المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 15 تموز/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.july15.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

حينَئِذٍ فَهِمُوا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ ذلِكَ لِيُحَذِّرَهُم مِنْ خَمِيْرِ الخُبْز، بَلْ مِنْ تَعْليمِ الفَرِّيسِيِّينَ والصَّدُّوقِيِّين

أَنَّكُم بِيَسُوعَ تُبَشَّرُونَ بِمَغْفِرَةِ ٱلخَطايا، وأَنَّهُ بيَسُوعَ يُبَرَّرُ كُلُّ مُؤْمِنٍ مِنْ كُلِّ ما لَم تَستَطيعُوا أَنْ تُبَرَّرُوا بِهِ في شَريعَةِ مُوسَى

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة في 14/7/2017

موقع NRG: اسرائيل تسعى للمحافظة على الهدوء على الجبهة الشمالية

اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 14 تموز 2017

في موضوع النازحين السوريين في لبنان/خليل حلو/فايسبوك

اهالي العسكريين المخطوفين اعتصموا في رياض الصلح للمطالبة بإنهاء القضية

الأحرار: لموقف حكومي موحد من موضوع النازحين وإثارته مع الامم المتحدة

السفير السوري زار باسيل: ليس منطقيا وجود وسيط بين دولتين تربطهما أواصر قربى واتفاقات ناظمة للعلاقات

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

مشاعات اتوستراد برج رحال.. هل يتم وضع اليد بقوة الواسطة؟

حزب الله يستعجل بدء معركة عرسال… والسلسلة على نار حامية

بـري فـي بعبـدا قبــل الجلسـة النـيابية والوضع مع التيار مختلف والتفاهم" لم يعد سريعا"

تعديـل وزاري مطروح مطلــع آب اوجبته اطالة عمر الحكومة بعد التمديد

شتان ما بين العامين 2011 و2017: الحريري وباسيل معا الى واشنطــن! لبنان يلتزم مقررات الرياض ويعرض للنزوح والعقوبات..وخليل قد ينضم للوفد

يــرأس مجلس الشـراكة اللبـنانية ـ الأوروبيـة في بروكسـل وباسيل يعرض عودة النازحين على مراحل في إجتماعه مع موغريني

الوعود الفلسطينية في مهب الريح ما دام عين الحلوة يأوي ارهابيين ووتعويــل علـى عصـبة الانصــار لتسـليم باقـي المطلوبيـن/صونيا رزق/الديار

حواط قدم استقالته من رئاسة المجلس البلدي للترشح للانتخابات

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

بيان شجب واستنكار: المكتب السياسي للتنظيم الآرامي الديمقراطي

جمعة دماء واشتباكات في الأقصى

مقتل 5 من الشرطة المصرية في هجوم مسلح بالجيزة

مقتل سائحتين في هجوم بالسكين على منتجع بالغردقة و4 أخريات أصبن في حادث الطعن والأمن يعتقل المهاجم

5 قتلى خلال عملية تحرير رهينة في كينيا وحركة الشباب المتشددة اختطفت المسؤولة الحكومية

تيلرسون يغادر الخليج بصمت... والأزمة القطرية مفتوحة والخارجية الأميركية: الحوار المباشر الخطوة المقبلة للحل

قطر تواجه خيار القطيعة النهائية مع الدول الأربع وقرقاش قال إن الحل السياسي بعيد وموقف القاهرة لا رجعة فيه

مقاتلو «داعش» الأجانب يستسلمون في الموصل

"التايمز": أولى مفاعيل مبادرة تيلرسون: ليونة خليجية في "الجزيرة"

الوساطة الفرنسية لازمة الخليج: افكار اوروبية يسوّقها لو دريان والمطلوب تنازلات من الطرفين لا البحث عن انتصارات وهميــة

بعد الموصل.. الجهود الدولية تتكثف لاستعـــادة الرقة والحسم "لن يتأخّر" ولبنان مستنفر لصدّ أي توغل إرهابي نحو أراضيه..وعين الحلوة تحت المجهر

استقبال حافل لترمب في باريس واتجاه لمثول نجل الرئيس أمام الكونغرس حول التدخل الروسي

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الإنتخابات الفرعية ضرورة دستورية لا خيار سياسي/نوفل ضو/جريدة الجمهورية

عن أوهام حلّ قضية اللاجئين بالتفاوض مع مَن هجّرهم/د.مصطفى علوش/جريدة الجمهورية

ريفي وانتخابات طرابلس/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

 حزب الله والخطة «باء».. وسياسة «الحرباء»/علي الحسيني/المستقبل

لماذا شجع «حزب الله» عودة النازحين السوريين؟/ سليم نصار/الحياة

الجيش في سياقه اللبناني/ حسام عيتاني/الحياة

العرب الحُمر بعد الهنود الحُمر/أحمد الغز/اللواء

الجيش وأمن لبنان واستقلاله/رضوان السيد/الشرق الأوسط

التحديث في الشرق الأوسط... مشهد جدير بالملاحظة/أمير طاهري/الشرق الأوسط

هل يفشل اتفاق بوتين ـ ترمب في سوريا؟/نديم قطيش/الشرق الأوسط

هل قرأوا تاريخ الجماعة؟/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

أخطار «داعش» بعد الهزيمة/ليونيد بيرشيدسكي/الشرق الأوسط

أميركا ما زالت قائدة العالم/كونور سين/الشرق الأوسط

من يلعب مع ترامب؟/حازم صاغية/الحياة

إعطاءُ «القوات» الضوءَ الأخضر للحوّاط... يؤجِّج التنافسَ مع العونيين/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

إيران من «الولاية المطلقة» إلى «التكوينية»/أسعد حيدر/المستقبل

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون هنأ ماكرون بالعيد الوطني الفرنسي: مصمم على تعزيز العلاقات وتطويرها وارساء السلام والاستقرار

طلاب الكتائب: لوقفة احتجاجية ضد تمرير مشروع الضرائب تزامنا مع انعقاد جلسة مجلس النواب

قائد الجيش عرض مع وفدين اميركي وايطالي سبل التعاون

الحريري دان الاجراءات الاسرائيلية في القدس واعتقال مفتيها واستقبل وفدا من النادي الرياضي ورابطة موظفي الادارة وممثل البرزاني ووفدا فرنسيا

السفير الفرنسي في العيد الوطني لبلاده: لبنان بحالة أفضل وفعالية الجيش والقوى الأمنية تثير فينا الإعجاب

الحريري ترأس اجتماعا للجنة التوجيهية للنازحين: سنتناول مسألة العودة بالتنسيق الوثيق والتخطيط المشترك مع الأمم المتحدة

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

حينَئِذٍ فَهِمُوا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ ذلِكَ لِيُحَذِّرَهُم مِنْ خَمِيْرِ الخُبْز، بَلْ مِنْ تَعْليمِ الفَرِّيسِيِّينَ والصَّدُّوقِيِّين

إنجيل القدّيس متّى16/من05حتى12/:"لَمَّا عَبَرَ التَّلامِيْذُ إِلى الضَّفَّةِ الأُخْرَى، نَسُوا أَنْ يَأْخُذُوا مَعَهُم خُبْزًا. فَقَالَ لَهُم يَسُوع: «أُنْظُرُوا وَٱحْذَرُوا خَمِيْرَ الفَرِّيسيِّينَ والصَّدُّوقِيِّين». فصَارُوا يُفَكِّرُونَ في أَنْفُسِهِم ويَقُولُون: «لَمْ نَأْخُذْ مَعَنَا خُبْزًا!». وعَلِمَ يَسُوعُ فَقَال: «يَا قَليلِي الإِيْمَان، لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ في أَنْفُسِكُم أَنَّهُ لَيْسَ لَدَيْكُم خُبْز؟ أَلا تُدْرِكُونَ حتَّى الآن، أَلا تَتَذَكَّرُونَ الأَرْغِفَةَ الخَمْسَةَ الَّتي أَشْبَعَتِ الآلافَ الخَمْسَة، وكَم قُفَّةً أَخَذْتُم؟ والأَرْغِفَةَ السَّبْعَةَ الَّتي أَشْبَعَتِ الآلافَ الأَرْبَعَة، وكَمْ سَلاًّ أَخَذْتُم؟ كَيْفَ لا تُدرِكُونَ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَعْنِي الخُبْزَ بِمَا قُلْتُهُ لَكُم ؟ فَٱحْذَرُوا خَمِيْرَ الفَرِّيسيِّينَ والصَّدُّوقِيِّين».حينَئِذٍ فَهِمُوا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ ذلِكَ لِيُحَذِّرَهُم مِنْ خَمِيْرِ الخُبْز، بَلْ مِنْ تَعْليمِ الفَرِّيسِيِّينَ والصَّدُّوقِيِّين."

 

أَنَّكُم بِيَسُوعَ تُبَشَّرُونَ بِمَغْفِرَةِ ٱلخَطايا، وأَنَّهُ بيَسُوعَ يُبَرَّرُ كُلُّ مُؤْمِنٍ مِنْ كُلِّ ما لَم تَستَطيعُوا أَنْ تُبَرَّرُوا بِهِ في شَريعَةِ مُوسَى

سفر أعمال الرسل13/من26حتى39/:"يا إخوتي، تابَعَ بولَسَ كَلامَهُ فَقَال: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَة، بَنُو ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيم، ويا أَيُّها ٱلَّذِينَ يَتَّقُونَ ٱللهَ بَيْنَكُم، إِلَيْنَا قَدْ أُرْسِلَتْ كَلِمَةُ ٱلخَلاصِ هذِهِ. فإِنَّ ٱلسَّاكِنينَ في أُورَشَليمَ ورُؤَساءَهُم لَمْ يَعْرِفُوه، وحَكَمُوا علَيْهِ فأَتَمُّوا مَا يُقْرَأُ في كُلِّ سَبْتٍ مِنْ أَقْوَالِ ٱلأَنْبِيَاء. ومَعَ أَنَّهُم لَمْ يَجِدُوا علَيْهِ أَيَّ ذَنْبٍ يَسْتَوْجِبُ ٱلمَوت، سَأَلُوا بِيلاطُسَ أَنْ يَقْتُلَهُ. وبَعْدَمَا أَتَمُّوا كُلَّ مَا كُتِبَ فيه، أَنْزَلُوهُ عنِ ٱلخَشَبَة، ووَضَعُوهُ في ٱلقَبْر. لكِنَّ ٱللهَ أَقامَهُ مِن بَينِ ٱلأَموَات. فتَراءَى، على مَدَى أَيَّامٍ كَثِيرَة، لِلَّذينَ صَعِدُوا مَعَهُ مِنَ ٱلجَلِيلِ إِلى أُورَشَليم، وهُمُ ٱلآنَ شُهودُهُ لَدَى ٱلشَّعْب. ونحنُ نُبَشِّرُكُم بِأَنَّ ما وعَدَ ٱللهُ بهِ آباءَنا قد أَتَمَّهُ ٱللهُ لنَا نَحْنُ أَوْلادَهُم، إِذْ أَقامَ يَسُوع، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ في ٱلمَزْمُورِ ٱلثَّاني: أَنْتَ ٱبْنِي، أَنَا ٱليَومَ وَلَدْتُكَ. وأَمَّا أَنْ يكُونَ ٱللهُ أَقامَهُ مِنْ بَيْنِ ٱلأَمْوَات، ولَنْ يَعُودَ مِنْ بَعْدُ إِلى ٱلفَسَاد، فَهذَا وَارِدٌ في قَوْلِه: إِنِّي أَمْنَحُكُم مَوَاعِيدي ٱلصَّادِقَةَ لِداوُد. ولِذَلِكَ قالَ أَيْضًا في مَزْمُورٍ آخَر: لَنْ تَدَعَ قُدُّوسَكَ يَرَى فسَادًا. فَإِنَّ داوُد، بَعْدَ أَنْ خَدَمَ قَصْدَ ٱلله، في جِيلِهِ، رَقَدَ وٱنْضَمَّ إِلى آبَائِهِ، ورَأَى فَسَادًا. أَمَّا الَّذِي أَقامَهُ ٱللهُ فَمَا رَأَى فَسَادًا. فَلْيَكُنْ مَعْلُومًا عِندَكُم، أَيُّها ٱلرِّجالُ ٱلإِخْوَة، أَنَّكُم بِيَسُوعَ تُبَشَّرُونَ بِمَغْفِرَةِ ٱلخَطايا، وأَنَّهُ بيَسُوعَ يُبَرَّرُ كُلُّ مُؤْمِنٍ مِنْ كُلِّ ما لَم تَستَطيعُوا أَنْ تُبَرَّرُوا بِهِ في شَريعَةِ مُوسَى."

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة في 14/7/2017

وطنية - مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "لبنان"

فلسطين في الواجهة بعد حجب إعلامي كبير، نتيجة الربيع العربي.

فها هي القدس أول خبر في النشرات الإخبارية بفعل عملية فدائية، ورد عنيف من قوات الإحتلال، أتبع بإجراءات تعسفية تقدمها إقفال المسجد الأقصى، وإعتقال مفتي الديار لساعات عدة رغم اتصال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

محليا، تحضيرات للجلسة التشريعية يومي الثلاثاء والأربعاء درسا وإقرارا لمشروع قانون الموازنة، وربما قوننة لسلسلة الرتب والرواتب في ضوء إجتماع لممثلي الكتل النيابية في مكتب وزير المالية على أن توضع اللمسات الأخيرة يوم الاثنين.

موضوع آخر، متقدم في البحث كان اليوم في السراي الحكومي في اجتماع للجنة النازحين بحضور عشرين سفير دولة.

وفي العيد الوطني الفرنسي، أبرق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى الرئيس ايمانويل ماكرون مشددا على العلاقات، وعلى أهمية إرساء الإستقرار على امتداد الساحة الأورومتوسطية وفي الشرق الأوسط.

وفيما الأنظار متجهة الى عرسال توقعا لمعارك مع الإرهابيين، استعدادات للإحتفال بعيد الجيش في الأول من آب، وفي هذا السياق إجتماع لوزير الإعلام والدفاع وممثلي محطات التلفزة، تقرر خلاله تقديم نشرة موحدة مساء يوم العيد.

إذن، القدس تحت الإجراءات التعسفية الإسرائيلية في وجه مصلّي المسجد الأقصى.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "ان بي ان"

بين السلسلة الشرقية التي تتهيء لرفع راية النصر وسلسلة الرتب والرواتب التي تستعجل جلسة الثلاثاء التشريعية لاقرارها اكثر من قاسم مشترك عنوانه الاستقرار الامني والاقتصادي والاجتماعي.

واذا كان وزير المالية علي حسن خليل قد خرج بعد اجتماع مطول اليوم مع ممثلي الكتل المشاركة في الحكومة ليقول انه متفائل لاننا امام اقرار السلسلة في الجلسة المقبلة يوم الثلاثاء، فان ما يحضر على السلسلة الجبلية الممتدة من عرسال الى راس بعلبك يدعو للتفاؤل بكسر رأس الارهاب واجتثاثه الى غير رجعة الى هناك، الـ nbn استطلعت ميدانيا من جرود عرسال اليوم مواقع الجيش اللبناني الرابص على التلال ورصدت الجهوزية العالية للجنود مع العد التنازلي لساعة الصفر للمعركة.

وبانتظار يوم الثلاثاء الموعد المحدد لمناقشة السلسلة فان الامور باتت مكشوفة وما من احد يستطيع اعاقة اقرار السلسلة واحتمالات التجاذب، ما قبل قانون الانتخاب هي غيرها ما بعده وتلطي بعض الكاتيلات بطيبة الناس والاساتذة والعمال وسواهم تارة وتخويفهم من غول ضريبي كاسر باتجاههم لم يعد ينطلي على احد فوجع الناس اهم بكثير من ارباح الشركات وفوائد البنوك الصافية والمصفاية.

فلسطينيا، وفي سابقة لا مثيل لها منذ خمسة عقود سلطات الاحتلال تمنع اقامة صلاة الجمعة في المسجد الاقصى بعد مواجهات مسلحة في باحاته ادت الى استشهاد ثلاثة فلسطينيين ومقتل اسرائيليين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "او تي في"

قفز الملف المالي الى اولويات المشهد السياسي والمؤسساتي، من بوابة ثلاثة الموازنة والسلسلة والحسابات المالية. اجتماع اليوم في وزارة المال أحرز تقدما يحتاج الى متابعة.

وعليه، فمقاربة سلسلة الرتب والرواتب من المفترض ان تستمر وفق التوازن المطلوب بين الحقوق والواردات، وتزامنها مع الاصلاحات.

اما ملف الحسابات، فيرتقب خطوة من اثنتين: إما ان ترسل الحكومة مشروع قطع حساب، او ان ترسل مشروع تعليق العمل بالمادة 87 من الدستور، ليكون المسار في الحالتين دستوريا.

تبقى الموازنة التي من المرتقب ان تحقق فيها الرقابة البرلمانية في لجنة المال وفرا بقيمة الف مليار ليرة، يمكن أن تساعد في تمويل السلسلة. والبداية من اجتماع وزارة المال...ولكن في النشرة المسائية

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

برصاصتين وصرخة وتكبيرة عند قبة الصخرة، اعاد شعب الجبارين الوجهة الى قبلة المجاهدين، ونهروا ضمير بعض العرب والمسلمين..

عملية بطولية في باحة المسجد الاقصى قتلت شرطيين صهيونيين، واصابت اجراءات الاحتلال الامنية وجبهته الداخلية، قبل ان يستشهد المنفذون وهم ثلاثة فدائيين من آل جبارين، قدموا الى القدس من ام الفحم.

عملية اربكت الصهاينة الذين عقدوا مشاورات امنية واعلنوا استنفارا عاما في القدس، ومنعوا المصلين من الدخول الى الحرم القدسي لاداء صلاة الجمعة، بل حاولوا منع الاذان الذي عاد ليملأ المدينة القديمة بتكبيرات الشهداء الثلاثة..

تكبيرات فلسطينية ارقت الاحتلال، ولازمت ذكرى تكبيرات اللبنانيين وهم يشاهدون ساعر الصهيونية تحترق في عرض البحر. فبعد احد عشر عاما عاد الصهاينة ليستعرضوا خطورة صواريخ المقاومة التي اصابت ساعر، والقادرة على اصابة سفن حربية وتجارية اسرائيلية ومنصات الغاز على شواطئ فلسطين المحتلة كما قدر خبراءهم..

في لبنان وحسب تقديرات خبراء المال والسياسة فإن سلسلة اللقاءات الايجابية كذاك الذي عقد اليوم في وزارة المالية قد يوصل السلسلة بامان الى الجلسة التشريعية في مجلس النواب.

اتفق ممثلوا القوى السياسية على جعل السلة الضريبية بعيدة عن جيوب الفقراء كما قال وزير المال علي حسن خليل ، والبحث الجاري بات عند نقطتي المتقاعدين وبعض مطالب الاساتذة، فيما الجواب المنتظر الاثنين المقبل، عشية موعد الجلسة الثانية في وزارة المالية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

تماما كما حذر رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري من برلين قبل ثلاثة أشهر، بدأت التوترات بين اللبنانيين والسوريين تأخذ مدى أوسع، وبات ملف النازحين السوريين المتفجر هو الأكثر خطورة على طاولة السياسة في لبنان. الرئيس الحريري خلال ترؤسه اجتماعا للجنة التوجيهية العليا التي تعنى بهذا الملف في السراي الحكومي، أعلن أن مستوى صرف المعونة الإنسانية إلى لبنان حتى الآن أقل من نصف المساعدة المعلن عنها في العام الماضي، واكد انه يدعم العودة السريعة والآمنة للنازحين السوريين، ومع ذلك، فإننا لن نجبر، تحت أي ظرف من الظروف، النازحين السوريين إلى العودة إلى سوريا. وهذه المسالة سنتناولها فقط ، بالتنسيق الوثيق والتخطيط المشترك مع الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة.

ومن عرسال نظم تيار المستقبل اجتماعا لوجهاء البلدة مع ممثلين عن مخيمات النازحين، للاتفاق على إجهاض مخطط استغلال التطورات في الجرود للعبث بأمن البلدة. لكن المحزن اليوم خبر وفاقة الطفل احمد الكردي الذي أصيب بطلقة رصاص طائش الأسبوع الفائت، وظل بين الحياة والموت طوال أسبوع. موته الذي يتحمل مسؤوليته من أطلقوا الرصاص على جسده وليس في الهواء، ومن ابتهجوا بقتل طفل لا ذنب له.

في المقابل، تتجه الانظار الى الجلسة التشريعية العامة الاسبوع المقبل ، المدرج على جدول اعمالها، بند سلسلة الرتب والرواتب التي كانت حاضرة أيضا على طاولة وزارة المال في الاجتماع الذي ضم الكتل النيابية الرئيسية. وابدى الوزير علي حسن خليل تفاؤله باقراره الاربعاء المقبل، في ضوء الاجتماع المقرر الاثنين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "ال بي سي"

هل هبت رياح سلسلة الرتب والرواتب؟ وهل ما كان شبه مستحيل منذ اعوام معدودة اصبح شبه ممكن الثلاثاء او الاربعاء المقبلين؟

ما كان يعوق اقرار سلسلة الرتب والرواتب سابقا ان اصواتا كانت ترتفع لاجراء مسح وظيفي ولتوفير تمويل للسلسلة، اليوم ما زال الوضع على حاله لا بل ازداد سوءا لجهة الاوضاع الاقتصادية، وعليه كيف سيمكن اقرار السلسلة في ظل هذه الظروف؟

وزير المال الذي يملك معطيات الارقام اكثر من سواه يعرف ان الموضوع ليس مزحة لذا شاء الاجتماع مع ممثلي الكتل النيابية ليحملوا ويتحملوا معه اعباء السلسلة التي قد تصل ارقامها الى الفي مليار ليرة بعد ان تضاف اليها اكلاف التقاعد.

اجتماع اليوم سيستكمل باجتماع الاثنين اي عشية اليوم الاول من الجلسة النيابية العامة لكن السؤال يبقى، طالما ان السلسلة هي مسالة نفقات وايرادات فلماذا تقر منفصلة ولماذا لا تكون من ضمن الموازنة العامة فقواعد المالية العامة واحدة لا تتجزأ؟ فلماذا تجزئة هذه الوحدة بين الموازنة والسلسلة؟

في اي حال الثلاثاء والاربعاء المقبلان لناظرهما قريب وسيعرف ما اذا كانت السلسلة هي في اخر مراحل ام ان شياطين التمويل ستظهر مجددا عند الحديث عن كلفتها.

وكاد للنهار ان يمر بتطورات سياسية ومالية لولا فاجعة احمد الكردي، احمد ابن السبعة اعوام كان صدق التحذيرات والاجراءات بالنسبة الى اطلاق النار ابتهاجا، قدره انه كان يحضر حفل خطوبة خاله في حارة الناعمة بالتزامن مع اعلان نتائج البكالوريا ولم يلحظ ان مجرما اصر على اطلاق النار في المنطقة فاستقرت الرصاصة في راسه وادخلته في غيبوبة الى ان توفي اليوم. المحتفي المجرم ابتهج بشهادة ابنه فيما والد احمد يستلمان شهادة وفاته.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "ام تي في"

اليوم الاخير قبل بدء عطلة نهاية الاسبوع جاء حافلا، ففي وزارة المال اجتماع حول السلسلة ضم الى الوزير خليل ممثلين عن ابرز القوى المشاركة في الحكومة، ووفق المعلومات فإن الاراء لم تكن متفقة خلال الجلسة، ففيما اعتبر فريق انه يجب فصل السلسلة عن الموازنة رفض فريق اخر هذا الطرح، لذا تقرر استكمال البحث الاثنين المقبل، فااذ لم تكن النتجية ايجابية الاثنين فهذا يعني ان الجلسة التشريعية الاسبوع المقبل ستشهد تجاذبا وكباشا ما يضع مصير اقرار السلسلة على المحك.

توازيا، كان اجتماع حول النازحين ينعقد في السراي، اكد بعده الرئيس الحريري ان الحكومة اللبنانية لن تنسق مع النظام السوري، وهو موقف يعمق التباينات الحكومية.

على صعيد اخر، عاد اهالي العسكريين اللى الشارع بعد مرور اكثر من ثلاث سنوات على خطف ابنائهم مهددين بالتصعيد اذا استمر عدم الاهتمام بقضية ابنائهم.

كل هذه المواقف والتطورات سترخي بظلالها على الاسبوع الطالع الذي يشهد تطورا اخر يتمثل بالزيارة المرتقبة للرئيس الحريري الى واشنطن.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

رصاص الاقصى ثالث الحرمين الشريفين يعيد فلسطين قبلة للعرب وان تناساها الزعماء والقادة، سرا قد تكون رسائل المواساة وصلت الى اسرائيل للاعراب عن حزن ملوك وامراء على مقتل شرطيين اسرائيليين في معركة المسجد الاقصى، وعلنا لم يخف الرئيس الفلسطيني محمود عباس تاثره البالغ بالعملية فسارع الى الادانة عبر الاتصال برئيس مجلس وزراء العدو بن يمين نتنياهو وحذر مما سماه مخاطر استغلال ما يجري في الاقصى. لكن منفذي عملية القدس لا يأبهون لا يكترثون ومخلوقون من ضلع الجبارين واتخذوا لهم سلالة جبارة، جاؤوا من اراضي الاوائل ودخلوا قدسهم، اقاموا صلاة الانتفاضة بالرصاص وقوفا، اشتبكوا مع شرطة الاحتلال وقتلوا منها اثنين عدا ونقدا وكتبوا على جدران الزمن ابتسامة الغد اجمل.

معركة اولى القبلتين تفتح جرح فلسطين وحصار مساجدها وكنائسها ومدنها وناسها وتدمير منازلها وتصاعد عمران مستوطناتها على سكانها الاصليين اصحاب البيوت والمفاتيح القديمة، والاصعب هو تخلي العرب عنها وفتح مدنهم بالتطبيع والزيارات التي اصبحت متبادلة من دون حياء او وجل.

فلسطين مقيدة بسلاسل الاحتلال، ولبنان قيدته سلسلة طيرت كل ما حولها من ملفات، بدات بالنازحين ولم تنته في عرسال، واليوم عقد اجتماع في وزارة المال اعاد سلسلة الرتب والرواتب الى جيوب الكتل والاحزاب للتشاور وذلك استباقا للجلستين التشريعيتين اللتين دعا اليهما رئيس مجلس النواب نبيه بري يومي الثلاثاء والاربعاء، وفي اجتماع كتلة المال طرح النائب ابراهيم كنعان تعليق المادة 87 من الدستور التي تنص على حسابات الادارة المالية الا ان الطرح ووجه بالاعتراض تجنبا لاجراء تعديلات دستورية خصوصا مع وجود حلول بديلة يمكن التوصل اليها، وفي الحصيلة فان سلسلة الرتب مهددة بصفعة سياسية تطيح جداولها ومصيرها.

 

موقع NRG: اسرائيل تسعى للمحافظة على الهدوء على الجبهة الشمالية

المركزية- أعلن موقع NRG الاسرائيلي أن "بعد مرور 11 عامًا على حرب لبنان الثانية، هنالك استقرار أمني عالي المستوى على الحدود الشمالية، على رغم النشاطات في الجهة الأخرى من الحدود ووجود عناصر "حزب الله" على بعد عشرات الأمتار استعدادا لجولة قتال مقبلة".

وقال: "صحيح أنه تُسجل أحيانًا حوادث أمنية، لكن الواقع السائد في المنطقة هو في الأساس هادئ"، مشيرا الى أن "منذ صيف 2006 قُتل على الحدود 4 ضباط وجنود، اثنان بنيران الجيش اللبناني في كانون الأول 2013، وآخران في حادثة أخرى وقعت في مواجهة مع حزب الله في مزارع شبعا في كانون الثاني 2015". واوضح أن "المسؤولين الاسرائيليين يريدون المحافظة على الهدوء ويحاولون تمرير هذه الرسالة إلى الطرف الثاني، على أمل في أن تلقى آذانًا صاغية. وإذا لم يحدث ذلك، يقوم المعنيون في المؤسسة الأمنية بإعداد الأرضية". ولفت الى ان "حزب الله" والجيش اللبناني يتعاونان معًا تقريبًا، وفي المقابل لا تحرك القوات الدولية ساكنًا"، مشيرا الى أن "حزب الله ينشط في منطقة الحدود ويخرق قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701".

 

اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 14 تموز 2017

المستقبل

يقال

إن زوّار العاصمة العراقية بغداد لمسوا خلال الأسبوعين الماضيين تزخيماً للحضور الأميركي سيتوّج بإقامة قاعدة عسكرية ضخمة يتمّ إنشاؤها حالياً على نحوٍ يؤكّد نيّة واشنطن بتواجد طويل الأمد في العراق.

الجمهورية

شكّلَ نزاع طائفي حول مؤسسة عامة، مناسبةً جديدة لتجدُّد الخلاف بين حزب وتيار حليفين، بعد ترميم العلاقة سابقاً.

كشفَ مسؤول أمني ميداني أنّ بعض النازحين في مناطق حدودية جردية يعودون إلى بلادهم بسيارات خاصة فخمة.

عدَّل مسؤول كبير عن "موقف حادّ" كان ينوي إطلاقه حيال بعض الأصوات التي ارتفعت أخيراً حول مسألة حسّاسة، وذلك بعدما لاحظ أنّ "كبسة زر" أسكتَت تلك الأصوات.

البناء

كواليس

قال مرجع دبلوماسي عربي مخضرم إنه يمكن قراءة الخط البياني للوضع في سورية من تصريحات دي ميستورا فهو يتحدث هذه الأيام عن أمرين أولهما قرب تشكيل وفد موحد للمعارضة واحتمال مشاركة كردية فيه، والأمر الثاني هو اقتراب المعارضة من الرؤية السياسية للحكومة السورية، ما يسمح بالبحث في عقد لقاءات مباشرة بين وفدي المعارضة والحكومة، وبرأي المصدر هذا دليل على حجم ما تضمّنه التفاهم الروسي الأميركي

 

في موضوع النازحين السوريين في لبنان

خليل حلو/فايسبوك/14 تموز/17

هذا الموضوع يتناوله اليوم المدافعون عن حقوق الإنسان أكان هذا الإنسان سوري أو لبناني أو فرنسي أو غيره، كما يتناوله الطائفيون والمذهبيون والمتزمتون والعنصريون، وأيضاً السياسيون الذين جعلوا منه سلعة رخيصة في بازار التصريحات والتصريحات المضادة المقرفة والمقززة والتي هدفها إثارة المشاعر والخوف. يهمني في هذا السياق توضيح النقاط التالية:

1) أنا كمسيحي مؤمن بالله وبتعاليم المسيح أعتبر أن مساعدة النازح وإيوائه هما فعل محبة. إنجيل متى 34 - 40: " تعالَوا يَا مُبَارَكي أَبِي ... لأني جعت فأطعمتموني ... وكنت غريباً فآويتموني وعرياناً فكسوتموني ... فأجابه الأبرار ... : يَا رَبُّ، متى رأيناك جائعاً فأطعمناك ...؟ ومتى رأيناك غريباً فآويناك أو عرياناً فكسوناك؟ فيُجِيبُ وَيَقول لهم: الْحَقَّ أَقول لَكم: بِمَا أَنكم فَعلتموه بأحد إِخْوَتي هؤلاء الأَصَاغر، فَبِي فَعَلْتُمْ. ..."

