المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 12 حزيران/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.june12.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَنَا هُوَ الكَرْمَةُ الحَقِيقِيَّةُ وأَبِي الكَرَّام. كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لا يَحْمِلُ ثَمَرًا يَقْطَعُهُ، وكُلُّ غُصْنٍ يَحْمِلُ ثَمَرًا يُنَقِّيهِ لِيَحْمِلَ ثَمَرًا أَكْثَر

هذَا هُوَ ٱلحَجَرُ ٱلَّذِي ٱحْتَقَرْتُمُوه، أَيُّهَا ٱلبَنَّاؤُون، وٱلَّذِي صَارَ رَأْسَ ٱلزَّاوِيَة

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشور في جريدة السياسة/السلاح المتفلت من أعراض احتلال “حزب الله” للبنان/12 حزيران

 

عناوين الأخبار اللبنانية

د.فارس سعيد: معادلة عهد العماد عون: الامن لحزب الله و الأمان لفساد وازدهار السياسيين

محمد بيضون لـ "الأنباء": برّي لم يُثبت أي كفاءة خلال مرحلة التفاوض حول قانون الإنتخاب

القانون العتيد إفرغ النسبية من مضمونها جراء توزيعها على 15 دائرة انتخابية

عن الإصلاح والتغيير والإبراء المستحيل

خلوة القدس توأم العواصم العربية: لتكن الأماكن المقدسة في فلسطين وجهة مفتوحة لحج المؤمنين بحرية وبلا قيود

بيان من عائلة الحاج حسن تتهم قيادات في حزب الله بشن حملة تشويه على وزير العائلة

الرئيس القبرصي وصل الى بيروت في زيارة رسمية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 11/6/2017

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

ثلاث اتهامات خطيرة ستضع حزب الله بمواجهة «مجلس الأمن/إعداد وسام الأمين/جنوبية

بعد انفجار الأزمة الخليجية مع قطر.. لبنان في خطر؟

نوفل ضو لموقع “المرده”: 13 حزيران واحد من الجروحات البليغة

رئيس الجمهورية يهنئ رفعت عيد المتهم بتفجيري التقوى والسلام!

صحيفة «الشرق الأوسط» تتهم قطر بتمويل حرب نهر البارد في شمال لبنان

العجوز: يجب تأديب القيادة القطرية على أسلوبها المرفوض في توتير العلاقات العربية العربية وزعزعة الاستقرار

سيرج داغر لصوت لبنان: غازي كنعان وعهد الوصاية لم يكونا بوقاحة هذا العهد

القانون جاهز ولن يعلن قبل اللحظة الأخيرة تجنباً للاعتراضات

عائلة النائب عيدو أحيت الذكرة العاشرة لاستشهاده بحضور الحريري

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الكويت تؤكد استعداد قطر للاستماع إلى «هواجس ومشاغل» دول الخليج

الجيش الأردني يقتل خمسة قرب الحدود السورية

نتانياهو يدعو إلى حل وكالة «أونروا»

مقتل 22 في اشتباك قبلي في جنوب إيران

جندي أفغاني يقتل ثلاثة جنود أميركيين ويصيب آخرين

حزب ماكرون وحلفاؤه في فرنسا حصدوا أكثرية ساحقة في الانتخابات التشريعية

سيف القذافي طليق بحماية «أخواله» البراعصة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

جريمة في لبنان/حازم الامين/الحياة

الفساد اللبناني المكشوف يُعطِّل المساعدات/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

الخيار الأخير: وئام أو آلام/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

إخلاء عرسال من النازحين... بعد تفكيك «حزب الله» مراكزه/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

الأب جوزف سويد يفجّر قنبلة: سكتت كتير ورح أفضح الجرايم/الأب جوزف سويد/أليتيا

 التاريخ يعيد ذاته... خلافات التيار والقوات تطغى على تفاهمهما/سيمون أبو فاضل/الديار

ريفي يكشف عن "قوة ضاربة" في معركة طرابلس/زينة طبارة /الأنباء الكويتية

شروط جديدة: 5% عتبة.. لوائح غير مكتملة.. ونقل مقعد طرابلس الى البترون/ميشال نصر/الديار

ظاهرة الدور القطري/خالد الدخيل/الحياة

خالف تُعرف ... على طريقة قطر/الياس حرفوش/الحياة

قطر وورم الأوهام نديم قطيش/نديم قطيش/الشرق الأوسط

هل يحقق الكرد حلمهم أخيراً أم تسقطه صراعاتهم والمحيط/جورج سمعان/الحياة

أمور غير مفهومة في بريطانيا/خيرالله خيرالله/العرب

قطر تشرب من كأسها/محمد أبو الفضل/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الحريري من قصر بعبدا: أجواء اللقاء مع الرئيس عون إيجابية ويجب الإنتهاء من صياغة قانون الانتخاب قبل جلسة مجلس الوزراء

الراعي من حريصا: نأمل ألا نصل إلى أحد الشرين التمديد أو الفراغ وكلاهما مرفوضان ومدانان

قاووق: على لبنان ان يلاقي انجازات الجيشين السوري والعراقي باستكمال المعركة في جرود عرسال ورأس بعلبك

فرنجية في ذكرى مجزرة اهدن: يقولون إنهم ضد التطرف الإسلامي ولكن مشكلتهم الفعلية مع الإعتدال المسيحي ونحن نمد يدنا للجميع ومن يريدنا يعرف العنوان

باسيل في عشاء المعالجين الفيزيائيين: البلد تحت علاج سياسي حقيقي إما أن ننجح به أو نفشل والعلاج هو صحة التمثيل

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

أَنَا هُوَ الكَرْمَةُ الحَقِيقِيَّةُ وأَبِي الكَرَّام. كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لا يَحْمِلُ ثَمَرًا يَقْطَعُهُ، وكُلُّ غُصْنٍ يَحْمِلُ ثَمَرًا يُنَقِّيهِ لِيَحْمِلَ ثَمَرًا أَكْثَر

إنجيل القدّيس يوحنّا15/من01حتى08/:"قالَ الربُّ يَسوعُ: «أَنَا هُوَ الكَرْمَةُ الحَقِيقِيَّةُ وأَبِي الكَرَّام. كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لا يَحْمِلُ ثَمَرًا يَقْطَعُهُ، وكُلُّ غُصْنٍ يَحْمِلُ ثَمَرًا يُنَقِّيهِ لِيَحْمِلَ ثَمَرًا أَكْثَر. أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ بِفَضْلِ الكَلِمَةِ الَّتِي كَلَّمْتُكُم بِهَا. أُثْبُتُوا فِيَّ، وأَنَا فِيكُم. كَمَا أَنَّ الغُصْنَ لا يَقْدِرُ أَنْ يَحْمِلَ ثَمَرًا مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِهِ، إِنْ لَمْ يَثْبُتْ في الكَرْمَة، كَذلِكَ أَنْتُم أَيْضًا إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ. أَنَا هُوَ الكَرْمَةُ وأَنْتُمُ الأَغْصَان. مَنْ يَثْبُتُ فِيَّ وأَنَا فِيه، يَحْمِلُ ثَمَرًا كَثيرًا، لأَنَّكُم بِدُونِي لا تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا. مَنْ لا يَثْبُتُ فِيَّ يُطْرَحُ كَالغُصْنِ خَارِجًا ويَيْبَس. وتُجْمَعُ الأَغْصَانُ اليَابِسَة، وتُطْرَحُ في النَّارِ فَتَحْتَرِق. إِنْ تَثْبُتُوا فِيَّ، وتَثْبُتْ أَقْوَالِي فِيكُم، تَطْلُبُوا مَا تَشَاؤُونَ فَيَكُونَ لَكُم.

بِهذَا يُمَجَّدُ أَبِي أَنْ تَحْمِلُوا ثَمَرًا كَثيرًا، وتَصِيرُوا لي تَلاميذ."

 

هذَا هُوَ ٱلحَجَرُ ٱلَّذِي ٱحْتَقَرْتُمُوه، أَيُّهَا ٱلبَنَّاؤُون، وٱلَّذِي صَارَ رَأْسَ ٱلزَّاوِيَة

سفر أعمال الرسل04/من05حتى12/:"يا إِخْوَتِي، إِجْتَمَعَ في أُورَشَلِيمَ رُؤَسَاءُ ٱلشَّعْب، وٱلشُّيُوخ، وٱلكَتَبَة، وحَنَّانُ عَظِيمُ ٱلأَحْبَار، وقَيَافَا، ويُوحَنَّا، والإِسْكَنْدَر، وكُلُّ أَعْضَاءِ ٱلأُسْرَةِ ٱلحَبْرِيَّة. وأَقَامُوا بُطْرُسَ ويُوحَنَّا في ٱلوَسَط، وأَخَذُوا يَسْأَلُونَهُمَا: «بِأَيِّ قُوَّة، أَو بِأَيِّ ٱسْمٍ فَعَلْتُمَا أَنْتُمَا ذَلِكَ؟». حِينَئِذٍ ٱمْتَلأَ بُطْرُسُ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلقُدُس، وقَالَ لَهُم: «يَا رُؤَسَاءَ ٱلشَّعب، ويَا أَيُّها ٱلشُّيُوخ، إِنْ كُنَّا نُسْتَجْوَبُ ٱليَوْمَ عَنْ إِحْسَانٍ إِلى إِنْسَانٍ مَرِيض، بِمَاذَا نَالَ ٱلخَلاص، فَلْيَكُن مَعْلُومًا عِنْدَ جَمِيعِكُم، وجَمِيعِ شَعْبِ إِسْرَائِيل، أَنَّهُ بِٱسْمٍ يَسُوعَ ٱلمَسيحِ ٱلنَّاصِريّ، ٱلَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُم، وٱلَّذِي أَقَامَهُ ٱللهُ مِنْ بَينِ ٱلأَمْوَات، بِهذَا الٱسْمِ وَقَفَ هذَا ٱلرَّجُلُ أَمَامَكُم مُعَافَى. هذَا هُوَ ٱلحَجَرُ ٱلَّذِي ٱحْتَقَرْتُمُوه، أَيُّهَا ٱلبَنَّاؤُون، وٱلَّذِي صَارَ رَأْسَ ٱلزَّاوِيَة. فلا خَلاصَ بِأَحَدٍ سِوَاه، لأَنَّهُ لَمْ يُعْطَ تَحْتَ ٱلسَّمَاء، بَينَ ٱلنَّاس، إِسْمٌ آخَر، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُص!».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

السلاح المتفلت من أعراض احتلال “حزب الله” للبنان

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشور في جريدة السياسة/السلاح المتفلت من أعراض احتلال “حزب الله” للبنان/12 حزيران/17/اضغط هنا

http://al-seyassah.com/%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d8%a7%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%aa%d9%81%d9%84%d8%aa-%d9%85%d9%86-%d8%a3%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d8%b6-%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d9%84%d8%a7%d9%84-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84/

 

السلاح المتفلت هو عارض من أعراض احتلال حزب الله للبنان

الياس بجاني/10 حزيران/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=56149

نعم وألف نعم للانتفاضة الشعبية اللبنانية التي انطلقت تحت عنوان "انتفاضة الأوادم ضد الزعران"، والتي هي صرخة محقة ومدوية ومؤثرة وإنسانية لأهالي الضحايا الأبرياء الذين سقطوا بالسلاح الفوضوي والمتفلت في مناطق لبنان كافة، وتحديداً في دويلات حزب الله، وتلك القريبة منها أو المحيطة بها.

إن تفلت السلاح في لبنان ليس هو المشكل الأساس على الإطلاق، بل هو مجرد عارض مخيف وقاتل، ونعم، مجرد عارض من أعراض النتائج الكوارثية والتدميرية لجريمة احتلال حزب الله الإرهابي والمذهبي والمجوسي للبنان.

حزب الله هذا الفيلق العسكري الإيراني ومنذ تأسيسه في العام 1982 يحتل لبنان، ويغتال أحراره، ويقمع ويرهب شعبه ويفقره، ويفكك ويُهمّش ويلغي مؤسساته ويعهرها...وفي نفس الوقت يستتبع طروادياً ويخصي سياسياً ووطنياً بقوة الإرهاب والإغتيالات والإغراءات غالبية الأحزاب والمسؤولين والرسميين والحكام ورجال الدين ويحولهم لمجرد أدوات بيده.

حزب الله يقتل الشعب السوري ويدمر سوريا، ويقوم بعمليات إرهابية في كل الدول العربية.

لا يجب أن يغيب عن فكر وثقافة أي لبناني أو عربي، وتحت أي ظرف بأن كل ممارسات حزب الله الإرهابية تتم عن سابق تصور وتصميم، وذلك من ضمن المخطط المجوسي الإحتلالي والتوسعي المعادي لكل ما هو لبناني، ولكل ما هو عربي.

وبالتالي، عمليا فإن حزب الله وراعيته جمهورية الملالي المجوسية وحكامها وعسكرها وحرسها الثوري هم جميعاً أعداء لكل ما هو سلم وأمن واستقرار وقانون وحريات وديمقراطية وتعايش وانفتاح وحضارة.

حزب الله الإرهابي يضرب ويهمش ويفكك مؤسسات الدولة اللبنانية منذ أن أوجدته إيران ليكون ذراعها التدميرية والإرهابية في مواجهة اللبنانيين والعرب.

حزب الله يسوّيق علناً وبوقاحة لثقافة الاستكبار والإستقواء، والفوضى والإستهزاء والإستهتار بالقوانين.

حزب الله يحمي المجرمين والقتلة وقد رفع بعضهم إلى مرتبة القداسة، وتحدياً المجرمين منهم الذين اغتالوا الرئيس رفيق الحريري والعشرات من رموز ثورة الأرز.

حزب الله يماس ويشجع ممارسة تجارة وصناعة وتوزيع وتصدير المخدرات، ويحمي ويحلل ويشرع المتاجرة بالممنوعات كافة... كما أنه ضليع في تبيض الأموال أكان في لبنان أو خارجه.

حزب الله زرع ويزرع "مجاهديه" وخلاياه الإرهابية النائمة في كافة دول العالم.

حزب الله نفذ المئات من عمليات الاغتيال والتفجير والخطف في لبنان والدول العربية وفي العديد من دول العالم.

من هنا فإن كل ما يسببه السلاح المتفلت في لبنان من اغتيالات وقتل و"زعرنات وبهورات وإرهاب" وتعديات وفوضى وسرقات وكوارث وماسي، فهذا كله ناتج عن وضعية الحزب الإحتلالية والإرهابية والمجوسية.

وحتى لا يفقد اللبناني وجهة البوصلة ويتلهى بالأعراض فقط ويهمل أو يتعامى أو ينسى المرض الأساس، فإن لا حل للسلاح المتفلت، ولا عودة للدولة والقانون والأمن، ولا نهاية احالة الفوضى، ولا لجم "وضبضبة للزعران" بغير حل حزب الله، وتجريده من سلاحه، وبتفكيك دويلاته، وبحصر السلاح فقط، وفقط بقوى الدولة اللبنانية الشرعية..

والأهم والضروري جداً هو العمل على تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بلبنان ومنها القرارين 1559 و1701.

ونعم، وبالتأكيد فإن تعليق المشانق والعودة إلى قانون الإعدام لن يحلا المشكل لا من قريب ولا من بعيد..علماً أن عقوبة الإعدام مرفوضة وغير معمول بها في غالبية دول العالم الحر التي تحترم الإنسان وتتقيد بشرعة الحقوق الأممية.

يبقى أن من شاهد وسمع اليوم الكلمات المؤثرة جداً التي ألقاها بعض أهالي ضحايا السلاح المتفلت خلال الوقفة الاحتجاجية في ساحة الشهداء (بيروت) لا بد وأنه بكى وغضب وثار وربما لعن وشتم وكفر وسأل لماذا؟ ومليون لماذا يُسمح بقتل الأبرياء واغتيالهم من قبل زعران ومجرمين دون رادع.

في الخلاصة، إنه من الواجب الوطني والإنساني التعاطف والتعاضد مع أهالي ضحايا السلاح المتفلت، ولكن .. ولكن، من الواجب العقلاني والوجداني والضميري والوطني أيضاً أن لا نضيِّع البوصلة ونتعامى عن المرض الأساس والذي السلاح المتفلت هو مجرد عارض من أعراضه.

إن المرض والمشكل الأساس الذي يعاني منه لبنان واللبنانيين هو احتلال حزب الله وإرهابه وسطوته وهيمنته على الدولة وعلى غالبية حكامنا من رؤساء ونواب وأحزاب وسياسيين وإعلاميين...

وبالتالي، فإن تركيز الجهد فقط على معالجة عارض تفلت السلاح، واجترار شعار "العودة إلى قانون الإعدام" وتعليق المشانق بهدف التعمية والتضليل، ودون الغوص الجدي والفاعل في علاج المرض الأساس واستئصال سرطاناته، وفي نفس الوقت استبدال الرؤساء والوزراء والنواب والمسؤولين وتعرية حقيقة الأحزاب الأدوات بيد حزب الله بغيرهم من الشرفاء والأحرار... فإن هذا التركيز للأسف سوف يبقى ناقصاً ومبتوراً ومجرد مضيعة للوقت.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

د.فارس سعيد: معادلة عهد العماد عون: الامن لحزب الله و الأمان لفساد وازدهار السياسيين

تويتر/11 حزيران/17

*أقدر ان معركة جبيل كسروان الانتخابية ستكون مفاجئة بنتائجها.مزاج الناس معترض..تأخر العهد بقانون وموعد الانتخابات.

*رئيس الجمهورية هنأ بشار الاسد بعيد رمضان.كان من الأفضل لو هنأ الشعب السوري وتمنى له السلام والاستقرار.. تهنئة مجرم لا تليق بِنَا ونرفضها.

*الذرائع الأمنية في لبنان تمنع هذا المشهد ام تضخيمها لتبرير مواكب لا معنى لها بعد استشهاد رفيق الحريري لا معنى للمواكب.

*دخول المسيحيين الى عناوين المنطقة او يكون من باب السلام او لا يكون.. خطوة إيمانية وسياسية والسلام هو ما نرتضيه مع اخواننا المسلمين.

*ينظم لقاء سيدة الجبل اليوم ندوة-خلوة بعنوان "القدس توأم العواصم و طريق الحج من دون قيود".

*معادلة عهد العماد عون: الامن لحزب الله والأمان لفساد وازدهار السياسيين.

*انجاز قانون انتخبات وتأجيل الانتخابات مثل الذي "يحصل على ثياب جديدة ويؤجل حفل زفافه وينتظر العروس"كما قال لي قروي.

*يعاد تشكيل المنطقة من جديد وتحاول الجماعات  الاوطان إيجاد معنى ودور لها للمرحلة القادمة...المسيحيون يحملون رسالة العيش المشترك والسلام.

*لا يقنعني آداء من يتولى الكلام باسم المسيحيين بل يقلقني... قامات صغيرة امام احداث كبيرة.

 

محمد بيضون لـ "الأنباء": برّي لم يُثبت أي كفاءة خلال مرحلة التفاوض حول قانون الإنتخاب

القانون العتيد إفرغ النسبية من مضمونها جراء توزيعها على 15 دائرة انتخابية

الأنباء/11 حزيران/17

رأى النائب والوزير السابق د. محمد عبد الحميد بيضون، أن الخطوة الإيجابية التي أفرزتها رحلة البحث عن قانون انتخاب، هي اعتماد النسبية في النظام الإنتخابي، إلا أن نصيب لبنان واللبنانيين منها لم يكن وفيرا بسبب إفراغها ـ أي النسبية ـ من مضمونها جراء توزيعها على 15 دائرة انتخابية، ما استحدث أحد عشر "معزلاً" مذهبياً، وفق ما يلي: دائرة الزهراني ـ صور على سبيل المثال لا الحصر، تتضمن 1% من غير الطائفة الشيعية، كما تتضمن دائرة النبطية، ودائرة بعلبك الهرمل 10% من غير الشيعة، الأمر الذي إن أظهر شيئا، يظهر استحداث ثلاث كانتونات شيعية مشار اليها أعلاه، واربعة ذات أغلبية مسيحية ساحقة وهي: دائرة المتن، ودائرة جبيل ـ كسروان، ودائرة الكورة ـ زغرتا ـ بشري ـ البترون، ودائرة الأشرفية ـ الرميل ـ الصيفي.

ولفت بيضون في تصريح لـ "الأنباء" الى أن ما زاد في طين مذهبية تقسيم الدوائر الإنتخابية بلة، هو الخطاب الطائفي المهين الذي اعتمده وزير الخارجية جبران باسيل في لعبة التعبئة الشعبية، والذي استدعى ردة فعل لدى المسلمين، وعرّض المسيحيين لمخاطر انفجار حرب أهلية ثانية، ناهيك عن إصرار الثنائي المسيحي على اعتماد الصوت التفضيلي على مستوى القضاء وليس الدائرة الإنتخابية، للتأكيد على حصر عملية الإقتراع من خارج الإختلاط الطائفي، بمعنى آخر يعتبر بيضون، إن القانون الأرثوذكسي وقانون النسبية 15 دائرة كما هو متداول به، وجهان لعملة واحدة، لكون الأخير محاصصة طائفية ومذهبية تنسف اتفاق الطائف من جذوره، وتطيح بمبدأ "النائب يمثل الأمة جمعاء".

واستطرادا، لفت بيضون الى أن الثنائي الشيعي شجع الثنائي المسيحي على الخطاب الطائفي، لا بل تراخى أمام سقف المطالب الباسيلية الطائفية، بشكل أخذ البلاد الى التمزق الطائفي والمذهبي وفقا للروح العشائرية والقبلية التي يمثلها باسيل وغيره في المنظومة السياسية، فيما جوهر اتفاق الطائف نص صراحة وبما لا لبس فيه على المرور بمرحلة انتقالية نحو إلغاء الطائفية السياسية بكل أشكالها ومظاهرها ومندرجاتها، بمعنى آخر يعتبر بيضون أن الرئيس برّي لم يُثبت أي كفاءة خلال مرحلة التفاوض حول قانون الإنتخاب، ولم يتعاطَ بحزم مع مطالب جبران باسيل، وذلك بهدف حماية حجمه الإنتخابي في لعبة المحاصصة وليس حماية الزخم الشيعي العام، في وقت ترفض فيه الطائفة الشيعية استفراد الثنائي الشيعي برسم مصيرها وتعاطيه مع الوقائع بما يؤمن له (أي للثنائي) المصالح الشخصية والخاصة.

وردا على سؤال، لفت بيضون الى وجود أكذوبة كبيرة في لبنان مفادها أن اتفاق الطائف أعطى المسيحيين المناصفة في المجلس النيابي، فيما الحقيقة انه أعطاها للمسلمين وليس العكس، مذكرا بأن عدد النواب في مجلس الـ 72 كان 54 نائبا مسيحيا مقابل 45 نائبا مسلما، فأتى اتفاق الطائف متحدثا عن المناصفة ليرفع من حصة المسلمين ويساويها بحصة المسيحيين، معتبرا من جهة ثانية أن اتفاق الطائف لم يتحدث لا من قريب ولا من بعيد عن انتخابات نيابية ممذهبة، انما تحدث عن 108 نواب مسلمين ومسيحيين منتخبين من مختلف الإنتماءات الطائفية والمذهبية للشعب اللبناني، مستدركا بالقول: "الشعبوية الباسيلية ستأخذ البلاد حال استمرارها دون أي رادع، الى حتمية الإنهيار والسقوط".

وختم بيضون معربا عن اسفه لانكفاء الرئيس الحريري المؤتمن على اتفاق الطائف، عن مناقشة قانون الإنتخاب، وحماية البلاد من شيطان المذهبية والطائفية الذي أطل برأسه من باب مطالب الثنائيين الشيعي والمسيحي اللذين سعيا الى تحقيق المكاسب على حساب الطائفة السنية عموما وتيار المستقبل خصوصا.

 

عن الإصلاح والتغيير والإبراء المستحيل

صدر عن رئيس الجمهورية مرسوم بتعيين محامين للدولة اللبنانية (بتوقيع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ووزيري العدل والمالية) وشاءت الصدف أن يكونوا جميعهم من التيار الوطني الحر !!!

وهؤلاء المحامون هم:

1 . عبد الرحمن نور الدين الحسن .

2 . عادل فؤاد يمين

3 . ربيه سهيل المعلولي

4 . جود مسعد الخوري.

5 . ارلت عساف بجاني.

6 . باربرة سليم جرجس.

7 . برتا عفيف نعيم .

 

خلوة القدس توأم العواصم العربية: لتكن الأماكن المقدسة في فلسطين وجهة مفتوحة لحج المؤمنين بحرية وبلا قيود

الأحد 11 حزيران 2017

وطنية - عقدت في فندق "لو غبريال - الأشرفية، خلوة بعنوان "القدس توأم العواصم العربية - ومقصد الحج والزيارة بلا قيود لجميع المؤمنين"، دعا اليها "لقاء سيدة الجبل" و"مركز تطوير للدراسات" الناشط في مجال الحوار والتفاعل الفلسطيني - اللبناني، وبمشاركة شخصيات لبنانية وفلسطينية، من مسيحيين ومسلمين، مثقفين وباحثين وإعلاميين وحقوقيين وسياسيين، فضلا عن ممثلين لمؤسسات وجمعيات أهلية عاملة، وذلك "دعما لصمود أهلنا في القدس، وتثبيتا لهم على أرضهم، في ظروف الاحتلال والحصار والمصادرة وعمليات التهويد الجارية على قدم وساق في فلسطين المحتلة.

وبعد المداخلات والمداولات أصدر المجتمعون بيانا ونداء اعتبروا فيه انه "بعد سبعين عاما على احتلال فلسطين وتشريد معظم أهلها في منافي اللجوء، وخمسين عاما على احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان السوري وجزء من الأراضي اللبنانية، فضلا عن ضم القدس الشرقية، ما زال الاحتلال هو الاحتلال، بكل ما يسببه من مآس متمادية بفعل إرهاب الدولة، وبوصفه آخر احتلال في هذا العالم. ليس هذا وحسب، بل إن انصراف العالم عن متابعة جهود السلام في الشرق الأوسط - وأساسه القضية الفلسطينية - ورغم وضوح وكفاية المرجعيات المتفق عليها لحل هذه المسألة (مبادرة السلام العربية وحل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة) فإن هذا الانصراف يفاقم الظلم والمأساة المتماديين، ويضع هذه المسألة المركزية على حافة النسيان، خصوصا في أجواء القلق والتشظي المخيمة على منطقتنا العربية في السنوات الأخيرة، جراء العنف الإرهابي المنفلت والمتعدد المرجعيات والأجندات والمكونات".

أضاف البيان: "ولئن كانت ضرورات وأولويات الأنظمة السياسية والدول قد نأت بها عن هذه القضية، إلا أن للشعوب العربية خياراتها الثابتة، وعلى رأسها حريتها في تقرير مصائرها، وحقها في العيش معا بسلام وكرامة، مقابل ضرورات الأنظمة وأولوياتها التي غالبا ما قصرت وتقصر عن الحقوق الأساسية للمواطنين والشعوب، وعليه فإن المجتمعين في هذه الخلوة يرون إلى أنفسهم جزءا من واقع الشعوب العربية، وإلى مصيرهم جزءا من مصيرها الكلي، وإلى تعبيرهم جزءا من حقها في التعبير عن خياراتها الثابتة، وهذا بمعزل عن القيود والإكراهات التي تحكم السلطات والحكومات. وعليه فإن مطالبتنا بأن تكون "القدس توأم العواصم العربية، ومقصد الحج والزيارة بلا قيود لجميع المؤمنين"، مسيحيين ومسلمين ويهودا، إنما تندرج (هذه المطالبة) في سياق نأمل أن يكون مطردا ومتتابعا، هنا وثمة، ليشكل قوة رأي عام ضاغط في اتجاه مختلف القوى والمرجعيات المعنية في العالم، من أجل فك الحصار عن القدس وأهلها، على طريق تحرير كل فلسطين بالسلام الشامل والعادل والدائم".

وأردف: "يأتي لقاؤنا اليوم تأييدا وترسما لثلاث مبادرات كبرى في السنوات الخمس الأخيرة:

- دعوة قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر، في إرشاده الرسولي الخاص بسلام الشرق الأوسط (أيلول 2012)، إلى أن تكون الأماكن المقدسة في فلسطين "وجهة مفتوحة لحج المؤمنين إليها بحرية وبدون تقييد، الأمر الذي يؤازر ويشجع الجماعات المسيحية على البقاء بأمانة وإقدام في هذه الأرض المباركة".

- مبادرة قداسة البابا فرنسيس الأول إلى زيارة الأماكن المقدسة في فلسطين (أيار 2014)، بصحبة كوكبة من إخوته أحبار الكنائس الشرقية، ومن بينهم نيافة الكاردينال بشارة الراعي.

- دعوة القمة العربية الأخيرة في عمان (آذار 2017) العواصم العربية إلى "التوأمة مع مدينة القدس، وكذلك دعوة المؤسسات الحكومية وغير الحكومية العربية، التعليمية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية والصحية، للتوأمة مع المؤسسات المقدسية المماثلة، دعما لمدينة القدس وتعزيزا لصمود أهلها ومؤسساتها".

كذلك يأتي لقاؤنا اليوم تأييدا ل"إعلان الأزهر للمواطنة والعيش المشترك" (آذار 2017)، ثم "مؤتمر الأزهر للمسلمين والمسيحيين في العالم العربي" (28 - 29 نيسان 2017) الذي حضر جلسته الختامية وتحدث فيها قداسة البابا فرنسيس، تمهيدا لعقد مؤتمر مسيحي - إسلامي عتيد للسلام العالمي في حاضرة الفاتيكان، كما يأتي تعضيدا مسبقا لمؤتمر سيدة اللويزة اللبناني، في أوائل تموز المقبل، بدعوة من هيئة المتابعة اللبنانية لمؤتمر الأزهر الأخير وبرعاية نيافة الكاردينال بشارة الراعي".

ورأى المجتمعون في هذه الخلوة، ولا سيما المسيحيون اللبنانيون من بينهم، "أن ارتقاء اهتمامهم إلى مستوى المسائل الكبرى في المنطقة، والتي تمس وجودهم ومصيرهم بالذات، إنما هو (هذا الإرتقاء) يصب في صلب مصلحة المسيحيين، لأنه يؤهلهم للحضور والمشاركة في هذه اللحظة التي يعاد فيها رسم الخرائط والمصائر، فإن هم غرقوا في محلياتهم، فاتهم القطار السريع".

وأعلنوا انهم "هيئة متابعة دائمة في لبنان لنصرة القدس، بأمانة "لقاء سيدة الجبل" و"مركز تطوير للدراسات"، وسيتوجهون إلى الاتصال والمتابعة مع مختلف الجهات المعنية في لبنان والخارج، كما سيدعون إلى لقاءات تشاورية من أجل مبادرات وفعاليات في إطار هذا الاهتمام المشترك".

