المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 05 حزيران/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.june05.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ، لا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ مَا لَمْ يُولَدْ مِنَ المَاءِ والرُّوح

عَرَّفْتَنِي سُبُلَ ٱلحَيَاة، وسَتَمْلأُنِي بَهْجَةً بِرُؤْيَةِ وَجْهِكَ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

مشكلة "الأوادم" في التيار العوني ليست مع ماضيهم، بل في حاضرهم/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

العالم الحُرّ مُطالب اليوم قبل الغد بحماية الشعوب المناضلة من أجل الحرّية/أبو أرز

جنبلاط: عمولات عالية!

موضوعان يلقى الضوء عليهما اليوم/خليل حلو/فايسبوك

من صوت لبنان/مقابلة بالصوت مع اللواء اشرف ريفي: واجهنا النظام الأمني الأصيل فلن نخشى الوكيل الذي هو نسخة تايوانية عن النظام المخابراتي السوري

اللواء اشرف ريفي لصوت لبنان: ان ما يحصل بموضوع البواخر الكهربائية نهب منظم للمال العام ولن نسمح به مهما كلّف الأمر

 حادث سير مروع في طرابلس أودى بحياة جورج افرام وأوقع 4 جرحى

غياب زهرا..

السيد نصرالله كان حاسما مع باسيل... وهذا ما ابلغه اياه

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 4/6/2017

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

نصرالله لباسيل: انجاز القانون دون شروط تعجيزية يُحصن البلد/علي ضاوي/الديار

من هم الرابحون والخاسرون في القانون الجديد؟

شمعون يطلق برنامج "الوطنيين الأحرار" لعام 2017

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الجبير وشكري: ملتزمون بمواجهة الإرهاب ومنع عمليات دعمه

رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي

اعتقال 12 شخصاً على خلفية اعتداءات لندن بينهم نساء

شكوك حول مدى تساهل القانون القطري في تمويل الإرهابيين

صحيفة أميركية: رسائل السفير الإماراتي المسربة عادية

بنك باركليز قد يواجه عقوبات لتعاملات مشبوهة مع قطريين

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الدولة اليهودية" كانت في متناول الموارنة/ايلي الحاج/النهار

تحالف واشنطن - الرياض خريطة توازنات على ارض الأقليم/سيمون أبو فاضل/الشرق الأوسط

تمديدٌ طويل ومفاوضاتٌ قد تعيد القانون إلى الصفر/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

ما بعد القانون/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

تقسيم الدوائر وتثبيت المقاعد ضمن المناصفة/محمد شقير/الحياة

عادوا الى ما كُتب في بكركي... فهل تجمع الأقطاب الموارنة مجدداً/آلان سركيس/جريدة الجمهورية

الوجود الفلسطيني تحول إلى عنوان لانقسام لبناني حاد/شادي علاء الدين/العرب

القانون وفق المعادلات الجديدة.. معركة الاحجام والاوزان/ابتسام شديد/الديار

مفصل حاسم آخر أمام الديمقراطية البريطانية/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

الانسدادات ومناهج الإصلاح الديني/رضوان السيد/الإتحاد

الدول المشاغبة وحلم الإمبراطورية.. قطر مثالاً/رقية الزميع/العربية

إيران نحو حدود العراق السورية/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

نادية مراد عادت إلى سنجار وسليماني يرسم الخريطة/حازم الأمين/الحياة

نصف قرن على 'الهزيمة'… مشرق عربي ولد من رحمها/خيرالله خيرالله/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الحريري: نحن ضد سلاح حزب الله وضد ذهابه إلى سوريا ولم نساوم على المحكمة الدولية والتسويات التي قمنا بها لمصلحة البلد

غطاس الخوري زار جعجع موفدا من الحريري: أكدنا صلة التحالف العميق بين القوات والمستقبل التي نتمنى استمرارها في الانتخابات المقبلة

جنبلاط وارسلان في وضع حجر الاساس لمؤسسة الشيخ حلاوي في الباروك: ليعلم القاصي والداني بأن السلم الاهلي في الجبل خط احمر

الراعي في احد العنصرة: نرجو أن يقر المجلس النيابي في دورته الاستثنائية قانونا جديدا للانتخاب

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

أَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ، لا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ مَا لَمْ يُولَدْ مِنَ المَاءِ والرُّوح

إنجيل القدّيس يوحنّا03/من05حتى08/:"أَجَابَ يَسُوعُ وقالَ لِنيقُودِيمُس: «أَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ، لا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ مَا لَمْ يُولَدْ مِنَ المَاءِ والرُّوح. مَولُودُ الجَسَدِ جَسَد، ومَوْلُودُ الرُّوحِ رُوح. لا تَعْجَبْ إِنْ قُلْتُ لَكَ: عَلَيْكُمْ أَنْ تُولَدُوا مِنْ جَدِيد. أَلرِّيحُ تَهُبُّ حَيْثُ تَشَاء، وأَنْتَ تَسْمَعُ صَوتَهَا، لكِنَّكَ لا تَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ تَأْتِي ولا إِلى أَيْنَ تَمْضِي: هكَذَا كُلُّ مَوْلُودٍ مِنَ الرُّوح».

 

عَرَّفْتَنِي سُبُلَ ٱلحَيَاة، وسَتَمْلأُنِي بَهْجَةً بِرُؤْيَةِ وَجْهِكَ

سفر أعمال الرسل02/من22حتى28/:"يا إِخْوَتي، قالَ بُطرُس: «أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ ٱلإِسْرَائِيلِيُّون، إِسْمَعُوا هذَا ٱلكَلام: إِنَّ يَسُوعَ ٱلنَّاصِرِيّ، ذَاكَ ٱلرَّجُلَ الَّذِي أَيَّدَهُ ٱللهُ مِنْ أَجْلِكُم بٱلأَعْمَالِ ٱلقَدِيرَةِ وٱلعَجَائِبِ وٱلآيَاتِ، ٱلَّتِي أَجْرَاهَا عَلى يَدِهِ بَيْنَكُم، كَمَا تَعْلَمُون، هُوَ ٱلَّذي أُسْلِمَ، بِمَشِيئَةِ ٱللهِ ٱلمَحْتُومَةِ وعِلْمِهِ ٱلسَّابِق، فَصَلَبْتُمُوهُ بِأَيْدِي ٱلكُفَّارِ وقَتَلْتُمُوه. لكِنَّ ٱللهَ أَقَامَهُ نَاقِضًا أَهْوَالَ ٱلمَوْت، ومَا كَانَ في وُسْعِ ٱلمَوْتِ أَنْ يَضْبِطَهُ؛ لأَنَّ دَاوُدَ يَقُولُ فِيه: كُنْتُ أَرَى ٱلرَّبَّ أَمَامِي في كُلِّ حِين، فَهُوَ عَنْ يَمِينِي كَي لا أَتَزَعْزَع. لِذَلِكَ يَبْتَهِجُ قَلبِي، ويَتَهَلَّلُ لِسَانِي، وجَسَدِي أَيْضًا سَيَسْكُنُ عَلى ٱلرَّجَاء. لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي في ٱلجَحِيم، ولَنْ تَدَعَ قُدُّوسَكَ يَرَى فَسَادًا. عَرَّفْتَنِي سُبُلَ ٱلحَيَاة، وسَتَمْلأُنِي بَهْجَةً بِرُؤْيَةِ وَجْهِكَ."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

مشكلة “الأوادم” في التيار العوني ليست مع ماضيهم، بل في حاضرهم

الياس بجاني/04 حزيران/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=55943

نواجه مشكلة فهم وتفهم وتعقل ومنطق كبيرة جداً مع كل من بقي في حزب التيار الوطني الحر من الناشطين السياديين (سابقا) بعد انقلاب قيادة التيار ومؤسسيه على ذواتهم وتاريخهم 100% عام 2006 من خلال “ورقة تفاهم مار مخايل” مع حزب الله ونقضهم السيادي والوطني والمقاوم الكامل والشامل والجذري لكل ما كان قام عليه هذا التجمع الشعبي والوطني العابر للمذاهب من شعارات ووعود وآمال ونضالات وقيم ومبادئ وتمنيات.

المشكلة “عويصة” ومعقدة جداً وتخص العقل والمنطق، ومن أهم مسبباتها الانسلاخ عن الواقع المعاش والممارس، وقلب الحقائق والوقائع، أكان في لبنان أو في بلاد الانتشار.

جوهر المشكلة واحد ويتلخص بتغييب العقل والمنطق والانحياز الأعمى والمطلق للشخص على حساب قضية الوطن والمواطن والمصير.

المشكلة هي مع من بقي في التيار بعد انقلابه على ذاته وتاريخه، وهنا نعني بالتحديد الأشخاص “الأوادم” بنضالهم والعطاءات مع كل ما في الكلمة من معاني سامية ونقية.

من المحزن أن هؤلاء ومنذ العام 2006 يعيشون في عالم أحلام اليقظة والأوهام ويغشون أنفسهم متعامين في لا وعيهم وعن سابق تصور وتصميم عن حقيقة مهمة جداً وهي أن “قانون محاسبة سوريا واستعادة سيادة لبنان” الذي ساهموا هم في انجازه هو نقيض بالكامل لورقة التفاهم التي وقعها التيار بشخص مؤسسه العماد ميشال عون مع حزب الله عام 2006 في كنيسة ما مخايل.

يغيب عن وعي ووجدان وضمير “الأوادم” هؤلاء أن قانون المحاسبة ساهم في تحرير لبنان من الاحتلال السوري وجاء بثورة الأرز، في حين أن بنود “ورقة تفاهم مار مخايل” ضربت ولا تزال تزلزل وتضرب وتفتك وتغتال كل ما حققه القانون من انجازات سيادية واستقلالية، وهي شرّعت وقدًست وأبدت سلاح حزب الله الإرهابي والمذهبي وحكّمت دويلته بالدولة، وساهمت بشكل كبير وفاعل وأساسي باحتلال الحزب للبنان وبجعله ثكنة عسكرية إيرانية متقدمة كاملة الأوصاف على حساب كل ما هو لبنان ولبناني وسيادة واستقلال وكيان ودستور وقوانين أممية واتفاقات إقليمية ودولية.

لهؤلاء “الأوادم” ومنهم من هو موعود بموقع دبلوماسي مرموق نقول، ليس عندنا مشكلة مع ماضيكم النضالي، ولكن هذا الماضي قد ولىّ ومضى إلى غير رجعة بعد أن نحرتموه نحراً وقضيتم عليه وشوهتهم أسسه والمعالم.

نصيحة مجانية نقدمها لكم وهي أن تعوا وتفهموا وتدركوا سيادياً ووطنياً ونضالاً وإيماناً ومصداقية، إنكم اليوم في غير القاطع، وفي غير الموقع، الذي كنتم فيه وعليه قبل العام 2006….

و”سبحان الذي يغيِّر ولا يتغيَّر”.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

 

 

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

العالم الحُرّ مُطالب اليوم قبل الغد بحماية الشعوب المناضلة من أجل الحرّية

أبو أرز /04 حزيران/17

حسناً فعل الرئيس ترامب بمنع "الأسد" من قتل شعبه بواسطة السلاح الكيماوي، ولكن الكل يسأل، وماذا عن البراميل المتفجّرة والقنابل العنقودية والفراغية والإرتدادية وغيرها، أليست هي أيضاً أسلحة دمار شامل؟ وماذا عن عمليّات الحصار للقرى والبلدات المعزولة، وتجويعها بقصد تهجير أهلها على قاعدة التطهير العرقي؟ وماذا أيضاً عن سجون "الأسد" المكتظة بعشرات الآلاف من الأبرياء، وعمليّات الشنق والموت تحت التعذيب التي تتم يومياً في أقبية تلك المعتقلات النازيّة؟ أليست هي الأخرى رديفة لأسلحة الدمار الشامل؟؟؟.

العالم الحُرّ مُطالب اليوم قبل الغد بحماية الشعوب المناضلة من أجل الحرّية، خصوصاً بعد غيابٍ مُخجل دام ثماني سنوات.

لبَّيك لبنان

www.gotc.info

 

جنبلاط: عمولات عالية!

تويتر/الأحد 04 حزيران 2017اعتبر رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط انه "لو جرى الاستفادة من التسوية النفطية والغازية اللتي قدمها فريدريك هوف بين لبنان واسرائيل، لكانت لصالح لبنان". كلام جنبلاط جاء في تغريدة عبر تويتر، حيث تابع قائلًا: "لكن يبدو ان الخط التركي فيه خطوط كهربائية مشبوهة الى جانب شركة تركية غازية مع لبنان فيها عمولات لمسؤولين عالية". واضاف "واصا باشا في كل مكان".

 

موضوعان يلقى الضوء عليهما اليوم

خليل حلو/فايسبوك/04 حزيران/17

موضوعان يلقى الضوء عليهما اليوم، الأول إقليمي وهو الأزمة المستجدة بين قطر ودول الخليج، والثاني التفاؤل بصدور قانون إنتخابات قريباً. في الموضوع الإقليمي، وبعد قمة الدوحة التي كرست التحالف الأميركي العربي، عادت إلى الواجهة الأزمة التي تعصف بين قطر من جهة ودول مجلس التعاون الخليجي من جهة أخرى. أسباب الأزمة ليست من شأننا كلبنانيين ولا يجوز أن نكون طرفاً فيها لما لنا من رغبة في علاقات جيدة مع كافة الدول العربية، ولكننا نأسف شديد الأسف أنه في وقت مثل هذا تحتاج فيه المنطقة ولبنان بشكل خاص إلى تضامن وتكاتف عربيان لمواجهة عدم الإستقرار والحروب. هذه الأزمة يجب أن تعالج بسرعة وإذا لم تقم الدول العربية بالمجهود الكافي لمعالجة هذه الأزمة وخاصة المملكة العربية السعودية ومصر وقطر والإمارات والكويت والأردن، سيزداد صراع المحاور القائم منذ سنوات تعقيداً.

أما في موضوع قانون الإنتخابات، فالمسرحية التي طالت ربما شارفت على نهايتها بعد 8 سنوات من المماطلة والخلافات الظاهرية ... أقول ربما، لأننا لن نصدّق إلا عندما نرى ونقرأ أسود على أبيض. بإنتظار ذلك لن يزول الشك ونتمنى أن يكون هذا الشك بغير محله، ولكن الوعود السابقة المتعلقة بالكهرباء والنفايات ولبنان القوي وغيره من الوعود لم ترى النور خاصة وأنها صدرت عن الذين هم في السلطة الآن جميعهم، كل هذه الوعود لم ترى النور بالرغم من التوافقات والكاميرات والتصاريح واللقائات. أحدهم يالأمس بشر بحل أبعد من قانون الإنتخابات بل بحل تاريخي ... التاريخ لا يصنع بالكلام وبالإعلانات والتصاريح بل بالأفعال ونتائجها، وتاريخ لبنان لم يبدا اليوم بل منذ زمن بعيد، وأبطال التاريخ يحكى عنهم بعد زمن ولم يتحدثوا يوماً أنهم صنـّاع التاريخ، رحم الله من كان يعمل بصمت منهم، ومن كان رصيناً منهم، ومن كان لا يقول إلا الكلمة اللازمة وفي محلها، رحم الله فؤاد شهاب وكميل شمعون وعادل عسيران وغسان تويني وصائب سلام وسامي الصلح ورشيد كرامي وغيرهم الذين نفتقدهم بالرغم من كل ما حصل سابقاً وكذلك الذين لم أذكرهم لطول اللائحة. رجل التاريخ هو من يعمل ويلتزم بنتائج عمله.

 

من صوت لبنان/مقابلة بالصوت مع اللواء اشرف ريفي: واجهنا النظام الأمني الأصيل فلن نخشى الوكيل الذي هو نسخة تايوانية عن النظام المخابراتي السوري

http://eliasbejjaninews.com/?p=55945

من صوت لبنان/مقابلة بالصوت مع اللواء اشرف ريفي/فورماتMP3/: واجهنا النظام الأمني الأصيل فلن نخشى الوكيل الذي هو نسخة تايوانية عن النظام المخابراتي السوري/04 حزيران/17/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/mp3from16.11.16/rifi04.06.17.mp3

من صوت لبنان/مقابلة بالصوت مع اللواء اشرف ريفي/فورماتWMA/: واجهنا النظام الأمني الأصيل فلن نخشى الوكيل الذي هو نسخة تايوانية عن النظام المخابراتي السوري/04 حزيران/17/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/wmafrom16.11.16/rifi04.06.17.wma

اضغط هنا لدخول موقع اذاعة لبنان الحر والإستماع لمقابلة اللواء أشرف ريفي/04 حزيران/17

http://vdl.me/special-vdl/%D8%B1%D9%8A%D9%81%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87%D9%86%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B5%D9%8A%D9%84-%D9%81%D9%84%D9%86-%D9%86/

 

اللواء اشرف ريفي لصوت لبنان: ان ما يحصل بموضوع البواخر الكهربائية نهب منظم للمال العام ولن نسمح به مهما كلّف الأمر

صوت لبنان/04 حزيران/17

أشار وزير العدل السابق اللواء أشرف ريفي إلى أن هذا البلد يمتاز بحرية التعبير، مضيفاً: “واجهنا النظام الأمني الأصيل فلن نخشى الوكيل الذي هو نسخة تايوانية عن النظام المخابراتي السوري”. ‏وقال: “سامي الجميّل قدم ما عنده من وثائق ومعلومات وانا قدمت كل الوثائق اضافة الى ان هناك 400 ناشط وناشطة ضمت تعليقاتهم الى الملف.” ولفت إلى ان “الانظمة التوتاليتارية تتهاوى في المنطقة وهم يريدون اعادة احيائها.” ريفي وفي حديث إلى برنامج “كواليس الأحد” من صوت لبنان، اعتبر ان ما يحصل بموضوع البواخر الكهربائية نهب منظم للمال العام ولن نسمح به مهما كلّف الأمر. ورأى أن هذه الحكومة هي حكومة فساد، مضيفاً: “الفساد قد يتيح بالعهد.”وأشار إلى أن المال الانتخابي لم يعد مفعوله كما كان مع وجود النظام السوري. وأكد انه سيتحالف مع المجتمع المدني.ريفي قال: “لا أسعى إلى موقع محدد، بل أحمل قضية.” وأضاف: “نحن أصحاب ثوابت وسنبقى على ثوابتنا.” وشدد على أنه سيخوض المعركة الانتخابية مهما كلف الأمر.

 

 حادث سير مروع في طرابلس أودى بحياة جورج افرام وأوقع 4 جرحى

ليبانون فايلز/الأحد 04 حزيران 2017 /سقط قتيل و4 جرحى في حادث تصادم بين سيارة جيب ودراجة نارية على المسلك الغربي لاوتوستراد الميناء. وعمل الصليب الاحمر على نقل الجرحى الى مستشفيات المدينة. هذا، وحضرت القوى الأمنية وفتحت تحقيقا. 

وعلم ان الحادث وقع أثناء تسابق بين سيارات وأدى الى مقتل جورج فرام الذي يملك معرضاً للسيارات في حالات

 

غياب زهرا..

الديار/الأحد 04 حزيران 2017

أوردت صحيفة الديار في أسرارها اليوم الأحد 4 حزيران 2017، أن عضو كتلة نواب "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا غاب عن المشهد السياسي، بعد ان اعلن رئيس القوات سمير جعجع ترشيح غيره، وفرض على زهرا التقاعد السياسي اضافة الى انه لا يتحمل مسؤولية حزبية في القوات.

 

السيد نصرالله كان حاسما مع باسيل... وهذا ما ابلغه اياه

ليبانون فايلز/الأحد 04 حزيران 2017

لفتت مصادر نيابية لـ"الحياة"، الى ان حزب الله لعب دوراً في تدارك الأمور، بالإضافة إلى أن الاجتماعات بين نائب رئيس حزب القوات اللبنانية جورج عدوان وبين المعاون السياسي لبري وزير المال علي حسن خليل استمرت في عز التأزم الذي حصل على المستوى الرئاسي حول الدورة الاستثنائية، حيث تجاوز البحث في مبادئ قانون الانتخاب إلى التفاصيل. وذكرت المصادر لـ «الحياة» أن حزب الله كان حاسماً في إبلاغ باسيل موقفه المكرر بأنه لن يقبل إدخال البلد في فراغ نيابي ولو لدقيقة واحدة، وبالتالي لا بد من إصدار مرسوم فتح الدورة الاستثنائية قبل الاجتماع الثلاثي، تفادياً لأي إيحاء بأن هناك من يلعب ورقة الفراغ النيابي على خلفية تأخير فتح الدورة الاستثنائية، بحجة الاتفاق على القانون الانتخابي أولاً. وأكدت المصادر أن حزب الله حدد موقفه بنقطتين لم يقبل التراجع عنهما: لا فراغ نيابياً، واعتماد النسبية الكاملة في القانون الجديد، معتبراً أنه قدم تنازلاً بقبوله بـ15 دائرة بدلاً من اعتماد لبنان دائرة انتخابية واحدة. وأوضحت المصادر أن حزب الله»كان على تفاهم مع بري في هذا الصدد، وهو علم بتفاصيل ما حصل بين نصر الله وباسيل، وأن رئيس البرلمان توجه إلى الإفطار الرئاسي على هذا الأساس، مدركاً أن فتح الدورة لم يعد مشكلة. وقالت المصادر أنه فور جلوس عون وبري ومعهما الحريري، لم يدم العتاب بين الأول والثاني طويلاً، وأن بري بادر بتثمين إصدار عون مرسوم فتح الدورة فيما أوضح له رئيس الجمهورية أنه كان وعد بإصداره، وأن النقاش انتقل فوراً إلى البحث في مشروع القانون الذي كان عدوان حصل على موافقة الأطراف كافة على مبادئه الرئيسة.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 4/6/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

أنظار العالم كلها اتجهت إلى بريطانيا، متابعة العمليات الارهابية وتحركات الشرطة والمداهمات للأماكن المشتبه بوجود إرهابيين فيها، قائد بالشرطة البريطانية أعلن ان ثمانية شرطيين أطلقوا 50 رصاصة لردع مهاجمي لندن. وقد صدرت ردود فعل دولية من بينها ردود لبنانية أدانت أشكال الارهاب، ودعت الى تجفيف منابع تمويله.

وفي المنطقة، استعدادات روسية لمؤتمر جديد في أستانة في الثاني عشر من هذا الشهر، لتبريد الساحة العسكرية في سوريا. في وقت ذكرت تقارير دبلوماسية ان لقاء أميركيا- روسيا سيتم على قاعدة البحث في حل أزمات المنطقة.

وفي لبنان، تحضيرات لتنفيذ الشق التقني من الاتفاق الذي تم شفهيا حتى الآن حول قانون الانتخاب في نسبيته ودوائره الخمسة عشرة، وينتظر ان يدرس مجلس الوزراء ذلك في جلسة الأربعاء المقبل، على ان يلي هذا الأمر التحرك في سياق الدورة الاستثنائية للمجلس النيابي لإقرار القانون. فيما تبدأ وزارة الداخلية التحضيرات اللوجستية والادارية، كما ان الماكينات الانتخابية قد جرى تأهيلها لدى مختلف الأطراف للتحرك باتجاه الانتخابات التي ستتم في الربيع المقبل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

أسبوع حاسم ومفصلي يرتقب أن تنجز فيه كل التفاصيل التقنية لمشروع القانون العتيد. العمل جار على قدم وساق، لاتمام وحسم كل النقاط العالقة وبخاصة عتبة التأهيل والحاصل الانتخابي، وأخذ الموافقات النهائية عليها من القوى السياسية قبل وضع المشروع برمته على طاولة مجلس الوزراء.

النائب جورج عدوان أشار إلى ان الاتصالات لم تتوقف لدقيقة، كاشفا عن اجتماعات مهمة ستعقد هذه الليلة لجوجلة الاتصالات والشروع في الصياغة الأخيرة لمشروع القانون.

