المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 26 حزيران/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.june26.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إيمان السامري الذي أقرنه بعمل الخير ومساعدة الجريح على طريق أريحا

الإِيْمَانُ إِنْ لَمْ يَقْتَرِنْ بالأَعْمَال، فهوَ مَيْتٌ في ذَاتِهِ

 

عناوين الأخبار اللبنانية

اللبناني رودي نورا... كاهنا في حيفا

المعجزة العونية: صرنا نشبه بريطانيا العظمى/: نيّال اللي عندو عّم مثل عمو لجبران/محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك

احتفالاً بالعصابات/أحمد الأسعد

العمالة والمحبة/خليل حلو/فايسبوك

شعب سمِج وممل/كمال يازجي/فايسبوك

الحريري ادى صلاة العيد في مكة المكرمة

لقاء بين الحريري وولي العهد السعودي: عرض للعلاقات والاوضاع في المنطقة

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

إسمع يا دولة الرئيس (٣) : في خواء الحوزة الدينية الشيعية اللبنانية

بيان بعبدا يجدّد البيان الوزاري ونصرالله يجدّد هجومه على السعودية

جرائم القتل تفجّر فتنة في «البيت الأزرق»: هل تجاوز المشنوق الحريرية؟

نصرالله في يوم القدس لا يريد حرباً مع اسرائيل!

نصرالله يعيد لبنان ساحة لتصفية الحسابات

نديم الجميّل يذكّر من زحلة بـ"المقاومة اللبنانية": لم يستشهدوا لنتقوقع

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الجيش الإسرائيلي يستهدف مواقع للنظام السوري

مدير CIA : إيران أكبر داعم للإرهاب في العالم

البحرين: الخلاف مع قطر سياسي والدوحة تصعد عسكرياً

أميركا: قطر تراجع قائمة مطالب دول المقاطعة

صحيفة اسرائيلية: محمد بن نايف خيّر بين التنحي أو الاختفاء في ظروف غامضة

 بشار الأسد يؤدي صلاة عيد «مسجلة»

أردوغان يفقد الوعي أثناء أدائه لصلاة العيد في المسجد

المرصد السوري: البغدادي حيّ

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هل يؤسس لقاء بعبدا لحوار بين فرنجية وباسيل/ابتسام شديد/الديار

السلاح المتفلت ليس دليل عافية/دوللي بشعلاني/الديار

الدين والشريعة.. وطروحات الفتور/رضوان السيد/الاتحاد

صواريخ دير الزور: حين تستجدي طهران المواجهة الكبرى/محمد قواص/الحياة

باني المستقبل... محمد بن سلمان/عبد الله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

إندونيسيا.. تنظيمات متطرفة جديدة/د.عبد الله المدني/الإتحاد

المطلوب من قطر/سوسن الشاعر/الشرق الأوسط

قل ما تشاء عن سورية وبلا حساب/عمر قدور/الحياة

تزاحم أميركا وإيران في سورية يعطل دور روسيا/جورج سمعان/الحياة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

نواف الموسوي: سنقاتل معا في لبنان صفا وحلفا واحدا إذا أقدم العدو على العدوان على لبنان

الراعي في قداس فاطيما في البرتغال: نموذجية لبنان بنظامه المنفتح على التعددية في إطار من التكامل بعيدا عن أي إقصاء أو تفرد في السلطة

الشعار في خطبة العيد: الدولة والكيان لا يقومان إلا بالقانون والدستور والوحدة

حسن في خطبة الفطر: لإقرار الموازنة والسلسلة وتصويب الوضع الاقتصادي

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إيمان السامري الذي أقرنه بعمل الخير ومساعدة الجريح على طريق أريحا

إنجيل القدّيس لوقا10/من25حتى37/:"إِذَا عَالِمٌ بِالتَّوْرَاةِ قَامَ يُجَرِّبُ يَسُوعَ قَائِلاً: «يا مُعَلِّم، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ ٱلحَياةَ الأَبَدِيَّة؟». فَقَالَ لَهُ: «مَاذَا كُتِبَ في التَّوْرَاة؟ كَيْفَ تَقْرَأ؟». فَقَالَ: «أَحْبِبِ ٱلرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَكُلِّ نَفْسِكَ، وَكُلِّ قُدْرَتِكَ، وَكُلِّ فِكْرِكَ، وَأَحْبِبْ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ». فَقالَ لَهُ يَسُوع: «بِالصَّوابِ أَجَبْتَ. إِفْعَلْ هذَا فَتَحْيَا». أَمَّا هُوَ فَأَرادَ أَنْ يُبَرِّرَ نَفْسَهُ، فَقَالَ لِيَسُوع: «وَمَنْ هُوَ قَريبِي؟». فَأَجابَ يَسُوعُ وَقَال: «كانَ رَجُلٌ نَازِلاً مِنْ أُورَشَلِيمَ إِلى أَرِيحَا، فَوَقَعَ في أَيْدِي اللُّصُوص، وَعَرَّوهُ، وَأَوْسَعُوهُ ضَرْبًا، وَمَضَوا وَقَدْ تَرَكُوهُ بَيْنَ حَيٍّ وَمَيْت. وَصَدَفَ أَنَّ كَاهِنًا كَانَ نَازِلاً في تِلْكَ الطَّرِيق، وَرَآهُ، فَمَالَ عَنْهُ وَمَضَى. وَمَرَّ أَيْضًا لاوِيٌّ بِذلِكَ المَكَان، وَرَآهُ، فَمَالَ عَنْهُ وَمَضَى. ولكِنَّ سَامِرِيًّا مُسَافِرًا مَرَّ بِهِ، وَرَآهُ، فَتَحَنَّنَ عَلَيْه، وَدَنَا مِنْهُ، وَضَمَّدَ جِرَاحَهُ، سَاكِبًا عَلَيْها زَيْتًا وَخَمْرًا. ثُمَّ وَضَعَهُ عَلَى دَابَّتِهِ، وَذَهَبَ بِهَ إِلى الفُنْدُق، وٱعْتَنَى بِهِ. وفي الغَد، أَخْرَجَ دِينَارَينِ وَأَعْطاهُمَا لِصَاحِبِ الفُنْدُق، وَقَالَ لَهُ: إِعْتَنِ بِهِ، وَمَهْمَا أَنْفَقْتَ فَأَنَا أُوفِيكَ عِنْدَ عَوْدَتي. فَمَا رَأْيُكَ؟ أَيُّ هؤُلاءِ الثَّلاثَةِ كَانَ قَريبَ ذلِكَ الرَّجُلِ الَّذي وَقَعَ في أَيْدِي اللُّصُوص؟». فَقَالَ: «أَلَّذي صَنَعَ إِلَيْهِ ٱلرَّحْمَة». فَقَالَ لَهُ يَسُوع: «إِذْهَبْ، وٱصْنَعْ أَنْتَ أَيْضًا كَذلِكَ».

 

الإِيْمَانُ إِنْ لَمْ يَقْتَرِنْ بالأَعْمَال، فهوَ مَيْتٌ في ذَاتِهِ

رسالة القدّيس يعقوب02/من14حتى23/:"يا إخوتي: مَا النَّفْعُ، يا إِخْوتِي، إِنْ قَالَ أَحَدٌ إِنَّ لَهُ إِيْمَانًا ولا أَعْمَالَ لَهُ؟ أَلَعَلَّ الإِيْمَانَ يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَهُ؟ إِذَا كانَ أَخٌ أَو أُخْتٌ عُرْيَانَيْن، يُعْوِزُهُمَا القُوتُ اليَّومِيّ، ووَاحِدٌ مْنكُم قَالَ لَهُمَا: «إِذْهَبَا بِسَلام، وٱسْتَدْفِئَا وٱشْبَعَا»، وأَنْتُم لَمْ تُعْطُوهُمَا حَاجَاتِ الجَسَد، فَأَيُّ نَفْعٍ في ذلِكَ؟

كذلِكَ الإِيْمَانُ أَيْضًا، إِنْ لَمْ يَقْتَرِنْ بالأَعْمَال، فهوَ مَيْتٌ في ذَاتِهِ. ورُبَّ قَائِلٍ يَقُول: «أَنْتَ لَكَ الإِيْمَان، وأَنا ليَ الأَعْمَال»، فأَقُولُ لَهُ: أَرِنِي إِيْمانَكَ بِدُونِ الأَعْمَال، وأَنَا أُرِيكَ بِالأَعْمَالِ إِيْمَانِي. أَتُؤمِنُ أَنْتَ أَنَّ اللهَ وَاحِد؟ حَسَنًا تَفْعَل! والشَّياطِينُ أَيْضًا تُؤْمِنُ وتَرتَعِد! أَتُرِيدُ أَنْ تَعْرِف، أَيُّهَا الإِنْسَانُ البَاطِلُ الرَّأْي، أَنَّ الإِيْمَانَ بِدُونِ الأَعْمالِ عَقِيم؟ أَمَا تَبَرَّرَ إِبْرَاهِيمُ أَبُونَا بِالأَعْمَال، لَمَّا قَرَّبَ إِسْحقَ ٱبْنَهُ على المَذْبَح؟ فأَنْتَ تَرَى أَنَّ الإِيْمَانَ كانَ يُعَاوِنُ أَعْمَالَهُ، وبِالأَعْمَالِ صَار إِيْمَانُهُ كامِلاً. فتَمَّ الكِتَابُ القائِل: «آمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِالله، فَحُسِبَ لَهُ ذلِكَ بِرًّا»، ودُعِيَ خَلِيلَ الله".

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

اللبناني رودي نورا... كاهنا في حيفا

وكالات/25 حزيران/17/الشاب اللبناني رودي نورا اختار الكهنوت طريقا لتحقيق اهدافه وطموحاته وهو في ذلك يعبر عن رغبة معظم اترابه... هنا في كنيسة حيفا اقيمت مراسم الكهنوت برئاسة المطران موسى الحج وبحضور نحو الفين وسبعمئة لبناني تجمعوا من مختلف مناطق سكنهم...

 

المعجزة العونية: صرنا نشبه بريطانيا العظمى/: نيّال اللي عندو عّم مثل عمو لجبران

محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك/25 حزيران/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=56551

الهيئة الاشتراعية في بريطانيا تتألف من مجلسين، مجلس العموم المنتخب من الشعب ومجلس اللوردات House of Lords وهو مجلس يضم "النبلاء" الذين تمنحهم ملكة بريطانيا لقب النبالة اي اللورد.

لقب النبالة هذا يتم توارثه ضمن العائلة ومثله يتم توارث المقعد في مجلس اللوردات٠

ولكن من ناحية الصلاحيات لا يتمتع مجلس اللوردات الا بصلاحيات محدودة جداً وشكلية والصلاحيات الفعلية هي للمجلس المنتخب اي مجلس العموم٠

بالعودة الى لبنان فقد حاول جبران باسيل ان يربط إقرار قانون الانتخاب بإنشاء مجلس شيوخ جديد على أساس طائفي وبرئاسة مسيحي وربما كان يحلم هو برئاسته طالما ان مقعده في البترون غير مضمون علماً انه وفقاً لتصورات هذه الطبقة السياسية فإن لقب شيخ وعضوية مجلس الشيوخ تعتبر من إمارات النبالة

لكن محاولات باسيل لم تنجح لأن البلد لا يحتمل مجلسين للطائفية والفساد٠

هنا جاءت المعجزة : اذ انعقد في بعبدا يوم الخميس الماضي مجلس "العشرة" لوردات Lords ويبدو انه تم اختيارهم على ما يتمتعون به من جاه ومال وسلاح وميليشيات وارتباطات بالخارج والاهم من قدرة على مصادرة الدولة ومؤسساتها٠

مجلس اللوردات هذا أعلن بكل وضوح انه هو الحاكم بأمره وهو الآمر الناهي في كل الشؤون الداخلية التي تخضع لقاعدة واحدة هي المحاصصة اي اعتبار البلد املاك خاصة يتم تقاسمها بين هؤلاء٠

المجلس النيابي ومجلس الوزراء صاروا في خبر كان٠انهم مجرد اتباع أو مأمورين قيمتهم الوحيدة هي ارضاء اللورد وعائلته اما من ناحية الصلاحيات فهؤلاء يبصمون على ما يقرره مجلس اللوردات٠

المهم تحقق لجبران باسيل حلم اكبر من مجلس الشيوخ وطبعاً اهم من مقعد البترون٠لم يحصل على مقعد نيابي لكنه صار العضو الأهم في مجلس اللوردات الذي اصدر ما سمّاه "وثيقة" تحمل بصمات باسيل العشرة: في الشق"الميثاقي" مبهمة وغامضة وسطحية تحاول الالتفاف المبتذل على اتفاق الطائف وعلى الدستور٠

أما في الشق الاقتصادي فهي مجرد ترويج دعائي لمشاريع باسيلية لا يستفيد منها الا أطراف المحاصصة ويرفضها الشعب اللبناني وتعوم على الكثير الكثير من الشبهات.

اما للشق الاصلاحي فهو الإصرار على تعيين المحاسيب والأزلام تحت مسميات متنوعة لكنها تصب جميعاً في خانة الحرب على المواطن وعلى معيشته وتعزيز وتعميم الفساد الذي ينخر الجسم اللبناني كلما قال هؤلاء انهم سيحاربونه.

التيار الباسيلي سيضع يده على كل المراكز في التعيينات القادمة وسيكون لباسيل حاشية معتبرة تضاهي بطانات وحاشيات اللوردات الآخرين ٠

صرنا نشبه بريطانيا العظمى ولكن بالمقلوب: الشعب لا قيمة له وكل الامتيازات للمجلس الجديد٠

المثل الشعبي يقول : "نيّال اللي عندو مرقد عنزة بلبنان"٠ الْيَوْمَ صار المثل : "نيّال اللي عندو عّم مثل عمو لجبران"

 

احتفالاً بالعصابات

أحمد الأسعد/25 حزيران/17

بطلقات الرصاص والقذائف الصاروخيّة ونحر الخراف، يُستقَبل زعماء العصابات في لبنان ابتهاجاً باطلاق سراحهم، كما رأينا قبل أيام في البقاع الخاضع لحكم الدويلة.

إذا حصل وتجرأت الدولة على توقيف مطلوب بعشرات القضايا والمذكرات والأحكام، من المحسوبين على قوى الأمر الواقع الشيعية، لا يطول الوقت حتى تتم تخليته، لأنه مدعوم، ومسنود، كما يقال.

المقرّبون من القوى الشيعية المهيمنة، ممنوع أن يحاسَبوا، أو أن تلاحقهم العدالة. يعيثون نصباً واحتيالاً وتهريباً وإتجاراً بالمخدرات وسرقةً وقتلاً ربما، ويتزعمون عصابات مسلحة، ومع ذلك يبقون أحراراً طلقاء، وإذا تم توقيفهم يوماً، سرعان ما تنجح تدخلات المستفيدين منهم في تحريرهم.

هذا هو النموذج الذي تَعِد به أحزاب الأمر الواقع الشيعية. لا تكتفي بتغطية المجرمين، بل تمنع الدولة من الوصول إليهم.

لا يتعلق الأمر بحالة واحدة، بل هو مناح عام. مناخ دولة داخل الدولة. مناخ محمية لا يمكن الإقتراب منها. مناخ دولة عاجزة عن فرض سلطتها على كامل أراضيها، ولا تتجرأ على فرض الأمن إلاّ بناءً على دعوة.

لبنان سيبقى أسير هذا الجو ما دام السلاح موجوداً في أيدي قوى غير الدولة، وما دام حزب الله وحلفاؤه يهيمنون على قرار الدولة.

 

العمالة والمحبة ...

خليل حلو/فايسبوك/25 حزيران/17

منذ أيام وبعد نشري لبوست معين علـّـق أحد الأصدقاء وهو رفيق سابق بكلام غير مباشر ولكنه موجه لي شخصياً ناعتاً إياي بصاحب القلم المأجور. طبعاً لا أرد أبداً على هكذا كلام الذي هو ما دون المستوى خاصة بين رفاق سابقين وقد وضعت صديقي السابق على لائحة الـBlock لتفادي سجالات عقيمة. هذا الكلام يدل على ما يلي:

رفض أي فكر مختلف وإصرار على "تأميم" الفكر والتوجه السياسي تماماً كما فعلت الأنظمة العربية وأنظمة حلف وارسو السابقة خلال 60 سنة وفشلت تماماً وانهارت أنظمتها ودارت الحروب فيها.

الفكر الآخر والرأي الآخر هو ليس عمالة وليس فكراً مأجوراً. العمالة صفة إستعملتها الأنظمة التوتاليتارية لقمع المعارضين وزجهم في السجون.

صديقي ورفيقي السابق لو يراجع صفحتي الفيسبوكية المفتوحة للعموم يجد أنني لم أنعت يوماً الأحزاب التي أخالفها الرأي كلياً بالعمالة. ذكرت عدة مرات أن هذه الأحزاب متحالفة مع قوى إقليمية فهي لها قناعاتها وخوفها وهواجسها، ولو أننا على خصومة وخلاف حاد، فالبشر لهم كل واحد رؤيته للأمور وهذا لا يعني عمالة أو أقلام مأجورة. الذين ينعتون الآخرين بالعمالة لمجرد فكرهم المختلف يعانون من فوبيا مرّ عليها الزمن وهم مصرّون على إحياء هذه الفوبيا على غرار ما يحدث في كل من أوروبا وروسيا من فوبيا تؤججها الأحزاب القومية والأحزاب اليمينية المتطرفة والتي ترى أعداءً في كل إنسان أو مجموعة بشر تختلف معها ثقافياً. هذا مرفوض تماماً ...

لا يمكن لأحد فرض الرأي بالقوة على الآخرين. تركيا العثمانية حكمت لبنان بالقوة 400 سنة ولم يبقى منها شيء ورحلت في العام 1918 بإجماع لبناني ولو إختلفت الآراء في حينه على مستقبل لبنان ... السلاح يستطيع فرض أمر واقع ولكنه لن يستطيع كسب العقول والقلوب حتى من أهل داره. معركة كسب القلوب والعقول هي معركة مَحَبـّـة وليس معركة إتهامات باطلة. التكابر والتهديد والإتهام بالعمالة لن يكسبوا أصحابهم التأييد بل سيحصدون المزيد من الحقد والكراهية بينما المطلوب هو نشر الثقة وثقافة المحبة وقبول الآخرين تحت عنوان المواطنة.

 

شعب سمِج وممل

كمال يازجي/فايسبوك/25 حزيران/17

لن تبقى قرية صغيرة في لبنان لن تُقيم هذا الصيف حفلة في ساحة الضيعة يأتي اليها للغناء. معّاز من القرية المجاورة او واحدةٌ من قِحاب الفن.

وإذا امتدّت الحفلة على يومين يسمّونها مِهرجانات دولية. كل ذلك طبعاً بتوجيه من الحرم المصون للزعيم المحلي او وجيه القرية او رئيس البلدية..شعب سمِج وممل

 

الحريري ادى صلاة العيد في مكة المكرمة

الأحد 25 حزيران 2017 /وطنية - أدى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري صباح اليوم صلاة عيد الفطر المبارك إلى جانب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في مكة المكرمة، في حضور الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ورئيس المالديف السابق محمد وحيد وعدد كبير من الأمراء والمسؤولين السعوديين وحشد كبير من المصلين الذين اكتظ بهم المسجد الحرام والساحات المحيطة. وعقب الصلاة، استقبل خادم الحرمين الشريفين الرئيس الحريري في قصر الصفا بمكة المكرمة، إلى جانب الرئيسين هادي ووحيد وعدد من الأمراء والعلماء والوزراء وكبار المسؤولين السعوديين، حيث تناول الجميع مائدة الإفطار على مائدة الملك سلمان بن عبد العزيز.