سعيد

وكان قد تحدث النائب السابق الدكتور فارس سعيد في الخلوة وقال: "نجتمع اليوم بدعوة من "لقاء سيدة الجبل" ومشاركة "مركز تطوير للدراسات الفلسطينية" من اجل القدس، أولى القبلتين ومهد المسيح وقيامته، ولمناسبة مرور خمسين عاما على احتلالها، لنتشاور معكم في قضايا إيمانية ووطنية ترتبط بعالمنا المعاصر وتساهم في دعم مبادرات بابوات روما، من بولس السادس ويوحنا بولس الثاني إلى بنديكتوس السادس عشر وفرنسيس الأول، وأحبار كنائس الشرق في دعوتهم إلى فتح طريق الحج أمام المؤمنين من دون قيود.

قد تبدو هذه الخلوة - الندوة للوهلة الأولى خارج السياق اللبناني الداخلي الذي فرض علينا عناوين، تبدأ ولا تنتهي بهواجس الطوائف وقانون الانتخابات والتعيينات وخلافات كبيرة وصغيرة لا حصر لها. لكن هذه الخطوة التي نقدم عليها اليوم تندرج - وفق تقديرنا - في صلب الحدث المركزي المتمثل بإعادة رسم معالم المنطقة على أسس جديدة".

وأشار الى "ان لقاء سيدة الجبل، الذي يحمل هما مسيحيا ولبنانيا وعربيا وإنسانيا، يرى من واجب المسيحيين اللبنانيين أن يحددوا لأنفسهم في هذه اللحظات الحرجة دورا مفيدا لأنفسهم وللمنطقة، ومنسجما مع خياراتهم الأساسية في المفاصل التاريخية، منذ تأسيس المدرسة المارونية في روما عام 1584، وأول مطبعة في الشرق عام 1710، مرورا بلبنان الكبير عام 1920 وطنا للعيش المشترك على اساس "الوطنية السياسية لا الدينية، للمرة الأولى في الشرق" كما جاء في خطاب البطريرك الياس الحويك أمام مؤتمر السلام في باريس، وصولا إلى الميثاق والاستقلال، ثم الازدهار الاقتصادي والاجتماعي الذي عرفناه حتى أواسط السبعينيات من القرن الماضي، وهذه الخيارات إنما تأسست على فهم طليعي وتنويري لمعنى لبنان ورسالته في العالم، جسر وصل بين الشرق والغرب، وداعية سلام واستقرار، فضلا عن ارتباط هذه الخيارات بعمق الإيمان المسيحي".

واعتبر "ان ضمان بقاء المسيحيين وسط الظروف الكالحة التي تمتد على مساحة المنطقة لا يتوقف على قانون انتخابي أو محاصصة سياسية، إنما يرتبط أساسا، أولا وأخيرا، بدورهم المستند إلى معنى لبنان. فإذا اهتز الدور واهتز المعنى، تراجع الوجود وتحولت مكتسباتهم السياسية إلى مجرد كراس، وحضورهم الثقافي إلى مجرد لون باهت في لوحة كثيرة الألوان".

وتوجه الى الفلسطينيين بالقول: "لقد مرت العلاقات اللبنانية - الفلسطينية والمسيحية - الفلسطينية خصوصا بمراحل ود ووفاق وتعاطف، ومراحل أخرى شهدت انخراطنا جميعا في حرب أهلية مدمرة للجميع.

وبعدما نقل الفلسطينيون مركز نضالهم من لبنان إلى داخل فلسطين، وصدر في 7 كانون الثاني 2008 "إعلان فلسطين من لبنان"، مرتكزا على مراجعة فلسطينية شجاعة أدانت تدخل منظمة التحرير في الشؤون اللبنانية، استقامت علاقتنا مع الفلسطينيين، حتى وصلنا إلى لحظة الشعور بان ما يجمعنا اليوم يتجاوز خلافاتنا الماضية التي ذهبت إلى غير رجعة، كما كتبنا في "إعلان بيروت" عام 2004.

نرجو أن تساهم هذه الخلوة وغيرها في إزاحة الإلتباسات الموروثة ورسم معالم تعاون مشترك، بما يضمن حق الشعب اللبناني في بناء دولته المستقلة السيدة على أراضيها كاملة، ويضمن للشعب الفلسطيني عودته الآمنة والكريمة إلى وطنه".

وأضاف: "نعيش في لبنان والعالم العربي لحظات حاسمة، تتلخص بانهيارات لأنظمة، وشطب لحدود مرسومة وحتى دول، وحروب مذهبية وعنف كلامي وغير أخلاقي من كل حدب وصوب.

في إمكاننا الإنكفاء عن الأحداث وانتظار نتائج المعارك الدائرة كي نتكيف مع الرابحين فيها، إذا كان من رابح، وهذا انتظار قاتل سيؤدي إلى تهميشنا.

وفي إمكاننا الدخول في تحالف الأقليات في وجه الغالبية الإسلامية، ظنا منا أن هذا التحالف سيشكل ضمانا لنا في وجه الأكثرية. هذا الطريق سيؤدي إلى اصطدامنا ولأجيال مع أكثرية عددية قادرة مع الأيام على حسم الصراع لصالحها".

واردف: "بإمكاننا الغرق في محلياتنا السياسية بذريعة أن أحداث المنطقة لا تعنينا، قائلين بأننا ننظر إلى هذه الأحداث بعين القلق وبأنه "عند تغيير الدول إحفظ رأسك".

لكن، ما نعرضه اليوم هو مبادرة في اتجاه السلام ومن أجل السلام، لأنه لا بديل من السلام إلا السلام. ولأن المسيحيين لا يعيشون هنا ولا يزدهرون إلا في ظل الاستقرار والسلام، ومبادرتنا أو دعوتنا هي أن تكون القدس مدينة مفتوحة لأتباع جميع الديانات، مسلمين ومسيحيين ويهودا.

لقد غادر لبنان منذ بداية حرب ال1975 أكثر من مليون مسيحي، وغادر المنطقة منذ بداية الأحداث الأخيرة نحو ثلاثة ملايين مسيحي، وبقينا نحن. فإما أن نرحل مشردين في كل بقاع العالم، أو نبقى في أرض أجدادنا وآبائنا وحيث رجاؤنا في القيامة. نعلن من موقعنا المسيحي واللبناني والعربي:

- يربطنا مع المسلمين ماض مشترك وحاضر مشترك ومستقبل مشترك.

- ننتسب بأوضح الصور إلى العالم العربي، وسنسعى مع إخواننا المسلمين لأن يصبح أكثر إنسانية وديموقراطية ومعاصرة.

- ما يرتضيه الفلسطينيون لأنفسهم هو ما نريده لحل الصراع العربي الاسرائيلي، ونتمسك بالمبادرة العربية للسلام - بيروت 2002".

وختم سعيد قائلا: "أيها المسيحيون، بل أيها اللبنانيون، بربكم دلوني على بلد كبير أو صغير في هذا الشرق الأوسط الكبير، قيل عنه بأنه "أكثر من بلد إنه رسالة". كما قيل عن لبنان.

دعوتنا هي إلى الحكومات والسلطات العربية وإلى المراجع الدولية وأيضا المراجع الروحية، الإسلامية والمسيحية، من أجل رفع القيود والموانع التي تحول دون إمكانية الحج والزيارة والتبرك في القدس أمام جميع المؤمنين. دعوتنا هي أن تكون "القدس مدينة مفتوحة للجميع"، وأن يكون السلام عنوانا لنضالنا السياسي والروحي كي ننقذ لبنان وأنفسنا ونكون أوفياء للرسالة".

الحاج

الكلمة التي ألقيتها في ندوة "لقاء سيدة الجبل" و"مؤسسة تطوير للدراسات الفلسطينية"، في فندق "لوغبريال"- الأشرفية، الأحد 11 حزيران:

لماذا، اليوم، ندوة عن "القدس توأم العواصم العربية، ومقصد الحج، والزيارة بلا قيود لجميع المؤمنين؟"

السؤال مبرر، ما دامت كل الأنظار متجهة إقليمياً إلى الخليج العربي، بفعل النزاع بين قطر ودول مجلس التعاون، وإلى تطورات سوريا والعراق، ومحلياً إلى مشاريع قوانين الانتخابات وحصص الانتخابات وزمن التمديد، فضلاً عن الجرائم والتعيينات، وسائر آلام الشعب اللبناني.

لماذا في هذه الظروف يدعو لقاء سيدة الجبل، هذا اللقاء الفكري الذي يطل على الهموم الوطنية والعربية والإنسانية، إلى ندوة عن القدس؟

سيجيب المتحدثون والمتداخلون عن هذا السؤال في كلماتهم، إنما أود في هذه العجالة أن أشير إلى نقطتين مهمتين:

- الأولى أن الصراع المسلح الذي اندلع في لبنان عام 1975 ، أي قبل 42 عاماً من اليوم، بين منظمة التحرير وسائر الفصائل الفلسطينية من جهة، والأحزاب اللبنانية المسيحية من جهة أخرى، قد أصبح من الماضي. وكانت نتيجته كارثة على الجميع . وإذا بقيت منه ذيول في بعض المخيمات والأنحاء، فإن من واجبات السلطة اللبنانية كما السلطة الفلسطينية أن تضع حلولاً لها وتطبقها.

- الثانية تتعلق بالمسيحيين في لبنان، وهي تعني كلاً منهم بمفرده، بينه وبين نفسه وأمام ربه:

لا يستطيع المسيحي الزعم أنه يحمل هذه الصفة حقاً – في البعد الروحي وليس الاجتماعي أو السياسي طبعاً- إذا لم يكن فعلاً من تلاميذ يسوع وأخوته، وعلى صورته مثاله. يسوع الذي أحب وأحب حتى مات فداء عمن أحبهم بمن فيهم الذين قتلوه. ونحن كل يوم نصلي "كما نحن نغفر لمن أخطأ وأساء إلينا". هل نفعل ذلك حقاً أم نكذب على أنفسنا وعلى يسوع؟

أذكر هنا عبارة للرئيس الشهيد بشير الجميّل، تعود دوماً إلى أذهان من عاشوا الحرب وعايشوها من جيلنا الملعون: "لقد هوجمنا كمسيحين ودافعنا كلبنانيين". حان الأوان لنهاجم ولكن في اتجاه سلام هذه المنطقة من العالم، وبين كل مكوناتها، وتحت عناوين قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام، وحق الشعوب والأفراد في الحرية والكرامة والحياة كما نصت عليها شرعة حقوق الإنسان.

نحن جزء أساسي متين من شعوب هذه المنطقة . لا نقول إنهم مسلمون، سنة وشيعة في ما بينهم والأمر لا يعنينا، ولا إنهم خلف حدود لبنان الجنوبية مسلمون عرب ويهود ما لنا ولهم، فلننكفئ إلى شؤوننا ونزاعاتنا وهمومنا الداخلية.

إن لم نستطع تغيير الوضع في الواقع فأقله بالفكر والرأي والإيمان والروح. والرأي من وراء هذه الندوة أن لا سلام ثابتاً للمنطقة والعالم – فكم بالحري للبنان- إن لم تحل قضية فلسطين. ويجب ألا تحل قضية فلسطين من غير أن تكون لنا مساهمة فيها، أقله من باب الدعوة إلى حماية الأماكن المقدسة فيها، والمناداة بالقدس مدينة مفتوحة لأتباع الأديان الابراهيمية الثلاثة، ودعوة السلطات اللبنانية والعربية إلى إتاحة المجال أمام الجميع لزيارة الأراضي المقدسة والحج إليها، من غير أن يعني ذلك تطبيعاً ولا اعترافاً بأمر احتلالي واقع.

إن بين اللبنانيين والقدس تاريخاً طويلاً من الروابط الروحية والعملية. من قديم الزمان كان اللبنانيون يحجون إليها رغم الأخطار والظروف، كانوا يقصدونها على الخيل وعربات الخيل ثم بالحافلات والقطارات ورحلات الطيران قبل نكبة 1967 . لعلها ليست مصادفة أن عائلة الحاج التي أنتمي إليها – هي بشقها المسيحي في لبنان- أكبر بكثير من عائلة الحاج بشقها المسلم، كما أنها منتشرة في أكثر من خمس وثلاثين قرية وبلدات في كل أنحاء لبنان من شماله إلى بقاعه وجنوبه. لعل التفسير أن المسافة إلى القدس أقرب كثيراً بوسائل الماضي من المسافة إلى مكة المكرمة.

واليوم إذا سألت أي مسيحي في لبنان ما رأيك في الحج ومعاودة الزيارات الدينية إلى القدس سيكون جوابه "يا ريت !". فهذه أمنية مكتومة عند هذه الجماعة التائقة إلى السير على خطى المعلم يسوع، حيث عاش ومات وقبر وقام من أجلنا.

فكيف إذا كانت الزيارة وردة حب وتشجيع إلى إخوة لنا، فلسطينيين صامدين هناك في وجه محاولات نزع هوية القدس عنها ؟

أيها السيدات والسادة

نريد بكل بساطة الإيمان أن نحج إلى القدس.

طوبى للساعين إلى السلام فإنهم أبناء الله يُدعَون.

 

بيان من عائلة الحاج حسن تتهم قيادات في حزب الله بشن حملة تشويه على وزير العائلة

جنوبية/10 يونيو، 2017 /نشر موقع “النشرة الاكتروني” بياناً منسوباً لعائلة الوزير حسين الحاج حسن، ولفت البيان إلى أنّ هناك حملة ضد الوزير بدأت منذ أكثر من عام لاسيما بعد اغتيال القيادي مصطفى بدر الدين. وجاء في البيان أنّ الحملة قد بدأت منذ الانتخابات البلدية في ضيعته حوش النبي، إضافة إلى فتاوى شرعية بحق محامي الوزير السيد أشرف الموسوي وتناوله بالقدح والذم على مواقع التواصل. وبحسب البيان فإنّ عناصر من حزب الله هم الذين ألقوا القبض على عباس فؤاد الحاج حسن والذي هو ابن أخ لشهيدين ولمسؤول في الحزب ولوالده تاريخه المشرف، بينما عمدت وسائل الإعلام بحسب البيان إلى التعريف عنه على أنّه ابن شقيق  الوزير حسين الحاج حسن وذلك لنواياهم الخبيثة. وأكد البيان أنّ العائلة لن تسكت أمام هذه الحملة المنظمة التي تسبق الانتخابات النيابية، مشيراً إلى أنّ الشيخ نعيم قاسم ونجله محمد يقومان بعملية نصيب واحتيال وأنّ هناك 27 مليون دولار قاما بنصبهم على صلاح عز الدين. متسائلاً من أين لنعيم قاسم هذه الأموال، ومن أين لمسؤول اللجنة الأمنية السابق أحمد مشيك الأموال الهائلة. وتوجه البيان إلى النائب محمد فنيش معلقاً “من كتر الإيمان كان يعطي العالم بدل الدواء جفصين وأدوية مهربة”.مضيفاً “والحاج حسين نصرالله سرق أموال اليتامى فيما النائب الموسوي تاجر وصاحب معامل كبتاغون، وحسن النمر سارق أموال” وختم البيان “والشيخ يزبك ألم يبيع ابنه سلاحاً للمعارضة السورية، والشيخ باقر محمد الحاج حسن ألم يقوم بتغطية المهربين”.

 

الرئيس القبرصي وصل الى بيروت في زيارة رسمية

الأحد 11 حزيران 2017/وطنية - وصل رئيس جمهورية قبرص Nicos Anastasides وقرينته السيدة Andri Anastasides والوفد الرسمي المرافق الى بيروت عند الثامنة وخمس واربعين دقيقة من صباح اليوم، في زيارة رسمية تستمر اربعة ايام. ولدى وصول طائرة الرئيس القبرصي الى مطار رفيق الحريري الدولي، صعد مدير المراسم والعلاقات العامة في رئاسة الجمهورية الدكتور نبيل شديد وسفيرة قبرص لدى لبنان الى الطائرة لدعوة الرئيس الضيف وقرينته الى النزول، حيث كان في استقبالهما على ارض المطار الوزير المرافق وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا التويني، سفير لبنان في قبرص يوسف صدقة ، محافظ الجنوب وجبل لبنان منصور ضو، قائد منطقة جبل لبنان الاقليمية في قوى الامن الداخلي العميد جهاد حويك وقائد جهاز امن المطار العميد جورج ضومط. وتوجه الرئيس الضيف وقرينته والوزير المرافق بين ثلة من لواء الحرس الجمهوري، وبعد استراحة في القاعة الرئاسية توجهوا والوفد الرسمي من المطار الى مقر الاقامة في فندق فينيسيا. حيث سيكون للرئيس الضيف برنامج خاص طيلة هذا اليوم، على ان يقام الاستقبال الرسمي ظهر غد في القصر الجمهوري يعقبه محادثات رسمية بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس القبرصي تليها محادثات موسعة يعقبها مؤتمر صحافي مشترك، ويقيم الرئيس عون واللبنانية الاولى السيدة نادية الشامي عون مأدبة غداء رسمية على شرف الرئيس الضيف وقرينته.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 11/6/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

تسارعت التطورات ايجابا باتجاه انجاز التفاهم على مشروع قانون للانتخاب غدا، أو بعده على أبعد تقدير، ليكون جاهزا للاقرار في جلسة مجلس الوزراء الأربعاء المقبل، على أن يصادق عليه المجلس النيابي يوم الجمعة، هذا إذا سارت الأمور في السياق الايجابي كما أشرنا، أما إذا لم يتم ذلك، فان الرئيس بري كما تقول أوساطه سيعمد إلى إلغاء جلسة الجمعة، وعقد جلسة في التاسع عشر من الحالي للتمديد للمجلس قبل انتهاء ولايته في العشرين منه. وفي لقاء في القصر الجمهوري، شدد الرئيس الحريري على ضرورة الانتهاء من التوافق على قانون الانتخاب قبل جلسة مجلس الوزراء.

وفي الخارج، اتجاه لتفاهم خليجي على حلول للأزمة مع قطر تقوم على ترحيل القيادات المسماة بالمتطرفة، وعقد مؤتمر لمجلس دول التعاون الخليجي تدعى اليه مصر لاتمام هذه الحلول. وإذا لم يتم ذلك، فإن الأزمة مستفحلة وسيكون هناك صراع على الحكم في قطر.

وفي فرنسا، انتخابات تشريعية يأمل الرئيس ماكرون ان تأتي لصالحه لينطلق عهده كما يشتهي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

ثلاثة أيام تفصل بين القانون واللاقانون. ثلاثة أيام وتتكشف مواقف من انحاز إلى استسهال استنزاف الوقت لبيع الناس أوهاما، وبين من يستعجل الوقت للوصول إلى نتيجة تبعد خطر الفراغ عن الدولة ومؤسساتها.

ثلاثة أيام مصيرية تفصل بين اللعب والجد، فمن أراد قانونا بالفعل، عليه انزال الاثقال التي رفعها أوهاما يبيعها للناس في "تجرة" مكشوفة، لا تخدم القضايا الأساسية لهؤلاء الناس. فاللعب بالوقت الضائع لم يعد متاحا في الفترة الفاصلة، فما سيخرج عن جلسة الحكومة الأربعاء سيكشف لا النوايا وحسب، إنما مصير البلاد والمؤسسات.

الرئيس الحريري قال اليوم من بعبدا: يجب أن ننتهي من قانون الانتخاب قبل الأربعاء. والوزير علي حسن خليل قال: المسألة أصبحت مسألة أيام وهي لا تحتمل منطق التشاطر أو تسجيل الانتصارات الوهمية. والمعطيات الخارجة من كواليس الأطراف المؤثرة، تؤشر إلى قرب الاتفاق.

مصادر الـ NBN تختصر اللحظة بأن الأجواء الآن إيجابية، وان لم تحسم نهائيا بعد، وأن بعض الطروحات المستجدة هي التي ما زالت تؤخر البت النهائي. وتؤكد أن النقطتين العالقتين إلى الآن: الصوت التفضيلي ومقاعد المغتربين. وهما أمران لا يجب أن يطيحا بالاتفاق.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

من شعار "باقية وتتمدد"، إلى واقع "فانية وتتبدد"، هو حال "داعش" بعد ثلاث سنوات على احتلال التنظيم الارهابي مدينة الموصل العراقية. فأحياء العاصمة المزعومة لخلافة أبو بكر الغدادي تتساقط بأيدي الجيش والحشد الشعبي العراقي، الواحد تلو الآخر، والجيشان على طرفي الحدود مصممان على اعادة بث الدماء في شرايين التواصل بين العراق وسوريا، التي قطعها التنظيم بدفع من رعاته الاقليميين والدوليين.

رعاة انقلبوا على أنفسهم، وقطعوا طرق التواصل بينهم، إلى حد أن منظمة العفو الدولية حذرت من أن الأزمة بين قطر من جهة والسعودية والامارات والبحرين من جهة ثانية، تهدد بتفكيك أسر خليجية وقطع مصادر رزقها.

في لبنان، ارتفاع في معدل الجريمة ونوعها يهدد بتفكك المجتمع، والأسباب تتعدد من اقتصادية إلى اجتماعية إلى أمنية، دون أن ننسى "داعش" واخواتها، الجهة التي ساهمت باستسهال الجرائم وتفننت في ارتكابها مع مشاهد الاعدامات وقطع الرؤوس على وسائل التواصل الاجتماعي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

نظريا، خارطة الطريق لانتاج قانون جديد للانتخابات أصبحت واضحة، فمجلس الوزراء سينعقد الأربعاء المقبل، وعلى جدول أعماله 47 بندا أولها قانون الانتخاب. وقد علمت الـmtv ان الرئيسين عون والحريري اتفقا في اجتماعهما اليوم، على ضرورة تسهيل تمرير القانون في جلسة الأربعاء، فإذا حصل هذا الأمر، وهو المرجح، فإن كرة النار ستنتقل إلى مجلس النواب الذي يجتمع الجمعة لاقرار القانون ببند وحيد. ما يعني اننا لن نصل إلى عطلة نهاية الأسبوع المقبل، إلا ويكون القانون المنتظر قد أبصر النور بعد مخاض استمر حوالى خمس سنوات.

توازيا، يتابع الرأي العام باستهجان واستغراب ما تقوم به إحدى محطات التلفزة انطلاقا من قضية فرح قصاب، فهذه المحطة تستغل حالة التعاطف الشعبي مع مأساة قصاب لتنصب نفسها محققا وقاضيا، ولتدين وتجرم، قبل ان يصدر القضاء حكمه، وعندما تصدى القضاء لهذا الأمر حولت المحطة معركتها ضد القضاء، وأخذت تهاجمه.

ان القضاء يصدر أحكامه باسم الشعب اللبناني، فباسم من تصدر هذه المحطة أحكامها؟، وكيف تسمح لنفسها ان تهاجم القضاء؟، وهل بمهاجمة حراس هيكل القانون بطريقة استعراضية- فضائحية- شعبوية، يسود الحق وتبنى الدولة وتتعزز المؤسسات؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

بدءا من الغد، ثلاثة أيام تفصل عن البت المفترض لمشروع قانون الانتخاب على طاولة مجلس الوزراء، وخمسة أيام عن خروجه من ساحة النجمة قانونا معتمدا في الانتخابات التشريعية المقبلة، بعد تمديدين وحوالى ثلاثة عقود- منذ الطائف- من تغييب صحة التمثيل وتطبيق ما نص عليه الدستور من مناصفة وشراكة.

هل حسم الأمر؟، المؤشرات تقول إن النيات الحسنة تخيم على الأجواء، مصحوبة بالعمل على تفكيك آخر العقد والتفاصيل. وعليه، فخطوط الاتصال مفتوحة، والزيارات المعلنة وغير المعلنة، ناشطة وستنشط أكثر في الساعات المقبلة.

وفي هذا السياق، برزت اليوم زيارة رئيس الحكومة لرأس الدولة، وتأكيده ان الأجواء ايجابية، وتشديده على ضرورة انجاز الاتفاق قبل مجلس الوزراء.

إذا ستسلك النسبية طريقها إلى التطبيق للمرة الأولى، مترافقة مع الضوابط حتى لا تذوب الأكثرية بالأقليات، ولا تلغي الأكثريات الأقليات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

هل من علاقة سببية بين "رخص السلاح" و"رخص بني آدم" في لبنان؟، وما هو الرابط بين "ترخيص السلاح" و"ترخيص حياة الإنسان" في لبنان؟.

أما السؤال الجوهري فهو: لماذا لا تزال رخص حمل السلاح بين أيدي المواطنين؟، ولماذا يحتاج اللبناني إلى رخصة حمل سلاح، إذا كانت للحماية، فلماذا هناك جيش لبناني وقوى أمن داخلي وأمن عام وأمن دولة وشرطة بلدية وشركات حماية خاصة؟، إذا كان كل هؤلاء لا يحمون ولا يوحون بالثقة للحماية، فهل بطاقة حمل السلاح تعوض عنهم جميعا، وتحمي؟.

المسألة أبعد من ذلك، بالتأكيد رخصة حمل السلاح ليست للحماية لأن المواطن اللبناني بات في حاجة إلى الحماية منها، بدل الاحتماء بها. وقد نكون نطرح هذه الإشكالية، لا بل المعضلة، في الوقت الخطأ. فالإنتخابات النيابية على الأبواب، والرخصة رشوة للناخب يقدمها النائب أو المرشح، تماما كما يقدم الزفت للنائب ليمنن به الناخب.

إشكالية رخصة حمل السلاح يجب ان تطرح من زاوية إلغاء هذه العاهة من العادات والتقاليد اللبنانية، فحملة التراخيص يبلغ عددهم الآلاف، ما يتيح لهم إنشاء جيش، لكنه جيش لا رأس له ولا هرمية، وكل حامل ترخيص "فاتح على حسابه"، يضاف إلى ذلك بالتأكيد السلاح المتفلت غير المرخص.

ولكن ما هو مرخص وما هو غير مرخص، يلتقيان عند اعتبار اننا نعيش في "جمهورية رعب"، فكل مواطن خارج بيته مشروع ضحية، وكل مواطن عائد إلى بيته، مشروع ضحية، وكل مواطن في سهرة، مشروع ضحية، وعلى الدولة ان تقرر: إما أن ترخص القتل حين ترخص حمل السلاح، وإما ان تحمي الضحايا قبل ان يدخلوا في سجلات الضحايا.

بعيدا من معضلة السلاح الفردي، أين أصبح قانون الانتخابات؟. غدا الإثنين المهلة الأخيرة ليتسلم الوزراء مشروع القانون، أي قبل ثمان وأربعين ساعة من جلسة مجلس الوزراء، ومجلس الوزراء، في حال إقرار القانون يجب ان يحيله فورا إلى مجلس النواب قبل 48 ساعة من التئام الهيئة العامة.

وبما ان الجلسة يوم الجمعة في 16 حزيران، يفترض بمجلس الوزراء ان ينجز القانون بعد غد الأربعاء، بصرف النظر عن المدى الذي بلغه القانون، فإن هناك مهلا قاتلة، ليس في الإمكان تجاوزها أو القفز فوقها، وللدلالة على الوقت الضاغط وحتمية الوصول إلى قانون، فإن الرئيس الحريري زار بعبدا اليوم والتقى الرئيس عون.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

... وفي الأسبوع الأخير، على مشارف العشرين من حزيران، قبل دخول مجلس النواب في الوقت الضائع، بين الفراغ أو التمديد أو العودة إلى قانون الستين، يبدو أن الأجواء لا تزال إيجابية للتوصل إلى قانون جديد للانتخابات، لكن هامش الوقت بات ضيقا جدا جدا. والتفاصيل الأخيرة، ربما، يسكن فيها الشيطان.

رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري التقى رئيس الجمهورية ميشال عون على مدى ساعة ونصف الساعة، وأعلن من القصر الجمهوري أن الأجواء إيجابية، داعيا إلى الانتهاء من صياغة مشروع قانون الانتخاب قبل جلسة مجلس الوزراء الأربعاء.

الدولة التي يهددها فراغ مجلس النواب، كان الرئيس الحريري أكد من البقاع أمس أنها لا تحتمل ازدواجية لا في الأمن ولا في السلطة، وسيكون له إطلالة ثانية من البقاع بعد قليل، بعدما استقبله الآلاف أمس وتشارك معهم افطار رمضان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

البلاد معلقة على موعدين: أربعاء الحكومة وجمعة مجلس النواب. وما بينهما يتمرجح حبل الفراغ حول الدولة، حكومة ومجلسا ومؤسسات، وفي رصد حركة القانون، انتشرت عوارض التفاؤل الشديد اللهجة، وخطف رئيس الحكومة زيارة حث إلى قصر بعبدا، مؤكدا أنه يجب الانتهاء من قانون الانتخاب قبل جلسة الحكومة.

لقاء عون- الحريري كان في حديقة القصر، حيث أحيط بالرئيسين جو من خضرة المكان. وتداول الطرفان القانون "على الواقف" حينا، ومشيا على الأقدام حينا أخرى. ولكن لم يتفوق أحد على إيجابية النائب جورج عدوان الذي سيحمل القانون إسمه. وهو أكد في اتصال مع "الجديد" أن القانون سيقر الأربعاء، وأعطى نسبة ثمانية وتسعين في المئة لهذا التوجه، ولم يعد هناك من إمكانية للتردد لأن الوقت أصبح ضاغطا. وشرح عدوان بأن العقد المتبقية لا تؤثر على إقرار القانون، أما الخلاف على الصوت التفضيلي وما إذا كان على مستوى الدائرة أم سينحصر بالقضاء، فهذا سوف يترك نقطة لإستمزاج الرأي.

أمام حزمة التفاؤل هذه، ستصبح البلاد على قانون. لكن الأمور مرهونة بالنيات السياسية التي عودت اللبنانيين على دفق الإيجابيات، وانتزعت القرار في اللحظات الأخيرة. بالإمكان أن نصدق عدوان، وهو أثبت دينامية وحراكا قادا إلى هذا الإنجاز، إنما ماذا عن قلق رأس الكنيسة؟، وما الذي يدفع بسيد بكركي إلى وضع الشك في موازاة اليقين؟، حيث أمل البطريرك الراعي اليوم بألا يصل الأمر بالسياسيين، وعن سابق تصميم أو بنتيجة حتمية، إلى أحد الشرين: التمديد المفتوح، أو الفراغ في المجلس النيابي، وكلاهما مرفوضان ومدانان أشد الإدانة.

وشك بكركي يظل هاجسا لدى اللبنانيين الذين "جربوا المجرب"، وراهنوا على الانتخابات فحصدوا تمديدين اثنين. واليوم فإن الفراغ يطل كاحتمال لم يسقط. لكن، ووفقا لمصادر سياسية مشاركة في البحث عن القانون، فقد أبلغ وزراء "حزب الله" وحركة "أمل" الاجتماعات الإنتخابية المغلقة، بأن الاستقالة من الحكومة ستقع حالما يقع الفراغ. وفي هذا الإطار رأى وزير المال علي حسن خليل اليوم، أنه إذا وصلنا إلى الفراغ فلن يكون في مجلس النواب فحسب، بل سنشهد فراغا على مستوى الدولة ومؤسساتها، من الحكومة إلى كل المواقع.