هذا وبدأت القوى السياسية والماكينات الانتخابية بالجمع والضرب والطرح للأرقام والحسابات الانتخابية، وفق خارطة النسبية المعقدة، والتي تحتاج إلى مقاربات ومعالجات وتقديرات جديدة وربما تحالفات جديدة أيضا. وسنكون في سياق النشرة مع توقع للنتائج والتحالفات في دائرة بعبدا وفق النسبية، وذلك مع الباحث والخبير في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين.

هذا محليا، أما دوليا فإن الإرهاب عاد وضرب مجددا قلب لندن، موقعا قتلى وجرحى ومحدثا ذعرا كبيرا في المدينة، ما أثار تساؤلات كبرى عن قدرة الإرهابيين على اختراق المنظومات والتدابير الأمنية القصوى المتخذة في إحدى أهم عواصم العالم المحصنة أمنيا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

ليس الرابع من حزيران يوم رحيل، بل محطة لحماية الأمة في مسارها الصحيح، والحفاظ على عنفوان الثورة التي أسسها الامام روح الله الموسوي الخميني قدس سره.

وصايا مفجر الثورة لا تطوى في مرحلة، بل تضرب عميقا في الانسانية: مقاومة، صمود، ثبات، وانتصارات بوجه قوى الاستكبار والصهيونية والموجات التكفيرية. إنها مدرسة الامام الذي قال يوما ان قلمي ولساني عاجزان عن ترسيم المقاومة العظمى لملايين المسلمين، عشاق الخدمة والإيثار والشهادة.

ومن الامام المؤسس، إلى الامام السيد علي الخامنئي الحافظ لانجازات الثورة، تبقى الراية مرفوعة بوجه الفتن، وبقوة الايمان والاصرار على تحقيق الأهداف الرائدة، وصولا إلى الانتصار الكامل مهما كانت الصعاب.

وبقلم الانتصارات تكتب اليوم معادلات الحدود بين سوريا والعراق، مع تطهير قضاء البعاج من "داعش" وتهاويه في بادية تدمر، وانكسار الارهاب في درعا وريف حلب الشرقي، وبالتالي تضييق خيارات اللاعبين الكبار وضرب سيناريوهاتهم.

هي سلسلة مقاومة، بعضها من بعض، بدأت ببذرة فداء في فلسطين، وصدت الاحتلال من بيروت عام 1982، وكبرت وأثمرت انتصاري أيار وتموز، وليست تنتهي مهمتها وستكون حيث يجب ان تكون.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

بعد الاتفاق على النسبية الكاملة بـ 15 دائرة، يستعد المعنيون بقانون الانتخاب للغوص في جزئياته المحفوفة بالمخاطر. ورغم الارتياح إلى التوافق السياسي العام الذي تلى الافطار الرئاسي وتأجيل الرئيس بري الجلسة النيابية من الغد إلى الثاني عشر من حزيران، إلا ان الكل يقارب التفاصيل بحذر شديد، لأن في كل تفصيل فيها مكسب لهذا أو مقتل لذاك، خصوصا ان التوافق الرئاسي على اطار القانون سياسي لم يرق إلى مستوى تحالف انتخابي.

واستعدادا للغوص في تفاصيل القانون، تتوالى اللقاءات سعيا الى ما يمكن مجلس الوزراء الأربعاء من غربلة التوافقات الأولية. في الاطار، علمت الـ MTV ان اجتماعا يعقد الآن في "بيت الوسط" يضم الوزير علي حسن خليل والنائب جورج عدوان والسيد نادر الحريري، سبقه في معراب لقاء بين الدكتور سمير جعجع والوزير غطاس خوري حضره الوزير رياشي، على ان يعقد اجتماع في وقت لاحق من الليلة في منزل الوزير باسيل يضم النائبين عدوان وكنعان ونادر الحريري.

دوليا، خطفت بريطانيا الأنظار مجددا، إذ شهدت العاصمة لندن عملية دهس وطعن ارهابية أوقعت 7 قتلى وأكثر من 50 جريحا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

دخل قانون الانتخاب الأمتار الأخيرة من سباق الإقرار. ووفق معلومات الـ otv فالأيام المقبلة ستشهد حركة لقاءات واتصالات ناشطة، لاسيما من قبل "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، مع كل من رئيس المجلس النيابي ورئيس الحكومة و"حزب الله" والنائب وليد جنبلاط، بهدف بلورة الاتفاق النهائي على ما تبقى من تفاصيل في القانون العتيد.

وإذا كان ملف قانون الانتخاب إلى حل وإنجاز، فملف آخر يبدو أكثر سوادا. فوفق إحصاءات الصليب الأحمر، سجل 876 حادث سير الشهر الماضي، 1127 جريحا، وعشرة قتلى على طرقاتنا. تتعدد الأسباب والموت واحد: سرعة زائدة أو تله أو عدم احترام قانون السير أو غياب الحماية على الطرقات وسواها. لكن الأكيد أن الحق ليس على الدولة في كل مرة، لاسيما عندما تتحول طرقاتنا إلى حلبة سرعة للتسابق مع الموت، كما حصل اليوم على اوتوستراد طرابلس- المينا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

فرح القصاب ليست فقط الضحية، انما هي القضية. هي قضية الفرح الذي رحل عن عائلات كثيرة، خفت صوتها بفعل تدخلات سياسية أصابت بعض نقابات الأطباء وبعض القضاء في مقتل.

في واقعة فرح حقيقتان لا لبس فيهما:

- الأولى ان فرح وصلت إلى مستشفى "سيدة لبنان" جثة هامدة والمستشفى، جغرافيا، بعيد عن مستشفى الدكتور نادر صعب الذي وجه الشبهة إليه وزير العدل.

- الثانية ان المستشفى لم يبلغ مخفر جونية، وفق الصلاحية المكانية، وإنما من فعل ذلك في اليوم الثاني محامي عائلة الضحية.

هاتان الحقيقتان تسمحان بطرح أسئلة كثيرة: هل احالة القضاء الملف إلى مخفر انطلياس الذي يشكل المخفر المختص وفقا لمحل وقوع الجرم، يعني حكما ان الوفاة حصلت في مستشفى الدكتور صعب وإلا لماذا سلمت القضية إلى القاضي شرابية؟. إذا حصلت الوفاة في المسستشفى المذكور، لماذا نقلت فرح إلى مستشفى سيدة لبنان وكيف نقلت؟. لماذا لم توقف النيابة العامة الطبيب الذي استمع اليه على الاشتباه، علما انه يحق للنيابة العامة ذلك لا سيما ان اخفاء الوفاة طال ساعات طويلة؟.

كل هذه الأسئلة برسم القضاء الذي ينتظر ان تسحب نقابة الأطباء الغطاء عن الطبيب المذكور، ونقابة الأطباء في انتظار التقرير الطبي، واللبنانيون جميعا في انتظار وقفة قضائية ونقابية تعيد للقضاء هيبته وللنقابة وأطبائها ثقة الناس بهم، لأن هيبة القضاء والثقة بالجسم الطبي أهم بكثير من أي طبيب مهما علا شأنه، ومن أي سلطة سياسية مهما علا تدخلها.

في ظل العهد الجديد، وفي ظل حكومة استعادة الثقة، المطلوب ليس فقط قانون انتخاب يعيد لأصحاب الحق حقهم، إنما ضرب المقصرين والمهملين والمخالفين في جحورهم حيث تحصنوا سنوات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

صياغة قانون الإنتخاب باتت قاب قوسين أو أدنى من الإنجاز. هذا ما يؤكده المتابعون للحركة السياسية التي تصاعدت اليوم، ونشط في سياقها نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" جورج عدوان. فيما سجل في معراب لقاء ضم وزير الثقافة غطاس خوري، موفدا من رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إلى رئيس حزب القوات سمير جعجع.

وتهدف الإجتماعات المتلاحقة إلى إنجاز مشروع القانون لتوزيعه على الوزراء، قبل جلسة مجلس الوزراء الأسبوع المقبل، تمهيدا لإقراره وإحالته إلى المجلس النيابي.

قضايا الداخل، والإحتياجات الانمائية ظلت أيضا في صلب الزيارات التي يقوم بها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الى المناطق. فبعد طرابلس وعكار، يلبي الرئيس الحريري دعوة منسقية الضنية في تيار "المستقبل" إلى حفل افطار يلقي خلاله كلمة سنننقل وقائعها مباشرة على الهواء.

تداعيات الشأن الانتخابي، لم تحل دون التفات اللبنانيين إلى الحرائق التي تضرب المنطقة والعالم، خصوصا بعد أن حطت موجة الارهاب مرة جديدة في بريطانيا التي ضربها هجوم أسفر عن 7 قتلى ونحو 50 جريحا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

ثماني دقائق على تكات "بيغ بن"، كانت كفيلة بإيقاظ الرعب النائم عند جسر لندن. ثلاثة إرهابيين مدججين بالتطرف، مزنرين بأحزمة ناسفة خلبية، نفذوا غزوة الدهس أولا، هتفوا في سبيل الله وأعملوا سواطيرهم ذبحا، فأردوا سبعة وأصابوا ثمانية وأربعين.

هي الجولة الثالثة من إرهاب متفلت من عقاله، عاشته بريطانيا في غضون ثلاثة أشهر، بعدما نبتت إمارة ل"داعش" في ظلال المملكة المتحدة، رعاياها يقدرون بثلاثة وعشرين ألف خارج على الدين والشريعة، خمسمئة منهم صنفوا في خانة "خطر جدا" كانوا الخميرة الطيعة للاستخبارات الانكليزية وسواها، قولبتهم على أفكار التطرف، حقنتهم بسموم التكفير وأطلقتهم في أرض الجهاد، من أفغانستان بن لادن إلى العراق فسوريا وليبيا ومصر، وإلى الدول المفروزة آنفا، ضمت شيراز والفيليبين وأندونيسا وصولا إلى الصومال، حتى ما عادت أي بقعة على الأرض بمنأى عن إرهابهم الأسود.

خمسمئة متطرف صنعوا صناعة يدوية، وشكلوا فخر الصناعة الإنكليزية، باعتراف وزير الخارجية السابق وليام هيغ. وسيء الذكر قاد دبلوماسية عدم إدارة الظهر لما يجري في منطقة الشرق الأوسط، ونال رتبة انغماسي في رعاية الإرهابيين يوم قال نحن وبعض الدول الأوروبية رعيناهم وأرسلناهم إلى الجهاد، وإذا ما عادوا فسيشكلون الخطر الأكبر علينا.

اليوم عادوا وتحولوا قنابل موقوتة في الدول التي تخرجوا من معاهدها، وعلى أراضيها يقدمون الامتحانات التطبيقية، في وقت تستعد فيه المملكة لامتحان الانتخابات التشريعية يوم الخميس المقبل، مع إصرار رئيسة الوزراء تيريزا ماي على إجرائها في موعدها، على أن تعاود الحملات الانتخابية انطلاقتها غدا.

بريطانيا عضت على جرح الارهاب، وفوق الدماء على الإسفلت تستعد للانتخاب. وفي لبنان هدأت عاصفة القوانين، فبعد خلوات بعبدا، ارتفع منسوب التفاؤل في أحد العنصرة، والقانون العتيد يسير الهوينا نحو السرايا، حيث ستحضر شياطين التفاصيل في جلسة الأربعاء الحكومية، قبل أن يكمل القانون خط سيره باتجاه ساحة النجمة ويصل إليها بالبريد المضمون. هذا إذا ما أفرطنا في التفاؤل، وقطعت النسبية ودوائرها الخمس عشرة العتبات غير المقدسة.

وقبيل الأربعاء الكبير، لم يهدأ الحراك السياسي. إذ أعلن نائب "القوات" جورج عدوان أن هذا المساء سيشهد اجتماعين هامين، لجوجلة الاتصالات سعيا لأن يكون كل شيء جاهزا قبل موعده. أما رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، فتتبع آثار شامل روكز، وفي مسير على الأقدام من كفرذبيان إلى حراجل، أفرغ "العديل" ما في جعبته لأهل الجرود، فأضاف إلى الصوت التفضيلي الصوتين العسكري والاغترابي، وقال قانون الانتخاب يحتاج إلى إصلاحات ولا أحد يضغط علينا بالوقت. وعليه فعامل الوقت لم يعد ضاغطا، والقانون "اللي عند أهلو ع مهلو".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

نصرالله لباسيل: انجاز القانون دون شروط تعجيزية يُحصن البلد

علي ضاوي/الديار/4 حزيران 2017

اللقاء بين الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله ووزير الخارجية ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل لم يكن مستبعداً او مستغرباً، لكنه شكل حدثاً هاماً لكونه اتى قبل افطار بعبدا بليلة واحدة ليؤمن «الاخراج اللائق» للقاء بعبدا بين الرؤساء الثلاثة وخصوصا بين «حليفي الحليف» اللدودين الرئيسين ميشال عون ونبيه بري ومعهما الرئيس «المطواع» سعد الحريري الذي حاول ان يوفق بين عون وبري في اكثر من مناسبة وآخرها قصة مرسوم «الجمعة» الاستثنائي لمجلس النواب. ووفق مصدر بارز في حزب الله فإن اللقاء الذي تم بين السيد نصرالله والوزير باسيل ليل الاربعاء- الخميس هو حصيلة وترجمة لسلسلة لقاءات عقدها حزب الله مع باسيل، حيث كلف السيد نصرالله متابعة الملف الانتخابي كلاً من معاونه السياسي الحاج حسين الخليل ومسؤول التنسيق والارتباط الحاج وفيق صفا، كما أتى ترجمة لاتصال نصرالله بباسيل لقائه الخليل وصفا منذ اسبوعين علما ان تواصل صفا مع باسيل لم يتوقف وبوتيرة كثيفة في الايام الماضية والتي سبقت «إنفجار» ازمة المرسوم بين الرئيسين بري وعون واصرار الاول على ان دعوة مجلس النواب الى الانعقاد في 5 حزيران الجاري دستورية وهي خاضعة للدستور وتفسيرات المشرع الفرنسي ولسيادة مجلس النواب على نفسه.

 وفي حين صمت حزب الله كثيراً وطوال الاشهر الثلاثة الماضية عن اداء باسيل «الاستفزازي» والنبرة الطائفية المتصاعدة والنفس الطائفي في طروحاته الانتخابية، لم يتورع اكثر من مرجع في 8 آذار عن الطلب من حزب الله التحدث مع حليفه «البرتقالي» و«ليروقها» قبل ان تفلت الامور وحدث ما كان يخشاه حزب الله وحلفاؤه اي انفجار العلاقة بين عين التينة وبعبدا وبين بري وباسيل على وجه الخصوص.  ويؤكد المصدر ان الرئيس بري من جانبه التزم التهدئة مع عون والتي تعهد بها خلال لقائه الاخير بعون قبل جلسة الانتخاب الرئاسية الشهيرة لعون وقال بري عند استقباله المرشح عون وقتها انه لن ينتخبه للرئاسة لكنه سيكون متعاوناً في العمل المؤسساتي وان سبب عدم الانتخاب ليس شخصيا انما هو التزام بترشيح النائب سليمان فرنجية. وطيلة الفترة الماضية وبعد الانتخاب لم يسجل الا ثلاثة لقاءات بين بري وعون وخلال مناسبات بروتوكولية بينما حرص بري وفي كل اطلالاته الاعلامية وتصريحاته ان «يحيد» عون في حين لم يلتزم باسيل هذه التهدئة واراد تصفية الحساب «مبكراً» مع بري.  ويشير المصدر الى ان العلاقة المتوترة اخيرا بين عون وبري، حضرت في لقاء نصرالله وباسيل حيث تم استعراض المرحلة الماضية وضرورة تجاوز الماضي والاختلافات والانطلاق نحو المستقبل وانقاذ البلاد من فخ الفراغ او الوقوع في مطب الستين او تحاشيهما بالتمديد. فكل هذه الخيارات مرة ومكلفة على العهد وضرب لمصداقية عون وتعهداته. وخلص نصرالله في كلامه الى باسيل وفق المصدر الى ان اقرار القانون الجديد وفق النسبية الكاملة والدوائر الـ15 فيه تحصين للعهد وللاستقرار ويبقى اخراج الاتفاق عليه بعد توفر الاجماع بلا تعقيدات او فرض مطالب تعجيزية لتطييره.  وعن الحديث عن تعهدات معينة ولمرحلة مستقبلية وجرى الحديث عنها اخيراً، يؤكد المصدر ان اللقاء كان مفتوحا وطويلاً وكان صريحا وشفافا وتطرق الى كل القضايا المطروحة لكنه حتما لم يتطرق الى ما يروج له عن وعود رئاسية من حزب الله لباسيل وهذا اجتهاد متسرع وفي غير مكانه وزمانه فالرئاسة ممتلئة بالرئيس عون وهو لم ينه بعد السنة الاولى من عهده وما زال هناك 5 سنوات ونصف للحديث عن الرئاسة.  اما الكلام عن تعزيز التفاهم بين الحزب والتيار فهو نافلة القول في لقاءات السيد بالتيار، فالعلاقة التحالفية راسخة واستراتيجية ولم يعكرها اي تباين في قانون الانتخاب والاختلاف في وجهات النظر ليس سببا وجيها لوقوع الخلاف فكل منا يدلي برأيه ونبني كحلفاء على وجهات النظر المشتركة اي تصور مشترك لاي مرحلة او استحقاق.  وفي حين يرفض المصدر الخوض في «كيفية» اخراج صدور مرسوم الدورة الاستثنائية من القصر الجمهوري قبل ساعات من الافطار والخلوة الثلاثية وتأكيد اللقاء الثلاثي الاتفاق على القانون، يؤكد ان مجرد حصول لقاء نصرالله وباسيل وفي توقيت سبق بساعات افطار بعبدا فهذا يعني ان تطورات هامة فرضت توقيت اللقاء وان النتائج عنه ستكون كبيرة وعلى مستوى التحديات والمرحلة. وما حصل في بعبدا وافطار الخميس فيها سيترجم الاسبوع المقبل بتظهير لتفاصيل الاتفاق الانتخابي وبسلة متكاملة تتضمن كل الخطوات الاصلاحية والاجرائية ومدة التمديد التقني.

 

من هم الرابحون والخاسرون في القانون الجديد؟

"السياسة الكويتية" - 4 حزيران 2017/أكدت مصادر نيابية بارزة لصحيفة ”السياسية” الكويتية، أن أزمة قانون الانتخابات التي اتفق على عناوينها العريضة، ما زالت تحتاج لكثير من الدرس والتمحيص، ليأتي القانون الجديد القائم على النسبية منسجماً مع العناوين المطروحة. وقالت المصادر إنه لا يكفي القول بأن النسبية باتت البديل عن قانون الـ”60، والـ”15 دائرة انتخابية هي البديل عن الأقضية الـ”24 التي كانت تحصل فيها الانتخابات، فالقانون المنتظر دونه الكثير من العقد والتعقيدات، حتى يكون خالياً من الشوائب وملبياً لطموحات الشباب اللبناني الموعود بالتغيير وبالإصلاح. واعتبرت أن التصلب الذي أبداه رئيس الجمهورية ميشال عون لتجنب مخاض التمديد للمجلس الحالي التي تنتهي ولايته في الـ20 من حزيران الجاري، واشتراطه بعدم الدعوة لفتح دورة استثنائية ما لم يتم الاتفاق المسبق على الصيغة المقترحة لقانون الانتخابات، هو الذي أوصل إلى هذه النتيجة الإيجابية، لكن ما جرى التوافق عليه ليس نهاية المطاف، لأنه ربما تكون الصيغة المتداولة قد سلكت طريقها باتجاه الاتفاق بشأنها. ولكن ثمة رابح وخاسر. وأضافت ان الرابح الأول هو الشعب اللبناني الذي بدأ يستعيد ديموقراطيته شيئاً فشيئاً، والرابح الثاني هو رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أصر على الدورة الاستثنائية وكان له ما حصل، والرابح الثالث هو “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” اللذان رفعا من منسوب احتكارهما للتمثيل المسيحي بنسبة عالية جداً.  وأوضحت أن الشريك الأساسي “تيار المستقبل”، فهو حتماً سيخسر من رصيده السياسي كثمن للتنازلات التي قدمها في دعمه لمسيرة العهد من دون أن يقدم له شيء، خصوصاً إذا نجحت المساعي لجمع الرئيس نجيب ميقاتي والوزير السابق أشرف ريفي بتحالف مشترك في انتخابات طرابلس. فيما يبقى رئيس “اللقاء الديموراطي” النائب وليد جنبلاط محافظاً على حجم تمثيله السياسي من خلال ضم الشوف وعاليه في دائرة واحدة. وأشارت إلى أن الرابح الأساسي الذي حسم الموضوع وتمكن من إقناع رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل بالتخلي عن مطلب نقل بعض المقاعد المسيحية من الجنوب والبقاع والشمال إلى كسروان وجبيل، فهو عراب الاتفاق الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله، الذي التقى باسيل قبل أيام ونصحه بالتخلي عن هذا الشرط لتسهيل الأمر، وإلا لن يكون هناك قانون للانتخابات وهذا ما حصل.

 

شمعون يطلق برنامج "الوطنيين الأحرار" لعام 2017

وكالات/04 حزيران/17/أطلق حزب الوطنيين الأحرار برنامجه السياسي لعام 2017 بعنوان "نحو لبنان حديث"، خلال احتفال أقامه قبل ظهر اليوم في جامعة الحكمة - فرن الشباك، في حضور رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون. افتتح الاحتفال بالنشيد الوطني، ثم ألقى شمعون كلمة قال فيها: "حزب الوطنيين الأحرار هو حزب لكل الطوائف وليس لطائفة واحدة، وهو حزب لبناني". واسترجع "بداية تأسيس الحزب عندما أراد الرئيس الراحل كميل شمعون الحصول على علم وخبر للحزب في الثامن من أيلول عام 1958 وكان الأعضاء من كل المناطق، آخذا في الاعتبار تمثيل الطوائف والمناطق بمعظمها داخل الحزب". ولفت الى أن "أسلوب التعامل مع الجميع وعلى المستوى عينه هو طريقة عمل حزب الوطنيين الأحرار". أضاف: "لبنان حاليا يمر بظروف لا يحسد عليها بسبب الاحداث في المنطقة والتدخلات بشؤوننا سواء من دول صغيرة أو كبيرة. هناك تيارات عدة في البلد، ونجد أنفسنا يوميا أمام مواجهة صعوبات معيشية، صعوبات حكم وصعوبات وجود، والحزب أساسا لم ولن يقبل بهذا الوضع إذ ليس من المفروض حدوث ذلك في لبنان. أنا من الجيل الذي عاصر لبنان في أجمل أيامه، وكذلك في أسوأ حالاته. ما زلت أحلم بأننا نريد لبنان، لبنان كميل شمعون، لبنان الإنسان الذي يفتخر بأبنائه إذ في لبنان مواطنون من درجة عالمية. نحن لا نزال نقوم بجهدنا لكي نبقى على الطريق التي رسمها كميل شمعون، ونريد العمل بطريقة جدية. الحزب قرر أن يسلك الطريق التي يجب أن يمشي عليها ولن "نتكل" على أحد، وسنبذل ما في وسعنا لكي نكون موجودين في الإنتخابات المقبلة وسنترشح في أغلبية المناطق التي لنا وجود فيها". وتوجه الى ناشطي الحزب ومؤيديه: "شدوا حالكم يا شباب، فنحن مستمرون على طريق كميل شمعون ويدنا ممدودة للجميع، ومن لا يريد ذلك هذه مشكلته. حزب الوطنيين الأحرار لم يخل الساحة في كل الظروف التي مر بها لبنان ولن يخليها".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الجبير وشكري: ملتزمون بمواجهة الإرهاب ومنع عمليات دعمه

الأحد 9 رمضان 1438هـ - 4 يونيو 2017م/القاهره – العربية/أشرف عبد الحميد/قال عادل الجبير وزير الخارجية السعودي إن القمة العربية الإسلامية الأميركية في الرياض كانت تاريخية، ونتجت عنها عدة قرارات مهمة في مواجهة الإرهاب والتعاون في منع عمليات دعمه. وأضاف خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية المصري سامح شكري في القاهرة اليوم الأحد، أنه تم خلال القمة العربية الأميركية الإسلامية في الرياض إطلاق مركز عالمي لمواجهة التطرف والإرهاب مؤكدا أن السعودية ومصر حريصتان على مواجهة التطرف والإرهاب بكل أشكاله وأنواعه ونشر مبادئ التسامح والتعايش. وقال الجبير إننا نحرص على استمرار التشاور والتنسيق بين مصر و السعودية في كل المجالات وهناك تطابق كامل في كافة المواقف والرؤي وذكر أن الولايات المتحدة لديها رغبة كبيرة بالتعاون مع الدول العربية للتعاون في محاربة الإرهاب. كما قال إن المباحثات مع نظيره المصري كانت شاملة وتناولت كافة التطورات في المنطقة؛ مضيفا "إننا نتطلع لتنمية التعاون مع مصر وخاصة في مجال مواجهة التطرف والإرهاب وحماية الأمن القومي العربي". من جانبه قال سامح شكري وزير الخارجية المصري إنه يجب حماية الأمن القومي العربي من أي تدخل خارجي. وقال إنه ناقش مع نظيره السعودي ملفات مهمة أبرزها تعزيز التعاون المشترك وبحث تنفيذ اتفاقيات التعاون بين البلدين وحماية الأمن القومي العربي من أي تدخلات خارجية، كما تم بحث مواجهة الإرهاب والتطرف ومراجعة آليات التعاون في مواجهة هذين الملفين. وأضاف أن التعاون بين مصر والسعودية عميق ووثيق ومستمر ونستخلص منه فوائد ضخمة على المستوى الأمني والعسكري، والتنسيق المشترك وهو ما يصب في مصلحة شعوبنا وأمنها ومستقبلها. وقال إنه تم بحث كيفية مواجهة الإرهاب من خلال وقف أي نوع من التمويل والملاذات الآمنة لكل التنظيمات المتطرفة، وتجديد الخطاب الديني بما يتفق مع سماحة الدين الإسلامي.

