المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 24 شباط/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.february24.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ البَيْتِ في أَيِّ سَاعَةٍ يَأْتِي السَّارِق، لَمَا تَرَكَ بَيْتَهُ يُنقَب

أيهَا الجَاهِل، إِنَّ مَا تَزْرَعُهُ أَنْت، لا يَحْيَا إِلاَّ إِذَا مَات

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

بهيج ابو حمزة إلى الحرية.. ألف مبروك له ولعائلته/الياس بجاني

حقبة بلع الألسنة ولحس المبارد وصمت القبور/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة احمد الأسعد من تلفزيون ال أم تي في/24 شباط/17

أحمد الأسعد: الدولة غائبة عن مناطق الشيعة وعلى عون أن يتخذ موقفا

فيديو من برنامج الاتجاه المعاكس/الحلقة الكاملة للمواجهة الحامية بين جيري ماهر المعارض الشرس لحزب الله، وبين الكاتبة السياسية والمحامية اللبنانية سندريلا مرهج

حزب الله المنهك ليس قادراً على التصدي لاسرائيل

د.فارس سعيد للانباء: نحن خط الوصل مع الجبل لا خط الفصل في الوسط المسيحي

مؤتمر جنيف 4/أبو ارز/فايسبوك

هذه وظيفة سلاح حزب الله/علي الأمين/جنوبية

«حزب الله» وأوهام «شرعنة» السلاح/علي الحسيني/المستقبل

في ذكرى استشهادها.. بماذا وعَد نديم الجميّل أخته مايا؟

توتونجي: كسروان مش الكوستابرافا.. وأنا كمان صهري الرئيس

إسرائيل: حزب الله يعاني من أزمة مالية ومعنوية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 23/2/2017

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس الواقع في 23 شباط 2017

عون اقام مأدبة عشاء على شرف الرئيس الفلسطيني :سنواصل العمل للوصول الى السلام الذي تستحقونه

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

مار شربل لم يتخلف عن الموعد البارحة في عنايا

 بعد اخلاء سبيل بهيج ابو حمزة.. جنبلاط يردّ بقوة!

بهيج أبو حمزة في أول تعليق... ضاعت كلمات منى وميشال أنقذ الموقف!

الحريري ترأس إجتماعا لمجلس الوزراء حسن خليل: يمكن إنجاز الموازنة الأسبوع المقبل

الجنرالات وسلاح الحزب

 كتلة المستقبل: لاقرار الموازنة ومعالجة السلسلة بطريقة عاقلة وإجراء الانتخابات في موعدها وفق قانون جديد

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

"النظام" يقترح انشاء قاعدتين ايرانيتين في سوريا.. وموسكو ترفض واسرائيل ترد عبر غارة جوية على القلمون في رسالة استباقية تحذيرية

داعش يذبح قبطياً سابعاً في سيناء ويحرق منزله

مدينة "الباب" السورية في قبضة "درع الفرات"

وفدا المعارضة والنظام وجهاً لوجه بافتتاح أعمال جنيف 4

عقوبات أمريكية على قياديين من "جفش"

داعش يجبر أطفالا ومعوقين على تنفيذ عمليات انتحارية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«حزب الله» يدشن العودة إلى «زمن الانتصارات»/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

عن اية تسوية يتحدثون منذ اربعة اشهر وحتى اليوم/نوفل ضو/موقع الكتائب

لبنان على مفترق طرق: وداعاً أم إلى اللقاء في القلمون/محمد سلام/ Lebanon360

الضغط الأميركي على إيران ينسحب على «حزب الله»/ ثريا شاهين/المستقبل

لا قيام لدولة قويّة في عهد عون إذا لـم تُحلّ مشكلة سلاح "حزب الله"/اميل خوري/النهار

سلاحك من الله/جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية

البلد الـ136 يموِّل الفساد بالضرائب/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

لبنان: إغلاق نافذة الفرص/حسام عيتاني/الحياة

حول حركة مارين لوبن المسرحية وتقاطُع المصالح مع مسرحيات «داعش»/د.مصطفى علوش/جريدة الجمهورية

مارين لوبن كشفت فرنسا/خيرالله خيرالله/العرب

ماذا حققت شعبوية ملالي طهران/حميد زناز/العرب

إيران وإسرائيل وتركيا وتقلّباتها في سباقات النفوذ/عبدالوهاب بدرخان/الحياة

خلط أوراق في جنيف -4/وليد شقير/الحياة

عن دور الأكراد السوريين في الحل السياسي/أكرم البني/الحياة

التيار يسدد ضربة في عرين المردة وفرنجية يستعد للمواجهة/إبتسام شديد/الديار

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون استقبل رئيس المجلس الدستوري وشخصيات جمعية المصارف: لاعادة النظر بالقوانين الضريبية في الموازنة

استقبال رسمي للرئيس الفلسطيني في قصر بعبدا عون: مقاربة اسرائيل باستعمال القوة لا توصل للحل عباس: اللاجئون الفلسطينيون في لبنان ضيوف

سامي الجميل أبدى قلقه على البلد والاستقرار: لا بديل من المحاسبة الشعبية في الانتخابات

جعجع عرض مع كوركر المستجدات وتلقى برقيات تعزية بوفاة والدته

جعجع استقبل نديم الجميل على رأس وفد معزيا بوالدته

 قهوجي استقبل الهاشم وعرض مع لجنة مجلس الشيوخ الأميركي للخدمات المسلحة المساعدات للجيش

الراعي زار مدرسة سيدة اللويزة: هناك سلطة منسجمة بدأت العمل والأمور لا تتبدل بين ليلة وضحاها

هل عادت نقاشات قانون الانتخاب إلى نقطة الصفر؟ و"الرباعية": حزب الله يتصرف كمن لا يريد انتخابات

ثلاثة محاور اميركية في زيارة كوركر اللبنانيــة واستمرار الدعم ومواجهة الارهاب والمناطق الآمنة

 انسحاب حزب الله مــن سوريــا غير مستبعد وفي ظل الضغوط على ايران والمستجدات السورية

 مواقف عون من سلاح "حزب الله" يتلقفها الخارج بـ "موضوعية" و"علمية" واتصال بن سلمان-الحريري مؤشر ايجابي..وتعيين السفير بعد القمة العربية؟

مبارزة "السلسلة" الى الشارع مجددا ومصير العام الدراسي علـــى المحك

ملاحظات مصرفية في بعبدا وتجارية في السراي والموازنة الى جولة اضافية

جنيف تنطلق باجتماعات صباحية لدي ميستورا مـــع النظام و"المعارضات"

حملة تحويل الجنوب "محافظة منزوعة الكحول" الى أين؟ وإقفـــال شبه تــام بعد تهديدات وإلقـــاء قنابل

فريق تحقيق "مكافحة الفساد" في تلفزيون لبنان باكورة انجــــازات الوزارة وهل تعمّم الخطوة على مرافق الهدر في الدولة وتعلن النتائج ام تلجمها السياسة؟

تقاعد رحيمي يعيد التشكيلات الدبلوماسية الى الواجهة ووالعهد لا يريد تعيين سفيـــــر من خارج الملاك

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ البَيْتِ في أَيِّ سَاعَةٍ يَأْتِي السَّارِق، لَمَا تَرَكَ بَيْتَهُ يُنقَب

إنجيل القدّيس لوقا12/من33حتى40/:"قالَ الربُّ يَسوع: «بِيعُوا مَا تَمْلِكُون، وَتَصَدَّقُوا بِهِ، وٱجْعَلُوا لَكُم أَكْيَاسًا لا تَبْلَى، وَكَنْزًا في السَّماوَاتِ لا يَنفَد، حَيْثُ لا يَقْتَرِبُ سَارِق، ولا يُفْسِدُ سُوس. فَحَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُم، هُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا قَلْبُكُم. لِتَكُنْ أَوْسَاطُكُم مَشْدُودَة، وَسُرْجُكُم مُوقَدَة. وَكُونُوا مِثْلَ أُنَاسٍ يَنْتَظِرُونَ سَيِّدَهُم مَتَى يَعُودُ مِنَ العُرْس، حَتَّى إِذَا جَاءَ وَقَرَع، فَتَحُوا لَهُ حَالاً. طُوبَى لأُولئِكَ العَبِيدِ الَّذينَ، مَتَى جَاءَ سَيِّدُهُم، يَجِدُهُم مُتَيَقِّظِين. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يَشُدُّ وَسْطَهُ، وَيُجْلِسُهُم لِلطَّعَام، وَيَدُورُ يَخْدُمُهُم. وَإِنْ جَاءَ في الهَجْعَةِ الثَّانِيَةِ أَوِ الثَّالِثَة، وَوَجَدَهُم هكذَا، فَطُوبَى لَهُم! وٱعْلَمُوا هذَا: إِنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ البَيْتِ في أَيِّ سَاعَةٍ يَأْتِي السَّارِق، لَمَا تَرَكَ بَيْتَهُ يُنقَب.فَكُونُوا أَنْتُم أَيْضًا مُسْتَعِدِّين، لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ يَجِيءُ في سَاعَةٍ لا تَخَالُونَها!»."

                                                                                       

أيهَا الجَاهِل، إِنَّ مَا تَزْرَعُهُ أَنْت، لا يَحْيَا إِلاَّ إِذَا مَات

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس15/من35aحتى44/يا إخوَتِي، رُبَّ قَائِلٍ يَقُول: كَيْفَ يَقُومُ الأَمْوَات، وَبِأَيِّ جَسَدٍ يَعُودُون؟ أَيُّهَا الجَاهِل، إِنَّ مَا تَزْرَعُهُ أَنْت، لا يَحْيَا إِلاَّ إِذَا مَات. وَإِنَّ مَا تَزْرَعُهُ هُوَ غَيْرُ الجِسْمِ الَّذي سَيَكُون، بَلْ هُوَ مُجَرَّدُ حَبَّةٍ مِنْ قَمْحٍ أَوْ مِنْ نَوْعٍ آخَر. لكِنَّ اللهَ يُعْطِيهَا جِسْمًا، كَمَا يَشَاء، يُعْطِي كُلَّ حَبَّةٍ مِنَ البُذُورِ جِسْمًا خَاصًّا بِهَا. وَلَيْسَتِ الأَجْسَامُ كُلُّهَا مِنْ نَوْعٍ وَاحِد، بَلْ لِلإِنْسَانِ جِسْم، وَلِلحَيَوَانِ جِسْمٌ آخَر، وَلِلطَّيْرِ جِسْمٌ آخَر، ولِلسَّمَكِ جِسْمٌ آخَر. وَهُنَاكَ أَجْسَامٌ سَمَاوِيَّةٌ وأَجْسَامٌ أَرْضِيَّة، لكِنَّ مَجْدَ السَّمَاوِيَّةِ نَوْع، ومَجْدَ الأَرْضِيَّةِ نَوْعٌ آخَر. مَجْدُ الشَّمْسِ نَوْع، ومَجْدُ القَمَرِ نَوْعٌ آخَر، ومَجْدُ النُّجُومِ نَوْعٌ آخَر، لأَنَّ كُلَّ نَجْمٍ يَخْتَلِفُ بِالمَجْدِ عَنْ نَجْمٍ آخَر. كَذَلِكَ تَكُونُ قِيَامَةُ الأَمْوَات: يُزْرَعُ الجَسَدُ في الفَسَاد، فَيَقُومُ في غَيْرِ الفَسَاد. يُزْرَعُ في الهَوَان، فَيَقُومُ في المَجْد. يُزْرَعُ في الضُّعْف، فيَقُومُ في القُوَّة. يُزْرَعُ جَسَدًا أَرْضِيًّا، فَيَقُومُ جَسَدًا رُوحَانِيًّا. إنْ كَانَ يُوجَدُ جَسَدٌ أَرْضِيّ، يُوجَدُ أَيْضًا جَسَدٌ رُوحَانِيّ.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

بهيج ابو حمزة إلى الحرية.. ألف مبروك له ولعائلته

الياس بجاني/23 شباط/17

https://www.facebook.com/elias.y.bejjani

الف مبروك للشيخ بهيج أبو حمزة الحرية ولو بعد حين وولو بعد معانات من الظلم والقفز فوق القوانين دامت 3 سنوات..

وع قبال نعمة الحرية لأهلنا في السجون السورية يا رب!!

وكمان ع قبال عودة أهلنا اللاجئين في إسرائيل دون قيود وشروط وفذلكات مقاومتية كاذبة.

يبقى أن الحرية هي القداسة بكل مكوناتها ومكنوناتها والجوهر..وكل من لا يحترمها ولا يلتزم بقواعدها لم يعرف القداسة وبالتالي لم يعرف الله لأن الله سبحانه وتعالى هو الحق والعدل وهو القداسة.

أما للظالمين والمتجبرين كائن من يكونون فنقول وعن إيمان وقناعة: استغفروا ربكم وتوبوا وقدموا الكفارات قبل فوات الآوان.

 

حقبة بلع الألسنة ولحس المبارد وصمت القبور

الياس بجاني/23 شباط/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=52656

ليس مستغرباً ولا غريباً الحال البائس والمزري الذي يمر به وطننا الغالي لبنان منذ أشهر قليلة، وذلك جراء استسلام معظم السياسيين والأحزاب ال 14 آذاريين الذين كانوا يواجهون قوى الأمر الواقع منذ العام 2005.

استسلام دون مقاومة ودون شروط..

استسلام دون مقابل غير الوعود الكاذبة التي لن ترى النور.

استسلام يسوّق له المستسلمون بكم هائل من السراب والضياع والشعبوية والتقوقع والإنعزالية والمذهبية..

قليلو الإيمان وخائبوا الرجاء هؤلاء ومن يوم الاستسلام الأول وهم يلحسون المبارد ويتلذذون بطعم ملوحة دمائهم.

يستغبون عقول وذكاء الناس ومستمرون دون هوادة في بث سموم هرطقات التعمية على فعلتهم الشنيعة.

للأسف نجحوا في جر كثر خلفهم من الأتباع والمؤيدين والمنتفعين والانتهازيين.

ففجأة تخلوا عن الأمانة الوطنية الموكلة لهم والمؤتمنون عليها وقفزوا فوق دماء وتضحيات الشهداء.

دون حياء أو وخز ضمير تخلوا عن ذواتهم وباتوا يخجلون من خطابهم السيادي والاستقلالي وانقلبوا على كل الثوابت الوطنية.

جراء الغرق في أوحال وفخاخ اللعنة الإبليسية التي سموها “واقعية”، تم ضُرّب سلم الأولويات، وغُلّبت المصالح الخاصة والأنانيات والحسابات الشخصية الضيقة على كل ما هو ثوابت ومبادئ ووطن وقضية وحريات وحقوق ونضال وتضحيات.

وكما أن الأوبئة المرّضية معدية وتتفشى بسرعة، هكذا هو حال الاستسلام المذل متفشي بين غالبية أفراد طاقمنا السياسي والرسمي.

أفراد طاقم في سوادهم الأعظم بلعوا ألسنتهم حتى أصبح صمتهم كصمت القبور..

ومن منهم لم يبلع لسانه فقد تقمص برضاه وطوعاً دور المطبل والمزمر والذمي في التسويق المقزز لقبول “الأمر الواقع الإحتلالي” المفروض بالقوة والإرهاب على البلد وأهلة ومؤسساته تحت رايات كذبة “المقاومة”.

قلة قليلة من القيادات السيادية بقيت على ثوابتها، لكنها ليست من الصف الأول، وبالتالي فأن فاعليتها وتأثيرها الشعبي حتى الآن هو محدود جداً.

سدت معظم وسائل الإعلام في وجه الذين رفضوا “صفقة الاستسلام” وتمت محاصرتهم على كافة المستويات.

تم تخوينهم وتعرضوا لحملات تهميش وتشكيك وتهديد.

السؤال هو: ترى إلى أين ستؤدي “الصفقة” بهؤلاء الذين صدقوا الوعود النيابية والسلطوية وغلبوا “الأنا” على سيادة واستقلال الوطن والكرامات والمواطن والتاريخ والثوابت؟

بالتأكيد إن السير في الصفقة لن يوصلهم إلى غير الهوان والمذلة والمزيد من التقزيم والتهميش لأن المتحكم بمفاصل الحكم وبرقاب وألسنة الحكام والذي صدقوا وعوده واستسلموا له هو يأخذ ولا يعطي.

في الخلاصة، إن الحالة الاستسلامية والذمية والتقوية المجانية هي المهيمنة اليوم على عقول وألسنة ورقاب وركاب غالبية الطاقم السياسي السيادي سابقاً..

من هنا، ف هذا طاقم لا أمل ولا رجاء منه لا اليوم ولا في أي يوم مهما غير وبدل من أقنعته.

يبقى، إن الحالة الاستسلامية هذه هي آنية وعابرة ولن تطول بإذن لله لأن شعبنا وإن أمهل فهو لا يُهمل..

وأن غداً لناظره قريب.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

تفاصيل الأخبار اللبنانية
فيديو مقابلة احمد الأسعد من تلفزيون ال أم تي في/24 شباط/17/اضغط هنا
http://eliasbejjaninews.com/?p=52682
http://mtv.com.lb/Programs/Bi_Mawdouiyeh/2016/videos/22_Feb_2017_-_%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%B9%D8%AF

أحمد الأسعد: الدولة غائبة عن مناطق الشيعة وعلى عون أن يتخذ موقفا

خاص جنوبية 23 فبراير، 2017

الأسعد يؤكد أنّ المناطق الشيعية غائبة عن الدولة ومقاتلي حزب الله لا قناعة لديهم

أطلّ يوم أمس الأربعاء 22 شباط المستشار العام لحزب “الإنتماء اللبناني” الأستاذ احمد الأسعد ضمن برنامج “بموضوعية”، مؤكداً أنّ “هذه المرحلة فيها الكثير من الرماديّة والعماد عون كان الأقلّ سوءا مقابل الفراغ إلا أنّ خطاب عون فيه تناقض والدليل كلامه الأخير عن سلاح المقاومة”.

ولفت إلى أنّ “السلاح اليوم ليس هو من يحميك من أي إعتداء إسرائيلي، بل الشرعية الدولية هي من تحمي لبنان، إسرائيل بحاجة لذريعة لقيامها بأي حرب وللأسف قمنا بلبنان بتقديم هذه الذريعة لها”.

وأشار الأسعد إلى أنّ “الكلام عن سلاح حزب الله لمقاومة إسرائيل هو كلام خشبي”.

معتبراً أنّ”ما ينقصنا في لبنان العمل السياسي الشفّاف والصادق، نريد أفعالا لا أقوالا ومن يريد أن يكون “بيّ الكلّ” عليه فعلا أن يضع مصلحة لبنان أوّلا، حيث أنّ الإستثمار غائب من لبنان لأنّ صورة بلدنا في الخارج أنّه بيد حزب الله”.

وأضاف الأسعد “المشكلة في لبنان هي سلاح حزب الله والرئيس القوّي يجب أن يأخذ موقفا من هذا السلاح ليحمي لبنان فحزب الله عبارة عن عناصر تقوم بحروب تكلّفها بها إيران”.

وفيما يتعلق بقوى 14 آذار و8 آذار أوضح أنّ “قوى 14 آذار أضاعت فرصة تحرير لبنان وأخطأت في حساباتها الضيقة وأضاعت البوصلة، بينا 8 آذار كانوا في وضع حرج جدّا في 2005 وأرادوا بشدّة إبرام صفقة، لكن رجال 14 آذار أوصلونا إلى هنا”.

ولفت الأسعد إلى أنّه “بعد زيارة عون إلى السعودية أطلّ نصرالله بخطاب أفهم العالم فيه أنه هو حاكم لبنان”.

متابعاً “موقف العماد عون بعدم توقيع المراسيم جيّد لأننا بحاجة لضخّ دم جديد في الحياة السياسية اللبنانية، هناك شريحة كبيرة لا تمارس حقّها بالإنتخاب في حين أنّه من واجبنا الإستمرار بالسعي لتغيير الواقع”.

وعن المناطق الشيعية أكّد “نريد أن تكون المناطق الشيعية ضمن حدود لبنان وللأسف الدولة سلّمت هذه المناطق لحزب الله وحركة أمل، الدولة غائبة عن هذه المناطق وقامت بتلزيمها للثنائية الشيعية”.

مشدداً ” أؤكّد أن الطائفة الشيعية قد طفح كيلها، فهي تعيش بعدم إستقرار وهي بحاجة لآمان وطمأنينة لمستقبلها، في ال2006 دمّرت الضاحية والدول العربيّة أعادت إعمارها، اليوم من يعيد إعمارها إن اندلعت الحرب”.

وأوضح الأسعد أنّ “الرأي الآخر ضمن الطائفة الشيعية موجود وهو الأكثرية والظروف تقمعه”.

مشيراً إلى أنّ حزب الله قدّم الحجج لتبرير قتاله في سوريا لأنّه غير قادر على الإعتراف بتلقيه الأوامر من إيران، وأكثرية الشباب الشيعة المقاتلين مع حزب الله يقاتلون لتأمين معيشتهم وليس لقناعة لديهم”.

كما اعتبر أنّ “سياسة النظام الإيراني التوسيعية في المنطقة عبر الميليشيات ساهمت بتقوية المنظمّات الإرهابية”، مؤكداً أنّ” لا خوف من داعش على لبنان لأنّ الواقع أثبت أنّ لا بيئة حاضنة لها في لبنان”.

ولفت الأسعد إلى أنّ “هناك قوى سياسية تتاجر بإسم الدين الإسلامي لتعزّز نفوذها في المنطقة وعلى رأسهم إيران”.

 

فيديو من برنامج الاتجاه المعاكس/الحلقة الكاملة للمواجهة الحامية بين جيري ماهر المعارض الشرس لحزب الله، وبين الكاتبة السياسية والمحامية اللبنانية سندريلا مرهج

http://eliasbejjaninews.com/?p=52687

https://www.youtube.com/watch?v=4Po8UgdJjzg

حوار ناري في برنامج "الإتجاه المعاكس" بين النقيضين جيري ماهر المعارض الشرس لحزب الله، وبين الكاتبة السياسية والمحامية اللبنانية سندريلا مرهج، خلق جدلا واسعاً على وسائل التواصل.

خاص جنوبية 23 فبراير، 2017

لا يزال صدى الحلقة الاخيرة من برنامج  “الإتجاه المعاكس” مع الإعلامي فيصل القاسم يتفاعل، وهي التي تناولت قبل يومين دور “حزب الله” في الحرب السورية إلى جانب قوات النظام، وارتباط مشروع حزب الله بإيران عبر مشروع “ولاية الفقيه”، سيما أن الحلقة جمعت بين نقيضين، الإعلامي جيري ماهر المعارض الشرس لحزب الله، وبين الكاتبة السياسية والمحامية اللبنانية، سندريلا مرهج التي تنتمي للتيار الوطني الحر عقائديا ومؤيدة لحزب الله عاطفيا وقلبيا.

أجواء الحلقة كانت نارية بإمتياز إذ شهدت حوارا ومواجهة ساخنة بين الضيفين اللذين دافع كل منهما عن توجهه السياسي بشراسة.

وفيما دارت الحلقة حول حزب الله وهل تغيرت بوصلة سلاحه من اسرائيل الى العرب، رأى ماهر  “أن ما يفعله الحزب ليس حركة مقاومة، بل وجها آخر لتنظيم الدولة الإسلامية، متسائلا ما الفارق بين ما “تفعله داعش في دير الزور والرقة” وما يفعله حزب الله الذي يهدد لبنان بالعنتريات والقمصان السود؟

أما مرهج فتمسكت بالدفاع عن خط المقاومة وتوضيح معادلة الجيش والشعب والمقاومة. وقصف الجبهات بدأ منذ أول الحلقة و تحولت المواجهة النارية إلى حلبة مصارعة بين الضيفين حيث بدأت مرهج كلامها بالرد على غريمها فصوبت على أنها “لا تريد أن تنزل إلى هذا المستوى المتدني الذي بدأ به “جيري” كلامه  كما الرد على الهرطقات والاتهامات التي تفوها به إذ تكلم بلسن إسرائيل”.

هذا نموذج عن الأجواء التي سادت أثناء الحلقة، والتي لا تقل حدية عن تفاعل الجبهتين المؤيدة من جهة لحزب الله والمعارضة له على وسائل التواصل الاجتماعي.

والطريف أن سندريلا “الممانعَة” صدر لها أنشودة على الفور ، فأصبحت صوت الحق وصرخة في وجه الظلام وهو ما ترجم في الأنشودة التي أعدها منشد حزب الله علي بركات “للمناضلة” مرهج بسرعة البرق كمكافأة لها على موقفها في حلقة “الإتجاه المعاكس”. وهو ما يعكس درجة التفاعل التي خلفتها الحلقة.

فجمهور الحزب يقدر لـ “سندرلّته” مواقفها الداعمة له بإستمرار، سيما أنها تسير على نهج الاعلامية غدي فرنسيس بالتشيع السياسي من خلال المشاركة بمراسم عاشوراء، وارتداء اللباس الأسود على نهج فرنسيس كما زيارة المقامات الشيعية والتقاط الصور الفوتوغرافية بجانب الأضرحة.

من جهة ثانية، تعرضت مرهج للمضايقات من قبل جمهور الطرف الآخر من تعليقات سلبية وتهجم إضافة إلى إغلاق حسابها على فيسبوك كما أعلنت، إذ كتبت على حسابها الثاني الجديد ” عدت إليكم بعد أن تم تسكير حسابي من فيلق الدواعش على الانترنت الذين ماتوا قهرا من حديثي عن المقاومة على الجزيرة ….تم كشف هوياتهم و أحيلت أسماؤهم لمكاتب التحقيقات الأمنية …تحياتي للأصدقاء..”.

أما جيري ماهر المعروف بموقفه المتطرف والحاد تجاه حزب الله فقد ردّ بعد الحلقة على مرهج على الفيسبوك بستاتوس “اردت شراء هدية صغيرة لسندريلا مرهج بعد فشلها في الدفاع عن حزب الله في الاتجاه المعاكس، شعرت انها اضاعت البوصلة وحذاءها الشهير ايضاً. فحصلت لها على حذاء جديد، نحن بالخدمة يا عزيزتي “.

وماهر الذي دارت شكوك كبيرة حول هويته نظرا لمدى تخطيه الحدود لمدى كراهيته لحزب الله عبر تعليقاته، عاد وظهر إعلاميا بشكل واضح  وتم التأكد أنه ليس شخصية وهمية بل هو معارض لحزب الله وبيئته بشكل شرس. ومن أكثر التعليقات المسيئة  التي خلق فيها جدلا في صفحته في “فايسبوك”،  هي “الدعوة الى رمي النفايات اللبنانية في مقبرة “روضة الشهيدين”، كحل لأزمة النفايات”. إضافة إلى أنه سبق له ان تطاول على مقدسات الطائفة الشيعية بما خص شخصياتها الدينية، وطالب بهدم الحُسينيات والمساجد لأنها تُصدّر الإرهاب، وغيرها من التغريدات العنصرية  المماثلة. فلم يفلت من ردود فعل الضفة الأخرى ايضا، سيما أنه يواجه جيشا من المعارضين له  من جمهور حزب الله لتغريداته التي ذكرت سابقا.

 

حزب الله المنهك ليس قادراً على التصدي لاسرائيل

خاص جنوبية 23 فبراير، 2017/لا يأخذ الكيان الاسرائيلي تهديدات حزب الله على محمل الجد، فالخبرة العسكرية التي يهدد بها امينه العام السيد حسن نصرالله، يقابلها، "انهيار معنوي وشح مالي" بحسب رئاسة ألأركان الاسرائيلية

لم يأخذ الكيان الإسرائيلي تصريحات امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله وتهديداته التي أطلقها في إطلالتيه الأخيرتين لبنانياً وإيرانياً على محمل الجد، وإنّما تعامل معها باستخفاف وبتهديد مقابل، إذ حذر وزير الاستخبارات الإسرائيلي “اسرائيل كاتسر” في اليوم التالي لخطاب التهديد والوعيد أمين عام حزب الله من مغبة أقواله، مؤكداً أنّه في حال تجرأ نصرالله على قصف العمق الإسرائيلي فإنّ الرد الإسرائيلي سيكون بضرب كافة الأهداف المتاحة في لبنان. لموقف الإسرائيلي من كلام نصرالله لم يتوقف عند التهديد، بل اقترن بغارة اسرائيلية استهدفت يوم أمس الأربعاء جبال القطيفة من سورية وذلك من الأجواء اللبنانية وتحديداً من بعلبك، وكان الهدف منها قافلات تابعة لحزب الله وقد أسفر هذا الاستهداف عن سقوط 7 قتلى بينهم لبنانيين. حزب الله الذي نفى حصول الغارة رغم تأكيدات اعلامية، استتبع صمته بتعليق رئيس الأركان الإسرائيلي، غادي أيزنكوت، الذي أكّد أمام لجنة الأمن والخارجية التابعة للكنيست أنّ حزب الله يعاني من أزمة اقتصادية ومعنوية وأنّ خبراته القتالية التي اكتسبها في الساحة السورية لا تكفي وحدها لخوضه حرب في وجه اسرائيل.

مشيراً إلى أنّ الهدف من تصريحات نصرالله وتهديداته هو خلق معادلة ترهيب لبقاء الوضع القائم.

ما قاله رئيس الأركان الإسرائيلي يبقى أقرب إلى واقع الحال من تهديدات نصرالله الكلامية، فخسائر حزب الله البشرية في سوريا بدأت تنعكس على حاضنته إذ تخطى عدد القتلى والجرحى عشرة الاف، ناهيك عما يترتب من أعباء مادية لم يعد الحزب قادرا على التكفل بها وهي المتعلقة بعوائل الضحايا والإنفاق عليهم.

هذا الوضع المالي الذي ترجمته مؤخراً حملة “تجهيز مجاهد” والتي دعت للتبرع للمقاتلين بكل الوسائل، موضحة أنّ هذا واجب شرعي، إضافة إلى استعانة مطلقي الحملة برجال الدين الشيعة المنضوين تحت قيادة الولي الفقيه السيد علي خامنئي لإضفاء الشرعية إن لم نقل التكليف الشرعي.

هذا الوضع المادي المتدهور، قد بدأ إثر العقوبات الأمريكية التي فرضت على مؤسسات مالية تابعة لحزب الله، وقد تفاقم مع تخفيض إيران لأموالها المرسلة إلى الحزب بنسبة 40%. والمترافق مع تحقيقات واسعة داخل مؤسسات الحزب حول الفساد المالي.

ليترجم ابتداءً من العام 2015 بعد أن أوقف الحزب البطاقات الصحية عن جزء من حاضنته الشعبية وبعد أن سحب بطاقة “نور” التي تعطي حاملها خصومات، إضافة إلى التأخر المستمر في صرف الرواتب و تخفيض تعويضات أهالي القتلى من 50 ألف دولار إلى 25 ألف دولار.

حملة تجهيز مجاهد ليست الأولى للحزب، ففي العام 2016 أكدت معلومات عن زيارات سرية قام بها عدد من مسؤولي حزب الله إلى بيوت الأغنياء من الشيعة في قرى البقاع والجنوب، طالباً منهم تبني أبناء ضحايا حزب الله مادياً، والتكفل بهم بالتعليم والكسوة. وقد أشار أحد المقتدرين إلى أنّ مسؤول الحزب قال له بالحرف الواحد ” إذا عندك ولد صار عندك اثنين وإذا عندك اثنين صاروا ثلاثة”.

هذا ناهيك عن النشاطات العديدة التي ألغاها الحزب، وتقليصه لعدد مراكزه، وذلك بهدف تخفيف أعباء الإنفاق.

فإلى أين سوف تأخذ الحرب السورية حزب الله؟ وبأي عدّة سوف يواجه اسرائيل وسط ازمة مالية ومعيشية متفاقمة على مستوى لبنان؟

في سياق ذلك، تؤكد أوساط متابعة أنّه في حال اندلعت حرب فإنّ وضع حزب الله في لبنان سوف يكون أشبه عسكريا بوضع المعارضة السورية في حربها ضد روسيا وايران وداعش ونظام الأسد.

 

د.فارس سعيد للانباء: نحن خط الوصل مع الجبل لا خط الفصل في الوسط المسيحي

مريانا سلّوم – الانباء/23 شباط/17/اشار منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد الى ان التركيز يجب ان يكون على ماذا يريد حزب الله من المجلس النيابي القادم، معتبراً ان حزب الله يريد مجلساً صديقاً له ولمصالحه وبالتالي سيحصل عليه بقانون الانتخاب أو من خلال تحالفات سياسية وربما من خلال الاثنين معا. ورأى سعيد في حديث خاص لـ “الانباء” أن الكرة الآن في ملعب رئيس الجمهورية، مؤكدا ان رئيس الجمهورية سيقوم بمخالفة دستورية إن لم يوقّع على مرسوم دعوة الهيئات الناخبة، مستطردا “كما انه إذا قام بتوقيعه تكون قد سقطت من يده إحدى أوراق الضغط على الطبقة السياسية من أجل إنجاز قانون إنتخابات جديد”. ولفت الى أن “مشكلة العماد عون هي أنه يتصرف مع السلطة وكأنه جاء البارحة من فرنسا بينما هو جزء من السلطة منذ العام 2005، كما أنه جزء من السلطة التشريعية، وبعد العام 2008 دخل إلى السلطة التنفيذية، وبالتالي هو وتياره مسؤولون عن ضياع الوقت من أجل إنجاز قانون إنتخاب خلال عشر سنوات، لذلك لا يمكن أن يتهم الآخرين بأنهم لا ينجزون قانون يتساوى مع باقي القوى السياسية وبتضييعهم للوقت بعدم انجاز قانون انتخاب جديد”.

ورداً على سؤال حول احتمال الوصول الى الفراغ، أجاب سعيد: “ليس في لبنان شيء اسمه فراغ دستوري ولا يوجد قدرة لأي طرف من الاطراف السياسية بأن تأخذ لبنان بإتجاه الفراغ”، مضيفا “على الطبقة السياسية أن تأخذ وقتها لتصل الى قانون مختلط أو تأجيل الانتخابات تقنياً بضعة اشهر”.

