المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 30 تموز/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.july30.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

الرب أعطا والرب أخذ فيكن اسمه مباركاً

رُوحُ الرَّبِّ علَيَّ، ولِهذَا مَسَحَني لأُبَشِّرَ المَسَاكِين

في وَقْتِ الرِّضَى ٱسْتَجَبْتُكَ، وفي يَوْمِ الخَلاصِ أَعَنْتُكَ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/(مُرفق فيديو مقابلة زهرا) مقابلات النائب انطوان

مقابلات النائب انطوان زهرا: "لا يصلح العطار ما أفسده الدهر"/الياس بجاني

مسرحية حرب جرود عرسال وموضة تقدير تضحيات حزب الله الذمية.. وجنبلاط يلتحق بالقافلة ولو متأخراً/الياس بجاني

قال أحدهم اليوم في تعليق سياسي له..”من لديه البدائل فليتفضل/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 29/7/2017

يتّسع الفارق يوما بعد يوم بين "المارونيّة" وبين "بعض الموارنة/الشدياق يوسف رامي فاضل

الاب مارون ابو جودة رئيسا عاما للرهبانية الانطونية

الزغبي: التسرع في التهليل لأعمال غير شرعية يضرب هيبة الدولة

نديم قطيش: تحية سيادية للمعارضة الشيعية

الدكتور بيضون لاذاعة الشرق : " معركة جرود عرسال لها صوت داخل ايران

البيك في تغريدة ملالوية

مقاومة/د.منى فياض/فايسبوك

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 29 تموز 2017

جعجع لـ «الحياة»: ليهدِ نصرالله سلاحه إلى الجيش اللبناني/وليد شقير/الحياة

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

أشرف ريفي.. الظاهرة اللافتة سياسياً وشعبياً

موقف "قواتـــي" متقدّم مـــن معركـــة جرود عرسال: "طرطوشة" ايجابية لمصلحة لبنان.. ولا وقت لكلام لا يُقدّم ولا يؤخّر

عشية عيده..الجيش اللبناني يستعــــــد لتحدّ جديد على الحدود الشرقية

تنفيذ "اتفاق الجرود" وشيك.. وجولة اعلامية لحــزب الله في المناطق "المحرّرة"

الخلاف يتجدد حول "السلاح" و"الثلاثية"..والرباعي المقاطع لقطر يجتمع في المنامة

هل اقتربت موسكو وواشنطن من ترتيب أول وقف نار ايراني – اسرائيلي؟! دور وحجم طهران العقدة الوحيدة المتبقية أمام تقسيم سوريا ثلاث ولايات

هآرتس: اضربوا حزب الله في سوريا/سامي خليفة/المدن

هل يكون 2018 عام انسحاب حزب الله من سوريا/منير الربيع/المدن

لماذا تُرك حصانُ السنيورة وحيداً/نسرين مرعب/جنوبية

عضو المكتب السياسي في تيار المردة شادي سعد : المعادلة الثلاثية أساس أي استراتيجية دفاعية ولا كلام عن تعاون أو تحالف سياسي مــع القوات

الأمم المتحدة تخفّض الميزانية الإدارية لـ "اليونيفل" وتعوّل على الدولة اللبنانية فـي تحمّل مسؤوليتها

علوش: لو حقق "حزب الله" انتصاراً ساحقاً فلماذا يفاوض؟

كبارة: مستعدون للانتخابات الفرعية والماكينات جاهزة ومعركــة جرود عرسال تخــاض من قبل إرهابَيْن"

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الإمارات تتهم قطر بتمويل جبهة النصرة واجتماع في المنامة لبحث مستجدات الأزمة القطرية

ترمب يعين جون كيلي كبيراً لموظفي البيت الأبيض بدلاً من بريباس المتهم بتسريب معلومات للصحافيين

إيران تتحدى العقوبات بعزمها مواصلة برنامجها الباليستي

مهاجر يقتل شخصاً بسكين ويصيب 6 في متجر بألمانيا دوافعه ليست معروفة بعد

6 دول آسيوية تبحث خطر الإرهاب في إندونيسيا

كوريا الشمالية تطلق صاروخًا «تحذيريًا» لأميركا

واشنطن لا تعارض التنسيق بين الأكراد ونظام الأسد/توقع تحرير الرقة خلال أسبوعين... ومظاهرات غوطة دمشق تحاصر «النصرة»

"معاريف": خيبة أمل إسرائيلية من اتفاق الجنوب السوري

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

قاموس الذمية قاموس الاستسلام/الدكتورة رندا ماروني

الجيش في جرود القاع ورأس بعلبك.. «الأمر لي»/علي الحسيني/المستقبل

جلجلة الشرعية اللبنانية/بول شاوول/المستقبل

وظيفة «حزب الله»/الياس حرفوش/الحياة

لبنان وأميركا… والحذر/خيرالله خيرالله/العرب

عن معنى الانتخابات في ظل العهد الجديد وانتصاراته/سامر فرنجيّة/الحياة

الحريري يحقق ثلاثة أهداف في واشنطن/جويس كرم/الحياة

نصر الله يفاوض الإرهاب أم يخضع لبيئته الشيعية/مازن شندب/السياسة

علينا الاستعداد قبل سقوط البترول/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

خلايا الكويت وأمن الخليج/محمد الرميحي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

المطران حنا رحمة في قداس أمام دير مار مارون: الجيش هو الضامن الوحيد لتحرير الأرض من ارهاب الدواعش في جرود القاع ورأس بعلبك

9 آلاف مسلح ومدني سجلوا أسماءهم للانسحاب من جرود عرسال وسينقلون على دفعتين إلى ادلب والرحيبة والقلمون

يزبك امام وفد من الوطني الحر: حرصنا على الوطن يدفعنا إلى مواجهة الإرهاب ونشكر كل من أسهم في دعم المقاومة

قاووق: انتصار حزب الله في عرسال ما كان ليتحقق لولا التعاون والتكامل مع الجيش اللبناني

الموسوي: من لم يوافق على معركة جرود عرسال عزل نفسه وخرج عن الإجماع الوطني

الأخبار: السفارة الأميركية لجعجع: لا تصوّروا حزب الله حامياً للبنان

باسيل: ليس مسموحا ولا يحق لأحد أن يربط عودة النازحين بحل سياسي في سوريا أو بتحقيق مناطق آمنة ومستقرة

 ما مصير الجماعات الارهابية في عين الحلوة بعد تحرير جرود عرسال؟ وأكثر من 120 عنصرا مستعد للالتحاق بـ"داعش" و"النصرة" في سوريا

اجتماع للبطاركة الكاثوليك في الديمان مطلع آب المقبل وتطورات المنطقة وملف مسيحيي الشرق أبـرز البنود

 

تفاصيل النشرة

الرب أعطا والرب أخذ فيكن اسمه مباركاً

أوقع الشيطان بين الأخوين سمير وموريس.. فكانت المصيبة دموية وكبيرة جداً..

سمير انتهى في السجن ..

وموريس انتقل إلى العالم الآخر...

نطلب الرحمة لنفس إبن الخال الغالي جان يوسف ابوعاصي الذي انتقل إلى العالم الآخر صباح اليوم في بلدة العبادية (قضاء بعبدا) على إثر واقعة مؤسفة.. بحزن ولوعة وإيمان نصلي خاشعين من أجل أن تكون سكناه الجنة إلى جانب البررة والقديسين

ولعائلته المفجوعة نطلب نعم الصبر والسلوان والقدرة على الغفران>

 

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

رُوحُ الرَّبِّ علَيَّ، ولِهذَا مَسَحَني لأُبَشِّرَ المَسَاكِين

إنجيل القدّيس لوقا04/من14حتى21/:"عَادَ يَسُوعُ بِقُوَّةِ الرُّوحِ إِلى الجَلِيل، وذَاعَ خَبَرُهُ في كُلِّ الجِوَار. وكانَ يُعَلِّمُ في مَجَامِعِهِم، والجَمِيعُ يُمَجِّدُونَهُ. وجَاءَ يَسُوعُ إِلى النَّاصِرَة، حَيْثُ نَشَأ، ودَخَلَ إِلى المَجْمَعِ كَعَادَتِهِ يَوْمَ السَّبْت، وقَامَ لِيَقْرَأ. وَدُفِعَ إِلَيهِ كِتَابُ النَّبِيِّ آشَعْيا. وفَتَحَ يَسُوعُ الكِتَاب، فَوَجَدَ المَوْضِعَ المَكْتُوبَ فِيه: «رُوحُ الرَّبِّ علَيَّ، ولِهذَا مَسَحَني لأُبَشِّرَ المَسَاكِين، وأَرْسَلَنِي لأُنَادِيَ بِإِطْلاقِ الأَسْرَى وعَوْدَةِ البَصَرِ إِلى العُمْيَان، وأُطْلِقَ المَقْهُورِينَ أَحرَارًا، وأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لَدَى الرَّبّ.» ثُمَّ طَوَى الكِتَاب، وأَعَادَهُ إِلى الخَادِم، وَجَلَس. وكَانَتْ عُيُونُ جَمِيعِ الَّذِينَ في المَجْمَعِ شَاخِصَةً إِلَيْه. فبَدَأَ يَقُولُ لَهُم: «أَليَوْمَ تَمَّتْ هذِهِ الكِتَابَةُ الَّتي تُلِيَتْ على مَسَامِعِكُم».

 

في وَقْتِ الرِّضَى ٱسْتَجَبْتُكَ، وفي يَوْمِ الخَلاصِ أَعَنْتُكَ

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس05,20-21.06,01-10/:"يا إخوَتِي، نَحْنُ سُفَرَاءُ ٱلمَسِيح، وكَأَنَّ ٱللهَ نَفْسَهُ يَدْعُوكُم بِوَاسِطَتِنَا. فَنَسْأَلُكُم بِٱسْمِ المَسِيح: تَصَالَحُوا مَعَ ٱلله! إِنَّ الَّذي مَا عَرَفَ الخَطِيئَة، جَعَلَهُ ٱللهُ خَطِيئَةً مِنْ أَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ فِيهِ بِرَّ ٱلله. وَبِمَا أَنَّنا مُعَاوِنُونَ لله، نُنَاشِدُكُم أَلاَّ يَكُونَ قَبُولُكُم لِنِعْمَةِ ٱللهِ بِغَيْرِ فَائِدَة؛ لأَنَّهُ يَقُول: «في وَقْتِ الرِّضَى ٱسْتَجَبْتُكَ، وفي يَوْمِ الخَلاصِ أَعَنْتُكَ». فَهَا هُوَ الآنَ وَقْتُ الرِّضَى، وهَا هُوَ الآنَ يَوْمُ ٱلخَلاص. فإِنَّنَا لا نَجْعَلُ لأَحَدٍ سَبَبَ زَلَّة، لِئَلاَّ يَلْحَقَ خِدْمَتَنَا أَيُّ لَوْم. بَلْ نُظْهِرُ أَنْفُسَنَا في كُلِّ شَيءٍ أَنَّنَا خُدَّامُ ٱلله، بِثَبَاتِنا العَظِيمِ في الضِّيقَاتِ والشَّدَائِدِ والمَشَقَّات، في الضَّرَبَات، والسُّجُون، والفِتَن، والتَّعَب، والسَّهَر، والصَّوْم، وبِالنَّزَاهَة، والمَعْرِفَة، والأَنَاة، واللُّطْف، والرُّوحِ القُدُس، والمَحَبَّةِ بِلا رِيَاء، في كَلِمَةِ الحَقّ، وقُوَّةِ ٱلله، بِسِلاحِ البِرِّ في اليَدَيْنِ اليُمْنَى واليُسْرَى، في المَجْدِ والهَوَان، بالصِّيتِ الرَّدِيءِ والصِّيتِ الحَسَن. نُحْسَبُ كَأَنَّنَا مُضِلُّونَ ونَحْنُ صَادِقُون! كأَنَّنَا مَجْهُولُونَ ونَحْنُ مَعْرُوفُون! كأَنَّنَا مَائِتُونَ وهَا نَحْنُ أَحْيَاء! كأَنَّنَا مُعَاقَبُونَ ونَحْنُ لا نَمُوت؛ كَأَنَّنَا مَحْزُونُونَ ونَحْنُ دَائِمًا فَرِحُون! كأَنَّنَا فُقَرَاءُ ونَحْنُ نُغْنِي الكَثِيرِين! كأَنَّنَا لا شَيءَ عِنْدَنَا، ونَحْنُ نَمْلِكُ كُلَّ شَيء!"

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/(مُرفق فيديو مقابلة زهرا) مقابلات النائب انطوان زهرا: لا يصلح العطار ما أفسده الدهر/مسرحية حرب جرود عرسال وموضة تقدير تضحيات حزب الله الذمية.. جنبلاط يلتحق بالقافلة ولو متأخراً

http://eliasbejjaninews.com/?p=57435

 

مقابلات النائب انطوان زهرا: "لا يصلح العطار ما أفسده الدهر"

الياس بجاني/29 تموز/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=57435

ما قام به النائب السيادي والمقاوم انطوان زهر (الذي على ما يبدو استدعى من الإحتياط) من خلال مقابلتين واحدة عبر "لبنان الحر" والثانية عبر ال "ام تي في" ورغم السقف العالي لكلامه والوضوح لم يتمكن من التغطية على مواقف د. جعجع الذمية لجهة تقديره لتضحيات حزب الله في حرب جرود عرسال المسرحية. غلطة الشاطر بألف و"زحطة"جعجع كبيرة وخطيرة لدرجة أنها لن تنسى أو تُمحى بسهولة..

اضغط هنا لمشاهدة مقابلة النائب انطوان زهرا من ال أم تي في/29 تموز/17

http://mtv.com.lb/Programs/Beirut_Al_Yawm/2017/videos/29_Jul_2017_-_%D8%A3%D9%86%D8%B7%D9%88%D8%A7%D9%86_%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A7

 

مسرحية حرب جرود عرسال وموضة تقدير تضحيات حزب الله الذمية.. وجنبلاط يلتحق بالقافلة ولو متأخراً

الياس بجاني/29 تموز/17

تتفاوت قدرات كل انسان على مواجهة الصعاب وتحمل الإضطهاد والعذاب..

فبعضنا  يستسلم بسرعة وحتى دون مقاومة وبعضنا الآخر يواجه ويرفض المذلة ويتحمل عواقب قراره.

من المحزن أن غالبية أصحاب شركات احزابنا التعتير في لبنان لا قدرة ولا نية ولا استعداد لهم على المواجهة وهم يستسلمون لكل مستبد وقوي كائن من كان ويؤلهونه إن كان هذا الأمر يفيدهم..ويخدم اجنداتهم الشخصية..

في هذا السياق الذموي تتسارع تبريكات بعض هؤلاء القيادات من أصحاب شركات الأحزاب في تقدير ما يسمونه تضحيات حزب الله في حرب جرود عرسال المسرحية..

سمير جعجع افتتح البزار على طريقته الباطنية وتبعته الرابطة المارونية واليوم استلحق نفسه البيك وليد جنبلاط وادلى بدلوه ولو متأخراً... والحبل ع الجرار .. وكاسك يا وطن

 

قال أحدهم اليوم في تعليق سياسي له..”من لديه البدائل فليتفضل

الياس بجاني/28 تموز/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=57400

إن حجج ومبررات المستسلم لسقطة وانحرافات وشرود استسلامه غالباً ما تندرج تحت عنوان..”لقد اخترنا ما هو الأفضل”..

وغالباً ما يكون هذا الأفضل في قاموسه هو الاستسلام على خلفيات اليأس وخور الرجاء وقلة الإيمان والخوف من تقديم التضحيات والغرق في أوحال التجارب.. ..وربما التغني الذمي بتضحيات الآخرين المناقضة لمفاهيم التضحية.!!

هذا الطرح .من لديه البدائل فليتفضل” هو ما أفاضت علينا به اليوم قريحة وفكر وقلم إعلامي معروف انتقل مؤخراً من قاطع إلى آخر..

ومنذ أن انتقل إلى ذاك القاطع وهو في جهد لا يستكين ومستمر غايته تبرير الخيارات اللامقاومة واللإستسلامية لشركة الحزب التي وظفته بهدف تشويه الحقيقة وتبرير ما لا يبرر واللعب على عواطف الناس وخوفهم ..

لهذا الإعلامي المفوه نقول:

عندما يغرق القائد في الخيارات الاستسلامية ويقال للمواطن اختار وإلا.. يكون القائد هذا كائن من كان (ومهما كان تاريخه مشرفاً وناصعاً) غير جدير للبقاء في موقع القيادة وعليه بالتالي ترك مكانه لمن هو جدير به وليس في حساباته خيار الاستسلام والمساكنة مع الشيطان.

إن الخيار الحر والمُشرّف يا أيها المقاوم “المتقاعد” هو دائماً رفض الواقع عندما يكون إذلالي واحتلالي وذلك دون حسابات للتضحيات.. كما هو الحال الإحتلالي الحالي المفروض على لبنان من قبل المحتل الإيراني..

تذكر أن المسيح اختار الصلب بعد المذلة والعذاب لأن بعد الصلب كانت القيامة..

إن المقاومة الحقيقية يا نافخ الصدر..

ترفض الخيارات المذلة كافة ولا تتعايش معها وتُكمل مسيرة المقاومة ولا تساكن لا المحتل ولا تتحالف مع المستسلمين له

يبقى أنه في زمن القحط والجفاف لا تُنبت الأرض غير الشوك والعليق..

وهذه الغلال للأسف هي ما تنبته أرضنا اليوم في زمن المحل والبؤس

إلا أن القحط وكذلك المحل إلى نهاية أكيدة والأرض ستعود إلى طرح الغلال الخيرة قريباً وقريباً جداً.

والسلام على من يفهم معاني المقاومة ويلتزم بقيمها والأسس.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 29/7/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

ترقب المحافل السياسية ثلاثة قضايا:

-الأولى: النتائج التي سيشرحها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري المتعلقة بزيارته الرسمية لواشنطن، والمحادثات المهمة التي أجراها لحماية لبنان من العقوبات ودعم الجيش والقوى الأمنية اللبنانية.

-الثانية: الصفقة التي ستنفذ لإنسحاب مسلحي "النصرة" وآلاف المدنيين السوريين من جرود عرسال، وإطلاق الأسرى الخمسة والجثامين الأربعة لشهداء "حزب الله" في ادلب.

-الثالثة: المعركة المرتقبة للجيش اللبناني في جرود رأس بعلبك لتستكمل عملية تحرير الحدود الشرقية اللبنانية.

وإلى كل هذا، هناك استعدادات نيابية لإستئناف جلسة درس وإقرار الموازنة العامة، ووزارية لإصدار دفعة من التعيينات الإدارية.

وفي جرود عرسال، كانت اليوم جولة للاعلاميين نظمها "حزب الله" تضمنت الإطلاع على المواقع التي كان يحتلها مسلحو "النصرة". وأعلنت قيادة عمليات "حزب الله" انها دحرت "جبهة النصرة" من كامل جرود فليطة، وحاصرتهم بمساحة تقدر بنحو خمسة كيلومترات مربعة شرق عرسال، بما يعادل نحو 5 بالمئة من اجمالي مساحة العمليات.

وخلال لقاء صحافي عقدته قيادة عمليات "حزب الله" في جرود القلمون وعرسال، مع وفد كبير من الشخصيات الاعلامية والعسكرية والسياسية، أوضحت أن "جبهة النصرة" كانت قد سيطرت على نحو 100 كيلومتر مربع من جرود فليطة في القلمون وجرود عرسال في لبنان.

وأشارت قيادة العمليات إلى ان وجود المدنيين في الملاهي والمخيم انتج محدودية في تغيير المناورات القتالية، ولذلك لم نستفد من مميزات الاسلحة وقدراتنا النارية، معلنة انها أقفلت غرف العمليات القتالية كافة ولم يتبق لهم سوى غرفة واحدة.

وأعلنت القيادة أنها فجرت أكثر من سيارة مفخخة، واكتشفت عدة مخارط لتصنيع العبوات الناسفة والصواريخ وتجهيز السيارات المفخخة، وقد احتوت المخارط على أطنان من المواد المتفجرة.

في هذا الوقت، بدأ عدد من العائلات التي نزحت من وادي حميد إلى عرسال، بالعودة إلى وادي حميد مجددا تمهيدا للانتقال عبر الباصات إلى الداخل السوري وتحديدا إدلب. وسيواكب الصليب الأحمر مغادرة قوافل اللاجئين إلى الحدود السورية، بناء على طلب الأمن العام اللبناني.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

من فوق الجبال نقل العالم اليوم عبر وسائل إعلامه، الصور الحية لهزيمة "النصرة" في جرود عرسال، كما نقل أدوات القتل التي كانت تعدها وتستخدمها.

وغدا القريب سيستقبل العالم أجمع صور دحر آخر الأرهابيين "الداعشين" وصورهم بسواعد الجيش اللبناني من آخر الجرود، لتنتهي قصة الوحوش الكاسرة على امتداد كامل الحدود.

استعدادات الجيش شارفت الانتهاء تجهيزا وإمدادات، استعدادا للحظة الإطباق، إلا إذا طرأ تطور ومستجدات ببروز ملامح اتصالات تخرج الارهابيين من الجرود الشمالية للبقاع وفق شروط الجيش، وفي مقدمها الكشف عن مصير عسكرييه المخطوفين.

معركة القاع ورأس بعلبك في حال أخذت منحى الحسم العسكري، لن تطلق صفارة انطلاقها قبل الأول من آب، عيد الجيش، الذي سيشارك فيه رئيس الجمهورية ميشال عون، حيث أعد احتفال تخرج مختصر للضباط الجدد.

بالتوازي، شارفت ترتيبات ترحيل مسلحي "النصرة" وعائلاتهم والعائلات السورية المقيمة في مخيمات عرسال وجرودها، الراغبين في العودة الى سوريا والتي تعدت أعدادهم الثلاثة آلاف، على الانتهاء. وقد أعلن الصليب الأحمر أنه سيتولى إدارة الأمور اللوجستية، ومواكبة القوافل المغادرة من جرود عرسال إلى الحدود السورية، وذلك بناء على طلب الأمن العام اللبناني.

إنها معركة آخر الجرود التي تحظى بأكبر إجماع وطني والتفاف شعبي حول الجيش والمقاومة. حيث سجلت مصادر متابعة في أكثر من سفارة غربية وعربية، وفق معطيات توافرت للـNBN، نسبة عالية من الطوائف كافة تأييدا لما تقوم به المقاومة منذ اندلاع الأحداث على سوريا في العام 2011، والتي شكلت على امتداد الأعوام السبعة الماضية عامل انقسام بين اللبنانيين.

ما يجري عند الحدود، يدل بحسب أوساط دبلوماسية، أن المنطقة قادمة على الانتهاء من ظاهرة الارهاب، بالقوى المحلية الرسمية وغير الرسمية في كل دولة، وهذا ما يحصل في العراق حيث أعلن رئيس الحكومة حيدر العبادي، مشاركة الحشدين الشعبي والعشائري في معركة تلعفر التي تنتظر صفارة الانطلاق، ما يعني: شيعة العراق وسنته في خندق واحد مع القوى الأمنية بوجه "داعش".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

ثبتت المقاومة قواعد الأمان فوق القمم، وأبعدت اظافر ارهاب "جبهة النصرة" عن جسم الوطن، فالموقف حسم في جرود عرسال والمقاومة أعلنت تحقيق عملياتها للهدف الأساس، دحرت الجبهة الارهابية، دمرت مقراتها، تم تفجير سياراتها المفخخة، والنتيجة حماية الحدود والداخل، ليكون المستفيد كل اللبنانيين وفي مقدمهم أهالي عرسال، كما أكد "حزب الله" على لسان مسؤوليه اليوم.

وعلى لسان المعنيين، فإن المخطط لانسحاب ما تبقى من "النصرة" من جرود عرسال ماض بخطوات ثابتة وفق المرسوم له. وفي صورة اللبنانيين معادلة اثبتتها تجارب الميدان بأن قوة لبنان هي في جيشه وشعبه ومقاومته، كما يحكي المتواتر من الأيام من التحرير في أيار إلى تموزي الانتصار عام 2006 ضد العدو الصهيوني وعام 2017 ضد العدو التكفيري، وضد كل عدو تقف المقاومة مع جمهورها المقتنع بأصالة خياراتها الوطنية المعروفة لدى اللبنانيين الذين خبروا مقاومتهم وآمنوا بها وازدادوا يقينا بعدما ابعدت سكين الارهاب عن رقابهم جميعا من دون استثناء.

في فلسطين، لم يستثن الفلسطينيون وسيلة لمواجهة عدو يفتك بالمنطقة ويهدد القدس وأقصاها، بل فلسطين بكل مقدساتها، بعنترياته التي فضحها تماسك المصلين على أبواب الحرم الشريف وأجبروا سلطات الاحتلال على الخضوع بعدما هز صمودهم مؤسسات نتانياهو الأمنية والسياسية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

بعد استسلام "النصرة" في جرود عرسال، العمل الجاري الآن هو تقني- تنظيمي- مخابراتي، ويركز على تنظيم عملية اخراج الارهابيين ومن يمت اليهم بصلة في الجرود وفي المخيمات من لبنان، إلى سوريا، في مقابل استرجاع "حزب الله" 7 أسرى وعدد من جثامين مقاتليه.

توازيا، الاستعدادات لمعركة إخراج ارهابيي "داعش" من جرود القاع ورأس بعلبك، جارية على قدم وساق، وتوقيت اطلاق الرصاصة الأولى هو في يد الجيش، ما لم يظهر "داعش" رغبة في التفاوض تجنبه المصير الدامي ل"النصرة".

الواقع السياسي ليس سهلا مثل الميداني، فانفراد "حزب الله" بقرار الحرب و"تشليحه" الدولة دورها لم يعد يصح، فبعدما انجز التحرير وضرب الارهاب عليه مثل حركات المقاومة التخلي عن السلاح وقد انتفت الحاجة اليه، هذا لن يتم عشوائيا، لكن ضمن استراتيجية دفاعية يتفق عليها اللبنانيون، وهذه الاشكالية سيصطدم بها مجلس الوزراء المقبل، وسيطرحها الوزراء المؤمنون بهذه المسلمة الكونية متسلحين بالمنطق وبلائحة التحذيرات التي تلقاها الرئيس الحريري في واشنطن.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

على خلاف مواجهات جرود عرسال التي حصلت في بقع جغرافية متداخلة ومتنازع على هويتها بين سوريا ولبنان، فالمشهد في رأس بعلبك والقاع مختلف. وبناء عليه، عزز الجيش تحصيناته ومواقعه في المنطقة، واستقدم تعزيزات في العتاد والعديد، في اطار تحضيراته للمعركة. من هنا، تؤكد كل المؤشرات أن عيد الجيش في الأول من آب سيختلف عن سابقاته هذا العام، ليترافق مع معركة تنظيف الجرود من عناصر "داعش".

وفيما "الساعة الصفر" للمواجهة المرتقبة في يد المؤسسة العسكرية، والتي ستحددها في ضوء المعطيات الميدانية والسياسية التي لديها، يبدو أن "اتفاق جرود عرسال" بات على بعد ساعات من التنفيذ العملي، إذ تشير المعلومات الى أن اولى قوافل المسلحين والمدنيين ستغادر عرسال متجهة الى إدلب في الساعات القليلة المقبلة.

وإذا كانت أصوات المعركة هي الطاغية هذه الأيام، فإنها لا تحجب حركة الملفات المرتقبة على طاولة مجلس الوزراء الذي سيعود للانعقاد الأسبوع المقبل بعد عودة رئيس الحكومة من زيارته الأميركية. وأولى التحديات تبقى عودةُ النازحين السوريين وضرورة اتخاذ القرار اللبناني الحاسم على هذا الصعيد، لا سيما أن المجتمع الدولي غير مبال، أو غير متحمس لخطوات عملية على هذا الصعيد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

مثلث الجرود، يحتل الإهتمام من جرود عرسال إلى جرود القاع فرأس بعلبك. الجرد الأول أنجز ميدانيا ودخل حيز الصفقة: مسلحو "النصرة" في المربع الأخير، ينتظرون إنجاز آلية الاتفاق ولوجستيته لينقلوا مع آلاف من المدنيين يريدون المغادرة. ولحماية التنفيذ لم تعلن الساعة الصفر لبدء العملية، وإن كانت كل المؤشرات تدل على أنها اقتربت، لكنها ليست الليلة ولا حتى فجرا.

وعلى الأرجح فإنها ستكون قبل الإنتقال إلى ميدانيات القاع ورأس بعلبك، حيث كل الاستعدادت جارية. الجيش اللبناني في أعلى درجات الجهوزية، لكن مسألة الساعة الصفر ليست للتداول، بل هي من الأسرار العسكرية المنطلقة من ظروف المعركة.

ملفات الأسبوع الطالع لا تقتصر على بنود الجرود، بل هناك حدث المؤسسة العسكرية، بحيث يتسلم مئتان وسبعة وعشرون تلميذ ضابط سيوفهم بعد تخرجهم، الثلاثاء المقبل.

أما الأربعاء، فالتحدي الكبير على طاولة مجلس الوزراء في جلسته العادية. الرئيس سعد الحريري الذي يكون قد عاد من واشنطن، يتوقع ان تثار في وجهه قضية الخطاب السياسي الذي استخدم في معرض عرض وجهة نظر واشنطن من دون أي استطراد من الجانب اللبناني. لكن الإتجاه العام هو إلى التهدئة لا إلى التصعيد، إذ إن ما قيل في واشنطن استدعته الظروف، فيما الاستحقاق الأكبر يتمثل في العقوبات الأميركية على لبنان. هذه العقوبات التي أقرها الكونغرس، سيحاول الجانب اللبناني التخفيف من وقعها من خلال حصر العقوبات بأشخاص لا بكيانات.