والقانون باللهجة الإهدنية، هو مفصل على قياس أشخاص خائفين، وقال زعيم "المردة" النائب سليمان فرنجية في ذكرى اغتيال عائلته: إن الأفرقاء الذين اتفقوا اليوم هم أنفسهم انقلبوا على بكركي. وأضاف إن المسيحيين جربوهم ودفعوا أثمانا، مرة إهدن ومرة الصفرا ومرة شرق صيدا. وقال: حاسبوهم مرة ماذا فعلوا، مئة ألف شهيد نصفهم من المسيحيين "راحوا ع إيدين هول". ورأى أن مشكلتهم ليست مع التطرف الإسلامي إنما مع الاعتدال المسيحي.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

 ثلاث اتهامات خطيرة ستضع حزب الله بمواجهة «مجلس الأمن

إعداد وسام الأمين/جنوبية/ 10 يونيو، 2017

يبدو أن سياسة الرئيس الاميركي دونالد ترامب المتشددة تجاه ايران تدفع باتجاه التصعيد والمواجهة مع حزب الله لتسلك طريقها إلى مجلس الامن الدولي. لم يهدأ متابعو ملف شبكات تمويل حزب الله في مجلسي النواب والكونغرس في أميركا، فرئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب “إد رويس” عقد جلسة استماع للخبراء حول موضوع تمويل “حزب الله” تحت عنوان “مهاجمة شبكات تمويل حزب الله”، وشارك في الجلسة عدد من مسؤولي وزارة العدل والمالية، واخرين قدموا معلوماتهم وآرائهم. وبحسب موقع ايلاف الالكتروني فإن ماثيو ليفيت مدير برنامج ستاين لمكافحة الارهاب في معهد واشنطن وأحد ابرز المختصين بمتابعة الشؤون المالية لحزب الله، طالب باعتبار الحزب “منظمة إجرامية عابرة للحدود”. والجدير ذكره انه في العام الماضي اعلنت تقارير نشرتها الصحف الاميركية أن مدير الاستخبارات الوطنية الاميركية يرغب بطلب تفويض من الرئيس باراك أوباما باستهداف المؤسسات “الإجرامية” العالمية التابعة لـ”حزب الله” اللبناني. حديث ليفيت هذا، جاء بعد إعلان احد مسؤولي وزارة العدل خلال جلسة الاستماع يوم الخميس، عن وجود شبهات تفيد بتورط حزب الله بعمليات “الاتجار بالبشر“، مفيدا ان احد مسؤولي الحزب يعمل على تهريب اللاجئين السوريين إلى افريقيا عبر أوروبا.

وإذا ما صح الكلام الصادر عن مسؤول العدل، فذلك يعني ان الحزب بات يواجه 3 إتهامات، الارهاب وتجارة المخدرات، والاتجار بالبشر.

نحو مجلس الأمن

المعلومات التي حصلت عليها إيلاف، تشير الى ان ملف حزب الله الموضوع اميركيا على لوائح الارهاب، سيصل الى مجلس الامن في محاولة لاصدار قرار أممي يقضي باعتبار الحزب منظمة ارهابية اجرامية بعد ان يأخذ الكونغرس قررا بهذا الشأن. وتضيف المعلومات، ان توفير هذه الادلة (الاتجار بالبشر والمخدرات)، سيضع السلطات اللبنانية في موقف صعب، خصوصا انها موقعة على بروتوكول الامم المتحدة لﻣﻨﻊ ﻭﻗﻤﻊ ﻭﻣﻌﺎﻗﺒﺔ ﺍﻻﺎﺭ ﺑﺎﻷﺷﺨﺎﺹ، والمخدرات، وهذه الاتفاقيات أقرها البرلمان اللبناني بقوانين ولها قوة القانون، كما ان هنالك تقارير متابعة دورية من الامم المتحدة حول التزام لبنان بهذه الاتفاقيات الثلاثة. وفي هذا السياق، كانت أشارت صحيفة “فايننشال تايمز” ان البيت الابيض يدرس فرض عقوبات جديدة على “حزب الله” ومؤيديه الذين يعيقون عمل القيادة في لبنان. وجاء في الصحيفة ان رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس اد رويس فرض عقوبات على شخصيات مؤيدة لحزب الله ومن بينهم الرئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس المجلس النواب نبيه بري. ورأت ان قائمة العقوبات الجديدة التي ستطال اسماء متعاونة مع الحزب ستنعكس بشكل خطيرعلى استقرار لبنان في حال تم بتّها.ولم يستبعد محللون في واشنطن أن تلي هذه العقوبات على حزب الله عقوبات اشد صرامة ضد ايران بسبب استمرارها في اختبار الصواريخ الباليستية على الرغم من الاجراءات والعقوبات التي فرضتها على طهران. وتصف الصحيفة أن العقوبات الاميركية على ايران بانها “ثانوية” لكن تأثيرها شديد لأنه تتصل بإلغاء الاتفاق النووي.

مهمة الوفد اللبناني في اميركا

وكان وفد النيابي – المصرفي اللبناني قد سافر الى واشنطن في شهر أيار الفائت، والتقى مسؤولين أميركيين بشأن العقوبات المالية الجديدة التي يعتزم الكونغرس ان يفرضها على “حزب الله” وعلى شخصيات حليفة له منها قيادة عليا في “حركة أمل” وشخصيات مسيحية مقربة من التيار الوطني الحرّ تربطهم علاقة مالية بالحزب. وعلى الرغم من المرونة التي أبداها الكونغرس في المرة السابقة بالتجاوب مع الوفد اللبناني بإستثناء نواب ووزراء من منظومة العقوبات. استطاع لبنان آنذاك تفادي ذلك، مع المساعي التي قام بها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، عبر ابتكاره لتوليفة قانونية، تجنّب لبنان والمصارف العقوبات، وتسمح في الوقت نفسه، للمقربين من حزب الله ونوابه ووزرائه وبعض رجال الأعمال الذي شملتهم العقوبات، بتحريك حساباتهم المصرفية. وما يثير قلق كبير بشأن إنعكاس العقوبات القادمة على إستقرار لبنان سيما وانه تم الحديث أن العقوبات ستشمل رأس السلطة الرئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس المجلس النواب نبيه بري بحسب ما ذكرت صحيفة “فايننشال تايمز”.

تعاون أميركي سعودي ضد حزب الله

وفي 19 من شهر ايار الفائت برز ما اتفقت عليه كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية على إدراج رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله هاشم صفي الدين على القائمة السوداء. وبحسب تغريدة نشرها مكتب مكافحة الإرهاب التابع لوزارة الخارجية الأمريكية على صفحته تويتر فإنّ هذه هي «المرة الأولى على الإطلاق» التي تعلن فيها وزارة الخارجية الأمريكية ودولة أجنبية «إدراجا مشتركا لأشخاص على قائمة الإرهاب». فيما وصفت وزارة الخارجية الأمريكية هذه الخطوة بأنّها مثال على الشراكة بين البلدين في مكافحة تمويل الإرهاب. هذا وكانت كل من الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية قد صنفتا حزب الله على أنّه منظمة إرهابية، وذلك على خلفية نشاطاته غير المشروعة وانخراطه في الحروب التي تعزز الأزمات في المنطقة.

 

بعد انفجار الأزمة الخليجية مع قطر.. لبنان في خطر؟

السياسة الكويتية/11 حزيران/17/اعتبرت أوساط سياسية متابعة لتطورات الأوضاع المستجدة في المنطقة بعد انفجار الأزمة الخليجية مع قطر، أنه ورغم موقف لبنان الحيادي المتصل بالأزمة، إلا أن لبنان لا يمكن إلا أن يأخذ بعين الاعتبار وجود نحو 500 ألف لبناني في المملكة العربية السعودية والكويت والبحرين وسلطنة عمان، في مقابل عشرات الآلاف من اللبنانيين في قطر، الأمر الذي يفرض حسن التصرف في هذه القضية وعدم السباحة عكس التيار الخليجي حيالها، تفادياً لتعريض مصالح اللبنانيين في البلدان الخليجية لأي خطر، في ظل الظروف البالغة التعقيد التي يعيشها لبنان.

وشدد الوزير السابق أشرف ريفي على ضرورة الوقوف إلى جانب السعودية في سعيها لتوحيد الجهود العربية في مكافحة الإرهاب والاختراق الإيراني للعالم العربي، باعتبارهما وجهين لعملة واحدة، معتبراً أن قمة الرياض الأخيرة تمثل الخيار الصحيح لوقف التلاعب الإيراني بالمنطقة.

وقال إن السعودية حالياً في حالة الدفاع عن النفس وما تقوم به بالتنسيق مع باقي الدول العربية يشكل خط دفاع عن الأمن القومي العربي وعن سلامة الدول العربية التي تعاني من التدخل الإيراني المدمر، حيث زرعت إيران الميليشيات في لبنان والعراق واليمن، وتدعم نظام الأسد في قتل شعبه، مشدداً على أن أي خروج عن مبادئ قمة الرياض وأي تعاون مع إيران مرفوض.

 

نوفل ضو لموقع “المرده”: 13 حزيران واحد من الجروحات البليغة

 موقع المرده/11 حزيران/17/اكد عضو الامانة العامة لقوى 14 اذار نوفل ضو في كلمة لموقع “المرده ” ان “١٣ حزيران واحد من الجروحات البليغة التي أصابت الجسم السياسي لمسيحيي لبنان”. واضاف: “ان ذكراه تثبت سنة بعد سنة قدرة المعنيين على تخطي المهم ووجعهم الشخصي في سبيل المصلحة العامة. ان وحدة الشمال هي اساس من اسس وحدة لبنان التي لا يمكن ان تتحقق الا بتنوع مسيحي ديمقراطي تحت سقف الدولة ومرجعيتها. لقد أتبتت تجارب الحرب القاسية والأثمان الباهظة التي دفعها المسيحيون من خيرة قياداتهم وشبابهم ان الدولة هي الضامنة للتنوع وان حرية العمل السياسي والتعددية هما ميزتان مسيحية ولبنانية من دونهما لا استقرار ولا سلام. نقف باجلال امام ذكرى شهداء ١٣ حزيران وكل شهداء لبنان على امل ان يكون استشهادهم حافزا من اجل نبذ الصراعات واستبدالها بالتنافس الديمقراطي بما يضمن للمسيحيين تعزيز دورهم وحضورهم وللبنان استعادة مناعته وعافيت

 

رئيس الجمهورية يهنئ رفعت عيد المتهم بتفجيري التقوى والسلام!

رصد جنوبية 11 يونيو، 2017 /نشر الصحافي والكاتب السياسي أسعد بشارة عبر صفحته تويتر، صورة لبطاقة تهنئة مرسلة من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى الأمين العام للحزب العربي الديمقراطي العربي رفعت عيد، وذلك في مناسبة شهر رمضان المبارك.

وعلّق بشار عالصورة بـ”تهنئة قلبية بالشهر الفضيل، للمتهم بتفجير مسجدي التقوى والسلام..ما بيفوتك شي من اللياقة”.

 

صحيفة «الشرق الأوسط» تتهم قطر بتمويل حرب نهر البارد في شمال لبنان

جنوبية/11 يونيو، 2017 /كشفت صحيفة «الشرق الأوسط» عن وثائق تثبت تورط “مؤسسة عيد آل ثاني الخيرية” التي تتخذ من قطر مقرا لها، في دعم وتمويل عناصر جماعة «فتح الإسلام» التي قاتلت الجيش اللبناني في معركة نهر البارد. وبحسب الصحيفة فإنّ الجمعية ناشطة في لبنان وقدمت الدعم المالي لحركة الجهاد الاسلامي ولشخصيات من فتح الإسلام. لافتة إلى أنّ الذي يديرها متشدد يهدف إلى إذكاء الطائفية في البيئة اللبنانية. وأشارت الصحيفة إلى أنّ الوثائق توضح أنّ أعضاء المؤسسة اجتمع بعدد من رجال الدين المتشددين في بيروت وطرابلس قبل الانفجار الأمني في المخيم موضحاً أنّه سوف يقدم لهم الدعم ومن الذين اجتمع بهم  جماعة «عصبة الأنصار». واتهمت الصحيفة قطر بوضع مؤسساتها الخيرية لاستقطاب الجماعات التي كانت تحبث عن ممول وعن دعم، وذلك لتنفذ لها مخططاتها. كما وصفت الشرق الأوسط«مؤسسة عيد آل ثاني الخيرية» بالذراع القطري لتمويل الإرهاب.

 

العجوز: يجب تأديب القيادة القطرية على أسلوبها المرفوض في توتير العلاقات العربية العربية وزعزعة الاستقرار

بيروت في 11 حزيران 2017/ وصف رئيس مجلس قيادة حركة الناصريين الأحرار الدكتور زياد العجوز، الدور القطري في المنطقة بالمشبوه والشائك والذي يلعب على التناقضات ويعمل على زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة. وأشار العجوز إلى أن ما قامت به السعودية بقطع علاقاتها مع قطر أمر في غاية الأهمية، خصوصا في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة، فالمملكة استنفدت كل الوسائل من أجل تحقيق إنجاز نوعي لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح وجعل قطر تعود إلى مربعها العربي، وبالتالي كان لا بد من هذا الموقف الحازم. وتابع: للمملكة دور كبير في المنطقة والعالم، وما قامت به ما هو إلا قرار اتخذ بعد محاولات كبيرة لإعادة الأمور إلى نصابها، إلا أن قطر رفضت التراجع عن إساءاتها. وأردف: قطع العلاقات قرار ستثمر نتائجه قريباً من خلال تأديب القيادة القطرية على أسلوبها المرفوض في توتير العلاقات العربية العربية وزعزعة الاستقرار في العديد من الدول.ولفت العجوز لـجريدة «عكاظ» إلى أن «إستراتيجية قطر بنيت على تفتيت المنطقة ودعم الإرهاب وزرع الفتن ودعم المعارضات الداخلية للأنظمة العربية الشقيقة، فما معنى دعم قطر للإخوان والقول بأن إسرائيل دولة شقيقة؟، وما معنى العلاقات القطرية الإيرانية وتوجيه الدعم للنظام الإيراني رغم سياسته العدائية للعرب؟. وأضاف: «قطر تدعم التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق واليمن، وأخيراً علمنا أن هناك قنوات تواصل مع حزب الله من خلال عزمي بشارة، إضافة إلى استضافة إعلامها لمعظم الأبواق الإيرانية في المنطقة من أجل انتقاد المملكة. وأوضح أن المملكة اتخذت قرارها بقطع العلاقات لوقف التعديات القطرية ومحاولاتها لزعزعة الاستقرار الأمني في المنطقة، وعلى القيادة القطرية أن تراجع حساباتها، وأن تعود إلى الحضن العربي بدل دعم الإرهاب.

 

سيرج داغر لصوت لبنان: غازي كنعان وعهد الوصاية لم يكونا بوقاحة هذا العهد

11 حزيران/17/اعتبر عضو المكتب السياسي الكتائبي سيرج داغر أن هناك من يعتبر نفسه فوق الدولة والقانون، مضيفاً: “إما أن نكون دولة أو لا نكون.” داغر وفي حديث لبرنامج “كواليس الأحد” من صوت لبنان، شدد على أن ”غازي كنعان وعهد الوصاية لم يكونا بوقاحة هذا العهد”، مستغرباً: “كيف لوزير الطاقة أن يدّعي على مواطنين عبّروا عن رأيهم؟”. وقال: “كان هناك ثلاثة شركاء في الفساد واليوم أصبحوا أربعة”، واصفاً اياهم بالمافيا. وعن قانون الانتخاب، رأى داغر أن على رأس من يفضل الابقاء على الستين يطالب بقانون انتخابي جديد. وأكد ان حزب الكتائب والمجتمع المدني اضافة الى الثنائية الشيعية يرفضون الستين. ‏ وقال: “نأمل الوصول الى قانون جديد للانتخابات و الستين ليس قانونا بل تمديدا للامر الواقع.”واعتقد ”اننا سنصل إلى قانون 15 دائرة”، معتبراً انه ”فرصة للتغيير لكنهم يحاولون تفخيخه”. وعن الأزمة الخليجية، أشار إلى أن “السعودية لم تطلب منا التدخل في الصراعات بل مشكلتها معنا كانت اننا نقحم انفسنا في هذه الصراعات”.

 

القانون جاهز ولن يعلن قبل اللحظة الأخيرة تجنباً للاعتراضات

"الأنباء الكويتية" - 11 حزيران 2017/قانون الانتخابات يواصل الدوران في دوامة الاتصالات والمشاورات، تيار المستقبل يقول إن القانون سيبصر النور في ربع الساعة الأخيرة، فيما أوساط التيار الوطني الحر تلوح بعملية رئاسية قيصرية. المصادر المتابعة كشفت لـ «الأنباء» عن تفاهم الكتل الأساسية على قانون الانتخابات، وأن التفاهم قائم أيضا على مواصلة الدوران في دوامة الأخذ والرد حتى اللحظة الأخيرة بغاية وضع الكتل والقوى الأخرى المبعدة عن مطبخ هذا القانون، أمام الأمر الواقع تجنبا للاعتراضات الممكنة من جانبهم. المصادر قالت ان القانون المتفاهم عليه نسبي وعلى اساس الخمس عشر دائرة، لكنه ليس بعيدا عن روحية قانون الستين لجهة تقاسم المقاعد النيابية بين القوى السياسية التي أعدته، ولو أن بعض هذه القوى ستخسر الكثير من وزنها النيابي بعد الانتخابات. وأضافت، ان مجلس الوزراء لم يجتمع امس السبت كما كان متوقعا لمناقشة وإقرار القانون قبل جلسة مجلس النواب صباح غد الاثنين، إذ لا مبرر لاجتماع مجلس الوزراء قبل انجاز القانون، وإزالة التجاذبات الحاصلة، حتى داخل صف المتحالفين به، حول ابوته، خصوصا بين التيار الوطني الحر، الذي يعتبره قانون جبران باسيل، بينما ينسبه البعض في صيغته الأخيرة القريبة الانجاز إلى نائب رئيس القوات اللبنانية جورج عدوان.

 

عائلة النائب عيدو أحيت الذكرة العاشرة لاستشهاده بحضور الحريري

الأحد 11 حزيران 2017 /وطنية - أحيت عائلة النائب وليد عيدو، الذكرى العاشرة على استشهاده، حيث تقبلت التعازي بالراحل في دارته في تلة الخياط. وأمت الدارة العديد من الشخصيات السياسية والدينية والاجتماعية، حيث استقبلت زوجته وولداه واخوته واصدقاؤه المعزين. وحضر معزيا رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان يرافقه وفد من مشايخ دار الفتوى، النواب: عاطف مجدلاني، عمار حوري ومحمد قباني والنائب السابق محمد امين عيتاني. كما حضر العديد من الشخصيات السياسية وفاعليات بيروتية ووفود نسائية.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الكويت تؤكد استعداد قطر للاستماع إلى «هواجس ومشاغل» دول الخليج

الحياة/11 حزيران/17/قال وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح في تصريح نقلته «وكالة الأنباء الكويتية» (كونا) اليوم (الأحد)، إن الكويت تؤكد «استعداد الأشقاء في قطر لتفهم حقيقة هواجس ومشاغل أشقائهم والتجاوب مع المساعي السامية تعزيزاً للأمن والاستقرار».

وأعرب الشيخ صباح الحمد الصباح عن تطلعه بأن يتحقق للمساعي الخيرة لأمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الوصول إلى توافق لتهدئة الموقف ومعالجة جذرية لأسباب الخلاف والتوتر في العلاقات الأخوية، مؤكداً «استعداد الأشقاء في قطر لتفهم حقيقة هواجس ومشاغل أشقائهم والتجاوب مع المساعي السامية تعزيزاً للأمن والاستقرار». وقال إن دولة الكويت لن تتخلى عن مساعيها وستواصل جهودها الخيرة في سبيل رأب الصدع وإيجاد حل يحقق المعالجة الجذرية لأسباب الخلاف والتوتر في العلاقات الأخوية. وأشار وزير الخارجية الكويتي إلى قيام أمير البلاد بزيارة إلى كل من السعودية والإمارات وقطر و«بحثه مع الأشقاء السبل الكفيلة بمعالجة هذا التوتر والخلاف والسعي إلى احتوائه انطلاقاً من حرص سموه على الحفاظ على هذه العلاقة الأخوية قوية ومتماسكة بما يدعم المسيرة المباركة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ويحفظ لدوله وحدتها ويعزز من دورها ومكانتها ويحقق آمال وتطلعات أبناء دول المجلس».

وأعرب عن تقدير الكويت البالغ للدول كافة التي أجمعت على دعم جهودها في هذا السياق. بدوره، عبر المغرب اليوم عن استعداده «لبذل مساع حميدة» في الأزمة التي نشبت في الآونة الأخيرة بين قطر ودول عربية، إذا أبدت هذه الأطراف الرغبة في ذلك.

وقال بيان لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية إن العاهل المغربي محمد السادس «منذ اندلاع الأزمة قام باتصالات موسعة ومستمرة مع مختلف الأطراف». وأضاف البيان أن العاهل المغربي دعا «مجموع الأطراف إلى ضبط النفس والتحلي بالحكمة من أجل التخفيف من التوتر وتجاوز هذه الأزمة وتسوية الأسباب التي أدت إليها بشكل نهائي انسجاماً مع الروح التي ظلت سائدة داخل المجلس».

وقال «إذا أبدت الأطراف الرغبة فإن المغرب مستعد لبذل مساع حميدة من أجل تشجيع حوار صريح وشامل على أساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية ومحاربة التطرف الديني والوضوح في المواقف والوفاء بالالتزامات». وجاء في البيان أيضاً أن «المملكة المغربية حرصت على عدم الانزلاق وراء التصريحات واتخاذ المواقف المتسرعة والتي لا تقوم سوى بتأجيج الاختلاف وتعميق الخلافات». وتابع أن «المملكة المغربية تفضل حياداً بناء لا يمكن أن يضعها في خانة الملاحظة السلبية لمنزلق مقلق بين دول شقيقة». وأكد المغرب أن «المملكة التي تربطها علاقات قوية بدول الخليج في المجالات كافة، على رغم أنها بعيدة عنها جغرافياً، تشعر أنها معنية، بشكل وثيق، بهذه الأزمة من دون أن تكون لها صلة مباشرة بها». وكانت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين أصدرت في وقت سابق اليوم، قرارات يتم بموجبها مراعاة الحالات الإنسانية للأسر المشتركة بين البلدان الثلاثة وقطر. ونقلت «وكالة الأنباء السعودية» (واس) عن مصدر مسؤول قوله أنه «عطفاً على البيان الصادر عن المملكة العربية السعودية في شأن قطع العلاقات مع دولة قطر للمبررات الواردة في صيغة القرار وما تضمنه من إجراءات، وما أشار إليه البيان من حرص السعودية على الشعب القطري الشقيق الذي هو امتداد طبيعي وأصيل لإخوانه في وجزء من أرومتها، صدر توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بمراعاة الحالات الإنسانية للأسر المشتركة السعودية - القطرية تقديراً للشعب القطري، وأنه إنفاذاً لهذا التوجيه خصصت وزارة الداخلية رقم هاتف (00966112409111) لتلقي هذه الحالات واتخاذ الإجراءات المناسبة حيالها».

وذكرت «وكالة أنباء البحرين» (بنا) أن الملك حمد بن عيسى آل خليفة «أصدر أمراً بمراعاة الحالات الإنسانية للأسر المشتركة البحرينية - القطرية، وذلك تقديراً للشعب القطري، والذي يمثل امتداداً طبيعياً وأصيلاً لإخوانه في البحرين». وخصصت الداخلية البحرينية رقم هاتف لتلقي تفاصيل هذه الحالات واتخاذ الإجراءات المناسبة.

ونقلت «وكالة أنباء الإمارات» (وام) عن مصدر مسؤول قوله: «وجه رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بمراعاة الحالات الإنسانية للأسر المشتركة الإماراتية - القطرية تقديراً للشعب القطري. وتنفيذاً للتوجيهات خصصت وزارة الداخلية وذكرت «كونا» أن جهود أمير الكويت لرأب الصدع الخليجي، تلقت دعماً دولياً إذ أعلن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في تصريحات سابقة عن دعم أميركي كبير لمساعي وجهود الوساطة التي يقوم بها الشيخ صباح الأحمد للتوصل إلى حل سلمي للأزمة الخليجية قائلاً «نعم سنؤيد جهود الوساطة هذه مع أمير دولة الكويت».ومن جهتها، أعلنت إيطاليا دعمها لجهود الكويت الحميدة للوساطة والحوار لإنهاء التوتر في منطقة الخليج، إذ أكد وزير خارجيتها أنجلينو ألفانو في بيان أن «إيطاليا تؤكد مجدداً ضرورة وقف التصعيد وإتاحة مساحة للوساطة في إطار دول مجلس التعاون الخليجي نفسها». وبدوره أعلن الاتحاد الأوروبي دعمه لمساعي أمير الكويت، إذ أعربت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد فيديريكا موغيريني في تصريح سابق عن دعم الاتحاد الكامل لجهود الوساطة التي يبذلها أمير الكويت لنزع فتيل التوتر في منطقة الخليج. إلى ذلك، ذكرت «واس» أن ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، تلقى اتصالاً اليوم من وزير الخارجية الأميركي. وجرى خلاله استعراض العلاقات الثنائية وبحث تطورات الأوضاع في المنطقة. وأضافت أنه «تم استعراض الجهود المشتركة بين البلدين في محاربة الإرهاب ومكافحة التطرف، وفي مكافحة تمويل المنظمات الإرهابية سعياً إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة». وفي سياق متصل، ذكرت مصادر في وزارة الخارجية التركية اليوم، أن وزير الخارجية الأميركي تيلرسون ونظيره التركي مولود تشاووش أوغلو ناقشا التطورات في سورية والخلاف بين قطر ودول عربية في اتصال هاتفي في وقت متأخر من مساء أمس. ولم تقدم المصادر المزيد من التفاصيل عن الاتصال. وفي طهران، قال مسؤولان اليوم إن إيران أرسلت اليوم أربع طائرات شحن محملة بالأغذية إلى قطر، وتخطط لتزويدها مئة طن من الفاكهة والخضر يومياً، وسط مخاوف من نقص في الإمدادات بعدما قطعت دول كانت تزود قطر القسم الأكبر من وارداتها، علاقتها معها. وأجرت قطر محادثات مع إيران وتركيا لتأمين إمدادات من المياه والأغذية بعد قطع السعودية والإمارات ومصر والبحرين العلاقات مع الدوحة بسبب دعمها الإرهاب. ونقلت وكالة «فارس» للأنباء عن المدير العام للعلاقات العامة في شركة الطيران الإيرانية شاهرخ نوش آبادي قوله أمس «في أعقاب العقوبات على قطر، نقلت الخطوط الإيرانية أغذية وخضاراً إلى ذاك البلد على أربع رحلات».

ونقلت وكالة «تسنيم» للأنباء عن مدير منظمة الصناعات والأعمال والتجارة في إقليم فارس علي همتي قوله اليوم، إن طائرات تحمل الأغذية إلى قطر انطلقت من مدينة شيراز جنوب إيران، وأضاف «سنصدر يومياً 100 طن من الفاكهة والخضر إلى قطر». وقال رئيس «رابطة مصدري الماشية» في إيران اليوم، إنهم صدروا 66 طناً من اللحوم إلى قطر في اليومين الماضيين. ونقلت وكالة «فارس» عن منصور بوريان قوله «سنرسل 90 طناً من اللحوم في الأسبوع المقبل». وكانت قطر التي يقطنها 2.5 مليون نسمة، تستورد 80 في المئة من احتياجاتها الغذائية من جيرانها في الخليج قبل قطع العلاقات.

 

الجيش الأردني يقتل خمسة قرب الحدود السورية

الحياة/11 حزيران/17/قال الجيش الأردني اليوم (الأحد) إن قوات حرس الحدود الأردنية قتلت خمسة أشخاص اقتربوا من حدود البلاد من بلدة التنف الصحراوية السورية حيث تتمركز قوات خاصة أميركية تدرب مقاتلي المعارضة السورية. وأصبحت البلدة بؤرة توتر في الأسابيع الأخيرة مع محاولة مقاتلين مدعومين من إيران الاقتراب من الحامية الأميركية ما دفع طائرات التحالف الأميركية إلى الرد. وتقع التنف قرب طريق دمشق - بغداد السريع وهو طريق استراتيجي كان يوماً طريق إمداد رئيساً للأسلحة الإيرانية القادمة من سورية. وقال الجيش الأردني إنه دمر سيارة ودراجتين ناريتين في الواقعة. ولم يذكر بيان الجيش أي تفاصيل عن هوية الرجال وما إذا كانوا مهربين أو متشددين في منطقة في شمال شرقي الأردن تلتقي فيها حدود العراق وسورية. ولكن البيان قال إن قافلة من تسع سيارات اقتربت قبل إطلاق النار قادمة من منطقة التنف لكنها فرت بعد إطلاق الجيش طلقات تحذيرية. وقال البيان «قوات حرس الحدود تعاملت خلال 72 ساعة الماضية مع تسع سيارات حاولت الاقتراب من الحد الأردني من طريق معبر التنف باتجاه الأراضي الأردنية حيث تم تطبيق قواعد الاشتباك والرماية عليها وتراجع السيارات باتجاه الأراضي السورية». ونفذ تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) هجوماً انتحارياً في نيسان (أبريل) الماضي على قاعدة شديدة التحصين قرب التنف قدرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن ما يتراوح بين 20 و30 مقاتلًا من التنظيم شاركوا فيه. وقصفت طائرات أميركية المتشددين خلال الهجوم. وتعرض الأردن حليف الولايات المتحدة أيضاً لتهديدات من متشددين.

 

نتانياهو يدعو إلى حل وكالة «أونروا»

الحياة/11 حزيران/17/دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اليوم (الأحد) إلى حل «وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا) التي تساعد ملايين اللاجئين الفلسطينيين واتهمها بالتحريض ضد إسرائيل، وقال إنه نقل رسالته إلى السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة. وقال الناطق باسم «أونروا» عدنان أبو حسنة المقيم في غزة، إن نتانياهو يلاحق «خيالاً». وكانت الولايات المتحدة، أكبر حليف لإسرائيل، أكبر متبرع لـ «أونروا» في العام الماضي إذ بلغت قيمة تعهداتها 368 مليون دولار. وقال نتانياهو في تصريحات علنية لمجلس وزرائه في اجتماعه الأسبوعي، إن «أونروا» أبقت على مشكلة اللاجئين الفلسطينيين بدلاً من أن تحلها وإن التحريض على إسرائيل يسود المؤسسات التابعة لها ومنها مدارس. وأضاف «آن الأوان لحل أونروا ودمجها مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة». وقال نتانياهو مشيراً إلى اجتماع عقده في القدس الأربعاء الماضي مع سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي «أبلغتها أن الوقت حان لأن تعيد الأمم المتحدة النظر في وجود أونروا». وأسست الجمعية العامة للأمم المتحدة وكالة «أونروا» في العام 1949 بعد فرار مئات الآلاف من الفلسطينيين أو طردهم من ديارهم خلال حرب 1948 التي أعقبت تأسيس «دولة إسرائيل». وتقول الوكالة إنها تقدم حالياً المساعدة لحوالى خمسة ملايين لاجئ فلسطيني مسجلين في الشرق الأوسط. وقال كبير الناطقين باسم «أونروا» كريس غانيس في رسالة بالبريد الإلكتروني، إن الجمعية العامة وحدها وبغالبية الأصوات هي التي يمكنها تغيير تفويض الوكالة. وأضاف «جددت الجمعية العامة بغالبية كبيرة تفويض أونروا في كانون الأول (ديسمبر) لمدة ثلاث سنوات». وأدلى نتانياهو بتصريحاته هذه بعد يومين من قول «أونروا» إنها اكتشفت جزءاً من نفق يمتد تحت اثنين من مدارسها داخل مخيم للاجئين في قطاع غزة. وقالت «أونروا» إنها احتجت لدى «حركة المقاومة الإسلامية» (حماس) الفلسطينية التي تحكم غزة والتي استخدمت شبكة من الأنفاق أثناء العدوان الإسرائيلي في 2014. ودانت الوكالة وجود النفق باعتباره انتهاكاً للحياد. ونفت «حماس» مسؤوليتها عن شق النفق. وحذر أبو حسنة الذي تحدث بالعبرية لـ «راديو إسرائيل» من أنه إذا «ذهبت أونروا» من قطاع غزة، إذ تعتبر مساعداتها في توفير الغذاء وخدمات التعليم والصحة أساسية، فإن «مليوني شخص سيتحولون إلى أنصار لداعش».

