المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 09 تموز/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.july09.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

هَا أَنَا أُرْسِلُكُم كَالخِرَافِ بَيْنَ الذِّئَاب. فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالحَيَّات، ووُدَعَاءَ كَالحَمَام

كَمَا أَنَّ الجَسَدَ هُوَ وَاحِد، ولَهُ أَعْضَاءٌ كَثِيرَة، وأَعْضَاءُ الجَسَدِ كُلُّهَا، معَ أَنَّهَا كَثِيرَة، هيَ جَسَدٌ وَاحِد، كَذَلِكَ المَسِيحُ أَيْضًا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

نعمة محفوظ هو الرابح وإن خسر/الياس بجاني

حبيب الشرتوني مجرم وقاتل وكذلك من كل يحميه ويفاخر بجريمته ويسوّق لها/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

دقّ الميّ ميّ”… ابن الـ7 سنوات ضحية “رصاص الفرح”!

حزب الله ينعى ابن السادسة عشرة عاماً الذي سقط ضحية القتال في سوريا!

الياس الزغبي: ليتدبر حزب الله أمره من خارج حدود السيادة

مافيا السلطة تكشف عن وجهها القبيح مجدداً/وظائفكم مهددة ولقمة عيشكم سنقطعها… اذا انتخبتم نعمة محفوض/أسامة وهبي/جنوبية

نعمة محفوض: السلطة ورجال الدين يحاربوننا/سلوى فاضل/جنوبية

 «حزب الله» يُعادل «شهادات الحياة» .. بـ«شهادة وفاة»/علي الحسيني/المستقبل

لبنان كان عبر التاريخ ملجأ المضطهدين وسيبقى/أبو ارز/فايسبوك

حرروا الموصل من 70 الف مقاتل. وحرروا الرقة من 50 الف مقاتل... ولم نشاهد جثة واحدة/جو توتنجي/فايسبوك

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 8/7/2017

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 8 تموز 2017

'هآرتس': هكذا يتقلص دور حزب الله بسوريا.. فيرد في لبنان

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

عـون يرعى افتتاح مؤتمـر "جراحـة الأعصاب والدماغ"

الرياشي: أنتم الساعد الأيمن للحكومة لنزيل الإحباط النفسي

الصايــغ: العالم يشهد على مستوى الطبّ فــي لبنـان

الحريري يؤكد في واشنطن ثوابت لبنان بعدم دمج النازحين/لازاريني: العودة قبل اوانها قد تجـر الى لجـوء نهائـي

المعالجة الرسمية لمعضلة "النزوح" تنطلق عملياً في اجتماع للجنة الوزارية المختصة

جهد دبلوماسي مطلوب لاقتناص "المناطق الآمنة".. وجعجع: لمراسلة الامم المتحدة

التعيينات الى إرجاء جديد.. العمل التشريعي يتحرك.. وقمّة ترامب – بوتين "مثمرة"

حزب الله يسلم الجيش الجرود بعد المعـــارك ونصرالله يُجهز على الدولة والكرة في ملعب عون

 معركة جرود عرسال تنطلق بعد ساعات...والاستعدادات شبه مُنجزة و"حـزب الله" والنظام يتحرّكان من سوريا والجيش يلاقيهما من لبنان/الحجيري: امن البلدة والمخيمات مضبوط ونتوقّع ردّات فعل بسيطة

للنظام السوري مصلحة سياسية وعسكرية في عودة النازحين ويعمل على ترجمتها وتسهيلها لبنانياً وعربيـــاً وتركيــاً

ترامب يأمر بمواجهة القوات الإيرانية في سوريا

جعجع: التواصل مع حكومة بشار الأسد يعطّل امكانية عودة النازحين

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

هدنة أميركية ـ روسية في الجنوب وخلاف على الأسد و«الحشد» العراقي يسيطر على قرية شرق سوريا

«كيمياء إيجابية» بين ترمب وبوتين في لقائهما الأول واتفاق في قمة «مجموعة العشرين» على تعزيز التعاون لمكافحة الإرهاب

سيناء في مرمى إرهاب «داعش» مجدداً وعشرات القتلى والجرحى في هجوم على نقطة عسكرية... والجيش يعلن تصفية 40 مسلحاً

تحرك أميركي ـ بريطاني لحل أزمة قطر/جونسون في الرياض... وتيلرسون إلى الكويت الاثنين

منع مرور السفن القطرية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس حرصاً على الأمن القومي المصري

تحذيرات من تحرير قوات النظام والمليشيات الموالية له/هل يصب الاتفاق الأميركي الروسي في صالح إيران وحزب الله؟

"الـــرياض": قطـــر لا تعـــي خطورة سياساتها ووعليها التوقف عن أداء دور اكبر من حجمها وإمكاناتها

"يديعوت احرونوت": مخيّم إسرائيلي لتدريب الأطفال على الأسلحة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ملف النازحين وقمة العشرين/الدكتورة رندا ماروني

ندعم نعمة محفوض/سعود المولى- باحث وأستاذ جامعي/النهار

النداء الحرّ الأخير إلى آخر المعلّمين الأحرار/عقل العويط/النهار

«اليونيفيل» على طريق التمديد من دون تعديل/ثريا شاهين/المستقبل

الرئيس امين الجميّل: لا مفر من الحوار مع سوريا لإعادة النازحين/نقولا ناصيف/الأخبار

«مُفرقعات» الهزيمة المُعلنة/بول شاوول/المستقبل

عندما ينتحر التاريخ... وتتهاوى الجغرافيا/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

أبعد من الثأر لدماء بشير الجميّل.. كواليس جلسة ما قبل الحكم على الشرتوني/ناتالي اقليموس/الجمهورية

بيان القاهرة وحديث العقلانية/إميل أمين/الشرق الأوسط

انتهت المعركة... فهل انتهت الحرب/محمد الرميحي/الشرق الأوسط

«روج آفا» على تخوم غضب العرب والأتراك... والطائرات وحدها حليفة الأكراد/حازم الأمين/الحياة

قطر بين كلفة التكيّف وكلفة المواجهة/خيرالله خيرالله /العرب

قراءة في لقاء ترمب ـ بوتين/ديفيد اغناتيوس/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي انتقل الى مقره الصيفي في الديمان وترأس قداسا على نية رفاقه في الدراسة

الراعي خلال تخريج طلاب في جبيل: نحن في لبنان والشرق حاملون رسالة الشهادة من طريق الشركة والمحبة

المجلس الوطني لثورة الأرز: نستنكر الأصوات التي تشكك بصدقية عمل المؤسسات العسكرية ونطالب باتخاذ اجراءات بحقها

اجتماع "مصارحة" بين ابراهيم والقوى الفلسطينية واتفاق على التعاون وتسليم جميــــع المطلوبين

مجدلاني: لبنان يحصد تداعيات سياسة حكومة ميقاتي و"ازمة التواصــل مــع النظــام السوري مفتعلة"

كرم: آن أوان قرار سياسي في شأن النازحين و"علاقتنا بعون طبيعية لأنه رئيـــس البلاد"

المطالب الاجتماعية في مواجهة السياسة في انتخابات نقيب معلمي الخاص غداً وهل تنجح الاحزاب باقصـــــــاء محفوض كمــا فعلت مــع غريب

 قاسم: حزب الله حافظ على الاستقرار ومستعد للمواجهة علـى اي جبهة

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

هَا أَنَا أُرْسِلُكُم كَالخِرَافِ بَيْنَ الذِّئَاب. فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالحَيَّات، ووُدَعَاءَ كَالحَمَام

إنجيل القدّيس متّى10/من16حتى25/:"قالَ الربُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «هَا أَنَا أُرْسِلُكُم كَالخِرَافِ بَيْنَ الذِّئَاب. فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالحَيَّات، ووُدَعَاءَ كَالحَمَام. إِحْذَرُوا النَّاس! فَإِنَّهُم سَيُسْلِمُونَكُم إِلى المَجَالِس، وفي مَجَامِعِهِم يَجْلِدُونَكُم . وتُسَاقُونَ إِلى الوُلاةِ والمُلُوكِ مِنْ أَجْلي، شَهَادَةً لَهُم وِلِلأُمَم. وحِيْنَ يُسْلِمُونَكُم، لا تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَو بِمَاذَا تَتَكَلَّمُون، فَإِنَّكُم سَتُعْطَونَ في تِلْكَ السَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِ. فَلَسْتُم أَنْتُمُ ٱلمُتَكَلِّمِيْن، بَلْ رُوحُ أَبِيْكُم هُوَ المُتَكَلِّمُ فِيْكُم. وسَيُسْلِمُ الأَخُ أَخَاهُ إِلى المَوْت، والأَبُ ٱبْنَهُ، ويَتَمَرَّدُ الأَوْلادُ عَلى وَالِدِيْهِم ويَقْتُلُونَهُم. ويُبْغِضُكُم جَمِيْعُ النَّاسِ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي، ومَنْ يَصبِرْ إِلى المُنْتَهَى يَخْلُصْ. وإِذَا ٱضْطَهَدُوكُم في هذِهِ المَدِينَة، أُهْرُبُوا إِلى غَيْرِهَا. فَٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَنْ تَبْلُغُوا آخِرَ مُدُنِ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ٱبْنُ الإِنْسَان. لَيْسَ تِلْميذٌ أَفْضَلَ مِنْ مُعَلِّمِهِ، ولا عَبْدٌ مِنْ سَيِّدِهِ. حَسْبُ التِّلْمِيذِ أَنْ يَصِيْرَ مِثْلَ مُعَلِّمِهِ، والعَبْدِ مِثْلَ سَيِّدِهِ. فَإِنْ كَانَ سَيِّدُ البَيْتِ قَدْ سَمَّوْهُ بَعْلَ زَبُول، فَكَمْ بِالأَحْرَى أَهْلُ بَيْتِهِ؟

 

كَمَا أَنَّ الجَسَدَ هُوَ وَاحِد، ولَهُ أَعْضَاءٌ كَثِيرَة، وأَعْضَاءُ الجَسَدِ كُلُّهَا، معَ أَنَّهَا كَثِيرَة، هيَ جَسَدٌ وَاحِد، كَذَلِكَ المَسِيحُ أَيْضًا

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس12/12-13.27-30/:"يا إخوتي، كَمَا أَنَّ الجَسَدَ هُوَ وَاحِد، ولَهُ أَعْضَاءٌ كَثِيرَة، وأَعْضَاءُ الجَسَدِ كُلُّهَا، معَ أَنَّهَا كَثِيرَة، هيَ جَسَدٌ وَاحِد، كَذَلِكَ المَسِيحُ أَيْضًا. فَنَحْنُ جَمِيعًا، يَهُودًا ويُونَانِيِّين، عَبِيدًا وأَحْرَارًا، قَدْ تَعَمَّدْنَا في رُوحٍ وَاحِدٍ لِنَكُونَ جَسَدًا وَاحِدًا، وسُقِينَا جَمِيعًا رُوحًا وَاحِدًا. فأَنْتُم جَسَدُ المَسِيح، وأَعْضَاءٌ فِيه، كُلُّ وَاحِدٍ كَمَا قُسِمَ لَهُ. فقَدْ وَضَعَ اللهُ في الكَنِيسَةِ الرُّسُلَ أَوَّلاً، والأَنْبِيَاءَ ثَانِيًا، والمُعَلِّمِينَ ثَالِثًا، ثُمَّ الأَعْمَالَ القَدِيرَة، ثُمَّ مَوَاهِبَ الشِّفَاء، وَإِعَانَةَ الآخَرِين، وحُسْنَ التَّدْبِير، وأَنْوَاعَ الأَلْسُن. أَلَعَلَّ الجَمِيعَ رُسُل؟ أَلَعَلَّ الجَمِيعَ أَنْبِيَاء؟ أَلَعَلَّ الجَمِيعَ مُعَلِّمُون؟ أَلَعَلَّ الجَمِيعَ صَانِعُو أَعْمَالٍ قَدِيرَة؟ أَلَعَلَّ لِلجَمِيعِ موَاهِبَ الشِّفَاء؟ أَلَعَلَّ الجَمِيعَ يَتَكَلَّمُونَ بِالأَلْسُن؟ أَلَعَلَّ الجَمِيعَ يُتَرْجِمُونَ الأَلْسُن؟"

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

نعمة محفوظ هو الرابح وإن خسر

الياس بجاني/08 تموز/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=56885

فعلاً كان لافتاً للغاية التأييد النوعي والكبير والمميز الذي حاز عليه نعمة محفوظ من كوكبة يحسب لها ألف حساب من إعلاميين وناشطين ومثقفين أحرار مرموقين وغير حزبيين..

تأييد عن قناعة من شريحة لبنانية وازنة لها رأيها الحر وغير محسوبة على جماعات الزلم والزقيفة والهوبرجية.

شريحة لبنانية عندها بصر وبصيرة ولا تمت لجماعات الغنم والغنمية بصلة.

شريحة تكره الزرائب وتحاربها وتسوّق بقوة وعلنية ضد معالفها والتبن.

شريحة هي صاحبة قيم ومبادئ من غير الوصوليين والمتلونيين.

شريحة تحترم أسس ومستلزمات الحرية والديمقراطية.

باختصار ودون لف أو دوران فإن هذا التأييد العلني والواضح والعالي الصوت والنبرة يبين كم أن أحزاب السلطة هي غريبة ومغربة عن مزاج الناس وعن تطلعاتهم وعن حقيقة أمالهم.

كما أنه تأييد شجاع يمظهر حتى للعمي كم أن الثقة بالسلطة وبأحزابها هي مفقودة.

هو تأييد واعي وعقلاني ووطني يبين كم أم غالبية اللبنانيين يمقتون الدكتاتورية والهيمنة والإستكبار التي تمارسها أحزاب السلطة ضد المستقلين والسياديين والأحرار.

مبروك لنعمة محفوظ هذه الثقة الشعبية والإعلامية والأكاديمية التي إن دلت على شيء فعلى فشل أحزاب السلطة القائمة على تناقضات ومصالح شخصية وسلطوية وعقلية إلغائية صرف.

قد يخسر نعمة محفوظ في انتخابات الغد بمواجهة أحزاب السلطة وبعض رجال الدين الذين ودون أن يرمش لهم جفن تخلوا عن كل صلة لهم بقيم الأديان وغرقوا في أوحال الشخصنة وحب الانتقام والكراهية ..

إلا أنه عملياً ربح وإن خسر لأنه حاز على ثقة لبنانيين أحرار وسياديين يرفضون الخنوع والركوع والتبعية.

يبقى أن تشبيح وإرهاب أحزاب السلطة فاق كل تصور وكسر كل الأعراف الأخلاقية حيث أن كثر من المعلمين تم تهديدهم بالفصل في حال انتخبوا محفوظ واللائحة التي يرأس.

تحية من القلب لكل الأحرار من المعلمين الذين سوف يحكِّمون ضمائرهم والوجدان يوم غد الأحد وهم يضعون الورقة في الصندوق.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

حبيب الشرتوني مجرم وقاتل وكذلك من كل يحميه ويفاخر بجريمته ويسوّق لها

الياس بجاني/07 تموز/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=56861

عملا بمعايير وبنود الدستور اللبناني وطبقاً للقوانين القضائية اللبنانية وكذلك شرعة حقوق الإنسان العالمية، فإن المدعو حبيب الشرتوني هو مجرم وقاتل وإرهابي وفار من وجه العدالة.

بناءً على كل ما ورد وقانونياً فإن كل من يحمي المجرم الشرتوني ويدافع عنه ويفاخر بأجرامه أو يسكت عن فعلته الإرهابية ويبررها بهرطقات وخزعبلات مهما كانت هو شريكاً له بالكامل بإجرامه وبالتالي يجب محاكمته بتهمة التسويق للإرهاب وحماية المجرم.

من هنا فإن أفراد الحزب القومي السوي الذين تظاهروا اليوم أمام المحكمة في بيروت خلال جلسة محاكمة المجرم الشرتوني يجب قانونياً اعتقالهم والتحقيق معهم في الجرم الذي اقترفوه.

حبيب الشرتوني اغتال رئيس جمهورية لبنان الشيخ بشير الجميل وهو اعترف بجريمته وفاخر بما اقترفته يديه..وبالتالي المطلوب من القضاء في دولة لبنان اعتقاله ومحاكمة من يحميه.

صحيح أن المجرم الشرتوني قد اغتال جسد الشيخ الرئيس بشير الجميل ولكن البشير القضية والحلم والرمز والبطولة .. هذا البشير هو موجود ومقيم وبقوة في داخل ضمير ووجدان وعنفوان ووطنية كل لبناني يؤمن بلبنان الهوية والسيادة والتاريخ والتعايش والبطولة.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

دقّ الميّ ميّ”… ابن الـ7 سنوات ضحية “رصاص الفرح”!

ال بي سي/08 تموز/17/وكأن لا المناداة ولا المناشدات ولا الدموع أو حتى القوانين تفيد في هذا البلد… فقد أدّى الرصاص العشوائي المتزامن مع الاحتفالات بإعلان نتائج الثانوية العامّة بفروعها الأربعة، الى سقوط ضحيّة جديدة في حارة الناعمة وهي ابن الـ 7 سنوات الطفل (م. ا) بعدما اخترقت رصاصة طائشة رأسه أمام منزل جدّه في المنطقة. وهو ينازع حالياً بين الحياة والموت بحسب ما أفادت قناة LBCI.

 

 

حزب الله ينعى ابن السادسة عشرة عاماً الذي سقط ضحية القتال في سوريا!

جنوبية/8 يوليو، 2017/نعى حزب الله أحد عناصره الذين سقطوا في الحرب السورية وهو محمد حسين علي الهق من بلدة الكواخ الهرمل. وبحسب المعلومات فإنّ الفتى يبلغ من العمر 16 عاماً. يذكر أنّ حزب الله قد نعى في الساعات الأخيرة أكثر من 5 عناصر، في حين لم يتم الإفصاح عن اي معلومات حول المعركة التي سقطوا فيها.

 

الياس الزغبي: ليتدبر حزب الله أمره من خارج حدود السيادة

وكالات/08 تموز/17/علق عضو قيادة "14 آذار" الياس الزغبي على ترويج "حزب الله" لتحضير معركة تحرير جرود عرسال، وقال: "إن المساحة اللبنانية منها مسؤولية لبنان حصرا، بجيشه وشرعيته، أما المساحة السورية فلسواه، وليتدبر حزب الله أمره من خارج حدود السيادة".

وأضاف: "إن فرض التفاوض السياسي مع بقية نظام الأسد، سيكون معركة خاسرة لحزب الله ومعه التيار العوني ولفيفهما، فالقوات والمستقبل وسائر السياديين بالمرصاد".

 

مافيا السلطة تكشف عن وجهها القبيح مجدداً/وظائفكم مهددة ولقمة عيشكم سنقطعها… اذا انتخبتم نعمة محفوض!!

أسامة وهبي/جنوبية/ 8 يوليو، 2017/أسفرت مافيا السلطة عن وجهها القبيح مجدداً، واتحد اقطابها المتنافرون فجأة وبدن سابق إنذار، لاسقاط نقيب المعلمين نعمة محفوض في الانتخابات التي سوف تجرى غدا، لانه يغرد خارج سرب محاصصتهم الطائفية البغيضة. مخيفة الشراسة التي تمارسها أحزاب السلطة في إنتخابات نقابة المعلمين، يوهمون ناخبيهم بأن نعمة محفوض ولائحته خطر على مصير هيذه الفئة وتلك الطائفة، يرفعون سقف التجييش لدرجة غير مسبوقة حتى في الإنتخابات النيابية والبلدية، يمارسون كل أنواع الضغوط، يقولون للمعلمين في مدارسهم: إذا دعمتم نعمة محفوض، خلي يوم الإثنين نعمة محفوض يحافظلكن على وظيفتكم ولقمة عيشكم.” !!! إنها أحزاب الطمع والجشع والنفط والشفط والنفايات والمافيات، يخافون من الإنسان الحر، يخافون من صوت الحق، يخافون من الحقيقة وممن لا يخشون في الحق لومة لائم!!! كيف لنقابي أو لنقابة بأن تكون صوت الحق والحقيقة والدفاع عن الحقوق وهو مرتهن لأحزاب تمنع الوصول إلى هذه الحقوق وتمعن في سلبها وتمتهن الكذب والتمييع والتسويف؟ يأخذون على النقيب نعمة محفوض نبرته العالية، ونسوا أو تناسوا بأن نعمة محفوض وكل هيئة التنسيق النقابية ما تركوا وسيلة إلا وإتبعوها على إمتداد خمس سنوات، وأبدوا كل المرونة والنوايا الحسنة، وكان يقابلون من قبل الحكومات المتعاقبة بالمعاقبة على تحركهم ويواجهون بالدجل والكذب والتسويف!!! أقول لمن إكتشف لغة الحوار والهدوء والحضارة “صح النوم”، هذه السلطة فيها كل أنواع الحيتان والتماسيح، لا ينفع معها التسامح ولا تمسيح الجوخ، هذه السلطة لا يهزها إلا لغة الشارع والأصوات المرتفعة، ليس حباً بالشارع ولا ولعاً بالصراخ، إننا في حضرة سلطة “متمسحة” ولا يرف لها جفن مهما بلغت معاناه مواطنيها في كل القطاعات، إنها سلطة تحتاج لأصوات عالية وإرادات صلبة ونفس طويل في معركة تحصيل وتحصين الحقوق. غداً المعلم أمام إمتحان، يكرم بعده أو يهان، وويل لبلدٍ يهان فيه المعلمون.                

 

نعمة محفوض: السلطة ورجال الدين يحاربوننا

سلوى فاضل/جنوبية/7 يوليو، 2017

بعد ازاحة الاستاذ حنا غريب عن واجهة العمل النقابي في رابطة الاساتذة الثانويين، ها هي السلطة اللبنانية تحاول ازاحة الاستاذ نعمة محفوض عن رئاسة رابطة اساتذة المدار الخاصة. تكاتفت الاحزاب في لبنان ضد الاساتذة الذين هم عماد التربية والتنشئة والتعليم في لبنان، وها هي الاحزاب التي تدعيّ المطالبة بحقوق المواطنين فيما يخص سلسلة الرتب والرواتب، تقف بوجه النقابيين. فبوجه لائحة الاستاذ نعمة محفوض خرجت لائحة ثانية يترأسها رودولف عبود مدعومة من كل الاحزاب. وكان الاستاذ نعمة قد تلقى دعما من النائب سامي الجميل بوصفه اليوم يقف مع المعارضة ضد السلطة. لكن المستغرب ان تقف السلطات الدينية بوجه الاساتذة ايضا، وعلى رأسهم الاب بطرس عازار، الامين العام للمدارس الكاثوليكية، الذي أعلن صراحة موقفه من نشاط محفوض المطلبي. وعن سرّ هذه الحملة عليه، يقول نعمة محفوض في حديث لموقع “جنوبية”، “هم بالمعركة لا يملكون القرار، وللاسف انا وزملائي كانت علاقتنا ايجابية الى ان وصلهم القرار من احزابهم، ولا سر في ذلك”. ويتابع “سألتهم لماذا تفعلون هذا، قالوا لنا رؤساء الاحزاب يملكون القرار، ويلبون رغبات بعض المدارس”. و”خاصة المدارس الدينية، وعلى رأسها الاب بطرس عازار، رئيس المدارس الكاثوليكية، الذي عندما كنت ادعو الاساتذة للاضراب، وكنت اقفل المدارس كان  ينزعج مني جدا”.

ويتابع محفوض “هذا حقنا، وهذه مشكلته، كان ينزعج منا، وهدد بالقول انه اذا اقرت السلسلة، فسيقفل المدارس نهائيا”. ويؤكد محفوض انه “ناشد البطريرك الراعي، لان يعتبر المعلمين رعيّته، وقلت له انه من غير المقبول ان يتدّخل رجال الدين في رغبة اصحاب المؤسسات التربوية”.

علما ان “السلسلة لم تقر الى اليوم لانه دونها عقبات، خاصة ان التيار الوطني الحر يقف بوجهها”. ويختم “ان معركتنا اليوم هي ضد السلطة، لقد اتفقوا علينا، ووقفوا بوجه المعلمين”. و”نقول لهم لقد اخذتم البلد نحو الانهيار”. وكان محفوض قد عقد مؤتمره الصحافي الذي اعلن فيه لائحته المسماة (نقابتي) في انتخابات نقابة المعلمين، التي ستجري يوم الاحد في 9 تموز2017، والتي تضم كل من الاساتذة التالية اسماؤهم: “نعمة محفوض، وعلاء شمعون، ومجيد العيلي، ومهى طوق، وياسر الحسين”. فـ”هؤلاء هم المعلمون المستقلون”. وتوّجه محفوض الى المعلمين، بالقول: “يا معلمي لبنان انتبهوا لما يُحاك ضد حقوقكم، لا نريد سلسلة تضعنا بوجه الشعب اللبناني، بل نريد ان تموّل من وقف الهدروالفساد، يكفي صفقة الاتصالات وصفقة البواخر”. فهل سينفذ الاستاذ نعمة محفوض من ضغط السلطة؟ ويعود على رأس النقابة لاكمال مسيرة الأستاذة النقابيين؟ ام ان ارادة السلطة ستنتصر، ويهمد الحسّ النقابي الذي تحينّت السلطة الفرص للانقضاض عليها؟.

 

 «حزب الله» يُعادل «شهادات الحياة» .. بـ«شهادة وفاة»

علي الحسيني/المستقبل/09 تموز/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=56893

 

لبنان كان عبر التاريخ ملجأ المضطهدين وسيبقى

أبو ارز/فايسبوك/08 تموز/17

من دون الخوض في تفاصيل حادثة مخيمات عرسال الأخيرة نقول : لو أن لاجئي تلك المخيمات التزموا قواعد اللجوء و لم يعكروا صفو الأمن ، لما كان حدث ما حدث.

نذكّر بان لبنان كان عبر التاريخ ملجأ المضطهدين وسيبقى ، ولكن بشرط أن يحترموا أصول الضيافة.

لبيك لبنان

 

حرروا الموصل من 70 الف مقاتل. وحرروا الرقة من 50 الف مقاتل... ولم نشاهد جثة واحدة

جو توتنجي/فايسبوك/08 تموز/17

كانوا يقولون بأن تعداد داعش في الموصل تجاوز الـ 70 الف مقاتل، واليوم تم تحريرها... ولم نشاهد جثة واحده. والسؤال، هل من حررها اليوم هو من اخرجهم سالمين؟ حرروا الموصل من 70 الف مقاتل. وحرروا الرقة من 50 الف مقاتل... ولم نشاهد جثة واحدة. فأين هم الدواعش، جنود داعش؟ هل ابتلعتهم الارض، ام طاروا إلى السماء؟ ‏قتلنا وقضينا على داعش في الموصل ،،، اين صور جثثهم؟ اين صور جنودهم؟ اين الاسرى؟ اين صور اسلحتهم؟ وصواريخهم؟ ودباباتهم؟ ومدرعاتهم؟ وجميع عتادهم... من ارتال سيارات توبوتا أحدث طرار... مع اللوغو Logo !!!

‏المالكي سلم الموصل لقيادات داعش، وبعد الإنتهاء من مهمتها سلمت داعش الموصل للعبادي. ولهذا، لم نشاهد اي جثث للطرفين... بل دمار وتشريد لأهاليها. هذه القصة المؤامرة بإختصار

هل من يستطيع الاجابة على هذا التساؤل؟ من هي داعش وأين ذهبت؟ خطة جهنمية، انخرط بها الجميع، لتدمير المنطقة العربية وحرقهاا... وتشريد العباد. وكلّه مقبوض ثمنه.

 

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 8/7/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

بعد البروفيه، نتائج البكالوريا تسجل نسب نجاح عالية أيضا، حوالي ثمانين في المئة. لكن اللبنانيين، بعضهم على الأقل، مصرون على تعكير فرح الناجحين بنتائج سهرهم، فذكر هؤلاء بالعادة السيئة والمسيئة لكل المناسبات، فأطلقوا النار في عدد من المناطق، وإن بوتيرة أقل من مناسبة البروفيه، وذلك بالرغم من تحذيرات القوى الأمنية. وتحدثت معلومات عن إصابة طفل في الناعمة برصاصة طائشة في الرأس وإصابته حرجة.

سياسيا، وفيما يلقي ملف النازحين بثقله على الداخل اللبناني، أشارت معلومات إلى اجتماع للجنة الوزارية المكلفة متابعة ملف النازحين الثلاثاء المقبل في القصر الجمهوري، أي عشية جلسة مجلس الوزراء لإيجاد إطار للتفاهم لا سيما حول النقاط الحساسة في الملف المذكور.

وعصرا أفاد المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أنه دعا قائد الجيش العماد جوزاف عون، لاجتماع في السراي ظهر الاثنين، لبحث الاجراءات التي ينفذها الجيش في محيط عرسال.

وجرود عرسال شهدت اليوم غارات للطيران الحربي السوري على مواقع مسلحين، كما ذكر الاعلام السوري. والملفت في توقيت هذا الهجوم، أنه يأتي بالتزامن مع الاعلان عن الاتفاق بين الرئيسين الروسي والأميركي في هامبورغ الالمانية، على تحييد منطقة جنوبي غرب سوريا عن النزاع الدائر هناك، الأمر الذي طرح جملة من التساؤلات الجيوسياسية المتعلقة بالحدود مع فلسطين المحتلة والأردن على السواء.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

لولا اصابة الطفل وسام اسحاق القصاب في فرن الشباك، ابن الثماني سنوات من التابعية العراقية، لكان سجل لوزارة الداخلية انها نجحت في منع اطلاق الرصاص ابتهاجا بنتائج شهادة الثانوية العامة بنسبة عالية قاربت نسبة النجاح للشهادة نفسها.

أما في جنوب غرب سوريا، فإن الجبهة هناك تترقب نتائج الاتفاق الأميركي- الروسي بين الرئيسين ترامب وبوتين، وما إذا كان سيسجل نجاحا في تطبيق وقف النار الذي يبدأ ظهر غد الأحد عند الحدود السورية مع كل من الأردن والكيان الصهيوني.

وكما ان نجاح طلاب البكالوريا يخولهم الاجتياز نحو التخصص الجامعي، فإن نجاح وقف النار على الجبهة السورية الجنوبية الغربية، سيخول دمشق الاجتياز خارج حدودها بعد 4 سنوات على انقطاع الرابط الحيوي لها عبر الأردن.

وفي هامبورغ، نجحت قمة العشرين، لكن بنسبة أقل بالوصول إلى التسوية الأنسب بشأن المناخ وبشأن أوكرانيا، لكنها باتت أمام الامتحان حيال خفض حدة التوتر في سوريا. فإذا نجحت روسيا والولايات المتحدة في تطبيق اتفاق تقاسم النفوذ بينهما في سوريا، أمنيا وعسكريا، فذلك يعني بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة، بعدما أصبحت واشنطن، على لسان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أكثر براغماتية. ويعني أيضا ابعاد ايران عن مناطق الحدود، وانشاء مناطق آمنة. يبقى للنجاح عنصر أساسي في ان تنجح ايران ان تكون أكثر براغماتية من واشنطن، والا ستكون للمنطقة حسابات أخرى.

داخليا، يعقد مجلس الوزراء جلسة له الأربعاء المقبل في السراي الحكومي، غابت عن جدول أعماله أي اشارة إلى مواضيع ساخنة كالنزوح السوري الذي أوجد الحل البسيط لمعضلته اليوم رئيس "القوات" سمير جعجع، مستبقا مشروع رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل الذي كشف عن اعداده لاعادة النازحين.

أما الحل بنظر جعجع، فيتجسد في ارسال الحكومة اللبنانية رسالة إلى أمين عام الأمم المتحدة تبلغه فيها اطلاق قطار عودة النازحين، فيصدر تعليماته للتعاون مع الحكومة اللبنانية والاتفاق على خطة العودة بشقيها اللوجستي والتقني، انتهى الحل.

وبالعودة إلى جدول مجلس الوزراء، لفت في بنده العشرين اعادة النظر بآلية التعيينات.

وفي الشق الأمني المتصل بعملية الجيش اللبناني في عرسال، فإن قيادة الجيش مستمرة بكل اجراءاتها، مع استمرار حملات التحريض من قبل المجموعات الارهابية ضد المؤسسة العسكرية، وضد اهالي عرسال على السواء، وتهديد فاعلياتها وليس آخرهم رئيس البلدية باسل الحجيري.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

الموصل القديمة إلى كنف الدولة العراقية قريبا، بعد القضاء على آخر فلول "داعش"، في مؤشر آخر على أن ما سمي يوما بانتصارات التنظيم الارهابي باتت من الزمن القديم البائد.

معارك شرسة خاضها الجيش والحشد الشعبي، في سبيل تحرير ثاني مدن البلاد حتى لا يتحول العراقي إلى نازح أو لاجىء.