هكذا تعود ملفات الأسبوع المقبل إلى قواعدها العادية، لتتقدم مجددا الملفات الروتينية، وفي مقدمها ملف الإنتخابات النيابية الفرعية في طرابلس وكسروان، وملف مناقصة البواخر التي ستبت على طاولة مجلس الوزراء، أما ملف الموازنة فدونه عقبات، خصوصا أن الإعداد لموازنة عام 2018 سيبدأ الأسبوع المقبل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

بعد تمديدها بسبب ضغط الاجتماعات وكثرة طلبات المواعيد، اختتم رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري زيارته الرسمية إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعدما نجح في تثبيت استقرار لبنان واستمرار دعم الجيش وتخفيف وطأة العقوبات على الاقتصاد اللبناني.

في هذه الأثناء، ينتظر ان يبدأ خلال الساعات القليلة المقبل، تنفيذ الاتفاق ما بين "جبهة تحرير الشام" و"حزب الله"، لتبدأ عملية نقل المسلحين من جرود عرسال في باصات إلى ادلب مقابل عودة أسرى "حزب الله".

بالتوازي، يستعد الجيش اللبناني عشية عيده في الأول من آب، لعملية تحرير جرود رأس بعلبك والقاع من مسلحي تنظيم "داعش".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

يوم الهجرة إلى إدلب يضع الاتفاق أمام ترتيبات جديدة، فمن بضع مئات مسلحين مع عائلاتهم، إلى آلآف يتدفقون لتسجيل أسمائهم وشد الرحال إلى مدينتهم غير الآمنة. ووفق معلومات موثقة ل"الجديد" فإن نحو ثمانية آلآف نزحوا نحو نقطة التسجيل، وعزموا على الالتحاق بركب "النصرة"، وأن الأعداد مرشحة للتزايد في الأيام المقبلة. وهذا التكاثر سوف يستلزم مزيدا من الوقت والتنسيق، لاسيما مع دخول الأمم المتحدة طرفا على خطوط إنسانية، فضلا عن أن الخطوط العسكرية التي ستسلكها الباصات الخضر، تستوجب بدورها تنسيقا مع الحكومة السورية.

لكن الغطاء البشري المهاجر نحو أدلب، سيعطي أبو مالك التلي حصانة ومواكبة، وهو الذي أعلن التزامه بنود الاتفاق، لكنه أقدم على خرقه ضمن التصريح الواحد عبر تأكيده أنه خطف ثلاثة مقاتلين ل"حزب الله"، ليرتفع عدد أسرى الحزب إلى ثمانية، مهددا بأن "أي غدر أو هجوم على المنطقة سيدفع ثمنه هؤلاء الأسرى". على أن أبو مالك شيمته الغدر، وحذاقته لن تمر على المفاوضين اللبنانين و"حزب الله" الذي سيطالب بالأسرى الثلاثة قبل الخمسة، في الوقت الذي يحكم فيه عسكريا على الجرد ويحاصر التلي بين تلاله الساقطة عسكريا، فجغرافيا زعيم "النصرة" لن تسمح له بتغيير المعادلة، وجل ما يقدر عليه هو الاختباء خلف نساء مهاجرات في موكبه، لتأمين عبوره إلى مدينة تكفره ويطالب زعماؤها بإشهار بيعته ل"داعش" قبل وصوله الى ادلب.

 

يتّسع الفارق يوما بعد يوم بين "المارونيّة" وبين "بعض الموارنة

الشدياق يوسف رامي فاضل/29 تموز/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=57439

يتّسع الفارق يوما بعد يوم بين "المارونيّة" وبين "بعض الموارنة"، تماما كما يتسع الفارق بين يسوع الناصري وبين يسوع النصارى كما قال جبران!

المارونيّة هي حالة تسكننا وتتكلم فينا، وليست "شركة حلبيّة" نتكلّم زورًا باسمها!

المارونيّة هي مساحة حريّة ومساحة روحيّة نأوي إليها وتأوي إلينا، وليست مساحة الإستثمار في بورصة الكرامة!

المارونيّة هي الوادي وهي الجبل التي تُحتِّمُ عليك الوقوف، وليست قاعات الإجتماعات المنبسطة الذليلة!

المارونيّة هي الإلتقاء بين عاموديّة الجبل وأُفُقيّة الجلّ (أو الصار) لكيما تصبح الصليب الذي نُصلَبُ عليه لأجل الحقّ!

المارونيّة هي الفكر الذي يجمع الشرق بالغرب، وليست الحلف الأقلّوي الذي يفرّق أبناء البلد الواحد!

المارونيّة هي جَدّتي التي تغزل الشمس بيمينها والتي لا صفة لها! وهي جدّي الذي يزرع عرقه ودمه في باطن الأرض والذي لا لقب له!

المارونيّة ليست بربطةٍ ولا بأربطةٍ ولا برابطةٍ! بل هي التفلّت والإنفلات والفلتان نحو الحقيقة، وهي الشذوذ والشواذ عن كلّ قواعد البراغماتية والمساومة والتقيّة!

المارونيّة هي البقيّة الباقية في الموارنة وهي أيضًا في غير الموارنة، فلا جدران تحدّها ولا جمعية تسجنها في كتب القانون!

المارونيّة هي العاصية على كلّ أنواع الذلّ، وإن تسطّر بأقلامٍ مُزخرفة، وباليد الأرستقراطيّة التي تبيع نفسها لقاء بعض الحماية المزعومة!

المارونيّة هي رعاة الماعز الذين لا كُرُوش لهم! وليست حيتان المال الذين يبيعون اسمها في أسواق النخاسة!

المارونيّة هي الكافرة ببعض بنيها وهي المؤمنة بالحقّ من أيّ طائفة أتى!

وفي النهاية، نحن لسنا بموارنة بعد، بل نحن طلّاب مارونيّة وفي مسيرةٍ دائمة إليها!

 

الاب مارون ابو جودة رئيسا عاما للرهبانية الانطونية

ليبانون ديبايت/29 تموز/17/افاد مراسل "ليبانون ديبايت" انه تم انتخاب الاب "مارون ابو جودة" رئيسا عاما للرهبانية الانطونية، بعد حصوله على اعلى نسبة اصوات في الإنتخابات التي جرت اليوم في دير مار روكز- الدكوانة. وجاء ابو جودة خلفًا للأب "داود رعيدي"، الذي كان يرأس الرهبنة الأنطونية.

 

الزغبي: التسرع في التهليل لأعمال غير شرعية يضرب هيبة الدولة

الوكالة الوطنية للإعلام/29 تموز/17

دعا عضو قيادة "قوى 14 آذار" الياس الزغبي إلى "الالتفاف حول الجيش اللبناني، عشية عيده، والمهمات الوطنية الأساسية، التي يقوم بها، خصوصا في الدفاع عن السيادة على الحدود الشرقية".

وقال في تصريح: "إن الوحدة الوطنية الحقيقية، تتجلى حول المؤسسة الشرعية، وليس في إشراك أي ميلشيا، مهما أطلقت على نفسها من أوصاف في الدفاع عن السيادة".

أضاف: "لذلك فإن التسرع في التهليل للأعمال غير الشرعية، ولو كانت لها نتائج إيجابية، من شأنه أن يضرب هيبة الدولة وذراعها السيادية، ويزعزع وحدة اللبنانيين، ويؤسس لتأجيج الصراع الداخلي من جديد، على قاعدة الانقسام العمودي حول وظيفة سلاح حزب الله والمشروع الاقليمي الذي يتبناه".

*لا يمكن أن يكون إجماع وطني على ميليشيا مذهبية بل على جيش الوطن. فكفى متاجرة.

*وكلّ من تذمّم وهلّل لمليشيا مذهبية ستصفعه الوحدة حول الجيش ... ويندم!

 

نديم قطيش: تحية سيادية للمعارضة الشيعية

29 يوليو، 2017/كتب الإعلامي نديم قطيش عبر صفحته الخاصة فيسبوك تدوينة وجاء فيها: “امام استتباع جزء كبير من الخطاب السياسي والاعلامي في لبنان وتمييع المواجهة مع مشروع ميليشيا حزب الله، تحية سيادية للمعارضة الشيعية. القابضون على جمر الوطنية اللبنانية الصافية. الكيانيون المتروكون من الجميع، في الوطن وفي بلاد العرب. من بريستول حبيب صادق الى الأصوات الحرة التي رفضت اهزوجة عرسال بلا اي التباس او تبرير! يا اشرف الناس، يا اصدق الناس، مكاننا يضيق يضيق في هذه البلاد الممنوعة”.

 

معركة جرود عرسال لها صوت داخل ايران

الدكتور بيضون لاذاعة الشرق : " معركة جرود عرسال لها صوت داخل ايران ، وتخدم سياسة المتشددين في طهران ولحزب الله صوت عالي هناك ، واراد حزب الله ايصاله في توقيت لم ينجح فيه الايرانيون باخذ موقع على الحدود العرافية السورية، واخرجوا عمليا من جبهة الجنوب في توزيع اللعبة الروسية- الاميركية . هل المطلوب اخذ موقع في القلمون في اطار سوريا المفيدة ؟ هذا يعني زيادة مساحة 3 كلم مربع الى لبنان الكبير" ولبنان +" !

*الدكتور بيضون لاذاعة الشرق : " 55 الف شاب وشابة يغادرون لبنان سنويا للعمل في الخارج "

 

مواقف قيادات هذه الأحزاب أكبر من خطر أعداء لبنان عليه. ضيعان الأمل

ايلي الحاج/فايسبوك/29 تموز/17

بعد انقلاب الأحزاب التي أيدتها على نفسها ومواقفها رأساً على عقب وانتخابها مرشح "حزب الله" آنذاك ميشال عون رئيساً للجمهورية، صرت أرى خطر الانقلابات غير المفهومة في مواقف قيادات هذه الأحزاب أكبر من خطر أعداء لبنان عليه. ضيعان الأمل.

"العقل الماروني"، إن جاز التعبير، تخلخل أصلاً منذ صعود ظاهرة اسمها ميشال عون. ترميمه سيحتاج إلى عقود.

 

البيك في تغريدة ملالوية

فايسبوك/29 تموز/17

وجه رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط تحية لشهداء "حزب الله" الذين سقطوا اثناء معركة جرود عرسال ضد مسلحي "جبهة النصرة". كلام جنبلاط جاء في تغريدة عبر صفحته على موقع تويتر، قال فيها: "في انتظار ان يستكمل الجيش عملية جرود عرسال التحية لشهداء حزب الله الذين سقطوا اثناء المرحلة الاولى من المهمة".

 

مقاومة

د.منى فياض/فايسبوك/29 تموز/17

في الزمن الذي تجتاحنا فيه البلايا من كل جانب، لا نحتاج سوى لأن نتعلم المقاومة؛ وهذه تأخذ أشكالا عدة.. وأكثرها تأثيرا ليست بالضرورة التي تلجأ للعنف. اتقاسم معكم هذا اللقاء: التقيته عند خروجي من عرض فيلم "تدمر" عن السجناء اللبنانيين في السجون السورية، انه مصطفى شمس الدين من بيروت يجلس على الكرسي ويقول لنا: قبل ان اسجن لم اكن متدينا لكني قرأت القرآن وانا مسجون. السجن عذاب ماذا يمكن ان نفعل غير ذلك في السجن كي نستمر؟ ومما حكاه كيف تم تركيعه – كالعادة عند وقت التنفس - اي الخروج الى الباحة- خافضي الرأس مغمضي الاعين. طلب منه الحارس ان يفرد اصابع يديه العشرة متفرقين على حافة الباطون خلفه. لم يستدل لأنه معصوب العينين؛ دلّه العسكري اين ثم صار يلبط كل اصبع على حدة ببوطه العسكري الضخم ففزر له اصابعه وأدماها، تصوروا الالم! ومع ذلك لم يصرخ ولم يقل كلمة آه واحدة. عندما دخل الزنزانة وشاهد رفاقه ما حصل لأصابعه المدماة عرفوا مصدر صوت الخبيط المكتوم؛ وسألوه مدهوشين: ومع ذلك لم تصرخ ولم تقل اي كلمة؟ قال لهم هل تريدون ان افرحهم واعترف لهم اني تألمت؟؟ سجن 12,5، سنتان منها في اقبية الاجهزة و5 سنوات في تدمر والباقي في صيدنايا. هو الآن من دون اسنان ويبدو طاعناً في السن ، اسنانه سقطت من الركلات التي تلقاها، كان كلما سقوط احدها يحمله ويضعه في جيبه ويكمل. سبب سجنه رسالة اعطيت له اثناء سفره في الخارج ليسلمها لصهره دون ان يعرف ما فيها – حتى الآن لم يعرف.  صهره اعدم وهو سجن كل هذه المدة وخرج في اطار عفو عام في العام 1992 يعمل الان سائق تاكسي، مقاومته الداخلية ساعدته على العيش. كان يمكن ان يموت في السجن او يجن مع ذلك نحتاج لاكثر من الاستمرار في العيش.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 29 تموز 2017

السبت 29 تموز 2017

المستقبل

يقال

إنّ أكثر من مصدر في كتل نيابية مختلفة يؤكدون أنّ الانتخابات الفرعية في كسروان وطرابلس باتت مُستبعدة.

الأخبار

السفيرة والأموال السعودية

بعد تعيينها سفيرةً للبنان في الأمم المتحدة (نيويورك)، بدأت تنتشر معطيات عدّة تتعلّق بمستشارة رئيس الحكومة سعد الحريري للشؤون الأميركية آمال مدللي. فهي مقاول فرعي في مجموعة الضغط والعلاقات العامة الأميركية "بي جي آر"، التي يرأسها إد روجرز، وتُقدّم الخدمات لصالح الديوان الملكي السعودي، الذي يُسهم في تمويلها.

وفي ملف، حصلت "الأخبار" على نسخة منه، مُسجّل لدى وزارة العدل الأميركية وفقاً لقانون تسجيل الوكلاء الأجانب، تُصرّح شركة "بي جي آر" عن مدللي بأنها مُتفرغة للعمل لصالح مركز الدراسات والشؤون الاعلامية في الديوان الملكي، الذي يرأسه سعود القحطاني، وتتقاضى مبلغ 26 ألفاً و500 دولار أميركي شهرياً.

وسبق لمدللي أن أعدّت للقاء النائب فؤاد السنيورة، في 12 نيسان 2016، مع مساعد وزير الخزانة الأميركي لشؤون تمويل الارهاب دانيال غلاسر، الذي زار لبنان بعدها بالتزامن مع بروز ملف العقوبات على حزب الله، والمصارف اللبنانية. وكان الحريري قد أسّس شركة علاقات عامة اسمها "Millenium Group"، ومهمتها ترتيب لقاءات مسؤولي تيار المستقبل في واشنطن، قبل أن تُقفل، ويتم تأسيس شركة "Bridges International Group, LLC"، التي تولّت العام الماضي ترتيب لقاءات السنيورة والأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري في واشنطن. والجدير ذكره أن مدلّلي غيّرت اسمها على حساب تويتر وأضافت إليه لقب السفيرة، فور صدور قرار تعيينها في بيروت، وقبل أن يتم اعتمادها رسمياً.

دعوى ضد الترفيعات الدبلوماسية

علمت "الأخبار" أنّ عدداً من الدبلوماسيين ينوون تقديم دعوى قضائية بهدف الطعن بمرسوم الترفيع "لمخالفته الأنظمة والقوانين ولِعَيْبِ عدم المساواة والعدالة وإلحاقاً بالضرر بالدبلوماسيين". وهناك عددٌ من رؤساء البعثات إلى الخارج سيطلبون إعادتهم إلى الإدارة المركزية. في المقابل، تقول مصادر مُطّلعة على ملف التشكيلات الدبلوماسية، إنّ "كلّ من لم يلحظه ملف الترفيعات كان بسبب وجود تقارير بحقه في الإدارة، في ما خصّ علاقاته مع الجاليات في الخارج، أو مع الإدارة المركزية".

باسيل وضاهر

ينوي رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، ضمن جولته في زحلة والبقاع الأوسط الأحد المقبل، تلبية دعوة رجل الأعمال ميشال ضاهر للاحتفال باليوبيل الفضي لتأسيس معمل يملكه الأخير. واللافت أن باسيل خصّ ضاهر، المرشّح إلى الانتخابات النيابية المقبلة عن المقعد الكاثوليكي، بالمشاركة في احتفاله، وهو ما يوجّه رسالة سلبية إلى المرشحين العونيين المفترضين، كالوزير سليم جريصاتي والوزير السابق غابي ليّون، وإلى بعض حلفاء التيار وأصدقائه. وستشمل جولة وزير الخارجية مطارنة زحلة، وافتتاح مكتب للتيار الوطني الحر، ولقاءً مع حزبيي التيار وناشطيه، واجتماعاً برئيس اتحاد بلديات البقاع الأوسط محمد بسط وآخر مع بلديات شرقي زحلة في قوسايا، وتفقّد معمل لمعالجة مياه الصرف الصحي.

البناء

خفايا

عبّر سياسي مخضرم أمام بعض زواره أمس عن اشمئزازه من الوضع الذي آلت إليه الحياة السياسية في لبنان، مستغرباً كيف أنّ بعض السياسيين يسمحون لأنفسهم باتخاذ مواقف لا تمتّ إلى الوطنية بصلة، إذ كيف يمكن لأيّ شخص أن يعتبر نفسه وطنياً فيما هو يعلن معارضته للتخلّص من الإرهابيين سواء في جرود عرسال أو في غيرها...؟

كواليس

قالت مصادر أمنية متابعة لانسحاب عناصر جبهة النصرة من جرود عرسال إنّ القافلة التي ستغادر ستضمّ قرابة ألف وخمسمئة شخص يتمّ تسجيل أكثر من نصفهم كمدنيين، بينما تقدّر المصادر العدد بالألف من المسلحين وخمسمئة من المدنيين. وقالت المصادر إنّ النصرة تريد إظهار أقلّ عدد ممكن من مسلحيها ضمن الانسحاب لتبرير الهزيمة بمواجهة ما تقول إنهم الآلاف من مقاتلي المقاومة تفادياً لفضيحة الهزيمة إذا ظهر عدد متوازن من المقاتلين لدى الطرفين وسرعة انهيار النصرة رغم عديدها…

الجمهورية

سخر أحد الأقطاب من دراسة إنتخابية تم تداولها في إحدى دوائر جبل لبنان تتحدث عن أرقام تقريبية وجداول تضمّنت الأرقام المقدّرة للائحته والأصوات التفضيلية عندما تبيّن أنها استندت الى إحصاء إنتخابات 2009.

باشرت إحدى الماكينات الإنتخابية باستخدام نظام جديد لإحتساب الأصوات وفق القانون الجديد تضمّنت سلسلة جداول بينها جدول بأول حاصل إنتخابي على مستوى اللوائح وآخر على مستوى الصوت التفضيلي.

إختلفت الآراء حول تقييم زيارة مسؤول كبير الى دولة عظمى، حيث اعتبر البعض أنها كانت إيجابية بالنسبة الى الإقتصاد اللبناني فيما رأى البعض الآخر أنها أتت في توقيت خاطئ ولم تُحقِّق أهدافها

النهار

سأل مسؤول تربوي سابق " لماذا لا تعرض الدولة موازنة المدارس الرسمية وتكلفة كل تلميذ فيها قبل ان تدين المدارس الخاصة " ؟ ورجح ان كلفة التلميذ بلغت 8 آلاف دولار اميركي في الرسمي .

تنفي جهة اقتصادية نمو حركة فتح المؤسسات الجديدة اذ تبين الأرقام ان فتح محال ومؤسسات محاولة فاشلة لان معظمها يقفل بعد شهر او شهرين تحت عبء الخسائر والديون .

رفضت جهات تربوية التجاوب مع طلب نقابة أصحاب المكتبات التعميم على ادارات المدارس بالامتناع عن بيع الكتب والقرطاسية في داخلها ما يحرم المكتبات زبائنها ..

 

جعجع لـ «الحياة»: ليهدِ نصرالله سلاحه إلى الجيش اللبناني

وليد شقير/الحياة/30 تموز/17

قال رئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع أن الخلاص من جيب «النصرة» على الحدود بين لبنان وسورية، نتيجته إيجابية بالمطلق، لكن مشكلة لبنان الأساسية، هي تأخر قيام دولة فعلية»، معتبراً أنه «طالما «حزب الله» موجود بالشكل الذي هو فيه، من سابع المستحيلات أن تقوم دولة فعلية».

ورداً على سؤال لـ «الحياة» عن مطالبة الرسالة الكويتية الحكومة اللبنانية بأجوبة حول مطلب ردع تهديد «حزب الله» استقرار الكويت، قال جعجع: «في أول اجتماع للحكومة، سنطرح الموضوع ونناقشه مع بقية الوزراء لأنه يجب أن يحصل شيء على هذا الصعيد». وأوضح جعجع في حديث لـ «الحياة» أنه لا يعتبر الخلاص من «النصرة» في جرود عرسال «انتصاراً»، ورأى أن الهجوم على «النصرة» على الحدود اللبنانية- السورية، يأتي «في سياق الحرب التي يخوضها الحزب في سورية للدفاع عن نظام بشار الأسد... ونقطة ارتكازه، النفوذ الإيراني في سورية وما هو أبعد من سورية... وليس في سياق أولويات لبنانية». وأضاف: «إذا كان في سياق الأولويات اللبنانية، فأول خطوة هي حل كل التنظيمات المسلحة خارج الدولة وإعادة القرار الاستراتيجي إليها.» ولفت إلى أن قتال الحزب «بدأ قبل أن يكون هناك داعش أو النصرة في سورية. وكرر القول: «لا يوم قبلنا» بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة التي يطرحها الحزب، معتبراً أنها معادلة «تنتهي بجيش وشعب ومقاومات»... وعن الشعور بعجز الدولة أمام نفوذ الحزب وإيران أجاب: «لدينا شعور كقوات لبنانية بالمسؤولية وبأنه يجب أن نعمل لتصويب الأمور، من دون أن نكلف البلد والشعب اللبناني أثماناً باهظة ونحن لسنا من هواة مفاقمة الأزمات، وإلا كنا ربحنا شعبية أكبر بكثير، لكننا نتصرف بمسؤولية». وأشار جعجع إلى أنه «إذا أراد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن يهدي اللبنانيين «شغلة بتحرز»، فليهدِ سلاحه إلى الجيش اللبناني وينصرف للعمل السياسي»، تعليقاً على إهداء الأخير النصر في جرود عرسال إلى اللبنانيين. وفيما أكد أن الجيش اللبناني هو الذي سيتولّى عملية «داعش»، خصوصاً أن المناطق التي فيها «داعش» كلها لبنانية، ذكر أن «حزب الله» يعطي الدولة من «جيبها». وقال أن «النفوذ الإيراني في المنطقة كما هو، في نظر الإدارة الأميركية الجديدة غير مقبول». وتابع: «لا أعرف أحداً يعلم ما ستفعله» هذه الإدارة لمواجهة هذا النفوذ. وبالنسبة إلى إعادة النازحين السوريين عبر الطلب من الأمم المتحدة تولي الأمر، لفت جعجع إلى أن «الأوضاع في سورية ذاهبة أقلّه نحو هدنة طويلة بانتظار الحل السياسي. الأكيد صار هناك بعض المناطق الآمنة... والخطوة الأولى يمكن أن تبدأ بالنازحين السوريين الموالين للأسد ويبلغ عددهم على الأقل 150 - 200 ألف». واعتبر أن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم تمكنه المساعدة على إعادة هؤلاء و «عودة الموالين للأسد لا تتطلب ترتيبات».

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

أشرف ريفي.. الظاهرة اللافتة سياسياً وشعبياً

"الأنباء الكويتية" - 29 تموز 2017

أشرف ريفي «ظاهرة» لافتة في ميزاتها ومفارقاتها: الرجل العسكري يتفرغ للعمل السياسي. المسؤول الأمني يصبح شعبياً. «ابن الدولة» يصبح الأقدر على التعاطي مع قادة ورموز الأحياء والشوارع. ابن العائلة المغمورة غير المنتمي إلى «بيت سياسي» يطمح إلى زعامة يصنعها بيده ولا يرثها عن أحد.

اكتسب ريفي الخبرة والتجربة والشهرة والشعبية بحكم موقعه الأمني الرقم واحد سنيا كمدير عام لقوى الأمن الداخلي وقربه الشديد من عائلة الرئيس رفيق الحريري، وحمله لواء الدفاع عن قضية الرئيس الشهيد والمحكمة الدولية وتصدره مشهد ١٤ آذار في الجبهة الأمنية الخلفية والثبات على خطها ومبادئها رغم التغيرات الهائلة التي حدثت وأطاحت بها. بعد تقاعده في السلك العسكري ساد اعتقاد أن دوره انتهى هنا، ولكنه عاد من البوابة السياسية وزيرا للعدل في حكومة الرئيس تمام سلام. كان ريفي يطمح الى تولي وزارة الداخلية ولكن لم يكن له ما أراد بعدما انحاز الرئيس سعد الحريري للمشنوق أو أنه اضطر الى ذلك بسبب فيتو حزب الله على ريفي. وبعد استقالته من الحكومة بسبب تفاقم الخلاف مع الحريري بحيث لم يعودا على موجة سياسية واحدة، اعتقد كثيرون أن هذه الاستقالة هي نهاية ريفي السياسية وأن خروجه من الحكومة سيكون نهائيا وخروجا بلا عودة.

لم يأخذ أحد أشرف ريفي على محمل الجد ولم يعره انتباها واهتماما إلا بعد فوزه المدوي في انتخابات طرابلس البلدية، عندما نجح منفردا في أن يسقط لائحة مدعومة من كل القيادات والقوى السنية... كانت انتخابات طرابلس أول إنذار جدي يتلقاه الحريري بشأن التراجع الحاصل في وضعه السني والشعبي... وكان فوز ريفي في هذه الانتخابات أول مؤشر الى تغيير حاصل في الخارطة السياسية السنية، ونقطة الانطلاق في مسيرة سياسية يريدها ريفي مسيرة صاعدة بسرعة الصاروخ مع حرق المراحل واستعجال الأشياء قبل أوانها.

لم يخض ريفي غمار أو مغامرة السياسة بالطرق التقليدية المألوفة، ولم يتقدم الى منصة القيادة لاعتلائها إلا باعتماد سلاح الموقف السياسي الحاد، وتولى عمليا قيادة التيار المناوئ لحزب الله وللمحور السوري الإيراني، مستفيدا من انكفاء وتفكك ١٤ آذار وساعيا الى ملء فراغ القيادة السنية. ولكن ريفي لم ينجح في توسيع اختراقه الشعبي والسياسي. فمن جهة بالغ في تقدير قدراته وحجمه، ومن جهة ثانية ارتكب أخطاء سياسية في «التعبير» وفي التقدير عندما قال مرة إن «الحريري انتهى»، ليعود الحريري بعد أشهر الى رئاسة الحكومة و«يبعث من جديد»، وعندما أكد مرة أن العماد عون لن يكون رئيسا للجمهورية، ليفاجأ بعد أسابيع بوصوله الى قصر بعبدا... ومن جهة ثالثة شكلت عودة المستقبل والحريري الى الحكم ورئاسة الحكومة تطورا غير سار للواء ريفي الذي «طوقته» لعبة السلطة والمصالح في وقت يفتقد ومازال الى تحالفات وحلفاء.

إذا كانت الانتخابات البلدية «أضاءت» على ريفي، فإن الانتخابات النيابية هي التي تحدد مصيره ومستقبله السياسي... إنها انتخابات حاسمة. معركة حياة أو موت بالمعنى السياسي للكلمة. ولأنها كذلك، فإن ريفي يستعد لها جيدا مرتاحا الى وضعه واثقا من النتائج. وأما الهدف فهو الحصول على كتلة نيابية وازنة لا تقل عن عشرة نواب وتدخله فورا الى نادي القيادات والأقوياء على الساحة السنية، وتجعل منه رقما صعبا في المعادلة السنية وناخبا أساسيا في عملية «انتخاب» رئيس الحكومة (الاستشارات الملزمة تجعل من استشارات التكليف عملية انتخاب تجري في القصر الجمهوري بدلا من مجلس النواب). فالوزير ريفي يعرف جيدا أن وصوله الى رئاسة الحكومة في ظل الظروف والموازين الحالية أمر صعب وشبه مستحيل. وأما مرشحه المفضل فهو الرئيس فؤاد السنيورة الذي يشبهه في فرصته الصعبة وشبه المستحيلة مادام أن العمل جار بأحكام التسوية السياسية التي جاءت بالحريري رئيسا للحكومة وحددت الوزير نهاد المشنوق على مقاعد الاحتياط. لا يحصر ريفي طموحه الانتخابي في نطاق طرابلس ولا حتى الشمال، وإنما لديه تطلعات في كل مناطق الثقل السني في لبنان، وخصوصا بيروت (الطريق الجديدة) والبقاع الغربي وإقليم الخروب، وأيضا في صيدا في حال اشتد هجوم آل الحريري عليه وساءت علاقتهم مع السنيورة... ويعتبر ريفي أن القانون الأكثري (الـ ٦٠) أفضل وأنسب له على مستوى طرابلس، ولكن قانون النسبية يخدمه ويعطيه فرصا للفوز والوجود على مستوى لبنان ولاختراق الوضعية الدقيقة والهشة لتيار المستقبل في أكثر من منطقة... لم يحدد ريفي تحالفاته السياسية في طرابلس، وربما يشعر بأنه ليس في حاجة الى التحالف مع أحد.

