المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 27 تموز/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.july27.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ، وَمَنْ لا يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ يُبَدِّد.

فآمَنَ كَثيرُونَ مِنهُم، ومِنَ ٱلنِّساءِ ٱليُونانيَّاتِ ٱلنَّبيلات، وعدَدٌ كبيرٌ مِنَ ٱلرِّجَال

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

من يقدر د. جعجع: ضحايا أو تضحيات حزب الله؟/الياس بجاني

شو ناطر جبران باسيل عسى المانع خيراً!!/الياس بجاني

من قتل وخان 14 آذار منو أبداً مقاوم/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

بيان صادر عن 14آذار – مستمرون: نرفض أي تفريط بدماء الشهداء تحت أي حجة أو مبرر كالواقعية السياسية وغيرها من مبررات الإستسلام والإنهزام

القوات توضح: كان بإمكان جعجع شيطنة "حزب الله" وهذه هي الحقيقة

بعد كلام جعجع «الجديد»… نائب قواتيّ يرّحب بالتخلّص من «النصرة» على الحدود/مانوئلا مشيك/جنوبية

ترقب وقلق في لبنان بعد كلام ترامب عن حزب الله

لا تزال مذكرة الوزير علي حسن خليل قائمة وتشكل خطورة على النظام العقاري في لبنان والجبل في ظل صمت السلطة وعلى رأسها الرئيس/نطلب إلغائها/د.فارس سعيد/تويتر

تلفزيون المستقبل: عن أي انتصار يحدثوننا؟

هذا "التقدير" (تقدير جعجع لتضحيات حزب الله) إشارة لإدخال لبنان في نفق إتفاق ثلاثي رقم 2

أما وقد صدر تقرير هيئة المناقصات عن ملف بواخر الكهرباء

"جيروزاليم بوست": ترامب لا يفهم "حزب الله" في لبنان

السياسة والعاطفة لا يلتقيان أبدا"/د.توفيق هندي/فايسبوك

هذا يوم محزن ل "القوات اللبنانية" من أوله/ايلي الحاج/فايسبوك

الحريري التقى وزير الخارجية الاميركي تيليرسون: ناقشنا الوضع في سوريا ومسائل تتعلق بالامن في المنطقة

"واشنطن بوست": حيادية لبنان معرّضة للتهديد… هل تطلق الخلايا النائمة إرهابها رداً على معركة عرسال؟

ترمب: «حزب الله» خطر على لبنان والمنطقة/الحريري بعد لقائه الرئيس الأميركي يؤكد أن «شراكتنا في محاربة كل أنواع الإرهاب مستمرة»

تقدير موقف 26-7-2017 رقم 3

يوم احتلت السلطنة العثمانية جزيرة قبرص

الشدياق يوسف رامي فاضل /فايسبوك

نجل نزار زكا خلال جلسة استماع في الكونغرس: اناشد الشعبين الأميركي واللبناني ألا يدعوا والدي يموت في إيران

ترامب يستثني «العقوبات ضدّ حزب الله» من مباحثاته مع الحريري

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 26/7/2017

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 26 تموز 2017

واشنطن تدرس نزع الجنسية الأميركية عن السفير اللبناني الجديد/القانون يحظر على المواطن تمثيل حكومات دول أخرى

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الكتائب يستهجن "سياسة النعامة": هل بات التخلي عن السـيادة نهـج السـلطة السـياسـية؟

ما يجمع التيارين أكثر مما يفرقها

رفض قتل المسيحيين فهدده داعش بالقتل

ريفي: الطريق من طهران الى بغداد فدمشق وبيروت لن يبقى موصولاً

دالحريري من واشنطن: هدفنا تعزيز القوى الأمنية لتبسـط سـيطرتها علـى كامل الأراضي اللبنانية

شمعون التقى سامي الجميل وريفي: كنا نتمنى تحرير عرسال من قبل الجيش ونعترض على مشروع الموازنة

جنبلاط استقبل جعجع في كليمنصو واستبقاه الى العشاء

السفارة الاميركية: مساعدات إنسانية استجابة لأزمة اللاجئين السوريين

الحريري في عشاء في سفارة لبنان في واشنطن: الاقتتال ليس ما يريده شباب لبنان بل الاستقرار وسنضع خطة نهوض اقتصادية

عشاء كليمنصو يتوّج تقاطعات ميثاقية - مبدئية ويؤسس لمرحلة الانتخابات/علاقة سياسية – وطنية تتخطى "تباينات اللحظة" بين "الاشـتراكي" و"القوات"

 خطاب الانتصار يفنّد اسباب ونتائج معركة الجرود ومفاوضـات الجزء الاخيـر/نصرالله يردّ على ترامب: انتم تقاتلون الارهاب بالمواقف ونحن فعليا في الميدان

تحرير جرود عرسـال في المربع الاخير والجيش يواجه "داعش"

نصرالله يردّ على ترامب ومواقف لافتة لعون في عيـد الجيـش

العقوبات الاميركية تلبّد الاجواء مع موسكو وايران ترفض وتحذر

احتـفال الاول من آب "بمجـدك احتميـت": تميّز فـي الشـكل والمضـمون ونصاب رئاسي مكتمل ودعم داخلي وخارجي للجيش عشية معركته مع "داعش"

جابـر: المعركة انتـهت عسـكريا وليس أمنـياً و"الجيش سيخوض الجزء الثاني من معركة الجرود"

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

صحيفة روسية: الكونغرس يماطل في تعيين سفيره في موسكو

مقتل 4 مسلحين في اشتباك مع الشرطة المصرية

لقاء باريس يمهد لمصالحة ليبية/حفتر والسراج يتعهدان لماكرون بوقف النار وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية

شكري: الدول الأربع ترفض أي حل وسط مع قطر وإردوغان وصف جولته الخليجية بـ«المثمرة والناجحة»

السلطة تدعو لتصعيد شعبي وصلوات جمعة في الميادين وتراجع إسرائيلي في الأقصى ينتظر حكم المرجعيات الدينية

مقتل وإصابة العشرات بهجوم لطالبان بأفغانستان

صدمة قطرية بعد القائمة الثانية للإرهاب... و«الرباعية» تتمسك بالمطالب

ترمب يحاصر سيشنز بسيل من الاتهامات

ميليشيات إيران داخل سوريا تتنقل ليلاً بطائرات مدنية

العقوبات الأميركية ضـد موسكو تهزّ العلاقات "العائـدة" بين الجبارين.. ولا توقعهــا؟ وقلق أوروبي من تداعياتها على أمن "الطاقة"..وطهران تصعّد في وجه تدابير الكونغرس

موقف ترامب من "النزوح" يعزز مخاوف داخليّة من توجّهات غربيـة "لا تناسـبنا" وعواصم القرار تطرح استمرار الدعم مقابل إبقائهم في لبنان..والحكومة لا "تستسلم

“النواب” الأميركي يقر عقوبات على روسيا وإيران وكوريا الشمالية

موسكو حذرت من تقويض تطبيع العلاقات وطهران لوحت بالرد على العداء والأوروبي مستعد لحماية مصالحه

ترامب: سأندهش إذا امتثلت إيران للاتفاق النووي وعليها الالتزام أو مواجهة مشكلات كبيرة

نائب أميركي: قطر مولت “القاعدة” و”داعش” و”طالبان”

واشنطن: لن نمانع في مساهمة موسكو لحل الأزمة الخليجية

قرقاش: علينا المضي قدماً من دون قطر وبناء علاقات خليجية جديدة

صدمة في الدوحة بعد صدور القائمة الثانية للإرهاب واجتماع وزاري للدول الأربع بالمنامة الأحد

قطر: مطالب الدول الأربع مهينة ونحن ضحية تنمر “جيوسياسي” يستهدف سيادتنا

أردوغان: أزمة الخليج تؤلمنا.. شكري: لا تهاون مع من تلوثت يداه بدماء المصريين

السيسي: الدول الداعمة للإرهاب صفحاتها سوداء في كتاب الإنسانية وأكد أن مصر واجهت هجمة شرسة منذ ثورة يونيو ولن تسمح لأحد بوقف مسيرتها

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«حزب الله» ينتظر «ساعة الصفر» لتوسيع دائرة معاركه/الجيش اللبناني يعزز إجراءاته وينفي «شائعات» تسلّل انتحاريين إلى القاع/علي الحسيني/المستقبل

حزب الله و"أدبيات" التخوين/نبيل بو منصف/النهار

هل ألغت "معركة عرسال" الانتخابات الفرعية؟/أسعد بشارة/الجمهورية

كي لا ينتصر السجان على السجين/اسعد بشارة

هل قلتم مكافحة إرهاب؟ ماذا عن السجل والمعهد والقائمة؟/وسام سعادة/المستقبل

جعجع: نقدّر تضحيات عناصر حزب الله!/ميسم رزق/الأخبار

معركة عرسال وتلاشي الجغرافيا/مصطفى فحص/الشرق الأوسط

أبو مالك التلي غيّر مظهره... والجيش بالمرصاد/ميشال نصر/الديار

مصير التلي مشابه للأسير/علي ضاوي/الديار

فشل الوساطات رسالة للدوحة/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

القمة الروسية ـ الأميركية/عبد المنعم سعيد/الشرق الأوسط

بريطانيا تنزع القفازات في حرب البريكست/عثمان ميرغني/الشرق الأوسط

العقوبات الأميركية الجديدة ضد روسيا حزمة مختلطة/ليونيد بيرشيدسكي/الشرق الأوسط

هل ما يصلح للغرب لا يصلح للشرق؟/توفيق السيف/الشرق الأوسط

مطلوب لإيقاف طهران: التركيز على إستراتيجية يمكن تحقيقها/العرب

روسيا توسّع الشراكات في سورية... رقعة إيران تتقلّص/عبدالوهاب بدرخان/الحياة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

البيان/مقابلة مع محمد عبد الحميد بيضون: السلسلة رشوة إنتخابية وعهد غارق بالمحاصصة

عون التقى وزير الدولة البلجيكي:العمليات الاستباقية للجيش والقوى الامنية حفظت الاستقرار والامن في البلاد فلاهو: بلجيكا ستواصل مشاركتها في اليونيفيل

عون: لبنان يميز بين الارهابيين والمدنيين ويدعم حلا سياسيا لازمة سوريا والعودة الامنة

ترامب للحريري: الجيش اللبناني سيكون المدافع الوحيد الذي يحتاجه لبنان رئيس الحكومة: نلتزم بالقرار 1701 إضافة إلى جميع قرارات مجلس الامن.

الحريري حاضر في معهد كارنيغي: العالم بأسره مدعو إلى المساعدة في الحفاظ على النموذج اللبناني لأنه رصيد للمنطقة

سامي الجميل في ذكرى استشهاد وليم حاوي: لا بديل عن الشرعية والدولة والجيش

نص خطاب السيد حسن نصرالله : هدفنا اخراج المسلحين والعمل جار على خطي الميدان والمفاوضات وجهة رسمية لبنانية تتولى مفاوضات جدية

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ، وَمَنْ لا يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ يُبَدِّد.

إنجيل القدّيس لوقا11/من14حتى23/:"كانَ يَسُوعُ يُخْرِجُ شَيْطَانًا أَخْرَس. فَلَمَّا أَخْرَجَ الشَّيْطَانَ تَكَلَّمَ الأَخْرَس، فَتَعَجَّبَ الجُمُوع. وَقالَ بَعْضُهُم: «إِنَّهُ بِبَعْلَ زَبُول، رَئِيسِ الشَّيَاطِين، يُخْرِجُ الشَّيَاطِين». وَكانَ آخَرُونَ يَطْلُبُونَ مِنْهُ آيَةً مِنَ السَّمَاءِ لِيُجَرِّبُوه. أَمَّا يَسُوعُ فَعَلِمَ أَفْكَارَهُم وَقَالَ لَهُم: «كُلُّ مَمْلَكَةٍ تَنْقَسِمُ عَلى نَفْسِها تَخْرَبْ، فَيَسْقُطُ بَيْتٌ عَلَى بَيْت. وَإِنِ ٱنْقَسَمَ الشَّيْطَانُ أَيْضًا عَلَى نَفْسِهِ، فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَمْلَكَتُهُ؟ لأَنَّكُم تَقُولُون: إِنِّي بَبَعْلَ زَبُولَ أُخْرِجُ الشَّيَاطِين. وَإِنْ كُنْتُ أَنا بِبَعْلَ زَبُولَ أُخْرِجُ الشَّيَاطِين، فَأَبْنَاؤُكُم بِمَنْ يُخرِجُونَهُم؟ لِذلِكَ فَهُم أَنْفُسُهُم سَيَحْكُمُونَ عَلَيكُم. أَمَّا إِنْ كُنْتُ أَنَا بِإِصْبَعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِين، فَقَدْ وَافَاكُم مَلَكُوتُ الله.

عِنْدَمَا يَحْرُسُ القَوِيُّ دَارَهُ وَهُوَ بِكَامِلِ سِلاحِهِ، تَكُونُ مُقْتَنَيَاتُهُ في أَمَان. أَمَّا إِذَا فَاجَأَهُ مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنْهُ وَغَلَبَهُ، فَإِنَّهُ يُجَرِّدُهُ مِنْ كَامِلِ سِلاحِهِ، الَّذي كَانَ يَعْتَمِدُ عَلَيْه، وَيُوَزِّعُ غَنَائِمَهُ. مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ، وَمَنْ لا يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ يُبَدِّد".

 

فآمَنَ كَثيرُونَ مِنهُم، ومِنَ ٱلنِّساءِ ٱليُونانيَّاتِ ٱلنَّبيلات، وعدَدٌ كبيرٌ مِنَ ٱلرِّجَال

سفر أعمال الرسل17/من01حتى12/:"يا إِخوتي، ٱجْتازَ بُولُسُ وسيلا أَمْفِيبُولِيس وأَبُولُّونِيَة، ووَصَلا إِلى تَسَالُونِيكي، حَيْثُ كَانَ مَجْمَعٌ لِليَهُود. ودَخَلَ بُولُسُ علَيْهِم، كَعَادَتِهِ، وجَادَلَهُم ثَلاثَةَ سُبُوت، مُنطَلِقًا مِنَ ٱلكُتُب، شَارِحًا ومُبَيِّنًا أَنَّهُ كانَ يَنْبَغِي لِلمَسيحِ أَنْ يَتَأَلَّمَ ويَقُومَ مِنْ بَيْنِ ٱلأَمْوَات، وأَنَّ يَسُوعَ هذَا ٱلَّذِي أُبَشِّرُكُم بِهِ هُوَ ٱلمَسيح. فَٱقْتَنَعَ بَعْضٌ مِنْهُم، وٱلْتَحَقُوا بِبُولُسَ وسِيلا، مَعَ جُمْهُورٍ كَثِيرٍ مِنَ ٱليُونَانيِّينَ ٱلمُتَعَبِّدِين، ونِسَاءٍ عَابِدَاتٍ مِنْ سَيِّدَاتِ ٱلمُجْتَمَع. ودَبَّ ٱلحَسَدُ في ٱليَهُودِ فَجَمَعُوا رِجَالاً أَشْرَارًا مِنْ أَهْلِ ٱلسُّوق، وحَشَدُوا ٱلجُمُوع، وأَشَاعُوا ٱلفَوضَى في ٱلمَدِينَة، وهَجَمُوا على بَيْتِ يَاسُونَ يَبْحَثُونَ عَنْ بُولُسَ وسِيلا، لِيَسُوقُوهُما إِلى ٱلشَّعْب. ولَمَّا لَمْ يَجِدُوهُمَا جَرُّوا يَاسُونَ وبَعْضَ ٱلإِخْوَةِ إِلى حُكَّامِ ٱلمَدِينَة، وهُم يَصِيحُون: «هؤُلاءِ ٱلَّذِينَ أَثارُوا ٱلفِتَنَ في ٱلمَسْكُونَةِ هُمُ ٱلآنَ هُنا، في ضِيافَةِ يَاسُون. وهؤُلاءِ كُلُّهُم يُخالِفُونَ أَحْكَامَ قَيْصَر، ويَقُولُونَ إِنَّ هُنَاكَ مَلِكًا آخَرَ هُوَ يَسُوع. فٱضْطَرَبَ ٱلجَمْعُ وحُكَّامُ ٱلمَدِينَةِ لَدَى سَمَاعِهِم ذلِكَ، فأَخَذُوا كَفَالَةً مِنْ يَاسُونَ وٱلآخَرِين، وأَطْلَقُوا سِراحَهُم. ولِلحالِ أَرْسَلَ ٱلإِخوَةُ بُولُسَ وسِيلا لَيْلاً إِلى بِيرِيَة. ولَمَّا وصَلا دَخَلا مَجمَعَ ٱليَهُود. وكانَ يَهُودُ بِيرِيَةَ أَشْرَفَ مِنْ يَهُودِ تَسَالُونِيكي، فَقَبِلُوا ٱلكَلِمَةَ بِكُلِّ رَغْبَة. وكَانُوا كُلَّ يَوْمٍ يَفْحَصُونَ ٱلكُتُبَ لِيَرَوا هَلِ ٱلأَمْرُ كَذَلِكَ. فآمَنَ كَثيرُونَ مِنهُم، ومِنَ ٱلنِّساءِ ٱليُونانيَّاتِ ٱلنَّبيلات، وعدَدٌ كبيرٌ مِنَ ٱلرِّجَال".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

من يقدر د. جعجع: ضحايا أو تضحيات حزب الله؟

الياس بجاني/26 تموز/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=57336

نقلت جريدة الأخبار اليوم في تقرير لها كتبته ميس رزق جملة مواقف عن الدكتور جعجع تتناول حزب الله.

من أكثر هذه المواقف شروداً عن قيم ومبادئ ثورة الأرز، وأقساها جحوداً بحق دماء شهداء ثورة الأرز “والمقاومة اللبنانية” أن الرجل “يقدر تضحيات “حزب الله”.

إن صح ما نقلت الصحيفة، فالرجل يقدر تضحيات حزب الله الإيراني الهوى والنوى والعقيدة والنهج والمخطط والأهداف والمشروع والسلاح والتمويل والقرار..

حزب الله ولاية الفقيه والاغتيالات والغزوات والأيام المجيدة والقمصان السود..!!!

إن صح ما نقلته الصحيفة هو يقدر تضحيات حزب الله الإرهابي المناقض لكل ما هو لبنان ولبناني، من مفاهيم وطنية، وثقافية، وتعايش، وحريات، وشرعة حقوق إنسان، وديمقراطية، وسلام، وقيم، ومبادئ، ودستور، واتفاق طائف، وقرارات دولية، ومؤسسات وشهادة وشهداء.

والأخطر إن كلام الرجل إن كان صحيحاً هو يلغي وينقض بالكامل كل ما هو “قوات” و”بشيرية” عقيدة وأسساً وأهدافاً وقداسة وتاريخاً وتضحيات.

في الواقع ليس مهماً إن كان ما نقلته “الأخبار” صحيحاً أو مفبركاً أو مجتزءاً..

المهم أن لا دخان دون نار.. وهنا مكمن الخطورة!!!

فمن يراجع مواقف د.جعجع وانعطافاته في السنوات الأخيرة، والتي انتهت بتحالفه مع التيار الوطني الحر، حليف حزب الله، وما كانت نتائج هذا التحالف “المستمر” رئاسياً وحكومياً وفرطاً ل تجمع 14 آذار، والتلحف بعباءات “الواقعية”، والتعلق بحبال “ربط النزاع” والتعايش مع حزب الله ودويلته وسلاحه واحتلاله،  لن يستغرب فعلاً أن يكون ما نقل عن الرجل صحياً و 100%.

بداية من حق د. جعجع وغيره من أهلنا أكانوا في الوطن أو في بلاد الانتشار أن يتحالفوا مع من يريدون، وأن يوالون سياسياً من يختارون، وأن ينتهجون أية مسارات وطنية أو مصلحية أو تجارية تعجبهم وتؤمن مصالحهم وتخدم طموحاتهم.

كما أن لا غرابة في انعطافة د. جعجع باتجاه حزب الله التي قد تحسن فرصه الرئاسية لأن لا أحزاب في لبنان بمفهوم وأسس الأحزاب في البلاد الديمقراطية، لا قوات د. جعجع هي حزب ولا مجموعات غيره من السياسيين كافة هي أحزاب، بل شركات ووكالات تجارية تعمل تحت رايات مذهبية وقومية خدمة لمصالح أصحابها ولأجنداتهم السلطوية والنفعية.

من هنا فإن مواقف أي مالك لأي شركة أو وكالة لا تقدم ولا تؤخر في المفاهيم الإستراتجية لأنها بالغالب آنية وتتبدل وتتغير غب مصالح هذا المالك أو إملاءات من يمثل من المرجعيات أو الدول الخارجية.

وسط هذه المعمة التعموية من المواقف الشاردة والتي على الأكيد الأكيد سوف يُخوًن ويسفه من ينتقدها أو يشكك بطوباوية ورؤيوية مطلقها .. لا بد من توجيه سؤال إلى الدكتور جعجع وإلى كل من يوالي شخصه على حساب الوطن والمواطن والقضية..

السؤال هو: ترى هل تقديركم لتضحيات حزب الله هو تقدير أيضاً لضحايا الحزب من قادة ثورة الأرز الأحياء منهم والأموات .. وكدت أنت أن تكون من بينهم لولا الرعاية الإلهية، وفضل تلك “الوردة”؟؟؟

وصحيح في النهاية لا يصح غير الصحيح.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

شو ناطر جبران باسيل عسى المانع خيراً!!

الياس بجاني/26 تموز/17

https://www.facebook.com/elias.y.bejjani

شو صاير يا جماعة أكيد في شي مش راكب.. لحد هلق ما استنكر الصهر جبران كلام الرئيس ترامب يلي قال انو حزب الله خطر على لبنان وعلى المنطقة كلها. على الأكيد الأكيد في شي غلط ومش معود الصهر ع هيك مواقف صمت؟؟ لازم يستنكر الصهر قبل ما يرجع ع لبنان وإلا بيزعلو منو شبيبة الممانعة وزعلون وحِّش ع الآخر.. طمنونا عن الحالة وتطوراتها ربنا يطمنكن!!

 

من قتل وخان 14 آذار منو أبداً مقاوم

الياس بجاني/25 تموز/17

بعدون البعض من أهلنا عايشين الحلم والوهم وعم يغنوا زجل ومقاومة وبيقولوا انون هني حراس الهيكل وما بينعسوا !!

مع انون نايمين وشبعانين نوم ورابطين رقابون بحبال "ربط النزاع"..

حبال كتير مذلي وعم يتقاسموا الكراسي وكمان عم يتخانقوا عليها.

يا جماعة الحرس والحراسة، ويا جماعة زجل المقاومة الورقية والصوتية ..

لازم تفهموا إنو يلي باع 14 آذار وفرطها وتحالف مع حليف المحتل ومشاركه تعتيرو وخنوعه

هو يلي الغى حاله المقاوم ودبح تاريخه. ..ولا عاد مقاومة ولا من يحزنون...

المقاوم صاحب مبدأ وما بيتخلى عنه وما بيقبل بأمر واقع احتلالي ولا بيتملق للمحتل ولا بيمسحلوا جوخ

يبقى أن كل احزاب لبنان والمسيحية منها تحديداً وكلون يعني كلون هي شركات تجارية تعمل في خدمة ومصالح ونفوذ اصحابها. والمقاومة أخر هم ع قلب اصحابها.. الله يرحم الشهداء

شو فهمنا!!!

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

بيان صادر عن 14آذار – مستمرون: نرفض أي تفريط بدماء الشهداء تحت أي حجة أو مبرر كالواقعية السياسية وغيرها من مبررات الإستسلام والإنهزام.

http://eliasbejjaninews.com/?p=57333

صدر عن الهيئة المركزية ل 14 آذار مستمرون البيان الآتي:

1- إن حروب حزب الله تبقى خدمة لمشاريع ايران الإقليمية ولا علاقة لها بأي مصلحة لبنانية مباشرة أو غير مباشرة بمعزل عن شعارات مقاومة إسرائيل ومحاربة الإرهاب والدفاع المزعوم عن لبنان وأهله.

2- إن الحملات الإعلامية والدعائية والتهويلية والترغيبية والترهيبية الهادفة الى تظهير التفاف وطني لبناني مصطنع وغير موجود أصلا حول حروب حزب الله وآخرها في جرود عرسال لا تغير في واقع أن ما يقوم به حزب الله هو موضوع شرخ وطني كبير وليس فقط موضوع خلاف سياسي آني وتكتيكي ومرحلي محدد.

3- إن المواقف الحزبية والسياسية والقيادية والإعلامية المتخاذلة والمستسلمة والمغطية للأمر الواقع الذي يسعى حزب الله لفرضه على اللبنانيين كقوة احتلال هي مواقف عادية في المجتمعات التي تخضع للإحتلال، وهي لا تمنع استمرار المقاومة الثقافية والفكرية والسياسية والإعلامية للإحتلال المسلح للبنان ولمصادرة دور الدولة ومؤسساتها الدستورية.

4- تؤكد الهيئة المركزية ل 14 آذار – مستمرون تمسك اللبنانيين المتشبثين بمشروع ثورة الأرز وانتفاضة الإستقلال بالسيادة الوطنية الكاملة وغير المنتقصة، وهي تعتبر انطلاقا من هذا الواقع أن حروب حزب الله تناقض القوانين اللبنانية والدولية بدءا بقانون الدفاع الوطني مرورا بالدستور اللبناني وصولا الى القرارات الدولية 1559 و 1680 و 1701.

5- تحيي الهيئة المركزية ل 14 آذار – مستمرون أرواح شهداء ثورة الأرز وانتفاضة الإستقلال وتتمسك بوجوب محاكمة المجرمين وتسليم المتهمين الى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وتتعهد بمتابعة مسيرتهم أيا تكن التضحيات والضغوطات، وترفض أي تفريط بدماء الشهداء تحت أي حجة أو مبرر كالواقعية السياسية وغيرها من مبررات الإستسلام والإنهزام.

 

القوات توضح: كان بإمكان جعجع شيطنة "حزب الله" وهذه هي الحقيقة

26 تموز 2017

صدر عن الدائرة الإعلامية في القوات اللبنانية البيان الآتي:

"عمدت صحيفة "الأخبار" كعادتها إلى تحوير حديث لرئيس "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع في جلسة مع بعض الإعلاميين لم تكن مشاركة فيه أصلا فعنونت: "جعجع: نقدر تضحيات عناصر حزب الله"، وذلك على طريقة "لا إله..." ومن أجل التوظيف السياسي المعروف.

 وفي الحقيقة ان كلام رئيس "القوات" واضح وضوح الشمس، وهو كالآتي:

- أولا، لا شك ان نتيجة معارك جرود عرسال ستكون ايجابية على لبنان بمعنى ان مجموعة القرى الحدودية سترتاح، كما ان الجيش سيرتاح، والمردود الايجابي المتوقع على القرى الحدودية اللبنانية يأتي على هامش المواجهة التي ستكون لها مكاسب تكتيكية في مقابل تداعيات استراتيجية على مشروع الدولة.

- ثانيا، معركة الجرود بالنسبة لـ"حزب الله" شبيهة بمعارك الحزب في حلب، دمشق، تدمر أو بعض الجبهات في درعا. وهذا هو سياقها الطبيعي بنظر الحزب.

- ثالثا، إن إراحة مناطق القاع وبعلبك وعرسال هي بمثابةcollateral advantage .

- رابعا، ان الاستراتيجية الدفاعية وضعها الجيش اللبناني باعتبار أن هذا "الجيب" كان معزولاً عن الداخل اللبناني والداخل السوري إلا في بعض الاستثناءات. الجيش لم يكن يريد خوض هذه المعركة بل احتواء هذا "الجيب" كما هو حاصل منذ سنتين وحتى اليوم. وكان الجيش يعتبر أن من مصلحتنا الاحتواء طالما لم يتمكن هذا "الجيب" من التمدُد نحو الأراضي اللبنانية.

- خامسا، الغاية لا تُبرر الوسيلة. هدفنا الاساسي كان ويبقى بناء دولة حقيقية في لبنان، لا توجد على يمينها او شمالها منظمات تتفرد بخيارات وسياسات، تشمل انعكاساتها كل اللبنانيين. لا نريد أي تنظيمات مسلحة مهما كانت هذه التنظيمات.

- سادسا، كل قتال حزب الله في سوريا يؤثر سلبياً على لبنان، وهو يقوم بأعماله من دون علم وموافقة الحكومة اللبنانية .

- سابعا، لدينا وطن اسمه لبنان يحتاج الى قيام دولة فعلية خالية من التنظيمات المسلحة، ومشروع حزب الله أكبر بكثير من مساحة الداخل، ولبنان مجرد محافظة صغيرة في أمة هذا الحزب الذي يؤمن بالخلافة على طريقته، ووفق مفهومه.

فكان بإمكان الدكتور جعجع شيطنة "حزب الله" والقول بكل بساطة ان نتيجة معركة الجرود كارثية على لبنان، ولكن في الحقيقة إن التخلص من جيب إرهابي يشكل مصلحة لبنانية، إلا ان الفارق الأساس هنا أن "حزب الله" لم يقم بهذا العمل لأهداف لبنانية ومصلحة لبنانية وأجندة لبنانية وأولويات لبنانية، إنما قام به لأهداف تتصل بمنظومته الفكرية والعقائدية والايديولوجية والإقليمية، وذلك تماما على غرار إخراج إسرائيل من لبنان، حيث ان إخراجها شكل مصلحة لبنانية ولا أحد يستطيع إنكار ذلك، ولكن الحزب لم ولا يقاتل إسرائيل دفاعا عن لبنان، إنما قتاله إسرائيل يندرج ضمن أهدافه الإسلامية الإيرانية الإقليمية.

 لذلك اقتضى التوضيح".

 

بعد كلام جعجع «الجديد»… نائب قواتيّ يرّحب بالتخلّص من «النصرة» على الحدود

مانوئلا مشيك/جنوبية/ 26 يوليو، 2017

على عكس العادة، يبدو أن رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع اختار مغازلة حزب الله ، هذا الغزل تمثل بـ "تقدير لجهود الحزب المبذولة في جرود عرسال" مشيراً إلى أن "هذه المعركة استفاد لبنان من نتائجها".

هو اجتماع ترأسه رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع محاطاً بمجموعة من مرشحي القوات للانتخابات النيابية المقبلة وفي حضرة مجموعة من الإعلاميين في إحدى القاعات في معراب حيث قام زميلٌ صحافيٌ عائدٌ لتوه من إيران بإهداء خبز إيراني للمسؤولة الإعلامية في معراب أنطوانيت جعجع التي بادرت الى تقاسمه مع الحاضرين من إعلاميين و”كوادر قواتية”.

كلام “جديد” لـجعجع بحق حزب الله، فهذه هي المرة الأولى التي لا يتنكر فيها للمكاسب التي حققها الحزب في معاركه في جرود عرسال، مقدراً المجهود بالقول:”الله يحمي كل الناس”، معتبراً أن معركة الجرود هي ايجابية بالنسبة الى لبنان عموماً بالاضافة الى ان التخلص من “جبهة النصرة”و”داعش” سيريح مجموعة من القرى الحدودية امتداداً من رأس بعلبك والقاع حتى عرسال.

صمت القوات اللبنانية كان بمثابة مفاجآة هذه المرة، ففي العادة، يقوم الدكتور جعجع بعقد مؤتمر صحفي يتناول فيه تصريحات ضد “مصادرة الحزب لقرار الحرب والسلم”. هذا الصمت يفسره البعض انه محاولة لفتح قناة اتصال بين القوات اللبنانية وحزب الله في حين أن آخرون يرون أن صمت جعجع يعود الى أنه لا يمكن إغفال أن هناك قرى مسيحية قريبة لعرسال أصبحت محمية بعد هذه المعركة من الارهابيين.

الجواب أتي من عقر دار القوات، فقد رأى نائب “القوات اللبنانية” جوزيف المعلوف في حديثه لموقع “جنوبية”  أنه “منذ زمن ويد القوات اللبنانية ممدودة للجميع بمن فيهم حزب الله لأن الأخير يُعدّ شريكاً ومقوماً من مقومات البلد”. ويضيف المعلوف ” ان الحزب يشكل مع غيره من الاطياف السياسية، الفسيفساء ذو الألوان المتنوعة، التي يقوم عليها البلد”.

ويعود المعلوف ليؤكد أنه “من الصحيح القول أن القوات لديها خلاف استراتيجي مع حزب الله لكن من وجهة نظر القوات فإن ما يجري اليوم في جرود عرسال ،ضمن ما يُعرف في اطار الحرب السورية، هو لتصحيح خلل ما أي المجموعات المسلحة التي تتهدد لبنان والقرى الحدودية”.ويلفت المعلوف أن “الحامي الأساسي هو الجيش اللبناني والأخير يساعد على أكمل وجه في مواجهة المتطرفين بكل حزم وقوة”.

وعما اذا كان هناك حوار رسمي بين القوات والحزب، ينفي المعلوف وجود أي قنوات واضحة للتواصل واذا كانت موجودة سيُعلن عنها ولن تكون سرية”. ويعتبر المعلوف أن ” حزب الله مكون أساسي في العملية السياسية فهناك تعاون سياسي ضمن إطار التشريع وقد تلاقت القوات اللبنانية وحزب الله في ملفات متقاطعة لخدمة المصالح العامة”.

ويختم المعلوف بالقول ان ” ما يُهم القوات اللبنانية هو تغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة وهذا إيمان قاطع خصوصاً لجهة إعادة تكوين السلطة من خلال قانون الإنتخاب، والتلاقي تحت غطاء الدستور، مؤكداً أن الأهم هو الوصول لليوم الذي يصبح فيه خيار السلم والحرب في يد الدولة اللبنانية فقط، قائلاً: “الله يرحم كل اللي عم بيموتوا بالجرود دفاعاً عن الوطن ويشفق علينا بالوضع القائم”.

وفي هذا السياق، ذكَر جعجع أمس بمقولة أن ” الغاية لا تبرر الوسيلة” قائلاً: “هدفنا الأساسي كان ويبقى بناء دولة حقيقية في لبنان، لا توجد على يمينها او شمالها منظمات تتفرد بخيارات وسياسات، تشمل انعكاساتها كل اللبنانيين”.ويرى جعجع ان “مشروع حزب الله أكبر بكثير من مساحة الداخل، فهذه المعركة الدائرة في جرود عرسال هي جزء من الحرب االسورية التي يشارك فيها حزب الله لحماية النظام السوري وسيكون لها انعكاسات على مشروع الدولة ككل ومع ذلك لبنان استفاد من نتائج هذه المعركة”.وأشار جعجع الى ان الحزب أذكى بكثير من “النصرة”، ولديه عقل استراتيجي مهم. لكنه، في المقابل، يرفض “شيطنة” حزب الله، بقوله:” نحن لسنا أعداء، ومن غير المقبول ان يشيطن أحدنا الآخر”.

 

ترقب وقلق في لبنان بعد كلام ترامب عن حزب الله

العرب/27 تموز/17

واشنطن - أعربت مصادر سياسية لبنانية عن اعتقادها بأنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب أسمع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، عندما استقبله بحفاوة بالغة في البيت الأبيض، الثلاثاء الماضي كلّ ما يحب سماعه. وتوقفت المصادر خصوصا عند تأكيد ترامب للحريري أن “حزب الله يشكل تهديدا للبنان والمنطقة”. وذهب أحد السياسيين اللبنانيين إلى القول إنّ “كلام ترامب بمثابة موسيقى لأذني سعد الحريري”. لكن الأوساط اللبنانية التي تتابع عن كثب السياسة التي تتبعها إدارة ترامب تساءلت هل من ترجمة على أرض الواقع لكلام الرئيس الأميركي أمام رئيس مجلس الوزراء اللبناني الذي يعرف تماما ما الذي يمثله حزب الله والدور الذي يلعبه كأداة إيرانية بامتياز، خصوصا داخل الأراضي السورية. وقالت هذه الأوساط إن اللبنانيين الذين يتفهمون جيدا ماذا يعني كلام ترامب يتساءلون هل من خطوات عملية لدعم هذا الكلام؟ وقال وزير لبناني إنّ “الكلام شيء والأفعال شيء آخر”. وأضاف في تصريح لـ”العرب” أن “كلام ترامب يظل كلاما إذا لم يتحول إلى أفعال”. وأشار في هذا المجال إلى مكانين تستطيع فيهما الولايات المتحدة إظهار جدّيتها في التصدي لإيران، هما الداخل السوري نفسه، ومنع إيران من إقامة موطئ قدم في الأراضي السورية. والمكان الثاني هو الحدود العراقية-السورية. وأوضح في هذا المجال أن أي إضعاف لحزب الله لا يكون إلّا عن طريق منع إيصال الإمدادات الإيرانية إلى الداخل السوري، عن طريق الحدود العراقية-السورية. وأبدت أوساط لبنانية تخوفها من ألا يرافق الكلام الكبير الصادر عن ترامب أيّ أفعال أميركية تؤدي إلى إضعاف حقيقي لحزب الله وإعادته إلى حجمه الطبيعي كحزب لبناني ممثل في مجلس النواب والحكومة.

وقالت إن اكتفاء ترامب بتصعيد لفظي مع إيران وحزب الله يمكن أن تكون له نتائج سلبية على الوضع اللبناني، خصوصا في غياب أي أعمال عسكرية أميركية داخل سوريا نفسها، وفي ظل غياب آخر لأي مؤسسة لبنانية قادرة على لعب دور في مواجهة حزب الله الذي يمتلك آلة عسكرية كبيرة باتت قادرة على خوض حروب خارج الأراضي اللبنانية. وتفيد مصادر لبنانية قريبة من أروقة البيت الأبيض أن الرئيس ترامب أراد من خلال هجومه على حزب الله أمام ضيفه سعد الحريري الرد بعد أكثر من ست سنوات على “اقتراف” الحزب الانقلاب على الحريري أثناء اجتماعه قبل ست سنوات مع الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.

واعتبرت هذه المصادر أن ترامب أراد من خلال موقفه العنيف ضد الحزب رد الاعتبار للحريري وللرئاسة الأميركية اللذين تلقيا هذه الطعنة قبل سنوات، والتأكيد على دعم واشنطن لرئيس الحكومة اللبنانية وما يمثله في ذاكرة الأميركيين وما يمثله كذلك من اصطفاف داخل العالم العربي.

وحذرّت نيكي هيلي مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأمم المتحدة، خلال إفادة أمام مجلس الأمن من مخاطر التهديد الذي يُشكله حزب الله للشعب اللبناني، مشيرة إلى أن الحزب يعد لحرب جديدة ضد إسرائيل. وقالت أوساط مراقبة في بيروت إن ما صدر عن ترامب يعد مباشرا وواضحا ويبعث برسائل واضحة إلى الحزب وإيران من جهة، وإلى إسرائيل مطمئنا من جهة ثانية، وإلى الحكومة اللبنانية من جهة ثالثة. واعتبرت هذه الأوساط أن إطلاق هذه التصريحات في حضور رئيس الوزراء اللبناني يوحي بأنها حصيلة مداولات اتفق بشأنها الرجلان، ما قد يحرج الحريري أمام شركائه المتحالفين مع الحزب داخل الحكومة اللبنانية.

وزير لبناني: كلام ترامب بمثابة موسيقى لأذني سعد الحريري

إلا أن الحريري، وفي معرض التعليق على مسألة العقوبات الأميركية ضد حزب الله، قال “نعتقد أنه ليس من الضروري طرح مسودات قوانين إضافية (…) ولكن إذا كانوا يرغبون في إصدار مثل هذه المسودات فنحن بحاجة لحماية لبنان من أي صياغة خاطئة في مشروع القانون”. وتقول مصادر مواكبة لزيارة الحريري والوفد المرافق له إلى واشنطن، إن تصريحات ترامب جاءت لتفرّغ إنجازات حزب الله في جرود عرسال من أي مضمون ممكن استثماره في أي عملية تعويم للحزب على المستوى الدولي ومن أي أسباب ترعى إخراج الحزب من لوائح الإرهاب في الولايات المتحدة. وأضافت المصادر أن ترامب تقصّد وضع الحزب داخل نفس التصنيف الذي تعامل به واشنطن داعش والقاعدة، وذكّر بمواقفه القديمة من أنه “لست معجبا بالأسد. أعتقد بالتأكيد أن ما فعله لهذا البلد وللإنسانية فظيع، بما ينفي أي تحوّل في موقف واشنطن بإمكان حزب الله وإيران التعويل عليه. ولاحظ مراقبون لبنانيون أن الرئيس الأميركي استخدم لغة لطالما يستخدمها خصوم حزب الله في لبنان من حيث اعتبارهم أن أجندة الحزب، حتى ما يعتبره دفاعا عن لبنان، ليست لبنانية بل تخضع بالكامل للأجندات الإيرانية. وحذر ترامب من أن حزب الله “يحاول تصوير نفسه على أنه مدافع عن المصالح اللبنانية لكن من الواضح أن مصالحه الحقيقية (هي) مصالح راعيته إيران”.

وقدم مشرعون أميركيون تشريعا الأسبوع الماضي يهدف إلى زيادة العقوبات المفروضة على حزب الله من خلال زيادة تقييد قدرته على جمع الأموال والتجنيد وزيادة الضغط على البنوك التي تتعامل معه. وردا على سؤال حول رأيه بخصوص عقوبات يحاول الكونغرس الأميركي فرضها ضد حزب الله، قال “سأعلن عن موقفي خلال الـ24 ساعة المقبلة”. غير أن مصادر دبلوماسية غربية في بيروت لفتت إلى أن الرئيس الأميركي أدلى بمواقف تعكس حرصا أميركياً على رعاية لبنان وفق القيّم التي عبر عنها ما أطلق عليه “ثورة الأرز إثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري، متسائلة عن مدى مصداقية الإدارة الأميركية في دعم التوجه لدعم الدولة اللبنانية على حساب دويلة حزب الله. واعتبرت هذه المصادر أن قرار الأميركيين مواصلة دعم الجيش اللبناني رغم اللبس الذي يشوب علاقته بحزب الله، يعكس إدراك واشنطن لضرورات تقوية الجيش كما إدراكها للطبيعة العرضية لعلاقة الجيش بالحزب. وأشاد الرئيس الأميركي بتصدي الجيش اللبناني لتنظيم “داعش” ومنعه “من الحصول على موطئ قدم داخل بلاده”.وأكد وقوف الجيش الأميركي إلى جانب نظيره اللبناني “في معركته هذه (ضد داعش)، وسنحرص على جعل الجيش اللبناني هو المدافع الوحيد الذي تحتاجه لبنان، فهو قوة قتالية فعالة جدا”.

 

لا تزال مذكرة الوزير علي حسن خليل قائمة وتشكل خطورة على النظام العقاري في لبنان والجبل في ظل صمت السلطة وعلى رأسها الرئيس/نطلب إلغائها.

د.فارس سعيد/تويتر/26 تموز/17

*بعد خطاب "النصر" - ١٣آب ٢٠٠٦ خطاب الليلة كرَس غلبة الحزب على الدولة -الحزب يقاتل -الحزب يكلف جهة رسمية التفاوض مع النصرة ويحدد مهام الجيش.

*تابعت أخطر كلام قيل في السياسة من قبل السيد حسن نصرالله..ادعو المخلصين الى اطلاق جبهة إنقاذ وطني حتى لا يزول لبنان الذي نعرفه.

*ممنوع على الدولة والجيش القيام بما يقوم به حزب الله لماذا الدولة لماذا لا تستقيل الدولة بكل تراتبيتها ويستلم حزب الله مسؤولية ادارة لبنان.

*بعد خطاب "النصر" - ١٣آب ٢٠٠٦ خطاب الليلة كرَس غلبة الحزب على الدولة -الحزب يقاتل -الحزب يكلف جهة رسمية التفاوض مع النصرة ويحدد مهام الجيش.

*قال حسن نصرالله"كُلفت جهة رسمية التفاوض مع النصرة" ميليشيا كلّفت الدولة.. نرفض.

*لا تزال مذكرة الوزير علي حسن خليل قائمة وتشكل خطورة على النظام العقاري في لبنان والجبل في ظل صمت السلطة وعلى رأسها الرئيس/نطلب إلغائها.

*ان الجهد الذي يقوم به حزب الله لإقناع المسيحيين انه يحميهم من الإرهاب هو تضليل لأن المسيحيون ليسوا مع ارهاب ضد آخر/نحن مع "دولة" منذال١٩١٩.

*ستطال العقوبات الاميركية على حزب الله القطاع المصرفي ومعه جميع اللبنانيين/كلفة حزب الله على لبنان كبيرة والكل أخرس/تحية للشجاعة.

*وأخطر موقف يبقى "للرئيس القوي" الذي قال في شباط "نشعر ان سلاح حزب الله حاجة لحماية لبنان لان الجيش غير قادر"/كلام سّهل تضليل المسيحيين.

*اذا ما كتبته ميسم رزق صحيحا نحن امام "استدارة" سياسية مسيحية شعبية وحزبية خطيرة تلاقي حزب الله/نرفض/حزب الله يحمي مصالحه لا يحمي لبنان.

*ننتظر استنكار الوزير باسيل على كلام ترامب خلال عودته الى بيروت عبر التوتير في الطائرة قائلا" لم أكن على علم وارفض التهجم على حزب الله"!!!!!!

*لم يقنع حزب الله ولا الاعلام الحربي التابع له الادارة الاميركية انه يحارب الاٍرهاب/العالم يعتبر ان ارهاب لا يحارب ارهاب.

*نفتقد الرجال الرجال، سمير بك والبطريرك صفير لا تغيبوا عن بالي.

*حزب الله انسحب من سوريا ومعركة عرسال دخانية/سيطالب بمكتسبات سياسية أولها تعديل قانون الانتخابات لجعل لبنان دائرة واحدة.

*حزب الله حل مكان الجيش ( لعماد عون قال ان الجيش ضعيف) وحزب الله قوي/نؤكد ان الجيش كان قادرا القيام بعملية عرسال فلماذا تغييبه؟

*نزع علم دولة "الخلافة " في جرد عرسال واستبداله بعلم "الولاية"/نريد علم لبنان وحده/نريد جيش واحد/نريد قرار واحد/بؤس الخلافة والولاية.

*ارفض ما قاله الرئيس بري" ما تقوم به المقاومة تقوم به نيابة عن لبنان"/ مع الاحترام اللبنانيون يحمون لبنان وليس طائفة منهم..الدولة يا دولة الرئيس.

*ارفض الخضوع الذمي لحزب الله ولكل اشكاله سنة وشيعة وغيرهم.. ناضلوا اجدادنا من اجل دولة/القانون يحمينا وحزب الله يذّلنا.