... وهذا غير قابل للإستثنائات حتى ولو كان الجائع والعريان والنازح عدو ... أحبوا أعدائكم كما قال المسيح ... أليس كذلك أيها المسيحيون؟

2) في لبنان مليون ونصف المليون لاجئ سوري أما في سوريا فهناك 7 مليون لاجئ سوري لم يعودوا إلى ديارهم والنظام عاجز عن تأمين لوازمهم الحياتية من طعام وثياب ودواء وغيره، بل الأمم المتحدة هي التي تؤمن لهم ذلك من خلال الـUNHCR والتي يشتمها الكثيرون عندنا ويتهموها بالصهيونية والإمبريالية والعمالة وغيره من النعوت السخيفة والمستهلكة. فهل تصدقون أن النظام السوري يريد مفاوضات لإعادة مليون نازح سوري هو عاجز عن إيوائهم وإطعامهم وتأمين وصولهم إلى كافة المناطق في سوريا؟ أم يريد مفاوضات لمجرد إكتساب مصداقية في العالم وإجبار الحكومة اللبنانية على التفاوض بهدف شرشحتها؟

3) هل تصدقون أن النازحين الذين هم بأغلبيتهم معارضين للنظام يريدون فعلاً العودة إلى مناطق سيطرة النظام؟

موضوع النازحين السوريين بحاجة إلى معالجات (بالجمع) عقلانية وهادئة وبعيدة عن المزايدات وبإشراف مؤسسات الدولة اللبنانية وبمساعدة الأمم المتحدة الماسة والدول العربية والغربية، كما أن الشق الأمني للنازحين بحاجة لمتابعة ومعالجة من قبل الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية وبإشراف القضاء المختص، كذلك بعيداً عن بازار الإعلام الرخيص وتجار القضايا الإنسانية. آسف لما نقرأه ونسمعه من تعليقات وتحاليل عنصرية رخيصة في هذا الخصوص كما أن الحملة المركزة على الجيش في موضوع النازحين هي ليست بريئة على الإطلاق، ونحن نصر على محاسبة الذين قاموا بتجاوزات في حال ثبت أنها حصلت، وبالتحقيق حول من يقف خلف الحملات ضد الجيش لإفقاده المصداقية التي يتمتع بها ... أوقفوا بازاركم يا تجار الهيكل فاللبنانيين والنازحين السوريين والجيش ليسوا للمتاجرة ... فشرتم.

 

اهالي العسكريين المخطوفين اعتصموا في رياض الصلح للمطالبة بإنهاء القضية

الجمعة 14 تموز 2017 /وطنية - نفذ اهالي العسكريين المخطوفين اعتصاما في ساحة رياض الصلح، تحدث خلاله حسين يوسف خلاله باسم الأهالي فقال: "جئنا اليوم لنوجه رسالة إلى الدولة اللبنانية وحث المسؤولين على العمل لإنهاء قضية اولادنا المخطوفين". أضاف: "العتب الكبير على بعض اللبنانيين الذين يقولون لا علاقة لنا بهذه القضية، وابني قدمته من أجل لبنان وحمايته في المؤسسة العسكرية. أناشد المسؤولين العمل الجدي لإعادة العسكريين إلى اهلهم، وبعد عشرة أيام من الاتصالات ووعود من المسؤولين لا احد يرد علينا. نقول لهم نحن لسنا ضعفاء ولا تدفعونا إلى الاذى أكثر، واذا استمر الوضع على هذه الحال فسنقطع كل طرقات لبنان". وتابع: "أقول عيب على المسؤولين ان ابن ابني لا يعرف والده ويحلم به في الليل، أمهات موجوعة عليكم ان تشعروا معهم". وختم: "تم التلميح من بعض القيادات انهم انشقوا لكننا نعرف اولادنا أبناء هذا الوطن الحبيب، وطالما يتم التعاطي مع هذه القضية بقلة اهتمام وعرقلة، فهذا عار على الدولة. نناشد المسؤولين العمل الجدي لانهاء هذه القضية وإعادة اولادنا". وقبل بدء الاعتصام، قطع الأهالي شارع المصارف لمدة عشر دقائق، وسط إجراءات أمنية مشددة.

 

الأحرار: لموقف حكومي موحد من موضوع النازحين وإثارته مع الامم المتحدة

الجمعة 14 تموز 2017 /وطنية - طالب المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار في بيان اصدره اثر اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه دوري شمعون وحضور الأعضاء، "الحكومة بموقف موحد من موضوع النازحين واتخاذ المبادرة بإثارته مع منظمة الأمم المتحدة المرجع المخول معالجته مع السلطات السورية لتأمين عودتهم الى بيوتهم وقراهم". ولاحظ المجلس في هذا المجال "وجود مناطق آمنة تسمح للنازحين بالانتقال اليها بكرامة وفي أجواء أمنية مريحة". كما شدد على ضرورة سحب ملف النازحين من بازار التجاذبات السياسية لكي لا يصبح نقطة خلاف إضافية بين القوى السياسية اللبنانية. في موازاة ذلك المطلوب المباشرة باتصالات مع الدول المؤثرة في سوريا، وفي مقدمها روسيا والولايات المتحدة، للمساعدة في حل قضية النازحين وشد أزر الأمم المتحدة على هذا الصعيد". وذكر المجلس "ان لبنان تحمل أكثر من اي بلد آخر عبء النزوح ولم يعد في استطاعته الاستمرار على هذا المنوال بعد ان تم استنزاف طاقاته، بدءا ببناه التحتية مرورا بالمنافسة غير المشروعة على كل الأصعدة وصولا الى الأخطار الأمنية الداهمة". وحيا المجلس "الجيش والقوى الأمنية الأخرى على الجهود المبذولة للمحافظة على الأمن والاستقرار وخصوصا العمليات الاستباقية ضد الإرهابيين". واكد في هذا المجال "على حصرية قرار الحرب والسلم العائدة للجيش من دون منافس أو شريك، فله وحده ان يحدد ما إذا كان ضروريا القيام بعمل عسكري على كل الأراضي اللبنانية بدءا بجرود عرسال". وأشأر "الى ان حركة الآخرين محكومة بأجندات غريبة وهي تسعى الى دعم فريقهم السياسي لا الى تقوية الموقف اللبناني وتعزيز قدرات الوطن". ودان "الحملات المغرضة التي تسعى الى التشكيك بالجيش"، داعيا "الى الالتفاف حوله وتحقيق الوحدة الوطنية انطلاقا من هذا المبدأ". كما اكد في شأن التعيينات الادارية "ضرورة وجود آلية يسمح التزامها بتعيين أصحاب الكفايات ليحتلوا المناصب الإدارية من دون الخضوع لنفوذ المراجع الحكومية في أداء مهامهم". وطالب على هذا الصعيد ان يلعب مجلس الخدمة المدنية الدور المناط به والذي يبتعد باختياره عن الاعتبارات الشخصية ويغلب المصلحة الوطنية. ونعجب من التلكؤ في إتاحة المجال امامه في كل مرة يطرح موضوع التعيينات والاكتفاء في احسن الاحوال باستشارة شكلية بينما المطلوب ان يكون دوره حاسما في تعيين من تتوافر لديهم صفات الكفاية والتجرد والخبرة ونظافة الكف". وذكر "ان الإصلاح يبدأ من هنا كما تبدأ مكافحة الفساد في إدارات الدولة علما ان هذا الامر أصبح ملحا اليوم أكثر من اي وقت مضى للنهوض بمؤسسات الدولة ووقف الهدر ومواجهة تحديات الديون المتراكمة".

 

السفير السوري زار باسيل: ليس منطقيا وجود وسيط بين دولتين تربطهما أواصر قربى واتفاقات ناظمة للعلاقات

الجمعة 14 تموز 2017 /وطنية - استقبل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل سفير الجمهوية العربية السورية علي عبد الكريم علي الذي قال بعد اللقاء:"عرضنا العلاقة الأخوية بين البلدين وأوضاع النازحين، ونشاط الوزير باسيل على الساحة الدولية. وتناولنا كل الامور التي تعني البلدين، وليس هناك أي آراء متضاربة او متباينة. نحن في سوريا، حكومة ودولة، ندعو الاخوة والأبناء السوريين في كل مكان الى العودة، خصوصا أن سوريا اليوم تستعيد أمنها وعافيتها وتنتصر على الإرهاب في كل المواقع، والمصالحات تكبر في كل المناطق، ولكن هذا يستوجب تنسيقا بين حكومتي الدولتين، وهناك سفارة لبنانية في سوريا والتنسيق قائم بيننا، ولكن يجب تفعيله في المجالات الأمنية. وفي ملف النازحين، نأمل أن تحمل الأيام الآتية الخير الكثير، وسوريا على بوابات الخروج من هذه الأزمة المركبة والخطيرة، لأن رهانات الذين أرادوا إسقاطها سقطت، وسمعتم بالأمس وقبل ذلك من العواصم الأوروبية والاميركية وفي كل مكان كيف يعيد الآخرون النظر لانهم أخطأوا في حق شعوبهم وادركوا ان الطريق الذي ساروا فيه لم ينعكس إيجابا عليهم، كل هذا بحث خلال اللقاء مع الوزير".

وسئل عن رفض سوريا التفاوض لعودة النازحين من خلال الأمم المتحدة، فأجاب: "ما دام هناك سفارتان وشعبان تربطهما أواصر قربى عميقة واتفاقات ناظمة للعلاقات بين البلدين، فمن غير المنطقي ان يكون هناك وسيط بينهما. وهناك تحد مشترك، فالإرهاب الذي يضرب في سوريا هو نفسه الذي تواجهونه في عرسال وفي كل الأماكن. والمصلحة للبلدين، وللبنان قبل سوريا كما لسوريا مع لبنان ان يكون هناك تعاون في الاقتصاد ووضع النازحين وفي كل الأوضاع الامنية والسياسية والاجتماعية، ولذلك فإن البحث عن وساطة هو كمن يريد تعقيد الأمور وإبعاد الحلول. نحن نريد الخير للبنان كما نريده لسوريا، لأننا نواجه عدوا مشتركا سواء كانت اسرائيل او الإرهاب الذي تستثمر فيه وتعتمد عليه، والأمور بخير ولا أرى تعقيدات، وهي تسير في اتجاه التنسيق والنجاح".

وبارك "للجيش وللأمن اللبناني بالانتصارات والمعالجة المسبقة لإرهاب نرجو أن يتعافى منه لبنان كما تتعافى سوريا، وعافية كل من البلدين مكملة للآخر وهو مصلحة مشتركة ".

وعن وجود مناطق آمنة في سوريا لاستيعاب جميع النازحين، قال علي: "أنا لا أملك جوابا حاسما، لكن العالم والجميع يعلمون أن حلب وحمص ودمشق واللاذقية وطرطوس والسويداء كلها مناطق آمنة، وما من مكان في العالم آمن بالمعنى الكامل، لا باريس ولا واشنطن ولا لندن، لذلك يجب ان يتفق على تسميات الأمن، ولكن سوريا الآن بعافية كبيرة، وغدا ستكون بعافية اكبر. انتم تدركون ان الرئيس السوري بشار الاسد جال في بعض المناطق، ومنها مناطق ساخنة، بمعنى انه يملك هذا الرصيد من العلاقة مع شعبه ويملك هذا الأمن الذي وفره الجيش ووفرته القوى الحاضنة لهذا الجيش. لذلك سوريا هي أكثر أمانا من دول تدعي الأمان أو تدعم الارهاب ضدها. الجميع يدرك ان هذه الرهانات سقطت، وسوريا اليوم يحتاج اليها اشقاؤها ويجب ان يشكرها الجميع لان تصديها للإرهاب كان فيه مصلحة للبنان والاردن ومصر ولأوروبا واميركا وكل الدول التي تخشى الآن هذا الإرهاب، وهي مضطرة الى ان تعول على سوريا كمرتكز اساسي للتصدي له والانتصار عليه، ونحن واثقون من تعاون الاخوة والاشقاء الاعزاء في لبنان في مواجهة كل الاستحقاقات والتحديات، وأرى ان الامور بخير".

وهل يدعو النازحين الى العودة، أجاب: "دعوناهم وندعوهم كل يوم، وهم يدركون انهم في اوضاع مزرية في لبنان والاردن وتركيا وفي كل مكان. لا شروط مناسبة تغري هؤلاء السوريين للبقاء، ولكن انتم الإعلاميين مطالبون، وكذلك القوى السياسية بعدم التشويش وعدم تخويفهم. حتى الذين حملوا السلاح ويحملونه صدرت مراسيم عفو من الرئيس الاسد ودعتهم الى العودة، والكثير منهم القى السلاح وسويت اوضاعه، وبعضهم شارك مع الجيش واستشهد معه، وانتم رأيتم ما حصل في السفارة السورية خلال الانتخابات الرئاسية، حيث جاؤوا بمئات الالوف، وهذا لا يعني انهم يعادون دولتهم. هم كانوا ينتخبون أمانهم وكرامتهم الذين افتقدوهما خارج سوريا". أضاف: "سوريا كطبيعة وكوضع في أزمة، ونزف اقتصادها وأمنها، ورغم ذلك مؤسساتها عاملة ولا تحسد اشقاءها على ما هم فيه، ورغم كل هذه الازمة سوريا ناشطة ومؤسساتها ووزاراتها تعمل، وجيشها اكد كفاية عالية ومتقدمة على كل الجيوش في المنطقة. والحاضنة الوطنية كبيرة في سوريا، لذلك يمكن السوريين ان يعودوا، وسيعودون، وسوريا لا تريد توطين ابنائها خارج ارضهم، وهم كذلك لا يريدون، باستثناء قلة قليلة، وكل هذه الامور تعالج بالتنسيق، وسوريا منفتحة".

لقاءات ديبلوماسية

وكان باسيل التقى السفراء الجدد لدول فرنسا برونو فوشيه، اسبانيا خوسيه ماريا دولا بينا، المجر جيزا ميهالي، وتسلم منهم نسخة من أوراق اعتمادهم تمهيدا لتقديمها الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

مشاعات اتوستراد برج رحال.. هل يتم وضع اليد بقوة الواسطة؟

خاص جنوبية 14 يوليو، 2017 /نوع جديد من الفساد يطل من الجنوب ما بين الانتخابات، حيث يحاول السياسيين ارضاء البعض لأجل مصالح خاصة، علما انه على هؤلاء السياسيين "رجال الدولة" ان يحافظوا على المال العام قبل غيرهم. خلال مشوار الى ارض الجنوب يستطلع المارون بسياراتهم على جانبي الاوتوستراد عددا من الخيم التي تبيع كافة انواع المعروضات وابرزها الخضار والفاكهة والفحم. فبالقرب من مركز الجيش على اتوستراد برج رحال تلمح خيمة كبيرة تمتد على مسافة كبيرة من الاتوستراد الذي استملكت الاراضي فيه هناك، ودفعت خزينة الدولة ثمنا لهذه الارض، لكن أتى من هو مستقو، ووضع يده عليها، فصارت ملكا له تحت عنوان “وضع اليد”. وهكذا تسير الامور في الدولة اللبنانية. لكن اللافت ان هذه الخيمة الواقعة قرب مركز للجيش اللبناني، والتي يتبيّن ان المدعو غسان عزالدين قد تملّكها دون أية اوراق ثبوتية او شرعية، قد وجد من ينافسه على ملكيّة هذه الارض ايضا. هو قاسم عيد، المقاول الكبير، صاحب اراض تحت الاتوستراد تطل على خط صور القديم، والتي لا منفس لها على الاتوستراد الجديد. لكن نتيجة علاقات قاسم عيد القوية مع عدد من الفعاليات السياسية والامنية والعسكرية في الجنوب، يحاول عيد فتح منفذ لأرضه على الاتوستراد من خلال استملاك الخيم الموجودة اصلا بقوة “وضع اليد” ولو متأخرا بعض الوقت. لكن غسان عزالدين وشركائه الذين كانوا قد سبقوه الى وضع اليد على الاراضي المطلة على الاتوستراد يرفضون بيع (دون اي صك رسمي او شرعي أصلا) هذه الارض لعيد. والسيد غسان عزالدين لدين موجود حاليّا بالسجن في قضايا تتعلق بشيكات بلا رصيد، تتم الان مفاوضته لأجل التنازل عن الخيمة التي يديرها له خلال غيابه شركائه. كون هذه الخيمة، المتنازع عليها، تدرّ الاموال على أصحابها.لكن عين المقاول قاسم عيد عليها، حيث يصرّ، وبدعم من فعاليات لها سلطة في الجنوب، على أخذها من “واضع اليد الاول” عليها اي ناصرالدين وشركاه.

وكان قاسم عيد وبدعم من النائب علي خريس قد وضع يده على عدد من العقارات في المنطقة، وكانت “جنوبية” قد كشفت عن الموضوع في احدى تحقيقاتها. مع الاشارة الى ان القوى الأمنيّة والاطفائية والجيش حضروا يوم أمس من اجل تطبيق قرار إزالة خيمة عزالدين الدين. فهل قرار الازالة هذا صادر عن القضاء اللبناني؟ ام بدعم من بعض النافذين من اجل اعادة فتحها لعيد مجددا؟ ومن حرّكهم الان بعد ان حاول عيد أخذها من عزالدين؟ مع الاشارة الى ان هذه الارض، هي ملك للدولة اللبنانية؟ ولا يحق لأي كان سواء عيد او عزالدين وضع اليد عليها او استعمالها دون وجه حق. واذا كان القرار هو رفع الأذية عن املاك الدولة، فهل سنشهد وضع يد عيد عليها؟ وهل اتفق غسان عزالدين مع قاسم عيد على تسليمها سرا؟ وكيف اتفقا اذا كان عزالدين بالسجن؟ علما انه لا يحق له ذلك، ولو شفهيّا، لأن الارض بالاصل ليست ملكا له. وهو المسجون لمدة سنتين. فكيف ستُحل القصة؟ هذه التساؤلات برسم القضاء اللبناني، فهل يقف وراء عيد مدعي عام الجنوب، كونه على علاقة جيدة به؟ ام قائد الدرك؟ ام النائب علي خريس؟ وحركة أمل بالتالي؟ تساؤلات يطرحها المواطن اللبناني المار نحو قريته الى أقصى الجنوب، دون ان يكون في باله اتهام أحد من المسؤولين، انها تساؤلات بريئة من مواطن عادي.

 

حزب الله يستعجل بدء معركة عرسال… والسلسلة على نار حامية

إعداد جنوبية 14 يوليو، 2017 /اصبح من شبه المؤكّد أن معركة عرسال قادمة بين الجيش اللبناني والمجموعات السورية المسلحة المصنفة ارهابية وهي داعش وجبهة النصرة، وذلك بغض النظر عن الكيفية التي ستبدأ فيها تلك المعركة وظروفها، وبغض النظر أيضا عن مدى مشاركة حزب الله فيها.

وتقول صحيفة الراي الكويتية انه “بعدما أعلن الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله أخيراً «الأمر لي»، استكمل «جيْشه» التحضيرات لمعركةٍ بالغة الحساسية في الجغرافيا السياسية – الطائفية في البلاد، عنوانها «مطاردة الإرهابيين» ومسْرحها «جزيرة» سنّية في محيطٍ شيعي يقطنها أكثر من 100 ألف نازح سوري لجأوا إليها جراء الحرب في بلادهم. ويقضي السيناريو المفترض لمعركة عرسال وجرودها قيام «حزب الله» بهجومٍ بري انطلاقاً من الأراضي السورية، وبتغطيةٍ نارية من الجيش السوري عبر القصف بالطيران والمدفعية. أما الجيش اللبناني المتمركز على خطٍّ دائري حول عرسال – البلدة، فسيشكل حائط صدٍّ لمنع المسلحين من الارتداد في اتجاه الداخل والعمل على إبعادهم بالقصف عن بُعد. وبهذا التطور المرتقب، ينقل «حزب الله» الذي يفاخر بسيطرته في سورية على أضعاف أضعاف مساحة لبنان، المعركة ولأول مرة الى الداخل اللبناني، بعدما كان انخرط منذ العام 2013 بالقتال في سورية الى جانب نظام الرئيس بشار الأسد، مما يعكس تحوّلاً لا يُستهان به في دور الحزب وسلوكه في لبنان، وسط تَهيُّب الدوائر المراقبة لما يمكن أن يحدث وردود الفعل حياله. وثمة اعتقادٌ في بيروت أن «حزب الله» أفاد من المناخ الدولي – الاقليمي ربطاً بانتصار الحرب على الإرهاب في الموصل والتدافُع في اتجاه «اختطاف» انتصارٍ مماثل في الرقة، لتحقيق ما يريده في عرسال وجرودها عبر إنهاء جيوبٍ إرهابية لـ «داعش» و«النصرة»، والتخلص من كتلة بشرية «معادية» يشكّلها النازحون السوريون الموزَّعون على نحو 110 مخيمات في عرسال وجرودها.

ولم يُخْفِ «حزب الله» إصراره على التخلص من أكبر تجمعات النازحين السوريين وتمرْكزهم في منطقةٍ تشكل «شوكة» في خاصرة مناطق نفوذه المفتوحة على «سورية المفيدة»، وهو كان أدار مفاوضاتٍ بالواسطة لخروج المسلّحين وعائلاتهم، ودعا الحكومة اللبنانية للتعاون مع نظيرتها السورية للعمل على إعادة نحو مليون نازح سوري الى بلادهم. وفي تقدير أوساطٍ واسعة الاطلاع، ان «حزب الله» يتعامل مع ملف النازحين من زاويتيْن، الأولى أنهم يشكلون في لونهم المذهبي (السنّة) دعامةً لخصومه في الداخل اللبناني، أي «تيار المستقبل» بزعامة رئيس الحكومة سعد الحريري، والثانية أن مخيماتهم قد تتحوّل بيئة حاضنة لمجموعاتٍ معادية لـ«حزب الله» يَسهل الاستثمار المخابراتي فيها لإقلاق الحزب وإشغاله في عقر داره.”

السلسلة

دعا الرئيس نبيه برّي إلى عقد جلسة تشريعية لدرس وإقرار المشاريع واقتراحات القوانين المدرجة على جدول الأعمال، بدءاً من الساعة 11 من يومي 18 و19 تموز نهاراً ومساءً، أي بمعدل جلستين يومياً. وبحسب صحيفة اللواء “تضمن جدول الأعمال الذي وزّع 30 مشروع قانون واقتراح قانون. وفي بنديه الأوّل والثاني، يتضمن جدول الأعمال سلسلة الرتب والرواتب وتعديل واستحداث بعض المواد القانونية الضريبية لغايات تمويل رفع الحد الأدنى للرواتب والأجور وإعطاء زيادة غلاء معيشة الموظفين والمتعاقدين والاجراء في الإدارات العامة والجامعة اللبنانية والبلديات وتحويل رواتب الملاك الإداري العام، وأفراد الهيئة التعليمية في وزارة التربية والتعليم العالي والاسلاك العسكرية. وعلمت «اللواء» ان الترابط بين التمويل وتحويل السلاسل للاسلاك المدنية والعسكرية، مسألة متفاهم عليها بين رئيسي المجلس والحكومة، انطلاقاً من التلازم بين البند الأوّل والثاني من جدول الأعمال. وقال المصدر ان المطلوب اليوم، توفير أموال للسلسلة، تتعدّى الـ1200 مليار ليرة لبنانية إلى الاضافات التي تتعلق بتعديل العطاءات والنسب للمتقاعدين، والتي تقدر بـ470 مليار ليرة، وذلك عبر أموال جدية حقيقية وليست وهمية.

وأشارت إلى مصادر ثلاثة متفق عليها:

– زيادة الـTVA 1٪، فتصبح 11٪ بدل 10٪.

ضريبة ما على الأرباح المصرفية، والفوائد بمعدل نقطتين..

– بت موضوع الأملاك البحرية.

من هنا، فإنه يفترض ان تتكثف الاتصالات واللقاءات على مستوى الكتل النيابية، لإيجاد حل لمعضلة تأمين نفقات السلسلة ومعها مشروع الموازنة الذي تدرسه لجنة المال النيابية، بحيث يصبح مسار التمويل متلازماً بين السلسلة والموازنة.

وفي هذا السياق سيعقد اليوم اجتماع لممثلي الكتل النيابية في وزارة المالية مع الوزير علي حسن خليل لمعالجة موضوع المتعاقدين والعسكريين والأساتذة، ان لا تطال جيوب الفقراء، بحسب ما لاحظ رئيس لجنة المال إبراهيم كنعان بعد لقائه الرئيس برّي لهذا الغرض، بالإضافة إلى حسم موضوع قطع الحساب كشرط آخر لإقرار الموازنة. وبحسب معلومات «اللواء» فإنه سبق هذا الاجتماع اجتماع نيابي موسع عقد في السراي الحكومي، وبعيداً من الإعلام، برئاسة الرئيس الحريري، حضره الرئيس فؤاد السنيورة، وعدد من النواب من كتلة «المستقبل» وخارجها من الذين سبق ان عملوا على درس وإنجاز مشروع السلسلة والموازنة.

واستبعدت مصادر نيابية شاركت في الاجتماع لـ«اللواء» ان يتم حسم موضوع السلسلة خلال جلستي المجلس النيابي الأسبوعي المقبل، على اعتبار ان الأمور لم تنضج بعد، رغم ان المطالبة بالسلسلة أمر محق.”

 

بـري فـي بعبـدا قبــل الجلسـة النـيابية والوضع مع التيار مختلف والتفاهم" لم يعد سريعا"

المركزية- دخلت مختلف المقار الرسمية بقوة على خط إعادة ضخ الحياة في عروق مؤسسات الدولة بعد مفاوضات قانون الانتخاب الطويلة. فبعد وثيقة بعبدا الهادفة إلى تفعيل "حكومة استعادة الثقة"، يستعد نواب الأمة للجلسة النيابية المزمع عقدها في 18و19 الجاري، وعلى رأس جدول أعمالها سلسلة الرتب والرواتب المنتظرة في الأوساط الشعبية، وإن كان الكباش السياسي الافتصادي حول سبل تمويلها لا يزال قائما. غير أن رئيس مجلس النواب نبيه بري لن يكتفي بالورشة التشريعية لمواكبة عودة المؤسسات الدستورية إلى الحياة، بل إنه يستعد لمعاودة زياراته التقليدية الأسبوعية إلى قصر بعبدا، بعدما كان انقطع عنها لأسباب أمنية، علما أن مصادر سياسية رجحت عبر "المركزية" أن يعقد عون وبري لقاء يسبق الجلسة النيابية، يتناول البحث ملف السلسلة الذي كان رئيس المجلس ناقش جانبه التقني البحت أمس مع رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان في عين التينة.وأبعد من الجلسة التشريعية في ذاتها، تحمل عودة زيارات بري الأسبوعية إلى بعبدا دلالات سياسية بارزة، باعتبارها خطوة على طريق كسر جليد كثيف حكم العلاقة بين الرئيسين منذ ما قبل انتخاب العماد عون رئيسا. غير أن مصادر في كتلة التنمية والتحرير تشدد عبر "المركزية" على أن "العلاقات لم تكن يوما منقطعة بشكل نهائي، لكن هذا لا ينفي أنها مرت بفترة اتخذ فيها رئيس الجمهورية مواقف ما كان يجب أن يتخذها تجاه الرئيس بري. غير أن هذا الأخير يؤكد اليوم أن بينه وبين الرئيس عون أطيب العلاقات".وإذا كانت العلاقات على خط بعبدا – عين التينة على طريق التحسن، فإن المصادر تؤكد أن "بين عين التينة والتيار، يختلف الوضع كثيرا. ذلك أن بحث الأمور من هذه الزاوية يأخذ طابعا سياسيا صرفا، فيما العماد ميشال عون يشغل اليوم منصب رئيس الجمهورية. تبعا لذلك، فإنه رمز البلاد، واليوم لا تقارب زائدا مع التيار. وفي ما يخص مشروع ورقة التفاهم بين حركة أمل والتيار، الذي كان من المفترض أن يبصر النور منذ شهور، قبل أن تفرمله التباينات الانتخابية بين طرفيه، توضح المصادر أن "المشروع لم يتوقف، لكنه ما عاد بالسرعة التي كان عليها في مرحلة سابقة نظرا إلى الظروف التي سادت في البلاد، إضافة إلى ما شهدته المفاوضات الطويلة في شأن قانون الانتخاب من تردد في قبول القانون في صيغته الحالية. لكن هذا لا يعني قطع العلاقات نهائيا بين الطرفين".

 

تعديـل وزاري مطروح مطلــع آب اوجبته اطالة عمر الحكومة بعد التمديد

المركزية- يسلم الجميع ان حكومة "استعادة الثقة" التي تبرأ منها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون نفسه بقوله انها ليست حكومة العهد ما كانت لتستطيع ولن تستطيع انجاز اكثر مما انجزت، على رغم كل ما قد تخضع له من عمليات جراحية وتجميلية اذ ان سوس الفساد والفوضى الادارية والامنية ليس وليد العهد الجديد انما يعود للاسف لعهود خلت وتحديدا لانطلاق جمهورية الطائف التي ثلثت الرؤوس ووزعت تقاسم النفوذ. وتقول مصادر حزبية مواكبة لما يجري في الاروقة الدبلوماسية والسياسية لـ"المركزية" ان ما تم تسريبه الى الاعلام عن تعديل وزاري فيه شيء من الصحة، على رغم نفيه من المعنيين. وان الامور ماضية في هذا السياق ولامست حد تسمية الوزراء البدائل، في انتظار ساعة الصفر التي يحددها رئيسا الجمهورية والحكومة العماد ميشال عون وسعد الحريري اللذان يعدان المخرج الملائم لما يمكن تسميته تفعيل العمل الحكومي. وتضيف المصادر ان ما استشف من مآل هذه الخطوة، ان المعنيين في انتظار انتهاء الجلسة التشريعية التي دعا رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى عقدها يومي 18 و19 الجاري نهارا ومساءً من اجل درس جدول فضفاض يتضمن 30 بنداً ابرزها سلسلة الرتب والرواتب والضرائب وما قد يرتبه تمويلها على المواطنين. ولا تستبعد المصادر نفسها ان تترافق هذه الخطوة التغييرية مع مناسبة عيد الجيش في الاول من شهر آب المقبل وذلك بغية تمريرها وسط هذه الاحتفالية بسلاسة ومن غير ضجة سياسية واعلامية قد ترافقها في حال طرحها في ظل الظروف الراهنة المشبعة بالمزايدات وتضخيم الصغائر والمصالح الانتخابية التي بدأت منذ اليوم الاستثمار في شتى المجالات.

وتختم المصادر ان من الاسباب الرئيسة التي اوجبت التعديل الحكومي المرتقب، التمديد الاخير للمجلس النيابي الذي فرض اطالة عمر الحكومة بعدما كان المطروح والمنتظر اعداد قانون انتخابات جديد واجراء الاستحقاق النيابي على اساسه في المواعيد المحددة دستورياً في شهري ايار وحزيران المنصرمين على ابعد تقدير والذي كان يستوجب حكماً استقالة الحكومة وتشكيل اخرى بديلة وهو ما اشار اليه الرئيس عون بقوله انها ليست حكومة العهد.

