المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 19 حزيران/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.june19.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لَنْ أَتْرُكَكُم يَتَامَى. إِنِّي آتِي إِلَيْكُم

أَنْتُم أَهْلُ مَدِينَةِ القِدِّيسِينَ وأَهْلُ بَيْتِ الله، بُنِيتُمْ على أَسَاسِ الرُّسُلِ والأَنْبِيَاء، والمَسِيحُ يَسُوعُ نَفْسُهُ هُوَ حَجَرُ الزَّاوِيَة. فيهِ يَتَمَاسَكُ البِنَاءُ كُلُّه، فَيَرْتَفِعُ هَيْكَلاً مُقَدَّسًا في الرَّبّ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

القوات والعونيين وبلع الألسنة الإنتقائي/الياس بجاني

ميليشيا شرطة مجلس نواب الإستيذ نبيه المذهبية والقمعية/الياس بجاني

معيار "الصناعة اللبنانية" المغلوط في مفهوم د.جعجع والنائب جورج عدوان/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 18/6/2017

نوفل ضو: توصيف معارضة قانون الانتخاب بانها "عالهبالة" غير موفق واهانة ليس للمعارضة بل للسلطة بكل مكوناتها والأهم أنه إهانة لحرية الرأي والديمقراطية

د. فارس سعيد إنتقاد النواب بعد ان صوتوا لقانون الانتخابات يزعجني

نصيحتهم للصراف: "اذا ابتليتم بالمعاصي.. فاستتروا"

أنباء عن إلقاء القبض على الحاج وفيق صفا وإعلاميو الممانعة يعلقون!

سمير صفير ينقلب على العهد بأغنية “هيدا قانونك”!

وليد فارس يكشف: حماس انتقلت إلى بيروت بحماية حزب الله

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الكويت:  الغاء إعدام المتهم الأول بقضية "التعامل مع حزب الله"

مخطط الانتقام لمغنية: الاستخبارات الأميركية تكشف جزءاً/سامي خليفة/المدن

موظفو سعودي أوجيه.. يهددون أمن بهية الحريري/خضر حسان/المدن

أسئلة "مغنطة" الانتخابات وبطاقاتها/علي نور/المدن

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الفرنسيون يمنحون ماكرون غالبية ساحقة في البرلمان وحسم الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية لصالح حزب الرئيس

فرنسا: أكبر عملية تجديد للطاقم السياسي

مسؤولون أميركيون: "النصرة" تحصل على أموال طائلة من قطر ومنذ سنوات توجه واشنطن اتهامات مبطنة لقطر بدعم تنظيمات إرهابية

روسيا تعلن أنها قتلت 180 داعشياً في سوريا

 قيادي في “الحرس الثوري”: أميركا تمهد للحرب ضد إيران

علاوي: قطر نفذت مخططا لتقسيم العراق طائفيا

الدوحة: الدول المقاطعة لا تعرف عواقب إجراءاتها

قوات أميركية تتمركز في معبر التنف السوري الحدودي مع العراق/العبادي: نرفض استخدام أراضينا لضرب إيران ولن نعاديها حتى لو أعطونا مُلك الدنيا

الحسكة: كيف تنفذ"الإدارة الذاتية" التغيير الديموغرافي/سامر الأحمد/المدن

القاهرة: مقتل شرطي في انفجار عبوة ناسفة والمؤبد لـ26 إخوانياً بتهمة العنف

محامي ترمب: الرئيس ليس رهن تحقيق بتدخل روسي بالانتخابات

أردوغان يهاجم طهران: سورية تحولت مسرحاً للتوسع الفارسي

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله» وعون والحسابات غير الإنتخابية/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

اقرأ المزيد منألان سركيس/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

قبل القانون وبعده/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

«الهلال الفارسي».. و«ضلال» الإمبراطورية/علي الحسيني/المستقبل

عن المدّة الفاصلة بين القانون والاستحقاق وكيفية تمضيتها/وسام سعادة/المستقبل

لا درعَ لعناصر «حزب الله» في درعا/علي الحسيني/المستقبل

الوضع في قطر صعب/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

التطرف وإشكاليات الدين والدولة/رضوان السيد/الإتحاد

حربنا على الإرهاب لا على قطر/سوسن الشاعر/الشرق الأوسط

التخلي عن "التآمر" في السياسة القطرية/حسن المصطفى/الرياض

منظمة شنغهاي تخيب آمال طهران/عبدالله المدني/الإتحاد

هل يسلمون بخسارة درعا وانتكاسة حرب الحدود/جورج سمعان/الحياة

عن البغدادي الذي قتله الروس/حازم الامين/الحياة

ملك عصري يستضيف رئيساً عصرياً/خيرالله خيرالله/المستقبل

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رد عنيف من إيلي ماروني على ابراهيم الصقر: ستنتظر المقعد إلى أبد الآبدين

الناصريون الأحرار يرحبون بإقرار القانون الإنتخابي الجديد ويشيدون بدور الرئيس الحريري

العجوز: ترشيحنا عن المقعد السني في بيروت ثابت وراسخ

دريان: مشروعنا الدولة القوية العادلة والعلاقة مع الحريري متينة

باسيل من منيارة: اتكالنا كبير على رئيس الحكومة كي يضع يده بيدنا ويكون رأس حربة معنا في محاربة الفساد

دبر الكنيسة البطريركية أعلن افتتاح السينودس الانتخابي في عين تراز غدا

غريب في ذكرى استشهاد حاوي: النسبية خارج القيد الطائفي هو مشروعك حملناه دفاعا عن السلم الأهلي

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

لَنْ أَتْرُكَكُم يَتَامَى. إِنِّي آتِي إِلَيْكُم

إنجيل القدّيس يوحنّا14/من15حتى26/:"قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِهِ: «إِنْ تُحِبُّونِي تَحْفَظُوا وَصَايَاي. وأَنَا أَسْأَلُ الآبَ فَيُعْطِيكُم بَرَقلِيطًا آخَرَ مُؤَيِّدًا يَكُونُ مَعَكُم إِلى الأَبَد. هُوَ رُوحُ ٱلحَقِّ الَّذي لا يَقْدِرُ العَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ، لأَنَّهُ لا يَرَاه، ولا يَعْرِفُهُ. أَمَّا أَنْتُم فَتَعْرِفُونَهُ، لأَنَّهُ مُقيمٌ عِنْدَكُم، وهُوَ فِيكُم. لَنْ أَتْرُكَكُم يَتَامَى. إِنِّي آتِي إِلَيْكُم.

عَمَّا قَلِيلٍ لَنْ يَرانِيَ العَالَم، أَمَّا أَنْتُم فَتَرَونَنِي، لأَنِّي أَنَا حَيٌّ وأَنْتُم سَتَحْيَون. في ذلِكَ اليَومِ تَعْرِفُونَ أَنِّي أَنَا في أَبِي، وأَنْتُم فِيَّ، وأَنَا فيكُم. مَنْ كَانَتْ لَدَيْهِ وَصَايَاي ويَحْفَظُهَا، هُوَ الَّذي يُحِبُّنِي. ومَنْ يُحِبُّنِي يُحِبُّهُ أَبِي، وأَنَا أُحِبُّهُ وأُظْهِرُ لَهُ ذَاتِي». قَالَ لَهُ يَهُوذَا، لا ذَاكَ الإِسْخَريُوطِيّ: «يَا رَبّ، مَاذَا جَرَى حَتَّى تُظْهِرَ ذَاتَك لَنَا، لا لِلعَالَم؟». أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «مَنْ يُحِبُّنِي يَحْفَظُ كَلِمَتِي، وأَبِي يُحِبُّهُ وإِلَيْهِ نَأْتِي، وعِنْدَهُ نَجْعَلُ لَنَا مَنْزِلاً. مَنْ لا يُحِبُّنِي لا يَحْفَظُ كَلِمَتِي. والكَلِمَةُ الَّتِي تَسْمَعُونَهَا لَيْسَتْ كَلِمَتِي، بَلْ كَلِمَةُ الآبِ الَّذي أَرْسَلَنِي. كَلَّمْتُكُم بِهذَا، وأَنَا مُقِيمٌ عِنْدَكُم. لكِنَّ البَرَقْلِيط، الرُّوحَ القُدُس، الَّذي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِٱسْمِي، هُوَ يُعَلِّمُكُم كُلَّ شَيء، ويُذَكِّرُكُم بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُم."

 

أَنْتُم أَهْلُ مَدِينَةِ القِدِّيسِينَ وأَهْلُ بَيْتِ الله، بُنِيتُمْ على أَسَاسِ الرُّسُلِ والأَنْبِيَاء، والمَسِيحُ يَسُوعُ نَفْسُهُ هُوَ حَجَرُ الزَّاوِيَة. فيهِ يَتَمَاسَكُ البِنَاءُ كُلُّه، فَيَرْتَفِعُ هَيْكَلاً مُقَدَّسًا في الرَّبّ

رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس02/من11حتى21/:"يا إِخْوَتِي، تَذَكَّروُا، أَنْتُمُ الوَثَنِيِّينَ في الجَسَدِ سَابِقًا، أَلمَدعُوِّينَ أَهْلَ عَدَمِ الخِتَانَةِ عِنْدَ المَدعُوِّينَ أَهْلَ الخِتَانَة، بفِعْلِ اليَدِ في الجَسَد، تَذَكَّرُوا أَنَّكُم كُنْتُمْ في ذَلِكَ الوَقْتِ بِدُونِ مَسِيح، مُبْعَدِينَ عَنْ رَعِيَّةِ إِسْرَائِيل، وغُرَبَاءَ عنِ عُهُودِ الوَعْد، لا رَجَاءَ لَكُم في العَالَمِ ولا إِله؛

أَمَّا الآنَ فَفِي المَسِيحِ يَسُوعَ أَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُم مِنْ قَبْلُ بَعِيدِين، صِرْتُم بِدَمِ المَسِيحِ قَرِيبِين. فَإِنَّهُ هُوَ سَلامُنَا، هُوَ جَعَلَ الٱثْنَيْنِ وَاحِدًا، وفي جَسَدِهِ نَقَضَ الجِدَارَ الفَاصِلَ بَيْنَهُمَا، أَي العَدَاوَة، وأَبْطَلَ شَريعَةَ الوَصَايَا بِمَا فِيهَا مِنْ فَرائِض، لِيَخْلُقَ ٱلٱثْنَينِ في شَخْصِهِ إِنْسَانًا وَاحِدًا جَدِيدًا، بإِحْلالِهِ السَّلامَ بَيْنَهُمَا، ويُصَالِحَهُمَا مَعَ الله، كِلَيْهِمَا في جَسَدٍ وَاحِد، بِالصَّليب، قَاتِلاً فيهِ العَدَاوَةَ بَيْنَهُمَا. فلَمَّا جَاءَ بَشَّرَكُم بِالسَّلامِ أَنْتُمُ البَعِيدِين، وبَشَّرَ بالسَّلامِ القَرِيبين، لأَنَّنَا بِهِ نِلْنَا نَحْنُ الاثْنَينِ في رُوحٍ وَاحِدٍ الوُصُولَ إِلى الآب. إِذًا فَلَسْتُم بَعْدُ غُرَبَاءَ ولا نُزَلاء، بَلْ أَنْتُم أَهْلُ مَدِينَةِ القِدِّيسِينَ وأَهْلُ بَيْتِ الله، بُنِيتُمْ على أَسَاسِ الرُّسُلِ والأَنْبِيَاء، والمَسِيحُ يَسُوعُ نَفْسُهُ هُوَ حَجَرُ الزَّاوِيَة. فيهِ يَتَمَاسَكُ البِنَاءُ كُلُّه، فَيَرْتَفِعُ هَيْكَلاً مُقَدَّسًا في الرَّبّ."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

القوات والعونيين وبلع الألسنة الإنتقائي

الياس بجاني/18 حزيران/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=56358

ليش دخلكون قيادات تيار عون وقوات جعجع من راس القمة للقاعدة بلعوا لسانتون وما استنكروا بقوة وكما يجب، تلك الوحشية والهمجية والبربرية التي مورست ضد المتظاهرين خارج المجلس النيابي؟

ترى هل لأن المتظاهرين مش من جماعتون وكشفوا وعروا عوراتون واستهزأوا بمزحة أبوتهم للقانون النسبي السمجة؟

أما لأن استراتيجة دفاعهم عن المسيحيين “الربانية” لا يليق بقداستها والطهارة والعفة البيض والبندورة؟

أم ربما لأنهم كانوا خاراج البلد في رحلات سياحية وما شافوا ولا سمعوا الأخبار؟

أم لأنهم مصابون بعمي بصر وبصيرة انتقائي وطوعي وبالتالي لم يشاهدوا ما جرى؟

نحن نرى وغيرنا كثر أن هؤلاء السادة بلعوا ألسنتهم لأن مصالحهم وحساباتهم الذاتية والإنتخابية أملت عليهم ما أملت…وكاسك يا وطن محتل!!

في المحصلة، بوجود هيك معاجن، وهيك عجانيين، وهيك فران، راح تبقى ليلي جيعاني..والسلام

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

ميليشيا شرطة مجلس نواب الإستيذ نبيه المذهبية والقمعية

الياس بجاني/16 حزيران/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=56308

من يعود لأرشيف شرطة مجلس النواب اللبناني التابعة بالشخصي وبالعام و100% للإستيذ نبيه بري وليس للدولة لا من قريب ولا بعيد..

من يعود للأرشيف هذا يتبين له وبما لا يقبل الشك أنها لا شرطة ولا من يحزنون وإنها عملياً وقراراً وإدارة وممارسات لا تمت للمسمى الذي تحمله بشيء.

عملياً وتاريخاً وانجازات وسجلاً وتبعية هي مليون بالمائة وما يزيد ميليشيا إرهابية ومذهبية وطبقاً لكل المعايير والمقاييس.

نعم هي ميليشيا مذهبية بالكامل وفرقة عسكرية من فرق حركة أمل لا أكثر ولا أقل.

في الواقع المعاش هي ميليشيا قمعية وإرهابية لها في كل عرس إرهابي وغزواتي وشوارعي أكثر من قرص.

اليوم، بوحشية وبشكل سافر وهمجي اعتدت على المتظاهرين السلميين من منظمات الحراك المدني الذين تظاهروا سلمياً بالقرب من المجلس النيابي احتجاجاً على تمرير قانون انتخابي معلب وهجين ومفصل على مقاس رغبات ومصالح وأجندات ربع من السياسيين وشركات الأحزاب التجار والفجار.

ميليشيا الإستيذ أشبعت المتظاهرين رفساً وهراوات واهانات ضاربة عرض الحائط بكل ما هو قانون وحقوق وحضارة.

ميليشيا الإسيذ هذه كانت رأس حربة في كافة الاعتداءات السافرة على كل مظاهرات وتجمعات الحراك المدني.

ميليشيا الإستيذ هذه كانت من عتاة وفي مقدمة القوى الميليشياوية والإرهابية التي شاركت بوحشية موصوفة في غزوة بيروت اللاهية

في الخلاصة، إن اعتداءات وهمجية واستقواء واستكبار وممارسات هذه الميليشيا التي تحمل زوراً مسمى شرطة المجلس، هي كلها أعراض سرطانية عسكرية وميليشياوية من رزم وأطنان أعراض احتلال حزب الله اللاهي للبنان. ولهيمنة دويلاته وقادتها على الدولة ومؤسساتها.

يبقى أن لا خلاص للبنان لا بقانون انتخابي، ولا بانتخابات، ولا بموازنات، ولا بحكومات، ولا بقوانين وتشريعات مهما كبرت أو صغرت..

بل الخلاص الحقيقي للبنان ولشعبه المقهور يكون فقط وفقط في التخلص من وضعية الاحتلال اللاهية للبلد وباستعادة السيادة الكاملة وغير المنقوصة.

فيديو يظهر بعض الإعتداءات نقلا عن موقع جنوبية/اضغط هنا وشاهد انجازات ميليشا الإستيذ نبيه

https://www.facebook.com/tol3etre7etkom/videos/2071188229809954/

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

معيار "الصناعة اللبنانية" المغلوط في مفهوم د.جعجع والنائب جورج عدوان

الياس بجاني/15 حزيران/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=56280

يوم فرض حزب الله بالقوة العماد ميشال عون رئيساً وبشروطه وغب توقيته ادعى الدكتور سمير جعجع وبعض السياسيين اللبنانيين بأن عملية الانتخاب الرئاسية كانت صناعة لبنانية 100%، وذلك رغم كل الحقائق والوقائع والإثباتات العملانية والموثقة الدولية والمحلية والإقليمية التي أكدت في حينه ولا زالت تؤكد العكس تماماً..

ويوم أمس أطل على الشعب اللبناني النائب جورج عدوان فرحاً ومغبوطاً ومدعياً هو الآخر بافتخار واستكبار لافتين بأن القانون الانتخابي "النسبي" الجديد هو صناعة لبنانية، وأيضاً كالرئاسة بنسبة 100%.

لنقض الإدعاءات بأن الانتخابات الرئاسية كانت صناعة لبنانية، نحيل المدعين كافة، ومن صدقهم، ومعهم أيضاً كل الذين ذاكرتهم انتقائية وضعيفة، نحيلهم إلى الطرح الرئاسي السيادي بامتياز الذي على أساسه ترشح الدكتور جعجع للرئاسة، ولكل بياناته وتصاريحه وتحديداً إلى إطلالاته الإعلامية التي كانت تلي كل دورة نيابية فاشلة لانتخاب رئيس..

هذا ومن يعود لأرشيف د.جعجع الغني بما يخص ترشحه للرئاسة ولمواقفه المعلنة والموثقة من الترشيح يدرك تماماً أن الانقلاب على الذات هو الذي كان صناعة محلية ولبنانية و"معرابية" ، وليس الانتخاب...

أما مفاخرة النائب جورج عدوان بلبنانية صناعة قانون الانتخاب، فهي إن دلت على شيء، فعلى عدم احترام عدوان وفريقه السياسي لعقول وذكاء اللبنانيين، وإلى الغرق الطوعي لهؤلاء في شباك رزم من الإنكار والتعامي عن ولوقائع وحقائق يعرفها القاصي والداني.

بعيداً عن ادعاءات عدوان الإعلامية المناقضة للحقيقة والتعموية بأكثر من امتياز، نذكر وأيضاً من هم من أصحاب الذاكرة الانتقائية والضعيفة بمواقف حزبي القوات والمستقبل تحديداً من الانتخابات "النسبية" في ظل هيمنة واستقواء وانتشار سلاح ودويلات حزب الله. .."وسبحان من يغير ولا يتغير"..!!!

مواقفهما (القوات والمستقبل) وهي مدونة وموثقة تنقض 100% موقفهم الحالي من القانون الانتخابي النسبي الجديد وتعريهم من كل ما هو جدية وثبات ومصداقية.

في الواقع المعاش وبعيداً عن الأوهام وأحلام اليقظة والتشاطر والتذاكي، فإن حزب الله أراد وبالقوة فرض انتخاب العماد ميشال عون رئيساً فكان له ما أراد بعد أن رضخت غالبية القوى السياسية ال 14 آذارية لمطلبه..

في محصلة الرضوخ وضياع وجهة البوصلة تفكك تجمع 14 آذار الحزبي والسياسي وراح غالبية قادة هذا التجمع يبحثون عن مصالحهم الذاتية، وليس عن مصالح الوطن والمواطن..."والشاطر بشطارته"..!!

وأيضاً في الواقع المعاش وبعيداً عن العنتريات والبطولات وكفر التذاكي و"الحربقة" والتشاطر، وبعيداً عن شعارات استرداد حقوق المسيحيين الكاذبة والطروادية، فإن حزب الله أراد وبالقوة فرض قانون انتخابي يعتمد النسبية وحصل على ما أراد...

وبالتالي فإن كل عمليات التجميل التي يتلطى خلفها عدوان وفريقه الحزبي، ومعهم الصهر الرئاسي المدلل وفريقه الحزبي والسياسي، وغيرهم من السياسيين الذين "فرطوا" تجمع 14 آذار.. كل هذه العمليات التعموية لن تغطي وتخفي العورات.

في الخلاصة، وكما كانت الانتخابات الرئاسية "لاهية" وحسبما أرادها حزب الله...

هكذا جاء القانون الانتخابي النسبي الجديد. "ومرحبا يا صناعة لبنانية"...!!

أما الصناعة اللبنانية فهي للأسف معطلة حالياً في ظل هيمنة واحتلال حزب الله.. وبسبب استسلام غالبية القوى السيادية لأمر واقع هذا الاحتلال وتغليب مصالحها وأجنداتها على مصالح وأجندات الوطن.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 18/6/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

في ما يشبه استراحة المحارب، أنزلت الحكومة عن كتفها ثقل قانون الانتخاب الذي أخذ طريقه إلى الجريدة الرسمية، كما إلى طاولات التشريح السياسي والدستوري، وإلى موازين الربح والخسارة، إلا أنها أي الحكومة تستعد مع المجلس النيابي من الآن فصاعدا، لخوض عقد استثنائي جديد ينتظر أن يكون في تموز المقبل، لمناقشة مشروع الموازنة العامة، وإقرار مشاريع قوانين متعلقة بقطاع النفط والغاز. ولا يخفى على كل من الحكومة والبرلمان، انتظارات الناس من معلمين وموظفين للاستحقاق المؤجل والمتمثل بسلسلة الرتب والرواتب.

وحتى دخول دينامية تموز الحكومية النيابية حيز التنفيذ، تدخل البلاد في هدوء سياسي نسبي عشية عيد الفطر، الذي دعت دار الفتوى إلى التماس هلاله مساء السبت المقبل. فيما تبقى أنظار الداخل متجهة إلى أجواء المنطقة المتوترة. وعين لبنانية على انتخابات فرنسا التشريعية في جولتها الثانية، التي استكمل تسونامي ماكرون تقدمه في حيازة زمام القرار الفرنسي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

بعد شوط القانون الانتخابي النسبي، شوط ثان على المستوى السياسي يرتقب ان يبدأ الخميس المقبل. فقد علم ان رئيس الجمهورية ميشال عون، وجه دعوات إلى رؤساء الأحزاب المشاركة في الحكومة للقاء تداول وبحث يعقد في قصر بعبدا.

رئيس المجلس النيابي نبيه بري، رحب بالدعوة وأثنى على موقف رئيس الجمهورية الذي يساعد في تفعيل عمل المؤسسات.

وبحسب مصادر الـ NBN/ فإن المتابعين يأملون في ان ينجح اللقاء في التأسيس لخط سير نحو التخفيف من الضائقة الاقتصادية والاجتماعية، ونحو اصلاحات مستقبلية على طريق اللامركزية الادارية، وانشاء مجلس للشيوخ، كان رئيس المجلس النيابي نبيه بري ضمنها طرحه الانتخابي.

لقاء الخميس، لا هو طاولة حوار ولا هو لقاء تشاوري، إنما لقاء لبحث المرحلة المقبلة، وطرق تفعيل الفترة الممتدة حتى الانتخابات النيابية المقبلة.

وقد علمت الـ NBN أن رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية، سيحضر الجلسة بعد تسلمه دعوة رئيس الجمهورية. ووفق مصادرنا سيشكل اللقاء بين عون وفرنجية بحد ذاته، كسرا للحدة القائمة بين الرجلين وبين تياريهما، وتخفيفا من الاحتقان الناتج بينهما على خلفية ترشيحات رئاسة الجمهورية.

وفي موازاة هذين الشوطين، تم تحضير الملعب لشوط من نوع آخر، ستشهده جلسة مجلس الوزراء الأربعاء المقبل، التي تقرر عقدها في بعبدا، حيث تقرر تمرير تسديدة ما سمي استدراج العروض المالية المتعلقة باستقدام معامل توليد الكهرباء العائمة، هي نفسها بواخر توليد الكهرباء، والتي رافق الاعلان عنها في وقت سابق، الكثير من الأخذ والرد، وما تسببته من عاصفة أحاديث عن صفقات بشأنها.

فهل يتم التعامل مع هذه الصفقة بشفافية مشفوعة بالوعود المقدمة إلى الناس، أم سيكون هناك من صوت تفضيلي قادر على حسم اتجاهات الصفقة، خصوصا إذا كانت محروسة بشفاعة التسويات السياسية ذات المفاعيل المتعددة الأوجه؟.

في مقلب آخر، قناة الفتنة المسماة "الجديد" لم تتوقف أقلامها الصفراء كوجوه أصحابها، عن بث الفتن والتشهير، وهذه المرة صوبت سهام افتراءاتها ضد شرطة مجلس النواب، بفبركتها رواية كاذبة تزعم فيها أن عناصر شرطة مجلس النواب ارتدوا زي الجيش اللبناني، أثناء الحادثة التي جرت في محيط مجلس النواب مع عدد من المتظاهرين.

القناة الموبوءة التي تعيش عزلة افتضاح أمرها من جمهور عريض من اللبنانيين، تحاول بأسلوب مريض وبائس فبركة أحداث لا تمت إلى الحقيقة بصلة، علها تلفت النظر إلى انها موجودة وحية، وإن كانت تعتاش على الاسترزاق.

بالأمس فبركوا حادثة احتراق الفان واتهموا حركة "أمل" جزافا، واليوم فبركوا رواية عناصر شرطة المجلس، ولم ينتظروا التحقيقات التي تجريها المراجع العسكرية لمعرفة ما جرى على أرض الواقع.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

كل ما يحدث في العالم اليوم، لا يقاس بأهمية ما يجرى على الحدود العراقية- السورية. التقاء قوتي محاربة الارهاب عند معبر الوليد وشمال شرقي التنف، ليس انجازا عابرا. أهم النتائج: ما تبقى ل"داعش" جغرافيا في هذه المنطقة، أصبح بين فكي كماشة، والكماشة الأكبر تطبق على مشروع فرط سيادتي البلدين بالارهاب، كما خطط مصدرو الفكر التكفيري ومغذوه.

ليس بعيدا عن الحدود، الموصل القديمة في المرحلة الأخيرة من التحرير وأصعبها: معقل "داعشي" متقدم في رمزيته بين الارهابيين يتهاوى، ومنابره التحريضية تسقط نهائيا بين ساعة وأخرى، أمام أكبر الانتصارات العراقية في الحرب ضد الارهاب.

في لبنان، ليس متوقعا ان ينتهي الكلام بقانون الانتخاب قريبا، بل المنتظر ان يستمر ويزداد كلما اقترب اللبنانيون من موعد الانتخابات: لا الملاحظات ستنتهي ولا لغة الأرقام والحسابات ستنحسر أمام قانون يحتاج إلى جهد كبير كي يفهم ويفهم، وعقدة الجدال فيه البطاقة الممغنطة وغيرها.

المرحلة السياسية المقبلة، يتصدرها مشروع رئيس الجمهورية لورشة اصلاحية عناوينها عديدة، وانطلاقتها ستكون بلقاء تشاوري مع رؤساء وممثلي الأحزاب الرئيسية الخميس المقبل في قصر بعبدا. والأمل بأن تنطلق الورشة بانسيابية لمعالجة الأزمات والتمهيد للانتخابات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

غدا يوم آخر سياسيا، فبعد الانتهاء من معركة قانون الانتخاب، يخوض العهد والسياسيون معركتين مختلفتين.

العهد سيبدأ حركة اتصالات ومشاورات لاعادة تزخيم انطلاقته، كذلك لاعادة تفعيل عمل الحكومة، فالملفات كثيرة والتحديات أكثر. هكذا يمكن فهم القرار الذي اتخذه رئيس الجمهورية، بدعوة رؤساء الأحزاب المشاركة أحزابهم في الحكومة إلى بعبدا الخميس المقبل، للبحث في كيفية تفعيل عمل المؤسسات، كي لا تقع البلاد أسيرة الجمود من الآن وحتى اجراء الانتخابات النيابية في ربيع الـ 2018.

توازيا، تبدأ القوى السياسية، انطلاقا من الغد، مرحلة جديدة عنوانها الاستعداد للانتخابات النيابية، وهي انتخابات مختلفة تماما عن سابقاتها، فللمرة الأولى تخوض هذه القوى الانتخابات بقانون نسبي وبصوت تفضيلي واحد، ما يرسم صورة ضبابية حتى الآن على الأقل، عن كيفية صوغ التحالفات وتركيب اللوائح والنتائج المتوقعة.

على أي حال، الملفات المؤجلة بدأت تطرح نفسها، وأبرزها على الاطلاق ملفا الموازنة والعفو، فهل نكون أمام ورشة وطنية حقيقية تخرج الوضع من جموده القاتل؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

الثابت والأكيد حتى الساعة ان لا صوت يعلو فوق صوت التسوية في لبنان، من انتخاب رئيس البلاد إلى تشكيل الحكومة إلى اقرار قانون الانتخاب، 3 محطات مفصلية في 7 أشهر. صحيح ان التمديد الثالث ولو تقنيا لم يكن مقنعا بل مقنعا، لزوم الاعداد والاستعداد للانتخابات، لكن منطق التوافق في منطقة تفتقد المنطق في هذه الأيام ليس عديم الدلالة.

تسوية الربع ساعة الأخير من عمر المجلس الحالي، والأمتار الأخيرة من السباق بين الاستقرار والانهيار انتهى إلى نزول الجميع من على شجرة الأثمان الغالية والسقوف العالية، إلى أرض الواقع والواقعية لا الأمر الواقع واللاعقلانية.

منذ واحد وتسعين عاما لم يعرف اللبنانيون انتخابات كتلك التي هم مقبلون عليها العام المقبل. اعتادوا زمن الانتداب الأول والانتداب الثاني، وما بينهما من استقلال واستغلال، اعتادوا على نواب منتخبين- معينين والعكس صحيح. من زمن كايلا وترابو وكاترو ودومارتيل وسبيرز ومورفي، إلى عبد الحميد غالب المصري إلى عبد الحميد السراج السوري، إلى الخدام عبد الحليم وكنعان المنتحر وغزالة المندحر.

بوسطة عين الرمانة فجرت الحرب في لبنان، وبوسطاتهم الانتخابية دمرت الحياة الديمقراطية، وكسحت أحلام التغيير والأمل بتقرير المصير.