 

لقاء بين الحريري وولي العهد السعودي: عرض للعلاقات والاوضاع في المنطقة

وكالات/الأحد 25 حزيران/17/زار رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ظهر اليوم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في قصر السلام في جدة. وتم خلال اللقاء عرض للعلاقات اللبنانية السعودية والأوضاع في المنطقة عموما.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

إسمع يا دولة الرئيس (٣) : في خواء الحوزة الدينية الشيعية اللبنانية

جنوبية/25 يونيو، 2017/قد لا يكون دولة الرئيس نبيه بري (حفظه الله) معنياً بشكل مباشر بالقضية التي عصفت بالمجمتع العلمائي الشيعي عقب كلام للشيخ ياسر عودة؛ ولكنه معني بشكل غير مباشر، وإذا كنا نفضّل أن لا نجاهر بقضايا الجسم العلمائي، إلا أن البيانات والردود التي انتشرت .. تلزمنا بإثارة هذه القضية على الملأ لتصويب الأمور. قد لا يكون دولة الرئيس نبيه بري (حفظه الله) معنياً بشكل مباشر بالقضية التي عصفت بالمجمتع العلمائي الشيعي عقب كلام للشيخ ياسر عودة؛ ولكنه معني بشكل غير مباشر، وإذا كنا نفضّل أن لا نجاهر بقضايا الجسم العلمائي، إلا أن البيانات والردود التي انتشرت .. تلزمنا بإثارة هذه القضية على الملأ لتصويب الأمور. دولة الرئيس: لا ينبغي مرور الكرام على هذه الحادثة، فهي ذات دلالات وأبعاد، وتؤشر على المنحى الخطير الذي يشهده الواقع الشيعي اللبناني عموماً، والجسم العلمائي خصوصاً، علماً أن هذه المسألة مرشحة لأن تتكرر كثيراً مع تفاصيل صغيرة أخرى في المستقبل القريب..فعلى مدار الأسبوع المنصرم انشغل الوسط الحوزوي بأمر لا يحتاج لهذا الحيز الكبير، مع ملاحظة الإنحدار في المستوى من جسم يفترض أنه مفعم بالقيم و المبادئ و المناقبية؛ وهو ما أبرز الخواء الحقيقي الذي يعتري تركيبة علماء الدين الشيعة اللبنانيين، حيث غياب المرجعيات الدينية الأبوية ضمن الطائفة !!!و هنا تكمن مسؤولية الثنائي الشيعي، الذي منع قيام حيثيات علمائية وازنة، نتيجة أداء القوى الحزبية السياسية الشيعية، التي لا مصلحة لها بوجود علماء دين بارزين، يتمتعون بحضور في الأوساط الشعبية، لذا نرى الثنائي الشيعي يحارب – بكل ما أوتي من قوة – لمنع العلماء الفضلاء من ممارسة دورهم الطبيعي، و إلزامهم بالعمل من خلال نافذة إحدى القوتين، وتالياً ينعدم حضور أهل العلم، على اعتبار أن الإنصياع للمنظومات السياسية يُفقد العالم الديني دوره وقيمته، لصالح الجهة السياسية التي ينتمي إليها. وإلا، إذا لم ينضوِ تحت سقف حزبي فحينها يُحارب على كل المستويات، وقد يخوّن ويتهم بالتآمر والعمالة … ما يقزم دوره، ويعيقه عن بلورة حيثيته الطبيعية.أستاذ نبيه: قد لا تدركون مخاطر هذا الأمر راهناً، لكن سرعان ما ستظهر مساوئه على الطائفة ككل، وحتى على القوى الحزبية نفسها، كون قوتها تستمد من قوة الطائفة وحضورها، و إذما ضعف حضور الطائفة فينعكس ضعفاً على الأحزاب بشكل مباشر وفوري …

فلم يكن من مصلحة عامة بعقم الوسط الحوزوي، عن انتاج مرجعيات دينية وازنة، أمثال : الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين، و أية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله..

دولة الرئيس: إذا كانت أمور محدودة جداً تهدد الاستقرار “العلمائي” إن صحّ التعبير؛ فماذا سيصيبنا عند المفاصل الكبرى والمصيرية ؟!!! هذا بشكل عام، و بمعزل عن تقييم ما حصل، و لكن إذا أردت أن أكون شفافاً و موضوعياً، و دون أن أجامل أحداً، فإن الخطأ صدر عن أكثر من طرف، فالشيخ ياسر عودة لم يراعِ اللياقة المفترضة مع النبي محمد ص، والشيخ علي بحسون لم يصفح للشيخ ياسر الذي اعترف بالخطأ و تراجعه عنه، فكان يفترض التجاوز عما حصل، كما أن مؤسسة المرحوم السيد محمد حسين فضل الله ناورت كثيراً في هذه المعمعة، وظهر (النفَس المصلحي) كثيراً في تعاطيها ..، كذلك فقد ظهرت المبالغات في بيان الشيخ يوسف سبيتي، حيث لم يكن يحتاج الأمر لهذه الدرجة من الحِدة.. وهذا ما ينسحب على سواهم أيضاً.

دولة الرئيس: بعد هذا التوصيف، أجرؤ بالإفصاح عن رأيي المتواضع، حيث إن الذي أوصلنا لهذا المستوى هو السياسة الحزبية، التي منعت أهل العلم القيام بدورهم، وجعلتهم أسيرين للمنظومات السياسية، حتى أضحوا يخطبون ودها، وفي الوقت الذي لم يكن يحق للشيخ عودة التحدث بهذه الطريقة عن النبي، لكن من الأجدى بنا دراسة خلفية كلامه في هذا المورد وسواه، و دراسة خلفية حدّة الردود عليه أيضاً، كونها تندرج كلها في سياق واحد ..حي…

 

بيان بعبدا يجدّد البيان الوزاري ونصرالله يجدّد هجومه على السعودية

إعداد جنوبية 24 يونيو، 2017

اللقاء التشاوري بعبدا   

يقول مراقبون ان بيان بعبدا الذي انبثق عن اللقاء التشاوري الذي دعا اليه رئيس الجمهورية أول أمس، يعتبر صيغة محدَّثة للبيان الوزاري وإعادة قراءة له بطريقة مبسطة وعملية، وهو بمثابة جردة تقييمية لأداء الحكومة بعد ستة أشهر من تشكيلها، والعبرة في التنفيذ. فقد اطلق اللقاء التشاوري في بعبدا «خطة عمل» الرئيس ميشال عون للحكومة ومجلس النواب خلال الاحد عشر شهرا الفاصلة عن الانتخابات التشريعية الموعودة، وهي في واقع الحال نسخة مطورة عن البيان الوزاري لحكومة «استعادة الثقة» ومعززة بدعم رئاسي. وبحسب الانباء الكويتية، فإنه “كما كان متوقعا، فقد تجنب اللقاء والخطة التي حظيت باجماع اعضائه المختلفين فيما بينهم او الذين تصالحوا بالمصافحة، التطرق الى المسائل السيادية المتصلة بتورط حزب الله في الحروب الاقليمية، وتحميل لبنان ارتدادات هذا التورط، وهو ما تناوله امس الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه السنوي بمناسبة يوم القدس العالمي الذي تحييه ايران، وركزت ـ اي الخطة ـ على الجوانب الاقتصادية مع تمرير خيار خصخصة مؤسسات الدولة الذي كشف عنه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والذي تناوله بيان اللقاء تحت عبارة «الورشة الاقتصادية الشاملة»، ما اعتبره حزب الكتائب «مشروعا جديدا للنهب المقونن”. خطة العمل الرئاسية اوصت بالتنفيذ الكامل للخطة الحكومية من اجل تأمين الكهرباء على مدار الساعة، وهذا يعني تمرير استئجار البواخر من خلال ادارة المناقصات والحفاظ على المياه كثروة استراتيجية للبنان، ما يعني مواصلة سياسة بناء السدود على غرار سد جنّة المختلف عليه، واستثمار الثروة البترولية في البحر حسب البرنامج الموضوع لها هذه السنة. وفي سياق متصل فان الرئيس الحكومة سعد الحريري شدد على اهمية التوافق، ودعا الى التعمق في القضايا الميثاقية لاسيما منها الغاء الطائفية السياسية وانشاء مجلس الشيوخ. ولفت الوزير مروان حمادة الذي مثّل النائب وليد جنبلاط في اللقاء الى ان الشق الميثاقي دقيق وان موضوع مجلس الشيوخ بحاجة الى بحث.

نصرالله يصعّد ضد السعودية

أكّد أمس السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله في كلمته في يوم القدس العالمي أنّ داعش هو صناعة أميركية بتمويل سعودي وتسهيل تركي وشدد نصرالله أنّ سوريا دولة مركزية في محور المقاومة وداعم اساسي لحركات المقاومة. كما أشار إلى أنّه هناك أسباب عديدة للحرب على اليمن أهمها أن السعودية ومن خلفها لا تقبل بوجود تيارات شعبية موقفها حاسم من الصراع مع العدو الإسرائيلي. وقال أنّ “الذي يتآمر ويقدم الأثمان ويفتح الأبواب لإسرائيل من أجل التطبيع هو النظام السعودي”. مضيفاً “على العلماء في العالم العربي والإسلامي أن يعرفوا حقيقة أهداف النظام السعودي ويواجهوه”.وأشار نصرالله إلى أنّه من “المؤسف أنّ السعودية هي رأس الإرهاب وتأتي اليوم لتحاسب جيرانها بتهمة دعم الإرهاب”. وخلص إلى أنّ “الحرب على الإرهاب يجب أن تبدأ من السعودية عبر إدانته وتوقيف مناهج التعليم في المملكة”.

أشرف ريفي: اذا بليتم بالارهاب فاستتروا!

وفي ردّ مباشر على خطاب نصرالله غرّد اللواء اشرف ريفي قائلا: “من إغتال حزبه رفيق الحريري وشهداء ثورة الأرز،هاشم السلمان وسامر حنا ومن قتل الشعب السوري هو الوجه الآخر لداعش.إذا ابتليتم بالإرهاب فاستتروا!”مضيفا “نصر الله يتحدث عن جلب مقاتلين عرباً وأجانب الى لبنان، فيما دولة الفساد والإنبطاح تتفرج وتستقيل من مسؤولياتها الوطنية”. وتابع ريفي “عندما يستمر نصر الله بلعب دور الأداة الإيرانية في العالم العربي فذلك يشكل ضرراً فادحاً على لبنان . هل الصمت الرسمي مجرد صمت أم تواطؤ ؟”.وخلص ريفي إلى القول “لنصر الله نقول: إعلم أن لا مكان لمشروعك الإيراني في لبنان ، فلا الإنتصارات الوهمية تخيفنا، ولا التهديد ولا الإستقواء”.

 

جرائم القتل تفجّر فتنة في «البيت الأزرق»: هل تجاوز المشنوق الحريرية؟

نسرين مرعب /جنوبية/24 يونيو، 2017

تدوينة فيسبوكية، تسأل صاحبتها عن ارتفاع عدد الجرائم، وعن المساءلة، والمحاسبة، ولكن الناشطة نسيت أنّها في لبنان وطن المحاصصة الطائفية والتمديد اللاشرعي! لارا صقر الناشطة والصحافية تساءلت في أيّ وطن هي، وأين دور الجهات المناط بها حماية الأمن. ولكن يبدو أنّ ما قالته لارا لم يعجب بعض أهل السياسية، فتحوّلت تدوينة وثقت بها 17 جريمة قتل حصلت في 21 يوماً، إلى مؤامرة تُحاك ضد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق. مما استدعى تفريغ مادة إعلامية نشرت صباح اليوم لدحض ما قالته لارا وإثارة الشبهات حول كل ما تتبع له أو لا تتبع، فتحوّلت المواطنة اللبنانية التي مارست حقّها الدستوري بالمحاسبة لرصاصة زرقاء، وذراع حريرية، هدفها اغتيال المشنوق معنوياً، بعد أن أصبح منافساً قوياً للحريرية السياسية في بعض المناطق. ما نقوله ليس استنتاجاً ولا فبركة، فالانتخابات على الأبواب والتزاحم على الزعامة السنية ليس محصوراً بين الرئيس سعد الحريري واللواء أشرف ريفي، بل يمتد إلى الوزير المشنوق.

فالمقال أشار بشكل واضح وصريح إلى جماهيرية للوزير المشنوق تنبت على أطراف المستقبل، وإلى ولادة مجموعة ما تسمى بـ”أنصار المشنوق”! إلا انّ كل ما سبق ليس إشكالية، يحق للمشنوق أن يطمح، وأن يضع الزعامة هدفاً له بغض النظر عن الولاء والوفاء.

ولكن أن يتحوّل مقال ينتقد وزارة الداخلية حول الأمن، إلى مخطط أزرق تقوده أذرع تابعة للحريري، لاستهداف المشنوق، فهنا لا بد من الوقوف ملياً! في لحظة كتابة المقال الذي كان هدفه تبرئة الوزير وإدانة لارا صقر وبعض المستقبل وحتى تاريخ نشره وثقت 3 جرائم، وفي لحظة قراءته سُمع صوت رصاص أطلق من مسدس غير مرخص قد يخلّف إصابة بطلقة طائشة. أكثر من 90 ضحية في أقل من أربعة اشهر، كل يوم أكثر من جريمة، وأكثر من ضحية ولأسباب تافهة، نسكافيه، ثياب، فيسبوك… ثم يأتي بعد كل هذا وزير الداخلية والبلديات، المنزعج ربما من ناشطة قالت له “فل”، فيقول لنا “أنّه مستهدف”!

وزير الداخلية ليس مستهدفا، ولكنّه معني بأجوبة، معني بأن يقول لنا أنّ ملف الجرائم الذي تحوّل إلى ظاهرة معنية هو على طاولته ليدرس الحلول والآليات الممكنة! قضية الأمن اللبناني ليست قضية سياسية ولا قضية انتخابات، وتيار المستقبل مستهدف لذا لا مجال المزيد من المهاترات والانقسامات التي لا تصب إلا لصالح حزب الله، ولو أنّ هناك ما يقال عن توجّس الوزير المشنوق لخطر على حضوره بعد عزل الأمير محمد بن نايف الذي كان تربطه به صداقة وطيدة. ختاماً، كان الأكثر منطقية لو قرأنا اليوم مقالاً يبحث في الجرائم ويطرح آليات جادة لوضع الحدّ لها بدلاً من تسخيفها والتركيز على الحملات الانتخابية التي لن يستفيد منها الا الممانعون.من هنا، عذراً من كاتب المقال المجهول الهوية، فمعالي وزير الداخلية ليس مستهدفا وإنّما المطالبة هي من موقع المسؤولية. عذراً، فنحن المستهدفون، نحن المهددون بالموت كل يوم على الطرقات، لأفضلية مرور أو لفنجان قهوة، أو ربما لمبتهج قرّر أن يفرّغ رصاصة في رؤوسنا!

 

نصرالله في يوم القدس لا يريد حرباً مع اسرائيل!

نسرين مرعب/جنوبية/ 25 يونيو، 2017/في ذكرى يوم القدس العالمي، أطلّ أمين عام حزب الله متعلقاً بانتصارات وهمية، ومستعيناً بتقارير اسرائيلية ومستغلاً قضية فلسطين للتعبئة ولتجييش البيئة المحيطة به. اعتلى السيد حسن نصرالله منصته رافعاً سقف خطابه العروبي، فمادة اليوم هي القضية الفلسطينية أي الشماعة التي استغلها واستنفد رصيدها في طرق القدس الطائفية والتي باتت تمر في كل الدول العربية. في يوم القدس العالمي، حمل نصرالله وحده راية فلسطين، موزعاً الاتهامات للدول العربية ببيعها والتخلي عنها والسعي للتطبيع مع اسرائيل. فيما أكّد أنّ الدولة الإيرانية وحدها التي تلتزم بهذه القضية، وأنّ الالتزام نابع من العقيدة ومن الدين، ومن الإيمان! إيران على حد تعبيره هي قوة عظمى، وحامية حمى المسلمين، هكذا جسدها نصرالله لجمهوره المصفق، فيما السعودية هي منبع الإرهاب والوهابية والفكر المتطرف. التقارير الإسرائيلية لم تغب عن خطابه، فبعد الخسائر التي مني فيها في القلمون وتدمر وصولاً إلى إعدام أحد عناصر حزب الله على يد تنظيم داعش الإرهابي الجماهير تحتاج لحقنة مورفين، ولجرعة شجاعة، وبالطبع القالب الاسرائيليلبيس”، والعدو يريد لنصرالله أن يجاهر خطاباً بقوته فيما هو وحزبه يتابعان الغرق في وحول الحرب السورية واليمنية والبحرينية…لم يتوقف نصرالله عند الأحداث الأخيرة، لم يقدم التعازي، لم يذكر لا القلمون ولا تدمر، وإنّما استعرض ما قاله وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، فاستفاض في تفنيد التقارير التي تعيد إحياء أمجاد سابقة. إلا أنّ نصرالله الذي أكّد أنّ ما من حرب مع اسرائيل، شدد أنّه في حال شنّت اسرائيل حرباً على لبنان أو سوريا فإنّ الأجواء قد تفتح لعشرات الاف المقاتلين من العالم العربي والاسلامي ليكونوا شركاء بالمعركة. في هذا السياق تواصل موقع “جنوبية” مع الباحث والمحلل السياسي مدير جميعة “هيا بنا” لقمان سليم الذي علّق على خطاب السيد حسن نصرالله فيما يتعلق بفتح الأجواء قائلاً “لنرى تعليق الرفيق جبران باسيل”. مضيفاً “ما قاله نصرالله يختصر بأمرين، الأمر الأوّل أنّه أعاد تشريج وضع المقاومة ومحورها وقضيتها على (شارجير) القضية الفلسطينية، لنعود بالتالي إلى موضوع التلطي بفلسطين وتحرير فلسطين وما إلى ذلك، أما الأمر الثاني فهو قوله أنّه ما من حرب مع اسرائيل بما معناه هم لا يريدون أن يفتحوا حرب معنا ولا نحن نريد أن نفتح حرباً معهم”. وقال سليم فيما يتعلق بتجاهل الخطاب لضحايا القلمون وتدمر من مقاتلي حزب الله الذين اسرت داعش احدهم وعمدت إلى إعدامه، أنّ “نصرالله لا يبالي باللبنانيين الشيعة لا في سوريا ولا في العراق حيث يدفعون الدم، ولا في الخليج حيث يدفعون المال، هو يعتبر نفسه جزءا من المنظومة الإيرانية والمنظومة الإيرانية لا تبالي بمن تضحي”. متابعاً “أنا سعيد بالخطاب وأشعر بالشماتة بهؤلاء العشرة الذين اجتمعوا في بعبدا، فهو سفّههم جميعاً أي التسعة رؤساء الأحزاب ورئيس الجمهورية ليأتوا ويخبرونا اليوم إن كان نصرالله مخطئا، متى يقومون هم ليصححوا الخطأ، وكيف سيدافعون عنّا تجاه هذه السياسات الرعداء التي قادنا نصرالله إليها ويقود لبنان لها”. وخلص سليم إلى أنّ خطاب نصرالله تقليدي فالشتائم معهودة والتسلق على القضية كذلك، إضافة إلى تشريج الممانعة على البطارية الفلسطينية وأنّه ما من حرب مع اسرائيل.

 

نصرالله يعيد لبنان ساحة لتصفية الحسابات

"السياسة الكويتية" - 25 حزيران 2017/حذرت أوساط لبنانية رفيعة من “تداعيات مواقف الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله على لبنان بعد تهديداته بفتح الحدود أمام الآلاف من المقاتلين، وهذا أمر بالغ الخطورة وسيودي بلبنان إلى المجهول واستخدامه كساحة لتصفية الحسابات”.