 

مقتل 22 في اشتباك قبلي في جنوب إيران

الحياة/11 حزيران/17/نقلت «وكالة العمال الإيرانية» عن نائب إيراني قوله اليوم (السبت) إن اشتباكاً بين قبيلتين متناحرتين في جنوب إيران خلف 22 قتيلاً أمس. وقال النائب هداية الله خادمي إن «واقعة الليلة الماضية في بلدة رامهورمز (في إقليم خوزستان) ترجع إلى صراع قبلي قديم».وأضاف: «للأسف في اشتباك الليلة الماضية استخدمت أسلحة متطورة وقتل 22 شخصاً». والصراع القبلي شائع في جنوب إيران حيث تندلع معارك مسلحة أحياناً بدوافع مفاهيم العدالة القبلية التقليدية.

 

جندي أفغاني يقتل ثلاثة جنود أميركيين ويصيب آخرين

الحياة/11 حزيران/17/أعلن مسؤولون أميركيون أن ثلاثة جنود أميركيين قتلوا وأصيب رابع أمس (السبت)، عندما فتح جندي أفغاني النار عليهم في شرق أفغانستان. وقال الناطق باسم حاكم إقليم ننكرهار، عطاء الله خوجياني، إن «إطلاق النار وقع في منطقة أشين بإقليم ننكرهار، حيث تقاتل القوات الخاصة الأميركية بجانب القوات الأفغانية ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ومسلحي حركة طالبان». وأضاف أن «الجندي الأفغاني قتل كذلك في الحادث»، متابعاً «سبب إطلاق النار غير واضح. بدأ تحقيق بالفعل». وأكد مسؤول أميركي طلب عدم نشر اسمه أن الهجوم نفذه أحد أفراد قوات الأمن الأفغانية في إقليم ننكرهار.

ومثلت الهجمات التي ينفذها جنود أفغان ضد أفراد من قوات التحالف في أفغانستان مشكلة كبيرة قبل سنوات عدة، لكنها أصبحت لا تحدث كثيراً بعد تحسين الإجراءات الأمنية، وتراجع عدد القوات الأجنبية في البلاد بشكل واضح. وفي ما يتعلق بمقتل الجنود الثلاثة، قال ناطق باسم البيت الأبيض، إن «ترامب يتابع ما حدث في أفغانستان». وقال الناطق باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد، إن «منفذ الهجوم كان أحد أعضاء الحركة، وإنه قتل أربعة أميركيين وأصاب عدداً أكبر». ويأتي الهجوم في الوقت الذي تبحث فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب زيادة عدد القوات في أفغانستان التي تمزقها الحرب. وذكرت رويترز في أواخر نيسان (أبريل) الماضي، أن إدارة ترامب تجري مراجعة في شأن أفغانستان، وأن المحادثات تدور حول إرسال ما بين ثلاثة وخمسة آلاف من القوات الأميركية والتحالف إلى أفغانستان.

 

حزب ماكرون وحلفاؤه في فرنسا حصدوا أكثرية ساحقة في الانتخابات التشريعية

الأحد 11 حزيران 2017 /وطنية - أظهرت التقديرات الأولية لنتائج الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية، ان حزب "الجمهورية إلى الأمام"، حزب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، حصد مع حلفائه الوسطيين ما بين 390 و445 مقعدا من أصل عدد النواب الاجمالي 577، أي أكثر بكثير من الغالبية المطلقة البالغة 289 مقعدا.

 

سيف القذافي طليق بحماية «أخواله» البراعصة

الحياة/11 حزيران/17/بعد مطالبات وضغوط عدة، نجحت قبيلة البراعصة الليبية التي تنتمي إليها صفية أرملة العقيد معمر القذافي، في تأمين الحرية لنجله سيف الإسلام الذي بات طليقاً تحت حماية «أخواله» في القبيلة النافذة في الشرق الليبي. أتى ذلك إثر إعلان «كتيبة أبو بكر الصديق» التي كانت تحتجز القذافي الابن قيد الإقامة الجبرية، إطلاق سراحه بعد نحو ست سنوات من اعتقاله إثر سقوط نظام والده عام 2011. وأشارت الكتيبة إلى أن سيف الإسلام القذافي غادر مدينة الزنتان الجمعة، غير أنها لم تحدد وجهته، فيما أفادت مصادر عدة في البيضاء (شرق) بأنه وصل إلى المدينة التي تتخذ منها الحكومة الليبية الموقتة برئاسة عبدالله الثني مقراً لها. لكن أي جهة رسمية لم تؤكد وجود سيف الإسلام في المدينة، علماً أن مصادر قبيلة البراعصة أكدت أنه تحت حمايتها. وأكدت مصادر إعلامية محسوبة على أنصار القذافي أن سيف الإسلام توقف بعد مغادرته الزنتان في مدينة أوباري شرق العاصمة الإقليمية سبها حيث «خرجت مسيرة احتفالاً بإطلاقه»، وتحدثت المصادر ذاتها عن مسيرات مماثلة في مدن عدة في الجنوب. وفي بيان صادر عنها تداولته أكثر من وسيلة إعلامية ليبية، عزت الكتيبة قرار الإفراج عن نجل القذافي إلى مراسلات من وزارة العدل في الحكومة الموقتة، إضافة إلى تصريحات متكررة لوكيل الوزارة عيسى الصغير تطالب بضرورة الإفراج عن نجل القذافي، عملاً بعفو عام أصدره البرلمان الذي يتخذ من طبرق مقراً له. وعزت مصادر محلية تحدثت إلى «الحياة» مطالبات الحكومة في الشرق إلى ضغوط مارستها قبيلة البراعصة. وشددت «كتيبة أبو بكر الصديق» في بيان على أن القذافي الابن غادر الزنتان من تاريخ إخلاء سبيله الجمعة، داعية «كل مؤسسات الإصلاح والتأهيل إلى أن تحذو حذو مؤسسة الإصلاح في الزنتان، والإفراج عن جميع المساجين السياسيين الذين شملهم قانون العفو العام». وعلى رغم أن الكتيبة تتبع مبدئياً الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، شككت مصادر في أن يكون الإفراج عن سيف الإسلام، تم بأمر من القيادة العسكرية في مدينة المرج، ذلك أنه بعد الإعلان عن عملية إطلاق السراح، أقدمت قوات تابعة للمجلس العسكري في الزنتان بقيادة أسامه أجويلي على اقتحام مقر «كتيبة أبو بكر الصديق». وأبدت مصادر المجلس المحلي استياءها لاتخاذ حراس سيف الإسلام قراراً كهذا من دون التشاور مع القيادات المحلية. وكان رئيس حكماء قبيلة البراعصة أمراجع العبيد طالب الزنتان مراراً بإطلاق نجل القذافي. ولوحظ أن الناطق باسم الجيش العقيد أحمد المسماري علق بفتور على إطلاق سيف الإسلام القذافي، إذ اكتفى بتأكيد مغادرة الأخير الزنتان، وقال إن سيف «مواطن ليبي استفاد من قانون العفو العام، وهو حر طليق وتحق له ممارسة الحياة السياسية، ما لم يكن مطلوباً في قضايا جنائية». وتدور تكهنات في الشرق عن أن قبائل البراعصة والعبيدات والعواقير، ترغب في الاستفادة من وجود سيف الإسلام في حمايتها للاستقواء به، في ظل خلافات بين حفتر وقبائل البيضاء والجبل الأخضر. ولا تخفي القبائل تمسكها بصيغة «الجيش الوطني» الذي يندرج فيه أبناؤها وحيث قدموا تضحيات، لكن هذه القبائل ترى أنه حان الوقت ليتنحى حفتر عن القيادة ويتفرغ إذا أراد للعمل السياسي، كما أبلغت «الحياة» المصادر المحلية. ويستبعد أن يعلن في الوقت الراهن مكان محدد لإقامة سيف الإسلام القذافي، نظراً إلى أن المحكمة الجنائية الدولية كانت أبدت رغبتها في مقابلته لتسوية ملف مطالبتها باسترداده لمحاكمته، في إطار قرار أصدرته في 2011 وشمل والده وصهر الأخير عبدالله السنوسي رئيس الاستخبارات سابقاً، لاتهامهم باستخدام العنف في قمع المتظاهرين ضد النظام السابق.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

جريمة في لبنان

 حازم الامين/الحياة/11 حزيران/17

هل من فارق بين طبيب مهمل أودى بحياة مريضه، واحتمى بشبكة فساد تقيه حساب القانون، وبين قاتل أقدم على إعدام ضحيته في الطريق بعد خلاف على أفضلية المرور، علماً أن الثاني استعان بسلاح وفره له أيضاً فساد موازٍ وبشعورٍ بفائض قوة وفره له صدوره عن جماعة أهلية أتاحت السلطات لها اقتناء السلاح لقتال «العدو». الدولة المستباحة في لبنان أتاحت لنوعي القتل هذين أن يتصدرا الحياة العامة في الأسبوعين الفائتين. لكن النوع الأول من القتل أخذ طابعاً «وطنياً»، وأثار نقاشاً «مدنياً» حول قوانين حماية المريض من هوس التسويق ومن المستشفيات المستفيدة من نفوذ أصحابها لدى المسؤولين، فيما نوع القتل الثاني، ولبنان شهد منه في الأيام القليلة الفائتة أكثر من خمس وقائع، ذهب النقاش حوله إلى «الطائفة المسلحة» وإلى شعور القاتل بأن القتل مباح لمن هم من جماعته. والحال أن فساد الدولة في الحالين أفضى إلى إزهاق أرواح مواطنين. فالفساد جوهري وليس شكلياً حتى نقول إن مكافحته لا توازي بأهميتها مطلب نزع السلاح من يد جماعة أهلية. والدولة هذه، ولكي ترضي جماعاتها «غير المسلحة» وسعت لهم هامش فساد غير مسلح. ولهذه المعادلة أسماء وقواعد اشتغال منذ اليوم الأول لدولة ما بعد الطائف. فقد قُدمت رشاوى لطوائف في مقابل سلاح لطوائف أخرى. وجرى ذلك بدرجة عالية من المرونة. الطائفة المغبونة بالسلاح عُوضت بالفساد، وفي أحيان أخرى تُغبن «الطائفة المسلحة» بحصتها من الفساد فيعوض عليها بالتعيينات الإدارية، أو بإعفاء مناطقها من دفع فواتير الكهرباء. ثم يأتي دور الطائفة التي تدفع فواتير الكهرباء، فتصدر تعيينات عسكرية يتصدر فيها ضباطها المواقع. هذه دوامة الفساد التي أسسها حاكم لبنان العسكري غازي كنعان فور انعقاد الجمهورية اللبنانية الثانية في العام 1990. وهي خدمت في شكل أساسي فكرة «الدولة المقاومة» التي أوكلت للبنان في سياق النزاع الإقليمي. فأن تتيح البيانات الوزارية المتتالية لجماعة أهلية اقتناء السلاح، فإن في ذلك تدميراً لفكرة السلطة سيتيح لاحقاً نفاد الفساد إلى كل مستويات الحياة العامة. القاتل في الأسبوع الفائت لم يأتمر بجماعته حين قتل ضحيته بعد خلاف مروري، لا بل أن جماعته سرعان ما تخففت منه ومن فعلته. لكن القتل هنا كان امتداداً لسلاح له «شرعيته». والطبيب الذي أودى بحياة مريضه، استعان بنظام حماية موازٍ، ليست الطائفة ركيزته، إنما شعوره بأن التخفف من قواعد العمل أمر تتيحه سلطة فاسدة يمكن شراء كل شيء فيها طالما أن وظيفتها تعويض غبن لحق جماعاتها جراء قبولها بالمهمة الأولى، أي مهمة «الدولة المقاومة».

في لبنان يمكن الحديث عن فساد الطوائف في موازاة فساد الدولة ونخبها وبيروقراطييها. فللفساد شبكة واسعة من الحمايات الاجتماعية، بالإضافة إلى الحمايات السياسية والأمنية. للفاسد بيئة أمان وملاذات طائفية وإعلامية وطغم مالية حاكمة. من يردّ سلاح القاتل إلى طائفته المسلحة عليه أن يتذكر أنه اقترع في الانتخابات لتكتل الإصلاح والتغيير أو لتيار المستقبل أو لوليد جنبلاط، وهؤلاء وافقوا على السلاح في البيان الوزاري، وتقاضوا لقاء ذلك مناصب ورئاسات ووزراء فاسدين ومستشفيات غير مجهزة. القتيل واحد، وهو يرقد في براد المستشفى إلى جانب ضحية الطبيب المهمل. والنتيجة واحدة أيضاً، أطفال يُتم، وأم ثكلى. والنظام الذي أنتج القابلية لنوم قتيلين متجاورين، هو من أنتج قاتلين، واحد أنيق وآخر مدمن قتل ومخدرات.

المسارعة إلى إدانة عبارة أن «الشعب فاسد أيضاً»، بصفتها نوعاً من الصواب السياسي، لم تعد كافية. فالنخب السياسية والمذهبية المسؤولة عن هذا الخراب جميعها منتخبة وسيعاد انتخابها قريباً، و«الشعب» الذي ينوء تحت أثقال فسادها يُدرك أنه ذاهب إلى مقصلته في يوم ذهابه إلى صندوق الاقتراع، وهذا لن يثنيه عن الاقتراع لقاتله. الطائفية أقوى من المستقبل وأقوى من الحياة. الجثة الراقدة في براد المستشفى ستقترع لمن أودى بحياتها. هذا هو لبنان على ما يبدو، وفي أحسن الأحوال سيعوض لبنانيون شعورهم بالغبن بأن يدفعوا عن أنفسهم ثقل الجريمة عبر ردها إلى «طائفة مسلحة».

 

الفساد اللبناني المكشوف يُعطِّل المساعدات

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الاثنين 12 حزيران 2017

في النهاية، قانونُ الانتخاب الذي يمكن أن تتفق عليه القوى السياسية لا يمكن وصفُه «قانون التوافق»، بل «قانون التواطؤ»، لأنّ مهمّته ستكون الحفاظ على تركيبة الفساد الموصوف وأبطالها. فهؤلاء، مهما اختلفت مصالحهم، لن يخربوا «المغارة» التي يستفيد منها كثيرون. ولكن، هل يعلم هؤلاء أنهم باتوا مكشوفين؟

في العام 2016، تلقّى الأردن مساعداتٍ دولية بـ2.8 مليار دولار، منها 1.02 مليار دولار مساعدات أميركية. فالأردن هو البلد الرابع في تلقّي مساعدات واشنطن. ووفقاً للمصادر الرسمية الأردنية، ستقدّم الولايات المتحدة دعماً للأردن خلال السنة الجارية قيمتها 1.3 مليار دولار. وبلغ مجمل قيمة المساعدات الدولية لعمّان في 15 عاماً مضت أكثر من 16.6 مليار دولار. في المقابل، يشكو لبنان من نقص في الدعم الخارجي على مختلف المستويات، باستثناء الدعم المقدَّم للجيش والقوى الأمنية. وتبدو معظم المشاريع المحلية المموَّلة دولياً في وضعية الجمود. حتى إنّ الاستثمارات الأجنبية الوافدة إلى لبنان، تراجعت في الأعوام الخمسة الأخيرة إلى نحو المليارَي دولار، بعدما كانت تتجاوز الـ4 مليارات دولار سنوياً، في الأعوام 2008- 2010. يسأل البعض: لماذا تَرِدُ المساعداتُ إلى الأردن بكثافة، وليس إلى لبنان؟

البعض يفسّر عدم الحماسة الدولية في تقديم المساعدات المالية إلى لبنان بالخوف من الفراغ في المؤسسات الدستورية: بعد عامين من الفراغ الرئاسي، وتمديد للمجلس النيابي 4 أعوام، لم تتبدّد في الأشهر الأخيرة المخاوفُ من الفراغ النيابي الذي قد يتسبّب في شللٍ حكومي.

لكنّ هناك مشكلةً أخرى تعترض المساعدات الدولية للبنان، وهي عدم اطمئنان الجهات والمؤسسات الدولية المانحة إلى سلامة الآليات والأقنية التي من خلالها يتمّ صرف المساعدات المقدَّمة إلى لبنان، خصوصاً بعد انكشاف الخلل الفادح في هذه العملية والهدر والفساد الموصوفَين في هذا المجال. فهناك شكوى متعاظِمة في الأوساط الدولية من سوء إدارة لبنان لأموال المساعدات. والأهم، هو أنّ هذه الأوساط اكتشفت كيف يقوم الطاقمُ السياسي اللبناني باستجلاب ما أمكن من مساعدات، على رغم الشكوك التي تعتري الجهات المانحة حول طريقة صرفها.

وفي هذا المجال، يقول أحد المتابعين عن كثب تفاصيل المساعدات الدولية للبنان إنّ القيّمين على الفساد اللبناني تعلَّموا أمرَين، من خلال التجارب:

1- كيف يطوِّعون المسؤولين عن تنفيذ برامج المساعدات في المؤسسات الدولية المانحة، ويجبرونهم على الرضوخ أخيراً للأمر الواقع وإدارة المساعدات والمِنَح وفق ما يريد هؤلاء السياسيون، وعلى الطريقة اللبنانية.

2- كيف يستفيدون من الحروب والأزمات الأمنية للاستيلاء على أموال المساعدات الآتية. وفي عبارة أخرى، يقول الخبير، إنّ الطاقمَ السياسي اللبناني احترف طريقة سحب المساعدات «مِن فَمِ» الأزمات والحروب.

ويكشف العارفون أنّ السيناريو الذي يستخدمه الطاقم السياسي اللبناني لـ«تطويع» مسؤولي برامج المساعدات في المؤسسات الدولية المانحة يقوم على الآتي:

لنفترض أنّ مؤسسةً دوليّة مانحة أقرّت مبلغ 100 مليون دولار لدعم تنفيذ مشروع للبنى التحتية في لبنان، ببرنامج مدّته 4 سنوات. ويتولّى مكتب معيّن التنسيق مع الإدارة المعنيّة في لبنان وبرمجة صرف المبلغ.

طبعاً، المؤسسات والإدارات الرسمية اللبنانية ستكون في المرصاد للسطو على ما أمكن من هذا المبلغ. وفي مراحل أولى وجد الطاقم السياسي اللبناني صعوبةً في خرق آلية المؤسسات الدولية التي تقوم بالتدقيق ولا توافق على صرف المبلغ إلّا بعد توقيع المكتب المكلّف.

لكنّ عبقرية الفساد اللبنانية أتقنت، مع الوقت، كيف تُطوّع المؤسسات الدولية المانحة وتُجبرها على الرضوخ. والطريقة التي يتبعها الطاقم الإداري

اللبناني تقضي بعرقلة تنفيذ المشروع من خلال وضع العديد من العقبات أمامه، حتى يمرَّ عامٌ أو عامان مثلاً من دون أفق لتنفيذ المشروع. وهذا ما يؤدي إلى إحراج المكتب المكلّف التنفيذ ويضطره إلى مراجعة المعنيّين في بيروت واستفسارهم.

فالمكتب يهمّه أن يُثبت للمؤسسة التي يرتبط بها أنه نجح في المهمة المكلف بها، ليحظى بثقتها وبتلزيمات لمشاريع في مناطق أخرى من العالم. والفشل في تنفيذ المشروع في لبنان يعني إعادة المبلغ المرصود إلى المؤسسةِ المانحة، مع علامة استفهام حول جدارة الشخص الذي كان عليه التنسيق لإتمام العملية.

عندما يتصل هذا الشخص بالمراجع المعنيّة في بيروت، مستعجِلاً التنفيذ تحت ضغط انقضاء المهلة المحددة، يكون قد وقع في فخّ الطاقم اللبناني الذي يقوم، بـ»تبليعه» الأكلاف المضخّمة للمشروع.

وغالباً، تتم دعوته لقضاء فترة في ربوع لبنان. ويقبل بعدها بالوقائع التي يعرضها عليه اللبنانيون، ولو على مضض، خصوصاً أنّ مصلحته باتت على المحك. فقبوله التنفيذ، ولو في شكل «غير مثالي»، يبقى أفضل من ظهوره بمظهر الفاشل أمام المؤسسات المانحة.

في هذه الحال، يقوم الطاقم اللبناني، على طريقته، بتقاسم المبلغ بالتراضي، بعد أن يكون قد حظي بالغطاء اللازم أمام المؤسسات المانحة. ويروي مطلعون أنّ بعض المشاريع يكون منجزاً في وقت سابق، كلياً أو جزئياً. ويجري «تطبيق» المنحة الدولية عليه!

ويتحدث هؤلاء عن «احتراف» تطوير بعض الإدارات والمؤسسات اللبنانية لعملية ابتلاع المساعدات اللبنانية، خصوصاً بعد الضربات والحروب والخضات الأمنية، أي منذ الحروب والضربات الإسرائيلية... وصولاً إلى ملف النازحين.

 

الخيار الأخير: وئام أو آلام؟

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الاثنين 12 حزيران 2017

القانون الانتخابي الجديد صار على الباب. هذا ما يقوله الطبّاخون. وهذا يعني أن نلحق بهم إلى يوم الامتحان في جلسة مجلس الوزراء الأربعاء، لنرى إن كان هذا القانون سيُكرَم في الامتحان أم سيُهان؟ التفاؤل هو السائد في أجواء القانون، لكنّ الطريق إليه لم تُفرَش بالزهور بعد، فهناك عقبات ما زالت تهدّد القانون وتتطلّب جهوداً إضافية. ويبقى الرهان على لقاءات الفرصة الأخيرة هذا الأسبوع، ولعلّ أهمّها اجتماع قيل إنه سيُعقد ليل الاثنين. ضاقَ الوقت ولم يعُد يتّسع المجال لمزيد من اللعب، وصار الطبّاخون أمام لحظة الخيار بين إنجاز القانون أو إعداد العدّة لِما بعد 19 حزيران. والمهم في لقاءات الفرصة الأخيرة أن تعجّل بولادة القانون، وهنا يَكمن امتحان النوايا. والمهم ألّا يبقى النقاش معلّقاً على حبل سلّة ضوابط وإصلاحات من هنا تستولد سلّة هواجس واعتراضات من هناك، والأهمّ ألّا تستنسخ الفرصة الأخيرة الاجتماع الاخير والعاصف في بيت الوسط فتبقى في مدار الكلام الكبير الذي قيل فيه، وتجاوز القانون وتقسيماته وضوابطه ودخَل في عمق السياسة وأظهر المستور في توصيف الأداء بمصارحة وضَعت كلَّ الأمور على الطاولة واستحضَرت المآخذ كلّها والسلال كلّها والغايات كلّها وكلّ الصيغ التي طرِحت والهدف منها ومحاولات القضمِ للمقاعد من هنا وهناك وهنالك، وبَلغ الامر ايضاً حدّ استحضارِ «التفاهمات» المعقودة ما قبل رئاسة الجمهورية وبعدها والقول بصراحة «إنّ تلك التفاهمات لا تُلزم إلّا أطرافَها والآن انتهى منطق التفاهمات، فأمامنا القانون الانتخابي كما أعدّ عليه التفاهم السياسي، فإمّا أن نصل اليه وإمّا لا نصل، فدعونا لا نضَيّع الوقت».

وقيل أيضاً «اتّفقنا على النسبية وفي 15 دائرة مع انّنا نفضّلها في دوائر موسّعة، ولكن مع ذلك اعتبرنا ما توصّلنا اليه إنجازاً كبيراً، ولكن ها هي بعض الطروحات تحاول ان تصل به الى ما هو أسوأ من الستّين».

في أيّ حال الجلسة التشريعية حدّدت الجمعة ليبصر القانون الجديد النور فيها، إلّا أنّ موعدها ليس ثابتاً حتى الآن، إذ إنّ تثبيتها الجمعة يوجب أوّلاً تجاوُزَ العقبات والمعطلات، وثانياً أن تقرّ الحكومة القانون الاربعاء وتحيله في اليوم نفسه الى مجلس النواب، ولكن إن تأخّرت ستعدّل الموعد من الجمعة الى السبت او ربّما الى الاحد. والرئيس نبيه بري طلب من النواب مسبقاً ان يبقوا على جهوزية والتضحية بعطلة نهاية الاسبوع. وبري ما زال مصمّماً على إنجاز القانون في الجلسة التشريعية بسرعة قياسية من خلال التصويت عليه بمادة وحيدة، وذلك منعاً لدخول الجلسة في نقاشات لا تنتهي، لكنّ كلّ ذلك يبقى رهن نجاحِ الطباحين في تذليل تلك العقبات. وأمّا بالنسبة الى العقبات فيقال إنّ نِسبتها قليلة جداً لكنّها صعبة. فقد صرِف النظر نهائيا على محاولة إنشاء مجلس الشيوخ وتثبيت المناصفة في مجلس النواب بالتوازن مع إنشاء مجلس الشيوخ. وانتهى كلّ ما يتعلق بالصوت التفضيلي، والعتبة ، وأمّا طريقة الفرز واحتساب الأصوات فما زالت تحتاج الى حسمٍ نهائي. وكذلك لم تجد الكوتا النسائية مكاناً لها في القانون، والأمر نفسه بالنسبة الى طرح تخفيض عدد النواب من 128 نائباً إلى 108 نوّاب، الذي لم يعد قائماً.

على أنّ أموراً أخرى لم تُحسَم نهائياً بعد، أوّلها موضوع نقلِ المقاعد وإن كان هذا الامر قد شهد تطوّراً لافتاً في الساعات الاخيرة تَمثّلَ في تمكّنِ التيار الوطني من انتزاع المقعد الإنجيلي في بيروت ونقلِه الى الدائرة المسيحية بعد موافقة الرئيس سعد الحريري على هذا الأمر، إلّا أنّ العقدة ما زالت قائمة حول المقعد الماروني في طرابلس، في ظلّ الإصرار على رفض النقل، وهو ما أكّد عليه الثنائي الشيعي، ويَبرز هنا الموقف المتجدّد للرئيس برّي الذي أكّد أنّ هذا الأمر غير وارد. ففي الأساس موقفي الاعتراضي هو على مبدأ النقل. ولكن بعد موافقة الرئيس الحريري على نقلِ مقعد من دائرته ومن حصّته فهنا لا أستطيع ان اقول له شيئاً لأنه هو قرّر ذلك، ولا أتدخّل في قراره، ولكن لا مجال لنقل مقاعد أخرى من أيّ مكان الى ايّ مكان. الثاني، موضوع التمديد التقني لمجلس النواب، إذ إنّ مدّته لم تُحسم بعد، مع انّ الاكثر ترجيحاً حتى الآن هو التمديد لتسعة اشهر وصولاً الى سنة. وهذا ما يفترض ان تبتّ فيه الحكومة الاربعاء.

الثالث، موضوع المغتربين، فهناك تبايُن واضح في الموقف. التيار الوطني الحر روَّج في الايام الاخيرة عن قرب تحقيق إنجاز وبُشرى للمغتربين، فيما الاجواء في المقلب الآخر تشي بعكس ذلك تماماً، فالثنائي الشيعي كان قاطعاً في رفضه هذا الامر، ليس من حيث المبدأ، بل لاعتبار اساسيّ يتعلق بحسمِ ستّة نواب (واحد ماروني، واحد روم ارثوذكس، واحد روم كاثوليك، واحد شيعي، واحد سنّي، وواحد درزي) من العدد الإجمالي لمجلس النواب المؤلف من 128 نائباً وتوزيعهم على الاغتراب، نائبٌ في كلّ قارّة. التيار الوطني الحر يصِرّ على تمثيل المغتربين وحسمِ النواب الستّة من اعضاء مجلس النواب، فيما يقابَل هذا الإصرار من قبَل المعترضين بمجموعة ملاحظات وأسئلة تتطلب أجوبة:

• أولاً، إذا كان لا بدّ من تمثيل غير الممثَّلين في مجلس النواب، فالأولى تمثيل غير الممثَّلين في الداخل اوّلاً. وموارنة بنت جبيل الذين يتجاوز عددهم 16 ألف ناخب ولا نائب يمثّلهم، هم أولى بالتمثيل، مع الإشارة الى انّ مشاركتهم في انتخابات العام 2009 كانت كثيفة، ما يعني انّهم راغبون بالقول والممارسة في المشاركة في اللعبة السياسية، وبالتالي التمثيل.

• ثانياً، إذا كان لا بدّ من تمثيل المغتربين، فينبغي اوّلاً تجنيسُهم. وهل هناك أعداد كبيرة منهم طلبَت أو تطلب الجنسية؟

• ثالثاً، إذا كان لا بدّ من تمثيل المغتربين، فمَن سيختار المرشّح وكيف؟ وقبل ذلك من هو المرشّح؟ ما هي خلفيتُه؟ ما هو ارتباطه؟ وما هي امتداداته؟ هل يستطيع احد ان يحدّد هذا الامر؟ علماً أنّهم في غالبيتهم - إن لم يكونوا كلّهم تقريباً- منغمسون في مجتمعاتهم، إلّا إذا كان هناك طرفٌ داخلي يعتقد انّه سيحصد هذه المقاعد بمرشّحين تابعين له.

• رابعاً، إذا كان لا بدّ من تمثيل المغتربين، فلنَفرض أنّه تمّ الاختيار وانتخِب ستّة نواب في الاغتراب، فهل سيتحوّل هؤلاء الى نواب فخريّين. وكيف سيمارسون مهامَّهم النيابية ، فهل إنّهم مثلاً، مع انعقاد الجلسات التشريعية أو غير التشريعية لمجلس النواب سيسافرون ويَعبرون البحار والقارّات للمشاركة فيها؟

• خامساً، إذا كان لا بدّ من تمثيل المغتربين فأين ستوزَّع المقاعد وكيف؟ أين سيكون المقعد الماروني أو الشيعي أو السنّي أو الأرثوذكسي أو الكاثوليكي أو الدرزي. ولنفرض أن قرَّر «حزب الله» ترشيحَ أحدِهم في أفريقيا مثلاً أو دعمَ أحدِ المرشّحين فمن سيَجرؤ على الترشّح والقول إنّه مدعوم من «حزب الله «، في وقتٍ تضغط اليد الاميركية على رقاب اللبنانيين في الخارج وتسلّط سيف العقوبات عليهم؟

يبقى انّ 19 حزيران على الباب، وهناك من يؤكّد انّ الامور ليست مقفَلة وطريق القانون مفتوح. ولكن هناك من لم يُخرج من حساباته بعد احتمالَ وجود رغبة مخفيّة في بعض الأذهان بهدف دفعِ الامور الى واقع جديد بعد 19 حزيران.