لا يعني هذا ان القانون الجديد هو المثال والقدوة، ولا يعني اقراره ان خاتمة الأحزان الديمقرطية حلت، وان عصر الأنوار والنهضة بدأ، لكن الظاهر ان اللبنانيين بدأوا سلوك طريق شقوها بأنفسهم ولو بشق الأنفاس، وأعادوا الاعتبار لصناعة محلية لبنانية كادت ان تنقرض وهي صناعة القرار، صنع في لبنان، حتى ولو قال البعض إنه من الآن وحتى أيار، يبقى القانون بالايد لكن الانتخابات على الشجرة.

بعد القانون عودة إلى العمل. موازنة وسلسلة واقتصاد ومعيشة وهموم الناس، وأول الغيث لقاء في بعبدا الخميس المقبل لرؤساء احزاب مشاركة في الحكومة، وفق معلومات ال otv، لبحث تفعيل السلطتين التشريعية والتنفيذية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

غدا أو بعد غد، كمهلة نهائية، ينشر قانون الانتخابات النيابية في الجريدة الرسمية، بملحق خاص، ليصبح نافذا. بالتزامن، يبدأ "العمر الجديد" الذي كتب ل"مجلس الدوحة" الذي ولد عام 2009 وينتهي عمره عام 2018، وهو آخر مجلس نواب أكثري، ليولد من رحمه مجلس نواب وفق القانون النسبي، هذا القانون الذي بدأت الحركة السياسية تسير وفق توقيته وبنوده، خصوصا أنه شيء جديد على لبنان: في طبقته السياسية وفي ناخبيه.

الموعد الأول في الأسبوع الطالع، سيكون جلسة لمجلس الوزراء في قصر بعبدا، من سبعة وستين بندا أبرزها بندا الكهرباء. ويبدو ان معدي جدول الأعمال أرادوا "ضرب حديد التفاهم وهو حام"، فوضعوا بندي الكهرباء في رأس جدول الأعمال، أما البنود الأخرى فروتينية.

لكن الحدث في قصر بعبدا سيكون الخميس: طاولة تداول لرؤساء الكتل النيابية الممثلة في مجلس الوزراء، هذا الاختيار يضع رئيس تيار "المردة" على لائحة المدعوين، وهو سيلبي الدعوة، وتعتبر هذه التلبية إنهاء قطيعته لقصر بعبدا ولرئيس الجمهورية.

طاولة رؤساء الكتل من شأنها ان تشكل رافعة أساسية للملفات التي يعتزم رئيس الجمهورية طرحها، بدءا من مجلس الشيوخ، مرورا باللامركزية الإدارية.

لكن ملفات ساخنة وإشكالية مطروحة على مستوى الرأي العام، من دون ان تكون مطروحة لا على طاولة مجلس الوزراء ولا على طاولة رؤساء الكتل، يأتي في طليعة هذه الملفات التناقض اللافت والنادر، الحاصل بين رئيس التفتيش المركزي وإدارة المناقصات حول تلزيم المرحلة السابعة من شبكة الهاتف الخليوي والمقدرة ب 49 مليون دولار. هذا التناقض يجعل البت في الموضوع في عهدة السلطة التشريعية لتفصل بين النزاع.

أما الملف الثاني غير المطروح على أي طاولة بل لدى الرأي العام، فهو ملف وفاة المواطنة الأردنية فرح القصاب في مستشفى الدكتور نادر صعب في النقاش، وهذه الواقعة أكدها طبيب في مستشفى سيدة لبنان، قبل بدء التحقيقات وقبل قرار قاضي العجلة بمنع تسريب التحقيقات، بدعوى مقدمة من الدكتور صعب. جديد القضية ان المستشفى التي وقعت فيها الحادثة تعاود العمل وإجراء العمليات الجراحية، على رغم حظر وزارة الصحة لاجراء العمليات التي تستدعي تخديرا عاما.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

الأنظار المشدودة إلى مرحلة ما بعد نشر قانون الإنتخاب في الجريدة الرسمية، لفتها اليوم كلام وزير الخارجية جبران باسيل عن نيته طرح تعديلات على قانون الانتخاب، متحدثا عن شوائب تعتريه. وسألت عما إذا كان كلام الوزير باسيل يلمح إلى اصلاحات يطمح إليها في مرحلة ما بعد الانتخابات، خصوصا وان النقاش في شأن القانون قد أخذ مداه وأشبع درسا. وان كل الكلام يجب ان يتركز على دفع الأمور الاقتصادية والانمائية إلى الأمام، والافادة من المرحلة الفاصلة عن الانتخابات. وهذا ما أكد عليه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، داعيا السياسييين إلى الاهتمام بشؤون المواطنين الحياتية.

وبانتظار بلورة تصريحات وزير الخارجية، فإن الأسبوع المقبل سيشهد جلسة لمجلس الوزراء، ولقاء تشاوريا موسعا في قصر بعبدا لتفعيل عمل السلطتين التشريعية والتنفيذية.

إقليميا، فإن السجالات لم تهدأ على خط الأزمة الخليجية، فيما تنتهي اليوم المهلة التي منحتها السعودية والبحرين والامارات، إلى القطرييين، لمغادرة أراضي الدول الثلاث.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

دخلت البلاد مرحلة فك طلاسم القانون الجديد، لتبنى على الانتخابات تحالفاتها. فما صدر في الجريدة الرسمية سوف يحتاج إلى تحليل الرمز، ووضع نقاط الأقضية والدوائر على حروف المرشحين والناخبين، لكن العبرة ستكون في التحالف ونسج لوائح قادرة على التحصيل.

ولحينه، فإن بعبدا تجهز طاولتها لحوار سياسي يوم الخميس المقبل، يضم الأحزاب والتكتلات الممثلة في الحكومة. وسيقدم رئيس الجمهورية خلال هذا اللقاء تصوراته للإصلاح في فترة عهده. وأول من أعرب عن عزمه المشاركة كان زعيم تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية، في حال تلقى الدعوة.

وقالت مصادر القصر إن المدعويين إلى هذا اللقاء التشاوري، هم رؤساء أحزاب لهم وجودهم في الحكومة، وستكون الدعوة موجهة شخصيا لرئيس الحزب وليس ممثلا عنه، لكن استثناءا وحيدا سيشمل الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، أخذا بالاعتبار الدواعي الأمنية. ولن يكون هناك جدول أعمال حرفي بمعنى الكلمة، إنما سيتم البحث في تفعيل السلطتين التشريعية والتنفيذية. وأكدت المصادر ان فرنجية مدعو إلى المشاركة، طالما انه رئيس تيار ممثل في الحكومة.

وبموجب هذه الدعوات، فإن طاولة بعبدا لن تضم "الكتائب" أو الرئيسين ميقاتي والسنيورة والنائب محمد الصفدي، كما درجت عادة الحوارات السابقة.

وإذا كانت أولويات طاولة القصر هي مناقشة العثرات السابقة، وتفعيل المؤسسات الدستورية، والبحث بما لم ينجز من الطائف، والغاء الطائفية السياسية كمقدمة لإنشاء مجلس الشيوخ، فإن الأولوية الشعبية تفرض على لقاء القصر قضايا أقل جدلا، وتتعلق تحديدا بسياسة القمع عند أبواب مجلس النواب. فقبل ان تبتدعوا مجلسا للشيوخ وتناقشوا سبل الإصلاح، إعملوا ولو لمرة وحيدة على كف يد كل من يستسهل اهانة الناس وضربهم وسحلهم، على مرأى من مؤسسة الديمقراطية الأولى في لبنان.

والأغرب من الجريمة، هو سكوت النواب عنها. فما ان إطمأنوا إلى مستقبلهم سنة إضافية حتى بلعوا السنتهم، باسثناء قلة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، وبينهم النائب بطرس حرب الذي أدان القمع الوحشي من قبل القوى العسكرية بحق المتظاهرين ضد التمديد الثالث لمجلس النواب.

فقبل ن تسووا القضايا الكبرى، امنحوا وقتكم لجريمة مؤهلة للتكرار، وتقف وراءها شرطة مدعمة بقرار المجلس وبمجموعة مناصرين افتراضيين يلقون اللوم على الضحية نصرة للزعيم.

 

نوفل ضو: توصيف معارضة قانون الانتخاب بانها "عالهبالة" غير موفق واهانة ليس للمعارضة بل للسلطة بكل مكوناتها والأهم أنه إهانة لحرية الرأي والديمقراطية

تويتر/18 حزيران/17

*بما انكم اعترفتم باخطاء قانون الانتخابات الذي اقريتموه وبحاجته لتعديل فلماذا تهاجمون المعارضة؟هل وصلت بكم الامور الى احتكار الحياة السياسية؟

*جبران باسيل: يدنا بيد رئيس الحكومة سعد الحريري لمحاربة الفساد ... الابراء المستحيل وين صار؟

*باسيل: قانون الانتخاب فيه أخطاء وسنضع مشروع قانون لتعديله قريبا. سياسيو آخر زمان يقرون قانونا يعترفون بأن فيه أخطاء وينتقدون معارضي القانون.

*جبران باسيل: ضحينا في كسروان وجبيل والمتن لنربح نوابا في عكار ... عا اساس كسروان وجبيل والمتن ملك بيك وورتة مرتك واخواتا من عمك.

*جبران باسيل:عكار تعني لنا كما كسروان وجبيل والمتن. لكن المؤسف ان كسروان وجبيل والمتن اصبحت اقضية محرومة كعكار بفضل انجازات النواب العونيين.

*يقولون ان الصوت التفضيلي هو في القضاء ويجعلونه في قضاء ونصف (قضاء الزهراني مع قرى صيدا) وفي نصف قضاء (مدينة صيدا).

*اذا كان التصويت التفضيلي في القضاء فلماذا جمع قضاء راشيا مع قضاء البقاع الغربي وقضاء حاصبيا مع قضاء مرجعيون في التصويت التفضيلي؟

*كيف يجوز ان يكون الصوت التفضيلي في القضاء ويترك لناخبي محافظة بعلبك الهرمل (قضاءين منفصلين) التصويت نسبيا وتفضيليا كما لو انهما قضاء واحد؟

*توصيف معارضة قانون الانتخاب بانها "عالهبالة" غير موفق واهانة ليس للمعارضة بل للسلطة بكل مكوناتها والأهم أنه إهانة لحرية الرأي والديمقراطية.

*قانون الانتخاب بالصيغة التي أقر فيها يسيء الى الديمقراطية الصحيحة وعدم تقبل اهل السلطة لمبدأ وجود معارضة لهم خطر وجودي على النظام الديمقراطي.

*قبل يومين تظاهر الناس ضد السلاح المتفلت الذي يقتل الشباب على الطرقات. هل ما نشاهده سلاح متفلت؟ أم أنه سلاح مضبوط؟ في الحالتين ننتظر المحاسبة.

*الحرية والديمقراطية والانتخابات النزيهة تقرأ من قانونها ومن تعاطي السلطة مع المعارضة الشعبية... إنها حكومة استعادة الثقة!

*عند كل مفصل انتخابي اخسر بعضا ممن احببتهم وآمنت بمبدئيتهم واستقامتهم السياسية لأنهم يفضلون الموقع على المبادئ. أخشى خسارة القلة الباقية.

*الانتخابات النزيهة تتطلب استقالة الحكومة وتشكيل حكومة تكنوقراط من غير المرشحين ومن خارج الاحزاب والقوى السياسية المتنافسة.

*اذا اراد رئيس البلدية الترشح للنيابة عليه الاستقالة بعد شهر من الآن بحجة عدم الاستفادة من سلطته للتأثير على الناخبين. أما الوزراء فمعصومون!

 

د. فارس سعيد إنتقاد النواب بعد ان صوتوا لقانون الانتخابات يزعجني

تويتر/18 حزيران/17

*عودة بيروت الانتخابية الى "شرقية وغربية" ينسف مبدأ العيش المشترك والذي عجز عنه السوريون في ايام مجدهم فعله حزب الله: فصل اللبنانيين!

*اذا تقسمت بيروت الانتخابية الى شرقية وغربية لماذا بلدية واحدة في بيروت؟ تقسيم المدينة له ارتدادات وطنية...

*الحرس الثوري الايراني يقصف دير الزُّور في سوريا من ايران.. نحن في حرب عالمية..

*كلام عن السياسة في لبنان مضحك...بلغ الاستقطاب المذهبي ذروته في لبنان مما يهدد سببية وجوده/اذا سقط العيش المشترك لا معنى للبنان/سيدة الجبل.

*تعب اللبنانيون سجال قانون الانتخابات وفي غياب انجازات الدولة ستكون الانتخابات اذا حصلت مفاجئة للجميع.

*قرطبا وأهالي جرد جبيل يرفعون الصوت مجددا: لا للمرامل.

*فسر لي احد"الخبراء" احتساب الاصوات وفق القانون الجديد/يجب الاستعانة باستاذ رياضيات في الفضاء من يضمن سلامة الاصوات؟؟؟

*تحرير فلسطين بقوة السلام وليس بالكفاح المسلح/سيدة الجبل.

*كلام السيد حسن نصرالله عن القدس الملل من المزيد!

*يحكم لبنان بقوة التوازن وليس بموازين القوى العابرة كل السلاح كان عابرا التوازن ثابت.

*الإنجاز الوحيد في لبنان الذي يستحق الترحيب هو حصرية السلاح في يد دولة يحكمها القانون وليس موازين القوى.. الباقي تحت الإنجازات.

*نتمنى على المرجعيات الروحية الاسلامية المطالبة بفتح طريق الحج الى القدس من دون قيود كما بادرت الكنيسة/سيدة الجبل.

*أمين عام حزب الله في يوم القدس سيقول كلام مكرر حول فلسطين بدون جدوى/القدس مدينة للجميع بالسلام في وجه الاصرار على تهويدها/سيدة الجبل.

*كل الجيوش والمقاومات المتعاقبة لم تستطع جعل من القدس مدينة للجميع/بابوات روما من بولس السادس الى فرنسيس الحالي حجوا الى القدس/سيدة الجبل.

*يتكلم أمين عام حزب الله في يوم القدس يتمسك بالكفاح المسلح لتحرير فلسطين/نتمسك بالقدس مفتوحة للجميع واقتحام الاحتلال بالسلام/سيدة الجبل.

*إنتقاد النواب بعد ان صوتوا لقانون الانتخابات يزعجني.

*بقدر ما يتمسك الموارنة بالعيش المشترك بقدر ما تعظم قيمتهم/تحية الى مؤتمر اللويزة الذي سيعقد في ١ تموز لملاقاة اعلان الازهر/ملح الارض.

*من أجمل الأمثلة القروية اللبنانية"كما تفعل الماعز بالعفص يفعل العفص بجلدها" تمعنوا جيدا الناس مثل العفص وهي أشجار تتآكلها الماعز وتعود.

*لا مستقبل للبنان الا في سلام المنطقة القدس مدينة مفتوحة لحج المؤمنين يهود و مسيحيين ومسلمين/سيدة الجبل.

*تزيد قناعتي بضرورة إخراج الدين من دائرة عنف المنطقة فلنجعل القدس مدينة للسلام مفتوحة لجميع الديانات السماوية اليهود والمسيحيين والمسلمين.

 

نصيحتهم للصراف: "اذا ابتليتم بالمعاصي.. فاستتروا"

الكلمة اونلاين/18 حزيران/17/أصدر وزير الدفاع بيانا حذر فيه التداول في تعويض قيادة الجيش اللبناني على الوزير بيار رفول مبلغ قدره نصف مليون دولار حول هذا البيان. ورد مطلعون على هذا الملف، على الصراف بتردادهم "اذا ابتليتم بالمعاصي، فاستتروا".

 

أنباء عن إلقاء القبض على الحاج وفيق صفا وإعلاميو الممانعة يعلقون!

جنوبية/19 يونيو، 2017/بعد شيوع أنباء عن إلقاء الفبض على مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا بتهمة اختلاس ٣٥٠ مليون دولار اميركي. نشر نجله محمد صفا صورة حديثة له معلقاً عليها “وبين عمله وصلاة ليله..يأتيه نوبة ضحك مجانية على وقع تغريدة خرافية”. بدوره أعاد مراسل قناة الميادين حسين مرتضى نشر الصورة نفسها معلقاً “الحج وفيق صفا يتابع خبر اعتقاله حشيش غلمان بني سعود”. فيما غرّد الإعلامي سالم زهران ” المقاوم الذي لقن “الإسرائيلي” دروساً، كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ، لا ينال منها صغار فِئْرَانٌ”.

 

سمير صفير ينقلب على العهد بأغنية “هيدا قانونك”!

IMLebanon/18 June/17

في مفاجأة من العيار الثقيل، أصدر الملحن والفنان سمير صفير اغنية جديدة بعنوان “هيدا قانونك”، تمثل ما يشبه الانقلاب على العهد وعلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

صفير الذي كان من ابرز داعمي العهد والعماد عون، فاجأ الوسط الفني والسياسي بهذه الاغنية التي تضمنت هجوما على قانون الانتخابات وعلى الحكومة والعهد.

الأغنية من كلمات جرمانوس جرمانوس، ألحان وغناء سمير صفير، وتوزيع بودي نعوم، انتاج شركة جارودي ميديا، وقد صورها على طريقة الفيديو كليب تحت ادارة المخرج وليد ناصيف.

وجاءت كلمات الأغنية على الاتي:

هيدا قانونك ممنونك كيف كتبتو بأي معنى

قانونك لمبة بعيونك نوصها نتفي دمّعنا

أي مجلس ما يتمنا وأيا حكومي ما بتفرمنا

بتعرف انك مش لازمنا خدها من الآخر وفهمنا

لا قوانينك عم ترحمنا وبتمديدك بتسممنا

لا تواخذنا زيادة حلمنا من هيك كتير تألمنا

تركنا تتعلي بيرقنا البيرق بحب الحرية

خدها من الآخر وفرقنا لا تخبرنا ولا خبرية

قرب نتمشى شوية صوب الكوتا النسائية

شو بدك فيها لاحقها وبدفش فيها ليلية

مش متلك الله خالقها وضوالها نجوم الحنية

شو مفكر حالك سابقها هي الشمس وانت الفية

 

وليد فارس يكشف: حماس انتقلت إلى بيروت بحماية حزب الله

"24.AE" - 18 حزيران 2017/قال الخبير السياسي الأميركي ومستشار الشؤون الدولية لدى الرئيس دونالد ترامب أثناء الحملة الرئاسية الأخيرة، وليد فارس، إن "قيادة حماس غادرت قطر واتجهت إلى الضاحية الجنوبية في بيروت". وأكد الخبير والمحلل السياسي الأميركي من أصل لبناني في تدوينة على فيس بوك، أن "آخر المعلومات من قطر، تُفيد بإعادة انتشار قيادات حماس في الخارج في لبنان بعد مغادرتها الدوحة". وقال فارس: "باستثناء عدد قليل من قادة حماس الذين كانوا يعيشون في حماية السلطات القطرية في الدوحة، غادر أغلبهم قطر إلى لبنان طلباً لحماية مظلة حزب الله". وأشار فارس إلى أن "قادة حماس الذين غادروا قطر في الأيام القليلة الماضية، سافروا أولاً إلى طهران، ومنها إلى بيروت"، وتحديداً الضاحية الجنوبية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الكويت:  الغاء إعدام المتهم الأول بقضية "التعامل مع حزب الله"

الحرة/2017 -حزيران – 18/قضت محكمة التمييز الكويتية الأحد بإلغاء حكم الإعدام الصادر من محكمة الاستئناف ضد المتهم الأول في قضية "التخابر مع إيران وحزب الله" المعروفة بقضية "خلية العبدلي". وأوردت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن المحكمة قررت سجن المتهم مؤبدا بدلا من الإعدام. وأمرت أيضا بإلغاء براءة عدد من المتهمين في القضية وبحبسهم 10 سنوات، وكذلك بإلغاء حكم السجن المؤبد لمتهم واستبداله بالسجن 15 عاما. وتعود فصول القضية، المتهم فيها 26 شخصا، إلى آب 2015، حين أعلنت وزارة الداخلية اعتقال من وصفتهم بأنهم "أعضاء في خلية إرهابية"، ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة في منطقة العبدلي شمال العاصمة الكويت. وقد وجهت النيابة للمتهمين تهم "التخابر مع إيران وحزب الله، وارتكاب أفعال من شأنها المساس بوحدة وسلامة أراضي دولة الكويت".

 

مخطط الانتقام لمغنية: الاستخبارات الأميركية تكشف جزءاً

سامي خليفة/المدن/الأحد 18/06/2017 

بعد عقد على اغتيال القائد العسكري في حزب الله عماد مغنية، أعلنت وزارة العدل الأميركية أنها اعتقلت شخصين من عناصر الحزب في نيويورك وميشيغن، هما علي كوراني وسامر الدبق، اللذان كانا يخططان لتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية. وقد نشر موقع ستراتفور الاستخباراتي الأميركي تفاصيل تحقيق وزارة العدل الأميركية، بشأن دور المهندس كوراني، الذي قُبض عليه في حي برونكس في مدينة نيويورك، بعدما كان زود حزب الله، من العام 2009 إلى العام 2015، بوثائق وبطاقات ذاكرة مليئة بالمعلومات جمعها عن أفراد الجيش الإسرائيلي في نيويورك. أما المشتبه به الآخر، سامر الدبق، فأعتقل في مدينة ليفونيا بعد دهم منزله الكائن في ديربورن، وقد قام بزيارات متعددة إلى بنما لمراقبة السفارة الإسرائيلية فيها. وبينما كان هناك، راقب السفارة الأميركية أيضاً، وحدد الاجراءات الأمنية حول قناة بنما. وجمع كوراني، وفق الموقع، تفاصيل عن مبنى مكتب حكومي أميركي في مانهاتن، وراقب مقرّات لمكتب التحقيقات الفيدرالي والحرس الوطني التابع للجيش الأميركي والاستخبارات السرية ومخزن سلاح في نيويورك، والسمات الأمنية لمطار جون كينيدي الدولي وأرسل المعلومات إلى لبنان. تعتبر الاستخبارات المركزية الأميركية أن ما كشف عنه هو جزء من التخطيط للإنتقام لإغتيال مغنية، الذي طال انتظاره. فالحزب دائماً يضرب الإسرائيليين في مكان غير متوقع. وهذا هو سبب اختيار بنما، حيث ينقل الموقع قول الدبق لمكتب التحقيقات الفدرالي إن "أعمال حزب الله تهدف أحياناً إلى ارسال رسائل سياسية".

تختلف تكتيكات حزب الله عن تلك التي تتبعها المنظمات المسلحة المتطرفة كداعش. فالحزب، وفق الموقع، لا يقتل لمجرد القتل ولا يتبع نفس الاستراتيجية الاجرامية لداعش بل يختار أهدافه بدقة. جند الحزب الرجلين في منتصف العقد الأول من القرن العشرين، وقد منحهما جوازا السفر إلى الولايات المتحدة بعض الراحة. ما أتاح لهما سهولة الوصول إلى أهداف في الولايات المتحدة. وقد زار كوراني والدبق لبنان بانتظام للتدرب، وحصلا على تعليمات بشأن تشغيل مختلف منظومات الأسلحة واجراء المراقبة. وعلمهما الحزب كيفية بناء الأجهزة من المواد المتاحة بسهولة مثل نترات الأمونيوم وكيفية حساب دائرة قطر الانفجار وتفجير القنابل عن بعد. يستهدف الحزب، وفق الموقع، أهدافاً دقيقة جداً كالبعثات الديبلوماسية ومكاتب إنفاذ القانون في الولايات المتحدة وأفراد الجيش الإسرائيلي رفيعي المستوى لإيصال رسالته. ومهاجمة هذه الأهداف تتطلب مراقبة وافية لتحديد الأنماط ومواطن الضعف، ومن دون التدريب المناسب سيثير من يخطط للهجوم شكوكاً. لكن كوراني والدبق، رغم اعتقالهما في نهاية المطاف، أظهرا حرفية عالية. على سبيل المثال، أعرب الدبق قبل اعتقاله، وفق تحليل الموقع، عن تحفظاته بشأن جمع فيديوهات المراقبة حول السفارة الإسرائيلية في بنما، معرباً عن قلقه من أن تكشفه. وخلال عملية أمنية في بانكوك للتخلص من آثار مواد متفجرة، استأجر كوراني مرافقة نسائية للذهاب إلى منزله الآمن قبل أن يحدد إذا كان هناك مراقبة للمبنى. وتشير الشكاوى الجنائية ضد كوراني والدبق إلى أن الحزب يعمل كجهاز استخباراتي حكومي أكثر من كونه جماعة مسلحة. ومن خلال العمل بحزم، يتيح حزب الله لنفسه مساحة أكبر لاستغلال قدراته لتحقيق مكاسب سياسية. في بعض الأحيان يفعل ذلك من خلال تنفيذ هجوم غير متوقع وجيد التخطيط. لكن في كثير من الأحيان، يحقق حزب الله أهدافه ببساطة بتذكير أعدائه بأنه يُراقب.

 

موظفو سعودي أوجيه.. يهددون أمن بهية الحريري؟

خضر حسان/المدن/الأحد 18/06/2017

دخل الموظفون المصروفون من شركة سعودي أوجيه التي يملكها رئيس الحكومة سعد الحريري، مرحلة التعبير عن معاناتهم من خلال الاعتصامات الدورية في الشارع. فبعد المؤتمر الصحافي الذي أعلنوا فيه يوم الأربعاء 7 حزيران انتهاء مرحلة الانتظار وبدء مرحلة التحركات، جاء التحرك الثاني يوم السبت 17 حزيران في مدينة صيدا، بعدما سبقه التحرك الأول يوم الجمعة 9 حزيران أمام بيت الوسط في بيروت. الحريري الذي أعلن إفلاس شركته في السعودية، ترك وراءه آلاف العائلات اللبنانية لمصيرها المجهول، دون دفع أي تعويضات، بل أقفل كل الأبواب التي يمكن أن ينفذ منها أصحاب الحقوق لرفع صوتهم.

وتزداد التعقيدات أمام المصروفين من الشركة المفلسة، نظراً إلى تنصّل من يعوّلون عليهم للدخول في وساطات مع الحريري، وهم بشكل خاص، "النائب بهية الحريري والأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري، والنائب محمد الحجار"، وفق ما تقوله مصادر من لجنة المتابعة لحقوق الموظفين، التي تشير في حديث لـ"المدن" إلى أنه "كان هناك محاولة للتواصل مع المقربين من الحريري لعلّهم يدخلون وساطة لتحصيل الحقوق، لكن لم ننل سوى الوعود، حتى انقطعت كل الاتصالات لاحقاً، ولم يعد أحد يسمع كلامنا".

وفي السياق، تؤكد المصادر أن الاعتصام الذي نفذه الموظفون في صيدا عند المنطقة المعروفة بدوّار القناية، كان مقرراً أن يصل إلى قصر بهية الحريري، لعلّها تسمع الصوت مجدداً وتتوسط عند رئيس الحكومة، إلا أن "الجهات الأمنية تدخلت قبل موعد الاعتصام وتذرعت بأن هناك إفطاراً في القصر، يتزامن مع موعد الاعتصام، وستحضره شخصيات مهمة، والاعتصام يمكن أن يشكل خطراً أمنياً على تلك الشخصيات، وما على المعتصمين سوى الاكتفاء بالتجمع أمام الدوّار". وتقول المصادر إن أصحاب الحقوق رفضوا ما تذرعت به القوى الأمنية، معتبرين أن هناك أسباباً أخرى غير السبب الأمني، والهدف هو عدم تعكير صفو الإفطار، وعدم إدخال بهية الحريري في هذا الملف. علماً أن مجموعة من الموظفين قابلت بهية الحريري وعرضت أمامها حالها المأساوية، وكان رد الحريري أن "هذا الوضع عام، ويعاني منه كثيرون من اللبنانيين". ما يضع المعاناة التي تسبب بها سعد الحريري بمصاف معاناة كل اللبنانيين.

حياد بهية الحريري تؤكده مصادر مقربة من الحريري، إذ تشير في حديث لـ"المدن" إلى أنه "لم يتم أي تواصل مع الحريري في هذا الشأن. وهي لا تتدخل في مسألة تخص سعد الحريري. فالملف عبارة عن مشكلة بين سعد الحريري وموظفيه، ولا دخل لبهية الحريري فيه". أما عن منع المعتصمين من الاعتصام أمام القصر، فتؤكد المصادر عدم علمها بأي منع، وتطلب من أصحاب الحقوق التأكد من الجهة التي منعتهم، لأن لا دخل لبهية الحريري في ذلك. إذاً، لا ردٌّ من سعد الحريري، ولا وساطة من المقربين منه. وكأن على الملف أن يسلك طريق الإهمال المتعمد، لعلّ أصحاب الحقوق ينسونه ويفقدون الأمل من أي تعويض. وهو ما يرفضه هؤلاء، مؤكدين متابعة التحركات وتصعيدها إذا لزم الأمر. وفيما يتوجّهون إلى سعد الحريري بضرورة إيجاد حلّ كونه رئيس الشركة، ورئيس حكومتهم، يرافضون سياسة عدم الإكتراث، ويبدون إيجابية لحل الأزمة، وإن طال الحل.

 

أسئلة "مغنطة" الانتخابات وبطاقاتها

علي نور /المدن/18 حزيران/17

"مددنا لمدّة 11 شهراً لأسباب تقنيّة، لأن الانتخابات ستكون على أساس البطاقات الممغنطة". هكذا، أعلن رئيس الحكومة سعد الحريري عن "مغنطة" الانتخابات النيابيّة، مطلقاً موجة كبيرة من التساؤلات عن جدوى هذه الخطوة وضرورتها وكلفتها. أمّا التلميح عن علاقة البطاقات الممغنطة بصفقة تلزيم جديدة، فلم يعد تلميحاً مع الإعلان الساخر للوزير السابق وئام وهاب عن أن أسرع "إنجاز" للقانون بدأ بتكليف هشام عيتاني تقديم عرض أسعار للبطاقة الممغنطة، متحدّثاً عن 35 مليون دولار كعرض كلفة، بينما ستكلّف البطاقات 5 ملايين دولار، بالحد الأقصى. وعيتاني هو مالك ورئيس مجلس إدارة شركة إنكريبت، صاحبة السجل الطويل في الفوز بتلزيمات رسميّة مشابهة ومثيرة للجدل. لكن محامي الشركة نبيل معاد نفى بشكل قاطع، في حديث إلى "المدن"، أن تكون الشركة قد قدمت أي عرض لإصدار بطاقات انتخابيّة ممغنطة، بل إنّ الشركة لا تملك أي معلومات عن نوعيّة هذه البطاقات ومزاياها التي يحكى عنها، مؤكداً أن "الأرقام التي تم عرضها غير منطقيّة". ولم يوضح معاد إن كانت الشركة ستتقدم بعرض لإصدار البطاقات عند فتح الباب لذلك. وبمعزل عن وجود نيّة لتلزيم إنكريبت من عدمها، تبقى الملاحظة الأهم بشأن الجدوى من هذه البطاقات في الوقت الحالي أساساً، ناهيك بكلفتها وضرورة تأجيل الانتخابات تقنيّاً لأجلها.