وأشارت الأوساط في حديث لصحيفة ”السياسة” الكويتية، إلى أن “مواقف نصرالله التصعيدية ضد السعودية، بمثابة ضربة قوية لموسم الاصطياف الذي يعول عليه لبنان لإنعاش اقتصاده”، مشددة على أن “نص الله وكلما وجد أن لبنان على أبواب استعادة عافيته السياسية والاقتصادية، يقوم بافتعال أزمات وإطلاق المواقف للنيل من الدول الشقيقة، ترجمة لتوجه إيراني واضح لاستهداف الدول العربية وتحديداً الخليجية منها، وهذا سيفاقم من عزلة لبنان العربية والدولية”.

 

نديم الجميّل يذكّر من زحلة بـ"المقاومة اللبنانية": لم يستشهدوا لنتقوقع

تمت ازاحة الستارة عن لوحة شارع الرئيس بشير الجميل في مدينة زحلة، وقال النائب نديم الجميّل: "أن شهداء المقاومة اللبنانية سقطوا من أجل كل لبنان وليس من أجل أن نتقوقع في منطقة محدودة"، ودعا زحلة الى "الانفتاح والتواصل مع محيطها، لأنها نموذجا لهذا الانفتاح". وطالب "بمشروع وطني يؤمن فرص عمل للشباب لمنعهم من الهجرة". وأضاف: "عندما نقف في مدينة زحلة، نفهم تماما معنى وقفة الأبطال والعنفوان ووقفة الشباب الذين استشهدوا وهم ينظرون الى فوق، ولم يطأطئوا الرأس يوما وصمدوا حتى الشهادة. تحية إكبار ووفاء لكل الشهداء والأبطال الذين دافعوا عن زحلة وعن كل ال 10452 كلم2". وتابع: "بعد 35 عاما، تأتي هذه إعادة تسمية شارع بشير الجميل لتأخذ معناها الكامل بالربط بين الماضي والحاضر، بين التاريخ وجغرافية لبنان، وبالتالي ربط زحلة وشهدائها بسائر الشهداء. فتضحيات بشير الجميل لم تنحصر فقط في الأشرفية أو عين الرمانة، إنما تعدتها من زحلة الى قنات الى القبيات والجنوب وجزين وجميع المدن والبلدات التي قدمت تضحيات حتى يبقى لبنان حرا مستقلا". وتابع: "سقط الشهداء من أجل الأمن والحرية، لا من أجل التقوقع والانعزال، لأن زحلة كانت وما زالت نموذجا للانفتاح على جوارها وعلى البقاع". ولفت الجميّل الى أنه "مثلما لعبنا في الماضي وعبر العصور دورا رياديا في هذا الشرق، أي الرابط بين الحضارات، ومثلما أدخلنا الى لبنان الثقافة والتطور والعلم، علينا أن نستمر بانفتاحنا على الآخرين ونعمل من أجل مشروع وطني يؤمن الحرية والأمان للمسيحيين ولجميع مكونات هذا الوطن. هذا الدور المطلوب منا، يجب أن يعطي لشبابنا الأمل ورؤية جديدة من أجل البقاء في هذا الوطن. والبقاء يتطلب طبعا مكونات صمود إقتصادية وإجتماعية، وبدونها، وبدون فرص عمل للشباب، سيلجأ شبابنا الى الهجرة خارج لبنان لتأمين لقمة العيش الكريم، وسيفقدون الأمل بهذا الوطن".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الجيش الإسرائيلي يستهدف مواقع للنظام السوري

الأحد 1 شوال 1438هـ - 25 يونيو 2017م/القدس - فرانس برس/أطلقت القوات الإسرائيلية النار على مواقع سورية، الأحد، للمرة الثانية خلال يومين بعد سقوط عدة قذائف في مرتفعات_الجولان المحتلة، بحسب بيان للجيش. وأضاف البيان أن الجيش "استهدف مربضين للمدفعية وشاحنة ذخيرة تابعة للنظام السوري".

وذكر البيان أن الجيش طلب من الإسرائيليين الابتعاد عن المناطق المفتوحة قرب القنيطرة، حيث دارت معارك عنيفة. وكان الجيش_الإسرائيلي قصف، السبت، جواً عدداً من المواقع التابعة لقوات النظام_السوري في منطقة القنيطرة، واستهدف دبابتين وبطارية مدفعية. وجاء القصف الإسرائيلي في أعقاب سقوط عشر قذائف في شمال الجولان المحتلة، خلال معارك عنيفة دارت منذ الصباح بين قوات نظام_الأسد وفصائل سورية معارضة. وظلت إسرائيل إلى حد كبير بمنأى عن الحرب السورية واكتفت بالمراقبة من مرتفعات الجولان المحتلة ونفذت ضربات جوية من حين لآخر أو ردت بإطلاق النار في مواجهة تهديدات محددة. واحتلت إسرائيل هضبة الجولان السورية في حرب 1967.، فيما تطالب دمشق باستردادها.

 

مدير CIA : إيران أكبر داعم للإرهاب في العالم

الأحد 1 شوال 1438هـ - 25 يونيو 2017م/دبي - قناة العربية/قال مايك_بومبيو، مدير وكالة_الاستخبارات_المركزية الأميركية "سي آي أيه"، إن  إيران هي أكبر دولة داعمة للإرهاب في العالم، وإن نفوذها توسع كثيرا خلال السنوات الأخيرة. وحذر بومبيو، خلال لقاء مع قناة "أم أس أن بي سي" الأميركية، السبت، من النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط قائلاً: "اليوم نرى توسع نفوذ هذا البلد (إيران) بشكل كبير، خلال الست أو السبع سنوات الأخيرة". وأضاف المسؤول الأميركي: "لو ألقينا نظرة إلى نفوذهم (إيران) في الحكومة_العراقية وتعاونهم مع الحوثيين في اليمن، والقوة المتنامية لحزب الله في لبنان والميليشيات الشيعة (الحشد الشعبي) الذين يخوضون حرباً قرب الحدود السورية والميليشيات الشيعية في سوريا، سنرى أن إيران متواجدة في جميع أنحاء الشرق الأوسط". وكان بومبيو (52 عاماً)، قد أكد في يناير الماضي قبل توليه وكالة الاستخبارات المركزية رسمياً، في إشارة إلى تدخلات #طهران في المنطقة: "إن إيران أصبحت تلعب دوراً أكثر تخريباً وتدميراً في الشرق الأوسط". كما يعد بومبيو من المعارضين للاتفاق النووي مع طهران. وصرح بأن الإيرانيين (السلطات) يمارسون الغش بحرفية، وينبغي رصدهم بعناية، في إشارة إلى #الاتفاق_النووي المنعقد بين طهران والدول الست الكبرى.

 

البحرين: الخلاف مع قطر سياسي والدوحة تصعد عسكرياً

الاثنين 2 شوال 1438هـ - 26 يونيو 2017م/دبي - العربية.نت/أكد وزير خارجية البحرين، خالد بن أحمد آل خليفة، الاثنين، أن أساس الخلاف مع قطر سياسي وأمني وليس عسكري، مبيناً أن قطر تتحمل التصعيد العسكري يإحضار الجيوش الاجنبية إلى أرضها. وأوضح في في تغريدة على حسابه الرسمي على تويتر بالقول "أساس الخلاف مع قطر سياسي وأمني ولم يكن عسكري قط، احضار الجيوش الأجنبية وآلياتها المدرعة هو التصعيد العسكري الذي تتحمله قطر".

 

أميركا: قطر تراجع قائمة مطالب دول المقاطعة

الأحد 1 شوال 1438هـ - 25 يونيو 2017م/دبي - قناة العربية/أعلنت وزارة_الخارجية-الأميركية، الأحد، أن قطر بدأت مراجعة قائمة_المطالب التي قدمتها الدول المقاطعة للدوحة. وقالت واشنطن إن هناك "مجالات مهمة تضع أساساً لحوار يؤدي لحل الأزمة"، وحثت جميع الدول على "مواصلة الحوار وتخفيف لهجة الخطاب للمساعدة في تخفيف التوترات". هذا وسلمت الكويت، التي تقوم بمهمة الوساطة بين دول الخليج الثلاث، البحرين والسعودية والإمارات، بالإضافة إلى مصر، أخيراً، قائمة بمطالب الدول الأربع إلى قطر لتنفيذها كشرط لعودة العلاقات الدبلوماسية، وتتضمن 13 بنداً تتم الموافقة عليها خلال عشرة أيام من تاريخ تقديمها وإلا تعتبر لاغية. وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، أعلن أن قطر سربت المطالب الخليجية، وهذا يعبر عن عمق الأزمة، قائلاً إن "تسريب المطالب يسعى لإفشال الوساطة في مراهقة قطرية معتادة. كان من الأعقل أن تتعامل الدوحة مع مطالب ومشاغل جيرانها بجدية".

وشملت قائمة المطالب إعلان قطر خفض التمثيل الدبلوماسي مع إيران وإغلاق ملحقياتها ومغادرة العناصر التابعة والمرتبطة بالحرس الثوري الإيراني الأراضي القطرية والاقتصار على التعاون التجاري بما لا يخل بالعقوبات المفروضة دولياً على #إيران وبما لا يخل بأمن مجلس التعاون لدول الخليج العربية وقطع أي تعاون عسكري أو استخباراتي مع طهران. وتضمنت المطالب قيام قطر بالإغلاق الفوري للقاعدة العسكرية التركية الجاري إنشاؤها حالياً ووقف أي تعاون عسكري مع تركيا داخل الأراضي القطرية، وإعلان قطر قطع علاقاتها مع جميع التنظيمات الإرهابية والطائفية والإيديولوجية وعلى رأسها تلك التنظيمات التي تهدد مملكة البحرين وغيرها من منظمات وردت في قائمة المنظمات التي تدعمها قطر المعلن عنها من الدول الأربع، ومن أبرزها جماعة الإخوان وداعش والقاعدة وفتح الشام (جبهة النصرة سابقا) وحزب الله اللبناني، وإدراجها ككيانات إرهابية وضمها إلى قوائم الإرهاب وإقرارها بتلك القوائم والقوائم المستقبلية التي سيعلن عنها.

كما شملت المطالب، إيقاف جميع أشكال التمويل القطري لأفراد أو كيانات أو منظمات إرهابية أو متطرفة، وكذلك المدرجون ضمن قوائم الإرهاب في الدول الأربع، والقوائم الأميركية والدولية المعلن عنها، وقيام قطر بتسليم جميع العناصر الإرهابية المدرجة والعناصر المطلوبة لدى الدول الأربع، والعناصر الإرهابية المدرجة بالقوائم الأميركية والدولية المعلن عنها والتحفظ عليهم وعلى ممتلكاتهم المنقولة وغير المنقولة لحين التسليم، وعدم إيواء أي عناصر أخرى مستقبلاً والالتزام بتقديم أي معلومات مطلوبة عن هذه العناصر خصوصاً تحركاتهم وإقامتهم ومعلوماتهم المالية وتسليم كل من أخرجتهم قطر بعد قطع العلاقات وإعادتهم الى أوطانهم، بالإضافة إلى إغلاق قنوات الجزيرة والقنوات التابعة لها. وطالبت دول المقاطعة، الدوحة بوقف التدخل في شؤون الدول الداخلية ومصالحها الخارجية ومنع التجنيس لأي مواطن يحمل جنسية إحدى الدول الأربع وإعادة كل من تم تجنيسه في السابق بما يخالف قوانين وأنظمة هذه الدول وتسليم قائمة تتضمن كل من تم تجنيسه من هذه الدول الأربع وقطع الاتصالات مع العناصر المعارضة للدول الأربع وتسليمها كل الملفات السابقة للتعاون بين قطر وتلك العناصر. وتضمنت المطالب التزام قطر بأن تكون دولة منسجمة مع محيطها الخليجي والعربي علي جميع الأصعدة (عسكرياً – سياسياً – اقتصادياً – اجتماعياً – أمنياً) بما يضمن الأمن القومي الخليجي والعربي وقيامها بتفعيل اتفاق الرياض لعام 2013م واتفاق الرياض التكميلي لعام 2014م وتسليم قطر جميع قواعد البيانات الخاصة بالمعارضين الذين قاموا بدعمهم وكذلك إيضاح كل أنواع الدعم الذي قدم لهم، وإغلاق جميع وسائل الإعلام التي تدعمها قطر بشكل مباشر أو غير مباشر.

ولم تخرج هذه المطالب، بعيداً عن بنود اتفاق_الرياض الذي جرى التوقيع عليه من جانب قطر عام 2014، بما يبطل أي حجة أمام قطر لرفضها.

 

صحيفة اسرائيلية: محمد بن نايف خيّر بين التنحي أو الاختفاء في ظروف غامضة

جنوبية/25 يونيو، 2017/نشرت صحيفة يديعوت  أحرونوت الاسرائيلية تقريراً تحدثت فيه عن إعفاء ولي العهد السعودي محمد بن نايف من ولاية العهد وتعينن الأمير محمد بن سلمان مكانه. وبحسب هذا التقرير فإنّ بن نايف لم يكن لديه الكثير من الخيارات، إذ خيّره مجلس الأسرة المالكية بين التخلي عن العرش والتعويض المالي له وبين الاختفاء بظروف غامضة.

 

 بشار الأسد يؤدي صلاة عيد «مسجلة»

جنوبية/25 يونيو، 2017/أدى الرئيس السوري بشار الأسد صلاة عيد الفطر في جامع النوري وسط مدينة حماة، وهذه تعد الزيارة الأولى له منذ بداية الثورة السورية. وبحسب صفحات المعارضين فإنّ هذه الصلاة مسجلة ولم تعرض كنقل مباشر، إضافة إلى أنّ وقت العرض كان مخالف للوقت الفغلي لصلاة العيد.

 

أردوغان يفقد الوعي أثناء أدائه لصلاة العيد في المسجد

وكالات/25 حزيران/17/فقد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الوعي أثناء أدائه لصلاة العيد في المسجد، وفقا لصحيفة Hurriyet. ولفتت الصحيفة،الى ان اردوغان شعر بالمرض، صباح اليوم الأحد، أثناء تأديته لصلاة العيد. وقال أردوغان بعدها شعرت بالسوء بسبب ارتفاع الضغط المرتبط بمرض السكري. وأضاف أنا الآن بخير. وأضافت الصحيفة عندما أغمي على الرئيس التركي، هرع الحراس إليه ومن ثم الأطباء، ولم يسمح للصحفيين بالاقتراب والدخول إلى المسجد، وبعدها إلتقى أردوغان مع الصحفيين.

 

المرصد السوري: البغدادي حيّ

"الرأي الكويتية" - 25 حزيران 2017/أكد مدير «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبدالرحمن «عدم صحة الرواية الروسية المتعلقة بمقتل زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي»، في حين أفاد مصدر محلي في محافظة نينوى العراقية، امس، بأن «داعش» نشر تعميما مفاجئا في معظم مساجد تلعفر غرب المحافظة، يدعو فيه عناصره لترقب بيان مهم في شأن زعيمه. وفي حديث لصحيفة «الراي» الكويتية قال عبدالرحمن، أمس «سبق وتم قتل الكثير من قادة التنظيم ولم يؤثر ذلك عليه، لكن المؤكد ان 2017 سيكون نهاية التنظيم في سورية وستنتهي سيطرته على مناطق داخل أراضيها رغم ان مقتل البغدادي لن يكون له علاقة بانهيار التنظيم». وشدّد على ان «الإرادة الدولية موجودة لإنهاء تنظيم داعش في غضون هذا العام، وقد ينتهي في الرقة وتبقى فلول منه في دير الزور». وعن أماكن تواجد البغدادي وقادة التنظيم، أجاب عبدالرحمن: «قادة الصف الأول في التنظيم متواجدون في المنطقة الحدودية بين العراق وسورية، وقد يكون البغدادي متواجداً في أي مكان آخر والمرصد لا يملك معلومات حول هذه القضية فهي أمر متعلق بالاستخبارات الدولية».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هل يؤسس لقاء بعبدا لحوار بين فرنجية وباسيل؟

ابتسام شديد/الديار/25 حزيران 2017

قبل جلوس سليمان فرنجية على طاولة حوار بعبدا ومصافحته رئيس الجمهورية ورئيسي التيار الوطني الحر والقوات التي اسست في الشكل لمناخات ارتياح في الوسط المسيحي كان وزير الأشغال يوسف فنيانوس يعبر في مجلس الوزراء عن استيائه من الحليف في الضاحية الذي يستمر بمسايرة التيار الوطني الحر بمشهد متناقض عن ايجابيات مشهد بعبدا، فموقف الوزير المردي أوحى على مسافة متقاربة من حدث بعبدا ان موقف المردة بالمبدأ لا يزال على حاله ولم يطرأ الكثير من التطورات الايجابية التي تؤسس لمصالحة وشيكة تعيد الحليفين في التيار الوطني الحر والمردة الى حالتهما التي سبقت الانتخابات الرئاسية. ففي بعبدا تصافح «الرجلان « في المكان الذي كان السبب لخلافهما السياسي الكبير وافتراقهما بعد حلف استراتيجي وسياسي عميق، الا ان تلك المصافحة كما تقول اوساط سياسية مطلعة لا تعني ان تطوراً هاماً وايجابياً يعوّل عليه لانهاء الخلاف السياسي بين عون وفرنجية بقدر ما هو «كسر للجليد» القائم منذ مدة، فأي لقاء ثنائي في اي غرفة من غرف القصر لم يحصل واية مبادرة نوعية او ذات صلة بالمرحلة المقبلة لم تحصل بل ان الأمور بدت متروكة على حالها ولتحليلات المنجمين في فنجان العلاقة. 

بدون شك فان فتح صفحة جديدة قد لا يحتاج الى جهود كثيرة، فلا شيء في الموضوع الشخصي مع رئيس الجمهورية كما يردد سليمان فرنجية دائما، لكن المصالحة وعودة الامور الى مسارها السابق تحتاج الى شبه معجزة تقريباً، فما بين الرئيس والبيك يقف تفاهم معراب والتيار الوطني الحر والقوات بات تحالفهما ثابتاً وحتمياً، تقسيم المناطق وتوزع الحصص بين الطرفين حصل تقريباً في مرحلة مباحثات تفاهم معراب، حجم التناغم العوني والقواتي لا يمكن هضمه بسهولة من قبل الحليف السابق في بنشعي، ومصافحة جعجع ليست المصافحة الاولى لكن موانع كثيرة تمنع التلاقي مع رئيس القوات منها ما هو قديم والجديد منها معروف واضح في استعدادات القوات للانتخابات ولما بعد الانتخابات بعد سنوات، هذا ما يتوجس منه فرنجية اليوم ويلاقيه فيه ايضاً رئيس التيار الوطني الحر.

يعتبر كثيرون ان فرنجية رفع السقف في مخاصمة بعبدا «وشطح» كثيراً وقطع اشواطاً بعيدة في الخلاف اذ كان يشعر ان هناك محاولات للالتفاف عليه والغائه سياسيا من جراء تفاهم معراب، ونظرية المؤامرة لا تزال قائمة، وعليه فان الانتخابات المقبلة ستكون محطة مفصلية لتحديد الاحجام والاوزان والاقوى مسيحياً، وعليه حتى الساعة فان الفريق العوني يعمل للانتخابات وفق تحالفاته الجديدة الا اذا طرأت موانع القانون والنسبية، فيما الفريق المردي يحضر للانتخابات بوتيرة مضاعفة لانه افتراضياً حتى الآن يواجه حليفه السابق والقوات. الاستعدادات في زغرتا عرين فرنجية تشبه ما يحصل في الكورة التي لا تقل شأناً، وفي بعبدا المعركة السياسية والخدماتية قائمة بين العونيين والمردة منذ فترة واذا كان انتقال رئيس التيار الى قصر بعبدا عاملاً قوياً فان انتقال المردة الى وزارة الأشغال فتح لها باباً خدماتياً في مناطقها فيما يستمتع الوزراء العونيون بـ «نعمة» الخدمات التي طالما حرموا من ذكر اسمها وكانت حكراً لغيرهم. 

