المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 27 شباط/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.february27.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

اثنين الرماد/ٱكْنِزُوا لَكُم كُنُوزًا في السَّمَاء، حَيْثُ لا عُثَّ ولا سُوسَ يُفْسِدَان، وحَيْثُ لا لُصُوصَ يَنْقُبُونَ ويَسْرِقُون

إِنَّ الَّذي مَا عَرَفَ الخَطِيئَة، جَعَلَهُ ٱللهُ خَطِيئَةً مِنْ أَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ فِيهِ بِرَّ ٱلله

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

بالصوت والنص/من صوت لبنان الكتائبي/مقابلة مع الدكتور فارس سعيد تتناول أول 100 يوم من عهد الرئيس عون والسلاح والدستور واجندة حزب الله ومقولة الرئيس القوي

ملخص عناوين مقابلة الدكتور فارس سعيد مع صوت لبنان الكتائبي/تلخيص وتفريغ الياس بجاني بحرية وتصرف كاملين

 

عناوين الأخبار اللبنانية

عون لن يتراجع أمام رغبات "التمديديّين " للمجلس مع تجاوز كل مهلة... مهلة للآخرين لمراجعة حساباتهم/هدى شديد/النهار

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 26/2/2017

معبر جوسيه: ترتيبات الجانب السوري الأربعاء واللبناني في انتظار استكمال التحضيرات الجمركية

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

مخطط لمعركة بين داعش وحزب الله ضحاياها لاجئون وبقاعيون

«حزب الله»: الواجب يفرض البقاء في سوريا

لماذا يريد حزب الله النسبية؟

أسباب الاشتباكات في عين الحلوة

عون-الحريري: ثلاثة إخفاقات

الجوزو: إيران تعيث فسادا في الأرض منذ العام 2003

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

المسيحيون المصريون.. ضحايا إرهاب يختبر حزم الدولة

محنة الأقباط في سيناء/محمد أبو الفضل/العرب

واشنطن تضع استراتيجية إقليمية لضرب النفوذ الإيراني في العراق/أحمد أبو دوح/العرب/

فرنسا.. حرب اليمين ضد 'الدولة العميقة'

الحزم الأميركي إزاء إيران يجبر خامنئي على التمسك بـ'معسكر الاعتدال'/مصدق عبدالنبي/العرب

السيسي يعيد الثقة إلى الأزهر

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لن ينفع التبرير.. في تغيير المصير/علي الحسيني/المستقبل

القوى السياسية اللبنانية تعفو عن نفسها/شادي علاء الدين/العرب

أزمةُ وجودٍ مسيحي لا أزمةُ قانونِ انتخابات/سجعان القزي/جريدة الجمهورية

ماذا يجري مع وحدات من" اليونيفيل" في بعض الجنوب/ابراهيم بيرم/النهار

احذروا هذا "التقليد"/نبيل بومنصف/النهار

مطلوب قمة عربية - إسلامية تضع استراتيجية لمواجهة إسرائيل حرباً أو سلماً/اميل خوري/النهار

تخلّى عن "الماسونية" وفضح المستور: هذه القصة الكاملة/أليتيا

المصالحة بين رئيس الجمهوريّة وفرنجيّة مُتعثّرة/عيسى بو عيسى/الديار

ترامب وبوتين قادران على الأسد وسليماني و... أردوغان/جورج سمعان/الحياة

مفاوضات جنيف العقيمة/رندة تقي الدين/الحياة

أبواق الفتنة في الخليج من خلايا نائمة/راشد صالح العريمي/الحياة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

آلان عون: لا نخوض معركة تغيير قانون الانتخاب من أجل فريقنا فنحن مرتاحون بكل الصيغ إنما من أجل تمثيل الحلفاء والخصوم

غسان مخيبر: لتفعيل مشاركة المغتربين بالانتخابات وتسهيل حقهم بالاقتراع في الخارج

وهاب: لن نخرب الجبل لأجل نائب أو نائبين وسنحافظ حتى على أخصامنا السياسيين

مروان حمادة في اختتام المؤتمر التربوي للوطنيين الأحرار: سلسلة الرتب والرواتب في الإتجاه الصحيح لكني لا أستطيع أن أقول الأمر ذاته عن قانون الإنتخاب

قاووق: موقفنا رفض الستين والتمديد والفراغ والدعوة إلى قانون جديد يضمن صحة التمثيل وعدالته

الراعي: تحميل الشعب زيادة الضرائب وعدم إصدار قانون للانتخابات قباحة كرم مطلقا حملة كاريتاس: الصوم هو الزمن الملائم لنفتح الباب لكل محتاج

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

اثنين الرماد/ٱكْنِزُوا لَكُم كُنُوزًا في السَّمَاء، حَيْثُ لا عُثَّ ولا سُوسَ يُفْسِدَان، وحَيْثُ لا لُصُوصَ يَنْقُبُونَ ويَسْرِقُون

إنجيل القدّيس متّى06/من16حتى21/قالَ الربُّ يَسوع: «مَتَى صُمْتُم، لا تُعَبِّسُوا كَالمُرَائِين، فَإِنَّهُم يُنَكِّرُونَ وُجُوهَهُم لِيَظْهَرُوا لِلنَّاسِ أَنَّهُم صَائِمُون. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُم قَدْ نَالُوا أَجْرَهُم. أَمَّا أَنْتَ، مَتَى صُمْتَ، فَٱدْهُنْ رَأْسَكَ، وَٱغْسِلْ وَجْهَكَ، لِئَلاَّ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ أَنَّكَ صَائِم، بَلْ لأَبِيكَ الَّذي في الخَفَاء، وأَبُوكَ الَّذي يَرَى في الخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيك. لا تَكْنِزُوا لَكُم كُنُوزًا على الأَرْض، حَيْثُ العُثُّ والسُّوسُ يُفْسِدَان، وحَيْثُ اللُّصُوصُ يَنْقُبُونَ ويَسْرِقُون، بَلِ ٱكْنِزُوا لَكُم كُنُوزًا في السَّمَاء، حَيْثُ لا عُثَّ ولا سُوسَ يُفْسِدَان، وحَيْثُ لا لُصُوصَ يَنْقُبُونَ ويَسْرِقُون. فَحَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ، هُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا قَلبُكَ".

 

إِنَّ الَّذي مَا عَرَفَ الخَطِيئَة، جَعَلَهُ ٱللهُ خَطِيئَةً مِنْ أَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ فِيهِ بِرَّ ٱلله

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس05/من20حتى21/06/من01حتى07/:"يا إخوَتِي، نَحْنُ سُفَرَاءُ ٱلمَسِيح، وكَأَنَّ ٱللهَ نَفْسَهُ يَدْعُوكُم بِوَاسِطَتِنَا. فَنَسْأَلُكُم بِٱسْمِ المَسِيح: تَصَالَحُوا مَعَ ٱلله! إِنَّ الَّذي مَا عَرَفَ الخَطِيئَة، جَعَلَهُ ٱللهُ خَطِيئَةً مِنْ أَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ فِيهِ بِرَّ ٱلله. وَبِمَا أَنَّنا مُعَاوِنُونَ لله، نُنَاشِدُكُم أَلاَّ يَكُونَ قَبُولُكُم لِنِعْمَةِ ٱللهِ بِغَيْرِ فَائِدَة؛ لأَنَّهُ يَقُول: «في وَقْتِ الرِّضَى ٱسْتَجَبْتُكَ، وفي يَوْمِ الخَلاصِ أَعَنْتُكَ». فَهَا هُوَ الآنَ وَقْتُ الرِّضَى، وهَا هُوَ الآنَ يَوْمُ ٱلخَلاص. فإِنَّنَا لا نَجْعَلُ لأَحَدٍ سَبَبَ زَلَّة، لِئَلاَّ يَلْحَقَ خِدْمَتَنَا أَيُّ لَوْم. بَلْ نُظْهِرُ أَنْفُسَنَا في كُلِّ شَيءٍ أَنَّنَا خُدَّامُ ٱلله، بِثَبَاتِنا العَظِيمِ في الضِّيقَاتِ والشَّدَائِدِ والمَشَقَّات، في الضَّرَبَات، والسُّجُون، والفِتَن، والتَّعَب، والسَّهَر، والصَّوْم، وبِالنَّزَاهَة، والمَعْرِفَة، والأَنَاة، واللُّطْف، والرُّوحِ القُدُس، والمَحَبَّةِ بِلا رِيَاء،في كَلِمَةِ الحَقّ، وقُوَّةِ ٱلله، بِسِلاحِ البِرِّ في اليَدَيْنِ اليُمْنَى واليُسْرَى."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

بالصوت والنص/من صوت لبنان الكتائبي/مقابلة مع الدكتور فارس سعيد تتناول أول 100 يوم من عهد الرئيس عون والسلاح والدستور واجندة حزب الله ومقولة الرئيس القوي

http://eliasbejjaninews.com/?p=52778

بالصوت/فورماتMP3/من صوت لبنان الكتائبيMP3/مقابلة مع الدكتور فارس سعيد تتناول أول 100 يوم من عهد الرئيس عون والسلاح والدستور واجندة حزب الله ومقولة الرئيس القوي/27 شباط/17

http://www.eliasbejjaninews.com/mp3from16.11.16/Faressaeied25.2.17.mp3

بالصوت/فورماتWMA/من صوت لبنان الكتائبي/مقابلة مع الدكتور فارس سعيد تتناول أول 100 يوم من عهد الرئيس عون والسلاح والدستور واجندة حزب الله ومقولة الرئيس القوي/27 شباط/17

http://www.eliasbejjaninews.com/wmafrom16.11.16/Faressaeied25.2..17.wma

 

ملخص عناوين مقابلة الدكتور فارس سعيد مع صوت لبنان الكتائبي

تلخيص وتفريغ الياس بجاني بحرية وتصرف كاملين

27 شباط/17

*في الأيام الأولى لانتخاب الشهيد بشير الجميل رئيساً للجمهورية شهد الجميع على أن لبنان دخل في “نقزة إيجابية” وقد ظن الموظف في الدولة كما السياسي والمواطن بأن الانتخاب أحدث نقلة نوعية في الاتجاه الإيجابي.

*كثر من الناس حاولوا أن يقارنوا انتخاب الرئيس عون مع تلك المرحلة التي انتخب فيها الشهيد بشير الجميل رئيساً ولكنهم لم يلمسوا مع انتخاب عون نفس تلك النقلة النوعية التي تحسسها الناس يوم انتخب بشير ..

*لا، بل بالعكس فإن ما تغير مع انتخاب عون هي القوى السياسية الأخرى وليس أداء الرئيس عون أو أسلوبه.علماً أن انتخاب عون لم يعكس جواً مريحاً على المستوى المالي والاقتصادي والإداري، وحتى على مستوى الأمل الأهلي والشعبي لدى الناس، وكأن عمر هذا العهد ليس 4 أشهر بل 4 سنوات..

*وحتى لا نحمل عون المسؤولية وحده، فإن حزب الله أمعن منذ اللحظة الأولى لانتخابه على أن يتعامل مع العهد على قاعدة: “نذر ووفيناه”… بمعنى أن ما كان يريده عون وشريحة من الشعب ومن المسيحيين حقناه لهم، وبعد هذا علينا أن نعود إلى جدول أعمالنا وإلى أسلوبنا وأولوياتنا.

*في هذا السياق جرى استعراض عسكري لحزب الله في منقطة القصير السورية..

*وتلاه استعراض عسكري لسرايا الدفاع التابعة لوئام وهاب في بلدة الجاهلية الشوفية.

*وبعد ذلك مباشرة دافع العماد عون في مقابلة له مع التلفزيون الفرنسي عن الرئيس بشار الأسد..

*وعقب كل هذا ألقى السيد نصرالله خطاباً بلهجته المعتادة المعادية للدول العربية الخليجية رغم زيارة عون للسعودية وكأنه نسف كل الجهود التي قام بها هذا الأخير لترميم علاقة لبنان مع دول الخليج عموماً، ومع السعودية تحديداً.

*ومباشرة بعد هذا كله فاجئنا العماد عون شخصياً بتبني وجهة نظر حزب الله فيما يتعلق بالصراع العربي- الإسرائيلي، وفي موضوع تهديد إسرائيل..

*وآخر مفاجئة لعون جاءت عندما أعلن بالصوت والصورة للتلفزيون المصري بأن الجيش اللبناني هو ضعيف.. وبعد 3 أيام هدد إسرائيل..

*نسأل بمن يهدد عون إسرائيل وهو يقول أن الجيش اللبناني ضعيف؟

*بالتأكيد، هو يهدد إسرائيل بصواريخ حزب الله، أي بعضلات الآخرين وبإيران، وهذا أمر شكل “نقزة حقيقية” أولاً لدى دوائر قرار القوى الخارجية، وثانياً لدى دوائر القرار العربية، إضافة بالطبع لدوائر القرار الوطني والمحلي.

*من المؤسف أن تجربة ال 4 اشهر من انطلاقة عهد عون لم تكن ايجابية في أي اتجاه وخصوصاً فيما يطاول تثبيت السيادة والاتفاق على قانون انتخابي جديد وإقرار الموازنة العامة.

*بخصوص زيارات الرئيس عون للسعودية ومصر والأردن وقطر اعتقدنا ومعنا كثر أنها سوف تبدل من قناعات وخيارات الرئيس عون، إلا أن شيئاً من هذا القبيل لم يحدث..

*العماد عون قبل انتخابه رئيساً كان مع سلاح حزب الله وبعد انتخابه رئيساً لا يزال مع سلاح حزب الله.

*العماد عون قبل انتخابه رئيساً كان مع تدخل حزب الله في سوريا وبعد انتخابه لا يزال مع تدخل حزب الله في سوريا.

*باختصار العماد عون الرئيس لم يتبدل وكأن “الرابية” انتقلت إلى “بعبدا” وليس أن “الرابية” انتقلت إلى رئاسة الجمهورية.

*العماد عون بوصفه زعيم ورئيس تيار سياسي داعم لحزب الله قد نقل هذا الدعم من موقعه كزعيم إلى موقعه كرئيس للجمهورية مما أثار استغراب حتى الذين دعموه من 14 آذار.

*قوى 14 آذار التي دعمت عون للرئاسة كانت تراهن في مكان ما على أنه وبمجرد وصوله إلى قصر بعبدا سوف يُغيّر من مواقفه المؤيدة للمحور السوري-الإيراني ويتموضع في الوسط ليتمكن من ممارسة الحكم بعدل بين من هم مع، وبين من هم ضد سلاح حزب، وذلك في أطر حدية وتفاقم وأخطار الصراع الإقليمي، وليس أن يأخذ جانب حزب الله ويتبنى مواقفه من الصراع العربي الإسرائيلي.

*أما فيما يخص مقولة أن عون أعاد التوازن إلى اتفاقية الطائف وأنه رئيساً قوياً، فقد عشنا أجواء هذه المقولة الوهم نفسها في عهد الرئيس لحود ولم تؤدي في حينه إلى أية نتيجة إيجابية.

*إن مقولة “الرئيس القوي” غير صحيحة لأن قدرة وقوة الرئيس عون ليقول نعم أو لا هي مربوطة بعلاقته بحزب الله وبدعم الحزب له، وليس بقوته الذاتية كزعيم لتيار شعبي أو لأن المسيحيين قد عادوا إلى السلطة “بنشوة ما”..

*بالتأكيد المقولة هذه غير صحيحة ومخطئ من يحاول إقناعنا بأن عودة المسيحيين إلى السلطة تشكل انزعاجاً عند المسلمين..

*فعون رئيس قوي طالما هو يلبي حاجات حزب الله السياسية والوطنية والحزبية، وليس لأنه رئيس مسيحي قوي، أو رئيس تيار سياسي قوي.

*ورداً على سؤال فيما إذا كان سينجح عون في حمل الفرقاء السياسيين على وضع قانون انتخابي عادل قبل انتهاء ولاية المجلس النيابي في شهر حزيران القادم قال سعيد:

*قانون الانتخاب مهم، ولكن لا بد من أن نسأل ماذا يريد حزب الله من المجلس النيابي القادم؟

شخصياً، اعتقد أنه إذا عدنا إلى الوراء وتذكرنا ماذا حدث منذ العام 1992 أي بعد انتهاء الحرب الأهلية نرى أنه كان في تلك الحقبة إصرار من قبل النظام السوري على إجراء الانتخابات بغرض الإتيان “بمجلس صديق” له..

*وقد حقق النظام السوري ما أراد حيث أن مجلس ال 92 أبرم ووافق على رزم من المعاهدات والاتفاقيات وأطر التنسيق بين لبنان وسوريا على كافة المستويات العسكرية والأمنية والتجارية والاقتصادية كانت ارجحيتها كافة لمصلحة النظام السوري وعلى حساب مصلحة الجمهورية اللبنانية.

*اليوم حزب الله، وكما النظام السوري عام 1992 يريد مجلساً نيابياً مطواعاً، وذلك لتشريع سلاحه في استنساخ عملي وفعلي وقانوني لما جرى في العراق مؤخرا..ً حيث شرّع المجلس النيابي العراقي الميليشيات المحلية التابعة لإيران (الحشد الشعبي) ليصبح في تلك البلاد جيشان واحد نظامي والآخر حشد شعبي، كما هو الحال في إيران حيث هناك الجيش والحرس الثوري…

*حزب الله يسعى لفرض نفس النظام هذا في لبنان.

*كما أن حزب الله يريد من المجلس النيابي القادم أن يكون صديقه وإلى جانبه في مواجهة كل القرارات الشرعية الدولية ومنها المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والقرارات الدولية 1559 و1701 وغيرهم.

*لفت انتباهي في زيارة فرنسوا رو رئيس مكتب الدفاع في المحكمة الدولية للبنان منذ أسبوع حيث أشار إلى أن حزب الله هو من يتابع أمر المحكمة الدولية، وهذا كلام مهم جداً لأن المعني بهذه المحكمة هو الحزب ولو لم تكن بهذه الأهمية لما كان اهتمامه هذا بها…

*فليس بقليل أن يصدر حكم ظني عن المحكمة الدولية يؤكد جرمية أو تورط فريق في لبنان في الاغتيالات السياسية التي حصلت.

*أرى عن قناعة أن وزير العدل سليم جريصاتي سوف يلتزم بقرار الحكومة أيا يكون بما يخص المحكمة الدولية رغم موقفه السلبي منها قبل أن يتولى موقعه الوزاري.

*أتمنى التوفيق للرئيس ميشال عون لأنني أتمنى التوفيق للبنان وعون أصبح رئيساً للجمهورية اللبنانية.

*انتقادنا للرئيس عون لا علاقة لخلفيته بالانتخابات، بل متعلق كلياً بخياراته السياسية..

*نحن ضد السلاح غير الشرعي منذ العام 1969،

*فلا يمكن أن نكون ضد سلاح أبو عمار لأنه غير شرعي،

*ولا يمكن أن نكون ضد سلاح حافظ الأسد لأنه غير شرعي،

ولا يمكن أن نكون مع سلاح حزب الله لأن هذا السلاح أوصلنا إلى بعبدا..نحن نرفض هذه المعادلة..

*نرفض من يقول إن السلاح غير الشرعي الذي يسجننا وينفينا يكون سلاح احتلال، والسلاح الذي يوصلنا إلى بعبدا يكون سلاحاً صديقاً.. نحن نرفض هذه المعادلة اللاسيادية واللا استقلالية منذ العام 1969 .. وبالتأكيد لن نبدل أو نغير مواقفنا.

 

جلجلة أقباط مصر التي لا تنتهي

الياس بجاني/26 شباط/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=52773

لا بد لأي مراقب أو متابع لأوضاع المسيحيين المأساوية في مصر من أن يتساءل عن سبب اضطهادهم المستمر بدموية وحقد وكراهية من قبل بعض مواطنيهم وعلى يد غالبية حكوماتهم وحكامهم منذ عقود.

المسيحيون في مصر يتعرضون دون رحمة أو حماية لاضطهاد عنفي ودموي غير مسبوق، وهو تعدي سافر لم يتوقف ويتوالى فصولاً خلال كل الحقبات والعهود دون استثناء واحد.

نسأل، ما هذه الثقافة البالية والأصولية التي تحلل دم المسيحيين المصريين، وتشرّع التغاضي الحكومي والرسمي والقضائي عن التعديات الفاضحة على ممتلكاتهم ومعاملتهم كأغراب مع أنهم هم سكان مصر الأصلين.

المسيحيون في مصر يذبحون في منازلهم وأماكن عبادتهم ويهاجمون بوحشية وتدمر كنائسهم ويهجرون ويحرمون من حقوقهم في المواطنة، فيما السلطات الحاكمة إما متفرجة أو حامية للمعتدين في معظم الأحيان.

هنا لا بد من الإشارة إلى أن المسيحيين المصريين هم من أكثر شعوب العالم طيبة وانفتاحاً على الآخرين وسلمية ومحبة ومغفرة… وهم لم يلجئوا للعنف ولو مرة واحدة حتى للدفاع عن أنفسهم.

اليوم يذبحون في سيناء ويهجرون وتدمر منازلهم ويجبرون على مغادرة قراهم وبلداتهم ويضطهدون في حين أن السلطات إما عاجزة أو غير راغبة في القيام بواجباتها الأمنية والقضائية.

حتى الآن لم يصدر عن الجامعة العربية، ولا عن أي دولة عربية ولو موقف واحد مستنكر لما يتعرض له المسيحيون في مصر، مما يبين بوضوح جلي غياب العدل والمساواة وعدم احترام شرعة الحقوق الدولية لدى كل هذه المرجعيات فيما يتعلق بالمسيحيين المصريين وهذا أمر مرعب فعلاً.

إن الاستنكار لم يعد يفيد ولا جدوى منه بالمرة.

يبقى، أن المطلوب من حاضرة الفاتيكان والأمم المتحدة التدخل فوراً بكل ما لديهما من إمكانيات ووضع حداً للانتهاكات البربرية والهمجية التي تطاول المسيحيين في مصر.

كما يجب تحميل الدولة المصرية كامل المسؤولية ومحاسبتها دولياً عن طريق مجلس الأمن وإلا فالسلام والرحمة على كل ما هو إنسانية وعدل وحقوق ومخافة من الله ومن يوم حسابه الأخير.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

عون لن يتراجع أمام رغبات "التمديديّين " للمجلس مع تجاوز كل مهلة... مهلة للآخرين لمراجعة حساباتهم

هدى شديد/النهار/27 شباط 2017

على رغم كل ما يضخّ من اجواء تفاؤلية عن قرب التفاهم على صيغة قانون جديد للانتخاب يحفظ لكل صاحب حق حقّه، لا يغيّب احداً ولا يلغي احداً، يدور في الكواليس خبر التمديد الذي يريده جميع الأطراف السياسيين باستثناء فريق رئيس الجمهورية، اي "التيار الوطني الحر"، و"القوات اللبنانية".

واذا صحّت المعطيات المتداولة فإن غالبية قوى التمديدَيْن السابقَيْن تجمعها اليوم رغبة جامحة في تمديد ثالث تكون مدته سنة. ولعل عدم انطلاق الماكينات الانتخابية ابرز مؤشِّر على ما يرسم من تأجيل للانتخابات النيابية المقبلة. موعد الحادي والعشرين من أيار طار حتى وان وقّع رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الداخلية نهاد المشنوق مرسوم دعوة الهيئات الناخبة، فلا هيئة الإشراف على الانتخابات شُكّلت ولا صُرفت الاعتمادات المطلوبة لاجراء العملية الانتخابية. وحتى لو ان البعض يرى ان المهلة ما زالت مفتوحة امام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حتى 18 آذار المقبل، باعتبار ان وزير الداخلية قرّر اجراء الانتخابات في 21 أيار، اي في آخر احد قبل بدء شهر الصوم لدى الطوائف الاسلامية، وبالنسبة الى رئيس الجمهورية، فان ولاية المجلس تنتهي في 20 حزيران ولا شيء في القانون يمنع اجراء الانتخابات في رمضان، او احتساب مواعيدها وفق نهاية الولاية وليس وفق شهر رمضان غير الملحوظ في الدستور أو في القانون. الا ان هذا الاختلاف حول إجراءات الانتخابات ليس شكلياً الى حدّ تناسي أن رئيس الجمهورية أسقط عمداً اول مهلة امام اجراء الانتخابات في موعدها وفق قانون الانتخاب النافذ، فهو عند اول مواجهة في مجلس الوزراء بشأن الانتخابات، صارح جميع القوى الموجودة على طاولة حكومة الوحدة الوطنية، بأنه اذا خيّر بين اجراء الانتخابات وفق الستين او الفراغ فسيختار الفراغ. ومن يعرف جيداً العماد عون يدرك انه سيأخذ الجميع الى حافة الفراغ، ولن يتراجع عن رفضه اجراء الانتخابات وفق قانون يراه غير عادل وتجاوزه الزمن. وهو سيتجاوز المهل واحدة تلو الاخرى، معطياً الآخرين في مقابل كل مهلة مهلة لمراجعة حساباتهم، فإما ان يتراجعوا عن قانون الستين ويتوصلوا الى قانون جديد عادل للجميع، واما انه سيحمّلهم مسؤولية الوصول بالمجلس الى الفراغ. ولمن يقول إن لا فراغ في السلطة التشريعية التي يمكنها ان تجتمع وتعدّل المهل وتمدّد لنفسها منعاً للفراغ، يأتي الجواب حاسماً: "المسيحيون لن يكونوا هذه المرة غطاء ميثاقياً للتمديد، فهل يمكن الطوائف الاسلامية ان تفرضه من دونهم، في بداية عهد الرئيس عون؟ مخطئ من يعتقد ان من قاتل ونفي وناضل وعاد بعد 26 عاماً الى القصر الجمهوري بإرادة ممن كانوا انفسهم قد التقوا على عزله وإسقاطه نهاية الثمانينات ومطلع التسعينات قد يقبل بذلك. هذا المسار الطويل من التحوّلات جعل العدو صديقاً او حليفاً وكرّس معادلة جديدة لن تكون فيها استعادة الحقوق مجرد شعار، والرئيس القوي لن يكون فقط بتربعه على عرش حكم تمّ تهميش دوره حتى الاستغناء عنه بالفراغ وتقاسم صلاحياته كلما أرادوا ذلك".

ما يحكى في الكواليس يكشف انه مع الرئيس عون لا عودة الى "عصر الترويكا الرئاسية"، ولا الى "بيضة القبّان الجنبلاطية"، وكل ما تمّ قضمه من صلاحيات بالعزل والتهميش والاستيلاء ستتم استعادته بتطبيق الدستور وعدالة القوانين، بدءاً من قانون الانتخاب. ومن انتظر اربع سنوات المجلس الممدّد لنفسه تحت حجة وضع قانون انتخاب جديد، لن يعطي هذا المجلس اكثر من الأشهر الخمسة المتبقية له لإيجاد هذا القانون. اما القبول بالتمديد التقني فلا يكون الا بقانون جديد يقره هذا المجلس قبل انتهاء الولاية.

في المقابل، تلتقي الطوائف الاسلامية على استغراب هذا السقف العالي لرئيس الجمهورية ومعه كل الفريق المسيحي، ولسان حالها "ان لا فراغ في المجلس النيابي، والدليل انه استمرّ طوال فترة الحرب بحكم كونه العمود الفقري للشرعية، ورغم انه لم يكن يمثل القوى الفاعلة في البلد آنذاك، فكيف في حال السلم؟ واذا شغر المجلس فلن تبقى حكومة ويصبح رئيس الجمهورية أعزل بلا اداة تنفيذية ولا تشريعية. ومهما طال الاختلاف على قانون الانتخاب، فسيتحقق الاتفاق يوماً ما، وعندها لن يكون مجلس لإقراره ولا حكومة لتنفيذه. وماذا يمكن رئيس الجمهورية ان يفعل اذا خرج من هم اليوم في السلطة وعلى الطاولة الى المواجهة الكبرى في الشارع؟ هل تبقى دعوته القوى السياسية الى طاولة حوار ممكنة وقابلة للتلبية، ام يذهب الجميع الى مؤتمر تأسيسي يهول به بين الحين والآخر"؟

حتى الآن، صيغ الانتخابات ترمى تباعاً في التداول، تحرق واحدة تلو الاخرى، وما زال هامش المناورات متاحاً امام الجميع، وكل الافرقاء يلعبون آخر أوراقهم: يلعنون في العلن قانون الستين، وهم غير قادرين على التآلف مع غيره من القوانين. يُقسِمون بعدم التمديد للمجلس النيابي، فيما معظمهم غير مستعد للخوض في متاهة اي انتخابات قد تفقدهم مكاسب لن يستعيدوها. وكأن أجراس الحرب تقرع بعد نحو ربع قرن على تصفية حسابات قديمة: "معركة الالغاء" انتهت بمصالحة و"حلف استعادة الحقوق"، و"معركة سوق الغرب" انتهت بعون رئيساً للجمهورية وبجنبلاط يبحث عن حيثيته تحت عنوان "الحفاظ على الخصوصية الدرزية". ومن تقاسموا السلطة وامتيازات "اتفاق الطائف" يراهنون على الرئيس عون لإنقاذ هذا الميثاق. وعون التزم "الطائف" دستوراً، ولكن يبدو واضحاً بالنسبة اليه ان آليات تطبيقه ستكون مختلفة عما كانت طوال الحقبة الماضية. من دفع ثمن تطبيق هذا الاتفاق قبل اكثر من ربع قرن، يجد نفسه أمامه وامام من ساهم في تدفيعه هذا الثمن، فكيف سيصفّي هذا الحساب الطويل؟ هل بطيّ صفحة هذا الماضي وبـ"عفا الله عما مضى"؟ ام بصفحة جديدة يبدأها بتطبيق "هذا الاتفاق" من قانون انتخاب يلغي كل الامتيازات وينهي تضخيم الأحجام التي ملأت الحقبة السابقة؟!

قد تكون كل هذه الهمسات والتساؤلات مجرد تحليلات او تخيلات. ولكن من يخرج من تفاصيل الصيغ الانتخابية التي تفصّل على قياس هذا وذاك لتحرق تباعاً، وينظر الى مشهد التحولات كاملاً على مدار ربع قرن، يمكنه ان ينتظر أربعة أشهر إضافية ليكتشف اذا كان ما بعد عون رئيساً سيبقى كما قبله.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 26/2/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

خفتت المتابعات قليلا في ما يتعلق بمؤتمر جنيف الرابع السوري، وبرز موقف للحكومة السورية بالإستعداد للتفاوض المباشر مع المعارضة التي تصر على أن يكون عنوان التفاوض انتقال السلطة. في المقابل، اقترح المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا ثلاثة عناوين للتفاوض، تتمحور حول الحكم والدستور الجديد والانتخابات وفق الوثيقة التي سلمت لوفدي الحكومة السورية والمعارضة قبل أيام.

محليا، تواصلت الجهود لإحلال الإستقرار في مخيم عين الحلوة، على قاعدة نتائج المباحثات التي جرت بين الفريقين الأمنيين اللبناني- الفلسطيني، على هامش زيارة الرئيس محمود عباس للبنان، وتتابعه السفارة الفلسطينية في لبنان بتشكيلات أمنية جديدة، وتأليف قوة أمنية صادمة للإرهابيين الذين يحاولون السيطرة على المخيم. وقد أقفل الجيش اللبناني مداخل المخيم، وتشدد في مراقبة العناصر المشبوهة.

سياسيا، تجري في الأسبوع الطالع اتصالات بين مختلف المراجع، بهدف الوصول إلى صيغة لقانون الانتخابات النيابية، يرسيها مشروع يقر في مجلس الوزراء الذي يستأنف، وعلى مدى ثلاثة أيام، درس مشروعِِ قانون المواز،نة مع عدم استبعاد إقرا مجلس الوزراء تعيينات أمنية وإدارية كثيفة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

ليست الصدفة هي التي أشعلت اشتباكات عين الحلوة، إثر زيارة الرئيس الفلسطيني إلى لبنان. هو القصد بضرب أمن المخيم والقضية، ومحاولة احباط مشاريع التعاون اللبناني- الفلسطيني.

حركة "فتح" تصدت لارهاب يستهدف الفلسطينيين بأمنهم وحياتهم، لكن من يردع شهوة الدم في بعلبك- الهرمل؟. هي المأساة تتنقل فتشل معها حياة البقاعيين. محزن جدا أن يسقط قتيل وقتيلان ثم عشرة وأكثر ضحايا تهور وجهل. محبط جدا ان تشتعل حرب بسبب سرعة أو بطء سيارة، وتستنفر عائلات بالرصاص بسبب خطبة فتاة، أو تباين بين جارين وقريبين، لتصبح حياة الناس رهينة مشاكل تافهة.

من يردع: هل هي الدولة وحدها المسؤولة، أم ان المسؤولية تقع أيضا على عاتق عائلات لم تضبط شبابها المتهور؟.

كل جهد حركة "أمل" و"حزب الله" في البقاع، صار مشغولا بوأد الخلافات وفرض المصالحات. وهل ينقص بعلبك- الهرمل هموما حياتية، بدل التفرغ للتخطيط في كيفية إحياء الدورة الاقتصادية وجذب السياحة والمطالبة بالتنمية؟. أين العقلاء في عائلاتهم يتفرجون على الخلافات بدل التصدي لها؟. وأين الدولة بأجهزتها، لا تردع مسبقا وتترك خلافا يمتد ليجر معه الدم والضحايا والويلات؟.

ويلات السياسة أن مشاريع قانونية انتخابية تتهاوى، ليعود كل فريق إلى مربعه الأول. "التيار الوطني الحر" هدد على لسان رئيسه جبران باسيل، بإعادة التمسك بالطرح الأرثوذكسي، ما يعني فتح الباب لتمسك كل فريق بطرحه الأساسي، والعودة إلى نقطة الصفر.