فإذا كان الهدف ربطها بنظام معلوماتي متطوّر للوائح الشطب، فلماذا لا يتم إنشاء هذا النظام بما يسمح بربطه ببيانات الهويّة (عبر ربطه برقم الهويّة مثلاً) أو جوازات السفر؟ وهي مسألة أسهل بكثير من إعادة تكوين قاعدة بيانات هائلة بناءً على ملايين بطاقات الانتخاب الممغنطة.

ولماذا ربط القدرة الفرديّة على المشاركة الانتخابيّة بعمليّة بيروقراطيّة لإنتاج هذا الكم الهائل من البطاقات الانتخابيّة؟ وهي عمليّة تبرع فيها الماكينات الحزبيّة الضخمة والمنظّمة ووثيقة الصلة بالمخاتير والدوائر الرسميّة، وهي تحديداً الماكينات التي تنجح في كل انتخابات في إصدار طلبات بطاقات الهويّة بالجملة لأنصارها، بينما تقبع معاملات الأفراد في أدراج الدوائر الرسميّة. وهل ستكون مقدمة لعودة أساليب من قبيل احتجاز هذه البطاقات بعد إصدارها من قبل الماكينات، لضبط الأصوات، كما كان يحصل أيام البطاقات الانتخابية القديمة؟

وإذا كان الهدف هو السماح بالانتخاب في مكان الإقامة عبر قاعدة البيانات الإلكترونيّة (مع العلم أن قاعدة البيانات الإلكترونيّة لا تستلزم بطاقة ممغنطة كما ذكرنا)، فكيف سيتم هذا الأمر؟ على سبيل المثال، استمرّت عمليّة إعادة الفرز في انتخابات بلديّة بيروت في العام 2016 أيّاماً، نظراً للأخطاء الهائلة في العد وعدم قدرة أي ماكينة على ضبطها في عدد ضخم من الأقلام. فكيف ستتمكّن ماكينة تعمل على حجم دائرة مثل عكّار مثلاً من مراقبة أصواتها في كل دوائر لبنان من دون استثناء كما يبشّر هذا القانون؟

وثمّة سؤال أهم عن قدرة بعض الأقلام المحدودة على استيعاب العدد الهائل من المقترعين من السكّان حولها، مثل أقلام بيروت الإداريّة أو ساحل المتن الجنوبي؟ كما يمكن التساؤل عن قدرة الدولة على ضبط الأنظمة الإلكترونيّة ومنع اختراقها.

الاتجاه نحو مكننة البيانات الانتخابيّة يضيف مخاطر أساسيّة إلى عمليّة الانتخاب في حال لم تكن الأجهزة الرسميّة متمكّنة من التقنيّات التي ستعتمدها لهذه الغاية. وقد بيّنت ذلك تجارب في العديد من الدول. ففي الانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة، في العام 2000، تسببت العيوب في المنظومة الانتخابيّة بفقدان ما بين أربعة وستة ملايين صوت. وهي البطاقات الانتخابيّة التي لم تُعد أو لم توضع أصلاً في الصناديق. في المحصّلة، لا يبدو أن الأهداف المرجوّة والمعلنة من البطاقة الممغنطة واقعيّة. ما يدفع إلى الاعتقاد أن المطلوب تبرير إصدار البطاقة الممغنطة فحسب. وحتّى إذا سعت الدولة إلى محاولة إنشاء نظام بيانات متطوّر، فهذا لا يستلزم إعادة إصدار بطاقات تعريف جديدة بهذا الحجم وهذه النوعيّة.. ولا تأجيل الانتخابات.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الفرنسيون يمنحون ماكرون غالبية ساحقة في البرلمان وحسم الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية لصالح حزب الرئيس

باريس – وكالات/18 حزيران 2017/ حقق حزب الرئيس الفرنسي الوسطي ايمانويل ماكرون، أمس، فوزاً كبيراً في الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية ما يحقق له غالبية ساحقة تسمح له بإطلاق إصلاحاته في مواجهة معارضة ضعيفة. ووفق التقديرات التي نشرتها مؤسسة “إيبسوس” الفرنسية، حصد حزب ماكرون وحليفه حزب “الحركة الديمقراطية” (وسط)، على ما بين 355 و425 مقعداً من أصل 577، ليحصل بذلك على الغالبية البرلمانية في اكتساح جديد لموجة ماكرون الوسطي بعد حسمه للدورة الثانية بجدارة. أما حزب “الجمهوريون” (يمين) وحلفاؤه فحصلوا على نحو 125 مقعداً، يليه “الحزب الاشتراكي” وحلفاؤه بـ 49 مقعداً، وحزب “فرنسا الأبية” (يسار راديكالي) بـ 30، و”الجبهة الوطنية” (يمين متطرف) 8 مقاعد. وأظهرت النتائج الأولية فوز زعيمة اليمين الفرنسي المتطرف مارين لوبن بمقعد في البرلمان إلا أن حزب “الجبهة الوطنية” الذي تتزعمه واجه خيبة أمل بعد فوزه بأربعة إلى ثمانية مقاعد فقط، بحسب استطلاعات الرأي وأرقام الحزب، حيث ستشكل النتائج النهائية نكسة كبيرة للحزب القومي المناهض للاتحاد الأوروبي والذي كان يأمل في أن يكون الحزب المعارض الرئيسي في البرلمان. وذكرت وزارة الداخلية في بيان أن نسبة المشاركة في الجولة الثانية للانتخابات البرلمانية وصلت إلى 35.33 في المئة قبل ثلاث ساعات من انتهاء التصويت، مشيرة إلى أن “نسبة الإقبال على الاقتراع (حتى التوقيت ذاته) سجّلت تراجعاً كبيراً مقارنة بالعام 2012 (46.42%) والعام 2007 (49.58 %)”. ودُعي 47 مليون ناخب فرنسي للإدلاء بأصواتهم في الدور الثاني للتشريعية، في اقتراع جاء في ظل حالة الطوارئ التي تشهدها فرنسا منذ الهجمات الإرهابية التي استهدفتها مطلع 2015. وفي المجموع، تنافس خلال الجولة الثانية لاختيار نواب نواب الجمعية الوطنية (الغرفة السفلى للبرلمان) 1146 مرشحا، 40 في المئة منهم من النساء، على نيل 573 مقعداً برلمانيا، من أصل 577. وتجاوزت نسبة الامتناع عن التصويت 56 في المئة، وهو رقم قياسي في هذه الانتخابات التي فاز فيها حزب الجمهوريين اليميني بما بين 97 و130 مقعدا والحزب الاشتراكي بما بين 27 و49 مقعداً، حيث توقعت مراكز استطلاعات الرأي فوز اليمين المتطرف بما بين أربعة وثمانية نواب واليسار الراديكالي (فرنسا المتمردة والحزب الشيوعي) بما بين 10 و30 مقعداً.

 

فرنسا: أكبر عملية تجديد للطاقم السياسي

المدن - عرب وعالم | الأحد 18/06/2017

بدأ الفرنسيون الإدلاء باصواتهم، الأحد، في الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية التي يتوقع أن يفوز فيها الرئيس إيمانويل ماكرون بأغلبية ساحقة رغم نسبة امتناع كبيرة، ما سيسمح له بإطلاق إصلاحاته في مواجهة معارضة ضعيفة. ودعي أكثر من 47 مليون ناخب الى التصويت في هذا الاقتراع الذي ستكون نسبة الامتناع فيه تحت المجهر بعدما بلغت 51,3 بالمئة في الدورة الاولى. وقالت وكالة "فرانس برس"، إن الاستطلاعات تشير إلى أن حزب ماكرون "إلى الامام" سيحصل على ما بين 400 و470 مقعداً نيابياً من أصل 577 مقعداً في الجمعية الوطنية، أي واحدة من أكبر الاغلبيات التي سجلت خلال الجمهورية الخامسة التي بدأت في 1958. وبتأهل 222 نائباً منتهية ولايتهم فقط الى الدورة الثانية ونسبة تصل الى اربعين في المئة من النساء المرشحات، ستنبثق عن هذه الانتخابات جمعية وطنية تم تجديدها بعمق وتتسم بمشاركة نسائية كبيرة. وفاز حزب ماكرون في الدورة الاولى، بـ32,3 في المئة من أصوات المقترعين، متقدماً على أحزاب اليمين واليسار التقليدية التي تهيمن على الساحة السياسية منذ عقود. وبالترتيب، احتل المرتبة الثانية حزب الجمهوريين اليميني الذي حصل على 21,5 في المئة من الأصوات، ثم اليسار الراديكالي 13,7 في المئة، فاليمين المتطرف 13,2 في المئة، والحزب الاشتراكي الذي حصل على 9,5 في المئة فقط من الاصوات. وهذا يعني أن المعارضة تشكل نسبة ضئيلة بسبب نظام الاغلبية الفرنسي. وعنونت صحيفة "لوباريزيان"، السبت، تعليقاً على الانتخابات قائلة: "بحث يائس عن معارضة"، ملخصة بذلك القلق حيال جمعية وطنية يطغى عليها لون واحد إلى حد كبير. وتساءلت صحيفة "لوفيغارو" من جهتها "إذا لم تكن المعارضة موجودة في الجمعية (الوطنية) (...) فأين ستكون موجودة؟". وأضافت "في بلد مثل فرنسا يجب أن نخاف من أن تكون (المعارضة) في الشارع". وأشارت "فرانس برس" إلى أنه في مواجهة "موجة ماكرون"، لا يمكن لليمين أن يتطلع الى اكثر من 60 إلى 132 مقعداً في الجمعية الوطنية، حسب التقديرات، مقابل أكثر من مئتين حالياً. أما الحزب الاشتراكي الذي كان يشغل نصف مقاعد الجمعية الوطنية المنتهية خلال الولاية الرئاسية لفرنسوا هولاند، فلا يمكنه الاعتماد على أكثر من بضع عشرات من النواب. أما اليمين المتطرف واليسار الراديكالي الذي كان يأمل كل منهما في قيادة المعارضة، فلم يتمكنا من الحصول على النتائج الجيدة نفسها التي سجلاها في الاقتراع الرئاسي. فاستطلاعات الرأي ترجح فوز مارين لوبن زعيمة حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف التي خسرت امام ماكرون في الانتخابات الرئاسية، في معقلها الشمالي اينان بومون، لكنها قد تكون النائبة الوحيدة لليمين المتطرف في الجمعية الوطنية، في حين أن حزب "فرنسا المتمردة" الذي يقوده جان-لوك ميلانشون، والحزب الشيوعي فيأملان في الحصول على عدد كاف من النواب (15) يسمح بتشكيل كتلة برلمانية. والأجواء السياسية المثيرة التي تشهدها فرنسا منذ تمكّن ماكرون من الفوز في الانتخابات الرئاسية، تفيد أن عدداً كبيراً من النواب الجدد حديثون على الساحة السياسية، بما أن نصف نواب حزب ماكرون قدموا من المجتمع المدني، ولم يسبق لهم أن شغلوا مناصب بالانتخاب من قبل. في هذا السياق، نقلت "فرانس برس" عن الخبير الدستوري ديدييه موس قوله: "قضينا على كل ما يمثل نظاماً قديماً ونقوم بتجريب شىء آخر". ورأى أن الانتخابات يمكن أن تؤدي إلى "أكبر عملية تجديد للطاقم السياسي منذ 1958 وربما منذ 1945".

 

مسؤولون أميركيون: "النصرة" تحصل على أموال طائلة من قطر ومنذ سنوات توجه واشنطن اتهامات مبطنة لقطر بدعم تنظيمات إرهابية

الأحد 23 رمضان 1438هـ - 18 يونيو 2017م/دبي - قناة العربية/توجه الولايات المتحدة منذ سنوات اتهامات مبطنة لقطر بدعم وتمويل تنظيمات مصنفة على أنها إرهابية، تحديدا فرع تنظيم القاعدة في سوريا، فمن وجهة النظر الأميركية تعتبر قطر إحدى أهم مصادر التمويل لجبهة النصرة في سوريا.

فرغم أنها لا توجه اتهاماً رسمياً لقطر بدعم الإرهاب، تشعر واشنطن بالقلق من العلاقة، التي تربط قطر بتنظيم القاعدة تحديداً فرعها في سوريا. وبحسب تقرير لمعهد واشنطن فإن معلومات الاستخبارات الأميركية تؤكد أن تنظيم القاعدة في سوريا بغض النظر عن اختلاف اسمه من جهة النصرة إلى جبهة فتح الشام يحصل على مدخوله بشكل رئيسي من التبرعات الخارجية وأموال الفدية. لا تعرف ميزانية فرع تنظيم القاعدة في سوريا لكن مسؤولين أميركيين يعتقدون أنها قد تصل إلى 10 ملايين دولار سنوياً، عدة ملايين منها تأتي سنوياً من جهات مانحة على رأسها قطر. وتحدثت التقارير الأميركية عن اسمين معروفين في هذا المجال، هما الكويتي حجاج العجمي الذي استخدم موقع تويتر لجمع التبرعات والمواطن القطري سعد الكعبي الذي نشر نداءات لجمع الأموال لمقاتلي النصرة في سوريا وجماعات متطرفة أخرى. تقول الاستخبارات الأميركية إن الكعبي مازال يشارك بنشاط في تمويل القاعدة ورغم ذلك فقد برأته محكمة قطرية من تهمة تمويل الإرهاب العام الماضي. لهذه الأسباب صنفت وزارة الخزانة الأميركية قطر عام 2014 بأنها سلطة متساهلة مع تمويل الإرهاب، وبعدها بعام قالت الوزارة أيضا إن مموّلي الإرهاب المصنفين من قبل الولايات المتحدة والأمم المتحدة لا يزالون يمارسون عملهم بشكل علني ومفضوح في قطر التي لم تتخذ أي قرارات جوهرية لردعهم.

 

روسيا تعلن أنها قتلت 180 داعشياً في سوريا

"فرانس برس" - 18 حزيران 2017/أعلنت وزارة الدفاع الروسية السبت مقتل حوالي 180 عنصراً من تنظيم داعش، بينهم قياديان عسكريان في التنظيم، في غارات شنتها طائراتها قرب دير الزور في شرق سوريا يومي 6 و8 حزيران/يونيو الجاري. وقالت الوزارة، بحسب ما نقلت عنها وكالة أنباء إيتار تاس، إنه "نتيجة للضربات الوقائية التي نفذتها القوات الجوية الروسية يومي 6 و8 حزيران/يونيو على منشآت لمسلحي داعش، قتل القياديان الميدانيان أبو عمر البلجيكي وأبو ياسين المصري ". وأضافت الوزارة "بالإضافة إليهما قتل حوالي 180 مقاتلا" من التنظيم. ولم تتمكن وكالة فرانس برس في الحال من التحقق من صحة هذه الأرقام. كما أسفرت الغارات بحسب الوزارة عن تدمير 16 آلية عسكرية، فضلا عن مخزن ذخيرة. وأوضحت الوزارة أن طائرات بدون طيار روسية اكتشفت خلال قيامها بعمليات استطلاعية أن تنظيم داعش يتحضر "لاختراق دفاعات قوات الجيش السوري المحاصرة في حامية داخل مدينة دير الزور". ويحاصر التنظيم مدينة دير الزور منذ مطلع 2015 كما يسيطر على معظم محيط المدينة. وأطلقت روسيا حليفة نظام دمشق في أيلول/سبتمبر 2015 عملية عسكرية لدعم القوات الحكومية السورية في قتالها مسلحي المعارضة وداعش.

 

 قيادي في “الحرس الثوري”: أميركا تمهد للحرب ضد إيران

وكالات/18 حزيران/17/رأى القيادي في الحرس الثوري الإيراني العميد يد الله جواني، أن سياسة أميركا الجديدة وزيادة الضغوط والعقوبات التي استهدفت بشكل أساس برنامج إيران الصاروخي “تمهد للحرب ضد إيران”. ووفقاً لوكالة “ميزان” الإيرانية، فقد أكد جواني، وهو مستشار مندوب المرشد الإيراني في الحرس الثوري، أن هذه العقوبات لن تثني طهران عن الاستمرار ببرنامجها الصاروخي، المثير للجدل. ورأى القيادي في الحرس الثوري أن هدف العقوبات والضغوط يأتي في سياق إضعاف القوة الدفاعية الإيرانية بهدف شن حرب شاملة على البلاد”.

 

الحرس الثوري يطلق صواريخاً بالستية على سوريا انتقاماً لهجومي البرلمان والضريح

وكالات/18 يونيو، 2017 /أعلن الحرس الثوري الإيراني بشكل رسمي أنّه اطلق من محافظتي كرمانشاه وكردستان في إيران صواريخ بالستية بإتجاه دير الزور في سوريا . وأشار إلى أنّ القصف يأتي انتقاما لضحايا الهجومين على البرلمان وضريح الخميني.

 

علاوي: قطر نفذت مخططا لتقسيم العراق طائفيا

الأحد 23 رمضان 1438هـ - 18 يونيو 2017م/دبي- قناة العربية/قال نائب الرئيس العراقي أياد_علاوي إن قطرعززت خطة للانقسام داخل العراق على أسس طائفية، ودعا المجتمع العربي والعالمي إلى ضرورة محاسبة الدوحة. ونوه علاوي في مؤتمر صحافي في القاهرة إلى أنه كان يجب مواجهة النهج القطري فى دعم الجماعات_المتطرفة فى وقت مبكر لمنع تدهور الاوضاع فى المنطقة. وأضاف أن قطر وإيران احتضنتا مخطط تقسيم العراق إلى مجتمع سني وأخر شيعي.

 

الدوحة: الدول المقاطعة لا تعرف عواقب إجراءاتها

المدن - عرب وعالم | الأحد 18/06/2017

وصف وزير خارجية قطر الشيخ محمد عبدالرحمن آل ثاني، إجراءات السعودية والإمارات والبحرين ضد الدوحة بـ"الجائرة"، وأبدى استغرابه لعدم وجود مطالب واضحة حتى الآن، معتبراً أن ذلك دليل على هشاشة هذا الخلاف. وخلال حوار مطوّل مع التلفزيون القطري الرمسي، قال الشيخ محمد إن "التناقضات في التصريحات والاتهامات ( من مسؤولي الدول المحاصِرة )هي أكبر دليل على هشاشة أساس هذا الخلاف الذي لا نعرف خلفياته حقا". وأضاف "هناك جهد حثيث من أشقائنا في الكويت وعلى رأسهم أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح للحصول على رؤية واضحة لمطالب  هذه الدول التي اتخذت إجراءات جائرة ضد دولة قطر". وأردف "إلى الآن لم يتم تسليم الكويت أية مطالب ولم تسلم حتى لائحة اتهامات وقد حيرتنا تصريحات المسؤولين من هذه الدول". وتابع "مرة يذكرون انهم سيسلمون المطالب إلى الكويت وان الخلاف خليجي - خليجي ويجب احتواؤه خليجيا، ومرة أخرى يقولون أن المطالب ستسلم إلى الولايات المتحدة، ومرة أخرى يريدون ان تقوم قطر بإجراءات تتجاوب مع المطالب التي هي واضحة ولا نعرفها للأسف". واعتبر وزير خارجية قطر أن "هذا أكبر دليل أن الخلاف المبني على أخبار مفبركة وعلى جريمة قرصنة في وكالة الأنباء القطرية 24 مايو/آيار الماضي ومطالب ليست جاهزة لديهم يستطيعون تسليمها حتى الآن، يكشف هشاشة الأساس الذي يقيمون عليه هذه الإجراءات الجائرة والمخالفة للقانون الدولي ضد دولة قطر وشعبها". وحول تصريحات وزير الخارجية السعودية عادل الجبير عن عزم السعودية وحلفائها "إصدار قائمة شكاوى" وتسليمها للدوحة، قال الشيخ محمد إن مطالب تلك الدول "ليست واضحة حتى الآن فقد بدأت بمطالب وحديث عن خلاف خليجي يجب عدم تدويله، ووصلت لمطالب ستسلم للولايات المتحدة والآن تحولت إلي قائمة شكاوى سيتم اعدادها". وأردف "ما هي المطالب. المطالب ليست واضحة، إذن لماذا هذا الخلاف؟ وهذه الإجراءات إذا الشكاوى ليست معدة حتى الآن؟". وتابع "هل عادة تحل الشكاوى والخلافات باتخاذ الاجراءات أم تتخذ الاجراءات بعد استنفاذ آليات الحوار الدبلوماسية والمتعارف عليها دولياً؟". وأضاف "هل هذه الإجراءات اتخذت لتغيير سياسة دولة قطر تجاه شئ خاطئ مثل ما يدعون أم لفرض وصاية على دولة قطر وهذا الأمر مرفوض وأوضحناه أكثر من مرة".

وعن المكالمة الهاتفية التي بثها التلفزيون البحريني الرسمي، بين المستشار الخاص لأمير قطر حمد بن خليفة العطية، وأحد قيادات جمعية الوفاق البحرينية المعارضة، وترويجه على أنه تحريض وتدخل قطري في شؤون البحرين، قال الوزير القطري إن "اختيار توقيت البث يفقد البث قيمته ومصداقيته. عملية الوساطة القطرية في 2011 كانت لحقن الدماء، والتهدئة في البحرين، وتمت بعلم السلطات في البحرين والسعودية، والحكومة البحرينية في ذلك الوقت أشادت بدور قطر في محاولة احتواء الأوضاع وتهدئتها". وبين أنه "رغم إخراج المحادثة من سياقها التاريخي وإخراج مقتطفات منها لكي تثبت للمستمع أن هناك تدخلاً في الشؤون البحرينية ، لم ينجحوا فيها". وقال إن "الكلام الذي طرح رغم أنه مقتطع يوضح أن دولة قطر لم تكن تحرض أحداً وإنما كانت تريد تهدئة في البحرين". وللمرة الأولى، تحدّث وزير خارجية قطر عن الساعات التي تلت قرصنة موقع وكالة الأنباء القطرية الرسمية، وكشف أنه "تم التواصل مع وزراء الخارجية في مجلس التعاون عبر الرسائل لعدم الأخذ بعين الاعتبار ما تم بثه بسبب القرصنة. لكن التواصل لم يستمر صباح اليوم التالي سوى مع وزيري خارجية الكويت وسلطنة عمان اللذين أبديا تضامنهما وطلبا منا عدم التصعيد في مقابل تصعيد إعلام الإمارات والسعودية ونحن من جهتنا استجبنا لمثل هذه المطالب". وتابع "الأمور كانت طبيعية مع الدول الخليجية ( قبل الأزمة) ولم يتطرق أي طرف لأي نوع من الخلافات ولم تكن هناك أي بوادر خلافات وكانت الأجواء ودية"، وأوضح "كان من المستغرب ردة الفعل المفاجئة التي تلت جريمة القرصنة خاصة أننا لاحظنا أن الأمور كانت معدة سابقا من أشرطة ومحللين خرجوا للإساءة لقطر". وحذّر وزير خارجية قطر من عواقب الإجراءات التي اتخذتها دول خليجية ضد بلاده من أجل الحصول على تنازلات، وقال إن "هذه الدول اتخذت إجراءات للأسف لا تعرف عواقبها في الفترة المستقبلية. قطر تعرف أصدقاءها جيداً وتعرف من يقف معها ومن لم يقف معها في هذه المحنة".

 

قوات أميركية تتمركز في معبر التنف السوري الحدودي مع العراق/العبادي: نرفض استخدام أراضينا لضرب إيران ولن نعاديها حتى لو أعطونا مُلك الدنيا

بغداد – وكالات/الأحد 18/06/2017/ أعلن ضابط عسكري بالجيش العراقي في محافظة الأنبار، أمس، أن قوات أميركية تمركزت في معبر التنف الحدودي السوري مع العراق غرب محافظة الأنبار. وأوضح الضابط العسكري (برتبة رائد)، أن “قوات أميركية خاصة تمركزت في معبر التنف الحدودي السوري المقابل لمعبر الوليد الحدودي العراقي، غرب محافظة الأنبار”. وأضاف إن “قسما من تلك القوات الأميركية جاءت من الأردن، والقسم الآخر من داخل الأرضي العراقية من قاعدة الأسد غرب الأنبار”. وأشار المصدر إلى أن “تواجد تلك القوات الأميركية جاء بعد مسك قوات حرس الحدود العراقية منفذ الوليد الحدودي، وأجزاء من الشريط الحدودي العراقي مع سورية غرب الأنبار”. من جهة أخرى، قال ضابط عسكري بالجيش في الأنبار، إن طيران التحالف الدولي دمر جسر راوه الوحيد، الذي يقع على نهر الفرات ويربط مركز مدينة راوه، بالصحراء من الجهة الشمالية للمدينة (230 كلم غرب الرمادي)، وقطع إمدادات تنظيم “داعش”.

وأضاف الضابط إن “تدمير الجسر جاء تمهيدا لعمليات عسكرية ستنطلق بعد عيد الفطر المبارك لتحرير مدينتي عانه وراوه، غرب الأنبار من داعش”. وفي تطور آخر، بدأت القوات العراقية، أمس، اقتحام المدينة القديمة في الشطر الغربي من الموصل في شمال العراق، سعيا لطرد آخر متطرفي تنظيم “داعش” المتحصنين فيها، بعد ثلاث سنوات من حكم “الخلافة”. وأشار ضابط طلب عدم كشف هويته، إلى أن “القوات العراقية تحاول الاختراق، لكن المقاومة شرسة وداعش بنى خطوط دفاع قوية”. وقال قائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الغني الأسدي، إن العملية تتقدم ببطء “لنحافظ على المدنيين ونتمكن من إمساك موطئ قدم في الحافة الأمامية”، مضيفاً إن “قواتنا اضطرت للدخول راجلة بسبب الشوارع الضيقة والأبنية المزدحمة، لا مجال لتحرك العجلات”. وأوضح الأسدي أن تنظيم “داعش” محاصر من ثلاث جهات من قبل القوات الأمنية، ومن الجهة الرابعة من نهر دجلة، لذا فلا خيار لدى المتطرفين إلا القتال، مؤكدا أن “هذه هي الحلقة الأخيرة من مسلسل داعش”. وأشار إلى أن “هذه المعركة هي الأكثر شراسة، المقاومة قوية، جدا لم يعد لديهم خيار”، معرباً عن أمله بحسم المعركة قبل عيد الفطر، المرتقب في 25 أو 26 يونيو الحالي، إلا أنه قال “أعتقد أن الأمر سيأخذ وقتا أطول”.

وذكرت خلية الإعلام الحربي (تابعة لوزارة الدفاع العراقية)، في بيان، أن “مفارز العمليات النفسية الميدانية، باشرت منذ خمسة أيام، قبل انطلاق عملية اقتحام المدينة القديمة، إطلاق نداءات عبر مكبرات الصوت على مسامع عناصر داعش، تحضهم على تسليم أنفسهم الى القوات المسلحة”.وأشارت إلى أن “مجموعة من عناصر داعش، سلمت أنفسها إلى القوات الأمنية”، موضحة أن “الهدف من هذه الخطوة هو الحرص على سلامة المواطنين ولفسح المجال أمام عناصر التنظيم لإلقاء السلاح وتسليم أنفسهم”. وذكر الناشط الحقوقي لقمان عمر الطائي أن 13 مدنياً بينهم 3 نساء قتلوا فيما أصيب ثمانية آخرون بقصف جوي ومدفعي على الموصل القديمة في الجانب الغربي من الموصل. وكان صوت المدافع الرشاشة مسموعاً، فيما ارتفعت أعمدت دخان الصواريخ في سماء المدينة القديمة. وأشار محللون مرارا إلى أن المدينة القديمة ستكون المرحلة الأصعب من العملية، نظراً إلى شوارعها الضيقة ومنازلها المتلاصقة التي بنيت قبل نحو مئة عام.

وللمدينة القديمة أهمية رمزية لدى المتطرفين، إذ أنها تضم مسجد النوري الكبير المسجد الذي شهد الظهور الوحيد لزعيم تنظيم “داعش” أبو بكر البغدادي في يوليو 2014، حيث أعلن إقامة “الخلافة” في مناطق واسعة من سورية والعراق.

وبسيطرة القوات الأمنية على المدينة القديمة، يخسر تنظيم “داعش” كامل الموصل، آخر أكبر معاقله في شمال العراق. إلى ذلك، فجر أربعة انتحاريين من “داعش”، أمس، أنفسهم في مقر لقوات “البشمركة”، شمال العراق، ما أسفر عن سقوط جرحى. وأوضح النقيب سعد محمد من قيادة عمليات صلاح الدين (تتبع الجيش)، أن الانتحاريين تحصنوا في المقر، الواقع في قضاء طوزخرماتو شرق محافظة صلاح الدين، وفجروا أنفسهم بعد محاصرتهم، ما أسفر عن جرح اثنين من القوات الأمنية. في سياق متصل، أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي، أمس، أن “العراق يرفض نهائياً استخدام أراضيه للعدوان وضرب إيران”.

واتهم العبادي خلال استضافته في مكتبه مجموعة كبيرة ونخبة من الإعلاميين والمحللين السياسيين، أمس، جهات لم يسمها بمحاولة جعل بلاده “ساحة معركة دولية”، مشيراً إلى أن “الصراع في المنطقة ليس من شأن العراق ولن نتدخل فيه”. وشدد على أنه “لن نسمح جعل العراق ساحة معركة بين إيران وأميركا أو جعله أرضاً للعدوان على طهران لو أعطونا مُلك الدنيا أو عمروا العراق مجاناً”. وأضاف أن العراق “يجب أن يكون منطقة التقاء وليس منطقة تنازع وتقاطع وخصوم ولا نريد أن تتحول أرضنا إلى ميدان لحروب بالنيابة فما زال أمامنا عمل كبير وواسع لإعمار مدن العراق كافة وبسط الأمن في عموم البلاد”.