في لقاء بعبدا الاخير لقاءات «فاترة» وسلام «رفع عتب» بين المتخاصمين هكذا بدت الصورة بين الوزير جبران باسيل ورئيس تيار المردة، ففي حقبة الخلاف العوني لطالما شكل باسيل «راجمة الصواريخ» التي قصفت بنشعي بالعيارات الثقيلة بوصفه بالاقطاع السياسي وتخوينه في معركة الرئاسة. فكلام باسيل يعبر عن الخلاف وان كانت خفاياه تتعلق بالمرحلة التي ستلي الانتخابات النيابية الى الاستحقاق الرئاسي بعد خمس سنوات فسليمان فرنجية من الأسماء البراقة في الملف الرئاسي وهو لو ان حزب الله لم يحسم الرئاسة لمصلحة ميشال عون لكان فرنجية يجلس اليوم على كرسي بعبدا، فيما باسيل يحاول ان يحجز موقعاً على قائمة مرشحي رئاسة الجمهورية بعد سنوات.

اكثر من مرة تحدث فرنجية كما المرديون عن محاولات إلغاء سياسية وعزل في الانتخابات النيابية، وهذا ما جعل فرنجية يعمل على خلق معالم تحالف سياسي جديد ضم في مناطق معينة اخصاماً سابقين لمواجهة تسونامي القوات والتيار الافتراضي، خصوصاً وان التيار الوطني الحر سعى الى استفزاز المردة بلقاءات وتحركات في عرين المردة، ساهت في خلق جو معاكس بشد العصب المسيحي في الشمال امام محاولات استهداف فرنجية. فرئيس تيار المردة الذي جرى استضعافه في التسوية الرئاسية ثم لملم أوراقه وعاد الى حكومة سعد الحريري بدون ان يشارك الى جانب الأخير في ذكرى 14 شباط «ممنوع شطبه» من المعادلة الانتخابية في عرينه الزغرتاوي وهذه المعادلة ثابتة في حسابات حزب الله وقيادات 8 آذار مهما كان شكل التحالفات او القانون الانتخابي.

من المؤكد ان الحليفين السابقين في التيار الوطني الحر والمردة يقفان على مسافة متباعدة في الملف الانتخابي وثمة الكثير من الملفات الخلافية بينهما وحيث لم تفلح معها جهود حارة حريك سابقاً لتقريب المسافات وانهاء القطيعة بعد ان خرجت الامور عن سياق السيطرة الفعلية لقيادة الضاحية بعدما تفاقم الخلاف وزاد التعنت السياسي وصار الحليفين عدوين حقيقيين يتجهان الى ترجمة احقادهما السياسية في الصناديق الانتخابية.

هل يؤسس لقاء بعبدا لمرحلة مختلفة بعد كسر الحاجز بين رئيس الجمهورية ورئيس تيار المردة؟ يرى المتابعون ان مشاركة فرنجية قطعت المسافة وهو ابدى ليونة في التعاطي مع موقع الرئاسة واستعداداً لزيارة بعبدا عندما توجه الدعوة اليه، لكن هذا لا يعني سقوط كل الحواجز بين الحليفين السابقين او ان الطريق صارت سالكة، فالتيار الوطني الحر حيث هو اليوم في السلطة يبدو غير مستعجل لمصالحة شاملة وكاملة والعودة الى حال الأمس، هو الذي يزهد اليوم بالسلطة و يتبجج بتفاهماته السياسية التي اوصلته الى قمة السلطة حيث هو، فلا شيء يخسره كثيراً بالاستمرار بمخاصمة فرنجية ولا شيء يربحه بمصالحة سطحية، فالحال ان رئيس التيار الوطني الحر انتقل الى القصر واحتل وزارات وأنجز تحالفاً سياسياً وانتخابياً مع معراب لم يكن يحلم بها، في حين ان فرنجية لا يبدو «محروقاً» على مصالحة قد لا تكسبه كثيراً خصوصاً ان رئيس تيار المردة عانى «الأمرين» على طاولة الاصلاح والتغيير وقبل ان يتمكن العونيون من الحكم فكيف ستكون الاحوال اليوم خصوصاً وان فرنجية مرشح دائم للرئاسة المقبلة، عدا ذلك فان فرنجية يرتاح الى تحالفاته التي انجزها وتموضعه السياسي الى جانب رئيس المجلس والزعيم الاشتراكي الذي شكل مظلة حامية له عندما قررت بعبدا ان تستمر بمعاداته ووضع الفيتوات الوزارة عليه.

في حين ان علاقة بنشعي وبيت الوسط رغم الانتخابات الرئاسية وظروفها لا تزال تحافظ على مستويات جيدة. فالنائب فرنجية من المؤكد في حال استمرار القطيعة مع العونيين وفي ظل عدم توقع حصول اي اختراق في العلاقة سيكون في مواجهة مؤكدة معهم وسيكون له تحالفاته الخاصة ربما مع المستقبل وربما تحالفات غريبة عجيبة للنفاذ من التسونامي لانه يواجه قرار القضاء عليه انتخابياً بعد محاولة ضربه سياسياً في المعركة الرئاسية. 

رئيس تيار المردة لا مانع لديه من التقرب من بعبدا وتلبية اية دعوة رئاسية لكنه لا يقبل الخضوع لاحد كما يقول عارفوه، المصالحة لا تعني الاستسلام او الذهاب الى التحالف، هو بدون شك انجز تموضعات سياسية جديدة، ومرتاح الى موقعه السياسي الجديد والى الجبهة السياسية المتينة التي تجمعه مع رئيس المجلس ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، فرئيس المجلس فاوض في التشكيلة الحكومية لانتزاع حصة المردة، والتفاهم السياسي مع عين التينة يكسب في السياسة لكن مردوده في الانتخابات النيابية يكاد يوازي الصفر حيث لا مناطق مشتركة في الانتخابات بين المردة والحليف الشيعي في عين التينة من هنا فان المردة وفق الاوساط السياسية في حال لم تحصل المصالحة الشاملة مع العهد او التحالف الذي اصبح شبه مستحيل سيكون حتماً في خندق انتخابي مواجهاً التيار الوطني الحر في الشمال وجبل لبنان المتحالف مع القوات وربما متحالفاً مع اخصام سابقين وحلفاء جدد على الساحة الشمالية خصوصاً التي تشهد تحولات سياسية كبيرة.

 

السلاح المتفلت ليس دليل عافية

دوللي بشعلاني/الديار/25 حزيران 2017

ثمّة غضب كبير قائم اليوم في الشارع اللبناني من الأمن المكشوف، وغير الممسوك، ليس من جهة الإرهاب أو التهديدات الإسرائيلية المستمرة للبنان، فالجيش اللبناني يُمسك زمام الأمور ويُواجه المتطرّفين على الحدود، ما يُطمئن الداخل لدرجة كبيرة. أمّا الخشية فمن السلاح المتفلّت الذي يملكه العديد من المواطنين اللبنانيين وباتوا يستخدمونه لأتفه الأسباب، فيقع كلّ يوم ضحية أو أكثر إمّا جرّاء الخلاف على حادث سير بسيط أو أفضلية المرور، أو لأسباب تتعلّق بمسائل الشرف والثأر التي لم نكن نسمع بها الا لدى العشائر.

ويبدو أنّ الوضع ليس مطمئناً، ليس بالنسبة للبنانيين فقط، إنّما أيضاً لبعض المراقبين الدوليين الذين يشدّدون على ضرورة استمرار الهدوء والحفاظ على الاستقرار في لبنان، على ما تقول أوساط ديبلوماسية، وما يحصل اليوم ليس دليل عافية، ولا يدلّ على حسن التعايش المشترك سيما أنّ الجاني والضحية غالباً ما يكونان من طائفتين مختلفتين. وهذا الأمر، بحسب رأيها، يوحي بأنّ ثمّة مخططاً ربما لإعادة الفتنة بين المسيحيين والمسلمين، على غرار ما كان عليه خلال سنوات الحرب الماضية، وهذا شيء خطر.

فإذا لم يتمكّن التكفيريون من توتير الوضع الداخلي، أو تحويل الساحة اللبنانية الى ساحة جهاد، على ما جرى في كلّ من العراق فسوريا، فإنّه لا بدّ للدولة من إمساك الأمن الداخلي بين اللبنانيين أنفسهم إذ يكفيهم ما يعانونه من مشاكل جرّاء النزوح السياسي ومزاحمة السوريين لهم على السكن والطبابة والاستشفاء، كما على مهن كثيرة. وعلى هذا الأساس، تقول الأوساط انّه لا بدّ من فضح الجهة السياسية التي تؤمّن السلاح للذين يستخدمونه، لا سيما الذين هم من ذوي السوابق، في الجنح والجرائم وتعاطي المخدرات وما الى ذلك.

الإجراء اليتيم الذي سجّلته وزارة الدفاع بإلغائها جميع تراخيص الأسلحة الصادرة عن العام 2016 جيّد، لكنها اعتبرته غير كافٍ، وتساءلت: لماذا لم تتخذ إجراءات أكثر حزماً، وماذا عن حاملي التراخيص في السنوات السابقة والسنة الحالية؟ وهل يكفي بالتالي إلغاء تراخيص الأسلحة لكي يخشى المتفلّتون من استخدامها، علماً أنّ عدّة جرائم حصلت حتى الآن بسلاح غير شرعي، أي غير مرخّص.

كثيرون نادوا بتطبيق حكم الإعدام ليكون رادعاً وللتخفيف من نسبة ارتكاب الجرائم، ولا سيما أنّ عددها تفاقم بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، فعندما تقوم الدولة بإعدام مجرم واحد، بحسب رأيها، عندئذ يعد الآخرون للمئة قبل أن يسحبوا السلاح ويُطلقوا النار على الأبرياء. غير أنّ المعلومات لا تشير حتى الآن الى أنّ الدولة تنوي إعادة تطبيق هذه العقوبة، ولو فعلت لكان هناك عدد كبير من الموقوفين الحاليين يستحقّون أن تُطبّق فيهم أحكام الإعدام الصادرة بحقّهم نظراً لارتكابهم الجرائم بوحشية ومن دون شفقة أو رحمة أو حتى ندم بعد ارتكابها، وأوّلهم طارق يتيم الذي قتل المواطن جورج الريف في منطقة الجميزة- الصيفي في 15 تموز من العام الماضي في وضح النهار من دون شفقة ولا رحمة، وعلى مرأى من زوجته والمارّة وأبناء المحلّة، بسبب اصطدام بين سيارتي القاتل والمغدور.

عقوبة الإعدام لا تزال قائمة في الدستور اللبناني، بحسب بعض المعلومات القانونية، وإن أُدخلت بعض التعديلات على بعض المواد، فبات تطبيق هذه العقوبة شبه نادر إذ تخفيضها الى أشغال شاقّة مؤقّتة أو مؤبّدة، علماً أنّ المحاكم لا تزال تتخذ الأحكام بالإعدام وهي كثيرة. ولهذا تقول الأوساط نفسها أنّه لا يجب إذاً اتخاذ أحكام بالإعدام ما دام القانون يعطي أعذاراً مخفّفة لها، وإن كانت بعض المواد في القانون مثل المادة 257 لا تزال تنصّ على تشديد العقوبة وإنزال الإعدام بدل الأشغال الشاقّة المؤبّدة. لكن لأنّ حذف النصّ القانوني قد يُضعف هيبة السلطة وعمل محاكمها، لهذا تبقى عقوبة الإعدام مُدرجة فيه أنُفّذت أم لم تُنفّذ. علماً أنّ عقوبة الإعدام طُبّقت للمرة الأخيرة في لبنان منذ 13 عاماً حين أعدم ثلاثة أشخاص في الوقت نفسه داخل سجن رومية، إثنان رمياً بالرصاص وواحد شنقاً، ومنذ ذلك الحين لم يعد أي قاتل تُطبّق عليه عقوبة الإعدام.. وقد جرى تنفيذ 53 حكماً بالإعدام من بداية عهد الرئيس بشارة الخوري إلى نهاية عهد الرئيس إميل لحود. وبين عامي 1994 و1998 (خلال ولاية الرئيس الياس الهراوي) تمّ إعدام 14 شخصاً. 

واليوم، قبل أن تتزايد الجرائم في السنة الأخيرة، كان يجري الحديث عن إصدار رئيس الجمهورية قراراً بالعفو عن بعض الموقوفين أو المحكومين الذين يستحقّونه، وليس عن إعادة تطبيق الإعدام الذي يتطلّب موافقة رئيس الجمهورية ورأي لجنة العفو، على ما تنصّ عليه المادة 420 أ.م.ج. وما يليها، وبات حاجة رادعة يُطالب فيها الكثيرون، وإن كان الإعدام يبقى مرفوضاً لدى بعض الطوائف وجمعيات حقوق الإنسان، لأنّه من غير المنطقي، من وجهة نظرها تأمين العدالة بمعاقبة المجرم بالقتل نفسه.

وإذا كان تنفيذ أحكام الإعدام غير ممكن اليوم لأسباب كثيرة، إلاّ أنّه لا بدّ من أن تجد الدولة رادعاً قوياً يُخفّف من نسبة الجرائم اليومية، كأن تُطبّق القانون بحزم، لا أن تعمد الى إطلاق أحد القتلى بعد أشهر من ارتكاب جريمته لأنّه محمي من هذا الزعيم أو هذا السياسي أو المسؤول. فمثل هذه الأمور يُفاقم الجريمة بدلاً من أن يحدّ منها، لا سيما إذا ما وجد كلّ شخص محمي من قبل جهة سياسية ما، أنّه باستطاعته ارتكاب الجرم والإفلات من العقاب بسهولة.

أمّا في ما يتعلّق بالرصاص الطائش الذي يُستخدم في الأفراح والأتراح، وقبل كلّ إطلالة لهذا الزعيم أو ذاك، فإنّ الأحزاب قادرة، بحسب المعلومات، على ضبطه بشكل كبير، والدليل أنّ الضحايا جرّاء هذا الرصاص قد خفّ تدريجاً، مع اتخاذ بعض الأحزاب قراراً بمنع إطلاق النار في الهواء في أي من هذه المناسبات المذكورة. كذلك فإنّ الدولة باستطاعتها ملاحقة المخالفين في هذا السياق، لا سيما وأنّه ممنوع قانوناً.

 

الدين والشريعة.. وطروحات الفتور

رضوان السيد/الاتحاد/25 حزيران/17

ما انقطع الجدال في مسائل الدين والدولة والشريعة في أوساط الدارسين العرب والمسلمين ثم الغربيين منذ ستينيات القرن الماضي، وكان الحزبيون الإسلاميون وأنصارهم بين الأكاديميين هم البارزين في النقاش. وقد مضوا من مكافحة التغريب والغزو الثقافي إلى القول بالتقابل بين فقه الشريعة والقوانين الوضعية، ومن الدولة الوطنية والمدنية إلى القول بالحاكمية. وفي السبعينيات وما بعدها صار مناط الشرعية في الدين والدولة عندهم العمل بأساليب مختلفة على تطبيق الشريعة. أما اليساريون والعلمانيون الليبراليون فانصبّت جهودهم على مكافحة الموروث الديني الفقهي والكلامي باعتباره الحائل دون الدخول في عالم العصر. وأُحرج الإسلاميون بعض الشيء عندما انفجر الإسلام الجهادي في الثمانينيات والتسعينيات، ثم ما لبثوا أن اطمأنّوا إلى أنّ الجميع سيلجؤون إليهم وبخاصةٍ الغربيون، لأنهم لا يمارسون العنف، ويقولون بالتلاؤم بين القديم والحديث. وعندما هاجمت «القاعدة» الولايات المتحدة عام 2001 اندلعت الحرب العالمية على الإرهاب وما تزال، في حين ظلَّ اليساريون والقوميون العلمانيون حتى وقتٍ قصير مصرّين على الهجوم على الموروث والتقليد، باعتبار أن الأصوليين العنيفين يمثلونه، والمؤسسات الدينية لا تستطيع الخروج منه.

لقد أردْتُ من وراء هذا التمهيد الدخول على الجدال الذي تجدد في الأيام الأخيرة بشأن أطروحات الأستاذ وائل حلاّق وبخاصة في كتابه الأخير «الدولة المستحيلة» الصادر عام 2013. وحلاّق، إلى جانب الألماني هارالد موتسكي، هما أكبر الدارسين في الغرب المعاصر للفقه الإسلامي الكلاسيكي، وقد عمل حلاّق أكثر من موتسكي على تكون النظام الفقهي والنظريات الفقهية. ومضى قُدُماً في كتابه الكبير «الشريعة» (2011) لدراسة حركات التجديد الفقهي، والمحاولات الحثيثة للتلاؤم في الأزمنة الحديثة، لكنه في كتابيه الأخيرين (2011، 2013) بدأ يميل إلى إصدار تقييمات لأسباب فشل عمليات التلاؤم والتحديث، شأن نُقَّاد الخطاب الاستعماري، من العروي وإلى إدوارد سعيد، مع ما يخالط ذلك من أحكامٍ عامةٍ حول مشروع الدولة الغربية الحديثة من جهة، وإمكانيات استمرار الفقه الإسلامي من خلال التجديد التلاؤمي من جهة أخرى، فقال حلاق بأنّ المشروع الحداثي مُدان باللاأخلاقية والإطلاقية، أمّا التلاؤمية الإسلامية رغم جهودها الكبرى، فالفشل مكتوبٌ عليها، لأنها لا تستطيع إنجاز قطيعةٍ مع الماضي، وهكذا وقع وعبر معاناةٍ طويلةٍ في إحالتين متقابلتين: الإحالة على نيتشه (موت الإله) فقال بموت الشريعة، والإحالة من جهةٍ أُخرى على أخلاقيات الدين (كانط) باعتبارها الجانب الذي يمكن إنقاذُهُ، وقد قاده ذلك إلى اعتبار النظرية الأخلاقية الصوفية لطه عبدالرحمن هي مناطق الحلّ لاستنقاذ الإسلام.

لقد كان همي منذ حوالى العقد ونصف العقد منصباً على أربعة أُمور: الأول نقد أُطروحات اليسار الأكاديمي والشعبوي في ضرورة القطيعة مع التقليدين العقدي والفقهي. والثاني قراءة التقاليد الكلامية وسياسيات الفقه قراءةً نقديةً للفهم والاستيعاب والتجاوُز، والأمر الثالث هو الحملةُ على الانشقاقين: انشقاق الإسلام السياسي، والانشقاق المتفرّع عنه للإسلام الجهادي، وذلك من منطلقين: أنه لا علاقة لهما من جهة بالتقليد في الفقه والأُصول، وأنهما من جهةٍ أُخرى من نتاجات الحداثة والعولمة، ويقعان فيما وراء الـMain Stream ودخلنة القيم الكبرى للحضارة. أما الأمر الرابع فهو العمل المستقصي من جهة، والإبداعي من جهةٍ أُخرى على سرديةٍ تأويليةٍ جديدةٍ للإسلام تقع فيما بين بول ريكور وغادامر وتشارلز تايلور.