وبالتأكيد لن يطول الوقت لنرى أياً من هذين المنطقين هو الذي سيغلب في النهاية، ما يعني انّ هذا الاسبوع الاخير هو المؤسس لمرحلة الآلام بعد 19 حزيران، أو لمرحلة الهدوء والتفاهم والوئام والشفاء من المرض الذي يضرب البلد في هذه الايام.

 

إخلاء عرسال من النازحين... بعد تفكيك «حزب الله» مراكزه؟

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/الاثنين 12 حزيران 2017

فوجئ اللبنانيون، مثل كثير من النازحين السوريين بصور السيارات التي تنقل مئات النازحين من بلدة عرسال البقاعية، إلى عسال الورد وقرى أخرى في القلمون. قد يكون هذا المشهد جديداً على اللبنانيين الذين ألفوا منذ ما بعد 15 آذار 2011، تاريخ إندلاع الثورة السورية، رؤية قوافل النازحين تعبر الحدود لتستقرّ في لبنان. لم يكن أكثر المهلّلين لإستقبال النازحين الذين تركوا بيوتهم وقراهم يعلم أنهم سيمكثون وقتاً طويلاً على إعتبار أنّهم توقّعوا في حينها سقوط النظام السوري، في حين أنّ قسماً آخر كان يرى في حجم النزوح الهائل الى لبنان مشهداً يشبه اللجوء الفلسطيني وما سبّبه هذا اللجوء من حربٍ أهليّة.

لكن وعلى رغم كرم الضيافة اللبنانية تخلّى المجتمع الدولي عن دعم لبنان، وخرجت أصواتٌ تتّهم الشعب اللبناني بـ»العنصرية» بعدما صرخ من وجع النزوح. ومهما قيل عن المعاناة، فإنّ بلدة عرسال عانت أكثر من غيرها، وقد دفعت الثمن الأغلى إقتصادياً وعسكرياً، حيث فاق عدد النازحين عدد العراسلة بثلاث مرّات. لكن، يوم السبت أعلنت قيادة الجيش أن «وحدات من الجيش العملانية ومديرية المخابرات، واكبت نازحين خلال انتقالهم على متن 30 سيارة مدنيّة من أنواع مختلفة، من مخيمات عرسال إلى آخر مركز تابع للجيش على الحدود اللبنانية- السورية في جرود المنطقة، حيث تابعت انتقالهم من هناك إلى بلدتهم- عسال الورد في الداخل السوري».واللافت في الخبر، أنّه يأتي بعد إعلان الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله منذ مدّة إخلاء «حزب الله» مواقعه العسكرية في السلسلة الشرقية، ما يدفع الى التساؤل هل إنّ قرار تفكيك لغم النازحين في عرسال قد إقترب، وهل إنّ عزل حدود لبنان عن أحداث المنطقة يحتاج إلى تفكيك مخيمات النازحين وعودتهم الى بلادهم؟

دور الجيش

كل تلك التطورات يتابعها الجيش اللبناني بدقّة، فهو الذي إنتشر في النقاط الحدودية التي كان يتمركز فيها «حزب الله»، كما واكب عملية عودة النازحين بكل تفاصيلها. وفي السياق، يكشف مصدرٌ عسكريّ رفيع لـ»الجمهورية» أنّ «الجيش كان المسهّل الأساس وحامي النازحين الى حين عبورهم الى أراضيهم»، مشيراً الى أنّه «كان جزءاً أساسيّاً من العملية، لكنّه لم يفاوض النظام السوري على العودة، بل إنّ مَن تولّوا المفاوضات هم المسؤولون عن النازحين أي قياداتُهم في المخيّمات، وتمّ ذلك عبر وسطاء مع النظام السوري و»حزب الله».ويؤكد المصدر أنّ «الجيش تابع العملية من أوّلها حتى نهايتها، فقد علم أنّ هناك عائلاتٍ راغبة بالعودة الى عسال الورد وبعض القرى التي لم تهدأ فيها الإتصالات، ورحّب بالأمر لأن لا حلّ لمشكلة عرسال بلا حلّ أزمة النازحين». ويوضح أنّ «عودة البعض تأمّنت، و»الحبل على الجرّار»»، كاشفاً عن «عمليات تفاوض عدّة تحدث من أجل عودة بقية النازحين، فكلما ننتهي من التفاوض سنسهّل عبورهم الى بلادهم، لأنه من حقّ أيّ إنسان العودة الى بيته وأرضه». وعما إذا كانت العملية مرتبطة بإخلاء الجيش للمدنيين تمهيداً لمعركة الجرود، يشدّد المصدر العسكري على أنّ الجيش خاض في السابق أشرس المعارك وكان هناك مدنيون، وبالتالي فإنّ الجيش اللبناني هو من أهم الجيوش التي تحترم قواعد الحرب وتحرص على المدنيين، وأثبت ذلك في حرب «نهر البارد» وحرب عرسال السابقة، وهذا الأمر يشهد له المجتمع الدولي».

إرتياح عرسالي

تركت هذه العملية إرتياحاً في الأوساط العرسالية، كما أنّ اللبنانيين جميعاً تفاعلوا معها. وفي السياق، يؤكّد رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري لـ«الجمهورية» أنّ «السوريين العائدون الى بلداتهم يقدّرون بالمئات، وهذا أمر جيد جداً، ونتمنّى أن يعود الجميع الى بيوتهم». ويلفت الى أنّ «العودة تطلبت التنسيق مع جهات عدّة، أولها الجيش اللبناني، فهؤلاء لا يمكنهم تخطي عرسال من دون إذن الجيش، والجهة الثانية تضمّ المسؤولين عنهم في مخيماتهم، أما ولكي يعبروا الى داخل الحدود فهم يحتاجون الى موافقة «حزب الله» والنظام السوري، لذلك فإنّ الذين تدخّلوا في هذا الأمر معروفون».

ويوضح الحجيري أنّ «العائدين هم من بلدات القلمون وعلى رأسها عسّال الورد»، مشيراً الى أنّ «قسماً كبيراً من العائدين موجود في الجرود لكنّ هناك قسماً آخر كان يقطن في بلدة عرسال، وبالتالي فإنّ عودتهم ليست مرتبطة فقط باقتراب فتح الجيش معركة تنظيف الجرود من المسلحين».

ومن جهة ثانية، يرى الحجيري في تلك العودة بارقة أمل، وباباً يُفتح من أجل حلّ أزمة الجميع، «فقد عاد المئات من أصل نحو 100 ألف نازح في عرسال، العدد قليل نعم، لكننا نراهن على أنّ العائدين سيخبرون أقاربهم بأنّ الوضع في قرى القلمون جيّد ممّا يدفع نازحي عرسال الى التفكير بالعودة».

ويكشف الحجيري أنّ «الوساطات تجرى في أكثر من إتجاه، فهناك نازحون من حمص والقصير على وجه التحديد، لكنّ القسم الأكبر من القلمون والجوار، لذلك نأمل نجاح الوساطة، غير أنّ هناك حديثاً عن نقل النازحين الى مناطق آمنة في إدلب في حال لم تتمّ المصالحات في البلدات التي ينتمون إليها». كما كشف عن إجتماع مع المنظمات الدولية سيُعقد الخميس المقبل للإطّلاع على الأوضاع والمساعدات التي تقدّمها تلك المنظمات الى النازحين.

إذاً، الباب فتح أمام العودة التي يؤكّد كثيرون من المتابعين أنها تأتي أيضاً نتيجة الدعم الدولي للبنان، حيث أنّ حلّ أزمة نازحي عرسال باتت ممكنة، فيما وضع حدّ لأزمة النازحين في المنطقة تتطلّب قراراً أكبر لم يأتي بعد.

 

الأب جوزف سويد يفجّر قنبلة: سكتت كتير ورح أفضح الجرايم

الأب جوزف سويد/أليتيا/11 حزيران 2017

سَكَتْتِ كتِير! عَضَّيت عَ الجِرح! حَبَّيت مَرِّق هَالشَّهر عَ خَير بِدُون مَ إفضَح الجرايِم لّي عَم بتَعمِلا السِّلطَة الرَّابعَة “الأُولَى” بِدَم بارِد… بس 14 يوم كانو كَافيِين، تَ إِصرُخ منِ جدِيد: “ولِكْ خَلَص شَيطَنِة”!… بِيكْفِي بَقَا…

يَا رَيتُو انكَسَر القَلَم قَبِل مَ يِكتُب مَجمُوعِة ورَاق صَفرَا، تِنبَعَت للمُرَوِّجين، وتروح صَوبِ النَّاس.

يَا رَيتكُن صَرَفتو هالكَمّ الهائِل من المَال عَ إنتاج برَامِج تَثقِيفِيِّة وتَوجِيهِيِّة وإِنسَانِيِّة…

يا رَيتو انوَجَد حَدا يضَبضِب هَالفُجُور… كَان هالحَدا رَحَم مُجتَمَعنا، -العَيلِة، الشَّبَاب وِالصَّبَايَا- مِن يَلِّي انكَتَب، وأُنتِج، وكِان كَمان رحَم لِّي مَثَّلُو أَدوَار الجَرِيمِة وأَدوَار السَّذَاجِة، وأَدوَار الخلاعَة، وكَان هَالحَدا مَنَع أَوكَار الفَسَاد لِّي احتَلِّت سَاحَاتنَا وشَوَارِعنا عَ مَدَى 42 سِنِة منِ إنّو تِفلُش بضاعِتا الخَبيثِة عَ شَبَكِة التّواصُل الإجتِماعي وبِكِلّ المَطارِح. يَا مَ صَلَّينَا تَ الحرب تِخلَص! ولِمّن خِلصِت رَجَّعُولنَا يَاهَا المُبدِعِين مبَهَّرَة مزَوزَقَة مكَحَّلِة مبَودَرَة…

وكمان مَرَّة رجِعتو لَ لِعبِة الشِّيطَان وأيَّ نَصّ رَح يجِيب Rate أَكبَر، مِين بيلَوِّت نِسبِة مُشَاهِدِين أَكتَر. و منِ جدِيد، جَمَّعتو، ووَلَّفتو، ولَوَّنتُو بِشخَابِيط شِحطَاركُن وخياراتكُن نفُوس النّاس، ولَوَّتُّولُن قلُوبُن وِفكَارُن وِبيُوتُن ولسَانَاتُن، بِ كَمّ هَائِل مِن سمُوم أَطبَاقكُن.

سَمَّيتُوَا بَرَامِج رَمَضَانِيِّة… بسَمِّيَا بَرَامِج شَيطَانِيِّة.

سَمَّيتُوَا “درَامَا لِبنَانِيِّة”، أو سُورِيّة أَو تِركِيِّة أَو… أَو…، ويَا رَيْتَا لا انكَتَبِت وَلَا تمَوَّلِت وَلَا أُنتِجِت وَلَا أُخرِجِت، ويَا ريتَا مَا شَافِت النُّور.

ويَا رَيتكُن أَجهَضتُوَا قَبل مَ تُولَد وِتجِيب عَ مُجتَمَعنَا “المِسِخ” لّي ترَبَّع وفَلَش حالو عَ مَساحِة الوَطَن. نَجَحتو؟ إيه نَجَحتو، وبإمتِياز… وبِعلامِة مُمَيَّزِة كَمَان… 666…

سَمَّرتو وصَلَبتُو الشَّعب عَ شَاشِة الوَجَع والألَم والحِقد والتِّعتِير وِالذِّلّ.

بِتحِبُّو تَعرفُو شُو عمِلتُو؟:

سَوَّقتو للإِجرَام، والدّعارَة، والخِيانة، والسَّماجِة، والإرهاب والفُجور…

خَدَّرتُو النَّاس بِبَرَامِجكُن وْ عْطِيتُوُن إِيحَاءَات جَاهِزَة لَلتِّطبِيق.

وبِالصَّوت العَالي بقِلّكُن: “يا وَيلكُن مِن اللّه لأنكُن سمَّمتُو الشّاشِة بِ

“أَضخَم إِنتَاجَاتكُن العَرَبِيِّة” وسَاهَمتو بِإنهِيار المُجتَمَع والعَيلِة ومُؤَسَّسِة الزَّوَاج، وضَرَبتو العَصَب الرَّئِيسِيّ لَ قِيَم الإِخلَاص وِالأَمَانِة، والنَّقَا وِالطِّيبِة… وخَزّقتو شاشِة العِفِّة والنَّقاوِة والإيمَان عِند ناسنَا… ومِش قَادِر إِلَّا مَ اِستَفرِغ سمُومكُن، وإِترُك الإِيَّام تِحكُم علَيكُن، وتِلعَن ورَاقكُن السَّودَا لّي رَح تَعمِل طُوفَان منِ الدُّمُوع، لّي رَح تشَتِّيَا إِمَّات عَ نعُوش ولَادَا، بِسَبَب إِيحَاءاتكُن الدّرَامِيِّة.

كِنت بحِبّ تسَاعدُو أَهل هَالوَطَن المَجرُوح، لِ مفَكَّك، تَ يصلِّي، ت َيكبر بالِّنعمِة والحكمة والفِهم، بَس هالشّي مَا كَان حَدَا آخدُو بِحسَابَاتُو…

لّي سمِعتو من النّاس رَح وَصِّلكُن يَاه، وْعِندِي شُعُور إِنكُن سمعتُوه مِتلي، منِ كتار…

ضروبِتكُن المُضحِكة بِتبَكِّي.

سِينَاريُوهَاتكُن الدرَامِيِّة، بَدَل مَ تِحبُك الفَضِيلِة وِالخَير، وِتوَاسِي القلُوب التِّلفَانِة، حَبَكِت بنِسبِة 90% “المَأسَاة”، وفَتَحِت دَرب الجِلجلِة منِ جدِيد، بِ ساحات الوَطَن…

كان بيكفِينَا القَهر لّي عَم يسَبِّبُوه حِكَّامنَا، زِدتُو علَيه “نِفايِة” برامِجكُن ونجحتو بِ تِحوِيل شَاشَاتنَا لَمنشُورَات نَعوِة مَكتُوبِة بِحِبرِ الدَّم.

يَا ضِيعَان الوَقت لِّي انهَدَر عَ الكِتَابِة وِالإِخرَاج وِالتِّصوِير، ويَا ضِيعَان المَال لِّي تبَعزَق عَ إِنتَاج سَمفُونِيَّات المَوت.

أيمَتى رَح تصِيرو تَعرفُو إِنُّو الإِعلام:

رِسَالِة ودَعوِة وشَهَادِة.

مُمَثِّلين ومَشَاهِير كتَار كَانو ضَحَايا…

ضحايا سيناريوهاتكُن، وضَحايا ضُروبكُن وتِركيباتكُن. شِفتُن وِسمِعتُن، وتأثَّرت بِشهادِتُن وإِيمَانُن… وفاجَأُوني لِمّن سمِعتُن عَم يِتأسَّفو عَ يَلّي عَم يَعملُوه، بإحتِراف تَ يعَربشُو عَ سلُّم الشِّهرَة ويِهدُوكُن مَجد “نِسبِة المُشَاهَدِة الأعلى”، وهَيك بيِكبَر شَأنكُن وبيِلمَع إِسمكُن أكتَر وأكتَر. وهَالمَجمُوعة منِ النَّاس مَرَّات بِيعِيشُو إِيّام وِشهُور تَحت ضَغط الدَّور لّي لِبّستُوُن يَاه، وِكتَار مِنُن نِسيو إنُّن لِبسُو تَوب النّعمِة بِمَعمُودِيِّتُن.

بتأسّف إِنِّي قِلّكُن:

بِفَضلكُن، ولَادنَا صارُو بيَعرفُو يِكِذبُو أَكتَر، وِيخُونُو بِ إحتِراف أكبَر، ويِتلَصلَصُو أكتر.

بِفَضلكُن، ولَادنا تعَلَّمُو يِقرُو المِستَقبَل بِفِكر وَعَقلِيِّة القُرُون الوُسطَى، وِالهَمَجِيِّة الظَّلَامِيِّة، وبِفضِلكُن كمَان سَهَّلتو لَ ولَادنَا المُمَارَسَات المَحظُورَة أدَبِيًّا وَدِينِيًّا بإنتاجاتكُن، وعَرَضتُولُن كِلّ هالرَّذَائِل والخَلَاعَة بِالوَقت المقَدَّس المخَصَّص إلُن عَلَى إِنَّا إِمتِيَاز وتَمَيُّز.

بِهَالشَّهر الفَضِيل، بوَجِّهلُكن صَرخِة آلاف النّاس: “بيِكفِي نَحر للفَضَائِل كلّا، وِبيِكفِينَا تلَوُّث بَشَرِيّ قَطَّرتُوه وزَيّنتُوه بِإِطَار مأَبلَس، سَمّيتوه ثَقافِة…

هَالثَقافة الشّيطانِيّة مَنّا مِن تُراثنا ولا فينا نسَمِّيَا ثَقافِة…

بِهَالشَّهر لِّي ِعَم بِتسَمُّوه فَضِيل، وَقّفُو التّروِيج لهَالمُخدِّر التّاعس.

اسمَحولي هَنِّي دَولِتنَا اللِّبنَانِيِّة وِالمَسؤُولِين لِّي مَنعُو عَرض فِيلم بَطَلتُو إِسرَائِيلِيَّة، وبِسأل ذات المَسؤولين: “كيف قبِلتو وسَمَحتو يِنعَرَض مُسَلسَلَات أَبطَالَا عَم بِيأَدُّو أَدوَار الإِرهَابِيِّين المَجبُولِين بِالرَّذَائِل بِ إِحتِرَاف كبِير؟ ولَيش عَم تِسمَحو تِنعَرَض الإِعَادِة بِوَقت لِّي كان بِيسوَا نخَلِّي مَسَاحَة الأَطفَال مَوجودِة؟…

وبَدِّي عَزِّي كِلّ عِيَل رِجَالَات القِوَى الأَمنِيِّة لِّي استُشهِدُوا هِنِّي وعَم ينَضّفو هالكَمّ الهَائِل منِ الوَسَخ، وِلّي رَح يطَفطِف بِالأيّام الجَايي.

وبَدِّي عَزِّي أَهل رُوي حَامُوش، وسَارَة سلَيمَان، وإِيف نَوفَل، مارسيلينو زماطا، صبحي ونديمة فخري، جورج الريف، ايلي نعمان، اليان الصفطلي، طلال العموري، خليل القطان، زياد القاصوف، نسرين روحانا، رولان شبير، امل خشفي، آيا رحمون، لميس نقوش، وغيرن كتار.

شُو بِتمَنّى مِن شُرَكَاءنَا المُسلِمِين بهالوَطَن، يِرفضُو هَالبَزَار الرَّمَضَانِي لِّي بِيشَوِّه قِدسِيِّة عِيدُن، وشُو بِتمَنَّى مِن إِخوتِي المَسِيحِيِّين الشُرفَا يعَلُّو صوَاتُن ويِصرخُو مَعِي صَرخِة “خَلَص، بِيكَفّي فُجُور، قِجِّة أَفكَارنَا وقِجِّة قلُوبنَا مَا بَقَى تسَاع زبَالِة”.

 

 التاريخ يعيد ذاته... خلافات التيار والقوات تطغى على تفاهمهما

سيمون أبو فاضل/الديار/11 حزيران/17

يدور الكلام في المطبخ الانتخابي للتيار الوطني الحر بأنه من الممكن أن يحمل قانون الانتخابات مكاسب وضمانات لصالح المسيحيين اذا ما أقر قانون 15 دائرة ، لولا هجوم القوات اللبنانية، من أجل تأمين مكاسب إعلامية بارضائها رئيس مجلس النواب نبيه بري ولتقربها هذه الخطوة من حزب الله، التي طالما سعت إليها تجاهه. اذ المطلوب في هكذا مفاوضات فان الأسلوب «اللجوج» الذي يمارسه رئيس التيار الوطني الحر الوزير حبران باسيل هو الأفضل مقارنة من منطق القوات بالقبول باي رفض يأتي على مطلبهم.

فالتاريخ يعيد ذاته مع القوات اللبنانية على غرار عام 1988 حيث كان رئيس الحكومة الانتقالية يومها العماد ميشال عون، في مواجهة محاور فكان ان تعاطفت معها القوات اللبنانية يومها على حساب خياراتها، فيما يصر ّرئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع في قوله أمام زواره بأن «دفعه» النائب جورج عدوان إلى حلبة قانون الانتخاب شكّل سدّاً أمام ارتفاع أسهم قانون الستين وبذلك عطّل العودة إلى القانون هذا، بعدما لم تحمل محاولات باسيل أي جدوى مما أفقد هذا الفريق عامل الوقت لاستصدار قانون يعطي المسيحيين تمثيلا أفضل».

كما أن ذهاب القوات اللبنانية نحو النسبية الكاملة، جاء تجاوباً مع مطلب رئيس الجمهورية ميشال عون لهذه الصيغة بعد أن كان تمسك بالمختلط والتأهيلي، وأن القوات اللبنانية هدفت بذلك إلى انقاذ المسيحيين من براثن الستين، وكذلك تعمل للحفاظ على العهد من سقوط معنوي له إذا ما اعتمد هذا القانون النافذ.

في المقابل ثمّة قناعة في الفريق السياسي المعارض للثنائي المسيحي مفادها ان الحسابات الشخصية لكل من « باسيل-جعجع» لناحية حيازتهما على نواب اضافيين والغاء الآخرين، هو الذي عقّد امكانية حصول المسيحيين على قانون انتخابي افضل من قانون الستين، ورغم أن في هذا الفريق من يقر بأن رئيس التيار الوطني الح هو مع التعددية ويبقي الأبواب مفتوحة أمام إمكانية وصول غير قوى سياسية أسوة بالكتائب والمردة والمستقلين كل حسب حجمه التمثيلي ، فإنها تسجّل على القوات اللبنانية رغبتها بقطع الطريق على كل القوى الاخرى من خارج الثنائي عملا بمقولة جعجع «إن العمل السياسي يتطلب توسيع دائرة العمل الحزبي وكذلك تمدد حجم كتلتي القوات اللبنانية والتيار».

ولذلك فإن حسابات الثنائي المسيحي، هي التي حدت بالقوى السياسة الأخرى للاعتراض على ما يتقدم به هؤلاء بالـ«تضامن او بالمفرق» بهدف الغاء الآخرين من أحزاب أو سياسيين على صداقة او تحالف مع كل من المستقبل والثنائي الشيعي والحزب التقدمي الاشتراكي في موازاة رغبة هذا الثلاثي الإسلامي في الحفاظ على حضور مسيحي داخل كتله، التي لا يريد أن يتقلص عددها، في حين أصرّ حزب الله على النسبية كصيغة تؤدي إلى «خردقة» الطوائف الاخرى.

وفي منطق رفيعي المستوى في هذا الفريق فإن الثنائي المسيحي يحلم بأن يختزل كل الحيثيات السياسة المسيحية في تكتلاته وتعطيل دورها مع الأفضلية إذا أمكن لإقصائها والغائها، بحيث يردد هؤلاء هل من المعقول أن يكون نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري بما له من حضور أورتودوكسي ومناطقي عضوا في أحد تكتلات الثنائي، أو أن يذوب النائب ميشال المر بما لديه من حيثية شعبية دلّت عليها الانتخابات البلدية الماضية في اطار أي من الجهتين، وأيضا الوزير ميشال فرعون برمزيته الكاثوليكية يصبح بمثابة عضو في فريق أي من هؤلاء؟ ناهيك عن حالات سياسية عدة أسوة بآل فتوش ونعمت افرام وزياد بارود وفريد هيكل الخازن ومنصور البون وفارس سعيد وميريام سكاف وآخرين... في وقت اقصاء كل من النواب سامي جميل وسليمان فرنجية ودوري شمعون والطاشناق وما تمثل أحزابهم، ويتساءل «رفيعو» المستوى في هذا المحور عما إذا كان هذا الثنائي مقتنع فعلاً بان كل المسيحيين سيكونون بأمرة «باسيل-جعجع»؟

فمواجهة المسيحين بالمصالحة ضد انتخاب النائب سليمان فرنجية أمر لا يكفي، فقد تلاقيا سابقا ضد مخايل الضاهر ثم كان قتالهما الذي حمل نتائج وتداعيات لم تنته ذيولها حتى اليوم على المسيجيين على أكثر من صعيد، وبعيداً عن المصالحة بات واضحا بأن تفاهمهما «الهشّ»، يحمل هدفا الغائيا للآخرين على ما تدل العلاقة المكشوفة بينهما في أكثر من صعيد كالتعيينات التي حصلت والتمايز بينهما حول قانون الانتخاب.

لذلك فإن التقارب بهدف الغاء الآخرين بات واضحا في البيئة المسيحية التي باتت قلقة من هذا الآداء الهادف فقط للقضاء على التمثيل المسيحي دون أي تقديمات ظهرت منهم تجاه هذه البيئة والمجتمع وكأنهم لا يعيشون نبض الهم المعيشي اليومي وغيرها من هموم الناس، فان تكبير كتلة القوات أو التيار، ليس هو الهم المسيحي في ظل نزيف الهجرة التي يصيب هذه الفئة منذ العام 1988، ولا تدل الوقائع حتى اليوم بأن ثمةامكانية للتعويض من جانب الثنائي عما عاناه المسيحيون منذ يومها حتى حينه.

اذ في المحصلة لم يحقق الثناىي حتى اليوم مطلبا مسيحيا وجدانيا او مصيريا, وباشروا منذ اليوم المعركة الرئاسية المقبلة التي دمرت المسيحيين وستوصلهم في المدى القريب الى واقع اسوأ .

 

ريفي يكشف عن "قوة ضاربة" في معركة طرابلس

زينة طبارة /الأنباء الكويتية/11 حزيران 2017

رأى وزير العدل السابق اللواء اشرف ريفي ان بين المعنيين في صياغة قانون الانتخاب من هو جدي وصادق في مساعيه للوصول الى خواتيم سعيدة، ومن يناور فوق الطاولة باللاءات الثلاث «لا للستين لا للفراغ لا للتمديد» ويعمل من تحتها على حرق الوقت للوصول الى 20 يونيو دون نتيجة، معربا بالتالي عن اعتقاده ان احتمال العودة الى قانون الستين أصبح واردا في ظل إصرار البعض على خداع الناس بمواقف شعبوية ظاهرها وعود بالتغيير وباطنها إبقاء القديم على قدمه. ولفت ريفي في تصريح لـ «الأنباء» الى ان في لبنان فريقا يفرض على اللبنانيين ثقافة الفراغ عند كل استحقاق دستوري، وقد نجح في فرضها مرتين في موقع رئاسة الجمهورية، وعدد من المرات في موقع رئاسة الحكومة من خلال تعطيل التكليف والتأليف لأشهر طويلة، ويحاول اليوم تطبيق ثقافته على السلطة التشريعية لفرض شروطه وأجندته على اللبنانيين، وخلق واقع سياسي يتماهى وسياستيه المحلية والخارجية، ضاربا عرض الحائط باحترام القوانين والدستور والشراكة الوطنية. وردا على سؤال، أكد ريفي ان التلاعب بمبدأ المناصفة بين المسلمين والمسيحيين، من شأنه سوق البلاد الى ما لا تحمد عقباه، معتبرا انه وبغض النظر عن التفاوت في الأعداد والأرقام، فإن التنوع الطائفي والتفاعل الإيجابي معه، يضفي على الصيغة اللبنانية وتحديدا على صيغة العيش المشترك، قيمة مضافة تحمي البلاد من الشرذمة والتفكك، مؤكدا تعليقا على هواجس البعض، ان الأجواء الوطنية لا تستدعي القلق على المناصفة، خصوصا ان الوقت الحالي ليس مؤاتيا للبحث في إلغاء الطائفية السياسية وإنشاء مجلس للشيوخ.

وعن استعداداته لخوض الانتخابات النيابية في طرابلس، أكد ريفي انه ايا يكن شكل القانون ومضمونه فإن طرابلس ستشهد أم المعارك الانتخابية، مؤكدا انه كما فاجأت الفيحاء الجميع في الانتخابات البلدية كذلك ستفاجئهم في الانتخابات النيابية، مشيرا الى وجود مزاج تغييري كبير لدى اللبنانيين عموما والطرابلسيين خصوصا الذين سئموا المستسيدين عليهم، اصحاب الزيارات الموسمية والمبرمجة قبيل الانتخابات النيابية، مؤكدا ان الطرابلسيين يرفضون اعتبارهم أرقاما يتم استدعاؤها عند الطلب، في حين انهم من صلب وأساس المعادلتين الوطنية والشعبية، ولهم حقوق على جميع المستويات، لاسيما على المستويين الإنمائي والخدماتي. وردا على سؤال، ختم ريفي كاشفا عن انه سيشكل لائحة مكتملة في طرابلس من وجوه واعدة وطنيا وعلميا واخلاقيا، مشيرا الى ان 24 ألف ناخب جديد من شباب وشابات طرابلس بلغوا سن الاقتراع، وسيشكلون في الانتخابات المقبلة قوة ضاربة في معركة التغيير لاختيار طبقة سياسية جديدة تتمتع بالالتزام والصدق والنزاهة والشفافية، مؤكدا ان الطرابلسي سيثبت غدا ان قراره الحر لا يشترى ولا يباع، وأن الوعود الموسمية التي يطلقها البعض قبيل كل انتخابات، لم تعد تجدي نفعا في لعبة استجداء صوته والتلاعب بعواطفه، و«ان غداً لناظره قريب».

