مسلحي جماعة أنصار الله الحوثية المتمردة والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، في غارتين جويتين لطيران التحالف العربي في محافظة شبوة النفطية شرقي البلاد. ونقل موقع إلكتروني تابع للجيش اليمني عن مصادر ميدانية قولها “إن 18 عنصرا من ميليشيا الحوثي وقوات صالح قتلوا في غارتين جويتين لمقاتلات التحالف العربي، استهدفت الأولى دورية عسكرية في منطقة مبلقة غربي مديرية بيحان بشبوة، فيما استهدفت الثانية تجمعا للميليشيا في محيط المنطقة ذاتها”. وتضم منطقة مبلقة التي تم استهدافها بغارتي التحالف، أهم وأكبر معسكرات الحوثيين وقوات صالح، إضافة إلى معسكر تدريبي ومستشفى ميداني، حسب ذات المصادر التي ذكرت أنّ مسلحي الحوثي وحلفاءهم من قوات صالح فجروا منزلا لأحد المواطنين المعارضين لتواجد المتمرّدين في مديرية عسيلان، وذلك بهدف ترهيب الأهالي ومنعهم من الانضمام للمقاومة. وأكدت أن تبادلا للقصف المدفعي تشهده مديرية عسيلان بين الجيش الموالي للشرعية والحوثيين. وتخضع معظم مديريات محافظة شبوة لقوات الشرعية، في حين لا يزال الحوثيون والقوات الموالية لهم يسيطرون على عدد من المناطق في المحافظة، وتدور فيها مواجهات عنيفة بشكل متكرر تخلف في العادة قتلى وجرحى من الطرفين.

 

اجراءات المقاطعة الرباعية لقطر أشدّ وطأة من اقصائها من مجلس التعاون والدوحة ترفع دعاوى قضائية والخليجيون يدرسون الرد بعد انقضاء المهلة

المركزية- بعد ثلاثة ايام، تنقضي المهلة التي حددتها رباعية الدول الخليجية لقطر للرد على المطالب الـ13 التي كشفت عنها النقاب يوم الجمعة الفائت، كشرط اساسي للحد من القطيعة وفك الحصار المفروض على الدوحة منذ 5 الجاري، من دون ان تلوح في افق الازمة بوادر حل او اشارات في اتجاه تجاوب "الامارة المحاصرة" مع ما وصفته بالشروط التعجيزية في اول رد على القائمة الخليجية "المرفوضة جملة وتفصيلا". ومع ان حالا من الترقب تسود الاوساط العربية عموما والخليجية خصوصا لما قد تحمله الساعات القليلة قبل انتهاء المهلة في ظل استمرار الجهود والوساطات علّها تفلح في تحقيق الهدف، فإن اوساطا عربية تتابع تفاصيل الازمة وحيثياتها تعرب عن اعتقادها بأن "الدولة الخليجية المشاكسة" لن "تنصاع للمطالب المفروضة عليها ضمن قائمة الشروط الثقيلة، وان الازمة متجهة حتما نحو مزيد من التعقيد غير معروف مداه وامتداداته.

وتعتبر الاوساط كما تفيد "المركزية"، ان تطور الاجراءات الردعية قد يبلغ حداً بعيداً، ربما ابعد من اقصاء قطر من مجلس التعاون الخليجي، ذلك ان خطوة المقاطعة في حد ذاتها اشدّ وطأة من تجميد العضوية او الابعاد، ومفاعيلها اكثر قساوة على مختلف المستويات، كما تبين منذ اندلاع الازمة وبدء الحصار. وتضيف ان دول الخليج التي اكتست حلة جديدة بعيد قمة الرياض، ليست في وارد التهاون او التراجع عن خطوات الردع التي تبتغي منها اعادة قطر الى مكانها الطبيعي في الحضن الخليجي ووضع حد لسياساتها الخارجية المغرّدة خارج السرب العربي تمهيدا لاستعادة الثقة المفقودة بها، اكثر مما تتطلع الى اقصائها عن محيطها ومقاعدها، ان في مجلس التعاون او حتى في الجامعة العربية. في المقلب الآخر، توضح الاوساط ان الدوحة التي يلتزم اميرها تميم بن حمد آل ثاني الصمت المطبق المستغرب منذ نشوب الازمة، في ما يفسره المراقبون محاولة ابتعاد عن تأجيج نيران النزاع وافساح المجال امام الوساطات لا سيما الكويتية، لن تقدم التنازلات المطلوبة منها خليجيا من دون ثمن، خصوصا ان بعضها يشكل بالنسبة اليها مصالح حيوية لا سيما ما يتصل بشرطي تجميد القاعدة العسكرية التركية في قطر والحد من الاتصالات الدبلوماسية مع إيران، ذلك ان لدى قطر سببا اساسيا يدفعها للحفاظ على علاقات جيدة مع طهران يتمثل في ثروة الغاز، إذ تشترك الدولتان في حقل عملاق للغاز يقع تحت مياه الخليج. كما ترتبط بتركيا بعلاقات وثيقة تمتد الى اكثر من قطاع. وفيما تعول قطر على الغرب لفكّ عزلتها انطلاقا من الدعوات التي يوجهها الزعماء الاوروبيون والاميركيون لحل الازمة بالحوار والتواصل لا بالعقوبات والتوتر وتتجه في الوقت نفسه الى رفع دعاوى قضائية للمطالبة بتعويضات عن الخسائر اللاحقة بها بها جراء الاجراءات الخليجية، تبحث مجموعة الدول الاربع المقاطعة عن خطوات عقابية اضافية، تؤكد الاوساط انها ستقدم عليها بعد 3 تموز موعد انتهاء مهلة الايام العشرة الممنوحة لقطر للرد على قائمة المطالب. فهل يتمكن الوسطاء من لجم التدهور ومنع الانفجار الكبير عن طريق الحوار بين اهل البيت فتعود المياه الى مجاريها، ام تبقى الدوحة في موقعها المتصلب وتخرج من البوتقة الخليجية الى غير رجعة؟

 

واشنطن للجم التصعيد خليجيا: يؤثر سلبا على محاربة الارهاب..ويحرجها مع الدوحة/هل تشغّل الولايات المتحدة محركاتها سعوديا للتهدئة.. ام تنتظر الوساطة الكويتيـة؟

المركزية- تتكثف الضغوط الدولية لا سيما الاميركية لايجاد تسوية "ما" توقف التصعيد بين السعودية والامارات والبحرين ومصر من جهة، وقطر من جهة ثانية. فالأزمة المتوالية فصولا، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" تقرأها الولايات المتحدة من زاويتين، كلتاهما سلبيتان: الاولى، أنها تؤثر على قدرة العرب والخليجيين على المشاركة الفعالة في الحرب على الارهاب والتطرف. والثانية، أنها تضع واشنطن بين فكي كماشة: فهي بقدر ما تحرص على علاقاتها الاستراتيجية مع المملكة التي عادت الى سابق عهدها بعيد دخول الرئيس دونالد ترامب البيت الابيض وزيارته الرياض كأول محطة خارجية له، تحرص أيضا على علاقات جيدة مع الدوحة رغم مآخذها الكثيرة عليها لا سيما على دعمها لمنظمات متطرفة ولعلاقاتها الودية مع ايران. وكدليل الى رفض واشنطن أي انتكاسة في علاقتها مع قطر، تبرز المصادر استقبالَ وزير الخارجية الاميركية ريكس تيلرسون نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مساء الثلثاء في واشنطن، حيث شدد على أن الحوار والتفاوض هما السبيل الوحيد لحل الأزمة. وتدرج المصادر في الخانة نفسها اضاءةَ مبنى "الامباير ستايت" الشهير في نيويورك في الليلة نفسها، باللونين العنابي والابيض، شعار الخطوط الجوية القطرية، والعلم القطري، احتفالاً بمرور عشر سنوات على تسيير الشركة رحلات الى الولايات المتحدة. وفي الساعات الماضية، دعت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هيلي السعودية إلى التواصل مع قطر لحل الأزمة الخليجية، معتبرة أن الأوضاع الحالية تشكّل فرصة موأتية لتوجيه الخطاب إلى كلا البلدين والضغط عليهما معا. وفي ردها على سؤال خلال جلسة استماع في الكونغرس عن سبب التضارب والتناقض في السياسة الخارجية الأميركية، قالت هيلي إن رغم وجود الروابط مع قطر ووجود القاعدة العسكرية هناك، فإن أولوية الرئيس الأميركي دونالد ترامب هي قطع تمويل الإرهاب، لكن في الوقت نفسه "نخاطب السعودية ونقول لها عليك أن تتحدثي مع قطر، وفي الوقت نفسه أن تتوقفي عما تفعلينه. إنها فرصة للضغط عليهما معا". في المقابل، الرياض على موقفها الحازم وترفض التفاوض مع قطر في قائمة الشروط التي وضعتها مع الدول المقاطِعة، لفك عزلتها للدوحة، وقد أمهلتها منذ 22 حزيران الجاري، 10 أيام للتجاوب معها، تحت طائلة فرض عقوبات جديدة عليها وفق ما نقل عن سفير الامارات لدى روسيا عمر غباش. وأمام هذا الواقع، تشير المصادر الى ان السؤال المطروح هو "هل ستشغّل واشنطن محركاتها على خط المملكة مباشرة، لدفعها الى تليين موقفها ودفع الأمور نحو التهدئة؟ أم ستبقى في موقع المتفرّج منتظرة نتائج الوساطة الكويتية، علما ان أي بادرة حلحلة لم تصدر عن طرفي النزاع حتى اللحظة؟ الأيام القليلة المقبلة ستكون كفيلة بتظهير الصورة، تتابع المصادر. في الاثناء، يزور وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية، أنقرة غدا حيث يجري محادثات مع نظيره التركي فكري إشيك، علما ان تركيا ساندت قطر ودعمتها في خلافها مع الدول العربية الاربع. وكان اشيك أعلن بعيد كشف ورقة "المطالب – الشروط" الخليجية – المصرية أن بلاده "لا تعتزم إعادة تقييم مشروع إنشاء قاعدتها العسكرية في قطر، مضيفا أن أي مطلب بإغلاق القاعدة سيمثل تدخلا في العلاقات بين البلدين".

 

صحيفة تركية: انقرة تستعد لإطلاق عملية برية في سوريا

المركزية- ذكرت صحيفة "ملييت" التركية "ان الجيش التركي انجز الاستعدادات لإطلاق عملية برية جديدة داخل الأراضي السورية، تحديداً في منطقة عفرين ضد عناصر حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية"، موضحةً "ان المقاتلين الأكراد اطلقوا النار في شكل اثار قلق انقرة على مواقع العسكريين الأتراك بمحاذاة الحدود 17 مرة على الأقل، على مدى عامين". ولفتت الى "ان الجانب التركي اجرى خلال الأيام الـ12 الماضية 9 جولات من المفاوضات مع موسكو لبحث العملية العسكرية المخطط لها"، وزعمت الصحيفة "ان روسيا بدأت بسحب العسكريين الذين سبق لها ان نشرتهم في عفرين في إطار نظام الرقابة على وقف إطلاق النار. ومن المتوقع ان تستغرق عملية سحب القوات الروسية 6 ايام. وبعد بدء العملية التركية، ستبقى موسكو وانقرة على اتصال دائم لتجنّب وقوع حوادث غير مرغوب فيها". واشارت "ملييت" الى "ان العملية تستغرق، كما تتوقع انقرة، 70 يوما، وسيقدم الطيران الحربي الدعم الجوي للعمليات البرية".ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي روسي قوله "ان من المقرر إقامة منطقة جديدة لتخفيف التوتر في عفرين لاحقا، إذ يتم ضمان الأمن في هذه المنطقة من قبل عسكريين اتراك وروس على غرار الآلية المقترحة لضمان الأمن في منطقة تخفيف التوتر التي تشمل ريف إدلب". بدوره، قال ويسي قايناك نائب رئيس الوزراء التركي في تصريحات نقلتها صحيفة "حرييت" "ان من الضروري تطهير محيط عفرين من الإرهابيين"، في إشارة إلى عناصر وحدات حماية الشعب"، لافتاً الى "ان تركيا تواصل العمل مع شركائها لتحقيق هذا الهدف بمشاركة وزارة الخارجية التركية ومنظمة الاستخبارات الوطنية".

 

"التايمز": دول الخليج تخيّر حلفاءها بينها وبين قطر

المركزية-اشارت صحيفة "التايمز" إلى أن "دول الخليج تفكر جدياً في إجبار حلفائها على الاختيار ما بين إقامة أعمال تجارية معها أو مع قطر في حال رفضت الأخيرة سلسلة المطالب المقدمة من قبلها، بسبب مزاعم دعم للإرهاب". ونقلت الصحيفة عن "سفير الإمارات لدى روسيا، عمر سيف غباش قوله إن "على بعض الدول، مثل بريطانيا، الاختيار بين التعامل مع مجلس التعاون الخليجي أو مع دولة صغيرة في شبه الجزيرة، وليس مع كلينا". واعتبر غباش أن "على بريطانيا اختيار التعامل تجارياً مع أشخاص لديهم أجندة متطرفة أو مع أولئك الراغبين في بناء شرق أوسط بعيد من التطرف". وأكد غباش أن "الأموال التي تتأتى من الاستثمارات القطرية في بريطانيا تذهب مباشرة إلى الجماعات المتشددة في الشرق الأوسط في كل من ليبيا والعراق وسوريا"، مشيرا إلى أن "إجبار شركاء قطر في مجال التجارة على الاختيار بينها وبين دول الخليج يعتبر من إحدى العقوبات الإضافية على الدوحة في حال لم توافق على لائحة المطالب التي قدمت إليها والتي تضمنت 13 بنداً". وأشارت الصحيفة إلى أن "تداعيات هذا القرار ستكون بمثابة الكارثة لبريطانيا، إذ أن ممتلكات قطر في المملكة المتحدة تقدر بنحو 40 مليار جنيه إسترليني، أغلبيتها في مجال العقارات ومنها: برج "ذا شارد" الذي يعتبر أعلى بناية في أوروبا الغربية، إضافة إلى قسم كبير من حي كناري وورف".

 

الرياض عن وضع ابن نايف بالإقامة الجبرية: ليس صحيحا 100%

لندن- عربي21+وكالات/الخميس، 29 يونيو 2017

نفى مسؤول سعودي الخميس أنباء عن تحديد إقامة ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف في القصر ومنعه من السفر للخارج بعد أن حل محله ابن عمه الأمير محمد بن سلمان. وردا على سؤال بشأن التقرير الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" قال المسؤول لـ"رويترز": "هذا ليس صحيحا، 100 في المئة". وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قالت إن ولي العهد السعودي السابق الأمير محمد بن نايف الذي أطاح به انقلاب ناعم الاسبوع الماضي لصالح ابن عمه الأمير محمد بن سلمان ستفرض عليه الإقامة الجبرية في قصره بمدينة جدة. ونقلت الصحيفة عن أربعة مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين مقربين من العائلة السعودية الحاكمة. وتأتي الإجراءات الجديدة ضد رجل كان حتى الأسبوع الماضي في منصب الرجل الثاني لولاية العهد وأقوى رجل في المؤسسة الأمنية التي تدير البلاد باعتباره وزيرا للداخلية. وقالت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته "عربي21" إن شكل الإقامة الجبرية المفروض على ابن نايف غير معروف ولم تفلح محاولاتها في الحصول على تعليقات من القصر الملكي وقام القصر بتحويل كل الاستفسارات لوزارة الإعلام السعودية. وكان الملك سلمان بن عبد العزيز قد غير تقاليد الخلافة للعرش السعودي عندما نقلها مباشرة لابنه بعدما كان يتداولها أبناء مؤسس المملكة عبد العزيز بن سعود بينهم منذ وفاته عام 1953.

وبموجب القرارات الملكية فقد تم إعفاء محمد بن نايف من ولاية العرش ومنصبه كوزير للداخلية وتعيين ابن أخيه عبدالعزيز بن سعود بن نايف  (33 عاما) مكانه. وأنهى الملك مسيرة  عملية لأمير حظي باحترام المؤسسات الأمنية  الأمريكية وقاد حملة تفكيك القاعدة في السعودية وتعرض نفسه لأكثر من محاولة اغتيال تركت واحدة منها في عام 2009 أثارا عليه. وفي الوقت الذي رحب انصار ولي العهد الجديد محمد بن سلمان بالقرارات الملكية باعتبارها دعما للشباب ومرحلة مهمة في مسيرة المملكة إلا أن ترفيعه أنهى رحلة عدد من الأمراء الكبار الذين يرونه متهورا وقاد البلاد إلى حرب لا نهاية لها في اليمن. وحاولت المملكة إظهار عملية نقل السلطة بأنها سلسة وبث التلفاز الرسمي أكثر من مرة صورا للأمير بن نايف وهو يبايع ابن عمه ويقبل الأخير يده وقدمه.إلا ان القيود الجديدة على حركة الأمير تشي بأن عددا من أفراد العائلة الكبار ليسوا راضين عن ترفيع ابن سلمان وأن ظهوره العام قد يفاقم من مشاعر السخط.

وقال مسؤول أمريكي بارز "إنها إشارة عن عدم رغبة ابن سلمان بأي معارضة" و "لا  يريد أية تحركات خلفية من داخل العائلة. ويريد ترفيعا بدون أي معارضة ولا يعني ذلك أن ابن نايف يقوم بالتآمر عليه". وقال المسؤول إن الولايات المتحدة تتواصل مع وزارة الداخلية السعودية لكن المسؤولين الأمريكيين لم يتصلوا مع ابن نايف وما زالوا يراقبون الوضع. وقال المسؤول البارز إن محمد بن نايف كان "صديقا وشريكا مهما للأمريكيين ولا نريد أن يعامل بطريقة غير رقيقة أو مبتذلة". وتقول الصحيفة إنه منذ الإطاحة بابن نايف عبر عدد من المسؤولين الامريكيين في مجال مكافحة الإرهاب عن غضبهم ولكنهم لم يريدوا التعبير عن مواقفهم بطريقة علنية. وكان ابن نايف قد عاد بعد الإعلان عن التعيينات الجديدة إلى قصره في جده ليجد أن حرسه الذين يثق بهم قد استبدلوا بحرس موالين للأمير محمد بن سلمان. ومنذ ذلك الوقت منع من مغادرة القصر بحسب مسؤولين سعوديين وأمريكيين.  وأكد مسؤول امريكي آخر له علاقة مع العائلة المالكة الأخبار وأن الأمير بن نايف ممنوع من مغادرة قصره. وقال سعودي آخر إن الإجراءات الجديدة تم فرضها مباشرة بعد ترفيع بن سلمان. وشملت الإجراءات كذلك بنات بن نايف. وقيل لواحدة من بناته المتزوجات إنها لا يمكنها المغادرة وسمح لزوجها وأولادها بالمغادرة فقط. وبحسب مسؤول أمريكي فالأمير بن نايف ممنوع من مغادرة المملكة لكنه لم يسمع إن كان مقيد الحركة في قصره. وكان العاهل السعودي، الملك سلمان، عزل ابن نايف وعين ابنه محمد وليا للعهد، وطلب من السعوديين مبايعته في قصر الصفا بمكة المكرمة. وانتشر مقطع فيديو يظهر فيه ابن نايف وهو يبايع ولي العهد الجديد، ليقوم الأخير بتقبيل يده ورجله.

 

تعتيم إعلامي حول انفجار حمص وتضارب حول التوماهوك الأمريكي!

جنوبية/29 يونيو، 2017/بعدما أكّدت وسائل إعلامية سماع دوي انفجار قوي في مدينة حمص فجر الخميس 29 حزيران، نفى التلفزيون السوري ما نقلته وسائل إعلامية موالية ومعارضة عن أنّ الصوت الذي سمع ناجم عن استهداف منظومة دفاع  تابعة للنظام  تتضمن كتيبة صواريخ  s300 في منطقة الأوراس بالقرب من مطار تي فور. ولم يوضح التلفزيون السوري خلفية الانفجار ولا مسبباته. فيما رجحت المصادر التي أكدت الضربة أنّ التوماهوك الأمريكي هو الذي نفذها. هذا وتحدثت المصادر نفسها عن استهداف نقاط لحزب الله بالقرب من المطار، فيما أكّد شهود في جبل الأكراد أنّ 4 صواريخ توماهوك تمّ رصدهم، مصدرهم البحر المتوسط. في المقابل تناقلت الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي خبراً ومفاده أنّ وزارة الدفاع الامريكية قد نفت لقناة الجزيرة أن تكون القوات الاميريكية أو قوات التحالف قد قصفت في حمص و محيطها خلال 24 ساعة الماضية.

 

"الأهرام": 4 إجراءات مشددة ضد قطر خلال 72 ساعة

لندن- عربي21/الخميس، 29 يونيو 2017 /قالت صحيفة "الأهرام العربي" إن دول الحصار الأربع "السعودية والإمارات والبحرين ومصر" تتجه لتشديد حصارها على قطر بقرارات جديدة خلال الـ 72 ساعة المقبلة بعد انتهاء مهلة تنفيذ قائمة المطالب التي طرحت الأسبوع الماضي.

وزعمت "الأهرام العربي" أن القرارات الجديدة تشمل أربعة مجالات رئيسية وهي المقاطعة الاقتصادية وتجميد عضوية قطر في مجلس التعاون الخليجي وتشكيل قاعدة عسكرية من الدول الأربعة المحاصرة في البحرين بالإضافة إلى تجميد ودائع قطر الموجودة لدى هذه الدول.ولفتت الصحيفة إلى أن الإجراء العسكري المتوقع اتخاذه يعد أول وجود عسكري مصري متقدم في منطقة الخليج العربي. وفي اليساق ذاته، أجرى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز مباحثات هاتفية، مساء الأربعاء، مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس"، الخميس، إنه جرى خلال الاتصال بحث أوجه العلاقات الثنائية، وفرص تطويرها في مختلف المجالات. ولم تذكر الوكالة المزيد من التفاصيل. وتأتي المباحثات الهاتفية بين الملك سلمان والسيسي مع قرب انتهاء مهلة منحتها بلديهما إضافة للإمارات والبحرين إلى قطر للاستجابة إلى مطالبهم لإنهاء أزمة بين الجانبين. وكانت دول الحصار الأربعة اتخذت قرارات في الخامس من الشهر الجاري بقطع العلاقات وإغلاق المنافذ البحرية والبرية والجوية وكافة تعاملاتها مع قطر في أسوأ أزمة سياسية تضرب مجلس التعاون الخليجي. وتتهم الدول المحاصرة الدوحة بدعم الإرهاب وهي التهمة التي ترفضها الدوحة ليتبين لاحقا أن هذه الدول تسعى لإغلاق قناة الجزيرة وتسليم عدد من النشطاء السياسيين المقيمين في الدوحة بالإضافة إلى مطالب بفرض الوصاية على القرار القطري وفقا للدوحة. ورفضت قطر القائمة التي قدمتها دول الحصار واشتملت على 13 بندا والتي قرر مقدموها إمهال الدوحة مدة 10 أيام لتنفيذها والتي تنتهي بعد يومين.