لقاء سيدة الجبل

على صعيد آخر، وتعليقا على عودة لقاءات سيدة الجبل والهدف منها، قال سعيد: “إنه لقاء موجود منذ العام 2005 ويهدف الى تثبيت الخيار الماروني الآخر والذي هو خيار الإنفتاح والعيش المشترك وخيار اتفاق الطائف والإلتزام بنظام المصلحة العربية وليس بأي محور من المحاور الإقليمية غير العربية”، مؤكداً أن “لقاء سيدة الجبل مؤتمن على ما يسمى بخط الشرعيّة التاريخية في الوسط المسيحي، والذي بدأ مع البطريرك الياس الحويّك الذي انتزع دولة لبنان الكبير العام 1920 وبالاستقلال في العام 1943، وأيضاُ بموقف الكنيسة المارونية العام 1985 الذي كان في تلك اللحظة يدافع عن موقف الجيش اللبناني وصولاً إلى إتفاق الطائف في العام 1989 وإلى نداء مجلس المطارنة الموارنة في العام 2000 ومصالحة الجبل في العام 2001 وانتفاضة الإستقلال العام 2005، مضيفا “هذا التيار والخط البياني المسيحي والماروني بالتحديد، مؤتمن على إعادة إبرازه وإبراز قدرته على التأثير في الوسط المسيحي، بدل الخيار الذي يقوده العماد عون والذي يتمثل بتحالف الاقليات في المنطقة”.

وتعليقا على الثنائية المسيحية الصاعدة، قال: “كل الطوائف دخلت إلى داخل حدودها الطائفية وأصبحت مختزلة من أكثر من حزب، لذلك فان الموضوع ليس ثنائية مسيحية انما الموضوع هو خيار وطن، والوحدة الوطنية ليست إلاّ وحدة الوطنيين داخل كل طائفة ضمن مساحة مشتركة كما توصلنا لها في العام 2005 على اثر إنتفاضة الإستقلال وعلى أثر استشهاد الرئيس رفيق الحريري”.

وختم سعيد القول: “نحن نعتبر بأننا خط من خطوط المصالحة والوصل مع الجبل وكل لبنان ولسنا مع خط الفصل في الوسط المسيحي”، معتبراً أن فكرة 14 آذار ما زالت قائمة شعبياً وسياسياً أما تنظيمياً وإدارياً باتت في مهب الرّيح.

 

مؤتمر جنيف 4

أبو ارز/فايسبوك/23 شباط/17

ينعقد مؤتمر جنيف 4 وسط قرقعة سياسة و إعلامية كبيرة ، ولكن للأسف نقول:

- طالما أن روسيا متمسكة ببقاء الاسد ، و الاسد متمسك بالحل العسكري على قاعدة : كل معارض إرهابي.

-و طالما إيران تدعم موقف الاسد ، و تستبقي ميليشياتها في سوريا من أجل هذه الغاية.

فإن هذا المؤتمر سينضم إلى المؤتمرات الفاشلة التي سبقته .

و لكن السؤال الكبير يبقى : كم من الدماء ستسيل قبل الوصول الى جنيف 5 ؟ ؟ ؟.

لبيك لبنان

 

هذه وظيفة سلاح حزب الله

علي الأمين/جنوبية/ 23 فبراير، 2017

وظيفة السلاح ليس القتال ضد اسرائيل ولا تحرير مزارع شبعا، فضواحي حلب وحمص أولى بهذا السلاح من مزارع شبعا، وظيفة سلاح حزب الله ليس تحرير فلسطين ولا القدس بطبيعة الحال، فمقام السيد بشار الأسد في قصر المهاجرين أولى بمقاتلي الحزب ودمائهم من أَولى القبلتين وثالث الحرمين.

وظيفة السلاح هي الإستحواذ على السلطة، والتهويل على كل من يخاصم إيديولوجيا قاسم سليماني أو سلطته في لبنان، وإمّا وظيفة التهويل والإستعراض الخطابي على اسرائيل، فهو في سبيل المزيد من السطوة على الداخل اللبناني. والحرب يا أحبة مع اسرائيل، لن يقوم بها حزب الله، فهذا الحزب فيه من المُنعمين والأغنياء، الذين صاروا يمسكون بنظام مصالح اقتصادي خاص ومع الحكومة والبلديات يعرفه الجميع ولا يحتاج إلى إثبات، من يملك هذه السلطة وهذه المصالح لا يذهب إلى قتال اسرائيل، لأنّ الحرب مع اسرائيل هذه المرة هي انتحار وتضحية بالنعيم المادي والسلطوي، وحزب الله لا يحب أن يكون من المنتحرين. ربما يسأل البعض إذاً لماذا ذهبوا إلى القتال في سوريا؟ من قاتل في سوريا هم البسطاء والفقراء المخدوعون بشعارات مذهبية، والأهم أنّ المجتمع الدولي أعطى إشارة قبول بمشاركة حزب الله وإيران دعماً لنظام الأسد، واسرائيل شجعت ورحبت بهذا الدخول، لذا لم يتلق لا حزب الله ولا الحرس الثوري أيّ ضربة اسرائيلية في سوريا بسبب قتاله السوريين، أمّا الضربات المحدودة فهي اقتصرت على ما تعتقد اسرائيل أنّه يمس أمنها، وما دام أنّ الفتنة المذهبية هي نتيجة لتورط حزب الله في سوريا، فإنّ الغطاء الدولي والإسرائيلي مستمر وحزب الله في آمان منهما.

السلاح أيّها اللبنانيون إذاً هو لتأديب اللبنانيين، لا لشيء آخر، للاستقواء ولمزيد من إضعاف الدولة، هذه الوظيفة مطلوبة اسرائيلياً وما دام حزب الله مستمر بتنفيذها فلا خوف عليه، بل الخوف على اللبنانيين والدولة التي صارت شبه دولة في زمن الإنتصارات الإلهية… والله وليّ التوفيق.

 

«حزب الله» وأوهام «شرعنة» السلاح

علي الحسيني/المستقبل/23 شباط/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=52665

ضمن سياسة التعمية التي يسوّق لها لكل ما هو مُتعلّق بسلاحه، فإن ما ينقص «حزب الله» اليوم، هو أن يُظهر تأييد الشعب اللبناني بأكمله بالأسماء والتواقيع، لسلاحه أو عريضة إجماع تدل على احتضان هذا الشعب له. كما وأن الحزب يُصرّ أو يُحاول ان يوهم نفسه ربما، بأن ثمة إجماعاً لبنانياً على سلاح خارج نطاق الدولة ومؤسّساتها لم يقبل أصحابه حتّى اليوم، بإدراجه ضمن إطار المؤسسة العسكرية أو أن يكون حتّى فصيلاً تابعاً لها أو يرجع اليها في القرارات المصيرية.

أمس ولدى زيارة كتلة «الوفاء للمقاومة» لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، رأى النائب محمد رعد أن «ثمة إجماعاً وطنياً حول سلاح المقاومة». لكن السؤال الأبرز: أين رأى النائب رعد وحزبه هذا الإجماع على سلاح خارج سيطرة الدولة وخارج قراراتها وخارج الخطة الإستراتيجية؟ هل هو موجود في سوريا في ظل الدور الذي يقوم به هذا السلاح هناك من قتل وتنكيل بالشعب السوري؟ أم من خلال الإمعان في إبقائه خارج إرادة المواطنين اللبنانيين الذين لا ينفكون يطالبون بوضع حد لكل سلاح خارج عن إطار المؤسسات الشرعية، وخصوصاً مؤسسة الجيش التي أثبتت في اكثر من محطة، أنها قادرة على حماية لبنان وشعبه سواء من الإرهاب عند الحدود، أو من العدو الإسرائيلي جنوباً، وكذلك في الداخل من خلال تفكيك شبكاته الإستخبارية والأمنية؟

مما لا شك فيه أن سلاح «حزب الله» أو أي سلاح خارج الشرعية، لطالما شكّل مُشكلة كبيرة ومُنفّرة واجهتها معظم العهود. وحتى اليوم يستمر سلاح «حزب الله» بالتدفق بشكل متواصل إلى لبنان بطرق متعددة ومتنوّعة، من دون ان يكون للدولة، قرار أو حتى رأي في هذا الموضوع. حتّى ان الشعب اللبناني الذي يذهب الحزب إلى حد سحب إقرار منه بطرق ملتوية لجهة شرعنة سلاحه، لا يمتلك أي تفصيل عن هذا السلاح ودوره سوى ما سبق أن لمسه لمس اليد في الداخل واليوم في سوريا، خصوصاً بعد إنتفاء الحاجة لوجوده بمجرّد ان ثبّتت الدولة وجودها وأصبحت قادرة على حماية اللبنانيين، وهي لا تعوز في ذلك أي جهة مُسلحة اخرى، كما يُحاول البعض أن يروّج بأن سلاح «حزب الله» هو للدفاع عن الدولة أو لمساندة الجيش في وجه الإرهاب.

هذه السريّة التي لا يعلمها الشعب عن سلاح «حزب الله» وإستمرار التسلّح بنوعيّات يصفها بـ «الرادعة»، يؤكدها كلام لنائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم الذي أكد في تصريح أمس، أن «كل شيء يتعلق بسلاح المقاومة كماً ونوعاً لا نتحدث عنه ونترك الامر الى المعركة لأنهما اساس في قوة المقاومة». فبأي معركة يُبشر قاسم اللبنانيين؟ ومن فوّضه لكي يخوض معارك بإسمهم؟ أمّا لجهة بقائه وسلاحه في سوريا، فيلفت قاسم إلى أنه «عندما نضمن بقاء سوريا المقاومة عندها ننسحب منها». أيضاً هنا عن أي مقاومة لجيش بشّار الأسد، يُحدث قاسم اللبنانيين، وبالأمس تعرضت مواقع عسكرية وأمنية تابعة للنظام السوري في دمشق، لقصف إسرائيلي، أسفر عن سكوت تام والتزام الصمت من قبل هذا النظام.

على «حزب الله» أن يعلم، بأن لا بياناته ولا محاولات الإلتفاف على قرارات الدولة والشعب، يُمكن أن تُعيد ثقة اللبنانيين به أو بسلاحه، إنما الثقة تستعاد عندما يعود الى الالتزام بكل مقررات الحوار وكل ما يقال في البيانات الرسمية وبيانات الحكومة، فهناك تجارب مريرة مع هذا السلاح والذي يُضاف اليه سلاح ما يُعرف بـ «سرايا المقاومة» التي تُشكّل خطراً كبيراً على الأمن والإستقرار في لبنان. وللتذكير بالقرار الدولي 1701، فهو لا يتعلّق فقط بوجود خط أزرق، بل يشمل قوات حفظ السلام «اليونيفيل» وانعدام وجود السلاح جنوب الليطاني ووقف الاعمال العدوانية المتبادلة ومنع تمرير السلاح والمسلحين عبر أي حدود بما فيها الحدود السورية.

وحدها الدولة اللبنانية مخوّلة حماية أمن البلد واستقراره، ووحدها مخوّلة أن تمتلك السلاح والدفاع عن الحدود، أمّا في حال استدعت الحاجة، فعادة ما تتكوّن المقاومات من الشعوب والشعب اللبناني الأقدر والأجدر من بين شعوب المنطقة، على حماية بلده فيما لو كان فعلاً هناك خطر حقيقي عليه، لا كما يحاول البعض التهويل عليه وإشعاره بأن سلاح «حزب الله» وحده القادر على حمايته. وفي ظل الحملة التي يقوم بها الحزب من اجل شرعنة سلاحه في لبنان على النحو القائم اليوم، أي خارج سلطة الدولة، ثمة تساؤلات عديدة بدأت تُطرح، ومنها: هل معنى هذا ان سلاح الحزب بات مطروحاً في المقايضات السياسية والتسويات والصفقات الإقليمية أقله لجهة تواجده اللاشرعي في سوريا؟ خصوصاً وأن الحل لمسألة هذا السلاح، يأتي من مصدره من دون سواه، أي من سوريا أو ايران ولا سيما ايران، والا فلا حل له وسيبقى البلد رهينة بيد أصحابه يفرضون من خلاله قراراتهم ومشاريعهم.

 

في ذكرى استشهادها.. بماذا وعَد نديم الجميّل أخته مايا؟

23 شباط 2017/توجّه النائب نديم الجميّل إلى أخته مايا في ذكرى استشهادها، وقال:

 "مايا،في 23 شباط افتديت بشير باستشهادك ليستمر قائداً لمقاومة ما زالت تنبض بالحياة. في ذكراك، صلاة وتأمل ووعدٌ منّا جميعاً بأن نبقى ثابتين، من أجل لبنان الكرامة والشهداء".

 

توتونجي: كسروان مش الكوستابرافا.. وأنا كمان صهري الرئيس

23 شباط 2017/كتب المسؤول الإعلامي في "مؤسسة الرئيس بشير الجميّل" جو توتونجي، عبر حسابه على "فايسبوك"، وقال: "هو صهر الرئيس وأنا كمان الرئيس صهري. هو مش من المنطقة، وأنا خلقان بتراباتها وعايش فيها وخادمها بعيوني وبعرفها حكر و وكر. يخبرّني عن تاريخ غوسطا وغزير وذوق مكايل وعجلتون وكفرذبيان وجعيتا وغدراس ويحشوش. ليش هو مش انا؟ #خلصنا_بقا #مش_الكوستابرافا_كسروان".

 

إسرائيل: حزب الله يعاني من أزمة مالية ومعنوية

"العربية" - 23 شباط 2017/استبعد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الفريق غادي آيزنكوت أن يبادر حزب الله اللبناني بفتح جبهة مواجهة مع بلاده من المناطق الشمالية، كذلك الحال بالنسبة لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة من الجهة الجنوبية. وقال خلال مداخلة له في لجنة الخارجية والأمن البرلمانية في الكنيست الإسرائيلي إنه على الرغم من اكتساب مقاتلي حزب الله خبرة عملياتية في سوريا، فإن هذا التدخل قد أدى إلى حصول أزمة مالية ومعنوية في حزب الله. وتوقع آيزنكوت أن تتجدد المعارك في الأشهر القادمة للسيطرة على الشطر السوري من هضبة الجولان، معتبرا أن التهديدات التي وجهها أمين عام حزب الله حسن نصرالله لم تكن سوى محاولة لردع إسرائيل من أجل الحفاظ على الوضع الراهن. وكشف آيزنكوت النقاب عن أنه استثمر في محاربة الأنفاق التي تبنيها حماس من غزة إلى إسرائيل ما يصل إلى أكثر من نصف مليار دولار، مضيفا أن هناك تحسنا ملحوظا في مستوى وكمية التدريبات والقدرات الاستخباراتية ومخزونات الأسلحة. وشدد آيزنكوت على أن برنامج الجيش الإسرائيلي للحرب القادمة هو مناورة برية بأكبر عدد ممكن من القوة بأقل فترة زمنية إلى جانب ضربات شديدة على الأهداف لأن ذلك ضروري جدا لحسم والانتصار في كل حرب. وفي سياق آخر، أعلن حزب الله أن 12 جنديا إسرائيليا اجتازوا الحدود مع لبنان قرب بلدة ميس الجبال في الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف ليلة الثلاثاء وثبّتوا هناك أجهزة تعقّب وتتبّع مزودة بآلة مراقبة (كاميرا) وأجهزة إرسال تتغذى من الطاقة الشمسية، من أجل التجسس على نشاطات الحزب.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 23/2/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

وهج القضية الفلسطينية الذي خفت بفعل أزمات المنطقة عاد اليوم يضيء على القضية بفعل زيارة الدولة للرئيس محمود عباس للبنان والمواقف التي أطلقها ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون. ولم يؤثر في هذه الزيارة حادث إطلاق النار الذي حصل في مخيم عين الحلوة وأوقع جريحا والذي عالجته القوة الأمنية المشتركة.

وفي شأن محلي آخر، أجرى مجلس الوزراء مزيدا من المناقشات لمشروع قانون الموازنة.

وفي الخارج مؤتمر جنيف الرابع لم يتوصل الى نتيجة في الأزمة السورية. والراعي الروسي بذل جهودا كبيرة في ناحيتين: تثبيت وقف إطلاق النار وهيكلة الأفكار المطروحة للحل السياسي.

إذن الرئيس الفلسطيني أعلن من القصر الجمهوري تنديده بالإرهاب. وقال: دعونا منذ البداية الدول العربية التي تشهد صراعات الى اللجوء للحوار.

وأكد الرئيس محمود عباس أن الفلسطينيين في لبنان سيعودون الى ديارهم متمنيا على اللبنانيين معاملتهم كأهلهم.

ومن جهته الرئيس عون أكد أهمية استقرار المخيمات كي لا تتحول الى بؤر للإرهاب. وقال إن مأساة فلسطين أدت الى جرح كبير وأول ضحاياها الشعب الفلسطيني ثم اللبناني.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

قبل ثمانية وعشرين عاما، وخلال لقاء في تونس على هامش مؤتمر الحوار الوطني اللبناني الذي دعت إليه اللجنة السداسية العربية، وضع ياسر عرفات البندقية الفلسطينية في تصرف رئيس الحكومة وقائد الجيش، بعدما كانت لسنوات طويلة سببا في نزاعات لبنانية- فلسطينية ولبنانية-لبنانية، وحتى فلسطينية-فلسطينية. يومها، رد ممثل الشرعية اللبنانية بالتعبير عن المحبة للشعب الفلسطيني، والدعم لقضيته المحقة، ورفض المس بسلاحه إذا كان لمقاومة المحتل... في الأراضي المحتلة. أما اليوم، فها هو رئيس الشرعية اللبنانية إياه، يستقبل خليفة عرفات، في بيروت، شاكرا له عنايته بأمن المخيمات، ليعربا معا عن تمسكهما بثلاثية الأخوة والأمن وحق العودة، ضمن إطار احترام السيادة الوطنية اللبنانية.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

بين جنيف واحد وجنيف اربعة أكثر من تعداد ارقام، بل رسم جديد للمعادلات المصنوعة في الميدان السوري، والموضبة باتقان سياسي ودبلوماسي.. مشت سوريا الموحدة بقيادة الرئيس بشار الاسد على طريق جنيف الاختياري، ومشى المعارضون السوريون ورعاتهم الاقليميون والدوليون على هذا المسار الالزامي بعد انكشاف الشعارات، وضياع المؤامرات.

لن يأتي جنيف بالكثير، قال المندوب الاممي الى سوريا استيفان دي ميستورا، لكن الكثير كان قبل الوصول اليه عبر اقرار المعارضين ورعاتهم بالثوابت السورية التي على اساسها ترسم المبادرات ومن خلالها اسقطت المكابرات..

وان تاخر المؤتمر لساعات فان السبب بحسب مصادر اممية خلافات داخل صفوف وفد المعارضة الذي بدل شكله ولونه واسماءه واهدافه بين جنيف الاول وجنيف الرابع أكثر من اربعين مرة..

في لبنان ولمرة اولى منذ اثني عشر عاما تناقش الموازنة بكثير من الجدية، والجديد ادخال السلسلة الى الموازنة بألف ومئتي مليار ليرة، لكن السؤال عن الاحد عشر مليار دولار الضائعة منذ حكومات الرئيس فؤاد السنيورة عام الفين وخمسة؟

وان ادخلت الموازنة دائرة النقاش الحقيقي، فماذا عن النقاش الانتخابي؟ اي القوانين الانتخابية حاضرة في الكواليس، بعد ان غاب عن الاعلام كل امل بتحقيق اختراق قريب؟ وماذا بالنسبة للمقترحات الجديدة المقدمة بين الاكثري والنسبي؟ اما بالنسبة للبنانيين فلن يقولوا اتفاقا او انتخابات، قبل ان تفتح الصناديق في تلك الآحاد.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

الموازنة وكيفية اخراجها من عنق الزجاجة، الشغل الشاغل لمجلس الوزراء في جلسته المستمرة في السراي الكبير؛ في ظل تاكيد للرئيس سعد الحريري ان لا شيء نهائيا في موضوع زيادة الضرائب حتى الساعة، والمسألة تدرس من مختلف جوانبها. وشدد الحريري على ضرورة الا تكون سلسلة الرتب والرواتب مشكلة بل أن تشكل حلا.

انتخابيا تجديد لكتلة المستقبل النيابية على أهمية إجراء الانتخابات النيابية في موعدها وفق قانون جديد مؤكدة التزامها بصيغة القانون المختلط. فيما جدد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل دعوته إلى عقد خلوة موسعة في قصر بعبدا ومجلس النواب ومجلس الوزراء لبحث قانون الانتخاب.

في التحركات الخارجية باتجاه لبنان، زيارة للرئيس الفلسطيني محمود عباس بدأها بمحادثات مع رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا.

اما اقليميا فان الامال المعلقة على جنيف 4 لحل الازمة السورية تعثرت بعدما تحول الموفد الاممي الى سوريا ستيفان ديمستورا الى ساعي بريد لنقل تهديدات رئيس النظام السوري الى الوفد المعارض الذي رفض بدوره لغة ديمستورا وهدد بعدم المشاركة في الجلسة الافتتاحية ثم تراجع بعد تلقيه ضمانات.

عراقيا، معركة تحرير الموصل متواصلة. وقد تمكنت القوات المشتركة من تحرير مطار المدينة وقاعدة الغزلاني.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

يمت بهيج ابو حمزة في السجن، ثلاثة اعوام الا ستة اسابيع امضاها مسجونا احتياطيا بسبب دعوى افلاس احتياطي رفعها في حقه النائب وليد جنبلاط، تلاحقت في حقه القرارات الظنية وعند كل قرار ظني كان يخضع لعملية "قسطرة" في احد شرايين قلبه، لا جنبلاط تراجع ولا ابو حمزة انتهى، كان الثالث والعشرون من شباط 2017 تاريخ اطلاقه غير السابع من نيسان 2014 تاريخ توقيفه، من ملايين ارض نادي الصفا الى الشراكة مع رجل الاعمال ابراهيم بدير وصولا الى اليوم، بهيج ابو حمزة يحسب ايام التوقيف ووليد جنبلاط يحسب ماذا تغير في موازين القوى ليصبح ما كان صعبا جدا ممكنا.

قضية ابو حمزة قضائية وسياسية وجنبلاط سيدرسها في السياسة قبل ان يدرسها في القضاء ولذا جاء تعليقه على الاطلاق حذرا ومتحفظا اذ قال" نتطلع دوما لان يحافظ القضاء على استقلاليته بعيدا من اي تدخلات سياسية من هنا ومن هناك، واذا كان 23 شباط هو يوم السعد لبهيج ابو حمزة فانه لم يكن كذلك للموازنة ولقانون الانتخابات، الموازنة عالقة حتى اشعار بين السلسلة وجدول الضرائب وقانون الانتخابات عالق بين التهويل بالنسبية الشاملة والرد بالمختلط.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

البحث عن قانون جديد للانتخاب يدور في حلقة مفرغة بعدما تمترس الافرقاء المعنيون به كل وراء موقفه لا يتزحزح ولا يخيفه احتراق المهل، وليس اخطر من الاستسلام لسقوط الاستحقاق غير الحديث عن تأجيل حتمي للانتخابات الى ايلول او حتى الى ربيع العام 2018.

في المقابل سجلت حلحلة على خط الموازنة حيث تم دمج سلسلة الرواتب في متنها وجرى التوافق على عدم تضمينها اي ضرائب جديدة قبل اقرارها والبحث عن مصادر تمويل للخزينة لا تطاول الطبقات الوسطى والفقيرة.

تزامنا الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيروت، وقد طغت على وصوله مناوشات مسلحة في عين الحلوة لا يستبعد ان تكون مفتعلة لنزع صدقية السلطة واظهارها قاصرة عن منع تحول المخيمات الى بؤر للتطرف ومنطلق لتصدير الارهاب.

وسط الغيوم الملبدة نقطتا ضوء، القضاء اخلى سبيل الشيخ بهيج ابو حمزة الموقوف منذ حوالى الاربع سنوات في دعاوى رفعها ضده النائب وليد جنبلاط والثانية لبناني في الناسا يكتشف عوامل جديدة في الفضاء قد يعثر فيها على كائنات حية.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

فسخ العدل فمن كان قراره فريدا عجيبا ظل مبايعا الولاية السياسية ومن جاء بلا قيود حرا كسهيل عبود استأنف واستبدل التوقيف بمنع السفر فكانت النتجية أن بهيج أبو حمزة خرج من سجنه ويبدأ باستقبال الوفود المهنئة. قرار استدعى من وليد جنبلاط استحضار لازمة "جيب المجوز يا عبود" في بيان تطلع إلى أن يحافظ القضاء على استقلاليته بعيدا من أي تدخلات سياسية من هنا وهناك وأن يستكمل النظر في القضايا المرفوعة ضد المدعى عليه إحقاقا للحق وصونا للعدالة لكن "الهنا والهناك" هما رسم طبق الأصل لكليمنصو والمختارة على قلب رجل واحد اسمه وليد كمال جنبلاط الذي أعطى التدخل السياسي في القضاء صفة ومعنى وكان يكيل القضية تلو القضية لأمين بيت المال لديه ما جعل قضاة الديار الجبلية أسرى الرأي الجنبلاطي من دون أن نترك للعدالة أن تأخذ مجراها وأن تحكم على الرجل "بمن سرق". بهجة أبو حمزة طغت على الخبر الرئاسي الأول بوصول محمود عباس إلى لبنان واستقباله كأول رئيس عربي يهنئ العهد وجها لرئيس لتكون فلسطين فاتحة الوجوه العربية على لبنان وعلامة نصر وحق وقدس القضايا وكوكبا ثامنا يضاف إلى السبعة المكتشفة ليسافر العربان إليها عبر ملايين السنوات الضوئية، إذ إن كوكب أرضهم أصبح يقترب من إسرائيل ليبتعد من فلسطين أم نجوم الأرض. وبسنوات ضوئية أكثر قربا ينعقد جنيف أربعة بحرب على نسبية التمثيل وبضمانات قدمها ديمستورا إلى وفد الرياض وعليه فإننا أمام محادثات باتت تضم معارضي القاهرة وموسكو والسعودية ومعارضي الداخل بمنصات اربعة، أما النظام فتمثله منصة الحكومة الرسمية، جنيف هي الشكل والبرستيج التي لا تشارك فيها إيران أما المضمون فهو أستانة وتفاهماتها الى المرحلة الانتقالية والدستور ما يضع خرائط طرق عملانية للحل العسكري السياسي مدعومة بمظلة اقليمية دولية ومظلة إيرانية أميركية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

ترحيب لبناني بزيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، محادثاته في بيروت تكتسب اهمية في زمانها وإشاراتها بعدما ضربت الحكومة تالإسرائيلية القرارات الدولية في حملة الإطاحة بالحقوق الفلسطينية. لبنان ينحاز للقضية المركزية كما يبدو دوما في حث الرئيس نبيه بري القوى الفلسطينية على توحيد فصائلها ورص صفوفها ومجابهة الإحتلال.

لا يترك اللبنانيون مناسبة الا وتكون الانطلاقة من فلسطين قضية اولوية، في ظل ضبابية التوجهات الدولية الجديدة نتيجة سياسات الادارة الاميركية والخطط الاسرائيلية لابقاء عدم الارتياح في المنطقة، بين لبنان وفلسطين مصالح مشتركة تبدأ بالحفاظ على الامن واستقرار المخيمات والابتعاد عن الصراعات الاقليمية والانحياز الى الحلول السياسية في المنطقة ومواجهة الارهاب والاهم ما طرحه الرئيس ميشال عون لجهة اعادة احياء دور الجامعة العربية لمواجهة الازمات متضامنين.

اما التضامن السياسي الداخلي فيخضع لامتحان الموازنة المالية قبل اعادة طرح قانون الانتخابات. جلسات مجلس الوزراء دسمة بارقامها لضم سلسلة الرتب والرواتب الى موازنة تخضع للمقاربات العلمية والمزايدات السياسية والضغوط الاقتصادية والحقوق النقابية.

حتى الساعة لا نتائج ظهرت بعد، المعلمون اضربوا واستمهلوا لتعود الدراسة غدا لكنهم ابقوا الجهوزية عالية للتدخل السريع عند الحاجة.

التدخلات الدولية عرقلت انطلاقة مؤتمر جنيف حول سوريا، المعارضات تتوزع بين منصة الرياض التي ترفض الجلوس مع منصتي القاهرة وموسكو ما راكم المطبات امام جنيف واخر بدء المؤتمر. الوفد الحكومي يتفرج على تباينات المعارضة، خلافات على الشكليات فماذا عن حجم التباعد في جوهر القضية؟ هنا تلوح دمشف بان الفصل حينها للميدان والعين على ادلب.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس الواقع في 23 شباط 2017

الخميس 23 شباط 2017

النهار

تخريب نتائج...

يرى نائب مستقبلي أن خطاب السيد حسن نصرالله وتناوله السعودية خرّب نتائج زيارة الرئيس عون الى المملكة.

محاضر الطائف...

تدرس رابطة النواب السابقين اقتراحاً برفع طلب رسمي الى رئاسة مجلس النواب للحصول على محاضر الطائف لوضع الأمور في نصابها بعدما كثرت التفسيرات والتحليلات.

مصيرالايرانيين...

رشح أن احدى العقد التي تعرقل التقارب بين "حزب الله" و"القوات" معرفة مصير الديبلوماسيين الايرانيين الأربعة.

عدم استقرار...

تعيش إحدى المؤسسات الرسمية حالة عدم استقرار بسبب عدم حسم المسؤولين أوضاع القيمين عليها.

المستقبل

يقال

إنّ تقارير ديبلوماسية وردت إلــى بيروت كشفت النقاب عن اتجاه الإدارة الأميركية إلى إرسال قوات عسكرية برّية للمشاركة في المعركة ضدّ "داعش" في الرقّة.

اللواء

يحاذر حزب عقائدي من كشف أسماء مرشحيه للانتخابات النيابية وإن كانت دوائر ترشحه إلى اتساع؟!

تبين أن هناك فريقاً لبنانياً، يدعم وصول لوبان إلى الأليزيه على خلفية وحدة الأهداف بين الطرفين.

خرج أعضاء في لقاء معارض من لقاء مسؤول كبير بأن الفرصة متاحة لبعض أعضائه للوصول إلى البرلمان.

الجمهورية

أبدت مراجع دبلوماسية عربية إستياءها من إستقبال مسؤول كبير لسياسي معارض في دولة عربية في هذا التوقيت بالذات.

غاب كلّياً الحديث عن قانون الإنتخاب بين قطب بارز ومسؤول غربي فيما كان التركيز على أحداث المنطقة.

قال مصرفي في مجلس خاص إنه فوجئ بأن غالبية النواب لا يعرفون تفاصيل التعديلات الضريبية التي سبق ووافقوا عليها في المجلس النيابي منذ العام 2012 حتى اليوم.

البناء

كشفت مصادر متابعة عن سقوط كلّ الصيغ المتداولة في شأن قانون الانتخابات النيابية وتركّز النقاش حالياً حول صيغة قانون مختلط على أساس 65 مقعداً وفق القانون النسبي و63 وفق النظام الأكثري مع تقسيمات جديدة للدوائر تأخذ في الاعتبار هواجس كلّ القوى السياسية، أمّا انتقاء نوع النظام الذي سيطبق في الدوائر فهو بحسب عدد مقاعد كلّ دائرة، وتوقعت المصادر أن يبصر هذا القانون النور خلال أسبوع في حال تمّ التوافق عليه مع ترجيح تأجيل الانتخابات تقنياً.

 

عون اقام مأدبة عشاء على شرف الرئيس الفلسطيني :سنواصل العمل للوصول الى السلام الذي تستحقونه

الخميس 23 شباط 2017

وطنية - اقام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مساء اليوم مأدبة عشاء في قصر بعبدا على شرف الرئيس الفلسطيني محمود عباس والوفد المرافق. وشارك في المأدبة الى الرئيسين عون وعباس، رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة غسان حاصباني، والوزراء: ميشال فرعون، علي حسن خليل، جان اوغاسبيان، يعقوب الصراف، جبران باسيل، حسين الحاج حسن، نهاد المشنوق، جمال الجراح، بيار رفول، نقولا تويني، طارق الخطيب، بيار بو عاصي، اواديسكدنيان، سيزار ابي خليل، رائد خوري.

وشارك ايضا قادة الاجهزة العسكرية والامنية، وعدد من المدراء العامين وكبار موظفي القصر الجمهوري وشخصيات اعلامية، اضافة الى الوفد الفلسطيني المرافق للرئيس عباس.

وقبل بدء العشاء، عقد لقاء ضم الرئيسين عون وعباس في حضور الرئيسين بري والحريري، تم خلاله استكمال المباحثات التي اجراها الرئيس الفلسطيني بعد الظهر في قصر بعبدا مع الرئيس عون.

السجل الذهبي

وقبل دخوله الى قاعة العشاء، دون الرئيس عباس في السجل الذهبي النص التالي:

"تغمرني السعادة وانا ازور لبنان الشقيق في عهد فخامة الرئيس العماد ميشال عون، وأتيقن بأن زيارتي هذه ستوثق علاقتنا الاخوية، وستعزز سبل التعاون المشترك بين بلدينا وشعبينا، مؤكدين مجددا وقوفنا الى جانب لبنان الذي لن ننسى مواقفه وتضحياته لنصرة القضية الفلسطينية واستضافته الموقتة لشعبنا على ارضه لحين عودتهم، وسنظل دوما الى جانب لبنان في كل ما يتطلع اليه من طموحات واهداف سامية تعزز وحدة لبنان والوئام بين ابناء الشعب الواحد والصمود في وجه التحديات الراهنة.

مع اطيب تمنياتنا لفخامة الرئيس العماد ميشال عون بالصحة والسعادة والنجاح في مهامه، ولشعب لبنان وحكومته ومجلس نوابه دوام التقدم والازدهار والمستقبل".

مأدبة العشاء

وخلال العشاء، القى الرئيس عون كلمة جاء فيها:" فخامة الرئيس محمود عباس، تحلون اليوم ضيفا على لبنان في ظل ظروف صعبة تمر بها المنطقة. ولا شك ان ما يعاني منه الشعب الفلسطيني جراء الاحتلال الاسرائيلي والممارسات المدانة المستندة الى مفهوم القوة، سيبقى حاضرا في كل فكر حر وقلب نابض بالديمقراطية يتوق الى الحرية والاستقلال والتجذر في الارض واستعادة الحقوق المشروعة.

نحن سنواصل العمل للوصول الى السلام الذي تستحقونه، لانه منذ مئة عام الى اليوم لم يعرف احد منا الراحة والاستقرار".

كلمة الرئيس عباس

والقى الرئيس عباس الكلمة التالية:"يسعدني ويشرفني ايها الاخوة والاخوات والاهل الكرام، ان ازور مجددا لبنان الشقيق، بلد العزة والكرامة والصمود، بشعبه وقيادته وقواه الوطنية، الذي سيبقى منارة الاشعاع الحضاري والثقافي في منطقتنا وفي العالم بأسره.

