المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 17 شباط/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.february17.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار/الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فَلْيَكُنْ كَلامُكُم: نَعَم، نَعَم! لا، لا! ومَا يُزَادُ عَلى ذلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّير

إِذًا فَلْنَخْرُجْ إِلَيهِ في خَارِجِ المَحَلَّةِ حَامِلِينَ عَارَهُ، فَلَيْسَ لنَا هُنَا مَدِينَةٌ بَاقِيَة، بَلْ نَسْعَى إِلى الآتِيَة

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

مبروك للسيدة منى وانشاء الله قريباً يفرج عن زوجها السجين دون محاكمة أو حُكم/الياس بجاني

محطة الجديد: انحطاط إعلامي عكاظي.. ولكن بربرية الاعتداء عليها مدانة/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

في مار شربل: لحظات قليلة غيّرت حياة كارلا

استراتيجية أمريكية لهدم امبراطوية حزب الله في فنزويلا وأمريكا اللاتينية

العالم اثنان صيّاد وطريدة مفترس وفريسة/أبو أرز/فايسبوك

هذا لن يغير في ما سيأتي شيئا/الياس الزغبي/فايسبوك

نحن تقريباً من دون حكومة وقريباً من دون صحف/د.منى فياض/فايسبوك

الرئيس... والسلاح غير الشرعي/أحمد الأسعد

هجوم إستباقي من عون على ترامب!

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 16/2/2017

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس الواقع في 16 شباط 2017

فارس سعيد زار عوده: اطلعناه على مقررات خلوة سيدة الجبل

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

نصرالله يعود إلى مهاجمة دول الخليج بعد هدنة إعلامية قصيرة

ريفي: نسأل نصرالله عمن فوضه لعب دور المرشد الأعلى للبنان ومؤسساته وشعبه

سامي الجميل من السرايا: كل الخيارات سيئة ما لم يقرّ قانون الانتخاب قبل 21 شباط

العجوز لنصرالله: السعودية والإمارات ستبقى شوكة في عيونك

حزب الله على لائحة الارهاب الاميركية.. ماذا يعني؟

طارق السيد/موقع 14 آذار/حزب الله يُسقط حلم معراب

نصرالله للإسرائيليين: ستتفاجؤون بما نخفيه وهو ما سيغيّر مسار أي حرب

حركة الارض دافعت عن غلوريا ابو زيد: لماذا الحرب على المثالية الوظيفية

الأمن على الطريقة الحزبيّة.. بديلا من الجيش النظامي/سلوى فاضل/جنوبية

نصرالله وفنون التعتيم على مجازر الممانعة من سوريا إلى إيران/نسرين مرعب/جنوبية

الجديد_وكر_الفتنه: من الحريري إلى نصرالله وصولاً إلى الإمام!

حزب الله تضامن مع «الجديد» فردّ مناصروا «أمل».. ماذا لو كان نصرالله؟

زحمة مشاريع انتخابية: باسيل يضرب من جديد

أوبزيرفر: هذه السوق السوداء لحزب الله في أميركا

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

البنتاغون يقترح على البيت الأبيض نشر قوات في سوريا

انتهاء مفاوضات أستانة بين المعارضة والنظام دون بيان ختامي

وقف النار والدستور يسيطران على لقاء فرقاء سوريا بأستانا/دي ميستورا: محادثات جنيف ستكون في الثالث والعشرين من الشهر الحالي

تيلرسون: سنعمل مع روسيا لمصلحة أميركا فقط

بوتين: يجب استعادة علاقات المخابرات الروسية والأميركية

الأميركي يؤكد أنه ورث أوضاعاً فوضوية داخل وخارج أميركا

السعودية.. تفكيك 4 خلايا لتنظيم "داعش" وإيقاف 18 متهماً

الداخلية: خلايا داعش في السعودية مكونة من 15 سعودياً ويمنيين اثنين وسوداني

إلى أين تتجه علاقة حماس بإيران؟

52 قتيلاً بتفجير في شارع مزدحم جنوب بغداد.. وداعش يتبنى

فرنسا: موقف أميركا من النزاع الإسرائيلي الفلسطيني ملتبس

السعودية: من استضاف القاعدة قد يستقبل "داعش"

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لو أن إسرائيل تريد حلاً للسلاح الكاسر لكانت وافقت على "حل الدولتين/اميل خوري/النهار

سلاح "حزب الله" بين الشأنين اللبناني والإقليمي والأساس هو مقاربة ترامب له كما تسليح الجيش/روزانا بومنصف/النهار

بروفة... والآتي "أحلى"/نبيل بومنصف/النهار

ما الذي يريد الغربيّون معرفته عن «حزب الله»/ناصر شرارة/جريدة الجمهورية

ماذا تريد تحديداً «14 آذار»/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

 «جنيف» ينتظر موقف ترامب ..وروسيا «وسيط» جديد/ثريا شاهين/المستقبل

 الديبلوماسية بوتين الطموح وترامب الصعب/عبد الكريم أبو النصر/النهار

سقوط 'داعشي' في واشنطن/خيرالله خيرالله/العرب

حسن روحاني في الكويت.. ثم ماذا/إبراهيم الزبيدي/العرب

عون يخترع/رشا الأطرش/لبنان 36/

لبنان في زمن الحقائق الضائعة و'السيدة الفاضلة'/محمد سلام/نقلا عن موقع لبنان 36/

هل يعود ريفي الى عباءة المستقبل قبل الانتخابات/صونيا رزق/الديار

القوات غير «مستنفرة»: الرئيس حر/ابتسام شديد/الديار

الوجه الخفي لمشروع موازنة 2017/"إن رؤية هذا الذي أمام أنفنا يتطلب صراعاً مستمراً"/توفيق كسبار/النهار

الأزمة السورية أدخلت المنطقة مرحلة «ما بعد الغرب»/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

جريصاتي بعد اجتماع التكتل: ثمة بحث متقدم يوازن بين الاكثري والنسبي

الجميل من بكركي:الأنسب موقتا الدوائر الصغرى ومجلس نيابي لسنتين يصوغ قانون انتخاب عصريا الخطيبالرئيس أمين  خطة لوزارة البيئة قريبا

رئيس حركة المستقلون: لا جديد في مشروع الموازنة وهو تكرار لفشل الاقتصاد بعد الحرب

آلان عون : نرفض اي تمديد لمجلس النواب إلا لأسباب تقنية ولفترة لا تتعدى ال3 أشهر

الحريري اكد لاهالي العسكريين المخطوفين متابعة الملف مع عون والمعنيين سامي الجميل: نحن أمام معضلة ستبدأ بعد 21 شباط والتمديد امر معيب

 عون: تطبيق القانون هو الأساس ولن أسمح لأحد من الخارج بالتدخل في الشؤون اللبنانية

نص كلمة السيد حسن نصرالله الكامل

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

فَلْيَكُنْ كَلامُكُم: نَعَم، نَعَم! لا، لا! ومَا يُزَادُ عَلى ذلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّير

إنجيل القدّيس متّى05/من27حتى37/:"قالَ الربُّ يَسوع: «سَمِعْتُم أَنَّهُ قِيل: لا تَزْنِ. أَمَّا أَنا فَأَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَنْ يَنْظُرُ إِلى ٱمْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَها، فَقَدْ زَنى بِهَا في قَلْبِهِ. إِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ اليُمْنَى سَبَبَ عَثْرَةٍ لَكَ، فَٱقْلَعْها وأَلْقِهَا عَنْكَ، فَخَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ، ولا يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ في جَهَنَّم. وإِنْ كَانَتْ يَدُكَ اليُمْنَى سَبَبَ عَثْرةٍ لَكَ، فَٱقْطَعْها وأَلْقِهَا عَنْكَ، فَخَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ، ولا يَذْهَبَ جَسَدُكَ كُلُّهُ إِلى جَهَنَّم. وقِيلَ أَيْضًا: مَنْ طَلَّقَ ٱمْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِها كِتَابَ طَلاق. أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَنْ يُطَلِّقُ ٱمْرَأَتَهُ - إِلاَّ في حَالِ مُسَاكَنَةِ زِنى - يَجْعَلُها تَزْنِي. ومَنْ تَزَوَّجَ مُطَلَّقَةً يَزْني. سَمِعْتُم أَيْضًا أَنَّهُ قِيْلَ لِلأَقْدَمِين: لا تَحْلِفْ بَاطِلاً، بَلْ أَوْفِ لِلرَّبِّ مَا حَلَفْتَ بِهِ. أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُم: لا تَحْلِفُوا أَبَدًا، لا بِالسَّمَاءِ لأَنَّها عَرْشُ الله، ولا بِالأَرْضِ لأَنَّهَا مَوْطِئُ قَدَمَيْه، ولا بِأُورَشَلِيمَ لأَنَّهَا مَدِينَةُ المَلِكِ الأَعْظَم. ولا تَحْلِفْ بِرَأْسِكَ، لأَنَّكَ لا تَقْدِرُ أَنْ تَجْعَلَ شَعْرَةً وَاحِدَةً مِنْهُ بَيْضَاءَ أَو سَوْدَاء. فَلْيَكُنْ كَلامُكُم: نَعَم، نَعَم! لا، لا! ومَا يُزَادُ عَلى ذلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّير.

 

إِذًا فَلْنَخْرُجْ إِلَيهِ في خَارِجِ المَحَلَّةِ حَامِلِينَ عَارَهُ، فَلَيْسَ لنَا هُنَا مَدِينَةٌ بَاقِيَة، بَلْ نَسْعَى إِلى الآتِيَة

الرسالة إلى العبرانيّين13/من09حتى16/:"يا إخوَتِي، لا تَنْقَادُوا لِتَعَالِيمَ مُتَنَوِّعَةٍ وغَرِيبَة، لأَنَّهُ حَسَنٌ أَنْ يُسْنَدَ القَلْبُ بِالنِّعْمَة، لا بِالأَطْعِمَةِ الَّتي لا تَنْفَعُ الَّذِينَ يُرَاعُونَ أَحْكَامَهَا. ولنَا مَذْبَحٌ لا يَحِقُّ للخَادِمِينَ في المَقْدِسِ أَنْ يَأْكُلُوا مِنْهُ. فَإِنَّ الحَيوانَاتِ الَّتي يَدْخُلُ بِدَمِهَا عَظِيمُ الأَحْبَارِ إِلى قُدْسِ الأَقْدَاسِ تَكْفِيرًا عَنِ الخَطِيئَة، تُحْرَقُ أَجْسَامُهَا خَارِجَ المَحَلَّة. لِذلِكَ يَسُوعُ أَيْضًا تَأَلَّمَ خَارجَ بَابِ المَدِينَة، لِيُقَدِّسَ الشَّعْبَ بِدَمِهِ. إِذًا فَلْنَخْرُجْ إِلَيهِ في خَارِجِ المَحَلَّةِ حَامِلِينَ عَارَهُ، فَلَيْسَ لنَا هُنَا مَدِينَةٌ بَاقِيَة، بَلْ نَسْعَى إِلى الآتِيَة. وَلْنَرْفَعْ بِالْمَسِيحِ دَائِمًا إِلى اللهِ ذَبيحَةَ المَدِيح، أَي ثَمَرَةَ الشِّفَاهِ المُعْتَرِفَةِ بِٱسْمِهِ. لا تَنْسَوا عَمَلَ الخَيْرِ والمُشَارَكَة، لأَنَّ اللهَ يَرْتَضِي مِثْلَ هذِهِ الذَّبَائِح."

 

 تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

مبروك للسيدة منى وانشاء الله قريباً يفرج عن زوجها السجين دون محاكمة أو حُكم.

الياس بجاني/17 شباط/17

السيدة منى أبو حمزة سيدة راقية وجميلة ومثقفة ومتواضعة وناجحة جداً..

عودة برنامجها اليوم على ال "أم تي في" عمل رائع..

استضافت بنات الرئيس عون وكانوا روعة فعلاً وكتير طبيعيين وقريبين من القلب.

اما نزار فرنسيس فرمز من رموز الشعر اللبناني الجميل والمعبّر.

مبروك للسيدة منى وانشاء الله قريباً يفرج عن زوجها السجين دون محاكمة أو حُكم.

 

محطة الجديد: انحطاط إعلامي عكاظي.. ولكن بربرية الاعتداء عليها مدانة اضغط هنا

الياس بجاني/15 شباط/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=52343

للأسف، فإن “محطة تلفزيون الجديد”، كانت وما زالت وبالتأكيد سوف تبقى بوقاً عكاظياً معروضاً دائماً للإجار. اضغط هنا

لا مبادئ ولا ثوابت ولا رسالة ولا من يحزنون..

أنها محطة القدح والمدح بالإجرة.

هذا النمط العكاظي المستمر لمحطة الجديد ثابت ومعاش منذ ظهورها على الساحة الإعلامية اللبنانية،

وهرطقاتها البغيضة والفبركات بما يخص المحكمة الدولية الخاصة بلبنان خير دليل….

ولكن أسلوب الاحتجاج من “حركة أمل” هو همجي  وبربري وميليشياوي ومن الواجب الأخلاقي والوطني والقانوي إدانته والمطالبة بمحاكمة من يقف وراءه ومن نفذه.

إن الأسلوب الميليشاوي هذا الرافض لحرية الرأي والمتخطى القضاء والقوانين والمعتمد شريعة الغاب قد يطاول أي شخص أو وسيلة إعلامية لا يرى الإستيذ نبيه أنه أو أنها لا ترضخ لإرادته والإملاءات..

ومن منا نسي كيف شنت فرق زعران حركة أمل هجومها على المتظاهرين من الحراك المدني وكيف أشبعوهم ضرباً وإهانات دون رادع أو محاسبة..

ومن منا نسي دور نفس الجماعات من ميليشيات الإستيذ التي كانت في طليعة من قاموا بغزوة بيروت “المجيدة” إياها… والقائمة طويلة!!

يبقى أن محطة الجديد هي أداة تشويه وتعديات وتجارة ..

ولكن الاعتداء عليها هو بريري وميليشياوي ومدان ومستنكر.

المطلوب من ما بقي من دولة وقضاء أن يعتقلوا ويحاكموا ويعاقبوا المعتدين على المحطة ومن يقف ورائهم وليس مكافئتهم والتملق لهم والمساومة معهم …ونقطة على السطر

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

 

في مار شربل: لحظات قليلة غيّرت حياة كارلا

ام تي في/16 شباط/17جيزيل نعيم

"لحظات قليلة غيّرت حياتي"، "دقائق معدودة طهّرت كياني"، "كلمات نابعة من عمق أعماقي بلسَمت جراحي"، "دموع كثيرة غسلت روحي...".

تعجز كارلا، ابنة الـ 28 ربيعاً عن وصف كلّ تلك الاحاسيس التي اجتاحت كيانها في ذلك النّهار "المبارك"، على حدّ وصفها. لا تكفّ عن ترداد عبارة "شكراً لك يا مار شربل، لقد غيّرت حياتي".

فعلاً، حياة الشّابة الجميلة تغيّرت منذ ذلك القرار البسيط، وتلك الخطوة التي كانت "شبه مستحيلة" بالنسبة إليها. هذه الخطوة بالذات كانت قد فارقت ذهنها قبل سنوات عدّة، وبالتّحديد منذ سنّ التّسع سنوات، حين تناولت القربان المقدّس وجلست على كرسي الاعتراف للمرّة الاولى... وكانت الاخيرة.... الى ذلك اليوم... تروي كارلا "معجزة مار شربل" والدّموع تنهمر على خدّيها من دون توقّف: "كنت مُلحدة، لا أؤمن بوجود الله لا بل أضحك على الفكرة، فأنا شخص مثقّف جدّاً وأعشق الدّراسات العلميّة وكلّ ما يتعلّق بالكيمياء والفيزياء، وأقرأ الكثير عن علم الكواكب، وكنت أرفض فكرة ان "الله هو الذي خلق العالم"، فهذا الامر غير علميّ، ويتناقض مع كلّ الدراسات التي أثبتت ان العكس صحيح. وقبل أسبوع تقريباً وبعد إصرار غير مسبوق من صديقتي لمرافقتها، قرّرت تمضية ليلة معها في دير مار مارون في عنّايا، حيث مزار القديس شربل. هي تعشق المكان وتعتبره مكاناً مقدساً قريباً من السّماء، فذهبت كخدمة لها ولم أكن أرغب في ذلك أبداً". تضيف: "لكن ما حصل فوق لم يكن منطقيّاً، أيقظتني صديقتي فجر الاحد للمشاركة في القدّاس، وهناك حصلت المعجزة، فإذ بي أرى نفسي أدخل تلقائيّاً الى كرسيّ الاعتراف، بعد نحو 18 عاماً!". تتابع كارلا: "نعم، دخلت مجدّداً هذا الكرسيّ... جثوت أمام الكاهن، وبدأت كلماتي تخرج من فمي من دون علمي، بقيت لنحو ساعتين أو أكثر... أفرغت ما في قلبي، وعقلي، وحياتي، سلّمت هذا الكاهن أسرار حياتي وصعوباتي وخطاياي، أخذت البركة... خرجت... جثوت لساعات أمام ضريح الاب شربل العجائبي، تحدّثت معه... وقرّرنا فتح صفحة جديدة... طويت صفحة الماضي... ومشيت".

وتكمل كارلا قصّتها: "ومنذ ذلك النّهار، قدرة إلهيّة عظيمة نزعت كلّ الحقد والضّغينة التي كانت تملأ قلبي في كثير من الاوقات، عرفت معنى السّلام والحبّ والسّماح والمحبّة، تعلّمت الكثير... وملأني شربل بالكثير... لا أكفّ عن التبشير باسم الله، ولا عن الصلاة وقراءة الانجيل المقدّس وتلاوة الوردية".

وتختم: "ما يحصل معي يومياً لا يُصدّق، أعتبر أنيّ مباركة وبدأت حياة جديدة... ناصعة البياض كالثلج الذي كان طاغياً في ذلك النّهار... المبارك، وأقول لكلّ شخص لا يؤمن بالله: الايمان لا منطق له ولا علم... الايمان شعور جميل يحملك الى دنيا الحق والحبّ والتسامح... أبعدوا عنكم تلك الكتب، وثقوا به وحده، هو الطريق والحقّ والحياة... فمن يتبعه لا يمشي في الظّلام أبداً".

 

استراتيجية أمريكية لهدم امبراطوية حزب الله في فنزويلا وأمريكا اللاتينية

الخميس 16 فبراير 2017 / 18:38 24 - رواد سليمان

http://eliasbejjaninews.com/?p=52410

نشرت وزارة الخزانة الأمريكة، الخميس، قائمة بأملاك نائب الرئيس الفنزويلي، طارق العيصمي، الذي تتهمه واشنطن بدعم تجارة المخدرات وكارتيلات تهريبه عبر أمريكا اللاتينية، والإرهاب الدولي، وتمويل حزب الله اللبناني تحديداً.

ونشرت الوزارة قائمة تضم شركات ومؤسسات مالية وتجارية تنشط بين الولايات المتحدة، والمكسيك، وبريطانيا، وجزر العذراء البريطانية، إلى جانب فينزويلا، مملوكة مباشرة للعيصمي، أو عن طريق شخصيات، تعمل في ظله، للتغطية على نشاطاته العابرة للقارة الأمريكية والدول، حسب الوزارة، إلى جانب طائرة خاصة من طراز غالف ستريم، مع رقم تسجيلها، وتاريخ إنشاء كل مؤسسة على حدة، وتراخيصها القانونية.

عقوبة أمريكية

ويأتي النشر بعد أيام قليلة من إضافة المسؤول الفنزويلي على قائمة العقوبات الأمريكية، بسبب نشاطه في مجال المخدرات، ودعم الإرهاب، والتجارة الممنوعة، بما فيها تجارة الجوازات والتأشيرات، لتسهيل حركة وتنقل الإرهابيين عبر دول أمريكا اللاتينية، ودول العالم، وتأمين الحماية لتجار المخدرات وبارونات تهريبها.

وفي الوقت الذي كانت وزارة الخزانة تنشر قائمة شركات العيصمي، خصص موقع أنفو بايي الأرجنتيني، تقريراً عن الخطة الأمريكية الجديدة، لتجفيف منابع تمويل حزب الله، في أمريكا اللاتينية، بضرب مصالح الحزب ومراكز نشاطه في دول أمريكا اللاتينية، وتحييد الشخصيات النافذة في هذه الدول التي شكلت غطاء داعماً ومسانداً سياسياً ولوجستياً للحزب، عبر مختلف الدول مثل المكسيك، وفنزويلا، وكولومبيا، والبرازيل، وجزر العذراء البريطانية.

وفي إطار الاستراتيجية الجديدة التي أقرتها الولايات المتحدة، فإنه لامجال للتساهل مع أي كان من الشخصيات أو الدول التي توفر أي دعمٍ أو مساعدة للحزب على أرضها، مثل طارق زيدان العيصمي مداح، الذي تتهمه واشنطن بدعم تجارة وتهريب المخدرات، وتبييض الأموال، ومساندة إرهاب الحزب اللبناني.

700 مليون دولار

وحسب تقرير سري للأجهزة الأمريكية، نجح حزب الله بفضل شبكة علاقاته في أمريكا اللاتينية، في تبييض ما يترواح بين 600 و 700 مليون دولار، بين 2014 و2016، وذلك بعد مقاطعة ومراجعة معلومات مصرفية سرية حصلت عليها الأجهزة الأمريكية من مصارف وبنوك وشركات عاملة منطقة المثلث الحدودي، بين البرازيل وباراغواي والأرجنتين، إضافة إلى فنزويلا، وكولومبيا، والبرازيل، وجزر العذراء البريطانية، وبوليفيا، والأكوادور، بفضل مضخات مصرفية مصدرها لبنان وألمانيا.

أنفاق المخدرات

وإلى جانب الإرهاب تتهم الولايات المتحدة في تقاريرها السرية، حسب الموقع الأرجنتيني، بتبييض أموال المخدرات الأمريكية، ثم رسكلتها وإعادة تدويرها عبر مسالك مصرفية يُسيطر عليها في لبنان، وأوروبا، وأفريقيا، بشكل عام، إلى جانب الخدمات اللوجستية الكثيرة التي يُقدمها لعصابات المخدرات وكارتيلات تهريبها إلى الولايات المتحدة، بوضع خبرته الطويلة في إقامة الأنفاق على الحدود المكسيكية الأمريكية، والتي تزايد عددها بنسق مزعج في السنوات الأخيرة حسب المصادر الأمريكية، والتي لا تختلف كثيراً عن أنفاق حزب الله في جنوب لبنان، وعلى مقربة من الحدود الإسرائيلية، حسب المعلومات التي توصلت إليها أجهزة مكافحة تهريب المخدرات على الحدود مع المكسيك، بناءً على معاينة الأنفاق المكتشفة، التي تتسع لمرور الأشخاص والعربات أحياناً، ما يفرض خبرة طويلةً وقدرة على إقامتها غير متوفرة لعصابات المخدرات في المنطقة.