وحدها الموازنة تجمع أرقامها بنقاشات تفصيلية، يتوقع أن ينتهي جمعها الأسبوع المقبل، بثلاث جلسات مرتقبة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

يختتم الأسبوع والمعضلة الانتخابية على حالها. لم تأت المشاورات، فرادى وجماعات، بالمعجزة التي ينتظرها اللبنانيون. فهل نحن مقدمون على أسبوع جديد آمل أم رتيب؟.

ومع ضيق المهل، "حزب الله" يؤكد لاءاته: لا ل"الستين"، لا للتمديد، ولا للفراغ، محذرا من أخذ البلد إلى المجهول والمخاطر.

مع كل هذا الرخاء والاسترخاء، لم يفلح أطراف الأزمة بالتوصل إلى قانون عادل، فيما اليمنيون الذين يعيشون في أقسى وأمر وأفقر مرحلة من الحصار والعدوان السعودي- الاميركي، يحلقون بعقولهم عاليا متحدين طائرات وبوارج ومدفعية العدوان. جديد وحدة التصنيع العسكري في الجيش، طائرات مسيرة هجومية واستطلاعية، آخر الابداعات بعد الصواريخ التي نالت من الغزاة ومرتزقتهم من المخا وباب المندب إلى نجران وجيزان وحتى الرياض. والرسالة جلية: لن ندخر جهدا في دفع العدوان عن سماء اليمن وأرضه، فيما كانت خنساؤه، آية في عطاء الدم، الأم لأربعة شهداء على الجبهات: تقول: والله أنا مشتاقة إلى تقديم الباقين من أولادي كرمى لعيون بلدي وعزته.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

بعد انقاذ رئاسة الجمهورية من الفراغ في لحظة تجل اقليمية، من ينقذ الانتخابات النيابية في لحظة التخلي الاقليمي؟. وإذا كان الأضداد قد التقوا في الاقليم على تسهيل استيلاد الرئيس، فمن يجمع الأضداد المحليين لانقاذ الاستحقاق؟.

والمستغرب ان الكل يريد الانتخابات، لكن لا ارادة جامعة بالتنازل لامرارها. فهل يكون الحل بأن يدعو رئيس الجمهورية إلى طاولة حوار انتخابي، كما يروج البعض، وان لا تشكل الطاولة مغامرة برصيده، إلى جانب كونها استدارة على المؤسسات.

في المقلب الحياتي من الأزمات، يبدو ان قطوع سلسلة الرواتب يسلك طريقه إلى الحلحلة، فبعد جعلها بندا في صلب الموازنة، تفيد معلومات بأن الرئيس بري سيخصص لها في الأول من آذار جلسة لاقرارها.

في الأثناء، مخيم عين الحلوة الذي شهد تفجيرا أمنيا طيلة فترة زيارة الرئيس محمود عباس لبنان، تواصل اليوم أيضا، فيما اعتبره المطلعون محاولة سافرة لتقويض فكرة ان أمن المخيم معقود ل"فتح" وللفصائل الموالية للسلطة المركزية الفلسطينية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض، عاد الوضع إلى المربع الأول مع طهران، وعادت متاعب ايران مع واشنطن.

ترامب يراعي تل أبيب، ويراضي السعودية ويساير تركيا، يأخذ مسافة من صديقه بوتين، فجأة تراجع التنسيق الروسي-التركي في سوريا، والذي كان انطلق من حلب ليتوقف عن "الباب"، فتحولت انقره إلى التنسيق مع الأميركيين للوصول إلى الرقة ولانشاء منطقة آمنة شمال سوريا، لم يكن اردوغان يجرؤ على مجرد الاعلان عنها وخرق قواعد اللعبة زمن أوباما.

توقفت عملية استانة التي انطلقت برعاية روسية- تركية مشتركة، ومشاركة ايرانية، من باب رفع العتب، وتحولت في اتجاه مفاوضات جنيف برعاية روسية- أميركية، مع تقليل حجم المشاركة التركية وازاحة الدور الايراني. ارتفع منسوب التوتر بين اسرائيل و"حزب الله"، وبردت فجأة العلاقة بين انقرة وطهران، فصارت ايران عامل اضطراب سياسي في الخليج، ومصدر توتر مذهبي في المنطقة، بنظر تركيا التي اتخمت ايران بالمديح وأغرقتها بالثناء، بسبب موقفها من الانقلاب ووقوفها إلى جانبها ليلة القبض على الانقلابيين في 15 تموز من العام الفائت، وهي وقفة ذكر محمد جواد ظريف انقره بها اليوم، متهما اياها بالجحود ونكران الجميل وبضعف الذاكرة.

كل شيء تغير منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض. السعودية المنكفئة والمرهقة، التقطت أنفاسها واستعادت بعضا من الثقة بنفسها وهجمت على ايران. وكذلك فعل أصدقاؤها في لبنان والجوار. باتت تركيا تتحدث عن انسحاب "حزب الله" من سوريا، مقابل القضاء على "داعش".

منذ وصول ترامب لبس الصراع في المنطقة، وأكثر من أي وقت مضى، لبوسا طائفيا- مذهبيا، وتحديدا بين السنة والشيعة، وبدأت عملية التفاف على ايران بقيادة واشنطن دوليا، وكلب حراستها اسرائيل اقليميا، والتي تنفس رئيس حكومتها نتنياهو الصعداء برحيل أوباما، وصار يتمرجل على "حزب الله" من واشنطن أمام ترامب، وصار المتشددون في عين الحلوة يتحدون سلطة محمود عباس الذي استقبلوا زيارته اللبنانية بالتهجم وودعوه بالاشتباكات مع "فتح"، مستغلين غياب منير المقدح المخضرم عن موقع القرار في المخيم بعد ربع قرن على الحضور والدور.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

ثلاث جلسات حكومية ستخصص هذا الأسبوع لتمرير مشروع الموازنة، مشروع دونه عقبات أو على الأقل مطبات ظهرت في الساعات الأخيرة. فقول وزير الخارجية جبران باسيل ان لا قيمة للموازنة من دون قانون انتخاب جديد، يطرح أكثر من تساؤل عن استمرار الرخاء السياسي، ومدى انعكاس أي تشنج مرتبط بالانتخابات على الملف بدءا من الموازنة وصولا إلى التعيينات المرتقبة.

أما موقف "القوات اللبنانية" المستجد أيضا، والذي يربط الموافقة على الموازنة بضرورة تضمينها تلزيم انتاج الكهرباء للقطاع الخاص، فمصر عليه رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع الذي قال لل"أل. بي. سي.آي" ان لا وزراء "القوات" ولا نواب الحزب سيقرون الموازنة من دون ربطها بحل لمعضلة الكهرباء التي تهدر اكثر من مليار من خزينة الدولة، وأكثر من مليارين من جيب المواطن مباشرة.

وعلى وقع هذين الموقفين ينطلق الأسبوع، فيما الهم الأمني الآتي من مخيم عين الحلوة، سيشكل بدوره محور الاتصالات الفلسطينية- الفلسطينية والفلسطينية- اللبنانية، لضبط الوضع وإبعاد شبح الحرب عن المخيم وسكانه ومحيطه الصيداوي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

لولا التطورات الأمنية في مخيم عين الحلوة جنوبا، لكانت واحدة من أكثر نهايات الأسبوع هدوءا في لبنان منذ سنوات، إذ تراوحت بين كرة السلة مساء أمس مع حلول فريق الرياضي ثانيا في بطولة دبي، ثم فوز المغني الفلسطيني يعقوب شاهين في الحلقة الأخيرة من برنامج "آراب آيدول"، أما الأحد فشهد مباراة القمة في كرة القدم بين "النجمة" و"الأنصار" بملعب صور، الذي انتهى بالتعادل، في حين ينتظر العالم حفل الأوسكار الذي انتهت الاستعدادات له.

أما مطلع الأسبوع اللبناني فسيكون حافلا، مع توقعات بإقرار الموازنة، ومن ضمنها سلسلة الرتب والرواتب، خلال الماراتون الوزاري أيام الإثنين والأربعاء والجمعة. خلالها وبعدها سيكون الوسط السياسي منشغلا باتصالات استثنائية لبلورة تصور مشترك حول قانون انتخابات جديد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

على زمن الصوم، فإن السياسة تتبع التقويم الغربي، مع الامتناع عن تناول قانون الانتخاب بمواده الدسمة نسبيا وأكثريا.

صوم عن الكلام في الصيغة، ورهبنة في إقرار قانون يؤهلنا إلى فصح إنتخابي مجيد. في وقت رفعت الدولة لواء الموازنة التي ستخصص لها جلسات متتالية الأسبوع المقبل. لكن الموازنة لا تأخذ على متنها وجع وصرخات أهل السلسلة، ما دفع برأس الكنسية اليوم إلى توبيخ رفيع اللهجة، ضمنه عبارة صاعقة تؤنب السياسين في المال والاعمال، في السياسية والاقتصاد. وقال البطريرك بشارة الراعي في أحد المرفع، إن إهمال الواجب وصم الآذان عن سماع صراخ الشعب، قباحة. الفساد والرشوة وسرقة المال العام وهدره والتهريب، قباحة. عدم ضبط المال العام وإعادته إلى خزينة الدولة وبالمقابل تحميل الشعب المزيد من الضرائب، قباحة أيضا. وقباحة كذلك، عدم إصدار قانون الإنتخابات بعد اثنتي عشرة سنة من الدرس والتمحيص وأخذ القياسات الشخصية والفئوية.

وما لم تتطرق إليه عظة الكنسية، رفع آذانه وئام وهاب من الجاهلية، كاشفا عن قباحة جديدة سترتكب في قطاع النفط في لبنان، وقال إن هناك شركات مصنفة بينهم شركة صاحبها معروف بعلاقاته مع أسرائيل، وقد دخل إلى البلوكات الجنوبية للسيطرة على جزء منها لكونها مجاورة للحقول الاسرائيلية، الفلسطينية الأصل.

لكن هذا الانذار النفطي، سيدخل بدروره زمن الصوم عن المحاسبة في الدولة، التي تركت نفطها رهينة التوافق، وصرفت النظر مرحليا عن بث ملف الذهب الأسود، بإنتظار التفاهم على القطعة الانتخابية.

وربطا بالانتخاب، أعلن رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، عن جهوزية التيار لتقديم اقتراح ثالث بعد سقوط اقتراحي المختلط والتأهيل. لكن باسيل حذر من أنه في حال سقوط القانون الثالث فإن الثابت سيكون القانون الأرثوذكسي.. وصوم مبارك.

 

 

معبر جوسيه: ترتيبات الجانب السوري الأربعاء واللبناني في انتظار استكمال التحضيرات الجمركية

بعلبك – " النهار"/27 شباط 2017/تسارعت الخطى لإعادة فتح معبر جوسيه – القاع (الأمانة) الحدودي، والذي يعدّ بوابة بين البقاع الشمالي وريف حمص بعد تأمينه من القوات الأمنية بين البلدين، ليكون التنقل قريباً بين سوريا ولبنان امراً سهلاً وميسراً، كما كان قبل اقفاله ٌ منذ 4 أعوام ونصف العام، امام الوافدين والمغادرين والسيارات والشاحنات والبضائع من والى سوريا. وكان عقد في 9 شباط الجاري إجتماع أمني لبناني - سوري عند نقطة الحدود في منطقة القاع الحدودية - البقاع الشمالي، حضره ممثل عن المجلس الأعلى السوري – اللبناني وضباط من الأمن العام والجمارك اللبنانية، وضباط من الأمن العام والجمارك السورية، للنظر في الترتيبات اللوجيستية اللازمة لإعادة فتح المعابر الحدودية في تلك المنطقة. المعبر الذي اغلق رسميا آخر آب 2012 بعد السيطرة النارية لمسلحي "جبهة النصرة" على منطقة جوسيه، يربط القاع بحمص ويفضي الى حمص وحماه، ومنهما الى الساحل او حلب. من بداية الاحداث السورية، كان عرضة لعمليات تسلل عدة لمسلحي المعارضة السورية، من جرود السلسلة الشرقية. كذلك، اطلقت عليه قذائف صاروخية عدة، واستهدفت عنده حافلة لزوار لبنانيين سقط منهم ضحايا وجرحى، مما اعاق تدفق حركة التبادل بين البلدين. وتبين أن الجانب السوري، أنهى كل التحضيرات لافتتاحه الاربعاء المقبل من الجهة السورية، في احتفال رسمي وشعبي، تزامناً مع انهاء الجانب اللبناني تحضيراته عند مراكز الامن العام، وفي انتظار استكمال مركز الجمارك تحضيراته في احدى المنشآت، والمتوقع ان تنتهي خلال اسابيع لإعادة فتح المعبر في أسرع وقت ممكن، نظراً الى أهميته لحركة الصادرات وعملية التبادل التجاري ما بين البلدين، والتي شهدت تراجعاً كبيراً عقب إغلاقه نتيجة الظروف الأمنية في المناطق الحدودية على الجانب السوري. لا تغيير في مراكز العبور لدى الطرفين كمرحلة اولى، فيما سيجري العمل على انشاء موقع جديد في مراحل مقبلة، حيث ينقل مركز الأمن العام والجمارك اللبنانية من القاع إلى موقع متقدم عن المركز السابق على الحدود اللبنانية – السورية، الى حين بناء مركز ثابت للأمن العام والجمارك اللبنانية ضمن مشاريع القاع على أرض مساحتها 5 آلاف دونم من عقار في منطقة "جوار مائي" تقدمة عائلة ابن القاع المرحوم حسين التوم، إضافة الى استحداث مراكز ونقاط اضافية للجيش على الحدود الشرقية لمشاريع القاع والجورة.

ميدانياً، لا يخفى على أحد تحضير الجهات المعنية من البلدين ولا سيما الأمنية منها، لهذا الامر الذي يتوقع أن يجري خلال أسابيع قليلة، ليعود رابطاً شرعياً بين البلدين بعد أعوام من الاقفال، في ظل اجراءات أمنية صارمة من الجانبين. وأهمية اعادة فتح المعبر بين البلدين تجاربة في الدرجة الاولى، والمستفيد الأبرز منها هو ابن البقاع، إذ كانت لإقفاله تداعيات سلبية أثرت على حياة البقاع الشمالي وموارده الزراعية والتجارية، فتوقّفت الحركة في مشاريع القاع الممتدة من الأمانة السورية حتى مركزي الأمن العام والجمارك اللبنانيين، مما اضطر محال تجارية ومكاتب تأمين في محيطهما الى اقفال ابوابها، بينما غطى الصدأ لافتات حديد عند المعبر من الجهتين اللبنانية والسورية. كذلك فإن هذه الخطوة تعود بالفائدة على الجميع، خصوصاً لجهة ضبط المعابر غير الشرعية في المنطقة سواء في اتجاه الاراضي السورية ام بالعكس، وايجاد معبر شرعي ينعكس اماناً واطمئناناً لدى الجانبين اللبناني والسوري.

 

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

مخطط لمعركة بين داعش وحزب الله ضحاياها لاجئون وبقاعيون

نسرين مرعب /جنوبية/25 فبراير، 2017

هذا ما يخططه حزب الله بعد تحجيم دوره سورياً، واقتراب انهاء مشاركته في هذه الحرب، فما حقيقة الاتفاق المبرم بينه وبين داعش؟ لم يعد الحرج الذي يلف وضع حزب الله في سوريا خافياً، فالأزمات المادية والمعنوية، والتحجيم الروسي، والعقوبات الأمريكية على إيران، وتغيّر السياسة الدولية تجاه الحرب السورية جميعها عوامل فرضت ثقلها على الحزب في عهد الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. إلا أنّه كما يبدو حزب الله ليس جاهزاً لخسارة الميدان السوري بعدما أضاع به شرعيته كمقاومة، وبعدما قدّم الألاف من القتلى والجرحى، وفي هذا السياق تشير مصادر في المعارضة السورية إلى مخطط جديد يحاول حزب الله تطبيقه على الحدود اللبنانية، وذلك بفتح المجال أمام داعش لتنفيذ استهدافات أمنية في منطقة القصير في القلمون ورأس بعلبك اللبنانية، وتلفت المصادر نفسها إلى انّ الهدف من وراء ذلك اكتساب غطاء دولي لتواجد مقاتلي الحزب تحت مسمى حماية المسيحيين من الإرهاب التفكيري والدفاع عن أمن لبنان وحدوده.

ولمعرفة تفاصيل هذا المخطط تواصل موقع “جنوبية” مع مستشار شباب الحراك الثوري السوري وائل الخالدي الذي أكّد هذه المعلومات، موضحاً انّ “السوريين والجيش الحر يراقبون تحركات كل من داعش وحزب الله في المنطقة وخاصة في القلمون، ويسجلون كل تحرك ودعم تمويني أو عسكري يصل إلى الطرفين بحكم حق الوجود وحق الدفاع عن النفس، وينظر السوريون للطرفين بنفس القدر من العدائية ونية التخلص منهما، خاصةً وأنه بات واضحاً تسهيلات حزب الله لمرور مادة المازوت والتموين والسلاح إلى داعش في الجرود كما يؤكد الخالدي، بينما يقبع عشرات الآلاف من اللاجئين والسوريين في جوعٍ وحصار تحت شرط التهجير خدمة لمشاريع داعش وحزب الله”. وأضاف الخالدي “في دراسة للتحركات العسكرية مؤخراً وتبدلات المواقع لدى داعش وانشقاق ثلاثة قادة كتائب وهروبهم بعدما سجنهم التنظيم، حيث أكد المنشقون وهم من مدينة القصير، وجود اتفاق تحت الطاولة بين داعش وحزب الله، يقضي بتسليط داعش ودعمها بوجه أهالي المنطقة ليترك عناصر التنظيم مخابئهم في الجبال فيقتلون ويمارسون الجرائم فيما يقوم الحزب بتمثيل عملية ” الانهيار”، باتجاه مدينة القصير، والتي سيكسب داعش فيها شعبية كبيرة في حال تمّ تحريرها على يديه، ممّا سيسمح باستقطاب أعداد كبيرة من الحاقدين والراغبين بالثأر من حزب الله والتوجه الى المناطق اللبنانية للإنتقام”. لافتاً إلى أنّه “لا يمكن هنا تغييب دور اللاجئين الذين سيصبحون مكسر عصا بين الطرفين وسبباً لزيادة التوتر وعملية الاستقطاب، وذلك تمهيداً لدخول داعش أراضي لبنان وارتكاب مجازر وعندها سينفجر الإعلام الدولي والداخلي مطالباً بحماية الناس والمسيحيين والشيعة من داعش، ولن يكون حاضراً لهذه المهمة سوى حزب الله، وليس الجيش اللبناني الذي وصفه رئيسه ميشال عون بـ (الضعيف)، فيكتسب الحزب دعماً وإعادة تدويل”. وفيما يتعلق بوضع الحزب سورياً، اشار الخالدي إلى أنّ “وضع حزب الله في الميدان السوري ضعيف جداً ومكلف جداً، لأن هذا الانتشار الواسع والاستنزاف الدائم من قبل قوات المعارضة، لا يمكن حتى لجيوش كبرى أن تتحمله، وكل التجميل الحالي الذي يحاول حزب الله تصويره هو دعاية كاذبة معتمدة على تغييب المعلومة عن الطرف الآخر فقط، إنما الواقع مأساوي داخل عناصر الحزب من جهة التعداد والدعم وعدد القتلى”. موضحاً أن “اسرائيل ليست غافلة عن هذا وكانت المعارضة قد لاحظت تحركات اسرائيلية دولية لحشد تأييد قبول إنهاء وجود ميليشيا حزب الله وتحويلها إلى حزب سياسي، ويبدو أن الدول الكبرى فعلاً أصبحت ميالة لذلك، وهكذا قرأ الثوار تهديد نصر الله لإسرائيل بضرب المفاعل النووي، في أن الحزب يتجهّز لخوض حرب وجودية حياة أو موت”.

ولفت الخالدي إلى أنّ “أهم وأسهل وأسلم الحلول المطروحة والمؤيدة من قبل الأهالي والثوار هو الدعم الفوري للجيش الحر في القلمون ليتمكن من الصمود في وجه داعش، بل والقضاء عليها، وتطبيق المشروع الذي تمّ طرحه مؤخراً الذي يقضي بعودة اللاجئين للقلمون وخاصةً لمدينة القصير وحمص، لأنه حينها سيسجل نصراً للشعب السوري الذي سيقف سداً منيعاً بين داعش وجرائمه في سوريا ولبنان، وسيسمح بسحب قنبلة اللاجئين من التلاعب في يد الحزب وداعش، وتجنيب الشعبين السوري واللبناني، حرباً انتقامية وثأرية لن ينهيها أي اتفاق سياسي مطروح لمستقبل سوريا وأهلها”.

 

«حزب الله»: الواجب يفرض البقاء في سوريا

المستقبل/27 شباط/17/رأى «حزب الله» أن «لبنان اليوم يدخل في مسار المجهول، نتيجة عدم الاتفاق على قانون انتخاب جديد، بسبب استئثار البعض في التمثيل النيابي غير المنصف، ورفضه المناصفة والشراكة والتمثيل الحقيقي»، موضحاً «أننا جاهزون لندخل في دورة تفاوضية مع القوى الأخرى بكثير من الإيجابية، والاستماع لما لديهم من أفكار، تساعد على الوصول إلى قانون انتخاب جديد». وأشار الى أن «الواجب الوطني والأخلاقي الذي فرض علينا أن نتدخل في سوريا لمواجهة الخطر التكفيري، يفرض علينا أن نكمل المعركة، وألا نخذل أهلنا أو نتخلى عن واجبنا». فقد أكد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض، خلال رعايته حفل توقيع كتاب في عيتا الشعب أمس، أن «سبب عدم وصولنا حتى الآن إلى قانون انتخاب جديد، تتوافق عليه القوى المختلفة، لا سيما بعد الجولة التفاوضية التي خاضتها على مدى الأسابيع الماضية، هو مغادرة المعايير والقواعد الموضوعية في إنتاج هذا القانون، لأنه عندما يتحرك البعض من موضع انحيازه في المعايير، يقابله البعض الآخر من موضع انحيازه إلى معايير مقابلة، فتصبح العملية معقدة، وتولد المعضلة الانتخابية التي لا فكاك منها». وتابع: «دعونا مرارا إلى اعتماد النسبية الكاملة، لأن صيغة النظام الانتخابي النسبي الكامل، تتعالى على المعايير المنحازة، وتنحاز إلى كل المكونات الطائفية والسياسية من دون استثناء، وكذلك، فإنه لا يمكن ترجمة دعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى قانون انتخاب، تتمثل فيه الأقليات الطائفية والسياسية والأقليات داخل الطوائف، إلا من خلال هذا النظام، الذي ندعو الجميع الى أن يعودوا إليه»، لافتاً الى «أننا على عتبة الدخول مجددا، في مرحلة حوارية بين المكونات السياسية، ونحن جاهزون لندخل في دورة تفاوضية مع القوى الأخرى، بكثير من الإيجابية والانفتاح، والاستعداد للتعاون، والاستماع لما لديهم من أفكار حول القانون الانتخابي، التي تساعد على الوصول إلى قانون انتخابي جديد». من جهته، لفت عضو المجلس المركزي في الحزب الشيخ نبيل قاووق، خلال مشاركته في لقاء تأبيني أقيم في كونين، إلى أن «لبنان اليوم يدخل في مسار المجهول، نتيجة عدم الاتفاق على قانون انتخاب جديد، بسبب استئثار البعض في التمثيل النيابي غير المنصف، ورفضه المناصفة والشراكة والتمثيل الحقيقي»، معتبرا أنه «ليس هناك حل لمأزق الانتخابات النيابية، إلا بالاتفاق على قانون انتخاب جديد، لأن قانون الستين هو القانون المشوه الذي يلوّع اللبنانيين، ويجعل اتفاق الطائف على غير هدىً»، موضحاً أن «موقف حزب الله في السرّ والعلن هو رفض قانون الستين والتمديد والفراغ، والدعوة إلى قانون جديد يضمن صحة وعدالة التمثيل». ولفت الى أن «الواجب الوطني والأخلاقي الذي فرض علينا أن نتدخل في سوريا لمواجهة الخطر التكفيري، يفرض علينا أن نكمل المعركة، وألا نخذل أهلنا أو نتخلى عن واجبنا، وأما الذين يراهنون على رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب وسياساته وتهديداته وعقوباته لتغيير موقف حزب الله في سوريا، فإننا نؤكد لهم أن حزب الله قبل ترامب ومعه وبعده هو في موقع أداء الواجب والالتزام بالمسؤولية الأخلاقية والوطنية في حماية الوطن واللبنانيين»، مشيراً إلى «أننا لسنا ممن يؤخذ بالتهديدات أو يُبتز بالعقوبات، ولكن الاستقواء بسياسات ترامب من قبل ما يُسمّى بدول الاعتدال العربي هو الرهان الخاسر، وتعبير عن جهلهم وإفلاسهم، لأنهم لن يحصدوا منه إلا الاحتقار والمذلّة

 

لماذا يريد حزب الله النسبية؟

عباس سعد /المدن/الإثنين 27/02/2017

ليس مفاجئاً أن يطالب حزب الله بقانون انتخابي نسبي على قاعدة الدائرة الواحدة أو الدوائر الكبرى. فهو منذ سنوات يدعو إلى ذلك، فيما يعتبر خصومه أنه ينحاز إلى النسبية لكونه من مذهب أكثري، ولكون النسبية تقلّص الأحجام النيابية لآخرين يسعى الحزب إلى تحجيمهم. فيما يرفض الخصوم النسبية لاعتبارهم أنه لا يمكن إجراء انتخابات نسبية في ظل سلاح حزب الله. لكن، لماذا يرفع حزب الله شعار النسبية، وإلى أي حدّ يسعى إلى تحقيقها؟في المستوى الشعبي، الملتصق بحزب الله، يلقى طرح النسبية تأييداً ودعماً، يبدو بالغ الدلالة. فهو لا يستند إلى موقف الحزب نفسه، فحسب، بل إلى موقف عام من السياسة وآليات الانخراط وتحصيل النفوذ فيها. هكذا، تبدو حملة "حصل حقك"، التي تطالب من بين أشياء أخرى معيشية، بـ"قانون نسبي"، ممثلاً جيداً لسياق مدني مواز للسياسة. فـ"حزب الله يريد النسبية لأنه يسعى إلى قيام دولة قوية، تقوم على المواطنة، ولا يسعى إلى مكاسب سياسية ضيقة. والدليل، أن الحزب في القوانين المطروحة حالياً، ومنها النسبية، من الممكن أن يتقلص عدد نوابه"، يقول عبدالرحمن عزالدين، وهو إعلامي في قناة الميادين، وأحد أعضاء حملة "حصل حقك"، ولا ينتمي إلى حزب الله، إنما يتابعه عن كثب. يضيف عزالدين: "من باب التذكير، القانون الأكثري يؤمن للحزب مقاعده الحالية نفسها".

وجهة النظر هذه، تُظهر حزب الله طرفاً سياسياً صادق النيّة، لا يهمّه إلّا القانون العادل، وإن أثّر ذلك على مصالحه. لكن هنا يجب العودة إلى إزدواج صورة حزب الله المقدمة إلى جمهوره: فالحزب حركة "مقاومة"، كما أنه فاعل سياسي في الشأن اللبناني. وعادة، أو دائماً، يتمّ الإستخفاف بالدور الثاني، وإعطاء قيمة أكبر للدور الأول، لأن الحزب هو جزء من محور "استراتيجي مقاوم"، ولا يهمّه تقاسم الحصص وألعابها، بما في ذلك قانون الانتخابات. وهو وإذا أراد التدخّل، لا يريد إلا الأفضل للبنانيين. فالنسبية تعبير عن مبدئية وصدق، وسعي إلى ضمان التمثيل الصحيح فحسب. فحزب الله رابح انتخابياً في كل الحسابات، ولن يؤثّر ذلك على حساباته الكبرى. وبالفعل، يؤكّد أستاذ علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية طلال عتريسي الكلام الأخير. وعتريسي هو من المثقفين الذين ينتمون إلى أجواء حزب الله، لكنه لا يمثّله سياسياً. يقول عتريسي إنّ "حزب الله مطمئن وليس خائفاً على شعبيته. فكيفما جاء قانون الانتخابات شعبيته واحدة".

الحال أن مطالبة حزب الله بالنسبية تتقاطع مع شريكه في المذهب، أي حركة أمل. وهي، نظرياً، تعطيه أيضاً مع حليفه المسيحي، التيار الوطني الحر، حجماً وقوّة كبيرين. كما أنّها تعطي حجماً، ولو ضئيلاً، لـ"رفاق" حزب الله من اليساريين والقوميين والناصريين وغيرهم، الذين يضمنون صوتاً إلى جانبه في الأمور التي يريد تمريرها. توجّه الحزب نحو النسبية يخدمه في طائفته، ولا يمكن فصله أيضاً عن رؤيته لاندماج الشيعة وشراكتهم في المجتمع اللبناني. وهي أفكار تحدّثت عنها سابقاً مرجعيات كالشيخ محمد مهدي شمس الدين والسيد محمد حسين فضل الله، اللذين استوحى منهما حزب الله وثائقه الأولى. وأكثر من ذلك، توجّه حزب الله نحو النسبية فيه بحث عن حق الشيعة في التمثيل العددي أكثر من غيرهم، وإن بممثلين من طوائف أخرى. وهذا خطاب رائج في بيئته. لكن، هل يضغط حزب الله فعلاً من أجل النسبيّة أمّ أنّه شعار يتبنّاه في منطقته الآمنة؟ التاريخ السياسي اللبناني القريب يؤكّد أنّ الحزب كلمّا أراد فرض أمر ما أو توجيه ملف سياسي في الاتجاه الذي يريد، شاء له ذلك، خصوصاً بعد 7 أيار 2008، واتفاق الدوحة. لكن عتريسي يرى أنّ "الحزب ليس مهيمناً كما يصفه البعض. ولا يفرض قرارات وإنّما يثبت على مواقفه". لكن، لماذا لا يثبت على النسبية؟ يفسر عتريسي أنّ "حزب الله يراعي هواجس بعض الأطراف، خصوصاً النائب وليد جنبلاط. وهو دائماً في خطابه عن الانتخابات، يقول إنّه مع النسبية لكن مع تفهم مخاوف الفرقاء الآخرين".

 

أسباب الاشتباكات في عين الحلوة

منير الربيع/جنوبية/الإثنين 27/02/2017

يدل الدخان المتصاعد في سماء صيدا على الموقع الجغرافي لمخيم عين الحلوة. في مكان ما، لم يعد المخيم يظهر على من هم خارجه بفعل الجدار العازل. دخان الاشتباكات عامل للإستدلال، ولقراءة طالع الواقع الفلسطيني في المخيمات، ويوحي بأن النار تبقى تحت الرماد. ترتفع حدة التوتر في المخيم حيناً وتنخفض حيناً آخر. لهذا التلاعب في بورصة أمن اللاجئين الفلسطينيين أسباب عديدة، منها ما هو مرتبط بتفاصيل فلسطينية فلسطينية، ومنها ما يتداخل مع جملة عوامل لبنانية وأبعد. لم يعد دخول المخيم سهلاً، خصوصاً في ظل التوترات الأمنية أو الاشتباكات المتقطعة. الاجراءات الأمنية مشددة، لكن بمجرد اجتياز أحد حواجز الجيش ودخول شوارع المخيم، يبدو الدرب سالكاً. حذر الموجودين والتلطي خوفاً من رصاصة طائشة من هنا، أو رصاصة قنص من هناك، يفيدان بأن الوضع ليس على ما يرام، فينعكس الخوف حتى على الجدران. وجوه حائرة، وإجابات ضائعة في أسباب ما يعيشه سكان هذا المخيم بين فترة وأخرى.

تشويش

هناك من يعتبر أن خلفيات الاشتباكات تعود إلى تنسيق بعض الفصائل مع الأجهزة الأمنية اللبنانية، وهذا ما ترفضه فصائل أخرى توصف بالإسلامية المتطرفة. بالتالي، تلجأ إلى إشعال المعارك كرسائل تحذير، ورفضاً لتسليم بعض المطلوبين إلى الأجهزة اللبنانية. بعض آخر يعتبر أن هناك من يريد إشاحة النظر عن انهاء بناء الجدار العازل حول المخيم، خصوصاً أن الأجهزة الأمنية وباتفاق مع الفصائل واللجنة الأمنية، طالبت بوضع خطة محكمة لضبط المخيم، وتسليم كل المطلوبين، ولكن بعد فشل هذه الخطة، واستمرار عمليات الاغتيال والاشتباكات، اعتبرت الأجهزة الأمنية أنه في ظل عدم استطاعة الفاصائل فرض الأمن داخل المخيم، كيف يمكن فرضه على الحدود؟ لذلك، لا بد من انهاء الجدار. فيما هناك من يرى أن الاشتباكات هي للتشويش على زيارة الرئيس محمود عباس، الذي أكد التجاوب مع الدولة اللبنانية لارساء خطة أمنية في المخيمات ولو اقتضى ذلك أن تتسلم الأجهزة اللبنانية هذه المسؤولية. لكن عباس غادر والاشتباكات استمرت. والسؤال الأهم يبقى عن طرفيها. ولا أحد يجيب. عناصر فتح يعتبرون أن قوى إسلامية ترفض تسليم المطلوبين للأجهزة اللبنانية هي من يبادر إلى إطلاق النار. أما الإسلاميون فيعتبرون أن هناك طرفاً مجهولاً هو الذي يقدم على إفتعال هذه الاشكالات.