 

رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي

العربية.نت/الأحد 9 رمضان 1438هـ - 4 يونيو 2017م/أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، الأحد خلال مؤتمر صحافي أمام مقر رئاسة الوزراء في أعقابهجوم_لندن، أن الوضع لا يمكن أن يستمر على ما هو عليه، وإنه لا بد من إعادة النظر في استراتيجية التعامل مع الإرهاب. واعتبرت ماي أن بريطانيا تواجه نمطاً جديداً من الأعمال الإرهابية، مضيفةً: "لا يمكن القضاء على الإرهاب من خلال الأعمال العسكرية فقط. علينا مواجهة الأيديولوجيات الإرهابية وبحاجة إلى قوانين جديدة لمحاربتها عبر الإنترنت". وأشارت إلى تشديد عقوبة السجن في الجرائم الإرهابية وفرض المزيد من القيود التنظيمية على الإنترنت كمجالات محتملة لتغيير السياسات. وقالت ماي في تصريحات بثها التلفزيون، وهي تقف أمام مقر إقامتها "يجب ألا ندعي أن الوضع يمكن أن يستمر على ما هو عليه".وأضافت: "نحن نعتقد أننا نشهد اتجاهاً جديداً في التهديد الذي نواجهه، إذ إن الإرهاب يولد الإرهاب، وما يدفع هؤلاء لشنّ هجمات ليس فقط التحرك على أساس خطط مدبرة بعناية بعد سنوات من التخطيط والتدريب، وليس حتى العمل كمهاجمين منفردين تطرفوا عن طريق الإنترنت، وإنما تقليد بعضهم البعض وغالبا باستخدام أشد وسائل الهجوم بدائية".

4 مجالات تحتاج للتغيير

وعددت ماي أربعة مجالات، قالت إنها تحتاج لتغيير. الأول هو مكافحة "الفكر الشرير" الذي يلهم هذه الهجمات المتكررة، الذي وصفته بأنه "تحريف للإسلام وللحقيقة". وشددت ماي على أن "عقيدة الكراهية والتطرف هي تشويه للإسلام، والقضاء عليها هو التحدي الأكبر أمامنا". وتابعت أنه لا يمكن الانتصار في هذه الحرب عن طريق التدخل العسكري وحده، وأضافت أن هناك حاجة للدفاع عن قيم التعددية البريطانية التي تتفوق على أي شيء يمكن أن يقدمه "دعاة الكراهية". وقالت ماي إنه ثانياً هناك حاجة لإجراءات تنظيمية جديدة لتقليص المساحة المتاحة للمتطرفين على الإنترنت. وأضافت: "لا يمكننا أن نتيح لهذا الفكر المساحة الآمنة التي يحتاجها للتكاثر. لكن هذا بالتحديد ما توفره شبكة الإنترنت والشركات الكبرى التي تقدم خدمات الإنترنت"، مشيرةً للعمل مع حكومات حليفة "للتوصل إلى اتفاقيات دولية تنظم عمل الفضاء الإلكتروني". وثالثا، بحسب ماي، يتعين عمل المزيد للكشف عن التطرف في المجتمع البريطاني والقضاء عليه. والمجال الرابع هو استراتيجية مكافحة الإرهاب التي وصفتها ماي بأنها قوية، ولكن بحاجة للمراجعة في ضوء التهديد المتغير. وقالت رئيسة الوزراء إنه إذا تطلب الأمر تشديد العقوبات في الجرائم المتعلقة بالإرهاب حتى الجرائم البسيطة منها فسيتم عمل ذلك.

الأمن أوقف 5 اعتداءات

كما كشفت ماي أن وكالات الأمن والشرطة أوقفت 5 اعتداءات في الأسابيع الأخيرة.

في سياق آخر، أكدت ماي أن حصيلة قتلى اعتداءات لندن 7 قتلى، لافتة إلى أن الشرطة استجابت للهجوم خلال 8 دقائق وقتلت المشتبه بهم. من ناحية أخرى، أوضحت أنه جرى تعليق الحملة الانتخابية قبيل الانتخابات البرلمانية المقررة يوم الخميس المقبل، احتراماً لأرواح الضحايا لكن الحملة ستستأنف غدا الاثنين.

وأضافت: "يجب ألا نسمح قط للعنف بأن يعطل مسيرة الديمقراطية، لذلك ستستأنف الحملات بالكامل غداً وستمضي الانتخابات العامة قدماً، كما هو مقرر لها يوم الخميس".

 

اعتقال 12 شخصاً على خلفية اعتداءات لندن بينهم نساء

الأحد 9 رمضان 1438هـ - 4 يونيو 2017م/العربية.نت، رويترز/اعتقلت الشرطة_البريطانية، الأحد، 12 شخصاً في حي باركينغ بشرق لندن فيما يتعلق بالهجوم الذي أسفر عن مقتل 7 أشخاص وإصابة 48 آخرين السبت. وذكرت في بيان: "اعتقل ضباط قيادة مكافحة الإرهاب في العاصمة هذا الصباح الموافق الأحد الرابع من يونيو 12 شخصاً في باركينغ بشرق لندن فيما يتصل بهجومي الليلة الماضية في جسر لندن ومنطقة بورو ماركت. عملية التفتيش لعدد من المباني في باركينغ مستمرة". من جانبه، قال مصور من رويترز كان في المكان إن الشرطة أخرجت أربع نساء من شقق سكنية في باركينغ. واصطحب رجال الشرطة النساء الأربع، اللائي كن يغطين وجوههن أثناء مغادرتهن المبنى، إلى سيارات فان وغادروا المكان. وكان عناصر الشرطة قد قتلوا السبت الرجال الثلاثة الذين هاجموا مارة بالسكاكين في بورو ماركت وسط العاصمة بعدما دهسوا آخرين بواسطة شاحنة صغيرة على جسر لندن. كما أعلنت قائدة شرطة لندن، كريسيدا ديك، أن الشرطة ستنشر لأول مرة رجال أمن مسلحين في بعض المناطق، وذلك في سياق تشديد الإجراءات على الأرض. من جهتها، قالت رئيسة الوزراء البريطانية،تيريزا_ماي، إن الكيل قد طفح، داعية إلى تغيير استراتيجية مكافحة الإرهاب وتشديد القوانين الخاصة بها.

 

شكوك حول مدى تساهل القانون القطري في تمويل الإرهابيين

الأحد 9 رمضان 1438هـ - 4 يونيو 2017م/العربية.نت/دبي - جابر الجودي/كشفت تقارير غربية عن ضلوع شخصيات قطرية وأجهزة رسمية في الدوحة في عمليات جمع أموال وضخها للجماعات الإرهابية في الخارج، وذلك عبر طرق مستترة تستخدمها #قطر، فيما أكدت مصادر تابعة للجنة الفرعية المعنية بالأمن القومي والتجارة الدولية ولجنة المالية في مجلس الشيوخ الأميركي أن الممولين الإرهابيين بموجب العقوبات الأميركية والأمم المتحدة لا يزالون يتمتعون بالإفلات من العقاب في قطر. فهناك العديد من أسئلة تدور حول مرونة القانون_القطري، وعما إذا كان متساهلاً في عمليات جمع الأموال وإعادة ضخها للجماعات الإرهابية في الخارج. فعند الرجوع لتقرير الخارجية الأميركية في 2015 ، ظهر حديث عن وجود دعم مالي للجماعات الإرهابية توفره بعض الشخصيات والكيانات التي توجد داخل قطر. وتم دعم هذه التقارير فيما بعد عن طريق الدول الأوروبية التي كشفت عن تدفقات مالية تخرج من قطر لتمويل هذه الجماعات. غير أن القانون القطري وحسب تقارير غربية، متساهل عندما يتعلق الأمر بتمويل جفش "النصرة سابقاً" و داعش. حيث أكدت مصادر في الكونغرس على أن الممولين_الإرهابيين في قطر لم تتعرض لهم السلطات القضائية هناك. ومن بين أبرز الطرق المستترة التي يستخدمها ممولو الإرهاب بدعم قطري تلك المرتبطة بعمليات الفدية، حيث تعد الكثير منها مجرد عمليات مرتبة للحصول على الأموال. وهذا ما جعلها ضمن نطاق الرفض الدولي كونها تحض على عمليات_الخطف والابتزاز مقابل الحصول على المال. وكانت شخصيات قطرية وأجهزة رسمية قد تورطت شخصياً في عمليات جمع أموال وضخها للإرهابيين في جبهة_النصرة. إلى جانب ذلك، لا يقتصر دعم الدوحة للإرهاب على المال فقط، حيث تعتمد هذه الجماعات على دعم قطر اللوجستي، إلى جانب الدعم الإعلامي الذي وفرته قطر وبشكل استثنائي للجماعات المصنفة كإرهابية كالقاعدة وداعش والإخوان وميليشيات_الحوثي وغيرها، وذلك عبر مشاريع إعلامية تمولها وتدعمها الحكومة_القطرية.

 

صحيفة أميركية: رسائل السفير الإماراتي المسربة عادية

الأحد 9 رمضان 1438هـ - 4 يونيو 2017م/العربية.نت/كشفت صحيفة "ديلي بيستDaily Beast " الأميركية عن خدعة حاول بها مسربو الرسائل الإلكترونية للسفير الإماراتي في واشنطن يوسف_العتيبة إيهام وسائل الإعلام أن ما حصلوا عليه من تسريبات يحوي أسراراً ذات أهمية أكبر من حجمها الحقيقي لتحقيق أغراض سياسية. وقالت الصحيفة إن العينة التي قدمها لهم المسربون مكونة من 55 صفحة، يبدو أنها صورت بواسطة كاميرا ذكية. وشددت "ديلي بيست" على أن الرسالة التي أرفقها مجهولون بالتسريبات جاءت بطريقة تختلف عن فحوى #الرسائل_المسربة، حيث ادعى المسربون المجهولون أن تسريباتهم تحتوي على أسرار خطيرة. وأشارت الصحيفة إلى أنه ربما كان المقصود من تلك التسريبات هو لفت الانتباه بعيداً عن أمور أكثر أهمية، ربما قد تخص الرئيس دونالد ترمب وروسيا. كما أشارت "ديلي بيست" إلى أن التسريبات احتوت على بعض المقتطفات من ندوة عن التطرف، وجدول أعمال مقترح لاجتماع مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وكذلك ملاحظات حول اتجاه الإمارات العربية المتحدة لفرض ضرائب على أحد المشروبات الغازية المحلاة. وبحسب ما نقلته صحيفة "البيان" الإماراتية، فقد ادعى المسربون أنهم حصلوا على هذه التسريبات من جماعة لوبي أميركي اخترقت حساب البريد_الإلكتروني "Hotmail" الخاص بالسفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة، وحاول المسربون إقناع أكثر من وسيلة إعلام أميركية بأهمية الرسائل التي حصلوا عليها من عملية القرصنة، لشن حملة تشويه ملفقة. واختتمت الصحيفة الأميركية قولها بأنه مهما كان المقصود تحقيقه من وراء هذه التسريبات، فإن محتواها لا يصل إلى مستوى الأسرار الهائلة الذي تشير إليه الرسالة المرفقة مع التسريبات، وبالتالي فقد خاب مسعى من كان ينتظر نشر هذه التسريبات مع هذا التهويل الإعلامي.

 

بنك باركليز قد يواجه عقوبات لتعاملات مشبوهة مع قطريين

الأحد 9 رمضان 1438هـ - 4 يونيو 2017م/لندن - كارينا كامل/يخضع بنك باركليز لتحقيقين يتمحوران حول صفقة رسملة أبرمها عام 2008 مع مستثمرين_قطريين سمحت للبنك بتفادي الملكية الحكومية أثناء الأزمة المالية. الاتهاماتُ موجهة لباركليز ولكبار المسؤولين في البنك من جهتين بريطانيتين، هما هيئة السلوك المالي Financial Conduct Authority ومكتب الغش البريطاني serious fraud office مع العلم أنه لا توجد أى اتهامات موجهة للطرف القطري في الصفقة. المسألة تدورعلى محورين، الأول فشل باركليز في الإفصاح عن تفاصيل اتفاقية أبرمها مع قطر في أكتوبر من عام 2008 بقيمة 322 مليون جنيه لتوفير استشارات مالية للبنك حول توسيع أعماله في الخليج. وتخص الاتهامات الموجة لباركليز صفقة رسملة مع مستثمرين قطريين أبرمت عام 2008، حيث يواجه البنك عدم الإفصاح عن اتفاق استشاري مع مستثمرين قطريين عام 2008، كما غرمت هيئة السلوك المالي باركليز 50 مليون جنيه عام 2013. هيئة السلوك المالي أصدرت إنذارا لباركليز عام 2013 وغرمته 50 مليون جنيه بعدما قضت بأن الهدف الرئيسي من تلك الاتفاقية لم يكن توفير خدمات استشارية بل تحفيز قطر للمشاركة في عملية رسملة البنك. ويواجه باركليز أيضا تهما بمخالفة قانون المساعدة المالية غير الشرعية، ومزاعم بأن باركليز أقرض قطر مبلغ الرسملة. أما محور التحقيق الثاني فيتركز حول ما إذا كان باركليز وفر قرضا لقطر بنفس المبلغ الذي ضخته قطر لإعادة رسملة البنك. ويعتبر هذا الأمر مخالفا للقانون البريطاني لأنه بمثابة "مساعدة مالية غير ِشرعية" تقلل من القيمة الفعلية لحصص المساهمين الآخرين، وقد تساعد في زيادة سعر السهم دون أسباب جوهرية. مايكل هيوسن المحلل المالي في CMC MARKETS ، قال "أتوقع أن يكون هناك أثر على باركليز من ناحية الحكم والغرامات المحتملة ولكن أتوقع أن يكون الأثر محدودا على المدى القصير بالنسبة للبنك أو السهم لأنني لا أتوقع أن تكون الغرامة في نطاق الغرامة الضخمة التي فرضتها وزارة العدل الأميركية على دويتش بنك بل أتوقع أن تكون على مستوى أقل وأعتقد أن باركليز قادرة على الصمود، أما من ناحية سمعة البنك فمن الممكن أن تضر سمة البنك ولكن مع الوقت ممكن أن تجتاز باركليز القضية". وقال مكتب الغش إنه أجل حكمه النهائي إلى ما بعد الانتخابات العامة لأسباب تشغيلية، أما هيئة السلوك المالي فقد قالت إنها أعادت فتح التحقيق مطلع العام الجاري بعد بروز مستندات وأدلة جديدة في القضية. من جانبه نفى بنك بارلكيز ارتكابه أي أخطاء، وأكد أنه سيطعن في كل الاتهامات.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"الدولة اليهودية" كانت في متناول الموارنة

ايلي الحاج/النهار/4 حزيران 2017

http://eliasbejjaninews.com/?p=55959

لو أراد موارنة لبنان المؤسسون بقيادة بطريركهم الياس الحويك دولة أصغر مع تعديلات على حدود المتصرفية بعد انتهاء الحرب العالمية لكان ذلك في مستطاعهم. كان هذا الخيار مفضلاً في الأصل لدى غالبية النخبة الحاكمة في فرنسا. وكان اليهود يسعون في تلك الحقبة الى انتزاع وطن خاص بهم على أرض فلسطين من الأمم التي ربحت الحرب. رفض الموارنة خيار "لبنان الصغير" ذي الغالبية الديموغرافية المسيحية، ولو قبلوا لكانوا عاجلا أو آجلا اضطروا الى التحالف مع نواة الدولة اليهودية لمواجهة خطر مشترك وطبيعي نتيجة لانفصال الجماعتين عن البيئة الاسلامية العربية حولهما واختلافهما عنها وتوق كل منهما إلى إنشاء دولة على مثال دول الغرب.

والحال ان مقاربة مسيحيي لبنان للمسلمين والعرب تتسم بالإيجابية والتفاؤل، وتشكل نقيضاً تاماً لمقاربة اليهود السلبية والمتشائمة. يعود ذلك على الارجح الى اختلاف التجربتين التاريخيتين لكل من الجماعتين على هذه البقعة الضيقة من الأرض، وبالمقدار نفسه لطبيعة كل منهما النفسية الجماعية. تمتع الموارنة في مدى طويل- وإن قطعته استثناءات- بقبول البيئة المحيطة بهم. شجّعهم الحكّام الدروز خصوصاً على المشاركة في ادارة الجبل والتوسع الجغرافي والازدهار في بيئة حرية وأمن وازدهار، واندمجوا تماماً في حركة الثقافة العربية بل صاروا روادا فيها. وقعت حوادث 1860 صحيح، وحوادث أخرى قبلها وبعدها، لكن جرى تجاوزها على أساس أنها فتنة دبّرها الحكّام العثمانيون وكانت للانكليز أصابع فيها وانتهت الى اطمئنانهم إلى مساندة فرنسا لهم في الملمات. "الأم الحنون" كان كل الخوف أن تتخلى عن أولادها، أو تنهزم أمام الأمم الأخرى وتتركهم لمصيرهم، كالأرمن والسريان وسائر الأقليات التي يبطش بها الاستبداد ذو الخلفية الدينية في شرق دموي يُصاب بجنون بين حقبة وأخرى من التاريخ.

العيش مع المسلمين في دولة واحدة اسمها الجمهورية اللبنانية، وعلى قدم المساواة في الحق في الحرية والأمن والاحترام، كان خياراً هائلاً بأهميته ذهبت إليه قبل 97 سنة الجماعة المسيحية في لبنان. كانت خارجة من محنة مجاعة وهجرة ولا أفظع، قرّبتها إلى أقصى حد من خطر فناء تام كان سيمحو أثرها من هذه الزاوية في الشرق. دولة مدنية سبّاقة بين دول المنطقة ومتفردة بإسقاط التمييز على اساس الدين من دستورها، وإعلاء الولاء الوطني فوق كل ولاء.

يقول بعضهم اليوم من الخائفين المسيحيين إن التجربة الخطيرة تلك قد سقطت سقوطاً عظيماً. ثورة 1958 بتأثير وهج عبد الناصر كانت مؤشراً إلى فشل الرهان عليها. ولعل ذروة انهيارها تمثلت في إعلان المراجع الإسلامية في بدايات حرب السنتين أن "جيش التحرير الفلسطيني" هو "جيش المسلمين في لبنان". حسناً ولكن ردّ المقاتلين المسيحيين، الذين وقف العرب ضدهم ولم تنجدهم فرنسا ودول الغرب الأخرى لم يتأخر طويلاً، إذ مدّوا اليد إلى الدولة اليهودية كي تمدّهم بأسباب البقاء قيد الحياة. كانت حقبة أليمة انتهت بكارثة على الجميع. العبرة أنه عندما تصاب بيئة دينية- سياسية في لبنان بالجنون، لا بد أن تنتقل العدوى إلى البيئة الأخرى المقابلة.

والواقع ان هذا بالضبط الخطر الشديد الكامن وراء ما يفعله "حزب الله" في لبنان هذه الأيام: نشر الروح المذهبية وتحدّي الجماعات الأخرى من خلال هذا الشعور بالتفوق بفعل امتلاكه سلاحاً فوق طاقة طائفة على التحمل، وميليشيا فاعلة بقوة تثير المخاوف من ارتدادها على بقية اللبنانيين يوماً كما فعلت ذات "7 أيار مجيد" في 2008، أو في أعمال اغتيالات لقادة وسياسيين تثور شبهات قوية في تورط هذا الحزب غير اللبناني عقيدةً وهيكلية فيها.

فوق هذا الواقع كله، نَعَم بدا للجميع في مراحل متفاوتة منذ 1975 أن تجربة العيش معاً في ظل دولة مدنية في لبنان قد أخفقت، ويستحيل أن تعيش في ضوء تغيرات الديموغرافيا والعودة إلى تصعيد الولاء الديني. لكن تجربة الدولة اليهودية كما "الدولة الإسلامية" (داعش) أخفقت بدورها وسقطت تحت وطأة لا إنسانيتها ولا أخلاقيتها. ومثلهما تجارب الدول "العلمانية" افتقدت أبعاد حرية الإنسان وحقه في المساواة والاحترام.

لا بديل من هذه التجربة اللبنانية الحضارية الرائدة في الشرق، أقله لانعدام البدائل. على المسيحيين كما على المسلمين المضي فيها قدماً وأن يتحمل بعضهم بعضاً رغم ملاحظات كل طرف على الآخر وضيقه ذرعاً به أحياناً. "لبنان الكبير" بلد جميل يستحق هذا الرهان الكبير، يعطي أبناءه جميعاً معنى ورسالة لوجودهم في هذا الشرق المظلم. وإلا فما أهون العيش للمسيحيين والمسلمين في دول تعتنق شعوبها إيمانهم الديني. السعودية وإيران ومونتي كارلو، ماذا سيضيفون إليها؟

 

تحالف واشنطن - الرياض خريطة توازنات على ارض الأقليم

سيمون أبو فاضل/الشرق الأوسط/04 حزيران/17

شكلت القمة الأميركية - السعودية بين الرئيس دونالد ترمب وبين الملك سلمان بن عبد العزيز، وتلتها سلسلة القمم الخليجية - العربية - الإسلامية مع الرئيس الأميركي، بداية عصر سياسي جديد، ستظهر بوادره للعالم تدريجياً في المرحلة المقبلة.

فمنذ بروز إرهاب تنظيم القاعدة، مروراً بعملية 11 سبتمبر (أيلول) حتى ولادة «داعش»، كانت إيران تتسلل إلى مكامن القرار داخل الإدارة الأميركية، ولا سيما إبان ولاية الرئيس السابق باراك أوباما، واستمر الأمر إلى أن تمكنت الرياض من قلب الطاولة على المسيئين إليها، وخلطت الأوراق لصالحها بُعيد انتخاب الرئيس دونالد ترمب.

فالواضح بعد عقدين من الحملة المسيئة لدول الخليج، أن لقاءات ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع ترمب وفريق عمله، أعطت نتائجها في أقل من شهرين، لنجاحه في إقناع الرئيس الأميركي بأن نظرته إلى الإسلام في غير مكانها، وأن التحالف مع السعودية هو الذي يقضي على آفة الإرهاب وليس كما صورت طهران الأمر، التي تريد أن تتحول مع واشنطن إلى شرطي دولي – إقليمي لمواجهة الإرهاب بهدف استخدام هذا الشعار لتطويق السعودية والدول العربية الأخرى، بالمضي في التوسع الفارسي في المناطق العربية والأفريقية واستمرارها في التمرد على قرارات الشرعية الدولية.