 

تلفزيون المستقبل: عن أي انتصار يحدثوننا؟

26 تموز/17/تساءل تلفزيون "المستقبل"، في مقدمة نشرة أخباره المسائية، عن أي انتصار يحدثوننا؟ أو عن إنتصار الميليشيا على الميليشيا؟ وجاء في المقدمة: "هي ميليشيات معلومة المصدر والتمويل، ومتشعبة الولاءات والإستخبارات، في منطقة متداخلة حدودها بين لبنان وسوريا، تقاتل ميليشيات متداخلة الولاءات، بين إيران وسوريا ولبنان واليمن والعراق والبحرين وا وا وا … فعن أي إنتصارات يحدثوننا؟ إنتصار الميليشيا على الميليشيا؟ أم إنتصار الإرهاب التكفيري، على التكفير الإرهابي؟ وأي فارق بين الجولاني والبغدادي، وبين حزب وجه صحارته صحافي، هدد كل معارض للميلشيا وكل من لم يردد سيمفونية النصر، بالقتل والملاحقة، متسلحا بوهج السلاح، وأوهام الانتصارات؟ لماذا لا يزال المحرضون على قتلنا في مكاتبهم، وهم يهددوننا بقتلنا في مكاتبنا؟ وعن أي انتصار يحدثوننا؟ إنتصارهم على الشعب السوري؟ إنتصارهم على الثورة التي ذبحوها من الوريد الشعبي إلى وريد المدن التي أحالوها خراباً؟ إنتصارهم على حلب وأهلها؟ إنتصارهم على القصير وفلاحيها؟ على الزبداني وتاريخها؟ على حمص التي لم يتركوا حجرا على حجر فيها، وبدأوا العمل لتمليكها إلى غرباء عنها؟ أي انتصار سيخرج الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بعد قليل ليحدثنا عنه؟ في أي حال، نبدأ من واشنطن، حيث يواصل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري لقاءاته".

 

هذا "التقدير" (تقدير جعجع لتضحيات حزب الله) إشارة لإدخال لبنان في نفق إتفاق ثلاثي رقم 2

د.توفيق هندي/فايسبوك/26 تموز/17/إستنادا" إلى اليأس الذي أدخله الجسم السياسي اللبناني الحاكم إلى قلوب اللبنانيين من خلال التمادي بلا حياء، بممارساته المافياوية في كل الميادين، وليس إلى قلوب المسيحيين فقط على غرار ما حدث في بداية ثمانينات القرن الماضي إثر إغتيال بشير الجميل، هل يشكل هذا "التقدير" إشارة لإدخال لبنان في نفق إتفاق ثلاثي رقم 2 ولكن، هذه المرة بإستبدال رعاية سوريا-الأسد برعاية الجمهورية الإسلامية في إيران عبر بوابة حزب الله؟!

 

أما وقد صدر تقرير هيئة المناقصات عن ملف بواخر الكهرباء

نوفل ضو/فايسبوك/26 تموز/17/أما وقد صدر تقرير هيئة المناقصات عن ملف بواخر الكهرباء بما يؤكد رسميا أنني مع أربعمئة سياسي وناشط واعلامي كنا على حق في رفضنا لصفقة البواخر، فإن أقل المطلوب من وزير الطاقة سيزار ابي خليل ووزير العدل سليم جريصاتي والتيار الوطني الحر الذين ادعوا علينا خلافا لقواعد الإدعاء القانونية أن يعتذروا علنا من التجنيات والإساءات التي وجهوها الينا. وادعو كل الذين شملتهم افتراءات الوزيرين ابي خليل وجريصاتي والتيار الوطني الحر الى أن يبادروا - مجتمعين أو منفردين - الى الإدعاء على ابي خليل وجريصاتي والتيار الوطني الحر بتهمة الإفتراء وتشويه السمعة والقدح والذم. سياسيا، أدعو كل الوزراء الذين التزموا الصمت عندما سألهم رئيس الحكومة ردا على ما كشفه النائب سامي الجميل امام مجلس النواب عن هذه الصفقة: هل رأى أحد منكم التقرير الذي أظهره الشيخ سامي؟ الى الإعتذار علنا من الشعب اللبناني لأنهم شاركوا في التغطية على الصفقة. وممنوع على كل من سكت على سؤال رئيس الحكومة أن يدعي اليوم بأنه كان ضد الصفقة!

 

"جيروزاليم بوست": ترامب لا يفهم "حزب الله" في لبنان

المركزية- لفتت صحيفة "جيروزاليم بوست" الى أن "اللقاء الذي جمع الرئيس الاميركي دونالد ترامب برئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري تركَ أسئلة أكثر من الإجابات حول دور "حزب الله" في لبنان". وتوقّفت عند ربط ترامب "حزب الله" بإيران، متسائلة "لكن إذا كان "حزب الله" يشكّل تهديدًا، فأين هي سياسة ترامب وإذا كان الأسد يرتكب أمورًا فظيعة، فلم تقلّل واشنطن من دعمها للمعارضة السورية؟". أضافت "يبدو أنّ ترامب لا يفهم "حزب الله" في لبنان. ففي الوقت الذي قال خطابًا شديد اللهجة ضده واعتبره تهديدًا لإسرائيل والمنطقة وأشار الى ارتباطه بإيران، الحزب ممثل في الحكومة وشريك في الحكم، وهو القوة الحقيقية من خلف الستار، وأثبتت الأيام الأخيرة ذلك ، من خلال معركة عرسال". وسألَت "كيف يُمكن أن تطال العقوبات "حزب الله" ولا تطال الحكومة اللبنانية"، وقالت "ماذا لو رأى النازحون السوريون أنّ الأسد ينتصر في الحرب السورية ولا مجال لعودتهم الى الديار"، معتبرة "أنّهم سيصبحون أكثر تشدّدًا ويستهدفون "حزب الله" الذي يلعب دورًا رئيسيًا في سوريا". ولفتت الى أنّ "هذه الأسئلة يجب أن تكون على أجندة واشنطن، إلا أنّ تفكير ترامب مشتّت في مشاكل وقضايا داخلية أخرى".

 

السياسة والعاطفة لا يلتقيان أبدا"!

د.توفيق هندي/فايسبوك/26 تموز/17

للذين يعتبرون أني أبني رأيي على ما تقوله الأخبار أو غيرها من وسائل الإعلام، أقول أنهم لا يعرفونني ولا يعرفون أني لا أتأثر بما يقال وإني أشكك بما أسمعه وأدقق بالمعلومات وأتأكد من صحتها من خلال مقاطعتها مع عدة مصادر.

وإني أتساءل دائما" عند ورود معلومة ما : من يقول ماذا؟ ولا يكفي أن نقول سمعنا أو قرأنا أو !....

من ناحية ثانية، أعرف المتعاطون بالسياسة واحد واحد لأني عاشرتهم خاصةطويلا" وتعاطيت معهم مباشرة بالعملي، وبالتالي أدرك ما يحركهم من مصالح شخصية لتحقيق أهداف بعينها وأعرف قدر الأسباب التي تحركم سياسيا" أو وطنيا" بالمقارنة مع قدر الأسباب التي تحركهم أطماعهم الشخصية.

ولا يمكن للمواطن تلمس حقيقتهم من خلال تصاريحهم أو مواقفهم المعلنة التي غالبا" ما تكون "كلاما" للرعية وليس كلاما" للخورية"!

والأهم من ما يقولونه بالسر وبالعلن ، هو تصرفاتهم السياسية، ما يفعلونه وما لا يفعلونه في إطار البرلمان أو مجلس الوزراء أو خارجهما، وكيف يتصرفون عمليا" في السياسة.

أما الدكتور جعجع، فبإمكاني أن أجزم بأني أعرفه أكثر من المحيطين اليوم به لخصوصية العلاقة التي ربطتني به لمدى زمني طويل وفي ظروف دراماتيكية وخطيرة أكثر بكثير مما هي عليه اليوم! ومن النافل القول أن حقيقة الإنسلن وداخليته تتجلى في مثل هذه الظروف!

إن رأيي مبني في الحياة العامة والخاصة، على العقلانية والموضوعية الخالصة، ولا محل في تفكيري السياسي للإنجرار بالعاطفة. فبالنسبة لي السياسة والعاطفة لا يلتقيان أبدا"!

 

هذا يوم محزن ل "القوات اللبنانية" من أوله

ايلي الحاج/فايسبوك/26 تموز/17

الأعزاء الأحباء في حزب "القوات". إذا لم يكن ما نقلته "الأخبار" عن رئيس الحزب صحيحاً، ف"بلا معلمية عليكن"، أرسلوا بيان تكذيب إلى جريدة الأخبار"، أو فلتجتمع الهيئة المركزية ل"القوات" وتصدر موقفاً واضحاً لا لبس فيه من معركة جرود عرسال وما يفعل "حزب الله" على غرار بيان كتلة "المستقبل".

محاولة اقناعي أنا غير مهمة، لا تقدم ولا تأخر. ومن أكون؟ أما عن لومي لتصديق "الأخبار" ، فبعد تأييد "القوات" مرشح "حزب الله" لرئاسة الجمهورية والتحالف غير المنطقي معه (برأيي) فأقول إن كل شيء صار قابلاً للتصديق وممكناً في هذا العالم السوريالي.

*أنا أيضا أقدر التضحيات التي بذلها هذا الحزب في اغتيال قادة"ثورة الأرز" ورموزها، كما في اغتيال فكرة *الدولة اللبنانية والقانون على مدى عشرات الأعوام، وأيضاً الأمل في العيش بأمان وسلام كبقية الشعوب في لبنان. هذا يوم محزن ل "القوات اللبنانية" من أوله.

*من قلبي سلام لجميع المحازبين الناشطين في "الكتيبة 33 -Triangulum " الإلكترونية في "القوات اللبنانية" . كان بودي أن تنوعوا قليلاً وتشغلوا مخيلتكم أكثر ، فلا تكرروا الفكرة نفسها كل الوقت وبأسماء متعددة . على كلٍ يعطيكن العافية شباب وصبايا تعبتكن اليوم .وألله ينصركن .

على أمل لقاء. محبتي.

*تخيّلوا . تخيّلوا فقط لو أن ميليشيا واحدة لا غير احتفظت بسلاحها بعد الحرب، غير "حزب الله". "القوات" مثلا. أو ميليشيا الحزب التقدمي الاشتراكي. شو كان صار؟ شو كان بيهَدّي المتمسّكين بسلاح "حزب الله" هلّأ؟ العونيين مثلاً كان رئيسهم عم يصيح "بدكن الدولة أو الدويلة؟"

و"بدكن الميليشيا أو الجيش؟" وكانوا هيّصوا وراه ودبكوا العونيين. ليكو هلّأ ما أحلاهن منل التوتو! هههههه

 

الحريري التقى وزير الخارجية الاميركي تيليرسون: ناقشنا الوضع في سوريا ومسائل تتعلق بالامن في المنطقة

الأربعاء 26 تموز 2017 /وطنية - واشنطن - زار رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وزير الخارجية الاميركية ريكس تيليرسون في مقر وزارة الخارجية، يرافقه وزير الخارجية جبران باسيل والقائم باعمال السفارة اللبنانية في اميركا كارلا جزار والسيد نادر الحريري ومستشارة الرئيس الحريري امال مدللي. وتم خلال اللقاء عرض للاوضاع في لبنان والمنطقة وسبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين. بعد الاجتماع اكتفى تليرسون بالقول: "انا مسرور بان ارحب برئيس وزراء لبنان سعد الحريري هنا في وزارة الخارجية وقد ناقشنا كما تتوقعون الوضع في سوريا ومسائل تتعلق بالامن في المنطقة وانا اعرف انه كان للرئيس الحريري امس لقاء ودي جدا جدا بالامس مع الرئيس ترامب وسنستمر في متابعة القضايا التي اثيرت للبناء عليها".

 

"واشنطن بوست": حيادية لبنان معرّضة للتهديد… هل تطلق الخلايا النائمة إرهابها رداً على معركة عرسال؟

"واشنطن بوست"/26 تموز/17

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية تقريرًا عن التطورات الأخيرة على الحدود اللبنانيّة الشرقية، وتطرّقت إلى زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى واشنطن ولقائه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ لبنان، "الذي يبدو أنّه بلد تحت حصار وجودي من قوات داخلية وخارجيّة، يحاول إجتياز صيف حار مليء بالتوترات مع جيرانه. فأولاً، يريد الحريري، رئيس وزراء البلد المُحاصر، أن يبعد لبنان عن الحرب السورية، والتي يشارك فيها “حزب الله” لدعم الرئيس السوري بشار الأسد. من جهة ثانية، يواجه لبنان إسرائيل جنوباً، وهي حانقة من قوة “حزب الله” المُتصاعدة وتكرر الحديث عن قصف لبنان بحال لم يقم الحريري بأي أمر في هذا الموضوع”.

واشارت الصحيفة إنّ "هذه المجموعة من الضغوطات تتزامن مع زيارة الحريري الى واشنطن، حيثُ يحاول أن يقنع الإدارة الأميركية بإستمرار الدعم العسكري للبنان. وترامب في المقابل لن ينهي الدعم للقوات المسلّحة في لبنان. وتتضمّن سياسة ترامب في الشرق الأوسط الوقوف الى جانب السعودية في صراع القوى الإقليمي ضد إيران. كما أنّ ترامب ملتزم بحلفه مع إسرائيل".

ورأت الصحيفة أنّ “هذا الصيف، الحيادية في لبنان معرّضة للتهديد. فقد أطلق “حزب الله” معركة جرود عرسال ضد “داعش” و”النصرة” والجيش يعمل على منع المقاتلين من التسلّل للداخل اللبناني”.

وذكّرت الصحيفة بأنّه "في العام 2015 وقع تفجيران إنتحاريان في الضاحية الجنوبية نفذهما “داعش”، وأديا الى مقتل 40 شخصًا، وفي حزيران 2016، ووقعت تفجيرات إنتحارية في القاع، ومؤخرًا نفذ الجيش مداهمات في عرسال وأوقف سوريين، وخلال المداهمات، فجّر 5 أشخاص أنفسهم.

وحذّر مسؤولون غربيون من أنّ الخلايا النائمة قد تُطلق العنان لفورة جديدة من الإرهاب ردًا على ما حصل في عرسال. كما أنّ المسؤولين أعربوا عن قلقهم من نوايا إسرائيل، فهي تتهم الحكومة اللبنانية بأنّها تغّض النظر عن الحزب. وخلال الأشهر الماضية، أطلق مسؤولون إسرائيليون عددًا من التهديدات، كان أبرزهم وزير الدفاع السابق موشيه يعلون، الذي حذّر من أنّ البنى التحتية ستُدمّر بأكملها في الحرب المقبلة وسيعاني كل لبناني من ذلك.

كما أنّ الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله قال إنّ الحزب يمكنه قصف كلّ إسرائيل بما فيها مفاعل ديمونا النووي، بحال إندلعت حرب جديدة".

وعن التطمينات التي يأخذها الحريري من ترامب، اوضحت الصحيفة إنّ "الحريري يسعى للحفاظ على المساعدات العسكرية الأميركية للبنان، وإبعاد الشروط التي تفرض على لبنان محاولة نزع سلاح “حزب الله”"، مضيفة إنّ ""حزب الله" مسلّح لدرجة خطيرة إلا أنّه يتمتّع بقوة سياسية أيضًا".

 

ترمب: «حزب الله» خطر على لبنان والمنطقة/الحريري بعد لقائه الرئيس الأميركي يؤكد أن «شراكتنا في محاربة كل أنواع الإرهاب مستمرة»

واشنطن - بيروت: «الشرق الأوسط»/26 تموز/17/اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إثر لقائه رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري أمس، أن تنظيم «حزب الله» اللبناني يشكل «تهديداً للدولة اللبنانية، وللشعب اللبناني وللمنطقة برمتها». وتوّج الحريري زيارته إلى واشنطن أمس، بلقاء ترمب في البيت الأبيض، حيث ركز في لقائه على أهمية حماية الاستقرار في لبنان، باعتباره أولوية مطلقة في هذه المرحلة. وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الحريري، قال ترمب: «ناقشت مع الحريري التحديات والفرص التي تواجه لبنان وجواره»، مشيراً إلى أن «لبنان في وسط تحديات المواجهة مع الإرهاب وأزمة اللاجئين». وإذ أشار ترمب إلى أن «الجيش اللبناني يقاتل لحماية حدود بلاده من (داعش)»، و«أننا مستعدون دائماً لمساعدة الجيش اللبناني في الحرب على الإرهاب». واعتبر ترمب أن «(حزب الله) خطر على الدولة اللبنانية»، لافتاً إلى أن الحزب «يغذي الكارثة الإنسانية في سوريا». واتهم ترمب الرئيس السوري بشار الأسد بارتكاب جرائم «فظيعة» ضد الإنسانية، وتعهد بمنع نظامه من شن مزيد من الهجمات الكيماوية. بدوره، شكر الحريري «الرئيس ترمب على دعمه الجيش والأمن اللبناني»، مؤكداً أن «شراكتنا في محاربة كل أنواع الإرهاب مستمرة».

 

تقدير موقف 26-7-2017 رقم 3

· مع اقتراب عملية الجيش اللبناني في جرود عرسال وراس بعلبك، سيكون لزاماً الاستعداد لتلقي حملة اعلامية كثيفة في الايام المقبلة على غرار الحملات السابقة التي ركزت وتلاحقت كالآتي:

· النازحون السوريون ارهابيون ولبنان لم يعد يتحمل ويجب اعادتهم الى بلادهم بالتنسيق مع النظام السوري.

· أي اعتراض هو تأييد لداعش والنصرة.

· "حزب الله"يدافع عن حدود لبنان ويحقق امنه بالقضاء على التكفيريين كي ينعم بقية اللبنانيين بالراحة والأمان.

· يصور هذا الواقع -للمسيحيين خصوصا- أن "حزب الله"يعمل عندهم وبخدمتهم ويوفر على الجيش اللبناني الشهداء والمصابين.

· غاية الحملة الاعلامية المقبلة ستكون على الارجح ان التنسيق والعمليات المشتركة بين "حزب الله" والجيش تفعل العجائب وانها مطلوبة من جميع اللبنانيين. المطلوب ترسيخ ميليشيا "حزب الله" في أذهان اللبنانيين قوة دفاع عن لبنان مثلها مثل الجيش . مع ميزة اضافية انها اقوى منه.

· لا احد يطالب في هذا الوقت بتسليح الجيش اللبناني كي يصبح قوياً . او تسليم "حزب الله" قوته النارية الكبيرة اليه - والتي اثبتت فاعليتها في جرود عرسال - كي يصبح قادرا على تدمير من يتصدى له.

· غني عن الإشارة أن التنسيق المعلن بين الجيش و"حزب الله" يؤدي الى خطر يهدد مؤسسات الدولة وما تبقى من الوحدة الوطنية.

· سوف تظهر الليلة ملامح الأزمات العميقة والمقبلة على لبنان في المواقف التي سيعلنها الرئيس ترامب والسيد حسن نصرالله.

 

يوم احتلت السلطنة العثمانية جزيرة قبرص

الشدياق يوسف رامي فاضل /فايسبوك/26 تموز/17

من الوقائع التاريخية الأحب على قلب سيادة المطران بولس اميل سعادة الهدناني: يوم احتلت السلطنة العثمانية جزيرة قبرص، دخل جنودها الى قرية مارونية، قتلوا الرجال، وسبوا النساء وأرسلوهن في سفينة إلى تركيا الحالية. في البحر قامت النسوة بإحراق السفينة، منهنَّ من مُتنَ احتراقًا، ومنهُنَّ من مُتنَ غرقًا!

ربّي وإلهي موِّتني حريق، وموِّتني غريق، وموِّتني مشرحط عالطريق. بس ما تموِّتني ذمّي!

 

نجل نزار زكا خلال جلسة استماع في الكونغرس: اناشد الشعبين الأميركي واللبناني ألا يدعوا والدي يموت في إيران

الأربعاء 26 تموز 2017

http://eliasbejjaninews.com/?p=57346

وطنية - ألقى عمر زكا نجل اللبناني نزار زكا كلمة خلال جلسة الاستماع في الكونغريس الاميركي، قال فيها: "اسمي عمر زكا، انا الابن الاصغر من 3 ابناء لنزار زكا، انا وكريم ونديم، واليوم اتحدث باسم العائلة. لدينا منزل في واشنطن ولدي ايضا جزء من عائلتي في تكساس. اكد علي والدي ان اشكركم جميعا، ايها السيدات والسادة في الكونغرس، ممثلي الشعب الاميركي.

أشكركم على الدفاع عن حقوق الإنسان، فضلا عن توجيه الانتباه إلى محنة والدي، وكما ذكرنا أبي مرات عديدة من قبل، ومحنة الآخرين الأبرياء، والأميركيين، ومن العديد من البلدان الأخرى، كرهائن في إيران.

وأنا أعلم أن والدي يقدر كيف شددتم على "الالتزام الخاص" للولايات المتحدة على العمل للإفراج عنه، فضلا عن الإفراج عن أشخاص أميركيين آخرين احتجزوا كرهائن في إيران".

وأضاف: "عندما خطف الإيرانيون والدي، لم أكن حتى قد تخرجت من المدرسة الثانوية. في ذلك الوقت، كنت أتبع خطى والدي. كنت طالبا ثانيا في مدرسة أبي العسكرية، وهي أكاديمية ريفرسايد العسكرية في غينسفيل، جورجيا.

مثل الطلاب الآخرين، كنت أحاول أن أتعلم المسؤولية، من خلال العمل وقيادة نظرائي خلال فترة صعبة في حياتي. كان لي الآمال والأحلام، ولا تزال. ظننت أنني سأكون في كلية في احدى الولايات في الوقت الراهن، وافعل ما يفعله اي شاب في الـ 19 من العمر.

كان الجلوس هنا في الكونغرس أبعد شيء من ذهني. ومع ذلك، فإن محنة والدى التي قاربت عامين علمتني الكثير عن أهمية الحياة، والأسرة، والأصدقاء.

وتابع: "اليوم هو اليوم ال 30 من آخر إضراب لأبي عن الطعام. إرادته، كما قلت، قوية مثل أي وقت مضى. والدي بريء، كما يقول، لن يضطر إلى القيام بأشياء ضد إرادته، بما في ذلك التوقيع مرغما على اي اعترافات.

على الرغم من أنني كنت بالكاد على علم، أو معرفة بنطاق عمل والدي في ذلك الوقت، أنا أعرف ما يكفي لأكون ابنا فخورا جدا. كل إخوتي فخورون جدا به.

أبي هو حقا رجل عظيم، ربما رجل أفضل مما يمكنني ان اكون. لقد كرس والدي حياته للعمل الإنساني والتنمية. وبعبارة أخرى، مساعدة الآخرين".

وقال: "استخدم أبي شهادته بعلوم الحاسوب والرياضيات من جامعة تكساس، ومواهبه، لمساعدة الآخرين في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

والدي يؤمن بقوة المعلومات وكذلك التكنولوجيا، وكيف يمكن أن تساعد مجتمعاتٍ قد أهملها العالم وتركها وراءه. لم أكن أعرفه حتى أن لديه وجهة نظر سياسية، حيث كان مواطنا عالميا ملتزما بالقانون في العالم، وليس جزءا من أي حزب أو جماعة أو حكومة.

ولتحقيق مهمته، أسس والدي وادار منظمة غير ربحية (IJMA3-USA) ولها مكاتب هنا في واشنطن العاصمة.

دعت نائبة الرئيس الإيراني السيدة شاهيندوخت مولافيردي والدي نزار زكا الى حضور مؤتمر حول المرأة في التنمية المستدامة "ريادة الأعمال والتوظيف" في أيلول 2015 في طهران. سأكرر هذا لأنه مهم جدا: كان والدى تلقى دعوة رسمية من مسؤولة إيرانية رفيعة المستوى. وفي رسالة دعوتها إلى والدي، قالت السيدة مولافيردي إنها أرادت والدي أن يتكلم في المؤتمر بسبب معرفته الواسعة، وخبراته القيمة وإبداعه العميق.

ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه الكلمات التي تبدو لطيفة، بعد المؤتمر خطف والدي وهو في طريقه إلى المطار. ومنذ ذلك الحين، اعتقل واحتجز ضد إرادته في سجن إيفين السيئ السمعة. هذا هو السبب الذي قاله والدي طوال هذه المحنة إنهم "دعوه وخطفوه".

واردف: "لم أكن على قيد الحياة حين اخذ الإيرانيون للمرة الأولى رهائن اميركيين عام 1979. هذه هي المرة الأولى التي سمعت أي شيء من هذا القبيل. لذلك قررت أن البحث عن ذلك، ووجدت شيئا محيرا.

يبدو وكأن هذه هي المرة الأولى ان يكون شخصا، أقل بكثير خبير في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، دعته الحكومة كضيف، ثم تخطفه تلك الحكومة نفسها! إن أخذ الأبرياء رهائن ليس ما تفعله الحكومات المتحضرة.

ولهذا السبب، نطالب مرارا وتكرارا بالإفراج غير المشروط عن والدي. إلى خاطفيه في إيران اقول: اطلقوا والدي ودعوه يذهب! كان والدي في إيران ضيفا. لماذا تعاملونه بهذه الطريقة ؟!".

وتابع: "عامان مرا منذ ان سرق والدي بعيدا من عائلتنا. انها حقبة عصيبة. بالإضافة إلى الأشياء السيئة التي تعرض والدي لها في سجن إيفين، توفيت جدتنا (والدته) العام الماضي، ووالدي لم يكن قادرا على أن يودعها.

تحدثنا عن هذه الأمور عندما سنحت لي الفرصة بالتحدث معه على الهاتف. ان صوته ونغمته وحدها جعلتني أشعر بالمعاناة التي تعرض لها حتى الان. لقد فعلت هاتان السنتان الكثير من الأضرار الجسدية له، اضرار لا أتمناها أبدا ان تحدث لأي شخص في العالم.

وقد أدى كل هذا الألم والمعاناة والدي إلى إضرابه الخامس عن الطعام. لماذا؟ لأنه يقول لي وإخواني ألا نحني رؤوسنا لأسفل لأي احد.

قال والدي إنه يفضل الموت من اجل قضيته على العيش مع الظلم ومع ما يفعلونه له. وقال لي ان الامر يتعلق "بالحرية أو الموت". لم يقل ما إذا كان يقتبس من الأميركي الشهير باتريك هنري، لكنه لطالما استلهم طوال حياته كلها من التجربة الأميركية في الحرية".

وأضاف: "كان والدي يدعى سجين الرأي. هذا صعب جدا بالنسبة الي أن أقوله ولكن كما قال والدي، انه يفضل الموت، على الاستسلام لخاطفيه.

حتى وهو في سجن إيفين، وبطريقته الخاصة، يفكر والدي في سجناء آخرين وما يمرون به، بما في ذلك بعض الذين لديهم أسرة هنا اليوم. إلى هذه العائلات اقول: أعرف والدي، وإذا كان في إمكانه، أنا متأكد أنه سيبذل كل ما بوسعه لمساعدة أحبائكم على الخروج من السجن".

وقال: "هذا هو يومه ال30 على الإضراب عن الطعام، أخشى على حياته وسلامته. لقد حدثني أبي بإيجاز هذا الصباح. وقال انه يعلم ان الاميركيين يقفون من اجل الحرية وانهم لن يخذلوه".

وختم: "قد لا يعلم الجميع أن والدي فارس. اليوم قال إنه لم يعد يشعر بالجوع، بل يشعر بمغص شديد يمزقه من الداخل. يشبه تماما ما يشعر به الحصان عندما يكون مريضا بشدة. ارجوكم، أتوجه إليكم ايها الشعب الأميركي، ايها الناس من وطننا لبنان، ارجوكم لا تدعوا والدي يموت في إيران. نحن نطلب من كل من لديه القدرة والسلطة، على ان يساعدني وأشقائي في لم شملهنا مع والدنا. شكرا جزيلا على هذه الفرصة".

 

ترامب يستثني «العقوبات ضدّ حزب الله» من مباحثاته مع الحريري

إعداد جنوبية 26 يوليو، 2017

لم يجد ترامب حرجا في وضع حزب الله بخانة المنظمات الارهابية مع داعش والقاعدة، في مؤتمره الصحفي بعد لقائه الحريري، وذلك في دلالة واضحة ان ملف العقوبات ضد الحزب مسألة قومية أميركية يحظر التنازل عنها للغير. اللقاء المنشود بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب، ورئيس حكومة لبنان سعد الحريري، عقد امس الثلاثاء في البيت الأبيض، وتقول مصادر قريبة من المستقبل لـ «الأنباء»، ان ثلاث ملفات عرضها الحريري والوفد المرافق مع الرئيس الاميركي وقبله مع كبار الادارة الاميركية وهي: ملف دعم الجيش اللبناني كي يتحمل وحيدا مسؤولية أمن لبنان وحدوده، وضمن هذا الملف التمني بإعادة تحريك المساعدة السعودية للجيش اللبناني، وملف العقوبات على حزب الله وأثرها السلبي على الاقتصاد اللبناني، وملف الحدود اللبنانية في الجنوب والشمال، والواقعة عمليا بيد حزب الله، وضمنها النازحون والإرهاب. وتقول المصادر: ان موضوع العقوبات على حزب الله، يصر الاميركيون على الاحتفاظ به لأنفسهم، اما الملفان الآخران فقابلان للنقاش. وكان الحريري التقى عددا من النواب الاميركيين في مبنى الكابيتول، كما زار مقر البنك الدولي والتقى المديرة التنفيذية بحضور وزير الخارجية وحاكم مصرف لبنان والوفد المرافق، حيث شدد في لقاءاته على تحييد لبنان وتسليح الجيش والمساعدة الاقتصادية إسهاما في تعميم نموذج الاعتدال اللبناني حفاظا على الأقليات في المنطقة. وقال الحريري هناك أمور سياسية قررنا ان نختلف حولها في لبنان ولا يمكن ان نتفق عليها كموضوع إيران او سورية هم معه ونحن ضد لكننا اتفقنا على ان هذا الاختلاف لن يعطل العمل الحكومي، وأعلن العمل على إقرار المشروع المتعلق بالغاز والنفط في مجلس النواب خلال الاسابيع المقبلة. في هذه الأثناء جدد الرئيس نبيه بري، دعمه لما يقوم به حزب الله في جرود عرسال، وما يقوم به الجيش ايضا، وقال أمام زواره: إن «الثلاثية الماسية: الجيش والشعب والمقاومة»، تعبر الآن عن نفسها أوسع تعبير.

جرود عرسال

تواصلت المعارك التي يخوضها «حزب الله» ضد مسلحي «جبهة النصرة» في اليوم الخامس على هجوم الحزب في جرود عرسال، وسط تأكيد الحزب رمي مسلحين اسلحتهم والفرار باتجاه مخيمات وادي حميد. وتردد ان مفاوضات جرت في الخفاء وفشلت ليل اول من امس. لكن الحديث عن وساطة جديدة تجدد امس، عبر وسيط للوصول الى تسوية يخرج بموجبها المسلحون من الجرود. ولفتت مصادر عرسالية في اتصال مع «الحياة» الى ان رجل دين من «الهيئة الشرعية في القلمون والقصير» يتولى المفاوضات (سبق للهيئة ان شاركت في مفاوضات) وتشمل ً مسلحي تنظيم «داعش» وتقضي بمغادرة المسلحين الى القلمون مقابل الكشف عن مصير العسكريين اللبنانيين الذين يعتقلهم «داعش» منذ 3 سنوات. وكان «الاعلام الحربي المركزي» التابع لـ «حزب الله» اكد امس، احراز مقاتلي الحزب «مزيداً من التقدم بجرد عرسال والسيطرة على وادي كميل، وادي حمودي، مكعبة الفرن، البيدر، شعبات النحله ووادي ضليل البراك».

وتحدث المصدر نفسه عن «ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة كانت متجهة من البادية إلى مسلحي جبهة النصرة في القلمون الغربي». وعصراً تحدثت الوكالة «الوطنية للاعلام» (الرسمي اللبناني) عن تقدم للحزب في «اتجاه الملاهي ووادي حميد». وفيما ارتفعت وتيرة قصف «حزب الله» المدفعي على آخر مناطق سيطرة «جبهة النصرة» في الجرود، نظم الحزب جولة لمراسلين تلفزيونيين. وتحدثت المؤسسة اللبنانية للارسال في بث حي من الجرود، من نقطتين حتى العصر، الاولى من تلة القنزح وهي تلي تلة الرهوة. وكشفت مراسلة محطة «ام تي في» عن وجود 3 اسرى لـ «حزب الله» لدى «جبهة النصرة». وبثت «أل بي سي» من تلة القرية وهي تقع مقابل رأس السرج التي هي تحت سيطرة الجيش اللبناني. وتلة القرية هي آخر موقع لـ «حزب الله» يسيطر عليه قبالة سيطرة الجيش اللبناني. ونقل الفريق مشاهد حية عن تأدية مقاتل التحية لراية الحزب والعلم اللبناني.وقالت مراسلة المحطة إن «أمير جبهة النصرة أبو مالك التلي يرفض مبايعة داعش وما زال يقاتل في بقعة صغيرة ويُعتقد أنه في جرد عرسال وليس في المخيمات. وهناك قصف يشتد على منطقة وادي حميد التي يعتقد أن على أطرافها يوجد آخر ما تبقى من مسلحي النصرة والتلي».وأَضافت: «معركة حزب الله ضد النصرة شارفت على نهايتها، ساعات قليلة ويتواجد مسلحو النصرة في بقعة صغيرة لا تتجاوز 12 كلم مربع». وجغرافياً يعني هذا الامر ان مسلحي «النصرة» انحصروا في بقعة لا تتجاوز العشرين في المئة من مساحة جرود عرسال، وأصبحوا محصورين بين معبر الزمراني الإستراتيجي، ومخيمي وادي حميد والملاهي. والمعروف أن المعبر المذكور يقع على تقاطع إستراتيجي في الجرود، ومنه يمكن دخول بلدة عرسال، كما يمكن دخول العمق السوري، ومن الجهة الشمالية الشرقية للمعبر تقع سيطرة «داعش».

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 26/7/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

يعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمة له بعد حوالى الساعة من الآن الانتصار على جبهة النصرة في جرود عرسال ويطلب من مسلحي داعش في البقعة الباقية الاستسلام.

وثمة من يترقب كلاما سياسيا للسيد نصرالله حول القرار السياسي للدولة في مواجهة الارهاب ويشدد على التنسيق مع الجيش اللبناني ويشير الى ان الجيش سيتسلم المنطقة المحررة بعد انتهاء معركة الجرود. أما الموقف اللبناني العام ولا سيما الحكومي منه فيتوقع ان يؤكد السيد نصرالله على ان حزب الله يعمل ضمن التوجه الرسمي والشعبي.

في هذا الوقت أعلن رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري من واشنطن أنه كان يتمنى أن ينجز الجيش مهمة تحرير الجرود قائلا: ما دامت المعركة شارفت على نهايتها فينبغي الاستثمار في نتائجها.

ميدانيا لم يعد متبقيا في بقعة النصرة سوى عشرة في المئة منها يتنقل فيها بصعوبة أبو مالك التلي بعد مقتل رئيس عملياته. ويساوم داعش على ثلاثة أسرى من مجاهدي حزب الله طارحا فتح الطريق أمام مسلحيه للانسحاب الى داخل العمق السوري خصوصا وان بقعته الكبيرة محاطة في جرود رأس بعلبك والقاع بقوات للجيش اللبناني ولحزب الله والجيش السوري بعد ذلك.

والى كلمة السيد نصرالله المهمة ترقب لموقف الرئيس الاميركي من حزب الله في الساعات القليلة المقبلة وسط تحذير من استيقاظ الخلايا الإرهابية النائمة في لبنان للرد على خسارة النصرة معركة الجرود.

مدفعية الجيش اللبناني تستهدف مواقع المسلحين في جرود السلسلة الشرقية بعد رصد تحركات مشبوهة وغارات للطيران السوري على مواقع المسلحين في جرود عرسال. وعصرا عثر على جثة سوري على الحدود اللبنانية-السورية.

كيف كانت التطورات الميدانية اليوم؟

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

عرسال تستأهل تحرير جرودها. هي تحية خاصة من رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى ابناء عرسال والى كل يد تحارب الارهاب ولبنان لا يكون نهائيا اذا بقي منه شبر واحد محتلا هي ثابتة بل قسم كل لبناني مارسها الجنوبيون من قبل ويؤكد عليها اليوم من في عرسال وخارج عرسال على امتداد مساحة لبنان. وان كان لفاقدي الحس بالعز مواقف مغايرة فتبقى مواقفهم المقيتة ذبذبات ذباب تحوم حيث وجدت لها الطبيعة المكان والزمان.

في حديقة البيت الابيض بالامس توافق رئيس الحكومة اللبناني مع الرئيس الاميركي حول الجيش ومحاربة الارهاب وهو وان حيّد نفسه عن خطاب مضيفه وبيان كتلته الخارجة عن سرب حلفائها حول حزب الله عاد اليوم ليسجل موقفا كان بغنى عنه يضعه في موقف العاجز "للما في بيده حيلة" وسط المناخ الشعبي العارم المؤيد والداعم والمساند حتى بالدم لما تقوم به المقاومة وما يقوم به الجيش من انجازات.

الم يكن من الافيد للرئيس الشاب ان يتماشى مع عنفوان الشباب وكبرياء الانتصار الذي يحققه لبنان، مهما يكن فان الانتصارات التي تتوالى منذ العام 2000 تحكي عن نفسها وليست بحاجة الى شهادة من هذا او ذاك ولم تكن يوما لتنتظر ان يأتي واحد من هنا او اخر من هناك ليقطف او يتباهى بثمرة جهود فرسان المقاومين والجيش معا.

هذا الجيش الذي وبحسب مصادر خاصة لـnbn بدا استعداداته لطرد داعش من جرود القاع ورأس بعلبك على امتداد الجرود، وهو بدأ تعزيز الويته ووحداته هناك بقوات المجوقل بانتظار عملية الحسم في عملية واسعة لن تتوقف الا عند تطهير اخر ذرة تراب.

الكل يترقب بعد ساعة ونصف الساعة كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي كعادته سيهدي الانتصار الى عرسال وكل لبنان ويعلن ان المساحة المحررة عادت الى قلب لبنان بحمى جيش لبنان .

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

قليل يطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. لا لزوم للقصائد ولا للمدائح. ولا قدرة لهذه أصلا على بلوغ المقصد. لا إيفاء لجميل الشهادة من قبل طيبي النيات، ولا استثمارا لها أو تنكرا من لدن سيئيها... يكفيه أنه هو هو. ويكفينا أننا سنسمع منه بعض ملامح مرحلة مقبلة، هذا بعض من خطوطها:

أولا، أن المعركة مع إرهابيي جبهة النصرة في جرود عرسال ومحيطها انتهت بالمعنى العملي العسكري، وإن لم تنته بالمفهوم التفصيلي الميداني... ذلك أن آخر الإرهابيين الفارين من أمام المقاومين لجأوا إلى مخيم النازحين السوريين في وادي حميد ومدينة الملاهي، حيث يقيم نحو عشرة آلاف مدني سوري، إتخذهم الإرهابيون مخبأ وغطاء لتخفيهم واختبائهم، وهو ما سيؤخر إعلان النصر شكلا فيما هو بات أمرا واقعا فعلا...

ثانيا، وفي سياق متصل، أن ثمة مفاوضات حاسمة مرتقبة هذه الليلة بين الجهات اللبنانية المعنية بالمعركة وبين وسطاء مع إرهابيي النصرة. والأنظار مشدودة إلى نتائجها، علها تفضي إلى انسحاب آخر الإرهابيين صوب إدلب أو دير الزور أو أي مكان آخر بعيد عن أرض لبنان وسياجات حدوده. على أن تتضمن المفاوضات حلولا لقضية الأسرى الإرهابيين لدى حزب الله، فضلا عن ترتيبات انتشار الجيش اللبناني في المناطق التي يخليها الإرهابيون...

ثالثا، أن ما سيلي معركة جرود عرسال، حسما أو تفاوضا، هو منطقة داعش. وأن تلك المعركة بدأت تنضج على نار هزيمة النصرة. ذلك أن مؤشرات أولية تشي بأن الدواعش ينتظرون نتيجة تفاوض النصرة، لينسجوا على إيقاعه ومنواله، إذ يميلون هؤلاء إلى تبني النموذج النصروي، والاعتبار من درسهم، والإتعاظ من عنتريات أبو مالك...

رغم كل الأصوات النشاذ، من حرصاء على النصر، كما من مهجوسين به، من أدعياء أو من أعداء، تبقى معادلة بسيطة، حسابية، جامدة، دامغة، لا لبس فيها: أن الإرهابيين صاروا اليوم أشد وهنا مما كانوا عليه قبل أسبوع، وأن لبنان بات الآن أكثر قوة مما كانه قبل أيام...

تكفينا هذه المعادلة، بلا سجالات ولا مطولات. تماما كما يكفي من سيطل بعد قليل، أنه سماحة وسيد ونصر الله... في الانتظار، ماذا في عرسال، وماذا بعدها؟ كل التفاصيل في نشرة الأخبار المسائية.

* مقدمة نشرة اخبار "المنار"

قال المقاومون كلمتهم، والقول الآن لسيدهم.. هم رجع صدى ما خططه لحماية لبنان وسيفه الذي ما خاب، وهو سلاحهم الاستراتيجي الذي ما غاب عن ساحات النزال وكسب التحديات.. حدد المقاومون مسار المعركة في الجرود، انجزوا المهمة، اطبقوا على جبهة النصرة بعد ان شتتوا جندها وفتتوا مشروعها، وعملوا على تنظيف ما تبقى من مسلحيها، اما المتخفون في مخيمات النزوح بين المدنيين، فالجيش حاضر لحماية النازحين وعرسال من اي خيارات شيطانية لهؤلاء..

وعلى وقع الميدان يطل الامين العام لحزب الله بعد ساعة من الآن، في يده اوراق رتبتها سواعد المجاهدين، وفي الاخرى رايات عز ووفاء لكل اللبنانيين، عسكريين ومدنيين، احياء وشهداء احيتهم ساحات العز في جرود عرسال..

يطل السيد حسن نصر الله وفي سجل المقاومة نصر جديد كتبه بالدم رجال الله، فقدره الله عزا جديدا للوطن سيهدى للجميع، وسيحفظ في خزائن التاريخ ذخرا مديدا.. وفي السجل الجديد ارض سيجت بالدماء عند الحدود الشرقية كما الحدود الجنوبية، ومهمة بدأت بدحر الارهاب الصهيوني، ولن تنتهي مع الارهاب التكفيري حتى تسييج الوطن كله من المسمى نصرة او داعشا او غيرهما من المسميات. وان كان التوقيت صنيعة المجاهدين، فان الصبح ليس ببعيد.

انه زمن النصر الذي ما غابت شمسه ولن تغيب، تشرق مع كل تحد يواجه بلدنا وامتنا، وترد لرجال قاموا وما خشوا جمع الناس لهم، فكان الله حسبهم ونعْم الوكيل.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

هي ميليشيات معلومة المصدر والتمويل، ومتشعبة الولاءات والإستخبارات، في منطقة متداخلة حدودها بين لبنان وسوريا، تقاتل ميليشيات متداخلة الولاءات، بين إيران وسوريا ولبنان واليمن والعراق والبحرين و و و...…فعن أي إنتصارات يحدثوننا؟ إنتصار الميليشيا على الميليشيا؟ أم إنتصار الإرهاب التكفيري، على التكفير الإرهابي؟

وأي فارق بين الجولاني والبغدادي، وبين حزب وجه صحارته صحافي، هدد كل معارض للميلشيا وكل من لم يردد سيمفونية النصر، بالقتل والملاحقة، متسلحا بوهج السلاح، وأوهام الانتصارات؟ لماذا لا يزال المحرضون على قتلنا في مكاتبهم، وهم يهددوننا بقتلنا في مكاتبنا؟

وعن أي انتصار يحدثوننا؟ إنتصارهم على الشعب السوري؟ إنتصارهم على الثورة التي ذبحوها من الوريد الشعبي إلى وريد المدن التي أحالوها خرابا؟ إنتصارهم على حلب وأهلها؟ إنتصارهم على القصير وفلاحيها؟ على الزبداني وتاريخها؟ على حمص التي لم يتركوا حجرا على حجر فيها، وبدأوا العمل لتمليكها إلى غرباء عنها؟

أي انتصار سيخرج الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بعد قليل ليحدثنا عنه؟

في أي حال، نبدأ من واشنطن، حيث يواصل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري لقاءاته.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

يكون خطاب السيد نصر الله بعد حوالي النصف ساعة من الان خطاب اعلان انتهاء المعارك في جرود عرسال، انما سيكون خطاب اعلان النصر المرتكز الى حقائق ثلاث، الحقيقة الاولى ان جبهة النصرة اصبحت هزيلة منكسرة تختبئ في مساحة لا تتعدى السبعة في المئة من المساحة التي نشرت ارهابها فيها لسنوات. والحقيقة الثانية ان فلول النصرة تجمعوا في منطقتي وادي حميد ومدينة الملاهي حيث مخيم الالوان وهم مدركون تماما ان لا عقيدة الجيش اللبناني ولا عقيدة حزب الله تسمحان لهما باستهداف المدنيين هناك والبالغ عددهم نحو عشرة الاف. الحقيقة الثالثة ان المفاوضات مكثفة ودائرة منذ ساعات ويشارك فيها وسطاء لبنانيون وسوريون وقيادات امنية لبنانية تهدف الى انهاء المعركة من دون قتال، لهذه المفاوضات شروطها ويبدو ان ابو مالك التلي يميل الى قبولها لانه يدرك تماما ان ما قبلها ليس كما بعدها علما ان اخر المعلومات لا تشير الى اي تقدم ملموس.

الشروط بدورها ثلاثة، اولها اخلاء منطقة وادي حميد من المسلحين وتسليمها الى الجيش اللبناني، ثانيها اخلاء ابو مالك التلي والمسلحين المنطقة وتوجههم الى ادلب او مناطق اخرى في الداخل السوري باسلحتهم الخفيفة، ثالثها اطلاق سراح عناصر حزب الله الذين اسروا لدى جبهة النصرة.

انتهاء التفاوض باستكمال هذه العناصر يعني تحقيق النصر في جرود عرسال، نصر صحيح ان دماء شهداء حزب خططه انما مهدت له دماء شهداء الجيش اللبناني والمدنيين الذين تصدوا منذ العام 2014 لتمدد الارهاب الى المناطق الحدودية وها هم اليوم يستعدون مجددا لتحرير جرود القاع وراس بعلبك من ارهاب داعش.