دحلان والإهانة

لكن أيضاً هذه الاشتباكات بدأت تزامناً مع زيارة جليلة دحلان، زوجة القيادي الفلسطيني محمد دحلان، إلى المخيم، فافتعل مجهولون اشكالاً، ما دفع عناصر من حركة فتح إلى إقامة حواجز تفتيش، وعلى الإثر حصل إشكال بين عناصر أحد الحواجز وفتاة تربطها صلة قرابة بأحد قادة المجموعات الإسلامية، وأصيب عامر الخليل، الذي نقل إلى مستشفى خارج المخيم وهو مطلوب للدولة اللبنانية. ويعتبر البعض أن هذا هو سبب التوتر لكون بعض الإسلاميين رفضوا نقل الخليل إلى الخارج كي لا يصبح في قبضة الأجهزة اللبنانية.هنا، برز موقف للعميد محمود عيسى (اللينو)، الذي أكد أنه "يجب وضع حد للمجموعات المتطرفة". وقد تراوحت تفسيرات هذا الموقف بين اعتبار أن هناك عناصر تابعة للينو شاركت في الاشتباكات، وبين اعتبار أن اللينو يسعى إلى تأكيد حضوره أمام زوجة دحلان ورد الاعتبار لدحلان في المخيم، إذ رأى في الاشتباكات إهانة وتشويشاً على الزيارة.

إعادة هيكلة القوة الأمنية

لا شك في أن السبب الدائم هو الصراع على النفوذ بين الفصائل، ورفض الفصائل المتطرفة تسليم عناصر منها مطلوبة للدولة اللبنانية. وهذا أحد الأسباب الذي أدى قبل أيام إلى حل اللجنة الأمنية. وتشير مصادر متابعة لـ"المدن" إلى أن الخلاف الأساسي الذي أدى إلى حلّ هذه القوة هو الاعتراض على نفوذ فتح. وتقول المصادر: كانت اللجنة الأمنية تعمل على إعداد خطة أمنية لمخيم البداوي ومعالجة الاشكالات فيه، فعارضت بعض الفصائل ذلك. وفي الموعد المحدد للذهاب إلى البداوي قاطعت الفصائل المعترضة ولم تكن في عداد الوفد. ما حصر المسؤولية بحركة فتح. وهنا خرجت أصوات معترضة على إكتساح فتح المشهد، ليأتي الجواب من فتح، بأن وجودها الميداني وتكبدّها التكاليف المالية هما ما يمنحانها هذا الدور، ومن الطبيعي أن يكون دورها متقدماً على القوى الأخرى. لم يقف الإشكال هنا، فلجأت فتح إلى خطوة حلّ القوة الأمنية، رداً على مقاطعة الفصائل لها.

اجتماعات عديدة تعقدها الفصائل للتوصل إلى هدنة، لكن في ظل غياب أي معالجة جذرية للأسباب فإن بوادر الإشتعال لاتزال موجودة. وهنا، تعمل الفصائل على إعادة تشكيل القوة الأمنية، عبر إعادة النظر في مهماتها ككل. ويؤكد قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبوعرب لـ"المدن" أنه سيتم العمل على إعادة هيكلة القوة الأمنية على أسس صحيحة وفاعلة". ويؤكد اللواء منير المقدح أنه يتم العمل على انشاء قوة أمنية جديدة، مع إصراره على وقف عمل اللجنة الأمنية العليا وفك ارتباطها بالقوة الناشئة، لضمان نجاح أي مجموعة جديدة يتم تشكيلها لحفظ الأمن. ويعتبر أن أسباب فشل القوة الأمنية السابقة هو وجود ممثلين عن 16 فصيلاً في اللجنة العليا وارتباط أي قرار بموافقتهم. وهذا ما كان يؤدي إلى مشاكل ميدانية".

تبعية وحرج

ازاء هذا الوضع يربط البعض الاشتباكات بحسابات سياسية محلية وإقليمية لكل طرف يريد إشعال المعركة. ويعتبر هؤلاء أن لكل معركة داخل المخيم انعكاساً لاشتباك سياسي، ويُنتظر منها أن تُصرف في النتائج السياسية لكل طرف أو فصيل. فحلّ اللجنة الأمنية لم يأت من عبث، وفق هؤلاء، بل كان مقدمة للوصول إلى هذه النقطة. فالدولة اللبنانية لم تعد ترضى بالأمن بالتراضي داخل المخيمات. وفي السابق كانت حركة فتح محرجة، أولاً بسبب مشاركتها كعنصر أساسي ومقرر في القوة الأمنية؛ وثانياً لتنسيقها مع الأجهزة الأمنية اللبنانية؛ وثالثاً نظراً لعلاقاتها الواسعة مع السياسيين في لبنان. ما يجعل الحركة لا ترد على أي اعتداء تتعرض له، فتظهر بموقع الضعيف. ولم يكن بمقدورها القيام بأي عملية أمنية داخل المخيم، لأن القوة الأمنية تضم عناصر إسلامية في صفوفها. اليوم، أصبحت فتح محررة من هذه الارتباطات والضوابط. ومن خلال حلّ القوة الأمنية، أرادت فتح إحراج الفصائل الأخرى، وإثبات وجودها الميداني. وهذا ما سيستدعي من الجميع، الالتزام بالخطة المشتركة التي وضعت سابقاً لضبط المخيمات. وهو ما يحكى عنه حالياً لإعادة بناء القوة الأمنية المشتركة على أسس جديدة.

عصبة الأنصار

لا يمكن وضع حد للتوترات في عين الحلوة، وفق المصادر، إلا بإعادة تشكيل القوة الأمنية على أسس جديدة. ومما يتم تداوله، ضم عصبة الأنصار إلى القوة. فالعصبة قادرة على لجم الأمور وإحداث تغيير والتأثير على قرار الفصائل الإسلامية. وتكشف المصادر عن وجود مطالب تريد العصبة تحقيقها على الساحة الفلسطينية ومن الدولة اللبنانية، ومنها الحصول على عفو عن بعض المطلوبين غير المتورطين بقتال الجيش اللبناني أو المشاركة في أي عمليات أمنية على الأراضي اللبنانية.

 

عون-الحريري: ثلاثة إخفاقات

ساطع نور الدين/جنوبية/الأحد 26/02/2017

في أسبوع واحد، ظهرت علامات التحلل على عهد الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، بشكل أسرع بكثير مما كان متوقعاً، وبدت ملامح الفرقة على الكفلاء والشهود على ذلك العقد العرفي المؤقت بينهما، الذي كان القصد منه سد فراغ دستوري طال أمده ، فإذا به يؤدي الى فراغات أعمق وأسوأ.

في خلال الايام السبعة الماضية، سقط العهد في ثلاثة إختبارات متتالية، تركت ندوباً لا تمحى على الرئيسين اللذين جمعتهما الاقدار على أمل ان يكون الخلاص على يديهما، فتستعيد معهما الدولة شرعيتها ودورها، وتتحرك عجلة السياسة ودورة الاقتصاد، وينتظم الامن وينضبط الخارجون عن الاجماع العام:

-الانتخابات النيابية التي كانت جوهر العقد الثنائي بين الرئيسين عون والحريري ومحوره الرئيسي لم تعد واردة هذه السنة، ولا ربما في المستقبل المنظور. والجدل حول القانون الانتخابي يكاد يقفل على ما هو أخطر من عناوين الستين والنسبية والتمديد لعام أو أكثر: الواقعية السياسية تقتضي العودة الى القانون الارثوذكسي، الذي يعبر حسب مريديه الجدد، عن حقيقة لا جدال فيها ، هي ان الناخب اللبناني المستعد للتوجه عادة الى صناديق الاقتراع ( ما بين 25 و30  بالمئة من اللبنانيين الذين يحق لهم التصويت) غير معني بما هو خارج حدود جماعته الطائفية من لوائح ومقاعد وتحالفات. أما البقية العابرة لتلك الحدود فان وجودها يكاد يبدو خيالياً، وخطابها لا يعدو كونه هجاء مضجراً للنظام على مواقع التواصل الاجتماعي. -رئيسة الجبهة الوطنية الفرنسية الفاشية مارين لوبن، وهي شخص غير مرغوب به في غالبية بلدان العالم ، تجد من يدعوها لزيارة لبنان ومن ينظم لها لقاءات رسمية وسياسية ودينية واجتماعية، لا يمكن ان تحلم بها في أي بلد آخر. ولا يصدر عن الرئيسين عون والحريري بالذات ما يوحي بانهما حرجان لاستقبالها وإلتقاط الصور معها، ومختلفان مع خطابها العنصري المشين والمثير لحساسيات لبنانية لا حصر لها. وتنتهي الزيارة بخلاف برتوكولي على منديل..

- الحرب مع اسرائيل، إحتمال، يفترض ان يعمل الرئيسان معا على تفاديه بأي شكل من الاشكال وإستبعاده قدر الامكان، بغض النظر عن التهديدات المتبادلة بين قادة العدو الاسرائيلي وبين حزب الله، والتي كان هدفها أيضا هو تجنب الحرب أكثر من استدعائها. ما حصل هو العكس تماماً: بدلا من أن تنطلق الحركة الدبلوماسية اللبنانية بأقصى سرعة في إتجاه العواصم الكبرى العربية والاجنبية لإستكشاف مدى جدية التهديدات الاسرائيلية أولا، ثم السعي الى توفير شبكة أمان (متواضعة)ضدها، بادر رئيس الجمهورية الى إستخدام لغة المقاومة  ومفرداتها، وآثر رئيس الحكومة التسامح مع هذا الافراط اللغوي الذي يفيد العدو ويخدم جدول أعماله المعلن الذي جرى إبلاغه رسمياً الى الاميركيين والروس والاوروبيين، عن أن أي حرب مقبلة مع لبنان ستشمل الدولة اللبنانية بجميع مؤسساتها ومرافقها وأجهزتها، التي تم تحييدها في الحرب الاخيرة في العام 2006 بقدرة قادر.

ثلاث تجارب حسمت من رصيد العهد العوني الحريري، وأفقدته الكثير من وظيفته ومن الثقة الشعبية المفترضة به، بعدما أثبتت عجزه عن الوفاء بوعده الانتخابي الاول، وفشله في مواجهة الانتهاك اليميني الفرنسي الفظ لأعرافه وموازينه الداخلية، وتشتته إزاء تهديد إسرائيلي يتطلب الكثير من الجدية، حتى ولو كان مجرد تخاطب عالي النبرة بين الاسرائيليين والايرانيين.. او لو كان مجرد تمهيد للمرحلة التالية من الحرب السورية ، والتي يتوقع ان تبدأ في إعقاب الانهيار الحتمي لمحاولة التفاوض  الراهنة  في جنيف 4. ثلاث تجارب متلاحقة أثبتت ان الفراغ الرئاسي الذي إمتد لعامين ونصف العام ، كان أسلم من التلاعب السيء بالجمهور اللبناني الذي قد لا يتمتع بالكثير من الصبر على الرئيسين اللذين أقفلا مراكز الاقتراع وفتحا صندوق العصبيات، وهما يعدان بالمزيد من المفاجآت غير السارة أبداً. 

 

الجوزو: إيران تعيث فسادا في الأرض منذ العام 2003

الأحد 26 شباط 2017 /وطنية - رأى مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو أن "إيران تعيث فسادا في الأرض منذ العام 2003 ودخول الجيش الأميركي الى العراق واحتلالها، فقد أطلقت هذه العملية يد إيران في المنطقة وأخذت تثير الفتن والحساسيات المذهبية والعرقية بين أبناء العراق".

وقال في بيان اليوم: "نحن في لبنان تسللت إلينا يد الفتنة وكانت الاغتيالات الطائفية والمذهبية". وسأل: "هل يصحح الأميركيون نظرتهم إلى الارهاب؟ هل تتصدى أميركا للارهاب الإيراني وتوقف المآسي الإنسانية بحق الشعوب السورية والعراقية واليمنية؟"

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

المسيحيون المصريون.. ضحايا إرهاب يختبر حزم الدولة

العرب/27 شباط/17/شروع عائلات مصرية مسيحية في النزوح من محافظة شمال سيناء، شمال شرقي مصر، على خلفية تكرر الاعتداءات الإرهابية الموجهة ضدهم يطرح قضية متعددة الأبعاد؛ فهو من ناحية يضع خيارات الدولة في مواجهة الإرهاب موضع شك واختبار، ويطرح أيضا أن التنظيمات الإرهابية في استهدافها للمواطنين المصريين تهدد المجتمع في عمق تعدده وتنوعه، ويعيد إلى الأذهان المثالين العراقي والسوري في ما يتعلق باستهداف تنظيم داعش للمسيحيين والإيزيديين والأشوريين وغيرهم. نزوح العائلات القبطية من سيناء سؤال في المواطنة المصرية، واختبار لقدرة الدولة على حماية المواطنين والتصدي للإرهاب في آن، وهو أيضا قضية تطرح إشكالا في مدى تحمل المجتمع المدني المصري لمسؤولياته في مثل هذه اللحظات السياسية الحرجة. الانتهاكات التي يتعرض لها المسيحيون المصريون في الوقت الراهن، أعادت إلى الأضواء من جديد، الجدل الذي كان قد خبا منذ مجيء الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى الحكم، حول مستقبل العلاقة بين الدولة المصرية وأقباطها، وبينما رأى البعض من المراقبين أن تلك العلاقة تتعرض حاليا لامتحان عسير، ذهب آخرون إلى أن الأقباط سوف يفوتون الفرصة، هذه المرة أيضا، على الإرهاب، كي لا يكسب أرضا جديدة في حربه الضارية ضد الدولة المصرية.

وفي حلقة جديدة من حلقات استهداف الأقباط في مصر، هاجمت التنظيمات الإرهابية العديد من المواطنين الأقباط بمدينة العريش في سيناء، وقتلت أكثر من سبعة منهم خلال الأيام الأخيرة، وأدت تلك الحوادث إلى هروب أسر قبطية زاد عددها على 100 أسرة، من العريش إلى مدينة الإسماعيلية التي تقع على قناة السويس، ما مثّل تطورا خطيرا، يحمل في طياته الكثير من الدلالات والتداعيات. الكنيسة الأرثوذكسية- في بيان لها- أدانت هذه الحوادث بشدة، واعتبرتها أعمالا إرهابية خسيسة، تستهدف ضرب الوحدة الوطنية المصرية، كما أدانتها الكنيسة الإنجيلية، وتصاعدت ردود الفعل المجتمعية الغاضبة من عمليات تهجير المسيحيين من العريش، وضعف رد فعل الدولة تجاهها. متابعون للحالة المصرية، اعتبروا أن هذه الأحداث سوف تؤثر سلبا على العلاقات بين الدولة والأقباط، بما يدفعها نحو التوتر بعد التحسن الكبير الذي كانت قد شهدته خلال العامين الماضيين، والمكتسبات الكبيرة التي حققها الأقباط في عهد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. تحول نوعي في صراع التنظيمات الإرهابية مع الدولة المصرية، حيث أصبح المسيحيون "هدفا رخوا" عند هذه التنظيمات

الحلقة الرخوة

وفي هذا الصدد، شدد الباحث المصري الدكتور سمير عليش، على أن تكرار حوادث استهداف الأقباط، كما حدث في الكنيسة البطرسية بالعباسية (وسط القاهرة)، في ديسمبر الماضي، وأحداث العنف الطائفي في البعض من قرى الصعيد المصري، وكذلك حوادث العريش الأخيرة، ليس من المستبعد أن تهز ثقة الأقباط في المسلمين ونظام الحكم، وتزيد من مشاعر الخوف لديهم على خلفية غياب الحماية الكاملة لهم. عليش، ذهب إلى حد القول إن مثل تلك الحوادث، قد تدفع البعض من الأقباط، خاصة أقباط المهجر، إلى الحديث مرة أخرى عن التدخل الخارجي لحماية الأقباط، واتهام الدولة المصرية بعدم القدرة على حمايتهم، وهو ما قد يحمل تداعيات خطيرة على العلاقة بين الجانبين.لكن القس إنجيلوس حنا، يخالف هذا الرأي، ويرى أن الأقباط ضحوا كثيرا من أجل مصر، وهم على استعداد لتقديم المزيد، حيث دفعوا ثمن ذلك في حرق كنائسهم وممتلكاتهم، كما حدث إبان حكم الإخوان وبعد عزل الرئيس محمد مرسي، واستشهد إنجيلوس بكلام البابا تواضروس الثاني بابا الأقباط في مصر، حين قال إن “وطنا بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن”. واستبعد القس أن تؤثر تلك الأحداث الإرهابية على ثقة الأقباط في الدولة المصرية، لأنهم يعتبرون أن ما جرى لأقباط العريش جزء من مخطط إرهابي شامل، يستهدف تقويض الوحدة الوطنية، وإحداث الخلخلة في الاستقرار والتلاحم بين المصريين، وهم حريصون على تفويت الفرصة أمام نجاح تلك المخططات. في كل الأحوال، فإن الحفاظ على مستقبل العلاقة بين الأقباط والحكومة المصرية يتوقف بشكل كبير على رد فعل هذه الأخيرة، وتحركها إزاء عدم استهداف الأقباط في سيناء، وإعادة الأسر المهجرة بشكل سريع، واستئصال شأفة الإرهاب نهائيا. مسلسل استهداف المسيحيين في سيناء وفي غيرها من المدن المصرية، من جانب التنظيمات الإرهابية المتطرفة، وعلى رأسها تنظيم داعش، ليس بجديد، حيث سبقت أحداث العريش الأخيرة عمليات إرهابية عديدة ضد الكنائس المصرية، وكان آخرها استهداف الكنيسة البطرسية في القاهرة، ما أدى إلى مقتل أكثر من 28 شخصا من الأطفال والنساء، وأعلن تنظيم داعش، عبر حليفه تنظيم “ولاية سيناء” أو تنظيم بيت المقدس سابقا، المسؤولية عن الحادث.

الأقباط: وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن

ونظر مراقبون في القاهرة، إلى أحداث العريش الأخيرة، على أنها تمثل تحولا نوعيا في صراع التنظيمات الإرهابية مع الدولة المصرية، حيث أصبح المسيحيون “هدفا رخوا” من جانب هذه التنظيمات في معركتها مع الدولة المصرية، وقالوا إن التكفيريين سوف يلعبون على هذا الوتر حتى آخر لحظة، لإرباك الدولة وأجهزتها، وإحراجها داخليا وخارجيا. الدكتور وحيد عبدالمجيد، رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية المصرية سابقا، أشار إلى أن أهداف التنظيمات الإرهابية من وراء استهداف الأقباط هي السعي لإقامة إمارة إسلامية في سيناء، وتطهيرها من أصحاب الأديان الأخرى، وهو فكر يعكس ما فعله تنظيم داعش في العراق، عندما استهدف المسيحيين والإيزيديين والأشوريين وغيرهم، وتهجيرهم من مدنهم وقراهم، بعد الاعتداء عليهم والاستيلاء على ممتلكاتهم. وقال إن تلك التنظيمات، تهدف كذلك إلى معاقبة الأقباط والانتقام منهم، لوقوفهم إلى جانب الدولة المصرية في ثورة 30 يونيو 2013، وعزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، وبالتالي فهي تعمل الآن على كسر حلقة التحالف بين الأقباط والدولة، في ظل تحسن أوضاع المسيحيين المصريين بشكل كبير خلال عهد السيسي، واستعادة الكثير من حقوقهم، مثل صدور قانون بناء وترميم الكنائس، وتدعيم حقوق المواطنة. وأكد على صعوبة تكرار نموذج تنظيم داعش في العراق أو في سوريا وإقامته في مصر، لأن الحكومة المصرية لن تسمح بتغلغل أو انتشار هذه التنظيمات الإرهابية، أو السماح لها بالسيطرة على جزء من سيناء، حيث سبق أن فشلت كل محاولات التنظيمات الإرهابية في تحقيق تلك الأهداف عن طريق استهداف الجنود المصريين من الجيش والشرطة، كما أنها أجهضت غالبية مخططات ما يسمى بـ”ولاية سيناء”، ونجح الجيش المصري في تحقيق اختراقات كبيرة في استئصال هذه الجماعات ودحر تهديداتها بشكل كبير. خبراء أمنيون استبعدوا القضاء تماما على جماعات الإرهاب في سيناء قريبا، وأن الأمر قد يستغرق البعض من الوقت، في ظل الطبيعة الجبلية المعقدة التي تختفي فيها تلك الجماعات، ومساحة سيناء الكبيرة، حيث تعتمد في أسلوبها على الكر والفر، وشن هجمات بين الحين والآخر على الجنود ومقرات الجيش والشرطة، وهي الآن تحاول استهداف المواطنين المسيحيين للضغط على الحكومة، وتأكيد أنها مازالت موجودة بقوة في سيناء، وقادرة على ضرب أي أهداف عسكرية أو مدنية.

استجابة ضعيفة

أظهرت عملية إجلاء ونقل الأسر المسيحية من العريش، حالة من الغموض والتباين في طريقة الاستجابة ومعالجة هذا الموقف الطارئ، ففي البداية لم تكن الدولة حاضرة في استقبال هؤلاء المهجرين وإيوائهم، لكن وزارة الشباب المصرية تحركت في ما بعد، وخصصت لهم نزل الشباب بمدينة الإسماعيلية، بينما كانت الكنيسة الإنجيلية في الإسماعيلية هي أول من استجاب سريعا، فاستقبلت هؤلاء النازحين، ووفرت لهم السكن والمأوى في مبانيها، وكان لافتا أيضا غياب أي تحرك ميداني من جانب الكنيسة الأرثوذكسية في البداية. الباحث في الشأن القبطي، مايكل جورج، قال لـ“العرب”، إن الكنيسة الإنجيلية لديها إمكانيات مادية كبيرة، لذلك تفاعلت سريعا مع الأزمة عبر كنيستها في الإسماعيلية، واعتبر أن “الإنجيلية” تعاملت مع الموضوع كقضية إنسانية وليست سياسية، بينما غلبت الاعتبارات السياسية والتوازنات على رد فعل الكنيسة الأرثوذكسية، لأنها رأت أن من يتعامل مع تلك القضية هي الدولة المصرية وليست الكنائس، فهؤلاء الناس هم رعايا ومواطنون مصريون قبل أن يكونوا مسيحيين، واستهدافهم هو استهداف للوطن والمجتمع المصري كله، وليس استهدافا للكنيسة وحدها.

الحدث الأخير أبرز أهمية المواجهة الفكرية لخطاب التنظيمات الإرهابية، التي تقوم على نفي واستئصال الآخر باسم الدين

وفي الوقت الذي تفاعل فيه الأقباط مع إخوانهم، لم تظهر علامات تفاعل إيجابية من التنظيمات ذات التوجهات الإسلامية، مثل حزب النور، للتفاعل معهم في هذه المحنة، والكشف عن وجه إيجابي يعكس درجة المواطنة في مصر. كما أثار عدم صدور بيان رسمي مبكرا من جانب المسؤولين على ما حدث في العريش، ردود فعل مجتمعية غاضبة، حول تأخر رد فعل الحكومة على تلك الأحداث، التي يرون أنها تمثل تهديدا كبيرا لمفهوم المواطنة.وعلى جانب آخر، رأت مصادر أمنية أن استهداف الأقباط في العريش، يعكس يأس وعجز هذه التنظيمات، لذلك لجأت إلى تلك المحاولة “البائسة” لاستهداف مواطنين عزل، بعد الهزائم الكبيرة التي تلقتها في السنوات الأخيرة على يد قوات الأمن المصرية، لذلك تحاول إحداث “فرقعة” إعلامية ولفت الأنظار إليها. وأشارت إلى أن إجلاء الأسر المسيحية عن العريش جاء لاعتبارات أمنية لحمايتهم والحفاظ على حياتهم، ونزع ورقة يمكن أن تكون منغصا لجهود الحكومة الأمنية، وسوف تتم إعادتهم إليها مرة أخرى، بعد أن تقوم القوات الأمنية بالانتقام والقبض على قتلة المواطنين الأقباط، واعتبرت أن هذا إجراء عادي، ولا ينبغي التضخيم فيه أو التهويل حوله، لأن معركة استئصال الإرهاب في سيناء جارية بلا هوادة من جانب الدولة المصرية. كما حذرت نفس المصادر من توظيف وسائل الإعلام الأجنبية لتلك الحادثة لإثارة الرأي العام، وإظهار حالة عدم الاستقرار في سيناء، وشددت على أن التنظيمات الإرهابية تقوم باستهداف المصريين جميعا، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، إضافة إلى استهداف الجنود، وأن ما حدث للأقباط يمس كل المصريين. وأوضحت أن هناك خطة أمنية جديدة تعتمد على إعادة انتشار القوات في شوارع وميادين العريش، ونشر الأكمنة قرب الكنائس وأماكن تجمعات الأقباط، مع تحذيرهم من الوجود في الشوارع بشكل فردي حتى لا يتعرضوا للاستهداف. غير أنه في المقابل اعتبر الباحث القبطي، عماد توماس، أن ما جري للمسيحيين الأقباط في سيناء من قتل وتهجير، يفند روايات الدولة المصرية بالقضاء على ظاهرة الإرهاب نهائيا هناك. وقال لـ“العرب” إنه رغم مرور أكثر من ثلاث سنوات على الحملة المصرية لاستئصال التنظيمات المتطرفة، وصدور العديد من البيانات التي تؤكد تطهير سيناء ومدنها، سواء العريش أو الشيخ زويد أو رفح، إلا أننا نفاجأ، بين الحين والآخر، بوقوع عملية إرهابية جديدة، سواء تجاه الجنود أو تجاه المدنيين.

ودعا إلى ضرورة تطوير أدوات الحكومة المصرية لأساليب مواجهتها للإرهابيين في سيناء، ومنع تكرار تلك الحوادث مستقبلا، والعمل على حماية الأقباط هناك، وحماية ممتلكاتهم وإعادتهم مرة أخرى، لأن هذا هو البرهان القوي على عدم ضعف الدولة أمام الإرهابيين، وإجهاض أهدافهم في تفريغ سيناء من الأقباط. وشدد عماد توماس على أن عدم عودة الأقباط مرة أخرى إلى ديارهم، سوف يعني ببساطة، نجاح الإرهابيين في معركتهم ضد الدولة المصرية.

غياب المجتمع المدني

عدم عودة الأقباط إلى ديارهم يعني نجاح الإرهابيين في معركتهم

كان من أبرز مشاهد قضية تهجير الأقباط من مدينة العريش، الغياب التام والصمت المريب للمجتمع المدني، كما قالت الباحثة في شؤون المنظمات غير الحكومية، أماني قنديل، التي وصفت موقف منظمات المجتمع المدني مما جرى بالمتخاذل وغير المبرر، فباستثناء الكنيسة القبطية التي تحركت، سريعا، لمساعدة الأسر القبطية النازحة واستقبالها، لم نر أي منظمة مجتمع مدني أخرى تحركت بفاعلية مع الأحداث. قنديل أشارت في تصريحات لـ”العرب”، إلى أن دور المجتمع المدني مهم في معركة مواجهة الإرهاب والتنظيمات التكفيرية في سيناء، وأن تهجير أسر بكاملها من مساكنها يمثل ضربة كبيرة لمبدأ المواطنة والوحدة الوطنية، ولذلك يجب على منظمات المجتمع المدني التحرك بقوة لتحدي الإرهابيين والقيام بزيارات لمدينة العريش وغيرها، لإعلان تضامنها مع هذه الأسر، ورفض ما حدث لهم، والمطالبة بإعادتهم سريعا ومساعدتهم على العيش بأمن وحرية. أماني قنديل شددت على أهمية دور المجتمع المدني في نشر التوعية وثقافة التعايش بين المواطنين، واعتبرت أن معركة مواجهة الإرهاب في سيناء وفي غيرها ليست فقط مواجهة عسكرية تقوم بها الدولة المصرية، بل تبرز أهمية المواجهة الفكرية لخطاب التنظيمات الإرهابية، التي تقوم على نفي واستئصال الآخر باسم الدين وهو منها بريء.

وطالبت قنديل باستراتيجية متكاملة لمواجهة الإرهاب في سيناء وفي غيرها، تقوم على التكاتف بين الدولة والمجتمع المدني والأحزاب السياسية لإعلان تضامنها مع الأسر القبطية أولا، ولمواجهة الإرهاب بصورة شاملة ثانيا. وتبدو الإجابة على سؤال ما هو مستقبل علاقة المسيحيين المصريين بدولتهم المصرية؟ لا يملكها أحد إلا الحكومة المصرية نفسها بأجهزتها المختلفة، وأي تأخير في تقديم الإجابة، من خلال إجراءات حازمة وملموسة في الساعات المقبلة، سيعني أن هناك خللا ما، إذ الكرة حاليا في ملعب “الدولة” ولا أحد سواها، إلا إذا كان للإرهابيين قول آخر.

 

محنة الأقباط في سيناء

محمد أبو الفضل/العرب/27 شباط/17

الضجة التي صاحبت عملية ترحيل العشرات من الأسر القبطية من العريش في سيناء أخيرا، كشفت عن مجموعة من المضامين الأمنية والسياسية، وأكدت أن الأوضاع لا تزال معقدة، خاصة أن الطريقة التي تعاملت بها الحكومة المصرية بدت خالية من الحنكة والحكمة معا. لأن استهداف الأقباط، من قبل تنظيم داعش أو غيره، ليس وليد اليوم، بل كانوا على الدوام هدفا حقيقيا أو محتملا، باعتبار أنهم يمثلون حلقة ضعيفة سياسيا في المعادلة المصرية، وطوال السنوات الماضية مثلوا أحد مصادر الإزعاج الداخلي والخارجي، فغالبية الأزمات الساخنة التي مرت على مصر كان الأقباط طرفا رئيسيا فيها، ومعظم النداءات والبيانات والتصريحات الخارجية نجحت في توظيفهم للنيل من الأنظمة المصرية المختلفة. ومع أن بوادر المحنة الجديدة في سيناء كانت ظاهرة للعيان مبكرا، غير أن الحكومة لم تتخذ الإجراءات الكافية لوقفها، وتركت الأمور تتفاقم حتى وصلت إلى مشهد بدا فيه الأقباط خائفين ومذعورين وغير آمنين ومهجرين، وليس لهم نصير سوى الاحتماء بكنائسهم في مدينة الإسماعيلية المجاورة لمنطقة سيناء، في حين أن التراخي الرسمي، أوحى بأن هناك تخبطا في الطريقة التي تتعامل بها الحكومة مع ما يجري في سيناء، التي احتلت حيزا كبيرا من اهتمامها خلال السنوات الماضية، وقدمت للمواطنين تطمينات كثيرة بأنها أصبحت تقريبا تحت السيطرة الأمنية الكاملة، وأن الإرهابيين وفلولهم باتت عملياتهم عشوائية وبعيدة عن حياة المدنيين.

المشكلة في مشهد الترحيل القسري الذي تم للعشرات من الأقباط من العريش، أنه خلق صورة نمطية يصعب محوها بسهولة، فمشاهد الأسر وهم يترجلون وعلى أكتافهم معداتهم المعيشية البسيطة، نقلت على الفور إلى الأذهان صورا أخرى تتناقلها وكالات الأنباء في كل من سوريا واليمن والعراق وليبيا، وجميعها مناطق معارك وصراعات بين جماعات متناحرة، وهو ما ربط بينها وما يجري في سيناء بحسبان أن ما يدور في هذه المناطق يندرج تحت عنوان واحد مشترك هو “الحروب والنزاعات”. من هذه الزاوية حقق تنظيم داعش الإرهابي غرضه من تهديده السابق باستهداف الأقباط، فقد بدت الحكومة في موقف العاجز عن حماية المواطنين، والكنيسة التي تمثل الداعم الرئيسي لنظام الحكم تململت من الطريقة التي تمّ التعامل بها مع المسيحيين المرحّلين، وغضب المواطنين الأقباط بدأ يتصاعد في اتجاهين، اتجاه الكنيسة التي أضحت مطالبة باتخاذ موقف صارم لضمان حماية رعاياها، واتجاه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي قدم وعودا كثيرة بعدم المساس بهم من جانب أي جهة. الخطورة الواضحة أن الضجة المبالغ فيها والتي تسببت فيها أحداث الأيام الماضية، لم تكن وليدة تهاون حقيقي من قبل الحكومة، لكنها جاءت من رحم سوء تقدير في التعامل مع جوهر الأزمة وعدم إدراك للعواقب الجسيمة، كما أن قطاعا كبيرا من القوى المعارضة بدأ يركب هذه الموجة، وتركت تداعيات مواقفه لغطا أوحى بأن الحكومة غير قادرة على حماية المواطنين في مصر عموما، والتنظيمات الإرهابية تزداد قوة وعنفوانا، والإجراءات التي تتخذ ضدها ليست لها فاعلية على أرض الواقع.

التضخيم الذي قابلته الكثير من القوى السياسية المؤيدة للنظام الحاكم في مصر، خانه الصواب، عندما بالغت في التعاطف مع الأقباط، وعرضت تقديم مساعدات مادية وتوفير أماكن للسكن والإقامة لمن رحلوا عن العريش، وكلها عوامل رسخت الجوانب السلبية، بدلا من أن تقدم صورة إيجابية للوحدة الوطنية، لأن من يحلل الحصيلة الناجمة عنها سوف يشعر بأن هناك أزمة حقيقية، فقد كان من الممكن تقديم المساعدات في وقت سابق، قبل أن تحتدم الأزمة وتدخل الطور الذي جعلها تبدو وكأنها مستعصية.