 

شتان ما بين العامين 2011 و2017: الحريري وباسيل معا الى واشنطــن! لبنان يلتزم مقررات الرياض ويعرض للنزوح والعقوبات..وخليل قد ينضم للوفد

المركزية- يعدّ الرئيس سعد الحريري العدّة لزيارته الاولى الى الولايات المتحدة كرئيس لحكومة "استعادة الثقة" والمقررة في 22 تموز الجاري. وفيما دوائر "السراي" ترتّب الملفات والاوراق التي سيعرضها لبنان الرسمي في واشنطن، تقول مصادر وزارية مطّلعة لـ"المركزية" إن صورة الوفد الذي سيرافق الحريري لم تكتمل بعد، فالاتصالات لا تزال جارية لمعرفة ما اذا كان وزير المال علي حسن خليل اضافة الى عدد من أركان الهيئات الاقتصادية ورجال الاعمال سينضمون الى الوفد، فيما بات من المؤكد ان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ومسؤولين عسكريين وأمنيين كبارا سيكونون في عداده، الى جانب وزير الخارجية والغتربين جبران باسيل أيضا. وهنا، تشير المصادر الى ان مرافقة باسيل لرئيس الحكومة الى واشنطن لها رمزية لافتة يجدر التوقف عندها. ففي المرة الاخيرة التي زار فيها الحريري الولايات المتحدة عام 2011، وخلال إجتماعه بالرئيس باراك أوباما، كان باسيل نفسُه يعلن استقالة 11 وزيرا من حكومة الحريري الاولى، فدخل الاخير البيت الابيض رئيسا للحكومة وخرج منه رئيسا لحكومة تصريف أعمال. أما اليوم، وللمفارقة، فيزور الرجلان معا واشنطن، في خطوة ستعكس مرة جديدة متانة التسوية الرئاسية وتوطّد عرى التفاهم القائم بين أركان العهد وتحديدا بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، منذ ملء الشغور... وفي الانتقال الى الزيارة المرتقبة من حيث مضمونها، توضح المصادر أنها ستركّز أولا على همّ مواجهة الارهاب. وفي السياق، وبعد ان يجدد التزامه التام بمقررات قمة الرياض، سيطالب لبنان الرسمي واشنطن بالمضي قدما في دعمها للجيش، وهو الاكبر من حيث القيمة والحجم الذي تتلقاه المؤسسة العسكرية، كما سيدعو الى تحييد الجيش عن تدبير خفض المساعدات الخارجية الذي اتخذته الادارة الاميركية الجديدة. وانطلاقا من الانجازات التي تسطّرها المؤسسة العسكرية في وجه الارهابيين، سيناشد الحريري من سيلتقيهم برفع وتيرة المساعدات لضمان بقاء الجيش على أفضل أداء والاسراع في تزويده بالمعدات المتطورة ومنها طائرات السوبر توكانو لما لها من أثار ايجابية في الميدان. الى ذلك، يطرح الوفد اللبناني مسألة النزوح مع المسؤولين الاميركيين من زاويتين: الاولى عرض مدى التداعيات السلبية التي تركها في الجسم اللبناني الذي يكاد ينكسر ظهره تحت ثقل أعباء النزوح اقتصاديا وأمنيا واجتماعيا وسياسيا، ناهيك عن آثاره الكارثية على البنى التحتية وعلى الطرق التي تعاني ازدحاما مخيفا(...) الامر الذي يتطلب وفاء العواصم الدولية بالتزاماتها لناحية مدّ المجتمعات المضيفة للنازحين بجرعات دعم مادي ومالي وإنمائي، لتتمكن من الصمود. اما الزاوية الثانية، فسيشدد فيها لبنان على ضرورة العودة الآمنة والطوعية للنازحين الى بلادهم والى المناطق التي باتت آمنة فيها، برعاية وضمانة أمميتين، خصوصا ان لواشنطن دورا كبيرا في إرساء مناطق خفض التصعيد في سوريا. من جهة ثانية، تتابع المصادر، تلحظ أجندة الرئيس الحريري في العاصمة الاميركية، بحثا في مسألة النسخة الثانية من العقوبات التي يفترض ان تصدر في الخريف عن الكونغرس ضد حزب الله لتجفيف منابع تمويله. ففي حضور سلامة الذي يحظى بتقدير كبير في الولايات المتحدة، وفي ضوء تقيّد لبنان الواضح بالتعاميم الدولية عموما وبرزمة العقوبات الاولى خصوصا، وبشهادة الاميركيين أنفسهم، سيتمنى الحريري على الادارة الجديدة (وقد أنجز الرئيس الاميركي دونالد ترامب سلة التعيينات في وزارة الخزانة الاميركية) أخدَ القطاع المصرفي اللبناني في الاعتبار، وإبعاده عن أي تداعيات قد توّلدها العقوبات، خصوصا انه العمود الفقري للاقتصاد اللبناني.

 

يــرأس مجلس الشـراكة اللبـنانية ـ الأوروبيـة في بروكسـل وباسيل يعرض عودة النازحين على مراحل في إجتماعه مع موغريني

المركزية- يمثل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل لبنان في اجتماع مجلس الشراكة الاوروبية – اللبنانية الذي ينعقد الثلثاء في مقر الاتحاد الاوروبي في بروكسل للبحث في الملفات الاقتصادية والاجتماعية المشتركة، على ان يتم التطرق الى المواضيع السياسية خلال اجتماع يضمه الى ممثلة السياسة الخارجية في الاتحاد فيرديريكا موغيريني التي ترأس المجلس الى جانب باسيل الذي يتوجه الى العاصمة البلجيكية على رأس وفد يضم وزيري الاقتصاد والتجارة رائد خوري والصناعة حسين الحاج حسن. وفي هذا الإطار، أفاد مصدر دبلوماسي "المركزية" ان موضوع النازحين السوريين وتداعيات وجودهم في لبنان سيستحوذ على الحيز الاكبر من النقاشات، "اذ من المتوقع ان يحمل باسيل الى المسؤولة الاوروبية افكارا لحل ازمة النازحين واقتراحا يتضمن عودتهم الآمنة على مراحل مع التشديد على ضرورة دعم الاقتصاد اللبناني عبر تمويل مشاريع تذهب مباشرة الى الحكومة". وسيتطرق المجلس إلى المشاريع الاستثمارية التي يمولها الاتحاد، والتي تتماشى مع خطته الموضوعة للشراكة مع بلدان المتوسط. كما سيتناول باسيل وموغيريني تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، وفي مقدمتها عملية السلام والأزمة السورية، لناحية تكثيف الجهود المستهدفة إيجاد حلول سياسية شاملة لأزمات المنطقة، تضمن إعادة الأمن والاستقرار لشعوبها، إضافة الى الجهود الإقليمية والدولية في الحرب على الإرهاب، كون خطره يشكل تهديدا مباشرا ليس على لبنان فحسب انما على أمن واستقرار العالم أجمع. ومن هذا المنطلق، سيطلب لبنان دعما اضافيا للجيش اللبناني نظرا الى الدور المحوري الذي يقوم به بمحاربة الارهابيين من أجل تعزيز الاستقرار في المنطقة. كما سيعرض باسيل تصور لبنان ورؤيته لتحقيق السلام والأمن في المنطقة والعالم.

 

الوعود الفلسطينية في مهب الريح ما دام عين الحلوة يأوي ارهابيين ووتعويــل علـى عصـبة الانصــار لتسـليم باقـي المطلوبيـن

المركزية- في وقت اعترف الارهابي خالد السيد أمام المحققين في الامن العام، باسم الرأس والمشغل له ولخلايا منتمية لـ"داعش" في لبنان، يوسف نديم ابو عريضة، وكشفه عن العمليات التي كان سينفذها في لبنان، ما زال مطلوبون خطرون من أمثاله يقيمون داخل مخيم عين الحلوة، ويتلاعبون بأمنه وبسلامة سكانه.عند هذه النقطة بالذات يكمن التحدي أمام القيادات الفلسطينية الوطنية والاسلامية بضروة الوصول الى مخرج لتسليم المطلوبين للدولة اللبنانية والمعروفين في نطاق توزعهم، ومن أبرزهم: الارهابي بلال بدر، المسؤول عن تفجير السفارة الايرانية في بيروت بهاء الدين حجير، عبد فضة، توفيق طه، واللبناني شادي المولوي. أما الجهة المخولة القيام بخطوة مماثلة، فهي "عصبة الانصار الاسلامية" التي سلمت الارهابي السيد للامن العام اللبناني في لحظات قياسية سريعة . مصدر معني في المخيم قال لـ"المركزية" أن "هذه الاسماء وبينها فضل شاكر وغيرها تسلمتها قيادات فلسطينية من المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، الذي حصل على تعهد من القيادات الفلسطينية بتسليمهم على دفعات، شرط ان يكون هناك اجماع فلسطيني وطني واسلامي، الامر المتوفر اليوم، إذ هناك قرار فلسطيني واضح برفض تحويل المخيم الى بيئة حاضنة للارهابيين، أو أن يكون ممرا أو مقرا لاستهداف الامن اللبناني"، مشيرا الى أن "هذه الشعارات بحاجة لترجمة فعلية على الارض". وفي سياق آخر، بقيت ردود الفعل الفلسطينية المرحبة بقرار اللواء ابراهيم بإعفاء الفلسطينيين النازحين من سوريا من رسوم الاقامة لمدة ستة اشهر قابلة للتجديد، متواصلة، إذ وجه إمام مصلى المقدسي الشيخ اياد دهشة رسالة شكر للواء ابراهيم، اثنى فيها على "مواقفه الداعمة لابناء الشعب الفلسطيني". كما جدد اللواء أبو العردات التنويه بـ"موقف اللواء ابراهيم الذي يخفف من معاناة الشعب الفلسطيني"، مؤكدا على "اهمية التنسيق والتعاون اللبناني– الفلسطيني في المجالات كافة لتحصين المخيمات". وتوازيا زار إمام مسجد الغفران في صيدا الشيخ حسام العيلاني على رأس وفد، مكتب حركة الجهاد الإسلامي في صيدا حيث كان في استقباله مسؤول العلاقات السياسية في حركة الجهاد الإسلامي في لبنان شكيب العينا وبحث معه سبل تعزيز العلاقات الفلسطينية اللبنانية بما يخدم الأمن والاستقرار في لبنان بشكل عام والمخيمات الفلسطينية بشكل خاص. وأكد المجتمعون على أن "الفلسطيني في لبنان لم ولن يكون مصدر تهديد للسلم الأهلي في لبنان لأننا نعتبر أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة"، داعين إلى "وحدة الموقف الفلسطيني في وجه كل التحديات التي تواجه الامة". وعلى صعيد الوضع الامني الميداني، وقع في حي المنشية في مخيم عين الحلوة إشكال أدى الى اصابة خالد صقر الذي كان يعمل على فض الحادث ونقل الى مستشفى النداء الانساني في المخيم. وفي سياق متصل، سلم المطلوب الفلسطيني س. ظ، من مخيم الرشدية، نفسه الى مخابرات الجيش اللبناني في صور، لإنهاء ملفه الأمني كونه مطلوبا بمذكرات توقيف عدة. وعملت الجهات المختصة على التحقيق معه وتحويله الى القضاء المختص.

 

ترميم علاقة بيت الوسط ـ المختارة؟

صونيا رزق/الديار/14 تموز 2017

بعد ان سار النائب وليد جنبلاط على خط الهدوء السياسي لفترة، عاد الى الخلافات مجدداً مع الحلفاء والخصوم على حدّ سواء، من خلال تفجير انتقاداته و«لطشاته» على موقع «تويتر» الذي بات «فشة خلقه»، في ظل خلافات عديدة يعود بعد فترة وجيزة لإصلاحها عبر وساطات او اعلان مواقف مؤيدة لمن تعرّض لشتيمة منه او تصريح مضاد.  وكل هذه التقلبات السياسية تصّب اليوم في خانة اهتمام جنبلاط بقانون الانتخاب والنظرة الايجابية الى التحالفات، التي «تفبرك» حالياً لحصول كل فريق على حصته من دون ان يصاب بخيبة الامل، خصوصاً بعد ولادة توازنات جديدة مغايرة لما كانت عليه التحالفات في السابق، ابرزها تحالف «التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية» الذي يخيف جنبلاط اكثر من اي تحالف آخر. الى ذلك يعمل الزعيم الدرزي اليوم على إزالة «الزعل» مع الجميع بدءاً برئيس الحكومة سعد الحريري الذي تربطه به محطات وجولات منذ العام 2005 على الرغم من خيبة الامل التي اصابت زعيم «المستقبل» من زعيم «الاشتراكي»، بعد ان اسقطه بالضربة القاضية في العام 2011 وأطلق غزله في إتجاه الرئيس نجيب ميقاتي. في حين ان الحريري عاد ليسامح جنبلاط بعد فترة قطيعة لانه يعرف طلعاته ونزلاته، وآخر هذه المسامحة زيارة الى المختارة في 19 آذار الماضي في ذكرى اغتيال كمال جنبلاط وتسليم تيمور الزعامة الجنبلاطية. بعد هذه الزيارة التي اظهرت متانة العلاقة بين الرجلين، شنّ جنبلاط هجوماً مبطّناً على «تويتر» اسقط من خلاله كل الودّ الذي يكنّه للحريري بالضربة القاضية موجّهاً له انتقادات واتهامات بالشخصي، فحصلت الردود والردود المضادة فوصلت الى حدّ « ان تبليط البحر من اختصاص سوليدير»، ليصبح الوضع متوتراً الى اقصى الحدود، ولم يخف كل هذا السجال الاعلامي إلا بعد دخول رئيس مجلس النواب نبيه بري على خط الوساطة.

إنطلاقاً من هنا تشير مصادر سياسية مراقبة لما يجري بينهما الى ان التحالفات المستجدة التي خلطت الاوراق السياسية على الساحة اللبنانية أغضبت جنبلاط، خصوصاً التقارب القائم بين رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية، الامر الذي اخاف رئيس «الاشتراكي» من إمكانية حصول تحالفات انتخابية تشكل خطورة عليه وخصوصاً في عقر داره.  لكن اليوم عاد ليرضى خصوصاً بعد وصفه الإتفاق على الخمس عشرة دائرة بالمتوازن، والذي يحفظ حقوق الجميع وتمثيلهم، لذا اعتبر جنبلاط بأن غيمة الصيف التي مرّت فوقه والحريري لا بدّ ان تعبر خصوصاً في هذه الظروف المحتاجة الى اطيب العلاقات، تمهيداً لإعادة الأمور إلى نصابها لان الجرّة لا يمكن ان تنكسر بينهما. وتؤكد هذه المصادر بان المصالحة بين الزعيمين باتت قريبة جداً، بعد دخول مقرّبين منهما على خط الوساطة هما الوزير السابق وائل ابو فاعور ورئيس مكتب رئيس الحكومة نادر الحريري اللذين سيعيدان العلاقة الى ما كانت عليه ضمن لقاء مصارحة وانفتاح سيحمل بالتأكيد تفاهماً على الخط الانتخابي التحالفي.  وتختم هذه المصادر بأن على جنبلاط ان يتعلّم من دروس الماضي بأن « لا صاحب له» على ما يبدو في الاطار السياسي، سوى رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة، لان الآخرين لا يثقون به وهو بدوره لا يثق بهم، من هنا عليه ان يضبط انفعالاته السياسية الى اقصى الحدود، خصوصاً في هذه الفترة المحتاجة الى رسم صورة جديّة للتحالفات.

 

حواط قدم استقالته من رئاسة المجلس البلدي للترشح للانتخابات

الجمعة 14 تموز 2017 /وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" عبدو متى أن رئيس بلدية جبيل زياد حواط، قدم استقالته من رئاسة المجلس البلدي، في كتاب أرسله بواسطة أحد عناصر شرطة البلدية الى قائمقام جبيل نجوى سويدان فرح في مكتبها في السراي، وذلك من اجل الترشح للانتخابات النيابية في أيار المقبل عن دائرة كسروان - جبيل. وكان حواط عقد مساء امس اجتماعا لاعضاء المجلس البلدي واطلعهم على خطوته هذه، متمنيا ان يبقوا "يدا واحدة متضامنين لما فيه مصلحة المدينة وابنائها وحفاظا على الانجازات التي تحققت". وشكرهم على تعاونهم معه خلال فترة رئاسته، واعدا إياهم بالبقاء الى جانبهم في أي موقع كان. وعقد حواط قبل ظهر اليوم اجتماعا مماثلا للموظفين والعاملين في البلدية للغاية نفسها. وكانت سويدان أكدت ل"الوكالة الوطنية للاعلام" أنه لم يصدر عن مكتبها أي خبر عن استقالة حواط، مشيرة الى أن كل ما يتم تداوله عن أن الخبر صادر عنها عار من الصحة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

بيان شجب واستنكار: المكتب السياسي للتنظيم الآرامي الديمقراطي

14 / 7 /2017/قامت الشرطة الكردية في عينكاوا _ اربيل بتاريخ  13 / 7 / 2017 بالاعتداء على عضوين من الحزب الاتحاد السرياني الديمقراطي في العراق واعتقالهم واقتيادهم الى مركز شرطة عينكاوا في اربيل  والاعتداء عليهم بالضرب المبرح والشتم بكلمات طائفية وغير لائقة لا تليق بمبادئ حقوق الانسان ومبادئ الحكومة الكردية ولا تليق بشعبنا الآرامي . وادى هذا الاعتداء الى اصابة عضوين من الحزب الاتحاد السرياني الديمقراطي في العراق في اقليم كوردستان . وقد جاء هذا الاعتداء الذي  ليس الاول من نوعه  بحق هذا التنظيم وبحق ابناء شعبنا الآرامي ذلك بعد عدة مطالبات يدعو اليها تنظيم الحزب الاتحاد السرياني منها المطالبة بحق تقرير مصير الشعب الآرامي في العراق ومستقبل شعبه وارضه في سهل نينوى ورفضه لرضوخ والقبول لقرارات حكومة اقليم كوردستان وعن رغبة الاقليم في الاستيلاء وضم مناطق سهل نينوى الى اقليم كوردستان ورفض شمول مناطق شعبنا الارامي في سهل نينوى في الاستفتاء الذي يزمع اجرائه في اقليم كوردستان في شهر ايلول المقبل. اذ اننا نحن في التنظيم الآرامي الديمقراطي نحمل حكومة اقليم كوردستان العراق ورئيس حكومة الاقليم السيد مسعود البارزاني مسؤولية هذا الاعتداء السافر بحق اعضاء احد تنظيمات ابناء شعبنا الآرامي واننا نرفض ونستنكر لمثل هكذا تصرفات بحق ابناء شعبنا  كما نحمل الحكومة الكردية مسؤولية الكاملة لأي اعتداء يتعرض له اعضاء هذا الحزب الاتحاد السرياني  وسنضطر الى تقديم شكوى قضائية في الاتحاد الاوروبي في حال تكررت مثل هكذا اعتداءات التي تجبر ابناء شعبنا الآرامي الى ترك اراضيه التاريخية واجباره على الهجرة من خلال تلك الاعمال . دمتم وشعبنا الارامي بكافة طوائفه والمجد والخلود لشهداء الآراميون .

 

جمعة دماء واشتباكات في الأقصى

القدس: «الشرق الأوسط أونلاين/14 تموز/17/قتل ثلاثة فلسطينيين فتحوا النار اليوم (الجمعة) على عدد من أفراد الشرطة الإسرائيلية في القدس القديمة، ما أدى إلى مقتل اثنين، ولاذوا بالفرار باتجاه باحة الأقصى قبل أن تلحق بهم قوات الأمن وتقتلهم بالرصاص. ونقلت الشرطة الإسرائيلية هذه المعلومات صباحاً، مشيرة إلى إصابة ثلاثة من أفراد الشرطة، اثنان منهم بجروح خطيرة، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل، لكنها لاحقاً أكدت وفاتهما في المستشفى. وقالت المتحدثة باسم الشرطة لوبا السمري، إن المسلحين وصلوا إلى الموقع وتوجهوا صوب إحدى بوابات المدينة القديمة القريبة. أضافت: «عندما شاهدوا رجال الشرطة أطلقوا النار باتجاههم ثم لاذوا بالفرار صوب أحد المساجد، ووقعت مطاردة وقتلت الشرطة ثلاثة إرهابيين». وذكرت أن الشرطة عثرت على ثلاثة أسلحة بحوزة المهاجمين. وأظهرت لقطات من هواتف محمولة بثتها وسائل إعلام إسرائيلية عدة أفراد من الشرطة يطاردون رجلا ويردونه قتيلا في الموقع. وقالت الشرطة إن التحقق جار لمعرفة ما إن كان المسلحون الذين قتلتهم قوات الأمن فلسطينيين. ولاحقاً، أفادت السمري بأن منفذي هجوم القدس هم من فلسطينيي الداخل (عرب 48) من مدينة أم الفحم العربية، ومن عائلة واحدة وليست لهم أي سوابق أمنية. وقالت إن منفذي الهجوم الذين فتحوا النار على الشرطة ولاذوا بالفرار إلى باحة الأقصى قبل أن تقتلهم الشرطة هناك، هم «محمد أحمد محمد جبارين (29 عاما) ومحمد حامد عبد اللطيف جبارين (19 عاما) ومحمد أحمد مفضل جبارين (19 عاما) وتبين أيضا بالفحص عدم وجود ماض أمني سابق لهم». والهجوم هو الأول بالسلاح منذ سنوات داخل المدينة القديمة في القدس الشرقية المحتلة، على الرغم من أن الأراضي الفلسطينية وإسرائيل تشهد موجة عنف تسببت منذ أول أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2015 في مقتل 280 فلسطينيا و41 إسرائيليا وأميركيين اثنين وأردني وإريتري وسوداني. ومعظم الفلسطينيين الذين قتلوا نفذوا أو حاولوا تنفيذ هجمات على إسرائيليين بواسطة السلاح الأبيض.

* إغلاق الأقصى

إلى ذلك، أعلنت الشرطة الإسرائيلية عدم السماح بإقامة صلاة الجمعة في المسجد الأقصى بعد الهجوم، على الرغم من أنه يصلي بالمسجد آلاف المسلمين كل يوم جمعة، وذلك للمرة الأولى منذ عام 1967. وندد المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية طارق رشماوي في تصريحات بالإجراءات التي فرضتها إسرائيل بعد الهجوم، مشيراً إلى أنها «ممارسات إرهابية تتعارض مع القيم والأعراف الإنسانية وتدمر المساعي الدولية والجهود الأميركية» لإحياء عملية السلام. كما اعتبرت حركة «فتح» في بيان تلاه الناطق باسمها أسامة القواسمي أن قرار إغلاق المسجد الأقصى ومنع إقامة صلاة الجمعة: «تصعيد خطير مرفوض ومدان».

* اتصال عباس - نتنياهو

وفي سياق متصل، أجرى الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتصالاً هاتفياً برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تناول أحداث المسجد الأقصى، عبر خلاله عن «رفضه الشديد وإدانته» للحادث وعن «رفضه لأي أحداث عنف من أي جهة كانت، وخصوصاً في دور العبادة»، فيما طالب نتنياهو «بتهدئة الأمور من جميع الأطراف».

 

مقتل 5 من الشرطة المصرية في هجوم مسلح بالجيزة

القاهرة: «الشرق الأوسط أونلاين»/14 تموز/17/قتل خمسة من رجال الشرطة المصرية اليوم (الجمعة)، في هجوم مسلح استهدف حاجزا أمنيا بمحافظة الجيزة. وذكرت وسائل إعلام مصرية أن الهجوم وقع في الساعة السابعة والنصف بتوقيت القاهرة حينما أطلق مسلحون يستقلون دراجة نارية الرصاص على أفراد كمين سياحي بقرية أبو صير بمنطقة البدرشين.وأسفر الحادث عن مقتل ضابط وثلاثة مجندين وأمين شرطة. وطوقت الشرطة مكان الحادث وبدأت عمليات التمشيط بحثا عن الجناة. وحذرت الأجهزة الأمنية مؤخرا من وقوع هجمات إرهابية جديدة، فيما علقت الكنائس القبطية والإنجيلية بعض أنشطتها بعد سلسلة من الهجمات الإرهابية في الشهور الماضية التي استهدفت كنائس في القاهرة والإسكندرية وطنطا وحافلة للأقباط بالمنيا، وأسفرت عن وقوع عشرات الضحايا. وتوعد تنظيم داعش الإرهابي الذي أعلن مسؤوليته عن أغلب الهجمات الإرهابية بمضاعفة الهجمات على الأقباط في مصر والتي تشكل أكبر طائفة مسيحية في الشرق الأوسط، وتمثل 10 في المائة من قرابة 90 مليون نسمة هم عدد سكان البلاد.واستهدف التنظيم الإرهابي قبل أسبوع نقطة ارتكاز للجيش المصري جنوب مدينة رفح بشمال سيناء، ما أدى إلى مقتل وإصابة 26 من الجيش.

 

مقتل سائحتين في هجوم بالسكين على منتجع بالغردقة و4 أخريات أصبن في حادث الطعن والأمن يعتقل المهاجم

القاهرة: «الشرق الأوسط أونلاين»/14 تموز/17/قتل مسلح سائحتين أوكرانيتين في هجوم بالسكين بأحد المنتجعات في مدينة الغردقة الساحلية على البحر الأحمر، بحسب أوردته وكالة رويترز للأنباء. وكانت الشرطة المصرية أعلنت في بيان عن إصابة ست سائحات من جنسيات مختلفة اليوم (الجمعة) بعد الاعتداء عليهن من شخص يحمل «سكينا» أثناء وجودهن على شاطئ أحد الفنادق بمدينة الغردقة جنوب البلاد. وأفادت وزارة الداخلية بضبط هذا الشخص وقالت إنه «كان قد تسلل إلى شاطئ أحد الفنادق السياحية عبر السباحة من شاطئ عام مجاور وتمكن من الوصول لمكان تنفيذ الجريمة». ويأتي الهجوم في وقت بدأت فيه السياحة أحد أهم مصادر الدخل في مصر في التعافي بعد نحو عامين من إسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ، وهو الحادث الذي راح ضحيته 224 شخصا كانوا على متنها أغلبهم من السائحين الروس، وأعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم.

 

5 قتلى خلال عملية تحرير رهينة في كينيا وحركة الشباب المتشددة اختطفت المسؤولة الحكومية

نيروبي: «الشرق الأوسط أونلاين»/14 تموز/17/قتل خمسة أشخاص في عملية لتحرير رهينة تعمل مديرة في وزارة كينية كان اختطفها مسلحون من حركة الشباب في لامو في شرق كينيا، بحسب ما أعلنت مصادر أمنية. وخطف مسلحون مريم المعوي، مديرة قسم الأشغال العامة في وزارة البنى التحتية الكينية، في منطقة لامو على إحدى طرقاتها قرابة الساعة 16:00 (13:00 ت غ)، ما استدعى تنفيذ عملية مشتركة للشرطة والجيش لإنقاذها، بحسب ما أعلن مسؤول كبير في الشرطة الكينية طلب عدم كشف اسمه. وبعد أن خرجت السيارة المسرعة التي استخدمها الخاطفون لنقل الرهينة عن مسارها أثناء توجهها نحو الحدود الصومالية حصل تبادل لإطلاق النار بين الخاطفين وقوات الأمن. وبحسب تصريح المسؤول الأمني لوكالة الصحافة الفرنسية فقد قتل في إطلاق النار أربعة من رجال الأمن ومرافق المعوي. ولم يشأ المتحدث باسم الجيش الكيني إعطاء تفاصيل بشأن حصيلة العملية أو الظروف المرافقة للهجوم، إلا أنه أكد أنه تم إنقاذ المعوي. ونقلت الرهينة المحررة بالطائرة إلى نيروبي لتلقي العلاج، ولكن لا معلومات حول ما إذا كانت أصيبت بسبب الحادث أم بسبب إطلاق النار.وأعلن قائد الشرطة في لامو لاري كيينغ أنه تم إنقاذ المعوي، مؤكدا سقوط ضحايا. وكثفت حركة الشباب المتشددة والمرتبطة بالقاعدة، في الأسابيع الأخيرة من هجماتها في منطقة لامو، حيث أدت عملياتها إلى مقتل 20 شرطيا وقرابة عشرة مدنيين منذ مايو (أيار). ويأتي التصعيد في هجمات الحركة عشية انتخابات رئاسية في كينيا مقرر إجراؤها في 8 أغسطس (آب) المقبل، ترى فيها الحركة هدفا بحجة المشاركة العسكرية لكينيا في جنوب الصومال في 2011 في إطار قوة الاتحاد الأفريقي التي تحارب هذه المجموعة المتطرفة.ومنذ انتشار القوات الكينية في الصومال للمشاركة في القضاء على حركة الشباب، تعرضت كينيا لكثير من الاعتداءات، لا سيما الهجوم على المركز التجاري وستغيت في نيروبي (سبتمبر/أيلول 2013) الذي أوقع 67 قتيلا، كما والهجوم على جامعة غاريسا (أبريل/نيسان 2015) الذي أوقع 148 قتيلا. وكانت موجة اعتداءات مسلحة شنتها حركة الشباب في 2014 أوقعت قرابة 100 قتيل في منطقة لامو، وأدت إلى تدهور الحركة السياحية في هذه المنطقة الساحلية.

 

تيلرسون يغادر الخليج بصمت... والأزمة القطرية مفتوحة والخارجية الأميركية: الحوار المباشر الخطوة المقبلة للحل

الدمام - أبوظبي: «الشرق الأوسط»/14 تموز/17/غادر وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون منطقة الخليج أمس، في ختام جولة لاحتواء الأزمة القطرية، من دون أن يدلي بتصريحات صحافية. غير أن وزارة الخارجية الأميركية ذكرت في وقت لاحق أن تيلرسون حث الأطراف على الحوار المباشر لحل الأزمة، وقالت إنه «سيكون خطوة مقبلة مهمة في الحل». وبينما لا تزال الأزمة مفتوحة، لاحظ متابعون أن نتائج جولة الوزير الأميركي لفها غموض ولم تتمكن، فيما يبدو، من تبديد مخاوف السعودية والإمارات والبحرين ومصر، التي ترى في السياسة الحالية للدوحة عنصر تأزيم إقليمي بسبب ارتباطها بالشبكات الإرهابية حول العالم.وبعد اجتماعه مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي التقاه للمرة الثانية في غضون 48 ساعة، بعد عودته من الكويت، رفض تيلرسون تلقي الأسئلة. وأفادت وكالة الأنباء القطرية بأن الوزير الأميركي عقد اجتماعاً آخر لبحث المسألة، ضم وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي الشيخ محمد العبد الله المبارك الصباح. وتم إبلاغ الصحافيين في الدوحة بإمكانية انعقاد مؤتمر صحافي يشارك فيه تيلرسون، إلا أن الوزير غادر من دون أن يدلي بتصريحات. في غضون ذلك، أشار وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، إلى وجود خيارين أمام قطر، وقال: «منطقتنا عانت بما يكفي، وعندما تقرر ذلك دول بحجم السعودية ومصر فنحن متفائلون، وإذا تريد قطر أن تكون عضواً في هذا التحالف فأهلاً وسهلاً، أما إذا أرادت أن تكون في الجانب الآخر فكما نقول بالعربية: (مع السلامة)».

 

قطر تواجه خيار القطيعة النهائية مع الدول الأربع وقرقاش قال إن الحل السياسي بعيد وموقف القاهرة لا رجعة فيه

الشرق الأوسط أونلاين/القاهرة: أحمد عبد المطلب//14 تموز/17/لم تسفر جولة وزير الخارجية الأميركي إلى الخليج عن أي انفراجة في الأزمة القطرية فيما يبدو أن الدوحة ربما تواجه قطيعة نهائية مع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب. وكتب أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، على حسابه الرسمي على «تويتر» أنه لن تكون هناك نهاية سريعة للخلاف بين قطر والدول العربية الأربع التي تقاطعها وبينها الإمارات. وكتب قرقاش «متجهون إلى قطيعة ستطول، هو ملخص الشواهد التي أمامنا، وكما تصرخ قطر بالقرار السيادي فالدول الأربع المقاطعة للإرهاب تمارس إجراءاتها السيادية».

وأضاف: «الحقيقة أننا بعيدون كل البعد عن الحل السياسي المرتبط بتغيير قطر لتوجهها، وفي ظل ذلك لن يتغير شيء وعلينا البحث عن نسق مختلف من العلاقات». وتوحي الكلمات بأنه لا انفراجة في الموقف بعد أن غادر وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الخليج أمس (الخميس) عقب جولة خليجية استغرقت ثلاثة أيام. وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات الدبلوماسية وأغلقت طرق الانتقال بينها وبين قطر في الخامس من يونيو (حزيران) متهمة إياها بدعم وتمويل الإرهاب. وكتب قرقاش على «تويتر»: «للدول الأربع المقاطعة كل الحق في حماية نفسها وإغلاق حدودها وحماية استقرارها، وإجراءاتها في هذا السياق مستمرة وستتعزز، حقها أن تعزل التآمر عنها». وتابع: «وبرغم أننا قد نخسر الجار المربك والمرتبك... نكسب الوضوح والشفافية، وهو عالم رحب واسع سنتحرك فيه مجموعة متجانسة صادقة». وأضاف: «نحن أمام خيارات سيادية سيمارسها كل الأطراف حسب مصالحه الوطنية وثقته في من حوله وقراءته لجواره، ولعله الأصوب في ظل اختلاف النهج وانعدام الثقة».