فقد شهدت الرياض أهم قمم القرن، مدخلها اللقاءات بين الرئيس ترمب بصفته رئيس الدولة الكبرى في العالم، وبين الملك سلمان خادم الحرمين الشريفين، بمشاركة ممثلي الدول الإسلامية في قمم السعودية ليعقدوا تحالفاً وثيقاً واستراتيجياً، من أجل مكافحة الإرهاب مع الولايات المتحدة الأميركية، التي تقود تحالفاً دولياً ضد «داعش»، وأظهرت الرياض تصميمها على ذلك بمبادرة خادم الحرمين الشريفين لوضع كل الإمكانات السعودية والإسلامية، لمواجهة «داعش» عقائدياً، بإنشاء مركز الرصد وقدراته، وعسكرياً من تشكيل قوة مشتركة لهذه الغاية، ترجمةً لطرح سابق لولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، الذي كان أعلن ضرورة إنشاء تحالف إسلامي لقتال «داعش».

فتسليم واشنطن بدور السعودية الريادي في هذه المسؤولية، يأتي تأكيداً على أنها الشريك الحصري، على ما كانت نادت عليه في زمن أوباما، الذي رفض الاستجابة لمبادرة الرياض نتيجة تأثره بإيران حينها.

لقد فوجئ خصوم المملكة العربية السعودية برهان ترمب عليها بصفتها حليفةً لواشنطن، والمجتمع الدولي في محاربة الإرهاب، بعد لمسه وقائع مباشرة في زيارته الخارجية الأولى، إلى السعودية، لتكون شريكه الأول في مواجهة الإرهاب. بحيث يتمكن بعدها ترمب من أن يستند إلى أرضية صلبة، تمكنه من الانتقال إلى مواجهة ملفات وتحديات مباشرة له، تتوزع بين ضبطه الأداء الإيراني، والعمل على حل نزاعات وملفات دولية، وداخلية في بلاده.

وقد بات باستطاعته والسعودية في ظل هذا التحالف الواسع، أن يندفعا نحو تحقيق حل عادل للمسألة الفلسطينية، طالما أن بعضاً من أخصامهما يحتمي بهذه القضية، للتحرك في بيئات لتنمية الإرهاب، بما يخدم المصلحة الإسرائيلية، التي ترتاح له بتصويرها للعالم أجمع، بأن العرب والمسلمين هم من يدعم الإرهاب وليست هي بقهرها للشعب الفلسطيني.

فمن النتائج الفورية للتحالف المركزي بين واشنطن والرياض، هو تراجع دور دول ثانوية عدة عن الحلبة الدولية، أو تعطلت محاولاتها بالحصول على مكاسب من الولايات المتحدة الأميركية، مقابل انضوائها في التحالف، أو ابتزاز السعودية لاعتبارهم أنها في حالة دفاع. فجاء التفاهم بين قطبي العالمين الغربي والإسلامي - العربي، ليحدد الأحجام بعد أن بات هذا التحالف هو المدخل الإلزامي لكل دولة تنوي مواجهة الإرهاب الداعشي وأفكاره، لتبقى صفة الإرهاب وفق قناعة ترمب ملتصقة بإيران.

 

تمديدٌ طويل ومفاوضاتٌ قد تعيد القانون إلى الصفر 

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/2017 الاثنين 05 حزيران

خلافاً للمظاهر، غالبية القوى السياسية مهتمّة بأمر واحد: إيجاد الصيغة التي تبرِّر التمديد، تحت العنوان «التقني»، وبعدها لكل حادث حديث.وقائع السيناريو تجري وفق ما هو متوقّع حتى الآن: الرئيس سعد الحريري وقف في الوسط بين الرئيسين ميشال عون ونبيه بري فعطَّل جلسة تمديدٍ كان سيمرّ حتماً، وبسلام، في 15 أيار، ولو باعتراضات مسيحية. وجعل الحريري نفسه «بيضة القبان» بين الشيعة والمسيحيين. وربما «عداوة الكار» هذه هي السبب الأساسي لغضب النائب وليد جنبلاط «التويتري» على إبن شريكه في «الحلف المقدس». فجنبلاط لا يحبّ أن يأخذ منه أحد دور «بيضة القبان»، لا بين الشيعة والسنّة، ولا بين الشيعة والمسيحيين. القوى السياسية كلها كانت ستستعجل الانتخابات لو أنها ستتمّ على قياسها. وفي عبارة أكثر وضوحاً، قوى الحلف الرباعي (شيعية - سنّية- درزية) كانت تستعجل قانوناً للانتخابات يعيد إنتاجَ المجلس الحالي، فيما القوى المسيحية كانت وما زالت مستعجلة للتغيير ودخول اللعبة بعد غياب.

هذه المعاندة بين الطرفين استنفدت الوقت. ولذلك، ارتأى الجميع أن يلعبوا ورقة التأجيل:

1- قوى الحلف الرباعي يناسبها التمديد لأنه يكرِّس، بلا عناء، استمرار المجلس الذي تريده، وحتى إشعار آخر. ولذلك هي حضّرت للتمديد عاماً من خلال اقتراح فتوش، وستحافظ على مدّة العام تحت عنوان «التمديد التقني».

2- القوى المسيحية تضغط لئلّا يطول التمديد أكثر من الوقت الكافي لإنتاج القانون الذي تريده. لكن هذا الضغط ليس كافياً لفرض التعجيل.

إذاً، ما الوقائع التي ستتأتّى من هذا «الكباش»؟

الاتفاق على عنوان عام للقانون العتيد هدفه تبرير التمديد «التقني» وإمراره بما يحفظ ماء الوجه، خصوصاً لرئيس الجمهورية والفريق المسيحي الرافض مبدأ التمديد.

وبعده، يمكن مجلس الوزراء أن يحيل إلى المجلس النيابي قانوناً لا يبتّ التفاصيل التنفيذية، فيما تتولّى لجنة تقنية درس النقاط موضع الجدل، من نوع: العتبة الوطنية، التأهيل، الصوت التفضيلي، وكثير من النقاط التي ستظهر تباعاً.

على الأرجح، سيكون تمديداً طويل الأمد، بما يتناسب والوقت الذي يستغرقه حسم هذا الكمّ الكبير من التفاصيل، وإطلاق حملات الشرح والتفسير عبر وسائل الإعلام ليتمكّن الناخبون من فَهْمِ الأُسس الجديدة التي ستجري عليها الانتخابات، للمرة الأولى في تاريخ لبنان.

كما أنّ القوى السياسية ليست واثقة تماماً من خياراتها بالنسبة إلى تفاصيل القانون، لأنها تخوض تجربتها للمرة الأولى، وقد تفاجَأ بما لا تتوقعه وتُصاب بصدمات في غير محلّها، وفي أكثر المراحل دقّةً وحساسية، حيث الخسارة يصعب تعويضها.

وهنا تبرز الدراسة التي قدّمها الوزير المشنوق، المستندة إلى تقدير مؤسسات دولية، والتي تقول بالحاجة إلى 7 أشهر من التحضير قبل إجراء الانتخابات وفق القانون المتداوَل. ويجب التنبّه إلى أنّ تعداد الأشهر الـ7 يبدأ بعد إقرار القانون الجديد، بكل تفاصيله، لأنّ الصعوبة تكمن خصوصاً في التفاصيل لا في العنوان العام (النسبية و15 دائرة).

لا يعرف الطاقم السياسي كم يحتاج من الوقت للاتفاق على التفاصيل، ليحدّد موعدَ الانتخابات في نهاية مهلة الـ7 أشهر. ولذلك، الأرجح أنه سيمدّد «احتياطاً» للمجلس أكثر من 7 أشهر، أي حتى مطلع العام 2018 على الأقل.

ولأنّ السلطة اعتادت دائماً تجنّبَ إجراء الانتخابات في كانون الثاني، بذريعة الأحوال الجوية غير المناسبة، على الأرجح ستتمّ الانتخابات بين آذار ونيسان، ما يعني التمديد للمجلس الحالي عاماً كاملاً، حتى 20 حزيران 2018.

هل يعني ذلك أنّ 20 حزيران 2018 سيكون خاتمة أحزان اللبنانيين؟

من المبكر الجزم بذلك أو بنقيضه. ولكن، عند الدخول في تفاصيل النقاشات والخلافات العميقة حول العتبة والتأهيل والصوت التفضيلي وسواها، قد تُفتَح أبوابُ الجحيم مجدّداً.

فمَن يضمن أَلّا تؤدي نتائج التجاذب على المصالح الطائفية أو المذهبية أو السياسية إلى إطاحة الأسس المتفق عليها اليوم. مثلاً: هل يُعاد طرح نقل المقاعد، أو العودة إلى نصّ «إتفاق الطائف» بخفض عدد النواب إلى 108؟

إستتباعاً، قد يلجأ البعض إلى الاستعانة ببنود أخرى من الطائف لمجرد طرح البند المتعلق بعدد النواب: مجلس الشيوخ الذي أصرّ عليه الوزير جبران باسيل أمس، اللامركزية الإدارية الموسّعة وإلغاء الطائفية السياسية وسواها.

عندئذٍ، سيُعاد النظر في العنوان العام المطروح، أي القانون الذي على أساسه تمّ التمديد، والذي سار به الجميع على عجل، تحت ضغط الوقت، ورغبةً في تبرير التمديد «التقني». ومَن يضمن في هذه الحال أَن لا تعود الأمور إلى النقطة الصفر، وأن تُطرَح مجدداً العودة إلى القانون الساري، قانون 1960 المعدّل في الدوحة، ريثما يتم التوافق على آخر جديد؟ في عبارة أخرى، كيف السبيل إلى التأكد من أنّ «التمديد التقني» سينتهي بالأفراح الانتخابية لا بخيبة جديدة. فالمجلس النيابي مدّد لنفسه 4 سنوات سابقاً... على أمل أن تحمل الظروف حلّاً لقانون الانتخاب! عملياً، وبعيداً من الشعارات والمناورات المتبادلة، الجميع يؤجّل المشكلة على الطريقة اللبنانية آملاً في إجراء الانتخابات في ظروف يكون هو فيها أقوى، خصوصاً بالمراهنة على التحوّلات الإقليمية المنتظرة خلال السنة المقبلة. وفي مهلة عام كامل، لا يستبعد كثيرون أن يكون متاحاً للطبقة السياسية إبرام الصفقات الدسمة الجاهزة... من النفط والغاز والكهرباء إلى الاتصالات والنفايات وسواها. وربما ستكون الصفقات جزءاً من الرشاوى والأوزان المتبادلة، بحيث تتمازج روائح المكاسب على أنواعها، من سياسية وغير سياسية، وفي خلطة لبنانية نموذجية.

 

ما بعد القانون

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الاثنين 05 حزيران 2017

بتحديد الرئيس نبيه برّي لموعد الجلسة التشريعية يومَ الاثنين ١٢ حزيران، يعني ذلك أنّ ولادة القانون الجديد ستتمّ في هذا التاريخ، ربطاً بالتوافق السياسي على هذا القانون. وبالتالي فإنّ التفاصيل المتبقية لاستكمال بنائه لا تعَدّ عائقاً في طريق الولادة، خصوصاً أنها تقنية وليست من النوع الذي تكمن في داخلها الشياطين ويمكن لها أن تعطل قانوناً وُلد من رحم توافق سياسي يبدو أنه أقوى من كل الشياطين.ما حصل ليس حدثاً عادياً سرعان ما ستبلعه يوميات السياسة اللبنانية، ولا يمكن أن يُمَر عليه مرور الكرام، فالقانون الجديد يشكل قفزة نوعية لعلّها الأولى الى الأمام، كونها تؤسّس لانتظام الحياة السياسية في هذا البلد وبكل مستوياتها، على أساس سليم مغاير تماماً لمنطق القوانين الانتخابية التي حكمت واقع البلد منذ نشوء الكيان اللبناني. وبالتالي ليس خطأً إن تبادَل أهلُ السياسة والمقامات الرفيعة ومعهم سائر اللبنانيين التهاني بهذا الإنجاز.

الواضح أنّ الساحة السياسية تستقبل القانون الجديد بارتياح كبير وتبعاً لمواقف القوى السياسية على اختلافها يبدو أنّ هذه الساحة ستتفاعل مع هذا الإنجاز، لكن من المبكر جداً على هذه القوى أن تلجأ الى آلاتها الحاسبة والدخول في قياس حجم الربح والخسارة في القانون الجديد، خصوصاً أنّ حسنة هذا القانون أنه ليس من نوع القوانين الانتخابية السابقة التي كانت تُعرف نتائجها وتحدّد الخريطة النيابية وحجم مقاعد كل طرف لحظة إقرارها وقبل ذلك في أحيان كثيرة. وبالتالي هذا القانون مبهَم وغامض إن من حيث كيفية التطبيق أو من حيث ما سيقرّره الصوتُ التفضيلي وعتبة الفوز في ما يتصل بنتائجه النهائية.

تبعاً لذلك لا يستطيع أيّ طرف سياسي أن يقول إنه مطمئن الى ربحه وحجمه النيابي منذ الآن. إذ إنّ التوصل الى قانون جديد بالتوافق السياسي الذي أحاطه، معناه أنّ هناك سياقاً لمرحلة جديدة تفرض مقاربات جديدة وتموضعات جديدة، وبالتالي فإنّ كل أطراف الاشتباك السياسي معنيّة بلملمة آثار مرحلة الاشتباك، وإعادة ترتيب وضعها سواءٌ علاقتها مع القانون الجديد والاستحقاق الانتخابي المقبل على أساسه، أو علاقاتها السياسية التي تستوجب مراجعة نقديّة لأدائها السياسي والانتخابي في الفترة الأخيرة.

والذي أدّى الى تفسّخ علاقات بعض القوى السياسية ليس فقط مع كل الآخرين تقريباً بل حتى مع أقرب الحلفاء. وأولى خطوات هذه المراجعة تكون بالإقرار بفشل المنطق الاستفزازي وبنزول بعض الرؤوس الحامية عن شجرة التصعيد والتخلّي عن لغة نصب المتاريس.

لقد وزّع الاشتباك السياسي الضرر على كل الاتجاهات السياسية، ولكن مع التوافق على قانون النسبية ذاب هذا الضرر وصارت كل هذه الاتجاهات شريكةً بالربح من هذا الإنجاز، ومن حق بعضها أن يعتبره نصراً له أكثر من غيره، ولاسيما «حزب الله» والرئيس نبيه بري رافعاً لواء النسبية، ومن حق آخرين أن يعتبروا أنفسهم في مقدمة الرابحين وخصوصاً الرئيس سعد الحريري و«القوات اللبنانية» والنائب وليد جنبلاط، وكل أولئك الذين وُضعوا في لحظة معيّنة تحت مقصلة الإبعاد والإقصاء والإلغاء والتحجيم.

ربح التيار بالتأكيد، ومن حق العهد الذي يرفع شعار الإصلاح والتغيير أن يقول إنه أكثر الرابحين، وإنّ الرئيس ميشال عون وعد ووفى وقدم للشعب اللبناني إنجازاً وإنه سيسجّل لعهده إجراء أول انتخابات في تاريخ لبنان على أساس النسبية. ولكن لكل هذا تكملة لا بد من الإشارة وتسليط الضوء عليها؛ هي أنّ العهد في مرحلة ما بعد القانون أمام مهمة أساسية أملتها المرحلة السابقة بأضرارها وشظاياها التي أصابت العهد مباشرة وجعلته أكثر المتأثرين منها سياسياً ومعنوياً وخلّفت ندوباً في جسمه أكثر من أيّ طرف آخر.

ولعلّ المهمة الأساس للعهد في مرحلة ما بعد القانون هي أن يكون هو «رافعة نفسه» بالشراكة والتعاون مع كل الآخرين، وكذلك استعادة الوهج الذي خفُت بريقه في فترة قياسية، جراء مقاربات انقلبت على خيارات ما قبل الرئاسة وهو ما تبدّى بالصيَغ والأفكار الإنتخابية وأيضاً جراء أداء بعض القريبين والمنطق الاستعلائي الذي اعتُمد آنذاك.

وإذا كان جعل القانون الجديد قابلاً للتطبيق يتطلب بضعة أشهر، فهذه الأشهر يُفترض أن تشكل فترةً انتقالية للعهد في اتجاه إعادة إطلاق الحيوية فيه وإعادة ترتيب البيت الحكومي وترشيق عمل الحكومة، ولإعادة ترميم العلاقات السياسية بين «التيار الوطتي الحر» والجميع، وعلى وجه الخصوص مع «حزب الله» الذي تعرّض التفاهم الموقّع بينهما وكذلك العلاقة بينهما الى اهتزازٍ عنيف يتطلّب جهداً كبيراً لإعادة نسج خيوط الثقة من جديد. ولعلّ أولى الخطوات المطلوبة من رئيس الجمهورية بعد إقرار القانون هي المبادرة الى فتح دورة استثنائية جديدة للمجلس النيابي تستمر حتى بداية العقد العادي الثاني للمجلس منتصف تشرين الأول المقبل، فهذه خطوة لا بد منها لإعادة إطلاق عجلة التشريع وتعويض الوقت الذي ضاع فضلاً عن أنّ بنوداً ملحّة تنتظر وفي صدارتها سلسلة الرتب والرواتب.

 

تقسيم الدوائر وتثبيت المقاعد ضمن المناصفة

محمد شقير/الحياة/05 حزيران/17

دخل قانون الانتخاب الجديد مرحلته الحاسمة، وبات إقراره بصيغته النهائية قبل 20 حزيران الجاري عالقاً عند محطتين: الأولى التصديق عليه في مجلس الوزراء في جلسته المقررة بعد غد الأربعاء، هذا في حال تمكن نائب رئيس حزب “القوات اللبنانية” النائب جورج عدوان من انتزاع موافقة الأطراف الرئيسة على التعديلات المقترحة عليه، شرط ألا تحتاج إلى تعديل جوهري في الدستور اللبناني، والثانية إحالته على البرلمان في جلسته الإثنين المقبل لمناقشته تمهيداً للموافقة عليه ومن ثم نشره في الجريدة الرسمية قبل انتهاء ولاية البرلمان الممدد له في 20 الجاري. وعلمت “الحياة” من مصادر وزارية ونيابية أن المشاورات الجارية في كل الاتجاهات والتي يتولاها النائب عدوان تأخذ في الاعتبار ضيق الوقت الذي يتطلب إقرار القانون قبل انتهاء ولاية البرلمان لئلا يصار إلى إقحام البلد في سجال دستوري وفي تجاذبات سياسية. ولفتت المصادر الوزارية والنيابية إلى أن التعديلات المقترحة على قانون الانتخاب تتمحور حول النقاط التالية:

تقسيم لبنان إلى 15 دائرة انتخابية على أن تجرى الانتخابات النيابية المقبلة على أساس اعتماد النظام النسبي. – حسم الخلاف الدائر حول تقسيم بيروت دائرتين انتخابيتين، في ضوء ضم الدائرة الثانية (الباشورة) إلى الدائرة الثالثة (المزرعة رأس بيروت المصيطبة زقاق البلاط) مع إمكان إلحاق بعض الأحياء التابعة جغرافياً إلى الثانية ببيروت الأولى (الأشرفية)، وهذا الأمر يستدعي نقل بعض المقاعد النيابية. – استبعاد التأهيل في القضاء على أساس طائفي أو مذهبي لمصلحة اعتماد الصوت التفضيلي، شرط أن يكون وطنياً.

       الموافقة على احتساب 10 في المئة من الأصوات للائحة الانتخابية، باعتبار أنها العتبة الوطنية التي تؤهل هذه اللائحة للحصول على تمثيل في البرلمان.

       – تحديد موعد إجراء الانتخابات النيابية في ضوء إقرار وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق بأن الوزارة في حاجة إلى سبعة أشهر ليكون في مقدورها إنجاز الاستعدادات التقنية واللوجستية لإتمام الاستحقاق النيابي، شرط أن تكون متلازمة مع تأهيل الناخبين وتدريبهم على طريقة الاقتراع.

وبالتالي يفضّل تمديد موعدها إلى مطلع الربيع المقبل، أي شهر آذار، في مقابل رأي آخر يفضل أن تجرى مع حلول فصل الشتاء.

لذلك، يمكن التوصل إلى تسوية تقضي بتحديد موعد أولي لإجراء الانتخابات في الربيع المقبل على أن يصار إلى تقديم الموعد في حال تسارعت الاستعدادات وبات في مقدور الناخب اللبناني ممارسة حقه في الانتخاب من دون حصول أخطاء في عملية الاقتراع.

– حسم الخلاف الدائر حول ما يتردد من أن المقعد النيابي الواحد الذي يخص هذه الطائفة أو تلك، يجب أن يحتسب الفوز فيه على أساس النظام الأكثري، بذريعة أن النسبية تحتسب في الدوائر الانتخابية التي تضم أكثر من مقعد لطائفة معينة.

عدم الوضوح في حجز مقاعد نيابية (كوتا) للنساء في ظل اعتماد النظام النسبي الذي لا يجيز إعطاء الأفضلية للمرشحة للفوز في مقعد نيابي في حال حصل منافسها على نسبة أكثر من أصوات الناخبين.

تعديل المادة 24 من الدستور

على صعيد آخر، لا بد من الإشارة إلى أن تثبيت المناصفة في توزيع المقاعد النيابية بين المسلمين والمسيحيين أثار لغطاً في الوسط السياسي دفع ببعض الأطراف إلى طرح تساؤلات ما إذا كان المقصود بتثبيتها في قانون الانتخاب الجديد يقضي بتعديل دستوري للمادة 95 من الدستور التي تنص أن “على مجلس النواب المنتخب على أساس المناصفة بين المسلمين والمسيحيين اتخاذ الإجراءات الملائمة لتحقيق إلغاء الطائفية السياسية وفق خطة مرحلية وتشكيل هيئة وطنية برئاسة رئيس الجمهورية تضم بالإضافة إلى رئيسي المجلس النيابي والحكومة شخصيات سياسية وفكرية واجتماعية، وتكون مهمتها دراسة واقتراح الطرق الكفيلة بإلغاء الطائفية وتقديمهما إلى مجلسي النواب والوزراء ومتابعة تنفيذ الخطة المرحلية”.

ويبين بعض المراجعات السياسية، كما تقول المصادر نفسها، أن المقصود بالتعديل المقترح توزيع المقاعد النيابية كما نصت عليه المادة 24 من الدستور وفقاً للقواعد الآتية: أ- بالتساوي بين المسيحيين والمسلمين. ب- نسبياً بين طوائف كل من الفئتين ونسبياً بين المناطق.

وتؤكد المصادر أن تعديل هذه المادة لا يشمل إلغاء ما نصت عليه، أي استبدال بالتوزيع المرحلي الموقت توزيع ثابت يمكن أن يطيح إلغاء الطائفية السياسية في البرلمان وحصرها في مجلس الشيوخ.

وبكلام آخر، تقول المصادر عينها إن تثبيت توزيع المقاعد مناصفة بين المسلمين والمسيحيين على أساس مذاهبهم لا يستهدف المادة 95 من الدستور المتعلقة بمرحلية إلغاء الطائفية السياسية في البرلمان.

وتعزو سبب تثبيت المقاعد إلى ضرورة طمأنة الطوائف الصغيرة والمتوسطة من المسلمين والمسيحيين إلى أن لا مساس بمقاعدها النيابية المخصصة لها على قاعدة تأكيد احترام المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في توزيع المقاعد النيابية.

المخاوف من التعديل الدستوري

وترى أن التعديل يهدف أولاً وأخيراً إلى تثبيت نسبية توزيع المقاعد بين الطوائف من الفئتين، وأيضاً نسبياً في المناطق.

وعليه، فإن تثبيت المقاعد يحتاج إلى إصدار قانون جديد لأنه يبقى في حدود القانون العادي الذي لا يستدعي اللجوء إلى تعديل دستوري، خصوصاً أن المس بروحية اتفاق الطائف انطلاقاً من المادة 95 من الدستور، يعني أن الأبواب أغلقت في وجه إلغاء الطائفية السياسية في البرلمان واستحداث مجلس شيوخ طائفي.