 

مبدأ ماكرون؟

 جوزيف باحوط/ديوان/29 حزيران/17

حصد الرئيس الفرنسي للتو أكثرية المقاعد البرلمانية، فما المقاربة التي سيعتمدها في التعاطي مع الشرق الأوسط؟

منذ أحدين، فاز الرئيس الفرنسي الجديد بأكثرية مطلقة في البرلمان. مع بدء ممارسته الفعلية لمهامه في الحكم، سيكون عليه تحديد سياسة عامة للتعاطي مع الشرق الأوسط. غالب الظن أننا سنكون في حضرة رئيس يدرك أنه ليس بمقدور فرنسا فعل الكثير، لكنه لايستطيع أيضاً تجنّب التركيز على المسائل الحيوية لبلاده، وعلى رأسها الإرهاب. في المنظومة الفرنسية، تُعتبَر السياسة الخارجية، إلى جانب السياسة الدفاعية، "مجالاً محفوظاً" لرئيس الجمهورية الذي يمتلك صلاحيات شبه مطلقة لاتخاذ القرارات في هذا الصدد. هذه السلطة أنشأها مؤسس الجمهورية الخامسة، شارل ديغول، واستغلّها الرئيس الاشتراكي فرانسوا ميتران، على الرغم من أن رؤساء آخرين كانوا أقل اندفاعاً لممارستها على أكمل وجه.

زعم ماكرون، خلال حملته الرئاسية، أنه سيتظذبع هذا "التقليد الديغولي-الميتراني"، في الشكل والمضمون على السواء، ماجعل عدداً كبيراً من المحللين في حيرة من أمرهم بشأن مايقصده فعلاً. حتى الآن، بات واضحاً، أقلّه في الأسلوب، ومن خلال العقود التي أبرمها القائد الشاب في الخارج، أنه سيسعى إلى أن يكون رئيساً ناشطاً في سبيل بلاده، في مختلف الميادين. لكن لاتزال هناك أمور كثيرة يجب تحديدها وفهمها. وينطبق هذا في شكل خاص على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث لاتزال فرنسا، وهي القوة المتوسطة، تمارس تأثيراً كبيراً.

تركيز على محاربة الإرهاب

في تلك المنطقة، الاحتمال كبير جداً أن يمتزج الشكل والمضمون، مايمكن أن يشكّل "مبدأ ماكرون". لقد أكّد الرئيس بشدة على أولوية مكافحة الإرهاب، بدءاً من شمال أفريقيا مروراً بالمشرق وصولاً إلى الخليج. في هذا السياق، يستخدم هو والمسؤولون في إدارته مصطلح "التطرف الإسلامي" من دون تردد، أو التعرض إلى الانتقاد، في سياق الأمن الأوسع. كذلك يحبّذ ماكرون التعاطي مع المنطقة من خلال مقاربة تعطي الأفضلية للاستقرار، ولو كانت مستندة إلى حلول سياسية قائمة على إشراك مختلف الأفرقاء. ليست المقاربة متمايزة عند النظر إليها من هذه الزاوية. غير أن التفاصيل تكشف الكثير.

أظهر ماكرون، خلال حملته الانتخابية، وفي بعض تصريحاته الأخيرة، نزعة إلى استخدام مصطلحات قاسية عند التطرق إلى الهجمات على فرنسا، معتبراً أن ثمة حاجة إلى "إبادة الإرهابيين". وقد فضّل الرئيس الفرنسي استخدام تسمية "داعش" بدلاً من "الدولة الإسلامية" عند الحديث عن ممارسات التنظيم في "المساحة العراقية-السورية"، حيث تنشط الطائرات وقوات العمليات الخاصة الفرنسية في الموصل والرقة. لدى سؤال ماكرون عن خريطة الطريق من أجل التوصل إلى تسوية في هذه الأراضي، التي تُعتبَر الآن ساحة جيوسياسية واحدة، غالباً ماكان يردّد أن الأولوية هي تقويض الشبكات الإرهابية هناك، ثم معالجة الجوانب السياسية للأزمتَين السورية والعراقية في مرحلة لاحقة، من خلال المفاوضات متعددة الأطراف للتوصل إلى "منظومة سياسية مستقرة وشاملة".

في سورية، هذا المسار غير واضح المعالم. لقد رجّع ماكرون صدى العبارة التي استخدمها وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لو دريان: "إذا كان الأسد عدو الشعب السوري، [الدولة الإسلامية] هي عدوّة العالم"، متحدثاً في معظم الأحيان بطريقة ملتبسة عند التطرق إلى مصير بشار الأسد. وقد برز ذلك جلياً خلال الأسبوع الجاري [الأسبوع الماضي]، عندما أعلن في مقابلة مع العديد من الصحف الأوروبية: "لم أقل قط إن عزل بشار الأسد هو شرط مسبق قبل القيام بأي شيء آخر، لأنه لم يقدّم لي أحدٌ خلفاً مشروعاً له". أثار هذا التصريح قلقاً شديداً في أوساط المعارضة السورية.

بيد أن ماكرون أعرب عن بعض التوجهات الواضحة في الملف السوري، منها مثلاً أن فرنسا سوف تثأر عسكرياً ضد أي هجوم كيميائي جديد في البلاد، ولو بشكل أحادي. لقد أشار الرئيس الفرنسي إلى أن مصير الأسد هو شأنٌ خاص بالعدالة الدولية، نظراً إلى الجرائم التي ارتكبها نظامه، حتى لو بدا أن كلامه الأخير عن "شرعية" الأسد لاينسجم مع هذه التصريحات. علاوةً على ذلك، يُثير حديثه بعض الشكوك حول الرسالة التي يجب استخلاصها من الاجتماع الذي عقده مع الشخصية السورية المعارِضة رياض حجاب، والذي كان موضع تغطية إعلامية واسعة، بعد يوم واحد فقط من استقبال الرئيس الفرنسي نظيره الروسي فلاديمير بوتين في فرساي.

ظلّت مكوّنات أخرى في سياسة ماكرون في الشأن السوري، معلّقة أيضاً. وتشمل إعلانه عن "ضرورة جمع الأفرقاء كافة، منهم ممثّلو الرئيس السوري، حول طاولة"، أو إصراره على أن فرنسا حريصة على الحفاظ على دولة سورية، مع إبقائه على الالتباس في موقفه من العلاقة بين تلك الدولة والنظام وزمرة الأسد.

قد يبدو ماكرون، شأنه في ذلك شأن عدد كبير من القادة الغربيين الآخرين، مسكوناً بهاجس "الدول الفاشلة". هذا ليس مفاجئاً على ضوء ماحدث في العراق بعد العام 2003، وفي ليبيا بعد العام 2011. بيد أن إطلاق هذا التوصيف عشوائياً يطرح إشكاليات عدة: في العراق، حصل الانهيار بسبب التدخل الغربي؛ أما في ليبيا، فكان الهدف من التدخّل الغربي في البداية تجنّب وقوع مجزرة بحق المدنيين في بنغازي؛ في حين أن رفض الغرب التدخل في سورية أدّى إلى تسارع انهيار البلاد. بيد أن ماكرون يميل إلى اعتبار التدخلات الثلاثة متشابهة، وبأنها ساهمت في تسهيل صعود التنظيمات الإرهابية. يمكن أن يؤدّي هذا التقييم التعميمي إلى تكبيل الرئيس في سياسته المستقبلية للتعاطي مع الملف السوري.

قصة مقاربتَين

في دائرة الأشخاص المحيطين بماكرون، تتواجه مقاربتان في السياسة الخارجية بتكتّم شديد، ولو بضراوة. المقاربة الأولى عبارة عن موقف "تهكّمي واقعي" يحبّذه رؤساء وزراء ووزراء خارجية سابقون، فضلاً عن ديبلوماسيين مخضرمين مرموقين، لم يكونوا موافقين على الخط المناهض بشدة للأسد الذي اعتمده الرئيسان السابقان نيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاند. مؤيّدو هذه المقاربة لايولون اهتماماً كبيراً، أو حتى قيمة، للديناميكيات السياسية والاقتصادية-الاجتماعية التي دفعت بالشعوب إلى الثورة في العالم العربي اعتباراً من العام 2010. هم، بدلاً من ذلك، يتبنّون نظرة متمحورة حول الدولة تعتبر الأنظمة السلطوية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جزءاً من النسيج الطبيعي لتلك البدان، والقوى الوحيدة القادرة على احتواء النزعات الخطرة التي يمكن أن يصل تأثيرها إلى أوروبا. وبدلاً من اعتبار روسيا مصدراً للمشاكل والقلاقل في سورية، أنصار هذه النظرة هم من القائلين بأنه ينبغي على أوروبا أن ترسم مستقبلها بالاتفاق مع موسكو.

أما المقاربة الثانية، المتجذّرة في النزعة الأطلسية، فتشدّد على بعض القيم، مثل دعم حقوق الإنسان والديمقراطية والمجتمع المدني، باعتبارها جزءاً من "مهمة فرنسا ورسالتها". على مستوى الأجيال، هذه المقاربة أقرب إلى أبناء الجيل الذي حمل بزور الثورات في المجتمعات العربية. أنصار هذه النظرة أكثر ميلاً إلى اتباع المسار الذي سلكته فرنسا حتى الآن في المنطقة، والذي دافع عنه فرانسوا هولاند، وبقدر كبير من الشجاعة أحياناً.

لكن لاينبغي نسيان الصدمة المؤلمة التي تسبّبت بها الهجمات الدموية التي ضربت فرنسا منذ العام 2014. فقد أدّت، بدفعٍ من القوى الشعبوية، إلى تعاظم مناخ الريبة والتوجّس من اللاجئين العرب الوافدين من سورية والعراق. لذلك ليست مصادفة أن ماكرون تعهّد، خلال حملته الانتخابية وبعيد انتخابه، بإنشاء جهاز جديد لمكافحة الإرهاب، إنما على المستوى السياسي الكلّي. فتحت رعاية المنسّق الوطني للاستخبارات، أي النظير الفرنسي للمدير الأميركي للاستخبارات الوطنية، بادر ماكرون سريعاً إلى إنشاء جهاز مشابه للمركز الأميركي الوطني لمكافحة الإرهاب، وكذلك النواة المحتملة لمجلس أمن قومي، حيث من شأن جميع قياصرة الاستخبارات، وموظّفي الخدمة المدنية رفيعي المستوى في وزارتَي العدل والداخلية، فضلاً عن وكالات أخرى، تعقُّب التيارات المتشددة، والأنشطة الجهادية، والتهديدات الإرهابية قصيرة وطويلة الأمد، وذلك بصورة متواصلة.

بعض الشخصيات في هذه الهرمية الاستخبارية والأمنية الجديدة لافتة جداً، كونها تقدّم مؤشرات عن المسائل التي ينوي ماكرون التركيز عليها. على سبيل المثال، عُيِّن برنار إيميه مؤخراً رئيساً للمديرية العامة للأمن الخارجي، أي جهاز الاستخبارات الخارجية الفرنسي. كان إيميه سفيراً لفرنسا خلال مرحلة 2004-2007 القاتمة إنما الحافلة بالأحداث والمحطات في لبنان الذي هو من البلدان القليلة التي زارها ماكرون خلال حملته الرئاسية. لقد أشرف إيميه على صدور قرار مجلس الأمن الدولي 1559 في العام 2004، وتنفيذه، والذي دعا إلى انسحاب سوري من لبنان وإلى نزع سلاح حزب الله. كان متواجداً في بيروت عندما اغتيل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005، ماأسفر عن انسحاب الجيش السوري من لبنان. بعدها، تسلّم إيميه مناصب رفيعة في كل من تركيا والجزائر. وكانت مهمته في الجزائر الإشراف على الأراضي التي كانت تحكمها فرنسا سابقاً في شمال أفريقيا، ولاسيما الساحل، حيث نُشِرَت قوات فرنسية في مواجهة المجموعات الجهادية التي تشكّل تهديداً محتملاً لأوروبا. وفي مايتعلق بالشرق الأوسط الأوسع، ركّزت فرنسا على أفريقيا، خاصة على الجزء الشمالي من القارة. يبدي ماكرون حرصاً شديداً على الخوض سريعاً في الملفات المتعلقة بهذه المنطقة. فبعد أسبوع من انتخابه رئيساً للبلاد، كانت مالي وجهته الأولى خارج أوروبا، وهناك التقى بالجنود الفرنسيين المنتشرين في البلاد، في إطار العملية الوحيدة التي تقودها فرنسا لمكافحة الإرهاب. كانت الرمزية واضحة: لن تتردد فرنسا في مواصلة تنفيذ حملات عسكرية جريئة عند الاقتضاء.

بعد بضعة أسابيع، توجّه ماكرون، في زيارته الرسمية التالية، إلى المغرب. شكّلت هذه الخطوة تمايزاً لافتاً جداً عن التقليد السائد حيث درجت العادة أن يزور الرؤساء الفرنسيون المغرب في إطار جولة تشمل أيضاً الجزائر، الدولة المنافِسة له على الساحة الإقليمية، أو حتى بعد زيارة الجزائر. إذا كان الاختيار بين هاتين القوتّين الكبيرتين في المغرب العربي أمراً ذا حساسية بالنسبة إلى مختلف الرؤساء الفرنسيين، يمكن تفسير قرار ماكرون انطلاقاً من إحدى أقوى اللحظات في حملته الانتخابية. فخلال زيارة له إلى العاصمة الجزائر، تحدّث عن ماضي بلاده الاستعماري، مشيراً إلى أن فرنسا ارتكبت "جرائم ضد الإنسانية" في تلك الحقبة. لقد فتحت هذه الواقعة جروحاً عميقة في المجتمع الفرنسي، وكان يمكن أن تتسبّب بهزيمة ماكرون في الانتخابات الرئاسية بحسب استطلاعات الرأي التي أجريت آنذاك. بعد قيام الرئيس بهذه المجازفة، من الممكن أنه شعر لاحقاً بأنه ليس مضطراً إلى التمسك بموقف شديد التوازن بين المغرب والجزائر.

لاعب التوازن

لعل الجانب الأكثر إثارة للحيرة في السياسة الخارجية الفرنسية التي تُرسَم خيوطها راهناً، هو السؤال: أين سيستقر السهم في نهاية المطاف؟ هل سيستقر عند تبنّي القيم والأخلاق في السياسة، أم عند اعتماد الواقعية السياسية على حساب الاستثنائية الديمقراطية التي تدّعي فرنسا أنها تجسّدها منذ ثورتها؟

لتبيان الأمر، ينبغي على المراقبين التوقف عند عبارة تكررت كثيراً في خطب ماكرون خلال حملته الرئاسية. لقد ردد مراراً وتكراراً عبارة "في الوقت نفسه" – مثل قوله "قد أقوم بالخطوة ألف، لكن في الوقت نفسه من الممكن أن أقوم بالخطوة باء". كانت الفكرة خلف هذا الطرح الديالكتيكي أن التعقيد غالباً مايُرغمك على القيام بالشيء ونقيضه على السواء – أي أن تعمد إلى اتباع سياسات اقتصادية محافظة في حين أنك تنتمي اجتماعياً إلى اليسار؛ أو أن تكون مدركاً لهوية فرنسا التاريخية فيما تدفع بالبلاد بحزم نحو المستقبل من خلال اقتصاد معولَم عالي التقنيات ومستند إلى المعرفة.

في السياسة الخارجية عموماً، وفي الشرق الأوسط تحديداً، سوف يتكرر فعل التوازن هذا في الأغلب. يمكن أن نتخيل مثلاً استعماله في منطقة الخليج، حيث سارعت فرنسا، في الخلاف الأخير بين قطر ومنتقديها في مجلس التعاون الخليجي، إلى السعي إلى التوسّط، وليس فقط لأسباب انتهازية. لقد ورث ماكرون مسارَين مختلفين جداً في المنطقة: ميل ساركوزي نحو قطر، ثم ميل هولاند نحو السعودية. اليوم، يرى الرئيس فرصة سانحة لإعادة إرساء التوازن.

سوف يكون فعل التوازن واضحاً للعيان على الجبهة الإسرائيلية-الفلسطينية أيضاً، حيث اختار المرشح ماكرون أن ينأى بنفسه عن قرار هولاند الاعتراف أحادياً بدولة فلسطين. فقد اعتبر أن من شأن مثل هذا الموقف أن يتسبب بتعطيل محادثات السلام ودور الوسيط النزيه الذي ترغب فرنسا في تأديته، ماأثار خيبة أمل في الدوائر الداعمة للفلسطينيين في فرنسا.

سوف يتوخّى الرئيس الجديد أيضاً جانب الحيطة والحذر في معالجة مسائل أخرى حيث سيكون عليه التوفيق بين المثالية والواقعية، وبين القيم والمصالح. وفي هذا المجال، مما لاشك فيه أن التناقضات ستبرز بشدة، فتثير الانتقادات، وربما بعض التذبذب. لن يكون سهلاً، على سبيل المثال، التزام الصمت في مواجهة الانزلاق السلطوي لنظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي تعيش معه باريس نوعاً من شهر العسل، وكذلك في مواجهة سجله المروّع في مجال حقوق الإنسان، وفي الوقت نفسه طمأنة المعارضين الديمقراطيين للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى أن "فرنسا ستكون دائماً إلى جانبهم". ماكرون شخصية ذكية ولامعة وطموحة، وقد أعلن مراراً وتكراراً أن هدفه هو أن يُعيد إلى فرنسا بعضاً من مكانتها الضائعة. هكذا يفهم على مايبدو "الديغولية-الميترانية". تجدر الإشارة إلى أن الرئيس أكّد في العديد من تصريحاته عن السياسة الخارجية أن "القيم التأسيسية لفرنسا" هي "في صلب الدفاع عن المصالح الفرنسية". من المثير للاهتمام أن نرصد كيف سيقوم ماكرون بالتوفيق بين القيم والمصالح، أو ماإذا كان سيقوم فعلاً بالتوفيق بينها. لقد دافع ماكرون، على امتداد حملته الرئاسية، عن "المنظومة الليبرالية" بمعناها الغربي، واعتبر أنه "يقع على عاتق جيله الواجب المقدّس المتمثل في الحؤول دون موت عالمٍ معيّن وزواله". بيد أن ماكرون يدرك أيضاً أن العالم الذي يتحدّث عنه شهد تحوّلاً عميقاً، وأن مصافحة رجولية مع دونالد ترامب لن تمنع الرئيس الأميركي من الانسحاب من المعاهدات الدولية. كما أن وَصْف ماكرون علناً وسائل الإعلام الروسية بأنها أدوات للبروباغندا في حضور فلاديمير بوتين، لن يكبح عدوانية موسكو تجاه الغرب. بعبارة أخرى، يدرك الرئيس الفرنسي محدوديات بلاده، ويعي تماماً أنها ستواجه صعوبة في إسماع صوتها وسط ضوضاء الشرق الأوسط.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«حزب الله» يدفع الجميع إلى «المؤتمر التأسيسي»

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الجمعة 30 حزيران 2017

في الأشهر الأخيرة، بقيَ «حزب الله» مستنفراً لإسقاط أيّ قانون انتخاب يمكن أن يشكّل خطراً استراتيجياً عليه. فالمجلسُ النيابي خطٌّ أحمر لأنه مصدر السلطات. ويقول المطلعون: لو اقتضى الأمر، كان «الحزب» مستعدّاً لتنفيذ ما يشبه 7 أيار لتعطيل ولادة القانون. لكنّ الأمور كانت أكثرَ سهولة، وانتهت «على ما يرام». وهذا الخيار هو المفضّل لدى «الحزب»، خصوصاً في الظروف الحاضرة.

منذ انخراطه في الحرب السورية، يعتمد «حزب الله» تكتيكاً مزدوِجاً:

- تمسّك مطلق بالسلاح وبهوامش الحركة العسكرية والأمنية في لبنان وسوريا وبينهما.

- ليونة مطلقة في التعاطي السياسي مع القوى الداخلية، حتى المصنّفة في صفّ الخصوم.

في هذا التكتيك، يحتفظ «الحزب» بكل مكامن القوة العسكرية والأمنية، وهي حيوية له، ويترك لنفسه الهوامش اللازمة لتأمين المظلّة الحامية لها، من خلال المؤسسات الرسمية.

ولذلك، وافق «الحزب» على صفقة عودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان ورئاسة الحكومة وتعويم دور «المستقبل» السنّي والوطني، مقابل أن يقوم الحريري بطيّ صفحة المطالبة بنزع سلاح «الحزب» وخروجه من سوريا. وليست لـ«الحزب» مشكلة مع الحريري، إذا خرج عن مسار «الحريرية السياسية».

وأما وصول الرئيس ميشال عون إلى بعبدا فهو شأن مختلف. فالرجل استطاع أن يفرض على الجميع خيارَ انتخابه. وعلى رغم أنه لم يكن المفضّل بالنسبة إلى «الحزب»، فهو استقوى بما يمتلكه من قوة تمثيلية مسيحية لا يرقى إليها الشك. ولاحقاً، تأقلم «الحزب» مع وجود عون في موقع الرئاسة، وقرّر الاستفادة منه في تشكيل المظلّة التي يحتاج إليها.

وهكذا، تبخَّرت تماماً المطالباتُ بنزع سلاح «حزب الله» أو تخلّيه عن قرار الحرب والسلم للدولة. وولّى زمنُ النقاش في الاستراتيجية الدفاعية، ولم يعد أحدٌ يطالبه بالخروج من سوريا.

مقابل ذلك، تخلّى «الحزب» للقوى السياسية كلها، عن هامشٍ واسعٍ من المناورة، لكي تفاوض مرتاحةً حول قانون الانتخاب. وظهر ذلك خصوصاً في «الصبر» الذي يقول القريبون إنّ «الحزب» تعاطى به مع مطالب «التيار الوطني الحر» في ملف قانون الانتخاب، والذي عبَّر عنه الرئيس نبيه بري بالأصالة عن نفسه وبالوكالة عن «الحزب».

من دون عناءٍ كبير، بات جميع أهل السلطة يعترفون اليوم صراحةً بوضعية «الحزب» المميَّزة. وتبدو الدولة كلها في موقع المبارِك أو الصامت عن التهديد الذي أطلقه أخيراً الأمين العام لـ«الحزب» السيد حسن نصرالله، والذي لوّح فيه بالاستعانة بمئات الألوف من المقاتلين العراقيين واليمنيين والإيرانيين والأفغان والباكستانيين... لمواجهة أيّ عدوان إسرائيلي على سوريا أو لبنان.

ولأنّ الترجيحات بحصول اعتداءٍ إسرائيلي محدودة، تتّخذ مواقف السيد نصرالله طابعَ الرسالة المتعدّدة الاتجاهات. والأبرز هو أنها توجِّه تهديداً واضحاً للإدارة الأميركية التي تستعد لفرض عقوبات جديدة على «الحزب» وحلفائه، واستتباعاً تضع لبنان الرسمي كله في خانة واحدة مع «الحزب».

يعتبر كثيرون أنّ الثمن الذي دفعه «حزب الله» للحصول على التغطية الداخلية الشاملة زهيد، ويقتصر على بعض التفاصيل الداخلية، فيما هو حظيَ بضمانات على المستوى الاستراتيجي. ويذهب البعض إلى القول: كل زوبعة قانون الانتخاب، والأرباح التي يعتقد البعض أنه تمكن من تحقيقها، قد لا ترى النور.

فلا ضمانات حقيقية في موعد إجراء الانتخابات في أيار 2018. وقد يرى «الحزب» مصلحةً في إرجاء الانتخابات مجدداً، لأيّ ذريعة كانت، سعياً إلى إنضاج الشروط المناسبة أو لجعل المجلس النيابي المقبل هو الكفيل بانتخاب رئيس الجمهورية في 2022، ما يضمن الإمساك بموقع الرئاسة 9 سنوات على الأقل.

في العنوان الكبير، تمّ التفاهم على قانونٍ للانتخاب. ولكن في التفاصيل، هناك قانونٌ على الورق مليء بالثغرات والفجوات التي تستدعي التصحيحَ والتعديل، ولا انتخابات مؤكدة.