في لبنان، ملف اعادة النازحين السوريين تعرقله المناكفات، أو بالأحرى الانفصام السياسي. يؤكد المعنيون أن التنسيق يحصل بشكل يومي بين بيروت ودمشق في مجالات متعددة، فلماذا الفيتو على التواصل في هذا الملف الذي يستنزف البلد؟، هل هي حسابات الربح والخسارة وطنيا أم انتخابيا؟. ولماذا يواصل البعض مجابهة أي خطوة على هذا الصعيد باطلاق نار مركز؟.

اطلاق نار عشوائي يترك محيي الدين الكردي، ابن السبع سنين، بين الحياة والموت في حارة الناعمة. آفة زهق الأنفس ابتهاجا في كل مناسبة تلازم اللبنانيين، وان سجلت سماؤنا انخفاضا في هذا السلوك الغوغائي مع اعلان نتائج الثانوية العامة، مقارنة بالشهادة المتوسطة، إلا انها تبقى معضلة برسم المعنيين، ولا سبيل لحلها ما دام الموقوفون من باب القضاء يخرجون دون حساب وعقاب من شبابيك السياسة المشرعة على طول الوطن وعرضه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

أعلنت نتائج الثانوية العامة، نجح من نجح ورسب من رسب من الطلاب، لكن الدولة رسبت تكرارا في امتحان اثبات هيبتها، فالرصاص انطلق فرحا بالناجحين في عدد من المناطق العاصية على القانون، بلا خجل ولا وجل، حتى ان نقاط الاستلحاق التي أنقذت ماء وجه السلطة أتتها من الله الذي لم يرد ان يستشهد أحد برصاص أصحاب الشهادات.

في الشق الآخر من الهيبة المفقودة، الاعلام يغص بأخبار الهجوم المنتظر الذي يحضره الحزب على جرود عرسال وللتخفيف، تقول المصادر، إن الهجوم سينطلق من الجانب السوري من الجرود بالتعاون مع الجيش السوري.

تزامنا، يسجل المزيد من التحلق حول الجيش، والرفض عارم لاتهامه بالتورط بقتل بعض الارهابيين الأسرى.

في السياق، ملف اعادة النازحين مفتوح على مصراعيه، والمطلوب معالجته من خلال الأمم المتحدة، واستغلال التقارب الأميركي- الروسي حيال سوريا. هذا ما سيصر عليه الرئيس سعد الحريري الاثنين، في الاجتماع الذي سيخصص للغاية، وهذا ما يصر عليه الدكتور سمير جعجع الذي نبه عبر "المركزية" إلى ان 80 في المئة من النازحين السوريين هم من المعارضة، ولا يصح تسليم رقابهم لنظام الأسد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

انعقدت قمة العشرين ولقاء ترامب- بوتين في ألمانيا، لكن الشرق الأوسط كان الهم الشاغل، بالرغم من الكلام العام حول المناخ والطاقة والناتو وعلاقة القارة العجوز بالعم سام، والدب الروسي بمجاله الحيوي في اوكرانيا وشرق أوروبا.

كل القمة مرتبطة بتقاسم المصالح وحدود مناطق النفوذ، من الأورال إلى البحار، ومن بغداد إلى بنغازي، وفي الوسط المحور ومركز الاستقطاب والاحتراب دمشق.

قبل فترة ضربت واشنطن الجيش السوري، وتنبأت بأن دمشق ستستعمل السلاح الكيماوي، وتحضرت سلفا للرد وصورت الميدان السوري ملعبا للمارينز. جاءت الصواريخ الباليستية الايرانية "ذو الفقار"، وقطعت موسكو خط الاتصال مع واشنطن وأوقفت التنسيق معها، وأعلنت ايران عن شق طريق طهران- بغداد- دمشق، فخففت واشنطن من اندفاعتها لدرجة ان النتيجة الأولى والمباشرة والأهم لقمة بوتين- ترامب كانت وقفا لاطلاق النار في جنوب سوريا، وهي المنطقة التي جعلتها أميركا قاعدة لعملياتها ومنطلقا لهجمات محتملة.

المهم ان واشنطن نزلت عن الشجرة، وحولت اهتمامها باتجاه الخليج لمعالجة صراع الأخوة- الاعداء، في الوقت الذي لا ترى فيه دورا في الأجل الطويل لعائلة الأسد في سوريا، ولاحظوا تعبير "الأجل الطويل".

قمة العشرين في هامبورغ، قابلتها علامة "19 ونص ع عشرين" في نتائج امتحانات الثانوي في لبنان، والتي اقتصر السقوط فيها هذه المرة بالعلامات هذه وليس بالرصاص. "قطوع ومرق" والحمد لله ان النتائج الجامعية لا تعلن على الهواء.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

رصاص غياب المحاسبة لم ينج منه الأبرياء اليوم مع إصابة الطفل العراقي اسحق بعد الظهر، إلا أن كثافة الموت المتنقل بيننا بدت خافتة، وكأن اللبنانيين سمعوا نداء وزير الداخلية لهم بالثورة، وبعدما لم يعودوا يعرفون على من يثورون، ثاروا على أنفسهم، وعلى قلة قليلة منهم فهمت ولو متأخرة، الإجابة على سؤال "بتقبل تقتل".

حملة "بتقبل تقتل" التي أطلقتها قوى الأمن الداخلي، يبدو انها لم تصل أيضا إلى مسامع زعران آخرين في منطقة أخرى، فكبلت رصاصاتهم، أحمد، ابن السنوات السبع على سرير مستشفى يصارع الموت.

إلى كل من أطلق النار ليل أمس في منطقة عرمون ومحيطها نقول: انت مجرم، قضيت بلحظة تفلت من الأخلاق والقانون على فرحة أحمد الذي كان يرقص، وقضيت معها على أحلام وضحكات خنقتها أنابيب تحاول اعادة الحياة إلى جسد صغير.

إلى قاتل الفرح في أحمد وفي كل من سقط قبله بطيش الرصاص نقول: أنظر جيدا إلى الموت الذي زرعته واستمع جيدا إلى الصوت الذي خنقت.

وإلى كل من توسط من السلطة السياسية للافراج عن مطلقي رصاص البروفيه نقول: أنظر جيدا إلى فرحة أحمد ونم مرتاح الضمير.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

أزمة النازحين السوريين باتت القضية التي تقض مضاجع اللبنانين، على المستويين السياسي والشعبي. فحجم المأساة وانعكاساتها الاجتماعية والاقتصادية، إلى جانب التباعد في رؤية ايجاد الحل لها، دفع إلى ان تكون في سلم أولويات التحركات السياسية المرتقبة الأسبوع المقبل.

فالاثنين اجتماع دعا اليه رئيس مجلس الوزرا ء سعد الحريري، قائد الجيش العماد جوزاف عون، لمناقشة التدابير والاجراءات التي يتخذها الجيش للحفاظ على الأمن والاستقرار وملاحقة التنظيمات الارهابية. فيما ينتظر ان تعقد اللجنة الوزارية المكلفة قضية النازحين اجتماعا لها الثلاثاء.

أما في المواقف، فكشف رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، ان رؤية "القوات" لقضية النازحين تقوم على ان ترسل الحكومة رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، تبلغه فيها موقفها بضرورة إطلاق قطار إعادة النازحين إلى بلادهم، فيصدر هو تعليماته للادارات والمؤسسات الدولية المعنية للتعاون مع حكومة لبنان والتفاهم معها على خطة العودة بشقها اللوجستي والتقني.

واللبنانيون الغارقون في تداعيات قضية النازحين، يتسقطون يوميا أخبار ضحايا السلاح المتفلت الذين يتكاثرون في موسم نتائج الامتحانات والأعراس، حيث يتساقط الرصاص الطائش على رؤوس الابرياء، فيحصد الأبرياء بين قتيل وجريح، وآخرهم الطفل أحمد الكردي المعلق بين الحياة والموت.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

مر قطوع الشهادة الثانوية على خير، نال الطلاب وأولياؤهم شهادة حسن سلوك، وتبوأوا مرتبة الشرف بتوزيع "البقلاوة" بدلا من الأعيرة النارية الطائشة، ومعهم نالت الأجهزة الأمنية وسام الامتحان من مرتبة الثقة بأن الأمن متى أراد، الناس أرادت.

إنقضى النهار الثانوي مسجلا حالة شاذة في باب حارة الناعمة، حيث أصيب شخصان برصاص الابتهاج. وعلى الرغم من الثورة الافتراضية التي أطلقها وزير الداخلية، فقد ثبت بيقين التوقيفات التي تلت الشهادة المتوسطة، بأن الأجهزة الأمنية تمتلك قدرة الإمساك بالشارع، ما لم تمسك من اليد التي تؤلمها.

أمن الداخل مستتب، أقله في الحد من ظاهرة السلاح الفالت على ابتهاجه، أما أمن الحدود فواقع بين نارين حركتا جمر الانقسام حول أزمة النازحين السوريين، وما بين مطلب التنسيق المباشر مع الحكومة السورية، والرفض القاطع لكل وسائل التواصل السياسية، موقف موزون للرئيس أمين الجميل رأى فيه أن لا مفر من التنسيق مع سوريا لعودة النازحين، ولا بد من حوار وطني بمعزل عن العقد والحساسيات لمصلحة البلد، وتساءل الجميل: لماذا نختبئ وراء اصبعنا، لدينا سفير سوري التقيناه في بعبدا وشاركنا استعراض استقلالنا، والنظام السوري لا ينتظر موقفنا من شرعيته أو عدمها، مشيرا إلى أن الكثير من الأطراف ليست لديها مصلحة في معالجة هذا الموضوع.

موقف الجميل المتقدم، قابله موقف من النائب عقاب صقر لا يرقى إلى مستوى الخطر الذي بات يشكله هذا الملف، فغطى التهديد الأمني الناجم من النزوح بإيجابيات لا يراها سواه، إذ قال في مقابلة مع "الجديد" إن النازحين أنعشوا الدورة الاقتصادية، وهم يدرون الأموال على الاقتصاد، ومن شابه الفورة الاقتصادية التي أحدثها النازحون بالأغطية الداعمة لهم ما ظلم.

وإذا كانت الأمم المتحدة قد عجزت عن حل معضلة النزوح، فإن منظمة اليونسكو التابعة لها، قالت الحق ولو على قطع رقبتها. وبعد تكريسها مدينة الخليل ومسجدها الإبراهيمي معلمين يضربان عميقا في الأرض الفلسطينية، وثبتتهما جزءا من التراث العالمي باقتراح النقيب جاد ثابت، انتفضت واشنطن وكأن مسا أصاب أمنها القومي بتيار نووي، فرأت أن قرار اليونسكو إهانة للتاريخ واتخذ بدوافع سياسية، وبالسيف نفسه نفذت أوامر نتنياهو وقطعت عام 2011 تمويلها للمنظمة في أعقاب قبول عضوية فلسطين، ورأت أن الخطوة هي من جانب واحد.

وأمام هذا المشهد، لا يزال العرب يجانبون أميركا طمعا بدور الوسيط، ولم يتيقنوا منذ نكبة فلسطين أن أميركا التي قامت على دماء الهنود الحمر، دمرت الحضارة باجتياحها العراق، والعرب لم يشهروا في وجهها السيف إلا للرقص.

 

       

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 8 تموز 2017

النهار

يقضي "بروتوكول" مؤسسات ضامنة بإعطاء المرضى كمية محددة من الدواء ورفع المسؤولية لاحقاً ليواجه هؤلاء مصيرهم بنفسهم.

قال عضو في لجنة التربية النيابية إنه يشكّك في أعداد تلامذة التعليم المهني الرسمي لأن واقعهم يشير إلى تراجع مستمر في الإقبال عليه من الشباب.

على رغم التزام عدم التعاقد في الادارات الرسمية إلّا أن وزراء يتحايلون على القرار بتعاقدات تتخذ أشكالاً مختلفة ولا تخضع لأي رقابة أو لمجلس الخدمة المدنية.

الجمهورية

نُقِل عن زعيم وسطي في مجالسه الخاصة "أن لا يتلهّى بعضهم الآن بالإنتخابات أو الحديث عن التحالفات لأن ما سيأتي على المنطقة هو أعظم من كل المواضيع".

زار نائب شمالي رئيس حزب لبحث مشكلة إنمائية فيما تحدثت معلومات أن "الطبق" الأساس كان التحالفات الإنتخابية.

لحظت أوساط متتبّعة للملف الإقتصادي أن زيارة مرجع مالي إلى مرجع كبير لم تكن فقط لإطلاعه على الوضع النقدي المتحسّن بل أيضاً لوضعه في تطورات ملف حسّاس يطاول أفرقاء لبنانيّين.

الاخبار

التشكيلات الدبلوماسية: صعوبات إضافية

صعوبات عدّة تحول دون إصدار التشكيلات الدبلوماسية، ومنها عدم الاتفاق على الأسماء المطروحة. فبحسب المعلومات، تحاول مستشارة رئيس الجمهورية ميراي عون الهاشم تزكية اسمَي القنصل العام في لوس أنجلوس جوني ابراهيم، والمستشارة والمندوبة الدائمة المساعدة في بعثة لبنان لدى اليونسكو ميليا جبور لتولي بعثتين دبلوماسيتين في أوروبا. لكن، لا يبدو وزير الخارجية جبران باسيل مُتحمساً للاسمين، وخاصة ابراهيم. واللافت أنّه في الأوساط الدبلوماسية، يتم التعامل مع ابراهيم وجبور على أنهما "خيار القصر الجمهوري".

بنت جبيل الأفضل!

في جلسة للجنة نيابية، الأسبوع الماضي، قال وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس إن النائب حسن فضل الله "زعلان منّي بسبب عدم قدرتي على تلبية طلباته كافة للأشغال في قضاء بنت جبيل". ولفت فنيانوس إلى أن دراسة أجرتها وزارته خلصت إلى أن أحوال الطرق في قضاء بنت جبيل هي الأفضل، مقارنة بباقي الأقضية (باستثناء محافظة بيروت).

المردة لن يرشّح دياب

تتحدّث مصادر سياسية في الشمال عن اتجاه تيار المردة إلى التراجع عن فكرة ترشيح مسؤوله الحزبي في طرابلس رفلي دياب عن المقعد الأرثوذكسي في المدينة. ومن المتوقع أن يستعاض عنه بترشيح أحد المُقربين من "المردة" عن المقعد الماروني في طرابلس.

رحّال يوزّع مساعدات إماراتية

تلقى الوزير السابق محمد رحال قرابة 4000 حصة غذائية من السفارة الإماراتية لتوزيعها في البقاع الغربي، خلال شهر رمضان. وقد سلّم رحّال لكل "مفتاح انتخابي" 400 حصّة، وبدأ توزيع المساعدات من المرج، بلدة الوزير جمال الجراح، مُنافسه في البقاع خلال الانتخابات النيابية.

"أوجيه" إلى "التدويل"!

يحُضّر موظفون مصروفون من شركة "سعودي أوجيه" كل الوثائق والأحكام الصادرة عن المحاكم العمالية والمحاكم التنفيذية في المملكة العربية السعودية، لإرسالها الى هيئة تابعة للأمم المتحدة، بعدما سلك هؤلاء كل السبل والطرق، لكن من دون جدوى بحسب ما تقول مصادر اللجنة المتابعة لقضيتهم. من جهة أخرى، علمت "الأخبار" أن الشركة الجديدة التي أسسها رئيس الحكومة سعد الحريري بدلاً من "سعودي أوجيه"، يتولى إدارتها التنفيذية طلعت حمود الذي كان ضمن فريق الإدارة في "أوجيه". وتتولى الشركة الجديدة استكمال عدد من مشاريع الصيانة التي كانت تتولاها "سعودي أوجيه" في السعودية.

البناء

خفايا

جزم مصدر سياسي بأنّ المعترضين اليوم على فتح قنوات التواصل بين الحكومتين اللبنانية والسورية سيكونون بعد وقت ليس ببعيد أوّل المزايدين في ضرورة حصول هذا التواصل، وذلك بعد أن تأتيهم التعليمات من الخارج المعلوم، وهو ما سبق أن حصل في العامين 2009 و 2010، قبل أن تأتيهم تعليمات مغايرة عام 2011 مع بدء المؤامرة الكونية ضدّ سورية.

اللواء

يحضِّر فريق حزبي رداً مدروساً على تقرير يتوقع أن يحضر على أول جلسة حكومية، بعد خروجه من إحدى هيئات الرقابة

توقع خبير إنتخابي أن يُواجه تيّار سياسي، ينعم بالسلطة منذ سنوات، مشكلة خروقات تنظيمية في صفوفه بالتزامن مع انطلاق الموسم الانتخابي

جمع أداء سفير دولة كانت نافذة بين خصمين من حزب واحد، على الرغم من الحملات المتبادلة بينهما

المستقبل

يقال

إنّ أحد المشاركين في مؤتمر "آستانة 5" توقّع تصعيداً عسكرياً في الريف الشمالي لحمص وفي إدلب بعد فشل عملية تحديد المناطق الآمنة في سوريا.

 

'هآرتس': هكذا يتقلص دور حزب الله بسوريا.. فيرد في لبنان

عربي 21 /08 تموز/17

رأى محلل إسرائيلي بارز، أن تقاسم القوى العظمى السيطرة في سوريا، يساهم في استبعاد حزب الله اللبناني، الذي بدأت قدرة تأثيره بالتقلص في مجريات الأحداث الجارية هناك.

دور ومكانة الحزب

وأوضح محلل الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس"، تسفي برئيل، أن صورة تقاسم السيطرة للدول الفاعلة في سوريا "آخذة في الاتضاح، حيث تقرر إنشاء أربع مناطق قليلة التصعيد في سوريا؛ كما تم مناقشة مكانة ودور حزب الله في الحرب السورية في اجتماع أستانا". وأشار إلى أن "روسيا وتركيا ستراقبان مناطق شمال سوريا، وإيران وروسيا ستراقبان المناطق التي سيتم إنشاؤها في وسط سوريا، وروسيا وحدها ستراقب المنطقة الأمنية في الجنوب، قرب هضبة الجولان، وقرب درعا في الأردن". وبناء على طلب تركيا تم طرد عناصر حزب الله من الحدود الشمالية وإبعادهم عن الحدود الجنوبية.  ولفت برئيل في مقال له الجمعة، إلى أن حزب الله "قام بنقل معظم قواته لمنطقة جنوب شرق سوريا، وذلك لمساعدة النظام السوري في السيطرة على مثلث تنف على حدود سوريا والأردن والعراق، الذي توجد في محيطه مواقع عسكرية أمريكية تسعى لمنع سيطرة المليشيات الشيعية العراقية"، مؤكدا أن دور حزب الله في سوريا "آخذ في التقلص، وكذلك المناطق التي يعمل فيها". وأضاف: "انسحاب حزب الله التدريجي وإعادة انتشار قواته في منطقة الحدود السورية اللبنانية، وهي المنطقة التي قد يحظى فيها بسيطرة متفق عليها، لا يؤثر على الخطوات التي تخطط لها القوى العظمى"، موضحا أن الحزب "يحاول أن يشكل رافعة سياسية لسوريا من خلال استغلال اللاجئين السوريين في المخيمات بمنطقة عرسال في شرق لبنان". وعلى خلفية الصعوبات التي يواجهها بشار الأسد في تجنيد المقاتلين، "طلب الأسد من حزب الله تشجيع اللاجئين في لبنان على العودة إلى منازلهم في سوريا، مع تقديم ضمانات بعدم التعرض أو إجبارهم على القتال في صفوف قوات الأسد"، بحسب المحلل الذي ذكر أن اللاجئين السوريين في لبنان "تعلموا الدرس منذ زمن؛ لأن بعضا ممن عاد اكتشف أن أوامر التجنيد كانت في انتظاره".

النظام السوري واللاجئين

ومن أجل تشجيعهم للعودة، أفاد برئيل، أن "حزب الله  قام بالتعاون مع الجيش اللبناني، باقتحام مخيمات اللاجئين قرب عرسال، بذريعة إلقاء القبض على إرهابيين دخلوا للمخيمات، وتم هدم الخيام وقتل سبعة منهم، وفي الوقت ذاته قيل إن 4 لاجئين قتلوا في أثناء التحقيق معهم في معسكرات الجيش اللبناني، بسبب أمراض مزمنة"، وفق مزاعم الجيش اللبناني. وإضافة إلى الاعتداءات على المخيمات في عرسال، "سارع الحزب لتقديم خدماته في النقاش مع النظام السوري لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم. وبهذا قد يجد حلا ليس فقط لمشكلة اللاجئين الذين يعيشون ظروفا صعبة، بل منح الأسد مكانة سيد البيت والشريك في المفاوضات بين لبنان وسوريا". وتوقع المحلل الإسرائيلي، أن يقرر الكونغرس الأمريكي فرض عقوبات جديدة على لبنان، التي قد تلحق الضرر بجهات مالية وأفراد في لبنان على علاقة بحزب الله، متسائلا: "إلى أي درجة سينجح القانون الأمريكي في كبح تدفق الأموال لحزب الله؟ وهو الذي أعلن في السابق أنه ليست له حسابات بنكية في لبنان، ولا يدير أمواله في السياق اللبناني".ورأى برئيل، أن هناك مفارقة أمريكية لبنانية؛ وهي أن الإدارة الأمريكية "تستمر في تمويل الجيش اللبناني عسكريا، في الوقت الذي يستمر فيه الجيش اللبناني في خدمة أهداف حزب الله، وعلى الأقل في حدود لبنان الشرقية، كما أنها تفرض عقوبات على لبنان في الوقت الذي تعتبر فيه مصادر الدعم والتمويل لحزب الله موجودة في دول وسط وجنوب أمريكا وغرب إفريقيا، وهي معفاة من العقوبات الأمريكية". وأقر المحلل الإسرائيلي، أنه "من الصعب محاربة منظمة حزب الله، وهي أيضا جزء من الحكومة والبرلمان اللبناني"، لافتا إلى أن "الصراع ضد مصادر التمويل من خارج لبنان، تديره الإدارة الأمريكية بشكل مباشر، وليس عن طريق الدول التي يعيش فيها مؤيدو حزب الله ويديرون شبكة تمويل المنظمة".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

عـون يرعى افتتاح مؤتمـر "جراحـة الأعصاب والدماغ"

الرياشي: أنتم الساعد الأيمن للحكومة لنزيل الإحباط النفسي

الصايــغ: العالم يشهد على مستوى الطبّ فــي لبنـان

المركزية/08 تموز/17/افتتح وزير الإعلام ملحم الرياشي ممثلاً رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مساء أمس، مؤتمر "جراحة الأعصاب والدماغ" الذي تنظمه برعاية الرئيس عون، "الجمعية العالمية لجراحي الدماغ والأعصاب المتحدّرين من أصل لبناني" و"الجمعية اللبنانية لجراحي الدماغ والأعصاب"، بالتعاون مع نقابة أطباء لبنان في بيت الطبيب - فرن الشباك، في حضور ممثل وزير العدل سليم جريصاتي حكمت الحسيني، السفير الروسي ألكسندر زاسيبكين، ممثلين عن قنصلية المغرب، نقيب المحرّرين الياس عون، وممثل نقيب الصحافة عوني الكعكي فؤاد الحركي، وأطباء.

حاج: بعد النشيد الوطني، ألقى نائب رئيس الجمعية اللبنانية لجرّاحي الدماغ والأعصاب الدكتور جان حاج كلمة ترحيبيّة بالرئيس عون، قال فيها: شعاره الإصلاح والصالح العام، متفائل رغم المخفي، الآتي وهو عظيم يذكّرنا بقادة روما إبان حربهم مع قرطاجة عندما كانوا ينهون خطاباتهم بعبارة يجب "أن تسقط قرطاجة" للدلالة على ثبات موقفهم. أما هو فيبشرنا دائماً "يجب أن يبقى لبنان" ومعه سيبقى لبنان. رفض أن تكون حالته كحالة "الممنوع من الصرف" أو "الحبر على الورق" وظلّ متماسكاً مثل قبضة تمسك بوصية، فأبلى بلاءً حسناً بفضل تبصّره وواسع حكمته وجلال تعقله فهبّت عاصفته مرّتين: مرة حين عاد مظفراً من منآه، ومرة حين أمسك بناصية الجمهورية. وتابع: في الوقت الذي يهدّد فيه البعض البعض الآخر على وزن داحس والغبراء، وعلى بحر الجاهلية الطويل قدّم فخامته سياسة الحوار على سياسة المحاور، كيف لا وهو القبطان، ويعرف جيداً أن إذا اختلف القبطان مع الريح "بتطلع الفلة بالشختورة". فعهده عهد تضميد الجراح لا رشّ الملح عليها. معه نستعيد منطق الدولة، وحاضرنا استقرار، ومستقبلنا ازدهار، هو رئيس 24 قيراط ويستحق عن جدارة لقب "بيّ الكل" فهو أب للجميع و"آب اللهاب" في وجه كل من تسوّل له نفسه الاقتراع على ثوب الوطن وثوابته.

كذلك رحّب الحاج برجل الفضاء الروسي أنطون نيكولاييفيتش شكابليروف، وقال: نحيي رجلاً عظيماً شاهد السماء والأرض، ورأى ما لم نرَ... نقدّر شجاعته وتضحياته. شرّفنا من روسيا رجل فضاء في نقابة الأطباء إنه السيد أنطون نيكولاييفيتش شكابليروف.

جبور: ثم تحدث رئيس الجمعية العالمية لجراحي الدماغ والأعصاب المتحدّرين من أصل لبناني" الدكتور باسكال جبور عن التحديات التي يواجهها الأطباء، جراحو الاعصاب والدماغ راهناً في لبنان والعالم، "نظراً إلى سرعة التطور التقني وتطوّر المعدات الطبية ووسائل الاتصال وتطوّر الطبّ عبر الإنترنت وحاجة الأطباء إلى التكيّف مع هذه المستجدات، وإلى تطوير مهاراتهم العلاجية والطبية، لا سيما في ضوء اتساع معرفة المرضى عن أمراضهم من خلال وسائل البحث الإلكتروني"، مشدداً على "حاجة الأطباء إلى أن "يكونوا مرنين في التعامل مع التطورات وليتمكنوا من التأقلم مع رياح التغيير".

ابو خالد: من جهته، اعتبر رئيس "الجمعية اللبنانية لجرّاحي الدماغ والأعصاب" الدكتور خالد ابو خالد، أن المؤتمر "مناسبة لتبادل الخبرات والتعرّف عن كثب إلى إنجازات مغتربينا ولنفرح بنجاحاتهم ووصولهم إلى أعلى المراتب في البلدان حيث يعملون".

ولفت إلى أن "الجمعية تسعى إلى تنظيم مؤتمرات في كل المناطق اللبنانية وتوحيد البروتوكولات في كل المستشفيات، كما تعمل على تحفيز البحوث العلمية، فأقرّت لهذه الغاية جائزة الطبيبين فؤاد حداد وجدعون محاسب لأفضل بحث علمي".

بيطار: بدوره أكد الدكتور الياس بيطار ممثلاً نقيب أطباء الشمال الدكتور عمر عياش، أن "هدف نقابتيّ الأطباء في بيروت والشمال، الدفاع عن مصالح الأطباء وحقوقهم، المساهة في التثقيف الطبي المستمر وإطلاع الزملاء الأطباء على كل جديد في العالم من اكتشافات حديثة وبحوث تساعد على تقديم أفضل علاج للمرضى، إضافة الى تشجيع السياحة الطبية التي كان لبنان وما زال، رائداً فيها. ما يخوّله استرجاع دوره كمركز استشفائي نوعي على مستوى الشرق الاوسط".

الصايغ: أما نقيب أطباء بيروت الدكتور ريمون الصايغ فشدّد على أهمية المستوى العلمي للأطباء اللبنانيين، موضحاً أن "همّنا بقاء لبنان منارة العلم والطبّ من خلال جودة التعليم الطبي والأخلاقي"، لافتاً إلى أن "العالم يشهد على مستوى الطب في لبنان من خلال الأطباء اللبنانيين المنتشرين، وعلينا الحفاظ على هذه الصورة بالتزام الآداب الطبيّة والنوعيّة الطبيّة".

وشدد على "أهمية الموافقة المستنيرة من خلال تزويد المريض بكل المعلومات اللازمة عن مرضه وطريقة علاجه ومساره والمعدّات الطبيّة المستعملة في ذلك، والمضاعفات التي يمكن أن يتعرّض لها ومن خلال تعريفه بواجباته وحقوقه صوناً للطبيب وتوعية للمريض". ولفت إلى "ضرورة التثقيف الطبي المستمر ووجوب إعادة النظر في معلومات الطبيب التقنية والطبية"، معتبراً أن "من واجبات نقابة الأطباء الاهتمام بهذا الموضوع والسهر على تنفيذه".

الرياشي: أخيراً، تحدث ممثل راعي المؤتمر الوزير الرياشي فاعتبر أن "مهمتكم أخطر من الحرب لأن مهمتكم تتناول الجسم اللبناني المريض والعليل بحرب ما بعد الحرب من الإحباطات، إلى الأزمات النفسية، إلى التوتر العصبي الذي يعاني منه كثيرون من شبابنا وشعبنا، نتيجة حرب ما بعد الحرب، نتيجة الوضع الاقتصادي الصعب ونتيجة أمور كثيرة".

وقال: أنتم الساعد الأيمن للحكومة الحالية وربما لحكومات سابقة لم تعرف كيف تستعين بكم، لننهض من جديد بلبنان ونزيل الإحباط النفسي، وهو من مهمتكم، والإحباط الجسدي والمادي الذي هو مهمتنا.

أضاف: الجهاز العصبي عند الإنسان يشبه الشجرة، وهذه الشجرة أنتم جزء أساسي منها، شجرة لبنانية جذورها في لبنان وبعض أغصانها في لبنان، وأغصان كثيرة لها في الاغتراب لمتحدرين من أصل لبناني، وباسم فخامة الرئيس أقول لكم، لا سيما لمن يعيشون في الاغتراب، انتبهوا الى الجذور لانه إذا ماتت الجذور تموت الشجرة، ولا تنسوا وطنكم.

رائد الفضاء الروسي: وكان لافتاً حضور رائد فضاء روسي يعمل في المحطة الدولية أنطوان نيكولاييفيتش شكابليروف.الذي حضر خصيصاً للمناسبة، وعرض لتجربته مع الفضاء من خلال شريط فيديو حاز على إعجاب الحاضرين. وكرّمت الجمعيتان سكابليروب بتقديم شهادة له عن أرزة زُرعت باسمه في "محميّة أرز الباروك". كذلك قدّم رائد الفضاء إلى رئيس الجمهورية لوحة تحمل رسماً لأول رجل فضاء روسي، تسلمها ممثل الرئيس الوزير الرياشي.