ان ما يزيدني سعادة هذا المساء ان اكون اول الضيوف والزائرين، وهذا تعبير عن حبنا وتقديرنا لشعب وقيادة لبنان التي تعاملت بوعي كامل وتوحدت للاستحقاق الدستوري بانتخاب فخامة الرئيس العماد ميشال عون، الامر الذي جنّب لبنان الكثير من المخاطر، واتاح الفرصة لأن تنطلق الحكومة بقيادة الاخ سعد الحريري نحو البناء والتنمية وبدعم من مجلس النواب برئاسة الاخ نبيه بري ومباركته جميع القوى الوطنية، ليواصل لبنان اداء رسالته الوطنية والقومية.

وبهذه المناسبة، اجدد شكري للشعب اللبناني على احتضانه للشعب الفلسطيني واستضافته الموقتة لحين العودة، وعلى وقوف لبنان الى جانب القضية الفلسطينية في جميع المحافل الدولية وفي جميع المراحل. واود هنا ان اشيد بالتنسيق اللبناني الفلسطيني في معالجة اوضاع المخيمات الفلسطينية في لبنان، واؤكد على اهمية ما تقوم به اجهزة الدولة والجيش اللبناني من دور متميز في هذا الصدد.

فخامة الرئيس، اصحاب الدولة والمعالي،

اننا نواصل جهودنا وعملنا من اجل انهاء الاحتلال الاسرائيلي لبلادنا وتحقيق شعبنا لحريته واستقلاله، من خلال الادوات السياسية والدبلوماسية، ولقد احرزنا العديد من الانجازات في مجال تعميق جذور دولة فلسطين في النظام الدولي. ومن ناحية اخرى، نواصل بناء مؤسساتنا الوطنية والنهوض باقتصادنا ودعم صمود اهلنا في القدس وقطاع غزة والشتات، ومواصلة العمل لتوحيد ارضنا وشعبنا وتحقيق المصالحة الوطنية، الامر الذي سيزيد قوتنا ويساعدنا على تحقق طموحات شعبنا ونيل حريته واستقلاله في دولته بعاصمتها القدس الشرقية، وتطبيق مبادرة السلام العربية كما جاءت في قمة بيروت عام 2002.

فخامة الرئيس، الاخوات والاخوة،

نجدد الشكر لكم على ما لقيناه اليوم من حسن الاستقبال وكرم الضيافة، متمنيا لكم يا فخامة الرئيس الصحة والسعادة والنجاح، ولبلدكم وشعبكم الشقيق مزيدا من التقدم والازدهار".

تجدر الاشارة الى ان طاولات العشاء ازدانت بلوحات وصور لاشجار لبنانية وفلسطينية، مع ترتيب للزهور من وحي هذه الاشجار.

وبعد العشاء، غادر الرئيس الفلسطيني قصر بعبدا الى مقر الاقامة في فندق هيلتون - حبتور.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

مار شربل لم يتخلف عن الموعد البارحة في عنايا

روزيت فاضل/النهار/23 شباط 2017/في 22 شباط، توجه المؤمنون للمشاركة في مسيرة صلاة وتضرع مع السيدة نهاد شامي في دير القديس مارون -عنايا. شربل مخلوف لا يتخلّف عن الموعد، عن كل موعد. يستقبلنا دائماً في رحاب ديره ليستمع لنا ويعطينا فرصة للتضرع إلى الله من اجل راحة نفوسنا المتعبة .. نفوسنا التي تفتقد إلى السلام الداخلي.  لقد أوصانا القديس شربل في رسائله بألا نخضع للخطيئة "فهي لا تعطيكم إلا القلق والحزن والتعاسة والفراغ". لكننا ننجرف وراء الخطيئة في حياتنا اليومية، في كل دقيقة ينجح الشر في إبعادنا عن شغفنا اللامتناهي الى مخلصنا يسوع المسيح.

 من هو جمهور الدير الذي أمّ اليوم الصلاة في الدير ومشى بإيمان وتقوى مسيرة صلاة بدأت من محبسة القديس شربل إلى دير عنايا؟ هم الشعب المقهور، الذي تحمّل الذين باعوه بثلاثين من الفضة. هم الذين يبحثون عن طريقهم... جاؤوا اليوم لينقلوا وجعهم في وجه كل من باع ضميره من اجل الجاه والمال ونسي إيمانه المطلق بيسوع المسيح. من هو جمهور دير عنايا؟ هو كل واحد منا، كل واحد يبحث عن عدالة السماء وسط الظلمة الحالكة التي تحكم هذه الأرض. من هو جمهور الدير؟ هو الشعب الجائع والخائف من الغد، قوته الوحيد القربان المقدس والقداس الإلهي الذي هو المصدر الوحيد لشفاء القلوب والنفوس.  طبعاً، لن ترى أثرياء الحرب في لبنان يمشون مثلنا المسيرة من المحبسة إلى دير عنايا لأن المال هو ربّهم والجشع سلاحهم الوحيد. لكننا نحن أقوى منهم. يمكننا مقاربة حياتنا من خلال مشهد عاشه القديس شربل والذي إستطاع أن يشعل قنديل غرفته ليرى النور في الظلام الحالك رغم أن الرهبان عمدوا إلى وضع الماء بدلاً من المازوت في سراجه ليسخروا من الأب شربل مخلوف. نحن مثل شربل مخلوف سذج سنعمد إلى إضاءة السراج بالماء، حتى لو سخر منا البعض.  نحن أقرب إلى هيلانة، التي تنتظر خروج السيدة نهاد الشامي وزوجها من الصلاة، لتحمل الصليب بخشوع لافت وتسير معنا من المحبسة إلى دير عنايا. لا ينتهي المشوار إلا بالحديث مع الشامي وهي جالسة تحت أرزة على مقربة من كنيسة الدير. تجلس على كرسي وتستمع إلى مشكلات الناس - وما أكثرها - وهي تستظل بأرزة طبعت على علم لبنان "وطننا النهائي".  مار شربل، الذي صنع العجائب لكل موجوع مهما كانت طائفته، هو سفير بلد الأرز في كل العالم. شفى الكثيرين ووضع مكان الوجع والأمل حياة جديدة مفعمة بالقيامة. لا تنسوا ما أوصانا به وردّده في رسائله: "الإنسان إذا لم يتحوّل إلى محبّة، يموت".

 

 بعد اخلاء سبيل بهيج ابو حمزة.. جنبلاط يردّ بقوة!

صدر عن مكتب النائب وليد جنبلاط البيان التالي:صدر اليوم عن الهيئة الاتهامية المنتدبة برئاسة القاضي سهيل عبود في الدعوى المقامة من النائب وليد جنبلاط ضد المدعى عليه بهيج أبو حمزة بجناية الإفلاس الاحتيالي، قراراً قضى باخلاء سبيله مع منعه من السفر لمدة سنة من تاريخ تخلية السبيل لضرورات التحقيق الذي لا يزال مستمراً أمام قاضي التحقيق في بيروت القاضي فريد عجيب. إن منع بهيج أبو حمزة من السفر خارج الأراضي اللبنانية لضرورات التحقيق يدل على ثبوت الأدلة بحقه، وإخلاء السبيل لا يعدو كونه إجراء تتخذه المحكمة عندما تعتبر أن مدة التوقيف الاحتياطي إنقضت، وليس فيه ما يدعو إلى القول بالبراءة بل إن قرار منع المدعى عليه من السفر يعزز قرينة الإدانة. ويأتي قرار المنع من السفر في إنتظار البت بالدعاوى التي لا تزال في مرحلة المحاكمة. تجدر الإشارة إلى أن المدعى عليه بهيج أبو حمزة كانت تمّت إدانته في ملف آخر بجرم إساءة الأمانة بحكم صادر عن القاضي المنفرد الجزائي في بيروت الذي حكم عليه بالحبس لمدة سنتين وبالزامه بأن يدفع مبلغ /3،450،000/ د.أ. (ثلاثة ملايين وأربعماية وخمسون ألف دولار أميركي) لنادي الصفاء (والملف في مرحلة الاستئناف). كما صدر بحقه لتاريخ اليوم ستة قرارات ظنية بجرائم إساءة الأمانة والاختلاس والاحتيال، وتمّ الادعاء عليه في ثماني دعاوى من قبل النيابة العامة المالية بجناية الإفلاس الاحتيالي ومن قبل النيابة العامة التمييزية والنيابة العامة الاستئنافية في بيروت بجرائم إساءة الأمانة والاختلاس والاحتيال. إن محاكمة المدعى عليه بهيج أبو حمزة مستمرة حالياً بإحدى عشرة دعوى أمام القضاء الجزائي المختص حيث سوف تصدر الأحكام وفق القانون.

ختاماً، نتطلع، كما كنا نتطلع دوماً لأن يحافظ القضاء على إستقلاليته بعيداً عن أي تدخلات سياسية من هنا وهناك، وأن يستكمل النظر في القضايا المرفوعة ضد المُدعى عليه إحقاقاً للحق وصوناً للعدالة.

 

بهيج أبو حمزة في أول تعليق... ضاعت كلمات منى وميشال أنقذ الموقف!

المصدر: "النهار"/23 شباط 2017 | 22:16/من قبيل المصادفة أن يتّخذ برنامج "حديث البلد" ("أم تي في")، قرار البثّ المباشر عوض الحلقات المسجّلة، فيطلّ رجل الأعمال المُخلى سبيله اليوم #بهيج_أبو_حمزة بالصوت والصورة ضيفاً في افتتاح الحلقة الثانية لهذا الموسم مع زوجته الإعلامية #منى_أبو_حمزة، التي بدت متأثرة، تاهت أحرفها، فتلقّف الموقف صديق البرنامج ميشال أبو سليمان الذي أدّى دور المحاور.في البداية، هنّأ أبو سليمان منى لإطلاق زوجها، متوجهاً إليه بسؤال عن اللحظة الأصعب في سنوات السجن، فردّ بهيج أبو حمزة قائلاً إنّ اليوم الأول من السجن، أي قبل ثلاث سنوات، حمل اللحظات الأصعب، مؤكداً أنّ القرار كان "الصمود". وأضاف أبو حمزة: "تعلّمتُ أنه لا بدّ أن تظهر الحقيقة، وتظهر الصورة الحقيقية للقضاء اللبناني"، مشدداً على شوقه لزوجته منى، وتقديره الدور الذي أدّته في الوقوف إلى جانب عائلتها. وعما سيفعله غداً، أجاب أبو حمزة: "أنتظر عودة أولادي من السفر، لأمضي وقتاً معم، أشمّ رائحتهم وأقبّلهم". من جهتها، شكرت منى ميشال أبو سليمان لإنقاذه الموقف، وفق قولها، لأنها ما كانت لتعرف ماذا تسأله وبما تتوجّه إليها، لأهمية هذه اللحظة في أعماقها، مؤكدة أنّها تعلّمت من زوجها الصبر والحكمة وطول البال، "هو الذي لم يتكلّم يوماً بالسوء حتى عن ظلّامه".

 

الحريري ترأس إجتماعا لمجلس الوزراء حسن خليل: يمكن إنجاز الموازنة الأسبوع المقبل

الخميس 23 شباط 2017 /وطنية - ترأس رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، عند الرابعة والنصف من عصر اليوم، في السراي الحكومي، إجتماعا لمجلس الوزراء جرت خلاله مواصلة البحث في مشروع الموازنة العامة، واستمرت الجلسة لغاية السابعة والنصف مساء، تحدث على أثرها وزير المال علي حسن خليل فقال: "أحرزنا اليوم تقدما كبيرا جدا، وقد أنجزت مبدئيا كل المواد القانونية المتعلقة بالموازنة، وبدأنا بنقاش الإجراءات الضريبية والتعديلات، وقد حدد دولة الرئيس موعدا لثلاث جلسات تعقد الأسبوع المقبل بدءا من يوم الاثنين. وبحسب تقديرنا، من الممكن ان ننجز اقرار الموازنة خلال هذه الجلسات".

وردا على سؤال حول وجود لجنة ثلاثية لمتابعة موضوع الموازنة، قال: "لا يوجد شيء اسمه لجنة في هذا الموضوع، هناك تشاور أجريته مع بعض النواب والوزراء والكتل لتسهيل النقاش داخل مجلس الوزراء". وعما اذا تطرق البحث الى مبلغ 1200 مليار ليرة، قال: "بدأنا النقاش بهذا الموضوع، وبالنسبة إلى موضوع الاملاك البحرية هناك اتجاه لاستبدال المادة المتعلقة بفرض غرامات على الاملاك البحرية بمادة قانونية لتسوية المخالفات على هذه الاملاك ناقشته اللجان النابية ولجنتا الادارة والعدل والاشغال العامة".

 

الجنرالات وسلاح الحزب

عادل الحميدان - الرياض 23 شباط 2017/يمثل حديث الرئيس ميشال سليمان الأخير حول تدخل حزب الله في سورية، وإعلانه سقوط ما يسمى معادلة الجيش والشعب والمقاومة أنموذجاً لرأي سياسي آخر عن خطورة الوضع اللبناني في حال استمرار الوضع الاستثنائي للدولة داخل الدولة، ولسلاح غير سلاح الجيش، وهو وضع لا يليق بطبيعة الحال بدولة مستقلة بصرف النظر عن العديد من مكونات الخلطة اللبنانية، وتعقيداتها.  موقف سليمان وخلال السنوات الست التي قضاها في قصر بعبدا كان واضحاً من قضية سلاح الحزب حيث كان يدعو باستمرار إلى وجوب إعادة النظر في الإستراتيجية الدفاعية، ولم يخفِ انزعاجه يوماً من تخطي هذا السلاح للحدود، ويؤكد على الدوام أن الدولة هي من يجب أن تنظم وتقرر متى تستعمل القوة. موقف سليمان يأتي عكس سلفه لحود الذي كان مدافعاً وبشدة عن الحزب وسلاحه وكأنه لم يكن يوماً رئيساً للجمهورية وقبلها قائداً للجيش، فلن ينسى أحد خروجه في حديث تلفزيوني مثير ليقول إنه في العلوم العسكرية لا يجب انتظار العدو، ولذلك توجه حزب الله إلى سورية!.. ولم يسترسل فخامته حينها ليشرح للمشاهدين.. لماذا لم يتوجه الحزب إلى إسرائيل؟! ترك العمادان الساحة السياسية ولن تكون أحاديثهما رغم أهميتها ودلالاتها في حجم قوة كلمات خليفتهما العماد الثالث وهو سيد بعبدا الآن والذي ستعبر مواقفه عن موقف دولة ذات سيادة وقرار مستقل في ظرف إقليمي صعب.

 

 كتلة المستقبل: لاقرار الموازنة ومعالجة السلسلة بطريقة عاقلة وإجراء الانتخابات في موعدها وفق قانون جديد

الخميس 23 شباط 2017 /وطنية - عقدت كتلة "المستقبل" النيابية اجتماعها في "بيت الوسط" برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، واستعرضت خلاله الأوضاع من مختلف جوانبها، تلا بعده النائب محمد الحجار بيانا اشار في مستهله الى الوقوف "دقيقة صمت عن روح عضو الكتلة النائب السابق محمود المراد. وعزت "جمهور تيار المستقبل وأهالي عكار واللبنانيين لفقدانه، وهو الذي ترك أثرا ناصعا في مسيرته الوطنية والمهنية". وتقدمت الكتلة من عائلة الفقيد بأحر التعازي سائلة الله سبحانه وتعالى أن يسكنه فسيح جناته. واستنكرت الكتلة "شديد الاستنكار الكلام الذي صدر عن امين عام حزب الله والذي عاد فيه إلى التهجم وبشكل جائر ومرفوض على المملكة العربية السعودية وعلى دول الخليج العربي، كما وإلى إقحام لبنان مجددا في أتون الخلافات الإقليمية والدولية المتصاعدة". اضافت: "ان خطورة كلام الأمين العام لحزب الله تعود أيضا الى انه يجهد لإعادة عقارب الساعة الى الوراء. فبعد أن أمل الشعب اللبناني بتجاوز الازمة السابقة التي كان قد تسبب بها وحزبه لجهة تعكير صفو العلاقات اللبنانية - الخليجية والعلاقات اللبنانية- العربية، وبما كان لذلك من تداعيات ثقيلة الوطء على الصعد الوطنية والسياسية وكذلك الاقتصادية والتي ما زال لبنان يعاني من تأثيراتها على النمو الاقتصادي وعلى اللبنانيين ومستوى معيشتهم، جاء تهجمه الأخير ليفسد ويجهض تلك الفرص التي لاحت لبعض الوقت". وتابعت: "ان خطورة كلام الأمين العام لحزب الله تكمن أيضا في أنها تأتي بعد الجولة التي قام بها رئيس الجمهورية ميشال عون في محاولة لإعادة المياه الى مجاريها الطبيعية مع دول الخليج. وهي لذلك شكلت ضربة لصدقية رئيس الجمهورية والعهد الجديد وجهوده ولمساعي الحكومة اللبنانية ورئيسها الحثيثة في فتح صفحة جديدة في العلاقات الاخوية مع الدول العربية واستعادة زخم النمو الاقتصادي".

واكدت الكتلة "أهمية التمسك بقرارات الشرعية الدولية كافة، وأبرزها الالتزام بالقرار 1701 وبجميع القرارات الدولية الأخرى التي استند إليها وما تلاها بما خص لبنان، وهي التي تؤكد سيادة واستقلال لبنان وتحفظ أمنه واستقراره. فالقرار 1701 هدف إلى حماية لبنان وأمَّن له الاستقرار في الجنوب وعلى امتداد سواحله في البحر. وهو القرار الذي أجمع عليه جميع اللبنانيين دون استثناء. وهو أيضا القرار الذي يفترض ان تعمم مفاعيله على الحدود اللبنانية كافة في الشمال وفي الشرق دعما للجيش والقوى الأمنية الشرعية اللبنانية الوحيدة المولجة حصريا بمهام حماية لبنان وأرضه وشعبه، فلا شرعية لأي سلاح آخر في لبنان إلا الشرعية الحصرية لسلاح الدولة اللبنانية. إن أي موقف يفهم منه أو يؤدي إلى التملص من هذا القرار يؤدي عمليا إلى النكول بالتزامات لبنان الدولية مع ما يحمله ذلك من تداعيات سلبية على أكثر من صعيد سياسي وأمني واقتصادي. ولذلك فإنه ينبغي العودة إلى التأكيد على استمرار لبنان باحترام جميع التزاماته الدولية ولاسيما فيما يتعلق بالقرارات الدولية التي تخصه". وابدت "اسفها وقلقها من المواقف والقرارات التي يتخذها الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب وعلى وجه الخصوص. ذلك القرار الذي يمنع بموجبه رعايا سبع من الدول العربية والإسلامية من دخول الولايات المتحدة. ذلك مما يفتح الباب واسعا امام نمو نزعات التطرف والتفرقة بين الشعوب وتنامي الدعوات للعنف بديلا عن الدعوة للتعاون والانفتاح. واعتبرت من جهة أخرى، ان "موقف الرئيس ترامب بالتخلي عن حل الدولتين في فلسطين يمثل تنكرا واضحا وخطيرا من الولايات المتحدة الأميركية لكل مواقفها والتزاماتها السابقة تجاه الحلول العادلة والدائمة في المنطقة. وهو موقف يؤدي إلى الإطاحة بجميع الحلول السلمية في المنطقة، ودفعا باتجاه المزيد من الحروب والنزاعات والصراعات في المنطقة والعالم". ورحبت "بنتائج القمة المصرية - الأردنية في القاهرة التي جمعت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك الأردني عبدالله الثاني والتي شددت على أن حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية من الثوابت القومية التي لا يجوز التنازل عنها".وتابعت الكتلة "الاجتماعات المتلاحقة التي تعقدها الحكومة لدراسة الموازنة العامة، وشددت على ضرورة إقرارها وإرسالها إلى مجلس النواب من أجل البدء بدراستها والموافقة عليها لإفساح المجال أمام مرحلة جديدة من الانتظام وكذلك الانضباط المالي وفق القواعد الواضحة التي تحددها الموازنة العامة"، مؤكدة "أهمية الحرص في اعداد الموازنة واقرارها على سلامة المالية العامة واحترام قواعد ومستلزمات نهوض الاقتصاد الوطني. ذلك مع حرصها على معالجة قضية سلسلة الرواتب بطريقة عاقلة ومتزنة وعادلة وضمن حزمة متكاملة وشجاعة من الإصلاحات الجذرية التي تستنهض الاقتصاد الوطني وترشق الدولة وتتصدى للهدر والفساد، وبالتالي تؤدي إلى إنصاف المواطنين المستفيدين من السلسلة وإنصاف المالية العامة بما يخفض العجز في الخزينة ويستعيد النمو المفقود للاقتصاد الوطني ويعزز الاستقرار النقدي".

واكدت "أهمية إجراء الانتخابات النيابية في موعدها وفق قانون جديد"، مكررة "التزامها بصيغة القانون المختلط الموقع والمتفق عليه مع الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية وعدد من النواب المستقلين".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

 "النظام" يقترح انشاء قاعدتين ايرانيتين في سوريا.. وموسكو ترفض واسرائيل ترد عبر غارة جوية على القلمون في رسالة استباقية تحذيرية

المركزية- رغم نفي النظام السوري والاعلام الحربي التابع لـ"حزب الله" الخبر، الا ان أكثر من مصدر أمني وعسكري أكد ان طائرات حربية إسرائيلية حلقت فوق الحدود اللبنانية - السورية في منطقة البقاع الشمالي فجر الاربعاء، واستهدفت بعدد من الصواريخ، نقاطا تابعة للقوات السورية وحزب الله في منطقة القطيفة وجرود نحلة الواقعة في جبال القلمون الشرقي داخل الأراضي السورية. مصادر دبلوماسية تشرح عبر "المركزية" خلفيات الغارة الاسرائيلية الاخيرة، فتكشف للغاية عن اتصالات جرت في الآونة الاخيرة بين دمشق وموسكو طرح خلالها مسؤولون سوريون على روسيا إمكانية انشاء قاعدة جوية في منطقة القلمون وأخرى بحرية في بانياس توضعان تحت تصرف ايران، على غرار قاعدتي طرطوس وحميميم اللتين يستخدمهما الروس فيما بات للأتراك امتداد حيوي في الشمال السوري. واذ تشير الى ان الرد الروسي أتى سلبيا، في ضوء اجماع أميركي – روسي – أوروبي على رفض اعطاء "الجمهورية الاسلامية" أي موطئ قدم على "المتوسط"، تقول المصادر ان الكرملين لم يتجاوب مع الطرح السوري اذ رأى فيه ما يقوّي الوجود الايراني فوق الملعب السوري، في وقت تسعى موسكو الى الامساك وحيدة بالورقة السورية ولا تحبذ أي تدبير أو إجراء قد يعزز النفوذ الايراني في سوريا ويدفع طهران الى المطالبة لاحقا بحصة ودور ومشاركة في صياغة التسوية المنتظرة، والتي تريد روسيا وضعها مع الاميركيين والاتراك. على أي حال، تقول المصادر ان الغارة الاسرائيلية على المنطقة الحدودية الواقعة بين لبنان وسوريا لا يمكن فصلها عن المشروع السوري لاقامة مطار في القلمون. فهي تشكّل رسالة استباقية أرادت من خلالها القدس التحذير من مغبة الاقدام على هذه الخطوة التي من شأنها ان تؤمن حضورا عسكريا لـ"عدوتها" الاقليمية ايران، في بقعة جغرافية قريبة من أراضيها. هذا على النطاق الاستراتيجي الواسع. أما على الصعيد التكتي الضيق، فتشير المصادر الى ان الغارة الاسرائيلية على القطيفة استهدفت مخازن أسلحة تابعة لقوات بشار الأسد و"حزب الله"، موضحة انها تندرج ضمن سلسلة غارات سبق ان شنتها القوات الاسرائيلية على مواقع "الحزب" في منطقة القلمون ومحيطها لمنعها من التمركز في هذه البقع القريبة من الجولان، وقطع الطريق امام انشاء مخازن صواريخ فيها على اعتبار انها تمثل تهديدا لأمن اسرائيل. وذكّرت المصادر بأن "الجيش الاسرائيلي شن في الاشهر والسنوات الماضية أكثر من غارة ضد مقار أو قوافل عسكرية تابعة لإيران وحزب الله في الجولان المحتل، أدت الى مقتل عدد من القيادات في "الحزب" وفي الحرس الثوري، منهم عماد مغنية في القنيطرة، والهدف منها منع أي وجود ايراني على طول الحدود السورية او اللبنانية مع اسرائيل". وكان وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أشار منذ أيام الى ان "سلاح الجو الإسرائيلي فعال في سوريا ويهدف لمنع وصول الأسلحة المتطورة والمعدات العسكرية إلى ميليشيا حزب الله". وقال "نحن نعمل أولاً على حماية مواطنينا وحماية سيادتنا، ونحاول منع تهريب الأسلحة المتطورة، والمعدات العسكرية، وأسلحة الدمار الشامل، من سوريا إلى حزب الله"، الا انه لم يوضح ماهية أسلحة الدمار الشامل التي يسعى الحزب للحصول عليها.

 

داعش يذبح قبطياً سابعاً في سيناء ويحرق منزله

الجمعة 28 جمادي الأول 1438هـ - 24 فبراير 2017م/القاهرة -اشرف عبد الحميد/ذبح مسلحون ينتمون لتنظيم داعش سيناء مسيحيا واحرقوا منزله بالكامل في العريش شمال سيناء. وقال شهود عيان للعربية نت ان مسلحين ينتمون لداعش سيناء قاموا بمطاردة كامل_رؤوف كامل وشهرته كامل ابو روماني صاحب محل أدوات صحية، وصعدوا خلفه فوق سطح منزله بحي الزهور بالعريش، وذبحوه ثم احرقوا المنزل بمحتوياته بعد هروب أفراد الاسرة. وكان التنظيم قد قام بذبح وحرق سعد-حكيم-حنا وابنه مدحت اول امس بالعريش ايضا. كما قاموا بقتل 4 أقباط اخرين خلال الأسبوع الحالي ليصل عدد الضحايا الأقباط المقتولين على يد التنظيم الى 7 يشار الي ان التنظيم هدد باستهداف الأقباط خلال فيديو بثه موخرا وعرض فيه لقطات لمنفذ تفجير الكنيسة المصرية الذي راح ضحيته28 قتيلا.

 

مدينة "الباب" السورية في قبضة "درع الفرات"

الخميس 27 جمادي الأول 1438هـ - 23 فبراير 2017م/العربية.نت – وكالات/أعلنت المعارضة السورية، الخميس، سيطرة قوات "درع الفرات" المدعومة من تركيا على مدينة الباب شمالي سوريا. كما أعلن وزير الدفاع التركي أن مدينة الباب السورية أضحت بالكامل تقريباً تحت سيطرة قواتدرع الفرات. وقال أسامة أبو زيد، المستشار القانوني للجيش السوري الحر في تغريدة له على تويتر:" الباب محررة بالكامل بعد معارك ضارية خاضها أبطال الجيش_السوري_الحر في مواجهة تنظيم داعش . كما ذكر أحمد عثمان قائد مجموعة "السلطان مراد" لوكالة فرانس برس، أنه تم تحرير مدينة الباب بالكامل، ويتم حالياً تمشيط الأحياء السكنية من الألغام". إلى ذلك، أفادت وكالة الأناضول أن قوات الجيش السوري الحر المدعومة من الجيش التركي، انتزعت السيطرة على المدينة الواقعة في شمال سوريا .

من مدينة الباب

 

وفدا المعارضة والنظام وجهاً لوجه بافتتاح أعمال جنيف 4

الأربعاء 26 جمادي الأول 1438هـ - 22 فبراير 2017م/العربية.نت – وكالات/افتتحت أعمال مباحثات جنيف_4 بمشاركة وفدي المعارضة والنظام وجها لوجه. وقال المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، إن الشعب السوري يريد مخرجا من "الكابوس الحالي"، مضيفا أن السوريين يستحقون مستقبلا يتناسب مع تطلعاتهم. وناشد دي ميستورا كافة الأطراف بالعمل على نجاح وقف_إطلاق_النار ، مؤكدا أن هناك تحديات عدة تواجه اتفاق وقف النار في سوريا. وأكد أن "القرار 2245 يخولنا جمع المعارضة والنظام للتفاوض على الانتقال السياسي"، مشددا على أن عملية الانتقال السياسي سيقوم بها السوريون بدعم من الأمم_المتحدة. وأوضح دي ميستورا أن القرار 2254 يحدد جدول أعمال واضحاً يشمل الدستور والانتخابات. وحذر دي ميستورا من المزيد من الموت والإرهاب واللاجئين والمعاناة حال أي فشل لجنيف 4. وكان المبعوث الدولي قد نقل تهديد رئيس النظام_السوري بشار الأسد إلى المعارضة، قائلا لنصر الحريري رئيس وفد_المعارضة خلال اجتماع مغلق "إن فشلت المفاوضات سيفعل الأسد بإدلب ما فعله بحلب"، على ما أفاد مراسل "العربية" في جنيف. وكانت الهيئة العليا للمفاوضات قد قررت المشاركة في الجلسة الافتتاحية بعد تلقي ضمانات من دي ميستورا، بعد أن كانت أعلنت تعليق المشاركة.

وكان مراسل "العربية" في جنيف قد أفاد بأنه تم تأجيل الجلسة الافتتاحية من الساعة الرابعة إلى الساعة السادسة مساء الخميس بالتوقيت المحلي، وذلك إثر بعض الخلافات حول تشكيلة وفد المعارضة السورية. كما أفاد سابقا بأن الهيئة العليا للمفاوضات عقدت اجتماعاً مغلقاً للخروج بموقف من طرح المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إشراك وفود معارضة أخرى (وفدا موسكو والقاهرة) في المفاوضات.

وهناك تضارب في الأنباء حول توجيه دعوة من الأساس لوفد موسكو. كما أشار المراسل إلى أن الهيئة العليا لم تؤكد مشاركتها بالجلسة الافتتاحية بسبب خلافات حادة مع دي ميستورا. وكان دي ميستورا التقى صباح الخميس وفدي المعارضة السورية والنظام كل على حدة، لمناقشة جدول الأعمال. وقال دي ميستورا إن مصير الأسرى والمفقودين سيبحث في محادثات جنيف4. وأضاف في تصريح صحافي مختصر من جنيف، قبيل الاجتماعات، أن تلك المحادثات لا بد أن تناقش مصير المعتقلين والمخطوفين والمخفيين قسراً، سواء من قبل النظام السوري أو فصائل المعارضة. وكان مراسل "العربية" إلى جنيف أفاد في وقت سابق الخميس بوصول وفد النظام السوري برئاسة بشار الجعفري ورئيس الوفد المفاوض في المعارضة نصر الحريري بشكل منفصل إلى مقر الأمم المتحدة في جنيف. وأضاف المراسل أن نصر الحريري ويحيى قضماني من وفد المعارضة دخلا إلى الجلسة الثنائية الأولى مع دي ميستورا، والتي ستكون للتباحث حول جدول الأعمال، في حين غادر الجعفري مقر الأمم المتحدة بعد لقاء جمعه بالمبعوث الأممي. وتنطلق الجولة الرابعة من محادثات جنيف حول الأزمة السورية، الخميس، وسط أجواء لا تشي بالكثير من التفاؤل، لا سيما بعد تصريح المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي_ميستورا الأربعاء بأنه لا يتوقع حصول اختراقات.

المعارضة تطالب بمفاوضات مباشرة

من جهته، أكد المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات السورية، سالم المسلط، مساء الأربعاء، في جنيف ، أن المعارضة تطالب "بمفاوضات مباشرة" مع النظام على أن تبدأ بمناقشة "هيئة حكم انتقالي". وقال المسلط لوكالة فرانس برس: "نطالب بمفاوضات مباشرة نحن هنا لنفاوض، لنبدأ بمفاوضات مباشرة تبدأ بمناقشة هيئة حكم انتقالي". كما أشار إلى أن المعارضة كانت قد طلبت إجراء محادثات مباشرة في الجولة الأخيرة في نيسان/إبريل.

دي ميستورا لا يتوقع اختراقاً

وكان دي ميستورا قد صرح الأربعاء بعد اجتماع للفريق المعني بوقف إطلاق النار، قائلاً: "هل أتوقع اختراقاً؟ لا، أنا لا أتوقع اختراقاً". لكنه أعرب عن الأمل في أن تؤدي هذه الجولة إلى "زخم" في محادثات الحل السياسي للنزاع المستمر منذ ست سنوات. ولفت إلى أن "روسيا أعلنت للجميع اليوم أنها طلبت رسمياً من الحكومة السورية عدم شن ضربات جوية أثناء المحادثات".فيما أشار أحمد رمضان المسؤول الإعلامي في الائتلاف الوطني السوري إلى أن الروس أبلغوا المعارضة أنهم غير معنيين ببشار الأسد ومستقبله إنما بالدولة السورية.

 

عقوبات أمريكية على قياديين من "جفش"

الجمعة 28 جمادي الأول 1438هـ - 24 فبراير 2017م/واشنطن- رويترز/أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية اليوم الخميس اثنين وصفتهما بأنهما قياديان بجماعة جبهة_النصرة المتشددة (جبهة فتح الشام حاليا) في سوريا على قائمتها السوداء للعقوبات. وذكرت وزارة الخزانة في بيان أن السلطات الأمريكية قالت إن الاثنين وهما إياد نظمي صالح خليل، وبسام أحمد الحصري، ساعدا في الإشراف على عمليات #جفش في سوريا. وبموجب العقوبات التي تفرضها واشنطن يتعين على الشركات الأمريكية قطع كل صلاتها بالاثنين وتجميد أي أصول لهما. وقالت السلطات الأمريكية إنه حتى العام الماضي كان خليل ثالث أكبر مسؤول بالجبهة وإنه عزز عملياتها الأمنية والمخابراتية وأدار سجونا اشتهرت بالتعذيب. وفي حين تسيطر "جفش" على مساحات أقل من الأرض وتقل قوتها العددية مقارنة مع تنظيم داعش فإن المسؤولين الأمريكيين يعتبرون "جفش" تهديدا مستمرا في العراق وسوريا. وغيرت جبهة النصرة اسمها إلى جبهة فتح الشام منذ أن قطعت علاقاتها مع تنظيم القاعدة العام الماضي. وبشكل منفصل أدرجت وزارة الخزانة شركة مقرها سوريا على قائمة العقوبات بسبب علاقاتها المزعومة بهيئة حكومية سورية أنتجت أسلحة غير تقليدية.