وفي العنوان الكبير محاولة لإنتاج أجندة عمل للعهد، من خلال «شبه حوار» أصدر «وثيقة بعبدا». ولكن في التفاصيل، هناك مصاعب تضع الحوار والبنود السياسية في الوثيقة، وأيّ بنود أخرى، في قفص مقفل.

ويبدو «حزب الله» هو القادر على الإفراج عن الانتخابات والحوار وإحياء الوثيقة، لأنه الأقوى على الأرض. بل هو قادر على الذهاب بالقانون والحوار نحو ما يمكن تسميته المؤتمر التأسيسي الذي يطالب به، والذي قد تنضج الظروف الملائمة له.

فهناك تغطية دولية لحوارٍ وطني يصحِّح عورات «الطائف» أو يطوِّر هذا الاتفاق أو ينفّذ البنود المجمّدة فيه أو يبتكر حلولاً جديدة للنظام البالي، كاللامركزية الموسّعة ومجلس الشيوخ وإلغاء الطائفية السياسية موجودة. وهناك ضوء أخضر لقانون انتخاب يبدّل في الطبقة السياسية الممسكة بالبلد منذ عشرات السنين، ما ينقله إلى وضع أفضل. هذا الحوار نفسه هو الذي سيحاول «الحزب» ركوب موجته لتحويله مؤتمراً تأسيسياً. وكل الملامح تشير إلى أنّ «الحزب» يدفع الجميع إلى الانزلاق، بإدراكٍ منهم أو بغير إدراك، نحو المؤتمر التأسيسي الذي قد يصبح واقعاً ملموساً، بعد 11 شهراً، أو قبل ذلك أو بعده.

 

الإرهاب الجهادي... أم الجهاد الإرهابي؟

مسعود المعلوف/جريدة الجمهورية/الجمعة 30 حزيران 2017

كلما وقع عملٌ إرهابي في مكانٍ ما من العالم، تكثر الكتابات والمقالات والتحليلات التي تسعى الى شرح هذه الظاهرة العنفيّة الغريبة كما يزداد الحديث عن ضرورة دراسة أسباب الإرهاب ودوافعه ووسائل معالجته وكيفية تجنيب المجتمع ويلاته ومصائبه. وبسبب ما قام ويقوم به أتباع الدولة الإسلامية في أوروبا وأميركا وحتى في الشرق الأوسط من أعمال إرهابية إجرامية وحشيّة متذرّعين بخلفيات دينية لأعمالهم الشنيعة، فإنّ الدول الغربيّة بصورة عامة أصبحت تطلق اسم «الإرهاب الراديكالي الإسلامي» على معظم الأحداث العنفيّة والإرهابيّة التي تقع بين الحين والآخر. النائب السابق من أصل لبناني السيدة ماريا موراني، التي انتُخبت لثلاث دورات متتالية في البرلمان الفدرالي الكندي، ورئيسة مؤسسة «موراني لعلم الجريمة» والإختصاصية في علم الإجتماع والجريمة، تنبّهت منذ زمن الى خطورة تفشّي العنف والإرهاب في العالم وقامت بدايةً بدراسات وأبحاث حول العنف الذي تُمارسه العصابات في شوارع عدد من المدن الكندية والأميركية، وقد أصدرت منذ سنوات كتباً حول هذا الموضوع أصبحت مراجعَ مهمّة يطّلع عليها المسؤولون والذين يهتمون بهذه المسائل، وها هي اليوم تقوم بأبحاث معمّقة حول موضوع الإرهاب المتفشّي في أنحاء كثيرة من العالم، مع تركيز خاص على ما أصبح يُعرَف بالإرهاب الإسلامي، استعداداً لإصدار كتاب حول الجهاديّين الغربيّين.

نظراً إلى خطورة وأهمية الموضوع وفي سبيل إعداد كتابها الجديد بالإستناد الى دراساتٍ جدّية بدأتها منذ العام 2012، فقد قامت ماريا موراني بأبحاث معمّقة حول الجهاديين في بلاد الغرب، وزارت كلاً من بلجيكا وفرنسا حيث قابلت في كلّ من هاتين الدولتين كما في كندا حيث تقيم شباناً، ذكوراً وإناثاً، من سنّ الخامسة عشرة وما فوق، كما قابلت عدداً من الأهالي الذين انخرط أولادُهم في منظمات جهادية لتسمع مباشرة من المعنيّين أسباب ودوافع انجذاب هؤلاء الشبان الى تلك المنظمات.

ومن جهة ثانية، التقت عدداً من الجهاديّين السابقين الذين تخلّوا عن العقيدة الجهادية وآخرون من الذين قاتلوا في سوريا ثم عادوا الى أوطانهم. كما عقدت لقاءات واجتماعات مع أفراد راوَدتهم فكرة الجهاد أو حاولوا جدّياً الإنتقال الى سوريا في سبيل ما يسمّونه الجهاد أو القيام بعمل إرهابي في منطقة ما.

من الذين تحادثت معهم أيضاً عدد من الجهاديّين من أفغانستان والبوسنة وسوريا والعراق، كما أنها التقت للغاية نفسها عدداً غير قليل من الشبان المسلمين ومن الذين اعتنقوا الإسلام وتبنّوا فعلياً نظرية الجهاد التي يُنادي بها أولئك المتطرّفون. من هذه المقابلات واللقاءات والإجتماعات العديدة التي عقدتها مع تلك المجموعات التي لها علاقة بالإرهاب الذي يزداد انتشاراً في العالم، ومن خلال ما سمعته مباشرة من هؤلاء الجهاديّين، سعَت ماريا موراني الى تحليل وفهم وتفسير كيفية نموّ فكرة التطرّف الديني وإيديولوجية الجهاد التي يزرعها المقاتلون في نفوس الشبان الذين يتبنّون هذه الأفكار ودوافع التحوّل الى الجهاد والعوامل التي تؤثر في الإنسان لكي يُغيّر سلوكه في هذا الإتجاه أو سواه وكيف يمكن أن يتحوّل الشاب شخصاً يستطيع قطعَ رأس أخيه الإنسان أو القيام بعملية انتحارية يقتل خلالها مصلّين أبرياء في جامع أو كنيسة أو أناساً أبرياء يمارسون حياتهم اليومية بصورة طبيعية. كما أنها تركّز على ما يجري داخل العائلة وتصرّفات الأهل في المنزل والأفكار المتداوَلة فيه، من دون أن تنسى الدورَ الكبير وربما الأساس الذي يلعبه الإنترنت في نشر ثقافة التطرّف والجهاد وسرعة انتقال هذه الأفكار من شخص الى آخر ومن مجموعة الى أخرى مع ما للإنترنت ووسائل التواصل الإجتماعي من تأثير كبير في المجتمعات الحديثة.

ومن أهمّ ما توصّلت إليه في أبحاثها أنّ الدين والإيديولوجية السياسية لا يشكّلان العوامل الأساسية لهذا التحوّل عند الغربيّين، بل إنّ الذين ينجذبون الى التيارات الجهادية هم عادة من المكتئبين والمهمّشين الذين يشعرون أن لا مكان لهم في المجتمع الذي يعيشون فيه وهم غالباً ما يفكّرون في الإنتحار، فتُغريهم الوعودُ بحياة أفضل ملؤها الهناء والسعادة. المهمّ في كل ذلك، أنّ السيدة ماريا موراني تستخلص أدواتٍ تحليلية تمكّنها من تحديد مَن هم الأشخاص المعرضون للوقوع في شباك الإرهابيّين ومَن هم الذين عندهم ميول لتقبّل واعتناق الإيديولوجية الإرهابية تمهيداً لقيامهم بعمليات القتل والتفجير، وبذلك يصبح من الممكن وضع برامج وقائية لحماية الشبان من الوقوع فريسة لأولئك الذين يسعون الى تجنيدهم، وكذلك برامج إعادة تأهيل للّذين سبق لهم أن انخرطوا في تلك المجموعات المتطرّفة ويريدون الإبتعاد عنها والعودة الى الحياة الطبيعية. لا شك في أنّ مشكلة التطرف والإرهاب لا يمكن معالجتها إلّا بعد فهمها وفهم كيفية نشوئها وتطوّرها، ولعلّ مثل هذه الدراسات والأبحاث توصلنا في وقت غير بعيد الى حلّ هذه المشكلة المستعصية التي تعاني منها غالبية المجتمعات، خصوصاً إذا ما كان معدّو الدراسات من أصول شرق أوسطية مثل السيدة ماريا موراني، عندهم خبرة واسعة في الموضوع وفهم لخلفيات المنطقة، وفي الوقت نفسه لهم حيثيّة سياسية وتأثير في المجتمع الغربي الذي يعيشون فيه.

 

«ڤتنمة» لبنان؟

أسعد حيدر/المستقبل/30 حزيران/17

تهديد السيّد حسن نصرالله، بفتح الأجواء اللبنانية أمام الآلاف من المتطوّعين المسلمين إلى جانب «مجاهدي» «حزب الله»، في مواجهة أي حرب مع إسرائيل، مُكمِّل لعمليّة القصف بالصواريخ الباليستية من داخل إيران إلى سوريا ضدّ «داعش» الذي هاجمت مجموعة منه الهدفَين الرمزيَّين للجمهورية: ضريح الإمام الخميني، ومجلس الشورى. لذا فإنّ هذا ليس تهديداً برفع «السُبابة» وإنما هو إشارة انطلاق للعبور نحو مرحلة جديدة من الصراعات في منطقة الشرق الأوسط. استقدام المقاتلين الشيعة الأفغان والباكستانيين والعراقيين إلى لبنان، يعني تحويل لبنان إلى مساحة مفتوحة لحرب، الانتصار فيها مستحيل والهزيمة فيها ممنوعة. المؤكّد الوحيد من هذه الحرب أنّها ستحرق الأخضر واليابس في لبنان. بحيث أنّ الحرب في سوريا لن تكون أكثر من تجربة ميدانية محدودة بالنسبة لما ستكون عليها أي حرب بين «حزب الله» ومعه جميع الميليشيات الشيعية التي سيتمّ استقدامها من جهة وإسرائيل من جهة أخرى.

السؤال الكبير: هل يمكن ضبط ردود الفعل الإسرائيلية ضدّ «القائد» الفعلي لمثل هذه الحرب

أي إيران، خصوصاً أنّ دورها سيكون مكشوفاً لأنّه يستهدف إسرائيل نفسها؟

من الصعب جداً أن تتسامح إسرائيل مع مثل هذه الحرب التي ستبدأ بالوكالة لتصبح مع الوكيل. ما يؤكد ذلك أنّ إسرائيل لم تعد «تتسامح» مع أي عملية عسكرية ضدّها في الجولان إلى درجة أنّ بنيامين نتنياهو قال: «سنرد على أيّ عملية إطلاق نار من الأراضي السورية حتى ولو عن طريق الخطأ» وذلك خلال احتفال في الجولان المحتل. باختصار أيضاً، إذا كان ممنوعاً الاستيلاء على مواقع في الجولان فكيف إذا تطوّرت الحرب وحاول «الحزب» والميليشيات الشيعية اختراق «الخط الأزرق» وشنّ هجمات داخل الجليل أو إطلاق صواريخ باليستية من نوع «زلزال – 3» على المدن الإسرائيلية التي في متناولها؟ والتي يقول هرتس هليفي رئيس الاستخبارات العسكرية عنها بأنها «تهدّد عشرين دولة في المنطقة لأنّ لها قواعد موجودة في لبنان واليمن».

خطورة هذا التهديد باستقدام «متطوّعين» إلى لبنان، أنّه يتكامل استراتيجياً مع الخط البرّي الذي يصل إيران عبر الأراضي العراقية بسوريا، والذي أطلق عليه «الطريق السريع الذي يصل كربلاء بدمشق» أي «مقام الإمام العباس بالسيدة زينب». هذا الخط البرّي إذا أصبح ثابتاً ومفتوحاً، يُشكّل افتتاحاً لرسم خريطة جديدة للشرق الأوسط. وهو من دون شك سيكون نقطة قوة لإيران في «أي مفاوضات لاحقة» حول العراق وسوريا و«حزب الله»، وبطبيعة الحال مساحة نفوذها في الشرق الأوسط الجديد.

رغم كل التصريحات الإسرائيلية بما فيها ما صدر خلال مؤتمر هرتسليا السابع عشر الذي شاركت فيه جميع القيادات الإسرائيلية ما عدا بنيامين نتنياهو، بـ«أنه لا قرار بالحرب ضد لبنان الذي يجب إذا اندلعت أن يغادر اللبنانيون منازلهم»، فإن ذلك لا يلغي أبداً إمكانية وقوعها لأنّ إسرائيل كما قال وزير الدفاع افيغدور ليبرمان «تنشط في الشمال (المحاذي للجنوب اللبناني) وكأن هناك قنبلة موقوتة على وشك الانفجار».

ما يطمئن إسرائيل أنّه «لا حرب هذا الصيف»، أن الوضع الصعب الذي يمر به «حزب الله» يقيّده. الإسرائيليون سرّبوا ويسرّبون «أنّ حزب الله يمرّ منذ عامين في ضائقة مالية، خصوصاً أن تعويض العائلات التي فقدت أبناءها في سوريا (وهم حسب المصادر نفسها يمثّلون ثلث قواته) يشكّل عبئاً هائلاً على الحزب في وقت خفضت فيه إيران مدفوعاتها له». هذا من جهة، ومن جهة أخرى، إن نظام بشار الأسد وإن كان يزداد قوّة إلاّ أنه غير قادر على الحسم، وطالما أنّ الحرب مستمرة في سوريا فإنّ «حزب الله» سيبقى غاطساً في «الرمال المتحرّكة السورية».

أما إيران التي على الرغم من كل التصريحات المبشرة بالانتصار والقوة فإنها تبدو قلقة وتحسب ألف حساب لكل خطوة تخطوها وتقرّبها من «بركان النار». ذلك أنّ إيران تعتمد الحرب استراتيجية لحماية حدودها ومدّ نفوذها مستندة على تضحيات المتطوّعين أو المجنّدين الذين ليسوا أكثر من «لحم مدافع» تكلفتهم محدودة. أما في حال تحوّل الحرب إلى حرب مباشرة معها فإنها ستتحرّك على قاعدة حسابات جديدة. ما يؤشر أكثر إلى ذلك ما جرى تسريبه أميركياً عن «استعدادات للقيام بما يلزم لإسقاط أو لتغيير النظام القائم في إيران، والذي واجهته طهران بالتذكير باتفاق 1981 الذي تعهّدت فيه واشنطن بعدم العمل على إسقاط النظام أو تغييره».

ما دفع واشنطن إلى هذا التصعيد أن وضع إيران الداخلي لم يعد مستقراً كما كان خلال العقود الثلاثة الأخيرة. ذلك أن الانتشار الخارجي الذي جعل إيران قوة إقليمية كبيرة ومتواجدة وممسكة بالقرار في أربع عواصم عربية، حوّلها إلى «عملاق أرجله من فخار». هذا «العملاق» يعاني حالياً من أزمة اقتصادية تتمثّل في تصاعد منسوب البطالة والتضخم رغم كل الجهود المبذولة، إلى جانب ذلك انتقال «النار» الخارجية ولأسباب إيرانية إلى قلب الداخل الإيراني، عبر «أحزمة» العرقيات والمذهبيات والقوميات حيث تقع مواجهات مسلحة عديدة في كردستان - إيران وبلوشستان – إيران والتي منذ «عملية طهران» جرى وضعها في خانة «داعش»، التي يمكن أن تتطوّر لتصبح أكثر خطراً بفعل المواجهات والجو الأمني الخانق. هذا عدا الصراع الداخلي الذي يتعمّق يومياً بين «جبهة» الأصوليين الذين يعملون بكل الوسائل ضد الوسطيين «الروحانيين» والإصلاحيين لإبقاء «يدهم» قابضة على «مفاتيح» السلطة حتى ولو كانت أغلبية الإيرانيين، كما أكدت في انتخاب حسن روحاني رئيساً للجمهورية، تريد التغيير والانفتاح على طريق الانتعاش الاقتصادي. لا توجد ضمانات بوجود حدود لاشتعال النار في أي نقطة من الشرق الأوسط. لكن من المؤكد أن استقدام «متطوّعين» يعني «ڤتنمة» لبنان التي كِلفتها عالية جداً وبلا مردود وطني أو قومي، لأنها لمصلحة دولة أجنبية هي إيران، في حين أن الشعب الفيتنامي خاض الحرب لتحرير بلاده فقط. الدليل أنه اليوم شعب حرّ في أرض حرّة، ومستقل القرار رغم أنه واقع بين القوى العظمى الثلاث: الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والصين.

أمّا لبنان فإنه بعد تدميره قد يخسر استقلاله!

 

'حزب الله' والتصالح مع الواقع

خيرالله خيرالله/العرب/29 حزيران/17

ما يحمي لبنان ليس صواريخ “المقاومة” ولا مشاركة “المقاومة” في الحرب على الشعب السوري بناء على طلب من إيران. لا يحمي لبنان الكلام الذي صدر قبل أيّام عن الأمين العام لـ“حزب الله” السيّد حسن نصرالله عن أنّ “العدو الإسرائيلي يجب أن يعرف أنّه إذا شنّ حربا على سوريا أو على لبنان، فليس من المعلوم أن يبقى القتال لبنانيا ـ إسرائيليا، أو سوريا إسرائيليا”، مضيفا أن “هذا لا يعني أني أقول أن هناك دولا قد تدخل بشكل مباشر، ولكن قد تفتح الأجواء لعشرات الآلاف، بل مئات الآلاف من المجاهدين والمقاتلين من كلّ أنحاء العالم العربي والإسلامي ليكونوا شركاء في هذه المعركة، من العراق واليمن وإيران وأفغانستان وباكستان”. لماذا هذا الكلام الذي ليس ما يبرّره غير الرغبة في تفادي التعاطي مع الواقع. يقول الواقع إن جنوب لبنان يعيش منذ العام 2006، أي منذ أحد عشر عاما إلّا ستة أسابيع بالتمام والكمال، في ظلّ القرار الرقم 1701 الصادر عن مجلس الأمـن التابع للأمم المتحدة وذلك في ظروف لم يعش مثلها منذ العام 1969، تاريخ توقيع اتفاق القاهرة المشؤوم. ثمّة حاجة لدى “حزب الله” وغيره إلى التصالح مع الحقيقة والواقع ومع ما يطالب به أهل جنوب لبنان الذين ذاقوا الويلات منذ زجّ لبنان بنفسه في معركة خاسرة كان في استطاعته تفاديها. عوقب لبنان بفرض اتفاق القاهرة عليه كونه لم يشارك في حرب 1967، أي لم يكن طرفا في الهزيمة ولا شريكا في التنظير لها! ليس بالكلام عن نيات إسرائيل يمكن تغطية أن إيران لم تفعل شيئا من أجل القدس منذ إعلان آية الله الخميني عن هذا اليوم في تمّوزـ يوليو من العام 1979. لم تحصل منذ ذلك التاريخ غير متاجرة بالقدس ومزايدات لا هدف منها سوى إحراج العرب ولا شيء آخر غير ذلك.

في ظل أكثر الحكومات يمينية وتطرفا منذ قيامها، تعرف إسرائيل تماما ماذا تريد. أكثر من ذلك، إنّها تمارس سياسة تصب في خلق أمر واقع جديد على أرض فلسطين على حسـاب الشعب الفلسطيني. تريد بكـل بساطة تكريس احتلالها لجزء من الضفة الغـربية، بمـا في ذلك القـدس الشـرقية. ما هي الخطوات التي أقدمت عليها إيران من أجل منعهـا من تنفيذ هـذه السياسة التي أدّت إلى زرع مـا يـزيد على 650 ألـف مستـوطن في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية.

القدس مطوقة من كلّ حدب وصوب بالمستوطنين. هناك أربعون مستوطنة في أراض قريبة من نابلس، كبرى مدن الضفّة الغربية. وحدهم أهل القدس الصامدون يدافعون عنها بدعم من العرب الصادقين، في مقدّمهم الملك عبدالله الثاني، وقبله الملك حسين، رحمه الله. أكثر من ذلك، إن إسرائيل تعرف تماما أن “حزب الله” الغـارق في وحول الحرب على الشعب السوري إنما يطلق الشعارات الفضفاضة والكلام الكبير لتغطية سياسة لم تؤد، أقلّه إلى الآن، سوى إلى منع مؤسسات الدولة اللبنانية من استعادة عافيتها. لم تعترض إسرائيل يوما على كلّ ما من شأنه بقاء جبهة جنوب لبنان مفتوحة ما دام ذلك يسمح لها بتبادل الخدمات مع النظامين السوري والإيراني في ضوء حاجة كلّ منهما إلى هذه الجبهة التي أقفلها القرار 1701 لأسباب أكثر من معروفة. من بين هذه الأسباب أن قواعد اللعبة التي كان متفقا في شأنها مع حافظ الأسد تغيرت. تغيّرت هذه القواعد بمجرد أن إيران استخدمت في حرب صيف 2006 صواريخ قصفت بها مدنا وبلدات إسرائيلية، كما لم توفّر مدنا وبلدات عربية ما زال أهلها يتحدون إسرائيل من داخل حدود 1948. أوقف القرار 1701 العمليات العسكرية ووضع حدّا لمزيد من الخراب اللبناني ولتهجير لأهل الجنوب من مدنهم وقراهم. أنهى القرار وضعا كان قائما. تغيرت قواعد اللعبة. الجميع يعرفون ذلك. الجميع يعرفون أنّ إسرائيل كان يمكن أن تلحق مزيدا من الخراب والدمار بلبنان لو استمرت حرب صيف 2006. لذلك سعى المجتمع الدولي إلى إسدال الستارة على الحرب حماية للبنان وما بقي منه وللبنانيين.

ما يفترض أن يدركه الأمين العام لـ“حزب الله” في نهاية المطاف أن الخدمة الوحيدة التي يمكن أن يؤدّيها للبنانيين وللبنان لا تكون بالتهديد بفتح الأجواء اللبنانية للإيرانيين والعراقيين والأفغان والباكستانيين واليمنيين الذين تكفيهم مصائب بلدهم. الخدمة الوحيدة تكون بإغلاق الأجواء اللبنانية في وجه كلّ من يريد استخدام لبنان “ساحة”، بما في ذلك بعض قيادات “حماس” التي يعتقد أنها انتقلت من الدوحة إلى بيروت. هل صار “حزب الله” الطرف الذي يتحكّم بالأجواء اللبنانية، يفتحها ويغلقها أمام من يشاء… بعدما اعتبر أن لا قيمة للحدود اللبنانية ـ السورية وأن الرابط المذهبي يتجاوز كلّ ما عداه في العلاقات بين دول المنطقة، بما في ذلك العـلاقات بين بلدين مثل سوريا والعراق؟ كان لبنان ضحية كل الحروب التي خاضها “حزب الله” مع إسرائيل منذ تسعينات القرن الماضي. في كل مرّة كانت تنتهي معركة، كان الحزب يرفع شارة النصر. في أعقاب كلّ معركة، كان الحزب يرتدّ على الداخل اللبناني لتحقيق مزيد من الانتصارات على اللبنانيين. كان يعمل في كلّ مرّة على قضم جزء مما بقي من هيبة الدولة اللبنانية ومؤسساتها بحجة أنه “مقاومة”. لم يقاوم، في واقع الحال، سوى كل المحاولات التي استهدفت إعادة الحياة إلى الدولة اللبنانية. مرّة أخرى، لا يحمي لبنان في هذه المرحلة سوى القرار 1701 الذي وافق “حزب الله” على كلّ كلمة فيه قبل صدوره في آب ـ أغسطس من العام 2006. من يريد توفير أي خدمة من أيّ نوع للبنان يبدأ بالابتعاد عن الكلام غير الواقعي الذي يستغل “يوم القدس” من أجل مهاجمة المملكة العربية السعودية والدول العربية الخليجية التي يعمل فيها لبنانيون. ما يريده اللبنانيون هو العودة إلى الدولة التي يجدون فيها المنقذ الوحيد لهم من بقاء بلدهم “ساحة” لتبادل الرسائل بين إيران وإسرائيل. لم ينعم أهل الجنوب اللبناني بالهدوء الذي ينعمون به إلّا بفضل القرار 1701. هناك ظروف قادت إلى ولادة القرار. لماذا المكابرة ورفض الاعتراف بذلك ورفض الاعتراف في الوقت نفسه بأن لبنان في غنى عن إيرانيين وعراقيين وباكستانيين وأفغان يدافعون عنه. ما رأي أهل الجنوب باستحضار “لواء الفاطميون” الأفغاني إلى أرضهم؟ ألن يذكرهم ذلك بالجنسيات المتنوعة التي أتى بها الفلسطينيون في مرحلة مـا إلى الجنوب؟ أمّا اليمنيون فتكفيهم مصائبهم، في مقدّمها انتشار وباء الكوليرا. الأكيد أن فلسطين آخر همومهم، خصوصا في هذه الأيّام. لم تعد فلسطين موجودة في اليمن سوى في خطابات عبدالملك الحوثي الذي يفترض فيه أن يعرف أن إنصاف أهل صنعاء ورفع يد ميليشياته عنهم أهمّ بكثير من شعارات تحرير فلسطين والقدس. ليس بالشعارات يحيا أهل اليمن ويستعيدون الأمل في استعادة الحياة الطبيعية في يوم من الأيّام. ليس بالشعارات تعود القدس. الشعارات هي الطريق الأقصر للانتصار على لبنان بدل الانتصار في يوم من الأيّام على إسرائيل.