وخلال زيارته للدوحة وقع تيلرسون اتفاقا أميركيا قطريا يتعلق بوقف تمويل الإرهاب في محاولة للمساعدة في تخفيف الأزمة لكن معارضي قطر قالوا إن الخطوة غير كافية لتهدئة مخاوفهم. وفي السياق ذاته، قالت الخارجية الأميركية الخميس إن تيلرسون يأمل أن تجري الأطراف المتنازعة مفاوضات مباشرة قريبا.

وقالت هيذر ناورت المتحدثة باسم الخارجية للصحافيين «استنادا إلى اجتماعاته يعتقد الوزير أن حمل الأطراف على الحوار المباشر سيكون خطوة مقبلة مهمة». وتابعت قولها «نأمل أن توافق الأطراف على ذلك وسنواصل دعم أمير الكويت في جهود الوساطة». وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية في إيجازها الصحافي أمس أن الدول جميعها اتفقت على مبادئ في قمة الرياض مايو (أيار) الماضي، وأن هذه المبادئ يجب أن يتم العمل بها. وقبل يومين، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بشكل واضح أنه لا تراجع عن موقف بلاده الرافض لدعم الإرهاب وتمويله. وشدد السيسي خلال استقباله في القاهرة لوزراء الإعلام العرب وعدد من سفراء الدول العربية منذ أيام، على أنه ليس هناك حلول وسط فيما يتعلق بأرواح الأبرياء والحفاظ على مقدرات الشعوب. وقال: «الإرهاب تسبب في أضرار فادحة للأمة العربية خلال السنوات الماضية سواء على صعيد خسارة الأرواح التي لا تقدر بثمن، أو الدمار المادي والاقتصادي، ومواجهته بحسم وقوة باتت واجبة». وما أن غادر وزير الخارجية الأميركي الدوحة، هرع وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى تركيا بالتزامن مع إحياء أنقرة الذكرى الأولى للانقلاب الفاشل. وصرح الوزير القطري أن بلاده على استعداد لبحث قائمة المطالب الموجهة من دول المقاطعة الأربع بشرط احترام سيادتها. والقطيعة الطويلة ليست بالخبر الجيد للدوحة، فقد أعلن وزير الخارجية القطري الأسبوع الماضي أن تكلفة الشحن ارتفعت إلى 10 أضعاف، في ظل إغلاق روابط النقل البري والبحري والجوي من جانب الدول الأربع.كما صرح وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكجي الأربعاء أن أنقرة أرسلت 197 طائرة شحن و16 شاحنة وسفينة واحدة إلى قطر لتلبية احتياجاتها اليومية منذ اندلاع الأزمة الشهر الماضي. واستقدمت قطر أبقارا مجرية لتغطية النقص في منتجات الحليب واللحوم جراء المقاطعة فمعظم مشتقات الألبان كانت تصل من السعودية والإمارات، ووصلت المجموعة الأولى من هذه الأبقار قبل يومين.

 

مقاتلو «داعش» الأجانب يستسلمون في الموصل

أربيل - الموصل: «الشرق الأوسط»/14 تموز/17/نشرت القوات العراقية أشرطة فيديو تبرز عمليات استسلام مقاتلين أجانب تابعين لتنظيم داعش في المدينة القديمة بالموصل، وظهر بعضهم يسيرون على عكاكيز. ويُعتقد أن أجهزة استخبارات غربية وعربية ستتسابق للحصول على «كنز معلومات» من هؤلاء المقاتلين خلال التحقيقات معهم، لا سيما لجهة إمكان كشفهم خلايا تابعة للتنظيم حول العالم وطرق سفرهم إلى سوريا والعراق، وربما كشف مصير زعيم «داعش» نفسه أبو بكر البغدادي. في غضون ذلك، صدرت أمس شكاوى من انتهاكات مزعومة يرتكبها عناصر من «الحشد الشعبي» في مدينة الموصل، فيما انتشرت أشرطة مصوّرة على مواقع التواصل الاجتماعي تُظهر إعدام أسرى يُشتبه بأنهم من «داعش»، في مشاهد تُذكّر بفظاعات ارتكبها التنظيم عقب سيطرته على هذه المدينة عام 2014. وطالبت عشائر عربية في محافظة نينوى رئيس الوزراء حيدر العبادي بـ«تحرير» الموصل من ميليشيات «الحشد الشعبي» المرتبطة بإيران، واتهمتها بتنفيذ عمليات خطف واعتقال وقتل ضد مدنيين. وقال المتحدث باسم العشائر العربية في نينوى الشيخ مزاحم الحويت لـ«الشرق الأوسط»: «وصلت أعداد مكاتب الحرس الثوري وفيلق القدس الإيراني التي افتتحت في جانبي مدينة الموصل الأيمن والأيسر تحت غطاء ميليشيات الحشد حتى الآن إلى أكثر من 80 مكتباً تحتضن جميعها جنوداً ومستشارين إيرانيين إلى جانب وجود مسلحين من الحشد الشعبي».

 

"التايمز": أولى مفاعيل مبادرة تيلرسون: ليونة خليجية في "الجزيرة"

المركزية- لفتت صحيفة "التايمز" الى أن "الإمارات العربية المتحدة تخلت عن مطلب إغلاق قناة "الجزيرة"، مشيرة الى أن "دول الخليج ستسقط مطلبها بإغلاق القناة في سياق سعيها لتسوية للنزاع الذي أثار الفرقة في منطقة الخليج". وأشارت الصحيفة الى "تصريحات وزيرة الدولة لشؤون المجلس الوطني في الإمارات نورة الكعبي، التي قالت فيها إن بلادها تطلب إجراء "تغييرات جوهرية وإعادة هيكلة" في قناة "الجزيرة"، بدلا من إغلاقها"، لافتة الى أن "هناك مصدراً سعودياً رفض الكشف عن اسمه، أعلن أنه من المتوقع موافقة الرياض على هذا المطلب". وقالت الكعبي إن "بلادها تراجعت عن الدعوة إلى الإغلاق الكلي للقناة "إذا أجريت تغييرات جوهرية، وإعادة هيكلة فيها"، مشيرة إلى "إمكانية مواصلة العاملين فيها لوظائفهم، وتمويل قطر للقناة، لكن ليس في الصيغة التي كانت تعطي فيها منبرا للمتطرفين". واعتبرت الصحيفة أن "الكعبي ابتعدت في تصريحاتها عن تهديدات الإمارات السابقة، بتشديد الحصار، وفرض عقوبات جديدة على قطر، قائلة إن الدول الأربع بقيادة السعودية مستعدة للتفاوض، وأضافت: "نحن نريد حلا دبلوماسيا، ولا نسعى إلى التصعيد". ورأت الصحيفة أن "هذه التراجعات تأتي في ظل الموقف الأمريكي الجديد، حيث سحق وزير الخارجية ريكس تيلرسون آمالهم يوم الثلاثاء، عندما قال إن قطر كانت منطقية في ردها على الأزمة، ووقع مع الدوحة اتفاقية للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب".

 

الوساطة الفرنسية لازمة الخليج: افكار اوروبية يسوّقها لو دريان والمطلوب تنازلات من الطرفين لا البحث عن انتصارات وهميــة

المركزية- تتجه الازمة الخليجية، كما تشير المعطيات المتجمعة من اكثر من مصدر عربي ودولي الى مزيد من التعقيد، خلافا للمساعي والجهود المبذولة على خط المعالجات خليجيا وعربيا ودوليا. فوزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش اكد اخيرا "ان الدول الداعية لمحاربة الإرهاب متجهة إلى قطيعة ستطول مع قطر"، وقال "نحن أمام خيارات سيادية سيمارسها كل الأطراف حسب مصالحه الوطنية وثقته في من حوله وقراءته لجواره"، مضيفاً: "الحقيقة أننا بعيدون كل البعد عن الحل السياسي المرتبط بتغيير قطر لتوجهها، وفِي ظل ذلك لن يتغير شيء وعلينا البحث عن نسق مختلف من العلاقات".

بيد ان التأزم لم يفرمل الاندفاعة الدولية للجم التوتر ومحاولة اعادة مياه العلاقات الى مجاريها، او في الحد الادنى، ارساء نوع من المساكنة لتمرير المرحلة والتعاطي بين دول المقاطعة وقطر على قاعدة ربط النزاع، الى ان تتضح طبيعة التسويات السياسية في المنطقة، ليبنى آنذاك على الشيء مقتضاه. فحركة الوفود الدبلوماسية الدولية في اتجاه الخليج تكاد لا تهدأ، وبعيد زيارات كل من وزراء خارجية بريطانيا بوريس جونسون والمانيا زيجمار جابرييل والولايات المتحدة الاميركية ريكس تيلرسون لدول الخليج، سعيا للدفع نحو الحل، يحطّ غدا في المنطقة وزير خارجية فرنسا جان إيف لو دريان، في بداية جولة تشمل قطر والكويت والسعودية والإمارات ومصر، لبحث سبل إنهاء الأزمة التي دخلت شهرها الثاني. واذ يأمل الوزير الفرنسي "في أن يتمكن من جمع آراء هذه البلدان، والإسهام بمشاركة فرنسا في الوساطة التي تقوم بها الكويت والتي تحظى بتأييد فرنسا الكامل"، بحسب ما اشار بيان صدر عن "الكي دورسيه" في هذا الشأن، لا تخفي الدبلوماسية الفرنسية قلقها إزاء الأزمة، وتضاعف للغاية جهودها على اعلى المستويات حيث يكثّف الرئيس إيمانويل ماكرون ولودريان، اتصالاتهما مع قادة دول الخليج، لحملهم على تخفيف سقف شروطهم التي تسهم في تأجيج الصراع السياسي بما يترك تداعيات بالغة السلبية على المستويات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والأمنية، لا سيما في مجال تعزيز مكافحة الإرهاب، لما لدول مجلس التعاون الخليجي من دور في هذا الاطار. وفي السياق، تؤكد مصادر دبلوماسية اوروبية لـ"المركزية" ان الوساطة الفرنسية تنبثق من رحم مسعى اوروبي تقوده الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فيديريكا موغريني ومسؤولون في قطاع العمل الخارجي في الاتحاد اثر مضاعفة الاتصالات مع وزراء الدول المعنية بالازمة، حيث تم التشاور في مجموعة افكار من شأنها احداث خرق في جدار الازمة، وصولا الى التلاقي حول نقاط محددة يقبل بها طرفا الازمة. واذ تشير الى ان لودريان يحمل معه هذه الافكار لطرحها على المعنيين، تعرب عن اعتقادها بأن درب الحل ما زال طويلاً، ذلك ان كل ما يبذل غربياً من محاولات، لا يخرج عن اطار تأمين مصالح هذه الدول في الخليج، ولا يقارب الازمة في العمق. فالحل لا يمكن الا ان يخرج من القبعة العربية ومن اهل البيت الخليجي بالذات لانهم أدرى بما يدور في ديارهم. الا انها تعتبر ان استمرار دعم اوروبا للوساطة الكويتية والبقاء على مسافة واحدة من الاطراف واتخاذ موقف متوازن من الازمة قد يسهلّ بلوغ الحل، اذا ما تمكنت اوروبا من اقناع الجانبين بتقديم تنازلات معقولة ومقبولة لا البحث عن انتصارات وهمية سترتد سلبياتها على الخليجيين بمجملهم.

 

بعد الموصل.. الجهود الدولية تتكثف لاستعـــادة الرقة والحسم "لن يتأخّر" ولبنان مستنفر لصدّ أي توغل إرهابي نحو أراضيه..وعين الحلوة تحت المجهر

المركزية- بعد طرد "داعش" من الموصل في العراق، تتكثف الجهود الدولية لاستعادة "الرقة"، معقل التنظيم المتشدد في سوريا، لتكون "الدولة الاسلامية" بعد ذلك، سقطت في شكل شبه تام في المفهوم الميداني والعسكري. وتقول مصادر دبلوماسية متابعة لـ"المركزية" إن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، زخّم بعيد "إنجاز" الموصل، جهوده وعمليّاته لتحرير الرقة. وللغاية، تتواجد قوات برية أميركية حاليا في المدينة ولو بأعداد صغيرة، حيث تقدّم المشورة والنصائح للتنظيمات الموالية لواشنطن ومنها الجيش السوري الحر، لكن أيضا، وفي شكل أساس، لقوات سوريا الديموقراطية "قسد" التي تموّلها وتدعمها الولايات المتحدة. وقد أوضح المتحدث باسم التحالف الدولي العقيد الأمريكي رايان ديلون، أن ضباط تلك الوحدات يقومون أيضا بتصحيح وتوجيه ضربات سلاح الجو الأميركي ضد مواقع ومقاتلي "داعش". ومع ان عناصر التنظيم يبدون مقاومة عنيفة، تشير المصادر الى ان قوات "قسد" تحرز تقدّما في المدينة وقد توغلت في الساعات الماضية لمسافة 200 متر في الحي القديم من الرقة. واذ تلفت الى ان المعارك المستمرة منذ أكثر من شهر، غير سهلة في الميدان، تتوقع المصادر الا يستغرق تحرير الرقة وقتا طويلا كذاك الذي استغرقته استعادة الموصل، وترجّح الا يكون سقوطها بعيدا في ضوء إصرار التحالف الدولي على طيّ صفحة التنظيم الارهابي في الميدان في أسرع وقت. أما بعد تحقيق هذا الهدف، فتقول المصادر ان قوات التحالف الدولي (الاميركية والبريطانية والفرنسية...) هي من ستتولى السيطرة على المنطقة المحررة الحساسة استراتيجياً، حيث ستحرص على منع أي تواصل ايراني – عراقي – سوري نظامي، عبرها.

ووسط هذه الاجواء، تشير المصادر الى ان التحدي الابرز الملقى على من يقاتلون "داعش" في الرقة اليوم، يكمن في تطويق عناصر التنظيم ومنعهم من الهرب والتمدد نحو بلدان مجاورة. وهنا، تتحدث عن مخاوف كبيرة من ان يحاول المسلحون خرق السلسلة الشرقية للدخول الى الاراضي اللبنانية. ولهذه الغاية، تتابع المصادر، فتح الجيش عينيه أكثر في الآونة الاخيرة على هذه البقعة الجغرافية وتحديدا على مخيمات عرسال، كما رعى عودة نازحين راغبين بالعودة الى سوريا، وقد غادرت 3 أفواج منهم، عرسال، في اليومين الماضيين.

أما "حزب الله" فيعدّ العدة لاطلاق معركة تطهير الجرود من مسلحي "جبهة النصرة" و"داعش"، وقد أعطاهم الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله منذ يومين، "فرصة أخيرة" للخروج من المنطقة من ضمن "تسوية" قبل فوات الاوان، وهو يحاول، بحسب المصادر، عبر المعركة المرتقبة، دحر المسلحين وتأمين موطئ قدم لايران في القلمون في آن. على أي حال، تؤكد المصادر ان الاستنفار الأمني اللبناني لا ينحصر بالحدود بل يشمل أيضا مراقبة كل "الخواصر الرخوة" التي قد تستخدمها التنظيمات الارهابية لتنفيذ مخططاتها التوسعية في لبنان، وأبرزها مخيم عين الحلوة. فصحيح ان الفصائل الفلسطينية على تنسيق دائم مع الاجهزة الرسمية وقد أثمر هذا التفاهم تسليمها المطلوب خالد السيد الى الدولة منذ أسابيع، الا ان بعض جوانب المخيم، بحسب المصادر، خارج عن سيطرة الفصائل ويشكّل بيئة حاضنة للتطرف، وقد دلت تحقيقات أجريت مع أكثر من موقوف في تهم التحضير لاعمال أمنية، أن ثمة تواصلا قائما بين هذه الجهات في المخيم، وقيادات "داعش" في الرقة.   

 

استقبال حافل لترمب في باريس واتجاه لمثول نجل الرئيس أمام الكونغرس حول التدخل الروسي

الشرق الأوسط أونلاين/14 تموز/17/حظي الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس، باستقبال حافل في باريس، حيث حلّ ضيفاً لدى الرئيس إيمانويل ماكرون بمناسبة اليوم الوطني الفرنسي. وشدد ترمب على الصداقة «الراسخة» بين فرنسا وأميركا وشعبيهما، إثر محادثات أجراها مع نظيره الفرنسي، ركزت على الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط وأفريقيا. وإلى جانب الإرهاب، ناقش الرئيسان عدداً من القضايا الشائكة، تصدرتها الأزمة السورية وانسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس. واعتبر ترمب في الملف السوري أن إعلان وقف إطلاق النار في جنوب سوريا يظهر أن المحادثات التي أجراها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين نهاية الأسبوع الماضي «كانت مثمرة». أما بشأن قضية المناخ، فقد لمح ترمب إلى إمكانية تغيير موقفه من اتفاق باريس، معلناً أن «أمراً ما قد يحصل فيما يتعلق بالاتفاق». على صعيد آخر، أفادت تقارير أميركية أمس، بأن الكونغرس يتجه لمطالبة دونالد ترمب الابن بالإدلاء بإفادته بشأن لقائه مع محامية روسية خلال حملة والده الانتخابية، وهي القضية التي أعادت الجدل بشأن التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأميركية الأخيرة. وقال رئيس اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ، الجمهوري تشاك غراسلي، إنه يأمل في أن يمثل ترمب الابن أمام اللجنة «قريباً جداً»، وربما الأسبوع المقبل.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الإنتخابات الفرعية ضرورة دستورية لا خيار سياسي

نوفل ضو/جريدة الجمهورية/السبت 15 تموز 2017

http://eliasbejjaninews.com/?p=57045

لا يجوز لأيّ كان، حتى لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون ولرئيس الحكومة سعد الحريري ولوزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أن يكون لهم رأي في مبدأ إجراء الانتخابات النيابية الفرعية في كسروان وطرابلس. فحيث النص الدستوري واضح وملزم بإجراء هذه الانتخابات لملء المقعد الذي شَغر في كسروان بانتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية والمقعدين اللذين شَغرا في طرابلس باستقالة النائب روبير فاضل ووفاة النائب بدر ونوس، يصبح رئيس الجمهورية، الذي أقسم على تطبيق الدستور والحفاظ عليه، وتصبح الحكومة رئيساً وأعضاء، ملزمين بإجراء الانتخابات النيابية تحت طائلة المحاسبة السياسية وحتى القانونية. فإذا كان عدم تطبيق الدستور يُرتّب على مجلس النواب مساءلة الحكومة ووزرائها ومحاسبتهم وصولاً الى نزع الثقة عنهم، فإنّ مخالفة رئيس الجمهورية للدستور، كما فعل في رفضه توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة قبل أشهر بحجّة عدم موافقته على إجراء الانتخابات وفقاً للقانون الذي كان ساري المفعول يومها، تُعرّضه بدوره للمحاسبة القانونية بتهمة خرق الدستور من خلال جواز محاكمته أمام المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء.

صحيح انّ مثل هذه المحاسبة القانونية تبدو غير متاحة في زمن التسويات والصفقات السياسية، ولكنّ تعطيل الدستور لهذه الناحية كما لغيرها من النواحي، لا يلغي مبدأ حصول المخالفة وإمكان، لا بل ضرورة، أن يحاسب الرأي العام اللبناني سياسييه من خلال صناديق الاقتراع، مهما تأجّل موعد الانتخابات، سواء كانت فرعية أو شاملة. ولعلّ ما يزيد من «فظاعة» المماطلة في الدعوة الى إجراء الانتخابات الفرعية، هو الحجج التي تتردّد عن الاسباب التي تدفع بأهل السلطة الى التردد والتهرّب على أمل تمرير الوقت، بحيث يتمّ الوصول الى مدة الاشهر الستة الفاصلة عن موعد انتهاء الولاية الممددة للمجلس الحالي، وتسقط بالتالي ضرورة ملء الشغور النيابي.

فهناك من يرى ان لا مصلحة لرئيس الجمهورية في إجراء الانتخابات الفرعية في كسروان ما لم يضمن فوز العميد شامل روكز، وهو ما لا يمكن ضمانه في حال توحّدت الفاعليات الكسروانية الرافضة للوصاية على القرار السياسي والانمائي للمنطقة، خلف مرشّح واحد يخوض المعركة بعنوان سيادي واضح رافض للسلاح غير الشرعي ولمَن يغطّيه او يتجاهل انعكاساته السلبية في كل المجالات، معطوفاً على عناوين رفض الهدر والفساد وسوء الادارة والمحسوبيات العائلية والحزبية والفئوية وغيرها من العناوين التي تضرب صورة العهد وتُضعفه منذ أشهره الاولى. وهناك من يؤكد أن لا مصلحة لتيار «المستقبل» في إجراء الانتخابات الفرعية في طرابلس، في ظل الظروف السياسية الحالية وموازين القوى التي لا تصبّ في مصلحة تيار «المستقبل». وهناك من يعتبر من بين أهل السلطة ان لا مصلحة لأيّ من أركان التركيبة الحاكمة في كشف أوراقه الانتخابية منذ الآن، خصوصاً ان لا مشاريع موحدة ولا رؤى مشتركة تجمع بين المتحالفين حاليّاً داخل الحكم والحكومة على المستوى الوطني والخيارات الاستراتيجية للدولة، ما يجعل تحالفاتهم في الانتخابات النيابية عرضة للتبديل عمّا هو قائم حالياً، علماً انّ الانتخابات الفرعية اليوم بالنسبة إليهم لا تستأهل هزّ التحالفات السياسية القائمة حالياً على أساس المصالح والمحاصصات.

وهكذا، فإنّ المعنيّين بقرار الانتخابات الفرعية يبدون مهتمّين بحساباتهم السياسية والانتخابية في مقاربة الملف، لا بنصوص الدستور ولا بحق الناس في التعبير عن رأيهم واختيار ممثليهم، ما يتطلّب المزيد من الضغط الاعلامي والسياسي لإجبارهم على إجراء الانتخابات والانصياع لحكم الشعب والرضوخ لمشيئته وخياراته.  فالانتخابات الفرعية يجب ان تكون مناسبة يختار فيها اللبنانيون بين مشروعين: مشروع أهل السلطة القائم على ما هو مُستشر من فوضى سياسية ومالية وإدارية تحت شعارات الواقعية السياسية والاستقرار وحماية لبنان من المخاطر الخارجية، وبين مشروع معارض يفترض أن يبلوره ويضع أسسه تحالف السياديين والتغييريين، بما يمكّن التحالف المُرتجى من الوصول الى الانتخابات العامة بعد ثمانية أشهر بقوة دفع وثقة بالنفس تسمح له بتمثيل وازن في مجلس النواب، يمكّنه من أن يكون صاحب رأي مرجّح في إدارة الدولة ورسم سياساتها وتظهير خياراتها المحلية والاقليمية والدولية، بما يغلّب منطق الدولة لا منطق الدويلات والاقطاعيات.

* عضو الهيئة المركزية لـ«14 آذار - مستمرون»

 

عن أوهام حلّ قضية اللاجئين بالتفاوض مع مَن هجّرهم

د.مصطفى علوش/جريدة الجمهورية/السبت 15 تموز 2017

http://eliasbejjaninews.com/?p=57047

«رأيت المنايا خبط عشواء مَن تصب تُمته ومَن تخطئ يعمر فيهرم ومَن لم يصانع في أمور كثيرة يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم» زهير بن أبي سلمى

في البداية لا يمكن لأيّ عاقل أن يبرّئ بشار الأسد من جرم تهجير ملايين السوريين وقتل وجرح وإعاقة بضعة ملايين سوري، وتدمير معظم المدن والقرى السورية، وتحويل سورية بأكملها إلى مقبرة للسوريين، وتحويل حاضراتها التي صمدت أمام الزلازل وهجمات التتار إلى أطلال.

فنحن ولو أردنا إدخالَ داعش والنصرة في المعادلة، فإنّ السنوات الأولى من الجرائم كانت كلها براعية بشار وذلك حتى قبل ظهور السلاح في يد المعارضة، ومن بعدها دخل «حزب الله» وساهم بشكل واسع في زيادة النزوح والتهجير من خلال إطالة عمر نظام بشار، وبالتالي إطالة أمد الحرب واستعصاء الحلول السياسية. من بعد كل ذلك، تفلّتت وحوش التطرّف بشكلٍ مريب، ممّا أدى إلى إعادة تعويم نظام كان من الأجدى للبشرية أن تدفنه في مزبلة ما وتهيل فوقه أطنان الركام.

لكنّ الحديث عن العدالة ليس إلّا وهماً، ومجرد نشيد يغنّيه الضعفاء في مواجهة المتسلّطين والطغاة، وإن تحققت العدالة، في يوم ما، فلم تكن إلّا على يد ظالم آخر...

ما لنا ولهذه النظريات اليائسة، فالحديث اليوم هو حول الجدل الدائر بخصوص التواصل مع بشار لحلّ معضلة وطنية كبرى إسمها اللجوء السوري إلى لبنان.

من حيث المبدأ، مخطئ مَن يظنّ اليوم أنّ هناك خلافاً في لبنان حول خطورة قضية الوجود السوري فيه، وذلك على الرغم من غياب أيّ إحصاءات دقيقة حول عدد وتوزيع هؤلاء وأسباب لجوئهم، كما أنّ التأثير الإقتصادي يفتقر إلى أرقام واضحة حول العمالة والمنافسة وحول حجم الإقتصاد الناشئ بسبب وجود مليون ونصف مليون شخص إضافي في البلد... المهم هو أنّ الجميع تقريباً يعتبرون هذا الوجود خطراً حقيقياً على الكيان اللبناني، والمؤسف هو أنّ العنصرية في التعامل مع هذا الموضوع أصبحت سمة جامعة للبنانيين، بغض النظر عن طوائفهم وأحزابهم، وهم الذين لم يجتمعوا على رأيٍ واحد في تاريخهم!

على هذا الأساس، فلنكن براغماتيين في سعينا لحلّ هذا الإشكال الخطير، وهناك رأي، ولنعتبره للحظة غير مغرض أو خبيث، يقول بضرورة التواصل مع منظومة بشار لحلّ قضيّة اللجوء.

السؤال البديهي هو كيف سيؤدّي التواصل الرسمي مع بشار إلى دفع أكثرية اللاجئين للعودة إلى بلادهم؟

فإن كان منهم مؤيّد لبشار وأتى إلى لبنان رغم ذلك، فقد كان بإمكانه العودة إلى مناطق تسيطر عليها بقايا النظام، والمعني هنا الساحل السوري ومناطق أخرى بقيت بعيدة من المعارك. وبالتالي فليس على بشار إلّا توجيه أوامره لهم للعودة كرئيس يعترفون به ويأمنون له، وما من داع إذن للتواصل معه من أجل ذلك.

أما من ناحية الآخرين الذين هجّرهم بطش بشار، وهم أكثرية، فحتى ولو صفت النيات وحصل عفو عام، فمن المستبعد أن يصدّق معظم الهاربين جدّية هذا العفو، وذلك بناءً على تجارب طويلة مع منظومة الأسد على مدى عدة عقود من الزمن. بالتالي فإنّ إمكانية أن يؤدّي ذلك إلى عودة هؤلاء بدعوة من بشار، مع أو من دون تفاوض معه، تصبح من رابع المستحيلات.

وقد يأتي مَن يقول بأنّ الحكومة اللبنانية متواطئة مع بشار للنيل من المعارضين، وهم من فئة دينية مذهبية معروفة، ومن هنا سيُستعاد الجدلُ الأزلي بين الشعوب اللبنانية حول إتّهام البعض للآخر برغبته في إبقائهم من أجل التغيير الديموغرافي الهش، وبالمقابل سيردّ الآخرون بوجود مؤامرة ضد السنّة في المنطقة...

الواقع هو أنّ بشار لم يهجّر هذا العدد الهائل من السوريين داخل سوريا وإلى خارجها ليعيده ببساطة وحسن نيّة! فما سعى إليه ويريد تثبيته هو تغيير التركيبة المذهبية السورية عبر ترانسفير مقصود لما هو ممكن من سنّة سوريا، وبالتالي فإنّ آخر شيء يريده بشار اليوم هو رؤية بضعة ملايين منهم يعودون الى سوريا.

ولا يجب أن نتجاهل أيضاً التطهير المذهبي الذي تولّاه «حزب الله» في القصير والقلمون والزبداني والتبادل السكاني الذي حصل بين المناطق، فهجّر مواطنين من مذهب ليحلّ مكانهم آخرون من مذهب آخر.

وبالتالي فإنّ مسألة التفاوض لعودة اللاجئين التي يطلقها بعض قادة تلك الميليشيا ما هي إلّا لذرّ الرماد في العيون واللعب على هواجس اللبنانيين المتطيّرين من الخلل المذهبي الذي سيسبّبه الوجود السوري إن طال في لبنان.

ما هو الحلّ إذن في ظل كل ذلك التعقيد؟ بصراحة إنّ الأمور واقعة الآن في نقطة مستعصية على الحل، والقضية مرتبطة بحلول أوسع من هواجسنا في لبنان، وهي بكل وضوح في يد صنّاع القرار الموجودين على الساحة ما بين روسيا والولايات المتحدة، أما الآخرون من لاجئين وغير لاجئين، من شعوب موجودة بالصدفة في هذه المنطقة وفي هذه اللحظة من التاريخ، فما هم إلّا ورقة في مهب الريح...

 

ريفي وانتخابات طرابلس

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/السبت 15 تموز 2017

ينتظر اللواء أشرف ريفي تحديد موعد الانتخابات النيابية الفرعية، ليعلن إسمين مُرشّحين لملء المقعدين الارثوذكسي والعلوي، وكذلك يتحضّر تيار «المستقبل» والرئيس نجيب ميقاتي لخَوض المعركة، في ظلّ شكوك مستمرة بقبول الرئيس سعد الحريري بإجرائها، لتأجيل الاختبار النيابي الى الانتخابات العامة التي ستُجرى أوائل الربيع المقبل. وستكون هذه الانتخابات الفرعية، إذا تمّ تحديد موعد إجرائها، مناسبة لتظهير موازين القوى، لا سيما بعد الفوز الذي حققه ريفي في الانتخابات البلدية ضد تحالف القوى الطرابلسية، حيث يعتقد هؤلاء أنّ الميزان الشعبي قد تغيّر، في حين يبدو ريفي على ثقة بأنّ الانتصار البلدي لم يكن إلّا «بروفة» لِما يمكن ان يحصل في الانتخابات النيابية التي تتجاوز التعقيدات المحلية والعائلية.

ينطلق ريفي من قراره خوض الانتخابات من قناعة راسخة بأنّ الرأي العام في طرابلس وفي كل لبنان بات جاهزاً للتغيير، وبأنّ هذا التغيير سيترجم في صناديق الاقتراع، على شكل استفتاء بوجه السلطة، التي أوهمَت الناس أنّ التسوية الرئاسية التي أعقبها تشكيل حكومة، ستؤدي الى انفراج كبير، والى تحييد لبنان ووضعه في موقع يجنّبه ما يحصل في المنطقة، والتي أوهَمته ايضاً بأنّ عهداً جديداً قد بدأ في تسيير عجلة الدولة والاقتصاد، فإذا بالوقائع تشير الى العكس، حيث ثبتَ خلال الاشهر الأولى للعهد والحكومة، انّ مفهوم بناء الدولة قد تراجع الى الحد الأدنى، بشقّيه الاصلاحي والسيادي، وانّ وصاية إيرانية شبه كاملة سيطرت على القرار اللبناني. يحرص ريفي على التواصل بشكل دائم مع رموز المجتمع المدني، والشخصيات المستقلة، والقوى المعارضة. وهو جزء من عملية تواصل حثيث، لتوحيد جهد المعارضين، وإنتاج معارضة بمشروع يمثّل نقطة التقاء، خصوصاً في العناوين الكبرى.

