المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 28 حزيران/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.june28.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

قال ارَبُّ يَسوعُ: «جَاءَ ٱبْنُ الإِنْسَانِ لِيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَك

وكَثِيرُونَ مِنَ ٱلمُقْعَدِينَ وٱلعُرْجِ نَالُوا ٱلشِّفَاء. فَعَمَّ تِلْكَ ٱلمَدِينَةَ فَرَحٌ عَظِيم

 

عناوين الأخبار اللبنانية

ليبرمان: لن نسمح باستهداف الجولان وتحويل سورية قاعدة لـ”حزب الله”

اللبناني نزار زكا يبدأ إضراباً عن الطعام في سجنه بإيران

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلثاء في 27/6/2017

الدوحة تعرّض أراضيها لخطر حزب الله/نايف العصيمي/الوطن أون لاين

لبنان: ناشطو المجتمع المدني بين التشكيك بالقانون والاستعداد لخوض الانتخابات على أساسه

مخاوف من ربط نصر الله الحرب مع إسرائيل بضمان نجاح إيران باقتطاع نفوذ في سورية/وليد شقير/الحياة

الطعن بقانون الانتخاب جاهز... وهؤلاء سيوقّعون عليه

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

باسيل "ينظّف" "التيّار" من "رواسب" عبس المرشّح

 عون يحسم لصالح الرياشي

 توقيت "سيء" لمواقف نصرالله

الموسوي: سنقاتل في لبنان مع الحرس الثوري الإيراني والحشد الشعبي العراقي

جدار إسرائيلي بارتفاع 7 أمتار على الحدود مع لبنان

نديم قطيش يتحدث عن السياحة واستقدام المسلحين/مسلحو نصرالله وسياح «الكيان الصهيوني»

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

تأييد متزايد في الكونغرس الأميركي لسياسة تغيير نظام طهران

المعارضة الإيرانية: الحكومة الفاشية الرابح الوحيد من مخطط استهداف مكة

باريس: ندوة دولية تبحث في علاقة قطر بالإرهاب ووفد مصري دعا المسؤولين الفرنسيين الى التصدي للدوحة

 ماتيس: سنسلح الأكراد بعد استعادة الرقة

روسيا تنشئ قاعدة عسكرية في البادية

الأسد يزور قاعدة حميميم ويركب مقاتلة روسية

57 قتيلا غالبيتهم مدنيون في قصف للتحالف على سجن “داعشي” بالميادين وقوات أميركية بالرقة رداً على تهديدات أردوغان

وفاة وزير الدفاع السوري الأسبق مصطفى طلاس

اتهام رئيس البرازيل بتلقي رشاوى

واشنطن تتوعد الأسد بثمن باهظ إذا استخدم الكيمياوي مجدداً

الجبير: لا تفاوض مع قطر حول قائمة المطالب وبيد قطر قرار التوقف عن دعم التطرف والإرهاب

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إيران لإسرائيل: نحن من يمنع تدفق عشرات الآلاف لقتالكم/علي الأمين/العرب

'حزب الله' والتصالح مع الواقع/خيرالله خيرالله/العرب

هل وقع «التيار» في فخّ قانون الإنتخاب/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

«حزب الله - لاند» واستعادة «إتفاق القاهرة»/اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

الطعن المستحيل... والإنتاجيّة الموعودة/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

معطيات كسر الجمود والمحادل/د. جيرار ديب/جريدة الجمهورية

إنْ لم تَقُم الدولةُ فباطلٌ إيمانُنا بلبنان/سجعان القزي/جريدة الجمهورية

 استباحة لبنان/خيرالله خيرالله/المستقبل

هل تحتاج المنظومة الدفاعية اللبنانية للمقاتلين من «الهزارة»/وسام سعادة/المستقبل

الى الإرهابي حسن نصرالله: اخرس/جيري ماهر/الوطن أون لاين

تعليقاً على خطاب نصرالله الأخير كتبت رولا حداد: نصرالله يحقق نبوءة محمد شطح/رولا حداد//IMLEBANON

“حزب الله” وزوّارنا “المجاهدون”/حازم صاغية/الحياة

 تعليقاً على خطاب نصرالله الأخير كتبت سناء الجاك في النهار: الأفق المفتوح

لو لم تكن جماعة الإخوان لما كان داعش/فاروق يوسف/العرب

حروب المرتزقة/غسان الإمام/الشرق الأوسط

على الدوحة أن ترفع الراية البيضاء/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون التقى العبسي: للتضامن والوحدة بين الطوائف لمواجهة التحديات التي تعصف بدول المنطقة ومجتمعاتها

جعجع التقى مطارنة اوستراليا وساو باولو والمكسيك وعرض مع وزير الاشغال الاردني العلاقات الثنائية

فرنسا تشيد بتعيين سلامة ممثلا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

قال ارَبُّ يَسوعُ: «جَاءَ ٱبْنُ الإِنْسَانِ لِيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَك

إنجيل القدّيس متّى18/من01حتى04/:"قال ارَبُّ يَسوعُ: «جَاءَ ٱبْنُ الإِنْسَانِ لِيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَك. مَا رَأْيُكُم؟ إِنْ كَانَ لِرَجُلٍ مِئَةُ خَرُوفٍ وضَلَّ وَاحِدٌ مِنْهَا، أَلا يَتْرُكُ التِّسْعَةَ والتِّسْعِيْنَ في الجِبَال، ويَذْهَبُ يَبْحَثُ عَنِ الخَرُوفِ الضَّالّ؟ وإِنْ وَجَدَهُ، أَلا يَفْرَحُ بِهِ ؟ أَلحقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يَفْرَحُ بِهِ أَكْثَرَ مِنْ فَرَحِهِ بِالتِّسْعَةِ والتِّسْعِينَ الَّتِي لَمْ تَضِلّ! هكَذَا، فَإِنَّ مَشِيْئَةَ أَبِيْكُمُ الَّذي في السَّمَاوَاتِ هِيَ أَلاَّ يَهْلِكَ أَحَدٌ مِنْ هؤُلاءِ الصِّغَار."

 

وكَثِيرُونَ مِنَ ٱلمُقْعَدِينَ وٱلعُرْجِ نَالُوا ٱلشِّفَاء. فَعَمَّ تِلْكَ ٱلمَدِينَةَ فَرَحٌ عَظِيم

سفر أعمال الرسل/08/من01حتى08/:"يا اخوتي، حَدَثَ ٱضْطِهَادٌ شَدِيدٌ على ٱلكَنِيسَةِ ٱلَّتِي في أُورَشَلِيم، فتَشَتَّتَ ٱلمُؤمِنُونَ كُلُّهُم، مَا عَدَا ٱلرُّسُل، في نَواحِي ٱليَهُودِيَّةِ وٱلسَّامِرَة. ودَفَنَ رِجَالٌ أَتْقِيَاءُ إِسْطِفَانُس، وأَقَامُوا لَهُ مَنَاحَةً عَظِيمَة. وكَانَ شَاوُلُ يَسْعَى إِلى إِبَادَةِ ٱلكَنِيسَة، يَقْتَحِمُ ٱلبُيُوتَ كُلَّها ويَجُرُّ ٱلرِّجَالَ وٱلنِّسَاء، ويُسَلِّمُهُم إِلى ٱلسِّجْن. َمَّا ٱلَّذِينَ تشَتَّتُوا فَجَالُوا يُبَشِّرُونَ بِٱلكَلِمَة. وَنَزَلَ فِيلِبُّسُ إِلى مَدِينَةٍ في ٱلسَّامِرَة، وأَخَذَ يَكْرِزُ لأَهْلِهَا بِالمَسيح. وكَانَ ٱلجُمُوعُ يُصْغُونَ بنَفْسٍ واحِدَةٍ إِلى أَقْوَالِ فِيلِبُّس، لأَنَّهُم سَمِعُوا وشَاهَدُوا ٱلآياتِ ٱلَّتِي كَانَ يَصْنَعُها. َكَثِيرُونَ مِمَّن بِهِم أَرْوَاحٌ نَجِسَة، كَانَتْ تَخْرُجُ مِنْهُمُ ٱلأَرْوَاحُ وهِيَ تَصْرُخُ بِصَوتٍ عَظِيم. وكَثِيرُونَ مِنَ ٱلمُقْعَدِينَ وٱلعُرْجِ نَالُوا ٱلشِّفَاء. فَعَمَّ تِلْكَ ٱلمَدِينَةَ فَرَحٌ عَظِيم."

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

ليبرمان: لن نسمح باستهداف الجولان وتحويل سورية قاعدة لـ”حزب الله”

القدس – الأناضول28 حزيران/17/أكد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، أن إسرائيل لن تسمح باستهداف الجولان. وأوضح ليبرمان أن كثيرين يتنبؤون بوقوع حرب في الشمال ومع قطاع غزة، ولكن لا توجد لدينا أي نية لمسك زمام الامور لنقوم بعمل عسكري لا مع غزة ولا مع الحدود الشمالية لسورية أو “حزب الله”، مشيراً الى أننا لن نمر مرور الكرام على أي خرق فكل شيء سيحظى برد عسكري إسرائيلي.وحذر القيادة السورية، قائلاً “من يريد أن يحول الاراضي السورية لقاعدة لـحزب الله، فليفكر مرة أخرى بذلك؛ فلن نسمح بان تتحول سورية لقاعدة أخرى لتكون جبهة قتال ضد إسرائيل”. من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، منطقة القنيطرة، المحاذية للحدود السورية في مرتفعات الجولان السورية المحتلة، “منطقة عسكرية مغلقة” يُمنع على المدنيين الإسرائيليين الدخول إليها. وأرجع الجيش في بيان، القرار إلى أنه “يأتي نظرا لاستمرار الصراع الداخلي في الجانب السوري من الحدود، ومن أجل حماية أمن المواطنين”، مضيفاً “يسمح بدخول المنطقة فقط للمزارعين”.وأوضح مصدر عسكري، أن القرار “موقت”.

 

اللبناني نزار زكا يبدأ إضراباً عن الطعام في سجنه بإيران

النهار/28 حزيران/17/تبلّغت عائلة الموقوف في السجون الإيرانية نزار زكا في اتصال معه، أنّ ابنها دخل في إضراب عن الطعام، وأنّه لن يتراجع عن ذلك إلّا بصدور قرار بإطلاق سراحه، وفق ما نقلت “النهار”. وكانت السلطات الإيرانية أطلقت سراح عدد من الموقوفين الإيرانيين من السجن الموقوف فيه نزار زكا لمناسبة عيد الفطر، ما تسبب بحال من الإنهيار لاستمراره موقوفاً، الأمر الذي دفع إلى إعلانه إضراباً عن الطعام حتى تحقيق مطلبه.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلثاء في 27/6/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

عطلة الفطر السعيد تنتهي، ومحركات العجلات السياسية تعود للدوران تدريجا، وينطلق شهر تموز بحرارة موسمية بديهية في الأحوال الجوية، وبحرارة تصاعدية في مقاربة الملفات والأمور على مستويات الشروع في متابعة وثيقة بعبدا 2017، إن بالنسبة الى العمل لتنفيذ المشاريع الملحة أو بالنسبة الى المشاريع المتأخرة.

وإذا كانت الفترة الفاصلة عن إجراء الانتخابات النيابية على أبعد حد زمني تصل الى السادس من أيار المقبل، فإن من أول أهداف لقاء بعبدا، هو نزع صفة الشلل ومفاعيله عن عمل الدولة ومؤسساتها الى حين إجراء الانتخابات، مع تحريك العجلة الاقتصادية والحياتية والإدارية، مع العلم أن سلسلة الرتب والرواتب والموازنة ومشاريع أخرى، تنتظر موعد انعقاد جلسة تشريعية، رجحه زوار رئيس البرلمان نبيه بري، بين العاشر والرابع عشر من تموز المقبل.

في الغضون، وإلى تحريك المسار السياسي والاقتصادي، يستمر العمل لتحصين الاستقرار الأمني على كل المستويات، خصوصا أن ما يجاور لبنان والأوضاع في المنطقة في شكل عام، أمر لا يدعو الى الارتياح مع بدء مرحلة التغيرات الديموغرافية والجغرافية، السياسية والعسكرية، الحدودية والنفسية، أكان في سوريا والعراق، أو في اليمن والخليج...ناهيك بمجريات الأزمة بين قطر من جهة، وسائر دول مجلس التعاون ومصر من جهة ثانية.

وفي هذا المجال تستضيف الخارجية الأميركية هذه الليلة، اجتماعا بين وزير الخارجية تيلرسون ونظيره القطري، وقد ينضم وزير خارجية الكويت الى اللقاء، في إطار البحث عن مدخل للحل أو فتح كوة في جدار الأزمة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

رفعت الولايات المتحدة الأميركية صوتها مجددا في وجه سوريا، فعاجلها الرئيس بشار الأسد واستقل سوخوي 35 روسية تسابق الصوت.

السوخوي تلك التي استقلها الأسد اليوم، هي نفسها التي اعترضت في السابع من نيسان الماضي صواريخ التوماهوك الأميركية، التي استهدفت مطار الشعيرات في منطقة حمص، ردا على ما ادعت الولايات المتحدة في حينه، أن الجيش السوري استخدم موادا كيميائية في خان شيخون.

اما السبب الذي دفع الولايات المتحدة إلى تهديد سوريا، هذه المرة استند على فرضية ال"في ما يبدو"، بديلا عن حجج كانت تتلطى خلفها، تتلخص بفعل حصل...واستخدام الفرضية الجديدة اليوم، هو على ما يبدو، سلوك جديد يقدم عليه مجنون البيت الأبيض المستر ترامب في جنوحه لتطويع العالم...

روسيا سارعت إلى التنديد بإعلان البيت الأبيض:"أن سوريا ستدفع ثمنا باهظا على ما يبدو أنها تتأهب له من هجوم كيميائي". المتحدث باسم الكرملين قال إن بلاده تعد مثل هذه التهديدات للقيادة السورية الشرعية غير مقبولة.

فهل تجاوزت أميركا الخطوط الحمراء الروسية والإيرانية بعد قاذفها ذو الفقار ذي الإرتدادات العالية؟ وهل يهدد ذلك بدخول روسيا وأميركا في صراع فوق سوريا، خصوصا بعدما أعلنت موسكو نهاية ترتيبات الدخول في احتكاكات مع القوات الأميركية، وقررت معاملة الطلعات الجوية لها غرب الفرات، على أنها أعمال عدائية؟.

وكالة أنباء فارس الإيرانية وصفت الوضع بالمربك والمعقد، وأن أياما عاصفة في الطريق...فهل تهب العاصفة هذه المرة وأي تداعيات ستخلفها؟ وكم من مرة يحتمل لعاصفة كتلك ان تهب؟.

داخليا، تعود اعتبارا من صباح غد، البلاد إلى ملفاتها السياسية، بعد إجازة فرضها عيد الفطر. والبارز منها إلى الساعة، ملفات الجلسة التشريعية، التي رجح رئيس المجلس النيابي نبيه بري، انعقادها بين العاشر والخامس عشر من تموز، وفي مقدمها سلسلة الرتب والرواتب. فيما يغيب مجلس الوزراء عن الإجتماع غدا الأربعاء، ليعود الأسبوع المقبل ويبت بملف استئجار بواخر الكهرباء، بعد إنهاء هيئة إدارة المناقصات تقريرها بهذا الشأن.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

بدءا من الغد، تعود الحياة السياسية الى زخمها العادي، مع ذلك الأسبوع الحالي لا يسجل في المبدأ تطورا استثنائيا، بل سيشكل امتدادا طبيعيا لعطلة العيد، خصوصا أن لا جلسة لمجلس الوزراء،.

الإسترخاء السياسي الرسمي في عيد الفطر، قابله احتقان شعبي كبير، ناتج عن عجقة السير الخانقة التي ضربت لبنان أمس، وحولت ما يسمى بالأوتوسترادات على المداخل الجنوبية والشمالية مرأبا كبيرا، علق فيه المواطنون لساعات طويلة، من دون أي تدابير استثنائية، لمواجهة الوضع المأسوي.

وفضائح الدولة لا تتوقف، وآخرها اليوم، ما تكشفه ال mtv عن وجود قطعة أرض كبيرة في منطقة الدكوانة غير مستثمرة، مع أنها تساوي مبالغ طائلة. فمن المسؤول عن هذا الهدر؟ ولماذا تلجأ الدولة الى استئجار مبان بملايين الدولارات، فيما تملك عقارات ضائعة، يمكن أن تنشئ فيها ما تريد من أبنية وتجهيزات؟.

إقليميا، الوضع يزداد تأزما في سوريا، مع تحذير البيت الأبيض النظام من أي ضربة كيميائية قد يشنها، وتأكيده أن الأسد ونظامه سيدفعان ثمنا باهظا في حال حصول ذلك.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي"

يحدث في لبنان أن مواطنين يستطيعون وضع اليد على جبل، نعم على جبل، ولا من حسيب ولا رقيب، كما سنرى في سياق النشرة، يبنون فيه بيوتا وفيلات ويستكملونها (والقبضاي يقدم).

يحق في لبنان تعاطي المخدرات صيف شتاء، وهناك متعاط إكسترا، تجند له أجهزة الدولة لإعطائه الأسباب التخفيفية ويسمح له بالسفر، وعند العودة الميمونة، لا بد من إزعاج خاطره بخضوعه لفحص التعاطي.

أما ما يقوله القانون حول وجوب توقيفه، فإن بدعة التعميم الشفوية أقوى من النصوص المكتوبة، ولا بأس طالما أننا نعيش في جمهورية تطبق ما هو شفوي، وتدوس على كل ما هو مكتوب من قوانين. ولكن لا بد من طرح جملة من الأسئلة، كيف يترك الشخص بسند إقامة وهو ليس مقيما في لبنان أصلا؟ هل نظم مكتب المخدرات محضرا، أم تم الاكتفاء بالتحقيقات من جانب الضابطة الإدارية في المطار؟ إذا كان هناك من تعميم شفوي، فلماذا لم يطبق الى الآن؟.

يحدث في لبنان، أن هناك حالة قتل واحدة، لكن هناك أكثر من تقرير لأكثر من طبيب شرعي في لبنان، وحدها المخالفات الصغيرة يعاقب عليها القانون، سرقة ربطة خبز تزج بالسارق بالسجن، لكن سرقة جبل تكون مدعاة للتباهي، تعاطي الكوكايين من كبار القوم، تجند له الدولة للتخفيف من وقعه، ويزج المتعاطي العادي في غياهب السجون.

في لبنان مخالفة بناء بسيطة تعرض المخالف للملاحقة، ولكن وضع اليد على عشرة آلآف متر مربع من الأملاك العمومية والبحرية، يجند له أكثر من وزير لحمايته، ومنع مساءلته في هكذا دولة.

يحق للمواطن العادي أن يخاف، لأن دولته لا تحميه، ودولة الحمايات تحمي المحميين لا المواطنين العاديين، لكن يبقى هناك أمل، كأمل طفل في الحياة، بعد ما نجحت عملية زرع قلب له.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

فرضت عطلة العيد حالة من الاسترخاء على مفاصل الدولة، مفاصل يفترض أن تشدها ورشة من الاستحقاقات، من الان حتى موعد الانتخابات في أيار القادم.

كم هائل من القوانين ينتظر الجلسة النيابية في تموز، يفترض ان يكون محورها اعادة بث الروح في جسد الدولة، واحياء الثقة بين المواطن والمسؤول. من اقرار سلسلة الرتب والرواتب الى الموازنة.

في الاقليم، عدم توازن في الادارة الاميركية، يدفع بالرئيس دونالد ترامب لتهريب فرمانات على درجة عالية من الخطورة. بيان للبيت الابيض يزعم بأن معلومات استخباراتية وصلته، مفادها أن الجيش السوري يقوم بخلط مواد تمهيدا لهجوم كيميائي. بيان تفاجأت به وزارة الخارجية، لكن المفاجأة الاكبر تنصل أجهزة الاستخبارات منه، وهي الجهة المفروض أنها مصدر المعلومة. فمن الذي همس باذن ترامب اذن؟ في الواقع أنه خلط وتخبط أميركي يعكس حال الجماعات الارهابية وداعميها في سوريا، وبالاخص على جبهتي الشمال والجنوب.

فالقلق من التطورات على الجبهة الثانية، سيحمل وزير الحرب الصهيوني افيغدور ليبرمان الى المانيا، للقاء نظيره الاميركي غدا. وسائل اعلام العدو ذكرت أن اللقاء سيتناول ما أسمته بالمناوشات على حدود الجولان، والحضور العسكري المتزايد لايران وحزب الله في سوريا.

اعلام العدو اعتبر أن الرد الاستباقي على أي تهديد أميركي، جاء من حميمم، حيث ظهر الرئيس السوري بشار الاسد في القاعدة العسكرية، وهو في قمرة القيادة في طائرة السوخوي الروسية، لتكون احدث رسالة سورية روسية للعالم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

مع انتهاء عطلة عيد الفطر السعيد، ينتظر ان يعود النشاط السياسي والاقتصادي، اعتبارا من يوم غد، في ظل استمرار التحضيرات لورشة حكومية لمتابعة الملفات الحياتية والاجتماعية، المتعلقة بحياة الناس، وفي هذا السياق اعلن البنك الدولي والبنك الاسلامي للتنمية تخصيص 150 مليون دولار، لدعم نظام الرعاية الصحية في لبنان.

والعيد لم يكن سعيدا على بلدة برجا، التي واصلت تقبل التعازي بالضحيتين اللتين قتلتا غدرا. وقد عبر اهالي البلدة وفاعلياتها، عن ارتياحهم لتمكن قوى الامن الداخلي من كشف الجاني وتوقيفه، مطالبين القضاء بانزال اقصى العقوبات بحقه.

اقليميا، وفيما كان بشار الاسد يجول في قاعدة حميميم الروسية، كانت وزارة الدفاع الاميركية تعلن عن رصد نشاط في مطار الشعيرات السوري، يوحي باستخدام أسلحة كيماوية، وهو ما دفع البيت الابيض الى تحذير الاسد، بانه سيدفع مع جيشه ثمنا باهظا اذا شن هجوما كيميائيا جديدا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

لا جلسة لمجلس الوزراء غدا بفعل تمديد سياسي طرأ على عطلة الفطر السعيد، علما أن الأيام المقبلة تنتظر عودة ملفات أساسية إلى التداول الجدي، في طليعتها سلسلة الرتب والرواتب والموازنة.

وإذا كان الملف الأول يتطلب توافقا سياسيا يحصن السلسلة في مواجهة مزايدات متجددة متوقعة، ولا سيما في موضوع الضرائب الضرورية لتمويلها، يبقى السؤال عن قطع الحساب المطلوب لتمرير الموازنة مطروحا، طالما لم تتضح بعد صورة العمل، الذي قيل سابقا إن وزارة المال تعهدت إنجازه بحلول آب.

وفي الانتظار، دخل الاستحقاق النيابي المرتقب في الربيع المقبل، مرحلة بلورة الاستعدادات الداخلية لدى الأفرقاء، سواء لناحية درس متطلبات القانون الجديد تقنيا، أو على مستوى الترشيحات والتحالفات.

وفي غضون ذلك، ينصب الاهتمام على تحويل المرحلة المتبقية قبل دخول البلاد آتون الصراع الانتخابي، فرصة لتفعيل العمل التشريعي والحكومي، إلى جانب تنشيط الحركة الاقتصادية، التي شكلت حركة الفطر السعيد مؤشرا واضحا إلى المدى الإيجابي، الذي يمكن أن تبلغه في الآتي من الأيام، وفق ما يثبته بالأرقام.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

عيد الأسد السعيد، فراغ العيد وضع البلاد لليوم الثالث تحت منخفص أصالة الجوي، وما رافق ذلك من تدخلات سياسية وتخفيضات قضائية، ما دفع المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود إلى تقديم مطالعة تبريرية تستند الى تعميم يقضي بعدم التوقيف، بل الإحالة الى المراكز العلاجية المختصة، وأدرج حمود قضية أصالة تحت طابع التحقيقات السرية.

لكن هذا الدفاع وقع في شر نصه، إذ إن السرية لا تنطبق إلا على حالات ثلاث: هي الأمن القومي والروابط العائلية والأخلاق العامة، وأي من هذه العوامل لا ينبطق على حالة أصالة، أما لناحية خضوعها للعلاجات في المراكز المختصة، فإن المراقبة الدقيقة لم تبثت دخول أصالة مستشفى سان شارل، أو مركز أم النور، لا بل وثقت لحظاتها في القاهرة، ومن هناك شكرت لكبار الدولة في لبنان، وكبار الدولة ما زالوا متوارين عن الأنظار، ولم يظهر منهم سوى النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضي كلود كرم، أما البقية فلم تأت، لأن الكبار إذا ما كشفوا عن تدخلهم، يصبحون صغارا في نظر الناس، وأولئك الذين يعانون ظلم السجون، وجور الأحكام، وتباطؤ السلطة القضائية في بت الملفات، وإصدار بعضها لمصلحة الزعيم، لكي يرضى عنه في التشيكلات القضائية غدا.

وإلى التشكيلات العسكرية، التي اختار منها الرئيس السوري محطة حميميم اليوم، مرتفعا فوق السوخوي في محافظة اللاذقية، بعد تجواله في حماه. هو عيد الأسد السعيد الذي أطلقه من الارياف الى المدن، مع كامل عائلته متجولا من دون ثكنة عسكرية.