 

كيف حقّق الولي الفقيه حلم الصهيونية؟

مصطفى علوش/المستقبل/29 حزيران/17

«أنا الأديب الأدباتي غايظني حال بلدياتي  وغلبت أوحوح بآهاتي لكن بلدنا سمعها ثقيل» (أحمد فؤاد نجم)

لو راجعنا كل العقائد «الأبوكاليبتية» في التاريخ، لرأينا أنها تتشابه في مسارها إلى حد التطابق، وهذا بغض النظر عن مسألة ارتباطها بعقيدة دينية أو دوغما سياسية. كلها ترتكز على أسطورة ما، وتؤكد على أن الشر يسيطر على الحاضر، وكلها تعتبر أنه كلما زادت الفوضى والدمار كلما اقتربت النهاية، وكلما زادت علائم الفوضى كلما اقتربت عودة المخلص، والإجماع هنا هو أن المخلص سيقود المعركة الفاصلة بين الخير والشر، ليسود السلام المقدس على فئة واحدة هي الناجية لأنها آمنت بالعقيدة وتمسكت بها ودافعت عنها وضحت لأجلها.

إنها التعبير الصارخ عن جبروت الفكرة التي تأخذ عقول البشر بشكل جماعي، فيتحولون إلى أدوات تتحرك بالشعارات وبكاريزما القائد، من دون تفكير أو نقاش، ولا حتى مراجعة حسابات عندما يصطدم الواقع بما يتناقض بشكل جذري مع القناعات المقدسة.

ما لنا ولكل هذا الكلام، فلا أدعي لنفسي الخروج عن منطق التحليل السياسي البسيط للتعدي على العلوم الإجتماعية التي تتداخل فيها ضروب شتى من المعطيات. لكن لو نظرنا اليوم إلى مشروع ولاية الفقيه والمشروع الصهيوني ومشاريع قومية وثورية سبقت على مدى القرنين الماضيين، لرأينا أوجه التشابه في النهج والفكر واضحة لا لبس فيها.

لكن ذلك لا يعني أن هذه المشاريع صديقة لبعضها البعض، فبالواقع هي تتنافس بشكل عنيف عادة، خاصة إن تواجدت على مجالات حيوية متجاورة، وهذا ما حدث مثلاً بين مشروعي ستالين وهتلر عندما تحالفا في بداية الحرب العالمية الثانية، ومن ثم تقاتلا بوحشية لا سابق لها في التاريخ للسيطرة على المدى الحيوي المشترك بينهما، ودفعت البشرية وشعوب اوروبا يومها أثماناً غير مسبوقة، رغم تاريخ صراعاتها الدموية الطويلة.

مع كل هذا أريد أن أؤكد على عدم اقتناعي بالنظرية القائلة بوجود مؤامرة فارسية صهيونية مشتركة على العرب، ولا بالمعطيات التاريخية المستخدمة في تأييد تلك الحجج، من تاريخ هدم الهيكل الأول، مروراً باليمن في القرن الخامس ميلادي، وبتواريخ أخرى حتى وصولنا إلى يومنا هذا.

الواقع بالنسبة لي هو أن العداوة حقيقية بين إيران وإسرائيل، ولكن سببها هو التنافس على مدى حيوي واحد، ولكن من ضمن هذا التنافس، فقد تمكن مشروع ولاية الفقيه، منذ إنشائه، أن يحقق لإسرائيل ما لم تتمكن من تحقيقه بانتصاراتها المتكررة في المعارك والحروب، ولا بتفوقها التقني والإقتصادي.

أولاً من ناحية تقاطع المصالح، فإن التدخل الإيراني تحت شعار تعميم الثورة والتحضير لعودة المهدي، أديا إلى تدمير جزء كبير من المنظومات المسماة وطنية المحيطة بإسرائيل، وبالتالي فإن معظم الحديث يدور اليوم حول إعادة تركيب لكيانات صغيرة الحجم، معظمها قائمة على تقسيمات مذهبية. صحيح أن الولي الفقيه لم يكن يسعى إلى تقسيم هذه المنطقة بالأساس، فهو حسب أدبيات مشروعه، يسعى إلى توحيدها تحت لوائه كهدف عقائدي موثق في الأدبيات. لكن سعيه المحمود أدى إلى إثارة مخاوف محيطه العربي، وبالتالي فإن فعل مقاومة مشروعه أدى إلى اندفاع مشاريع أخرى موجودة سلفاً في الأدراج الدولية، خاصة بعد تفلت الوحش الإرهابي بشكل مبرمج على مدى السنوات القليلة الماضية.

وهنا يكون الولي الفقيه حقق عن غير قصد جزءاً كبيراً من حلم إسرائيل لتتقسم المنطقة إلى كيانات تشبهها.

من الناحية الإجتماعية، وحول المزاج السياسي، فقد تمكن الغزو الإيراني القومي الخلفية، ولكن تحت شعارات مذهبية، من توجيه المزاج العربي العام من أولوية العداء مع إسرائيل إلى أولوية الدفاع عن النفس، بعد أن أصبح الغزو في عقر دار معظم كياناتهم في المنطقة. وبالتالي فقد أصبح صد الغزو المذهبي الفارسي ودرء خطره الداهم، أهم بكثير من الصمود في وجه مشروع صهيوني استراتيجي، ولكن مزمن في طبعه. وهنا ليس علينا أن نستغرب، وإن استهجنا لخلفيات بعضنا النضالية ضد إسرائيل، ذهاب بعض البراغماتيين إلى السعي لتحالف الضرورة مع عدو يشكل خطراً أصبح ثانوياً بالنسبة لعدو خطره داهم.

ثالثاً، وهو الجزء العصي على الفهم إلا إذا درسنا خلفية الفلسفة الحاخامية اليهودية في الحاجة إلى العداء مع الآخر لتأمين التماسك الداخلي، وهي أمور تختلط فيها المسائل الدينية مع الإجتماعية والسياسية، وهو ما يسميه بعض القادة الصهاينة بمجتمع «اسبارطة». وهذا يعني الحاجة لوجود عدو يحيط بالسور المحصن لتأمين التماسك الداخلي. يعني أن الخطابات العنتيرة خارج أسوار الكيان الصهيوني هي ما تحتاجه إسرائيل، على شاكلة ما يحدث بشكل دوري عندنا عن طريق وكيل الولي الفقيه في لبنان، وما كان يحدث على يد قادة كيانات حليفة اليوم لإيران.

وبالتالي فإن إيران بحاجة لشخصيات مثل نتنياهو والسيئ الذكر شارون ليطلقوا التهديدات تجاهها، والمؤكد أن حسن نصر الله يحتاج لشهادة الصهاينة في قوته وقدرته على تهديد أمن إسرائيل لتسويغ استمراره في خدمة الولي الفقيه الذي يمول ويسلم ويعطي التكليف الشرعي.

بالمحصلة فنحن في ظل حلقة مفرغة من تقاطع المصالح بين الحلم التوراتي والحلم المهدوي، والحسرة على ضحاياهما العرب شيعة وسنة ومسيحيين!.

(*) عضو المكتب السياسي في تيار «المستقبل»

 

من سيرشّح فرنجية في "عاصمة الموارنة"؟

صونيا رزق/الديار/28 حزيران 2017

بين 2009 والموعد المفترض للانتخابات في ايار 2017 برزت متغيرات كثيرة، ابرزها انقلاب المقاييس وغياب فريقيّ 8 و14 آذار كما كانا سابقاً، بحيث انخلطت اوراق سياسية كثيرة وسوف تظهر تحالفات انتخابية لا تخطر على البال، لان المصلحة الشخصية تلعب دورها دائماً في هذا الاطار. فإلى جانب ما تظهره الساحة الانتخابية فإن التحالفات ستلعب دورها على صعيد الثنائي الماروني، بحيث سيتحالفا في الانتخابات النيابية المرتقبة بهدف الفوز الكبير، بحسب ما تنقل عنهما مصادر سياسية متابعة للملف الانتخابي وقريبة من فرنجية، وتشير الى ان الاحزاب المسيحية الاخرى ومن ضمنها تيار «المردة» فقد بدأت ملامح تحالفاته ترسم وإن ليس في الاطار الرسمي. لكن ووفق المصادر فإن التيار سوف يوّسع من دائرة ترشيحاته ضمن مناطق لم تعرف مرة مرشحاً تابعاً للمردة. لكن هذه المرة سيكون من حزب «الوعد» وتحديداً رئيسه جو حبيقة في منطقة بعبدا، بحيث ينال اصوات الناخبين في منطقة الحدت التابعة سياسياً للوزير الراحل ايلي حبيقة والتي بقيت وفية له. إضافة الى اصوات حركة امل في منطقة بعبدا بسبب العلاقة الوثيقة التي كانت تربط حبيقة برئيس المجلس النيابي، إلا ان اصوات حزب الله ستصّب بالتأكيد مع مرشحي «التيار الوطني الحر» في المنطقة.

 وفي اتجاه آخر، اختار فرنجية ايضاً منطقة بعلبك - الهرمل ليرّد الصاع صاعين للنائب اميل رحمة بحسب المصادر نفسها، بحيث إنقلب على فرنجية في الملف الرئاسي وسار في اتجاه مخالف له ، على الرغم من انه دخل كتلة «لبنان الحر الموّحد» التابعة لفرنجية، في ظل معلومات بأن إسم المرشح الماروني في بعلبك - الهرمل بات جاهزاً، وبأن حزب الله لن « يزّعل» رئيس المردة وسوف يعطيه المقعد الماروني في هذه المنطقة.  وإضافة الى ما ذكر فإن منطقة طرابلس دخلت ايضاً في طموحات المردة، بعد تفكك قوى عديدة منها زوال خط 14 آذار في المدينة كما كان في العام 2009، بحيث ستخوض قيادات هذا الفريق الانتخابات بخلاف ما كانت على حد قول المصادر القريبة من المردة، ومن نتائج ذلك انفصال الوزير السابق اشرف ريفي عن تيار «المستقبل» وخوضه الانتخابات الى جانب المواطن الطرابلسي والحراك المدني، وبروز تحالفات غريبة عجيبة في عاصمة الشمال منها تحالف المستقبل - المردة الى جانب النائب محمد الصفدي بعد تقاربه الاخير من الرئيس سعد الحريري.  هذا وتلفت المصادر المذكورة الى ان معركة طرابلس ستكون صعبة، وسوف تشهد انتخابات تنافسية حامية جداً، كما ان وجودها في دائرة إنتخابية واحدة مع قضاء المنية - الضنية سيزيد من حدّة هذا التنافس.

وأشارت المصادر الى ان عين فرنجية ايضاً على كسروان من خلال دعم نائب سابق بارز في المنطقة، إلا ان المصادر تؤكد بأن حلمه الكسرواني صعب المنال، لان الفوز مؤكد لـ«التيار الوطني الحر» خصوصاً بعد ترشيح العميد شامل روكز الذي ستطيح لائحته بالجميع، مما يعني بأن المرشح عن منطقة كسروان سيلاقي صعوبة كبيرة، وبأنه سيعّد للمليون قبل اعلان ترشيحه.  وختمت المصادر بأن فرنجية لم يعد يقبل بالحالة الزغرتاوية فقط، بل يطمح الى تشكيل كتلة مسيحية من عدد من المناطق اللبنانية، لان عينه على الرئاسة وهو وُعد بها، وبالتالي فهو يعمل على تغييّر مقولة النائب السابق فارس سعيد بأن «حدود فرنجية المدفون».

 

استراتيجية «الردع» أدخلت نصرالله كتاب غينيس للأرقام القياسية

ابراهيم ناصرالدين/الديار/29 حزيران 2017

الهدوء على «الجبهة الداخلية» بعد اقرار القانون الانتخابي الجديد، اعطى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله دفعا مهما لاطلاق «رسائله» الاقليمية والدولية في خطابه الاخير، معيدا تذكير الجميع وفي مقدمتهم اسرائيل انه يقف على ارض صلبة في الداخل، تخوله مراكمة قدرات المقاومة «الردعية» و«الهجومية»، ومن هنا جاءت «المعادلة الجديدة» بـ«فتح الاجواء لعشرات الالاف بل مئات الالاف من المجاهدين والمقاتلين من انحاء العالم العربي والاسلامي ليكونوا شركاء في المعركة ضد اسرائيل، من العراق ومن اليمن ومن ايران وافغانستان ومن باكستان»... طبعا الاعلان عن هذه الاستراتيجية ليس عبثيا ما يطرح السؤال عن اسباب الافصاح عنها في هذا التوقيت؟؟

اوساط معنية بهذا الملف تشير الى ان اسرائيل بتقاريرها الاستخباراتية الاسرائيلية تقر بان تهديدات السيد حسن نصر الله لإسرائيل جدية للغاية ولا احد في دوائر القرار العسكرية، والامنية، والسياسية، يتعامل باستخفاف معها او يقلل من قدرات الحزب، هناك اقرار وقناعة بان الحد الادنى من الصواريخ الموجهة الى اسرائيل يبلغ 120 ألف صاروخ منها نحو 70الف بالغ الدقة وشديد التدمير، والمواصلات الجوية والبرية والمائية في اسرائيل معرضة للخطر، كذلك حقول الغاز والوقود والامونيا في ميناء حيفا وهي ستشتعل في اي حرب مقبلة، وفي احدث الدراسات الامنية الموثقة عبر تقارير استخباراتية، فان الطائرات الحربية الاسرائيلية لن تكون بعيدة عن الاستهداف بعد وصول صواريخ ارض-جو متطورة روسية الصنع وكذلك صواريخ ايرانية متطورة... لكن في المقابل تعترف اسرائيل بان السيد نصر الله، استطاع دخول كتاب «غينس» من خلال تسجيل اطول فترة ردع بين حربين أمامها... 11 سنة ليست بالامر السهل وهو نجح بذلك بفضل استراتيجة ممنهجة في «تقسيط» تهديداته الرادعة، ففي كل مرة يفاجئ نصرالله اسرائيل بقوة ردع جديدة تزيد من ارباك المؤسسة الامنية والسياسية والعسكرية الاسرائيلية.

 السيد نصرالله في تدرجه هذا يمنع الحرب ولا يستدرجها، تقول تلك الاوساط، العدوانية الاسرائيلية تحتاج في كل فترة الى من يذكرها بالاكلاف المرتقبة لاي مغامرة غير محسوبة، بعد حرب تموز 2006 كان الحزب يطور منظومة اسلحته والسيد نصرالله يواكب ذلك بتطوير خطابه الردعي المتدرج، اسقط اولا عقيدة «الضاحية» التدميرية من خلال توعده بتدمير عدد مماثل من المباني في المدن الاسرائيلية مقابل كل مبنى يدمر في الضاحية او بيروت، معززا المخاوف الاسرائيلية من وصول صواريخ مدمرة ودقيقة للمقاومة في لبنان... ثم انتقل الى مرحلة اخرى من خلال التأكيد على قدرة المقاومة على اقفال حدود كيان العدو البحرية من خلال القدرة على ضرب الموانىء ومنع الملاحة حتى في البحر الاحمر... ثم جاء الردع عن طريق الاعلان عن الجهوزية لدخول الجليل... ثم على ضرب مفاعل ديمونة «المتهالك» في صحراء النقب... وبعدها كان التهديد «بالقنبلة النووية» من خلال الاعلان عن النية في استهداف مخازن الامونيا في حيفا.  لم يفصح السيد نصرالله حتى الان عما تملكه المقاومة لشل قدرات سلاح طيران العدو، ربما قد يفعل ذات يوم... لكنه اختار هذه المرة ان ينقل تهديده الردعي الى مستوى ارفع، وهو بعد نحو سنتين على اعلانه عن عقيدة الحرب الشاملة بعد ان اصبحت جبهة الجنوب متصلة بجبهة الجولان المحتل، ووصول مقاتلي حزب الله الى تلك المنطقة، اختار هذه المرة الكشف عن استراتيجية «فتح الاجواء لعشرات الالاف بل مئات الالاف من المجاهدين والمقاتلين لخوض المواجهة مع المقاومة... وهذه الاستراتيجية ذات دلالة بالغة تتجاوز ما سبقها من حديث عن توحيد الجبهات الى انتقال نوعي في مفهوم هذه الحرب التي لم تعد تحتاج الى قرارات حكومية قد تكون مربكة او متصلة بحسابات معقدة، فما قاله السيد نصرالله يشير بوضوح الى ان محور المقاومة بات لديك جيشا رديفا لا يمكن الاستهانة به، قوات «شعبية» مدربة ومسلحة جيدا ولديها خبرة قتالية عالية على مختلف جبهات القتال المشتعلة في المنطقة....وهذا تطور نوعي يضيف الى قوة الردع لدى المقاومة عاملا غير مسبوق سيدفع الاسرائيليين الى مراجعة حساباتهم باضافة هذا العامل المؤثر في اي حرب مقبلة...

 وفي هذا الاطار اراد السيد نصرالله ان يشير الى مسألتين اساسيتين، الاولى ان من تورط في الحرب لاسقاط سوريا ارتكب خطيئة سيدفع ثمنها عاجلا او آجلا، واول هؤلاء اسرائيل التي خسرت من خلال دعمها لهذه «الخراب» معادلة استقرار لم تعد موجودة بعد اسقاط قواعد اللعبة القديمة، واليوم من يرسم قواعد اللعبة الجديدة هو محور المقاومة الذي نجح في تطويع الازمة لصالحه، وفي حال استكمال الانتصار ستكون اسرائيل امام معادلة جديدة غير مسبوقة من قبل... وهنا تاتي المسالة الثانية المتصلة بالاولى، فالسيد نصرالله اراد افهام من يعنيهم الامر بان حزب الله لم يعد فقط حركة مقاومة لبنانية «مقطوعة من شجرة»، ومن حاول منذ مؤتمر شرم الشيخ وصولا الى حرب تموز ضرب هذا النموذج، و«شيطنته» باعتبار سلاحه غير شرعي وخارج عن القانون، يجد نفسه اليوم امام محور بكامله اخذ بنموذج حزب الله وعممه ليصبح جزءا من العقيدة القتالية والعسكرية، هذا ما حصل في سوريا، حيث باتت للدولة جيش رديف تحت عنوان قوات الدفاع الوطني تؤازرها القوات الرديفة، وهذا ما حصل في العراق بعد تشريع الحشد الشعبي في البرلمان باعتباره جزءا مكملا للمؤسسة العسكرية والمنظومة الامنية في البلاد، وهو امر تكرر مؤخرا في اليمن حيث يقاتل انصار الله الى جانب الجيش اليمني على مختلف جبهات القتال..وهي نماذج تحاكي تجربة الحرس الثوري والقوى الرديفة في ايران..وهذا طبعا «الكابوس» الذي لم ترغب اسرائيل بان تراه يوما...

 وتلفت تلك الاوساط، الى ان بعض المؤشرات «المقلقة» حتمت تذكير الاسرائيليين بقواعد «اللعبة» الجديدة وموازين القوى المتغيرة في هذا التوقيت، ووفقا للمعلومات فان اسرائيل باتت ميالة جدا لفعل شيء ما يعيد التوازن الذي اختل على مختلف جبهات القتال، والامر لا يقف عن تدخلها «الجراحي» اليومي على جبهة القنيطرة، وتبدو الجبهة الاكثر قابلية للاشتعال هي جبهة قطاع غزة، فالحرب هناك تحظى برافعة «عربية» من قبل الدول التي اتخذت قرارها بالحصار على قطر، فهناك قرار باخراج حركة حماس من المعادلة والقضاء على بنيتها التحتية، وهي المخاوف التي دفعت الحركة لإجراء لقاءات مباشرة مع تيار محمد دحلان القريب من ابو ظبي على أمل تجنب المواجهة...  وفي المقابل تبدو اسرائيل متوجسة للغاية مما يجري «طبخه» على خط الحدود الأردنية - السورية، وهو ما سينعكس حكما على جبهة الجولان، فثمة مفاوضات روسية اميركية، على وقع قرار من دمشق وحزب الله بكسر هذه الجبهة، والمفاوضات تدور حول فتح الطريق الدولية بين العاصمتين السورية والاردنية وتفعيل معبر نصيب الحدودي البري... وفي هذا الوقت يبدو أن الصراع داخل «البيت الخليجي»، قد بدا ينعكس على الارض في سوريا من خلال تجفيف منابع الدعم عن عدد من المجموعات المسلحة المرتبطة عضويا باجهزة تلك الاستخبارات... في المقابل لا تبدو واشنطن، التي تواصل «التصعيد الكلامي» ضد دمشق، راغبة في التورط في الرمال السورية المتحركة، وهذا ما يضع اسرائيل امام خيارات «احلاها مر»، في ظل تقدم محور المقاومة على مختلف الجبهات السورية... ولهذا اراد السيد نصرالله تضييق الخيارات امامها، واخراج الجبهة اللبنانية من حساباتها، وتذكيرها بقواعد اللعبة المتغيرة واستراتيجية الردع المتطورة لدى المقاومة والتي باتت حكما تتجاوز حدود الجغرافيا اللبنانية، ومن لا يريد الاقرار بهذا الامر فهو كمن يدفن «راسه في الرمال»، الامين العام لحزب الله يواصل استراتيجية «الردع» لمنع الحرب وليس استدراجها مع افهام العدو ان المقاومة جاهزة لاي مفاجأة تأتي من خارج سياق الاحداث.