هذه النتائج سوف تكون لها مردودات سياسية واقتصادية واجتماعية أشد وطأة، لأن الأزمة جاءت في توقيت بدأ النظام المصري يتعافى فيه نسبيا ويستعيد علاقاته بعدد كبير من القوى الدولية، ووسط مؤشرات تميل إلى ناحية اقتراب ترميم الخلل الذي أدى إلى عدم تدفق السياحة الأجنبية على مصر، وسيناء خصوصا، وفي خضم حالة من التوافق المجتمعي، بين المسلمين والأقباط، ومواجهة المتشددين الذين تؤكد أدبياتهم المتنوعة على مركزية استهداف المسيحيين. الخسارة المصرية المترتبة على مشاهد تهجير العشرات من المواطنين من العريش، أشعرت قطاعا كبيرا وسط الأقباط والمسلمين من المثقفين بالمرارة، وأن الرهان على توسيع نطاق المواطنة عملية محفوفة بالمخاطر، فما جرى في سيناء فرض إعادة النظر في الكثير من المسلمات بشأن التحركات الرامية إلى استعادة اللحمة الوطنية، وضاعف من الشكوك في الخطوات التي تتخذها الحكومة نحو تجسير الهوة بالأدوات الفكرية والتشريعية، والتي شرعت فيها مؤخرا، لكنها لم تكن ملموسة بالقدر الكافي. وهو ما يفرض على الحكومة القيام بجملة من الإجراءات لرد الاعتبار لدورها المحوري، أهمها ضرورة البحث عن مخرج مناسب لأزمة تهجير الأقباط من العريش، ومحاولة إعادتهم إلى ديارهم في أقرب فرصة، وتوفير الوسائل اللازمة للعيش في أمان، ولن يحدث ذلك من دون التخلص من الخطر الذي يمثله الإرهابيون في سيناء، الأمر الذي يحتاج إلى استراتيجية جديدة، لأن الطريقة التي تم اعتمادها لمحاصرة الإرهاب عبر تضييق الخناق على دخول سيناء، نتائجها لم تحقق الهدف المطلوب. كما أن علاج الأزمة يتجاوز حدود ما جرى في العريش، ويفرض العمل سريعا لإرساء قواعد المواطنة التي تقطع الطريق على الروافد السلبية لكل حادث ضد الأقباط، لأنهم أصبحوا الجزء الرخو في الدولة المصرية، لكل من يريد خلق منغصات عميقة للنظام الحاكم، لذلك فتمتين هذه العروة يمكن أن يكون كفيلا بوقف أي انعكاسات تؤثر على النسيج الوطني في البلاد. الخطوات العملية التي سوف تتخذها الحكومة خلال الأيام المقبلة، ربما تكون المؤشر الحقيقي للترمومتر الذي سوف يحدد مصير العلاقة بين النظام الحاكم والأقباط، لأن الهزة التي أحدثتها أزمة العريش تفوق ما أحدثه غيرها من تأثيرات قاتمة، فالعلاج يتطلب طرقا غير تقليدية تقضي على احتمال التكرار في مناطق أخرى خارج سيناء.

 

واشنطن تضع استراتيجية إقليمية لضرب النفوذ الإيراني في العراق

أحمد أبو دوح/العرب/27 شباط/17

تعمل الولايات المتحدة مع تركيا ودول خليجية على وضع حد للنفوذ الإقليمي الإيراني عبر معركة طويلة الأمد في العراق على تغيير واقع العراقيين الاقتصادي والاجتماعي، ضمن خطة يشرف عليها كبار مساعدي الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وفي سوريا أجبرت إيران على إفساح المجال أمام تركيا كضامن لأي اتفاق سياسي في الأفق، وفي اليمن البعيد لا تبدو تركيا مهتمة كثيرا بمحاولات إيران لحصار منطقة الخليج العربي وباب المندب من الجنوب، لكن يبدو أن العراق هو نقطة الخلاف ومركز حسم لأجندتين متقابلتين تضمان مجمل تطلعات الإسلام السياسي السني والشيعي لتوسيع النفوذ في المنطقة. وفي المنتصف، يلعب الأكراد دورا محوريا بين القوتين الإقليميتين بحثا عن حصد مكاسب تاريخية يعتقدون أنها باتت في متناول اليد، إذ سعى رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني الأحد في إسطنبول إلى ضمان مستقبل الأكراد في العراق وسوريا خلال مرحلة مخاض حاسمة. واستقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، البارزاني الأحد في قصر “مابين” بمدينة إسطنبول. وناقش الجانبان الوجود العسكري التركي في معسكر بعشيقة شمالي العراق، والعلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية بين تركيا وشمال العراق، والصادرات النفطية. وعلّق المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن على زيارة البارزاني في وقت سابق بالقول “إن هناك العديد من القضايا التي سنتحدث عنها، لأن العراق مهم بالنسبة لنا من كافة النواحي، الاقتصادية والإنسانية والثقافية ومن حيث أمن الحدود”.

ومنذ صعود الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يشعر مسؤولون إيرانيون بتحركات أميركية وعربية قد تعيد إيران مرة أخرى إلى الظل. وتلعب تركيا دورا غير مباشر في حصار نفوذ إيران، إذ تتبنى الولايات المتحدة سياسة “توزيع حصص” المهام على حلفائها التقليديين في المنطقة لتقليص النفوذ الإيراني.

وفي نظر الأميركيين تحولت سوريا إلى “أرض محروقة”، ولم تعد صالحة لتحقيق أي مكاسب استراتيجية فيها، لكن في المقابل يعتقد مساعدون لترامب أن مستقبل المشرق العربي سيتحدد حصريا في العراق. وكما كان العراق نقطة انطلاق النفوذ الإيراني منذ الغزو الأميركي الذي أطاح عام 2003 بنظام صدام حسين، يتحول تدريجيا إلى أرض المعركة النهائية التي ستعيد تشكيل موازين القوى على أسس جديدة في الشرق الأوسط. وتطمح تركيا إلى الحفاظ على موطئ قدم في العراق، خلال مرحلة أولى تقوم على تحويله من منطقة نفوذ إيراني حصرا إلى بلد متعدد الولاءات. وستتضمن المرحلة الثانية تقليص نفوذ طهران تدريجيا، وحصره في شكل لا يتعدى أذرعها الطائفية فقط.

توم كوتون: جنرالات ترامب يدركون أن الأساليب العسكرية ليست كافية

ويقول محللون في واشنطن إن دور تركيا في الاستراتيجية الأميركية الجديدة سيكون احتواء الأكراد، عبر تعاون اقتصادي وعسكري وأمني وثيق. وتدرب تركيا قوات “البيشمركة السورية” في شمال العراق لقتال تنظيم داعش في سوريا، وفي المقابل قدم البارزاني لتركيا تطمينات بوضع وحدات حزب العمال الكردستاني في مدينة سنجار تحت السيطرة. ومن المنتظر أن تعزز زيارة البارزاني إلى إسطنبول الصادرات النفطية من كردستان العراق إلى تركيا، بالتنسيق مع السعودية. وأنهى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير زيارة مفاجئة إلى بغداد السبت، قال خلالها إن السعودية تخطط لإعادة فتح السفارة في بغداد، وأنها “ستساعد في إعادة الاستقرار إلى المناطق المحررة”. وتقول مصادر أميركية إن السعودية ستتولى وضع خطة اقتصادية تهدف إلى تغيير الواقع اليومي للعراقيين السنة، كمقدمة لضخ استثمارات سعودية في مناطق شيعية، بالتزامن مع فتح منفذ الجميمة على الحدود السعودية العراقية، وإعادة تشغيل رحلات الطيران بين الجانبين.

وسارع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى وصف السياسة السعودية في المنطقة بـ”الشاذة”، كما شن هجوما مزدوجا على السعودية وتركيا، واصفا إياهما بالدولتين “الضعيفتين”.

وبخصوص مواقف أنقرة “اللامسؤولة”، بحسب وصفه، قال ظريف إن تركيا”جارة ذاكرتها ضعيفة وناكرة للجميل”.

ويشرف على الاستراتيجية الأميركية الجنرال هاربرت ماكماستر مستشار الرئيس للأمن القومي، وجيمس ماتيس وزير الدفاع، وجون كيلي وزير الداخلية. وحارب الجنرالات الثلاثة في العراق، ويملكون خبرة واسعة في التعامل مع معادلة طائفية صعبة تحكم البلد، وتغذي نفوذ إيران في المنطقة بأثرها.

وقال السيناتور توم كوتون، وهو ضابط سابق حارب في العراق أيضا، إن “الجنرالات الثلاثة ينتمون إلى جيل مر بصراعات عنيفة وإخفاقات، عندما كنا لا نتمكن من القيام بالأشياء كما ينبغي في العراق”. وأضاف في تصريحات صحافية “هم يفهمون مدى أهمية الأساليب الأمنية والعسكرية، لكنهم يدركون أيضا أنها ليست كافية. هذا الجيل من القادة العسكريين الذين برزوا خلال غزو العراق يفهم هذه الفلسفة أكثر من أي جيل سبقه”. وإذا ما نجحت الاستراتيجية الجديدة، فسينحصر النفوذ الإيراني تدريجيا حتى يقتصر على الجنوب الذي تعيش فيه أغلبية شيعية. يقول دوغلاس ليوت، الجنرال المتقاعد الذي عمل كمستشار في إدارة جورج بوش الابن، إن “الجنرالات الثلاثة سيضعون أمام ترامب في غرفة تقدير الموقف بالبيت الأبيض رؤية رصينة وواقعية بشأن العراق مصدرها خبرة عملية”.

 

فرنسا.. حرب اليمين ضد 'الدولة العميقة'

العرب/27 شباط/17/يتوقع متابعون ارتفاع حظوظ مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن في سباق الرئاسة الفرنسية في مايو القادم، خاصة عقب تقدمها في آخر استطلاعات للرأي، وعلى الرغم من توجيه الاتهام لمديرة مكتبها في قضية وظائف وهمية في البرلمان الأوروبي.وتدعم فرص لوبن الملاحقات القضائية لأقوى منافسيها فرنسوا فيون في قضايا فساد والمتغيرات الدولية التي سمحت للأفكار الشعبوية واليمين المتشدد بالنفاذ لدى الرأي العام وتحقيق مكاسب انتخابية أهمها زعامة دونالد ترامب للولايات المتحدة الأميركية، وهو ما يثير مخاوف النخبة التقليدية الفرنسية لتهديد الشعبويين النظام العالمي القائم على الديمقراطية الليبرالية.

الطريق إلى الإيليزيه حافل بالمفاجآت

باريس- قبل نحو شهرين من موعد الانتخابات الرئاسية الفرنسية، تسيطر على الحملة الانتخابية ملاحقات قضائية تستهدف مرشح اليمين فرنسوا فيون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن. ووجه القضاء اتهاما لأحد المقربين من زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية، فيما يجري تحقيق في مسألة الوظائف التي يشتبه بأنها وهمية لبنلوب زوجة فرنسوا فيون واثنين من أولاده الذين قد يكونون استفادوا من رواتب كمساعدين برلمانيين للمرشح اليميني، ما زاد من الضغوط عليه.

تخبط فيون

لا يصنف المتابعون هذه الملاحقات تحت خانة الشفافية والمصداقية التي يجب أن تتمتع بها الانتخابات الفرنسية، بقدر ما يعتبرونها جزءا من استراتيجية الطبقة السياسية التقليدية في فرنسا لعرقلة صعود اليمين بأي ثمن والحفاظ على النظام العالمي، الذي ساهمت فرنسا في إرساء أسسه منذ الحرب الباردة.

ووسط تقلص الفارق في الاستطلاعات وتخبط فيون في فضيحة نفقات غير مشروعة، قد تتمكن زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبن من الفوز برئاسة البلد في مايو المقبل، بحسب عدد من السياسيين والخبراء، في سيناريو يذكر بما حدث في انتخابات سنة 2002 عندما بلغ والدها جان ماري لوبن الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية، واضطرت باقي القوى السياسية يمينا ويسارا للاصطفاف خلف المرشح اليميني وقتها جاك شيراك في إطار الميثاق الجمهوري. وأعلنت النيابة الوطنية المالية في بيان أنها فتحت تحقيقا قضائيا بـ”اختلاس أموال عامة، وسوء استغلال أموال اجتماعية، وتواطؤ وإخفاء جرائم، وسوء استغلال نفوذ، والإخلال بواجب إبلاغ السلطة العليا حول شفافية الحياة العامة”. وبات بإمكان القضاة استدعاء المرشح فيون في أي لحظة لتوجيه اتهام إليه أو استدعائه كشاهد.

وتتزايد التوقعات بأن تؤدي هذه الإجراءات القضائية إلى إضعاف فرنسوا فيون المقرب من الرئيس الروسي بوتين والذي يدعو إلى تقارب أوروبي روسي، أكثر فأكثر، مع تراجع شعبيته بشكل كبير في استطلاعات الرأي منذ بدء تداول هذه القضية. وخلال تجمع انتخابي له في ضواحي باريس مساء الجمعة، لم يتطرق فيون مباشرة إلى التطور الأخير إلا أنه ندد بالهجمات الشرسة التي تستهدفه عقب اتهامات بقضايا فساد، حيث بات معارضون له يتعمدون التشويش على تجمعاته الانتخابية بواسطة أشخاص يقرعون على الطناجر تعبيرا عن رفضهم له.

النخبة السيــاسية الفرنسية ستعمل على عرقلة اليمينيين الذين سيقضون على مبادئ سعت فرنسا دوما إلى ترسيخها

واعتبرت صحيفة لوباريزيان الشعبية أنها “ضربة قاسية لرئيس الحكومة السابق”، واصفة ما يحصل بأنه “وضع فريد خلال الجمهورية الخامسة من دون أن يعرف كيف سينتهي”، لكن، ولئن لم تتضح بعد صورة الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي وصفت بأنها من أصعب الانتخابات التي تعيشها فرنسا، فإن الأكيد أن النخبة السياسية الفرنسية، والأوروبية، ستعمل على عرقلة اليمينيين الذين سيقدمون المبادئ التي سعت فرنسا إلى ترسيخها منذ الثورة على طبق من ذهب إلى بوتين.

لوبن لا تزال في الطليعة

لا تزال استطلاعات الرأي تعطي لوبن المركز الأول خلال الدورة الأولى المقررة في الثالث والعشرين من أبريل المقبل، أمام الوسطي إيمانويل ماكرون وفرنسوا فيون اللذين تتقارب نتيجتهما بشكل كبير، إلا أن الاستطلاعات نفسها تتوقع خسارة لوبن في الدورة الثانية في السابع من مايو سواء أكان أمام ماكرون أم فيون. كما أن القضاء يستهدف مارين لوبن في شبهات حول وظائف وهمية لمساعدين في البرلمان الأوروبي. ولا يبدو أن نتائج لوبن في الاستطلاعات تأثرت بهذه المسألة القضائية، حتى أنها رفضت التجاوب مع استدعاء للشرطة لها مؤكدة أنها لن تفعل ذلك ما دامت الحملة الانتخابية قائمة.

ونقلت صحيفة لوموند في عددها السبت أن الشرطة عثرت خلال مداهمتها لمقر الجبهة الوطنية على “مذكرة في كمبيوتر المسؤول المالي” للحزب اليميني المتطرف “توحي بوجود سعي على مستوى عال لإقامة نظام تمويل فعلي للحزب عبر البرلمان الأوروبي والمساعدين البرلمانيين”.

وسار بين ألفي وثلاثة آلاف شخص في تظاهرة مساء السبت للإعراب عن احتجاجهم على زيارة لوبن لمدينة نانت في غرب فرنسا، وذلك تحت شعار “الفاشية لن تمر”. وعلى هامش التظاهرة، أسفرت اشتباكات عن إصابة 12 عنصرا في صفوف قوات الأمن، بينهم شرطي أصيب بحروق شديدة في ركبتيه.

وأفاد مصدر قضائي فرنسي أن الاتهام وجه إلى مقرب من لوبن في إطار التحقيق في تمويل حملات انتخابية لحزب الجبهة الوطنية خلال عامي 2014 و2015. والمقرب هو فريديريك شاتيون أحد أركان العاملين في مجال الاتصالات في الحزب عبر شركته ريوال، كما أنه كان يترأس نقابة طلابية يمينية متطرفة.    استطلاعات الرأي تعطي لوبن المركز الأول خلال الدورة الأولى المقررة في الثالث والعشرين من أبريل المقبل، أمام الوسطي إيمانويل ماكرون وفرنسوا فيون اللذين تتقارب نتيجتهما بشكل كبير وأوضح هذا المصدر أن اتهاما وجه إلى شاتيون في الخامس عشر من فبراير بـ”سوء استغلال أموال اجتماعية” في إطار تحقيق قضائي فتح في نهاية أكتوبر حول الانتخابات البلدية والأوروبية التي جرت عام 2014 وانتخابات المقاطعات عام 2015. ويشتبه القضاة بأن شركة ريوال أعطت بشكل غير مباشر قرضا إلى حزب الجبهة الوطنية، في حين أن الأشخاص المعنويين لا تحق لهم المساهمة في تمويل أحزاب سياسية، حسب مصدر مقرب من التحقيق. وكان شاتيون أحيل في أكتوبر على المحكمة الجنائية بتهمة تمويل حملة الانتخابات التشريعية عام 2012 مع مسؤولين في الجبهة الوطنية. أما المرشح الوسطي إيمانويل ماكرون الذي يستفيد من عثرات فيون، فقد كشف مشروعه الاقتصادي الذي وازن فيه بين إجراءات لضبط الموازنة وتشجيع الاستثمار، بعد أن تأكد من دعم المرشح فرنسوا بايرو له. ومن خلال هذه الإجراءات يبدو الفرنسيون، ذوو الثقافة الاشتراكية، وكأنهم تعلموا من أخطاء بريطانيا والولايات المتحدة، في ما يتعلق بالبريكست وانتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأميركية. وتبدو فرصة صعود اليمين في انتخابات 2017 كبيرة، وهذا ما يقلق النخبة التقليدية في فرنسا، التي ظلت إحدى القوى العظمى في النظام الدولي منذ اتفاقية وستفاليا 1648 حتى ما بعد الحرب الباردة. وتعتبر فرنسا أكبر دول الاتحاد الأوروبي بعد ألمانيا، وتمتلك عضوية دائمة في مجلس الأمن، ولها الحق في استخدام حق النقض، أحد أعضاء حلف شمال الأطلسي، وعضو في مجموعة الثمانية ومجموعة العشرين، وتعد القوة النووية رقم ثلاثة بعد كل من الولايات المتحدة وروسيا؛ وهذه كلها مميزات تجعل النخبة الفرنسية التقليدية قلقة بشأن من سيتولى منصب رئاسة فرنسا ولن تسير على نفس طريق الانكليز والأميركيين الذين خرجوا عن القواعد التي أسستها نتائج الحرب العالمية الثانية.

 

الحزم الأميركي إزاء إيران يجبر خامنئي على التمسك بـ'معسكر الاعتدال'

مصدق عبدالنبي/العرب/27 شباط/17

قبل أشهر قليلة من الآن، كان الحديث عن ترشح جديد للرئيس الإيراني المحسوب على تيار المعتدلين حسن روحاني إلى ولاية رئاسية ثانية مستبعدا ولم يكن الحكام الفعليون متمسكين بالرجل وفريقه، غير أن تبدل المعطيات الدولية ووصول دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة الأميركية دفعا المتشددين الإيرانيين وعلى رأسهم المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي إلى إلغاء خططهم في إنهاء حقبة روحاني وترشيح شخصية محسوبة على الجناح المتشدد. ويبدو أن روحاني تلقى بالفعل الضوء الأخضر من خامنئي لإعلان ترشحه لولاية رئاسية جديدة، إذ أكد نائب الرئيس الإيراني المكلف بالشؤون البرلمانية حسين علي أميري، أن روحاني قرر المشاركة في الانتخابات الرئاسية في 19 مايو المقبل لولاية ثانية من أربع سنوات. وجاء في تصريحات أميري أن “روحاني توصل في الأسابيع الأخيرة إلى قرار مشاركته في الانتخابات الرئاسية”. ويأتي الدفع بروحاني إلى الترشح لعهدة ثانية بعد نحو 4 أسابيع من تسلم ترامب مقاليد السلطة في الولايات المتحدة، وما تخللته هذه الفترة من معطيات حاسمة أكدت للإيرانيين أن الإدارة الأميركية الجديدة ماضية قدما في تهديداته لطهران وعزمها على إنهاء أعمالها الاستفزازية ولجم طموحاتها الإقليمية. ويعي الإيرانيون أن الدفع بشخصية تصادمية من الجناح المتشدد لرئاسة البلاد، سوف لن يؤدي إلا إلى تحركات أميركية قد لا تستبعد تدخلا عسكريا واسع النطاق. وحاولت طهران، منذ بداية العام الجديد، اختبار مدى قدرة الرئيس الأميركي الجديد على تحويل تهديداته إلى أفعال حقيقية تطال مصالح الإيرانيين. وبالفعل، أقدمت طهران في نهاية الشهر الماضي على اختبار أول صاروخ باليستي في عهد ترامب، في انتهاك واضح آخر لقرار الأمم المتحدة وهو الثاني من نوعه منذ إبرام الاتفاق النووي المثير للجدل في يوليو 2015. الإيرانيون يدركون أن الدفع بشخصية تصادمية نحو الرئاسة سيؤدي إلى خطوات أميركية صارمة تجاه اقتصاد البلد

وقوبلت هذه التجربة بمواقف وتحركات أميركية لم تدع مجالا للشك في حزم واشنطن الجديد تجاه الاستفزازات الإيرانية، حيث أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات اقتصادية على إيران، موضحة أنها تشمل 13 شخصا و12 كيانا. ولم تكتف إدارة ترامب بهذه العقوبات، إذ دشن معاونو ترامب عهدتهم بجملة من التهديدات وأكدوا أن استراتيجية الإدارة السابقة القائمة على الاحتواء وتجنب تصعيد الصراع أصبحت في عداد الماضي.وغرد ترامب بأن طهران تلعب بالنار، وأشار إلى أن الإيرانيين لا يقدرون كم كان باراك أوباما طيبا معهم، مؤكدا أنه لن يكون مثله. كما وصم وزير الدفاع الجديد جيمس ماتيس إيران بأنها أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم، فيما حذر نائب الرئيس الأميركي مايك بنس من أنه “سيكون من الأفضل لإيران أن تدرك أن هناك رئيسا جديدا في المكتب البيضاوي. ومن الأفضل لها ألا تختبر حزم هذا الرئيس الجديد”. ودفعت هذه الخطوات الأميركية الحازمة التي تختلف جذريا عن سياسات الإدارة السابقة، الإيرانيين إلى توخي الحذر بشأن خطواتهم المستقبلية، وخفت خطابات التهديد التي كانت إلى وقت قريب خبزا يوميا. ويدرك الإيرانيون جيدا أن أي تصادم جديد مع الأميركيين سيضع البلاد في مأزق يصعب الخروج منه، خاصة إذا ما شملت التحركات الجديدة إجراءات ضد الاتفاق النووي.

وسيقلص تمزيق ترامب للاتفاق النووي كما وعد في حملته الانتخابية من دور إيران الإقليمي، إذ أن تناقص تدفق الأموال إلى البلاد سيكون له الأثر المباشر على حلفاء إيران في المنطقة بدءا بالميليشيات الشيعية في العراق وصولا إلى نظام بشار الأسد في سوريا مرورا بحزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن.

ولا يبدي الإيرانيون مخاوفهم من التعرض لعقوبات أميركية فحسب، بل يخشون من ضغوط ستمارسها واشنطن على الشركات الأوروبية لمنعها من الاستثمار في إيران. ويؤكد متابعون للشأن السياسي الإيراني أن السخط الأميركي الجديد وتصيد إدارة ترامب لأي أخطاء أو استفزازات صادرة عن طهران سيدفعان المتحكمين الفعليين في زمام السلطة في إيران إلى التمادي في لعبة تبادل المواقع بين أجنحة الحكم. ويرسخ ترشيح روحاني إلى ولاية ثانية رغبة إيرانية في الإبقاء على “معسكر الاعتدال”، الذي يضم الرئيس روحاني وطاقمه الدبلوماسي في الواجهة، بينما سيعمد المحسوبون على معسكر التشدّد الذي يضم المرشد وكبار قادة الحرس الثوري إلى الانزواء وسيتم اللجوء إليهم فقط في خطاب التهديد والوعيد الموجّه إلى دول المنطقة. ويجزم متابعون للشأن الإيراني بأنّ تقسيم الطبقة السياسية الإيرانية إلى معتدلين ومتشدّدين ليس سوى تقسيم إجرائي شكلي ضمن لعبة توزيع الأدوار، حيث يظل نظام “الجمهورية الإسلامية” المستلهمة لسياساتها من آراء وأفكار مؤسسها آية الله الخميني في آخر سبعينات القرن الماضي إطارا جامعا للساسة الإيرانيين يمنع الخروج عنه، بدليل المضايقات التي طالت رموزا كبار صدّقوا فعلا مسألة الاعتدال والإصلاح.وكثيرا ما تعمد طهران إلى محاولة تقاسم الأدوار وتوزيعها بين مسؤوليها المنقسمين شكليا بين “حمائم وصقور”، يهدد بعضهم الدول، فيما يلوح الآخرون تجاهها بخطاب تصالحي داع للحوار. وعادة ما يكون الخطاب الناري ضد الدول الأخرى موجها إلى الداخل بهدف إثارة حماس الشارع وصرف انتباهه عن المشاكل المتراكمة.

 

السيسي يعيد الثقة إلى الأزهر

العرب/27 شباط/17/القاهرة – في خطوة وصفت بالتصحيحية والمهمة في سياق قطع الشكوك حول ما أثير من جدل بشأن خلافات بين الرئاسة المصرية ومشيخة الأزهر، التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي مع الشيخ أحمد الطيب لوضع النقاط على الحروف في القضايا العالقة بملف تجديد الخطاب الديني.

وطغت حالة ترقب بين علماء الأزهر والطيف السياسي والفكري في مصر على خلفية عدة تكهنات بشأن مستقبل العلاقة بين رئاسة الجمهورية والأزهر ومستقبل الطيب، بالتزامن مع جدل حول ترشيح خليفة له وسعي لإصدار قانون يتيح إعادة هيكلة هيئة كبار العلماء، أعاد السيسي الثقة من جديد في الأزهر بقيادته الحالية، مشددا على أن الأزهر الشريف هو منارة الفكر الإسلامي المعتدل. وفي خطوة اعتبرها مراقبون بمثابة تجديد للثقة في مشيخة الأزهر وفي شخص الطيب، حمل السيسي المسؤولية كاملة على الأزهر، لتقديم ما أطلق عليه “النموذج الحضاري الحقيقي للإسلام في مواجهة دعوات التطرف والإرهاب”. وخلال اللقاء المفاجئ شجع السيسي على استمرار الجهود التي يقوم بها الأزهر في تجديد الخطاب الديني في الداخل والخارج، محملا إياه مسؤولية “نشر قيم التقدم والتسامح وقبول الآخر، خاصة في هذه المرحلة الفارقة من تاريخ الأمة والتي تواجه فيها تحدي الإرهاب المتنامي على نحو غير مسبوق”. وأعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف أن اللقاء تطرق كذلك “إلى الدور الذي يقوم به الأزهر الشريف في تعزيز الحوار بين الأديان على الصعيد الدولي، حيث أشار شيخ الأزهر إلى ندوة الحوار التي عقدها الأزهر الشريف مع المجلس البابوي للحوار مع الأديان بالفاتيكان، والتي تمت خلالها مناقشة كيفية مواجهة التعصب والعنف والتطرف، وأهمية احترام التعددية الدينية والمذهبية والفكرية، بهدف تفعيل القيم الإنسانية المشتركة، استنادا إلى أن الاختلاف في العقيدة أو المذهب أو الفكر لا يجب أن يضر بالتعايش السلمي بين البشر”. وكانت هيئة كبار العلماء في الأزهر قد عارضت الرئيس الذي دعا إلى إصدار قانون لتوثيق الطلاق الشفهي، وثار الجدل حول تكليف بعض الجهات الأخرى بمهمة التجديد الديني، إلا أن لقاء الأحد وضع حدا لتلك التكهنات، بعد أن أثنى السيسي على “الجهود التي يقوم بها الأزهر لتجديد الخطاب الديني وتنقيته من الأفكار المغلوطة”.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 لن ينفع التبرير.. في تغيير المصير

علي الحسيني/المستقبل/27 شباط/17

في ظل السعي الدولي والإقليمي إلى حدّ ما، إلى وضع حدّ للحرب السورية القائمة منذ العام 2011 على قواعد وشروط متنوّعة، أو أقله تعهّد كل الأطراف المعنية بالأزمة العمل لإنضاج مجموعة حلول للوصول إلى الهدف نفسه، ثمة سعيٌ آخر يخوضه «حزب الله» اليوم يتمثّل في إقناع جمهوره وتحديداً اهالي عناصره الذين سقطوا أو جُرحوا، منذ تدخله في هذه الحرب، بأن ما قام به هو «الصواب» بعينه وأن جميع الأسباب التي دعته إلى التضحية بهذا الكم الكبير من الخسائر البشرية، كانت لها مُسبّبات في طليعتها حماية اللبنانيين عموماً، والشيعة خصوصاً كونهم المعنيين بشكل أساسي بهذه الحرب لأسباب مذهبيّة وجغرافيّة، بحسب ما يُصرّ الحزب على إشاعته حتّى اليوم بين جمهوره. لم تكن الأسباب الدينية ولا الإنسانية ولا حتّى العقائدية، هي التي دعت «حزب الله» إلى التدخل في الحرب في سوريا، بل كان الأمر، مُجرّد أمر صدر عن «الولي الفقيه» قضى بضرورة الوقوف إلى جانب نظام بشّار الأسد والدفاع عنه وعن حكمه، حتّى ولو كلّف الأمر «التضحية بثلثي الطائفة الشيعية» في لبنان، تحت إدعاء أو حجّة، أن يتمكّن الثلث المُبقّي، من العيش بـ «حرية وكرامة». لكن في المفهوم الإيراني العام للحروب في المنطقة وفي سوريا على وجه الخصوص، ثمة قراءة خاصة تقوم على سياسة التوسّع في المنطقة ووضع أرجل أو أذرع فيها تقوم عنها بما يلزم من أجل تثبيت وترسيخ قواعد مُتقدمة، للتفاوض عليها في مراحل سابقة. وما وجود الحزب اليوم في «القلمون» و»دمشق» و»الزبداني» و»مضايا»، وغيرها من المناطق الحدودية أهمّها «القصير»، إلا مدماكاً لهذا الوجود الذي جعل من إيران طرفاً أساسياً على طاولات المفاوضات الدولية والإقليمية، ولو على حساب دماء أبناء الطائفة الشيعية في لبنان. ضمن سياسات التبرير للغرق والإستنزاف الحاصل في سوريا والإستمرار على ما هو عليه من قتل وتشريد، يقول عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق «إن الواجب الوطني والأخلاقي الذي فرض علينا أن نتدخل في سوريا لمواجهة الخطر التكفيري، يفرض علينا أن نكمل المعركة، وألا نخذل أهلنا أو نتخلى عن واجبنا. وأن الحزب هو في موقع أداء الواجب والالتزام بالمسؤولية الأخلاقية والوطنية في حماية الوطن واللبنانيين». وهذا الكلام هو جزء من عبثيّة «حزب الله» القائمة على إقناع المُحيط بصوابية أفعاله، حتى لو بدا الأمر مُغايراً تماماً وبشكل واضح، للإدعاءات التي يقوم بترويجها والتي يسعى في معظمها، إلى تحويل الباطل إلى حق، والحق إلى باطل، فقط من أجل تبرير سقوط ما لا يقل عن ألفي عنصر قتلى وأكثر منهم جرحى، في سبيل تحقيق مشاريع إيرانية، لن تُثمر في الجنوب ولن تُقطف في البقاع، ولن ينعم بمحصولها في الضاحية الجنوبية. الإستنزاف لم يقتصر طيلة فترة وجود «حزب الله» في سوريا حتى الساعة، على عناصره فقط، بل طال كوادر وقادة كباراً لطالما كان الإتكال عليهم في الحروب ضد اسرائيل. أمّا آخر هذه الضربات في صفوف القادة، فكانت خسارة الحزب أمس الأول القائد العسكري خليل المرجي المعروف بـ «عميد الجنوب»، الذي سقط في منطقة المنشية في درعا، وهو من سكّان بصرى الشام وقائد قوات الحزب في درعا.