 

الحريري يؤكد في واشنطن ثوابت لبنان بعدم دمج النازحين/لازاريني: العودة قبل اوانها قد تجـر الى لجـوء نهائـي

المركزية/08 تموز/17/جاء الإعلان عن زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري لواشنطن في الثاني والعشرين من الجاري ولقائه سيد البيت الأبيض دونالد ترامب في خضم الجدل القائم حول التفاوض مع السلطات السورية لتأمين عودة النازحين السوريين الى بلدهم. وإذا كان من البديهي أن يتطرق رئيس وزراء لبنان ووزير خارجيته جبران باسيل وأعضاء الوفد مع المسؤولين الأميركيين إلى أزمة النازحين التي أنتجت سبحة أزمات أمنية واجتماعية واقتصادية متشبعة لا يزال لبنان يتخبط فيها، فإن البحث، بحسب ما أفادت أوساط سياسية "المركزية" سيتفرع إلى أمد وجود النازحين في لبنان، وما إذا كان من خطة تلحظ عودتهم تدريجيا مع تأكيد ثوابت لبنان في عدم إفساح أي مجال من قبل الحكومة اللبنانية، لدمج هؤلاء في المجتمعات المضيفة لاعتبارات عدة أولها مسألة التوطين. وفي حين حسم الوزير باسيل آفاق العلاقة مع الجانب السوري الرسمي بقوله " إن العودة تتم اما عبر الحكومة السورية اومن دونها" وكأنه بذلك ينفي أي حاجة للتفاوض، مع إشارته إلى أن العلاقات الديبلوماسية والأمنية والعسكرية قائمة، سيحمل الوفد طلبا إلى الأميركيين بالعمل على تحقيق العودة الآمنة للنازحين بعيدا من الصفة الطوعية التي يتمسك بها الاطراف الدوليون، في ضوء الاعتبارات الوطنية التي تحكم التعامل مع ملف النازحين. وإزاء التباين في مقاربة المسألة بين لبنان والمجتمع الدولي، فإن الوفد سيشرح توجهات لبنان ويعرض التصور المتضمن ترتيبات العودة على مراحل. وسيجدد باسيل الاصرار على أن الحل لأزمة النزوح يبدأ بعودة آمنة للنازحين إلى المناطق الممكنة داخل سوريا على دفعات، الكلام الذي لم يرق للمسؤولين الغربيين ولا حتى الى حلفاء سوريا وظهر ذلك جليا في تصريح وزير خارجية الصين وانغ يي، ونائب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان فيليب لازاريني الذي اعتبر ان العودة تأتي بعد الحل النهائي وان لا أحد يمكنه أن يتكهن الى متى ستطول هذه الفترة. وقال المسؤول الاممي في رد مبطن على الجانب اللبناني: "لا نزال بعيدين عن حل سلمي للنزاع ولا تزال هناك أعمال عدائية، والدفعة الأولى للنازحين العائدين إلى عسل الورد لا يمكن اعتبارها في سياق عودة منظمة بل فردية. أما بالنسبة الى الديبلوماسية اللبنانية، يقضي التحرك في المحافل الدولية بالعمل مع الجهات المعنية من اجل تأمين عودة آمنة لا طوعية وتهيئة ظروف ممهدة لها وعدم الرضوخ لنداءات من يقف في وجه هذا الامر. ويكمن الاختلاف بين المقاربتين في طوعية العودة التي حارب وزير الخارجية من دون جدوى من أجل حذفها من متن قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2254 الصادر في كانون الاول 2015، ووجه آنذاك رسالة إلى الأمين العام السابق للامم المتحدة بان كي مون، معتبرا أن إصرار اللاعبين الدوليين على طوعية العودة، حتى في ما بعد انتهاء النزاع أمر يثير مخاوف لبنان الذي يتهدد كيانه وأمنه في حال إطالة فترة بقاء النازحين السوريين فيه وفرض أي شكل من اشكال اندماجهم في المجتمع اللبناني. من هذا المنطلق، جاء استعمال كلمة "نازحين" وليس "لاجئين" في سياق حماية لبنان من أي تبعات متأتية من متطلبات اللجوء، مراعاة للدستور اللبناني الذي يمنع التوطين وكون لبنان غير موقع على اتفاقية اللاجئين.هذه الإشكالية حملتها "المركزية" إلى لازاريني سائلة كيف يمكن الطلب إلى لبنان الالتزام بمبادئ اللجوء وطوعية العودة وهو ليس طرفا في الاتفاقية؟ فقال: "صحيح ان لبنان ليس طرفا في الاتفاقية لكنه في المقابل التزم مرارا بعدم الإعادة القسرية، وهذا يعني أنه لا يمكن اجبار اللاجئين السوريين على العودة. كما أن هناك مساراً سياسياً جارياً حاليا وهذا يعني أن كل ما يتعلق بمسألة العودة يجب أن يمر عبر هذا المسار. وفي وقت تتحضر الدفعة الثانية من النازحين لمغادرة عرسال الى عسال الورد بإرادتهم وتزايد إعداد الراغبين بالعودة يوما بعد يوم، أكد لازاريني أن في حال تمت العودة والنزاع لا يزال قائما فإن خطر ديمومة اللجوء الثاني يصبح اكبر بمعنى ان العودة قبل اوانها قد تجر نزوحاً او لجوءا نهائيا في المرة الثانية. وكرر لازاريني"ان التزام الحكومة اللبنانية بعدم الإعادة القسرية يعتبر التزاما بعدم دفع الناس إلى العودة ولا حتى تشجيعهم للعودة إلى أمكنة لا يمكن ضمان الأمن فيها".

 

المعالجة الرسمية لمعضلة "النزوح" تنطلق عملياً في اجتماع للجنة الوزارية المختصة

جهد دبلوماسي مطلوب لاقتناص "المناطق الآمنة".. وجعجع: لمراسلة الامم المتحدة

التعيينات الى إرجاء جديد.. العمل التشريعي يتحرك.. وقمّة ترامب – بوتين "مثمرة"

المركزية/08 تموز/17/اذا كان اللبنانيون أبشروا خيرا بطي صفحات الكباش الذي استمر أشهرا حول "جنس" قانون الانتخاب، وارتفع منسوب تفاؤلهم أكثر بعد أن استمعوا الى "وثيقة بعبدا" التي وعدت بورشة مؤسساتية للنهوض بالاقتصاد وتحقيق الانماء، فإن فرحهم الحذر هذا لم يدم طويلا، ذلك ان الخلاف المحلي سرعان أن استجد بعيد العملية الاستباقية التي نفّذها الجيش في عرسال، وعنوانه هذه المرة "كيفية تفكيك "قنبلة" النزوح السوري"، وقد بلغ الشرخ العمودي بين أهل الحكم في مقاربة هذا الملف حدودا متقدمة باتت تهدد جدّيا وحدة الحكومة.

نحو آلية موحدة: وفيما رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سحب فتيل القضية من طاولة مجلس الوزراء الاربعاء الماضي وأخذ معالجة الموضوع على عاتقه، تطمئن مصادر مطّلعة عبر "المركزية" الى ان التباعد في وجهات النظر بين الاطراف الحكومية، سيبقى مضبوطا ولن يعطّل عمل المؤسسات الدستورية، حتى انها تتوقع ان يتم ولو بعد حين، الاتفاق على آلية رسمية واحدة، لاطلاق قطار اعادة النازحين. وفي السياق، توضح ان العماد عون يتشاور مع رئيس الحكومة سعد الحريري في الخيارات المطروحة لتحقيق العودة وقنوات التنسيق مفتوحة بين الرجلين في هذا الشأن.

الملف الى اللجنة: على أي حال، سيحضر الملف الملتهب على طاولة اللجنة الوزارية المختصة بمتابعة قضية النازحين السوريين، عصر الثلثاء المقبل بعد ان دعاها الرئيس الحريري الى اجتماع للبحث في مستجداته. وتقول مصادر وزارية لـ"المركزية" ان الاجتماع المرتقب يدل الى جديّة رسمية في التعاطي مع القضية والى إصرار على إيجاد علاج حقيقي وعملي للأزمة، بعد ان أدرك الجميع تداعياتها الامنية والاقتصادية على لبنان. واذ تكشف ان المداولات ستخصص للبحث في الآلية الافضل لاطلاق قطار العودة، تعتبر المصادر ان نجاح اللجنة في مهمتها يبقى مربوطا باستعداد الاطراف كلها لابعاد الملف عن التوظيف السياسي المحلي والاقليمي، مشيرة الى ان الأولوية ستعطى لخيار التواصل مع الامم المتحدة.

انقسام مقابل اتفاق: وفي ظل الانقسام العمودي ازاء آلية العودة، اتفق الرئيسان الاميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين أمس على وقف لاطلاق النار في جنوب سوريا. هذه الخطوة قد تشكّل منطلقا لهدنة أوسع في البلاد، تتابع المصادر، الامر الذي سيوسّع رقع البقع الآمنة فيها. وبالتالي، تشير الى ان الدولة اللبنانية مطالبة باستغلال هذا الواقع الدولي الجديد، لرفع الصوت ومطالبة الجهات النافذة في اللعبة السورية وعلى رأسها واشنطن وموسكو، باطلاق عجلة اعادة النازحين الى هذه المناطق تدريجيا، بالتزامن مع تثبيت وقف النار على الاراضي السورية. واشارت الى ان تزخيم العمل الدبلوماسي اللبناني على خط عواصم القرار أفضل السبل لأكل "عنب" العودة. أما القنوات الاخرى فقد "تقتل الناطور" ولا تحقق الهدف، خصوصا ان مستقبل النظام السوري ورئيسه، ضبابي الى حد كبير.

رفع الصوت في واشنطن: وليس بعيدا، تقول المصادر ان الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الحريري الى الولايات المتحدة في 22 الجاري ستكون فرصة لنقل موقف لبنان من قضية النزوح الى البيت الابيض مباشرة، قبل ان يُسمِعه في موسكو في أيلول المقبل، حيث سيتمسك برفض اندماج النازحين وبعودتهم الآمنة.

جعجع: وفي السياق، أعلن رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع لـ"المركزية" أن الحزب سيتقدم الى الحكومة اللبنانية في الاسابيع القليلة المقبلة بمشروع لتتخذ قرارا سياديا باعادة النازحين". وقال "نحن لم ننتظر قرارا من أي طرف خارجي لدى استقبالنا النازحين السوريين، ولن نتتظر الآن اي قرار لإعادتهم الى مناطق واسعة في بلادهم باتت اليوم آمنة. ورؤيتنا تقوم على ان "ترسل الحكومة رسالةً الى الامين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريس، تبلغه فيها موقفها بضرورة إطلاق قطار اعادة النازحين الى بلادهم، فيُصدر هو تعليماته للادارات والمؤسسات الدولية المعنية للتعاون مع حكومة لبنان والتفاهم معها على "خطة" العودة بشقها اللوجستي والتقني".

عينات وتحقيقات: وفي الانتقال الى شق آخر من تردّدات عملية عرسال، وتحديدا الى الجانب "الانساني" منها، أكدت معلومات صحافية ان الاطباء الشرعيين الذين كلّفهم مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، أخذوا عينات من جثث السوريين الأربعة الذين قتلوا بعيد المداهمات، وبدأوا عملهم لتحديد أسباب الوفاة. في الموازاة، أعلنت مديرية المخابرات أنها أحالت لغاية تاريخه 13 موقوفاً سورياً من الذين أوقفوا خلال مداهمة المخيمات في عرسال، على القضاء المختص لتورطهم في الأعمال الإرهابية.

جرود عرسال: في غضون ذلك، استعدادات حزب الله لمعركة تطهير الجرود على قدم وساق. وقد أكدت اوساطه لـ"المركزية" "اننا بتنا قاب قوسين او ادنى من الحسم، لان ما يحصل في الجرود لم يعد يحتمل الانتظار".وأوضحت "ان عناصر الحزب سينطلقون من الاراضي السورية (لا اللبنانية) الى جانب الجيش السوري، من اجل الإطباق على مسلّحي "داعش" و"النصرة" في حين ان الجيش اللبناني سيتولّى منعهم من التوغل الى الجهة اللبنانية"، مؤكدةً "اننا على تنسيق مع الجيش اللبناني في هذا المجال لضمان نجاح المعركة".

امتحان الثانوية: على صعيد آخر، بدت الدولة تقف امام امتحان جديد مع صدور نتائج "الثانوية" اليوم، ذلك ان ظاهرة اطلاق النار ابتهاجا تكررت رغم تحذيرات قوى الامن. وعليه، قالت اوساط مراقبة لـ"المركزية" ان "المسألة هذه باتت تضع هيبة الدولة على المحك وتتهدد صورة العهد. والتحدي هنا، ليس مِن مسؤولية القوى الامنية التي تنجح غالبا في توقيف المرتكبين، بل يكمن في التشدد في العقاب وفي كف يد السياسيين عن القضاء، فعدم محاسبة من "يستوطون حائط" الدولة سيقضي على امال اللبنانيين الخجولة بامكانية قيامها قريبا".

إرجاء التعيينات؟: اما اجندة الاسبوع الطالع، فتسجّل جلسةً لمجلس الوزراء كان يفترض ان تتخللها سلّة تعيينات ادارية. الا ان الخلاف السياسي حول آلية التعيينات قد يرجئ إنجازها. وفي السياق، أعلن وزير الاشغال العامة يوسف فنيانوس اليوم "أننا لن نقبل بعد اليوم بتكرار تجربة التعيينات الأخيرة التي طبخت طبختها بين التيار الوطني الحر والقوات ووزعت على طريقة ثلاثة أرباع بربع". في الموازاة، يتوقع ان تفعّل عودة رئيس مجلس النواب نبيه بري من الخارج في الساعات المقبلة، عمل المؤسسة التشريعية حيث من المفترض ان يدعو الى سلسلة جلسات سيكون على رأس جدولها سلسلة الرتب والرواتب واقرار الموازنة.

لقاء مبشِّر: دوليا، بقي اللقاء الأول من نوعه بين ترامب وبوتين في الواجهة لا سيما أنه لم يكن "شكلّيا" بل خرج بثمار تبشّر بالخير، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية". فالرجلان اتفقا على وقف للنار في الجنوب السوري سيدخل حيز التنفيذ ظهر غد، وفق ما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة في هامبورغ، مشيرا الى ان "خبراء روس واميركيين وأردنيين اتفقوا في عمّان، على مذكرة تفاهم لإقامة منطقة خفض تصعيد" في درعا والقنيطرة والسويداء. من جهته، رحب وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون بالاتفاق بين البلدين قائلاً "إنه المؤشر الأوّل إلى أنّ الدولتين قادرتان على العمل معاً في ما يتعلق بسوريا".

تيلرسون في الكويت: أما في جديد أزمة "عزلة" قطر، فتتكثف الحركة الدولية لاعادة اطلاق المسعى الكويتي لرأب الصدع. فبعد ان دعا وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أمس من السعودية، جميع الاطراف إلى الاصطفاف خلف جهود الوساطة الكويتية والعمل لوقف التصعيد، يصل تيلرسون الاثنين الى الكويت في جولة ستقوده الى الرياض والدوحة، بعيد تعبير واشنطن عن قلقها من بلوغ الأزمة الخليجية طريقا مسدودا.

 

حزب الله يسلم الجيش الجرود بعد المعـــارك ونصرالله يُجهز على الدولة والكرة في ملعب عون

المركزية/08 تموز/17/لم ينتظر حزب الله مرور أكثر من أسبوع على عملية الجيش النوعية في عرسال ليطلق نفير معركته المقبلة. وستكون جرود عرسال وجهة مقاتلي الحزب المستمرين في الانخراط بقوة في الميدان السوري، على أن "تسلم الجرود إلى الجيش عند انتهاء المعارك". وإذا كان هذا الخطاب يحمل بين سطوره استهدافا واضحا لهيبة الجيش الذي لا ينفك يسطر الانجازات، فإن المراقبين يربطون بوضوح بين هذه الاحتمالات في ما يخص معركة جرود عرسال، وخطاب الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله الأخير الذي أعلن فيه بكثير من الصراحة أن الحرب المقبلة مع اسرائيل ستشهد إنخراط آلاف المقاتلين المنتمين إلى الحرس الثوري الايراني وسواه من الفصائل، على الأراضي اللبنانية، في موقف اعتبر قفزا فوق الدولة والحكومة والعهد، الذي يقوده الحليف المسيحي الأول، العماد ميشال عون. وفي معرض التعليق على الكلام عن معركة عرسال، تعتبر مصادر سياسية مناهضة لحزب الله عبر "المركزية" أن "الحزب يستكمل الاجهاز على الدولة، وقد بات الشعب اللبناني مستنكفا عن التفاعل السلبي مع مواقف من هذا النوع، وفي ذلك تعبير صارخ عن يأس من احتمال إصلاح واقع الحال". وتذكّر المصادر بأن هذه الصورة تعود أولا إلى أن "اللبنانيين راهنوا على القبول بانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، على رغم درب الجلجلة الطويل الذي سبق هذه العملية. غير أن ذلك لم يؤد إلى تعزيز وجود الدولة في التركيبة السياسية الراهنة". ومن زاوية محلية صرفة، تشير المصادر إلى أن مواقف حزب الله الأخيرة تشكل رسائل –إن لم يكن ضربة- واضحة لعهد الرئيس عون الذي دعمه الحزب طويلا، "ذلك أن الخطاب التهديدي الأخير للأمين العام لـ "حزب الله" الذي لوح خلاله بمجيء مئات آلاف المقاتلين من دول معينة، مع ما ينطوي عليه ذلك من صبغة طائفية ومذهبية، أتى في اليوم التالي لترؤس رئيس الجمهورية (الذي أراده الحزب وعطل البلد من أجل انتخابه) طاولة التشاور الوطني تحت عنوان محاولة تعزيز المؤسسات وتنشيط النمو الاقتصادي. وفيما جعلت الطاولة الحوارية اللبنانيين يتفاءلون بمجيء آلاف من السياح في موسم الاصطياف، أتى كلام نصرالله لينسف هذه الآمال ويهدد الشعب اللبناني بمليون مقاتل من ذوي الخضوع الكامل للولي الفقيه"، مذكرة أن "نصرالله أقر شخصيا بكونه مجرد جندي في ولاية الفقيه، واعترف بوضوح أن ماله وأفكاره تنبع من الولي الفقيه، وهي غير قابلة للنقاش والمراجعة بما يتفق مع الدستور والقوانين". وعما إذا كان الربط بين مواقف نصرالله والحملة التي تستهدف الجيش عبر وسائل التواصل الاجتماعي جائزا، تكتفي المصادر بالاشارة إلى أن "ليس من الضروري ربط الأمرين، وإن كانا يؤديان إلى النتيجة نفسها. والأهم يكمن في تحقيق شفاف لتصبح القضية (وفاة 4 موقوفين في ملف عرسال) جلية، علما أن أي تحوير في هذا الاطار يكشف بسهولة في زمن التواصل الاجتماعي".

 

 معركة جرود عرسال تنطلق بعد ساعات...والاستعدادات شبه مُنجزة و"حـزب الله" والنظام يتحرّكان من سوريا والجيش يلاقيهما من لبنان/الحجيري: امن البلدة والمخيمات مضبوط ونتوقّع ردّات فعل بسيطة

المركزية/08 تموز/17/بدأت طبول معركة تنظيف جرود عرسال من المجموعات المُسلّحة والجماعات الإرهابية التي تتحصّن في مناطق جردية تصل ما بين جرود البلدة اللبنانية وجرود القلمون السورية، تُقرع وتدل اليها اشارتان: الاولى دخول الطيران الحربي السوري على الخط مجدداً عبر توجيه ضربات مركّزة ومكثفة على مواقع المسلحين في الجرود، والثانية المعلومات المتقاطعة عن اطلاق "حزب الله " امر عمليات لمقاتليه تُرجم بوصول دفعات معززة من عناصر التدخل والاختصاص إلى جرود عرسال. اوساط "حزب الله" اكدت لـ"المركزية" "ان الحسم بات قاب قوسين او ادنى، لان ما يحصل في الجرود لم يعد يحتمل الانتظار، وان الحسم السريع مرتبط بمدى جهوزية المجموعات المسلّحة وقوّة تحصيناتها"، الا انها جزمت في الوقت نفسه "ان لا عودة الى الوراء في هذا الموضوع، ولن تنتهي المعركة الا بإنهاء كل المسلّحين وخروجهم من الجرود". ولفتت الى "ان عناصر الحزب سينطلقون من الداخل السوري وليس عبر الاراضي اللبنانية الى جانب القوات النظامية السورية من اجل الاطباق على مسلّحي "داعش" و"جبهة النصرة" الذين ينتشرون في مناطق غير آهلة بالمدنيين، في حين ان الجيش اللبناني سيتولّى "تطويقهم" من الجهة اللبنانية"، مؤكدةً "اننا على تنسيق مع الجيش اللبناني في هذا المجال للحدّ قدر الامكان من وقوع خسائر بشرية، ولكي تأتي المعركة بالنتائج المرسومة لها". واوضحت اوساط الحزب "ان الارهابيين يتغلغلون داخل المخيمات وعددهم كبير، وهذا ما حذّر منه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من تحوّل مخيمات النازحين السوريين الى بؤر امنية تهدد الاستقرار اللبناني"، وشددت على "ان من مصلحة لبنان واللبنانيين فتح قنوات التواصل والحوار بين الحكومتين اللبنانية والسورية للبحث في عودة النازحين، خصوصاً ان هذه الازمة تُثقل بتداعياتها الامنية والاقتصادية والاجتماعية كاهل اللبنانيين"، وقالت "سواء كنّا مع النظام السوري او ضدّه لا مفرّ من التعاطي معه لتأمين عودة النازحين. كل دول العالم والمؤسسات الدولية تتعاطى مع النظام كممثل شرعي ووحيد للدولة السورية، فلماذا هذا التعنّت اللبناني في التواصل معه"؟ وتوقّعت الاوساط "ان تكون اولى نتائج معركة جرود عرسال عودة دفعات جديدة من النازحين الى قراهم التي باتت اكثر اماناً"، مستبعدةً "اي ردّات فعل من مخيمات النازحين في عرسال ضد عناصر الجيش والمناطق اللبنانية". الحجيري: من جهته، طمأن رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري عبر "المركزية" الى "ان الوضع داخل البلدة هادئ ومستقرّ ولا يستدعي القلق"، مؤكداً جهوزية البلدية لأي طارئ لا سمح الله تزامناً مع معركة الجرود من اجل الدفاع عن وجودنا وعن بلدتنا، مكرراً القول "ان عرسال خط الدفاع الاوّل عن لبنان، وان الدفاع عنها انما دفاع عن كل لبنان واللبنانيين". وكشف "عن تلقّيه رسالة تهديد عبر كيس اسود وصله عبر احد عناصر شرطة البلدية القاه اشخاص يستقلّون سيارة، يحوي على ذخائر وانواع مختلفة من الخرطوش"، لافتاً الى "ان فصيلة الدرك في عرسال فتحت محضراً بذلك وستعاين كاميرات المراقبة الموجودة في المكان، وان عدداً من عناصر المعلومات زارني للتحقيق معي". ولم يستبعد "حصول ردّات فعل "محدودة وبسيطة" من المخيمات ضد معركة الجرود"، الا انه اكد في الوقت نفسه "ان امن عرسال والمخيمات المنتشرة فيها مضبوط من قبل الجيش الذي يقوم بجهود جبّارة في هذا المجال". وتوقّع الحجيري "ان يُفتح باب العودة لعائلات النازحين في شكل اوسع بعد إنجاز معركة الجرود، خصوصاً في اتجاه بلدات جرابلس وادلب وقرى القلمون".

 

للنظام السوري مصلحة سياسية وعسكرية في عودة النازحين ويعمل على ترجمتها وتسهيلها لبنانياً وعربيـــاً وتركيــاً

المركزية/08 تموز/17/لا يمانع النظام السوري وخصوصا في المرحلة الراهنة في عودة كافة النازحين الى ما تبقى من قراهم ومنازلهم وحتى الى اي منطقة تعتبر آمنة من تلك التي يسيطر عليها مع من يعاونه من الجيوش والتنظيمات الحليفة. وتكشف مصادر دبلوماسية غربية ان نظام الاسد يبدي انفتاحا على دول النزوح: تركيا، الاردن ولبنان وهو اوعز الى سفرائه وممثليه في هذه الدول اعتماد هذا النهج الجديد من التعاون ليس رأفة بالمهجرين والمشردين كما يقال، انما لادراكه لما قد تشكله هذه العودة من رافعة لنظامه وقواته سياسيا وعسكريا. على الصعيد السياسي فإن نجاح هذه الخطوة سيفضي في رأيه الى تحسين موقعه وتلميع صورته اقليميا وامميا بفعل المجازر والمعارك التي حصدت الالاف من السوريين، والتي اتهمت قواته بارتكاب معظمها كما ان العودة هذه في حال اتمامها ستدفع من دون شك الى تعزيز موقعه على رأس النظام وتأكيد دوره في اي خطط وحلول مستقبلية اقله للساحة السورية ان لم يكن للمنطقة ككل كما يتطلع ويطمح. اما على المستوى العسكري تضيف المصادر فان الرئيس الاسد يسعى الى تثمير عملية العودة واستغلالها من خلال برامج اعدها لاعادة اخضاع العائدين وخصوصا الشباب منهم ولو بالقوة ومن خلال اعتماد سياسة الترغيب والترهيب للالتحاق بالخدمة الاجبارية للاستفادة من قدراتهم العسكرية بعد الحاقهم بقواته المقاتلة على اكثر من جبهة مفتوحة والتي باتت تفتقر للعديد (العناصر) نتيجة فرار العديد واستشهاد ومقتل الكثير ايضا. كما تكشف المصادر ان الاسد هو من بادر الى هذه الخطوة وطلب من اصدقائه وحلفائه معاونته في تنفيذها. وهو ايضا وبالتنسيق مع حلفائه يسعى الى فتح المعابر والطرقات التي من شأنها ان تسهل عودة النازحين من اكثر من مكان تحت عنوان تنظيف المواقع الامامية ومن ضمن خطة العودة التي ارسى قواعدها ويسعى الى تنفيذ بنودها. وتشير المعلومات الى ان تحرير جرود عرسال من عناصر داعش والنصرة والغالبية تنتمي الى التنظيم الاخير سيسهم وحده في عودة اكثر من 120 الف نازح حتى ولو كان معظم هؤلاء من المعارضين للنظام او المنشقين عنه لان من اولى مندرجات او بنود خطة العودة العفو عن التائبين والعائدين وتحفيزهم على الالتحاق بالخدمة الاجبارية.

 

ترامب يأمر بمواجهة القوات الإيرانية في سوريا

"واشنطن فري بيكون" - 8 تموز 2017/كشفت صحيفة واشنطن فري بيكون الأميركية، يوم الجمعة، أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أمر بمواجهة القوات الإيرانية عسكرياً في سوريا. وقال مسؤول أميركي للصحيفة - فضل عدم ذكر اسمه - إنه "للمرة الأولى منذ أن تدخلت القوات الأميركية في سوريا، لديها الآن تصريح لاتخاذ جميع الإجراءات للدفاع عن مصالحها ضد الاستفزازات الإيرانية العدائية". وأضاف المصدر أنه "تم توجيه تعليمات جديدة من البيت الأبيض، لاتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية الجنود الأميركيين والمصالح الأميركية في الشرق الأوسط لاسيما في سوريا". وأضافت "واشنطن فري بيكون": بناء على قرارات مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض فإن الرئيس ترامب أعطى أوامره لوزارة الدفاع وقيادة الجيش الأميركي في الشرق الأوسط بالسماح لمواجهة القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها في سوريا".ولم يوضح الموقع الأميركي أن أوامر الرئيس ترامب الجديدة، هل ستنحصر على مواجهة القوات الإيرانية في سوريا أم أنها ستشمل مواجهة القوات الإيرانية في العراق أو نشاط القوارب الإيرانية في الخليج العربي التي تستفز البحرية الأميركية بين الحين والآخر؟ وکان وزير الدفاع الأميركي، الجنرال جيمس ماتيس قد اعتبر إيران أكبر تهديد من التنظيمات الإرهابية الخطرة، مثل داعش والقاعدة وطالب بمواجهة القوات الإيرانية في مناطق نفوذها في الشرق الأوسط. كما أكد وزير الدفاع الأميركي على دور القوات الإيرانية التخريبي للاستقرار في العراق.

 

جعجع: التواصل مع حكومة بشار الأسد يعطّل امكانية عودة النازحين

"المركزية" - 8 تموز 2017/"تماما كما لم ننتظر قرارا من أي طرف خارجي لدى استقبالنا النازحين السوريين، لن نتتظر الآن اي قرار لإعادتهم الى مناطق واسعة في بلادهم باتت اليوم آمنة"، الموقف لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي يجزم أن مسألة بهذا الحجم "سيادية" بامتياز وتعود الكلمة الفصل فيها الى الحكومة اللبنانية فقط لا غير. أما ترجمة القرار الذي يأمل "الحكيم" اتخاذه "رسميا" قريبا، ونقلُ "العودة" من الورق الى أرض الواقع، فله آلية واضحة في معراب، تتجسد في "إرسال الحكومة اللبنانية رسالةً الى الامين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريس، تبلغه فيها موقفها بضرورة إطلاق قطار اعادة النازحين الى بلادهم، فيُصدر هو تعليماته للادارات والمؤسسات الدولية المعنية للتعاون مع الحكومة اللبنانية والتفاهم معها على "خطة" العودة بشقها اللوجستي والتقني. في المقابل، أي تواصل مع النظام السوري من شأنه "عرقلة العودة"، وفق رئيس القوات، ذلك "ان أكثر من 80% من النازحين السوريين من معارضي النظام".

"حان وقت عودة النازحين الى بلادهم"، يقول جعجع مضيفا "نحن كنا في طليعة من تعاطف معهم واهتمّ بهم وقارب ملفّهم بإنسانية عالية. لكن لبنان لم يعد قادرا اليوم على تحمل تبعات النزوح، لا اقتصاديا، ولا أمنيا. البنى التحتية باتت مهترئة، الكهرباء والمياه في حال يرثى لها تماما كما حال الطرقات المزدحمة بشكل مخيف، فيما المزاحمة السورية في سوق العمل أيضا اتخذت أبعادا خطيرة. الى ذلك المخاطر الامنية تزداد، فالاجهزة الامنية والعسكرية قامت بعمل جبار خلال السنوات الست الماضية، لكن لا ندري الى اي مدى هي قادرة على إبقاء الوضع تحت السيطرة في ظل البراكين المشتعلة في المنطقة. وبالتالي، لا مصلحة لأحد لا في الداخل ولا في الخارج بكسر ظهر لبنان". ويضيف "إذا أخذنا في الاعتبار هذه الحقيقة من جهة، وتوقفنا من جهة ثانية عند المساحات الآمنة الموجودة اليوم في سوريا والتي تبدو مرشّحة لمزيد من التوسع في المرحلة المقبلة. أكان في جنوب سوريا وفي شمال غربها حيث السيطرة للأتراك وفي شمال شرقها حيث النفوذ الاميركي، علما ان كلا من هذه المناطق تبلغ مساحته 5 مرات مساحة لبنان، يتبين لنا ان العودة باتت ضرورية وممكنة". وعليه، يتابع جعجع "سنتقدم الى الحكومة اللبنانية في الاسابيع القليلة المقبلة بمشروع لتتخذ قرارا سياديا باعادة النازحين. فنحن لم ننتظر قرارا من أي طرف خارجي لدى استقبالنا النازحين السوريين، لن نتتظر الآن اي قرار لإعادتهم الى مناطق واسعة في بلادهم باتت اليوم آمنة". ورؤيتنا تقوم على ان "ترسل الحكومة رسالةً الى الامين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريس، تبلغه فيها موقفها بضرورة إطلاق قطار اعادة النازحين الى بلادهم، فيُصدر هو تعليماته للادارات والمؤسسات الدولية المعنية للتعاون مع الحكومة اللبنانية والتفاهم معها على "خطة" العودة بشقها اللوجستي والتقني". لكن ثمة من يقول ان الامم المتحدة قد لا تساعد في تحقيق الهدف بناء على تجربة اللجوء الفلسطيني؟ يرد جعجع "ثمة فرق جوهري بين الملفين. ففي حال النزوح السوري، القرار لبناني صرف، وجل ما ستطلبه الحكومة من المنظمة الاممية هو التعاون معها في ترتيبات العودة، فنحن لا ننتظر قرارا من الامم المتحدة، بل هي ذراع تساعد في تنفيذ القرار اللبناني وترجمته على الارض. وفي أسوأ الاحوال، اذا لم تتعاون، فإن الحكومة سترتب الوضع بنفسها مع النازحين لتحقيق العودة.

ويرى جعجع ان التواصل مع حكومة بشار الاسد "يؤخر لا بل يعطّل امكانية عودة النازحين. خصوصا ان 80% منهما سيرفضون العودة اذا ما نسقت مع النظام كونهم هربوا من بطشه. لذلك يجب تجنب اي تعاطٍ مع النظام". ويلفت الى السياق الى مجموعة نقاط يجب التوقف عندها في هذه المسألة، منها ان بشار الاسد لم يعد موجودا عمليا والمناطق التي تحسب لصالحه في سوريا هي في الواقع تحت السيطرة الايرانية، فمع من نتعاطى ونتعاون؟ داعيا الى التحسب من امكانية عزل لبنان عربيا ودوليا اذا تواصل معه، فيما لن تؤتي هكذا خطوة بأي نتائج عملية.

وردا على سؤال، يتوقع رئيس القوات ان يتم التفاهم في المرحلة المقبلة على ورقة لبنانية موحدة وخريطة طريق رسمية مشتركة لتحقيق العودة. ففي تقديره، من يدعون الى التواصل مع الاسد، يعرفون ان مطلبهم لا يؤدي الى اعادة النازحين وهم يحاولون توظيف ورقتهم لتحسين وضعية النظام. الا انهم مع الوقت وبعد أن يتيقنوا رفض الغالبية لما يناشدون به، سيسيرون في التوافق الذي نبحث عنه. وعما اذا كانت مقاربتهم للقضية واحدة مع "المستقبل"، يقول "لدينا تصور مشترك نعم، سنعمل على وضع خطوطه العريضة وعلى بلورة تفاصيله في المرحلة المقبلة، لكننا نلتقي ان وقت العودة حان في ظل المناطق الآمنة، وأن الحكومة بالتعاون مع الامم المتحدة قادرة على تحقيق الهدف، وأن يجب تجنب تسييس الملف".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

هدنة أميركية ـ روسية في الجنوب وخلاف على الأسد و«الحشد» العراقي يسيطر على قرية شرق سوريا

الشرق الأوسط/08 تموز/17/توصل الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين في أول لقاء بينهما عقد على هامش قمة العشرين في هامبورغ أمس إلى هدنة في جنوب سوريا بدءاً من الأحد، في وقت استمر فيه الخلاف بين واشنطن وموسكو حول دور بشار الأسد. وإذ أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن التوصل إلى اتفاق «هدنة الجنوب» جاء بعد محادثات «بناءة» في قمة ترمب - بوتين، قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إن الهدنة «نجاحنا الأول» وإن الولايات المتحدة «لا ترى أي دور في الأجل الطويل لعائلة الأسد في سوريا». وأضاف أنه لم تتقرر كيفية مغادرة الأسد لكن سيكون هناك انتقال سياسي بعيدا عن حكومته. ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) عن محمد المومني، الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، أن روسيا والولايات المتحدة والأردن اتفقت على مساندة وقف لإطلاق النار في جنوب غربي سوريا وأن الهدنة سيبدأ سريانها غدا. في غضون ذلك، سيطرت «عصائب أهل الحق» العاملة ضمن «الحشد الشعبي» العراقي المدعوم من إيران على بلدة حميمة جنوب غربي مدينة البوكمال، على الحدود السورية - العراقية بعد انسحاب عناصر «داعش» منها أمس.