وعلى رغم الاستعداد اللوجستي (الذي أصبح ناجزاً) لخوض انتخابات طرابلس، يحرص ريفي على استقبال الكثير من الوفود والشخصيات، من كل المناطق، من البقاع والجبل وبيروت وعكار والجنوب، كما يقوم بحركة اتصالات مع قوى سياسية، للاستعداد لبلورة صورة المعارضة، وقد قطعت الاتصالات شوطاً لا بأس به في هذا الاطار. لا ينظر ريفي الى الانتخابات الفرعية في طرابلس على أنها معركة كسب مقعدين نيابيين، وعلى رغم الجهوزية الكاملة سياسياً وعملياً لخوض المعركة، يرى أنها تشكّل جزءاً لا يتجزأ من مواجهة على المستوى الوطني، لمنع تكريس الوصاية الايرانية المتمثّلة بـ»حزب الله»، كما لمنع انهيار الدولة تحت وطأة الفساد المستشري وتقاسم الادارة، والمحاصصة. وليس من المستغرب أن يحوّل ريفي الانتخابات الفرعية الى نموذج لالتقاء قوى المعارضة والمجتمع المدني، والمشاركة في دعم مرشّحَيه، باعتبارهما يخوضان منذ الآن انتخابات ستكون مؤشراً للانتخابات العامة.

من هذه الزاوية، قام ريفي في كل المحطات التي أمكن فيها مواجهة السلطة، بدعم الخيارات البديلة، سواء في نقابة المهندسين، حيث فاز النقيب جاد تابت، وفي نقابة المعلمين، حيث نال النقيب السابق نعمة محفوض تسعين بالمئة من أصوات معلّمي الشمال، وكان هذا رقماً معبّراً، يعطي الكثير من العِبَر.

ولم يكن الدعم الذي عبّر عنه ريفي لمحفوض سوى ترجمة لمسار لن ينتهي الّا بخوض الانتخابات وفقاً للمعايير التي خيضَت بها انتخابات بلدية طرابلس، وللدوافع التي أدّت الى تأييد مستقلّي النقابات. والخلاصة، السير نحو تحالفات معاكسة لمنطق «التحالف على القطعة»، والتمسّك باختيار التعاون مع القوى الحزبية المعارضة والشخصيات المستقلة ورموز المجتمع المدني، لتشكيل لوائح تعطي نموذجاً نقيضاً عن التحالفات الهجينة، وتقدّم تصوراً وبرنامجاً إنقاذياً، يضع اللبنانيين أمام خيارين، ويستفتيهم في معظم الدوائر، من الجنوب الى الشمال، والبقاع والجبل والعاصمة بيروت.

 

 حزب الله والخطة «باء».. وسياسة «الحرباء»

علي الحسيني/المستقبل/15 تموز/17

على نار حامية وقودها حرارة البارود المُلتهبة، يُسرّع «حزب الله» خطواته ودعواته، لإشعال نيران الحرب في جرود عرسال، تحت وطأة وضغوط المفاوضات الاميركية - الروسية المتلاحقة، وآخرها تلك التي جرت منذ أيّام بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين في هامبورغ، وتحديداً في الشق المتعلق بوقف إطلاق النار في جنوب غربي سوريا، والتي يبدو أنها ذاهبة باتجاه «قص أجنحة» الوجود «الممانع» في سوريا. والأبرز أو ربما المفصل الأهم في هذه اللقاءات، ما تم تسريبه منذ أيام عن وجود توافق أميركي ـ روسي ـ اسرائيلي، على إخراج ايران وحلفائها من سوريا وتحديداً «حزب الله»، الذي أصبح يُشكّل «خطراً وجوديّاً» على اسرائيل خصوصاً في الجهة الشمالية. وسط هذا التخبّط لقوى «الممانعة» في سوريا، والتي من الواضح أنه لم يعد أمامها سوى الركون والرضوخ إلى ما يُمكن التوصل اليه من خلال المفاوضات القائمة بين واشنطن وموسكو، ثمة سعيّ حثيث لنقل المعركة إلى مكان آخر لا يُمكن لهاتين الدولتين أن تؤثرا فيه أو أن يكون لهما كلمة فصل في ميدانه. ومن هنا كانت الوجهة هذه المرة، بلدة عرسال وجرودها تحت حجّة وجود جماعات إرهابية مع العلم أن الجيش اللبناني يتكفّل منذ فترة طويلة، بتوجيه ضربات متلاحقة لهؤلاء وتكبيدهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، لدرجة أن وجودهم أصبح يقتصر هناك، على مساحات صغيرة مُحددة لكن في بقع جغرافية متعرّجة قد يحتاج فيها الجيش إلى وقت غير مُحدد لإنهاء حالة وجودها هناك بأقل أضرار مُمكنة.

دعوات ومواقف متتالية ومتسارعة لحسم المعركة في جرود عرسال، يُطالب بها قادة «حزب الله» بشكل يومي، لدرجة يبدو فيها أن الحزب وحلفاءه، قد انتهوا من جميع المآزق التي أوقعوا أنفسهم فيها منذ بداية الحرب في سوريا وحتى ما قبلها، ولم يتبقَّ أمامهم سوى جرود عرسال ليُعلنوا إنتصارهم. وآخر هذه الدعوات جاءت أمس على لسان نائب رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» الشيخ علي دعموش بأن «من مصلحة كل اللبنانيين استئصال الإرهابيين من كل الأراضي اللبنانية لا سيما من جرود عرسال، ومن مصلحة اللبنانيين والنازحين السوريين تطهير مخيماتهم من الإرهابيين، لأنهم يشكلون خطرا على الجميع، على اللبنانيين وعلى السوريين». وقد وضعت مصادر ميدانية متابعة لملف جرود عرسال، دعوات الحزب هذه، في خانة محاولات التعويض عن الخسائر التي تكبدها في الآونة الاخيرة في تدمر والقنيطرة ودرعا بحيث سقط له في أقل من شهرين، ما لا يقل عن خمسين عنصراً بينهم ثلاثة من كبار القادة الميدانيين، في ما يُشبه سياسة «الحرباء» في التغطية والتعمية ودرّ الرماد في العيون، ضمن الخطة البديلة أو الخطة «ب» المعتمدة في كل معاركه الخاسرة.

من المؤكد أن الوضع في لبنان، غير مشابه على الإطلاق للوضع الذي كان قائماً في العراق وتحديداً في مدينة الموصل لا من حيث الواقع الجغرافي، ولا من حيث الثقل الذي كان يتمتّع فيه تنظيم «داعش» هناك قبل اندحاره، وذلك على عكس إدعاءات قادة الحزب ومن بينهم غملوش الذي شدد على «ضرورة إلحاق الهزيمة بداعش في لبنان كما هزم في الموصل». وهذه المقارنة بين جرود عرسال والموصل البعيدة كل البعد عن المنطق العقلاني، لا بد من احالتها على رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي الذي سبق له أن أكد بأن «الأدلة التي قدمها العراق إلى الأمم المتحدة حول تورط سوريا في تفجيرات العراق دامغة، وأن انكار دمشق هو سياسة طبيعية فكل شخص يُدافع عن نفسه بالإنكار»، مضيفاً يومها: « لو ان ما يحدث في العراق من قتل وتفجير حصل في دولة مجاورة، ماذا سيقولون. قطعاً سيُحملوننا المسؤولية، فكيف إذا كانت المسألة، معسكرات وتدريب واعلام».

وضمن الخسائر التي يُمنى بها حلفاء ايران، تداول ناشطون أمس مقطع فيديو أعده مصور صحفي روسي نشرته قناة روسية، يظهر شراسة المعارك في محاور جوبر وعين ترما شرقي العاصمة دمشق. ويُظهر الشريط حالة الخوف والتخبط والذعر التي بدت ظاهرة على عناصر قوات الأسد. كما رصد مناشدات أطلقها العناصر عبر أجهزة اللاسلكي، إلى قادتهم الميدانيين، وأوامر للانسحاب من النقطة التي شهدت اشتباكات وحالات قنص واسعة، تخللها سقوط عدد من القتلى في صفوف قوات النظام. والأمر نفسه، ينسحب في درعا حيث تتواصل خسائر النظام و»حزب الله» و»الحرس الثوري الإيراني»، إثر محاولات سعي لتحقيق أي إنجاز يُمكن أن يعوّضهم عن الخسائر الفادحة التي تلحق بهم منذ شهر تقريباً، من دون أن يتمكنوا خلاله، من الثبات في حي أو موقع تمهيداً لتحقيق خطتهم العسكرية الرامية للوصول إلى معبر درعا القديم على الحدود السورية - الأردنية.

من بوابة الموت نفسها التي لاحقته في الداخل السوري لسنوات خلت، يحاول «حزب الله» النفاد إلى جرود عرسال في محاولة منه لكسب تأييد مذهبي واسع داخل بيئته علّه يُفلح في التعمية على الخسائر المرتفعة التي كان تعرّض لها في الأيام السابقة. فالحزب يُريد معركة على مقاسه يكون هو الآمر الناهي فيها وله القرار في فتحها وإنهائها. عملية «التنقيب» عن بقعة تمنحه ما يصبو اليه، لم ترسُ سوى في جرود عرسال من دون إغفال ما يُمكن أن تتعرض له البلدة في حال شذّت حربه هناك عن قواعدها كما اعتاد في جميع الحروب التي خاضها من قبل، سواء في الداخل اللبناني، أو في سوريا. وأكثر ما يجب التنبّيه اليه بحسب مصادر ميدانية، أن يقوم النظام السوري وبالتواطؤ مع الحزب، بإطالة أمد الحرب في الجرود، من خلال فتح المعابر من الجهة السورية مُجدداً، لتدفّق العناصر الإرهابية إلى الداخل. وبهذا سيتمكّن الحزب من اكتساب شرعية جديدة لحربه ضد الإرهاب وتشريع مماثل لسلاحه الذي بدأ يُثير موجات قلق على الأصعد كافة، إلا أن أياً من هذه السيناريوهات الشيطانية لن يُكتب له النجاح طالما أن الجيش اللبناني بالمرصاد لها، ومعه الغطاء السياسي اللازم والشعبي العارم..ولا سيما من أبناء عرسال والقرى الحدودية كلها.

 

لماذا شجع «حزب الله» عودة النازحين السوريين؟

 سليم نصار/الحياة/15 تموز/17

في كل مرة تحدد الدولة اللبنانية موعداً لإجراء عمليات مسح العقارات والأملاك العامة والخاصة، يكتشف مهندس التحديد العقاري أن بعض المواطنين يقوم بالاستيلاء على أملاك إضافية من قطع المشاع. كما يكتشف أيضاً أن الفوضى المستشرية في مختلف دوائر الدولة تسمح لمستغلي فقدان الرقابة الرسمية بتغيير حدود أملاكهم. ومثل هذه الحال تنطبق سياسياً على زعماء دول المنطقة الذين يتنافسون حالياً على تجميع أكبر المساحات حجماً بانتظار إجراءات المسح «العقاري» الذي يقوم به الروسي والاميركي والايراني في العراق وسورية. أي في الدولتين اللتين أخضعهما تنظيم «داعش» لحكم استمر مدة ثلاث سنوات.

الرئيس السوري بشار الأسد استند الى كلام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليؤكد أن وثيقة مؤتمر الأقليات لا تمثل الحد الأدنى من مطالب غالبية الشعب.

وكان الرئيس بوتين قد شدد في مؤتمره الصحافي الذي عقده في هامبورغ، إثر اجتماعه مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب، على ضرورة ضمان وحدة الأراضي السورية. وفسّر المراقبون كلام بوتين بأنه ردّ غير مباشر على وثيقة مؤتمر الأقليات السورية التي أسست لتقسيم البلاد الى كانتونات. وهي صادرة عن مؤتمر عُقِد في اسطنبول. وانتقد أنصار النظام مضمون الوثيقة، لأنها في نظرهم تطالب بتقسيم سورية الى كانتونات أقلوية من دون مراعاة للتداخل الديموغرافي للشعب. واتهموا قوى سياسية خارجية بأنها تدعم هذا الطرح المريب الذي يعبّر عن دور الارتهان الى جهات غريبة. والملاحظ في هذا السياق أن بوتين عدّل موقفه من الأسد غداة لقائه مع ترامب. ففي منتدى بطرسبرغ قال إنه لا يدافع عن الأسد بقدر دفاعه عن الدولة. وحجته أنه يتحاشى نشوء وضع في سورية مماثل للوضع القائم في الصومال أو أفغانستان أو ليبيا. وأكد أن موسكو تريد استمرار الدولة السورية المهيأة لعقد تسوية سياسية مع خصومها على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2254. الجديد في لقاء بوتين وترامب هو اتفاقهما على إيجاد فترة انتقالية يصار خلالها الى إجراء انتخابات عامة ووضع دستور لا تستند نصوصه الى سياسة حزب البعث. وبما أن الرئيس الاميركي يجهل تفاصيل العملية السياسية في سورية، فقد أوكل الى وزير خارجيته ريكس تيلرسون مسؤولية تمثيله.

وقد أظهر تيلرسون في محادثاته أن بشار الأسد سوف يتخلى عن سلطاته في نهاية الأمر. وأكد أنه نجح مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في صوغ اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب غربي سورية بعد إطلاع الأردن على ذلك.

وفي مؤتمر آستانة، وقعت كل من روسيا وتركيا وايران اتفاقاً يقضي بإنشاء «مناطق تهدئة» في سورية. ولقد انتقدها في حينه وفد المعارضة احتجاجاً على دور ايران في ضمان التهدئة. وبما أن الدولة والمعارضة عجزتا طوال ست سنوات عن التوصل الى تسوية مقبولة من الطرفين، لذلك قبلتا بما يقترحه الآخرون. والاتفاق يقضي بإرسال قوات أجنبية الى سورية لحراسة حدود الفصل بين المناطق. ومع أن اتفاق آستانة لم يحدد هوية هذه القوات إلا أن الأمم المتحدة تتصور أنها قد تأتي من دول محايدة مثل ماليزيا واندونيسيا والمغرب.

يقول المراقبون المحايدون إن «مناطق التهدئة» ستكون نتيجة هدنة ملزمة للدولة والمعارضة معاً. وهم يتوقعون أن يفاقم هذا التقسيم انقسام سورية بطريقة يصعب معها استعادة التعايش السلمي السابق. ويرى هؤلاء أيضاً أن مشاركة النظام والمعارضة في مفاوضات آستانة وجنيف ليست أكثر من مناورة لتغطية واقع الأمور. من هنا قول أحد زعماء المعارضة «إن الدولة السورية موجودة في خرائط غوغل ودروس الجغرافيا وفوق كرسي العضوية في الجمعية العامة فقط»!

صحيح أن المعارضة سعت الى إنشاء كيان مستقل، وكذلك حاول الأكراد، ولكن المحاولتين باءتا بالفشل لأن المعارضة والأكراد تعرضوا لمقاومة عنيفة من قبل تركيا وايران وروسيا. ومع هذا كله فإن ترميم النظام أصبح من رابع المستحيلات!

عندما التقى في «فرساي» الرئيسان بوتين وماكرون طلب الرئيس الروسي من نظيره الفرنسي عدم الاعتراض على استمرار الأسد في الحكم الى حين إنتهاء المرحلة الانتقالية. وبالفعل، أعلن الرئيس الفرنسي الجديد موقفه المناقض لموقف سلفه هولاند حيال الوضع في سورية.

ويبدو أن بشار الأسد المتهم من قبل الولايات المتحدة وعدة دول اوروبية وعربية بحاجة الى دعم شرعيته بعدما شاركت قواته في قتل أكثر من أربعمئة ألف مواطن وتهجير أكثر من ستة ملايين نسمة وتدمير كل البنى التحتية في المدن الكبرى.

وكما فعل بوتين في هذا المجال، كذلك شجع «حزب الله» الحكومة اللبنانية على فتح حوار مع الأسد من أجل إعادة النازحين السوريين الى مناطق «التصعيد المخفض» في الجنوب الغربي. وكان ذلك عقب اقتحام الجيش اللبناني مخيمات النازحين في عرسال، الأمر الذي خلق أزمة سياسية ما زالت تداعياتها تتفاعل حتى اليوم. والسبب أن دعاة عودة النفوذ السوري الى لبنان شنوا حملة سياسية تطالب بالانفتاح على النظام المعزول. في حين مانعت جماعة «تيار المستقبل» بقيادة رئيس الحكومة سعد الحريري كل خطة تفتح المجال أمام تعويم نظام الأسد. وأعلن الحريري أن هذه المجازفة من شأنها أن تنعكس سلباً على الحكومة وتعطل عملها. وانتقد دعاتها بقسوة عندما قال: «القبول بالتواصل مع نظام مجرم يعني تغطية الأعمال التي يقوم بها الحلف الايراني - السوري».

ومن أجل احتواء هذا الخلاف ومنع وصوله الى الشارع، قرر الرئيس ميشال عون تكليف مدير عام الأمن العام عباس ابراهيم القيام بمهمة التنسيق، بحيث لا تتحول مشكلة النازحين السوريين الى مشكلة لبنانية بامتياز.

ولفت الوزير درباس انتباه الحكومة الى وجود مليون وخمسين ألف نازح حسب الأرقام الرسمية. ولكنه على أرض الواقع يزيد عددهم على المليون ونصف المليون نسمة. وذكر أن ما نسبته 43 في المئة من مجموع هذا العدد يمكنهم الرجوع الى سورية بسبب انتمائهم الى مواقع موجودة في «المناطق الآمنة»... أو حسب الوصف التقني «مناطق منخفضة التصعيد». واستناداً الى الخبرة التي اكتسبها درباس في هذا المجال، اجتمع مع رئيس الحكومة سعد الحريري وبعض المهتمين بمعرفة تفاصيل هذه الأزمة، بحيث أطلعهم على مختلف وجهات النظر. المهم أن الجهود التي قام بها «حزب الله» خلال هذا الأسبوع بالتعاون مع «أبو طه» السوري قد أثمرت على الصعيد العملي. وكان من نتائجها عودة 33 عائلة تُعتبر الدفعة الثانية من سلسلة دفعات يشرف مندوبو الأمم المتحدة على عمليات رحيلها الطوعي.

ومن هذه المفاجأة تبرز أسئلة محيرة تتعلق بموقف «حزب الله» من النازحين السوريين: هل هو موقف طائفي يقود الى ترحيل مليون ونصف المليون سوري سنّي يمكن أن يؤدي بقاؤهم في الوطن الصغير الى إسقاط التوازنات القائمة؟

يُستدَل من لهجة الإنذارين اللذين أطلقهما الأمين العام السيد حسن نصرالله خلال الأسبوع الماضي أنه في صدد الإعداد لهجوم مسلح يبعد عن منطقة الجرد، الممتدة من نحلة وفليطا الى عرسال ورأس بعلبك، جميع المقاتلين المنتمين الى «داعش» و «جبهة النصرة» و «الجيش السوري الحر». ويقدر عددهم بألف وخمسمئة عنصر. ويرى المراقبون أن انتصار «حزب الله» عليهم سيفتح أمامه الحدود مع سورية حيث تنتظره مهمات جديدة عقب استراحة الجيش السوري المنهك.

إضافة الى هذا الأمر، فإن «حزب الله» يسعى الى عدم الإخلال بالوضع الداخلي المريح، لكي يتفرغ الى ما هو أهم في نظره، أي الى مواجهة اسرائيل. الرئيس بوتين تعهد بإقناع القوات الايرانية و «حزب الله» بالابتعاد من مناطق الاحتكاك مع اسرائيل. وفي اجتماع آستانة طالبت تركيا أيضاً بإبعاد مقاتلي «حزب الله» عن الحدود الشمالية لسورية. وهذا ما يفسر قيام الحزب بنقل معظم قواته الى مناطق جنوب شرق سورية بغرض مساعدة نظام الأسد في السيطرة على مثلث «التنف» على حدود سورية والأردن والعراق. وفي هذا المحيط توجد مواقع عسكرية اميركية أقيمت لمنع وصول الميليشيات الشيعية العراقية تحديداً الى حدود المثلث الخطر! بقي أن نذكر أنه خلال فترة قريبة من المتوقع أن يقرر الكونغرس الاميركي فرض عقوبات إضافية أصعب من تلك التي فرضت على «حزب الله» في شتاء 2015. وتكمن خطورتها، بحسب مسودة اقتراح القانون الجديد، أنها تحذر المصارف الاميركية من التعامل والتعاون مع المصارف اللبنانية ما لم تلتزم عملياً بتطبيق العقوبات. علماً أن الزيارات المتواصلة التي قام بها لواشنطن مسؤولون من البنك المركزي اللبناني قد نجحت في إقناع غالبية شيوخ الكونغرس بتخفيف اقتراح القانون. ولكنها لم تقنع «اللوبي الاسرائيلي» في اميركا بتخفيف الضغوط على لبنان الذي تعتبره اسرائيل عدوها الأول في المنطقة!

* كاتب وصحافي لبناني.

 

الجيش في سياقه اللبناني

 حسام عيتاني/الحياة/14 تموز/17

تتفق حملات تنزيه الجيش اللبناني وإبعاده عن اي رقابة او مساءلة عامة، مع سلوك عام ينحو الى اضفاء صفات القداسة والعصمة والألوهة على اشخاص السياسيين وعلى وقائع يُفترض ان تكون في صميم النقاش المفتوح والعلني في دولة تزعم انها تلتزم معايير الحكم الديموقراطي.

الردود العنيفة المنطوية على شتائم مقذعة وعلى التوعد والتهديد التي قوبلت بها الأصوات المطالبة بالتحقيق في ما جرى اثناء مداهمة الجيش لمخيمات اللاجئين السوريين في عرسال مطلع الشهر الحالي، وضعت تضحيات القوات المسلحة وآخرها اصابة عسكري في عينيه اصابة خطرة قد تُفقده النظر، في مقابل انتهاك حقوق اللاجئين والتسريب المتعمد لصورهم ممددين نصف عراة على الأرض أو مكدسين وعلى ظهورهم علامات الضرب. ووضعت مقتل اربعة معتقلين في الحملة هذه وفي الوقت ذاته، تحت التعذيب في معسكر للجيش في مقابل اولوية التصدي للإرهاب الذي ما زال يهدد لبنان.

تتناغم لعبة المتقابلات هذه مع رفض الاعتراف بأولوية الرقابة والمحاسبة والمساءلة كآليات مؤسسة لأي اجتماع سياسي حديث، سواء على مستوى السلطة السياسية او على اي مستوى آخر. وتتناسق مع حالة الفصام العميق الذي يعيشه كثير من اللبنانيين بين صورتهم الذاتية عن انفسهم والتي غذّوها على امتداد عقود من الكذب على الذات واختراع ادوار وأوهام عن ماهية بلدهم وهوياتهم وموقع لبنان في العالم، وبين دمار اجتماعهم واقتصادهم ودولتهم (بمؤسساتها كافة) وبيئتهم التي كانوا يتغنون بها. محاولة لأْم وعلاج الجرح النرجسي من خلال تقديس كائن تختلف صفاته المتخيلة عن حقيقته الواقعية، ليست بالممارسة التي اجترحها اللبنانيون المنكوبون بأحوالهم الراهنة. لكنها تتساوق تمامًا مع ضرورات التعمية على الحقائق وزمن «ما بعد الحقيقة» و «الوقائع البديلة»، حيث تتساوى كل الروايات ويختار كل «مؤمن» ما يناسب مزاجه وما تضخه آلة التعبئة الأيديولوجية التي يتبعها.

ولا يحتاج المرء الى كتاب من 522 صفحة مثل ذاك الذي اصدره الصحافي نقولا ناصيف («جيوش لبنان- انقسامات وولاءات») ليتعرف الى عمق النفوذ الطائفي والولاءات الخارجية والداخلية التي تحرك المؤسسة العسكرية وتدرجها ضمن النظام اللبناني. هيمنة الدول والمنظمات الأجنبية التي كانت ظاهرة الى العيان بين ستينات القرن الماضي وبين خروج القوات السورية من لبنان، أخلت المكان أمام عودة مظفرة للعصبية الطائفية. ولانشقاقات الجيش اللبناني السابقة اسباب ما زالت حاضرة على رغم تبدل الأسماء والأزمان.

لذا، ليس انتقاد زج الجيش في عمليات غير محسوبة سياسياً هو ما يهدد وحدته، وفق ما يعتقد «انصار الجيش» ومن في حكمهم، بل ان الخطر عليه يكمن من محاولة الطبقة السياسية استغلال اختلال التوازن الحالي (ضعف الزعامة السنية على وجه التحديد) لتوظيف المؤسسة العسكرية في سياق الغلبة السائدة لمصلحة قوى «الممانعة» ومشروعها لاستتباع لبنان نهائياً. ومن يدعو الى «إجماع وطني حول الجيش» يفترض به الانتباه الى ضآلة ما يُجمع اللبنانيون عليه وحوله، في زمن تنهار فيه الخرافات من نوع «العهد القوي» و «بيّ الكل» و «مكافحة الفساد».

وشعارات من نوع «الضرب بيد من حديد» وطقوس عبادة «البوط العسكري» قابلة للانقلاب بسهولة فائقة من كونها ادوات للتعبئة ضد الإرهاب الى مبررات للقمع الداخلي والقضاء على بقايا الحريات العامة والمساحات المشتركة بين اللبنانيين. لا تغيب هذه الحقيقة عن بال احد بيد ان اللاعبين اقل كفاءة وذكاء من الإمساك بناصية هذه اللعبة.

 

العرب الحُمر بعد الهنود الحُمر

أحمد الغز/اللواء/14 تموز/17

رفض الممثل مارلون براندو تسلّم جائزة الأوسكار عن دوره في فيلم «العراب» عام ١٩٧٢، بسبب الصورة السيئة التي تقدّمها السينما الأميركية عن الهنود الحمر، وكلّف فتاة من الأباتشي السكان الأصليّين لتسلم الجائزة. تعتبر اميركا المكتشفة عام ١٤٩٢ اول دولة استيطانية في العالم يقيمها المهاجرون على حساب السكان الأصليّين الذين تعرّضوا لحروب إبادة متعدّدة على مدى أربعمائة عام، وكان آخرها معركة الركبة الجريحة عام ١٨٩٠، بعد الحرب الأهلية الأميركية بين ١٨٦١ و١٨٦٥ والتي نقلت أميركا من دولة استيطانية الى دولة عبودية استمرت حتى تحقّق حلم الأميركيّين الأفارقة السود بالحرية بعد مئة عام، مع قيام حركة مارتن لوثر كينغ وثورته السلمية واكتساب حق الاقتراع عام ١٩٦٣ قبل اغتياله عام ١٩٦٨.

تذكّرت كلّ تلك المآسي التي أنتجتها الدولة الاستيطانية في الأرض الجديدة على السكان الأصليّين في أميركا او الهنود الحمر، وأنا أتابع العنصرية اللبنانية من قبل مكوّنات الدولة المشرقية الاستيطانية الجديدة المذهبية والطائفية والعرقية ضدّ العرب الحمر او السكان الأصليّين في سوريا والعراق بعد فلسطين، وذلك بعد نجاح واستقرار دولة العصابات الصهيونية الاستيطانية واقتلاع الفلسطينيّين الحمر، اذ أصبحت اسرائيل نموذجاً للميليشيات الطائفية المسلّحة التي اتخذت من العصابات الصهيونية مثلاً أعلى بعد ان كانت عدوّاً أوّل.

ماذا نسمّي ما حدث في الحرب الأهلية اللبنانية من مجازر واقتلاع للبنانيّين الحمر او السكان الأصليّين، مسيحيّين ومسلمين، من مدنهم وقراهم على أيدي المسلّحين اللبنانيّين وغير اللبنانيّين؟ وماذا نسمّي ما حدث في العراق قبل الاحتلال في الجنوب والشمال وما يحدث بعد الاحتلال منذ ٢٠٠٣ من اقتلاع ونزوح وتهجير العراقيين الحمر من السكان الأصليّين من قبل داعش والميليشيات حيث اصبح ثلث السكان يعيشون في الخيام؟ وما الذي يحدث في سوريا منذ ست سنوات إذ نشاهد عمليات الإبادة والتهجير المنظّم للسوريّين الحمر الذين كانوا قلب العرب في يوم من الأيام ويعيشون الآن في مخيمات الأباتشي؟

لا بدّ من الاعتراف بنجاح فكرة الدولة الاستيطانية العنصرية التي أسّست لها الدولة الإسرائيلية في المنطقة وانتشرت بعد انفصال جنوب السودان عن شماله، وإبعاد العرب الحُمر عن منابع النيل في اثيوبيا، كذلك قيام كردستان العراق كعازل عن منابع الفرات في تركيا، وتفكيك سوريا والعراق وابادة العرب الحُمر من السكان الأصليّين، وقيام كيانات استيطانية فاشلة في العراق وسوريا على اساس عرقي ومذهبي وطائفي. كلّ ذلك يؤكّد الانتصار الكامل لإسرائيل، بقيام دولتها الاستيطانية النموذجية، اي من الفرات في كردستان العراق الى النيل في جنوب السودان، وبأدوات استيطانية جديدة من ذوي القربى الأشد ظلماً من اسرائيل، مع تعاظم الحديث هذه الايام عن اليهود العرب وعرب اسرائيل. قبل عقود كنا ننادي بوحدة الأمّة العربية حول القضيّة الفلسطينية، اليوم نطالب بوحدة الشعب الفلسطيني في غزة. قبل عقود كنّا نختلف على ترتيب الأهداف الكبرى في سوريا والعراق بين الوحدة والحريّة والاشتراكية، اليوم نطالب بالخبز والماء والدواء للشعبين الشقيقين في معسكرات الإبادة الجماعية. قبل أعوام كنّا ننادي بخروج آلاف من جنود ومخابرات النظام السوري من لبنان، اليوم ننادي بخروج مئات آلاف النازحين السوريين.

اعترف بالاهتمام الشديد وبالتعاطف مع الإعلاميات والاعلاميّين ورفض كلّ أشكال القمع والتعرّض للحريات. إلاّ أنّ قضية إبادة العرب الحُمر في الدولة الاستيطانية المشرقية الجديدة تتقدّم عندي على كل امر.

 

الجيش وأمن لبنان واستقلاله

رضوان السيد/الشرق الأوسط/14 تموز/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=57036

ليست هذه المرة الأولى التي تثار فيها التساؤلات الملحاحة والمشككة في عملية من عمليات الجيش اللبناني على الأرض اللبنانية؛ فقد قام الجيش في الأسبوع الماضي بالهجوم على مخيم عشوائي للاجئين السوريين ببلدة عرسال، يُعرف بمخيم النوَر، قُتل فيه خمسة لاجئين قيل إنهم فجّروا أنفسهم بأحزمة ناسفة. وعلى أثر ذلك قام الجيش بالقبض على كل ساكني المخيم وعددهم نحو الثلاثمائة والخمسين. وبعد يومين أو ثلاثة أعلن الجيش عن توقيف أربعين منهم بالتمام والكمال بتهمة الإرهاب (لا 39 ولا 41!)، ومات أربعة أو خمسة أو ستة من الموقوفين، أظهرت الصور التي التقطت لجثثهم التي سُلِّمت لأهاليهم تعذيباً بالغاً وتشوهات، بينما أعلن الجيش أنهم إنما ماتوا بسبب الظروف المناخية (شدة الحر)! وتحت إلحاح وسائل الإعلام والتواصل، والمنظمات الدولية، قال الجيش إنه شكّل لجنة تحقيق، ونقطة على السطر.

والحدث الآخر ذو الدلالة والذي نُشر في وسائل الإعلام، قيام مائة وخمسين من تلامذة المدرسة الحربية يرافقهم مدير مخابرات الجيش في الجنوب، ومسؤولون من «حزب الله»، بزيارة مليتا ومتحفها الحزبي الذي أقامه الحزب في تلك البلدة الجنوبية، تذكاراً لانتصاراته على العدو الإسرائيلي. وعندما تكلم الصحافيون مع بعض المسؤولين عن ذلك قالوا لهم إن الواقع أعظم وأقدم؛ إذ منذ العام 2008 فإن الضباط الشبان لهم زيارة سنوية تبجيلية وتعليمية إلى ذلك الموقع!