يُهوّل «حزب الله» على أبناء بيئته من خلال وجودهم ضمن مناطق يُسميها بـ «الساخنة»، ودائماً يكون السلاح وحده الحامي لهذا الوجود وصموده. في الجنوب ثمة عدو إسرائيلي يسعى إلى احتلاله، لكن وحده سلاح الحزب الذي يمنع هذا المُخطّط. في البقاع ثمة «تكفيريون» يريدون قتل الشيعة وذبحهم، لكن وحده سلاح الحزب الذي يمنع تحقيق هذا المشروع. لكن حتّى اليوم، لم يقم «حزب الله» بجردة فعلية وعلنية أمام من يدّعي حمايتهم، يُعلن فيها حجم الخسائر البشرية الحقيقية التي تكبدها منذ انزلاقه في الحرب السوريّة، ومنذ أن شيطن شعباً، يشهد العالم أجمع، أنه ضحيّة نظام مأجور مدعوم بأنظمة أشد منه بطشاً وقتلاً وتنكيلاً. من ضمن مخططاته القائمة، يحاول «حزب الله» ربط الأزمة السورية بالأزمات الحاصلة في المنطقة وفرض نفسه كجزء أساسي من الحل، وإلّا فالمنطقة برُمّتها ذاهبة إلى خراب لا ينفك عن تحميل تبعاته لدول ليست إيران ولا نظام الأسد من بينها. ومن بين اللغة السائدة في أوساط الحزب، يظهر كلام لنائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، يقول فيه إن الأزمة السورية ليست مختصة بسوريا وإنما هي مدخل لإيجاد أزمات في كل المنطقة من أجل تغيير الأنظمة والتوجهات، لتكون المنطقة بأسرها وكل بلدانها وشعوبها في خدمة أميركا وإسرائيل». لكن لا قاسم ولا غيره من قيادات الحزب، أتى حتى اليوم على ذكر استدراج الشباب إلى الموت بالتدرّج، تحت حجج متعددة ومتنوّعة، تصل في بعض جوانبها، إلى حد التباهي بـ «إنجازات» وهميّة، والتباكي على مجازر هو أحد أبرز حلفاء صُنّاعها والمشاركة فيها في أكثر من مكان، سواء بشكل مُباشر في «مضايا» و»الزبداني»، أو غير مباشر من خلال حصاره لقرى وبلدات، ومنع أهلها من الحصول على الدواء والغذاء. وفي سياق التبعية التي تتعاطى بها ايران مع «حزب الله» والإستهتار بدماء عناصره، أفاد معهد «واشنطن» في تقرير أمس، عن «وجود خلافات بين حزب الله والحرس الثوري، وأنّ الحزب يحمّل قائد «فيلق القدس» الجنرال قاسم سليماني مسؤولية تدهور العلاقات»، موضحاً أنّ «هناك غطرسة فارسية في التعامل مع العرب الشيعة، وأنّ سليماني على استعداد للتضحية بمقاتلي حزب الله وجميع الشيعة في سبيل حماية الإيرانيين». ومن جملة ما أورده التقرير لجهة إساءة العلاقة بين الطرفين أقله بين الجهات الفاعلة في الميدان، أنّ سليماني قد قطع الرواتب عن حزب الله بعد توقفه عن إرسال مقاتليه إلى حلب، وأن هذا الإجراء استمر مدة ثلاثة شهور ممّا أجبر الحزب على الرضوخ لمطالبه».

 

القوى السياسية اللبنانية تعفو عن نفسها

 شادي علاء الدين/العرب/27 شباط/17

بيروت - يرسم مشروع قانون العفو العام الذي يتم التحضير له ملامح بروباغندا العهد اللبناني الجديد. وتتعامل معه القوى السياسية بوصفه المخرج المناسب الذي يتيح لها الخروج من أزماتها مع جماهيرها بأقل قدر ممكن من الخسائر والجهد، وبأنه يؤمن تغطية الفساد والهدر والعجز عن إنتاج صيغ قانونية وسياسات مالية واجتماعية تؤمن للناس الحد الأدنى من العيش الكريم.

عقبات وتغطيات

لا يخفى على أحد أن مشروع قانون العفو يصطدم بعدة عقبات كبرى. ويتطلب تخريجات سياسية وأمنية. ولكن ربما يكون المخرج الممكن والذي يرجح أن يتم اعتماده يتضمن صيغة توازن التغطيات. ومن هنا، يغطى على مشهد العفو عن الموقوفين الإسلاميين السنة بمشهد العفو عن المطلوبين الشيعة في جرائم المخدرات والخطف والسرقة، ويغطى على احتمال العفو عن الشيخ أحمد الأسير والمطلوبين في أحداث عبرا بمشهد العفو عن ميشال سماحة ومفجري مسجدي السلام والتقوى. وكذلك يمكن أن يستبق قانون العفو التسويات القادمة في المنطقة والتي قد تعيد إنتاج مفاهيم الإرهاب ومن تنطبق عليه هذه الصفة، بالعفو عن العشرات من المقبوض عليهم بتهم تتصل بالإرهاب الذي لا يوجد تعريف لبناني واضح له، والذي اقتصر إطلاقه رسميا في الفترة الأخيرة على معارضي النظام السوري. ويأتي قانون العفو ليمحو ذاكرة الجرائم ويمتن تركيبة السلطة في صيغتها الحالية، التي تقوم على عنوانين أساسيين عبّر عنهما رئيس الجمهورية مؤخرا، هما منح الشرعية لنظام الأسد وتشريع سلاح حزب الله. ويستجيب العفو العام لمصالح حزب الله ومصالح رئيس الجمهورية والتيار الذي يمثله، في حين تبدو استفادة تيار المستقبل منه مشكوكا في أمرها. وتكمن استفادة حزب الله في أن الفئة التي يمكن أن يطالها العفو العام تشمل المجموعات الشيعية العشائرية التي تفلت إلى حد ما من سيطرته الكاملة. ومن هنا يتوقع أن تطال تأثيرات العفو العام علاقة حزب الله بهذه الفئة لناحية تمكين نفوذه داخلها بشكل كبير يضمن له إحكام سيطرته بشكل مطلق على كل مكونات الطائفة الشيعية بشكل خاص، وإسكات أي اعتراض محتمل مهما كان طفيفا وعابرا.

سمير الجسر: قانون العفو قد يتيح إيجاد حلول للموقوفين في قضايا ما سمي بموقوفي طرابلس

وتكمن استفادة رئيس الجمهورية وتياره في أنه يستطيع أن ينسب لنفسه النجاح في حل ملف معقد وشائك هو ملف الموقوفين الإسلاميين، ويمكن أن يقوي هذا الأمر حضور ومواقف الأطراف السنية المؤيدة له ولتوجهاته. ويرجح ألا يستفيد تيار المستقبل من مفاعيل هذا العفو لأسباب عديدة أهمها أن فئة الموقوفين الإسلاميين الذين يرجح أن يطالهم العفو تعتبر أن السبب في توقيفها هو سبب سياسي وليس جنائيا، ويعود بشكل خاص إلى مناصرة الثورة السورية ضد بشار الأسد، كما يعود قبل ذلك إلى إقدامها على الدفاع عن نفسها ضد تغول جماعة العلويين المدعومين من حزب الله والنظام السوري في جبل محسن.

قد يشكل العفو عن هؤلاء أزمة لتيار المستقبل في ظل وجود رأي سني شمالي واضح يعتبر أن سعد الحريري سلم البلاد إلى حزب الله عبر إتيانه بميشال عون رئيسا وقبوله بتشكيل حكومة يسيطر عليها الحزب بشكل واضح. ويضاف إلى ذلك أن مواقف رئيس الجمهورية الداعمة للأسد وسلاح حزب الله قد تضع تيار المستقبل في مواجهة أسئلة خطيرة، قد لا تكون من الممكن تغطيتها عبر التركيز على إيجابيات مفاعيل حل هذا الملف الشائك.

رفع الظلم

يعتبر النائب عن كتلة المستقبل سمير الجسر، الذي سبق له أن تولى حقيبة العدل في حكومة الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 2000، أنه “بعد الظروف القاسية والمشكلات دائما ما يبدأ الحديث عن عمليات العفو، التي يجب أن تكون مرتبطة بالزمن على كل، وبحسب علمي هناك ما يتحضّر في هذا الإطار، وتتم دراسة الموضوع وجميع مفاعيله”. ويؤكد الجسر أن قانون العفو “في محله، لأنه قد يتيح إيجاد حلول للعديد من الموقوفين في قضايا ما سمي بالإسلاميين أو موقوفي طرابلس. ومعظم هؤلاء هم من المظلومين، ولو كانت الدولة حاضرة في ذلك الحين وتمارس دورها بالكامل لما اضطر الناس إلى الدفاع عن أنفسهم. في مكان ما أظن أن هذا العفو في محله، لكن علينا أن ننتظر حتى تعرض الصيغة النهائية لأننا لا نستطيع أن نأخذ موقفا من قانون دون أن نعرف صيغته ومدى شموليته”. ويتعرض الجسر للتعقيدات التي يجب حلها قبل صدور قانون العفو، ويشير إلى أن “التفاصيل المتعلقة بالفئات التي يمكن أن يطالها العفو مازالت غير معروفة، لكن حتى في قضايا المخدرات هناك تفاوت في حجم القضايا، وخصوصا في ما يتعلق بموضوع الزراعة، التي تركت من دون علاج ما أدى إلى مراكمة مشكلات أخرى”. ومن جهته يميل النائب عن كتلة المستقبل “إلى التشدد في بعض المواضيع وبشكل خاص في طريقة التعامل مع من ثبت انتماؤهم إلى جهات إرهابية”، ولكنه يلفت النظر إلى أن “المحاكمات والأحكام العسكرية التي صدرت في ولاية رئيس المحكمة العسكرية السابق، كانت مبنية على رؤية غير واضحة في التعاطي مع هذا الموضوع، وخصوصا حينما تكون التهمة مرتبطة بالإرهاب”.

ويشير الجسر إلى أن “هناك مشكلة يجب معالجتها، وبما أنه لا يمكن تغيير الأحكام، فإن المخرج الوحيد الممكن لمعالجة موضوع الظلم، أو العمل على طي صفحة سوداء يكون عبر العفو العام، وهو إجراء لا تعتمده الدول دائما بل في ظروف محددة”.

نحو عهد جديد

ويرفض ربط إقرار قانون العفو بالانتخابات النيابية القادمة. ويشدد على أن “العملية ليست مرتبطة بالانتخابات، بل تتعلق بمحاولة معالجة ظلم كبير وقع وخصوصا في ما يخص الأحكام المرتبطة بالإرهاب، فليس كل من تم توقيفهم بهذه التهمة هم إرهابيون فعلا. لا يوجد أي مشكلة طالما كانت المحاكمات تجري تحت سقف القانون ولكن حين يتم تجاوز سقف القانون، فإننا سنقع في مشكلة كبيرة. الجميع يعلم أن التعذيب ممنوع وغير قانوني، وأنه حين تُخضع أي شخص للتعذيب فإنه سيعترف بعد فترة بأي شيء. من هنا قد يكون مشروع قانون العفو العام مدخلا لمعالجة ما تسبب به الخلل في تطبيق المعايير القانونية”.

ويتساءل النائب اللبناني “كيف يمكن أن ينال من ذهب للقتال في سوريا مثلا بشكل فردي لفترة وعاد حكما بخمس سنوات، في حين لا يحاكم من قام بالقتال بشكل منظم وعلني، ومر عبر الحدود اللبنانية. هناك واقع من عدم التوازن، وتاليا فإن العفو قد يكون المخرج الوحيد”.

سياسة أو قانون

يشير وزير العدل الأسبق إبراهيم نجار إلى أن “العفو العام يصدر عن مجلس النواب وهو يفترض تاليا توافق مجلس النواب، وهذا التوافق ليس متحققا حاليا، لذلك لا أرى أنه سيصدر قانون عفو في وقت قريب”. ويؤكد أن “العفو العام سياسي وليس مجالا للقانون، وقضايا الإرهاب بالتأكيد لن يشملها العفو ولا قضايا التعدي على الجيش اللبناني، لأن الجنرال عون قائد جيش سابق، ومن المستبعد أن يوقع على قانون عفو يشمل من تهجم على الجيش اللبناني”. ويحرص نجار على التفريق بين الموجبات السياسية التي تفرض صدور قانون عفو وبين طبيعة القانون نفسه. ويقول “أفهم الأسباب السياسية التي تحث على هذا الموضوع، لكن لا أفهم وجود عفو عام أعمى وشامل. العفو عن بعض الجرائم يحتاج إلى المزيد من التدقيق لأنها حصلت (الجرائم) حين كان لبنان خاضعا لسلطات غير لبنانية”، ويضيف “حتى لو كانت الدوافع السياسية مفهومة للعفو عن مجرمي الإرهاب، لكن أنا شخصيا أعتقد أنه يجب التمييز بين المخالفات والجرائم الثانوية والجرائم التي لا يجب أن يشملها العفو”.

صورة العهد الرئاسي الجديد

يشير المحامي نزار صاغية إلى أن العفو العام “يصدر عموما حين تكون البلاد بصدد الانتقال من مرحلة إلى مرحلة أخرى جديدة تفترض إعادة النظر في الماضي. المنطق الذي يقوم عليه العفو العام يعتبر أن هناك مرحلة غير عادية كانت سائدة ويجب التخلص من مفاعيلها من خلال نشر أجواء التسامح مع بعض الجرائم في فترة سابقة”. يصدر العفو العام عادة بعد الحروب وبعد تغيير الأنظمة أو ما شابه ذلك، ومن الممكن أن يصدر عفو عام في ظروف يحس فيها البلد بأنه كان في فترة انقسام حاد ولا بد له أن يسعى إلى بناء عهد جديد. المشكلة في مثل هذا التوجه، وفق صاغية، أنه لا بد أن يترافق مع إنشاء مشروع إصلاحي عام للبلد، لأن العفو العام يتضمن انتقالا إلى مرحلة جديدة وهذا ما لا يمكن أن يتحقق عبر تغيير بعض الوجوه السياسية، بل يفترض أن يطال التغيير البرامج الوطنية، ولا شك أن أي قانون عفو عام مقبول من حيث المبدأ إذا ما كان مترافقا مع مشروع إصلاحي للدولة.

إبراهيم نجار: قضايا الإرهاب لن يشملها العفو ولا قضايا التعدي على الجيش اللبناني

توقيت طرح مشروع قانون العفو يأتي بعد فترة وجيزة من وصول الجنرال عون إلى سدة الرئاسة، ما ينسجم مع المنطق العام الذي يرسم صورة العهد الرئاسي الجديد بوصفه جسرا تعبر عليه البلاد من التشرذم والاختلاف إلى المزيد من التعاون والانسجام. ويلفت صاغية إلى أن “أي عفو عن الماضي يجب أن يتضمن استراتيجية للمستقبل، ولكن السؤال الذي يجب طرحه يتعلق بما الذي تغير سوى أننا انتخبنا رئيسا للجمهورية، ولكن لا شيء تغير على صعيد قيم المجتمع. ومن هنا قد يكون الحديث عن العفو العام سابقا لأوانه”. وينبه إلى أن مشروع العفو العام قد يكون مقدمة لكي تمحو الطبقة السياسية آثار ما ارتكبته في السنوات الماضية. ويذكّر بأنه “بعد انتهاء الحرب الأهلية فإن الأقطاب التي كانت مشاركة فيها هي التي تولت شؤون الحكم، وأصدرت عفوا عاما عن نفسها. ومن هنا قد تكون دراسة طبيعة أي عفو عام تقتضي دراسة ما سيتم العفو عنه وما الذي سيستثنى؟ الاستثناءات في أي صيغة قانون عفو توازي في أهميتها ما يشمله، وربما تتفوق عليه في الأهمية. وتجدر الإشارة إلى أن العفو العام الذي صدر بعد نهاية الحرب لم يتضمن أي اعتراف بحقوق الضحايا، ولم يحصل الضحايا حتى هذه اللحظة على حقوقهم”. ويدعو المحامي اللبناني إلى انتظار “صدور نص مشروع القانون لكي نحكم عليه بدقة، ولكن هذا لا يعني أننا لا نتخوف من أن تكون الصيغ الصادرة هي صيغ تصدرها الكيانات الطائفية القائمة لكي تعفو عن نفسها وتغطي على ارتكابها لفظائع”.ويفرق صاغية بين عدة أنواع من العفو، مشيرا إلى وجود “عدة أنواع من العفو العام فقد يكون مشروطا وغير مشروط، ويمكن أن يتضمن استثناءات أو يكون خاليا منها، كما يمكن أن يكون مبررا أو غير مبرر. ويمكن كذلك أن يكون امتدادا لعفو خاص حيث يكون في خلفيته منطلقا من صيغة عفو تطال شخصا معينا ولكن يتم توسيعها بحيث تشمل مجموعة محددة من الأشخاص في أوضاع محددة”. ويختم حديثة بالتأكيد على “أن أي صيغة عفو عام يجب أن تشتمل على صيغة تغيير لأسس الدولة”.

تجارب سابقة

شهد لبنان بعد الاستقلال ظهور عدة قوانين عفو في عام 1958 وعام 1969 ولكن أشهرها يبقى القانون الذي صدر عام 1991 بعد انتهاء الحرب الأهلية. وكرس القانون الأخير الواقع الذي أدى إلى نهاية الحرب الأهلية التي ظهر واقع هزيمة القوى المسيحية، وإن كان الخطاب الذي ساد آنذاك يكرر صيغة “لا غالب ولا مغلوب”. وتبع قانون العفو الذي صدر مع نهاية الحرب صيغة محو الذاكرة والتأسيس لمرحلة جديدة تكرس واقع الانتصارات والهزائم كحامل أساسي للواقع السياسي مع تجنب الإشارة العلنية إليه. وما يحدث الآن وما يراد تكريسه في قانون العفو الذي يتم التحضير له لا يعدو كونه تكريسا لواقع هزيمة البلد أمام حزب الله، حيث تعفو القوى السياسية التي خضعت له عن الجرائم التي تسببت بها، وكانت مسؤولة مباشرة عن إنتاج الظروف التي أنتجتها. ويتم التعامل مع هذه الجرائم التي يراد العفو عنها بوصفها باتت من الماضي، كي يمكن التمهيد لنشوء عهد جديد تصبح فيه الجرائم هي الشرعية نفسها.

 

أزمةُ وجودٍ مسيحي لا أزمةُ قانونِ انتخابات

سجعان القزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 27 شباط 2017

مأساةُ المسيحيين في لبنان أنهم كلما فكّروا في ما آلت إليه خياراتُهم السياسية شكّكوا فيها وارتدّوا عليها وفقدوا تحالفاتِهم. منذ بداية الحرب إلى اليوم، وحتى هذه اللحظة، لم يَثبُتوا على مشروع وطني يسيرون فيه حتى النهاية. وطرح الـ 10452 كلم مربع، الذي أجمع عليه اللبنانيون، لا يزال شعاراً ينقُصه المضمونُ الدستوري والقومي. هل يعني هذا التأرجحُ أن المسيحيين معقَّدون "لا يُعجِبهم عجَب"، أو تراهم عانوا الأمرَّين من رهاناتٍ ظنّوا أنها خلاصٌ لويلاتِهم فكانت هلاكاً جديداً فباتوا يتحفّظون من كل شيء؟ يَشعر المسيحيون أن غالِبيةَ صيغ الحلولِ التي عُرضت لمعالجة "القضية اللبنانية" (الوجود المسيحي الحر، والتعايش المسيحي/الإسلامي) ارتطمت بتعقيداتِ تكوين لبنان وتاريخِه وموقعِه: إذا اعتمد المسيحيون وِحدةً مركزية جَبَهتهم الفوارقُ الحضارية المتفاقمة في المجتمع. وإذا اقترحوا الفدراليةَ واجهتهم تعقيداتُ تطبيقها. وإذا ناداهم التقسيمُ وبّخَهم التاريخُ وعبَست بهم الديموغرافيا. وإذا طالبوا بالعلمنةِ علاجاً للطائفيةِ زَجَرتْهم الأديانُ واتهمتهم بالإلحاد. هذه "الاستحالات" ولّدت عند المسيحيين حالتين نفسيتين: الأولى، "شعورٌ بالذنب" جَرّاء تشكيكِ الآخرين عمداً بطروحاتهم (وحدة لبنان امتيازات، الفدرالية تقسيم، والتقسيم خيانة)، والثانية "شعورٌ بالقلق" جراء تشكيكهم الذاتي في صوابيةِ خياراتهم وجدوى تضحياتهم.

هكذا، يعتقد المسيحيون أن قَبولهم لبنان الكبير كان صحيحاً، ويظنّون أحياناً أنه خطأ. يعتقدون أن المطالبةَ بالاستقلال كانت محقةً، ويَندمون أحياناً على انتهاءِ الانتداب الفرنسي. يعتقدون أن الديمقراطيةَ فخرُ لبنان، ويتمنون أحياناً ديكتاتوريةً تفرض القانون والنظام. يعتقدون أن التصدي للمؤامرة سنة 1975 كان الموقفَ المثالي، ويتحسّرون أحياناً على شهداءَ سقطوا في حربٍ يَجري غسلُ الأيدي منها مع أنها مقاومةٌ مشرِّفة.

يعتقدون أن الوجودَ السوريَّ كان احتلالاً وكان لا بد من مقاومته، ووجَدَ بعضُهم فيه مصدرَ جاهٍ وسلطةٍ وفائدة. يعتقدون أن "اتفاق 17 أيار"، لو وُقّع، لأدخلَ لبنانَ السلامَ النهائي، ويشعُرون أحياناً أن إلغاءَه أنقذَ البلاد. يعتقدون أن "اتفاقَ الطائف" أطفأ الحريقَ وثبّت لبنانَ وطناً نهائياً، وينتبهون أحياناً إلى أنه أضعف دورَهم وشلّ الدولة. يعتقدون أن الهجرةَ في زمن العولمةِ أفضلُ من العذاب في وطن محفوفٍ بالأخطار الدورية، ويرفضونها أحياناً ويتشبَّثون بأرضِ الآباء والأجداد. يعتقدون أن الثنائيةَ المارونية ـ السنّية أجدى من المارونية ـ الشيعية، ويؤثرون عليهما أحياناً ثنائيات وثلاثيات أخرى. ويعتقدون أن الأحزابَ مستقبلُ الحياة السياسية، ويترحّمون أحياناً على أيام ِالعائلية والإقطاعية. إذا ربِح المسيحيون معركةً شُغفوا بلبنان الـ 10452 كلم مربع، وإذا هُزموا اقتنعوا بما تَيسّر. إذا تأزمت أوضاعهم طالبوا بحماية أجنبية، وإذا فَرجت رفعوا رايةَ السيادة والاستقلال. إذا وقعت "حرب الجبل" فقدوا ثقتَهم بالدروز، وإذا عاد المهجرون إلى الشوف تناسوا كل المذابح والمجازر وتمنّوا إمارةَ الجبل. إذا اعتدى فريقٌ سُنّي أصولي في طرابلس على سوري من جماعةِ النظام توهَّموا أن العملية جزء من مقاومة لبنانية، وإذا تغنّى سُنّة آخرون بالعروبة اعتبروهم حركةً ضد كيان لبنان. إذا تصدى الشيعة في الجنوب للبؤر الفلسطينية المسلحة افتخروا بهم وعَدّوهم وطنيّين، وإذا تعاطفوا مع إيران شكّكوا في وطنيتهم رغم مقاومتهم إسرائيل.

طالب المسيحيون باستعادة كيان لبنان التاريخي (لبنان الكبير)، وحكموه كأنه لبنان الصغير. أشاعوا أن الطائفةَ الدرزية أساس كيان الجبل، وتحالفوا مع السُنّة في دولة الاستقلال. تقبّلوا سنة 1969 "اتفاق القاهرة" مع منظمة "فتح"، وتساءلوا سنة 1975 كيف صار الفلسطينيون دولةً في قلب الدولة اللبنانية. أرسوا سنة 1976 حلفاً مع "سوريا الأسد"، وبعد فترة ضاقوا ذرعاً بردعٍ تَحوّل احتلالاً. أدى بهم الخوفُ من حربِ إبادة إلى التعاونِ سنة 1982 مع المحور الأميركي/الإسرائيلي، ثم ما لبثوا أن قاطعوا إسرائيل لأنها أرادت فرضَ سلامٍ فوري وأحادي. رفضوا سنة 1986 "الاتفاق الثلاثي"، وقبلوا سنة 1989 اتفاقاً أسوأ منه هو "اتفاق الطائف". لا يعود هذا التأرجح إلى غيابِ الموقف لدى المسيحيين، بل إلى اصطدام أهدافِهم بالواقع. إن المسيحيين هنا لا يُعيدون النظرَ في ثوابتهم الوطنية التاريخية لكنهم يكتشفون فشلَ (أو إفشال) خِياراتهم الصحيحة نتيجةَ سوءِ التطبيق، أو انحرافِ بعضِ القيادات المسيحية، أو عدمِ تجاوب الفريق الآخر، أو التدخلاتِ الغريبة. وبخلاف ما يتراءى لبعضهم، يعرف المسيحيون، منذ قديم الزمان، أنَّ ما يريدون هو: وجودٌ مسيحي حر، وطنٌ لبناني مستقل، مجتمعٌ متعدِّد راقٍ، علاقاتٌ وطيدة مع محيطهم العربي/الإسلامي، وانفتاحٌ حضاري على العالم الغربي/المسيحي. وحافظ المسيحيون في لبنان على هذه الثوابت في كل الظروف ولفظوا (وسيلفظون) كل قيادةٍ جَنحت عنها وساومت على الحرية والسيادة والاستقلال. غير أن المسيحيين لم يُحصّنوا ثوابتهم العامة بمشروعٍ واستراتيجيةٍ وخطةِ عمل، فضاعوا في التفاصيلِ واليومياتِ والمصالح، وبين قياداتهم سيطر الحقدُ على المحبة، والأنانية على الخير العام، والحاضر على المستقبل، والاعتباط على التخطيط. وفي غياب هذا المثلث (المشروع / الاستراتيجية / خطة العمل) تطورت حالةُ الحَيرة إلى حالة ضياع طالت الوسائل (شكل الدولة، حدود التعايش، خيار الحلفاء...) لكنها لم تمس الثوابت (حرية، أمن، سيادة، استقلال وانفتاح...).

وما زاد ضياع المسيحيين حيال الوسائل والخيارات أنهم مروا في أزمات ومآسٍ كيانية وأمنية في ظل جميع أشكال الدولة اللبنانية (من الإمارة إلى الجمهورية مروراً بالقائمقاميتين والمتصرفية)، وفي ظل جميع التسويات الطائفية (من "عامية أنطلياس" إلى "وثيقة الطائف" مروراً بالميثاق الوطني)، وفي ظل جميع التحالفات (من الفرنسيين إلى السوريين مروراً بالإسرائيليين والأميركيين). من هنا، اختلط على المسيحيين العلاج المفيد بالمُضِر، وشعروا أن كل دواء يتناولونه ـ للشفاء من أزمة ـ ينطوي على مفعول سلبي يولّد أزمة أخرى. من هنا لا بد من "عاميّة مسيحية" من دون خجل أو وجل، عوض الضياعِ في قوانينَ انتخابيةٍ لن تغير بمصير المسيحيين شيئاً. ليس المطلوب كتلاً نيابية لهذا أو ذاك، بل المطلوب وطن يحمي المسيحيين وكل اللبنانيين.

 

ماذا يجري مع وحدات من" اليونيفيل" في بعض الجنوب؟

ابراهيم بيرم/النهار/27 شباط 2017

شهدت القاعة العامة لبلدية بنت جبيل السبت الماضي أول تحرك من نوعه ينطوي على رسائل تحذيرية، اذ احتشد فيها مئات من ابناء المدينة وبلدات مجاورة تتقدمهم فاعليات بلدية واختيارية، وذلك استنكارا لما سُمي "ممارسات مشبوهة" لوحدات من قوة "اليونيفيل" و"تجاوزها للحدود والخصوصيات عبر دخول الاملاك الخاصة وانتهاكها احيانا للحرمات وتصوير مواطنين ومناطق داخلية". ووفق معلومات توافرت لـ"النهار" ان الكلمات التي القيت في هذا التحرك والمواقف الحادة والتحذيرية التي اطلقت شددت على "ان هذه الممارسات تخالف جوهر مضامين القرار الاممي 1701 ومندرجاته"، وان "ابناء المدينة والمناطق الجنوبية الخاضعة لعمل القوة الدولية لن يرضوا بتكرار مثل هذه الممارسات وهم يدرجونها في خانة الاعمال الاستفزازية التي سيعملون بقوة على جبهها وعدم السكوت عنها". ومن البديهي لأي مراقب مطلع على الوضع والتوازنات في تلك المنطقة ان يعتبر ان ما حصل في بلدية المدينة هو بمثابة رسالة متصاعدة أُبلغت بشكل مباشر وغير مباشر لقيادة "اليونيفيل" والامم المتحدة من جهة والسلطة اللبنانية المعنية من جهة اخرى، فحواها ضرورة الكف عن المضي في مثل هذه الاعمال للحيلولة دون حصول اشكالات وتداعيات قد تتأتى على خلفيتها وتترتب على تكرارها.

ولا بد من الاشارة في هذا السياق الى ان هذا التحرك الحاشد جاء بعد ورود معلومات عن حوادث احتكاك وصدامات فوق المعتاد سجلت في الاسابيع الثلاثة الاخيرة بين اهالي بعض البلدات والقرى الجنوبية وبين دوريات من "اليونيفيل" كانت تحاول التقاط صور في مناطق معينة، او تلحّ على دخول مناطق تعلم سلفاً انه "ممنوع" على احد ولوجها حتى من اهالي المنطقة انفسهم. وعلى رغم ان هذه الاحداث بقيت في نطاق محدود وظلت بعيدة عن الاضواء، الا ان اصداءها بلغت لاحقا الجهات المعنية في الامم المتحدة والقيادة الامنية اللبنانية، خصوصا ان جهات لبنانية في مقدمها "حزب الله" ابلغت من يعنيهم الامر سواء في بيروت او نيويورك أنها "تتحسس من ممارسات اليونيفيل بعدما تعدّت حدود المألوف وتخطت المعتاد".

معلوم انه منذ مجيء "اليونيفيل" الى مناطق جنوب الليطاني إنفاذا للقرار الدولي الرقم 1701، سجلت التقارير الامنية عشرات الاحتكاكات والمناوشات والمواجهات بين مجموعات من اهالي تلك المنطقة وبين دوريات من القوة الدولية اثر دخول هذه الدوريات الى مناطق معينة او التقاط صور او تركيب كاميرات مراقبة ورصد وتتبع فيها، وقد سقط من جراء هذه المواجهات جرحى من الطرفين وسجلت عمليات استنفار واجواء توتر واحتقان. الا ان "الامور طُبّعت لاحقا على نسق معين" مفاده ان المضي في هذا "النهج" والاستمرار في هذه السياسة من شأنهما ان يفضيا الى تطورات بالغة السلبية قد تنذر باعادة النظر بكل الاوضاع والتفاهمات المعلنة والمضمرة والتي تلت صدور القرار 1701. لكن "حزب الله" وبيئته الحاضنة استشعرا ان الامور عادت في الآونة الاخيرة لتأخذ منحى سلبيا بالنسبة اليه والى المجتمعات الجنوبية المحسوبة عليه وذلك بعدما عادت وحدات من القوة الدولية سيرة يرفضونها. وكان الرد الاعتراضي رسائل متدرجة ومتدحرجة بدأت باحتكاكات محدودة في حينه ثم تصاعدت في اتجاه تنظيم الاحتجاج الحاشد في بنت جبيل والذي هو عبارة عن تجربة اولى من نوعها، وترافق ذلك بطبيعة الحال مع رسائل شفهية لمن يعنيهم الامر فحواها "اننا نستعد لما هو اكثر وانه ما زال في جعبتنا الكثير من الخيارات ما لم يرتدع المعنيون وتعود الامور الى مربعها الاول وسيرتها المألوفة". وكان من البديهي ان يرتفع التحسس ومنسوب الخشية لدى الحزب وبيئته الحاضنة في اعقاب تصاعد الحملة الاعلامية في الاشهر القليلة الماضية عن مناخات حرب آتية عاجلاً على الجنوب بين الحزب واسرائيل، وتزامنت مع تهديدات وكلام اسرائيلي وتحليلات يساعد الاعلام الاسرائيلي على ترويجها على اوسع نطاق عبر الزعم انها معركة الفصل بين الطرفين والتي ستثأر لما حصل في تموز 2006. وفي الاجمال لم يعد خافيا ان تحسس الحزب وخشيته المتصاعدة يتأتيان اساسا من وحدات دولية بعينها ولا سيما تلك المنتشرة في المناطق الحدودية.

ولا بد من الاشارة اخيرا الى ان الحزب "فرز" منذ زمن مجموعات مهمتها الاساسية القيام بعمليات رصد دائم لخط سير الوحدات الدولية. ولهذه المجموعات صلات مباشرة وتنسيقية يومية بالجهات الامنية اللبنانية الرسمية. ولا يكتم الحزب انه يقيم ضمناً على قناعة فحواها ان الجهات المعنية في "اليونيفيل" ليست في وارد اخذ الامور نحو التصادم الاوسع، فمن عادتها في مثل هذه الحالات ان تعيد النظر بالخيارات وتقيس الامور بميزان دقيق. اما اذا ثبت العكس فان الامور مرهونة بأوقاتها.

 

احذروا هذا "التقليد"!