وانتقد بشدة تصريحات نائب رئيس الجمهورية أياد علاوي بشأن قطر والذي اتهم خلال زيارته لمصر، الدوحة بتبني مشروع لتقسيم العراق على أساس طائفي، والتدخل في “الشقاق” الفلسطيني وتشجيع قوى متطرفة لشن “اعتداءات” على مصر.

 

الحسكة: كيف تنفذ"الإدارة الذاتية" التغيير الديموغرافي؟

سامر الأحمد/المدن /الأحد 18/06/2017

قال مدير المديرية الزراعية في الحسكة، إن المديرية قامت بتأمين ما يلزم للمزارعين في المحافظة من أجل البدء بعملية حصاد محصول القمح. وتعد الحسكة الخزان الاستراتيجي للنظام في إنتاج القمح، لكن مصادر خاصة، أكدت لـ"المدن"، أن مديرية الزراعة الحكومية لم تقدم أي شيء، بل إنها عاجزة تماماً عن مساعدة المزارعين، بسبب فقدان النظام سيطرته على معظم المحافظة. في المقابل، عممت سلطات "الإدارة الذاتية" التابعة لحزب "الاتحاد الديموقراطي" عدداً من القرارات مؤخراً، متعلقة بنقل المحاصيل الزراعية إلى مراكز تسلم خاصة بها في صوامع متعددة؛ أبرزها صوامع المبروكة في ريف رأس العين التي أعيد تأهيلها مؤخراً، ليتم تخزين المحصول فيها. وتحاول "الإدارة الذاتية" منافسة النظام على شراء القمح، ومنع بيعه في السوق السوداء. ويعاني مزارعو الحسكة من إجراءات صارمة تفرضها "الإدارة الذاتية" خاصة بعد تمكنها من بسط سيطرتها على معظم ريف المحافظة الذي يعتمد بشكل شبه كلي على زراعة القمح. ومنعت سلطات "الإدارة" مؤخراً عدداً من المزارعين من حصاد محاصيلهم، إلا بعد التعهّد بدفع اتاوات تصل إلى 30 في المئة من قيمة الانتاج. وحدث ذلك في قرية الخازوق، بالقرب من ناحية تل براك، بحجة أن تلك الأراضي هي "أملاك للدولة". كما قامت "الإدارة الذاتية" بتحديد سعر كيلو القمح بنحو ربع دولار، مع أنها تبيعه للنظام بسعر مضاعف. الناشط الإعلامي أحمد العواد، أكد لـ"المدن"، أن "وحدات حماية الشعب"، الذراع العسكرية لحزب "الاتحاد الديموقراطي" والقوة التنفيذية لـ"الإدارة الذاتية"، قامت بمنع عائلة الذيابات في تل براك للسنة الثانية على التوالي، من حصاد محصولها، لأن عدداً من أبناء هذه العائلة في صفوف الجيش الحر. وتقوم "الإدارة" بزراعة أراضي الذيابات التي تبلغ مساحتها أكثر من 600 دونم، ومصادرة محصولها. الأمر تكرر أيضاً في تل حميس ورأس العين، حيث قامت "الإدارة الذاتية" بمصادرة آلاف الدونمات لعوائل في المنطقة ولشخصيات معارضة. وكشف المعارض السياسي صدام الحلو، لـ"المدن"، أن سلطات "الإدارة الذاتية" قامت بمصادرة ما يقارب 3000 دونم لعائلته، كما أنها قامت بمصادرات واسعة خلال العام الماضي لآلاف الدونمات في منطقة رأس العين وتل تمر وجبل عبدالعزيز، واستولت على الأراضي رغم أنها مزروعة، وقامت بحصدها ومصادرة المحصول. وتوقّع الحلو أن يصل عدد العوائل المتضررة لأكثر من 1000 عائلة، فقدت أرضها بعدما تمّ ضمّها تعسفياً لأملاك "الإدارة" بقرارات رسمية تصدر عن مؤسسات تم انشاؤها لهذا الغرض، كـ"اللجنة الزراعية" و"لجنة إدارة أملاك الغائبين" بالإضافة إلى ما يُعرف بـ"مؤسسة عوائل الشهداء".

وقال الحلو، إن "الإدارة الذاتية" تسوق أسباباً لا تمت للواقع بصلة، فهي تصف أصحاب تلك الأراضي بأنهم "إرهابيون" أو "داعمون للإرهاب"، بينما تثبت الوقائع أن المستهدف من تلك الإجراءات كل شخص أو عائلة نشطت في الحراك المعارض لنظام الأسد، سياسياً أو من انتسب إلى الجيش الحر حين دخل المنطقة.

وتستند "الإدارة الذاتية" في مصادراتها للأراضي في أرياف الحسكة، إلى قانون أقرّه "المجلس التشريعي لمقاطعة الجزيرة" مطلع العام 2015. وسمي القانون بـ"قانون إدارة أملاك الغائبين"، الذي أعطى "الإدارة الذاتية" السلطة للاستيلاء على أملاك المُهاجرين والغائبين من أبناء الجزيرة، سواء أكانت عقارات أم أراضٍ زراعية، والتصرف بها وفق ما أسماه القانون "المصلحة العامة". وبالإضافة إلى تشريعها عمليات المصادرة، تقوم أطراف محسوبة على "الإدارة الذاتية" ببث شائعات تسيء للمالكين الأصليين، وتلصق بهم تهماً مختلفة كـ"التعاون مع الإرهابيين" أو معارضة سياسة "الإدارة الذاتية". واتهمت تلك الأطراف معارضاً من المنطقة يقيم في تركيا بـ"التآمر على التجربة الديموقراطية في الجزيرة" لتبرير مصادرة أراضيه.

ويبدو الهدف من المصادرات، للوهلة الأولى، بمنع هذه العوائل من العودة، ولكن المساحات الواسعة للأراضي المصادرة تدل على سياسة ممنهجة، كما يشير ناشطون، إذ تم الاستيلاء على أراض واسعة في معظم ريف الحسكة؛ من القامشلي إلى الشدادي، ومن ديريك إلى جبل عبدالعزيز. وتستفيد "الإدارة" اقتصادياً من هذه المساحات المزروعة، في تدعيم خزينتها المالية، كما أنها تقوم ببيع محصول القمح بشكل علني للنظام، إذ يتم نقله بشاحنات إلى محافظات الداخل والساحل السوري، ليقوم النظام بتصديره إلى الخارج عبر حلفائه، وذلك بعد إغلاق تركيا وإقليم كردستان العراق، الحدود في وجه "الإدارة الذاتية" وحزب "الاتحاد الديموقراطي". عضو "تجمع الحسكة لقوى الثورة والمعارضة" مضر حماد الأسعد، قال لـ"المدن"، إن هذه التصرفات الممنهجة التي تتبعها سلطات "الإدارة" من حرمان آلاف العوائل من أراضيهم والاسهام في التهجير القسري، تهدف بشكل مباشر لإحداث تغيير ديموغرافي في المحافظة، خاصة أن معظم سكان الريف في الحسكة هم من أبناء العشائر العربية. وحمّل الأسعد المسؤولية في ذلك كله لـ"التحالف الدولي" والولايات المتحدة التي تدعم هذه "الإدارة" وجناحها العسكري لترهيب السكان ومصادرة املاكهم بحجة "محاربة الإرهاب". وتتغاضى الولايات المتحدة عن مئات الانتهاكات التي يقوم بها مقاتلو "الوحدات" بحق سكان الجزيرة السورية، على الرغم من توثيقها بتقارير صادرة عن منظمات دولية. ولا تقتصر معاناة المزارعين في الحسكة على تصرفات "وحدات حماية الشعب"، بل يعاني العشرات من ممارسة ضباط قوات النظام في مناطق جنوبي القامشلي. وتم الاستيلاء على عدد من الأراضي في وقت سابق بحجة كونها "خط اشتباك"، وكان الضباط يكلفون أشخاصاً محسوبين عليهم بزراعتها وحصادها، رغماً عن أصحابها. كما تقوم حواجز النظام في مدخل القامشلي بأخذ مبالغ مالية ضخمة على شكل إتاوات من المزارعين مقابل السماح لهم بالدخول والخروج من المدينة لشراء مستلزمات الحصاد أو بيع جزء من المحصول في السوق السوداء. كما أن تنظيم "الدولة" كان خلال تواجده في المحافظة قد أثقل كاهل المزارعين بتصرفات عناصر "ديوان الزكاة" والاتاوات الكبيرة المفروضة على أصحاب الأرض. ويعاني سكان الجزيرة بشكل مضاعف بسبب اعتمادهم بشكل شبه كلي على زراعة القمح، وخضوعهم لسلطات الأمر الواقع التي تعرف قيمة هذه الثروة الاقتصادية، وتحاول الضغط على السكان لإجبارهم على قبول مشاريعها المختلفة.

 

القاهرة: مقتل شرطي في انفجار عبوة ناسفة والمؤبد لـ26 إخوانياً بتهمة العنف

القاهرة – وكالات/الأحد 18 حزيران 2017 /قتل شرطي وأصيب أربعة آخرون في انفجار عبوة ناسفة عند مرور سيارة أمن على طريق سريع في الضاحية الجنوبية للقاهرة. وذكرت وزارة الداخلية في بيان، أمس، أن الهجوم وقع بعد منتصف ليل أول من أمس، فيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه. وأشارت إلى أنه “أثناء سير سيارة تابعة لقطاع الأمن المركزي تقل مجموعة من ضباط ومجندي الأمن المركزي بطريق الأتوستراد دائرة قسم شرطة البساتين انفجرت عبوة ناسفة كانت مزروعة على جانب الطريق وتم تفجيرها عن بعد”. وأضافت أن “ذلك اسفر عن استشهاد الملازم أول علي أحمد شوقي علي عبد الخالق وإصابة أربعة آخرين هم ضابط وثلاثة مجندين” بجروح. وقال مصدر أمني كبير أنه تم نقل رجال الشرطة المصابين إلى مستشفى الشرطة بمدينة نصر لإسعافهم، لافتاً إلى أنه تم نشر أكمنة ثابتة ومتحركة عدة على الطريق الدائري والأوتوستراد لتعقب الجناه وتوقيفهم. من جهته، دان الأزهر الشريف الهجوم الإرهابي بالمعادي على طريق الأوتوستراد، مؤكداً أن “مثل هذه الهجمات الإرهابية التي تستهدف رجال الشرطة والجيش البواسل أثناء تأدية واجبهم الوطني هي أفعال إجرامية خبيثة وتتنافى مع تعاليم الشريعة السمحة التي تحرم القتل والتخريب والتدمير وترويع الآمنين”. كما دان مفتي مصر شوقي علام الهجوم، مؤكداً أن “هذه العمليات الآثمة لن تفت من عضد رجال الأمن أو الشعب في مواجهة الإرهاب”. قضائياً، عاقبت محكمة مصرية، أمس، 26 متهماً ينتمون لجماعة “الإخوان” بالسجن المؤبد وبالسجن ثلاث سنوات لاثنين آخرين وبراءة أحدهم بعد إدانتهم بإثارة الشغب والعنف والتحريض. جاء ذلك خلال الجلسة التي عقدتها دائرة الإرهاب بمحكمة جنايات الزقازيق في محافظة الشرقية. وكانت الأجهزة الأمنية بالشرقية تمكنت من توقيف 29 من المتهمين بمركز أبو حماد بالشرقية لقيامهم بالتجمهر وحيازة أسلحة نارية وترويع المواطنين وإثارة الشغب وتنظيم مسيرات معادية لمؤسسات الدولة والقوات المسلحة والشرطة وتوزيع منشورات تحريضية وتعطيل الحركة المرورية. وفي قضية أخرى، قررت محكمة جنايات بن سويف سجن 17 من الطلاب والطالبات، 3 سنوات، إثر إدانتهم بتهم بينها “إثارة العنف” عبر موقع “فيسبوك” للتواصل الاجتماعي قبل نحو عامين. وقال مصدر قضائي طالباً عدم ذكر اسمه مساء أول من أمس، إن “محكمة جنايات بني سويف عاقبت 17 طالباً وطالبة بمراحل تعليمية مختلفة من بينهم ابنة قيادي “إخواني”، بالحبس حضورياً لمدة 3 سنوات وغرامة 20 ألف جنية لكل منهم (نحو 1100 دولار)”. في سياق منفصل، أعلن علن رئيس الوزراء الإيطالي باولوجينتيلوني أن حكومة بلاده مصرة على “البحث عن الحقيقة” في قضية الباحث جوليو ريجيني، الذي عُثر عليه مقتولاً في فبراير 2016، قرب القاهرة. ونقل التلفزيون الحكومي الإيطالي عن جينتيلوني قوله أول من أمس، “يجب على إيطاليا الإصرار على البحث عن الحقيقة بشان مصرع ريجيني والحكومة لن تتراجع في هذا الصدد”.

 

محامي ترمب: الرئيس ليس رهن تحقيق بتدخل روسي بالانتخابات

الأحد 23 رمضان 1438هـ - 18 يونيو 2017م/واشنطن – رويترز/قال المحامي الشخصي للرئيس الأميركي، دونالد ترمب، اليوم الأحد، إن الرئيس ليس خاضعاً للتحقيقات في تدخل روسيا المزعوم في انتخابات الرئاسة الأميركية 2016 في تصريح بدا متناقضاً مع تعليق كتبه ترمب نفسه عبر تويتر الأسبوع الماضي. وقال جاي سيكولو، أحد أفراد فريق تعاقد معه ترمب للتعامل مع اتهامات بتواطؤ حملته الانتخابية مع موسكو، لبرنامج (واجه الأمة) على محطة (سي.بي.أس) "حقيقة الأمر هي أن الرئيس لم يكن وليس الآن رهن التحقيق. وأضاف أن الرئيس لم يتلق أي إخطار بأنه سيجري التحقيق معه. وظهوره على سي.بي.أس كان أحد أربعة برامج حوارية أجرت معه مقابلات اليوم الأحد. وقال ترمب في تغريدة يوم الجمعة "يجري التحقيق معي لعزلي مدير مكتب التحقيقات من قبل الرجل الذي طلب مني عزل مدير مكتب التحقيقات الاتحادي". ويحقق روبرت_مولر المحقق الخاص الذي عينته وزارة العدل لقيادة التحقيق في الملف الروسي فيما إذا كان أي شخص مرتبط بترمب أو بحملته كان له أي تعاملات غير قانونية مع مسؤولين روس أو آخرين لهم صلة بالكرملين. وقال مسؤول أميركي على إطلاع بالخطوط العريضة للتحقيق وطلب عدم نشر اسمه لرويترز يوم الخميس إن مولر يحقق أيضا فيما إذا كانت أي مخالفات محتملة قد ارتُكبت وحاول ترمب أو آخرون التستر عليها أو عرقلة التحقيق فيها. ونفى ترمب أي تواطؤ بين حملته وروسيا. ونفى مسؤولون روس التدخل في الانتخابات الأميركية. ولكن سيكولو قال إن ترمب كان يرد بتغريدته تلك على تقرير لصحيفة واشنطن بوست قال إن المحقق الخاص مولر يبحث ما إذا كان ترمب حاول عرقلة التحقيق بعزله جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الاتحادي في مايو أيار.

 

أردوغان يهاجم طهران: سورية تحولت مسرحاً للتوسع الفارسي

أنقرة – وكالات/الأحد 18/06/2017/هاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان النظام الإيراني بسبب سياساته في سورية والعراق بشكل خاص، مستخدماً للمرة الأولى عبارة التوسع “الفارسي”. وقال أردوغان في تصريحات صحافية مساء أول من أمس، “هل سورية اليوم أصبحت مسرحاً للتوسع الإيراني؟ الجواب نعم هل العراق كذلك؟ الجواب أيضاً نعم”، مضيفاً “أرى النشاط الإيراني بأنه توسع فارسي وليس صراعاً عرقيا ودينياً وأؤكد شخصياً أنني أعارض مثل هذه الفتوحات الإيراني”. وعلى الرغم من معارضته للسياسات الإيرانية في العراق وسورية، أكد أردوغان أن بلاده تتعاون مع روسيا وإيران بشأن إيجاد حل للأزمة السورية، مطالباً الولايات المتحدة والسعودية، بالمشاركة في محادثات أستانا للسلام في سورية لأن “هذه المحادثات تمكن من الحصول على آلية لمراقبة الهدنة في سورية”.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله» وعون والحسابات غير الإنتخابية 

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الاثنين 19 حزيران 2017

في النهاية، ما يجري لا يخرج إطلاقاً عن نطاق السيطرة الذي يتحكّم به «حزب الله». ومنذ انتخاب الرئيس ميشال عون حتى الفصل الأخير، أي قانون الانتخاب والتمديد للمجلس، كل شيء تحت السيطرة.أبلغ المحيطون بالقصر الجمهوري الى مَن يعنيهم الأمر أنّ رئاسة الجمهورية «ستقف بكل قوة» في مواجهة الحملة الجديدة من العقوبات الأميركية المنتظرة ضد «حزب الله»، مهما كانت قاسية. وعندما سُئِل هؤلاء: ألا تخشون أن يؤدي هذا الموقف إلى أن تشمل العواقبُ لبنانَ بأسره؟ أجابوا: «لن نتراجع عن تموضعنا السياسي الداعم لـ«حزب الله»، ولن نتّخذ أيّ موقف مُعادٍ لتوجّهات إيران، مهما تقلّبت المواقف الداخلية والإقليمية».

طبعاً، الذين سمعوا هذه التأكيدات الجازمة «إنتحارياً»، بالتضامن مع «الحزب»، يصدِّقونها جزئياً لا كلياً. فالمنطق يقول إنّ موقع رئاسة الجمهورية المسيحي في لبنان لا يمكنه في أيّ شكل أن يناقض قرارات الشرعية الدولية، ولا سيما منها القرار 1701، وأن يتصدّى للولايات المتحدة، فيما هو يعتمد حيوياً على دعمها العسكري والأمني والاقتصادي والمالي. أكثر من ذلك، من باب مصلحة «حزب الله»، لا يستطيع موقع رئاسة الجمهورية أن يخسر رصيدَه الأميركي والدولي، لأنّ «الحزب» نفسه يحتاج إليه في المواجهة المفتوحة. فمَن أفضل من العماد ميشال عون في موقع الرئاسة، و»التيار الوطني الحر»، لحماية «الحزب» تحت الغطاء اللبناني، بل المسيحي. وعلى خطٍّ موازٍ، مَن أفضل من الرئيس سعد رفيق الحريري، زعيم القوة السنّية الأوسع والأقرب إلى السعودية، في موقع رئاسة الحكومة، لحماية «الحزب» من حملة المحور السعودي والقوى الدولية والولايات المتحدة أيضاً؟

في المواجهة التي يتعرَّض لها «حزب الله»، مالياً وسياسياً، والتي ستترجمها عقوباتٌ أميركية مؤكدة في مدى الأسابيع أو الأشهر المقبلة، يَطمئنّ «الحزب» إلى أنه في أمان، ويعرف «التيار الوطني الحرّ» كيف يلعب عند الحدود الفاصلة التي تؤمّن مصالحه وترضي «الحزب»... من دون أن تزعج واشنطن.

إذا أراد عون الذهاب بعيداً في تحدّي واشنطن وعقوباتها، فأوّل طرفٍ سيدعوه إلى الهدوء والواقعية وإمرار المرحلة بالحدّ الأدنى من الخسائر هو «حزب الله» الذي يمتلك ما يكفي من الخبرة والحكمة والمهارة السياسية، والذي اعتاد اللجوء إلى الخطة «ب» كلما فشل في الخطة «أ»، ويعرف كيف يستبدل الخطط إلى ما لا نهاية، دفاعاً عن نفسه.

يعرف عون ذلك. ولذا، عندما يقول إنه سيتحدّى الولايات المتحدة وعقوباتها والمجتمع الدولي دفاعاً عن «حزب الله»، فإنّ موقفَه يحمل الطابعَ الاستعراضي خصوصاً، لا الطابع العملاني. فلبنان الرسمي لن يصل إلى هذا السقف من تحدّي الولايات المتحدة، أيّاً تكن الحيثيات. والدليل إلى ذلك أنّ لبنان انصاع تماماً لمندرجات قانون العقوبات الأميركي الحالي، أي قانون 2015، في عهد باراك أوباما. وتجاوب معه حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي جدَّد له الجميع في منصبه. والأزمة التي وقعت بين الحاكم و»حزب الله» يومذاك، على خلفية هذا الموقف، كانت سطحيةً وسرعان ما انتهت، لأنّ «الحزب» نفسَه يدرك الدوافع التي استدعت أن يتّخذ الحاكم هذا الموقف. وقد وقفت طبقةُ رجال الأعمال والمصرفيين والمغتربين الشيعة، والعديد من سياسيّي الطائفة، في منطقة وسطى أدّت إلى حلحلة الأزمة. وهذه الطبقة يهمّها إنقاذ نفسها ومصالحها، ولكن أيضاً مصالح الطائفة والاستقرار اللبناني، والرئة التي يتنفس بها لبنان. فإذا اختنق، سيختنق الجميع. يُدرك «حزب الله» أنه اليوم «محشور»، لكونه أحد أجنحة إيران المستهدَفة. ولذلك، يهمّه «تلميع» صورته اللبنانية. وهناك فائدة له من مظلّة قوامها عون في بعبدا والحريري في السراي الحكومي، شرط أن لا يؤدي ذلك إلى خسارته المبادرة على مستوى القرار. تركيبة السلطة المثالية التي يريدها «الحزب» ليست هذه القائمة حالياً. وهو أدرك مسبَقاً أنّ وجود عون في بعبدا سيتسبّب له بـ»وجع الرأس». والحال أنه والرئيس نبيه بري غارقان في معركة حامية مع عون و»تياره» منذ لحظة وصوله إلى الحكم، حول كل شيء، فيما انقلبت علاقة عون والحريري إلى شبه تحالف لإقامة توازن مع «فائض نفوذ» «الحزب». «الحزب» «يتعذّب» مع عون أكثر بكثير ممّا كان «سيتعذَّب» لو كان في السلطة أحد «الوسطيين» المعروفين، أو رموز 8 آذار الأخرى. وهو وافق على عون لا كخيارٍ مثالي، بل كخيارٍ اضطراري. وإعلان الحريري والدكتور سمير جعجع دعمهما عون أحرج «الحزب» فوافق عليه. ووجد لاحقاً أنّ وجود عون ينفعه في خطة المواجهة مع واشنطن. بعد ذلك، لم تكن تركيبة الحكومة مثالية لـ«الحزب»، لكنها جاءت مُرْضية. وما جرى في ملف قانون الانتخاب ليس مثالياً لـ«الحزب»، لكنه خيارٌ واقعي مقبول، لأنه يتيح له الاحتفاظ بالقدرة على المبادرة. شهد «الحزب» كل التجاذبات العنيفة التي دارت خصوصاً بين حليفَيه الرئيس نبيه بري والوزير جبران باسيل. طبعاً، هو إلى جانب بري، لكنه تحمّل كثيراً تمادي باسيل - ممثلاً عون- لسببين:

1 - لا يريد في أيّ شكل إظهار أنه يعارض استعادة المسيحيين التوازن المفقود في الحكم.

2 - إنه مرتاح إلى أنّ الأمور مضبوطة في النهاية.

ظهر «الحزب» وكأنه يتحمّل «دلعاً» سياسياً ليس من عاداته أن يتحمّله. لكنّ مسار الملفات ينتهي دائماً ضمن دائرة الأهداف التي وضعها. وقد نجح في فرض التمديد سنةً كاملة للمجلس الحالي، وصاغ قانوناً يضمن له الموقع القوي. وبعد سنة، سيكون لكل حادث حديث.

خلال سنة كاملة سيدرس «حزب الله» كل المعطيات ويراقب التوازنات الداخلية والإقليمية. ولكن، خصوصاً، سيطلب من عون والحريري أن يدافعا عنه عربياً ودولياً، وسيفعلان. وقد أثبت «الحزب» مرّة أخرى أنه أكثر اللاعبين استراتيجية. فهو يشتغل بالجملة، فيما الآخرون غارقون في حسابات «الصوت بالطالع» و«الصوت بالنازل»!

 

اقرأ المزيد منألان سركيس

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/الاثنين 19 حزيران 2017

حسَمها «الجنرال»... مرشّحو كسروان الخمسة «تغيير وإصلاح» 

باتت اللعبةُ الإنتخابية مفتوحةً على كلّ الإحتمالات بعد إقرار قانون النسبية، حيث إنصرف كلّ فريق الى إجراءِ حساباته الخاصة ومعرفةِ حجم ربحه وخسارته.تُعتبر كسروان من أهم المناطق التي تُحدّد البوصلة الإنتخابية في كلّ لبنان، وهي أيضاً تُحدّد بورصة الزعامات المارونية صعوداً وهبوطاً. ففي هذه المنطقة، إستدارت سيدة حريصا في انتخابات 1968 معلنةً فوزَ «الحلف الثلاثي» وبدايةَ أفول مرحلة الشهابية. ومن هذه المنطقة أيضاً صعدت موجاتُ التسونامي مكرِّسةً زعامة العماد ميشال عون في إنتخابات عام 2005 وفاتحةً البلد على زعامة مارونية متجدّدة بدّلت موازينَ القوى. ويؤكّد الكسروانيون أنّ كلّ «العجائب» واردة، «فأرضُنا التي تحتضن سيدة حريصا والبطريركية المارونية والسفارة البابويّة مهيئةٌ أكثر من غيرها للأعاجيب الإنتخابية، لأنّ الزعماء الموارنة عموماً وسياسيّي كسروان خصوصاً يوظفون «السيدة» و»الطبيعة» في معاركهم الإنتخابية «والناس بتصدّق».

هدير المعارك

على رغم أنّ المجلس النيابي مدَّد لنفسه 11 شهراً، إلّا أنّ ضجيجَ المعارك الإنتخابية بدأ يغطي على هدير خليج جونية، وبين «الغْرِيب» والغرائب السياسيّة، إجتماعاتٌ تُعقد، حساباتٌ تُجرى، إتصالاتٌ من تحت الطاولة، محاولةُ تركيب لوائح منذ الآن على رغم أنّ زعماء الكتل لا يدرون بعد ماذا سيفعلون.

وإذا كان الجميع أعلن سابقاً أنه لن يعود الى قانون «الستين»، إلّا أنّ كسروان عادت بتقسيماتها الى قانون «غازي كنعان»، أي أنها شكّلت مع جبيل دائرةً واحدة، لكن مع فارقٍ جوهريّ كبير هو أنّ النظام النسبي سيكون الحاكمَ والمُتحكِّم، وباتت لكل صوتٍ أهميّة بينما في السابق كانت الأهمية لما يأتي من خارج الحدود. تضم كسروان 5 مقاعد للموارنة، ويبلغ عدد الناخبين فيها 92 ألف ناخب مسيحي ونحو 2000 مسلم غالبيتهم الساحقة من الشيعة، فيما تضمّ جبيل 3 مقاعد، 2 موارنة والثالث شيعي، ويبلغ عدد الناخبين فيها 62 ألف ناخب مسيحي، و20 ألف ناخب مسلم غالبيتهم الساحقة أيضاً من الشيعة، وقدّ إضمحلّ تأثيرُ الصوت الشيعي بعد إقرار النسبية وبات في الكاد قادراً على إنتخابِ نائبه، بعدما كان يؤثر سابقاً في اختيار النائبَين المارونيَين في جبيل وفق «الستين».

الحسابات

كل القوى السياسية الكسروانية تنتظر الإنتهاءَ من الحسابات لتقرّر شكلَ اللوائح، ففي الإنتخابات الماضية حصلت لوائح «التيار الوطني الحرّ» بقيادة رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» حينها العماد ميشال عون على معدّل 31 ألف صوت للائحة، فيما نالت لائحة «14 آذار» نحو 27 ألف صوت كمعدل وسطي تقريباً، ولو كان القانون النسبي قائماً لكان «التيار» فازَ بثلاثة مقاعد و»14 آذار» بمقعدَين. لكنّ الصورة السياسية انقلبت رأساً على عقب، فـ»التيار» و»القوات» تصالحا، وإصطفاف «8 و14 آذار» إنتهى، والأهم أنّ عون بات رئيساً للجمهورية. يُعرف عن كسروان غناها السياسي، إذ، إضافة الى الأحزاب الرئيسة، هناك الشخصيات المستقلّة التي يطمح بعضها الى تشكيل لوائح والبعض الآخر للانضمام الى لوائح «القوات» أو «التغيير والإصلاح»، وأبرز تلك الشخصيات النائبان السابقان منصور غانم البون وفريد هيكل الخازن، الوزيران السابقان زياد بارود وفارس بويز، رئيس «المؤسسة المارونية للإنتشار» نعمة إفرام وعدد كبير من المستقلّين الذين يملكون حيثيّات محلّية. لكنّ الأنظار تتّجه أساساً الى حركة العميد شامل روكز وإختياره للائحته مع كثرة الكلام عن أنه سيخوض المعركة بمستقلّين لا ينتمون الى «التيار الوطني الحرّ» أو الى التكتل، أو أنه سيشكل قوةً سياسية منفصلة عنهما. وفي هذا السياق يؤكد روكز لـ«الجمهورية» «أنني سأخوض المعركة من موقعي الطبيعي، أي ضمن إطار تكتل «التغيير والإصلاح».

حسم الموقف

وفي المقابل يحسم روكز موقفه قائلاً: «أيّ شخص سيخوض المعركة معنا يجب أن ينضمّ الى التكتل، قد لا يكون حزبياً لكنه سيكون جزءاً من التكتل بعد فوزه». ويعلّل هذا الأمر بقوله «إننا نريد النسبيّة لأنها تؤسّس لبرامج سياسية، فالمواطن سيصوّت للائحة مكتملة أي لبرنامج، وبالتالي لن نقبل أن يخوض أيُّ مرشّح الإنتخابات على لائحتنا ويصبح نائباً منفرداً لأنّ المنفردين لا يستطيعون التأثير لوحدهم في اللعبة السياسية بينما المطلوب تكتلات كبيرة». يقضي كلام روكز الذي سيقود لائحة كسروان على آمال المستقلّين الذين كانوا يراهنون على خوض الانتخابات الى جانبه والحفاظ على إستقلاليتهم، فهو يشدد أيضاً على أنّ الفريق الذي يخوض معه الانتخابات متجانس. وفي ردّه على الكلام الذي يتناول علاقته برئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، ينفي روكز كل الحديث عن وجود خلاف بينهما، «فهذا كلام فاضي، وجميعنا نشكل لائحة كسروان- جبيل».