ولم يحددها في عكار مع أن التحالف مع خالد ضاهر يظل واردا رغم تعثر العلاقة بينهما بسبب خطأين ارتكبهما الضاهر: انتخاب عون والانفتاح على الحريري بسبب وعد تلقاه بأن يكون وزيرا في حكومته... أما الحليف المعلن من الآن فهو «المجتمع المدني» الذي يجمع عند ريفي «النخبة والشارع» المميزون والنافذون وقبضايات الأحياء... وأما الحزب السياسي الذي يبرز من الآن كمشروع تحالف فهو حزب الكتائب «المعارض». انتخابات العام ٢٠١٨ تحدد مستقبل أشرف ريفي وتحسم أمره بين أن يكون «ظاهرة عابرة» نجحت في التشويش وفشلت في التغيير والانقلاب، أو أن يتحول الى مشروع زعيم جديد آت من خارج السياق ومن خارج الطبقة السياسية... انتخابات ٢٠١٨ إما أن تكون نهاية ريفي أو تكون بدايته السياسية الفعلية.

 

موقف "قواتـــي" متقدّم مـــن معركـــة جرود عرسال: "طرطوشة" ايجابية لمصلحة لبنان.. ولا وقت لكلام لا يُقدّم ولا يؤخّر

المركزية- تساؤلات كثيرة مُزجت باستغراب حول موقف "القوات اللبنانية" من معركة جرود عرسال لاسيما بعد اللغط الذي اُثير حول كلام رئيس الحزب سمير جعجع عن "النتائج الايجابية" للمعركة على لبنان عامة، والقرى الحدودية خاصة، في حين انه كان يتوقّع ان يُطلق كما جرت العادة مواقف "سيادية" في اتّجاه "حزب الله" ومعاركه العابرة للحدود تماماً كما فعل حليفه التقليدي "تيار المستقبل" الذي رفع سقف مواقفه من الحزب وسلاحه بتأكيده ان لا شرعية له ولمشاركته في سوريا وللمعارك التي يخوضها". فهل "صمت" معراب هدوء ما قبل العاصفة في انتظار انتهاء المعركة لتصويب الموقف مجدداً من الحزب ومشاركته العسكرية في ساحات عربية عدة، ام ان مفاعيل التسوية التي كانت "القوات" "سيبتها" الاساسية لا تزال تُظلل المشهد الداخلي وتحول دون توجيه السهام الى احد اطرافها إنجاحاً للعهد؟

مصادر قواتية رفضت عبر "المركزية" "كل ما يُقال عن ان "صمتها" من علامات الرضى عمّا يقوم به "حزب الله" في الجرود"، موضحةً "ان ما قام به الحزب ينعكس إيجاباً على لبنان على قاعدة انه اذا قتل احدهم مجرماً كان يُهددنا فلا نمانع ذلك، الا ان تطورات الجرود تندرج في سياق معارك الميدان السوري والمشروع الايراني في سوريا واهدافه التوسّعية". واذ ذكّرت بأن "مشروع الحزب يُخالف قيام الدولة والمؤسسات، وما يدّعون بأنه مقاومة انما يُعرقل بناء الدولة القوية السيّدة المستقلّة التي يحميها سلاح الجيش فقط"، لفتت الى "ان كل من يُحارب ارهابي يُشكّل خطراً على بلدنا وحدودنا لا يُمكننا ردعه او انتقاده، لان نتائجه ستكون ايجابية". وقالت "لا يُمكن الا نعترف بأن لبنان اصابته "طرطوشة" بالمعنى الايجابي من معركة جرود عرسال حتى لو كانت اهدافها اقليمية وخدمةً للمشروع الايراني. لكن هذا لا يُنقذ الحزب من انتقاده بان ما يقوم به يصبّ في مصلحة النظام السوري وايران".

اضافت المصادر "كل شي بوقتو". المرحلة الآن ليست للكلام الذي لا يُقدّم ولا يؤخّر. هناك نتائج ايجابية تصبّ في مصلحة لبنان لا يجوز القفز فوقها. نحن مع "حزب الله" اذا وضع كل امكاناته العسكرية في الجرود لإبعاد خطر الارهاب عن لبنان خدمةً للمصلحة اللبنانية فقط دون سواها. علماً ان هذا لا يُغيّر قيد انملة من موقفنا الاستراتيجي من سلاحه ومشاريعه الاقليمية".

ورجّحت المصادر "ان يُثير وزراء "القوات" في جلسة الحكومة الاسبوع المقبل معركة جرود عرسال من باب مساءلة زملائهم في الحزب عنها ومدى ارتباطها بوجودهم في الميدان السوري"، الا انها اوضحت في الوقت نفسه "ان المساءلة ليست حكراً فقط على "القوات"، فهناك اطراف سياسية اخرى في الحكومة".

وعلى رغم الموقف القواتي المتقدّم، الا ان المصادر لم تغفل الاشارة الى ما وصفته بـ"التسويق الاعلامي" للمعركة، بحيث تابعنا مجرياتها عبر الاعلام الحربي التابع للحزب ما يعني انهم يزوّدوننا بالمشاهد والصور التي يريدونها. فأين الموضوعية

وتختم بتجديد تأكيدها "ان لا قيام للبنان ما دام هناك سلاح غير شرعي يُصادر قرار الحرب والسلم ويهدم المؤسسات ويُعرقل الدورة الاقتصادية والمالية للبلد ويقدم مصالحه الاقليمية، وتحديداً الايرانية على المصلحة اللبنانية العليا".

 

عشية عيده..الجيش اللبناني يستعــــــد لتحدّ جديد على الحدود الشرقية

تنفيذ "اتفاق الجرود" وشيك.. وجولة اعلامية لحــزب الله في المناطق "المحرّرة"

الخلاف يتجدد حول "السلاح" و"الثلاثية"..والرباعي المقاطع لقطر يجتمع في المنامة

المركزية- عيون اللبنانيين و"قلوبُهم" في البقاع الشمالي حيث يستعدّ الجيش اللبناني لاطلاق معركة تنظيف جرود القاع ورأس بعلبك من عناصر "داعش". وفيما "الساعة الصفر" للمواجهة المرتقبة في يد المؤسسة العسكرية وحدها، التي ستحددها في ضوء المستجدات "التفاوضية" والميدانية، "اتفاقُ الجرود" الذي أُبرم بين "حزب الله و"جبهة النصرة" بوساطة من المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، بات قاب قوسين أو أدنى من التنفيذ العملي حيث يُرجّح أن تغادر أولى قوافل المسلحين والمدنيين عرسال متّجهة الى إدلب في الساعات القليلة المقبلة.

الاستعدادات متواصلة: واصلت وحدات الجيش المرابطة عند شمال السلسلة الشرقية، استعداداتها الميدانية واللوجستية للمعركة التي ستطلقها ضد عناصر تنظيم "الدولة" لاخراجهم من الاراضي اللبنانية التي يحتلّونها. فعلى خلاف مواجهات عرسال التي بقي الجيش بعيدا منها كونها حصلت في بقع جغرافية متداخلة ومتنازع على هويتها بين سوريا ولبنان، الصورةُ في رأس بعلبك والقاع واضحة والخرائط المتوافرة تثبت لبنانية الاراضي. وأفادت مصادر عسكرية "المركزية" أن الجيش عزز تحصيناته ومواقعه في المنطقة واستقدم تعزيزات في العتاد والعديد في اطار تحضيراته للمعركة التي ترفض ربط توقيت انطلاقها بأي مهل زمنية.

اتفاق الجرود: أما في جرود عرسال، فوقف النار ثابت في انتظار استكمال الترتيبات التقنية واللوجستية لبدء ترجمة "اتفاق الجرود" على الارض. وتشير المعلومات الى ان عملية إعداد قوائم بأسماء الراغبين في الانتقال الى إدلب من المسلحين والمدنيين مستمرة، في موازاة تجهيز الباصات التي سيتم استخدامها في "الصفقة" والطرق التي ستسلكها للانتقال من لبنان الى سوريا. وعندما تكتمل هذه الترتيبات التي باتت في مراحلها الاخيرة، واذا لم يطرأ طارئ، ستنطلق القوافل الى سوريا. فكلّما وصلت واحدة الى إدلب، أطلقت "النصرة" سراح أحد أسرى "حزب الله" المحتجزين لديها.

جولة إعلامية: وسط هذه الاجواء، وفي صورة أعادت الى الاذهان "الجولة الاعلامية" التي نظّمها حزب الله في الجنوب في نيسان الماضي، نظمت العلاقات الاعلامية في "الـحزب" اليوم جولة لعدد كبير من وسائل الاعلام المحلية والاجنبية، في الجرود "المحرّرة" شرح فيها قادةُ عمليات "الحزب" للصحافيين، تفاصيل المعركة وتنقلوا معهم بين التلال الاستراتيجية والمواقع والتحصينات التي كانت تابعة لـ"النصرة". وفي هذا الاطار، أعلن مسؤولو "الحزب" ان معارك الجرود هي امتداد لمعارك بدأها حزب الله في القصير عام 2013 واستكملت في القلمون عام 2014 وبعدها في السلسلة الشرقية وجرود القلمون عام 2015، مؤكدين "أننا حققنا الهدف الرئيسي للعمليات بدحر جبهة النصرة من جرود القلمون وعرسال وإبعاد التهديد الامني والعسكري".

عيد الجيش: في المقابل، تتحضر المؤسسة العسكرية لاحياء عيدها الثاني والسبعين الثلثاء المقبل في الاول من آب تحت شعار "بمجدك احتميْت" في ثكنة شكري غانم -الكلية الحربية-الفياضية. واذا كانت المناسبة تأتي فيما يتهيّأ الجيش لرفع تحدّ جديد يثبت فيه مجددا قدرته على حماية الاستقرار والامن اللبنانيين، فإنها ستتميز أيضا هذا العام بحضور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد شغور رئاسي حال على مدى 3 سنوات دون تسلّم الضباط المتخرجين سيوفهم، ويُتوقع أن تكون له كلمة يطغى عليها الطابع الوجداني بحسب معلومات "المركزية".

الخلاف القديم– الجديد: غير أن التطورات الميدانية التي شهدها الأسبوع الماضي وتلك المرتقبة في الايام المقبلة، ستفرض إيقاعها ليس فقط على المواقف التي سترافق عيد الجيش، بحسب مصادر متابعة، بل على الواقع السياسي ككلّ بعد أن عادت مسائل السلاح غير الشرعي وقرار الحرب والسلم والاستراتيجية الدفاعية الى الواجهة بقوة، بدفع محلي ودولي، وعادت معها التباينات السياسية الحادة في وجهات النظر.

"الثلاثية حياتنا": وفي السياق، أشار نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم الى أن "ما جرى في جرود عرسال هو أوضح تطبيق لمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، نحن لم نطلق معنى الثلاثية لنتغنى بها أو لنرسمها لوحة نزين بها بيوتنا، المعادلة الثلاثية هي حياة بالنسبة إلينا، الجيش والشعب والمقاومة كانوا حاضرين في معركة جرود عرسال، المقاومة تقاتل على الأرض بشكل مباشر، والجيش يشكل السند والداعم والمانع لهؤلاء أن يدخلوا إلى الأراضي اللبنانية، والشعب يقدم كل أشكال الدعم الإعلامي والسياسي والعملي من أجل أن تتكامل الحلقات الثلاث، وكانت النتيجة هذا النصر الكبير الذي حصل في جرود عرسال، ويسجل أنه من أروع الإنتصارات، وأكثرها وضوحا وبهجة ولياقة وتقديما للأحرار في العالم ليتعلموا من هذه التجربة"، معتبرا "أننا لو لم نقاتل في سوريا كنا سنقاتل في كل بيت لدينا وفي كل قرية ومدينة في لبنان".

على طاولة الحكومة: الا ان قوى سياسية كثيرة تقف في الخندق الاخر وترفض إعطاء اي مشروعية لسلاح الحزب ولـ"الثلاثية". ففيما أكدت مصادر القوات اللبنانية لـ"المركزية" أن "لا قيام للبنان ما دام هناك سلاح غير شرعي يصادر قرار الحرب والسلم"، رجّحت "أن يثير وزراؤها في جلسة الحكومة الاسبوع المقبل معركة جرود عرسال"، لافتة الى ان هذه "المساءلة" لن يتفرّد بها فقط وزراء "القوات اللبنانية" بل هناك أطراف وزارية أخرى ستشارك فيها أيضا". وعليه، يصبح السؤال "ما هي الطريقة التي سيقارب بها رئيسا الجمهورية والحكومة سعد الحريري العائد من واشنطن، الملفّ الملتهب هذا، للحد من تداعياته على التضامن الوزراي وعلى العهد ككل"؟

السلسلة والبواخر: على صعيد آخر، يحفل الشهر الطالع بالاستحقاقات والتحديات، ليس فقط الميدانية والسياسية، إنما الحياتية والانمائية أيضا. فموضوع سلسلة الرتب والرواتب سيطلّ برأسه مجددا من باب تحديد رئيس الجمهورية موقفه من القانون المتعلق بها لناحية نشره او ردّه الى المجلس النيابي، ومن زاوية ما اذا كان سيصار الى ربط السلسلة بالموازنة، أم لا. وتضاف الى المسألة هذه، الخطة الحكومية للكهرباء إنطلاقا من تقرير ادارة المناقصات حول ملف البواخر والذي أضاء على مجموعة ثغرات تعتري المناقصة وتحول دون فتح العروض.

أزمة قطر: اقليميا، ذكر المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية ان وزراء خارجية الدول الأربع المقاطعة للدوحة سيعقدون اجتماعا في العاصمة البحرينية المنامة اليوم يستمر يومين لبحث تطورات أزمة قطر، مشيرا الى ان اللقاء يأتي لتنسيق المواقف والتأكيد على مطالب الدول الاربع من قطر، ولتقييم مستجدات الوضع ومدى التزام الدوحة بالتوقف عن دعم الإرهاب والتدخل السلبي في الشؤون الداخلية للدول الأربع.

طهران تتحدى واشنطن: أما دوليا، وفي تحدّ واضح لواشنطن، فأعلنت ايران أنها ستواصل برنامجها البالستي "بطاقته الكاملة". ودان المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي "التصرف العدائي وغير المقبول" من قبل الكونغرس الأميركي". وكان البيت الابيض أعلن ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب سيوقع مشروع القانون الذي يعزز العقوبات على روسيا وايران وكوريا الشمالية. وأشارت المتحدثة باسم البيت الابيض الى ان ترامب "يوافق على مشروع القانون وينوي توقيعه" وذلك بعد اطلاعه على الصيغة النهائية للنص. ويكون ترامب بالتالي قد امتنع عن حقه في استخدام الفيتو ضد مشروع القانون الذي اقره الكونغرس.

 

هل اقتربت موسكو وواشنطن من ترتيب أول وقف نار ايراني – اسرائيلي؟! دور وحجم طهران العقدة الوحيدة المتبقية أمام تقسيم سوريا ثلاث ولايات

المركزية- الى جانب الضغوط الأميركية والروسية الجارية لتثبيت وقف النار في ريفيّ دمشق الشمالي والشرقي في اعقاب البوادر الإيجابية الآتية من الجنوب حيث نجحت اولى تجارب التهدئة بين الجيش السوري النظامي والفصائل السورية المختلفة بدرجة متقدمة، يوحي الإسراع في ترتيب وضع القلمون السوري بما فيها منطقة تلال عرسال الملحقة بها عسكريا وسياسيا، بأن ما خُطط للجنوب السوري من مشروع للتهدئة قد شارف على الإنتهاء. وانه لا بد من تعميم هذه التجربة في منطقة اخرى سواء تلك التي تم التفاهم بشأنها لتحويلها مناطق آمنة كما يريدها الأوروبيون والأميركيون، او منطقة خفض توتر كما يريدها الروس. وانطلاقا من هذه المعادلة يتطلع خبراء سياسيون وعسكريون الى العملية التي شهدتها تلال فليطا وعرسال قبل ايام على انها عملية لترتيب المنطقة الوسطى من سوريا تمهيدا لإعلانها منطقة آمنة قبل الانتقال الى مرحلة انتقالية تتصل بما تم التفاهم في شأنه بين رئيسيّ الولايات المتحدة دونالد ترامب وروسيا فلاديمير بوتين في اطار السعي الى توسيع المناطق الآمنة برعايات دولية واقليمية. فبعيدا من الوجوه اللبنانية للمعركة الأخيرة والنتائج التي افضت اليها على مستوى الاستقرار في المناطق اللبنانية الحدودية على طول الشريط الممتد من المصنع وسطاً الى حدود تلال عرسال ومحيطها شمالاً، لا يمكن تجاهل الظروف السياسية والعسكرية الإقليمية التي ادت الى اعطاء الضوء الأخضر للقيام بالعملية والتي حظيت بتغطية جوية من النظام السوري ومن القوات دوليا وبـ"غضّ نظر" اميركي واضح، فقد قرأت المراجع الدبلوماسية والعسكرية العملية من زاويتين على الأقل ويمكن الإشارة اليهما على الشكل التالي: الأولى تقول ان العملية التي انطلقت من الأراضي السورية تشمل طرد المسلحين الارهابيين من منطقة وسطية سورية ولبنانية متداخلة الى حد بعيد تحيط بها مناطق واسعة تحت سيطرة القوات السورية النظامية وتشكل امتداداً طبيعيا لما سبقها من معارك ومواجهات امتدت على مدى سنوات. فهي بدأت في العام 2014 من ريف حمص الجنوبي والقصير شمالا وعلى طول السلسلة الغربية السورية وصولا الى رنكوس وفليطا ومعلولا في وسط القلمون ومضايا والزبداني في ريف دمشق الغربي جنوبا.

ولذلك ظهرت العملية الأخيرة وكأنها تجري في ما يشبه بحيرة اصطناعية في بحر النظام ولم تعد ازالتها تشكّل اي رد فعل اقليمي او دولي مستهجن بدليل ان الصمت لف العلمية من كل الجهات. ولم تسجل اي ملاحظة من اي جهة كانت وهو ما تم تصويره بنجاح على انه دعم غير منقوص للقيام بالعملية في افضل الظروف السياسية والدبلوماسية. ولذلك قيل انها عملية تحظى برضى كل المختلفين على الأرض السورية باعتبار انه بات القضاء على مجموعات "النصرة" و"داعش" دعوة شاملة يتشارك فيها السوريون واللبنانيون والمجتمع الدولي في آن. ذلك ان الهدف المعلن جاء جامعا عندما ركز على انها للقضاء على المجموعات الإرهابية التي فقدت كل اشكال الرعاية الإقليمية والدولية ومعها كل مقومات الصمود التي وفّرت لهم طول الإقامة والسيطرة في تلك المنطقة الجرداء على مدى السنوات الثلاث الأخيرة .

والثاني، يقول ان العملية اطلقت سلسلة عمليات أخرى ستشهدها البادية السورية وريف دمشق الشمالي امتدادا الى تدمر بغية تطهير المنطقة من الوجود المسلح المعارض للنظام ايا كانت الكلفة المقدرة للعملية والوقت الذي سيستغرقها. فالنظام السوري ورعاته في طهران يسعون الى فتح الخط الوسطي بين الحدود السورية - العراقية واللبنانية عبر الوسط السوري وتحديدا باديتها ليكون خط تموين ايران لحلفائها السوريين واللبنانين بدلا من الخط الجنوبي الذي اقفل على ما يبدو بتفاهم اميركي - روسي كرّسته قمة الرئيسين بوتين وترامب في هامبورغ.

وفي المعلومات المتداولة في الأوساط البدلوماسية والعسكرية، ان سوريا تحولت الى "ثلاث مناطق استراتيجية جنوبية وشمالية ووسطية انتهت الى تقسيم للاراضي السورية بالعرض وهي:

- المنطقة الشمالية ما خلا الساحل السوري الذي يشكل منطقة رعاية روسية لا نقاش فيها وتديرها واشنطن ومعها انقرة والأكراد وهي تمتد على طول الحدود التركية بعمق يزيد على 40 كيلومترا وتصل الى 70 في المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد عند مثلث الحدود السورية – العراقية – التركية وصولا الى عمق ادلب والرقة.

- المنطقة الجنوبية التي تكرست فيها الرعاية الروسية - الأميركية معا ومعهما القيادة الأردنية طالما هي الأقرب الى اكثر من الحدود السورية – الأردنية المشتركة بطول يقارب 700 كيلومتر من معبر التنف شرقا الى الجولان السوري المحتل غربا وهي بعمق يوازي 70 كيلومترا قبالة التنف وما بين 30 و40 كيلومترا في الوسط وصولا الى الجولان المحتل.

- المنطقة الوسطى التي لم تكتمل بعد لتتحول الى قلب سوريا المفيدة التي يديرها الروس والنظام السوري تحديدا بانتظار انهاء وجود "داعش" في القلمون الشمالي بعد اخراج "النصرة" منها في الأيام المقبلة وهي تمتد من البادية السورية شرقا مرورا بتدمر وريف دمشق الشمالي وعبر ريف حمص الغربي فالقلمون وصولا الى الحدود مع لبنان.

وإن ازيلت التنظيمات السورية الإرهابية، تبقى هناك مشكلة كبيرة متصلة بالدور الايراني المتعاظم في هذه المنطقة التي يدريها حزب الله وميليشيات ايرانية وقوات سورية دربها الحرس الثوري الإيراني ومعهم خبراء من حزب الله منذ سنوات عدة، وأنجز تسليحها بشكل محكم ومضمون.

وعليه فإن صحت نظرية التقسيمات السورية في عرض اراضيها، ثمة من يتحدث عن اخلاء ايران وميليشياتها للجنوب السوري نهائيا والانتقال الى الوسط والحدود اللبنانية – السورية. وإن ظهر ان القوة الروسية هي التي تدير المنطقة الوسطية من بُعد، فهناك من يقول ان هناك معارضة اميركية كبيرة على حجم ودور وشكل التواجد الايراني فيها وهو ما يمكن ترجمته بإخلاء الجنوب من مناصريها لتستقر في الوسط والساحل السوريين . وبناء على ما تقدم هناك من يستنتج ان موسكو وواشنطن نجحتا في ارساء منطقة آمنة جنوبية وفّرت اول وقف اطلاق نار بين تل ابيب وطهران وهو ما ستترجمه عملية اخلاء المسلحين الموالين لها من الأراضي الجنوبية الى وسط البلاد.

 

هآرتس: اضربوا حزب الله في سوريا

سامي خليفة/المدن/الأحد 30/07/2017

تسود اليوم في إسرائيل قناعة راسخة بأن إستراتيجية تدمير حزب الله، التي أعلنتها المؤسسات السياسية والعسكرية الإسرائيلية، ستفشل بالتأكيد. فالماضي خير دليل على أن الإستراتيجيات الإسرائيلية ستؤدي إلى نتائج عكسية من خلال السماح لحزب الله بالبقاء على قيد الحياة وإعادة الظهور بقوة.

تسلط صحيفة هآرتس الضوء على إستراتيجية القيادة العسكرية الإسرائيلية في التعامل مع الحزب، وترى أنه يجب على إسرائيل بدلاً من هزيمة الحزب بشكل حاسم أن تهاجمه في سوريا. ذلك أن التقاء المصالح في لبنان، دفع رؤساء الوزراء وجميع الوزارات منذ العام 1989 للدفاع عن مآثر حزب الله ضد إسرائيل، كما دفعت الجيش اللبناني إلى التعاون معه ضد الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان. ووفق الصحيفة، أدى تعاون الحزب مع إيران إلى جعله أكثر مناعة ضد الهجمات الأكثر إيلاماً على الدولة اللبنانية. ما أتاح له ترسيخ وجوده من خلال إصلاح الأضرار التي ينتجها كل اعتداء إسرائيلي. بالتالي، فإن تهديد إسرائيل بأن حربها في المستقبل ستكون الأكثر تدميراً على الإطلاق بالنسبة للبنان، تُعتبر هدفاً خاطئاً. فتدمير مؤسسات لبنان سيعطي حزب الله مزيداً من الامتيازات السيادية في بيروت، من خلال اعادة الفراغ الحكومي الذي يسمح له بجمع الشيعة اللبنانيين على المستوى الوطني.

الإستراتيجية الإسرائيلية الحالية، وفق الصحيفة، ستزيد من الخسائر في صفوف المدنيين. وسواء أكانت إسرائيل تتسبب عمداً في معاناة المدنيين، كما حدث في عملية "تصفية الحساب" في العام 1993 أو "عناقيد الغضب" في العام 1996، أو محاولة تجنب الأضرار المدنية في العام 2006، فإن تدمير لبنان تسبب بمئات الوفيات بين المدنيين. وفي كل مرة، استفاد الحزب من ذلك حيث التف حوله، الشيعة وغيرهم، باعتباره المدافع عن لبنان. عليه، فإن تدمير لبنان سيدفع مزيداً من الشيعة إلى احتضان الحزب، إذ إنه وحده سيكون قادراً على تقديم الدعم لهم. ما يعزز صورته كمدافع حقيقي. ومع مرور الوقت، سيحولهم من أنصار ممتنين إلى أيديولوجيين، وسيستخدم دعمهم المتزايد لتعزيز سلطته الحكومية المباشرة، وتحالفاته. إلا أن الحزب يفتقر إلى هذه المزايا في سوريا، حيث يستثمر بشكل كبير في انقاذ نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ومن غير المحتمل أن ينسحب حتى بعد انتهاء الحرب الأهلية السورية.

لذلك، تقترح هآرتس على الجيش الإسرائيلي أن يطلق العنان لقوته الجوية والمدفعية الكاملة ضد قوات حزب الله في سوريا، خصوصاً أنه ينتشر في سوريا كجيش نظامي. كما أن الأراضي المفتوحة تسمح نسبياً للجيش الإسرائيلي بتحقيق أقصى استفادة من سلاحه الجوي والمدفعي.

ولئن كان حزب الله يفتقر إلى بيئة مدنية داعمة في سوريا، وبالتالي شرعية مجتمعية، فإن من شأن ذلك أن يساعد إسرائيل على الاستفادة من الغضب العربي ضد وجوده في سوريا لتأخير وقف إطلاق النار. ما يحرم حزب الله من القدرة على البقاء وإعادة البناء بعد عقد أو إثنين من الهدوء الخادع. لذلك، يجب على إسرائيل أن تُبعد الحزب عن البيئة المدنية الداعمة، التي توفر له الغطاء لإعادة بناء ترسانته وقوته القتالية.

 

هل يكون 2018 عام انسحاب حزب الله من سوريا؟

منير الربيع/المدن/ السبت 29/07/2017

لا شك في أن تسوية جرود عرسال، وإنسحاب مسلحي جبهة النصرة منها، لمصلحة سيطرة حزب الله على تلك المنطقة، لا تنفصل عن سياق تقسيم مناطق النفوذ في سوريا. ولا شك في أن إيران حققت إنجازات إستراتيجية في سوريا، فيما البعض يعتبر أن هذه الانجازات ستكون مؤقتة، لسنة على الأكثر، إذ إن أجواء هؤلاء تقول إن عام 2018 سيكون عام انسحاب حزب الله من سوريا، وذلك قياساً على إبعاده عن الجنوب السوري، فيما الحزب يعتبر الإتفاق بشأن جنوب سوريا لمصلحته، لأنه يريح قواه، ويسمح له الأمان في تلك المنطقة، وصب جهوده في اتجاه مناطق أخرى أكثر أهمية بالنسبة إليه.

ثمة من يعتبر أن الزخم الذي انطلق فيه حزب الله في سوريا، سيتراجع في المرحلة المقبلة، لأن المعارك تراجعت، وإذا كان هناك حاجة للحزب إلى إدخال عشرين ألف مقاتل إلى سوريا، فإن هذا العدد سيتراجع، لأن المرحلة هي لتثبيت الوقائع على الأرض، وليس لخوض معارك توسعية. وهذا التراجع سيكون لمصلحة التغلغل في مؤسسات النظام والتأثير في المفاصل الأساسية للنظام من ناحية، والسيطرة بالمنطق الجغرافي من ناحية أخرى. كل الأجواء الأميركية تشير إلى أن واشنطن تريد التضييق على إيران وحزب الله. وقد بدأ ذلك في جنوب سوريا. المؤشرات هذه تتكثف، وحزب الله يذهب بعيداً في تحصين نفسه في الوضع الداخلي. وهذا ما لاقاه إليه الرئيس سعد الحريري من واشنطن، حين اعتبر أنه لا يمكن مواجهة حزب الله لأنه جزء من النسيج اللبناني، ولا يمكن مواجهته في لبنان وهذه المواجهة هي جزء من الأزمة الإقليمية، خصوصاً أن التجربة أثبتت أن الحريري ليس لديه أي دور قادر على مواجهة الحزب.