 

ماكرون يلتقي الروس.. إذا كانوا جدّيين في «السلام» السوري

ثريا شاهين/المستقبل/30 حزيران/17

من الواضح أن الموجة التي مثّلها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وهي تجاوز كل الأحزاب التقليدية، مثّلت خياراً آخر للفرنسيين غير اليمين المتطرف أو الإشتراكية. وتضافرت مجموعة عوامل أدت إلى هذه النتيجة التي تحققت أيضاً في البرلمان. فحصل على ولاية لسنتين على الأقل، يُفترض أن يتمكن خلالها من معالجة امور الفرنسيين الإقتصادية والإجتماعية، وما نتج عن العولمة وتراجع المقومات الإقتصادية في مناطق فرنسية عدة. يفترض أن يحكم بزخم ما دامت السلطتان، الرئاسة والتشريع، في يده. وليس من السهل وفقاً لمصادر ديبلوماسية أوروبية، أن يجد حلاً لكل مشاكل فرنسا، ولا سيما أيضاً ما نتج عن النزوح السوري. أما سياسته الخارجية، فكان اللافت فيها تصريحاته الأخيرة حول النظام السوري، ولكن لن يتغيّر شيء قبل حسم إنتخابات ألمانيا، والتوجهات الأوروبية لتصبح التوجهات الفرنسية أوضح.

الموقف الفرنسي الفعلي لم يتغير إزاء الوضع السوري وفقاً للمصادر. انما هناك إبداء لمرونة في إطار ديماغوجي. إذ أنه بعدما سمع وزير الخارجية الفرنسي أثناء زيارته لموسكو، أن كل الهم لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يحارب الإرهاب، وان لا تكون هناك دول فاشلة مثل ليبيا، وإنه لا يهمه شخص الرئيس السوري بشار الأسد، انما إستقرار سوريا، وبعد تقييم الوضع على الأرض من حيث انتصارات النظام ومن يحميه، أي الروس، بعد كل ذلك، وإذا كان هناك من حل سياسي يقف الروس بجدية إلى جانب تحقيقه، فإن ماكرون اتخذ المواقف التي اعلنها حول الأسد، بحيث لم يعد رحيله شرطاً لأي عملية سياسية.

وهذا، بحسب المصادر، ليس تغييراً كبيراً، لأنه منذ أكثر من سنتين قبل الغرب كله بعملية سياسية من دون رحيل الأسد. وينطلق ماكرون من أن روسيا موجودة على الأرض، الأمر الذي يحتم التعاون. انما فرنسا تريد أن تعرف هل روسيا مستعدة للدخول بعملية سياسية حقيقية أم انها ستستفيد من الإيحاء بذلك، للحيلولة دون إخراج الأسد من السلطة؟.

ووجد ماكرون أن البحث بالدستور في مفاوضات جنيف لم يتقدم، على الرغم من أن ذلك مطلب روسي تبنّاه الموفد الدولي للحل في سوريا ستيفان دي ميستورا لتسهيل العملية السياسية، حتى أن عملية أستانة لا تتقدم، ولم يستطيع الأطراف الإتفاق على خرائط مناطق خفض التوتر ولا على آلية المراقبة. وما يحصل في درعا لا يمكن التغاضي عنه، حيث في حال استعادها النظام يُعدّ ذلك فشلاً لأستانة، فهل وعود الروس بأنهم ينخرطون في عملية سياسية جدية، ولا سيما أن ماكرون يفضل الحل السياسي؟ إن ماكرون لم يغيّر موقف فرنسا، لكنه يُبدي إستعداداً للمرونة، مع الإشارة إلى أنه يدرك تماماً أن التفاوض يحتاج إلى مقومات داعمة على الأرض، ولن يسيطر الأسد على كل الأرض أو يستعيد سلطته الكاملة عليها. ماكرون يقول بالحل السياسي، خصوصاً وأنه بعد الإنتهاء من «داعش» يصبح هناك ضرورة للتفاهم على الوضع السوري، وبالتالي إبداء المرونة، لا سيما تجاه الطرف الروسي من أجل إحياء عملية سياسية جدية، بات أكثر من ضروري. وعدم التغيير في السياسة الفرنسية يظهر في الإستعداد الفرنسي لضرب النظام إذا إستعمل السلاح الكيماوي مجدداً. لا يزال ماكرون متمسكاً بالمسلّمات الفرنسية الكبرى، مع الإشارة إلى أن توقع إنهاء «داعش» في سوريا يحتاج إلى أقل من سنة. هناك تعقيدات كبيرة يجب أن تتوضح معالمها في المنطقة. وكيف ستتعامل المعارضة السورية بكل أطيافها مع الأزمة السورية. وتريد فرنسا في هذا الجو، السعي إلى ملاقاة روسيا في منتصف الطريق إن كانت جادة فعلاً لإحلال السلام في سوريا، وفرنسا تريد تسهيل الحل في سوريا عبر الحوار وتخفيف سقف التطرف في المواقف.

 

الغموض الأميركي والحيرة الروسية

 وليد شقير/الحياة/30 حزيران/30 حزيران/17

كان ينقص الفوضى التي تعصف بالميدان السوري، سياسياً وعسكرياً وفي التحالفات بين القوى الخارجية المتدخلة في بلاد الشام، أن يضاف إليها الموقف الأميركي الأخير بالتهديد بعمل عسكري ضد قوات نظام بشار الأسد لأن واشنطن تمتلك معطيات عن تحضيره لهجوم كيماوي جديد، وتحذير موسكو من أي خطوة من هذا النوع. رفع تهديد البيت الأبيض بضربة استباقية في سورية المخاوف من مواجهة روسية- أميركية، كانت بدأت تبرز مع انفراد كل من الدولتين، مع حلفائها، بخططها الخاصة للعمليات من أجل التخلص من «داعش» في الرقة، وغيرها. والسبب أنه بموازاة سعي كل منهما إلى الإفادة من الصعوبات التي يواجهها الآخر في الميدان ومع حلفائه، فإن الرغبة باقتطاع مناطق النفوذ في مرحلة ما بعد «داعش» المفترضة يعطي ضوءاً أخضر للحلفاء الذين يعاكسون خططه أحياناً. ولذلك يبدو الكثير من الأحداث في الحرب بالواسطة التي يخوضها الجباران في سورية، عصياً على الفهم، ويكرس الانطباع بأن الفوضى سيدة الموقف.

إلا أن الجانب الروسي ينسب الغموض إلى غياب سياسة أميركية واضحة في بلاد الشام، كما يقول زوار موسكو التي يردد المسؤولون فيها عبارة: لا نعرف ماذا يريد الأميركيون. أما الجانب الأميركي فتراوده الشكوك في استمرار الدب الروسي في استغلال الجموح الإيراني، والانسجام مع خوضه معارك تكون موسكو تبرأت منها في اتصالاتها مع واشنطن. في تقسيم الرعاية الخارجية لمناطق خفض التوتر التي تقرر قيامها في آستانة الشهر الماضي، بدا أن الجانبين الأميركي والروسي اتفقا في اجتماعات الأردن خلال الأسبوعين الماضيين على توزيع مواقع النفوذ الجغرافي، إلا أن اللاعبين الإقليميين غير مرتاحين إلى نتائجها. فلكل من هؤلاء اللاعبين خصم سيشارك موسكو أو واشنطن في النفوذ على منطقة. وإذا صح ما نشر عن هذا التوزيع، تتولى القوات الأميركية النفوذ على المنطقة الجنوبية مع الأردن، وواشنطن وإسرائيل تعود لهما حرية الحركة في المنطقة الجنوبية الشرقية المحاذية للجولان المحتل، وتتولى روسيا (مع إيران) النفوذ في المنطقة الساحلية، وتشمل حمص وصولاً إلى مدينة حلب، فيما تكون اليد الطولى للجانبين الروسي والتركي في إحدى المناطق الشمالية وتحديداً محافظة إدلب، بينما تكون اليد الطولى للأميركيين والأكراد في المنطقة الشمالية الشرقية التي تشمل الرقة والمناطق المختلطة بين الأكراد والعرب...

رسم هذا التوزيع معالم تقسيم سورية كما توقعه كثيرون في السنتين الماضيتين. إلا أنه توزيع يترك بعض الفراغات التي تسعى قوى إقليمية إلى ملئها، لا سيما إيران التي يستفزها تقزيم الدولتين العظميين دورَها، على رغم الأثمان التي دفعتها في المعارك العسكرية التي خاضتها دفاعاً عن النظام وعن موطئ القدم السياسي والجغرافي الذي ضمنته على مدى عقود من البناء السياسي والعسكري.

ومع أن الافتراض المنطقي هو أن ترعى روسيا منطقة العاصمة ومحيطها، فإن التواجد الإيراني في محيط دمشق وفي المناطق القريبة من الحدود مع الجولان المحتل، بقي موضوع تساؤل. وليس متوقعاً أن ينسحب الحرس الثوري و «حزب الله» وسائر الميليشيات المصنفة إيرانية من هذه المواقع. بل إن طهران قاومت اتفاقات الدولتين الكبريين في اقتحامها الحدود العراقية السورية للقاء القوات السورية الأسدية وصولاً إلى البادية المؤدية إلى دير الزور، للحؤول دون أن يؤدي انفراد الأميركيين بالخلاص من «داعش» في الرقة إلى توسع نفوذهم نحو المنطقة التي تختزن النفط والغاز. بات التنافس على سورية الغنية بعد أن كان على سورية المفيدة. أوحى التهديد الأميركي بضربة عسكرية رداً على هجوم كيماوي محتمل، أنه قد يكون رداً على تمكن طهران من اختراق الحدود العراقية- السورية، فيما استغربت موسكو سماح واشنطن للحشد الشعبي وميليشيات أخرى بأن تصل إلى الحدود، حيث باتت قادرة على قطع طريق المعارضة المعتدلة الحليفة للأميركيين، إلى دير الزور. ترددت واشنطن في منع إيران، من بلوغ الحدود، لأنها تخوفت من انتقام الحشد الشعبي من قواتها الموجودة بالآلاف في العراق، ثم ندمت فقررت التشدد الآن. ومع قول إدارة دونالد ترامب إن التلويح بعمل عسكري هو رسالة إلى روسيا وإيران، يشيع الجانب الروسي أنه ضغط على الأخيرة من أجل عدم اقتحام الحدود مع العراق، لأنه يقوض جهودها لإقناع الجانب الأميركي بمشروع موسكو للحل السياسي، على قاعدة رجحان كفة النظام. تحضير القوى الدولية والإقليمية لمرحلة ما بعد الرقة، يختزن عوائق قد تؤخر نهايتها، وتزيد الفوضى. تتأكد كل يوم الحاجة إلى التوافق الأميركي- الروسي وفق آلية لا تحتاج إلى اجتهادات لتفسيرها.

 

غداة انسحاب جند الخليفة

 حسام عيتاني/الحياة/30 حزيران/30 حزيران/17

يقاتل جند الخليفة أبي بكر البغدادي وظهورهم إلى الجدران الأخيرة في الرقة والموصل. بات دمار المدينتين مرتبطاً بموت الخلافة وباضمحلال الصيغة الأعنف والأكثر دموية للإسلام السياسي. وصول وحدات «الحشد الشعبي» الى المسجد النوري الذي أعلن البغدادي منه قيام خلافته وتقدم «قوات سورية الديموقراطية» في الرقة يشيران الى بداية مرحلة جديدة من الصراعات ما دام لا «الحشد» ولا «قسد» يملك اي تصور لحل سياسي يعالج الخلفيات التي ادت الى ظهور «داعش» ويصرّ كل منهما على انه هو الحلّ. ليس هناك ما يقول ان «داعش» سيذوب ويختفي. بل الأرجح انه سيظهر بأشكال أخرى ما دامت الأسباب الأولى التي افرزته لا زالت حاضرة. المشكلة لا تنحصر في الرقعة التي تمدد عليها وانطلق منها التنظيم الإرهابي، ولا في الآلاف من جنوده الذين سيعودون الى بلادهم التي تبدي سلطاتها خشية كبيرة ممّا يحملون في أذهانهم من افكار وخطط. بل تتجاوزها لتصل الى الإخفاق في علاج أسباب الظاهرة والتركيز على الجانب العسكري – الأمني في التعامل معها، ما يمهد لعودتها بمسميات مختلفة وبالجوهر ذاته. انهيار خلافة البغدادي ينبغي ان يبرر طرح سؤال اكبر: ما دامت الحملة على الإسلام السياسي بصيغتيه الإخوانية والداعشية قد نجحت في انتزاع مواقع اساسية منه، ما البديل الأفضل لملء الفراغ الذي سيتركه؟ قد لا تصح المقارنة بسقوط نظام طالبان في افغانستان عام 2001 ولجوء فلول الحركة الى الجبال وشن حرب عصابات مديدة من هناك، بسبب الاختلافات في البيئة وميول السكان. لكن ذلك لا يعني ان هزيمة الإسلام السياسي، بصيغته التي حكمت مناطق شاسعة بين الموصل والرقة وتمددت حتى حلب، وبتلويناته الأخرى المختلفة قد فتحت الطريق امام سلطة أكثر رشداً وأن البديل عن «داعش» و «الإخوان» هو الديموقراطية والانفتاح والسلم الأهلي. يمكن تلمس بوادر هذا المأزق في التجارب التي افلحت في إقصاء الإسلام السياسي عن السلطة، من جمهوريات وسط آسيا السوفياتية السابقة الى بلداننا العربية، حيث يطوف شبح الديكتاتوريات والقمع مكان شبح الإرهاب المستتر بالدين. بذلك نعود الى الثنائية المهيمنة على منطقتنا منذ عقود: الاختيار بين نوعين من القمع فيما تُسدّ السبل امام كل تجربة للسير نحو خيار ثالث يتلاءم مع حاجات شعوب هذه المنطقة الى التنمية والعدالة والكرامة.واحدة من السمات التي تسهل الامتناع عن هذا الخيار الثالث هي قلة الطلب عليه وقلة المعروض منه في آن. الفضيحة التي آلت اليها «الأنظمة التقدمية» في العراق وسورية وغيرهما ستعيق الى أمد بعيد استئناف البحث عن مخارج أقل ظلاماً من الديكتاتوريات ومن الإسلام السياسي. مخارج تستند الى حضور العقلانية في السياسة وهذه في تلك، على نحو يخفف من صدمات التحولات العميقة سواء التي تعتمل في دواخل مجتمعاتنا او تلك التي يفرضها العالم واقتصاده وسياساته علينا، وتحول دون انقلاب اي نقاش أو رأي مختلف الى مصدر تهديد وجودي للدولة. الوجه الآخر لهذه الظاهرة التي تتمثل في قلة الطلب على التحرر من ثنائية الديكتاتوريات والإرهاب السياسي، هي الافتقار الشديد الى الطبقة الوسطى وبالتالي شلل اي حراك مستقل عن آليات السلطات ومآلها.

 

حوار أميركي- روسي «ضروري» في قمة العشرين

 راغدة درغام/الحياة/30 حزيران/30 حزيران/17

عشية انعقاد قمة العشرين في مدينة هامبورغ الألمانية الأسبوع المقبل، تتموضع الديبلوماسيتان الأميركية والروسية ثنائياً وعلى صعيد إفرازات النزاعات الدولية على الإستراتيجيات والعلاقات مع دول محورية في مختلف المناطق وفي مقدمها الشرق الأوسط حيث تلتقي واشنطن وموسكو على هدف سحق تنظيم «داعش» وتختلف في تحالفاتها وأولوياتها الإقليمية. الرئيس الأميركي دونالد ترامب يود أن يتأبط معه الى قمة العشرين لأهم دول العالم ما أنجزه في قمم الرياض حيث نجح في إطلاق نظام عالمي جديد ضد إرهاب المتطرفين الإسلاميين تقوده الولايات المتحدة بشراكة يكون فيها المسلمون في الخط الأول من جبهة التنفيذ. الأزمة الراهنة مع قطر تثقب ذلك الإنجاز في رأي إدارة ترامب. لذلك قررت الانخراط على مستوى وزير الخارجية ريكس تيلرسون في وساطة حازمة، أدواتها النفوذ، فيما وضعت السفير الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي - وهي برتبة وزير – النقاط على الحروف موضّحة أن أولوية الرئيس ترامب هي إستراتيجيته نحو الإرهاب وليس موقع القواعد العسكرية الأميركية في قطر.

هايلي أوضحت أيضاً أن الإنذار الذي وجهه البيت الأبيض الى الرئيس السوري بشار الأسد بأنه «هو وجيشه سيدفع ثمناً فادحاً» إذا نفذ هجوماً آخر بالأسلحة الكيماوية كان أيضاً رسالة الى «روسيا وإيران اللتين تدعمانه لقتل شعبه». روسيا احتفظت بحق الرد وأكدت على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف أنها سترد بخطوات مناسبة إذا اتخذت واشنطن إجراءات استباقية في ما سماه «ذريعة لعمليات استفزازية». هذا لا يعني أن الولايات المتحدة وروسيا على وشك الاشتباك في سورية، لا سيما أن وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس اعتبر أن دمشق استجابت لتحذير واشنطن من أي هجوم جديد بالأسلحة الكيماوية. ثم إن روسيا لا تستطيع أن تبدو كمن يبارك قيام النظام في دمشق بهجوم كيماوي قبيل قمة العشرين في هامبورغ حيث تود الديبلوماسية الروسية أن تعقد قمة مع الديبلوماسية الأميركية تشكل نقلة في العلاقات بينهما. مثل هذه النقلة صعبة في ظل التحقيقات الفيديرالية في الاتهامات بتدخل موسكو في الانتخابات الرئاسية الأميركية وافتراضات تواطؤ حملة دونالد ترامب مع اقتحام روسيا العملية الديموقراطية الانتخابية. لكن دونالد ترامب ونظيره فلاديمير بوتين يريدان بشدة أن تتاح فرصة للقاء ألا يكون عابراً وسطحياً وإنما قمة جدية تتناول مختلف القضايا ذات الأهمية، ثنائياً وفي النزاعات الدولية والتحالفات الإقليمية. إيران ستكون في طليعة أولويات الحديث الأميركي - الروسي سواء على صعيد القمة أو على صعيد الوزراء والخبراء لأن مصير إيران ومشتقاتها وميليشياتها العاملة في سورية بصورة خاصة يشكّل النقطة الحاسمة في الصفقات أو المواجهات. طهران تدرك هذا ولذلك تتموضع استعداداً للاحتمالين، وهي تفعل ذلك بتوزيع للأدوار بما في ذلك عبر مواقف «حزب الله» التصعيدية في لبنان وعبر تحدي «الحشد الشعبي» لحكومة حيدر العبادي في العراق في معارك السيطرة على الحدود مع سورية.

كذلك تقع تركيا في دائرة المقايضات والتفاهمات والاختلافات في الساحتين السورية والعراقية كما في امتداداتها داخل قطر وتموضعها الإقليمي الداعم دوماً لامتداد جماعة «الإخوان المسلمين» التي تفكّر واشنطن في تصنيفها «إرهابية» الأمر الذي قد لا يزعج موسكو التي لطالما حذرت من تبني الرئيس السابق باراك أوباما مشروع «الإخوان المسلمين» تحت شعار الديموقراطية وباسم «الربيع العربي». فمساحات اللقاء مُتاحة أميركياً وروسياً إذا ما تحررت من قيود التحقيقات لكن الصفقات الكبرى ستبقى مكبّلة بالتحقيقات حتى إشعار آخر.

الأزمة القطرية فتحت ملفات عدة من ضمنها وضع «الإخوان المسلمين» كمشروع يتبناه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وتُتهم قطر بتنفيذه في مصر وسورية ودول خليجية. إدارة ترامب بنت علاقات مميزة مع دول محورية مثل مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة وهي الدول التي تقود مقاطعة قطر من جهة، وتشكّل من جهة أخرى الأرضية الضرورية للجبهة التي أنشأتها قمم الرياض البالغة الأهمية للرئاسة الأميركية. ما أوضحته نيكي هايلي هو ذلك الأساس في ذهن دونالد ترامب الذي لن يتخلى عنه حتى ولو كلّفه ذلك الاستغناء عن القاعدة العسكرية في قطر. والأساس هو ما يعتبره دونالد ترامب إنجازه الإستراتيجي في قمم الرياض وسيحمله معه الى قمة هامبورغ.

واشنطن لا تتبنى كامل المطالب الخليجية من قطر لكنها تتفق مع أسس مهمة في هذه المطالب بالذات ما يتعلق بإيران وما له علاقة بمحاربة الإرهاب. دخلت إدارة ترامب حلبة الوساطة بعدما نأت بنفسها عنها وذلك عندما أدركت أن الوساطة الكويتية تتطلب قفزة أميركية وأن المصالح الأميركية في صميم التطورات الخليجية. بعد لقاء تيلرسون بوزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل خليفة هذا الأسبوع، بدا واضحاً أن الدوحة جاهزة للحوار والتفاوض على المطالب بعما كانت تجاهلتها وصعّدت عبر البوابة التركية والإيرانية بأدوات مختلفة. ولدى سماع تصريحات نيكي هايلي، فهمت الدوحة ما يدور في ذهن الرئاسة الأميركية وما هي أولوياتها. المهم، إن إدارة ترامب قررت الانخراط سعياً وراء حل للأزمة بالذات قبل أن يتوجه دونالد ترامب للقاء قادة الدول العشرين، ومن ضمنهم فلاديمير بوتين، كي لا يحمل إليها جرة ماء مثقوبة في ما يخص جبهة النظام العالمي الجديد ضد الإرهاب.

إنذار إدارة ترامب للنظام في دمشق بأن عواقب مريرة ستترتب على أي استخدام للسلاح الكيماوي يأتي أيضاً في إطار الصورة التي يريدها البيت الأبيض للرئيس ترامب في قمة العشرين - صورة القيادة الحازمة والجريئة التي لا تتردد، عكس الصورة التي رافقت سلفه باراك أوباما. دونالد ترامب يريد أن يبلّغ كل من يعنيه الأمر أن الفارق كبير بين الرجل الذي يسكن البيت الأبيض اليوم وبين ذلك الرجل الذي مكث فيه ثماني سنوات. يريد أن يحمل الى قمة هامبورغ ما فحواه أن مبدأ القيادة من الخلف ولّى، وأن دفن الرؤوس في الرمال إزاء ارتكاب فظائع مثل استخدام الأسلحة الكيماوية وارتكاب المجازر في سورية مضى، وأن تكبيل أيادي واشنطن إزاء تجاوزات إيران وميليشياتها في سورية والعراق باسم الحفاظ على الاتفاق النووي كان سياسة أوباما ولن يكون سياسة ترامب. دونالد ترامب يريد أن تكون قمة العشرين فرصة لتحريره من عبء الملاحقات والاتهامات والحملات داخل الساحة الأميركية ليثبت أن في وسعه القيادة على رغم هذه المطاردة.

لن يكون ذلك سهلاً لأن العالم يعي تماماً ماذا يجري داخل أميركا ومدى الانقسامات الخطيرة في الساحة الأميركية. لكن القيادات العالمية التي توجّهت الى واشنطن للقاء ترامب أو تلك التي التقاها في الخارج تصرفت نحوه باحترام لموقع الرئاسة الأميركية وبرغبة في بناء علاقات دائمة مع الولايات المتحدة الأميركية. وبالتالي، معظم الذين سيلتقونه في قمة هامبورغ سيكونون أصدقاء دونالد ترامب.

فلاديمير بوتين يود أن يكون ضمن الأصدقاء والديبلوماسية الروسية تتمنى لو يكون في الإمكان التوصل الى الصفقة الكبرى التي تريدها. المعضلة أن روسيا هي المعضلة في مسيرة الديبلوماسية الأميركية. لذلك إن البيت الأبيض منقسم على نفسه لجهة تحديد نوعية اللقاء بين ترامب وبوتين لأن تداعيات اللقاء بالغة الدقة والخطورة على الرئاسة الأميركية، ولأن دونالد ترامب ليس رئيساً يلتزم النظام وإنما يغرّد خارج سرب إدارته أحياناً ويأتي على نفسه بمشاكل يصعب احتواؤها.