منذ قرابة خمس سنوات يشن الجيش عمليات على الأرض اللبنانية بذريعة مكافحة الإرهاب. وقد قبضت مخابراته على المئات وربما الآلاف من اللاجئين السوريين، ومن الشبان السنة. ولا عمل للمحكمة العسكرية تقريباً في السنوات الأخيرة غير محاكمة أولئك المقبوض عليهم بذرائع مختلفة. وما شكّك أحدٌ في «عدل» ما يقوم به الجيش في سائر المناطق السنية، ولا يطالب أحدٌ إلا بتسريع المحاكمات!

وهناك شواهد على أن أجهزة الجيش والأمن العام في السنوات الأخيرة إنما كانت تقوم بعمليات مشتركة مع الحزب ضد شبان السنة مثلما حدث في واقعة عبرا مع جماعة أحمد الأسير، ومرات عدة في بلدة عرسال وجوارها، بل وفي طرابلس وعكار ومجدل عنجر.

إنما في الشهرين الأخيرين، وبعد إعلان حسن نصر الله عن تسليم منطقة عرسال وجوارها للجيش؛ فإن حملات «محور المقاومة» تصاعدت على اللاجئين باعتبارهم حاضنة للإرهاب، وهذا كلامٌ كرره رئيس الجمهورية في اجتماع مجلس الوزراء الأخير، وفي اجتماع اقتصادي يوم 10- 7 - وهذا إلى مطالبة الحكومة بالتواصل والتفاوض مع النظام السوري على إعادتهم إلى ديارهم. وكانت الحكومة اللبنانية قد عقدت اتفاقاً مع المنظمات الدولية التي تساعد اللاجئين، على عدم طردهم أو إعادتهم إلا لمناطق آمنة، بحسب شروط وتقديرات تلك المنظمات.

إن الطريف وذا الدلالة، أن النظام السوري ذاته، واتصالاته مع الأجهزة الأمنية اللبنانية والمتعاونة من خلال لجنة تنسيق قائمة ومتواصلة؛ ما قال كلمة ولا قدَّم عرضاً بشأن استعادة المواطنين السوريين أو السماح لهم بالعودة وهو الذي طردهم وهجَّرهم وقتلهم بالتعاون مع «حزب الله» والميليشيات الإيرانية والمتأيرنة الأُخرى. ولذلك؛ فإن المقصود ليس إعادة اللاجئين، بل إرغام الحكومة اللبنانية على الاعتراف الرسمي والعلني بالنظام من جديد، بعد أن اعتبر أنه كسب المعركة، وبخاصة أن رئيس الجمهورية والحزب هما اللذان يقودان معركة الاعتراف من جديد، والتي لا تجد اعتراضاً حقيقياً من أي جهة. وإنما الذي حصل أن رئيس الحكومة والدكتور جعجع طالبا بأن يكون التواصل والتفاوض من خلال الجهات الدولية، الراعية للجوء السوري في لبنان. بعد عملية عرسال، نشرت صحف الممانعة وقنواتها أخباراً عن اقتراب معركة عرسال كأنها لم تحصل بعد! وهذا كله للتخويف والإسكات والتسليم، وأحسب أن عملية الجيش الأخيرة إنما تدخل في السياق نفسه، ولها الهدف نفسه: استمرار السكوت على انتهاك أمن الحدود، واستمرار السكوت على إرهاب اللاجئين، وإرهاب السنة!

ولندع مسألة اللاجئين مؤقتاً، ما دامت القضية الحقيقية أمنية وسياسية. بحسب الدستور؛ فإنه لا وجود مسلَّحاً شرعياً على الأرض اللبنانية إلا للجيش والقوى الأمنية الرسمية الأُخرى. وقد أكد ذلك القرار الدولي رقم 1559 عام 2004، وكان الجيش ممنوعاً من السوريين و«حزب الله» من الدخول إلى منطقة الجنوب منذ العام 1992 إلى العام 2005. وبعد الحرب بين الحزب وإسرائيل، وتقدمها ست كيلومترات بالداخل اللبناني، فضلاً عما كانت لا تزال تحتله؛ صدر القرار 1701 الذي أدخل الجيش إلى الجنوب لحماية الحدود وتعاونه القوات الدولية. ورسمياً هناك اليوم في جنوب الليطاني منطقة فيها نحو الـ25 ألف عسكري لبناني ودولي، ومحظور على الحزب الدخول إليها. إنما في شمال الليطاني وعلى الحدود مع سوريا؛ فإن الجيش يتساكن ويتعاون مع الحزب، وبما يخالف القرارات الدولية، وسيادة لبنان وأمنه. وآخر مرة حاول فيها السياسيون اللبنانيون الحفاظ على السيادة، كانت الاجتماع بالقصر الجمهوري عام 2011 وصدور بيان النأي بالنفس، أي تحييد لبنان في النزاع السوري.

إنما بعد أقل من سنة، أعلن الحزب عن التدخل العسكري في سوريا إلى جانب الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الإيرانية والمتأيرنة، ولا يزال. ولذلك؛ فإن المطلوب بالفعل أن يسري القرار 1701 كما في الجنوب على الحدود الشرقية مع سوريا، أو سيظل الحزب والنظام السوري يزعزعان أمن لبنان. ونحن نعرف أن نصر الله هدَّد قبل فترة بإدخال عشرات الألوف من الميليشيات المتأيرنة إلى لبنان لتحرير الأرض المحتلة (!). قال كثيرون للمسؤولين اللبنانيين كلاماً عن الـ1701 فابتسموا، وليس لأن الحكومة اللبنانية ينبغي أن تطالب مجلس الأمن بمدّ صلاحيات الـ1701 والحزب في الحكومة لن يقبل بذلك؛ بل - وكما قال المسؤولون - لأن الدوليين في السنوات الماضية استهتروا بأمن لبنان رغم المطالبة الملحاحة بذلك.

والواقع أن السبب في ذلك ليس سياسات أوباما تجاه إيران وحسب؛ بل ولأن الحكم اللبناني استهتر بذلك؛ بدليل قول رئيس الجمهورية الحالي قبل شهور بأن الجيش غير قادر على ضمان أمن الحدود في الجنوب، وهناك حاجة إلى سلاح الحزب. وقد استدعى ذلك غضب مجلس الأمن لمخالفته للقرارات الدولية، ولأن سلاح الحزب غير شرعي، والأميركيون وبعض الأوروبيين يعتبرونه تنظيماً إرهابياً! وإذا كان الجيش ضعيفاً حتى في الجنوب، فكيف سيحمي الشرق ولو بمعاونة دولية؟! ولننظر كيف استطاع الأردن أن يجمع القوى الكبرى لحماية حدوده، وإبعاد الميليشيات الإيرانية عنها ما بين 30 و50 كيلومتراً. فلماذا يكون الأردن أعزَّ على العالم من لبنان، إذا أظهر لبنان حرصاً على سيادته؟! لقد ضغطوا الآن بقتل اللاجئين، وقد يضغطون بوسائل أخرى من أجل المزيد من الاستباحة.

ولنمض باتجاه موضوع الجيش بصراحة. إن سياسات الجيش في السنوات الأخيرة، تُظهر تفرقة وتمييزاً وخضوعاً للقرار الطائفي للمحور الإيراني. وقد كان رؤساء الوزارة السابقين، والرئيس الحالي، وبعد كل مقتلة يقوم بها الجيش (ولو لمعاونة الحزب)، يعلنون تأييدهم حتى قبل أن يعرفوا ماذا حصل حقاً. أما اليوم، وبعدما حصل في عرسال، وفي الجنوب، فإن السكوت من جانب أحرار لبنان يصبح جريمة. لقد سكتنا وسكت العرب عجزاً وانقساماً عن قتل الشعب السوري وتهجيره. ولا يدري أحدٌ ماذا سيكون عليه الأمر بعد «داعش» في سوريا والعراق. فلا أقلّ من أن يحاول الوطنيون اللبنانيون حماية ما تبقى من أمنهم وسيادتهم ودمائهم. وأول ما ينبغي التأكيد عليه أنه لا عودة إلى بيانات التأييد، ولن نقبل بها، كما لن نسكت عليها، ولا بد من المراقبة والمحاسبة، والاحتكام إلى الطائف والدستور والقرارات الدولية، وحقوق الإنسان، أو لا يكون استقلالٌ ولا دستور، بل عمل من جانب الجيش والأجهزة الأمنية لإحقاق الغلبة الفئوية!

 

التحديث في الشرق الأوسط... مشهد جدير بالملاحظة

أمير طاهري/الشرق الأوسط/14 تموز/17

في كل عصر من العصور، يصوغ المثقفون ويتعلقون بمفهوم واحد باعتباره الأكثر إفادة في فهم الحاضر والتكهُّن بشأن المستقبل. ومنذ نهاية أربعينات القرن الماضي، أي مع انزواء الحقبة الاستعمارية إلى غياهب التاريخ، كان المفهوم السائد وقتذاك يتمحور حول «التحديث» ومتغيراته المتنوعة، مثل «التنمية» و«التقدم». ولكن نواة التحديث الأساسية ظلت عصيّة على الفهم والاستيضاح. ولا حتى النموذج الذي يجدر بالدول محاكاته والتماهي معه في معرض سعيها الحثيث لتحقيق طموحات التقدم والتنمية.

وفي عقد السبعينات من القرن الماضي، كانت العاصمة الإيرانية طهران من الوجهات المفضلة لدعاة ومثقفي التحديث من مختلف أرجاء العالم، والراغبين في وضع أفكارهم وطروحاتهم محل الاختبار في البلاد التي تحظى بذلك القدر الوافر من التميُّز النادر، إذ لم ترزح تحت نير الاستعمار كما لم تنتهج سياساته القميئة من قبل، ورغم ذلك، اعتمد قادة البلاد آيديولوجيات التحديث بقدر غير قليل من العزم والحماس.

وبالنسبة لصحافي مثلي، كان وصول أسماء لامعة مثل غونار ميردال، ودبليو دبليو روستو، وجي كيه غالبريث، وريموند ارون، وهنري ليفبفر، وكارلو شميدت، وتالكوت بارسونز، وديفيد أبتر، يبدو كمثل تجوال طفل وحيد في متجر كبير للحلوى من دون منازع أو شريك.

وأتيحت لي الفرصة النادرة لقضاء وقت ممتع للغاية مع أغلب هؤلاء الزوار المرموقين من خلال المقابلات الرسمية الرصينة أو المحادثات غير الرسمية الودية.

وكانت رسالتهم الأكيدة: «عجلوا... عجلوا بالتحديث»!

وعولجت تيمة التحديث عبر العديد من المناقشات التلفزيونية المتنوعة في طهران، إذ ناقش المثقفون الذين كانوا معروفين على نطاق واسع في إيران وقتذاك، مختلف السبل وأنجعها لدخول منطقة الشرق الأوسط إلى مضمار العالم الحديث.

وما لم نكن نعرفه في ذلك الوقت كان المدى الذي بلغته مجتمعاتنا الشرقية من الحداثة، عبر تبني واعتماد بعض من أكثر جوانب نماذج الحداثة الغربية إثارة للجدل.

فالتقاليد، التي حددت بوصلة التوجهات الأخلاقية لقرون عدة، صارت الآن كمثل الترهات البالية، إن لم تكن من العلامات الأكيدة على التخلف والرجعية. والمؤسسات المجتمعية العريقة مثل القبائل، والعشائر، والطرق الصوفية، والتدرجات الهرمية الدينية، والشبكات العائلية، التي كانت كمثل القوة الموازية لسلطان الدولة القومية، بلغت حد التحلل والإضعاف لدرجة تمركزت معها سلطات الحكومة في أيدي حفنة من النخب الطبقية. وكان «التغريب» هو المطمح الآكد وبأسرع وتيرة ووسيلة ممكنة، حتى وإن كان ذلك يعني انهيار الثقافة التقليدية الأصلية التي صارت الآن مطمورة أو متحللة ومغمورة. ولدى من رام أفضل ما في الثقافتين النموذج المثالي متجسداً في اليابان، الدولة التي كانت على موعد مع التغريب مع المحافظة الأصيلة على قيمها التقليدية ومؤسساتها الحقيقية.

وما تغافل عنه المتيمون باليابان كان الوسيلة التي انتهجتها في الدخول إلى العالم الحديث؛ فلقد تناسوا عامدين أن اليابان الحديثة المتطبعة بالغرب، التي نالت جُل إعجابهم، ولدت في أصل جحيم هيروشيما وناغازاكي، ورزحت تحت نير الاحتلال الأميركي، الذي لا يزال يهدهد حفنة من أطفالها المدللين بعد مرور عقود تلو العقود. وإثر ذلك، فهم قد تجاهلوا أن التحديث على الطريقة اليابانية استلزم حالة من التعميد النيراني، التي قلما يرغب البعض فيها بعد لحظات من التروي والتدبر والتفكير. والأمر الآخر الذي تجاهلوه عامدين أنه في منطقتنا العزيزة، الشرق الأوسط السعيد، شرعت آليات كثير من الدول في تحديث ذاتها بذاتها عبر تعزيز صلاحيات وسلطات الحكومات وصياغة أساليب جديدة من الحكم، والسيطرة، والقمع. الأمر الذي أسفر عن إضفاء الطابع الغربي على شريحة من المجتمع التقليدي تلك التي تستلهم في الوقت الراهن الخطاب الغربي بالأساس في معرض كفاحها لمواجهة النظام السائد المعمول به.

وعلى سبيل المثال، يدين الخطاب الثوري للراحل آية الله الخميني بكثير من أطروحاته إلى ماركسية لينين وشيوعية ستالين بأكثر مما يقتفي آثار فلاسفة المسلمين، ويتلمس أخبار علماء الدين عبر مختلف الدهور. ويعبر استيلاء الملالي على السلطة في إيران عام 1979 عن الوثبة الإيرانية الكبيرة نحو «التغريب»، إذ حملت الأحداث والفعاليات اسم «الثورة»، وهو المفهوم الغربي الذي لا نجد له ترجمة حرفية أكيدة في مفردات اللغة الفارسية الرصينة، (وكان لزاماً عليهم الرجوع إلى الاصطلاح المناخي «انقلاب»، الذي يعني الاضطراب، والذي يعبِّر العرب به عن «قلب نظام الحكم القائم»).

ثم نظم الملالي استفتاء شعبيّاً، وصاغوا دستوراً جديداً، وصمموا علماً وطنياً على النمط الغربي، ونظموا الميليشيات المسلحة على الطراز التروتسكي، وأقاموا دائرة مغلقة من الشخصيات المقربة حول الإمام الخميني على الشكل الستاليني المعروف في ذلك الوقت. وتألفت الأساليب التقليدية الوحيدة التي استخدموها من احتجاز الرهائن، ورجم النساء حتى الموت، والإعدام الجماعي للمعارضين الحقيقيين منهم والمتوهمين. ويعود نظام الحكم الذي نظموه بأصوله إلى وقائع رواية «1984» لجورج أورويل بأكثر مما يعود إلى أوهام «المدينة الفاضلة» للفارابي. وبعد مرور نحو أربعين سنة، تبين أنهم يديرون منظمة تبدو كمثل عصابات الجريمة المنظمة أكثر من كونها حكومة إسلامية تقليدية، حتى إنها صارت أسوأ من حركة «سربداران» الثورية الشعبية بالعصور الوسطى إذا ما أردنا المقارنة. ومع ذلك، يبدو أن النزعة «التحديثية» تنتشر وتكتسب المزيد من الزخم في مختلف ربوع منطقتنا العربية.

لاحت هذه الفكرة في مخيلتي تلك الليلة عندما كنت أتابع العديد من لقطات الفيديو المختلفة من سوريا والعراق، في عرض خاص أقيم في استوديو للبث التلفزيوني في لندن.

لقد رأيت الشرق الأوسط «الحديث» مع الجيوش الجرارة التي تزحف عبر السهول المحروقة والجنود المدججين بالسلاح والمرتزقة الشاهرين لمختلف أنواع الأسلحة، الذين تنطلق ألسنتهم وأفواههم باللعنات والسباب بمختلف اللغات، إلى جانب دوي المدافع والطائرات، وتلك اللوحة الفنية البديعة من المدرعات والدبابات والمركبات. رأيت مخيمات اللاجئين والمشردين تحوطها الأسلاك الشائكة، وتحرسها أبراج المراقبة، وتغذيها مكبرات الصوت التي تبث وتنشر مقتطفات من آخر أنباء «الحقيقة».

كانت هناك حقول الألغام، والأمهات الثكالى، والأطفال العراة، وضحايا قنابل الغاز والأسلحة الكيميائية. رأيت السماء التي تناثرت فيها المقاتلات والقاذفات تُسقِط لهيباً تلو اللهيب من القنابل والصواريخ على سوريا والعراق، وبأكثر مما تحملته ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية. كان الحطام والأنقاض والأطلال يذكرنا ببرلين أو وارسو أو لينينغراد في عام 1945. بعبارة أخرى، أوجز وأحدث، كان المشهد العام «غربياً» بكل ما تحمله الكلمة من معنى. بدا الأمر وكأننا نرى أوروبا في عام 1918 أو في عام 1945، والفارق الواضح الوحيد أن الصورة أكثر بلاغة ووضوحاً بفضل قدرات الدمار المتفوقة التي صارت رهن إشارتنا الآن. ذكرتني لقطات الفيديو السورية والعراقية بالأفلام الوثائقية التي أخرجها كل من بيلي وايلدر وراؤول والش عن أوروبا الغربية في أعقاب الحرب العالمية الثانية، ونشرة «باثي» الإخبارية عن اليابان فيما بعد كارثتي هيروشيما وناغازاكي المروعتين.

أجل أيها السادة، لقد بلغنا حد «التحديث» و«التغريب» منذ أمد بعيد، حتى من دون أن ندرك ذلك. لقد صارت إيران «حديثة» بعدما نظّم الخميني احتفالية إعدام أربعة آلاف مواطن دفعة واحدة في عطلة نهاية الأسبوع، الفكرة التي لم تراود مخيلة السفاح أغا محمد قاجار خان المتعطش للدماء. وأصبحت سوريا «حديثة» عندما تمكن حافظ الأسد من قتل عشرين ألف مواطن من بني شعبه في محافظة حماة، الجريمة التي لم يتصور أي خليفة أموي القيام بها. وتغنى صدام حسين بألحان «التحديث» الرخيمة عندما أباد بالغاز القاتل خمسة آلاف مواطن من أبناء بلاده في يوم واحد، الكابوس القميء الذي لم يبلغ أذهان هارون الرشيد في يوم من الأيام! باتت نتائج أجيال من الأحلام، أحلام التحديث والتغريب، ماثلة أمام أعيننا اليوم، ونحمل أبلغ آيات الشكر والعرفان للتكنولوجيات الحديثة، التي أصبحت أبلغ من ألا تلاحظها الأعين وتعيها الأفئدة وتدركها الأفهام، حتى في أقصى أجزاء منطقتنا العربية بعداً. وكلنا، بمن فينا المفكرون والعوام، والأثرياء والفقراء، قد انشغلنا بتحديث مجتمعاتنا بأطلال الحطام الماجدة وجحافل اللاجئين الحاشدة. وكل ما تبقى لنا من الأصول والتقاليد البائدة لا يعدو نفض الأيدي عما وقع وملامة كل من عليه أعيننا تقع.

 

هل يفشل اتفاق بوتين ـ ترمب في سوريا؟

نديم قطيش/الشرق الأوسط/14 تموز/17

ليس واضحاً ما تمخضت عنه القمة الأميركية الروسية الأولى في هامبورغ على هامش قمة العشرين. المعلن هو اتفاق، لم تُنشر تفاصيله، عن إقامة منطقة هدنة في جنوب شرقي سوريا، تشمل القنيطرة ودرعا والسويداء وسفح الجولان امتداداً باتجاه الحدود الأردنية السورية واللبنانية السورية.

الاتفاق، الذي من غير الواضح من سيضمن آليات تطبيقه، أو ما هي الآليات هذه أساساً، هو الثاني بين الدولتين، إذ سبقه في سبتمبر (أيلول) 2016 اتفاق أول بين الكرملين وإدارة الرئيس السابق باراك أوباما في حلب، كان حصيلة جولات مكوكية بين جون كيري وسيرغي لافروف، طالت 11 شهراً، ليسقط الاتفاق بعد 5 أيام فقط من الإعلان عنه. ما الجديد؟ يأتي الاتفاق الروسي الأميركي بعد ثلاثة تطورات ميدانية مهمة في سوريا.

الأول تمثل في دخول أميركا مباشرة إلى الميدان السوري بآليات وقوات برية وقوات خاصة في منبج على الحدود السورية العراقية (بالإضافة طبعاً للدخول الميداني المستجد في الرقة). وهو دخول يزعج، بالحد الأدنى، الطريق البري من طهران إلى المتوسط عبر العراق وسوريا، أو يقفل هذا الطريق الآمن كلياً مبقياً على بديل له هو عبارة عن مسارب متعرجة وطويلة ومكشوفة تستخدمها إيران وتتحكم بها القوة النارية الأميركية عند اللزوم. التطور الميداني الثاني تمثل في سلسلة ضربات وتحركات عسكرية أمر بها ترمب على امتداد «محور الشغب» في الشرق الأوسط، وهي غارة التوماهوك على مطار الشعيرات في سوريا، ضرب زورق إيراني قبالة سواحل اليمن، رمي «أم القنابل» في أفغانستان لأول مرة في تاريخ الجيش الأميركي، وتحريك قطعات بحرية قبالة سواحل كوريا الشمالية. وفي مؤشر على الاستمرار بسياسة التحفز الأميركية، شهد الميدان السوري ضرب ميليشيات موالية للنظام بالقرب من التنف، وإسقاط مقاتلة حربية روسية وطائرتين إيرانيتين من دون طيار، في سابقة واضحة غيرت طبيعة التدخل الأميركي في سوريا من مقاتلة «داعش» حصراً إلى مقاتلتها ومواجهة إيران والأسد عسكرياً حيث يلزم. التطور الميداني-السياسي الثالث كان الاتفاق بين روسيا وتركيا وإيران على تحديد أربع مناطق منخفضة النزاع في سوريا، لم يتسن بعد للأطراف الاتفاق على آليات فرضها وضمان استمراريتها، ولا على حدود أدوار كل من تركيا وإيران، وهو ما أدى إلى فشل جولة آستانة الأخيرة.

وبالتالي يدرك بوتين أنه أمام معطيين: نجاح روسي سياسي جزئي في آستانة، وإدارة أميركية جديدة مستنفرة، وتمتلك من طاقة التحفز أكثر من إدارة أوباما التي كانت قد أهانت نفسها يوم وضع الرئيس السابق خطاً أحمر لبشار الأسد بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية مهددا بضربة عسكرية، سرعان ما تراجع عنها بشكل بدد الهيبة الأميركية.يضاف إلى كل ذلك أن فترة شهر العسل التي استمتع بها بوتين في سوريا انتهت، ولم تعد له اليد العليا في التحكم بالأحداث كما كان في السابق نتيجة ضعف الدور الأميركي، وفقدان إيران لثقتها بنفسها، ما استدعى أصلاً استجداء التدخل الروسي. تغيرت الوقائع. والحقيقة أن قواعد الاشتباك التي غيرتها واشنطن، تفاعلت معها إيران، وغيرت هي الأخرى قواعد الاشتباك من جهتها. في هذا السياق جاء إطلاق الحرس الثوري صواريخ أرض - أرض للمرة الأولى منذ ثلاثين عاما من قواعده غرب إيران على ما وصفه بأنه مقر قيادة تنظيم داعش في دير الزور شرق سوريا. وفي هذا السياق أيضاً، صرح أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله في لبنان عن استعداده لفتح الجبهات أمام مئات آلاف المقاتلين الأجانب في سوريا ولبنان، لمقاتلة إسرائيل. أما تركيا فهي تحشد شمال غربي سوريا في محيط مدينة عفرين، إحدى مدن محافظة حلب، مبدية استعدادها لتجاوز قواعد الاشتباك مع الأكراد المتفاهم عليها مع واشنطن وموسكو، في حال شعرت أنقرة أن القوات الكردية ستسيطر على المدينة بغية وصل الكيان الكردي (كوباني والجزيرة) مع عفرين. الأهم أن تركيا تعتبر أن الإمساك بعفرين سيمكنها من وصل أجزاء من ريفي حلب الشمالي والغربي (والشرقي لاحقاً إذا انهار «داعش»)، وريف حماة الشمالي، ومحافظة إدلب، التي تعتبرها أنقرة، هي عمقها الاستراتيجي الفعلي، قبل خسارة حلب، ولا سيما بعد خسارة حلب. هذا الكيان الجديد الذي يتمدد نحو بعض قرى اللاذقية أيضا على تخوم مناطق نفوذ نظام الأسد، هو «لواء الإسكندرون 2»، الذي هو امتداد طبيعي وجغرافي للواء الأول الذي صار جزءاً من الجغرافيا التركية، وهو اليوم العقدة الأهم في جغرافيا النفوذ في سوريا. من ضمن هذا المشهد السوري الجديد قيد التشكل، والذي يميزه غياب عربي فاقع، يأتي الاتفاق الأميركي الروسي في جنوب غربي سوريا. نقطة الضعف الجدية التي تهدد مستقبل هذا الاتفاق وإمكاناته تكمن في عدم تماسك السياسة الخارجية الأميركية، بسبب إشارات متناقضة تصدر عن الإدارة، وخلافات علنية بين البيت الأبيض والبنتاغون، الذي لم يُستشر حول الاتفاق الأخير مع روسيا، واختلافات أخرى بين ترمب والخارجية في أزمات أخرى آخرها قطر، دعك عن ملفات الداخل الأميركي التي تعصف بإدارة ترمب.

 

هل قرأوا تاريخ الجماعة؟

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/14 تموز/17

من أكثر الملاحظات التي تستدعي النظر والاستغراب حين تناقش شخصا يدافع عن جماعة الإخوان المسلمين. هو الجهل المريع بتاريخ وشخصيات وأحداث الجماعة! المفترض بمن ينبري للدفاع عن جماعة أو حزب أو طائفة أو أي طرف ما. أن يلم. ولو بجانب. ما حقيقة الجهة التي يدافع عنها.

أذكر في هذا الصدد أنه جمعني مجلس عارض بواحد من هؤلاء الغيارى المحترقين حمية للجماعة. نافيا بشكل يقيني جارف أن يكون للجماعة (الطاهرة) أي تاريخ إجرامي أو إرهابي. وأن هذا من افتراء خصومهم. فقلت له: وماذا عن قتل كل من القاضي أحمد الخازندار. ورئيسي الحكومة أحمد ماهر ومحمود النقراشي وحكمدار بوليس القاهرة سليم زكي. وتفجير مقرات السينما. سينما مترو وغيرها. وإحراق محلات «جروبي» و«شيكوريل»... إلخ وهذا فقط في العهد الملكي قبل حكم الضباط في يونيو (حزيران) 1952. كابر. رغم أن كل هذه الأمور جديدة عليه. ناهيك بأن يتابع قصة «النظام الخاص» المتخصص في عمليات الاغتيال وتصنيع المفخخات. بل ولهم قصب السبق في اختراع الحزام الناسف. الذي كان أحد الصيغ المطروحة في قتل الرئيس عبد الناصر في عملية المنشية الشهيرة 1954. وماذا عن إشراف سيد قطب على أخطر تنظيم إرهابي عسكري هدف للسيطرة على الحكم. وليست هنا المشكلة فقط. بل طريقة الوصول لذلك. من خلال تفجير محطات الكهرباء واستهداف القناطر الخيرية وسدودها التي تتحكم بتدفق مياه النيل في دلتا مصر الغاصة بالسكان. يعني قتلا جماعيا للمصريين العاديين!

هذا الأمر مثبت من أعضاء هذا التنظيم. المعروف بتنظيم 65، ومن هؤلاء الأعضاء أحد قادة تنظيم 65 وهو علي عشماوي. وله كتاب حكى فيه بالتفاصيل قصة هذا التنظيم. ومن المؤكد أن صاحبي المتحمس للدفاع عن الجماعة لم يقرأ هذا الكتاب. وربما اكتفى بدعاية الإخوان أن كلام القائد علي عشماوي مجرد افتراء. لدينا (مكتبة) كاملة. أغلبها من تأليف الإخوان أنفسهم. تكشف الأفكار الانقلابية التكفيرية. وتحكي تفاصيل العمل السري والقتل والتجسس. ومن هؤلاء مثلا مذكرات أحد قادة النظام الخاص صلاح شادي. وغيره كثير. من مكونات هذه المكتبة أيضا من الضباط الذين واجهوا الإخوان على مدى عقود من الخمسينات حتى الثمانينات من القرن الماضي. يحضرني في هذا الصدد كتاب نائب رئيس جهاز أمن الدولة الأسبق اللواء فؤاد علام. وللمناسبة هو من اصطحب سيد قطب من محبسه إلى المحبس الآخر الذي تنفذ فيه أحكام الإعدام. كتاب فؤاد علام. لم يعد طبعه للأسف. وعنوانه: «أنا والإخوان... من المنشية إلى المنصة». المنشية هنا هي محاولة اغتيال ناصر 1954، والمنصة هي حادثة اغتيال الرئيس السادات بالفعل في منصة العرض العسكري بالقاهرة 1981. من لا يقرأ... فمحكوم عليه بالظلمة والظلم.

 

أخطار «داعش» بعد الهزيمة

ليونيد بيرشيدسكي/الشرق الأوسط/14 تموز/17

مع استعادة الموصل من تنظيم داعش الإرهابي، وجزء من البلدة القديمة قد وقعت بالفعل في أيدي الجماعات المدعومة من الولايات المتحدة، ربما بعد أسابيع قليلة من السيطرة عليها، من المرجح للتنظيم الإرهابي أن تُمحى آثاره تماماً من خرائط منطقة الحروب. وعلى غرار اللورد فولديمورت من النسخ الأولى لكتاب «هاري بوتر» الشهير، لن يكون للتنظيم وجود مادي على أرض الواقع، ولكنه سوف ينتقل للحياة على أشكال أخرى من الوجود: عقول وأذهان المقاتلين الأجانب العائدين إلى بلادهم، والوجود الإلكتروني الذي أنشأه التنظيم، وقلوب السكان السنة الساخطين في المناطق التي سيطر عليها التنظيم الإرهابي لعدة سنوات.

ومن المهم للغاية تقييم المخاطر الثلاثة الكامنة والبدء فوراً في التعامل معها قبل حلول الهزيمة العسكرية النهائية لتنظيم داعش، والتي باتت تلوح في الأفق.

ولقد قيل إن المقاتلين الأجانب قد بدأوا في التخلي عن الفكرة للخلافة بمجموعات كبيرة، وهم المقاتلون الذين لم يتعرضوا للقتل ويصعب الوقوف على أعدادهم الحقيقية. ولكن الآلاف منهم لا يزالون داخل سوريا والعراق، وسوف يحاول كثير منهم العودة إلى أوطانهم.