 

شروط جديدة: 5% عتبة.. لوائح غير مكتملة.. ونقل مقعد طرابلس الى البترون

ميشال نصر/الديار/11 حزيران 2017

ما يظهر على سطح الأحداث والمواقف المعلنة يتناقض مع الكثير من الحقائق التي يحرص البعض على إخفائها عن الرأي العام والمراجع الدبلوماسية التي تواكب التطورات الانتخابية، في ظلّ حديث مستفيض عن الكثير من العوامل السياسية والشخصية السلبية التي انعكست تعثرا في مساعي تكوين مواد القانون الجديد وترتيب بنوده،وسط سباق بين الجهود المبذولة لإنجاز التفاهم النهائي على قانون الإنتخاب لطرحه في مشروع في مجلس الوزراء أو في اقتراح في الجلسة النيابية. مصادر قريبة من قوى الثامن من آذار، رات ان الوزير باسيل يرمي الالغام الواحد تلو الآخر في وجه صيغة ال15، وما مساومته على نقل مقعد طرابلس الماروني الى البترون مقابل سيره بالصوت التفضيلي على مستوى الدائرة الا احد اوجه تلك المعركة التي يخوضها، متهمة اياه بالسعي الى الخروج من الزاوية التي حشر نفسه فيها من خلال ترشحه في البترون على حساب التقدم الذي انجز وطنيا في مسألة قانون الانتخاب، معتبرة ان بقاء حصة البترون محصورة بمقعدين تجعل من فرص سقوطه بعدما اعلن ترشيحه كبيرة جدا، اولا مع ترشح القوات اللبنانية والنائب بطرس حرب، وثانيا لان القواعد المؤيدة للنائب انطوان زهرة لا تحبذ التصويت لباسيل، كما ان مؤيدي المردة لن ينتخبوه، فضلا عن الانقسام الذي يصيب القواعد العونية في هذه المنطقة منذ زمن، وعليه فان الوزير باسيل يصر على نقل مقعد طرابلس الماروني ورفع عدد المقاعد في تلك الدائرة الى ثلاث لرفع حظوظه، ولفك الاشتباك الذي يمكن ان يستجد مع القوات اللبنانية. وبحسب المصادر فان مسألة نقل المقاعد سقطت لصالح بحث من نوع آخر حول عدد المقاعد، حيث طرح الثنائي المسيحي، اما ان يصار إلى اقتطاع 6 مقاعدٍ من حصص المكونات بالتساوي على أن يبقى الرقم 128، أو يصار إلى اعتماد 108 مقاعد، بحسب ما نصّ الطائف ،يضاف إليها 6 مقاعد للمنتشرين ليصبح الرقم 114 مقعداً، في مقابل طرح للثنائيّ الشيعيّ والحزب التقدميّ الاشتراكيّ، يدعو الى تثبيت رقم الـ128 مقعداً وإمكانيّة إضافة 6 مقاعد للمغتربين لتصبح 134، على أن يكون اعتمادها بدءاً من الدورة اللّاحقة، أي 2022.  وتتابع المصادر بان استراتيجية رئيس حزب القوات اللبنانية الانتخابية مبنية بشكل اساسي على معركة البترون التي يمكن ان تؤمن للقوات عدداً اكبر من المقاعد منذ زمن التسويات مع التيار الوطني نتيجة المقايضة على التصويت لرئيس التيار الوطني الحر مقابل تنازلات في اقضية مسيحية اخرى.  المصادر التي اسفت للمستوى الذي وصلت اليه المفاوضات، اعتبرت ان ما يحكى عنه من نسبية لم يعد سوى شكلي مع تفريغ الاخيرة من مضمونها تحت ضغط المصالح السياسية والطائفية للاطراف السياسية التي تشاركت وتناوبت على ضرب الانجاز الاساس للعهد والذي كان يعول عليه ليكون المدخل الى الاصلاح والتغيير، معتبرة ان الصيغة التي يعمل عليها اليوم تعيد تركيبة قانون الدوحة الى السلطة انما تحت عباءة النسبية ، جازمة بانه لن تكون هناك ولادة للقانون الجديد قبل تفريغ النسبية من مقوماتها في الشكل والمضمون بعد التثبت من عدم توفر الضوابط الضامنة للنتائج المترتبة على هذا النظام، وهو بيت قصيد الخلافات منذ اليوم الاول، مضيفة ان الرد الباسيلي جاء مطالب جديدة، اولها عتبة ال5% على المستوى الوطني للائحة، وثانيها لوائح غير مكتملة لا تضم اي لائحة مرشحين لشغل اكثر من 40% من مقاعد الدائرة.

وتكشف المصادر ان المعاون السياسي للامين العام لحزب الله طرح خلال اللقاء الاخير في بيت الوسط «رغبة» الحزب «بتأمين عقد اجتماع مثمر لمناقشة بين المفاوضين المعنيين في قصر بعبدا» ، برعاية رئيس الجمهورية للخروج من النفق الذي يمر به القانون، ما لم يلق تجاوبا من الممثل العوني وكذلك من ممثل امل، عليه يتوقع ان يستكمل البحث في تفاصيل القانون في عطلة نهاية الاسبوع، علما ان باب المفاجآت يبقى مفتوحا ولا سيما مع وجود نية واضحة لدى بعض الاطراف في التسويف والمماطلة تحقيقا لحلم العودة الى قانون الستين تحت ستار ضغط المواعيد الدستورية وتحت شعار انه لم يكن بالامكان افضل مما كان.

 

ظاهرة الدور القطري

خالد الدخيل/الحياة/11 حزيران/17

من حق السعودية أن تعبر عن امتعاضها من الدور الذي اختارت الدوحة أن تمارسه إقليمياً. وهو امتعاض لا يعبّر عن اعتراض على الدور ذاته، وإنما على وجهته واستهدافه السعودية والمنظومة التي تمثلها في المنطقة. كانت ولا تزال هذه الرؤية هي السائدة في السعودية منذ أيام أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. ثم كانت المفاجأة الصاعقة عندما خرجت إلى العلن تسجيلات للشيخ نفسه مع العقيد معمر القذافي وهو يتحدث فيها بالتفصيل عن جهود حكومته لتهيئة الظروف للإطاحة بالنظام السعودي. يبدو أن انكشاف هذه التسجيلات كان من بين العوامل، وربما العامل الأساسي لتنازل الشيخ حمد عن الحكم لابنه وولي عهده الشيخ تميم عام 2013. حينها شاعت أجواء من التفاؤل في سماء العلاقات بين البلدين. لكن لم تمضِ سنة على ذلك حتى انفجرت قضية سحب سفراء السعودية والإمارات والبحرين من الدوحة. نجحت جهود الوساطة بإعادة السفراء. ثم وصلت الأزمة الآن إلى ذروة غير مسبوقة، وتبدو مرشحة لذروة، وربما ذرى أخرى. السؤال: لماذا انفجرت الأزمة القطرية من جديد وبدرجة أكثر حدة وخطورة عما كانت عليه من قبل؟ سؤال آخر: لماذا ظهرت هذه الأزمة من أصلها؟ بالنسبة للسؤال الأول من الواضح من بيانات الطرفين أن قطر لم تعالج في شكل جاد وجذري شكاوى الدول الثلاث من سياساتها. فإذا كانت بيانات الدول الثلاث تعدد اتهاماتها للدوحة، فإن بيانات الأخيرة وإعلامها لا تقدم تفنيداً واضحاً ومسنوداً بالقرائن والأدلة لتلك الاتهامات، وإنما تغرق في التبرير والسجال الذي لا ينتهي إلى شيء واضح وملموس. الأسوأ أن الرياض شعرت بأن قطر لم تقدر التنازل السعودي الكبير بعد تسريب تسجيلات الشيخ حمد. وكانت مصادر قطرية مقربة ذكرت أن الشيخ حمد بن خليفة، وبعد تسرب هذه التسجيلات ذهب في زيارة غير معلنة إلى الرياض وقدم اعتذاره شخصياً للراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز. لا نعرف ماذا حصل بعد ذلك، لكن بدا واضحاً أن السعودية كانت مستعدة تماماً لتجاوز موضوع التسجيلات، والانتقال إلى ما بعده. وهذا تنازل كبير بكل المقاييس. إذ إن الرياض لم تعلن أي موقف حيال هذا الموضوع، ولم تقبل آنذاك بتحويله إلى موضوع إعلامي مثير. على العكس، استقبلت الأمير السابق وقبلت اعتذاره، وهنأت الأمير الجديد، وكأن شيئاً لم يكن.

في هذا السياق، وكما أشرت، الأرجح أن تنازل الأمير الوالد لابنه الشيخ تميم كان على علاقة بالتسريبات. ومن الطبيعي أن تنتظر الرياض في هذه الحال أن تختلف السياسة القطرية مع الأمير الجديد عما كانت عليه مع الأمير السابق. لكن هذا لم يحدث وفق الرياض وبقية العواصم التي شاركتها قطع العلاقة مع الدوحة. حدة الموقف السعودي الأخير، ومعه مواقف الدول الأخرى، كما تمثل خصوصاً في إغلاق الحدود البرية والبحرية والجوية، تعكس مدى خيبة الأمل، وشعوراً دفيناً بأن الدوحة لا تزال متمسكة بسياساتها القديمة، بما في ذلك ما جاء في التسجيلات، وأن التنازل للأمير الجديد لم يكن إلا إجراء شكلياً لتفادي تداعيات التسجيلات، وأن الأمير الوالد لا يزال حاضراً في رسم السياسة الخارجية القطرية بكل تحالفاتها وأهدافها التي كانت عليها قبل التنازل. في ضوء ذلك ليس مستبعداً أن الرياض الآن لا تنتظر أقل من تغير جذري في توجهات السياسة الخارجية، وخروج الشيخ حمد بن خليفة تماماً من دائرة صناعة القرار في شأن هذه السياسة. لا نعرف شيئاً عن مطالب الرياض، لكن ليس من المستبعد أيضاً أن تطالب الرياض بخروج الشيخ حمد من قطر لضمان غياب تأثيره.

إذا كانت هذه المعطيات صحيحة، وتبدو كذلك، فإن المصدر الأساسي للأزمة مع قطر يكاد ينحصر في شخصية الشيخ حمد بقناعاته، وطموحاته، وتحديداً في مواقفه تجاه السعودية في شكل خاص. إذ يبدو الآن، خصوصاً بعد تسرب التسجيلات، أن السياسة الخارجية القطرية التي رسمها كانت من الطموح أن من أبرز أهدافها الإطاحة بالنظام السعودي، وإيصال جماعة الإخوان المسلمين للحكم في مصر، والتحالف مع ما يعرف بفريق «الممانعة» خصوصاً سورية الأسد وإيران. المربك في الموضوع أن قطر كانت تحتفظ في الوقت نفسه بتحالفها مع واشنطن، وتعمل على توسيع هذا التحالف مع تركيا، وإقامة قناة علاقة مع إسرائيل. كل ذلك كان يتم بمعزل عن مجلس التعاون، ما يكشف مأساة هذا المجلس وغياب حضوره أو تأثيره في خيارات السياسة الخارجية لأعضائه.

هنا نصل للسؤال الثاني: فإذا كانت قطر تحت إمرة الشيخ حمد اختارت لها دوراً إقليمياً يتجاوز حجمها وإمكاناتها، فكيف تمكنت من تحقيق ذلك وممارسته على الأرض داخل مجلس التعاون، والجامعة العربية؟ لا تكفي الإحالة هنا إلى الإمكانات المالية الكبيرة لقطر كإجابة عن السؤال. فالحقيقة أن تبني دولة صغيرة الحجم جغرافياً وديموغرافياً دوراً يتجاوز ذلك بكثير هو ظاهرة تعكس ضعف النظام الإقليمي الذي تنتمي إليه، بما في ذلك الدول الكبيرة التي تشكل العمود الفقري لهذا الإقليم. وهذا يتضح في تمكن دولة صغيرة من تجاوز الدول الكبيرة في فرض خياراتها أحياناً ومبادراتها، ووساطاتها حتى بين الدول الكبيرة. وصل الدور القطري إلى ذروته الأولى في ما عرف عام 2008 باتفاق الدوحة بين الأفرقاء اللبنانيين بعد اجتياح قوات «حزب الله» بيروت والجبل آنذاك، وبروز شبح عودة الحرب الأهلية. كان النظام السوري هو الذي فرض الدور القطري بهدف اختراق مجلس التعاون، وإدخال الدوحة كلاعب حليف لدمشق في الساحة اللبنانية، وإضعاف الدور السعودي هناك. طبعاً لم يتحقق هذا الهدف. استمر الدور القطري على هذا النحو في اليمن بين الحوثيين وعلي عبدالله صالح، وفي السودان، وأفغانستان. بعد الربيع العربي انقطعت علاقة قطر مع الأسد والقذافي لأسباب ليس هنا مجال التفصيل فيها. كان المتوقع في هذه الحال أن تقترب قطر أكثر من السعودية، لكن هذا لم يحدث إلا في شكل محدود في اليمن. في سورية تنافست مع السعودية. وفي ليبيا تنافست مع الإمارات. وفي مصر دعمت حكم «الإخوان»، ووقفت ضد الانقلاب هناك للهدف نفسه. ثم انتهت مسيرة الدور القطري بالأزمة الأخيرة التي يبدو أنها أخطر ما واجهه هذا الدور حتى الآن.

قبل قطر حاول العقيد القذافي ممارسة الدور نفسه في سبعينات القرن الماضي. لكنه فشل في ذلك، خصوصاً بعد انكشاف تورط استخباراته بحادثة لوكربي الكارثية. واضطر للتخلي عن طموحه بعد سقوط النظام العراقي على يد الاحتلال الأميركي عام 2003، أي قبل قيام الثورة عليه بثماني سنوات. الكويت بدورها اقتربت من لعب هذا الدور، ثم تخلت أيضاً عنه تماماً بعد تحريرها من الاحتلال العراقي في ربيع 1991. لكن الظاهرة تأخذ أشكالاً مختلفة، ولا تقتصر على طموح دول صغيرة للعب أدوار كبيرة. ظهور الميليشيات وتفشيها، ومحاولاتها منافسة الدول في أن تكون بديلاً لها يعبر عن الحال ذاتها للإقليم ذاته. وإذا أخذنا في الاعتبار أن نشأة الميليشيات في العالم العربي بدأت بعد الثورة الإيرانية عام 1979، تكون الصيغة الميليشيوية للظاهرة استكمالاً لعملية سياسية تعصف بالمنطقة العربية منذ أواخر ستينات القرن الماضي. أبرز مظاهر هذا الشكل «حزب الله» اللبناني الذي تحول بفعل الدعم العسكري والمالي الإيراني، والغطاء السوري، إلى قوة إقليمية تستخدمها إيران للتدخل في الدول العربية. كذلك الحشد الشعبي في العراق، وهو ميليشيا ألحقت أخيراً بالدولة على نحو يشبه ما حصل لـ «حزب الله» وعلاقته بالدولة اللبنانية. جماعة «أنصار الله» الحوثية تقاتل الآن لاستنساخ تجربة «حزب الله» في اليمن. وعلى رغم أن ذلك يحصل على حساب الدولة العربية، والأمن القومي العربي، إلا أن رد الفعل العربي يبدو في الأغلب خافتاً وضعيفاً، يعكس الحال التي وصل إليها النظام الإقليمي العربي.

هناك شكل آخر للظاهرة، وهو التدخلات الأجنبية في الدول العربية، ووجودها العسكري والاستخباراتي داخل بعض هذه الدول. كلنا نعرف الآن الوجود الإيراني الكثيف من خلال الميليشيات في سورية والعراق ولبنان. وهو وجود يعتبر الآن مشروعاً بحكم أنه يتم تحت ظلال «الحكومة الشرعية». بل إن المعادلة السياسية للحكم في لبنان تساوي بين الدولة وميليشيا «حزب الله»، على رغم أن هذا الحزب ذراع إيرانية وليست لبنانية. على خلفية الأزمة الأخيرة أرسلت تركيا حتى لحظة كتابة المقالة أكثر من مئتي جندي إلى قطر. ويقال إن حجم القوة التركية سيصل إلى خمسة آلاف. وقول الحكومة القطرية إن الوجود العسكري التركي هو لمصلحة «أمن واستقرار المنطقة». وإذا كان هذا تطوراً مرفوضاً من حيث المبدأ والمصلحة، وأنه نوع من التدخل تحت غطاء الشرعية، فإن ظلال هذا الموقف ستمتد إلى الوجود العسكري الأميركي في المنطقة، وفي مقدمه قاعدة العديد في قطر. وهذا ما يشير إلى مأزق النظام الإقليمي العربي، بما في ذلك مجلس التعاون الخليجي، وهو المأزق الذي أفرز الظاهرة ابتداء.

الشاهد من كل ذلك أن وضع حد لظاهرة الدور القطري أمر مشروع، بل واجب لحفظ التوازنات داخل الإقليم، ومع القوى التي تقع خارج الإقليم. لكن لا يمكن تحقيق ذلك من دون إصلاح الخلل في النظام الإقليمي الذي هو السبب الأول وراء بروز هذه الظاهرة. لا يكفي أن تهجو الدور القطري، أو الليبي، أو التدخلات الأجنبية والميليشيات المصاحبة لها. يجب القضاء على الأسباب التي أدت إلى ذلك. وهذا ليس ممكناً من دون أن تستعيد الدول الكبيرة دورها الطبيعي على المستوى العربي، وداخل مجلس التعاون على المستوى الخليجي. غياب أو ضعف الدول الكبيرة خلق الفراغات التي تسربت من خلالها الأدوار المضرة، والتدخلات الأجنبية، والميليشيات التي تتجرأ على منافسة الدول.

 

خالف تُعرف ... على طريقة قطر!

الياس حرفوش/الحياة/11 حزيران/17

من أصول التعامل بين الدول التي تجمعها هيئات ومنظمات ذات طبيعة اتحادية، أن هذه الدول تنسّق في ما بينها وتسعى الى سياسات اقتصادية وخارجية ودفاعية تنشد المصلحة المشتركة لهذه الدول، وتحاول الابتعاد عمّا يسيء الى أي دولة أو دول أخرى عضو في تلك الهيئة او المنظمة.

من الأمثلة الأكثر وضوحاً على عملية التكامل تلك أمامنا اليوم الاتحاد الأوروبي، الذي يضم 28 دولة، قبل الانسحاب المنتظر لبريطانيا منه بعد عامين. يضم هذا الاتحاد دولاً كبيرة في حجم ألمانيا وفرنسا، ودولاً صغيرة في حجم مالطا او اللوكسمبورغ. ومع أن صغر الحجم لا يشكل عائقاً أمام الدور الذي تلعبه أي دولة في مسيرة الاتحاد، ولا على ترؤسها الاتحاد عندما يحل دورها لذلك، إلا أن الدول الصغيرة لا تعاني في الوقت ذاته من عقدة الحجم، ولا تتنطح بالتالي الى لعب دور، في مجال السياسة الخارجية أو الاقتصادية أو سواها، يفوق ما هو متاح لها، لمجرد محاولة إثبات الذات أو التأكيد على استقلالية القرار. هذه الدول تجد قوتها في الوحدة التي يوفرها الاتحاد الأوروبي، وليس في الرغبة في عرض العضلات أو فتح الباب أمام الصراعات، على رغم أن مجال عرض العضلات أو اختلاق الصراعات متاح لكل من يريد سلوك هذا الطريق، سواء كان دولة كبيرة او صغيرة.

مجلس التعاون الخليجي كان يفترض أن يكون مثالاً لمشروع الوحدة الممكنة بين دول المنطقة الخليجية، التي تجمع بينها ثقافة واحدة وتقاليد مشتركة، فضلاً طبعاً عن الدين الواحد. وفي الوقت الذي انهارت تجارب وحدوية أخرى في المنطقة العربية، في شرقها وغربها، ظل الرهان على مجلس التعاون كمؤسسة صالحة للتمثّل بتجربتها، وخصوصاً مع احتفاله هذا العام بعيد ميلاده السادس والثلاثين.

من هنا يبدو الدور الذي تلعبه دولة قطر داخل مجلس التعاون دوراً نافراً. قطر تعتبر أن من حقها في إطار ما تقول إنها «سيادتها» وحرية قرارها أن تتصرف كما تشاء في سياستها الخارجية وفي أدواتها الإعلامية. حتى عندما تؤدي هذه السياسات الى سبب للخلاف مع الدول الأخرى في مجلس التعاون، أو عندما تتحول، كما حصل في كثير من الأحيان، الى حملات على أنظمة هذه الدول وعلى قادتها والمسؤولين فيها. وما يثير غضب أشقاء قطر في مجلس التعاون أن هذه السياسات لا توفر خدمة ولا تؤمن مصلحة خاصة لقطر، باستثناء محاولة إثبات الوجود ولعب الدور، على قاعدة «خالف تعرف»، ولمجرد التأكيد أن قطر تستطيع أن تعاند او تناكف، حيث تكاد تبدو هذه المناكفة والعناد وكأنهما المبرر الوحيد لوجود قطر.

لذلك تتعدى مشكلة قطر مع الدول الخليجية الأخرى مسألة عدم تنسيق السياسات، مع أن التنسيق يفترض أن يكون أمراً طبيعياً في منظمة مثل مجلس التعاون الخليجي، تتعداها الى تحوّل هذه السياسات الى إلحاق الضرر بمصالح دول المجلس، كما بدا من خلال العلاقة مع إيران، التي تنتهج دول مجلس التعاون سياسة متشددة حيال تدخلها في الشؤون الداخلية لدول الخليج ولدول أخرى في المنطقة، أو من خلال الرعاية المالية والإعلامية لمنظمات تعتبر إرهابية وتلعب أدواراً تخريبية في عدد من الدول الخليجية والعربية... باستثناء دولة قطر.

اما في الشأن الإعلامي، فقد تحولت وسائل إعلام قطر، وعلى الأخص قناة «الجزيرة» بشقيها العربي والإنكليزي الى منابر لتسويق سياسة قطر. وكان يمكن أن يعتبر المرء انه ليس هناك ضير في ذلك، طالما أن هذا ما تفعله معظم وسائل الإعلام العربية والخليجية في تسويق سياسات دولها. غير أن وسائل إعلام قطر تمتدح نفسها بأن وظيفتها الإعلامية تقوم على المهنية والاستقلالية والحياد الكامل. ولا تتردد في أن تقارن أسلوب عملها بما تقوم به محطة إخبارية مثل «بي بي سي» البريطانية مثلاً. لكن يتضح الخداع في ادعاءات كهذه، عندما يكتشف المشاهد أن فضاء «الجزيرة» مفتوح لكل الأخبار والحملات ولتغطية كل ما يجري في الخليج والمنطقة العربية، باستثناء ما يجري في قطر، وكأن هذه الدولة غير موجودة على خريطة التغطية «الجزيرية». تستطيع قطر طبعاً أن تدافع عن حقها في السيادة وفي استقلال قراراتها. لكن هذا الحق لا يتفق مع التزاماتها كعضو في مجلس التعاون الخليجي، وخصوصاً عندما تصير هذه العضوية عبئاً على مجلس التعاون وليس سنداً له. 

 

قطر وورم الأوهام نديم قطيش

نديم قطيش/الشرق الأوسط/ 10 يونيو، 2017

دعونا من حديث الفبركة والاختراق الإلكتروني. حديث أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني الذي نشرته وكالة الأنباء القطرية، ثم «تكاثر» عبر كل المنصات الرسمية القطرية، و«علق» هناك لساعات، قبل أن تُنَبَّه قطر لوجوده، ليس هو المشكلة.

خطاب أمير قطر، في مضمونه أقل بكثير مما تعلم السعودية والإمارات وكل من يملك مهارة البحث على موقع يوتيوب، إنه الموقف الحقيقي لقطر، والدور العملي لقطر بحق جوارها القريب والبعيد وبحق من لا تجاورهم أيضا. مصنع كامل من الشغب. مقلع لا ينضب من الحيوية السلبية التي ما انفكت تؤكد ذاتها السياسية وحضورها بالأذى المباشر والتجريب الذي لا تعنيه النتائج، وعنف الأطفال تجاه لُعبهم.

انسوا خطاب تميم للحظة. صبرت السعودية على ما هو أفظع من الغزل السياسي بين قطر وعدو العرب الأول اليوم، إيران. صبرت لعقود على محاولات قطرية حثيثة لتغيير الأدوار والتوازنات بل والحكم والجغرافيا.

أول ما فعلتُه في بدايات الأزمة كان العودة إلى تسجيل سرب عام 2014. وهو يعود إلى ما قبل ذلك بسنوات، لحديث بين أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني مع العقيد الراحل معمر القذافي. اكتشفت أن بدل التسجيل يوجد اثنان، خانتني ذاكرتي في استعادتهما معاً وأسعفني السيد الفاضل «يوتيوب». تسجيل للأمير السابق وآخر لرئيس الوزراء السابق حمد بن جاسم آل ثاني، يتنافسان في كم السوء المضمر للسعودية وشعبها وسلامتها. يجزم حمد بن جاسم في حديثه أن السعودية لن تعود موجودة بعد 12 عاماً، وهو تقدير يشاركه فيه الأمير السابق، والحاكم المستمر لقطر، معترفاً أن بلاده من أكثر ما يزعج المملكة.

الأخطر هو ما أشار إليه الأمير السابق، والحاكم المستمر لقطر، عن أدوار لبلاده من اليمن إلى السودان وتمويل ميليشيات وقنوات تلفزيونية، وتجريد حملات على حلفاء السعودية العرب كمصر والأردن.

المفارقة أن الأمير السابق، والحاكم المستمر لقطر، يختصر دور السعودية ومكانتها ومتانتها بأسعار النفط، التي لولا ارتفاعها «ما كان ليكون هناك شيء اسمه السعودية»! هذه العبارة هي التجسيد العملي للغرور الذي أعمى دولة صغيرة عن حجمها وموقعها وتأثيرها، الذي بالمناسبة، لا سبب له سوى فورة أسعار الطاقة، التي حين اقترنت بالرعونة، حولت الدولة إلى آلة «إي تي إم» لتمويل الشغب والتخريب، ورعاية وتمويل كل تشكيلات الإسلام السياسي في الإقليم الدولتي منه والميليشياوي!

كانت قطر هي من فتحت أبواب الإليزيه أمام بشار الأسد أيام نيكولا ساركوزي الذي أبدع في انحيازه للمال القطري. وقطر هي من رعت وموّلت محاولة إهداء مصر للإخوان المسلمين. وقطر هي من جلبت محمود أحمدي نجاد ذات قمة وبثت صوره يرفع شارة النصر، كأنه صار البديل والوريث لصورة الراحل ياسر عرفات، وإلى جانبه خالد مشعل. أغرتها حساباتها المصرفية، عام 2010 فبالغت في إنتاج الصور. صنعت صورة الثلاثي القطري السوري التركي، في ذروة الاشتباك مع دول الاعتدال العربي. وصنعت صورة أحمدي نجاد، بشار الأسد، حسن نصر الله في دمشق. دولة صغيرة تستعيض بالصور عن ضيق المساحة الجغرافية لاختراع أدوار ومهمات وأحلاف. وقطر هي صورة تسيبي ليفني تخرج من باب يقابله باب يدخل منه قادة حماس أو مسؤولون من «حزب الله». وهي أشرطة بن لادن في أحضان محرري «الجزيرة» وأكبر قاعدة أميركية في المنطقة. وهي منصة أبو محمد الجولاني والتقارير الوهمية عن عداء تكنه «جبهة النصرة» لقطر. هي كل ذلك في الوقت نفسه. هذا الدور هو ما اتخذ القرار بإنهائه. وهذه الدكانة هي ما أخذ القرار بإقفالها نهائياً. هذا ليس موقفاً سعودياً إماراتياً فقط، بل هو حصيلة مسار تراكمي دولي قرر أن لا مكان لدور قطر الذي عرفته حتى الآن. عملية جراحية صعبة لانتزاع ورم الأوهام من دماغ قطر التي اختصرها الأمير عبد الرحمن بن مساعد ذات أمسية بقصيدة ساخرة يقول فيها:

الجزيرة

من قديم الوقت تُعْرف…

بالمكان اللي يحيطه ماء…

من كل الجهات…

وفي جديد الوقت دولة…

ما عجبها وضعها وسْط الخريطة…

قالت اتعدّى حدودي…

واثبت لْغيري وجودي…

في الحياة…

وهكذا نقدر نقول… إن الجزيرة…

دولة مغمورة صغيرة…

كبْرت وصارت قناة…

صبرت المملكة العربية السعودية كثيراً. تحملت ما لا يحتمل من جار يطمح لأدوار كونية وهمية، وفي الواقع لا يستطيع أن يحمي رفوف سوبر ماركت من دون الممر السعودي البري. تعاملت مع الجار الصغير كقدر جغرافي، لا تسمح التقاليد الخليجية والأسرية والقبلية لا بضمه بالقوة أو قهره بتعسف.

اختارت السعودية الجديدة، ومعها الإمارات خيار التأديب الحاسم والنهائي. ماذا لو لم تتأدب، سألت صديقا سعوديا عليما. بعث لي برسالة نصية للشاعر الجاهلي من أهل البحرين، المثقب العبدي:

فإمَّا أنْ تكونَ أخي بحقِّ

فأَعرِفَ منكَ غَثِّي من سَميني

وإلاَّ فاطَّرحني واتخذني

عَدُوّاً أَتَّقيكَ وتَتَّقيني

 

هل يحقق الكرد حلمهم أخيراً أم تسقطه صراعاتهم والمحيط؟

جورج سمعان/الحياة/11 حزيران/17

كلما اقترب أوان تحرير الموصل وبعده الرقة ابتعد التفاهم على خطة سياسية وأمنية وإدارية لمرحلة ما بعد «داعش». فلا القوى السياسية والعسكرية في العراق رست على خريطة طريق واضحة لمعالجة ما خلفته وتخلفه الحرب على الإرهاب. ولا القوى المتصارعة في سورية خلصت إلى حد أدنى من التهدئة بانتظار نضج الظروف الدولية والإقليمية التي تتيح البحث في تسوية جدية. لذلك تستمر الحروب الجانبية في سباق محموم لوراثة أرض «دولة الخلافة». وبعضها يؤخر فعلاً التعجيل في استئصال الإرهاب. وبعضها الآخر يؤسس لصراعات قاتلة تفاقم تمزيق الإقليم وتفتيته وتعميق الانقسامات بين مكوناته. وأكثر ما يقلق المعنيين باستقرار الإقليم فعلاً هو أن الأسباب التي أنتجت تنظيم «أبي بكر البغدادي» وقبله «قاعدة أبي مصعب الزرقاوي» حاضرة أبداً لتوفير الظروف الملائمة لتنظيم مماثل أشد خطراً من السابقين ما لم يهدأ الصراع المذهبي أولاً. وما لم تكف دول الجوار العربي عن ممارسة سياسة الهيمنة بذريعة حماية هذه الطائفة أو المكون وذاك. وما لم تبتعد دول المنطقة عن صراع المحاور الذي يجدد حرباً باردة لا ناقة لهم بها ولا جمل.

حرب السيطرة على الحدود السورية، خصوصاً الشرقية والجنوبية صراع مفتوح بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة وإيران وحلفائها من جهة ثانية. وهي الإطار الأكبر للسباق المحموم على تقاسم الجغرافيا السورية. ويضع لها الأميركيون وحلفاؤهم العرب عنواناً واحداً هو قطع خطوط التواصل بين «العواصم الأربع» التي تتباهى إيران بأنها جزء من أمبراطوريتها المستعادة. ولا هم بالطبع في هذه الحرب لوقف المأساة السورية. لكن ثمة صراعاً آخر ينذر بقرب الانفجار وسيجر إليه متورطين. ويخلق مشهداً جديداً في خريطة المشرق العربي، على مستوى تغيير الحدود الداخلية وربما الدولية. ويعيد خلط الأوراق وشبكة العلاقات والتحالفات والمصالح. إنها المسألة الكردية التي عادت بقوة إلى المسرح السياسي، خصوصاً بعد سقوط نظام صدام حسين، ثم تفاعلت مع اضطراب العملية السياسية في العراق واندلاع الأزمة في سورية. وبدء الحرب لتحرير الموصل والرقة.