 

داعش يجبر أطفالا ومعوقين على تنفيذ عمليات انتحارية

الجمعة 28 جمادي الأول 1438هـ - 24 فبراير 2017م/واشنطن- فرانس برس/أعلن جنرال أميركي أن تنظيم #داعش يجبر أطفالاً ومعوقين على قيادة شاحنات مفخخة وتفجير أنفسهم وسط القوات العراقية. وتعتبر الشاحنات أو السيارات_المفخخة من أبرز الأسلحة في ترسانة الإرهابيين في العراق، كما في سوريا وأفغانستان. وأكد الجنرال الأميركي مات إيسلر أن على تنظيم داعش إجبار السائقين إذ أنه لم يعد يجد متطوعين، وهو دليل على الهزيمة الحتمية للتنظيم الإرهابي. وقال إيسلر خلال مقابلة الأسبوع الحالي مع مجموعة من الصحافيين المرافقين لوزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس إلى العراق "رأينا أشخاصا أجبروا بالقوة على قيادة سيارة مفخخة، دفعوا إلى داخلها وقيدوا بالسلاسل". وأضاف "رأينا أطفالا يدفعون داخل السيارات المفخخة كسائقين، أشخاص غير قادرين على المشي (...) لا أعرف إذا ما كانوا وقعوا للقيام بالمهمة". وأشار إلى أن قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لاحظت، في مناسبات عدة، سيارات مفخخة عادت عن هدفها في اللحظة الأخيرة للاختباء خلف مبان. وأوضح الجنرال الأميركي "وهنا نرى دورية من تنظيم داعش تقوم بعملية بحث عن السيارة المفخخة التي تعتبر في حالة تغيب من دون سبب (تعبير عسكري)، ونرى قيادة تنظيم داعش تسأل عن مكان تواجد سائق السيارة، ورأينا العديد من السائقين" يختفون. ولفت إلى أن تقييد السائقين تكتيك يبدو جديدا نسبيا لدى التنظيم، وظهر مع وصول القوات العراقية إلى ضفة نهر دجلة خلال عملية تحرير شرق الموصل.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«حزب الله» يدشن العودة إلى «زمن الانتصارات»!

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/24 شباط/17

قال الشيخ نعيم قاسم، نائب الأمين العام لـ«حزب الله» في 17 من الشهر الحالي، إن «إيران غيرت وجه المنطقة ورفدتها بعناصر القوة والثبات (...) ودعمت (حزب الله) في لبنان». وأضاف: «يفتخر (حزب الله) بعلاقته مع إيران، فقد عرف منها كل الخير والمقاومة والكرامة والانتصار»، ثم أكد أن «إيران تطمح بشكل مشروع أن تنقذ شعوبًا وبلدانًا»! معروف مصير البلدان، خصوصًا العربية التي أرادت إيران إنقاذها وإنقاذ شعوبها؛ من العراق، حتى سوريا فاليمن. أما لبنان فإنه كلما حاول شعبه التنفس، وحاول اقتصاده الإقلاع، يأتي ما يشبه «الطفرة» من «حزب الله» على لسان أمينه العام السيد حسن نصر الله، لتدفن كل الآمال والتطلعات تحت تهديدات يدفع ثمنها كل لبنان، في حين أن الحزب يقبض ثمنها من إيران! هذه الإيران المرتاحة داخل جلدها، وتريد توزيع قوتها وثباتها علينا، أعدمت الشهر الماضي 87 شخصًا، أي إنسان كل تسع ساعات، بما في ذلك اثنان من اليافعين، وست عمليات إعدام علنية.

هذه الإيران التي تثور غضبًا ومراوغة لأن الدول العربية لا تغريها «الانتصارات» التي تحققها عبر «حزب الله» و«حماس» و«الحوثيين»، ولكثرة ثقتها بنظامها، تعمد، حسب بحث أجرته مؤسسة حقوق الإنسان الإيرانية، إلى مضاعفة عمليات الإعدام في الأشهر التي تسبق الانتخابات الرئاسية، ثم تخفض العمليات أو توقفها قبل أسبوعين من موعد الانتخابات، تمامًا مثل ما يشبه «الطفرة» التي تصيب «حزب الله» في لبنان، كلما علا الحديث عن قانون انتخاب، أو استعداد اللبنانيين لاستقبال سياح ومستثمرين عرب. مؤسسة حقوق الإنسان الإيرانية قلقة من موجة الإعدامات التي بدأت وفي تزايد. يشجع السلطات الإيرانية على ذلك عدم وجود رد فعل من جانب المجتمع الدولي. وفي تقرير وزارة الخارجية الأميركية الأخير حول حقوق الإنسان، احتلت إيران المركز الثاني في العالم بعدد الإعدامات، بعد الصين، لكن مقارنة بعدد السكان بين البلدين، فإنها تحتل المركز الأول (قد تكون الإعدامات من أبرز الانتصارات التي يتحدث عنها الثنائي نصر الله - قاسم). طوال السنوات الثماني الماضية، حاول الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما أن يجد قادة معتدلين في إيران. وسيظل الحكم على أدائه كيف أن زعيم العالم الحر والديمقراطي تعامل مع نظام ديكتاتوري تجاهل مبدأ حقوق الإنسان، ومارس قتلاً منهجيًا ضد الشعب الإيراني البريء، وارتكب الأعمال الإرهابية خارج إيران، وزعزع السلام في المنطقة. ورغم أن أوباما تعمد وعن قصد عدم إثارة موضوع الإرهاب وحقوق الإنسان، فإن التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأميركية حول الإرهاب في العالم أكد مواصلة إيران دعم ميليشياتها المسلحة في العراق وسوريا ولبنان وغزة واليمن، وأنها تواصل العمل على تنامي نفوذها في آسيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية.

من يقوم بتخطيط وتنفيذ الأعمال الإرهابية خارج إيران، وينتهك حقوق الإنسان داخلها هو: «الحرس الثوري» الإيراني. الحرس بمثابة إمبراطورية صناعية ذات نفوذ سياسي طاغ، نمت باطراد منذ إقامة نظام الجمهورية الإسلامية في إيران، وتشتهر بسيطرتها على القطاعات الرئيسية للاقتصاد. وفي الأساس يملك «الحرس الثوري» الأجزاء الأكثر ربحًا في الصناعات الإيرانية بما في ذلك مصدر المدخول الرئيسي للبلاد أي صناعة الغاز والنفط. للحرس الثوري سيطرة ونفوذ سياسيان على المجموعات الحاكمة، إنه مجموعة داخل إيران لا تعود لأحد، لأنها تعتبر نفسها المدافع الوحيد عن آيديولوجيا النظام والوحيدة المخولة بحماية الثورة الإسلامية. ينفذ الحرس استراتيجياته الداخلية والخارجية عبر وحدتي نخبة: الأعمال والأموال عبر «خاتم الأنبياء»، أما الذراع الإرهابية وزعزعة العالم العربي بالتحديد فعبر «فيلق القدس».

المسؤولية الرئيسية لوحدة «خاتم الأنبياء» تحقيق الواردات، وهي تمتلك وتدير تقريبًا كل الكيانات الكبيرة في إيران بما في ذلك المصارف والنقل والإعلام، وقطاع الاتصالات والصناعات، والتعدين، وخطوط السكك الحديدية والمطارات، والأهم من ذلك، ترأس وحدة «خاتم الأنبياء» شركة النفط الوطنية الإيرانية وكل الفروع التابعة لها، إضافة إلى خطوط الأنابيب والمصافي، ومرافق الإنتاج، ومعدات الحفر. ومع المليارات من الدولارات التي تحت تصرفها فهي تنشط في تهريب السلع المحظورة، وتحويل الأموال إلى المجموعات الإرهابية، وتشارك مباشرة في تحقيق الصفقات العسكرية.

عام 2011، عندما اشتدت مفاعيل العقوبات الدولية على إيران، واضطرت شركات النفط العالمية إلى مغادرة البلاد، تولت وحدة «خاتم الأنبياء» إدارة مشاريع تلك الشركات، ومنحتها الحكومة عقودًا غير مكتملة من دون أي مناقصة أو منافسة.

إذا لم تستأنف إدارة الرئيس دونالد ترمب تفعيل العقوبات على إيران، فهذا يعني أنه من أجل المشاركة في مشاريع البنية التحتية والبناء، وصناعة النفط والغاز، فإن المستثمرين الأجانب سيجدون أنفسهم يتعاملون مع شركات وهمية تابعة لـ«خاتم الأنبياء».

نصل إلى ذراع الإرهاب، أي «فيلق القدس» الذي «يدير» الإرهاب في العالم. ولا ينفي الحرس أن «فيلق القدس» يتولى الإشراف على «حزب الله» في لبنان، و«حركة حماس» في غزة، إضافة إلى مجموعات أخرى في أفريقيا وأميركا الجنوبية، وبسبب ثراء «خاتم الأنبياء» توصف إيران بأنها غيّرت وجه المنطقة، ويفتخر «حزب الله» بعلاقته معها كما قال الشيخ نعيم قاسم، لتبلغ «طفرة» الشكر ذروتها، فيتعرض لبنان للتهديد، لأنه «الورقة» التي لا تريد القيادة الإيرانية خسارتها.

العقوبات الدولية التي فرضت على إيران من أجل الحد من أنشطتها النووية كلفت البلاد مئات المليارات. مع العقوبات الإضافية التي فرضت على صناعة النفط الإيرانية عام 2012، حيث تدهور إنتاج وتصدير النفط، كان الاقتصاد الإيراني يتجه نحو الإفلاس، ووصل التضخم إلى 40 في المائة، وازدادت تكاليف المعيشة مع أكثر من 33 في المائة من العاطلين عن العمل، فلم يبق أمام إيران أي خيار سوى التفاوض، ولذلك وافقت على طلبات الدول الغربية بالحد من نشاطاتها النووية.

من هنا أهمية العودة للحديث عن تفعيل العقوبات الآن، لأن الاعتدال الذي توقعه العالم بعد فوز حسن روحاني بالانتخابات الرئاسية عام 2013 لم يظهر. ومنذ رفع العقوبات في يناير (كانون الثاني) 2016 لم تتوقف أنشطة إيران عن زعزعة الاستقرار في المنطقة، ومواصلتها، عبر «حزب الله»، نسف العلاقات العربية بالذات مع لبنان. كذلك لم توقف دعمها الدولي للإرهاب، وتجارب صواريخها العابرة للقارات، واستمر الانتهاك المنهجي لحقوق الإنسان. في المقابل، سمح رفع العقوبات بسحب أسماء جميع الشركات الوهمية التي يديرها «الحرس الثوري» من قائمة العقوبات التي فرضها المجتمع الدولي، وكان الاتحاد الأوروبي أول من أقدم على ذلك.

إن الشركات الأوروبية والآسيوية التي تتطلع للمشاركة في المشاريع المربحة في إيران، لا بد أن تعرف بأنها سوف تتعامل وتفاوض الشركات المختلقة التي تملكها وحدة «خاتم الأنبياء»، وهذه ستطالب بالمشاركة في الأرباح وبمشاريع مشتركة ومزيد من الرشى في ظل النظام الإيراني القائم. وسيُفرض على هذه الشركات أن يكون في مجالس إدارتها شركاء إيرانيون ينتمون إلى «الحرس الثوري»، وهؤلاء يفتقرون في معظم الحالات إلى المعرفة بالتكنولوجيا الحديثة المعقدة والقدرة على تنفيذ معظم المشاريع. هم هناك «ليفتحوا الباب أمام زمن الانتصارات وإعادة الحيوية إلى القضية الفلسطينية، ودعم (حزب الله) في لبنان» كما قال الشيخ قاسم.

أما «الإصلاحي» الرئيس روحاني فإنه متأكد من أن أوضاع حقوق الإنسان تدهورت في إيران بشكل كبير. السجناء السياسيون الذين سبق أن سجنوا سنوات، يُعدمون إلى جانب إعدام فتيان وفتيات دون السن القانونية، ويكبر عدد المعتقلين من الأقليات، ويستمر الضغط على الصحف وسجن المدونين على شبكة الإنترنت.

يقول الشيخ نعيم قاسم: «إن شاء الله ننعم جميعًا بخيراتنا المسلوبة ومستقبل أجيالنا المشرق ببركة آثار الثورة العظيمة»، لأن هذا ينطبق على وحدتي «خاتم الأنبياء» و«فيلق القدس» اللتين تعتبران شريان الحياة لـ«حزب الله». أما الشعب الإيراني، الذي لا تعنيه القضية الفلسطينية فقد وصل إلى أقصى حدود التحمل، وبدأت شرائح المجتمع تطالب بتغيير النظام خصوصًا إذا أعيد تشديد العقوبات. من هنا، سيعلو كثيرًا الحديث عن الانتصارات للتعمية على الزيادات في عمليات الإعدام التي تجري يوميًا في إيران وبشكل علني

* نقلا عن "الشرق الأوسط"

 

عن اية تسوية يتحدثون منذ اربعة اشهر وحتى اليوم؟

نوفل ضو/موقع الكتائب/23 شباط/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=52663

وما هي مقومات هذه التسوية واسسها واركانها؟

لم نعد نريد ان نعرف من ربح ومن خسر، من تنازل ومن صمد، من ساوم ومن تمسك بالمبادئ، من اصاب ومن أخطأ؟

كل ما نريد ان نعرفه وما هو حق لنا على اركان التسوية هو على ماذا اتفقوا؟

فما نسمعه ونعيشه كل يوم يدل على انهم لم يتفقوا على شيء مما  سبق ان اختلفوا في شأنه... فكيف يتحدثون عن تسوية؟

هم مختلفون على قتال حزب الله في سوريا ونشاطه الامني في اكثر من دولة عربية واجنبية. رئيس الجمهورية يرى ان دور حزب الله الاقليمي هو اكبر من لبنان وحليفا رئيس الجمهورية في التسوية يريان وجوب النأي بالنفس وضرورة عدم زج لبنان في الازمة السورية وفي مواجهة مع العالم العربي.

وهم مختلفون حول سلاح حزب الله. فرئيس الجمهورية يرى انه لا يتناقض مع مشروع الدولة وحلفا رئيس الجمهورية في التسوية يريان ان لا شرعية لأي سلاح خارج امرة الدولة ولا قيام لدولة في ظل ازدواجية السلاح.

وهم مختلفون حول قرار الحرب والسلم. فرئيس الجمهورية يغطي تهديدات امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله لاسرائيل باستهداف مفاعل ديمونا النووي ومستودعات الامونياك في حيفا، وحليفا رئيس الجمهورية في التسوية يريان ان تهديدات حزب الله تزج لبنان في صراعات اقليمية ودولية لحساب ايران.

وهم مختلفون حول تعاطي لبنان مع الشرعيتين العربية والدولية. فرئيس الجمهورية يرى أنه لا يحق للمجتمعين العربي والدولي التدخل في شؤون لبنان الداخلية، وشريكا رئيس الجمهورية في التسوية يريان وجوب عدم المس بعلاقات لبنان العربية وضرورة تطبيق قرارات مجلس الامن الدولي ولا سيما القرار ١٥٥٩ والقرار ١٧٠١.

وهم مختلفون حول قانون الانتخاب. فرئيس الجمهورية يريد النسبية الكاملة في تناغم مع مشروع حزب الله وشريكاه في التسوية يريدان قانونا مختلطا بين الاكثرية والنسبية.

وهم مختلفون حول المقاربة الدستورية للانتخابات النيابية، فرئيس الجمهورية وشريكه المسيحي في التسوية يرفضان توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة وشريكهما السني في التسوية رئيس الحكومة سعد الحريري يوقع بعد وزير الداخلية مرسوم دعوة الهيئات الناخبة.

كل ذلك ويتحدثون عن تسوية ... حتى الكلمات فقدت معانيها الحقيقية في هذه التسوية. وبات فهم حقيقة هذه التسوية في حاجة الى قواميس ومعاجم مستحدثة ومستنبطة من لغات الغش واللف والدوران.

من حقكم ان تمارسوا السياسة كما تريدون ولو ان ما تمارسونه اليوم لا علاقة له بالسياسة كعلم ومنطق... ولكن من حق الناس عليكم بعضا من الشفافية والجرأة  الادبية تصارحون فيها الرأي العام بأن كل ما قمتم به وكل ما اتفقتم عليه باسم الحفاظ على الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي هو مجرد تقاسم حصص وتوزيع مناصب بعيدا عما يحتاجه الاستقرار من حد ادنى من القراءات المشتركة لمصلحة لبنان وابنائه

المصدر: Kataeb.org

الكاتب: نوفل ضو

 

لبنان على مفترق طرق: وداعاً أم إلى اللقاء في القلمون؟

محمد سلام/ Lebanon360 /23 شباط/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=52658

"لبنان على مفترق طرق." و "لبنان في عين العاصفة." و "لبنان يعيش أخطر لحظات وجوده منذ تأسست فكرته قبل 100 عام."

ثلاث عبارات مخيفة خرجت بها من ثلاث جلسات نقاش مع ثلاثة دبلوماسيين من ثلاث قارات يتابعون تفاصيل الشأن اللبناني عن كثب. كلهم أكدوا أن دولهم "تحب لبنان" وتتمنى "الحفاظ عليه" فيما سأل "كبيرهم": "هل تعتقد أن اللبنانيين يعون خطورة المرحلة ويعرفون أن أي زلة قدم، بل أي زلة لسان، يمكن أن تحول لبنان إلى فصل في كتب تاريخ وجغرافيا الشرق"؟

أردت أن أهرب من الجواب، فسألت محدثي: وماذا عن سوريا؟ أليست هي نموذج مستقبل المنطقة؟

فأجابني الدبلوماسي المحنك أيضاَ بسؤال: "طالما أنكم تعرفون أن ما يجري في سوريا هو الذي سينتج نموذج المنطقة، فلماذا تحشرون أنفسكم سياسياً في ما يجري في سوريا وتغطون، بل تتبنون، في لبنان ميليشيات تقاتل في سوريا وتنتشر في لبنان"؟

وأضاف: "أميركا تهدد إيران، وإيران تأمر حزب الله بتهديد إسرائيل، وفجأة يتبنى لبنان حزب الله ويقول من أعلى منصب سياسي فيه إن هذا الحزب مكمّل للجيش اللبناني."

"إسرائيل اليوم ضربت قاعدة تخزين صواريخ للجيش السوري يستفيد منها حزب الله في منطقة القلمون على الحدود السورية-اللبنانية فقتلت ودمرت وردت على الموقف اللبناني. فهل قرأتم الرساله أيها اللبنانيون"؟

وكشف المصدر الزائر أن وفداً عسكريا من قوات الأسد زار إيران مؤخراً للبحث في مسودة إتفاقية لإقامة قاعدة جوية إيرانية في منطقة القلمون-القصير، وعندما عاد الوفد إلى سوريا أبلغتهم روسيا رفضها المطلق السماح بإقامة قاعدة إيرانية، سواء جوية في القصير أو بحرية في بانياس"

وإعتبر المصدر أن الغارة الإسرائيلية على القلمون هي رد "أميركي-روسي على محاولة التلاعب الإيرانية بالخارطة الجيوسياسية التي يعدّها الكبار في سوريا."

فهل يقرأ قادة لبنان هذه التطورات جيداً؟

وسأل: "هل لاحظتم أن الرئيس المصري والملك الأردني ورئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الخارجية الأميركي السابق إجتمعوا في مصر قبل سنة لبحث مصير القضية الفلسطينية؟"

"هل فهمتم أيها اللبنانيون أن إجتماعاً جرى لتحديد مستقبل الشعب الفلسطيني ولم يشارك فيه فلسطيني واحد"؟

وأعرب الدبلوماسي الزائر عن إنزعاجه وإمتعاضه من "محاولة لبنان حشر أنفه في ما هو أكبر منه."

ناقشته بنظرية "أهل البيت" وقلت له: "ولكن حزب الله الذي تتهم لبنان بتبنيه هو مكوّن لبناني".

ضحك الدبلوماسي الزائر بلؤم وقال لي ما أخافني فعلا على مصير البلد. قال: "اتذكر حكومة فيشي التي ألفها النازيون من وزراء فرنسيين أثناء الإحتلال النازي؟

 ألم تكن تلك الحكومة مؤلفة من مكونات فرنسية؟

ماذا حل بها وبأعضائها عندما إنقلبت موازين القوى في أوروبا؟"

الدبلوماسي الثاني لخّص الوضع، وفق رؤيته، بقوله إن "جديد لبنان أسوأ من ماضيه.

أنها المرة الأولى التي تشكو فيها إسرائيل لبنان إلى الأمم المتحدة على خلفية موقف لرئيس جمهورية لبنان، بعدما كانت كل الشكاوى الإسرائيلية السابقة على خلفية مواقف ياسر عرفات أو حسن نصر الله أو غيرهما."

"كان لبنان دائماً يطالب مجلس الأمن الدولي بأن يلزم إسرائيل بتنفيذ القرارات الصادرة عنه، اليوم الأمم المتحدة، لا إسرائيل، تطالب لبنان بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي. نعم جديد لبنان أسوأ من قديمه."

الدبلوماسي الثالث، وهو عربي بالمناسبة، أصر على التفاؤل مشدداً على أنه "صحيح وضع لبنان مأزوم، وصحيح أن لبنان يعاني من عدو يقيم في قلبه، ولكن سيخرج من أزمته بإذن الله. إلى اللقاء لبنان لا وداعاً."

إلى اللقاء أين؟ سألت...

"إلى اللقاء في القلمون ومحيطه بعد أن يخرج منه من إحتله ويعود أهله إليه بحماية دولية.

المناطق الآمنة ستقوم في سوريا، وستكون خالية من القوى غير السورية، وستكون محميّة دولياً.

هذا قرار كبير ... سينفذ،" أجاب.

 

الضغط الأميركي على إيران ينسحب على «حزب الله»

 ثريا شاهين/المستقبل/24 شباط/17

أول استحقاق أمام الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة الاميركية هو التفاوض السوري ـــ السوري الذي عُقد في جنيف أول من أمس. انما الإدارة، وفقاً لمصادر ديبلوماسية، لم تبلور بعد مواقفها في أي شأن. وهي في الأساس لم تستقر بعد داخلياً لتقوم باهتماماتها الخارجية المتوقعة.

على أن من عُيّن في الإدارة، شخصيات لا علاقة لها بالحكم وبالسياسة ولاسيما الخارجية. وهي تحتاج إلى وقت طويل لاستيعاب المواضيع والملفات. هم لديهم مواقفهم العامة الشعبوية. لكن السؤال كيف يتم تحويل هذه المواقف إلى سياسة، وهل بالأساس يمكن ان تتحول إلى سياسة؟ قلائل من هؤلاء هم الذين لديهم خبرة في الحكم والذين يدركون عمق الملفات بشكل دقيق. مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب من إيران واضحة وهي الحد من دورها في المنطقة. ويتزامن ذلك مع بداية ضغوط على «حزب الله». فكل الدول التي تحذّر رعاياها أخيراً من المجيء إلى لبنان، وضعت النقاط الخطرة في المناطق التي يسيطر عليها «حزب الله»، ولاسيما الاميركيين والبريطانيين. فهي مناطق حمراء، وحددت المناطق الصفراء للدخول إليها إضطرارياً، اما الخضراء فهي الآمنة. إذا جاء الضغط على إيران، يعني أن الحزب سيستشعر به وسيطاله، وهو يأتي تلقائياً عليه. فبمجرد ان يُدرَج إسم المناطق التي يسيطر عليها الحزب أو له نفوذ عليها، هذا يعني موقفاً في حد ذاته. والدول الخليجية مرتاحة حتى الان لسياسة الضغوط التي ستتبعها الإدارة الاميركية على إيران،وللاجراءات التي يمكن أن تتخذ في هذا المجال.

والأساس في الاهتمام الأميركي الان، ينصبّ على دور إيران في المنطقة. لدى توقيع الاتفاق النووي، لم يكن هناك تفاهم غربي - إيراني لكي يحصل حتماً حوار بين الطرفين حول ملفات المنطقة ومصيرها. والاتفاق كان هدفه نوويا ولم تكن له علاقة بأية مسألة اخرى. لكن في الوقت نفسه، رأى الغرب، أنه إذا ساهم الاتفاق في إيجاد أجواء إيجابية للتعاون، فالحوار عندها يكون مفيدا.

وتفيد المصادر، أنه كان هناك حرص لدى إدارة الرئيس باراك اوباما ولدى الأوروبيين على الاتفاق وعلى عدم ازعاج إيران كي لا تخرج منه. فتلافوا ممارسة الضغوط الكافية عليها في لبنان، كما في سوريا، وفي اليمن.

حتى ان إيران لم تستجب للغرب في سوريا في إفساح المجال أمام مرور قوافل المساعدات الإنسانية. وعلى الرغم من ذلك، لم يضغط الغرب كفاية عليها، من أجل عدم تهربها من النووي، ومسايرة لإيران في ذلك.

الآن ثمة مرحلة جديدة في العلاقة الأميركية بإيران. لن تقوم واشنطن بإلغاء الإتفاق أو نقضه، لكن ستفرض عقوبات على إيران في مجالي حقوق الإنسان والإرهاب، وهي المسائل التي لم يطلها الاتفاق النووي.

وتؤكد المصادر، أنه إذا كان الاتفاق النووي لن ينقض من جانب الإدارة الاميركية، إلا أن هذه الإدارة في الوقت نفسه ستتوقف عن مسايرة إيران في شؤون المنطقة، ولن تسكت على أي سلوك غير إيجابي، لكي تحافظ على الاتفاق النووي.

ثمة عقوبات على إيران لم تتم ازالتها بعد. وهناك عقوبات على الحرس الثوري، وهي مرشحة في عهد ترامب لأن تزداد. ومناوشات مضيق هرمز الأخيرة بين الطرفين أكدت أن الأميركيين لن يسكتوا على استهداف إيران لبوارجهم.

الآن يجب ترقّب ما الذي ستفعله واشنطن في كل من سوريا والعراق. في الموصل ستسقط «داعش»، وعندها ستصبح لدى إيران رغبة أكبر في إخراج الأميركيين من العراق، لأنها ليست بحاجة إلى وجودهم. فكيف سيسلك الاميركيون حيال الملف العراقي؟

وفي سوريا معركة الرقة ستؤدي إلى إسقاط «داعش». فمن سيتسلّمها، «حزب الله» أم النظام، أم الميليشيات، أو المعارضة السورية؟ هناك العديد من الإجراءات التي قد يقوم بها الأميركيون، أو التي يستطيعون القيام بها في سوريا، والإنتظار هو لمعرفة وجهة الأمور.

المشكلة الأكبر في الحد من دور إيران تكمن في التعامل مع الملف اللبناني. وأية ضغوط جديدة ستُفرض على إيران في هذا الصدد، ستؤدي إلى تصلّب مواقف «حزب الله». واستشعاره الضغوط على إيران قد تكون السبب وراء التصعيد الجديد للحزب حيال الخليج.

الملف اللبناني دقيق وحساس، ودور الحزب في الداخل تدركه جيداً الولايات المتحدة الاميركية.

 

لا قيام لدولة قويّة في عهد عون إذا لـم تُحلّ مشكلة سلاح "حزب الله"

اميل خوري/النهار/24 شباط 2017

إذا كان الرئيس ميشال عون يرى أن سلاح "حزب الله" باقٍ ما دامت اسرائيل تحتل أراضي لبنانية، وكان الواقع يقول أن لا تنفيذ للقرار 1701 تنفيذاً كاملاً ما لم يتم التوصل الى حل للحرب الدائرة في سوريا، فكيف يمكن في ظل هذا الوضع اقامة الدولة القوية القادرة على بسط سلطتها وسيادتها على كل أراضيها خلال هذا العهد وإلّا فإنه لا يكون مختلفاً عن عهود سابقة؟ والسؤال المطروح هو: كيف السبيل إلى حصر السلاح بالدولة أو وضع سلاح "حزب الله" في كنفها لتزداد قوة في التصدّي لأي عدوان اسرائيلي أو غير اسرائيلي؟

لقد عاد الرئيس عون وذكَّر بالاستراتيجية الدفاعية التي تنظّم الافادة من سلاح "حزب الله" بعدما أثار موقفه من هذا السلاح ردود فعل متباينة. لكن هل في الامكان الاتفاق على الاستراتيجية الدفاعية التي طال البحث فيها خلال اجتماعات هيئة الحوار الوطني من دون التوصل إلى نتيجة. وآخر اقتراح كان قدمه الرئيس ميشال سليمان في اجتماع هيئة الحوار للاستفادة من سلاح "حزب الله" في الدفاع عن لبنان، وتضمّن الإجابة عن الأسئلة الآتية: كيف يُستخدم هذا السلاح، ومتى يُستخدم وأين، حتى إذا صار اتفاق على الأجوبة ينزع كل سلاح غير مندرج في الاستراتيجية الدفاعية والمنتشر في القرى والبلدات: فهل يصير اتفاق إذا ما دعيت هيئة الحوار الوطني للبحث في الاستراتيجية الدفاعية؟

المطلوب من الرئيس عون أن يحدّد موعداً لعقد اجتماع لهيئة الحوار الوطني للبحث في الاستراتيجية الدفاعية، أو طرح الموضوع على مجلس الوزراء باعتباره يمثّل غالبية القوى السياسية الأساسيّة في البلاد، ولا يطول تحديد هذا الموعد لأن قيام الدولة القوية القادرة بات مرتبطاً بحل مشكلة سلاح "حزب الله". وقالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة لدى لبنان سيغريد كاغ: "إن ما يُحكى عن تزايد تسلّح حزب الله مثير للقلق". وكان الرئيس سعد الحريري قال في تصريح سابق له: "لن نعطي حزب الله حق الدولة في قرار السلم والحرب، ولا أن يكون السلاح وسيلة للانقضاض على السلم الأهلي". ودعا البطريرك الكاردينال الراعي في احتفال الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا الى "رمي السلاح والجلوس معاً الى طاولة الحوار والتفاوض بروح المصالحة والمصارحة لايجاد الحلول السلمية". وقال النائب وليد جنبلاط في تصريح سابق له: "لا يمكن وجود دولة موازية وحزب يقرر السلم والحرب". وكانت لمسؤولين إيرانيين مواقف مغايرة... وقال رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد في حديث لقناة "المنار" (2012): "إن كل من يريد النقاش في سلاح المقاومة يخدم أجندة خارجية أميركية – اسرائيلية. ونحن نقول خذوا السلطة كلها وأعطونا الحماية الاستراتيجية في هذا البلد".

وما دام الرئيس عون دعا للعودة إلى البحث في الاستراتيجية الدفاعية حلاً لمشكلة سلاح "حزب الله"، فمن المفيد التذكير بما كان عليه موقفه وهو رئيس "التيار الوطني الحر" من الاستراتيجية الدفاعية وعند مناقشة البيان الوزاري لحكومة الرئيس السنيورة، إذ قال: "إن المقاومة وضعت في هذا البيان في إطار نضال عربي، فيجب أن نعرف من هي الدول المشتركة في هذا النضال حتى نستطيع التركيز في مقاومتنا ضمن الدول العربية. ونريد أيضاً من الحكومة أن تحدّد لنا من هي الدول العربية المناضلة معنا، ليس من أجل محاسبتها ولكن حتى نضع أنفسنا ضمن إطار هذا النضال، ونريد منها أيضاً أن تحدد لنا الحدود اللبنانية بالضبط وما هي بقع الأراضي غير المحرّرة حتى نعرف حدودنا (...)". وفي "اللقاء المسيحي الوطني" (تموز 2008) قال عون: "كان لا بد من تعزيز المقاومة كي لا يدفع لبنان ثمن ضعفه المُزمن والمرغوب فيه من الخارج وبعض الداخل تسهيلاً لتمرير الصفقات العربية". وفي تصريحات سابقة له قال: "إن اسرائيل يمكنها أن تقصف وتضرب لكن لا يمكنها الدخول الى لبنان واحتلاله طالما هناك شعب ومقاومة، ولا الادعاء بأن سلاح حزب الله يشكّل خطراً على اسرائيل. فنحن أحرار في بناء دفاعنا بالطريقة التي نراها مناسبة. فسلاح حزب الله باقٍ الى حين عودة الفلسطينيين إلى فلسطين"... ("البيرق" 2009). وفي حديث له الى "النهار" (تموز 2009) قال بعد اجتماع لهيئة الحوار الوطني: "أنا لا أحكي بالمقاومة والاسترايتيجية الدفاعية قبل الحكي بالأمن والاستقرار الداخلي الذي أعطيه الأولوية، فلا يعود نفع للاستراتيجية الدفاعية ولا لسحب سلاح حزب الله إذا ضرب الاستقرار الداخلي والوحدة الوطنية، وأنه تبين أن ليست الغاية من الاستراتيجية الدفاع عن لبنان بقدر ما هي تخلص طرف من خصمه السياسي".

 

سلاحك من الله

جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية/الجمعة 24 شباط 2017

... ونطَقَ فخامة الرئيس وقال الكلام المباح على السلاح، فالتهبتِ المواقف وانطلقت الألسنة المكبوتة من أوكارها، وعادت الثنائيات الى مربَّعاتها الأوائل بين نصف لبنان السياسي النازح نحو السعودية، ونصفه الثاني النازح نحو إيران.

ولغة لبنان الرسمية تلعثَمتْ على ألسنة الملائكة بين: ما هو عربي وما هو أعجمي، وما هو شيعي وما هو سنّي، على ما يقول مثل فارسي «... الفارسية كانت لغة آدم وحواء، ولكنّ الملاك الذي أبعدهما عن الجنّة كان يتكلم التركية...»

الكلام على سلاح حزب الله كشَفَ فوارق التحالفات والعلاقة الجدلية بين الباطن والظاهر، وأَبرزَ التعارض الوطني الاستراتيجي: بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، وبين المستقبل والتيار الوطني الحر، وبين حزب الله وسائر مَنْ كانوا ينتمون الى تلك السعيدة الذكر التي إسمها 14 آذار، ومع هذا التفكك الوطني، لا مستقبل للمستقبل، ولا لُبنانية للقوات، ولا حرية للتيار الوطني، ولا مستقبل لوطنٍ حرّ، بل يُخشى أن يصبح المستقبل شبيهاً بذلك الماضي الذي قيل: يُذْكر ولا يُعاد.

في اجتماع المجلس الوطني للتيار الوطني الحرّ المنعقد في 26 كانون الثاني المنصرم، وفي الورقة السياسية التي أعلنها الوزير جبران باسيل قال: ثلاثة أركان سياسية يتمحور معها العمل السياسي للتيار:

أولاً: حزب الله: لقوَّة لبنان وحمايته...

ثانياً: القوات اللبنانية: لوحدة المجتمع وقوَّته...