هذه الجرود ستحرر واليها وصلت منذ بعد الظهر تعزيزات للجيش من وحدات النخبة هذه الجرود كما جرود عرسال ستحرر لان الجميع يعرف ان لا نصر لأي قضية لا يحملها عقائديون جعلوا استعادة الارض والصمود والثقة مبدأ حياة يومية تعلو على كل تفاصيل السياسية الكريهة.

* مقدمة نشرة اخبار ال "أم تي في"

مسلحو النصرة محاصرون في مربع صغير واخير والاحتمالات التي يواجهونها محصورة وصغيرة، اما العوائق المانعة لانهائهما فهي مرتبطة بحسابات انسانية لها علاقة بتجنب ايقاع ضحايا في صفوف النازحين، لكن لا بد ان يتم تجاوزها في الساعات المقبلة لمعرفة مصيرهم ومصير قائدهم مالك التلي.

وفي اطار الحماية الاستباقية عزز الجيش اللبناني وجوده في محيط القاع وراس بعلبك تحوطا لبدء المعركة المنتظرة ضد داعش المتمركز في الجوار.

خراج الجرود وصل الى نيويورك والسؤال ما عاد عن العقوبات الاميركية بل عن قدرة الواقع السياسي الرسمي على الصمود في التعارض في الرؤية حول ما يقوم به الحزب.

الرئيس الحريري بدد المخاوف بتكراره ان هذا الخلاف لا يؤثر على وحدة الدولة، لكن ليكتسب هذا الموقف صدقية يفترض ان يلاقيه السيد حسن نصر الله بموقف مماثل بعد قليل على غرار ما قاله وما فعله الرئيس بري.

توازيا، وفي موقف مفاجئ علمت الـmtv ان الرئيس ميشال عون سيلقي كلمة لبنان في الامم المتحدة بدلا من الرئيس الحريري الذي كان مقررا ان يقوم بالمهمة.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

الخبر ربط اسمه.. وهو نصر الله ومن ينتظر إطلالته قيد ساعة سيقرأ المكتوب من عنوانه ومن مجريات معركة تحكي عن نفسها.. جاهدت فوجدت وعلى صخور عرسال وجرودها سيحفر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تفاصيل المعركة الخاطفة بأيامها الستة التي أعادت جردا إلى وطن وحاصرت بالتالي المدعو أبو مالك التلة في بقعة جغرافية ضيقة.. لا ينتشله منها سوى العناية الإلهية.. أو العناية السياسية التي قد تتدخل لتسوية انسحابه لكن حصار المسلحين لم يعد ميدانيا وعسكريا وحسب إنما جرى تطويقهم بالمواقف السياسية التي يخرقها تيار المستقبل حصرا فيما تقدم رئيس حزب القوات سمير جعجع نحو الجبهة بمواقف نفيها يؤكد صحتها فهو قدر "تضحيات عناصر حزب الله الصادقين" قائلا: "الله يحمي كل الناس".. واعتبر أن قتاله حقق نتائج إيجابية ولدى توضيحه هذا الخبر كرر جعجع أقواله.. لكنه أضاف اليها أن "حزب الله" لم يقم بهذا العمل لأهداف ومصلحة وأجندة وأولويات لبنانية هذا لا يلغي ذاك.. فلماذا الحياء في قضية ذات سيادة؟ وقتال الإرهاب يوازي الواجب المقدس فلم نحور حوله وندور ونخجل من تبنيه وإعلاء مجاهديه؟ وإذا كان جعجع قد صدر بفرعيه الأول والثاني فإن رئيس الحكومة سعد الحريري سأل نفسه وأجاب وقال: إذا كنتم تسألونني عن موافقتي على ما يقوم به حزب الله في الجرود فأنا لست موافقا هو جواب لزوم واشنطن ولكنه لم يرتق الى مستوى حزب المستقبل وبقايا قوى الرابع عشر من آذار على الحرب ضد الإرهاب وقد زايد فيها المستقبل على دونالد ترامب نفسه الذي وإنْ صنف حزب الله إرهابيا لكنه لم يدل بأي موقف حيال حربه التي يخوضها حاليا على الإرهاب.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 26 تموز 2017

النهار

سجل وزير سابق مرشح الى الانتخابات النيابية المقبلة موقفاً مزايداً في شأن مذهبي يعتبر خصومه أنه يزيد من شعبيته في أوساط الاسلاميين.

يتكرر الحديث عن إمكان الغاء الانتخابات الفرعية رغم تأكيد وزارة الداخلية بدء الاستعدادات اللوجستية للاستحقاق من دون تحديد موعده.

الاتصالات بين مكونات المجتمع المدني وعدد من الأحزاب والجمعيات لم تتوصل الى نتيجة حاسمة بعد لخوض الانتخابات النيابية في لوائح مشتركة.

البناء

توقفت أوساط سياسية عند بيان كتلة "المستقبل" النيابية بعد اجتماعها أمس والذي واصلت فيه حملتها ضدّ المقاومة على خلفية معركة تحرير جرود عرسال من الإرهابيين، ورأت الأوساط انّ الكتلة تغرّد خارج المصالح الأمنية للدولة والتي يعبِّر عنها رئيس الجمهورية وقيادة الجيش وسائر الأجهزة الأمنية وكلّ هؤلاء مجمعون على ضرورة تحرير الجرود من الإرهابيين على قاعدة الدفاع عن لبنان وفق المعادلة الثلاثية المنصوص عنها في البيان الوزاري للحكومة التي يرأسها رئيس "المستقبل".

الجمهورية

تشهد إحدى الدوائر الشمالية إتصالات من تحت الطاولة لتركيب اللوائح نظراً لصعوبة التحالفات العلنية بين الأضداد.

كان لافتاً تدخُّل مرجعية كبيرة بسرعة لحل قضية مطلبية لفئة معيّنة ناتجة من إقرار ملف مطلبي في حين إستغربت فئة أخرى عدم تدخّله لحل قضية ذات صلة.

اعتبر أحد النواب في تيار سياسي أن الخلاف الحاصل حول تسمية من يسقطون في معارك جرود عرسال بشهيد أو قتيل هو لإغراق الناس في تفاصيل لا معنى لها ولحَرف القضية عن مسارها الحقيقي.

المستقبل

يقال

إنّ نواباً في أكثر من كتلة نيابية يتّفقون على أن المجلس النيابي سيقرّ الموازنة العامة للعام 2017 خلال أقل من ثلاثة أسابيع وربّما أسبوعين.

 

واشنطن تدرس نزع الجنسية الأميركية عن السفير اللبناني الجديد/القانون يحظر على المواطن تمثيل حكومات دول أخرى

الراي/واشنطن/من حسين عبدالحسين/27 تموز/17/علمت «الراي» من أوساط رفيعة في الإدارة الأميركية أنها تدرس إمكانية نزع الجنسية الأميركية عن السفير اللبناني المعين في واشنطن غابريال عيسى، عملاً بأحكام القانون الأميركي الذي يحظر قيام مواطنين أميركيين بشغل مناصب حكومية لدى بلدان أخرى، خصوصاً في السلك الديبلوماسي أو الوكالات الأمنية. وأكدت المصادر أن لا استثناء في قانون الجنسية الأميركي، حتى لأقرب حلفاء الولايات المتحدة، مثل إسرائيل، التي اضطر آخر سفيرين لها في واشنطن، مايكل أورن ورون ديرمر، إلى التخلي عن جنسيتيهما الأميركية يوم شغلا منصب سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، علماً أن أورون وديرمر أميركيا الجنسية بالولادة، الأول ولد في ولاية نيويورك، والثاني في ولاية فلوريدا. أما السفير اللبناني في واشنطن المعين حديثاً غابريال عيسى فهو من المهاجرين اللبنانيين إلى الولايات المتحدة، ويسكن في ولاية ميتشيغن في الوسط الشمالي، وهو من أصدقاء ومناصري رئيس لبنان ميشال عون منذ زمن بعيد، كما أنه عضو منتسب في «الحزب العوني» المعروف بـ «التيار الوطني الحر»، وسبق أن ساهم في تنظيم صفوف «التيار» في أميركا ولبنان، وفي تنظيم حملات تبرعات بين المغتربين لدعم «التيار». ولا يتعارض النشاط السياسي لأي مواطن أميركي في دول أخرى، طالما أن الأميركي لا ينخرط في مهام رسمية حكومية. أما إن تقاضى الأميركي أموالاً من حكومات أخرى، فيفرض القانون عليه تسجيل المبالغ التي تقاضاها في بيانات يقدمها بصفته «عميل دولة أجنبية»، تماماً كما أجبر القانون مايكل فلين مستشار الأمن القومي السابق لدى الرئيس دونالد ترامب أن يصرّح عن الأموال التي تقاضاها من روسيا بصفته «عميلاً أجنبياً»، تحت طائلة الملاحقة القانونية في حال عدم تصريحه عنها. ويسمح القانون الأميركي للمواطنين حيازة أكثر من جنسية، إلى جانب الأميركية، شرط أن تكون الجنسيات الأخرى إما سابقة للأميركية، أي قبل حيازة المواطن جنسيته الأميركية، وإما مكتسبة بالوراثة عن طريق الأهل، وهو ما يسمح ليهود الولايات المتحدة أن يحصلوا على جنسيات إسرائيلية من دون التخلي عن الأميركية، على اعتبار أن كل اليهود أصلاً من اسرائيل. أما أسباب خسارة الأميركي جنسيته فتتضمن قيامه بالحصول على جنسية بعد الأميركية، عن طريق التوطين في بلد أجنبي أو عن طريق الزواج من غير أميركية. كذلك، تتضمن أسباب نزع الجنسية الأميركية عن المواطنين قيام أي مواطن بالعمل لدى حكومة دولة أخرى كموظف، مثلاً سفير أو ضابط في الجيش أو الاستخبارات. وتبرر السلطات الأميركية نزعها الجنسية عن مواطنيها ممن يعملون في السلك الديبلوماسي أو في القوى الأمنية لدى حكومات أخرى بأن كل مواطن أميركي يقسم يمين الولاء للولايات المتحدة، وأن العمل لدى حكومات أخرى يعني أن الأميركي سيقسم الولاء لدولة اجنبية، وهو ما يتنافى مع أميركيته.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الكتائب يستهجن "سياسة النعامة": هل بات التخلي عن السـيادة نهـج السـلطة السـياسـية؟

" المركزية/26 تموز17/وحيداً، انخرط حزب الله في ما اعتبرها "معركة تحرير جرود عرسال من الارهاب"، ونقل الأنظار اللبنانية إلى الميدان حيث يسجل تقدما لافتا. وفيما يستعد مقاتلو الحزب للجولة الثانية من المعركة، تبقى الدولة والحكومة الصامت الأكبر، في ما فسر على أنه غطاء رسمي منحته الدولة لأحد مكوناتها الحاضر في مجلسي النواب والوزراء. في المقابل، يمضي حزب الكتائب- في ظل ما يسميها "معارضة مسؤولة"- في التحذير من مغبة التخلي عن سيادة ناضل لها، إلى جانب كثير من القوى الوطنية، ودفع شهداء كثيرون دماءهم ثمنا لها. وإذا اكد الرئيس سعد الحريري للنائب سامي الجميل في مجلس النواب أن الجيش سينفذ عملية في عرسال، فإن الصيفي ترى في ما يجري اليوم ضربا للقوى السيادية، لا للعهد. وفي تعليق على المشهد السياسي في البلاد، تؤكد مصادر في المكتب السياسي الكتائبي لـ"المركزية" أن "لا يمكننا إلا الاعتراف بالإنجازات الميدانية التي تسجل اليوم في عرسال والانحناء أمام الدماء اللبنانية التي تروي تراب الوطن في مواجهة الارهاب. لكن من ناحية أخرى، لا يسعنا إلا أن نسأل القوى السيادية الممثلة في الحكومة: هل بات التخلي عن السيادة نمط العمل السياسي للسلطة الحاكمة اليوم؟ هل التنازل عن دور الدولة والحكومة والجيش في حماية الأراضي اللبنانية، يندرج في سياق هذا النمط الجديد؟ وهل تعطيل دور الجيش، ذي الإمكانات الكبيرة التي أثبتها في معركة نهر البارد، وسواها من المواجهات القاسية، أصبح نهج هذه السلطة؟". وتذهب المصادر نفسها إلى حد التساؤل "عما إذا كانت "المعادلة الذهبية" (الجيش والشعب والمقاومة) التي كانت حجر عثرة في كثير من الحكومات، باتت قيد التنفيذ. هذه كلها أسئلة برسم سلطة سياسية تقول إنها سيادية". وفيما يصر الجميّل "على أن نهج المعارضة الذي اختاره لا يطال العهد ورئيس الجمهورية، بل يصيب بسهامه الأداء الحكومي ، تشدد المصادر على أن ليس في الأمر (عرسال) ضرب للعهد بل للقوى السيادية في هذا البلد، ونحن نسأل: هل يجوز أن نكون ناضلنا لسنوات وقدمنا قافلة طويلة من الشهداء لينتهي بنا الأمر إلى مشهد التخلي عن السيادة، الذي يأتي معطوفا على تملص من المسؤوليات طبقا لسياسة النعامة". وفي ظل هذه الصورة القاتمة، تبدو العلاقة الكتائبية مع رئيس الحكومة في مهب رياح الإهتزازات، بدليل سجال الحريري- الجميّل في الجلسة النيابية الشهيرة. إلا أن المصادر الكتائبية تكتفي بالاشارة الى "تناقض تام في المواقف والمبادئ بين الطرفين".

 

ما يجمع التيارين أكثر مما يفرقها

الأربعاء 26 تموز 2017/مون ليبانون

يلاحظ المراقبون السياسيون، أن مركب العهد يسير بتناغم وانسجام كبيرين بين "أفراد طاقمه"، لاسيّما بين طرفيه الأساسيين التيار الوطني الحرّ وتيار المستقبل. وقد يعزو البعض هذا التناغم إلى اتفاق إقليمي انعكس على الداخل اللبناني أو إلى تفاهم أُرسي قبل انطلاقة العهد. وقد يكون الأمر صحيحاً ولكن من المؤكد أن سبب هذا التفاهم انسجام عقلي ونفسي نسجته ظروف متشابهة، بنت شخصية المحازب "العوني والمستقبلي"، التي تكاد تكون هي نفسها، بحسب ما أظهره لي كتاب قرأته حول "الالتزام الحزبي في لبنان: مقاربة نفس- سياسية"، الجزء الأول، دار سائر المشرق، بيروت، 2015، للمؤلّفتين الدكتورة منى الباشا والدكتورة بولا كلّاس القزي، حيث تقوم هذه الدراسة بالتعمّق في دراسة الأسباب النفس-سياسية التي تحث الفرد على الالتزام الحزبي في الدرجة الاولى، واختيار الحزب في الدرجة الثانية. وقد سعت هذه الدراسة أيضًا إلى اكتشاف "بروفيل" الحزبي تمهيداً لوضع تصنيف لشخصية المحازب اللبناني أسوة بالدول الغربية. وقد قامت الباحثتان بدراسة ميدانية على عينة من المحازبين في التيار الوطني الحرّ وتيار المستقبل. ويلاحظ القارىء من خلال قراءته للكتاب مدى التقارب بين محازبي التيار والمستقبل، وقد أظهرت الباحثتان هذا التقارب في المواقف والآراء السياسية من خلال الأرقام والنسب التي بيّنتها هذه الدراسة. فهناك الكثير من القواسم المشتركة بينهما، لاسيما لناحية الدوافع النفسية التي تحث الفرد على الانتساب للحزب كالتأثّر بالمناخ العائلي. كما يُظهر البحث أيضاً أن من الأسباب التي حثت المستطلَعين على الانتساب الحزبي إعجابهم "بشخصية القائد" بنسبة 71% ، والنظرة المشتركة للأولويات في الحكم والتي تتجلّى في عناوين كبرى تبدأ بمصالحة اللبنانيين وتنتهي بالديموقراطية والتأكيد على المحافظة على الحريات واحترامها ، بالاضافة إلى الاهتمام بمعالجة الهموم المعيشية والاجتماعية (31% التيار الوطني الحرّ و34% تيار المستقبل) ، ما يؤكد على أن اهتمامات المحازبين هي واحدة ، إذ تشكّل هذه الاهتمامات برنامج عمل الحزب في حال وصوله إلى السلطة. وبالنسبة إلى دور الأحزاب في المشاركة السياسية تُظهر الدراسة أيضاً تقارباً بين مواقف الحزبيين، حيث يتجلّى هذا التقارب في موقف المستطلعين من الالتزام الحزبي ودوره في الحياة السياسية، فقد استخدم المستطلَعون التعابير نفسها وجاءت النسب متقاربة جداً: "الالتزام هو وسيلة للتغيير والتطوير" 63% التيار الوطني الحرّ و49% تيار المستقبل، "الالتزام السياسي يسهّل المشاركة في الحياة السياسية" 25% تيار الوطني الحرّ و37.2% تيار المستقبل .

في الواقع، تعكس هذه الأرقام وتبيّن أن انسجام أقطاب العهد وتفاهمهم السياسي تمتد جذوره في هيكلية شخصية المحازب (Profile) واهتماماته السياسية والاجتماعية، أكثر مما هي تفاهمات آنية فرضتها مصالح ضيقة. وما يجمع محازبي التيار الوطني الحرّ وتيار المستقبل أكثر مما يفرّقهما على مستوى المبادىء والأفكار السياسية التي تزخر بها الحياة الحزبية.ولا بد من الإشارة في هذا السياق، إلى أن هذا الانسجام بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري وفريقَي عملهما يطمئن اللبنانيين ويشعرهم بأن البلد، على الأقل في المديين القريب والمتوسط، في منأى عن الخضّات السياسية التي عشناها طوال فترة الفراغ الرئاسي وصولاً حتى 2005، حيث كان البلد يعيش حالًا من الصراع والأزمات السياسية. ومن شأن هذا الاستقرار السياسي والوئام بين القيادات اللبنانية أن ينعكسا إيجابًا على الوضع الاقتصادي استقراراً وتحسناً، كما يظهر من أولى المؤشّرات على صعيد الحركة السياحية عبر زيادة أعداد الوافدين إلى لبنان.

بناء على ما سبق، فإن ما يظهر وما يمكن توقّعه هو أن الانسجام حال مرشحة للاستمرار على اعتبار إن ما يجمع التيارين أكثر بكثير مما يفرقهما، فعسى أن تصب في مصلحة لبنان واللبنانيين ونهوض الدولة ومحاربة الفساد وتحقيق سائر الشعارات التي نادى بها كلّ من التيارَين في السنوات الأخيرة.

 

رفض قتل المسيحيين فهدده داعش بالقتل

"أليتيا" - 26 تموز 2017 /نفى الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، ما تردد عن تعرضه لمحاولة اغتيال، مشيرًا إلى أنه تلقى تهديدات بالقتل من جانب جماعة داعش، وتلقى تحذيرات من المقربين منه بأن تلك التهديدات جدية، ما أجبره على أخذ فترة راحة.

وأضاف برهامي، في تصريح خاص لـ“التحرير“: “حقيقية الأمر أني تلقيت تهديدات بالقتل من جماعات تكفيرية على عدد من صفحات التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت، وكان بينها جماعة داعش، وذلك بسبب مواقفي الأخيرة من تلك الجماعات ورفضي لاستهداف الأقباط وجنود الجيش والشرطة والنهي عن ذلك، وتأكيدي أن ما تقوم به تلك الجماعات مخالف للشريعة الإسلامية”. وأكد برهامي، أنه عاد لممارسة حياته حاليا بشكل طبيعي مع وجود تدابير واحتياطات أمنية في تحركاته.

 

ريفي: الطريق من طهران الى بغداد فدمشق وبيروت لن يبقى موصولاً

"الأنباء الكويتية" - 26 تموز 2017/دعا وزير العدل السابق أشرف ريفي عبر «الأنباء» الى تسليم الجيش اللبناني الحدود الشرقية، بعد خروج المسلحين، لان أي سكوت عن رفض الحزب تسليم الحدود للجيش، هو قبول مبطن بشرعنة الباطل.. وقال: لن نكرر اخطاء الجهابذة الذين قالوا عن الوجود السوري في لبنان «شرعي وضروري ومؤقت» لأن الدولة الآن لديها جيشها القادر. وعن حملة الإشادات بما قام به الحزب في الجرود، شبه ريفي الحزب بالاطفائي المهووس الذي يشعل الحريق ليطفئه، ويطلب من الدولة شكره بينما الاجدر محاسبته وقال: لن نشكر وكيل إيران في لبنان ولا نؤمن بدوره، ولن نعطيه غطاء شرعيا.

وتوقع ريفي متغيرات جذرية في سورية في سبتمبر المقبل، باتجاه انهاء نفوذ إيران على الاراضي السورية، والدليل ان الاتفاق الاميركي ـ الروسي، أبعد إيران عن جنوب سورية واعطى تركيا نفوذا في الشمال وبالتالي اضعف إيران في المعادلة السورية. وأضاف: «من هنا اقول ان الطريق من طهران الى بغداد فدمشق وبيروت، لن يبقى موصولا». وأبدى ريفي عتبه على الحكومة اللبنانية، لانها لم تحرك ساكنا حيال «خلية العبدلي» الإرهابية في الكويت، إذ من واجبها حماية علاقات لبنان مع الاشقاء العرب وخصوصا الكويت، وليس من اختصاص حزب الله ان يحدد او يرسم اطار علاقات لبنان ومصالحه مع الخارج وتحديدا مع دول الخليج العربي، الا ان سياسة الانبطاح والتخاذل ستأخذنا إلى الهاوية. وتوجه ريفي بالتحية والامتنان إلى الكويت وصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد والقيادة الكويتية، مؤكدا إدانة أعمال الحزب التي تمثل ايران ولا تمثل اللبنانيين، وختم بتقديم «الاعتذار الكبير» من دولة الكويت وأميرها وحكومتها وشعبها.

 

الحريري من واشنطن: هدفنا تعزيز القوى الأمنية لتبسـط سـيطرتها علـى كامل الأراضي اللبنانية

المركزية/26 تموز17/أعلن رئيس الحكومة سعد الحريري أن "لبنان تمكن من خلال إرساء التوافق بين الأفرقاء السياسيين كافة من الحفاظ على الإستقرار وسط منطقة تشهد الكثير من الفوضى، مؤكدا ان الهدف هو تقوية المؤسسات والجيش اللبناني والقوى الامنية لكي تبسط سيطرتها على كامل الاراضي اللبنانية، مشددا على ان الاقتتال ليس ما يريده شباب لبنان بل الاستقرار وسنضع خطة نهوض اقتصادية". واصل الرئيس الحريري زيارته الرسمية للعاصمة الأميركية، حيث شارك في حفل الإستقبال الذي أقامته القائمة بأعمال سفارة لبنان في واشنطن كارلا جزار في مبنى السفارة على شرفه والوفد المرافق، في حضور حشد من ابناء الجالية اللبنانية. بعد النشيد الوطني، ألقت جزار كلمة رحبت فيها بالرئيس الحريري والوفد المرافق مشددة على اهمية الزيارة.

ثم تحدث الحريري فقال: "من المهم لنا المجيء الى واشنطن ولقاء المسؤولين فيها لشرح اهمية لبنان في المنطقة وما نقوم به لإرساء الاستقرار فيه. ان لبنان يعيش الآن وسط منطقة تشهد الكثير من الفوضى وقد تمكنا من الحفاظ على الاستقرار فيه من خلال ارساء التوافق بين الافرقاء السياسيين كافة ووضعنا مصلحة لبنان اولا وحرصنا على ان يسري هذا التوافق على كل اوجه الحكم. وهدفنا الاول هو تقوية المؤسسات والجيش اللبناني والقوى الامنية لكي تبسط سيطرتها على كامل الاراضي اللبنانية وهذا من المفروض ان يحصل وسيحصل باذن الله، وانا اؤكد ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مصر على هذا الموضوع اكثر من اي شخص آخر". أضاف: "إن الايام التي مرت كانت صعبة بالمفهوم السياسي ولكن الاهم هو اننا توافقنا منذ ان شكلنا هذه الحكومة على ان نكمل المسيرة لمصلحة البلد. قد تحصل خلافات وآراء متباينة حيال ما يحصل في البلد عند جميع الافرقاء السياسيين لكن الاهم هو ان يستطيع البلد ان يحمي نفسه وان يتمكن الجيش اللبناني من القيام بواجباته لحماية اللبنانيين والمخيمات والحدود اللبنانية. إتكالنا على الله وعلى حكمة كل الأفرقاء السياسيين لكي لا ندخل البلد في متاهات سياسية وانا متأكد من ان هذا الامر لن يحصل."

وتابع: لقد تحدثنا خلال هذه الزيارة بكل وضوح عن مصلحة لبنان التي هي الحفاظ على الاستقرار وتقوية الجيش اللبناني وتنمية الاقتصاد وكيفية التوافق على مساعدة اللاجئين السوريين ولكن الاهم هو مساعدة الاقتصاد الوطني اللبناني لأنه في نهاية المطاف اذا لم ينهض الاقتصاد سيكون هناك مشكل في البلد".

وختم قائلا: "تحدثنا في كل الامور وسنكمل اجتماعاتنا وقد اتينا الى هنا برفقة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة والكثير من المستشارين. واود ان اشكر ايمانكم بوطنكم لبنان، هذا البلد الذي عانى الكثير ولكننا اليوم نشهد حالا من الاستقرار وهذا الاستقرار سيكمل بجهودكم وجهودنا جميعا وخصوصا بجهود الرئيس عون".

"المستقبل": وكان الحريري قد استقبل في مقر اقامته في فندق "فور سيزنز"، وفدا من تيار المستقبل في واشنطن وفي عدد من الولايات الاميركية. وفي مستهل اللقاء، ألقى مسؤول التيار في واشنطن احمد البزري كلمة ترحيبية ثم تحدث الحريري فشدد على اهمية "الاستقرار الذي ينعم به لبنان في منطقة تسودها الحروب والفوضى خصوصا ان اللبنانيين عاشوا مثل هذه الحالة من قبل". وقال: "ان القتل والاقتتال ليس ما يريده الشباب لبلدهم بل ما يريدونه هو فرص العمل والاستقرار والامان وان تقوم الحكومة بواجباتها وتؤمن الكهرباء والمياه والتعليم والتأمين الصحي وغيره. طريقنا طويل والتحديات كبيرة ولكننا الآن نضع نصب اعيننا وضع خطة اقتصادية للنهوض بالبلد والبنى التحتية سنعرضها على البنك الدولي والجهات الواهبة وكل الدول الصديقة".

 

شمعون التقى سامي الجميل وريفي: كنا نتمنى تحرير عرسال من قبل الجيش ونعترض على مشروع الموازنة

الأربعاء 26 تموز 2017 /وطنية - استقبل رئيس "حزب الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون النائب سامي الجميل والوزير السابق اللواء أشرف ريفي. وقال شمعون : "الهدف من هذا اللقاء البحث في موضوع الساعة وهو الوضع السياسي والأمني، وخصوصا الذي يحصل في عرسال حيث كنا نتمنى أن نرى الجيش اللبناني يقوم بعملية تحرير وتنظيف هذه المنطقة لكن الحزب ذهب إلى المنطقة ليبرز عنتريته وكثر صفقوا له. كنا نتمنى أن يترك الحزب هذا الأمر للجيش، لكن ما فهمناه أن الذين يديرون المعارك ليسوا لبنانيين". وختم: "نحن واللواء ريفي والشيخ سامي لدينا اعتراضات على مشروع الموازنة لأنها ليست لمصلحة الشعب، رافضين هذا الأسلوب في الحكم الذي لم يأخد في الاعتبار مصالح وقضايا الشعب اللبناني، ونحن لن نسكت يوما عن الخطأ وكان اللقاء في هذا الاطار".

 

جنبلاط استقبل جعجع في كليمنصو واستبقاه الى العشاء

الأربعاء 26 تموز 2017 /وطنية - إستقبل رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط في دارته في كليمنصو مساء الثلاثاء رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع وعقيلته النائبة ستريدا، في حضور عقيلته السيدة نورا والنواب: جورج عدوان، نعمه طعمة، غازي العريضي، أكرم شهيب ووائل أبو فاعور حيث جرى البحث في الاوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية. ثم إستبقى جنبلاط ضيوفه إلى مائدة العشاء.

 

السفارة الاميركية: مساعدات إنسانية استجابة لأزمة اللاجئين السوريين

الأربعاء 26 تموز 2017 /وطنية - عممت سفارة الولايات المتحدة الاميركية في بيروت، اليوم، بيانا صادرا عن وزارة الخارجية الاميركية، وفيه "أنها ستقدم أكثر من 140 مليون دولار على شكل مساعدات إنسانية إضافية للبنان "تلبية لحاجات ملحة للاجئين من سوريا والمجتمعات اللبنانية المضيفة، وجاء هذا الإعلان خلال زيارة رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري لواشنطن". وأشارت الى أن "هذا التمويل الحديث الذي تم الإعلان عنه، يرفع قيمة المساعدات الإنسانية الأميركية إلى لبنان لأكثر من 1.5 مليار دولار منذ بداية الأزمة السورية عام 2012. وهو يعكس التزام الولايات المتحدة الثابت المساعدة في معالجة الحجم غير المسبوق للمعاناة، والحاجة الإنسانية الملحة في لبنان. ويستضيف لبنان أكثر من 1.5 مليون لاجئ مسجل، يصلون إلى ما يقرب من ربع سكانه، وهذا يدل على كرم الشعب اللبناني وسخائه". وأضافت: "من خلال هذا الدعم، سوف تقدم الولايات المتحدة مساعدات غذائية، ومأوى لأكثر الأسر ضعفا، والرعاية في الحالات الطارئة وبالمستشفيات، وحماية إنسانية، واللقاح للأطفال والتغذية لأكثر من مليون لاجئ ومضيف من اللبنانيين الذين يحتاجون إلى ذلك. وسوف تدعم الولايات المتحدة أيضا مشاريع البنية التحتية التي تؤمن وصول اللبنانيين واللاجئين إلى مياه صالحة للشرب وخدمات صرف صحي مأمونة. وسوف تدعم هذه المساعدة الحاجات الانسانية الحرجة التي تناولتها خطة الاستجابة للأزمة في لبنان للعام 2017، والتي بلغت نحو 2.8 مليار دولار. ويدعم التمويل الجديد العمليات التي تقوم بها الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في لبنان. ونشجع المانحين الآخرين على الانضمام إلينا في تقديم مساعدات إنسانية إضافية للمتضررين من الأزمة في سوريا، بما في ذلك الوفاء بالتعهدات التي لم يتم تمويلها بعد".

 

الحريري في عشاء في سفارة لبنان في واشنطن: الاقتتال ليس ما يريده شباب لبنان بل الاستقرار وسنضع خطة نهوض اقتصادية

الأربعاء 26 تموز 2017/وطنية - أقامت القائمة بأعمال سفارة لبنان في واشنطن كارلا جزار مساء امس حفل استقبال في مبنى السفارة على شرف رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري والوفد اللبناني المرافق حضره حشد كبير من ابناء الجالية اللبنانية.بعد النشيد الوطني، ألقت جزار كلمة رحبت فيها بالرئيس الحريري والوفد المرافق مشددة على اهمية الزيارة. ثم تحدث الحريري فقال: "من المهم لنا المجيء الى واشنطن ولقاء المسؤولين فيها لشرح اهمية لبنان في المنطقة وما نقوم به لإرساء الاستقرار فيه. ان لبنان يعيش الآن وسط منطقة تشهد الكثير من الفوضى وقد تمكنا من الحفاظ على الاستقرار فيه من خلال ارساء التوافق بين كافة الافرقاء السياسين ووضعنا مصلحة لبنان اولا وحرصنا على ان يسري هذا التوافق على كل اوجه الحكم. هدفنا الاول هو تقوية المؤسسات والجيش اللبناني والقوى الامنية لكي تبسط سيطرتها على كامل الاراضي اللبنانية وهذا ما هو من المفروض ان يحصل وسيحصل باذن الله، وانا اؤكد ان الرئيس ميشال عون مصر على هذا الموضوع اكثر من اي شخص آخر". أضاف: "إن الايام التي مرت كانت صعبة بالمفهوم السياسي ولكن الاهم هو اننا توافقنا منذ ان شكلنا هذه الحكومة على ان نكمل المسيرة لمصلحة البلد. قد تحصل خلافات وآراء متباينة حيال ما يحصل في البلد عند جميع الافرقاء السياسيين لكن الاهم هو ان يستطيع البلد ان يحمي نفسه وان يتمكن الجيش اللبناني من القيام بواجباته لحماية اللبنانيين والمخيمات والحدود اللبنانية. إتكالنا على الله وعلى حكمة كل الأفرقاء السياسيين لكي لا ندخل البلد في متاهات سياسية وانا متأكد من ان هذا الامر لن يحصل.

لقد تحدثنا خلال هذه الزيارة بكل وضوح عن مصلحة لبنان التي هي الحفاظ على الاستقرار وتقوية الجيش اللبناني وتنمية الاقتصاد وكيفية التوافق على مساعدة اللاجئين السوريين ولكن الاهم هو مساعدة الاقتصاد الوطني اللبناني لأنه في نهاية المطاف اذا لم ينهض الاقتصاد سيكون هناك مشكل في البلد".

وختم قائلا: "تحدثنا في كل الامور وسنكمل اجتماعاتنا وقد اتينا الى هنا برفقة الوزير جبران باسيل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة والكثير من المستشارين. واود ان اشكر ايمانكم بوطنكم لبنان، هذا البلد الذي عانى الكثير ولكننا اليوم نشهد حالا من الاستقرار وهذا الاستقرار سيكمل بجهودكم وجهودنا جميعا وخاصة بجهود فخامة الرئيس".

تيار المستقبل

وكان الحريري قد استقبل في مقر اقامته في فندق "فور سيزنز"، وفدا من اعضاء تيار المستقبل في واشنطن وفي عدد من الولايات الاميركية. وفي مستهل اللقاء، ألقى مسؤول التيار في واشنطن احمد البزري كلمة ترحيبية ثم تحدث الحريري فشدد على اهمية "الاستقرار الذي ينعم به لبنان في منطقة تسودها الحروب والفوضى خاصة ان اللبنانيين عاشوا مثل هذه الحالة من قبل". وقال: "ان القتل والاقتتال ليس ما يريده الشباب لبلدهم بل ما يريدونه هو فرص العمل والاستقرار والامان وان تقوم الحكومة بواجباتها وتؤمن الكهرباء والمياه والتعليم والتأمين الصحي وغيره. طريقنا طويل والتحديات كبيرة ولكننا الآن نضع نصب اعيننا وضع خطة اقتصادية للنهوض بالبلد والبنى التحتية سنعرضها على البنك الدولي والجهات الواهبة وكل الدول الصديقة".

 

عشاء كليمنصو يتوّج تقاطعات ميثاقية - مبدئية ويؤسس لمرحلة الانتخابات/علاقة سياسية – وطنية تتخطى "تباينات اللحظة" بين "الاشـتراكي" و"القوات"

المركزية/26 تموز17/يأتي العشاء الذي أقامه أمس في كليمنصو رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط على شرف رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع وعقيلته النائبة ستريدا، في حضور عقيلته السيدة نورا والنواب: جورج عدوان، نعمه طعمة، غازي العريضي، أكرم شهيب ووائل أبو فاعور، تتويجاً لجملة تقاطعات سابقة التقى عندها الفريقان "ميثاقيا ومبدئيا" في أكثر من محطة، من جهة، وتأسيسا للمرحلة المقبلة وتحديدا الانتخابية حيث بات "طبيعيا" ان يكونا جنبا الى جنب، من جهة ثانية، وفق ما تقول أوساط قواتية لـ"المركزية"، توضح ان الجلسة طغى عليها الطابع الاجتماعي لكن تخلّلها، كلام سياسي بقي في إطار العموميات ولم يدخل في التفاصيل. وتطرق النقاش الى مواضيع الساعة كلّها محليا واقليميا ودوليا. فمرّ على قانون الانتخاب، وعلى زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى واشنطن وأهميتها في هذا التوقيت، وعلى معارك جرود عرسال ودور "حزب الله" فيها، وبحث ايضا في ملفّي النزوح والكهرباء، وصولا الى الوضع الخليجي والازمة السورية... واذ تشير الى ان الغرض من هذا العرض المشترك لم يكن الخروج بخلاصات، مع أن وجهات النظر بين الطرفين كانت في معظم الاحيان متطابقة، تلفت المصادر الى ان العشاء يؤشر في الواقع الى متانة العلاقة بين الجانبين. فبعد اقرار قانون جديد للانتخاب، وعشية الحديث المرشّح للتصاعد تدريجيا في شأن التحالفات، أُريد من اللقاء أن يؤكد في هذه اللحظة المفصلية ان "ما يجمع الحزبين أكثر مما يفرقهما"، والرسالة الأبرز منه هي أن "العلاقة التي تربط "القوات" و"الاشتراكي" سياسية – وطنية - اجتماعية وتتجاوز تباينات اللحظة، وان التفاهم الذي بدأ بمصالحة الجبل (ونحن على مسافة أيام من ذكرى زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير التاريخية الى الجبل) وترسّخ في 14 آذار، مستمرّ ويستكمل اليوم". أوساط القوات تشير ايضا الى ان العشاء دلّ الى حالة اجتماعية - سياسية تجمع جنبلاط وجعجع، وأن الى جانب العلاقة السياسية بينهما ثمة علاقة شخصية متينة. فالمسألة بين الحزبين ليست تقاطع مصالح انتخابية، بل وطنية، تُعززه علاقة شخصية بين الرجلين لم تترسخ الا نتيجة تراكم التفاهمات بينهما. فرئيس الاشتراكي لمس في السنة الاخيرة مدى حرص القوات على حضور الموحّدين الدروز على الساحة المحلية، ومدى تفهّمها لمطالبهم وهواجسهم ورفضها اي تهميش او طغيان يطالهم. أما زعيم "المختارة"، فأبدى من جانبه طوال الفترة السابقة أيضا "تفهما لانتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كونه مطلبا مسيحيا، وتفهّما لقانون الانتخاب الذي أقرّ ويعيد الاعتبار الى الصوت المسيحي وفاعليته ووزنه. وبعد هذا المسار، تضيف الاوساط، أتى عشاء "كليمنصو" ليتوّج كل هذه التقاطعات ويرسّخها ويثبّتها من جهة، ويؤسس للمرحلة المقبلة والمتصلة تحديدا بالانتخابات، من جهة ثانية، حيث سيصبح التحالف بين الفريقين، عمليًّا، أمرا طبيعيا وسط التفاهمات المتبادلة، وأهميتها انها تفاهمات في القضايا الميثاقية المبدئية الجوهرية الدستورية.

 

 خطاب الانتصار يفنّد اسباب ونتائج معركة الجرود ومفاوضـات الجزء الاخيـر/نصرالله يردّ على ترامب: انتم تقاتلون الارهاب بالمواقف ونحن فعليا في الميدان

المركزية/26 تموز17/مع ان الحدث الميداني في جرود عرسال سيشكل نقطة ارتكاز "خطاب النصر" الذي يطل به أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله على اللبنانيين في الثامنة والنصف من مساء اليوم، فإن مواقف الرئيس الاميركي دونالد ترامب المدوية ضد الحزب باعتباره "يشكل تهديداً للدولة اللبنانية، للشعب اللبناني وللمنطقة برمتها... ويقوم بدعم من ايران بتأجيج كارثة انسانية في سوريا"، وتشديده على ان "مصالحه الحقيقية هي مصالحه الذاتية ومصالح راعيته ايران"، لا يمكن الا ان تحضر في جزء من الاطلالة، خصوصا انها جاءت خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع رئيس الحكومة سعد الحريري في حديقة البيت الابيض في اعقاب جولة المحادثات اللبنانية- الاميركية. وتقول اوساط حزب الله لـ"المركزية" ان السيد نصرالله لم يكن في وارد التطرق الى الملفات الخارجية التي سيفندها في اطلالته المرتقبة في 14 آب لمناسبة ذكرى الانتصار في حرب تموز، غير ان الموقف الاميركي سيفرض نفسه، اذ سيرد الامين العام على ترامب ليؤكد ان ادراج الحزب على قائمة الارهاب لا يهمنا، فجلّ ما تقومون به هو اطلاق المواقف ازاء وجوب دحر الارهاب فيما الحرب الحقيقية عليه نقودها نحن في الميدان ضد جبهة "النصرة" وتنظيم " داعش"، ونحن من يتعرض شعبنا للعمليات الارهابية من جانب هؤلاء.

وفي عودة الى المحور الاساس، تؤكد المصادر انه سيركز في الجزء الاول منه على المعركة في حد ذاتها، حيث يجري قراءة في الاسباب والدوافع والنتائج ويجري تقويما الى اين وصلت الامور في هذه المرحلة، فيشير الى ان عملية تنظيف الجرود تكللت حتى الان بنصر كبير في ضوء ما تحقق ميدانيا لجهة تحرير 95 في المئة من الاراضي التي كانت تسيطر عليها جبهة "النصرة"، وفرار مقاتليها ومطالبة من تبقى منهم في الجزء المحاصر بالتفاوض لاخراجهم. اما الجزء الثاني، فتلفت مصادر الحزب الى انه سيتناول مجريات التفاوض مع "النصرة"، فإذا كان ممكنا السيطرة على الجزء الاخير من المنطقة، خصوصا حيث التواجد الكثيف للمدنيين، وتقديمه للجيش من دون قتال، من خلال المفاوضات عبر الوسطاء، فإنه افضل ما يمكن توقعه، وفي هذا السياق سيستعرض بعض اجزاء التفاوض. والى ما تقدم، سيشير الامين العام الى حجم الاشادة الواسع على المستوى الوطني بالعملية ضد الارهاب ويثني على دور الجيش والاجهزة الامنية والعمل سويا في مواجهة الارهابيين ومخططاتهم. ويؤكد ان ما حققه حزب الله في جرود عرسال هو انتصار كبير، لكن المعركة مع الارهاب مستمرة. وتوقعت المصادر ان يتطرق في جانب من خطابه الى المرحلة الثانية من المعركة التي سيخوضها لبنان ضد "داعش" في جرود رأس بعلبك والقاع. واذ تستبعد المصادر ان يذهب نصرالله في خطابه في اتجاه القضايا الاقليمية خصوصا ملفات الازمات في الخليج وسوريا وغيرها، تعتبر ان التطورات الفلسطينية واجراءات الدولة العبرية والمواجهات في القدس قد تحتل حيزا ضيقا من الخطاب المخصص للانتصار الكبير في جرود عرسال.

 

تحرير جرود عرسـال في المربع الاخير والجيش يواجه "داعش"

نصرالله يردّ على ترامب ومواقف لافتة لعون في عيـد الجيـش

العقوبات الاميركية تلبّد الاجواء مع موسكو وايران ترفض وتحذر

المركزية/26 تموز17/من جرود عرسال الى العاصمة الاميركية تنقل الحدث اللبناني. نيران معارك الجرود شارفت على نهايتها مُبعدةً خطر الارهاب عن القرى الحدودية وبالتالي لبنان، لتُفتح بعدها صفحة تحرير جرود القاع ورأس بعلبك من "الدواعش" في معركة يتوقّع ان يُحدد ساعتها الصفر الجيش اللبناني، والكلام الاميركي الصادر من الادارة الجديدة الذي وضع مجدداً النقاط على حروف قضايا لبنانية عدة، من استمرار دعم الجيش في حربه ضد الارهاب، الى وضع "حزب الله" في الخانة نفسها مع المنظمات التي تصنّفها ارهابية، ودعم النازحين السوريين "إنسانياً" لابقائهم قرب بلدهم.

الجرود في "المربّع الاخير": ولليوم السادس على التوالي، واصل "حزب الله" سيطرته على جرود عرسال موسّعاً احكام قبضته على مواقع "جبهة النصرة". واشارت المعلومات الى "انه لم يتبق امام الحزب سوى 3 مرتفعات تشرف على وادي حميد والملاهي، ويُنجز بالتالي مهمته في الجرود، والمساحة المتبقية امامه في تقدر بنحو سبعة كلم2 فقط، وسط حالة تخبط في صفوف ارهابيي "النصرة" بعد اصابة مسؤول عملياتهم في جرد عرسال عمّار وردي بحسب الاعلام الحربي. وفي شأن مصير امير "جبهة النصرة" في الجرود ابو مالك التلّي، اشارت المعلومات الى رصده في خلال الساعات الماضية في منطقة وادي حميد من دون تسجيل اي حركة له في منطقة الملاهي، وان المفاوضات معه متوقفة بينما قائمة مع "سرايا الشام" لخروجهم من منطقة الملاهي". وفي هذا السياق، سألت مصادر سياسية مراقبة عما اذا كانت نهاية التلي في الجرود ستستعيد سيناريو شاكر العبسي في نهر البارد، على قاعدة الصفقات الكبرى بين دول الاقليم.

خطاب نصرالله: وفي السياق، تترقب الساحة الداخلية خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في اطلالته المسائية لاعلان الانتصار في معركة الجرود. وقالت اوساط حزب الله لـ"المركزية" ان السيد نصرالله الذي سيخصص خطابه للحديث عن اسباب ودوافع ونتائج المعركة، ويتناول مجريات التفاوض في شأن الجزء الاخير من المنطقة التي ما زالت تسيطر عليها "جبهة النصرة"، لم يكن في وارد التطرق الى الملفات الخارجية التي سيفندها في اطلالته المرتقبة في 14 آب لمناسبة ذكرى الانتصار في حرب تموز، غير ان الموقف الاميركي للرئيس دونالد ترامب سيفرض نفسه، اذ سيرد الامين العام ليؤكد ان ادراج الحزب على قائمة الارهاب لا يهمنا، فجلّ ما تقومون به هو اطلاق المواقف ازاء وجوب دحر الارهاب فيما الحرب الحقيقية عليه نقودها نحن في الميدان ضد جبهة "النصرة" وتنظيم " داعش" ونحن من يتعرض شعبنا للعمليات الارهابية من جانب هؤلاء.

عون والامن الاستبقاقي: واليوم، جدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال استقباله وزيراً بلجيكياً التأكيد على "دور الجيش والقوى الامنية اللبنانية في محاربة الارهاب على الحدود ومطاردة الخلايا النائمة"، لافتا الى "ان العمليات الاستباقية حققت نتائج ايجابية في عملية حفظ الاستقرار والامن في البلاد".