في عام 2013، قدر توماس هيغامر، الخبير في شؤون المقاتلين الأجانب لدى جامعة «أوسلو»، أنه من بين 401 إرهابي الذين شاركوا في الهجمات التي شهدها الغرب بين عامي 1990 و2010، هناك 107 منهم قد سافروا إلى بلدان أجنبية للقتال في صفوف المتطرفين. كما قدر السيد هيغامر أن واحداً من كل تسعة مقاتلين أجانب يعود لشن الهجمات في الغرب، ولكن، في دراسة نشرت عام 2016، قال دانيال بيمان من جامعة «جورج تاون» إن التقدير الدقيق لا بد أن يكون واحداً من كل عشرين مقاتلاً أجنبياً. وهذا لا يزال يعني شن مزيد من الهجمات، مع اعتبار قوة جذب واستمالة تنظيم داعش للمقاتلين الأجانب أول الأمر. ووفقاً للسيد بيمان، فإن التهديدات التي يشكلها المقاتلون العائدون مبالغ فيها. فإن المقاتلين الأجانب السابقين يمرون بعدد من المنحدرات القوية على السبيل المؤدي إلى الإرهاب، حتى وإن تجاوزوا الصراعات الشديدة التي يذهبون للقتال فيها. بعضهم ينطلق للمشاركة في حروب أخرى في منطقة الشرق الأوسط، والفرصة متاحة الآن أمام مقاتلي «داعش» للانتقال إلى أفغانستان وغيرها من الأماكن التي تنشط فيها خلايا التنظيم. وتعترض أجهزة الاستخبارات سبيل بعضهم، ويخضعون للمراقبة المكثفة حتى يفقدوا فعاليتهم كإرهابيين محتملين. والبعض الآخر يجد الطريق عسيراً للغاية، وربما مهيناً، في تطبيق المهارات التي اكتسبوها خلال القتال في الحرب الأهلية، على التخطيط السري لشن الهجمات على المدنيين في بلدانهم. ولكن، في حالة مقاتلي «داعش» العائدين، فإن أغلب أسباب عدم مواصلة سبيل العنف سوف تكون أسباباً نفسية. وكما كتب السيد بيمان يقول:

في البداية، كان مجرد الدفاع عن الشعب السوري ضد وحشية النظام الحاكم هناك هو الدافع الرئيسي لكثير من المقاتلين الأجانب، وليس الدفاع عنهم ضد العدو الغربي أو العدو الأجنبي أيا كانت ماهيته. ولقد شارك أغلبهم في القتال من أجل تأمين حقوق التباهي والتفاخر بين المعارف والأصدقاء، أو سعياً وراء الإثارة والمغامرة الحقيقية. ومن وجهة نظرهم، كانت سوريا تحظى بجاذبية كبيرة وسبيل مشرف لهم للقيام بذلك. ولكن شن الهجمات على الجيران المسلمين المسالمين هو أكثر تناقضاً وإثارة للشكوك من التباهي والتفاخر بمساعدة الآخرين.

إلى جانب ذلك، سوف يرجع كثير من المقاتلين إلى أوطانهم بخيبة الأمل. فلقد روجت الآلة الدعائية لتنظيم داعش، لأراضي الدويلة الموهومة بأنها جنة من الجنات على الأرض، استنادا إلى أهدافهم وأفكارهم. ولكن في واقع الأمر، لم يتمكن كثير من المقاتلين الأجانب من الاندماج مع السكان المحليين، وكانوا يُكلفون مهام شاقة وعسيرة، وكانوا مروعين من وحشية الصراعات المدنية في منطقة الشرق الأوسط، ولا سيما بعد الهزيمة العسكرية التي لحقت بهم. ويرجع الأمر إلى المجتمعات الغربية إن كانت تود التواصل معهم وتطلب مساعدتهم في مواجهة مزيد من الدعاية الإرهابية القميئة. ويمكن الاستفادة كثيرا من التجربة الدنماركية في إعادة تأهيل المقاتلين الأجانب بعد عودتهم إلى أوطانهم.

سوف تظل شبكة الدعاية المتطرفة التابعة لتنظيم داعش مستمرة بعد الهزيمة العسكرية على الأرض، على الرغم من أن الموارد المالية المتناقصة بشدة لدى التنظيم سوف يكون لها أبلغ التأثير على العمليات الإعلامية المتطرفة لديه. وفي خاتمة المطاف، فإن شن حملات التجنيد عبر منافذ التواصل الاجتماعي الإلكترونية من المهام الرخيصة، ونزع الجاذبية عن الخطاب المتطرف العنيف ليس إلا مناورة من مناورات الإعلام والإعلام المضاد. ولكن دعاة التنظيم والفكر المتطرف سوف يواجهون متاعب جمة مع دعواهم في الواقع الجديد.

كان حلم إقامة الدويلة الفعلية إحدى أقوى أدوات الدعاية لفترة من الوقت انقضت، كما ذهبت ضجة الانتصارات المبكرة أدراج الرياح سواء بسواء. ولقد صار كل ذلك جزءاً من الماضي الآن، ويتعين على منافذ الدعاية المتطرفة الترويج من جديد لفكرة الانتقام والثأر المستنزفة. وهي لا ترقى إلى مستوى ضخامة المعركة المروعة التي تلوح في أفق الأحداث ضد الصليبيين بالقرب من مدينة دابق السورية، ولقد كانت من الركائز الأساسية في دعايات تنظيم داعش خلال السنوات السابقة، حتى تمكنت قوات المعارضة السورية من الاستيلاء على بلدة دابق من عناصر «داعش» في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ومن دون مزيد من الضجيج والدعايات. وعما قريب سوف يتحول تنظيم داعش إلى مجرد جماعة إرهابية أخرى تحاول جذب الانتباه من جانب المجندين الغاضبين المحتملين هنا وهناك. يصعب كثيرا تسويق الهزيمة، تماما كما تبين لتنظيم القاعدة الإرهابي عبر السنوات الطويلة، في حين يتعرض قادة التنظيم للاغتيال وتدمير قواعده ومعسكرات التدريب التابعة له واحداً تلو الآخر. وكان صعود «داعش» يعتبر مستحيلاً من دون القضاء التام على تلك العلامة الإرهابية الكبرى، أي القاعدة.

إن مآسي العرب السنة في المناطق المحررة من العراق وسوريا كبيرة وعميقة للغاية، للتعامل معها بأكثر من صعوبة التعامل مع المقاتلين العائدين أو العمليات الدعائية المستمرة من قبل «داعش». إذ لم يكن باستطاعة «داعش» مواصلة السيطرة على تلك الأراضي من دون الدعم الشعبي من السكان المحليين هناك.

إن مدينة الموصل دُمرت بالكامل في نفس يوم تحريرها، ولسوف يأتي الدور على مدينة الرقة قريبا. وإعادة إعمار هذه المدن – فضلاً عن المناطق الأخرى المحررة سلفاً من أيدي «داعش» – هي من المهام الطويلة المنهكة نظراً لقلة موارد الحكومة العراقية وقوات المعارضة السورية. غير أن التوصل إلى تسوية سياسية هو السبيل الأكثر واقعية، ولكنها عملية مطولة سوف تستغرق مزيداً من الوقت. ومن المرجح للمناطق التي احتلها «داعش» أن تكون أسوأ حالاً مع الاختفاء التام لمظاهر التنظيم الإرهابي من هناك. وقد خلص تقرير صادر عن مؤسسة «راند» في عام 2013 إلى أن محاولة تلخيص التجربة الحديثة للتعامل مع عمليات التمرد في استراتيجية واحدة فقط (من أصل 24 استراتيجية أخرى) أسفرت عن حالة من الفشل الذريع: «السحق التام» أو «تصعيد القمع والعقاب الجماعي». وهو لا يزال من السيناريوهات المحتملة في هذه المرحلة، الأمر الذي يخشاه السكان المحليون من الحكومة العراقية الحالية. والحل الناجع يتمثل في قوات الشرطة الواثقة إلى جانب جهود إعادة البناء، وهو المزيج الذي يصعب الحصول عليه الآن. ويعكس تقرير صادر في يونيو (حزيران) عن مركز مكافحة الإرهاب الملحق بالأكاديمية الحربية الأميركية، أن «داعش» لا يزال نشطاً في المدن المحررة، ويشن الهجمات الإرهابية، ويحتفظ بدرجة من الوجود السري. ولا بد من وجود بديل أفضل للسكان المحليين بدلاً من التمرد الجديد، وذلك هو التحدي الكبير الذي تواجهه مدينة الموصل، ومن بعدها الرقة.

* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»

 

أميركا ما زالت قائدة العالم؟

كونور سين/الشرق الأوسط/14 تموز/17

أميركا ليست هي التي نراها الآن، فهي ليست بالدولة المتجانسة مع القيم العالمية المشتركة. لكن من المرجح أن تقوم المناطق المزدهرة من الولايات المتحدة، والتي تمثل المستقبل، بإعادة تعريف نموذج القيادة العالمية في القرن الحادي والعشرين. ففي السنوات التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، كانت اقتصادات أوروبا واليابان في تدهور. غير أن الولايات المتحدة لم تتأثر بالحرب، بل تحسن اقتصادها وزاد إنتاجها في زمن الحرب وثبتت أقدامها بصفتها قوة عظمى. وبلغت المدن الصناعية ذروتها، وازدهرت المصانع، وارتفعت معدلات الإنجاب في الفترة التي عرفت بـ«طفرة المواليد»، ودعمت الحكومة آباءهم في الضواحي بصكوك الرهن العقاري، وبشق طرق جديدة لأماكن سكنهم. ومن هنا بدأنا في التطلع إلى اللحظة التي يخطو فيها أول إنسان على سطح القمر. لكن منذ ذلك التاريخ لم تسر الأمور سيراً حسناً في بعض أنحاء الولايات المتحدة، فيما أعادت أوروبا واليابان بناء اقتصاداتها، وأدى صعود الصين وغيرها من الأسواق الناشئة إلى المنافسة في الوظائف الصناعية الأميركية. وأدت الاستعانة بالمصادر الخارجية وتحسن الإنتاج إلى هجرة العمالة من المصانع الأميركية بالتدريج، وأدى استمرار الهجرات الداخلية جنوباً وغرباً، ناهيك بانخفاض معدلات الخصوبة والإنجاب، إلى تركيز السكان في الشمال الشرقي وفي الغرب الأوسط. ربما جاء انتشار الطرق السريعة عبر أنحاء البلاد نعمةً للاقتصاد الأميركي، لكن صلة الاقتصاد الأميركي انقطعت بأي اقتصادات أخرى بعيدة عن البلاد جغرافيا وعن تلك الطرق. ففي الاقتصادات الراكدة، أدت تبعات المعاشات التقاعدية والبنية التحتية المتهرئة إلى ظهور كثير من التحديات الاجتماعية والسياسية، وجاءت صدمة الأزمة الاقتصادية العالمية عام 2008 ضربةً في جسد الاقتصاد لتتسبب في ترنح كثير من الصناعات حتى الآن.

بكل تأكيد، تسببت العولمة والديموغرافيا في وجود فئة من الخاسرين الأميركيين، بحسب تعبير ترمب. لكن تلك العوامل أوجدت أيضاً رابحين يمثلون مستقبل الولايات المتحدة، وتعد المناطق ذات معدلات السكان المتزايدة أوفر حظاً.

وتتركز غالبية الزيادة السكانية في الولايات الجنوبية والغربية. وفي الوقت الذي أصبح فيه النمو السكاني في مرحلة ما بعد الحرب متجانساً إلى حد ما - حيث استقرت العائلات البيضاء في الضواحي الجديدة - فإن النمو السكاني اليوم بات أكثر تنوعاً وذا صبغة عالمية.

ذلك هما الجيلان الأول والثاني من العائلات اللاتينية التي استقرت في مختلف أنحاء جنوب وغرب البلاد، فيما انتقل المهاجرون الآسيويون إلى الساحل الغربي وحول مناطق القطارات الواسعة في الجنوب. وهاجر الأفارقة الأميركيون الذين انتقلوا من المدن المكافحة في الغرب الأوسط مثل شيكاغو، إلى مناطق نابضة بالحياة مثل أتلانتا. واستمرت هجرات البيض من الشمال الشرقي والغرب الأوسط إلى الجنوب والغرب. وحسبما أوضح آدم كارستنس من مؤسسة «بي كيو بيرنتس»، فإن نحو 80 في المائة من النمو السكاني في الولايات المتحدة في الفئة العمرية ما بين 25 عاما و44 عاما في العقد الحالي، تتركز في الجنوب والغرب، والأغلبية العظمى من هؤلاء السكان من غير البيض. ويميل الاتجاه العام للاقتصاد العالمي إلى تلك المناطق من الولايات المتحدة. ولنفكر معاً في الحال خلال العشرين عاماً المقبلة عندما يتولى أبناء الألفية الجديدة إدارة شؤون العالم؛ فالطاقة الشمسية يجب أن تمثل الحصة الكبرى من الطاقة وتتراجع معها أهمية النفط. ويحمل هذا الاتجاه أخباراً سارة لمستهلكي الطاقة، مثل منطقة «صن بيلت» أو «الحزام الشمسي»، لكنه يحمل أخباراً سيئة لمنتجي المواد الهيدروكربونية مثل روسيا والشرق الأوسط. يجب أن يستمر دور التكنولوجيا في الازدياد مع اتجاه شركات الساحل الغربي الأميركي مثل «غوغل» و«آبل» و«فيسبوك» و«أمازون»، إلى تعزيز تلك الاتجاهات أكثر من أي شركة أخرى في العالم؛ فظهور وتطور المركبات ذاتية التحكم ربما يساعد على معالجة التكدس في مناطق قطارات الأنفاق في الجنوب والغرب.

ومع استمرار تحول الاقتصاد العالمي من التصنيع إلى تقديم الخدمات، زاد نفوذ الإعلام الأميركي من ناحية المحتوى والثقافة، في مختلف أنحاء العالم. وسواء تمثل ذلك في شركات التكنولوجيا المذكورة، أو في «هوليوود» أو «ديزني» أو منتجي الماركات العالمية مثل «نايك» أو «ستار باكس» أو في الرياضيين أو العازفين مثل لي بورن جيمس أو أريانا غراند، فإننا نستطيع القول إن الولايات المتحدة قد حققت هيمنتها، ولا تزال تتمتع بأكبر أسواق المال وأكثرها عمقاً وشفافية في العالم؛ حيث إن مصارف «وول ستريت» في أفضل الحالات الآن، مقارنة بالعقود الماضية. ومع ازدياد ثراء دول العالم النامي مثل الصين، فقد سعت تلك الدولة أيضاً إلى أن تصبح أكثر تعلماً. وهنا أيضاً، فإن الولايات المتحدة مهيأة للنمو. ويتمثل أحد الأوجه الجديرة بالانتباه في وقت تسعى فيه الصين إلى انتزاع دفة القيادة العالمية من الولايات المتحدة، في أن الصينيين القادرين على الخروج من بلادهم يسعون إلى شراء عقارات في الولايات المتحدة، وإلى إرسال أبنائهم إلى المدارس الأميركية. هنا تبرز قضية الديموغرافيا، فتعداد السكان في أوروبا وروسيا واليابان يتقلص، وعدد سكان الصين في سن العمل ارتفع إلى الذروة بالفعل، ومن المتوقع أن يتراجع بواقع 90 مليوناً بحلول عام 2040. والدولة الوحيدة الكبيرة والقوية في القرن الحادي والعشرين التي تتمتع بمعدل مواليد منطقي والتي تعد وجهة جذب للمهاجرين هي الولايات المتحدة الأميركية. إن مستقبل الولايات المتحدة المعتمد على تنوع مدن مناطق «صن بيلت» مثل لوس أنجليس، مهيأة لقيادة العالم في المستقبل.

* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»

 

من يلعب مع ترامب؟

حازم صاغية/الحياة/15 تموز/17

العالم الترامبيّ يمضي على رسله. لوحة كيتشيّة، والبعض يقول ما بعد حداثيّة، تضجّ بالأزمنة والأمكنة و... الخفّة واللعب: التحقيق متواصل في أميركا، يؤجّجه اللقاء المشبوه لنجله، دونالد ترامب الصغير، بالمحاميّة الروسيّة. ترامب يدعو من وارسو إلى صراع حضارات بين غرب (لا يفعل إلاّ تصديعه) وباقي العالم. في باريس، ينام في مجمّع عسكريّ هائل العظمة شيّده الملك– الشمس لويس الرابع عشر، ومنه يطلّ على ضريح نابوليون.قبل ذلك كانت هامبورغ التي حضنت ودمجت عدداً أكبر من الغرائب. هامبورغ ليست يالطا أو بوتسدام، ولا هي ريكيافيك. القمّة الألمانيّة لم تعلن بدايات ونهايات، ولم تنجب خرائط جديدة. أخبار فلاديمير بوتين ودونالد ترامب (وابنته) نافست بنجاح النتائج السياسيّة التي تمخّضت عنها قمّة العشرين: مثلاً، كثيرون تنفّسوا الصعداء لأنّ ترامب لم يرتكب خطأ كبيراً هذه المرّة. بوتين، بدوره، لم يتعرّض لإهانات كان يتعرّض لها في لقاءات سابقة مع قادة غربيّين بسبب حقوق الإنسان وأحوال الديموقراطيّة في روسيا. الاثنان، ترامب وبوتين، أحبّ واحدهما الآخر واستغرق لقاؤهما وقتاً زاد ساعتين عمّا كان مقرّراً. ترامب «دقّق» في أمر التدخّل الروسيّ في الانتخابات الأميركيّة، لكنّ بوتين، على ما يبدو، نجح في تبديد شكوكه. فوق هذا، اكتشف الرئيس الروسيّ أنّ زميله الأميركيّ ليس كما يبدو في التلفزيون! الأخير وجد كلّ شيء «جميلاً» و «رائعاً».

بقياس القمم الكبرى، لا يُعتدّ بهامبورغ. لكنّ هذا لا يلغي أهميّتها حين تقاس الأهميّة بمعايير أخرى: فدونالد ترامب كرّس إدراج الولايات المتّحدة خارج مسار كونيّ عريض في ما يتعلّق بالبيئة والمناخ والاحتباس الحراريّ. هذا ليس بالأمر التفصيليّ فيما يتعاظم الإجماع حول البيئة، بوصفها مصدر الخطر الأكبر الذي يهدّد كوكبنا. إنّه يرتّب أيضاً تخلّفاً أميركيّاً عن اللحاق بالأوروبيّين والصينيّين في مجالات الطاقة البديلة والمتجدّدة. بعض ولايات أميركا قد تتفرّد بسياسات تخصّها، لكنّ الحصيلة الإجمالية يصعب أن تأتي لمصلحة أميركا. لنتذكّر أنّ الرئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون سبق أن ناشد العلماء الأميركيّين الانتقال إلى بلاده. كذلك أدرج ترامب الولايات المتّحدة في الاستثناء حيال مسألة التجارة الخارجيّة والنزعة الحمائيّة. صحيح أنّ المؤتمرين أقرّوا بحقوق الدول في أن تحمي مصالحها بموجب ما تراه ملائماً، لكنّ هذا «المكسب» لن يحمي مصالح الأميركيّين على المدى الأبعد.

أمّا في كوريا، حيث عوّل ترامب على الصين (وروسيا) كي تتوصّلا إلى تسوية مع كيم جونغ أون، فالردود جاءت عامّة لا تغني ولا تسمن. الصينيّون قالوا إنّهم يفضّلون أن يروا تلك المنطقة برمّتها منزوعة من السلاح النوويّ. حسناً، من الذي يستطيع أن يقول عكس ذلك؟ لكنْ ماذا بعد؟ أضافت بكين: نحن لسنا مسؤولين عن حلّ المشكلة. علّق ترامب، فيما كان السرطان يصرع ليو كسياوبو في زنزانته: زعيم الصين قائد عظيم. أستلطفه كثيراً.

في سوريّة، وعلى حدودها الجنوبيّة الغربيّة بالتحديد، حصل اختراق لا يزال مبكراً الجزم بنجاحه. إلاّ أنّ نجاحه، إذا تحقّق، سيكون رصيداً آخر يضاف إلى روسيا التي باتت وحدها تملأ «فراغات منطقة الشرق الأوسط». في المقابل، ليس واضحاً ما إذا كانت روسيا ستكافئ أميركا بمكافحة النفوذ الإيرانيّ في المنطقة، وليس واضحاً كيف سيتمّ ذلك.ترامب الذي يتباهى بعقده الصفقات الماليّة الناجحة، لا يعقد صفقات ناجحة في السياسة. العالم، من ناحيته، يكتشف أنّ مساحة تعارضه مع ترامب تتّسع وتتزايد، وأنّ الخطر الذي يمثّله بوتين يتّسع ويتزايد هو الآخر.

شبّان هامبورغ وشابّاتها عبّروا، بطريقة بشعة وعنفيّة، عن هذه الحقيقة. الأشهر المقبلة قد تبلور للاحتجاج المزدوج طرقاً أخرى أكثر سلميّة وأجدى نفعاً في آن. هذه اللوحة، إن لم تتبلور، وإن لم تتكامل مع ما يجري في واشنطن من تحقيقات، ستتركنا أمام لوحة أخرى وحيدة: خفّة دونالد ترامب المكلفة جدّاً.

 

إعطاءُ «القوات» الضوءَ الأخضر للحوّاط... يؤجِّج التنافسَ مع العونيين؟

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/السبت 15 تموز 2017

بغضّ النظر عن التحالفات والمعطيات، إلّا أنّ قضاءَ جبيل دخل مرحلةً انتخابيةً جديدة، خصوصاً بعد إعلان رئيس بلدية جبيل زياد الحوّاط تقديمَ إستقالته رسميّاً من البلدية من أجل خوض السباق النيابي. يبدو هذا الأمرُ عادياً لأنّ حواط يشيّع منذ مدّة نيّته الترشّح، حتّى إنه كان يفكّر في عدم خوض الإنتخابات البلدية العام الماضي من أجل التفرّغ للمعركة النيابية، لكنّه يتحوّل الى مؤشّرٍ لبوصلة المعركة المقبلة نتيجة عوامل عدّة تتعلّق بقانون النسبية والتحالفات بين «القوّات اللبنانية» و»التيار الوطني الحرّ». ويمثل آل الحوّاط تاريخياً عصبَ «الكتلة الوطنية» في جبيل، حيث كان جان الحواط (عمّ زياد) أمينها العام، وفي انتخابات 2005 النيابية، صوّت الكتلويون للائحة العماد ميشال عون، لذلك تحوّل معظمُهم في جبيل وكسروان الى صفوف «التيار». ومع ترشيح شخصيّة من آل الحواط فإنّ لوائح «التيار» ستفقد عدداً لا بأس به من الناخبين. لكن، الأهمّ هو أنّ «القوات اللبنانية» هي مَن تبنّت ترشيحَ زياد الحوّاط الذي يؤكّد لـ«الجمهورية» أنّ «الإستقالة من البلدية أتت بعدما أخذت الضوء الأخضر من الدكتور سمير جعجع، وأنّ الحزب تبنّى ترشيحي وبذلك سأصبح مرشحَّهم في بلاد جبيل، ومن المبكر الحديث عن الإسم الثاني الحليف»، معتبراً أنّ «مسألة مَن سيخلفه على رأس البلدية تُحلّ داخلياً».

سيترك هذا الترشيح إنعكاساتٍ كثيرة على الساحة الجبيلية، خصوصاً بين «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر»، ويُعتبر خرقاً مهماً في جبيل التي كانت تمثّل منطقة نفوذ للعونيين، ومع إنّ الحسابات البلدية مغايرة عن النيابية، إلّا أن نسبة التصويت في إنتخابات بلدية جبيل زادت عن الـ70 في المئة مع أنه لم تكن هناك معركة بل مرشّحة واحدة في وجه لائحة الحواط. ويعطي ترشيحُ الحوّاط مؤشراً الى عدم إمكانية خوض «القوات» و»التيار» المعركة على لائحة واحدة، خصوصاً أنّ الحواط لم يأخذ عونيّاً على لائحته البلدية، في وقت أقام العونيّون منذ فترة بلديةَ ظلّ في جبيل كرسالةٍ للحوّاط.

ومن جهة ثانية، فإنّ آل الحواط كانوا على علاقة وطيدة بالمكوِّن الشيعي، ونتيجة الخلاف بين حركة «أمل» و»التيار الوطني الحرّ» فإنّ الحواط قادرٌ على أخذ نسبة لا بأس بها من أصوات الشيعة خصوصاً أنّ المعركة فقدت حدّتَها السياسية بعد تبدّل التحالفات وإنتخاب «المستقبل» و»القوات» عون لرئاسة الجمهورية.

ومن أجل تأمين الأرضيّة لدعم مرشحهم الجديد، عُقد في معراب إجتماع لقواتيّي جبيل، خُصّص للبحث في آخر المستجدات الإنتخابية، خصوصاً أنّه كانت هناك مطالبات بأن يكون المرشّح حزبيّاً وليس متحالِفاً مع «القوات»، في حين أنّ تبنّي «القوات» ترشيح الحواط يُلغي فرصَ دعم أيّ مرشّح آخر سواء كان حزبياً أو مستقلّاً لأنّ الأصوات التفضيلية ستصبّ على مرشّح واحد من أجل تأمين فوزه.

ضمّ قانون الإنتخاب الجديد جبيل الى كسروان بحيث أصبحتا دائرةً واحدة تتألف من 8 نواب، 5 في كسروان، و3 في قضاء جبيل الذي يضمّ نائبين موارنة وآخر شيعي. ويبلغ عدد الناخبين في جبيل نحو 82 ألف ناخب يتوزّعون كالآتي: 63 ألف ناخب مسيحي، 17 ألف ناخب شيعي، و2000 ناخب سنّي.

وصوّت في انتخابات 2009 نحو 65 في المئة، وحصدت لائحةُ «التيار» و»حزب الله» معدلاً وسطياً نحو 28 ألف صوت، فيما نالت لائحة «14 آذار» نحو 20 ألف صوت، أي نحو 41 في المئة لـ«14 آذار» و59 في المئة لـ«التيار» وبالتالي فإنّ خرق لائحة «التيار» بمقعد أكيد، والمعركة على المقعد الثاني.

وتدور الحساباتُ في الوسط الكسرواني والجبيلي، في ظلّ الحديث عن 3 لوائح ممكن أن تتشكل، لائحة لـ»القوات» وحلفائها، لائحة لـ»التيار»، ولائحة للمستقلّين. ويؤكدّ الكثير من المراقبين أنّ «التيار» سيعيش أزمةً حقيقية خصوصاً إذا ما شكّلت «القوات» لائحةً قد تضمّ إضافة الى الحواط في جبيل، النائب السابق فارس سعيد، وأسماء بارزة في كسروان، مثل النائب السابق منصور غانم البون، رئيس المؤسسة المارونية للإنتشار نعمة افرام، نقيب المقاولين مارون الحلو، مرشح «القوات» شوقي الدكاش، في حين أنّ البعض يتحدّث عن إتصالات بين البون والنائب السابق فريد هيكل الخازن من أجل تأليف لائحة ثالثة مستقلّة وتحظى بدعم بعض العائلات إضافة الى بعض الأحزاب. أما «التيار الوطني الحر» وعلى رغم أنه يُعتبر الطرف الأقوى إلّا أنه ينظر بريبة الى تحرّكات «القوات» التي تزداد في الدائرة التي يعتبرها ملعبَه، وينتظر أن تتبلور الصورة أكثر وأكثر من أجل حسم خياراته، وهو الذي بات يعلم أنه سيفقد في هذه الدائرة بين 2 و4 نواب.

وبالتالي، فإنّ فرص تأليف «التيار» و«القوات» لائحة واحدة تنعدم، و ترشيح «القوات» للحواط، قد يؤجّج التنافس القواتي- العوني، في حين أنّ ضمّه الى لائحة التحالف بين الطرفين إذا تمّ، سيُفقد «التيار» مقعداً، في حين أنّ مقعداً آخر قدّ يخرقه المستقلّون، لذلك يرى البعض أنّ من الأفضل تواجد كل على لائحة، على رغم غموض النتائج.

 

إيران من «الولاية المطلقة» إلى «التكوينية»؟

أسعد حيدر/المستقبل/15 تموز/17

يتسارع تخفيض سقف الخطاب المتبادل في الجمهورية الإسلامية في إيران، إضافة إلى إلغاء تدريجي للضوابط التي كانت تُخفي حدّة المنافسات والمزاحمات السياسية في ثنايا «إيران العميقة»، إلى درجة أن سطح الحياة السياسية كان يبدو هادئاً إلى درجة السكون. حالياً فإن معظم ما يحدث داخل الدواوين المغلقة يمكن قراءة ترجمته في التصاريح والخطابات المتبادلة يومياً. في قلب هذا الانكشاف الجديد في عمر الجمهورية، خصوصاً في عهد «الولي الفقيه» آية الله علي خامنئي الذي يكاد يختم عقده الثالث، التنافس الذي يكاد يصل إلى درجة الصراع على خلافة خامنئي. هذا الصراع المتمحور بين «جبهة» تضم المعتدلين «الروحانيين» والإصلاحيين من جهة، والمتشدّدين المحافظين من جهة أخرى، الذي يتعمّق الافتراق الفكري بينهم، بين ملتزمين بفكر وتوجّهات آية الله مصباح يزدي الذي يرفض ضمناً «الجمهورية» و«الولاية» ويريد «الإمارة» على طريقة

طالبان أفغانستان، ويتداخل معهم أو منهم وفيهم «المهدويون» نسبة إلى الإمام المهدي بقيادة أحمدي نجاد، والمحافظين الذين يأخذون «بالولاية»، لكن حضورهم ونفوذهم يتضاءل لأنهم يتلقون «الضربات» من «جبهة الأمل» على يسارهم، و«اليزديين» و«المهدويين» على يمينهم. ووسط كل ذلك يقف «الحرس الثوري»، متشدّداً في محافظته على نفوذه السياسي والاقتصادي فيبدو في جبهة المحافظين المتشدّدين على قاعدة أن الرئيس حسن روحاني يريد «قصقصة» نفوذهم ووضعهم تحت «عباءة» الدولة، علماً أنهم في النهاية يخضعون للقيادة القائمة.

الخطاب المتشدّد للمتشدّدين يتبلور يوماً بعد يوم في توجُّهين فكري – ايديولوجي وعسكري.

* آية الله مبشر كاشاني، اختصر توجّه رفع درجة «الولاية» إلى «الولاية التكوينية» فقال: «إن ولاية الولي الفقيه هي ولاية تكوينية، بحيث يتمكن الولي الفقيه بموجبها من التحكّم بمجريات الكون، وهو يتحكّم في إنزال المطر.. والغيوم تمتثل لأوامره. وهذه الولاية التكوينية انتقلت من الإمام المهدي إلى الولي الفقيه». بدوره، فإن علي سعيدي ممثل خامنئي في «الحرس الثوري»، قال: «إن دور الولي الفقيه بمستوى دور النبي محمد (صلعم) ولديه تواصل مع السماء». بهذا فإنه يتم «نحر» أي توجُّه لاختيار المرشد القادم من «مجلس الخبراء» والشعب، لفرض مَن يريدونه خليفة لخامنئي من «طينة» مصباح يزدي وإذا لم يكن ممكناً ذلك فالتنازل يكون لمصلحة ابراهيم رئيسي «سادن الروضة الرضوية» في مشهد والمرشح الفاشل لرئاسة الجمهورية.

* العسكري: يتبلور في ضرب أي توجُّه للحدّ من «استعلائه» على الدولة إلى درجة أن العميد حسين سلامي الناطق باسم «الحرس» يقول: «إن استهداف «الحرس» قضية تافهة.. وهو أي «الحرس»يتعرّض لهجمة من الاستكبار العالمي وامتداداتها في الداخل». في السياق ذاته وفي خطوة الواضح منها تطويق أي محاولة «روحانية» للحدّ من المزيد من غرق «الحرس» في الخارج أي سوريا والعراق واليمن، فإن السفير بعيدي نجاد في لندن تولى الردّ بطريقة غير مباشرة فوصف الجنرال قاسم سليماني بـ«القائد العظيم»، وأضاف رافعاً منسوب التضخيم فوصف «سليماني بأنه بلا شك من أبرع الاستراتيجيين العسكريين في العالم المعاصر»، وذلك لدوره العسكري في العراق وسوريا.

نتيجة لهذا الصراع، يتأخّر يوماً بعد يوم تشكيل الحكومة «الروحانية»، وفي خطوة نادرة فإن المرشد خامنئي لم يستقبل روحاني منذ أسابيع. ويبدو واضحاً أنه تقع ضغوط كبيرة على الرئيس روحاني، لتشكيل حكومة لا تترجم الإرادة الشعبية التي تبلورت في انتخابه. وقد وصل الأمر إلى درجة الضغط عليه لإبعاد جواد ظريف من وزارة الخارجية ومنعه من استبدال وزراء الدفاع (العميد دهقان) والداخلية والأمن. ويتخوّف المعتدلون والإصلاحيون معاً من أن تنجح هذه الضغوط «فلا يتمكن من تشكيل حكومة تناسب الوعود المُقدمة للشعب في مجالات السياسة والاجتماع والاقتصاد» فتتكرر صيغة الرئيس محمد خاتمي في ولايته الثانية. رغم أن الظروف تغيّرت وموازين القوى ليست نفسها، والأخطار المحيطة بإيران لم تعد محصورة بالمواجهة مع الولايات المتحدة الأميركية وإنما تمدّدت إلى الداخل من «أحزمة النار» الكردية والبلوشية وحتى العربية في خوزستان.