لكن واشنطن حركت له تهديد النووي، وقالت عبر البيت الأبيض ثم من خلال سيدة كعبها العالي نيكي هايلي، إن إدارة ترامب رصدت تحركات في سوريا مشابهة للهجوم الكيميائي في الرابع من نيسان الماضي في خان شيخون، وإن الأسد سيستعمل الكيميائي من جديد، في وقت لم تكن أميركا قد تحققت من الكيميائي القديم. وفيما رأت هايلي أن هذه رسالة الى سوريا وإيران، رد وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف معتبرا أن إثارة أميركا لتوتر جديد في سوريا من خلال مزاعم كاذبة هو مساعدة لداعش.

 

الدوحة تعرّض أراضيها لخطر حزب الله

 نايف العصيمي/الوطن أون لاين/27 حزيران/17

أدت العزلة التي تعيشها قطر حاليا، إلى ارتباك واضح في القرارات السياسية والسيادية، لا سيما بعدما أعلنت سفارة الدوحة في بيروت، أن حاملي الجنسية اللبنانية يمكنهم دخول الأراضي القطرية دون تأشيرة دخول مسبقة، فيما قال مراقبون إن هذا القرار يعرض الأراضي القطرية لخطر عناصر حزب الله اللبناني.

تسببت العزلة التي تعيشها قطر حاليا، نتيجة قطع العلاقات معها من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، في ارتباك واضح بالقرارات السياسية والسيادية، لا سيما بعدما أعلنت سفارة الدوحة في بيروت، أول من أمس، أن حاملي الجنسية اللبنانية يمكنهم دخول الأراضي القطرية دون تأشيرة دخول مسبقة، فيما قال مراقبون إن هذا القرار يعرض الأراضي القطرية لخطر عناصر حزب الله اللبناني. وكانت السفارة أعلنت أنه سيتم منح اللبنانيين الوافدين سمة دخول سياحية فورية عند وصولهم إلى قطر، وحذّر الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي، الشيخ محمد الحسيني، قطر من خطوة إلغاء تأشيرة الدخول للبنانيين، عادّا في تصريح إلى وسائل إعلام لبنانية، أنها مخاطرة غير محسوبة في ظل وجود فئات لبنانية واسعة تناصب قطر العداء. وأشار الحسيني إلى أن الخطر تحديدا يكمن في أوساط جمهور حزب الله الذي يعدّ أنه في حالة حرب ضد قطر، بذريعة أنها تدعم وتمول عدوه اللدود في سورية، أي المعارضة المسلحة.

دخول عناصر مغرضة

قال أستاذ الإعلام السياسي في جامعة الملك سعود، الدكتور عادل المكينزي، لـ«الوطن»، إن فتح الباب القطري على مصراعيه يتيح الفرصة لقوى مغرضة ولها أهداف وحضور في مناطق النزاع، يسمح لها بدرجة أعلى أن تتغلغل في المنطقة، بل وأن تؤذي قطر ذاتها، باعتبار أن لدى حزب الله أجندة محددة، وثبت أن الحزب يستغل كل الفرص لزعزعة الأمن في المنطقة بشكل عام والخليج بشكل خاص، كما ثبت أن حزب الله هو مجرد جندي للولي الفقيه. وأشار المكينزي إلى أن هذا السماح ربما يكون وسيلة لتنظيم حزب الله، للتغلغل في قطر وصناعة بؤر قد تؤثر في قطر قبل غيرها، مضيفا «حزب الله حتى لو تلوّن أو تقارب مع قطر، فإنه لن يتنازل عن إستراتيجيته الإيرانية الصنع، وهذا الحزب انكشف بدوره في زعزعة الوضع في سورية، بل وقتل السوريين المطالبين بالحرية والكرامة أمام الفاشية الأسدية».

تسهيلات لـ72 دولة

وفيما أعفت قطر اللبنانيين من تأشيرة الدخول المسبقة، فإن الروس حصلوا على الميزة ذاتها، إلى جانب مواطني دول أخرى، ومنحت قطر مواطني 37 دولة في الحصول على تأشيرة الدخول السياحية شهرا فور وصولهم إلى مطار الدوحة.

وتمنح قطر التأشيرة شهرا واحدا مقابل 100 ريال قطري، كما يجب على الراغبين في الحصول على تأشيرة الدخول تلبية 4 شروط، هي: حمل جواز سفر ساري المفعول لـ6 أشهر على الأقل، ابتداء من تاريخ الوصول إلى الأراضي القطرية، وحيازة تذكرة إياب، وحجز غرفة بفندق، وحيازة مبلغ مالي لا يقل عن 1500 دولار، أو بطاقة ائتمان. والدول التي تشملها التعليمات هي: الأرجنتين، تشيلي، جمهورية التشيك، جويانا الفرنسية، لاتفيا، مقدونيا، باراجواي، سلوفاكيا، تايوان، ولبنان، وبوليفيا، والصين، والإكوادور، وغايانا، وجزر سيشل، ومالطا، والبيرو، وسلوفينيا، وتايلاند، والبرازيل، وكولومبيا، وإستونيا، وإندونيسيا، وليتوانيا، والمكسيك، ورومانيا، وجنوب إفريقيا، والأوروجواي، وبلغاريا، وكرواتيا، وجزر فوكلاند، وكازاخستان، وماكاو، ومولدوفا، وروسيا، وسورينام، وفنزويلا. وبعد القرار القطري، فإن عدد الدول التي يحق لمواطنيها الدخول إلى الأراضي القطرية بطريقة سهلة بلغت 72 دولة.

 

لبنان: ناشطو المجتمع المدني بين التشكيك بالقانون والاستعداد لخوض الانتخابات على أساسه

الحياة/27 حزيران/17/تستعد مجموعات المجتمع المدني، وكذلك المستقلون، للمرحلة الثّانية من معركتهم: المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة بعد 11 شهراً على أساس القانون النسبي «المشوّه» كما وصفته المجموعات، بعد أن نشطت في الأشهر القليلة الماضية في الدّعوة إلى قانون يستند إلى تمثيل نسبي إضافة إلى مجموعة من الإصلاحات التي تُعتبَر ضروريّة لشفافيّة العمليّة الانتخابيّة.

لا يستغرب ناشطون كيف أن الناس صدّقوا السلطة بأنها أقرت لهم قانون انتخاب قائماً على النسبية، لأنهم كانوا متلهّفين لإنجازٍ ما، فاعتبروا أن النسبية هي هذا الإنجاز قبل أن يستفيقوا على الألغام الموجودة في القانون. ويقولون إنه كان من الأفضل لو صدر القانون في الجريدة الرسمية مع ملحق ومحلل سياسي وخريطة طريق «ليبسّط للناس مصطلحات دخلت على قاموس الناخب: العتبة الانتخابية، الحاصل الانتخابي، الصوت التفضيلي... قبل أن يُبصر النور قانون الانتخابات القائم على النسبية على أساس 15 دائرة النور».

مواجهة الكتل السياسية والحزبية في الانتخابات المقبلة ليست سهلة، يؤكد العضو المنسّق في «الجمعيّة اللّبنانيّة من أجل ديموقراطيّة الانتخابات» (لادي) عاصم شيا لـ «الحياة»، «أن القانون الجديد يلزم المرشحين بأن يكونوا ضمن لوائح مقفلة، مكتملة أو غير مكتملة، لذلك لن يكون باستطاعة المجموعات أو المستقلين خرق أي لائحة تمثّل الأحزاب التي خفّضت قدر الإمكان من تأثير التّمثيل النّسبي وأبقت على الطّائفيّة من خلال عدد الدّوائر وتقسيمها. ناهيك بأن عدداً من الإصلاحات الأساسيّة، كالكوتا النّسائيّة والكوتا الشبابية، وخفض سنّ الاقتراع من 21 إلى 18 وإنشاء سلطة مستقلّة، لم يتضمّنها القانون». واعتبر أن «الصوت التفضيلي في القضاء يعزّز الطائفية والزبائنية السياسية، فصار على كل مرشّح أن يخوض حملته الانتخابية، غير حملة اللائحة التي يترشّح فيها، لتجييش النعرات الطائفية والعائلية ليضمن التصويت له تفضيلياً في اللائحة، في المقابل تشكل لوائح مفتوحة غير مكتملة ليستطيع كل حزب تشكيل لائحة من أجل منافسة اللوائح التي تضم أحزاباً صغيرة»، مؤكداً أن «بهذه الطريقة لن تستطيع التحالفات الصغيرة خرق أي لائحة». وأوضح أنه في أي قانون انتخابي هناك الحاصل الانتخابي الذي يحدد عدد المقاعد الرابحة من كل لائحة، وذلك من خلال الرقم الناتج من قسمة عدد المقترعين على عدد المقاعد».

وأكد أن «ما فعلته السلطة في لبنان أنها عملت على أن تساوي العتبة بالحاصل الانتخابي، وارتفاع العتبة الانتخابية التي تحدد الحد الأدنى من الأصوات التي يجب أن تحصل عليها اللائحة الانتخابية المقفلة لتتمثل، تتراوح بين الـ7 في المئة في بعض الدوائر لتصل إلى 17 في المئة في دوائر أخرى، ما يؤكد عدم فوز الأحزاب الصغيرة ولائحة مجموعات المجتمع المدني والمرشّح المستقل غير المدعوم». وبذلك تكون السلطة فصّلت قانون انتخاب على قياسها بعد تقسيمها للدوائر على هواها لتعيد إنتاج الطبقة السياسية نفسها.

لكن للمرشح المستقل مارك ضو في دائرة الشوف-عاليه ضمن لائحة مستقلّة تضم 13 مرشحاً، وجهة نظر مختلفة، فهو اعتبر أن «القانون متقدّم وأكثر تنافسية من قانون الستين، إذ يسمح للمستقلين باختراق لوائح السلطة بنسبة أعلى بكثير من قانون الستين». وأكد لـ «الحياة» أنه «بعد حسابات دقيقة أجريناها فإنه بإمكان لائحتنا الخرق بفوز مرشح واحد على الأقل». وقال: «الشوف وعاليه تضم 330 ألف ناخب بينهم 200 ألف مقترع، إذا حصلنا على 14 ألف صوت من أصل 200 ألف فقط يكون الحاصل الانتخابي والعتبة 8 في المئة وبذلك نكون حققنا خرقاً بفوز واحد منّا على الأقل». واعتبر أنه من «الإجحاف القول إن هذا القانون مشوّه أو إنه لن يفتح الطريق أمام المستقلين لأخذ مقاعد فهناك إمكانية جدية وفق الأرقام بخرق أكثر من دائرة عموماً». ورأى أنه «مقارنة مع قانون الستين الذي كان يعتمد على دوائر صغرى، إننا سنفوز بعد اعتماد دوائر أكبر».

أما «بيروت مدينتي» التي خاضت الانتخابات البلدية في وجه لوائح السلطة في أيار عام 2015 فلم تأخذ قرارها بعد في شأن خوضها معركة الانتخابات النيابية، فهي كانت قررت عدم خوضها إذا حصلت العام الحالي «لكن نناقش الموضوع جدياً في شأن شكل خوض المعركة، ترشيحاً أم دعماً للوائح»، تقول المرشحة السابقة على لائحة «بيروت مدينتي» للانتخابات البلدية رنا خوري لـ «الحياة»، مؤكدة «أننا نعقد اجتماعات متواصلة لبحث ما هو أفضل فعله إن كان العمل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة». وتلفت إلى أن الجمعية «على تواصل مع مجموعات الحراك المدني لكن لم نتّخذ قرارنا بعد بترشح أعضائها للانتخابات النيابية لتتظهّر لنا مسألة ضم مجموعات من الحراك إلى لائحتنا أو لا».

وبالنسبة إلى مجموعة «طلعت ريحتكم» وحملة «بدنا نحاسب» وغيرهما من مجموعات الحراك المدني فهي تتوافق مع رأي «لادي» بصعوبة فوز لوائحها حتى لو كانوا ضمن لائحة واحدة فـ «تعدد الأقضية في كل دائرة انتخابية هو لضمان فوز أركان السلطة وتشكيل لوائح مفتوحة غير مكتملة يسمح لكل حزب بتشكيل لائحة من أجل منافسة اللوائح التي تضم أحزاباً صغيرة مع احتساب اللائحة الحزبية المقفلة»، بحسب قول الناشط في حملة «بدنا نحاسب» هاني فياض الذي أكد أن كل المجموعات تواصل اجتماعاتها لخوض المعركة تعبيراً عن الديموقراطية.

 

مخاوف من ربط نصر الله الحرب مع إسرائيل بضمان نجاح إيران باقتطاع نفوذ في سورية

وليد شقير/الحياة/27 حزيران/17

قالت مصادر نيابية لـ «الحياة» إن المواقف التصعيدية للأمين العام لـ «حزب الله» الجمعة الماضي جاءت في توقيت سيء للبنان ومحاولات القوى السياسية والسلطة فيه إقناع الجهات الأميركية المعنية في الكونغرس بصرف النظر عن فرض عقوبات جديدة على الحزب، هناك مخاوف من أن تمس بوضع لبنان المصرفي. وتعتبر المصادر أن تهديد نصر الله «بفتح الأجواء لمئات الآلاف من المقاتلين من العراق واليمن وإيران وأفغانستان وباكستان إذا شنت إسرائيل حرباً على سورية أو لبنان»، وفق ما قال في خطابه في يوم القدس، يقحم لبنان مرة أخرى في الحرب الدائرة في سورية التي اتفق أهل الحكم على النأي بالنفس عنها. وأضاف المصدر النيابي أن المتابع للتطورات في سورية يكتشف أن كلام نصر الله جاء في سياق الدور الذي يلعبه في سورية والذي يفرض على اللبنانيين أن يتحملوا تبعاته، في وقت يستند الاتجاه الأميركي إلى فرض عقوبات مالية على الحزب ومؤيديه إلى استمرار الحزب في التدخل في سورية وغيرها من الدول تحت العباءة الإيرانية.

وسأل المصدر: «ما دخل لبنان بمقتضيات المواجهة التي تخوضها إيران ومعها الحزب وسائر الميليشيات الموالية لها، في جنوب شرقي سورية وفي المنطقة المحاذية لحدود الجولان السوري المحتل، والصراع على النفوذ في هذه المنطقة في سياق محاولات الاتفاق بين الجانبين الروسي والأميركي على توزيع تواجد القوى العسكرية الخارجية في مناطق التهدئة السورية المفترضة، ومنها تلك المنطقة؟ فإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية تحرصان على إبعاد إيران عن مناطق التماس السوري- الإسرائيلي، فيما تريد إيران إبقاء موقع قدمها في تلك المناطق، ورقة في يدها، في سياق تقاسم الميدان السوري، وهو الأمر الذي يتسبب على الدوام بضربات إسرائيلية لمواقع التواجد الإيراني و «حزب الله» والقوات السورية الموالية للنظام. وتفيد المعلومات بأن الجانب الإسرائيلي واكب المفاوضات الأميركية- الروسية التي حصلت قبل أسبوعين في الأردن وتناولت المناطق الآمنة في سورية وركزت على تحديد وجود حلفاء أميركا في المنطقة الجنوبية (درعا)، وصولاً إلى معبر التنف على مثلث الحدود السورية -الأردنية- العراقية، وأن إسرائيل اشترطت أن يشمل الاتفاق إبعاد الميليشيات الإيرانية عن الحدود معها مسافة 50 كيلومتراً. وتشير المعلومات نفسها إلى أن «حزب الله» والميليشيات الموالية لإيران تتواجد على بعد 3 كيلومترات من الحدود مع الجولان المحتل في مواقع تابعة للنظام السوري (مدينة البعث)، ومنها تنطلق قنابل تسقط أحياناً في الجولان، وعليها تسقط قذائف إسرائيل حيث مواقع سورية وأخرى تابعة للحزب حيث تجمعات لمقاتلين له ولحلفاء طهران.

 تجاهل للجهود الرسمية

ويقول المصدر النيابي لـ «الحياة»، إن كلام نصر الله يتجاهل كل الجهود الرسمية اللبنانية للتخفيف من انعكاسات الأزمة السورية عليه، وتداعيات الخلافات العربية حول سورية على علاقاته العربية ولا سيما الخليجية، لكن الأكثر خطراً هو ذهابه بعيداً في الاستهزاء بسعي الدولة اللبنانية إلى تفادي المزيد من العقوبات الأميركية في ظل أوضاع لبنان الاقتصادية الصعبة التي تحاول الحكومة بشق النفس وضع خطط لمواجهتها من جهة ولحماية البلد عبر المساعدات من جهة أخرى ومنها المساعدات للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي لأن صيانة الأمن لها كلفة عالية تساهم تلك المساعدات في خفض فاتورتها على المالية العامة. ورأى المصدر النيابي أن أكثر الأسئلة حرجاً التي واجهت الوفد النيابي الذي زار واشنطن الشهر الماضي لاستكشاف مسألة العقوبات على الحزب للتحذير من مسها بالمنظومة المصرفية اللبنانية هو: هل أن المساعدات التي تقدمها واشنطن للجيش منذ 10 سنوات ساعدت في توسيع رقعة سيادة الدولة اللبنانية على أراضيها وهل هذه السيادة هي أكبر حجماً مما كانت عليه قبل السنوات العشر الماضية؟ ويشير المصدر إلى أن الإجابة اللبنانية لم تكن شافية للمسؤولين الأميركيين في الكونغرس، في وقت يتابعون موقف الدول الخليجية المنزعجة من تأثير «حزب الله» على القرار اللبناني. ويلفت المصدر النيابي اللبناني إلى أنه سبق كلام نصر الله زيارة قامت بها مندوبة أميركا في الأمم المتحدة نيكي هايلي المنحازة بقوة للدولة العبرية، إلى إسرائيل، مطلع الشهر الجاري، شملت انتقالها إلى الحدود مع لبنان مع نائب رئيس الأركان الإسرائيلي وضابط كبير من قوات «يونيفيل» حيث طرحت أسئلة على الأخير استناداً إلى ما أبلغه به الإسرائيليون عن استمرار تواجد «حزب الله» على الحدود وزيادته ترسانته العسكرية والصاروخية، ما دفع بها إلى إبداء ملاحظات انتقادية للقوات الدولية. وأوضح المصدر أن سعي إدارة دونالد ترامب إلى خفض المصاريف الخارجية والعسكرية انعكس خفضاً لمساهمتها في تمويل «يونيفيل» قبل أشهر، ما دفع الأخيرة إلى خفض القوة البحرية التابعة لها، وإلى قرار البيت الأبيض بإلغاء مبالغ كانت خصصت للقوات المسلحة اللبنانية، لهذا العام والعام المقبل، وعد مسؤولون أميركيون بتعويض بعضها من موازنة وزارة الدفاع، لمواصلة دعم الجيش في مكافحته الإرهاب وحفظ الحدود الشرقية. وذكر المصدر أن إدارة ترامب أبقت على 19 مليون دولار للتدريب وقيمة أسلحة معينة وعلقت مبلغ 85 مليون دولار. وتابع المصدر: أما في ما يخص السعي اللبناني لمواصلة الجهود لدى الكونغرس الأميركي في شأن العقوبات على الحزب فإن رغبة مسؤولين لبنانيين بزيارة العاصمة الأميركية ومنها زيارة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، قوبلت ببرودة من السلطات المعنية في واشنطن إذ دعت إلى التمهل في إتمامها. وينتهي المصدر إلى القول إن كلام نصر الله فضلاً عن أنه يضر بالمصالح اللبنانية مع دول الخليج بفعل الهجوم الذي شنه عليها يزيد من توريط لبنان في الحسابات الإيرانية للمعركة التي يخوضها الحزب في سورية من دون أن يكون للبلد أي مصلحة في ما يترتب عليها. والدليل على ارتباط مواقفه بالحسابات في الميدان السوري هو تطمينه مناصري محور المقاومة في لبنان، بأن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي تحدث قبل أيام عن «مصلحة إسرائيل في أن يستمر الهدوء على الجبهة اللبنانية لأعوام طويلة إلى الأمام».

 

الطعن بقانون الانتخاب جاهز... وهؤلاء سيوقّعون عليه

ام تي في/27 حزيران/17/أنّ عدداً من رؤساء البلديات أنجزوا إعداد طعن بمادة من قانون الانتخاب متعلّقة باستقالة رؤساء البلديات في مهلة أقصاها شهر بعد نشر القانون الجديد في الجريدة الرسميّة كشرط إلزامي للترشّح للانتخابات.

وتشير المعلومات الى أنّ رؤساء البلديات الذين يتابعون هذا الملف باشروا اتصالاتهم مع عدد من النواب بهدف التوقيع على الطعن، حيث يُرجّح أن يوقّع عليه كلٌّ من نوّاب حزب الكتائب اللبنانيّة والنائبين ميشال المر ونايلة تويني، بالإضافة الى نوّاب آخرين.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

باسيل "ينظّف" "التيّار" من "رواسب" عبس المرشّح

ام تي في/27 حزيران/17/عاد الوضع الداخلي في التيّار الوطني الحر الى الضوء. بعد فصل عدد من الناشطين في الأشهر الماضية، وخصوصاً في العام 2016. ويبدو أنّ دفعة جديدة مهدّدة بالفصل مع بدء العدّ العكسي للانتخابات النيابيّة، انطلاقاً من رغبة رئيسه الوزير جبران باسيل في "ضبط" البيت الداخلي قبل الاستحقاق المهمّ، والأول من نوعه في ظلّ رئاسته لـ "التيّار". تلقّى عددٌ من الناشطين في "التيّار" استدعاءً من جانب المجلس التحكيمي للمثول أمامه، من بينهم آلان أيّوب الذي يملك "سوابق" في هذا المجال، وعُلّقت عضويّته في العام المنصرم لستّة أشهر بسبب مواقفه المعترضة على قيادة الحزب، وحبيب حداد الذي تلقّى إنذارات لدى مثوله أمام المجلس في أوقات سابقة، على خلفيّة الانتقادات التي يوجّهها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ويلاحظ أنّ الناشطين الذين تمّ استدعاؤهم هم جميعاً من المقرّبين من القيادي السابق المفصول من "التيّار" زياد عبس، مثل سمير ساريدار وألين خيرالله الموظفتين في شركته، وفادي جلون وكاتيا غصوب وجورج رحال الناشطين في هيئات "التيّار" في بيروت. وتشير المعلومات الى أنّ أيّوب وجلوان رفضا الامتثال أمام المجلس التحكيمي، في حين سمع الآخرون أسئلة عن علاقتهم بعبس ومدى التزامهم بقيادة "التيّار" وعدم مشاركتهم في نشاطاته. وعبّر عددٌ من الناشطين عن ملاحظات على عمل "التيّار" ومنسّقيه في بيروت، من دون أن ينكروا ارتباطهم بعبس الذي يستعدّ للترشّح الى الانتخابات النيابيّة ويقوم باتصالات لتشكيل لائحة في دائرة بيروت الأولى يتوقّع أن تضمّ شربل نحاس عن المقعد الكاثوليكي بالإضافة الى غير المحظيّين بالدخول الى اللائحة الأساسيّة، أو اللائحتين الأساسيّتين، في حال عدم تشكيل التيّار الوطني الحر والقوات اللبنانيّة والوزير ميشال فرعون لائحة مشتركة.

 

 عون يحسم لصالح الرياشي

"ليبانون ديبايت"//27 حزيران/17/علم أن الوزير ملحم الرياشي، طالب في جلسة قانون الإنتخاب بتقليص مهلة استقالة رؤساء البلديات إلى 6 أشهر، لكن الوزير جبران باسيل أصرّ على السنتين، وبعد مشادات بينهما، حسمها رئيس الجمهورية ميشال عون لصالح الرياشي على أن تكون لشهر واحد، بعد صدور القانون في الجريدة الرسمية.

 

 توقيت "سيء" لمواقف نصرالله

الحياة/27 حزيران/17/قالت مصادر نيابية لـ "الحياة" إن المواقف التصعيدية للأمين العام لـ "حزب الله" الجمعة الماضي جاءت في توقيت سيء للبنان ومحاولات القوى السياسية والسلطة فيه إقناع الجهات الأميركية المعنية في الكونغرس بصرف النظر عن فرض عقوبات جديدة على الحزب، هناك مخاوف من أن تمس بوضع لبنان المصرفي. وتعتبر المصادر أن تهديد نصر الله "بفتح الأجواء لمئات الآلاف من المقاتلين من العراق واليمن وإيران وأفغانستان وباكستان إذا شنت إسرائيل حرباً على سورية أو لبنان"، وفق ما قال في خطابه في يوم القدس، يقحم لبنان مرة أخرى في الحرب الدائرة في سوريا التي اتفق أهل الحكم على النأي بالنفس عنها. وأضاف المصدر النيابي أن المتابع للتطورات في سوريا يكتشف أن كلام نصر الله جاء في سياق الدور الذي يلعبه في سوريا والذي يفرض على اللبنانيين أن يتحملوا تبعاته، في وقت يستند الاتجاه الأميركي إلى فرض عقوبات مالية على الحزب ومؤيديه إلى استمرار الحزب في التدخل في سورية وغيرها من الدول تحت العباءة الإيرانية. ويقول المصدر النيابي لـ "الحياة"، إن كلام نصر الله يتجاهل كل الجهود الرسمية اللبنانية للتخفيف من انعكاسات الأزمة السورية عليه، لكن الأكثر خطراً هو ذهابه بعيداً في الاستهزاء بسعي الدولة اللبنانية إلى تفادي المزيد من العقوبات الأميركية في ظل أوضاع لبنان الاقتصادية الصعبة التي تحاول الحكومة بشق النفس وضع خطط لمواجهتها من جهة ولحماية البلد عبر المساعدات من جهة أخرى ومنها المساعدات للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي. وينتهي المصدر إلى القول إن كلام نصر الله فضلاً عن أنه يضر بالمصالح اللبنانية مع دول الخليج بفعل الهجوم الذي شنه عليها يزيد من توريط لبنان في الحسابات الإيرانية للمعركة التي يخوضها الحزب في سوريا من دون أن يكون للبلد أي مصلحة في ما يترتب عليها.