تحرير الارض..مقدّس: من جهته، قال الرئيس نبيه بري حسب ما نقل عنه في لقاء الاربعاء النيابي "في مقدمة الدستور، وهي اهم شيء فيه، ورد ان لبنان وطن نهائي، وهو لا يكون وطنا نهائيا ما دام هناك جزء او شبر منه محتلا، اكان شرقا ام جنوبا ام شمالا، ام،... من هنا فإن تحرير الارض عمل دستوري ومقدس ولا خلاف على هذا الموضوع"، لافتاً الى "ان الجماعات الإرهابية تحتل جزءاً من ارضنا في الجرود الشرقية، وواجبنا تحرير هذه الارض. ومما لا شك فيه ايضا ان عرسال هذه البلدة العزيزة تستأهل هذا العمل".

"بمجدك احتميت": في غضون ذلك، تستعد المؤسسة العسكرية لاحياء عيدها الثاني والسبعين هذا العام يوم الثلثاء المقبل، تحت شعار "بمجدك احتميْت". وستستعيد المناسبة وهجها بنصاب رئاسي مكتمل، رئيس الجمهورية رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة، على وقع مهمات حدودية صعبة ومعارك كبيرة يخوضها الجيش ضد الارهاب لا سيما في جرود عرسال والسلسلة الشرقية، وسط ترقّب لمضمون الكلمة التي يُلقيها الرئيس عون في المناسبة، في ضوء جرعة الدعم التي مدّ بها الرئيس الاميركي دونالد ترامب خلال استقباله امس الرئيس سعد الحريري بتأكيده استمرار الدعم العسكري والسياسي للجيش لانه في الصفوف الامامية لمحاربة الارهاب.

على صعيد آخر، وعلى خط ملف بواخر "الطاقة"، رحبت اوساط معراب بأداء إدارة المناقصات، وقالت لـ"المركزية" انه "مبشّر" وأن قرار الادارة إنجاز للعهد. غير انها تحدثت عن ضغوط سياسية تمارس على الادارة لتبديل موقفها، محذرة من ان هذه التدخلات في عمل المؤسسات الرقابية، لا سيما اذا رضخت الاخيرة لها، سيخلق حالة يأس وإحباط لدى الناس.

العقوبات الاميركية: دوليا، تلبّدت الاجواء مجددا بين واشنطن وموسكو. فبعد أقل من 20 يوما على اللقاء الاول من نوعه الذي جمع الرئيسين الاميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في هامبورغ في 7 تموز الجاري، أقر مجلس النواب الاميركي بشبه إجماع، مشروع قانون يفرض عقوبات جديدة على كل من روسيا وايران وكوريا الشمالية، لتنتقل الكرة الى مجلس الشيوخ الذي يتعين عليه اقرار النص بشكل نهائي كي يحيله الكونغرس الى البيت الابيض للمصادقة عليه. وفي حين أكد رئيس مجلس النواب بول راين اثر التصويت ان هذه العقوبات "تعزز الضغوط على أخطر خصومنا بهدف إبقاء الاميركيين آمنين"، لم يتأخر رد موسكو، حيث رأى نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف ان العقوبات الجديدة لا تترك مجالا لتحسين العلاقات في المستقبل القريب بل تأخذها إلى المجهول"، معتبرا ان "ما يحصل مناف للمنطق، وأن معدّي مشروع القانون ومؤيديه اتخذوا خطوة جدية نحو تقويض آفاق تحسين العلاقات مع روسيا"، بحسب ما نقلت عنه وكالة "تاس" الرسمية الروسية.

التوتر محدود؟: وفي وقت أعلن البيت الابيض ان "الرئيس يدعم فرض عقوبات صارمة على الدول الثلاث، الا أنه سيراجع تشريع المجلس وينتظر وصول حزمة تشريعية نهائية إلى مكتبه"، قالت مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" إن التدبير الاميركي الجديد في حق موسكو سيهزّ أسس العلاقة بين الجانبين، الا انه لن يسقطها، كما انه سيؤثر على الجهود المبذولة لإرساء تعاون بين الجباريَن، لكنه لن يوقف هذا المسار". فالتنسيق بين الطرفين أصبح أمرا واقعا منذ اجتماع هامبورغ، وقد أدرك ركناه انه ضروري ولا مفرّ منه لحلحلة أكثر من أزمة أبرزها النزاع السوري. في المقابل، أعرب الاتحاد الاوروبي عن قلقه من القانون الاميركي ضد روسيا كونه يتيح فرض عقوبات على شركات اوروبية تعمل في قطاع الطاقة في روسيا، ما من شأنه أن يزعزع أمن "الطاقة" في الاتحاد.

ايران تصعّد: أما ايران، فأثار الاجراء الاميركي الذي طاولها، غضبَها أيضا. فالرئيس الإيراني حسن روحاني، أكد في أول رد أن "بلاده ستواصل تطوير سلاحها الدفاعي بغض النظر عن مواقف البعض "، مشيرا الى أن "تكرار العقوبات لن يؤثر علينا وسنواصل طريقنا بكل قوة"، ووصف روحاني الولايات المتحدة بـ"العدو"، مهددا بـ"خرق الاتفاق النووي بالكامل إن خرقته واشنطن". وكان الرئيس الأميركي هدد إيران بأنها ستواجه "مشاكل كثيرة" في حال لم تمتثل للاتفاق النووي. وبعد أسبوع من إقراره بأن إيران ملتزمة بالاتفاق المبرم في2015، أوضح ترامب أنه لا يزال حذرا للغاية من طهران. وقال "إذا لم يتماش ذلك الاتفاق مع ما يفترض أن يتماشى معه فستكون هناك مشكلات كبيرة للغاية بالنسبة لهم. هذا ما أستطيع قوله. صدقوني". وأضاف "اعتقدت أنهم سيقولون "شكرا للولايات المتحدة. نحن حقا نحبكم كثيرا". لكنهم أصبحوا أكثر جرأة".

 

احتـفال الاول من آب "بمجـدك احتميـت": تميّز فـي الشـكل والمضـمون ونصاب رئاسي مكتمل ودعم داخلي وخارجي للجيش عشية معركته مع "داعش"

المركزية- لا يشبه احتفال الاول من آب لمناسبة عيد الجيش الثاني والسبعين هذا العام، ما سبقه من احتفالات على مدى الاعوام الاخيرة. ذلك ان الفراغ الرئاسي على مدى ثلاث سنوات، حال دون تسلّم الضباط المتخرجين سيوفهم من رئيس الجمهورية في الاحتفال المركزي السنوي الذي يقام في ثكنة شكري غانم -الكلية الحربية-الفياضية. يوم الثلثاء المقبل، وتحت شعار "بمجدك احتميْت" ستستعيد المناسبة وهجها بنصاب رئاسي مكتمل، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري، وسيتسلم التلامذة الضباط من دورة "المقدم الشهيد صبحي العاقوري" الذين يفوق عددهم المئتين من الاسلاك العسكرية والامنية كافة، سيوفهم التي يقلدّهم اياها الرئيس عون في حضور قائد الجيش العماد جوزيف عون. هذا في الشكل، اما في المضمون فتتخذ المناسبة بعدها في ضوء جملة استحقاقات تفرض نفسها بقوة على المشهد العسكري، تبدأ من جرعة الدعم الاميركية التي مدّ لقاء الحريري مع الرئيس دونالد ترامب امس المؤسسة العسكرية بها من خلال إشادته "بالانجازات العظيمة التي حققها الجيش اللبناني في السنوات الأخيرة وتأكيده ان الولايات المتحدة فخورة بمساعدة الجيش في حربه ضد الإرهاب، وانه بمساعدتها نستطيع ان نضمن ان الجيش سيكون المدافع الوحيد الذي يحتاجه لبنان". ويفترض ان يترجم هذا الدعم عملياً، كما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية" خلال زيارة القائد العماد عون لواشنطن في الثاني عشر من آب تلبية لدعوة تلقاها من الجامعة الأميركية في واشنطن التي تخرّج منها، حيث تنظم له رابطة خريجيها لقاء تكريميا يجمعه الى جانب كبار القادة العسكريين والمدنيين والسياسيين الأميركيين وزملاء له من الدورة نفسها. وتتوقع المصادر ان يتسلم الجيش دفعة من مروحيات "سوبر توكانو" التي يتم تجهيزها بما يتناسب وحاجات المؤسسة العسكرية والظروف المحيطة بلبنان، لاستخدامها في الحرب ضد الارهاب. وفي هذا المجال، تفيد مصادر امنية "المركزية" ان معركة تنظيف الجرود الممتدة من رأس بعلبك حتى القاع سيخوضها الجيش اللبناني وليس حزب الله، كما حصل في معركة جرود عرسال. وتشير الى ان توقيتها، وان لم يُتخذ القرار بموعده، نسبة لكون المعطيات الميدانية هي التي تحدده لا سيما اكتمال تجهيزات المعركة، الا ان الاكيد انه ليس في فترة قريبة كما يتوقع البعض وربما بعد أشهر عديدة، الا اذا طرأ طارئ قد يفرض المعركة في اي لحظة. واذ تجزم ان الجيش قادر على مواجهة " داعش" ودحرها عن حدود لبنان الشرقية بالكامل حماية للارض والشعب وابعاد كل خطر ارهابي عن لبنان، لفتت الى ان من شأن المساعدات العسكرية الاميركية ان تسهم بفاعلية في تفوق الجيش على الارهاب واتمام المهمة بتفوق. والى الدعم الاميركي تضيف المصادر السياسية، الدعم الداخلي والغطاء السياسي المطلق الذي توفره السلطات الرسمية للمؤسسة العسكرية والذي تجلى بوضوح بموقف الرئيس الحريري اثر لقائه قائد الجيش في اعقاب عملية مداهمة مخيمي القارّية والنور للنازحين السوريين في عرسال، وما رافقها من ملابسات بسبب وفاة اربعة موقوفين اثبتت التقارير الطبية انهم توفوا لاسباب صحية لا علاقة لها بتوقيفهم، وان الجيش احترم اصول التعامل اثناء المداهمة على رغم دقة الحدث والتزم كل الموجبات الانسانية.

 

جابـر: المعركة انتـهت عسـكريا وليس أمنـياً و"الجيش سيخوض الجزء الثاني من معركة الجرود"

المركزية/26 تموز17/في غضون أقل من أسبوع، أحكم "حزب الله" قبضته على مناطق سيطرة جبهة النصرة في جرود عرسال التي لم يبق خيار أمام مقاتليها سوى الاستسلام بعد أن حوصروا في بقعة لا تزيد عن ثمانية كيلومترات بين مناطق سيطرة الجيش من جهة ومناطق "حزب الله" من جهة أخرى، لتبدأ الاستعدادات للجزء الثاني من المعركة ضد داعش التي لم يتضح حتى الساعة توقيتها ومن سيخوضها. رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات العميد الركن المتقاعد هشام جابر، أشار عبر "المركزية" الى أن "حزب الله" أحرز تقدما ميدانيا كبيرا، وكشف عن دراسة دقيقة للخطة ومعرفة معمقة بالميدان، وتنسيق مع الجيش، إضافة لعقيدة قتالية عالية"، لافتا الى أن "المعركة لم تنته لكن حسمت عسكريا"، ومقاومة النصرة لا أمل منها، ولم يبقى لها سوى أيام معدودة". أضاف "أمير جبهة النصرة في القلمون أبو مالك التلي ترك الخيار الى مسلحيه بالانسحاب، وهو مطوق من قبل الجيش لناحية مخيم الملاهي، ومن قبل الحزب من المقلب الآخر"، مشيرا الى أن "تسوية عودته الى إدلب لن يتقبلها التلي كونه أميراً في القلمون وسيتحول الى مجرد مسؤول في إدلب". وتابع "تحييد أنصار أهل الشام عن المعارك، كان لمصلحة مقاتلي "حزب الله" الامر الذي ساهم في تقليص أمد المعركة، إذ يقدر عددهم بين 200 و250، اضافة الى تصديهم للتلي ومنعه من دخول المخيمات حيث اماكن تواجدهم في الملاهي". ولفت الى أن "الانظار تتوجه الى المرحلة الثانية من معركة الجرود في الجزء الذي تسيطر عليه "داعش"، شمال عرسال مقابل الفاكهة ورأس بعلبك والقاع، ويقدر عدد الارهابيين بـ أقل من 400، لكنهم أشرس من النصرة، وهناك خطر أن يقوموا بعمليات انتحارية، لكن يبقى السؤال من سيخوض المعركة؟، فبعد أن تسلم الحزب زمام المبادرة في الجزء الاول، مع مساندة من الجيش الذي حيّد عرسال عن الجرود من خلال منع أي محاولات تسلل، فإن الجزء الثاني سيتولاه الجيش المتواجد في المناطق المتاخمة لمناطق تواجد داعش منذ ثلاث سنوات، وتجنبا لأي حساسية بين "حزب الله" وأهالي مناطق الفاكهة ورأس بعلبك والقاع". وختم "المعركة انتهت عسكريا مع النصرة ووشيكة مع "داعش" لكن لم تنته امنيا مع الارهاب، وهناك تخوف من أن يتحول الارهابيون الى انتحاريين".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

صحيفة روسية: الكونغرس يماطل في تعيين سفيره في موسكو

المركزية/26 تموز17/افادت صحيفة "إيزفيستيا" الروسية "ان مجلس الشيوخ الأميركي ارجأ النظر في تعيين جون هانتسمان سفيراً اميركياً جديداً في روسيا". واشارت الى "ان هذا الارجاء من شأنه تأجيل إرسال السفير الروسي الجديد إلى واشنطن". واوضحت "ان تغيير سفيري البلدين في آن واحد يعني ضرورة تولّي مهام منصبيهما في شكل متزامن عمليا، وبالتالي لا تستطيع روسيا إرسال سفيرها الجديد في الولايات المتحدة اناتولي انطونوف ما لم يتم تعيين هانتسمان في منصب السفير الأميركي في روسيا".يذكر ان السفير الروسي في واشنطن سيرغي كيسلياك غادر الولايات المتحدة في 22 تموز، وذلك بعد ان احال الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسميا اسم مرشحه لتولي منصب السفير جون هانتسمان إلى مجلس الشيوخ لإقرار تعيينه.

 

مقتل 4 مسلحين في اشتباك مع الشرطة المصرية

الشرق الأوسط/26 تموز/17/قالت وزارة الداخلية المصرية في بيان اليوم (الأربعاء) إن أربعة مسلحين لقوا مصرعهم في اشتباك مع الشرطة بمدينة السادس من أكتوبر (تشرين الأول) في محافظة الجيزة المجاورة للقاهرة. وأضافت، أن من بين القتلى اثنين اشتركا في هجوم شنه ثلاثة مسلحين في 14 يوليو (تموز) على سيارة شرطة قرب منطقة سقارة السياحية في البدرشين بالجيزة قتلوا فيه خمسة من رجال الشرطة واستولوا على أسلحتهم ولاذوا بالفرار. ولم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن هجوم البدرشين. وقال بيان الداخلية إن المسلحين القتلى ينتمون إلى «إحدى البؤر الإرهابية التي ينتهج عناصرها أسلوب العنف بمنطقة جنوب الجيزة». وأضاف، أن اثنين من القتلى «شاركا في رصد تحركات القوة الأمنية» بالبدرشين. وتابع، أن الشرطة حاولت إلقاء القبض على الأربعة، لكنهم بادروا «بإطلاق النيران على القوات؛ مما اضطرها إلى مبادلتهم التعامل». ولم يحدد البيان وقت وقوع الاشتباك.

وقال: إن الشرطة عثرت معهم على أربع بنادق آلية، من بينها اثنتان من الأسلحة التي استولى عليها منفذو هجوم البدرشين. وأضاف، أن قوات الشرطة عثرت أيضا على «كميات من المواد المستخدمة في تصنيع العبوات المتفجرة». وتواجه مصر تحديا أمنيا يمثله متشددون موالون لتنظيم داعش في محافظة شمال سيناء، ومتشددون آخرون ركزوا هجماتهم على محافظات في الوادي والدلتا. ويأتي إعلان مقتل أربعة مسلحين اليوم بعد أن قالت وزارة الداخلية يوم الأحد، إن ثمانية من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين المحظورة قتلوا في اشتباك مع الشرطة في صحراء محافظة الفيوم جنوب غربي القاهرة.

وقالت وزارة الداخلية إن القتلى الثمانية أعضاء أيضا جماعة مسلحة تسمي نفسها «حركة سواعد مصر» (حسم)، التي تقول الحكومة إنها الذراع المسلحة للجماعة. كما أعلنت وزارة الداخلية يوم الجمعة، أن متشددَين ينتميان لحركة حسم قتلا في اشتباك مع الشرطة في محافظة الفيوم جنوب غربي القاهرة.

 

لقاء باريس يمهد لمصالحة ليبية/حفتر والسراج يتعهدان لماكرون بوقف النار وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية

الشرق الأوسط/26 تموز/17/توجت ساعات من الاجتماعات الرسمية في قصر «سيل سان كلو» قرب باريس، أمس، بصدور بيان مشترك وقعه الطرفان الرئيسيان للأزمة في ليبيا: فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي ورئيس الحكومة، والمشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي، برعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وحضور الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الوزير اللبناني السابق غسان سلامة، مما يمهد الطريق لمصالحة في ليبيا.و«إعلان باريس» هو الأول من نوعه الذي يوقعه السراج وحفتر، ويتألف من 10 نقاط يتعهدان فيها بوقف إطلاق النار، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في الربيع المقبل. كما ينص الإعلان على «دمج المقاتلين الراغبين في الانضمام إلى القوات النظامية»، والدعوة إلى «نزع السلاح وتسريح المقاتلين الآخرين»، والعمل على «خريطة طريق للأمن والدفاع عن الأراضي الليبية» و«توحيد المؤسسة العسكرية والأمنية»، والتأكيد على «قيام مؤسسات وطنية موحدة»؛ الأمر الذي من المفترض فيه أن يضع حداً للتساؤلات حول مستقبل ليبيا الموحدة. وقالت مصادر دبلوماسية عربية معنية بالأزمة الليبية أمس، إن ما تحقق أمس «مهم، لكن الأهم هو معرفة ما إذا كان سيجد طريقه إلى التنفيذ»، مضيفة أن «العقبات» التي حالت دون تنفيذ الاتفاقات والتعهدات السابقة «لم تختفِ بسحر ساحر؛ بل ما زالت قائمة».

 

شكري: الدول الأربع ترفض أي حل وسط مع قطر وإردوغان وصف جولته الخليجية بـ«المثمرة والناجحة»

الشرق الأوسط/26 تموز/17/أبلغ وزير الخارجية المصري سامح شكري الاتحاد الأوروبي أمس أن الدول العربية الأربع المقاطعة لقطر لن تقبل بحلول وسط. وأضاف بعد مباحثات مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في بروكسل أن قطر يجب أن تقبل كل طلبات مصر، والسعودية، والبحرين، والإمارات. وأوضح شكري في مؤتمر صحافي أن «الأمر غير قابل للحلول الوسط، لا يمكن الوصول لحلول وسط مع أي شكل من (أشكال) الإرهاب، لا يمكننا التسوية أو الدخول في أي شكل من التفاوض». ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية تأكيده على أنه «فقط حين تتخذ قطر الإجراءات الضرورية التي تسير في اتجاه القبول بأن تكون شريكا في الحرب ضد الإرهاب، سيتم حل الأزمة». بدورها، كررت موغيريني، التي التقت الأحد أمير الكويت الذي يقوم بوساطة لحل الأزمة، دعوتها لعقد مباحثات لحل الأزمة الدبلوماسية. وقالت: «نحن في أوروبا ننظر إلى هذا الأمر بوصفه حاجة ليس فقط لدولة واحدة ولكن لكل الدول»، مشددة على أن أوروبا تريد «التزاما واضحا بمحاربة الإرهاب». إلى ذلك، نقلت وكالة رويترز عن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وصفه أمس جولته في الخليج للتعامل مع أزمة قطر بأنها كانت «مثمرة وناجحة»، وذلك بعد محادثات دامت يومين لم تسفر فيما يبدو عن تقدم فوري نحو رأب الصدع.

 

السلطة تدعو لتصعيد شعبي وصلوات جمعة في الميادين وتراجع إسرائيلي في الأقصى ينتظر حكم المرجعيات الدينية

الشرق الأوسط/26 تموز/17/دعت القيادة الفلسطينية بعد اجتماع طارئ، أمس، ترأسه الرئيس محمود عباس، إلى التصعيد الشعبي وإقامة صلاة الجمعة المقبلة في جميع الميادين. وصدرت هذه الدعوة فيما صلى أهل القدس أمس أمام بوابات الأقصى لليوم الـ11 على التوالي، رافضين الدخول إلى المسجد في ظل التغييرات الإسرائيلية. وكان الرئيس عباس رهن، قبل اجتماع القيادة الفلسطينية، عودة التنسيق الأمني مع إسرائيل بتراجع تل أبيب عن جميع إجراءاتها في المسجد الأقصى. وقال: «ما لم تعد الأمور إلى ما كانت عليه قبل 14 يوليو (تموز) في القدس، فلن تكون هناك أي تغييرات في الموقف». وقال نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة «فتح» صبري صيدم إن «اللجنة المركزية تؤكد الالتزام بموقف المرجعيات الدينية (في القدس) بعدم التراجع». وكشف أن اللجنة المركزية أوصت بالتحضير للانضمام إلى 28 منظمة دولية، والبدء بالتحضيرات للتوجه إلى محكمة الجنايات؛ حيث سيرسل الطلب خلال الساعات المقبلة. وتفجرت مواجهات عنيفة أمس عند باب الأسباط في القدس بعد رفض المصلين الدخول للأقصى وتجمهرهم بالآلاف أمام المسجد. وعلى الرغم من إزالة إسرائيل البوابات الإلكترونية من أمام الأقصى، فإن الخطة البديلة القائمة على تركيب منظومة مراقبة ذكية، قوبلت برفض فلسطيني شديد. وقالت المرجعيات الدينية إنها ستراجع الإجراءات حول المسجد الأقصى قبل اتخاذ قرار بدخول المسجد من عدمه. وقرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إزالة البوابات بناء على توصية أجهزة الأمن، وسط عاصفة انتقادات في إسرائيل ضد هذا التراجع.

 

مقتل وإصابة العشرات بهجوم لطالبان بأفغانستان

كابل: «الشرق الأوسط أونلاين»/26 تموز/17

قتل 26 جنديا أفغانيا على الاقل وأصيب 13 آخرون بجروح في هجوم نفذته حركة طالبان مساء أمس (الثلاثاء)، على قاعدة في ولاية قندهار في جنوب البلاد، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع اليوم (الاربعاء) في ما يشكل ضربة جديدة لقوات الأمن. وأعلن سلاح الجو الافغاني انه شن ضربات لدعم القوات البرية في الهجوم الذي استمر ساعات وبدأ في وقت متأخر من ليل الثلاثاء واستمر حتى فجر الاربعاء. وقال المتحدث باسم الوزارة الجنرال دولت وزيري، أن 13 جنديا على الأقل أصيبوا بجروح في الهجوم وان "الجنود قاوموا ببسالة وقتلوا أكثر من 80 ارهابيا". وتقع القاعدة في منطقة كرزالي النائية في إقليم خاريز على حدود ولاية هلمند المجاورة حيث تسيطر حركة طالبان على مساحات شاسعة من الاراضي. وصرح الجنرال رازق شيرزاي مسؤول سلاح الجو في المنطقة "لقد نفذنا عدة غارات وقتلنا منهم العشرات. وقامت مروحياتنا بنقل الجنود المصابين الى مستشفيات في قندهار". وقال مسؤول رفيع في الجيش ان نحو 12 جنديا لا يزالون في عداد المفقودين بعد الهجوم الذي وصفه بأنه "عنيف". وتابع ان المتمردين سرقوا اسلحة وعربات عند فرارهم.وروى سكان لوكالة الصحافة الفرنسية انهم سمعوا الغارات وان "مئات من طالبان قدموا في قافلة من 30 عربة وهاجموا القاعدة من عدة نقاط. واستمر القتال لساعات".

وتبنت حركة طالبان الهجوم في تغريدة.

وبدأت الحركة بتصعيد هجماتها ضد القوات الحكومية مما يسلط الضوء على انعداء الامن المتزايد في البلاد .وتواجه القوات الافغانية صعوبة متزايدة في التصدي للمتمردين منذ انتهاء المهمات القتالية لقوات الحلف الاطلسي في ديسمبر (كانون الاول) 2014، خصوصا لجهة الكبير من الضحايا والفارين في صفوفها. وارتفعت حصيلة الضحايا بين عديد القوات الافغانية بسبة 35% في العام 2015 مع مقتل 6800 جندي وشرطي، بحسب مكتب المدقق العام الخاص لاعادة اعمار افغانستان" سيغار" الاميركي. ونفذ المتمردون هجمات أكثر تعقيدا ضد قوات الامن في 2017، واشار مكتب "سيغار" الى "ارتفع مقلق في عدد الضحايا".

في ابريل (نيسان)، قتل 135 جنديا على الاقل في هجوم لطالبان على قاعدة على مشارف مزار الشريف، الا ان بعض المصادر اشارت الى سقوط 200 قتيل. وتوجد قوات أميركية قوامها 8400 جندي بالإضافة لنحو 5000 جندي لحلف شمال الأطلسي، وهو وجود أقل بشكل كبير من الوجود العسكري الأميركي الذي بلغ أكثر من 100 ألف جندي قبل ستة أعوام. واشار تقرير للامم المتحدة مؤخرا الى ان قندهار التي تقع على الحدود مع باكستان من أخطر الاماكن في البلاد بالنسبة الى المدنيين. وتعرض اكثر من 70 قرويا للخطف على أيدي طالبان في نهاية الاسبوع الماضي، بحسب مسؤولين. وتم العثور على جثث سبعة منهم بينما عاد 30 شخصا في الوقت الذي أطلقت فيه قوات الشرطة الافغانية عملية بحث وانقاذ للعثور على الباقين. وتسيطر القوات الافغانية على 59.7% من الاراضي في زيادة من 57.2% عن الربع السابق من العام الحالي بحسب "سيغار".لكن طالبان وغيرها من الحركات المتمردة باتت تسيطر على جزء أكبر بقليل من الأراضي الافغانية يمثل 11.1% في مقابل 10% في السابق.

 

صدمة قطرية بعد القائمة الثانية للإرهاب... و«الرباعية» تتمسك بالمطالب

الشرق الأوسط/26 تموز/17/ما أن أعلنت أمس (الثلاثاء)، الدول الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) عن تصنيف (9) كيانات و(9) أفراد إلى قوائم الإرهاب المحظورة في إطار التزامها الثابت والصارم بمحاربة الإرهاب وتجفيف مصادر تمويله وملاحقة المتورطين فيه، ومكافحة الفكر المتطرف وحواضن خطاب الكراهية، واستمراراً للتحديث والمتابعة المستمرين، وإعلان وزير الخارجية المصري سامح شكري من العاصمة البلجيكية بروكسل أن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لن تقبل أي حل وسط مع الدوحة وأن على قطر اتخاذ كافة الإجراءات الضرورية التي تسير في القبول بأن تكون شريكاً في الحرب ضد الإهاب لحل الأزمة، سارعت قطر بالاعراب عن صدمتها وأسفها من القائمة الجديدة التي أصدرتها الدول الأربع المقاطعة للدوحة، لأفراد وكيانات ضمن لائحة الإرهاب. وعبرت الدوحة عن صدمتها على لسان مدير مكتب الاتصالات في الحكومة القطرية حمد بن سالم آل ثاني، خلال رسالة الكترونية لوكالة الصحافة الفرنسية، بقوله إن تلك القائمة مفاجئة ومخيبة للأمل، مضيفًا أن الدول المقاطعة ترغب في تشويه سمعة قطر، وتابع تصريحاته قائلًا "في الوقت الذي قامت فيه قطر بمبادرات مهمة لتعزيز التزامها بمكافحة الإرهاب لم تقم دول المقاطعة بشيء وتفضل تركيز جهودها على حملة تهدف إلى تجريد قطر من سيادتها".

وفي مؤتمر صحافي في وكالة الأنباء الروسية العالمية "روسيا سيفودنيا"، قال السفير القطرى لدى روسيا محمد فهد العطية "إن الضغوط على قطر من الدول الأربعة لم تتوقف"، مهددا بتأثير الأزمة على الدول المجاورة مثل العراق وسوريا واليمن.

 

ترمب يحاصر سيشنز بسيل من الاتهامات

الشرق الأوسط/26 تموز/17/جدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس هجومه على وزير العدل جيف سيشنز وحاصره بسيل من الاتهامات، معتبراً أنه «ضعيف جدا» في متابعة التسريبات الاستخباراتية حول الصلات الروسية بحملته الانتخابية، وأنه فشل في ملاحقة المرشحة الديمقراطية الخاسرة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة هيلاري كلينتون في قضية بريدها الإلكتروني. هجوم ترمب على سيشنز جاء في تغريدة على «تويتر» عقب تقرير نشرته صحيفة «واشنطن بوست»، ذكر أن الرئيس بحث مع مستشاريه إمكان استبدال حليفه السابق. وكتب ترمب أن موقف سيشنز «حيال جرائم هيلاري كلينتون ضعيف جدا، (أين هي الرسائل الإلكترونية والخادم الخاص؟)، و(حيال) ملاحقة مسربي المعلومات الاستخباراتية». وكان ترمب انتقد سيشنز علناً لتراجعه عن الإشراف على تحقيق فيدرالي في احتمال التواطؤ بين فريق حملة ترمب وروسيا في الانتخابات الرئاسية عام 2016، وقال سيشنز إنه لا يعتزم الاستقالة. وعادة ما يبذل الرؤساء الأميركيون أقصى جهدهم حتى لا يتهموا بالتأثير على أي تحقيقات جارية أو محتملة، وهو ما يجعل هجمات ترمب على وزير العدل خارجة عن المألوف. وكان الرئيس ترمب قد كتب تغريدات أول من أمس جاء فيها أن سيشنز، المسؤول عن تطبيق القانون، «محاط بالمشكلات».

 

ميليشيات إيران داخل سوريا تتنقل ليلاً بطائرات مدنية

"العربية" - 26 تموز 2017/كشف موقع "تقارير الحرب" war reports الناطق بالفارسية والذي يديره ناشطون إيرانيون معارضون لتدخل بلادهم العسكري في دول المنطقة، أن الحرس الثوري الإيراني ينقل قواته وميليشياته جوا وفي الليل تحت جنح الظلام بين المحافظات السورية.ونشر الموقع صورة مأخوذة عن مواقع إيرانية مقربة من الحرس الثوري، تظهر مجموعة من الجنود داخل طائرة قال إنها أقلعت أمس الاثنين من مطار دمشق، وهبطت في مطار حلب الدولي بمنطقة النيرب، شرقي حلب. وأرجع الموقع نقل المقاتلين الإيرانيين ليلا وبواسطة الطائرات المدنية، إلى أسباب أمنية وإلى تجنب مخاطر سلك الطرق البرية، منذ أن قتل قائد قوات الحرس الثوري الإيراني في سوريا، وهو الجنرال حسين همداني، قبل عامين، باشتباكات على طريق خناصر - أثريا، شرقي محافظة حماة. ومنذ أغسطس/آب الماضي، كثفت إيران إرسال المقاتلين والأسلحة المتطورة عن طريق الطائرات التجارية إلى قواتها العسكرية المتواجدة بسوريا، من ميليشيات الحرس الثوري والباسيج ووحدات خاصة من جيشها، إضافة إلى إمداد نظام الأسد والميليشيات الشيعية التابعة لها في سوريا. يأتي هذا على الرغم من تمديد العقوبات الأميركية لـ10 سنوات على النظام الإيراني بسبب دعمه للإرهاب في المنطقة، وإصدار قرار ثالث من الجمعية العامة في الأمم المتحدة، في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، يدين تدخل طهران في النزاع السوري. ويقوم الحرس الثوري بإرسال آلاف المقاتلين من الميليشيات العراقية عن طريق مطار عبادان (جنوب الأهواز) حيث تنقلهم طائرات ماهان التابعة للخطوط الإيرانية، إلى دمشق ومنها يتوزعون على حلب ومختلف مناطق الصراع في سوريا. وكانت وزارة الخزانة الأميركية وضعت شركة طيران "ماهان" على قائمة العقوبات عام 2011 بسبب نقلها السلاح والمعدات العسكرية إلى فيلق القدس الإرهابي التابع للحرس الثوري مع بدء مشاركته في قمع ثورة الشعب السوري. وكان تقرير لمجلة "فوربس" الأميركية حذر من بيع طائرات مدنية جديدة لإيران، حيث إن شركة "ماهان" الإيرانية للطيران المدني لا تزال مستمرة في القيام برحلات سرية لنقل أسلحة ومقاتلين إلى النظام السوري. وحذرت "فوربس" من "استغلال إيران للاتفاق النووي من أجل تثبيت غاياتها المثيرة للقلق الدولي، ودعمها للإرهاب، خاصة أنها قامت وتقوم بدور خطير عبر طائراتها التجارية، حيث فاقمت الأزمة الإنسانية في سوريا، وأشعلت الحرب الدموية هناك". وأكدت أن "الطيران التجاري الإيراني ينتهك بشكل متواصل قواعد الملاحة الدولية بنقل الأسلحة والعسكريين إلى سوريا"، محذرةً من أن "حصول إيران على طائرات سوف يعرض شركات صناعة الطائرات لخطر التواطؤ في مثل تلك الأنشطة". وتعد "ماهان" أول شركة إيرانية نظمت رحلات لسوريا من أجل نقل السلاح في 2011.

 

العقوبات الأميركية ضـد موسكو تهزّ العلاقات "العائـدة" بين الجبارين.. ولا توقعهــا؟ وقلق أوروبي من تداعياتها على أمن "الطاقة"..وطهران تصعّد في وجه تدابير الكونغرس

المركزية- بعد أقل من 20 يوما على اللقاء الاول من نوعه الذي جمع الرئيسين الاميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في هامبورغ في 7 تموز الجاري، أقر مجلس النواب الاميركي بشبه إجماع منذ ساعات، مشروع قانون يفرض عقوبات جديدة على كل من روسيا وايران وكوريا الشمالية، لتنتقل الكرة الى مجلس الشيوخ الذي يتعين عليه اقرار النص بشكل نهائي كي يحيله الكونغرس الى البيت الابيض للمصادقة عليه. وفي حين أكد رئيس مجلس النواب بول راين اثر التصويت ان هذه العقوبات "تعزز الضغوط على أخطر خصومنا بهدف إبقاء الاميركيين آمنين"، لم يتأخر رد موسكو حيث رأى نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف ان العقوبات الجديدة لا تترك مجالا لتحسين العلاقات في المستقبل القريب بل تأخذها إلى المجهول"، معتبرا ان "ما يحصل مناف للمنطق، وأن معدّي مشروع القانون ومؤيديه اتخذوا خطوة جدية نحو تقويض آفاق تحسين العلاقات مع روسيا"، بحسب ما نقلت عنه وكالة "تاس" الرسمية الروسية. وفي وقت أعلن البيت الابيض ان "الرئيس يدعم فرض عقوبات صارمة على الدول الثلاث، الا أنه سيراجع تشريع المجلس وينتظر وصول حزمة تشريعية نهائية إلى مكتبه"، تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" إن التدبير الاميركي الجديد في حق موسكو سيهزّ أسس العلاقة بين الجانبين، الا انه لن يسقطها، كما انه سيؤثر على الجهود المبذولة لإرساء تعاون بين الجباريَن، الا انه لن يوقف هذا المسار". فالتنسيق بين الطرفين أصبح أمرا واقعا منذ اجتماع هامبورغ، وقد أدرك ركناه انه ضروري ولا مفرّ منه لحلحلة أكثر من أزمة أبرزها النزاع السوري حيث تمكّن اتفاق واشنطن – موسكو من النجاح حيث فشلت كل المنصات الدولية الاخرى، فأثمر وقفا للتصعيد في الجنوب السوري وفي الغوطة الشرقية، مستبعدة أن تطيح العقوبات الجديدة ما بناه لقاء ترامب – بوتين. وسط هذه الاجواء، أعرب الاتحاد الاوروبي عن قلقه من القانون الاميركي ضد روسيا كونه يتيح فرض عقوبات على شركات اوروبية تعمل في قطاع الطاقة في روسيا، ما من شأنه أن يزعزع أمن "الطاقة" في الاتحاد، فيما أثار الاجراء الاميركي، بطبيعة الحال، غضبَ الجمهورية الاسلامية. فالرئيس الإيراني حسن روحاني، أكد في أول رد له على القانون الاميركي الذي يستهدف طهران أن "بلاده ستواصل تطوير سلاحها الدفاعي بغض النظر عن مواقف البعض"، مشيرا خلال اجتماعه مع الحكومة الى أن "تكرار العقوبات لن يؤثر علينا وسنواصل طريقنا بكل قوة، وعلى أميركا أن تتعلم الدرس منذ 40 عاما، الطريق الوحيد للتعامل مع إيران هو احترام حقوق الشعب الإيراني". وقد وصف روحاني الولايات المتحدة بـ"العدو"، مهددا بـ"خرق الاتفاق النووي بالكامل إن خرقته واشنطن". وكان الرئيس الأميركي هدد إيران بأنها ستواجه "مشاكل كثيرة" في حال لم تمتثل للاتفاق النووي. وبعد أسبوع من إقراره بأن إيران ملتزمة بالاتفاق المبرم في2015، أوضح ترامب أنه لا يزال حذرا للغاية من طهران. وقال "إذا لم يتماش ذلك الاتفاق مع ما يفترض أن يتماشى معه فستكون هناك مشكلات كبيرة للغاية بالنسبة لهم. هذا ما أستطيع قوله. صدقوني". وأضاف "اعتقدت أنهم سيقولون "شكرا للولايات المتحدة. نحن حقا نحبكم كثيرا". لكنهم أصبحوا أكثر جرأة. ذلك لن يحدث لفترة أطول كثيرا". وقد رأت المصادر أن التصعيد المتبادل على خلفية العقوبات، يشكّل فصلا جديدا من فصول الكباش الاميركي – الإيراني الذي انطلق بدخول ترامب البيت الابيض. ويبقى ترقب المدى الذي سيتخذه هذا الصراع، فهل يبقى سياسيا أم يتحول ميدانيا"؟

 

موقف ترامب من "النزوح" يعزز مخاوف داخليّة من توجّهات غربيـة "لا تناسـبنا" وعواصم القرار تطرح استمرار الدعم مقابل إبقائهم في لبنان..والحكومة لا "تستسلم"

المركزية- حرص الرئيس الاميركي دونالد ترامب خلال مؤتمره الصحافي المشترك أمس مع رئيس الحكومة سعد الحريري على "شكر الشعب اللبناني لاستضافته النازحين الهاربين من داعش ومن نظام الأسد وداعميه"، معتبرا ان "على الشرق الأوسط أن يتحمل مسؤوليته في مساعدة النازحين السوريين حتى عودتهم إلى ديارهم وإعادة بناء بلدهم، وأن لبنان قاد هذه الحملة"، قبل ان يعد بمواصلة دعمه، مشيرا الى ان "منذ بدء الأزمة السورية ساعدت أميركا لبنان في دعم واستضافة النازحين السوريين بالمياه والطعام والمأوى والضمان والمساعدة الطبية"، متعهدا "بدعم الاحتياجات الإنسانية للنازحين السوريين، وبقائهم قرب دولتهم". موقف "سيّد" البيت الابيض قد يبدو للوهلة الاولى مألوفا أو عاديا، الا ان مصادر سياسية مراقبة وبعد التّمعن في سطوره، ولا سيما في عبارة "بقائهم قرب دولتهم"، لم تقرأه بإيجابية، لا بل عزّز قلقا موجودا أصلا لديها من "سياسة" يبدو ان المجتمع الدولي قرر اعتمادها في مقاربة ملف النزوح، تقوم على العودة الطوعية دون ضغط وعلى مساعدة الدولة اللبنانية في تقاسم تكاليف وأعباء النازحين، مقابل إبقائهم في لبنان، كون هذه الصيغة تريح عواصم القرار من "همّ" إعادة هؤلاء الى بلادهم وتعتقها من "مشقّة" الترتيبات السياسية واللوجستية والتقنية والميدانية التي تفرضها هذه العودة.

الا ان ما يفاقم مخاوف المصادر هو أن المساعدات الموعودة التي تذهب في غالبيتها الى النازحين لا الى المجتمعات المضيفة، لا يصل منها الا النزر اليسير وهي مرشحة لمزيد من التقلص في المرحلة المقبلة، وقد وضع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مجلس الوزراء في جلسته الاخيرة في صورة كتاب ورده من المنسق المقيم والانساني للامم المتحدة في لبنان فيليب لازاريني أشار فيه الى وجود مؤشرات على انخفاض مساهمات الدول في خطة مساعدة النازحين، وان مساهمات العام 2017 هي اقل من مساهمات العام 2016 مع غياب الرؤية الواضحة للعام 2018، متحدثا عن "حاجة طارئة لتمويل اضافي من اجل الحؤول دون التدهور الجذري في الخدمات الاساسية والخدمات التي تنقذ الحياة، خلال النصف الثاني من العام الجاري". أمام هذا الواقع، تقول المصادر لـ"المركزية" ان لبنان الرسمي ليس في وارد الاستسلام. فالرئيس الحريري وبعد أن طالب من واشنطن بالعودة الآمنة للنازحين ورفض اي شكل من أشكال توطينهم أو دمجهم، سيكرر موقف الحكومة في موسكو أيضا التي سيزورها في أيلول المقبل، فيما سيواصل المسؤولون والدبلوماسيون اللبنانيون كلّهم رفع لواء العودة "الآمنة" في كل فرصة متاحة. وتتوقع المصادر ان تلجأ الحكومة في المرحلة المقبلة الى تكثيف ضغوطها لاطلاق قطار إعادة النازحين الى المناطق التي باتت آمنة في سوريا والتي تأخذ رقعها في التوسع منذ لقاء الرئيسين الاميركي ترامب والروسي فلاديمير بوتين، في حين قد تكون المنطقة الحدودية على السلسلة الشرقية صالحة لنقل مخيمات النازحين اليها بعد أن ينتهي وجود سراي الشام و"داعش" فيها في الاسابيع القليلة المقبلة. لكن المصادر لا تخفي خشيتها من تكرار سيناريو اللجوء الفلسطيني الى لبنان على الصعيد السوري هذه المرة. فصحيح ان أرض الفلسطينيين "مسلوبة ومحتلة" وهذه ليست حال سوريا، لكن في غياب "الحماسة" الدولية لاعادة النازحين، يصعب التكهن في مستقبل القضية الملتهبة هذه، والخوف الاكبر هو من دخول حسابات ديموغرافية – سياسية في المرحلة المقبلة، على "خط" النزوح، الامر الذي سيضاعف حكما صعوبات حلحلتها.

 

“النواب” الأميركي يقر عقوبات على روسيا وإيران وكوريا الشمالية

موسكو حذرت من تقويض تطبيع العلاقات وطهران لوحت بالرد على العداء والأوروبي مستعد لحماية مصالحه

ترامب: سأندهش إذا امتثلت إيران للاتفاق النووي وعليها الالتزام أو مواجهة مشكلات كبيرة

عواصم – وكالات/27 تموز/17/أقر مجلس النواب الأميركي بشبه إجماع مشروع قانون يفرض عقوبات جديدة على كل من روسيا وايران وكوريا الشمالية، لتنتقل الكرة الى مجلس الشيوخ الذي يتعين عليه إقرار النص بشكل نهائي كي يحيله الكونغرس الى البيت الأبيض للمصادقة عليه. وحاز مشروع القانون على تأييد ساحق إذ لم يعترض عليه إلا ثلاثة نواب في حين صوت لصالحه 419 نائبا، في خطوة يتوقع أن تثير الغضب في موسكو وفي أوروبا أيضا اذ أن مشروع القانون يتيح فرض عقوبات على شركات أوروبية تعمل في قطاع الطاقة بروسيا. وقال رئيس مجلس النواب بول راين، اثر التصويت، إن هذه العقوبات “تعزز الضغوط على أخطر خصومنا بهدف إبقاء الأميركيين آمنين”. وبعد اقراره في مجلس النواب سيعود مشروع القانون إلى مجلس الشيوخ الذي سبق له وأن أقره في مطلع يونيو بغالبية 98 صوتا مقابل صوتين، لكنه بحاجة الآن الى التصويت عليه بصيغته النهائية، وهو أمر يتوقع حصوله قبل عطلة الصيف في أواسط أغسطس المقبل

ويريد المشرعون الأميركيون من هذا النص تكبيل يدي الرئيس دونالد ترامب في الوقت ينفتح فيه على نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وكذلك أيضا معاقبة روسيا على حملة التضليل الاعلامي والقرصنة التي نسبت اليها خلال الانتخابات الرئاسية الاميركية العام الماضي، فضلا عن ضمها شبه جزيرة القرم وتدخلها في اوكرانيا. ويشمل مشروع القانون ايضا فرض عقوبات على ايران، ولا سيما على الحرس الثوري المتهم بدعم الارهاب، وعلى كوريا الشمالية لاطلاقها صواريخ بالستية. كما ينص على آلية غير مسبوقة تثير غضب البيت الأبيض اذ تمنح النواب الحق في التدخل في حال قرر ترامب تعليق العقوبات المفروضة حاليا على روسيا. إلى ذلك، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس، أنه سيشعر بالإندهاش اذا امتثلت ايران للاتفاق النووي عندما يحين موعد التقييم خلال ثلاثة أشهر. وكان ترامب وجه في كلمة أمام أنصاره في يونغستاون بولاية أوهايو أول من أمس، تهديداً مستترا لإيران، وطالبها بالامتثال لبنود الاتفاق النووي مع القوى العالمية وإلا ستواجه “مشكلات كبيرة للغاية”. في المقابل، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن إيران سترد ردا مناسبا على إجراء مجلس النواب الأميركي الجديد، موضحاً أن “مجلس الشورى الإسلامي سيتخذ خطواته في البداية، وسنتخذ خطوات أخرى نراها ضرورية من أجل تعزيز مصلحة البلاد وسنواصل مسيرتنا دون الاهتمام بالعقوبات وسياسات أميركا”. من جهته، قال نائب وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي، إن “سلوك الكونغرس الأميركي يعد إجراء عدائيا واضحا ضد إيران”. وأضاف إن العقوبات “لا تزال يمكن أن تؤثر على التطبيق الناجح للاتفاق النووي، وتقلل من منافع إيران من الاتفاق، لذا فهي لا تتوافق مع النقاط التي تعهدت الولايات المتحدة تنفيذها بنوايا طيبة وفي مناخ بناء”، مشيراً إلى أن “ما يقوم به الكونغرس يتعارض مع هذه الالتزامات وبالتأكيد سيصدر رد فعل من إيران”.وفي موسكو، ندد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف بإقرار مجلس النواب الأيركي عقوبات جديدة على روسيا.