تطلعات أهل كردستان إلى اقتناص الفرصة السامحة لبناء كيانهم المستقل لم تعد عملية سياسية تقتصر على ما سينتهي إليه الحوار أو المواجهة بين إربيل وبغداد. ثمة جغرافيا متبدلة في الإقليم كله. الهدنة بين حكومة حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم وحزب العمال الكردستاني انهارت قبل عامين، وجرت وتجري مواجهات لم تعد تقتصر على شرق تركيا وحدها. امتدت إلى ميادين خارج الخريطة المعروفة. باتت تشمل سورية وحتى إيران. وفرضت هدنات هنا وهناك وتحالفات مرحلية، بقدر ما أثارت معارك داخلية بين الكرد أنفسهم، وتعد بمزيد من معارك مع مكونات أخرى. كما أن العلاقات بين القوى السياسية في كردستان تمر في أزمة كبيرة بعدما واصل رئيس الإقليم مسعود بارزاني ممارسة سلطاته على رغم انتهاء ولايته العام 2015، وحله البرلمان وطرد رئيسه المنتمي إلى «حركة التغيير». وأعادت الأزمة التوتر إلى العلاقات بين القوى والأحزاب الكردية. لكن الحرب على «داعش» وتهديده حدود الإقليم خففا ويخففا من وطأة هذا التوتر. ولكن مع اقتراب نهاية التنظيم الإرهابي في الموصل، وتمدد حزب العمال في سنجار ومحيطه وتهديده سلطة الإقليم، وعلاقاته المرحلية مع «الحشد الشعبي»، وتعثر التسوية بين السليمانية وأربيل، كلها تطورات دفعت الرئيس بارزاني إلى استعجال تحديد موعد للاستفتاء على الاستقلال في الخريف المقبل، الخامس والعشرين من أيلول (سبتمبر) هذا العام. لعل في ذلك ما ينهي أزمته مع القوى الأخرى، خصوصاً الاتحاد الوطني و «حركة التغيير» وقوى إسلامية أخرى لا ترى الوقت مناسباً لإجراء هذا الاستحقاق. كما أن رئيس الإقليم بات يستعد لمعركة ربما لا مفر منها مع «قوات الحشد الشعبي». وهو حذر هذه القوات من تجاوز حدود الإقليم. خصوصاً أنها لا تخفي تحالفها مع قوات تابعة لحزب العمال تمددت إلى سنجار بذريعة حماية الإيزيديين.

بالطبع لا أحد من القوى الكردية يمكنه أن يقف صراحة بوجه هذا الاستحقاق، الذي قد يشكل خاتمة لمآسي الكرد التاريخية وميلاداً للدولة المنتظرة منذ مطلع القرن الماضي. لكن ما لا يروق معارضي رئيس الإقليم أن يبدو بارزاني رجل الاستقلال الأول. لذلك يشترط حزب جلال طالباني، الرئيس العراقي السابق، تسوية مشكلات الإقليم وإعادة تفعيل البرلمان والتفاهم على مرحلة ما بعد هزيمة «داعش». وشكا من أن انشغل بمعركة الموصل عن اتفاق بين إربيل وبغداد والأميركيين على تشكيل قوة مشتركة لاستعادة جنوب سنجار وغرب تلعفر... لكن «الحشد الشعبي» تحرك في هذه المنطقة من دون التنسيق مع أحد. او بالأحرى تواصل مع حزب العمال. ورأى بارزاني أن هذا خلق وضعاً معقداً.

لكن السؤال هل ستخدم الظروف الحالية توجه الكرد نحو بناء دولتهم المستقلة؟ الولايات المتحدة حليفتهم التاريخية الثابتة بدلت ولم تبدل في خطابها. إنها تولي أهمية لمطالبهم «الشرعية» وتكنّ لها «الاحترام. وربما رأت أن حلمهم بات قريب التحقيق. لكنها تكرر من جهة أخرى تمسكها بوحدة العراق الديموقراطي الفيديرالي. وتعتقد بأن إجراء الاستفتاء في هذا الوقت يصرف النظر عن الحرب على «داعش». أما بغداد فلا يملك رئيسها حيدر العبادي في الظروف الحالية الجرأة على إعلان موقف واضح حيال مشروع إربيل. فهو يدرك أن معركة الزعامة على القوى والأحزاب الشيعية لا تسمح له بالتساهل. خصوصاً أن غريمه الرئيسي نوري المالكي يشن حملات قاسية على قيادة الإقليم ويهدد بالويل والثبور. وطلب العبادي وعمار الحكيم رئيس «التحالف الوطني» الشيعي تأجيل الاستفتاء في هذه الظروف. علماً أن العرب بسنتهم وشيعتهم يعارضون الاستقلال اليوم كما في الماضي البعيد والقريب. وتشدد بغداد على أن مثل هذا الاستحقاق لا تعود الكلمة فيه إلى الكرد وحدهم، بل إن جميع العراقيين معنيون بتحديد مصير بلادهم.

وتعول بغداد على ضغوط تركيا وإيران اللتين تتمسكان بوحدة الأراضي العراقية حفاظاً على وحدة أراضيهما. وتراهن على عمق الخلافات بين القوى الكردية التي يمكن أن تقف حائلاً دون تحقيق هذا الحلم. لذلك خرج القيادي في الحزب الديموقراطي هوشيار زيباري بخطوة ديبلوماسية للتخفيف من وقع الاستفتاء على المناطق المتنازع عليها مع بغداد، خصوصاً كركوك الغنية بالنفط. وحاول الفصل بين نتيجة الاستفتاء والاستقلال. والواقع أن المدينة باتت تشكل «قدس» الإقليم إذا صح التعبير. ولا يمكن الكرد التنازل عنها مهما كانت التحديات. وتدرك قيادة الإقليم أن طهران يمكنها العمل على خلق ظروف تعطل الاستحقاق. فلها علاقات تاريخية مع حزب طالباني. فضلاً عن أن التطورات على الساحتين العراقية والسورية صرفتها عن مواجهة حزب العمال الذي يرى هو الآخر مصلحة في مهادنتها. وهو ما يوفر له مساحة أكبر في صراعه مع تركيا. مثلما وفر له التمدد عبر سنجار نحو شرق سورية وشمالها عبر حليفه أو فرعه في سورية، حزب الاتحاد الديموقراطي.

هذه الوقائع المحيطة بالاستفتاء، خصوصاً التحالف الآني الطارئ بين إيران وحزب العمال، تشد الرباط بين أمتي العراق وسورية. وتحدثت التقارير الأسبوع الماضي عن ارتباك يواجه «الاتحاد الديموقراطي» الذي يقود «قوات سورية الديموقراطية». مرد ذلك اقتراب «الحشد الشعبي» من حدود محافظة الحسكة. ولا شك في أن طهران ترتاب في علاقات الحزب مع الولايات المتحدة. وتغضبها تهديداته بالتصدي للميليشيات العراقية إذا دخلت مناطق سيطرته. كما أن قيادته لا يمكنها أن تتجاهل علاقتها مع حزب عبد الله أوجلان، ولا يمكنها تعريض علاقاته ومصالحه لأي تهديد. ولا شك في أنه سيستعين بعد طرد «داعش» من الرقة بحزب العمال لبسط سيطرته على المنطقة، علماً أنه لا يملك القدرة على الإمساك بها. جل ما يطمح إليه هو ربط المناطق الكردية الثلاث، الجزيرة وكوباني وعفرين، بعضها ببعض لإقامة منطقة حكم ذاتي على شاكلة كردستان. ويمكنهم الآن نظرياً على الأقل ربط عفرين بالمنطقتين الأخريين شرق الفرات عبر منبج، بعدما ساهموا في إخراج المعارضة من حلب وعودتها إلى حضن النظام في دمشق. وهم يقاتلون الآن بدعم أميركي صريح وواضح، لكن واشنطن لا تخفي رغبتها في إقامة إدارة عربية في الرقة بعد تحريرها. لذلك تعمل على تعزيز فصائل «جبهة الجنوب» وتفاوض موسكو على منطقة آمنة جنوب سورية يفترض أن تشكل نقطة انطلاق للسيطرة على تركة «تنظيم الدولة». فهي مقتنعة بأن لا النظام في دمشق يملك عديداً يمكنه من ملء الفراغ الذي سيخلفه التنظيم، ولا «وحدات حماية الشعب» تملك قدرة على ذلك أو سيسمح لها عرب الجزيرة أو وادي الفرات أو حتى النظام ببسط «سيادتها» على شرق البلاد. وإذا نجحت توجهات الإدارة في ثني الكرد للاكتفاء بالحسكة والقامشلي وعين العرب تبث شيئاً من الحرارة في علاقاتها المتوترة بأنقرة الغاضبة من دعمها حزب الاتحاد الذي تصنفه «إرهابياً». في ضوء كل هذه التعقيدات التي تحيط بظروف الكرد ومناطقهم في سورية والعراق، هل يمكنهم قيادة سفينتهم إلى بر الأمان والتغلب على رياح وعواصف من كل حدب وصوب، أم يصيبهم ما أصاب أسلافهم على مر التاريخ الحديث؟ وهل تفتح نهاية «داعش» في الموصل والرقة جبهة حروب جديدة يكون الكرد وأحلامهم وقودها هذه المرة؟ وهل يمر استحقاق الاستفتاء في كردستان أم يتكفل المتضررون الإقليميون والصراع بين القوى والأحزاب الكردية بتعطيله؟

 

أمور غير مفهومة في بريطانيا

خيرالله خيرالله/العرب/12 حزيران/17

خسرت تيريزا ماي الانتخابات، على الرغم من أن المسرح كان جاهزا لانتصار كاسح يسمح لها بدخول التاريخ من أبوابه الواسعة كثاني امرأة، بعد مارغريت تاتشر، تلعب دورا في انتشال بريطانيا من حال مزرية وجدت نفسها فيها.

لن تعني الخسارة أنها لن تشكل الحكومة. فعلت ذلك على الرغم من أنّ حزبها لم يستطع الحصول على أكثرية تسمح له باحتكار كل المقاعد الوزارية. احتاجت ماي إلى النواب العشرة للحزب الديمقراطي الوحدوي في إيرلندا الشمالية كي تضمن أكثرية برلمانية بعدما حصل حزب المحافظين على 318 مقعدا، بينما المطلوب هو 326 مقعدا.في كلّ الأحوال، تفادت بريطانيا كارثة حقيقية عندما فشل زعيم حزب العمال جيريمي كوربن في جعل حزبه يتقدم على المحافظين بعدما قلّص الفارق إلى حد كبير في الأسابيع الستة الأخيرة. ليس كوربن سوى يساري متطرّف يتقن فنّ المزايدات وإطلاق الشعارات والوعود الفارغة التي جذبت الشباب البريطاني. لم يكن معروفا كيف كان كوربن سيغطي الإنفاق على مشاريع معيّنة وعد بها المواطنين العاديين، خصوصا الشباب.

كان ردّ فعل الأسواق سلبيا، إلى حدّ ما، على نتائج الانتخابات. هبطت العملة (الجنيه الإسترليني) قليلا، لكن انتصار حزب العمال كان سيؤدي إلى هبوط حاد للجنيه وإلى بداية هرب الرساميل والاستثمارات الأجنبية، استكمالا لما حصل بعد استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكسيت) في مثل هذه الأيّام من العام الماضي. ما الذي جعل ماي تخسر رهانها؟ لم يكن إقبال الشباب على التصويت بكثافة لحزب العمال السبب الوحيد الذي قلّص الفارق مع المحافظين. هناك أيضا شخصية رئيسة الوزراء البريطانية نفسها. فتيريزا ماي تتصرف بطريقة متعالية وتضع نفسها فوق السياسيين الآخرين. اتكلت على حال الانهيار التي كان يعاني منها العمال عندما أعلنت عن إجراء الانتخابات المبكرة وكي ترفض مناظرة تلفزيونية مباشرة مع كوبرن. أرسلت من يمثلها إلى تلك المناظرة ما أتاح لكوربن الخروج منتصرا كون ممثلة ماي (وزيرة الداخلية في حكومتها) لم تكن في مستوى سياسي قديم يحسن المراوغة والمناورة والتظاهر بأنه يدعم الطبقات الفقيرة وأنه قادر على تلبية مطالب الشباب.

عندما أعلنت ماي في منتصف نيسان-أبريل الماضي عن إجراء انتخابات مبكرة في الثامن من الشهر الجاري، كان هدفها تكريس زعامتها لحزب المحافظين. كان هناك فارق يزيد على عشرين نقطة بين حزبها وحزب العمّال الذي خسر في أحد الانتخابات الفرعية مقعدا كان يحتفظ به منذ عقود عدّة. في النهاية، لم تصل وزيرة الداخلية في حكومة ديفيد كاميرون إلى موقع رئيس الوزراء إلا بسب استقالة الأخير الذي أراد البقاء منسجما مع نفسه إثر نتيجة الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي.

فضلا عن ذلك، كانت ماي تراهن على أنّ تمتع حزبها بأكثرية كبيرة في مجلس العموم سيجعلها قادرة على الدخول في مفاوضات بريكسيت مع الأوروبيين من موقع قوّة. كانت النتيجة أن عدد المقاعد التي للمحافظين في مجلس العموم تراجع، فيما زاد عدد مقاعد حزب العمّال. دخلت ماي عمليا لعبة لا تتقنها ولا تعرف أصولها. تبيّن أنه ينقصها الكثير مما كانت تتمتّع به مارغريت تاتشر التي كانت خطيبا مفوّها وشخصية تعرف كيف التعاطي مع الناس وإسكات خصومها وإحراجهم في أي مناظرة تلفزيونية أو نقاش في مجلس العموم.

لم تحسن ماي تقليد تاتشر، بل لم تحسن حتّى أن تحقق نتيجة أفضل من تلك التي حققها كاميرون قبل عامين، علما أن سلفها كان سياسيا فاشلا على كلّ صعيد، خصوصا عندما أوصل نفسه إلى فخ نصبه له اليمين المتطرّف الذي يريد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

لن تتمكن تيريزا ماي من دخول المفاوضات مع شركائها الأوروبيين السابقين من موقع قوّة. ستبدأ المفاوضات قريبا، ولكن ليس استنادا إلى حسابات رئيسة الوزراء البريطانية ووفق ما ستطرحه من شروط. هذا، على الأقل، ما يؤكّده المسؤولون الأوروبيون الذين يجمعون على أن بريطانيا ستكون خارج الاتحاد الأوروبي في غضون عامين.

الثابت أن تيريزا ماي ستحاول، قدر الإمكان، الحد من الثمن الذي ستدفعه بريطانيا بسبب استفتاء بريكسيت. ستكتشف أنّ ما كانت تحلم به لن يتحقّق، خصوصا أن الولايات المتحدة في عهد دونالد ترامب لا تفكّر سوى بمصالحها. كان لديها أمل بتعويض خسائر الخروج من الاتحاد الأوروبي بعلاقات خاصة أكثر من متميّزة مع إدارة أميركية جديدة حرص رئيسها على أن تكون تيريزا ماي ضيفه الرسمي الأول في البيت الأبيض. تبيّن مع مرور الوقت أن ترامب ليس مهتمّا كثيرا بالحليف البريطاني وأنّ أميركا لديها أجندة مختلفة مرتبطة بمصالحها أولا وأخيرا.

تدخل بريطانيا مرحلة صعبة لم يستطع سياسيوها التأقلم معها في وقت استطاعت فرنسا التقاط أنفاسها والتأسيس لمرحلة سياسية جديدة بعد انتصار إيمانويل ماكرون على اليمينية مارين لوبن.

ما كشفته الانتخابات الرئاسية الفرنسية أنّ البلد قادر على مباشرة إصلاحات سياسية في العمق بدءا بإيصال رجل من نوع ماكرون إلى موقع رئيس الجمهورية. تكمن أهمية ماكرون، الذي كان إلى ما قبل فترة قصيرة اشتراكيا، في أنّه تجاوز صيغة اليمين واليسار في عالم تتغيّر فيه كل الأصول والقواعد التي تتحكم بالحياة السياسية بسرعة كبيرة. من كان يصدّق أن دونالد ترامب سيصبح رئيسا لأميركا وأن يهزم كلّ تلك الشخصيات التي تنتمي إلى الحزب الجمهوري، الذي لا ينتمي إليه أصلا، فضلا عن هيلاري كلينتون؟

أعادت تيريزا ماي تشكيل الحكومة البريطانية. احتفظت بالشخصيات البارزة التي كانت في حكومتها السابقة بدءا بوزير الخارجية بوريس جونسون ووزير المال فيليب هاموند ووزيرة الداخلية آمبر رود ووزير الدفاع مايكل فالون، إضافة إلى الوزير المكلّف تنفيذ الخروج من الاتحاد الأوروبي ديفيد ديفيس. حسنا، ستخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكن الانتخابات الأخيرة كشفت أن هناك أزمة عميقة يعاني منها بلد صوت فيه المستفيدون من الانتماء إلى الاتحاد الأوروبي مع الخروج منه. كذلك، استطاع، بعد سنة من ذلك، سياسي ينتمي إلى يسار حزب العمّال إعادة الحياة إلى حزب كان على زعيمه توني بلير أن يغيّر اسمه إلى حزب “العمّال الجديد” كي يستطيع الفوز في انتخابات العام 1997 بعد سنوات طويلة من سيطرة المحافظين على الحياة السياسية في المملكة المتحدة.

لا يمكن لبريطانيا إلا أن تتغيّر. هناك أمور غير مفهومة تجري في المملكة، من بينها العمليات الإرهابية الأخيرة وطريقة التعاطي معها. لم يعد مفهوما أيضا كيف تخرجها مجرّد إشاعات من نوع أن “المهاجرين سيجتاحون البلد” من الاتحاد الأوروبي وأن تكون تيريزا ماي في وضع يسمح لها باكتساح حزب العمال وتدميره نهائيا ثم يحل موعد الانتخابات بعد ستة أسابيع وتجد نفسها في منافسة حادة مع شخص يشكل خطرا عاما على اقتصاد البلد.

 

قطر تشرب من كأسها

محمد أبو الفضل/العرب/12 حزيران/17

الوثائق والمستندات التي قدمتها مصر والسعودية والإمارات والبحرين، بشأن قوائم الأشخاص والكيانات الداعمة للإرهاب، جاءت غالبيتها من جهات متنوعة، معظمها تابع لقطر وتمت إذاعتها وتسويقها في أوقات سابقة باعتبارها محل تفاخر، وعندما أصبحت الأجواء مهيأة للنظر إليها من زاوية أخرى تحولت إلى دليل دامغ للإدانة. الصور والكلمات التي كانت تذيعها قناة الجزيرة مباشر مصر، عقب ثورة 30 يونيو 2013، وكلها مليئة بالتهديد والوعيد والتحريض والعنف اللفظي هي ذاتها التي أثبتت أن أصحابها ومن يقف خلفهم أكبر الداعمين للإرهاب، وكانوا يتفاخرون بأن لديهم قدرة على الحشد ودغدغة مشاعر الناس واللعب على عواطفهم بقوالب دينية هدفها الإيحاء بالقوة ومد حبال الأمل. لم تدرك الدوحة وأذرعها الإعلامية في مصر التي استولت على عربات للبث المباشر، كانت ملكا للحكومة، أن ما أقدما عليه سوف يحسب عليهما وليس معهما عندما يحين الحساب، فقد تحولت الفيديوهات التي تم تسجيلها من قناة الجزيرة مباشر إلى وثائق تكشف لأي درجة كانت هذه المحطة أحد أهم الأدوات المحرّضة على العنف.المثير أن العاملين فيها ومن ظهروا على شاشتها أخذتهم العزة بالإثم وكانوا يتسابقون في أيهم أكثر عنفا، ورأينا على منصة ميدان رابعة العدوية الشهير في قلب القاهرة تنافسا محموما بين شيوخ جماعة الإخوان وغيرهم يلقون خطبا نارية وصاخبة مليئة بالألفاظ والعبارات التي تحضّ على العنف.

لعل اللقاء الشهير الذي عقده الرئيس الإخواني محمد مرسي في إستاد القاهرة الرياضي بمناسبة الاحتفال بذكرى نصر 6 أكتوبر 2012، واحد من العلامات البارزة التي كشفت آليات العنف على الهواء مباشرة.

وقتها أحاط مرسي نفسه بعدد من إرهابيي تنظيمه والجماعات الإسلامية، وكانت الدعوة للجهاد صراحة في سوريا ومطالبة الجيش المصري بالذهاب إلى هناك لدعم المتشددين، نقطة تحول أساسية في اقتناع المؤسسة العسكرية أن نظام الإخوان جاء لخلق المزيد من الفتن في المنطقة.

اللافت أن الدولة القطرية بأدواتها المختلفة تعاملت مع هذه النوعية من التخرصات على أنها تندرج ضمن السياق القومي، وأخذت تعزف على ألحان الإرهاب بصور تبدو بعيدة عن هذا السياق، حتى تبيّن أن الجزيرة وأخواتها جزء من معزوفة تم إعدادها بدقة لتخريب دول المنطقة ومن بينها مصر.

ربما استطاعت وسائل الإعلام التابعة للدوحة جذب عدد كبير من النخب العربية إليها، لكن ذلك لم يتعد لزوم تجميل الصورة والتغطية على المهمة الرئيسية التي تقوم بها، وهي الترويج للتيار الإسلامي ومحاولة تسهيل مهمة تغلغله في نسيج المجتمع من خلال هؤلاء، ونجحت قناة الجزيرة وموقعها الإلكتروني في استقطاب أسماء عربية كبيرة في السياسة والثقـافة والفكر لتمرير أهدافها. الحيلة انطلت على كثيرين، بإرادتهم أو دونها، وكان سلاح المال بتارا في كل الأحوال، والصرف يتم بسخاء، والمغريات لم يستطع البعض مقاومتها تحت ظروف الضغوط المادية، ووسط النخبة جرى تمرير رسائل إعلامية، منها ما يحض على العنف والإرهاب مباشرة، وغالبيتها ألبس خطابه بحيل مختلفة، تارة بذريعة المقاومة ورفض الظلم، وأخرى بالدعوة إلى تهميش دور المؤسسة العسكرية، لأنها العقبة الكأداء التي وقفت في طريق الإخوان.

من يمعن النظر في الخطاب التحريضي على الجيش المصري من قبل قيادات الجماعات الإسلامية التي ظهرت على شاشات الجزيرة، يشعر أن المسألة جاءت من رحم تخطيط يرمي إلى هدم المؤسسات القـوية لصالح التنظيمات الإرهابية، وتزايدت الخطورة عندما نجح هؤلاء في خداع عدد كبير من الشباب تحت لافتات وشعارات براقة، قوامها الظاهر الحرية والديمقراطية، وعمادها الخفي الهدم والتخريب حتى تتحول دولة في حجم مصر إلى أنقاض.

هذه النوعية من الخطابات كشفت مبكرا المخاطر التي ينطوي عليها الدور القطري، بعد أن تمكنت الدوحة من امتلاك حضور مؤثر في أماكن كثيرة، بأدوات تتدثر بحجج واهية، لكن بدت للبعض صلبة ومنطقية، الأمر الذي منحها قدرة على تغيير مجريات الأحداث في دول لصالح الجهة الإسلامية التي تريد لها أن تكبر وتسيطر. اللعبة حققت جزءا مما هو مرسوم لها غير أنها خلفت وراءها أدلة تؤكد ضرورة الانتباه للدور الخفي الذي تلعبه قطر، وانتبهت جهات كثيرة لذلك، وأعدت عدتها ورصدت وتابعت وراقبت ودققت، حتى حصلت على حزمة جيدة من الوثائق والأدلة، ومعظمها معلن ومعروف، تؤكد أن هناك مؤامرة تحيكها الدوحة لصالح أفراد وقيادات وجماعات غرضهم زعزعة الأمن الإقليمي. الصورة الكاملة التي اتضحت معالمها لكثيرين هي ذاتها التي خرجت منها لائحة الاتهام العربية بأن قطر تلعب دورا سلبيا في المنطقة، وساهمت عن عمد في الترويج لحلفائها من الحركات المتشددة، وبدأت حلقات السلسلة تتفكك تدريجيا، وتتضح حقائق مفزعة تعزز الرؤية التي ألمحت لها مصر بأن ثمة دولا في المنطقة تمول وترعى وتغذي الإرهاب.

قطر تتجرع الآن السمّ الذي حاولت أن تذيقه لآخرين، وتتلقى صفعات سياسية واقتصادية متتالية من دول كانت تحسب أنها قريبة منها بدرجة كافية، وتسعى إلى إنقاذ نفسها عبر حيل ومناورات وألاعيب مختلفة، استهلاكا للوقت وبحثا عن طاقة أمل تمنحها فـرصة للعودة إلى ما كانت عليه.

النتيجة التي يخلص إليها المراقب لتطورات الأزمة القطرية هي أن هناك مرحلة جديدة يتم التأسيس لها تسد الثغرات أمام الجهات التي حاولت توظيف الإرهاب واعتباره ضمن أدوات السياسة الخارجية للدول، والرؤية الدولية للتعامل معه أضحت قريبة من النظرة الشاملة، والابتعاد عن الانتقائية التي سمحت لدولة مثل قطر بأن تضع هذه الجهة في خانة الإرهاب وتلك في مربع المقاومة. الكأس الذي حاولت قطر تقديمه لغيرها فقد بريقه المعتاد وأصبحت مطالبة بتغييره تماما قبل أن تواجه مصيرا مجهولا، فالخارطة التي رسمتها واشتغلت عليها بمساعدة آخرين لحقت بها تشوهات وتاهت فيها الخطوط والفواصل، ولم يعد أمامها سوى القبول برسم خارطة أخرى تراعي الأسس والقوانين الحاكمة في العلاقات الدولية، فلم يتحول العالم إلى غابة بعد ولم تعد الحيل التقليدية والازدواجية وتبني الشيء ونقيضه ضمن الشروط التي تضمن لقطر مكانا تحت الشمس.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الحريري من قصر بعبدا: أجواء اللقاء مع الرئيس عون إيجابية ويجب الإنتهاء من صياغة قانون الانتخاب قبل جلسة مجلس الوزراء

الأحد 11 حزيران 2017 /وطنية - استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في الرابعة بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وأجرى معه جولة افق تناولت الاوضاع العامة في البلاد والتطورات السياسية الراهنة ونتائج الاتصالات للاتفاق على قانون جديد للإنتخابات النيابية. وبعد اللقاء الذي استمر ساعة ونصف الساعة، اكتفى الحريري بالقول ان "اجواء اللقاء مع الرئيس عون ايجابية ويجب الإسراع في انجاز قانون جديد للإنتخابات في اسرع وقت ممكن".

وسئل هل ستعرض صيغة القانون الجديد في جلسة مجلس الوزراء يوم الأربعاء المقبل في قصر بعبدا، فأجاب: "يجب الإنتهاء من صياغة القانون قبل جلسة مجلس الوزراء".

 

الراعي من حريصا: نأمل ألا نصل إلى أحد الشرين التمديد أو الفراغ وكلاهما مرفوضان ومدانان

الأحد 11 حزيران 2017/وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداسا إحتفاليا في بازيليك سيدة لبنان في حريصا، احتفالا بتجديد تكريس لبنان لقلب مريم الطاهر، ولمناسبة اليوبيل المئوي لظهورات العذراء في فاطيما، بدعوة من مكتب الراعوية الشبيبة في الدائرة البطريركية واللجنة البطريركية لتكريس لبنان والشرق لقلب مريم الطاهر، عاونه فيه المطرانان حنا علوان وشكرالله نبيل الحاج والأب توفيق أبو هدير ولفيف من الكهنة، بمشاركة السفير البابوي المونسينيور غابريال كاتشيا وعدد من المطارنة والآباء، في حضور حشد من المؤمنين من مختلف المناطق.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان:"أنا معكم كل الأيام إلى نهاية العالم" (متى 28: 20) ، قال فيها: "هو ربنا يسوع المسيح، فادي العالم، حاضر في حياة الكنيسة والمؤمنين بالكلمة والنعمة والمحبة. إنه حضور الثالوث الأقدس، الذي نعيد له في هذا الأحد الأول بعد العنصرة، واستمراريةُ فعله فينا. فالآب يكلمنا بابنه يسوع، والابن الكلمة صار بشرا وافتدانا وخلصنا بنعمته. والروح القدس يحيينا بثمار الفداء ويقدسنا. إنه حضور يجعل منا مسكنا لله، على ما أكد لنا الرب يسوع: "من يحبني يحفظ كلامي، أبي يحبه وأنا أحبه، وإليه نأتي، وعنده نجعل منزلا" (يو14: 21 و23).

إن أمنا وسيدتنا مريم العذراء الكلية القداسة هي مسكن الله بامتياز: فهي ابنة الآب الحبيبة، وأم الابن المفتداة به، وعروسة الروح القدس وهيكله (الدستور العقائدي "في الكنيسة"، 427). أضاف: "لذا، أتينا إليها اليوم، ككل سنة، لنخشع بين يديها، وهي سيدة لبنان وسلطانة السلام، التي كرست لله كل ذاتها، نفسا وجسدا، عقلا وقلبا وإرادة، لنجدد تكريس ذواتنا، وتكريس لبنان وبلدان الشرق الأوسط لقلبها البريء من الدنس. فهي مكرمة في الكنائس والمزارات والمؤسسات التي على اسمها، في كل من سوريا والعراق والأرض المقدسة ومصر وسواها من البلدان الخاضعة للدمار والقتل والتهجير، التي تدمي قلبها. وقد أوصى بهذا التكريس آباء جمعية سينودس الأساقفة الروماني الخاص بالشرق الأوسط، التي التأمت في شهر تشرين الأول 2012 برئاسة قداسة البابا بندكتوس السادس عشر. لكنه تكريس طلبته في الأساس السيدة العذراء، وسلمته إلى الفتيان الرعيان الثلاثة في فاطيما بالبورتوغال، أثناء ظهوراتها لهم سنة 1917. وها الكنيسة تحتفل بالمئوية الأولى لهذه الظهورات. وقد زار قداسة البابا فرنسيس سيدة فاطيما في 13 ايار الماضي واحتفل بإعلان قداسةFrancisco وJacinta، وصلى مع مئات الألوف من المؤمنين "من أجل السلام وإيقاف الحروب التي تدمر العالم الذي فيه نعيش".

وتابع: "إننا نحيي كل الحاضرين معنا هنا في بازيليك سيدة لبنان-حريصا، وكل المشاركين عبر وسائل الإعلام مشكورة، ونخص من بين الحضور الأخويات وسائر الحركات الرسولية والمتخرجين الثمانين من شبان وشابات، هم مسؤولون في المنظمات الرسولية، ومن بينهم شبيبة الأبرشيات. هؤلاء تابعوا الدورة الرابعة للتنشئة الروحية والإنسانية 2016-2017، التي ينظمها مكتب راعوية الشبيبة في الدائرة البطريركية. وتناولت الدورة مبادئ البشارة الجديدةبالإنجيل وتقنياته. وقد أطلقوا على دورتهم اسم "شهود مع مريم" لتزامنها مع سنة الشهادة والشهداء، ومع تجديد التكريس لقلب مريم البريء من الدنس. كما نحيي المنشئين الذين أمنوا هذه الدورة".