إنما حتى ولو وقع الخيار على قمة تتعمد ألاّ تكون دافئة أو عميقة أو ذات تفاهمات مسبقة، فإن أركان الإدارة قادرون على التفاوض مع أركان حكومة بوتين في حال توصّلت إدارة ترامب الى سياسة متكاملة واضحة المعالم في شتى الملفات. حتى الآن، تبدو إدارة ترامب في تبعثر أحياناً، وتبدو في حين آخر عازمة وفاعلة تنفّذ ميدانياً بالذات في الحرب على «داعش»، إنما من دون خطة واضحة لما بعد. الحديث الأميركي - الروسي الضروري قد لا يختمر مع وصول دونالد ترامب وفلاديمير بوتين الى قمة العشرين. البدء به بات حاجة ملحة ليس فقط للمصلحة القومية الأميركية والروسية وإنما أيضاً لانعكاساته على مصير النزاعات الإقليمية.

 

أين سيتوقف الانحدار البريطاني

خيرالله خيرالله/العرب/30 حزيران/17

المضحك المبكي في أحيان كثيرة الكلام الذي يصدر عن سياسيين لبنانيين وعرب عن دور بريطانيا في الشرق الأوسط والخطط البعيدة المدى التي ترسمها للمنطقة. يكشف هذا الكلام وجود نوعين من السياسيين اللبنانيين والعرب. نوع يعيش في الماضي ونوع على تماس مع الحاضر ومع التطورات التي شهدها وما زال يشهدها العالم. كلّ ما في الأمر، أن بريطانيا في حال انحدار ولا وجود لدهاء ولا لمن يريد ادعاء الدهاء بين سياسييها. لعلّ المرّة الأخيرة التي كان فيها لبريطانيا دور أساسي في مجال اتّخاذ قرار كبير على الصعيد العالمي، هو في العام 1990. كان ذلك في مرحلة ما بعد الاحتلال العراقي للكويت والقرار المجنون الذي اتخذّه صدّام حسين باجتياح بلد جار مستقلّ يمتلك ثروة نفطية كبيرة واحتلاله. لعبت وقتذاك مارغريت تاتشر، رئيسة الوزراء، دورا حاسما في إقناع الرئيس جورج بوش الأب بأن ما ارتكبه صدّام حسين يجب ألّا يمرّ. يجب إخراجه من الكويت مهما كلّف الأمر ومعاقبته على الجريمة.

منذ اللقاء المشهور بين تاتشر وبوش، صيف 1990، لم يعد من مجال لأيّ تردّد أميركي من أيّ نوع. لم تمض أيّام على اللقاء، إلّا وبدأت التحضيرات لتشكيل تحالف عسكري دولي بعدما أعلنت السعودية وضع أراضيها في تصرّف الدول التي تريد إرسال قوات لتحرير الكويت وإعادتها إلى أهلها. ترافق ذلك مع موقف لا لبس فيه للرئيس الأميركي دفعته إليه تاتشر. تلخّص ذلك الموقف بأنّ أميركا “رسمت خطا في الرمال”. هذا الخط هو الحدود الدولية المعترف بها دوليا لدولة الكويت.

منذ العام 1956، تاريخ ما يسمّى “حرب السويس” المغامرة العسكرية الأخيرة لبريطانيا، من دون ضوء أخضر أميركي، ارتضى الأسد العجوز بدور اللاعب المساند للاعب الكبير هـو الولايات المتحـدة الأميركية. أجبر الرئيس دوايت أيزنهاور بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على وقف الحرب وذلك بعد إنزال جوي فرنسي ـ بريطاني في السويس وبعد احتلال إسرائيلي لسيناء. أبلغت واشنطن البريطاني والفرنسي والإسرائيلي أنّه لا يحق لأيّ من الثلاثة الدخول في حروب من خلف ظهرها. هناك عرب كثيرون لم يفهموا في تلك المرحلة معنى ذلك. اعتقدوا أن انتصارا كبيرا حققه جمال عبدالناصر “على الاستعمار وأعوان الاستعمار”. صار زعيم مصر يستطيع، بفضل انتصار وهمي، قلب أنظمة عربية تتمتع بحدّ أدنى من الحسّ الحضاري، فكانت مأساة الوحدة المصرية ـ السورية في شبـاط (فبراير) 1958 ثمّ الانقـلاب الدموي على النظام الملكي في العراق في الرابع عشر من تمّوز ـ يوليو من تلك السنّة. كانت الوحدة بداية للمأساة السورية وكان يوم حصول الانقلاب العسكري في العراق اليوم الأخير الذي يعيشه العراقيون في ظروف طبيعية.

منذ 1956، قبلت بريطانيا العظمى بدور التابع للولايات المتحدة، فيما لم تجد فرنسا سوى الاندفاع في اتجاه أوروبا كي تحافظ على وضع يسمح لها بممارسة دور، وإن كان محدودا، على الصعيد الدولي. كان على فرنسا الاستسلام في الجزائر والخروج منها نهائيا في العام 1962 وكان على بريطانيا بدء الانسحاب من منطقة الخليج، خصوصا بعد اضطرارها إلى القبول باستقلال اليمن الجنوبي والخروج من عدن التي كانت محط اهتمام الاتحاد السوفييتي. حتّى عندما انضمت في العام 1973 إلى المجموعة الأوروبية، التي صارت لاحقا الاتحاد الأوروبي، بقيت بريطانيا تغرّد خارج السرب الأوروبي. بقيت مرتبطة بتلك العلاقة الخاصة مع الولايات المتحدة. كان أفضل تعبير عن ذلك سير توني بلير إلى النهاية في ركب السياسة الأميركية تجاه العراق في عهد جورج بوش الابن. في العام 1990، كانت مارغريت تاتشر تؤثّر في الرئيس الأميركي جورج بوش الأب. لم تترك أي مجال لأيّ نوع من التردّد عندما كان الموضوع مرتبطا بإخراج صدّام حسين من الكويت. في العامين 2002 و2003، لم يكن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير سوى موظّف في الإدارة الأميركية مهمّته الترويج لقرار الحرب على العراق. إنّه قرار أدّى إلى تدمير الشرق الأوسط، خصوصا بسبب غياب الرؤية الواضحة لما بعد الانتهاء من إسقاط نظام صدّام حسين. أكثر من ذلك، لم تمتلك بريطانيا أيّ تصوّر استراتيجي لما يمكن أن يصبح عليه العراق في ظلّ التشجيع الإيراني على الانتهاء من النظام القائم ومشاركة إيران للأميركيين والبريطانيين في الإعداد للحرب على العراق وفي الحرب نفسها لاحقا.

من الدور الذي لعبته مارغريت تاتشر في جعل جورج بوش الأب يسير في خطّ رسمته له… إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي اثر استفتـاء “بركسيت” الذي مضى عليه عام كامل، مرورا بالدور الذي لعبه بلير في الترويج للحرب على العراق إرضاء لبوش الابن فقط، تتابع بريطانيا سقوطها. هذا لا يعني بالطبع أن البلد سيفقد كلّ أهمّيته على الصعيدين الأوروبي والدولي، لكن الواضح أن مرحلة الانحدار مستمرّة.

من استفتاء “بركسيت” الذي صوّت فيه جهلة لمصلحة الخروج من الاتحاد الأوروبي، من دون معرفة عواقب ذلك، إلى الانتخابات المبكرة التي دعت إليها تيريزا ماي في الثامن من حزيران ـ يونيو والتي أتت نتائجها بمثابة كارثة على حزب المحافظين، يصعب تصوّر كيف يمكن لدولة تمتلك كلّ هذه المؤسسات العريقة أن تصل إلى ما وصلت إليه في العام 2017. هناك رئيسة للوزراء في السلطة وهناك في الوقت ذاته من يبحث عن بديل منها داخل الحزب الذي تنتمي إليه. يصعب لحزب حاكم المحافظة على تماسكه فيما الصراعات قائمة بين أكثر من وزير في الحكومة. هناك أيضا رئيسة للوزراء لم تحسن حتّى التعاطف مع ضحايا حريق البناية الكبيرة في لندن والكارثة التي نجمت عنها. هناك رئيسة للوزراء راهنت على خروج هادئ وبطريقة ناعمة من الاتحاد الأوروبي، فإذا بكل رهاناتها تسقط في ضوء فشلها في الحصول على أكثرية مريحة في مجلس العموم الجديد.مأساة المآسي أن تكون تيريزا ماي التي تظهر للناس العاديين وكأنها امرأة لا تمتلك أي مشاعر إنسانية نجحت في تعويم زعيم حزب العمّال جريمي كوربن الذي لا يحظى بشعبية واسعة داخل حزبه نفسه. ليس كوربن سوى سياسي بريطاني من النوع الذي تجاوزه الزمن. يريد إعادة بريطانيا إلى ما قبل أيّام مارغريت تاتشر التي استطاعت خلق ثورة حقيقية جعلت للإمبراطورية التي لم تكن الشمس تغيب عنها بعض المكانة على الخارطة الدولية. أين يتوقف الانحدار البريطاني؟ من الصعب الإجابة عن السؤال. الأكيد في الوقت الراهن أن تيريزا ماي لا تستطيع سوى الخروج من أوروبا من دون أن تكون مقبولة كحليف يمتلك كلمة في واشنطن…

 

واشنطن لموسكو وطهران: الأمر لنا في سوريا

محمد قواص/العرب/30 حزيران/17

تمتلك واشنطن معلومات عن تحركات يقومُ بها النظام السوري لاستخدام أسلحة كيمياوية. ويصحّ السؤال عن مصلحة نظام دمشق في استخدام أسلحة كيمياوية. ويصح أيضا التذكير بأن العقلية التي تتحكم بنُظم الاستبداد في العالم لا تسير دائما وفق منطق عقلاني يقيس أموره بثنائية الربح والخسارة، بل بحرفة التشاطر والمقامرة لتمرير إنجاز وتحقيق مكسب وانتهاز لحظة انشغال دولي مفترض. حين أجمعت منابر محلية لبنانية مع أخرى إقليمية ودولية باتهام النظام السوري باغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري عام 2005، اتفقت حجج دمشق على القول “إنه لا مصلحة لنا باغتيال الحريري”، والدليل، حسب العاصمة السورية، ما ساقه الأمر من غضب دولي عام ضد النظام في سوريا. تناسى النظام السوري أن سجله حافل بممارسات مماثلة لم تكن تقابل بما قوبلت به جريمة اغتيال الحريري، وأنه كان سابقا يقوم بمقامرات رابحة دوما إلى أن خسرت هذه المقامرة دون غيرها.

والمقامرة هي تماما ما يمكن وصفه للعملية التي قام بها حزب الله عام 2006 لاختطاف جنود إسرائيليين أدى مقتلهم إلى نشوب الحرب الشهيرة ضد لبنان. لم يكذب السيّد حسن نصرالله، أمين عام الحزب، حين أطلق جملته الشهيرة “لو كنت أعلم” في تبرير عدم تقصّد الحزب جرّ ويلات تلك الحرب على البلد. بهذا المعنى أيضا ليس بالضرورة أن حسابات الربح وفق مقياس معين أن تنتج ربحا ميمونا. حذّر الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما النظـام السـوري مـن استخـدام السلاح الكيميـاوي واعتبر أن ذلـك خـطا أحمـرا سيواجه بـرد مزلـزل من قبل بلاده. كان ذلـك كــلاما واضحـا جليـا رددتـه عـواصم غربية أخرى، وكان من المفترض أن يقـود دمشـق إلى استنتاج أن لا مصلحة عقلانية لها لمواجهة غضب أكبر دولة في العالم. ومع ذلك استخدمت دمشق السلاح الكيمياوي ضد غوطة دمشق الشرقية في 21 أغسطس عام 2013، مفترضة أن كلام واشنطن النهاري يمحوه ليل ينشغل بضجيج آخر.

لم يدفع النظام السوري ثمنا كبيرا جراء جريمة الغوطة الشرقية صيف ذلك العام. توصلت واشنطن وموسكو إلى الاتفاق الشهير الذي تقوم بموجبه دمشق بتسليم كافة مخزونها من السلاح الكيمياوي. فعلت دمشق ذلك. لكن واشنطن، قبل موسكو، كانت تعرف أن السلاح الكيمياوي مازال متوفرا لدى هذا النظام، وأن الأمر لا يعدو كونه جلبة تنقذ ماء وجه الجميع؛ واشنطن وموسكو ودمشق. وطالما أن ما هو محرّم وخطّ أحمر يُقابل بالتسويات، حتى لو أخذت شكل الغضب وفرض الإملاءات، فإن استخدام النظام السوري للسلاح الكيمياوي في30 مارس الماضي في خان شيخون لم يكن مقامرة كبرى طالما أن سوابق الردّ الأميركي في عهد أوباما معروفة، فيما سيتولى الحليف الروسي اجتراح أي تسوية تخلّص دمشق من أي مأزق دولي محتمل في هذا الصدد.

وواضح أن شكل الردّ الأميركي الذي قامت به إدارة الرئيس دونالد ترامب، والذي قُدِم بصفته تطورا دراماتيكيا خطيرا، أعطى للنظام السوري أيضا إشارات مطمئنة تفوق بأضعاف حرارة النيران التي سببها سقوط 59 صاروخا على مطار الشعيرات الشهير في 7 أبريل الماضي.

تبلّغت دمشق عن طريق موسكو بزمان ومكان الرد الأميركي الذي قذف بالتوماهوك إلى ذلك المطار العسكري بالقرب من مدينة حمص. لم تشكل تلك الضربة إلا ضررا إعلاميا معنويا لا يهدد قوة النظام ولا يقوّض خططه وخطوطه الميدانية. فهمت دمشق أن لا نية لواشنطن بضرب النظام، وأنّ عسكريي البنتاغون قبل دبلوماسيي البيت الأبيض ووزارة الخارجية ما برحوا يرددون أن لا استراتيجية أميركية لإزاحة النظام السوري، وأن الأولوية الأميركية في سوريا هي القضاء على تنظيم داعش في سوريا والعراق. وفق هذه المعطيات الحقيقية والواقعية، لا شيء يمنع النظام السوري من وضع الاحتمال الكيمياوي ضمن خططه العسكرية. لا بل إن غياب أي دعم غربي، أميركي خصوصا، للمعارضة السورية، واستسلام المنظومة الدولية للمقاربة الملتبسة في أستانة وتلك الباهتة في جنيف، يوفران انطباعا لدى نظام دمشق بأن لا مانع دوليا كبيرا من إبادة تلك المعارضة والاستكانة إلى تفاهمات تُنسج بين العواصم من وراء ظهر سوريا والسوريين.

لكن، وبغضّ النظر عن وجاهة المعلومات الأميركية الجديدة من عدمها، وبغضّ النظر عن دقّة الاتهامات التي كالها البيت الأبيض والبنتاغون ضد دمشق في صدد نواياها الكيمياوية، فإن الحدث بحدّ ذاته يكشف جوانب جديدة من الاستراتيجية الأميركية التي توصف بأنها غائبة حتى من قبل الصحافة في الولايات المتحدة. يعبر التحذير الأميركي ضد دمشق عن تغير بنيوي في مقاربة واشنطن للمسألة السورية، ليس فقط بالجانب التقليدي المتعلق بمكافحة تنظيم داعش، بل بذلك المتعلق بالصراع السوري- السوري المنفجر منذ عام 2011. تؤكد واشنطن من خلال هذا التحذير أن قصف مطار الشعيرات بصواريخ توماهوك لم يكن عملا استثنائيا عابرا ليس له ما بعده، بل هو تدبير من صلب موقف سياسي دائم بات جزءا أصيلا من سياسة الولايات المتحدة في المنطقة. وتؤكد واشنطن من خلال تعابير النص الذي استخدمه الناطق باسم البيت الأبيض أن الردّ المقبل سيكون موجعا لا يشبه ذلك الذي استهدف بدقة عسكرية ودبلوماسية مطارا بعيدا عن قلب القرار السياسي في دمشق، وأن نظام الأسد سيدفع “ثمنا فادحا” هو وجيشه إذا شن هجوما بالأسلحة الكيمياوية. وتؤكـد واشنطـن أنها باتـت شريكا أصيلا في الصراع السوري بعد أن أوكلت شؤونه بشكل كامل لروسيا منذ سبتمبر 2015، وأن تلك الوكالة الحصرية التي تمتعت بها موسكو في ميدان العسكر والسياسة والتي عملت العواصم الدولية والإقليمية جميعها على رفدها ومواكبتها، انتهت صلاحياتها وبات واجبا أخذ ذلك بعين الاعتبار. ولمن لم يفهم حقيقة الرسالة الصادرة عن البيت الأبيض، فإن رسالة أخرى صدرت عن مبعوثة الولايات المتحدة إلى مجلس الأمن السفيرة نيكي هيلي التي اعتبرت في تغريدة لها عقب تحذيرات البيت الأبيض أن “أي هجوم جديد يستهدف المدنيين السوريين سيتحمل مسؤوليته الأسد، وكذلك روسيا وإيران اللتان ساعدتاه على قتل شعبه”. وبالتالي فإن التحذير الأميركي يضرب على الطاولة السورية ليحدد تماما من هو صاحب القول الفصل في شأن هذا البلد كما في شؤون مستقبلة.

في مارس الماضي صدر عن السيناتور الأميركي الجمهوري الشهير جون ماكين، وهو رئيس لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ الأميركي أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب “ينبغي أن يلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين فقط بعد أن يزداد الجيش الأميركي قوة”.

بدا في الأسابيع الأخيرة أن واشنطن تفرض تموضعها العسكري المباشر في شمال سوريا كما في جنوبه وتقطع الطريق أمام أي تـواصل استراتيجي بـري بين طهران والبحر المتوسط من خلال التحكم في حدود ومعابر العراق وأنها تمسك بزمام المبادرة في سوريا كما في العراق، وبأن مداولات الشأن السوري التي قابلتها واشنطن سابقا باهمال شبه دائم، ستصبح في عرف الأمن الاستراتيجي الأميركي حجر زاوية في إطلالة واشنطن الجديدة على العالم.

وفي حواشي التحذير الأميركي الجديد معان أخرى حين تفرج وسائل الإعلام الأميركية عن نقاش بين جنرالات واشنطن يجادلون فيه ما إذا كان الرد الأميركي، وفق تهديدات البيت الأبيض، سيجري إذا ما نفذ نظام دمشق هجمات كيمياوية أم إذا ما تأكد لأجهزة المخابرات الأميركية أن دمشق قررت فعلا تنفيذ هذه الهجمات. في سطور ذلك الجدل لبس آخر مقلق لدمشق وموسكو وطهران حول توقيت ردّ أميركي بات مفتوحا.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون التقى مسؤولا فرانكوفونيا المشنوق: رئيسا الجمهورية والحكومة مع إنزال اقسى العقوبات بحق المرتكبين ولا غطاء سياسيا على أحد والانتخابات في موعدها

الخميس 29 حزيران 2017 L وطنية - أعلن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، ان "رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سوف يتابع مع رئيس الحكومة سعد الحريري والجهات القضائية المختصة، الاجراءات التي يتخذها القضاء بحق مرتكبي الجرائم، بغية إنزال اقسى العقوبات التي يسمح بها القانون في حقهم".

وأكد الوزير المشنوق أن "القوى الامنية تقوم بواجباتها في المحافظة على الوضع الامني وملاحقة مرتكبي الجرائم على انواعها وكذلك مطلقي النار في مناسبات مختلفة وأن لا غطاء سياسيا على أحد". كلام الوزير المشنوق جاء بعد لقاء رئيس الجمهورية الذي استقبله ظهر اليوم في قصر بعبدا وعرض معه "الاوضاع الامنية في البلاد والتحضيرات الجارية لوضع القانون الانتخابي الجديد موضع التنفيذ". وتطرق البحث الى "التجاوزات الامنية التي تحصل في عدد من المناطق، وضرورة مواكبة القضاء للاجراءات الامنية التي تتخذها الاجهزة الامنية المختصة".

المشنوق

بعد اللقاء، ادلى الوزير المشنوق بالتصريح التالي: "تشاورت مع فخامة الرئيس في امور عدة، اهمها ارتفاع نسبة جرائم القتل المتعمد. وكان واضحا من خلال متابعة الارقام وعدد الموقوفين المرتكبين ان قوى الأمن الداخلي والمؤسسات الامنية الاخرى تقوم بواجبها على اكمل وجه، حيث يتم توقيف جميع المرتكبين او على الأقل نحو 90 % منهم بأسرع وقت ممكن. من هنا فإن وضع اللوم على قوى الامن الداخلي او وزارة الداخلية فيه شيء من المبالغة، كي لا اقول غير ذلك، لأننا نقوم بواجباتنا، لكننا لسنا من يقرر من يجب ان يتم توقيفه او من يتم الحكم عليه بما يتلاءم مع جريمته او لا. وآخر ما شهدتم عليه في الفترة الاخيرة هو اطلاق سراح احد كبار المتهمين بعدد من الجرائم المالية والاخلاقية بعد ايام قليلة من توقيفه، وبعد جهد كبير من شعبة المعلومات لرصده والقاء القبض عليه". اضاف: "فخامة الرئيس سيتابع هذا الموضوع مع دولة رئيس الحكومة والجهات القضائية المعنية بغية اتخاذ اقسى العقوبات التي يسمح بها القانون بشكل جدي لتخفيف ما اسميه "التفلت العقلي"، وهو لا يقتصر فقط على تفلت السلاح. لقد قام وزير الدفاع بواجباته للوصول الى الحد الأدنى من ارقام رخص السلاح. ولكن بترخيص او من دونه، فإن هذه الامور بحاجة الى معالجة وتشدد قضائيين وتصرف مسؤول وحازم من كافة القوى الامنية والعسكرية التي تقوم اصلا بواجباتها بنسبة عالية جدا. وهو امر يحتاج الى متابعة على اكثر من صعيد، خاصة في منطقة بعلبك وفي البقاع عموما، التي يوليها فخامته كل الاهتمام. ونحن سنستمر في المتابعة لايجاد الصيغة المناسبة لضبط المنطقة وضبط المتفلتين عقليا وضبط السلاح المتفلت في كل منطقة".

وقال: "اغتنم المناسبة لأقول لجميع المواطنين، اليوم بالذات حيث ستصدر نتائج امتحانات البريفيه، وحيث سمعت ان بعض الشباب المتحمس بدأ بـ"خرطشة اسلحته": اعتبروا انفسكم في خدمة انفسكم اولا وفي خدمة الدولة تاليا، وقوموا بالابلاغ عن اي مطلق نار في اي منطقة، لان التعليمات تقضي بتوقيف مطلق النار ايا كان وفي اي منطقة، ولا غطاء سياسيا على احد. وحرام هذه الجرائم التي ترتكب عشوائيا، وينهار الرصاص على رأس هذا المواطن او ذاك، او هذه الطفلة البريئة كالتي قتلت نتيجة اطلاق النار العشوائي احتفالا بأمور سخيفة. فليحتفل اللبنانيون باولادهم وليفرحوا بهم بشكل حضاري ومن دون اطلاق نار، لأننا هذه المرة لن ندع احدا يفلت وسنلاحق الجميع، كما اننا سنطلب من المواطنين تزويدنا بأي فيديو او صورة او معلومة. وانا اعد اننا سنتابع الجميع، ومن سنتعرف على صورته واسمه لن نتردد اي لحظة بتوقيفه ايا يكن وفي اي منطقة".