 

«كيمياء إيجابية» بين ترمب وبوتين في لقائهما الأول واتفاق في قمة «مجموعة العشرين» على تعزيز التعاون لمكافحة الإرهاب

الشرق الأوسط/08 تموز/17/طغى لقاء الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين، أمس، على فعاليات أول أيام قمة مجموعة العشرين في هامبورغ، حيث ناقش الرئيسان على امتداد أكثر من ساعتين الأزمتين السورية والأوكرانية والإرهاب والأمن الإلكتروني، وفق ما أوردت وكالات أنباء روسية.

وقال الرئيس الأميركي لنظيره الروسي إنه «تشرف» بالاجتماع به لأول مرة، لافتا إلى أنه يتطلع إلى «أشياء إيجابية» في العلاقات بين البلدين. وأضاف ترمب: «الرئيس بوتين وأنا ناقشنا أشياء متعددة، وأظن أن الأمور تسير على ما يرام». من جانبه، قال بوتين مخاطبا ترمب: «تحدثت معك عبر الهاتف عدة مرات، إلا أن المحادثات الهاتفية ليست كافية مطلقا». وأضاف: «أنا مسرور أن ألتقي بكم شخصيا سيدي الرئيس». ووصف وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون لقاء الرئيسين بـ«البناء»، وقال إنهما أظهرا «تفاعلاً إيجابياً واضحاً»، مضيفاً: «كانت بينهما كيمياء إيجابية واضحة جداً». وأكد أن ترمب أثار مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية أكثر من مرة مع بوتين وأن الرئيس الروسي «نفى مثل هذا التورط». وعلى صعيد اجتماعات القمة، أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل نجاح الدول الـ19 المشاركة والاتحاد الأوروبي في الاتفاق على أهمية مكافحة الإرهاب وتعزيز آليات تبادل المعلومات بشأن كيفية تجفيف منابع تمويل الإرهاب، مشددة على ضرورة مكافحة تهديد عودة الإرهابيين من مناطق الصراع كسوريا والعراق. كما لفتت المستشارة الألمانية إلى ضرورة تشديد الإجراءات ضد الدعاية الترويجية للإرهاب على الإنترنت.

 

سيناء في مرمى إرهاب «داعش» مجدداً وعشرات القتلى والجرحى في هجوم على نقطة عسكرية... والجيش يعلن تصفية 40 مسلحاً

عادت سيناء أمس لتصبح في مرمى «داعش» مجدداً عبر سلسلة هجمات على نقاط عسكرية أوقعت عشرات الضحايا. وقال العقيد تامر الرفاعي، المتحدث العسكري باسم الجيش، إن «قوات إنفاذ القانون بشمال سيناء نجحت في إحباط هجوم للعناصر الإرهابية على بعض نقاط التمركز جنوب رفح»، مشيراً إلى «مقتل أكثر من 40 إرهابياً وتدمير 6 سيارات يستخدمها المتطرفون في عملياتهم ضد الجيش». لكنه أضاف أن «إحدى النقاط تعرضت لانفجار عربات مفخخة نتج عنه مقتل وإصابة 26 من قوات الجيش». وأوضحت مصادر أمنية أن «مجموعة من الإرهابيين حاولوا تفجير مقر كتيبة للصاعقة في منطقة البرث بشمال سيناء»، مضيفة أن «الإرهابيين حاولوا الهجوم على الكتيبة بنحو 12 سيارة دفع رباعي وعشرات الدراجات النارية، وقاموا في البداية بتفجير سيارتين مفخختين في الكمين وحاولوا حصاره»، مشيرة إلى أن الهجوم أسفر أيضاً عن مقتل العقيد أحمد منسي، قائد الكتيبة.

وأعلن الفرع المصري لتنظيم «داعش»، مسؤوليته عن الهجوم في بيان، فيما نشر الناطق باسم الجيش صوراً لجثث خمسة عناصر تكفيرية شاركت في الهجوم جنوب رفح. وينشط بقوة في سيناء تنظيم «أنصار بيت المقدس»، الذي بايع أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الإرهابي في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2014، وأطلق على نفسه «ولاية سيناء»، لكن هذه التسمية رفضتها السلطات المصرية فصار التنظيم يُعرف في الإعلام بـ«داعش سيناء».

 

تحرك أميركي ـ بريطاني لحل أزمة قطر/جونسون في الرياض... وتيلرسون إلى الكويت الاثنين

الشرق الأوسط/08 تموز/17/بدأت الولايات المتحدة وبريطانيا تحرّكاً لحل الأزمة بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة، وقطر من جهة، ودعتا جميع الأطراف إلى الاصطفاف خلف جهود الوساطة الكويتية، وذلك بعد ساعات من اتهام الدول الأربع الدوحة بإفشال مساعي الكويت وجهودها لحل الأزمة داخل البيت الخليجي. ووصل بوريس جونسون، وزير الخارجية البريطاني، إلى السعودية، أمس، لبحث جهود حل الأزمة، بينما يتوجه ريكس تيلرسون، وزير الخارجية الأميركي، إلى الكويت، بعد غد، بدعوة من أميرها الشيخ صباح الأحمد الصباح للغرض ذاته.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان إن «جونسون سيحث جميع الأطراف على الاصطفاف خلف جهود الوساطة الكويتية، التي تدعمها بريطانيا بشدة، والعمل على وقف التصعيد ووحدة الخليج من أجل الاستقرار الإقليمي». وزاد البيان: «سيناقش جونسون أيضاً مجموعة من القضايا الأمنية والثنائية، مع التركيز على التعاون لمواجهة التهديدات المشتركة المتمثلة في التطرف والأصولية والإرهاب». بدورها، أوضحت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة تشعر بقلق متزايد من أن الخلاف بين قطر ودول عربية أخرى يواجه طريقاً مسدوداً، وقد يستمر لفترة طويلة أو يحتدم، وقالت: «الوزير ريكس تيلرسون يعتزم زيارة الكويت التي تقوم بالوساطة في الخلاف، الاثنين المقبل، مما يسلِّط الضوء على المخاوف الأميركية بشأن الأزمة». إلى ذلك، قال أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، إن سياسة المظلومية والعلاقات العامة الغربية التي تتبعها قطر لن تحجب شمس دعمها للفوضى والتطرف والإرهاب، مشيراً إلى أن الحل ليس في نيويورك ولندن بل في الرياض. وتطرق قرقاش في تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) إلى المعلومات عن الحسابات الوهمية القطرية في الموقع، موضحاً أن تغيير السلوك القطري أسهل للجميع مما تنتجه هذه الحسابات. يُذكَر أن الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، أكدت في بيان مشترك أول من أمس، أن المطالب الـ13 كانت «تهدف إلى محاربة الإرهاب ومنع احتضانه وتمويله، ومكافحة التطرف بجميع صوره تحقيقاً للسلم العالمي، وحفاظاً على الأمن العربي والدولي، وأن كل المطالب أصبحت لاغية، وستتخذ كل الإجراءات والتدابير السياسية والاقتصادية والقانونية بالشكل الذي تراه وفي الوقت المناسب بما يحفظ حقوقها وأمنها واستقرارها، وحماية مصالحها من سياسة الحكومة القطرية العدائية».

 

منع مرور السفن القطرية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس حرصاً على الأمن القومي المصري

الشرق الأوسط/08 تموز/17/أعلن الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس ورئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس والموانئ التابعة لها ملتزمة بتنفيذ قرارات منع السفن القطرية من المرور في هذه الموانئ أو دخولها؛ حرصا على الأمن القومي المصري.

وقال الفريق مميش في تصريحات نقلتها وكالة «أنباء الشرق الأوسط» الرسمية: إن ذلك يأتي في ضوء قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر، وتنفيذاً لقرارات الدولة المصرية بشأن وقف التعامل مع قطر. وأضاف، إن أي قرارات صادرة من الدولة المصرية بشأن هذا الأمر يسري على جميع الموانئ التابعة للمنطقة الاقتصادية؛ لأنها مياه إقليمية، تحكمها الدولة المصرية في مرور السفن من عدمه، لكن لا يسري الأمر على قناة السويس. وأشار إلى أنه وفقاً لاتفاقية القسطنطينية لسنة 1869، فإن هيئة قناة السويس ملتزمة بالاتفاقيات الدولية التي وقّعت عليها الدولة المصرية، حيث إن قناة السويس مجرى ملاحي عالمي لا يجوز إغلاقه أمام حركة السفن العابرة. وأوضح، أن السفن القطرية المارة بموانئ المنطقة ليست حاملات بضائع كبيرة، أما ما تمر بالمجرى الملاحي بقناة السويس هي سفن غاز، ولا يمكن منع عبورها. من ناحية أخرى، أكد مميش عدم تأثر حركة تداول البضائع، وكذلك إيرادات الهيئة الاقتصادية بهذه القرارات؛ نظرا لعدم تردد سفن تابعة لخطوط بحرية منتظمة تنتمي إلى هذه الدولة على موانئ الهيئة أو محطات الحاويات المعاملة في موانئها.

 

تحذيرات من تحرير قوات النظام والمليشيات الموالية له/هل يصب الاتفاق الأميركي الروسي في صالح إيران وحزب الله؟

جواد الصايغ/ايلاف/08 تموز/17/توصلت واشنطن وموسكو إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا، وذلك عقب اللقاء الذي جمع الرئيس الأميركي دونالد ترمب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة العشرين في المانيا. ونقلت رويترز عن مسؤولين أميركيين قولهم "إن حليفي الولايات المتحدة الاميركية، الأردن واسرائيل (يتقاسمان الحدود الجنوبية مع سوريا)، سيشاركان في الاتفاق ايضًا". وبالتزامن مع الحديث عن هذا الاتفاق، خرجت أصوات من العاصمة واشنطن، تحذر من إمكانية ان يصب وقف اطلاق النار في صالح حزب الله وايران. وفي الوقت الذي رحب وليد فارس، مستشار حملة ترمب الانتخابية للشرق الاوسط، باتفاق وقف النار باعتباره امر ضروري لمساعدة المدنيين واللاجئين، حذر في الوقت نفسه من ان يعود هذا الاتفاق بالنفع على المحور الايراني - السوري. وقال فارس في تصريح لـ"إيلاف" إن "وقف إطلاق النار هذا سيفيد الإيرانيين وحزب الله ونظام الأسد على نطاق واسع. ومن شأنه مثلا تحرير المزيد من القوات المنضوية في محور (إيران-حزب الله الأسد) للانتقال إلى الجنوب الشرقي والضغط من أجل السيطرة على الأراضي وصولا إلى الحدود العراقية". وآمل فارس أن تفرض واشنطن وموسكو وقف إطلاق نار مماثل في الجنوب الشرقي لوقف التحركات البرية التي تقودها إيران. وتتواجد قوات أميركية في شرق سوريا، حيث تقدم دعمًا لقوات سوريا الديمقراطية التي تخوض معركة تحرير الرقة ضد تنظيم داعش. وتحاول قوات النظام السوري، بمعاونة مقاتلي حزب الله والمجموعات الايرانية، الوصول الى محافظة دير الزور المحاذية للحدود العراقية.

 

"الـــرياض": قطـــر لا تعـــي خطورة سياساتها ووعليها التوقف عن أداء دور اكبر من حجمها وإمكاناتها

المركزية/08 تموز/17/اشارت صحيفة "الرياض" السعودية إلى "ان اسئلة كثيرة تطرح هذه الأيام عن الخطوات المقبلة التي يمكن للدول الداعية لمكافحة الإرهاب اتخاذها تجاه قطر بعد ردّها السلبي على قائمة المطالب التي قُدّمت إلى امير دولة الكويت والذي حمل كل مؤشرات التعنّت والمكابرة والإصرار على عرقلة اي جهد لحل الأزمة بدءاً من تسريبها إلى وسائل الإعلام فور تسلمها في تصرف يمثل استهتاراً بالأعراف والقواعد التي تحكم العلاقات بين الدول، وهو ما تغاضى عنه في سبيل تحقيق المصلحة الأهم في هذا التوقيت رمز خليجي كبير هو الشيخ صباح الأحمد الذي يمثل مدرسة في فنون الدبلوماسية واصولها".

واعتبرت "ان الخيارات المتاحة امام السعودية والإمارات والبحرين ومصر كثيرة وجميعها مشروعة وهو ما تدركه السلطات الحاكمة في الدوحة، وقبل سردها وتحليل آثارها من المهم طرح السؤال الاتي "هل تعي قطر خطورة سياساتها"؟ ولفتت الصحيفة السعودية إلى "ان الإجابة عن هذا السؤال حتى الآن "لا"، فقد بدا للجميع ان قطر لا تزال في غيبوبتها منذ عشرين عاماً التي استفادت خلالها دول ومنظمات إرهابية منها لتسحب من رصيدها ما تموّل به اجنداتها التخريبية في المنطقة". اضافت "قبل البحث عن حل لهذه المشكلة رأفة بقطر الكيان والشعب لا النظام الحاكم سيكون من المهم البدء في إفاقة المريض وإعادته للوعي، وهذا ما حرصت الدول الخليجية والعربية على فعله من خلال إجراءات لم تقتصر على اربع دول فقط، فقائمة نبذ سلوك الدوحة تشمل دولا اخرى قطعت علاقاتها السياسية مع قطر في حين خفّضت اخرى مستوى تمثيلها الدبلوماسي، وهذه القائمة مرشحة للزيادة، خصوصاً بعد الردّ القطري الذي يمكن اختصاره في الرغبة بمواصلة دعم الإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وتوفير الملاذ الآمن لكل خارج عن القانون". واعتبرات "الرياض" "ان على المسؤولين عن القرار القطري سواءً في الداخل او الخارج مراجعة الحسابات سريعاً والتوقف عن اداء دور اكبر من حجم الدولة وإمكانياتها التي يعرف الجميع ضآلتها، واستيعاب ان امن الأوطان واستقرارها ليس مجالاً للتفاوض او المساومة، وفهم رسالة الدول الأربع جيداً فهي لن تتهاون مطلقاً في الدفاع عن مقدراتها ومصائر شعوبها ولن تدخر جهداً في سبيل قطع اي يد تمتد إليها".

 

"يديعوت احرونوت": مخيّم إسرائيلي لتدريب الأطفال على الأسلحة

المركزية/08 تموز/17/ذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية "ان تدريباً على الأسلحة النارية للأطفال البالغين من العمر 10 سنوات يجرى في مستوطنة ياكير شمالي الضفة، خلال فعاليات مخيم صيفي يتم فيه تدريب الأطفال الذين انهوا الصفين الرابع والخامس على ببندقية M16.".

وتخضع الفتيات، بحسب الصحيفة، "للأنشطة التي تنطوي على ورش عمل حول تصفيف الشعر، مانيكورينغ والتصميم. ويتم تدريب الأطفال مع بنادق M16 الحقيقية". ولفتت الى "ان عدداً قليلاً من الآباء اعربوا عن سخطهم من محتويات المخيم الصيفي الذي وصفوه بـ"معسكر حماس".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ملف النازحين وقمة العشرين

الدكتورة رندا ماروني/09 تموز/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=56891

إذا نظرنا إلى تاريخ العلاقات التنسيقية اللبنانية السورية في تاريخ لبنان الحديث وبالتحديد بعد وصول الحكم الأسدي إلى السلطة في سوريا نرى إنها خالية من التنسيق، وإذا نظرنا إليها لفترة أقدم، فلقد طُبّعت هذه العلاقات بالأزمات لأسباب متعددة: تاريخية وسياسية واقتصادية وعقائدية.

الواقع إننا أمام نموذجين شديدي الاختلاف بين الدولتين في الشكل وفي المضمون، في تكوين النظام السياسي وحركته وأهدافه، وفي دور العسكر في السلطة، وفي أسس العلاقة بين الدولة والمجتمع، وفي النظام الاقتصادي، وفي الحياة السياسية بجوانبها كافة الحزبية وغير الحزبية، وفي الدولة ودورها في النظام الإقليمي، وفي علاقاتها مع الدول الكبرى المعنية بالمنطقة وبنزاعاتها.

فإذا تناولنا الاختلاف على الصعيد الاقتصادي نقول، من يعرّض العلاقات الاقتصادية اللبنانية- السورية منذ الانتداب وحتى الخروج السوري من لبنان، يلفته بأن هذه العلاقات لم تشهد ثباتا إلا بعد توقيع معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق والتي رسمت أطر التعاون الاقتصادي، ولكن من منطق القوي المهيمن، فرسمت حينها علامات تساؤل عدة حول مدى مراعاة الاتفاقات المعقودة، أو بالأحرى المفروضة أصول الاتفاقات الدولية بين دولتين مستقلتين.. فما لبثت بعد الخروج السوري وبعد تغير المعطيات الدولية أن تداعت وانهارت نتيجة لهيمنة مقوننة لا تراعي المصلحة الحقيقية للطرفين.

أما إذا تناولنا الاختلاف على الصعيد العقائدي فسوريا كانت ترى نفسها في النظام الإقليمي دولة كبرى في المجالين السياسي والعسكري، ودولة رائدة في العروبة والاشتراكية، ودولة صامدة ومتصدية لإسرائيل ولمخططاتها التوسعية، فلا حرب مع إسرائيل ولا سلام معها بدون سوري،ا فهي الراعي والناطق الرسمي بإسم لبنان، هكذا رسمت صورتها وقدمت نفسها أما أفعالها وسياساتها ناقضت كليا ما قدمه الوصف.

في المقابل الدولة اللبنانية ترى نفسها محايدة في النظام الإقليمي، أو هكذا سعت أن تكون في حقبة ما قبل الحرب ذات نظام سياسي ديمقراطي، ومجتمع تسوده الحريات وهو قائم على توازنات سياسية طائفية دقيقة، وهذه التوازنات في أساس الحريات التي تميز لبنان عن سواه من الدول العربية

إذا ثمة مسافة تفصل بين النظرة إلى الذات وإلى الموقع والدور في المنطقة بين الدولتين.

أما الاختلاف على الصعيد السياسي فقد بدأ يكبر بين النظامين السياسيين منذ أواخر الأربعينات إثر وصول العسكر إلى الحكم في سوريا في العام 1949 الذي شهد ثلاثة انقلابات واتسعت الهوة بين لبنان وسوريا منذ بداية الخمسينات بعد الانفصال الجمركي وعسكرة النظام واتباع الدولتين نظامين اقتصاديين مختلفين... غير أن الهوة كانت أعمق من الاختلاف في التوجهات السياسية في المجال العربي، إذ أنها طاولت المفاصل الأساسية للنظام السياسي والاقتصادي في كلا البلدين:

في سوريا دولة سلطوية وحزب حاكم ونظام تحت سلطة العسكر ونظام اقتصادي تسيطر عليه الدولة،

يقابله نظام سياسي مغاير في لبنان حيث الدولة غير سلطوية والتعددية السياسية قائمة والنظام الاقتصادي حر والمجتمع متنوع ومنفتح.

بكلام آخر حالتان، لا بل مدرستان متناقضتان في الحكم ميزتا لبنان عن سوريا لا يجمع بينهما شيء سوى الانتماء إلى الجامعة العربية والموقف من النزاع العربي الإسرائيلي.

هذه الاختلافات كلها، إضافة إلى الاختلاف في النظرة حول التاريخ ومفاهيمه، فثمة قراءتان مختلفتان لتفسير حركة التاريخ في المنطقة والوقائع التي أنتجتها:

واحدة ترى العالم العربي وحدة سياسية قائمة بحد ذاتها قبل انهيار الإمبراطورية العثمانية وبعدها، جاء من جزأها من الخارج والمقصود اتفاقية سايكس-بيكو التي شكلت خطة مدبرة حاكتها فرنسا وبريطانيا بهدف ضرب الوحدة الجغرافية والسياسية للمنطقة وبالطبع النظام الأسدي خطابيا تبنى هذه النظرة ولكن لم تترجم في أفعاله إلا في سياسته تجاه الكيان اللبناني فلقد كان يشدد دائما على وحدة المصير والمسار بقيادته، كما كان يذكر دائما باتفاقية سايكس-بيكو بغية اختزال الكيان اللبناني.

والقراءة الأخرى تقول أنه لولا اندلاع الحرب العالمية الأولى وهزيمة الدولة العثمانية لما نشأت معظم دول المنطقة في حدودها الحاضرة.

وفي حقبة الحكم العثماني لم تكن المنطقة العربية موحدة في إطار كيان سياسي أو قومي، دولة واحدة كانت قائمة في زمن الإمبراطورية العثمانية ولم تكن عربية في المفهوم القومي للكلمة، وهي مصر، أما الكيانات التي أصبحت دولا، في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الأولى، فلم تكن موجودة من قبل باستثناء دولة لبنان الكبير التي تختلف عن سواها من دول الجوار لجهة نشوئها على أساس نواة كيان سياسي وقانوني سابق لقيامها، إلا وهو نظام المتصرفية الذي تأسس في 1861 واستمر قائما حتى الحرب العالمية الأولى. وهذا الكيان كان معترفا به وبخصوصيته ضمن السلطنة العثمانية من الدول الأوروبية الكبرى.

كل هذا الاختلاف ما لبث أن تحول في خريف 1989 ومنذ إقرار اتفاق الطائف إلى منحى جديد لم تعرفه هذه العلاقات من قبل، "علاقات مميزة" في كافة المجالات السياسية وغير السياسية، وهذا ما أثار التساؤل فانتفى فجأة الاختلاف التاريخي والسياسي والاقتصادي والعقائدي لتتكون وحدة المسار والمصير ولكن ضمن علاقات غير متوازنة، وغير متكافئة في كافة المجالات، علاقات هيمنة مؤثرة في إعادة تركيب نموذج الدولة اللبنانية حتى بات النموذج اللبناني في فترة الاحتلال مشابها للنموذج السوري العسكري.

لقد عان لبنان مشقة علاقة ملتوية تدعي ما ليس فيها، فلم تكن على المستوى المذكور من الإخوة والتعاون والتنسيق، ولقد أتى المجلس الأعلى اللبناني السوري ليترجم هذه الهيمنة في كافة المجالات، وحتى بعد الخروج السوري من لبنان لم تتوقف محاولات إعادة إحيائه واستنهاضه من تحت الرماد.

علاقة المشقات الصعبة والويلات المنهمرة على الكيان اللبناني هل ستتحول فجأة إلى علاقات تنسيقية تخدم المصلحة العليا للدولة اللبنانية؟!

الذاكرة التاريخية تشك وتستعيد الأحداث وتتساءل أين كان التنسيق والاهتمام بالمصلحة اللبنانية في حل الملفات الشائكة التي لا تزال عالقة وفي مقدمها حل قضية ضحايا الاختفاء القسري والمعتقلين، وترسيم الحدود خصوصا في منطقة مزارع شبعا، وإعادة النظر في عشرات الاتفاقات المعقودة وتطويرها لجهة خدمة مصلحة الطرفين معا وليس لخدمة طرف واحد؟

هذا الوجوب بالتنسيق الذي طالعنا به سفير النظام السوري مستذكرا التاريخ والجغرافيا كما خطابات أسياده القديمة المزورة للتاريخ والجغرافيا والمفبركة لايديولوجيا التحامية فوقية حاقدة على كيان مسالم مدافع عن أرضه وحقوقه غير طامع بما ليس له.

لهجة مألوفة السمع مشكوكة الأهداف في أبعادها، ومن المؤكد بأن مصلحة الدولة اللبنانية العليا في وجوب التنسيق المفروض هذا ليست في الحسبان، فما الغاية إذا من فتح ملف النازحين في هذا التوقيت؟

لقد صور الموضوع على أنه مصلحة لبنانية ولكن من المعروف بأن سوريا لا تريد إقامة مناطق آمنة، وإذا كانت ترفض هذا التدبير فالحل الوحيد لإيقاف هذا المشروع هو باستعادة النازحين بالتنسيق مع الدولة اللبنانية وإجبارهم على العودة.

لقد أتى توقيت فتح ملف النازحين ملازما لقمة العشرين ولقاء ترامب بوتين المتفقين في المبدأ على هذه الخطوة أي بوقف إطلاق النار وإقامة مناطق آمنة، ولقد حددا نهار الأحد القادم موعدا لبدء وقف إطلاق النار في جنوب سوريا، ما يكرس تقاسم مصالح غير ملائمة للسياسة السورية والإيرانية حيث كان ترامب جازما لجهة استبعاد إيران عن المفاوضات مع روسيا.

من الأكيد أن ملف النازحين بات يشكل عبئا ثقيلا على الواقع اللبناني وللبنان مصلحة في عودة النازحين إلى ديارهم اليوم قبل الغد، ولكن إذا كانت هذه العودة محتومة حسب المفاوضات الدولية لمناطق آمنة وإلا لما تحرك هذا الملف من قبل النظام السوري، لا بل كان يفضل بقائهم على الأراضي اللبنانية كما أنه امتنع عن تسجيل الولادات الجديدة في السفارة السورية في لبنان طمعا بنشوء جيل مكتوم القيد يستطيع الاستحصال على الجنسية اللبنانية وتأتي هذه السياسة استكمالا للسياسات الحاقدة تجاه لبنان واللبنانيين.. فأين تكمن المصلحة اللبنانية في مواجهة النظام الدولي وتنفيذ ما يريده النظام السوري؟ فالمصلحة اللبنانية تقضي بعدم فتح النوافذ للرياح العاتية وعدم دفع أثمان باهظة نيابة عن النظام السوري فملف النازحين مكانه في قمة العشرين.

ملف النازحين

في قمة العشرين

وسياسة مقابلة

تنسيق وتحصين

مطروحة بإلحاح

تحوي كمين

لشعب نازح

وبلد سجين

تبغي إشراكه

في جرم مشين

تسليم أبرياء

مقدمة قرابين

على مذبح طاغية

فاقدة المعين

وإخضاعهم ذللا

لتهويد البراكين

جريمة موصوفة

تسويقها مهين

لبلد مسالم

هزم السلاطين

أسطورة عجيبة

سفرها التكوين

لم تعتدي يوما

لا تهوى تلقين

من غاصب متعال

بالشر مستعين

مزور لتاريخ

حاقد لعين

يطرد شعبا

ويبكي نازحين.

 

ندعم نعمة محفوض

سعود المولى- باحث وأستاذ جامعي/النهار/08 تموز/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=56872

يخوض نعمه محفوض ورفاقه معركة قد تكون خاسرة بالمقاييس الانتخابية البحتة إلا أنها رابحة بكل المقاييس الديموقراطية والمدنية والإنسانية. فهذه ليست معركة نجاح أو فشل بضعة مرشحين مستقلين قد لا يؤثر نجاحهم في تركيبة مجلس النقابة الذي سيتشكل برغم ذلك من غالبية من أعضاء أحزاب السلطة المتحالفين المتضامنين. لكنها معركة نجاح أو فشل الرهان التاريخي الديموقراطي المدني الذي دفعنا من أجله أحلى سنوات عمرنا... هي معركة بقاء الحلم في التغيير واستمرار الكفاح من أجله. فما أتعس الدنيا لولا تلك الأحلام الصغيرة.

(ولنا أحلامنا الصغرى، كأن نصحو من النوم معافين من الخيبة... لم نحلم بأشياء عصية... نحن أحياء وباقون، وللحلم بقية.) (وفي كل حلم أرمّم حلمًا وأحلم.)

فلو انطفأت هذه الشعلة المباركة لكان على لبنان السلام. نعم لو انطفأت الشعلة التي لا تزال متقدة في عيون نعمه محفوض ورفاقه وفي نبرات صوته المنفعلة المتصاعدة غضبًا أمام الظلم والاستهتار بحقوق الناس، الشعلة التي لا تزال تتوهج في قلوبنا نحن الأمناء على ذكرى ذلك اليوم التاريخي في 14 آذار وذكرى نضالات الحركة الطلابية وحركة المعلمين والجامعة اللبنانية والحركات المطلبية والنقابية كافة، نعم لو انطفأت هذه الشعلة لأظلمت الدنيا واسودت اسودادًا شديدًا ولمات كل شيء بالنسبة إلينا...

فلكي لا تنطفأ شعلة الحياة الحرة المدنية الديموقراطية... ولكي لا تموت الأحلام التي ضحى من ضحى من شباب لبنان حياته قربانًا لها... ولكي لا تغيب المنارات المضيئة في ظلمة الطريق الموحش... دعونا وندعو إلى دعم نعمه محفوض ولائحته في معركة القرار النقابي الحر المستقل.

إن خيارنا بدعم نعمه محفوض هو خيار دعم العمل النقابي والسياسي الحر المستقل المسؤول أمام أهله وشعبه، لأن هذا بات شرطًا لبقائنا في وطننا، شرطًا لمنع الانهيار، انهيار الدولة وانهيار اقتصادنا، شرطًا لحماية بلدنا من السقوط المحتوم الذي نراه يمثل أمام أعيننا في كل يوم.

إننا بدعمنا لنعمه محفوض نحاول أن نضع حدًا لهذا التمييز المهين بين اللبنانيين، بين من هم خاضعون للقانون وبين من هم فوق القانون والمحاسبة. ونحاول أن نحرر النقابات من الارتهان لشروط المجموعات الحزبية والطائفية ، هذا الارتهان الذي يعطل قيامها بواجباتها الأساسية... والعمل النقابي الحر المستقل هو دعامة على طريق إقامة دولة مدنية ديموقراطية حديثة تعيد للمواطن حقه في اختيار سلطته ومحاسبتها. وبالتالي فإن عملنا هذا يعيد الاعتبار إلى العمل السياسي والنقابي الحر النظيف ، فيحرره من الاختزال بالطائفية والمذهبية، ويمهد الطريق إلى إنشاء كتلة مدنية عابرة للطوائف تستطيع وضع ما جاء في اتفاق الطائف موضع التطبيق خصوصًا لجهة تجاوز الطائفية وصياغة قانون حديث للأحزاب يحول دون التطابق بين الحزب والطائفة، وقانون جديد للانتخابات يفسح في المجال أمام تجديد النخب السياسية بعيدًا بالتحديد عن منطق المشاريع الانتخابية الطائفية، إضافة الى تفعيل المجالات غير المحكومة بالاعتبارات الطائفية من خلال إعادة الحياة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي وإقرار اللامركزية الإدارية، وتأمين استقلالية القضاء، وإصلاح الادارة. ومن هنا فإن أي معركة نقابية حقيقية هي معركتنا جميعًا في سبيل ذلك كله.

إن نجاح معركة نعمه محفوض هي بالنسبة إلي بداية معركة حقيقية لصياغة مشروع وطني ديموقراطي يسمح بتجاوز التفكير المذهبي والطائفي والعشائري والمناطقي الضيق الأفق، مشروع يُعيد الاعتبار للعلم والمعرفة، للتفكير النقدي، للجد والاجتهاد ، للحوار الدائم ، للمصالحة والسلم الأهلي، للتضامن والمشاركة، مشروع وطني من أجل الناس وبواسطة الناس... مشروع يعيد إدراج المواطنين الأحرار في حركة التاريخ وفي صناعة حاضرهم ومستقبلهم.

 

النداء الحرّ الأخير إلى آخر المعلّمين الأحرار

عقل العويط/النهار/08 تموز/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=56872

غداً تنتخبون مجلساً جديداً لنقابتكم.

يوم الأحد هذا، سيكون يومكم الميمون.

لطالما حافظتم على استقلالية قراركم النقابي الحرّ، رافضين الرضوخ للترغيبات والترهيبات، على أنواعها وفي أشكالها كافةً.

يملأني اليقين العقلي والروحي أنكم ستذهبون غداً الأحد إلى صناديق الاقتراع، وأنكم ستصوّتون بكثافة لكرامتكم النقابية، وأنكم ستقدّمون برهاناً جديداً آخر، ساطعاً، وناصعاً، ومهيباً، يضاف إلى سجلاّتكم المشرّفة.

لكن المسألة ليست هنا. وينبغي لي أن أضعكم في حقيقتها التي وصلتني أصداؤها تباعاً، وبلغت ذروتها صباح هذا اليوم السبت.

لقد عرفتُ أن الكيل قد طفح في الآونة الأخيرة، وأن الكثيرين منكم يتعرّضون للضغوط الهائلة، وخصوصاً في مناطق جبل لبنان. بل في كلّ لبنان، وحيث ملكت أيمانهم.

عرفتُ أنهم يتصلون بالعديدين منكم، فرداً فرداً، ويلاحقونكم إلى بيوتكم، ويهدّدونكم بلقمة عيشكم، وأنهم يرغّبونكم أيضاً، ويستفزّون مشاعركم الدينية، ويدغدغون الغرائز، ويستخدمون أساليب التحريض الطائفي والمذهبي البغيض من أجل حملكم على إسقاط نعمة محفوض.

نعمة محفوض، أيها المعلّمون، ليس "داعش"، وليس "الشيطان الرجيم". على الرغم من ذلك، "يدعّشونه"، و"يشيطنونه"، ويرجمونه، ويرمون عليه أبشع الأوصاف.