السؤال الذي يطرح نفسه حالياً، هو عما ستفعله واشنطن في سوريا، بالاتفاق مع الروس، وروسيا تحرص على لعب دور أساسي على الحلبة السورية، ولا يمكنها التخلّي عن الدور الإيراني، لأن دوريهما يتكاملان، فلم يكن لروسيا أن تحقق ما حققته بدون الوجود الميداني الإيراني على الأرض، والإيرانيون لم يكونوا قادرين على تحقيق الإنتصارات في سوريا بدون التدخل الروسي. لذلك، لن يغامر الروس في الإصطدام مع الإيرانيين، حتى وإن كانت مصلحتهم تقتضي ذلك لكنهم غير قادرين على فعله. بالتالي، فإن المؤشر هو أن إيران باقية في المدى المنظور، رغم إضعاف دورها بشكل أو بآخر في سوريا.

وهناك من يعتبر أنه حتى إذا ما حصلت تطورات ميدانية تقتضي إنسحاب إيران وحلفائها من بعض المناطق في سوريا، إلا أن روسيا ستعمل على الاستعاضة عن هذا الوجود الميداني، بقوات أخرى، سواء أكانت شيشانية، أم مصرية أو كل هذه الأطراف التي يُحكى عنها، ولا سيما الدور المصري الذي لعبته القاهرة في الغوطة الشرقية. لكن، لا تخفي المصادر أن هناك تردداً في هذا الأمر. ولا شك في أن كل معادلة الثورة السورية، انحصرت في إطار أساسي، وهو عدم توفر بديل من النظام، عسكرياً وسياسياً، إذ إن الأطراف المعارضة للنظام، لم يكن لديها أي ثقة بأي طرف عسكري مسلّح ليحلّ بديلاً من الجيش السوري.

يقتضي ذلك قبول الوجود الإيراني، ولكن المهذّب على الطريقة الأميركية، مع استمرار البحث عن بديل، لأجل إبعاد إيران في سياق مشروع قائم على تسويات داخلية، إذ في الحسابات الروسية، لا يمكن إضعاف إيران وحصر حزب الله، بدون توافر بديل، وهذه الإشكالية مستمرة منذ إنطلاق الثورة، التي رافقت ضرورة بقاء النظام بالنسبة إلى البعض، إذ إن الذريعة لعدم إسقاط النظام، كانت دائماً عدم توافر بديل.

وهناك ضغط أميركي كبير لتحجيم نفوذ إيران في سوريا، لكن لا أفق لذلك على المدى القريب. كما أن هناك غموضاً بعيد المدى حول كيفية حصول ذلك، خصوصاً أن الخيارات الدراماتيكية منعدمة، بفعل الأمر الواقع والسيطرة الإيرانية الميدانية على بقع أساسية واستراتيجية في سوريا. وأي تحجيم للنفوذ الإيراني في سوريا، لن ترضى به طهران، بدون الحصول على ضمانات وإتفاق مع روسيا يضمن جزءاً أساسياً من مصالحها.

 

لماذا تُرك حصانُ السنيورة وحيداً؟

نسرين مرعب/جنوبية/ 29 يوليو، 2017

ما قاله الرئيس فؤاد السنيورة يحاكي الضمير اللبناني الثائر المعارض على الوصاية، فهل تخلّى المستقبل عن أحراره؟ كان لافتاً صيام التيار الأزرق حيال الحملة الهجينة التي تعرض لها رئيس كتلة المستقبل النيابية، النائب فؤاد السنيورة، وما يزال. فالبيان الذي صدر باسم الكتلة بتاريخ 25 تموز والذي شدد على أنّ قرار حزب الله في خوض معركة الجرود هو قرار إيراني لا شرعية له، حوّل الرئيس السنيورة في لغة بعض السفهاء ممن طغت تبعيتهم على وطنيتهم وقباحة قلمهم على ثقافتهم إلى عميل وخائن ومدافع عن جبهة النصرة. هذا الهجوم على السنيورة ليس الأوّل من نوعه، فهو الندّ الأوّل لمحور الممانعة، وذلك لثبات الموقف ولكونه لا ينكسر لا لمشاريعهم ولا لمخططاتهم ولا يلين أمام ضغوطاتهم، إلا أنّ السابقة هو الهدوء والتعاطي مع هذا الهجوم من قبل التيار وكأنّ السنيورة هو على الهامش وليس في صلبه وليس من الذين أسسوا لثورة الأرز ولما يسمى بـ14 آذار.الساخر في هذا التعاطي أنّ الشخصية التي شيطنت ودعشنت وخوّنت السنيورة هي “وئام وهاب”، وثُلّة من الأقلام الصفراء الممانعة التي تقبض من السفارة الإيرانية ما يجعلها تضخ فتنة وسماً. وهاب الذي أسقط على الرئيس السنيورة قدحاً وذماً واتهاماً، والذي تعرض له بإساءات على المستوى الشخصي لا السياسي، كشف من حيث لا يدري أنّ رئيس كتلة المستقبل النيابية لا حاضنة له. هذه الحملة وإن كان مطلقها لا ثقل سياسي له ونقصد أيضاً “وئام وهاب”، أكّدت أنّ اللبناني اليوم أمام خيارين، أو المضي في مشروع حزب الله، أو التغريد وحيداً. واقع السنيورة يشابه واقع الشيعة المعارضين، أو شيعة السفارة كما حبّذ السيد حسن نصرالله في إحدى خطاباته توصيفهم، متهماً إياهم بالعمالة. ولعلّ هذا التقاطع بين الإثنين هو ما دفع بالإعلامي نديم قطيش وهو المقرب من دائرة الرئيس سعد الحريري إلى الكتابة عبر صفحته فيسبوك:

“فؤاد السنيورة … ضمير انتفاضة الإستقلال.. لم يرف ولن يرف له جفن..”.

المشنوق

مفارقة أخرى قد تفسر ردود الفعل الباردة إزاء الشيطنة التي تعرض لها زعيم كتلة المستقبل، ألا وهي معارضته السابقة لترشيح سليمان فرنجية كما انتخاب ميشال عون، حيث أعلن في حينها من بيت الوسط عقب خطاب الحريري وتبنيه لترشيح الجنرال أنّه لن يصوّت له. وإن افترضنا انطلاقاً مما سلف، أنّ ما يحدث في المرحلة الراهنة بين الإثنين “ليس قصة رمانة وإنّما قلوب ورمانة”، فهل يشفع هذا التمايز لتخلّي عن السنيورة وتركه في العراء لممانعة إيرانية تنهش به ولألسنة شاذة تناله! وحدهم الناشطون كانوا أكثر وفاءً، وأكثر إيماناً بما تمثله ثورة الأرز ومع أنّهم أكّدوا دعمهم للسنيورة في ردة فعل عفوية إلا أنّ حملتهم المتضامنة سرعان ما تلاشت وذلك ربما لتبعية سياسية حذرتهم من خوض مهمة الدفاع، كما حذرتهم سابقاً في تعميم من انتقاد السلسلة. في سياق كلّ ذلك، هناك من غرّد خارج السرب من داخل البيت الأزرق، فكان للنائب عقاب صقر بياناً أكّد فيه أنّ من يقود الحملة هم مجموعة من الصبية والمهرجين، ليعتبر أنّ “الهجوم المسعور عبر مختلف الوسائل لن يلوي عنق الحقيقة كما لن يفلح في الإيحاء بوجود شرخ متوهم داخل التيار الذي سيبقى شوكة في اعناق تطاولت وتتطاول على الدولة.” فيما سجّل وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق موقفه من قصر بعبدا، إذ قال “الكلام الذي صدر في حق الرئيس فؤاد السنيورة لا يقبله عاقل ولا نناقش الخلاف السياسي بالشتائم”. إلا أنّ هذه الأصوات وحدها لا تكفي، التخلّي عن السنيورة هو تخلٍّ عن المستقبل كما يراه اللبنانيون.. وتأسيس لتيار جديد لا يشبه نهج الحريري الشهيد بقدر ما يقارب خط حزب الله.

 

عضو المكتب السياسي في تيار المردة شادي سعد : المعادلة الثلاثية أساس أي استراتيجية دفاعية ولا كلام عن تعاون أو تحالف سياسي مــع القوات

المركزية- إذا كان الأمين العام لـ "حزب الله السيد حسن نصرالله قد حرص في خطابه الأخير على إضفاء الطابع الجامع على "إنجاز دحر إرهابيي جبهة النصرة في جرود عرسال، فإن كثيرا من المراقبين اعتبر أيضا أنه كرس معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وإن كانت لا تحظى بإجماع وطني، بدليل الخلافات في شأنها في خلال صياغة البيانات الوزارية للحكومات المتعاقبة. غير أن اللافت يكمن في أن مواقف نصرالله لاقت صداها في بنشعي، بدليل أن رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية أكد من على منبر عين التينة أن سياسته ترتكز إلى معادلة الجيش والشعب والمقاومة، بما يفسر تراجع الحديث عن استراتيجية دفاعية وطنية باتت ملحة.

وفي السياق، أكد عضو المكتب السياسي في تيار المردة شادي سعد لـ "المركزية" "أننا مع الدفاع عن لبنان في أي ظرف، وبأفضل الوسائل الممكنة. وعندما يواجه لبنان تهديدات، تكون الأولوية لردها والانتصار عليها. وما يجري في جرود عرسال ليس بالأمر الجديد لنختلف على جنس الملائكة كما يحاول البعض أن يحرف السجال عن خطه الأساسي. نحن غارقون في هذه الدوامة منذ 5 سنوات. والمقاومة أخذت المبادرة وانخرطت في المعركة وانتصرت، بشهادة الجميع من مؤيدين ومعارضين، في فترة قياسية لمصلحة لبنان".

واعتبر سعد أن "من يحاولون نبش قبور قديمة هم أولئك المتضررون مما يجري، على المستوى السياسي، في وقت أكد حزب الله وفريقنا السياسي أن لا استثمار سياسيا لهذا الأمر، بل إنه ربح للجميع لأن التهديد لا يميز بين الأفرقاء".

وأوضح أن "الكلام عن الاستراتيجية الدفاعية أتى في ظرف مختلف عما هو سائد اليوم. ذلك أن ما جرى في جرود عرسال يؤكد أن التعاون بين الجيش اللبناني والشعب والمقاومة أثبت نجاحه. ويجب أن تكون هذه المعادلة العمود الفقري لأي استراتيجية دفاعية. ونحن ندعم من يطرح هذا الملف من منطلق الدفاع عن لبنان، وأنا أدعو من يقاربه لحرف الأنظار عن انتصار عرسال إلى قراءة المشهد الإقليمي وتغيير التوازنات في المنطقة جيدا". وعن العلاقة مع القوات، في ضوء الزيارة الأخيرة لوزير الصحة غسان حاصباني إلى بنشعي، لفت إلى أن "الكلام الذي يصدر في هذا الشأن، في جزء كبير منه، لا يعدو كونه تحليلا لا يستند إلى وقائع على الأرض. بالنسبة إلينا، الوزير فرنجية وضع خلافه الشخصي مع القوات خارج النقاش السياسي. نحن حزبان سياسيان، ولا كلام عن تحالف أو تعاون سياسي، ومن المبكر الحديث عن التحالفات الانتخابية، ولا شيء مطروحا في هذا الشأن". وفي ما يخص العلاقة مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والتيار الوطني الحر، أعلن سعد أن "العلاقة طبيعية بين رئيس الجمهورية ورئيس حزب وكتلة نيابية، ملؤها الاحترام لموقع الرئاسة. لكن لا جديد على المستوى الشخصي بين الرجلين. أما في ما يخص العلاقات مع التيار، فنتحدث عن الموضوع بعد الانتخابات".

 

الأمم المتحدة تخفّض الميزانية الإدارية لـ "اليونيفل" وتعوّل على الدولة اللبنانية فـي تحمّل مسؤوليتها

المركزية ـ لم تفضِ جهود الديبلوماسية اللبنانية الى إقناع الدول الاعضاء في اللجنة الخامسة المنبثقة من الجمعية العامة في الامم المتحدة، بعدم تخفيض ميزانية "اليونيفل"، اذ لم يوفر المسؤولون اللبنانيون اي مناسبة لقاء مع مسؤولين اجانب إلا وطلبوا منهم دعم لبنان في التشديد على ضرورة الابقاء على الموازنة الراهنة للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان. الا ان القرار اتخذ في اطار اللجنة الخامسة في الجمعية العامة للامم المتحدة خلال الشهر الجاري على عكس ما كان يريد لبنان، وقضى بتخفيض ميزانية "اليونيفل"، وذلك خلال اجتماعات اللجنة التي استغرقت اشهرا بعدما عاودت اعمالها في ايار الفائت، على الرغم من انتهاء الدورة الـ ٧١ للجمعية العامة مطلع العام الجاري، نظرا الى الملفات العديدة التي كانت لا تزال عالقة وابرزها النظر في جوانب الميزانية الادارية الخاصة بعمليات حفظ السلام. إلا ان "اليونيفل" التي تشكل احدى قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة والعاملة في مناطق عدة من العالم، لن يتأثر اداؤها جراء هذا التخفيض الذي طاول الجوانب الادارية، وذلك بحسب مصدر ديبلوماسي لـ"المركزية".

وكشف ان وزير وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل يشدد أمام نظرائه الغربيين، على اهمية المساهمة التي تقدمها هذه القوات في الحفاظ على استقرار الجنوب وامنه، على الرغم من الخروق الاسرائيلية اليومية، معربا عن تمنيات لبنان عدم تخفيض الموازنة المخصصة لـ "اليونيفيل" في ضوء احترام لبنان لقرار مجلس الأمن الدول الرقم ١٧٠١ بكل مندرجاته.

وتابع: في حين ان المنسقة الخاصة للامم المتحدة سيغرد كاغ تقول: بغض النظر عن تخفيض الموازنة، فإن ولاية "اليونيفل" لجهة العتاد والعديد لن تتأثر، ويمكن لكلا الطرفين اي لبنان واسرائيل ان يعتمدا عليها في استمرارها في مهامها. اما بالنسبة الى "اليونيفل" فأضاف المصدر: التعثر الذي منع حتى الآن الانتقال من وقف الاعمال العدائية الى وقف لإطلاق النار بين الجانبين اللبناني والاسرائيلي على الرغم من مرور احد عشر عاما على القرار ١٧٠١، لم يحل دون ابداء لبنان الرغبة في الانتقال الى وقف اطلاق النار كما جاء على لسان رئيس الحكومة سعد الحريري من المنطقة الحدودية غداة الجولة التي نفذها حزب الله لاعلاميين ، وهذا موقف متقدم يقدر عليه. وترافق البحث في تخفيض الميزانية مع دعوة كل من قائد "اليونيفل" مايكل بيري والامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس، الى انتشار اكبر للجيش اللبناني في الجنوب، على رغم من علمهما بانكبابه على محاربة الارهاب على الحدود الشرقية.

وختم: مع الاعتراف بأن اي توتر في المنطقة قد ينعكس على لبنان إن لم يحسن ادارة الامور، يعوّل الجانب الاممي على الدولة اللبنانية في تحمل مسؤوليتها.

 

علوش: لو حقق "حزب الله" انتصاراً ساحقاً فلماذا يفاوض؟

المركزية- اعتبر عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش أن "عندما ينتهي السلاح غير الشرعي يتحرر لبنان ويستقرّ"، مشيراً الى أن "حزب الله هو الذي أتى بالإرهاب من سوريا ودفع بمليون ونصف مليون سوري الى لبنان". وأشار في حديث تلفزيوني الى أن "معركة جرود عرسال خلّصتنا من خطر وأدخلتنا في آخر"، مضيفا "الى الآن ليس هناك ما يؤكد ان المعارك كانت هائلة لان المنتصر لا يتلقّى شروطا للقيام بتسوية"، متسائلا "لو حقق حزب الله انتصارا ساحقا لماذا يفاوض اذاًّ؟"

ولفت علوش الى "أن "حزب الله" ينتزع ارهابيا من مكان ويضعه في آخر"، معتبرا أن "من دخل الى سوريا قبل "داعش" و"النصرة" هو ارهابي بالنسبة الى جزء من الشعب السوري".

 

كبارة: مستعدون للانتخابات الفرعية والماكينات جاهزة ومعركــة جرود عرسال تخــاض من قبل إرهابَيْن"

المركزية- يتوقع أن تشهد أول جلسة لمجلس الوزراء بعد عودة رئيس الحكومة سعد الحريري من زيارته الى واشنطن، كباشا سياسيا على خلفية تصريحات الرئيس الاميركي دونالد ترامب التي صنفت حزب الله في خانة "تنظيم داعش" الارهابي، والتي قوبلت بصمت من الوفد اللبناني، الامر الذي جوبه بانتقادات في الداخل اللبناني. بيد أن وزير العمل محمد كبارة أشار عبر "المركزية" الى أن "موقف الرئيس الاميركي من "حزب الله" ليس جديدا، وبالتالي لن يكون له تداعيات على طاولة مجلس الوزراء، فالحكومة متماسكة، والانقسامات السياسية وإن كانت موجودة، لن تؤثر على الاستقرار السياسي في ظل محيط اقليمي متشنج".

وأضاف "موقفنا من "حزب الله" واضح، لجهة رفضنا لانخراطه في الحرب السورية"، مشيرا الى أن "ما يحصل في جرود عرسال لا يعنينا كون المعركة بين ارهابين، إرهاب إيراني وآخر تكفيري، أما ما يعنينا فهو الجيش اللبناني الممثل الوحيد للشرعية والذي يقوم بواجبه على المناطق الحدودية"، معتبراً أن "حزب الله" أداة إيرانية في المنطقة، ونعارضه في هذا الاتجاه ولكن مصلحة لبنان تقتضي أن نلتقي على باقي الملفات، ونحن متفاهمون على خلافاتنا". وبالنسبة الى الانتخابات الفرعية واحتمال عدم اجرائها، قال "نحن مستعدون للانتخابات، وماكيناتنا الانتخابية جاهزة، سنكون حاضرين في اي وقت"، نافيا "وجود تسويات، بل معركة انتخابية ومرشحنا سيعلن عند تعيين موعد الانتخابات"، وقال "لن نخوض الانتخابات الى جانب الرئيس نجيب ميقاتي، وكل فريق يقوم بما تقتضيه مصلحته". وعما يحكى عن زيارة مرتقبة لرئيس الجمهورية ميشال عون الى إيران، قال "الرئيس يزور كل دول العالم، وسبق له أن زار السعودية".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الإمارات تتهم قطر بتمويل جبهة النصرة واجتماع في المنامة لبحث مستجدات الأزمة القطرية

الشرق الأوسط/29 تموز/17/أكد يوسف العتيبة، سفير الإمارات في واشنطن، أن لدى الدول الأربع المقاطعة لقطر أدلة تدين الدوحة في دعمها «جبهة النصرة» في سوريا ومجموعات مسلحة أخرى في ليبيا والصومال. وقال العتيبة خلال لقائه أول من أمس في مقابلة مع قناة «بي بي إس» الأميركية: «لدينا من الأدلة والإثباتات ما يؤكد دعم حكومة قطر للجماعات المسلحة في سوريا، وليبيا، والصومال، ودعمها (القاعدة) عبر جماعة النصرة في سوريا، إضافة إلى احتوائها جماعة الإخوان المسلمين، وحماس، وطالبان». إلى ذلك، ينتظر أن يبحث وزراء خارجية السعودية والإمارات ومصر والبحرين في المنامة، اليوم، تطورات الأزمة القطرية. ويناقش الوزراء ملفات عدة، أبرزها المبادئ الستة التي أعلنها الوزراء في اجتماعهم بالقاهرة مطلع الشهر الحالي، وقوائم الإرهابيين والكيانات في اليمن وليبيا، الذين تدعمهم قطر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. وأوضح المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أن هذه الاجتماعات تعكس اهتمام الدول الأربع بتنسيق مواقفها وتقييم مستجدات الوضع ومدى التزام قطر.

 

ترمب يعين جون كيلي كبيراً لموظفي البيت الأبيض بدلاً من بريباس المتهم بتسريب معلومات للصحافيين

الشرق الأوسط/29 تموز/17/اختار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجنرال المتقاعد جون كيلي ليحل محل راينس بريباس في منصب كبير موظفي البيت الأبيض في تغيير كبير بفريقه الرئاسي. وأعلن ترمب التغيير في تغريدة على «تويتر» يوم أمس (الجمعة) بعد يوم من قيام مدير الاتصالات الجديد بالبيت الأبيض أنتوني سكاراموتشي باتهام بريباس بتسريب معلومات للصحافيين. وكيلي (67 عاما) جنرال بحري متقاعد يعمل حاليا وزيرا للأمن الداخلي وسيتولى منصب كبير موظفي البيت الأبيض يوم الاثنين. وقال مسؤول كبير بالبيت الأبيض إن ترمب جاء بكيلي بهدف زيادة الانضباط في البيت الأبيض. وأصدر ترمب القرار بينما كانت طائرته الرئاسية تهبط بعد زيارة لونج آيلاند وبعد ساعات من فشل جهود الجمهوريين لإلغاء نظام الرعاية الصحية المعروف باسم (أوباما كير) في مجلس الشيوخ. وكان بريباس على طائرة الرئيس الجمهوري لكنه لم يعلق. ولم يلحظ الصحافيون أي مؤشر على توتر بريباس أثناء اليوم. وقال بريباس لشبكة «سي إن إن» الإخبارية إنه تحدث مع ترمب لبعض الوقت عن ترك البيت الأبيض. وبريباس هو الأحدث ضمن سلسلة طويلة من المسؤولين الذين تركوا مواقعهم في البيت الأبيض. وقال بريباس في مقابلة تلفزيونية من البيت الأبيض: «للرئيس الحق في الضغط على زر إعادة الضبط. أعتقد أن الوقت قد حان لضغط الزر... حدد بحدثه أن الوقت قد حان للقيام بشيء مختلف وأعتقد أنه على صواب». لكن أحد المقربين من ترمب قال إن الرئيس فقد الثقة في بريباس وشك بشكل خاص في مهاراته بعد الفشل في إقرار بنود تشريعية رئيسية في الكونغرس. وقال مسؤول كبير بالبيت الأبيض إن ترمب أبلغ بريباس قبل أسبوعين بأنه سيأتي بغيره في المنصب وأن الخطوة لا تربطها أي صلة بسكاراموتشي الذي دفع تعيينه قبل أسبوع شون سبايسر حليف بريباس للاستقالة فجأة من منصب المتحدث باسم البيت الأبيض.

 

إيران تتحدى العقوبات بعزمها مواصلة برنامجها الباليستي

الشرق الأوسط/29 تموز/17/أعلنت إيران اليوم (السبت) أنها ستواصل برنامجها الباليستي المثير للجدل «بطاقته الكاملة»، منددة بالعقوبات الجديدة التي أقرها الكونغرس الأميركي ولا تزال بانتظار توقيع الرئيس دونالد ترمب لتتحول إلى قانون. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي لتلفزيون «إذاعة الجمهورية الإسلامية في إيران» الرسمي: «سنواصل برنامجنا الصاروخي الباليستي بطاقته الكاملة». وأضاف: «ندين هذا التصرف العدائي المستهجن وغير المقبول» من قبل الكونغرس الأميركي القاضي بفرض عقوبات جديدة على طهران، معتبرا أنه يهدف إلى «إضعاف الاتفاق النووي» الذي تم التوصل إليه عام 2015 بين إيران والدول الست الكبرى بينها الولايات المتحدة وأدى إلى رفع بعض العقوبات عن طهران. وقال المتحدث إن «المجالات العسكرية والصاروخية (...) تقع في إطار سياساتنا الداخلية ولا يحق للآخرين التدخل أو التعليق عليها». وتابع: «نحتفظ بحق الرد بالمثل وبشكل مناسب على التصرفات الأميركية». وصادق مجلس الشيوخ الأميركي الخميس على مشروع قانون العقوبات الذي يستهدف أيضا روسيا وكوريا الشمالية، بعدما أقره مجلس النواب. وأفادت الناطقة باسم البيت الأبيض ساره هاكابي ساندرز الجمعة بأن ترمب سيوقع عليه ليصبح قانونا. وبشكل منفصل الجمعة، فرضت واشنطن عقوبات جديدة على برنامج إيران الصاروخي غداة قيام طهران بتجربة لإطلاق صاروخ يحمل أقمارا اصطناعية لوضعها في مدار الأرض. واستهدفت العقوبات التي أعلنت عنها وزارة الخزانة الأميركية منظمات وكيانات إيرانية مرتبطة بالبرنامج الباليستي للجمهورية الإسلامية، وركزت الوزارة بصورة خاصة على ست شركات تملكها أو تديرها مجموعة «شهيد همات إندستريال غروب»، وهي بحسب الوزارة «كيان أساسي في البرنامج الإيراني للصواريخ الباليستية». وتشمل العقوبات تجميد أي أصول للشركات في الولايات المتحدة ومنع المواطنين الأميركيين من التعامل معها.

 

مهاجر يقتل شخصاً بسكين ويصيب 6 في متجر بألمانيا دوافعه ليست معروفة بعد

الشرق الأوسط/29 تموز/17/قالت شرطة مدينة هامبورغ الألمانية إن مهاجرا يبلغ من العمر 26 عاما، كان يفترض أنه سيغادر البلاد، طعن متسوقين بسكين عشوائيا في متجر يوم أمس (الجمعة) مما أسفر عن مقتل رجل (50 عاما) وإصابة ستة آخرين. وتجري ألمانيا الانتخابات البرلمانية في 24 سبتمبر (أيلول) وستفوز على الأرجح المستشارة الألمانية في هذه الانتخابات بفترة ولاية رابعة رغم التوترات بشأن قراراها في أغسطس (آب) 2015 فتح الباب أمام أكثر من مليون مهاجر. والأمن قضية أساسية في الحملات الانتخابية. وقالت الشرطة وبحسب فيديوهات نشرت على «تويتر» إن المارة رشقوا الرجل بمقاعد وأشياء أخرى في موقع الحادث مما أتاح لأفراد من الشرطة السرية احتجازه قرب المتجر. وأضافت الشرطة أن الرجل الذي ولد في الإمارات بدأ فجأة في مهاجمة المتسوقين في المتجر بعد ظهر يوم الجمعة. وقال أولاف شولز رئيس بلدية هامبورغ في بيان إن المهاجم «أجنبي فيما يبدو وكان يفترض أن يغادر البلاد» لكن لم يتسن ترحيله لأنه لا يملك أوراق الهوية اللازمة. وقالت الشرطة إنها لا تزال تحاول تحديد جنسيته. وأضاف شولز «ما يثير الغضب أيضا أن هذا الجاني شخص طلب الحماية في ألمانيا ثم حول كراهيته ضدنا». وذكرت متحدثة باسم الشرطة أنها لا يمكنها تأكيد رواية شاهدة عيان قالت لمحطة تلفزيونية إن المهاجم صاح قائلا: «الله أكبر» وهو يركض هاربا من المتجر. وفتشت الشرطة المسلحة مركزا لسكن المهاجرين كان يقطنه المهاجم، بحسب صحيفة «بيلد». وأوضحت المتحدثة باسم الشرطة أن الدافع وراء الهجوم لا يزال قيد التحقيق. ونفت وجود معلومات عن المهاجم تفيد بأنه إسلامي كما ذكرت إحدى الصحف المحلية.

والشرطة في حالة تأهب قصوى في ألمانيا منذ وقوع سلسلة من الهجمات على مدنيين العام الماضي منها هجوم في ديسمبر (كانون الأول) على سوق لهدايا عيد الميلاد في برلين عندما قاد متشدد شاحنة ودهس بها حشودا مما أسفر عن مقتل 12 شخصا وإصابة كثيرين. ونشرت صحيفة بيلد صورة لمن قالت إنه مهاجم هامبورغ وهو جالس في سيارة الشرطة ووجهه مخفي بغطاء ملطخ بالدماء. وأظهر تسجيل فيديو على موقع الصحيفة طائرة هليكوبتر هبطت خارج المتجر وأفرادا مسلحين من الشرطة يقومون بدوريات في المنطقة.

 

6 دول آسيوية تبحث خطر الإرهاب في إندونيسيا

الشرق الأوسط/29 تموز/17/تستضيف إندونيسيا وأستراليا اليوم (السبت) اجتماعا لمكافحة الإرهاب يجري خلاله بحث تصاعد خطر المقاتلين الأجانب، في وقت تخوض الفلبين معارك ضد مقاتلين موالين لتنظيم داعش. وتشارك في الاجتماع المنعقد ليوم واحد في شمال سلاويزي، ست دول هي ماليزيا والفلبين ونيوزيلندا وبروناي بالإضافة إلى إندونيسيا وأستراليا. ومن المقرر أن يناقش الوزراء التحديات التي يطرحها الإرهاب المتنامي في جنوب شرقي آسيا كما المخاوف من سعي تنظيم داعش إلى إقامة خلافة في الفلبين، حيث تتصدى القوات الحكومية لمقاتلين متحصنين في مدينة مرواي بجزيرة مينداناو في جنوب البلاد.

وصرح وزير الأمن الإندونيسي ويرانتو ليل الجمعة عشية الاجتماع «آمل أن يفضي هذا الاجتماع إلى نتائج قيمة لنتمكن معا من التصدي للإرهاب ولا سيما في مراوي». وتعاني أجزاء من جنوب شرقي آسيا من التطرف، كما أن مئات المتطرفين يتدفقون من المنطقة إلى سوريا والعراق للانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي.