وهكذا، فإن مجرد التلويح بوجود رغبة لدى البعض – وفق المصادر الوزارية والنيابية – بإعادة النظر في المادة 95 وصولاً إلى تعليق العمل بها، يعني أن النظام في لبنان لن يتطور، وأن هناك من يحاول العودة به إلى الوراء، أي إلى ما قبل انعقاد مؤتمر الطائف، ما يدفع في اتجاه المزيد من التطييف للتمثيل السياسي، خصوصاً إذا ما بني على معادلة سياسية تقوم على الجمع بين طائفية مجلس الشيوخ من جهة وتكريس طائفية البرلمان من جهة ثانية.

لذلك، لن يكون للتعديلات المقترحة على بعض البنود الواردة في المادة 24 من الدستور أي بعد سياسي يراد منه الالتفاف على المادة 95، بمقدار ما أن الهدف منها توفير الحماية الموقتة التي تحفظ المقاعد النيابية للطوائف الصغيرة وبالتالي قطع الطريق على الطوائف الكبرى من اجتياحها تحت سقف الحفاظ على المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في التمثيل النيابي، ناهيك بأن إلغاء المادة 95 من الدستور سينقل البلد إلى مرحلة سياسية من شأنها أن تضعه على حافة الانقسام الحاد وصولاً إلى “تشريع” الفيدرالية السياسية، إنما تحت عنوان ضرورة إقرار اللامركزية الإدارية الموسعة، وبذريعة أن هناك ضرورة ملحة لوضع ضوابط للتغيير الديموغرافي في لبنان.وباختصار، فإن مجرد لجوء بعض الأطراف إلى الاجتهاد في تعديل المادة 24 من الدستور وبشكل تشتم منه رائحة التحضير لإقامة فيدراليات سياسية، من شأنه أن يعيق إقرار قانون الانتخاب، لأن مثل هذا الطرح سيواجه رفضاً في مجلس الوزراء قبل أن يحال إلى البرلمان، حتى لو طالب البعض بالتصويت داخل الحكومة باعتباره الحل الوحيد لحسم الخلاف. وهذا ما تحذر منه المصادر النيابية والوزارية، لأنه يؤدي إلى تشويه صورة النظام السياسي في البلد ويهدد العيش المشرك بين اللبنانيين، نظراً إلى أنه يقيم حواجز مذهبية تؤدي في نهاية المطاف إلى إحداث فرز سكاني.

وتعتقد المصادر نفسها أن من يفكر باستخدام تعديل المادة 24 كنافذة لإلغاء المفاعيل المرحلية للمادة 95، سيلقى معارضة في مجلس الوزراء من شأنها أن تحبط مثل هذا التوجه وتمنع إحالته إلى البرلمان. وتقول إن الأجواء العامة في مجلس الوزراء لا تحبذ مجرد طرح مثل هذه الأفكار “الملغومة” التي تهدد الكيان اللبناني، وإن رئيس الحكومة سعد الحريري الذي تبرع من كيسه للوصول إلى قانون انتخاب جديد لن يسمح، بالتفاهم مع رئيس الجمهورية ميشال عون، بإحداث انقلاب يستهدف الصيغة اللبنانية ويدفعها إلى المجهول.

 

عادوا الى ما كُتب في بكركي... فهل تجمع الأقطاب الموارنة مجدداً؟

آلان سركيس/جريدة الجمهورية/ الاثنين 05 حزيران 2017

 بات واضحاً أنّ الساحة المسيحية المتنوّعة أصلاً تعيش فترات إتفاق، فيما تمتدّ مراحل الإختلاف لوقت أطول، ولا يمكن سعاةُ الخير في غالبية الأحيان جمع الأضداد إذا لم يكن هناك من قاسم مشترَك أو مصلحة تسهّل هذا الموضوع. وقد نجحت بكركي في وضع إطار لحلّ ملفات عدة بعدما جمعت المسيحيين سابقاً، وأبرزها رئاسة الجمهورية وقانون الإنتخاب.يؤكد كثيرون أنّ الساحة المسيحية تحتاج الى حوارات عميقة تحدّد الرؤية المستقبَلية، فعندما جمع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الزعماء المسيحيين الأربعة: الرئيس ميشال عون، الرئيس أمين الجميل، رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع ورئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، كانت هناك حاجة ملحّة لهذا اللقاء، وقد أتى بمردود إيجابي، أما الآن فقد تغيّرت الاسماء لأنّ عون بات رئيساً للجمهورية، وباسيل رئيساً لـ«التيار الوطني الحر»، وتسلّم النائب سامي الجميّل رئاسة الكتائب بدلاً من والده، فيما بقي فرنجية وجعجع كلٌ في موقعه.

ولا تستبعد بكركي إمكانية دعوة المسيحيين الى اجتماع موسّع إذا دعت الحاجة المسيحية والوطنية، لكنّ الأمور تسير الآن طبيعية، والمسائل الأساسية تُبحث في المؤسسات الدستورية، لذلك نترك لرئيس الجمهورية التحرّك، لكنها تؤكّد في المقابل أنه «عندما تستدعي الحاجة فنحن جاهزون، لأنّ اجتماعات الأقطاب المسيحيين كانت لحلّ مسائل وطنية لا مسيحية فقط».

أما على جبهة قانون الإنتخاب، فتقول مصادر بكركي لـ»الجمهورية»، إنّ الزعماء المسيحيين واللبنانيين صالوا وجالوا وفي النهاية ساروا بما كُتب في بكركي ونال قانون الخمسة عشر دائرة مع النسبية الإجماع الوطني». وتضيف: «إذا عدنا إلى الوراء، نلاحظ أنّ الراعي شكّلَ بداية تواصُل بين القوى المسيحية المتخاصمة، حيث شهدت الساحة المسيحية حراكاً تَمثّلَ في تشكيل لجان في بكركي تضمّ معظم الأحزاب والقوى السياسية والمستقلّين وشخصيات مدنية، وفي لحظات التفاهم المسيحي النادرة نجح المجتمعون في الاتفاق على موضوعات أساسية وجوهرية قبل أن يحصل الفراقُ مجدداً في تلك الفترة، ويمضي «كلّ يغنّي على ليلاه». وفي سياق البحث في الموضوعات الخلافية والمسائل الوطنية المعقّدة، حصَر المسيحيون الذين اجتمعوا في بكركي المرشّحين لرئاسة الجمهورية بالقادة الموارنة الأربعة، لكي يصل الرئيس المسيحي القوي، وبذلك بات من غير الممكن انتخاب رئيس خارج هذا النادي، فدارت الأيام، وعلى رغم الكباش والفراغ والتدخّلات العربية والدولية وما رافقَ تلك المرحلة من تطوّرات، عاد المجلس النيابي، نظراً إلى الظروف السياسية المعروفة والمستورة، وانتخَب عون رئيساً، وبذلك نجَحت نظرية «الرئيس القوي».

وتشير المصادر الى أنّ «لجنة بكركي التي كُلّفَت درسَ قانون الإنتخاب وضَعت اقتراحات عدّة كان أبرزها قانون النسبية على أساس 15 دائرة، والذي شكّل حلاً لمأزق وطني عمره من عمر لبنان».وعلى رغم أنّ النزاع في البلد هو سياسي بخلفية طائفية، وما الطائفية إلّا سلاح لتحقيق الغايات والأهداف، يُدرك المسيحيون أنّهم وصلوا إلى الخطوة الأخيرة، أو بالأحرى الفرصة الأخيرة، فإذا لم يستطيعوا تحصيلَ حقوقهم بوجود رئيس الجمهورية القوي واستعادة حضورهم في السلطتين التنفيذية والتشريعية، فإنّ هذا الأمر لن يتحقّق لاحقاً، خصوصاً أنّ المرحلة الحالية هي تأسيسيّة، وأيّ انتكاسة فيها ستؤثّر على المستقبل، في حين يجب على المسيحيين لعب دورِهم التاريخي، والخروج من حال اليأس التى عاشوها طوال المرحلة الماضية. وفي هذا السياق، شكّلَ انتخابُ رئيس من «نادي الموارنة الأربعة» واقعاً سيَحكم لبنان لستّ سنوات مقبلة، كما أنّ إقرار «قانون بكركي»، سيشكّل واقعاً نيابياً قد يستمرّ عشرات السنوات، والتجربة تدلّ على أن ليس من السهل، الاتفاق كلّ أربع سنوات على قانون، والدليل هو إجراء انتخابات 2009 على أساس قانون 1960. وبذلك يكون المسيحيون قد نجحوا مرّةً ثانية في تحقيق مطالبهم المحِقّة بفضل وحدتهم، وأرسوا واقعاً سيَحكم لبنان.تُشكّل الرؤيةُ شرطاً أساسياً لنجاح المجتمع في تحقيق مطالبه، وإذا نجحت لقاءاتُ بكركي في وضعِ إطار لرئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب من خلال اتّفاق جميع المسيحيين، فإنّه يتوجّب متابعة عمل اللجان التي شكّلتها بكركي وكلّفتها موضوعات توازي بأهمّيتها الملفات السياسية، وأبرزُها بيعُ المسيحيين أراضيهم، والتراجع الديموغرافي، وغيرها من الملفات التي تُرهق كاهلَ المسيحيين واللبنانيين.

 

الوجود الفلسطيني تحول إلى عنوان لانقسام لبناني حاد

شادي علاء الدين/العرب/05 حزيران/17

كانت هزيمة 1967 حدثا تأسيسيا لإسرائيل وللأنظمة العربية العسكرية التي لازالت قائمة حتى هذه اللحظة. ما قادت إليه الهزيمة تمثل في تحويل تلك الهشاشة التي قامت على أساسها صورتها في الوعي العربي والتي عمّمتها الأنظمة القائمة، إلى حالة أسطرة مفتوحة تستدعي قيام أسطرة موازية كمنطق للمواجهة.

تم تبرير الهزيمة انطلاقا من منطق الأسطرة ومنذ تلك اللحظة باتت قراءة ما حدث في تلك الحرب المؤسسة لواقعنا العربي الحالي مستحيلة. لا زلنا لا نعرف حتى الآن ما جرى فعلا، ولا زال القسم الأكبر من الوثائق محـجوبا وممتنعا عن الرأي العام على الرغم من مرور أكثر من 50 عاما على هذا الحدث الذي لا يمكن النظر إليه، إلا بوصفه حدثا مستمرا وحيّا. راكمت هزيمة 67 تراثا من السلبيات فبعد تلك اللحظة صارت إسرائيل دولة قادرة على انتزاع الاعتراف بشرعيتها من العالم ومن العرب، ما أنتج ردود فعل متناقضة. وبرزت مجموعة من الأنظمة العربية التي ترفع عنوان الصراع مع إسرائيل لشرعنة وجودها بموازاة أنظمة أخرى ركنت إلى خيار السلام، وبذلك لم يعد ممكنا من الناحية العملية الحديث عن صراع عربي إسرائيلي.

منذ تلك اللحظة حل الجيش في واجهة السلطة والشرعية في المنطقة العربية، وباتت العسكرة ناظما أعلى للاقتصاد والسياسة والثقافة، ونشأ في ظلال تلك العسكرة تقديس لحركة المقاومة الفلسطينية. ولعل الأثر الأبرز الذي يمكن تلمّسه لبنانيا يتمثل في ما أسست له هزيمة 67 من انعكاسات جمّة لا تزال مفاعيلها حاضرة في الواقع اللبناني، وتمثل العناوين الصراعية الأكثر حضورا على الساحة اللبنانية. تسببت هزيمة حرب 1967 بتدفق عدد كبير من الفلسطينيين إلى لبنان مع احتلال إسرائيل للضفة الغربية وغزة. وراكم هذا الواقع تعقيدات إضافية على مسألة اللجوء الفلسطيني إلى لبنان في مرحلة النكبة عام 1948.

ومنذ تلك اللحظة بات الوجود الفلسطيني عنوانا لانقسام لبناني حاد بين دعاة اللبننة والخصوصية اللبنانية، وبين رافعي عنوان العروبة وضرورة الالتحاق بالقضايا العربية وأولوية الصراع العربي الإسرائيلي. وكان توقيع لبنان على اتفاقية القاهرة في عام 1969 في عهد الرئيس شارل حلو بعد ضغوط عربية كبيرة الحدث التأسيسي للانقسام اللبناني الحاد والصراع الذي لا يزال مستمرا حول هوية البلد. هزيمة 67 أسست لانعكاسات جمة لا تزال مفاعيلها حاضرة في الواقع اللبناني، وتمثل العناوين الصراعية الأكثر حضورا على الساحة اللبنانية شرعنت تلك الاتفاقية العمل الفلسطيني المسلح انطلاقا من الأراضي اللبنانية، ما مهد لإسقاط اتفاقية الهدنة الموقعة بين لبنان وإسرائيل في العام 1949. وفتحت الاتفاقية الباب أمام سلسلة من الاستهدافات الإسرائيلية للبنان تحت عنوان الرد على العمليات الفلسطينية. ولم يلبث السجال حول هذا الموضوع أن انتقل من السياسة إلى الميدان فانفجرت الحرب الأهلية العام 1975، والتي كان انقسام اللبنانيين بين حلفاء للمقاومة الفلسطينية وخصوم لها أحد عناوينها الرئيسية.

وجدت إسرائيل الفرصة سانحة لإنهاء الوجود الفلسطيني وتدمير لبنان فنفذت اجتياح العام 1982 الذي أنهى الوجود الفلسطيني المسلح في لبنان. وكانت مجزرة صبرا وشاتيلا التي تزامنت مع الاجتياح الإسرائيلي والتي نفذت بأيد لبنانية وبتغطية إسرائيلية إيذانا بتصفية حضور القضية الفلسطينية التي تشكل عنوان الصراع مع إسرائيل في الوجدان العربي وتحوّلها إلى حالة شعرية خطابية. تحول لبنان بعد الاجتياح إلى مستعمرة للنظام السوري برضا العرب والعالم. وكان أبرز ما قام به هذا النظام بعد الاجتياح هو العمل على تصفية المقاومة الوطنية اللبنانية التي كانت جل قياداتها من المسيحيين بالحديد والنار، ما فتح المجال لنشوء عهد المقاومة الإسلامية الطائفية الشيعية التي باتت تعرف باسم حزب الله. وجاء اتفاق الطائف بعد فترة لينهي الحرب الأهلية.

وأعاد حضور حزب الله على الساحة اللبنانية المناخ الذي كانت قد كرسته اتفاقية القاهرة لناحية شرعنة وجود تيار مسلّح يقوم بعمليات ضد إسرائيل، وحرص الحزب على الاستفادة من لبنانيته لتصوير نفسه على أنه مقاومة مشروعة ضد كيان غاصب يحتل أرضا لبنانية.

ومع دخول الحزب في تركيبة السلطة اللبنانية في انتخابات العام 1992 النيابية وفوزه بمجموعة من المقاعد، بات من الصعب الفصل بين المقاومة والشرعية اللبنانية، وصار لبنان بأسره أسير الخيارات التي يفرضها هذا الحزب والتي كان أبرزها عدوان عناقيد الغضب الإسرائيلي على لبنان في العام 1996. وفجر الانسحاب الإسرائيلي في العام 2000 مجموعة من الأزمات لأن عنوان شرعية سلاح حزب الله المستمدة من الاحتلال الإسرائيلي لأراض لبنانية قد سقط ولم يعد له أيّ مبرر. ولكن الحزب اعتبر أن سلاحه الذي صنع إنجاز التحرير الذي نسب إلى نفسه الفضل في تحقيقه، مع أن ردة فعله الأولية آنذاك تكشف أنه تفاجأ بالانسحاب الإسرائيلي وعدّه مؤامرة، هو مصدر الشرعيات كلها.

وعمل الحزب على تحويل سلاحه إلى موضوع لا يقع في السياسة ولا يطاله النقاش العام وحصره في دائرة القداسة، ساعيا في الوقت نفسه إلى تفكيك كل البنى التي يقوم عليها النظام اللبناني لصالح الحلف الإيراني مع النظام السوري والذي كان يدفع في اتجاه تمكينه من السيطرة على مقاليد الأمور في البلد.

ومثلت الظاهرة التي شكلها رئيس الجمهورية الأسبق رفيق الحريري حالة مواجهة مستترة مع مشروع سيطرة حزب الله من خلال الاقتصاد والإنماء. وكان نجاحه في استقطاب الوجوه الاقتصادية البارزة من كل الطوائف وشبكة علاقاته الإقليمية والدولية تجاوزا للخطوط الحمر، فتم اغتياله في 14 فبراير العام 2005.

أجبر الضغط الشعبي غير المسبوق الذي تلا جريمة اغتيال الحريري القوات السورية على الخروج من لبنان. وتحول شكل الصراع في لبنان إلى صراع بين لبنانيي لبنان 14 آذار ولبنانيي النظام السوري وإيران قوى 8 آذار.

وفي ظل هذا الصراع الحاد عمد حزب الله إلى استجرار حرب إسرائيلية في العام 2006 إثر خطفه لجنديين إسرائيليين، فكان أن ردت إسرائيل بهجوم عنيف ضد لبنان كلف أكثر من 1500 قتيل وأكثر من 5000 جريح و15 مليار دولار من الخسائر المادية.

واتضحت الملامح النهائية للصراع مع توجيه الحزب سلاحه إلى الداخل اللبناني عام 2008 واجتياحه للعاصمة بيروت ردا على قرار حكومة السنيورة بفك شبكة اتصالاته غير الشرعية. نجح الحزب في فرض قراره، ولكن الجروح العميقة التي خلفها اجتياحه للعاصمة أنهت بشكل تام صورة الحزب المقاوم، وحولت الصراع بشكل واضح إلى صراع سني شيعي. وكانت مشاركة الحزب في الحرب السورية لصالح نظام الأسد العامل الذي كرّس توصيف الصراع القائم في المنطقة بوصفه صراعا سنيا شيعيا.وبعد مرور 50 عاما على هزيمة 67 فإن الصراع العربي الإسرائيلي لم يعد أولوية، وربما يكون مشهد الترحيب المعلن بالغارات الإسرائيلية على حزب الله أو على نظام الأسد دلالة لا تخطئ على التحولات الدرامية في وجهة هذا الصراع. وتلقي قمم الرياض الأخيرة التي رفعت عنوان مواجهة إيران وحزب الله الكثير من الضوء على طبيعة التحولات التي أصابت الأولويات منذ حرب 1967. أتاحت العسكرة العامة التي أسست لها الهزيمة والتي أنتجت قيام تحالف بين الأنظمة القمعية والمقاومات بهدف استخدامها كرافعة للشرعية عاملا هداما، سمح إبان لحظة اتفاق القاهرة للمقاومة الفلسطينية بتدمير لبنان وضرب البنى المؤسساتية فيه تحت عنوان نضالي. وتستقر حاليا لحظة المقاومات الهدامة المتحالفة مع الأنظمة التي شكلت الهزيمة على لحظتها المؤسسة على لحظة حزب الله التي مهدت للسماح لإيران باختراق المجال العربي، ما تسبب تاليا في منح الأولوية للصراع مع إيران.

 

القانون وفق المعادلات الجديدة.. معركة الاحجام والاوزان

ابتسام شديد/الديار/4 حزيران 2017

خرج الدخان الأبيض من مدخنة بعبدا واعلن بعد إفطار الخميس «الاعلان الرسمي» عن الاتفاق على قانون النسبية وبذلك عادت الدولة الى رشدها السياسي بعد معارك وجولات من المطاحنات السياسية تبادل فيها رؤساء الكتل والأفرقاء شتى انواع الأسلحة والأعيرة النارية، فدبكت بين عين التينة وبعبدا وكاد يحصل الانشقاق، وقذف النائب وليد جنبلاط حليفه في المستقبل بعيارات نارية ثقيلة بعدما اعتبره الزعيم الاشتراكي من المفلسين الجدد، وكادت تخرب العلاقة قبل ان يعاد تصويب البوصلة بين الرئاسات الثلاثة وبعد ضخ الحياة الانتخابية من قبل حزب الله ودخوله المعترك للحسم بعد لقاء الأمين العام للحزب ووزير الخارجية جبران باسيل. فالنسبية صارت القانون الجديد ودفن الاقتراع الأكثري الى غير رجعة بحسب اوساط متابعة، وحتى الساعة تبدو الأمور تسير على ما يرام وكأن صفحة الانتخابات طويت الى غير رجعة فيما يبقى النقاش قائماً حول بعض التفاصيل التي لن يلبث ان يشملها الحسم سريعا، فالشق الوحيد الذي لا يزال يدور حوله البحث هو المتعلق بعامل الوقت الذي يفترض فيه إجراء الانتخابات، فثمة من يتطلع الى استعجال المهل والى انتخابات في ايلول او بالحد الأقصى الخريف المقبل ويتصدر التيار الوطني قائمة هؤلاء، فيما يتطلع الفريق الآخر الى التأجيل الى الربيع المقبل لإتمام التهيئة وتحضير الناخبين والرأي العام وتعويده على تقنيات النسبية وطريقة الانتخاب، وحيث ان النسبية المبتكرة تحتاج الى نقاش وبحث في جوانب كثيرة والى مهل زمنية لتحضير الأرضية لها، وحيث يتداول المعنيون بالملف الانتخابي «طرفة» ان مراجع كبيرة في الدولة لم تستوعب معادلة النسبية بعد فكيف سيفهمها او يستوعبها المواطنون العاديون ويتحضرون لها؟».  وفي المبدأ فان جميع القوى السياسية وافقت على النسبية بخمسة عشرة دائرة، لكن هذا لا يعني ان هذا القانون يريح كل القوى السياسية لكنه وفق اوساط سياسية هو أهون الشرور الانتخابية والحل البديل عن النسبية الكاملة المعقدة على بعض الأفرقاء، والمخرج للعهد الذي أصر على انجاز قانون جديد فكان له هذا القانون. لكن القانون الجديد هو بطبيعة الحال مبهم للرأي العام وغير واضح النتائج والمعالم لقوى سياسية كثيرة بحسب الاوساط، حتى تلك التي صاغته يصعب عليها التنبؤ بنتائجه ومساره وارتداداته عليها، اذ يصعب تحديد الرابحين والمستفيدين فيه اليوم كما يصعب تسمية الخاسرين بموجبه، فالتحالفات الانتخابية هي الأساس والمعيار وهي التي تلعب دوراً اساسياً في تحديد وجهة الانتخابات والاحجام في الانتخابات، فالنائب وليد جنبلاط الذي كان يرتعب من قوانين صاغها التيار الوطني الحر هدأت ثورته الى حد ما في المشروع النسبي الذي جعل من عاليه والشوف دائرة واحدة، اما تيار المستقبل فوضعه الانتخابي لا يبدو دراماتيكياً خصوصاً انه يتعاطى مع واقعية بان وضعه الانتخابي صعب في كل القوانين التي طرحت بسبب مشاكله التي طرأت قبل عودة الحريري الى الحكم من تراجع شعبيّته ونشوء زعامات سنية محلية وشعبوية لكن المستقبل يعول على العودة الآمنة الى الحكومة ومحاولات استنهاض الشارع المستقبلي التي بدأت تلاقي تقدماً وتحسناً افضل من قبل، فيما التيار الوطني الحر والقوات يعتبران انه انجز افضل الممكن خصوصاً ان ثنائية معراب والرابية تريح الشارع المسيحي والتيار الوطني الحر بات شريكاً اساسياً واولياً في الدولة في حين ان الثنائية الشيعية وضعها الانتخابي لا يهتز بالقوانين الانتخابية مهما كان شكلها. هذا الواقع لا يعني كما تقول الاوساط ان نتائج النسبية واضحة المعالم فنتائج صناديق الاقتراع قد تحمل مفاجآت غير متوقعة على اعتبار ان التجربة الانتخابية ستكون جديدة والأرض تبدلت كثيراً، كما تفاعل الناخبين مع المتغيرات السياسية والتحالفات المختلفة عن المراحل السابقة. فعملية احتساب الأرقام منذ اليوم معقدة بانتظار ما ستحصله بعض القوى السياسية من ضمانات من الشركاء، وما ستكون عليه بعض التعديلات كما التحالفات التي ستنشأ بين القوى السياسية والكتل الكبرى. فهي المرة الاولى التي يقترع فيها اللبنانيون وفق نظام غير أكثري، وفي حين كانت عملية احتساب النتائج معروفة ومحددة سلفاً في قانون الستين وكان يمكن معرفة الفائزين في بعض الدوائر مسبقاً فان لوائح النسبية مقفلة والتشطيب فيها معدوم.  وفي المحصلة فان القوى السياسية جميعها وافقت على قانون النسبية المطروح ورئيس الجمهورية سجل هدفاً في مرمى المعترضين، وفرض انجاز القانون فرضاً في عملية الحشر السياسي التي حصلت لكن ما يحصل في انتخابات الغد يبقى لغزاً لبعض القوى السياسية، وعليه فان القوى السياسية تبحث في غياهب هذا القانون غير المضمون النتائج واتجاه الصناديق . فالقوى السياسية وضعت وجهاً لوجه امام قانون الخمسة عشرة دائرة فخرجت من متاريسها الى ضفة التهدئة ورحاب القانون الجديد لكن البعض ينظر بقلق الى ما ستكون عليه نتائج الصناديق.