وتابع "هناك موضوع ثان تم بحثه ويتعلق بقانون الانتخاب وتعقيداته -اذا ما كان بالامكان تسميتها بتعقيدات - كون الصيغة المطروحة جديدة على لبنان. هناك مجموعة من الخبراء تجتمع بشكل دائم في وزارة الداخلية للبحث في كافة الصيغ التي من شأنها تسهيل تنفيذ هذا القانون في وقته ومضمونه. ونحن لدينا بين 18 الى 20 الف موظف، من بينهم قضاة واساتذة، وموظفي وزارة الداخلية سيشاركون في الاجراءات الادارية للانتخابات من فرز ومتابعة في اقلام الاقتراع وغيرها... ولا يملكون اي خبرة بمستلزمات القانون الجديد. وهذا يتطلّب دورات تدريبية ودراسة للقانون لمعرفة كيفية تطبيقه. وبتقديري فإن التقرير النهائي لكافة هذه العملية لن يكون جاهزا قبل نحو شهر، فهناك تفاصيل عدة يجب الاحاطة بها، خصوصا لجهة البطاقة وكل ما يتعلق بها، وكيف يمكن الافادة من لوائح الشطب اذا قمنا بمكننتها ليكون الفرز الكترونيا... هذه المراحل تجري دراستها الآن لنصل الى تصور جدي حول كيفية تطبيق قانون الانتخاب بافكاره الجديدة".

واردف: "الموضوع الثالث الذي بحثته مع فخامته يتعلق بالسجون التي تشهد، كما النظارات، اكتظاظا غير انساني. ولا بد ان يشكل الامر جزءا من خطط البنية التحتية للحكومة اللبنانية لنتمكّن من انجاز تطوير جدي للنظارات وبناء سجون جديدة، إذ انه ليس لدينا قدرة فعلية لاستيعاب عدد المساجين او الموقوفين الذين يقعون نتيجة مخالفتهم للقانون او ارتكابهم للجرائم، ونحن نعمل على هذا الملف في اكثر من اتجاه. ان فخامة الرئيس ودولة الرئيس يدعمان هذا التوجه الا انكم تعلمون الظروف المالية للخزينة اللبنانية، وسنعاود البحث به ولا بد من ان نجد وسيلة تحفظ حق السجين بمكان طبيعي وتأهيله كي لا يخرج من السجن اكثر اجراما. وقد تبين ان نسبة كبيرة من الذين تم ايقافهم بتهمة ارتكاب جرائم كانوا من الذين خرجوا حديثا من السجن".

حوار

بعد ذلك، جرى حوار بين الوزير المشنوق والصحافيين، فأجاب ردا على سؤال حول التشكيك بامكانية اجراء الانتخابات في موعدها في ايار المقبل، فقال: "نحن ندرس كافة النقاط الواردة في القانون، وكل العمل يجري على اساس ان الانتخابات ستتم في موعدها، ولا نناقش مسألة الموعد نهائيا، بل كيف يمكن ان نبرمج ما هو مطلوب لتطبيق القانون ضمن المهلة المقررة على ان تتم الانتخابات في موعدها من دون اي تردد ولا اي تأخير ولا تأجيل".

سئل: هل ستجري الانتخابات من دون بطاقة ممغنطة؟

اجاب: "هذه مسألة لا تستدعي احكاما: من الاكيد ان هناك انتخابات، ومن الاكيد انها ستجري في موعدها، ومن الاكيد انه سيكون هناك بطاقة، تسمونها ممغنطة او غير ذلك، هناك نقاش بشأنها الآن مع الخبراء. ونحن ما يهمنا هو النتيجة، وان تكون هناك دقة في التطبيق".

وردا على سؤال حول استقدام مجاهدين الى لبنان، قال: "من الواضح ان هذا الكلام لا يعبر عن رأي الحكومة اللبنانية ولا الدولة اللبنانية ولا الشعب اللبناني. هذا كلام، بصراحة، غير مسؤول وطنيا ويفتح الباب لاشتباكات سياسية نحن بغنى عنها. نحن من واجبنا، قبل ان نستقدم حشودا لمقاومة العدو الاسرائيلي، ان نحشد اللبنانيين على رأي واحد وموقف واحد وتفاهم واحد. ونحن موقفنا، حكومة ودولة، اننا لا نقبل بهذا الامر ولن نسمح به بقوة القانون وبقوة الدولة، وبقوة كافة المؤسسات السياسية والامنية المسؤولة. هذا الكلام خارج سياق المسار اللبناني، وهو يعطي، على الاقل، الانطباع كأننا سنستورد الحريق السوري الى لبنان. ولا يمكن لأي لبناني ان يوافق على هذا الموضوع، واقل ما يقال حول هذا الكلام انه خارج سياق المسؤولية الوطنية تجاه جميع اللبنانيين".

وعما اذا كانت هناك من اجراءات جديدة بخصوص النازحين السوريين، قال: "ما من سوري يرغب بالعودة الى بلاده، بحاجة الى اجراءات، فهو بامكانه العودة بشكل طبيعي. لكنني لا اعتقد ان الوضع في سوريا الآن يسمح بالقول ان هناك منطقة مستقرة او آمنة كي ندعو الناس للعودة اليها. كنا قد تفاهمنا في الحكومة السابقة اننا لن نتحرك الا اذا كان هناك اعتراف دولي، وليس اعترافا من النظام السوري او من الحكومة اللبنانية، بأن هناك مناطق آمنة يمكن العودة اليها. وهناك مفاوضات تجري في اماكن عدة في العالم سواء في الاستانة او جنيف للبحث في مناطق آمنة او مستقرة. واعتقد ان تعبير مستقرة لا ينطبق حاليا على الوضع في سوريا".

وحول التعديات على الاملاك العامة، قال: "نحن لسنا مسؤولين عن هذا الموضوع، الا اذا وصلت الينا شكاوى او معلومات من وزارة المالية او البلديات او من جهة معنية، فوزارة الداخلية غير معنية بتحديد المشاعات وحول ما حصلت تعديات عليها او لا. ووفق اي عمل قضائي او اداري يحدد هذه المناطق وكيفية التصرف تجاهها، سنكون حاضرين لاتخاذ كافة الاجراءات لمنع التعديات".

سابورين

على صعيد آخر، اطلع رئيس الجمهورية من المدير الاقليمي في الوكالة الجامعية للفرانكوفونية "AUF" هيرفيه سابورين، على عمل الوكالة ونشاطاتها ومهماتها مع الجامعات الفرانكوفونية في لبنان وفي منطقة الشرق الاوسط، وذلك في حضور المديرة الاقليمية للفرانكوفونية في الشرق الاوسط سينتيا رعد والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير وممثلة رئيس الجمهورية لدى المجلس الاعلى للفرانكوفونية الدكتورة فاديا كيوان.

سابورين

واوضح سابورين للرئيس عون ان "الوكالة الجامعية الفرانكوفونية "AUF" هي احدى اكبر الشبكات الدولية للجامعات حول العالم ولديها اكثر من 800 مؤسسة - عضو منتشرة في كل القارات. وعرض لعمل الادارة الاقليمية للوكالة التي تتخذ من بيروت مقرا لها وهي تضم 66 مؤسسة عضو موزعة على 14 بلدا". واشار الى ان "الوكالة الجامعية تعتبر مشغل الفرانكوفونية للتعليم العالي والابحاث، وهي تطلق وتواكب العديد من مشاريع التعاون التي تهدف الى دعم جودة التدريب والابحاث، والحوكمة، وفرص العمل، وانخراط الخريجين المهني، ومشاركة اعضائها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات".

كما اطلع سابورين الرئيس عون على "الاجتماع الموسع الذي سيعقد في بيروت خلال شهر تشرين الاول المقبل بمشاركة 45 رئيس جامعة من 14 بلدا في المنطقة التي تغطيها الوكالة الجامعية الفرانكوفونية".

رئيس الجمهورية

ورحب الرئيس عون بسابورين وصحبه، منوها ب"عمل الوكالة الجامعية للفرانكوفونية"، مركزا على "ان لبنان هو المكان الطبيعي للتبادل الثقافي بين الشرق والغرب"، مشددا على "حرص لبنان على لعب دوره كاملا في نهضة الفرانكوفونية وانتشارها والدفاع عن القيم التي تمثلها".

مهرجانات القبيات

وفي قصر بعبدا، لجنة مهرجانات القبيات برئاسة سينتيا قرقفي حبيش التي وجهت دعوة لرئيس الجمهورية لحضور افتتاح مهرجانات القبيات التي تبدأ يوم الجمعة في 11 آب وتنتهي الاثنين 14 منه، وتتضمن ليالي لبنانية يحييها الفنانان وائل كفوري وملحم زين والفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب والممثل هشام حداد. كما تتضمن المهرجانات برنامجا بيئيا واعمالا حرفية ويدوية وصناعة السجاد، اضافة الى زيارة دير سيدة القلعة في بلدة منجز الحدودية.

رئيس الجمهورية

وهنأ الرئيس عون اللجنة بعملها، متمنيا لها النجاح، مؤكدا "الاهتمام بمنطقة عكار انمائيا واجتماعيا وسياحيا"، مقدرا "تضحيات ابنائها في الدفاع عن سيادة لبنان واستقلاله".

 

بري يشدد على تعاون السلطات والكيمياء ليست مفقودة مع الرئيس/اتصال العيد: عون متفهـم انقطاع الزيارة التقليديـة الاســبوعية

المركزية- يبدي رئيس المجلس النيابي نبيه بري على ما ينقل عنه زواره حرصه على ضرورة تنشيط عمل السلطة التشريعية للتعويض عما فات في السنتين الاخيرتين من جهة ولاستعادة الثقة النيابية المفقودة ليس بالمجلس النيابي وحسب انما بالدولة ككل. ويأمل بري كما ينقل زوار عين التينة عنه لـ"المركزية" في تجاوب النواب اعضاء اللجان والمجلس مع دعواته المتكررة سواء امامهم او من خلال الاعلام الى الانكباب على درس ومناقشة مشاريع واقتراحات القوانين الموجودة في الادراج وخصوصا المتعلق منها بأمن الناس المعيشي والاجتماعي. ويدعو الحكومة الى التعاطي بالمثل في اقرار المشاريع التي هي على تماس مع حياة اللبنانيين من نفط وكهرباء ومياه وغيرها، والتي من شأنها خلق فرص عمل واستثمار تستوعب قسماً من الشباب اللبناني العاطل عن العمل. ويأمل الرئيس بري من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التوجه لتنفيذ مقررات اللقاء التشاوري الذي انعقد برئاسته في القصر الجمهوري لأن من شأن ذلك توفير المعالجات المطلوبة للكثير من الملفات والمشكلات العالقة. ويؤكد بري في المناسبة على حسن العلاقة مع سيد بعبدا معتبرا ان الاختلاف حول مواضيع سياسية لا يفسد في الود قضية والدليل الحديث الهاتفي المطول الذي جرى بينهما في مناسبة العيد وتناول سبل تنشيط عمل السلطات والنهوض بالدولة ككل عبر تحويل الحكومة الى المجلس النيابي مشاريع القوانين المطلوبة لذلك، الامر الذي يوفر تكامل عمل السلطتين التشريعية والتنفيذية ويؤدي الغاية المرجوة منه. ويستغرب بري والكلام للزوار، الحديث عن كيمياء مفقودة بين رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي. وهو اذ ينفي صحته واضعا اياه في خانة التشويش والشائعات يعتبر ان الموضوع ليس موضوع كيمياء واعجاب بل يرتكز الى التعاون وهو ما يحرص عليه الرئيسان. علما ان رئيس الجمهورية متفهم لعدم قيام رئيس المجلس بالزيارة التقليدية الى قصر بعبدا بسبب التهديدات الامنية وتحديدا من اعداء لبنان من ارهابيين وتكفيريين.ويعتبر بري ان مواجهة المخاطر المحدقة بلبنان محلياً واقليمياً تحتم تفعيل عمل السلطات والاجهزة وتعاونها وهو ما يجب التركيز عليه خصوصا في المرحلة المقبلة التي نأمل تجاوزها بنجاح ومن دون خسائر من منطلق ان لبنان قلب العرب والعروبة والمنطقة ككل يتأثر ويؤثر في ما يجري على ارضهما الحافلة بالاحداث والمتغيرات.

 

 المخيمات الفلسطينية في لبنان... تعايش واحتكاك ورغبــة بالاســتقرار بعيدا مــن الاقتــتال

المركزية- تنتشر المخيمات الفلسطينية على معظم الاراضي اللبنانية، ويعاني أهاليها والمناطق المحيطة بها من التفلت الامني الذي لم تسلم منه معظم المخيمات نتيجة السلاح المتفلت والاشتباكات المتقطعة بين عناصر متطرفة أو تجار مخدرات، فالعصابات الاجرامية متوارية في أروقة المخيمات من من دون رادع. ما دفع مصادر سياسية لبنانية للدعوة عبر "المركزية" الى ضرورة جمع السلاح الفلسطيني في المخيمات تحت إشراف الدولة اللبنانية تنفيذا لقرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال زيارته الاخيرة الى لبنان، حيث رحب بدخول الجيش اللبناني الى المخيمات".

وتستوعب الاراضي اللبنانية 12 مخيماً فلسطينياً وعشرات التجمعات (الفرق بين المخيم والتجمع هو اعتراف الأونروا به)، علماً أن عدد المخيمات المسجلة في ملفات الأونروا هي 18 مخيماً، مع أن المتعارف عليه أن عددها 15مخيماً، اختفى منها ثلاثة في منطقة البقاع اللبناني، نتيجة تفريغها من أهلها، وهي: ثكنة غورو، مخيم القرعون، ومخيم عنجر". وفي جولة سريعة من الشرق ثم الشمال فالوسط والجنوب، فإن لكل مخيم من المخيمات ميزة أو قصة غير معروفة تميزه عن غيره. مخيم الجليل: واسمه الرسمي في ملفات الأونروا "مخيم ويفل"، على اسم أحد قادة الجيش الفرنسي الذي كان يملك ثكنة هناك. يقع في منطقة بعلبك قرب القلعة الرومانية الشهيرة في البقاع، يجتاحه البرد والثلج في الشتاء، وأكثر ما يحتاجه أهل المخيم هو وسائل التدفئة. وأطلق الفلسطينيون عليه اسم مخيم الدنمارك، بسبب هجرة نصف سكانه تقريباً لتلك البلاد، حيث أنه يفرغ في الشتاء ويمتلئ في الصيف. غير أن وجود اللاجئين من سوريا ملأه صيفاً وشتاءً.

مخيم نهر البارد: يقع شمال لبنان، حقق استقراراً على مدى عقود، فازدهر اقتصادياً حتى صار عاصمة الشمال الاقتصادية، ويقال ان أحد أسباب الحرب التي دمرت المخيم عام 2007 هو قوّته الاقتصادية في المنطقة. أقيم المخيم بالصدفة، حين توقف القطار الذي كان يقلّ اللاجئين باتجاه سوريا للاستراحة، فأعجبتهم الأرض واستقروا فيها. ويقوم المخيم فوق مدينة أثرية تسمّى أرتوزيا. وأدت الحرب داخل المخيم عام 2007 الى تدميره كليا، وتحاول الاونروا إعادة بنائه من خلال الدول المانحة.

مخيم البداوي: لجأ إليه الكثير من أهالي تل الزعتر وأهالي نهر البارد.

مخيم ضبيّة: معظم سكانه من الفلسطينيين المسيحيين، وهو المخيم الفلسطيني الوحيد الذي بقي موجوداً في المناطق المسيحية، واندمج أهله نسبياً بالمحيط. وهو مبنيّ على أرض استأجرتها الأونروا من الكنيسة المارونية في المنطقة.

وبالنسبة لمخيمات بيروت، فتتأثر بالتزايد السكاني في العاصمة نتيجة الهجرة من الأطراف إلى المركز وتضم:

مخيم مار الياس: أقيم على أرض وقف لكنيسة الروم الأرثوذكس، ضم عدداً من العائلات الفلسطينية المسيحية. وما لبث أن امتلأ باللاجئين من مختلف المخيمات، ولكونه قريباً من وسط العاصمة تحوّل إلى العاصمة السياسية للفلسطينيين، فافتتحت الفصائل الفلسطينية لها مكاتب مركزية فيه.

مخيم شاتيلا: تأسس كأول تجمع لحزام البؤس في جنوب بيروت، كان يفصل بينه وبين العاصمة منطقة الرمل وفيها سجن الرمل التي ما لبثت أن تحولت إلى منطقة الطريق الجديدة. اكتسب المخيم شهرته العالمية من مجزرة صبرا وشاتيلا، وصبرا ليست مخيماً، بل هي شارع بؤس لبناني ملاصق للمخيم. إلا أن أحد أهم مراحل شهرته كانت خروج منفذي عملية ميونيخ في أولمبياد 1972 من هذا المخيم.

مخيم برج البراجنة: هذا المخيم مبني على تلال من الرمل، لذلك فإن المخيم ينحدر من حارة التلة إلى حارة جورة التراشحة. وهو قريب من مطار بيروت.

أما مخيمات صيدا فتتميز بالثقل الفلسطيني، حيث يقيم في منطقتها حوالي 120 ألف فلسطيني، يتمتعون بثقل سياسي وإعلامي واجتماعي واقتصادي. مخيم عين الحلوة: أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان، ويُعد عاصمة المخيمات، فيه الخزان البشري للفصائل والقوى الفلسطينية "70 ألف نسمة". أبيد المخيم في الاجتياح الإسرائيلي ثم أعيد إعماره. له أربعة مداخل رئيسية تنظمها حواجز عسكرية للجيش اللبناني. ويتوارى في هذا المخيم حوالي 300 فلسطيني ولبناني مطلوبين للدولة اللبنانية وأشهرهم الارهابي خالد السيد، وبلال بدر. وأقام الجيش مؤخرا جداراً عازل حول المخيم.

مخيم المية ومية: يقوم هذا المخيم على تلة عالية مطلة على مخيم عين الحلوة، قرب قرية المية ومية المسيحية، وكانت العلاقات طيبة مع أهل هذه القرية قبل الحرب، وتمت بينهما عدة مصاهرات.

والى جارة صيدا، صور التي تضم ثلاثة مخيمات وهي:

مخيم البص: مخيم صغير، سكانه من اللاجئين الأرمن، وهو شبه مندمج مع محيطه اللبناني، شوارعه واسعة ومرتبة، وله أكثر من عشرة مداخل، أُقفلت جميعها، ما عدا مدخلين تشرف عليهما حواجز للجيش اللبناني. ويقع فيه مستشفى صور الحكومي. مخيم البرج الشمالي: هو أيضاً مندمج بمحيطه، وفيه عدد كبير من اللاجئين المجنسين الممثلين في المجالس البلدية والإختيارية. مخيم الرشيدية: أقرب المخيمات إلى فلسطين، كان مخيماً للاجئين الأرمن، بنوا فيه كنيستين موجودتين حتى اليوم. ونال الأرمن الجنسيات والحقوق، وغادروا المخيم وحلّ محلهم الفلسطينيون.

 

دريان استقبل سامي الجميل والخير ورئيس جمعية المقاصد

الخميس 29 حزيران 2017 / وطنية - استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الذي قال بعد اللقاء: "جئنا لمعايدة سماحته ولنتمنى له سنة خير، وان شاء الله لا نرى سوى الفرح عند جميع اللبنانيين خلال هذه السنة، فتكون سنة فرح وخير للجميع وسنة سلام للبنان والمنطقة. دائما نحب ان نأتي لنسمع حكمته ونسمع منه كلاما وطنيا كبيرا كالعادة، وكذلك نضع أنفسنا بالتصرف من اجل بناء مجتمع يسوده عيش واحد، ونكون كلنا معا نعمل لبناء دولة تشبهنا. وأكدنا لسماحته ان كل اللبنانيين، الشباب والصبايا من كل الطوائف، لديهم الطموح نفسه لبناء الوطن، ولدينا الحلم نفسه، وهذا الحلم سنحققه إن شاء الله بهمة الجميع".

كاظم الخير

واستقبل المفتي النائب كاظم الخير على رأس وفد من صندوق الزكاة في المنية، في حضور المدير العام لصندوق الزكاة الشيخ زهير كبي، وبعد اللقاء قال الخير: "قدمنا لسماحته التهنئة بعيد الفطر السعيد، وبحثنا معه في أمور تتعلق بالوطن، وبمنطقة المنية تحديدا، متمنين أن تنسحب أجواء العيد على التوافق الذي كان في آخر شهر رمضان، قبل العيد، والذي انتج قانون انتخاب، وكان المبادر الرئيس الحريري منذ انتخاب رئيس للجمهورية الى تاريخ التوافق على قانون الانتخاب، وان شاء الله ينسحب الأمر على ما بعد فترة الأعياد وكل موسم الصيف الواعد بالنسبة الى اللبنانيين، آملين خيرا وتحديدا في الفترة المقبلة التي سيكون فيها تركيز والتفات الى الأمور المعيشية والحياتية للناس، من سلسلة الرتب والرواتب، الى الموازنة التي هي الباب الحقيقي لوقف الهدر والفساد في لبنان، وضبط الفاسدين في هذا البلد، إلى غيرها من الأمور التي تتعلق بحياة الناس. وسنرى مجلس الوزراء إن شاء الله متابعا لأمور المناطق كلها، ومنها الشمال التي أولاها الرئيس الحريري اهتمامه، وبالتأكيد سماحته أيضا له أياد بيضاء في كل التوافقات، وهو راع لهذه الأجواء وداعم لمنطقة المنية التي هي من المناطق المحرومة في لبنان".

وقدم الوفد الى المفتي درعا عربون محبة وتقدير.

الداعوق

والتقى دريان أيضا رئيس جمعية المقاصد أمين الداعوق الذي سلمه دعوة لحضور حفل تخرج الصفوف النهائية في ثانويات ومعاهد المقاصد يوم السبت المقبل في باحة كلية خالد بن الوليد- الحرج.

 

لاسـن تلبّي دعوة الحاج حسن إلى زيارة مصنعيْن للدواء بمستويات عالمية/هل تعترف أوروبا بالدواء اللبناني ليحقّق انسياباً سهلاً في الأسواق العربية؟

المركزية- يجول وزير الصناعة حسين الحاج حسن الثلثاء المقبل على مصنعيْن لإنتاج الدواء "بنتا" في منطقة الضبية و"ألغوريتم" في زوق مكايل، ترافقه سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان كريستينا لاسن، المدير العام للوزارة داني جدعون، نقيبة مصانع الأدوية في لبنان كارول أبي كرم، وممثلون عن وزارتيّ الصحة العامة والصناعة وبعثة الاتحاد الأوروبي. وتهدف الجولة إلى إطلاع السفيرة الأوروبية على المستويات العالمية التي توصّلت إليها صناعة الدواء في لبنان. وإذ وصفت مصادر متابعة لـ"المركزية" الجولة بأنها استكشافية واستطلاعية، فهي تعلّق أهمية كبرى "على أمل في أن ينقل المسؤولون الأوروبيون صورة واقعية وحقيقية عن تطوّر قطاع صناعة الدواء في لبنان والذي يعمل وفق المعايير العالمية لصناعة الأدوية(Good Manufacturing Practices – GMP) ". ولفتت المصادر إلى أن مشاركة لاسن "جاءت تلبية لدعوة من الوزير الحاج حسن، في محاولة لدعم هذا القطاع القابل للنمو، علماً أنه أطلق أكثر من جلسة حوار وتقييم لاتفاقية الشراكة بين لبنان والاتحاد الأوروبي بهدف رفع حجم التصدير الصناعي اللبناني إلى القارة الأوروبية". كما أن الزيارة تأتي متابعة للرسالة المشتركة من وزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري ووزير الصناعة، إلى المفوضيّة الأوروبيّة لدرس إمكان تسهيل إدخال 6 منتجات صناعية لبنانية إلى الأسواق الأوروبية، ومن ضمنها الدواء.