الإخوة نصرالدين

ويُضيف تقرير أنفو بايي، أن سقوط نائب الرئيس الفنزويلي في شراك الأجهزة الأمريكية، يعني توجيه ضربة قوية إلى واحدة من أقوى الشبكات التابعة لحزب الله في المنطقة، الشبكة التي تقودها  عائلة نصرالدين اللبنانية الأصل، برئاسة غازي نصر الدين.

ويُعد غازي من أبرز رجال العيصمي، وهو المهاجر اللبناني الذي حصل قبل 12 سنة ققط على الجنسية، ليلتحق فوراً بعد ذلك بسفارة فنزويلا في دمشق، نائباً للسفير ومسؤولاً عن العلاقة بين العيصمي وبعض الدوائر النافذة في فنزويلا، وحزب الله.

تبادل منافع

وتؤكد الدوائر الأمريكية أن العلاقة بين نائب الرئيس الفنزويلي الحالي وحزب الله تعود إلى سنوات طويلة قبل وصوله إلى منصبه الحالي، وربما تعود إلى تبادل مصالح وخدمات بين الطرفين، إذ يوفر العيصمي الحماية للحزب في أمريكا اللاتينية، منذ أن وصل إلى البرلمان الفنزويلي مجرد نائب في 2006، قبل تدرجه في مناصبه الكثيرة بعد ذلك، من نائب وزير الأمن بين 2007 و2008، إلى وزارة الداخلية والعدل بين 2008 و2012، قبل فوزه بمنصب الحاكم في ولاية أراغوا.

وفي مقابل الدعم السياسي الذي يُوفره العيصمي يتجاوز الحزب بسهولة الإجراءات والحدود الرسمية، والقنوات المكشوفة، لتنفيذ مشاريعه وتحقيق أهدافه، مقابل أموال طائلة، وحصص في شركات، ومنافع متنوعة يحصل عليها السياسي الفنزويلي، الذي أصبح رجل الحزب الذي لا يُعوض بعد فوزه بواحدة من أغنى الولايات الفنزويلية، أراغوا، التي تُطل مباشرة على الكاراييبي وموانئها المفتوحة في وجه حزب الله، وكارتيلات المخدرات.

وإلى جانب غازي، اعتمد العيصمي في صعوده السياسي، على عبد الله نصر الدين، النائب السابق أيضاً في البرلمان، ورئيس المنظمات العربية الأمريكية، التي تعد الغرفة السرية للعمليات المالية للعيصمي، في حين شغل الشقيق الثالث عُدي، منصباً أكثر حيويةً بالنسبة للحزب، ويتمثل في الإشراف على معسكرات تدريب وجمع السلاح الموجه لحزب الله اللبناني الواقع على الساحل المقابل لولاية أراغوا، جزيرة مارغاريتا الشهيرة، بمنتجعاتها السياحية، وأحراشها وغابات الكثيفة ومرتفعاتها أيضاً، إذ لا يقل معدل ارتفاعها عن سطح البحر، 920 متراً، ما يجعلها ملاذاً مثالياً لتنظيمات إرهابية مثل حزب الله.

تقطيع أوصال الوحش

وبعد ضرب الرجل الهام في شبكة حزب الله، طارق العيصمي، تدخل الولايات المتحدة مرحلة جديدة قوامها تقطيع أوصال الوحش الذي تمدد طيلة سنوات في أمريكا اللاتينية على مقربة من حدودها الجنوبية، قصد هدم امبراطورية الحزب التي استغرق إنشاؤها أكثر من ثلاثة عقود، واستثمر فيها أموالاً ضخمة، يبدو أنها ستتبخر بعد قرار مكتب مراقبة أملاك الأجانب داخل الولايات المتحدة، بما أن مصيرها سيكون المصادرة أو التجميد في أفضل الأحوال، في انتظار إلحاق أضرار جديدة بالحزب وبالأطراف المتعاملة معه.

 

العالم اثنان صيّاد وطريدة مفترس وفريسة

أبو أرز/فايسبوك/16 شباط/17

وزير الدفاع الروسي يقول ان قواته قتلت ٣٥ ألف مقاتل في حملاتها الجوية على سوريا، متغافلاً ان معظمهم لا ينتمون إلى داعش، وان عدد الذين ماتوا خنقاً تحت ردم المنازل يفوق بكثير العدد المذكور أعلاه.

المفكر الفرنسي ادكار موران يقول: العالم اثنان صيّاد وطريدة مفترس وفريسة.

لبَّيك لبنان

 

هذا لن يغير في ما سيأتي شيئا

الياس الزغبي/فايسبوك/16 شباط/17

فليستغل نصرالله كلام عون ما شاء ولينفخ في مواقفه إلى حد جعله "مرشدا" للعرب وليتابع "تكليفه" في ذمهم خدمة لإيران هذا لن يغير في ما سيأتي شيئا

 

نحن تقريباً من دون حكومة وقريباً من دون صحف.

د.منى فياض/فايسبوك/16 شباط/17

عطفا على الهجوم الذي حصل الثلاثاء الماضي على قناة الجديد، في مشهد مهين لحرية الاعلام وللصحافة وللحريات بشكل عام، لحوالي الساعة والنصف قبل ان يتدخل الجيش

قال الرئيس توماس جيفرسون عام 1787 إنه يفضل وجود صحف دون حكومة، على وجود حكومة دون صحف. نقل هذه الجملة هشام ملحم في مقالته اليوم في النهار عن ترامب.

نحن تقريباً من دون حكومة وقريباً من دون صحف.

 

الرئيس... والسلاح غير الشرعي

أحمد الأسعد/16 شباط/17

 http://eliasbejjaninews.com/?p=52400

إذا كان اللبنانيّون قَبِلوا، ولو على مضض، بمضمون خطاب القسم والبيان الوزاري في ما يتعلّق بما يسمّى المقاومة، فذلك حرصاً منهم على إتمام التسوية التي أتاحت انتخاب العماد عون رئيساً للجمهوريّة والخروج من دوّامة الشغور الرئاسي.

غير أنّ كلام الرئيس عون الأخير في شأن ما يوصف زوراً بسلاح المقاومة صَدَمَ الكثير من اللبنانيّين ونحن منهم.

إنّ المشكلة الكبرى التي يعانيها لبنان حالياً هي السلاح غير الشرعي بيد "حزب الله" كونه ليس فقط خطراً على الداخل اللبناني وسيادة الدولة بمشاركتها القوّة العسكريّة وبالانفراد عنها بقرار الحرب والسلم، إنّما خطورته الأكبر والأسوأ تكمن في أنّه يتحرّك تلقائياً وفوراً ومن دون أيّ تردّد أو إعادة تفكير وحساب للربح والخسارة بأوامر النظام الإيراني ووفق أجندته.

إنّ المطلوب من رئيس كالعماد عون أنْ يكون خط الدفاع الأوّل عن الدولة وعن حصريّة السلاح في أيديها، وأن يرفض وجود أيّ كيان منافس لها في سيادتها وفي قرارها.

ولا نفهم كيف أنّ الرئيس عون الذي كان قائداً للجيش اللبناني يقلّل من شأن هذا الجيش ويشكّك في قدرته على مواجهة إسرائيل.

إنّ ما ينتظره اللبنانيّون من رئيسهم القوي ليس تبرير وجود سلاح غير شرعي، بل العمل على إرساء الدولة القويّة التي لا يمكن أن تقوم بوجود تنظيم عسكري موازٍ لقواها الشرعيّة.

وهذه الدولة القوية، دولة القانون والمؤسسات، شرط أساسي لا بدّ من توافره لكي يعود لبنان جاذباً للمستثمرين، ومحلاً لثقتهم. وبالتالي، إذا كان الرئيس حريصاً على تحقيق نموّ اقتصادي، فعليه ألاّ ينفّر المستثمرين بمثل هذا الكلام عن حزب الله.

لقد كنّا، في "حزب الانتماء اللبناني"، من أوّل المطالبين بانتخاب العماد عون رئيساً، ايمانا" منّا بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن وعدم الإستمرار بالفراغ الرئاسي و كونه بنظرنا أبغض الحلال بين كل الأسماء التي تم التداول بها في حينها.

ولكنّ ذلك لا يعني أنّنا سنتغاضى عن أيّ موقف في غير مكانه. وقد ارتكب العماد عون بتصريحه هذا خطأً فادحا" ينبغي أنْ يُسارع إلى تصحيحه وتصويب مضمونه.

 

هجوم إستباقي من عون على ترامب!

"ليبانون ديبايت"/16 شباط/17/رأت مصادر سياسية في موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في ما يتعلق بسلاح المقاومة، عملية رد بل هجوم إستباقي على أي موقف قد يصدر من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تجاه لبنان ويفرض إتخاذ مواقف من سلاح حزب الله.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 16/2/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

فيما أنهى الرئيس الايراني حسن روحاني زيارتين لمسقط والكويت أطلق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مواقف ضد السعودية والامارات العربية متناولا الحرب في اليمن ومشيرا إلى دخول اسرائيل في هذه الحرب ومتناولا أيضا الوضع في البحرين ومهاجما ملكها والقوات السعودية فيها.

وبرز في كلام السيد نصر الله تحذيره اسرائيل ودعوته الى تفكيك مفاعل ديمونا النووي. ولبنانيا اشاد السيد نصر الله بموقف رئيس الجمهورية من المقاومة وحمايتها في وقت قال الرئيس عون ان سلاح حزب الله خاضع للاستراتيجية الدفاعية.

ووسط كلام السيد نصر الله تحذير اميركي من الوضع في لبنان ودعوة الخارجية مواطنيها الى عدم التوجه الى هذا البلد ورعاياها الى تجنب لبنان والمنطقة من دون اعطاء تفسيرات لذلك سوى المخاوف من الارهاب.

محليا يستأنف مجلس الوزراء غدا درس مشروع الموازنة العامة وهو سيعقد الاسبوع المقبل ثلاث جلسات في الاطار نفسه. وفي مستهل جلسته غدا يبحث مجلس الوزراء في جدول اعمال قصير.

وفي المنطقة جهود روسية تحضيرا لمؤتمر جنيف الاسبوع المقبل عن طريق تثبيت وقف اطلاق النار في سوريا وهو ما بحث في اجتماع استانة اليوم بحضور خبراء من النظام والمعارضة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

ذكرى الشهداء القادة في حزب الله زعزع السيد حسن نصر الله مداميك الثقة التي بناها الرئيس ميشال عون في سفراته العربية، فنصر الله لم يكتف بتهديد اسرائيل من خزانات الامونيا الى مفاعل ديمونا وهو الخطاب الذي يسلم الرئيس عون انه علة وجود حزب الله وعدة شغله، بل تعداه مهاجما السعودية والامارات في نقض واضح لاتفاقه غير المكتوب مع الرئيس بعدم مهاجمتهما، علما بأن عون انطلق منه ليطمئنهما علهما تخففان قيودهما على الاستثمارات وسفر رعاياهما الى لبنان.

كان نصر الله تجاوز في خطابه الثلاثية الذهبية مصدر قوته واستعاض عنها برباعية مكونة من قوة الحزب، قوة بيئته، الجيش ورئيس الجمهورية.

تزامن التصعيد مع دعوة ادارة ترامب رعاياها الى تجنب السفر الى لبنان مسمية حزب الله ضمن المنظمات الارهابية التي تهددهم.

في الاثناء البحث قائم في موازنة توائم بين حاجة الدولة للمال وعدم كسر ظهر فريقي الانتاج.

في قانون الانتخاب درست لجنة عونية قواتية الاربعاء في الخارجية قانونا يجمع النبسي والاكثري ويعتمد معيارا واحدا.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

وعد سادة النصر تراكمت وعود للآتي من الحروب مع إسرائيل خبأها الأمين العام للمفاجآت السيد حسن نصرالله وهذه المرة فك نصرالله رموزا جاءت بطعم الامونيا وديمونا.. ونظر السيد إلى عمق البحر لتقع عينه العسكرية على سفينة تحمل ما يعادل خمس قنابل نووية وسأل: تحت أي موج ستخبأونها؟ ونصح الأمين العام لحزب الله عدوه بتفكيك مفاعل ديمونا معلنا أن لديه ما يخفيه.. وما سيغير أي مسار حرب مقبلة أو حماقة سترتكبها إسرائيل واستشرف نصرالله عدوانا إسرائيليا من خلال خطة كانت موضوعة تسحب أميركا ترامب إلى ورطة الحرب وإعطاء الإذن لإسرائيل بشن حرب على لبنان لتصفية حزب الله وإذ تحدث نصرالله عن نزاع بين القيادة الفردية وقيادة المؤسسة في أميركا وما سماه "النتوعة".. فإن قناة الجديد تضيف إلى هذه الخطة بعضا من تفاصيلها الموثقة.. حيث كانت تقوم على مذكرة وضعها مستشار الأمن القومي المستقيل مايكل فلين.. الذي بنى اتفاقية مع رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو..الذي بدوره كان يعتزم الاقتراح على ترامب وفق الخطة توجيه ضربة إلى حزب الله وجر أميركا إلى نزاع تتجنبه مرحليا لما له من تبعات في المواجهة مع روسيا حتى مع إغراءات فلين بأن الحزب هو نقطة ضعف إيران. سقط مستشار الأمن القومي وارتفعت حوله إشارة "فلين غيت" قبل أن يحقق طموحه وقبل يومين من وصول نتنياهو إلى واشنطن ومن عطل هذه الخطة بين نتنياهو والأمن القومي الأميركي هو صراع الأجهزة الأميركية نفسها وإدارات استخباراتية ذهبت نحو "الاستخارة" فوجدت أن المعركة في غير أوانها علما أن أدوات الدعم العربية سياسيا وماليا كانت على أتم الجاهزية بغطاء لن تجد له إسرائيل ظروفا أفضل وهذا ما أشار إليه نصرالله عندما سدد إلى العرب عبارات ليس أقلها "شوية شرف.. شوية شئمة.. شهامة".. حيث لم يجد نتنياهو أحدا من العرب يرد عليه ويقول له "أنت كاذب ولست بصديق لنا"... والتطبيع والرقص على حافة العلاقة بإسرائيل استوجب من نصرالله تقديرا لدور استثنائي يضطلع به الرئيس ميشال عون.. الذي أزعج الجامعة العربية عندما حدثهم عن القدس وفلسطين والمقدسات.. وأزعج آخرين عندما ثمن دور سلاح المقاومة لكن "على من تقرأ مزاميرك يا داود"؟

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

انتظار لبناني لاستيلاد قانون انتخابي في ظل تفاؤل عكسه تكتل التغيير والاصلاح اليوم بحديثه عن طرح متقدم يوافق بين الصيغتين الأكثرية والنسبية بمعيار واحد. سرية تحيط بتفاصيل الطرح بعد أفكار تقدمية اشتراكية، بينما كان حزب الكتائب يدفع باتجاه الدوائر الصغرى ومجلس نيابي لسنتين لصياغة قانون انتخابي عصري كما بدا في كلام الرئيس امين الجميل.

الكلام الاستراتيجي كان في رسائل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، مواقف تحذيرية للعدو الاسرائيلي اطلقها السيد حسن نصرالله ردا على تهويل الاسرائيليين بوصفه سيناريوهات الحرب على لبنان. المقاومة في اعلى الجهوزية وستفاجئ العدو بما تخفيه لأنه يغير مسار اي حرب ملمحا الى مفاعل ديمونا النووي.

في الداخل لا تزال القناة المسماة بالجديد تمعن وتمارس التضليل والخبث بحق قضية الامام الصدر متسترة خلف شعارات مزيفة باسم الحرية والديمقراطية. بالامس، استعانوا في مقدمة أخبارهم بكل معاجم اللغة العربية للتنصل مما اقترفوه بحق قضية الامام، وصوروا ما جرى وكأنه ضرب للحريات. عن اي حريات يتحدثون؟ هل اصبح شتم الناس والاعتداء على الشرفاء حرية؟ أم تجاوز لكل الأخلاق والقوانين وأصول المهنة؟ كفى تلونا بين ليلة وليلة وزمن وزمن، كفى متاجرة باسم الحريات، منبركم تحول الى خناجر تطعن يوميا بالشرفاء من ابناء أمل وأبناء الامام الصدر الذين ضحوا من أجل الوطن وقدموا الشهيد تلو الشهيد من أجل لبنان، كل لبنان، وهذا ليس بغريب عليكم، فسجلكم حافل بالطعن والغدر. هذه القضية حضرت اليوم في بعبدا بين رئيس الجمهورية والمجلس الوطني للاعلام، فأكد الرئيس ميشال عون أنه لن يقبل في عهده بخرق القوانين والأنظمة.

نقيب الصحافة عوني الكعكي كتب، فعبر عن مسيرة قناة امتهنت الاعتداءات على القامات.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

لسادة النصر يجدد العهد، ومن ذكراهم يصدق الوعد، ومعهم يعيد سيد المقاومة تثبيت المعادلة..

بعزم الدم المقدم على طريق النصر الأكيد، من فلسطين الى كل ساحات المستضعفين، أطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على محطات عدة بالمناسبة:

فلسطين اولاها، وأرضها التي بنيت عليها المستوطنات وخزانات الامونيا والنووي من المفاعلات، ستحرق الصهاينة جيشا ومستوطنين. وما يثيرونه من حرب نفسية ضد اللبنانيين والفلسطينيين، رد عليه السيد بحرب نووية من صنع الاسرائيليين.. عليكم تفكيك المفاعل النووي في ديمونا قال السيد نصر الله، بعد ان اقررتم بتفكيك خزانات حيفا للامونيا، فمفاعلكم بات سلاحا جديدا للمقاومة في اي حرب مقبلة، وما ستفاجأون به وما نخفيه، يمكن ان يغير مسار اي حرب تقدمون عليها..

القادم من ايام فلسطينية بعد اللقاءات الاميركية الاسرائيلية يؤكد وفاة المسارات التفاوضية بحسب السيد نصر الله، فسقوط الاقنعة امر مهم، وكذلك سقوط المنافقين الذين كذبوا على فلسطين لعشرات السنين. ليبقى لها ولشعبها خيار المقاومين، صناع الانتصارات الحاسمة التي ستغير وجه المنطقة..

وفي المنطقة شعب بحريني مظلوم يقتل ابناؤه ويعتقل قادته ذكر السيد نصر الله العالم، وآخر يمني يقتل بعدوان سعودي اميركي اسرائيلي، فالمعطيات الحسية تؤكد ان اسرائيل شريكة ماديا في العدوان على اليمن.

وبالمعطيات الحسية والميدانية فاننا على ابواب الانتصار على المشروع الاميركي السعودي الاسرائيلي الذي اسمه داعش والجماعات التكفيرية كما حسم الامين العام لحزب الله. وعندما نتحدث عن هذا الانتصار الى جانب السوريين، نقول ان الشهداء هم سادة هذا النصر، أكد السيد نصر الله..

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

خمسة أيام فقط، في 21 شباط الحالي، يصير من المؤكد أن لا انتخابات نيابية قبل رمضان. بحيث يصبح مستحيلا إجراؤها قبل 21 أيار... على قاعدة أن تسعين يوما يجب أن تفصل بين صدور الدعوة وحصول الانتخاب... وبعد 33 يوما فقط، تدخل البلاد المحذور والمحظور النيابيين. بحيث يصير مستحيلا إجراء الانتخابات قبل نهاية ولاية البرلمان الممدد لنفسه مرتين، في 20 حزيران المقبل... إلا... إذا اقتنع البعض في لحظة ما، بأن قانون الانتخاب هو لمعرفة النتائج بعد الاقتراع لا قبله... وأن العلم والمنطق والحساب والتجارب كلها تؤكد، أن الأكثري أكثر إلغاء... والنسبية أكثر ديمقراطية... في هذه الأثناء، يتابع العهد الجديد محاولة إعادة لملمة الدولة وبناء ركائزها: مشروع موازنة للمرة الأولى منذ 12 عاما... غاز ونفط، بدأت اسرائيل تكتب عن مخاطرهما عليها، بعد عقود على دفنهما في قعر بحرنا... علاقات خارجية متحركة وفاعلة، على قاعدة الاحترام والسيادة، والتعاون والريادة... وصولا إلى تطلع بيروت إلى دور إقليمي حلمت به منذ نصف قرن، قبل أن تقتله الحروب والفتن التي ذرت قرونها في قلب الوطن وخواصره... الشرط المؤسس لكل ذلك، هو أن يقوم كل مسؤول بدوره. فلا يصير القاضي ميليشياويا... ولا الأمني بلطجيا... ولا رجل الدين نجما تلفزيونيا في النهار، وجلادا لأطفاله في الليل... كما اشتبه في حالة رجل الدين هذا... من هو؟ وما هي تهمته؟

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

هناك من لا يريد للبنان الهدوء. وإذا لم يجد معركة، يخترع معارك وهمية، يقررها وحده، ويجعل اللبنانيين كلهم يدفعون ثمنها، دون استثناء. تارة بحجة حماية مقام في هذه الدولة، وطورا بحجة الدفاع عن شعب في دولة أخرى، وفي أحيان كثيرة ليقول إن قرار الحرب والسلم، ورقابنا جميعا، مصيرها في يده، وفي يده فقط.

هذا ما يخرج به من استمع إلى كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الذي لم يترك بلدا عربيا إلا وهاجمه. بدأ بالمملكة العربية السعودية، التي لم تبردْ بعد محركات الطائرة الرئاسية التي أقلت منها وإليها رئيس الجمهورية ميشال عون، معرجا على اليمن والبحرين، كعادته في التدخل بشؤون دول أخرى، وصولا إلى الإمارات، التي يهاجمها على غير عادة. واتهم العرب بالتحالف مع إسرائيل، من دون سبب.

نصر الله لم يكتف بتهديد الدول العربية، بل أعاد أجواء الحرب مع إسرائيل بإعلانه تهديد مفاعل ديمونا النووي الإسرائيلي، على وقع التوتر الأميركي الإيراني. وهل يوجد أكثر دلالة من توتير لبنان مع جيرانه وأشقائه العرب، واتهام العرب بالعمالة وإعادة توجيه السهام باتجاه دول الخليج، على مسافة اقل من ثمانية واربعين ساعة على عودة رئيس الجمهورية من بلدين عربيين؟

كأن مهلة المئة يوم للعهد قد انتهت، وقد بدأ الحصار. فالتوتر والتهديد بالحرب يلغي كل مفاعيل الهدوء التي شاعت، ويخيف السواح، والمستثمرين، ويجعل لبنان مجددا في مهب الرياح الدولية، والغيوم الأميركية الإيرانية التي يريد لها نصر الله أن تمطر في بيروت.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

يقال من فتح مدرسة أقفل سجنا، هذا في المطلق، أما في لبنان فمن يفتح سجنا بـ 60 مليون دولار فإنه يقفل الطريق على الكثير من المنشآت، في بلد ال70 مليار دولار دينا، وفي بلد يفتش عن فلس الأرملة لتركيب موازنة غائبة منذ 12 عاما، تفتح الخزينة بسخاء لإنشاء 6 سجون بينها سجن مجدليا بتكلفة 60 مليون دولار من دون سعر الارض التي ستقدم من الدولة. وحين نصل الى السجون الخمسة المتبقية يكون المبلغ قد تضاعف ربما 5 مرات، وفي وقت يجري فيه السخاء على السجون بمبالغ باهظة يتم التفتيش عن أموال لتغطية الطبابة للعسكريين في قوى الأمن الداخلي وفي الجمارك، ما يطرح السؤال: كيف تتوافر الأموال بملايين الدولارات حين يتعلق الأمر بمجلس الإنماء والاعمار وببعض الشركات المدللة، وكيف يبدأ "النق" على عدم توافر الاموال حين يتعلق الامر بالطبابة والاستشفاء؟ وكأن هناك خزينتين، خزينة ملأى مخصصة للمتعهدين، والثانية فارغة مخصصة للطبابة والإستشفاء. يأتي التقاذف بملايين الدولارات في وقت تترنح الموازنة تحت ضربات الضرائب التي بسببها تسير أرقام الخزينة بين الألغام.