 

الموسوي: سنقاتل في لبنان مع الحرس الثوري الإيراني والحشد الشعبي العراقي

جنوبية/27 حزيران/17/أكّد  عضو كتلة  “الوفاء للمقاومة” النائب نواف الموسوي أنّه من الطبيعي أن تشكل فصائل المقاومة في المنطقة حلفاً في موجهة العداء. وأشار حلال حفل افتتاح مجسم رمزي للقدس  في منطقة الحوش شرق مدينة صور، إلى أنّه كما قاتل حزب الله في سوريا مع الحرس الثوري الإيراني والحشد الشعبي العراقي والقوى السورية الشعبية، كذلك سيقاتل معهم في لبنان صفا وحلفا واحدا في حال حصل عدوان”.

 

جدار إسرائيلي بارتفاع 7 أمتار على الحدود مع لبنان

الشرق الأوسط 27 يونيو، 2017 /بعد تأجيل دام عدة شهور، قرر الجيش الإسرائيلي إطلاق مشروع بناء جدار من الإسمنت المسلح بارتفاع 7 أمتار على طول الحدود مع لبنان، إضافة إلى الجدار الإلكتروني والعوائق الأخرى. ومع بدء العمل المباشر في البناء، صدرت تعليمات لقوات حرس الحدود وسلاح الطيران بالتأهب لاحتمال أن يغضب هذا الجدار «حزب الله» فينفذ عمليات ضد إسرائيل قبل إتمامه. وفي الوقت نفسه، وجهت إسرائيل رسائل إلى إيران تحذرها من برنامجها لتصنيع الأسلحة الحديثة على الأراضي اللبنانية. ويتضح من الخرائط الهندسية أن الجدار سيمتد من رأس الناقورة في الغرب وحتى إصبع الجليل عند نقطة المطلة ثم باتجاه جبل الشيخ ومزارع شبعا. وسيشتمل الجدار على مقاطع مختلفة. ففي بعض المناطق جدار إسمنتي يرتفع إلى 7 أمتار، وفي مناطق أخرى، جدار إلكتروني تنصب فوقه الكاميرات ونقاط المراقبة والأبراج وغرف القيادة والسيطرة والمعدات الاستخبارية، وتضاف إلى هذا كله عوائق، بحسب طبوغرافية المنطقة. المعروف أن هذا المشروع ليس جديدا، ولا يبنى في فراغ، إذ إن هناك جدارا في الكثير من المناطق. والجديد هو إكمال المشروع وسد نقاط الضعف. وسيتم في البداية بناء الجدار على مسافة 12 كيلومترا في المنطقة الغربية ومسافة شبيهة في المنطقة الشرقية. وحسب مصادر عسكرية، فإن الجيش الإسرائيلي، يأخذ في حساباته أن يثير بناء الجدار الجديد، زيادة في التوتر على امتداد الحدود. ويستعدون في القيادة الشمالية لإمكانية محاولة حزب الله» «التشويش على تقدم العمل»، بادعاء أنه لا يلازم خط الحدود الدولية الذي حددته الأمم المتحدة بعد انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان في عام 2000، وقالوا في إسرائيل إنه لن يتم الانحراف عن الخط الحدودي، لكنه تم الأخذ بالاعتبار بأن المشروع قد يترافق بمواجهات ومظاهرات، بل ربما بمحاولة إطلاق النار باتجاه وحدات الهندسة والمقاولين في وزارة الأمن، الذي سيعملون في إنشاء السياج. تم تخصيص 123 مليون شيقل لهذا المشروع وقد ينتهي العمل فيه في السنة القادمة. وأوضح الجيش أن الجدار سيقام في المناطق التي تواجه بلداتها التهديد المباشر، كإطلاق النيران أو الصواريخ. وسيتم بناء هذه الجدران على ارتفاع سبعة أمتار ومن فوقها سياج شائك يشبه ما تم بناؤه قبل خمس سنوات على الحدود المصرية، والذي قلص إلى نسبة الصفر، عدد المتسللين طلبا للجوء في إسرائيل. لكن التهديد على الحدود اللبنانية هو تهديد عسكري، خلافا للسياج المصري الذي يهدف إلى منع تسلل مسلحين أو طالبي اللجوء والباحثين عن العمل.

وكانت إسرائيل قد كشفت في الأسبوع الماضي، بأن «حزب الله» أقام نحو 15 نقطة مراقبة جديدة على امتداد الحدود، بادعاء أنها مواقع للحفاظ على جودة البيئة. واعتبرت الأمر خرقا لقرارات مجلس الأمن. ومع ذلك، يشير الإسرائيليون إلى أن هذه الحدود هادئة جدا. وكما قال ناطق عسكري، أمس: «لقد مرت 11 عاما والهدوء مستمر هناك، وتقديرات الجيش، جميعها، تقول بأن هذا الهدوء سيبقى على حاله في المستقبل أيضا، وبالتأكيد سيبقى طالما استمرت الحرب الأهلية في سوريا». صحيح أن قرار إسرائيل يضع «حزب الله» أمام معضلة كما هو الحال مع حماس في الحدود الجنوبية قرب غزة (حيث تقوم إسرائيل هناك ببناء جدار فوق الأرض، والأهم منه حاجز إسمنتي تحت أرضي): «غير أن المعضلة هي هل على حزب الله أن يزعج عمليات البناء أم أن عليه الوقوف ساكنا». ولكن مصادر أخرى، أشارت إلى أن إسرائيل قامت في الأسابيع الأخيرة، بتحويل رسائل إلى إيران، بوساطة روسيا وعدة دول أوروبية تدير علاقات دبلوماسية مع نظام طهران، تقول فيها إنها تنظر بخطورة إلى إقامة مصانع لإنتاج الأسلحة لصالح «حزب الله» على الأراضي اللبنانية. وقال دبلوماسيون أوروبيون إن إسرائيل أوضحت أنها لن تتحمل إقامة مصانع إيرانية لإنتاج الأسلحة لـ«حزب الله» في لبنان. وأكد مصدر إسرائيلي هذا الأمر، وقال إن إسرائيل أوضحت لدول غربية كثيرة بأن دعم نظام طهران لـ«حزب الله» هو المسألة المركزية، التي يجب أن يتعامل معها المجتمع الدولي في الشأن الإيراني. وأضاف أن إسرائيل تعتقد أن إقامة مصانع أسلحة إيرانية في لبنان يمكن أن تقوض الاستقرار بشكل خطير. وقال إن «الحكومة اللبنانية لا تستطيع التأثير في هذا الموضوع، ولذلك فإن العنوان لمعالجة الموضوع يوجد في أيدي جهات أخرى مؤثرة على الموضوع». وتطرق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى هذا الأمر، صباح الأحد، وقال: «نحن ننظر بخطورة إلى محاولات إيران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا وتزويد حزب الله بأسلحة متطورة عن طريق سوريا».

 

نديم قطيش يتحدث عن السياحة واستقدام المسلحين/مسلحو نصرالله وسياح «الكيان الصهيوني»

رصد جنوبية 27 يونيو، 2017 /كتب الإعلامي نديم قطيش عبر صفحته الخاصة فيسبوك تدوينة وتضمنت: “في الوقت الذي يعدنا حسن نصرالله باستقبال مئات آلاف الاوباش من الميليشيات العراقية والسورية والايرانيةق تعلن إسرائيل الأرقام السياحية التالية: منذ بداية العام ٢٠١٧٧ دخَّلت اسرائيل اكثر من ملياري دولار من السياحة، وزارها في الأشهر الخمسة الاولى من العام نحو مليون ونصف مليون سائح، منهم ٣٤٧ الف سائح في شهر ايار وحده. وتعكس الأرقام رعباً من نصرالله وحزبه والمليشيات العراقية والسورية والايرانية الموعودة بحيث زادت السياحة ٢٥٪ عن ارقام العام الماضي. نصرالله يعدنا بالأوباش ونحن نحلم بالسياح وإسرائيل تنعم باستقبالهم وعائدات استقبالهم”.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

تأييد متزايد في الكونغرس الأميركي لسياسة تغيير نظام طهران

المعارضة الإيرانية: الحكومة الفاشية الرابح الوحيد من مخطط استهداف مكة

واشنطن – وكالات/28 حزيران/17/تشهد سياسة تغيير النظام الإيراني التي أفصح عنها وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، تأييداً متزايداً داخل الكونغرس الأميركي. ودعا السيناتور الجمهوري في الكونغرس عن ولاية أركنساس توم كاتن، في بيان أول من أمس، حكومة الرئيس دونالد ترمب إلى اعتماد سياسة خارجية تجاه طهران تدفع باتجاه تغيير النظام الإيراني. ونقلت صحيفة “بوليتيكو” عن كاتن وهو عضو في لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ تأكيده أنه يطلع البيت الأبيض على السياسة الخارجية بشكل منتظم، مشدداً على أن سياسة الولايات المتحدة يجب أن تهدف إلى تغيير النظام في إيران”.

وأضاف أن “هناك أقليات قومية كالعرب والتركمان والبلوش لا يرغبون في العيش في ظل الاستبداد الفارسي – الشيعي الذي يمثله النظام الإيراني، ولذا يجب أن تتجه سياسة أميركا نحو تغيير النظام في إيران”. وأعرب عن مخاوفه من السلام مع حكومة الملالي في طهران”، مضيفاً “لا أرى كيف يمكن لأي شخص أن يقول إن أميركا يمكن أن تكون آمنة طالما هناك سلطة استبداد ثيوقراطية”. ومن أجل الضغط على النظام الإيراني، أشار كاتن إلى استخدام الإجراءات الديبلوماسية والاقتصادية. من جهة أخرى، دان “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية” المعارض المخطط الإرهابي الذي أحبطته السعودية لاستهداف مكة المكرمة والمسجد الحرام، مؤكداً أنّ الطرف الرابح الوحيد منه هو النظام الإيراني. ورحب المجلس في بيان، أمس، بإحباط هذا المخطط الذي “الإجرامي، مشدداً على أن “من يقف وراء هذه الخطط اللا إنسانية واللا إسلامية من آمرين ومنفذين هم ألد أعداء الإسلام والمسلمين وأن روح الإسلام والإنسانية بريء منهم”.

ولفتت المعارضة إلى أن “الطرف الوحيد الذي يربح من هذه الخطة النكراء التي تثير الاشمئزاز لدى جميع المسلمين في العالم، هو النظام الفاشي الديني الحاكم في إيران الذي يريد أن يسوق المنطقة برمتها إلى مستنقع الحروب والأزمات”. وأضافت “أن النظام لم يتورع عن ارتكاب أية جريمة وهتك حرمة بحق مكة المكرمة وبيت الله الحرام في أوقات سابقة، فإرسال المتفجرات في العام 1986 إلى السعودية وإثارة أعمال الشغب في مكة المكرمة في العام 1987 حيث أودت بحياة نحو 400 زائر لبيت الله الحرام هو من عداد هذه الأعمال النكراء”، مشيرة إلى أن “النظام الإيراني لم يتردد إطلاقاً في تفجير مراقد الأئمة الشيعة في مدينتي مشهد وسامراء لحفظ سلطته المشؤومة”. وختمت بأن “الطريق الوحيد للتصدي للإرهاب والتطرف المغطى بالإسلام، هو محاربة عرّاب هذه الظاهرة المشؤومة في إيران في ظل حكم الملالي الذين يشكل تصدير الإرهاب وإثارة الحروب جزءاً لا يتجزأ من ستراتيجيتهم لبقاء كيانهم المشين”.

وجاء موقف المعارضة بعد ساعات من إحباط قوات الطوارئ الخاصة السعودية لعمل إرهابي كان يستهدف أمن المسجد الحرام في الليلة الأخيرة من شهر رمضان، حيث بادر الانتحاري الذي كان مختبئاً في أحد منازل حي أجياد بإطلاق النار على الأجهزة الأمنية، رافضاً التجاوب مع دعوات تسليم نفسه ليفجر نفسه لاحقاً بعد أن ازداد الخناق عليه، ما تسبب في إصابة عدد من رجال الأمن والوافدين.

 

باريس: ندوة دولية تبحث في علاقة قطر بالإرهاب ووفد مصري دعا المسؤولين الفرنسيين الى التصدي للدوحة

28 حزيران/17/باريس – أ ش أ:أكد متحدثون في الندوة الدولية لعلاقة قطر بالإرهاب التي شارك فيها سياسيون فرنسيون وأوروبيون وعرب وقادة جمعيات، أن علاقة الدوحة بالإرهاب وتمويله استمرت لعقود بغية التمكين لنفسها في الساحة الإقليمية والدولية. وقال الصحافي ايمانوال رزافي، وهو مدير وكالة أنباء بإسبانيا، إن “هناك نشاطاً إرهابياً يقوم به بلد صغير جدا هو قطر، وعلاقاتها بالإرهاب لا يصعب إثباتها، فالإرهاب يمثل بالنسبة لقطر هو السلاح السياسي للعب دور كبير ترغب فيه، فالإرهاب وسيلة للتحكم في السلطة وتدبير الانقلابات والمؤامرات”. وأضاف إنه “فضلا عن تحريك المتطرفين للتلاعب بمشاعر المسلمين، تستخدم قطر هذه الجماعات من خلال تمويلها وتوفير بيئة حاضنة لها من أجل التأثير العالمي من شمال إفريقيا إلى الشيشان وإلى مناطق أخرى”. إلى ذلك، نظم عدد من النشطاء العرب والفرنسيين وقفة احتجاجية، أول من أمس، في باريس رفضاً لزيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، واحتجاجاً على سياسة الدوحة الداعمة لبعض التنظيمات المتطرفة. وذكر موقع “العربية نت” الإلكتروني أن عدداً من النشطاء الحقوقيين وجمعيات ضد السياسات القطرية الحاضنة للإرهاب والداعمة للتطرف، أعلنوا في وقت سابق تنظيم تلك التظاهرة أمام السفارة القطرية في باريس، للمطالبة بوقف تمويل الدوحة للجماعات الإرهابية.

وحمل المحتجون شعارات بالفرنسية والإنكليزية تطالب الحكومة القطرية بالكف عن دعم الجماعات المتطرفة، التي وصل أذاها وإرهابها إلى عواصم غربية وباريس بالذات، التي أصابها الإرهاب مرات عدة في السنوات القليلة الماضية. وكان أمير قطر أعلن عن زيارة سيقوم بها هذا الأسبوع إلى فرنسا للتشاور مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن الأزمة مع الجيران.في سياق متصل، أكد رئيس وفد الديبلوماسية المصرية الشعبية أحمد الفضالي، أن لقاءات الوفد بالمسؤولين الفرنسيين بباريس ركزت على ضرورة التصدي لقطر ولدعمها وتمويلها للإرهاب في العالم. وأوضح الفضالي، في تصريح صحافي على هامش زيارته لباريس، أنه لمس انزعاج مسؤولين بالحكومة وبرلمانيين فرنسيين من استضافة قطر لمونديال كرة القدم في العام 2022 حيث وصف بعضهم ذلك بالكارثة، مؤكدين اعتزامهم مطالبة حكومتهم بعدم المشاركة في البطولة إذا كانت قطر البلد المنظم لها. وشدد على ضرورة العمل من أجل إظهار إرهاب قطر للعالم والتصرف بفاعلية تجاه وقف مخططاتها في عدد من الدول وتحجيم منابع الإرهاب وحصارها، مؤكداً أن الهدف أيضا هو الضغط على قطر في هذا التوقيت بعدما ثبت تورطها في عمليات إرهابية وتمويلها ودعمها الكامل للتنظيمات الإرهابية مثل “داعش” و”النصرة” و”القاعدة” وغيرها.

 

 ماتيس: سنسلح الأكراد بعد استعادة الرقة

واشنطن – رويترز/28 حزيران/17/ ترك وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، أمس، الباب مفتوحا أمام احتمال تقديم مساعدة لأمد أطول لوحدات حماية الشعب الكردية في سورية، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ربما تحتاج الى امدادها بأسلحة ومعدات حتى بعد استعادة الرقة من تنظيم «داعش».وكانت تركيا عضو حلف شمال الاطلسي التي تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية تهديدا لها قالت ان ماتيس أكد لها في رسالة أن الولايات المتحدة ستسترد الاسلحة التي قدمتها لهذه القوات فور هزيمة تنظيم الدولة الاسلامية. وفي أول تصريح له بشأن الأمر لم يناقض ماتيس هذا الكلام بشكل مباشر، وقال للصحافيين أثناء سفره بالطائرة الى ألمانيا عندما سئل عن استرداد الاسلحة «سنفعل ما بوسعنا»، مشيراً إلى أن مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية مسلحة بشكل جيد حتى قبل أن تقرر الولايات المتحدة في مايو الماضي تقديم المزيد من المعدات المتخصصة لهجومها على الرقة التي يسيطر عليها «داعش». وأضاف إن المعركة ضد التنظيم ستستمر حتى بعد استعادة الرقة وركز اجاباته عن استرداد الأسلحة الأميركية على أشياء يعتقد أن وحدات حماية الشعب الكردية لن تحتاجها بعد ذلك في المعركة. وعن سؤال عما اذا كانت وحدات حماية الشعب الكردية ستعود الى مستويات التسليح لما قبل خوض معركة الرقة بعد انتهاء القتال قال ماتيس «حسنا، سنرى، هذا يعتمد على المهمة التالية، أقصد ليس الأمر وكأن القتال سينتهي بعد استعادة الرقة».

 

روسيا تنشئ قاعدة عسكرية في البادية

السياسة/28 حزيران/17/كشف موقع «ديبكا» الإسرائيلي الاستخباراتي، عن بدء الجيش الروسي بناء قاعدة في بلدة خربة رأس الوعر قرب بئر القصب في البادية السورية بريف دمشق. وأشار الموقع إلى أن روسيا شرعت في بناء قاعدتها الجديدة في بلدة رأس الوعر جنوب شرقي سورية، بالتزامن مع انطلاق محادثات سرية بين روسيا وأميركا في العاصمة الأردنية (عمان)، مشيراً إلى أن القاعدة ستتيح لروسيا السيطرة على منطقة جنوب شرقي سورية المضطربة وعلى حدودها، التي تتسابق إليها القوات المدعومة أميركياً وتلك المدعومة إيرانياً. وتبعد خربة رأس الوعر، 50 كيلومترا عن دمشق و85 كيلومتراً عن خط فك الاشتباك في الجولان و110 كيلومترات عن جنوب الهضبة.وتبعد 96 كيلومتراً من الأردن و185 كيلومتراً من معسكر التنف التابع للجيش الأميركي في زاوية الحدود السورية-العراقية-الأردنية. وذكر موقع «بالميرا نيوز» المختص بتوثيق الأحداث بمدينة تدمر والبادية السورية، أن روسيا لم تجهز القاعدة العسكرية بالكامل، بل اقتصر العمل فيها على تحصينها من خلال بناء سواتر ترابية وإسمنتية في محيطها، إضافة لوضع تجهيزات اتصالات ومراقبة. وأشار إلى أن القاعدة تحتوي على مدرعات وآليات ومدافع ثقيلة وراجمات صواريخ، مضيفاً إنه يوجد فيها خبراء روس وإيرانيون، إضافة لعناصر تابعين للميليشيات الإيرانية والعراقية.

 

الأسد يزور قاعدة حميميم ويركب مقاتلة روسية

دمشق – وكالات:28 حزيران/17/بثت مواقع إلكترونية أمس، شريطاً مصوراً لزيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد لقاعدة حميميم الجوية، حيث يظهر الأسد في الفيديو، وهو يصعد إلى قمرة قيادة مقاتلة روسية من طراز «سوخوي». يشار إلى أن قاعدة حميميم بريف اللاذقية تستضيف مجموعة القوات الروسية التي تشارك بالحرب في سورية منذ سبتمبر العام 2015. في سياق آخر، ذكرت وكالة أنباء النظام «سانا» أن الأسد وعقيلته زارا جرحى قوات النظام في قراهم بريف حماة. وأضافت الوكالة إن الزيارة جاءت خلال جولة واسعة خلال أيام عيد الفطر لجرحى ومصابي جيش النظام، ضمن مشروع «جريح الوطن»، الذي أطلقته رئاسة النظام السوري العام 2014، لـ»يحتضن كل الجرحى ويؤمن لهم كل احتياجاتهم وخاصة الذين تعرضوا لإصابات لا تسمح لهم بالعودة إلى الحياة الطبيعية». وظهر الأسد في أحد مقاطع الفيديو وهو يقود سيارته، أثناء مروره على أحد الحواجز الأمنية حيث صافح الجنود والمواطنين في الشارع.

 

57 قتيلا غالبيتهم مدنيون في قصف للتحالف على سجن “داعشي” بالميادين وقوات أميركية بالرقة رداً على تهديدات أردوغان

28 حزيران/17/دمشق – وكالات: قتل 57 شخصا غالبيتهم من المعتقلين المدنيين في قصف جوي للتحالف الدولي بقيادة واشنطن استهدف سجنا لتنظيم “داعش” في مدينة الميادين شرق سورية. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، “استهدفت طائرات التحالف الدولي فجر الاثنين (أول من أمس) سجنا يتبع للجهاز الأمني في تنظيم داعش بمدينة الميادين” بريف دير الزور الشرقي، ما أسفر عن مقتل “42 سجينا مدنيا اعتقلهم التنظيم لأسباب عدة”. وأضاف إن “15 عنصرا من تنظيم داعش هم 11 سجينا واربعة حراس” قتلوا في القصف، مشيراً إلى أن تنظيم عرض جثث القتلى في احد شوارع المدينة.  وفيما أكد التحالف الدولي، أمس، أنه شن غارة جوية على الميادين في دير الزور يومي 25 و26 يونيو الجاري، طالب عبدالرحمن، التحالف الدولي بالتحقيق مع العملاء الذين يمدونهم بمعلومات عن أهداف غير دقيقة تودي بحياة المدنيين، وليس الاعتراف بشن هجمات.

وأضاف عبدالرحمن أن “منزل القيادي السابق في “جبهة النصرة” أبو عبدالله النعيمي تحول إلى سجن لتنظيم داعش بالميادين في دير الزور، وهناك سجناء مدنيون متواجدين في المنزل، إلا أن التحالف الدولي استهدف هذا المنزل وهو على علم بأن عشرات المدنيين هم سجناء لدى التنظيم في المنزل”. وكان السجن يضم نحو مئة معتقل ومقسم الى جزئين أحدهما مخصص للمدنيين وآخر للمعتقلين المتطرفين. وفي تطور ميداني آخر، مقتل 30 مسلحاً من تنظيم “داعش” خلال مواجهات عسكرية في محيط بلدة حيط، شمال غرب مدينة درعا، جنوب سورية. وذكر مجلس نوى العسكري التابع لـ”الجيش الحر” أن من بين القتلى قياديين سقطا خلال المواجهات المستمرة منذ يومين في محيط البلدة التي يحاصرها التنظيم. إلى ذلك، تراجعت وتيرة القتال بين قوات الجيش السوري وفصائل مقاتلة في محيط بلدة خان أرنبة ومدينة البعث الواقعتين بريف القنيطرة الأوسط، جنوب سورية، بعد اشتباكات عنيفة دارت بين الطرفين في محاولة متواصلة من القوات النظامية لتحقيق تقدم في هذه المنطقة. من جهة أخرى، انتشرت قوات أميركية أمس، في تل أبيض بمحافظة الرقة شمال سورية، التي تعتبر النقطة الحدودية مع تركيا. وأوضحت قناة “العربية الحدث” الإخبارية أن هذا الانتشار للقوات الأمريكية جاء بعدما هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإرسال قوات إلى سورية، مشيرة إلى أن هناك معلومات عن استقدام تعزيزات تركية ضخمة على الحدود التركية قرب مدينة عفرين بمحافظة حلب. ولفتت إلى أن قوات التحالف الدولي وعلى رأسها القوات الأميركية تنتشر في ست نقاط شمال سورية، كما تسعى القوات الأميركية لاستحداث نقطتين عسكريتين جديدتين في الطبقة بالقرة ومنبج بحلب.

 

وفاة وزير الدفاع السوري الأسبق مصطفى طلاس

جنوبية/27 يونيو، 2017 /توفي صباح اليوم وزير الدفاع السوري الأسبق مصطفى طلاس في باريس، وقد أعلن الخبر نجله فراس عبر صفحته فيسبوك في تدوينة وجاء فيها: “لله ما أعطى ولله ما أخذ . أنعي إليكم وفاة والدي العماد مصطفى طلاس اليوم صباحاً في باريس ، بعيداً عن بلده التي أحب .

إنا لله وإنا إليه راجعون”.