ثالثاً: تيار المستقبل: لبناء الدولة وتحقيق الشراكة...

هذا المثلث الذهبي الجديد، شأنه شأن الثنائية، تحكمه التفاعلات النفسية التي خلَّفتها الحرب في لبنان والحروب الدائرة في المنطقة، وإنَّ أيَّ ثنائية أو ثلاثية مضطربة الأهداف ومحكومة بخلفياتها، لا بدّ من أن تستنبط رواسب البواطن فتصبح خطراً على نفسها وعلى كلِّ أحاديَّةٍ فيها.

 

البلد الـ136 يموِّل الفساد بالضرائب

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الجمعة 24 شباط 2017

لم يتوقّف المجلس النيابي عند التقرير الصادر عن منظمة الشفافية الدولية حول مرتبة لبنان المتقدّمة في لائحة الفساد العالمية، مع أنّ «خطاب القسَم» وعَد بالإصلاح. وبدلاً من المسارعة إلى تشكيل «الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد»، ذهب المجلس في الاتجاه المعاكس. ترك الفساد حيّاً يُرزَق، ووفّر له أموالاً إضافية... من الضرائب! قبل العام 2005، استفاد السوريون من وضع أيديهم على لبنان. واشتغلت «الماكينة» السورية، دولةً وأفراداً، لامتصاص طاقات لبنان وثرواته. وهذا الأمر يعرفه كثيرون بالخطوط العريضة وبالتفصيل. وكان طبيعياً، في المرحلة السورية، أن يزدهر «الفساد التاريخي» اللبناني إلى الحدّ الأقصى. فهذا الأمر يحصل غالباً في البلدان المغلوبة على أمرها.

ولكن، بعد العام 2005، استَطْيَبَت غالبية الطاقم السياسي اللبناني طعم الفساد- وهي تتذوَّقه أساساً- ومضت في استثمار ما زرعه السوريون. فالتحالف الذي أدار البلد بعد خروج السوريين لم يكن نفعياً في السياسة فحسب، بل في الاستيلاء على الدولة ومواردها ككل.

في العام 2006، صدر تقرير الشفافية الدولية ليضع لبنان في المرتبة 63 بين 180 دولة. وفي العام التالي، «ارتقى» لبنان إلى المرتبة 89. وبعد 10 سنوات، جاء تقرير 2016، الصادر قبل أسابيع، ليضع لبنان في المرتبة 136 بين 176 دولة.

وهكذا، يبتعد لبنان عن الدانمارك ويلتحق بالصومال... آخر اللائحة، مع الإشارة إلى أنّ إسرائيل تحلّ في أدنى معدّلات الفساد في الشرق الأوسط. وقد يشكّك البعض في صدقيّة هذا التقرير، لغايات معينة، لكنّ إدراك مؤشرات الفساد لا يستلزم كثيراً من الجهد عادة.

المسألة لها تردّدات خطرة جداً على لبنان الساعي إلى استعادة صورته كدولة، مع انطلاق عهد يرفع شعار الإصلاح، وفيما المجتمع الدولي يضغط على لبنان لإقرار مزيد من التشريعات المتعلقة بالشفافية والنزاهة ومنع التهريب والتزوير والتهرُّب الضريبي.

فالقطاعات كلها، ولا سيما منها القطاع المصرفي، تتأثّر بصورة الفساد. ولا يمكن لبنان أن يطمح للحصول على دعم دولي حقيقي ما لم تطمئنّ الدول الداعمة إلى أنّ المؤسسات هي التي ستُدير العملية بشفافية. والأمثلة قائمة.

الأكلاف المقدَّرة للفساد في لبنان، سنوياً، وفق بعض الخبراء، تتجاوز الأربعة مليارات دولار. لكنّ وزير الاقتصاد السابق آلان حكيم يقول، على حسابه في «تويتر»: الفساد يكلّف الدولة 10 مليارات دولار سنوياً، مناصفة بين خسائر مباشرة بالأموال التي كان مفترَضاً أن تدخل خزينة الدولة وتمّ تهريبها، وخسائر غير مباشرة ناجمة من إضاعة الفرص بطرق غير شرعية.

هذه الأرقام تعني أنّ القضاء على الفساد هو ثروة لبنانية وباب مؤكّد لإنهاء أزماته المالية والاقتصادية أكثر من استخراج الغاز والنفط. كما أنّ الشكوى من عدم وجود التمويل الكافي لسلسلة الرتب والرواتب ليست في محلِّها، لأنّ القضاء على الفساد يتكفّل بها وبتحقيق كثير من المطالب الاجتماعية الأخرى.

وللإيضاح، إنّ سياسة التوظيف الانتفاعي في المؤسسات العامة، من مال الناس، ضاعفت أكلاف الأجور بين العامين 2008 و2017. ويمكن احتساب التهرُّب الضريبي، لدى النافذين خصوصاً، بأكثر من 4 مليارات دولار.

فلسفة الإدارة في لبنان حالياً هي إياها التي قامت- غالباً- منذ الاستقلال، ما خلا فترات قصيرة مضيئة، كعهد الرئيس فؤاد شهاب. ومع أنّ القريبين من الرئيس ميشال عون يقولون إنّ حلمه هو أن يكون شهاباً آخر، فإنّ اتجاه البلد لا يوحي بأنه ذاهب في هذا الاتجاه.

فالمجلس النيابي ذهب إلى الضرائب لتمويل العجز، متجاهلاً مرة أخرى حقوق الفئات المتوسطة والفقيرة. ولم يتوقف عند الدعوات التي صدرت مراراً عن الجمعيات الحقوقية اللبنانية وهيئات المجتمع المدني، التي ناشدته إقرار الهيئة العليا لمكافحة الفساد.

فهذه الهيئة يمكن أن تكون في يدها عملية التنقيب عن مواضع الفساد في الدولة، وأن تمتلك صلاحيات حقيقية تخوِّلها التصدّي للحالات الشاذة، بدعم مؤسسات القضاء والرقابة والمجلس النيابي نفسه. وإضافة إلى ذلك، يمكن للمجلس النيابي إقرار قانون حماية كاشفي الفساد، وقانون الحكومة الإلكترونية، وتفعيل المحاسبة والمساءلة.

ويعتقد الناشطون في المجال الحقوقي أنّ إهمال المجلس النيابي لدعوات الإصلاح غير مستغربة. فالطاقم السياسي الذي يقود لبنان في نفق الفساد هو نفسه المجلس النيابي، ومن البديهي أن يحاول حماية نفسه.

إذاً، المسألة تعود إلى المراوحة في الدائرة إياها: كيف السبيل إلى ضخّ دمٍ جديد في المجلس النيابي، من غير الطاقم النفعي الذي يتحكّم اليوم بالبلد، ما يبعث الأمل في إحياء المؤسسات الرقابية وهيئات المحاسبة وإنعاش القضاء، وإنقاذ هذه الهيئات من التخويف؟

تعود المسألة إلى العمق، أي إلى قانون الانتخاب. وهنا أيضاً يظهر لماذا لا يُراد إنجاز قانون عادلٍ وقادر على إحداث تغييرات حقيقية في الطاقم السياسي الحاكم. إنّ مجيء فئات جديدة من خارج النادي التقليدي من شأنه أن يسحب البساط من تحت أرجُل الفئة المتنفعة التي تستثمر المؤسسات والمرافق... والطوائف أيضاً. ولذلك، لا يبدو مستغرَباً أن تقف هذه الفئات حجر عثرة أمام قانون انتخاب تغييري. فالمشكلة تبقى هنا: «إذا فسَدَ الملح، فبماذا يُملَّح»؟

 

لبنان: إغلاق نافذة الفرص

حسام عيتاني/الحياة/24 شباط/17

لم تتأخر نافذة التفاؤل التي فتحها انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية في الانسداد. لم يطل أمد التفاؤل بقرب الخروج من عنق الزجاجة الدستورية والسياسية التي اعقبت انتهاء ولاية الرئيس السابق وبدء مرحلة الفراغ. ها هو الفراغ ذاته يطل برأسه من جديد ليؤكد للبنانيين الذين اعتقدوا بإمكان إنجاز الاستحقاقات الماثلة أمامهم، من تبني قانون للانتخابات النيابية وإقرار موازنة عامة للمرة الأولى منذ اكثر من عشر سنوات وإطلاق عجلة العمل في ادارات الدولة وانعاش الاقتصاد المختنق، ليؤكد لهم ان الحائط الصخري ما زال هو الأفق الوحيد الذي يشكل مشهد نهاية نفقهم الطويل.

التحفظات والتحذيرات التي صدرت في ايام التفاؤل التي رافقت موافقة «تيار المستقبل» على انتخاب ميشال عون، والقائلة بلا واقعية الرهان على لحظة انفراج والبناء عليها في مناخ اقليمي ودولي متفجر، ظهر انها في مكانها تماماً. وانتبه الباحثون عن حلول لمشكلاتهم الآنية في تنازل لمعسكر «حزب الله» ومرشحه عون الى ان المطلوب منهم هو الإلغاء الذاتي أو القبول بالانكماش الى اقل مما يعتقدونه من حجم سياسي وتمثيلي. ومرة اضافية، نكتشف في لبنان ان العلاقة بين الاقتصاد والسياسة ليست في اتجاه واحد، وأن الأول لا يصوغ الثانية آلياً ولا يتحكم بها. وأن الاتفاق السريع، بل المريب في سرعته، على تقاسم المربعات النفطية في المياه الإقليمية والذي أقر في الجلسة الأولى لمجلس وزراء العهد الجديد، لم يعكس النوايا الحقيقية لأطراف تصنف نفسها منتصرة في الصراع الإقليمي من سورية الى العراق فاليمن، ولا تعتزم فك ارتباط لبنان بأزمات المنطقة بل تريد الحفاظ على سمته الوظيفية. التصعيد الأخير في التهديدات لا يحتاج حصافة لتفسيره. عليه، يبدو قانون الانتخاب المرجو بعيد المنال، وتزداد محاولات جسر الهوة في الرؤى حول الموازنة العامة فيما بدأت التحركات النقابية والمطلبية تعود الى الشارع. أما قوى الاعتراض المدني والسياسي فتبدو أكثر من اي وقت مضى مروّضة ومدجنة وتحت جناح القوى الطائفية صاحبة السطوة التي لا ينازعها منازع على الحياة العامة. التهويل بوقوع الفراغ النيابي اذا لم يجر الاتفاق على قانون انتخابات «عصري وعادل» (وهاتان صفتان تتعدد تأويلاتهما وتفسيراتهما بعدد الجهات المنادية بهما)، يدعو الى السخرية. ذلك ان الهيئة التشريعية اللبنانية في حكم المعطلة، بتوافق عموم القوى النافذة، منذ اعوام طويلة. يضاف الى ذلك ان التهويل يفترض ان يهدد بحصول أمر جلل، في حين ان الفراغ قائم بحيث لا يزيد الأداء السياسي والإداري لمؤسسات الدولة عن التسيير اليومي وإدارة الأزمة البنيوية التي تتفاعل وتتفاقم، من دون اي رؤية او تصور لكيفية الخروج منها باستثناء تعزيز الشراكة في ادوات الفساد والسطو السافر والمقنع على المال العام. ولا شيء مفاجئاً في استعادة الحكمة القائلة ان المواطن اللبناني لن ينجرّ الى «صغائر» من نوع المطالبة بتنفيذ السلطة واجباتها التي يدفع الأول ثمنها ضرائب ورسوماً وإتاوات مختلفة، وأنه مطمئن الى أن القيادة الحكيمة في طائفته لن تترك حقوقها سائبة ولن تقف كالأيتام على مائدة اللئام.

ولا شيء مفاجئاً ايضاً في ان يروج البعض للتفاؤل فيما يعرف قبل غيره استحالة تحقيق أي اصلاح في لبنان من دون تفكيك كامل البنية الطائفية – المافيوية الحاكمة. وهو ما لا قِبل لأحد به في الأمد المنظور.

 

حول حركة مارين لوبن المسرحية وتقاطُع المصالح مع مسرحيات «داعش»

د.مصطفى علوش/جريدة الجمهورية/الجمعة 24 شباط 2017

«قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم إنّ الجواب لباب الشرّ مفتاح والصمت عن جاهل أو أحمق شرف وفيه أيضاً لصون العرض إصلاح أما ترى الأُسُد تُخشى وهي صامتةً والكلب يخسى لعمري وهو نبّاح» الإمام الشافعي

كان بإمكان زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية مارين لوبن أن تتفادى لغط مسألة زيارة المفتي في بيروت ببساطة اعتذارها عن اللقاء عند معرفتها ببروتوكول ارتداء غطاء الرأس عند الزيارة. وكان بإمكانها أيضاً التعبير عن وجهة نظرها حول الحجاب، وحول رأيها بأنه يستعبد المرأة، بأن تخرج إلى الإعلام لتعلن سبب عدم إنجازها الزيارة. لكنها على شاكلة القادة الشعبويين، من يمين ويسار، من هتلر إلى ستالين إلى شافيز إلى القذافي، آثرت أن تذهب في مسرحيتها إلى الآخر، فتصل إلى باب دار الفتوى لتعلن ختام المسرحية، وهكذا تُحدث ضجيجاً يليق بمقامها.

لا شك في أنّ مسألة تحرّر المرأة هي قضية عظيمة الأهمية على مستوى حرّية الفرد والمساواة بين المواطنين، لكن كل ذلك يأتي بسلّة متكاملة حول المساواة بين البشر عموماً، بغض النظر عن لونهم وجنسهم ودينهم. وبالتالي فمن حقّ المرأة أن ترفض لبس الحجاب، ومن حقها أن تناضل لمنع فرض ارتدائه بقوة الإرهاب العائلي والإجتماعي وحتى الديني، لكنها في المقابل بمحاولة مارين لوبن فرض منع ارتدائه بقوة القانون، تقمع حرية المرأة التي ترغب بارتدائه لأيّ سبب كان يخصّها هي وحدها.

عندما غيّرت الثورة الفرنسية تاريخ العالم سنة ١٧٨٩، صنع فلاسفتها التحرّريون عظمة فرنسا، فيما كان زعماء الشعبوية يتخصّصون بفنون التهريج السياسي المقرون بالخبطات المسرحية التي تدهش الرأي العام، وتجذب الجماهير الغفيرة.

ولكنّ هؤلاء الشعبويين، وفي معظم الأحيان، كانوا يدخلون شعبهم وبلدهم والبلدان المحيطة، وأحياناً العالم في الكوارث. فحروب القرن العشرين المرعبة أتت على خلفية مغامرات زعماء شعبويين، وكوارث المجاعة والمشاريع الإقتصادية الفاشلة أتت من وراء زعماء شعبويين، والقهر والتسلط والإرهاب كلها نتائج حكم زعماء شعبويين، وكلهم يشبهون في مكان ما أمثال مارين لوبن. لكنّ ثالثة الأثافي فقد كان حديثها عن أنّ الحلّ في سوريا هو إما في بشار الأسد أو في «داعش»! وبالتالي فالمنطق يقول إنها تختار بذلك نظام بشار الأسد وقمعه ونزقه وسجونه التي يذبح فيها المعارضين وبراميله المتفجرة التي تسحق عظام البشر، والقتلة الذين استدعاهم من شذاذ الآفاق لإرهاب الناس! ما فاتها هو أنّ «داعش» وأخواتها لم تظهر لا في سوريا ولا في العراق، ولا حتى في فرنسا وألمانيا، لولا وجود أنظمة على شاكلة نظام الأسد. وما فاتها هو أنّ إعادة إحياء هذا النظام تعني حتماً إنتاج ظروف لخلق دواعش جديدة في المستقبل.

ولكن ما تعرفه حق المعرفة، هو أنّ «داعش» وأخواتها تتقاطع مصالحها مع ما تمثله «لوبن» في الفكر والسياسة، فكلما زادت وحشية «داعش» المسرحية، كلما زاد تأثير اليمين المتطرف على مزاج الناس في الغرب. وكلما زاد التطرف العنصري عند شعبويّي الغرب، كلما استقطبت «داعش» ومثيلاتها المزيد من الناقمين. المنطق هو أنّ هناك تقاطع مصالح بين ما تمثله لوبن من تطرف عنصري وما يمثله «داعش» من تطرف ديني.

 

مارين لوبن كشفت فرنسا

خيرالله خيرالله/العرب/24 شباط/17

تكشف زيارة مارين لوبن مرشحة اليمين المتطرف الفرنسي للبنان فرنسا. تكشف فرنسا أكثر بكثير مما تكشف لبنان الغارق في همومه، خصوصا أنّ مارين لوبن مرشّحة جدّية للرئاسة الفرنسية. ليس مستبعدا أن تصبح لوبن رئيسة للجمهورية الفرنسية في عالم صار فيه مكان لدونالد ترامب ولخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعد استفتاء، يتبيّن يوميا، أن البريطانيين لم يكن يعرفون، في معظمهم، ما الذي على المحك. لم يكن يعرفون ماذا يعني خروج بريطانيا من أوروبا، وماذا سيترتب على مثل هذا القرار الأحمق.

كان يمكن أن تزور مارين لوبن لبنان من منطلق أنّ هناك حرصا فرنسيا على الوطن الصغير، وعلى مسيحييه ومسلميه في آن، وعلى أن هناك آلاف الفرنسيين من أصل لبنـاني الذين يحقّ لهم التصـويت في فـرنسا. هذا تحصيل حاصل. الفضيحة الكبـرى أن تـأتي مـرشحة “الجبهـة الـوطنية”، التي تمثل حزبا عنصريا معاديا للإسلام والمسلمين ولكـل ما له علاقة بالهجرة إلى فرنسا، للترويج لبشار الأسد بكلّ ما يمثّله، خصوصا على الصعيد اللبناني.

جاءت مارين لوبن إلى لبنان لتخويف اللبنانيين من “داعش”. إنّها تلعب لعبة النظام السوري و“حزب الله” وإيران وروسيا. لا تدري حتّى أن النظام السوري أسوأ من “داعش”، لا لشيء، سوى لأنّه لعب الدور الأساسي في تكوين “داعش”، إضافة إلى أنّ كلّ رهانه على هذا التنظيم.

الذين يعرفون القليل عن لبنان والمنطقة يعون أن “داعش” ليس سوى اختراع للنظام السوري وإيران. من لا يدرك ذلك، إنما يهرب من الواقع والحقائق المتمثلة في إطلاق الإرهابيين المعروفين من سجون النظام السوري كي يشكلوا “داعش”، وآخرين من السجون العراقية في عهد نوري المالكي، كي تكتمل حلقات الخطة التي تستهدف التوصل إلى مرحلة تقول فيها شخصية مثل مارين لوبن أن الخيار الوحيد هو بين “داعش” والأسد الابن.

لا مجال للتفريق بين بشّار الأسد و“داعش”. إنّهما وجهان لعملة واحدة. لا مجال للتخلص من “داعش” ما دام النظام السوري قائما، وما دام هذا النظام يتذرّع بالإرهاب “الداعشي” من أجل ممارسة الإرهاب في سياق الحرب التي يشنّها على الشعب السوري. هذا ما تتجاهله مارين لوبن الباحثة عن شعبية في فرنسا عبر مواقف تتسّم بمقدار كبير من الانتهازية من جهة، والرغبة في القفز فـوق الواقع من جهة أخرى.

كشفت زعيمة “الجبهة الوطنية” فرنسا التي لم تعد فيها شخصية ذات رؤية يمكن الاعتماد عليها للترشّح لرئاسة الجمهورية. كان آلان جوبيه الوحيد القادر على إعادة الاحترام للرئاسة الفرنسية. لم يستطع حتّى أن يكون مرشّح اليمين. هزمه في المرحلة التمهيدية للانتخابات فرنسوا فيّون، رئيس الوزراء في عهد نيكولا ساركوزي الذي تلاحقه الفضائح الواحدة تلو الأخرى. تبيّن لاحقا أن فيون، مثله مثل ساركوزي، ليس سوى سياسي فاسد استخدم مخصصات من الدولة لتنفيع زوجته التي كانت تقبض راتبا من دون ممارسة عمل!

أما إيمانويل ماكرون الذي كان سابقا وزيرا للاقتصاد في عهد فرنسوا هولاند، والذي انفصل عن الحزب الاشتراكي، فقد تبيّن أنّه ليس سوى باحث عن الأضواء عبر كلام مثير من نوع ذلك الذي دان فيه “جرائم فرنسا في الجـزائر”. لا يعي ماكـرون بديهيات تقول أنّ العلاقات الفرنسية – الجزائرية ذات تعقيدات وتشعّبات لا تحصى، وأن ليس في الإمكان ممارسة لعبة جلد الذات في ضوء الكارثة التي حلّت بهذا البلد منذ الاستقلال، أي منذ جلاء الاستعمار الفرنسي…

لا تزال فرص إيمانويل ماكرون في الوصول إلى الرئاسة قويّة على الرغم من هفوته الجزائرية، لكنّ مؤهلاته لا تشير إلى أنّ في استطاعته أن يكون رئيسا استثنائيا لفرنسا.

في غياب الرؤية الواضحة للدور الفرنسي الممكن في أوروبا والعالم والشرق الأوسط، يبحث كلّ مرشّح في الانتخابات الرئاسية الفرنسية عن انتصارات صغيرة تعكس إلى حدّ كبير ما آلت إليه فرنسا في عهد فرنسوا هولاند، وقبله نيكولا ساركوزي. امتلك هولاند مـا يكفي من الذكاء للامتناع عن ترشيح نفسه وخوض معركة خاسرة سلفا. بدل أن تبحث مارين لوبن عن انتصارات وهمية من خلال رفض وضع منديل على رأسها لدى مقابلة مفتي الجمهورية، الشيخ عبداللطيف دريان، أو الإدلاء بتصريح لمصلحة بشّار الأسد بعدما قابلت الرئيس سعد الحريري، كان عليها أن تكون أكثر عمقا، ولو بقليل، عندما يتعلّق الأمر بفرنسا ولبنان والنظام السوري وتاريخه. كان يكفي أن تعود لوبن إلى ما ارتكبه النظام السوري في لبنان منذ احتكار حافظ الأسد للسلطة في العام 1970 للتأكد من أن بشّار الأسد “أحد أكبر الإرهابيين” على حد تعبير الدكتور سمير جعجع الذي تحدّث إلى الصحافيين، مباشرة بعد استقباله زعيمة “الجبهة الوطنية”.

تكمن المشكلة في أن لوبن لم تقم بأي جهد يساعدها في فهم طبيعة العلاقات التاريخية بين فرنسا ولبنان والدور السوري الذي استهدف هذه العلاقة مع تركيز خاص على المسيحيين ودورهم وانتشارهم على المساحة الجغرافية للوطن الصغير. كان يُفترض بزعيمة “الجبهة الوطنية” استيعاب أنّ زيارة لبنان ليست مسرحية، بمقدار ما أنّها فرصة كي تعي أن تركيز حافظ الأسد ونجله كان على الانتهاء من النفوذ الفرنسي في لبنان، وإلغاء كلّ من يستطيع العمل على مساعدة البلد. لم تغب في أي لحظة الرغبة الفرنسية في دعم العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين في لبنان بعيدا عن أيّ نوع من الطائفية والعنصرية. كانت فرنسا مع نهوض لبنان واستعادة سيادته ومساعدته في مواجهة كل ما من شأنه المسّ بسيادته، أكان مصدر هذا التهديد سوريا أو إسرائيليا.

كان على لوبن أن تتذكر من اغتال السفير الفرنسي في بيروت جان لوي دولامار في أيلول – سبتمبر من العام 1981 كي تمتنع عن الإشادة بالنظام السوري واعتبار بقائه خيارا. في حال تذرعت بأنّ اغتيال السفير دولامار كان في عهد الأب، ماذا عن اغتيال رفيق الحريري، صديق فرنسا والرئيس جاك شيراك، في عهد الأسد الابن؟ ماذا عن اغتيال سمير قصير الذي يحمل أيضا الجنسية الفرنسية ثم جبران تويني وبيار أمين الجميّل اللذين كانا رأس حربة في مواجهة إرهاب النظام السوري والدعوة إلى التعاون الإسلامي ـ المسيحي؟

هذا غيض من فيض ممارسات النظام السوري الذي استغل الوجود الفلسطيني في لبنان ليباشر منذ العام 1975 تهجير أبناء القرى والبلدات المسيحية الموجودة في الأطراف اللبنانية، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب. ليس بعيدا عن ذلك، ما دور النظام السوري في تهجير أهل الدامور، ماذا عن حصار الأشرفية وزحلة؟ كيف تعاطى النظام السوري مع طرابلس التي جريمتها أنّها مدينة سنّية؟ هل كان جاك شيراك آخر رئيس فرنسي يعرف ما يدور في الشرق الأوسط والعالم، ويعرف تماما ما هو النظام السوري الذي تعتقد مارين لوبن أنه قابل لإعادة التأهيل؟ الجواب نعم كبيرة، خصوصا أنّ شيراك لم يتردد في السعي إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه في سوريا قبل أن يكتشف أنّ لا أمل يُرجى من بشّار الأسد وبإعادة تأهيله، وأن الفارق الوحيد بينه وبين أبيه أنّه أقل ذكاء منه بكثير… وأنّ سياسة إلغاء الآخر، بما في ذلك الشعب السوري، لا تزال العنوان الوحيد الذي يرفعه النظام ويعمل في ظلّه.

 

ماذا حققت شعبوية ملالي طهران؟

حميد زناز/العرب/24 شباط/17

في الحادي عشر من فبراير الماضي احتفل النظام الإيراني بذكرى مرور 38 سنة على قيام ما يسميه “جمهورية إيران الإسلامية”. وفي وقت تعيث فيه هذه الجمهورية فسادا في مناطق إسلامية كثيرة، يحق التساؤل عن كنه “إسلاميتها”، كما يتساءل الإيرانيون أنفسهم هل حققت تلك الثورة المزعومة بعضا من وعودها؟

وهو يستعد للعودة إلى طهران، سُئل آية الله الخميني عما يعنيه بالـ“الجمهورية الإسلامية” وطبيعتها؟ فأجاب إنها “دولة جمهورية تماما مثل الجمهورية الفرنسية”. فهل ينعم الإيرانيون اليوم بالعيش في جمهورية ديمقراطية كالفرنسيين؟ وما هو حصاد الثورة بعد نحو أربعة عقود؟

لقد اضطر للهجرة بحثا عن فضاءات أخرى أحسن للعيش أكثر من 4 ملايين من الإيرانيين ويعيش حوالي 15 مليونا منهم في فقر مدقع. وعمّت في البلاد روحانية شعبوية لم يعرفها بلد معاصر قط، مما حدا ببعض المتفكهين إلى القول “كنا نرقص في الشارع ونصلي في البيت، وأصبحنا اليوم نصلي في الشارع ونرقص في البيت”. وتبين دراسات كثيرة استفحال ظاهرتي الدعارة والمخدرات والكثير من الآفات الاجتماعية الأخرى.

أما في مجال الحريات، فقد تفوّق الحرس الثوري على السافاك تفوقا جعل إيران في مقدمة الدول البوليسية. يلاحظ الإيرانيون المخضرمون في شبه دعابة أنهم كانوا يتمتعون في عهد الشاه بكل حرياتهم ما عدا الحرية السياسية، أما اليوم فقد ضيعوا كل الحريات إلا الحرية السياسية الشكلية.

في البداية، كانت تبدو تلك النزعة الانتخابوية كأنها ديمقراطية مقارنة بما كان يحيط بها من انغلاق ويفعل الملالي كل ما في وسعهم اليوم لتخريب دول الجوار ليظهروا مستقرين. ولكن لم يعد يؤمن بوجود تلك الديمقراطية أحد غير طابورهم الخامس في الوطن العربي.

لم ينس الإيرانيون أن الملالي خطفوا انتفاضتهم من أجل الحرية والديمقراطية سنة 1979 وأقاموا بالقوة والمكر بدل ذلك الحلم نظاما غريبا تتحكم فيه قرارات مرشد أعلى وتقاليد ولاية فقيه. وتحضيرا لإسقاط كلمة “الجمهورية” نهائيا من القاموس السياسي في البلد للتخلص من مشروع النظام الجمهوري الذي وإن لم يتحقق على أرض الواقع بات يؤرق مضجع المحافظين في صراعهم مع قوى التغيير، لم يعد الملالي يستخدمون في خطاباتهم حتى تعبير “الجهورية الإسلامية”، بل أصبحوا يكثرون من استعمال تعبير “الدولة الإسلامية”.

وكما نعرف، لم يكن مصطلح “الجمهورية” لدى الخميني سوى كلمة انتقالية نحو “الدولة الدينية” وهو مصطلح فيه تقية كان هدفها عدم إخافة القوى التقدمية الرافضة للدولة اللاهوتية وطمأنة الخارج.

وبغض النظر عن فترة قصيرة في بداية الحكم الديني سادها الكثير من الغموض والفوضى سرعان ما ظهر الوجه الحقيقي لنظام الملالي وبدأ يطبق ما كان يخفي، فضيّق على الحريات السياسية وغير السياسية ولم تعد بإمكان أيّ إيرانيّ ممارسة أيّ شكل من أشكال السياسة إن لم يكن مؤمنا بولاية الفقيه وعودة الإمام وشرعية المرشد الأعلى المطلقة، بل أصبح يصنّف عدوّا للدولة والإسلام كلّ من تسوّل له نفسه الخروج عن الخطّ الأحمر المرسوم، ويلاحق شرعيا وبوليسيا.

فهل من الديمقراطية في شيء أن يصبح الدخول إلى الحياة السياسية مشروطا بالإيمان بولاية الفقيه وبالغيب؟ فهل يتمكن الإصلاحيون من فعل شيء ما في ضوء دستور إيران الحالي، وأمام عقبة المرشد الأعلى، وفي غياب الأحزاب السياسية؟

على كل متقدم لانتخابات ما أن يؤمن أوّلا بولاية الفقيه، ثمّ يمرّ على محكّ 14 مؤسسة ليتمّ قبول ترشحه للانتخابات في إيران. وحتّى إن مرّ بسلام من تلك الشبكة وترشّح وانتُخِب فيمكن أن يعاد النظر في الأمر في أيّ لحظة.

كما لا يحقّ لغير الشيعيّ أن يتولّى المناصب العالية في الدولة، مهما كان علمه وشعبيته، إذ يشترط الدستور الاعتقاد بمذهب التشيع لتولّي المناصب. (انظر على سبيل المثال رسالة المثقفين الإيرانيين المنشورة يوم 9 فبراير 2009 التي ندّدوا فيها بالتنكيل الذي يتعرّض له البهائيون في بلاد الملالي، والمعنونة “نشعر بالخجل”، والتي اعتذروا فيها لمواطنيهم البهائيين عما يعانونه من تعسّف في دولة الملالي، مذكّرين بالكثير من الحوادث والمواقف التي تتضمن مظاهر التفرقة والعنصرية التي يتعرضون لها يوميا).

أدرك الملالي منذ استيلائهم على الحكم عن طريق القوة والمكر، أن نظامهم لا يستطيع العيش في زمن السلم، لذلك حاولوا تصديره، ولم يضيّعوا الكثير من الوقت في إرساء جوّ العداء والحرب، إذ أسّس الحرس الإيراني حزب الله سنة 1982، وواصل احتلاله لجزر إماراتية رافضا أدنى تحكيم دولي.

لا يتمادى الملالي في تسمية الخليج بالخليج الفارسي مجانا، بل لحاجة في نفس الفقيه. ولم يكن تدخلهم في غزة لنصرة الفلسطينيين كما يتوهّم البعض، بل لزرع الشقاق بين الفلسطينيين وكسب غوغاء الشارع العربي بإيهامهم بالدفاع عن فلسطين.

لم يمنعهم الدين ولا الأعراف الدولية عن ممارسة سياسة “التفريس” في المناطق العربية السنية والغنية باستبدال السكان العرب بالفرس. لم تكن البحرين في نظرهم سوى محافظتهم الرابعة عشرة، ولم يفتأ تدخّلهم يزداد في العراق بغية تفتيته ثم ابتلاعه أو المتاجرة باستقراره.

أما تدخلهم السافر في الشأن الجزائري وعلاقتهم بالتنظيمات المسلحة إبّان العشرية السوداء فهي على كل لسان (انظر كتاب أسرار الشيعة والإرهاب في الجزائر للباحث أنور مالك). وعلى حساب المواطنين الذين يعانون من ضنك العيش جراء انهيار قيمة العملة الإيرانية وخصوصا بعد انخفاض أسعار النفط، يبذر النظام المليارات لتمويل ميليشياته في الخارج. يعتبر خامنئي أن امتلاك قنبلة ذرية هو ضمان لاستمرار الثورة. أما المرجع الشيعي محمد تقي المصباح اليزدي فيصرّح أننا نعيش عصر الظهور وأنّ بروز إيران كقوة عسكرية، وربما نووية، هو من علامات ظهور السيد الغائب، في نظر هذا العضو في مجلس خبراء القيادة في إيران ومؤسسة الخميني للتربية والبحث العلمي، ألا ينطلق جيش المهدي من إيران لينشر العدل في كل ربوع الأرض ويقضي على إسرائيل؟ في انتظار ذلك يصدّر نظام الملالي الإرهاب ويختلق الأزمات خارج إيران ليتفرغ لقمع كل الرافضين للنظام في الداخل ورشّ وجوه النساء بالمواد الحارقة. في انتظار القضاء على إسرائيل، يقضي نظام طهران وقته في إغراق سوريا في بحر من الدماء وتفتيت العراق والعبث بأمن لبنان عن طريق حزب الله وترهيب اليمن بالحوثيين ونشر الفوضى في البحرين.

 

إيران وإسرائيل وتركيا وتقلّباتها في سباقات النفوذ

عبدالوهاب بدرخان/الحياة/24 شباط/17

تتوازى الفوضى في سورية والعراق مع سباقات عديدة تخوضها إيران وإسرائيل وتركيا حول هذين البلدَين وفيهما، سعياً منها الى حجز مواقعها وضمان مصالحها. وخلال الانكفاء الأميركي مع إدارة باراك أوباما لعب كلٌّ من هذه الأطراف الإقليمية وحده محاولاً اقتطاع أكبر المكاسب من انهيار الموقع الاستراتيجي لسورية. لم يؤدِّ الدعم الإيراني لنظام بشار الأسد الى وقف الانهيار، لكن طهران استغلّته لاستنباط نفوذ لها في سورية ولوراثة النفوذ السوري في لبنان. وإذ عارضت إسرائيل ضرب نظام الأسد بعد استخدامه السلاح الكيماوي وحضّت روسيا على إيجاد تسوية مع الولايات المتحدة لتدمير ذلك السلاح فقد أيدت على الدوام بقاء الأسد طالما أنه يقتل السوريين ويدمّر الاقتصاد والعمران. أما تركيا التي انخرطت باكراً في الأزمة، بتنسيق مع واشنطن، فإن احتضانها للمعارضة السورية لم يصطدم فقط بواقع انعدام أي استراتيجية أميركية يمكن إدراجه أو تسويقه فيها بل تسبّب لها بحساسيات عدائية مع روسيا وإيران.