نبيل بومنصف/النهار/27 شباط 2017

يفترض أن يشهد هذا الأسبوع "ولادة" الموازنة الاولى بعد انقطاع استمر 12 عاما كان صورة مطابقة عن الانحباسات والاضطرابات السياسية والدستورية التي طبعت مرحلة الصراعات بين تحالفي 14 آذار و8 آذار. من الناحية العملية لا يمكن التنكر للأهمية المفصلية لهذا الإنجاز المرتقب كأحد المؤشرات الاساسية في استعادة انتظام الدولة على طريق ترجمة شعار "استعادة الثقة" الذي ترفعه حكومة الرئيس سعد الحريري أيا جاءت صورة الموازنة في المطلق خصوصا بعد عملية الحفر بالإبرة التي يتولاها رئيس الحكومة بدأب منذ أسابيع الامر الذي يضمر قرارا ثابتا لديه بان الدخول من باب النهوض الاقتصادي الى مرحلة محفوفة بكل الغموض السياسي ربما يشكل الرافعة الأمثل لحكومته كما للعهد. وبصرف النظر ايضا عن المخاض الساخن الذي فتح مع طرح مشروع الموازنة على النقاش الحكومي والعام كل الملفات المالية والاقتصادية والاجتماعية المتراكمة من اكثر من عقد فان إقرار الموازنة سيرتب في المقابل فتحا على الغارب لملف الانحباس السياسي الذي يحاصر أزمة قانون الانتخاب التي بدأت تتسلل نحو خطر تفجير ازمة دستورية تلوح كل معالمها في الأفق. تبعا لذلك ترانا نتساءل امام احتمال الازدواجية الحاصلة في معاينة مسارين يسيران في اتجاهين متضادين، لماذا ستتمكن الحكومة من تحقيق انجاز ذي طابع اقتصادي ومالي جوهري تنفض معه غبار القعود والكسل والتراخي والترف والتعطيل الذي رتب على البلاد مليارات الدولارات من الهدر والانفاق العشوائي وتضخم الدين العام وعملقة الفساد لأكثر من عقد فيما تقف عاجزة امام قانون انتخاب بات أشبه بوصمة قاتلة للطبقة السياسية اللاهية عن المحظورات الشديدة الخطورة لسقوط المهل الانتخابية ؟ قد لا يكون مستساغا للحكومة ولا بالتأكيد للعهد العوني أي نوع من أنواع الإسقاطات والمقارنات بين هذا العصر السياسي وعصر الوصاية السورية على لبنان في أي اتجاه أو مسار. ولكن مجريات الازمة الطالعة في استحقاق الانتخابات النيابية سيحمل الشيء الكثير من مقارنات كهذه اذا تمادت الامور على قاعدة الفصل بين المسار الاقتصادي والمسار السياسي علما ان لا انبعاث حقيقيا لأي إنقاذ اقتصادي بالحدود الدنيا من دون تجدد سياسي حقيقي بالمعايير الموضوعية الصرفة. عرف لبنان أسوأ تجاربه اطلاقا في عصر الوصاية حين نشأت تلك المعادلة التي اريد لها تعميق الهيمنة السورية الاحتلالية من خلال انتزاع وحدانية الحكم وتقسيمه بين السياسي والامني من جهة والاقتصادي والمالي من جهة أخرى. ولا نظن اطلاقا ان التسوية السياسية التي بدأت مع انتخاب الرئيس ميشال عون وتشكيل حكومة الرئيس سعد الحريري، ايا كانت ظروفها والمواقف الداخلية والخارجية منها، قامت على خلفية مماثلة. وتبعا لذلك لن تكون اوهام في ان إنجازا آتيا في الموازنة سيشكل الضاغط الاقوى على الحكومة لتتلقف كرة النار في الازمة الانتخابية قبل ان ينفرط عقد استعادة كل شيء وخصوصا وحدانية الدولة.

 

مطلوب قمة عربية - إسلامية تضع استراتيجية لمواجهة إسرائيل حرباً أو سلماً...

 اميل خوري/النهار/27 شباط 2017

عندما زار وفد فلسطيني برئاسة ياسر عرفات، رحمه الله، الزعيم الصيني ماو تسي تونغ طالباً دعم القضية الفلسطينية واستعادة الحقوق المشروعة من اسرائيل، سأل الزعيم الصيني عرفات: كم عدد سكان اسرائيل، وكم عدد السكان العرب في المنطقة؟ وعندما سمع الجواب قال له: "اذهبوا بملايين شعوبكم الى اسرائيل سيراً على الأقدام فتستعيدوا حقوقكم". لكن وبكل أسف فإن كل دولة عربية مشت في طريقها ونسيت طريق فلسطين ولم تعد تتذكّرها إلّا بالمؤتمرات التي لا طائل من بياناتها الختامية، وبالخطب الرنّانة والتهديدات التي لا تنفع، وبالمفاوضات التي لا يحصى عددها والتي تنتهي هي أيضاً إلى بيانات أو اتفاقات لا تلتزمها اسرائيل منذ اتفاق أوسلو، بل تمضي في بناء المستوطنات على ما تبقى من أرض فلسطينية لترسم بها الحدود النهائية لدولة اسرائيل بل للدولة "اليهودية"، بحيث لا يبقى من هذه الأرض ما يكفي لإقامة الدولة الفلسطينية، فيسقط عندئذ حل الدولتين من تلقائه. واليوم يزور الرئيس الفلسطيني محمود عباس لبنان ليؤكّد أن اللاجئين الفلسطينيين هم ضيوف عليه، لكن أحداً لا يعرف متى يعودون الى ديارهم. إن وقت استعادة الحقوق الفلسطينية المشروعة قد حان باتخاذ قرارات مهمّة، لا تبقى حبراً على ورق تترجم واقعاً على الأرض ولا تظل المطالبة بها موسمية يحوّلها المتاجرون بها مطيّة. والقضية الفلسطينية تعبت من الانتقال بها من عاصمة الى عاصمة، وقد حطّت أخيراً وليس آخراً في طهران، فبات مطلوباً عقد قمة عربية – اسلامية تقرّر سبل استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، هل بالمقاومة المسلّحة، هل بإعلان الحرب على اسرائيل وتخوضعها الجيوش النظاميّة على أساس أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلّا بالقوة، هل بالاستمرار في اعتماد النضال السياسي والديبلوماسي من خلال مجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة والاستعانة بالدول المهتمة بالقضية وبتحقيق سلام شامل وعادل في المنطقة؟ إذ من دون حل هذه القضية فلا سلام في المنطقة ولا استقرار بل قلاقل واضطرابات وأعمال عنف وعمليات انتحارية لا تميّز بين الصالح والطالح ولا بين دين ودين ولا بين وطني وخائن. لقد مضى على القضية الفلسطينية أكثر من 65 سنة وهي تطرح في المؤتمرات الدولية والعربية والاسلامية، وقد صمّت الآذان من سماع الخطب الرنّانة وتلاوة البيانات الجوفاء، ومن الدعوى الى مفاوضات تستفيد اسرائيل منها لإضاعة الوقت فيما هي تواصل بناء المستوطنات التي ترسم بها حدود دولتها النهائية، ويظل الفلسطينيون المنتشرون في دول العالم بلا وطن ليصبح توطينهم فيها أمراً واقعاً، وأقصى ما قد يحصلون عليه هو الحكم الذاتي... المطلوب إذاً عقد قمة عربية – اسلامية تضع استراتيجية لاستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني حرباً أو سلماً وعدم الاكتفاء بمقاومة فلسطينية مهما اشتدّت فإنها تستطيع ايذاء اسرائيل لكنها لا تستطيع تحرير أراضٍ تحتلّها، والمواجهة بين المقاومة والجيش الاسرائيلي تبقى غير متكافئة وقد تجعل اسرائيل تحتل مزيداً من الأراضي الفلسطينية والعربية. فهل يصير اتفاق على عقد هذه القمة لوضع استراتيجية المواجهة مع اسرائيل؟

في حديث صحافي للرئيس الفلسطيني عام 2010 قال: "نحن نرفض المقاومة المسلّحة وكذلك كل فئات الشعب الفلسطيني، فإذا كان العرب يريدون الحرب فنحن معهم، وإذا كانوا لا يريدون الحرب ولا يريدون السلام في الوقت نفسه فإن حالة لا سلام ولا حرب غير ممكنة. فالمبادرة العربية للسلام لا تزال قائمة، لكن العرب بكل أسف لم يفعلوا شيئاً لترويجها"، وأنه طلب شخصياً من صحف عربية أن تنشر المبادرة لكنها رفضت، "فهذه المبادرة تحرج اسرائيل وهي أهم سلاح في يد العرب. ولكن يطلع علينا بين الحين والآخر من يهدّد بسحب المبادرة فنقول له ما هو البديل؟ فإذا كنتم تريدون الحرب فتفضّلوا، فيردّون بأننا لسنا مستعدّين للحرب. وإذا كنتم غير مستعدّين للحرب فماذا تريدون؟ أتريدون الحرب بالشعب الفلسطيني فقط؟ لا لن نقبل بذلك، كما لن نقبل المقاومة المسلحة لأننا نعرف نتائجها، فقد دمّرنا في الانتفاضة الثانية ودمّرنا في العدوان على غزة، وليس لدي استعداد لتدمير شعبنا مرة أخرى، وسنتخذ قراراً ازاء العودة الى المفاوضات بناء على قرار عربي مبني على ضمانات أميركية بوقف أي أعمال استفزازية حساسة، والاستيطان هو القضية الأكثر حساسيّة لنا". لقد باتت القضية الفلسطينية في حاجة الى قرارات تنفّذ لا الى بيانات وشعارات.

 

تخلّى عن "الماسونية" وفضح المستور: هذه القصة الكاملة

أليتيا/26 شباط 2017

كثيرون هم الذين يتخلون عن الماسونية، وإنما قلائل هم الذين يتجرأون على قول ذلك. هذه هي حالة سيرج أباد-غاياردو، المهندس الفرنسي البالغ اليوم 60 عاماً، والذي أمضى 24 سنة من عمره وسط أحد المحافل الماسونية الأكثر أهمية في فرنسا، محفل حق الإنسان. يشكل كتابه “لماذا لم أعد ماسونياً” شهادة مثيرة عن السنوات التي قضاها المؤلف في الماسونية. فبعد اهتدائه إلى المسيحية (كان معمداً، لكنه كان قد ابتعد عن الكنيسة)، فهم أن الديانة الكاثوليكية والإيديولوجية الماسونية متنافرتان، وقرر التخلي عن الماسونية. وهكذا، كانت عملية عودته إلى الإيمان طويلة جداً.

ما هو السبب الذي دفعكم إلى الانضمام إلى الماسونية؟

سيرج أباد-غاياردو: كنت في سنّ ووضع اجتماعي مثاليين لأكون ماسونياً. في الثالثة والثلاثين، كنت موظفاً رفيع المستوى في البلدية، بصفة مدير للتخطيط المدني. في تلك الحقبة، كنت قد ابتعدت عن الكنيسة، وكان إيماني فاتراً جداً. فعرض عليّ صديق لم أكن أعلم أنه ماسوني أن أنضم إليها. وكان لديّ فضول لاكتشاف الأسرار المزعومة لهذه المنظمة.

متى بدأتم تدركون جوانبها المزعجة؟

سيرج أباد-غاياردو: في البداية، جعلتني بعض كلمات الطقس الماسوني (طقس اسكتلندي قديم ومقبول) أكتشف روابط بين الماسونية والكنيسة. على سبيل المثال، ترد في طقس الإدخال جمل مثل “اطلبوا، تجدوا” و”اقرعوا، يُفتح لكم” الموجودتين في الإنجيل. شيئاً فشيئاً، أدركت أن المعنى لم يكن عينه. سمعت أيضاً عبارات معادية جداً للإكليروس. لم يرق لي ذلك، لكنني تكيفت معه لأنني كنت ابتعدت عن الإيمان، ولا سيما عن الكنيسة. إضافة إلى ذلك، كان يحكى كثيراً في الماسونية عن الأخوّة، لكنني فهمت أنه كان هناك وراء هذه الأخوّة الظاهرية بعض التسويات والصراعات من أجل السلطة حتى وسط الماسونية. أخيراً، عندما عدت إلى الإيمان، فهمت أن الكثلكة والماسونية متعارضتان.

كيف حصلت عملية الاهتداء هذه؟

سيرج أباد-غاياردو: دامت حوالي تسع سنوات! أعتقد أن الله تركني طويلاً في خطأ الماسونية (24 سنة حتى أصبحت خبيراً موقراً ووصلت إلى أعلى الرتب) لكي لا يتمكن اليوم أي ماسوني من القول لي – كما حاول البعض فعل ذلك بنية سيئة – بأنني لم أفهم شيئاً. مررت بعدة مراحل. بداية، كما أشرح في كتابي، أدركت حضور المسيح بجانبي. هذا الأمر بدأ سنة 2002 عندما التقيت بكاهن فرنسيسكاني قرب آكس آن بروفانس. بدت لي كلماته ماسونية، وأعجبتني لأنني كنت أعتقد أن هناك روابط بين الماسونية والكثلكة، ولكن تبيّن لي تدريجياً أن معنى كلماته كان مختلفاً في الجوهر.

هل بإمكانكم إعطاء مثل عن ذلك؟

سيرج أباد-غاياردو: عندما تتحدث الماسونية عن “نور”، تتحدث عن “معرفة”، عن علم خفيّ ومبهم وسريّ. لكن هذا الفرنسيسكاني كان يتحدث عن “النور” على أنه محبة الله لنا. المثل الآخر عن ذلك هو التالي: عندما تقول الماسونية: “اطلبوا، تجدوا”، تقصد البحث في أعماق الذات أي الكلمة المبهمة الماسونية V.I.T.R.I.O.L. (Visita Interiorem Terrae Rectificando Invenies Occultum Lapidem: زر باطن الأرض، وأثناء التصحيح ستجد الحجر المخبأ). لكن كلمات الإنجيل لا تعني شيئاً من ذلك، وهي تقول أن الله يبحث عنا حتى قبل أن نفكر بالبحث عنه. الله هو الذي يعطي الحب للإنسان، وليس العكس. محبة الإنسان هي صورة عن محبة الله. لقد خلقنا الله على صورته. وليس لهذا كله أي علاقة بالسحر أو علم الغيب أو الصيغ الرمزية! خرجت من هذا اللقاء مع الفرنسيسكاني بمشاعر مضطربة تماماً، وشعرت بحضور المسيح بقربي. لم أكن أتخيل أنه كان يحبني بهذا الحب الكبير الذي أشعر به الآن، والذي تعجز الكلمات عن وصفه.

ولكن، لم يكن ذلك الاهتداء التام

سيرج أباد-غاياردو: بدأت أصلي من جديد من دون أن أذهب إلى القداس. وفي أحد أيام سنة 2005، في فترة سيئة من حياتي، كنت في كابيلا عندما أجابني المسيح. كان ذلك اختباراً لا يصدق، حتى أنني كدت أسقط عن مقعدي. ولكنني رغم ذلك كنت أقاوم ولم أكن أفهم الأمور التي كان المسيح ينتظرها مني.

ماذا حدث لاحقاً؟

سيرج أباد-غاياردو: سنة 2012، اختبرت ما يمكن تسميته بـ “الشر”. وجدت نفسي أمام سواد النفس البشرية وأمام حضور الشيطان في حياتنا مع الشعوذة والسحر. قد يبدو ذلك مستحيلاً، ولكنني لا أملك خياراً آخراً إلا أن أروي القصص كما حدثت. العالم توقف بالنسبة إلي. في غضون بضعة أشهر، خسرت وظيفتي ومعاشي الجيد والبيت الذي كنا نسكن فيه ويختي الذي يبلغ طوله 12 متراً وسيارتي الرياضية وأصدقائي… كنت أشعر بأنني تائه تماماً ولم أكن أجد أجوبة في الماسونية التي كانت عاجزة عن الإجابة عن مسألة وجود الشر في العالم. فخطرت ببالي فكرة إجراء رياضة روحية لبضعة أيام في دير لاغراس؛ هناك، أمام المسيح المصلوب، رحت أبكي وأدركت أن هذا المسيح كان يبكي معي. كانت هذه المحبة كالنور. أمضيت أسبوعاً مع الرهبان، وانفتح قلبي كلياً لمحبة المسيح.

هل تركتم الماسونية بشكل نهائي في تلك الفترة؟

سيرج أباد-غاياردو: كل ما كنت أعيشه بدا لي خاطئاً، أو أقله فاتراً. لم أتمكن من البقاء لأنني أدركت أن الماسونية تتعارض تماماً مع الإيمان الكاثوليكي.

هل تتمتع بالقدرة التي يعطيها إياها ما يحكى عنها؟

سيرج أباد-غاياردو: أجل، تتمتع بهذه القدرة! في فرنسا، منذ سنة 2012، هناك عدد كبير من الوزراء الماسونيين. وإن خبراء الشرق العظيم وحق الإنسان والمحفل الماسوني الكبير يرغبون في تغيير المجتمع. فالقوانين كالإجهاض أو القتل الرحيم أو الزواج المثلي هي أفكار ماسونية. وقد اعترف أحد أسياد المحفل الماسوني الكبير في فرنسا، بيار سيمون، أن كل هذه القوانين كان قد تم البحث والتعمق بها في المحافل الماسونية قبل أن يصوت لها النواب.

وهل تحيك مؤامرات؟

سيرج أباد-غاياردو: تؤمن الماسونية بـ “المثالية”. بمعنى آخر، تسمح لنفسها بكل ما هو ممكن لكائن بشري. لا حدود في شريعة طبيعية آتية من عند الله؛ والأخلاق ناجمة عن ميثاق اجتماعي. إذاً، ما من أسلوب حياة آخر سوى مذهب المتعة: المتعة والسعادة هما الهدف الأوحد، والخلاص الأبدي غير موجود، ولا بد من التمتع بالحياة. إذاً، تتآمر الماسونية ضد كل طريقة تفكير لا تخصها.

 

المصالحة بين رئيس الجمهوريّة وفرنجيّة مُتعثّرة

عيسى بو عيسى/الديار/26 شباط 2017

حتى الساعة لم تطأ قدما النائب سليمان فرنجية قصر بعبدا ولا يبدو في الافق ما يوحي بترجله يوماً قريباً في القصر الجمهوري فلا هو عازم على المجيء ولا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سيوجه له دعوة حسب ما اوحت مصادر المردة منذ اكثر من شهرين كشرط لفرنجية كي يزور رئيس البلاد، وفي كلا الحالتين ومع المعرفة الحثيثة بطباع الرجلين لا توجد بارقة امل في جمع زعيم مسيحي برئيس للجمهورية. ولا شك ان نقول مصادر مسيحية عليمة ان المعول عليهم للقيام بوساطة قد جربوا حظوظهم ولكن ما من نتيجة تذكر حتى الآن وتشرح هذه المصادر عن الاطراف التي حاولت التقريب بين وجهات النظر وفق التالي:

اولاً: البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يعمل في العلن والخفاء على جمع الرجلين وفق صيغ معينة وتعتبر مصادر الصرح البطريركي ان الراعي يقوم بهذا المسعى بتكليف او من دونه وفق رسالته الدينية والوطنية وشعار تسلمه البطريركية الذ يتمثل بكلمتين: شركة ومحبة ومن هذا المنطلق لم يترك البطريرك فرصة او وسيط مساعد للقيام بهذه المهمة، وكانت اجوبة الطرفين تتمحور حول عدم وجود اختلاف في النظرة الاستراتيجية الوطنية ولا لمستقبل الوطن والشراكة بين كافة مكوناته ولا حتى عداء شخصي مستحكم بين الرئيس وفرنجية ليتمحور الخلاف من اساسه حول ما قاله رئيس تيار المردة في اكثر من مقابلة تلفزيونية عن العماد ميشال عون قبل ان يصبح رئيساً للجمهورية واعتباره كلاماً لا يمكن القبول به من قبل مصادر التيار الوطني الحر التي تضيف: ان غبطة البطريرك حاول المساعدة في فترات عديدة واطراف آخرين الا ان وضع الشروط كان ابرز سمات الخلاف خصوصاً بعدما مدّ رئيس البلاد يده للجميع وحتى اخصامه للوصول الى اجماع ان دور البطريرك الراعي حسب المصادر المسيحية سوف يستكمل في كل لحظة وعند كل لقاء ان كان من خلاله شخصياً او موفدين من قبله.

ثانياً: لا يبدو ان حزب الله قد تكللت مساعيه باي نجاح يذكر بل وحسب المصادر المسيحية فان الامور ذاهبة نحو التأزم والتوتر بشكل علني دون حاجة للاقنعة، وما ينطبق على حزب الله يتوازى مع مساعي الرئيس نبيه بري الذي اصبحت علاقته جيدة بالتيار الوطني الحر وحكماً مع النائب سليمان فرنجية فان مقولة «خالي الوفاض» تصح على الواقع القائم بين المردة والتيار الوطني الحر وهي سلبية بامتياز وطاغية على كافة تحركات الطرفين واكثر الدلالات على هذا التأزم هي التصاريح المباشرة التي جرت بين الوزير جبران باسيل والنائب سليمان فرنجية حين وصف الاخير قانون الانتخاب الذي عمل عليه باسيل انه معقد ليرد رئيس التيار الوطني بانه «يتفهم ان يكون هناك من لا يفهم بالارقام»، كما ان الوزير السابق يوسف سعادة كان واضحاً حينما قال: «يمكن ان يكون قد نشأ لدى البعض حين تحدث عن عقل واسع وخلاف يتسلق المنابر ويملأ الشاشات ويفرّخ كل يوم قانوناً على قياسه» واعطى سعاده باسيل تشبيهاً حين وصف باسيل «بالطاووس» حتى ولو لم يسمّه في حين قاطع فرنجية الاستشارات النيابية في قصر بعبدا وهي سابقة من نوعها الأمر الذي وجد فيه التيار الوطني رسالة سلبية للغاية في وجه العهد مع العلم ان رئيس الجمهورية أعلن في حينه ان ابواب بعبدا مفتوحة امام الجميع.

ثالثا: عملت بعض الشخصيات المستقلة حتى دون تكليف من الجهتين على محاولة تقريب وجهات النظر بين المردة والتيار الوطني الا انها بدورها وجدت صعوبات في هذا الاطار حيث تبين لها ان لكل جهة رأيها الخاص ومتمسكة به ولكنها لاحظت ان هناك وداً لم يفقد حتى الساعة بين الحزبين.

رابعاً: مصادر التيار الوطني الحر أكدت انها ليست بوارد التصعيد تجاه اية فئة اوحزب او تيار خصوصاً ان هناك العديد من كوادر التيار الوطني يضمرون الود للنائب فرنجية حتى ولو لم تكن هناك علاقة مباشرة بين الحزبين وتوضح ان قانون الانتخاب لن يقبل به التيار اذا كان يستهدف اية فئة مع العلم ان مشروع القانون الذي قدمه الوزير جبران باسيل لا يتأثر به النائب فرنجية اما بالنسبة للمناداة بالنسبية فان خسارة موقع من هنا يمكن تعويضه في دائرة أخرى هكذا هي حال الاحزاب والتيارات مجتمعة ولا ضرورة لاستعمال وسائل التواصل الاجتماعي سبيلاً للهجوم على رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر، من هنا تضيف المصادر نفسها ان الوزير باسيل له كامل الحرية في زيارة اية منطقة خصوصا انها كانت معدة سلفاً منذ قبل شهرين من الزمن.

مصادر تيار المردة تعتبر ان العلاقة بين رئيس الجمهورية والنائب سليمان فرنجية تتلخص بالقول: ان القديم ما زال على قدمه لأن المسألة مسألة نوايا وليست مصالحة فقط وفيما خص المردة نوايانا سليمة ولكن عندما يتم النظر الى سلسلة من الامور الاساسية في البلد يمكن الاستخلاص من خلالها اننا مستهدفون وفق التالي:

أ- قانون الانتخاب وما يجري الحديث حول التقسيمات يوحي وكأن المردة وسليمان فرنجية هما الهدف الاساسي من اجل اقصائهما.

ب- في تشكيل الحكومة وما رافقها من فيتوات على النائب فرنجية حول توزيع الحقائب يدل على ان النوايا كانت للاحراج من اجل الاخراج ولكن لا يمكن لأي كان ان يلغي احد في هذا البلد خصوصاً ان الجميع كانت لديه معاناة مع هذا الامر ابتداء من الرئيس ميشال عون الذي نفي خمسة عشرة عاما ثم عاد رئيسا للجمهورية وكذلك الدكتور سمير جعجع الذي سجن احد عشر عاماً ثم افرج عنه، وتضيف المصادر نحن كمردة تعرضنا للكثير من الضغوط والمعاناة ايضاً وبالتالي فان التهويل لا ينفع معنا، والحرب على شخصية مسيحية وازنة في البلد يضاف اليها من هم خارج الثنائي القواتي - العوني والمحور الذي ننتمي اليه كمردة وهو محور كبير.

ج- ما جرى اخيراً في زغرتا من حركات لا يبشر بالخير وكل المقصود من خلاله توجيه الرسائل ولكن نحن لنا حضورنا في زغرتا والشمال ولا أحد يستطيع نكران هذا الأمر.

 

ترامب وبوتين قادران على الأسد وسليماني و... أردوغان؟

جورج سمعان/الحياة/27 شباط/17

لا يكفي تحرير الموصل والرقة ليستقيم الاستقرار في العراق وسورية. وأن يقوم إجماع دولي - إقليمي على محاربة الإرهاب في العراق وسورية لا يعني أن القوى الكبرى أطلقت مسيرة تفاهم على نظام إقليمي يشكل لبنة أساسية في النظام الدولي. الصراعات الأهلية في الإقليم تغذيها نذر حرب باردة بين كبار كثر بعيدين وقريبين. والمشهد الاستراتيجي الدولي مقبل على تغييرات عميقة مع اندفاع الإدارة الأميركية الجديدة إلى تغيير قواعد اللعبة. أوإلى تصحيح ما تعتبره خللاً أصاب قدرة الولايات المتحدة وحضورها العالمي ومؤسستها العسكرية ومصالحها القومية. في مقابل هذا التوجه دعا وزير الخارجية الروسي أخيراً إلى نظام دولي جديد لا تهيمن عليه الدول الغربية. وأطلق عليه تسمية «نظام ما بعد الغرب». إنه تحد روسي كبير سيواجه الرئيس دونالد ترامب الذي يدعو إلى رفع بلاده إلى الموقع الأكثر تفوقاً في العالم. أي إلى ترسيخ موقعها في النظام الذي عقب سقوط جدار برلين ويتعرض منذ سنوات لاهتزازات جذرية... إلا إذا كانت هذه الخطابات العالية اللهجة من مقدمات أو شروط الاستعداد للجلوس على طاولة التفاهم لإبرام ما يمكن من تسويات وصفقات مقايضة.

راقب الأميركيون في السنوات الأخيرة الطموحات الكبيرة للصين وروسيا اللتين استعجلتا وتيرة هيمنتهما على ما تعدانه فضاءهما الأمني ومجال مصالحهما الاستراتيجية. وما رفع حمى هذا السباق لسيطرتهما على محيطهما الجغرافي، من شرق آسيا إلى شرق أوروبا والشرق الأوسط أيضاً، انكفاء الإدارة الأميركية السابقة أو عجزها أيضاً عن المواجهة. تجلى هذا العجز مع تسليم الرئيس السابق جورج بوش الإبن باجتياح الروس مناطق واسعة من جورجيا. وتفاقم الأمر مع عجز خلفه باراك أوباما عن مواجهة سياستهم في زعزعة استقرار أوكرانيا وضمهم شبه جزيرة القرم. ثم في اندفاعهم نحو سورية حيث أقاموا قواعد ثابتة منطلقاً إلى الإقليم كله. هذه التطورات نجمت عن سياسات الرئيس السابق وإحجامه عن الانخراط في الأزمات الإقليمية. وتعويله على وجوب مساهمة دول كبرى أخرى في تحمل المسؤولية عن معالجة أزمات العالم. لذا تسعى الإدارة الحالية إلى القطع مع استراتيجية مهادنة دامت أكثر من ثماني سنوات. تسعى إلى تعويض ما فات. الرئيس ترامب كرر في الأيام الأخيرة ما كان أعلن أثناء حملته الانتخابية. سيعيد بناء الجيش، واعداً بأنه «سيكون أضخم تطوير للجيش في تاريخ أميركا». كما وعد برفع الترسانة النووية وتجديدها لتكون الأكثر تفوقاً. هذه القوة هي التي ستفرض السلام كما قال. وهو قول موجه إلى الكبار، إلى بكين وموسكو التي سارعت إلى التعبير عن انزعاجها. وليست المرة الأولى تعبر فيها عن شكوكها في احتمال التفاهم المرضي مع الإدارة الجديدة. وموجه أيضاً إلى القوى الإقليمية الكبرى والحركات التي بدا في العقد الأخير أنها تمددت هي الأخرى لملء فراغ خلفه الإنكفاء الأميركي في مواقع كثيرة خصوصاً في الشرق الأوسط.

الانسحاب الأميركي من العراق نهاية العام 2011 كرس هيمنة إيران على هذا البلد. وعزز طموحها إلى ملء الفراغ في الإقليم بعد تحول استراتيجية أوباما نحو شرق آسيا والهادىء حيث أيضاً لم تفلح في صد الصين. والابتعاد عن أزمة سورية في السنوات الست الماضية دفع روسيا إلى التدخل الواسع في هذا البلد. وشجع قوى إقليمية على تدخلات مماثلة. ولا شك في أن تحرير الموصل والرقة، وهما أولوية في استراتيجية الرئيس ترامب، سيدفعه إلى أهدافه الأخرى وعلى رأسها الحد من نفوذ الجمهورية الإسلامية التي أطلق عليها أركان إدارته شتى النعوت: فهي أول دولة راعية للإرهاب، وأكبر دولة تزعزع استقرار الشرق الأوسط... أي أن القضاء على «داعش» سينذر ببدء الصراع على مواقع النفوذ، خصوصاً في العراق وسورية. لن يكون الأمر سهلاً. هناك قوى أخرى حاضرة في الميدان. لن يقتصر الصراع على واشنطن وموسكو. تحت هذه المظلة تدور حروب مفتوحة بين إيران وتركيا، وبين الأولى ودول عربية عدة.

واضح أن القوتين الأميركية والروسية تتنافسان على تقاسم المنطقة. يستدعي هذا بالضرورة إعادة رسم حدود لتدخل الآخرين. الولايات المتحدة تطمح بدور كبير في العراق كما كان الأمر قبل انسحاب قواتها من هذا البلد. ترغب في إعادة عقارب الساعة إلى الوراء. لن يكفيها الاعتماد على حليف ثابت هو الكرد أو الفريق الممسك بمقاليد السلطة في كردستان. صحيح أن إيران تجهد للإحتفاظ بقرار بغداد. لكن ثمة سبلاً لإضعاف حضورها في عاصمة الرشيد. يمكن واشنطن مواصلة الرهان على القوات النظامية التي أعادت تأهيلها أداة رئيسية للحد من تغول ميليشيات «الحشد الشعبي» وتقويض سيطرتها. سيكون على البنتاغون مواصلة برامج الدعم والتسليح والتدريب للمؤسسات العسكرية والأمنية. وسيكون على إدارة ترامب استغلال الانقسامات بين القوى الشيعية المتنافسة وما تلحقه من ضعف في الحضور الإيراني. وبين هذه القوى من لا تستسيغ الهيمنة الإيرانية وعلى رأسها المرجعية في النجف والتي تحرص على علاقات متوازنة وطيبة مع الولايات المتحدة تخفف من غلواء طهران المرتبكة الآن بين استحالة إعادة تعويم حليفها نوري المالكي، وضبط توجه سياسة خلفه حيدر العبادي الذي يخوض والآخرين معركة تحالفات مبكرة للانتخابات العامة السنة المقبلة.

وربما كان على واشنطن أيضاً الدفع نحو قيام فدرلة كاملة لبلاد الرافدين، كما نص الدستور. سيساهم ذلك في حلحلة المشكلة بين بغداد وكردستان، وبين القوى العربية المتصارعة مذهبياً أيضاً، وحتى بين القوى الشيعية نفسها. إذ تشي الصراعات القائمة حالياً بين هذه القوى بالبون الشاسع في تعدد الرؤى إلى مستقبل النظام المقبل. فالمرجعية نأت بنفسها عن صيغة التسوية السياسية التي صاغها التحالف الوطني للقوى الشيعية. ومثلها فعل السيد مقتدى الصدر الذي ذهب أبعد في طرح مبادرة لقيت ترحيباً في أوساط المكونات الأخرى للبلاد. ويمكن واشنطن أيضاً أن تساهم أوتشجع عودة العرب إلى بغداد، كمثل الزيارة التي قام بها أخيراً وزير الخارجية السعودي عادل الجبير للعاصمة العراقية. فلا يبقى تقاسم القرار مقصوراً عليها وعلى طهران، كما كانت الحال منذ الغزو إلى اليوم. إن انخراط أميركا وعودة العرب يمكنهما مساعدة أهل السنة لاستعادة دور لهم في إدارة البلاد في إطار صيغة سياسية جديدة على أنقاض «نظام المحاصصة» الحالي. فهل ينجح ترامب بعد تحرير الموصل في مواجهة النفوذ الإيراني في العراق وإخراج قاسم سليماني من بغداد وحل ميليشياته؟ هل سيحقق أهدافه من دون مزيد من الحروب والمواجهات؟

السؤال نفسه ينطبق على سورية. أي هل يمكن القوى الكبرى فرض إرادتها على القوى الإقليمية كما كان يحدث أيام الحرب الباردة قبل سقوط المعسكر السوفياتي؟ فهل ستنجح روسيا مثلاً في حل الميليشيات والحد من نفوذ القوى الإقليمية في بلاد الشام؟ القضاء على فكرة بناء الميليشيات في المشرق العربي وحده كفيل بإرساء اللبنات الأولى على طريق بناء نظام وطني جامع بديلاً من «دويلات» مذهبية وعرقية في كل من سورية والعراق. لن تكون مهمة الرئيس بوتين سهلة. هو يحجم الآن عن مواجهة معلنة مع إيران وحتى مع تركيا قبل اتضاح صورة العلاقة مع الإدارة الجديدة. لكن تحرير الرقة بعد الموصل سيدفعه عاجلاً أو آجلاً إلى مواجهة «الشركاء» المنافسين في الميدان السوري. ولا يمكنه أولاً تجاهل حضور اميركا في الشمال الشرقي للبلاد، وعلاقتها مع تركيا وحلفاء عرب تقليديين، وإن كان أراحه قرار الإدارة وقف توريد السلاح إلى الفصائل. وحتى إن كان هو قادراً بعلاقته مع الجمهورية الإسلامية على إعاقة التوجه الأميركي في أرض الرافدين. لا يبقى أمام القوتين العظميين سوى التسليم واحدتهما للأخرى بتبادل مصالح. أي أن يسلم الكرملين للبيت الأبيض في العراق فيسلم هذا له بسورية.