فتنتني أعمال وائل حلاّق وموتسكي حول كلاسيكيات الفقه، لكني شعرتُ بتصدُّع أُطروحة حلاّق في «الشريعة» (2011) عندما بدأ باختبارها في ظلّ الأزمنة الحديثة، ولذلك عندما صدر كتابه الآخر «الدولة المستحيلة» (2013)، وقد أصبح التصدع واضحاً (ولأسبابٍ أيديولوجية جلية)، عمدْتُ إلى كتابة مُراجعةٍ نقديةٍ طويلةٍ حول الكتاب تركتُها على موقعي وأتحتُها لعشرات الزملاء، وقد قال الزميل معتز الخطيب قبل أيام إنني قلتُ له إنّ أُطروحة حلاّق هي الوحيدة التي تُواجِهُ أطروحات «الإخوان المسلمين»، والذي أذكُرُهُ أنني قلتُ مراراً إنّ المقاربة الواسعة لطه عبد الرحمن هي التي تفعلُ ذلك أو تريده، لكنها تُعاني من فصامية هائلة مع علمانيات الحداثة والدولة الحديثة. لدينا تحدياتٌ ثلاثةٌ اليوم هي: استعادة السكينة في الدين، واستنقاذ الدولة الوطنية، واجتراح علاقة أُخرى مع عالم العصر وعصر العالم، وهناك مقاربتان ممكنتان لمواجهة تلك التحديات: المقاربة الواقعية والعملية التي يقوم بها العلامة عبد الله بن بيّه وتلامذته -وأنا أحدهم- والمقاربة الاستراتيجية في المدى الطويل: السردية التأويلية التي يكونُ على جيلنا والجيل اللاحق القيامُ بها.

 

صواريخ دير الزور: حين تستجدي طهران المواجهة الكبرى

محمد قواص/الحياة/25 حزيران/17

لم تعد الحرب بالوكالة التي تشنها إيران في المنطقة كافية للدفاع عن نظام الولي الفقيه قي طهران. بات استراتيجيو الجمهورية الإسلامية يشعرون بأن رياحاً أخرى تهب في المنطقة وبات وقعها يقرع أبواب البلد ويهزّ عرشاً كان يمنّي النفس بالنفخ بإمبراطورية غابرة عاصمتها بغداد.

تبدل التوازن الإقليمي برمّته. لم تعد العواصم العربية الأربع التي أعلنت طهران أنها تحت السطوة الإيرانية كافية للدفاع عن العاصمة الإيرانية نفسها. انتقل الإرهاب «الداعشي» إلى طهران ليضرب داخل البرلمان، حجر الزاوية للنظام السياسي للجمهورية، وليضرب ضريح الإمام الخميني، رمز تأسيس هذه الجمهورية. لم تعد دولة الفقيه بمنأى من أورام التطرّف التي ما برحت منابر إيران وأجهزتها تنفخ فيه شرقاً وغرباً، علناً وخلف الكواليس، فينتج ميليشيات طائفية تنافس «داعش» في غيّه وتتقاطع معه في غاياته.

ليس بالأمر افتراء ومبالغة، فالتقارير دقيقة في التحدث عن تورّط إيران المباشر مع تنظيم «القاعدة» واستضافة قياداته، كما في التواطؤ لتحرير قيادات التطرّف الإسلامي من سجون سورية والعراق الذي لم يكن سيؤدي إلا لإنشاء تنظيم أبو بكر البغدادي الشهير. كما أن التنظيم نفسه راعى هذه «المكرمة» فلم يتوجه بعد سقوط الموصل عام 2014 إلى بغداد، بل إلى مناطق الأكراد والإيزيديين، كما أنه كشف عن تعاون يشبه التحالف مع نظام دمشق ضد المعارضة السورية المعتدلة.

كان ذلك في ما مضى. فالمنطقة تشهد فصولاً أخرى تتغير فيها القواعد والمسلّمات. تعبّر عملية «داعش» الإرهابية في طهران عن ذلك تماماً. لم يضرب التنظيم قبل ذلك أي هدف داخل إيران، ولذلك أسباب من دون شك. وأن يضرب التنظيم في هذا الشكل وتلك الأهداف وفي هذا التوقيت، فلذلك أسباب من دون شك. وأهم تلك الأسباب أن تفاهماً ما بين طهران و «داعش» جنّب إيران صولات البغدادي، قد سقط، وأن سقوط هذا التفاهم فتح نيران الإرهاب ضد طهران.

هكذا هي المعادلة بكل بساطة.

تلتقط إيران وجبات متدفقة من الأعراض المقلقة هذه الأيام. تستنتج علاقة ما بين سقوط «داعش» القريب في الموصل وهجماته في طهران. وتستنتج أن عواصم العالم كما عواصم المنطقة تستعد للتموضع في حقبة ما بعد «داعش». وما بعد «داعش»، أي ما بعد سقوط التطرّف والإرهاب الإسلاميين، سيتّسق منطقياً مع حقبة تسحب البساط من تحت تيارات التطرّف الديني كافة سنية كان أم شيعية. وفي ذلك تماماً أن خدمات طهران ومواهبها في هذا الصدد لم تعد تتوافق مع ذائقة السوق الدولية في تقليعاتها الجديدة.

لن يجهد المراقب كثيراً لملاحظة أن سعي إيران لحفر «هلالها الشيعي» وتأمين تواصل بري بين طهران وبيروت يكشف عن إدراك إيراني بتصدّع سطوتها في ميادين نفوذها التقليدي على ذلك الطريق. تفرج معركة الموصل ونزوع الأكراد إلى توسّل الاستفتاء طريقاً للانفصال عن مشهد عراقي آخر لن تعود به إيران سيدة الموقف. وتشي زيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي السعوديةَ بتوق عراقي، بدعم ورعاية أميركيين، لإعادة وصل العراق بمحيطه العربي والتحلل آلياً من تبعية لإيران، تمت منذ غزو عام 2003 بتشجيع أميركي أيضاً.

وإذا ما صعّب على المراقب استيعاب ملامح التغير المقبل في العراق، فإن ملامح ما قد يقترب من الانقلاب جلية في الميدان السوري. باتت إيران «فصيلاً» من بين الفصائل التي تتقاتل داخل هذا البلد منذ عام 2011، وحتى أن دفعها بالميليشيات الشيعية المقبلة من لبنان والعراق وأفغانستان ودول أخرى، كما دفعها بالآلاف من «مستشاري» الحرس الثوري، لم يحسّن من شروط هيمنتها على النظام السوري وحوّلها إلى عامل مساعد تستخدمه روسيا وتهمله وفق أجندة القيصر لا وفق توصيات المرشد.

تكاد إيران تفقد نفوذها في سورية المستقبل، أياً كان هذا المستقبل، حتى لو حققت ميليشياتها إنجازاً هنا واختراقاً هناك. تعرف طهران أن لإدارة دونالد ترامب خطة عمل وأجندة كانتا غائبيتين في عهد الإدارة الأميركية السابقة، وأن الاستراتيجية الأميركية الجديدة في سورية التي تتنافس مع تلك الروسية قد تتوصل إلى شراكة مع موسكو، لكنها غير مهتمة بأي شراكة من أي نوع مع طهران. تدرك إيران أيضاً أن قرار واشنطن بمنع أي نفوذ إيراني على الحدود الشرقية لسورية هو خيار استراتيجي نهائي على ما تكشف تطورات التنف جنوباً وحراك قوات سورية الديموقراطية في الرقة، وعلى ما يكشف تدخل طائرات التحالف لحسم أي محاولة تسعى لغير ذلك. لم تستخدم طهران قواها النارية منذ انتهاء الحرب العراقية الإيرانية. لم يكن من حاجة لذلك والجوائز تأتيها مجاناً منذ حرب الكويت مروراً بحصار العراق انتهاء بغزوه غرباً وغزو أفغانستان شرقاً. فأن تستخدم إيران صواريخها الباليستية، فإن في ذلك اعتراف أن الحرب بالوكالة لم تعد تفي بالغرض، وأن صواريخ إيران التي لطالما أثارت قلقاً لدى عواصم العالم تجاوزت مهماتها التجريبية ودخلت في منظومة العمل المهدِّد الأهداف المحتملة.

لم يصدر عن البنتاغون أي تعليق أو تأكيد لرواية الصواريخ الإيرانية. أخطأت إيران في الإعلان عن استخدام صواريخ يفهم منها تهديد لكل دول المنطقة كما لمصالح دولية، في مقدمها تلك الروسية - الأميركية، في المنطقة. وإذا ما ثبتت رواية الصواريخ وثبتها إعلان أميركي دولي ما عنها، فإن المجتمع الدولي الذي رفض البرنامج الصاروخي الإيراني وتجاربه، سيكون له موقف جدي آخر ضد ما انتقل من موسم نظري إلى دائرة الفعل بالنار. لا يمتلك المجتمع الدولي إلا الحزم إذا ما أراد تجنيب المنطقة حرباً كبرى ضد إيران تشنها عواصمها، حتى تلك المتخاصمة تقليدياً في ما بينها.

 

باني المستقبل... محمد بن سلمان

عبد الله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/25 حزيران/17

على غرار جدِّه المؤسس الملك عبد العزيز تلقّى الأمير محمد بن سلمان البيعة وليّاً للعهد باختيار خادم الحرمين الشريفين له، وعبر النظام الأساسي للحكم، ومن خلال هيئة البيعة والتصويت الذي نال فيه أغلبية ساحقةً وغير مسبوقة، تمثلت بواحد وثلاثين صوتاً من أصل أربعةٍ وثلاثين.

كان لافتاً للعالم مدى السلاسة التي تم بها انتقال السلطة في السعودية، فولي العهد السابق سلّم الراية لخلفه بكل المحبة والودّ، وقدّم قبل الناس البيعة للأمير محمد بن سلمان، في مقطعٍ عفوي تمّ تصويره قبل إعلان القرار الملكي، وهو مقطع تاريخي بكل المقاييس يمثل أبلغ ردٍ على حملاتٍ إعلاميةٍ امتدت لعقودٍ تتحدث عن صراعاتٍ وأجنحةٍ داخل الأسرة المالكة السعودية، اتضح طوال هذه السنين أنها كانت جميعاً خاطئةً أو مغرضةً وليس فيها من الحقيقة شيءٌ.

الاستقرار السياسي، هو إحدى ركائز الحكم في السعودية، وقد أكدته الدولة السعودية الحديثة منذ تأسيسها، وهي تزيده تأكيداً في كل مناسبةٍ، بل إن السعودية هي الداعم الأول لاستقرار الدول العربية خلافاً للدول المارقة في المنطقة الداعمة لاستقرار الفوضى، واختيار ولي العهد السعودي يؤكد المسير في هذه السياسة، ويفتح أفقاً جديداً نحو مستقبل مشرق.

ولي العهد السعودي محمد بن سلمان رجل دولةٍ من طرازٍ رفيعٍ، تخرّج في مدرسة والده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حيث عمل معه لسنواتٍ في مناصب متعددةٍ، وصولاً لتوليه وزارة الدفاع وتنصيبه ولياً لولي العهد ونائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء ورئيساً لمجلس الاقتصاد والتنمية، حيث أظهر قدراته وبرزت شخصيته القيادية وعرف الناس مشاريعه الكبرى.

نجح الأمير الشاب الذي ينتمي لشريحة الجيل الشاب في السعودية (الذي يمثل أكثر من سبعين في المائة) في كل الملفات التي أوكِلَت إليه، وأثبت للجميع قدراتٍ فذةً في إدارة الملفات المعقدة خارجياً وداخلياً، وفي تجديد الدولة وإعادة هيكلة الحكومة، وقد عُرِف عنه التفكير الشمولي في كل ملفٍ، والنظرة البعيدة للمستقبل، والاستيعاب الكامل للتفاصيل، ومن ثم رسم طريق تحقيق الأهداف والوصول إلى الغاية.

بزياراتٍ مكوكيةٍ لدول العالم، من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه، كان يعقد التحالفات والصفقات لوضع الأسس المتينة لدولةٍ سعوديةٍ جديدةٍ لم يفكر بها سواه، ولم يخطط لها غيره، فأقام مجالس تنسيقٍ مع الدول تعزز علاقات السعودية بأشقائها وأصدقائها، وأقام تحالفين عسكريين كبيرين: التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن من أكثر من عشر دولٍ وتحالف الدول المسلمة للحرب على الإرهاب من أكثر من خمسين دولةً، مع تعزيز دور السعودية في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، لتصبح ثاني أقوى دولةٍ فاعلةٍ فيه بعد الولايات المتحدة.

الحدث التاريخي الذي جرى، الشهر الماضي، من قيام الرئيس الأميركي دونالد ترمب باختيار السعودية أول وجهةٍ خارجيةٍ له، إنما جاء بعد لقائه بولي العهد السعودي، وثمرة لجهد ولي العهد في بناء صلاتٍ وثيقةٍ بدول العالم، ما مكّن السعودية في وقتٍ قياسي من استقطاب أكثر من خمسين دولةً مسلمةً في قمم الرياض الثلاث. أكبر خصوم السعودية في المنطقة هو النظام الإيراني، نظام ولاية الفقيه والخمينية الطائفية ذات أحلام التوسع وبسط النفوذ واستعادة الإمبراطورية الفارسية، وقد استطاع الأمير الشاب تحجيم هذا الخصم وإخراجه من كل القارة الأفريقية ومن مواطن كثيرةٍ أخرى، وهو صرّح بأنه سيدفع إيران للداخل والاهتمام بشأن مواطنيها ورعاية مصالحهم، بدلاً من هذه المغامرات والتخريب، وقد قال الأمير صراحةً: «لن ننتظر حتى تصل المعركة للسعودية، بل سنعمل على نقلها داخل إيران».

ولي العهد السعودي حازمٌ في قراراته الداخلية والخارجية، وهو حزمٌ ممزوجٌ بالحكمة؛ فهو يفكر بواقعيةٍ وعقلانيةٍ صارمةٍ، وكما نجح في التعامل مع إيران فقد نجح من قبل في إدارة الأزمة مع السويد، وحمى بكل قوةٍ سيادة السعودية، حتى اضطرت للتراجع، وفعل الأمر عينه مع ألمانيا حتى اضطرت للتراجع، وهو يتميز بذات الواقعية والعقلانية والحزم في قراراته الداخلية، فأي مسؤول يقصر في أداء مهمته لا يتردد في الحسم وبسرعة.

عبر عقودٍ ظلّت السعودية تنظر لنفسها كدولةٍ ذات اقتصاد قائمٍ على النفط حتى جاء ولي العهد السعودي لينظر للسعودية بمنظارٍ مختلفٍ ورؤيةٍ أشمل وإيمانٍ بكل مواطن القوة التي تمتلكها بلاده، وتوظيفها لخدمة الدولة والمواطنين ومصالح البلاد والعباد، فكانت رؤية السعودية 2030 التي هو عرّابها ورائدها، والتي أصبحت حديث المجتمع والعالم حتى اليوم. الاعتراف بالأخطاء هو أول طريق التصحيح، وقد تحدث الأمير صراحةً عن «إدمان البترول» الذي عاشه الاقتصاد السعودي لسنواتٍ طوالٍ، وتحدث عن تعديلات جوهريةٍ كبرى لتحويل الاقتصاد من اقتصاد ريعي إلى اقتصاد منتجٍ، وهو ما يضمن للأجيال القادمة عدم الارتهان لموردٍ وحيدٍ للبلاد. من أراد أن يعرف شيئاً من طريقة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في القيادة السياسية والوعي الدقيق القائم على المعرفة الواسعة والتحليل الدقيق، فليس عليه إلا أن يعود ليتصفّح رؤية السعودية 2030 التي أبانت عن شمولية التفكير الاستراتيجي في الحاضر والمستقبل، والوعي بكل عناصر القوة التي تمتلكها البلاد، والطرق الأنجع للاستثمار فيها، وعشرات البرامج الكبرى المتفرعة عنها والخادمة لها، مثل برنامج التحول الوطني وبرنامج تحقيق التوازن المالي 2020، ليعلم أي رجل دولةٍ هو ولي العهد محمد بن سلمان.

تقوم «رؤية 2030» على ثلاثة محاور كبرى، هي: العمق العربي والإسلامي، وقوة استثمارية رائدة، ومحورٌ لربط القارات الثلاث، وقد شهد المجتمع السعودي تغييراتٍ كبرى وبالغة التأثير في قراراته الداخلية نحو مزيدٍ من الانفتاح الواعي، ومن استثمار قيم المجتمع وتراثه ودينه وثقافته لتعزيز القيمة الحضارية للبلاد، وهذه خطواتٌ أولى في رؤيته المستقبلية التي ستعزز ذلك أكثر في المستقبل، وكذلك في تنويع مصادر الدخل حيث الاستثمارات الضخمة في التعدين، وفي التصنيع الحربي، وفي التركيز على المحتوى المحلي، من أجل تطوير أجيالٍ جديدةٍ من السعوديين الذين يمتلكون الكفاءة والقدرة على التطوير واكتساب المهارات.

أخيراً، سعد الشعب السعودي وحلفاء السعودية بولي العهد، كما شرق به كل خصوم السعودية، وسيحمل المستقبل كل بشائر السعودية الجديدة. وكل عامٍ وأنتم بخير.

 

إندونيسيا.. تنظيمات متطرفة جديدة

د.عبد الله المدني/الإتحاد/25 حزيران/17

منذ سقوط ديكتاتورها الراحل الجنرال سوهارتو عام 1998، ودخولها حقبة الديمقراطية والتعددية السياسية، عانت إندونيسيا على مدى سنوات من الفوضى والانفلات الأمني في جزرها المترامية الأطراف، الأمر الذي ساعد على نشوء جماعات وتنظيمات دينية متشددة ناشطة في الحياة السياسية والاجتماعية تحت مظلة الديمقراطية، التي لم تؤمن بها قط، وانما استخدمتها للتمدد وتقنين وجودها والهروب من المساءلة.

وفي السنوات الأخيرة، ساهمت عوامل جديدة في صعود هذه الجماعات على الساحة السياسية الإندونيسية وتعزيز مواقعها. من هذه العوامل غياب رموز الاعتدال الديني من أصحاب الثقل السياسي في الشارع مثل رئيس الجمهورية الأسبق وزعيم "جمعية نهضة العلماء" عبدالرحمن وحيد، واعتزال الشخصية السياسية المعتدلة والمثقفة الأخرى الدكتور "أمين ريس" رئيس "الجمعية المحمدية". وكنتيجة لغياب هذه الرموز الإسلامية الكبيرة القادرة على لجم المتطرفين ومنع هيمنتهم على الشارع، معطوفاً على تسرب الأفكار المتشددة إلى المجتمع الإندونيسي المعروف منذ الأزل باعتداله وتسامحه من خلال العائدين من "الجهاد" في أفغانستان والقتال مع "القاعدة"، أو من خلال الفضاءات الإعلامية المفتوحة، شاهدنا كيف سطع نجم "أبوبكر باعاشير" فجأة من بعد أفول، وكيف تحول إلى رمز يُحرض على القتل والتدمير باسم الجهاد قبل أن يعتقل ويحاكم وتصدر ضده أحكاماً بالسجن الطويل.

وبطبيعة الحال لم يجد سجن "باعاشير" نفعاً لجهة قطع دابر الإرهاب في إندونيسيا، إذ ظل يوجه أنصاره من داخل المعتقل للقيام بعمليات انتقامية ضد مؤسسات الدولة والشركات والسفارات الأجنبية والكنائس وقوات الأمن والمواقع السياحية، بل قام فوق ذلك، بإعلان تأييده لتنظيم "داعش" الإرهابي ومبايعة زعيمه البغدادي (نفى ذلك للشرطة عند استجوابه من باب الافلات من عقوبة جديدة تطيل تقييد حريته على الرغم من انتشار رسالة له إلى اتباعه حول الموضوع). ولعل هذا هو ما شجع الكثيرين من أنصاره للسفر إلى العراق وسوريا للقتال إلى جانب "الدواعش"، ومنهم المدعو "بحر مزياه" الشهير بـ "أبومحمد الإندونيسي" الذي تناقلت وسائل إعلام "داعش" إسمه نافية خبر مقتله في الغوطة الشرقية.