يترك كلام روكز عن علاقته بباسيل أثراً إيجابياً في نفوس العونيين، وهو الذي إختار دائماً عدم الدخول في سجالات، خصوصاً أنّ النسبية لا تترك مجالاً لتضعضع الصفوف. ويسخر من القائلين إنّ تشكيل «التيار» و«القوات» لائحتين منفصلتين في كسروان، سيريحه من التحالف مع «القوات»، موضحاً «أنّ «القوات» لا تتعبني وليست حِملاً على ظهري، فقد كرّرتُ مراراً أنّ صفحة الحرب قد طُويت، أما إذا رأينا أنّ التكتيك الانتخابي يضع كل فريق على لائحة فهذا أمر طبيعي، عندها يكون التنافسُ طبيعياً مع «القوات» مثل أيّ مكوّن آخر».شكلت رئاسة الجمهورية والجيش تاريخياً عوامل أساسية في انتخابات كسروان، ويزداد الحديث عن دخول هذين العاملين بنحو أساسي على الخط إضافة الى قوة الكنيسة المارونية، وفي السياق، يسأل روكز: «مَن قال إنّ هذه المؤسسات ستتدخّل في الانتخابات؟ بالطبع كسروان مع الرئاسة والجيش، لكنّ هذا لا يعني أنهما ينزلان الى المعركة معنا، كل هذا الكلام غير صحيح».

لا يُحبّذ روكز الدخول في إختيار أسماء لائحته من الآن، «المهم أن يعرف المرشحون والمواطنون طبيعة القانون لأنه لا يمكن إلّا اختيار الأقوياء الذين يحصلون على الصوت التفضيلي، ولذلك كل الاحتمالات واردة».

«القوات» والمستقلون

من جهتها، تعتبر «القوات» التي من المتوقع أن ترشّح شوقي الدكاش، أنّ من «المبكر الحديث عن التحالفات الكسروانية لأنّ الصورة غير واضحة بعد والمسألة مفتوحة لجهة هل نتحالف مع «التيار» أم لا. فهناك نوعيّة جيدة من الشخصيات المستقلّة تدور في فلكنا، لكن رغم ذلك ليست لدينا إجابة واضحة، والمطلوب الآن خريطة لمعرفة التحالفات». المستقلون بدورهم ينتظرون أكثر إقتراب موعد 6 أيار 2018، إذ يراهنون على الخرق، خصوصاً أنّ منهم مَن يملكون أصواتاً تفضيلية ستجعلهم حاجةً لأيّ لائحة قوية لكنهم يفضّلون عدم التسرّع من الآن لمعرفة إتجاهات المعركة، في حين أنّ موقف أحزاب الكتائب اللبنانية و«الوطنيين الأحرار» و«الكتلة الوطنية» لم يُحسَم بعد. عدا عن حَسْم الجنرال روكز تموضع المرشحين في لائحته، سواءٌ أكانوا من المستقلّين أو من النواب الحاليين، فإنّ من المبكر الحديث عن تحالفات كسروانية، خصوصاً أنها ستكون عابرةً للحدود، ولن تقتصر على بلاد «ما بين النهرين»، بل ستتعدّاها الى بلاد جبيل، ولجبيل حساباتٌ أخرى.

 

قبل القانون وبعده 

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الاثنين 19 حزيران 2017

ما كُسر خلال التحضير للقانون الانتخابي الجديد، هل يمكن ان يُلحَم مجدداً بعد إقراره، أم انّ إعادة اللّحم هذه صارت مستعصية ولا يمكن العودة بالأمور الى ما كانت عليه قبل الكسر؟قبل القانون اهتزّت العلاقة بين الرئاستين الاولى والثانية ومن خلالهما التيار الوطني الحر وحركة «أمل». وضرب «تفاهم» التيار و»حزب الله» شيء من الارتجاج جرّاء التباين حيال العديد من المسائل والتفاصيل السياسية والانتخابية. وانكسرت الجرة بين الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط ومن خلالهما تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي. وانقطعت الطرقات بين حزب الكتائب وتيار المستقبل والتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية.

وشابَ العلاقة بين التيار والقوات فتور جرّاء تباينات في مقاربة الملف الانتخابي. وامّا العلاقة ما بين «التيار» وتيار المردة فكل يوم تتزايد فيها عناصر القطيعة والفراق. هي صفحة سياسية واشتباكية يفترض أنها طويت، ولكن هل يعترف اهل السياسة بذلك؟ وانّ صفحة جديدة فتحت اعتباراً من لحظة نفاذ القانون؟ وهل يستطيع المختلفون اليوم، او بعضهم، ان يبقوا مختلفين ام انهم محكومون بالتفاهم ربطاً بالمصالح المشتركة ولا سيما الانتخابية؟ والسؤال الأهم :هل انّ الكرة هنا في يد رئيس الجمهورية وانه يستطيع من موقعه كحكم ان يكون المبادِر الاول الى لَمّ الشمل؟

الجواب يصوغه الآتي من الايام، لكنّ الأمل مقطوع في إمكان جسر العلاقة بين حزب الكتائب وكل المختلفين معه، وكذلك الأمر بالنسبة الى المردة والتيار، لكن هناك إشارات بدأت بالظهور في فضاء العلاقة بين المستقبل والتقدمي، وتؤشّر الى رغبة بالتهدئة وإعادة التواصل. وكذلك بين التيار و»حزب الله» حول نيّة جدية بإدخال التفاهم بينهما الى مرحلة إعادة التحصين. وأمّا ما بين الرئاستين الاولى والثانية و«امل» والتيار، فبعد الانتخابات الرئاسية وموقف رئيس مجلس النواب نبيه بري فيها بعدم التصويت للرئيس ميشال عون، قال بري: «ما قبل الرئاسة شيء وما بعدها شيء آخر». وهذا الموقف ينسحب على المرحلة الحالية، فما قبل القانون غير ما بعده. والأهمّ في رأي بري هو الانطلاق في مقاربة مرحلة ما بعد القانون وأولوياتها بما يستحق من جهد وسهر.

فاتحَ الوزير جبران باسيل بري مؤخراً بنيّة رئيس الجمهورية دعوة الكتل الممثّلة في الحكومة (الخميس من الاسبوع الجاري) لاجتماع في بعبدا بهدف تنشيط العمل الحكومي، فرحّب رئيس المجلس قائلاً: «هذا ليس كالحوارات السابقة، إنما هي فكرة نقاش لتنشيط العمل وانا أوافق عليها، لقد شاوروني بالأمر وقلت انا معكم وسأكون اوّل الحاضرين، لنبحث كيف يمكن ان نُفعّل وضع البلد والاقتصاد وكل الاولويات، والأهمّ تنشيط المؤسسات كلها. لا نريد ان نخلق شيئاً جديداً في هذا الحوار، بل نريد ان نذكّر بالأصول وكيفية اعتماد الاصول والتقيّد بهذه الاصول».

وأكد بري انّ البحث لن يتناول مجلس الشيوخ، وعندما سئل عمّا اذا كان سيتناول الفلتان الامني وفوضى السرقة والقتل، قال: هذا الامر لا يحتاج الّا الى تطبيق القانون، وكما سبق وقلت: مرفوع الغطاء والحرام واللحاف والشرشف والمخدّة، المطلوب فقط أن يقوموا (القوى الامنية) بواجباتهم.

لا يتفق بري مع بعض الاصوات التي ارتفعت ضد قانون الانتخاب، وخصوصاً من بعض النواب المنتمين الى كتل أيّدت القانون، فيؤكّد: «ما يثير الاستغراب هو انّ هؤلاء المعترضين على القانون أمام الإعلام صَوّتوا معه في الهيئة العامة».

أؤكد انّ القانون الجديد أفضل الممكن، ودعونا نتكلّم بمنتهى الصراحة بعيداً عن المزايدة وكل الاعتبارات الاخرى: هناك ثغرة في القانون هي التمديد، وأنا ضده. ولكنّ الضرورة التقنية حَتّمَت ذلك». لا يتفهّم بري بعض المتحاملين على التوافق السياسي الذي أنتج القانون، فيقول: «هؤلاء «مش عارفين شو في بالمنطقة وشو عم يعمل الأخ ترامب؟ ومش عارفين إنّو الله عم ينَجّينا ونحن مش عم ننَجّي أنفسنا»... فقد اجتمعنا ثلاثة رؤساء وأكلنا وصَلّينا واتفقنا وخلصنا، ومع ذلك حتى آخر لحظة بقيت الاقتراحات تطرح ولا علاقة لها بما اتفقنا عليه. ومع ذلك تَمكنّا من الوصول الى هذا الانجاز».

ويضيف بري: هناك من يقارب القانون ليس من زاوية أهميته وضرورته، بل من خلال بعض التفاصيل الصغيرة. انا أسأل هل يستطيع احد ان يقول لنا كيف كان سيكون يوم الثلثاء 20 حزيران لو اننا لم نتوصّل الى هذا القانون؟

وماذا كان سيبقى من الدولة في هذه الحال؟ انا اؤكد انّ هناك رابحاً اساسياً هو البلد، وما جرى في نظري هو أكبر عملية ربح قد حصلت بإقرار القانون الانتخابي الجديد، بمعنى انها كانت أشبه بعملية إنقاذ للبلد بكل معنى الكلمة. لا احد يعرف الى اين كان يمكن ان يذهب البلد في 20 حزيران؟ إذا كان أحد يَغرق فيجب ألّا نلومه ونقول له انت «مش عم تسبح منيح»، بل نُنقذه أولاً. وهذا ما حصل معنا في القانون الانتخابي. لذلك دعونا ننسى الماضي ولندخل في الصفحة الجديدة التي فتحناها، وفيها لا فضل لأحد على احد الّا بقدر عمله لمصلحة البلد وتنشيط الدولة وترسيخ الاستقرار.

وقال: أؤكد مجدداً انّ التمديد إجراء لا شعبية له، لكنّ المرحلة الآن هي مرحلة استعادة الثقة بالمجلس النيابي. دعونا نَستنسخ مجلس العام 1992، الذي كان مجلساً ناقصاً لكنه بالشغل الذي قام به انتزَع تقدير الجميع في الداخل والخارج.الآن اعتقد انّ المهمة الاولى هي فتح دورة استثنائية لمجلس النواب، لمقاربة ملفات أساسية ومنها سلسلة الرتب والرواتب، الموازنة العامة، الرقابة، الكهرباء، فبذلك يمكن ان تتمكّنوا من استعادة ثقة الناس، وهذه أفضل دعاية إنتخابية، هذا الذي يفيد البلد وليس أيّ عمل آخر.

 

«الهلال الفارسي».. و«ضلال» الإمبراطورية

علي الحسيني/المستقبل/19 حزيران/17

يُثبت سلوك النظام الإيراني القائم اليوم بشكل قاطع، السعي الذي يبذله هذا النظام في سبيل الوصول إلى تحقيق مشروعه الهادف إلى تكريس إحتلاله في المنطقة، من خلال تمديد نفوذه فيها عبر شبكة الأذرع التي يُغذيها ويُموّلها من أجل إنجاح مخططه التقسيمي، إن من خلال التدخلات العسكرية في بلدان عربية، أو من خلال بث الفتن والأحقاد المذهبية والطائفية، ضمن سياسة قائمة على قطع أوصال العالم العربي وتحويله إلى كيانات متنازعة. وهذا ما يظهر بشكل جليّ، في كل من البلدان التي وطأها هذا المشروع، بدءاً من لبنان وسوريا، مروراً بالعراق ووصولاً إلى اليمن وما يحدثه من اقتتال دام بين اهل البلد الواحد.

أمس، كشفت صحيفة «الغارديان» البريطانية، محاولات ما أسمتها الميليشيات الشيعية في العراق لتعزيز قوس النفوذ الإيراني من طهران إلى بيروت، وقالت إنها تسعى إلى تأمين ممرّ برّي يربط إيران بلبنان عبر العراق وسوريا»، مشيرة إلى أن «هذا الممر أصبح جاهزاً، وأنه يجري تعزيزه من جانب وكلاء إيران الذين يحاولون طرد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) من المنطقة». ومن المعروف أن منطقة «البعاج» التي سيطر عليها «الحشد الشعبي» والميليشيات التابعة لإيران، هي آخر المعاقل التابعة لـ «داعش» قرب الحدود السورية غرب الموصل. ومن هنا كشفت «الغرديان» أن «البعاج تعتبر نقطة أساسية لخطة إيرانية لتأمين الطرق البرية عبر العراق وسوريا إلى لبنان، مما يعزز نفوذ طهران في الأراضي التي استعادتها الميليشيات التابعة لها».

حلم إقامة الدولة الفارسية، لم يغب يوماً عن بال القادة الإيرانيين ولو تطلب هذا الحلم، إراقة الدماء وقتل الأبرياء كما يحصل اليوم في اليمن والعراق وسوريا. ومن النهج الذي تسير عليه إيران، يتبيّن بشكل فاضح أن الحروب التي تُشعلها في المنطقة تحت حجج وادّعاءات بعضها مذهبي وبعضها الآخر سياسي، ما هي سوى جزء من مشروع أبعد ما يكون عن المطالبة بالإصلاحات والحقوق واحترام الأقليات والأديان وصولاً إلى آخر المعزوفة، إنما هو بالفعل مشروع توسعي أقرّ به قادة إيرانيون، منهم وزير الاستخبارات الإيراني السابق في حكومة الرئيس السابق ومندوب مدينة طهران في البرلمان الإيراني، علي رضا زاكاني، المقرّب من «الولي الفقيه» الخامنئي بأن «صنعاء هي رابع عاصمة عربية تُصبح بيد ايران، بعد بيروت ودمشق وبغداد».

ما كشفته «الغارديان» وما كشفه القادة الإيرانيون، ليس الأول من نوعه وبالطبع لن يكون الأخير، طالما أن المشروع الإيراني مُكمل طريقه نحو التقسيم والتوزيع المذهبي في المنطقة تحت شعار تصدير «الثورة الإسلامية». ويتوافق هذا «التصدير»، مع تصريح للجنرال حسين سلامي، نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، رأى فيه أن «المسؤولين في إيران لم يكونوا يتوقعون هذا الانتشار السريع للثورة الإسلامية خارج الحدود لتمتد من العراق إلى سوريا ولبنان وفلسطين والبحرين واليمن وأفغانستان». ويُضاف اليه تصريح مماثل لمستشار الرئيس الإيراني لشؤون الأقليات علي يونسي اعتبر فيه العراق «عاصمة لإمبراطورية إيران الجديدة».

مشروع «الهلال الشيعي» الذي بدأ يرسم طريقه من العراق بحسب النزعة الإيرانية، عبّر عنه مسؤولون كبار في «الحرس الثوري الإيراني» من خلال مشهد بثّته شاشات التلفزة الإيرانية لقائد «فيلق القدس» الجنرال قاسم سليماني وهو يجول على نقاط بالقرب من معبر «التنف» عند الحدود السورية – العراقية، متوسطاً ضبّاطاً وعناصر من ميليشيات «فاطميون» الأفغانية. وفي هذا السياق، أفادت وكالة «فارس» التابعة للحرس الثوري الإيراني، في تقرير خاص، أن «إيران ماضية بإكمال مشروع الممر البري الذي يوصلها إلى شواطئ المتوسط». وعلى منوال التقسيم والتفتيت نفسه في المنطقة، سارت وكالة «مشرق» الإيرانية، فلفتت إلى أن «الطريق البري بين طهران ودمشق وبيروت قد اكتمل مع سيطرة إيران وحلفائها على النقاط الحدودية الجديدة عبر الحدود السورية – العراقية».

ويُذكر أنه عندما كشفت إيران عن بناء قواعد عسكرية على سواحل سوريا ضمن مخططها لإنشاء الممر الاستراتيجي البري الذي يخترق العراق، ثم شمال شرق سوريا إلى حلب وحمص، وينتهي بميناء اللاذقية على البحر المتوسط، أطل زعيم ميليشيات «عصائب أهل الحق» العراقية، قيس الخزعلي، بخطاب كشف فيه هدف المحور الإيراني بتشكيل «بدر شيعي» بعد اكتمال «الهلال الشيعي» في المنطقة. وقال يومها «في المستقبل ستكون الفرق القتالية قد اكتملت وذلك بالتنسيق بين الحرس الثوري الإيراني وجماعة الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق».

وتأتي كل هذه التصريحات الخطيرة والمتوالية حول اكتمال المشاريع المذهبية، لتكشف حقيقة واحدة وهي الهدف الأساسي للنظام الإيراني في إطار إحياء «الإمبراطورية الفارسية» للسيطرة على المنطقة بغطاء مذهبي، وتحت عناوين مضلِّلة هدفها الأول والأخير إحياء تلك الإمبراطورية ـ الحلم. ومن المنظومة نفسها، تدرّج أيضاً «حزب الله» في الحروب الإيرانية كافة من لبنان بداية ثم إلى العراق وبعده سوريا ثم اليمن. وإذا كان الحزب قد رفع مجموعة من الشعارات في سياق تبرير تورطه في سوريا إلى جانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد عبر القول تارة إنه ذاهب إلى هناك للدفاع عن لبنانيين يقطنون قرى سورية، وتارة أخرى لحماية المقامات المقدسة، فإن هذه الدعاية كلفته ما يفوق الألفي قتيل من عناصره وأكثر منهم من الجرحى. وبدل أن يعمل على تضميد الجراح من خلال إعادة النظر في تورطه، راح يُوزع الإتهامات يمنة ويسرة في محاولة منه للتضليل وحرف الأنظار عن الخسائر والإبتلاءات التي أوقع نفسه بها، في سبيل تغذية المشروع الفارسي وتوسعته ولو على حساب دماء أطفال ونساء وشيوخ الدول المُدرجة ضمن مشروع «الهلال الفارسي».

 

عن المدّة الفاصلة بين القانون والاستحقاق وكيفية تمضيتها

 وسام سعادة/المستقبل/19 حزيران/17

ماذا يفعل البلد من الآن ولغاية الإنتخابات النيابية وفقاً لموعدها المرحّل مرة جديدة، وإلى أيّار من العام المقبل هذه المرّة؟ هل دقيق وصفها بأنّها ستكون سنة التحضير للإنتخابات؟ وإذا كانت هي الحال فبأي معنى؟

ما تُطوى صفحته مع إقرار قانون الخمس عشرة دائرة بلوائح مقفلة ونظام تصويت أكثري وصوت تفضيلي على مستوى الدائرة، هو فترة كان فيها الصراع على قانون الإنتخاب يشغل جزءاً أساسياً من الحياة السياسية، إلى فترة ما بعد إقرار القانون الحالي، والتحدي فيها هو «فهم» هذا القانون، فهماً عملياً. فالموضوع لا يقتصر فقط على فهم ضوابط هذا القانون وآليته، انما فهم كيف يمكن لكل واحدة من القوى السياسية أن تسخّر ما يوفّره هذا القانون لحسابها، أو العكس. لا يمكن الذهاب للإنتخابات المقبلة من دون تطوير «استراتيجيات انتخابية» قادرة على فهم روحية قانون الانتخاب الحالي، والمتغير الأساسي المتمثل بانتهاء عصر «التشطيب» لصالح إعمال نظام اللوائح المقفلة والصوت التفضيلي. في القانون الحالي، يمكن لنفس القوة السياسية أن تزيد من ربحها إذا زادت من فهمها للقانون، كما في أي لعبة يرتبط التمكّن فيها من إجادة فهم قوانين اللعبة. كلما كانت قوانين اللعبة في لعبة ما مركبة ومعقدة، كلما كان كسب اللعبة مرهون بفهم هذه القوانين على أكمل وجه. إلا أن التحضير للاستحقاق لا يُختزل فقط في الفهم العملي للقانون الانتخابي الجديد، ولا في توعية الناخبين على آليته وعلى حقوقهم الإنتخابية. هناك مشكلة تتصل بالشعارات السياسية التي على أساسها سيُخاض النزال. هل ما زلنا في شعارات 2005 أو 2009؟ واذا لم يكن هذا هو الواقع، أين أصبحنا على مستوى الشعارات السياسية؟ «حماية المقاومة»؟ «العدالة الدولية»؟ «العبور إلى الدولة»؟ العدالة الضريبية؟ مكافحة الفساد؟ هل يمكن أن يكون هناك تطور في القانون، من الأكثري إلى النسبي، من دون تطور في «سياسية» الإستحقاق، والطابع الإستقطابي للشعارات والرؤى والبرامج المُساقة ضمنه؟

بطبيعة الحال، ثمة من سيحاول تحويل احتجاجه على القانون الجديد الى محور لاستفتاء الهيئة الناخبة في الانتخابات الجديدة، وثمة من سيعتبر انه انجز شيئاً مهماً مع التوصل الى هذا القانون، بحيث أن الإنتخابات هي إستحقاق لمكافأته. في نفس الوقت، هناك من يعتبر ان القانون الحالي لم يعد مفتوحاً على تعديلات، وهناك من يعتبر أن باب التعديل يبقى مفتوحاً حتى عشية الإستحقاق العتيد. كل هذا لا يعني أنّ التحضير للإنتخابات كفيل بأن يسيطر على كل الفترة التي تفصلنا عن الاستحقاق. هناك أيضاً وضع اقليمي متأزم، وهناك ضغط متزايد من الادارة الأميركية في موضوع العقوبات على «حزب الله»، وتراكم الاجراءات الأميركية على هذا الصعيد من شأنه ان يعيد هذه المسألة في الداخل اللبناني إلى دائرة الحساسية. ما هو أثر هذه الضغوط، وكل تداعيات الأوضاع الدولية والإقليمية على فترة التحضير للانتخابات حين تمتد ليراد بها ان تشغل عاماً كاملاً، بموجب التمديد الثالث للمجلس النيابي الحالي؟ في أقل الإيمان، أنّه لا يمكن التوجه للإنتخابات، والتفتيش عن تحالفات، وعن حظوظ أوفر للاستفادة من شروط القانون الحالي، وبلورة شعارات سياسية ودعاية مواكبة لهذه الشعارات، على قاعدة إهمال مجمل المشكلات المستعصية والمستفحلة التي يجملها الخلاف مع «حزب الله». في نفس الوقت الذي لا يمكن التعامل مع 2018 كما لو أنها 2009 ثانية. 2018؟ رغم كل شيء «بعد بكير». إعداد الخطط من الآن لإنتخابات تحدث بعد عام في كل هذا الوضع المتغير، هو تمرين افتراضي في أحسن الأحوال.

 

لا درعَ لعناصر «حزب الله» في درعا

علي الحسيني/المستقبل/الأحد 18 حزيران 2017  

حتى اليوم، لم يستوعب «حزب الله» الضربة التي تلقّاها منذ أيام قليلة والتي أدت إلى خسارته ما لا يقل عن عشرة عناصر دفعة واحدة في الحرب التي يخوضها في سوريا. والملاحظ أن هذه الخسارة التي لحقت بالحزب في مدينة درعا التي يخوض فيها إحدى معاركه داخل الأراضي السورية، جاءت بالتزامن مع الاعتراضات التي تصل إلى قيادته، من قبل أهلٍ باتوا يتوجسون خيفة على مصير أبنائهم أكثر من أي وقت مضى، خصوصاً في ظل المعلومات التي تتحدث عن أن العودة إلى لبنان، غير مرتبطة لا بتاريخ محدد ولا بالسيطرة على مدينة او بلدة ما، بل أن صاحب القرار النهائي لوجود «حزب الله» في سوريا، هو الإيراني وحده. أمس الأوّل تواصلت خسائر «حزب الله» والنكبات التي تُلاحقه من جرّاء التعنت الذي يُبديه حيال إصراره على مواصلة الحرب في سوريا، على الرغم من إبعاده عن العديد من الجبهات والمدن الرئيسية بأوامر روسية. وقد تمثلت الخسارة بثلاثة عناصر هم: محمد غازي يونس من بلدة الديابية الحدودية، وأحمد حسن عابدة من بلدة زيتا الحدودية، وعلي حسين الرز الملقب بـ «ذو الفقار» من بلدة بنعفول الجنوبية. و«حزب الله» الذي لم يحدد المكان والزمان الذي سقط فيه عناصره على الرغم من أن جميع المؤشرات تدل على سقوطهم في درعا، أشار على أحد مواقعه الإلكترونية، إلى أن «الديابية» و«زيتا»، قريتان سوريتان في محاولة منه للتقليل من حجم التداعيات ضده، مع العلم أن معظم سُكان البلدتين هم لبنانيون وتحديداً من الطائفة الشيعية.

حجم التورط الذي أحدثه تدخل «حزب الله» في سوريا، انسحب أيضاً على حلفائه في قوى الثامن من آذار. وهؤلاء الحلفاء كانت لهم خسائر بشرية غير قليلة من خلال مشاركتهم في هذه الحرب وهم مستمرون فيها حتى اليوم، كما يعوّل الحزب على وجود بعضهم في أكثر من نقطة وتحديداً تلك الواقعة على مقربة من المناطق المحاذية للحدود مع اسرائيل. وآخر خسائر حلفاء الحزب، كانت من نصيب حزب «البعث» في لبنان الذي سقط له قائد عسكري يُدعى حسين علي رابحة، الملقب بـ «أبو علي» من بلدة كفررمان، وقد وصفه «البعث» بأنه «استشهد دفاعاً عن شرف الأمة العربية في مواجهة الإرهاب بمنطقة درعا».

إيران التي تقود المعارك في درعا بقيادة مباشرة من قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري الإيراني» الجنرال قاسم سليماني وبتخطيط مباشر منه مع مجموعة ضباط إيرانيين كبار، كانت دفعت خلال الأيام الماضية بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى درعا وريفها، مؤلفة من ميليشيات تابعة لها من لبنان والعراق وأفغانستان وباكستان. وتُعتبر درعا إلى حد كبير، آخر المناطق التي تقع تحت سيطرة المعارضة والتي بسقوطها يُصبح الإعلان عن «سوريا المفيدة» أقرب من أي وقت مضى في منطقة الجنوب، بعد ان تم إنجاز المهمة في الشمال. ومن المعروف أن هذا المخطط أو الهدف، سوف تسبقه خطة إضافية تعتمد التغيير الديموغرافي بحيث يتم توطين بيئة موالية للنظام السوري وإيران في هذه المناطق، بدل السكان الذين ينزحون عنها. واللافت أن هذا الحلف اليوم، قد حوّلها إلى مكان لا حياة فيه، بعدما انتهج فيه كل أعمال وممارسات العنف والقتل والتدمير، ورمي المناشير التي تطالب سُكّان الأحياء بإخلاء المناطق فوراً.

وفي سياق الخسائر التي تدفعها إيران في درعا أيضاً، أعلنت وكالة «تسنيم» الإيرانية أمس، «مقتل أحد أهم ضباط الحرس الثوري الإيراني في سوريا، خلال اشتباكات مع الفصائل المقاتلة في مدينة درعا يُدعى حيدر جليلوند، وهو كبير المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا».

في زمن السلم والحرب، لعبت محافظة درعا دوراً بارزاً في تثبيت الوضع من خلال تواجد شخصيات عديدة في مراكز سياسية عليا، ومن خلال أهميتها الاقتصادية بالنسبة إلى المعارضة والنظام. وهي تُعتبر سلة غذاء لا مجال لتجاوزها أو إهمالها، إذ تغطي بعض قرى درعا وحدها حاجة سوريا، بل وبعض الدول العربية، من الحبوب والخضروات والثروة الحيوانية. كما تتمتع المحافظة بقوة اقتصادية فائقة لم تنجم عن ممارسة أهلها للزراعة فحسب، ولكن أيضاً بسبب ما يمده أبناؤها من عملة صعبة قادمة من مهاجرهم وخاصة الخليج العربي. وفي هذا الإطار، تؤكد روايات الأهالي أن رئيس النظام الحالي بشّار الأسد، كان وضع خططاً لتغيير الطابع المذهبي في درعا وتحويله من سُنّي إلى شيعي من خلال إرسال العديد من أزلامه ووضعهم في مراكز عُليا أقلها محافظ. وزاد الطين بلّة، أن الأهالي كانوا يتفاجأون بجماعات تأتي من إيران بهدف «تبصير الناس بدينهم الحق»، أي محاولة تشييع السنّة من خلال عمليات الترغيب والترهيب.

وللتذكير أيضاً، الطفل حمزة الخطيب البالغ من العمر 13 عاماً هو من بلدة الجيزة في محافظة درعا. وكان تعرّض للتعذيب الجسدي أثناء الاحتجاجات السورية في العام 2011، إثر إلقاء القبض عليه واعتقاله بعد أن خرج في تظاهرة مع مجموعة من الأهالي المسالمين العزّل لفك الحصار عن بلدته. وبعد مدة، تم تسليم جثمانه لأهله، وبدت على جسمه آثار التعذيب والرصاص الذي تعرض له حيث تلقى رصاصة في ذراعه اليمنى وأخرى في ذراعه اليسرى وثالثة في صدره كما كسرت رقبته ومثل بجثته حيث قطع عضوه التناسلي.

 

الوضع في قطر صعب

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/18 حزيران/17

نعرف أن الحكومة القطرية تعاقدت على شراء واحدة من أفضل المقاتلات العسكرية في العالم، وسيصبح في حظائرها أسطول جوي حربي كبير، 36 طائرة مقاتلة F - 15 اشترتها قبل أسبوع، وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي تعاقدت على شراء 72 طائرة من الطراز نفسه. معضلة قطر أنها تملك أسطولاً ضارباً من الطائرات الحربية المتفوقة، لكنها لا تملك فضاء كافياً يتمرن فيه طياروها! فحدودها الجوية انكمشت بعد أن أغلقت السعودية وكذلك البحرين أجواءهما البرية والبحرية، ولم يعد هناك من مجال كاف لطائراتها إلا أن قررت أن تستعين بإيران أو تسافر للتمرين بعيداً.