 

اتهام رئيس البرازيل بتلقي رشاوى

شقير/الحياة/27 حزيران/17/وجه كبير المدعين الاتحاديين في البرازيل رودريغو جانوت اتهامات للرئيس ميشال تامر بتلقي رشاوى بملايين الدولارات، في ضربة قاصمة للرئيس الذي لا يحظى بشعبية وللاستقرار السياسي في أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية. وقال جانوت في وثيقة الاتهام التي قدمها إلى المحكمة العليا أمس (الإثنين)، إن رئيس البرازيل «خدع البرازيليين» ومدين للبلاد بتعويضات بالملايين نظير تلقيه رشاوى. ويتعلق الاتهام الموجه إلى تامر بشركة «جي بي اس غروب»، أكبر شركة مصنعة للحوم في العالم. وقال مسؤولون تنفيذيون في شهادة ضمن صفقة قانونية إن الرئيس تلقى رشاوى لحل أمور تتعلق بالضرائب وسهل قروضاً من بنوك تديرها الدولة وأموراً أخرى. وجاء في وثيقة الاتهام أن تامر خطط في نهاية الأمر للحصول على 38 مليون ريـال (11.5 مليون دولار) من الشركة خلال الأشهر التسعة المقبلة. وسجل أحد الشقيقين اللذين يديران الشركة جوسلي باتيستا محادثة هاتفية مع تامر في آذار (مارس) الماضي بدا فيها أنه يتغاضى عن رشوة شاهد محتمل. واتهم باتيستا الرئيس ومساعديه بالتفاوض للحصول على ملايين الدولارات في صورة تبرعات غير قانونية لمصلحة حزب «الحركة الديموقراطية» الذي ينتمي له. وأصدرت الشرطة الاتحادية أمس وثيقة منفصلة في شأن المحادثة مع باتيستا. وعالجت الشرطة جزءاً غير واضح من التسجيل ظهر فيه صوت تامر وهو يقول للبليونير المتورط بالفضيحة إنه بفضل نفوذه تم تعيين هنريك ميريلز وزيراً للمال. ولم تتضح على الفور دلالة التصريح في شأن ميريلز الذي يحظى باحترام كبير في الأسواق المالية. وبموجب القانون البرازيلي، يتعين الآن على مجلس النواب في الكونغرس التصويت في شأن السماح للمحكمة العليا بمحاكمة الرئيس المحافظ الذي حل محل الرئيسة اليسارية المعزولة ديلما روسيف قبل حوالى عام. ويثق المشرعون المنتمون إلى ائتلاف تامر في امتلاكهم الأصوات الكافية لعرقلة غالبية الثلثين اللازمة للموافقة على محاكمته، لكنهم حذروا من أن التأييد ربما يتراجع إذا اضطر أعضاء الكونغرس للتصويت مرات عدة لحماية تامر الذي بلغت شعبيته أقل من 10 في المئة. ورفض مكتب تامر ومحاميه أنطونيو مايرز التعليق على الاتهامات. وقال تامر مراراً إنه لم يرتكب أي مخالفة. وكشف المحققون عن مستويات فساد مذهلة في السنوات القليلة الماضية تورطت فيها النخبة السياسة وكبار رجال الأعمال. وتركز معظم هذا الفساد في دفع شركات رشاوى بملايين الدولارات لسياسيين ومسؤولين تنفيذيين في شركات تديرها الدولة، مقابل الحصول على عقود مربحة. ويخضع تامر وثلث أعضاء حكومته وأربعة من الرؤساء السابقين وعشرات المشرعين للتحقيق في هذه القضايا. ودين أكثر من 90 شخصاً. وحذر خبراء سياسيون منذ وقت طويل من أن الفضائح قلصت قدرة تامر على المضي قدماً في إصلاحات ملحة لإنقاذ البرازيل من أسوأ ركود شهدته على الإطلاق.

 

واشنطن تتوعد الأسد بثمن باهظ إذا استخدم الكيمياوي مجدداً

"العربية" - 27 حزيران 2017/كشف البيت الأبيض عن رصد تحضيرات محتملة للنظام السوري لتنفيذ هجمات كيمياوية. وقال المتحدث باسم الرئاسة الأميركية، شون سبايسر، في بيان نشر في وقت متأخر الاثنين، إن "الاستعدادات مماثلة لتجهيزات اتخذت قبل هجوم بالأسلحة الكيمياوية في الرابع من إبريل الماضي" والتي استهدفت خان شيخون في ريف إدلب وراح ضحيتها 100 شخص وأصيب 400 آخرون مما دفع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى إصدار أمر بتوجيه ضربة عسكرية غير مسبوقة شملت إطلاق 59 صاروخ كروز على قاعدة الشعيرات الجوية التابعة للنظام. وحذر سبايسر قائلاً: "إذا شن الأسد هجوماً آخر بالأسلحة الكيمياوية فسوف يدفع هو وجيشه ثمناً باهظاً". من جهتها، أشارت سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، على تويتر، إلى أن "أي هجمات مستقبلية على شعب سوريا لن يوجه اللوم فيها على الأسد فحسب بل أيضاً على روسيا وإيران اللتين تدعمانه لقتل شعبه". يذكر أن روسيا اعترفت "ضمنياً" بمسؤولية الأسد عن مجزرة الكيمياوي في خان شيخون بريف إدلب، إذ قال متحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إن طيران النظام استهدف ورشاً لإنتاج مقذوفات محملة بالكيمياويات في الضواحي الشرقية لخان شيخون.

 

الجبير: لا تفاوض مع قطر حول قائمة المطالب وبيد قطر قرار التوقف عن دعم التطرف والإرهاب

الثلاثاء 3 شوال 1438هـ - 27 يونيو 2017م/العربية.نت/أكد وزير الخارجية السعودية، عادل الجبير، اليوم الثلاثاء، خلال لقاء مع الصحافة في واشنطن أن "لا تفاوض مع قطر حول قائمة المطالب"، مشيراً إلى أنه "بيد قطر قرار التوقف عن دعم التطرف والإرهاب"، حسب ما نشرته الوزارة على حسابها الرسمي على موقع "تويتر". وشدد الجبير على أن الدول العربية، التي اتخذت قراراً بمقاطعة قطر لا تنوي التفاوض معها بشأن القائمة، التي تضمنت 13 مطلباً من الدوحة لإنهاء المقاطعة.وكانت الدول المقاطعة لقطر، وهي السعودية ومصر و الإمارات والبحرين قدمت عبر الوسيط الكويتي قائمة بعدة مطالب، من بينها وقف عمليات التحريض الإعلامي وتسليم مطلوبين وقطع علاقات الدوحة بتنظيمات إرهابية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إيران لإسرائيل: نحن من يمنع تدفق عشرات الآلاف لقتالكم

علي الأمين/العرب/28 حزيران/17

في يوم القدس حذر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله إسرائيل في حال استهدفت الوجود الإيراني وميليشياته ومن ضمنه وجود حزبه في سوريا، قد تجد إسرائيل نفسها أمام مواجهة مع عشرات الآلاف من المقاتلين الذين سيتدفقون من أنحاء العالم نحو سوريا، الرسالة الإيرانية هذه التي جاءت على لسان نصرالله تأتي وسط تراجع جليّ لفصائل المعارضة السورية في الميدان، ومع انحسار تنظيم الدولة الإسلامية ميدانيا في العراق وفي سوريا، ووسط الحديث عن إعادة صوغ المشهد السوري إقليميا ودوليا، لا سيما في ظل ما أشير إليه من تفاهم روسي وأردني وأميركي، يطال منطقة الجنوب السوري والذي يقوم على قاعدة منع وصول إيران وميليشياتها إلى التحكم وحتى التواجد في هذه المناطق المحاذية للأردن.

على أن الأهم في ما يطرحه نصرالله يكمن في إعادة تذكير الأطراف الإقليمية والدولية ولا سيما واشنطن وتل أبيب بأن سلاح الفوضى في سوريا لإيران قدرة على استخدامه من خلال المحور الذي تقوده في حال تم استبعادها عن المشاركة في صوغ التفاهمات في هذا البلد، علما أن طهران كانت التزمت عمليا بشروط التفاهم الروسي والإسرائيلي في سوريا لجهة الالتزام بشروط إسرائيل في منع أي تواجد لحزب الله والميليشيات الإيرانية في ريف دمشق الجنوبي وصولا إلى حدود الجولان المحتل، وهذا الاتفاق الذي التزمت إيران به، مع التدخل العسكري الروسي الأخير في سوريا جاء بعد اغتيال سمير القنطار في صاروخ موجه في دمشق، وعلى إثر استهداف عسكريين إيرانيين ونجل القيادي الراحل في حزب الله عماد مغنية قبل نحو ثلاث سنوات، إذ ليس خفيا أن مشروع إيران تشكيل قوة عسكرية سورية تحت اسم المقاومة لتحرير الجولان داخل البيئة الدرزية السورية تم إنهاؤه من قبل إسرائيل وبرضا إيراني، وبتشجيع روسي على قاعدة أن دور إيران في سوريا يجب أن يتركز فقط على مواجهة خصوم الأسد من السوريين ولا يجب أن يمس الأمن الإسرائيلي.

غير أن التطورات الجارية على الحدود السورية مع الجولان في الآونة الأخيرة هي التي رفعت من وتيرة الحديث عن احتمال قيام إسرائيل بعمل عسكري ما في سوريا، لا سيما مع المواجهات الجارية في محيط القنيطرة بين فصائل مسلحة سورية والجيش السوري والتي ترافقت مع سقوط قذائف صاروخية في الجولان المحتل وهو ما اعتبرته إسرائيل أمرا يتطلب الرد فنفذت غارات عدة على مواقع للجيش السوري في القنيطرة مرفقة بتحذيرات للجيش السوري من أنها لن تقف مكتوفة إزاء هذه التهديدات وهذا ما أكد عليه رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو الأحد في بداية جلسة الحكومة الإسرائيلية.

التطورات الجارية على الحدود السورية مع الجولان في الآونة الأخيرة هي ما رفعت من وتيرة الحديث عن احتمال قيام إسرائيل بعمل عسكري ما في سوريا، لا سيما مع المواجهات الجارية في محيط القنيطرة

هذه التطورات الميدانية إذا ما ترافقت مع توسع الشرخ بين واشنطن وطهران والمرشح للازدياد كلما اقتربنا من نهاية سيطرة تنظيم داعش في العراق وسوريا، يصبح القلق الإيراني مشروعا من أن تدفع ثمن التسويات الدولية والإقليمية في سوريا، لذا يمكن فهم السعي الإيراني لفرض وقائع ميدانية لا سيما في ربط حلقات الهلال الإيراني الممتد من طهران إلى بيروت ولا سيما في حلقتيه السورية والعراقية، وفيما نجحت إيران في حماية الحلقة السورية العراقية من الانفكاك عبر حماية خط إمداد ميليشياتها بين العراق وسوريا حتى الآن، فهي تراقب عن كثب ترسيخ القواعد الأميركية في سوريا ولا سيما في هذه المنطقة الحدودية بين العراق والأردن وسوريا، وهي منطقة التماس الأميركي معها في سوريا.

إيران هذه المرة وعبر أمين عام حزب الله لم تكن تريد من مناسبة يوم القدس إعلان الحرب على إسرائيل، ولا تحضير جحافلها استعدادا لتحرير بيت المقدس، لا سيما أن حزب الله ونصرالله تحديدا طالما كان يؤكد أن حزب الله قادر على الدخول إلى مناطق شمال إسرائيل، وأن صواريخه التي تعد بمئات الآلاف قادرة على قلب المعادلات على إسرائيل ولم يحذر ولا مرة من أن إيران أو الجيش السوري سيكونان معه في إنجاز مهمة بسيطة كتحرير القدس أو إنهاء ما هو “أوهن من بيت العنكبوت” كما يصف عادة الكيان الإسرائيلي.

إيران عبر نصرالله كانت في التحذير من استهداف إسرائيلي لسوريا أو بمعنى أدق لنفوذها في سوريا، تقول للإسرائيليين إن من يمنع تدفق آلاف المقاتلين من العالم العربي والإسلامي لتحرير فلسطين عبر سوريا ولبنان، هو الوجود العسكري لمحور إيران في سوريا، وإن إنهاء هذا الوجود أو استهدافه سيكون كفيل بأن تجد إسرائيل نفسها أمام عشرات الآلاف من المقاتلين العرب والمسلمين، إيران تخير إسرائيل بين أن تكون إلى جانب عدو عاقل يحمي حدودها ويحافظ على قواعد اللعبة والاستقرار على حدود إسرائيل الجنوبية كما هو الحال منذ بداية الثورة السورية، أو الدخول في لعبة المجهول التي قد تودي بالاستقرار غير المسبوق في تاريخ دولة إسرائيل على حدودها ولا سيما في لبنان.

انطلاقا مما تقدم يمكن القول إن إيران تحاول التأكيد على المقايضة بين حفظ الاستقرار على حدود إسرائيل الجنوبية وبين النفوذ الإيراني في سوريا، وهي في هذا السبيل تحاول إعادة الاعتبار لهذه المعادلة مع تراجع مرتقب لأولوية الحرب على الإرهاب في المرحلة المقبلة التي ستشهد بالضرورة انكفاء للتنظيمات الإرهابية وستكشف إلى حد بعيد أن إيران أصبحت أقل حصانة في نفوذها السوري، على رغم المحاولات الحثيثة لها في تشكيل ميليشيات سورية تعوض من خلالها غياب الحاضنة السورية لنفوذها، ورغم التغلغل داخل مؤسسات النظام والسعي الدؤوب لضمان بقاء بشار الأسد على رأس النظام كغطاء لنفوذها في هذا البلد.

 

'حزب الله' والتصالح مع الواقع

خيرالله خيرالله/العرب/28 حزيران/17

ما يحمي لبنان ليس صواريخ “المقاومة” ولا مشاركة “المقاومة” في الحرب على الشعب السوري بناء على طلب من إيران. لا يحمي لبنان الكلام الذي صدر قبل أيّام عن الأمين العام لـ“حزب الله” السيّد حسن نصرالله عن أنّ “العدو الإسرائيلي يجب أن يعرف أنّه إذا شنّ حربا على سوريا أو على لبنان، فليس من المعلوم أن يبقى القتال لبنانيا ـ إسرائيليا، أو سوريا إسرائيليا”، مضيفا أن “هذا لا يعني أني أقول أن هناك دولا قد تدخل بشكل مباشر، ولكن قد تفتح الأجواء لعشرات الآلاف، بل مئات الآلاف من المجاهدين والمقاتلين من كلّ أنحاء العالم العربي والإسلامي ليكونوا شركاء في هذه المعركة، من العراق واليمن وإيران وأفغانستان وباكستان”. لماذا هذا الكلام الذي ليس ما يبرّره غير الرغبة في تفادي التعاطي مع الواقع. يقول الواقع إن جنوب لبنان يعيش منذ العام 2006، أي منذ أحد عشر عاما إلّا ستة أسابيع بالتمام والكمال، في ظلّ القرار الرقم 1701 الصادر عن مجلس الأمـن التابع للأمم المتحدة وذلك في ظروف لم يعش مثلها منذ العام 1969، تاريخ توقيع اتفاق القاهرة المشؤوم. ثمّة حاجة لدى “حزب الله” وغيره إلى التصالح مع الحقيقة والواقع ومع ما يطالب به أهل جنوب لبنان الذين ذاقوا الويلات منذ زجّ لبنان بنفسه في معركة خاسرة كان في استطاعته تفاديها. عوقب لبنان بفرض اتفاق القاهرة عليه كونه لم يشارك في حرب 1967، أي لم يكن طرفا في الهزيمة ولا شريكا في التنظير لها! ليس بالكلام عن نيات إسرائيل يمكن تغطية أن إيران لم تفعل شيئا من أجل القدس منذ إعلان آية الله الخميني عن هذا اليوم في تمّوزـ يوليو من العام 1979. لم تحصل منذ ذلك التاريخ غير متاجرة بالقدس ومزايدات لا هدف منها سوى إحراج العرب ولا شيء آخر غير ذلك.

في ظل أكثر الحكومات يمينية وتطرفا منذ قيامها، تعرف إسرائيل تماما ماذا تريد. أكثر من ذلك، إنّها تمارس سياسة تصب في خلق أمر واقع جديد على أرض فلسطين على حسـاب الشعب الفلسطيني. تريد بكـل بساطة تكريس احتلالها لجزء من الضفة الغـربية، بمـا في ذلك القـدس الشـرقية. ما هي الخطوات التي أقدمت عليها إيران من أجل منعهـا من تنفيذ هـذه السياسة التي أدّت إلى زرع مـا يـزيد على 650 ألـف مستـوطن في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية.

القدس مطوقة من كلّ حدب وصوب بالمستوطنين. هناك أربعون مستوطنة في أراض قريبة من نابلس، كبرى مدن الضفّة الغربية. وحدهم أهل القدس الصامدون يدافعون عنها بدعم من العرب الصادقين، في مقدّمهم الملك عبدالله الثاني، وقبله الملك حسين، رحمه الله. أكثر من ذلك، إن إسرائيل تعرف تماما أن “حزب الله” الغـارق في وحول الحرب على الشعب السوري إنما يطلق الشعارات الفضفاضة والكلام الكبير لتغطية سياسة لم تؤد، أقلّه إلى الآن، سوى إلى منع مؤسسات الدولة اللبنانية من استعادة عافيتها.

لم تعترض إسرائيل يوما على كلّ ما من شأنه بقاء جبهة جنوب لبنان مفتوحة ما دام ذلك يسمح لها بتبادل الخدمات مع النظامين السوري والإيراني في ضوء حاجة كلّ منهما إلى هذه الجبهة التي أقفلها القرار 1701 لأسباب أكثر من معروفة. من بين هذه الأسباب أن قواعد اللعبة التي كان متفقا في شأنها مع حافظ الأسد تغيرت. تغيّرت هذه القواعد بمجرد أن إيران استخدمت في حرب صيف 2006 صواريخ قصفت بها مدنا وبلدات إسرائيلية، كما لم توفّر مدنا وبلدات عربية ما زال أهلها يتحدون إسرائيل من داخل حدود 1948.

أوقف القرار 1701 العمليات العسكرية ووضع حدّا لمزيد من الخراب اللبناني ولتهجير لأهل الجنوب من مدنهم وقراهم. أنهى القرار وضعا كان قائما. تغيرت قواعد اللعبة. الجميع يعرفون ذلك. الجميع يعرفون أنّ إسرائيل كان يمكن أن تلحق مزيدا من الخراب والدمار بلبنان لو استمرت حرب صيف 2006. لذلك سعى المجتمع الدولي إلى إسدال الستارة على الحرب حماية للبنان وما بقي منه وللبنانيين.

ما يفترض أن يدركه الأمين العام لـ“حزب الله” في نهاية المطاف أن الخدمة الوحيدة التي يمكن أن يؤدّيها للبنانيين وللبنان لا تكون بالتهديد بفتح الأجواء اللبنانية للإيرانيين والعراقيين والأفغان والباكستانيين واليمنيين الذين تكفيهم مصائب بلدهم. الخدمة الوحيدة تكون بإغلاق الأجواء اللبنانية في وجه كلّ من يريد استخدام لبنان “ساحة”، بما في ذلك بعض قيادات “حماس” التي يعتقد أنها انتقلت من الدوحة إلى بيروت. هل صار “حزب الله” الطرف الذي يتحكّم بالأجواء اللبنانية، يفتحها ويغلقها أمام من يشاء… بعدما اعتبر أن لا قيمة للحدود اللبنانية ـ السورية وأن الرابط المذهبي يتجاوز كلّ ما عداه في العلاقات بين دول المنطقة، بما في ذلك العـلاقات بين بلدين مثل سوريا والعراق؟ كان لبنان ضحية كل الحروب التي خاضها “حزب الله” مع إسرائيل منذ تسعينات القرن الماضي. في كل مرّة كانت تنتهي معركة، كان الحزب يرفع شارة النصر. في أعقاب كلّ معركة، كان الحزب يرتدّ على الداخل اللبناني لتحقيق مزيد من الانتصارات على اللبنانيين. كان يعمل في كلّ مرّة على قضم جزء مما بقي من هيبة الدولة اللبنانية ومؤسساتها بحجة أنه “مقاومة”. لم يقاوم، في واقع الحال، سوى كل المحاولات التي استهدفت إعادة الحياة إلى الدولة اللبنانية.

مرّة أخرى، لا يحمي لبنان في هذه المرحلة سوى القرار 1701 الذي وافق “حزب الله” على كلّ كلمة فيه قبل صدوره في آب ـ أغسطس من العام 2006. من يريد توفير أي خدمة من أيّ نوع للبنان يبدأ بالابتعاد عن الكلام غير الواقعي الذي يستغل “يوم القدس” من أجل مهاجمة المملكة العربية السعودية والدول العربية الخليجية التي يعمل فيها لبنانيون. ما يريده اللبنانيون هو العودة إلى الدولة التي يجدون فيها المنقذ الوحيد لهم من بقاء بلدهم “ساحة” لتبادل الرسائل بين إيران وإسرائيل. لم ينعم أهل الجنوب اللبناني بالهدوء الذي ينعمون به إلّا بفضل القرار 1701. هناك ظروف قادت إلى ولادة القرار. لماذا المكابرة ورفض الاعتراف بذلك ورفض الاعتراف في الوقت نفسه بأن لبنان في غنى عن إيرانيين وعراقيين وباكستانيين وأفغان يدافعون عنه. ما رأي أهل الجنوب باستحضار “لواء الفاطميون” الأفغاني إلى أرضهم؟ ألن يذكرهم ذلك بالجنسيات المتنوعة التي أتى بها الفلسطينيون في مرحلة مـا إلى الجنوب؟ أمّا اليمنيون فتكفيهم مصائبهم، في مقدّمها انتشار وباء الكوليرا. الأكيد أن فلسطين آخر همومهم، خصوصا في هذه الأيّام. لم تعد فلسطين موجودة في اليمن سوى في خطابات عبدالملك الحوثي الذي يفترض فيه أن يعرف أن إنصاف أهل صنعاء ورفع يد ميليشياته عنهم أهمّ بكثير من شعارات تحرير فلسطين والقدس. ليس بالشعارات يحيا أهل اليمن ويستعيدون الأمل في استعادة الحياة الطبيعية في يوم من الأيّام. ليس بالشعارات تعود القدس. الشعارات هي الطريق الأقصر للانتصار على لبنان بدل الانتصار في يوم من الأيّام على إسرائيل.

 

هل وقع «التيار» في فخّ قانون الإنتخاب؟

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الأربعاء 28 حزيران 2017

في بعض الأوساط المسيحية، ولا سيما منها «التيار الوطني الحرّ»، همسٌ هو الأول من نوعه حول قانون الانتخاب الوليد. فالدراسة الباردة للقانون، بعد أيام من ولادته على الورق، تطرح شكوكاً قوية حول المكاسب الموعودة، لا للمسيحيين فحسب، بل حتى لـ»التيار» نفسه.

يقول بعض المطلعين: «الأرجح أنّ هناك قوى ستُصاب بالصدمة إذا جرت الانتخابات على أساس القانون الوليد. ولذلك، بدأ يتسلل إليها الشعور بالندم. فقد أوحَت الصفقة على القانون أنّ المفاوض المحشور هو المسيحي. وأما السنّي، أي تيار «المستقبل»، فيدرك مسبقاً أنه سيتنازل عن جزء من حجمه النيابي الواسع والمتنوّع، أيّاً كان القانون، وقد أقرّ بذلك. لكنّ الأكثر تماسكاً كان المفاوض الشيعي.ولذلك، باتَ مفهوماً لماذا استعجل الوزير جبران باسيل الكشف عن ثغرات وأخطاء «مهمّة وبنيوية» يجدر تصحيحها بتعديل القانون. واستتباعاً، بات مفهوماً أنّ الرئيس ميشال عون أراد الاستفادة من «لقاء بعبدا» لانتزاع ضمانات إضافية: إيجاد فرصة لتعديل قانون الانتخاب، الدخول في اللامركزية، إقرار مجلس الشيوخ وتكريس المناصفة في المجلس النيابي دستورياً.

في الأساس، كان عون يريد إلزام الجميع بـ«وثيقة» تتضمن كثيراً من الضمانات... لكنها تبخّرت، وانتهت بوثيقة لا جديد فيها، باستثناء التفاهم على تقاسم الغنائم بين ذوي السلطة: كهرباء وسدود ونفط وغاز واتصالات وسوى ذلك. وفي الحكومات السابقة، جرى إغراء كثير من قوى السلطة بالغنائم، فرَضِيَت بـ«المكتوب» سياسياً. قانون الانتخاب الهجين وُلدَ عاجلاً، بحيث ضاع المفاوضون جميعاً، ولم يتوافر متّسع من الوقت لكثير من الخبراء لكي يدرسوا النتائج المحتملة لكل صيغة. فتغيير فاصلة أو بند أو طريقة اقتراع أو نسبة احتساب أو طريقة فرز أو صوت تفضيلي يمكنها أن تقلب النتائج رأساً على عقب، لأنها تفرض أيضاً متغيّرات على مستوى التحالفات الانتخابية. عموماً، لم تكن أي من القوى راضية تماماً عن القانون المفروض بحكم ضغط الوقت. لكنّ الشيعة بدوا الأكثر اطمئناناً، لأنهم يمسكون بالأرض في مناطقهم، وبجزء من أراضي الآخرين. وصحيح أنهم لم يحقِّقوا النسبية التي يطالبون بها (لبنان دائرة واحدة)، لكنهم حقّقوا نصف انتصار مرحلي بإقرار مبدأ النسبية. في المرحلة الفاصلة عن موعد الانتخابات في أيار 2018، سترفض القوى الشيعية أي محاولة للعودة إلى الوراء، وستضغط لإقرار مكاسب إضافية عند أول فرصة. وسيكون «المستقبل» قانعاً بحصته، مراهناً على تحالفات متوقعة مع المسيحيين وجنبلاط والرئيس نبيه بري إذا أمكن.