اليوم لم يعد صداع "باعاشير" هو الموضوع الرئيس الذي يقض مضجع جاكرتا. والسبب هو بروز شخصيات وتنظيمات جديدة تحمل أفكاراً أكثر خطورة على المجتمع الإندونيسي من أفكار "باعاشير" وتنظيمه (الجماعة الإسلامية). وهذا ما تجلى مؤخراً في المظاهرات التي قادتها جماعات مثل: "منتدى أمة الإسلام"، و"جبهة الدفاع الإسلامية"، و"مجلس "المجاهدين" في أواخر العام المنصرم بهدف الضغط على المؤسسة القضائية لإقالة واعتقال ومحاكمة عمدة جاكرتا المسيحي"باسوكي بورناما" بتهمة قيامه بازدراء الدين الإسلامي، بالرغم من أن الأخير انتقد فقط فتوى حول عدم جواز تصويت المسلم لغير المسلم في الانتخابات. في تلك المظاهرات خرج عشرات الآلاف من سكان العاصمة في أشكال وملابس وشعارات وأعلام غريبة عن الدارج والمعتاد، اختصرها أحد المعلقين بالقول "إنها صورة تعكس واقع إندونيسيا الجديد الماضي بقوة نحو تقويض الاعتدال الذي عرفت به لصالح خليط هجين من أفكار "القاعدة" و"داعش" و"طالبان" و"الإخوان" ، إضافة إلى أيديولوجيات حزب "التحرير" المطالب بإقامة "دولة الخلافة".

من أبرز الشخصيات التي تتصدر المشهد الإندونيسي الجديد شخصية لا تقل حماقة وتطرفاً وخبثاً من "باعاشير" لجهة تحقيق أجنداته في الوصول إلى الحكم، وبالتالي تقويض أسس الدولة المدنية التعددية الحالية، المدعو "محمد غاتوت سابتونو" الشهير باسم "محمد الكاثّاث" زعيم ما يسمى بـ "منتدى أمة الإسلام"، والذي تمادى كثيراً في أفعاله وخطابه إلى حد أنه خطب في أنصاره قائلاً: "إن الشريعة ستصبح هي القانون المطبق في البلاد، وسيتم عزل غير المسلمين من مناصبهم القيادية، وسيتم قطع أيدي اللصوص والسراق تطبيقاً للشريعة"، وهو ما دفع السلطات الأمنية إلى اعتقاله في مارس المنصرم وتوجيه تهمة التخطيط لانقلاب على الدولة. غير أن اعتقاله لم يمنعه من تسريب رسالة معلبه طافحة بالرؤى الخرافية إلى أنصاره بهدف حشدهم خلف صديقه الإندونيسي من أصول حضرمية "أنيس باسويدان" كي يفوز بمنصب حاكم جاكرتا، علماً بأن الأخير فاز بالفعل في أبريل الماضي بفارق نسبي بسيط عن منافسه "بورناما".

ومن الأمور الأخرى التي ربما ارتبطت بسرعة توقيف "الكاثّاث" هو قيامه بدعوة وفود من قادة الروهينجيا البورميين إلى إندونيسيا واستضافتهم في مهرجانات شعبية لتجنيد المقاتلين الراغبين في القتال في بورما، وجمع السلاح، وتلقي التبرعات المالية لشراء المتفجرات والقنابل، مع التركيز على دعوة من يتقن فنون التفجير وزرع القنابل للسفر إلى بورما فوراً. ويمكن القول إن ما تعيشه إندونيسيا اليوم من صداع هو نتاج تراخي الدولة في استصدار تشريعات ووضع خطط سريعة وجديدة ومتوائمة مع المستجدات الداخلية والخارجية لمكافحة التشدد والتطرف ومنع العمليات الإرهابية قبل وقوعها، إذ أنه من المعروف أن قوانين مكافحة الإرهاب الحالية المطبقة منذ عام 2003 تحتاج إلى تعديلات وإصلاحات كثيرة على نحو ما حدث في دول أخرى كي تتضمن منح قوات الأمن صلاحية احتجاز المشبوهين من دون محاكمة، وتقييد حرية كل من يدعو أو يحمل أو ينشر خطاب الكراهية والعنف، واعتقال كل من يؤسس جماعة ميليشاوية أو يدرب الأفراد على القتال أو يدفع بهم للانضمام إلى جماعات إرهابية في الخارج. غير أن العديد من الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان، ولاسيما الإسلاموية منها، تعارض هذه الأمور انطلاقاً من مخاوفها على الحريات كما تزعم، وهناك أيضاً أحزاب تعارض بهدف الحفاظ على مصالحها الانتخابية، ضاربة بعرض الحائط مصلحة الوطن العليا.

 

المطلوب من قطر

سوسن الشاعر/الشرق الأوسط/25 حزيران/17

مشكلة دول الخليج مع قطر بدأت منذ تسلم الشيخ حمد بن خليفة سدة الحكم، وممكن أن تنتهي بإبعاده فعلياً عن الحكم لا شكلياً. وصل الشيخ حمد بن خليفة للحكم بالانقلاب على والده ونفيه والحجز على أمواله، وبدأ فترة حكمه شاعراً بعدم الإحساس بالأمان، فهو خائف من ردة فعل الدائرة الصغيرة المحيطة به بعد عزل أبيه ونفيه، وهو خائف من الدائرة الكبيرة المحيطة به، أي دول مجلس التعاون، إن لم تتقبل التغيير بهذا الأسلوب الغريب على أعراف قبلية وسياسية جديدة على المنطقة، يشعر دائماً أن هاتين الدائرتين ممكن أن تنزعا منه السلطة؛ وذلك لسهولة نزع السلطة في قطر من حاكم إلى آخر!

لذلك؛ أسس وبنى وتبنى مشروعاً قطرياً منفرداً يعتقد أنه وحده ما سيبقيه في الحكم ويؤمّن له الاستقرار، ووحده ما سيبقيه في السلطة ويحميه. اعتقد الشيخ حمد أن تحالفاته مع القوى العظمى، وقبوله بلعب الممول لمشروعات التقسيم في العالم العربي أكبر ضمانة لبقائه، وبخاصة أن تلك المشروعات هي إسقاط الدول المحيطة به، وبقاء قطر وحدها حاضنة للقيادة المركزية الإقليمية في المنطقة الجديدة التي ستنشأ بعد السقوط، منطقة تحكمها جماعات تدين لقطر بالامتنان لمساعدتها للوصل لسدة الحكم.

فالولايات المتحدة وإيران وإسرائيل رسمت شرق أوسط جديداً، وجميع هذه الدول اتفقت على ضرورة إعادة رسم خريطة المنطقة العربية، كي تحكمها «الأقليات» و«الجماعات الدينية» التي ستدين لقطر بالامتنان لدورها في الوصول للحكم، وستدار من قطر لوجود جميع قيادات تلك الجماعات في الحاضنة القطرية، وهكذا يضمن الشيخ حمد بقاءه في الحكم وبقاء قطر واقفة في محيط تساقطت دوله. ما تطلبه الدول المقاطعة من قطر اليوم لا يكمن في التفاصيل، وقف قناة «الجزيرة»، أو قطع العلاقات مع تلك الجماعات، بل إن ما تطلبه هو قطع علاقتها «بمشروع حمد بن خليفة» أي إنهاء المشروع الكبير الذي عمل حمد بن خليفة ووزيره معه على تنفيذه على مدى العشرين عاماً التي مضت، أي منذ توليه سدة الحكم، وصرف عليه مليارات الدنانير، وقطع العلاقة بالمشروع يعني قطع العلاقة بجميع التنظيمات المسلحة التي قوضت الأمن في المنطقة، والأهم قطع العلاقة مع أجنحتها السياسية، والتوقف عن الدعم المقدم لها مادياً كان أم لوجيستياً.

تنفيذ هذه المطالب سهل في التنفيذ، إغلاق «الجزيرة» ووقف المؤسسات التمويلية وطرد الأجنحة السياسية، قرارات قابلة للتنفيذ في يوم واحد، وأهم مسألة في تلك المطالب أنها لا تمس الشعب القطري ولا تعني له شيئاً، ولا يعرف أصلاً أن قيادته ضالعة فيها، وتنفيذها سيعيد الشعب القطري إلى حاضنته الطبيعية الخليجية، إنما هل سيقبل حمد بن خليفة التخلي عن مشروعه؟ أبعد كل هذا الشوط الذي قطعه سيقبل بالتقاعد والاكتفاء بدور الأب الصامت؟ هل شخصيته من النوع الذي يقبل أن يهمّش ويقر بالهزيمة، وبأن المشروع انتهى منذ لحظة الإعلان عنه وكشفه؟

لا أعتقد، نأتي للسؤال الأهم، هل بإمكان الشيخ تميم المحاط بأبيه وبإخوته، أن يقنعهم أو يجبرهم على الإقرار بانتهاء المشروع والعودة إلى المعطيات الواقعية التي تعيد قطر إلى حجمها الطبيعي بعد حالة التضخم التي عاشتها؟ هل بإمكانه إقناعهم أو إجبارهم بأنه يستحق أن يمنح فرصة إعادة ترتيب تموضع قطر وسط محيطها الطبيعي؟ هل سيقنعهم أنه يستحق أن يحكم قطر الجديدة، قطر المنفتحة على جيرانها، قطر الآمنة المطمئنة في حضن جيرانها والمؤمّنة على استقرارها وأمنها معهم؟ صعب... فالأب محكم الخناق عليه، ومصر على الاستمرار في المشروع رغم استحالة التنفيذ بعد كل هذا الكشف والمواجهة العلنية.

حمد بن خليفة ما زال يناور وينكر، ويحاول كسب الوقت عله يفكك جبهة الصمود والتصدي للمشروع الأخطر على المنطقة، يحاول أن يضغط على تلك الجبهة باستدرار عطف الشعوب، بتحريك أصحاب المصالح التجارية، بتحريك الحلفاء تركيا وإيران وإسرائيل ومن يستطيع من الإدارة الأميركية، ومحاولته باءت كلها بالفشل إلى الآن، فهو لا يريد أن يقر بأن الدول المقاطعة ما كشفت المستور الأب بعد أن استنفدت بقية الحلول. الحل في يد الشيخ تميم، وحده من يستطيع أن ينقذ قطر، ودورنا هو تشجيعه وفتح الباب له ومساعدته ليأخذ زمام الأمور بجدية وتحييد الأب إن أمكن، عدم خروج الأب للتحدث للعلن إلى الآن، ومنع حمد بن جاسم أن يتحدث من قطر، قد يكونان مؤشراً بأن تميم يحاول تقيد أذرع الأب ومنعه من تعقيد الأمور؛ لذا فإن إرسال رسائل إيجابية إلى تميم أن الطريق الوحيدة للعودة هو الإعلان عن انتهاء المشروع، وقطع العلاقة بينه وبين قطر. فلا يغلق على الشيخ تميم الباب، وبخاصة مع القيادات الشابة في الدول المقاطعة ومع الوساطات التي نشطت، بل يساعد كي يجد له مخرجاً ولقطر كي تنقذ نفسها من مصير مجهول.

 

قل ما تشاء عن سورية وبلا حساب

عمر قدور/الحياة/25 حزيران/17

لم تكن متوقعة تصريحات الرئيس الفرنسي الأخيرة حول سورية، في مقابلة له الأربعاء الفائت مع ثماني صحف أوروبية. فهو كان أدلى بتصريحات مختلفة أثناء حملته الانتخابية، وحتى بعد توليه الرئاسة واستقباله نظيره الروسي. يُذكر أن ماكرون نال استحسان السوريين على موقفه الذي لا يبتعد من موقف الحكومات الفرنسية منذ اندلاع الثورة، بخلاف المواقف اليي أطلقها منافسوه في سباق الانتخابات مثل لوبن وفيّون وميلانشون. يُذكر أيضاً عدم حدوث تغير درامي في الملف السوري يستدعي انقلاباً في الموقف، وعدم حدوث تغيرات درامية دولية تخص هذا الملف، إلا إذا كان ماكرون معادياً لانخراط أميركي أكبر قليلاً مما سبق.

لتسويق موقفه الجديد، لا يتحرج ماكرون من تسويق المبررات الزائفة، الأمر الذي بات معهوداً لدى مناصري تنظيم الأسد والصامتين عن جرائمه. هكذا هي الحال مثلاً مع قوله أن "الأسد عدو الشعب السوري وليس عدو فرنسا"، فهذا الفصل الذي يبدو منطقياً ظاهراً وساذجاً مفهومياً، يقفز فوق حقيقة ارتكاب الأسد جرائم ضد الإنسانية، وفوق محاولات فرنسية سابقة لتجريمه في مجلس الأمن اصطدمت بالفيتو الروسي، ويقفز بالطبع فوق مسؤولية فرنسا كعضو دائم في المجلس، ما يحمّلها مسؤولية خاصة عن السلم الدولي.

ألا يرى ماكرون الذي لم يكن على الأرجح ليفوز بالرئاسة لولا فضائح فيون المالية وتطرف لوبن، بديلاً شرعياً للأسد على رغم جرائمه، فهذا مما يتنافى مع أبسط قواعد الديموقراطية التي أتت به إلى الرئاسة. إلا إذا كان كمنافسته السابقة لوبن من العنصرية بحيث لا يرى السوريين جديرين بأكثر من ذلك، ولا يراهم جديرين بما طالبوا به منذ اندلاع ثورتهم بحقهم في الديموقراطية، وبحقهم اللاحق في ألا يتولى رئاستهم مجرم حرب ومجرم ضد الإنسانية. ذلك الحق الأصيل لا علاقة له بأي ادعاء يُساق اليوم حول تهافت المعارضة السياسية، أو حول وجود فصائل متطرفة، طالما بقي السوريون محرومين من ممارسته بملء حريتهم.

أما التخوف الذي أبداه ماكرون من تحول سورية إلى بلد فاشل فيذكّرنا بتصريحات المبعوث الدولي السابق الأخضر الإبراهيمي، لكن الفارق الزمني يجعل التخوف الآن أقرب إلى نكتة سمجة. لقد تحولت سورية فعلاً إلى دولة فاشلة منذ سنوات، ومن المخجل ألا يرى رئيس لدولة كبرى ذلك، وألا تضع له مخابراته صورة دقيقة عن انهيار بقايا الدولة في معاقل تنظيم الأسد، باعتبار الأخيرة لم تتضرر منه قصفاً وتدميراً. وإذا كان ماكرون يستلهم الكذبة الدولية التي تتخوف من مصير سوري يشابه مصير العراق إثر إسقاط نظام صدام، فالواقع الذي يفقأ الأعين أن هذه المقارنة من النواحي كافة لم تعد لمصلحة خيار الإبقاء على الأسد.

فوق المغالطات السابقة، ثمة قفز على المسؤولية الأخلاقية الخاصة بفرنسا إزاء بشار الأسد، وتلك في الأنظمة الديموقراطية المحترمة ليست مسؤولية تنقضي برحيل حكومة مع سياساتها. الإليزيه استقبل الأسد استقبال الرؤساء عندما كان يُعَدّ للرئاسة، في تجاوز للبروتوكول أيام الرئيس شيراك، وكان في هذا دعم واضح لمشروع التوريث بحد ذاته بصرف النظر عما إذا كان بشار قد خيب الآمال المعقودة عليه.

إثر اغتيال الرئيس الحريري وتوجيه الاتهام إلى تنظيم الأسد، أتت رئاسة ساركوزي لتفك العزلة عنه، وكانت الذريعة التي تُسوّق خلف الكواليس احتواءه، بدل مضيه في مسلسل الاغتيالات التي أودت بحياة كثير من الشخصيات اللبنانية آنذاك. وإذا أخذنا في الحسبان الالتزام الخاص الذي تبديه الحكومات الفرنسية إزاء لبنان، يمكن القول أن لفرنسا مسؤولية خاصة عن عهد وصاية الأسد على لبنان وتداعياتها المستمرة حتى الآن، وفي رأس التداعيات استقواء "حزب الله" على اللبنانيين ومشاركته الحثيثة في الحرب على السوريين.

في الواقع، كان للموقف الفرنسي الداعم الثورة السورية، والأشد ثباتاً حتى تصريحات ماكرون الأخيرة، أن يغطي ضعف التزام الحكومة الفرنسية تجاه قضية مؤثرة مثل قضية اللاجئين. فرنسا، بخلاف الجعجعة التي رافقت الانتخابات الرئاسية حول موضوع اللاجئين، لم تستقبل إلا عدداً محدوداً جداً من السوريين مقارنة بدول مثل ألمانيا والسويد، وهما تقليدياً غير منخرطتين في الشأن السوري، بل يؤخذ على الحكومة الألمانية عدم اتخاذها موقفاً صارماً إزاء الأسد على رغم تحملها العبء الأكبر للجوء.

في كل الأحوال، إذا كان من مصائب السوريين تجرؤ قادة دول مؤثرة في قول ما يشاؤون وتغيير مواقفهم بلا حساب أو مساءلة، فهذا لا يعني تضخيم الدور الفرنسي، وتضخيم تأثير تصريحات ماكرون الأخيرة. ذلك يتضح مقارنة بالدورين الأميركي والروسي، فقد كان لتراجع أوباما عن خطه الأحمر الشهير وإبرامه صفقة الكيماوي تأثير مدمر في القضية السورية، والجدير بالذكر أن الطيران الفرنسي كان جاهزاً آنذاك لضرب مطارات الأسد لو قرر أوباما توجيه ضربة عسكرية. كما هو معلوم أيضاً، تمّ تهميش الدور الأوروبي كاملاً في الملف السوري، لمصلحة احتكاره أولاً من موسكو وواشنطن، وبعض الدول الإقليمية بدرجة أقل أو عند اللزوم. لذا، قد يبدو ماكرون أنه يضحي بصدقية أخلاقية من دون طائل، لولا أنه يحاول طرح نفسه كديغول فرنسي جديد، خصوصاً يبرز تمايزه عن سياسة ترامب لمصلحة توجه أكثر أوروبيةً. لكن، مع إدراك عدم تأثير الموقف الفرنسي أو الأوروبي برمته في موضوع بقاء الأسد وتنحيته، يمكن القول أن كلامه الأخير، مع رهانه على تشكيل قطب أوروبي مع ألمانيا لن يكون خبراً ساراً، وقد يؤكد ما تمّ تداوله منذ مدة عن عودة السفير الفرنسي إلى دمشق قريباً. هذا التوجه يعطي جرعة معنوية لتنظيم الأسد، بل سيُرى فيه شرعية دولية تعوّض الشرعية المفتقدة داخلياً.

التذرع بأولوية الحرب على الإرهاب قد يفيد أمام الرأي العام الفرنسي للتغطية على القبول بمجرم ضد الإنسانية، وقد يردّ الأخير الدَّيْن فنشهد انتهاء العمليات الإرهابية في فرنسا، على نحو ما توقف استهداف شخصيات لبنانية إثر استقبال بشار في باريس عام 2008. إذا تحققت هذه الغاية لن يبقى من سبب لمشاركة الطيران الفرنسي في الحرب على "داعش"، ويستطيع ماكرون القول أيضاً أن "داعش" ليس عدو فرنسا.