ولكن قبل كل هذه التفاصيل نتوقف عند جريمة في حومين التحتا في النبطية، هي جريمة أخلاقية وجنسية مجرموها شيخ وأفراد عائلته.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس الواقع في 16 شباط 2017

النهار

تجاهل متعمد...

تجاهلت محطة "المنار" تجاهلاً كاملاً إحياء ذكرى اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه، كما تجاهلت محطة "NBN" وقائع ما حصل أمام مبنى قناة "الجديد".

مرشحون مستقلّون...

تحاول أحزاب إقناع مرشحين مستقلين بالانضمام إليها إذا أرادوا الاحتفاظ بمقاعدهم النيابية في المجلس المقبل.

غياب في جبيل...

سُجّل غياب رئيس بلدية جبيل عن استقبال الوزيرجبران باسيل في زيارته للمدينة.

الحريري وجريصاتي...

هلّل مناوئو الرئيس الحريري لوجود الوزير جريصاتي في ذكرى الرئيس رفيق الحريري وهو "المعارض للمحكمة" عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

المستقبل

يقال

إنّ مواكبين لحراك الإدارة الأميركية الجديدة لاحظوا أن أركان هذه الإدارة لم يكوّنوا تصوّراً واضحاً لكيفية التعامل مع الملف السوري حتى اليوم.

الجمهورية

يُواجه أحد التيارات مشاكل في اختيار مرشحيه نتيجة التضارب بين الآلية التي وضعها والواقع على الأرض.

قرّرت شخصية شمالية بارزة خلال قيامها بتشكيل لائحة في عكار إستبعاد إسم نائب حالي معارض عن لائحته.

خلال زيارة مجاملة قام بها قطب سياسي لمسؤول كبير شكا القطب المذكور ممّا سمّاه "الضغط النفسي" الذي يتعرّض له مِن أحد المراجع.

البناء

استغرب نائب بارز نفي رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط من عين التينة أن تكون لديه هواجس نتيجة طرح النسبية في قانون الانتخاب العتيد، واستعانته بالمتنبي للتأكيد على أنه مطمئن وينام ملء جفونه عن شواردها! وسأل النائب المشار إليه: ألم يرسل جنبلاط وفوده الحزبية والنيابية للقاء المسؤولين ورؤساء الكتل والقادة الروحيين لإبلاغهم بهواجسه…؟

 

فارس سعيد زار عوده: اطلعناه على مقررات خلوة سيدة الجبل

الخميس 16 شباط 2017 /وطنية - استقبل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده النائب السابق فارس سعيد الذي قال على الاثر: "تشرفنا بلقاء سيدنا المطران الياس اليوم، ووضعنا بين يديه مقررات خلوة سيدة الجبل التي عقدناها في 9 شباط الماضي والتي ناقشنا خلالها دور المسيحيين في هذه المنطقة وفي هذه اللحظة التي هي لحظة استقطاب مذهبي حاد ولحظة خوف لدى الجميع". أضاف: "طبعا يؤكد اللقاء على الدور المسيحي المنفتح على العيش المشترك الإسلامي المسيحي. وقد أكدنا لسيدنا حرصنا على استمرار التواصل وعلى التعاون مع الكنيسة الأرثوذكسية من أجل بلورة هذا التيار الذي نسميه تيار الشرعية التاريخية في الوسط المسيحي الذي هو تيار الانفتاح والعيش المشترك واحترام الدستور وتغليب المصلحة العربية على أي مصلحة أخرى".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

نصرالله يعود إلى مهاجمة دول الخليج بعد هدنة إعلامية قصيرة

العرب/17 شباط 2017 - بعد هدنة قصيرة، عاد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله إلى الهجوم على الدول الخليجية وبالأخص على السعودية، الأمر الذي يؤكد عدم صدق نوايا الحزب ومن خلفه إيران في الانفتاح على الرياض، كما روج المسؤولون الإيرانيون وعلى رأسهم الرئيس حسن روحاني الذي أنهى جولة من محطتين قادته إلى كل من مسقط والكويت. وركز نصرالله في كلمة له، الخميس، على البحرين واليمن وسوريا، وهي الدول التي تعمل إيران على مد وتكريس نفوذها فيها، حيث قال إن “البحرين دولة ليست مستقلة بل محتلة من قبل السعودية”، مضيفا “إن على النظام البحريني أن يعلم أن الشعب لن يستسلم”.

وزعم الأمين العام لحزب الله أن المعطيات الحسيّة والعلمية والمادية تؤكد تورط إسرائيل في الحرب على اليمن، وأن الرياض تبحث خلف الكواليس عن مخرج لهذه الحرب يحفظ “ماء وجهها”. وحمّل نصرالله السعودية والولايات المتحدة مسؤولية سقوط الآلاف من القتلى في سوريا والعراق واليمن وليبيا على يد داعش، قائلا إن التنظيم الإرهابي “هو إنتاج أميركي سعودي”. تصريحات نصرالله واتهاماته بلغت حدودا غير مسبوقة، وتعكس وفق المراقبين، مدى الارتباك الذي يعيشه الحزب وداعمته إيران في ظل المتغيرات الدولية بعد صعود دونالد ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة الأميركية. وأبدى ترامب عداء واضحا لإيران والميليشيات التي تدعمها، وتخشى إيران من أن يقوم حلف خليجي أميركي لمحاصرة نفوذها في المنطقة. وحاولت طهران في الفترة الأخيرة، تخفيف الاندفاعة الأميركية، التي تستهدفها عبر محاولة استمالة دول الخليج المتضرر رقم واحد من سياستها، عبر تصريحات وتحركات دبلوماسية ترجمت بزيارة روحاني إلى عمان والكويت مؤخرا، بيد أنه على ما يبدو لا تسير الأمور وفق ما تشتهيه طهران، الأمر الذي دفع الحزب إلى العودة وتصدر مشهد الحرب الإعلامية ضد الخليج. ويخشى الحزب، الذي يعد الذراع العسكرية الخارجية الأقوى لطهران، من أن يكون على رأس المستهدفين من قبل الحلف الناشئ بين الإدارة الأميركية الجديد ودول الخليج.

كما يتخوف من أن تقدم إسرائيل، التي تبدو الإدارة الأميركية الجديدة متناغمة معها بشكل مثير، إلى شن حرب عليه، وبالتأكيد لن تكون كسابقاتها. وفي محاولة تحذيرية يائسة، قال نصرالله في كلمته إن صواريخ الحزب قادرة على الوصول إلى مفاعل ديمونا النووي، وإلى خزانات الأمونيا، والسفن الإسرائيلية.

ولا يستبعد مراقبون أن تكون تلك رسالة غير مباشرة من طرف إيران إلى الولايات المتحدة الأميركية، خاصة وأنها لطالما استخدمت ورقة ضرب إسرائيل في ابتزاز الغرب.

 

ريفي: نسأل نصرالله عمن فوضه لعب دور المرشد الأعلى للبنان ومؤسساته وشعبه

الخميس 16 شباط 2017 /وطنية - صدرعن الوزير السابق اللواء أشرف ريفي الآتي: "يؤكد كلام أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله أنه بات يتصرف على أنه المرشد العام للدولة وصاحب القرار في السلم والحرب وصانع السياسة الخارجية، والمتحكم بمصير اللبنانيين وبمستقبلهم وإقتصادهم، فأين هي الدولة من أعلى رأس الهرم إلى الحكومة مجتمعة، من هذه المواقف، التي تمس بكرامة ودور المواقع ومن يشغلونها، والتي تحول المؤسسات الى هياكل فارغة، فيما يحدد حزب تابع لإيران سياسة لبنان، ويرهنها لمصلحة رعاته في طهران ويحول لبنان الى صندوق بريد لتبادل الرسائل الحارة لمصلحتها كلما دعت الحاجة.

إننا إذ نسأل نصرالله عمن فوضه لعب دور المرشد الأعلى للبنان ومؤسساته وشعبه، نسأل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المؤتمن على الدستور، هل ان لبنان القوي يستقيم بوجود دويلة السلاح العابرة للحدود، وهل وافقت على تشريع تدخل حزب الله في سوريا والعراق واليمن والبحرين، بعد أن شرعت السلاح في الداخل تحت عنوان الدفاع عن لبنان، وما معنى الضمانات التي قدمتها في المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، لإعادة إصلاح العلاقة مع هذه الدول الصديقة، في وقت يتعمد من خرب هذه العلاقات أن يمعن فيها تخريبا، وأنت بالكاد عدت من زيارتك له. كما نسأل الحكومة اللبنانية الصامتة، هل أن هذا الصمت هو موافقة وتسليم بأن مسؤولية المؤسسات الدستورية المنوط بها إحتكار قرار السلم والحرب، والسياسة الخارجية، قد باتت بيد الدويلة التي تقرر عن اللبنانيين مصيرهم، وتصطنع لهم أعداء هم في الحقيقة أخلص أصدقائهم وداعميهم. إن الصمت على هذا التجاوز الخطير، يجعل من لبنان دولة ملحقة كليا بالدويلة التي تتلقى توجيهاتها من طهران، مع كل ما يعني ذلك إحتمال الدخول في مغامرات كلفت وقد تكلف لبنان غاليا خصوصا بعد المواقف الرسمية التي شرعت السلاح متجاوزة إلتزام لبنان بالقرارات الدولية.إن قوة لبنان تكمن في وجود دولة، لا يساوم أحد فيها على دورها وهيبتها ومؤسساتها، مع من يصادر هذا الدور. ونقول لأرباب الدويلة أننا سنواجههم، حتى تحقيق الدولة السيدة والمستقلة، مهما كبرت التحديات".

 

سامي الجميل من السرايا: كل الخيارات سيئة ما لم يقرّ قانون الانتخاب قبل 21 شباط

النهار/17 شباط 2017/أكد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل بعد لقائه رئيس الحكومة سعد الحريري "أن أياما معدودة تفصلنا عن مرحلة مهمة، بعدها سيتعرض لبنان لمشاكل في نظامه الديموقراطيّ، ففي 21 من الشهر الجاري، إن لم يكن هناك قانون يقر في المجلس، وهو ما يرجح حصوله، فإننا متجهون إلى خيارات جميعها سيئ. فإما أن تحصل انتخابات على اساس قانون الستين، مما يعني التمديد للطبقة السياسية الحالية 4 سنوات جديدة، ونستمر في المشكلة التمثيلية التي نحن فيها، وإما أننا متجهون إلى تمديد للمجلس أو إلى الفراغ النيابي، وهذه الحلول الثلاثة بالنسبة إلينا مرفوضة".

وقال: "نأسف أن تكون الحكومة أوصلت نفسها إلى مكان لم تعدّ فيه مشروع قانون لتطرحه على المجلس، ونأسف أن يكون المجلس لم يضع بعد قوانين الانتخاب على جدول أعمال الجلسات التشريعية، ولم يقم بأي عمل جدي لإقرار قانون جديد، ونحن اليوم أمام معضلة ستبدأ بعد 21 شباط".

ونقل عن الحريري قوله إن الاتصالات جارية الآن ولكن لم يتم التوصل الى شيء. والحكومة يجب أن تتحمل مسؤوليتها وتقدم اقتراحا إلى المجلس يُعطى الأولوية في جلسة تشريعية للتصويت عليه، وإلا فهناك قوانين موجودة ومطروحة في المجلس، وعلى رئيس المجلس أن يطرحها على التصويت. وأي تقصير يتحمل مسؤوليته كل المسؤولين، لأن الدستور يقول إن هذه القوانين يجب أن تعرض للتصويت". وسأل: "لماذا نلجأ إلى التمديد التقني؟ لماذا لم يقر القانون في وقته؟ لو دُرس القانون منذ بداية عهد الحكومة لما كنا في حاجة إلى التمديد التقني".

واستقبل الحريري وفدا من اهالي العسكريين المخطوفين لدى "داعش" في حضور وزير الاتصالات جمال الجراح والنائبين زياد القادري وامين وهبي والامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد خير. وأبدى تعاطفه مع القضية، مؤكدا انه لن يألو جهدا لحل هذه المأساة. وعبّر عن تحسسه مع معاناتهم جراء ذلك وابلغ الوفد انه يولي هذا الملف الوطني والانساني اهتماما خاصا وسيتابعه مع رئيس الجمهورية والمسؤولين الامنيين المعنيين. وكان استقبل وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني فسفير منظمة فرسان مالطا شارل هنري داراغون يرافقه المستشار الاول لدى السفارة فرنسوا ابي صعب، ثم وفدا من الرهبنة اللبنانية المارونية برئاسة الاب العام نعمة الله الهاشم ومجلس المدبرين في حضور المستشار داود الصايغ. ورعى صباحا مؤتمر تعزيز ادارة الموارد البشرية في القطاع العام.

 

العجوز لنصرالله: السعودية والإمارات ستبقى شوكة في عيونك

موقع 14 آذار/١٦ شباط ٢٠١٧/ردّت حركة الناصريين الأحرار على خطاب امين عام 'حزب الله” حسن نصرالله، حيث قال رئيس مجلس القيادة الدكتور زياد العجوز 'إن الإفلاس السياسي وصل بنصرالله ان يطلق اتهاماته جزافا ضد دول مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على خلفية الحرب اليمنية، حيث باتت سياسة النفاق والكذب والخداع التي يتبعها نصرالله أمرا مكشوفا ومثيرا للسخرية، فهو يتهم الغير بما يعاني به أسياده وكلنا نعلم عمق العلاقات المختلفة التي تربط النظام الفارسي الإيراني بالعدو الصهيوني”، وتابع: 'نقول لحسن بأن السعودية والإمارات ستبقى شوكة في عيونك وعيون كل حاقد وجاحد”.وتابع: 'لقد استمعنا الى معزوفة امين عام حزب الله المتكررة، ونقول له عروبتنا ستبقى أقوى من فارسيتك، وقادتتا العرب وعلى رأسهم قادة السعودية والإمارات هم أشرف من قادتك في قم وطهران، وان تهويلك وتهديدك يبقى ضمن سيناريو المسرحيات المملة التي تعودنا على سماعها”.وأضاف: 'منذ حرب تموز عام 2006 ونحن نسمع نفس الأسطوانة رغم كل الانتهاكات والاغتيالات التي أقدم عليها العدو الصهيوني وبقي التهديد والتهويل كلام بكلام للإستهلاك المحلي وتطويع الدولة اللبنانية ليصبح حزب الله هو الدولة والدولة اللبنانية هي الدويلة”.وختم العجوز قائلا: 'سنبقى نحن العروبيون الحقيقيون في لبنان أوفياء للسعودية وللإمارات ولدول الخليج العربي ولتتحمل انت مسؤولية تبعات تصريحاتك ضد اللبنانيين الذين يعتاشون من خير تلك البلاد وسيبقى لبنان عربيا ولن يصبح فارسيا ولو كره الكارهون”.

 

حزب الله على لائحة الارهاب الاميركية.. ماذا يعني؟

طارق السيد/موقع 14 آذار/١٦ شباط ٢٠١٧

 كل ما يقوم به "حزب الله" في الداخل والخارج، ينعكس سلباً على اسمه كحركة "مقاومة" سعت لتحرير ارضها من الاحتلال ذات يوم، وعلى لبنان الذي يتحمل أعباء وتكاليف ممارسات الحزب ومغامراته في المنطقة، بحيث يكون دائما مستهدفا بإقتصاده وسمعته وأمنه السياسي بالإضافة إلى استهداف علاقاته مع الدول القريبة والبعيدة. منذ فترة غير بعيدة، وضعت الخزانة الأميركية لوائح تضم 95 اسماً لمسؤولين سياسيين ورجال أعمال وشركات ومؤسسات تعتبرها واشنطن مرتبطة بـ"حزب الله"على رأسها السيد حسن نصر الله والمسؤول العسكري مصطفى بدر الدين الذي اعلن الحزب مقتله منذة مدة في سوريا، بالإضافة إلى رجال أعمال ومؤسسات إعلامية تابعة له منها تلفزيون "المنار" وإذاعة "النور". وقد جاء هذا التصنيف او القرار الاميركي، بعد وقوع انفجار في احد فروع مصرف لبنان والمهجر بأيام، واعتبر كأنه اتهام اميركي مباشر للحزب بوقوفه وراء التفجير. وأمس دعت وزارة الخارجية الاميركية مواطنيها إلى عدم السفر إلى لبنان بسبب تهديدات الإرهاب والاشتباكات المسلحة والخطف، وتفشي العنف، ولا سيما قرب حدود لبنان مع سوريا وإسرائيل"، معتبرة أن "التفجيرات والهجمات الإرهابية في لبنان تشكّل خطراً على الحياة، بحيث تتواجد منظمات متطرفة وعنيفة»، منها منظمات صنّفتها الولايات المتحدة بأنّها إرهابية مثل "حزب الله" و"داعش"و"جبهة النصرة" و"حماس" و"كتائب عبدلله عزام". من المؤكد ان منع الولايات المتحدة الاميركية مواطنيها من التوجه الى لبنان، ليس بالامر الغريب ولا المُستبعد نظرا للعلاقات المتأزمة منذ عهود بين اميركا وايران التي يُعتبر الحزب احد اهم اذرعتها العسكرية في المنطقة. لكن اللافت هو تصنيف "حزب الله" كمنظمة ارهابية تُشبه "داعش" و"النصرة" و"كتائب عبد الله عزام" مع استبعاد "حماس" طبعاً، نظراً لدورها الذي تقوم به من اجل تحرير ارضها. ثمة من يعتبر ان هذا التصنيف لـ"حزب الله" لم يأتي من فراغ ولا هو امر يُمكن المرور عليه مرور الكرام، بل هو حدث سوف يترتب عليه الكثير المعطيات في الفترات اللاحقة، ولعل ابرزها ما صرح به أمس السيد نصرالله عندما لم يستبعد قيام اسرائيل بشن حزب على حزبه برعاية او غطاء اميركي خصوصا في ظل حكم الرئيس الجديد دونالد ترامب الذي كان وجّ÷ تحذيرات شديدة اللهجة لإيران مع أوّل لحظات دخوله الى البيت الأبيض. الأمر الذي اعتبر مؤشر واضح لجهة تحديد سير العلاقة التي ستجمع البلدين في المرحلة المقبلة. "حزب الله" يُدرك فعليّاً أن أي تسوية مُقبلة في سوريا، يُمكن أن تُزيحه من مكانه الذي تموضع فيه جغرافيا في سوريا، وكلاعب اساسي في الصراع هناك، ومن هنا بدأت التلميحات حول انسحابه من العمق السوري باتجاه المناطق الحدودية التي يتواجد فيها، تأخذ مداها خصوصا بعد دعوة روسيا منذ فترة جميع التنظيمات العسكرية المتواجدة في سوريا وخصوصا ما اعتبرته "الغرباء"، للانسحاب من سوريا على الرغم من انها لم تأتي على سيرة الحزب الذي طالته "طرطوشة" سياسية اعتبرت وكأنها إنذار مُبكّر وجب عليه الاحتراز والاحتراس منها في مرحلة لاحقة.

 

حزب الله يُسقط حلم معراب

"المركزية" - 15 شباط 2016/أكثر من عصفور سيصيبه حزب الله بحجر النسبية المطلقة التي ينادي بها مؤخرا مدعّمة بالدائرة الانتخابية الواحدة . فالحزب الذي كان حتى الامس القريب من مناصري القانون المختلط باعتباره نقطة التقاطع والاكثر قابلية للتوافق بين مختلف القوى السياسية، استدار فجأة نحو النسبية المطلقة، من دون مبررات مكتفيا بإبلاغ ممثلي تيار المستقبل في الحوار الثنائي بالموقف الجديد و"نقطة عالسطر". عن الدوافع والاسباب التي يرفض الحزب كما "الثنائي الشيعي" شرحها وتشريحها، تقول اوساط سياسية متابعة لمسار البحث عن القانون الانتخابي العتيد لـ"المركزية" ان حزب الله ولئن كان على يقين ان مشروعه لن يبصر النور على الاقل في المرحلة الحالية استنادا الى حجم الاعتراض السياسي الواسع عليه وخصوصا من تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي، فهو يجابه به كل محاولة للالتفاف على حجم تأثيره على مستوى السلطة وتحديدا من جانب ترويكا الحكم، التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والمستقبل، الذين ستشكل في اي قانون، باستثناء النسبية المطلقة، الكتلة الاوزن في البرلمان المقبل، وتاليا التحكم بالسلطة التشريعية بعدما امسكت برئاستي الجمهورية والحكومة. واستنادا الى ما تقدم، تضيف الاوساط، قرر الحزب ان يلعب ورقة جديدة قوامها النسبية المطلقة على اساس الدائرة الواحدة فيضرب من خلالها اسفينا بين العهد وحليفيه "المستقبل" و"القوات" ويقضي على حلم معراب بدخول الندوة البرلمانية بكتلة تزيد عن 50 مقعدا مع التيار قاطعاً الطريق على تحكم الثنائي المسيحي بثلث المجلس والقرار على مستوى السلطات، اذا ما تحالف مع "المستقبل" وقد عزز هذا الاتجاه امس مشهد دخول الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب القوات سمير جعجع يدا بيد الى احتفال البيال، فكيف بالاحرى اذا ما انضم اليهم "الاشتراكي"؟ وبعيدا من فرص نجاح مشروع الحزب المتدنية الى الحدود القصوى، لان اي قانون لا يمكن ان يبصر النور الا بتوافق القوى السياسية الكبرى عليه، ترى الاوساط ان رمي كرة قانون النسبية في الملعب الانتخابي من شأنه، على المستوى السنّي، ان يقلّص نفوذ تيار المستقبل في شارعه ويؤسس لاعادة الوهج الى حلفائه السنّة من خصوم النهج الحريريّ في الشمال والبقاع بعد غياب طويل فرضته الموجة "المستقبلية" منذ عقود ، فيتأمن بالنسبية وصول ممثلين لاحزاب صغيرة تدورفي فلك المقاومة كالشيوعي والبعث والقومي.