الخطر على قطر لن يدفعه عنها طائرات F - 15 لأنها لا تواجه حرباً عسكرية، بل قطيعة سياسية واجتماعية واقتصادية لن تحتملها. وسلطات الدوحة نراها الآن تشتكي من أوجاع الضغوط التي تمارسها السعودية ومصر والإمارات والبحرين عليها، بعد أن عاشت تخرب المنطقة من على أريكة الأمير الأب، المسترخي الذي يدير المعارك بالتليفون والريموت كنترول، مطمئناً أن هذه الحكومات لن تتجرأ على معاقبة بلاده، على ما كان يفعله ضدهم لسنين طويلة. لكن ليس هناك في الحياة شيء بلا ثمن، وهذه الدول الأربع تريد من قطر أن تدفع ثمن ما تفعله بها، إن كانت مصرة على مشروعها السياسي المضاد.

رأيي أن قطر قد تستمر في العض على أصابعها لبضعة أشهر، لكن جلد قطر ليس جلد إيران الخشن، قادر على تحمل آلام المقاطعة. في النهاية ستتراجع قطر وستتخلى عن دكاكين المعارضة التي تمولها، وستقفل معظم وسائل الإعلام التي ابتدعتها في السنوات الثلاث الماضية، تهرباً من التزاماتها في اتفاق الرياض.

هناك إشكالات لها حلول في الدوحة، مثل أن تستورد الفواكه والخضراوات من أوروبا، واللحوم من أستراليا، والألبان من تركيا، بدفع مبالغ مضاعفة حتى تجلبها بالطائرات، لكن هناك إشكالات لن تستطيع إصلاحها بالمال أو بوسائل النقل العملاقة. فالثقة بالنظام السياسي ستهتز. ولن تستطيع حكومة قطر طمأنة مواطنيها والمقيمين على أرضها، وإنهاء التوتر الذي انعكس عليهم وعلى الشركات الكبرى مع تزايد المخاطر والتكاليف.

خلال الأسبوعين التي أعقبت قطع العلاقات حاولت الحكومة في الدوحة طمأنة المواطنين والمقيمين ببث أخبار كاذبة على مدار أيام، مرة تزعم أن الخلافات على وشك أن تحل، ومرة تزور بيانات مؤيدة لها، تقولتها على لسان مسؤولين أميركيين، وبينهم الرئيس دونالد ترمب. كما بالغت في الحديث عن أهمية وساطات فشلت، وكررت عواجل وأخبارا تطمئن مواطنيها ببقاء القاعدة العسكرية الأميركية في قطر. وقبل يومين أذيع خبر مكذوب على وسائل الإعلام الحكومية القطرية يقول إن قوات أميركية أجرت مناورات مشتركة مع قوات قطرية، وقد اضطر البنتاغون إلى إصدار تكذيب للرواية.

وبدأ الناس في قطر يكتشفون الحقيقة المرة، حكومتهم ورطتهم في معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وأن الأزمة ستطول، والمقاطعة ستضيق عليهم، والخلافات قد تتسع، والعلاقات ستتدهور إلى أبعد من ذلك. فالدول المتضررة تقول إنها حزمت أمرها، وستجعل قطر تدفع الثمن غاليا، طالما أنها تصر على تهديد أمنها واستقرارها. لقد فشلت كل الحيل التي لجأت إليها الدوحة، من محاولة دق إسفين بين الرياض وأبوظبي، وفي تحريض الولايات المتحدة ضد السعودية. وفشلت في إيقاظ وتنشيط الأصوات والحسابات الإعلامية والتواصلية التي استأجرتها قطر في السعودية والبحرين والإمارات، حيث وقفت لها هذه الحكومات بالمرصاد، وحجبت كل وسائل إعلام قطر التحريضية. وحكومات الدول الأربع أيضاً تراقب حركة التحويلات المالية، والاتصالات، وكل ما تشتبه أن لقطر علاقة به. عملياً، كل من استثمرت فيهم، وبنته سلطات الدوحة في هذه الدول تم تعطيله.

وفوق هذا نلحظ أن الحركة أصبحت عكسية. الهجوم صار على قطر وعلى الجماعات المحسوبة عليها، ولن تنتهي الأزمة بالتقبيل والعناق على الطريقة العربية هذه المرة. لهذا على الدوحة أن تفكر جيداً فالقضية ضدها تتعاظم. وهناك مجموعة دول، لم تنضم، ولم تكشف عن تأييدها لمعاقبة حكومة الدوحة، لا تقل حماسة للخطوات السعودية المصرية الإماراتية البحرينية ومستعدة لدعمها. فأغلبية دول المنطقة تتفق في الرأي على أن النظام القطري تجاوز حدوده وتسبب في خراب واسع، وهدد أمن المنطقة كلها، وصار عوناً للجماعات الإرهابية والدول ذات النزعة العدوانية مثل إيران. وبالتالي فإن هذه الدول متضامنة ستدعم استهداف قطر حتى تكفّ شرها وترفع الراية البيضاء.

 

التطرف وإشكاليات الدين والدولة

رضوان السيد/الإتحاد/18 حزيران/17

كان لدى المتكلمين المسلمين في العصور الوسطى مصطلح يدين إساءة الفهم في الدين هو «الغُلُوّ». وهذا المصطلح في الأصل قرآني، فقد جاء في القرآن الكريم: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ}.. وإذا كان الغلوّ في القرآن يشير إلى الانحراف العقدي، فإنه في السنة النبوية يعني أيضاً التشدد والمضي إلى الحدّ الأقصى بحيث يصير الحق باطلاً. كيف يُعرفُ الغُلُوُّ؟ ومن هو صاحب السلطة في إدانته؟ صاحبُ السلطة في الدين والدنيا في مجتمعات المسلمين: جماعةُ الناس، أو سوادهم الأعظم، فالدين ركنان: نصوص الكتاب والسنة، وإجماعاتُ المسلمين عليهما احتضاناً وفهماً وإفهاماً. وهذه الجماعة أو التيار الرئيسي هي التي تحدد ثوابت الدين، لذلك فقد سمَّى هذا التيار الرئيس نفسه: أهل السنة والجماعة. ولذا فالغُلُوَّ يعني انحرافاً عن التيار الرئيسي أو الخروج عليه. والخروج هو الغُلُوُّ الذي ينبغي مكافحته. لأنه كما يكون في الاعتقادات والآراء، يكون في السلوك.

وكان المسلمون قد نسوا ما أحدثه الغُلاةُ القُدامى من اضطرابٍ على مفاهيم دينية رئيسية، لذلك عندما فاجأتهم الظاهرة منذ سبعينيات القرن العشرين، لجؤوا إلى استنكارها تحت اسم التطرف شأن الآخرين. والتطرف قد يكون دينياً وقد يكون سياسياً، فيما لا يكون إطلاق الغلو إلاّ على التطرف والانشقاق في الدين.

إنّ المتطرف تزداد احتمالات لجوئه للعنف، لأنه يكون شديد الاقتناع بوجهة نظره، وإلا لما جرؤ على مخالفة ثوابت ومفاهيم مستقرة في الدين أو المجتمع. لذلك فقد اقترن الإرهابُ بالتطرف في الأفكار والأقوال، وصرنا نقول إنه لكي لا تظهر أجيالٌ جديدةٌ من الإرهابيين، فلا بد من مكافحة التطرف والإرهاب معاً، لكنّ الواضح أن وسائل مكافحة التطرف غير وسائل مكافحة الإرهاب، فالإرهاب عُنفٌ يُكافَح بالقوة والوسائل الأمنية والعسكرية، أما التطرف فيُكافَحُ بالفكر والفهم الصحيح للدين. وهذه المكافحة ذات جانبين: الردع، والتربية. والأسلوب الردعي إنما يُمارَسُ ضد المتطرفين المعلنين في الكلام والخطابة والكتابة، فيُجابون علنياً وبالحجج الضرورية للإقناع وللردع معاً، رجاء استعادة فعالية صحيح الدين، ولكي لا ينخدع بذلك العامة، فالجمهور ينخدع بأولئك الذين يُظهرون حماساً شديداً للدين، وحماساً شديداً في الإنكار على الآخرين، وحماساً شديداً في مهاجمة من يعتبرونه خصماً أو عدواً في الدين والدنيا. أما الجانب الفكري أو الديني أو الخطابي أو الكلامي الآخَر، فهو تربوي وتعليميٌّ وليس ردعياً، وذلك لأنّ المتطرف في هذه الحالة تسيطر عليه قناعاتٌ قد لا يعلنها جميعاً أو لا يقوم بالدعوة إليها، لكنه يظل جاهزاً ومستعداً للانضمام العلني أو السلوك العلني. وفي حالاتٍ كهذه، وهي الأكثر، ينبغي اللجوء إلى التربية وعمليات تصحيح المفاهيم، والكتابة العميقة والمستفيضة وهي الأبقى والأكثر تأثيراً.

من أين أتى التطرف؟ وكيف تغذّى وتزايد؟ أتى في الأصل نتيجة الإحساس بأنّ الدين في خطر من الاستعمار والتغريب، فنشأت تنظيمات للحفاظ على الهوية الدينية من أوضار الحداثة. وبعد جيل أو جيلين، وقد اصطدمت تلك التنظيمات بكل ما تعتبره مضراً بالدين، بدأ التفكير بأنّ الدين يغادر المجتمع بتاتاً، فتطور التفكير بأمرين: استعادة أو اكتشاف نظام الحكم الإسلامي، والاستيلاء على السلطة من أجل إحقاقه أو تطبيقه من خلال تطبيق الشريعة! وهذا خطلٌ في الفهم طويل وعريض، لأنه يستند إلى عدة فرضيات أو مسبقات: أنّ هناك نظام حكمٍ ديني أو دولة لاهوتية في الإسلام، ولأنه ركنٌ ثابت فلا يمكن التهرب منه وبخاصة أنه صار ضرورياً لتطبيق الشريعة، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب! والفرضية الثالثة أنّ الشريعة أو الدين مهجوران، وأنّ على أهل الحاكمية النضال من أجل تطبيقهما أو يكونوا قد أهملوا واجباً أساسياً. وتترتب على هذه المقولة الرابعة أو الخامسة تغييراتٌ جذريةٌ في وظائف الدولة، فالدولة عند المسلمين وعند غيرهم، ومنذ القِدم، هي لإدارة الشأن العام، لكنها صارت لدى جماعات الإسلام السياسي والجهادي لتطبيق الشريعة أو الدين (!). وهذا خطلٌ ما بعده خطل. لا شك أن للتطرف أسباباً غير سياسية، بيد أنّ الجانب التسييسي، وإدخال الدين في بطن الدولة، هو المسبب الرئيس للتطرف: اعتقاد شبان متحمسين ومضللين أنه يمكن بالمهاودة أو بالقوة صرف الناس عن الغفلة والضلال، وإعادتهم إلى رحاب الدين، الذي لم يغادروه إلا في الخيال المريض للمتطرفين! وهذه المقولات تتطلب نضالاً فكرياً ودينياً لا هوادة فيه، وهو شأن المؤسسات الدينية والمثقفين، وكل الحريصين على استنقاذ الدين، واستنقاذ الدولة الوطنية.

 

حربنا على الإرهاب لا على قطر

سوسن الشاعر/الشرق الأوسط/18 حزيران/17

نحن لسنا في حرب مع قطر، نحن في حرب مع الإرهاب، هذه الرسالة لا بد أن تكون شعاراً للدول المقاطِعة لقطر، «جبهة الحرب على الإرهاب» تسمية لا بد من اعتمادها دائماً، للتذكير بالهدف الرئيسي الذي تحاول قطر أن تبعد الأنظار عنه بافتعال عناوين أخرى: حصار، تجويع، تركيع... إلخ.

أما الخطة الثانية فهي «تدويل أهدافنا» لا حصرها في جبهتنا فحسب، وذلك توجه استراتيجي يحتاج إلى حراك مختلف، نتوجه به إلى الرأي العام الدولي لا إلى صانع القرار فحسب. فقطر مع الأسف تصرّ على دفن رأسها في الرمال المتحركة التي تقف عليها، ظنّاً منها أن كسب الوقت في صالحها، لأنها - مع الأسف - لا تملك ورقة رابحة ولا تراهن إلا على ورقة «الوقت» ولا شيء غيرها، وأملها الوحيد في نجاتها يكمن في تفكيك «جبهة الحرب على الإرهاب» محليّاً ودوليّاً، وإبعاد الأنظار عن الهدف الرئيسي، وهو حربنا ضد الإرهاب، وتحويله إلى حرب على قطر كشعب وعلى قطر كاقتصاد، متخِذَةً النموذج الإسرائيلي ملهماً لها، فهي تسوّق الأزمة دولياً على أنها دولة معتدلة دينياً محاطة بدول متشددة دينية، دولة صغيرة محاطة بدول كبيرة، واحة للأمان مقابل دول تعاني من اضطرابات، لذلك تم استهدافها، مبعدة الأنظار عن القصة الحقيقية!!

بالمقابل، ردة فعل قطر تبيّن بوضوح أنها إلى الآن لم تستوعب حجم المتغيرات الخليجية وحجم المتغيرات الدولية، فهي تراهن على الوقت على أمل أن تلك المتغيرات هي ظرف طارئ، غير مدركة أن الوقت ليس في صالحها ما دامت خيوط الإرهاب كلها بدأت تنسل واحداً تلو الآخر لتقودنا رؤوسها عاجلاً أم آجلاً إما للمال القطري، وإما للحاضنة القطرية، لتصبح قطر بعد ذلك مستهدفةً دوليّاً لا خليجياً، ولا تملك حينها إلا الخضوع للإرادة الدولية. وليس أمامنا إلا توضيح تلك الروابط للمجتمع الدولي، وهذا ما يجب أن نركز عليه في «مخاطبة المجتمع الدولي» إلى جانب مخاطبتنا للداخل، حتى لا نترك هذا الفراغ لتقفز عليه قطر بمزيد من حملات التضليل لإبعاد الأنظار عن الهدف الرئيسي. فقطر تتخبط في خطابها للمجتمع الدولي حين يأتي الحديث عن علاقتها بالتنظيمات المسلحة، إذ إن العلاقة موثَّقَة صوتاً وصورة، وهي تنظيمات بدأت تخرج عن نطاق السيطرة وتضرب أهدافاً لم تكن في الحسبان في العمق الأوروبي عن طريق ما يسمى «الذئاب الضالة»، وهي تسمية أُطلِقَت على الأفراد الذين تجندهم التنظيمات المسلحة عن بُعد، ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يتهاون مع أي جهة لها علاقة بتلك الهجمات التي ارتكبت في عقر دارها.

هنا تتخبط قطر ولا تملك أن تواجه تلك الوقائع، وهنا لا بد من المبادرات والتحرك، لذا تحصر قطر حراكها ونشاطها في الداخل فحسب إلى الآن، من أجل تقوية الجبهة الداخلية، وحشد التأييد القطري، متخذةً آلية «الفزعة» وسيلة لذلك، واعتماداً على تعاطف من تعاطف معها في الجبهة العربية وتجييرها لصالحها بلعب دور الضحية. إنما على الصعيد الدولي، من الواضح أن قطر تتخبط في خطابها، تبين ذلك واضحاً من المقابلة التي أجراها مايسترو السياسة الخارجية القطرية على مدى عشرين عاماً حمد بن جاسم مع شارلي روز، فلم تجد تلك المقابلة صدى يتناسب مع حجم الحدث وضخامته وتداعياته على قطر وعلى المنطقة.

ورغم وقوف بعض القنوات التلفزيونية كـ«سي إن إن» وبعض الكتاب الأميركيين أو البريطانيين إلى جانب قطر لا حبّاً فيها ولا إيماناً ببراءتها، بل تمسكاً بدورها في مشروع إعادة تقسيم المنطقة، إلا أن تلك الأصوات لم تنجح في إيقاف التداعيات التي تنهال على رأس القيادات القطرية، فما بالك لو تَمّت مخاطبة الرأي العام الأوروبي والأميركي وتزويده بالمعلومات والحقائق التي يجب أن تسربها «جبهة الحرب على الإرهاب»، التي تربط الهجمات التي تعرضت له أوروبا بتنظيمات تدعمها قط؟ لذلك قطر تراهن على الوقت وعلى ورقة المبغضين للمملكة العربية السعودية لتخلط الأوراق، فهي لا تستطيع أن تدافع عن نفسها لكنها تعمل على أن تجعل المملكة هي من يدافع عن نفسه، قطر تعمل على تحويل الهجوم عليها إلى الهجوم على السعودية مستغلّةً أجندات خاصة لتلك القوى وصراعها الداخلي بين بعضها البعض. تبحث عن الإعلام الذي لا يحب ترمب، الإعلام الذي يميل إلى السياسة الأميركية السابقة، والذي اعتاد لسنوات الإساءة إلى المملكة العربية السعودية والترويج لإيران هنا تخلط قطر أوراقها. مهمتنا إذن الآن هي مخاطبة الرأي العام الدولي، وإعادة فرز الأوراق له ليعرف أن مساندة القيادة القطرية ليست مناكفة للمملكة العربية السعودية، بل هي لعب في النار؛ فكل تهاون مع قطر هو تهاون مع الإرهاب، هذه هي الرسالة التي يجب أن تُنشَر.

                                                                                                                            

التخلي عن "التآمر" في السياسة القطرية

حسن المصطفى/الرياض/18 حزيران/17

العام 1998 أرسل العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز – والذي كان وليا للعهد حينها – مبعوثه الخاص الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز إلى الجماهيرية الليبية، كي يلتقي العقيد معمر القذافي، لمناقشة ملف قضية "لوكربي"، بهدف الوصول إلى حل سلمي مع المجتمع الدولي، ينهي الحصار المفروض على ليبيا. عملٌ شاق بين عواصم مختلفة، وتنقل إلى طرابلس عبر البر، بسبب حظر الطيران المضروب على الجماهيرية، روى كثيرا من تفاصيله وليام سيمبسون، في كتابه "الأمير"، أدى في النهاية إلى أن تتوج جهود الوساطة السعودية بالنجاح، ويرفع حصار دام سنوات على ليبيا، ويقلد العقيد القذافي الأمير بندر بن سلطان وشاحا، بحضور ولي العهد السعودي –حينها- الأمير عبدالله بن عبدالعزيز. بضعُ سنوات فقط بعد الجهود السعودية، وفي العام 2003، تُكشف محاولة اغتيال تستهدف ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز – حينها - خطط لها ومولتها المخابرات الليبية، بتوجيه من القذافي.

"كان ملف التحقيق مكتملا، والمعلومات جميعها متوافرة لدينا، ولم يبق سوى إصدار حكم قضائي بحقهم، يدينهم على فعلتهم"، يقول لي مصدر سعودي رفيع، كان مطلعا على الملف، مبينا أن الملك عبدالله فضل أن يعفو عن الليبيين الذين تآمروا عليه، وهو ما تم بالفعل العام 2005.

القذافي ورغم العفو الملكي عن رجال مخابراته، إلا أن نواياها تجاه السعودية لم تتغير، وهو ما كشفته لاحقا تسريبات الأشرطة التي توثق مكالماته مع أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ووزير خارجيته الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، والتي يناقشون فيها الأوضاع الداخلية في المملكة، وكيفية التأثير عليها، بما يضعف سلطة الدولة، ويدفعها إلى التفكك. التسجيلات التي بثت عبر وسائل الإعلام، ليست إلا جزءا من وثائق أكثر تمتلكها المملكة، ولم تظهر إلا جزءا من التفاصيل، وهذا ما يفسر ريبة الرياض تجاه الدوحة، وعدم اطمئنانها لسلوكها والوعود التي تعهد بها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

هنالك حالة من عدم الثقة بين البلدين، سببها ما تعتبره الرياض "تآمرا" من الدوحة تجاهها. وهو ما يدعو لأن يبدأ الساسة القطريون بعلاج المشكلة من هذه النقطة، أي إعادة الثقة بينهم وبين جيرانهم في الخليج، ووقف الأعمال المريبة!.

إن قطر دولة مستقلة ذات سيادة، وهي تمتلك حرية تامة في علاقاتها الخارجية، وفي مواقفها السياسية، وفي أن يكون لها رأيها الخاص تجاه القضايا الإقليمية والدولية. وهو ذات الحق الذي تكفله القوانين الدولية للسعودية وبقية دول الخليج. إلا أن ما يعتبر حتى وفق القانون الدولي "جريمة" هو "التآمر"، بأن تخطط دولة سرا لأن تؤذي دولة أخرى، سواء عبر التمويل المادي أو العسكري، أو دعم المجموعات الأصولية. عندما يكون هنالك "تآمر" من دولة تجاه أخرى، فمعنى ذلك أن السياسة تنحّت جانبا، وأن المكائد هي من ستتحكم في مآلات الأمور، وهو ما على الدوحة أن تلتفت إليه قبل فوات الأوان.

 

منظمة شنغهاي تخيب آمال طهران

عبدالله المدني/الإتحاد/18 حزيران/17

في عام 1996، وعلى إثر التطورات الجيوسياسية الناجمة عن تفكك الاتحاد السوفييتي وولادة كيانات مستقلة في آسيا الوسطى، اقترحت الصين تحت وطأة القلق من امتداد الاضطرابات في الأخيرة إلى تخومها، والخوف من تفجر الخلافات الحدودية بينها وبين هذه الكيانات الإسلامية الجديدة، إنشاء منتدى يضم الصين وروسيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجكستان بهدف بناء وتعميق الثقة بين هذه الدول. هذا المنتدى تطور عبر القمم المتلاحقة إلى أن جاءت قمة شنغهاي عام 2001 التي شهدت ضم أوزبكستان، وإطلاق «منظمة شنغهاي للتعاون». ومع مرور الوقت تبين أن التعاون المشار إليه في اسم المنظمة ليس تعاوناً اقتصادياً فقط وإنما أيضاً تعاون في مكافحة الإرهاب والتطرف وتجارة الأسلحة والمخدرات والبشر والحركات الانفصالية، ورفض التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء تحت أي ذريعة (لاسيما ذرائع الديمقراطية وحقوق الإنسان)، الأمر الذي حوّل المنظمة إلى ما يشبه الحلف العسكري بقيادة الصين وروسيا، خصوصا بعد أن قامت الدول الأعضاء بمناورات عسكرية ضخمة في جبال الأورال الروسية شارك فيها نحو 6500 عنصر معظمهم من الصين وروسيا. وقتها هلل عرب كثر مبشرين بميلاد تحالف عملاق قادر على الوقوف في وجه «الغطرسة الأميركية ــ الأوروبية ــ الأطلسية»، وراحوا يعددون الإمكانيات المتاحة بتصرف التحالف الجديد بشرياً ومادياً وعسكرياً واقتصادياً ونووياً، بل راحوا يبشرون بتوسع التحالف ليضم دولاً كثيرة أخرى، فذكروا مثلاً «إيران الجالسة على العتبة النووية، وكوريا الشمالية التي اقتحمت النادي النووي». وتجاوز الأمر المعلقين العرب إلى معلقين غربيين بارزين من أمثال «أرييل كوهن»، الباحث في الدراسات الروسية والأوراسية في «هيريتيج فاونديشن Heritage Foundation» الذي قال إن:«عودة الصين إلى حديقتها الخلفية في آسيا الوسطى بعد غياب دام ألف عام، وعودة روسيا إلى ممتلكاتها القديمة في الاتحاد السوفييتي السابق، يجب أن تدقا أجراس الإنذار في واشنطن، ليس فقط حيال وجودها في هذه المنطقة الغنية بالطاقة، بل أيضاً إزاء مستقبل زعامتها العالمية». وبطبيعة الحال، فإن ما أغرى المعلقين العرب بالحديث عن توسع المنظمة لجهة الدول الأعضاء، هو أن ميثاقها لم يغلق بابها على الدول الست المؤسسة، بل خلق صفة عضو مراقب التي مُنحت أولاً لمنغوليا في 2004، ثم للهند وباكستان وإيران في 2005، ثم لأفغانستان في 2012، فروسيا البيضاء في 2015. بالإضافة إلى صفة العضو الكامل والعضو المراقب، أنشأت المنظمة صفة «شريك حوار» في عام 2008، وقد حصلت على هذه الصفة حتى الآن كل من: سريلانكا، تركيا، كمبوديا، أرمينيا، أذربيجان. وهناك قائمة طويلة من الدول تنتظر الحصول على إحدى الصفات الثلاث، من بينها أوكرانيا ونيبال وبنجلاديش والمالديف ومصر. والحقيقة أنه على الرغم من مرور نحو 15 سنة على تأسيس المنظمة، والآمال العريضة التي أحيطت بها، إلا أنها لم تنجح كثيراً في الملفات الأساسية التي استدعت قيامها مثل مكافحة الإرهاب والتطرف والحركات الانفصالية، وإنْ كانت نجحت في تخفيض حجم القوات العسكرية على الحدود المشتركة وتعزيز التعاون الاقتصادي من خلال عدد من المشاريع المشتركة. وإذا كان هذا حالها وهي مكونة من ست دول تربطها الجغرافيا والتاريخ والثقافة والأهداف المشتركة، فما بالك لو منحت عضويتها الكاملة لدول جديدة بعيدة لكل منها مشاكل مع جاراتها أو مع المجتمع الدولي. والحقيقة أن موضوع توسعة المنظمة بمنح عضويتها الكاملة إلى عدد من الدول التي تحمل صفة عضو مراقب، مثل إيران وباكستان والهند كان على رأس جدول أعمال قمة المنظمة التي عقدت مؤخراً في العاصمة الكازاخية. في هذه القمة تم قبول الهند وباكستان بإجماع الأصوات، وهو ما سوف يشكل عبئاً إضافياً على المنظمة، من وجهة نظرنا، بسبب الخلافات الثنائية المزمنة بين البلدين، تماما مثلما سيحدث في حال منح العضوية لآذربيجان وأرمينيا مثلا.

لكن على عكس المتوقع لم تـُمنح العضوية لإيران على الرغم من الدعم القوي من جانب بكين وموسكو. أما السبب فهو على ما يبدو استخدام طاجيكستان للفيتو(ينص ميثاق المنظمة أن قبول الأعضاء الجدد مشروط بموافقة جميع الأعضاء المؤسسين). والمعروف أن حكومة طاجيكستان مستاءة من دعم طهران للجماعات الإسلامية المتشددة العاملة ضدها. وفي اعتقادنا أن المنظمة فعلت خيرا برفض منح عضويتها الكاملة لإيران، لأنها لو كانت فعلت العكس لخسرت الكثير من الاحترام والمصداقية كون إيران دولة متمردة على النواميس الدولية، بل راعية للإرهاب والتطرف اللذين تأسست المنظمة من أجل مكافحتهما. لكن يبدو أن هذا لا يهم موسكو وبكين المعروفتين بدعم النظام الايراني سراً وعلناً نكاية في الولايات المتحدة الأميركية التي تحاول تحجيم تطلعاتهما. والجدير بالذكر أن معلقين روسا استبعدوا في 2010 أن تحصل طهران على العضوية، لأن ميثاق المنظمة ينص على عدم قبول دول خاضعة لعقوبات أممية، أما اليوم فإنهم يتحججون بأن تلك العقوبات قد رفعت نهائياً بعد تعاون الإيرانيين (المزعوم) بشأن برامجهم النووية، وبالتالي فإن الطريق معبد أمامهم لدخول نادي شنغهاي على قدم المساواة مع الآخرين.

 

هل يسلمون بخسارة درعا وانتكاسة حرب الحدود؟

 جورج سمعان/الحياة/19 حزيران/17

الكونغرس الأميركي أقر بغالبية ساحقة مشروع قانون لتشديد العقوبات على إيران. وشمل المشروع روسيا أيضاً لاحتمال تدخلها في الانتخابات الرئاسية الأميركية وضمها شبه جزيرة القرم ودعمها نظام الرئيس بشار الأسد. والتحقيقان القضائي والاستخباري في احتمال تدخلها باتا يشملان الرئيس دونالد ترامب. وزير خارجيته ريكس تيلرسون سجل تحفظه على المشروع. لا يروقه أن تكون العلاقات بين واشنطن وموسكو في أسوأ مستوياتها. وهو يحرص على وقف تدهورها أكثر لمواصلة العمل الثنائي في مناطق معينة، مشيراً إلى جهود قائمة في سورية. ويعارض العقوبات لأن ذلك يقيد هامش التحرك، وهو يريد «أوراق ضغط لأوقات أخرى». الرئيس فلاديمير بوتين هو الآخر حريص على العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة التي لا يعتبرها «عدواً». بل لديه «أصدقاء فيها» يهتم مثلهم بالتعاون لمعالجة الملفات الملحة. وكرر استحالة تسوية الأزمة السورية والصراع في الشرق الأوسط من دون تعاون وتنسيق بين بلاده وأميركا. ولم ينس تحميل الرئيس باراك أوباما المسؤولية عن «صناعة ظروف تجعل ترامب غير قادر معها على الوفاء بوعوده لشعبه». لديه ثارات مع الرئيس السابق الذي لم يكنّ أي احترام. فقد نادى القوى الكبرى إلى سياسة التعاون لحل المعضلات والمشاكل الدولية. ونهج سياسة عدم التدخل والانخراط في الأزمات. لكنه أدرك متأخراً في آخر سنة من ولايته الثانية أن لا بد من رفع موازنة الدفاع. وكان التركيز في حيثياتها على وجوب التصدي لما سمي «اعتداءات روسيا». وخصصت إدارته مبالغ لتغطية نفقات انتشار قوات أميركية في وسط أوروبا وشرقها لمواجهة «هجوم الكرملين».

لا يزال الرئيس بوتين اليوم يأمل بعلاقات مختلفة مع الإدارة الجديدة. لكنه سينتظر طويلاً ما دام التحقيق في تدخل روسيا في الانتخابات الأميركية يزداد تعقيداً ويضيق الخناق على الرئيس ترامب. في هذه الأثناء لا شيء يثنيه عن مواصلة مشروعه لاستعادة مكانة بلاده ودورها، انطلاقاً من سورية خصوصاً والمنطقة عموماً. فهو حريص على تعميق تفاهمه مع إيران شرقاً ومصر في أفريقيا، وقوى أخرى في الإقليم. ولا يرغب في حسم الموقف مع الولايات المتحدة بقدر ما يرغب في شراكتها. وهو يلتقي مع الوزير تيلرسون في وجوب الحفاظ على الحد الأدنى من التفاهم الثنائي في سورية. لكن الوقائع على أرض الشام تشي بخلاف ما يتوافق عليه الطرفان. مشروع «مناطق خفض التوتر» الذي أقر في آستانة ولقي تأييداً من واشــنطن، يكاد لا يبقى منه شيء. إيران والنظام يعملان على تقويض المنــطقة الخاصــة بالغوطة الشرقية. وكذلك تهدد اندفاعة الجيش والميليشيات في البادية شــرق حمص «المنطقة» الخاصة بهذه المحافظة. أما الحدود الجنوبية فتشهد أقسى المعارك للسيطرة على درعا، كأن المقصود تقويض الاتفاق الأميركي - الروسي الخاص بالحدود الجنوبية. بل تقويض إقامة «المــنطقة» الرابعة التي تضم درعا والقنيطرة والسويداء، بما يضمن ابتعاد النفوذ الإيراني عن الحدود مع إسرائيل والأردن، ويطمئن هذين البلدين.