 

كوريا الشمالية تطلق صاروخًا «تحذيريًا» لأميركا

الشرق الأوسط/29 تموز/17/أطلقت كوريا الشمالية اليوم (السبت)، صاروخا باليستيا عابرا للقارات، وعدّت التجربة "تحذيرا" للولايات المتحدة. وقالت كوريا الشمالية إنها أجرت تجربة ثانية ناجحة لإطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات، وفقا لوكالة الأنباء المركزية الكورية. وأكد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون أن التجربة الصاروخية الجديدة تمثل "تحذيرا شديدا" للولايات المتحدة، حيث تثبت أن الأراضي الأميركية بالكامل تقع في النطاق الهجومي. وذكرت الوكالة أن الصاروخ الذي يستهدف قطع أبعد مسافة، انطلق لمدة 47 دقيقة و12 ثانية ووصل إلى أقصى ارتفاع بلغ 3724.9 كيلومتر، مضيفة أن الصاروخ قطع مسافة 998 كيلومترا وأكد مجددا على قدراته. ونقلت عن الزعيم الكوري الشمالي قوله إن "برنامج أسلحة البلاد من الأصول التي لا تقدر بثمن ولا يمكن التراجع عنها أو استبدالها".

 

واشنطن لا تعارض التنسيق بين الأكراد ونظام الأسد/توقع تحرير الرقة خلال أسبوعين... ومظاهرات غوطة دمشق تحاصر «النصرة»

الشرق الأوسط/29 تموز/17/أكد مسؤول كردي رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط» أن التحالف الدولي لقتال «داعش» بقيادة الولايات المتحدة على علم بالتنسيق بين قوات النظام السوري وروسيا والأكراد شمال شرقي سوريا، لافتاً إلى أن «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية - العربية تعمل على خطة لتحرير الرقة من «داعش» خلال أسبوعين. وأدى تقدم «قوات سوريا الديمقراطية» بدعم من التحالف، من جهة، وقوات النظام، بدعم من روسيا، من جهة أخرى، إلى تنسيق بين الأطراف التي تحارب «داعش». وقال المسؤول الكردي إن واشنطن لا تعارض غرفا عسكرية للتنسيق بين الأكراد ونظام بشار الأسد وروسيا.

إلى ذلك، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «قوات سوريا الديمقراطية سيطرت على نصف مدينة الرقة». في موازاة ذلك، وصلت قوات النظام بدعم جوي روسي إلى مشارف مدينة السخنة، آخر معقل لتنظيم داعش في محافظة حمص في وسط سوريا، وسيطرت نارياً على المدينة التي تحظى بأهمية استراتيجية؛ إذ من شأن السيطرة عليها فتح الطريق أمام قوات النظام للتوجه نحو دير الزور التي يقع معظمها تحت سيطرة «داعش». في غضون ذلك، خرجت مظاهرات ضد «جبهة النصرة» في غوطة دمشق التي شهدت مواجهات بين «فيلق الرحمن» و«النصرة» بالتزامن مع مساع لتوسيع هدنتها لتشمل وسطها وغربها.

 

"معاريف": خيبة أمل إسرائيلية من اتفاق الجنوب السوري

المركزية- أشارت صحيفة "معاريف" الى أن "يتضح أكثر فأكثر عمق التغلغل والمحاولات الممنهجة لإيران وحلفائها في لبنان في التمركز في سوريا، ليس فقط من خلال إيجاد ممرّ برّي يربط سوريا بإيران، إنما أيضًا بالوجود الكبير على الحدود مع إسرائيل". ولفتت الى أن "نتيجة هذه الهواجس، زار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الأمن أفيغدور ليبرمان ورئيس هيئة الأركان غادي آيزنكوت، يوم الثلاثاء الماضي هضبة الجولان"، وتابعت "إسرائيل لم تشارك في النقاشات حول وقف اطلاق النار في الجنوب لكنها كانت تأمل في التأثير عليها خلف الكواليس، من خلال علاقاتها الجيدة مع الشركاء الثلاثة أي الولايات المتحدة الاميركية، الاردن وروسيا"، مشيرة الى أن "المطلب الإسرائيلي الأساس كان يقضي بمنع إيران و"حزب الله" من الحصول على موطئ قدم قريب من الحدود". واعتبرت أن "خيبة الأمل في إسرائيل مزدوجة، فبقبول الرئيس الاميركي دونالد ترامب بقاء الرئيس السوري بشار الاسد في السلطة، يواصل بذلك ترامب سياسة سلفه باراك أوباما، وبما أن "داعش" مهزوم، فإنه لم تعد هناك حاجة للإاتعانة بالتنظيمات المسلحة التي كانت الغاية منها بالنسبة الى الولايات المتحدة محاربة "داعش" وليس الرئيس الأسد. من هنا، ترى القيادة الاسرائيلية أن الولايات المتحدة الاميركية لا تأخذ في الاعتبار مصالح إسرائيل". وتابعت "روسيا كذلك لا تكترث كثيرًا لإسرائيل، فعلى الرغم من الاستثمار الكبير لبنيامين نتنياهو في رعاية علاقاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلا أن الواقع مختلف. فالروس يتجاهلون طلبات إسرائيل، وعمليًا يوجد اليوم على مقربة من الحدود أي على بُعد ما يقرب من 5 كلم، حضور لمئات من عناصر "حزب الله"، من بينهم قادة كبار، هدفهم إقامة خطوط دفاعية وهجومية في حال حصول مواجهة مع إسرائيل، وبذلك إنشاء بنية تحتية لجبهة ثانية في حال حصول حرب".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

قاموس الذمية قاموس الاستسلام

الدكتورة رندا ماروني/29 تموز/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=57441

في عيد الجيش تهان كرامة الجيش ويحجم دوره وتطلق النعوت لوصفه بالعاجز الضعيف الغير قادر على حماية الوطن، حملة شعواء منظمة اجتمع فيها سياسيون وصحافيون وإعلاميون وناشطون مرتهنون وحتى رجال دين، حملة طالت من كرامة الجيش فجعلت له شريكا وصيا، هو الأقوى وله الشكر، وتطاولت على المواطنين، لا أدري أغسل أدمغة أم انحراف قيمي يتجاوز كل حدود، يصب في الحسابات المصلحية.

لقد أتت هذه الحملة المنظمة في إعلاء شأن حزب الله وتهميش دور الجيش ووصفه بالعاجز واستهدفت المواطن اللبناني الحر ترغيبا وترهيبا في ظل سكوت رسمي نال من كرامة وعنفوان الجيش ونال من حرية المواطن في فكره وحقه في التعبير حتى ساغ البعض لأنفسهم بتهديد من لا يتبعهم بالقتل، فأين الدولة لتحاكم هؤلاء؟ ولمصلحة من استهداف الجيش في عنفوانه وتصويره بعكس ما هو عليه؟

لقد ذكر السيد حسن في خطابه أنه سيسلم الجيش بعد انتهاء المعركة إذا طلب منه ذلك وإذا كان قادرا مشككا بقدرة الجيش على الاستلام، وفي الوقت نفسه وفي خلال المعركة أدخلت دبابات الجيش السوري إلى الجرود، فما هذه المفارقة بين القول والفعل؟ وما المقصود من ذلك الذي يعتبر خرقا للسيادة اللبنانية؟ وهل سيتم إعادة إخراجها أم دخلت لتبقى؟

لقد روج لهذه المعركة إعلاميا تحت عناوين عدة أغلبها تتضمن تمنينا للشعب اللبناني في ما سيحققه حزب الله لهم من حماية، وترافقت بتصغير لدور الجيش وإظهار عجزه وتأليه وتعظيم دور المقاومة التي ستعمد إلى إزالة البؤر الأمنية من المسلحين المتطرفين، وفي نفس الوقت عمدت بعض أبواق هذه الحملة على ترويع من يخالفها الرأي بممارسة الضغوط، التي وصلت إلى حد التهديد بالإبادة من بعض هتلريي العصر الحديث.

إن انخراط حزب الله في معارك طائفية لا يجعله الجهة الصالحة المخولة في إتمام إنجاز وطني ومصادرة دور الجيش اللبناني، إنجاز مشكوك في أمر أهدافه وموضع شك في الغاية منه، كما أن دفاعه المستميت عن النظام السوري الذي عاث فسادا وتدميرا في الكيان اللبناني يطرح الشك في النتائج المرجو تحقيقها.

إن استهداف قدرة الجيش البطل، نعم البطل رغما عن هذه الحملة المقيتة المشككة في قدراته، فهل نسيتم إنجازات الجيش في نهر البارد وعبرا وكل لبنان، حملتكم على الجيش أتت لتغطية عملية أمنية لم يتم التوافق عليها داخل المؤسسات الدستورية حتى لو أنها كانت فعلا بمعرفة بعض المسؤولين، إلا أنها طبخت خارج المؤسسات الشرعية، وخارج المؤسسات الشرعية لا أحد شرعي ولا أحد مخول باستصدار قرار حرب أو قرار سلم نيابة عن الشعب اللبناني المتمثلة إرادته بمجلس نواب ومجلس وزراء فكيف إذا كانت هذه السلطة ممدة لنفسها ويمارس البعض منها صياغة القرارات المصيرية خارج الأطر الدستورية المؤسساتية.

إنها لهرطقة وفلتان ودولة كل مين إيدو إلو، فمتى سيستطيع الشعب اللبناني أن يحاسب من أدخله قاموس الذمية وقاموس الاستسلام؟

قاموس الذمية

قاموس الإستسلام

يردد تردادا

منغم الأنغام

بمعزوفة مقيتة

وقعها إكتام

تسكت المنابر

تشوه الأحكام

تزور الحقائق

وتقتل الأقلام

وترمي القيم

في بحر أوهام

منطق أعوج

يقتحم اقتحام

يرغب يرهب

يطلق السهام

على وطن

على شعب

يريده أزلام

يسوقه سوقا

كقطيع أغنام

يبغيه مبرمجا

أو مرغم إرغام

بحرية مقيدة

أومعدمة إعدام

ويدخله قصرا

قاموس الذمية

قاموس الاستسلام

 

الجيش في جرود القاع ورأس بعلبك.. «الأمر لي»

علي الحسيني/المستقبل/30 تموز/17

منذ أسْر العسكريين اللبنانيين في عرسال وما تبعه من احتلال لبعض المساحات الحدودية، وما رافقه من عمليات قتْل وأسْر وإرسال سيارات مُفخّخة إلى الداخل اللبناني وإعلان تواجد علني للجماعات المُسلحة في جرود عرسال والقاع ورأس بعلبك، راح الجيش يبني تحضيراته العسكرية واللوجستية ويُعزّز أمكنة إنتشاره عند الحدود ضمن الإمكانيات المُتاحة نسبيّاً وتثبيت مواقع له بعد خسارته بعضها خلال معارك كان خاضها مع تلك الجماعات، ليُصبح اليوم على ما هو عليه من جهوزية تامّة تُمكّنه من خوض اي مواجهة تُفرض عليه وحماية المدنيين والبلدات المُهددة بأمنها، بالإضافة إلى تحصين أماكن وجوده وجعلها عصية على الانهيار تحت أي من الظروف.

بعد ثلاث سنوات تقريباً من بداية الإحتكاكات والمواجهات العسكرية بين الجيش والجماعات الإرهابية في الجرود، وصل الجيش إلى مرحلة يُمكن تسميتها بحسب مصادر عسكرية بـ«الأهم»و«الأنجح»في تاريخ العمل العسكري والأمني واللوجستي للمؤسّسة العسكرية. ومن هذه الجهوزية الكاملة المبنيّة بشكل أساسي على مواجهة وصد أي محاولة لإختراق مساحات الامن التي فرضتها ألوية الجيش المُنتشرة في الجرود، يُمكن التأكيد أن كل ما يُحكى عن إنجازات وإنتصارات في مواجهة المُسلحين هناك، يعود الفضل فيها إلى الجيش الذي صمد وخاض المعارك الضروس طيلة الفترة الماضية والتي خسر خلالها خيرة من ضبّاطه وعناصره.

وإذا كان ثمة سؤال حول مدى جهوزية الجيش لخوض معركة في وجه الإرهاب اليوم، في جردَي القاع ورأس بعلبك؟. الإجابة عن هذا السؤال تُفنّدها الإستعدادات العسكرية والتدابير الإحترازية المتسارعة التي يتخذها الجيش عند جبهة»القاع - رأس بعلبك«في ظل عمليات استهداف متواصلة لمحاولات الإرهابيين النفاذ إلى الداخل اللبناني ونجاحه في شل حركتهم في الليل والنهار. ومن هذا الإرتياح الكامل بدأ الحديث عن معركة وشيكة يُمكن أن يخوضها الجيش خلال الفترة القليلة المُقبلة لتحرير هذه الجبهة من وجود المسلحين بشكل كامل وإعادة الوضع إلى ما كان عليه سابقاً، قبل إندلاع الأزمة السورية.

المعلومات المؤكدة تُشير إلى جهوزية الجيش لأي طارئ يُمكن أن يحصل خلال الأيام المُقبلة وعلى رأسها فتح معركة لدحر الجماعات المسلحة من الأراضي التي تحتلها عند الحدود. لكن وسط هذا الإحتمال الوارد بين لحظة وأخرى، يظهر بشكل واضح أن لدى الجيش خطّة واضحة تقتضي التعامل بحكمة مع كل المستجدات خصوصاً إذا كانت تتعلّق بالمدنيين وحمايتهم من دون إغفال الخصوصيّات التي يبني عليها جدول معاركه على النحو الذي يراه هو مناسباً ويخدم مصالحه الوطنية وتغليبها على أي مصالح أخرى. ولذلك تُشير مصادر عسكرية إلى أن الجيش يتريّث نوعاً ما في هذه المعركة ريثما تنتهي المفاوضات الحاصلة على صعيد إفراغ جرود عرسال من الوجود الإرهابي والتي قد تترافق مع عملية عودة العديد من النازحين السوريين إلى بلادهم، وهذا أمر سوف يُريح الجيش إلى حد كبير ويؤمّن ظهره بشكل كامل، ليكون مُستعدّاً لمعركة يُمكن أن تُفتح مع تنظيم «داعش» في جرود القاع ورأس بعلبك، وذلك في حال رفض هؤلاء الإنسحاب باتجاه الأراضي السورية بشكل سلمي.

المعركة في حال وقعت بين الجيش وبين «داعش» ضمن المناطق المذكورة، سوف يُكتب فيها النصر المؤكد للجيش، ومع هذا فقد آثر أن يمنح وقتاً إضافيّاً لأي عملية تفاوض يُمكن أن تحقن دماء أبناء المؤسّسة العسكرية وتجنيب المدنيين أي استهداف. أمّا الذين يتحدثون عن توقيت المعركة الذي يفرضه الجيش اليوم وتوجيه أسئلة من قبيل لماذا اليوم وليس من قبل، فتُجيب مصادر عسكرية أن ما حصل في جرود عرسال من دحر لـ«جبهة النصرة» والذي ساهم فيه الجيش بنسبة تفوق بكثير ما حُكي عنه في الإعلام، ساهم إلى حد بعيد في حماية ظهر الجيش ومكّنه من تثبيت وجوده ومواقعه في هذه النقطة من دون أي قلق أو توجّس من احتمال حصول عمليات التفاف على مواقعه.

وفي حال فُتحت المعركة مع «داعش» في جرود القاع ورأس بعلبك، فانها ستكون سهلة نوعاً ما بالنسبة إلى الجيش، خصوصا في ظل عدم وجود مخيمات للنازحين كتلك الموجودة في عرسال، وهذا من شأنه أن يمنحه حريّة التحرّك والتحكّم بساعة الصفر. وأيضاً من دون إغفال العامل الأبرز وهو عدم توحيد الصفوف بين «النصرة» و«داعش» وهو أمر كان ليُشكّل عامل ضغط على الجيش خصوصاً وأن مساحة الجرود واسعة جدّاً بحيث تغيب إمكانية الضبط الكامل وحصر المساحات التي يُمكن أن تكون نقاط إشتباك. وفي السياق تعود المصادر العسكرية لتؤكد عبر «المستقبل»، أن عناصر «داعش» في جرود القاع ورأس بعلبك، ما عادوا يحتملون الحصار الخانق الذي بدأ يُفرض عليهم اليوم، وهم فعلاً بدأوا يتحركون بشكل عشوائي بين الحين والآخر، الأمر الذي يُسهّل على الجيش استهدافهم وضرب تحركاتهم مع تسجيل إصابات مباشرة ومُحكمة في صفوقهم. أي عملية يُمكن أن يبدأها الجيش أو تُفرض عليه سواء بعد يومين أو أكثر، تتطلب مواكبة سياسية من الحكومة التي ستكون معنية بمواجهة هذا الاستحقاق سياسياً في الداخل والخارج، وهذا ما أكده رئيس الحكومة سعد الحريري من واشنطن عندما قال:«كنت افضّل أن يقوم الجيش اللبناني بمعركة جرود عرسال»، وهذا الكلام يُعطي اهمية بالغة للدور الذي يُمكن أن يقوم به الجيش خلال الأيام المُقبلة في مواجهة تنظيم «داعش» في جرود القاع ورأس بعلبك، في حال سقطت جميع التوقعات أو الاحتمالات التي تنحو باتجاه حصول مفاوضات مُشابهة لتلك التي تجري اليوم مع المُسلحين المتواجدين في جرود عرسال. والملاحظ أيضاً في عمل الحكومة ودعمها المُطلق للمؤسسة العسكرية ومنحها الثقة الكاملة في أي قرار تراه مناسباً، أنها لم تألُ جهداً في تقديم كافة أنواع الدعم للجيش، سواء المعنوي أو المادي المتمثل بتوفير الهبات العسكرية التي تُقدمها مجموعة من الدول.

أي قراءة في مشهدية أي معركة حسم يُمكن أن يُنفذها الجيش قريباً ضد الجماعات الإرهابية، من الطبيعي أن يكون توقيتها مرتبطا أيضاً بالظروف السياسية والمفاوضات التي تسير على أكثر من خط. لكن هذا يُقابله، استنفار عالي المستوى لضبّاط وعناصر الجيش. فوهة المدافع والبنادق موجهة على الدوام باتجاه الجرود. مناظير ليلية مُتطوّرة تُمكّنه من مراقبة تحركات الإرهابيين. والأهم أن مسألة تحرير ذلك القسم من لبنان، هي مسألة لبنانية بحتة لا تخضع لا إلى ظروف ولا إلى تسويات أو إملاءات خارجية. يبقى الأهم، أن الجيش هناك، هو الذي يفرض إيقاعه وهو الذي يُحدد مسرح عملياته العسكرية وعلى قاعدة «الأمر لي».

 

جلجلة الشرعية اللبنانية

بول شاوول/المستقبل/30 تموز/17

لا نعرف، منطقياً، لماذا يغضب «حزب الله» وربعه ممّن يسمّون أنفسهم مقاومة أو ممانعة، عندما يعتبر الجزء الأكبر من الشعب اللبناني أنّ سلاحه لا يمثّل الشرعية، وأنّ حروبه الداخلية، والخارجية، لا تمثّل الشرعية؟ هذا هو الواقع. فالحكومة اللبنانية، والبرلمان، ورئاسة الجمهورية، كما نعلم تمثّل هي الشرعية. بكل وضوح وبساطة، تماماً كما يساوي واحد وواحد اثنين. فباللغة الحسابية، والعقلية، والسياسية، لا يمثّل «حزب الله» إلا نفسه؛ ولأنّه لا يمثّل نفسه تماماً، بل «الشرعية» الإيرانية، فيعني أنّ قراراته «الكبرى» التي وصلته بالبريد السريع من بلاد الفرس، هي فارسية: من تأسيسه في الجنوب كحزب شيعي مقاوم بديلاً من المقاومة الوطنية، وصولاً الى ذهابه إلى سوريا لحماية مقام بشار الأسد، ومروراً بحرب 2006، وغزوة بيروت... ثم ما سبق كلّ ذلك وتلاه من اغتيالات، وانقلابات، وفوضى، وتعميق الفتنة المذهبية، وضرب الدولة، ومحاولة «استيعابه» الجيش، (والشعب) تحت مقولة «الجيش، المقاومة، الشعب»: أيّ جيش، أيّ مقاومة، أيّ شعب؟ وأزمات «الشرعيات» لم يخترعها الحزب، بل انطلق من إرثها ووسّعه، بحيث تجاوزت الاستراتيجيات الوطنية إلى ما هو أبعد منها. فنحن منذ نحو نصف قرن، نعيش في دوامة «شرعيات» ميليشيوية، أو احتلالية، أو وصائية، أو كانتونية جغرافية طالعة كلها من «نظام» كانتوني «متعدد»، يتبدّل هنا أو هناك، بوجوهه، لكن لا تتبدل أقنعته. وإذا أردنا اختزال هذه الظواهر، فيمكن أن نضعها تحت عنوان واحد: المقاومات المسلحة هي التي مثّلت كل هذه الشرعيات المتعاقبة. من «شرعية» سلاح المقاومة الفلسطينية، إلى المقاومات المضادة داخلها (تلك التي أنشأها أو ساهم فيها أو دمغها حافظ الأسد، صدّام حسين، ومعمر القذافي... وصولاً الى إسرائيل!).لم يعرف بلد آخر مثل هذا الكمّ من المقاومات في ظرف أقل من نصف قرن: كل يوم مقاومة، وكل يوم سلاح، وكل يوم «وُجهة»، وكل مقاومة تصبح شرعية، بديلاً من شرعية الدولة. المقاومة الفلسطينية وسمّيت «الحركة الوطنية» كصورة حزبية اختلطت فيها المذهبية مع العلمانية مع اليسارية مع القومية. فصارت هي في نظر جزء من اللبنانيين، الجيش، والحكومة.... حتى حلّت أعلامها محل كل علم في لبنان، حتى أعلام الكشّافة والفرق الرياضية... والجمعيات الخيرية...

] السلاح الفلسطيني

سلاح المقاومة الفلسطينية هو الذي بات يمثّل «سيادة» لبنان غير الرسمية.. ولكي تكتسب شرعية، فها هو مجلس نوابنا بكل أعضائه (بمن فيهم الأحزاب التي عبّرت بعدها عن رفضها الوجود الفلسطيني المسلّح)، يوافق بالإجماع على «اتفاق القاهرة» ما عدا الزعيم الوطني السيادي الديموقراطي ريمون إدّه وحزبه (الكتلة الوطنية). أقصد كل الأحزاب التي أسست المقاومة المضادة للثورة الفلسطينية صوتّت لشرعنة تسليم الجنوب اللبناني لمنظمة التحرير الفلسطينية. أي أن ورقة الحرب والسلم باتت في أيديها، (طبعاً وأيدي إسرائيل)، وحُفرت عندها دولة رسمية داخل الدولة التي تمثّل السلطات التنفيذية والتشريعية: دويلتان، في لا دولة. وشعبان في لا شعب واحد. وعندما اكتملت الدويلات «المضادة»، (الخارجة على القانون)، انتهت الدولة؛ وقُسّم الجيش، وتقاسمت «سلاحه الثقيل والخفيف الميليشيات... ولم تكن تنتظر الحروب سوى إشارة أو حدث: فكانت بوسطة عين الرمانة 1975.

بدأت منذ أكثر من أربعين عاماً، ولم تنتهِ. شرعيات في الشوارع. في الأزقّة. مجالس قضائية، محاكم خاصة وميدانية، ممثلون مرتجلون، أو راسخون... مجازر هنا وأخرى هناك، ثمَّ تهديدات بالسيطرة على كل لبنان: وتحويله من هونغ كونغ الى هانوي. الأحزاب اليسارية والقومية قرّرت أن تستولي على السلطة وتغيّر النظام، بسلاح وشعارات المقاومة الفلسطينية. من هنا مقولة أبو أياد «فلسطين تمر بجونية».... وما تلاها من مقولات مشابهة، حتى سقط ضحّيتها كمال جنبلاط نفسه، على يد نظام حافظ الأسد... الذي، وبدهاء شخصي، وتواطؤ مع إسرائيل وأميركا... قرّر دخول لبنان، أي قرر أن يكون بجيشه «شرعية» أخرى، يوافق عليها جزء من اللبنانيين: إذاً فليدخل، بحسب خطاب الأسد الشهير ليحمي المسيحيين من شر «الفلسطينيين» أو تحديداً من شرّ منظمة التحرير (الممثّل الوحيد للمقاومة الفلسطينية). وهكذا كان، دخل النظام السوري على أنقاض تل الزعتر ومخيّمي جسر الباشا وضبيّه. رائع! الواجهة كانت (الأحزاب التي وافقت على اتفاق القاهرة!)، مسيحية. صار عندنا حافظ الأسد «مقاوماً» في لبنان، ووراءَه إسرائيل وأميركا، وياسر عرفات ووراءَه الامتداد العربي، وهذا يبرّر شعار معركة «عرويالبنان» اعتبار أنّ هؤلاء يمثّلون الانفتاح العروبي، وسوريا والمسيحيون يمثّلون الانعزالية.

انقسام عمودي بين ما سمّي آنئذٍ «الشعوب اللبنانية»: كل طائفة جعلت من نفسها «شعباً»: «الشعب الماروني»، «الشعب الدرزي»، «الشعب السني»... و«الشعب الفلسطيني»... كل هذه الشعوب تجاورت بكانتوناتها، وبحروبها، وانفصلت في خطوط تماسها (الجغرافية) بين شرقية» «انعزالية» وغربية «عروبية» (علماً أنّ أحزاب الغربية بعيدة عن العروبية كالحزب القومي السوري الاجتماعي، والحزب الشيوعي، ومنظمة العمل الشيوعي...) شيء رائع! عروبيّون ضدّ العروبة، إيديولوجياً، من هنا تأسست «لبنانات» مصغرة على حساب «لبنان الكبير». فأوصلنا هذا الأمر الى واقع أنّه لم يبقَ لا لبنان صغيراً ولا لبنان كبيراً، بل لبنان جغرافياً وتاريخاً، في أيدي الوصايات السورية والليبية والعراقية والفلسطينية يُضاف إليهم الاحتلال الإسرائيلي للجنوب وقيام «دولة لحد» أي مقاومة بتمويل وسلاح وأهداف إسرائيلية. كانتون حدودي ينضاف الى الكانتونات الداخلية!

كل هؤلاء ينادون بشرعيتهم، حتى شُرعنت الميليشيات ومُسِحت ببركة «الاستقلال الذاتي» و«السيادات المبعثرة»، والدويلات العشوائية، والكتل المنغلقة، والحدود الدموية بينها! وما رافقهما من حروب إلغاء بين أبناء الطائفة الواحدة.

شرعية إذاً! فكلّنا مقاومة. إذاً كلّنا شرعية، ولتندلع هذه الحروب المشرعنة، لكي لا تُبقي شيئاً واقفاً في لبنان: حتى الدمار والخراب والموت والمجازر كانت تشرعن لأنّ مرتكبيها «مقاومات» لبنانية، أو سورية أو فلسطينية أو إسرائيلية مشرعنة، حتى بات كل قرار ميليشيوي هنا أو هناك فتوى «إلهية» أو إرادة سماوية، أو تعبيراً «شعبياً»: اختلطت السماء بالأرض، والدينونة بالحياة، فولدت «قدّيسين» وأبطالاً، وعمالقة، وصل بعضهم بمجده الفئوي الى مراتب الأولياء والقدّيسين وغيفارا، ونابوليون، والأميرال نلسون، وستالين...

] ... ودخول إيران

ولم يكن ينقص هذه الخلطات الميليشيوية سوى دخول إيران الى الساحة اللبنانية، بميليشيا جديدة تنضم الى ركب الميليشيات «المذهبية»، أي بحزب «إلهي» سلفاً، ينتحل اسم الله، ليُعينه على مقاومة العدو الإسرائيلي الذي يحتل الجنوب وأجزاء من البقاع... جاءوا متأخرين؛ لا! فالآلهة مهما تأخرت تأتي في مواعيدها، لتستعيد كل الشعارات اليسارية، واليمينية، والمذهبية، لتصنع منها توليفة أكثر انتفاخاً، وألصق عضوياً في داخل الجسم اللبناني: دخلت المقاومة الشيعية المزاد العلني الجديد وتربّعت على عرش الطائفة (بعد خطف الإمام الصدر، ونجاحها في حرب الإلغاء مع «أمل» وسيطرتها الأحادية على مفاصل كانتون جديد، هو الشرعية الوحيدة في البلد، بعدما حلّت الميليشيات السابقة تنظيماتها العسكرية ودخلت إلى رحاب الدولة.

] «شرعية» بلا لبنان

شرعية أكبر من كل لبنان: بسلاحها، وعتادها، وجيشها، وقضائها وعدالتها، وأحكامها، ودويلتها. من دويلات مبعثرة الى واحدة مشرّشة، مدعومة مالياً، و«عقيدة»، وتجهيزاً وفكراً... وعنفاً، من إيران. مكتفية بذاتها، متجاوزة شرعية «كانتونها» الى الشرعية اللبنانية، امتداداً الى العالم العربي تحديداً السني.

أكبر من كل المقاومات، أي أكبر من كل شرعياتها مجتمعة: استراتيجية موروثة من طموحات «إسرائيل الكبرى»، بأساليبها، ومراجعاتها، وأهدافها: ليس تدمير الدولة اللبنانية، وجيشها، وقواها الأمنية وبرلمانها، وحكوماتها، أي شرعيتها الشعبية فحسب، بل أيضاً التمدّد الى الأبعد: تفتيت الدول العربية.. الإسلامية (ضمن مخططات إسرائيل) لتتوّج كلها بشرعية جديدة: هي الشرعية الإيرانية (بحلف ضمني مع إسرائيل ومعلن مع النظام المذهبي في سوريا). شرعية السلاح المقاوم (شعار الأسلحة الميليشيويّة والفلسطينية والفصائل الأخرى)، مقدّس، وكل تعرّض له يخدم العدو الإسرائيلي.