لكنّ القوى المسيحية، ولا سيما منها «التيار»، تبدو أمام الامتحان لإثبات أنّ المعركة التي خاضتها من أجل إسقاط قانون 1960 وإنتاج القانون الحالي كانت في محلها. وفي تعبير أكثر وضوحاً، إثبات أنّ القانون الوليد سينجح أكثر من قانون الـ60 بإيصال نواب مسيحيين تنتخبهم القواعد المسيحية.

فقد قامت القوى المسيحية المفاوضة بـ«شيطنة» قانون الـ60، لأنه يجعل المسيحيين ركاباً في محادل وبوسطات يقودها الآخرون، ولأنه لا يوفّر انتخاب أكثر من 35 نائباً مسيحياً بأصوات المسيحيين أو غالبية مسيحية. وتمّ تسويق أنّ القانون الحالي يمكن أن يأتي بما بين 48 نائباً مسيحياً و50 بأصوات المسيحيين أو غالبية مسيحية. إذا كان ذلك صحيحاً، فسيكون نقلة ملموسة نحو تحسين التمثيل المسيحي. لكن البعض لا يتوقّع تحسّناً بهذا الحجم. إلا أنّ «القوات اللبنانية»، ستزيد من حجم كتلتها، مقابل تراجع تمثيل «التيار» بنسبة معينة.

ولأنّ الفريق الشيعي مرتاح، في حدود مقبولة، إلى المعارك المنتظرة في دوائره، فهو سيركِّز على المعارك في مناطق الآخرين. وسيعمد «الثنائي الشيعي» إلى الاستثمار جيداً في المساحات المسيحية خارج تمثيل «الثنائي المسيحي»، والمساحات السنّية خارج «المستقبل» وتحالفاته، والمساحات الدرزية خارج النائب وليد جنبلاط. وهذا مَكمن القوة الشيعية في النظام النسبي. سيضع «حزب الله» «التيار الوطني الحرّ» بين خيارين: إمّا التحالف معه في الانتخابات وإمّا التحالف مع «القوات»، لأنّ «الحزب» قد لا يرغب في التحالف مع «القوات» بالواسطة. وإذا قرر «التيار» أن يتحالف مع «حزب الله»، فستضطر «القوات» إلى التقرّب من القوى المسيحية المستقلة والمناطقية. ولكن، في أيّ حال، ستمدّ القوى الشيعية جسور الدعم اللوجستي للقوى المسيحية الحليفة، وللعديد من القوى المستقلة والمناطقية التي تحتاج إليها، ومنها المصنّفة في صفوف الخصوم، في دوائر الشمال والبقاع والجبل وبيروت. وقد ينجح بعض هذه المحاولات أو يفشل، لكنّ القوى الشيعية لن تضيع فرصة النظام النسبي لبناء رصيد لها في طوائف وساحات أخرى. على الأرجح، سيؤدي القانون النسبي وظيفته في تحسين التمثيل المسيحي... ولكن نسبياً. وإذا دخلت القوى الشيعية على خط التحالفات في مناطق مسيحية متعددة، ونجحت في إيصال نواب يمثلون قوى مسيحية معينة إلى المجلس، فلن يكون «التيار» و«القوات» قادرين على رفع الصوت اعتراضاً على التأثير الشيعي، لأنّ هؤلاء النواب وصلوا بأصوات الناخبين المسيحيين لا الشيعة، مع التنويه بأنّ «التيار» نفسه حليف لـ«حزب الله»!في الخلاصة، القوى السياسية كلها قلقة - بنسَب متفاوتة - من هذا القانون بسبب غموضه. وكلها تنكبّ على درسه لتكشف نقاط قوتها ونقاط ضعفها، وتبني توقعاتها وترسم خيارات المواجهة. وقد تُفاجأ بمعطيات لم تأخذها في الحسبان. وهناك ورشة جديدة لا بدّ منها، حول القانون، قبل وضعه للمرة الأولى قيد الاختبار. وربما يشعر المفاوض المسيحي بأنه وقع في فخّ التسرّع في الموافقة على القانون قبل التأنّي في درسه. لكن الوضع، بعد إقرار القانون، بات أصعب بكثير ممّا كان قبله.

 

«حزب الله - لاند» واستعادة «إتفاق القاهرة»

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية/الأربعاء 28 حزيران 2017

كلام نصرالله الأخير تأكيد لمحليّة السلطة في مقابل المشروع الاقليمي الكبير الذي ينتمي إليه «الحزب» لعلّ الموقف الأهم الذي تضمنته كلمة الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله هي إعلانه عن النية لفتح الحدود اللبنانية امام متطوعين عرب وايرانيين للقتال في حال نشوب مواجهة جديدة مع اسرائيل، سواء في سوريا أو لبنان، فهذا الموقف فتح الباب على مصراعيه لمرحلة جديدة يتخلى فيها «الحزب» عن القفازات في التعامل مع ملف المنطقة، وفي التعاطي مع المعادلة الداخلية. أهم ما يمكن أن تقرأه مصادر معارضة في موقف نصرالله يمكن إيجازه بالآتي:

أولاً: دفن «الحزب» بهذا الكلام معادلته الشهيرة التي تمسّك بها في المرحلة الماضية، وهي معادلة الجيش والشعب والمقاومة، والتي فرضها او ما يعادلها في كل البيانات الوزارية، وهذا الدفن الرسمي، دشّن لمرحلة تجاوز الحدود في الاتجاهين، بعد ان تجاوزها الحزب في ذهابه الى سوريا بحجة منع قدوم المسلحين الى لبنان.

ثانياً: اعلن «حزب الله» صراحة وبلا مواربة الاستيلاء الكامل على القرار اللبناني، حيث تحولت المؤسسات الدستورية مجالس حكم محلية، لا تتعاطى الشأن السيادي الذي تمارسه أيّ دولة مستقلة، وكرّس انتماء لبنان بقوة نفوذ «حزب الله» العسكري والامني الى محور طهران، ما سيرتّب نتائج كبيرة في ظل الاصطفاف الحاصل في المنطقة.

ثالثاً: ترجم نصرالله بأمانة نتائج التسوية والاختلال في ميزان القوى، فبالنسبة الى التسوية التي نتجت من هذا الاختلال، انتخب رئيس للجمهورية حليف للحزب ومشارك في المحور الذي يريد الحزب أن يضيف لبنان اليه، وصحيح أنّ الكلام الصادر عن نصرالله أوحى في الشكل انّ «حزب الله» هو مصدر السلطة، لكنّ الصحيح ايضاً أنّ الرئيس ميشال عون غير المُحرج بهذا الموقف الذي يصادر صورة الدولة من اعلى رأس الهرم الى أسفله، موافق على استراتيجية الحزب سواء بقتاله في سوريا، او في انتسابه الى محور طهران، وتالياً في التعاطي مع الحدود وكأنها مجرد وجهة نظر.

رابعاً: في الترجمة العملية للصمت الرسمي، يمكن القول إنّ بعض المواقف التي أصدرها أطراف مشاركون في الحكومة، لا يمكن ترجمتها الّا الى معارضة اعلامية، في حين انّ من صُلب مسؤولية المعترضين على اتفاق القاهرة الجديد، وعلى «حزب الله لاند» الذي يبدأ من لبنان ولا ينتهي في سوريا والعراق واليمن، والذي يريد ان يحوّل البلد معسكراً للممانعة، أن يطرح موقف نصرالله على جدول أعمال الحكومة، وان يصدر موقفاً يلتزم بالحياد، لكنّ ذلك يبقى مستبعداً، فالرئيس سعد الحريري اكتفى بالصمت، ولا يتوقع أن يغامر في تعطيل عمل الحكومة، إذا ما حاول إصدار موقف رسمي.

في كل الحالات، تشير المصادر الى انّ «حزب الله» يتجه في المرحلة المقبلة الى مزيد من كشف الاوراق المعروفة والمستورة، واذا كان الحزب قد حسم بعد السابع من أيار نَيل الغطاء الرسمي لسلاحه، فهو بعد دخوله الى سوريا، وانتخاب عون، حسمَ نَيل الغطاء الرسمي على كل الاجندة التي يعمل ضمنها، وما كلام السيد نصرالله الاخير سوى تأكيد لمحلية السلطة، في مقابل المشروع الاقليمي الكبير الذي ينتمي اليه الحزب ويمسك بالقرار اللبناني، وسط غياب شبه تام للقوى التي أقامت توازناً معقولاً في وجه مشروعه منذ العام 2005 وحتى السابع من ايار، فهذه القوى طبّقت باسم البراغماتية الحياد على نفسها، فيما تَوغّل الحزب في مشروعه حتى ألغى الحدود، وهَمّش المؤسسات، وحصر القرار الاستراتيجي به، وهو ما سينعكس على شكل نتائج غير متوقعة في ما يتعلق بعلاقات لبنان العربية والدولية، تتجاوز كل الكلام عن فوائد ربط النزاع، لأنّ العالم سينظر الى الحكومة اللبنانية في اعتبارها الغطاء الرسمي لمشروع يصطدم يوماً بعد يوم، بنظام المصلحة العربية، وبالمجتمع الدولي.

 

الطعن المستحيل... والإنتاجيّة الموعودة

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الأربعاء 28 حزيران 2017

إذا ما صَدقت الوعود التي قطعتها المقامات السياسية والرسمية على اختلافها خلال فترة الصيام الرمضاني وقبله، يفترض أن تُفتَح شهية أولي الأمر على إنتاجية حكومية ومجلسية تعوّض كلّ ما فات وضاع خلف المتاريس السياسية طيلة فترة الاشتباك الانتخابي. مشهدان يَطبعان الواقع اللبناني، الأوّل يُظهر أنّ اللبنانيين موعودون بإنتاجية حكومية ومجلسية، وينتظرون أن يهطل عليهم الخير الذي «بشّر» به لقاء بعبدا، الكلام الذي قيل جميل جداً، إلّا أنّ العبرة تبقى دائماً في التنفيذ، بل في حسنِ التنفيذ. من هنا عينُهم الأولى على الحكومة، رئيسها سعد الحريري قال «الفشل ممنوع»، و«لقاء بعبدا» حقَنها بمنشّطات ومقوّيات يفترض أن تظهر مفاعيلها تباعاً، بدءاً من الجلسة الأولى لمجلس الوزراء بعد عطلة العيد، ربّما الاسبوع المقبل، لكن الحكومة على ما يبدو، ما زالت متأثرة بعطلة العيد، وتأجَّلَ انعقادها جرّاء سَفر العديد من وزرائها.

وعينُهم الثانية على مجلس النواب، علّه يَطوي كلّ الصفحة السابقة من التعطيل شِبه الكامل لإنتاجيته التي سقطت على حلبة التناقضات السياسية، وها هو يتحضّر لعقد جلسة تشريعية بين 10 و15 الشهر الجاري، ورئيسه نبيه بري أكّد أنّ الهدية الأولى التي سيقدّمها إلى الموظفين هي سلسلة الرتب والرواتب، وفي الوقت ذاته يعدّ لإعادة فتحِ ملفّ الثروة النفطية، من زاوية المزيد من الحثّ على ضرورة إفادة لبنان الفورية، وخصوصاً أنّه وقّع في الايام القليلة الماضية على مجموعة خرائط تحدّد بدقّة الحدود البرّية الكاملة للكيان اللبناني، وكذلك الحدود البحرية الكاملة، وحدود المنطقة الاقتصادية الخالصة التي تختزن ثروة لبنان في النفط والغاز. وأمّا المشهد الثاني، فيتصدّره القانون الانتخابي الجديد، الذي ما زال مطروحاً على مائدة السياسيين كإنجاز نوعي، وعلى مائدة قوى أخرى سياسية ومدنية وحزبية وأهلية كعامل مؤثر وضاغط على كلّ الواقع السياسي. أهل القانون يقاربونه باطمئنان «كتِب المكتوب وانتهى الأمر، والمرحلة التالية هي مرحلة التطبيق والإعداد لإجراء الانتخابات على أساسه، وبالتالي على جميع القوى أن يحضّروا أنفسَهم لخوض هذا الاستحقاق». وهم يقاربون بشيء من الاستخفاف الدعوات إلى إدخال تعديلات عليه قبل تطبيقه، فإن دلَّ ذلك على شيء فعلى مراهقة سياسية تصِرّ على المزايدة السياسية والمنطق الشعبوي الذي لم يَعد ينفع، خصوصاً مع هذا القانون». أكثر ما يلفت في هذه الصورة، بروز محاولات، يمكن وصفها بالخجولة، للإطاحة بالقانون الجديد عبر تقديم مراجعة طعن به امام المجلس الدستوري، لتضَمُّنِه على ما يصفها أصحاب هذا التوجّه «ثغرات كبرى، ومنها أنه مخالف للدستور ومقدّمته، ولا يؤدّي الى مساواة بين اللبنانيين، ويعتمد معايير مختلفة في تقسيم الدوائر». لكنّ اللافت للانتباه انّ الاتصالات التي قيل أنّها تَكثّفت منذ إقرار القانون لم تتمكن من جمع تواقيع عشرة نواب على مراجعة الطعن، وهو العدد القانوني الذي يفترض ان يتوفر لكي تصبح المراجعة قابلة لأن تقدّم الى المجلس الدستوري، ودون هذا العدد يَجعلها ساقطة شكلاً وبلا أيّ معنى.

قد يقف حزب الكتائب بنوّابه الخمسة في صدارة المتوجّهين الى الطعن بالقانون، الذي قال رئيسه سامي الجميّل «إنه اعد على الدرج»، وقد ينضمّ النائب عاصم قانصوه الى الموقّعين على مراجعة الطعن، لكن لا يبدو انّ ثمّة حماسة لدى القوى النيابية الأخرى، فالحزب القومي قيل إنّ اتصالات جرت معه لتوقيع مراجعة طعن بالقانون على اعتبار أنّ هذا القانون لا يعبّر عن موقف الحزب الداعي الى جعلِ لبنان دائرةً واحدة على اساس النسبية، ولا عن مطالباته بمجلس نيابي خارج القيد الطائفي، ومع ذلك لم يكن الحزب متجاوباً.

وثمّة من اقترح الاتصال بالنائب وليد جنبلاط علّه ينضمّ الى الطاعنين بالقانون، مستندين الى تغريداته التي اطلقَها خلال مرحلة توليد القانون والتي وصَف فيها القانون النسبي بالقانون «المعقّد والهجين ولا مثيلَ له في العالم».

إلّا أنّ اجواء الزعيم الدرزي لا توحي بذلك، رغم التحفّظات الكثيرة التي يسجّلها على اكثر من تفصيل في متن القانون. هنا سُئل احد القريبين من جنبلاط عمّا إذا كان الحزب الاشتراكي يؤيد التوجّه الى الطعن، فقال جازماً: «لا.. لسنا في هذا الوارد».

لم يشأ مرجع سياسي التعليقَ لا سلباً ولا إيجاباً على محاولة الطعن بالقانون الانتخابي، بل اكتفى بالقول «كلّ من يريد ان يطعن من حقّه ان يطعن، وقانون المجلس الدستوري يعطيهم هذا الحق، ولكن قبل كلّ شيء عليه ان يؤمّن اوّلاً تواقيع عشرة نواب، فهل هذا ممكن وهل هذا العدد متوفّر؟

كلام المرجع المذكور يتقاطع مع ما هو متداول في اوساط جهات متحفّظة على القانون إنّما هي مسلمة به كما صدر:

- لا يلبّي القانون ما نطمح إليه، إلّا أنه بالصيغة التي انتهى إليها يعَدّ إنجازاً.

- الذين يريدون الطعنَ بالقانون هم المتضرّرون شخصياً منه. وأيّ قانون آخر لا يوفّر لهم ما يوفره القانون الحالي.

- الطعن بالقانون مستحيل لعدم وجود 10 نوّاب لتوقيع مراجعة طعن، ولأسباب أخرى أملتها ضرورة الوصول الى هذا القانون، ولكن لنفرض أن طُعِن بالقانون وسقط، فهذا معناه العودة الحتمية إلى الستّين، وهذا معناه أيضاً إسقاط البلد وفجيعة سياسية للجميع من دون استثناء. ثمّ من قال إنّ هذا الامر في مصلحة الطاعنين والمعترضين على القانون؟

- أهمّية القانون أنّه أعاد خلط الاوراق، ويمهّد لإعادة صياعة المشهد السياسي من جديد، وفي مقاييس الارتياح والارتباك التي حدّدتها الدراسات والإحصاءات بعد صدور القانون، يبدو «الثنائي الشيعي» الأكثر راحة على وضعهم في الانتخابات المقبلة، وكذلك هو حال الأرمن، وأمّا كلّ الآخرين فمربَكون، وهذا يفتح الباب لكلّ فصائل المجتمع المدني لأن تعبّر عن نفسها وتفرضَ حضورَها وتمثيلها في الانتخابات المقبلة، وخصوصاً أنّ القانون الجديد أنهى مقولة المحادل والجرّافات الانتخابية.

يقول أحد الناشطين: نحن نرى القانون جيّداً، فهناك مجموعات عابرة للمناطق والطوائف والأحزاب والتيارات متملمِلة من الوضع القائم، وترى الهريان في كثير من المفاصل، أتاح لها هذا القانون الفرصة لأن تكون حاضرة.

ونحن نقرأ في القانون رسالتين، الأولى لهذه المجموعات بأنّ أمامك فرصة للحضور والتغيير. والثانية للحزبيين بأنّ أمامكم فرصة للفرض على قياداتكم مرشّحين أقوياء لخوض المعركة بهم وليس مرشّحين يسقطون بالباراشوت أو يدفعون ثمن نيابتهم أو يكونون خاضعين لرأي القيادة أكثر من غيرهم.

يضيف الناشط المذكور: هناك اتصالات بدأت في هذا الإطار لتنظيم هذه المجموعات بما يمكنها من التعبير عن وجودها بحجمها في الاستحقاق المقبل، لكن ما نعانيه اليوم هو انّ هناك من ينتقد من داخل حزبه وخارجه ويكتفي فقط بالانتقاد دون أن يقرن ذلك بحراك، وهناك من يعتقد نفسه أكبر من الجميع ولا يريد أن يضع يده في يد الآخرين. وهناك من يعتقد انّه يملك مساحة تمثيلية هائلة فيريد ان يترشّح وحده دون الآخرين... هذه هي نقطة الضعف الموجودة لدى المجتمع المدني أو بالأصحّ المجتمعات المدنية التي من الصعب تجميعُها على خط واحد.ولكنْ هناك أمل في إمكان التجميع، قد يعوّل عليه عندما تبدأ الدراسة الفعلية للقانون وفهم تعقيداته والشروط المطلوبة للنجاح، فربّما يعود هؤلاء إلى مراجعة أنفسِهم ويتواضعون ويستغلّون الفرصة المتاحة لهم لتحقيق شعاراتهم أو بعض منها!

 

معطيات كسر الجمود والمحادل

د. جيرار ديب/جريدة الجمهورية/الأربعاء 28 حزيران 2017

يمرّ لبنان في مرحلة إنتقالية، تقوده نحو بناء وطن حقيقي، تتفاعل فيه كلّ القوى السياسية والطائفية ضمن علاقة صحيحة، مبنيّة على الإحترام والتعاون. فعلى رغم الإختلاف في بعض القضايا، والتلاقي في قضايا أخرى، إلّا أنّ البلد بات على السكة الصحيحة، للعودة إلى دولة المؤسسات والقانون.

يؤكد بعض المطلعين أنه يكفي القول إنّ قانون الانتخاب «صُنع في لبنان»، لتبدأ بشائرُ الأمل في العهد الجديد تظهر. فمِن إنتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، إلى إقرار قانون إنتخابي عصري في مجلس النواب وصفه رئيس المجلس النيابي نبيه بري بأنه «قانون لبناني، وتسوية لبنانية توافقية كاملة»، وصولاً إلى دور الجيش والقوى الأمنية في تفكيك الشبكات الإرهابية، ووجود معارضة مدنيّة يدعمها بعض الأحزاب والقوى السياسية. كلّ هذا مؤشر طبيعي الى أنّ البلد في عهده الجديد. العهد الجديد لا يمكن أن يتلخّص بشخص، خصوصاً في لبنان بلد التفاهمات والحسابات، بل بتركيبة سياسية تتغيّر أمام كلّ استحقاق يطاول الحياة السياسية للبلد. لذلك، كان القانون يقَرّ بحسب الظروف التي يُراد منها، إيصال نواب ينسجمون مع المرحلة التي تغلب على لبنان. ويلفت المراقبون الى أنّ ما حصل هو نصرٌ حقيقي كُتِب للبنانيين جميعاً، في إقرار قانون النسبية، لأنه سيكسر الجمودَ السياسي الذي هيمَن على اللبنانيين عبر طائفة من النواب الذين يُعاد انتخابُهم في كلّ مرّة. فهو قانون عصري وحديث، على رغم التحفّظات التي أبداها البعض عنه، في موضوع تقسيم الدوائر الإنتخابية، أو حتى في «الكوتا» النسائية. ويشدّد هؤلاء على أنه قانون تبدو أهميّته ليس في نسبية التمثيل وحسب، ولا في فتح المجال أمام كلّ فئات المجتمع لكي تتمثّل وتشارك في العملية الإنتخابية، بل، في النقلة النوعية التي سيُحدِثها في ذهنية الناخب اللبناني، من خلال تطوير الوعي عنده، ودفعه نحو حرّية الخيار وإيصال مَن يريد تمثيله. لقد اعتاد اللبناني المحادلَ الإنتخابية، تلك التي كانت تحسَم نتائجها قبل الإنتخابات، بسبب الدوائر الانتخابية المقسَّمة بحسب الثقل العددي - الطائفي للناخبين، وبسبب الاعتماد على قانون إنتخابي أكثري منذ عام 1926.

إنّ نتائج هذا القانون ستظهر بعد الإنتخابات وهي:

• كسر الذهنيّة اللبنانية المتأثرة في تركيبة طائفية، التي فرضت إنتاج طبقة سياسية ترتبط مباشرة بمطالب طائفتها، لتحلّ مكانها ذهنيّة وطنية تنتخب مَن تراه مناسباً، ضمن إنتخابٍ وفق القانون النسبي مع الصوت التفضيلي.

• إعطاء الناخب حقّ التمثيل الصحيح، فهو مَن يختار ومَن يقرّر، وإعفاء الأكثرية الساحقة من هذه المهمات التي أوكلتها إليها القوانين السابقة، وإعطاؤها للأكثرية النسبية في التصويت، ما سيدفع المرشح الى تقديم برامج إنتخابية تُقنع الصوتَ التفضيلي، الذي بات نجاحُه مرتبطاً به.

• إيصال وجوه جديدة إلى المجلس النيابي متحرّرة من الهيمنة الحزبية والطائفية، حيث ستعطي صورة جديدة وفعّالة في العمل البرلماني، وتحفّز الناخبين في المرة المقبلة على حسن الخيار والإختيار.

أخيراً، رغم أهمية القانون، والنقلة النوعية التي سيُحدثها في الحياة السياسية اللبنانية، إلّا أنّ الأهم يبقى في مدى التنسيق بين القوى السياسية، لبناء عهدٍ جديد. مع الإدراك والتيقّن، بأن لا يمكن لأيّ قانون إلغاء القوى التمثيلية للأحزاب اللبنانية التقليدية، وقد أثبتت هذا الطاولة التشاورية التي دعا إليها رئيس الجمهورية في قصر بعبدا، لتكريس التوافق على الاستراتيجية المتعارَف عليها، في تسيير الأمور في البلد، إذ باتت واقعاً على الجميع التكيّف معه.

 

إنْ لم تَقُم الدولةُ فباطلٌ إيمانُنا بلبنان

سجعان القزي/جريدة الجمهورية/الأربعاء 28 حزيران 2017

بينما كان سبعٌ وعشرون رئيسَ دولةٍ أوروبيّةٍ يجتمعون في بروكسل في 22 حزيران الجاري، للبحثِ في مستقبلِ شعوبِهم ويتصرَّفون كأنّهم رؤساءُ دولةٍ واحدة، كانت عشرُ شخصيّاتٍ لبنانيّةٍ تَنتمي مبدئيّاً إلى دولةٍ واحدةٍ تجتمعُ، في نفس اليومِ والساعة، في قصرِ بعبدا للبحثِ في حِصصِ طوائفِها ومناطقِها وتتصرَّفُ كأنّها تُمثِّلُ عشرَ دولٍ مختلِفة. منذ أنْ تأسّس لبنانُ الكبير واللبنانيّون يَسمَعون عبارة: «العملُ على بناءِ دولة». كلّما انتُخب رئيسُ جمهوريّةٍ يُرصِّع خِطابَ قسمِه بها، وكلّما تألّفت حكومةٌ تتوّجُ بيانَها الوزاريّ بها، وكلّما انتُخِب مجلسٌ نيابيّ جديدٌ يَفتتح دورتَه النيابيّة الأولى بها، وكلّما نَشأت جَبهةٌ سياسيّة تطالِب بها.