هذه التطورات الميدانية لا تشكل وحدها تحدياً لما تريده إدارة الرئيس ترامب من سورية، خصوصاً من تفاهمها مع موسكو. كان يفترض أن تنتهي «مناطق خفض التوتر» إلى تقاسم سورية بين القوى المنخرطة في الصراع. وأن تنتهي حماية هذه المناطق إلى وقف العنف وتكريس واقع يسهل تسويق مشروع الفيديرالية، بحيث ينتهي الوضع في سيطرة الولايات المتحدة على حدود سورية مع العراق والأردن لتحقيق هدفها الاستراتيجي بكسر الهلال الإيراني. على أن تستأثر روسيا بدمشق والساحل... على غرار التقاسم الحاصل في أوكرانيا حيث شرقها للشرق وغربها للغرب، وعلى غرار «التقاسم» في جورجيا حيث أوسيتيا وأبخازيا لحلفاء روسيا وجورجيا للغرب. لكن إيران نجحت قبل أيام في ربط الحدود بين سورية والعراق شمال الرقة (جنوب الأنبار). وضمنت بذلك طريق إمداد الأسلحة إلى قوات النظام وميليشياتها من مصانعها حتى ساحل الأبيض المتوسط. كما ضمنت قطع التواصل بين «وحدات حماية الشعب» و «فصائل الجنوب» التي تحظى بحماية ودعم من أميركا. وكان حضور قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الجنرال قاسم سليماني مع فصيل أفغاني رسالة واضحة إلى واشنطن أن مساعيها إلى فك «الهلال الإيراني» باءت بالفشل. وكان ظهر قبل ذلك مع «الحشد الشعبي» لدى وصوله إلى الحدود مع سورية في منطقة بين نينوى والحسكة، تمتد على مساحة سبعة كيلومترات.

الدينامية الميدانية في أكثر من بقعة في سورية لم تكرس بعد واقعاً ثابتاً. فالقوات الأميركية زودت حلفاءها نظاماً مدفعياً متطوراً أثار حفيظة روسيا التي حذرت من التمادي في استهداف قوات النظام السوري. وتمددت نحو منطقة الزكف على بعد سبعين كيلومتراً شمال قاعدة التنف. أي أن معركة الحدود لم تحسم بعد. علماً أن موسكو التي تنتظر الترياق من الوزير تيلرسون، لا تقف مكتوفة. بل تواصل بناء استراتيجيتها وتنفيذ مشروعها في سورية والمنطقة وأنحاء أخرى في العالم فيما اقتصادها لا يزال يعاني ويواجه صعوبات. وعلى رغم كل ما يقال عن التحالف التكتيكي بينها وبين طهران، وإمكان تعرضه لانتكاسة إذا عقد التفاهم بين بوتين وترامب، فإن الكرملين تعامل مع مشروع طهران بإيجابية. بل يدعم ويساعد على تحقيقه، بخلاف ما يتوقع الأميركيون. والدليل دعمه قوات النظام والميليشيات التي أعادت ربط الحدود بين سورية والعراق. وسكوته عما يجرى في درعا، حيث يقاتل النظام وحلفاؤه من أجل استعادة السيطرة على المعبر القديم مع الأردن ومعبر نصيب التجاري. كل ذلك ليحبط الرئيس بشار الأسد خطة «المناطق الآمنة». وليثبت أنه لا يزال قادراً على الإمساك بالحدود. وبتوفيره ممراً بين بلاده والعراق، يؤكد وقوفه إلى جانب الجمهورية لأنها وحدها ضمان بقائه. وهو بذلك يقطع الطريق على أي تفاهم بين القوتين الكبريين ترغب واشنطن من ورائه في إنهاء دوره وإبعاده عن السلطة.

حرب «المعابر» والسيطرة على الحدود لم تنتهيا بعد. ولن تنتهيا في المدى المنظور. جل ما يرغب فيه اللاعبون الكبار وقف القتال وتجميد الأزمة إلى أن يحين وقت الصفقات، أو إقرار الجميع بوجوب قيام نظام دولي جديد يراعي موازين القوى القائمة، ويراعي المصالح والعلاقات القائمة. ومن المبكر أن يحتفل هذا الطرف أو ذاك بالنصر الحاسم. إيران مصصمة على التمسك بما حققه «الحرس الثوري» ولن تتخلى عن «العواصم الأربع» مهما كلفها ذلك. وروسيا التي تراهن على التقارب مع إدارة ترامب، تراهن أكثر على تحالف يشمل إلى الجمهورية الإسلامية، الصين الراغبة أيضاً في أداء دور في الشرق الأوسط الذي تستورد منه معظم حاجاتها للطاقة. يبقى السؤال، هل تسلّم إدارة الرئيس ترامب وحلفاؤها في قمم الرياض بخسارة أول خطوة في استراتيجية ضرب النفوذ الإيراني في الإقليم؟ وهل يسلّم الأردن الذي لا يرى ملكه عبدالله الثاني تسوية في سورية من دون توافق أميركي - روسي بانتشار إيراني على حدوده؟ وماذا عن إسرائيل التي تغير طائراتها من وقت إلى آخر على قوافل تحمل السلاح من إيران إلى «حزب الله»، هل تسلّم بالأمر الواقع؟ وماذا ستفعل قوى «الائتلاف الوطني» و «أصدقاؤها» والفصائل الأخرى على اختلافها؟ جميعهم يدركون أن خسارة «الجبهة الجنوبية» تعني نهاية المعارضة. وكانوا يعولون على دور هذه الجبهة الهادئة نسبياً من سنتين وأكثر، في الزحف إلى دمشق في اليوم المناسب وحسم الأزمة... ولكن يبدو أن قوات العاصمة تزحف إليهم؟! من الصعب أن يستسلم المنخرطون في الأزمة من ست سنوات أو أن يسلّموا بنتائج الدينامية الجديدة وإن جدد المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا دعوته إلى جنيف خامسة وسادسة و...

 

عن البغدادي الذي قتله الروس

 حازم الامين/الحياة/19 حزيران/17

كشف الإعلان الروسي عن مقتل البغدادي عن رغبة موسكو في تصدر «الحرب على الإرهاب»، فركاكة الوقائع التي أوردها الإعلان وعدم حماسة وزارة الخارجية الروسية نفسها لما كشف عنها جنرالات جيشها، تدفع إلى الاعتقاد بأن الكرملين أراد من وراء الإعلان المشاركة في سبق، ذاك أن مقتل البغدادي في الخبر الروسي هو أمر محتمل بحسب البيان، وأن يصدر عن جيش محترف خبر يتضمن «احتمالاً» غير موثق، فإن ذلك يعني أن وظيفته ليست الكشف عن وقائع، بل الاستثمار فيها. لكن الإعلان الروسي كشف عما هو أهم من ذلك، وهو هامشية أبو بكر البغدادي في التنظيم الذي يرأسه. البغدادي في «داعش» ليس أسامة بن لادن في «القاعدة» كما أنه ليس أبو مصعب الزرقاوي في «قاعدة العراق». فالرجلان شقا طريقهما إلى تصدر تنظيميهما عبر وقائع دموية وشاقة حفراها بأيديهما، أما البغدادي فقد جُهزت «الخلافة» له من خارج التنظيم، ولا يبدو أن للرجل قيمة عملانية على نحو ما كان لسلفيه بن لادن والزرقاوي. التقى مجموعة من ضباط الجيش العراقي السابق في سجن بوكا في البصرة وقرروا شكل القيادة وشعروا بالحاجة إلى صورة داعية، وبقي الرجل صورة طوال مرحلة قيادته التنظيم الممتدة حتى يومنا هذا.

الحرب الروسية على «داعش» هي تماماً حرب على صورة. نقاط المواجهة المباشرة في هذه الحرب تكاد تقتصر على بعض الجيوب في ريف حلب، وعلى غارات متقطعة على دير الزور والرقة. وتدمر، المدينة التي يتناوب على الاستيلاء عليها «داعش» وجيش النظام، تبدو الحرب فيها أشبه برقصة لا بمواجهة.

لا حرب روسية على «داعش» سوى تلك التي كشف عنها بيان الجيش الروسي الركيك. فموسكو ترى في ذلك التنظيم فرصتها لانتزاع «شرعية» لوجودها في سورية ليس أكثر، وما تصدعه سوى تهديد لمهمتها هناك. الصورة ضرورية في هذه الحرب، واهتزازها يعيد تحريك الموقع بما ينقذه من الركود. والإعلان عن مقتل البغدادي، وإن لم يكن صحيحاً، يعيد تذكير العالم بأن موسكو تحارب الإرهاب. وعلينا أن لا ننسى هنا الكشف الموثق عن تسهيل موسكو خروج مقاتلين روس من الجمهوريات الإسلامية إلى العراق وسورية عبر صفقات مع السلطات الروسية قضت بمنحهم جوازات سفر لمرة واحدة، وهو ما أدى إلى تخفف موسكو منهم في بلادهم وإلى تعزيزهم روايتها عن الحرب في سورية. قادة كبار في «داعش» وصلوا إلى سورية بواسطة جوازات سفر روسية شرعية، ونالوا تسهيلات خروج من السلطات الروسية، وتسهيلات دخول إلى سورية من السلطات التركية. ولم تقتصر هدايا الدول للـ «خليفة» على موسكو وأنقرة، فقد سبق أن أهدته طهران الموصل، وأهدته بغداد، تحت أنظار واشنطن، الحرية بأن أخلت سبيله هو والضباط الذين صنعوه. البغدادي ليس أكثر من صورة، فالرجل لم يظهر إلا مرة واحدة. هو رجل بلا صوت، وبصورة واحدة، وباسم ملتبس أضيفت إليه ألقاب وأنساب حتى يستقيم. ما عرف عنه في تنظيمه أنه كان رجل البريد في زمن أسلافه ليس أكثر، وفجأة أسقطت «الخلافة» على رأسه وصار خليفة. موسكو أعلنت أنها قتلت هذا الرجل، وهذه الصورة. ليس مهماً ما سيحدثه فعل القتل، بل المهم ما سيحدثه الإعلان عنه.

لا أحد ينفي أو يؤكد صحة الإعلان. «داعش» لم يشعر بالحاجة إلى ذلك، إذ إن البغدادي ليس أكثر من صورة لا بأس من اهتزازها أحياناً. التحالف الدولي الذي لم يُظهر حماسة للإعلان الروسي، لم يشعر أنه بحاجة إلى التحقق من الخبر. لكن ذروة المفارقة كانت في بيان وزارة الخارجية الروسية الذي أشار إلى ضرورة التحقق من الخبر قبل إعلانه. لطالما كانت لـ «داعش» وظيفة تتعدى الوقائع التي أحدثتها ولادة هذا التنظيم الرهيب. والمقدار الضئيل من الصحة الذي ينطوي عليه الخبر الروسي يعيد تذكيرنا بهامشية البغدادي في تنظيمه، ذاك أن الخبر أشار إلى أن مقتله ربما حصل قبل أكثر من شهر من اليوم. أكثر من شهر و «داعش» يعيش بلا «خليفة»، هذا الغياب العديم التأثير يكشف أيضاً حقيقة أن الرجل مجرد صورة، وأن وراء الصورة وهم رجل لا يعدو كونه منشداً ومجوداً، وأن ضباطاً في جيوش كثيرة صنعوا الصورة، وصنعوا لـ «داعش» خليفته.

 

ملك عصري يستضيف رئيساً عصرياً

خيرالله خيرالله/المستقبل/19 حزيران/17

لم تكن الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للرباط زيارة عادية. قبل كلّ شيء اختار ماكرون، كما فعل جاك شيراك عند توليه الرئاسة في العام 1995 المجيء الى المملكة المغربية كمحطة أولى في زياراته المرتقبة لدول شمال افريقيا. كان جاك شيراك سياسيا فرنسيا واوروبيا يمتلك بعد نظر. هكذا يبدو أيضا ايمانويل ماكرون الذي هو في طور إعادة الحياة الى فرنسا وسياستها الافريقية معتمدا البوابة المغربية. حظي الرئيس الفرنسي الجديد الذي مضى شهر فقط على دخوله قصر الاليزيه باستقبال استثنائي في الرباط وذلك خلال الزيارة «الخاصة» التي لم تستغرق اكثر من ثمانية وأربعين ساعة. كان خلف الملك محمّد السادس في مطار الرباط - سلا عدد من افراد العائلة، بينهم وليّ العهد الأمير الحسن بن محمد وشقيقه الأمير رشيد. كان كل شيء يدل على مدى تقدير المغرب لاختيار ماكرون زيارة المملكة قبل أي بلد آخر خارج أوروبا.

المهمّ في نهاية المطاف هو النتائج التي اسفرت عنها وستسفر عنها الزيارة. ما يمكن قوله انّ الرئيس الفرنسي ما كان ليفتتح زياراته غير الاوروبية بالذهاب الى المغرب لولا وجود قناعة قويّة لديه بضرورة تكريس وجود شراكة استراتيجية بين البلدين بعيدا عن ايّ نوع من العقد التي غالبا ما تحكّمت بالرؤساء الاشتراكيين مثل فرنسوا هولاند. شاء ماكرون وهو رئيس عصري على تماس مع ما يدور في أوروبا والعالم وفي محيط أوروبا، بما في ذلك الضفة الأخرى من المتوسط، تأكيد انّ البوابة المغربية ممر لا بدّ منه لافريقيا. بات على كلّ أوروبي عبور هذا الممرّ في ضوء الجهود الجبارة التي بذلها محمّد السادس من اجل إقامة علاقات من نوع جديد تقوم على المصالح المشتركة بين المغرب والدول الافريقية. توّجت هذه الجهود بعودة المغرب الى الاتحاد الافريقي، او بعودة الاتحاد الافريقي الى المغرب، وذلك في ظلّ قناعات مشتركة تبلورت من خلال الجولات الكثيرة التي قام بها العاهل المغربي، وهي جولات شملت بلدانا افريقية عدة في انحاء مختلفة من القارة السمراء واوصلته الى مكان بعيد مثل جزيرة مدغشقر.

هناك وعي فرنسي لوجود حال استقرار في المغرب. سمحت هذه الحال المغربية ببلورة سياسة واعية في افريقيا تستند الى الاستثمار في التنمية عبر مشاريع مشتركة تخدم قيام نوع جديد من العلاقات واسس للتعاون بين دول القارة. يحصل ذلك بعيدا عن الأفكار الاستعمارية التي تحكّمت في الماضي بالعلاقة بين الدول الافريقية والقوى الاوروبية. ما قام به المغرب يتمثل في بناء علاقات بين دول افريقية تخدم المواطن الافريقي. لعلّ افضل مثل على ذلك حرص المغرب على إقامة مستشفيات في البلدان الافريقية الفقيرة وعلى إقامة مصانع تستخدم الفوسفات المغربي لانتاج اسمدة زراعية، كما الحال مع اثيوبيا التي زارها محمد السادس في تشرين الثاني ـ نوفمبر الماضي.

هذا غيض من فيض ما قام به المغرب من جهود في افريقيا وفي منطقة الساحل من اجل قيام نوع مختلف من العلاقات والتعاون بين الدول الافريقية بعيدا عن الشعارات الفارغة والمزايدات التي لا معنى لها التي رفعها طويلا أولئك الذين أرادوا المتاجرة بافريقيا والافارقة.

الى جانب ذلك كلّه، جاءت زيارة ماكرون للرباط كي تعكس مدى الاهتمام الفرنسي بالتجربة المغربية في مجال الحرب على الإرهاب والتطرّف، بما في ذلك نشر الإسلام المعتدل وإقامة مؤسسات هدفها تخريج أئمة وخطباء جوامع افارقة يعرفون ما هو الإسلام الحقيقي كدين قائم على التسامح والاعتراف بالآخر.

لعب المغرب دورا محوريا في الحرب على الإرهاب في طول الساحل الصحراوي. صحيح انهّ كان يحمي نفسه من اخطار التطرّف ومن مجموعات على علاقة بكلّ ما هو مرتبط باثارة القلاقل والتهريب، مثل جبهة «بوليساريو»، الأداة الجزائرية المعروفة، لكن الصحيح أيضا انّه كان يستثمر في الوقت ذاته في تنمية القارة الافريقية. هناك رأي معروف للعاهل المغربي بان الحرب على الفقر جزء لا يتجزّأ من الحرب على الإرهاب والتطرّف. هناك اعتراف مغربي بوجود ترابط بين الدول الافريقية وبأنّ أي تطور في أي بلد افريقي تكون لديه انعكاسات إيجابية على البلدان الأخرى في محيط هذا البلد.

كانت حصيلة زيارة ماكرون للرباط اعتراف فرنسي بان التجربة المغربية تستأهل التوقف عندها. هذا لا يعني ان المغرب لا يواجه مشاكل. على العكس من ذلك، هناك مشاكل داخلية في المغرب. يكمن الفارق بين المغرب وغيره في ان الحديث عن هذه المشاكل لا يدور في الكواليس، بل هو حديث علني. لذلك تطرّق الرئيس الفرنسي في المؤتمر الصحافي الذي عقده بعد محادثاته مع محمد السادس الى ما يجري في منطقة الريف المغربي، في الحسيمة تحديدا، مشيرا الى انّه بحث في الموضوع مع العاهل المغربي.

ليس سرّا ان هناك اضطرابات حصلت في تلك المنطقة وان محاولات جرت لاستغلالها. سيتبيّن يوما بوضوح ما اذا كانت هناك اياد جزائرية متورطة في اثارة المشاكل في منطقة الريف. هناك تقصير حكومي وهناك تقصير من الأحزاب المغربية التي لم تتحرك في الوقت المناسب لوضع الامور في نصابها.

ما اكتشفه ماكرون ان المغرب بلد طبيعي يمرّ بتجربة خاصة به، خصوصا منذ إقرار دستور العام 2011 في استفتاء شعبي. الاهمّ من ذلك انّه واحة استقرار في شمال افريقيا وانّه تحوّل مع الوقت الى جسر يربط بين أوروبا وافريقيا. لا مجال للعودة عن الإصلاحات في المغرب. على العكس من ذلك، هناك نيّة في دفعها الى امام وجعلها تشمل كل القطاعات، بما في ذلك التعليم الذي هو في أساس تطوّر المجتمعات. لا يتردد الملك محمّد السادس في تنبيه المغاربة الى اهمّية اللغات الأجنبية واتقانها من اجل متابعة البحث العلمي. في كلّ مرّة يحل «عيد العرش» آخر تموز ـ يوليو من كلّ سنة، هناك اوسمة خاصة يمنحها الملك الى مواطنين متميزين، بمن في ذلك علماء كبار برعوا في مجال عملهم في داخل المملكة او خارجها او طلاب حصلوا على شهادتهم الثانوية بتفوّق. يبدو رهان فرنسا على المغرب في عهد ايمانويل ماكرون رهانا في محلّه. الامل كبير في ان يساعد الرئيس الفرنسي الجديد في تخليص آخرين من عقدة المغرب ومن رهانات خاطئة على افتعال مشاكل فيه.يتمثّل كلّ ما يفعله المغرب، الذي يعي تماما طبيعة المشاكل التي يواجهها ولا يخجل من الاعتراف بوجودها، في انّه يستثمر في الخير والتنمية والاعتدال وليس في البحث عن أدوار تفوق حجمه من اجل ادعاء بطولات وهمية من خارج هذا الزمن.

جاء رئيس عصري الى الرباط للاستفادة من تجربة لملك عصري عرف كيف ينقل بلده الى القرن الواحد والعشرين في ظروف إقليمية وعالمية اقلّ ما يمكن ان توصف به انّها في غاية التعقيد.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رد عنيف من إيلي ماروني على ابراهيم الصقر: ستنتظر المقعد إلى أبد الآبدين

18 حزيران 2017 /شن رجل الأعمال القواتي ابراهيم الصقر، عبر صفحته على "فايسبوك"، هجوماً على عضو كتلة "الكتائب" النائب إيلي ماروني قائلاً: "طالعنا بالامس النائب ايلي ماروني في حديث تلفزيوني بتلقيه "عشرات الاتصالات من قواتيين يشكون له عدم رضاهم عن مؤتمر رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الصحفي" ويبدو ان النائب ايلي ماروني ومن خلفه حزبه الذي يهوى المغالطات والتعتيم على الحقيقة، قد نسوا او تناسوا ان القوات اللبنانية وعلى رأسها الدكتور جعجع هم الذين أوصلوه الى سدة البرلمان، ويبدو ايضا ان سعادة النائب يتناسى بان حزبه كان له ثلاثة وزراء في الحكومة السابقة ولَم ينتج عنهم اَي اقتراح قانون، وحين اصبحت القوات في الحكومة ووفت كما وعدت بانتاج قانون انتخابي جديد بدأ النائب المذكور بالتشويش والتعتيم والتضليل السياسي لاسترضاء رئيس حزبه من اجل تجديد حجز المقعد النيابي بعد ان استشعر بأنه سيفقد المقعد الماروني في زحلة وخاصة ان القانون الجديد سيبيّن صحة التمثيل الزحلاوي وسيصعب الامور على من يدّعي بأن الاتصالات القواتية تنهال عليه تنديدا بمؤتمر "الحكيم"، ونؤكد له بأنه سيتلقى بعد المئات من الاتصالات في المستقبل من اجل تعزيته بفقدان مقعد حصل عليه في السابق بقوة القوات وحكيمها". بالمقابل رد ماروني على الصقر، قائلاً: "بدون تعليق ننشر ما قاله أحدهم يزعم أن آسمه ابراهيم الصقر ونبحث عن حديث للنائب ماروني فيه هجوم على القوات فلا نجد إلا الأحاديث الموضوعية المنطقية المحترمة ونقول قد يفقد النائب ماروني مقعده أكيد يوما ما فهذا مقعد ملك الشعب لكن حتما لن يصل المدعو ابراهيم الصقر الى أي مقعد وسيبقى ينتظر إلى أبد الأبدين".

 

الناصريون الأحرار يرحبون بإقرار القانون الإنتخابي الجديد ويشيدون بدور الرئيس الحريري

العجوز: ترشيحنا عن المقعد السني في بيروت ثابت وراسخ

بيروت في 18 حزيران 2017 /رحبت حركة الناصريين الأحرار بإقرار القانون الإنتخابي الجديد للبرلمان اللبناني..جاء ذلك في تصريح لرئيس مجلس القيادة الدكتور زياد العجوز الذي اعتبر أن مجرد التوافق والإتفاق على قانون انتخابي جديد يشكل نجاحا وانتصارا لكل من ساهموا به وللدولة اللبنانية أيضا . وأضاف ،لقد سمعنا تعليقات كثيرة منددة بهذا القانون ونقول للنواب غير الموافقين على هذا القانون بأن يستقيلوا من مجلس النواب وكفى تنظيرا على الشعب. وتابع ،أي نعم أنه ليس القانون المثالي الكامل الذي تم إقراره ولكنه في نهاية المطاف شكل الخطوة الجريئة الجديدة نحو التغيير المطلوب. وأثنى العجوز على تضحيات الرئيس سعد الحريري من أجل الوصول الى تحقيق هذا الإنجاز ،معتبرا بأن كل من يحاول وصف تضحيات الرئيس الحريري بالإستسلام فهو مخطىء، لأن الإستسلام الحقيقي هو ان تترك البلاد في شر الفراغ وما أدراك ما الفراغ.. وتابع العجوز،أما وقد أقر القانون الجديد ،فيهمنا نحن في حركة الناصريين الأحرار التأكيد على خوضنا لهذا الإستحقاق..وستباشر خلية العمل التنظيمية تحركاتها خلال أيام قليلة من أجل وضع خطة وبرنامج عمل سنطلع حلفاءنا عليها. وقال ترشيحنا عن المقعد السني في بيروت هو أمر ثابت وراسخ وسندرس كيفية مشاركتنا في الدوائر الأخرى.

 

دريان: مشروعنا الدولة القوية العادلة والعلاقة مع الحريري متينة

الأحد 18 حزيران 2017/وطنية - أكد مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان أن "أمن البقاع من أمن كل لبنان، ونطالب الدولة بألا يكون فيه أمن متفلت ولا أمن ذاتي ولا أمن بالتراضي ولا أمن جزئي في بلدة من بلداته"، وشدد على أن "البقاع الأشم هو بقاع الكرامة والرجولة والوحدة الوطنية والعيش المشترك والأمن والاستقرار والازدهار واللحمة بين أبنائه". كلام دريان جاء خلال إفطار رمضاني أقامه على شرفه رئيس اتحاد بلديات البقاع الأوسط محمد البسط في سما شتورة، في حضور ممثل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري النائب عاصم عراجي ووزراء المنطقة ونوابها ومفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس ورئيس المحاكم الشرعية السنية العليا الشيخ محمد عساف وقضاء الشرع وعلماء وممثلين للمراجع الدينية والسياسية والعسكرية والعشائر العربية بالإضافة الى العديد من الشخصيات.

استهل الاحتفال بترحيب من القاضي الشرعي في البقاع الشيخ عبدالرحمن شرقية، ثم قدم البسط درع البقاع لدريان الذي قال: "نحن المسلمين في لبنان مشروعنا هو مشروع الدولة الوطنية القوية العادلة القادرة، دولة الحقوق والواجبات، الدولة التي يشعر من خلالها كل المواطنين بأنهم مواطنون من الدرجة الأولى. لا نريد تصنيفا في لبنان لطوائف أقلية وأكثرية، كلنا لبنانيون، ولا نريد أن نسمع ان هناك مواطنين يمتازون عن مواطنين آخرين، نحن كلنا مواطنون بامتياز من الدرجة الاولى، ولبنانيون ومتمسكون بالجذور في ارض لبنان".

أضاف: "نهر الليطاني، هو شريان الحياة لقرى وبلدات البقاع، وشريان الحياة للبقاع من أقصاه إلى أقصاه، نريد اهتماما مميزا وخاصة من مؤسسات الدولة في تنظيف مجرى هذا النهر، وفي ان تكون البيئة المحيطة في هذا النهر بيئة صالحة بامتياز. لا نريد ان نرى أولادنا في البقاع يعانون من السرطانات، ولا يعانون أيضا من الربو ولا من الحساسيات. الدولة بكل أجهزتها ومؤسساتها مدعوة اليوم وقبل الغد إلى القضاء على الكارثة التي تقضي على نهر الليطاني والقرى المحيطة بهذا النهر".

وتابع: "العلاقة بين مفتي الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري لا يمكن أبدا أن تشوبها أي شائبة، فهي متينة متانة العلاقة التي كانت بيني وبين الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهي مبنية على أسس من الاحترام المتبادل والمحبة والتعاون لما فيه مصلحة المسلمين ومصلحة اللبنانيين، ولا يمكن أن نسمح بان يكون هناك خلاف بين دار الفتوى ورئاسة مجلس الوزراء". وقال: "ان قانون الانتخابات النيابية الجديد ليس هو القانون الأمثل، ولكن يجب ان يأخذ مساره إلى التطبيق حتى يرتاح اللبنانيون ويجدوا أمامهم في الأشهر المقبلة مجلسا نيابيا يختارون أعضاءه لما فيه مصلحة لبنان ومصلحة اللبنانيين، طالما ان المجلس النيابي بقواه السياسية المتمثلة فيه قد أقرت قانون الانتخاب الجديد، ونحن مع توافق القوى السياسية التي تشكل النسيج السياسي في لبنان في الوصول إلى هذا القانون الجديد". وختم دريان: "نحن دائما كنا وما زلنا وسنبقى متمسكين بعروبتنا ومن دعاة الوحدة العربية، واسأل الله سبحانه وتعالى ان يعيد الوحدة إلى العرب جميعا، وان يتوصل المخلصون من العرب الى حل المشكلات الطارئة التي استجدت في الأيام الأخيرة، لأن العرب بوحدتهم أمامهم الكثير من التحديات التي ينبغي عليهم ان يواجهوها متفقين ومتضامنين ومتآلفين".

 

باسيل من منيارة: اتكالنا كبير على رئيس الحكومة كي يضع يده بيدنا ويكون رأس حربة معنا في محاربة الفساد

الأحد 18 حزيران 2017 /وطنية - اقامت هيئة "التيار الوطني الحر" في عكار افطارا رمضانيا في مطعم الصايغ في بلدة منيارة عكار، برعاية وحضور رئيس "التيار" وزير الخارجية جبران باسيل، هيثم عزالدين ممثلا الرئيس نجيب ميقاتي، المهندس سجيع عطية ممثلا النائب السابق لرئيس الحكومة عصام فارس، وزير الدفاع يعقوب الصراف، وزير البيئة طارق الخطيب، النائب هادي حبيش، النواب السابقين طلال المرعبي، وجيه البعريني، جمال اسماعيل ومصطفى علي حسين ومحمد يحيى، امين سر هيئة الاشراف والرقابة في تيار المستقبل محمد المراد، مفتي عكار الشيخ زيد زكريا، رئيس دائرة الاوقاف الاسلامية في عكار الشيخ مالك جديدة، الاب وديع شلهوب ممثلا المطران باسيليوس منصور، المونسنيور الياس جرجس ممثلا المطران جورج بو جودة، رئيس دائرة التربية في الشمال عبدالباسط عباس، منسق عام تيار المستقبل في عكار خالد طه، منسق حزب "القوات اللبنانية" في عكار الدكتور نبيل سركيس، منفذ عام عكار في الحزب السوري القومي الاجتماعي ساسين يوسف، امين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في عكار عبد الحميد صقر، وقيادات امنية وفعاليات ومحازبين. بعد النشيد الوطني كلمة لاسكندر سكر رحب فيها بالحضور، ثم القى منسق "التيار" في عكار طوني عاصي كلمة قال فيها: "هذا هو التيار العابر للمناطق والطوائف والمذاهب يجمعنا حول مأدبة افطار، لنحتفل باقرار قانون الانتخاب التاريخي في عهد الرئيس ميشال عون المنصف لكل من همشته القوانين السابقة. مسيرتنا نحو الاصلاح والتغيير مسيرة مستمرة ونصرنا نصر للوطن ولكل اللبنانيين".