مع ظهور تنظيم «داعش» وانتشاره، عاد الإرهاب أولوية دولية انبرى لها تحالف دولي بقيادة أميركا، وحصل خلط للأوراق، فبقي نظام الأسد مستفيداً باستثمار «ورقة الإرهاب»، لكن إيران وإسرائيل كانتا ولا تزالان الأكثر استفادة إذ لم يهاجمهما «داعش» ولا حتى في إعلامه، وفيما ظنّت تركيا بادئ الأمر أن ثمة مصلحة يمكن تحصيلها باللعب مع «داعش» على خلفية تسهيلات تركية نالها، إلا أن موجبات الحرب على الإرهاب ما لبثت أن ارتدّت عليها بتفجيرات دامية غدا معها التنظيم ألدّ أعدائها. غير أن أميركا حصرت دورها في ضرب «داعش»، نائية بنفسها عن الأزمة الداخلية، على رغم أن جون كيري ومسؤولين آخرين في إدارة أوباما أشاروا مراراً الى تلازم مزمن بين النظام والإرهاب وإلى تلازم مثبت بين مشكلتي الأسد و«داعش». وكان لهذا النأي بالنفس دافعان: تفادي الاصطدام بروسيا، وعدم استفزاز إيران خلال انخراطها في المفاوضات النووية.

بعد عام ونصف العام على العقوبات الغربية بسبب الأزمة الأوكرانية، وبعد التوقيع على الاتفاق النووي، وبعد عام من التحضيرات الأميركية للحرب على «داعش»، أصبحت روسيا جاهزة للتدخّل في سورية، وبأولويتين متناقضتَين: إنقاذ النظام ومحاربة الإرهاب. وأعلنت إيران على الفور أن هذا الحدث من إنجازات استراتيجيتها، ما أتاح لها التخلّي عن أي تحفّظات في نقل أسلحتها وتصدير ميليشياتها والتباهي بتوسّعات نفوذها، فالروس كانوا في حاجة الى قوات برّية وكانوا يعلمون كالإيرانيين أن أوضاع الجيش النظامي لا تؤهله لأي دور ميداني فاعل. لكن، بعد أقلّ من شهر توصّلت إسرائيل بسهولة الى تفاهم وتنسيق عميقين مع روسيا ما لبثا أن تُرجما بسلسلة من الغارات المُجازة روسياً ضد مواقع للنظام وللإيرانيين ولـ «حزب الله» فضلاً عن اغتيالات لبعض قادته. واستلزم الأمر مواجهة معروفة تلتها قطيعة قاسية قبل أن تستعيد روسيا وتركيا علاقة طبيعية وتقيما تنسيقاً في شأن سورية، وقد ظهرت نتائجه في اتجاهَين: مشاركة تركية نشطة في محاربة «داعش» ثم وساطة مع روسيا سهّلت انسحاب مقاتلي الفصائل المعارضة من حلب.

وفيما استغلّت روسيا الانكفاء الأوبامي لتوسيع دورها في سورية والإقليم، إلا أنها لم تفلح في جذب واشنطن الى مقايضات في شأن أوكرانيا والعقوبات وملفات الدفاع الأوروبية. في غضون ذلك، باشرت الأطراف الإقليمية التعامل مع روسيا باعتبارها المرجع الجديد للشرق الأوسط، وراحت روسيا تلعب ورقة توزيع النفوذ والضمانات والتعهّدات المستقبلية على هذه الأطراف من دون أن تكون واثقة تماماً بأن ذلك الانكفاء في صدد أن يصبح خياراً استراتيجياً أميركياً دائماً. كان التواصل بين موسكو وواشنطن انقطع عملياً بعد فشل آخر اتفاق بينهما على وقف إطلاق النار وإطلاق مفاوضات الحل السياسي في سورية، الى أن استأنفه فلاديمير بوتين مع الرئيس المنتخب آنذاك دونالد ترامب عشية التوجّه الى حسم معركة حلب. وبمقدار ما أثار انتخاب ترامب صدمة عالمية، بدا مشجعاً لروسيا وموحياً بأنه منحها تفويضاً للتصرّف في سورية، ومع ذلك بقي بوتين حذراً حيال المكاسب التي يمكن أن يحققها من أي تقارب مع ترامب، ولذلك بدا أكثر ميلاً الى محاربة «داعش» وإنهاء الصراع الداخلي وامتلاك القرار المستقبلي في سورية، فهو يتطلّع الى صفقة شاملة مع أميركا ولا يريد التفاوض معها على سورية بل استخدام سورية وموقعها للمقايضة والتحكّم لاحقاً بملف إعادة الإعمار.

لا شك في أن استقالة مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل فلين، بسبب اتصال هاتفي بينه وبين السفير الروسي، شكّلت ضربةً موجعة لم يتوقعها بوتين وأضيفت الى جملة تطوّرات في واشنطن حوّلت التقارب مع روسيا من أولوية عاجلة لدى ترامب الى شبه خطٍّ أحمر أمامه. كما أن الصرامة التي تتعامل بها أميركا مع إيران، وإنْ كانت تخدم بوتين في خلافاته مع طهران في شأن سورية، إلا أنها تضطره الى مراجعة حساباته فإيران بالنسبة الى روسيا زبون مهم للصناعات الحربية وعنصرٌ اقليميٌ ناشط يمكن الإفادة منه، لكن يمكن أيضاً استخدامه في أي مساومة مع الأميركيين. غير أن إيران نفسها تمرّ بمراجعة لسياساتها، اذ اكتشفت لتوّها نتائج خسارتها الغطاء الذي وفّرته لها إدارة أوباما ومكّنها من تمرير تدخّلاتها الخارجية واستغلالها الجماعات الإرهابية، كما استشعرت أن تجديد العقوبات عليها يجعل رفعها هدفاً بعيد المنال من دون تنازلات طالما رفضتها. وبين التصعيد على وقع مناورات «الحرس الثوري» وخروج الرئيس حسن روحاني في أول زيارة خليجية كان وعد بها خلال حملته الانتخابية، تبدو إيران مربكة وحائرة أكثر منها متحدّية، فوضعها السوري متأرجح الى حد طلب ضمانات روسية لما تعتبره مصالح لها ولميليشياتها، ووضعها العراقي حذر على رغم القوة التي يتمتع بها «حشده» يبقى الغليان الشعبي مقلقاً، أما وضع «حوثييها» في اليمن فمن سيئ الى أسوأ. لا تزال روسيا تراهن على ترامب كـ «حليف» مفترض، لحاجته الى تحييدها اذا كان مصمماً على مواجهة مع الصين، لكن تعثّراته الكثيرة ربما جعلت بوتين يفتقد أوباما لكثرة ما بدت أميركا معه ركيكة وضعيفة فمكّنته ليس فقط من استعراض قوّته واستخدامها الى حد ارتكاب جرائم حرب سافرة، بل أيضاً من استمالة بنيامين نتانياهو ورجب طيّب اردوغان. فمع الأول أقام صداقةً وتواطؤاً شجّعاه على طرح وساطة بين إسرائيل والفلسطينيين، إلا أن شروط نتانياهو حالت دون المضي بها، وما لبث فوز ترامب أن ألقى ظلّاً على تلك العلاقة، اذ وجد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفسه مع رئيس أميركي مجنّد لتحقيق أحلامه، ليس فقط بالتخلّي عن «حلّ الدولتين» بل خصوصاً بالسعي الى «تحالف اقليمي» مناوئٍ لإيران ويضمّ دولاً عربية لكن من دون أي تنازل إسرائيلي للتوصّل الى تسوية متوازنة مع الفلسطينيين. وبالنسبة الى تركيا، ذهب بوتين الى حدّ إغضاب حليفيه، الأسد وإيران، عندما جمّد الدعم الروسي لأكراد «حزب الاتحاد الديموقراطي» خلافاً لما يفعله الأميركيون، كما أجاز لأردوغان محاربة برّية لـ «داعش» وهو ما لم يجزه له الأميركيون لكنهم تعاملوا معه بحكم الأمر الواقع. وكان الرئيس الروسي فاتح نظيره التركي بضرورة تطوير التعاون ليشمل استخدام روسيا قاعدة انجرليك الأطلسية، ففي هذا السياق يمكن فهم تصريحات مسؤولين أتراك تتساءل عن الفائدة من تلك القاعدة اذا لم تدعم جهود الحرب على الإرهاب. ومع أن اندفاع تركيا للتعاون مع روسيا كان نتيجة لإحباطها من إدارة أوباما، إلا أن الخروج من الأطلسي لم يكن على جدول أعمال، ويبدو أن الإشارات الإيجابية الأولى التي تلقّاها اردوغان من إدارة ترامب شجّعته على الجهر بالخلاف مع روسيا في إدارتها ملفَّي وقف النار والمفاوضات السوريَين. وفي حين لم تتفق موسكو وواشنطن بعد على التعاون في تحرير الرقة، فإن كلاً منهما يدرس الآن الاعتماد على تركيا، ما يعني استبعاد أي دور لنظام الأسد وإيران.

 

خلط أوراق في جنيف -4

 وليد شقير/الحياة/24 شباط/17

يتبرم ستافان دي ميستورا منذ أسبوعين من أن لا وضوح لديه حول الموقف الأميركي، وحول غياب التفاهم الأميركي الروسي في شأن جنيف-4، ما دفعه إلى استبعاد حصول اختراق في المحادثات مع بدء المفاوضات أمس.

وبصرف النظر عن أجندة التفاوض في جنيف التي غاب عنها عنوان المرحلة الانتقالية، الجوهر الفعلي للقرار الدولي الرقم 2254، أي المرحلة الانتقالية في الحكم المقبل في سورية، فإن بكائية دي ميستورا على افتقاد التفاهم الروسي الأميركي لا تعني سوى أن خلطاً للأوراق حصل قبل التئام المفاوضات الرابعة حول الحرب السورية. وهو خلط يستمر في التمظهر مع بدء جنيف-4.

ليس الموفد الدولي إلى سورية وحده المربك نتيجة افتقاد الوضوح في المعادلة الدولية التي تظلل جنيف، بل إن كل دول العالم تنتظر اتضاح سياسة الإدارة الأميركية الجديدة، بما فيها روسيا فلاديمير بوتين التي كانت تتوقع مرحلة تعاون مع أميركا دونالد ترامب. ومع أن إدارة الأخير ما زالت تدعو زوار واشنطن إلى ترقب بعض التقارب مع موسكو، فإن المقدمات التي تسبق هذا التطور تبنئ بأنه لن يتم في شكل أوتوماتيكي. وفريق ترامب لا يفوّت مناسبة لانتقاد سياسة روسيا في أوروبا وأوكرانيا. وزيارتا نائبه مايك بنس وقبله وزير دفاعه جيمس ماتيس للحلف الأطلسي لتأكيد استمرار التعاون معه، على رغم الخلاف حول دفع حصص دول أوروبا من تمويله، تستدعي النقزة الروسية. والمواقف الأميركية المتشددة إزاء حليفة موسكو «الإستراتيجية»، إيران، مصدر إحراج لروسيا في العلاقة مع الحليف.

أما في سورية، فإن خلط الأوراق يقوض الأسس التي أطلقت المرحلة الجديدة للتفاوض على الحلول تأسيساً على استعادة التحالف الروسي السوري الإيراني حلب من المعارضة، مع «تواطؤ» تركي، ثمنه الحد من توسع «قوات سورية الديموقراطية» في شمالها. هذا أنتج في اجتماعات آستانة، برعاية روسية تركية إيرانية، وقف النار الهش، وإطلاق الحل السياسي. إلا أن هذا التعاون الثلاثي ما لبث أن أصيب بتصدعات نتيجة الهجوم الأميركي على إيران، والذي يشمل رفض رجال ترامب وحليفتهم المحظية، إسرائيل، استمرار وجود إيران في سورية وكذلك الميليشيات الحليفة لها، العراقية و «حزب الله»، إضافة إلى اندفاع إدارته نحو مزيد من العقوبات ضد طهران ومواجهة تدخلاتها في دول الخليج العربي. دفع ارتفاع نبرة واشنطن خلافاً لتساهل إدارة باراك أوباما، القيادة الإيرانية إلى الاستنفار والتمسك بأوراقها السورية، بموازاة محاولات فتحها ثغرات ديبلوماسية بطرح الحوار مع دول الخليج. وهي احتاجت في الأسابيع الأخيرة إلى مشاركة قوات النظام في خرق وقف النار، واحتلال المزيد من المناطق وطرد المعارضة منها، خلافاً لاتفاقات آستانة، إما استباقاً لتفاهم أميركي- روسي على حسابها، أو لتحصين موقعها إزاء أي اندفاعة أميركية -إسرائيلية ضدها (قصف الطيران الإسرائيلي مستودعات صواريخ في القلمون). أما التصدع الثاني في التعاون الثلاثي فكان عودة تركيا إلى اتهام إيران بأنها تسعى إلى السيطرة على المنطقة وسورية، ما أطلق حملات إعلامية متبادلة. لكن اتباع طهران خطوات ميدانية مستقلة بالتعاون مع قوات النظام، أفقد موسكو صدقيتها في الحفاظ على وقف النار الذي أرادته ثابتاً من أجل تثمير إنجازاتها العسكرية في الحل السياسي. ومن الطبيعي أن تطلق عودة التمايز التركي عن طهران، معطوفة على تقارب أنقرة مع واشنطن، تحت عنوان العمل على إقامة مناطق آمنة في سورية، قلق موسكو. فهي لطالما عارضت هذه الخطوة مشترطة التعاون مع النظام، الذي سال لعابه حيال واشنطن، متجاوزاً التناغم مع الإيقاع الروسي في الانفتاح على الأميركيين، فأخذ يعد ترامب بالتعاون معه، تحت عنوان محاربة الإرهاب. واكب كل ذلك تقارب سعودي تركي أعاد طرح اقتراح الرياض المشاركة بقوات سعودية خاصة للمساهمة في تحرير الرقة من «داعش»، والتي يتهيأ الأميركيون لإرسال قوات على الأرض للمشاركة فيها أيضاً، بعد توسيع بنية وجود جنودهم في الشمال.

في المقابل سعى النظام إلى استباق دعم ترامب دوراً أردنياً في جنوب سورية لمحاربة «داعش»، عبر قصف الطيران الأردني مواقعه بعد طول غياب. وللحؤول دون استثمار صلات عمّان مع بعض تشكيلات «الجيش السوري الحر»، شن نظام الأسد هجوماً على الأخير، مترافقاً مع العودة إلى لعبة التقاطع مع هجمات «داعش» نفسها على مناطق المعارضة المعتدلة في ريف درعا الغربي، خلافاً للوعد بمحاربة «الدولة الإسلامية». ملامح التموضعات الجديدة في الميدان السوري تخالف المعطيات التي استندت جنيف -4 إليها. وتقلبات الملعب السوري تخفّض التوقعات مجدداً، فضلاً عن رمزية رئاسة بشار الجعفري السلبية لوفد النظام.

 

عن دور الأكراد السوريين في الحل السياسي

 أكرم البني/الحياة/24 شباط/17

أربعة أسباب يمكن أن تفسر تراجع دور أكراد سورية في الخطوات السياسية التي تحصل لمعالجة الصراع الدائر، وآخرها، غيابهم عن اجتماعات الآستانة، وشكلانية تمثيلهم في مفاوضات جنيف.

أولاً، الموقف التركي الرافض، ليس فقط لأي دور مستقل للأكراد السوريين، وإنما أيضاً لتمثيلهم تمثيلاً حقيقياً، إن في قوى المعارضة أو في الهيئة العليا للتفاوض، والأمر ليس جديداً، ولا يتعلق بموقف حكومة أنقرة الحاد من حزب الاتحاد الديموقراطي الأخطر عليها، لامتلاكه قوة عسكرية وعلاقات تعاون مع واشنطن، بل يشمل كل أكراد سورية، كجزء من نهج عام ومزمن للسلطات التركية في محاصرة طموح الأكراد وتقويض دورهم القومي أينما كانوا وفي أي مستقبل سياسي. وما يعزز العائق التركي تنامي نفوذ حكومة أنقرة في المشهد السوري، بعد تفاهمها مع موسكو وتمدد قواتها في شمال البلاد، ثم تقاربها، سياسياً ونفطياً، مع حكومة إربيل، مشحونة بتقدير مختلف الأطراف الغربية والعربية لمخاوفها من تبلور حالة كردية مستقرة سياسياً واقتصادياً، على حدودها، وبتسويغ تصعيدها ضد الأكراد عموماً، رداً على تواتر العمليات الإرهابية لحزب العمال الكردستاني.

ثانياً، حين تتوسل القوى الإقليمية والدولية المسألة الكردية في التنازع على الهيمنة والنفوذ، ويستمر النظام وحلفاؤه في توظيف الأكراد السوريين كورقة تستخدم حيث تفيد وتطوى حيث لا حاجة إليها، يمكن تقدير حجم المصاعب التي تعترض دور الأكراد السياسي، وتزيد الطين بلة تصريحات أهل الحكم عن خشيتهم من تبدل سياسة حزب الاتحاد الديموقراطي، الأقوى كردياً، والأقرب لمواقفهم، نحو سياسة جديدة تحكمها أجندته الخاصة وتحالفه مع واشنطن وليس تفاهمه القديم معهم، والدليل رفضه عودة الأوضاع إلى سابق عهدها وتواتر مطالبته بتغيير النظام الديكتاتوري، ثم تكرار حالات الصدام، وإن طوقت بسرعة، بين الجيش النظامي وقوات سورية الديموقراطية، من دون أن ننسى امتعاض النظام من تجاوز حزب الاتحاد الديموقراطي الخطة المتفق عليها من انسحابات الجيش السوري أواخر 2012 من شمال شرقي البلاد، واستثمار تفرده في السيطرة على تلك المنطقة، لإقامة كيانه القومي، وإعلان دستوره الخاص، وتشكيل برلمانه وجيشه وجهاز أمنه ومؤسساته! أو ننسى تحسب النظام من أصوات بدأت ترتفع وتصل إلى مسامعه عن مصلحة قومية كردية بوجود سلطة مركزية ضعيفة في دمشق، وأيضاً من فكرة الفيدرالية واحتمال تحولها إلى وباء يصيب مختلف مكونات المجتمع السوري، حيث شجع مناخ الثورة غالبية الأحزاب والشخصيات الكردية المشهود لها حرصها على الوحدة الوطنية، على التشدد في مطالبها القومية وتبني تلك الفكرة.

ثالثاً، حالة المعارضة السورية، بشقيها السياسي والعسكري، والتي لا تزال مترددة في إظهار تفهمها لحقوق الأكراد القومية، ولم تمتلك جرأةً كافية لبناء الثقة معهم ومنحهم قيمة سياسية خاصة وتمثيلاً حقيقياً يزيل الإحساس بالظلم الذي تراكم تاريخياً لديهم بأنهم كانوا دائماً وقوداً لقوى سياسية تناست، عندما حققت أهدافها، ما رفعته من شعارات لرد المظالم وإلغاء التمييز.

فأية فرصة للإفادة من الدور الخاص للأكراد السوريين ومحاصرة الروح القومية المتطرفة إذا استمرت سياسة الإنكار والتجاهل لحقوقهم؟ والأسوأ حين يندفع معارضون، ورداً على تطرف حزب الاتحاد الديموقراطي، إلى الطعن بوطنية الأكراد عموماً بدعوى أنهم وافدون من خلف الحدود! أوليس من دواعي العدل والإنصاف الانتباه إلى قيمة الحضور السياسي الكردي وفاعليته ضمن أطر المعارضة الحالية؟ وكم كان مؤسفاً تشكيل هيئة جديدة للتفاوض تجمع شخصيات من الائتلاف الحالي ومن منصتي القاهرة وموسكو مع إشراك واسع لفصائل المعارضة المسلحة، من دون تمثيل وازن للمكون الكردي!

رابعاً، ما يثيره النهج القومي المتطرف لحزب الاتحاد الديموقراطي، من ريبة وشبهة، تنسحبان على الوضع الكردي عموماً، بخاصة حين يستهتر بمصالح الشعوب التي يشاركها العيش ومشاعرها، ولا يكترث بما يؤخذ سلبياً عليه، في تعاونه المغرض، قبل الثورة وبعدها، مع النظام، ثم سرعة انتقاله إلى مظلة واشنطن وتنسيقه العالي مع التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، ويعزز ما سبق ممارساته القمعية في تهجير السكان العرب قسرياً من بعض المناطق التي سيطر عليها، واضطهاده لمن يختلفون في الرأي معه، من قادة وناشطين أكراد، خاصة ممن ينضوون في إطار المجلس الوطني.

وربما لا يزيل الريبة والشبهة، وإن خفف منهما، إدراك حزب الاتحاد الديموقراطي المتأخر أهمية تقديم التنازلات وتجنب النهج التصادمي، إن في تأكيده وحدة الوطن السوري وتخليه عن اسم فيدرالية روجافا إلى فيدرالية شمال سورية، تجاوباً مع المطلب الأميركي، وإن بإصدار بيان من قبل وحدات حماية الشعب تعلن فيه، الحياد في الصراع الدائر بين حزب العمال الكردستاني وحكومة أنقرة، لامتصاص تداعيات التفاهم بين روسيا وتركيا.

صحيح أن القوى الكردية أبدت ردود فعل متشددة تجاه استبعادها من اجتماعات الآستانة، وضعف تمثيلها في الهيئة العليا للتفاوض، وصحيح أن خطة التسوية السورية باتت رهن التوافقات الخارجية في ظل إنهاك أطرافها الداخلية وضعفها، ولكن الصحيح أيضاً، أن ثمة حاجة للأكراد السوريين تتنامى لدى قوى دولية لإشراكهم في الحرب ضد تنظيم داعش والجماعات الإسلاموية المتطرفة، ما قد يضعهم في موقع جديد من الترتيبات السياسية والأمنية التي سوف تفرض في مرحلة ما بعد انعقاد مؤتمر جنيف.

استدراكاً، ومن باب التفاؤل، ألم يحن الوقت كي تتجاوز القوى الكردية خلافاتها البينية وحساباتها الأنانية وتقدم خطاباً جامعاً يحرر دورها من حصار تركيا وبعض دول الإقليم وقوى التطرف العربي؟ والأهم: ألم يحن الوقت كي يتمثل الأكراد السوريون دروس تجاربهم وهزائمهم المريرة، وأوضحها درس يقول، أن الانتصار للوطن الديموقراطي التعددي هو المدخل الصحي والناجع لحل معضلتهم القومية ولقطع الطريق على أطراف دولية وإقليمية ما فتئت تستخدم المسألة الكردية وسيلة في صراعاتها وتسوياتها!

 

التيار يسدد ضربة في عرين المردة وفرنجية يستعد للمواجهة

إبتسام شديد/الديار/23 شباط 2017

المعركة هي معركة قانون انتخاب ومهل دستورية والمخاوف واقعة من تطيير الانتخابات لكن شيئاً من هذه الهواجس لا يثني القوى السياسية عن تحضير جمهورها وقواعدها للانتخابات وكأنها تجري غداً، فالتيار الوطني الحر والقوات بات حلفهما ثابتاً وحتمياً، تقسيم المناطق وتوزع الحصص بين الطرفين حصل تقريباً في مرحلة مباحثات تفاهم معراب، فباكراً جداً سحب النائب انطوان زهرا ترشيحه في قضاء البترون لترييح الحليف العوني رئيس التيار الوطني الحر، وهكذا خطى الجنرال شامل روكز خطواته الجريئة باتجاه معراب لتعزية رئيسها بعدما تمرد روكز وبقي خارج مصالحة معراب في توقيت لافت الدلالة والمعاني منهياً حقبة من العداوة مع القوات، فالتنسيق العوني القواتي او التحالف بلغ مداه والتحضير لماكينات انتخابية مشتركة لم يعد خفياً، معركة البترون الأكثر حماوة او ام المعارك جرى تزييتها ودوزنتها على وقع اخراج متقن لنائب القوات من المعركة، الاستعدادات في زغرتا عرين فرنجية تشبه ما يحصل في الكورة التي لا تقل شأناً، وفي بعبدا المعركة السياسية والخدماتية قائمة بين العونيين والمردة منذ فترة واذا كان انتقال رئيس التيار الى قصر بعبدا عاملاً قوياً فان انتقال المردة الى وزراة الأشغال فتح لها باباً خدماتياً في مناطقها فيما يستمتع الوزراء العونيون بــ«نعمة» الخدمات التي طالما حرموا من ذكر اسمها وكانت حكراً لغيرهم.

 ضمن هذا المشهد كانت الأمور تسير على ما يرام قبل ان ترتب مشاركة رئيس التيار الوطني الحر في عشاء زغرتا جنباً الى جنب مع رئيس حركة الاستقلال تغيراً في مسار الأمور او اختراقاً في الحالة الانتخابية، فاذا كانت جولات جبران باسيل هي من العدة الانتخابية لاستنهاض التيار وقواعده في المناطق الساخنة، فان الزيارة وكلام باسيل عن الاقطاع السياسي حمل رسالة «استفزازية» لزعيم المردة خصوصاً وان التأزم في العلاقة بين بعبدا وبنشعي لا يزال على حاله وان خلف المعركة الانتخابية المقبلة حسابات أكبر تتعلق باستحقاق الرئاسة القادم بعد ست سنوات وبدون شك فان سليمان فرنجية من الاسماء البراقة في الاستحقاق الرئاسي . العامل الآخر من وراء الزيارة ما يمكن فهمه بان ثمة محاولة مؤكدة لإلغاء او عزل فرنجية في الانتخابات النيابية بدأت تتضح في التحالفات التي يتم نسجها وصياغتها باستغلال واضح للخلاف القائم منذ فترة بين التيار الوطني الحر والمردة، لكن الخطوة التي قام بها باسيل كما تقول أوساط سياسية وان كانت يمكن وصفها بالعادية ومن ضمن سلسلة نشاطات حزبية وانتخابية يقوم بها الوزير الذي «لا يهدأ» الذي مر في بعبدا وكسروان في سياق لقاءات مماثلة، الا ان هذه الزيارة كما تقول اوساط زغرتاوية كان لها رد فعل معاكس في شد العصب حول فرنجية، فرئيس تيار المردة الذي جرى استضعافه في التسوية الرئاسية ثم لملم أوراقه وعاد الى حكومة سعد الحريري بدون ان يشارك الى جانب الأخير في ذكرى 14 شباط «ممنوع شطبه» من المعادلة الانتخابية في عرينه الزغرتاوي وهذه المعادلة ثابتة في حسابات حزب الله وقيادات 8 آذار مهما كان شكل التحالفات او القانون الانتخابي، كما ان عشاء التيار الوطني الحر استنفر العصبية الزغرتاوية التي تشتد في المحن حول رئيس المردة.

 من المؤكد ان الحليفين السابقين في التيار الوطني الحر والمردة باتا على مسافة كبيرة من التباعد والخصومة لم تفلح معها جهود حارة حريك لتقريب المسافات وانهاء القطيعة بعد ان خرجت الامور عن سياق السيطرة الفعلية لقيادة الضاحية بعدما تفاقم الخلاف وزاد التعنت السياسي وصار الحليفان عدوين حقيقين يتجهان الى ترجمة احقادهما السياسية في الصناديق الانتخابية، فالواضح ان التيار الوطني الحر لا يرغب بفتح الباب لاستقبال الحليف السابق وعلى اي خطوات وهو الذي يزهد اليوم بالسلطة ويتبجح بتفاهماته السياسية التي اوصلته الى قمة السلطة فالحال ان رئيسه انتقل الى القصر واحتل وزارات وأنجز تحالفاً سياسياً وانتخابياً مع معراب في حين ان فرنجية انجز تموضعات سياسية قوية ايضاً الى جانب رئيس المجلس والزعيم الاشتراكي لمواجهة التسونامي العوني والقواتي في السياسة والانتخابات، في حين ان علاقة بنشعي وبيت الوسط رغم الانتخابات الرئاسية وظروفها على مستويات جيدة.

فالنائب فرنجية من المؤكد في حال استمرار القطيعة مع العونيين وفي ظل عدم توقع حصول اي اختراق في العلاقة سيكون في مواجهة مؤكد معهم وسيكون له تحالفاته الخاصة مع المستقبل وربما تحالفات غريبة عجيبة للنفاذ من التسونامي لانه يواجه قرار القضاء عليه انتخابياً بعد محاولة ضربه سياسياً في المعركة الرئاسية . فالمصالحة مع رئيس الجمهورية تبدو غير مطروحة فالفيتو موضوع من الطرفين ولا يبدو ان المحيطين برئيس الجمهورية يستسهلون حصولها خصوصاً بان هؤلاء يعتبرون ان فرنجية أساء الى «شخص» ميشال عون المفترض انه الأب الروحي لفرنجية وليس الى جبران باسيل مثلاً وفي اكثر من محطة ومن دون اي ضوابط، وعليه فان المصالحة تبدو معقدة كثيراً فلا تلوح في ألأفق معالم زيارة مرتقبة للقصر او ما شابه لانهاء القطيعة السياسية التي حصلت في ملف الانتخابات الرئاسية بين الزعيمين المارونيين اللذين تنافسا على رئاسة الجمهورية، فالمصالحة كادت ان تحصل عندما تدخل سيد الصرح قبل تأليف الحكومة في محاولة لم يكتب لها النجاح بعدما «تمرد» عليها واسقطها فرنجية بزيارة الى عين التينة أعادت الامور الى نقطة الصفر والمربع الاول، لتعود وتتردد اجواء المصالحة مع زيارة وفد من تكتل الاصلاح والتغيير برئاسة النائب آلان عون في اطار جولاته على القيادات السياسية لاخذ رأيها في قانون الانتخابات النيابية، فالزيارة من رئيس المردة الى القصر لم تحصل لا من اجل تهنئة رئيس الجمهورية ولا بعد تشكيل الحكومة التي حصلت فيها المردة على وزارة الأشغال.

وازاء التعنت الواقع بين الطرفين فان معركة الانتخابات النيابية المقبلة هي الاستحقاق الأبرز وقد فتحت من فترة ومكاتب العونيين والمردة تعمل بقوة على الساحة الشمالية استعداداً للحرب الكبرى، فالتيار البرتقالي يريد تسديد الضربة الاخيرة للمردة في عرينهم الشمالي في زغرتا اذا تمكن وفي البترون في محاولة لتحجيم المردة وضرب حضورها.

رئيس تيار المردة كما تقول اوساط سياسية لم يرم اوراقه او يستسلم في المعركة التي يخوضها وهو ربما مرتاح الى موقعه السياسي الجديد والى الجبهة السياسية الجديدة التي تجمعه مع رئيس المجلس ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، فرئيس المجلس فاوض في التشكيلة الحكومية لانتزاع حصة المردة، والتفاهم السياسي مع عين التينة يكسب في السياسة لكن مردوده في الانتخابات النيابية يكاد يوازي الصفر حيث لا مناطق مشتركة في الانتخابات بين المردة والحليف الشيعي في عين التينة من هنا فان المردة وفق الاوساط السياسية في حال لم تحصل المصالحة مع العهد سيكون حتماً في خندق انتخابي مواجهاً للتيار الوطني الحر في الشمال المتحالف مع القوات وربما متحالفاً مع اخصام سابقين وحلفاء جدد على الساحة الشمالية خصوصاً التي تشهد تحولات سياسية كبيرة.

الواضح والمؤكد ان سليمان فرنجية لا يسعى حتى الساعة الى مراضاة العهد وكسب وده ولا يطلب القرب من الرئاسة، يراقب زعيم زغرتا عن بعد مسار العلاقة الجديدة و«الحميمية» بين التيار الوطني الحر والقوات، هو لم ينس كيف ناور التيار وحاور لانتزاع حقائب قوية اساسية وخدماتية لحليفه في معراب وكيف يبلغ التنسيق مداه الحيوي بين القواتيين والعونيين بخلاف ما لم يكن متوفراً في زمان علاقته بالعونيين وهو مدرك لما تخططه ثنائية معراب والرابية المسيحية للمرحلة المقبلة لتحقيق تسونامي مسيحي في الانتخابات النيابية قد لا يتسع لتمرد الزعيم الزغرتاوي.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون استقبل رئيس المجلس الدستوري وشخصيات جمعية المصارف: لاعادة النظر بالقوانين الضريبية في الموازنة

الخميس 23 شباط 2017 /وطنية - شهد قصر بعبدا قبل ظهر اليوم لقاءات تناولت مواضيع دستورية واقتصادية ومالية وبلدية وبيئية.

وفي هذا الاطار، استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رئيس المجلس الدستوري الدكتور عصام سليمان الذي اطلعه على المشروع الذي اعده لتوسيع صلاحيات المجلس الدستوري. كما قدم الدكتور سليمان لرئيس الجمهورية المجلد العاشر للكتاب السنوي للمجلس. واستقبل الرئيس عون رئيس جمعية مصارف لبنان الدكتور جوزف طربيه واعضاء مجلس ادارة الجمعية الذين عرضوا معه الواقع المصرفي في البلاد وملاحظات الجمعية على بعض بنود مشروع موازنة العام 2017 ولا سيما ما يتصل منها بالقوانين الضريبية، حيث طالبوا بإعادة النظر فيها. والتقى رئيس الجمهورية رئيس بلدية الحازمية جان الاسمر واعضاء المجلس البلدي ومخاتير البلدة، الذين عرضوا لأبرز المشاريع التي نفذها المجلس البلدي وحاجات البلدة، كما تطرق البحث الى مسألة النطاق البلدي للحازمية. وعرض عون مع عضو المركز الكندي لبحوث التنمية الدولية الدكتور مروان عويجان مسألة الطيور المهاجرة وسبل حمايتها، وذلك انطلاقا من الحرص الذي يبديه الرئيس عون في المحافظة على البيئة.

 

استقبال رسمي للرئيس الفلسطيني في قصر بعبدا عون: مقاربة اسرائيل باستعمال القوة لا توصل للحل عباس: اللاجئون الفلسطينيون في لبنان ضيوف

الخميس 23 شباط 2017 /وطنية - أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن "عدم الوصول الى حل عادل للصراع العربي-الاسرائيلي هو في أساس ما تعاني منه منطقتنا من تخبط واختلال توازن وانعدام استقرار، وعلى ان الحاجة اصبحت أكثر من ملحة لإيجاد حلول سياسية للأزمات وسفك الدماء المتواصل في بعض الدول العربية، لأنها وحدها قادرة على وضع حدِ لمعاناة طالت".