وقال ريابكوف “ما يحصل مناف للمنطق، معدو مشروع القانون هذا ومؤيدوه اتخذوا خطوة جدية نحو تقويض آفاق تحسين العلاقات مع روسيا، لكننا لن ننساق للعواطف، بل سنبحث عن وسائل للمضي قدماً والتوصل إلى تسويات بشأن مسائل مهمة لروسيا وكذلك، على ما أعتقد، للولايات المتحدة، مثل مكافحة الارهاب وانتشار أسلحة الدمار الشامل”. وشدد ريابكوف على أن هذا المشروع لا يترك أي مجال لتطبيع العلاقات الروسية الأميركية في المستقبل القريب، لافتا إلى أن موسكو حذرت الجانب الأميركي عشرات المرات من أن مثل هذه الخطوات لن تبقى دون رد. بدوره، أعلن رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشوف، على موقع “فايسبوك” أن بلاده تعد ردا على العقوبات الأميركية الجديدة ضدها ومسألة الأملاك الديبلوماسية الروسية المحتجزة، مؤكدا أن هذا الرد سيكون مؤلما للأميركيين. كما أعربت المفوضية الاوروبية في بيان، عن “قلقها” من العقوبات الجديدة على روسيا، معبرة عن تخوفها من جهة بشأن “التبعات الممكنة لهذه العقوبات على استقلالية الاتحاد الاوروبي على صعيد الطاقة”، ومن جهة اخرى “ازاء انعكاساتها السياسية السلبية المحتملة”، مذكرة بأهمية تنسيق سياسة العقوبات بين دول مجموعة السبع كافة. وأكدت المفوضية أنها ستظل “مستعدة للتدخل لحماية المصالح الاوروبية”، اذا لم يتم أخذ مخاوفها في الاعتبار من قبل أعضاء الكونغرس الاميركي. واشارت إلى أن مشروع القانون يشمل “فرض عقوبات على اي شركة (بما فيها اوروبية) تساهم في تنمية وصيانة وتطوير او ترميم انابيب للطاقة مصدرها روسيا”، معتبرة أن “ذلك يمكن أن يؤثر على البنى التحتية لوسائل نقل الطاقة الى أوروبا وأيضا على مشاريع حاسمة ضمن اطار تنويع الطاقة في أوروبا مثل الغاز الطبيعي المسال في البلطيق”.

 

نائب أميركي: قطر مولت “القاعدة” و”داعش” و”طالبان”

أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي إد رويس، أن قطر مولت تنظيمات “القاعدة” و”داعش” و”حماس” و”طالبان”، مستنكرا استضافة قناة “الجزيرة” التابعة للسلطة القطرية لقادة هذه المجموعات الإرهابية. وقال رويس، خلال مؤتمر في واشنطن، أول من أمس، “لا أعرف لماذا تستضيف قناة الجزيرة قادة هذه المجموعات؟ حينما يكون سلوكك خاطئاً على مسالك عدة فلابد من تغيير واسع”. وكشف أنه سيطرح مشروع قانون في الكونغرس لمعاقبة الدول التي تقدم دعما ماليا وإعلاميا لفروع في جماعة “الإخوان” وأبرزها “حماس” وجماعات متشددة أخرى مثل “طالبان”.

وذكر أن مثل هذه الخطوة ضرورية، حيث توجد كيانات مرتبطة بجماعة الإخوان الإرهابية تحاول قلب أنظمة الحكم في منطقة الشرق الأوسط. وانتقد استضافة قطر قادة في حركة “حماس”، مضيفا أنه إذا لم يتغير سلوك الدوحة فإن الكونغرس سينظر في نقل القوات الأميركية خارج قاعدة العديد.

وأضاف “إذا كانت قطر تدعم حماس فستكون معرضة للعقوبات وفق القانون المقبل”، متوقعاً أن يكون هناك ضغط كبير عليها، و”نريد أن نرى تغييرا كبيراً في السلوك مباشرة”، متسائلاً “لا أفهم لماذا تريد تقديم منصة لطالبان وتسميتها إمارة طالبان؟”. وأشار رويس إلى وجود مشروع قانون في الكونغرس يسمح بمعاقبة الدول التي تدعم “حماس” وفروع “الاخوان”.

 

واشنطن: لن نمانع في مساهمة موسكو لحل الأزمة الخليجية

واشنطن – الأناضول/27 تموز/17/أعلنت واشنطن أنها لن تمانع في مساهمة موسكو لحل الأزمة الخليجية. وقالت المتحدثة باسم وزار الخارجية الأميركية هيذر نويرت في مؤتمر صحافي أول من أمس، “إذا كانت روسيا قادرة على لعب دور يساعد على جلوس الأطراف إلى الطاولة (من أجل التفاوض)، فأعتقد أننا سنرحب بذلك”. وأعربت عن شكوك في قدرة الروس على تحقيق المصالحة بين الدول المقاطعة الأربع وقطر، مضيفة “قد نكون متشككين من كونها قادرة على تحقيق ذلك أم لا”. واعتبرت أن حل الأزمة يكمن في جلوس دول مجلس التعاون الخليجي للتباحث بشكل مباشر، مضيفة “لا زلنا بانتظار حدوث هذا (جلوس دول المجلس للتباحث)، إن هذا الأمر قد يساعد على تعزيز الرؤى من أجل التوصل إلى حل، إلا أنه لم يحدث بعد، ولكننا نأمل أن يحصل عن قريب”. وأشارت إلى أن “المفاوضات بشأن الممتلكات الديبلوماسية التي يملكها الديبلوماسيون الروس في الولايات المتحدة مستمرة، ولا يوجد قرار بعد لكن ما يحدث هناك، من “أعمال خبيثة” لا يرضي الولايات المتحدة، في إشارة إلى تدخل موسكو في الانتخابات الرئاسية خلال العام 2016.

 

قرقاش: علينا المضي قدماً من دون قطر وبناء علاقات خليجية جديدة

صدمة في الدوحة بعد صدور القائمة الثانية للإرهاب واجتماع وزاري للدول الأربع بالمنامة الأحد

قطر: مطالب الدول الأربع مهينة ونحن ضحية تنمر “جيوسياسي” يستهدف سيادتنا

أردوغان: أزمة الخليج تؤلمنا.. شكري: لا تهاون مع من تلوثت يداه بدماء المصريين

عواصم – وكالات/27 تموز/17/دعا وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، أمس، الدول الداعية لمكافحة الإرهاب إلى المضي قدما من دون قطر، مشيرا إلى أن الدوحة “تروج لسياسات لا تنتهجها”. وقال قرقاش في تغريدات على موقع “تويتر”، “بما أن الأزمة مع قطر استمرت لزمن طويل، من المهم النظر لما وراء الأزمة واعتبار الأمر نوعا من العلاقات الخليجية الجديدة التي تستبدل القديمة”. وأضاف “سيبقى الحال على ما هو عليه بالنظر إلى سياسات قطر السابقة، وستتشكل علاقات جديدة وستقوى أخرى”، موضحاً أن “الدول الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) ستخرج من هذه الأزمة لتمثل السياسات الأساسية لمواجهة التطرف والإرهاب، والعمل على الأمن العربي والاستقرار في المنطقة”. وختم بالقول “علينا المضي قدما من دون قطر، فهي دولة تزرح في مكان عفا عليه الزمان، وتروج لسياسات وقيم لا تنتهجها هي نفسها”. إلى ذلك، ذكرت مصادر إعلامية أن قائمة جديدة للإرهاب، ستصدر عن الدول الأربع المقاطعة لقطر مؤكداً أنها “ستزلزل قطر”. ومن المفترض أن يلتقي وزراء خارجية الدول الأربع في المنامة، الأحد المقبل، لتنسيق المواقف بخصوص العلاقة مع الدوحة، والتي قطعت في 5 يونيو الماضي، على خلفية اتهامات للدوحة بـ “دعم وتمويل الإرهاب”. في سياق متصل، اعتبر وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن، أنّ مطالب الدول الأربع “مهينة”، مشيرا أن بلاده ضحية لما قال إنه “تنمّر جيوسياسي” من البلدان المجاورة التي تريد استسلام سيادتها. وأعرب الشيخ محمد بن عبد الرحمن في تصريح لصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، عن “أسفه لاستمرار الأزمة الخليجية لمدة تقارب الشهرين”، مشدداً على أنّ بلاده “حريصة” على اتّباع نهج الحوار من أجل حلّ الأزمة الخليجية. وأضاف إنّه “لا يفهم رغبة دول الحصار في معالجة الخلافات مع قطر عن طريق الحصار وانتهاك القانون الدولي والمعايير الدولية”، مؤكداً أنّ الدول الأربع ليس لديها الحق في فرض مثل هذه الإجراءات ضد أي بلد. وحذر من أنه “في حال لم تتم محاسبة الدول المحاصرة لقطر على تصرفاتها غير القانونية، فإنّ هذا الأمر سيشكّل سابقة غير صحية للبلدان الصغيرة في أماكن أخرى من العالم، مشيراً إلى أن هذه الأزمة تشكل خطرا كبيرا على النظام العالمي وليس على قطر وحدها.

واعتبر أنّ “قطر علقت في صراع لا أساس له من الصحة ومدعوم بمعلومات مضللة”، وفند الاتهامات الموجّهة لبلاده بتمويل الإرهاب ودعم “الإخوان”. ولفت إلى أن قطر تعمل على “كبح تمويل الجماعات الإرهابية المتطرفة في المنطقة، كما أنها تنسق جهودها في هذا الإطار مع الولايات المتحدة،كما ركز على أنه ليس هنالك علاقة استثنائية تجمع بين قطر وإيران. وعلق مدير مكتب الاتصالات في الحكومة القطرية الشيخ حمد بن سالم على القائمة الجديدة التي نشرتها الدول الأربعة لأفراد ومجموعات تتهمهم “بالارهاب”، بالقول “انها مفاجأة مخيبة للامل ان تواصل دول المقاطعة المضي في هذه المسألة في إطار حملتها لتشويه سمعة قطر”. وأضاف إنه “في وقت قامت قطر بمبادرات مهمة لتعزيز التزامها مكافحة الارهاب لم تقم دول المقاطعة بشيء وتفضل تركيز جهودها على حملة دعاية تهدف الى تجريد قطر من سيادتها”. وفي موسكو، قال السفير القطرى لدى روسيا محمد فهد العطية “إن الضغوط على قطر من الدول الأربعة لم تتوقف”، مهددا بتأثير الأزمة على الدول المجاورة مثل العراق وسورية واليمن، فيما قال سفير قطر لدى واشنطن مشعل بن حمد آل ثاني، إن وجود القوات التركية لا يثير مخاوف من تفاقم الصراع في المنطقة، كما أنه جزء من التعاون بين البلدين. في المقابل، استعرض وزير الخارجية المصري سامح شكري، أمس، مع رئيس الجمعية الوطنية (إحدي غرفتيّ البرلمان الفرنسي) فرانسوا دي روجي، الأزمة مع قطر وجهود دول الرباعي العربي لتصحيح السياسات القطرية، مشددا على أنه لا يوجد أي تهاون أو تفريط مع من تلوثت يداه بدماء المصريين. من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، إن الأزمة بين دول الخليج الشقيقة الثلاثة (قطر والسعودية والإمارات) تؤلمنا وتحزننا، مضيفاً “نحتاج أكثر من أي وقت مضى لمزيد من الأخوة والتضامن”.

 

السيسي: الدول الداعمة للإرهاب صفحاتها سوداء في كتاب الإنسانية وأكد أن مصر واجهت هجمة شرسة منذ ثورة يونيو ولن تسمح لأحد بوقف مسيرتها

القاهرة – وكالات/27 تموز/17/أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن الدول الداعمة للإرهاب بات دورها المشبوه واضحاً جلياً مسجلاً في صفحات سوداء من كتاب الإنسانية. وقال السيسي في كلمة خلال الجلسة الختامية للمؤتمر الوطني الدوري الرابع للشباب الذي عقد بالإسكندرية، مساء أول من أمس، إن “دولاً وأجهزة باتت تدعم الجماعات الإرهابية بالتمويل والتنظيم والتدريب، وجعلت من وسائل إعلامها بوقاً للإرهاب بجرأة وعناد غير مسبوقين، وهو ما لم يعد خافياً على العالم بأسره”. وأوضح أن بلاده تواجه تحديات كبيرة ومحاولات مضنية لاعتلاء إرادة أبنائه وتقويض حلمهم في بنائه، مؤكداً أنه “لا يخفى على أحد تعاظم خطر الإرهاب على المستويين الإقليمي والدولي، وما صاحب ذلك من تطور هائل في قدراته وتنظيماته”. وأضاف “على مدار السنوات الأربع الماضية استهدف الإرهاب الأسود، المدعوم من هذه الدول، مصر بشراسة وإصرار، وازدادت عزيمتنا على مواجهته بالفكر والبناء والتنمية، وكلما تحققت إنجازات على الأرض في سبيل استعادة الدولة المصرية ومؤسساتها، ازدادت شراسة المخططين للإرهاب”.وخاطب المصريين قائلاً:”نحن عازمون على مواصلة المسيرة، وهذه الدولة ستُبنى بأيدي أبنائها وسنواجه كل شر يحيق بنا بلا كلل أو ملل ما دام الدم يجري في العروق، ولن نرضى بغير أن نقتلع كل أيد آثمة تلوثت بدماء أبنائنا، ولن نسمح لأحد أياً ما كان أن يوقف مسيرة إرادة المصريين التي أعلنوها بكل حزم وإصرار في الثلاثين من يونيو 2013. وشدد على أن “أحداً لن يقدر على هزيمة الشعب المصري وإرادته، مؤكداً أن الدولة تصدت وستتصدى بكل حزم لقوى الشر التي تسعى للإضرار بمصر ومصالح شعبها.

وأشار إلى أن “بلاده أمانة في أعناق الشباب ويجب عليهم الحفاظ عليها وحمايتها”، مطالباً شباب مصر بالحفاظ على وطنهم واستقراره وأمنه وسلامته. وأعلن عن قرارات عدة اتخذها لصالح بلاه من بينها “دعم الدولة الكامل لمنتدى حوار شباب العالم، الذي دعا إليه شباب مصر، ودعوة إلى ملوك وأمراء ورؤساء وزعماء الدول الشقيقة والصديقة لحضور المنتدى، ومشاركة الشباب حلمهم في تكامل الحضارات والنقاش الجاد من أجل صياغة رسالة سلام ومحبة. وإذ تطرق إلى الإصلاح الاقتصادي وصناعة الدولة الفاشلة، أكد السيسي أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين هذين الموضوعين، مشيراً إلى محاولات هدم الدولة المصرية وإدخالها في حلقة مفرغة من المشكلات. وطالب المثقفين والإعلام بضرورة التركيز على هذين الموضوعين لتوعية المصريين بخطورة إسقاط الدولة المصرية وحتمية إجراء الإصلاحات الاقتصادية. ودعا الإعلام في بلاده إلى تشكيل “فوبيا الخوف” لدى المواطنين من إسقاط الدولة، مضيفاً “أتصور أن العام 2011 كاد يؤدى بنا إلى أكثر مما يحدث في دول أخرى مجاورة”، في إشارة إلى سورية وليبيا، موضحاً أن “الهدف مما حدث في العام 2011 هو مصير تلك الدول، وهو أن يظل المصريون يتقاتلون مع بعضهم ولا يعودوا للواقع لمدة 50 أو 60 أو 70 سنة”. وفي إشارة إلى وسائل الإعلام، قال السيسي “أنتم في الإعلام تحتاجون تشكيل فوبيا ضد إسقاط الدولة”، مشيراً إلى أن “الستراتيجية التي تم تبناها (السيسي) خلال الفترة الماضية سعت إلى تثبيت أركان الدولة والتصدي إلى محاولات هدمها”. وتطرق إلى ضرورة “رفع الروح المعنوية” للمصريين، مضيفا أن مشروع قناة السويس الجديدة الذي أثار الجدل طويلاً “كان يستهدف تنمية الشعور الوطني، بجانب العائد الاقتصادي”. وأكد استعداد الحكومة للمساهمة في إنتاج فني “لزيادة الوعي المجتمعي، مخاطباً مواطنيه “نريد دولة عظيمة والدولة العظيمة، ما بتجيش كده، استحملوا معانا شويه لكي تتركوا لأولادكم وأحفادكم دولة حقيقية”. وكرم السيسي في الجلسة الختامية بمؤتمر الشباب عدد من الإعلاميين والشباب المتميزين في مجالات عدة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«حزب الله» ينتظر «ساعة الصفر» لتوسيع دائرة معاركه/الجيش اللبناني يعزز إجراءاته وينفي «شائعات» تسلّل انتحاريين إلى القاع

 علي الحسيني/المستقبل/27 تموز/17

في موازاة المعارك الدائرة في جرود عرسال، ثمّة كلام يتعلق باحتمال توسيع دائرة الإشتباك باتجاه جرود القاع ورأس بعلبك حيث يتواجد عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي بكثرة في هذه المنطقة منذ سنوات، ومن هذا التواجد تمكّن بعض عناصر هذا التنظيم في حزيران 2016 من تنفيذ سلسلة عمليات إنتحارية في بلدة القاع أسفرت عن استشهاد وجرح عدد من المواطنين. واليوم وبعد إقتراب موعد الإنتهاء من معركة جرود عرسال بحسب البيانات التي تصدر عن الجهة المعنية بهذه المعركة، أي «حزب الله»، ثمة إشارات بدأت تُلحظ باقتراب ساعة الصفر لموعد انطلاق معركة جرود القاع ورأس بعلبك خصوصاً في ظل التحضيرات العسكرية واللوجستية التي يُجريها الجيش في تلك المنطقة، وهذا ما لوحظ فعلاً خلال الأيام الماضية.

بكثير من الجهد والعمل الدؤوب ولو في جو من السرية التامة في الكثير من الأحيان، يُتابع الجيش كافة التحضيرات المطلوبة لأي احتمال طارئ في حال انطلاق معركة تحرير جرود القاع ورأس بعلبك من الوجود الإرهابي الذي يُقلق الأهالي منذ فترة طويلة. لا أجندات خارجية ولا مواعيد تتضارب مع عمله وواجبه الوطني القاضي بتحرير كل حبّة تراب بعيداً من الحسابات السياسية وعمليات شد الحبال في موضوع السيادة. بهذه الروحية يجد الجيش نفسه مُحاطاً بدعم سياسي غير محدود لإنجاز كافة المهمات المتعلقة بطرد الإرهاب. ومن باب هذه المسؤولية الكُبرى، عزّز فوج المجوقل أمس، مواقعه العسكرية والميدانية مستقدماً مزيداً من التعزيزات الى بلدتي رأس بعلبك والقاع ومحيطهما بالتزامن مع تسيير دوريات مؤللة وراجلة كما قام بتثبت نقاط عسكرية جديدة تحسباً لأي محاولة تسلل أو فرار للمسلحين باتجاه البلدتين.

إجماع غير محدود من أهالي البقاع كافة وتحديداً القاع ورأس بعلبك حول أي عمل عسكري يقوم به الجيش يُمكن أن يختار هو وحده موعد إنطلاقه. أهالي البلدتين وضعوا أنفسهم في خدمة الجيش وبتصرفه في حال استدعت الحاجة وجودهم أو أقله مساعدتهم، وهم بثقتهم هذه بالمؤسسة العسكرية، يكونون إنما يلتقون على الطريق نفسه الذي سار عليه أهالي بلدة عرسال جارتهم وشريكتهم في السرّاء والضرّاء وفي التأييد الواضح لكل ما تقوم به المؤسسة العسكرية ولكافة الخطوات والمواقف التي تتخذها. كما يُدرك الأهالي بأن دور الجيش في معركة الجرود لن يكون ثانويّاً، وهو ليس كذلك أيضاً في معركة جرود عرسال، خصوصاً وأن الاحتياطات التي قام ويقوم بها الجيش، وحدها الكفيلة بحمايتهم، ووحده الجيش يُمكن أن يرد عنهم أذى الإرهاب، تماماً كما كان دوره يوم دخل الإرهاب ليحصد أرواحاً بريئة في بلدة القاع.

في محاولات لزعزعة الوضع الأمني أمس، تناقلت بعض المواقع معلومات تحدثت عن تسلل انتحاريين الى بلدة القاع، لكنّ مصدراً أمنياً رفيعاً، نفى عبر «المستقبل» هذه المعلومات واعتبر أنها تصب في مصلحة زعزعة الأمن والاستقرار وخصوصاً في مناطق البقاع، حيث تشهد خناقاً شديداً على مواقع كافة الجماعات الإرهابية المواجهة أو المحاذية لها. ويؤكد المصدر أن الجيش لم يعلن حتّى الساعة بدء عملية تحرير ما تبقّى من الجرود وتحديداً جرد القاع ورأس بعلبك. وفي السياق عُلم ان مفاوضات غير مباشرة تجري مع تلك الجماعات، قد تُفضي خلال الساعات المُقبلة إمّا إلى تسليم هؤلاء أنفسهم، أو الإنسحاب باتجاه الداخل السوري. كما وأن هذه الجماعات، باتت تشعر بمدى استحالة بقائها ضمن الأراضي اللبنانية خصوصاً في ظل التعزيزات العسكرية التي استحضرها الجيش والتي عزّزها بعناصر من قوّاته الخاصّة.

لا ينفي المصدر أن تكون جميع الإحتمالات واردة في ما خص أي عملية عسكرية يمكن أن يُنفذها الجيش ضد الجماعات الإرهابية، وإلا لما كان استقدم كل هذه التعزيزات العسكرية واللوجستية في القاع ورأس بعلبك وعرسال أيضاً. لكن يجب التنبّه إلى أن الهم الأوّل والأبرز للجيش، هو حماية المدنيين والأهالي والمخيمات من أي اعتداء أو محاولات تسلّل يُمكن أن تقوم بها هذه الجماعات. ويُضيف: «يجب ألا ننسى أن أي معركة يخوضها الجيش ضد الإرهاب وفي أي مكان، هي حتماً شرعية مُغطّاة سياسيّاً وشعبيّاً، ومن هنا تستمد عمليات الجيش شرعيتها والأهم أن سعيه نحو تحقيق الإنتصارات في وقت سريع، لا يعوقه سوى أمر واحد فقط، هو حماية المدنيين والحفاظ على أرواحهم مهما كانت التكلفة غالية.

المؤكد أن ثمة قراراً حاسماً داخل قيادة الجيش صدر منذ ما قبل فتح جبهة جرود عرسال، قضى بالتعامل بحزم وحسم مع الحالة الإرهابية في الجرود اللبنانية التي يعتبرها هؤلاء بمنزلة رهينة بين أيديهم، على الرغم من قرار أهالي البلدات المُحيطة لتلك الجرود غير الخاضع للشك ولا حتى للتأويل في ما خص دعمهم اللامتناهي للشرعية ولمؤسسة الجيش على وجه الخصوص. لذلك تُعتبر مسألة تنظيف الجرود من وجود الإرهابيين بالنسبة إلى الجيش، مسألة لبنانية بحت لا تخضع لا إلى ظروف ولا إلى تسويات أو إملاءات خارجية. من هنا يبرز دعمه السياسي والعسكري الخارجي والذي يعود فقط الى نجاحه في تثبيت الأمن على الحدود بعدما ظلّت لفترة طويلة مُستباحة من قبل الإرهابيين و»فالتة«أمام الإنتحاريين وسياراتهم المُفخّخة.

يبقى الأهم، أن الجيش ومن خلال العمليات النوعية التي يُنفذها، يصد محاولات التسلل إلى داخل الوطن بعدما أصبحت قصصاً من نسج الخيال، وبالتالي لم يعد تطبيقها مُمكناً على أرض يطوقها الجيش بنيران مدفعيته وثبات عناصره.

في وقت، ساد الهدوء الحذر ما تبقى من جبهات في جرود عرسال بين «حزب الله» و«جبهة النصرة»، في اليوم السادس على بدء المعارك في تلك الجرود. إذ لم تسجَّل، أمس، ومنذ ساعات الصباح الأولى أي مواجهات ميدانية، في وقت استمرّ القصف متقطّعاً على المحاور بين الجبهة والحزب.

وكانت مدفعية الجيش استهدفت مواقع للمسلحين في جرود السلسلة الشرقية، بعد رصد تحركات مشبوهة، بحسب ما ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام»، والتي أفادت بأن طيران النظام السوري شنّ مع ساعات المساء الاولى غارات متتالية على مواقع المسلحين في جرود عرسال، وسمعت أصوات القصف في البقاع الشمالي. وكان سبق ذلك قصفٌ مدفعي صاروخي على مواقع «النصرة» في تلال وادي حميد في جرود عرسال، من جانب «حزب الله»، الذي ذكر إعلامه الحربي أن المسؤول عن عمليات»الجبهة» العسكرية المدعو عمار وردي قد قتل.

وكان طيران النظام السوري شنّ عند الثانية فجر أمس غارات عنيفة على معبر الزمراني، في وقت اشتدت المعارك الميدانية بين الحزب والجبهة مع ساعات الفجر عند مرتفعات وادي حميد قبل أن تعود وتهدأ صباحاً.


حزب الله و"أدبيات" التخوين

نبيل بو منصف/النهار/26 تموز 2017

لم تكن ظاهرة التخوين يوما مسألة تفصيلية في الانقسامات والصراعات اللبنانية ولن تكون كذلك الآن في مطلع مرحلة مقبلة على متغيرات ليست سهلة ابدا. هذه الظاهرة صاحبت تاريخيا كل حقبات التحولات الضخمة أمنيا وسياسيا خصوصا لدى تعمق الصراعات المتصلة بالارتباطات الخارجية للجهات اللبنانية.

ويمكن اعتبار العقد الاخير النموذج الأسوأ للتداعيات الطوائفية والمذهبية لظاهرة التخوين باعتبار ان الوافد الجديد على "ادبيات" الصراع الداخلي تمثل بالعامل المذهبي الذي زاد توهج الانفعالات العصبية وفاقمها الى الذروة. لذا بدت التسوية التي حلت في الخريف الماضي في جوانبها الاجتماعية والإعلامية والنفسية المضافة الى التسوية السياسية اهم واكثر تأثيرا على اللبنانيين لكونها لطفت الى حدود واسعة جدا العصبيات "المشتعلة". نثير هذا الجانب لأننا الآن امام خطر تفتق وتفلت جديدين محمولين بعصبيات تحتدم تحت وطأة التطورات الجارية في معركة جرود عرسال ولاننا متيقنون سلفا بان الكثير الكثير مما ينفلش راهنا على المشهد التعبيري والدعائي سيكون عرضة للتبريد الحتمي بعد حين لان بلد التسويات لبنان لن يحتمل الآن تبديلا جذريا في سلوكيات الداخل وسياساته مهما بلغ تأثير معركة الجرود ونتائجها عليها. تبعا لذلك يطرح سؤال بديهي عما اذا كان "حزب الله" الذي تعكس خطته الميدانية لمعركة عرسال في مراحلها التي مرت حتى الان براعة لا يمكن التنكر لها قد تحسب بالبراعة نفسها لسلاح التخوين الذي سارع الى إشهاره مع بدايات المعركة؟ وما الداعي والطارئ والعاجل الذي جعله يطلق إنذارات التهديد لكل مخالف للحزب في معركة الجرود الى حدود تصويره هذا المخالف، ايا كان وفي تعميم ساخط، حليفا او مؤيدا أو داعما للارهابيين التكفيريين؟ لعلنا لا نغالي ان لاحظنا ملامح خطأ كبير جدا ومتدحرج ان مضى الحزب في وضع هذا المعيار التخويني اساسا لتوظيف انتصاره العسكري الآتي في معركة الجرود لا لانه سيبدو كأنه يستعمل سلاح التفوق المسلح في ميزان القوى على الافرقاء السياسيين بل لانه يناقض تماما الركن الاول والأخير الذي يتكئ عليه كل مرة لتبرير عملياته العسكرية والاحتفاظ بسلاحه وتنمية ترسانته. ونعني بذلك معادلة "الجيش والشعب والمقاومة" التي جرى إنعاشها بقوة الآن على لسان الحزب وحلفائه. فاذا كان المشهد الداخلي السياسي خصوصا قدم للحزب افضل ما كان يطمح اليه او ما نجح في فرضه في مواكبة عمليته، اي تفسير منطقي لهذا الخطأ الفادح الذي ناقض حال الارتياح الواسع لديه حيال الواقع السياسي والشعبي لينبري الى تخوين "أقلية"؟  الا يعكس ذلك ما يتجاوز "ادبيات" التخوين الى نزعات الاستقواء تحسبا لما سيكون لاحقا مما يعطي المتحفظين والخصوم والخائفين الحجة القاطعة في موقفهم السلبي؟

ما لم يكن الامر كذلك، فلم لا يتسع صدر الحزب الاقوى والمتحكم بالمصائر اللبنانية لمجرد تصويب؟

 

هل ألغت "معركة عرسال" الانتخابات الفرعية؟

أسعد بشارة/الجمهورية/26 تموز 2017

ما بعد معركة عرسال لن يكون كما قبلها، فالخطوط العريضة للتسوية الرئاسية التي أدّت الى انتخاب الرئيس ميشال عون بدأت تظهر على شكل هوية سلطة جديدة واضحة المعالم للمرة الاولى منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005. واذا كان التسليم بالتوازنات الجديدة بات سيّد الموقف، خصوصاً لدى المشاركين في التسوية، فإنّ نتائجها ستصبّ أكثر فأكثر من الآن وحتى الانتخابات النيابية المقبلة على شكل اصطفاف شعبي وسياسي مختلف جذرياً عن الظروف التي رافقت الانتخابات النيابية عامي 2005 و2009، ويمكن تلمّس هذا المناخ في الانتخابات النيابية الفرعية التي بات مشكوكاً في تحديد موعد لإجرائها. جملة عوامل يمكن ملاحظتها في هذه الانتخابات التي تتردد الحكومة في إجرائها، وأبرزها:

أولاً، تنطلق الانتخابات الفرعية في طرابلس من مجموعة مسلّمات أهمها انها لن تكون مجرّد انتخابات هامشية، بل ستتخذ طابع الاختبار والاستفتاء، وهذه الانتخابات التي ستدور على إيقاع ما جرى وما سيجري في معركة عرسال، ستكون اختباراً سياسياً للمدينة، ففي حين يعتبر الرئيس سعد الحريري أنه حَمى لبنان بالتسوية الرئاسية التي وافق عليها، في توقيت صعب تمرّ به المنطقة، وفي ظل تَخلّ واضح من ايّ لاعب إقليمي او عربي او دولي عن دعم ايّ مشروع يواجه «حزب الله»، وفي حين يلقى هذا التوجّه دعم بعض الشرائح التي تراهن على الاستقرار وإطلاق عجلة الاقتصاد ولو بالحدّ الأدنى، امّا في الجهة المقابلة فيخوض اللواء أشرف ريفي الانتخابات الفرعية وفق قاعدة انّ هذه التسوية شّكلت تنازلاً كبيراً لـ«حزب الله». ولهذا ستكون معركة طرابلس، اذا حصلت، استفتاء على نتائج هذه المرحلة القصيرة التي لن تنتهي مفاعيلها في وقت قريب.

ثانياً: أراد العهد المعركة الفرعية في كسروان لكي يحقق انتصاراً مسبقاً، يؤهّل «التيار الوطني الحر» للدخول في المعركة النيابية، بنحو مريح، وما يطرح في كسروان يختلف عن طرابلس، لكنّ قواسم المعركة يمكن ان تكون واحدة حسب طبيعة المرشحين، وما يتداول حتى اليوم وجود مرشّح منافس للتيار لا يبتعد عن الخط السياسي هو النائب السابق فريد هيكل الخازن، الذي يدعمه رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، وهذا إن حصل سيعتبر منافسة داخل البيت السياسي الواحد، الّا اذا قررت القوى التي لم تشارك في التسوية أن تدعم مرشحاً يخوض المعركة ببرنامج 14 آذار، وأيّاً يكن هذا المرشح فإنّ مجرد التوافق على ترشيحه (من الكتائب والكتلة والاحرار والمستقلين) سيعطي للمعركة معنى سياسياً ستفتقده في حال استمرت بورصة الترشيحات على حالها، ولا بد هنا من انتظار ما سيقوم به النائب السابق فارس سعيد.

ولكن يبقى السؤال: هل تتفق أجندات المشاركين في الحكم على إجراء هذه الانتخابات، أم انّ رياح المصالح المتضاربة ستطيح هذا الموعد الدستوري أسوة بمحطات سابقة تمّ تجاوزها؟ الأرجح انّ معركة عرسال تعطي ذريعة جاهزة للتأجيل، لكنّ الانتخابات اذا حصلت سيمكن وصفها بفرعية عرسال، نظراً الى الوقع الكبير الذي أحدثته هذه المعركة على الرأي العام سواء في جبل لبنان او طرابلس، ففي كل بيئة من هذه البيئات تردّدات مختلفة وانعكاسات متناقضة، ستتعمّق أكثر فأكثر، مع تتابع ظهور نتائج التسوية الرئاسية.

 

كي لا ينتصر السجان على السجين

اسعد بشارة/26 تموز/17

لا أعرف لماذا كنت دائماً على موعد دائم في عملي الصحافي مع رحلة الدكتور سمير جعجع بدءاً من تفجير الكنيسة وصولاً الى السجن والحرية. كنت في غدراس يوم الاعتقال، شاهداً وحيداً (كصحافي) ورويت ما شاهدت، لا أزال احتفظ بصورة مع الدكتور جعجع والسيدة ستريدا في ذلك اليوم، وكان الشارب ما زال موضة العصر، كان عمري 22 سنة.

في أول تحقيق مع الدكتور جعجع في قصر العدل تسللت بين المحامين وسلمت عليه في مكتب المدعي العام، عرف الأمن بالتسلل، ولاحقوني الى غرفة الصحافيين في الطابق الاول، لكني نجوت مما لا لم اكن اتحسب له.

في تلك الفترة شكلت ثنائياً مع زميلتي ميريام عواد في الديار التي كلفتنا بمتابعة الملف. كانت ميريام “آخدة كسرة” على مدعي عام التمييز منيف عويدات، واجرت معه حديثاً اوحى فيه ان “القوات” بريئة من تفجير الكنيسة، فقرر رئيس تحرير الديار الاستاذ شارل ايوب أن يصدر بمانشيت “من فجر الكنيسة” وكاد ذلك يكلفه الكثير اذ هدده غازي كنعان، وسويت المسألة بعد تدخل على اعلى المستويات.

ما كتبته وما لا انساه أنني وميريام، التقينا القاضي عويدات في منزله بتلة الخياط. لا زلت أذكر فرش المنزل “ستيل”، واذكر ملامح الرجل وخدوده الوردية، وعيناه اللتين تشعان ذكاء، قال: “سمير جعجع بريء من تفجير الكنيسة”. أذكر هذا للتاريخ.

تابعت المحاكمات من الجلسة الاولى الى معظم الجلسات. شاهدت مرافعات الدكتور جعجع، التي اجهزت على ما تبقى من ضآلة الشكوك بالتورط في تفجير الكنيسة، لكن في المقابل، فتحت الستار على كيفية عمل النظام الأمني، وطرقه الترهيبية اللاحترافية.

عرض على سمير جعجع الخروج بتسوية او بصفقة من سجنه، عرضت عليه كتلة نيابية ووزارية ومناصب وحصص في الادارة: “خذ ما تشاء لكن لا تطلب خروج جيش النظام السوري من لبنان”. رفض.

لم يكن الرفض مضمون النتائج، لكن المكاسب السلطوية كانت مضمونة لو قبل، لكنه رفض، هذا الرفض له معنى كبير بعد 11 سنة سجن.

اغتيل الرئيس الشهيد رفيق الحريري فكانت لحظة تاريخية تأسيسية للبنان الحر السيد المستقل، وخرج من سجنه، زعيماً وطنياً، بعد ان ادخل اليه رئيساً لحزب وفئة.

موعدي مع قضيته كان ثابتاً: في يسوع الملك كنت يوم العفو. اما يوم الخروج فقد أخطأت بأن لا اكون في المطار، حيث حجزت انطوانيت جعجع مكاناً لي بين المستقبلين، لقد فضلت أن اعلق على خروجه مباشرة عبر احد التلفزيونات المحلية، وندمت، لكني زرته في الارز مراراً.

في الذكرى الـ 12 لخروجه الى الحرية، لا اجد اصدق من المصارحة، اتوجه بها الى “القوات اللبنانية”، التي تستمد شرعيتها الوطنية، من دفاعها عن سيادة لبنان واستقلاله.

المصارحة تقتضي التذكير بمرحلة ما قبل الخروج من السجن، أي التسوية التي رفضها الدكتور جعجع، والتي تقوم على التنازل عن سيادة لبنان، مقابل مكاسب زائلة.

اخشى اليوم، من اعتقاد بأنه لم يبق امام من خاضوا هذا النضال المكلف، الا ان يتعايشوا مع سلاح الوصاية الايرانية، وفق قاعدة “لا حول ولا”، بالذات كما كان يتم إغراؤهم بالتعايش مع الوصاية السورية، التي رفضوها ودفعوا ثمن رفضهم انتصاراً مجيداً في 14 آذار.

أخشى ان يعود الوطن الكبير الى السجن الكبير، فهذا لن يبقي في سجل النضال، سوى محطات مشرقة، لكن سيكتب النهايات، بقلم السجان وقد انتصر على السجين.

 

هل قلتم مكافحة إرهاب؟ ماذا عن السجل والمعهد والقائمة؟

وسام سعادة/المستقبل/26 تموز/17

ليس في لبنان أي جسم بحثي دراسي جدّي متخصّص بمسائل الإرهاب ومكافحة الإرهاب. ليس للبنان ما لدول عديدة أخرى، كبيرة وصغيرة، من لوائح رسمية محددة للتنظيمات الإرهابية التي تصنّفها الدولة، والدولة وحدها، على أنّها كذلك. ففي المرحلة التي بدأت فيها تستحدث هذه الأشياء، معاهد لدراسة الظاهرة الإرهابية والمقارنة بين تفريعاتها المتشعّبة، وأجيالها المتعاقبة، وفذلكاتها المختلفة في تبجيل العنف الدموي وتقديسه، وتسويغ التترس بالأبرياء وسفك دمائهم، كان لبنان مستتبعاً لنظام حافظ الأسد، نظام المقاولة في الإرهاب، إستيراد وتصدير، تسلّم وتسليم، المجموعات الإرهابية، وكان يطيب للطاغية أن يتقلّد الفيلسوف الإغريقي ديوجينوس الذي كان يجول موقداً مصباحه، ولو في ضوء الشمس، باحثاً عن «الإنسان». ومثله كان حافظ الأسد موقداً مصباحه، في ضوء الشمس، باحثاً، ليس عن الإنسان، الضائع في أقبية تعذيبه، وإنّما عن «تعريف دوليّ» مفقود لماهية الإرهاب، فكيف له أن يتوقف عن مهنة إستيراد وتصدير الجماعات الإرهابية طالما هو لم يهتدِ بعد إلى معيار للتمييز بين جماعة تنافح عن الحق، وأخرى تستميت من أجل الباطل. هل التمييز بالنيّة أو بالفعل؟ بالفعل نفسه أو بنتيجة هذا الفعل؟ بنتيجة هذا الفعل المباشرة أو غير المباشرة؟ لم يكن يدري حافظ الأسد، لكنه كان ينتظر من فلاسفة العالم الآخرين أن يتوصلوا إلى «سرّ اليقين» هذا، كيف يتسنّى له العمل بمقضتاه.

وقد خرجنا من ظلمات الحرب الأهلية إلى أنوار الوصاية السورية. طيلة التسعينيات لم يكن من المستحب أبداً في لبنان أن يستخدم أحد كلمة «إرهاب»، لأي سبب كان. بدت الكلمة مشبوهة في ذاتها، وشخصية خالد الإسلامبولي، قاتل الرئيس المصري محمد أنور السادات كانت تحاط بهالة من البطولة، إن في طهران التي سمّت شارعاً بإسمه، أو على لسان زعيم «حزب الله» في منتصف التسعينيات، الذي دعا إلى خروج خالد إسلامبولي جديد لقتل ياسر عرفات. وكان الوقت لمدّ «فيلق القدس» الإيرانيّ المتمرّدين من «الجماعة الإسلامية المسلّحة» في جبال الجزائر بالأسلحة والأعتدة. كان الوقت لذهاب الخمينيين المحليين للقتال في زنيتشا وسط «البوسنة». كان الوقت لتفجيرات بيونس أيرس وأبراج الخبر. كان الوقت للقتال «جنباً إلى جنب» مع إرهاصات «تنظيم القاعدة».

في نفس الوقت، كان العرب والإيرانيّون يدركون، كل من موقعه، سذاجة حساباتهم السابقة في أفغانستان. فمن جهة، «الأفغان العرب» المتحمسون لنقل التجربة الجهادية التي صنعوها في أفغانستان إلى بلادهم، ومن جهة ثانية، الجهادية التي لم يغذّها أحد مثلما غّذتها ثورة الخميني، لكن المرتدة سلباً ضدّ الأقلية الشيعية الأفغانية «الهزارة» التي ذاقت الأمرّين من حكم طالبان.

في هذه الفترة السابقة مباشرة على هجمات 11 أيلول بدأ التحوّل. لم يعد ممكناً لإيران أو للنظام السوري الإستمرار في البحث «الديوجيني» عن تعريف دولي نهائي لمصطلح «ارهاب»، وصارا يستخدمانه خصوصاً ضدّ المجموعات التي يسهّلون لها المنبت والمنشأ فتكون جاحدة ناكرة للجميل، أو ضدّ المجموعات التي يناسبهم «بيعها» للغرب.

تنامى هذا الإتجاه بعد هجمات 11 أيلول، لكنه عاد وانقطع بعد التدخل الأميركي في العراق. بعد هذا التدخل الأميركي، تشكّل خطاب «الممانعة» المستظلّ بالنظام البعثي في دمشق، على قاعدة تمجيد أعمال «المقاومة الوطنية العراقية الشريفة» وقد عنى بها، ليس أقل من تشكيلات من مثل «دولة العراق الإسلامية»، الخارجة من نسيج «حزب البعث»، والتي سهّلت المخابرات السورية، وليس وحدها، باب «الهجرة» اليها، في حين وصل الأمر برئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي إلى إتهام «حزب الله» اللبنانيّ بمساعدات تقنية لهذا النوع من التشكيلات والشبكات!

كل هذا من دون أن يحرّك أحد في لبنان مبادرة إن لتحرير قائمة رسمية عن التنظيمات التي تصنّفها الدولة اللبنانية كتنظيمات إرهابية، أو للتنظيمات اللبنانية منها والفلسطينية التي تعتبرها الدولة اللبنانية حركات مقاومة وتحرّر وطني، رغم إدراجها على لوائح ارهاب عربية ودولية. ومن دون أن يستحدث قسم للدراسات حول الإرهاب ومكافحة الإرهاب في أي جامعة في لبنان، ويظلّ سوق الكلام على عواهنه سائباً ومبتذلاً بدلاً عنه، إلى الدرجة التي صارت فيها كلمة «داعشي» تستخدم اليوم كشتيمة في غير سياقها، وأحياناً بتخريجات مضحكة من مثل «داعشي بكرافات» و»داعشي ليبرالي» و»داعشي صليبي»، وصارت الظلامية، التي كان عندها «مشكلة تقنية» مع جيل تنويري تقدمي بأكمله، مع مهدي عامل وحسين مروة وسهيل الطويلة ورفاقهم.. وصولاً إلى سمير قصير وجورج حاوي، تريد أن تعلّم الناس مَن «التكفيريّ» ومَن «غير التكفيريّ».

فلنبدأ بالأمور العملية أولاً: معهد وطني للدراسات حول الإرهاب ومكافحة الإرهاب، ولائحة لبنانية رسمية للتنظيمات التي تصنّفها الدولة إرهابية.

 

جعجع: نقدّر تضحيات عناصر حزب الله!

ميسم رزق/الأخبار/26 تموز/17

للمرة الأولى لم يعقد رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع مؤتمراً صحافياً للهجوم على حزب الله. حتى أن معراب التزمت الصمت ولم تخرج ببيان رسمي ضد معركة تحرير جرود عرسال. ما أوحى بأن هناك مواقفة ضمنية على العملية. رغم كل «العداء»، اعترف جعجع بأن «تقدم حزب الله حقق نتيجة إيجابية للبنان، وإن كنا نعتبر أن ما يدور هو جزء من الحرب السورية»

ميسم رزق

ليس سهلاً أن تُلفظ عبارة «شكراً حزب الله» يوماً على شفتَي سمير جعجع أو أي قواتيّ آخر. غير أنها بدأت تمُر بنحو مموَّه في حديث الصالونات «المِعرابية». ولكي يبدو «الحرّاس» متصالحين مع أنفسهم، لا بدّ من ربطها بكلمة «ولكن»! ففي دردشة مع مجموعة من الصحفيين أمس، قال رئيس القوات اللبنانية كلاماً جديداً بحقّ المقاومة خلال نقاش بشأن معركة تحرير جرود عرسال من الجماعات الإرهابية.

وإن كان تعليق جعجع على دور الحزب يحِمل لغة مزدوجة، لكنه قياساً بموقف القوات وتاريخها أولاً، وبيانات تيار المستقبل ثانياً، يُعد خطوة لافتة.

فيوم أمس، قال جعجع إن «التقدّم الذي أحرزه حزب الله في الجرود، وسيطرته على عدد من المواقع التي كانت تحتلّها جبهة النصرة، حقّق نتيجة إيجابية لأنه سيحمي القرى ويُريحها. كذلك سيمنع اختراق مخيمات النازحين والمنطقة الحدودية». لم يتنكّر جعجع وللمرة الأولى للمكاسب التي حققها حزب الله، ولكن الخلاف يكمن في تشكيك الرجل بنيات المقاومة. ففي الاستراتيجية هذه المعركة «هي جزء من الحرب السورية التي يُشارك فيها الحزب لحماية النظام السوري، وسيكون لها انعكاسات على مشروع الدولة ككل. ما يعني أن معركة الجرود هي أساساً تدخل ضمن الحرب السورية، لكن لبنان استفاد من نتائجها». كان واضحاً محاولة رئيس القوات التخفيف من قيمة المعركة حين وضعها في سياقها الإقليمي. غير أن خلافه الاستراتيجي مع الحزب لم يمنعه من جبرها في ناحية أخرى حين كرّر موقفه الرافض «شيطنة حزب الله»، مقدّراً «تضحيات عناصر الحزب الصادقين»، قائلاً: «الله يحمي كل الناس»!