لقد بات الجميع يعرفون أن رأس نعمة محفوض هو السبيل إلى تحقيق ما يصبون إليه.

يقولون ما يأتي: نقطع رأس نعمة محفوض، فنسدّ البوز الذي يرتفع بصرخة الحقّ، ونسيطر على نقابة المعلّمين، فيستتبّ الركوع، والرضوخ، وتربح الوصاية السياسية... والدينية على المدارس والمعلّمين.

ليعلم القرّاء ما يأتي:

شخصياً، لا أعرف شخص نعمة محفوض. ولم أسلّم عليه يوماً. ولم أجتمع به. ولا تربطني به أيّ علاقة، سوى أنه مناضل نقابي، وأنه نقيب للمعلّمين يدافع عن الحقوق، ويطالب بها.

هذا من جهته، أما من جهتي، فيربطني به أني أقف إلى جانب النقابيين الأحرار الذين يرفعون الرأس عالياً، ولا يهابون السلطات، ويرفضون أن يطأطئوا الجبين.

لهذا السبب أعرف تمام المعرفة أن رأس نعمة محفوض هو رأسي أنا، مثلما هو رأس كلّ شخص مستقلّ، وكلّ مواطن مدني حرّ.

لا أدعو إلى إعادة انتخابه من أجل "سواد عينيه"، بل حمايةً للعمل النقابي، ولصفع الوصاية السياسية والدينية، التي لا تشبع.

إن إعادة انتخابه، تكتسب في هذا المعنى أهمية مطلقة: إنها ترمز إلى المحافظة على الكرامة النقابية الحرّة.

في لحظات الترهيب، قد تصاب بعض النيّات بالزعزعة. إياكم، أيها المعلّمون، أن تتزعزعوا، وأن تزحطوا على قشرة موز الوصايات والترهيبات والترغيبات.

لا تنصتوا إلى الترهيب الذي يُعمَّم على نفوسكم وعقولكم وعيالكم، بالطريقة الدنيئة والسافلة التي يمارسها أصحاب الشأن، الدنيويون والدينيون على السواء.

إن إعادة انتخاب نعمة محفوض تتخطى شخصه، لأن نجاحه غداً الأحد بالذات، يمثل رفضكم لإخضاع العمل النقابي لسلطة السياسيين ومداخلات رجال الدين الرخيصة.

هذا هو النداء الحرّ الأخير إلى آخر المعلّمين الأحرار في المدارس الخاصة.

دعوا الصناديق تنطق بكرامتكم غداً الأحد. ولا تخافوا.

كلّ صوتٍ يذهب إلى نعمة محفوض، إنما يدخل توّاً في السجلّ الذهبي للكرامات الوطنية التي ترفض الاستسلام. فلا تستسلموا.

 

«اليونيفيل» على طريق التمديد من دون تعديل

ثريا شاهين/المستقبل/09 تموز/17

مع اقتراب موعد التجديد للقوة الدولية العاملة في الجنوب «اليونيفيل» كل سنة، تتعالى الأصوات الإسرائيلية باتهامات للجيش ولهذه القوة بأنهما لايمنعان «حزب الله» من حيازة السلاح ومن تهريبه، كل مرة تحصل حملة حول هذا الموضوع. انما هذه السنة، تتزامن الحملة مع وجود رئيس أميركي جديد لا يميل إلى دور كبير للأمم المتحدة، ولا يدعم ولا يريد أن يسدد الأموال اللازمة لهذه المنظمة الدولية التي تعنى بالأمن والسلم الدوليين وحقوق الإنسان. وتفيد مصادر ديبلوماسية، أنه على الرغم من الحملة، فإن إسرائيل أكثر تمسكاً بدور «اليونيفيل» ووجودها، وفترة وجود هذه القوة في الجنوب، تعتبر الفترة الأهدأ في تاريخ هذه المنطقة.

وتعتبر المصادر، أن «حزب الله» في خطاباته ولا سيما الأخيرة منها، يحاول تجديد مشروعيته كمقاومة، بعدما تأثرت كثيراً سواء على مستوى الجمهور، أو على مستوى العالم العربي والإسلامي. فيذكر أن حربه الأساسية لا تزال ضد إسرائيل، وموقف الأمين العام السيد حسن نصرالله الأخير يؤكد نظرية «الردع» التي يعتمدها الحزب، في التعامل مع إسرائيل، وبأن لديه قوة كافية تمنع إسرائيل من القيام بالحرب. وتشير المصادر، إلى أن الحزب من جراء مشاركته في الحرب السورية، إكتسب خبرات جديدة ومتنوعة في القتال. فكان قبل ذلك يعتمد إسلوب حرب العصابات، أما في سوريا فشارك في كل أنواع الحروب ضد شعبها، سواء مع الجيش السوري أو مع الميليشيات الموجودة إلى جانبه أو مع الروس والإيرانيين. فبعد حرب العصابات، كانت حروبه متنوعة مع أنه خسر عدداً كبيراً من العناصر. وما يريد نصرالله قوله أن حربه الأساسية ليست في سوريا، بل ضد إسرائيل التي بنى عليها الركيزة الأساسية من ركائز مشروعيته ووجوده. وهو يريد أن يقلق إسرائيل ويخيفها بأنه يستطيع خلق حالة عدم إستقرار مريبة مع أنه لا يستطيع الحرب على جبهتين، أو حتى على جبهة واحدة نظراً إلى خسائره الفادحة ولا سيما في الأرواح.

وتؤكد المصادر، أن لا مؤشرات جدية لحصول حرب إسرائيلية في المرحلة الراهنة وأن إسرائيل مرتاحة «للحروب» القائمة في سوريا. وإذ تستبعد المصادر إندلاع حرب نظراً إلى أن لا أحد سيستفيد من ذلك الآن، تؤكد أنه طالما العوامل التي تقف وراء التمديد لـ «اليونيفيل» باقية والوضع العام قائم في المنطقة على هذا النحو، فإن التمديد سيتم، لأنه ليس لأية جهة مصلحة في إنتهاء مهمة هذه القوة.

ويُرتقب، بحسب المصادر، أن يتقدّم لبنان بطلب رسمي إلى الأمم المتحدة للتجديد لـ «اليونيفيل» سنة، في منتصف شهر تموز الجاري، ذلك أن مهمة القوة تنتهي في ٣١ آب المقبل، وينبغي إجراء التحضيرات للتمديد منذ الشهر الحالي. ومن المنتظر أن يتضمن الطلب اللبناني التمديد من دون تعديل في المهمة أو في العدد. والتجديد سيتم قبل نهاية آب عبر قرار صادر عن مجلس الأمن، بعد أن تتقدم فرنسا بمشروع قرار كما جرت العادة حول التمديد. وبناء عليه تحصل مشاورات دولية داخل مجلس الأمن، بعد أن يكون الأمين العام للأمم المتحدة قد أوصى المجلس بالتمديد، بناء عل طلب لبنان.

ولا يتوقع أن يكون قرار التمديد تقنياً فقط، انما سيحمل في طياته موقفاً سياسياً للأمم المتحدة ومجلس الأمن، داعماً لدور «اليونيفيل» وللحكومة اللبنانية التي تتعاون مع هذه القوة لإنجاز ما هو مطلوب منها وفقاً للقرار ١٧٠١. لا سيما وأنه في الآونة الأخيرة كان مجلس الأمن يعلن مواقف حول لبنان كلما كان هناك إستحقاق فضلاً عن مواقف مجموعة الدعم الخاصة بلبنان، والتي أيضاً تعلن مواقف المجتمع الدولي بالنسبة إلى الوضع اللبناني. ويشكل الإستقرار الذي توفره القوة في الجنوب عاملاً أساسياً وراء إستمرار التمديد لها. وكل الدول المهتمة بالوضع اللبناني تريد إبقاءه مستقراً إن على مستوى الداخل، أو على الحدود الجنوبية، أو على الحدود الشمالية حيث يتاخمها اللهيب السوري.

 

الرئيس امين الجميّل: لا مفر من الحوار مع سوريا لإعادة النازحين

نقولا ناصيف/الأخبار/8 تموز 2017

يقلل الرئيس امين الجميل من ذريعة بعض افرقاء الداخل، القائلين بأن الحوار مع الدولة السورية في ملف عودة النازحين يعوّم نظامها. ذريعة كهذه يراها غير مجدية: «مَن يصدّق ان شرعية النظام السوري تتوقف على موقف لبناني من هنا او هناك؟» في رأي الرئيس امين الجميل ان هدف اعادة النازحين السوريين الى بلادهم يتقدّم بكثير الجدل الدائر في الداخل حيال شرعية نظام الرئيس بشار الاسد: «لا احد يسألنا عن شرعيته، ولا تسألوا لبنان عنها، بل الدول العظمى واولها الاميركيون والروس ثم الدول الاخرى وصولا الى الدول الاقليمية الكبرى المعنية بالحرب الدائرة هناك. هؤلاء يثبتونها او ينزعونها».

يقوده ذلك الى دعم الرأي المنادي بالحوار مع دمشق لإعادة النازحين الى بلادهم، مع تحبيذه إدارته بشراكة الامم المتحدة. يشجع الجميّل ــ وهو يحرص على القول انه موقف شخصي لا يعبّر عن سياسة حزب الكتائب ــ على التذكير بأكثر من سابقة خبرها لبنان في ملفات الارهاب، اهمها المفاوضات التي اجراها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم في السنوات الاخيرة من الحرب السورية بازاء مخطوفي اعزاز وراهبات معلولا واطلاق عسكريين خطفتهم «جبهة النصرة». معظم هذه الوساطات ــ يقول ــ اوصلت الى الهدف المتوخى، الا انها حتمت ليس الحوار مع النظام السوري فقط، وانما ايضا مع معارضيه الذي تسببوا في خطف اللبنانيين في اعزاز وفي خطف الراهبات والجنود، وكان الحوار ضروريا معهم كما مع دول اقليمية اضطلعت بالوساطة كتركيا وقطر.

 يقول ايضا: «سوريا اليوم ليست كلها بين ايدي النظام، بل تقاسمه اياها التنظيمات المعارضة الاخرى. لأجل ذلك ينبغي التحدث مع كل مَن هو معني او صاحب دور». يضيف الجميّل: «يقتضي ان ننظر الى عودة النازحين على انها الاولوية الملحة وقدس الاقداس لأسباب شتى، منها اوضاعهم الانسانية غير الطبيعية التي يمرون فيها، ومنها تفادي تكرار تجربة خبرها اللبنانيون عقودا طويلة مع النزوح الفلسطيني الذي ادى في نهاية الستينات الى تدمير لبنان، مع ان حال النزوح السوري أخطر بكثير من الحال السابقة نظراً إلى الانتماءات المختلفة للنازحين مذهبياً وعقائدياً وتنظيمياً، وهو مصدر الخطر الرئيسي على البلاد، كما على النسيج الاجتماعي والوضعين الاقتصادي والامني. ما يزيد في الامر خطورة هو الدعم اللامحدود الذي توفره الامم المتحدة والمنظمات غير الحكومية بمدهم بكل انواع المتطلبات المالية والسياسية والمعنوية دونما الاخذ في الحسبان مصلحة لبنان واستقراره بشقيه الاقتصادي والامني. من هذا المنطلق ينبغي ان نقوم بكل ما في وسعنا لتحقيق عودة النازحين، والحؤول دون بقاء الوضع الحالي على ما هو عليه والذي ينبئ بمضاعفة الاخطار. في سبيل ذلك علينا ان لا نقف امام حساسيات وعُقد».

 الا انه يعوّل على دور ما للامم المتحدة «نظرا الى موقعها القانوني وامتلاكها الداتا الكاملة وقدراتها اللوجيستية على حشد الطاقات والامكانات للمساعدة في الوصول الى هذا الهدف. واذا صحّ ان الجمرة لا تحرق الا في موضعها، الا ان الامم المتحدة كما المجتمع الدولي لا يقاربان مشكلة النزوح السوري على انه في سلم الاولويات، وقد لا يدخل في حساباتهما، فكيف عندما تعرّض هذه المشكلة الكيان اللبناني للخطر في الوقت الحاضر وكذلك في المستقبل. امام لبنان طرق عدة للتوصل الى حل: إما تعاونه مع المجتمع الدولي ومصارحته بغية حضه على اهتمام اكبر، وإما ان تعمد الحكومة اللبنانية الى وضع خطة انقاذية ودراسة ميدانية يلتقي من حولها الافرقاء جميعا في معزل عن اي اعتبار عاطفي او سياسي ضيق، وإما الانفتاح على الاشقاء والاصدقاء بغية تبني الخطة اللبنانية. مع ذلك لا مفر من التعاطي مع سوريا لبلوغ هذا الهدف، لأن من غير المنطقي الاعتقاد بامكان اعادة هؤلاء الى بلادهم دونما التنسيق مع حكومتهم من نواحي مختلفة، سياسية وامنية ولوجستية».  على ان الجميّل يلفت الى «ضرورة مقاربة ملف النزوح بحذر لتجنب جعل سوريا تستغل اي مبادرة لبنانية حيالها بغية توظيفها لمصلحتها، من دون ان نصل الى الهدف المطلوب. في ما نحتاج اليه في الحوار مع سوريا حزام امان متين، فلا نقدم على خطوة تفضي الى نتائج سياسية، ولا نترك النظام السوري يستثمر ما نرمي اليه ويُدخلنا في نفق مفاوضات لا مخرج منها، فنضيع في المتاهات. هدفنا في الاصل ان نصل الى انهاء ملف النزوح على ارضنا وفي مجتمعنا. تجربتنا نحن اللبنانيين في التفاوض مع سوريا، كما تجربتي الشخصية معها إبان ولايتي الرئاسية، مليئة بالشواهد والامثلة. انا ادعو الى الاقدام على مبادرة لبنانية، من الافضل اقترانها بتعاون وثيق مع الامم المتحدة الراعية شؤون النازحين. ما نريده منها ان تكون معنية، لا بل فريقا اساسيا في معالجة المشكلة».

 مع ذلك يلاحظ ان مهمة اعادة مليوني نازح سوري الى بلادهم «ليست سهلة وإن لم يرجعوا جميعا دفعة واحدة. نحن نعاني من مشكلة نزوح وفد إلينا من كل الانحاء السورية التي لا تخضع كلها للنظام الحالي ولا لحكومته».

 يتوقف الرئيس السابق للجمهورية امام انقسام مجلس الوزراء بين مؤيد للتواصل مع دمشق ومعارض له، ويقول ان الطريقة التي يتبعها المسؤولون ومجلس الوزراء في هذا الفريق او ذاك واستنادهم الى مواقف مسبقة «لن تقتصر على الإضرار بالمصلحة الوطنية والعامة، بل سيقودنا نهج كهذا الى يوم نصحو على النازحين السوريين وقد تأقلموا مع الحياة على الاراضي اللبنانية، وحوّلوا مخيماتهم الى مقار سكنية ثابتة مبنية، وانخرطوا في دورة الحياة اليومية للبنانيين، ما يحيل النزوح الى اقامة دائمة مع كل ما يترتب على ذلك من نتائج مدمرة للنسيج الوطني اللبناني اولاً، وللنسيج الاجتماعي ثانياً، وللتركيبة الاجتماعية الحساسة اساسا ثالثاً. كلما طال الوقت وتأخرنا في الوصول الى حلول، تصبح هذه اصعب واقسى بتداعياتها علينا، وتتطلب عندئذ تنازلات كبيرة وخطيرة».

 بيد انه يتفادى الخوض في تفاصيل الحوار مع سوريا، ويشدد على ان «اي تواصل يقتضي حمايته بحزام امان يقيه من الانعكاسات الخطيرة»، ويدعو الى العمل على «اطلاق مبادرة اعادة النازحين تحرج الداخل والخارج في آن. قد تتذرع الامم المتحدة بالاوضاع السائدة في سوريا، وهي تبدو في اعتقادي غير مستعجلة على العودة تلك. لكن ذلك لا يعفينا من عدم التحرك لإعادتهم الى مناطق باتت آمنة دونما انتظار ضوء اخضر من هنا او هناك. نعيدهم اليها تدريجا، الا ان ذلك لن يحصل من دون تنسيق مع الدولة السورية والامم المتحدة في آن».

 

 «مُفرقعات» الهزيمة المُعلنة!

بول شاوول/المستقبل/09 تموز/17

الخطاب المطوّل والفضفاض الذي ألقاه السيد حسن نصرالله في يوم القدس، رائع! خطابة مفوّهة، نبرة عالية، ومراجعة «تحليلية»، «سياسية»، لمعظم الأحداث والقضايا التي شهدتها المنطقة؛ لكن صُلبها، يدور هذه المرة حول مرحلة جديدة يُبشّر بها، «تحرير فلسطين والقدس». صحوة «مقدسية» إيرانية «مفاجئة»، توحي أن السيد نصرالله، أنهى مهمّته في مكافحة التكفيريين والإرهابيين، والدواعش، في سوريا، والعراق، بانتصارات «مُبينة»، وها هو يوظّف هذه الانتصارات في العالم العربي (وباكستان وافغانستان)، لتحقيق «أفدح منها» على إسرائيل. وجديده، أنه انقلب على «تحليلاته» السابقة المتّصلة بأسباب استدعاء «حزبه» إلى سوريا: من حماية مقام «السيدة زينب»، (كشعار مذهبي)، ثم لإنقاذ الأسد، ثم لمحاربة الإرهاب، ثم لضرب التكفيريين.. واليوم، يقول إن هدف جهاده غير المُعلن هذا كانت «فلسطين». يريد أن يقول لنا (باعتبارنا أطفالاً!) إن انخراطه في الحرب السورية ضدّ ثورة الشعب السوري على طغيان النظام، هدفه استعادة القدس وتحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني. يعني أن تشريد الشعب السوري، وتدمير مدنه وقراه، وقصفه بالكلور، والبراميل المتفجّرة، واستجلاب روسيا (حليفة إسرائيل)، واختراع «داعش» في مختبرات إيران، لإقامة معادلة بين نظام الأسد وبينه، إنما كان من أجل القدس! وأن حركة «المقاومة» الفارسية في اليمن، والعراق، وليبيا، إنما تصبّ في محاربة «إسرائيل» ودعم الشعب الفلسطيني (حتى قصف مخيم اليرموك وتدميره يندرجان في هذا الهدف الجهادي، الديني، القرآني، الوطني)..

لم نكن نعرف أن حزب إيران ونظام الأسدين، وخامنئي، يبذلون كل هذه التضحيات من أجل فلسطين، على امتداد الخريطة العربية، من السعودية إلى الكويت، إلى البحرين،... فاليمن.. فلبنان! ففلسطين فجأة «دُرة الشرقين» والغربين؛

ولكي يقنعنا بصواب مواقفه «الجديدة»، فصَّل نضال محور المقاومة، وإنجازاته في العراق: «فبعدما أظهر العراق (المذهبي) الجديد إرادة سياسية واضحة بعد الانتخابات والحكومات المتعددة، تجسّدت برفضه أن يكون جزءاً من العملية السياسية لتصفية فلسطين». ولهذا «أرسلوا (يقصد أوباما وكلينتون والسعودية) داعش إليه. أفلتوا داعش على العراق». رائع! ولكن لم يخبرنا السيد حسن نصرالله، مَن سلّم الموصل إلى داعش، أوليس رئيس الحكومة العراقية السابق نوري المالكي عندما أمر الجيش بالانسحاب، لتجتاح فلول داعش هذه المدينة؟ (ويعرف نصرالله أن المالكي هو عميل محض، وخالص لإيران). يعني أن إيران وراء تسليم الموصل لداعش. تماماً كما سلّم بشار الأسد (الدمية الفارسية) تدمر لداعش. عندما انسحب جيشه قبل وصول هذه الحركة الإرهابية إلى المدينة، (تماماً كما فعل والد بشار عندما سلّم الجولان لإسرائيل بسحب الجيش السوري منه، حتى قبل وصول العدو: وعندما دخل الإسرائيليون إلى الجولان.. كانت كل الطرق سالكة، بلا معارك، ولا مقاومة، (التاريخ يعيد نفسه يا سيد حسن). كل هذا من أجل فلسطين!

] فلسطين

وهنا لكي يعزّز مقاربته الطازحة، (حول مركزية القضية الفلسطينية) فقد عدّد إنجازات النظام السوري الفلسطينية: يقول:«سوريا دولة مركزية في محور المقاومة». وقد «كان نظامها الأسدي «عقبة كبيرة» أمام أي تسوية على حساب المصالح العربية الفلسطينية». ولهذا حاولوا «تدمير نظامها السياسي المقاوم، فلها حدود مع العدو، وكذلك أرض محتلة هي الجولان وداعم أساسي لحركات المقاومة في لبنان وفي فلسطين (...) فعملوا على إسقاط هذا النظام». عظيم. لكن السيد حسن نصرالله قفز حول حقائق معروفة، عبر هذا النظام المذهبي الأسدي، وهنا نسأل الأمين العام لحزب الله: «أخبرنا مَن صفّى المقاومة الفلسطينية في لبنان على مراحل عدة: 1) تل الزعتر عبر واجهات مسيحية، وكان الضباط السوريون يديرون المعركة من بعض فنادق برمانا وبيت مري. 2) حرب المخيمات التي وجهها النظام في بيروت، من خلال واجهة «شيعية»، ونتذكر كيف حاول بعض «المقاومين» إحراق مخيم صبرا وشاتيلا. 3) حرب المخيمات في الشمال وقادها العميل أحمد جبريل، الذي قام بتدمير منازل الفلسطينيين، ثم عندما لجأ عرفات إلى طرابلس تدخّل الجيش السوري مباشرة لإخراجه (إلى الأبد من لبنان) بعدما أخرجته إسرائيل من بيروت! حلقات تلفزيونية رائعة لنظام الأسدين. كل المعارك التي خاضها البعث السوري في لبنان، تمحورت حول أمرين: خطف الورقة الفلسطينية من أيدي أصحابها، والمتاجرة بها، وإسقاط شعار «القرار الفلسطيني المستقل»، أما الأمر الثاني فالسيطرة على لبنان، تمهيداً للسيطرة على الجنوب، والإمساك بقرار الحرب والسلم على الحدود الإسرائيلية – اللبنانية. وهذا ما تمّ، بعد كل هذه الحروب والتصفيات، بإنشاء أو اختراع «حزب الله»، ليحل محلّ المقاومة الوطنية والفلسطينية في «فتح لاند»، وسواها، ويُحل مقاومة مذهبية إيرانية محل المقاومة الوطنية العلمانية والعربية.

وقد رافق هذه الانقلابات تهجير الزعماء الموارنة والسُنَّة في لبنان (واغتيال المفتي حسن خالد). فما يسمّى الحرب اللبنانية كان محورها الأساسي «تصفية القضية الفلسطينية» لمصلحة إسرائيل، من تل الزعتر حتى سيطرة «حزب الله». والمفارقة العجيبة، أن «حزب الله» حرّر الجنوب من احتلال إسرائيلي واحد، وسلّمه لاحتلالَين أسدي وإيرانيّ فيا لهذا التحرير المبين!

أما زجلية إلصاق صفة المقاومة على آل الأسد، فسقطت، عندما تبيّن لنا، أن الاستيلاء على الجنوب يُريح إسرائيل: المواجهة مع أهل القضية الفلسطينية يُستبدل بمواجهة مع مَن حاولوا إنهاءها، سواء «ذوي القربى» أو من غزاة إيران. وهكذا، يستطيع الأسد أن يفاوض باسم الفلسطينيين، وكذلك خامنئي، لتحقيق مصالح نظاميهما. تصبح فلسطين «ورقة» في قبضة أعدائها! ونذكر في هذا المجال أموراً أخرى: 1) احتلال الجولان احتلالاً «أبدياً»، أي من دون أي مقاومة من النظام، ومنع أي مقاومة من خارجه. إسرائيل في عزّ راحتها في الجولان، وفي ميادين «المساومة» في الجنوب. وها هي مهمة الأسد الأول والشبل الثاني تدمير لبنان، وضرب اقتصاده، وتقسيمه، وإبطال الحياة السياسية، وممارسة حكمه بالاغتيالات، والحروب المذهبية المستثارة، وبعزل لبنان عن آفاقه العربية والعالمية. وهذا بالذات ما عمد إليه نظام الملالي (عبر حزب الله)، لكن ضمن استراتيجية أشمل: تبدأ من لبنان ولا تنتهي في مصر، والعراق، واليمن، وليبيا، أي تحقيقه الحلم الإسرائيلي بتحطيم الهوية العربية، واستبدالها بهويات مذهبية، وإذكاء الفتن بين الطوائف، وخصوصاً بين السُنَّة والشيعة. أي استكمال إيران ما عجزت عنه إسرائيل، ونجحت إلى حد في تحقيقه: فحينما وُجدت هذه الأخيرة وُجد معها الخراب والتقسيم الطائفي،.. والحروب الأهلية: من اليمن، إلى البحرين، وها هي تريد تخريب آخر المعاقل الإسلامية – العربية، أي السعودية ومجمل الخليج (ألا تحتل إيران الجزر العربية الثلاث والأهواز السُنِّية؟ كما تحتل إسرائيل الجولان؟).

] بوش وأوباما

أوليس هذا ما سبقهم إليه الأميركيون أيام بوش، عندما أسقطوا أول نظام عربي سُنِّي منذ ألف عام أي النظام العراقي، وسلموا كل البلد لحليفهم المفدى إيران. أوليس هذا ما فعله أوباما عندما إنحاز إلى إيران والأسد ضدّ السعودية والشعب السوري، وتخاذل في تحقيق إنذاره بعد الضربة الكيميائية الأولى «إذا كرّر الأسد ذلك فسنضرب جيشه!». ضرب الأسد بالكيميائي وقتل من الأطفال مَن قتل... وصمت أوباما صمت الموتى والمتواطئين والمتخاذلين.

] استراتيجية جديدة

ولأن السيد حسن نصرالله «انتصر» في سوريا والعراق واليمن وليبيا، على حدّ قوله، فلا بدّ من طرح استراتيجية كبرى: الانتقال إلى مواجهة العدو، علماً أن حزب الله أعلن أثناء «مقاومته» الخاسرة في سوريا أن «الجولان ليس من أولوياتنا الآن»! وكان الجولان على مرمى حجر من «أبطاله»! عال يا سيدي: فلنقل إن السيد حسن استدرك، لكن ما هي المعاني وراء «استدراكه» وصحوته «المقدسية» وغرامه المتأخّر بفلسطين (ألم يهدّد حسن نصرالله عرفات بالقتل لأنه خائن وعميل؟ وعرفات رمز القضية بلا منازع وابنها).

وهكذا يهدّد في خطابه الاستراتيجي الجديد: «إذا شنّت إسرائيل حرباً على سوريا وعلى لبنان فليكن معلوماً (نحن نعلم ولو!) أن القتال لن يبقى لبنانياً وإسرائيلياً أو سورياً..». رائع! بل «قد نفتح الأجواء لعشرات الآلاف بل لمئات الآلاف من المجاهدين والمقاتلين من كل أنحاء العالم العربي ليكونوا شركاء في هذه المعركة: من العراق، اليمن، إيران وباكستان وأفغانستان»، وسيكون لزاماً تغيير الأوضاع في المنطقة». لميم المرتزقة والعشوائيين وأصحاب السوابق والداعشيين واللصوص والحشد الشعبي وفصائل إيرانية متعدّدة. خطاب نابوليوني أو سوفياتي أو ماو تسي تونغي! لكن هذه النبرات المستعلية، تبطل مضامينها، وتحولها مجرد مفرقعات صوتية، أقرب إلى التعبير عن مخاوف، وهواجس، وعلى أقل تقدير الإعلان عن فشل محور المقاومة في كل البلدان التي «ناضل» فيها، وإلغاء «مقاومته» نفسها: أي أن الكلام الذي سبق أن أطلقه من أن المقاومة في لبنان قادرة على ضرب عمق إسرائيل وإحداث خراب، وإرعاب الشعب الإسرائيلي، وإقامة توازن رعب، قد فشلت! وها السيد حسن يعترف: لم تعد المقاومة «المظفرة» قادرة اليوم على لعب هذا الدور: فلتستنجد بمحاورها الخارجية، مما «هبّ ودبّ»، لنتمكن من «الصمود والتصدّي»! ذهب إلى سوريا «بمقاومة» تتمتع بالثقة. وعاد بمقاومة هزيلة، ضعيفة تحتاج إلى مَن يشدّ أزرها وأزرارها! فهل هذا يعني أن السيد حسن ينعى مقاومته «التي لا تُقهر» (وقُهرت في سوريا!).

حتى هذه «المفرقعات» الصوتية التي اعتدنا سماع مثلها على امتداد سبعين عاماً من «النكسة» من أفواه جماعات «محاور المقاومة»: الأسد، صدام، القذافي، علي صالح، خامنئي، تخفي، على خفتها، ما هو أكبر منها:

1 – تدمير الدولة اللبنانية والجيش اللبناني، والقوى الأمنية، إزاء هذه «الجحافل» الوهمية التي سيجلبها الحزب إلى لبنان!

2 – إلغاء لبنان كله، كحدود، وسيادة، وشعب، وتاريخ، (هذا ما كانت تسعى إليه إسرائيل).

3 – توفير كل الظروف لقيام حرب أهلية شاملة تُخلط فيها الشعارات، والأدوار، والمذهبيات، والأهداف، بحيث يضيع «حزب الله» في غمارها الجامح.

4 – تحويل لبنان إلى «مصح» للمجانين والمجرمين والقتلة والعملاء (من محور المقاومة)، بـ«أفغنة» لبنان، ليكون قاعدة لكل إرهابيين العالم. وعندها لن يكون لا حسن نصرالله ولا خامنئي، ولا العراق بمنأى عن ارتدادات هذه التجمعات العشوائية.

5 – ضرب الهوية العربية في لبنان وسواه باعتبار أن «محور المقاومة» وشتاته، ونوافله، ونفاياته مرتبط بالفرس، وهذا يعني، «فرسنة العالم العربي»، بالدم والقتل والغزو..

6 – خطر اندلاع حرب شاملة (كما هي الحال في سوريا والعراق)، تشارك فيها دول غربية وغير غربية بجيوشها للقضاء على الإرهاب المتجمّع في لبنان، ويصبح حسن نصرالله عندها بديل أحمد البغدادي!

7 – تقسيم لبنان: أي عودة إلى السبعينات بأدوار ووجوه وقضايا جديدة، تتجاوز حتى «الكانتونية» المذهبية!

8 – سقوط الرهان على وجود الشيعة أنفسهم في خضم هذه التداخلات والفوضى، وربما مجمل الطوائف اللبنانية، عبر «ديموغرافيات» مجهولة الأصحاب، والحدود...

9 – انتصار الرهان الإسرائيلي، إزاء كل هذه الديماغوجيات وأشكال الانتحارات، والاشتباكات، والدمار.

هذه النقاط أوردناها في حال عدم اعتبار ما صرّح به السيد نصرالله مجرد مفرقعات!

لكن، في المحصلة، نقول: إنها خطبة الهزيمة، خطبة القدس، هزيمة المقاومة التي عادت إلى لبنان «بخفي حنين»، وبصفر الأيدي، ما عدا مواكب الضحايا من شبابنا التي حُوِّلت نذائر على مذبح إيران!

ونظن أخيراً، أن ما قاله السيد حسن ليس موجهاً إلى إسرائيل، ولا إلى القدس، ولا إلى فلسطين... بل مجرد تهديدات تهدف إلى حماية نفسه من تداعيات القرارات الدولية التي قررت عقابات شاملة على حزبه، بعدما أدرج في قائمة الإرهاب.

إن خطابه تهديد بأخذ لبنان رهينة، إذا طاولت العقوبات الدولية والعربية، إيران... أو محاورها الإرهابية، وهو من ضمنها!

وأخيراً: إذا كان استجرار شذاذ الآفاق إلى لبنان لمحاربة إسرائيل، فكن أكيداً يا سيد حسن أنه لا الهلال الشيعاني سيبقى هلالاً، ولا البدر الصهيوني سيبقى بدراً: بل ستبقى شمس العروبة تضيء عوالمها وشعوبها!

 

عندما ينتحر التاريخ... وتتهاوى الجغرافيا

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/09 تموز/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=56896

لقد كانت ساعات قليلة حافلة، ذات دلالات عميقة الأثر وبعيدة الأمد...

من هامبورغ رشح «التفاهم» المبدئي الأميركي الروسي على مصير سوريا، ومن بغداد وردت بشائر «تحرير» الموصل، وفي لبنان يتحمّس «السِّياديون» لإنهاء مفاعيل نزوح الضحايا بإعادتهم إلى أحضان مَن نزّحهم... وهي أحضان عاش اللبنانيون «حنانها» لأكثر من ثلاثة عقود.

«تفاهم» واشنطن وموسكو حول بقايا سوريا ينطلق من مصالحهما أساساً، ومن بعدها مصالح اللاعبين الإقليميين. وإذا كان للمراقب أن يقرأ التفاصيل من دون أوهام، فلا بد من التوقّف عند بعض النقاط..