ولكن تبقى هنا وهناك مشكلة الأطراف الأخرى المعنية بما يجري في هذين البلدين وأولهما إيران وتركيا. لم تترك طهران وسيلة لإبعاد أنقرة عن الساحة العراقية. وها هي الأخيرة تطمح إلى اقتطاع منطقة واسعة في شمال شرق سورية. والسؤال كيف سيقلم الكبيران أظافر هاتين القوتين بعد القضاء على تنظيم «داعش» إذا كان عليهما فرض الاستقرار للحفاظ على مصالحهما؟ لا شك في أن الكرملين الذي يحاذر المواجهة المباشرة مع الجمهورية الإسلامية سيجد نفسه عاجلاً أم آجلاً أمام قرارات لا مفر منها. واضح أن مشروع كل منهما يختلف عن مشروع الآخر. لا يمكن روسيا بعد كل هذا الدور في سورية أن ترضى بتسوية تهدد بتقسيم بلاد الشام. سيكون ذلك إنجازاَ هزيلاً لم يكن ليستحق كل هذا التدخل وإقامة قواعد ثابتة. لن ترضى ببقاء ميليشيات تنافس المؤسسة العسكرية أو أن يبقى رأس النظام أقرب إلى طهران منه إليها. ولن تقبل بسيطرة تركياعلى مناطق واسعة شمال سورية أياً كانت الذريعة. ستكون هذه من المهمات الصعبة أمامها في المرحلة المقبلة، عندما يحين رفع يد الرئيس بشار الأسد عن الجيش وإبعاده عن السلطة. فلا يكفي أن تجهد لترسيخ وقف النار وتحث الخطى البطيئة لاعتماد صيغة سياسية متعثرة حتى الآن تحول دون العودة إلى الحرب. إنها مجرد هدنة لا غير. ستلجأ مجبرة بعيد حين إلى مواجهة الحضورين الإقليميين الطاغيين. ولن يمر الأمر بسلام بلا حروب ومواجهات... إلا إذا ارتفعت وتيرة الحرب الباردة وعندها لا مفر من تسعير حروب بالوكالة في الإقليم كله لن تنتهي بانتهاء دور «داعش».

 

مفاوضات جنيف العقيمة

 رندة تقي الدين/الحياة/27 شباط/17

المفاوضات السورية في جنيف التي يقودها ستيفان دي ميستورا الديبلوماسي الأممي المحنك تظهر في شكل مسرحية بطلها مبعوث النظام السوري بشار الجعفري الذي يراهن على مستقبله. ليست مصادفة أن بداية هذه الجولة من الوقت الضائع ترافقت مع تفجيرين انتحاريين استهدفا مقرين في المربع الأمني في حمص، وقد أتاح ذلك الفرصة للمبعوث السوري ليطالب بأن يكون موضوع مكافحة الإرهاب الأول في المفاوضات التي وضع دي ميستورا خطة لها.

والمعلومات الآتية من حمص أن المربع الأمني محصن في شكل يبدو مستحيلاً دخوله إلا في حال وجود متواطئين داخله، وهذا المربع هو مركز اعتقال وتعذيب ومساءلات من قياديين في النظام لمعارضين قد يكونون أيضاً بين الضحايا. وليس مستبعداً أن تكون الأجهزة النظامية وراء مقتل رئيس جهاز الاستخبارات في حمص حسن دعبول، فمعروف أن هناك توتراً شديداً بين فروع الأجهزة التي تتحارب على تقاسم المغانم المتبقية من بلد خرّبه رأس النظام.

مفاوضات جنيف فرصة الجعفري ليقول إنه يريد الكلام على مكافحة الإرهاب، لأنه لا يريد التطرق الى المسائل السياسية التي وضعها دي ميستورا كخطة لهذه المحاولة في مسار ولد ميتاً طالما أن بشار الأسد يرفض الرحيل، وهو مصر على البقاء حتى على رقعة من بلد منقسم. والجعفري يراهن على مواقفه المتشددة للبقاء ممثلاً للنظام في نيويورك وربما يفكر في أكثر من ذلك. هل إنه يطمح الى الجلوس على كرسي الأسد يوماً ما اذا اعتبر الروس أن الأسد أصبح عبئاً عليهم. فالديبلوماسي السوري المعروف في الأوساط الروسية يسهّل على بوتين الجواب حين يسأل دائماً: أين بديل الأسد؟ ربما يراهن الجعفري على ذلك في عمق نفسه ويظهر براعته في التشدد واستمرارية النهج الأسدي في اللامفاوضة. وخطة دي ميستورا في المفاوضات مبنية على 3 موضوعات: الانتقال السياسي والدستور والانتخابات، على أن تطرح كلها معاً. وجاءت محاولة الجعفري لتأخير التطرق للموضوعات السياسية بالدعوة الى التحدث عن مكافحة الإرهاب. فلتتحدث المعارضة عن ذلك. لم لا؟ فالإرهاب أساسه النظام والجعفري هو المدافع الأقوى عنه. ولدى أركان المعارضة في جنيف الكثير من الدلائل عمن يرتكب الإرهاب في سورية ويشجع عليه. فبين الموجودين بعض الذين اعتقلوا وتم تعذيبهم في المربع الأمني في حمص تحديداً، وهم يعرفون جيداً صعوبة الوصول إليه على رغم أن المعارضين يسيطرون على حمص، ولكن وحده هذا المربع الأمني هو المحصن من النظام الذي منذ نشأته يعتمد الإجهزة لإرهاب الناس، إن في سورية أو في لبنان.

على المعارضة أن تظهر براعة أكبر في عرض مواقفها. أولاً أن تطالب بالتحدث في جميع الموضوعات معاً وليس موضوعاً بعد الآخر. وعليها أن تنظم نفسها أكثر مما هي الآن وأن تكون إطلالاتها الإعلامية أوسع وأفضل، وألا تترك المجال للجعفري ليبيع الرأي العام مواقف كاذبة، فواضح أن الأسد غير مستعد للتطرق لأي انتقال سياسي، وسبق له أن تخلص من كثيرين حوله و «رحّلهم»، خصوصاً الذين تصعد أسهمهم في الخارج، فآصف شوكت الذي قيل انه بديل قُتل، ثم تم وضع فاروق الشرع في إقامة جبرية. أما وليد المعلم فلم يعد له صوت منذ فترة والآن عهد الجعفري. الى متى؟ لا أحد يعرف. هل يكون البديل او انه سيرحل كزملائه الذين سبقوه؟ وفي أي حال، مأساة سورية لن تحل بمثل هذه المفاوضات التي لن تتقدم ولن تصل الى نتيجة إلا بقرار روسي- أميركي برحيل الأسد وإخراج إيران من سورية، وهذا ليس الواقع حالياً.

 

أبواق الفتنة في الخليج من خلايا نائمة

راشد صالح العريمي/الحياة/27 شباط/17

منذ جريمة غزو الكويت عام 1990، لم تكن منطقة الخليج في مواجهة اختبار مصيري أكثر مما هي عليه الآن. ولا مبالغة في القول إن الوضع الحالي أصعب مما كان عليه لدى غزو الكويت، فقد كانت كلمة الخليج والعالم العربي والعالم بأسره واحدة آنذاك في رفض العدوان والإصرار على دحره مهما كلف الأمر. وعدا بضع دول وبضعة أفراد لا وزن لهم في المعادلة وقتها، ومن بينهم المخلوع علي عبدالله صالح، لم يكن هناك من يتوقع نتيجة مختلفة عما حدث بالفعل. والتهديد الذي نواجهه في الوقت الحالي أعمق خطراً وأفدح أثراً، لأنه يجرى في سياق دولي مختلف، ويجد بين ظهرانينا في الخليج، وهذا هو الأخطر، من يقوم بدور طابور خامس من خلايا «الإخوان» النائمة. الحقيقة التي لا مراء فيها أن الإمارات العربية المتحدة كانت الشريك الأول للمملكة العربية السعودية منذ انطلاق «عاصفة الحزم»، وقبلها بسنوات كان رجال القوات المسلحة الإماراتية إلى جانب رجال المملكة العربية السعودية يؤدون واجبهم في حفظ أمن البحرين الشقيقة ويحبطون مخططات الفوضى فيها. وعلى رغم أن المهمة في البحرين لم تكن يسيرة، وأن دماء إماراتية غالية روت دماء أرض البحرين الشقيقة، فإن قرار حماية اليمن من مخطط الابتلاع الإيراني من طريق «عاصفة الحزم» كان انتقالاً محورياً وعلامة فارقة في تاريخ المنطقة لا يشبه ما بعدها ما قبلها. ومن المؤكد أن دولاً أخرى قدمت أشكالاً من المساعدة والدعم لـ «عاصفة الحزم» و «إعادة الأمل» من بعدها، لكن المؤكد أيضاً أن ذلك لا تمكن مقارنته بأية حال من الأحوال بدور الإمارات وجهودها إلى جانب الشقيقة الكبرى.

طبيعة اليمن الجغرافية وتعقيداته السياسية والقبلية، وحجم تسليح الحوثيين وتمرسهم بحرب العصابات ومعرفتهم بالأرض التي يخوضون عليها معاركهم، وتحالفهم الانتهازي مع علي عبدالله صالح، والدعم الإيراني المفضوح، وانتشار السلاح في كل مكان، كل ذلك كان ينذر بحرب ضارية ومكلفة اقتصادياً وبشرياً، ويضاف إلى ذلك خبرات تاريخية تفيد بأن اليمن كان قادراً على إجهاد من يخوضون الحروب على أرضه، وجرهم إلى استنزاف طويل يقود في النهاية إلى الهزيمة. وعلى رغم ذلك كله لم تتردد الإمارات لحظة في خوض الحرب وتسخير كل إمكاناتها لإعادة الشرعية وحماية المنطقة ودولها كافة من مخططات إيران التي زرعت على حدود دول مجلس التعاون كياناً إرهابياً مسلحاً متأهباً للعدوان حينما تصدر إليه الأوامر من طهران.

طوال عامين، سطرت القوات الإماراتية والسعودية ملحمة من الإخاء والتعاون والأداء العسكري المتقن، أدت إلى تحرير معظم أجزاء اليمن من أسر الانقلابيين، ولا تزال المواجهة في أوج احتدامها. وإذ يدرك أذناب إيران وتوابعها أن التحالف السعودي - الإماراتي هو الصخرة المتينة التي انكسرت عليها أوهام السيطرة على اليمن، فقد عملت الآلة الدعائية التابعة لهم، في خضم ما تمارسه من تضليل، على اختلاق إشاعات وقصص تزعم وجود اختلافات أو تباينات في وجهات النظر بين السعودية والإمارات، وتكرار هذه المزاعم بكثافة وعلى المدى الطويل، وتغذيتها بمزيد من الوقائع والحوادث كل يوم، لعلها تنجح في خداع بعض الناس عن حقيقة الهزيمة التي مني بها الانقلابيون. ليس مستغرباً أن يلجأ إعلام العدو إلى هذه الحيلة، لكن المستغرب أن يتم استخدام الأسلوب نفسه من جانب أشخاص يرتدي بعضهم مسوح الناصحين والحريصين على المصلحة الخليجية، وهم في الحقيقة لم يفعلوا أكثر من تقديم خدمة مجانية للأعداء المتربصين، وتكرار دعايتهم الرخيصة وقد اكتسبت قوة بصدورها هذه المرة عن أشخاص يزعمون أنهم حلفاء للسعودية، ومعادون لإيران وأذنابها. ومثل هذا السلوك ليس مجرد خطأ يمكن السكوت عنه، بل يدخل في باب الخيانة الصريحة الواضحة، والعمل لمصلحة العدو ومساعدته في تحقيق هدفه، وهو إيجاد ثغرة للخلاف، وتصدير صورة سلبية إلى العالم وإلى شعوب الخليج تشوه بطولات أبنائنا وتضحياتهم في اليمن.

العلاقات السعودية - الإماراتية لن تهتز لمثل هذه الدعاوى الجوفاء، ولن تدرك أبواق الفتنة معنى أن تختلط دماء الشهداء الزكية من البلدين، وأن تخوض قواتهما المسلحة طوال عامين معارك مشتركة، وأن يواجه الجنود في كل منهما الأخطار موقنين بأن أشقاءهم يحمون ظهورهم، وأن كلاً منهم هو السند لأخيه الذي يقاسمه تضحياته ويشاركه هدفه النبيل. ولن يعلم خبثاء الطوية عمق أخوة السلاح التي جمعت القادة العسكريين الإماراتيين والسعوديين وهم يخطون معاً فصلاً في كتاب البطولة والشرف. ولن تستوعب عقولهم المشوشة بالنفاق وسوء القصد متانة الصلات بين القيادة الحكيمة والرشيدة في البلدين الشقيقين، بعد أن اتضح للعيان الطرف الذي يتاجر بالكلمات وينكص على عقبيه حين تحين الحقيقة. أحاديث الفتنة التي يسوّق لها خفافيش الخلايا النائمة لجماعة «الإخوان المسلمين» ستذروها الرياح، لكنها لا ينبغي أن تمر مرور الكرام، ولا أن نترك مطلقيها يمضون بفعلتهم وكأن شيئاً لم يكن، فهؤلاء لا يريدون بنا ولا لنا خيراً، وهم علينا لا معنا، قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدروهم أكبر. وليس من الحكمة التسامح وغض الطرف مع من يفتح أبوابه للأصوات الناعقة، ومن يسخّر منابره وإعلامه من أجل ترويج أحاديث الإفك.

لقد اختارت السعودية والإمارات أن تخوضا هذه المواجهة الصعبة نيابة عن منطقة الخليج بأسرها، ونيابة عن العالم العربي الذي تستهدفه إيران بالتخريب والهيمنة. والمهمة التي تقوم بها الدولتان هي مهمة استعصت مثيلاتها على دول عملاقة وتحالفات عالمية كبرى، فليس الأمر متعلقاً بمعركة عسكرية أو معارك يخوضها البلدان على أرض اليمن، بل يشمل المهمة توفير سبل الحياة في المدن المحررة، وتوفير الخدمات في مناطق فقيرة ومحرومة من الخدمات، ضربها الجوع والفقر، وتركها الحوثيون وقد دمروا منها ما استطاعوا، ويتربص بها الإرهاب بجماعاته التي انتشرت في ظل الفوضى وغياب الدولة، ويتم هذا كله في إطار من العلاقات القبلية والتباينات المناطقية وإرث للتحالفات والعداوات المتبدلة باستمرار. إن ما حققته السعودية والإمارات في هذا الجانب أقرب إلى المعجزة، وسيبدو حجم الإنجاز أكثر وضوحاً إذا استحضرنا الفشل الذي لحق بالأميركيين وهم يحاولون أداء مهمة مشابهة في العراق، على رغم الإمكانات الهائلة للولايات المتحدة الأميركية، ولقائمة طويلة من الدول الكبرى كانت تعمل على تحقيق الهدف نفسه. للحرب ضروراتها، ومن المعروف أن ارتكاب مخالفة أو جريمة في الظروف العادية قد تترتب عليه عقوبة بسيطة، لكن المخالفة نفسها وقت الحرب تستلزم عقوبات رادعة وقاصمة، لأن كلفة أي خطأ قد تكون فادحة. وقياساً على ذلك، فإننا إذا كنا اعتدنا من دولة ما أو جماعة بعينها أن تمارس وقت السلم تدبير المكائد واصطناع الخلافات، فإن تكرار السلوك نفسه ليس مقبولاً وقت الحرب، ويصعب تمريره. والمملكة العربية السعودية وقادتها هم الأكثر إدراكاً ووعياً بما يُبطنه ناصحو السوء، لذا فقد كان رد المملكة على ترهات المرجفين رداً عملياً، تمثل في تنامٍ متصاعد للعلاقات السياسية والاقتصادية طوال السنوات الماضية، وتكثيف للقاءات والزيارات التي تجمع القيادة في البلدين، وتعميق للتعاون الذي شهدنا إحدى فاعلياته المهمة الأسبوع الماضي، متمثلة في «خلوة العزم» التي احتضنتها الإمارات العربية المتحدة، وضمت 150 من كبار مسؤولي البلدين لتعميق الشراكة الاستراتيجية وتوسيع مجالاتها. ومثل هذه العلاقات لا تنال منها سفاهات الصغار وألاعيبهم، الذين لن يحصدوا آخر الأمر إلا خيبات الأمل.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

آلان عون: لا نخوض معركة تغيير قانون الانتخاب من أجل فريقنا فنحن مرتاحون بكل الصيغ إنما من أجل تمثيل الحلفاء والخصوم

الأحد 26 شباط 2017 /وطنية - أكد عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب آلان عون "أن التيار الوطني الحر لم يأت إلى السلطة، لتكرار تجربة من سبقه، بل لاعادة الثقة بدولة فقد الأمل بها مواطنوها"، معلنا "مستعدون لهز التركيبة من أجل ذلك". وقال: "فقد اللبنانيون الثقة بدولتهم منذ زمن بعيد، لكننا نسعى كفريق سياسي أتى حديثا إلى السلطة، إلى إعادة الثقة إلى المواطن. نسعى إلى بناء دولة تشبه طموحاتنا، وهذا ما يحاول فخامة الرئيس ميشال عون تحقيقه". وأكد خلال العشاء السنوي لهيئة فرن الشباك في "التيار الوطني الحر" أنه "من الأسهل للتيار الوطني الحر، أن يبقي على قانون الستين، وقد يكون الأكثر استفادة منه، خاصة بعد تحالفاته الجديدة، إلا أن التيار يسعى إلى تصحيح الوضع الجائر وتأمين تمثيل صحيح لكل اللبنانيين وتحديدا للمسيحيين". وختم "لا نخوض معركة تغيير قانون الانتخابات من أجل فريقنا، فنحن مرتاحون بكل الصيغ، إنما من أجل تمثيل الجميع حلفاء وخصوما".

 

غسان مخيبر: لتفعيل مشاركة المغتربين بالانتخابات وتسهيل حقهم بالاقتراع في الخارج

الأحد 26 شباط 2017 /وطنية - دعا النائب غسان مخيبرالى "تفعيل مشاركة وتمثيل اللبنانيين المنتشرين في جميع اقطار العالم في الانتخابات النيابية المقبلة، وتسهيل ممارسة حقهم بالاقتراع في الخارج"، مقدما مجموعة اقتراحات لتعديل القانون النافذ. كلام مخيبر جاء، خلال مشاركته مجلس النواب الفرنسي، في ندوة نظمها الفرع الفرنسي للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، ضمت اليه، النائب نعمةالله ابي نصر والنائب الفرنسي ايلي عبود والخبير الانتخابي كمال فغالي. وعرض مخيبر أهمية "اقرار قانون اقتراع اللبنانيين في الخارج بالرغم من بعض الإعتراضات المعلنة والمضمرة. إضافة إلى المعوقات التي حالت دون تسجيل الا العدد اليسير نسبيا من اللبنانيين ضمن المهل القانونية، مما ادى الى انشاء سبعة مراكز انتخابية فقط في استراليا والكويت، تتمتع بالحد الأدنى للأصوات في كل دائرة انتخابية، أي 200 صوت. من هذه المعوقات ما هو قانوني وتقني، وما هو سياسي مثل وهن الثقة بالانتخابات وبالدولة وبالنظام الديمقراطي".

ودعا الى "اجراء اصلاحات في قانون الانتخابات تحفز المشاركة وتفعل حق الاقتراع في الخارج، وذلك في اطار ما اصطلح على تسميته "الإصلاحات الأخرى". أما ابرز ما يفيد تحقيقه حاليا، فهو الغاء شرط تسجيل الحد الأدنى من المقترعين (أي ال 200) واعتماد الورقة المطبوعة سلفا في أي اقتراع، ان على اساس النظام الأكثري أو النسبي، وتمديد مهل التسجيل في السفارات والقنصليات، اذا ما اعتمد أي تمديد تقني لإجراء الانتخابات. ويمكن أن يكون هدا االتعديل القانوني مرحليا، تمهيدا لإنشاء دوائر انتخابية خاصة ياللبنانيين المنتشرين في العالم، مع مقاعد نيابية مخصصة لهم، وذلك بحسب عدد الناخبين الذين سوف يتسجلون في المستقبل". وختم مؤكدا أن "لا اصلاحات لقانون الانتخاب، بما فيها تلك المتعلقة بتفعيل انتخاب اللبنانيين في الخارج، من دون تطوير ارادة سياسية قوية، التي لا تتحقق الا اذا بادر اللبنانيون انفسهم الى رفع الصوت وقاموا بالتسجيل بكثافة في السفارات والقنصليات".

 

وهاب: لن نخرب الجبل لأجل نائب أو نائبين وسنحافظ حتى على أخصامنا السياسيين

الأحد 26 شباط 2017 /وطنية - ناشد رئيس حزب "التوحيد العربي" وئام وهاب، رئيسي الجمهورية العماد ميشال عون ومجلس النواب نبيه بري "إصدار قانون عفو عام في لبنان، يطال بالتحديد أبناء الشمال والبقاع وأبناء الشريط الحدودي، الذين ذهبوا الى فلسطين المحتلة، على ألا يشمل هذا القانون، الذين قتلوا عسكريين، أو قاموا بجرائم كبيرة تم تحويلها الى المجلس العدلي وما الى ذلك، والوصول الى نتيجة قريبة بخصوصه، قبل الانتخابات النيابية"، مطالبا كل الأهالي إن كان في الشمال أو في طرابلس أو في عكار أو في البقاع أو في الجنوب "التحرك من أجل دعم هذه الخطة، للوصول الى عفو عام، لأن السجون مكتظة ووضعها مزر، وهناك قضاة يوقفون المتهمين بشكل عشوائي دون معرفة ما يمكن أن يحصل لهذا السجين أو ذاك خلال التوقيف". كلام وهاب جاء خلال حفل انتساب شبان وشابات جدد الى "سرايا التوحيد" في دارته في الجاهلية، وأكد خلاله "استمرار معركته في مواجهة الفساد"، لافتا الى "النتائج التي تم الوصول إليها بملفات عديدة خاصة، بعد التغير الحاصل في كل العدليات في لبنان، بعد وصول الرئيس ميشال عون والوزير جريصاتي الى وزارة العدل"، آملا أن "يتمكن مجلس القضاء الأعلى بالتعاون مع وزير العدل من القيام بتشكيلات قضائية، تأتي بقضاة جديين وليس قضاة فاسدين يقومون بعجائب وغرائب في العدلية"، موضحا "لأننا أصبحنا بحاجة الى قضاة رجال، لأن يكونوا في مواقع معينة، وأنتم رأيتم هذا النموذج مؤخرا، نموذج الشيخ بهيج أبوحمزة، الذي خرج من السجن عندما وصلت الملفات الى قضاة يحكمون ضمائرهم، بعد سجنه ثلاث سنوات بسبب قضاة تم الضغط عليهم سياسيا".

وإذ أكد أننا "قادمون على معركة كبيرة ضد الفساد، وعلى الجميع أن يكونوا شركاء معنا في تلك المعركة، خاصة في موضوع النفط والغاز في لبنان، الذي يجب أن يكون فيه مصلحة لكم ولأولادكم ولكل اللبنانيين، بحيث يستفيدالجميع من هذا الموضوع وكذلك خزينة الدولة والحركة الاقتصادية في البلد التي يجب أن تتغير، مما تجعل لبنان يقوم بنقلة نوعية"، محذرا في هذا الملف الجميع من "البدء به بطريقة خاطئة"، لافتا الى "ما يتم تناقله اليوم، عن وجود شركة بين الشركات المصنفة في هذا الملف صاحبها معروف بعلاقته مع الإسرائيليين، يدعى سامي مارون، دخل الى البلوكات الجنوبية حتى يأخذ جزءا من هذه البلوكات لأنها مجاورة للحقول الإسرائيلية"، متخوفا "مما يتم التخطيط له في هذا الملف". ودعا شباب "سرايا التوحيد" إلى "القيام بالمزيد من النشاطات الرياضية والثقافية والفنية والتعاون مع كافة القوى الحزبية الأخرى والانفتاح على الجميع، مما يظهر أن العيش المشترك الموجود في الجبل، هو أقوى من كل الأصوات، التي حاولت استهدافه مؤخرا عبر العودة إلى لغة الحرب"، مؤكدا أن "هذا الجبل سيبقى آمنا وسيبقى لكل أبنائه باختلاف انتماءاتهم السياسية وطوائفهم، كما سيبقى مجالا للعمل السياسي للجميع بمعزل عن انتماءاتهم، بدءا من ضيعتنا، وانطلاقا الى كل القرى". وتوجه إليهم بالقول: "ممنوع على أحد أن يعترض على أي انتماء سياسي للآخر، كل حر بانتمائه ونشاطه السياسي، ومن يريد أن يبرهن، بأن لديه القدرة أكثر من غيره فليبرهنها بالقدرة على خدمة الناس والمجتمع وإنماء المجتمع وبالقدرة على أن يكون قدوة في المجتمع وليس خطرا عليه، يجب أن يعرف الجميع أننا سنحفظ الوحدة الوطنية في الجبل"، محذرا "سنمنع أي مساس بالوحدة الوطنية في الجبل، وسنمنع أي محاولة لضرب هذه الوحدة الوطنية، في الجبل يكفينا الذي حصل والتدمير الذي حصل ومازلنا نحصد نتائجه حتى اليوم، ولا مرة تخاذلنا عن القيام بأي واجب وطني ولن نتخاذل عن القيام به". أضاف "إنطلقوا على كل القرى، وحاولوا تشكيل سرايا في كل القرى، وكونوا جزءا من هذا المجتمع ولمصلحته، واعملوا على تطويره وكونوا معنا في خدمته لأننا نعاني الكثير في منطقة الجبل من إقليم الخروب الى الشوف وعاليه والمتن وحاصبيا وراشيا وفي كل مناطق الجبل وكثير من المناطق اللبنانية". وختم "نحن لا لأجل نائب ولا لأجل نائبين سنخرب الجبل الذي هو أقوى منا جميعنا، والنائب يأتي ويذهب، وهناك نواب أتوا وذهبوا دون أن نشعر بهم، هذا الجبل سيبقى وأنتم من يجب أن يحفظه، وعند الخطر أنتم ستحفظونه، لأن مهمتنا الحفاظ على هذا الجبل بكل مكوناته، حتى أخصامنا السياسيين يجب أن نحفظهم في هذا الجبل".

 

مروان حمادة في اختتام المؤتمر التربوي للوطنيين الأحرار: سلسلة الرتب والرواتب في الإتجاه الصحيح لكني لا أستطيع أن أقول الأمر ذاته عن قانون الإنتخاب

الأحد 26 شباط 2017 /وطنية - اختتم المؤتمر التربوي العام لامانة التربية والثقافة في "حزب الوطنيين الاحرار"، الذي أقيم في فندق ميتروبوليتن حبتور- سن الفيل برعاية رئيس الحزب النائب دوري شمعون، تحت عنوان "إضاءات تربوية وهموم طلابية"، في حضور وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة، أمين التربية والثقافة إدغار ابو رزق، رئيس منظمة الطلاب سيمون درغام وحشد من الأساتذة والطلاب والمعنيين.  درغام/بعد النشيد الوطني ونشيد الأحرار، رحبت انيسا متى بالحضور، ثم شكر درغام حماده "الذي يخص حزب الوطنيين الأحرار على الدوام ومنظمة الطلاب، بمشاركة خاصة نابعة من القلب"، متوجها اليه بالقول: "أنتم الذين تحملون الكرامة التي يحملها الوطنيون الأحرار، ومبادئ وطنية، سنكون دائما الى جانبكم على المستوى الطالبي والجامعي والتعليمي من أحل نقلة نوعية للمستوى التربوي في لبنان". وأكد "اننا نملك إرادة التغيير ولن نتمكن من الثبات في مجتمعنا إن لم نتحل بقدرة التغيير داخل أحزابنا ونجسد في مجتمعاتنا نموذجا شبابيا لأداة تغيير ولهذا نحن موجودون في هذا المؤتمر التربوي". وقال: "لدى منظمة طلاب الأحرار مبدأ واحد لمواجهة تجار المخدرات، وهنا لا بد من توجيه التحية الى مكتب مكافحة المخدرات المركزي في قوى الامن الداخلي ورئيسه العميد غسان شمس الدين على الجهود التي يقوم بها لضرب التجار وسوقهم الى حيث يجب ان يكونوا، وراء القضبان".كما أكد "الإستمرار في النضال لإعادة الجامعة اللبنانية الى اللبنانيين، فلن نسمح لحزب الله ان يهيمن بسلاحه على الجامعة الوطنية ويضرب مستقبلها. ونحن ما زلنا ننتظر اي موقف او تحرك من رئيس الجامعة الدكتور فؤاد ايوب الذي لم يصدر عنه اي شيء بخصوص تصويب الامور، لا سيما في الفرع الاول". وعن موضوع المتخرجين من الجامعات، أمل "من الدولة ووزارة العمل تحديدا السعي للمحافظة على الكفاءات والحد من العمالة الاجنبية التي تقف عثرة امام اليد العاملة اللبنانية".

التوصيات

ثم تلا رفيق خوري التوصيات التي رفعها المؤتمر وتضمنت: "إقرار سلسلة الرتب والرواتب بأسرع وقت دون أي زيادة ضرائبية، بل المطلوب تحسين الجباية ومكافحة الفساد والسرقة لمزيد من العدالة الإجتماعية وعدم الغاء الدرجات الست التي هي حق للمعلمين والحفاظ على وحدة التشريع بين العام والخاص، الإسراع بقوننة غلاء المعيشة الذي أعطي في شباط 2012، العمل على إفادة معلمي الخاص من تقديمات الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي بعد التقاعد على ال64، مكافحة مافيا الفساد المستشري الذي يستفيد منه العديد من الشركات والشخصيات والأحزاب حتى، ولتكن هذه القضية قضية العهد الأولى، والإنطلاق بالإمتحانات الرسمية نحو آفاق بعيدة عن الغش ومؤازرة وزارة التربية في محاولتها القضاء على الغش والواسطة والمسايرة لما لهذا الموضوع من تأثير على مستقبل النشء في لبنان.

ابو رزق

والقى أبو رزق كلمة شدد فيها على "ضرورة اقرار سلسلة الرتب والرواتب، تفعيل الجباية الضرائبية، مكافحة التهرب الضرائبي، مواجهة التهريب والتسيب في المرافئ والمطار وعلى الحدود وتحقيق المزيد من العدالة الاجتماعية من خلال مقاربة متجددة لمفهوم الضريبة"، رافضا "فرض ضرائب جديدة". وانتقد "الأمور المعيبة والعنصرية والفئوية والميلشوية واللاأخلاقية وحتى الهمجية التي نراها في يوميات بعض فروع الجامعة اللبنانية"، منوها ب"جودة المناهج المدرسية والدليل على جودتها أن الذين يواكبون تعديلات المناهج الاوروبية يلاحظون اقترابها من المناهج اللبنانية". كما شدد على "وجوب تحديث طرائق التعليم وتطويرها واستعمال التكنولوجيا مواكبة للثورة العلمية واستعمال طرق حديثة يكون الطالب فيها هو المحور الاساسي في اكتشاف المعلومة وتحليلها، لا ان يكون دائما المتلقي". وشرح "الرؤية التربوية لحزب الوطنيين الاحرار"، كالتالي: العودة بالجامعة اللبنانية لاصل بنيانها الاكاديمي ومن ثم الانطلاق بها نحو الحداثة، توحيد كتاب تاريخ على أسس ثابتة من دون مسايرة المكونات الاجتماعية، تعزيز مهارات الاساتذة وتمكين قدراتهم، الاستفادة من تجارب الدول الرائدة في التعليم والولوج الى وسائل وتقنيات تعليمية تجعل من التلميذ المحور ونقطة الوسط، مواكبة وزارة التربية والتعليم العالي وتقييم ادائها لتعزيز المراقبة والشفافية على غرار ما تقوم به الاحزاب في المجتمعات المتطورة، معالجة جذرية لمشاكل الامتحانات الرسمية المتمثلة بالغش والضغوطات التي تمارس على القيمين على مراكز الامتحانات ومكافحة المحاصصة الطائفية والفئوية ووقفها في كل زمان وفي كل الابواب والمواضيع وبالاخص في التعليم والتربية".