تنظيم القطاع: وبدأ تنظيم قطاع الدواء الذي يتمثّل بوجود 11 مصنعاً ويوظّف طاقات لبنانية متخصّصة وكفوءة وتتمتّع بالخبرات اللازمة، مع تشجيع الوزير الحاج حسن أصحاب هذه المصانع ومساعدتهم على تأسيس نقابة خاصة بهم أبصرت النور في شباط 2016 تحت إسم "نقابة مصانع الأدوية في لبنان" والتي ترأسها حالياً الدكتورة كارول أبي كرم، وكانت أطلقت في شباط الماضي "الحملة الوطنية لدعم صناعة الأدوية اللبنانية".

وتنتج هذه المصانع الأدوية الخاصة بمعالجة الأمراض المزمنة والأساسية، وحالياً الأمراض المستعصية. وتصنّع الكبسولات والأقراص المغلّفة والسوائل والمراهم والأمصال والحقن وغيرها... وهي مجهّزة بأحدث الآلات والتقنيات الخاصّة بصناعة الأدوية.

وإلى جانب الأدوية، تنتج هذه المصانع لحساب أهمّ المختبرات العالمية الأوروبية والأميركية واليابانية، وتخضع لرقابة أربع جهات: وزارة الصحة العامة، السلطات الصحيّة للبلدان المستوردة، المختبرات العالمية التي تصنّع لها الادوية، ومختبراتها الخاصة.

وفي هذا السياق، أوضحت أبي كرم لـ"المركزية" أن "لدى هذه المصانع طاقة إنتاجية كافية لتغطية حاجة السوق المحلية من المنتجات التي تصنّعها، إضافة إلى طاقة إنتاجية تصديرية"، وقالت: استطاعت مصانع الأدوية اللبنانية أن تحوز على ثقة الجسم الطبي والصيدلاني اللبناني، كما ثقة المؤسسات العامة في لبنان التي تشتري المنتج الدوائي الوطني، وبالتأكيد على ثقة البلدان المستوردة والمختبرات العالمية.

وأشارت إلى أن "تحقيق هدف فتح الأسواق الخارجية ولا سيّما الأوروبية أمام الدواء اللبناني، سيؤدّي إلى اعتراف السلطات الصحيّة الأوروبية بالمصانع اللبنانية، الأمر الذي يساعد ليس فقط على دخول المنتج اللبناني إلى أوروبا، وإنما في هذه الحال أي بحصول المصانع اللبنانية على شهادات اعتراف وتسجيل من دول أوروبية، تصبح منتجاتنا مخوّلة الدخول إلى أسواق دول المنطقة العربية".

مكمن المشكلة: وطالما تطوّر هذه القطاع إلى هذا المستوى، وبات يعمل بمواصفات عالمية، وينتج للمختبرات الأميركية والأوروبية، فأين تكمن المشكلة؟ ولماذا يمنع على الدواء اللبناني الدخول إلى الأسواق الخارجية العربية والاوروبية تحديداً؟ ذكّرت المصادر بأن "الوزير الحاج حسن شرح في أكثر من مناسبة الأسباب التي تحول دون انسياب الدواء اللبناني إلى الخارج، وهي لا تتعلّق على الإطلاق بموضوع المعايير والمواصفات". ولفتت إلى أن "أبرز هذه الأسباب وضع البلدان سياسات حمائية لإنتاجها وفرض عراقيل أمام الاستيراد تحت تسميات مختلفة. وفي حالة الدواء، تفرض كل دولة أوروبية وعربية أن يكون المنتج الدوائي مسجّلاً في دولتين أخريين، حتى تسمح بتسجيله لديها تمهيداً لاستيراده". وتابعت: إذا كان من الصعوبة بمكان تسجيل المنتج الدوائي في بلد واحد، فكيف الحال في بلدين؟ في حين يتمّ تسجيل الدواء الأجنبي في لبنان بسهولة كبيرة. من هنا الدعوة إلى المطالبة بالمعاملة بالمثل.

حجم السوق المحلية: تعيد هذه الجولة التذكير بملف حجم استهلاك الدواء في لبنان الذي يبلغ نحو 1.3 مليار دولار، "وما زالت حصّة المصانع اللبنانية منه متواضعة جداً وهي في حدود الـ7% فقط أي ما يقارب 100 مليون دولار. كما أنها تطرح موضوع وكالات الأدوية المستوردة والتي تحقّق أرباحاً طائلة، ومعلوم أنها تحارب بشكل أو بآخر، نمو الصناعة الدوائية المحلية" بحسب المصادر ذاتها.

غياب التحفيز: ويطرح مراقبون مطّلعون عبر "المركزية" أسئلة عديدة حول "غياب السياسات الحكومية التحفيزية من أجل رفع حصّة الدواء اللبناني في السوق المحلية أولاً، بموازاة التفكير في وضع آليات تصديره إلى الخارج". ويطرحون السؤال الأبرز على هذا الصعيد "لماذا لا تلزِم الحكومة اللبنانية، أسوة بما يجري في الدول المجاورة المضيفة للسوريين (الأردن وتركيا على سبيل المثال) المنظّمات الدولية المعنية بشؤون اللاجئين السوريين في لبنان والبالغ عددهم 1.5 مليون نازح، بشراء الأدوية اللبنانية لهم وهم يشكّلون سوقاً مهمّة؟".

وهنا أكدت المصادر وجود تنسيق دائم وجهد مشترك بين وزارتيّ الصحة العامة والصناعة يتمثّل بالاجتماعات المتكرّرة والمواقف المتجانسة على هذا الصعيد بين نائب رئيس الحكومة وزير الصحة العامة غسان حاصباني والوزير الحاج حسن. وهما يلتقيان على تحقيق أهداف عدة من بينها رفع نسبة حجم الاستهلاك المحلي من الدواء المصنّع في لبنان، وفتح الأسواق الخارجية ولا سيّما الأوروبية، أمام الدواء اللبناني.

 

"اعلان اللويزة" يُلاقي "اعلان الازهر" فـي المواطنة والدولة المدنية/الراعي يُبادر ورؤساء الطوائف يلبّون.. ورسالة لبنان الحاضر الابرز

المركزية- تستضيف جامعة سيدة اللويزة ابتداءً من العاشرة صباح السبت 1 تموز "تظاهرة جامعة" مسيحية-اسلامية تعكس النموذج اللبناني المتنوّع دينياً وثقافياً، بدعوة من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، لملاقاة "اعلان الازهر الشريف حول المواطنة" الذي عُقد في جامع الازهر في مصر في آذار الفائت شاركت فيه شخصيات لبنانية عدة من مختلف الطوائف من بينها البطريرك الراعي. كل التحضيرات للمؤتمر المسيحي-الاسلامي اصبحت شبه منجزة استعداداً لاستقبال رؤساء الطوائف كافة في لبنان، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، المفتي الجعفري الممتاز في بيروت الشيخ احمد عبد الامير قبلان ممثلاً والده رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الذي يغيب بداعي المرض، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، اضافةً الى ممثل عن شيخ الازهر احمد الطيّب وهو نائب امام الازهر تلبيةً للدعوة التي وُجّهت الى الازهر من قبل البطريرك الراعي، وممثل عن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي وُجهت اليه دعوة، وشخصيات سياسية واجتماعية. يُفتتح المؤتمر بكلمة لرئيس جامعة سيدة اللويزة الاب وليد موسى، تليها كلمات على التوالي لكل من، البطريرك الراعي، مشيخة الازهر، المفتي دريان، الشيخ احمد قبلان، الشيخ نعيم حسن والبطريرك اليازجي، اضافةً الى المرجعيات الدينية المشاركة، على ان يُختتم باصدار "اعلان اللويزة" الذي يتلوه البطريرك الماروني، وذلك بعد عرضه على المشاركين في الطاولة المستديرة التي تُعقد مباشرة بعد تلاوة كلمات رؤساء الطوائف لمناقشته اضافةً الى "اعلان الازهر" انطلاقاً من التجربة اللبنانية في العيش المشترك واحترام المواطنة. يُدير الطاولة الوزير السابق طارق متري ويُشارك فيها رضوان السيد، السيدة رباب الصدر(شقيقة الامام المغيّب موسى الصدر)، القاضي عباس الحلبي، انطوان مسرّة، انطوان قربان والنائب السابق فارس سعيد. واوضحت مصادر مواكبة للمؤتمر لـ"المركزية" "ان "اعلان اللويزة" لن يحيد عن مسار الرسالة التي يضطلع بها لبنان في العيش المشترك وتقبّل الاخر واحترام التنوّع والتعددية، والمؤتمر يريد إستكمال المسيرة التي بدأها الازهر في التأكيد على الدولة المدنية التي يتساوى فيها الجميع دون استثناء وتُحترم فيها حقوق المواطنة والحريات الدينية والكرامة الانسانية، وهذه المبادئ جزء من رسالة لبنان التي شددت عليها وثيقة الازهر في اذار الماضي". ولفتت الى "ان هذه المبادرة التي اطلقها البطريرك الراعي بصفته صاحب الدعوة الى المؤتمر اتت نتيجة اصراره على ابراز دور لبنان كرسالة في العيش المشترك، وعلى الدور الذي اضطلع به الرئيس فؤاد السنيورة واعضاء لجنة المتابعة التي تم تشكيلها على اثر مؤتمر الازهر وضمّت شخصيات مسيحية واسلامية تعاونوا مع البطريرك الراعي ومع المرجعايت الروحية الاسلامية الاخرى كانت خلاصة اعمالها فكرة عقد مؤتمر مسيحي-اسلامي بدعوة من البطريركية المارونية".

واذ اثنت المصادر على "مبادرة البطريرك الراعي التي تتزامن مع اوضاع حسّاسة ودقيقة تشهدها المنطقة"، اشارت الى "ان في الوقت الذي تتصاعد فيه حدّة الخطاب المذهبي والطائفي يأتي المؤتمر الجامع ليُعطي رسالة في التعايش واحترام التنوّع الديني والطائفي والخروج بصوت واحد يدعو الى التلاقي ونبذ العنف واحترام الاخر، وهذا فخر ووسام للبنان الرسالة وبانه صلة وصل لا فصل".

 

 خمسة أشهر على الشغور فـي رأس الطائفـة العلويـة/حبيب: وفاة النائب ونوس تمنـع انتـخاب رئيس جديـد/عصفور: متطلبات المرحلة التأسيسية تختلف عن اللاحقة

المركزية- مرت خمسة أشهر بالتمام على وفاة رئيس المجلس العلوي الشيخ أسد عاصي، ولم ينتخب رئيس جديد حتى اليوم. وبعيد وفاة الرئيس، تولى نائبه محمد عصفور الرئاسة بالانابة، للمجلس الذي يقوم بتصريف الاعمال منذ أكثر من أربع سنوات بعد أن أصدرت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي عام 2013، مرسوم تمديد ولاية المجلس، الممثل الشرعي للطائفة العلوية التي يفوق عدد أبنائها ال65000ـ وموزعة بين طرابلس وعكار، وممثلة بنائبين في البرلمان. فما هي الاسباب التي تحول دون انتخاب رئيس جديد؟ وما دقة الكلام عن وجود تباين في وجهات النظر داخل المجلس؟

عضو كتلة "المستقبل" النائب خضر حبيب أوضح عبر "المركزية" أن "قانون 494/1989 الذي يرعى تنظيم شؤون الطائفة الاسلامية العلوية في لبنان، ينص في المادة الثامنة منه على ما يلي "يؤلف نائبا الطائفة الاسلامية العلوية لجنة توجيهية مهمتها تهيئة لوائح بأسماء أعضاء الهيئة العامة ممن تتوفر فيهم شروط العضوية المحددة في هذا القانون، على أن تقوم هذه اللجنة بتوجيه دعوة شخصية لأعضاء الهيئة العامة تتضمن زمان الاجتماع ومكانه..". كذلك، تنص المادة 18 من القانون على أن "إذا شغر منصب الرئاسة يقوم مقامه نائب الرئيس على أنه يجب انتخاب رئيس جديد خلال شهرين ويستغنى عن هذا الانتخاب إذا كانت المدة الباقية من نهاية الولايتين الشرعية والتنفيذية لا تزيد عن ستة أشهر"، مشيرا الى أن "الاحداث السابقة بين جبل محسن وباب التبانة حالت دون قيام النائبين المعنيين، المرحوم بدر ونوس وأنا بإجراء العملية الانتخابية للمجلس، ولاحقا توفي النائب ونوس، وبالتالي لا يحق لي أن أتولى العملية الانتخابية بمفردي، فالقانون يفرض وجود نائبين. من هنا، إن انتخاب مجلس جديد للطائفة مؤجل الى حين انتخاب نائب عن المقعد العلوي في طرابلس مكان مقعد النائب ونوس، وذلك وفقا للقانون الذي وضعه النائب السابق علي عيد".

وأضاف "المجلس الإسلامي العلوي يخص كل أبناء الطائفة بمعزل عن انتماءاتهم السياسية"، داعيا الى "النظر الى مصلحة الطائفة وعدم استثمار أي موقع لصالح أي جهة سياسية، والابتعاد عن الكيديات والمحسوبيات، واجراء انتخابات في أسرع وقت ليصار الى الاهتمام بشؤون الطائفة خاصة لناحية انشاء محاكم خاصة بها". من جهته، أشار رئيس المجلس الإسلامي العلوي بالانابة محمد عصفور الى أن "يجب أن يكون هناك توافق كامل أو شبه كامل لتعيين مرجعية دينية"، لافتا الى أن "القانون 494 وضع للمرحلة التأسيسة، لتنظيم أول عملية انتخاب، وبالتالي يجب أن تطرأ بعض التعديلات عليه بعد أن قطعنا هذه المرحلة (حيث لا رئيس ولا نائب ولا هيئة تشريعية لذلك أعطي الحق للنائبين)، وذلك تسهيلا لعمل المجلس في المرحلة التي تلي مرحلة التأسيس"، موضحا أن "القانون ينص على أن نائبي الطائفة يدعوان للانتخاب، أما في التعديلات المقدمة فالمجلس بهيئتيه الشرعية والتنفيذية ورئيسه ونائب رئيسه ونوابه العاملين، هم الجهة المخولة الدعوة للإنتخاب، ما يغني العملية الديمقراطية ويجنب الاستفراد في الرأي، فالقانون يجب أن يكون في خدمة المجتمع ويراعي المراحل كافة، مضيفا التعديلات تستوجب وقتا الامر الذي يؤخر عملية انتخاب رئيس المجلس".

ونفى "وجود وجهتي نظر متباينتين داخل الطائفة حول آلية الانتخاب"، مشيرا الى أن "القانون عندما وضع عام 1992 وضع لمرحلة تأسيسية، التي تتطلب تعديلات، نعمل على انضاجها حاليا لتقر بالتوازي مع انتخاب المجلس الجديد"، مضيفا "من حق الجميع الترشح، رافضا الدخول في لعبة الاسماء".

 

الوزير السابق آلان حكيم: الضرائب قد تعيدنا إلى الشارع والاقتصـاد أولا والتحالف مع "القومـي" غير وارد ومع "الأحرار" مقدس

المركزية- عادت سلسلة الرتب والرواتب إلى صدارة المشهد المحلي، من بوابة الجلسة النيابية العامة المزمع عقدها قريباً. وبعد اتهام حزب الكتائب علنا بتعطيل إقرار السلسلة في الجلسة النيابية الشهيرة، بعد معارضة النائب سامي الجميل تمويلها من جيوب المواطنين عن طريق رزمة ضرائبية جديدة، تتجه الأنظار إلى الصيفي لرصد خطواتها المقبلة في هذه المعركة القديمة- الجديدة التي لم يتوان الكتائبيون عن خوض فصل منها في الشارع. الوزير السابق آلان حكيم أكد عبر "المركزية" أن "موقفنا واضح: يجب أن تقدم تضحيات على صعيد مالية الدولة، لكن هذه التضحيات ما عادت ممكنة، لأننا أمام سلسلة رتب ورواتب ثقيلة جدا على الاقتصاد اللبناني. لذلك، يبقى السؤال الأهم حول كيفية تمويل الانفاق الناتج عن هذه السلسلة، علما أن فصل الموازنة عن السلسلة مشكلة مهمة، باعتبار أن الموازنة يجب أن تحوي كل المداخيل والنفقات، إلا أن فصلها عن السلسلة سيدفع المعنيين إلى فرض ضرائب للموازنة وأخرى للسلسلة، وهنا المشكلة الأكبر، إلى جانب العجز الذي سينتج عن إقرار هذه السلسلة". ولفت حكيم إلى أن "الانفاق الاضافي يبلغ حدود 3 مليارات دولار، وإذا أخذنا هذا الرقم، معطوفا على ما يحضّر للبلد في ملف الكهرباء، يحق لنا أن نتساءل: من أين لنا أن نصرف 4 مليارات و800 مليون دولار. وهنا أسأل أيضا: أين الخطط التي وضعها اجتماع بعبدا للأقطاب الحكوميين، لتحسين اقتصادنا وتأمين 4 مليارات و800 مليون دولار؟"، مشيرا إلى أن "هذا الأمر سيخلق أزمة جديدة للطبقة السياسية لأن الشعب قد لا يتقبل فرض ضرائب جديدة ستبلغ ملياري دولار سنويا بحجة السلسلة، فيما الاقتصاد آخذ في التآكل".

وعن سبل تمويل السلسلة، فيما يؤكد المعنيون أن انتظار استئصال الفساد من المرافق العامة يتطلب وقتا طويلا، شدد على أن "أحدا لا ينكر أن السلسلة حق، لكن ليس الآن، فيما الحركة الاقتصادية في حدها الأدنى. يجب أن نعيد وضع الاقتصاد على السكة الصحيحة، قبل الحديث عن السلسلة. لذلك يجب تأهيل الوضع الاقتصادي أولا.

نستطيع تمويل السلسلة من خلال وقف الهدرفي أروقة الدولة، الذي لا يمكن أن نصل إليه في غضون ثلاثة شهور، لذلك، يجب أن يبذل الجميع التضحيات، بمن فيهم الدولة والقطاع العام، غير أن هذا لا ينفي أن في الامكان وضع حد للفساد، بما يتيح تأمين تمويل انفاق السلسلة"، معلنا أن "من الممكن أن تعيدنا الضرائب إلى الشارع مجددا، لأن المقاومة الاجتماعية حاضرة في صميم حزب الكتائب منذ العام 1936، لكن حتى الآن، لا تزال الأمور عند الطرق الديموقراطية، لا سيما مجلس النواب".

على صعيد آخر، وفيما يكرس النائب الجميل جهدا في ما يسميها "معارك المواطن"، فإنه بدأ يعد العدة لخوض غمار الانتخابات النيابية التي يتخوف كثيرون من أن يدفع ثمن مواقفه المعارضة، خصوصا أنها تسببت له بخلافات مع التيار الوطني الحر، وهو أحد أكبر منافسيه في معقله المتني. وفيما ربط البعض بين الخصومة العونية الكتائبية والعلاقة على خط الصيفي- بعبدا، أوضح حكيم أن "يجب التمييز بين علاقتنا مع رئيس الجمهورية، وعلاقتنا مع التيار الحر، لأن الأخيرة متدهورة منذ الاشكالات المرتبطة بالضرائب والكهرباء وسواهما من الملفات، فيما علاقتنا مع الرئيس عون مستقرة لأننا لا نتناول مقام رئاسة الجمهورية، بل نناقش ملفات محددة. وحزب الكتائب يستعد للانتخابات من خلال اتصالات كثيفة يجريها مع عدد من الأفرقاء"، مؤكدا "أننا سنتحالف مع كل القوى التغييرية لأننا نريد العبور بالبلاد إلى دولة القانون، ولنا اتصالات مع الجميع. هذا لا يعني أننا سنكتفي بالمجتمع المدني، لأن القوى التغييرية قد تكون موجودة في داخل بعض الأحزاب، علما أن تحالفنا مع حزب الوطنيين الأحرار يعتبر من مبادئنا وثوابتنا". وردا على الكلام عن تحالف مع القومي، ولا سيما في الشمال، شدد على أن "من مقدسات حزب الكتائب عدم التعاطي مع الحزب القومي. وأنا أسأل مطلقي الشائعات المغرضة من هذا النوع : هل تخلى حزب الكتائب، لا سيما في حلته الجديدة، يوما عن مبادئه؟ مع كل الخسائر والاقصاء والابعاد عن الحكومات، لم نتراجع يوما عن ثوابتنا ومبادئنا، ولن نقوم بذلك اليوم".

 

"طبخة" اعتقال السيد على نار حامية..انكفاء فلسطيني يقابله حزم لبـناني

المركزية- مر عيد الفطر ولم يصدر رد الفصائل الفلسطينية الاسلامية والوطنية على القوى الامنية والعسكرية اللبنانية، بشأن تسليم الارهابي خالد السيد. وعلمت "المركزية" أن "القوى الفلسطينية في المخيم لم تتمكن الى الان من توقيفه، رغم أنها وعدت السلطات اللبنانية بأن القوة الفلسطينية المشتركة ستعتقله وتسلمه الى الجيش اللبناني". واعتبر مصدر لبناني جنوبي معني بالموضوع عبر "المركزية" أن "هناك نكوثا بالوعد من قبل الفلسطينيين الامر الذي يعطي الدولة اللبنانية حرية توقيفه بأي طريقة تراها مناسبة أو من خلال التنسيق مع قوى موجودة في المخيم لها ثقلها العسكري والامني، الامر الذي سيفاجئ الجميع في المخيم خصوصا ان الارهابي السيد يقيم في حي حطين بحماية عدد من الارهابيين ومنهم بلال بدر". وقالت مصادر فلسطينية لـ"المركزية" أن "بدر عاد ليفرض شروطه حيث طلب من "فتح" عبر وسيط اسلامي اعادة منزله في بستان الطيار في الطيري وهدد بتفجير المخيم، لكن رد فتح كان بعدم تسليمه وهي جادة بتطبيق قرار الاجماع الفلسطيني القاضي باعتبار بدر مطلوبا واعتقاله وتسليمه للدولة اللبنانية حال العثور عليه". وعلى صعيد المطلوبين بتهمة الاتجار بالمخدرات، أبلغ مصدر فلسطيني رفيع في مخيم عين الحلوة "المركزية" أن "هناك اجماعا فلسطينيا في المخيم، على رفض إيواء تجار ومتعاطي المخدرات، إضافة الى وجود رغبة بالتعاون والتنسيق مع الجانب اللبناني تجنبا لأي اشكال كما حصل في شاتيلا. وأبرز دليل على ذلك، قيام القوة المشتركة الفلسطينية في عين الحلوة، بتسليم الفلسطيني محمد العراقي عند حاجز الجيش في التعمير التحتاني، وهو أحد أبرز المتهمين بترويج المخدرات داخل المخيم وفق اعترافات الخلية التي القت شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي القبض عليها منذ يومين". أضاف "مخيم عين الحلوة لا يمثل بيئة حاضنة للمطلوبين المتوارين بتهمة الاتجار بالمخدرات، فسكان المخيم يرفضون هذه الآفة، وسبق للقوة الامنية والامن الوطني الفلسطيني أن اوقفا عددا من المطلوبين في مخيم المية ومية القريب وسلموا الى الجيش"، لافتا الى أن "لدى القوة الفلسطينية المشتركة المدعومة من الامن الوطني الفلسطيني وقائده اللواء صبحي أبو عرب الاوامر بإطلاق النار على أي متورط بتجارة المخدرات يحاول التواري في المخيم".