واذ تؤكد الاوساط ان امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله سيجدد في اطلالته بعد ظهر غد في مهرجان القادة الشهداء تأكيد التمسك بالقانون النسبي وسط تساؤلات عن موقف الرئيس نبيه بري في هذا الشأن، رافع شعار الحرص على الميثاقية وعدم تجاوز رأي اي من المكونات السياسية الكبرى، تشير الى ان الحزب لا يبدو في وارد التراجع عن قراره ولو ادى الى تعطيل الاستحقاق الانتخابي، لان سهام مفاعيل السير بأي قانون غير الذي يطرحه ستصيبه في الصميم وتقلّص نفوذه السياسي في الداخل في مرحلة يحتاج فيها اكثر من اي يوم مضى الى تثبيت هذا النفوذ نسبة للتطورات الاقليمية التي قد تفرض عليه عودة غير بعيدة من سوريا، بدأت طلائعها تظهر على اكثر من صعيد. بيد ان محاولة عرقلة الاستحقاق اذا ما مرت داخليا وهو شأن مستبعد جداً، يحرص على تجنبه عرابو العهد، فانها لن تمر خارجيا في ضوء الرسائل المتتالية التي يوجهها المجتمع الدولي للقوى السياسية كافة بوجوب احترام المهل الدستورية واجراء الانتخابات في موعدها، وآخرها من الاتحاد الاوروبي، واذا استدعى الامر، تختم الاوساط، فان دولا غربية سترسل موفديها الى بيروت لنقل رسائل مباشرة تحث المسؤولين على انجاز الاستحقاق في موعده.

 

نصرالله للإسرائيليين: ستتفاجؤون بما نخفيه وهو ما سيغيّر مسار أي حرب

وكالات/16 شباط/17/أحيا "حزب الله" عصر اليوم، ذكرى "القادة الشهداء" السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب وعماد مغنية، بحفل تحت شعار "سادة النصر"، تحدث فيه الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، وحضره سفير الجمهورية الاسلامية في إيران محمد فتحعلي، سفير سوريا علي عبد الكريم علي، قيادات سياسية وحزبية واجتماعية وعلماء دين وممثلون لقيادات عسكرية وامنية وعوائل الشهداء. بعد آيات من الذكر الحكيم تلاها المقرىء محمد علي أمهز، والنشيد الوطني فنشيد الحزب، ثم تقديم لعريف الحفل الشاعر علي عباس، عرض نشيد مصور بعنوان "سادة النصر"، أطل بعده نصر الله عبر شاشة، فوجه "التحيات لارواح المحتفى بهم وللثورة الاسلامية في ذكراها"، وقال: "نحن نصر على احياء هذه المناسبة في 16 شباط من كل عام تعبيرا عن حبنا لهؤلاء القادة الشهداء، ولتعريف الاجيال بهم، ولكي يعرف الجميع ان صورتنا الحقيقية، صورة حزب الله في لبنان، هي صورة السيد عباس والشيخ راغب والحاج عماد، فهم نموذج وقدوة في حياتهم وسيرتهم واخلاقهم وتواضعهم وجديتهم واخلاصهم وفي ترفعهم من الصغائر وشموخهم الى مستوى قضايا الامة". أضاف: "ان التعريف بهؤلاء القادة الشهداء هو من الواجبات الاخلاقية على كل الناس وعلى كل من ينعم بالامن والكرامة والعزة ببركة دماء هؤلاء، فالنصر تحقق على ايديهم عندما كانوا احياء، وهم سادة النصر الذي تحقق بعد شهادتهم لانهم صنعوه بدمائهم، وهم سادة كل نصر آت الى قيام الساعة". وتابع: "لقد وقع شهداء قادة خلال العام المنصرم في سوريا والعراق، وفي الخطوط الامامية، وهؤلاء هم ايضا سادة النصر. ونحيي المجاهدين المرابطين في الجبال العالية وسط البرد والصقيع والثلج، وضباط وجنود الجيش اللبناني، وضباط وجنود الجيش السوري، وهم يحمون بلدهم وبلدنا من الارهابيين والمتربصين بنا". وقال نصرالله: "ان المقالات والتقديرات الاسرائيلية، ومثلها المؤتمرات، تحدثت عن البيئة الاستراتيجية في المنطقة، وخلاصة ما قالوه هو التهويل المستمر على لبنان، وسيناريوهات هذه الحرب، وما ستفعله اسرائيل بلبنان في حربها الجديدة. وفي كل هذا المناخ يحتل حزب الله المرتبة الاولى في التهويل عندهم، ثم ايران ثم المقاومة الفلسطينية، دون ذكر لخطر الجيوش العربية".

أضاف: "على اللبنانيين والمقيمين في لبنان، مقاربة هذا الامر من زاوية ان هذا الكلام نسمعه منذ الحرب 2006 ولكن ما نراه هو الامن والامان في لبنان. قد يأذن ترامب لاسرائيل بشن حرب، ولكن حتى الان الصورة غير واضحة لدى الادارة الاميركية".

واستبعد "أي مخاوف من هذه التحليلات ومنها احتمال تشجيع ترامب لاسرائيل"، وقال: "الظروف السياسية عند اسرائيل لشن حرب على لبنان موجودة دائما والغطاء الاميركي متوافر، ومثله غطاء عربي". وسأل: "هل يربحون الحرب ويحققون اهدافهم وبخسائر ممكنة على صعيد الجهة الداخلية عندهم؟".

وقال: "ان ما تمثله المقاومة من قوة وما تمثله بيئة المقاومة في احتضان هو عنصر اساسي الى جانب الجيش، والموقف الثابت والراسخ لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن هذه البيئة مستعدة لاعلى مستويات التضحية، وهذه عوامل تردع اسرائيل اليوم وفي المستقبل عن شن حرب".

واشار الى ان "الظروف السياسية لشن حرب على لبنان موجودة دائما والغطاء الاميركي موجود دائما وللاسف الغطاء العربي موجود ايضا دائما".

وقال: "أدعو اسرائيل ليس فقط الى اخلاء خزان الامونيا في حيفا بل الى تفكيك مفاعل ديمونا النووي. السفينة التي تأتي الى البحر وتحمل الامونيا لكل المنطقة تمثل 5 قنابل نووية. والبعض اعتبر أن اخلاء خزان الأمونيا في حيفا هو مؤشر على قرب الحرب على لبنان، لكن نحن نقول أنه مؤشر على ايمان العدو بقدرات المقاومة". أضاف: "ان لواء غولاني الذي يصفونه بانه النخبة بين جيوش العالم، شاهدناه كيف تمزق وانهزم في غزة عام 2014، وذلك بعد 8 سنوات على هزيمتهم في لبنان العام 2006".

وطالب "وسائل الاعلام المحلية والامنية بالذهاب الى الجنوب ومشاهدة ما يبنيه العدو من جدران، وعن خطط لحماية مستوطناتهم في شمال فلسطين المحتلة"، مؤكدا أنه "بفعل تضحيات هؤلاء القادة والشهداء لجأ العدو الى بناء الجدران وزرع الالغام"، لافتا الى أن "تبدلات طرأت على الوجدان الاسرائيلي".

وتطرق الى مسألة التهويد التي تمارسها اسرائيل في فلسطين المحتلة في القدس، وفي صلب الاراضي في الضفة الغربية، والاتجاه الى بناء الان الوحدات السكانية فيها والاعتقالات والحديث عن نقل السفارة - الاميركية الى القدس والتخلي الاميركي عن فكرة حل الدولتين، فقال: "هذا لا يعنينا كمقاومة وكل هذا يعني وفاة المسار التفاوضي". أضاف: "نضع كل هذا التهويل والوعيد في دائرة الحرب النفسية، وستفاجأون بما نخفيه وهو ما سيغير مسار أي حرب اذا اقدمتم عليها". وانتقد نصر الله "غياب القيم لدى الانظمة العربية واتباع هذه الانظمة"، مشيدا ب-"كلام الرئيس عون في خطابه في الجامعة العربية والمتعلق بخطر اسرائيل واشادته بالمقاومة". ووصف "شهادة نتنياهو بأنها وصمة عار على جبين بعض القادة العرب، عندما قال أن غالبية هؤلاء لم يعودوا في حق العداء لاسرائيل"، مشيرا الى "غياب دور الحكام العرب الا في الحض على الحروب في سوريا واليمن ومعاداة ايران".

وخاطب الشعب الفلسطيني قائلا: "القادة الشهداء الذين نحتفي بهم اليوم، أقول لكم انهم كانوا فلسطينيين أكثر مما كانوا لبنانيين". أضاف: "ان سقوط الاقنعة وسقوط المنافقين الذين كذبوا عليكم لعشرات السنين بانهم يدعمونكم، يجب أن يكونوا مدعاة أمل لكم وليس لليأس لان الاقنعة سقطت. أدعو الشعب الفلسطيني الى الثقة بخيار المقاومة".ونوه ب-"العمليات الفردية التي يقوم بها شبان فلسطينيون ضد العدو في انتفاضة القدس"، مؤكدا أن "المنطقة لن تبقى كما هي ولا أميركا ايضا، فالمنطقة تتغير ومشاريع تتهاوى وتسقط ومن قلب المعاناة تولد أجيال وأجيال ستصنع الانتصارات وستغير وجه المنطقة".

وتطرق الى قضية البحرين، فنوه نصر الله ب-"ثبات قادة الحراك السلمي فيها وشعب هذا الحراك، بالرغم من القمع الذي تعرض له شعب البحرين، هذا الشعب الذي لم يحمل ولن يستخدم السلاح، هذا الشعب الذي يتمسك بايمانه وتمسكه بحقه". وتطرق الى أحداث اليمن والتي شارفت الحرب عليها على السنتين، مؤكدا أن "اسرائيل شريكة ماديا في هذه الحرب، اضافة الى مرتزقة سودانيين ومن أفغانستان وباكستان والاردن وغيرها من الدول". وقال في كلمته للقادة الشهداء: "اننا باقون هنا لمواجهة كل هذه المشاريع التي تستهدف أمتنا ومستقبلنا سواء كانت اسرائيل أو داعش أو الجماعات التكفيرية. ان الانتصار سيتحقق على المشروع الاميركي السعودي - الاسرائيلي الذي اسمه داعش".

 

حركة الارض دافعت عن غلوريا ابو زيد: لماذا الحرب على المثالية الوظيفية

وكالة اخبار اليوم/16 شباط/17/اشارت حركة الارض اللبنانية في بيان لها اليوم الى ان المدير العام للمشروع الاخضر بالوكاله ومديرعام التعاونيات السيدة غلوريا ابو زيد هي رمز الادمية الوظيفية في الدولة اللبنانية، لافتة الى انها تتعرض لنوع من المضايقات بممارسة وظيفتها التي تتحكم فيها القوانين المرعية الاجراء، علماً ان الكل يشهد لمناقبية عملها ومسارها وتفانيها في خدمة الناس. وسألت حركة الارض: لماذا اليوم الحرب على المثالية الوظيفية في وزارة الزراعة، وهل هي مرتبطة بمزاج الوزير او بأحترام القوانين. وتمنت على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري التنبه لحق المدير العام في تنفيذ القانون.

 

الأمن على الطريقة الحزبيّة.. بديلا من الجيش النظامي

سلوى فاضل/جنوبية/16 فبراير، 2017

الأمن من مهام السلطات الرسمية عادة، لكنه بات خاصا أي عبارة عن شركة كمعظم الشركات، تتبع دول وأنظمة وأحزاب لتأمين حماية، من غير الممكن توفرها في الجيش النظاميّ لهذه الفئة او تلك. فما هو كل من دور "سادات التركية" و"الحرس الثوري الايراني"؟

اكتسبت في الآونة الأخيرة شركات الأمن الخاص والتي كانت تعرف بـ”كلاب الحرب“، شهرة خاصة حيث تغيّر اسمها ليصبح “شركات أمن خاصة”. وقد ظهرت شركة “سادات” التركية ضمن هذا الاطار.

في لبنان فلا يمكن الحديث الا عن جهة حزبية واحدة مسلحة خارج سلطة الدولة ونعني حزب الله ، فرغم وجود الاجهزة الرسمية الامنية مثل الامن العام ومخابرات الجيش وفرع المعلومات الرسمي، الا انه في لبنان ثمة أمن مواز هو أمن حزب الله الذي يفرض نفسه بقوة الامر الواقع بسبب الدعم السوري والايراني والذي استمر بعد عام 2000 تاريخ الانسحاب الاسرائيلي من لبنان، والجناح العسكري للحزب اليوم منهمك في القتال في سوريا الى جانب النظام السوري على الرغم من ان لبنان الرسمي نأى بنفسه عن الصراع الاهلي في سوريا.

والسرية تطبع الاجهزة الامنية بطابعها دوما، اذ لا يمكن، مثلا، لأي شخص الوصول الى عناصر الجهاز الأمنيّ في أي بلد كان، خاصة لدى التنظيمات المُغلقة كحزب الله مثلا في لبنان، علما ان الحرس الثوري الايراني، وهو القوة الموازية للجيش الوطني يهيمن على مفاصل الدولة في ايران، السياسية والعسكرية والاقتصادية بغطاء من الولي الفقيه ممثل الارادة الالهية على الارض كما يؤمن بذلك افراد الحرس.

ويمكن القول أن الحرس الثوري الإيراني له عدة نسخ عالمية مشابهة، وأصاب هذا الحرس شهرة أعلى من شهرته السابقة بسبب مشاركته بالحرب في سوريا، وذلك بسبب  مشاركة قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني العلنية ببعض الاعمال العسكرية والدعائية.

ويصل عديد الحرس الثوري الايراني يصل الى۱۲۰ ألفا.وهو رقم مبالغ فيه حيث ان هذا العدد يتفوق على عديد الجيوش النظامية لأي دولة في المنطقة. علما ان الحرس الثوري الايراني أنشىء بعيد الثورة الاسلامية ضد الشاه، بأمر من الامام الخميني. وكان الهدف من إنشاء الحرس الثوري هو إقامة توازن مع الجيش النظامي. أما في تركيا الاردوغانية، فقد ظهرت مؤخرا شركة أمن خاصة، تعرف باسم “سادات”، هي أشبه بشركة “بلاك ووتر” الأميركية، لدرجة انها سميت “بلاك ووتر تركيا” أو”الحرس الثوري التركي”.

علما انه لشركة “سادات” أدوارا في سوريا ايضا على غرار الحرس الثوري الإيراني، ومهامها ايضا عبارة عن تدريب جهاديين للقتال في سوريا، مثل فصائل الجيش الحرّ حركة احرار الشام وتعريفهم على فنون الحروب النظاميّة وغيرالنظاميّة في معسكرات خاصة تابعة لها، والقيام بمهام سرية غير نظيفة لا تتناسب مع مهام البوليس التركي، اضافة الى تشكيل جيش سريّ مواز للجيش الرسمي لمواجهة أية محاولة انقلاب جديدة على غرار ما حصل في 14 تموز من العام 2016، وخدمات تدريبية واستشارية لحوالي 10 دول إسلامية.

هذه المهام الكبيرة ملقاة على عاتقها، حيث انها تتشابه  كثيرا مع “الحرس الثوري الايراني” و”المكافحة” الخاصة بحزب الله، الى انها ذات صبغة دينية، حيث تضم في هيئتها العليا قيادات تحمل أفكارا دينية متشددة، لكن في خريطة عمل تشبه الى حد بعيد “بلاك ووتر”. اذ يمكن القول ان الأمن هو الأمن الا ان العقيدة هي المتحركة والقابلة للتحرك بحسب الوعاء الذي توضع فيه. فمع تسليم “سادات” مهمة إعادة هيكلة الجيش التركي، عمد القيمون على هذه الشركة الى خفض عديده من 561 ألفاً إلى 351 ألفاً جندي على مختلف الرتب، تحت حجة قانون الطوارئ ليحفظ الرئيس رجب طيب أردوغان نفسه وأمنه وسيطرته على غرار الحرس الثوري الإيراني .وهذا النوع من الأجهزة الأمنيّة والعسكرية هو جهاز استخباراتي، يصل عددها في تركيا مثلا الى15000 وهم مدربون على أقسى أنواع المواجهات. وشركة “سادات” يقول مناوئون للنظام التركي انها تشبه مجموعة “أس أيه” الجناح العسكري للحزب النازي التابع لهتلر والتي كان يكلفها بمهام الاغتيالات غالبا. ومؤخرا، في العراق خرج الى العلن “الحشد الشعبي“، الذي يضم عددا من الفصائل الشيعية التي دربتها ايران ونشرت عقيدة ولاية الفقيه في بعض فصائلها، علما انه تم تشريعه مؤخرا بحيث صار رديفا للجيش النظامي العراقي. وللحشد دوره في مواجهة الدواعش ومراقبة الامن في المدن والقرى التي يحررونها. والحشد مؤلف من حوالي 67 فصيلاً، تبلغ ميزانيته حوالي 160 مليار دينار عراقي. بالمقابل، هناك شركات أمنيّة عالمية كشركة “بلاك ووتر” الشهيرة، والتي لعبت دورا بارزا في العراق عام 2003  علما انها تأسست عام ،1996 وهي عبارة عن جيش من المرتزقة تضم أفرادا من كافة الدول الغربية، ومهامها متنوعة منها الأمني ومنها غير الأمني.

 

نصرالله وفنون التعتيم على مجازر الممانعة من سوريا إلى إيران

نسرين مرعب/جنوبية/ 16 فبراير، 2017

انفعل السيد حسن نصرالله عند حديثه عن مظلمة اليمن والبحرين، فالسيد العادل لا يبصم على الظلم!

أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في إطلالته اليوم الخميس في مناسبة ذكرى القادة الشهداء رفع من مستوى التهديد الإسرائيلي للبنان، ليؤكد بذلك أنّ الضمانة هي البيئة الحاضنة للمقاومة وللوطن في مرحلة يتآمر فيها العديد من العرب ضد حزب الله.

هذا الخطاب الحاد اللهجة الذي وجّه به نصرالله تهديداً لإسرائيل داعياً اياها إلى تفكيك مفاعل ديمونا النووي، لأنّ صواريخه سوف تستهدفه أينما نقل، أقرب إلى الخرافة منه إلى الواقعية، حيث أنّ السيد وهو يرفع إصبعه في وجه اسرائيل لم يتوقف لا عند الفلسطينين ولا عند عرب 48 ولا حتى عند الدول العربية المجاورة، والتي جميعها سوف يلحقها الضرر من استهداف المفاعل في حال لم يستجب العدو لتهويله ويفككه. إلا أنّ النقطة الأهم في خطاب السيد لا تتمحور حول لازمة “اسرائيل “التي يكررها في كلّ مناسبة ليؤكد لنا أنّه مقاومة وليس ميليشيا أضاعت البوصلة، وإنّما حول الإنسانية العمياء التي طغت وهو يتحدث عن دولتي البحرين واليمن، والإعدامات وإرهاب الدول العربية وفي مقدمتهم السعودية. نصرالله الذي تحدث عن مرتزقة تجندهم السعودية ليقاتلوا بالوكالة عنها، لم يتوقف عند كون حزبه هو أيضاً مرتزقة يقاتل بالوكالة عن الولي الفقيه تحت شعار طريق القدس، كما لم يلتفت في خطابه “الإنساني – الضميري” إلى سوريا، وإلى تقريرين صدرا عن منظمة العفو الدولية، الأوّل يوثق المذابح التي يشهدها مسلخ أو سجن صيدنايا، والإعدامات التي بلغت 13000 في عدد تقريبي، كما تضمن شهادات قاسية تتحدث عن أساليب التعذيب المروعة التي تمارس في سجون الأسد.

والثاني، يوثق ما تشهده السجون في الجمهورية الإيرانية الإسلامية من أساليب وحشية في التعذيب يتصدرها الجلد وبتر الأطراف، والإعماء القسري، وذلك لقضايا تتعلق بالحريات، هذه الحريات التي لا يفهمها لا نظام الأسد ولا الولي الفقيه.

نصرالله الذي لم تتحرك إنسانيته لـ “نورا” طفلة درعا، التي سجنها النظام عوضاً عن أبيها وهي ابنة الـ11 عاماً ليغتصبها سجانوه في سجونه السوداء، وتحقن بعد ذلك بالهرمونات. لم يتوقف أيضاً عند الطفل عبدو، والذي حينما كان هو يجاهر بإنسانية تجاه البحرين واليمن، كان عبدو الذي فوجئ بساقيه قد “سحلتا” بالقصف الهمجي لطائرات الأسد يصرخ “بابا بابا شيلني”! إنسانيتك يا سيد نصرالله، تقف عند طفل البرميل، عند وجه عمران، عند قدمي عبدو، وعند براءة الطفلة نورا، إنسانيتك تنتهي في زنزانات الأسد والولي الفقيه.    

 

الجديد_وكر_الفتنه: من الحريري إلى نصرالله وصولاً إلى الإمام!

خاص جنوبية 16 فبراير، 2017/انتقل مناصرو حركة أمل إلى الجبهة الإلكترونية، في إطار متابعة الحملة الموجهة ضد قناة "الجديد" على خلفية ما ورد في حلقة برنامج "دمى كراسية" وما اعتبروه مهين بحق الامام موسى الصدر. وقد تصدر هاشتاغ #الجديد_وكر_الفتنه الترند في لبنان.

تستمر حملة الهجوم على قناة “الجديد” من قبل مناصري “حركة أمل”، فبعد غزو “الفالنتاين” وما تخلله من إعتداءات ورشق بالحجارة  و“المولوتوف” إحتجاجا على ما جاء في حلقة دمى كراسية” وما اعتبروه فيه إهانة للإمام موسى الصدر، إنتقل المناصرون إلى العالم الإفتراضي لشن حرب إلكترونية على الجديد عبر إطلاق عدد من الهاشتاغ المناهضة لها. هذه الخطوة التي سبقها حجب المحطة عن قنوات البث الفضائي في الضاحية، ويستمر مناصرو أمل بحملتهم التي وعلى ما يبدو أنها ممنهجة حيث يسعى ويدعوا هؤلاء لمقاطعة المحطة والتي بالفعل تراجع عدد متابعيها على موقع “تويتر”. وقبل يومين تصدر هاشتاغ #حمله_مقاطعه_الجديد الترند في لبنان، وليل أمس أطلق الناشطون هاشتاغ جديد بعنوان ” #الجديد_وكر_الفتنه ” في إطار الحملة ضد التلفزيون والقيمين عليه. وكانت “الجديد” قد عرضت في نشرته المسائية مساء أمس تقريرا إتهمت فيه  الملازم الاول في قوى الامن حسين دمشق  وهو نجل القيادي في حركة أمل رئيس شرطة مجلس النواب يوسف دمشق المعروف بـ “أبو خشبة” أنه لعب دورا في الإعتداء الذي جرى أمس الأول على مبنى التلفزيون، وانه قام بسحب المتظاهرين بعفوية تامة، وتعامل بلطف مع المهاجمين أثناء الهحوم. وقد أصدرت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي كتابا نفت ما جاء في التقرير مؤكدةً أن دمشق لم يعمل يوما خارج أوامر مؤسسة قوى الامن الداخلي.  وقد كان يوم أمس مكلفا من قبل قوى الامن الداخلي بمهمة حفظ الامن والنظام في محيط مبنى قناة “الجديد”.