فليفعل السلاح إذاً ما يشاء، ولترتكب المقاومة «الأحدث» ما تشاء، وتهدّد مَن تشاء، وتقتل مَن تشاء، وتعلن حربها متى تشاء، من دون إذن أو دستور أو حتى إعلام من الدولة اللبنانية. فشرعيّتها مفروضة على البلد، لكنّها مفروضة من إيران على الحزب. وهكذا تحرّر الجنوب من دون أن يعلم أحد كيف تحرّر، ولا كيف انسحبت إسرائيل؛ المهم: الانتصار. والانتصار هنا عميم للبنان (وهذا طبيعي)، لكن لإيران وسوريا (وهذا غير طبيعي). نقصد أنّ «الحزب حرّر الجنوب من احتلال واحد وسلّمه لاحتلالَين بعثي وفارسي». فيا لهذا التحرير المبين.

وارتد الحزب الى الداخل (ضمن خطة موضوعة مع إنشاء مقاومته)، ليقبض ثمن انتصاره. والثمن لبنان، وإطلاق يده حرّة في أمور القرارات. فالشرعية لمن حرّر. وإذا لم يحرّر، فلمَن انتصر. وإذا لم ينتصر، فلمَن قاوَم، وإذا لم يقاوم، فلمَن جاهد، وإذا لم يجاهد... فللأقوى عسكرياً على الأرض.

صحيح أنّ 14 آذار أرغمت جيش النظام السوري على الانسحاب من لبنان، وهذا إنجاز تاريخي، لكنّ الحزب ورِثَ كلّ موبقات الميليشيات السابقة والوصاية السورية. صار «حديدان وحده في الميدان». وها هو اليوم بعد هزيمته المدوّية في سوريا: ذهب إليها لإنقاذ الأسد مع إيران، فبات يحتاج الى مَن ينقذه: أيّ إسرائيل بتواطؤاتها مع آل الأسد، وروسيا: استنجدت مقاومة «الإرهاب»، والشعب السوري (خلطت بينهما)، بالقوة الروسية، لتعينها على إنقاذ سمعة إيران، والأسد. أنهى دور المقاومة في سوريا.. سريعاً. اندحرت أمام الثوار، وأصحاب الربيع العربي، لكنّها استنجدت، منذ رحيلها، بالمذهبية: أي بضريح السيّدة زينب (ومَن قال لكم أنّ ضريح السيّدة زينب موجود في سوريا وليس في العراق أو في مِصر). المذهبية إذاً. وهنا الدور الأساسي للحزب الإيراني: قتل ما أمكن من سنّة سوريا وتهجيرهم، وتهديم مدنهم وقراهم، وإعلان دمشق ولاية فارسية.

شرعية الحزب لم تعد «لبنانية» فقط، بل سورية، فالشعب لم يعد موجوداً ويمكن تعويضه بتجنيس مئات ألوف الإيرانيين، في تغييرات ديمغرافية طاولت العراق، وأخيراً الموصل... صار الحزب إذاً «دوراً». دوراً إرهابياً ينشر خلاياه في سوريا والعراق والكويت والبحرين ومِصر. قوّة ميليشيويّة عالمية! لكن وراء كل هذه الضوضاء الدموية والانتهاكات، فالحزب خسر الحرب في سوريا. ذهبت دماء «مقاتليه» من الشباب الشيعي اللبناني هباءً.

دماء مجانيّة تغطي دمشق وإدلب وحلب... وأخيراً لا آخراً جرود عرسال...

] خاسرو الحرب: رابحو معركة

الخاسران الحرب: أي نظام الأسد وإيران (عبر حزبها)، يبحثان عن انتصار «خاص» (بعدما جيّرت كل الانتصارات للأميركيين والجيش العراقي والروسي)، لكي يتمكّنا من احتلال الشريط الحدودي الشرقي الشمالي من لبنان، ليكون أوتوستراداً لكل محاولة تخريبيّة، أو إرهابية (على طريقة المملوك وميشال سماحة ووراءَهما بشار)، وليكون ممراً للقتلَة والمجرمين (على غرار شاكر العبسي في نهر البارد)، أو انقلابية شاملة.

كلّ هذا باسم شرعية مقاومة لم تعد موجودة. وممانعة مرحومة. وجهاد مفقود. والحزب الخاسر في معاركه السورية، يريد بأي ثمن أن يفوز بانتصار، أمام «بيئته» المنكوبة به، وكذلك أمام انتصارات الجيش اللبناني على الإرهاب (مقتل الحزب على المدى الطويل هو الجيش!)، ومع هذا يريد أن يغتصب الحزب «شرعية» رسمية وشعبية لبنانية. كيف؟ بإهداء «انتصاره» الى لبنان. وكيف يهدي انتصاراً لا يملكه أصلاً، ولو ملَكَه لصادرَتْهُ إيران.

ولهذا، فتيار «المستقبل»، أحسن صنعاً ببيانه التوضيحي: لا شرعية لسلاح الحزب، لا شرعية لحروبه السابقة، ولا شرعية لمعاركه الإيرانية – البعثية في جرود عرسال.

هو في مكان، والدولة في مكان آخر. هو في مكان والشرعية دونه في مكان آخر... هو في مكان وأكثرية الشعب اللبناني دونه في مكان آخر... هو في مكان... والجيش اللبناني الوحيد المخوّل بسلاح شرعي يدافع فيه ما أمكنه عمّا تبقّى من لبنان!

شرعيّتك يا حزب إيران لا تأتي من هؤلاء المرتزقة الذين تزرعهم على شاشات تلفزيونك... وصحفك! لأنهم أصلاً بلا شرعية!

أمّا بالنسبة للإرهاب الإعلامي الداعشي الذي أطلقتم نفيره يا حزب النفير الإيراني، فهو ليس غريباً عنكم. وهل في جعبكم و«أفكاركم» (قلت أفكاركم؟ أين)، سوى هذه التهديدات، بكمّ الأفواه، والسكوت عن هزائمكم في سوريا وألوف الضحايا التي قدمتموهم نذائر لأربابكم في إيران... وانتهاككم سيادة لبنان، والشرعية، فهذا الإرهاب ينضح بما ومَن فيه.

إنّه سلاحكم... التخويني، والتشويهي...

فما أعظم الخوَنة عندما يصِمون الوطنيين بالخيانة!

بضاعتكم الإرهابية ردّت إليكم وعليكم!

 

وظيفة «حزب الله»

 الياس حرفوش/الحياة/30 تموز/17

قام «حزب الله» بالوظيفة التي كانت مطلوبة منه. مشاركة الحزب في الحرب على السوريين لم تكن في حاجة إلى «انتصاره» في جرود عرسال لتزداد رسوخاً في الأذهان. وظيفة الحزب في سورية نابعة من مصالح متعددة تلتقي: حماية نظام بشار الأسد، والدفاع عن النفوذ الإيراني في عاصمة الأمويين، وتأكيد دور الحزب في لبنان كقوة عسكرية (ميليشياوية) تقوم بما لا يقوم به الجيش اللبناني، أو بما لا يُسمح له القيام به.في جرود عرسال، ظهرت هذه الأدوار بأبرز صورها، وبأكثر ما يمكن أن تكون عليه من وضوح:

حماية نظام الأسد، من خلال توسيع مناطق نفوذه لتمتد وتشمل الآن كامل الحدود السورية- اللبنانية. ولا يحمي هذا التوسع نظام الأسد فقط، من خلال ربط منطقة القلمون بالجرود اللبنانية، بل يمهّد لمنطقة آمنة لـ «حزب الله» في منطقة الحدود. من هنا، معنى ما تضمنه الاتفاق الذي أوقف المعارك، وقضى بنقل المسلحين وعائلاتهم إلى منطقة إدلب التي أصبحت منطقة «استضافة» للمهجرين السنّة الذين يتم «تنظيفهم» من مختلف المناطق المحاصرة، كما حصل عند تهجير أهالي حلب وحمص وحماة ومضايا والزبداني وداريا ومعضمية الشام وسواها.

يضاف إلى هذه النتيجة أن ترابط مناطق الحدود السورية- اللبنانية، في الشكل الذي يتيح لطرف مسلّح لبناني (حزب الله) أن يدخل للقتال في الأراضي السورية، كما يتيح لطيران النظام السوري ومدفعيته أن يقصفا مواقع من تصنّفهم «إرهابيين» في الأراضي اللبنانية، هذا الترابط يعيد إلى الذاكرة الشعار الشهير «شعب واحد في بلدين»، والذي لا يُستبعد أن يكون شعار المرحلة المقبلة في علاقات البلدين، عندما يطمئن بشار الأسد إلى اشتداد عود نظامه وعودة سطوته الكاملة على الجزء السوري من «الشعب الواحد».

وعند الحديث عن القوة المستجدّة لنظام الأسد، فإن معركة «حزب الله»، بنتائجها المفضية إلى دعم هذا النظام، تأتي في السياق الدولي ذاته الذي يميل إلى اعتبار نظام الأسد أقل خطراً من ذلك الذي يشكله الإرهابيون، عملاً بالمثل: شيطان تعرفه أفضل من شيطان تتعرف إليه.

أما حماية النفوذ الإيراني في دمشق فلا يؤكدها أكثر من «حزب الله» نفسه، وخطب أمينه العام الذي كرر في أكثر من مناسبة، في مجال دفاعه عن تدخل عناصره في الحرب السورية، أن الدافع إلى ذلك كان ضرورة حماية «محور الممانعة» من السقوط. والمقصود به طبعاً ذلك التكتل المذهبي الذي ترعاه إيران وتفاخر بسيطرتها على أربع عواصم عربية، بيروت واحدة منها. وعندما اطمأنت طهران إلى حماية هذا المحور، في دمشق وبيروت على الأقل، كان لا بد من غطاء آخر للتدخل في سورية، فظهر الهدف المعلن الآخر، وهو محاربة التنظيمات الإرهابية، باعتبار أن هذا الهدف هو الآن أكثر قابلية للتوظيف في عواصم القرار. هكذا، صارت معارك جرود عرسال ضد «النصرة» معارك «دولية» بامتياز، طالما أن الحرب على الإرهاب هي دولية كذلك. وما دام «حزب الله» في مقدم الصفوف في هذه الحرب، فإنه يعتبر أن من حقه بالتالي أن يوظف هذا الانتصار في خدمة نفوذه ودوره على الساحة اللبنانية، حيث يتم تسويق معركة عرسال بواسطة إعلام الحزب على أنها أنقذت لبنان من أخطار الهجمات الإرهابية التي يقال أنها كانت تنطلق من تلك المنطقة البقاعية إلى معقل الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت، كما إلى مناطق لبنانية أخرى.

وهنا نصل إلى توظيف «حزب الله» معركة عرسال لدعم نفوذه على الساحة اللبنانية، وهو نفوذ لم يكن يحتاج إلى «انتصار» عرسال، إذ لا يوجد أصلاً من هو مستعد أو قادر على مواجهته حالياً. فالحزب الذي قام بالدور الذي كان يؤمل أن يقوم به الجيش اللبناني في حماية حدود بلاده، أو الرد على أي تهديد تتعرض له هذه الحدود من أي جهة كانت، وهي حجة الحزب في مواجهة «جبهة النصرة» في تلك الجرود، يفرض نفسه الآن الجهة المسلحة الأقوى التي تمكنت وحدها من ردّ الإرهاب عن لبنان، مثلما تمكن في السابق من حمايته من إسرائيل. وها هو الحزب الآن يوسع ساحة كَرَمه فيعرض على الجيش اللبناني «تسلّم» المناطق التي سيطر عليها «عندما يطلب الجيش ذلك»! أمام مقاومة «قوية» كهذه، يصح السؤال عن المكان الباقي لـ «الجيش والشعب» في هذه المعادلة المثلّثة المفروضة على اللبنانيين.

 

لبنان وأميركا… والحذر

خيرالله خيرالله/العرب/30 تموز/17

لعلّ آخر ما يحتاجه لبنان هو زج نفسه في صراعات إقليمية لا تسمح له تركيبته الداخلية وظروفه الراهنة بتحمّل نتائجها وانعكاساتها. لم تكن تمثيلية جرود عرسال، التي لعب “حزب الله” دور البطولة فيها، سوى فصل آخر من مسلسل يستهدف جرّ لبنان إلى أن يكون جزءا لا يتجزّأ من “محور الممانعة” الذي صار اسمه “البدر الشيعي” حسب التوصيف الإيراني. هذا معناه أن يكون لبنان تابعا لإيران، حاله حال النظام السوري أو الحكم العراقي الذي قبل أن يكون “الحشد الشعبي” الذي يضمّ ميليشيات مذهبية تابعة لأحزاب معيّنة عنوانا لمستقبل العراق. الأكيد أن لبنان الذي يخوض منذ العام 1969، تاريخ توقيع اتفاق القاهرة المشؤوم، معركة المحافظة على الذات، يجد نفسه مضطرا إلى اعتماد سياسة الحذر. يبدو الحذر أكثر من ضرورة عندما يتعلّق الأمر بالتعاطي مع الولايات المتحدة التي امتلكت في كلّ وقت سياسة تتجاوز لبنان وحدوده. كانت هناك دائما سياسة أميركية تنظر إلى لبنان من زاوية الاهتمام بالمنطقة ككلّ بعيدا عن التفسيرات المضحكة لبعض المسيحيين اللبنانيين الذين اعتقدوا أن الإنزال العسكري الأميركي على الشاطئ اللبناني في العام 1958 كان من أجل لبنان أو من أجلهم، في حين أنّه جاء بعد الانقلاب العسكري الدموي في العراق يوم الرابع عشر من تمّوز-يوليو من تلك السنة. كان الهدف الأميركي من الإنزال عرض قوّة على الشاطئ اللبناني لطمأنة حلفاء الحلفاء الإقليميين والحؤول دون أن يكون للانقلاب العراقي فعل الدومينو في المنطقة.في أواخر العام 1975، جاء المبعوث الأميركي دين براون إلى لبنان. طوّر الغباء المسيحي فكرة أنّه أتى من أجل تهجير المسيحيين منه وأنهّ اصطحب معه سفنا أميركية لأخذ المسيحيين إلى أميركا. هل من خيال مريض يستطيع بلوغ هذا الحدّ من الهلوسة المتمثلة في سفن أميركية تتسع لمسيحيي لبنان كي ينتهوا في الولايات المتحدة أو غير الولايات المتحدة؟ لم يكن من الهدف الأميركي في تلك المرحلة سوى ضبط الوضع اللبناني والحؤول دون مواجهة عسكرية سورية-إسرائيلية يمكن أن يتسبّب بها الوجود الفلسطيني المسلّح في لبنان الذي يُعتبر نتيجة مباشرة لاضطرار البلد إلى توقيع اتفاق القاهرة. كان مسيحيو لبنان واللبنانيون ولبنان كلّه آخر هموم الإدارة الأميركية حين كان هنري كيسينجر الرجل الأساسي في واشنطن بصفته وزيرا للخارجية ومستشارا للأمن القومي في مرحلة انتقالية تلت استقالة الرئيس ريتشارد نيكسون وحلول جيرالد فورد مكانه. كان كيسينجر يفكّر فقط في كيفية السيطرة على “مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية”.

كل خطوة بحساب

وجد ضالته أخيرا في الجيش السوري بعدما أبدى حافظ الأسد استعداده لتولي مهمة وضع اليد على كل المواقع التي كان مقاتلو منظمة التحرير موجودين فيها في لبنان. بالطبع، وضعت إسرائيل لاحقا ما سمّته “الخطوط الحمر” لانتشار الجيش السوري في لبنان.

كانت “في حاجة إلى الاشتباك بين وقت وآخر مع الفلسطينيين في جنوب لبنان”. عزت ذلك إلى أسباب مرتبطة بتفاهم ما مع النظام السوري على بقاء جبهة الجنوب مفتوحة لأغراض تخدم الجانبين، خصوصا بعدما استتبّ الهدوء التام على جبهة الجولان منذ العام 1974.

لا حاجة إلى العودة إلى مرحلة الوجود السوري في لبنان وإلى حرب 1982 التي شنتها إسرائيل من أجل إخراج المقاتلين الفلسطينيين من لبنان. لا حاجة بالطبع إلى التذكير بأن لبنان كان الخاسر الأوّل في تلك الحرب ولا إلى الوعود الأميركية إلى الرئيس أمين الجميّل التي بقيت مجرّد وعود. عند أوّل هجمة على السفارة الأميركية في بيروت، وهي عمل إرهابي تلاه تفجير مقرّ المارينز قرب المطار، انسحبت الولايات المتحدة من لبنان.

كانت أميركا في عهد رونالد ريغان تعرف جيدا من وراء تفجير سفارة بيروت ومقرّ المارينز في العام 1983. لم تفعل شيئا. فضّلت الانسحاب وترك لبنان للنظامين السوري والإيراني وذلك في وقت بدأت طهران تعزز وجودها في لبنان بكل الوسائل الممكنة.

كذلك، لا حاجة إلى العودة إلى ما تعرّض له لبنان في العام 1990، حين جددت الإدارة الأميركية للوصاية السورية في لبنان مكافأة لحافظ الأسد على مشاركته في حرب تحرير الكويت إلى جانب الجيش الأميركي.

من يسمع كلام الرئيس دونالد ترامب لدى استقباله رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري يدرك أن الإدارة الأميركية تدرك تماما ما هو “حزب الله” وما يشكله من تهديد للبنان واللبنانيين وللمنطقة ككلّ. كان مهمّا أن يجمع ترامب بين الإرهابين السنّي والشيعي وأن يصف “حزب الله” بطريقة دقيقة.

لم يفرّق بين “داعش” السنّي و”الدواعش” الشيعية. أظهر في الوقت ذاته أن إدارته ليست مستعدة للتغطية على ما ترتكبه إيران وميليشياتها المذهبية في المنطقة من أجل حماية المفاوضات في شأن ملفّها النووي، على غرار ما فعل باراك أوباما. كان الاتفاق في شأن الملفّ النووي الإيراني هدفا بحد ذاته لأوباما. يمكن أن يكون ترامب مستعدا للتعايش مع هذا الاتفاق كما يمكن أن يتخلّص منه يوما. ليست لدى ترامب عقدة إيران. على العكس من ذلك، يبدو أنّه يعرف، مع الرجال الأساسيين في إدارته، ما هو الدور الإيراني في مجال الاستثمار في إثارة الغرائز المذهبية وتأجيجها. كلّ ما يصدر عن الرئيس الأميركي كلام سليم، بما في ذلك موقفه من بشّار الأسد ونظامه. ولكن هل هناك ما يشير إلى أنّ الإدارة الأميركية ستنتقل من الكلام إلى الأعمال.. أم تبقى مجرّد متفرّج على ما يدور في المنطقة تاركة لبنان لمصيره في ظلّ غياب أوروبي فاضح وقناعة عربية، تزداد يوما بعد يوم، بأنّ البلد وقع تحت الوصاية الإيرانية؟

من حقّ الرئيس سعد الحريري أن يكون في غاية الحذر، خصوصا أن الهدف بالنسبة إليه هو حماية لبنان. وحده الحذر يسمح للبنان بحماية ما بقي من مؤسساته، بما في ذلك مؤسسة الجيش اللبناني. هذا الحذر الضروري سمح بتفادي الفراغ الرئاسي في لبنان وسمح للبلد بكسب بعض الوقت في انتظار انتخابات نيابية قد تجرى أو لا تجرى في أيار-مايو 2018. هذا الحذر أتاح للبنان فسحة التفكير في كيفية العمل من أجل ألاّ تكون العقوبات الأميركية على “حزب الله” عقوبات على المصارف اللبنانية التي تشكل بالفعل العمود الفقري للاقتصاد اللبناني.

لا شكّ أن لبنان في وضع غير مريح. كان سيكون في وضع أسوأ لو لم يعتمد سعد الحريري الحذر. فترامب نفسه في وضع قلق. كذلك، فإن الصعوبات التي يواجهها تزداد يوما بعد يوم، خصوصا بعد أن تمرّد الحزب الجمهوري عليه وقرّر فرض عقوبات جديدة على روسيا. وهذا تطوّر لا يمكن الاستخفاف به ويفرض طرح أسئلة من نوع هل السياسة الواضحة للرئيس الأميركي تجاه إيران وأدواتها وتجاه النظام السوري ستجد ترجمة لها على أرض الواقع بما يعزّز دور مؤسسات الدولة اللبنانية أم تبقى كلاما جميلا لا أكثر؟ إنّه كلام كان يقوله رونالد ريغان قبل أن يترك لبنان لمصير بائس، في ليلة ليس فيها ضوء قمر، تحت رحمة النظامين في سوريا وإيران؟

 

عن معنى الانتخابات في ظل العهد الجديد وانتصاراته

سامر فرنجيّة/الحياة/30 تموز/17

واقعتان تسيطران على مقاربة «القوى الإصلاحية» للانتخابات النيابية المقبلة في لبنان. الأولى إقرار قانون انتخابي نسبي، وهو المطلب التاريخي للقوى الإصلاحية (وخاتمة المظلومية الانتخابية للحزب الشيوعي اللبناني). أما الثانية، فتمثّلها نسبة «الـ٤٠ في المئة» وهي نسبة الذين اقترعوا للوائح «الإصلاح» في الانتخابات البلدية والنقابية الأخيرة. وتقاطع هاتين الواقعتين حوّل الانتخابات النيابية المقبلة إلى «أم المعارك» الإصلاحية التي ستفتح أبواب المجلس أمام أعيان الإصلاح بعدما فشلوا في اقتحامه جماهيرياً. فمع تراكم الحركات الاحتجاجية في الآونة الأخيرة والانهيار الوشيك للنظام، بتنا أمام آخر معارك الإصلاح وخاتمة سيرورة طويلة من التضحيات والنضال. المطلوب بسيط: توحيد صفوف الإصلاح، صياغة برنامج وطني، إنشاء ماكينة انتخابية... أو على الأقل، هذه هي الرواية المبسّطة التي تسيطر على مخيلة البعض. لكن ماذا عن احتمال أن يكون النظام الذي يقارعه الـ٤٠ في المئة قد انهار، وهو انهيار لم تلحظه القوى الإصلاحية وهي تصارع الطبقة السياسية في زواريب الفساد متجاهلة المعارك في الجرود؟ قد يصعب لخطاب يرى ذاته يقاوم عدواً عمره من عمر البلد، وإن تغير اسمه من «طغمة مالية» إلى «كلن يعني كلن» مرورا بـ «الترويكا»، أن يقبل باحتمالات كهذه. فالظاهر السياسي ليس إلا غطاء للباطن الاجتماعي وفق هذا المنطق. لكن ماذا لو كان الأمر معكوسًا، أى تحوّل المسألة الاجتماعية إلى غطاء أيديولوجي يخفي تحوّلات النظام؟ وماذا لو أن «العهد الجديد» لم يكذب عندما طرح نفسه كقطيعة مع النظام السابق؟

ربّما من المبكر تحديد معالم العهد الجديد، وإن كانت هناك إشارات واضحة للاتجاه الذي تسلكه الأمور. ففي لحظة تحوّل إقليمي يطاول موازين القوى من جهة وتركيبات الدول والمجتمعات من جهة أخرى، يمثل العهد الجديد اصطفافاً جديدًا للبنان وإتماماً لعملية تحويله إلى إحدى ساحات الصراع العسكري للحشود الشعبية المتنقلة. إنّها ليست عودة لبنان إلى حضن النظام البعثي، كون هذا الأخير لم يعد كما هو، بل ربط للأراضي اللبنانية بخارطة الشرق الأوسط الجديدة، المكوّنة من مخيمات نازحين من جهة ومناطق مفيدة من جهة أخرى. في هذه الجغرافيا الجديدة، يأتي العهد الجديد في طور أزمة الاقتصاد اللبناني، بعدما بات نموذج ما- بعد الحرب غير قابل للحياة. وفي أعقاب ذلك، تلوح سياسة نهب أولي وإعادة تشكيل للريع الاقتصادي قائم على وعود النفط والغاز، بما يعيد تركيب اقتصادات المناطق المفيدة على تقاطع العسكر والإعمار والريع. هذان التحولان يفرضان تحولاً آخر في بنية النظام السياسي، ينقله من توافقيته (وإن كانت كاذبة) إلى «حكم الاستثناء»، حيث تشكل «الحرب على الإرهاب» وميليشيات الدولة وقوانين الطوارئ منطق السياسة الجامع. فالعنف لم يعد كامناً بل أصبح المحور الأساسي للسياسة في لبنان، ليصبح «الإعلام الحربي» الوريث المعلن للسيارات المفخخة التي اعتبرناها عقيمة حفاظًا على السلم الأهلي.

بعد انتصار لبنان الموحّد على أبو مالك التلّي واستدعاء التاريخ ليشهد على المجد الجديد، تبدو الانتخابات المقبلة بلا معنى ومجرّد ترهات «ديموقراطية» لا تقارن ببطولات المجاهدين في الجرد. فالنصر العسكري ومعه الالتفاف الشعبي حوله قدما المضمون الناقص للعهد الجديد. فما بعد جرود عرسال ليس كما قبلها، كما يحب أن يردد حاكم لبنان الجديد: فمرحبا بدولة حزب الله. بهذا المعنى، قد لا نكون في صدد المعركة الانتخابية الأخيرة بين قوى الإصلاح والفساد، بل أمام أول نموذج للانتخابات في «لبنان المفيد».

منذ انتهاء الحرب، شهد لبنان نموذجين من الانتخابات. خلال التسعينات، قامت المعارك الانتخابية، في ظل سيطرة المخابرات السورية، على احتمالات الخرق الضئيلة لمعارضي الوصاية. الانتخابات لم تكن مهمة بل كانت مجرّد مرحلة في بناء تيار معارض عريض، يشكل البرلمان جزءًا منه، الجزء الأقل أهمية. كانت نقطة التحوّل الانتخابات الفرعية في المتن عام ٢٠٠٢ حيث تعادل مرشحا السلطة والمعارضة، وبدأت معركة الاستقلال. النموذج الثاني من الانتخابات بدأ مع أول انتخابات خارج هيمنة المخابرات السورية، وقام على منطق الفوز بالأكثرية. فتصارعت كتلتان تمثلان تيارين شعبيين، وكان هدفهما الفوز بأكثرية المجلس. انتهى هذا النموذج مع بروز استحالة الحكم بوجود حزب الله وانهيار الطرف الفائز بالأكثرية، وبدأ مسلسل تمديد المجلس.قد لا يصح النموذجان على الواقع الجديد. فقد فاز العهد الجديد قبل أن تخاض الانتخابات لكونه نجح في إنتاج معارضته «الداخلية». باتت معارضة الحريري مرتبطة بالحفاظ على بضعة عقارات في عملية إعادة توزيع الريع الاقتصادي، وهذا بعدما فقدت مقوماتها الشعبية. أما القوات اللبنانية، فمرهونة بلعبة الحفاظ على الموقع الثاني ضمن الطائفة المسيحية، ريثما يتحرّر الموقع الأول. وفي ما يخص جماعة الإصلاح، فهي اليوم مدعوة إلى دخول العهد الجديد ضمن معادلة «رملة البيضاء مقابل عرسال»، أي للعب دور المعارضة المقبولة في دولة حزب الله، وهي التي تستجدي «المقاومة والجيش والشعب» لبعض من الإصلاح. فلا معنى عن كلام إصلاح الدولة أو العبور إليها بعد اليوم. إنّها دولة حزب الله، لا تُصلَح بل تُصلِح فيما هي تعبر فوق رقاب من يعارضها.

إننا أمام احتمال أول مجلس نيابي تسيطر عليه قوى لبنانية من خلال السلاح، ما يفرض إعادة اعتبار للسياسة وطرق عملها. فليس من عنوان اليوم أهم من إسقاط العهد الجديد وشعار «المقاومة والجيش والشعب»، بما يمثله من انحدار استبدادي في البلاد، وهو عنوان يتصدر مطالب الإصلاح أو بناء الدولة. بات من الضروري البحث عن شبكات أمان من قبضة العهد الجديد، من خلال بناء التحالفات الواسعة التي تضم كل من يعارض العهد، وإن كانت لا ترضي تطلعاتنا الأخلاقية. بهذا المعنى، قد لا يكون دور «القوى الإصلاحية» اليوم البحث عن تمثيل نيابي بقدر ما هو إنتاج الخطاب والأسس لتحالف واسع يشكّل إمكانية معارضة حزب الله. بكلام آخر، مستقبل الـــسياسة في لبنان اليوم أن تبقى هناك قوى سياسية، مهما كانت ضئيلة، ترفض تطبيع سيطرة حزب الله. هذا أهم من الـ٤٠ في المئة من المقترعين الذين يشكلون مادة أحلام المصلحين.