أيَعني تَكرارُ المطالبةِ بالدولةِ أنّها لم تُبنَ بعد، وقد مَضى على انطلاقِها نحوَ مئةِ عام، أم انّها موجودةٌ فعلاً وغيرُ معترَفٍ بها، أم انّها سقطَت مرّاتٍ ويُعاد ترميمُها؟ أم انَّ العملَ جارٍ لبناءِ دولةٍ لبنانيّةٍ أخرى تَستَنسِخُ محيطَها؟ إن لم تَكن الدولةُ قد قامت، فباطلٌ إيمانُنا بلبنانَ ونكونُ شهودَ زورٍ على وِحدتِنا.

في كلِّ الأحوال هناك إشكاليّةٌ حولَ الدولةِ اللبنانيّةِ وجوداً ونظاماً ودوراً وحَيِّزَ تأثير. وآخِرُ تعبيرٍ عن هذه الإشكاليّةِ لقاءُ بعبدا حيثُ استعانت الدولةُ بـ«اللا دولة». الدولةُ اللبنانيّةُ، كسلطةٍ حصريّةٍ ومرجِعيّةٍ عليا، مشروعٌ مَضى. أَهمَلناهُ حيناً وأنْكَرناه أحياناً، وتبادَلْنا سَحبَ الاعترافِ به.

وإذا كان اللبنانيّون لم يتمكّنوا طَوالَ قرنٍ من بناءِ دولةٍ مستقرَّةٍ يُقِرّون بها ويحترمونَها، فيعني أنّ العطلَ بُنيويٌّ؛ بالمَوادِّ الأساسيّةِ المستعمَلة، ولا بد بالتالي، من استخلاصِ العِبرِ الدستوريّةِ والميثاقيّة.

لبنان اليوم هو الناس يتحرّكون ذاتيّاً. يعيشون ويعمَلون ويفرَحون ويتألمّون بشكلٍ مستقلٍ عن الدولة؛ فهذه لم تَعُد قوّةَ ردعٍ، ولا قدرةَ حثٍّ، ولا قدوةَ احتضان. منذ تآكُلِها، صار الناسُ يتّجهون إلى الدولةِ بأقلِّ قدرٍ ممكن، وهي تلبّيهِم بالحدِّ الأدنى. هناك غُربةٌ متبادَلة. هَجرٌ من دونِ طلاق.

نظرةُ المواطنين إلى الدولةِ سلبيّةٌ لأنّها كانت غائبةً حين احتاجوا إليها. وعَتبُ الدولةِ على مواطنيها كبيرٌ لأنّهم لم يطوِّروها رغم كلِّ المؤسساتِ الحديثةِ التي وضَعتها بتصرُّفِهم، لا بل أدّت عمليةُ انتقالِ الأسهمِ في مجلسِ إدارتِها إلى فقدانِ الأكثريّةِ والأقليّة لمصلحةِ الأحاديّة. الذي استفاد من سوءِ العَلاقة بين الدولةِ والمواطِن هم السياسيّون الّذين فَرّقوا بين الدولةِ والناسِ وسيطروا على الاثنين.

رغمَ كلِّ الأزَمات، اعتاد اللبنانيّون الحياةَ معاً بموازاةِ اختلافِهم على الدولة، اي دونَ الاتفاقِ على بنيانٍ دستوريٍّ نهائيّ. فلا دستورُ دولةِ الاستقلالِ سنةَ 1943 ثَبُت، ولا دستورُ الطائفِ سنةَ 1989 صَمَد. يَجِد اللبنانيّون صعوبةً في بناء «الدولةِ المرجِعيّة» ويَكتفون بـ«الدولةِ الظِلِّ» بانتظارِ انحسارِ «دولة الولاءات». وغالِبيّةُ هذه الولاءات هي لدولٍ دينيّةٍ مذهبيّةٍ. المشاريعُ المذهبيّةُ خَسَفت المشروعَ اللبنانيّ المدنيّ. لا يزال اللبنانيّون في مفاوضاتِهم الوطنيّةِ في مرحلةِ «إعلانِ النيّات» ولم يَبلُغوا بعدُ مرحلةَ «العَقدِ المبرَم». من خلالِ هذا الفاصلِ / الثَغرة، تَتسرّبُ إلينا كلُّ الأزَماتِ والحروبِ وتُعيدُنا إلى ما قبلَ مرحلةِ «إعلانِ النيّات»، إلى المؤتمرِ التأسيسيّ. حين احتَضنَ المتحضِّرون من كلِّ الطوائف الدولةَ لضمانِ استقلالِها وخصوصيَّتِها مَنحَوها، رغم الكوتا الطائفيّةِ والأرجحيّةِ المسيحيّة، قُوّةَ العَقْدِ وهويّةً وطنيّة ووجهاً مدنيّاً ومؤسّساتٍ متقدِّمةً ومرتبةً بين الأمم. يومَها كان لبنانُ منارةً ورسالة.

لا قبلَه ولا بعدَه. لكنَّ البعضَ انقلَب عليها وراهن على غيرِها. ولمّا صارت الدولةُ بإدارةٍ مشترَكة، حصل إشراكٌ بإدارتِها وأَجَّر كلُّ فريقٍ حِصّتَه فيها لأولياءِ أمرٍ خارجيّين. أين نحن اليومَ من الدولةِ السابقة ورُقيِّها وديمقراطيّتِها؟ كان لبنان قُبْلَةً صار قبيلة.

تاريخياً، لم يَنتشر مفهومُ الدولةِ الديمقراطيّةِ في العالم إلا مع تراجعِ تدّخل السلطاتِ الدينيّةِ في يوميّاتِ دولِ أوروبا وبروزِ عصرِ الأنوار (القرنُ الثامنِ عشَر). الدولةُ تنمو حين تتوافَر لها أربعةُ عناصر أساسيّة: الحياةُ السياسيّة، الضمانةُ القضائيّة، الحمايةُ الأمنيّة، والمشروعُ التاريخيّ.

أين نحن منها في لبنان؟ حياتُنا السياسيّة رمزُ الانحِطاط، قضاؤنا ليس موازياً للعدالة، أمنُنا اعتباطيّ بحكمِ السلاح غيرِ الشرعيّ، ومشروعُنا التاريخيُّ حنينٌ حَجبَتهُ الديمغرافيا والشهواتُ المذهبيّة.

صورةُ الدولةِ عند اللبنانيّين اتَّخذَت أشكالاً شتّى: الدولةُ المزدهِرةُ مركزيّاً والناميةُ لامركزيّاً (بين الأربعيناتِ والسبعينات)، الدولةُ التي سَقطت مؤسّساتُها واستمرّت شرعيّتُها (بين السبعينات والتسعينات)، الدولةُ التي استعادت مؤسّساتِها وفَقدَت شرعيّتَها (أثناءَ الاحتلالِ السوريّ)، الدولةُ التي ربِحَت التوازنَ الطائفيَّ وخَسِرت التوازنَ الديمقراطيّ (دولةُ الطائف). وفي كلِّ المراحل ظلّت دولةً لا تحمي شعبَها في المُلِمّات: سنوات 1958، 1969، 1975، 1982، 1990، 2006. وبموازاةِ هذه التحوّلات العجيبة، بَرزت نزاعاتٌ متعاقِبةٌ، وأحياناً متزامِنةٌ، بين الدولةِ اللبنانيّةِ والدولِ الخارجيّة (سنواتُ الانتدابِ والاستقلالِ)، فتنافُسٌ بين الدولةِ والدويلاتِ الداخليّة (سنواتُ الحروب)، ثم انفصامٌ بين الدولةِ وذاتِها (سنواتُ الطائف). السؤالُ الشرعيُّ الآن: هل ما يَجري هو مرحلةٌ إجباريّةٌ في مسيرةِ الشعوبِ قبلَ الاستقرارِ النهائيّ، أم انّه تعبيرٌ عن فشلِ تجربةٍ وطنيّةٍ بخصوصيّتِها الميثاقيّة ونظامِها الديمقراطيّ؟ حين أفكّر في لبنانَ واللبنانيّين أتفاءل، وحين أفكِّر في السياسيّين أتشاءم، وحين أفكِّر في المِنطقةِ أخشى العَدوى. أيّهما ينتصرُ: مشروعُ لبنانَ التاريخيُّ؟ أم مشروعُ الشرقِ الأوسطِ الجديد؟ أحلامُ الناسِ؟ أم مصالحُ السياسيّين؟ الجوابُ يَستحقُّ لقاءً في بعبدا يَضمُّ أكثرَ من عشرةِ أشخاصٍ ويدوم أكثرَ من ثلاثِ ساعات.

 

 استباحة لبنان

خيرالله خيرالله/المستقبل/28 حزيران/17

ثمّة عنوان وحيد يصلح عنوانا للخطاب الأخير للأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله. هذا العنوان هو استباحة لبنان. فما يحمي لبنان ليس صواريخ «المقاومة» ولا مشاركة «المقاومة» في الحرب على الشعب السوري بناء على طلب من إيران. لا يحمي لبنان كلام نصرالله عن انّ «العدو الإسرائيلي يجب ان يعرف انّه اذا شنّ حربا على سوريا او على لبنان، فليس من المعلوم ان يبقى القتال لبنانيا ـ إسرائيليا، او سوريا ـ إسرائيليا» واضافته ان «هذا لا يعني اني أقول انّ هناك دولا قد تدخل بشكل مباشر، ولكن قد تفتح الأجواء لعشرات الآلاف، بل مئات آلاف المجاهدين والمقاتلين من كلّ انحاء العالم العربي والإسلامي ليكونوا شركاء في هذه المعركة، من العراق واليمن وايران وأفغانستان وباكستان». لماذا هذا الكلام الذي ليس ما يبرّره غير الرغبة في تفادي التعاطي مع الواقع؟ يقول الواقع ان جنوب لبنان يعيش منذ العام 2006، أي منذ احد عشر عاما الّا ستة اسابيع بالتمام والكمال، في ظلّ القرار الرقم 1701 الصادر عن مجلس الامن التابع للأمم المتحدة وذلك في ظروف لم يعش مثلها منذ العام 1969، تاريخ توقيع اتفاق القاهرة المشؤوم.

ثمّة حاجة لدى «حزب الله» وغيره الى التصالح مع الحقيقة والواقع ومع ما يطالب به اهل جنوب لبنان، الذين ذاقوا الويلات منذ زجّ لبنان بنفسه في معركة خاسرة كان في استطاعته تفاديها. عوقب لبنان بفرض اتفاق القاهرة عليه كونه لم يشارك في حرب 1967، أي لم يكن طرفا في الهزيمة ولا شريكا في التنظير لها!

ليس بالكلام عن نيات إسرائيل، يمكن تغطية ان ايران لم تفعل شيئا من اجل القدس منذ اعلان آية الله الخميني عن «يوم القدس» في تمّوز 1979. لم تحصل منذ ذلك التاريخ غير متاجرة بالقدس ومزايدات لا هدف منها سوى إحراج العرب ولا شيء آخر غير ذلك.

في ظل اكثر الحكومات يمينية وتطرفا منذ قيامها، تعرف اسرائيل تماما ماذا تريد. اكثر من ذلك، انّها تمارس سياسة تصب في خلق امر واقع جديد على ارض فلسطين على حساب الشعب الفلسطيني. تريد بكل بساطة تكريس احتلالها لجزء من الضفّة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية. ما هي الخطوات التي أقدمت عليها إيران من اجل منعها من تنفيذ هذه السياسة التي ادّت الى زرع ما يزيد على 650 الف مستوطن في انحاء مختلفة من الضفة الغربية.

لم تعترض إسرائيل يوما على كلّ ما من شأنه بقاء جبهة جنوب لبنان مفتوحة ما دام ذلك يسمح لها بتبادل الخدمات مع النظامين السوري والايراني في ضوء حاجة كلّ منهما الى هذه الجبهة التي اقفلها القرار 1701 لاسباب اكثر من معروفة. من بين هذه الأسباب ان قواعد اللعبة التي كان متفقا في شأنها مع حافظ الاسد تغيّرت. تغيّرت هذه القواعد بمجرد ان ايران استخدمت في حرب صيف 2006 صواريخ قصفت بها مدنا وبلدات إسرائيلية، كما لم توفّر مدنا وبلدات عربية ما زال أهلها يتحدون إسرائيل من داخل حدود 1948.

اوقف القرار 1701 العمليات العسكرية ووضع حدّا لمزيد من الخراب اللبناني ولتهجير لاهل الجنوب من مدنهم وقراهم. انهى القرار وضعا كان قائما. تغيّرت قواعد اللعبة. الجميع يعرفون ذلك. الجميع يعرفون انّ إسرائيل كان يمكن ان تلحق مزيدا من الخراب والدمار بلبنان لو استمرت حرب صيف 2006. لذلك سعى المجتمع الدولي الى اسدال الستارة على الحرب حماية للبنان وما بقي منه وللبنانيين.

ما يفترض ان يدركه الأمين العام لـ«حزب الله» في نهاية المطاف ان الخدمة الوحيدة التي يمكن ان يؤدّيها للبنانيين وللبنان لا تكون بالتهديد بفتح الأجواء اللبنانية للايرانيين والعراقيين والافغان والباكستانيين واليمنيين الذين تكفيهم مصائب بلدانهم. الخدمة الوحيدة تكون بإغلاق الأجواء اللبنانية في وجه كلّ من يريد استخدام لبنان«ساحة». كان لبنان ضحية كلّ الحروب التي خاضها «حزب الله» مع إسرائيل منذ تسعينات القرن الماضي. في كلّ مرّة كانت تنتهي معركة، كان الحزب يرفع شارة النصر. في اعقاب كلّ معركة، كان الحزب يرتدّ على الداخل اللبناني لتحقيق مزيد من الانتصارات على اللبنانيين.

مرّة أخرى، لا يحمي لبنان في هذه المرحلة سوى القرار 1701 الذي وافق «حزب الله» على كلّ كلمة فيه قبل صدوره في آب 2006. من يريد توفير أي خدمة من ايّ نوع للبنان يبدأ بالابتعاد عن الكلام غير الواقعي الذي يستغلّ «يوم القدس» من اجل مهاجمة المملكة العربية السعودية والدول العربية الخليجية التي يعمل فيها لبنانيون. ما يريده اللبنانيون هو العودة الى الدولة التي يجدون فيها المنقذ الوحيد لهم من بقاء بلدهم «ساحة» لتبادل الرسائل بين ايران وإسرائيل. لم ينعم اهل الجنوب اللبناني بالهدوء الذي ينعمون به الّا بفضل القرار 1701. هناك ظروف قادت الى ولادة القرار. لماذا المكابرة ورفض الاعتراف بذلك ورفض الاعتراف في الوقت نفسه بأن لبنان في غنى عن إيرانيين وعراقيين وباكستانيين وافغان يدافعون عنه. ما رأي اهل الجنوب باستحضار «لواء الفاطميون» الافغاني الى ارضهم؟ الن يذكرهم ذلك بالجنسيات المتنوعة الذي اتى بها الفلسطينيون في مرحلة ما الى الجنوب؟ امّا اليمنيون فتكفيهم مصائبهم، في مقدّمها انتشار وباء الكوليرا. الأكيد ان فلسطين آخر همومهم، خصوصا في هذه الايّام. لم تعد فلسطين موجودة في اليمن سوى في خطابات عبد الملك الحوثي الذي يفترض فيه ان يعرف ان إنصاف اهل صنعاء ورفع يد ميليشياته عنهم اهمّ بكثير من شعارات تحرير فلسطين والقدس. ليس بالشعارات يحيا اهل اليمن ويستعيدون الامل في استعادة الحياة الطبيعية في يوم من الايّام. ليس بالشعارات تعود القدس. الشعارات هي الطريق الأقصر للانتصار على لبنان بدل الانتصار في يوم من الايّام على إسرائيل.

 

هل تحتاج المنظومة الدفاعية اللبنانية للمقاتلين من «الهزارة»؟

وسام سعادة/المستقبل/28 حزيران/17

هناك مقولات وشعارات ومواقف كثيرة أدرجها زعيم «حزب الله» في خطابه السياسي – التعبويّ – الكفاحيّ عبر السنين، وعرفت طريقها إلى التطبيق، بمعنى الاختبار على أرض الواقع، وهناك مقولات وشعارات ومواقف عديدة أيضاً سال حولها الحبر الكثير، ليتبيّن لاحقاً أن لا مسلك لها إلى حقل الاختبار، وأنّها من دواعي «الحرب النفسيّة» على الأكثر. فلا «الحرب المفتوحة» التي توعّد بها اسرائيل في شباط 2008 جاءت مفتوحة، وما افتتح بدلاً منها كان حرب الاستنزاف السورية بعد ذلك بسنوات، وإلى سنوات من الآن، ولا يبدو أنّ تدخّل الحزب فيها يميل للانحسار في القادم من سنوات أيضاً، ولا الجهوزية لمعركة اقتحام الجليل ظهرت عليها بوادر تطبيقية. بقي شيء أساسي عندما يتعلّق الأمر بلوازم «الحرب النفسيّة»، وربّما كان الأدق الحديث عن «الحرب المعنويّة»، هو أنه يلزم قدر من التروي والاحتراز لتحديد الطرف المعني، الذي يوجّه له الحديث في كلّ مرّة. مثلاً: إذا كان السيد حسن نصر الله يتكلّم عن الترسانة الصاروخية للحزب وأن دائرتها باتت تطال المنطقة الموجود فيها مفاعل ديمونا، فهذا يعني أنّه يتوجّه بحديثه هذا للعدو، للردّ على تهديداته بتهديدات مضادة، وتشكيل نوع من «توازن رعب» على ما درجت التسمية، وبصرف النظر عن نسبة الواقعي إلى الرمزي إلى المتخيّل في توازن الرعب هذا، وعن الطابع الإفتراضي حكماً لأي توازن رعب.

أما عندما يتوعّد السيد اسرائيل «بفتح الأجواء لمئات الآلاف من المقاتلين من العراق واليمن وإيران وأفغانستان وباكستان إذا شنت إسرائيل حرباً على سوريا أو لبنان» فمن التسرّع بمكان الاستخلاص بأنّه يتوجّه بكلامه فعلاً إلى اسرائيل، أو أقلّه، أنه يتوجّه حصراً لها، ومن الخطأ البناء على هذا التسرّع لحصر المسألة بكون السيد يتجاوز مرة جديدة مرجعية الدولة اللبنانية، وسلاح الحزب متجاوز لها في طبيعته، ولا يحتاج الأمر لتظهيره على الدوام لا سيما بعد التجربة السورية لهذا السلاح.

ليست قليلة تشكيلة البلدان التي أتى على ذكرها السيّد. أولاً لأنه لا يتحدّث عن حملة مناصرة مستقبلية في حال وقوع حرب اسرائيلية شاملة على سوريا أو على الحزب، بل عن مقاتلين يجتمعون في منظومة يقودها الحرس الثوري الإيراني، وميليشيات الحشد الشعبي في العراق، وكتائب بشار الأسد مضاف إليها الدفاع الشعبي في سوريا، والحوثيين في اليمن، و»حزب الله» وامتداداته «السراياوية» في لبنان. اللافت طبعاً زجه لإسم ثاني أكبر دولة مسلمة من حيث عدد السكّان، والدولة المسلمة الوحيدة التي تمتلك سلاحاً نووياً، وذات الأكثرية السنية، باكستان، في هذه المعمعة. ربّما كان يشير إلى متطوّعين من الأقلية الشيعية في باكستان، أسوة بالمئات من الشيعة الهزارة القادمين من أفغانستان للحرب والموت في سوريا، والذين «وُطّن» قسم منهم في حارة اليهود القديمة في دمشق. لكن بالمحصلة، علاقة كل هؤلاء المقاتلين الذين يتكلم عنهم السيّد بالأنظمة القائمة في بلدانهم تختلف من حالة إلى أخرى. في ايران هم النظام، لا زاد ولا قلّ. وفي العراق، هناك طبعاً اتجاه رسمي لإسباغ الحشد الشعبي بلون من ألوان الشرعية، لكنّ هناك خطاً مضاداً يميل أكثر فأكثر للظهور، ومن رحم الأحزاب الشيعية الكبرى في العراق نفسها، كلما تقلصت رقعة «داعش»، وينادي بتحكيم مرجعية الدولة العراقية وجيشها النظامي، ولا يعتبر أن «الحشد» وجد ليبقى بعد زوال «داعش». أما في اليمن، فأن يعبر الحوثيون إلى لبنان، انفاذاً لكلام السيد، إذا ما حصل العدوان الإسرائيلي، فهذا يناقض الكلام عن حصار مطبق على مناطق سيطرة الحوثيين وقوات صالح في الهضبة اليمنية والسواحل. أما باكستان، فإنّ كلام السيد، بالنيابة عن شعبها، والإشارة إليها بالإسم، يطرح علامة استفهام بل أكثر من علامة. صحيح أن العلاقات بين ايران وباكستان مركبة ولا يمكن ان تختزل ببعد واحد، وفيها عناصر تلاقٍ وعناصر تنافر، لكن في الحد الأدنى ليس هناك «خوشبوشية» تتيح مثل هذا الكلام. والطريف أيضاً أنّه بعد كل تاريخ الصراع العربي ـ الإسرائيلي، لا يتوعّد السيد اسرائيل بمقاتلين يأتون من وادي النيل أو شمال أفريقيا ولا من فلسطين والأردن للدفاع عن سوريا ولبنان، بل من باكستان وأفغانستان. اذاً؟ اذاً السيّد يحتفل بشيء ما، يحتفل بـ «التواصل الجغرافي» الممتد من الهزارة في غرب أفغانستان حتى الضاحية الجنوبية ببيروت، بعد «التلاحم» بين مقاتلي الحشد الشعبي وقوات آل الأسد و»حزب الله» في نقطة حدودية في البادية السورية ـ العراقية. هو يحتفل بمعطى مذهبي إقليمي شامل ويزجه زجاً في الصراع العربي ـ الإسرائيلي، نفياً للطابع العربي للصراع، لا بل نفياً لكونه صراعاً عربياً اسرائيلياً من الأساس، وجعل هذا الصراع مناسبة، مناسبة لكلام عن صراع بين خطّي «خير» و»شر» مذهبيين يجتازان تاريخ الحضارة الإسلامية منذ العصور المبكرة وإلى اليوم، وليست اسرائيل الحالية سوى طارئة عليه، وأداة فيه، بحسب هذا المنطق. لمن موجّه الكلام إذاً؟ للبنانيين. هل يتخيّل اللبنانيون تطبيق هذا الكلام: مقاتلون مذهبيون من الأقلية في باكستان وأفغانستان، ومن الأكثرية في ايران، ومن المجموعة الأكبر في العراق، ومن مجموعة ضمن مجموعة بين مجموعات في اليمن، تعبر الحدود اللبنانية، للذود عن «حزب الله»؟ هذا في البلد الذي خاض ربع قرن في البحث عن قانون انتخاب، وأتى بواحد معقّد، مقعّر، يحتاج لمراس في «الخوارزميات» لفهمه، كي تكون كل طائفة راضية عن حصّتها؟ فلماذا كل هذه العناية الفائقة، الدقيقة، بحصص الطوائف التمثيلية، في بلد يمكن أن يدخله «مئات آلاف المقاتلين» المذهبيين، المؤدلجين بواحدة من أيديولوجيات الخلاص الشمولي المبتكرة في نهاية القرن العشرين؟ لنشر قيم التنوير والعقلانية والعلمانية والحداثة فيه؟ لبناء دولة الحق والدولة القوية القادرة؟ هل تحتاج المنظومة الدفاعية عندنا لمقاتلين من «الهزارة»، الذين اضطهدوا في أرضهم، وأتى منهم نفر للمشاركة في اضطهاد السوريين في أرضهم هم أيضاً؟! كلام نصر الله غير موجّه هنا، بقصد «تطبيقي»، بل بقصد لفت نظر، إلى ان الخارطة المذهبية الإقليمية تغيّرت. والحال أنّ هذا التوجه رغم كل شيء بإمكانه أن يكون فاتحة لمناقشة، مبناها، من الجهة المقابلة، أنّه، لا تغرنّك الخارطة يا سيّد: أيّاً كان الإعتداد بـ «عمق مذهبي» يصل إلى الهزارة في أفغاستان، وأياً كان موقفك من أخصامك في الداخل، فإنّ وضعاً أكثر تماسكاً في الداخل، مبني على شيء من التواضع حيال المتغيرات الإقليمية، قادر على حمايتك أفضل من آلاف الآتين من بعيد.. أو من «السيرة الهلالية».

 

الى الإرهابي حسن نصرالله: اخرس

جيري ماهر/الوطن أون لاين/27 حزيران/17

إلى حسن نصرالله الإرهابي، نقول لك اليوم بوضوح من الشعب الفلسطيني: «اخرس» وتوقف عن المتاجرة بقضية العرب والمسلمين الأولى.