وقال: "عندما طلبت السيدة العذراء هذا التكريس كانت الحرب الكونية الأولى تخلف الويلات والضحايا. وكانت روسيا الشيوعية الملحدة تضطهد الكنيسة وتعتقل أساقفتها وكهنتها ورهبانها وراهباتها وتستولي على أملاكها؛ وكان الشر يتزايد وينمو. فظهرت للفتيان الرعيان الثلاثة وأرتهم لبرهة مرعبة جهنم كبحر كبيرمن النار يغوص فيه الشياطين والخطأة والأشرار. وظهر ملاك مع العذراء يشير بيده اليمنى إلى الارض وينادي بصوت عظيم: "توبوا! توبوا! توبوا!". وسلمتهم ثلاثة أسرار. وطلبت في الأول والثاني التكريس لقلبها البريء من الدنس، والمناولة التعويضية في كل أول سبت من الشهر. وأكدت لهم أن في النهاية سينتصر قلبها البريء من الدنس، ويوهب العالم السلام (راجع مجمع عقيدة الإيمان: رسالة فاطيما (2000) ص19-20). أرادت التكريس لقلبها، لأن "القلب" في الكتاب المقدس يعني مركز الوجود البشري، حيث الصلة بالعقل والإرادة والأحاسيس، وحيث وحدة الشخص البشري وكيانه الداخلي وشخصيته".

أضاف: "أرادت أمنا مريم العذراء هذا التكريس بسبب قلقها الشديد، كأم لجميع الناس والشعوب، على مصيرهم الزمني والأبدي بسبب الحروب والابتعاد عن الله والتعدي على شريعته ووصاياه من دون أي وخز ضمير أو اعتبار.

إننا نجدد تكريس لبنان لقلبها البريء من الدنس، وهو مهدد في كيانه وشعبه وأرضه بأزمات سياسية واقتصادية ومعيشية وأمنية؛ ويتآكله مليونا لاجىء ونازح يشكلون نصف سكانه، وهم على تزايد بآلاف الولادات الجديدة، ويسابقونه على لقمة عيشه وعمله؛ ويستباح فيه القتل والنهب والاعتداءات من كل نوع، فيما المسؤولون السياسيون منشغلون بحسابات مصالحهم الخاصة على قاعدة زيادة الربح وتصغير الخسارة. وما يؤلم بالأكثر هو همهم الوحيد المحصور بقانون جديد للانتخابات وتعليق كل باقي الأمور الملحة الحياتية التي تؤلم المواطنين إلى أجل غير مسمى. فمع تقديرنا لكل الجهود المخلصة وتمنياتنا بالنجاح، نأمل الا يصل بهم الأمر، عن سابق تصميم أو بنتيجة حتمية، إلى أحد الشرين: التمديد المفتوح، أو الفراغ في المجلس النيابي. وكلاهما مرفوضان ومدانان أشد الإدانة. وفي كل حال، لقد اختبرنا كيف يد سيدة لبنان الخفية حمت هذا الوطن في كل مرة بلغ إلى شفير الهاوية بسبب صلاة شعبه واستحقاقات أوجاعه وآلامه".

وتابع: "نجدد تكريس بلدان الشرق الأوسط التي تنهشها الحروب المفروضة عنوة والآخذة بتدميرها وقتل أبريائها وتشريد مواطنيها، لا لغاية سوى لمطامع الدول الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية. نجدد تكريس سوريا والعراق وبلدان الخليج والأرض المقدسة ومصر وبلدان أفريقيا الشمالية. وكلها بلدان عزيزة على قلبنا، وفيها رسخت المسيحية حضارة الإنجيل وثقافة قيمة الإنسان والحياة البشرية والعيش معا والانفتاح على الآخر المختلف، وقيمة الحرية التي هي عطية ثمينة من الله". أضاف: "إن التكريس فعل إيمان وصلاة إلى أم الإله وأم الإنسان، مريم الكلية القداسة. فالصلاة أقوى من الرصاص وقذائف المدافع، والإيمان أقوى من كل مخططات الشر. إننا، إذ نجدد التكريس لقلب مريم البريء من الدنس، فنحن نريد أن نتحد بالمسيح الذي كرس نفسه لأبيه من أجل فداء العالم؛ ونتحد بمريم، عذراء الناصرة، التي كرست كل ذاتها لابنها ولتصميمه الخلاصي كشريكة سخية بإيمانها ورجائها ومحبتها. وبدورنا نكرس ذواتنا لنكون مثلها سكنى الثالوث القدوس، فننفتح لمحبة الآب، ونتقدس بنعمة الابن، ونجعل من ذواتنا هيكلا للروح القدس، هيكلا للحقيقة والمحبة". وختم الراعي: "إننا نصلي ونرجو أن تغسل دماء المسيح الفادي كل الشرور المرتكبة على هذه الأرض المشرقية التي عليها أشرق نور محبته، وانجلى سر الله الواحد والثالوث الذي كان مكتوما منذ الدهور، وارتفع صليب الفداء، وبه تمت مصالحة جميع الناس مع الله ومع ذواتهم ومع بعضهم البعض، وأعلنت الحياة الجديدة المنبثقة من قيامته، وأفيض الروح القدس ليكون في داخل كل إنسان نور حقيقة وشعلة حب. بفعل التكريس هذا، نلتمس من أمنا مريم العذراء، سيدة لبنان وسلطانة السلام، تجلي الحضور الإلهي الذي يعدنا به الرب يسوع في إنجيل اليوم: "وها أنا معكم كل الأيام إلى نهاية العالم" (متى 28: 20). للثالوث الأقدس، الآب والابن والروح القدس، السجود والمجد والشكر الآن وإلى الأبد، آمين". وتخلل الذبيحة الالهية تخريج الدفعة الرابعة من دورة التنشئة الروحية والانسانية لمسؤولي الحركات الرسولية ولجان شبيبة الأبرشيات.

 

قاووق: على لبنان ان يلاقي انجازات الجيشين السوري والعراقي باستكمال المعركة في جرود عرسال ورأس بعلبك

الأحد 11 حزيران 2017 /وطنية - النبطية - رأى عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، في كلمة ألقاها في حفل إفطار أقيم في مدينة النبطية غروب أمس، أن نتائج المعركة في سوريا "هي التي ترسم مستقبل المنطقة"، وان "هزيمة داعش في سوريا والعراق ترتبط بشكل وثيق بمصير ومستقبل وهوية المنطقة، ولبنان سيكون أول المستفيدين والرابحين"، معتبرا ان "على لبنان ان يلاقي انجازات الجيشين السوري والعراقي، باستكمال المعركة في جرود عرسال ورأس بعلبك لاستئصال داعش حتى نحمي وطننا وأهلنا". وقال: "أيا تكن المعركة في سوريا أو العراق، نحن في المقاومة لن يشغلنا شاغل عن أولوية الأولويات: الجهوزية والاستعداد لمواجهة كل خطر اسرائيلي قادم". أضاف: "اسرائيل في هذه الأيام تنفذ المناورات وتهدد، لكنها لا يمكنها ان تتجاهل تعاظم قوة حزب الله عسكريا وسياسيا وشعبيا، وتعاظم دوره محليا واقليميا".

 

فرنجية في ذكرى مجزرة اهدن: يقولون إنهم ضد التطرف الإسلامي ولكن مشكلتهم الفعلية مع الإعتدال المسيحي ونحن نمد يدنا للجميع ومن يريدنا يعرف العنوان

الأحد 11 حزيران 2017

وطنية - أحيت اهدن ومنطقة زكرتا الذكرى الـ 39 لمجزرة اهدن، التي ذهب ضحيتها الوزير والنائب الشهيد طوني فرنجية وزوجته فيرا قرداحي وطفلتهما جيهان و31 من أبناء المنطقة، حيث غصت باحة قصر الرئيس الراحل سليمان فرنجية في اهدن بالوفود والشخصيات المعزية، يتقدمها وزراء ونواب حاليون وسابقون، فاعليات سياسية واجتماعية وتربوية وامنية ودينية، رؤساء اتحادات بلدية وبلديات ومخاتير، وحشود من أبناء المنطقة. وقد استقبل المعزين رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية، يحيط به نجلاه طوني وباسل وعمه روبير، ووزراء "المردة" الحاليون والسابقون إلى كوادر التيار في مختلف المناطق اللبنانية.

وأقيمت للمناسبة ذبيحة الهية، شارك فيها إلى فرنجية والعائلة، حشد كبير من الوفود والشخصيات، وترأسها الأب اسطفان فرنجية الذي القى عظة قال فيها: "هذا الأحد الذي نلتقي فيه لنحيي ذكرى الثالث عشر من حزيران، هو أحد الثالوث الأقدس. الله "الآب والابن والروح القدس"، حقيقة كشفها لنا يسوع وهي أساس إيماننا، وعلى أساسها نتعمد وعلى أساسها نعيش حياتنا المسيحية، وعلى أساسها نموت، وعلى أساسها ندخل الحياة أو ندخل السماء، كما قالت القديسة تريزيا الطفل يسوع وهي على فراش الموت. لقد دعا يسوع الله "أبي" وهذا ما علمه لتلاميذه حين سألوه أن يعلمهم الصلاة قائلا: "أبانا الذي في السماوات".

أضاف: "يقول البابا فرنسيس: "إن كلمة "أبي" تضعنا في علاقة ثقة معه، كالولد الذي يعرف أنه محبوب. إنها الثورة الكبيرة التي تدخلها المسيحية في علم النفس الديني الخاص بالإنسان". وهذا المنطق شكل شكا كبيرا ورفضا للكثيرين ولا يزال، وفي الوقت نفسه، شكل حياة وخلاصا للكثيرين. ويقول البابا فرنسيس: "إن لغز الله، الذي نشعر أننا صغار أمامه، لم يعد يخيفنا؛ لكننا نجد أحيانا صعوبة في تقبله. إن الله أب، لكن بطريقته الخاصة، وهو أب لا يطبق معايير العدالة البشرية، لكنه يسامح ولا ينطق إلا بكلمة الحب". فهل نقبل أن الله أب؟، فهل نتقبل أن الله حب مطلق؟، هل نتجاهل وجوده في حياتنا؟، هل نسعى لاكتشافه ومعرفته؟. هل نقبل بهوية الله- الأب المحب التي كشفها الابن يسوع، أم أننا نريد إلها ديانا قاسيا على قياسنا، يحقق أهواءنا ورغباتنا في الانتقام والسيطرة على الآخر وتأمين ما تشتهي عواطفنا وغرائزنا؟". وتابع: "يقف الإنسان المؤمن بالله اليوم أمام خيارين، الإيمان بإله كما كشفه الوحي الإلهي أم الإيمان بإله على صورته اي على" صورة الإنسان". في سفر التكوين، يقول الكتاب أن الله خلق الإنسان على صورته ومثاله، ولكن العديد من البشر مع الأسف يريدون إلها على صورتهم ومثالهم. فيسوع اليوم يجدد دعوته لنا، لكل مسيحي، مهما كان موقعه، فهل نلبي نداءه دون حياء بشري وبجدية ونكون له شهودا فنحمل كلمته إلى العالم بكل ثقة، ساجدين له كما سجد له تلاميذه على الجبل "برغم أنهم شكوا". لنكن كما يريدنا يسوع رسلا للأمم بالرغم من ضعفنا وشكنا: "إذهبوا إذا فتلمذوا كل الأمم، وعمدوهم باسم الآب والابن الروح القدس، وعلموهم أن يحفظوا كل ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كل الأيام إلى نهاية العالم". نعم، إن الله معنا، فمن علينا؟، قال الرب يسوع لتلاميذه: "لا يضطرب قلبكم! آمنوا بالله وآمنوا بي" (يو14/1)". واستطرد: "نذكر في كل هذه الحقائق، ونحن نعيش اليوم معا ذكرى شهداء مجزرة إهدن التي وقعت فجر الثالث عشر من حزيران سنة 1978، وسقط فيها الشهيد طوني فرنجية وزوجته فيرا وابنتهما الطفلة جيهان وكوكبة من الشهداء تعمدوا جميعا بدمائهم ودخلوا الحياة الأبدية تاركين وراءهم جرحا كبيرا لا يندمل إلا بالإيمان والرجاء والمحبة". وأردف قائلا:" فالشهيد طوني فرنجية دفع ثمن خياراته السياسية كقائد تمسك بما يراه مصلحة لوطنه، ولم يساوم ولم يتاجر ولم يتلون بحسب الظروف والأيام، وكم نحن بحاجة إلى قادة يمارسون السياسة على انها كما يقول المجمع الفاتيكاني "في تدبير العيش" لا فن تدبير المصالح وفن الكذب، وفن اذكاء الفتن المذهبية والطائفية وبث روح التفرقة، كم نحن بحاجة إلى بناة السلام والحب. ان قوة المسيحيين في لبنان وفي أي مكان من العالم تكمن في التزامهم بتعاليم معلمهم الالهي يسوع المسيحي، أي بعيشهم المحبة والتضحية والغفران والمصالحة والالتزام ببناء السلام". وقال: "ان قوة المسيحيين بصدقهم وبشهادتهم حتى تقديم الذات، وهذا ما عاشه الشهيد طوني فرنجية فاستشهد على مذبح وحدة الوطن. وهذا ما عاشه في بيته الوالدي وهذا ما أورثه لنجله رئيس تيار المردة معالي الوزير سليمان فرنجية، الذي تعرفونه جيدا وتعرفون ما وهبه الله من حكمة وصبر ورؤية، سائلين الله ان ينير طريقه إلى ما فيه خير الوطن كل الوطن، بمسلميه ومسيحيه. كما نصلي على نية نجله طوني ليكون السند للوالد والقائد الواعد الذي يحب شعبه ويضحي من أجلهم".وختم: "الرحمة والخلود لشهدائنا، شهداء الثالث عشر من حزبران، والرحمة للمغفور له الرئيس سليمان فرنجية وزوجته السيدة ايريس. واسأل الله ان يمنح من يستقبل هذا الاحتفال في عنايته الاستاذ روبير فرنجية مع شقيقاته السيدات لميا، صونيا ومايا، الصحة والنعمة، ولذوي الشهداء ولكم جميعا التعازي، مرددين دائما ابدا: المسيح قام حقا قام "ومن مات معه قام معه أيضا".

فرنجية

في ختام القداس، ألقى رئيس تيار "المردة" كلمة استهلها بشكر "الذين تعاطفوا معنا، سواء عبر مواقع التواصل الإجتماعي أو التصاريح والصحف من رؤساء إلى شخصيات، وأعتبر أن هذا دين كبير علينا". وقال: "في هذه المناسبة لا نحب التحدث، ولكن إذا الشخص لم يتكلم يعتبرون انه أخرس أو لا يستطيع الكلام او خائف، ولذلك نريد أن نوضح بعض المسائل خاصة في هذه المرحلة:

- من 39 سنة حاولوا إلغاءنا، حضوركم اليوم بعد 39 سنة يثبت انه لا أحد يستطيع ان يلغينا، والذين حاولوا من 39 سنة أن يلغونا كانوا كبارا وأقوياء وأنتم تعرفون أنهم كانوا كبارا وعظماء ووصلوا الى أعلى المراكز في الدولة. اليوم الذين يحاولون إلغاءنا صغار جدا فلا تهتموا.

- من 39 سنة ولغاية اليوم، نحن نفتخر بأننا نتكلم اللغة السياسية نفسها، ما زلنا على المبادئ نفسها، وشهداؤنا ينظرون إلينا ويجدون بأننا نتكلم بالمبادىء التي استشهدوا من أجلها، ينظرون إلينا ويفتخرون بكم وبنا ويعلمون ان الخط الذي استشهدوا من أجله لا زلنا على المبادئ نفسها ونتكلم باللغة نفسها ونقاتل- بالسياسة طبعا- للمبادئ نفسها، نقاتل للقناعات نفسها والإيمان بلبنان الحر الموحد والعربي الإنتماء".

أضاف: "إن المراكز والمواقف لا تجعلنا ننحني، الشخص هو الذي يصنع المركز ويقويه وليس المركز هو الذي يقوي الشخص، كما ترون اليوم هناك من يعتبرون أنفسهم أقوياء بالمراكز ويستقوون على العالم. وتعود بنا الذكرى اليوم إلى قول الشهيد طوني فرنجية "الأشخاص زائلون أما لبنان فباق".

وتابع: "من مذبح الكنيسة في بكركي، واليوم على هذا المذبح، سامحنا وغفرنا لأن المسيحي الحقيقي هو الذي يغفر ويسامح، علمنا المسيح التواضع وليس التكبر، علمنا الرجاء وليس الإلغاء، وسامحنا في بكركي وسامحنا في السياسة وسامحنا في الدين، انقلبوا هم على بكركي، إنقلبوا على إتفاقنا في بكركي وبدأوا من خوفهم يفصلون قوانين على قياسهم ولا زالوا كلما اتفق اثنان ويقولون أنتم ضد المسيحية وخرجتم عن المبادئ، الذي خرج عن المبادئ والذي اتفق عليه المسيحيون في بكركي ليس كلما اثنان إتفقا الباقون يكونون خارج التفاهم المسيحي. المسيحيون قياسهم لبنان وليس منطقة، قياسهم الوطن وقدرهم الإنتشار، المسيحيون دفعوا ثمن سياسة البعض، جربوهم في مراحل كثيرة ودفعوا ثمن السياسة التي أخذوهم إليها، شهداء وهجرة وتهجيرا، مرة إهدن ومرة الصفرا وشرق صيدا، ومرة إلغاء وفي كل مرة يخسر المسيحيون".

وأردف: "من أوصلنا إلى الطائف؟، من أوصلنا إلى الخسارة التي حصلت؟، ويقولون لنا منذ سنة 1990 إلى 2005 ماذا فعلتم؟، لقد جربنا لملمة الذي أضعتموه من سنة 1980 الى سنة 1990، كنتم ضدنا عندما أردنا أن نأتي بشيء كنتم تسخفوننا وتعتبروننا لا شيء وكنتم ضدنا مع الآخرين لماذا؟ لأنكم لا تريدون أن يقوى المسيحيون لكي لا يؤخذ الدور من أمامكم".

واستطرد: "الجميع سمع ماذا قالوا، المسيحيون وخاصة في جبل لبنان وكثير من المناطق فرحوا بالذي سمعوه، ولكن لا أحد فكر ماذا فعلوا، حاسبوهم ولو لمرة حول ماذا فعلوا وليس ماذا قالوا، الشخص يحاسب على النتيجة وليس على الأقوال، فلينظر كل واحد ماذا فعلوا، مئة ألف شهيد ذهبوا في لبنان نصفهم من المسيحيين ونصف الشهداء المسيحيين ذهبوا على أيدي هؤلاء، فيما هم يدعون خلاص المسيحية، أنتم اليوم موجودون في ذكرى من إنتاجهم فهل هذا خلاص المسيحية، هذا الذي كان يخرج عن الوحدة المسيحية التي هم يرونها كان عقابه الذي حصل في إهدن".

يتكلمون عن الوحدة المسيحية والوجود المسيحي ولكن الوجود المسيحي بماذا يكون؟، يكون بالإنفتاح والإنصهار وليس ان نتاجر بمسيحي جبل لبنان ونضحي بمسيحيي الأطراف وعداكم عن مسيحيي الشرق الذين يتكلمون عنها".

وقال: "شريكنا في البلد يربدنا، ونحن نعلم انهم خسرونا، خسرونا عبر مراهنات خاطئة ولكنهم يرمون الخطأ على الآخرين، شريكنا وأنا أشهد أنه يريدنا وأنتم أيضا تشهدون بذلك، واليوم شريكنا إذا اتفق، بالإذن من الكلام الطائفي، سني مع شيعي لا يحتاجنا ولكن حتى إذا إتفقوا أنا أعلم أنهم يريدوننا، ولكن نحن الرافضون نحن الذين نتكبر وكأننا لا نرى ماذا حصل في العراق وفي سوريا ومصر وقبلهم في فلسطين، لماذا لا نرى؟، نعتقد أنفسنا أننا في الدنيا نفسها وأن الدنيا تبدأ من عندنا، ولكن هم مشكلتهم ليست مع التطرف الإسلامي، وأنتم تعرفون، يقولون أن مشكلة التطرف آت إلينا ولسنا مع التطرف الإسلامي ولكن مشكلتهم الفعلية هي مع الإعتدال المسيحي. المسيحيون كانوا دائما أساس إعتدال، إنفتاح، تراض، تنوع، تجذر، إنتماء". واستطرد: "نحن سنبقى هنا فيكم ومعكم، الإنتخابات آتية وسيكون لنا مرشحون، وسنكون داعمين لأصدقاء وحلفاء ونتمنى لكل حليف أن ينجح قبلنا، لسنا من النوع الذي يحارب حلفاءه حتى في اللوائح الموجود فيها، نحن رأينا ونرى ورأيتم معظم اللوائح تكون حرب الآخرين ضمن اللوائح. تحالفاتنا كانت دائما ثابتة ولا نغير عاداتنا، حلفاؤنا حلفاء، أخصامنا نستطيع أن نختلف في السياسة أو نتفق ولكن حلفاءنا يبقون حلفاءنا لا نخرج إلا من الذي يخرج منا، هذا خطنا وهذا إيماننا ودائما نؤمن به". وختم قائلا للحضور: "في النهاية نحن نمد يدنا إلى الجميع، إلى أقصى العالم، والذي يريدنا يعرف العنوان، والذي لديه أناس أوفياء مثلكم يبقى دائما مرتاحا، وأهلا وسهلا بكم".

 

باسيل في عشاء المعالجين الفيزيائيين: البلد تحت علاج سياسي حقيقي إما أن ننجح به أو نفشل والعلاج هو صحة التمثيل

الأحد 11 حزيران 2017 /وطنية - أقامت هيئة المعالجين الفيزيائيين في التيار الوطني الحر حفل عشائها السنوي الثاني في مطعم senses - الكسليك، برعاية رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وحضوره إلى نائبي تكتل التغيير والإصلاح فريد الياس الخازن، جيلبرت زوين، نقيب المعالجين الفيزيائيين في لبنان أنطوان عبود، منسق المعالجين في التيار رالف جاد، وحشد من الفعاليات والمعالجين والمحازبين. بداية النشيد الوطني، ثم ألقى جاد كلمة رحب في مستهلها بالحاضرين، وقال: "في31 تشرين الأول 2016 وبعد سنتين ونصف السنة من فراغ كرسي الرئاسة إنتخب فخامة الرئيس العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية بعد 27 عاما من النضال السياسي، رجل ملاْ كرسي الرئاسة بمبادىء حملها معه وآمن فيها وحمل معه مشروع ولد من رحم الشعب وللشعب الذي إشتاق لرئيس قوي وبي للكل وبعنفوانه وصلابته تحدى العالم كله ولم يقبل أن يوقع على مشاريع مشبوهة تمس بكرامة الشعب اللبناني وسيادة دولة يعتبرونها من أصغر دول العالم، فخامة الرئيس نحن نشكرك لأنك رسخت فينا هذه المبادىء لكي ننشرها أينما كنا بعائلاتنا ومحيطنا وبكل عمل نقوم به في مجتمعنا وأصبحوا يعرفونا لأننا تشربنا من مبادئك لم نوقع ولم نساوم إضطهدنا وصبرنا وصمدنا وانتصرنا. في تشرين الثاني 2016 خضنا إنتخابات نقيب وخمس أعضاء جدد للمجلس النقابي وعضوين للمجلس التأديبي وأربع أعضاء لصندوق التعاضد وكان النصر حليفنا وهذا النصر لم نكن لنحققه لو لم نمد يدنا لكل الأحزاب ووضعنا يدنا بأيدي بعضنا البعض، وهذا الشيء كان من اول نتائج ورقة العمل النقابي المشترك ووجهت كل الأفكار المطروحة لأهداف تصب بخانة مصلحة المعالج بالدرجة الأولى من خلال النقابة، وبهذه المناسبة أعد كل الزملاء أن سكة التغيير والإصلاح بالنقابة وضعت والقطار يسير ولن يوقفه شيء".

عبود

وقال عبود: "لست بصدد تعداد المشاريع التي ننجزها لأنه ببساطة الإنجاز لا يعود إلي شخصيا أو لأي فرد على حدا فالنتيجة الجبارة التي توصلنا إليها هي عمل جماعي يعود لنا جميعا دون إستثناء، يعود إلى نيتنا الحسنة وقناعتنا أن هدفنا هو الأهم لا للمصلحة الفردية لا للشخصنة، هذا كان وسيبقى شعارنا، الفضيلة الأساسية لهذا الجيل الجديد هو أنه على قناعة تامة أننا أبناء شريحة إجتماعية واحدة أبناء ثقافة واحدة وأبناء حضارة واحدة، لذلك عمل جاهدا على ترجمة هذه القناعة إلى أفعال بناءة على أرض الواقع، سيحمل هذا الجيل هذه المهنة إلى أعلى المستويات، سنودع بين أيدي النواب أحلام نقابتنا أنتم الأوفياء لهذه المهنة ولوطننا ستترجمون أحلامنا إلى واقع ملموس وكل ذلك ضمن إطار التفاهم، فالكل لمس لمس اليد أن ثقافة التنازع والكراهية هي ثقافة ملعونة مرفوضة لا تؤدي بنا إلا إلى الدمار والتاريخ شاهد على ذلك، ولقد ولى هذا التاريخ إلى غير رجعة وبات من الماضي المدفون"، وأكد "أن مصلحة النقابة والزملاء الأعزاء هي من أولوياتنا ولقد شكلنا في هذه النقابة مجتمعا أفلاطونيا راقيا من حيث وحدتنا وإلتفافنا حول بعضنا البعض فما من أحد إستطاع مثلنا أن يكسر جليد السنين ويجتمع بكل طيبة خاطر حول ثقافة هدفها الوحيد حب الوطن فنحن أسرة صغيرة تضع جانبا وجهات نظرها المختلفة سياسيا ربما لنرقى إلى هدفنا الأسمى وهو مهنتنا الجانب الإنساني ومعاناته في كل فرد منا، غلب على تفاصيل نزاعتنا السياسية الصغيرة وهذا الشيء يبنى عليه وهذه النقطة بالذات تجعلني أشعر بالفخر والإطمئنان في آن معا، لأنني توصلت إلى قناعة عظيمة وجديدة بالنسبة إلي إلا وهي أن مساحة التقارب بيننا هي أشد قوة وعمقا من مساحة الخلاف"، وشدد على "أننا سنظل نضرب عرض الحائط خلافتنا ونتكلم لغة الحوار والمحبة من أجل تحقيق أهدافنا الصغيرة، وبالتالي هدف الوطن الكبير لأن السلام هو الهدف الأسمى والمعادلة بسيطة حوار ومحبة من أجل المصلحة العامة".

باسيل

وأكد باسيل "أن نقابة المعالجين تستطيع أن تعطي مدى وبعدا صحيا للبنان والدور الذي تقومون به هو أبعد بكثير من المعالجة الفيزيائية، ولبنان اليوم يستطيع أن يلعب دورا مميزا من خلال السياحة الطبية ودوركم كبير ومهم في هذا المجال، وكلنا ندرك ونقدر أهمية العمل الذي تقومون به بالنسبة إلى الإتفاق مع نقابة فرنسا والمشاريع المتقدمة التي تسعون إلى تحقيقها في سبيل تقدم النقابة وتطورها، ولبنان يستطيع أن يكون متقدما في مجال المعالجة الفيزيائية على صعيد لبنان والمنطقة، ويجب أن يكون من أهم أهدافنا الإقتصادية العمل من أجل تطوير هذه المهنة لأن الضغط الذي يعاني منه الناس والعوامل النفسية تجعلنا بحاجة أكثر إليكم لأنكم العلاج الحقيقي، ونحن نريد الإتكال عليكم بصحتنا وراحتنا وأنتم ستتكلون علينا بمستقبلكم لديكم العلاج الفيزيائي ونحن لدينا العلاج السياسي والبلد اليوم تحت علاج سياسي حقيقي إما أن ننجح به أو نفشل، والعلاج هو صحة التمثيل لأن البلد لا يستطيع أن يكون بصحة جيدة إذا لم يكن تمثيله من شعبه صحيحا، وخطونا اليوم خطوة كبيرة ومتقدمة بتحسين التمثيل لكنها ليست كافية كأن تكون بحاجة لإجراء 10 جلسات علاج فيزيائي فأجريت 6 جلسات يبقى 3 جلسات علاج فتتحسن صحتك اليوم، ولكنه بعد وقت ستسوء هذا هو وضع قانون الإنتخاب نستطيع الخروج بنتيجة مقبولة، لكن الناس بعد 50 سنة سيقولون ماذا فعلتم بنا. من هنا نحن نتكلم عن ضوابط وإصلاحات في قانون الإنتخاب نعم نحن طالبنا بالنسبية ولكننا لم نقل مرة أي نسبية نريد وكيف هي والعمل الذي قمنا به في الأسابيع الماضية تبين كم كنا على حق لأنه لا يكفي أن نقول أننا إتفقنا على 15 دائرة، هناك قضايا مهمة كثيرة بموضوع النسبية من التأهيل للائحة، والتأهيل للمرشح، طريقة الفرز، الصوت التفضيلي أين يكون، طريقة الإحتساب، هناك إصلاحات مطلوبة بالقانون، البطاقة الممغنطة التي تسمح للناس بالتصويت حسب سكنها، نحن بلد لدينا تهجير داخلي في مثابة أكثر من النصف، مكان سكن أهل عكار والبقاع والجنوب، اللبناني يمتلك منزلين ومكانين للسكن والحياة، لا نستطيع يوم الإنتخاب أن ننقل المواطن مسافات كبيرة من دون أن نفكر به، وهناك أيضا الورقة المطبوعة سلفا والعسكريين، المرأة، القضايا المالية، الرقابة الإعلامية، الموضوع الأهم المنتشرين لأنهم يشكلون نصف اللبنانيين وهم محرومون من حقوقهم في الإنتخاب، كلها قضايا تثبت يوما بعد يوم أن معالجتها هي أساسية لكي نصل إلى تمثيل فعلي وحقيقي لكل الناس، وهذه القضايا لا نستطيع التهاون بها وأن نتغاضى عنها لأننا نكون أجرينا عملا ناقصا والمريض سيعود ليشكو من سوء التمثيل والناس يسألون ماذا فعلتم بنا؟ وأنا لست مستعدا لأن يسألني أحدا من زملائي أو من الناس الذين نمثلهم ماذا فعلتم بنا؟ لأن هذا القانون سيسجل علينا ومسؤوليتنا كبيرة أمام التاريخ ومن أجل هذا الأمر بقينا نقاتل ونعاند لأن كل شيء نحققه يحسن فاعلية صوتكم وتأثيره، وهذا هو العلاج المطلوب منا القيام به، لكي نقوم بعدها بالعلاجات الأخرى، من تحسين المؤسسات والإقتصاد وغيرها". وختم باسيل: "لدينا الكثير من العلاجات. أنتم عليكم معالجة صحة الإنسان، ونحن علينا معالجة فكره، لأن الفكر السياسي في البلد صار عليه شكوى كبيرة، والفساد لم يضرب مؤسساتنا فقط بل ضرب ناسنا ومجتمعنا، وهذا عمل كبير مطلوب منا جميعا أن نقوم به، والمعالجون الفيزيائيون جزء أساسي من هذا المجتمع، والعمل النقابي هو عمل نضالي حقيقي لتحسين المهنة والمجتمع، والعمل الذي تقومون به مشكور ومشجع ومدعوم ونحن كتيار وطني حر نقف إلى جانبكم وندرك جيدا أهمية ومستقبل مهنتكم وضرورة تطورها لكي تحمل أرباحا كبيرة لإقتصادنا ومجتمعنا".