 

 تزاحم أميركا وإيران في سورية يعطل دور روسيا

جورج سمعان/الحياة/26 حزيران/17

لم تقع الحرب بين الأميركيين والروس في سورية. انتهت تهديدات موسكو بالعودة إلى اتفاق التنسيق مع واشنطن في الأجواء السورية. لا يعود غضبها إلى إسقاط «التحالف الدولي» طائرة «سوخوي 22». أزعجها أكثر أن قيادة التحالف لا تُعلمها بتحركاتها الميدانية أو الجوية ولا ترغب في التنسيق. أي أنها تتجاهل مصالحها. في حين أنها كررت في أكثر من مناسبة استعدادها للتفاهم في الحرب على «داعش». ما حدث احتكاك طبيعي متوقع. وقد يتكرر كلما اقترب يوم تحرير الرقة بعد الموصل، أو كلما ازداد انخراط الرئيس دونالد ترامب في الإقليم، من اليمن إلى العراق بحدوده الغربية وبلاد الشام بشرقها وجنوبها. علما أنه تعهد أن لا حروب جديدة في الشرق الأوسط. ومثله أعلن الكرملين قبل أيام أن الحرب في سورية توقفت! وهو يستعجل مسارَي آستانة وجنيف لتأكيد هذا «التوقف». ويسعى إلى التفاهم على آليات مراقبة «مناطق خفض التوتر». ذلك أن تصعيد المواجهة بين إيران والولايات المتحدة يقوض استراتيجيته ويطيح مشروعه لإنهاء الحرب. لذلك رفع سقف خطابه بعد تعرض قوات النظام والميليشيات الحليفة لأكثر من ضربة أميركية أثناء تقدمها نحو قاعدة التنف والمثلث الحدودي مع الأردن والعراق. أوحى بعزمه على الرد، لأنه لا يريد لدمشق أو طهران أن تديرا اللعبة أو تبدلا قواعدها. وساهم في إشعال بعض الجبهات، وساهم أسطوله في المتوسط ببضعة صواريخ، وأعاد نشر بطاريات... الاحتكاك متوقع إذاً ما دام السباق قائماً على تقاسم النفوذ في سورية. ويمكن هذا السباق أن يؤدي إلى إطالة الحرب على «داعش». بل قد يطيل عمر الأزمة في بلاد الشام بعد القضاء على التنظيم الإرهابي. روسيا تجهد لوقف القتال بترسيخ فكرة «مناطق خفض التوتر». أي أن تنشر هي وتركيا جنوداً في منطقة إدلب، وتتولى وإيران مراقبة المناطق المحيطة بدمشق، وتراقب الولايات المتحدة والأردن المنطقة الجنوبية في درعا. هذا ما أوضحه أحمد كالين الناطق باسم الرئيس رجب طيب أردوغان. بالطبع تبقى هذه الخريطة ناقصة. فالصراع هو على الرقة وعلى تركة «داعش» عموماً. الرئيس ترامب أقفل قناة الحوار مع طهران وأطلق حلفاً واسعاً في الإقليم لمواجهة نفوذها وتمددها. لكنه لم يطلق خطة أو يقدم استراتيجية لتحقيق هذا الهدف. تماماً كما يتعامل مع حربه على الإرهاب. فهو على خطى الإدارة السابقة لا يملك خطة لما بعد «داعش». ولا يملك أجوبة عن مستقبل سورية ومستقبل دور روسيا وإيران في هذا البلد. ما يستعجله هو إنجاز نصر في تحرير «عاصمة الخلافة». كما أن الرئيس السوري الذي لا يروقه تقاسم، بل يريد تحرير الرقة لتوكيد «شرعيته» وأهليته في محاربة الإرهاب! مثلما ترغب حليفته إيران في المشاركة في هذا التحرير لتوكيد حضورها الكبير في الإقليم وقدرتها على إدارة شؤونه. ومثلها تفعل تركيا التي تريد حضوراً يضمن لها قطع أوصال مناطق الكرد وأحلامهم.

هذا الازدحام ،أو بالأحرى التزاحم، في أرض سورية وسمائها، كما رأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، يجعل من الصعب على اللاعبين الكبيرين، روسيا وأميركا، أن يقررا وحدهما مسار الأزمة. القوى الإقليمية والمحلية لا تنتظر نتيجة النقاش في الكونغرس ودوائر الإدارة في الاستراتيجية المنتظرة. لا تتوقف عند تحذير قوى في واشنطن من مغبة الانخراط في حروب المنطقة وإصرارها على قتال «داعش» أولوية. ولا تتوقف أيضاً عند دعوة قوى أخرى إلى رفع وتيرة المواجهة مع إيران باعتبارها معركة مصيرية لمستقبل مصالح الولايات المتحدة وعلاقاتها ودور حلفائها في المنطقة. وتعتقد هذه القوى أن غياب الخطة الاستراتيجية يتيح للأطراف الآخرين في الملعب السوري كسب مزيد من الأرض، كما هي الحال اليوم. ولا شك في أن النظام وإيران يحرزان تقدماً في كثير من المناطق على حساب الفصائل المعارضة. ويسعيان إلى تقويض مشروع «مناطق خفض التوتر». ولم تكتف طهران بإطلاق صواريخ باليستية على منطقة دير الزور حاملةً جملة من الرسائل الواضحة، بل بدأت ببناء قاعدة قرب تدمر تتضمن مطاراً ومهبطاً لإطلاق طائرات من دون طيار ومحطة مراقبة أرضية. وهدفها والنظام تقويض تفاهم موسكو وواشنطن على هدنة طويلة توفرها صيغة «مناطق خفض التوتر» التي قد تكرس لاحقاً أقاليم في نظام فيديرالي. في المقلب الآخر تحشد تركيا قواتها مهددة بضرب عفرين، وتتوعد بتقويض حلم الكرد في حكم ذاتي بعدما دفعت البنتاغون إلى التعهد باستعادة كل الأسلحة التي يمد بها «وحدات حماية الشعب» بعد انتهاء معركة الرقة.

في خضم هذه الأجندات المختلفة، لا تملك إدارة الرئيس ترامب استراتيجية تمكّنها من التغلب على خصومها في سورية. أو فرض رؤيتها وأجندتها. كما أن رفع عديد قواتها أو توسيع رقعة انتشارها في شرق البلاد وشمالها لن يغيرا في مآل الصراع، أو يَحُولا دون انتصار خصومها في المعركة في النهاية. ذلك أن عشرات الآلاف من جنودها الذين غزوا العراق لم ينجحوا في فرض المشروع السياسي الأميركي في بلاد الرافدين. وقبل ذلك لم تقطف الولايات المتحدة وشريكاتها في حرب أفغانستان ثمار جهودها العسكرية في هذا البلد بعد إسقاط نظام «طالبان» وتشتيت قيادات «القاعدة». إلا أن بعض داعمي هذه الإدارة يعتقد بأن انخراطها في المسرحين العراقي والسوري سيمكنها عاجلاً أم آجلاً من إرهاق اللاعبين الآخرين وتحويل الحضور الإيراني خصوصاً مكلفاً وصعباً، على غرار ما حدث في أفغانستان إبان الاحتلال السوفياتي. لكن الوقائع على الأرض لا تشي بذلك، على رغم أن من المبكر الجزم بمآل حرب الحدود وتقاسم الجغرافيا السورية، فالإيرانيون حتى الآن يقيمون على طرفي الحدود العراقية- السورية، على رغم أن واشنطن طلبت من بغداد إبعاد ميليشيات «الحشد الشعبي» عن هذه الحدود وتسليم أمنها إلى القوات الشرعية من حرس حدود وجيش. وجاءت الصواريخ الباليستية الإيرانية على دير الزور لتقول لقاطني قاعدة التنف أن يد الجمهورية الإسلامية طويلة وقادرة على إزعاجهم. كما أن النظام في دمشق يقترب من استعادة درعا والسيطرة على منافذ الحدود في الجبهة الجنوبية مع الأردن. لذلك تبدو الجمهورية الإسلامية في الميزان العسكري هي الأقوى انتشاراً على المسرحين العراقي والسوري. لكنها تبقى دون تفوق الولايات المتحدة وروسيا وقوتهما وترسانتهما. وهذا واضح في المسرح السياسي حيث تترجم الموازين فعلياً، فموسكو مثلاً هي من يقود ويقرر في آستانة، كما في دمشق وإلى حد كبير في جنيف، أضف إلى ذلك أن اتساع خريطة انتشار القوى الإيرانية يفوق حجمها وقدرتها في الإقليم. كما أنها ليست دولة متقدمة تتمتع باقتصاد راسخ وقوي. وهي تواجه مقاومة لا يستهان بها من اليمن إلى سورية. لذلك يستحيل التنبؤ بمسار الصراع.

إلى هذه القوة الإيرانية على الأرض هناك تركيا، التي تشكل تهديداً لمكتسبات الكرد في شمال شرقي سورية، خصوصاً إذا تخلى عنهم الأميركيون مرضاة لهذا الحليف المفترض في «الناتو»، كما هو واضح اليوم من تعهداتهم لها بإطلاعها على لوائح المعدات التي تسلح بها «قوات سورية الديموقراطية»، والتزامهم استعادة هذه المعدات والأسلحة بعد القضاء على «داعش». وعلى رغم ذلك، لا تملك حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان خيارات واسعة. وإذا غامرت بتنفيذ وعيدها للكرد فإنها ستغامر بفتح معركة واسعة متعددة الجبهات تعم كل مناطق انتشار حزب العمال الكردستاني وفروعه في شمال سورية ومناطق سنجار فضلاً عن مناطق ديار بكر ومناطق انتشار الكرد الأخرى. ثم إن إطالة الحرب على الرقة، كما يتضح اليوم، تتيح للاتحاد الديموقراطي الكردي تعميق تعاونه مع الأميركيين وترسيخ حضوره في مناطق انتشاره الواسعة. وهو يتمتع بشبكة علاقات تتيح له خيارات عدة إذا شعر بتخلي إدارة ترامب عنه. يمكنه الرد على خصومه بإحياء تفاهمات مع النظام في دمشق، كما حصل في حلب، حيث ساهم في طرد الفصائل المعارضة. وكما فعل في مناطق وجبهات تخلى فيها عن مواقعه لمصلحة دمشق وحلفائها.

في ضوء هذه الوقائع، لا مجال للحديث عن تسوية في آستانة ولا في جنيف. كان منطق المعارضة و «أصدقائها» في الجلوس إلى طاولة المفاوضات، هو الرهان على إرغام الرئيس الأسد ونظامه على تقديم تنازلات بعد إضعافه وتقليص مناطق نفوذه. فمن يستطيع اليوم دفع هذا النظام إلى التنازل؟ ألا يكفي ما تحقق له الآلتان العسكريتان لروسيا وإيران؟ ألا يكفي أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بات لا يرى «أي بديل شرعي للنظام»، وأن رحيل الأسد لم يعد أولوية بل محاربة «داعش». سيبقى الحل إذاً رهن ميدان الحرب ونتائجها. من هنا لم يعد مآل الأزمة رهن تفاهم بين أميركا وروسيا ينتظره الجميع. بات لكل ناحية في خريطة سورية دينامية خاصة ومعقدة، من الشمال إلى الجنوب مروراً بالبادية والحدود الشرقية. لم تعد هناك قواعد ثابتة وعامة لإدارة اللعبة.

 

المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

نواف الموسوي: سنقاتل معا في لبنان صفا وحلفا واحدا إذا أقدم العدو على العدوان على لبنان

الأحد 25 حزيران 2017 /وطنية - رعى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي، افتتاح مجسم رمزي للقدس بمناسبة يوم القدس العالمي في منطقة الحوش شرق مدينة صور، في حضور ممثلين عن الفصائل الفلسطينية، وعلماء دين من مختلف الطوائف الدينية، وفاعليات وشخصيات وحشد من الأهالي، وألقى كلمة اعتبر فيها "ان قضيتنا منذ البدء كانت قضية القدس وستبقى كذلك، وإذا كان أعداء القدس حلفاء الكيان الصهيوني والإدارة الأميركية لا يجدون أي غضاضة في أن يتجاوزوا حدودهم الجغرافية السياسية وحقوقهم السيادية، فينتظموا جميعا، بحيث تحالفت أكثر من 70 دولة من أجل العدوان على سوريا، وأكثر من 30 دولة من أجل العدوان على اليمن، فمن الطبيعي أننا نحن فصائل المقاومة في هذه المنطقة إلى أي بلد انتمينا، أن نواجه حلف العداء للمقاومة بحلف المقاومة الذي يواجه هذا العداء".

أضاف: "إننا نستغرب كيف أن البعض يرفع صوته متسائلا عن حق المقاومة في أن تحشد حلفاءها في مواجهة معركة حشد عدونا فيها كل حلفائه، ففي العراق هناك تحالف يستهدف سيادتها، وفي سوريا هناك تحالف استهدف هذه الدولة المقاومة، وعليه فمن الطبيعي أن نرد على هذه التحالفات التي تضم الولايات المتحدة الأميركية مرورا بأوروبا والكيان الصهيوني وصولا إلى النظام السعودي، ونحن نسأل، إذا كان لخصومنا أن يتحالفوا ويتجمعوا في تحالفات تمزج جيوشهم بعضهم ببعض، أليس من حق المقاومة وهي تواجه هذا الحلف أن تواجهه هي وحلفاؤها، ولذلك كما قاتلنا في سوريا معا من الحرس الثوري الإيراني إلى الحشد الشعبي العراقي إلى القوى السورية الشعبية إلى كل مناضل عربي وقف إلى جانب القيادة السورية، سنقاتل معا في لبنان صفا وحلفا واحدا إذا أقدم العدو على العدوان على لبنان".

وأردف: "إننا نذكر اللبنانيين قبل غيرهم، أنه في العام 2006 كان العدوان عليكم عدوان الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وأنظمة عربية على رأسها السعودية، ونحن لم نواجه عدوا واحدا وهو العدو الإسرائيلي، فقد فتح البريطانيون مطاراتهم المدنية لنقل الصواريخ والقنابل التي كانت تقصف علينا، لأن الترسانة الصاروخية الإسرائيلية نفذت منذ اليوم العاشر للحرب، وبالتالي فإننا منذ اليوم العاشر إلى اليوم 33 ونحن نقصف بذخائر وقنابل آتية فورا من الترسانة الأميركية وغيرها، ولذلك فمن يريد أن يتحدث عن الحقوق السيادية للبنان، نقول له إننا أحق الناس بالحديث عن الحقوق السيادية، لا سيما وأن القواعد الأميركية مستبيحة المنطقة بأسرها، والطائرات الإسرائيلية تقصف في اليمن". وقال: "نحن لم نعد لوحدنا، فهذه المعركة إذا ابتدأها الإسرائيلي، سنكون بكل وضوح مع حلفائنا جميعا في مواجهتها، والذي لديه أي إشكال بشأن السيادة وما إليها، عليه أن يخبرنا لماذا تحط الطائرات الأميركية في لبنان وهي في طريقها إلى القواعد الأميركية، وبالتالي انتهى الزمان الذي يرفع علينا البعض شعارات وهو اخترقها واستباحها واستعان بالعدو ليغير الواقع في لبنان عام 1982، ونحن من قاومناه". وختم الموسوي: "اننا نقول لشعبنا الفلسطيني الذي يحيط من حولنا في مخيماته، لن يعد هناك طريق للعودة إلى فلسطين عبر التفاوض، فكل الطروحات التي نتابعها عن كثب تقول وبوضوح لتوطين الفلسطينيين في البلاد التي لجأوا إليها، ونحن نعرف أن فلسطين عزيزة على قلوبكم، ولا ننسى عندما اندفع الشباب الفلسطيني في مارون الراس بصدورهم العارية، واتجهوا بنبضهم الأصيل نحو الشريط الشائك، وسقط منهم عشر شهداء، ونحن نعرف أن ليس أحد من الفلسطينيين إلا وينتظر الساعة التي يعود فيها إلى أرضه، وعليه فإننا نقول لشعبنا الفلسطيني الشقيق، نحن معك في طريق العودة التي لا طريق لها إلا المقاومة".

 

الراعي في قداس فاطيما في البرتغال: نموذجية لبنان بنظامه المنفتح على التعددية في إطار من التكامل بعيدا عن أي إقصاء أو تفرد في السلطة

الأحد 25 حزيران 2017 /وطنية - تمنى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، لمنطقة الشرق الأوسط: "الاستقرار، وإيقاف الحروب، والحلول السلمية للنزاعات، وإرساء السلام العادل والشامل والدائم، وعودة جميع المهجرين واللاجئين المخطوفين إلى بيوتهم وأوطانهم"، وكذلك الاستقرار للبنان "ليحافظ وطننا على رسالته ونموذجيته في العيش المشترك بين الأديان والثقافات، وبخاصة بين المسيحيين والمسلمين، بفضل نظامه المنفتح على التعددية الثقافية والدينية في إطار من التعاون والتكامل والاغتناء المتبادل بعيدا عن أي إقصاء أو تفرد في السلطة، وعن طمس لهوية أي من مكوناته الاجتماعية والوطنية".

جاء ذلك في عظة ألقاها الراعي في قداس فاطيما الذي ترأسه بعيد ظهر اليوم، في مزار سيدة فاطيما في البرتغال، بعنوان "ها منذ الآن تطوبني جميع الأجيال، لأن القدير صنع بي عظائم" (لو1: 46 و49)، واستهلها بالقول: "بفرح كبير نحتفل بهذه الليتورجيا الإلهية مع أخينا الجليل البطريرك مار يوسف الثالث يونان، وسيادة المطران جورج اسادوريان ممثل غبطة البطريرك غريغوار بطرس العشرين بطريرك كيليكيا، واخواني السادة المطارنة الموارنة وكاهن هذه الكاتدرائية الأب Carlos Cabecinhas ومعكم أيها الآباء والرهبان والراهبات، وسائر المؤمنين الأحباء.

توافدنا من لبنان والعراق وسوريا والاراضي المقدسة ومصر وبلدان الخليج ومن مختلف بلدان الانتشار، وبخاصة من اوستراليا وكندا والولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وغيرها لنواصل من جيل إلى جيل نشيد الطوبى لأمنا وسيدتنا مريم العذراء، سيدة فاطيما، في الذكرى المئوية الأولى لظهوراتها بدءا من 13 أيار 1917 للفتيان الرعيان الثلاثة: Lucia وJacinta وFrancisco. ومعهم نواصل نشيد التمجيد لله على عظائمه في مريم الكلية القداسة. وجئنا لكي نجدد تكريس ذواتنا ولبنان وبلدان الشرق الأوسط لقلب مريم البريء من دنس الخطيئة، بحسب رغبتها. فهذا التكريس يرد الخطأة إلى التوبة، ويوقف الحروب ويوطد السلام. وقد أكدت أن "في النهاية قلبها الطاهر سينتصر". وسلمت الفتيان الرعيان رسالة بثلاث كلمات: الرجوع إلى الله، والصلاة، والتوبة. وطلبت في المقابل الكثير من الصلوات والإماتات من أجل ارتداد الخطأة، لكي تنجينا وتنجيهم رحمة الله من نار جهنم، وبخاصة الذين هم بأمس الحاجة إلى هذه الرحمة". هي العذراء نفسها علمت الرائين الثلاثة هذه الصلاة. هذا كان مضمون القسمين الأول والثاني من سر فاطيما، الذي كشفته الأخت Lucia بأمر من مطران الأبرشية في 31 آب 1941".

أضاف: "ولقد جئنا نطلب شفاعة أمنا مريم العذراء، سيدة فاطيما من أجل السلام في منطقة الشرق الأوسط، والاستقرار في لبنان، ليحافظ وطننا على رسالته ونموذجيته في العيش المشترك بين الأديان والثقافات، وبخاصة بين المسيحيين والمسلمين، بفضل نظامه المنفتح على التعددية الثقافية والدينية في إطار من التعاون والتكامل والاغتناء المتبادل بعيدا عن أي إقصاء أو تفرد في السلطة، وعن طمس لهوية أي من مكوناته الاجتماعية والوطنية. وهذه أولى مقتضيات العولمة الإيجابية".