 

الحريري يحقق ثلاثة أهداف في واشنطن

 جويس كرم/الحياة/30 تموز/17

يمكن القول إن زيارة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري هي الأنجح له للعاصمة الأميركية منذ ٢٠٠٦ ولقائه يومها جورج دبليو بوش. الكثير تغير لبنانياً وأميركياً عن تلك الحقبة، إنما بالمعايير السياسية والاقتصادية فإن الزيارة رسخت إطاراً استراتيجياً - ولو محاصراً بتحدي «حزب الله» - للتعاون في مجالات الأمن والاستثمارات وملف النفط والغاز. لقاء دونالد ترامب بالحريري الثلثاء الذي هاجم فيه الرئيس الأميركي، أربع مرات، «حزب الله» في المؤتمر الصحافي، كان شاملاً وعكس إلماماً واهتماماً من الفريق الرئاسي الجديد بلبنان. الاستقرار الداخلي، الحرب في سورية والأسد، الاستراتيجية الأميركية غير المكتملة حيال إيران، التحالف الحكومي في لبنان، مشاريع الاستثمار كانت على الطاولة. كما كان التصور الأميركي للمنطقة والذي برز فيه تأثر ترامب الكبير بجنرالاته في الحكم. «ماذا بعد داعش؟» هو السؤال المكرر أميركياً من إدارة تخشى إعادة تجربة بوش بالانزلاق في وحول الشرق الأوسط، وفي الوقت نفسه لا تريد تكرار أخطاء أوباما بالانسحاب سريعاً وترك فراغ تملأه المجموعات المسلحة وتستفيد منه إيران. الإجابة غير واضحة بعد، عدا تأهيل المجتمعات ومنع تفشي الاقتتال المذهبي في المناطق التي كانت خاضعة للتنظيم.

لبنانياً، يمكن القول إن الحريري حقق ثلاثة أهداف في زيارته. الأول والأهم هو في ضمان استمرار المساعدات الأمنية للجيش اللبناني البالغة ٨٠ مليون دولار سنوياً، وفي حصد دعم جديد في ملف اللاجئين مع إعلان الخارجية تقديم ١٤٠ مليوناً إضافية في ملف النازحين. إذ على رغم ضغوط مجموعات عدة في واشنطن لوقف الدعم السنوي للجيش، أعطى ترامب ووزارة الدفاع ضمانات لاستمراره تنفيذاً لآلية يسير بها الجانبان منذ ٢٠٠٦.

هذا الدعم لا يعني أن ليست هناك أسئلة أميركية حول دور الجيش وأخطاء جسيمة بالتعاطي مع معتقلين سوريين قضوا تحت التعذيب، أو التلكؤ في رسم الخطوط السيادية أمام «حزب الله». لا بل هناك دعوات أميركية لتحقيق في أداء وتحسين آلية عمل الجيش، مع إدراك هامش تحركه الداخلي ومن دون المجازفة بإضعافه بقطع المساعدات. ومن المتوقع أن يصل قائد الجيش جوزيف عون في زيارة ثانية الى واشنطن خلال أقل من أسبوعين. أما الهدف الثاني الذي حققه الحريري فهو تحييد المؤسسات اللبنانية عن عصا العقوبات المرتقبة من الكونغرس الأميركي ضد «حزب الله» والتي يتوقع التصويت عليها في أيلول (سبتمبر) المقبل. وهنا كانت لقاءات الوفد الذي ضم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في الكونغرس ومع نواب من الحزبين الديموقراطي والجمهوري أساسية في تخفيف وطأة العقوبات، وإجراء تعديلات تمت مناقشتها قبل وصول الحريري أبعدت حركة «أمل» وغيرها من حلفاء «حزب الله» عن النص الأخير. «الهدف هو حزب الله وليس لبنان» هكذا قالت مسؤولة في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، متوقعة أثراً قليلاً على المصارف اللبنانية، إنما ضغوطاً كبيرة على ممولين أفراد ومؤسسات للحزب ولبنيته السياسية والعسكرية والإعلامية والإعمارية.

الهدف الثالث هو ترسيخ تعاون اقتصادي مع الحكومة اللبنانية والبحث جدياً في ملف النفط والغاز في الزيارة. هنا قد تتجه الإدارة الأميركية لتعيين مبعوث خاص، مثل المسؤول السابق عن الطاقة في الخارجية الأميركية آموس هولشتاين للمساعدة في تسوية الحدود البحرية مع إسرائيل وبدء عملية المناقصات والعقود. وكما الأردن وتركيا، جاء الوفد اللبناني جاهزاً بخطط اقتصادية هذه المرة للمساعدة في التعاطي مع الجوانب التنموية والاجتماعية لمسألة اللاجئين، لأن البديل كارثي. وهناك حديث بدأ عن مشاريع إعادة الإعمار في سورية بعد إبرام تسوية سياسية قد لا تكون وشيكة، إنما لتهيئة لبنان كمركز لهكذا مشاريع أميركية أو صينية بدأ الحديث عنه. «حزب الله» يبقى الحاضر الأكبر في الزيارة وفي أسئلة الكونغرس والحكومة الأميركية. إنما تحييده كـ «قضية إقليمية» أعطى الحريري فسحة ولو موقتة لبحث ملفات أكثر آنية تساعد قدر الإمكان في تحييد لبنان الى حين انبلاج الصورة الإقليمية.

 

نصر الله يفاوض الإرهاب أم يخضع لبيئته الشيعية؟

مازن شندب/السياسة/30 تموز/17

في خطابه الاخير الذي ألقاه الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله، كان جد محترم مع جبهة “النصرة”، فطيلة ساعة بتمامها وكمالها وهي الوقت الذي استغرقه الخطاب، لم يصف السيد نصر الله الجبهة بالارهابية، بل ظل مكتفيا بتسميتها الرسمية “جبهة النصرة”، فعبارات مصب جبهة “النصرة” الارهابية او المجموعات الارهابية او جبهة الارهاب والتكفيريين كلها عبارات خلا منها خطاب السيد نصر الله، وذلك يحصل للمرة الأولى مع نصر الله. ومن لا يصدق فليراجع الخطاب حرفيا، ليكتشف ان السيد لم يسم مقاتلي “النصرة” الارهابيين، بل كان متعمدا في اطلاق تسمية “المسلحين”، طيلة الخطاب أيضا.

ومما لا شك فيه، ان هذا القصد اللفظي الذي انتهجه الأمين العام لـ “حزب الله” لا يلتقي على الاطلاق مع باطنه وحقيقة ما يعتقد، بل لو قدر لنصر الله ان يقتل بيديه كل مقاتلي “النصرة” و”القاعدة” وقيادتهما لما تردد.

وفي هذا الخطاب، حافظ السيد على نبرة صوتية واحدة متوائمة مع ابتسامة مصطنعة لا تعكس ما بداخله. وهو الذي عودنا في خطابات الانتصار “التموزي” و”الابي” و”الايلولي” ان يرفع صوته عاليا ويختم بـ “هيهات منا الذلة”.

وحتى مقاتليه الذين قبل ايديهم وارجلهم في حرب يوليو، لم يفعل ذلك نصر الله في حربه مع “النصرة” بل اكتفى بكلمات وعبارات رومانسية ووجدانية ترضي خاطر المقاتلين الذين سقط منهم عشرون على ايدي مقاتلي الجبهة.

وانهى السيد مقاربته للمعركة مع “النصرة” ببشرى مفاوضات وشت كلماته انه يتطلع الى نجاحها ولو على حساب اي شيء.

في التحليل الأولي، بدا واضحا ان سلوك نصر الله الايجابي مع “جبهة النصرة” وقبله مع “سرايا اهل الشام” عندما امتدحهم لقرارهم ترك المعركة، انما يعود ربما الى رغبته في نجاح المفاوضات التي يهدف نصر الله من خلالها الى اطلاق اسرى تابعين للحزب، أسرتهم “النصرة” في قتالها مع الحزب في مناطق مختلفة في سورية، وهو ما اكدته المفاوضات التي قادها الزعيم الشيعي الصاعد نجمه مدير عام الامن العام عباس ابراهيم، الذي يحوز على احترام كل اللبنانيين شيعة وسنة ومسيحيين ودروزا. وان نصر الله بانكساره الخطابي في سبيل انجاح المفاوضات انما يعكس جوعه لنجاح المفاوضات واطلاق سراح مقاتليه من جعبة الجبهة، وهذا امر له الكثير من الدلالات أبرزها، حاجته الى اقناع الشارع الشيعي او البيئة الشيعية انه حريص على كل مقاتل من الحزب وقادر على اعادته الى اسرته.

وفي التحليل الابعد، يمكن القول ان نصر الله يريد ارسال رسالة واضحة وصريحة وإن غير مباشرة الى “داعش”، المخيم في جرود راس بعلبك ولا يدري احد اين ايضا، انه يمكن التفاوض معه وتركه يغادر الجرود بسلام ومع ضمانات بالطبع، وذلك يعكس ربما خشية من “حزب الله” في خوض معركة غامضة شرسة مع داعش المتوحش، بدليل اعلان “حزب الله” ان المعركة مع “داعش” هي من اختصاص الجيش اللبناني وليس من اختصاصه، وهذا له دلالاته الكبرى ايضا.

لكن هل خاض “حزب الله” معركة حقيقية مع “النصرة” في جرود لبنان؟ ذلك الذي لم يقتنع به كثيرا طيف كبير من اللبنانيين، سيما انه في الخمس دقائق الاولى من المعركة سقط للحزب اكثر من عشرة ضحايا، فما الذي جرى وكيف تمت المساومة؟

لقد اجاب السيد نصر الله عن ذلك بخطابه عندما نطق ثلاث مرات “نريد ان نأكل عنبا وليس ان نقتل الناطور”.

 

علينا الاستعداد قبل سقوط البترول

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/29 تموز/17

كانت البحرين سوقاً ثرية من تجارة اللؤلؤ، وفي صباح يوم تغيرت أحوالها حيث اكتشف اليابانيون بدائل صناعية أرخص كلفة وأكثر إنتاجاً، فانهارت تجارتها الرئيسية من سوق اللؤلؤ، وتوقفت قوارب الصيد، وفقدت منطقة الخليج واحداً من أهم مواردها المالية. هذه القصة يمكن أن تتكرر مع النفط، حيث تطورت بدائله التي شجعت الحكومات في عدد من دول العالم على دعم السيارات الكهربائية، والتخطيط لإنهاء سيارات البنزين والديزل. بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وهولندا، وكذلك الهند والصين، أعلنت عن عزمها على التخلص من الوقود البترولي للسيارات. وقد سبق أن رأينا كيف قضت السيارة على مواصلات الماضي من الخيول والحمير، واليوم يعيد التاريخ نفسه. هذا ما يجعل اليوم، أفكاراً ومشروعاً مثل «رؤية 2030» السعودية مسألة وجودية، لأنها تقوم على إيجاد مداخيل بديلة للنفط، ومن دون ذلك سيكون وضعنا في حالة خطر حقيقية. وكله سيتطلب ترشيد الإنفاق الحكومي الهائل، وتوعية الناس في كيفية إدارة مدخراتهم، وتصحيح الأوضاع الخاطئة بإصلاح التعليم والتوظيف، وتمكين المرأة، ومن دون ذلك فإن المهمة ستكون أصعب لاحقاً. ومع أنه بقي عقدان على وقف البنزين والديزل للسيارات في عدد من أسواق العالم الكبرى، فإن مداخيل البترول تعاني اليوم مع استمرار ترنح أسعاره، وتوسع سوق النفوط البديلة مثل الصخري. وهذا يزيد الضغط على المخططين للتسريع في البحث عن حلول أسرع. لن يمكن للاقتصاد أن يستمر مع هذه النسب العالية جداً من العمالة الأجنبية والبطالة المحلية، ولا بالدعم الحكومي للسلع والخدمات المختلفة، وهذا كله سيجعل الحمل صعباً على الحكومة والمواطنين خلال السنوات القليلة المقبلة. نحن سنرى نهاية زمن الخدم والسائقين، وصعوبة الحصول على وظائف مجزية أو مضمونة مثل الحكومية. سيحتاج المخططون إلى التفكير مرات، كيف يمكن لأي دولة أن تميز نفسها صناعياً أو خدمياً؛ هل تنحو أكثر باتجاه السياحة الدينية أو التوسع في منتجات النفط الصناعية؟ هل التركيز الشديد في التعليم على العلوم من مراحل دراسية مبكرة أم التوجه نحو التخصص وإعلان البلد في حالة انتقال مستعجلة؟

لا أحد يعي ما يحدث في العالم ويشك في ضرورة الانتقال إلى مرحلة جديدة تعتمد أقل على النفط، لهذا جاء الإعلان عن الرؤية كقراءة واعية ومسؤولة قبل أن تقرر الدول الانتقال الكبير في صناعة السيارات، الذي سيكون الضربة الكبرى لسوق النفط. وسنرى سباقاً محموماً بين تقليص اعتمادنا على موارد البترول وتقليصهم الاعتماد على مشتقاته من وقود السيارات. ووقف سيارات البنزين والديزل لا يعني تماماً نهاية عصر النفط لكن تضربه في أهم منتجاته وأسواقه، أي مصدر مداخيلنا الرئيسية. مع هذا سيبقى النفط، إلى وقت طويل، مصدراً للحياة في مجالات أخرى، فهو وقود للطائرات والسفن، ويشغل مولدات الكهرباء، ويدير محطات تحلية المياه، ووقود للتدفئة، وفي سفلتة الطرق، ومكون أساسي في كثير من الصناعات من الحديد إلى الشامبو ومعجون الأسنان، وحتى القلوب الاصطناعية. وقد استمعت إلى رأي بعض المشككين، من أن الموعد المضروب للتخلص من البنزين والديزل بعد عشرين عاماً غير واقعي وستستمر الحاجة إليه، بدعوى أن نسبة السيارات الكهربائية في بريطانيا لا تزيد على واحد في المائة فقط اليوم، إلا أننا رأينا كيف تغير العالم في أزمنة قصيرة واحتضن تقنيات حديثة. وقد يتكرر الأمر مع السيارات الكهربائية خاصة أن تقنيتها، وكذلك السيارة الإلكترونية، تتقدم إلى الأمام بسرعة مدهشة. علينا أن نتفاءل بأننا قادرون على التحدي وتخطي الأزمة.

 

خلايا الكويت وأمن الخليج

محمد الرميحي/الشرق الأوسط/29 تموز/17

منذ عام 1945 عرف العالم أن الحروب البينية بين الدول القومية لم يعد لها مكان، ليس بسبب حكمة القادة أو نقص في شهية التوسع، ولكن بسبب واحد هو (وجود قدرة الدمار الشامل والمتبادل) لدى عدد من الدول، خصوصاً الدول الكبرى. منذ ذلك التاريخ لم يعد رسم حدود دولة أو وطن بالاعتداء وبالقوة الغاشمة؛ كان التغيير يأتي، إن حصل، بتوافق بين الفرقاء، وعلى الرغم من الحروب المستعرة اليوم في أكثر من مكان، فقتلى الحروب في سوريا وأوكرانيا وبقايا المناطق الساخنة في العالم، أي ضحايا العنف الإنساني، أقل من مجموع ضحايا الموت في العالم بسبب السمنة، أو حوادث السيارات أو حتى الانتحار!

التبصر في تلك الحقائق يقودنا إلى القول: إن الحروب اليوم تخاض من الداخل، أي من خلال تشتيت وإضعاف وهُزال الجبهات الداخلية، تمهيداً لخضوعها للنفوذ، ووسيلة ذلك في الأساس، مع بعض العوامل المساعدة الأخرى، الإقناع الفكري (بفكرة أو مذهب أو عقيدة).. هذا ما تقوم به إيران في الخليج وفي المحيط العربي، يساعدها في ذلك الظروف التي مرت وتمر بها المنطقة العربية، وضمور من جانب آخر في (استراتيجية) فاعلة لها أولويات واضحة لمواجهة ذلك التدخل الفاضح في النسيج الاجتماعي لدول الخليج.

(الثورة الإيرانية) في نهاية سبعينات القرن الماضي جاءت كإعصار في المنطقة، وكانت ناتجة أساساً عن أخطاء في السياسات التي اتبعها شاه إيران السابق محمد رضا بهلوي، ساعد في ذلك الخلل، تخلي أو ضمور النخبة الإيرانية عن تبصر أحوال بلادها، إما بسبب القمع وإما الانتهازية، ومن يقرأ كتاب السيد إحسان نراقي، وعنوانه (من بلاط الشاه إلى سجون الثورة) يستطيع أن يلمس كيف ضاعت الفرص وخفتت الأصوات في ربع الساعة الأخير، عن الجهر بأي إصلاح محتمل في إيران، يبعدها عن الانزلاق في الفوضى، كما أن الفاجعة، أن شاه إيران يقول لآخر سفير بريطاني في بلاطه، أنتوني بارسونز، هل المظاهرات في طهران تهتف لي! (كما نقل السفير في كتابه لاحقا: الكبرياء والسقوط)، كناية عن انقطاع صاحب القرار عن نبض الشارع!!

ما تقدم يقودنا إلى القول: إن لإيران استراتيجية واضحة المعالم، وهي التدخل النشط في الجوار، وهي استراتيجية يمكن لأي عاقل أن يراها بوضوح، وتعتمد على مستويين، وهما متداخلان؛ الأول (الهجوم المكثف من كل صوب على المملكة العربية السعودية) لأنها الأكبر، ولأن أي نجاح في خلخلة موقفها، يعني سقوط دول الخليج الأخرى في حضن إيران كثمرة يانعة. أما المستوى الآخر فهو بناء شبكة من الموالين في دول الخليج الأصغر، بطرق تناسب الوضع الداخلي لكل دولة، مع إظهار (الكلام الناعم لبعضها).. هذه الاستراتيجية من مستويين هي المطبقة الآن والسائرة في طريقها مهما اختلفت القيادات في طهران، هي استراتيجية نابعة مما يراه صاحب القرار في طهران أنها تحقق أولاً (حماية لنظامه) وثانياً (أنها ناجحة في العراق وسوريا واليمن ولبنان) وتؤتي أُكُلها، من خلال عملاء، لا يستحيون في إعلان ولائهم خارج أوطانهم، وضد مصالح شعوبهم، فلماذا لا تعمم؟ وهي معتمدة على ما يمكن أن يسمى ضرب الفخار ببعضه (أي حرب العرب بالعرب)! فبعد الحكم النهائي في الكويت، ضد مجموعة ثبت باليقين القاطع أنهم أعدوا عدتهم بالاتفاق مع «حزب الله»، وفي اجتماعات، تم بعضها برعاية السفارة الإيرانية، وتسلحوا بسلاح كثيف للانقضاض على وطنهم، وما أن صدر الحكم العدل، حتى سمعنا فحيح أصوات من أجل (تخفيف) الفعلة الشنعاء لهؤلاء، تحت ذرائع تريد حرف الفعل الذي تم عن مقصده، هو لا أقل من خيانة وطن، وترويع شعب آمن!

الأسئلة كثيرة في هذا المقام، أحدها ماذا يجعل من (النموذج الإيراني) (جاذباً أو يستهوي) بعض أبناء الخليج؟ قد أفهم أنه جاذب لبعض أبناء لبنان من الطائفة الشيعية الكريمة (قلت البعض ولم أقل الكل) لأن كثيرين منهم شعروا في أوقات سابقة من حكم القلة في لبنان! بالتهميش، ويتندر كثيرون في لبنان على قول يشاع عن أحمد الأسعد، (في فترة كان رئيس البرلمان اللبناني) وممثل الطائفة من الجنوب، حين ما طالبوه بفتح مدارس لتعليم أبنائهم، قال (نحن نعلم الولد كامل)! نكتة مُرة، وقد تشتت أبناء الجنوب اللبناني في أنحاء العالم، طلباً للرزق، ككثيرين من أبناء لبنان، وجاء أبناء الجنوب إلى الخليج في الخمسينات والستينات من القرن الماضي. وقليلون من مستضيفيهم يعرفون أنهم من الطائفة الشيعية الكريمة، هم لبنانيون فقط! كما أن كثيرين منهم في الجنوب عانوا من ضغوط من (المقاومة الفلسطينية في أرض فتح) إلى درجة أن هناك تقارير شبه مؤكدة أن البعض منهم قابلوا قوات الاحتلال الإسرائيلي بنثر الرز عليهم ابتهاجاً عام 1982! وتتطور القصة إلى التدخل الإيراني، الذي لم يكن راضياً عن (حركة أمل الشيعية اللبنانية) فخلق تابعاً له هو «حزب الله» (على أساس أن كل الأحزاب الأخرى هي أحزاب الشيطان!!). هذه المقدمة المختصرة، لأقول: إنه ربما كان هناك مبرر أن يكون النموذج الإيراني (جاذباً) لبعض الطائفة في لبنان لأسباب كثيرة، منها الإغراء المالي، والنفوذ المستحدث، أو لما يسميه اليوم أستاذ البيولوجيا التطورية (روبر دنبر) أن الإنسان بشكل عام، من السهولة أن يقدم الولاء إلى مجموعات صغيرة محدودة، يشعر داخلها بالأمان، وهذا ما خلق الخلايا الأولى لـ«حزب الله»، من قرى معزولة، وتقوم علاقتها على القربى والجوار! في هذا الجو العام تم استقطاب وتنظيم وإلحاق المجموعات المنتمية للحزب لإيران، وإعطاء قياداتهم شعوراً (بالأهمية) مرتبطة مباشرة بـ(الرضا) الإيراني، ومن ثم تم استخدامهم (كبندقية للإيجار) ضد أبناء وطنهم، أو في أي ساحة تحقق فيها مصالح إيرانية.

على مقلب آخر ماذا يغري مواطن كويتي أو خليجي كي ينجذب إلى النموذج الإيراني؟ لا أريد أن أقول إن المواطن الخليجي (يعيش في دعة وخال من المنغصات)، ولكن لأي عاقل، فإن الوضع لديه بالمقارنة من حيث الحريات النسبية، ومن حيث توفر سبل المعيشة العامة، وبل وحتى حرية المعتقد، والوضع الاقتصادي العام، بل والأمن الشخصي، هي أفضل بأي المقاييس مما يعانيه المواطن الإيراني، الذي يقدِّم أبناءه للحروب أو تتدهور الحالة المعيشية لديه، والأكثر التضييق على الحريات حتى عد الأنفاس على المواطنين، هذا من جانب، أما الجانب الآخر الذي لا يقل أهمية أن الشيعي الخليجي (في الغالب عربي) وحتى منهم من أصول إيرانية (أصبحوا ذوي ثقافة عربية وذابوا فيها، وقدموا إسهامات مشهودة لتنمية أوطانهم)، هؤلاء جميعهم (اعراب) لدى النظام الإيراني، (حفاة وأكلة جراد)! وتجربة المعارضين العراقيين في إيران من شيعة العراق تضج بالشكوى من المعاملة الدونية التي تم التعامل معهم في إيران، أيام هجرتهم القسرية، بل إن من خان وطنه ينظر إليه في طهران بازدراء، هو حطب نار لا أكثر، وما أن يخرج من وطنه حتى يتحول إلى رماد. مرة أخرى تجربة السعوديين الذين أغروا في الثمانينات ثم واجهوا الصلف، عادوا من جديد لأحضان وطنهم. اندفاع القلة الخليجية إلى النموذج الإيراني عبر «حزب الله» اللبناني - الإيراني، المراد منه (إيرانياً) إصابة النسيج الاجتماعي في دول الخليج بالعطب، وانحسار سلطة الدولة، وجلب الشقاق بين مكونات المجتمع، ودفع البعض إلى (التعاطف) مع القلة، تمهيداً لتوسع الشقة بين المواطنين، ومن ثم انتشار النفوذ الإيراني، والسيطرة على الدولة من الداخل، ذلك بمثابة إعلان حرب لا أقل، ومن الأوفق مقاربة قضية «حزب الله» (خلية العبدلي) الكويتية، ليس كونها كويتية محلية، هي قضية خليجية، وعربية، وقضية أمن وطني، تستحق التفكير العميق للتخفيف من أضرارها عن طريق فهم واضح للأهداف الإيرانية، ويستحسن أن تعالج من كلياتها، وعلى مستوى إقليمي، حيث الفرقة الخليجية تسهم، في حال استمرارها، على ضعف النسيج بمجموعه، واحتمال عطبه، وبالتالي الانقضاض عليه بأبخس الأثمان من خلال تفتيت قوس القزح الاجتماعي، الذي هو من الحقائق الاجتماعية والتاريخية في الخليج.

آخر الكلام: يقول أنتوني بارسونز الذي خدم في إيران كسفير، بين عامي 1974 - 1979 (لماذا فشلت أنا رغم خبرتي في المنطقة، في رؤية ما كان يبدو أمام ناظري وشيك الوقوع)؟

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

المطران حنا رحمة في قداس أمام دير مار مارون: الجيش هو الضامن الوحيد لتحرير الأرض من ارهاب الدواعش في جرود القاع ورأس بعلبك

السبت 29 تموز 2017 /وطنية - أقيم عصر اليوم عند أعتاب دير مار مارون التاريخي، في محلة نبع العاصي الهرمل، قداس لاحياء ذكرى شهداء مار مارون وعلى نية شهداء الجيش اللبناني وشهداء الدفاع عن لبنان، ترأسه راعي أبرشية بعلبك ودير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة.

وألقى رحمة كلمة نوه فيها برمزية دير مار مارون التاريخية للموارنة خاصة والمسحيين واللبنانيين عموما. وأكد السعي "نحو العيش بسلام والتمسك بالدفاع عن الأرض والعرض وهذا دور الجيش اللبناني الذي نقف جميعا خلفه، لأنه الضامن الوحيد لتحرير الأرض من إرهاب الدواعش في جرود القاع ورأس بعلبك"، داعيا المسلحين إلى "مغادرة الأراضي اللبنانية، وإذا عندهم حسابات فلتكن خارج لبنان"، لافتا إلى أنهم "يمارسون القتل باسم الله والله بريء من كل إنسان يقتل انسانا آخر".

 

9 آلاف مسلح ومدني سجلوا أسماءهم للانسحاب من جرود عرسال وسينقلون على دفعتين إلى ادلب والرحيبة والقلمون

السبت 29 تموز 2017/ وطنية - أفادت مندوبة الوكالة الوطنية للاعلام في بعلبك وسام درويش أن عدد الراغبين في الانسحاب من جرود عرسال من المسلحين الارهابيين والمدنيين، وصل الى 9 آلاف، 6 آلاف منهم سجلوا أسماءهم للانتقال الى ادلب، و3 آلاف الى الرحيبة والقلمون.

وسيتم نقلهم على دفعتين بإشراف الجيش والامن العام ومتابعة ومراقبة من المنظمات الدولية والصيلب الاحمر الدولي.

 

يزبك امام وفد من الوطني الحر: حرصنا على الوطن يدفعنا إلى مواجهة الإرهاب ونشكر كل من أسهم في دعم المقاومة

السبت 29 تموز 2017 / وطنية - استقبل الوكيل الشرعي للامام الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك في مكتبه في بعلبك وفدا من "التيار الوطني الحر" ضم رئيسة لجنة العمل الوطني غادة عساف، منسق القضاء في التيار عمار أنطون ووفد من اللجنة. وقالت عساف: "زيارتنا هذه لسماحة الشيخ محمد يزبك لنعبر عن دعمنا وفخرنا لما حققته المقاومة إلى جانب الجيش اللبناني في جرود عرسال، ولننقل تحيات وتبريك رئيس التيار الوزير جبران باسيل بالشهداء الذين دافعوا عن أرضنا وعن كرامتنا وعزتنا". وتابعت: "في الوقت نفسه، إننا نشعر بالامتنان بأننا عايشنا عصر هذه الدماء الطاهرة التي سالت للدفاع عن الوطن حتى يكون هناك معنى لوجودنا في هذه الأيام، ونعتبر أنها هدية منحنا الله إياها بأننا مررنا في عمرنا بعصر هؤلاء الشهداء الأبرار الذين دافعوا عنا، وهؤلاء الشهداء هم أبناؤنا وأخوتنا أو تلامذتنا أو أبناء جيراننا أو أزواج بناتنا أو أبناء أقربائنا، وإننا نشعر كم هو قليل جدا ما نقوم به أمام ما قدموه من تضحيات، فهذه وقفة رمزية وهي أضعف الإيمان، وباعتقادنا لا يستطيع أحد أن يحجب الشمس".

ورد الشيخ يزبك قائلا: "نشكر تعاطفكم، فنحن في خندق واحد، وتحياتنا لرئيس التيار الوزير جبران باسيل، ونحن نعتبر أننا اليوم في دولة فيها رئيس قوي وطني مقاوم وحريص على هذا الوطن واستقلاله، وهذا ما يبعث على الأمل في المستقبل لبناء الدولة القوية القادرة التي ترفض الذل والهوان".

أضاف: "المعركة التي خضناها في جرود عرسال ليست بالموازين المادية، وإنما في سرعة السيطرة على هذه الجرود الوعرة والمحصنة التي من الصعب الوصول إليها، لكن إرادة المقاومة بحفظ كامل الوطن كان العامل الأساس في تحقيق هذا النصر الذي أهداه الأمين العام سماحة السيد حسن نصرالله إلى كل اللبنانيين".

وأردف: "ما نقوم به هو من أجل تأمين وحماية هذا الوطن من كل غاز سواء الإرهاب التكفيري أو العدو الإسرائيلي، وشبه الإجماع الوطني على تأييد هذه المعركة يؤكد أن اللبنانيين جميعا يشعرون بالخطر من الذين يعتدون على هذا الوطن، ويهددون أمن هذا الوطن". وتابع: "نشكر كل من ساعد وساهم في دعم المقاومة والجيش في هذه المعركة، سواء بكلمة طيبة أو بموقف أو بالإعلام أو بأي شكل من أشكال الدعم".