 

حزب الله تضامن مع «الجديد» فردّ مناصروا «أمل».. ماذا لو كان نصرالله؟

خاص جنوبية 16 فبراير، 2017/لم يتوقع محازبو حركة أمل، أن يكون من بين المتضامنين مع قناة الجديد أحد أشقائهم في حزب الله، الأمر الذي أشعل الجبهة المجازية، ضد الحزب من قبل مناصري حركة أمل. انعكست غزوة الفالنتاين سلباً على الثنائية الشيعية، فحزب الله لم ينأى بنفسه، وإنّما تضامن مع “الجديد” وذلك في اتصال من قبل عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله مع المشرفين على المحطة، أشارت إليه الأخيرة عبر موقعها الالكتروني. إذا، حزب الله الذي في مرحلة سابقة احتشد انصاره لإحراق مبنى الـlbci وذلك على خلفية تقليد شخصية السيد حسن نصرالله في البرنامج نفسه، بينما لم يجد في طرح قضية موسى الصدر بأسلوب غنائي والتمليح لدولة الرئيس نبيه برّي أنّه يعلم خفايا التغييب إي إساءة، بل على العكس انتقد ضمنياً التحرك الذي قامت به الحركة وذلك باتصال النائب فضل الله بالقناة.

هذا الموقف من الحزب، قوبل بردة فعل عنيفة من مناصري حركة أمل عبر مواقع التواصل الإجتماعي، فعلّق حسن ضاحي وهو أحد أنصار الحركة عبر صفحته فيسبوك منتقداً هذا الإتصال:

“النائب حسن فضل الله يتصل متضامناً مع قناة الجديد التي اساءت الى قضية الامام الصدر، واتهمت الرئيس بري بالمشاركه في خطف الامام. بس كنت حابب اعرف موقف حسن فضل الله لو الجديد مثلا اتهمت سماحة السيد حسن بالمشاركه بقتل الشهيد عماد مغنيه شو كان عمل كان هوي أول متظاهر متل ما ممنوع الاسأه للسيد حسن ممنوع الاسأه للأخ الرئيس عيب هيدا الحكي وعلى الأخوه في حزب الله توضيح الموضوع”.

فيما كتب مغوار أمل “عندما تطاولت ال #LBC على سماحة السيد حسن نصرالله في برنامج “بس مات وطن” كنا نحن شباب حركة أمل أول المستنكرين ضد القناة وهجمنا عليها اما عندما تتطاولو على امام المقومة والوطن تضامنو مع القناة شكرا” ايها الاخوة في حزب الله شكرا” حسن فضل الله تعودنا على الطعن بالضهر ولكن نحن اقوياء و لا نريد دعمكم ادعموا اشباهكم فإن الطيور على اشكالها تقع#الا_موسى_الصدر”.

بدوره محمد العربي انتقد كل من الحزب والتيار الوطني الحر بتدوينة فيسبوكية تضمنت “وكالعادة،، جماعة حزب الله وجماعة عون شايفين انو الجديد على حق”.

في سياق آخر، انتقدت بعض الوجوه الشيعية المقربة من حزب الله ما قامت به الحركة بشكل علني، فكتب عماد مطر عبر صفحته تويتر:

“كشيعي يؤسفني بيان مجلس الشيعي الاعلى

الذي أدان الضحية وناصر الجلاد

فهل من الأخلاق الإسلام الإعتداء على الناس بشكل غوغائي

#حملة_مقاطعة_الجديد”.

فيما غرّد حسين بيضون:

“الإمام السيد موسى الصدر رمز.

نبيه بري مجرد سياسي (حرامي، بلا زعل)

الجديد شتمت برّي وليس الإمام السيد

#متضامن_مع_الجديد”.

 

زحمة مشاريع انتخابية: باسيل يضرب من جديد

منير الربيع /المدن/الجمعة 17/02/2017

في ثلاثة اقتراحات، يدور البحث بين الأفرقاء للخروج بقانون انتخابات جديد. مشروع الثلاث عشرة دائرة المطروح بقوة من الثنائي الشيعي، القانون المختلط المعدّل والمستحدث، الذي أصبح متبنّياً من القوات اللبنانية وتيار المستقبل، فيما الاقتراح الثالث هو صيغة جديدة تقدّم بها الوزير جبران باسيل أخيراً وعرضها على الأطراف كافة لدراستها. كل هذه الاقتراحات عملياً، أصبحت تهدف إلى ما هو أبعد من الاستحقاق الإنتخابي. لان التفكير يصب نحو آلية إدارة البلد وكيفية الامساك بزمام القرارات فيه بعد الانتخابات. لذلك، فإن الاقتراح القواتي، الذي تبناه المستقبل مع بعض التعديلات، هو للالتفاف على النسبية الكاملة التي أعلن الدكتور سمير جعجع رفضها، لكونها تسهم في تحجيم حصة القوات وتحرم المسيحيين من اختيار أكثر من خمسين نائباً مسيحياً بأصواتهم. وهذا التحرك جاء بعد معلومات عن قبول النائب وليد جنبلاط بالنسبية، على قاعدة حماية التنوع وحجب الصفة الاحتكارية عن الثنائي المسيحي الذي سيحصل بفعل القانون المختلط على خمسين نائباً يشكلون ثلثاً معطلاً في المجلس النيابي. هذا أيضاً، ما يرفضه الرئيس سعد الحريري، الذي يرفض النسبية الكاملة، لأنها لا يمكن أن تستقيم في ظل وجود السلاح إذ لا يمكن لأي مرشح معارض لحزب الله أن يترشح في أي من مناطق الجنوب والبقاع، وحتى لو ترشّح فهو لن يستطيع خوض معركته الانتخابية خوفاً على نفسه، وفق ما يعتبر النائب عقاب صقر، الذي يؤكد لـ"المدن" أن المستقبل يتمسك بصيغة المختلط، وأن العمل مستمر مع الجميع للوصول إلى صيغة ترضي الجميع.

في مقابل هاتين الصيغتين، برزت صيغة جديدة طرحها باسيل، وهي ما يعتبره البعض المؤيد للنسبية الكاملة، بأنها إلتفاف عليها، وتصب في خانة تعديل ضمني لإتفاق الطائف من خلال فرض مثالثة سياسية في المجلس النيابي، عبر حيازة الثنائية المسيحية على ثلث المقاعد. ويراعي اقتراح باسيل، وفق مصادر متابعة، هواجس الجميع، وهو ينطلق من صيغته القديمة، مع إدخال تعديلات عليها عبر تقسيم لبنان إلى 14 دائرة، على أن تكون الانتخابات على مرحلتين الأولى تأهيلية على أساس قانون الستين ووفق المشروع الأرثوذكسي، أي أن كل طائفة تنتخب نوابها، على الأساس الأكثري، على أن تكون المرحلة الثانية قائمة على الأساس النسبي، مع صوت تفضيلي. واللافت في هذا القانون، وفق المصادر، هو أنه يراعي أولاً هواجس النائب وليد جنبلاط، بدمج الشوف وعاليه ضمن دائرة انتخابية واحدة، لكنه يدمج جبيل وكسروان، والمتن وبعبدا. فيما يقسم بيروت إلى دائرتين انتخابيتين وليس إلى ثلاث. فيما يبقى البقاع على حاله، أي دائرة للبقاع الغربي، أخرى للأوسط، وثالثة للشمالي. أما في الشمال، فسيتم دمج كل الأقضية ذات الأكثرية المسيحية ضمن دائرة انتخابية واحدة، قضاء فيه غالبية مسلمة، للحفاظ على الاختلاط المذهبي والطائفي، وبذلك تصبح هذه الدائرة تضم، البترون، الكورة، زغرتا، بشري، والمنية الضنية. فيما تكون طرابلس دائرة لوحدها، وكذلك عكار. أما في الجنوب، فيعاد بحسب الصيغة دمج صيدا وجزين ضمن دائرة واحدة أيضاً مراعاة للاختلاط، ودائرة ثانية للزهراني وصور، ودائرة ثالثة لكل من حاصبيا مرجعيون، مع النبطية وبنت جبيل.

وتلفت مصادر سياسية إلى أن لدى تيار المستقبل وحركة أمل العديد من الملاحظات والاعتراضات على هذه الصيغة، فيما يُعتقد أن هناك مواقف اعتراضية أخرى غير ظاهرة حتى الآن، منها لدى تيار المردة، وربما الحزب التقدمي الاشتراكي، الذي تؤكد مصادره أنه منفتح على كل الخيارات بما فيها النسبية، شرط تأمين صحة التمثيل بالنسبة إلى الجميع، وعدم السعي لإلغاء أحد. ينقل زوار الرئيس سعد الحريري عنه قوله إن العمل جار لإقرار قانون جديد للانتخابات. ويشيرون إلى أنه متمسك بالمختلط مع القوات اللبنانية، وكذلك بالنسبة إلى القانون النسبي المقترح من قبل حزب الله وحركة امل بهدف حماية الطائف، لكنه يشترط للسير فيه أولاً توسيع عدد الدوائر قليلاً، وكيفية توزيعها وتقسيم المقاعد على أساسها، وإذ ما حصل ذلك، قد يوافق عليه مع النائب وليد جنبلاط. وهذا الكلام قد يقود إلى خلاصة مفادها أن القانون النسبي الذي سيتبناه المستقبل مع جنبلاط وحزب الله وحركة أمل، سيكون بمواجهة المختلط الذي يتمسك بها التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية. وإذا كان جنبلاط والحريري منفتحين على الصيغتين بشرط ارضائهما وتبديد هواجسهما، فإن الكلمة الفصل للصيغة التي ستكون إما للثنائي الشيعي أو للثنائي المسيحي.

 

أوبزيرفر: هذه السوق السوداء لحزب الله في أميركا

سامي خليفة/المدن/الجمعة 17/02/2017

تحظى حملة التبرع التي أطلقها حزب الله باهتمام المراقبين والصحافة العالمية، خصوصاً أن اعتماد الحزب التمويل الجماعي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي يعتبر أسلوباً جديداً يلجأ إليه الحزب. وقد رأت صحيفة أوبزيرفر البريطانية أن هذه الظاهرة الجديدة تأتي في سياق حاجة حزب الله الماسة إلى المال، والتي قد تزيد في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وتقول الصحيفة إن لدى حزب الله مغردين ديناميكيين على تويتر يشرحون للمانحين المحتملين مدى أهمية الأموال الخاصة بهم في تحقيق الجهاد. وفي حين أنه لا يمكن لأي شخص أن يشارك في المعركة بالأسلحة، يمكن لأي شخص أن يتبرع بالمال. وكل متبرع لحزب الله، يؤدي واجب الجهاد من خلال تمكين المقاتلين بالقتال. وكان حزب الله قد أطلق هاشتاغ #مشروع_تجهيز_مجاهد، وخلق ما يشبه حملة لجمع التبرعات في برنامج تلفزيوني من خلال شبكة تخصص قسماً من موقعها على الانترنت لهذه الحملة. وتظهر للمانحين المحتملين فيديوهات كثيرة عن حزب الله والجهاد، مع خيارات مختلفة لكيفية التبرع. وتعتبر أوبزيرفر أن حزب الله تلقى أموالاً من مختلف أنحاء العالم لسنوات طويلة. ورغم أنه من غير القانوني التبرع لـ"المنظمات الإرهابية"، فإن كثيراً من الأموال التي استلمها الحزب كانت من مواطني الولايات المتحدة. وتشير الصحيفة إلى أنه على مدى العقد الماضي أو نحو ذلك، أجرى مكتب التحقيقات الفيدرالي العديد من عمليات التحقيق والاستقصاء، أسفرت عن معلومات في شأن مدى انتشار أنشطة حزب الله غير القانونية في الولايات المتحدة. وتكشف الصحيفة أنه في العام 2006، أبلغ النائب إدوارد رويس الكونغرس أن مكتب التحقيقات الفيدرالي يسعى جاهداً لمتابعة 200 قضية لجمع الأموال لمصلحة حزب الله في الولايات المتحدة. ووفق رويس: "معظم هذا النشاط قد تم ربطه بجمع التبرعات، وتحديداً محاولات استخدام بطاقات فيزا وماستركارد للحصول على أموال مزورة لدعم حزب الله، جنباً إلى جنب مع أنشطة جمع الأموال لأغراض إجرامية أخرى". ولا تنحصر وسائل التمويل، وفق الصحيفة، بالتبرعات. فتهريب السجائر في السنوات الماضية من الجنوب إلى ولاية ميتشيغان، وتحديداً ديترويت، وبيعها بسعر أدنى من السوق، وتجنب الضرائب الاتحادية وضرائب الولاية، أسفر عن وصول مئات الملايين من الدولارات الأميركية إلى حزب الله. كما أن شركات الملابس المزيفة، وحقائب اليد والأحذية التي تعمل انطلاقاً من ولاية نيوجيرسي، وتباع في الجانب الشرقي من نيويورك والحي الصيني، لها أيضاً صلة قوية بحزب الله، وفق أوبزيرفر. وكان العملاء الفيدراليون قد دهموا 32 مخزناً وصادروا مئة ألف تي شيرت، و75 ألف زوج أحذية رياضية مزورة من شركة نايك، و75 ألفاً من حقائب اليد المزورة، بالإضافة إلى مستودعات تقدر قيمتها بملايين الدولارات من المنتجات. وفي معظم الحالات، كانت أموال بيعها تذهب إلى حزب الله. وحتى سوق السيارات المستعملة، وفق الصحيفة، تشارك في تمويل حزب الله. ففي أوكلاهوما، على سبيل المثال، تم شراء السيارات وشحنها إلى غرب أفريقيا. وذهب 15 إلى 25% من أرباح تلك المبيعات إلى حزب الله، وفق وكلاء وكالة مكافحة المخدرات. ازاء ما سبق، دعت أوبزيرفر إلى العمل بجد مع إدارة ترامب الجديدة لمنع حزب الله من الحصول على المال لتقليص نفوذه.

 

تفاصيل الأخبار/الإقليمية والدولية

البنتاغون يقترح على البيت الأبيض نشر قوات في سوريا

الخميس 20 جمادي الأول 1438هـ - 16 فبراير 2017م/دبي - قناة العربية/نقلت شبكة "سي أن أن CNN" عن مصدر في البنتاغون أن وزارة الدفاع الأميركية ستقترح على الإدارة الأميركية نشر قوات قتالية دوريّة في سوريا لأول مرة خلال الحملة ضد "داعش". ووفق خبراء أمنيين في واشنطن فإن قرار نشر وحدات قتالية أميركية في سوريا سيمثل "تغييراً جذرياً بالنسبة للولايات المتحدة". البنتاغون شددت على أنها تدرس جميع الاحتمالات فيما يتعلق بالقضاء على "داعش". نشر قوات أميركية في مناطق نزاع حامية أمر شهده التاريخ مراراً، لكن إذا قررت الولايات المتحدة دخول سوريا بقواتها، فستواجه تحديات ربما لم تشهدها من قبل، أبرزها التحرك في خريطة عسكرية تشمل جهات وفصائل عدة. فلروسيا تواجد مكثف في أجواء الرقة وتدمر التي تعتبر الهدف الأول للقضاء على "داعش"، وفي محيط مطار دير الزور يتواجد "داعش" ويقوم طيران النظام بقصف مستمر ما قد يصعب من تنفيذ قوات أميركية أرضية لمهام في المنطقة. أما في إدلب فجبهة فتح الشام المعروفة باسم "جفش" لها تواجد كبير أيضاً، هذا غير الميليشيات الإيرانية التي تتواجد في حلب وريفها. تحد آخر هو تنفيذ الغطاء الجوي الذي قد تحتاجه القوات الأميركية للتحرك في الأراضي السورية، ما قد يتطلب تنسيقاً مع جهات ربما تفضل واشنطن عدم فتح قنوات اتصال معها.

ويقول ضباط عسكريون حاليون وسابقون إن ترمب يستطيع الوفاء بوعوده بإلحاق الهزيمة بسرعة بـ"داعش" فقط إذا قام بإرسال قوات برية أميركية كبيرة. من جهته أعلن المبعوث الأممي إلى سوريا، ستافان دي ميستورا أن المفاوضات السورية - السورية المرتقبة في جنيف، ستبحث القضايا المتعلقة بالدستور السوري، وإجراء انتخابات تحت رعاية الأمم المتحدة. وأعرب المبعوث الأممي من موسكو وخلال لقائه وزير الخارجية الروسي عن دعم الأمم المتحدة لمحادثات أستانا، مشيراً إلى أن محادثات جنيف ستكون في الثالث والعشرين من الشهر الحالي.

لافروف في لقاء أستانا

وقال "كنا نتطلع قدما للمجيء إلى هنا لمناقشة مبادرة أستانا والتي ندعمها تماما لأننا نرى أنها ركزت على وقف القتال والذي نعتبره بداية أساسية في أي مفاوضات مرتقبة، وأيضا فإنها ساعدت وتساعد في إحقاق محادثات جنيف التي ننوي عقدها في الثالث والعشرين من فبراير".

النظام يهاجم المعارضة

فيما قال رئيس وفد النظام السوري بشار الجعفري، الخميس، إن محادثات السلام التي جرت في أستانا لم تتمخض عن أي اتفاق جديد، بسبب الوصول المتأخر للمشاركين من وفد المعارضة المسلحة.

من محادثات سابقة في أستانا

وتجري المحادثات بوساطة روسيا التي تدعم حكومة نظام بشار الأسد وتركيا التي تدعم المعارضة المسلحة. وبدأت المحادثات في عاصمة كازاخستان، الخميس، متأخرة يوماً عن الموعد المحدد سلفاً، بسبب وصول مفاوضي المعارضة السورية متأخرين.

 

انتهاء مفاوضات أستانة بين المعارضة والنظام دون بيان ختامي

لندن- وكالات/الخميس، 16 فبراير 2017  م/قال وفد المعارضة السورية في مفاوضات أستانة، إنه تلقى تعهدا روسيا بوقف القصف على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية الموقعة على اتفاق وقف إطلاق النار، وشهدت على التعهد كازاخستان، بصفتها الدولة المضيفة للمفاوضات. وأوضح محمد علوش رئيس وفد المعارضة عقب انتهاء اللقاء، دون صدور بيان ختامي، إن الروس اقترحوا تقديم أسماء 100 معتقل لدى النظام السوري للإفراج عنهم، واصفا الطلب بأنه غير منطقي في ظل وجود آلاف  واختتم الاجتماع الرسمي حول الأزمة السورية في عاصمة كازاخستان أستانة، مساء اليوم الخميس، دون صدور بيان ختامي كما كان متوقعا، واكتفت الوفود بتصريحات صحفية. وعلى غير ما هو منتظر، جاءت تصريحات الوفود المشاركة في الاجتماع، لتؤكد بأنه لن يكون هناك بيان ختامي مشترك كما كان منتظرا، مما يلقي بظلال على جدية النتائج التي خرج بها المؤتمر. لكن علوش أكد أن الطلب سيدرس، وسيتم الرد على الجانب الروسي بشكل رسمي. وأشار إلى أن وفد المعارضة قدم شروحات كاملة، على مدار 4 ساعات للجانب الروسي، حول معاناة السوريين ابتداء بالقصف عبر المروحيات في إدلب ودرعا، والمجازر التي نفذها النظام، والاقتحامات التي جرت في الغوطة الشرقية. ولفت علوش إلى أن الحديث عن آليات الإفراج عن المعتقلين، والتفاوض عليها سيتم في أنقرة، لوضع آلية محددة للإفراج عن كافة المعتقلين، بالإضافة لآليات مراقبة وقف إطلاق النار. وقال إن الحديث عن "حصول اتفاق على آلية مراقبة تشرف عليه تركيا وروسيا وإيران، غير دقيق"، مشيرا إلى تصريحات إيرانية ذكرت ذلك. ورفض وفد المعارضة نقاش ورقة روسية مقتضبة، عن رؤيتها للحل في سوريا، وقال: "إنه لا يمكن البقاء على هذه الحالة بتبادل الأوراق، بل لا بد من مناقشتها بندا بندا، وذلك ما سيحدث في أنقرة". وعبر وفد المعارضة عن رفضه للدور الإيراني في سوريا، وشدد على ضرورة تطبيق حل عاجل يبدأ بوقف إطلاق النار. ولفتت المعارضة إلى أن مقترحها بإنشاء لجنة متابعة لوقف إطلاق النار، ممثلة بتركيا وروسيا، ووجود دور للمجموعة العربية الممثلة بالسعودية والأردن وقطر والإمارات، لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأنه. من جانبه قال ألكسندر لافرنتييف رئيس الوفد الروسي إلى محادثات السلام في أستانة اليوم الخميس إن فريق مهام مشتركا لروسيا وتركيا وإيران سيبحث مسائل التسوية السياسية في سوريا. وفي الجولة الأولى من محادثات أستانة التي عقدت في يناير/كانون الثاني نجحت روسيا وتركيا وإيران، في تثبيت وقف إطلاق النار الهش، بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية. ورفض وفدا الحكومة والمعارضة اللذان شاركا في جولة يناير/كانون الثاني من محادثات أستانة التفاوض بشكل مباشر والتوقيع على أي وثيقة آنذاك. ومن المقرر إجراء جولة جديدة من المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف الأسبوع المقبل.

 

وقف النار والدستور يسيطران على لقاء فرقاء سوريا بأستانا/دي ميستورا: محادثات جنيف ستكون في الثالث والعشرين من الشهر الحالي

الخميس 20 جمادي الأول 1438هـ - 16 فبراير 2017م/موسكو، أستانا - العربية.نت، رويترز/أعلن رئيس وفد المعارضة السورية، محمد علوش، أن الوفد المعارض أكد على إنشاء لجنة حول آليات مراقبة وقف إطلاق النار، بمشاركة تركيا وروسيا، مطالباً بدور عربي كبير فيها. وكشف علوش في نهاية محادثات السلام السورية بالعاصمة الكازاخستانية أن الأنباء عن التوصل لاتفاق حول تشكيل لجنة روسية إيرانية تركية غير دقيق. وتواصلت محادثات أستانا السورية، الخميس، بانتظار نجاح المساعي بلقاء موسع بين وفدي المعارضة والنظام، وإن تسربت أنباء عن استحالة ذلك.