فيما يسمى يوم القدس العالمي، تحدث شيطان ضاحية بيروت الجنوبية، حسن نصرالله، أمام جمع من إرهابييه ومؤيديه، عن ملفات المنطقة بوتيرة تصعيدية، حملت كثيرا من التهديدات لدول عربية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، إضافة إلى تهديداته الأقل حدية تجاه إسرائيل التي يدعي أنها عدوه الأول والأخير، بينما تفاخر يوما عندما قال في خطاب له، إن دعمه للحوثي أكثر قداسة من حرب تموز بين الحزب وإسرائيل.

نصرالله الذي كلما وجد نفسه كالجرذ في الزاوية، يبدأ بالمتاجرة بالقضية الفلسطينية والتحدث باسمها، وكأنه وصي عليها، ولا ينتهي حديثه هناك بل يتمادى بالتهديدات والاتهامات لدول بعينها، ويصنفها في خانة العمالة والخنوع، ودول أخرى يضعها شيطان الضاحية في خانة المقاومة والممانعة، ولكن ما غاب عنه هو الحقائق، وأبرزها أنه خلال الاعتداءات الإسرائيلية على غزة، لم يقم حزبه بأية عمليات لتخفيف الهجمات عنها، وحزبه كان من المشاركين في حصار المخيمات الفلسطينية في سورية، وتجويعها وتشريد سكانها الفلسطينيين وقتلهم على أسس طائفية ومذهبية مقيتة، كوجه وعمامة هذا المنتحل لصفة سيد، وهو في أحسن الأحوال مجرم قاتل.

لقد غاب عن نصرالله أن حزب الله الإرهابي له دور كبير في حرمان فلسطينيي لبنان من أبسط الحقوق للعيش بكرامة، فلم نر نصرالله منتفضا لتحسين أحوال الفلسطينيين في مخيمات لا تتعدى مساحتها الكيلو متر المربع،

ولا تتمتع بأبسط مقومات الحياة، بينما الفلسطينيون في السعودية ودول الخليج يعيشون بين أهلهم دون تمييز أو تفرقة، بل أكثر من ذلك فإن لهم حقوقا تتساوى في معظم الدول العربية مع مواطني الدول.

إن اتّجار حسن نصرالله بالقضية الفلسطينية ليس بالشيء الجديد، فهو وفي كل محطة يجد نفسه محرجا أمام جمهوره بسبب الخسائر التي يمنى بها حزبه في سورية والعراق واليمن، وكلما زاد التهديد بعقوبات اقتصادية بدأ بالحديث عن القضية الفلسطينية والتهديدات التي تحيط بها، ويبدأ باتهام دول عربية بالتعاون مع إسرائيل، متناسيا أن من بيئته وطائفته أكثر من 70% من جيش الحد الجنوبي الذي بايع إسرائيل، وأن أكثر من 75% من عملاء إسرائيل هم من طائفة وبيئة حسن نصرالله في لبنان، وأن حزبه أجرى مفاوضات مع إسرائيل لإطلاق الأسرى، متجاوزا الدولة اللبنانية، وجامعة الدول العربية.

في خطابه الأخير، ظهر نفاق نصرالله بشكل واضح، عندما تحدث عن الشعبين اليمني والبحريني. ففي عرفه حلال على البحريني المؤيد لطهران واليمني العميل لها أن يتظاهرا ويطالبا بالتغيير، وقد شرع لهم نصرالله قتل قوى الأمن، وتهديد السلم الأهلي، بينما في سورية فهو يراها جريمة ومؤامرة، لأن من يخوض الثورة هناك هم من المسلمين السنّة المناهضين لإيران ونظامها الفاشي الإرهابي.

نصرالله الذي في بداية الأحداث السورية كان ناصحا للتنظيمات الإرهابية بعدم التورط في المستنقع السوري، وأخبرهم يومها أن العالم يحاول تجميعهم هناك للقضاء عليهم، أصبح اليوم يتحدث عن أن أميركا هي من صنعت هذه التنظيمات، وأن السعودية هي من تمولها، وهنا نسأل هذا الإرهابي عن حقيقة التنظيمات الإرهابية التي لم تُسجل لها عمليات في طهران تتجاوز أصابع اليد الواحدة، وكيف أن قيادات هذه التنظيمات وجدت في إيران مكانا آمنا للاختباء من ضربات التحالف الدولي، كيف أن تنظيم داعش المنتشر بكثافة في دير الزور والرقة، لم ينفذ أي عمليات ضد تنظيم حزب الله في سورية، أو ضد النظام السوري بشكل كبير، كما فعل في فرنسا وبريطانيا وبلجيكا، وغيرها من الدول؟

إلى حسن نصرالله الإرهابي، نقول لك اليوم بوضوح من الشعب الفلسطيني: «اخرس» وتوقف عن المتاجرة بقضية العرب والمسلمين الأولى، والتي هم أدرى بأساليب حلها.

إن عليك أن تذكر جيدا أنه لا يمكن لمن استبدل بيت الله الحرام بحج إلى كربلاء والنجف، أن يجد في بيت المقدس مكانا مقدسا، لا مراقد لكم في هذه الأرض الطاهرة، ولا قبورا تزورونها وتتباركون بها، فكفى نفاقا وجدلا.

صدقا، إن الله أحب فلسطين والقدس، فلم يعطكم يوما الحق في دخولها، وإلا لكنتم أنتم هدمتوها وأنهيتم تاريخها، وشتمتم فيها أصحاب الرسول الذين شاركوا في فتحها ونشر الإسلام فيها.

أما بالنسبة لتهديدات حسن نصرالله لإسرائيل بأنها ستواجه في أي حرب مقبلة آلاف المقاتلين من اليمن والعراق وباكستان وأفغانستان ولبنان فهو يوضع اليوم برسم رئيس الجمهورية الذي أوهم الجميع بأنه القوي، والذي سيحافظ على مؤسسات الدولة وقرارات السلم والحرب بها، ليظهر أن نصرالله هو الحاكم الفعلي، وأن ميشال عون لا يزيد عن كونه كرسيا في قصر بعبدا، بلا أي قوة أو حزم في اتخاذ القرارات، وهنا أطالب جامعة الدول العربية بتوجيه رسالة إلى مجلس الأمن ضد حزب الله، لخرقه القرارات الدولية واستمراره في التسلح وتهديد أمن الشعب اللبناني، وتهديد أمن دولة مجاورة لأهداف خبيثة تخدم المشروع الإيراني في المنطقة، على حساب القضايا العربية وأمن شعوبها.

اليوم، نستطيع أن نؤكد لحسن نصرالله، أننا إذا وضعنا أنفسنا في مكان نقارن فيه بين إسرائيل وإيران، فسنجد أن من قتلتهم إيران في 30 سنة من العرب والمسلمين يتجاوز بعشرات الآلاف من قتلتهم إسرائيل خلال 70 سنة، وأن مجازر إيران في سورية والعراق فقط فاقت ما فعله هتلر حتى في الحرب العالمية الثانية، وأن الخطر الإيراني على الأمن القومي العربي يفوق أي خطر خارجي آخر، وأنه لحماية دولنا العربية يجب علينا مقاطعة إيران وقطع العلاقات معها وحصارها، والاستعداد لحرب معها تنهي إرهابها وتقضي على عصاباتها وميليشياتها المنتشرة في كل من العراق وسورية ولبنان واليمن والبحرين، وأنه أصبح من الواجب على هذه الأمة إصدار إعلان تاريخي بإعلان حزب الله تنظيما إرهابيا نواجهه بالسيف، ونقطع رأسه لحماية أمننا العربي.

إلى حسن نصرالله، أقولها بصراحة ووضوح: إن عهد سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده محمد بن سلمان، هو العهد الذي سيقطع رأس شيطانكم الأكبر خامنئي وكل ميليشياته المنتشرة في المنطقة، وكما قالها محمد بن سلمان، نعيد ونكرر اليوم «لا حوار مع من ينتظر مهديا ويهيئ لقدومه بالقتل والفوضى»، وعليك أن تعرف أنه لا فضل لكم على فلسطين وشعبها، هم أساس المقاومة وأصحاب الأرض، وهم جزء من النسيج العربي الإسلامي السنّي الذي لن يقبل بأي شكل من الأشكال، تحرير أرضه على يد عملاء الخامنئي والنظام الإيراني، وتأكد أن ما تقدمه دول الخليج العربي، وعلى رأسها السعودية، للقضية الفلسطينية لم تقدمه لا إيران ولا حتى النظام السوري الذي تاجر معكم بالقضية، فالسعودية عمرت وعملت وأمّنت أفضل فرص العمل، وطورت الاقتصاد الفلسطيني، وأسهمت في دعم الميزانية وقدمت المساعدات، ومنحت الحج والعمرة والتعليم والعلاج للكبير والصغير، فماذا قدمتم أنتم غير الحقد والتفرقة، وشق الصف والإرهاب والقتل؟.

 

تعليقاً على خطاب نصرالله الأخير كتبت رولا حداد: نصرالله يحقق نبوءة محمد شطح

رولا حداد/27 حزيران/17/IMLEBANON

http://eliasbejjaninews.com/?p=56593

من قرأ بيان بعبدا الأخير أدرك بما لا يقبل الشك أن خلفية واضعي البيان كانت واضحة في عدم التطرّق للسياستين الخارجية والدفاعية للبنان. وبهذا المعنى تراجع كثيراً بيان بعبدا الأخير عن إعلان بعبدا في عهد الرئيس السابق ميشال سليمان في الشق المتعلق بالسياسة الخارجية وتحييد لبنان، تماماً كما بالسياسة الدفاعية ورفض قتال “حزب الله” في الخارج. لا بل يمكن القول إن بيان بعبدا تضمّن تراجعاً غريباً حتى عن البيان الوزاري للحكومة الحالية، والتي ضمّ اجتماع بعبدا قادة الأحزاب المشاركة فيها، ما يعكس تراجعاً حتى عن الحد الأدنى للالتزامات التي تضمنها البيان الوزاري.

لن تنفع بطبيعة الحال كل الادعاءات بأن بيان بعبدا ليس بياناً وزارياً، ولا بأن هدف الاجتماع والبيان تفعيل العمل الحكومي في الأطر الداخلية، إذا يكفي أن تتضمن البنود على سبيل المثال لا الحصر إنشاء مجلس الشيوخ، ليتأكد للجميع أنه كان يجب مناقشة قرارات الحرب والسلم التي يُفترض أن تكون من اختصاص وصلاحية هذا المجلس. لكن الأمر بات واضحاً: ممنوع على السلطة القائمة أن تكون دولة، ومسموح لها فقط أن تكون إدارة محلية ليس أكثر لتسيير الحد الأدنى من الشؤون الداخلية، وتوزيع الحصص والمغانم والتعيينات، في حين أن السياستين الخارجية والدفاعية تكونان حصراً من اختصاص “حزب الله” وأمينه العام السيد حسن نصرالله.

ما نقوله كرّسه السيد نصرالله في خطابه في يوم القدس العالمي. كان واضحاً في أنه يملك القرار في الحرب والسلم كما في السياسة الخارجية. شنّ أعنف الحملات على المملكة العربية السعودية من ضاحية بيروت، من دون أن يصدر أي رد رسمي عليه. نعت السعودية بأبشع النعوت وأطلق بحقها كل الاتهامات من دون أن نسمع أي كلمة ممن يُفترض أنهم يمثلون لبنان رسمياً.

أما في موضوع الحرب والسلم والسياسة الدفاعية فابتدع السيد نصرالله معادلة جديدة، واطلق تهديداً نوعياً بوجه إسرائيل: “في حال الاعتداء على لبنان سنفتح الأجواء لعشرات آلاف المقاتلين العرب والأجانب من محورنا ليكونوا شركاء في هذه المعركة”!

وهنا أيضاً أصاب المسؤولين الرسميين صمت مطبق، وكأن على رؤوسهم الطير! (باستثناء ردين مباشرين من الدكتور سمير جعجع واللواء أشرف ريفي، ورد من النائب زياد القادري لم يسمِّ فيه نصرالله بالاسم). الحديث عن استقدام عشرات آلاف المقاتلين إلى لبنان لم يعنِ أي مسؤول رسمي، على كل المستويات، ولا أيضاً استفزهم الأمر ليسألوا عن “فتح الأجواء”، ولا عن تبعات هذا التهديد غير المسبوق، والذي يجنح بلبنان من ثلاثية بغيضة حملت عنوان “جيش وشعب ومقاومة” إلى رباعية أبغض تحمل عنوان “جيش وشعب ومقاومة ومحور مرتزقة”!

لا يجد السيد نصرالله نفسه معنياً لا بالبيان الوزاري لهذه الحكومة، ولا بخطابات رئيس الجمهورية، ولا بوجود جيش لبنان وقوات يونيفيل. لا تعنيه كل هذه التركيبة الهشة التي يترك لها بعض الإدارة المحلية ليس أكثر. أما السياسة الخارجية والدفاعية فيقررها هو، ولا يريد لأي لبنان مواطن أو مسؤول أن يكون معنيا أو شريكا في اتخاذ القرار، بل فقط في تحمّل التبعات الكارثية!

قبل استشهاده بوقت قليل غرّد الوزير محمد شطح: “حزب الله يهوّل ويضغط ليصل إلى ما كان النظام السوري قد فرضه لمدة 15 عاماً: تخلي الدولة له عن دورها وقرارها السيادي في الأمن والسياية الخارجية”.

يتأكد لنا اليوم أن نبوءة محمد شطح تحققت ونجح “حزب الله” في مسعاه بكل أسف!

 

“حزب الله” وزوّارنا “المجاهدون”

حازم صاغية/الحياة/27 حزيران/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=56600

ذات مرّة كتب الشاعر اللبنانيّ الراحل محمّد العبدالله: “ونظرت من الشبّاك فإذا هي حرب أهليّة”.

فهل سننظر من الشبّاك هذه المرّة لنجد “عشرات، بل مئات الآلاف من المجاهدين” اليمنيّين والعراقيّين والإيرانيّين والأفغان والباكستانيّين يتدفّقون على لبنان، وفقاً لخطاب حسن نصر الله، الأمين العامّ لـ “حزب الله” في “يوم القدس”؟

هذه الفقرة في الخطاب قد تكون تهويلاً محضاً من النوع المعتاد، وقد تكون مسايرة للوجهة التي افتتحها “حزب الله” في سوريّة، حيث حضرت جيوش وميليشيات لا تُعدّ لقهر الشعب السوريّ، وقد تكون رفعاً لمعنويّات ليست في أحسن أحوالها.

لكنْ تبقى مسألتان يثيرهما خطاب الأمين العامّ، بل يثيرهما كلّ خطاب يلقيه علينا: ما موقف الدولة اللبنانيّة، وحكومتها التي يشارك فيها الحزب، من كلام كهذا؟

ثمّ إذا كان مئات الآلاف من هؤلاء سيأتون لإنجادنا، فإلى من تعود هذه الـنا”؟

هل تشعر أكثريّة اللبنانيّين بأنّها عشيّة حرب تستدعي استقبال “مجاهدين” بمئات الآلاف، أم أنّ هذه الأكثريّة ستتساءل، وهي تسمع خطاب الأمين العامّ: خير إن شاء الله؟

أكثريّة اللبنانيّين الكبرى مهتمّة اليوم بإنجاح مواسم السياحة والاصطياف.

يوم الأحد الماضي أقيم مهرجان لإحياء شارع الحمرا في بيروت (ولو أنّ عنوانه كان سمجاً ولا يمتّ بصلة إلى كوزموبوليتيّة الحمرا التي يراد إحياؤها: “لبنانيّ قحّ”).

شوارع أخرى في العاصمة وبلدات ومدن في لبنان سبق أن أحيت مهرجانات مماثلة. اللبنانيّون، عن خطأ أو عن صواب، يريدون استقبال آلاف السيّاح والمصطافين، «بل مئات آلافهم» إن أمكن ذلك.

الأمين العامّ يريد لهم أن يستقبلوا مئات آلاف “المجاهدين”.

مرّة أخرى يتّضح أنّ حروب “حزب الله” هي، بالضرورة والتعريف، من نوع تآمريّ: تُفرض على المجتمع من وراء ظهره وضدّاً على إرادته.

إنّها حروب الوظيفة الإقليميّة غير المعنيّة بهذا البلد لا من قريب ولا من بعيد. لهذا تبدو تلك الحروب شبيهة بأفلام الكوارث والرعب: زلزال أو طوفان غير متوقّعين بتاتاً يضربان الحياة اليوميّة والعاديّة للسكّان.

فوق ذلك فإنّ تلك الحروب ذات طابع ملحميّ، إن لم يكن في الواقع الفعليّ، ففي الصورة المخيفة التي تُرسم لها: تخيّلوا مئات آلاف “المجاهدين” وهم يتدفّقون على البلد “للدفاع عنه”!

إنّ الحروب التآمريّة مضطرّة، كي تُكسب نفسها بعض الواقعيّة وبعض التبرير، إن لم يكن بعض الشعبيّة أيضاً، إلى استعارة هذه المبالغات الملحميّة.

ضعف التمثيل، في أمر يعادل الحياة والموت، يستدعي نفخ كلّ شيء آخر: نفخ الخطر. نفخ العداوة. نفخ الأعداد التي ستقاتل. نفخ معنى الانتصار…

لكنْ إذا كانت مأساة “حزب الله” أنّ عليه تغيير المجتمع نفسه من أجل أن يضفي الشرعيّة على حروبه، فإنّ مأساة هذا المجتمع هي أنّه، في آخر المطاف وفي ما هو أساسي، محكوم بـ “حزب الله”!

 

 تعليقاً على خطاب نصرالله الأخير كتبت سناء الجاك في النهار: الأفق المفتوح

النهار/26 حزيران 2017

http://eliasbejjaninews.com/?p=56595

تبشر "عيدية" الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله بمعادلات إقليمية جديدة، ليس انطلاقاً من معزوفة القدرة على استعادة القدس وفلسطين ونصرة القضية والقضاء على إسرائيل وإزالتها من الوجود، لكن لجهة تهديده بأن "حرباً تنوي إسرائيل شنّها على لبنان وسوريا لن تبقى محصورة في هذين الميدانين، وستفتح الباب أمام انضمام آلاف المقاتلين من العراق واليمن وإيران وأفغانستان وباكستان وبقاع أخرى في العالم إلى جانب سوريا والمقاومة".

حجة نصرالله حماية "أمن لبنان في مواجهة إسرائيل والتكفيريين، وندافع عن بلادنا ومنطقتنا مما هو أسوأ وابشع".

إلا أن ما يهم في استغلال منبر المناسبة الخمينية، هو تلويح نصرالله بالاتهامات والتهديدات من دون أي اعتبار للدولة اللبنانية، متجاهلاً مفهوم الدولة التي تأويه وحزبه، ومعلناً إلغاء الحدود اللبنانية وفق دفتر حسابات لامتناهٍ لتسجيل مكاسب تتجاوز بكثير النسبية والصوت التفضيلي والبطاقة الممغنطة وصفقات الكهرباء والاتصالات وكل ما هو محلي ضيق ينفع ليتلهى به ويتناتشه أفرقاء السلطة في لبنان.

هذا الطرح المستجد لـ "الأفق المفتوح" يذكرنا بأن "لبنان الدولة" لا يَلزَم "حزب الله" ولا يُلزِمه. يكفيه "لبنان الفندق" لا سيما بعدما زف إلينا سيطرة "محور الممانعة" على عشرات آلاف المقاتلين من العالمين العربي والإسلامي وتوجيههم الى حيث تدعوه المصلحة العليا للجمهورية الإسلامية.

وحيّا على الجهاد حتى لا يضيع الاستثمار في هؤلاء المقاتلين الذين تمت تجربتهم في سوريا والعراق واليمن، فأماتوا وماتوا في سبيل تعزيز النفوذ الإيراني والمساهمة بتردي أوضاع الأنظمة العربية.

وكأن هذه التجربة "الجهادية" بروفة لا بد منها لتأمين التدريب اللازم وزيادة الجهوزية الكفيلة بدعم وعد تحرير القدس. أما تحقيق الوعد فهو تفصيل تافه، أو هو لن يصبح ممكناً الا بعد تنظيف الأمكنة التي تعيق انتشار الإمبراطورية الفارسية المراد لها أن تتمدد وسع العالم العربي، ما دامت العدة البشرية واللوجستية جاهزة وما دام "الأفق المفتوح" تحت سيطرة ايران ومليشياتها الحاضرة لاستباحة أي بلد يعيق هذا التمدد.

 وفي حين يؤشر مسار الأمور الى ان الوعد بحماية البلد او باستعادة القدس وتحريرها من فصيلة الكمون، تبقى شعوب هذه المنطقة، كما زهرة المدائن، في غرفة الانتظار تسترق السمع الى كل العنتريات والتغني بالإمكانات التي تضع إيران ومحورها في خانة القوى العالمية العظمى على حساب فاتورة الدم التي يرتفع منسوبها. بالطبع ، كل ما ورد في خطاب "يوم القدس" سيبقى كلاماً معلقاً على هواء الخطابات الموسمية، لأن النية بالتحرك الفعلي صوب القبلة الثانية ليست موجودة الا كشعار مستورد من النظام الإيراني الذي أراد استخدام القضية الفلسطينية لغاياته السائرة على قدم وساق، وأهمها استهداف القبلة الأولى. والا لمَ التأخير في تحرير فلسطين مع كل فائض القوة الاستعراضي المتزايد والمتعاظم والمتورم بكل هذا الشحن المذهبي المستمر وآخره اتهام مباشر للسعودية باستدعاء إسرائيل لتدعمها في حربها باليمن.

اما الدليل على هذا الاستهداف، فلا لزوم لتقديمه. يكفي شحن من لديه الاستعداد للتطرف المذهبي أياً تكن وجهة تطرفه ليتم التجنيد والتهديد بفتح حدود الدولة الفاشلة والمنتهكة أصلاً، وليس بالضرورة لمواجهة إسرائيل، فالمطلوب حالياً المحافظة على شرف القدس التي "تأبى أن تتحرر على ايدي المنافقين والخبثاء والعملاء والخائنين، القدس تتحرر على ايدي المؤمنين بالله والمقدسات وبحقوق شعوبهم".

هنا ندخل في باب "عنصرية الجهاد"، التي ترفض منح "الانظمة المتآمرة على محور المقاومة" أي مجد في أي مجال، وتهددها جهاراً نهاراً بتنظيف قبلة المسلمين في مكة من آثامها.

والاولوية لمحور الممانعة بالطبع يجب أن تكون القضاء على هؤلاء المنافقين و"الخبثاء والعملاء والخائنين" بعد ذلك يمكن التفرغ "على رواق" للقضية المركزية، على اعتبار ان العجلة من الشيطان، والا لشهدنا رداً للاعتداءات الإسرائيلية السافرة المتكررة والمستهدفة الحزب الالهي والنظام السوري، وآخرها سُجِّل على جبهة القنيطرة غداة خطاب نصرالله. ولا يبدو ان الرد لناظره قريب.

القريب للناظر سيكون مزيداً من القلق والإحراج للدولة اللبنانية، فقد نسف تصعيد نصرالله زخم العهد الجديد وهيبة "الرئيس القوي" كما طير شبهة التفاهم التي عكستها الأجواء التوافقية المرافقة لإقرار قانون الانتخاب واللقاء التشاوري في بعبدا.

ذكّر الجميع أن "لبنان الفندق" سيبقى ساحة للآخرين رضي من رضي ورفض من رفض وبادر من بادر الى الاعتراض الشكلي، إذ إن قراءة الاعتراضات تشي بأن الأطراف السياسية استوعبت درسها، لأن همها المحافظة على ما بقى من مؤسسات الدولة لتقاسم المناصب وابداء الحرص على التوازنات وحفظ الإستقرار، والاكتفاء بنفوذ المقاولات تاركةً حزب الله يحتكر النفوذ الفعلي، لكونه حامل مفاتيح "الأفق المفتوح" والمكلف الوحيد بفتوى شرعية لإدارة شؤون "لبنان الفندق" في المحيطين الإقليمي والعالمي.

 

لو لم تكن جماعة الإخوان لما كان داعش

فاروق يوسف/العرب/28 حزيران/17

تبجّح أردوغان بإسلامه السياسي المعتدل افتُضح أمرُه من خلال علاقة النظام التركي بالجماعات الإرهابية المقاتلة في سوريا والعراق.أراد الإخواني المعتق أن يوهم الأوروبيين بأنه يمكن أن يكون شريكا مع احتفاظه بكل صلاته المريبة بالتنظيمات التي ستكشف عن وجهها الإرهابي. المعادلة التي صاغها الرئيس التركي لم تكن محكمة. فالغرب الذي دخل في مفاوضات معقّدة مع إيران من أجل ملفها النووي بالرغم من أنه كان على معرفة بصلاتها مع الجماعات الإرهابية كان على دراية بما يتضمنه ملف السلطان العثماني من أوراق تدينه.

لم تفشل تركيا في الانضمام إلى أوروبا لأن غالبية سكانها من المسلمين كما كان يُشاع بل لأن أوروبا كانت تتوقع أن ينتهي الأمر بتركيا إلى تصدير الإرهاب إليها بسبب تغلغل الفكر الإخواني في مراكز القرار بتركيا التي تتصرف بطريقة عقائدية.

لقد نجح أردوغان في مرحلة ما أن يضفي نوعا من العصرنة على سلوك الإخواني الذي يرى في وجوده فرصة لتصفية الحسابات مع العالم الذي يحيط به. ساعده في ذلك وضع اقتصادي مريح عاشته تركيا في ظل تدهور اقتصادي إقليمي. غير أن أردوغان لم يكن في إمكانه أن يفصل الاقتصادي عن العقائدي حين حلت نكبة الإخوان في مصر.