وقال: "المقاومون عندما حرروا بعض المواقع في جرود عرسال رفعوا فوق تلالها العلم اللبناني، وعندما تم تحرير المغارة التي كان فيها قرار سجن وقتل الجنود اللبنانيين، رفعت صور شهداء الجيش، بما يرمز إلى دعمنا للجيش اللبناني الذي نعتز بمواقفه الجليلة في مواجهة الإرهاب والحفاظ على أمن أهلنا في عرسال، ونحن والجيش تصرفنا بأخلاقية مع مخيمات النازحين حتى تلك التي تتواجد فيها عائلات المسلحين، فلا ذنب للمرأة والطفل ولا علاقة لهم بما يحصل ويجب حمايتهم، هذه هي أخلاق وقيم الإسلام، وشتان بين إسلام ينشر السلام والرحمة بين الناس، وإسلام "السواطير" الذي يشوه الدين الإسلامي وسمعة الإسلام، ومن لا أخلاق له لا دين له". وأكد "ان الجيش اللبناني بامكانه استلام الأراضي التي تم تحريرها من الإرهابيين في جرود عرسال ساعة يشاء، ليعيدها إلى أصحابها من أهالي بلدة عرسال، ونأمل ان يكمل الجيش اللبناني مشواره لتحرير ما تبقى من جرود، حتى يأمن شعبنا". وختم الشيخ يزبك: "حرصنا على الوطن هو الذي يدفعنا إلى مواجهة الإرهاب، نحن نحب الحياة، ولكن ليس أي حياة، وإنما نحب الحياة التي فيها العزة والكرامة، ونأمل أن يفتح ما تحقق بتحرير جرود عرسال من الإرهاب بابا جديدا للحوار، لفتح القلوب على بعضها البعض من أجل بناء دولتنا".

 

قاووق: انتصار حزب الله في عرسال ما كان ليتحقق لولا التعاون والتكامل مع الجيش اللبناني

السبت 29 تموز 2017 /وطنية - أكد عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق أن "انتصار حزب الله في جرود عرسال ما كان ليتحقق لولا التعاون والتكامل مع الجيش اللبناني، الذي إستطعنا به أن نقطع الطريق على الفتنة التي أرادوها بين المقاومة وأهلنا في عرسال، وهذا هو دور الجيش الذي يمنع الفتنة". وقال قاووق في احتفال تكريمي اقامه "حزب الله" واهالي بلدة الشرقية في ذكرى محمد طالب شعيب في حسينية البلدة: "إن هذه الإنجازات العسكرية ما كانت لتحصل لولا الموقف المشرِّف لفخامة رئيس الجمهورية المقاوم ميشال عون الذي وفر كل ما تحتاجه المعركة لتحقيق الإنتصارات، وكانت النتيجة التي أدهشت كل خصوم المقاومة".اضاف: "إن كل الذين راهنوا على أن تدخل "حزب الله" في سوريا سيضعفه شعبيا، وجدوا أن حجم التأييد الشعبي والسياسي فاق التأييد الشعبي والسياسي الذي كان في تموز 2006 "، لافتا إلى أن "إنتصار حزب الله هو إنتصار ناجح لجميع اللبنانيين، ولقد لمسنا حجم التعاطف الواسع من جميع اللبنانيين من مختلف الطوائف والمذاهب والمناطق اللبنانية"، موضحا أن "تحرير جرود عرسال يستفيد منه جميع اللبنانيين، والمستفيد أولا هم أهل عرسال".

 

الموسوي: من لم يوافق على معركة جرود عرسال عزل نفسه وخرج عن الإجماع الوطني

السبت 29 تموز 2017 /وطنية - أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي أن "معركة جرود عرسال لا يختلف عليها وطني مع وطني آخر، ولا شك في وجوبها فنحن نقاتل على أرض لبنانية مجموعات قتلت اللبنانيين جيشا وشعبا". وقال في احتفال تكريمي أقامه "حزب الله" في بلدة النبطية الفوقا: "أذكر من يطلب منا في كل مناسبة أن نفتش عن الإجماع الوطني والذين يتحدثون عن الإجماع بأنهم لا يريدون أن يعطوا الشرعية لهذه المعركة، الشرعية في هذه المعركة مستمدة من نفسها، ولا تحتاج إلى موافقتكم، بل إنكم حين لم توافقوا عليها عزلتم أنفسكم وخرجتم عن الإجماع الوطني، وأنتم من وقف في وجه إرادة اللبنانيين الذين يجمعون من أقصى لبنان إلى أقصاه على اعتبار هذه المعركة معركة واجبة وضرورية، وأن من خاضها إنما هو من الأبطال والذي قتل فيها هو من شهداء الوطن الذين تؤدى لهم التحية". وانتقد الموقف الذي تتخذه بعض الكتل النيابية "وهو من الغرابة بما لا يمكن إيجاد مبرر له بأي بحال"، وسأل: "ما السبب في شن البعض هذه الحملة على المقاومة؟ المقاومة لطالما كانت صاحبة حق تدافع عنه، ولطالما كنا نواجه الإرهاب الصهيوني، ونواجه الإرهاب التكفيري، أما الإرهاب الحقيقي فيصدر عن القوى الإستكبارية التي تريد أن يعمَّ القتل في مناطقنا حتى تتمكن من وضع اليد على خيراتنا جميعا".

وعما يجري في القدس رأى أن "من أسقط الإجراءات الصهيونية والبوابات الإلكترونية هم الشعب الفلسطيني، ولن تسقط البوابات الإلكترونية ولا غيرها من العوائق إلا إرادة هذا الشعب الذي حضر بقوة في المسجد الأقصى والقدس، وهؤلاء بإرادتهم الذاتية هم الذين يحمون المسجد الأقصى، أما ملوك العرب والأنظمة العربية بمعظمها حاولت اغتنام الفرصة لكي تفتح خط اتصال مباشر مع قيادة العدو الإسرائيلي"، وأشار إلى "تزاحم ملكي الأردن والسعودية على الإدِّعاء بفضلهم في رفع الأجهزة الإسرائيلية من كاميرات وبوابات الكترونية وحواجز حديدية، وما أعلن عن اتصال أجراه الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز برئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو دون أن يصدر أي نفي، فهل أصبح الإتصال بنتنياهو أمرا مشرفا".

 

الأخبار: السفارة الأميركية لجعجع: لا تصوّروا حزب الله حامياً للبنان

السبت 29 تموز 2017/ وطنية - كتبت صحيفة "الأخبار " تقول : على وقع تحرير جرود عرسال، تزداد المواقف المؤيدة للعملية التي تقوم بها المقاومة لطرد الإرهابيين من الأراضي اللبنانية. وفيما بقيت قلّة قليلة تغرّد خارج السرب، أثارت بعض التصريحات، تحديداً تلك التي خرجت من معراب، ردود فعل وعلامات استفهام، واستياءً غربياً، تحديداً في الولايات المتحدة الأميركية . لا تزال التفاعلات السياسية لمعركة جرود عرسال التي تخوضها المقاومة بالتنسيق مع الجيشين اللبناني والسوري تبرز يوماً بعد يوم. وفيما كانت "الدولة" بغالبية مكوّناتها تؤيّد هذه العملية وتعترف بنتائجها الإيجابية، التزم جزء صغير الصمت كعلامة رضى عن عملية تطهير الجرود من الإرهابيين، فيما استمر جزء آخر بحملة ممنهجة أعادت إلى الواجهة العناوين الإشكالية ذات الصلة بسلاح حزب الله ودوره في لبنان والمنطقة. وقد كان بارزاً أن المزاج المسيحي بأكثريته ميّال إلى تأييد هذه العملية، وتُرجم تحديداً على لسان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع باعترافه بإيجابية نتائجها على الداخل اللبناني "وإن كان الحزب يقوم بها لمصلحة محوره لا مصلحة بلده". وقد تركت هذه المواقف المفاجئة في الداخل والخارج علامات استفهام كبيرة حيال خلفياته وما سيترتّب عليه. فقد علمت "الأخبار" أن كلام جعجع أثار استياءً أميركياً، دفع بدبلوماسيين أميركيين إلى الاستفسار عن هذا الموقف الجديد، من بعض القوى السياسية اللبنانية. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "الأخبار"، وجّه مسؤولون أميركيون "رسائل سلبية إلى معراب" مفادها عدم جواز تصوير حزب الله كمدافع عن أمن لبنان وحامٍ له. وتزامن ذلك مع تحريض شخصيات من فريق 14 آذار على جعجع، من زاوية ضرورة "عدم تمرير هذا الموقف المفاجئ وغير المفهوم، لأن تجاهله يُمكن أن يؤدي إلى عواقب كبيرة". غيرَ أن مصادر معراب نفت لـ"الأخبار" أن يكون جعجع قد تلقّى أيّ عتب أميركي، مشيرة إلى "أننا نتعاطى مع الأمور بما يرضي اقتناعاتنا؛ نحن نؤكد على مبدئية الدولة، لكن إذا قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن حزب الله إرهابي، فليس بالضرورة أن نعتبره كذلك. الخلاف مع حزب الله حول الكثير من الأمور لا يزال قائماً، لكننا بدأنا نقارب الأمور بشكل هادئ بعيداً عن الخطابات العدائية". وأكدت "عدم التراجع عن الموقف الذي لا يحيد عن الثوابت، وكل ما في الأمر أننا تخلّينا عن الخطاب العدائي ومصطلحاته، لأن الأولوية هي للحفاظ على الاستقرار والهدوء وشراكة العهد الجديد". غير أن "التوضيحات" القواتية، المهاجمة لحزب الله، والتي لمّ تتوقف في اليومين الماضيين، تشير إلى أن القوات وجدت نفسها محرجة من كلام جعجع بإيجابية عن عملية حزب الله، ما دفعها إلى إطلاق تصريحات تبريرية، عقب الاستياء الذي ظهر لدى الأميركيين، وعلى مستوى جزء من جمهورها. غير أن هذه الردود لم تكُن كافية على ما يبدو وغير مقنعة، بدليل أن الحملات على القوات، على وسائل التواصل الاجتماعي، لم تتوقف. ودفع ذلك جعجع إلى الخروج عدة مرات لتأكيد "ثوابت القوات"، فسأل، في تغريدة على "تويتر": "ماذا ينفع لو ربح الخلاص من جيب للمسلحين في أقاصي أقاصي الجرود على الحدود بين لبنان وسوريا وخسر مفهوم الدولة... وخسر نفسه؟".

 

باسيل: ليس مسموحا ولا يحق لأحد أن يربط عودة النازحين بحل سياسي في سوريا أو بتحقيق مناطق آمنة ومستقرة

السبت 29 تموز 2017 /وطنية - أقامت هيئة قضاء كسروان الفتوح في "التيار الوطني الحر" حفل عشائها السنوي في مطعم أطلال بلازا المعاملتين، برعاية رئيس التيار وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وحضوره، إلى ممثل وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف العميد المتقاعد جوزف إسحق، نواب تكتل "التغيير والإصلاح" فريد الياس الخازن، نعمة الله أبي نصر، نبيل نقولا، جيلبرت زوين، النائب يوسف خليل ممثلا بكاتب العدل زياد خليل، عباس هاشم، نائب رئيس التيار الوطني الوزير السابق نقولا صحناوي، رئيس إتحاد بلديات قضاء كسروان رئيس بلدية جونية جوان حبيش، قائمقام كسروان الفتوح جوزف منصور، رئيس رابطة مختاري قضاء كسروان جو ناضر، رئيس جمعية الكشاف الماروني أنطوان عبود وأعضاء الهيئة الإدارية، السفير جان الشدياق، القنصل إبراهيم الحداد، القنصل العام أنطوان عقيقي، العميد المتقاعد شامل روكز، رئيس جامعة بني ضو مالك أبي نصر، عضوي المجلس السياسي في التيار الوطني الحر ناجي الحايك ورندلى جبور، أعضاء مجالس الوطني والتنفيذي والتحكيمي في التيار الوطني، منسقي الأقضية وقياديي التيار ورؤساء بلديات القضاء وفعاليات سياسية ومحازبين.

إستهل الحفل بالنشيد الوطني ثم كلمة ترحيبية لميرنا ناضر بولس، بعدها ألقى منسق القضاء جيلبير سلامة كلمة قال فيها: "منذ سنة حتى اليوم، أحداث كثيرة طرأت وإنجازات كبيرة تحققت، خضنا إستحقاقات عديدة وحققنا إنتصارات على مستوى الوطن، وكان أهم إنتصار حققه قضاء كسروان الفتوح والتيار الوطني هو إيصال نائب كسروان إلى سدة الرئاسة الأولى، التي بقيت منتظرة سنين فخامة الرئيس العماد ميشال عون لكي يرجع الحق إلى أصحابه ويحفظ مجد الوطن وكرامة الإنسان. أما على صعيد هيئة القضاء فالعمل متواصل لخدمة المواطن الكسرواني الفتوحي ولتحقيق رسالة التيار الوطني بما يحقق المبادىء ويشرف المسيرة الحزبية". وأكد "العمل لمواكبة التحول بمسيرة الحزب من كونه تيارا شعبيا إلى مؤسسة حزبية عصرية، تلبي طموحات جيل اليوم والأجيال القادمة وتطلعاتها"، معددا نشاطات الهيئة التي تنوعت بين "إجتماعية تثقيفية ورياضية وسياسية وغيرها إضافة إلى تطوير الأداء الإنمائي من خلال توسيع شبكة العلاقات مع البلديات والهيئات والجمعيات والتواصل اليومي مع المواطنين ملاحقة حاجاتهم وحاجات البلدات الكسروانية والعمل مع نواب ووزراء تكتل التغيير والإصلاح من أجل تحقيق التوازن في الإنماء، الذي إنحرمت منه كسروان في العهود السابقة. وأيضا متابعة كافة ملفات المرافق العامة من كازينو لبنان إلى مستشفى البوار الحكومي مرورا بمشروع تلزيم مرفأ جونية السياحي وحل مشكلة الأوتوستراد الساحلي ومدخل كسروان وغيرها من المشاريع".

أما على صعيد الإنتخابات النيابية فطمأن كل القواعد الشعبية والمناصرين ان "الماكينة الإنتخابية حاضرة وبكامل الجهوزية لخوض المعركة الإنتخابية في كسروان الفتوح وتحقيق الإنتصار مجددا"، مؤكدا أن "المسيرة مستمرة بقيادة وحكمة رئيس التكتل مهندس السياسات الوطنية الإصلاحية وصاحب الرؤيا والعين الساهرة على التيار الوطني وعلى لبنان وعلى شعب لبنان العظيم الوزير حبران باسيل". وختم سلامة موجها التحية لأرواح الشهداء "الذين سقطوا بساحات الشرف دفاعا عن الوطن وعن الكرامة اللبنانية والمعايدة للجيش اللبناني بمناسبة عيده".

باسيل

والقى الوزير باسيل كلمة قال فيها: "كسروان وبيروت ولبنان أهم من أكبر عاصمة في العالم والتيار الوطني يجب أن يعلم أن قيمته الأساسية ومركز قراره هو وطنه لا شيء أهم ويعلو على الوطن، وعندما كنت موجودا في واشنطن في زيارتي الأخيرة اعطيت نصيحة لسفير لبنان في اميركا بأن يفكر دائما بلبنان وهو موجود بالخارج. في الدول الكبرى يكون الفرد مسكونا بهاجس ما هو مطلوب منه، لأنه يعيش دائما تحت وطأة الشروط والمطالب، وصولا للعقوبات، التي هي السبب الأساسي للزيارة التي قمت بها لواشنطن لحماية لبنان من أي عقوبات يمكن أن يتعرض لها، وهذا الأمر يستأهل أكثر من زيارة وعمل. وعندما نقول نعم او لا عندما نكون في الخارج يجب أن نفكر إذا كانت هذه النعم او لا تحمي وطننا أو تحافظ عليه، وأيضا عندما نكون في الداخل ونريد أن نأخذ القرار يجب أن نفكر بصورة بلدنا في الخارج، لكي نستطيع تأمين الحماية الخارجية له، عندما كنت مسافرا إلى واشنطن صرحت في المطار بأننا ذاهبون إلى واشنطن وعرسال ستعود لأهلها وهذا الأمر حصل، كلكم تتذكرون كم صارع وزيرا التيار في قلب الحكومة الماضية عندما أحتلت جرود عرسال، وكم طالبنا ووصلنا إلى حد قطيعة الحكومة بأن يتحمل الجيش اللبناني مسؤولياته والحكومة ألا يكون لديها قرار لفظي بل قرار فعلي بتحرير الأرض واستعادتها، وهذا الأمر لم يحصل، نحن اليوم في عهد جديد يحقق الأمور التي لم نكن نصدق أنها ستتحقق، مع أنه أمر بسيط بأن تتحمل القوى الشرعية مسؤولياتها على أرضها، نحن نرى اليوم أن أرضنا تتحرر على أيدي اللبنانيين وجيشنا سيكون على موعد قريب مع نصر جديد بتحرير أرض لبنانية من أيدي الإرهاب، هذا القرار ليس سرا، كان قرارا خارجيا وبموافقة داخلية أن يكون على أرض لبنان بؤرة إرهابية، وليس صدفة الذي حصل، القرار بإخراج وتحرير الأرض هو قرار لبناني صرف، وكما حزم اللبنانيون أمرهم وقرروا أن ينتخبوا رئيسا للجمهورية صنع في لبنان وتشكيل حكومة وإنجاز قانون إنتخاب، اليوم نأخذ قرارا لبنانيا بأمر من القائد الأعلى للقوات المسلحة اللبنانية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي نوجه له التحية". اضاف: "وكما أسترددنا القرار الوطني الحر من دون إذن أحد، المطلوب اليوم بموضوع النازحين السوريين أن نسترد القرار لبنانيا، وليس سرا على أحد ان النزوح إلى لبنان صحيح أنه حصل بفعل الحرب في سوريا والظروف الصعبة التي يعانيها النازح السوري، لكن الطريقة التي تم بها التعاطي مع موضوع النزوح والضغط الخارجي الكبير على لبنان لكي تبقى ورقة النازحين خارجية ممسوكة وتستعمل بظروفها العسكرية والأمنية والأقتصادية والأهم السياسية، المطلوب اليوم إسترداد قرار النازحين للبنان وأن تحسم الحكومة اللبنانية أمرها بإعتماد سياسة تحفظ فيها النازح السوري، ولكن الأهم ان تحفظ لبنان، ليس مسموحا ولا يحق لأحد أن يربط عودة النازحين بحل سياسي في سوريا أو بتحقيق مناطق آمنة ومستقرة".

وتابع باسيل: "لا يحق لأحد أن يربط أمر مسألة كيانية مثل مسألة النزوح السوري بقضية سياسية خارجية، لأنه يمكن ألا يحصل حل سياسي في سوريا ومناطق مستقرة. عندما يربط مسؤول لبناني الأمرين ببعضهما، البعض يعني انه يريد بقاء النازحين في لبنان وهم لا يستطيعون البقاء إلى ما شاء الله، وهناك اليوم في سوريا مناطق آمنة ومستقرة يستطيع النازحون العودة إليها، المطلوب منا كلبنانيين تطبيق القوانين ووقف عملية تشجيع السوريين على البقاء، وهذه مسألة ميثاقية. نحن في عهد إستعدنا فيه الميثاقية وهي وجدت مع لبنان وأمر عرفي ليس مكتوبا يسمو على الدستور، المسألة ميثاقيتها ليست لفريق بل تخص كل اللبنانيين ولا نستطيع التفريط بها، ولا نستطيع القول أنه في زمن الميثاقية هي مسألة ليست ميثاقية بإمتياز ونتعاطى معها على هذا الأساس".

ورأى "أننا سنصل للأسف إلى مؤشرات متفجرة بملف النازحين، ولا نستطيع تجنب الأمر الا بحلحلة المسألة، والبرهان ان أهالي المسلحين المعارضين للنظام السوري يعودون إلى مناطق خاضعة للنظام وحلحلة أوضاعهم. الأرض السورية كبيرة والمجتمع الدولي عندما لا يبقى قراره السياسي ملغوما ومجهولا وغايته معروفة يشجع النازح الى العودة الى بلاده، وهذا الأمر من مسؤولية الدولة اللبنانية. هذا أمر سيادي لا يريد إذنا ولا قرارا من أحد، المطلوب فقط من لبنان أن يطبق قوانينه وإيقاف عملية تشجيع السوريين على البقاء في لبنان، لأن المجتمع الدولي بكل وعي وتصميم يعطي السوري مساعدات إجتماعية وصحية وغيرها أكثر من اللبناني، لماذا سيرجع إلى بلده وكل مرة يخبرنا المجتمع الدولي عن مساهمته في مساعدة النازحين، وأنا أسأل ولا أخجل من كل مسؤول دولي كما لم أخجل في واشنطن خلال زياراتي عندما قالوا أعطيناكم فقلت لهم أنتم لم تعطونا شيئا بل أعطيتم النازحين السوريين واللبنانيين لم يأخذوا شيئا، هذه القضية خطرة جدا ونبهنا منها كثيرا وتتلازم مع مؤشرات أمنية يستعمل فيها مناطق تجمعات النازحين لتغطية الإرهابيين والعمليات الإرهابية، ومع ذلك يأتي المجتمع الدولي الذي يسكت عن غوانتامو وسجن أبو غريب ينتقد الجيش كيف حمى نفسه من 4 إنتحاريين في عرسال ويحدثنا عن حقوق الإنسان، لا أحد يستطيع أن يكلمنا عن هذه الحقوق، لأننا أعطينا أكبر أمثولة عندما إستقبلنا أكثر من مليون ونصف نازح سوري ولم نأخذ شيئا في المقابل، ونريد أن نخلص وطننا من هذا الخطر الكبير الذي أصبح أكبر من أن يستطيع طاقاتنا وأرضنا وإقتصادنا على تحمله".

أضاف: "هذه الميثاقية من خلالها يعيش لبنان، ولدينا كل القناعة أنه عندما يسترد اللبنانيون ميثاقيتهم يستعيدون قرارهم الحر والعيش بشراكة كاملة مع بعضهم البعض، وهذه الشراكة تترجم بكل شيء، وجزء من ترجمتها هي من حياتنا العامة واليومية".

وتطرق باسيل إلى الإنماء في قضاء كسروان الفتوح والكلام عن الخدمات في زمن الإنتخابات وقال: "يحاول البعض أن يصور الكسرواني بأنه يصوت بالخدمات، ولو كان كذلك لما صوت للعماد ميشال عون في العام 2005 وقتها لم يكن هناك تكتل التغيير والإصلاح ولا خدمات، الكسرواني يصوت بالسياسة والوطنية ولا أحد يشوه صورته، واجباتنا أن نعمل في كسروان للانماء، نحن أصحاب مشروع وواجباتنا أن نخدم الناس وان نعطيهم حقوقهم".

وعدد المشاريع التي حققها وسينفذها التيار في قضاء كسروان على صعيد الطرقات، ومنها طريق يسوع الملك - جعيتا، ميروبا - نهر الذهب، دلبتا - الحياطة ونهر الكلب - طبرجا، وايضا وضع حجر الأساس لمرفأ جونية. وأكد أن "قضاء كسروان سيكون الأسلم ماليا وبيئيا، وانه في عهد الرئيس ميشال عون سينجز مرفأ جونية والأوتوستراد الدائري، كسروان التي إنتفضت على التقليد السياسي والتيار الوطني الحر فكره ليس تقليديا ويعمل لتحرير الناس من كل العبودية السياسية، ومنها الخدماتية السياسية التي تريد ربط المواطن بالخدمة لكسب صوته. كسروان التي تحررت من التقليد السياسي في العام 2005 استطاعت أن يكون لديها لأول مرة كتلة نيابية متراصة والعمل الذي حققناه في كسروان كان بسبب وجود كتلة مدعومة من تكتل التغيير والإصلاح ووزراء. لا أستطيع أن أصدق أن أهل كسروان يريدون العودة إلى التقليد السياسي الذي لم يعط القضاء لا الإنماء وأيضا رئيس للجمهورية وكرامة وطنية".

ورأى "أننا اليوم أمام مرحلة جديدة وكسروان وجبيل والمتن ضحت لأنها كانت كتلة إنسانية سياسية واحدة مع بقية المناطق في البقاع والجنوب، والتيار الوطني قبل أن يضحي بنواب بقانون النسبية في كسروان والمتن وجبيل لأجل أن يكون لديه نواب في كل لبنان للاهتمام بعكار والجنوب وبقية المناطق، وهذه قدرتنا أن نبقى في البلد". واكد أنه "كما لم يخذل أهل كسروان التيار الوطني الحر أيضا التيار لن يخذلهم، وسيكون القضاء قويا ومتضامنا يعطي أفضل الشباب والمرشحين لكي تتمثل كسروان، وكما حقها أن تتمثل وأن تأخذ حقوقها وتكون شامخة في طريق المستقبل لأهلها ومواطنيها".

وتخلل الحفل عرض فيلم وثائقي عن المشاريع التي أنجزت وستنجز في قضاء كسروان الفتوح، وفي الختام قدمت هيئة القضاء درعا تكريمية للوزير باسيل وقطع قالب حلوى في المناسبة.

 

 ما مصير الجماعات الارهابية في عين الحلوة بعد تحرير جرود عرسال؟ وأكثر من 120 عنصرا مستعد للالتحاق بـ"داعش" و"النصرة" في سوريا

المركزية- بعد هزيمة مشروع الجماعات الارهابية العسكري في لبنان انطلاقا من جرود عرسال التي بتحريرها من الارهابيين، فصلت القيادات عن أذرعها في عين الحلوة، وفي ظل عدم توفر بيئة حاضنة لهم في المخيم، لم يبقَ خيار للجماعات الارهابية المنتمية الى "النصرة" و"داعش" سوى في الالتحاق بقيادادتها في سوريا بعد أن تتم عملية ترحيلهم من الجرود الى الاراضي السورية، بحسب ما أشار مصدر فلسطيني رفيع لـ"المركزية". وأوضح أن "الجماعات التكفيرية المنتمية الى "داعش" في مخيّم عين الحلوة باشرت تدوين أسمائها لمغادرة المخيم الى سوريا بعد تلقيها تعليمات من الإرهابي مسؤول العلاقات الخارجية في "داعش" ابو الوليد المقدسي المموّل والمشغّل للجماعات الارهابية السابقة في لبنان. فضلا عن ذلك، طلب المسؤولان في "داعش" في الرقة أبو يحيى السوري وأبو القعقاع السوري المقيمين، من أتباعهم في المخيم الاستعداد للرحيل مع عائلاتهم، مع تأمين منازل لهم. كذلك فإن الجماعات المنتمية الى جبهة "النصرة" تلقت طلبا للالتحاق بالجبهة في سوريا من خلال أميرها ابو محمد الجولاني. وأشار المصدر الى أن "أكثر من 120 عنصرا أبدوا استعدادهم للالتحاق بـ"داعش" و"النصرة" في سوريا، وهو ما تبلغت به القيادات الاسلامية والوطنية الفلسطينية في المخيم، على أن يتم تأمين ممرّ آمن لهم للوصول الى سوريا وعدم التعرّض لهم أو لعائلاتهم التي ستبقى في المخيم"، لافتا الى أن "تلك الجماعات في صدد تكليف "عصبة الانصار الاسلامية" لتلعب دور الوسيط بينهم وبين الدولة اللبنانية". وعدّد المصدر أسماءً ممن أبدوا استعدادهم لمغادرة المخيم ويعملون على تغيير مظهرهم، ومنهم: أسامة الشهابي، هيثم الشعبي، رامي ورد، توفيق طه، ابو بكر حجير، رائد عبدو، جمال حميد، محمود الحايك، ابراهيم عاطف خليل الملقب بـ "المنغولي"، جبر حوران، محمد الشعبي، جمال رميض، هلال هلال، توفيق طه، رائد جوهر، زياد ابو النعاج، هيثم الشعبي، محمد الشعبي، بلال بدر، ابو جمرة الشريدي، يوسف شبايطة، بهاء الدين حجير، بلال العرقوب، وشادي المولوي وغيرهم. وتجدر الاشارة الى أن "جميعهم موزعون في حيّ الصفصاف وحيّ حطين في المخيم ومنتمين الى "فتح الاسلام" و"جند الشام" ومجموعة المقدسي و"جبهة النصرة" و"داعش" و"كتائب عبدالله عزام" والقاعدة .

 

اجتماع للبطاركة الكاثوليك في الديمان مطلع آب المقبل وتطورات المنطقة وملف مسيحيي الشرق أبـرز البنود

المركزية- تنعقد في الديمان في النصف الاول من آب المقبل قمة روحية مسيحية تضم البطاركة الكاثوليك على مدى يومين برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وذلك بعد ارجائها لسبيين الاول تطورات المنطقة حيث كانت تعقد مداورة كل سنة في دولة. والثاني، قمة روحية كان يفترض ان تعقد لكنها ارجئت في الوقت الحاضر. وعلمت "المركزية" ان قمة الديمان ستتطرق الى تطورات المنطقة لا سيما في سوريا في ظل الحديث عن تسويات لوقف الحرب فيها، اضافة الى ملف المسيحيين في الشرق والخطوات الواجب اتخاذها لتثبيتهم في ارضهم. ويتوقع ان تعقد بعد القمة الكاثوليكية، اخرى اسلامية- مسيحية في لبنان سيكون هدفها الاول تعزيز الاستقرار وترسيخه والحيلولة دون تأثير احداث الجوار على الداخل اللبناني وتحصين الساحة المحلية ومفهوم العيش المشترك.وللغاية سيتم التواصل مع قيادات اسلامية بعد انتهاء القمة للتحضير للقمة الروحية الجامعة.