 

مفصل حاسم آخر أمام الديمقراطية البريطانية

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/04 حزيران/17

في مطعم صغير على ناصية شارع بين المقرّ السابق لـ«الشرق الأوسط» ومبنى المتحف البريطاني بوسط لندن، تعرّفت إلى نادلة متحمّسة للسياسة البريطانية.النادلة، وهي آيرلندية الأصل وأم مطلقة تربّي طفلة صغيرة، لا تفوّت مظاهرة لليسار إلا وتشارك فيها، وإذا سمحت الظروف تأخذ طفلتها معها.

كانت الخلطة عجيبة. المطعم مطبخه فرنسي، في قلب العاصمة البريطانية، يملكه إيراني غادر بلاده بعد الثورة الخمينية التي يمقتها بشدة... وكنت أدلف إليه بين الفينة مع بعض الزملاء العرب، فتهرع إلينا هذه النادلة الطيبة لتناقشنا في السياسة بعدما علمت أنني صحافي وأن معظم من معي من الزملاء والأصدقاء الصحافيين. الشخصية المفضلة عندها جيريمي كوربين، الزعيم الحالي لحزب العمال، الذي كان في أواخر السبعينات وإبان عقد الثمانينات أحد البرلمانيين الشباب الأكثر جرأة في مناوأة سياسة مارغريت ثاتشر المتشددة ضد الجمهوريين الآيرلنديين. بل لقد دأب الساسة والإعلاميون المحافظون على اتهامه بتأييد حركيي حزب «شين فين» وجناحه العسكري «الجيش الجمهوري الآيرلندي». بجانب «الصلة العاطفية» الآيرلندية، حبّب النادلة بكوربين أنه يساري «الأصل والفصل» نشأ في بيت الأب والأم فيه من اليساريين القدامى، وتعارفا إبان دعمهما للجمهوريين إبان الحرب الأهلية الإسبانية... وأنه يعتبر نفسه «نصير المستضعفين» في كل مكان، ولو كان ذلك يعني من يرفع السلاح في وجه العسكريين البريطانيين.

التقيتها بعد فوز كوربين بزعامة حزب العمال في سبتمبر (أيلول) 2015، الذي جاء بقوة أصوات الحركيين والتنظيمات الحزبية على مستوى القاعدة، ناهيك بالنقابات العمالية، فشعرت أنها تعيش في حلم لا تريد أن تستيقظ منه. الحدث كان بالنسبة إليها «ثورة» حان وقتها، مع أنه هزّ الكتلة البرلمانية للحزب، لأن معظم نوابها يتخوفون من راديكالية الرجل، ويعتبرون أن انتخاب زعيم براديكاليته العقائدية ستقضي على أي فرصة أمام الحزب كي يستعيد الحكم.

وحقاً، كثرة من القيادات العمالية المعتدلة و«البراغماتية» آمنت - ولا تزال تؤمن - بأن الفوز في الانتخابات البريطانية يفرض على أي من الحزبين الكبيرين، حزب المحافظين يميناً، وحزب العمال يساراً، الحرص على كسب الحصة الأكبر من قطاع الوسط... والظفر بأصوات الناخبين غير الملتزمين. ويبرّر هؤلاء ذلك بأن حزب العمال مُني بأشنع هزائمه عامي 1983 و1987 تحت سيطرة اليسار المتطرف، وكذلك مُني المحافظون بهزيمتين ساحقتين عامي 1997 و2001 عندما سيطر عليه متطرفو اليمين.

ومن هذا المنطلق، وقفت غالبية القيادات البرلمانية في حزب العمال ضد انتخاب كوربين. إلا أن الحركيين - ولا سيما من جيل الشباب - والنقابيين كسبوا المعركة، واستعاد اليسار الدفةَ لأول مرة ... منذ أشرف أحد «نجوم» اليسار السابقين نيل كينوك (زعيم الحزب بين 1983 و1992) بنفسه على ضرب الجماعات المتطرفة (ماركسيون وتروتسكيون) وإعادة الحزب إلى خط الواقعية السياسية.

وللعلم، بعد خسارة العمال بزعامة كينوك أمام المحافظين بزعامة جون ميجر في انتخابات 1992، تنحى كينوك وسلم الدفة إلى «الوَسَطي» جون سميث بعدما كان قد مهّد له الطريق، وأراحه من مشاغبة المتطرفين وتكتلاتهم المعطلة. غير أن سميث توفي فجأة بنوبة قلبية عن 55 سنة عام 1994، فحل محله «وَسَطي» آخر هو توني بلير الذي تمكن من قيادة الحزب عام 1997 إلى ثلاثة انتصارات انتخابية متتالية. طبعاً، النادلة الشابة لا تتذكر شيئاً عن هزيمة 1983... حتى وإن تذكّرها كوربين. كل ما تتذكّره هي وأبناء وبنات جيلها أن بلير - حسب قولها - «يميني انتهازي تزيّا بزي العمال» و«خان الطبقة العاملة»، ثم استزلم لجورج بوش الابن وسار معه كالتابع في سياساته وحروبه الخارجية. وعندما حاولت مجادلتها، بناء على «خبرتي» المستقاة من كوني شاهداً على تلك الحقبة، قلت لها: «بصراحة، المشكلة مع جيريمي - الذي أعرفه وكنا على صداقة - أنه غير قادر على ربح الانتخابات»... فأجابتني: «كيف لك أن تجزم في هذا؟... إنه محبوب، والدليل عدد طلبات الانتساب التي انهمرت على الحزب بعد انتخابه».

وعدت لأشرح لها: «إن هؤلاء لن يضيفوا شيئاً للحزب، فهم أصلاً معه وسيصوّتون له على أي حال، كما أنهم لا يشكلون أي قيمة مضافة، بل على العكس سينفّرون كثرة من الناخبين الوسطيين غير الملتزمين، ويدفعونهم دفعاً نحو المحافظين»... لكنها أجابت: «لا، كثيرون امتنعوا في الماضي عن التصويت لأنهم ما كانوا يرون أي فارق بين بلير والمحافظين. اليوم هناك حماسة ما كانت موجودة. أمثالي متحمسون للتغيير..!». عليَّ أن أعترف أنني، في حينه، لم أقتنع بما قالته لي تلك النادلة الشابة البسيطة. ولكن أموراً كثيرة حصلت منذ ذلك الحوار ألقت غلالة من الشك على تقييمي لديناميكيات الحياة السياسية والتجربة الديمقراطية في الدول الغربية. منذ «مفاجأة» تصويت البريطانيين لصالح الانسحاب من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، و«زلزال» فوز دونالد ترمب بانتخابات الرئاسة الأميركية، وأخيراً إخفاق مرشحي الجمهوريين «الديغوليين» والاشتراكيين؛ فرنسوا فيون وبونوا هامون، ببلوغ الجولة النهائية من انتخابات الرئاسة الفرنسية، غدا واضحاً أن ثمة تياراً يتنامى تجاوز مرحلة الاعتراض... ليصل إلى فرض التغيير.

نحن أمام حالة انقلابية على المفاهيم والممارسات. النخب السلطوية فقدت حصانتها. عولمة الرأسمالية «استولدت» أعداءها. الانتخابات الحرة، التي ألفناها سلاح استقرار وتفاهمات عريضة مسؤولة، يستخدمها اليوم مَن كانوا تسلّطيين ومهمّشين، يميناً ويساراً، سلاحاً يسدّدونه إلى صدر الديمقراطية ومؤسساتها.

وبالتالي، بصرف النظر عما سيقرره الناخبون البريطانيون بعد بضعة أيام (8 يونيو/ حزيران)، لا بد من القول إن تغييراً حقيقياً طرأ ويمكن أن تستمر مفاعيله في السنوات المقبلة. فظواهر مثل «بريكست» ما كانت معزولة، وكذلك بروز دونالد ترمب وبيرني ساندرز في الولايات المتحدة، وإيمانويل ماكرون ومارين لوبان في فرنسا..وبانتظار ما سيحصل يوم الخميس المقبل، أرى من الحكمة تذكر مقولتين سياسيتين شهيرتين وحكيمتين لرئيس الوزراء العمالي السابق هارولد ويلسون؛ الأولى أن «المعارضات لا تكسب الانتخابات، بل الحكومات هي التي تخسرها»... والثانية أن «الأسبوع فترة طويلة جداً في دنيا السياسة!».

 

الانسدادات ومناهج الإصلاح الديني

رضوان السيد/الإتحاد/04 حزيران/17

ما كان بعض تلامذتي يحبون حديثي عن الإصلاح الديني، وليس لأنهم ضد الإصلاح، بل هم يحسبون أنّ المصطلح خاصٌّ بالتجربة الدينية البروتستانتية. وهم يؤْثرون أن يجري الحديث عن الاجتهاد أو التجديد أو النهوض. وعلى أي حال، فإنّ حديث الإصلاح صار حديثاً مكروراً ومُعاداً. وما أقوله هنا قاله محمد إقبال في عشرينيات القرن الماضي في كتابه «تجديد التفكير الديني في الإسلام». لكن بعد «إقبال» ساد لدى المسلمين الهنود والباكستانيين التفكير المحافظ والأُصولي. وقد برز اسمان وقعا في أصل المحافظة، بل الأُصولية، هما أبو الأعلى المودودي وأبو الحسن الندوي. والندوي عالمٌ جليل، أما المودودي فهو صحفي في الأصل، ثم أدى به نزوعه القيادي إلى إنشاء حزب «الجماعة الإسلامية». وهو صاحب فكرة «الحاكمية» التي أراد بها في الأصل المقارنة بين النهج (الإلهي) والآخر الغربي في الحكم والتوجيه. وقد بلغ من إعجاب الندوي بتفكير المودودي أن أقبل على ترجمة كتبه ورسائله إلى العربية التي كان الندوي يحسنها ولا يتقنها المودودي. وعن طريق الترجمة، عرف سيد قطب كتب المودودي والندوي، بل إنّ الندوي طلب منه أن يقدم لأحد كتبه!

أقبل الإحيائيون المسلمون من حسن البنّا وإلى عودة والغزالي وقطب والقرضاوي على اشتراع نظام إسلامي كامل في وجه الأنظمة الغربية. وكانت المرحلة السابقة على هذه الشخصيات قد شهدت من جانب السلفيين والإصلاحيين رفضاً للتقليد الجامد، في حين ركّز إحيائيو ما بعد الحرب الأولى على رفض التغريب، والغزو التبشيري والثقافي. وهكذا اجتمع رفضان: رفض القديم الموروث، ورفض الجديد الغريب.

وجاءت ستينيات القرن الماضي بما لم يكن في الحسبان؛ فقد كانت الحرب الباردة في أوجها. وعمد كل طرفٍ إلى استخدام كل الأسلحة الممكنة، فوجد التياران الحروفي، وتيار الإسلام السياسي مَنْ يستخدمهما ضد الشيوعية. في حين ما عاد الإصلاح الديني مطلوباً. لقد صار المطلوب التشدد بحجة مقاومة الإلحاد. وأمكن للأميركيين أخذ الشبان المتشددين إلى أفغانستان للقتال ضد السوفييت الغُزاة، وتركوهم بعد ذلك لينساحوا في العالم ناشرين العنف تارةً باسم مكافحة التغريب والجاهلية الجهلاء، وتارة أخرى باسم مكافحة الحكومات التي تبتعد «النهج الإلهي»! وبقية القصة معروفة: لقد انفجر الدين، وبدأت المجتمعات تنفجر، وكذلك الدول، فدخل علينا الإقليميون الإيرانيون، ودخل علينا الدوليون من كل حدب وصوب، ساعة يستخدمون أصوليينا، وساعة يستخدمون أصولييهم. وها هم أخيراً يستخدمون جيوشهم وطيرانهم من دون وازع ولا رادع.

أين ينفع الإصلاح الديني؟ وكيف؟ ينفع الإصلاح في أمرين: استعادة السكينة في الدين، واستنقاذ الدولة الوطنية العربية. وكلا الأمرين له علاقة وثيقة بالدين، وإن لم يكن العامل الوحيد أو الرئيس. كل هذه الأهواء الجامحة المستسهلة للعنف والقتل، علّتها إرادة الاستيلاء على الدول باسم الدين، وبحجة تطبيق الشريعة! والشريعة مطبقة وليست بحاجة لتطبيق. لكن إدخال الدين في الصراع على السلطة خلق نوبات من الجنون، وأخرج السكينة من الدين، ولن تعود السكينة إليه وإلى المجتمع إلا بخروج الدين من بطن الدول، فالدول لإدارة الشأن العام وليست لتطبيق الدين أو الشريعة.

والركن الأول للإصلاح التمييز بين الدين والسياسة، فلكل مجاله أو وظيفته. وبينهما بالطبع بعض التشابك المقبول، أما في العقود الأخيرة فهناك اشتباك قاس بين الدين والدولة، لأن الإسلاميين يريدون الاستيلاء على السلطة، وكانت بعض الدول تطمح للاستيلاء على الدين، وهذا لا ينفع أيضاً.

ونصل للأمر الآخر: أمر استعادة السكينة في الدين. ولا شك أن الخروج من طموحات السلطة يعيد الهدوء إلى روح الدين، لكن السكينة تُستعادُ بالفعل عندما يقتنع المسلم بأنه لا خوف من العالم، كما أنه ليس من حقه إخافة العالم، فالركن الإصلاحي الأول: المصالحة بين الدين والدولة. والركن الإصلاحي الثاني المصالحة مع الآخر المختلف، والمصالحة مع العالم. وبالعمل على هذين الأمرين تُستعاد السكينة في الدين والمجتمعات.

 

الدول المشاغبة وحلم الإمبراطورية.. قطر مثالاً

رقية الزميع/العربية/04 حزيران/17

تتبّع السلوك السياسي لبعض الدول المتنمرة يجعل الباحث في حيرة من أمره، إلى ماذا ترمي تلك الدول من خلال سياساتها المتخبطة. هل هو تنمر سياسي؟ أم أنه الحلم باستنساخ مد النفوذ لحدود الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس؟

قطر مثلاً: منذ الانقلاب الأبيض في العام 1995 تبنت منهجاً سياسياً يقوم على تقويض الوحدة الإقليمية وتحقيق انقسامات إقليمية لأجل "الاستفادة من برنامجها الطائفي القبيح" المتوافق مع سياسات إيران الهادفة لزعزعة استقرار المنطقة ونشر الإرهاب. سياسات قطر التي دعمت التطرف وسعت على مدى أكثر من عشرين عاما لضخ عشرات الملايين من الدولارات عبر شبكات التمويل الغامضة للمتمردين السوريين المتشددين والسلفيين المتطرفين في المنطقة والعالم وهو منهج غير منسجم، إن صح التعبير، مع سياسيات دول الخليج التي عرفت بسياسات متقاربة المواقف والمتسمة بالاتزان واحترام سيادات الدول.

في المنطقة ابتلينا بنماذج سياسية تمارس البلطجة السياسية، ابتداءً من السلوك الإيراني بالأدوات المعتمدة على الدين والشحن الطائفي والضالع في إرهاب الدول، وإشعال نيران الطائفية، ودعم وإيواء المنظمات الإرهابية، وتوفير بيئة حاضنة لها كتنظيم القاعدة، وسجلها الحافل بالتعديات على المملكة ومحاولة زعزعة أمن المملكة واستقرارها، فضلا عن محاولتها اغتيال السفير عادل الجبير في واشنطن في العام 2011، مرورا بحكومة معمر القذافي في ليبيا التي استخدمت أموال النفط لدعم الإرهاب وتورط القذافي شخصيا في التخطيط لتنفيذ اعتداء ضد الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله – ولي العهد آنذاك، المحاولة التي تعدت فيها التنمر أو البلطجة إلى الجريمة السياسية المنظمة بمحاولة اغتيال رمز سياسي كبير لأحد أهم دول العالم.

سعيا لاستكمال نهج القذافي المعتمد على الانتماء الجغرافي لإفريقيا وحلم ملك ملوك إفريقيا "الذي استفاد من أن إفريقيا فيها أربعة وخمسون دولة مستقلة يغلب عليها الجهل وتأخر التنمية، وامتدادا لمساعي إيران التخريبية، تقوم قطر بمحاولات ممنهجة ومستمرة لزعزعة أمن المنطقة وإثارة الفوضى ودعم الإرهاب منذ انقلابها في العام 1995عبر دعم جماعات ومنظمات وشخصيات، ومنظري جماعات منشقين على حكوماتهم مثل القرضاوي وغيره، كما وأحلامها بزعزعة أمن واستقرار المملكة والتطاول عليها عبر أذرعتها الإعلامية أو السماح لشخصيات لديها أجندة خفية ضد المملكة ورموزها بالتطاول عليها.

دعم قطر للإرهاب والمنظمات الإرهابية لم يكن بالجديد وأينما وجد الإرهاب فستجد: أموال قطر وأيادي إيران ومغامرات ليببا القذافي سابقا لاعبين رئيسيين في التمويل أو بالتدريب أو الدعم لمنظمات أو لجماعات متأسلمة.

بحسب تقارير العديد من المنظمات الدولية والرسمية، منها التقرير الصادر عن مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات "FDD" ومن خلال تتبعها لسلوك قطر اتهمتها فيه بتقويض الأمن الدولي من خلال دعم وتمويل الإرهاب ومن خلال مسؤولين قطريين تعهدوا بتقديم الأموال والأسلحة لجبهة النصرة، أيضا غض الطرف عن ممولي الجماعات الإرهابية واستضافة متطرفين متهمين بارتكاب جرائم حرب في سوريا ومتعاونين مع تنظيم القاعدة، بالإضافة إلى منح بعضهم حصانات قضائية. كما حدد تقرير الخارجية الأميركية السنوي الصادر عام 2015 حول الإرهاب، بالاسم الجماعات التي يمولها قطريون مثل "القاعدة في جزيرة العرب" و"الشباب" الصومالية. لتلخيص محركات ودوافع السياسة القطرية وسلوكها السياسي المتشبه بإيران لا تعدو كونها محدثة نعمة تدار بعقلية شعبية انفعالية، بسيطة الأدوات والمحركات، كلاعب في السياسة العالمية مدفوعة برغبة براغماتية توسعية تهدف للسيطرة ومد نفوذها والتحكم في المنطقة، صورت نفسها إمبراطورية قطرية خيالية على غرار بريطانيا الدولة ذات المساحة الصغيرة التي كانت الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، والذي يبدو للمتأمل أن اللاعبين الأساسيين ليسوا فقط القطريين أنفسهم وإنما قطر وضعت نفسها "ملفى" للنفايات السياسية المنبوذة من الدول العربية سواء: فلسطينية أو خليجية أو عربية، افرادا كانوا او أحزاب، ويتم منح الضوء الأخضر لتلك النماذج غير المرغوبة في أوطانها، لتمارس التنظير السياسي وحياكة المؤامرات لشق الصف الخليجي، وزرع الفتن داخل دول الخليج وباقي الدول العربية سواء عبر استقطاب الدعاة مدمني الشهرة لتأليبهم ضد حكوماتهم ومن خلال شراء ذممهم الرخيصة لتنفيذ أجنداتها ومخططاتها الاستخبارية، والذي يتضح جليا منه بأن هناك استغلالا للسذاجة السياسية في قطر.

هل يعلم الساسة في قطر أن تلك النفايات السياسية لا تنظر لهذه الإمارة الصغيرة سوى فقاعة نفطية يجهدون في التسلق على أكتافها أي "تقليبها" بالتعبير المصري. إن ما قامت به مؤخرا من خلال صوتها الإعلامي السفيه قناة الجزيرة برسم كاريكاتير يسيء لمقام الملك سلمان، وما سبق ذلك من تعديات ممنهجة تحاول المساس بالمملكة لما يفوق العقدين من الزمن وما جاء مؤخرا على لسان أمير قطر ما يعد الشعرة التي قصمت ظهر البعير والمنعطف السياسي الذي لا يمكن السكوت بعده عن تاريخ طويل من ممارسات قطر ضد المملكة وباقي دول المنطقة. قطر الجار الخليجي الصغير الذي انتهج مسارا مخالفا لما عرف عن دول الخليج من سلوك سياسي متزن ورصانة دبلوماسية تهدف إلى وحدة الصف وجمع الكلمة والبعد عن الشبهات السياسية.مقارنة سلوك قطر بالسلوك الإيراني وقبله ليبيا القذافي يتضح بأن التنمر السياسي هو رغبة لبلوغ نفوذ بعيد وتحكم في المنطقة من خلال دعم كل المنظمات والشخصيات المارقة عن القانون وإحداث الفوضى ودعم أجندات دول أخرى من أجل مكاسب رخيصة، أم أنها – أي قطر- تعتقد بأن تغذية الفوضى سوف يمكنها من أن تكون الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس أم تظن بأنها سوف تتسيد الشرق الأوسط، أو -وهو المرجح- بأنها ستستمر في مسعاها لتكون الدولة الراعية للإرهاب في العالم وتفوز بالمركز الأول عن هذا النهج. تهانينا مقدماً. رد الفعل السعودي الذي استنفذ كل المحاولات للصبر بأنه لا يجب التسامح والتهاون أمام هذا النهج وحان الوقت لإعادة قطر إلى حجمها الطبيعي. في هذه الأيام المباركة يحتفل المسلمون بصيام شهر رمضان المبارك، نرى المشاعر المقدسة مهوى الأفئدة وقد امتلأت من المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها ينعمون بأداء شعائرهم بأمن ورعاية وقد سخرت المملكة كل طاقاتها وأجهزتها وجنودها لخدمتهم، بل والتفاني بخدمتهم، وأخيرا إن تشريف الله للمملكة وقادتها بسدانة الحرمين وخدمتها وخدمة ضيوفها يتواءم مع قيمها العربية والإسلامية والتي لم تحمل يوما أجندات تخريب وتفريق شمل المسلمين ووحدتهم أو استغلالهم لتأليبهم ضد حكوماتهم أو تدمير أراضيهم ومكتسباتهم مثل جيراننا الأعزاء.