الأولوية الأهم عند موسكو في سوريا هي المحافظة على حضورها المتبقي في شرق المتوسط بعدما خسرته في العراق وشمال أفريقيا وجنوب شبه الجزيرة العربية (اليمن الجنوبي سابقاً). وفي هذا السبيل كان الكرملين مستعداً للذهاب حتى التدخل العسكري المباشر، قصفاً وقواعد عسكرية وتطوّعاً بمسوّدة دستور جديد. والأولوية الثانية، هي استغلال الحضور الإيراني لابتزاز واشنطن وتحقيق أكبر قدر من التنازلات الأميركية على أوسع نطاق، سواءً في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية وغيرهما. هاتان الأولويتان ترجمتهما موسكو على أرض سوريا، مستفيدة من اقتناع باراك أوباما بـ«شرق أوسط» تكون فيه إيران شريكاً ضد «السنّية السياسية»، والآن تسعى القيادة الروسية لبلورتهما مع إدارة جمهورية كانت تتمنى فوزها... إن لم يكن قد سهّلت لها هذا الفوز.

في المقابل، في واشنطن، وعلى الرغم من وجود «الدولة العميقة»، حدث تغيّر ملموس في المقاربة الأميركية للملف الإيراني. ومع أن الإدارة الجمهورية الحالية لن تسعى إلى حرب مع إيران لكونها بحاجة إليها في إطار المصالح الجيو- بوليتيكية الأوسع، فإنها - بخلاف حماسة سابقتها الديمقراطية - تريدها شريكاً صغيراً يُؤمَر فينفِّذ لا شريكاً كبيراً يُقرّر ويَفرُض. وهذا هو أيضاً موقف إسرائيل، حليف واشنطن الاستراتيجي في الشرق الأوسط، وصاحب النفوذ المؤثر وراء الستار.

لدى واشنطن، مثل موسكو وطهران، اعتبارات أكبر بكثير من مصير الشعب السوري كله... فكيف بهويّة الشخص الذي يحكمه وبأي صفة يحكمه، في «دولة فاشلة» وبلد مقسّم واقعياً، نزح عن مدنه وقراه أكثر من نصف سكانه؟

أصلاً، قبل «انتفاضة 2011» كانت كل المناصب السياسية الرسمية في سوريا، باستثناء منصب الرئيس، مناصب صوَرية لا تقدّم ولا تؤخر، لكون السلطة الفعلية بيد الرئيس وأجهزته الأمنية. أما اليوم، فباتت السلطة الفعلية في أيدي مَن يسيطرون على القواعد العسكرية ويحرّكون الطائرات الحربية وينظمّون عمليات التهجير والفرز السكاني، ويغطّونها دولياً. وبالتالي، انتهت «صلاحية» منصب الرئاسة... وغدت هوية شاغله تفصيلاً صغيراً في مشهد كبير.

هذا في سوريا، أما في العراق فنسمع التساؤل «ماذا بعد تحرير الموصل؟» ولا شك هذا سؤال ستوضح إجابته الكثير من مُبهمات المنطقة. لقد أدى «داعش» المهمة المأمولة منه، كما فعل من قبله تنظيم «القاعدة»، وأجهز على الحضور السياسي والديمغرافي للعرب السنّة الذين لعبوا دوراً محورياً في قيام العراق الحديث عام 1920. واليوم بين الاحتلال الإيراني الواقعي المتجسّد بأمثال «أبو مهدي المهندس» وهادي العامري وقيس الخزعلي من جهة، والعد العكسي لانفصال إقليم كردستان العراق من جهة ثانية، ما عاد حال العراق يختلف كثيراً عن حال سوريا.

ولكن، لئن كانت استراتيجية واشنطن المعلنة إزاء البلدين الجارين - بل التوأمين - تقوم على أساس «فصل طهران عن موسكو»، فإن الوجود الإيراني في العراق أقوى مذهبياً وسياسياً وجغرافياً منه في سوريا. فعلى الرغم من عمليات التجنيس المكثفة منذ 2011، والعمق الشيعي غرباً في لبنان، يظل الوجود الإيراني في سوريا عملياً «جسراً» استراتيجياً إلى لبنان والبحر.

في سوريا، قد تضحّي روسيا بعلاقاتها الخاصة مع إيران لقاء تفاهم إقليمي يأخذ في الحساب مطالب تركيا والأكراد وإسرائيل. إلا أن إبعاد إيران عن العراق في هذه المرحلة يبدو مهمة صعبة من دون التزام أميركي حقيقي وجادّ... لا مؤشرات على أنه متوافر.

ونصل إلى لبنان. هنا يسعى حزب الله، الذي هو قوة «الأمر الواقع» الإيرانية المتحكّمة بمفاصل السلطة والأمن والسلاح، إلى تصفية النزوح السوري الذي كان في طليعة المتسبّبين فيه أصلاً. والحزب، بعدما شارك أمام أعين العالم بتهجير سكان معظم سكان المناطق السورية الحدودية مع لبنان، من تلكلخ والقصير شمالاً، إلى الزبداني وبلدات وادي بردى جنوباً، مروراً ببلدات القلمون الشرقي، يخطط اليوم عملياً لتهجير سكان المناطق اللبنانية التي تعطّل دوره في دعم حكم الأسد والوجود الإيراني في وسط سوريا.

هذا يعني استهداف بلدة عرسال الحدودية السنّية التي استقبلت عشرات الألوف من النازحين السوريين، وتهجير أهلها بحجة القضاء على «التكفيريين». وهي الحجة نفسها التي روّجت خلال السنوات القليلة الماضية لعمليات التغيير السكاني ب«حافلات الأسد الخضراء» والقدرات التحريرية لـ«الحشد الشعبي» العراقي في سوريا والعراق. في اعتقادي، إذا كان هناك قرار دولي متخذ على أعلى المستويات بتسوية في سوريا، وفق نصوص «التفاهم» الأميركي الروسي، فهذا أمر يتعذر الوقوف بوجهه، لا سيما أن بعض القوى التي طالما ادعت وقوفها إما ضد الأميركيين، أو ضد الروس، أو ضد كليهما، منخرطة - بصورة أو بأخرى - مع أحدهما أو كليهما. وبصرف النظر عن نية واشنطن أو قدرتها في موضوع إخراج إيران من العراق، فالواضح أننا في سوريا، واستطراداً في لبنان، أمام صورة مغايرة تماماً. فشأن الشمال السوري بات رهناً بحسابات تركية وكردية، بينما مستقبل الجنوب السوري المتاخم للأردن وجنوب شرقي لبنان والجولان المحتل إسرائيلياً... تحدّده معطيات عربية وإسرائيلية. خلاصة القول. إذا استطاع «التفاهم» الأميركي الروسي إخراج إيران من سوريا ورتّب أوضاع سوريا السياسية والديمغرافية، لن يعود موضوع سرعة البت بمصير رئيس النظام ذا شأن لأن السلطة باتت في مكان آخر.

إلا أن بقاء إيران بموجب «صفقة» تبقى تفاصيلها ضمنية، فسيعني أن علينا توقع المزيد من المعاناة... و«الحافلات الخضراء»!

 

أبعد من الثأر لدماء بشير الجميّل.. كواليس جلسة ما قبل الحكم على الشرتوني

ناتالي اقليموس/الجمهورية/8 تموز 2017

الجمعة -7 -7 2017، بكلّ ما يحمله هذا التاريخ من سبعات ودلالة نصر، لم يكن فقط موعد ترافُع وكلاء الدفاع عن رئيس الجمهورية الشهيد بشير الجميّل ورفاقه الذين اغتيلوا معه في 14 أيلول 1982، إنّما جاء تأكيداً أنّ «المعركة بين الحقّ والباطل لا تطول... فالباطل زهوق». أمسِ شهدت عائلة الجميّل الصغيرة والكبيرة المرحلة ما قبل الأخيرة من صدور الحكم بحقّ المتّهمَين الفارَّين حبيب الشرتوني ونبيل العلم بتهمة الاغتيال، بعدما جرّدتهما المحكمة من حقوقهما المدنية.

 وسط تدابير أمنية مشدّدة وانتشار كثيف للأجهزة في محيط قصر العدل، من التدقيق في الهويات إلى تفتيش الحقائب وأخذِ الهواتف الخلوية... إفتَتح رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد جلسة متابعة النظر في جريمة اغتيال الشهيد بشير الجميّل، يعاونه القضاة: جوزف سماحة، تراز علاوي غسان فواز وناهدة خداج، في حضور ممثّل النيابة العامة التمييزية القاضي عماد قبلان.

لوجستياً... خربانة

نظراً إلى أنّ هذه الجلسة مخصَّصة للمرافعة، قال فهد، متوجّهاً إلى المحامين: «الأساتذة الكلمة إلكن»، فتبيَّن أنّ المحامين الحميد الأحدب وإدمون رزق ونعوم فرح سيترافعون عن عائلة بشير الجميّل، فيما المحامي جان نمّور عن عائلات الشهداء. أعطى فهد الكلام بدايةً للمحامي عبد الحميد أحدب الذي تَقدّم من الميكروفون ووجَده معطّلاً، فقال متأفّفاً: «حتى الميكروفون!

على القليلي مشُّوه»، فيما بدا المحامون والصحافيون بجواره يتصبّبون عرقاً، نظراً إلى أنّ المكيّفَين في القاعة «معطّلان، بيدوروا بَس ما بِبوردو!» وفق ما أوضَحه أحد التقنيين الذي عبثاً حاوَل تسوية أمر المذياع.

اغتيال وطن

الأحدب، وأبرز ما تضمَّنته مرافعته: «هذه الجلسة أثقلُ بكثير من حجمها التاريخي، هذا اليوم هو صلاة لأنّ الله قال «لكم في القصاص حياة». بعد 35 عاماً تاريخ، العدالة عادت وانتصرت. اسمحوا لي أن أكون عملياً بعض الشيء، لا بدّ من سرد وقائع بلسان المتّهم الشرتوني، وهذه وقائع واعترافات مزدوجة أكّدها يوم كان موقوفاً وحين صار فارّاً من وجه العدالة.

نحن أمام محاكمة تاريخية لأنّها مرحلة مهمّة وخطيرة من حياة هذا الوطن، هذه الجريمة إرهابية، قتَلت أبرياء مدنيين ورئيسَ جمهورية، لم يبحثوا عن قتلِ شخصٍ إنّما عن قتل وطن.

ما حدثَ عملُ جهات لا أفراد». وسأل: «من الذي قتَل بشير الجميّل؟ إسرائيل قتَلت بشير الجميّل، نودّ أن نقتنع ونناقش، لكن أصوات المتظاهرين في الخارج التي تدافع عن القاتل في محيط قصر العدل تُكّذب أنّ إسرائيل ارتكبَت هذه الجريمة، وتدافع عن القاتل الشرتوني».

وفي ختام مرافعته، طلب تطبيقَ المادة 549 عقوبات لتوافُر كلِّ عناصرها في الجريمة، وأبرز مذكّرة خطية بالمرافعة ضمّت إلى الملف، وقد ترَك أمر تحويل التعويضات الشخصية للمتضرّرين، لزملائه، وتحديداً للمرجع الدستوري المحامي إدمون رزق.

نعرف القتلة غير المباشرين

وعند الرابعة والنصف، أعطى فهد الكلام للمحامي جان نمّور، على وقعِ تأفّفِ الحاضرين من استمرار انعدام وسائل التهوئة وعدم تمكّنِهم من سماع المرافعة لعطلٍ في الميكروفون. فتمهّلَ فهد وطلب تحسين الظروف، فتمّ الاستعانة بميكروفونه الخاص، وبعد جهدٍ جهيد وضِعت مروحة صغيرة في جانب القاعة. وبدأ نمّور الكلام:

• نمّور، وأبرز ما جاء في مرافعته: «أستعرض وقائع نصفِ الساعة الأخير من الجريمة، حين حاوَل الشرتوني إخراجَ من يخصّونه، وتحديداً شقيقته، من المبنى...». وأضاف: «نعرف قتلة الشيخ بشير المباشرين وغير المباشرين... النظام السوري يتعاون مع أفرقاء محلّيين... الحزب القومي السوري لا ينفي تورّطَه، لا بل لا يوفّر فرصةً إلّا ويتبنّى الجريمة».

ثمّ عرَض وقائع إخراج المتّهم حبيب الشرتوني وقتلة ابنةِ الشهيد بشير الجميّل مايا، من السجن. وسرَد وقائع أخرى تثبتُ تورّطَ الجيش العربي السوري في اغتيال بشير عبر الحزب القومي السوري. وعرَض لتطلّعات الوطن والشعب اللبناني وتوقّعاته من خلال انتخاب بشير الجميّل رئيساً للجمهورية، وطلبَ إنزالَ أشدّ العقوبات بالمتّهمين.

جريمة إرهابية

وعند الخامسة عصراً أعطى فهد الكلام للمحامي نعّوم فرح، وأبرزُ ما جاء في مرافعته:

فرح: «هذه لحظة انتظرناها 35 عاماً، أقفُ لأترافعَ باسمِ كلّ مواطن شريف أحبَّ الشيخ بشير الجميّل وعوَّلَ عليه قائداً، أخيراً وصلنا إلى المرحلة الحاسمة، وأودّ أن أطرح 3 أسئلة: لماذا قُتل بشير الجميّل؟ من قتله؟ أيّ جريمة ارتكبها حتى يستحقّ الموت؟».

وأوضَح الأدلّة التي تؤكّد ضلوع المتّهمين في عملية التفجير، ففي ما خصَّ السؤالَ الأوّل، استعاد جواباً أدلى به الشرتوني أمام المحقّق، «إنّها مهمّة حزبية»، ثمّ عاد وقال «إنّها مهمة أوكلني بها نبيل العلم». وفي الحقيقة نحن أمام جريمة إرهابية منظّمة ومتعمَّدة هدفُها إرباك الدولة والقضاءُ على لبنان دولةِ الحرّيات».

وأوضَح «أنّ هناك متورّطين آخرين وراء الجريمة ويُثبت ذلك محاولات الاغتيال السابقة للرئيس بشير الجميّل واغتيال ابنتِه مايا». أمّا بالنسبة إلى هوية القاتل، فبيّن دعوى كلّ مِن حبيب الشرتوني ونبيل العلم، وذكّر بمضمون القرار الاتّهامي.

وفي ما يخصّ الجريمة التي ارتكبَها «بشير»، فاعتبَر «أنّ صموده والانتصار في وجه التنظيمات والجيوش العابرة الطامعة في لبنان، ورفضَه توقيعَ معاهدةِ السلام مع إسرائيل، وغيرها من الأمور، حتّمت التخلّصَ من الشيخ». وانتهى إلى وجوب تجريمِ المتّهمين وفق قرار الاتّهام والأحكام 549 عقوبات والمادة 6 من قانون الإرهاب.

لا نريد الثأر ولكن...

وبعدها أعطى فهد الكلام للمرجع الدستوري المحامي إدمون رزق، الذي أصَرّ على الانحناء أمام سلطة القضاء، وأبرز ما جاء في مرافعته.

• رزق: «مدينٌ بهذه الوقفة للقضاء إحتراماً، وأبدأ بالانحناء أمام القضاء مستذكراً قول «تشرشل» حين قال: مادام القضاء بخير بريطانيا بخير»، ولن يعود الخير إلى لبنان ما لم يصمد القضاء ليس في إعطاء هذا أو ذاك مطالب إنّما في إحقاق الحق.

وعندما أتطلّع بعد هذه المسيرة الطويلة من الوقوف أمام الاقواس أتنوّر خلال وجودكم... لا بدّ من استعادة كرامة لبنان من خلال القضاء أنتم المؤسسة الباقية». وأضاف: «مدينٌ لبشير الجميّل ورفاقه وكلّهم عزيز علينا... سنتين من التفكير في تدمير البناء، وقتلِ الناس، والبحث عن وضع مكانٍ للمتفجّرات... أنا لا أواجه شخصاً ولا حزباً إنّما أقول كيف يمكن لأمّةٍ أن تنهض وفيها مثلُ هذه الثقافة، ثقافة الاغتيال، إستعمال الحرام».

وتابَع: «لا يقوم البلد على جريمة الثأر والاستغلال ولا بوجود سلاح إلّا بيدِ الدولة. لم أكن من المقرّبين من بشير الجميّل ولكن توسّمتُ فيه، رأيتُ فيه الكفَّ النظيف. فبَعد انتخابه زارني في منزلي قائلاً: «بدّي أعمل دستور أنا ويّاك»، عرفتُه بأيام أكثر ممّا عرفته بسنوات».

وأضاف: «أشهد أنّ هذا رَجلٌ حلمٌ من الأحلام، لا تفكير له إطلاقاً خارج حدود لبنان، فلتسقُط الأبواق والذين يزايدون ويتّهمون». وتابَع: «لا أطالب بتعويض مادّي، ولا بالثأر لبشير ورفاقه... نحن نريد فقط توظيفَ دماءِ مَن رَحلوا لإحياء البلد. ... في الحقيقة هناك من تربّصَ بالشيخ قبل أن يُنتخب رئيساً للجمهورية وقبل أن تأتيَ إسرائيل». وخَتم مؤكّداً ثقتَه بالقضاء وأنّه المرجع الأوّل والأخير، وتبنّى القرار الظنّي وطلباتِ زملائه وطلباتِ النيابة العامة.

النيابة العامة

بعدها كانت المرافعة لممثّل النيابة العامة القاضي عماد قبلان الذي استعاد بشكلٍ سريع السنوات 1975 وما تلاها من سنوات، وتوقّفَ عند تاريخ 23/8/1982 يوم أقسَم الرئيس بشير الجميّل اليمين واحترامه الدستور، وأوضَح أنّ اغتيال الشيخ بشير الجميّل كان بالتالي اغتيالاً للوطن وأنّ إفادة الشرتوني امتدّت على 336 صفحة اعترَف فيها صراحةً بارتكابه الجريمة بالاشتراك مع العَلم، وعرَض تفاصيل العملية والتحضيرَ لها.

وأضاف: «إنّ القرار الاتّهامي توسّعَ في استعراض الوقائع التي سُجّلت للشرتوني أمام قاضي التحقيق العدلي، وبتطابق البصمات وبالتقارير الطبّية وبمحضر الكشف الحسّي وبجهاز التفجير والقنبلة اليدوية المضبوطة». إنتهى إلى وجوب تجريم المتّهمين الشرتوني والعلم بالجرائم المبينة في القرار الاتهامي، وطلبَ لهما الإعدام. ختاماً تبنّى المحامون وكلاء جهة الدفاع الذين لم يترافعوا أقوالَ وطلبات زملائهم الذين ترافعوا، وأرجَأت المحكمة الجلسة إلى 20 تشرين الأوّل 2017 لاصدار الحكم. وتزامُناً مع الجلسة، قطَع «أصدقاء الشرتوني» الطريق الممتدّ من مستديرة العدلية باتّجاه تقاطع سامي الصلح أمام قصر العدل.

 

بيان القاهرة وحديث العقلانية

إميل أمين/الشرق الأوسط/08 تموز/17

يستحق بيان القاهرة لوزراء خارجية الدول الأربع التي تنادي بمكافحة الإرهاب، وصفه بأنه بيان مثير وكاشف لإشكالية العمل السياسي وتقاطعاته مع الفهم الشعبوي لدور الدولة في القرن الحادي والعشرين.

دافع تلك الكلمات يتصل بما رآه البعض ضرباً من ضروب الإحباط التي سادت قطاعاً واسعاً من جماهير الدول الأربع؛ بسبب سقف ما جاء به البيان العقلاني، وفي مواجهة الغوغاء الذكية المرتبطة بوسائط الميديا الاجتماعية الجديدة.

يتفهم المرء بصدق ووضوح كيف أن الغضب الشعبوي والنخبوي العربي والخليجي قد بلغ الحلقوم، من جراء التمادي في العماية وضروب الغواية القطرية؛ ولهذا خيل للكثيرين أن ردات الفعل على رفض قطر المطالب الثلاثة عشر سوف تأتي قاسية دفعة واحدة لتزلزل الأرض من تحت أقدام القيادة القطرية.

على أن البيان لفّته العقلانية الفاعلة وغلّفته الموضوعية الناضجة، وبعيداً عن العواطف المتأججة والرؤوس والأدمغة الساخنة غير القادرة على الفرز والتمييز.

بيان القاهرة وتصريحات وزراء خارجية الدول الأربع أكد المواقف الأساسية من الدوحة المعاندة والمكابرة ودون أدنى عنتريات، بل ترك الحبل طويلاً وممتداً لقطر لتلفه من حول رقبتها إن شاءت، أو ترتدع إن أرادت.

حكماً، انتظر ولاة الأمر في قطر بياناً نارياً يبرق ويرعد متجاوزاً كل حدود القوانين الدولية والمعاهدات الأممية، وساعتها كان يمكن لقطر أن تصدع العالم بعدائية وربما وحشية الأشقاء، واجدة بذلك الذرائع والمبررات للمزيد من عسكرة المشهد، واستجلاب القوات الأجنبية.

حزمة مبادئ بيان القاهرة - لو عرفت قطر - يجعلها تقلق بأكثر مما لو أنذر البيان وحذر؛ ذلك أنه ساعتها كانت ستدرك وبسهولة ويسر، أي طريق تذهب الدول الأربع، وأي آليات سوف تتبع، وكأنها لعبة د. جيكل ومستر هايد، من جديد.

لكن الهدوء والقدرة على «كظم الغيظ» والاستعانة على قضاء الحوائج بالكتمان، يبقى من مهارات الكبار، وهو الأمر الذي لا يستطيع الصغار إدراكه.

دور السياسيين أن ينظروا للأحداث الكبرى، ذلك أن تاريخ الأمم لا تحدده النوايا الطيبة، وإنما إدراك موضوعي صادق للحقائق الميدانية، وموازين القوى التي تحكم لعبة الأمم.

بيان القاهرة، وحتى تبرد الرؤوس الساخنة التي ذهبت في تأويلاتها وتفسيراتها بعيداً جداً عن حيز الحقيقة، وسبحت في بحار أوهام الانبطاح للآخر، ولا سيما الجانب الأميركي، فاتها أن الدول الكبرى تأخذ قراراتها المصيرية في ضوء رؤى استراتيجية واضحة للذات، وفاضحة للخصم؛ ولهذا لا تنطلق قراءاتها من خلفية الإلهام أو النزوات، وديماغوجية المزايدة على رجل الشارع، بل عبر أهداف لا تحيد عن أعين واضعي استراتيجياتها، ولا سيما أن الاستراتيجيات تعلم دارسيها أن الأهداف يمكن الاقتراب منها عن طريقين؛ اقتراب مباشر، أو اقتراب غير مباشر، مع بقاء الهدف في الحالتين ظاهراً أمام عيون طالبيه، حتى وإن أخذتهم التضاريس إلى الطرق الدائرية.

القائمون على بيان القاهرة أدركوا جيداً أن هناك صدعاً كبيراً أصاب قطر وقيادتها، وهي المعروفة بهشاشة نسيج الحكم فيها، والمشهورة بالتاريخ الطويل للانقلابات وتبادل العرش تحت الضغوط والمكايدات السياسية؛ ولهذا فقد كان الاضطراب والرفض للمطالب الثلاثة عشر هو سيد الموقف، وفي حين تمارس الدول الأربع ضغوطها الاقتصادية والسياسية والإعلامية، على الدوحة يتعمق الشرخ في الداخل القطري شعبوياً ونخبوياً، وفي إطار الزمرة الحاكمة. فمن جهة، فإن رفض تلبية تلك المطالب يجعل صانع القرار هناك يشعر بالتهديد والخوف صباح مساء كل يوم، ومن جهة أخرى، فإن الإذعان للمطالب سيظهر الحاكم في الداخل ضعيفاً، ويضعضع ثقة شعبه فيه محلياً، وفي الحالتين يبقى الخطر محدقاً به، ويبدو المشهد القطري الداخلي مثل كرة الثلج التي تتدحرج من فوق الجبل، لتلاقي مصيرها المحتوم بالانفجار والتفتت عند القاع.

بيان القاهرة - حكماً - كمثل جبل الثلج، قمته طافية وجسمه غاطس في الأعماق، وغني عن القول: إن كل ما يقال همساً في المخادع لا ينادى به من على سطوح المؤتمرات الصحافية؛ ما يعني أن تبعات وتداعيات مؤتمر القاهرة سوف تتجلى في هدوء ودون صخب أو جلبة.

الذين قدر لهم متابعة البيان واستيعابه برؤية محايدة يدركون مهارة دبلوماسية كبيرة في التعاطي مع القوى الدولية الكبرى، وفي المقدمة منها ولا شك الولايات المتحدة، وربما غيرها من العواصم الفاعلة والمؤثرة في العملية السياسية في الشرق الأوسط برمته، فقد أعطى البيان مجالاً واسعاً لهؤلاء الضامنين والساعين لتغيير سلوك قطر، وفي الوقت عينه حمّلهم المسؤولية كاملة، وفي حال التهاون أو التماهي مع علاقات قطر الداعمة للإرهاب طولاً وعرضاً عربياً ودولياً، فإن الكلفة الأدبية والأخلاقية سوف تختصم من الثقة المعطاة ومن التحالفات القائمة والقادمة، ولا سيما مع واشنطن، وهو أمر بات العوام يدركونه قبل أن تفككه الانتلجنسيا.

رهانات الدوحة على «إزار الوساطة وتفكيك النصوص» يذكرنا بما جرى للإمبراطوريات الكبرى التي تولت هزيمة نفسها بنفسها ولم يهزمها خصومها، عبر الإفراط في استعمال القوة والثروة في دروب الغي والغرور... كيف يكون الحال مع «قطر الصغيرة»؟

 

انتهت المعركة... فهل انتهت الحرب؟

محمد الرميحي/الشرق الأوسط/08 تموز/17

مع وصول القوات الدولية والعراقية إلى قلب الموصل، تكون بداية النهاية العسكرية قد أزفت لتنظيم داعش المسلح في ذلك المكان، ولن يكون الوقت طويلاً قبل أن يُدحر أيضاً من جانب القوات الدولية وحلفائها في الرقة على الأرض السورية... بقية التنظيم المسلح سوف تتناثر. ولكن السؤال المهم: هل انتهت الحرب بعد ربح المعركة العسكرية؟ حتى نجيب عن هذا السؤال نطالع مع القارئ الكريم هذا النص الذي يقول: «إن أولى الخطوات في طريقنا، هي أن نستعلي على هذا المجتمع الجاهلي وقيمه وتصوراته، وألا نُعدل نحن في قيمنا قليلاً أو كثيراً لنلتقي معه في منتصف الطريق، كلا... إننا وإياه على مفترق الطريق، وحين نسايره خطوة واحدة، فإننا نفقد المنهج كله ونفقد الطريق...».

لو قلت للقارئ إن هذا النص من النصوص التي تركها أبو بكر البغدادي (إبراهيم عواد إبراهيم علي) لمن يأتي من بعده، لما دخل الشك في ذهن المتابع، إلا أن المفارقة أن هذا النص ليس للبغدادي، وإن كان يُعبر حق التعبير عن مجمل الأفعال التي اتبعها «داعش» بقيادته، أو «القاعدة» تحت قيادة الزرقاوي، أو غيره من قادة ما يزعمون أنه جهاد، من العراق شرقاً حتى ليبيا غرباً، ومن أفغانستان إلى اليمن، والتي تركز على إطراء الاستعلاء على «المجتمع الجاهلي، وعدم مسايرته، بل مفارقته كلياً وحربه أيضاً». إلا إنني اقتبست تلك الأسطر من كتاب «معالم في الطريق» لسيد قطب، الذي كانت كتاباته، وربما لا تزال، «إنجيل» الفرق المتشددة، والمفارقة للعالم الحديث، بألوانه واجتهاداته المختلفة.

قد يرى البعض أن تلك الفقرة قد نزعت من سياقها، ولكن الحقيقة التي قد تكون مُرّة، أنها مُرددة في معظم ثنايا ذلك الكتاب وغيره من الكتب المشابهة، التي كانت متاحة في مدارسنا، ومعظم المكتبات حتى وقت قريب؛ بل إن بعضها طبع أكثر من طبعة تعدت العشرات، دليلاً على إقبال أشخاص ومجموعات على قراءة تلك الكتب والأخذ بتصوراتها، بل إن تلك الكتب شكلت القاعدة الفكرية لفهم قيادات سياسية إيرانية، أخذت بمنهجها. الأكثر تحييراً أن مثل هذه الكتب، خصوصاً «معالم في الطريق»، متاحة اليوم على الشبكة الدولية للإنترنت.

وقد يصاب الباحث بدهشة عندما يطلع على بعض نصوص ذلك الكتاب متضمنة في بعض المناهج التي تدرس اليوم. لست من المدرسة التي تقول إن «الكتاب»؛ أي كتاب، يكون له التأثير الكبير في مسيرة المجتمع، ولست مع الرأي بمنع الكتب، ولكن هناك عاملين يجب الانتباه لهما؛ الأول أن لدينا من الخبرة التاريخية ما يجعلنا نعلم بأن ما يكتب «في ظروف سياسية معينة» يجد له على أرض الواقع تمكيناً، وبسبب تلك الظروف هناك مؤمنون، يحولون النص إلى فعل؛ بعضه فعل شنيع كقتل الناس دون ذنب قتلاً عشوائياً. والثاني أن ليس هناك مناعة فكرية أو علمية تقف حاجزاً أمام تشرب تلك الأفكار من البعض، التي هي أفكار وهمية مفارقة للواقع، وليست لها علاقة بهذا العالم الذي نعيشه، ولكنها تقدم للمتلقي الشاب على أنها حقيقة مطلقة، يجب صَمّ أذنيه عن غيرها.

ما الذي يجعل من النصوص إذن أداة أو أدوات للعبث في المجتمع؟ هناك عدد من العناصر إن اجتمعت، أو اجتمع أكثرها، هيأت البيئة الإنسانية لتقبل ذلك التحول عن السلوك السوي؛ سواء كان تحولاً إلى الأفضل أو الأسوأ. أمامنا عدد كبير من شواهد التاريخ؛ كتاب «رأس المال» لكارل ماركس، الذي احتضنته بعض النخب في أوروبا، واعتقد كثيرون أنهم وجدوا به إنجيلاً جديداً. كانت الأوضاع المزرية بعد الثورة الصناعية تفعل فعلها في المجتمعات الغربية، تمزقها وتحط من إنسانية الإنسان فيها، ولم يكن باستطاعة أهل السياسة وقتها الخروج بشكل معقول من أزمة رأسمالية مغرقة في عدم العدالة، فجاء السيد ماركس للإشارة إلى طريق، يبدو على الورق أنه مقنع. بعد فترة ليست بقصيرة من معاناة شعوب كثيرة سارت على ذاك الطريق، تبين أن ما جاء به كارل ماركس ورفاقه وهْمٌ كبير ومخالف ببساطة للطبيعة البشرية. أفاقت تلك الشعوب، ولكن بعد تضحيات كانت هي حطب نارها، وقتلى بملايين البشر.

في مكان آخر، جاء أدولف هتلر، الذي قاسى ظروفاً صعبة في بداية حياته، بكتاب «كفاحي»، الذي يتضمن فكرة النقاء العرقي للشعوب الجرمانية، وبالتالي حقها في حكم العالم، وانتشرت الفكرة بين صفوف الشعب الألماني جراء الخوف من الهجرة والخسارة في الحرب العالمية الأولى، وبقية القصة معروفة؛ ملايين من البشر فقدوا أرواحهم، ومئات من المدن سويت بالأرض، وتبين بعد كل ذلك أن النقاء العرقي خرافة فضحها العلم، فليس هناك شعب عرقه أفضل من شعوب أخرى، أو يتمتع بنقاوة ما يحق له بسببها حكم العالم!

أفكار التشدد والتطرف المشيعة للأوهام، سوف تبقى في محيطنا إن لم يفتح الباب لنقاش جدي وحيوي حول وهمية تلك الأفكار، ويصل إلى إجابات واضحة المعالم، ويفسر لنا كيف وقع ويقع عدد من شبابنا في مصيدة الأفكار المتطرفة، التي تقود في النهاية بعضهم إلى القيام بأعمال متطرفة يشوبها العنف الفظ والإجرام الصريح.

حتى تتضح الصورة؛ الأفكار التي أتي بها سيد قطب وآخرون انتموا إلى مدرسته بدرجات، وهي «المفارقة» للمجتمع، جاءت تحت ظروف مجتمعية وسياسية بالغة التعقيد، في مرحلة تحول كبير في الفضاء العربي؛ من الانفكاك من المستعمر إلى البحث عن بناء الدولة الحديثة. البعض اعتقد أن بناء الدولة، في رؤيتهم، شرطه الأساسي «مفارقة المجتمع الكافر» و«المفاصلة» والتوجه إلى «الدولة الإسلامية»! وكان واضحاً أن تلك الأفكار بجانب أنها خطاب إطلاقي معمم، مغرقة في المثالية النظرية، ولم يكن مطلقوها على دراية جدية بتطور المجتمع المسلم خلال تاريخه الطويل، أو على فهم لتطور العالم. كان خطاباً نكوصياً معتمداً على شيطنة الآخر بالمطلق، و«ملائكية الأنا» بالمطلق، وأن الحضارة الغربية بعموميتها وتفاصيلها شر مطلق! وبسبب عمومية النص وإطلاقه، وجد من يعتقد به، لأنه كان سهلاً؛ «أسود وأبيض» لا غير، متجاوزاً الحقيقة الحياتية أن الحياة والتاريخ «قوس قزح؛ به كثير من الألوان».