كان يُمكن القوات أن تُهاجم حزب الله وأن تتهمه بانتهاك السيادة اللبنانية. كان يُمكن نوابها ووزراءَها أن يردحوا ضد «مصادرة الحزب لقرار الحرب والسلم». وكان يُمكن جعجع نفسه أن يعقد مؤتمراً صحافياً كما جرت العادة، ليُهاجم المقاومة ويؤكّد أن الفضل في حماية لبنان يعود للجيش اللبناني وحده. لكنهم لم يفعلوا ذلك. سارت القوات على موجة التعاطف الشعبي، وضبطت نفسها. وقبل كلام جعجع، كان نائب رئيس الحكومة الوزير (القواتي) غسان حاصباني ينكر أن تكون عملية حزب الله قد جرت داخل الأراضي اللبنانية! فما هو السبب؟ بحسب مصادرها «لم يكُن بالإمكان الخروج عن شبه الإجماع الوطني عموماً، والتعاطف المسيحي خصوصاً»، ولا سيما أن «على الحدود قرى مسيحية حمتها هذه المعركة وجنبتها الويلات». لا تجد القوات نفسها محرجة كما تقول المصادر في معرض ردّها على بيان وزيرها غسان حاصباني. فكلامه «ليس تهرباً»، بل أتى في سياق أن «الحرب تدور في أرض ثلاثية الأضلع. منها جزء لبناني، وآخر سوري، وبعضها متنازع عليه». صحيح أن لا حوار رسمياً بين القوات والحزب. لكن في الميدان السياسي، يُمكن أن يفسّر هذا الصمت وكأنه محاولة لفتح قناة اتصال مع الحزب، استكمالاً للتقارب في وجهات النظر الذي ظهر في مجلسي الوزراء والنواب، كما حصل مثلاً بشأن خطة الكهرباء المقترحة والآلية التي يجري فيها العمل لاستدراج العروض والمناقصات. وهذا ما يفسّر أيضاً توقف جعجع منذ فترة عن الهجوم على الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، بعد كل موقف يتخذه، في محاولة لربط النزاع في الداخل اللبناني.

قد لا يُصدق أحد أن جعجع تغيّر، وهو المعروف بعدائه للمقاومة، ووقوفه في صف خصومها. وأصلاً، إذا وُضع حديثه في سياقه الذي أتى به، فلن يظهر تراجعاً عن «ثوابته»، بقدر ما هو تعامل بواقعية مع حزب الله الذي بات قوة إقليمية معترفاً بها، وبالتالي معارضته لن تقدم ولن تؤخر في شيء، فضلاً عن أن معراب تراهن على أن المصالحة في الداخل اللبناني ربما آتت ثماراً لمصلحتها في المستقبل.

 

معركة عرسال وتلاشي الجغرافيا

مصطفى فحص/الشرق الأوسط/26 تموز/17

ما بعد معركة عرسال، سيعلن حزب الله انتصار خياره في الذهاب إلى سوريا، هذا الخيار الذي لم يعد يحق لشريحة من اللبنانيين انتقاده بعد أن نجح في تحقيق أهدافه. ففي روايته المقبلة التي ستفرض على الجميع، أن الحزب الذي تحمل كلفة الدم وضحى بخيرة شبابه نجح في حماية رئيس يقتل شعبه، وفي حماية اللبنانيين من إرهاب لم يضرب لبنان لولا تدخله لحماية نظام طائفي، ولكي يمرر روايته ويدفع باللبنانيين لأن يعترفوا بجميله ويسلموا له، مهد مع حلفائه في السلطة، خصوصاً العونيين منهم، على مدى أشهر قبل حرب الحدود الأخيرة لوطنية لبنانية جديدة، أنتجت على حطام دولة معطلة ومجتمع أخفق في إعادة إنتاج قضاياها، فاستسلما أي (الدولة والمجتمع) أمام شعبوية كاسحة سطحية، تسير خلف من تعتبره قوياً وتمجد انتصاراته، وللتعبير عن نفسها، استعانت بأدبيات من كتب البعث ومفردات من قواميس العسكر، فسلمت واستسلمت وتريد ممن يتمسك بموقفه أن يستسلم، وإلا فهو تكفيري وشريك في الإرهاب، فقد نجح الحزب وماكينته الإعلامية والثقافية في تصنيف اللبنانيين بين وطني وخائن، والخائن هنا الذي لم يعد مقبولاً اعتراضه، لأن اعتراضه الآن هو تواطؤ على سلامة لبنان واستقراره.

على الرغم من تدخل حزب الله المبكر في سوريا قبل 6 سنوات، وإعلانه القتال إلى جانب الأسد، فإن النظام كان على وشك الانهيار لولا تدخل الروس في شهر يوليو (تموز) سنة 2015، حيث استطاعت الآلة الحربية الروسية تغيير المعادلة على الأرض لصالح الأسد والميليشيات الإيرانية، حينها اضطرت طهران إلى الترحيب بالتدخل الروسي الذي أنقذها من هزيمة حتمية، وعملت على تصويره ضرورة استراتيجية تتقاطع من خلالها مصالح البلدين، ولكي تحفظ دورها في الشراكة مع الروس شبهته بالزواج الكاثوليكي، حيث لا يمكن لميليشياتها التقدم على الأرض من دون غطاء جوي روسي، في المقابل لا يمكن لموسكو أن توسع سيطرة النظام على الأرض من دون الاستعانة بميليشياتها. ولكنها اضطرت لاحقاً وعلى مضض إلى التسليم بسيطرة موسكو الكاملة على الملف السوري سياسياً وعسكرياً، وزاد امتعاضها في الآونة الأخيرة بعد أن فرضت موسكو الهدنة في الجنوب السوري بالتعاون مع واشنطن وتل أبيب، هدنة أدت إلى إنهاء أحلامها بالوصول إلى الحدود الأردنية وحدود الجولان المحتلة، وحرمتها من ورقة ابتزاز استراتيجي لإسرائيل، وتزايدت شكوكها حول الثقة بالروس بعد تعزيز تفاهمها مع الأتراك حول الشمال السوري، ولمست خطراً فعلياً بعد اعتراف موسكو بمصالح الولايات المتحدة بسوريا التي ترجمت من خلال دعم الأكراد ووجود عسكري دائم، وغضها الطرف عن 10 قواعد عسكرية أميركية منتشرة فوق الأراضي السورية، وقلقها المتزايد من تقارب بوتين - ترمب الذي يسعى لمساومة الروس على حساب مصالحها.

أمام هذه المتغيرات، دق الحزب ناقوس الخطر، أدرك أن عليه أن يحفظ ماء وجهه أمام حاضنته التي ضحت كثيراً في سبيل نصر وعدت به وتأخر ستة أعوام، أيقن الحزب أن المعادلة السورية الجديدة أكبر من أن يؤثر في مجرياتها، وأن في لعبة الأمم يؤكل حق الصغار، وأن عليه أن يستكمل اندفاعة طهران في تطهير ممراتها التي تربطها مع العراق وسوريا ولبنان، فكان لا بد من تطهير آخر الجيوب المحاذية للحدود اللبنانية في جرود عرسال، والتغطية لمعركة متاحة، حيث يصعب على أي عاقل الدفاع عن إرهابيي «القاعدة» وأخواتها الذين كانوا السبب في تشويه سمعة الثورة السورية وفي تخلي العالم عن دعمها، فنجح الحزب في تحديد زمان المعركة بعد أن أتاح له المكان كل فرص النجاح العسكري والسياسي، نجاح يحتاجه لكي يتمكن هذه المرة من فرض شروطه على اللبنانيين، وبوصفه الحزب القائد الذي نجح في حماية الحدود اللبنانية من الناقورة جنوباً حتى النهر الكبير شمالاً، حماية لم تتحقق لولا تضحيات أبناء الطائفة الشيعية التي بات الحزب ممثلها الأوحد في السلطة والدولة، ومن حقها بنظر الحزب أن تحصل على مزيد من المكاسب مكافأة لها على ما قدمته دفاعاً عن لبنان الجديد، حيث لم يعد مستبعداً أن يطالب الحزب بمؤتمر تأسيسي يعلن فيه قيام الجمهورية الثالثة. جمهورية لا حدود واضحة لها، حيث تلاشت الجغرافيا كما تلاشت قدرة اللبنانيين والسوريين على الصمود، وأصبحوا رهائن لمواجهات على التلال وبين الوديان التي امتلأت بمستنقعات دم أبنائهم، ففي الجرود بين لبنان وسوريا لن ينسى أهالي القتلى أسماء ضحاياهم، وسيعينهم ما تراكم من شر لكي يبقوا مستعدين لدورة عنف جديدة ستتوفر ظروفها عندما يشعر أحد الأطراف مرة جديدة أنه قادر على الانتصار أو الانتقام.

 

أبو مالك التلي غيّر مظهره... والجيش بالمرصاد

ميشال نصر/الديار/26 تموز 2017

على وقع تقدم وحدات حزب الله في الجرود يتابع الجيش اللبناني القيام بدوره وفقا لامر العمليات الصادر عن قيادة الجيش، حيث تواصل الوحدات العسكرية المنتشرة على طول الجبهة التعامل مع الاوضاع الميدانية المستجدة بالشكل المناسب تأمينا لحماية المدنيين اللبنانيين والنازحين السوريين داخل عرسال.

 واذا كانت الانجازات في الجرود تحصل بجهود رجال المقاومة، فقد اثبت الجيش مرة جديدة امس شفافيته، اذ جاءت النتائج المخبرية للحمض النووي والانسجة التي استخرجت من جثث السوريين الاربعة الذين توفوا بعيد توقيفات مخيمي النور وقارية، والتي اجريت في اهم المختبرات الفرنسية، مطابقة لما صدر عن الطب الشرعي اللبناني، ما يدفع الى التساؤل حول سكوت المشككين كما حصل، علما ان سوء الحظ من ظروف مناخية وضخامة العملية العسكرية التي نفذت يومها، حالت دون ابلاغ الاربعة عن معاناتهم من امراض مزمنة، وهو ما ادى الى حدوث مضاعفات نتيجة عدم تناولهم لادويتهم ما ادى الى وفاتهم، علما ان التحقيقات مع الموقوفين لم تثبت تورط الاربعة في اعمال ارهابية، ليختم بذلك ملف حاول البعض التصويب من خلاله على الجيش كما حصل بعيد عملية الكوستا، ولينتهي الامر بغياب المحرضين والشتامين عن السمع بعدما باتت الحقائق على ما تؤكد المصادر الامنية، وليسجل الجيش نقطة بيضاء جديدة في سجله.

 وفي اليوم الخامس للمعارك تكشف معطيات القيادة الميدانية عن قرب انتهاء المرحلة الثانية من حملة تنظيف جرود عرسال من ارهابيي النصرة والتي ينتظر ان تنتهي مع يوم الاحد وفقا للخطة المرسومة والتي ستكون نتيجتها تطويق ومحاصرة من تبقى من المسلحين في مربع ضيق بين مدينة الملاهي ووادي حميد. وتكشف المصادر ان المرحلة الثالثة تتضمن فتح خطوط التواصل مع هؤلاء تمهيدا لسحبهم دون معركة حقنا لدماء المدنيين الموجودون في المخيمات المنتشرة في هذا المربع والذين يناهز عددهم الـ 10 آلاف مدني من الاطفال والنساء غادر قرابة 300 منهم الى داخل عرسال عبر حاجز الجيش عند اطراف وادي حميد باشراف الامم المتحدة. وبحسب المصادر، تراهن قيادة حزب الله على ان الضغط الكبير والهزيمة التي مني بها المسلحون،خاصة انهم خسروا جزءا كبيرا من قوتهم البشرية بعدما سقط لهم حوالى الـ140 قتيلا وعشرات الجرحى والاسرى، ولم يتبق من المقاتلين اكثر من 130 بحسب المعطيات، ستجعلهم يرضخون لشروط الانسحاب باتجاه الداخل السوري دون اي سلاح. كما ستشمل هذه المرحلة التفاوض مع «سرايا اهل الشام» التي انسحب مسلحوها بأسلحتهم الفردية الخفيفة والمتوسطة والمقدر عددهم بـ200 فرد الى ميمات النازحين في الملاهي، وتعتبر المصادر ان المفاوضات مع «اهل الشام» لن تكون صعبة لعدم رغبة هؤلاء في القتال.  وفي هذا الاطار تكشف المعلومات ان الجيش اللبناني اتخذ اجراءات مشددة تحسبا لمحاولة ابو مالك التلي الهرب الى عرسال ومنها الى الخارج، خصوصا انه يملك كمية كبيرة من المال بحوزته، وبعدما بات من شبه المؤكد وجوده بين وادي حميد ومدينة الملاهي في مكان قريب من «المنتجع السياحي» وحمام السباحة الذي قام بانشائه منذ اشهر قليلة في تلك المنطقة، وسط تسريبات عن انه عمد الى حلق لحيته وشعره وتغيير شكله ليسهل عليه التخفي والهرب.

 في الموازاة استمرت المؤسسة العسكرية في متابعتها الامنية اليومية لحركة الارهابيين داخل المخيمات وفي بلدة عرسال، اذ سجل في هذا الاطار عملية مداهمة نفذتها وحدة من اللواء التاسع لتوقيف السوري ابو محمد الجبي المنتمي الى أحد التنظيمات الارهابية ويهتم بتهريب الاموال الى المسلحين، ويقطن احد المنازل في عرسال، الا ان الهدف استطاع الفرار بسيارته والتوجه نحو مخيم السنابل الواقع عند اطراف عرسال فقامت دورية مؤللة من الجيش بمطاردته وعند وصولها الى تخوم المخيم تعرضت لرشقات نارية ما ادى الى اصابة احدى الملالات دون وقوع ضحايا بين العسكريين، وقامت بالرد على مصادر النار بالمثل، ما ادى الى مقتل السوري يوسف محمد ديب نوح، وجرح السوري احمد اسماعيل مواليد 1992، فيما استطاع الجبي التواري عن الانظار.

 وكان سبق هذه العملية نجاح الاجهزة المعنية في الجيش في اعتراض معلومات عن عزم المجموعات الارهابية القيام بمهاجمة مواقع عسكرية وخطف عسكريين، ما دفع بالمعنيين الى التعميم بضرورة اخذ الحيطة والحذر من باب الاجراءات الوقائية وكونه لا يمكن التغاضي عن اي معلومة قد تصل ايا كانت في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد.  خلال زيارته للقوات الجوية امس اكد العماد قائد الجيش ان المؤسسة العسكرية تمكنت من توقيف اكثر من خمسين ارهابيا خطيرا كانوا يتخذون من مخيمات النازحين مقرات لهم، ما يثبت مرة جديدة خطورة ما يجري داخل بعض المخيمات والذي يفرض على النازحين التعاون مع القوى الامنية والعسكرية حرصا على سلامتهم وامنهم وعدم السماح بتحول مخيماتهم الى بيئات حاضنة للارهاب والارهابيين، كي لا تتكرر بعض الاخطاء غير المقدرة والتي قد تفرضها ظروف العمل العسكري والامني.

 

مصير التلي مشابه للأسير

علي ضاوي/الديار/26 تموز 2017

تؤكد شخصية قيادية بارزة في حزب الله انه من السابق لاوانه الكشف عن كل ملابسات معركة الجرود. من التفاوض المستمر منذ اشهر لاخلاء المنطقة بلا قتال الى اللحظة الاخيرة او «صفر» التي اتخذ فيها القرار بتحرير الجرود من «جبهة النصرة» الارهابية. وفي المقلب الثاني من «داعش» الارهابية. وتشير الشخصية الى ان توقيت المعركة ايضا مرتبط بجملة من التطورات ومنها اتساع رقعة «المؤيدين» للحرب على الارهاب، فهذا التأييد ولو كان كلامياً بعد قمة الرياض، فإنه الزم الجميع بالصمت عندما اتخذ حزب الله القرار بإنهاء وضع الجرود الشاذ. فهؤلاء التكفيريون اصبحوا عبئاً على مشغليهم ومموليهم الاقليميين كالسعودية وقطر وتركيا وعلى رعاتهم الدوليين كاميركا واوروبا.  ويشبه القيادي البارز في حزب الله حالة الارهابي ابو مالك التلي في جرود عرسال بحالة الارهابي احمد الاسير في عبرا، فالاول لم يستبح ارضاً لبنانية واحتلها لست سنوات فقط بل قتل ابناء الجيش ونكل بأهل عرسال ونكل بالنازحين السوريين وصادر ارض «العراسلة» ومنعهم من الاستفادة من محاصيل ارضهم ومعامل الحجارة الصخرية ومنع الدولة والجيش من بسط السيادة كما استعمل التلي منصة لرسائل اقليمية ودولية ضد حزب الله والنظام السوري وايران ولم تنل من جمهور الشيعة او المقاومة مباشرة بل نالت اولاً من اهالي عرسال ومن جمهور تيار المستقبل السني واساء التلي وجماعته الى صورة البلدة الوطنية وشوه سمعتها امام المحيط بعد قتل العسكريين. فالغطاء الذي وفره المستقبل ورئيسه سعد الحريري للتكفيريين مشابه للغطاء الذي وفره المستقبل للاسير في صيدا، ففي الحالتين اعتبر المستقبل ان وجود الارهابيين التلي والاسير ازعاج واقلاق لحزب الله وللطائفة الشيعية وبخطابهما التحريضي يشد التيار الازرق عصب جمهوره المتآكل والذي جنح في مرحلة ما الى خطاب الاسير والتلي وهو الخطاب نفسه الذي اعتمدته دول الخليج حيال الرئيس بشار الاسد وايران والمقاومة.

ويشير القيادي الى ان الممارسات التي قام بها كل من الاسير في الاعوام الماضية والتلي في السنوات الاخيرة جعل من امر القضاء عليهما محتوماً بعدما ذاق الصيداويون والعراسلة الامرين منهما، ولم يعد بمقدور المستقبل ان يغطي حالتيهما في ظل وجود اجماع داخلي سياسي من رئيس الجمهورية والممثلين في الحكومة على تنسيق الجيش اللبناني مع المقاومة والجيش السوري والتفاف الشعب حول مجاهدي المقاومة وتأييده معركة تحرير ارض لبنانية من احتلال ارهابيين.

ويكشف القيادي البارز في حزب الله وجود قرار اميركي وروسي وخليجي وهو اشبه بغطاء «ضمني» للتخلص من مشكلة الجرود وارساء الاستقرار في لبنان وهذا «الرضا» ليس منة او بذخاً من هؤلاء، انما فرضته جهوزية وكفاءة المقاومة التي اذهلت العالم بكفاءاتها وتكتيكاتها القتالية ورصدها الدقيق ومنذ سنوات لكل ارهابي يتحرك في الجرود. ويقول القيادي ان مسألة حسم الجرود من «النصرة» والقبض على التلي هي مسألة ساعات، اما المعركة مع «داعش» فيبدو انها لن تحصل اذ يبدي مقاتلو «داعش» الرغبة في مغادرة مناطق وجودهم الى الداخل السوري ومن دون قتال وبصحبة اسلحتهم الفردية وهو عرض تدرسه حاليا قيادتا المقاومة والجيش السوري.  في السياسة، يؤكد القيادي ان لا قرار بوقف الحوار الثنائي بين حزب الله والمستقبل ولا مصلحة بوقفه حاليا وهو ضرورة للطرفين لابقاء الهدوء في شارعيهما، لكن تأجيل انعقاده منذ اسابيع مرده الى التطورات الداخلية المتلاحقة من اقرار قانون الانتخاب الى سلسلة الرتب والرواتب والموازنة الى معركة الجرود والنزوح والعلاقة مع سوريا، فالتواصل بين الطرفين مكفول بوجود رئيس مجلس النواب نبيه بري وبممثلي الطرفين داخل الحكومة وبتواصل مباشر بين رئيس الحكومة سعد الحريري ووزيري الحزب حسين الحاج حسن ومحمد فنيش ولا قطيعة بين الطرفين يختم القيادي البارز في حزب الله.

 

فشل الوساطات رسالة للدوحة

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/26 تموز/17

لم يعد هناك شك في أن الأزمة القطرية باقية معنا، وليست وشيكة الحسم، كما كان البعض يسوق لذلك، أو يظن آخرون متمنين أن تكون سحابة صيف قصيرة. وبفشل كل زيارات وزراء الخارجية، ووساطات رؤساء الدول، من أنحاء العالم، كله يبرهن على أن الدول الأربع ماضية في مطالبها.

أما لماذا نتوقع أن تطول، فلأنها مشكلة قديمة وتراكمية. فقد بدأت الشكوى من قطر منذ زمن طويل، عشرين عاما تقريبا. ورغم تكرر الخلاف فإن بيان الدول الأربع في مطلع يونيو (حزيران) الماضي يمثل تطورا جديدا وهي المواجهة الأولى، الأكثر جدية وخطورة، عبر عن ذلك البيان الأول، قطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية، ومنع المرور والعبور والمتاجرة وغيرها. ومنذ ذلك اليوم، وإلى الآن، المواجهة تحتد من الطرفين، وكانت كلمة أمير قطر المذاعة قبل أيام تعبر عن تصعيد لا تجسير، وبالتالي فالأزمة قاعدة بيننا إلى أشهر طويلة. من خسر ومن كسب حتى الآن في الجولة الماضية؟ في رأيي، أن دولا مثل مصر والسعودية معتادة على الهجوم والحملات الإعلامية المعادية لها، وتستطيع التعايش معها. أما قطر فهي دولة عاشت مترفة ومحصنة، لم تهاجمها التنظيمات المتطرفة مثل «القاعدة» إلا مرة واحدة في التسعينات، ولا تملك كثافة سكانية كبيرة، أو ذات تنوع ثقافي وديني يهدد استقرارها مثل البحرين، وتنام على وسادة وثيرة في ظل حماية قاعدتين أميركيتين من الغزاة. ولقطر صورتان، حقيقية لا تزيد كثيرا عن الدولة العربية المعروفة سلبيا، وصورة إعلامية مزيفة، دولة حديثة وإيجابية وشبابية وذات سياسة معتدلة، وأنها بلد الحريات، والمستقل عن الضغوط والتبعية الأجنبية. وقليل من الناس كان يدري أن صورة قطر مزورة، أو على الأقل فيها مبالغة مفرطة. في الأزمة الحالية هبط التراشق إلى أدنى مستوياته، والمتضرر بشكل أساسي هو الدوحة، لأن الطرف الآخر معتاد ومتعايش مع التشويه والاستهداف الإعلامي. لأول مرة يرفق اسم قطر بالإرهاب والفكر المتطرف، ومهما حاولت الحكومة هناك استئجار مزيد من شركات العلاقات العامة في واشنطن لإصلاح صورتها فلن تستطيع، لأن الضرر قد وقع، ولأن الطرف الآخر لا يزال يملك الذخيرة لإيصال رسالته. أما بالنسبة للجهود الإعلامية القطرية فإنها عمليا ذات رسائل مستهلكة ومكررة والحكومات معتادة على أن تتهم بها. وفي المنطقة العربية فإن تكتيك الماكينة الدعائية القطرية قام على الأساليب القديمة مثل محاولة استغلال القضية الفلسطينية وربطها بمشكلتها، ولم تفلح. تحاول استعطاف مواطني هذه الدول بأن حكوماتهم متحاملة وكاذبة، وهي لن تجد من التعاطف إلا القليل نتيجة قيام الحكومات الأربع بتعطيل الجماعات «المحسوبة» على قطر من معلقين ودعاة وأكاديميين كانت قد استأجرتهم في السابق. وبالتالي أفسدت رقابة الدول الأربع على الحكومة القطرية استثمارها في هذه الأصوات بعد أن تم إسكاتها. والمسألة ليست حرية تعبير بقدر ما هي جماعات ضغط «لوبي» وعلاقات عامة مستأجرة بطريقة غير مشروعة من قبل حكومة أجنبية، الأمر الذي تمنعه معظم الأنظمة في العالم، أي تتلقي أموالا من حكومات أجنبية لقاء استئجار نشاطات سياسية.الخلاف مع قطر سيصل إلى نهاية في آخر المطاف، ولا نستطيع أن نقول متى ولا كيف، ربما في العام المقبل. وقطر هي التي تحت الضغط السياسي في المنطقة وستصل إلى طريق مسدود، لأنه لم يعد ممكنا لهذه الدول الصبر، وكذلك معظم دول المنطقة تشترك مع الدول الأربع في الشكوى من سلوك الحكومة القطرية وأذاها. معظم دول المنطقة تعتبر أن حكومة الدوحة تستهدف استقرارها، وبالتالي تعتبر الرد باستهداف قطر عملا مشروعا وضروريا. فهل الدوحة قادرة على تحمل مخاطر وتبعات سياساتها؟ استمرار الأزمة، ورفض الوساطات والضغوط، هدفه إرسال رسالة إلى الجارة والشقيقة قطر بأنها تلعب لعبة خطرة جدا، وعليها أن تقرر أمرا من اثنين التخلي تماما عن سياستها أو المغامرة بوجودها.

 

القمة الروسية ـ الأميركية

عبد المنعم سعيد/الشرق الأوسط/26 تموز/17

ساعة نشر هذا المقال سوف يكون أكثر من أسبوعين قد مرا على القمة «الرسمية» الأولى بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأميركي دونالد ترمب في التاسع من يوليو (تموز) الحالي. هذه الفترة ربما كانت ضرورية حتى ينجلي الضباب الكثيف الذي أحاط بالقمة وتركز على تأثيرات التحقيقات الأميركية الجارية الخاصة بالتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية لصالح المرشح الجمهوري، الرئيس الآن، ترمب. قبل يومين من القمة نشر موقع «The Hill» خمسة أسئلة توضح أن الإجابة عنها تشرح ما جرى في الاجتماع: ما الذي سوف يقوله ترمب عن التلاعب الروسي؟ من سيحضر الاجتماع؟ كيف ستكون لغة الجسد بين القائدين؟ ماذا سوف يفعل بوتين؟ هل سيحدث تقدم في سوريا؟ الجولة الأولى من التعليقات على ما جرى في الاجتماع كلها ركزت على قضية عما إذا كان ترمب قد أثار موضوع التدخل الروسي وبالقوة المناسبة لعمل فادح للتدخل في سير الديمقراطية الأميركية. الجانب الأميركي - تيلرسون وزير الخارجية تحديدا – أكد أن ترمب قد أثار الموضوع بقوة مديناً السلوك الروسي؛ بوتين من جانبه قال إن الموضوع طرح، وإنه نفى الدور الروسي. ويبدو أن ترمب قد اقتنع بالأمر.

الآن كثير من المعلومات باتت متاحة عن القمة الأميركية الروسية وكلها تبعدها عن تلك النقطة التي أراد الجميع التركيز عليها، إن اللقاء سوف يكون اختبارا لترمب في دفاعه عن الديمقراطية الأميركية، حيث يحتج على السلوك الروسي؛ وفي الوقت نفسه اختبار بوتين وترمب معا في عما إذا كان حديث أجسادهما يدل على علاقات سابقة. وبعيدا عن التعليقات هنا أو هناك فإن اللقاء كان ذا طبيعة استراتيجية من الطراز الأول، ويعود بنا إلى ما ذكرناه من قبل في هذا المقام عن توجهات ترمب تجاه روسيا، التي تذهب إلى أن صفقة كونية يمكن عقدها بين واشنطن وموسكو تحقق مصالح الطرفين، وتجعل العالم مختلفا عما كان. فعلى عكس ما ذكر قبل الاجتماع أن وجوده على هامش اجتماعات قمة العشرين ربما يجعله ذا طبيعة استكشافية، خاصة أن الوقت المخصص له في جدول الزعيمين هو 30 دقيقة، فقط لا غير. في الواقع امتد الاجتماع إلى 140 دقيقة؛ وأكثر من ذلك عقد اجتماع آخر ثنائي بين بوتين وترمب على عشاء خاص، لم يحضره وزيرا خارجية البلدين اللذان حضرا الاجتماع الأول. وربما جدد ترمب كل الشكوك حول طبيعة الاجتماع عندما عاد مرة أخرى إلى القول إن روسيا ربما تكون قد تدخلت في الانتخابات، ولكن هناك إمكانية تدخل أطراف أخرى أيضا: «فلا أحد في الحقيقة يعرف»! أكثر من ذلك، فإن مخرجات الاجتماع ربما توحي بحقيقة ما حدث فيه، فمن ناحية اتفقا على وقف إطلاق النار في جنوب سوريا، مع الدفع بسياسات التهدئة في جميع المواقع الأخرى، ما عدا تلك المتعلقة بالقتال ضد «داعش». ومن ناحيتها، فإن الولايات المتحدة قررت، ربما استجابة لطلب روسي، وقف برنامج وكالة المخابرات المركزية الأميركية لتقديم العون العسكري لجماعات المعارضة السورية ضد نظام بشار الأسد؛ في حين على الجانب الآخر قبلت بوجود روسي واسع النطاق في سوريا لا يشمل فقط قواعد عسكرية جوية وبحرية، وإنما برية أيضا مع استغلال للغاز والنفط السوري عن طريق شركة «إيفروبوليس» الروسية، مع قيام شركة «استرويترانز» باستخراج الفوسفات الذي كان واقعا تحت سيطرة «داعش». الصورة النهائية فيما يتعلق بسوريا هي تسليم ترمب بالمطالب الروسية من أول الاعتراف بشرعية حكم بشار الأسد، وحتى أن تكون الطرف المهيمن ليس فقط على الساحة السورية، وإنما أيضا على إدارة العمليات السياسية المتعلقة بها. وحدث ذلك وسط احتجاجات إسرائيلية كبيرة حول أن الاتفاق بصدد سوريا يعرض أمن إسرائيل للخطر؛ لأنه لا يضع فقط القوات الروسية في موقع التماس مع الحدود الإسرائيلية، وإنما أيضا القوات الإيرانية، وقوات «حزب الله» المتحالفة معها، على الحدود نفسها. النهاية كانت إعطاء روسيا تطمينات لإسرائيل التي يبدو أن انزعاجها وقلقها لم يتبدد بشكل كامل.

هل حدث ذلك في شكل صفقة بين واشنطن وموسكو، وأين تقع هذه الصفقة وهل هي في العراق، أو أوكرانيا، أو كليهما معا، أو في مواقع أخرى من العالم؟ ما نشر عقب لقاء الزعيمين لا يعطي كثيرا من المعلومات، وما لم ينشر عن لقاء العشاء، يجعل من المناسبة غموضاً يحتاج إلى كثير لفض أسراره. ولكن هناك ما يمكن تأكيده، وهو أن استراتيجية ترمب القائمة على التوافق أو «الوفاق» مع روسيا تبدو مستمرة بعد الحملة الانتخابية، ولا يعوقها إلا معارضة الكونغرس بجناحيه الجمهوري والديمقراطي لعلاقات ودودة مع روسيا، خاصة بعد ما قامت به روسيا في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وأكدت حدوثه أجهزة المخابرات الأميركية كلها. فرغم ذلك فإن ترمب اتفق مع بوتين على تشكيل «وحدة للأمن السيبراني» للبلدين؛ وأكثر من ذلك، فإن ترمب نوه إلى أهمية إعادة النظر في العقوبات التي قامت بها الولايات المتحدة بعد التوغل الروسي في الأزمة الأوكرانية، وضم شبه جزيرة القرم إلى الاتحاد الروسي.

كل هذه الإجراءات الخاصة بسوريا وغيرها تؤكد أن القمة لم تكن حول موضوع التدخل في الانتخابات الرئاسية، وإنما حول أن ترمب لا يزال إخلاصه قائما لرؤيته حول شكل العلاقات المراد إقامتها مع موسكو. القمة هنا تعود بالذاكرة إلى قمة موسكو الأميركية الروسية في مايو (أيار) 1972 بين ريتشارد نيكسون وليونيد بريجنيف، التي نادت «بالاسترخاء العسكري» في الشرق الأوسط، وتوصلت إلى اتفاقية «سالت 1» التي نظمت سباق التسلح النووي بين البلدين، وأشهرت وقتها ما عرف في السياسة الدولية بسياسة «الوفاق Detente»؛ وقمة «ريكيافيك» (آيسلندا) بين رونالد ريغان وميخائيل غورباتشيف، التي ربما كانت نقطة البداية في وضع نهاية للحرب الباردة، وانهيار الاتحاد السوفياتي. قمة هامبورغ بين ترمب وبوتين ربما تكون لها النتيجة التاريخية نفسها، خاصة إذا ما عرفنا ما جرى بين الزعيمين على العشاء الذي لم يحضره أحد، ولا صدر بصدده بيان رسمي، اللهم إلا ما قيل عن أن الشرق الأوسط استحوذ على وقت غير قليل من الاجتماع. ولكن ما يهمنا في كل الأحوال هو ليس فقط حقيقة ما حدث، وإنما مدى تأثيره على المنطقة العربية خاصة ما يتعلق بمنطقة «الهلال الخصيب»، حيث تتشابك القضايا في العراق وسوريا ولبنان، وتؤثر على الأردن ومنطقة الخليج، وفي كل الأحوال فإن إسرائيل واقفة مترقبة ومتحفزة وقلقة. كل ذلك لا يجعل من وقف إطلاق النار والتهدئة في سوريا - على أهميته - نهاية للأزمة الكبرى التي ألمت بالمنطقة وشغلتها خلال السنوات الست الماضية؛ وربما على العكس تكون بداية لأزمات أخرى أكثر حدة. المهم أن يكون الجانب العربي للأحداث مستعدا، وفي عام 1973، ورغم كل التوافقات الأميركية - الروسية (السوفياتية آنذاك)، أحرز العرب أعظم انتصاراتهم التاريخية.

 

بريطانيا تنزع القفازات في حرب البريكست

عثمان ميرغني/الشرق الأوسط/26 تموز/17

وزراء يصفون زملاءهم بـ«الحمير»، وآخرون يردون بوصف منتقديهم بالمجانين الخطرين... وزير سابق يحذر من الفوضى في الحكومة، ومستشار سياسي يذهل الناس بتغريدة يصف فيها أحد الوزراء البارزين بأنه «غليظ مثل اللحم المفروم (تعبير يقصد به وصف الشخص بالغباء الشديد)، وكسول مثل ضفدع»... نواب لا تعجبهم الحال ويستشعرون الخطر فيطالبون بإجراءات حازمة لردع الوزراء «المتمردين» ووقف الحرب الأهلية التي تهدد الحكومة ومصالح البلد. هذا ما وصلت إليه الحال في حكومة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بسبب صراعات الأجنحة، وتباين الرؤى حول كيفية تنفيذ الخروج من الاتحاد الأوروبي (البريكست)، والمخاوف من تأثير هذا الخروج على اقتصاد بريطانيا ومستقبلها ومكانتها الدولية. فعلى مدى الأيام الماضية حفلت وسائل الإعلام بتصريحات وتسريبات وقصص تعكس الصراع الدائر داخل الحكومة وفي أوساط حزب المحافظين في ظل تنامي الشد والجذب حول سياسة الحكومة للبريكست، وما إذا كانت الحكومة ستتجه نحو خيار «الخروج الخشن» أم «الناعم» من الاتحاد الأوروبي. هذا الصراع تؤججه أيضاً الحرب المشتعلة بين الطامحين إلى خلافة رئيسة الوزراء التي اهتز موقفها بعد خسارتها رهان الانتخابات العامة في 8 يونيو (حزيران) الماضي، وفقدانها عدداً من المقاعد البرلمانية مما اضطرها إلى البحث عن تحالف مكلف مع الحزب الوحدوي الديمقراطي الآيرلندي. فمنذ ظهور نتائج الانتخابات بات معروفاً أن إطاحة تيريزا ماي من زعامة حزب المحافظين ورئاسة الحكومة باتت مسألة وقت، وأن الطامعين في منصبها جهزوا سكاكينهم وبدأوا مناوراتهم لتوجيه ضربات استباقية لخصومهم.

حزب المحافظين رأى أن مصلحته تقتضي الالتفاف مؤقتاً وراء ماي لأن سقوط حكومتها الآن قد يفتح الطريق أمام زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربن للوصول إلى «10 داونينغ ستريت (مقر رئاسة الوزراء)». فالناخب البريطاني عاقب ماي على دعوتها لانتخابات مبكرة، وربما لن يتوانى في تغليظ العقوبة على المحافظين إذا أجبروه على العودة لصناديق الانتخابات في الظروف الراهنة خصوصاً مع القلق المتزايد بشأن تبعات البريكست على بريطانيا.

بريطانيا تشعر بقلق واضح اليوم من تعقيدات وتبعات الخروج من الاتحاد الأوروبي، لذلك تعالت الأصوات التي تنتقد الحكومة وتتهمها بالافتقار إلى سياسة واضحة للبريكست وما بعده. في هذا الصدد تعرض الوزير المكلف بالبريكست، ديفيد ديفيس، لانتقادات واسعة هذا الأسبوع عندما زار مقر الاتحاد الأوروبي لإجراء محادثات مع المفاوض الأوروبي ميشال بارنييه، لكنه لم يمكث هناك سوى بضع ساعات عاد بعدها إلى لندن. الأدهى من ذلك أن ديفيس ظهر في الصور وحوله فريقه وليس أمامهم على الطاولة أي أوراق أو ملفات، بينما كان الفريق الأوروبي بقيادة بارنييه متسلحاً برزمة من الملفات؛ الأمر الذي استفز كثيراً من الناس وجعل الصحف تنطلق في حملة للسخرية من ديفيس الذي وصف بأنه «خالي الوفاض» و«خالي الذهن». المتحدث باسم حزب الليبراليين الديمقراطيين لشؤون البريكست، توم بريك، علق على الصورة قائلاً: «هذه حكومة بلا أوراق، وبلا خطة، ولا وقت لأهم مفاوضات في حياتنا».

في ظل المخاوف المتزايدة، والقلق في الأوساط المالية، والحرب الدائرة داخل الحكومة، خرجت بعض القيادات السياسية لتتحدث عن سيناريو محتمل تقرر بمقتضاه بريطانيا عدم تنفيذ قرار البريكست، خصوصاً إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مُرضٍ مع الاتحاد الأوروبي، واقتنع الناس بأن الخروج بلا صفقة سيكلف البلد ثمناً باهظاً وستكون له آثار مدمرة على الاقتصاد لا يمكن تعويضها بوعود توقيع اتفاقيات تجارة حرة مع دول أخرى قد يستغرق إنجازها زمناً طويلاً وقد لا تكون كافية إذا تحققت لسد الثغرة التي قد تنجم عن خسارة التجارة الحرة مع الكتلة الأوروبية التي تعد الكبرى عالمياً.

دعاة البقاء في المنظومة الأوروبية يطرحون خيارات وبدائل تتراوح بين البقاء في السوق الأوروبية المشتركة والاتحاد الجمركي، وهو ما يسمى «الخروج الناعم»، أو تعليق تنفيذ البريكست إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، أو العودة إلى الناخبين للتصويت على أي صفقة يتم التوصل إليها واتخاذ قرار بقبولها أو برفضها والبقاء في عضوية الاتحاد الأوروبي. رئيس الوزراء الأسبق توني بلير جاهر هذا الأسبوع بالتحذير من «الآثار المدمرة» للبريكست، لينضم بذلك إلى أصوات قيادات سياسية واقتصادية أخرى ترى أن مصلحة بريطانيا تقتضي البقاء ضمن منظومة الاتحاد الأوروبي وإلا جازفت بخسارة مكانتها على الساحة الدولية سياسياً واقتصادياً، وواجهت تبعات كارثية في الداخل. اللافت أن الرجل الذي قاد الحملة الإعلامية لمعسكر الخروج إبان استفتاء البريكست خرج أخيراً بتغريدة اعترف فيها بأن الخروج من الاتحاد الأوروبي ربما يكون «غلطة». وهو بالتأكيد ليس الوحيد الذي يشعر بفداحة ثمن «غلطة الشاطر» التي وقعت فيها بريطانيا، ويدور الجدل ويحتدم الصراع الآن حول كيفية إيجاد مخرج منها. وعلى الرغم من أن دعاة الخروج، خصوصاً من أوساط اليمين المتشدد في حزب المحافظين، يقاتلون بضراوة، فإن المؤشرات الراهنة توحي بأن الأمور بدأت تسير في غير مصلحتهم.

 

العقوبات الأميركية الجديدة ضد روسيا حزمة مختلطة

ليونيد بيرشيدسكي/الشرق الأوسط/26 تموز/17

تستعد المفوضية الأوروبية لاتخاذ إجراءات مضادة للعقوبات الأميركية الجديدة التي ربما يفرضها الكونغرس ضد روسيا هذا الأسبوع. ورغم أن هذا قد يبدو وكأن أوروبا تنحاز إلى صفّ روسيا بعد ثلاث سنوات من فرض قيود اقتصادية ضدها، وأن التحالف الغربي بدأت الخلافات تضرب صفوفه، بيد أن الأمر في حقيقته أكثر تعقيداً من ذلك، فالأوروبيون لا يسعون سوى لحماية مصالحهم الاقتصادية، التي يطأ عليها مشروع القانون الأميركي الجديد بقوة. من المحتمل أن يوافق مجلس النواب الأميركي، على مشروع قانون تقدم به أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ويحظى كذلك بدعم مجلس الشيوخ، لفرض عقوبات جديدة ضد إيران وروسيا وكوريا الشمالية. ويتضمن القانون المقترح بندا مثيرا للجدل يخوّل للرئيس فرض عقوبات ضد أي تقديم تكنولوجيا أو خدمات أو استثمارات أو أي صورة من صور الدعم للمشروعات الروسية المرتبطة بخطوط أنابيب التصدير. ويحمل هذا الأمر دلالات خطيرة بالنسبة للشركات الأوروبية المشاركة في خط أنابيب «نورد ستريم 2» الذي تنوي روسيا إنشاءه ليصل إلى ألمانيا، بما في ذلك شركات «إنجي» الفرنسية و«رويال داتش شل» التي تشارك في ملكيتها المملكة المتحدة وهولندا و«أو إم في جروب» النمساوية و«يونيبر» و«فنترشال» الألمانيتين، وجميعها مشاركة بالمشروع.

في الواقع، لطالما عرف الكونغرس بميله نحو إصابة أكثر من طائر بحجر واحد، والملاحظ أنه وردت الإشارة إلى مشروع «نورد ستريم 2» على وجه الخصوص في مشروع القانون الأميركي باعتباره مصدر تهديد للاستقلال الأوروبي بمجال الطاقة، وجهة نظر تؤيدها بعض الدول الأوروبية الشرقية، خاصة بولندا، لكن ليس مجموعة الدول التي تشكل لبّ الاتحاد الأوروبي، والتي تحتاج إلى إمدادات إضافية رخيصة من الغاز الطبيعي، والتي يعد خط الأنابيب الجديد بتوفيرها لها.

واللافت أن الأسلوب الذي صيغ به مشروع القانون جاء على نحو يحمل تهديدا للشركات المشاركة في مشروعات خطوط أنابيب روسية أخرى، بما في ذلك «تركيش ستريم»، الذي يجري بناؤه بالفعل، بل وحتى أي تحديثات يجري إدخالها على نظام خطوط الأنابيب القديمة المارة عبر أوكرانيا.

كانت الصورة الأولى من مشروع القانون قد لقيت انتقادات من جانب شركات الطاقة الأوروبية، وصدر بيان حاد من الحكومتين الألمانية والنمساوية إزاءه. وفي وقت قريب، تمثل رد فعل رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، تجاه مشروع القانون في توجيهه دعوة إلى أعضاء المفوضية للاستعداد «في غضون أيام» للرد عليه، أولاً من خلال السعي للحصول على ضمانات أميركية بعدم فرض عقوبات ضد شركات تتبع دول الاتحاد الأوروبي، ثم من خلال وضع القانون الأميركي (حال إقرار مشروع القانون بالفعل) تحت التشريع الأوروبي الذي يملك اليد العليا فوق تشريعات الدول الأخرى خارج حدوده، ثم من خلال الانتقام في إطار منظمة التجارة الدولية. في الواقع، لدى الأوروبيين أسباب وجيهة تدعوهم للقلق بخصوص مشروع القانون، حتى وإن جرى تعديله. ومن المحتمل أن يكون القسم الخاص بخط الأنابيب الجزء المفضل لدى الرئيس دونالد ترمب. المعروف أن ترمب عمد إلى تشجيع الإنتاج الأميركي من الغاز الطبيعي المسيل بديلا للصادرات الروسية إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب. ومثلما يكشف رد الفعل الألماني والنمساوي، فإن الأوروبيين لا يثقون في هذه الضمانات بأن «الولايات المتحدة لن تستغل الطاقة قط في قمع الدول الأوروبية، ولن نسمح لآخرين بفعل ذلك...».

من جهته، يحوي مشروع القانون اتهامات لروسيا باستخدام صادراتها من الغاز الطبيعي بوصفه سلاحا، وهو انتقاد باطل فيما يتعلق بأوروبا. المعروف أنه على امتداد سنوات، قاوم الاتحاد الأوروبي لسنوات محاولات شركة «غازبروم» الروسية المملوكة للدولة الهيمنة على شرق أوروبا. واليوم، يقف الطرفان على وشك التوصل لتسوية نهائية تقوم بصورة شبه كاملة على الشروط التي فرضها الاتحاد الأوروبي. من ناحيتها، تحتاج «غازبروم» إلى السوق الأوروبية بقدر حاجة الأوروبيين للغاز الروسي، إن لم يكن أكثر، الأمر الذي أجبرها على تقديم تنازلات والإذعان للضغوط، والتخلي عن العقود طويلة الأجل مقابل أخرى أقصر أمدا وتخفيض الأسعار. الآن، ومع إذعان روسيا، فإن الاتحاد الأوروبي ليس في حاجة إلى محاولات أميركية لفرض منتجه الأعلى سعرا على سوقه. إلا أنه من المحتمل حتى وإن كان هذا النمط من صراع القوى يروق لترمب، فإنه لن يبالغ في الضغط على الأوروبيين. جدير بالذكر أن إدارة ترمب انتقدت مشروع القانون، وحال توقيع ترمب عليه، فإنه لن يبدي حماسا كبيرا تجاه تنفيذه في الواقع. وفيما يتعلق بمشروعات خطوط الأنابيب، أقر المشرعون في مشروع القانون فقرات تدعوه بصورة مباشرة لتوخي الحذر.