لقد جن جنونه حين أدرك أن الجذر المصري للإخوان في طريقه إلى الاقتلاع. وهو الشعور نفسه الذي سيطر على ردة الفعل الإيرانية. ما هو السر في ذلك الاتفاق المريب على التآمر عل دولة، قرر شعبها إلا ينضم إلى حفلة القتل المجانية التي تُدار بإشراف أطراف إقليمية لم تعد معنية بإخفاء مسؤولياتها؟

السر يكمن في ذلك الدور التخريبي الهائل الذي لعبته جماعة الإخوان في العالم العربي عبر عقود من سنوات عملها السري والعلني. جماعة الإخوان هي الأصل. وما الأحزاب والجماعات والتنظيمات الإرهابية بغض النظر عن مذهبها الديني وأهدافها السياسية سوى فروع تدين بالولاء العقائدي والتاريخي لذلك الأصل.

لو لم تشهد مصر ثورتها ضد حكم الإخوان لغطى السواد مناطق كثيرة من العالم العربي. قد يكون اهتزاز عرش السلطان العثماني واحدا من أهم العلامات التي نتجت عن سقوط الإخوان. كان مخططا لقيام دولة الإخوان في مقابل السماح بقيام دولة الهلال الشيعي وهو ما ينسجم مع القول الأميركي بأن هناك دولا ستختفي من العالم العربي في غضون سنوات.

لقد خططت جماعات الإسلام السياسي وهي الجماعات السياسية الوحيدة في العالم العربي التي لم تُضرب لإعادة إنتاج المنطقة بما يقوي مفهوم الفتنة التاريخية بهدف العودة بالمنطقة إلى ما قبل العصر الحديث. في واحدة من أسوأ لحظات العمى السياسي التي اجتاحت الولايات المتحدة كان ذلك المخطط مدرجا ضمن قائمة الإنجازات المريحة. وهو ما أطلق دولة مثل قطر والتي عرفت قيادتها بميولها الإخوانية في السباق اللاهث لتحقيق نبوءات معلمي الإخوان الأوائل.

وهي ذات النبوءات التي يسعى حزب شيعي طائفي مثل حزب الدعوة إلى العمل على تحقيقها من خلال تأجيل قيام دولة جديدة في العراق بعد أن اقتلع الاحتلال الأميركي الدولة القديمة من أساسها.

الآن تبدو الحقائق أكثر وضوحا مما كانت عليه يوم ساد الهيجان الشعبي في ظل التفخيخ الإعلامي لظاهرة الربيع العربي.

من أبرز تلك الحقائق ما افتضح من علاقات ربطت مموّلي وداعمي جماعة الإخوان بالجماعات الإرهابية التي اتضح بما لا يقبل الشك أنها مجرد جيوب مقاتلة تدين بالولاء لفكر الإخوان المسلمين. ما فعلته الدول التي فجعت بانهيار مشروعها في إقامة دولة إخوانية تمتد على أراض عربية في شمال أفريقية أنها زادت في شراستها الإعلامية المعادية للدول التي أحبطت شعوبها ذلك المشروع وبالأخص مصر. قد يبدو الموقف الإيراني من مصر غريبا في اتساقه مع الموقف التركي، غير أنه سيكون واضحا ما أن ندرك أن ما حدث في مصر قد أحبط مسعى إيران لإنشاء هلالها الشيعي بعد أن تم دفن دولة الإخوان.

جماعة الإخوان باعتبارها قاعدة للفكر والعمل الإرهابيين هي القاسم المشترك الذي يجمع بين دول محور الإسلام السياسي وهي أيضا المدرسة التي تخرج منها جميع عتاة مجرمي الإرهاب. لذلك فإن الحرب على الإرهاب يجب أن تبدأ باقتلاع جذوره.

 

حروب المرتزقة

غسان الإمام/الشرق الأوسط/28 حزيران/17

في التاريخ المعروف، كانت الحروب شكلا من أشكال الفروسية. المنطوية على الشجاعة. والإقدام. والتضحية. والشهامة... كل هذه الصفات يقتضيها الالتحام المباشر بين الأجساد. فالسلاح الأبيض (السيف. الرمح. المطرقة. الترس...) يفرض اختصار المسافة بين المتقاتلين. هذه الحروب لم تعرف اللجوء إلى تجنيد المرتزقة. أو الحرب بالواسطة. كانت الحروب صناعة يمتهنها أبناء الدولة الأصليون. كانت واجبا مفروضا أو مطلوبا من طبقة معينة. طبقة مهابة. تحظى بالاحترام والتقدير. فهي جاهزة دائما للدفاع عن الوطن، إذا تعرض لخطر الغزو الخارجي. أو للاندفاع خارج الوطن لتأمينه. وليغدو عمقا استراتيجيا لجيوشه المنتشرة في القريب أو البعيد. بمعنى آخر، فقد كانت حروب الزمن الماضي تفرض تدريبا قاسيا لجسم المقاتل. ليتقن رشاقة الحركة السريعة. وتقنية الكر والفر. والانسحاب والهجوم. والتنسيق المنضبط مع الكتيبة والفرقة اللتين ينتسب إليهما. كذلك لا بد للمقاتل أن يتقن استخدام السلاح الأبيض. وكلما امتلكت الدولة أو الإمبراطورية جيشا يتحلى بهذه الصفات. والمعنويات. والأسلحة، كانت قدرتها على المواجهة والمناورة أوسع. بل كان استعداد الدولة أو الإمبراطورية للحرب كافيا لمنع نشوبها، إذا عرف العدو كيف يقدر القوة التي عليه أن يقاتلها. من هنا نشأ مبدأ «توازن الرعب» الذي له حساب كبير في استراتيجية منع الحروب في العصر الحديث. عندما يختل هذا المبدأ، كانت إسبرطة «المدينة الرياضية» قادرة على احتلال وإخضاع شقيقتها أثينا «المدينة المفكرة» الأكثر فائدة لإنتاج الثقافة والحضارة. مع ذلك، عرف التاريخ القديم نوعا من الارتزاق. أو بالأحرى شكلا من أشكال «استئجار» الأقوى للأضعف. فقد قبل العرب المناذرة المرابطون على تخوم الصحراء العراقية حماية الدولة الساسانية (الفارسية) لهم، في مقابل أن يكونوا حماة لحدودها الصحراوية المتطرفة. وقبل العرب الغساسنة حماية الإمبراطورية الرومانية لهم، في مقابل أن يكونوا «جرس إنذار» ينبهها إلى خطرٍ ما يهددها، مقبلٍ من الصحراء العربية.

على كل حال، لم يكن الغساسنة والمناذرة يعتبرون أنفسهم مرتزقة. فقد قاتل الغساسنة الذين نصّرتهم الإمبراطورية الرومانية الشرقية (بيزنطة) مع إخوتهم العرب المسلمين الذين حرروا الشام من الرومان. أما المناذرة فما لبثوا أن اندمجوا في العروبة والإسلام. وتركوا كسرى يجلد بحر الخليج الذي لم يُغرق العرب الفاتحين للعراق ولإيران. الدولة العربية التي رفضت أن تكون دولة مرتزقة، هي دولة تدمر النبطية. فقد بلغت أوج ازدهارها. وعمرانها. وقوتها في عهد ملكتها زنوبيا. أو بالأحرى الوصية على العرش والحكم. وقد أخضعها الإمبراطور الروماني أوريليانوس في حرب ضروس. دمر فيها عاصمتها تدمر. وبقيت آثارها وأعمدتها الشاهقة دليلا على حضارتها. وقد دمر تنظيم داعش البدائي الغاشم جانبا من هذا الإرث العربي النبيل. عندما أصبحت «السياسة»، في العصر الحديث، «حربا بوسائل أخرى»، اتجهت دول كبرى وإقليمية إلى تجنيد واستئجار مرتزقة ليخوضوا حروبها. وباتت هذه الظاهرة أحد معالم السلم والحرب في القرن الميلادي الحالي.

كانت أفريقيا بالذات مسرحا لحروب مهلكة مات فيها الملايين (في الكونغو. رواندا. بوروندي. الصومال. إثيوبيا. إريتريا...)، وأدارتها بالـ«ريموت كونترول» دول أوروبية كبرى. وأرسل الزعيم الكوبي فيدل كاسترو جيشا إلى أفريقيا، لمساعدة دول يسارية للتخلص نهائيا من الاستعمار.

بل استخدمت إسرائيل مرتين كدولة مرتزقة للإيقاع بالعرب. في حرب السويس (1956)، كانت إسرائيل ضلع المؤامرة الثلاثية (مع فرنسا وبريطانيا) لضرب نظام عبد الناصر، واسترجاع السيطرة على قناة السويس. وأنقذته أميركا آيزنهاور، بإجبار الدول الثلاث على الانسحاب.

ثم استعملت أميركا/ ليندون جونسون إسرائيل في حرب «النكسة»، لإلحاق هزيمة ماحقة بعبد الناصر والمشروع القومي العربي. ولم يُعرف إلى الآن الدور الذي ربما لعبه النظام الطائفي السوري، في توريط عبد الناصر، في حرب لم يكن مستعدا لها. الأطرف والأغرب أن أميركا/ بوش الثاني بدت هي نفسها دولة كبرى مستأجَرة لحساب أحزاب طائفية عراقية، لإسقاط نظام صدام. نعم، كان صدام عبئا ثقيلا على العرب، وعلى النظام الدولي. ولم يكن بد من تغييره. لكن تسليم أميركا بوش وأوباما العراق لأعوان إيران كان خطأ استراتيجيا كبيرا، أدى إلى ازدهار إرهاب «داعش» انتقاما من الشيعة وأميركا. وفقد العرب العراق، كجدار شرقي حام للأمة العربية. ومكَّن إيران من الهيمنة على سوريا. ولبنان. وحماس. والتسلل إلى اليمن. في إيران نظام مفترس. فقد جند تنظيمات وميليشيات متعددة الجنسيات، كمرتزقة تقاتل لحسابه، لكي يتجنب الاتهام الدولي والعربي له، بالتورط المباشر في الحروب التي تزلزل استقرار وأمن المنطقة العربية.

قلت وكررت منذ أسابيع أن هناك جيشا إيرانيا حقيقيا من المرتزقة، يقاتل في صحراء سورية تقترب الحرارة فيها من 50 درجة، تحت قيادة قاسم سليماني قائد «فيلق القدس». لا للوصول إلى القدس. وإنما للوصول إلى الرقة ودير الزور. ومنع أميركا ومرتزقتها الأكراد من الحلول محل «داعش» في شرق سوريا.

هناك حرب دولية - إقليمية في بادية الشام. تشارك فيها أميركا. أوروبا. تركيا. دول خليجية، بجيوش من المرتزقة: أكراد. لبنانيين. سوريين. عراقيين. مصريين. خليجيين. شيشان. أفغان... واستقدم سليماني معه إلى الصحراء ميليشيا «الفاطميون» من المرتزقة الإسماعيليين الكزخ في شمال أفغانستان.

خَيَّرت إيران مليوني شيعي أفغاني مقيمين لديها، بين العودة مع أسرهم إلى أفغانستان. أو القتال كمرتزقة في سوريا. والاستيطان فيها. لم تقتل الصواريخ الإيرانية «دواعش» الرقة، كما زعمت إيران. إنما أصابت المرتزقة الأكراد المقاتلين لحساب أميركا في المدينة المنكوبة. لحمايتهم، فقد أسقطت أميركا طائرتين للنظام السوري الذي لم يبق لديه سوى الطيران للقتال. فقد فر. أو قتل. وجرح. وفقد نحو 400 ألف مجند كانوا يشكلون الجيش النظامي. ستصل جيوش المرتزقة إلى الرقة. ودير الزور. سوف تنطلق هناك حرب مرتزقة جديدة. وقد تصل إلى مواجهة بين روسيا التي استأجرتها إيران. وأميركا التي استأجرها الانفصاليون الأكراد، لاستكمال إقامة دولتهم على أشلاء سوريا.

 

على الدوحة أن ترفع الراية البيضاء

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/28 حزيران/17

في وجه مقاطعة الدول الغاضبة، قطر مثل القط المحاصر الذي يبحث عن منفذ للتملص، وبدلا من أن يتعامل مع أزمته بواقعية ويعترف بأنه صار يمثل مشكلة خطيرة وكبيرة على الجميع في المنطقة، فإنه يعاود القفز البهلواني، مستعيداً حيله القديمة. للقط القطري نقول: دع عنك محاولات القفز من النوافذ، فللأزمة باب واحد عليك أن تخرج منه ومنها بالتفاهم مع جيرانك. لن ينقذك مرشد إيران، ولا جند الأتراك، ولا الدوائر الأميركية التي توحي لك بنصف حل، ولا تصريحات الألمان، ولا غيرهم ممن لجأت إليهم. مطالب الدول الأربع ثلاثة عشر، لكنها في الحقيقة لها هدف واحد؛ أن يكف نظام قطر أذاه وشروره عن دول المنطقة التي ستضيق عليه الخناق إن عاندها؛ حيث يبدو أن دول المنطقة حسمت أمرها بألا تسكت عن تهديد قطر لأمنها ووجودها، وستضيق عليها حتى تشعر بالأذى نفسه. أما لماذا هذا الإصرار، فإن مصر لأكثر من عامين وهي تدعو نظام قطر إلى أن يتوقف نهائياً عن دعم معارضيها؛ مسلحين أو مدنيين، فالشأن المصري يخص المصريين. وكذلك كانت تريد منه السعودية والإمارات؛ أن ينتهي من عمليات التمويل للمعارضة المتطرفة في الداخل والخارج، ويتوقف عن دعم الجماعات المسلحة ضدها في اليمن وغيره. أما البحرين، فقد عانت كثيرا وطويلا من تمويل القطريين للمعارضة المدنية والمسلحة.

أما لماذا تصر هذه الدول على إملاء شروطها الثلاثة عشر، فلأنها جربت التفاهم مع نظام قطر واكتشفت أكاذيبه. ففي اتفاق الرياض عام 2013 تعهد النظام القطري ووقع على وثيقة بألا يكون طرفاً في أي عمل ضد جارته السعودية. وبعد أن احتجوا عليه لأنه لم ينفذ ما وقع عليه، تذرع بأنه لم يف بشيء لأنه لم يتعهد بأي شيء. وأمام الإنكار الذي فاجأها، اقترحت الدول الوسيطة وضع آلية للتحقق من التزامات قطر، ولم يمض عام حتى عثروا على بصماته على كل أزمة واجهتهم، وتأكد لهم أنه يهيئ إلى ما هو أعظم ضدهم. وفوق الضرر كان يكذب؛ فقد ادعى أنه التزم. نعم حرفيا التزم ضمن الاحتيال على وثيقة الرياض، أنهى استضافة عدد من المعارضين المتطرفين في الدوحة ونقلهم على حسابه للعمل ضد بلدانهم في تركيا وبريطانيا والولايات المتحدة وغيرها وتولى تمويلهم. وبعضهم منحهم الجنسية القطرية حتى يزعم بأنه لم يعد يمول متطرفين سعوديين أو مصريين! أيضا ألزم قناته «الجزيرة» بعدم التعرض للسعودية، وأوقف التحريض وأشرطة الإرهابيين على شاشتها، لكنه عمد إلى إطلاق شبكات إعلامية متعددة تقوم بالدور نفسه، بينها محطات تلفزيونية بديلة، يقوم بتمويلها في بريطانيا وتركيا!

الآن يظن أنه يستطيع أن يكرر عمليات الاحتيال عليهم بصيغ مختلفة، لكن الأزمة كبرت. بالنسبة لمصر صارت أفعال قطر تمس أمنها، عندما تقوم بتمويل الجماعات الإرهابية المسلحة في ليبيا التي تهاجم الداخل المصري وسط احتفاء «الجزيرة» والتحريض الصريح ضدها. وكذلك السعودية التي ما عادت تسكت عن الحوثيين الذين يرمون مدنها بالصواريخ بدعم من الإيرانيين والقطريين. ولا يمكن أن تبقى صابرة على دفعها أموالا طائلة لتمويل سعوديين مغرر بهم يحاربون في صفوف تنظيمات «داعش» و«جبهة النصرة» في سوريا والعراق، ونحن ندرك أن هدف نظام قطر ومشروعه الحقيقي ليس إلا عودة هؤلاء السعوديين لاحقاً إلى السعودية للقتال هناك، مكررة قطر ما فعلته بتحريض السعوديين المتمردين على دولتهم، من المنضوين تحت لواء «القاعدة» في أفغانستان في العقدين الماضيين. المعركة واضحة؛ فقطر تستهدف الأنظمة، بإضعافها أو إسقاطها، ومن الحتمي أن يقابل فعلها بالمثل، لهذا خير للقط سيئ الفعل والسمعة أن يرفع الراية البيضاء، بدلاً من أن ينجرف وراء دعايته فيصدقها هو هذه المرة... يهدد ويتوعد بأنها ستكون «خيمة صفوان» ونحن نخشى عليه من أن يكون «ميدان رابعة»!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون التقى العبسي: للتضامن والوحدة بين الطوائف لمواجهة التحديات التي تعصف بدول المنطقة ومجتمعاتها

الثلاثاء 27 حزيران 2017 /وطنية - دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى "التضامن والوحدة بين مختلف الطوائف في المشرق العربي لمواجهة التحديات التي تعصف بدوله ومجتمعاته، والتي لا تفرق بين ابناء هذه المجتمعات وطوائفهم". كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، البطريرك الجديد لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك البطريرك مار يوسف الاول العبسي، على رأس وفد من مطارنة الطائفة والرؤساء العامين فيها من مختلف انحاء العالم، لشكره على تهنئته بانتخابه بطريركا.

والقى البطريرك العبسي كلمة قال فيها:

" فخامة الرئيس،

في أعقاب السينودس المقدس الانتخابي الذي التأم من التاسع عشر إلى الحادي والعشرين من شهر حزيران 2017، يسرنا، نحن أحبار كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك، أن نأتي لزيارتكم مع الآباء الرؤساء العامين لنعبر لفخامتكم عن شكرنا للتهنئة التي خصصتمونا بها وعن إحساسنا بالمسؤوليات التي تضطلعون بها وعن تقديرنا للمبادئ التي تستندون إليها في عملكم، لا سيما مبادئ العدالة والمساواة والحرية والسلام والمواطنة.

فخامة الرئيس، كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك كنيسة جامعة وتنتمي إلى الكنيسة الجامعة، وقد أتينا إليكم من أنحاء العالم، من لبنان وسوريا والأردن وفلسطين ومصر وأستراليا والأميركتين. كل بلد لنا فيه رعاة ومؤمنون نكون كلنا معا فيه، وتكون كنيستنا كلها حاضرة وفاعلة فيه.

نحن لنا في لبنان سبع أبرشيات ورهبانيات وأديرة تمتد على مساحته كلها، يرعاها سبعة مطارنة، يعملون بغيرة ونشاط وتفان، إلا أنهم ليسوا وحدهم، فرعاتنا كلهم وأبرشياتنا كلها، في العالم أجمع، إلى جنبهم يشجعونهم ويساعدونهم ما استطاعوا، على أن يكون حضورهم وعملهم في لبنان على خير ما يرام، من أجل أبنائهم ومن أجل الشعب اللبناني بأسره.

هكذا نفهم ونمارس الشراكة الكنسية والمحبة الأخوية، وهكذا نفهم ونمارس المواطنة أيضا، المواطنة المحلية والمواطنة العالمية، وعلى هذا النحو يكون حضورنا وعملنا في أي بلد كنا فيه، وهنا في لبنان بنوع خاص، أوسع وأقوى وأفعل.

لذلك، يا فخامة الرئيس، في مستطاعكم أن تعتمدوا على إخوتنا الأحبار والآباء العامين والرئيسات العامات أيضا الذين في لبنان لتحقيق ما تصبون إليه من مبادئ إنسانية ومواطنية، وما تستجلبه هذه من التزام وعمل وطنيين على مختلف الأصعدة. وإنهم هم من ناحيتهم يرغبون في أن يسهموا، بل يسهمون، في كل عمل من شأنه أن يقود إلى استقرار لبنان وازدهاره وسعادة أبنائه". اضاف: "فخامة الرئيس، إن هذين المفهوم والواقع اللذين لكنيستنا، يجعلاننا نرى ذاوتنا والكنائس الأخرى القائمة في لبنان، تحت مظلة واحدة، هي مظلة المسيحية المشرقية المتنوعة والغنية الوجوه والطاقات والمصادر، ويجعلاننا نرى أيضا ذاوتنا والكنائس الأخرى معا في حوار وتفاهم وتشارك مع الإخوة المسلمين في مجالات عديدة من أجل خدمة لبنان وخدمة كل بلد نحن فيه. فخامة الرئيس، نشكركم على استقبالكم ونطلب إلى الله تعالى أن يبارك شخصكم وعهدكم، بشفاعة أمنا مريم العذراء سيدة لبنان".

رد الرئيس عون

ورد الرئيس عون مرحبا، معربا عن سعادته باستقبال البطريرك العبسي والوفد، وقال: "نحن كمسيحيين في لبنان والمشرق، نعيش وحدتنا الكنسية بين الكنائس الكاثوليكية والارثوذكسية وبقية الطوائف، كما اننا نعيش الازمة نفسها".

اضاف: "هذا ما يدفعنا الى تعزيز وحدتنا، فهي التي ستساعدنا لتحديد الخسائر في هذه المرحلة الصعبة ولنتضامن للمحافظة على القدرة على الاستمرار للوقوف في وجه التحديات الراهنة. اليوم، نعيش مرحلة ما بعد العاصفة، ويجب علينا ان نتجدد ونتضامن لمواجهة آفات كبيرة تضرب مجتمعاتنا، ومنها على سبيل المثال المخدرات التي قلت في كلمتي بالامس لمناسبة اليوم العالمي لمكافحة هذه الآفة، ان ضحايا المخدرات يفوقون عددا ضحايا الحروب استنادا الى الاحصاءات والارقام. وفي هذا السياق، يمكن للكنيسة ان تستمر بالدور الذي تقوم فيه لنشر التوعية لدى العائلات وفي المدارس لتحصين الشباب من الانحدار الاجتماعي الذي يتنامى". ودعا الرئيس عون الى "معالجة الاوضاع الاجتماعية وخطر تفكك العائلات الذي يبرز من حين الى آخر في مجتمعنا، لا سيما وان العائلة هي الخلية الاساسية لبناء المجتمع".

وتمنى الرئيس عون للبطريرك العبسي التوفيق في مسؤولياته الروحية والوطنية الجديدة.

 

جعجع التقى مطارنة اوستراليا وساو باولو والمكسيك وعرض مع وزير الاشغال الاردني العلاقات الثنائية

الثلاثاء 27 حزيران 2017 /وطنية - عرض رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب مع وزير الأشغال الأردني سامي هلاسه، الأوضاع السياسية العامة في لبنان والمنطقة، في حضور رئيس مقاطعة الخليج في الحزب فادي سلامة ورجل الأعمال فادي صفير. ووضع الضيف الأردني الزيارة في إطار التعارف والتواصل الودي والعلاقات الثنائية المميزة بين لبنان والأردن، نافيا أن يكون حاملا رسالة من الملك الأردني الى رئيس القوات "كون الزيارة شخصية". الى ذلك، التقى جعجع راعي أبرشية أوستراليا المارونية المطران انطوان شربل طربيه، راعي أبرشية سيدة لبنان المارونية في ساو باولو المطران إدغار ماضي، راعي أبرشية المكسيك المارونية المطران جورج أبي يونس، ومسؤول قطاع الاغتراب في الرهبانية اللبنانية المارونية المدبر طوني فخري. وعرض المجتمعون أوضاع الجاليات اللبنانية ولاسيما أوضاع الطائفة المارونية في أوستراليا، ساو باولو.

 

فرنسا تشيد بتعيين سلامة ممثلا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا

الثلاثاء 27 حزيران 2017 /وطنية - اشادت فرنسا في بيان صادر عن السفارة الفرنسية في لبنان "بقرار الأمين العام للأمم المتحدة تعيين السيد غسان سلامة الممثل الخاص في ليبيا ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا". اضاف البيان: "إننا سنقدم له دعمنا التام من أجل تعزيز الحوار بين الأطراف الليبية وترسيخ العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة فضلا عن تنسيق المبادرات الدبلوماسية. وننوه في هذه المناسبة بأعمال سلفه السيد مارتن كوبلر الذي أنهى مهامه، والذي أدى دورا أساسيا على رأس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. ويعد الحل السياسي الذي يضم مختلف الأطراف الليبية الحل الوحيد الكفيل في تحقيق الاستقرار الدائم وإعادة إعمار البلاد. وتمثل هذه العملية السياسية القائمة على الاتفاق السياسي بين الأطراف الليبية الوسيلة الوحيدة لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة بصورة فاعلة، لذا تدعو فرنسا مختلف الجهات الليبية إلى إعادة الالتزام بهذه العملية. وفي هذا السياق، تعرب فرنسا عن حرصها على تنفيذ قرارات مجلس الأمن بالكامل وعلى التقيد بالآليات التي اعتمدها لا سيما الآليات المتعلقة بالامتثال للحظر المفروض على الأسلحة ومكافحة تصدير النفط غير الشرعي مكافحة فاعلة".