وقال متحدث باسم الخارجية الكازاخستانية إن ثلاثَ جولاتٍ من المشاورات جرت صباح الخميس. وأكد أن المشاورات في يومها الأول ركزت على موضوع تثبيت وقف النار، مشيراً إلى أن موضوع مسودة الدستور السوري الجديد سيكون بين المسائل المطروحة للنقاش.

من محادثات أستانا يناير 2017

وأضاف أن روسيا وإيران وتركيا بصفتها الدول الضامنة لاتفاق الهدنة في سوريا، أعدت مسودات ووثائقَ عدة من المتوقع التوقيعُ عليها بعد إنجاز صياغتها خلال الجلسة العامة المقررة بعد ظهر الخميس.

روسيا تدعم التفاوض

فيما أعرب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أثناء لقائه المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، في موسكو، عن دعم بلاده مع تركيا وإيران لجهود وقف النار على كامل الأراضي السورية. وأكد لافروف أن بلاده "تدعم جهود تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2254".

 

تيلرسون: سنعمل مع روسيا لمصلحة أميركا فقط

الخميس 20 جمادي الأول 1438هـ - 16 فبراير 2017م/بون – فرانس برس/أكد وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، اليوم الخميس، لنظيره الروسي سيرغي لافروف أن واشنطن مستعدة للتعاون مع موسكو فقط في حال كان ذلك لمصلحة الولايات المتحدة. وقال تيلرسون في بيان عقب لقائه الأول مع لافروف، والذي انعقد في بون الألمانية، اليوم الخميس، إن "الولايات المتحدة ستفكر في العمل مع روسيا عندما نجد مجالات للتعاون العملي تفيد الشعب الأميركي". كما دعا روسيا إلى تطبيق التزاماتها بموجب "اتفاقيات مينسك" لوقف إطلاق النار في أوكرانيا. من جهته، اعتبر لافروف عقب لقائه نظيره الأميركي أن على روسيا والولايات المتحدة أن تتفاهما حين تتقاطع مصالحهما. إلى ذلك، أوضح لافروف أن موضوع العقوبات التي فرضتها واشنطن على موسكو في 2014 لم يتم التطرق إليه في هذا اللقاء الذي عقد على هامش قمة مجموعة الـ20 في بون، بحسب مشاهد نقلها التلفزيون الروسي العام.وقبل اللقاء بين وزيري الخارجية، كان لافروف قد أكد أن روسيا لا تتدخل "في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى". وقال لافروف رداً على سؤال يتعلق بالجدل الدائر في واشنطن حول الصلات المفترضة بين فريق دونالد ترمب وروسيا: "يجب أن تدركوا أننا لا نتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى".

وأضاف لافروف أن "المسائل التي سنناقشها كثيرة. وآمل أن نحدد معالم تعاوننا حيال كل واحد منها".

 

بوتين: يجب استعادة علاقات المخابرات الروسية والأميركية

الخميس 20 جمادي الأول 1438هـ - 16 فبراير 2017م/موسكو – رويترز/قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، إن من مصلحة روسيا والولايات المتحدة عودة الاتصالات بين أجهزة المخابرات في البلدين. وقال بوتين خلال اجتماع مع جهاز الأمن الاتحادي "من مصلحة الجميع استئناف الحوار مع أجهزة المخابرات في الولايات المتحدة ودول أخرى في حلف شمال الأطلسي". وتابع "من الواضح تماماً أنه يجب على الحكومات والمنظمات الدولية المعنية بمسألة مكافحة الإرهاب أن تتعاون فيما بينها".

ترمب يعد بمرسوم جديد حول الهجرة الأسبوع المقبل

 

الأميركي يؤكد أنه ورث أوضاعاً فوضوية داخل وخارج أميركا

الخميس 20 جمادي الأول 1438هـ - 16 فبراير 2017م/العربية.نت، وكالات/صرح الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الخميس، أنه ورث أوضاعاً فوضوية داخل وخارج أميركا، مشيراً إلى أن إدارته تقوم بمهامها بشكل متوازن ودقيق. وقال ترمب إنه سيعلن الأسبوع المقبل أمراً تنفيذياً جديداً بشأن الهجرة، سعياً إلى المضي قدماً بعدما علقت محكمة فيدرالية قراره حظر دخول اللاجئين ومواطني سبع دول. وذكر في أول مؤتمر صحافي منفرد في البيت الأبيض: "نحن بصدد إصدار أمر جديد وشامل جداً، بغية حماية شعبنا". من جهتها، طلبت وزارة العدل الأميركية، الخميس، من محكمة الاستئناف في سان فرانسيسكو التخلي عن إلاجراءات المتعلقة بمرسوم الهجرة الذي أصدره الرئيس الأميركي، موضحة أن السلطة التنفيذية تفضل مراجعة نسختها بدلاً من إضاعة الوقت في المحكمة. وكتب محامو الحكومة في مذكرة إلى المحكمة أنه "بدلاً من استمرار الخلاف أمام المحكمة، يعتزم الرئيس إلغاء المرسوم ليقرر بدلاً منه مرسوماً جديداً معدلاً في شكل كبير". ولفتوا إلى ان المرسوم الجديد "سيزيل ما اعتبرت المحكمة، في شكل مغلوط، أنه يثير قضايا دستورية. عبر التحرك على هذا النحو، سيتيح الرئيس حماية فورية للبلاد بدل مواصلة تحرك في القضاء قد يستمر لفترة طويلة"، لكن هذه المذكرة تعبر فقط عن رغبة لدى الحكومة ولا تنهي تلقائياً الخلاف القضائي المستمر. وتطلب الحكومة في الحد الأدنى أن يتم تعليق الآلية القضائية في انتظار صدور مرسوم جديد.

التحقيق في التسريبات التي أطاحت بمستشاره للأمن القومي

كذلك قال ترمب إنه طلب من وزارة العدل التحقيق في تسريب المعلومات الاستخباراتية التي أدت إلى الإطاحة بمستشاره للأمن القومي، مشيراً إلى أنها "تسريبات إجرامية" قام بها "أشخاص في الوكالات". وتابع: "نحن ننظر في ذلك بشكل جدي. لقد توجهت إلى كل المسؤولين في مختلف الوكالات، وطلبت فعلاً من وزارة العدل التحقيق في التسريبات". ونفى الرئيس الأميركي اتهام فريق حملته الانتخابية بالاتصال بشكل متكرر مع المسؤولين الروس، واصفاً ذلك بالأخبار كاذبة. وأضاف: "إنهم لا يعرفون شيئاً عن ذلك. لم يكونوا في روسيا، ولم يجروا أي مكالمة هاتفية مع روسيا. كما أنهم لم يتلقوا أي مكالمة هاتفية. كلها أخبار كاذبة".

ودافع ترمب عن مايكل فلين، قائلاً إنه لم يرتكب أي خطأ في إجراء محادثات مع السفير الروسي قبل التنصيب، لافتاً إلى أنه "كان يقوم بعمله فقط".

التنديد بـ"عدم نزاهة" الصحافة

كما هاجم بشدة "عدم نزاهة" الصحافة، مؤكداً أن "عدداً كبيراً من الصحافيين في البلاد لا يقولون لكم الحقيقة" و"مستوى انعدام النزاهة (لدى وسائل الإعلام) هو خارج السيطرة". وأشار ترمب إلى أن "غالبية وسائل الإعلام في واشنطن ونيويورك ولوس أنجلوس لا تتحدث من أجل مصالح الشعب بل للمصالح الخاصة ولمن يفيدون من نظام متصدع في شكل مؤكد". وأضاف: "أنا هنا مجدداً لأوصل رسالتي في شكل مباشر إلى الشعب" الأميركي.

 

السعودية.. تفكيك 4 خلايا لتنظيم "داعش" وإيقاف 18 متهماً

الداخلية: خلايا داعش في السعودية مكونة من 15 سعودياً ويمنيين اثنين وسوداني

الخميس 20 جمادي الأول 1438هـ - 16 فبراير 2017م/الرياض - العربية.نت/أعلنت وزارة الداخلية السعودية، الخميس، عن تفكيك 4 خلايا لتنظيم "داعش" في السعودية وإيقاف 18 متهماً. وقالت وزارة الداخلية، في بيان، إن خلايا "داعش" في السعودية انتشرت في مكة والمدينة والرياض والقصيم، وهي مكونة من 15 سعودياً ويمنيين اثنين وسوداني. وصرح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية، أنه امتداداً لما تقوم به الجهات الأمنية من خلال متابعتها المستمرة لأنشطة الفئة الضالة، وإحباط مخططاتهم الإرهابية الساعية للنيل من أمن المملكة واستقرارها، ‏فقد تمكنت الجهات الأمنية - في عمليات استباقية بدأت يوم السبت الموافق 14/5/1438هـ - من الإطاحة بأربع خلايا عنقودية إرهابية بكل من منطقة "مكة المكرمة - المدينة المنورة - الرياض – القصيم" نشط عناصرها بأدوار متنوعة، كتوفير مأوى للمطلوبين أمنياً، ومنهم طايع بن سالم بن يسلم الصيعري، الذي قتل في مداهمة وكر إرهابي بحي الياسمين بتاريخ 9 / 4 / 1438هـ، والانتحاريان اللذان فجرا نفسيهما باستراحة الحرازات بمحافظة جدة "خالد غازي حسين السرواني، ونادي مرزوق خلف المضياني عنزي، سعوديا الجنسية، والمعلن عنه بتاريخ 23-4-1438هـ"، ‏واختيار ورصد الأهداف وتمريرها للتنظيم في الخارج، والدعاية والترويج للفكر الضال لتنظيم "داعش" الإرهابي على شبكة الإنترنت، وتجنيد أشخاص لصالح التنظيم والتحريض على المشاركة في القتال بمناطق الصراع، وتوفير الدعم المالي لهم وأنشطتهم الإرهابية، مع امتلاك بعض عناصرها لخبرات ‏في صناعة الأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة، وتحضير الخليط المستخدم في تصنيعها وتأمينها للانتحاريين وتدريبهم على استخدامها.

وقد بلغ عدد عناصر هذه الخلايا المقبوض عليهم حتى الآن (18) شخصاً، منهم اثنان من الجنسية اليمنية، وآخر سوداني الجنسية، والبقية من الجنسية السعودية وهم كل من:

‏1- إبراهيم صالح سعيد الزهراني - سعودي الجنسية.

2- خالد عبدالرحمن محمد شراحيلي - سعودي الجنسية.

3- راجي عبده علي حسن - سعودي بالتجنس.

4- سعيد صالح سعيد الزهراني- سعودي الجنسية.

5- سليمان إبراهيم عبدالرحمن الفوزان- سعودي الجنسية.

6-صالح علي عبدالرحمن الشلاش- سعودي الجنسية.

7-عاطف صواب ظافر الشهري - سعودي الجنسية.

8- عبدالعزيز محمد عبدالعزيز السويد- سعودي الجنسية.

9- عبدالله إبراهيم سليمان العضيبي-سعودي الجنسية.

10-عبدالله حمود عبدالله العضيبي- سعودي الجنسية.

11- عبدالله محمد الحميدي المطيري- سعودي الجنسية.

12-عبدالملك حمد عبدالله الفهيد-سعودي الجنسية.

13-محمد حمد سليمان الفهيد- سعودي الجنسية.

14- معجل إبراهيم عبدالرحمن الفوزان - سعودي الجنسية.

15-مهند حمد صلاح الزيادي العتيبي- سعودي الجنسية.

16- أيمن عمر أحمد مقبل-يمني الجنسية.

17- خالد أحمد محمد باجعفر-يمني الجنسية.

18- مازن الأمين مختار محمد-سوداني الجنسية.

كما أسفرت العملية الأمنية عن ضبط عدد من الأسلحة الآلية، وأسلحة بيضاء ذات نوعية خطرة، بالإضافة إلى مبالغ مالية كبيرة تجاوزت "مليوني" ريال سعودي.

اللواء بسام عطية واللواء منصور التركي - وزارة الداخلية السعودية

كيف فككت السعودية 4 خلايا إرهابية في 5 أيام؟

من جانبه، كشف المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، اللواء منصور التركي، واللواء بسام عطية عن أن مهام الخلايا الأربع، التي أطاحت بها أجهزة الأمن السعودية تكمن في تدريب (الانتحاريين) على استخدام الأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة للقيام بعمليات إرهابية، فضلاً عن توفير المأوى لهم بالسعودية، والدعاية للفكر الضال وتجنيد أشخاص لصالح تنظيم داعش.

وأوضح اللواء التركي خلال المؤتمر الصحافي، الذي عقد عقب الإعلان عن تفكيك الخلايا الأربع في السعودية، أن العملية استغرقت 5 أيام بدءاً من السبت الماضي، وذلك عند اكتمال كافة المعلومات عن الإرهابيين وأماكن تواجدهم.

وقال اللواء التركي: "بعض العناصر المقبوض عليها يمتلكون خبرة في تصنيع أحزمة ناسفة والعبوات المتفجرة وتأمينها للانتحاريين".

وأضاف: "معظم المقبوض عليهم في الخلايا الأربع تجاوزت أعمارهم الـ 30 عاماً".

وأشار التركي إلى أنه ليس من الضرورة أن يعرف العناصر الأطراف التي يتم التعامل معها، مبيناً أن داعش يعمل على تغيير منفذي عملياته باستمرار: "تعاملنا مع الخلايا بعد أن تأكدنا من أن هؤلاء الأشخاص ينشطون على أراضي المملكة لخدمة أهداف داعش الإرهابي، لكن لم يكن لدينا أدلة واضحة حول طبيعة الأهداف التي يريدها التنظيم الإرهابي".

ونوه: "الخلايا كانت تستطلع الأهداف وتجند الأفراد لصالح داعش، والمضبوطات لها دلالات على الأهداف وربما كانوا بانتظار تجنيد الأشخاص المناسبين لهم لتنفيذ الأهداف أو موافقة التنظيم على المخططات المراد تنفيذها".

وعن الدعم المالي، أكد اللواء التركي أن وزارة الداخلية تعمل جاهدة للتنسيق مع الهيئات المالية المعنية لتجفيف موارد الإرهاب في المملكة وخارجها.

 

إلى أين تتجه علاقة حماس بإيران؟

الخميس 20 جمادي الأول 1438هـ - 16 فبراير 2017م/دبي – العربية.نت/عادت علاقات حماس مع إيران لتتصدر واجهة الهمس في الكواليس، بشأن طبيعة علاقات الحركة الفلسطينية مع محيطها العربي والإسلامي. الجديد كان في انتخاب يحيى السنوار قائداً للحركة في غزة، وكذلك إعادة الدفء لعلاقة حماس مع إيران على هامش العزاء بهاشمي رفسنجاني. ومع انتخاب حماس للأسير المحرر يحيى السنوار قائداً للحركة في غزة، تكون حماس قد قدمت الجيل الشاب عند التأسيس إلى الواجهة، ولكن فتحت أيضاً، سؤالاً كبيراً عن النهج الذي تأمل أن تسير عليه في السنوات المقبلة.

والأسئلة الكبيرة التي يكررها المتابعون في المنطقة العربية، تتعلق بعلاقات الحركة مع إيران، ولطالما حرصت حماس على وصف علاقاتها مع نظام طهران بالمتينة. فعلى لسان إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي للحركة في غزة حينها، جاء أن العلاقات متينة مع إيران وقديمة. إيران دولة وقفت مع "المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني منذ سنوات طويلة". وكثيراً ما ووجهت حماس بالسؤال من قبل الدول العربية عن سر حرصها على إعطاء الغطاء السني لسياسة إيران ضد جاراتها. وكان البرود اعترى العلاقة بين الجانبين، بعد تبني حماس لموقف مؤيد للثورة السورية، وعدم تأييد النظام السوري أو السياسة الإيرانية هناك عام 2011 وما بعده.أما أسامة حمدان، عضو المكتب السياسي للحركة ومسؤول العلاقات الدولية فيها، فأوضح في حديث لقناة الميادين الموالية لحزب الله عام 2013، أن حماس لن تقاتل في سوريا لا مع النظام ولا ضده، ما اضطر المكتب السياسي ورئيسه، إلى الانتقال من دمشق إلى قطر.

 

52 قتيلاً بتفجير في شارع مزدحم جنوب بغداد.. وداعش يتبنى

الخميس 20 جمادي الأول 1438هـ - 16 فبراير 2017م/بغداد - فرانس برس

قتل 52 شخصاً على الأقل، الخميس، في انفجار سيارة مفخخة وسط معارض للسيارات في بغداد، في اعتداء هو الأكثر دموية الذي يضرب العاصمة العراقية منذ بداية العام. وقال مسؤول في وزارة الداخلية إن عدد القتلى بلغ 52 شخصاً كما أصيب أكثر من 50 آخرين بجروح. وأكد مسؤولون في المستشفيات هذه الحصيلة. وصرح الناطق باسم عمليات بغداد، العميد سعد معن، أن "الاعتداء الإرهابي في معارض البيع المباشر في منطقة البياع جنوب بغداد كان بواسطة عجلة (سيارة) مفخخة مركونة". وأظهرت مشاهد بثها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي جثثاً متفحمة وممزقة وأضراراً جسيمة طاولت المنطقة المستهدفة، فيما كان الدفاع المدني يحاول إخماد الحرائق. وتبنى تنظيم "داعش" الذي وقع عند الساعة الرابعة بالتوقيت المحلي (1.00 بتوقيت غرينتش) وقت الذروة بالنسبة إلى هذه التجارة.

 

فرنسا: موقف أميركا من النزاع الإسرائيلي الفلسطيني ملتبس

الخميس 20 جمادي الأول 1438هـ - 16 فبراير 2017م/العربية.نت، فرانس برس/اعتبر وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إيرولت، أن موقف الولايات المتحدة من النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين "ملتبس جداً ويثير القلق"، وذلك إثر لقائه الخميس نظيره الأميركي، ريكس تيلرسون.وصرح إيرولت: "حرصت على التذكير بأن لا خيار سوى حل الدولتين بالنسبة إلى فرنسا. الخيار الآخر الذي تطرق إليه تيلرسون ليس واقعياً". من جهته، قال وزير الخارجية الألماني، زيغمار غابرييل، إنه قلق من أن تقضي زيادة المستوطنات الإسرائيلية على حل الدولتين وتزيد من خطر الصراع. ويأتي هذا فيما أشارت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، إلى أن بلادها ما زالت تدعم حل الدولتين.

 

السعودية: من استضاف القاعدة قد يستقبل "داعش"

الجمعة 21 جمادي الأول 1438هـ - 17 فبراير 2017م/الرياض - هدى الصالح/أبدى المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية السعودية، اللواء منصور التركي - في تعليق لافت خلال المؤتمر الصحافي الذي كشف فيه عن فكيك 4 خلايا لتنظيم "داعش" في المملكة - قلقه من أن الدول التي آوت عناصر وقيادات القاعدة بعد استهدافهم لا يُستبعد أن تأوي عناصر "داعش" الفارين من العراق وسوريا، نتيجة الضربات المكثفة التي تستهدفهم من قبل قوات التحالف. واعتبر التركي أن توجيه الضربات على "داعش" في كل من العراق وسوريا لن يمنع قدرته على تجنيد العناصر وبث أفكاره عبر شبكات التواصل الاجتماعي قائلاً إن "خطورة هذا التنظيم ستبقى حتى بعد القضاء عليه في كل من سوريا والعراق. فقدرته على استغلال المواقع تجعل خطورته باقية ومستمرة لأنه في مثل هذه الحالة الشبكات متواجدة ومستمرة، وبغض النظر عن مكان تواجدهم هناك دول راعية للإرهاب وآوت قادة تنظيم القاعدة عند استهدافهم، ولا نستبعد أن تكرر ما فعلته مع داعش، وأن تتولى توفير ملاذات أمنة لقادة التنظيم وتمكينهم من الاستمرار بتهديد الأمن والسلم العالميين". يشار إلى أن إيران سبق وأن استضافت عناصر وقيادات بارزة لتنظيم القاعدة، وهو الأمر الذي بدأت تتكشف فصوله أكثر يوماً بعد آخر وبالأخص عقب الإفراج عن مجموعة رسائل بن لادن والتي صادرتها القوات الأميركية من مسكنه في آبوت أباد، فكان إلى جانب تواجد أسرة بن لادن زوجاته وأبنائه في مضافات القاعدة بإيران قيادات هامة، من بينهم ناصر الوحيشي، القيادي الأبرز لتنظيم القاعدة في اليمن، وسيف العدل، نائب أيمن الظواهري زعيم التنظيم، وياسين السوري الذي رصدت له الولايات المتحدة 10 ملايين دولار أمبركي للقبض عليه. ومن ضمن شبكات القاعدة التي تم إيواؤهم في إيران كان أبو مصعب الزرقاوي، وأبو حفص الموريتاني، مسؤول اللجنة الشرعية لتنظيم القاعدة، ورمزي بن شبية مُنسّق عمليات 11 سبتمبر 2001، الذي اتخذ من إيران مقراً للتواصل مع المخططين، بالإضافة إلى سليمان بوغيث المتحدث الرسمي لتنظيم القاعدة، وصالح القرعاوي الذي تولى قيادة "كاتئب عبد الله عزام"، وعطية عبد الرحمن الليبي الذي تولى الإشراف على أسرة بن لادن بإيران، وعدد آخر كبير من الرموز والقيادات. ويعود تاريخ العلاقة بين تنظيم القاعدة وإيران إلى أواخر عام 2001، عندما لجأ إليها كثير من قياداتها إثر انهيار نظام طالبان في أفغانستان مع بدء الغزو الأميركي للأخيرة، وفق تقرير لمجلة فورين أفايرز الأميركية. كما أكد اللواء التركي على خطورة مواقع التواصل في عملية التجنيد وتنفيذ العمليات الإرهابية في عدد من الدول الغربية والعربية، وهو ما حذرت منه السعودية منذ سنوات ولم يأخذها الجتمع الدولي بجدية: "الحرب الإلكترونية والدعاية قضية تؤرق كل الدول. من تم استهدافها بعمليات داعش استغلت فيها مواقع التواصل الاجتماعي، وكانت المملكة قد عبرت عن انزعاجها من هذا الأمر كثيراً منذ البداية إلا أنه المجتمع الدولي لم يكن ملتفتاً كثيراً إلى هذه القضية باستغلال داعش لشبكات التواصل".