 

إيران نحو حدود العراق السورية

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/04 حزيران/17

حكومة إيران لديها هدف واضح هو خلق واقع يناسبها على الأرض يفرض نفسه عند تقرير مصير سوريا، ويوسع دورها في العراق، لاحقاً. باتجاه هذا الهدف تقود الميليشيات العراقية، وغيرها التي أسستها، وأخرى لها نفوذ عليها في العراق، باتجاه سوريا، لتخوض معارك كبيرة للسيطرة على المعابر والممر البري إلى دمشق والمناطق الحيوية. هذا يعني أن الصراع سيطول لسنين أخرى، حيث ستدفع الدول الإقليمية إلى دعم جماعات مضادة، وسيعيد إنتاج «داعش» من جديد، وإفشال الحرب على الإرهاب. في إدارة مشروعه يستخدم نظام طهران ذرائع مختلفة لتبرير مشروعه، أبرزها محاربة التنظيمات الإرهابية، وأنه سيقوم بحراسة حدود العراق، في حين أنه يقوم برسم مناطق سيطرته والتحكم في معابر الحدود مع سوريا، ويحاول فرض وجوده على معظم الثلاثمائة كيلومتر، ثم العبور بالميليشيات العراقية إلى أراضي سوريا. وكان فيلق القدس الإيراني قد دخل سوريا لإنقاذ نظام الأسد من الانهيار في البداية تحت ذريعة حماية المزارات الدينية الشيعية. والآن يبني وجوده العسكري بحجة محاربة «داعش»، لكن في الحقيقة له مشروع طويل الأمد، وهو الهيمنة على العراق وسوريا ولبنان. الحضور العسكري الإيراني على الأرض سيتمدد في حالة التوتر، وزيادة التطرف الطائفي في البلدين، وبالتأكيد إفشال مشروع التحالف بالقضاء على «داعش» الإرهابي، لأن التنظيم بوجود ممارسات الحشد الشعبي الطائفية سيجعل المناطق السنية تؤسس جماعات مضادة. الاتجاه نحو الحدود يطرح جملة أسئلة حول جدية الحملة الدولية لمحاربة «داعش»، وسيفتح جبهات معارك مع المسلحين الأكراد الذين يمر الحشد بمناطقهم، ويجعل عبور تنظيم مسلح عراقي إلى دولة أخرى هي سوريا محل مساءلة قانونية، كما يحدث للقوات التركية في العراق. إيران تحاول فرض أمر واقع على القوى الدولية، بما في ذلك حليفتها روسيا، بعد أن اشتمت رائحة تبدل جزئي في موقفها. وقد نسب للجانب الروسي قوله إنه مضطر إلى التعامل في المرحلة الحالية مع إيران وميليشياتها الأجنبية، لأنها موجودة على الأرض، وهذا ما تحاول طهران التأكيد عليه بنقل آلاف من المقاتلين العراقيين وغيرهم إلى شمال العراق والعبور إلى سوريا. إيران بتحركاتها ستمزق العراق، وتزيد سوريا تمزيقا، وترفع من مخاطر الإرهاب المستفيد من الفوضى وصراع المحاور المتعددة. ولا يعقل أن تسعى الأطراف المعنية بالبحث عن حل سياسي في آستانة أو جنيف وتترك القيادات العسكرية الإيرانية تقوم بتخريب الوضع وإفشال الجهود الدولية. وهذا يتطلب تكثيف الضغط على إيران، ووضعها أمام ضرورة إخراج المقاتلين الأجانب جميعا.

 

نادية مراد عادت إلى سنجار … و سليماني يرسم الخريطة

حازم الأمين/الحياة/04 حزيران/17

عادت نادية مراد إلى منزلها في قرية كوجو في قضاء سنجار في شمال العراق، بعد طرد «داعش» من القرية. الشــابة الإيزيدية الناجية من السبي بعد قتل كل أفراد عائلتها، قالت إن أفراداً من عشائر عربية تقيم في جوار قريتها هم من أقدموا على قتل عائلتها. كررت أسماء العشائر في تصريحاتها، وطلبت الانتقام لعائلتها. في هذا الوقت كان الجنرال قاسم سليماني يزور الحدود العراقية- السورية بعد أن تقدم الحشد الشعبي الذي يقوده، إلى الجهة العراقية من منطقة البوكمال. التقط الجنرال صوراً لنفسه هناك، وغردت وكالة أنباء إيرانية بهذه المناسبة عبارة: «الحدود الإيرانية مع سورية تقترب من أن تصير حقيقة».

قد لا تربط الواقعتان علاقة مباشرة، لكن المرء عليه أن يستعيد في ظلهما حقيقة الخراب الكبير الذي أصاب كل شيء في مشرقنا، والذي لم يعد ممكناً العودة إلى ما قبله. فقد اهتزت علاقة السكان على نحو جذري بمناطق سكناهم. نادية مراد ما إن وصلت إلى منزلها حتى أصيبت بانهيار، وأشهرت، وهي سفيرة الأمم المتحدة، رغبتها في الانتقام. أما سليماني فقد وصل إلى البوكمال عابراً مساحات هائلة من الديموغرافيا المعدلة مذهبياً. وعبر في ظل تغيير جوهري في فكرة الحدود التي تفصل بين الكيانات والدول، وأيضاً في ظل قيادته المعلنة والموثقة، هو الجنرال الإيراني لأكثر الفصائل العراقية تأثيراً، أي الحشد الشعبي.

لم يعد ممكناً القياس على المعطيات «الوطنية» لتحديد بوصلة الأحداث. الخراب الكبير أصاب الخريطة من داخل هذه الكيانات ومن خارجها. في الداخل نادية مراد تطلب الانتقام، وفي الخارج قاسم سليماني يعيد محو الحدود ويرسم طموحاته الامبراطورية. لا عراق هنا ولا سورية، وإذا كان من عراق، فهو الشابة الإيزيدية التي لم يعد يربطها بمنزلها سوى واقعة سبيها فيه وقتل عائلتها في محيطه. أما القتلة، فقد حان اليوم دور سبي عائلاتهم، ضمن دوامة الانتقام التي لن تنتهي قريباً.

والحال أن الكيانات الناجية، نسبياً، في إقليمنا لن تطول بها النجاة. فالكارثة تقترب ولم يعد ممكناً تفادي تبعاتها. لبنان يقاتل في سورية، والأردن يعيش على شفير خريطة متبدلة في بادية الشام. الكيانان «المفتعلان» بحسب الخطاب الوحدوي السقيم، أبديا تماسكاً يفوق ما أبدته الكيانات الأبدية على ضفتي البعث، لكنهما ينوءان اليوم بفعل اندراج جماعة لبنانية بالحرب السورية، وبفعل خريطة الطموحات الامبراطورية الإيرانية في بادية الشام على الحدود مع الأردن.

الخرائط الافتراضية انبعثت مجدداً. المكاتب والأدراج مليئة بالتوقعات حيال احتمالات ضم المناطق والصحاري والمدن المدمرة إلى كيانات جديدة، وسلخها عن كيانات كانت ضُمت إليها في بدايات القرن المنصرم. لا شيء نهائياً سوى أن العودة إلى الخريطة الأولى لم يعد ممكناً. فالخطوات التي أنجزت لمنع العودة هائلة. والخطاب المبتذل عن التمسك بالحدود صار واهياً ومكشوفاً، فعن أي حدود يتكلمون في ظل الجسر الهائل الذي عبدته طهران لربط حدودها مع سورية. ثم ماذا عن نازحين لم تعد تربطهم بمدنهم وقراهم وباديتهم سوى صور المرارات التي أشعلها تدفق «داعش» عليها وقبضه على أرواحهم.

مشاهد مخيمات النازحين في جوار المدن والمناطق المنكوبة تؤشر إلى أن لا شيء سيعود إلى ما كان عليه! النازحون بصدد البدء من الصفر. والصفر هنا صفر تاريخ وصفر ذاكرة وصفر علاقات كانت قد صيغت على مدى قرون. الطفل يولد هنا في المخيم، في هذا المكان غير النهائي، وذاكرة أهله عن مدينتهم لا تعني شيئاً، فهم غادروها إلى هذه الصحراء التي لا تقول لوليدهم شيئاً. المخيمات ليست مناطق سكن موقت، كما أنها لا تصلح لأن تكون مستقبلاً.

التشوش هائل، ولا يمكن الركون لأي توقع. فالقوى المؤثرة والفاعلة أعجز عن تثبيت طموح. اهتزاز الديموغرافيا البشرية صار أقوى ممن أحدثوه. «داعش» لا يملك زمام نفسه وها هو يندحر من المدن إلى الصحراء، فيما يُدرك قاسم سليماني أن دونالد ترامب صار الشريك الأكبر في مستقبل الإقليم، ومنطقة البوكمال التي زارها الجنرال أخيراً هي مساحة المواجهة المحتملة.سورية لم تعد سورية التي تتبادر خريطتها إلى ذهنك حين تُلفظ العبارة. لم تعد جغرافيا وبشراً يعيشون على هذه الجغرافيا. صارت فكرة وتحالفاً وحرباً. أما العراق فقد استبدل صداماً واحداً كان يحكمه بصدامات كثر لا يحكمونه. للشيعة نوري المالكي وللسنة أبو بكر البغدادي، فيما الأكراد يبتعدون يوماً بعد يوم، ويفشلون في الانفصال عن هذا الجسم العليل.

الكيانات «المفتعلة» تنوء بدورها تحت وطأة انهيار الكيانات «الأبدية». إنهما لبنان والأردن اللذان لطالما استفزا في وحدويي الكيانات الأبدية رغبة في الضم، لم تنفجر حدودهما حتى الآن، إلا أن الخريطة لن تستثنيهما. فالطموحات «الوحدوية»، تمكنت من زرع بذور لها فيهما، وأخذت حزب الله إلى سورية، فيما الأردن قد يرى نجاته في التقدم إلى البادية. وإذا كانت الخريطة القديمة قد رسمت وفق طموحات «مستعمرين بيض» على ما تقول الميتولوجيا الوحدوية، فإن الخريطة الجديدة تُرسم على طاولة لقاء افتراضي بين دونالد ترامب وقاسم سليماني وأبو بكر البغدادي. لا مصالح مباشرة يتم البحث فيها على نحو ما فعل المستعمرون القدماء، واللقاءات تجري في أعقاب كل موت جديد، ويبحث فيها ما أنجزته المجزرة من احتمالات.  دير الزور سلخها المستعمر القديم عن عمقها العراقي وضمها لسورية، وطرابلس اللبنانية أهداها ذلك المستعمر للكيان اللبناني. جرى ذلك بموازاة مرارة شعر بها السكان، لكنها لا ترقى على الإطلاق لمرارة عشيرة الشعيطات في دير الزور التي أنزلت بها «داعش» مجزرة الألف قتيل، ولا توازي طبعاً حرقة نادية مراد.لن يستأنف الناس عيشهم وفق الخريطة الجدية. ثمة مدن شبه مدمرة وثمة تاريخ لم يعد له أثر. والأهم أن ثمة علاقات صارت مستحيلة. فقد اخترقت الجسور الامبراطورية الإيرانية الجماعات وأحالتها كتلاً سكانية غير منسجمة وفاقدة لهوياتها المحلية، فيما تولى «داعش» مهمة تدمير ما تبقى من تجارب عيش مشترك.

 

نصف قرن على 'الهزيمة'… مشرق عربي ولد من رحمها

خيرالله خيرالله/العرب/05 حزيران/17

خمسون عاما تمر على حرب يونيو 1967 التي تعرف أيضا في سوريا والأردن باسم نكسة حزيران وفي مصر باسم نكسة سبعة وستين وتسمى في إسرائيل بحرب الأيام الستة. دامت الحرب أقل من أسبوع لكن إرثها مازال واضحا بعد مرور نصف قرن. في ظرف ستة أيام فقط من القتال تغيرت خارطة منقطة الشرق الأوسط الجغرافية والسياسية والديموغرافية والهوياتية. أصبحت إسرائيل الجديدة أكبر بثلاثة أضعاف من إسرائيل القديمة. سيطرت إسرائيل على شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة ومرتفعات الجولان، والضفة الغربية والقدس بالكامل وتركت العالم العربي في حالة صدمة مستمرة إلى اليوم. بعد نصف قرن، مازال الوضع على حاله، إسرائيل تتقدم فيما العرب عاجزون عن مواجهة الواقع. يكتفون بتحميل إسرائيل مسؤولية خسارة الأرض والحرب التي لم تنته في الحقيقة يوم العاشر من يونيو 1967 بل مازالت متواصلة إلى اليوم، وتزداد تعقيدا. وكما يشير المؤرخ الإسرائيلي توم سيجيفن ويضيف صاحب كتاب 1967 – إسرائيل والحرب والسنة التي غيرت وجه الشرق الأوسط، فإن “حرب الأيام الستة لم تنته قط فعليا. استمر اليوم السابع منذ ذلك الحين على مدار الخمسين عاما. وهو يؤثر علينا… في كل يوم وفي كل دقيقة”. أصبحت إسرائيل الجديدة أكبر بثلاثة أضعاف من إسرائيل القديمة. سيطرت إسرائيل على شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة ومرتفعات الجولان، والضفة الغربية والقدس بالكامل وتركت العالم العربي في حالة صدمة مستمرة إلى اليوم.

بعد نصف قرن، مازال الوضع على حاله، إسرائيل تتقدم فيما العرب عاجزون عن مواجهة الواقع. يكتفون بتحميل إسرائيل مسؤولية خسارة الأرض والحرب التي لم تنته في الحقيقة يوم العاشر من يونيو 1967 بل مازالت متواصلة إلى اليوم، وتزداد تعقيدا.

وكما يشير المؤرخ الإسرائيلي توم سيجيفن ويضيف صاحب كتاب 1967 – إسرائيل والحرب والسنة التي غيرت وجه الشرق الأوسط، فإن “حرب الأيام الستة لم تنته قط فعليا. استمر اليوم السابع منذ ذلك الحين على مدار الخمسين عاما. وهو يؤثر علينا… في كل يوم وفي كل دقيقة”.

معظم ما تعانيه المنطقة العربية حاليا، خصوصا منطقة المشرق العربي، هو من ذيول هزيمة 1967 التي غيرت الخارطة التي ارتسمت في ضوء قيام دولة إسرائيل في العام 1948.

كانت الحاجة إلى مرور نصف قرن على “الهزيمة” كي تبدأ نتائجها في الظهور على الأرض. ما كان يفترض أن يحصل بعد “الهزيمة” تأخّر نصف قرن.

لم تكن هزيمة حرب الأيام الستة هزيمة عسكرية فحسب، بل كانت هزيمة للعقل العربي أيضا الذي لم يستطع تعلّم شيء يذكر من الذي حصل وقتذاك بعد تمكن إسرائيل، بين ليلة وضحاها، من احتلال سيناء وقطاع غزّة والضفة الغربية والقدس الشرقية وهضبة الجولان.

ما نشهده اليوم من تفتيت للكيان السوري وضمّ للجولان واستمرار لعملية وضع اليد الإسرائيلية على الضفّة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، يعطي فكرة عن العجز العربي عن مواجهة الواقع كما هو.

بكلام أوضح، هناك عجز، لا يزال قائما، عن التعاطي مع موازين القوى والاستعاضة عن ذلك بتصوّر للموازين هي أقرب إلى الوهم من أيّ شيء آخر.

كان الاعتقاد السائد لدى العرب أن الجيوش العربية ستهزم إسرائيل بمجرّد أن جمال عبدالناصر أعطى أوامره بإغلاق مضائق تيران وسحب القوات الدولية من سيناء. لم يحصل شيء من ذلك. حصل العكس تماما وذلك لسبب في غاية البساطة يتمثّل في رفض الجانب العربي الاعتراف بالموازين العسكرية القائمة وبالنتائج المترتبة على الهزيمة. في الحروب أو في السياسة، أن يعرف زعماء الدول والسياسيون كيف التعاطي مع الخسارة أهمّ بكثير من كيفية التعاطي مع الانتصار.

وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه ديان يقف عند حائط البراق (المبكى) خلال حرب 1967 التي قال عنها إنها حققت الأهداف الأمنية والسياسية لإسرائيل التي تمكنت في الفترة ما بين الخامس من يونيو وحتى العاشر منه من اجتياح واحتلال صحراء سيناء المصرية والضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة وهضبة الجولان السورية. ومع أن إسرائيل انسحبت من صحراء سيناء، إلا أنها قامت بضم كل من القدس الشرقية وهضبة الجولان إليها في خطوة لم تحظ باعتراف دولي. فلا تزال إسرائيل تحتل الضفة الغربية بينما قامت بانسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة الذي تفرض عليه حصارا بريا وبحريا وجويا منذ عام 2006.

لم يكن هناك سوى الملك حسين الذي عرف كيف يتعاطى مع الخسارة وعمل على الفور من أجل لملمة الأوضاع في الأردن والمحافظة على ما بقي منه بعدما أصبحت المملكة عرضة لهجمات من جهات مختلفة على رأسها المنظمات المسلّحة الفلسطينية التي كانت تسعى إلى قيام وطن بديل تحت شعارات من نوع “كل السلطة للشعب” أو “طريق القدس يمرّ في عمان!”. إذا كانت مصر استطاعت في مرحلة لاحقة التصالح مع الواقع بعدما قام أنور السادات بزيارته للقدس في تشرين الثاني ـ نوفمبر 1977، محطما كل التابوهات التي سادت في المنطقة منذ ما قبل قيام دولة إسرائيل، فإن معظم العرب الآخرين فضلوا السير في ركاب الوهم. لم يستطع العرب مجاراة مصر بعد التهديدات التي وجّهت لهم عن النظامين البعثيين في سوريا والعراق. تصالح النظامان فجأة من أجل الوقوف في وجه مصر ونقل جامعة الدول العربية من القاهرة وفرض إملاءات على العرب الآخرين، على رأسهم المملكة العربية السعودية. كان العرب الآخرون في حال من التردد، عموما، تجاه الموقف الواجب اتخاذه من خطوة أنور السادات والنتائج التي ستليها.

استعادت مصر أراضيها وفضّل الأردن من أجل المحافظة على سلامته، وقبل الخطوة التي أقدم عليها أنور السادات، التخلي عن الضفّة الغربية. اعترف بقرار قمّة الرباط للعام 1974 الذي يكرّس منظمة التحرير الفلسطينية “الممثّل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني”. أقدم في صيف العام 1988 على خطوة فكّ الارتباط مع الضفّة الغربية لتأكيد أنّه لم يعد معنيا مباشرة بالمفاوضات من أجل استعادة تلك الأرض التي سعت منظمة التحرير إلى وضعها تحت سيادتها.

بعد قرار قمّة الرباط الذي اتخذ بضغط من قوى عدّة، على رأسها الجزائر في عهد هواري بومدين، فقد الجانب العربي حجة قانونية أساسية استغلتها إسرائيل لتجعل من الضفّة الغربية “أرضا متنازعا عليها”. في النهاية، كانت الضفّة الغربية والقدس الشرقية تحت السيادة الأردنية عندما وقعت الحرب في العام 1967. كان الأردن الجانب الوحيد المؤهل لاستعادة الأرض كلّ الأرض في مرحلة لاحقة على غرار ما فعلت مصر وذلك استنادا إلى القرار 242 الصادر عن مجلس الأمن والذي يتعاطى مع دول وليس مع منظمات… أمّا النظام السوري الذي خسر الجولان، فوجد في ذلك أفضل حجة لممارسة سياسته المفضلة القائمة على اللاحرب واللاسلام، وهي أيضا السياسة المفضلة لدى إسرائيل. الصدفة خير من ميعاد أحيانا. سمحت تلك الصدفة بقيام حلف غير معلن بين النظام السوري وإسرائيل ذهب ضحيته لبنان الذي لا يزال يعاني، إلى اليوم، من النتائج المترتبة على “الهزيمة”، علما أنّه امتلك ما يكفي من الحكمة والتعقّل للبقاء خارج حرب 1967.

بعد نصف قرن على “الهزيمة”، هناك دولتان عربيتان وقعتا معاهدتي سلام مع إسرائيل، هما مصر والأردن وهناك دولة عربية أرادت الهرب من الواقع ومن المعنى الحقيقي للهزيمة. تدفع سوريا غاليا ثمن ممارسات لنظام اعتبر الجولان ورقة تصلح لابتزاز العرب الآخرين بالتفاهم مع إسرائيل. كان هناك دائما اتفاق سوري ـ إسرائيلي، ما لبث أن تحول إلى اتفاق سوري ـ إسرائيلي ـ إيراني، كي يبقى جنوب لبنان جرحا نازفا. فوّت النظام السوري كلّ الفرص من أجل استعادة الجولان وفوّت على الفلسطينيين كل المناسبات التي كان يمكن أن يحققوا فيها حلم التوصل إلى تسوية معقولة إلى حدّ ما وذلك قبل توقيع اتفاق أوسلو وبعده.

الواقع الذي لا مفرّ من الاعتراف به مؤلم، خصوصا في ظلّ تداعيات الزلزال العراقي الذي حصل في العام 2003، حين سقط العراق في يد إيران كنتيجة مباشرة للحرب الأميركية على البلد. كان سقوط العراق كارثة في حجم “النكبة” و”الهزيمة”، بل أكبر منهما.

هذا عائد إلى أن دائرة الخلل في التوازن الإقليمي زادت إلى حد كبير على كلّ صعيد وكرّست إيران لاعبا في المشرق العربي وفي العراق وسوريا ولبنان تحديدا. في الخامس من حزيران ـ يونيو 2017، هناك مشرق عربي جديد ولد من رحم “الهزيمة”. هناك احتلال إسرائيلي دائم للجولان ولقسم من الضفة الغربية، بما في ذلك القدس، وذلك بفعل المستوطنات. وهناك كيان سوري يتفكّك وهناك قضية فلسطينية في مهبّ الريح. لم يعمل الوقت لمصلحة العرب. جعل الوقت أولئك الذين راهنوا عليه يقيمون خارج التاريخ وخارج الجغرافيا، كما حال النظام السوري حاليا.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الحريري: نحن ضد سلاح حزب الله وضد ذهابه إلى سوريا ولم نساوم على المحكمة الدولية والتسويات التي قمنا بها لمصلحة البلد

الأحد 04 حزيران 2017 /وطنية - أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أنه ما زال "ضد سلاح حزب الله وضد ذهابه إلى سوريا"، وأنه "لم يساوم على المحكمة الدولية"، محذرا من "التشكيك باعتدال تيار المستقبل"، موجها كلامه إلى "من يحاول أن يقول إننا تيار نقيم تسويات يمينا ويسارا"، بالقول: "إننا تيار يقوم بتسويات من أجل البلد، للوطن للبنانيين، وليس لمصلحة سعد الحريري". وقال: "نحن لم نساوم على المحكمة الدولية، ولا أي موقف في ما يخص ذهاب حزب الله إلى سوريا، نحن ضده، وهم يعرفون أننا ضده. نحن لم نساوم على سلاح حزب الله، هم يعرفون أننا ضده، ولكن اتفقنا على ألا ندخلكم جميعا ومعكم البلد بمشكل اقتصادي وسياسي". جاء ذلك في كلمة ألقاها الحريري خلال مأدبة إفطار أقامتها منسقية تيار "المستقبل غروب اليوم، في مطعم الأمراء في بلدة سير الضنية، في حضور نائبي المنطقة الدكتور أحمد فتفت والدكتور قاسم عبد العزيز ورجال دين وشخصيات وحشد من المدعوين.

واستهل الحريري كلمته، بالتعليق على الهجمات الإرهابية التي ضربت لندن ليل أمس، فقال: "بالتأكيد، سمعتم جميعا بما حصل بالأمس في بريطانيا، وأنا أود أن أدين باسمكم جميعا الاعتداء الإرهابي المجرم، الذي وقع في بريطانيا. أدينه لأن هناك دائما محاولات لوضع الإسلام على أنه دين إرهاب. ففي أعين الغرب اليوم، حين يرون مثل هذه الأعمال تقع، فإن هذه هي الصورة، التي تحاول داعش وكل التنظيمات المتطرفة تظهيرها عن الإسلام، فيما الإسلام ليس على هذه الصورة. كلنا يعرف أن الإسلام بريء من أي عمل إجرامي، لأن الإسلام هو إسلام شهادتي لا إله إلا الله محمد رسول الله وليس القتل".

أضاف "مرة جديدة، رمضان يجمعنا على الخير والرحمة والمحبة الدائمة بإذن الله. ومرة جديدة، أنا فخور أن أزور هذه المنطقة العزيزة على قلبي، وأن أكون بين أهلي الطيبين، أهل الضنية. فشكرا لكم على هذا الإفطار".