قبول تلك النصوص على عِلاتها ساعدت عليه مجموعة متداخلة من العناصر؛ واقع سياسي واجتماعي مأزوم، وضعف أو عدم وجود حلول عقلية وعقلانية للمشكلات التي تواجهها المجتمعات، وضعف في التكوين والتفكير لدى النخب، وأخيراً سهولة تسييس ذلك الخطاب من أجل حشد جماهيري أوسع. إلا أن القضية لا تنتهي هنا، فلو قبلنا القول بأن معظم المسلمين «فاقدو أهلية التفكير الصحيح»، لأصبحنا جميعاً «داعشيين»، أو «قاعديين» أو «زرقاويين» أو «طالبانيين» أو حتى «حوثيين»! أو غيرها من الجماعات العُنفية. كان القطاع الأكبر من المسلمين يعرفون ماذا يعني «العالم الحقيقي» الذي يعيشون فيه... يعرفون ما أضافته الحضارة الغربية من إنجازات ومن نظم، كما يعلمون التاريخ الحقيقي لأمتهم الإسلامية في عصور الانفتاح والتقدم، ويعرفون الفرق بين النضال من أجل حياة أفضل وأي الوسائل يمكن أن تستخدم في ذلك النضال، وبين العنف المفضي إلى تهشيم المجتمع. إلا أن ذلك الفهم لم يصبح علانية وله صوت يُرفع، لأن الجميع تم «إرهابهم» ثقافياً، فإن لم تكن، مثلاً، «إخوانياً» أو «جهادياً»، فإنك غير مسلم؛ والعياذ بالله، فتم تحت ذلك الإرهاب الفكري تكميم الأفواه وكسر الأقلام، كما تم بالضبط في الحالات القومية المتطرفة الأخرى، فلم يكن المواطن الألماني، مثلاً، بقادر تحت «الرايخ الثالث» على أن يقول رأيه، وهو، للمفارقة مرة أخرى، إحياء «العظمة الألمانية»، أو المواطن «السوفياتي» تحت الحكم المطلق على أن يبدي رأياً.

في الحالة العربية ربط الإسلام العظيم بمجموعة فتاوى ومشايخ وكتّاب، معظمهم خارج العصر! وقد آن الأوان للأغلبية المسلمة أن يرتفع صوتها بأدوات جديدة، معتمدة على العقل، وذلك جهد ليس مطلوباً فقط؛ بل أصبح ملحّاً، لأن المخاطرة التي نحن أمامها هي أن تكون هناك هزيمة عسكرية «للتنظيمات المتطرفة» وانتصار «لأفكارها»!

آخر الكلام:

ساحة المعركة الحقيقية هي كشف الأوهام، التي أصبحت صناعة لها تجارها الكثر، ومنهم جيش الإرهاب!

 

«روج آفا» على تخوم غضب العرب والأتراك... والطائرات وحدها حليفة الأكراد

 حازم الأمين/الحياة/08 تموز/17

كان على محمد، سائقنا الكردي السوري الذي نقلنا من معبر سيمالكا بعد أن نقلتنا قوارب الحزب الديموقراطي الكردستاني إلى الضفة السورية من نهر دجلة إلى مدينة القامشلي، أن ينتظر تجاوزنا مسافة عشرين كيلومتراً حتى يتمكن من التقاط شبكة الهاتف الخليوي التركية لكي يعطينا إشارة الـ «إنترنت» ولنباشر بدورنا اتصالاتنا. فـ «روج آفا»، أي الإقليم الكردي السوري العتيد تتقاطع عند حدوده ثلاث شبكات هاتف خليوي، الشبكة السورية الضعيفة، والشبكة العراقية التي تتلاشى إشارتها بعد كيلومترات قليلة من معبر «فيش خابور» والشبكة التركية التي تعمل على طول الحدود السورية- التركية، لكنها تضعف ما أن تبتعد عن هذه الحدود. «روج آفا» يعيش على تخوم الشبكات الثلاث، وله مع الدول، صاحبتها، قصص توازي قصصه مع شبكات هاتفها. نهر دجلة يفصله عن كردستان العراق، فيما يتولى جدار إسمنتي هائل ومرتفع فصله عن عمقه الكردي في تركيا، وخطوط الجبهة مع «داعش» في الرقة وفي دير الزور ترسم حدود إقليم «شمال سورية» الذي يتصدره أكراد الجزيرة السورية. الطريق الذي قطعناه في السيارة من مدينة الموصل العراقية إلى مدينة كوباني السورية يبلغ طوله نحو 800 كيلومتر. وكان علينا أن نعبر نهر دجلة في قوارب الحزب الديموقراطي الكردستاني، ليتسلمنا على الجانب السوري من النهر موظفون في الإدارة المحلية التي أنشأتها قوات «سورية الديموقراطية». من العراق إلى سورية على خطوط حربين على «داعش» لا يربط بينهما سوى الدعم الأميركي للقوى التي تخوض الحربين على التنظيم الإرهابي. المقارنة تحضر من تلقائها أثناء عبورك العراق إلى سورية. ما يجمع البلدين في وعي العابر، حرارة مترافقة مع طقس جاف شديد القسوة، و «داعش» الذي يقاتل على تخوم المدن التي احتلها. الدمار الهائل أيضاً، واللغة الكردية التي لا نجيدها، على رغم أننا ألفنا عبارات كثيرة منها بفعل تغطيتنا الحروب الممتدة منذ التسعينات في بلاد الأكراد.

طه، صديقنا الكردي السوري الذي كان ينتظرنا عند معبر سيمالكا على نهر دجلة، حمل أوراقنا وجوازات سفرنا وتوجه بها إلى إدارة المعبر، بينما كان عابرون قليلون ينتظرون مثلنا إنجاز معاملات الدخول والخروج من وإلى سورية. فالعلاقات بين الجماعتين الكرديتين العراقية والسورية لا تتيح كثيراً من التواصل ومن العبور. تركيا تقف هنا، ومجدداً، عائقاً بين تواصل الأكراد بعد أن تصدع «البعث». إيران أيضاً تشكل جزءاً من الانقسام الكردي أيضاً، ولا يبدو أن العلاقات التي تجمع الحزب العراقي والحزب السوري بالقوات الأميركية التي تتولى الحرب الجوية على «داعش» كافية لبعث الدفء في العلاقة بين الحزبين الكرديين.

لكي نصل من سيمالكا إلى كوباني علينا أن نعبر معظم مدن الرميلان والقامشلي وعامودا والدرباسية ورأس العين وأن نجتاز مسافات صحراوية هائلة. القول أن هذه المدن كردية محفوف بأخطار «التكريد»، تماماً كما هو القول أنها عربية ينطوي على احتمالات التعريب التي واصلها البعث طوال فترة حكمه سورية. أثر البعث واضح في هذه المدن، والشفاء منه لا يبدو متاحاً. المباني على الطرق العامة بعثية، وكذلك وظائفها وأسماؤها، والغبار الذي لا يبدو أن أحداً قاومه منذ عقود طويلة.

لكن طه، صديقنا الكردي، والمتحمس لتجربة الحكم الذاتي التي باشرها الأكراد السوريون منذ أكثر من ثلاث سنوات، يؤكد أن زمن البعث انقضى وأن السكان بصدد التأسيس لتجربتهم. صور عبدالله أوجلان ممتدة على طول الطريق. والمقاتلات الكرديات في حزب الاتحاد الديموقراطي الكردستاني (الأبوجي) منتشرات على الحواجز بين المدن والبلدات. الأكراد يحتفلون بمقاتلاتهم، ويقدمونهن بصفتهم علامة تقدمهم على محيطهم الذي لا يسمح لنسائه بالظهور وبالقتال. ففي الإدارة مثلاً فرضت قوات «سورية الديموقراطية» مديرة في موازاة كل مدير. الوثائق «الرسمية» تأتي موقعة من مديرة ومدير، ومعبر سيمالكا على رأسه ضابط وضابطة، ومخيمات اللاجئين العرب في المدن التي تسيطر عليها قوات «سورية الديموقراطية» يحرسها مقاتلون ومقاتلات كرديات.

كنا فريقاً تلفزيونياً كبيراً، والأكراد لا يرغبون بإخفاء شيء عن الكاميرات الكثيرة التي كانت بحوزتنا. أو على الأقل هذا ما شعرنا به. طائرة التصوير (درون) التي أحضرناها لم تتمكن من التحليق بفعل الـ «نو فلاي زون» التي أقامها الأميركيون فوق منطقة القتال مع «داعش»، لكن تمكن زميلنا مازن من حجب الطائرة عن رادارات الأقمار الاصطناعية ومن ثم إطلاقها، لم يثر حفيظة الأكراد.

بدت المدن لي هذه المرة مشاهد أكثر منها حكايات. فأنا الصحافي الباحث عن قصة أكتبها كان علي هذه المرة أن أؤلف القصة من مشاهد، ومن تناسل صور تلتقطها الكاميرا. كان علي أن أمشي أمام الكاميرا وأن أواصل المشي وأن أكرره. الفكرة أقل من الصورة هنا، والمشهد يجب أن يكون سياقاً لحكاية مصورة. الطريق الصحراوي الهائل قطعت مسافة قصيرة منه وفوق رأسي الـ «درون»، وهذا الأفق الذي يفصل بين مدينتي رأس العين وكوباني والذي يغور بين كتفي هضبتين صغيرتين علي أن أعبره لكي يُصدق المشاهد أنني كنت هناك.

الأكراد الذين لطالما عرفتهم وألفتهم وغرقت في قضيتهم هم الآن على حقيقتهم أكثر مما كانوا حين كنت أسجل ما أعاينه وما أسمعه خلال زياراتي بلدانهم. الكاميرا حاجز بيني وبينهم، إلا أنها كاشفة لحجم الكارثة التي حلت بهم. حين كنت أؤلف الحكاية، حكايتهم، كنت أقترب فأصير واحداً منهم. اليوم الكاميرا تضعني خارجهم، ومن تلك المسافة يمكنني معاينة الفاجعة.

في القامشلي مربع أمني تحت سلطة النظام السوري، فيما المدينة تحت سلطة الـ «بي يو دي». علينا هنا أن نعود إلى شبكة الهاتف السورية الضعيفة وغير المكترثة لخدمة المواطنين السوريين الأكراد. لم يعد للسلطة السورية سوى هذه الخدمة الضعيفة. الكهرباء تتولى توزيع ساعات تغذيتها القليلة الإدارة الكردية، وحقل الرميلان النفطي صار تحت سيطرة الحزب الكردي. مطار القامشلي يعمل أيضاً، فيومياً تهبط فيه وتقلع منه أكثر من ثلاث طائرات مدنية سورية من وإلى دمشق. المطار هو المنفذ الرسمي الوحيد لـ «روج آفا». والمربع الأمني المتبقي للنظام في المدينة مهمته الإبقاء على سلطة شكلية للدولة تتيح بقاء المطار. هذا ما شرحه لنا طه حين سألناه عن العلاقة بين الـ «بي يو دي» والنظام السوري. والقامشلي لا تبدو متوترة جراء وجود هذا المربع الأمني في وسطها، والطريق الذي يصل هذا المربع بالمطار والذي تعبر منه سيارات تابعة للنظام، هو أيضاً طريق عبور عادي للمواطنين الأكراد. في القامشلي اليوم نحو نصف مليون مواطن، وهذا العدد هو نتيجة تضاعف عدد السكان بفعل لجوء عشرات الآلاف من مدن الشمال السوري إلى المدينة. واكتظاظ المدينة مضافاً إليه غرابة واقعها الذي يعكسه تعايش السكان مع مربع أمني تابع لنظام لطالما استهدف الأكراد، يصبح باعثاً على الاطمئنان، فأنت الآن بين نصف مليون شخص، وهذا يشكل استثناء في مدن الحرب السورية والعراقية.

ما أن تغادر القامشلي متجهاً نحو عامودا ومنها وصولاً إلى كوباني، عليك أن تباشر البحث في هاتفك عن شبكة الهاتف التركية. الجدار الأسمنتي الذي بناه الأتراك أخيراً على طول الحدود مع سورية لا يحجب إشارة الهاتف. الجميع هنا يملك شرائح هاتف تركية يتزودون منها أيضاً بالإنترنت. وعلى الكاميرا هنا أن تختفي، ذاك أن الجنود الأتراك على أبراج المراقبة لا يحبون التصوير على ما قال لنا طه. وهم يعتبرون أن العابرين على الطريق السوري الموازي لحدودهم عناصر من حزب العمال الكردستاني.

الحصار يظهر هنا جلياً أكثر مما يظهر على الحدود مع العراق، أو في مناطق التماس مع النظام السوري أو مع «داعش». فالحدود مع تركيا تفصل بين مدن فقيرة وأخرى مزدهرة، وبين نمط زراعي متقدم وآخر متخلف، وبين جنود نظاميين، وآخرين حديثي التشكل ومتفاوتي التجهيزات. المدن على طرفي الحدود، بحسب طه، هي نفسها، لكن الفارق بين جزأيها السوري والتركي هو أن الأولى حكمها البعث والثانية استفادت من وجودها في دولة أحدث، على رغم أن الأكراد كانوا ضحايا النظامين في سورية وتركيا.

في الرميلان استقبلنا الدار خليل، وهو أحد مسؤولي الإدارة المحلية، في أحد المقار التي كانت سابقاً مبنى لخبراء النفط الروس الذين كانوا يديرون حقل الرميلان النفطي. شرح خليل تجربة الإدارة الذاتية في «إقليم شمال سورية»، مؤكداً أن الكلام عن هيمنة كردية على مناطق العرب في هذا الإقليم غير صحيحة، وأن طموح الأكراد بإقليم الشمال ليس قومياً على الإطلاق، وأن التمثيل العربي في هذا الإقليم سيوازي وربما يفوق التمثيل الكردي. ولفت إلى أن «روج آفا» ليس اسم إقليم الشمال السوري إنما هو الاسم الذي يطلقه الأكراد على مناطقهم في هذا الإقليم. حدود «روج آفا» ضيقة، وإذا كان أكراد العراق أطلقوا في أيام محنتهم مع صدام حسين عبارة «لا صديق للكرد سوى الجبال» فإن أكراد سورية لا صديق لهم سوى «السماء» حيث الطائرات الأميركية تتولى تغطية حربهم مع «داعش» فيما جيرانهم الأتراك والعرب، والأكراد العراقيون، مرتابون وينتظرون فرص الانقضاض على تجربتهم.الركون لوعود أميركية للخلاص أمر اختبرته معظم جماعات المنطقة وحصدت خيبة كبرى، وهذه حقيقة لا يمكن لأكراد سورية تفاديها في سعيهم للخلاص.

 

قطر بين كلفة التكيّف وكلفة المواجهة

خيرالله خيرالله /العرب/09 تموز/17

بعد مضيّ ما يزيد على شهر على بدء مقاطعة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات والبحرين ومصر لقطر، لا بدّ من ملاحظة أن الاجتماع الذي عقده وزراء خارجية الدول الأربع في القاهرة لم يعلن عن اتخاذ تدابير أو إجراءات جديدة.

اكتفى البيان الرباعي بالتلويح بمزيد من العقوبات والإجراءات في سياق مقاطعة قطر. أشار إلى “الدور التخريبي” الذي تمارسه وإلى ردّها “السلبي” على المطلوب منها مع تركيز على “ارتباطها بالإرهاب”. الأهمّ من ذلك كلّه، اعتبر أن العرض المطروح على قطر، أي النقاط الـ13 لم يعد قائما.

على الرغم من أن لهجة البيان الصادر عن وزراء خارجية الدول الأربع كانت قاسية وحاسمة، بقيت الوساطة الكويتية حيّة ترزق. فالبيان وجّه تحيّة تقدير خاصة إلى أمير دولة الكويت الشيخ صُباح الأحمد وجهوده. من الواضح أن الوساطة الكويتية تحظى بدعم دولي أيضا. الدليل على ذلك اتصال وزير الخارجية الأميركي ركس تيلرسون بالشيخ صُباح والإعلان لاحقا عن زيارة له للكويت.

ما نشهده حاليا هو الأزمة الأخطر التي يمرّ فيها مجلس التعاون لدول الخليج العربية منذ قيامه في أيّار ـ مايو من العام 1981، كي يشكلّ مظلة تحمي الدول الست فيه وذلك في ظل وجود رغبة في إعادة قطر إلى “الحضن الخليجي”. كان الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي في غاية الوضوح والصراحة عندما قال في القاهرة إن قطر لا تهتم بأشقائها بمقدار ما تهتم بالتطرّف والإرهاب، مضيفا أن على قطر “تغيير هذا المسار من مسار الدمار إلى مسار الإعمار، وإلّا سنبقى في حال انفصال”. وضع عبدالله بن زايد قطر أمام خيارين واضحين ومحددين تفاديا للّفّ والدوران.

من أجل عدم إضاعة الوقت والسقوط في متاهات النقاشات العقيمة من نوع كلام وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عن “التدخّل في الشؤون القطرية” أو “السيادة القطرية”، من الأفضل الدخول المباشر في صلب الموضوع. يعني هذا الدخول في صلب الموضوع، بدل الغرق في جدل لا فائدة منه أقرب إلى ذلك المتعلّق بجنس الملائكة أو هل الدجاجة قبل البيضة أو البيضة قبل الدجاجة، ضرورة العودة إلى المنطق. ما الذي يقوله المنطق؟ يقول المنطق البسيط إنّ قواعد اللعبة التي أتقنتها قطر تغيّرت كليّا مع وجود مجموعة خليجية ليست مستعدّة بأيّ شكل للرضوخ للقواعد القديمة التي سمحت للدوحة بأن تكون لاعبا محوريا على الصعيد الإقليمي، بما في ذلك في مصر نفسها.

ليس هناك ما يقال

اعتمدت قطر في هذه اللعبة على تمرير الوقت من جهة وعدم وجود رغبة في الدخول في مواجهات معها من جهة أخرى. كانت الشجاعة تنقص أولئك الذين سمحوا في الماضي لقطر بأن تفعل ما فعلته وأن تكون ندّا لبلد مثل مصر من جهة وأن تسعى إلى أن تكون لها اختراقات في داخل السعودية من جهة أخرى.

تغيّرت السعودية كليّا. هناك مملكة جديدة. وهذا ما يجب أن يكون مفهوما لدى كلّ من يعنيه الأمر. صحيح أن مؤشرات عدّة ظهرت منذ العام 2011 على تغييرات في السياسة التقليدية للسعودية وذلك عندما تدخّلت في البحرين لمنع الانقلاب الذي كانت تنوي إيران تنفيذه، لكن الصحيح أيضا أن هذه المؤشرات لم تأخذ بعدها إلّا في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز. أخطأت قطر عندما اعتقدت أنّ في استطاعتها الاتكال على عامل الوقت في عهد الملك سلمان ووليّ العهد الأمير محمّد بن سلمان. لم يكتف العهد الجديد في السعودية بمتابعة سياسة المواجهة مع الإخوان المسلمين في مصر والتي بدأت في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مثل هذه الأيّام من العام 2013، بل ذهب إلى أبعد من ذلك بكثير. هناك سياسة سعودية لا غبار عليها في شأن “حماس” التي لم تنطل حيلتها الأخيرة المتمثلة في أنها خرجت من تحت عباءة الإخوان المسلمين على أحد.

لا بدّ من الاعتراف بأنّ الشيخ حمد بن خليفة الذي انقلب على والده في منتصف العام 1995 غيّر قطر وغيّر موازين القوى في الخليج وما يتجاوز الخليج وصولا إلى لبنان ومصر وإلى أبعد منهما في ليبيا مثلا. امتلك “الأمير الوالد” جرأة لم يمتلكها غيره وذلك عندما دعّم، على سبيل المثال وليس الحصر، “حزب الله” في حرب صيف العام 2006، وهي حرب عادت بالويلات على لبنان، لكنها سمحت لرئيس النظام السوري بشّار الأسد بالحديث عن “أشباه الرجال” وذلك في إشارة منه إلى قادة خليجيين آخرين.

اتخذ العاهل السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز في أثناء تلك الحرب التي افتعلها “حزب الله” من أجل تحقيق انتصار على لبنان موقفا عقلانيا يستند إلى أن إيران وراء تلك الحرب التي لن تستفيد منها إلّا إسرائيل.

لكنّ المنطق القطري كان مختلفا. كان الهدف تصفية حسابات مع السعودية وإحراجها، حتّى لو كان ثمن ذلك توفير دعم لـ”حزب الله” وفكّ العزلة الدولية عن بشّار الأسد. وهذا فخّ سقطت فيه السعودية لاحقا عندما جاء الملك عبدالله بسعد الحريري إلى دمشق لينام عند الشريك، بطريقة أو بأخرى، في قتل والده.

يُفترض الاعتراف بأنّ قطر لم تمتلك حسابات ذات طابع خاص مع إيران. تتغاضى هذه الحسابات عن مشروعها التوسعي القائم على إثارة الغرائز المذهبية وعدائها لكلّ ما هو عربي في المنطقة. تعاطت معها وساندتها، على سبيل المثال وليس الحصر، عندما كان مطلوبا تغطية جريمة اغتيال رفيق الحريري عبر افتعال حرب مع إسرائيل ذهب ضحيّتها لبنان واللبنانيون. مرّة أخرى، تغيّرت قواعد اللعبة التي اعتادت قطر عليها والتي كانت فضائية “الجزيرة” أداة أساسية من أدواتها، فضلا عن العلاقات من فوق الطاولة مع إسرائيل وقاعدة العديد الأميركية. جاء من يقول “كفى” وإن شبكة الإخوان المسلمين التي اعتمدت عليها الدوحة لتحقيق اختراقات في الداخل العربي وخارجه لم تعد بالفعالية ذاتها. باختصار شديد، جاء من يقول لقطر إنّ عليها التكيّف مع الواقع الجديد في المنطقة بعيدا عن الكلام العام الذي لا يقدّم ولا يؤخر في شيء، وبعيدا خصوصا عن لعبة الرهان على الوقت وعلى الاتفاقات التي يتمّ التوصل إليها معها والتي تسمح لها بممارسة هذه اللعبة. حصل ذلك في 2013 و2014. أما بالنسبة إلى التهديد بالورقة الإيرانية، فهذه الورقة سيف ذو حدين. ماذا ستفعل قطر في حال صارت تحت رحمة إيران التي تعاني من أزمة اقتصادية عميقة وتشهد في الوقت ذاته صراعا داخليا تسعى باستمرار إلى الهرب منه إلى مغامرات خارجية؟ ألم يكن مجلس التعاون أصلا مظلة لحماية الجميع من الطموحات والمغامرات الإيرانية؟ تبقى الورقة التركية. ما الثمن الذي سيطلبه رجب طيّب أردوغان من أجل استمرار دعمه، علما أن الجوع التركي إلى المساعدات الخارجية والاستثمارات لا حدود له هذه الأيّام. كانت الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس التركي للكويت خير دليل على ذلك. لم يتطرق سوى إلى مشاريع محددة مدروسة بدقّة يمكن أن تساهم فيها شركات كويتية! نعم، تغيّرت قواعد اللعبة. حصل أيضا تغيير في قطر وذلك عندما خلف تميم بن حمد والده وخرج الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني من رئاسة الحكومة ومن وزارة الخارجية. رجال التغيير في قطر غير قادرين على التأقلم مع السعودية الجديدة. هل يدركون أن ثمن التكيّف مع الشروط التي وضعتها الدول الأربع يبقى أقلّ كلفة بكثير من الذهاب بعيدا في المواجهة، خصوصا أن هناك من يراهن على أن هذه المواجهة لا يمكن في أي شكل، بلغة الأرقام، أن تكون في مصلحة قطر؟

 

قراءة في لقاء ترمب ـ بوتين

ديفيد اغناتيوس/الشرق الأوسط/09 تموز/17

يبدو أن صانع الصفقات المتباهي بنفسه قد حصل في النهاية على بدايات لما يمكن أن يكون اتفاقاً دبلوماسياً مهماً في القمة الروسية الأميركية، التي انعقدت يوم الجمعة الماضي في هامبورغ. وبالنسبة للمبتدئ، يبدو أن الرئيس ترمب قد تجنب الهفوات التي غالبا ما تصيب محادثات القوى العظمى.

ولا تكمن أهمية اللقاء بين الرئيسين ترمب وبوتين في التفاصيل، على الرغم من أن وقف إطلاق النار المقترح في سوريا قد يحفظ بعض الأرواح في هذا الصراع المأساوي، ويسفر عن مزيد من المناطق الآمنة. ولكن أهمية اللقاء تتركز في الحوار بين أميركا وروسيا بعد فترة طويلة من تدهور العلاقات، والوصول إلى نقطة الخطر. بالنسبة لترمب، شهد الاجتماع تحقيق الوعد المثير للجدل الذي تعهد به في الحملة الانتخابية من السعي لتحسين العلاقات مع موسكو. وقد يزعم ترمب أنه الفائز، ولكن المستفيد الأكبر على الأرجح هو بوتين، الذي انتهز هذه الفرصة للخروج من السبات الشتوي البارد بعد العقوبات الاقتصادية والعزلة الدبلوماسية التي أعقبت التدخل العسكري الروسي في شبه جزيرة القرم عام 2014. ابتاع ترمب صفقة سوريا بسعر زهيد نسبياً. ولا تزال العقوبات الاقتصادية على روسيا كما هي من دون مساس، والمجمع الدبلوماسي الروسي الذي تجمّد اعتبارا من 29 ديسمبر (كانون الأول) لم يستأنف بعد. ومن المتوقع على نطاق واسع أن مستشاري ترمب قد ناقشوا إلغاء العقوبات على روسيا في أعقاب فوزه برئاسة البلاد، وإن أبرمت أي صفقة من هذا النوع، فهي لم يتم الكشف عنها حتى تاريخه.

افتتح ترمب الاجتماع بالتركيز على قضية التدخل الروسي في انتخابات عام 2016 الأميركية، وفقا لريكس تيلرسون، وزير الخارجية الأميركي، سواء كان ذلك في صورة بيان شكلي مفعم بالغموض، أو في شكل احتجاج حقيقي فهو أمر غير واضح. وقيل إن بوتين قد نفى أي تدخل من هذا القبيل، ولكن رده لن يحمل أي قدر من المصداقية، بصرف النظر عما يقوله. فإنه لا يمكن تصديق الجواسيس السابقين فيما يخص العمليات السرية. والأدلة الحاسمة حول هذا الموضوع سوف تأتي من جانب المحقق الخاص روبرت مولر، بعد استكماله للتحقيقات التي يشرف عليها. أما الصفقة السورية فهي الأكثر أهمية. ولقد كان السيد تيلرسون يعمل على صياغة التفاصيل مع نظيره الروسي سيرغي لافروف على مدى أسابيع من العمل المشترك. ولقد تم بالفعل صياغة اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب غربي سوريا، الذي جرى التفاوض بشأنه مع الأردن (وكذلك مع إسرائيل بصورة غير رسمية)، وظل حبيس الأدراج حتى يتسنى لجميع الأطراف التأكد من احترامه والتعامل وفقا له. والمسرح مهيأ في الوقت الراهن للجهود الأميركية الروسية لخفض التصعيد في الصراع السوري، والبدء في تحقيق الاستقرار في البلاد. أما بالنسبة لقوات المعارضة السورية، فكان أهم التطورات يوم الجمعة الماضي، إذ بيّن السيد تيلرسون أن الرئيس بشار الأسد سوف يغادر السلطة في خاتمة المطاف، وسوف تكون هناك عملية انتقال سياسي بعيدا عن عائلة الأسد. وقد يقاوم الرئيس الأسد ذلك الأمر، كما سوف تقاومه إيران. ولكن إن كانت الولايات المتحدة وروسيا ضامنين معا لعملية الانتقال السياسي، كما يبدو أنه الحال، فمن المرجح أن يمضيا قدما على هذا المسار.

كما أثار اجتماع القمة بعض المناقشات المفيدة بشأن كوريا الشمالية. وقال السيد تيلرسون إن ترمب ناقش كبح جماح برامج الأسلحة الكورية الشمالية مع الرئيسين الروسي والصيني. ولا يبدو أن هناك اتفاقا مشتركا حول كيفية ممارسة مزيد من الضغوط على بيونغ يانغ، وبكل تأكيد، هناك بعض نقاط الخلاف الواضحة حول هذا الصدد. ولكن هناك على أدنى تقدير اعترافاً عاماً بخطورة المشكلة، وقدراً من الاعتراف بالمصالح المشتركة بين أميركا وروسيا والصين في التعامل معها. قد تكون مؤتمرات القمة خطيرة في بعض الأحيان. ويمكن للسياسيين الغربيين تقديم تنازلات غير حصيفة خلالها للقادة المستبدين، كما حدث في ميونيخ عام 1938، وفي يالطا عام 1945، مع كثير من العواقب الوخيمة غير المحسوبة. والسيد ترمب، رغم انتقاداته، لا يبدو أنه قد وقع في مثل هذه الأخطاء الكبيرة الفادحة في هامبورغ. بدلا من ذلك، لقد كان اللقاء اجتماعاً للقمة الذي ذكرنا بفوائد الدبلوماسية الجمة.

* خدمة «واشنطن بوست»

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي انتقل الى مقره الصيفي في الديمان وترأس قداسا على نية رفاقه في الدراسة

السبت 08 تموز 2017 /وطنية - إنتقل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى المقر الصيفي في الديمان يرافقه النائب البطريركي العام على الجبة المطران جوزيف نفاع والمطران مطانيوس الخوري.  وكان في إستقباله عند مدخل الصرح الوكيل البطريركي في الديمان الخوري طوني آغا والخوري خليل عرب وحشد من الكهنة والراهبات. وعلى وقع التراتيل وقرع الأجراس دخل البطريرك الراعي كنيسة الصرح، وصلى على نية لبنان والسلام في المنطقة والعالم.  وبعد جولة تفقدية صباحية على أرجاء المقر ومحيطه، ترأس الراعي قداسا في كنيسة مار الياس الحي وعاونه المطرانان الخوري ونفاع والخوري الآغا والسكرتير البطريكي الخوري بول مطر. وقدم البطريرك الذبيحة الإلهية على نية رفاقه بالدراسة الذين قاموا بزيارة حج الى دير سيدة قنوبين وأديرة الوادي المقدس. وكان اتحاد بلديات قضاء الجبة رفع اللافتات المرحبة بالراعي من مدخل القضاء وصولا الى الديمان.

 

الراعي خلال تخريج طلاب في جبيل: نحن في لبنان والشرق حاملون رسالة الشهادة من طريق الشركة والمحبة

السبت 08 تموز 2017 /وطنية - رعى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، حفل تخرج تلامذة ثانوية القلبين الاقدسين في جبيل للعام 2017 بقداس احتفالي ترأسه في حرم الثانوية في حبوب عاونه فيه المطرانان جوزف نفاع وميشال عون، رئيس دير مار يوحنا الاب شربل بيروتي ولفيف من الكهنة، في حضور قائمقام جبيل نجوى سويدان فرح، رئيس البلدية زياد الحواط، الرئيسة العامة الام دانييلا حروق، مديرة الثانوية الاخت مارلين سلامة وافراد الهيئة التعليمية واهالي الخريجين واعضاء لجنة الاهل. وبعد الانجيل المقدس ألقى الراعي عظة هنأ فيها الخريجين، متمنيا لهم مستقبلا زاهرا وقال: "ردد الرب يسوع في إنجيل اليوم عبارة "لا تخافوا"، في بداية النص وفي نهايته، ليقول لنا: لستم أنتم أبناء وبنات الخوف، بل جماعة الثقة والرجاء. وها إنكم، أيها الخريجون والخريجات، تنهون دروسكم الثانوية، وتنطلقون من ثانوية القلبين الأقدسين في جبيل العزيزة، مدينة الحرف، إلى رحاب العالم الجامعي الفسيح، مزودين بالثقافة والمعرفة والقيم الروحية والأخلاقية والوطنية، وبشخصية صقلتها التربية والعلم والثقة بالنفس. فلا مجال للخوف مهما كانت التحديات". أضاف: "أود في البداية أن أجدد التعازي القلبية لحضرة الرئيسة العامة الأخت دانيلا حروق بوفاة شقيقها العزيز على قلبها والمأسوف عليه جدا، العميد الركن جورج الذي ودعناه معها ومع أسرته وأنسبائه ومعارفه الكثر الأحد الماضي. وإني اشكرها والأخت مرلين سلامه مديرة الثانوية على دعوتي لرعاية حفل تخرج هذا الفوج لعام 2017، بشعار "للشهادة شركة ومحبة". ويطيب لي أن أهنئكم، أيها الخريجون والخريجات، وأهنئ كل الذين تعبوا في تعليمكم وتربيتكم، من هيئتي إدارة ومعلمين وسائر الموظفين في حرمي الثانوية في جبيل وحبوب. وأهنئ أهلكم الذين ضحوا في سبيلكم، ويعتزون بكم، ويعقدون عليكم الآمال الكبار. كلهم اليوم، ونحن معهم، نفتخر بكم ونرجو لكم النجاح الدائم في دروب الحياة.