كذلك لفت المتحدث الرسمي إلى اتخاذ الشركات المالكة لهذه الشبكات مؤخراً تدابير وإجراءات للحد من قدرة التنظيم على استغلال المواقع في تنفيذ العمليات والتجنيد، منوهاً في حديثه: "داعش نجح بلا شك في استغلال مواقع التواصل واعتمد كثيراً في التجنيد والتمويل وتنفيذ العمليات عليها أكثر من أي وسيلة أخرى. كما استطاع من خلالها التأثير على الأشخاص عن بعد دون معرفة الأفراد أنفسهم".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لو أن إسرائيل تريد حلاً للسلاح الكاسر لكانت وافقت على "حل الدولتين"

 اميل خوري/النهار/17 شباط 2017

هل صحيح أن اسرائيل باتت تخشى سلاح "حزب الله" المتطوّر والذي يستطيع ضرب أهداف عسكريّة داخل أراضيها بما فيها منشآت نووية، أم أنها تتظاهر بذلك لتحصل على مزيد من الأسلحة الأميركيّة المتطوّرة لتبقى متفوّقة عسكرياً على أي دولة في المنطقة؟

في المعلومات الرائجة أن المنحى الجديد للادارة الأميركية الجديدة يتجه نحو المواجهة لضرب مشروع ايران التوسّعي في المنطقة وضرب أذرعها العسكرية فيها مثل "حزب الله" في لبنان و"أنصار الله" في اليمن" و"الحشد الشعبي" في العراق وحركة "حماس" في فلسطين بعد التخلّص من التنظيمات الارهابية، وأن زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى واشنطن ولقاءه الرئيس الأميركي دونالد ترامب تناولت البحث في كل الملفات ذات الاهتمام المشترك باعتبار أن اسرائيل هي أهم حلفاء أميركا في المنطقة لمواجهة التحديات والأعداء المشتركين، وأن وجهات النظر كانت متطابقة حول كل ذلك وحول تحقيق السلام مع السلطة الفلسطينية كونه المدخل لتحقيق سلام شامل وعادل في كل المنطقة، وان كل حل يجب أن يحظى بموافقة الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني في إطار أي شكل من أشكال المفاوضات.

وفي المعلومات التي صار الترويج لها أيضاً هو أن في نيّة الجيش الأميركي استخدام السواحل الاسرائيلية كقاعدة عسكرية لتأكيد سياسة الدعم الأميركي لاسرائيل، خصوصاً بعدما أصبحت دولة نفطية، وأن المواجهة العسكرية الاسرائيلية مع "حزب الله" المدعوم من إيران قد لا تكون مستبعدة بعدما أصبح الحزب يمتلك القدرة على إلحاق الضرر بشرياً ومادياً باسرائيل التي تعترف بأنه بات لدى الحزب أسلحة تكسر التوازن بينهما، ما جعل الاستخبارات الاسرائيلية تجهد لمعرفة حقيقة تعاظم القدرة العسكرية لدى الحزب بحيث تستطيع خوض معارك داخل اسرائيل، خصوصاً بعدما تدرّبت قواته على ذلك في الحرب السورية واكتسبت خبرة مساوية لخبرة الجيوش النظامية، وعلى إطلاق صواريخ قصيرة وبعيدة المدى، فضلاً عن منظومات دفاع جوي وصواريخ أرض – بحر وقوة بحرية وطائرات من دون طيار، وهي تجربة جعلت من "حزب الله" قوة عسكرية في المنطقة أكثر مهنية وعقيدة قتالية، جعلت اسرائيل تخشى حتى من هجوم كيميائي عليها عبر الحدود مع لبنان. وقد جاءت صحف اسرائيلية ومحطّات تلفزيونية على ذكر ذلك بالتفاصيل وحددت منشآت نووية اسرائيلية ومصانع في خليج حيفا هدفاً لصواريخ الحزب. لكن محلّلين اسرائيليين يعتقدون ان الحزب يفضّل الامتناع عن الحرب والتزام سياسة ادارة المخاطر وتجنّب الوقوع في خطأ الحساب والتقدير، وإلّا فما المانع لـ"حزب الله" ولديه هذه القوة العسكرية الفائقة أن يهاجم اسرائيل ويفرض عليها سلاماً عادلاً لم تتوصل إليه المفاوضات لتي لا يحصى عددها والسنوات الطويلة التي أفادت منها اسرائيل لفرض الأمر الواقع على الأرض في بناء المستوطنات التي تنهي وجود وطن يعود اليه اللاجئون الفلسطينيون ويُفرض عليهم التوطين حيث هم؟

لكن ثمة من يرى ان اسرائيل تتظاهر بالخوف من سلاح "حزب الله" المتطوّر ومن ازدياد قدرته العسكرية والقتالية لتحصل على مزيد من المساعدات الأميركية المالية والعسكرية، ولجعل واشنطن تغض النظر عن مواصلة بناء المستوطنات وعدم فرض حل الدولتين إلّا إذا اعترفت السلطة الفلسطينية بالدولة اليهودية الى جانب الدولة الفلسطينية. فلو أن اسرائيل تخاف حقاً سلاح "حزب الله" ودعم ايران له، لكانت توقفت عن بناء المستوطنات وطلبت الدخول في مفاوضات جدية لا تنتهي إلا عند التوصّل الى اتفاق سلام شامل وعادل.

الواقع أن أسئلة كثيرة تطرح ولا جواب عنها حتى الآن من الادارة الأميركية الجديدة، منها: هل هي مصمّمة فعلاً على ترجمة أقوال الرئيس ترامب أفعالاً، والى أي مدى يمكن أن تبلغ المواجهة الأميركية – الإيرانية، وهل تبقى مقتصرة على الحرب الكلامية المتبادلة، وأي شرق أوسط جديد سيبنى في عهد ترامب، وأي حلول يمكن التوصل إليها للحروب في سوريا والعراق واليمن وليبيا، وأي تسوية سلمية ستعتمد للقضية الفلسطينية لانهاء النزاع العربي – الاسرائيلي المزمن، وهل يساعد التقارب الأميركي – الروسي إذا كان حقيقياً على بلوغ كل ذلك، أم أن الخلاف على تقاسم مناطق النفوذ يسقط كل الحلول فتعود الحرب الباردة بينهما وقد تتحوّل ساخنة في حروب صغيرة وليس في حرب عالمية شاملة تدمر كل شيء؟ إن مرور بضعة أشهر على قيام الادارة الأميركية الجديدة قد يتيح الجواب عن هذه الأسئلة وغيرها لمعرفة ما إذا كان العام الحالي سيكون عام التحديات الكبرى أم التسويات الكبرى؟

 

سلاح "حزب الله" بين الشأنين اللبناني والإقليمي والأساس هو مقاربة ترامب له كما تسليح الجيش

روزانا بومنصف/النهار/17 شباط 2017

على رغم ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اكد بعد المواقف التي اطلقها قبيل زيارته لمصر والاردن والتي اعتبر فيها انه "طالما ان هناك ارضا محتلة من اسرائيل، وطالما ان الجيش اللبناني ليس قويا كفاية ليحارب اسرائيل، فمن المؤكد اننا نشعر بضرورة وجود سلاح المقاومة"، ان مسألة سلاح الحزب تخضع للاستراتيجية الدفاعية، فان هذه المواقف بقيت في الواجهة من خلال موقف كتلة "الوفاء للمقاومة" التي شكرت رئيس الجمهورية على موقفه، فيما اطلق النائب وليد جنبلاط تغريدة عدّها البعض على صلة، قائلا: "على سبيل التذكير وليس الانتقاد، فان المساعدات الاميركية للجيش تبقى ضرورية في انتظار الاستراتيجية الدفاعية"، في الوقت الذي عبّر الرئيس سعد الحريري عن عدم توافق وجهات النظر على مستوى السلطة حيال هذا الموضوع. بعض الديبلوماسيين قاربوا هذه المسألة من زاوية الى اي مدى يمكن ان يكون سلاح الحزب موضوعا لبنانيا داخليا بحيث تقع مسؤوليته على السلطات في لبنان من اجل ان تجد سبيلا الى استيعابه او تبنّيه او ايا ما كانت الحلول له، ام هو موضوع اقليمي باعتبار ان تدخّل الحزب في سوريا او العراق لا يمت بصلة الى المصالح او الاهداف اللبنانية. وفي رأي هؤلاء ان ادارة الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما تعاطت بواقعية مع الموضوع انطلاقا من انه مشكلة، او هو موضوع داخلي لبناني، ولم تقارب مسألة انخراط الحزب في الحرب السورية بعدائية، بل على العكس من ذلك. وربما يعود ذلك الى المقاربة التي اعتمدها اوباما مع ايران والتساهل ازاء تدخلها في سوريا في سبيل الاتفاق النووي. لكن مصادر ديبلوماسية رفيعة كانت كشفت لـ"النهار" في وقت سابق ان ادارة اوباما سلمت بنفوذ الحزب في لبنان بما هو وما معه في المفاوضات الاولية التي قامت بين الولايات المتحدة وايران في مسقط بسلطنة عمان، وفق ما لم يخفِ مشاركون في هذه الاجتماعات. وكثر يذكرون او يعودون بالذاكرة الى ما كان اعلنه وزير الخارجية الاميركي السابق جون كيري لدى زيارته لبيروت لجهة دعوته الحزب الى اعتماد مقاربة بناءة له في سوريا، الامر الذي اثار عاصفة من النقد آنذاك، لكنه لم ينفِ في الوقت عينه ان تدخل الحزب في سوريا لم يلقَ اعتراضا شديدا من الولايات المتحدة ربما لاسباب واعتبارات مختلفة، بل كان محل ترحيب ضمني اميركي. الا ان الموقف كان معبرا عن عدم وجود مشكلة اميركية مع سلاح الحزب اذا كان شأنا لبنانيا فحسب، خصوصا انه سبق لمسؤولين لبنانيين ان سألوا نظراءهم الاميركيين لدى اعتراضهم على بقاء سلاح الحزب ما اذا كانت الولايات المتحدة تنوي ارسال "المارينز" الى بيروت للمساعدة او لنزع سلاح الحزب. ولما كان الجواب بالرفض طبعا لان لا نية لدى الاميركيين في اي مرحلة القيام بذلك، فان رد المسؤولين اللبنانيين كان بعدم اضطرار لبنان الى خوض حرب داخلية وتخريب البلد في مقاربة موضوع سلاح الحزب او ايجاد حل له. وكان لافتا على هذا الصعيد دعوة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولايات المتحدة الى مقاربة دور "حزب الله" في سوريا من باب محاربة الاخير لـ "تنظيم الدولة الاسلامية" كما قال، في استباق على ما يبدو لاصرار الدول العربية وتركيا والمعارضة السورية على انسحاب الحزب من سوريا في موازاة احترام الهدنة السورية وذلك قبيل مفاوضات جديدة في استانا ثم في جنيف. وهو امر يكفل للحزب شرعية لسلاحه ودوره من جانب روسيا على الاقل من خلال تسليطها الضوء على جانب يفترض ان يلقى دعما من الولايات المتحدة وربما شراكة غير مباشرة كما هي الحال في العراق مع "الحشد الشعبي" في مواجهة "تنظيم الدولة الاسلامية". هذا الموقف للافروف الذي يريح ايران ولا يجعلها عرضة للابتزاز في هذا الموضوع، بحيث يكون وجود الحزب في سوريا عرضة للمقايضة، يجعل من الحزب شأنا اقليميا وليس فقط شأنا لبنانيا بحيث تكون له انعكاسات ايضا على الداخل اللبناني.

الا ان النقطة الاخيرة بالذات غير ناضجة. وما يقلق بعض الديبلوماسيين من المواقف الاخيرة ليس ما يمكن ان يرد في تقرير مجلس الامن عن لبنان لجهة نقضه مضامين القرارات الدولية على رغم اهميته، بل ما يمكن ان تكون عليه مواقف الادارة الاميركية الجديدة من المسألة في ضوء مقاربتها لموضوع ايران وتوسعها في المنطقة. فهناك من جهة مقدار التلازم بين الولايات المتحدة في ظل ادارة ترامب مع اسرائيل، ومقاربة الاخيرة لعدد من المسائل في المنطقة ومن بينها سلاح "حزب الله". وليس واضحا حتى الان، على رغم ان على رأس وزارة الدفاع الاميركية جنرالا يعرف لبنان جيدا، ما إذا كانت الولايات المتحدة ستعمد الى متابعة تقديم السلاح الى الجيش اللبناني في ظل المقاربة الجديدة لموضوع سلاح الحزب وتقويم رئيس الجمهورية الضمني لقدرة الجيش اللبناني ام لا، علما ان البعض يخشى ان تتأثر كذلك طبيعة التعاون الاستخباري مع الجيش اللبناني والاجهزة الامنية تبعا للمواقف المعلنة، وهو تعاون كبير تعتمد عليه بقوة نجاحات متعددة للاجهزة اللبنانية في عملياتها الاستباقية ضد الارهاب، كما يخشى هؤلاء مما يمكن ان تضمره اسرائيل للبنان استنادا الى "التكامل" المفترض بين الجيش اللبناني والحزب والمتبنّى رسميا من الدولة اللبنانية، وهو ما سبق لها ان هددت به على هذا النحو في وقت سابق. وهذه النقاط كانت مثار قلق وتساؤلات في الايام الاخيرة على وقع المواقف المعلنة.

 

بروفة... والآتي "أحلى"!

 نبيل بومنصف/النهار/17 شباط 2017

لعلها السذاجة بعينها ان ننتظر توقيف مجموعات او أفرادا متنمرين بقوة قاهرة ممن يصر الرئيس حسين الحسيني على وصفها بقوى الامر الواقع الذين فعلوا تلك الفعلة الباهرة امام محطة "الجديد". ذهب النقاش في البلاد الى اللامجدي في كل هذا الصخب حتى في المعطى الترهيبي للإعلام. الاعلام ليس في حاجة لحماية دولة لا تزال تكابر وتزعم بانها دولة لانه من العبث التلطي وراء الشعارات الفارغة فيما التنمر على الانتظام العام لا يزال حاكما. ولكن في واقعة محاصرة محطة تلفزيونية بتبرير تعبوي طائفي ووسط أجواء تزداد شحنا مع تصاعد أزمة "تأسيسية" كاملة بات يرسمها مأزق قانون الانتخاب ترانا أمام سيناريوات لا يمكن القفز فوقها وتجاهل احتمالاتها الشديدة الخطورة. البلد مفتوح على الأسوأ هو ما تقوله تلك الواقعة. ثمة عبق طائفي خانق يتصاعد تباعا من كل الاتجاهات مستقويا بتسوية قيل انها ستفصل لبنان عن تداعيات الجحيم الاقليمي ولكننا لا نزال نمسك معها القلوب بالايدي. بالامس القريب صنف مشروع انتخابي "مختلط" من وضع مهندسي الثنائي المسيحي بانه دليل استعادة نفس ماروني الى حنين الجمهورية الاولى. بعده ارتفعت بقوة ولا تزال مظلومية درزية تتخوف من محادل الطوائف الكبرى وقواها الشرهة الى اختزال الآخرين. بعد الاثنين كادت ذكرى 14 شباط تختصر بمآل التنازلات التي يتكبدها زعيم تيار المستقبل رئيس الحكومة في تسوية "أم الصبي" السنية. ثم كانت واقعة انتفاضة "شيعية" على ما اعتبر مسا بحرمات ولو من خارج سياق الازمة السياسية العامة. ما معنى ذلك كله؟ معناه واضح وضوح الانحدار الذي يجري طمس الرؤوس في الرمال لإنكاره، وهو التمترس بقوة اكبر من أي وقت سابق للتسوية او بعدها وراء محاجر الطائفة فيما تكاد تصم آذاننا أناشيد النسبية المنقذة من التعفن "الاكثري"! صار النظام الاكثري لعنة مشيطنة بعدما أفرطوا في اتباعه عقودا وأقاموا عليه أمجاد تكوين الطبقات السياسية المتعاقبة منذ عقود، عظيم. ولكن ماذا عن تأهيل "البيئة الحاضنة" لثورة النسبية لدى مختلف الطوائف اولا؟ اترانا كنا امام مخاض العلمنة في كل ما نشهده منذ اشهر؟ نسأل "بجهلنا" كيف تستوي ثورة يراد لها الانبعاث مع النسبية فوق هذا التراكم الطائفي والمذهبي الصاعد بقوة غير مسبوقة؟ مفارقات الازدواجية هذه متى ومن يضع حدودا حاسمة لها؟ وماذا لو وقع ذاك المحظور الزاحف في الربيع المقبل بفراغ مجلس النواب؟ هل سيمر الامر بسلاسة هكذا لمجرد شيطنة قانون الستين بما يبرر فراغا ويقدمه على قانون نافذ؟ لعل ما شهدناه في العراضة الحزبية امام محطة تلفزيونية لا يقاس بما قد يأتي حين يضحي موقعا دستوريا آخر قيد التجربة "الممنوعة"!!

 

ما الذي يريد الغربيّون معرفته عن «حزب الله»؟

ناصر شرارة/جريدة الجمهورية/الجمعة 17 شباط 2017

منذ انتخاب الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، يستمرّ تقاطُر باحثين وصحافيين غربيين معتبَرين، ولهم وزنُهم في مجال الرأي في بلدهم، إلى لبنان، وهم يحملون تقريباً سؤالاً واحداً: ماذا سيفعل «حزب الله» بعد خروجه من سوريا؟ من حيث الشكل والمضمون، يبدو واضحاً أنّ هؤلاء يمثّلون نوعاً من الهجمة الاستطلاعية التي تريد الحصول على إجابة مسبَقة عن سؤال مطروح داخل دوائر القرار والتفكير السياسي في بلدهم، ويتركّز حول مرحلة مقبلة ستتّسم بانتهاء الأزمة السورية وبعودة الحزب الى لبنان. والسؤال الثمين من وجهة نظرهم هو عن موقع «حزب الله» اللبناني والإقليمي في مرحلة ما بعد الأزمة السورية.

ويتمّ طرح السؤال بأسلوب متدرّج، ما يقدّمه على أنه سيناريو مرسوم بأكثر ممّا هو فرضية للنقاش. ويرى سائلوه أنّ الأزمة السورية استنفذت كلّ أطرافها، وهي تتّجه الى محطة تسويتِها الاخيرة، وذلك بدفعِ التقارب التركي - الروسي وشراكة عالية الاحتمال بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وانهيار زخم الدعم الإقليمي للمعارضة السورية. قد يَحدث هذا خلال هذه السنة أو بعد سنتين، ولكن في الأساس الأزمة السورية في طريقها للحلّ. «حزب الله» خلال هذه الأزمة امتلكَ فائضَ قوّة عسكرية ملحوظة، لقد أصبح يقارب منزلةَ جيش إقليمي مثلما هو مقاومة استثنائية. وما يهمّ طارحي هذا السيناريو هو سؤال محدّد، مفادُه: كيف سيوظّف الحزب فائضَ قوّته بعد عودته الى لبنان؟ وبكلام آخر، ماذا سيفعل بها؟

هل يبني شراكةً مع الرئيس بشّار الأسد لتوظيفها في إشعال حرب محدودة في الجولان تؤدي إلى إعادة ترتيب قواعد الاشتباك مع إسرائيل على نحو ما فعلت حرب عام 2006؟

هل سيَصرفها في تعزيز موقعه اللبناني، وذلك كاستكمال ما يعتبرونه سابقة أنّ انتخاب الرئيس ميشال عون كان فيه شيء من نتائج معادلة انتصار المحور الذي ينتمي إليه الحزب، في حلب، والتي أسّست تأثيراتها على نطاق أوسع الى عقدِ اجتماعات أستانة الروسية ـ التركية ومن ثمّ الإيرانية؟ وجعلت جولة جنيف 4 تعقد بلا شروط مسبقة للمعارضة ورعاتها الاقليميين. وعلى ضفّة المصادر المطلّة على تفكير «حزب الله»، فإنّهم يميلون لتسفيهِ اعتبار «سؤال الغرب» بمثابة إشكالية، ويرون أنّ الحزب ذهب إلى سوريا ليعود منها، وأنه لا يملك هناك بنية جيش متكامل، بل حركة رفدٍ عسكرية من مواقعه في لبنان الى جبهات يشترك فيها مع الجيش السوري في قتال المعارضة. وفي الأساس فإنّ عديد قوات «حزب الله» في سوريا يتمّ تبديله دوريّاً بحيث لا يمكن اعتبارُه بمثابة جيش خرَج بكلّيته من لبنان وسيعود إليه بعد انتهاء أزمة سوريا.

تُحاول هذه الإجابة القول إنّ وجود «حزب الله» العسكري في سوريا ليس بنيوياً أو شبيهاً مثلاً بحالة وجود الجيش السوري في لبنان قبل انسحابه عام 2005. وعليه فإنّ خروجَ الحزب من سوريا سيكون قراراً سياسياً له آثاره المقتصرة على جوانب عسكرية جزئية.

غير أنّ بنية سؤال الغرب عن طريقة تعاملِ الحزب مع فائض قوّتِه التي جناها في سوريا، تشي من وجهة نظر طارحيه بغير مدلول، أبرزها أنّ الحزب بعد تجربته السورية، صارت له جينات إقليمية عسكرية، ستترك نتائج على سلوكه السياسي، وأيضاً ستترك نتائج على نظرة إسرائيل وواشنطن لدوره بعد عودته الى لبنان.

ويحمل هذا المعنى الأخير في تفسير سؤال الغرب، خطرَ أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يدفع ترامب إلى التفكير بتغطية حرب إسرائيلية ضد الحزب لحظة خروجه من سوريا أو قبَيل حدوث ذلك. قد لا تكون الحرب هذه المرّة نسخةً طبق الأصل عن حروب إسرائيل السابقة التي كان آخرها عدوان 2006، بل ستنطلق من فكرة أنّها على صلة بتصفية ملفّ الأزمة السورية ومحاصرة نتائجه في دول جوارها. من المغامرة القول إنّ سؤال الغرب يؤشّر إلى سيناريو محدّد يمكن فهمه ويكشف الطريقة التي سينظر بها إلى «حزب الله» بعد خروجه من سوريا، ولكنّه بالتأكيد يعكس ثلاثة استنتاجات أساسية:

ـ أوّلها، أنّ الغرب ومعه إسرائيل يريان أنّ «حزب الله» عسكرياً وكدور إقليمي أصبح بعد تجربته السورية في مكان آخر من تطوّر «خطورته» عليهما. ـ ثانيها، وجود اتّجاه في الغرب للتفكير منذ الآن بطريقة التعامل مع ما يعتبرونه «فائض القوة» التي جناها «حزب الله» من مشاركته في الحرب السورية، وكيف يمكن احتواؤها بعد عودتها الى داخل حدود لبنان؟ وبأيّ طرق؟ ـ ثالثها، وجود اتّجاه في التفكير لدى طارحي السؤال عن الحزب بعد الأزمة السورية أنّ الوضع قد يتّجه ليصبح مشابهاً لعشية العام 2006، حينها «حزب الله» استبعد الحرب الإسرائيلية ضدّه نتيجة قراءته الموقفَ من زاوية الوضع الاسرائيلي الداخلي، ولم يَعتنِ بالحسابات الأميركية التي كانت تريد دفعَ إسرائيل ورئيس حكومتها إيهود أولمرت لشنّ الحرب. ثمّة خشيةٌ الآن من أنّ ترامب قد يكون معنياً بدفع نتنياهو الى شنّ حرب، على رغم أنّ الأخير يعرف أنّ جبهته الداخلية لا تتحمّلها.