ولفت الى أن "المقاربة التي تعتمدها اسرائيل منذ نشوئها، في صراعها مع العرب، والتي تقوم على قاعدة القوة، قد تحقق لها بعض انتصارات آنية، ولكنها لا توصل للحل ولا للسلام، فلا سلام من دون عدالة، ولا عدالة من دون احترام الحقوق".

وشدد الرئيس عون على "أهمية دور الرئيس الفلسطيني في المحافظة على استقرار المخيمات الفلسطينية في لبنان، فلا تتحول بؤرا لمن يبغي استغلال مآسي الشعب الفلسطيني، واستثمارها في الإرهاب والإخلال بالأمن".

فيما اكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان "اللاجئين الفلسطينيين على الأرض اللبنانية ما هم إلا ضيوف عليكم"، وقال: "نحن على ثقة بأنكم ستستمرون في حسن رعايتكم لهم واحتضانهم، ومن جانبنا، فإننا نعمل دائما أن يكون وجودهم إيجابيا إلى حين عودتهم المؤكدة إلى ديارهم ووطنهم فلسطين، الذي نصر عليه، ونحرص كل الحرص دائما لأن يبقى أبناء شعبنا بمنأى عن الدخول في صراعات المنطقة".

أضاف: "إسرائيل ما زالت تصر على مواصلة احتلالها لأرضنا، وإبقاء شعبنا في سجن كبير، وهو ما لن نقبله وسنواصل العمل بالطرق السياسية والدبلوماسية واستخدام أدوات القانون الدولي وحشد الدعم الدولي الثنائي والمتعدد، وسنعمل على تطبيق قرار مجلس الأمن 2334، وسنواجه النشاطات الاستيطانية وقرار الكنيست الأخير الذي يشرع سرقة الأرض الفلسطينية".

مواقف الرئيسين عون وعباس جاءت خلال مؤتمر صحافي مشترك أعقب محادثات لبنانية - فلسطينية ثنائية وموسعة في قصر بعبدا.

الوصول الى قصر بعبدا

وكان الرئيس الفلسطيني وصل الى مطار رفيق الحريري الدولي عند الرابعة من بعد ظهر اليوم، حيث كان في استقباله رئيس بعثة الشرف وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول، محافظ بيروت القاضي زياد شبيب، قائد منطقة جبل لبنان العسكرية في الجيش العميد جورج خميس، مساعد قائد جهاز امن المطار العميد عزام الحسن، مدير عام الطيران المدني محمد شهاب الدين واعضاء سفارة دولة فلسطين في لبنان وفصائل منظمة التحرير والتحالف.

الاستقبال الرسمي

وبعد استراحة قصيرة في المطار، انتقل الرئيس الضيف يرافقه رفول الى القصر الجمهوري الذي وصله عند الرابعة والنصف حيث استقبله الرئيس عون عند المدخل الخارجي للقصر قبل ان تقام مراسم الاستقبال الرسمي ويتوجها الى المنصة الرئيسية. وبعد عزف النشيدين الوطنيين الفلسطيني واللبناني وتحية الرئيس الضيف العلم اللبناني، عرض الرئيسان عون وعباس حرس الشرف قبل ان يصافح الرئيس الضيف الشخصيات اللبنانية المستقبلة وهم: وزير الخارجية والمغترين جبران باسيل، رفول، مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم، ميراي عون الهاشم، مستشار الرئيس الامني والعسكري العميد بولس مطر، المستشار الاعلامي جان عزيز، رئيس فرع الامانة العامة في رئاسة الجمهورية عدنان نصار، مدير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية السفير شربل وهبة، مدير المخابرات في الجيش العميد الركن كميل ضاهر، مسير اعمال فرع الشؤون الدستورية والقانونية القاضي يحيى كركتلي، قائد لواء الحرس الجمهوري العميد سليم فغالي ورئيس مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا.

ثم قدم الرئيس عباس للرئيس عون اعضاء الوفد المرافق قبل ان تقدم له الزهور عند مدخل القصر من قبل طفلين باللباس الفولكلوري اللبناني.

المحادثات

بعد ذلك، توجه الرئيسان عون وعباس بين ثلة من رماحة الحرس الجمهوري الى صالون السفراء، حيث عقدا لقاء ثنائيا دام حوالي نصف ساعة قبل ان ينضم اعضاء الوفدين لتعقد محادثات موسعة، حضرها عن الجانب اللبناني: باسيل ورفول، ابراهيم، وهبة، ضاهر، مطر، عزيز وشلالا. فيما حضر عن الجانب الفلسطيني: رئيس كتلة "فتح" البرلمانية عزام الاحمد، مستشار الرئيس باسل عقل، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة نبيل ابو ردينة، مدير عام جهاز المخابرات اللواء ماجد فرج، مستشار الرئيس للشؤون الديبلوماسية مجدي الخالدي، السفير الفلسطيني في لبنان اشرف دبور وامين سر حركة "فتح" والفصائل الفلسطينية في لبنان فتحي ابو العردات.

المؤتمر الصحافي

وبعد انتهاء المحادثات الموسعة، انتقل الرئيسان عون وعباس الى صالون 22 تشرين الثاني، حيث عقدا مؤتمرا صحافيا استهله الرئيس عون بكلمة قال فيها: "سررت اليوم بلقاء فخامة الرئيس محمود عباس، في مستهل الزيارة الرسمية التي يقوم بها الى لبنان. وعقدت معه محادثات بناءة، آمل أن تنعكس إيجابا على بلدينا في مرحلة بالغة الدقة بمخاطرها وتحدياتها".

أضاف: "إن مأساة فلسطين التي بدأت مع وعد بلفور، قد بلغت هذه السنة عامها المئة. وهي الجرح الأكبر في وجدان العرب، وأول ضحاياها الشعب الفلسطيني ثم الشعب اللبناني. ولا شك أن عدم الوصول الى حل عادل هو في أساس ما تعاني منه منطقتنا من تخبط واختلال توازن وانعدام استقرار. لقد أكدت لفخامته أن المقاربة التي تعتمدها اسرائيل منذ نشوئها، في صراعها مع العرب، والتي تقوم على قاعدة القوة، ومرتكزها قوة نارية تدميرية هائلة، قد تحقق لها بعض انتصارات آنية، ولكنها لا توصل للحل ولا للسلام، فلا سلام من دون عدالة، ولا عدالة من دون احترام الحقوق".

وتابع: "لقد سقطت الأحادية في العالم، ولا يمكن أن تبنى دولة على آحادية دينية ترفض الآخر وتطرده من أرضه ومن هويته ومن ثقافته، وتتوقع بعد ذلك أن تنعم بالسلام. من هذا المنطلق، شددت لفخامته على ان التحدي الأبرز الذي يواجه عالمنا العربي، هو مدى قدرتنا على فرض الحل العادل والشامل، لجميع أوجه الصراع العربي - الإسرائيلي، استنادا الى قرارات الشرعية الدولية، ومرجعية مؤتمر مدريد، والبنود المتكاملة للمبادرة العربية للسلام، التي تؤكد الحق العربي في الأرض، وفي قيام الدولة الفلسطينية الحرة والمستقلة، وضمان عودة اللاجئين الفلسطينيين".

وأردف: "تطرقنا أيضا الى اوضاع منطقتنا العربية، وهي تجتاز مرحلة غير مسبوقة من التفتت والنزف. وكان الرأي متفقا على أن الإرهاب الذي يضربها، لا يمكن أن يكون مصدره الدين، فأي دين منه براء. وهو يستلزم منا وقفة واحدة في مواجهته، تقوم أولا على تغليب قوى الاعتدال في مواجهة تيارات التطرف، ثم الإحاطة بشبيبتنا ومجتمعاتنا تربويا وتنمويا كي لا تقع فريسة سهلة في براثنه. وفي هذا الاطار، شكرت لفخامة الرئيس عنايته بأوضاع المخيمات الفلسطينية في لبنان، وأكدت على أهمية دوره في المحافظة على استقرارها، فلا تتحول بؤرا لمن يبغي استغلال مآسي الشعب الفلسطيني، واستثمارها في الإرهاب والإخلال بالأمن".

وقال: "كانت مطالبتنا مشتركة لوكالة الأونروا للاستمرار في تلبية الاحتياجات الحياتية للفلسطينيين، بانتظار إيجاد الحل السياسي النهائي لقضيتهم، على قاعدة حقهم الطبيعي في العودة. وكان الرأي متفقا ايضا على أننا مدعوون جميعا، عشية انعقاد القمة العربية في المملكة الاردنية الهاشمية، الى العمل لإعادة إحياء دور الجامعة العربية لنتمكن من مواجهة الأزمات متضامنين، ونلتزم جميعا بميثاقها، ما من شأنه أن يساهم في بلورة العديد من الحلول لما هو قائم على الساحة العربية. فقد أصبحت الحاجة أكثر من ملحة لإيجاد حلول سياسية للأزمات وسفك الدماء المتواصل في بعض الدول العربية، لأنها وحدها قادرة على وضع حد لمعاناة طالت. كما اتفقنا على التواصل المستمر لتنسيق المواقف والتعاون بما يخدم مصالح بلدينا وقضايا العدالة والسلام التي دفع اللبنانيون والفلسطينيون، وما زالوا، الغالي من اجل تحقيقها".

وختم: "أجدد ترحيبي وترحيب الشعب اللبناني بكم فخامة الرئيس".

الرئيس عباس

ورد الرئيس عباس بكلمة هنأ فيها الرئيس عون على انتخابه الذي انهى ازمة كبيرة في لبنان، وقال: "سعادتي اليوم بالغة بلقائكم والحديث معكم حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، والتشاور حول آخر تطورات القضية الفلسطينية، وتبادل الرأي حول العديد من القضايا الإقليمية والعالم. وأنا على ثقة بأن هذه الزيارة وهذه المباحثات مع فخامة الرئيس ولقاءاتي غدا مع رئيسي الحكومة ومجلس النواب ومع مختلف القوى اللبنانية، ستعمل على تعزيز علاقات الأخوة والتعاون بين الشعبين والبلدين الشقيقين".

أضاف: "أزور مجددا لبنان، هذا البلد العظيم الشامخ بشعبه وتاريخه الحضاري، واسهاماته في خدمة أمته وموروثها الثقافي، والذي ما زال، وسيبقى منارة مشعة للحضارة، ووطنا للخير والعطاء والمعرفة والصمود في ديار العرب أجمعين".

وتابع: "أود في بداية كلمتي أن أشكركم من صميم قلبي على حفاوة الاستقبال، كما وأعبر لكم عن اعتزازنا بأواصر الأخوة والدم والمصير الواحد المشترك، فنحن شقيقان وقد ظللتم على الدوام نعم السند لفلسطين وشعبها، وسنظل نحفظ لكم مواقفكم المشرفة تجاه استضافة أبناء شعبنا ونصرة قضيتهم في المحافل الدولية كافة، ونحن نكن لكم، وللجمهورية اللبنانية الشقيقة قيادة وحكومة وشعبا أسمى مشاعر المودة والعرفان".

وقال: "فخامة الرئيس، إنني لأغتنم فرصة حديثي هذا إليكم، لأؤكد على مسألة في غاية الأهمية بالنسبة لنا، ولشعبنا ولأشقائنا في لبنان، وهي أن إخوتكم من اللاجئين الفلسطينيين على الأرض اللبنانية ما هم إلا ضيوف عليكم، فهم أهلكم، ونحن على ثقة بأنكم ستستمرون في حسن رعايتكم لهم واحتضانهم، ومن جانبنا، فإننا نعمل دائما أن يكون وجودهم إيجابيا إلى حين عودتهم المؤكدة إلى ديارهم ووطنهم فلسطين، الذي نصر عليه. هذا ونحرص كل الحرص دائما لأن يبقى أبناء شعبنا بمنأى عن الدخول في صراعات المنطقة، وشعبنا في لبنان أكد على انضباطه وحفاظه على الأمن والاستقرار في المخيمات، وهنا أشيد بالتزام جميع الفصائل الفلسطينية برؤيتنا هذه، وأشكر جميع أجهزة الدولة اللبنانية في هذا الخصوص، الأمر الذي يساهم في تعزيز العلاقات الفلسطينية اللبنانية".

أضاف: "تعلمون، بأننا نقف مثلما تقفون ضد الإرهاب بأشكاله ومصادره كافة، ونحن منذ البداية دعونا إلى الحوار البناء بين الأطراف في الأقطار التي تشهد صراعات، وأكدنا كذلك على ضرورة صون وحدة وسلامة أراضي كل قطر عربي. أما على صعيد تطورات القضية الفلسطينية، فكما تتابعون ما زالت العملية السياسية تراوح مكانها، رغم أننا نمد أيدينا للسلام وفق قرارات ومرجعيات الشرعية الدولية، إلا أن إسرائيل ما زالت تصر على مواصلة احتلالها لأرضنا، وإبقاء شعبنا في سجن كبير، وهو ما لن نقبله وسنواصل العمل بالطرق السياسية والدبلوماسية واستخدام أدوات القانون الدولي وحشد الدعم الدولي الثنائي والمتعدد، وسنعمل على تطبيق قرار مجلس الأمن 2334، وسنواجه النشاطات الاستيطانية وقرار الكنيست الأخير الذي يشرع سرقة الأرض الفلسطينية".

وتابع: "في نفس الوقت سنواصل عملية البناء الداخلي لمؤسساتنا الوطنية وفق معايير عصرية وعلى أساس سيادة القانون والنهوض باقتصادنا الوطني، ودعم صمود أهلنا في القدس. ومن ناحية أخرى، سنواصل العمل على توحيد أرضنا وشعبنا وتحقيق المصالحة الوطنية، وإعادة إعمار ما دمره الاحتلال في قطاع غزة، وتحقيق المصالحة والذهاب إلى الانتخابات العامة، علما بأننا سنعقد الانتخابات البلدية خلال شهر مايو المقبل".

وأردف: "فخامة الأخ الرئيس، إننا لعلى ثقة تامة بأنكم ستواصلون دعمكم لفلسطين أرضا وشعبا وقضية عادلة، ونحن سنبقى نكن للبنان العزيز وشعبه الشقيق كل الحب والإكبار والوفاء، ونحرص على مصالحه مثلما نحرص على مصالح فلسطين، سائلين الله أن يحفظ وطنكم وشعبكم، ويديم عليهما نعمة الأمن والأمان والرخاء والاستقرار، وتحقيق المزيد من التقدم والازدهار والنجاحات على الدوام".

وفي اعقاب المؤتمر الصحافي، غادر الرئيس عباس القصر الجمهوري حيث صافحه الرئيس عون عند مدخله مودعا.

ويقيم الرئيس عون مساء اليوم مأدبة عشاء على شرف الرئيس الفلسطيني في قصر بعبدا.

 

سامي الجميل أبدى قلقه على البلد والاستقرار: لا بديل من المحاسبة الشعبية في الانتخابات

الخميس 23 شباط 2017 /وطنية - قال رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل في مؤتمر صحافي عقده في بيت الكتائب المركزي في الصيفي: "طلبنا من رئيس الجمهورية عقد خلوة لرؤساء الكتل للاتفاق على قانون انتخابات واستعمال صلاحياته في حث النواب على اقرار قانون جديد، وقمنا بعد عكسي الى ان وصلنا الى نهاية المهلة الدستورية". وأكد انه لا يخفي قلق حزب الكتائب من "المرحلة التي نمر فيها"، مشيرا الى ان "القلق هو على البلد والاستقرار فيه"، وقال: "وصلنا اليوم الى لحظة مفصلية، فقد انقضت مهلة دعوة الهيئات الناخبة والخيارات باتت كلها سيئة".

أضاف: "جرى الاتفاق في تركيبة السلطة الاخيرة بلبنان على المحاصصة واقرار مراسيم النفط، اما في ما يتعلق بالرؤية لمستقبل لبنان فهذا لم يكن ضمن الاولويات ونحن امام مأزق وخطر حقيقيين على البلد. وتبين ان كل فريق داخل السلطة ما زال على رأيه في ما خص السلاح والاستقرار، ولا اتفاق على قانون انتخابات، كما لا يزالون يبحثون عن آلية تمكنهم من العودة الى السلطة وحصرها بهم، اما الموازنة فهناك اهمال واستخفاف".

وتابع: "التمديد بات امرا بسيطا، و"بسيطة" اذا لم نقر قانونا للانتخابات. اننا نتجه مرة جديدة للتأكيد على ان لبنان دولة عاجزة عن احترام القانون. الشعب اللبناني اصبح تفصيلا بالنسبة للسلطة الحاكمة اليوم، اما مجلس الوزراء الذي يجتمع منذ شهرين فلا يرى ان قانون الانتخابات من اولوياته".

وسأل الجميل: "هل يجوز ان يجتمع مجلس النواب بجلسة تشريعية ولا يبحث في قانون الانتخابات بعد ان سمعنا من الجميع رفضهم المشاركة في جلسة بغياب قانون الانتخابات؟".

وقال: "نسمع باجتماعات ثنائية وثلاثية وكأن قانون الانتخابات سر قومي دفاعي. اذا كان قانون الانتخابات لا يبحث في المجلس النيابي ومجلس الوزراء ولا يستفتى الشعب من خلال انتخابات نيابية فمن يحكم لبنان اليوم ومن يقرر وما هو دور السلطة السياسية وما هو موقع الدستور والمؤسسات؟".

واذ جدد التذكير بأن "المهلة الدستورية لدعوة الهيئات الناخبة انقضت"، رأى ان "التمديد لمجلس النواب او الابقاء على قانون الستين مخالف للاصول ويضع نقاط استفهام كبيرة على قدرة لبنان على تحمل مسؤولياته المؤسساتية والديمقراطية ويضعه في مكان خطير جدا للمستقبل".

وقال: "إننا في الكتائب أعطينا فرصا كافية وحاولنا ان نكون ايجابيين في المرحلة السابقة، أما وقد رأينا أداء السلطة السياسية والمحاصصة فيها فيما مصلحة الفقراء والشباب والعمال والآباء غائبة، فانطلاقا من هذا الهاجس نقول، أن لا بديل من المحاسبة الشعبية في الانتخابات النيابية المقبلة ليس بهدف محاسبة افراد انما لتغيير منطق التعاطي بالحياة السياسية في لبنان وايصال شخصيات لديهم روح تغييرية ومستوى عال على الصعيد الاخلاقي".

أضاف: "يجب ان يتذكر الشعب اللبناني كيف يتم التعاطي معه خاصة ان آخر موضة هي فرض ضرائب جديدة على الشعب وهذه "خوة" لان المال يستعمل للهدر والفساد وينتهي بجيوب المسؤولين. وسأل: "لماذا نزيد الضرائب والضريبة على القيمة المضافة التي تطال الفقير قبل المقتدر والثري وكل اللبنانيين؟".

وشدد على ان "تمويل سلسلة الرتب والرواتب يكون بوقف الهدر والسرقة وزيادة الايرادات عبر محاربة الفساد وبإصلاح وتغيير حقيقيين ومن خلال عمل اجهزة الرقابة والمحاسبة وحل عجز الكهرباء لا بزيادة الضرائب".

ورأى ان "ثمة محاولة للسيطرة المسبقة على نتائج الانتخابات، اما الامور التي تحتاج الى تغيير حقيقي فمتروكة"، معتبرا ان "كل من يساهم في ابقاء البلد على حاله هو المسؤول عن وضع لبنان بخطر للمستقبل"، داعيا الشعب الى ان "يتذكر ويحاسب ويراقب ومن تبقى لديهم إرادة صادقة الى صياغة قانون انتخابي عادل". وقال: "اذا كانت هناك ارادة صادقة لاقرار قانون انتخابات، فإننا نجدد الدعوة الى خلوة مفتوحة في مجلس النواب والقصر الجمهوري والحكومة، اما المراوغة فستكون خاضعة للمحاسبة".

وختم: "الكلام في الهواء والاقتراحات المجهولة الهوية لن نقبلها كما ان الشعب اللبناني لن يتقبل هذه الطريقة بالتعاطي معه".

 

جعجع عرض مع كوركر المستجدات وتلقى برقيات تعزية بوفاة والدته

الخميس 23 شباط 2017 /وطنية - استقبل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي روبرت كوركر جونيور، مع الوفد المرافق والسفيرة الأميركية في بيروت إليزابيت ريتشارد، في حضور مستشار رئيس الحزب للعلاقات الخارجية ايلي خوري، رئيس مقاطعة أميركا الشمالية في القوات جوزف جبيلي، عضو المجلس المركزي وسام راجي، عضو جهاز العلاقات الخارجية وسام حبشي، وايلي هندي. وبحث المجتمعون المستجدات المحلية، الإقليمية والدولية. من جهة أخرى، عرض جعجع مع وفد بلدية برقا برئاسة غسان جعجع والمختارة رفقا جعجع شؤونا إنمائية، في حضور منسق القوات في البقاع الشمالي مسعود رحمه. الى ذلك، تلقى جعجع برقيات تعزية بوفاة والدته من كل من: أمير دولة الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، مطران كندا للموارنة بول-مروان تابت، الوكيل البطريركي العام لكنيسة المشرق الآشورية رئيس الطائفة الشرقية الآشورية في لبنان وأستراليا ونيوزيلندا المتروبوليت مار ميليس زيا، سفير اليونان في لبنان تيودور باساس، والرئيس العالمي للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم الياس كساب.

 

جعجع استقبل نديم الجميل على رأس وفد معزيا بوالدته

الخميس 23 شباط 2017 /وطنية - التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب، النائب نديم الجميل على رأس وفد، في حضور مرشح "القوات اللبنانية" في الأشرفية المهندس عماد واكيم ورئيس جهاز الاعلام والتواصل في "القوات" شارل جبور.

وقدم الوفد تعازيه لجعجع بوالدته، كما أجرى المجتمعون جولة أفق حول الأوضاع السياسية العامة في المنطقة ولبنان، ولاسيما قانون الانتخابات.

 

 قهوجي استقبل الهاشم وعرض مع لجنة مجلس الشيوخ الأميركي للخدمات المسلحة المساعدات للجيش

الخميس 23 شباط 2017 /وطنية - استقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة، الرئيس العام للرهبنة اللبنانية المارونية الآباتي نعمة الله الهاشم على رأس وفد من الرهبنة، وجرى التداول في الشؤون العامة. من جهة أخرى، استقبل قهوجي وفدا من لجنة مجلس الشيوخ الأميركي للخدمات المسلحة برئاسة توماس غوفوس، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، وبرنامج المساعدات الأميركية المقدمة للجيش اللبناني، وسبل تعزيز هذه المساعدات في ضوء احتياجات الجيش الأساسية. ثم توجه الوفد الزائر إلى غرفة عمليات القيادة، حيث اطلع على الإجراءات الميدانية لقوى الجيش المنتشرة على الحدود الشرقية، وجهوزيتها القتالية لمواجهة التنظيمات الإرهابية وضبط أعمال التسلل والتهريب.

 

الراعي زار مدرسة سيدة اللويزة: هناك سلطة منسجمة بدأت العمل والأمور لا تتبدل بين ليلة وضحاها

الخميس 23 شباط 2017 /وطنية - زار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي مدرسة سيدة اللويزة - زوق مصبح، يرافقه المعاون البطريركي المطران جوزف نفاع، امين سر البطريرك الأب بول مطر، منسق مكتب الشبيبة في الدائرة البطريركية الأب توفيق بو هدير ومدير البروتوكول المحامي وليد غياض، في إطار البرنامج الذي ينظمه مكتب راعوية الشبيبة في الدائرة البطريركية والقاضي بزيارة البطريرك المدارس الكاثوليكية ومنح طلابها البركة الرسولية والتحدث اليهم. وكان في استقبال الراعي عند مدخل المدرسة، الرئيس العام للرهبنة المريمية المارونية الأباتي بطرس طربيه، رئيس المدرسة الأب شربل حداد، المدير المالي الأب دومنيك العلم، المدبرون، الهيئتان التعليمية والإدارية، الطلاب ولفيف من الكهنة، الذين نظموا استقبالا لافتا، حيث اصطف نحو 1150 طالبا وطالبة من الصفوف الإبتدائية والتكميلية في الباحة الخارجية للمدرسة رافعين الأعلام البطريركية واللبنانية ومطلقين هتافات ترحيبية.

وألقيت كلمة باسم الطلاب تخللها ترحيب بالراعي وتأكيد أن "المدرسة التي ترأسها عام 1975 يوم كان لا يزال راهبا لا تزال وفية للمبادئ التي اعتمدها وللأهداف النبيلة التي وضعها، وهي محاربة البغض بالمحبة والجهل بالعلم والمعرفة".

بدوره أثنى الراعي على حفاوة الإستقبال مشيرا الى ان "المستقبل يبنيه هؤلاء الطلاب وهم الآن على مقاعد الدراسة". ونوه "بالدور الذي تلعبه المدرسة بإرسال رسل محبة وثقافة وسلام الى العالم الذي هو بأمس الحاجة اليهم اليوم".

ثم تابع غبطته الزيارة وتوقف عند بناء الكنيسة في المدرسة التي هي قيد الإنشاء، ليغرس بعدها شجرة زيتون تحمل اسمه في باحة الكنيسة، في حضور تلامذة الصف الأول الثانوي واعضاء النادي البيئي في المدرسة، وتمنى على التلامذة ان يكونوا "اغصان زيتون مباركة يحملون السلام والمحبة اينما ذهبوا وان يتجذروا في ارضهم تماما كجذور هذه الشجرة التي تستمد قوتها وغذاءها من الأرض التي غرست فيها". بعدها توجه الراعي والوفد المرافق الى مسرح المدرسة للقاء طلاب الصفوف الثانوية، وقدم له فوج كشافة المدرسة التحية الكشفية. وكان الراعي قد بارك طلاب الحضانة والروضة والصفوف الإبتدائية الذين بلغ عددهم نحو 1120 طالبا والذين اصطفوا لإستقباله في ملاعب المدرسة رافعين الأعلام البطريركية ومهللين. وألقيت كلمة ترحيبية باسمهم، وقدمت لوحات تعبيرية أثنى عليها الراعي سائلا الله ان "ينعم على طلابنا بالصحة والمعرفة لينهضوا بوطنهم ويرفعوا اسمه عاليا".

استهل لقاء الراعي بالطلاب في مسرح المدرسة بالنشيد الوطني، تلته ترنيمة هللويا عزفا وانشادا لجوقة تلامذة المدرسة، ثم كلمة ترحيبية لمقدم الحفل منسق اللغة العربية في المدرسة جوزف مغامس، اعتبر فيها ان "هذا اليوم هو يوم استثنائي في تاريخ مدرسة سيدة اللويزة".

حداد

وألقى رئيس المدرسة الأب شربل حداد كلمة عبر فيها عن "فرحة عارمة بالضيف الكبير والغالي على المدرسة التي رأسها ست سنوات ومأسسها وعمرها وضاعف عديد تلامذتها ووسع نطاق شهرتها في عز الحرب، كاسرا الحواجز ومنتصرا للعمران في وجه الدمار وللمعرفة والعلم في وجه الجهل والسلاح".

وأضاف: "بعد 35 سنة جاء غبطة أبينا البطريرك الراعي يزور مدرسته ليلتقيكم. قد تلاحظون غبطتكم ان معالم كثيرة تبدلت، لكن ما لم يتبدل هو تلك الاصالة المريمية اللويزية النابعة من روحانية المؤسس عبدالله قراعلي واهدافه التربوية المفعمة بروح مريم سيدة اللويزة". وختم حداد: "اهلا بكم يا صاحب الغبطة، جئتم تلتقون شريحة واسعة من شباب لبنان من ابناء وبنات كنيستكم. جئتم في اطار مبادرة رائدة فريدة ترمون من خلالها الى أكثر من هدف وغاية إيجابية. لقد جئتم تستمعون الى قلق الأجيال وهمومها، وتتعرفون الى طموحاتهم واحلامهم وتستمعون الى ما يريدونه من كنيستهم وسادتها القيمين عليها، وفي مقابل هذا جئتم ترسمون في عيونهم صورة الراعي الصالح الذي يعرف خرافه وخرافه تعرفه. جئتم لتعرفوهم بحقيقة شخصية البطريرك وليتأكدوا عن كثب انكم مثلهم ومنهم ولهم وتؤمنون وتراهنون عليهم لصناعة المستقبل وتطويره". بعدها تم وثائقي أعده وقدمه مغامس، ألقى فيه الضوء على مسيرة البطريرك الراعي منذ تسلمه رئاسة المدرسة عام 1975 مرورا بالإنجازات التي حققها في هذا الإطار وكيفية تطويره للمدرسة حجرا وبشرا، مرورا بسيامته مطرانا والتزامه الدائم حيال المدرسة والمشاركة في نشاطاتها وصولا الى اعتلائه السدة البطريركية.

الراعي

ثم أجاب الراعي عن مجموعة من الأسئلة طرحها عدد من طلاب الثانوي الثاني والثالث، ركزت على مواضيع شخصية ودينية وسياسية واجتماعية، ومن بينها سؤال عن الرسالة التي يرغب غبطته في توجيهها لسلفه البطريرك الحويك، فاقترح الراعي على رئيس المدرسة والأسرة التربوية انشاء لجنة تحضيرية للاحتفال بالمئوية الأولى لإعلان لبنان الكبير سنة 2020".وتابع: "البطريرك الياس الحويك، هو الذي رسم لبنان المستقل، لبنان السيد، لبنان الكبير ليس فقط بأرضه ولكن ايضا بكل مكوناته، أي ما يسمى اليوم العيش معا. نحن حرصاء اليوم على الحفاظ على العيش معا، مسيحيين ومسلمين، كما هو أراد. فلبنان بتركيبته وطن للجميع، وهو صاحب العبارة الشهيرة التي ميزت لبنان، وهي ان المواطنة السياسية تحل مكان المواطنة الدينية فيه. يعني ان لبنان ليس بوطن ديني، وليس بوطن مسيحي أو إسلامي. ولكن ما أقوله اليوم للبطريرك الحويك هو أن الانتماء والولاء أصبحا للمذهب. وما يعطل لبنان ومسيرة لبنان اليوم هو الولاءات الطائفية، والولاءات المذهبية، أي المواطنة المذهبية التي رفضها. ففي قانون الانتخابات مثلا ترون كل فريق يريد المحافظة على مكانه. وانا اقول ان هذه القوانين لا تصنع على قياس كل واحد. اذا حافظنا في لبنان على العيش معا بالتساوي والولاء والمواطنة السياسية الوطنية نكون قد حافظنا على لبنان الديمقراطي لبنان الحريات لبنان الانفتاح لبنان التعددية لبنان الجسر بين الشرق والغرب. أتمنى عليكم ألا تنزلقوا الى الولاءات المذهبية الموجودة اليوم".

وعن الهوة بين الشباب والكنيسة اليوم، دعا الراعي الى "ردم هذه الهوة من قبل الكنيسة والشباب معا، فالكنيسة بحاجة الى أن تكون أكثر قربا من الشباب وأكثر حضورا معهم. تسمع لهم وتشجعهم لمعرفة ماذا يريدون. ويبقى هناك خطوة من الشباب نحو الكنيسة وخطوة اكثر من الكنيسة نحو الشباب، عندها نمشي سويا، ليس هناك من حل سوى ان يقترب كل منا خطوة في اتجاه الآخر". وأضاف: "الكنيسة تعتبر أن شباب اليوم هم عائلة الغد، هم الآباء والأمهات، هم السياسيون والتجار والنواب ومجلس الوزراء. واذا فقدت الكنيسة الشبيبة فهي فقدت كل شيء. كذلك الشبيبة ان فقدت الكنيسة تكون قد فقدت الخط الذي يوجهها في حياتها".

وردا على سؤال عن القانون الانتخابي الذي يرغب فيه الراعي، قال: "القانون الأفضل هو الذي يعطي قيمة لصوت الناخب اللبناني. فمقدمة الدستور تقول الشعب مصدر السلطات ويمارسها بواسطة المؤسسات. اذا الشعب مصدر السلطات وهو يحاسب بواسطة صوته اي من خلال الانتخابات. مشكلتنا اليوم هي ان كل فئة وكل زعيم يريد القانون على قياسه. نحن نريد قانونا على قياس لبنان وعلى قياس الشعب اللبناني، تتمكن من خلاله كل المكونات اللبنانية من الترشح".وشدد البطريرك ردا على سؤال عما اذا كان متفائلا بالعهد الرئاسي الجديد، على "ضرورة إعطاء الثقة. ان انتخاب فخامة الرئيس ميشال عون رئيسا للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة لا يعني انه بين ليلة وضحاها ستتبدل الأمور. ولكن نشكر الله لأنه بات هناك سلطة منسجمة بدأت العمل. ولكن يجب ألا ننسى أن هناك مشاكل كبيرة. كلكم يعرف ان الرئيس عون يرفع سيف مكافحة الفساد الذي يخرب الدنيا. ولكن اذا كان هذا الفساد موجودا في كل مكان فلا يمكن بسحر ساحر ان يقضي عليه. هناك المشاكل الإقتصادية والمشاكل السياسية والمشاكل المعيشية من اضرابات ومطالبة بحقوق العمال والمستأجرين والمالكين وسلسلة الرتب والرواتب والمياومين، ولا يمكن حل كل هذه الأمور بسحر ساحر. نشكر الله على وجود سلطة نصلي من اجلها لكي تتمكن من النهوض بالبلد لأن التحديات كبيرة جدا. ومن المؤسف من جهة ثانية وجود هدر كبير للمال العام ووجود سرقة للمال العام وتهريب له، وهذا لا يمكنه الإستمرار لأنه يجعل لبنان في حالة فقر مدقع". وختم: "ان مستقبل حياة كل واحد منكم يبنى هنا في المدرسة وليس في مكان آخر. هنا تضعون الأساسات المتينة العلمية والروحية والأخلاقية والوطنية. اذا لم يكن هذا الأساس قويا فإن البنيان لن يعلو. هنا تهيئون معركة الحياة. اعطوا كل المواد قيمتها لأنها هي التي تعطي ابعادا لحياتكم". ثم كانت كلمة مكتب راعوية الشبيبة قدمها الأب توفيق بو هدير الذي قدم ايضا باسم صاحب الغبطة هدايا تذكارية للطلاب. وفي الختام وقع الراعي على السجل الذهبي للمدرسة وتسلم من الأباتي طربيه ورئيس المدرسة وهيئة المدبرين درعا تكريمية، وكانت ادارة المدرسة قد فاجأت الراعي بتقديم قالب حلوى له لمناسبة عيد ميلاده.