يذكر أن صورة مشروع القانون التي مررها مجلس الشيوخ تمنح الرئيس سلطة فرض عقوبات تتعلق بخطوط الأنابيب. وتنص النسخة الأحدث من مشروع القانون، التي ربما ينتهي بها الحال على مكتب الرئيس، على أنه يحق للرئيس فرض عقوبات «بالتنسيق مع حلفاء الولايات المتحدة». ومن المفترض أن واشنطن ستسعى لطمأنة الأوروبيين بأن شركاتهم لن تتعرض لعقوبات. بيد أنه من غير المحتمل أن تلقى أي تطمينات أميركية استحسانا داخل موسكو التي تشعر بريبة عميقة تجاه واشنطن. والملاحظ أن روسيا تتحرك بالفعل تبعا لأسوأ السيناريوهات المحتملة. وفي الأسابيع الأخيرة، أسرعت وتيرة العمل في بناء «تركيش ستري» أسفل البحر الأسود بالاعتماد على سفن تنتمي لشركة «أول سيز جروب إس إيه» السويسرية، وإن كان لم يقر حتى الآن اتفاقا نهائيا بخصوص النقطة التي سيظهر عندها خط الأنابيب على السطح داخل تركيا. أيضا، حرصت «غازبروم» العام الماضي على الحصول على معدات لإرساء خطوط أنابيب الغاز أسفل المياه، بحيث تكون محصنة ضد أي عقوبات. وبالاعتماد على قرض تولت «غازبروم» دور الضامن له، دفعت شركة مقاولات روسية مليار دولار لبناء سفينة عملاقة في سنغافورة تستخدم في إرساء خطوط أنابيب أسفل الماء لحساب شركة نيجيرية تمر بأزمة مالية. وعليه، فإنه حال تحقق السيناريو الأسوأ، يمكن لـ«غازبروم» الاستغناء عن الشركاء الأوروبيين. أما المعدات وقطع الغيار، فيمكن الحصول عليها من آسيا في إطار اتفاقات سرية لا تصل إلى مسامع المشرعين الغربيين. وهنا تحديدًا تكمن مشكلة كبرى أمام العقوبات الأميركية القديمة والحديثة، أنها في الوقت الذي تثير غضب الحلفاء والمؤسسات التجارية، فإنها تدفع روسيا نحو مزيد من الاكتفاء الذاتي.

* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»

 

هل ما يصلح للغرب لا يصلح للشرق؟

توفيق السيف/الشرق الأوسط/26 تموز/17

يخبرنا الزميل د. عبد العزيز النهاري عن حادثة ذات دلالة، كان طرفاً فيها. وخلاصتها أنه قدّم وصفة طبية لصيدلانية في مدينة ليفربول غرب إنجلترا، ومعها قيمة الدواء، فأبت السيدة أن تأخذ المال، لأن القانون يعفي الأشخاص فوق الستين عاماً من تكلفة العلاج («عكاظ» 22 يوليو (تموز) 2017). (طبعاً هذا معمول به بالنسبة للمقيمين في البلاد وليس للقادمين إليها لأغراض أخرى). مثل هذا الحدث غير مألوف في العالم العربي، لكنه اعتيادي في بريطانيا ودول أوروبية أخرى.

وأذكر أيضًا ما شاهدته في النرويج قبل عامين، حين وجدت الناس يدخلون ويخرجون من محطة القطار، دون أن يسألهم أحد عن تذاكر الركوب. خلافاً لما كنت أعرفه في بلدان أخرى. وعلمت لاحقاً أن الهيئة المشغلة للقطار وجدت المخالفات نادرة جداً، فاستغنت عن توظيف المراقبين. وأظن أن معظم الذين سافروا إلى أوروبا أو عاشوا فيها، يعرفون كثيراً من القصص المماثلة. ولا بدّ أن بعضهم يتمنى لو رأى مثلها في البلاد العربية والإسلامية.

العنصر الجامع بين القصتين هو طبيعة القانون وفلسفته. في الأولى حوّل القانون مبدأ التكافل الاجتماعي، من اعتقاد ميتافيزيقي، إلى حق مادي لكل عضو في الشريحة الاجتماعية المعنية بالتكافل، ووضع إجراءات محددة لتمكينهم من هذا الحق. وفي القصة الثانية استند واضع القانون إلى قناعة فحواها أن معظم الناس يميلون للالتزام بمفاد القانون، حتى لو استطاعوا مخالفته. وكلما صيغ القانون على نحو يسهل حياة الناس، فإن الالتزام به سيكون أوسع وأعمق.

إني واثق بأن جميع الناس، في منطقتنا وسائر بلاد العالم، يتمنون أن يكون القانون في خدمتهم، أن يوضع على نحو يمكنهم من نيل حقوقهم دون عناء. وهم بالتأكيد يتمنون أن يعاملوا بثقة واحترام، من جانب حكوماتهم ومن جانب كل طرف ذي علاقة بالمجال العام. ولا فرق في هذا بين النخب الحاكمة والجمهور.

حسناً. دعنا نسأل أصحاب القرار وصناع القانون ومنفذيه: لماذا لا يفعلون ذلك؟ المرجح أنك ستسمع جواباً واحداً، فحواه أن مجتمعاتنا مختلفة، وأن ما يصلح في الغرب لا يصلح في الشرق.

قد يكون هذا الاعتقاد صحيحاً وقد يكون خاطئاً. لكن الحقيقة المؤكدة أنه لم يخضع للتجربة على نحو كافٍ، كي نتحقق من صدقه أو خطئه. بل لدينا من الأمثلة ما يؤكد أن الجواب المذكور لا يخلو من مبالغة، وقد يكون بعيداً عن الحقيقة. أذكر على سبيل المثال تجربة من بلادنا (السعودية) تتعلق بالتحول الذي جرى في إصدار الجوازات وبطاقات إقامة الوافدين. قبل عقد من الزمن، كانت هذه مهمة مضنية، تستهلك كثيراً من الوقت والجهد في المراجعات الشخصية للدوائر. لكن الجزء الأعظم منها يجري الآن عبر الإنترنت، وترسل بطاقات الإقامة في البريد إلى عنوان المستفيد. ونعلم أن تقليص الإجراءات والمراجعات الشخصية لم يتسبب في زيادة التزوير والتهرب من القانون. هذه التجربة دليل فعلي على أننا لا نختلف عن غيرنا، وأننا نستطيع تكرارها في قطاعات أخرى. لا يخلو مجتمع في العالم كله، من أشخاص فاسدين وعابثين. لكن مشيئة الله قضت أن يكون غالبية الخلق عقلاء ملتزمين بدواعي الفطرة السوية وإرادة الخير. ومن هنا، فإن القانون الأجدر بالطاعة والتأثير، هو ذلك الذي يصاغ على نحو يحاكي هذه الطبيعة ويخدم أصحابها، لا القانون الذي يضيق على الناس حياتهم أو يهدر حقوقهم.

 

مطلوب لإيقاف طهران: التركيز على إستراتيجية يمكن تحقيقها

العرب/27 تموز/17

تصاعدت حدة التصريحات بين الإدارة الأميركية والنظام الإيراني إلى أقصى درجاتها منذ وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مطلع 2017. ووصلت إلى حد حديث كبار مسؤولي إدارة ترامب عن تغيير النظام في طهران، فيما يصوت مجلس النواب الأميركي، في أحدث تصعيد، على فرض عقوبات جديدة بحقها تعد “إجراء عدائيا” يخرق التزامات واشنطن بموجب الاتفاق النووي الموقع العام 2015.

معارضة لا يعول عليها كثيرا

واشنطن – بينما يواصل الكونغرس الأميركي السير في نهج فرض العقوبات على إيران، تتعالى أصوات في الإدارة الأميركية مطالبة باقتلاع النظام في طهران من جذوره. ومن بين الأصوات المنادية بذلك وزير الخارجية ريكس تيلرسون الذي قال خلال جلسة أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب إن “السياسة الأميركية حيال إيران تقضي بدحر هيمنتها في الشرق الأوسط واحتواء قدرتها على تطوير أسلحة نووية ودعم عناصر في داخل إيران من أجل انتقال سلمي للنظام”. وأضاف تيلرسون “نحن ندرك بكل تأكيد حضور إيران المزعزع للاستقرار بشكل مستمر في المنطقة، ودفعهم أجور المقاتلين الأجانب، وتصديرهم لقوات الميليشيات في سوريا والعراق واليمن، ودعمهم لحزب الله. ونحن نتحرك حاليا للرد على الغطرسة الإيرانية”. وعلى نفس الخط، سار وزير الدفاع الأميركي جابمس ماتيس حين قال في لقاء خاص مع موقع “ذي آيسلندر نيوز” الإخباري الأميركي، إنه «یمكن تحسين العلاقات بين طهران وواشنطن لكن فقط عن طريق تغيير النظام في إيران». وأضاف ماتيس أن “المشكلة ليست في الشعب الإيراني بل في نظامه»، وقد “حان وقت تغيير النظام في إيران”، على حد تعبير السيناتور الأميركي النافذ جون ماكين. في المقابل، يرد المراقبون على هذه الدعوات مشيرين إلى حقيقة أن النظام الحالي في إيران هو نظام قمعي ومتسلط، وينتهك حقوق الإنسان ويشكل مصدر تهديد لأمن الشرق الأوسط والمصالح الأميركية في المنطقة وثبت تورطه في الكثير من العمليات الإرهابية في أنحاء مختلفة من العالم، لكن تغيير هذا النظام ليس بالسهولة التي توحي بها جدية التصريحات الأميركية. ومرد هذه الصعوبة أساسا خطورة الوضع في عموم المنطقة وخصوصية هذا النظام الذي ساعدته الولايات المتحدة في الماضي على بناء قوته السياسية والنووية وأيضا ساعدته بعد ذلك، وفي خضم العقوبات المسلطة عليه، في دخول المنطقة من بوابة العراق بعد سنة 2003. ولمواجهة التهديدات الإيرانية اليوم تحتاج الإدارة الأميركية إلى إستراتيجية واضحة فقط وإلى تصريحات حماسية، وعليها البحث عن البدائل المتاحة قبل الحديث عن تغيير النظام. فترامب عندما وعد بتمزيق الاتفاق النووي عندما كان مرشحا في الانتخابات الرئاسية الأميركية، لم يتمكن من تنفيذ وعده بعدما صار رئيسا، لأنه لم تكن هناك بدائل تساعد على تحويل هذا التهديد إلى واقع، بل إن دول المنطقة التي كانت معارضة للاتفاق النووي رأت أن تمزيقه لن يكون الحل الأنسب ودعت بدورها إلى البحث عن آليات أخرى للتعامل بها مع إيران، ولم يكن من بين ما طرحته تغيير النظام بالطريقة التي تحدثت بها الإدارة الأميركية لأنها تعي جيدا خطورة مثل هذا الطرح في منطقة ملغومة. ويقر الباحثان ماديسون شرام وآريان طبطبائي بصعوبة تحقيق ما لمح إليه تيلرسون ودعا إليه ماكين، مشيرين في دراسة مطولة نشرتها مجلة سياسات دولية الأميركية، إلى أن عملية تغيير النظام ليست ممكنة التطبيق ما لم تكن الولايات المتحدة مستعدة للالتزام سياسيا وعسكريا لمسرح شرق أوسطي آخر على المدى الطويل. ويقول الباحثان إن محاولة تحقيق انتقال في السلطة بثمن رخيص بالتزام سياسي وحضور عسكري محدودين لن تؤدي لا إلى تحقيق هدف التخلص من الجمهورية الإسلامية ولا إلى إعداد حكومة بديلة قابلة للحياة.

محاولة تحقيق انتقال في السلطة بالتزام سياسي وحضور عسكري محدودين لن تؤدي إلى تحقيق هدف التخلص من النظام

إشكالية المعارضة

من أجل مجابهة نشاطات طهران من انتهاكاتها لحقوق الإنسان إلى برنامجها النووي ودعمها للتنظيمات الإرهابية، دفع بعض المفكرين والباحثين واشنطن في اتجاه ممارسة المزيد من الضغط على النظام الإيراني، لكن في حالات كثيرة حملت التوصيات عيوبا أساسية. ويقدم شرام وطبطبائي كمثال على ذلك أن البعض كان يؤمن بأن الضربات الجوية قادرة على وقف النشاطات النووية الإيرانية، لكنهم كثيرا ما يخفقون في رسم إستراتيجية واقعية من المفترض أن تدعمها هذه العمليات العسكرية ولا يتناولون التعقيدات المحتملة بشكل فعال. وقال آخرون إن تغيير النظام هو الطريقة الوحيدة لوقف سوء السلوك الإيراني مرة واحدة، لكنهم لم يقدموا الوسائل الضرورية للوصول إلى ذلك الهدف وجعل النتيجة مستدامة. على صانعي السياسات أن يدركوا أن تحليل الربح والخسارة لعملية تغيير النظام في إيران متوقف على الإستراتيجية والأساليب المستخدمة. ويشير التاريخ الطويل لمحاولات تغيير النظام من قبل الولايات المتحدة إلى وجود طريقتين اثنتين تقريبا يمكن لواشنطن من خلالهما محاولة إنجاز الهدف في إيران، وهما أولا عن طريق دعم فصيل ودي مع الولايات المتحدة أو ثانيا غزو البلاد واستبدال مؤسساتها. وإن كان من المسلم به أن تغيير النظام يصب في مصلحة الولايات المتحدة، لكن لا واحدة من هاتين الإستراتيجيتين من شأنها أن تفضي إلى الغاية المنشودة.

نظريا يوجد ثلاثة مرشحين للحصول على الدعم الأميركي في إيران، وهم وفق التقرير الأميركي:

* مجاهدي خلق المعروفة بمعارضتها للنظام في طهران، وتحظى هذه المجموعة باهتمام متزايد في واشنطن ولديها بعض الدعم من مسؤولين ومشرعين معينين. وبالرغم من أن الولايات المتحدة حذفت هذا التنظيم من لائحة التنظيمات الإرهابية الأجنبية في سنة 2012 على إثر اتفاق بنزع سلاحه ونقل ناشطيه من مخيم أشرف في العراق، فإن النسخة العنيفة من الإسلام الشيعي الشيوعي لدى حركة مجاهدي خلق تجعلها حليفا مريبا. والأهم من ذلك هو أن مجاهدي خلق لها سمعة سيئة جدا داخل إيران نظرا لوقوفها مع صدام حسين في غزوه لإيران في سنة 1980 ومحاربتها مع القوات العراقية حتى مع استخدام بغداد للأسلحة الكيميائية ضد الإيرانيين والأكراد العراقيين. باختصار نقول إن التغيير بدعم من مجاهدي خلق سيكون مآله الفشل لا محالة.

* الحركة الخضراء التي ظهرت أثناء انتخابات 2009 المطعون فيها وانتهت بإعادة انتخاب المتشدد محمود أحمدي نجاد عن طريق التزوير. وبالرغم من أن الحركة تلاشت بعد أشهر قليلة من الانتخابات، مازال البعض في واشنطن يعتقدون أنه يمكن إعادة إحيائها اليوم، لكن الحركة لم تكن أبدا فصيلا متجانسا ولم يكن هدفها إسقاط النظام. واثنان من قادة الحركة، وهما مير حسين موسوي ومهدي كروبي في الإقامة الجبرية حاليا.

* الخيار الأخير هو دعم الولايات المتحدة الملكيين الذين فروا من البلاد أثناء الثورة. ابن الشاه السابق لإيران رضا بهلوي يقطن حاليا في الولايات المتحدة ويمكن نظريا أن يعود إلى إيران للمطالبة بعرش أبيه. وعقب الانتخابات الرئاسية الأميركية لسنة 2016 هنأ بهلوي الرئيس المنتخب بفوزه.

 عملية تغيير النظام ليست ممكنة التطبيق ما لم تكن واشنطن مستعدة سياسيا وعسكريا لمسرح شرق أوسطي جديد

وفي محاولة منه للتموقع كفاعل سياسي، طلب من ترامب التعامل مع القوى العلمانية والديمقراطية في إيران، لكن على الرغم من أن الملكية تحظى بشعبية أكبر من شعبية مجاهدي خلق يبقى الحنين لذلك النظام محدودا، فبعد كل شيء لم تمر البلاد بثورة وخاضت حربا مدمرة دامت قرابة ثماني سنوات وتحملت قرابة 40 سنة من العقوبات والانعزال لكي تعود إلى الوضع الذي كان قائما في السابق.

ويعلق الباحثان على هذه المقترحات الثلاثة بأنها إما تفتقد إلى الرصيد السياسي والدعم الشعبي وإما الاستعداد للعمل مع الولايات المتحدة لإسقاط النظام. ونتيجة لذلك هناك خيار آخر يستحق التفكير فيه يتمثل في تنفيذ عملية سرية للقضاء على شخصيات أساسية داخل النظام. بيد أن ذلك لن يحل مشكلة واشنطن مع طهران فالحكومة الإيرانية متكونة من شبكة معقدة من الفاعلين من داخل وخارج المؤسسات السياسية والأمنية. وتم تصميم هذه الأجهزة عمدا لحماية النظام من الانقلابات المحتملة.

الدبلوماسية خيار أساس

برهن التاريخ على أنه حتى على إثر انتقالات سياسية عضوية وسلمية كثيرا ما تحصل الدول المنشأة حديثا على أنظمة هشة ومؤسسات ضعيفة وتكون نسبيا أكثر عرضة للصراعات. ومثلما بيّن غزو سنة 2003 للعراق ومخلفاته يمكن لهذه الآثار أن تتضخم ويتحول الأمر إلى تهديد مضاعف للمنطقة ودولها ومصالح الولايات المتحدة الأميركية. ويخلص الباحثان إلى أنه خلال السنوات الأربع عشرة الماضية تعلم الأميركيون، مقابل ثمن باهظ، أن تغيير الأنظمة عن طريق الوسائل العسكرية ليس حلا سريعا وسهلا. فإذا كانت الولايات المتحدة تريد إنجاز تغيير مستدام للنظام يجب عليها بدل ذلك استعمال الأدوات الأخرى من صندوق أدوات السياسة الخارجية التي لا تستوجب التكاليف نفسها من الأرواح والمال والإرادة وكانت قد برهنت بأنها أكثر فعالية على المدى البعيد. ويؤيد خبراء هذا التوجه، مشيرين إلى أن القوى الإقليمية الكبرى في المنطقة تغيرت بشكل كبير، وهي اليوم قادرة أكثر من أي وقت مضى على مواجهة التهديدات الإيرانية وفق سياسة دفاعية رصينة تعتمد أساسا على تطويق إيران من خلال سحب بساط الدول التي تعتمد عليها في تنفيذ مخططاتها من تحت أقدامها، والمراوحة بين الأساليب الدبلوماسية والتدخل العسكري وفق ما تقتضيه الضرورة.

 

روسيا توسّع الشراكات في سورية... رقعة إيران تتقلّص

 عبدالوهاب بدرخان/الحياة/27 تموز/17

في النهاية لم توضح الإدارة الأميركية أي سياسة جديدة لها في سورية، ومضى شهران على الموعد الذي حدّدته مبدئياً للإفصاح عن استراتيجيتها التي استُبقت بتصميم متكرّر على تقليص النفوذ الإيراني، وثلاثة شهور على الضربة الصاروخية لمطار الشعيرات التي بُنيت عليها حساباتٌ وتكهناتٌ كثيرة. كان يؤمل من أي استراتيجية جديدة بأن تقطع مع سلبية الإدارة السابقة، وأن تعيد شدّ عصب المعارضة سياسياً من دون أن يُتوقّع منها إنعاشها عسكرياً في المناطق القليلة التي بقيت في يدها. وبعدما ارتبكت روسيا لوهلة حيال التحركات الأميركية الأولى، فإنها ما لبثت أن تكيّفت معها وامتصّت انعكاساتها، ثم انتقلت مع أول لقاء بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين في هامبورغ إلى إبرام اتفاق مختلف نوعاً بالنسبة إلى درعا والقنيطرة في الجنوب الغربي، ما أعطى قوة دفع لترتيباتها مع إيران وتركيا في شأن منطقتين لـ «خفض التصعيد» وليس أربعاً، كما في الاتفاق الأوليّ. لكن الغوطة الشرقية لدمشق، وهي جزء من إحدى المنطقتين، شهدت أخيراً اتفاقاً على وقف النار أنجزته روسيا مع المعارضة، بوساطة مصرية، وألزمت به النظام السوري. أما المنطقة الرابعة، وهي إدلب، فتخضع لتنسيق روسي - تركي غير بعيد من الجانب الأميركي.

كان «مسار آستانة» تلكّأ بسبب خلافات أطرافه، لذا عمدت موسكو إلى تجزئته لتتمكّن من تسييره، في ما يُنظر إليه على أنه توزيع لمناطق النفوذ بشروط روسية. في الأساس، كانت إيران تفضّل شراكة ثنائية مع روسيا تشمل كل سورية، ثم قبلت على مضض إشراك تركيا في صيغة آستانة، لكنها تجد الآن أن مشاركتها تتقلّص لتقتصر على وسط سورية (من دمشق إلى حلب مروراً بحمص والقلمون) حيث تنتشر ميليشياتها إلى جانب وجود شكلي لقوات النظام. لذلك، تسعى طهران إلى تعزيز سيطرتها على هذه المنطقة، ومعركة جرود عرسال جزء من هذا التوجّه، لإبعاد أي فصائل مقاتلة عنها واستكمال مدّ السيطرة وتواصلها مع الحدود والأراضي اللبنانية. ويبدو الإيرانيون أنهم يستبقون على الأرض أي تنسيق أو ترتيبات قد يطلبها الروس لتحقيق نوع من الانسجام بين المسارات كافة، مع الأميركيين والمصريين والأردنيين والأتراك.

في هذا السياق، تلقّت موسكو «الأخبار الممتازة التي طال انتظارها»، وفقاً لقيادي برلماني روسي في وصفه قرار ترامب إلغاء برنامج تسليح لفصائل معارضة كانت ترعاه وكالة الاستخبارات الأميركية. وقيل أنه قرار يرمي إلى «تحسين الأجواء» في العلاقة مع روسيا، لكنه يذهب أبعد من ذلك بتأكيد التوافق الأميركي مع روسيا على تصفية المعارضة المسلحة، وهو توجّه أقرّته إدارة باراك أوباما من دون الجهر به إلا أنه أصبح الآن «رسمياً» مع إدارة ترامب. هذه الخطوة لا تغيّر معالم الخريطة العسكرية الحالية لسورية، إلا أنها تلبي هدفاً رئيسياً لروسيا، وهو إنهاء أي قتال ضد نظام بشار الأسد، إذ تعتبره موسكو شرطاً لازماً لتحريك أي مفاوضات سياسية لحل الأزمة. وبالطبع لم يلغِ ترامب برنامج البنتاغون لدعم «قوات سورية الديموقراطية» وقوات «جبهة الجنوب» وأي فصيل قد يعتمد عليه في الحرب على «داعش» في دير الزور وغيرها، ذاك أن هذه القوات دُرّبت وجهّزت وسلّحت بشرط عدم مقاتلة النظام.

هل ينطوي قرار ترامب، كما يقول ناقدوه الأميركيون، على اعتراف بمحدودية النفوذ الأميركي وبالهيمنة الروسية على سورية، وعلى قبول ببقاء الأسد في منصبه، وعلى «منح عاصمة عربية أخرى للإيرانيين»؟ ليست هناك مؤشّرات تنفي أيّاً من هذه الاستخلاصات، وهي منطقية في ما يتعلّق بالأفضلية التي تمتلكها روسيا في إدارة الملف السوري، فطالما أشارت واشنطن إلى أن لا مصالح لها داخل سورية، لكنها فرضت نفسها لاعباً وشريكاً سواء باستخدام المعارضة سابقاً أو باستخدام حلفائها الإقليميين دائماً، بل إن موسكو أصرّت في مختلف المراحل على التفاهم مع واشنطن في شأن سورية كجزء من تفاهمات أكثر شمولاً تتناول ملفات لا علاقة لها بسورية. أما بالنسبة إلى الأسد وإيران فتكثر الافتراضات، لكن قرار إنهاء دعم المعارضة بعد أسبوعين على قمة ترامب - بوتين يوحي على الأقل بأن الجانب الأميركي لم يعد يعطي أولوية لـ «مصير الأسد»، بل لدفع الخطط الروسية والتأثير فيها ولو في شكل غير مباشر، كما فعل لتعديل منهج آستانة رافضاً الاعتراف لإيران بشراكةٍ ودورٍ لا تستحقهما. ولعل واقعية هذا الموقف فرضت نفسها على روسيا، إذ يوضح بعض مصادرها أن وجود إيران في «مسار آستانة» حال دون تقدّمه، كما أن وجود ميليشياتها في ما يسمّى «قوات النظام» بات يحبط إصرار موسكو على استعادة النظام السيطرة على مناطق سورية كافةً. على رغم أن هذه المعطيات تتكرّر في تحليل الإشكال الروسي - الإيراني، إلا أنه لا يمكن البناء عليها لاستنتاج سيناريوات مواجهة لا يريدها الطرفان ولا يسعيان إليها. لكن عوامل التعارض تتكاثر مع الوقت، ولا بد أن تبرز أكثر كلما توسّعت موسكو في توزيع المناطق والأدوار، وكلما اقتربت من وضع تعتقده «مستقرّاً» أمنياً ومساعداً على تحريك التفاوض السياسي، إذ إن طهران تملك ورقة تخريب الحلول، إمّا بالتوتير على الأرض أو بتحريض «جناحها» في النظام، وقد لعبت هذا الدور في مراحل عدّة لعل أحدثها غداة اتفاق وقف النار في الغوطة الشرقية وإعلان النظام التزامه بالتزامن مع هجمات جوية وبرية نُسبت إلى «قواته». وسبق أن حاول الإيرانيون إسقاط هدنة الجنوب الغربي قبل أن يتوصّل الأطراف إلى وضع آليات ثابتة لمراقبتها.

مع وجود أربعة أطراف، أميركا وتركيا ومصر والأردن، إضافة إلى أطراف أخرى يصعب تجاهلها، تحاول جميعاً العمل مع روسيا وعبرها لبلورة ظروف ميدانية جديدة ومنسجمة في مناطق القتال، تحديداً بضبط فصائل المعارضة وبفرض وقائع على النظام حتى لو أدّت إلى تحجيم طموحاته، لا بدّ لإيران من أن تتكيّف مع التطوّرات ومع ما يدعمه المجتمع الدولي، أو تنفرد بموقف يكشف سعيها إلى إدامة الصراع، ما لم تحصل على «ضمانات» مسبقة لمصالحها في سورية، وامتداداً في لبنان. عملياً لن تنجرّ روسيا إلى مواجهة مع إيران، بل تواصل التشاور الدوري معها، لكن الاتفاقات التي تعقدها مع كل تلك الأطراف تقود تلقائياً إلى تطويق الدور الإيراني ورسم حدود له. كما أن استكمال نهج «خفض التصعيد» والتوجّه إلى ترجمته سياسياً في رعاية روسية - أميركية، خلال شهري أيلول (سبتمبر) وتشرين الأول (أكتوبر) المقبلَين، يثيران أيضاً توجّسات إيران التي ستجد شيئاً فشيئاً صعوبة في استخدام الأسد ونظامه للتأثير في ما سيُطرح من خيارات أو تعطيلها. ثمة خللٌ دائم، جوهري وموضوعي، في الخطط الروسية كما في الأميركية، لكن مع بعض الفوارق الشكلية. فهي إذ تسعى إلى تصفية المعارضة المسلّحة تنحاز بوضوح إلى الطرف الآخر، أي نظام الأسد، ولا توازن انحيازها بتعامل جدّي مع المعارضة السياسية ومطالبها المعبّرة بنسبة كبيرة عن طموحات الشعب الذي انتفض ضد هذا النظام. في المقابل، تبدي دولٌ غربية عدة استعداداً براغماتياً لغضّ النظر عن استمرار الأسد في السلطة، وهي لا تبحث في موازنة الفظاعة التي ترتكبها بتشديد الشروط لبقائه أو بدعم الخيارات الصحيحة لتحقيق الانتقال السياسي، بل إنها تستخدم هذه الورقة في مقايضات تجارية أو سياسية مع روسيا وإيران من دون أي اعتبار لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ستبقى في سجل النظام مهما بذل من جهد لتلميعه وتعويمه. وإذا كان الجميع يتغطّى بضرورة وقف القتال للذهاب إلى حل سياسي، فإن أي حلّ مبني على هزيمة الشعب وانتصار النظام وتريد روسيا تمريره بالضغط والاحتيال، وبالتفاهم مع أميركا، سيكون محكوماً عليه بالفشل لأنه يضمر استخدام القوة لفرضه. ومن شأن ذلك أن يعيد الوضع إلى ما كان عليه قبل الانتفاضة الشعبية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

البيان/مقابلة مع محمد عبد الحميد بيضون: السلسلة رشوة إنتخابية وعهد غارق بالمحاصصة

الفساد في لبنان محمي من الطبقة الحاكمة المؤلفة من ستة أشخاص بيدهم كل شيء وهم يديرون الفساد

حزب الله هو خارج القوانين والسيادة ويعمل لأهداف غير لبنانية

كفانا دفع أثمان باهظة لمغامرات حزب الله لمصلحة إيرانية محض

حاورته: كارينا أبو نعيم/البيان/26 تموز/17

بعد أكثر من ست سنوات على طرح سلسلة الرتب والرواتب، وبعد معارك طويلة خاضها الشعب في الشوارع والساحات، وبسحر ساحر أقرّت الحكومة الحالية هذه السلسلة يرافقها مجموعة من الضرائب الجديدة التي تضاف على كاهل المواطن ليغرق أكثر فأكثر في لجج الفقر والبؤس والمعاناة. منذ عشر سنوات ولم تتقدم أي حكومة بموازنة تكشف مداخيل ومصاريف الدولة بأرقام علمية دقيقة. هذا لا يحصل إلا في لبنان. نحن نعاني منذ سنوات من انحلال الدولة وتساقطها رويداً رويدا. وتطالعنا مؤخراً أزمة تضاف الى كل الأزمات الحاصلة في البلد، وهي فتح جبهة عرسال لصد ومحاربة الإرهابيين عن لبنان.

استقبلت "البيان" الوزير السابق الدكتور عبد الحميد بيضون، وتناولت معه ملفات داخلية عديدة أولها سلسلة الرتب والرواتب وتداعياتها مروراً بمعركة عرسال ووصولاً الى الانتخابات الفرعية.

بداية، طرحنا على الدكتور عبد الحميد بيضون السؤال التالي:

ما هي تداعيات سلسلة الرتب والرواتب على اللبنانيين؟

أعتبر هذه السلسلة رشوة إنتخابية. لم تنجح وزارة المالية في تقديم أي دراسة دقيقة حول أرقام الواردات وكلفة هذه السلسلة. حددوا في السابق رقماً معيناً ثم عادوا فعدلوه دون إعطاء أي توضيح حول هذا التعديل. هذا دليل قاطع على عدم وجود الكفاءة في وزارة المالية وفي مجلس النواب المفترض أن يكون لديه لجان متخصصة تدرس وتضع أرقاماً دقيقة جداً. إن مسار هذه السلسلة بقي على حاله طوال ست سنوات، ورغم ذلك لم يُعد كل من وزارة المالية ومجلس النواب أي دراسة تعطي صورة واضحة عن الأعباء الإقتصادية التي سيتحمّلها المواطن من جهة ومن جهة ثانية الإقتصاد الوطني. ابتدأ الكذب السياسي حين باشروا بالقول إن أعباء هذه السلسلة ستكون على الأغنياء. وهذا كلام غير صحيح بدليل أن 70% من أعباء الضرائب مفروضة على الفقراء من المواطنين وليس العكس. وإن اعتبرنا الـ30% المتبقية هي المؤسسات الخاصة لا يعني هذا أن كل المؤسسات تملك رأسمالاً كبيراً كالمصارف، فهناك محلات صغيرة وتجارتها ليست كبيرة، وبالتالي المدخول ليس بالكثير ولا يسمح بزيادة معاشات أو دفع ضرائب إضافية. لقد زادوا على كل الفواتير ضريبة أربعة آلاف ليرة لبنانية، وهذه الفاتورة يستخدمها المواطن العادي يومياً في أعماله. فليسمحوا لنا بهذه الكذبة الكبيرة القائلة إن أعباء السلسلة مصدرها الأغنياء فإن معظم اللبنانيين أصبحوا فقراء بفضل هذه الطبقة السياسية الحاكمة.

يمكن أن نقول أن الإيجابية الوحيدة في تلك السلسلة أن الموظف سيرتفع معاشه. لكن ليس بهذه الطريقة تعمل الدول والحكومات. يفترض أن تكون هناك دراسة تسبق إقرار السلسلة وهي ما يعرف بالموازنة، وتكون فيها الأرقام واضحة، وعلى أساسها تقر نسبة الضرائب زيادة المعاشات وغيرها.. جميعهم يعلم من نواب الى رئيس البرلمان أن كلفة السلسلة تفوق بدرجات الأرقام التي يتكلمون عنها، لهذا السبب أقروها قبل الموازنة، ولو أقرَّت الموازنة قبلها لبانت وتوضحت الأرقام بشكل كبير. إن رئيس المجلس والنواب مسؤولون عن غياب الموازنة مدة عشر سنوات. إنها جريمة دستورية تطال الكل ويحاكم من خلالها الجميع.

هل تعتبر دعوة مفتي الجمهورية لتكون خطبة الجمعة في جميع مساجد لبنان دعماً للجيش اللبناني رسالة موجهة لجهة معينة؟

هناك جو مسموم وغير صحي في البلد وسببه السياسيون أنفسهم. إن السياسيين هم بأنفسهم يطالعوننا بخطابات تحريضية كل يوم. خطابات تحرض على السوريين وأخرى على الجيس اللبناني. لا يمر أي حدث أو موضوع دون حالة استقطاب كبيرة، ولا يوجد أي شيء وطني لأن الحاكمين أنفسهم فاقدون للوطنية، وهم متعصبون لمصالحهم الخاصة، ويديرون الحكم على أساس تعصب طائفي ومذهبي. إن الطائفية والمذهبية تجعلان من مؤسسة كالجيش اللبناني تقع في دائرة الإتهام والتعاطف. وكذلك الأمر بالنسبة للنازح السوري الذي يقع في دائرة الإتهام والتعاطف. إنه جو وطني مسموم سببه هذه الطبقة السياسية التي تقود البلد الى شبه انهيار مؤسساتي. يفترض في حال حصول أي شيء يخص الجيش اللبناني ان يعالج ضمن المؤسسة وان لا يعمد الى الإثارة والتحريض كما شاهدنا مؤخراً.

هل انطلقت معركة عرسال فعلياً؟

لا يمكن القول بأن انطلاق المعركة هو في الواقع اندلاعها فعلياً، لأنه يمكن أن تكون الإنطلاقة هي نوع من الضغط لإنجاح ما يطلبه حزب الله من المقاتلين، وكما حصل سابقاً حين ضغط ونجح بنقل المقاتلين من مكان الى مكان آخر. كان هناك مباحثات جارية بين حزب الله وداعش والنصرة حول نقل المقاتلين الى إدلب. ربما ارتؤوا أن هذه الوساطة تحتاج الى ضغط معين. ما يهمنا في كل هذه العملية، خاصة وأن حزب الله هو خارج القوانين والسيادة ويعمل لأهداف غير لبنانية، أن الإختبار الحقيقي هو ما يمر به جيشنا اللبناني المسؤول عن حماية عرسال، لأن من المتوقع أن يقودها حزب الله الى مغامرة يشبّهها قياديوه بما حصل في الموصل. هذا أمر مخيف جداً، ويجب أن لا يحصل. إن الجيش اليوم ومعه ما تبقى من الدولة اللبنانية مسؤولون عن حماية عرسال وأهلها وبيوتها. كفانا دفع أثمان باهظة لمغامرات حزب الله لمصلحة إيرانية محض.

جاءت التعيينات الأخيرة ترضية للسياسيين. الى متى سنبقى رهينة هذه الظاهرة؟

إنه عهد غارق بالمحاصصة وهي رأس الفساد. لهذا نرجو منهم عدم التكلم عن محاربة الفساد وهم غارقون في المحاصصة. مع الأسف لا نرى إلا أن الأمور تسير من فشل الى آخر. يتكلمون عن الإنجازات ولكن في الواقع كل إنجاز يتكلمون عنه هو فشل بحد عينه. إنه عهد تسيطر فيه المحسوبيات والمحاصصة، وقد غرق في وحولها ولم يعد أحد مراهناً على هذا العهد.

أين هو وزير الفساد؟

في الواقع السبب وراء عدم إنكشاف الفساد هو أنه محمي من الطبقة الحاكمة، وهي مؤلفة من ستة أشخاص. هؤلاء الأشخاص الستة بيدهم كل شيء ويديرون الفساد. لا يوجد قاضٍ واحد يمكن أن يتجرأ وأن يفتح ملفاً له علاقة بهولاء الستة أو أقربائهم. يفتح القضاء ملفات لأناس عاديين أو موظفين صغار، لكنه عاجز عن فتح ملفات الطبقة الحاكمة. كل ملف يصل في القضاء الى المستوى السياسي يتم إغلاقه. لا يمكن محاربة الفساد ضمن هذه الأجواء، ونحن بحاجة الى قوانين جديدة وإصلاحات ومكافحة الفساد في القضاء والأجهزة الأمنية. الإصلاح يبدأ من هنا: القضاء والأجهزة الأمنية.

إن التكتل العوني كان طوال 11 سنة يطلق الإتهامات والشبهات بالفساد على جميع الأطراف، ولم يكن لديه أي مستند. واليوم، وبعد وصول العماد عون الى سدة الرئاسة، أصبح العونيون يطلبون من النواب أن لا يطلقوا اتهامات إنما يطلبون منهم أن يسموا الفاسدين وإلا فليخرسوا. لماذا انقلبت الأدوار؟ خاصة وأن الموجود في السلطة أو في الرئاسات هو القادر على الوصول الى الملفات والأرقام، وهو المسؤول الأول عن إعطاء المعلومات الى المواطنين من خلال وسائل الإعلام أو إحالة الملفات الى القضاء.

ما هو مصير العسكريين المخطوفين عند "داعش"؟

لا يمكن الجزم بهذا الملف. قام حزب الله لمرات عديدة بمفاوضات مع داعش حول هؤلاء العسكريين. لكن لا معلومات لدي حول لماذا لم يتم إسترجاع هؤلاء العسكريين. سؤال موجّه الى حزب الله واللواء ابرايم عباس الذي حمل هذا الملف وعمل عليه طويلاً ويمكن أن يكون لديه صورة واضحة حول آخر المجريات.

ماهي قراءتك للانتخابات الفرعية وهل تعتبرها "بروفا" للإنتخابات النيابية التي ستجري في أيار المقبل؟ وهل ستجري على أساس القانون الجديد؟

صرح وزير الداخلية أن الإنتخابات الفرعية ستجري على أساس القانون القديم، بينما في الواقع عليها أن تجري على القانون الجديد الذي بمجرد صدوره يمحو القانون السابق ولا يحق لأي أحد ان يحيي القديم. هناك معركتان مهمتان في تلك الإنتخابات الفرعية: واحدة في طرابلس والثانية في كسروان. من الواضح أن معركة طرابلس ستكون مهمة جداً لوزن تيار المستقبل الذي سيواجه تكتلاً مهماً في وجهه. ستكون هذه الإنتخابات الفرعية إختباراً حيوياً لتيار المستقبل لكشف قدرته على قيادة طرابلس والشمال. ويمكن لهذا الإختبار الحيوي أن يمنع من إجراء الإنتخابات الفرعية وتؤجل الى أيار المقبل. أما الإمتحان الثاني فهو في كسروان، حيث سيكون هناك تفاهم بين الثنائية المسيحية (عون- جعجع) على مرشح واحد هو شامل روكز. لكن في الجهة المقابلة سيكون هناك تيار مسيحي مستقل كبير جداً رافض لهيمنة هذه الثنائية. هل ستنجح التيارات المسيحية المستقلة بإسقاط هيمنة الثنائية المسيحية وتمنع وجود هيمنة في الوسط المسيحي على طريقة هيمنة حزب الله على الشيعة؟

 

عون التقى وزير الدولة البلجيكي:العمليات الاستباقية للجيش والقوى الامنية حفظت الاستقرار والامن في البلاد فلاهو: بلجيكا ستواصل مشاركتها في اليونيفيل

الأربعاء 26 تموز 2017 /وطنية - اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون "حرص لبنان على تطوير العلاقات اللبنانية - البلجيكية في المجالات كافة، ولاسيما أن قواسم مشتركة تجمع بين البلدين الصديقين".

وأبلغ الرئيس عون، وزير الدولة البلجيكي اندره فلاهو خلال استقباله له قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا في حضور القائم بالاعمال البلجيكي في لبنان السيد جيروان دوبوا، أن "التعددية والتنوع والفرانكوفونية يشكلون نقاطا تميز البلدين وتجعل من الشراكة بينهما ضرورة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية".

وأكد "ترحيب لبنان بالمؤتمر الذي سيعقد في الخريف المقبل في بلجيكا المخصص لحماية الاقليات في الشرق"، منوها ب "الجهد الذي تبذله بلجيكا لإنجاحه".

وعرض الرئيس عون للوزير البلجيكي وجهة نظر لبنان من الاحداث الراهنة، مجددا التأكيد على "دور الجيش والقوى الامنية في محاربة الارهاب على الحدود ومطاردة الخلايا النائمة"، لافتا الى ان "العمليات الاستباقية حققت نتائج ايجابية في عملية حفظ الاستقرار والامن في البلاد".

وشكر رئيس الجمهورية للوزير البلجيكي "وقوف بلاده الى جانب لبنان في المحافل الاقليمية والدولية ومشاركتها في القوات الدولية العاملة في الجنوب (يونيفيل) المكلفة تطبيق قرار مجلس الامن الرقم 1701 الذي ينادي لبنان باستكمال تطبيقه".

وأشار الرئيس عون إلى أن لبنان الذي قدم، ولا يزال، الرعاية على انواعها للنازحين السوريين، على رغم التداعيات السلبية للنزوح السوري عليه مختلف الاصعدة، يدعم المساعي الدولية المبذولة للوصول الى حل سياسي للازمة السورية ما يضع حدا لمعاناة النازحين ويؤمن لهم عودة كريمة وآمنة الى بلدهم وأرضهم".

فلاهو

وكان الوزير فلاهو عرض للرئيس عون أهداف زيارته للبنان، مؤكدا "التعاون القائم بين البلدين والرغبة في تعزيزه، بالإضافة الى تفعيل التبادل التجاري والتعاون الثقافي بينهما"، لافتا إلى أن "مشاركة بلجيكا في اليونيفيل مستمرة".

 

عون: لبنان يميز بين الارهابيين والمدنيين ويدعم حلا سياسيا لازمة سوريا والعودة الامنة

الأربعاء 26 تموز 2017

وطنية - اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، حرص لبنان على تطوير العلاقات اللبنانية - البلجيكية في المجالات كافة، لا سيما وان قواسم مشتركة تجمع بين البلدين الصديقين. وابلغ الرئيس عون، وزير الدولة البلجيكي اندره فلاهو، خلال استقباله له قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، في حضور القائم بالاعمال البلجيكي جيروان دوبوا، ان "التعددية والتنوع والفرانكوفونية يشكلون نقاطا تميز البلدين وتجعل من الشراكة بينهما ضرورة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية". واكد الرئيس عون "ترحيب لبنان بالمؤتمر الذي سيعقد في الخريف المقبل في بلجيكا المخصص لحماية الاقليات في الشرق"، منوها ب"الجهد الذي تبذله بلجيكا لانجاحه". وعرض الرئيس عون للوزير البلجيكي، "وجهة نظر لبنان من الاحداث الراهنة"، مجددا التأكيد على "دور الجيش والقوى الامنية اللبنانية في محاربة الارهاب على الحدود ومطاردة الخلايا النائمة"، لافتا الى ان "العمليات الاستباقية حققت نتائج ايجابية في عملية حفظ الاستقرار والامن في البلاد".

وشكر رئيس الجمهورية للوزير البلجيكي "وقوف بلاده الى جانب لبنان في المحافل الاقليمية والدولية، ومشاركتها في القوات الدولية العاملة في الجنوب "يونيفيل" المكلفة تطبيق قرار مجلس الامن الرقم 1701 الذي ينادي لبنان باستكمال تطبيقه".

واشار الى ان "لبنان الذي قدم، ولا يزال، الرعاية على انواعها للنازحين السوريين، على رغم التداعيات السلبية للنزوح السوري عليه على مختلف الاصعدة، يدعم المساعي الدولية المبذولة للوصول الى حل سياسي للازمة السورية، ما يضع حدا لمعاناة النازحين ويؤمن لهم عودة كريمة وآمنة الى بلدهم وارضهم".

فلاهو

وكان الوزير فلاهو عرض للرئيس عون، اهداف زيارته للبنان، فأكد "التعاون القائم بين البلدين والرغبة في تعزيزه، بالإضافة الى تفعيل التبادل التجاري والتعاون الثقافي بينهما"، كما اكد ان "مشاركة بلجيكا في اليونيفيل مستمرة".

منظمة هيومن رايتس واتش

واستقبل الرئيس عون، في حضور وزير العدل سليم جريصاتي، المدير التنفيذي لمنظمة "هيومن رايتس واتش" كينيث روث، واطلع منه على عمل المنظمة في لبنان ودول المنطقة، حيث اكد رئيس الجمهورية "احترام لبنان لحقوق الانسان، لا سيما لجهة عدم التمييز على اساس العرق او المعتقد او الاثنية اوالجنس"، معتبرا انها "حقوق اساسية لجميع الكائنات البشرية ولدى الدولة اللبنانية مصلحة في حمايتها وتعزيز مبادئها".

وشدد على ان "لبنان يتعاون مع الهيئات الحكومية وغير الحكومية ومنها منظمة هيومن رايتس واتش في الدفاع عن حقوق الانسان واتخاذ الخطوات الضرورية لذلك في المجالات كافة".

واكد ان "لبنان يتخذ التدابير الضرورية لمنع التعذيب بكل اشكاله، كما يحمي حقوق السجناء والمشتبه بهم ويدعم الغاء الاجراءات المجحفة بحقهم، وتوفير محاكمات عادلة لهم استنادا الى القانون".

كذلك ابلغ الرئيس عون الوفد بان "لبنان يوفر كل الدعم المناسب للنازحين السوريين ويميز بوضوح بين الارهابيين والمسلحين الذين تلاحقهم الاجهزة الامنية المعنية، والمدنيين الموجودين في مختلف المناطق اللبنانية والذين يلقون رعاية المؤسسات الرسمية والاهلية والدولية".

واشار الرئيس عون الى ان "القوى المسلحة لا يمكن ان تتساهل مع المسلحين الذين يعتدون على القوى الامنية وينفذون عمليات انتحارية بالمدنيين والعسكريين ويوقعون في صفوفهم شهداء وجرحى ومعاقين".