حماده

ثم تحدث وزير التربية، فقال: "رغم الإنحسار السياسي الذي تعرض له حزب الأحرار ورغم الظلم الذي أدى الى اغتيال الشهيد داني، حافظ العزيز دوري على هذا الحزب وعلى هذا التوجه الإجتماعي والليبرالي في السياسة اللبنانية، محافظا بذلك على مبادئ تأسيس لبنان كمجتمع موحد وتعددي في آن، مجتمع ديمقراطي قبل كل شيء، مجتمع منخرط في محيطه العربي دون عداوات ودون الإنجرار الى محاور معينة". وعبر عن تضامنه "قلبا وقالبا وفكرا وعملا مع شمعون ومع حزب الوطنيين الأحرار"، ثم أضاف: "تسنى لي صبيحة هذا اليوم أن أحضر جزءا من المناقشة التي تمت مع أساتذة، معلمين، مدراء مدارس، مع المسؤولين في حزب الوطنيين الأحرار، وأيضا بعض المسؤولين من الوزارة، وهنا أوجه التحية الى العزيزة هيلدا (مديرة الإرشاد والتوجيه بالتكليف هيلدا الخوري) التي اكتشفت فيها عينة عن الكادرات الكفوءة والموثوقة في وزارة التربية. الكثير يحيط أحيانا سمعة وزارة التربية وسمعة الذين فيها ويصنفهم حزبيات وطائفيات ومحسوبيات، ولكن اكتشفت، وهذه المرة الأولى التي أتبوأ فيها هذا المنصب في التربية، أن في هذا الصرح الكبير الكثير الكثير من الكفاءات، من الناس الذين يمكن الإتكال عليهم ولو في محيط لبناني مظلم، والظلام لا يأتي من وزارة التربية، لا يأتي من المعلم، لا يأتي طبعا من التلميذ أو الطالب، بل من المناخ السياسي الذي يحيط بلبنان والذي في هذه الأيام يطبق فعلا على لبنان ويكاد يقضي عليه". وتابع: "كنت أتمنى أن تشكل الأشهر الثلاثة الأولى من العهد والأسابيع الثمانية من عمر الحكومة نقلة نوعية في مواجهة المشاكل وفي مقارعة الأعداء وفي حل العثرات. حتى الآن أرى الكثير الكثير من النوايا الطيبة ولكن لم أر نتائج فاعلة، وهذا ما يحز أحيانا في نفسي. وكنت منذ يومين في ذكرى الأستاذ غسان تويني الذي سبقني منذ ثلاثين أو أربعين عاما الى وزارة التربية حيث قضى ثلاثة أشهر ثم قدم استقالته وحمل حقيبته وخرج، رغم أنه كان من بناة العهد الذي وقف ضد المكتب الثاني والذي كان مع الحلف والذي أتى بالرئيس سليمان فرنجية الجد الى الحكم في ذلك الوقت. ولكن لم يكن يومذاك تغير شيء وسميت الحكومة آنذاك بحكومة شباب". وأردف: "اليوم لا نستطيع تسمية هذه الحكومة حكومة شباب؛ قد يكون فيها الكثير من النوايا الطيبة ولكن لا نزال نصطدم بواقع مرير في البلد وبسيطرة القوى الفاعلة غير الشرعية على حياة البلد. كنا نأمل ان يكون انخراط الجميع في الحكومة سيعني عودة الجميع الى لبنان، الى العقلية اللبنانية، الى الإنفتاح اللبناني، الى الإنصهار اللبناني، لم نصل الى شيء من ذلك حتى الآن، للأسف".

وقال: "بكل الأحوال هناك بعض المشاكل التي طرحت اليوم أمامي وأريد أن أصدر فيها كلمة. بالنسبة الى الموازنة فنحن ولو ببطء، نتقدم نحو إنجازها؛ كل جلسة تستغرق ساعات تخصص لمادة أو مادتين، والموازنة تعد عشرات وعشرات المواد؛ ولكني لا أشكو من ذلك بل أحمد الله على أننا وصلنا الى تفاهم يتعلق بسلسلة الرتب والرواتب بشكل يعطي الحقوق لمن يستحقها، والأستاذ، المعلم، يحتل أولوية أصحاب الحقوق، الى جانب من يضحي من أجلنا في القوى العسكرية، ومن يعمل من أجلنا في الإدارة والكثير من العاملين في الشأنين العام والخاص. سلسلة الرتب والرواتب هي في الإتجاه الصحيح، وقد طمنت النقيب نعمه محفوظ بذلك، لكني لا أستطيع أن أقول الأمر ذاته عن قانون الإنتخاب، فهناك غرف سوداء تتداول بقانون الإنتخاب بصيغ معظمها هجين، من خلط والى ما هنالك، وما يهمني من هذا القانون ليس عدد النواب الدروز بالتأكيد، أو العدد الذي نكسبه في كتلنا، وعزيزي دوري يكتفي بهذا المقعد وهو بغنى عنه كما أعرف".

وشدد على أن "المهم ألا يتم الإنقلاب الكامل على السلطات في لبنان، في كل مراتب هذه السلطة وألا تضع القوى الظلامية يدها على الأكثرية النيابية، لأنها ستشرع كل شيء، من الإنخراط في محاور ظالمة ومظلمة الى وضع اليد على نمط الحياة، نمط التعايش في لبنان، وتشريع السلاح لفئة معينة؛ ونحن نعرف من تجربة لبنان أنه عندما يشرع السلاح لفئة واحدة ستصبر الفئات الباقية الى أن يعيل صبرها وينفجر الوضع".

وقال: "هذا ما يجب أن نمنعه معا، أن نبقى محافظين على أكثرية ديمقراطية حرة تؤمن بالنظام الجمهوري، تؤمن باتفاق الطائف وبلبنان جمهورية ديمقراطية برلمانية. هذا التوازن في السلطات يجب أن يعود. الى الآن أتينا برئيس جديد، وبحكومة جديدة، لكن لا تزال هناك فئة تسير البلد بكل صراحة".

وعن الجامعة اللبنانية، قال: "في فمي ماء، ليس من اليوم. طبعا المؤسس الرئيس شمعون نتوجه له بتحية اعتزاز وإكبار وإجلال على هذا الإنجاز. ونتوجه الى الشهيد رفيق الحريري بتحية كبيرة لأنه جعل الجامعة صرحا عظيما، لكن قد تكون حصلت أخطاء، ليس في إقامة هذا الصرح في الحدت، فالحدت بلدة لبنانية عريقة، بل بسيطرة قوى حزبية على الجامعة أو على محيطها. وهذا لا يجوز. ولا أريد فرعا أولا منحازا لأحزاب، وفرعا ثانيا منحازا لأحزاب أخرى. هذه جامعة لبنان وجامعة كل اللبنانيين". وأكد أنه سيبذل قصارى جهده "لإعادة بعض التوازن، على الرغم من العمر القصير لهذه الحكومة. لا أعدكم بحلول سحرية، ولكن هناك أمورا يجب أن تتوقف، كالمحسوبية في تسجيل الأساتذة وتفريغ الأساتذة، الأمر الذي لا ينطبق على الجامعة وحسب، بل على قطاعات خاضعة مباشرة لي. ينبغي ان يعود الأمر الى مجلس جامعة متوازن، الى مجلس خدمة مدنية متوازن لجهة تثبيت الأستاذ الكفوء وليس تبعا للإنتماء الحزبي، كي لا نتعجب لم أصبح ترتيب لبنان متدنيا على المستوى التربوي بعدما كنا منارة هذا العالم العربي، وبعدما كنا متألقين في البحر المتوسط". وعن موضوع الإمتحانات الرسمية، أمل "أن تكون هذا العام مثالية، وأن نتعلم من أخطاء السنوات الماضية، مع الإشارة الى أن تقدما قد سجل على هذا الصعيد العام الماضي، وأنا أقر به، لكن علينا بالمزيد من التحسين لسد بعض الثغرات. فبالنسبة الى الإمتحانات وكل هذه المواضيع، أستطيع أن أقول لكم، أن هناك ثقلين على كاهل وزارة التربية اليوم، الهم اللبناني وهو الأكبر، وهم معالجة النزوح السوري والذي يقع الجزء الأكبر من عبئه على وزارة التربية". أضاف: "لدينا 210 آلاف تلميذ سوري، ومنهم نجهل أين هم، فهم ضائعون في الطبيعة. سنرجع هؤلاء الى المدارس، ونحضرهم للذهاب لإعمار سوريا بدعم كامل منا وبكل محبتنا، سيرجعون الى سوريا فلا يشكلوا قنبلة موقوتة في لبنان وقنبلة موقوتة في الغد السوري". وتابع: "كل جهد الحكومة، رئيس الحكومة وبعض الوزراء، منصب على استقدام المساعدات التي لا تزال تفد الى لبنان نتيجة التعاطف ونتيجة الإستقبال اللبناني للنازحين السوريين. وقد كانت لهذا النزوح سلبياته وإيجابيات ويجب أن نثمر هذه الإيجابيات. فالمساعدات تأتي لإعادة البنية التحتية اللبنانية لأن العبء كله وقع على الكهرباء والمياه والنفايات والطرقات والتربية تحديدا. المساعدات التي وقعناها أخيرا، بنك دولي، يونيسيف ودول مانحة عديدة، ستكرس للمناهج، لتدريب الأساتذة، لإعادة ترميم البنية التحتية التربوية وتطويرها. أعدكم أن لا نسمح بأن يستمر الهدر، وبأن لا يكون هناك فئات متعددة تستفيد من النزوح السوري لتتعلم أو تعلم على حساب المواطن اللبناني. يجب أن تنتظم هذه الأمور وهذا ما سأنكب عليه خلال الأشهر القليلة التي تفصل بين هذا اليوم ويوم إعادتي هذه الأمانة الى مجلس جديد، أتمنى أن يكون مجلسا يمثل فعلا الجيل الجديد في لبنان".

وختم حماده معربا عن اعتزازه "بالمستوى الذي شاهدته صبيحة هذا اليوم، وما سمعته اليوم صالحني قليلا مع التربية".

شمعون

وكانت كلمة لشمعون استهلها بشكر حماده "صديقنا إبن المنطقة وعزيزنا منذ زمن طويل، والعلاقة كانت قبلا بين أبوينا، ونحن ورثناها في ما بعد"، ثم قال: "اننا كأحرار، وحيثما نستطيع أن نساعد وندعم، جاهزون". أضاف: "لقد افتتح رئيس المنظمة الحديث بالتطرق الى آفة المخدرات، والمخدرات موجودة أكثر ما يكون على أبواب المدارس والجامعات التي مستوى بعض الأهالي الإقتصادي أو المالي يسمح لهم بارسال أبنائها إليها. هم جماعة مرتاحة وميسورة وأولادهم مرتاحون نسبيا، ولهذا نجد أن على أبواب تلك المدارس والجامعات يتمركز بائعو المخدرات أكثر ما يكون. وأذكر أني عندما كنت أرتاد الجامعة الأميركية كنا نجد أيضا من يحاول ترويج الحشيشة هناك. لكن اليوم نسمع كثيرا بهذا، لا سيما على أبواب المدارس التي يمكن وصفها بالغنية والتي يتمركز بائعو المخدرات قربها ولا يوفرون كبيرا أو صغيرا، حتى لو كان عمر التلميذ 10 سنوات". وشدد على "وجوب تحلي الأهالي بالوعي، ليتابعوا من خلال التواصل مع المدارس أوضاع أولادهم عند شعورهم بحدوث هذه الأمور، ويحاولوا قدر الإمكان مساعدة الوزارة والسلطات على وضع حد لهذه المأساة التي نعيشها اليوم والتي يعيشها أولادنا". وقال: "بالعودة الى المستويات العلمية، سمعت من المعلمين عندما التقيتهم ومن الكلام الذي قيل وانا واثق بكل ما قيل، عن عمليات غش، وقد يكون هناك مدارس تتصدى لعمليات الغش في الإمتحانات، ولكن لسوء الحظ القسم الأكبر من الجامعات وما يسمى جامعات ومدارس، يجري فيه تمريق فلان والوسائط لا تزال شائعة ولم تخفت البتة. وعدم وجود دولة ذات هيبة يتيح المجال لمثل هؤلاء المضي قدما في هذه الأمور بكل حرية، وقد سجل وجود عدد كبير من السماسرة في هذا الموضوع وهم يتنعمون برغد العيش في وقت الأجدر فيه أن يزجوا في السجون". أضاف: والموضوع الذي نحن مجبرون على التحدث به لسوء الحظ هو موضوع التأثير السلبي لحزب الله ومن معه، على القطاع التربوي والتعليمي في لبنان. هم ينفون الأمر لكن الأخبار التي تفدنا من المناطق تشير الى وجود الهيمنة أكان من حزب الله أو من شريكه حركة أمل. ولا يزال هناك عاملان فاعلان، الضغط والواسطات، والنتائج المسجلة ليست هي المطلوبة من المدارس والجامعات اللبنانية. ولا يقتصر الموضوع على التعليم في الكتب، بل التعليم الآخر المتعلق بالأخلاق، والروح الوطنية المطلوبة".

وشدد على "وجوب أن يكون كل تلميذ لبناني فاهما للبرنامج الوطني، فهل نحن نبني وطنا كيفما كان، أو نحن نبني وطنا يستعمل العقل والعلم فيه؟ هذا هو الموضوع برمته. نحن في كل الأحوال، واجباتنا كأحرار مع أصدقائنا، أن نعمل معا كل ما نستطيع وبالرغم من الضغوطات التي تمارس من بعض الجماعات، وأن نضيء على هذه الضغوطات، فلا ندع الأمر مكتوما، وكأننا نثير فضيحة لأمر لا يجدر بنا طرحه". ورأى أن "المدارس المهنية عندنا ليست عظيمة، وذلك انطلاقا من خبرتي بعدد من المدارس التي زرتها والتي وجدت أن المستوى فيها دون المطلوب، ليس لأن المعلم لا يرغب بالتعليم، بل لأنه تقنيا لم يبلغ المكان الذي ينبغي أن يبلغه". وشدد على "ضرورة أن نقوم بشيء في هذا السياق مع معالي الوزير، للمساعدة على رفع المستوى". وجدد التهنئة "لهؤلاء الشباب والمعلمين الذين شاركونا اليوم. علينا واجب إكمال هذه المسيرة، مسيرة رفع مستوى التعليم في لبنان، مسيرة التعليم الوطني والمدني للتلاميذ، وهذا أمر ضروري. ونبقى في هذا الحزب معلقين الآمال على لبنان الذي تركه له كميل شمعون".

وفي الختام وزعت شهادات على الأساتذة الذين شاركوا في الإحتفال.

 

قاووق: موقفنا رفض الستين والتمديد والفراغ والدعوة إلى قانون جديد يضمن صحة التمثيل وعدالته

الأحد 26 شباط 2017/وطنية - رأى عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق أن "لبنان اليوم يدخل في مسار المجهول والمخاطر، نتيجة عدم الاتفاق على قانون انتخابي جديد، بسبب استئثار البعض في التمثيل النيابي غير المنصف، ورفضهم المناصفة والشراكة والتمثيل الحقيقي"، معتبرا أنه "ليس هناك حل لمأزق الانتخابات النيابية إلا بالاتفاق على قانون انتخابي جديد، لأن قانون الستين هو القانون المشوه الذي يلوع اللبنانيين، ويجعل اتفاق الطائف على غير هدى، وعليه فإن موقف حزب الله في السر والعلن هو موقف واحد، ألا وهو رفض قانون الستين والتمديد والفراغ، والدعوة إلى قانون جديد يضمن صحة وعدالة التمثيل". وشدد قاووق خلال احتفال تأبيني أقيم في حسينية بلدة كونين الجنوبية، على أن "الواجب الوطني والأخلاقي الذي فرض علينا أن نتدخل في سوريا لمواجهة الخطر التكفيري، يفرض علينا أن نكمل المعركة، وألا نخذل أهلنا أو نتخلى عن واجبنا، وأما الذين يراهنون على رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب وسياساته وتهديداته وعقوباته لتغيير موقف "حزب الله" في سوريا، فإننا نؤكد لهم أن "حزب الله" قبل ترامب ومعه وبعده هو في موقع أداء الواجب والالتزام بالمسؤولية الأخلاقية والوطنية في حماية الوطن واللبنانيين، ونحن لسنا ممن يؤخذ بالتهديدات أو يبتز بالعقوبات، ولكن الاستقواء بسياسات ترامب من قبل ما يسمى بدول الاعتدال العربي هو الرهان الخاسر، وتعبير عن جهلهم وإفلاسهم، لأنهم لن يحصدوا منه إلا الاحتقار والمذلة". وختم قاووق مؤكدا أن "لبنان اليوم وبفضل التعاون والتكامل بين الجيش والمقاومة، هو البلد الأكثر منعة وتحصينا في المنطقة أمام الخطرين الإسرائيلي والتكفيري، لا سيما في ظل التهديدات الاسرائيلية واستمرار المعركة مع الخطر التكفيري".

 

الراعي: تحميل الشعب زيادة الضرائب وعدم إصدار قانون للانتخابات قباحة كرم مطلقا حملة كاريتاس: الصوم هو الزمن الملائم لنفتح الباب لكل محتاج

الأحد 26 شباط 2017 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس أحد مدخل الصوم الكبير في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المشرف على رابطة كاريتاس - لبنان من قبل مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك المطران ميشال عون، المطران عاد ابي كرم، أمين سر البطريرك الأب بول مطر، رئيس رابطة كاريتاس لبنان الأب بول كرم في حضور سفير لبنان في الاونيسكو الدكتور خليل كرم، قائمقام المتن مارلين حداد، عائلة كاريتاس، عائلة المرحوم طانيوس سمعان بو مرعب حرب، وفد من أهالي بلدة حملايا، رئيس تجمع الشباب اللبناني فايز حمدان، عائلة المرحوم رياض انطون شديد، القنصل ايلي نصار، رئيس الرابطة المارونية في بلجيكا المهندس مارون كرم، الشيخ سعد فوزي حماده على رأس وفد، المحامية ريجينا قنطرة، باتريك الفخري وحشد من المؤمنين.

وخلال القداس، أطلقت كاريتاس حملة المشاركة السنوية التي تتزامن مع زمن الصوم تحت شعار "لأنو في بواب ما عم تندق". ثم كلمة للاب كرم قال فيها: "يأتي شعار في رابطة كاريتاس لبنان في حملة المشاركة لصوم 2017، منسجما مع دعوة قداسة البابا فرنسيس في رسالته للصوم بعنوان "الكلمة هي عطية،الآخر هو عطية". هذا الآخر هو كل إنسان بحاجة إلى بسمتنا وعطفنا ودعمنا ومحبتنا كي لا يبقى من محتاج. فيقول قداسته متطرقا إلى مثل الرجل الغني ولعازار الفقير (لوقا 16/19-31): "إن الفقير عند باب الغني ليس حملا مزعجا، إنما دعوة إلى الإرتداد وتغيير الحياة. إن الدعوة الأولى التي يوجهها هذا المثل إلينا هي الدعوة لنفتح باب قلبنا للآخر، لأن كل شخص هو عطية، أكان قريبنا أم الفقير المجهول؛ والصوم هو الزمن الملائم لنفتح الباب لكل محتاج ونرى فيه أو فيها وجه المسيح. كل منا يلتقي بهم في مسيرته الشخصية. كل حياة نلتقي بها هي عطية، وتستحق الإستقبال والإحترام والمحبة".

أضاف: "مع مسيرة الصلاة والصوم والصدقة غدا، نقدم إليكم مطويتين: الأولى عن "تحديات ال40 يوم مشاركة" التي تحضنا على التضامن الروحي والمعنوي والمادي من أجل صنع الخير؛ والثانية عن شعارنا الذي يجسد مسيرة ال45 سنة من خدمات كاريتاس مستمرين بذلك قرع الأبواب التي لم يقرعها أحد لندخل ونضع يدنا بيد كل محتاج دون تعب أو كلل. ندعو جميع الخيرين إلى ملاقاتنا في فتح العديد من الأبواب المغلقة، فنرى وجه إخوتنا ونشعل قلوبنا بالمحبة التي تنقص في مجتمعنا.معا نستطيع أن نستمر برسالة العطاء التي تقوم بها كاريتاس منذ أكثر من ربع قرن".

وتابع: "إن حملةالمشاركة والتضامن السنوية لكاريتاس لبنان التي تبدأ مع زمن الصوم المبارك في 26 شباط وتستمر لغاية 23 نيسان 2017، تصب في خانة العمل الإنساني والمجاني وتترجم بالعطاء والخدمة بغية تجسيد لغة المحبة ولمس قلوب القريبين والبعيدين، من محتاجين أو مسنين أو مرضى أو متألمين أو متروكين أو مهمشين. لذا ندعوكم مع ندائي قداسته وصاحب الغبطة والنيافة ماربشاره بطرس الراعي الكلي الطوبى، رئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان لا سيما في رسالته لصومنا، إلى الإلتفات نحو الآخرين، لأننا وبعد مضي 45 سنة من العطاء المجاني، نواصل زرع المحبة ونشر السلام وتفعيل الخدمة بتفان. نرجو أن يتحسس ويتشجع أساقفتنا وإخوتناالكهنة والمؤمنون في الأبرشيات والرعايا والطلاب في الجامعات والمدارس، فيتضامنوا مع إخوتهم بالإنسانية خلال فترة الصوم ليقوموا بواجبهم الضميري تجاههم، مجسدين أفعال المحبة مع الآخر عبر فتح قلوبهم أولا ثم التبرع وتأمين المساعدة لمن يحتاجها ثانيا. فكاريتاس هي جسر عبور بين الميسور والأكثر عوزا. فبإيمان كبير نتوجه إليكم، آملين إحداث فرق مميز ينتظره الكثيرون من "إخوتنا هؤلاء الصغار"، كي تنمو ثقافة اللقاء في الأسرة البشرية الواحدة فنفتح أبوابنا للضعيف وللفقير، ونتمكن من أن نحيا ونشهد بالكامل لفرح الفصح".

أضاف: "نشكر وسائل الإعلام على النقل المباشر لهذا القداس، مقدرين سلفا اللفتة التضامنيةالتي سيقومون بها خاصة لجهة عرض الفيلم الوثائقي الترويجي لحملة المشاركة. ونشكر شبيبة كاريتاس المتطوعين والغيارى على حماسهم وخلقهم ذهنية جديدة للعطاء، آملين تخطي حرج الأيام التي نعيشها، خاصة في مجتمعنا اللبناني. كما وأشكر فريق العمل وأعضاء المكتب والمجلس وكل المتطوعين والقدامى، راجيا الدعم اللازم والتعاون البناء لنعزز روح التضامن وذهنية العطاء والعمل التطوعي في وطننا، فتبقى رسالة كاريتاس، مؤسسة الكنيسة الكاثوليكية في لبنان الرسمية والوحيدة للعمل الإجتماعي فاعلة ورائدة في الحقل الإنساني، خاصة مع خطتها الإستراتيجية الجديدة التي عرضناها لغبطتكم منذ أيام".

وفي الختام، نتوجه من غبطتكم ومع السادة الأساقفة والكهنة وهذا الجمع الحاضر، "بأحر التهاني القلبية في ذكرى عيد مولدكم الـ77 الذي إحتفلتم به البارحة".

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان :"حول يسوع الماء إلى خمر فائق الجودة"

(راجع يو2: 9-10)، وقال فيها:"تفتتح الكنيسة مع هذا الأحد زمن الصوم الكبير، وهو الرحلة الفردية والجماعية بالصلاة والصوم والصدقة نحو العبور الفصحي مع موت المسيح وقيامته لفدائنا وتقديسنا. فنموت عن "الإنسان القديم"، إنسان الخطيئة، ونقوم "بالإنسان الجديد"، إنسان النعمة، بحسب تعبير القديس بولس الرسول (راجع أفسس4: 22-24). وللمناسبة تقرأ الكنيسة إنجيل آية تحويل الماء إلى خمر فائق الجودة، كآية أولى أظهر فيها يسوع ألوهيته من جهة، وقدرته على تحويل الإنسان من الداخل من جهة أخرى، بحيث يستعيد ويحتفظ ببهاء صورة الله فيه".

أضاف: "يسعدنا ان نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية. فنرحب بكم جميعا وبخاصة برابطة كاريتاس-لبنان، وبالآنسة مرلين حداد قائمقام المتن مع وفد من أهلنا في حملايا العزيزة، وعلى رأسهم رئيس البلدية والمجلس والمختار . كما نرحب بعائلة المرحوم طانيوس سمعان بو مرعب حرب من تنورين الذي ودعناه منذ أسبوع، وبعائلة المرحوم رياض انطون شديد من بشعله، وقد ودعناه منذ أسبوع أيضا. نصلي لراحة نفسيهما وعزاء الأهل والأنسباء جميعا". وتابع: "لقد وجهنا رسالة راعوية لزمن الصوم ككل سنة، توزع عليكم بعد القداس وفي الرعايا والأديار والمؤسسات. فكشفنا في قسمها الأول عن مفهوم الصوم وغايته وثماره، وأعطينا في قسمها الثاني توجيهات راعوية لحفظ شريعتي الصوم والقطاعة. وتقودنا في هذه المسيرة الروحية كلمة القديس أغسطينوس: "اتريد أن تصعد صلاتك إلى السماء؟ فامنحْها جناحين: الصوم والصدقة". وقال: "إن رابطة كاريتاس - لبنان، المنبثقة من مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، وهي جهاز الكنيسة الرسمي لخدمة المحبة على كل من المستوى الإنساني والاجتماعي والإنمائي، تبدأ اليوم وطيلة زمن الصوم الكبير حملة التبرعات، وهي التصدق الذي تفرضه شريعة زمن الصوم الكبير. فيتطوع العديد من الشبان والشابات مشكورين للقيام بهذه الحملة في الرعايا والمدارس والجامعات والمؤسسات وعلى الطرقات العامة. فنطلب من إخواننا السادة المطارنة الإيعاز إلى كهنة الرعايا أن يسهلوا مهمة المندوبين، ويحثوا المؤمنين على التصدق حبا بالمسيح. كما نطلب من رؤساء المدارس والجامعات العمل على توعية الطلاب على روح المشاركة والعطاء، وتنظيم جمع تبرعاتهم بالتنسيق مع شباب كاريتاس ومندوبيها".

أضاف: "تتخذ حملة كاريتاس موضوع: "لأنو في بواب ما عم تندق". وقد استمدته من رسالة البابا فرنسيس لهذه السنة بعنوان: "الكلمة هي عطية، الآخر هو عطية" وقد توسع بها انطلاقا من مثل الغني ولعازر في إنجيل لوقا (لو16: 19-31)، للوصول إلى وجوب فتح قلوبنا للآخر الذي هو محتاج، سواء ماديا أم روحيا أم ثقافيا أم معنويا. ويذكرنا قداسة البابا أن فتح قلوبنا بالتصدق ومساعدة المحتاجين من ذات أيدينا، إنما يأتي نتيجة توبة داخلية عميقة نحققها في زمن الصوم. فإنه يختم رسالته بالدعوة التالية:

"أشجع جميع المؤمنين كي يعبروا عن هذا التجدد الروحي من خلال مشاركتهم في حملات الصوم الكبير التي تعززها منظمات كنسية عديدة في مختلف أنحاء العالم، كي تنمو ثقافة اللقاء في الأسرة البشرية الواحدة: فلنصل من أجل بعضنا البعض لكي نعرف كيف نفتح أبوابنا للضعيف وللفقير".

وتابع: "إننا نحيي شاكرين رابطة كاريتاس لبنان بشخص سيادة أخينا المطران ميشال عون، مطران جبيل، المشرف عليها من قبلنا كرئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، ورئيس كاريتاس الخوري بول كرم وأعضاء مكتبها ومجلسها والعاملين في فروعها وأقاليمها.

بفضل مساعداتكم وبفضل المحسنين من الداخل ومن الخارج، تتمكن رابطة كاريتاس من تحقيق خدمات المحبة باسم الكنيسة ومحبة المسيح. تتوزع هذه الخدمات على ستة قطاعات كبيرة:

الصحة في مراكز وبواسطة عيادات جوالة تطبق الطب العلاجي والوقائي على مختلف الأراضي اللبنانية.

الخدمات الاجتماعية وفيها برنامج العمر الثالث، والمساعدة في الحالات الطارئة، ومائدة الصداقة وهبات عينية ودار للمسنين.

التعليم حيث تتوفر المساعدات لتأمين التعليم للجميع، مع رعاية الأشخاص وذوي الاحتياجات الخاصة في أربعة مراكز متخصصة.

شبيبة كاريتاس تضم 700 متطوع من شبان وشابات يقومون بعدد كبير من النشاطات الثقافية والرياضية والبيئية والترفيهية لمسنين ومرضى وأطفال ومساجين وسواهم.

التنمية وفيها برنامج قروض لاستثمارات صغيرة، ومعمل للتصنيع الغذائي يؤمن فرص عمل وتصريف منتوجات زراعية، بالإضافة إلى تعاونية ريفية لتسويق الإنتاج الأهلي.

العمال الأجانب واللاجئين، تؤمن لهم مساعدات اجتماعية وصحية ونفسية وقانونية.

إننا ندرك جسامة عمل المحبة الذي تقوم به كاريتاس كجهاز الكنيسة الاجتماعي في لبنان. وندرك ايضا أهمية مساعدتنا لها ودعمها ماديا وروحيا ومعنويا، لكي تتمكن من تلبية رسالتها الواسعة الأرجاء. نسأل الله أن يباركها ويبارك جميع العاملين فيها بفيض من نعمه وخيراته". وقال: "بدأ الرب يسوع رسالته الخلاصية بحضور عرس في قانا الجليل، فأعاد إلى الزواج كرامته وقدسيته، ورفعه إلى رتبة سر، يتم فيه حضور الله في حياة الزوجين والعائلة. فالله بفعل الروح القدس يسكب حبه في قلب الزوجين فيقدس حبهما البشري، ويشركهما بحبه، فينقلون الحياة البشرية، مكملين عمل الخلق. في هذا السر، يمنح المسيح، بعمل الثالوث القدوس، نعمة تقدس حياة الزوجين والعائلة، وتعضد الجميع في الضعف، وتهدي في الضياع، وتعزي في الحزن، وتثبت في الرجاء، وتنفي اليأس، وتنتزع الخوف". وتابع: "عندما رفع الرب يسوع الزواج من حالة طبيعية أوجدها الخالق إلى رتبة سر مقدس بعمل الفداء، أصبح عقد الزواج عهدا بين الزوجين من جهة، وبينهما مع الله والكنيسة من جهة ثانية. وقد وضع الله في الكتب المقدسة شرائع للزواج، نظمتها الكنيسة في قوانينها التي توجب على المسيحيين أن يعقدوا زواجهم وفقا للصيغة التي تضعها، من أجل أن يكون هذا الزواج سرا مقدسا. فلا يستطيع المسيحي المؤمن أن يعقد زواجه مدنيا من دون أن يرتكب خطيئة جسيمة ضد الله الذي جعل الزواج المسيحي سرا مقدسا لا عقدا اجتماعيا مدنيا صرفا، كما يخطأ ضد قدسية هذا السر. وإذا اضطر أن يعقد زواجه مدنيا لسبب أو لآخر، عليه أن يصححه بعقده كنسيا لكي يعيش في سلام مع الله والذات، ويتجنب البقاء في حالة الخطيئة الدائمة التي تفصله عن حياة الكنيسة وتحرمه من نعمة الأسرار المقدسة". أضاف: "لقد علمنا الرب يسوع، بحضوره في عرس قانا وبآية تحويل الماء إلى خمر فائق الجودة، أن يواصل كل واحد وواحدة منا العمل المزدوج الذي أتمه: فنسبب الفرح والسعادة حيثما نتواجد، ونحول كل شيء إلى وجه جميل ومليء بالجودة، قدر الممكن. فإن الرب "ترك لنا قدوة لنعمل كما عمل هو" (راجع يو12: 15). وتابع: "أود، في ضوء هذا المفهوم، أن أوجه نداء إلى الجماعة السياسية، طالبا من المسؤولين عندنا أن يسببوا الفرح للشعب بنشاطهم التشريعي والإجرائي والإداري والقضائي، ويخرجوه من قلقه وقهره وحاجاته وظلمه. ونطلب منهم أن يكون أداؤهم وافر الجودة. لا يجوز أن يستمر الشعب في مظاهرات وإضرابات مضرة للجميع لكي يطالب بحقوقه، فيما الواجب الوطني يوجب على المسؤولين تأمينها. فينبغي الخروج من القباحة. فإهمال الواجب وصم الآذان عن سماع صراخ الشعب قباحة.الفساد والرشوة وسرقة المال العام وهدره والتهريب والرشوات قباحة. عدم ضبط المال العام وإعادته إلى خزينة الدولة وبالمقابل تحميل الشعب المزيد من الضرائب والرسوم من أجل وضع الموازنة وإصدار سلسلة الرتب والرواتب قباحة أيضا. وقباحة كذلك عدم إصدار قانون الإنتخابات بعد اثنتي عشرة سنة من الدرس والتمحيص وأخذ القياسات الشخصية والفئوية. قهر الناس في الإدارات العامة وهدر أوقاتهم وتوتير أعصابهم مثل معاينة الميكانيك على سبيل المثال قباحة. يقول أحد الكتاب المعروفين: "وحده الجمال يخلص العالم"، وبالطبع جمال الأعمال والاداء والمبادرات، جمال الأخلاق والقيم، جمال العدالة والمحبة التجرد والتفاني والسلام".

وختم الراعي: "زمن الصوم، بما يتضمن من أصوام وصلوات وأعمال محبة ورحمة، هو الزمن المقبول لاستعادة جمال صورة الله فينا. فكما الطبيعة، بالتلازم مع زمن الصوم، تعيش ربيعا تلبس فيه ثوبها الجديد، كذلك نحن نرجو أن نلبس، بالنعمة الإلهية وبكلام الله، جمال "الإنسان الجديد" (أف4: 24)، فنرفع نشيد المجد والتسبيح للثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

استقبالات

بعد القداس، استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الالهية. كما التقى رئيس واعضاء المجلس البلدي والمخاتير وأهالي بلدة حملايا الذين قدموا له درعا تكريمية.

وتسلم من الكاتب جوزف الخوري طوق نسخة عن كتابه الجديد بعنوان "مار بشارة بطرس الراعي بطريرك الشركة والمحبة".