زكريا

ثم القى مفتي عكار الشيخ زكريا كلمة باسم المرجعيات الروحية في عكار فقال: "ان عكار عاشت عيشها الواحد فعليا وعمليا، لا مجرد شعارات ولا مجاملات مسلمين ومسيحيين افراحنا واحدة واحزاننا واحدة ولقمة عيشنا واحدة، هكذا كنا وتربينا ولا نعرف في هذه المنطقة لا تطرفا ولا ارهابا ولا تكفيرا ولا تعصبا، انما نعرف السماحة والرحمة والتسامح والايمان والمحبة، وما لقاؤنا اليوم الا ابلغ دليل على وجه عكار".

اضاف: "نتكلم اليوم وامامنا 3 وزراء هم ليسوا بحجم التيار، بل هم بحجم الوطن كله، ونحن نكلمهم لننقل لهم اوجاع عكار فليسوا فقط ممثلين لوزاراتهم او لتيار محدد وانما لانهم لكل لبنان كما نعرفهم وكما نريدهم اتماما لمسيرة العهد الجديد التي ارساها فخامة الرئيس العماد ميشال عون بمبادرة كريمة من الرئيس الشيخ سعدالدين الحريري، متوجة ومتممة بدولة الرئيس نبيه بري، هكذا نريد ان نفرح ليكون عيدنا عيدين، عيد انجاز القانون الانتخابي وعيد الفطر السعيد، فكفى تشتتا فالمنطقة من حولنا تشتعل، ونحن بحاجة الى اللقاء الجامع والفأل الحسن، ولن نجد فرصة نتفاءل فيها كما في هذا العهد، لماذا؟ لاننا بدأنا نلمس صنع في لبنان، لم يصنع في الخارج، صنع في لبنان حين انجز الاستحقاق الرئاسي بارادة وطنية محلية لبنانية، وصنع في لبنان قانون انتخاب طال انتظاره، لكن الحمد لله على سلامة ولادته ليكون ايضا لبنانيا بالهوى والهوية ولا دخل لتدخلات خارجية، وهكذا ندخل باذن الله في مسيرة الانماء".

وطالب زكريا "بتسريع المفاعيل الناظمة لمحافظة عكار كي لا تبقى مجرد اسم، وبتشكيل هيئة الطيران المدني لتشغيل مطار القليعات، كما اننا سمعنا وعدا من وزير الدفاع بانشاء مستشفى عسكري نرجو بان يتحقق، وايضا نطالب بزيادة المستشفيات الحكومية لكي تتوازى مع عدد السكان، كما نطالب بالجامعة اللبنانية".

الصراف

ثم القى الوزير الصراف كلمة هنأ في مستهلها الجميع بحلول شهر رمضان المبارك، ورد على الاتهامات التي طاولت التيار لفترة وقال: "اتهمونا بالتطرف ورئيس الحزب معالي الوزير جبران باسيل فتح باب الحزب للجميع لينزع صفة الطائفية عن الاحزاب التقليدية وليلتقي الجميع. اتهمونا بالتقوقع والانعزال، وانت يا معالي الوزير باسيل وسعت افق الحزب ومددت الجسور بين جزين وبعلبك واقليم الخروب وعكار الى بلاد الانتشار ومقيمون ومغتربون متواجدون اليوم على هذه المائدة، اتهمونا بالصفقات والكهرباء والمعامل والبواخر والطائرات وانت تمنع التلزيم بالتراضي والتعيين العشوائي والتشكيلات والتطويعات الانتخابية".

اضاف: "في شهر الحق والفرقان اقول من له علينا ذمة او دين فليتفضل امام الله والعدل، فبيوتنا ومكاتبنا مفتوحة للحكم والتعويض وللحقيقة، لكن في شهر الحق لن نرضى ايضا بان يغيب حقنا ويضيع عرقنا وتقل فرحتنا ويصلب عسكرنا ويكفر مشايخنا ويهان اساقفتنا".

واثنى الصراف على جهد الوزيرين باسيل والخطيب ومواقفهما الداعمة لحق عكار وقال: "ابشر الجميع بتغييرات في العمل والنمط والتمثيل والادارة والجيش فاتحتها انتخاب رئيس للجمهورية العماد ميشال عون وتعيين حكومة الرئيس سعدالدين الحريري وقانون انتخاب صنع في لبنان وصنع للبنان وصنع بالاخص لعكار، وابشركم ان التيار الوطني الحر سيكون له نواب من جميع الطوائف ومن جميع المناطق، وسوف نحيا بمحبة واستقرار ونهضة وسلام وامان، ونقف مع المظلوم والفقير والمريض ايا كان في ظل دولة قوية عادلة مؤمنة منفتحة متطورة لاهلها جميعهم ولجيشها".

باسيل

ختاما القى الوزير باسيل كلمة قال فيها: "ان عكار لا تعني فقط للتيار الوطني الحر بل لكل لبنان، لانها سبب صمود لبنان ووقوف الجيش اللبناني وصموده بفضل اهل عكار الذين لن نستطيع ايفاءهم حقهم، وهذه المرة انا هنا وقد وفيت بوعد كنت قد قطعته لكم، اذ لطالما قلت بانه سيأتي اليوم الذي سنثبت لكم فيه بانكم تعنون لنا كثيرا كما تعني لنا كسروان وجبيل والمتن، وعكار لا تقل اهمية عن اي منطقة، واليوم اقول لكم باننا قد ضحينا بنواب في كسروان والمتن وجبيل لكي نربح نوابا في عكار، وهذا هو لبنان الذي يريده التيار الوطني الحر، وهذا هو لبنان الحقيقي الذي يطمح اليه كل اللبنانيين الذي يتحقق فيه التمثيل الصحيح وتمثيل حقيقي لكل الناس عندما يشعرون في اي منطقة وبخاصة في عكار ان صوتهم حقيقي".

اضاف باسيل: "نحن فكرنا بكم من خلال هذا القانون بامور ثلاثة:

"بالنسبية كي يكون هناك تأثير لصوتكم وفعالية، بالبطاقة الممغنطة لاننا نعرف واقعكم الاجتماعي وحجم انتشاركم في كل بقاع هذا الوطن، وبصوتكم المهاجر لانكم منتشرون في المغتربات، ولاجل ذلك خصصنا نوابا للمغتربين في هذا القانون. نعرف اننا وفيناكم جزءا من حقكم وليس بكامله، لان حرمان العسكريين من التصويت ليس بحق وهذا ظلم بحقهم، العسكريون لهم الحق بالاقتراع لانهم يعطون دمهم واقل شيء ان يكون لهم الحق بالاقتراع. وهذا امر مؤسف ان نتحجج باي حجة طائفية كانت او بحجة اننا لا نريد ادخال السياسة الى الجيش وكأن العسكري ليس له رايه السياسي. هذه حجج لا تقوم وهذا امر ناقص في قانون الانتخاب ويجب التصحيح".

وتابع: "نحن عبرنا سابقا ان هذا القانون يحتاج الى المزيد من الضوابط لتحسين التمثيل بشكل اضافي، ونحن مصرون على راينا، وسنواظب على التعبير عن هذا الراي حتى تحقيقه. وكما وعدنا سابقا باننا سنحسن التمثيل، نعد الرأي العام اللبناني اليوم ان معركة تحسين التمثيل في قانون الانتخاب لم تنته وستستمر حتى يشعر كل لبناني اينما كان ان لصوته نفس الفعالية عند اي لبناني اخر ونتائج الانتخابات التي ستحصل ستكون امثولة لنا جميعا لنرى ان تجاوب اللبنانيين مع هذا القانون بمناطقهم وبطوائفهم وبتوزيعاتهم اينما كانت ستأتي متساوية وسيشكل دافعا جديدا للذهاب الى مزيد من العمل على قانون الانتخاب. بالاضافة الى ذلك، يجب ان يكون عندنا الجرأة للقول بان القانون الحالي كما صدر، فيه اخطاء وان نذهب وبهدوء بالايام والاسابيع القليلة القادمة لاعداد مشروع قانون تعديلي لهذا القانون في مسائل مهمة وبنيوية وفي امور اخرى اقل اهمية لمعالجة الثغرات التي فيه ليكون كاملا اكثر واصلاحيا اكثر".

وتابع: "وهذا الشيء لن يلهينا عن الهم القادم، عندما لم يكن هناك صحة تمثيل عبثا كنا نحاول اجراء اصلاح سياسي في البلد او اصلاح مؤسساتي، لانه ما من صحة تمثيل للشعب اللبناني، واليوم وقد تحقق هذا الامر جزئيا ونسبيا قطعنا شوطا في هذا المجال اقول الاولويات عندنا يجب ان تختلف لاننا سنبقى بحاجة الى اصلاح سياسي وبحاجة لفعل الكثير في اتجاهاتنا الوطنية، ونتطلع الى الايام المقبلة لترسم لنا بوفاق وطني كامل ما هي البوصلة السياسية لنا للذهاب الى ما نتطلع اليه نحن وهي دولة المواطنة، بان نطبق دستور الطائف بالشكل اللازم والانتقال تدريجيا بعد قانون الانتخاب ليكون عندنا مجلس شيوخ ولامركزية ادارية، ونتجه تدريجيا الى تثبيت ركائز ودعائم دولة المواطنة، الدولة المدنية. وهذا امر اساسي في نظامنا السياسي وهذا تحول كبير جدا نعرف بانه يحصل بالتدرج انما علينا ان نضع الوجهة واضحة باتجاهه ونامل بلورة هذا الامر في الايام المقبلة".

وتابع باسيل: "هناك شيء اخر مهم من ناحية بناء الدولة، لاننا نحن لا نجري تصحيحا للنظام السياسي لهيكل دولة غير قائم ومفكك كما نحن نرى، بل هناك عملية بناء الدولة وبناء الانسان في هذه الدولة، وهذا من اولوياتنا المقبلة، حيث لا يمكن لدولة ان تعيش مع فساد من النوع الذي نراه. الجميع متفق على تصحيح التمثيل، وشاهدتم كم تعذبنا لاقرار قانون انتخاب وتعرفون بانه ما كان ليصبح عندنا قانون انتخاب لو تم التوقيع على دعوة الهيئات الناخبة وفق قانون ال60 او لو لم تؤجل جلسة مجلس النواب التي كانت مخصصة للتمديد، او لو لم تحصر الدورة الاستثنائية باقرار قانون انتخابي فقط. وكان التمديد جاسم دائما على صدورنا، تم التمديد مرتين والمرة الثالثة تم التمديد ايضا، تحت مسمى تمديد تقني، انما يبقى تمديدا لانه كان تبريرا لكي نتخلص من الاجراءات الضرورية وبخاصة للبطاقة الانتخابية الممغنطة المهمة بالنسبة الينا جميعا".

اضاف: "الاساس اليوم بان نحارب الفساد فعليا، وهذه هي المعركة المقبلة التي لا هوادة فيها والتي لا يمكن لاي واحد منا ان يرمي التهمة على غيره".

واشاد الوزير باسيل في هذا السياق بالوزير الصراف، واعتبره "مثلا من امثلة النظافة والنزاهة والكفاءة والوطنية في البلد، وهو من الناس الذين بالامكان ان توضع اليد بيدهم لبناء دولة".

وقال: "اليوم نتطلع لان يكون هناك تغيير جذري في البلد، وكما ان رئيس الحكومة وضع يده معنا وسهل بكل ما بامكانه ان يقوم به حتى انتجنا قانون انتخاب، اليوم اتكالنا كبير جدا عليه لكي يضع يده بيدنا، وليكون رأس حربة معنا في محاربة الفساد، وهذا الامر سيحدث فعالية كبرى وتغييرا كبيرا بقدرتنا على محاربة الفساد، وهذا الذي يمنحنا الاكثرية في هذا الشق بالذات، يجب ان نكون حقيقة مقتنعين ان المجتمع المدني " معه حق " بكثير من الامور التي يقولها بغض النظر كيف وبغض النظر عن الوسيلة، لكن ليس المهم فقط ان يقول انما ان يترجم ذلك ويفعل، يعني ليس مهما ان نقول "بدنا كهرباء" المهم ان يكون عندنا خطة كهرباء ومشاريع تنفذ في هذا الاطار، ونحن ليس لدينا اي عقد، ولا مرة قبلنا بان نعتبر انفسنا جزءا من السلطة السياسية او من الطبقة السياسية لنحس انفسنا اننا في موقع الدفاع عن انفسنا اذا ما اتهمنا من قبل اي احد يقول كلمة حق فينا، ولم نبرر اي يوم لماذا ليس هناك كهرباء، وكنا نقول دائما او ان نؤمن للناس الكهرباء او اننا مخطؤون حتى لو لم نستطع".

وتابع: "الفرق ان الناس التي ستضع يدها معنا، عليها ان تساعدنا لتوجه التهمة للذين يوقفون مشاريع الخير عن الناس، للذين يساعدون الفساد، لا يمكننا ان نتأمل باننا قادرون على بناء الدولة كما نريد ونكون معممين التهمة، وليس بامكاننا ان نتأمل بان نصلح البلد ونحن غير عارفين اين مكامن الوجع بالتحديد، ولاجل ذلك علينا جميعا في المرحلة المقبلة ان نضع اولوية محاربة الفساد والنهوض الاقتصادي، هذان عنوانان للمرحلة المقبلة، النهوض الاقتصادي بكل متفرعاته من اقرار الموازنة الى تأمين الكهرباء الى معالجة السلسلة بشكل نهائي وكامل وبنيوي. كل هذه المواضيع ستكون على راس الاجندة السياسية للحكومة المدعوة منا ومن كل اللبنانيين ان تنتج اكثر وان تفعل اكثر بالتعيينات وفي الكهرباء والنفط والمياه والاتصالات والطرقات وبكل حقوق الناس وخدمات الناس، وبان نحقق حقيقة نهوض اقتصادي نبدا بتلمسه في البلد وهذا ليس بالامر الصعب ويستوجب خطة اقتصادية كاملة، وليست خطة قطاعات، كيف نخلق فرص عمل؟ كيف نحقق النمو الاقتصادي بشكل فعلي وحقيقي؟ وهذا امر لم يتحق منذ 1990، ويمكن ان هذه الحكومة قد اخذت خطوة اولية بانها تجرأت على القول انها تنشىء لجنة اقتصادية للبحث بالموضوع الاقتصادي، ولكن هذه اللجنة يجب ان تكون، مجلس وزراء اقتصاديا مصغرا، تجتمع مرة كل اسبوع وتحضر قرارات للحكومة وتعد قرارا كل اسبوع للحكومة لتأخذ به الحكومة من ضمن هذه السياسة الاقتصادية الكبيرة، تزيح الاغراق عن المنتجات المحلية وتحمي الصناعة والزراعة وكيف يمكنها الحد من الاستيراد وان ترفع مستوى التصدير، هذا الذي يحدث النمو في البلد ويضفي حيوية على الحياة الاقتصادية، ليس بامكاننا العيش دائما على "الريع" من الدولة وعلى دعم الدولة وعلينا تحقيق اللامركزية الادارية لننهض بكل منطقة بالاضافة الى السياسة الاقتصادية الشاملة للبلد".

وعن مشاريع عكار قال: "هناك مشاريع عدة وثمة مشروع بدانا به في العام 2012، وكان يجب ان يكون قد انجز، ولكننا نتطلع الى الجلسة المقبلة للحكومة الاربعاء المقبل حيث ستقر 3 مشاريع لانتاج الكهرباء من الهواء في عكار انتاجها حوالى 260 ميغاواط منتجة من الهواء دون فيول او اي اذى بيئي وبادنى اكلاف الانتاج.

وقريبا سنتفقد سد الكواشرة للاطلاع على ما انجز، وهناك مشاريع كثيرة على اكثر من صعيد، لعكار علينا الكثير الكثير من المشاريع والاهم من كل ذلك هو كيفية ان نخلق حياة اقتصادية ناشطة في هذه المنطقة، انشاء معامل كبيرة ومتوسطة وصغيرة، كيفية تطوير الزراعة وان تكون محمية ليس بالدعم انما محمية بالسياسة الاقتصادية الكبرى التي تحدثنا عنها، كيف بامكاننا مساعدة المزارعين في عكار ليزرعوا وينتجوا مواسم يتمكنون عبرها من تحقيق ربح حقيقي يعتمدون على مردوده. ونأمل بان نعمل معا ونفكر معا بمستقبل واعد".

 

دبر الكنيسة البطريركية أعلن افتتاح السينودس الانتخابي في عين تراز غدا

الأحد 18 حزيران 2017 /وطنية - أعلن مدبر الكنيسة البطريركية المطران يوحنا جنبرت في بيان، افتتاح السينودس الانتخابي في عين تراز غدا والذي يستمر لغاية 23 الحالي، وقال: "اذا اتفق اثنان او ثلاثة على الأرض على طلب اي شيء فانه يكون لهم من لدن أبي الذي في السماوات، لأنه حيثما اجتمع اثنان او ثلاثة باسمي كنت أنا هناك في وسطهم (متى18،19_20). ها نحن نجتمع اليوم بنعمة الرب يسوع المسيح، ونعلن باسم بطريركية الروم الملكيين الكاثوليك عن بداية اعمال سينودسها المقدس الذي يلتئم صباح غد الاثنين في مقرها الصيفي في عين تراز، وتبدأ اعمال هذا المجمع الانتخابي بيوم صلاة تتخلله عظات وتأملات يطرحها سيادة المطران يوسف كلاس على السادة المطارنة، حيث يعتبر الآباء الملتئمين هذه الرياضة الروحية مقدمة بالغة الأهمية في مسار المهمة المناطة بهم والتي من شأنها ان تعطي الكنيسة الملكية الرئيس المناسب والراعي الصالح الذي يريده الرب لرعاياه المحبوبة في هذا الشرق المتخبط بشتى انواع المصاعب والويلات التي لا سابق لها". وأضاف: "في اليوم التالي، تبدأ العملية الانتخابية لتستمر سحابة عدة ايام، تجري خلالها اقتراعات متكررة يختار في غضونها آباء المجمع، معتمدين على نعمة الله والهام الروح القدس، الرجل الذي يرونه مناسبا لخدمة رعاية الكنيسة في هذه المرحلة الدقيقة والخطيرة من حياتها في بلادنا. وعليه، فانه من الضروري أن لا يعكر صفاء خلوة المجتمعين وتساميهم عن المشاغل الدنيوية أي اتصال خارجي، مدنيا او اعلاميا.

لذلك كان لزاما على البطريركية ان تطلب من سائر المؤمنين الصلاة على نية المطارنة المجتمعين وان ترجو من الجميع تحاشي الاتصال بهم الى اليوم الذي يصار به الى اعلان اسم البطريرك المنتخب رسميا بحضور سعادة السفير البابوي في لبنان المطران كبريال كاتشا. وبانتظار هذا اليوم السعيد، نأمل ان يرافق مجمعنا سائر الأصدقاء الأعزاء وكل ابناء الطائفة الاحباء بأدعيتهم وصلواتهم، ونحن بدورنا نتمنى الخير للمحبين، مستمطرين وافر النعم والبركات على الجميع".

 

غريب في ذكرى استشهاد حاوي: النسبية خارج القيد الطائفي هو مشروعك حملناه دفاعا عن السلم الأهلي

الأحد 18 حزيران 2017/وطنية - أحيا الحزب "الشيوعي اللبناني"، الذكرى الثانية عشرة لاستشهاد القائد الشيوعي جورج حاوي في بلدته بتغرين، حيث قدم الرفاق والعائلة ووفد قيادي من الحزب يترأسه الأمين العام حنا غريب تحية رمزية ووضعت الأكاليل على الضريح.

وألقى غريب كلمة وجه خلالها التحية إلى الشهيد حاوي وكافة شهداء الحزب "الذين سقطوا في كل المحاور والجبهات وفي كافة ساحات النضال"، ومعاهدا حاوي "بتمسك الحزب بمشروعه الوطني والذي يتمثل بمتابعة النضال من أجل إقرار النسبية خارج القيد الطائفي، واعتماد لبنان دائرة واحدة، دفاعا عن السلم الأهلي ودفاعا عن وحدة لبنان وعروبته وتقدمه وتطوره من أجل بناء دولة علمانية وطنية ديموقراطية مقاومة".

وقال: "رفيقنا جورج، لنقف جميعا ونحيي بطولتك واستشهادك. هو يوم من خلال هذه الذكرى نوجه فيه التحية لكل شهداء حزبنا، نقف تحية اجلال واكبار من هنا من بتغرين، من هذه البلدة الطيبة المعطاءة المقاومة، بلدة جورج حاوي وميشال صاليبا، هي بلدة المقاومة الوطنية اللبنانية.

من هنا نوجه التحية إلى كل الشهداء، إلى شهيدنا فرج الله الحلو، إلى كل الذين سقطوا على كل المحاور والجبهات وفي ساحات النضال، في المقاومة المسلحة ضد العدو الإسرائيلي وعملائه، وفي النضال السياسي والاجتماعي والنقابي والمطلبي وفي النضال الفكري والثقافي، تحية إلى كل هؤلاء الشهداء. جئنا لنقول لهم أمام ضريحك أيها الرفيق الشهيد، أيها الرفيق البطل أيها الرفيق القائد أننا على العهد مستمرون، مستمرون لحمل القضية التي طالما حملتها، من أجل المثل الاشتراكية في هذا العالم، من أجل المساواة ومن أجل العدالة والتقدم ومن أجل السلم العالمي، حملت هذه القضية وكنت رمزا من رموز التحرر العالمي والعربي والوطني".

وأضاف: "جورج حاوي، كنت وستبقى في القلب وفي الوجدان، في وجدان شعبنا مع كل المناضلين، مع رفاقك وحزبك مع أهلك ومع كل الأحبة، ها هم يلتفون ليقولون لك أن القضية التي استشهد من أجلها سنبقى نحملها، وسنبقى نسير إنها الدرب، أنها الطريق، أنها الراية والعلم الذي لن ندعه ينكس أبدا وأبدا".

ورأى غريب "ان جوهر القضية القومية هو جوهر طبقي واجتماعي بامتياز، وخضت هذه المعركة ونهض حزبك من خلالها، وها هو ما زال مستمرا في حمل رايتها، هي قضية فلسطين، هي قضية تحرر وطني وطبقي واجتماعي. وسنبقى نحملها وهي مستمرة في مواجهة هذا المشروع الشرق الأوسطي التفتيتي المذهبي لمنطقتنا العربية، وسنبقى نواجهه في إسرائيل عدونا الأساسي وهذه الأنظمة الرجعية العربية التي تحاول جهارا أن تطبع مع العدو الإسرائيلي وإن إسرائيل حليفتها وهذا هو إعلان الرياض وهذا ما وقفنا وسنقف وسنستمر بالمقاومة".

وقال: "نعم لمقاومة عربية وطنية شاملة ضد هذا المشروع التفتيتي المذهبي في حق شعوبنا العربية. وهذه القضية مستمرة في انتفاضة شعوبنا العربية. وسنبقى نحن في لبنان نقاوم هذا المشروع من منظار إسقاط هذا النظام الطائفي المذهبي، هي هي القضية التي طالما حملناها وسنبقى ومستمرون بحملها، ومن خلال مشروعك، مشروع الحركة الوطنية اللبنانية، هو هو مشروعك مشروع كمال جنبلاط أن يكون هذا الجبل اللبناني، هذا الجبل الذي قاوم مشاريع الكانتونات المذهبية والطائفية سيقاوم أيضا مشاريع الفدراليات المذهبية والطائفية في هذا البلد من خلال مشروع قانون الانتخابات الذي يطرحون. النسبية خارج القيد الطائفي وضمن الدائرة الواحدة هو مشروعك يا جورج حملناه ونحمله وسنبقى نحمله دفاعا عن السلم الأهلي ودفاعا عن وحدة لبنان وعروبته وتقدمه وتطوره، من أجل بناء دولة علمانية وطنية ديموقراطية مقاومة. هذا هو مشروعك وها هو حزبك يحمل هذا المشروع وهو ما زال مستمرا بحمله. بالأمس القريب أقر مشروع قانون للانتخابات لا علاقة له بالإصلاح واستخدموا النسبية أداة لمشروع تفتيتي ولقيام فيدراليات طائفية ومذهبية.

أفرغوا النسبية من مضمونها الإصلاحي السياسي والانتخابي معا. أنه مشروع هجين جمعوا فيه أسوأ ما يوجد في قانون الستين وفي المشروع التأهيلي والمشروع الأرثوذكسي وفي المشروع الفردي. هذا المشروع الهجين الخليط هو يستهدف بالأساس قيام دويلات طائفية مذهبية قائمة على أساس الفيدراليات".

وتابع: "نحن نسأل الذين وقعوا ووافقوا على هذا المشروع، إن مقاومة المشروع الأميركي التفتيتي المذهبي يقتضي مقاومة هذا المشروع التفتيتي في لبنان، كما نقاومه في الخارج أليس علينا أن نقاومه في الداخل وهو واجب قومي ووطني وتقدمي. لن ندع لبنان في إطار تنفيذ هذا المشروع الجهنمي، مشروع الشرق الأوسط الجديد، علينا مقاومته في كل الساحات ليس فقط في سوريا والعراق، وليس فقط في ليبيا واليمن، بل وكذلك في لبنان نخشى ما نخشاه أن يكون مشروع الانتخابات المطروح أداة في إطار تنفيذ هذا المخطط الذي يحاول وضع لبنان في إطاره، وهذا ما قاومناه لذلك وقفنا في تحدي أيها الرفيق ضد هذا المشروع وتمسكنا بمشروعك المتعلق بالنسبية خارج القيد الطائفي ولبنان دائرة انتخابية واحدة، ووقفنا ضد هذا المشروع التفتيتي المذهبي، ولكننا في الوقت عينه، نضع هذه المسألة برسم كل القوى العلمانية وبرسم كل القوى المدنية والقوى الديموقراطية وندعوها إلى التجمع والتوحد في إطار واحد، كما تجمعت قوى السلطة بكافة أطرافها ووقعت على هذا المشروع، يجب على قوى حالة الاعتراض الديموقراطي الوطني أن تتحمل كافة مسؤولياتها في أن تتوحد معا وتتجمع لتقود معركة التغيير الديموقراطي الوطني الحقيقي في فرض وجودها وفي فرض بديلها السياسي بأنها تريد بديلا، تريد دولة مدنية، دولة وطنية، دولة علمانية، دولة ديموقراطية للتغيير".

كما أكد غريب أن "الشيوعيين والقوميين واليساريين والعلمانيين والمدنيين وكل القوى المستقلة وشخصياتها كافة هي أمام امتحان تاريخي كبير في أن تثبت وجودها في هذه اللحظات التاريخية وتنقذ لبنان، وأما أنها إذا استمرت بوضع قدم في لبنان وقدم في مكان آخر عليها أن تغادر هذا الموقع. تعالوا إلى موقع جورج حاوي، إلى موقع الحزب الشيوعي اللبناني ومشروعه الوطني للتغيير الديموقراطي. تجمعوا من موقع المعارضة الوطنية المستقلة وكونوا معا رزمة واحدة في مواجهتهم، وانطلقوا معا، كونوا صفا واحدا وجمعوا مع بعضكم البعض كل المتضررين، وأكرر كل المتضررين أيضا من هذه السلطة ومن دولتها الفاسدة، دولة المحاصصة الطائفية دولة الهدر والفساد".

ورأى "ان هذه السلطة فشلت في معالجة قضايا الناس"، مشيرا إلى "أنها تريد التمديد لنفسها من جديد، وفشلت في إقرار حقوق الناس، والحد الأدنى من مصالحهم وقضاياهم الاجتماعية والمعيشية. لم تؤمن الماء ولا الدواء ولا الكهرباء ولا الضمان الصحي والاستشفاء ولا التعليم ولا نظام التقاعد ولا الحد الأنى للأجور بل زادت المشاكل الإضافية في زيادة المديونية على رؤوس الفقراء. مشروعك أيها الرفيق، مشروع فقراء لبنان لا مشروع الطوائف بل هو مشروع جماهير الطوائف في لبنان الفقيرة المعوزة من كل اللبنانيين في وجه أمراء الطوائف وحيتان المال وتحالفاتهم.

إننا اذ نطرح هذا المشروع فلكي تصل حقوق الناس الاقتصادية والمعيشية ورواتبهم وأجورهم ومساكنهم وأن تحفظ الحد الأدنى من مطالبهم، مطالب النساء ومطالب الشباب ومطالب كل الفئات الاجتماعية والشعبية، فإلى المواجهة المستمرة سنبقى في هذا الخندق".

وختاما، دعا غريب قوى الاعتراض إلى "توحيد صفوفها"، وتوجه إلى "الشهيد حاوي والرفاق بالقول "إن حزبكم أيها الرفيق جورج على مدى عام، منذ المؤتمر الوطني الحادي عشر حتى الآن يتقدم ويتقدم بثقة ثابتة إلى الأمام، انظروا إلى هذه النشاطات والتحركات كيف نزلنا في الأول من أيار 2016 وكيف نزل حزبك أيضا في ال2017 في تظاهرة عيد العمال العالمي احتفالا بالأول من أيار".

ودعا إلى "مزيد من الاستعداد والتنظيم في كل مجال، إلى المبادرات في كل المحطات، لا تنتظروا الأوامر، لا أوامر من قيادة حزبكم بل هي القيادة التي تأتمر بتوجهات المؤتمر الحادي عشر خذوها وترجموها على الأرض، خذوها في المناطق وفي المهمات التفصيلية في القرى وفي القطاعات كافة. خذوها وكونوا جنبا إلى جنب مع بعضكم وكونوا على ثقة أن العام 2018 لن يكون كما العام 2017 هو هو كما تقدمنا هذا العام عن العام 2016 وكونوا على ثقة سنتقدم العام 2018 أيضا. تحية إلى روحك رفيقنا جورج وإلى كافة شهداء الحزب".