 

هل عادت نقاشات قانون الانتخاب إلى نقطة الصفر؟ و"الرباعية": حزب الله يتصرف كمن لا يريد انتخابات

المركزية- فيما تجهد حكومة الرئيس سعد الحريري لـ "استعادة الثقة" الشعبية بإقرار أول موازنة للبلاد منذ أكثر من عقد من الزمن، لوحظ تراجع لافت في الحديث عن قانون الانتخاب، بعد سلسلة مواقف لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون حث فيها الجميع على الخروج بصيغة انتخابية جديدة طال انتظارها، بعد تمديدين لمجلس نواب الـ 2009، من دون أن يفوته رفض الفراغ، والتلويح باستخدام صلاحياته الدستورية، وبينها توجيه رسالة إلى مجلس النواب لحمله على القيام بواجباته في هذا الملف.وإذا كان الدائرون في فلك العهد متمسكين بتفاؤل طبع خطابهم السياسي طويلا، فإن التشاؤم يخيم على أجواء اللجنة الرباعية على وقع سقوط مختلف الصيغ المطروحة للقانون الموعود بفعل فيتوات كثيرة رفعها عدد من أطرافها لا سيما منهم حزب الله، الذي يضعه كثيرون في قفص الاتهام الانتخابي، معتبرين أن مواقفه الأخيرة تشي بأنه لا يريد إنجاز الاستحقاق النيابي بناء على قانون جديد. وتبعا لهذه الصورة، تكشف أوساط اللجنة الرباعية لـ "المركزية" أن ملف قانون الانتخاب عاد إلى نقطة الصفر، على وقع الرفض الذي تواجهه الصيغتان الأكثرية والنسبية، إلى جانب سقوط مشروع الوزير جبران باسيل القائم على صيغة "التأهيل". وإذا كانت الأوساط تؤكد أن النقاشات تدور حول صيغة مختلطة جديدة، إلا أنها لا تخفي استغرابها لعودة حزب الله إلى الضغط في اتجاه النسبية، بعدما شارك ممثله في اللجنة الرباعية النائب علي فياض في اجتماعات طويلة حصر النقاش فيها بالصيغة المختلطة، ما ساهم في إعطاء إشارة ايجابية من جانب الحزب. وتذهب المصادر نفسها بعيدا، إلى حد وضع الكرة الانتخابية في ملعب حزب الله دون سواه. ذلك أن مواقفه الأخيرة لجهة العودة إلى العزف على وتر النسبية الكاملة على أساس لبنان دائرة واحدة، أو 13 دائرة طبقا لمشروع حكومة ميقاتي، لا يمكن أن يفسر إلا سعيا ممن لا يريد قانونا ولا انتخابات. أمام هذا المشهد المحفوف بالهواجس والعراقيل، تطرح أوساط "الرباعية" ما تعتبره "تساؤلا مشروعا": ما دامت كل القوى (التيار الوطني الحر والقوات والرئيس بري والنائب وليد جنبلاط) تؤيد المختلط، لماذا لا يتم الضغط لإقناع الحزب بالسير به، بدلا من أن يمضي هو في الضغط تأييدا للنسبية التي يرفضها عدد لا يستهان به من الافرقاء؟

وعلى رغم الكلام عن أن موقف الحزب هذا سدد ضربة قوية للمشاورات الانتخابية الطابع وأعادها إلى المربع الأول، تشير مصادر الرباعية إلى أن اتصالات مكثفة تجري بعيدا من الاعلام بين أعضاء اللجنة والخبراء الحزبيين الذين يبحثون هذا الملف في موازاة المساعي السياسية، بهدف إعادة إحياء المختلط، بوصفه الصيغة الوحيدة القابلة للحياة، خصوصا أن المهلة الفاصلة عن موعد الانتخابات باتت قصيرة وينبغي أن ينبري خلالها الأفرقاء لإعداد معاركهم الانتخابية.

على خط بعبدا، لا يزال الرئيس عون متمسكا بإنجاز المهمة الانتخابية، أيا كانت العصي التي ستوضع في دواليبها. وفي هذا الاطار، تلفت أوساط الرباعية إلى أن عون قد يلجأ إلى صلاحياته الدستورية ويوجه رسالة إلى المجلس النيابي يحضه فيها على تحمل مسؤولياته، لأن لا يجوز أن يغرق البلد في فراغ نيابي يعتبر خطيرا بعدما بذل كثيرا من الجهد لملء الشغور الرئاسي". من جهتها، تدعو أوساط مقربة من تيار "المستقبل" عبر "المركزية" أيضا إلى الاتفاق على مشروع يجمع الصيغتين الأكثرية والنسبية، مؤكدة انفتاحها على بحث كل الخيارات في الملف الانتخابي.

 

ثلاثة محاور اميركية في زيارة كوركر اللبنانيــة واستمرار الدعم ومواجهة الارهاب والمناطق الآمنة

المركزية- مع انتهاء زيارة رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور روبرت كوركر وجولة لقاءاته التي شملت كبار المسؤولين على مدى يومين تفقد خلالهما مواقع الجيش الحدودية المتقدمة في عرسال، وفي انتظار وصول قائد القيادة المركزية الأميركية الوسطى الجنرال جوزف فوتيل الأسبوع المقبل على رأس وفد عسكري رفيع، ازدحمت الصالونات السياسية بالتحليلات في شأن أبعاد الاهتمام الاميركي المستجد بلبنان سياسيا بعدما اقتصر في المرحلة الاخيرة على الجانب الامني لجهة تثبيت الاستقرار ومنع تحويل لبنان الى ساحة جهاد للارهابيين.

مصادر سياسية شاركت في جوانب من لقاءات الزائر الاميركي الأرفع لبيروت في عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، اوضحت لـ"المركزية" ان لزيارة كوركر وجهين الاول استيضاحي لمسه كل من اجتمع اليه، اذ تركز في شكل خاص على سياسة العهد وخطة عمله للمرحلة وكيفية مقاربته لملفات الداخل والاقليم في ضوء المخاطر المحدقة بلبنان جراء الازمة السورية واستتباعاتها وفي شكل خاص تلك الناجمة عن النزوح السوري وتداعياته مع تجاوز عدد هؤلاء المليون ونصف مليون نازح ومدى جهوزية الاجهزة الامنية اللبنانية في ابقائهم تحت السيطرة بعدما خرج من مخيماتهم ارهابيون نفذوا عمليات في الداخل. اما الثاني فحمل رسائل اميركية من العهد الاميركي الجديد الى نظيره اللبناني ركّزت على ثلاثة محاور. المحور الاول: تأكيد استمرار برنامج الدعم العسكري الاميركي للجيش والاجهزة الامنية في مواجهة انعكاسات الحرب السورية على لبنان، لتمكينها من مواجهة المجموعات الارهابية المسلحة في المناطق الحدودية، وتعزيز قدراته بما يحتاجه من اسلحة متطورة تخوله دحر الارهابيين لا سيما في المناطق الجردية الشاسعة الوعرة، وقد تفقدها كوركر امس في جولة ميدانية. وفي هذا السياق تندرج زيارة الجنرال فوتيل الاسبوع المقبل لبحث جديد

برامج المساعدات والهبات والتي تمّ إرساؤها حسب الحاجات التي حددتها قيادة الجيش اللبناني وفق الخطة الخمسية الجاري تنفيذها منذ العام 2013. المحور الثاني: محاربة الارهاب وهو موقف كرره في مجمل اجتماعاته وركز عليه في جولة زياراته الى عدد من دول المنطقة وآخرها العراق قبل وصوله الى لبنان، وشدد في هذا المجال على كيفية التعاون الدولي لتحقيق الهدف. واكد اهمية تأهيل الجيل السوري الناشئ لترسيخ مبادئ نبذ العنف والتطرف كإطار اساسي لمكافحة الارهاب مستقبلا، وازالة ترسباته من النفوس. وقد زار كوركر للغاية مدارس للاجئين السوريين واستفسر من الطلاب بدقة عن طرق تعليمهم وتلقيهم المبادئ الاساسية للانفتاح على الاخر ورفض التقوقع وثقافة السلام. المحور الثالث: تأكيد الدعم الاميركي لانشاء مناطق آمنة في سوريا استنادا الى الرؤية التي حددها الرئيس دونالد ترامب وكلف لأجلها وزيري الدفاع والخارجية وضع خطة تحدد السبل الكفيلة بذلك، وهو ملف سيوضع على بساط البحث في مفاوضات جنيف التي انطلقت بعد ظهر اليوم، من شأنه اذا ما كُتب له ان يتحول واقعاً، ان يزيل عن كاهل اللبنانيين عبئا هائلا يعجزون عن استمرار تحمله.

 

 انسحاب حزب الله مــن سوريــا غير مستبعد وفي ظل الضغوط على ايران والمستجدات السورية

المركزية- بعيدا من صحة الانباء التي تحدثت عن استهداف اسرائيل لمواقع صواريخ حزب الله في البقاع وعدم صحتها خصوصا، ان نفيا رسميا صدر عن اعلام الحزب لمثل هذا النبأ، تتوقع تقارير دبلوماسية واردة الى المراجع اللبنانية تكرار مثل هذه العملية، في اطار عمليات الضغط التي تمارسها تل ابيب على الحزب والجهات الداعمة والحاضنة له من اجل التقليل من حجمه ودوره واخضاعه اذ امكن على غرار ما جرى مع حزب الله في العراق وذلك من ضمن خطة استراتيجية للعهد الرئاسي الاميركي الجديد بقيادة الرئيس دونالد ترامب ترمي الى ليّ اذرع ايران في الخارج تمهيدا لمحاصرتها وضربها اذا اقتضى الامر.

وتضيف التقارير بحسب معلومات "المركزية" ان زيارة الرئيس حسن روحاني الى كل من الكويت وسلطنة عمان والحديث عن تنازلات تقدمها في ملفي اليمن والعلاقات مع دول الخليج الست تندرج في هذا السياق. وتشير التقارير التي تتناول ايضا الاوضاع العسكرية في سوريا الى انها باتت تسمح بانسحاب تدريجي لقوات حزب الله اللبناني من الساحة المفتوحة هناك وذلك بالتزامن مع استمرار المفاوضات السياسية على المستويين المحلي (السوري) والاقليمي الدولي. علما ان المعركة على الارض السورية باتت في غالبها تدور في ما يعرف بمنطقة التحالف الدولي حيث لا تواجد فيها لعناصر حزب الله، وحتى ان التقارير تمضي في هذا الاطار الى ابعد من ذلك، وتشير صراحة الى ان القيادة الروسية بحثت هذا الامر مع القيادة الايرانية ونالت موافقتها، اضافة الى انها حصلت ايضا على قبول الحرس الثوري بهذا الطرح وذلك من اجل:

اولا: السماح للجناح العسكري المقاوم لحزب الله بتجميع قواه وباعادة التموضع والتركيز على مواجهة اسرائيل ورد اعتداءاتها المتكررة وخروقاتها اليومية للاراضي والاجواء اللبنانية.

ثانيا: اعطاء لبنان الدولة والكيان والشعب جرعة ايجابية اضافية من شأنها ان تسهم في تحقيق المزيد من الاستقرار السياسي اللبناني من جهة وتسهم من جهة ثانية في ردم هوة الخلاف او على الاقل التباعد القائم بين المكونات اللبنانية نتيجة وجود الحزب في سوريا ومشاركة قواته في الحرب هناك.

ولا تستبعد ايضا امكانية وجود صفقة اقليمية بين المعنيين برعاية دولية تقضي بتقديم تنازلات متبادلة على الساحتين السورية واليمنية وان يكون ما يجري في سياق الانفتاح الايراني الرامي الى تفادي المواجهة مع الادارة الاميركية الجديدة.

 

 مواقف عون من سلاح "حزب الله" يتلقفها الخارج بـ "موضوعية" و"علمية" واتصال بن سلمان-الحريري مؤشر ايجابي..وتعيين السفير بعد القمة العربية؟

المركزية- مع هدوء الضجة التي أثارتها مواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الاخيرة من سلاح حزب الله، تلاحظ مصادر سياسية مراقبة عبر "المركزية" ان ردود الفعل على الكلام "الرئاسي" بقيت في النطاق الداخلي، محصورة ببعض المكونات السياسية المختلفة مع الحزب. أما على الصعيد الخارجي، فلم يصدر أي تعليق الا عن منسقة الامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ وعن مجلس الامن الدولي حيث ذكرا بضرورة التزام مندرجات القرار 1701. غير أن أيا من العواصم الدولية والعربية والخليجية لم يردّ على مواقف عون، تتابع المصادر. فصحيح انها تركت "نقزة" لديها، الا انها تعاطت معها بموضوعية: فرئيس الجمهورية اعتبر ان سلاح "الحزب" يساند الجيش اللبناني لصد الاعتداءات الاسرائيلية كون الاخير غير قادر على القيام بالمهمة وحيدا، وهذه حقيقة علمية وعسكرية نظرا الى اختلال ميزان القوى لصالح الاسرائيليين المتفوقين لوجستيا على الجيش اللبناني. الا ان عون أكد في المقابل، ان سلاح "الحزب" لا يستخدم في الداخل ودوره محصور بـ"المقاومة"، قبل ان يدعو الاميركيين منذ يومين خلال لقائه في بعبدا رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي روبرت كوركر جنيور، الى "الاستمرار في تسليح الجيش ليصبح قادرا وحده على الدفاع عن لبنان".

وفي حين تكشف عن اتصالات توضيحية أجرتها بعض الدول الغربية والخليجية بعيدا من الاضواء مع مسؤولين لبنانيين للوقوف عند حقيقة كلام الرئيس عون وخلفياته، تقول المصادر ان استفساراتها هذه بددت هواجسها، حيث تمت طمأنتُها الى ان خطاب القسم والبيان الوزاري هما الخط البياني الذي يحدد موقف لبنان الرسمي وسياسات الدولة وخياراتها. ولما كانت الانظار توجهت فور كلام عون نحو السعودية مع اعراب بعض الجهات السياسية عن خشيتها من أصداء سلبية قد يتركها في المملكة، تقول المصادر ان كشفَ الرياض عبر وكالة الانباء السعودية (واس) عن اتصال هاتفي أجراه ولي وليد العهد الامير محمد بن سلمان برئيس الحكومة سعد الحريري منذ أيام، أتى ليصب في خانة تأكيد ان مواقف عون لم تعكّر الصّفو المستجد الذي يلف العلاقات اللبنانية – السعودية. ففي تعمّد "المملكة" الاعلان عن الاتصال الذي كُشف عنه في اعلامها وليس عبر الاعلام اللبناني- علما ان كلاما كثيرا قيل في الآونة الاخيرة عن برودة تحكم علاقة الرجلين - رسالة واضحة بحسب المصادر، أرادت من خلالها الرياض التأكيد انها تتفهّم مواقف عون التي لن تؤثر سلبا على علاقة المملكة بالعهد.

وفي وقت تردد ان الاتصال تخللته دعوة وجهها بن سلمان الى الحريري لزيارة الرياض، أفيد أيضا انه كان مناسبة أكد فيها المسؤول السعودي لرئيس الحكومة ان التحضيرات لتعيين المملكة سفيرا لها في لبنان، تسير على قدم وساق، الا ان أي موعد لوصوله لم يحدد بعد.

وفي عود على بدء، توضح المصادر ان العيون الدولية والاقليمية سترصد مواقف لبنان في القمة العربية المنتظر أن تنعقد في الاردن منتصف الشهر المقبل، اذ انها ستشكل فرصة للوقوف عند موقفه الرسمي من مجمل القضايا العربية والاقليمية بعيدا من المواقف التي يطلقها مسؤولوه بـ"المفرّق" في اطلالاتهم الاعلامية.

واذ تشير الى ان خطاب رئيس الجمهورية في القمة ستكون له تداعيات، ذلك ان عددا لا بأس به من المسؤولين العرب ينتظرون ما سيقوله ليبنوا على الشيء مقتضاه، لا تستبعد المصادر ان يكون تعيين السعودية سفيرها في لبنان مرتبطا بمجريات القمة العتيدة حيث قد يصل الى بيروت فور انتهائها.

 

مبارزة "السلسلة" الى الشارع مجددا ومصير العام الدراسي علـــى المحك

ملاحظات مصرفية في بعبدا وتجارية في السراي والموازنة الى جولة اضافية

جنيف تنطلق باجتماعات صباحية لدي ميستورا مـــع النظام و"المعارضات"

المركزية- في اتجاه التصعيد النقابي في الشارع على اساس لازمة "السلسلة" نفسها المكررة منذ خمس سنوات في "انشودة" هيئة التنسيق النقابية، تنحو ابرة بوصلة المتابعة الداخلية اليومية . فالمشاورات السياسية غير القادرة حتى الساعة على انتاج مخرج للمأزق الانتخابي الحتمي اذا لم يتفق اهل الحكم على قانون جديد خلال شهر، تعجز حتى الساعة عن تلافي الاصطدام مجدداً بحائط سلسلة الرتب والرواتب الذي ترفعه هيئة التنسيق في وجه الحكم والحكومة.

مصير العام الدراسي: ورسم اضراب اساتذة التعليم الرسمي والخاص أمس واعتصامهم في ساحة رياض الصلح مطالبة باقرار سلسلة عادلة، مجموعة هواجس ومخاوف لدى اللبنانيين ازاء مصير العام الدراسي الذي وُضع على المحك، وامكان تكرار سيناريو العام 2013 حينما امتنع الاساتذة عن مراقبة الامتحانات الرسمية ووضع أسس التصحيح والتصحيح، ما أدى الى انتهاء العام الدراسي من دون امتحانات. وجاء الحديث عن امكان تقسيط السلسلة على ثلاث سنوات ليزيد طين التأزم بلّة، اذ اكد نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض ورئيس رابطة اساتذة الثانوي نزيه الجباوي لـ "المركزية" ان مبدأ التقسيط مرفوض رفضا تاما، خصوصا ان السلسلة لا تزال مجهولة المصدر، وارقامها غير واضحة. واشارا الى ان مبلغ 1200 مليار ليرة لبنانية ليس "حرزانا" لتقسيطه على الاساتذة وموظفي الادارة العامة، وبالتالي فان هيئة التنسيق تحضر لخطوات تصعيدية لن تتوانى عن تنفيذها في حال لم تقر السلسلة.

الحريري: وفي انتظار الجديد الحكومي في جلسة مجلس الوزراء التي غاصت عصرا مجددا في دهاليز الموازنة وارقامها، كرر رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري خلال استقباله وفداً من تجار بيروت القول ان "لا شيء نهائيا في موضوع زيادة الضرائب حتى الساعة، والمسألة تدرس بدقة من مختلف جوانبها على طاولة مجلس الوزراء، وعلينا ان نقرر ما إذا كنا نريد ان يكون لبنان جنة ضريبية ام لا"، مشدداً على ان "الوضع الاقتصادي لا يحتمل فرض ضرائب كبيرة والاتجاه لإعطاء حوافز للقطاع الخاص ليتمكن من النهوض والتطور"، معتبراً "ان على الجميع الاستفادة من التفاهم القائم حاليا في البلاد، خصوصا في ما يتعلق بدعم الاقتصاد وتقويته"، وشدد على "ضرورة الا تكون سلسلة الرتب والرواتب مشكلة، بل تشكل حلا، وهي تُدرس على طاولة مجلس الوزراء بكل هدوء وانفتاح وايجابية".

ملاحظات مصرفية: والموازنة بتفاصيلها حضرت ايضاً، في لقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع رئيس جمعية مصارف لبنان جوزف طربيه واعضاء مجلس ادارة الجمعية الذين عرضوا الواقع المصرفي في البلاد وملاحظات الجمعية على بعض بنود مشروع موازنة العام 2017 لاسيما ما يتصل منها بالقوانين الضريبية، حيث طالبوا بإعادة النظر فيها.

عباس في بيروت: في غضون ذلك، انهمك لبنان الرسمي بزيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي تزامن وصوله بعد الظهر الى بيروت مع توتر امني في مخيم عين الحلوة اثر إطلاق نار كثيف ادى الى سقوط جريح. وفور وصوله انتقل عباس الى قصر بعبدا حيث عقد خلوة مع الرئيس عون استمرت حتى موعد صدور النشرة.

قانون الانتخاب: في غضون ذلك، وفي حين تراجعت بقوة حركة الاتصالات على الخط "الانتخابي"، أشارت أوساط موالية عبر "المركزية" الى ان التوصل الى قانون جديد أمر لا مفرّ منه لدى أركان العهد، معتبرة ان النجاح في إنجاز الموازنة - وهو أمر متوقّع الاسبوع المقبل- لا بدّ ان ينعكس ايجابا على صعيد البحث عن قانون الانتخاب. وتحدثت عن لاءات كثيرة تُجمع عليها القوى السياسية هي "لا للستين، لا للتمديد، لا للفراغ، لا للاكثري المطلق، لا للنسبي المطلق ولا لقانوني "ميقاتي" و"التأهيل"، ويبقى التفاهم على "نعم" الامر الذي يحتاج الى وفاق سياسي جار العمل عليه".

الحزب وأمل والاجماع: وفي السياق، لفتت الاوساط الى ان الايام القليلة المقبلة ستشهد "ورشة" نيابية حكومية سياسية (داخل اللجنة الرباعية وخارجها) لتحقيق خرق على نطاق القانون العتيد. وقالت ان "الثنائي الشيعي" حال دون الاتفاق على اي من الصيغ الانتخابية المطروحة الواحدة تلو الاخرى ويحاول الضغط لفرض النسبية الكاملة، الا ان موقفه هذا لا بد أن يتبدل في ضوء اجماع معظم القوى السياسية على "المختلط"، ومنها القوات اللبنانية و"المستقبل" والحزب التقدمي الاشتراكي وأيضا التيار الوطني الحر، معتبرة ان على "حزب الله" و"أمل" أن يراعيا الاجماع الحاصل لا ان يعملا على اقناع الأطراف الاخرى بقانون لا يرضي سواهما.

الجميل: الى ذلك، جدد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل دعوته إلى عقد خلوة موسعة في قصر بعبدا ومجلس النواب ومجلس الوزراء لبحث قانون الانتخاب، داعيا المواطنين إلى المحاسبة، ومؤكدا أن تمويل سلسلة الرتب والرواتب عن طريق وقف الهدر والسرقة، لا بفرض المزيد من الضرائب على المواطنين. وقال في مؤتمر صحافي: إذا كان قانون الانتخابات لا يُبحث في المجلس النيابي ومجلس الوزراء ولا يُستفتى الشعب من خلال انتخابات نيابية، فمن يحكم لبنان اليوم ومن يقرر وما هو دور السلطة السياسية وما هو موقع الدستور والمؤسسات"؟

جنيف انطلقت: دولياً، اتجهت الانظار ابتداءً من عصر اليوم الى جنيف التي تستضيف جولة رابعة جديدة من المفاوضات بين وفدي الحكومة السورية وقوى المعارضة برعاية المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، وسط شكوك كبيرة بنجاحها في تحقيق اختراق، لا سيما بعد تصريح دي ميستورا "بانه لا يتوقع حصول اختراقات.

وتركّز جولة المفاوضات الحالية على عملية الانتقال السياسي، بما فيها وضع دستور وإجراء انتخابات، اضافةً الى البحث في مصير المعتقلين والمخطوفين والمخفيين قسراً، سواء من قبل النظام السوري او فصائل المعارضة، بحسب ما قال دي ميستورا الذي عقد أول اجتماع صباحي له في إطار جولة المحادثات الجديدة مع وفد الحكومة السورية الذي يرأسه بشار الجعفري. كما اجتمع بوفد الهيئة العليا للمفاوضات السورية، برئاسة يحيى القضماني نائب المنسق العام للهيئة، وعضوية رئيس وفد المفاوضات نصر الحريري وكبير المفاوضين محمد صبرا، لبحث جدول أعمال المفاوضات. ومن المقرر أن يلتقي دي ميستورا مع ممثلين عن منصة القاهرة، لكن المعارضة السورية قالت إن "هناك مظلة تفاوضية شرعية هي الهيئة العليا للمفاوضات، بغض النظر عن الحديث عن منصات موسكو والقاهرة وبيروت وغيرها".

 

حملة تحويل الجنوب "محافظة منزوعة الكحول" الى أين؟ وإقفـــال شبه تــام بعد تهديدات وإلقـــاء قنابل

المركزية- يتنقل ملف إقفال محلات بيع المشروبات الروحية من منطقة الى اخرى. فبعد تمكن الحملة الشعبية من اقفال كل المحال في النبطية، حطت أخيرا في كفررمان، لكنها لاقت اعتراضا من الشيوعيين واليسار في البلدة الذين اعتبروا اقفالها مسا بالحريات. بيد أن بلدية كفررمان أرسلت كتابا الى محافظ الجنوب محمود المولى طالبة اقفال 6 محال لبيع الخمور كونها غير قانونية، ما دفع المعترضين الى التلويح بتقديم طعن أمام مجلس شورى الدولة. وللمرة الثانية على التوالي، أقدم مجهولون على القاء قنبلة صوتية بالقرب من محل لبيع المشروبات الروحية على طريق درب السيم جنوب صيدا، يعود الى اللبناني ابراهيم جرجورة، ما ادى الى إصابة شخص يدعى فهد علي مرعي بجروح، وعلى الاثر حضرت الى المكان القوى الامنية. وتأتي العملية في إطار الضغط على جرجورة لترهيبه واقفال محله مع انه مستوف للشروط القانونية وحائز على رخصتي بيع من وزارتي السياحة والاقتصاد.

وأشار مصدر امني لـ"المركزية" الى أن"بائعي المشروبات الروحية في الجنوب عموما، والنبطية خصوصا تعرضوا لتهديدات منذ أشهر، اسفرت عن اقفال كافة المحال عن طريق دس رسائل خطية أمام محالهم ليلا تحذرهم من الاستمرار في بيع الكحول، وبلغ الامر حد القاء قنابل حارقة على بعض المحال مؤخرا في صور والصرفند وكفررمان".وأضاف "هناك حملة مبرمجة تتشكل من الأهالي بدعم حزبي، تقوم بعمليات التهديد الخطية والشفهية وأحيانا النارية لبائعي المشروبات الروحية تحت عنوان "الكحول تتنافى مع القيم والاخلاق والدين الاسلامي" ويجب تحويل مدننا وقرانا الى مناطق منزوعة من الكحول بيعا وشربا وتجارة، وتمكنت الحملة المذكورة من تحويل مدينة النبطية مدينة منزوعة من الكحول". وقال مصدر بلدي جنوبي عبر "المركزية" إن "الدين لله والوطن للجميع، ولا نقبل بفرض الرأي على الاخر تحت عنوان المحرمات، هذه الرسائل تحمل في طياتها قطعا للارزاق وكبتا للحريات".

 

فريق تحقيق "مكافحة الفساد" في تلفزيون لبنان باكورة انجــــازات الوزارة وهل تعمّم الخطوة على مرافق الهدر في الدولة وتعلن النتائج ام تلجمها السياسة؟

المركزية- ست وزارات دولة استحدثت في حكومة "اعادة الثقة" من دون ان يفهم اللبنانيون بمعظمهم وحتى بعض الوزراء انفسهم اهداف استحداثها والمهام الملقاة على عاتقهم. واذا كانت قلة قليلة منهم استوعبت فكرة انشاء وزارة لشؤون النازحين كون الملف ضاغطا وقد يحتاج الى اوسع من اطار صلاحيات وزارة الشؤون الاجتماعية التي اضطلعت بالمهمة حتى الامس القريب، فان الوزارات الخمس الاخرى تبقى في دائرة الغموض، في ظل غياب آليات واضحة لعملها وظروف سياسية مؤاتية لانجاز مهامها، من التخطيط الى شؤون المرأة وحقوق الانسان مرورا برئاسة الجمهورية ومكافحة الفساد.

وفي غياب اي انجازات تذكر للوزارات الست بعد مضي اكثر من شهرين على الولادة الحكومية، اطلت وزارة شؤون مكافحة الفساد أمس اعلاميا بخطوة ميدانية من منبر تلفزيون لبنان، بناء لتمني رئيس مجلس الادارة المدير العام طلال المقدسي على اثر اتهامه من بعض الموظفين بالفساد والتسبب بهدر المال العام، بعد اعلان وزير الاعلام ملحم رياشي عزمه على تعيين مجلس ادارة جديد، ما فجّر خلافا لم يتدخل رياشي لضبطه فورا، فارسلت الوزارة فريق تحقيق الى المحطة بدأ مهمته امس ويستكملها اليوم لوضع الامور في نصابها وتحديد الجهات المسؤولة عن الفساد اذا وجد.

الخطوة التي اعتبرها اللبنانيون واعدة اذا ما قررت الوزارة استكمالها وتعميمها على كافة مكامن ومواقع الفساد المستشري في الدولة، قرأت فيها مصادر مراقبة ايجابيات كبيرة، آملة عبر "المركزية" ان تشكل الخطوة الاولى على درب الالف ميل في مواجهة ظاهرة الفساد المزمنة الضاربة في عمق الثقافة والقيم والعقلية اللبنانية لدرجة ان البعض لم يعد يراها، ويعتبرها جزءا من الحياة السياسية والاجتماعية في لبنان.

بيد ان هؤلاء استبعدوا الوصول الى نقاط متقدمة في هذا المجال نظرا لجملة عوامل لعل ابرزها قصر عمر الحكومة الى جانب العقبات السياسية، ذلك ان المفسدين يتمتعون بتغطية سياسية كبيرة لطالما انهت كل ملفات فضحهم ورمت بها في مزبلة النسيان والشواهد اكثر من ان تحصى.

وسألت في هذا المجال هل ان الوزارة قادرة مثلا على دخول عنابر المرفأ حيث الرشاوى على انواعها والتهريب على أشده، او الى المطار الذي تضع جهات سياسية نافذة يدها على كل ما فيه ولا يعلمنّ احد بما يدخل اليه ويخرج منه، علما ان الهدر في المرافق العامة يتجاوز الملياري دولار سنويا من دون احتساب حجم ما يهدر على خزينة الدولة جراء الصفقات والتلزيمات في المؤسسات والصناديق الاخرى كما قال نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض امس؟

وتلفت في هذا المجال الى ملامح عزم على المواجهة او على الاقل وضع الحجر الاساس لمكافحة الفساد انسجاما مع سياسة العهد وتطلعات سيده الى احداث " تغيير واصلاح" في هيكلية الدولة على غرار الايادي البيض في ايطاليا التي واجهت مافيا الفساد وتمكنت من انقاذ الدولة من سطوتها، مشيرة الى انها تلمست اشارات من خلال قرار فتح ملف التلزيمات الشاسع في الدولة ودهاليزه المظلمة ومساءلة المعنيين في ضوء الصفقات الكبرى المبرمة والتلزيمات التي ذهبت اموالها الى جيوب النافذين، حارمة خزينة الدولة من مردودها. واذ اكدت ان قرار المواجهة يحتاج الى مسيرة عمل شاقة ودؤوبة لردح طويل من الزمن وتضافر مختلف قوى المجتمع الحية الرسمية منها والأهلية، سألت هل تتحرك وزارة الدولة لشؤون مكافحة الفساد من تلقاء ذاتها ام تنتظر من يطلب منها، كما بالنسبة لتلفزيون لبنان؟ وهل تُعلن نتائج التحقيقات اذا ما انهتها الى الرأي العام مستعيدة سيناريو تجربة وزارة الصحة مع الوزير السابق وائل ابو فاعور ام تبقى سرية وتوضع في أقبية اللفلفة كما العادة؟

 

تقاعد رحيمي يعيد التشكيلات الدبلوماسية الى الواجهة ووالعهد لا يريد تعيين سفيـــــر من خارج الملاك

المركزية- بدأ الحديث في اروقة وزارة الخارجية عمن سيخلف الامين العام للوزارة السفير وفيق رحيمي بعد حفل الوداع المختصر الذي اقيم له اليوم في مناسبة إحالته الى التقاعد لبلوغه السن القانونية واحتفاء بمسيرته الديبلوماسية التي امتدت على مدى ستة وثلاثين عاما والتي تختتم رسميا الاحد المقبل.

وببلوغ رحيمي السن القانونية يشغر المنصب الاول في ملاك الوزارة ليضاف الى المراكز الشاغرة من الفئة الاولى في السلك الدبلوماسي في بعثات لبنان في الخارج والتي تلامس نسبة الستين في المئة فيما يجري العمل على اعداد مشروع تشكيلات ديبلوماسية وادراجه على جدول اعمال مجلس الوزراء في وقت قريب. ووفق العرف المتبع فإن المركز الاول في ملاك الوزارة يكون من حصة الاكبر سنا من السفراء السنّة، على رغم ان هذا العرف لم يحترم لدى تعيين رحيمي آخر العام ٢٠١٢ ولم يكن وقتذاك رحيمي الاكبر سنا.

وفي هذا الإطار، لم يستبعد مصدر مطلع لـ"المركزية" ان يعمد اليوم الى تخطي العرف ان لجهة السن ام لجهة المذهب في حال تم التبادل في مناصب السفراء وتبدلت مذاهبهم في الدول المضيفة خلافا لما درجت عليه العادة، موضحا ان لا نص قانونيا يحتم تعيين الاكبر سنا من السفراء في هذا المنصب الذي انتقل من المسيحيين الى الطائفة المسلمة العام ١٩٩٣، وفي هذه الحالة لن يكون السفير بسام نعماني الاكبر سنا بين السفراء السنّة والذي يحال الى التقاعد خلال هذا العام المرشح الحتمي لهذا المنصب، على رغم انه من ابناء العاصمة وله افضلية التعيين، وهو كلف بمهام الامين العام في العام ٢٠٠٧ لشهور عدة.

وفي حين يرجح عدم لجوء العهد الى تعيين سفير من خارج الملاك في هذا المنصب والاختيار من بين الدبلوماسيين العاملين في السلك الملمين بشؤون الوزارة، يتم التداول باسم السفير الذي رفع حديثا الى هذه الرتبة غسان المعلم الذي يشغل منصب سفير لبنان في الجزائر، كذلك باسم سفير لبنان لدى الرياض عبد الستار عيسى الذي في حال آل اليه المنصب سيتسلمه بعد ابيه السفير محمد عيسى الذي شغله في الفترة بين العامي ٢٠٠٢ و٢٠٠٤. والى ذلك الحين يكلف مدير الشؤون السياسية شربل وهبة الذي يحال بدوره الى التقاعد قريبا بمهام الامين العام.