وتابع: "وجئنا أيضا لنكرم القديسين الجديدين الأخوين Jacinta وFrancisco اللذين رفعهما على مذابح الكنيسة الجامعة قداسة البابا فرنسيس في 13 أيار الماضي، بمناسبة زيارته التقوية إلى سيدة فاطيما، لإحياء المئوية الأولى لظهوراتها. إننا نواصل الصلاة التي علمهم إياها الملاك في يوم من أيلول 1916 قبل ظهورات السيدة العذراء بسنة. ظهر الملاك للرائين حاملا بيديه كأسا فوقه قربانة، تقطر منها نقطات دم. فركع الملاك مع الفتيان وجعلهم يرددون وراءه هذه الصلاة ثلاث مرات: "أيها الثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس. إني أعبدك بكل خشوع، وأقدم لك جسد ودم ونفس وألوهة ربنا يسوع المسيح، الثمين للغاية، والحاضر في كل بيوت القربان في العالم، تكفيرا عن الإهانات التي تسيء إليه. وإني، باستحقاقات قلبه اللامتناهية، وبشفاعة قلب مريم الطاهر، ألتمس ارتداد الخطأة المساكين".

وقال: "ها منذ الآن تطوبني جميع الأجيال، لأن القدير صنع بي عظائم" (لو1: 46 و49). إن مريم التي حقق فيها الله عظائمه ظهرت للرائين الثلاثة في 13 ايار 1917 في محلة CovadaIria، بمنظر صبية فائقة الجمال، مشعة كلها، وهي بلباس طويل ومنديل من الرأس حتى القدمين. وسألتها Lucia: من أين أنت؟ فأجابت: من السماء! فقالت: ماذا تريدين منا؟ أجابت: "أن تأتوا إلى هنا كل ثالث عشر من الشهر". وتوالت الظهورات".

وأردف: "إن عظائم الله هي التي جعلت مريم فائقة الجمال. ونعدد ستا منها:

1. عقيدة الحبل بلا دنس. وهي أن العذراء مريم الكلية القداسة عصمت من دنس الخطيئة الأصلية منذ اللحظة الأولى لتكوينها في حشا أمها، بنعمة وإنعام خاصين من الله القدير، وبفضل استحقاقات يسوع المسيح، مخلص الجنس البشري.

2. أمومتها للاله المتجسد. أعلنها مجمع أفسس (431) عقيدة وهي أن مريم أصبحت حقا أم الإله بحبلها بابن الله في حشاها. هي "أم الإله"، لا لأن طبيعة الكلمة الإلهي أو ألوهته اتخذت بدءها أو وجودها من مريم القديسة، بل جسده البشري المقدس المنعش بنفس عاقلة الذي اتحد بشخصه الإلهي، هو الذي ولد من مريم. وهكذا الكلمة صار بشرا.

3. مريم البتول ودائمة البتولية. حبلت مريم بيسوع ابن الله بقوة الروح القدس، من دون زرع بشري، وهي عذراء بتول. هذا عمل إلهي يفوق إدراك الإنسان وإمكانياته. وقد حقق نبوءة أشعيا: "هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا" (أشعيا7: 14).

إن مريم، الأم والبتول، هي رمز الكنيسة، وتحقيقها الكامل. فالكنيسة بقبولها كلمة الله بالإيمان تصبح أما. ثم بكرازتها للانجيل وممارسة المعمودية تلد بنين، حبل بهم بالروح القدس، وولدوا من الله لحياة جديدة لا تموت (راجع يو1: 13 و3: 5).

4. مشاركة في عمل الخلاص والفداء. تعتبر الكنيسة أن مريم وسيطة للخلاص من خلال وساطة المسيح الوحيدة، وأن ما لها من تأثير على المؤمنين والمؤمنات إنما ينبع من استحقاقات المسيح الفياضة (راجع الدستور العقائدي "في الكنيسة"، 58 و62).

5. مريم أم الكنيسة. تعتبر الكنيسة أيضا أن مريم أم المسيح التاريخي، بفضل مشاركتها في آلام ابنها الخلاصية، قد أصبحت أم المسيح الكلي الذي هو الكنيسة. بكلام الملاك في البشارة، والإجابة بكلمة "نعم"، أصبحت أم يسوع، وفي آلام الصليب أصبحت أم جسده السري الذي هو الكنيسة بقوله: "يا امرأة هذا ابنك، ويا يوحنا هذه أمك" (يو19: 26-27). إنها أمنا بالنعمة، وبأمومتها هي مثال للكنيسة في الإيمان والمحبة (راجع كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 936؛ خطاب الطوباوي البابا بولس السادس في 21/11/1964).

6. انتقالها بالنفس والجسد إلى السماء. عندما أنهت مريم مسيرة حياتها الأرضية، نقلت بنفسها وجسدها إلى مجد السماء، حيث تشارك في مجد قيامة ابنها، مستبقة قيامة كل أعضاء جسده (كتاب التعليم المسيحي، 966؛ براءة إعلان العقيدة للمكرم البابا بيوس الثاني عشر سنة 1950).

مريم بانتقالها إلى السماء، هي صورة الكنيسة وأبنائها وبناتها الذين هم في مسيرة حج بإيمان ورجاء نحو بيت الآب السماوي، للمشاركة في مجد الثالوث القدوس، الإله الواحد غير المنقسم، في شركة القديسين. بانتقالها إلى السماء، تواصل مريم الكلية الطوبى أمومتها بالنعمة لجميع البشر، وتشفع بهم لينالوا الخلاص الأبدي، ولهذا تسميها الكنيسة المحامية والمعينة والوسيطة".

واستطرد: "من أجل كل هذه العظائم التي حققها الله في شخص مريم الكلية القداسة والفائقة الجمال، نعظم الله معها، ونعطيها الطوبى. إليها، ملجأ الخطأة، نكل كل الخطأة، ونكفر عن إساءاتهم لله بتوبتنا وأعمال المحبة والرحمة. وإليها، سلطانة السلام، نجدد تكريس لبنان وبلدان الشرق الأوسط، ملتمسين من قلبها الطاهر أن تستمد لنا من ابنها، "أمير السلام" (أشعيا 9: 5)، الاستقرار، وإيقاف الحروب، والحلول السلمية للنزاعات، وإرساء السلام العادل والشامل والدائم، وعودة جميع المهجرين واللاجئين المخطوفين إلى بيوتهم وأوطانهم".

وختم: "ومن هذا المكان المقدس الذي شهد عظائم الله المتتالية على مدى مئة سنة، ننشد: "تعظم نفسي الرب، وتبتهج روحي بالله مخلصي، لأن القدير يصنع العظائم" (لو1: 46 و49)".

 

الشعار في خطبة العيد: الدولة والكيان لا يقومان إلا بالقانون والدستور والوحدة

الأحد 25 حزيران 2017 /وطنية - ألقى مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار خطبة عيد الفطر السعيد في الجامع المنصوري الكبير في طرابلس حيث اصطحبه صباحا محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا الذي زار ايضا رئيس بلدية طرابلس المهندس احمد قمرالدين، وتوجهوا إلى الجامع الذي غص بالمؤمنين والقيادات السياسية يتقدمهم الرئيس نجيب ميقاتي، الوزير محمد كبارة، النائب سمير الجسر، أحمد الصفدي ممثلا النائب محمد الصفدي، الوزير السابق عمر مسقاوي، قائد منطقة الشمال الإقليمية لقوى الأمن الداخلي العقيد علي سكينة، امين الفتوى الشيخ محمد إمام وعدد من الفاعليات والهيئات وابناء طرابلس والمناطق. استهل الشعار خطبة العيد بذكر مكارم شهر رمضان وقال: "صحيح ان العبادات تقصد لذاتها من حيث كونها عبادة، أمر الله تعالى بها ولكن الله سبحانه جعل فيها من المضمون والحكم ما هو كفيل بجعل العلاقات البشرية والحياة المجتمعية تتسم بالهدوء والأمان، والثقة والمحبة امام مغريات الحياة والإنتظام في جماعات التراويح وإنكسار النفس امام الفقر والجوع، ثم تلكم الأحاسيس التي تتولد عند القادرين على مساعدة الآخرين كل هذا من انعكاسات عبادة الصوم على حياة البشر وكل هذا فقط إرضاء لله تعالى وطمعا بمغفرته سبحانه".

أضاف: "هذا الجو العام من العبق الإيماني يريد منا الإسلام ان نعيشه سلوكا في كل مراحل حياتنا وإن كان هناك بعض التفاوت في دقة الإلتزام فضلا عن دقة الفهم لحقيقة التدين، فالصيام واحدة من العبادات التي تثقل النفس وتقوم الإعوجاج وتهذب الجوارح ويستقيم اللسان بها نطقا وخبرا، ثم ترتقي به في مدارج القيم ومنازل السالكين، فيشعر الإنسان إبتداء بأمنه الرسمي كما يستشعر ان انوار العبادة ونفحاتها تحيط به بل تتملكه وتقود حركته وتحدد مواقفه وتلجم غرائزه فتجعله منبسط الوجه لين العريكة والطبع بعيدا عن الخشونة والقسوة او الفظاظة حتى في نهيه عن المنكر، وإلا فإن العبادات تفقد كثيرا من مضامينها ومعناها وآثارها وتبقى في إطار الطقوس خلوا من الروح او تحقيق الثمار المرجوة منها".

وتابع: "العبادات لها أبعاد ثلاثة: الأول هو الأداء والإمتثال لأمر الله تعالى من حيث كونها فرائض وأركان، والثاني المضامين والمعاني، والثالث الغايات والحكم والثمار، والحقيقة الثابتة لفريضة الصيام هي التقوى وهي كلها لها علاقة بالسلوك مع الآخرين ولها علاقة في المنهج الفكري، وكذلك الحال في فريضة الزكاة والحج كلها تصقل الإنسان وتقوم السلوك وتميز المسلم العابد عن سواه، والعبادات بهذا المضمون وبهذه الحقائق والغايات هي الحل الوحيد لكل مشكلة مسلكية او فكرية، وإلا اختلت القيم واعوج السلوك وانحرف الفكر ثقافة ومنهجا، وبدأت المشكلة تتأزم وتتفجر، وأول علامات وإمارات المشكلة هو القلق والإضطراب النفسي".

وقال: "بداية الحل لمطلق مشكلة في مجتمعاتنا هي الفهم الصحيح للتدين، ثم الإلتزام الموزون ومعرفة ما يجب عليك وما يحرم، وإن مهمة الأنبياء لم تخرج عن إطار التبليغ والتعليم دون حمل الناس حتى على الإيمان، وإن فهم الآية القرآنية التي خاطب الله بها نبيه محمد وجاء فيها: "أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين"، والآيات الأخرى وغيرها كثير تعلمنا ان مهمتنا هي البيان والدعوة والتبليغ وليس الإكراه ولا الإحراج ولا إقامة الحجة عليه قهرا ونكاية، هذه الخشونة في الدعوة ليست تدينا إنها لون من ألوان الإرهاب الفكري الذي يتحول إلى كراهية مع الآخرين أيا كانوا".

أضاف: "يا عباد الله ليس التدين هو الإكثار من الصلاة والصيام وإنما هو ترك المحرمات وكل ما نهى الله عنه، فحذار الف مرة من الكراهية والبغضاء ومن الغيبة والنميمة، وحذار الف الف مرة من المخالفة للدين وهي الإفساد بين الناس، وإعلموا ان حقوق العباد تقوم على المساءلة بينما حقوق الله تقوم على المسامحة، صوموا عن الغيبة والنميمة وجرح الآخرين فلا يدري أحدنا متى يلقى ربه، ولا أدري كيف يحمل الصائم والمصلي كراهية لأحد من اخوانه".

وختم: "يمر وطننا بأزمات متتاليات متواصلات لا يكاد الوطن يخرج من ازمة إلا ويقع في أزمة أخرى أخطر تلكم الأزمات هو الخطاب الطائفي الغرائزي المذهبي الذي يعيد ابناء الوطن إلى ايام سوداء إلى ايام لا تسر، قوانين الإنتخاب لا تصاغ أبدا بذاك الخطاب الغرائزي او الطائفي او المذهبي، الدولة لا تقوم والكيان لا يقام إلا بالقانون والدستور، وبالمحبة والقيم والوحدة والوطنية، إلا بأن يحافظ اللبنانيون جميعا على حقوقهم وحقوق بعضهم، والدليل الأول لحفظ حق الآخرين هو الدستور وليس غيره، اما تلكم الخطب والمؤتمرات، اما ذاك الإسلوب الذي يتفجر كل يوم في مستنقعات الخطاب الطائفي والغرائزي والمذهبي لا يبشر لبنان لا بحاضر ولا بمستقبل آمن، ينبغي ان يمتنع الجميع وان يعودوا إلى ثقافتهم وإلى تربيتهم الدينية والبيتية وأن الإنسان اخو الإنسان وان الإعتراف بالآخر ينبغي ان يقترن مع حفظ حقوقه وحرماته ولا يجوز على الإطلاق ايا كان السبب ان يتجمد العقل وتتحرك الغرائز والأحاسيس".

ثم تقبل الشعار ومحافظ الشمال والقيادات السياسية ورئيس بلدية طرابلس التهاني بالعيد في بهو الجامع المنصوري الكبير.

 

حسن في خطبة الفطر: لإقرار الموازنة والسلسلة وتصويب الوضع الاقتصادي

الأحد 25 حزيران 2017 /وطنية - أم شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن المصلين صبيحة عيد الفطر المبارك، في مقام الامير عبدالله التنوخي في عبيه، بمشاركة جمع من الفاعليات والهيئات الروحية والاجتماعية والاهلية.

وألقى خطبة العيد قال فيها: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: "كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به". ومن كل وجوه التفسير، يبقى أن سر الإخلاص فيه هو له عز وجل، “إن الله عليم بذات الصدور” (المائدة: 7). لذلك، فإن فرح العيد هو فرح بالفطر، إذ يرضى العبد بالخير الذي ارتضاه وسعى إليه فاستحق النعمة، وأيضا هو فرح محفوظ لدى من لا يظلم مثـقال ذرة “فالله خير حافظا و هو أرحم الراحمين” (يوسف: 64)، وفي الحديث الشريف: "للصائم فرحتان يفرحهما؛ إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه". ولكن الأمر معقود بسر الإخلاص، ليس فقط فيما اكتسب المرء فيه من زكاة صالح الأعمال في الطاعة والتزام الحد، بل أيضا، وهو الأدق والأخطر، فيما اعتقده وانتواه وأوفى به بصفاء نيـة وطهارة قلب، في طلب فضيلة كرمه بها الله عز وجل، وأرادها له كي يحقق المعنى الإنساني الأرقى، لأنه بهذا المعنى الشريف يحمل روحه إلى حيث وجه الله، أي يتيقظ من غفلة الدنيا إلى الحقيقة التي حملها القرآن الكريم إلينا في شهر مبارك “فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم” (البقرة: 115).

أضاف: "رجاؤنا، أيها الإخوة المؤمنون، أن تكون لمعاني هذا العيد المبارك مرآتها في نفوسنا التي تنعكس فيها حقائق أعمالنا بما نستحق به رحمة الله العفو الرحيم. فالمؤمن، بهذا الاتفاق الميمون بين ظواهر الأعمال وبواطن الأحوال يكون بركة في بيته ومجتمعه. "وكلكم راع" في نطاق ما هو عنه مسؤول. والغاية من الدين كمال الإنسانية، قال الرسول صلى الله عليه وسلم "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، وحد الأخلاق الموصولة بمقاصد النبي الكريم هو "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، وهذا الحد، لو علمنا، هو جامع لكل محمدة ومأثرة، ونابذ لكل مذمة ومثلبة. ولا يكون المسلم اسما على مسمى ما لم يكن هذا الحد عهده ودأبه وغاية مبتغاه". وتابع: "علينا أن نشهد، بأعمالنا ومسالكنا، على التحقق الإنساني بالمعنى السامي النبيل لكلمة الله. إنه لا يمكن أن تقطف ثمرة الفضيلة الربانية بإهمال ما من شأنه أن يرقى بالكرامة الإنسانية إلى ما يليق بها من سمو النزاهة والشرف. وإن عجز العالم، بحالته الراهنة التي أوصله إليها صراع الدول والمصالح، عن تجسيد قيم العدالة والإنصاف والحرية الحقيقية، فإن المؤمن الصادق لا يمتثل إلا بما يمليه عليه الحق ونقاء الضمير وخالص السريرة. علينا ان نقارب مسائلنا الاجتماعية بالتمسك بجذور التوحيد الذي هو الطريق الوحيد للسعادة الحقيقية. وعلينا، ان نقارب مسائلنا الوطنية بما ينسجم مع إيماننا العميق بالخير. والسياسة، وفقا لهذا الإيمان، هي العمل بمسؤولية والتزام أخلاقي تجاه الشعوب التي تمنح بأصواتها شرعية الحكم باسمها. ونستبشر خيرا كلما انعقدت تسوية على قاعدة الحوار والتفاهم والشراكة آملين أن يكون هذا النهج دافعا، في الأساس، إلى تحقيق المصالح الوطنية العليا. اما وقد اصبح لنا قانون انتخاب جديد، الا ان المرحلة تستلزم الانصراف الى معالجة حكومية وتشريعية لقضايا الناس وهمومهم المعيشية، واهم تلك الملفات اقرار الموازنة العامة للبلاد وتصويب الوضع الاقتصادي وإقرار سلسلة الرتب والرواتب في اطار واضح ومحدد يضمن معالجة مكامن الهدر والفساد في إدارات الدولة وقطاعاتها المنتجة".

وقال: "شعبنا يتطلع إلى الخروج من نفق التجاذبات. فلا بد من ايجاد الحلول الناجعة لملفات الطاقة والمياه وإنهاء مشكلة النفايات ومكافحة تفلت الجرائم والمخدرات وغيرها. إن المعالجات الجادة والغعالة لهذه الأمور تسهم في ما نريده لوطننا من صمود في وجه العواصف والأخطار المحدقة التي يعرفها الجميع. إننا نحيي أصحاب الجهود المخلصة الدافعة في هذا الاتجاه. وقناعتنا هي أن الاستقرار السياسي، وانتظام المؤسسات الدستورية في عملها وحسن أداء مهماتها التي انوجدت من أجلها، هي الأساس المتين للدعم المطلوب للجيش اللبناني وسائر القوى الأمنية الذين يؤديان أدق المهمات وأخطرها دفاعا عن لبنان وشعبه، وسيادته وحريته، وصونا للأمن الوطني". أضاف: "اننا في هذه المناسبة المباركة، ندعو الى تكريس مبدأ المواطنة فعلا لا قولا عبر المناهج التربوية الخاصة والعامة والاحترام التام لآداب الاختلاف. وندعو الى وحدة إسلامية حقيقية تكون بمستوى التحديات الخطيرة التي تواجهها الأمة في مختلف أصقاع العالم، حيث التطرف يشوه صورة الإسلام، وقد كانت محاولة التفجير المدانة والمستنكرة قرب الحرم المكي المكرم خير دليل على حجم هذه التهديدات السافرة التي تشكل تهديدا لكل العالم الإسلامي، في الوقت الذي تنتقل فيه مشاهد إراقة الدماء بين دول المنطقة واحدة تلو الاخرى، فيما محاولات الحلول لا تزال قاصرة عن أي علاج جدي، وفلسطين بأرضها وشعبها ومقدساتها تواصل درب الجلجلة في ما تقاسيه من احتلال وعدوان غاشم". وختم حسن: "نتقدم من كل اللبنانيين والعالمين العربي والاسلامي بأحر التهاني بسؤال المباركة لهم في هذا العيد، سائلين الله تعالى أن يمن عليهم على الدوام ببركاته وبرحمته في حفظهم وحفظ وطنهم من كل غائلة، وأن ينعم عليهم بسلامه، متضرعين إلى الباري عز وجل ان يحفظ وطننا، وأن يفرج كل كربة عن الشعوب الرازحة تحت ويلات صراع المصالح، وأن ينعم علينا وعليها بقدرته وعزته بالأمن والاستقرار، إنه "نعم المولى ونعم النصير".