وتابع "منذ سنة، كان لنا لقاء رمضاني، وكان الحديث كله عن الحرمان المزمن الذي يعانيه الشمال إجمالا، وتعانيه هذه المنطقة بشكل خاص. وكان رأيي، وما زال، أن هذه المنطقة شبعت وعودا، وتحتاج لرؤية أعمال تنجز خاصة في البنى التحتية والخدمات الأساسية. وكان من أول قراراتي في رئاسة الحكومة تشكيل لجنة فنية لتنسيق الخدمات بالمناطق، تضم ممثلين عن كل الوزارات والإدارات العامة المعنية بالمناطق وبحاجاتها والمشاريع فيها. وكنت حريصا على أن أحضر شخصيا اجتماع اللجنة، الذي كان مخصصا لمحافظة الشمال، والجزء المتعلق منه بمنطقتكم".

ولفت إلى أن "الأولويات صارت معروفة، والعمل جار لإيجاد التمويل وإطلاق المشاريع الجديدة. لكن والحمد لله، هناك حاليا مجموعة مشاريع قيد التنفيذ أو أنجزت تفيد الضنية وترسي الأسس للتنمية فيها وإيجاد فرص العمل خصوصا للشباب.

- طريق الضنية - الهرمل جار تنفيذه في المرحلة الثانية، التي تشمل جسرا ليس له مثيل في الشرق الأوسط، بين سد بريصا وسير الضنية، وهو سيكون أعلى جسر في لبنان بارتفاع 240 مترا. وأهمية هذه الطريق أنها جزء من الطريق الذي يربط مرفأ طرابلس بالهرمل وصولا إلى الداخل السوري، إضافة إلى أنه يربط قرى الضنية ببعضها.

- وحاليا يجري تأهيل سير - طرابلس، وهو مشروع تقرر في حكومتنا الأولى سنة 2010، لكن تأخر تنفيذه حتى اليوم، لأنه لم يتأمن التمويل اللازم له إلا هذه السنة!.

- المياه في هذه المنطقة أولوية، وجار حاليا تلزيم مشروع بقيمة 5 مليون يورو قدمت هبة من الدولة الإيطالية، لتحسين وصلات المياه للمنازل بقرى الجرد وقرى الساحل، من نبع السكر ونبع الزحلان. ونسعى إلى تأمين 10 مليون دولار لحماية أرض سد بريصا، الذي هو سد حيوي لتأمين المياه لكل المنطقة.

- الضنية منطقة زراعية، وأنا أعرف أن مزارعي التفاح بشكل خاص عانوا من كساد الموسم بسبب صعوبات التصدير. وقد تم تقديم دفعة أولى من التعويضات لهم، وأعلم أيضا أن المبالغ التي وصلت ما زالت غير كافية، ونعمل لتأمين دفعة ثانية بأسرع وقت بإذن الله.

- وفي مجال الصحة، الحمد لله أن المستشفى الحكومي يقوم بعمل ممتاز لخدمة أهلنا في الضنية، وأعلم أن له ديونا كثيرة في ذمة الدولة، وهذه قضية من بين أولويات المعالجة، ليتمكن من تقديم الخدمات الصحية، بعدما بقيت الضنية لوقت طويل محرومة من المستشفى.

- وبجهود نواب المنطقة، الدكتور أحمد، والدكتور قاسم، اللذين أحييهما، اتخذ قرار بفتح مكتب للضمان الاجتماعي بالضنية، يسهل كثيرا حياة المواطنين ومعاملاتهم ويخفف عنهم مشقة الانتقال.

- أخيرا أعلم أن هناك مناطق في الضنية تعاني من ضعف التغذية بالخلوي، وقد تحدثت إلى وزير الاتصالات جمال الجراح، الذي طلب من الشركات تركيب الأعمدة اللازمة، وإن شاء الله خلال شهرين تكون الضنية كلها مغطاة بالخلوي".

وقال: "لأن التنمية ليست فقط مسؤولية القطاع العام، أود أن أوجه تحية خاصة لمشروع يقوم به القطاع الخاص في الضنية، سيكون له برأيي أثر إيجابي كبير على النمو الاقتصادي وفرص العمل بالمنطقة، وهو مشروع التلفريك والقرية السياحية وإقامة محطة تزلج ستكون الأعلى بلبنان في جبال الأربعين"، معتبرا أن "هذا المشروع حلم للضنية منذ سبعينات القرن الماضي، وهذا مشروع كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري من أكبر المشجعين له، ونحن بإذن الله مستمرون بتشجيعه إلى أن يصير حقيقة واقعة".

أضاف "منذ يومين قلت إننا دائما أمام خيارين: إما أن نبقى ننظر إلى الخلف ونتأسف على غياب الإنماء المتوازن في السنين الماضية، وإما أن نقرر أن ننظر إلى الأمام ونعمل للتنمية وفرص العمل والتحضير للمرحلة المقبلة. والمرحلة المقبلة هي مرحلة إعادة الإعمار في سوريا، التي سيكون للشمال كله ومنطقتكم من ضمنه، دور أساسي فيها، وسيلعب دور الرافعة للنهوض الاقتصادي في كل لبنان. وأنتم يا أهلي وأحبائي في الضنية، بقيتم دائما متمسكين بمشروع الدولة، بالاستقرار، بالاعتدال وبالعيش المشترك، وواجبات الدولة اتجاهكم صارت واضحة، وقد بدأنا بهذه الورشة، وإن شاء الله نبقى دائما معا، نعمل يدا واحدة، لكرامة الضنية وأهلها، ولكرامة لبنان واستقراره ونجاحه ونجاح كل اللبنانيين".

وتابع "أشكركم مجددا على وقوفكم الدائم مع هذه المسيرة التي استشهد قائدها رفيق الحريري. رفيق الحريري لم يستشهد لأنه لم يكن يريد العيش المشترك. لم يستشهد لأنه كان متطرفا أو لأنه كان يعمل من أجل طائفة واحدة في لبنان. استشهد لأنه كان معتدلا، كان مؤمنا بالعيش المشترك. وحتى اللحظة الأخيرة، حين كان العمل جاريا لإنجاز قانون انتخاب، يومها قال رفيق الحريري اختاروا القانون، الذي تريدون، وأنا سأترشح في الدائرة الأصعب. واليوم أنا قلت الأمر نفسه، وإن شاء الله قانون الانتخاب ينجز ونترشح في الدائرة الأصعب، ولنر".

وحذر "لا يشككن أحد بتيار المستقبل. تيار المستقبل معروف باعتداله، بتطرفه لاعتداله. أنا إنسان متطرف للاعتدال، وإياكم أن تعتقدوا أن الاعتدال ضعف، بل هو قوة، وإلا لما قتلوا رفيق الحريري. من يحاول أن يقول إننا تيار نقيم تسويات يمينا ويسارا، فإننا تيار يقوم بتسويات من أجل البلد، للوطن للبنانيين وليس لمصلحة سعد الحريري، وهذا ما كان يقوم به رفيق الحريري".

وأكد "نحن لم نساوم على المحكمة الدولية، ولا أي موقف في ما يخص ذهاب حزب الله إلى سوريا، نحن ضده، وهم يعرفون أننا ضده. نحن لم نساوم على سلاح حزب الله، هم يعرفون أننا ضده، ولكن اتفقنا على ألا ندخلكم جميعا ومعكم البلد بمشكل اقتصادي وسياسي"، مشيرا إلى انه "هذا هو الفرق، فمن يحب وطنه يعمل على هذا الأساس ولا يطلق خطابات للجمهور. ما يهمني هو الوطن والبلد، وما يهمني هم الشباب والشابات. ما يهمني هو أن يقوم البلد كما كان يريده رفيق الحريري، ومن أعجبه ذلك جيد ومن لم يعجبه...يبلط البحر. رمضان كريم، وكل عام وأنتم بخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

جولة

وكان الحريري قد قام في جولة عصر اليوم، زار خلالها النائب قاسم عبد العزيز، الدكتور هيثم الصمد وعبد العزيز الصمد، وقوبل بالترحاب من قبل المواطنين الذين احتشدوا لاستقباله.

 

غطاس الخوري زار جعجع موفدا من الحريري: أكدنا صلة التحالف العميق بين القوات والمستقبل التي نتمنى استمرارها في الانتخابات المقبلة

الأحد 04 حزيران 2017 /وطنية - استقبل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في معراب، وزير الثقافة غطاس الخوري موفدا من رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، في حضور وزير الإعلام ملحم الرياشي، وتم التباحث على مدى ساعة ونصف الساعة بآخر التطورات السياسية خصوصا تفاصيل قانون الانتخاب. بعد اللقاء، قال الخوري: "تشرفت بزيارة رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، في حضور الزميل العزيز وزير الإعلام ملحم الرياشي، وكانت لنا جولة أفق حول آخر التطورات السياسية، خصوصا تفاصيل قانون الانتخاب الذي نتمنى جميعا أن يبصر النور في القريب العاجل، وخصوصا في جلسة مجلس الوزراء الأربعاء المقبل". أضاف: "هناك بعض التفاصيل التي تتم مناقشتها في كل الأوساط السياسية. ونحن أكدنا مع الدكتور جعجع توافقنا حول هذا القانون، وأكدنا أيضا صلة التحالف العميق القائم بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل، التي نتمنى ان تستمر في الانتخابات المقبلة". وختم مشيرا الى أن "ثمة أمورا أخرى تم التباحث بها، وسننقل هذه الأمور السياسية الى الرئيس سعد الحريري وسيتبعها لقاءات أخرى ان شاء الله".

 

جنبلاط وارسلان في وضع حجر الاساس لمؤسسة الشيخ حلاوي في الباروك: ليعلم القاصي والداني بأن السلم الاهلي في الجبل خط احمر

الأحد 04 حزيران 2017 / وطنية - رعى رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديموقراطي اللبناني وزير المهجرين طلال ارسلان، احتفال وضع حجر الاساس لمركز مؤسسة المرحوم الشيخ ابو حسن عارف حلاوي الخيرية الجديد في الباروك، بمشاركة القائم باعمال سفارة فرسان مالطا في لبنان فرنسوا ابي صعب ممثلا السفارة، والنواب: اكرم شهيب، علاء ترو، ايلي عون، وائل ابو فاعور، ممثلين عن الوزيرين علي قانصو منفذ عام الشوف في الحزب السوري القومي الاجتماعي كمال الطويل ومروان حمادة نجله كريم، الوزير السابق ناجي البستاني والنائب السابق فيصل الصايغ.

كما شارك رئيس الاركان في الجيش اللواء حاتم ملاك، قائد الشرطة القضائية العميد ناجي المصري، قائد سرية الدرك في بيت الدين العقيد حنا اللحام، مفوض الحكومة لدى مجلس الانماء والاعمار الدكتور وليد صافي، رئيس الصندوق المركزي للمهجرين العميد نقولا الهبر، المدير العام لوزارة المهجرين احمد محمود، رئيسة اللجنة الاجتماعية في المجلس المذهبي وعضو اللجنة الوطنية لشؤون المرأة في لبنان السيدة غادة جنبلاط، السيدة حياة ارسلان، مفوض الشؤون الداخلية في الحزب التقدمي الاشتراكي هادي ابو الحسن، مدير الداخلية للحزب الديموقراطي اللبناني لواء جابر وعدد من قياديي الحزبين وقضاة المذهب الدرزي واعضاء المجلس المذهبي، وفد علمائي من اقليم الخروب، آباء وكهنة وفاعليات. النشيد الوطني، والوقوف دقيقة صمت على روح المؤسس الشيخ بهجت حلاوي استهلالا، فتقديم من الفنان جهاد الاطرش، وكلمة رئيس المؤسسة الشيخ حسان حلاوي، الذي قال: "لم يكن للمشروع ان ينطلق لولا دعم الزعيمين الكبيرين وليد جنبلاط وطلال ارسلان، واللفتة الكريمة من منظمة فرسان مالطا التي نأمل بالبروتوكول بيننا انجاز الكثير من الاعمال الخيرة للبنانيين". آملا من "الاستاذ تيمور جنبلاط امل المستقبل وعنوان الشباب الواعد وحامل المسؤوليات والاعباء الثقيلة، ان تبقى المؤسسة تحت نظره، حيث المشروع الاجتماعي والانساني العام اليوم سيبقى هدفها الاوحد خدمة بني الانسان في شتى المجالات الممكنة".

نخلة

ثم تحدث رئيس بلدية الباروك - الفريديس ايلي نخلة، فنوه بالمشروع "الانساني والخيري الذي سيقام الى جانب القصر البلدي في الباروك، ورعاية الزعيمين وليد جنبلاط وطلال ارسلان، ومن قبلهما المعلم كمال جنبلاط والامير مجيد ارسلان رسالة لكل الساسة في لبنان، علهم يستخلصون منها العبر لانقاذ لبنان والحفاظ على مؤسساته". منوها ب "المرجع الروحي المتواضع المرحوم الشيخ ابو حسن عارف حلاوي رمز البركة والتقوى، ومؤسس المؤسسة بهجت حلاوي، حيث نهدي هذا المشروع الخيري لمن يستحق".

ارسلان

وبعد كلمة من وحي المناسبة للشيخ عماد حلاوي، اتفق جنبلاط وارسلان على كلمة واحدة القاها الوزير ارسلان متسائلا: "لماذا ينزعج البعض عندما اقول اخي وليد بك جنبلاط؟! فمن مبدأ الاحترام والاخلاق بالتعاطي بيننا، فإنك اخي وستبقى اخي وليد بك جنبلاط. قد نختلف بالسياسة صحيح، لكننا لن نصبح اعداء ابدا، ومن يراهن على ذلك "ليخيط بغير هالمسلة". ونحن في الجبل نعطي الأولوية لوحدتنا الداخلية كقاعدة إلزامية ليس للحفاظ فقط على بعضنا البعض، واتمنى على الجميع ان ينظر إلى هذا الأمر، هذا الجبل هو قلب لبنان شاء البعض أم أبى، وعندما اقول الجبل اعني الجبل بكافة تنوعه الطائفي والمذهبي والاجتماعي والثقافي، هذا الجبل هو قاعدة الزامية للحفاظ على وحدة لبنان. ونحن متفقون مع أخي وليد بك جنبلاط للحفاظ على هذه الوحدة وصونها، الحفاظ على هذه الوحدة وصونها ليس في الإلغاء وثقافة الإلغاء والتحريض السياسي والدخول في زواريب الفتن بالقرى والبلدات، بل بالتنوع والحق في الاختلاف، انما الشرط عدم المس بامن الجبل والسلم الأهلي في الجبل وعدم وضع السياسة مدخلا للفتنة في القرى والبلدات والشوارع والأزقة والعائلات". وتابع: "البعض يقول، لماذا وليد بك يعطي الامير طلال الكثير، ولماذا الامير طلال يعطي وليد بك الكثير؟! نقول لهم: اللي ما عندو كبير يستشير كبير، وهذا الجبل لن يقوم لا بالفتن ولا بالانقسامات التقليدية المهترئة، الانقسامات لا تولد في هذا الجبل الا الفتن وصغائر الأمور، واذا ما اختلفنا بالآراء والتحالفات حيال قضايا محلية او اقليمية، فالحكمة تقول بعدم جر اي نزاعات الى قرانا وبلداتنا، وتحليل دم الناس والاقتتال بين بعضهم البعض، فهذه لم تعد سياسة بل تصبح قلة اخلاق، ومن هنا فليعلم القاصي والداني بأن السلم الاهلي في الجبل خط احمر، لن نقبل ولن نساوم ولن نتساهل في هكذا امر، مؤكدين على ذلك من هذا الموقع بالذات حيث مرقد ومزار الشيخ الجليل ابو حسن عارف حلاوي رحمه الله، هذه آمانة في أعناقنا من غير المسموح التفريط بها، هكذا أوصانا شيخنا الجليل، وإن الأمين عن الآمانةِ يُسألُ".

وختاما وضع صاحبا الرعاية ورئيس المؤسسة حجر الاساس الجديد للمؤسسة.

 

الراعي في احد العنصرة: نرجو أن يقر المجلس النيابي في دورته الاستثنائية قانونا جديدا للانتخاب

الأحد 04 حزيران 2017 / وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس أحد العنصرة في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه لفيف من المطارنة والكهنة، بمشاركة ممثلين عن مختلف الطوائف المسيحية، في حضور قائمقام كسروان - الفتوح جوزف منصور، رئيس المؤسسة المارونية للانتشار نعمت افرام، أسرة "تيلي لوميار" وحشد من المؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس ومباركة الماء، ألقى الراعي عظة بعنوان: "وامتلأوا كلهم من الروح القدس" (أعمال 2: 4)، قال فيها: يروي كتاب أعمال الرسل أن "في اليوم الخمسين، بعد قيامة الرب يسوع من بين الأموات، وجماعة الكنيسة الناشئة مجتمعين في البيت، حدث فجأة دوي كريح عاصفة، ملأت البيت، وظهرت ألسنة كأنها من نار، فانقسمت ووقف على كل واحد منهم لسان. فامتلأوا كلهم من الروح القدس. وأخذوا يتكلمون بلغات ولغات غير لغتهم، على قدر ما منحهم الروح القدس أن ينطقوا" (أعمال 2: 1-4).

إنها العنصرة عيد معمودية الكنيسة الناشئة، على ما قال الرب يسوع لرسله قبيل صعوده إلى السماء (راجع أعمال 1: 5). فالروح الذي سيحل عليهم، يهبهم القوة ليكونوا شهودا له حتى أقاصي الأرض (راجع أعمال 1:8)".

أضاف: "هذا العيد اختارته محطة تيلي لوميار ليكون عيدها التأسيسي، والتزامها بلغة الروح: المحبة والحقيقة. فيسعدنا أن نحتفل معكم بهذه الليتورجيا الإلهية، إحياء لعيد حلول الروح القدس في اليوم الخمسين، وللعيد السابع والعشرين لتأسيس تيلي لوميار، والرابع عشر لتأسيس فضائيتها نورسات، ولذكرى إطلاق مجموعة فضائياتها. وقد قاد الروح القدس هاتين المحطتين ومجموعة الفضائيات، فتمكنت من الشهادة للمسيح، بنقل كلمته وتعليم الكنيسة ورسالتها إلى القارات الخمس. فكان الروح يحيي بذار الكلمة في قلوب المشاهدين، مثلما يلقي الزارع زرعه في الأرض (راجع متى 13: 3)".

وتابع: "إننا نقيم هذا الاحتفال المقدس بدعوة كريمة من مجلس الإدارة الذي نحييه برئيسه وكل أعضائه، والجمعية العمومية بسائر أعضائها، وجميع الذين يسخون من مالهم الخاص للتمويل وكل المحسنين. وإننا نقدم هذه الذبيحة الإلهية على نيتهم كي يعوض الله عليهم، ويكافئهم بفيض روحه القدوس بمواهبه السبع، وبنعم الخير والنجاح عليهم وعلى عائلاتهم. ونذكر بصلاتنا كل العاملين والموظفين والمشاركين في إعداد مختلف البرامج. كما نذكر المحسنين الذين سبقونا إلى بيت الآب. ونرفعها ذبيحة شكر لله على حفظ محطتي تيلي لوميار ونورسات والفضائيات الأحد عشر بعنايته القدوسة، وعلى الخير الروحي الذي ينعم به المشاهدون. ونلتمس أنوار الروح القدس على هذه المسيرة الرسالية، من أجل الإستمرارية في نشر الكلمة الإنجيلية بالسبل الملائمة للظروف الراهنة والتحديات والمتغيرات".

أضاف: "إني إذ أرحب بكم جميعا: أسرة تيلي لوميار - نورسات، والوفد الآتي من رعية السيدة في التبانه - طرابلس. ونحيي بنوع خاص أشقاء وشقيقات المرحوم الخورأسقف بولس نصرالله، الذي تعاونت معه كنائب عام في أبرشية جبيل العزيزة طيلة إحدى وعشرين سنة، وبأولاد المرحومة أمل الحواط صقر وأنسبائها. إننا نذكرهما بصلاتنا راجين لهما الراحة الأبدية في السماء، ولعائلتيهما العزاء الإلهي".

وقال: "وامتلأوا من الروح القدس" (أعمال 2: 4). "لقد ظهرت عناصر ثلاثة رافقت هذا الامتلاء، كعلامات خارجية لعمل الروح في داخل المؤمنين. وهي الريح العاصفة، والألسنة من نار، والنطق بلغات.

الريح العاصفة التي دوت في البيت هي علامة قوة الروح القدس التي تنعش وتحيي وتبدل. الألسنة من نار التي استقرت على رؤوسهم تدل على المواهب التي يوزعها الروح القدس، وفقا لقدرة كل شخص ولحاجات الجماعة، وعلى مواهبه السبع: الحكمة الفهم والعلم لإنارة العقل والإيمان، والمشورة والقوة لتثبيت الإرادة والرجاء، والتقوى ومخافة الله لإذكاء المحبة في القلوب. أما النطق باللغاتفيعني أن الروح يضع على ألسنتنا النطق بلغة المحبة والحقيقة. وهي لغة يفهمها جميع الشعوب. فالروح القدس هو "روح الحق" الذي يهدي إلى الحقيقة كلها (يو 16: 13). وهو محبة الله المسكوبة في قلوبنا".

أضاف: "من ثمار حلول الروح القدس، الفرح في القلب، وهو فرح لا ينتزعه حزن، ولا مصاعب الدهر، لأنه ينبثق من الرجاء ومن محبة الله. فالرب يسوع يسمي الروح القدس "بالمعزي" و"المؤيد"؛ باليونانية "برقليط"، لأنه يقف إلى جانب المؤمن: في الشدة يقويه، في التجربة ينصره، في الضياع يهديه. فعل الروح القدس هذا فينا يدعونا لقبوله والشهادة له بأعمالنا ومبادراتنا التي تولد الفرح في القلوب.

إننا في مناسبة العيد، نعيش بوادر فرح هي من ثمار الروح، أعني اتفاق الكتل السياسية والنيابية على قانون جديد للانتخابات. نرجو أن يقره المجلس النيابي في دورته الاستثنائية. وإننا نصلي كي يتم الروح القدس هذا الفرح، فتنتقل السلطة السياسية، بفضل هذا التوازن الجديد، إلى معالجة الشؤون الاقتصادية والمعيشية والإنمائية العالقة، وإلى معالجة تداعيات وجود المليوني نسمة من النازحين واللاجئين، فإلى استكمال الوحدة الوطنية اللازمة لإعطاء لبنان المناعة اللازمة بوجه الاهتزازات الكيانية في المنطقة".

وتابع: "لكن الرب يسوع يشترط، لقبول الروح القدس، أن "نحبه حافظين وصاياه". لا لأنه بحاجة إلى محبتنا، بل لأننا نحن بحاجة لأن نحبه، ونسير في طريق وصاياه، لكي ننال الخلاص. فالوصايا طريقنا إلى الله وإلى خلاصنا الأبدي.

أما وصية المحبة للمسيح فتظهر في محبتنا بعضنا لبعض، كما ينبهنا يوحنا الرسول: "إن قال أحد: أنا أحب الله، وهو يكره أخاه، فهو كاذب. لأن الذي لا يحب أخاه وهو يراه، لا يقدر أن يحب الله وهو لا يراه" (1 يو 4: 2).

أضاف: "لا تكن محبتنا بالكلام أو باللسان بل بالعمل والحق" (1 يو 3: 18).

وختم الراعي: "يكشف لنا الرب يسوع في إنجيل اليوم مفاعيل الروح القدس عندما يحل على المؤمنين: إنه يجعلهم أبناء وبنات لله، فلن يكونوا يتامى (الآية 18)؛ ويحييهم بالحياة الجديدة، حياة المسيح القائم من الموت (الآية 19)؛ ويدخلهم في شركة الإتحاد بالله الواحد والثالوث، والوحدة في ما بينهم: "أنا في أبي، وأنتم في، وأنا فيكم" (الآية 20). وإننا، إذ نسجد للآب والإبن والروح القدس، نرفع نشيد المجد والتسبيح لمحبة الآب التي تظللنا، ولنعمة الإبن التي تخلصنا، ولشركة وحلول الروح القدس الذي يحيينا ويوحدنا، الآن وإلى الأبد، آمين".