في هذه الأثناء، يعمل الرئيس روحاني على مواجهة الأزمات الداخلية، التي لم تعد محصورة ولا مقتصرة على الأزمة الاقتصادية التي ما زالت المقاطعة الأميركية تلعب دوراً أساسياً فيها، خصوصاً ضدّ البنوك حيث تحول هذه المقاطعة دون انطلاق العجلة الاقتصادية.

من الأزمات القديمة – المستجدّة أزمة المياه وجفاف الأنهار التي دخلت «المجال الأمني». وإذا كان الحديث عنها يتطلب توسعاً لاحقاً فإن الإيرانيين الذين يعانون من جفاف نهر كارون في خوزستان ونهر زاينده رود في أصفهان والزاب الكبير في المنطقة الكردية، يتساءلون بعد انكشاف الأزمة في المؤتمر الذي عُقد وحضرته 42 دولة وألقى الرئيس روحاني فيه خطاباً مفصلاً: «إذا كان الولي الفقيه.. يتحكّم في إنزال المطر، والغيوم تمتثل لأوامره فلماذا لا يُسارع الولي الفقيه خامنئي ويُنزل الأمطار فتمتلئ الأنهار والبحيرات بالمياه ويسحب بذلك الخطرَين الكبيرَين: العطش في الداخل وخطر المواجهة مع الخارج بدلاً من إغراق الإيرانيين بالسؤال اليومي عن صحّته وخلافته؟!».

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون هنأ ماكرون بالعيد الوطني الفرنسي: مصمم على تعزيز العلاقات وتطويرها وارساء السلام والاستقرار

الجمعة 14 تموز 2017 /وطنية - نوه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ب"علاقات التعاون الممتازة التي تربط لبنان وفرنسا"، معتبرا انها "ثمرة صداقة متينة"، مؤكدا "التصميم على تعزيز هذه العلاقات وتطويرها وارساء السلام والاستقرار على امتداد الساحة الاورو-متوسطية وفي الشرق الاوسط".

برقية تهنئة

موقف الرئيس عون جاء في برقية وجهها الى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لمناسبة العيد الوطني الفرنسي الذي يصادف اليوم 14 تموز. وجاء في البرقية: "يطيب لي لمناسبة العيد الوطني لبلادكم، ان اتوجه اليكم باسم اللبنانيين جميعا واسمي الشخصي، بأطيب التهاني مرفقة باحر امنيات النجاح للاصلاحات الكبرى التي تزمعون القيام بها في فرنسا خلال ولايتكم. واني اغتنم المناسبة لاحيي علاقات التعاون المميزة التي تربط بلدينا على مختلف الصعد وفي كافة المجالات، وهي ثمرة صداقة متينة جذورها ضاربة في التاريخ. وأود لهذه الغاية ان اعبر لكم عن تصميمي الراسخ لمتابعة العمل معا من اجل تقوية هذه العلاقات وتطويرها، وارساء السلام والاستقرار على امتداد المساحة الاورو-متوسطية وفي الشرق الاوسط. وانني اذ اكرر لكم احر تهاني، اؤكد لكم صاحب الفخامة اسمى تقديري".

وفد الجامعة الاسلامية

الى ذلك كانت العلاقات الثقافية والجامعية اللبنانية - الفرنسية محور متابعة الرئيس عون خلال استقباله قبل ظهر اليوم، رئيسة الجامعة الاسلامية في لبنان الدكتورة دينا المولى مع وفد من المسؤولين في جامعات فرنسية تتعاون معهم الجامعة الاسلامية، ضم، نائب رئيس جامعة ليون2 البروفسور جيم والكر، وممثلة جامعة فرانش كونتيه الدكتورة باسكال برونيه، ممثلة جامعة نيس ياسمينة توابييه ومدير العلاقات العامة في الجامعة الاسلامية الدكتور هاشم الحسيني. وعرضت الدكتورة المولى للتعاون القائم بين الجامعة الاسلامية والجامعات الفرنسية، وتطور العلاقات الاكاديمية في اختصاصات عدة مثل الحقوق والعلوم السياسية والاعلام والصحافة وادارة الاعمال. واشارت الى ان "اتفاقيات التعاون والشراكة مع هذه الجامعات، ومن نتائجها تحضير منتديات مشتركة انطلاقا من رؤية الجامعة الاسلامية في الانفتاح والتسامح وتبادل الخبرات". ثم عرض ممثلو الجامعات الفرنسية الاختصاصات التي يتم التعاون فيها مع الجامعة الاسلامية، مركزين على "مستوى التعليم الجامعي اللبناني وعلى تبادل الطلاب بين جامعات لبنان ونظيراتها الفرنسية والاستعدادات الدائمة لتعزيز التعاون الثقافي والجامعي". ورد الرئيس عون مرحبا بالدكتورة المولى والوفد الجامعي المرافق، مؤكدا ان "العلاقات اللبنانية - الفرنسية متجذرة عبر التاريخ، والشق الثقافي والتعليمي والتربوي فيها له حضور مميز وتأثير فاعل"، مشددا على "ضرورة تطوير هذا التعاون، لا سيما في مجال الابحاث العلمية التي تثري المجتمع وتعطي قيمة اضافية للتعليم الجامعي".

سالم

واستقبل الرئيس عون البروفسور فيليب سالم الذي بحث معه في آخر ما توصل اليه الطب في مجال مكافحة الامراض المزمنة، وقدم البروفسور سالم لرئيس الجمهورية كتابه الجديد "رسالة لبنان ومعناه" الذي سيوقعه خلال حفل يقام الخميس 27 تموز في متحف سرسق.

صيداوي

وفي قصر بعبدا، الاستاذ في كلية ادارة الاعمال في جامعة سان فرنسيسكو الدكتور موفق صيداوي الذي اطلع رئيس الجمهورية على "مشاريع جامعية يعمل على تحقيقها مع الجامعات اللبنانية تعود بالفائدة على الطلبة الجامعيين اللبنانيين، لا سيما منهم الطالبات اللواتي يتحضرن للمستوى الجامعي".

 

 

طلاب الكتائب: لوقفة احتجاجية ضد تمرير مشروع الضرائب تزامنا مع انعقاد جلسة مجلس النواب

الجمعة 14 تموز 2017/وطنية - لفتت مصلحة الطلاب والشباب في حزب الكتائب اللبنانية في بيان اليوم، الى انه "مرة جديدة تحاول السلطة السياسية تمرير مشروع الضرائب الذي فشلت في اقراره في آذار الماضي بفعل ضغط الشعب اللبناني ونواب المعارضة الذين وقفوا في مواجهة السلطة لمنعها من الامعان في افقار اللبنانيين". ودعت الى "تنفيذ وقفة احتجاجية يومي الثلاثاء والاربعاء في و 17 و 18 تموز عند مدخل ساحة النجمة، تزامنا مع انعقاد جلسات مجلس النواب.

 

قائد الجيش عرض مع وفدين اميركي وايطالي سبل التعاون

الجمعة 14 تموز 2017 /وطنية - استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة، الوزير السابق طلال المرعبي، وتناول البحث الأوضاع العامة. ثم استقبل قائد القوات البرية في القيادة الوسطى الأميركية الجنرال مايكل غاريت على رأس وفد مرافق، بحضور السفيرة اليزابيت ريتشارد والملحق الدفاعي العقيد دانيال موتون، وجرى التداول في مجالات التعاون العسكري بين الجانبين، خصوصا في مجال تدريب الوحدات البرية اللبنانية وتسليحها. كما استقبل عون وفدا عسكريا إيطاليا برئاسة الجنرال نيكولا زانيللي وجرى البحث في علاقات التعاون بين جيشي البلدين. كذلك استقبل وفدا من حركة التجدد للروم الكاثوليك برئاسة شارل عربيد، وتمّ البحث في شؤون مختلفة.

 

الحريري دان الاجراءات الاسرائيلية في القدس واعتقال مفتيها واستقبل وفدا من النادي الرياضي ورابطة موظفي الادارة وممثل البرزاني ووفدا فرنسيا

الجمعة 14 تموز 2017 /وطنية - أعرب رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عن إدانته للاجراءات الإسرائيلية في القدس الشريف واعتقال مفتي المدينة، وحذر في تغريدة له عبر "تويتر" من مخاطر التلاعب الإسرائيلي بالطابع الديني للمدينة.

استقبالات

وكان الرئيس الحريري قد استقبل بعد ظهر اليوم في "بيت الوسط" وفدا من النادي الرياضي برئاسة رئيس النادي هشام جارودي وحضور أعضاء مجلس الإدارة ومنسق الرياضة في "تيار المستقبل" حسام زبيبو. وقد وضع الوفد الرئيس الحريري في أجواء تحضيرات النادي لموسم العام المقبل.

الطالبة عرفات

كما استقبل الرئيس الحريري الطالبة أوليانا خالد عرفات والتي حصلت على المركز الأول على صعيد لبنان في الامتحانات الرسمية لشهادة الثانوية العامة فرع الاجتماع والاقتصاد وهنأها على نجاحها الباهر، وهي بدورها أهدت هذا النجاح للرئيس الحريري.

رابطة موظفي الإدارة العامة.

ثم استقبل الرئيس الحريري وفدا من الهيئة الإدارية لرابطة موظفي الإدارة العامة في حضور منسق شؤون موظفي القطاع العام في "تيار المستقبل" عضو الهيئة طارق برازي الذي أوضح أن الوفد طالب الرئيس الحريري بإقرار سلسلة الرتب والرواتب في أول جلسة تشريعية لمجلس النواب، وفق الجداول التي وردت بها من اللجان المشتركة إلى الهيئة العامة. كما أبلغه برفض المادة 37 الواردة في قانون السلسلة، والتي تعنى بمحاسبة الموظفين خارج هيئات أجهزة الرقابة القانونية، كما طالبه بعدم المساس بالدوام أو تعديله.

الممثل الشخصي للبرزاني

ثم استقبل الرئيس الحريري الممثل الشخصي لرئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني احمد الآغا الذي قال بعد اللقاء:" نقلت إلى الرئيس الحريري رسالة من الرئيس البرزاني بشأن فتح آفاق جديدة للتعاون وتبادل الخبرات بين البلدين، ولا سيما في مجال القضاء على الإرهاب وأحداث توازن في العلاقات بين الإقليم ولبنان وخدمة الجالية اللبنانية الموجودة في الإقليم من جهة والجالية الكردستانية في بيروت من جهة أخرى".

النائب الفرنسي عبود

بعد ذلك التقى الرئيس الحريري النائب الفرنسي من أصل لبناني إيلي عبود على رأس وفد ضم رئيس المؤتمر الطبي الفرنسي اللبناني الدكتور جان مارك أيوبي وعدد من الأطباء الفرنسيين.

بعد اللقاء، قال عبود: "لقد كانت فرصة كبيرة لي أن ألتقي الرئيس الحريري حيث تحدثنا عن الشأن الطبي، والعديد من الأمور الأخرى. وقد أكد الرئيس الحريري أن الصداقة بين لبنان وفرنسا هي صداقة هامة جدا إلى درجة أنه يعتبر فرنسا شريكا طبيعيا للبنان. كما شدد على أن هناك العديد من الأمور التي يمكن إنجازها بين القطاع الطبي في كل من باريس وبيروت، ولا سيما هنا في لبنان. كذلك كانت لنا جولة أفق حول الوضع العام في المنطقة".

 

السفير الفرنسي في العيد الوطني لبلاده: لبنان بحالة أفضل وفعالية الجيش والقوى الأمنية تثير فينا الإعجاب

الجمعة 14 تموز 2017 /وطنية - أقام السفير الفرنسي برونو فوشيه حفل استقبال، بمناسبة العيد الوطني لبلاده، في قصر الصنوبر، شارك فيه ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري الدكتور محمود بري، ممثل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وزير الثقافة غطاس خوري، ممثل الرئيس امين الجميل ورئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل الوزير السابق سليم الصايغ، ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي المطران بولس مطر، وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف، وزير الشؤون الاجتماعية بيار بوعاصي، وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي، ممثلة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل السفيرة دونا الترك. وحضر السفير البابوي غابريللي كاتشا، سفراء: رومانيا فيكتور مارسيا، بلجيكا أليكس ليانيرتس، بريطانيا هوغو شورتر، الاتحاد الاوروبي كريستينا لاسن، الجزائر أحمد بوزيان، قطر علي بن حمد المري، كوريا لي يانغ مان، المانيا مارتن هوث، ممثلة الامين العام للامم المتحدة سيغريد كاغ، النائبان فؤاد السعد وأحمد فتفت، ممثلة رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع النائبة ستريدا جعجع، رئيس المجلس الدستوري القاضي عصام سليمان، رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد، ممثل قائد الجيش العماد جوزاف عون اللواء جورج شريم مترئسا وفد، الوزراء السابقون: ابراهيم شمس الدين، محمد رحال، مروان شربل، زياد بارود، روني عريجي، ماريو عون، محمد المشنوق ونايلة معوض، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان على رأس وفد، المدير العام لوزارة الاعلام الدكتور حسان فلحة، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، المطارنة: كيريلس سليم بسترس، جورجاسدوريان، سمعان عطالله، شاهي بانوسيان، ومخايل شمعون، رئيس الجامعة اليسوعية الاب سليم دكاش، مدير مكتب الاعلام في القصر الجمهوري رفيق شلالا، رئيس المؤسسة اللبنانية للانتشار نعمة افرام، العماد جان قهوجي، وحشد من الشخصيات.

فوشيه

ألقى السفير الفرنسي كلمة قال فيها: "إنه لمن دواعي السرور العظيم بالنسبة إلي أن أتواجد بينكم هذا المساء للاحتفال بالعيد الوطني الفرنسي وبالصداقة الفرنسية - اللبنانية. لو كانت الظروف أكثر اعتيادية، لكنت قمت بالترحيب بكم في هذا المقر الرائع، ولكن هذا المساء، بما أنني وصلت للتو واستلمت مهامي، أود عوضا عن ذلك أن أشكركم على الترحيب الحار الذي تخصوني به وعلى عبارات التشجيع الودية التي تغدقونها علي. وإن أمعنا في التفكير بالأمر، نجد في الواقع، أنه لمن الطبيعي جدا أن تقوموا أنتم، يا مواطني الأعزاء وأصدقائي اللبنانيين الأعزاء، باستقبالي هذا المساء في قصر الصنوبر، وليس العكس، فهذا المكان الحافل بالتاريخ والذكريات هو، على حد سواء وبالمقدار نفسه، مقر لفرنسا ومنزل لجميع اللبنانيين، لا بل مهد للبنان المعاصر، أي للبنان الذي سنحتفل قريبا بمئويته سويا".

أضاف: "أود أن أشكر السلطات اللبنانية لأنها أتاحت لي أن أتواجد هنا هذا المساء، إذ إنها أتمت بسرعة الإجراءات الديبلوماسية. وأود كذلك أن أشكر فريق عمل السفارة بأسره، فهو لم يكف عن العمل الدؤوب بعد مغادرة إيمانويل بون، الذي أذكره وأفكر فيه بكل صداقة، والذي يولي لبنان عناية خاصة للغاية في إطار مهامه الجديدة. أحيي جميع اللبنانيين الذين جاؤوا بكثرة للتعبير عن صداقتهم لفرنسا وتمسكهم بلغتها وثقافتها وقيمها. وأحيي أيضا فرنسيي لبنان الذين يعملون بزخم على كل الأصعدة ويساهمون بالتالي في توطيد الروابط بين فرنسا ولبنان. وأود هنا أن أخص بالشكر ممثليهم المنتخبين وجمعياتهم، والذين يقومون بعمل ملحوظ".

وتابع: "لطالما كان بإمكان اللبنانيين الاتكال على دعم بلادي، سواء في اللحظات السعيدة أم في الأوقات الصعبة. اليوم، لبنان بحالة أفضل، وفرنسا ستواصل مواكبتها له للمضي قدما نحو مزيد من التحسن. على الصعيد السياسي، لقد قطع لبنان شوطا مهما. فقد توافقت القوى السياسية على انتخاب رئيس وتعيين رئيس للوزراء وتشكيل حكومة وإجراء تعيينات على رأس مؤسسات الدولة الرئيسية. وقامت بذلك في إطار لبناني، بمنأى عن التأثيرات الخارجية. وكذلك، في الماضي القريب، تمكنت من إقرار قانون إنتخابي جديد. ومن شأن إجراء الانتخابات النيابية في الوقت المحدد أن يتيح استكمال عملية إعادة إطلاق عجلة المؤسسات والقيام بالإصلاحات التي يحتاج إليها لبنان وينتظرها المواطنون".

وأردف: "إن لبلادي ملء الثقة بقدرة لبنان على مواصلة مساعيه في هذا الاتجاه، وهي عازمة على تقديم الدعم اللازم له، هذا ما ستفعله كعضو في الاتحاد الأوروبي، الذي عرض تقديم المساعدة لتنظيم الانتخابات المقبلة. هذا ما ستفعله أيضا كمؤسس لمجموعة الدعم الدولية، التي تشكل الضامن للتوافق الدولي من أجل استقرار لبنان. وهذا ما ستفعله كعضو دائم في مجلس الأمن، حيث هي في الصفوف الأمامية للدفاع عن سيادة لبنان واستقلاله وأمنه".

وقال: "لقد تحسن الوضع على الصعيد الأمني أيضا. ولذا، بإمكاننا أن نسر بأن لبنان لم يتعرض لأي حادث أمني كبير منذ شهور عديدة، ولكن يجب علينا كذلك أن نبقى متيقظين لأن هذا الهدوء لا يعود إلى تراجع التهديد، بل إلى فعالية الجيش والقوى الأمنية. وقد أكد تدخل الجيش مؤخرا في عرسال واقع هذا التهديد. أريد أن أحيي قرار فتح تحقيق حول الظروف التي جرت فيها هذه العملية التي كانت ضرورية. إن فعالية الجيش والقوى الأمنية تثير فينا كل الإعجاب، وكذلك كل الإمتنان لأننا نعلم أنهم، إذ يحمون لبنان، يساهمون أيضا في أمن فرنسا، ذلك أن الذين ضربوا في برج البراجنة والقاع هم نفسهم الذين ضربوا في باريس، ومنذ عام بالضبط في مدينة نيس".

أضاف: "إنه لمن الطبيعي إذا أن يأتي التعاون في مجال الأمن في طليعة أولوياتنا. ونحن حاليا نقوم بتسليم المعدات التي وعد بها الرئيس هولاند في شهر نيسان من عام 2016، والتي ستتيح للجيش اللبناني أن يحارب على نحو أفضل المجموعات الجهادية في منطقة عرسال، وسوف نوطد كذلك تعاوننا التاريخي مع كل القوى الأمنية في لبنان".

وتابع: "في جنوب لبنان، سوف نبقى منخرطين بشكل تام ضمن قوات اليونيفيل. وتشكل الكتيبة الفرنسية أهم مشاركة لنا في عمليات حفظ السلام، وهي تمكن فرنسا من أن تساهم مساهمة حاسمة في وقف الأعمال العدائية السائدة منذ أكثر من عشر سنوات، وتتيح لها أيضا أن تدعم الحكومة اللبنانية في إرادتها المتمثلة بممارسة سيادتها على كل الأراضي اللبنانية. نحن نعرف أن مكافحة الإرهاب تستحوذ على قسم مهم من الإمكانات التي يمكن الاستعانة بها في الجنوب، لكننا نتعاون بشكل فاعل مع الجيش اللبناني لكي يكون مستعدا على نحو أفضل لتأدية مهمته في هذه المنطقة".

وأردف: "كما سبق وقلت، تشكل الأزمة السورية تحديا لأمن لبنان. على المستوى الإنساني، يضغط وجود اللاجئين بشكل كبير على البنى التحتية وتزيد هشاشة المجتمعات المضيفة. لا مثيل لسخاء لبنان، ولكن قدراته ليست بلا حدود. فرنسا متضامنة مع لبنان وتشارك في الاستجابة الدولية. لقد رفعت من مستوى تدخلها من خلال زيادة تمويلها واستقبال المزيد من اللاجئين. لا يمكن القول إن الاستجابة كافية نظرا إلى الحجم الاستثنائي للأزمة، لكن، يقوم شركاء لبنان بكل ما في وسعهم في سبيل تخفيف هذا العبء. نريد أيضا أن نعد للمستقبل، إذ ليس مرادا للاجئين السوريين البقاء في لبنان، فالعودة المستدامة للاجئين إلى بلادهم، وكذلك إعادة الإعمار الاقتصادي المستدام لسوريا تتطلبان إرساء سلام مستدام هو أيضا، بمعنى آخر، حل سياسي. نلحظ أن ثمة بعض العمليات تقام لعودة اللاجئين، لكنها تبقى محلية ومحدودة، ويبقى تأمين الظروف خطة شاملة للعودة".

وقال: "إذا تبقى فرنسا دوما إلى جانب اللبنانيين، فقط من أجلهم ومن دون أي أفكار مسبقة، مع هدف وحيد هو أن تكون ذات فائدة لهم، فهذا لأنها تشاطرهم الرؤية نفسها عن لبنان، لبنان المتعدد، لبنان المتآلف ومتعدد اللغات والفرنكفوني، المتجذر في أرضه والمنفتح إلى العالم، لبنان الحديث والمبدع والمبتكر والمبادر. هي أيضا الرؤية عن مجتمع يعي بأن الإنسان أي الرأسمال البشري، بالمعنى الأسمى للكلمة، هو أثمن ما لديه من ميزة".

أضاف: "إذ أغادر منصبي كرئيس للمركز الفرنسي، وهو المحرك المعني بالعمل الثقافي الخارجي لفرنسا، أود أن أقول لكم إنني سأقوم بجهد خاص من أجل تعزيز الأعمال الهيكلية التي تهدف إلى إثراء هذا الرأسمال البشري، لأنني على يقين بأنه من خلال التعليم والثقافة والعلوم والفنون والتكنولوجيات الجديدة، سيجعل اللبنانيون من أنفسهم أفرادا منورين وسيبنون لبنان الغد، لبنان الذي يريده اللبنانيون لأجلهم، والذي هو أيضا رسالة للمنطقة وللعالم".

وختم: "اليوم، الظروف جدا مؤاتية لتعبر الصداقة اللبنانية - الفرنسية عن نفسها بكل مداها. تعود المؤسسات اللبنانية إلى العمل وفرنسا، التي أصبح لديها هي أيضا سلطات جديدة، متضامنة أكثر من أي وقت مضى مع شركائها، وتتطلع للعمل ضمن الاتحاد الأوروبي وملتزمة في العالم. في هذا السياق جد المناسب، أريد أن أؤكد لكم التزامي الكامل لكي نسخر معا أفضل ما في علاقتنا التاريخية وفي التبادلات البشرية المتواصلة في ما بيننا في كل المجالات، وكذلك في المشاريع التي تأتي من كل الجهات والأدوات الفريدة من نوعها التي تتمتع بها الديبلوماسية الفرنسية. وباختصار، أريد أن تؤتي علاقنا الاستثنائية أجمل ثمارها. أتقدم لكم جميعا بالتهاني لمناسبة 14 تموز، وأتوجه بالشكر الجزيل إلى أوركسترا قوى الأمن الداخلي وإلى السيدة كارولين سولاج اللتين ستؤديان الآن النشيدين الوطنيين. عاشت فرنسا، عاش لبنان، عاشت الصداقة الفرنسية - اللبنانية".

ثم عزفت أوركسترا قوى الأمن الداخلي والسيدة كارولين سولاج النشيدين اللبناني والفرنسي.

 

الحريري ترأس اجتماعا للجنة التوجيهية للنازحين: سنتناول مسألة العودة بالتنسيق الوثيق والتخطيط المشترك مع الأمم المتحدة

الجمعة 14 تموز 2017/وطنية - ترأس رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بعد ظهر اليوم في السراي الحكومي، اجتماعا للجنة التوجيهية العليا للنازحين في حضور وزراء التربية والتعليم العالي مروان حمادة، الخارجية جبران باسيل، الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي، مستشار رئيس الجمهورية الياس بو صعب، مستشار الرئيس الحريري لشؤون اللاجئين نديم المنلا، منسقة الأمم المتحدة الخاصة للبنان سيغريد كاغ، سفراء وقائمين بأعمال وممثلي سفارات الولايات المتحدة الأميركية، ألمانيا، بريطانيا، الاتحاد الأوروبي، النروج، هولندا، كندا، إيطاليا، اليابان، سويسرا، بلجيكا، السويد، أوستراليا، الصين، فرنسا، الكويت، الإمارات العربية المتحدة، المملكة العربية السعودية، وممثلي لوكالات الأمم المتحدة العاملة في لبنان. استهل الحريري الاجتماع بكلمة قال فيها: "أرحب بكم جميعا في الاجتماع الثاني للجنة التوجيهية العليا. إن اجتماعنا اليوم فرصة جيدة لإعادة تأكيد المبادئ المتفق عليها في مؤتمري لندن وبروكسيل. ومنذ اجتماعنا الأخير، حدث عدد من التطورات المهمة. لقد قدمنا في مؤتمر بروكسيل رؤية الحكومة حول كيفية تخفيف تأثير أزمة النازحين السوريين على لبنان. ومنذ ذلك الحين، لا يزال العمل جاريا معا لوضع برنامج استثمار رأسمالي يمتد سنوات، وهو يشكل ركيزة أساسية من رؤيتنا، ويسرني أن أعلن أن المشاورات المتعلقة بالبرنامج ستنتهي في القريب العاجل. وفي هذا الصدد، يقدر لبنان تقديرا كبيرا التزام المجتمع الدولي وتعاونه. إن مشاركتكم حاسمة لتخفيف ضغوط أزمة النزوح على لبنان وضمان حصول النازحين السوريين على خدمات الرعاية الصحية والتعليم الأولية وتطوير مهاراتهم وتزويدهم فرص عمل إلى حين ضمان عودتهم الآمنة إلى سوريا". وأضاف: "أنا أقدر الاهتمام الذي أعطاه كل واحد منكم لهذه المسألة، ومناقشاتي الفردية مع كل واحد منكم مفيدة للغاية. وما زلت أعتمد على جهودكم، وأعتقد أن من المهم توظيف هذه الطاقة جماعيا من أجل التصدي بكفاية للتحديات التي تواجه لبنان.

وعلى الرغم من التقدم الإيجابي الذي أحرز منذ مؤتمر بروكسيل، ظهر أخيرا عدد من التطورات ذات الصلة". وتابع: "نحن نشهد تزايدا في التوترات بين السوريين واللبنانيين تؤكد تعب المجتمع المضيف وتثبت صحة ندائنا لزيادة الدعم للمجتمعات المضيفة. ومما يثير القلق بالقدر نفسه، أن مستوى صرف المعونة الإنسانية إلى لبنان حتى الآن أقل من نصف المساعدة المعلن عنها في العام الماضي خلال الفترة نفسها. وعلاوة على ذلك، لا تزال التعهدات المعلنة لعام 2018 وما بعده محدودة، مما يحد من برامج المساعدة الحاسمة الممتدة على سنوات، مثل برنامج "RACEII".

وفي الآونة الأخيرة، برز نقاش حول عودة السوريين. وهنا أود أن أكرر موقفي من هذه المسألة بعبارات واضحة جدا.

أولا، نحن ندعم العودة السريعة والآمنة للنازحين السوريين، ومع ذلك، فإننا لن نجبر، تحت أي ظرف، النازحين السوريين على العودة إلى سوريا.

ثانيا، سنتناول هذه المسألة فقط بالتنسيق الوثيق والتخطيط المشترك مع الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة.

ثالثا، سوف نتأكد من أن شروط عودتهم تمت تلبيتها بشكل صحيح ووفقا للقانون الدولي".

وقال: "لقد كان وقع أزمة النازحين السوريين ثقيلا جدا على لبنان. فالبلد بأسره يشعر بهذا الثقل، وقد أدى وجودها إلى تفاقم المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية.

في الواقع، تم تشكيل هذه الحكومة مع العلم الكامل بأن اللبنانيين يتوقعون تحسنا إيجابيا في المجالات الرئيسية التي تؤثر على وضعهم المعيشي. كما أننا كنا ندرك أن عمر هذه الحكومة لن يكون طويلا نظرا للانتخابات البرلمانية المقبلة.

وعشية تشكيل حكومتي، قلب لبنان صفحة الانقسامات السياسية والتقاعس الاقتصادي والشلل في صناعة القرار. واليوم، قمنا بتطبيع الحياة السياسية في لبنان، واعتماد قانون انتخابي جديد هو دليل على هذه الحقيقة.

وبعد تحقيق ذلك، نوجه تركيزنا الآن إلى الملفات الاقتصادية والاجتماعية من أجل تحسين الظروف المعيشية لجميع اللبنانيين".

وأضاف: "لا يشك أحد في حاجة لبنان إلى التحديث وتطوير اقتصاده، ولا أحد ينكر أهمية الشروع في عملية إصلاح هيكلي. ومن أجل الشروع في حملة على هذا النحو، يجب أن نهيئ الأرضية ونحفظ المؤشرات الاجتماعية - الاقتصادية. وبالنظر إلى ما ذكر أعلاه، ولا سيما بالنسبة الى الفترة الزمنية القصيرة لهذه الحكومة، فإن سياستي الاقتصادية تقوم على التقدم في الوقت نفسه على أربع ركائز تعزز بعضها بعضا:

أولا، لدفع عجلة النمو الاقتصادي، نعمل على تنويع مصادر النمو وبناء قدرات التصنيع، وتعزيز مشاركة القطاع الخاص من خلال اعتماد قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص وتطوير أسواق رأس المال.

ثانيا، الحفاظ على الاستقرار المالي: نحن ندرك تماما أنه من غير الممكن زيادة الضرائب اليوم. ومع ذلك، ما زلنا ملتزمين المصادقة على قانون موازنة 2017، الموافقة على ميزانية عام 2018، وتحسين الجباية الضريبية، وتحقيق استقرار الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي على المدى القصير.

ثالثا، لتخفيف أثر النزوح السوري، لا بد من العمل معا لضمان ما يلي:

1 - استمرار المساعدات الإنسانية الكبيرة بالإضافة إلى الالتزامات الممتدة على عدة سنوات.

2 - تخصيص تمويل إضافي لمشاريع كسب العيش.

3 - المنح والتمويل بشروط ميسرة متاحة للمشاريع الاستثمارية لدينا.

رابعا، وربما الأهم، علينا الشروع في برنامج استثمار رأسمالي طويل الأجل لإعادة تأهيل البنية التحتية المستنفذة وتعزيز الخدمات العامة. ويتضح ذلك عندما ينظر المرء إلى أن النفقات الرأسمالية على مدى السنوات ال12 الماضية تمثل أقل من 5 في المئة من مجموع نفقات الميزانية. في الواقع، تم استهلاك رصيد رأس المال لدينا قبل أن نستضيف 1.5 مليون نازح في لبنان".

وختم: "من الواضح جدا بالنسبة لي أنه لا يوجد مسار آخر للعمل، سوى التحرك على طول المسارات الأربعة المذكورة أعلاه، وقد اتخذ بالفعل قرار بذلك. وكما تعلمون جميعا، فإن لبنان يتحمل عبئا ثقيلا جدا، وسنبذل قصارى جهدنا لتخفيف حدة هذا الضغط. وإنني مقتنع بأنه لا يمكننا أن نفعل ذلك بمفردنا، ونحن في حاجة إلى دعم ومساعدة العديد من أصدقائنا في المجتمع الدولي".