وتسعدني جدا رعاية تخرجكم، لأن هذه الثانوية عزيزة على قلبي، مذ كنت مطرانا لأبرشية جبيل طيلة ثلاث وعشرين سنة. وكنت أتردد إليها في كثير من المناسبات، ولأني أعرف أهلكم بفضل خدمتي الأسقفية، ولأن لي بينكم نسيبة هي العزيزة ليتسا-ماريا غياض.

تنطلقون مثل شراع في بحر العالم، والرب يسوع يرسلكم مرددا ما قاله يوما لتلاميذه: "إذهبوا إلى العمق" (لو 5: 4). بكلام آخر: أخرقوا السطحيات، إبحثوا عن معنى الحياة، أخرجوا من محدودية ذواتكم. وليميز كل واحد وواحدة منكم دعوته الخاصة في الحياة، وفقا للتصميم الإلهي وإلهامات الروح، وفرادة شخصيته ومواهبه". وتابع الراعي: "تستعد الكنيسة حاليا لعقد جمعية عامة لسينودس الأساقفة في روما، في تشرين الأول 2018 بموضوع: "الشبيبة: الإيمان وتمييز الدعوة". هذه المناسبة الكنسية الفريدة هي لكم، لكل واحد وواحدة منكم، ليميز دعوته ورسالته في الحياة. ففي رحاب دعوتنا المسيحية العامة للشهادة للمسيح ولعيش الاتحاد بالله والوحدة مع جميع الناس، بعض منا مدعو للحياة الزوجية والعائلية، وبعض للحياة الكهنوتية والأسقفية، وبعض للحياة الرهبانية المكرسة. وفي إطار كل دعوة يوجد دور خاص ومميز لكل واحد وواحدة. بالصلاة والعلم والتأمل وسماع صوت الله نستطيع أن نميز دعوتنا الخاصة ودورنا، ونستعد لهما بالجهوزية التامة". ولفت الى "ان أهمية الدعوة والدور هي أنهما من أجل رسالة خاصة. فلا دعوة من دون رسالة. وفي كل حال، نحن في لبنان وهذا الشرق حاملون رسالة الشهادة عن طريق الشركة والمحبة. فمجتمعاتنا وبلداننا تمزقها الانقسامات والنزاعات والحروب. إنها تحتاج إلى الشركة في بعديها: العمودي وهو الاتحاد بالله، والأفقي وهو الوحدة بين جميع الناس. وتحتاج إلى رباط المحبة الذي يشدد أواصر هذا الاتحاد وهذه الوحدة. فمن دون المحبة يتفككان. أجل، "إذهبوا إلى العمق". فعمر الشباب هو عمر القرار الكبير، عمر الطموح، عمر الإستعداد والجهوزية لبرنامج الحياة ومعركتها. ليس هو عمر إضاعة الوقت وتبذير القوى، واللامسؤولية وعدم الإلتزام، والتفلت من القيم الروحية والأخلاقية، ومن الواجب الإجتماعي والوطني".

وأضاف: "في طريق بحر العالم، توجد رياح معاكسة، وأمواج هائجة. فاسمعوا دائما في أعماق نفوسكم صوت المسيح: "لا تخافوا" فهو كفيل بإسكات الريح وتهدئة العاصفة، كما فعل في حياته الزمنية مع تلاميذه. "فلما كانت الرياح والأمواج تتقاذف سفينتهم، ويسوع نائم، أيقظوه مذعورين وصرخوا: يا رب، نجنا، فقد هلكنا، فقال لهم: لماذا تخافون، يا قليلي الإيمان، ونهض وزجر الرياح والبحر، فساد هدوء عظيم" (متى 8: 24-26). تذكروا، أيها الأحباء، أن يسوع رفيق دربكم الدائم. عودوا إليه في كل صعوبة، ولا تيأسوا. بل تشددوا في الإيمان والرجاء.

عالمكم هو لبنان، الوطن الذي أعطاكم شرف جنسيته وهويته. إنه يحتاج إلى أفكاركم واختصاصاتكم وجهودكم ونظرتكم المستقبلية له وفيه. فالأوطان يبنيها أبناؤها. سجلوا صفحات مجيدة في تاريخه. ولأن لبنان يمر حاليا في مرحلة سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية صعبة، فهو بحاجة إليكم. غدكم هو مستقبله، فيكون كما تكونون أنتم اليوم وغدا. إن ما تعانون منه اليوم بسبب سوء الممارسة السياسية والإدارية، تجنبوه أنتم عندما تمسكون بزمام المسؤولية، مدركين موجباتها".

وقال: "ان الثقافة العلمية والتربوية التي نلتموها، وتلك التي ستنالونها من اختصاصكم الجامعي، ضعوها في خدمة ترقي الشخص البشري والمجتمع. هذه الخدمة هي المقياس الأساس لكل نشاط سياسي، ولكل عمل يختص بالشأن العام الزمني، أكان العمل اقتصاديا أم اجتماعيا أم تشريعيا أم إجرائيا أم إداريا أم ثقافيا. لقد وجدت الجماعة السياسية من أجل هذه الأعمال التي تؤمن الخير العام، الذي منه خير الناس وخير كل إنسان، والذي يبرر وجود كل عمل سياسي أو حزبي (راجع العلمانيون المؤمنون بالمسيح، 42). وعندما يخاطب القديس البابا يوحنا بولس الثاني المسيحيين، يقول: "إن الاتهامات، الموجهة في غالب الأحيان، إلى رجال الحكومة والمجلس النيابي والطبقة المسيطرة والأحزاب السياسية، والناعتة إياهم بالنفعية والهيام بالسلطة والأنانية والرشوة، فضلا عن الرأي الشائع بأن السياسة تعرض بالضرورة أربابها لانهيار الأخلاق، كل هذه الاتهامات لا تبرر على الإطلاق، التشكك وغياب المسيحيين عن مسرح الدولة".

وختم الراعي: "إننا نقيم هذه الليتورجيا الإلهية ذبيحة شكر لله على هذه المرحلة التأسيسية من حياتكم، وعلى كل النعم السماوية التي أفيضت عليكم. ونقدمها ذبيحة استلهام لأنوار الروح القدس، كي تحسنوا اختيار المرحلة الجديدة من حياتكم، وكي يميز كل واحد وواحدة منكم دعوته ورسالته الخاصتين في الحياة. ونرفعها ذبيحة استرحام وتشفع من أجل الأحباء الذين سبقونا إلى بيت الآب في السماء. فانطلقوا للشهادة في الشركة والمحبة، وتصحبكم بركة الثالوث الأقدس، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

وفي ختام الاحتفال سلم الراعي الخريجين الشهادات.

 

المجلس الوطني لثورة الأرز: نستنكر الأصوات التي تشكك بصدقية عمل المؤسسات العسكرية ونطالب باتخاذ اجراءات بحقها

السبت 08 تموز 2017 /وطنية - رحب "المجلس الوطني لثورة الأرز - الجبهة اللبنانية"، في بيان صدر عنه بعد إجتماعه الأسبوعي، ب"أية عملية ينفذها الجيش على أية بقعة من الأراضي اللبنانية"، شاجبا "كل صوت يشكك بصدقية عمل المؤسسات الرسمية العسكرية وكل أصوات النشاز التي صدرت بحق الجيش"، ومطالبا الأجهزة القضائية ب"التحرك بإتجاه هذه الأصوات لإتخاذ كل الإجراءات القانونية بحقها وفقا لما يتوفر من أدلة دامغة". كما طالب المجتمعون قيادة الجيش ب"المضي في حملاتها لإستئصال الإرهاب أينما وجد". واستهجن المجتمعون "الأسلوب السياسي المقيت البعيد كل البعد عن كل الأعراف والنظم السياسية المعتمد من قبل هذه الطبقة السياسية التي تعمل لإعلاء شأن مصالحها ومصالح أفرادها على حساب الوطن ومؤسساته الشرعية"، آملين "أن لا يستغل الرأي العام اللبناني تعسفيا، وهذا الكلام برسم صاحب الغبطة والسادة المطارنة الذين رحبوا في إجتماعهم الدوري يوم الأربعاء في 5 تموز 2017، بإقرار قانون للإنتخابات النيابية، لأن هذا القانون سراب خادع، ولا حاجة إلى إنتقاد النظام النسبي الأكثري حتى ولو جرى تطويعه وتصويبه بواسطة مصالح مشبوهة، ولا إلى هدر الوقت في مناقشة حسنات هذا النظام الإنتخابي". كما لفتوا "السيد البطريرك والسادة المطارنة والرأي العام أن هذا الخداع السياسي يبث فيروسا قاتلا سيقضي على ما تبقى من ديمقراطية معتمدة، وإن عدم التقيد بالإستحقاقات الدستورية، أيا تكن الذريعة، ليس تدنيسا لحرمة القوانين وحسب إنما فعل خيانة كبرى". واعتبروا أنه "بات ضروريا تعبئة قوى الرأي العام الحر من أجل تشكيل لائحة من المرجعيات المستقلة والمتنورة في كل دائرة مع التقيد بالتوزيع المذهبي للمقاعد، على أن تتألف كل لائحة من أشخاص أو ممثلين عن التشكيلات السياسية يرفضون الواقع السياسي الراهن ويرغبون بإقامة دولة قوية بمؤسساتها الشرعية، وبإمكان هذه اللوائح من حيث المبدأ إدخال وجوه جديدة إلى المجلس النيابي". وسأل المجتمعون أهل السلطة "إلى من يتوجه الشعب اللبناني بحل قضاياه المعيشية وبشكواه من حرمانه من أبسط حقوقه، سواء أكانت عامة أم خاصة؟ فبحكم الدستور اللبناني السلطات الرسمية هي المرجع الرسمي لحل كل هذه التساؤلات لأن القرارات تتخذ من قبل الحكام لما فيه مصلحة لبنان ومؤسساته الرسمية وشعبه. نتمنى على السلطة الحالية الحاكمة الإنتقال من الكلام إلى الأفعال، إلى الإنتاج أي إلى معالجة الأزمات وإلا فالشعب سيتخذ قراره في المرحلة المقبلة أي مرحلة الإنتخابات النيابية".

 

اجتماع "مصارحة" بين ابراهيم والقوى الفلسطينية واتفاق على التعاون وتسليم جميــــع المطلوبين

المركزية- ابلغ مصدر فلسطيني رفيع المستوى شارك في اللقاء الذي جمع المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم وممثلي الفصائل الفسطينية الاسلامية والوطنية في سرايا صيدا "المركزية" ان اللقاء اتسم بالصراحة بين اللواء ابراهيم والقادة الفلسطينيين، بمشاركة أمير عصبة الانصار - التي سلمت الارهابي خالد السيد من مخيم عين الحلوة للامن العام- ابو طارق السعدي. وأشار المصدر إلى ان اللواء ابراهيم أثنى على التنسيق بين الفصائل الفلسطينية وتعاونها لتسليم الارهابي السيد للامن العام، مشددا على ضرورة استكمال الخطوة بتسليم جميع المطلوبين المتوارين في مخيم عين الحلوة لانهم تحولوا الى فخاخ ومكامن للايقاع بين المخيم وجواره اللبناني، لا بل الى الغام وقنابل موقوتة وأحزمة ناسفة يجب تفكيكها قبل ان تنفجر بالمخيم وتصيب بشظاياها المحيط اللبناني . ولفت المصدر إلى ان مرحلة ما قبل السيد تختلف عما بعدها، مؤكدا أن لا خيمة فوق رأس اي مطلوب بعد اليوم وان مواجهة الارهابيين في المخيم وغيره من المخيمات تتطلب تعزيز الوحدة الفلسطينية – الفلسطينية ورفع مستوى التنسيق والتعاون مع الدولة والاجهزة الامنية لتخليص المخيمات من هذه البؤر التي عاثت فيها فسادا. وأعلن "أننا أكدنا للواء ابراهيم "الاجماع الفلسطيني على تسليم المطلوبين الباقين لان تسليم السيد كان قرارا فلسطينيا موحدا وتسليم أمثاله سيكون قرارا فلسطينيا ايضا من أجل صيانة الامن داخل المخيمات، حتى لا يكون مخيم عين الحلوة او اي مخيم آخر مأوى لأي فرد او مجموعة تستهدف الامن اللبناني او يمكن ان تمس العلاقات اللبنانية – الفلسطينية ، وأننا لن نقبل ان يتحول مخيم عين الحلوة منصة لاستهداف الامن اللبناني من خلاله او الاعتداء على الجوار". وكشف المصدر "أننا اتفقنا على تسليم المطلوبين إلى الدولة اللبنانية وعلى تعزيز العلاقات اللبنانية – الفلسطينية، وأكدنا له ان التعاون والتكامل بيننا سيشمل كل المستويات السياسية والعسكرية والامنية وهو ما سيتعزز حتما حتى تبقى بوصلة المخيمات فلسطين دون سواها ولعدم السماح لأي عابث بالامن سواء كان فردا او جماعة او جهة ان تعبث بأمن المخيمات، واتفقنا على تعزيز العمل في المخيم من خلال وحدة الموقف الفلسطيني وتعزيز دور القوة المشتركة في مخيم عين الحلوة . وختم المصدر كاشفا ان الفلسطينيين تبلغوا خلال اللقاء لائحة اسمية بالمطلوبين الخطرين الذين يهددون أمن المخيم واستقراره .

 

مجدلاني: لبنان يحصد تداعيات سياسة حكومة ميقاتي و"ازمة التواصــل مــع النظــام السوري مفتعلة"

المركزية- طغت أزمة النزوح السوري والتواصل مع النظام بشأنها، على باقي الملفات في ظل اتهامات متبادلة داخل الحكومة، بين من يدعو الى التواصل مع حكومة الرئيس بشار الاسد، وبين من يرفض أي اتصال خارج نطاق الامم المتحدة. عضو كتلة "المستقبل" النائب عاطف مجدلاني اعتبر عبر "المركزية" أن "موضوع التواصل مع النظام السوري بشأن عودة النازحين السوريين مفتعل"، مشيرا الى أن "السوريين نزحوا هرباً من نظام قمعي دكتاتوري يسعى لقتلهم وبالتالي لا يمكن وضعهم في فم الذئب من جديد وتعريضهم للخطر. لذلك، يجب أن تكون عودة النازحين الى مناطق آمنة وبضمانات الامم المتحدة"، لافتا الى أن "لا يمكن اغفال حجم الاعباء التي يتكبدها لبنان نتيجة النزوح الكثيف، والازمات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية الناتجة عنه، فلبنان تحمل أكثر من أي بلد آخر عبء النازحين"، عازيا ذلك الى "الموقع الجغرافي للبنان والحدود المشتركة مع سوريا، إضافة الى رفض حكومة الرئيس نجيب ميقاتي تنظيم النزوح لتفادي المشاكل، ما أدى الى وضع لبنان تحت أعباء كبيرة نتيجة الانفلاش الذي حصل"، مشيرا الى أن "رئيس الجمهورية يدعم هذا التوجه وسبق وتمنى نجاح مفاوضات أستانة ليعود النازحون الى بلدهم". أضاف "الامم المتحدة تدعو الى ايجاد مناطق آمنة وحل سلمي للحرب السورية"، نافيا "أي رغبة لديها بالتنصل من مسؤولياتها تجاه النازحين أو عدم تأمين مناطق آمنة لهم". ولفت الى أن "قد يكون افتعال مشكلة النازحين لعرقلة عمل الحكومة الذي انطلق بعد الورشة الحكومية في بعبدا، حيث وضعت خريطة طريق اجتماعية اقتصادية، بهدف تعطيل العهد ومحاولة افشاله من خلال القنص على سياسته الاجتماعية".

 

كرم: آن أوان قرار سياسي في شأن النازحين و"علاقتنا بعون طبيعية لأنه رئيـــس البلاد"

المركزية- تلاحق لعنة الأزمات "حكومة استعادة الثقة"، ذلك أنها ما لبثت أن احتفلت بنصر انتخابي ثمين انتظره العهد طويلا، حتى انفجر في وجهها لغم لا يقل خطورة، أزمة النازحين السوريين التي أعادتها معركة عرسال الأخيرة بقوة إلى الواجهة. وفي السياق، بدا لافتا أن النقاش السياسي الدائر في العلن كما في المطابخ السياسية يتمحور أولا حول الحوار مع النظام السوري أو عدمه، وهو ما يثير انقساما سياسيا حادا فضلت الحكومة تجاوزه. كل هذا فيما بنشعي، الحليف المعروف لدمشق باعتراف النائب سليمان فرنجية، تبقى الصامت الأكبر. وفي تعليق على الجدل الدائر في هذا الشأن، لفت عضو كتلة "تيار المردة" النائب سليم كرم لـ "المركزية" إلى أن "إذا كنا نريد اعتماد مقاربة وطنية، يجب التفكير في ما يصب في مصلحة الوطن، بعيدا من التحالفات الضيقة، ثم إن الضرورة بمكان مراجعة ما إذا كان البلد ما زال قادرا على تحمل النزوح السوري، علما أننا نرى أمورا وجرائم لم نشهدها قبل هذا اللجوء، فيما الإقتصاد اللبناني ما عاد قادرا على تحمل وجود ثلاثة شعوب على أرض واحدة". وذكّر كرم "أنني كنت من القلائل الذين رفضوا السماح بدخول النازحين السوريين إلى لبنان، لأنني كنت أرى تداعيات الوجود الفلسطيني الكثيف في البلاد. وها نحن اليوم نرى مشكلات كثيرة مع السوريين، بينها الضغط على سوق العمل واستخدام التيار الكهربائي، والناس ينتظرون من الدولة "قرارا سياسيا" في هذا الاتجاه، مشيرا إلى أن "مصلحة الوطن التي تكمن في أن يعود لبنان للبنانيين دون سواهم، وأن لا يستمر أي أحد في هدر أموالنا وطاقاتنا.". وإلى جانب ملف النازحين، حرص مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة على القفز فوق الملفات الشائكة الكثيرة، حرصا على ما اعتبر "توافقا سياسيا يظلل الحكومة"، على رغم جرعة الدعم التي وفرتها ورشة بعبدا الحكومية. في هذا الاطار، اعتبر كرم أن "الاختباء خلف الأصابع لعدم اتخاذ قرارات في مجلس الوزراء في مصلحة البلد، يعود إلى غياب القرار السياسي، لكن هذا لا ينفي أن ورشة بعبدا خطوة إلى الأمام". وفي ما يخص العلاقات على خط بعبدا- بنشعي التي كسرت ورشة بعبدا الأخيرة في حضور فرنجية، بعضا من جليد رئاسي كثيف تحكم بها طويلا، أوضح كرم أن "علاقتنا مع رئيس البلاد طبيعية، علما أن لا تحالفات دائمة، ولا عداوة دائمة، بل هناك مصالح دائمة، ومصلحة الوطن تكمن في الحفاظ على الانفتاح في ما بيننا".

 

المطالب الاجتماعية في مواجهة السياسة في انتخابات نقيب معلمي الخاص غداً وهل تنجح الاحزاب باقصـــــــاء محفوض كمــا فعلت مــع غريب؟

المركزية- تحاول الطبقة السياسية ان تعتمد مع نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض السيناريو نفسه الذي سبق واعتمدته مع الرئيس السابق لرابطة الثانوي الرسمي حنا غريب، حيث نجحت في اقصاء الاخير عن رئاسة الرابطة بسبب آرائه ومواقفه من المطالبة بسلسلة رتب ورواتب عادلة وشاملة، يكون تمويلها من ريوع المصارف ومن ارباح الهيئات الاقتصادية ومن ضبط الهدر والفساد العام في الدولة، مطالب كانت كافية لجعل السياسية تقف في المرصاد في وجه غريب في انتخابات رابطة الثانوي، واليوم المشهد نفسه يتكرر مع محفوض حسب ما أشارت مصادر متابعة لـ"المركزية"، معلنة ان صوت محفوض الصدى لصوت غريب في المطالبة باقرار السلسلة بدأ يزعج بعض السياسيين، وحتى بعض الهيئات التربوية الخاصة التي تعتبر ان اي تظاهرة او اعتصام يلتزم به اساتذة التعليم الخاص يشكل ضررا على برنامج العام الدراسي، اضافة الى ان غلاء المعيشة الذي لم يترك محفوض مناسبة الا وطالب من خلالها به، الامر الذي رأت فيه ادارات بعض المؤسسات الخاصة انه يحملها أكثر من طاقتها المادية وبالتالي لا يناسبها، فهل تنجح الاحزاب في عزل محفوض من مركز نقيب المعلمين؟ أم ان اساتذة التعليم الخاص سيجددون الثقة بمن تحدث طوال فترة السنوات الخمس الفائتة باسمهم، مطالبا بحقوقهم وداعما لتوجهاتهم ومساندا لمطالبهم التربوية؟ أصوات المقترعين البالغ عددهم 15500 استاذ في التعليم الخاص سدّدوا اشتراكاتهم، ستجيب غدا بعد معركة انتخابية بين لائحتين، الاولى غير مكتملة برئاسة النقيب محفوض، والثانية مكتملة ومدعومة من الاحزاب السياسية كافة.

 

 قاسم: حزب الله حافظ على الاستقرار ومستعد للمواجهة علـى اي جبهة

المركزية- اكد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الاستعداد لمواجهة اي تحد وعلى اي جبهة مشيرا الى ان الحزب عمل بجهد ليحافظ على الاستقرار في الداخل وذلك في كلمة القاها في مؤتمر اطباء الاسنان في الاونيسكو وجاء فيها:

أولا: الدول الكبرى أميركا وأوروبا والاتحاد السوفياتي سابقًا هم الذين أوجدوا ورعوا الإرهاب في منطقتنا بأشكاله المختلفة، فبدل أن يقوموا بالعدل والتوازن ورعاية شؤون الناس قاموا بالسيطرة والسلطة والتدمير والقتل والإيذاء والفتن من أجل أن يتحكموا بمقدرات شعوب هذه المنطقة، وأحضروا لنا نوعين من الإرهاب: إرهاب الدولة، وإرهاب المنظمات. إرهاب الدولة تجسد في إرهاب أميركا وإرهاب فرنسا وإرهاب بريطانيا وإرهاب إسرائيل، وإما إرهاب المنظمات فتمثل بإرهاب المنظمات الإرهابية عندما بدأت، وكذلك الإرهاب التكفيري وكل أنواع المخابرات التي دخلت في بعض المجموعات سواء في منافقي خلق أو غيرهم من المنظمات التي نهجت طريق التدمير والقتل. كدول كبرى هم الذين رعوا الإرهاب التكفيري وهيأوا كل السبل للثقافة الوهابية لتنتشر في الشرق والغرب من أجل تهيئة هذه المجموعات الإرهابية لتقوم بوظيفتها عند اللزوم، وهذا الأمر بدأ منذ أفغانستان.

اضاف: كان يوجد ثلاثة أهداف أساسية للإرهاب التكفيري وبالتالي للإرهاب الصهيوني الأميركي. الأول: ضرب القضية الفلسطينية من بوابات مختلفة، تارة بضرب الفلسطينيين مباشرة وأخرى بضرب العرب وثالثة بإشغال المناطق مع بعضها حتى تُضرب القضية الفلسطينية.

الثاني: محاصرة إيران، بعدم السماح لها بأن تقيم جمهوريتها، وهذا ما تُرجم بشكل مباشر بالحرب الصدامية لثمان سنوات على إيران واحتشاد كل العالم لقتالها.

الثالث: منع الإسلام الأصيل من أن يكون له محل فكري أو سياسي أو اجتماعي أو عملي في ساحتنا كي تبقى الأفكار السائدة هي الأفكار الغربية أو بعض الأفكار الإلتقاطية من هنا وهناك، كي لا يكون عندنا لا فكر ولا مشروع ولا مبادئ ولا منطلقات.

نحن أمام مواجهة حقيقية تُرجمت في لبنان في 12 تموز سنة 2006، وكانت حربًا خطيرة وكبيرة جدًا يأمل من خلالها الإسرائيلي ومن وراءه أن يسحق المقاومة، ولكن الحمد لله نجحت المقاومة وهُزمت إسرائيل.

لقد عطَّلنا مشروعهم الخطير سنة 2006، هذا المشروع سموه الشرق الأوسط الجديد، ومن بوابة لبنان تعطَّل هذا المشروع بالنجاح الكبير في طرد الإسرائيليين وإلحاق الهزيمة بهم، لقد أربكهم هذا الانتصار، وحاروا ماذا يفعلون، فبدأوا يفكرون بحلول وخطوات عدوانية أخرى، فكان الحل بالنسبة إليهم الخطوة العدوانية الثانية من بوابة سوريا سنة 2011، وأيضًا أطلقوا على الحرب السورية عنوان "الشرق الأوسط الجديد"، يعني أنها مرحلة ثانية أو خطوة ثانية بعد فشل الخطوة الأولى.

اكتشفنا كحزب الله وكمحور مقاومة هذا الخطر من اليوم الأول، وتحدثنا عنه، وقلنا أن ما يجري في سوريا هو تدمير لسوريا وتغيير للاتجاه، وتدخلنا وشاركنا في المواجهة في اللحظة والتوقيت المناسب وبالإمكانات المتاحة، وهذه نتيجة للصمود وللمواجهة وبالتضحيات الكثيرة التي تم تقديمها، من الذي سبَّب لنا كل هذه المشاكل في المنطقة؟ أميركا، ومن أجل من تسببها؟ من أجل إسرائيل. ولماذا يتحرك التكفيريون؟ لأنهم أدوات لهذا المشروع. أميركا هي التي أسست للإرهاب التكفيري، وهي التي دعمته، وهي التي أتاحت له أن يكون مطمئنًا آمنًا ووفرت له كل الإمكانات وكل التوجيهات، والآن إذا رأيتم أميركا تلعن داعش فلأن دعش أساءت الأداء ولم تكن على قدر المهمة، فأرادت أميركا أن تؤدبها، ولذا التأديب اليوم في مكانين فقط: تأديب في الرقة وفي الموصل، أما في المناطق الأخرى فأميركا لا زالت ترعى داعش، وحيَّدت جبهة النصرة مع أنها من السنخية نفسها، لأنها تريدهم لوظائف أخرى في لمستقبل لها علاقة بالفتن التي يثيرونها في منطقتنا بشكل أو بآخر. إذًا اليوم عندما تقاتل أميركا داعش إنما تؤدب من أخطأ الأداء في مشروع كانت تريده لهذه المنطقة.

ثانيًا: يُسجل لمحور المقاومة أنه كسر مشروع التكفيريين، وبدأ بالتصويب عليه من اللحظة الأولى حتى وصلنا إلى النتيجة الحالية، وهيأ محور المقاومة كل الأسباب والمقاومات والمساهمات ليصبح الخليفة البغدادي خليفة بلا أرضٍ للخلافة، ويتحول الآخرون من جماعته إلى لصوص سلابين ينتشرون في أماكن مختلفة.

واليوم بعد أن احتلوا في سنة 2014 تسعين ألف كلم2 بين سوريا والعراق، بقيت المساحة المتوفرة لديهم حوالي 33 ألف كلم2، غالبيتها بادية صحراء، ولكن كل هذا الإنجاز الذي حصل لم يكن ليحصل لولا حركة محور المقاومة والمواجهة والنتائج الكبرى وتحرير أراضٍ كثيرة كانت تحتلها داعش سواء في العراق أو في سوريا.

أقول للإستكبار العالمي ومعه إسرائيل: جربتم حظكم في مواجهة محور المقاومة عدة مرات وقد فشلتم، وستفشلون في المواجهة ولن تحققوا انتصارات بعد اليوم، لأننا مصممون على البقاء في الساحة وعلى الاستمرار، استعداداتنا مؤهلة لمواجهة أي تحدٍ، وفي جبهات عدة، وهذا الاستعدادات تمكننا من أن نحقق أهدافنا في منعكم في البقاء محتلين أو من أخذنا إلى خيارات لا نريدها، في كل هذا نحن في موقع الدفاع ولسنا في موقع الهجوم، ونريد استقلال بلدنا، وتحرير الأرض، وترك شعوب المنطقة لخياراتها السياسية والعملية. بكل وضوح إسرائيل هي الخطر الأكبر، وهي التي سبَّبت كل المشاكل والفتن في منطقتنا، وهذا الخطر يجب أن نواجهه ونستعد له، أن لا نطمئن في أي مرحلة من المراحل. وهنا أقول لكم: إسرائيل والتكفيريون جبهتان لمشروع واحد، هكذا نتعامل معهم، عندما نقاتل التفكيريين فنحن نقاتل إسرائيل، وعندما نحرر الأرض فنحن نقاتل إسرائيل، وعندما نستعد بشكل دائم فمن أجل حماية بلدنا ومحيطنا من المشروع الإسرائيلي.

ثالثًا: حزب الله عمل بجهد وتضحية ليحافظ على استقرار لبنان خصوصا منذ اندلاع الأزمة السورية سنة 2011، كل المحللين كانوا يتوقعون للبنان أن ينفجر التحاقًا بالأزمة السورية، ولكنه لم ينفجر، هذا لا يحصل في شكل عشوائي وإنما حصل لأن حزب الله المقاوم رفض أن يكون لبنان مسرحًا للفتنة، وتحمل الكثير والكثير، وشحذ الهمة لمواجهة التكفيريين وسياراتهم المفخخة، وعمل في إطار ثلاثية قوية هي ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، لتتكامل الجهود في مواجهة المشروع التكفيري الإسرائيلي، لذا كنا أمام هذا الاستقرار الأمني والسياسي خلال أصعب فترة يمر فيها لبنان في ظروف سوريا المأزومة والمتأزمة. هذا يعني أننا دائمًا كنا في طليعة من يفكر في خدمة لبنان وبنائه، نحن لم نعمل يومًا لمصلحة مشروعٍ خارجي، ولم نكن أيضًا جزءً من عمالة ترفع من خلالها التقارير لدول أو منظمات أو جهات، بينما نسمع في كل يوم تصريحات من قيادات سياسية في لبنان يعلنون الولاء لهذه الجهة العربية وتلك الجهة الأجنبية ويفتخرون أنهم يعملون وفق إرشاداتهم. نحن نفتخر أننا نعمل وفق ما يمليه علينا ضميرنا وقناعاتنا وإن كانت هذه القناعات منسجمة مع جهات موزونة في العالم، فهذا له علاقة باجتماع جماعة الحق على دربٍ واحد.

وقال: سنعمل في كل الملفات التي تخدم الناس وسنطالب دائمًا بسلسلة الرواتب والموازنة والكهرباء والمياه وضرورة المعالجة ومواجهة الفساد والرشاوى، وهذا أمر طبعًا طويل الأمد لأن هناك أشياء متجذرة في البلد.

حزب الله يعمل في المجالات المختلفة قناعة منه أنه يريد أن يخدم الناس، الآن واحدة من الشكاوى على حزب الله أنه قوي، هذه القوة لم تأتِ منحة من أحد، أتت من التضحيات ومن العطاءات ومن الحضور في الساحة، والحمد لله أن هذه القوة تُستخدم في مكانها ومجالها الصحيح، تستخدم لمواجهة إسرائيل، وتستخدم من أجل المساهمة في إنجاز الاستحقاقات بتعاون الأطراف بسبب احترام قوة حزب الله، نحن لا نريد قوتنا في تقسيم الجبنة الداخلية، إنما نريد استثمار قوتنا في جبل العزة والكرامة والسيادة والاستقلال، لا أحد يملي علينا ما الذي يجب فعله وما الذي يجب تجنبه، سنكون في الموقع الذي نراه مناسبًا لخدمة الناس، وسنبقى في موقع التضحية، ولا نريد منة ولا جميلًا من أحد، فقد أرانا الله تعالى بأم العين أننا عندما نعطي يعطينا، وأننا عندما نضحي ننتصر، وأننا عندما نعمل كجماعة لمصلحة الوطن يستقر الوطن وينتشر الأمن.

"يديعوت احرونوت": مخيّم إسرائيلي لتدريب الأطفال على الأسلحة

المركزية- ذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية "ان تدريباً على الأسلحة النارية للأطفال البالغين من العمر 10 سنوات يجرى في مستوطنة ياكير شمالي الضفة، خلال فعاليات مخيم صيفي يتم فيه تدريب الأطفال الذين انهوا الصفين الرابع والخامس على ببندقية M16.".

وتخضع الفتيات، بحسب الصحيفة، "للأنشطة التي تنطوي على ورش عمل حول تصفيف الشعر، مانيكورينغ والتصميم. ويتم تدريب الأطفال مع بنادق M16 الحقيقية".ولفتت الى "ان عدداً قليلاً من الآباء اعربوا عن سخطهم من محتويات المخيم الصيفي الذي وصفوه بـ"معسكر حماس".