وعن اوضاع النازحين السوريين، اكد "استمرار الادارات والمؤسسات اللبنانية في تقديم المساعدات لهم، علما ان المساعدات الدولية تصل مباشرة اليهم ولا تمر بالمؤسسات الرسمية"، مشددا على ان "لبنان يصنف هؤلاء ب" نازحين" وليس ب" لاجئين" لانهم نزحوا الى لبنان هربا من الحرب والقتل والدمار وليس لاسباب سياسية، ولبنان يدعم العودة الامنة لهم الى وطنهم وليس العودة الطوعية التي ينادي بها البعض".

روث

وكان روث عرض لعدد من الملاحظات التي سجلتها المنظمة، واعرب عن تقديره "للموقف الذي اعلنه رئيس الجمهورية الرافض لحملات التحريض ضد النازحين السوريين، التي سجلت خلال الايام الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي عدد من وسائل الاعلام"، وقال: "ان موقف الرئيس عون في هذا المجال، هو موقف يحتذى به ودليل على القيادة الحكيمة التي يتمتع بها".

النائب الفرنسي الرديف جوزف مكرزل

وفي قصر بعبدا، النائب الرديف في البرلمان الفرنسي جوزف مكرزل الذي هنأه رئيس الجمهورية بانتخابه، متمنيا له "التوفيق في مهامه".

 

ترامب للحريري: الجيش اللبناني سيكون المدافع الوحيد الذي يحتاجه لبنان رئيس الحكومة: نلتزم بالقرار 1701 إضافة إلى جميع قرارات مجلس الامن.

الأربعاء 26 تموز 2017

http://eliasbejjaninews.com/?p=57316

وطنية - اجرى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري محادثات مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب تناولت الاوضاع في لبنان وسبل مساعدته لمواجهة ازمة النزوح السوري والنهوض بالوضع الاقتصادي ودعم الجيش اللبناني وآخر مستجدات الاوضاع في المنطقة العربية.

وكان الرئيس الحريري قد وصل عند الساعة الثانية من بعد ظهر امس بتوقيت واشنطن التاسعة ليلا بتوقيت بيروت الى البيت الابيض حيث استقبله الرئيس الاميركي عند المدخل الرئيسي وتوجها فورا الى المكتب البيضاوي وعقدااجتماعا ثنائيا استهله الرئيس ترامب بالترحيب بالرئيس الحريري وقال:" انه لشرف عظيم ان نستقبل رئيس الوزراء سعد الحريري اليوم وقد شاهدنا التقدم الكبير في لبنان وهذاامر ليس سهلا في الوقت الذي يحارب فيه على جبهات عدة، وقد طور العلاقات بشكل حقيقي، العلاقات مع ممثلينا ومعي سيدي الرئيس انه لشرف استضافتك في المكتب البيضاوي.

ورد الرئيس الحريري فقال:"انه لشرف ان نكون هنا معك سيدي الرئيس ومسرورون للتأكيد على ان شراكتنا في محاربة داعش وكل انواع الارهاب مستمرة ونأمل ان تستمر هذه الشراكة لما فيه خير المنطقة.وآمل ان نتحدث بشكل اوسع عن هذه الامور".

اجتماع موسع

ثم عقد اجتماع موسع حضره الرئيس الرئيسان ترامب والحريري وشارك فيه عن الجانب اللبناني الوزير جبران باسيل القائم باعمال السفارة اللبنانية في واشنطن كارلا جزار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ،السيد نادر الحريري والمستشارة آمال مدللي، وعن الجانب الاميركي وزير الخزانة الاميركية ستيفن منوشين مدير مكتب الرئيس ترامب راينس برياباس، مستشار الامن القومي الجنرال ماك ماستر ومستشار الرئيس الاميركي جاريد كوشنير، مدير مجلس الاقتصاد الوطني غاري كوهن، السفيرة الاميركية في لبنان اليزابيت ريتشارد وعدد من كبار مساعدي ومستشاري الرئيس ترامب، وتم خلاله مناقشة مختلف المواضيع المطروحة على بساط البحث بشكل تفصيلي.

موتمر صحفي مشترك

بعد ذلك عقد الرئيسان ترامب والحريري مؤتمرا صحافيا مشتركا استهله الرئيس الاميركي بالقول :"يشرفني أن أرحب برئيس وزراء لبنان سعد الحريري في البيت الأبيض، وقد انتهينا للتو من حديث بناء ومكثف عن التحديات والفرص التي تواجه لبنان وجيرانه. فلبنان على الخط الأمامي في محاربة داعش والقاعدة وحزب الله. والشعب اللبناني من جميع الطوائف يعمل سويا، وأنتم تعلمون ذلك، وقد بحثنا مطولا المحافظة على أمان وازدهار الشعب اللبناني الذي يحب بلده ويود المحافظة على ازدهاره وأمنه.

اضاف ترامب:" دولة الرئيس،أود أن أهنئكم وأشجعكم على صمودكم في هذا المكان.ان الروابط التي تجمع بين لبنان وأميركا تعود إلى أكثر من قرن، فهي علاقات طويلة الأمد، تعود الى العام 1860، حين أسس الأميركيون الجامعة الأميركية في بيروت. والآن وبعد أكثر من مائة وخمسين عاما، ومع استمرار الدعم الأميركي، تستمر الجامعة بتثقيف وتعليم أجيال من القادة في المنطقة. كما تسعى أميركا ولبنان اليوم أيضا إلى تعزيز العلاقات فيما بينهما بطرق عديد من ضمنها استمرار العمل على السلام المتبادل. والجيش اللبناني قد حقق في السنوات الأخيرة إنجازات عظيمة أيضا. وعندما حاول "داعش" اقتحام شمال لبنان انتصر الجيش اللبناني عليه، ومنذ ذلك الوقت استمر الجيش بالمحاربة لحماية حدوده ومنع "داعش" وإرهابيين آخرين عديدين من الدخول إلى لبنان".

وتابع :" إن الولايات المتحدة والجيش الأميركي فخوران بالمساعدة في هذه الحرب، وسنستمر في ذلك،وبمساعدة أميركا تستطيع أن تضمن أن الجيش اللبناني سيكون المدافع الوحيد الذي يحتاجه لبنان وهو قوة محاربة قوية وفعالة جدا وأن صمود الشعب اللبناني يأتي من الداخل. وأن حزب الله يمثل تهديدا للدولة اللبنانية والشعب اللبناني والمنطقة بأكملها، وأن هذه المجموعة تستمر في زيادة عتادها العسكري مما يعزز خطر النزاع مع إسرائيل. وبدعم من إيران تستمر هذه المجموعة بتعزيز وتقوية المأساة الإنسانية في سوريا. وحزب الله يظهر نفسه على أنه مدافع عن مصالح اللبنانيين، لكن من الواضح أنه ينفذ مصلحته الشخصية ومصلحة داعمه إيران".

وقال الرئيس الاميركي :"لقد كررت عدة مرات أنه على الشرق الأوسط أن يتحمل مسؤوليته في مساعدة النازحين السوريين حتى عودتهم إلى ديارهم وإعادة بناء بلدهم، وأن الشعب اللبناني قد قاد هذه الحملة من خلال استضافته أكبر عدد من النازحين من أقرب دولة في المنطقة، وأود أن أوجه الشكر لرئيس الوزراء اللبناني وللشعب اللبناني لاستضافته كل هذا العدد من النازحين من داعش ومن نظام الأسد ومن داعميه أيضا. وأود أن أتعهد وأؤكد دعمنا المستمر للبنان. ومنذ بدء الأزمة السورية ساعدت أميركا لبنان في دعم واستضافة النازحين السوريين بالمياه والطعام والمأوى والضمان والمساعدة الطبية، وإنني أتعهد أن أدعم الاحتياجات الإنسانية للنازحين السوريين، وبقاءهم قرب دولتهم. والولايات المتحدة مسرورة وفخورة للوقوف مع من لديهم الشجاعة لمواجهة الإرهاب، ويتحملون المسؤولية في منطقتهم.إن صمود الشعب اللبناني في وجه الإرهاب والحرب عظيم، وإنني أحيي المواطنين في لبنان الذين يعملون لضمان مستقبل وأمان وازدهار وسلام لأولادهم".

وختم الرئيس الاميركي :" حضرة رئيس الوزراء، أنا ممتن لوجودك هنا اليوم، إنه يوم كبير بالنسبة للولايات المتحدة، لأنك أيضا سمعت بالتصويت الذي حصل اليوم في الكونغرس حين وقفنا سويا وشاهدنا التصويت عبر التلفزيون قبل خروجنا لهذا المؤتمر. ونحن نتطلع للعمل معكم لتعزيز شراكتنا وصداقتنا المستمرة بين الشعبين الأميركي واللبناني".

الرئيس الحريري

من جهته، قال الرئيس الحريري :" تشرفت وسررت بعقد لقاء جيد جدا مع الرئيس ترامب. وإنني أقدر أيضا قيادة أميركا للعالم اليوم. لقد بحثنا الوضع في منطقتنا والجهود التي نبذلها في لبنان من أجل حماية استقرارنا السياسي والاقتصادي بالتزامن مع محاربة الإرهاب. وقد شكرت الرئيس ترامب على دعمه للجيش اللبناني والأجهزة الأمنية، إضافة إلى دعمه لليونيفيل للمحافظة على السلام والاستقرار على حدودنا الجنوبية، حيث تلتزم حكومتنا بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 إضافة إلى جميع قرارات المجلس".

اضاف :" لقد بحثنا أيضا الضغوط التي يتعرض لها لبنان نتيجة وجود مليون ونصف مليون نازح سوري على الأراضي اللبنانية. وقد أطلعت الرئيس ترامب على رؤية حكومتي في التعامل مع هذه الأزمة، بدعم من المجتمع الدولي. كما بحثنا أيضا الآفاق الاقتصادية في لبنان وجهود حكومتنا لدفع النمو اقتصادي الشامل مع التركيز على خلق فرص عمل.

وهنا أود أن أشكر الرئيس ترامب والولايات المتحدة الأميركية على دعمهم للشعب اللبناني الذي يسعى للحفاظ على بلدنا كمثال للاعتدال والحوار والعيش المشترك والحكم الديمقراطي في منطقتنا".

حوار

ثم سئل الرئيس الحريري:" ما رأيك بما يحصل بين السعودية وقطر؟ وهل لقطر أثر في موضوع الإرهاب؟ وهل تتمنى أن يزيد الرئيس ترامب الضغط على هذا التحالف؟

أجاب:" أعتقد أن هناك جهدا يقوده الكويتيون، وهم أنجزوا بعض التقدم. ونحن نرى أن الحوار هو أفضل طريقة لتحسين وتطوير العلاقة بين السعودية وقطر. كما أنني أعتقد أن الولايات المتحدة تستطيع المساعدة في حل هذه المسألة في الخليج.

وسئل الرئيس ترامب:" ما هو موقفكم من العقوبات الشديدة التي أقرها الكونغرس مؤخرا على حزب الله؟ وما هو رأيك بشأن دور الحزب في سوريا؟

أجاب: سأعلن عن موقفي خلال الساعات الأربع والعشرين التالية، وسنرى ما سيحصل بالتحديد وسأعقد اجتماعات مع خبرائي ومع ممثلين عسكريين لنأخذ هذا القرار في وقت قريب جدا. كذلك سأتحدث بشأن دور حزب الله في سوريا.

وسئل الرئيس الحريري: بماذا ترد الحكومة اللبنانية على الكونغرس الأميركي بشأن العقوبات بحث حزب الله؟

أجاب:" نحن لطالما تعاونا في أي موضوع حين تفرض علينا عقوبات. ونحن نقوم بعدة اتصالات وستكون لدي عدة جولات في الكونغرس لكي نتمكن من التوصل إلى تفاهم بشأن هذه العقوبات".

وسئل الرئيس ترامب: كيف يمكن للولايات المتحدة مساعدة لبنان في التعامل مع هذا العدد الكبير من اللاجئين السوريين؟ وهل هناك من طريقة لتسهيل عودة النازحين إلى بلادهم؟

أجاب:" نعم نحن نساعد، وأحد أوجه هذه المساعدة هي محاربة داعش والتخلص منه. نعرف أن الجنرالات لا يحبون الكلام، ولكن التقينا وتحدثنا البارحة معهم عن النجاحات العظيمة التي أنجزوها ضد داعش. وقد حققنا تقدما كبيرا في الأشهر الأربعة أو الخمسة الأخيرة، بالمقارنة مع ما سبق وقامت به الإدارة السابقة خلال ثماني سنوات. لذلك علينا أن نرى ما سيحصل، لكني أستطيع أن أؤكد لكم أننا أنجزنا تقدما كبيرا في محاربة داعش في سوريا وفي العراق وفي أماكن عديدة أخرى، وجيشنا هو قوة كبيرة. وكما تعلمون، تركت للقادة على الأرض حرية القيام بما يجب. في السابق كان عليهم التواصل دوما مع البيت الأبيض والتحدث مع أشخاص لا يتمتعون بالخبرة، وربما هؤلاء لم يكونوا يعرفون أي شيء عن البلاد التي يعمل فيها هذا الجيش.أما أنا فقد سمحت للقادة العسكريين إتخاذ ما عليهم القيام به، وقد أنجزنا خططا عظيمة وحققنا إنجازات كبيرة بحق داعش في سوريا والعراق.

وسئل الرئيس ترامب: ما رأيكم ببقاء بشار الأسد في سوريا؟

فأجاب: لست من المعجبين بالأسد، وأنا أؤكد ذلك لكم. ويمكنكم أن تعرفوا أنني لست من المعجبين به حين قررت إطلاق صواريخ التوماهوك. وأنا متأكد من أن ما قام به بالنسبة إلى سوريا والإنسانية أمر فظيع ومخيف وأنا كررت ذلك منذ وقت طويل. أنا لست شخصا سيقف ويترك الأسد ينفذ بما قام به، لقد نفذ بذلك عدة مرات خلال عهد الرئيس أوباما، وأنا أرى أنه كان يجب على أوباما أن يتخطى الخطوط الحمر، لأن أمورا فظيعة حصلت ضد الإنسانية من ضمنها استخدام الغاز والقتل، وهذا كان يوما سيئا لأميركا ولسوريا. بل إنني أقول أكثر من ذلك، لو كان الرئيس أوباما قد تخطى الخط الأحمر وقام بما يجب في عهده لما كانت روسيا أو إيران قد وصلتا إلى ما وصلتا إليه اليوم في سوريا.

وسئل الرئيس الحريري: حكي كثيرا عن خفض ميزانية الدعم الأميركي للبنان. بعد اللقاءات التي أجريتموها، هل أنتم مطمئنون لاستمرار هذا الدعم وخصوصا للجيش اللبناني؟

أجاب: نحن مطمئنون أن شاء الله، وكان هناك حوار صريح مع فخامة الرئيس، وإن شاء الله الدعم سيستمر كما كان عليه في السابق للجيش والقوى الأمنية، وهذا الأمر متروك للجيشين اللبناني والأميركي للتقرير بشأن أنواع الأسلحة والتدريبات التي يحتاجونها.

كلمة في السجل الذهبي

وكان الرئيس الحريري قد دون الكلمة التالية في السجل الذهبي للبيت الابيض:

" اللقاء مع الرئيس دونالد ترامب كان شرفا عظيما لتقدير قيادته وقيادة الولايات المتحدة في العالم.

 

الحريري حاضر في معهد كارنيغي: العالم بأسره مدعو إلى المساعدة في الحفاظ على النموذج اللبناني لأنه رصيد للمنطقة

الأربعاء 26 تموز 2017

http://eliasbejjaninews.com/?p=57348

وطنية - لبى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري قبل ظهر اليوم دعوة معهد كارنيغي للسلام العالمي، وألقى محاضرة حضرها عدد من اعضاء الوفد اللبناني المرافق ومدير المعهد وليم بيرنز وحشد من المفكرين والباحثين، وأدارتها مديرة برنامج الشرق الاوسط في المعهد ميشال دان.

بداية رحب بيرنز بالحريري، وتحدث عن دور المعهد ونشاطاته وعن الاوضاع في الشرق الاوسط وما يشهده من أعمال عنف وتطرف، مثنيا على "الدور الذي يضطلع به الرئيس الحريري في إرساء الاستقرار في لبنان ومحاربة التطرف وتأكيد دور الاعتدال في لبنان والمنطقة وما يقوم به اللبنانيون للنهوض ببلدهم من جديد". ثم تحدث الحريري، فقال: "وصف البابا الراحل يوحنا بولس الثاني لبنان بأنه "رسالة الى المنطقة والعالم". وأنا هنا أضيف: لبنان رصيد ثمين للمنطقة وللعالم. في منطقة محفوفة بالعنف الديني والطائفي وفي عالم أصبح فيه التعايش بين الإسلام والمسيحية يصور على نحو متزايد بأنه مستحيل، يقدم لبنان نموذجا للتعايش والحوار والحل السياسي. وفي منطقة لا توفر فيها الأنظمة الاستبدادية أي بديل سوى القمع والحرب الأهلية، فإن نظام لبنان الديموقراطي - غير المثالي ولكن الديموقراطي- يقدم نموذجا أيضا. وفي منطقة أصبح فيها اليأس القاعدة، وحيث الآفاق الاقتصادية والاجتماعية قاتمة، يقدم لبنان نموذجا للمرونة والإبداع والمبادرة. وفي منطقة يهددها التطرف والإرهاب، يشكل لبنان نموذجا لمجتمع يرتكز على الاعتدال ويمنع التطرف، ولجيش وقوى أمن تكافح الإرهاب بفاعلية وتحقق النجاح تلو النجاح في هذه المعركة. وفي عالم لا يقدر على استيعاب اللاجئين بالآلاف، فإن لبنان الذي يبلغ عدد سكانه 4 ملايين نسمة، لديه ما يقارب مليون ونصف مليون نازح سوري، إضافة إلى نحو نصف مليون لاجئ فلسطيني على أراضيه، أي بمعدل واحد مقابل اثنين. وفي ذلك يقدم لبنان خدمة للعالم". وأضاف: "لجميع الأسباب المذكورة أعلاه وأكثر، يشكل لبنان رصيدا ثمينا للمنطقة والعالم. واجه هذا الرصيد ولا يزال العديد من التهديدات. نتعامل نحن اللبنانيين مع بعض منها بمفردنا، وللتعامل مع بعضها لا بد من مساهمة المجتمع الدولي. اسمحوا لي أولا أن نناقش ما نقوم به نحن اللبنانيين من أجل تحقيق الاستقرار. لبنان يخرج من عشر سنوات من المأزق السياسي الذي قسم البلاد وأدى إلى تقاعس اقتصادي وتآكل ثقة المستثمرين.

واجهنا قبل أقل من عام تحديات التوتر السياسي والشلل في اتخاذ القرار وانخفاض تدفقات رؤوس الأموال والنمو البطيء والآثار السلبية للصراع السوري وما أنتج من أزمة النازحين السوريين. منذ ذلك، انتخبنا رئيسا ووضعنا حدا للشغور في السلطة دام 3 سنوات. وشكلنا حكومة وحدة وطنية وأقررنا قانونا انتخابيا جديدا. باختصار، أعيدت الحياة السياسية إلى طبيعتها. ومن المقرر اجراء الانتخابات في أيار المقبل، الامر الذي يمنح حكومتنا الحالية 10 أشهر. وعلى الرغم من هذه الفترة القصيرة، فإنني أخطط لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية مع التركيز على أربعة أهداف:

1- تحريك النمو الاقتصادي الشامل.

2- الحفاظ على الاستقرار المالي.

3- تخفيف تأثير النازحين السوريين.

4- تنفيذ برنامج استثمار رأسمالي".

وتابع: "ستساعد هذه الأهداف على خلق دورة تحسن الأوضاع الاقتصادية. من أجل تحفيز النمو، نعول على الاستقرار السياسي المستعاد لتشجيع نشاط القطاع الخاص. نطور نموذجا جديدا للنمو وننوع مصادر النمو: تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، النظام البيئي للشركات الناشئة، قطاع النفط والغاز. نبني قدرات تصنيع في المناطق الصناعية والمناطق الاقتصادية الخاصة ونعمل على تعزيز مشاركة القطاع الخاص واعتماد قانون الشراكة بين القطاع العام والخاص وتطوير أسواق رأس المال. ونقدم حزمة حوافز للقطاع الخاص".

وأكد أنه "للحفاظ على استقرار المالية العامة، أقررنا موازنة عامة هذه السنة لأول مرة منذ 12 عاما، ونعمل الآن على إقرار موازنة عام 2018. كما أقررنا سلسلة رتب ورواتب محايدة، حيث لا يتم تمويل أي نفقات إضافية من خلال الدين، كما أقررنا إصلاحات إدارية نحن في حاجة إليها.

نعمل على تحسين تحصيل الضرائب، ونهدف إلى استقرار نسبة الدين الى الناتج المحلي الإجمالي على المدى القصير. غير أن الاستقرار المالي يواجه أيضا ضغوط زيادة الإنفاق على الجيش والأجهزة الأمنية، والتي هي في طليعة مكافحة الإرهاب. هنا يأتي الجزء الذي يحتاج فيه المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته وحمل العبء معنا. كما قلت من قبل، لم يسبق ان استقبل أي بلد في العالم في التاريخ الحديث هذا العدد من النازحين بالنسبة الى عدد سكانه. كما لم يظهر أي شعب الكرم الذي أظهره اللبنانيون لمليون ونصف مليون نازح سوري. إلا أن آثار النزاع في سوريا وتدفق اللاجئين كانت مدمرة على اقتصادنا وبنيتنا التحتية وقطاعاتنا الاجتماعية". وقال: "تشير أحدث تقديرات البنك الدولي إلى أن الخسائر التراكمية للناتج المحلي الإجمالي في لبنان منذ بداية النزاع تبلغ 18 مليار دولار وخسائر الإيرادات 4،2 مليار دولار. كما تضاعفت نسبة البطالة بشكل خاص بين الشباب - السوريين واللبنانيين - مع أكثر من 500 ألف شاب معرض للخطر اليوم". وأضاف: "يعمل نظام المدارس الحكومية في لبنان على مدار الساعة تقريبا ويستوعب عدد أكبر من الطلاب السوريين قياسا مع عدد الطلاب اللبنانيين: 230 ألف سوري و200 ألف لبناني. رغم ذلك لا يزال يقدر أن هناك 200 ألف طفل سوري في لبنان خارج المدرسة، مما يشكل خطرا حقيقيا على مستقبلهم ومستقبل سوريا ولبنان. ويظهر الضغط نفسه على المستشفيات العامة وشبكة الكهرباء والمياه والنفايات وجميع الخدمات العامة. وحددت حكومتنا رؤيتها للتعامل مع الأزمة في مؤتمر بروكسل في وقت سابق هذا العام. كما شهدنا أخيرا بوادر تعب في المجتمعات المضيفة، مع تزايد التوترات مع النازحين السوريين. والوضع بكل بصراحة هو قنبلة موقوتة. عدد الشباب اللبنانيين الذين سقطوا في فخ التطرف ضئيل جدا، ويكاد لا يذكر. وهذه نتيجة إيجابية مباشرة للانفتاح والتنوع والتسامح والاعتدال المدون في الجينات اللبنانية.

مع ذلك، إذا تعثرت مدارسنا ومستشفياتنا والبنية التحتية والخدمات العامة والمجتمعات المضيفة تحت العبء الحالي الذي لا يحتمل، فسنواجه جميعنا جيلا ضائعا من السوريين واللبنانيين. واذ نقر بالمساعدات التي يقدمها المانحون إلى النازحين السوريين في لبنان، إلا أنها كانت مساعدات إنسانية في شكل اساسي وأقل بكثير من المطلوب".

واردف: "وهنا اسمحوا لي أن أكرر موقفي من مسألة عودة النازحين السوريين إلى بلدهم:

أولا، نؤيد تماما عودة النازحين السوريين الآمنة والسريعة. لكن لن نجبرهم تحت أي ظرف على العودة إلى سوريا.

ثانيا، سنتناول هذه المسألة فقط بالتنسيق الوثيق مع الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة.

ثالثا، سنحرص على أن تكون شروط العودة متوافرة بشكل صحيح ووفقا للقانون الدولي".

وأشار الى "أننا نعمل على تطوير برنامج استثمار رأسمالي يمتد سنوات لتحديث بنيتنا التحتية ومعالجة الثغرات وتحسين الخدمات العامة الأساسية. في الواقع، لقد كانت النفقات الرأسمالية على مدى السنوات الماضية أقل بـ5 في المئة من مجموع النفقات. يتم استهلاك مخزون رأسمالنا. ونحن الآن في صدد وضع اللمسات الأخيرة على برنامج في حدود 14 مليار دولار، تماشيا مع خطة التنمية الطويلة الأجل في لبنان.

وينصب التركيز بوجه خاص على النقل والمياه والكهرباء والتعليم والصحة والاتصالات السلكية واللاسلكية. من أجل ذلك سنحشد المساعدة في شكل منح وقروض تساهلية مع تشجيع مشاركة القطاع الخاص".

وختم: "لا يساورني أدنى شك في أننا سنعمل معا على إلحاق الهزيمة بهذا النوع الحالي من التطرف والإرهاب. لكن من الممكن أن يظهر نوع أكثر خطورة إذا لم يتم التوصل إلى حل سياسي في العراق وسوريا، يسمح بإشراك جميع الطوائف والمجموعات في السلطة.

إن نظام لبنان الديموقراطي والشامل والمنفتح هو النموذج لهذا الحل. وعلى نطاق أوسع، فإن الحصن الوحيد ضد التطرف هو الاعتدال والحوار والتعايش. وهنا أيضا لبنان هو النموذج. نستطيع التغلب على اليأس بالأمل وبالمرونة وبالإبداع ومن خلال جميع هذه القيم التي يعتبر لبنان نموذجا لها. ونقوم ما بوسعنا كلبنانيين لتعزيز نموذجنا وانجاحه. إن العالم بأسره مدعو إلى المساعدة في الحفاظ على هذا النموذج، الذي يشكل رصيدا ثمينا للمنطقة والعالم".

 

سامي الجميل في ذكرى استشهاد وليم حاوي: لا بديل عن الشرعية والدولة والجيش

الأربعاء 26 تموز 2017 /وطنية - أحيا حزب الكتائب اللبنانية في الصيفي، الذكرى ال41 لاستشهاد وليم حاوي، بحضور الرئيس أمين الجميل، رئيس الحزب النائب سامي الجميل، النائب نديم الجميل، الوزير السابق آلان حكيم، نائبي رئيس الحزب الوزير السابق الدكتور سليم الصايغ وجوزف أبو خليل، النائب نديم الجميل، الدكتور فؤاد أبو ناضر، كريمة حاوي السيدة ليلى حاوي زود، وقيادات كتائبية سابقة وأعضاء المكتب السياسي والمجلس المركزي. بعد النشيدين الوطني والكتائبي، كانت كلمة وجدانية للرئيس الجميل استذكر فيها الأيام التي جمعته بالمكرم والمعارك التي خاضوها سويا.

سامي الجميل

ونوه النائب الجميل في بداية التكريم ب"الثقل التاريخي الذي تضمه بين جدرانها قاعة المكتب السياسي الكتائبي"، وقال: "إن وليم حاوي إنسان استثنائي مر في تاريخ الكتائب وجسد مدرسة المؤسس التي تشكل المنطلق الأساسي لكل موقف يتخذه الحزب اليوم، والذي يبدأ بأن تتحمل الدولة اللبنانية مسؤوليتها في الدفاع عن لبنان وحماية مواطنيه، وأن تقوم بواجباتها تجاههم، وهذا كان مطلب الكتائب قبل عام 1975 وبعده، ومنذ عام 1969 الذي شكل بنظرنا انطلاقة الحرب الحقيقية عندما خضعت الدولة اللبنانية وتخلت عن سيادتها واستقلالها لصالح القوى المسلحة التي كانت تريد ان تتحكم بحق الشعب اللبناني في تقرير مصيره، وأن تأخذه بمعزل عن المؤسسات اللبنانية الى مغامرات دفع ثمنها الفلسطينيون أولا، ثم اللبنانيون".

أضاف: "اليوم في عام 2017، لا يمكن إلا أن نتذكر تلك التجربة لنتعلم منها انه عندما تفقد الدولة سيطرتها على الأرض ولا تكون سيدة قرارها تكون النتيجة كارثية على كل الشعب اللبناني وكل من يدافع عن قضية محقة". أضاف: "انطلاقا من هنا، نقول لا بديل عن الشرعية والدولة والجيش، وفي كل مرة اعتبرنا أنه من الممكن أن نتخلى عن جزء من سيادتنا وجدنا أنفسنا وقد خسرنا كامل بلدنا". وتابع: "الرئيس المؤسس والقائد وليم حاوي لم ينظرا الى الحزب كهدف، بل إن حزب الكتائب كان بالنسبة اليهما، كما بالنسبة الينا اليوم، وسيلة للدفاع عن لبنان الذي هو القضية، فالمؤسس كان مستعدا لأن يضحي بمصلحة الكتائب في كل لحظة من أجل مصلحة لبنان، وليس ان يضحي بالشعب اللبناني من أجل مصالح شخصية، وهذا ما برهناه مع الرئيس امين الجميل، وما زلنا نبرهنه يوميا".

وأردف: "ما يميز الكتائب هو رفضه جر شبابه إلى معارك عبثية على خلفية مصالح شخصية وأبعاد حزبية، بل ان قراراتنا كانت وطنية هدفها الدفاع عن لبنان".

وعن أخلاقيات المدرسة الكتائبية التي جسدها وليم حاوي، قال: "لن نرضى بعد اليوم بأن تتشوه صورة 6 آلاف شهيد من شبابنا ناضلوا بضمير حي دفاعا عن لبنان دون مقابل، وكانوا أنقياء وشرفاء. الأخلاقيات التي تجلت عند وليم حاوي هي دافع أساسي لمعركة الشفافية ومحاربة الفساد التي يخوضها الحزب في لبنان لأنها جزء من تعاليمنا التي تملي علينا أن نشهد للحقيقة، وأن ندافع عن الأوادم في البلد، والذين أمضى حاوي حياته يدافع عنهم مع كل الرفاق في حزب الكتائب، وعن كل انسان له حق في هذا البلد وقد سلب منه". أضاف: "لن نرضى بالسكوت عن الخطأ إجلالا لهذه الذكرى ووفاء لشهدائنا، فبقدر ما لدينا واجب للدفاع عن لبنان واستقلاله وحصرية السلاح وبقاء الدولة، لدينا واجب الدفاع عن المواطن والإنسان اللبناني الذي هو في صلب عقيدة الكتائب التي تقول إن المجموعة هي في خدمة الإنسان، وليس العكس، فالكتائب تضحي من اجل الانسان الشريف الآدمي ليعيش في هذا البلد بكرامة ولينتصر وينال حقه". وتابع: "نعم، إنها انتفاضة الأوادم، ونحن فخورون بها ونقول كفى اعتبار الآدمي في لبنان رديفا لإنسان هامشي لا مكان له في البلد في حين يكرم الثعلب والسارق على أساس، إنه القدير والفهيم ويستحق الاحترام مؤكدا إصراره على قلب هذه المعادلة". وأردف: "نؤكد في ذكرى وليم حاوي، تلميذ بيار الجميل، وهو من أكثر الكتائبيين الذين جسدوا هذه المدرسة، أن حزب الكتائب سيستمر في خوض معركة الأوادم في هذا البلد والسيادة والاستقلال والحقيقة والحق، ولن يخاف ولن يتراجع ولن يخضع لترغيب بأي مقعد وزاري ونيابي أو معركة انتخابية، وهذا وعد لعائلة وليم حاوي والقادة الموجودين على هذه الطاولة، وكلهم من دون استثناء يحملون في جسدهم شظايا الدفاع عن لبنان، وفي مقدمهم الرئيس امين الجميل الذي ما زالت آثار معركة شكا وصنين وغيرها مرسومة على جسده". وسأل: "هل كان هؤلاء الموجودون هنا ليخاطروا بحياتهم، وهل كان الشهداء الذين قدموا حياتهم لو شكوا للحظة واحدة أنه في يوم ما ستأتي قيادة في حزب الكتائب لتتخلى عن القضية التي استشهدوا من اجلها؟ هل كانوا ليخاطروا بحياتهم لو شكوا للحظة أن قيادة الكتائب يمكن أن تتخلى عن القضية أو تحيد عنها أو تتنازل او تخضع للترغيب والترهيب؟". وختم النائب الجميل: "نقول للجميع لا تخشوا تقديم التضحيات لأن كل انسان سيجلس على كرسي، عليه ان يدرك انه يحمل على اكتافه وزر شهداء وتضحيات وتاريخا يحتم عليه أن يرتفع الى مستواهم".

بول طرزي

بعد كلمة رئيسة مكتب الإعلام في مجلس التكريم والمراسم بسكال طرزي، ألقى رئيس مصلحة التكريم الحزبي بول طرزي كلمة قال فيها: "إن حزب الكتائب هو مدرسة في الوفاء والعطاء. ونحن في مصلحة التكريم الحزبي، وتحت شعار على تضحياتكم شاهدون، شاهدون على التضحيات التي قام بها الشيف وليم حتى الاستشهاد، فلتكن وقفة وفاء له، للتاريخ وللحقيقة، لكي يبقى وليم حاوي القائد الكتائبي في ضمير الأجيال عبرة في الالتزام والاخلاق".

رفاق حاوي

وألقى عضو المكتب السياسي ورئيس مجلس الأمن سابقا الرفيق سامي خويري كلمة رفاق حاوي، وقال: "إن مدرسة وليم حاوي كان شعارها عطاء بلا حدود، فالكتائب هي أم المقاومة التي بنيت على صخرة بيار الجميل، ونحن اليوم لن نقبل بأن يسلب منا شهداؤنا، وأن يتحولوا إلى ضحايا".

ليلى حاوي زود

من جهتها، شكرت ليلى حاوي زود للرئيس الجميل "رعايته للحفل ورئيس الحزب الذي يحمل شعلة الاستمرارية"، وقالت: "إن وليم حاوي رفض أن تمس قدسية هذا الوطن وان ينتهك الضيف حرمته فاقتحم الموت حبا بلبنان وبنيه، واستشهد في مثل هذه الأيام فكان وليم حاوي المضحي من دون مباهاة ومن دون منة او شكر، وهو الذي بدأ نضاله في عام 1958 وفي حرب السنتين التي عاشها آمالا وآلاما". وختمت: "لقد كان لك في الكتائب إخوة وابناء، سرتم معا على درب البطولة، ولم تهابوا خطرا ولم تخشوا قدرا". وفي المناسبة، عرض وثائقي جسد حياة المكرم، وتسلمت زود درع الشهيد وشهادة المقاومة ووسام الحرب. كما سلمها الرئيس الجميل العلم الكتائبي الذي وقعه شخصيا.

 

نص خطاب السيد حسن نصرالله : هدفنا اخراج المسلحين والعمل جار على خطي الميدان والمفاوضات وجهة رسمية لبنانية تتولى مفاوضات جدية

الأربعاء 26 تموز 2017

وطنية - اطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء اليوم، عبر شاشة قناة "المنار" متحدثا عن آخر التطورات في معركة جرود عرسال وجرود فليطا.

وتوجه بالتحية الى اهل بيت المقدس المرابطين، والى اهل الضفة الغربية والى كل الفلسطينيين الذين تدفقوا الى المسجد الاقصى، ليفرضوا على العدو ازالة البوابة التي تريد فرض سيادتها على هذا المسجد.

اضاف:" لقد صنعوا نصرا بصدورهم العارية، وهذه تجربة جديدة".

كما توجه بالشكر الى عبدالملك الحوثي وكان قد اعلن قبل ايام وبوضوح وقوفه الى جانب لبنان وسوريا وفلسطين في اي مواجهة ضد اسرائيل، "الامر الذي نريد تكريسه مدرسة للمقاومة".

واشار الى "عدم حصول تظاهرات في الوطن العربي تأييدا للاقصى بإستثناء اكبر تظاهرة جرت في اليمن".

ثم استذكر حرب تموز صيف 2006 والنصر الذي تحقق في ذاك الصيف، واعدا بإحتفال مركزي بهذه المناسبة يوم 14 آب المقبل.

كما توجه الى قيادة الجيش وضباطه وجنوده وشهدائه واسراه لمناسبة اقتراب عيد الجيش يوم الاول من آب.

كما توجه بالتحية والمعايدة الى الجيش العربي السوري للمناسبة عينها.

وتطرق الى تصريحات الرئيس الاميركي ترامب وقال "لن ارد على هذه التصريحات لعدم احراج الوفد الحكومي هناك".

واوضح انه يرفض الدخول في سجال مع احد منعا لاستهلاك الاعصاب حول ما جرى في عرسال، وقال:" نحن لسنا في معركة "فش خلق" وانما نحن في معركة مسؤولة".

وعن الموضوع الاساسي لاطلالته الليلة قال "ان هذه المعركة هي لاخراج المسلحين من الاماكن التي تسيطر عليها النصرة في الاراضي اللبنانية والسورية بسبب مخاطر تواجد هذه المجموعات المسلحة على لبنان".

ووصف المعركة بأنها محقة، والحق فيها واضح وظاهر، متوجها بالكلام الى المشككين بسؤال "هل الهرمل والفاكهة ورأس بعلبك والقاع ومقنة ويونين وبعلبك بمنأى عن الصواريخ التي سقطت عليها، والسيارات المفخخة التي انفجرت فيها، وان يسألهم لماذا نريد اخراج هؤلاء المسلحين".

وعن توقيت المعركة قال "انها معركة مؤجلة منذ العام 2015 بعد ان استعدنا بعض المناطق يومها، لكن الذي تسبب بهذا التوقيت هو مجيء انتحاريين الى المنطقة بعد فشل الخلايا التي شكلت في الداخل اللبناني بفضل الجيش والاجهزة اللبنانية".

واضاف "نحن اتخذنا هذا القرار"، مؤكدا ان "هذا القرار ليس ايرانيا ولا سوريا، وانما نحن الذين تحدثنا مع القيادة في سوريا"، مشددا على ان "القرار ذاتي ولم يجر التخطيط له في اي مكان آخر".

وتابع "كنا نعد لهذه المعركة منذ الشتاء الماضي، وكنا بين خيارين اذا كنا سنبدأ قبل رمضان ام بعده".

واوضح "هذا القرار لا علاقة له لا بجنيف ولا بدرعا ولا بالازمة الخليجية - القطرية ولا بأميركا". مطالبا المحللين ان يريحوا اعصابهم.

ولفت الى "ان التحضر لمثل هذه المعركة انما يحتاج الى اشهر وليس بنت ساعتها".

وشرح للجانب الميداني للمعركة وقال ان "المنطقة التي دارت فيها المعركة تتجاوز مساحتها حوالى 100 كيلومتر مربع، وهي ارض جرداء وفيها تلال ووديان، والقتال في هكذا ارض هو من اصعب انواع القتال. في هذه التلال هناك عدو محصن مما يعني له نوع من الارجحية".

وقال:" لم يكن في الامر مفاجآت لاننا منذ فترة نطالب بإيجاد تسوية لمنع حصول معركة".

وتحدث عن شجاعة وانضباط المجاهدين، وعن حماستهم الشديدة في المشاركة في هذه المعركة، وانه يمكننا الآن أن نتحدث عن انتصار تحقق على الجبهة، وهذا الانتصار فاجأ الجميع، كما تفاجأوا بهذه الدقة في الانجاز".

وعن جرود فليطا قال: "كانت معركة مشتركة نحن والجيش السوري وسقط لنا ولهم شهداء"، مؤكدا أنه "لم يعد في الأراضي السورية عناصر لهؤلاء المسلحين".

وعن الجيش اللبناني قال: "كان حضوره أساسيا في صنع هذا الانتصار والانجاز، وان انتشاره على خطوط التماس ساهم في إقفالها هناك ومنع دخول أو خروج المسلحين باتجاه خطوط تواجد الجيش اللبناني، كما ان الجيش وعبر بياناته أعلن أنه ضرب أماكن تواجد المسلحين، إضافة الى الحماية الأمنية التي قدمها لأهالي عرسال وأهالي القرى والبلدات المجاورة".

وأكد ان "هذا المناخ خلق جوا من الطمأنينة لأهالي بلدة عرسال وساهم في حمايتها مما أدى الى قطع الطريق على المراهنين على حصول عكس ذلك".

وشدد على "تأمين الجيش اللبناني للنازحين في مخيماتهم من خلال منع توجه مسلحي النصرة اليها".

ونوه بالدور "الذي قام به الجيش اللبناني باقامته سدا منيعا لمنع المسلحين وفي طمأنته لأهالي عرسال ومخيمات النازحين".

كما أثنى على عقلانية سرايا أهل الشام الذين عملوا على القبول بالانسحاب من الخطوط الأمامية في مخيمات النازحين حقنا لدمائهم، ونحن ساهمنا في تأمين انسحابهم.

وأشار الى أن انسحاب سرايا أهل الشام ساعد في طمأنة النازحين من أهاليهم، شاكرا لهم هذا التصرف، مؤكدا التزام الحزب التنسيق مع القيادة السورية لتأمين انسحاب سرايا أهل الشام وعائلاتهم الى حيث يريدون ، مكررا تأكيد التزامه ما يقول تجاههم.

وأسف لأن قيادة النصرة لم تستمع للنداءات التي توجهت اليها بالقبول بتسوية وقد كنا جديين بالعروض التي قدمنا علنا وفي السر، لافتا الى "أنهم فوتوا على أنفسهم هذه الفرصة.

واضاف "عندما جرت المعركة سقطت الوديان والتلال فبدأوا بالانكفاء وسقط لهم قتلى وجرحى".

ووصف عدم استجابتهم لنداءات ما قبل المعركة بأنه كان خاطئا.

واوضح انهم خسروا اغلبية المنطقة ولم يبق سوى بضعة كيلومترات وباتوا في مكان ضيق يحاصرهم من جهة حزب الله ويعرض عليهم التسوية، ومن جهة الجيش اللبناني، ومن جهة هناك داعش التي لا تقبل بهم الا بعد اذلالهم. ومن شروطها مبايعة جبهة النصرة لداعش وللخليفة البغدادي.

واعلن انه "رغم كل المعارك والقصف الذي حصل الا ان اي خطأ لم يحصل بحق عرسال، ولكن كان هناك حرص شديد على منع حصول اي خطأ مع عرسال ومخيمات النازحين".

كما اعلن انه لم يكن في اي يوم هناك استهداف من قبلنا لعرسال واهلها، بل على العكس لا نريد لهم الا الخير، مؤكدا جهوزية الحزب بعد انتهاء المعارك تسليم الاراضي التي حررها الى الجيش اللبناني.

واعرب عن امله "ان تتحمل قيادة الجيش اللبناني المسؤولية عن هذه الاراضي كي يعود اهالي عرسال الى جرودهم واراضيهم وكساراتهم".

كما اكد على منع اي كان من الاقتراب من مخيمات النازحين، مشددا الى "ان هذا الامر يتعلق بأخلاقياتنا وبديننا حتى وان كنا اختلفنا معهم في السياسة".

وعن الوضع الحالي قال:" هدفنا اخراج المسلحين والعمل جار على خطي الميدان والمفاوضات. في الميدان هناك تقدم"، كاشفا عن اصراره على "المجاهدين بالتقدم الهادىء وبالدقة لمنع اي خطأ بإتجاه النازحين، مما يعني مقاربة المعركة بدقة".

وتابع "مجاهدونا انجزوا انتصارا بأقل خسائر ممكنة".

وخاطب نصرالله وسائل الاعلام "الا يحددوا لنا سقفا زمنيا لان الوقت معنا، ودماء اخواننا غالية علينا، ولكي نعطي بعض الوقت لفرصة التسوية ولكن ضمن شروط وتفاصيل معينة".

ورأى انه "طالما يمكننا ان نأكل العنب من دون ان نقتل الناطور فلا مانع".

وقال: "حرصا على الدماء نحن مع الانجاز الافضل".

وعن خط المفاوضات اعلن عن وصول بداية مفاوضات جدية تتولاها جهة رسمية لبنانية تتصل بنا ثم تتصل بمن يعني من مسلحي النصرة في جرود عرسال.

واكد ان الذي يتولى المفاوضات هي جهة لبنانية رسمية كاشفا عن جدية متقدمة في هذا الامر.

وذكر ان "الوقت ضيق في التفاوض خاصة ان الفرصة ما تزال متاحة امام مسلحي النصرة"، مؤكدا "عدم الاقتراب من عائلات هؤلاء المسلحين بالرغم من اذى المسلحين الذي مارسوه بحق اهلنا وعائلاتنا".

واوضح "ان طريق الميدان والتفاوض ما يزالان سالكين".

وقال: "نحن الان امام انتصار كبير ومنجز وسيكتمل ان شاء الله بالميدان واما بالتفاوض، وستعود هذه الارض الى اهلها وسيأمن الناس جميعا. وستطوى الصفحة العسكرية نهائيا في لبنان، بالرغم من ان التهديد الامني سيبقى قائما".

واعلن ان "هذا النصر المحقق يهديه الى كل اللبنانيين والى كل شعوب المنطقة التي عانت من الارهاب التكفيري والى المسيحيين بكل مذاهبهم وطوائفهم والى المسلمين بكل مذاهبهم وطوائفهم"، لافتا الى "ان اهل السنة هم اكثر من عاني ارهاب هذا الفكر التفكيري".

واوضح قائلا: "نحن نقوم بواجبنا ولا نتوقع شكرا من احد".

وعن مرحلة ما بعد الانتهاء من جبهة النصرة خاصة بسبب توافد داعش الى جرود القاع ورأس بعلبك قال سادع الكلام على هذه النقطة الى حينه.

وتوقف عند مواقف السياسيين وجميع القطاعات الاعلامية والفنية وشبكات التواصل الاجتماعي وزيارات اضرحة الشهداء وقال: "لكل من ساعد وساند بكلمة او دعاء او رضى قلب اقول لهؤلاء لكم الشكر والتقدير".

وقبل ان يتوجه الى المجاهدين والمضحين وعائلات الجرحى، اعرب عن شعوره وغلبت الغصة كلامه وقال:" حاولت ان افتش عما اقوله لكم ايها المجاهدون، ولكن اقول انتم ورثة الائمة"، مخاطبا اياهم بلغة خطاب كربلاء الممزوج بالشهادة والتضحية.

واضاف "لأنكم انتم هكذا بأبي وامي فاللسان عاجز عن مدحكم، وبأي كلام وابيات شعر تحصي وتصف ما انتم عليه وانتم فيه، انتم الذين ما بخلتم بفلذة كبد ولا بصبر".

وتابع: "بكم اخرجنا الله من الذل، من ذل الاحتلال والهوان والعنف والضعف والهزيمة والاحتقار، وبكم افرج عنا الهموم".

واكد ان هؤلاء المجاهدين لا يخافون لا ترامب ولا تهديداته ولا تهديدات قادة العدو من قبله".

وختم شاكرا لكل من جاهد وساند وايد.