وفي كلّ الحالات تتقاطع تفسيرات المراقبين لخفايا سؤال الغرب عن احتواء فائض قوّة «حزب الله» بعد عودته من سوريا، مع معلومات ليس الحزب خارج أجوائها عن حملة عقوبات ماليّة صعبة تحضّر لها إدارة ترامب ضده في لبنان مع مطالع الربيع المقبل.

 

ماذا تريد تحديداً «14 آذار»؟

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الجمعة 17 شباط 2017

«الوشْوَشات» الناقدة وأجواء الاستياء التي تلفّ أوساط «14 آذار»، اعتراضاً على مواقف رئيس الجمهورية ميشال عون الداعمة لـ»حزب الله» ومسائل أخرى، إلى أين يمكن أن تقود... أبعد من «الوَشْوَشة» والاستياء؟ يعيش عون شهره الرابع في القصر. والواضح أنّ طبيعة العلاقة التي تربطه اليوم بالخصوم الذين تحالفوا معه وجاؤوا به إلى رئاسة الجمهورية ليست كما كانت في اليوم الأول، على الأقل بدرجة الحماسة. أعطى عون انطباعاً بالوسطية في «اتفاق معراب». لم يكن أحدٌ قادراً على تفسير كيف سيوفِّق بين «تفاهم مار مخايل» و«ورقة النّيات». والأرجح أنّ «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» كانا مصمِّمين على التحالف وفق أيّ أسس كانت، فلم يتمّ الاكتراث كثيراً للبنود والأفكار، لئلّا تعرقل الوصول إلى هذا الهدف. قبل ذلك، قرَّر الرئيس سعد الحريري أن يكون مرشحه الرئاسي من «8 آذار» حتماً. وبذلك، سبق الدكتور سمير جعجع وربما دفعه إلى تبنّي خيار مماثل. والمنطق الذي قاد الحريري هو: «لا يمكن لـ«14 آذار» أن تحظى برئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة في آن معاً». ولذلك، فالضمان الأساسي لوصوله هو إلى السراي الحكومي أن «يسوِّق معادلة» ممكنة التحقيق، يكون فيها رئيسُ الجمهورية من «8 آذار». وهذا ما حصل بتأييد عون أو النائب سليمان فرنجية.

في الشهر الأول من عهد عون، كان هناك مستوى عالٍ من الدفء في علاقة الرئيس بكلّ من الحريري وجعجع. وهو لم يخيِّبهما في خطاب القسَم، فبدا في مفهومه للجيش ولدوره أقرب إلى «14 آذار». والبعض تسرَّع كثيراً وذهب خياله إلى تَوقُّع أزمة بين عون و«حزب الله» بسبب هذا الموقف.

لكنّ «الحزب» يمتلك من الحكمة ما يكفي للسماح بإمرار الأسابيع الأولى، بل الأشهر الأولى من العهد، بتوازن يتيح لعون تكوين رصيد له في «14 آذار» والمرجعيات العربية والدولية الداعمة له. فـ«الحزب» يحتاج إلى استثمار هذا الرصيد في مواجهة الاستحقاقات، وخصوصاً في هجمة الرئيس دونالد ترامب على إيران وحلفائها في الشرق الأوسط.

لكنّ الحرارة التي ظهرت في شهر العسل بين عون والحريري، في تشرين الثاني وكانون الأول، بدأت تتراجع تدريجاً مع مطلع السنة. فعون بدأ بالكشف تدريجاً عن تموضعه الحقيقي، ولكن بالأسلوب الذي يتجنّب إحداث صدمة تُعطّل التسوية السياسية أو تُوحي بأنه كان يناور مع «14 آذار» لتوفير وصوله إلى الحكم.

ومع تشكيل الحكومة، اكتشف أركان «14 آذار» أنهم «يبلعون الموس»، شيئاً فشيئاً. مثلاً، رموز من الحقبة السورية يمثّلون عون في حقائب حسّاسة. فماذا عن يعقوب الصرّاف في وزارة الدفاع، وماذا عن المحكمة الدولية مع توزير سليم جريصاتي في وزارة العدل؟

وتتزايد لدى الحكم ملامح الرغبة في فتح خطوط التواصل مع دمشق. بعد ملف المتهم السوري بجريمة العاقورة، هناك الملف الكبير، ملف النازحين. وللعهد تبريراته وحججه القويّة في هذا النوع من التواصل، خصوصاً أنّ أحداً لا يمتلك البدائل، وأنّ دينامية التنسيق الأمني تتزايد بين دمشق وكثير من القوى الإقليمية والدولية، سرّاً وعلناً. وفي الأيام الأخيرة، عمد رئيس الجمهورية إلى تظهير موقفٍ من سلاح «حزب الله» شكّل مفاجأةً للذين راهنوا على أنّ عون الرئيس سيكون مختلفاً عن عون المتحالف مع «حزب الله». وفي الأوساط العونية كلامٌ قد يمهِّد لموقفٍ يعلنه عون، وفيه تأييد واضح لا لبس فيه لمشروعية مشاركة «الحزب» في الحرب السورية، في اعتبارها قتالاً استراتيجياً لا بدّ منه، للدفاع عن لبنان. ومن المؤكد أنّ ذلك يستتبع موقفاً من الاستراتيجية الدفاعية لا يرضي «14 آذار». تدريجاً، تنزلق قوى «14 آذار» إلى خانة القبول بالموقف السياسي الذي يجذبها إليه عون، على رغم الانتقادات التي تغلي بها الأوساط الـ14 آذاريّة جميعاً، ولا سيما منها تيار «المستقبل». والحريري استوعب هذه الانتقادات في خطاب «البيال» بإعلانه موقفاً متشدِّداً في رفض سياسة «الحزب»، ولكنه حرص على استمرار العلاقة بينه وبين عون، لئلّا تسقط تسوية الخريف. عملياً، يسأل كثيرون: إذاً، هل سيكون نهج عون مختلفاً عن نهج الرؤساء السابقين حلفاء سوريا، الذين كانوا يتبنّون الموقف إياه من «حزب الله» وسلاحه؟ بل، ماذا ستفعل قوى «14 آذار» المتعاونة مع عون من داخل أجهزة الحكم، عندما يمضي في كشف عمق الترابط السياسي بينه وبين «الحزب»، ويبادر إلى فتح قنوات التنسيق والتعاون مع الرئيس بشّار الأسد؟ وهل الحريري ووزراؤه وأركان الإدارة المحسوبون على «المستقبل»، ووزراء «القوات اللبنانية»، سينخرطون في هذا الانفتاح على سوريا؟ ومن ذلك مثلاً ما يتعلق بالنازحين، خصوصاً أنّ رئاسة الحكومة ووزارتي الداخلية والعمل ووزارة الدولة لشؤون النازحين هي كلها في يد «المستقبل»؟ إذا كان قد ظهر هذا المقدار من التباعد بين عون ومنطق «14 آذار»، في الأشهر الثلاثة الأولى من العهد، فكم سيبلغ التباعد- إذا استمرّ على وتيرته- على مسافة 72 شهراً (6 سنوات)؟ وإلى أيّ حدّ يستطيع الحريري أن يتجاهله، أو جعجع؟ تحت عنوان «أم الصبي» (التسمية للحريري في «البيال»)، أعلنت «14 آذار» أنها تنازلت منذ العام 2005، ووافقت على تغطية كلّ ما لم تقتنع به. ولكنها، في محطات التأمل ومحاسبة الذات كانت تعترف بأنها أخطأت بالتنازل. يعتبر الحريري وجعجع أنهما يقومان اليوم بخطوة جريئة لمحاولة استيعاب عون، كمحاولات استيعاب «حزب الله» سابقاً. إذاً، هل ستنتهي المحاولة بندمٍ جديد أم بالنجاح؟

 

 «جنيف» ينتظر موقف ترامب ..وروسيا «وسيط» جديد

 ثريا شاهين/المستقبل/17 شباط/17

الجديد في الاجتماع الثالث للتفاوض السوري - السوري في آستانة الذي انعقد على مدى اليومين الأخيرين، هو مشاركة الأردن فيه، فضلاً عن رعاية كل من موسكو وطهران وأنقرة له. وجاءت مشاركة الأردن بعد زيارة الملك عبدالله الثاني لروسيا قبل نحو عشرين يوماً، حيث إقتنع بالمشاركة لا سيّما وأن للأردن تأثير على مواقف فصائل المعارضة في الجنوب السوري. هدف الاجتماع كان تثبيت وقف إطلاق النار، والتحضير في الوقت نفسه لمؤتمر جنيف للتفاوض، والذي سينعقد في العشرين من شباط الجاري. ومؤتمر جنيف سيبحث العملية السياسية في سوريا. لكنّ هذه العملية، وفقاً لمصادر ديبلوماسية، طويلة الأمد لإحراز تقدّم فعلي، على الرغم من تطورات إيجابية تحصل في مجال وقف النار. والفضل الأول في وقف النار يعود إلى الدور الروسي بالتعاون مع تركيا وإيران. هذا الموقف مهم، لأنه يمهّد للبحث السياسي. لكن يبدو أن هناك وجوداً لخلافات في المصالح التكتيكية والستراتيجية في آن بين الرعاة الثلاثة، ما يؤدي إلى خلافات حول الطموحات والأهداف. الأمر الذي قد يعقّد البحث في العملية السياسية في جنيف. ثم هناك العامل الأميركي الذي يُعدّ أساسياً جداً في إنجاح التفاوض حول مستقبل سوريا. وليس واضحاً بعد بالنسبة إلى الروس، وإلى الأفرقاء الآخرين، فحوى المقاربة الأميركية للعملية السياسية في سوريا. وبالتالي تنعقد جنيف على وقع انتظار تبيان حقيقة الموقف الأميركي.

وتفيد المصادر، بأنه ليس لأحد أن يتوقع إنجاز الكثير في جنيف. لكن إنطلاقة هذه المباحثات تشكل تحدياً كبيراً، وخطوة إيجابية إلى الأمام. وتكشف المصادر، أن روسيا بدأت تجنح أكثر للعب دور الوسيط في الأزمة السورية، بعدما كانت في السابق دعمت صمود النظام. فهي ساعدت النظام إنما ليس للإبقاء على بشار الأسد رئيساً، بل لتنهي الأمور بعمليات سياسية تقود إلى إنتخابات يختار من خلالها الشعب السوري من سيحكمه. فهي ليست متمسكة بشخص معيّن. حتى أن المصادر ترى أن موسكو باتت أيضاً أقرب إلى المعارضة المسلّحة. وبالنسبة إليها، فإن كل ذلك يتم ضمن إطار حفظ مصالحها الستراتيجية. فهي أخيراً وقّعت مع النظام إتفاقية حول قاعدة حميميم، وحول توسيع قاعدة طرطوس. ليس لأحد إذاً أن يتوقع الكثير من جنيف. لكن انطلاقتها مهمة، ولا سيّما إذا ذهبت المعارضة بوفد موحد فتكون خطوة إيجابية.

التباين في وجهات النظر بين الرعاة الثلاثة، يظهر في العديد من المؤشرات. فإيران تريد أهدافاً إيديولوجية، وإقامة مناطق ذات سمة طائفية معينة. وهي وقّعت مع النظام إتفاقاً تأخذ بموجبه مع إيران عشرة آلاف هكتار من الأراضي، منها خمسة آلاف لإقامة مرفأ بترولي، وخمسة آلاف أخرى تُستخدم أراضي زراعية.

ومن الواضح أن إيران تحتاج هذه الأراضي لإقامة تجمعات سكانية شيعية. و روسيا تريد في سوريا نظاماً علمانياً. وإيران، وفقاً للمصادر تدّعي موافقتها على هكذا نظام، لكن في العمق تريد استمرار الأسد نفسه في السلطة.

لكن روسيا تقول إنه يجب على الشعب السوري اختيار رئيسه كذلك هناك اختلافات بين روسيا وتركيا. روسيا لا تنظر إلى الأكراد على أنهم ارهابيون، فيما تركيا تتهمهم بالإرهاب. كما ان محاولة تركيا إقامة المنطقة العازلة لا تلقى تأييد روسيا.

أيضاً هناك خلاف وتنافس تركي ـ إيراني على النفوذ في سوريا، إنه خلاف إيديولوجي وطائفي. فالنظام يعقد الإتفاقيات لأنه ضعيف والسلطة منهارة، ويدرك أن روسيا أولاً ثم إيران جعلتاه يقف على رجليه. وردّاً على الموقف الأميركي الذي يعتبر إيران داعمة للإرهاب، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه ينظر إلى دور «حزب الله « في سوريا، بتقدير، على إعتبار أنه يأتي في اطار الدور الإيراني في مكافحة الإرهاب. الولايات المتحدة شاركت في آستانة عبر سفيرها في كازاخستان. على الرغم من الإعتراض الإيراني على دعوة روسيا لها للمشاركة. وروسيا تعتبر أنه من دون مشاركة الاميركيين لا تنجح أي عملية سياسية في سوريا. والروس ينتظرون اتضاح خطة الأميركيين حول إنشاء مناطق آمنة من أجل إعطاء رأيهم بها.

 

من حقيبة النهار الديبلوماسية بوتين الطموح وترامب الصعب

عبد الكريم أبو النصر/النهار/17 شباط 2017

"أزمات المنطقة تنتظر إنجاز الصفقة الاميركية - الروسية الكبرى الموعودة لكن هذه الصفقة تصطدم بعقبات أساسية داخلية وخارجية قد تمنع أو تعرقل تحقيقها استناداً الى رغبات وتمنيات الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين المعلنة. فبوتين يريد علاقة وثيقة مع الإدارة الأميركية الجديدة من أجل تعزيز الدور الروسي إقليمياً ودولياً وتقاسم النفوذ مع أميركا في ساحات عدة، لكن ترامب يريد التقارب مع روسيا ليس من أجل تحقيق طموحات بوتين بل من أجل استغلال حاجة روسيا اليه بهدف تعزيز موقع أميركا وجعلها أكثر قوة في الداخل وأكثر نفوذاً في الساحة العالمية. لذا فإن الرئيسين سيصطدمان بسرعة، بعد بدء المفاوضات الرسمية الجدية بين البلدين، بالوقائع والحقائق والمصالح المتضاربة التي تتطلب منهما تقديم تنازلات مهمة متبادلة من أجل فتح صفحة تاريخية جديدة في العلاقات الاميركية – الروسية. وليس واضحاً حتى الآن ما إذا كان الطرفان مستعدين فعلاً لدفع ثمن العلاقة الجديدة". هكذا اختصر مسؤول غربي بارز في باريس طموحات وحسابات الرئيسين الاميركي والروسي وقال، استناداً الى معلوماته المستقاة من موسكو، إن بوتين يريد تحقيق ثلاثة أهداف أساسية من طريق تعزيز علاقات التعاون مع ترامب هي:

أولاً، يرغب بوتين في عقد صفقة شاملة كبرى مع ترامب تكون نوعاً من "يالطا جديدة" يتقاسم ضمن نطاقها النفوذ والأدوار مع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وفي الساحة الدولية عموماً وتكون روسيا الشريك الأساسي فيها لأميركا وهو أمر غير مسبوق في تاريخ العلاقات بين البلدين، ومن هذا المنطلق يريد بوتين "الانتقام نوعاً ما" من الرئيس السابق باراك أوباما الذي وصف روسيا بأنها "قوة إقليمية وليست قوة عظمى" بعد سيطرتها على شبه جزيرة القرم عام 2014 وفرض عقوبات عليها وتجميد عضويتها في مجموعة الدول الثماني الكبرى.

ثانياً، يريد بوتين أن يتخذ ترامب قراراً برفع العقوبات الأميركية القاسية المفروضة على روسيا واقناع الدول الأوروبية باتخاذ قرار مماثل ويريد أيضاً أن يعترف ترامب ضمناً أو علناً بضم القرم الى الأراضي الروسية.

ثالثاً، يريد بوتين تحقيق ما فشل في انجازه مع إدارة أوباما وهو بناء تحالف أميركي – روسي رسمي يمكن أن يتحوّل لاحقاً تحالفاً دولياً من أجل خوض حرب مشتركة ضد "داعش" والإرهاب ليس فقط في سوريا بل في الساحتين الإقليمية والدولية أيضاً. ويرى بوتين أن إنجاز هذا التحالف يعزز دور روسيا ونفوذها في العالم وليس فقط في الساحة السورية ويعيد إليها موقعها الذي فقدته في عهد أوباما.

ولاحظ المسؤول الغربي، أن طموحات بوتين ليست واقعية ذلك أن الرئيس الروسي يملك وحده القرار في بلده لكن ترامب ليس وحده صاحب القرار بل هو مقيّد بوجود الغالبية من الحزب الجمهوري المسيطرة على الكونغرس والمتمسكة بضرورة تطبيق سياسة متشددة في التعامل مع روسيا الأمر الذي دفع وزير الخارجية الأميركي الجديد ريكس تيلرسون الى القول في شهادته أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ إن روسيا "تشكل خطراً" على أميركا وحلفائها وإن تصرفاتها في سوريا "غير مقبولة". وفي الوقت نفسه قال وزير الدفاع الأميركي الجديد أمام اللجنة ذاتها إن بوتين "اختار أن يكون خصماً استراتيجياً لأميركا" وإن الإدارات الأميركية السابقة "طبّقت سياسة التقارب مع روسيا لكنها حصدت الفشل أكثر مما حققت النجاح". وشدّد المسؤول الغربي على "أن ترامب فاجأ القيادة الروسية وأثار انزعاجها باتخاذه ثلاث خطوات مهمة: الأولى انه بدأ تطبيق استراتيجية المواجهة مع إيران من غير التنسيق مع موسكو، الثانية انه أعلن تأييده إقامة مناطق آمنة للاجئين في سوريا من غير التشاور مع موسكو وبالتنسيق والتعاون مع السعودية والأردن ودول إقليمية أخرى، الثالثة أن ادارته بدأت تنفيذ خطط عسكرية لمحاربة "داعش" في سوريا بالتعاون مع قوى معارضة للنظام السوري ومرتبطة بجهات اقليمية وخارج نطاق التعاون مع الروس. إضافة الى ذلك وخلافاً لتوقعات موسكو أعلن ترامب استعداده لرفع العقوبات الأميركية المفروضة على روسيا في مقابل ثمن باهظ هو موافقة بوتين على تقليص كبير في ترسانة الأسلحة النووية الروسية. ورفض بوتين هذا الاقتراح في اتصالات سرية مع واشنطن. وخلص المسؤول الغربي الى القول: "إن الاستقالة المفاجئة للجنرال مايكل فلين مستشار الأمن القومي لترامب و"رجل موسكو" في البيت الأبيض بعد اتصالات سرية غير مأذون لها مع السفير الروسي تناولت مصير العقوبات والعلاقات الثنائية دليل واضح على صعوبة عقد الصفقة الاميركية – الروسية الموعودة التي يعلّق حلفاء الروس في المنطقة الآمال عليها".

 

سقوط 'داعشي' في واشنطن

خيرالله خيرالله/العرب/17 شباط/17

سيمرّ وقت، قد يطول قليلا، قبل معرفة ما إذا كانت إدارة دونالد ترامب ستكون قادرة على إحداث تغيير كبير نحو الأفضل في الولايات المتحدة. ليس كافيا الاتكال على أن أداء إدارة باراك أوباما كان كارثيا على الصعيد الخارجي كي يكون نجاح الإدارة الجديدة مضمونا. أدّى أداء أوباما إلى انتصار دونالد ترامب على هيلاري كلينتون، لكنّ ذلك لا يعني بالضرورة أنّ عهده سيكون أفضل من عهد سلفه! يبدو أن إدارة ترامب تعمل على إعادة النظر في تركيبتها. ليس معروفا بعد إلى أيّ حدّ ستصل إعادة النظر هذه. لكنّ ذلك لا يمنع، قبل كلّ شيء، الترحيب باستقالة الجنرال مايكل فلين من موقع مستشار الأمن القومي لترامب. لم يكن الرجل مؤهّلا لمثل هذا المنصب المهمّ بأيّ شكل. هذا ليس عائدا إلى أنّه على ارتباط واضح بالإدارة الروسية فحسب، بل إنّه عائد أيضا إلى موقفه المعلن من الإسلام كدين. إنّه موقف يتّسم بالجهل والعنصرية في آن.

كان فلين عاجزا عن فهم ما يدور في الشرق الأوسط والعالم بسبب ثقافته المتواضعة أوّلا، وعجزه عن أن يكون منفتحا على الآخر المختلف. كان مجرّد متزمّت لا يصلح لأيّ موقع في الإدارة الأميركية، أكان هذا الموقع صغيرا أو كبيرا. أعطى فلين الدليل تلو الآخر على أنّه “داعشي” على طريقته. مثّل التطرّف ولا شيء آخر غير التطرّف، بدل السعي إلى محاربة الذين يدعي أنّه يريد محاربتهم، أي تنظيم إرهابي مثل “داعش”.

يكفي للتـأكّد من مدى خطـورة شخص مثل فلين استعادة ما قاله عن أن “الإسلام ليس ديانـة حقيقية، بل أيديـولوجية سيـاسية تختبئ خلف ديانة”. يريد، بكل بساطة، شنّ حرب على الإسلام. لا فارق لديه بين مسلم وآخر. بالنسبة إليه كل مسلم متطرّف وإرهابي لأنّه ينتمي إلى ديانة معيّنة. مـن يخلط بين الإسـلام والإرهـاب، إنّما لا يعرف شيئا لا عن الإسلام ولا عن الحرب على الإرهاب التي يقودها مسلمون بينهم قادة السعودية والمغرب والإمارات والأردن.

كان فلين، بأفكاره التبسيطية، يعيش في عالم آخر. لا يعرف حتّى ما هي الولايات المتحدة. لذلك سمح لنفسه بمقابلة السفير الروسي في واشنطن، سرغي كسلياك، ليبحث معه في العقوبات التي فرضها المجتمع الدولي على روسيا. أعطى انطباعا بأن الإدارة الجديدة مؤيّدة للتخفيف من العقوبات التي فرضت على روسيا بسبب أوكرانيا وتدخلها فيها. بدا واضحا أن الرجل يعمل لفلاديمير بوتين ويشاطره آراءه التي تفرّق بين بشار الأسد وإيران من جهة، و“داعش” من جهة أخرى.

من يفرّق بين النظام السوري وإيران من جهة ونشوء “داعش” وانتشاره إن في سوريـا أو في العـراق، إنّما يصعب عليـه فهم طبيعة الصراع الدائر في الشرق الأوسط، والأسباب الحقيقية التي أدّت إلى صعود التطرف والإرهاب وانتشـارهما. إنّه تفكير تبسيطي لا مفرّ لإدارة ترامب من الخروج من أسره في حـال كانت تريد بالفعـل القضاء على ما سمّـاه الرئيس الأميركي، على طريقته، في خطاب القسم، “الإسلام المتطرّف”. المهمّ أن تستمر عملية التخلص من الشخصيات التي تشبه مايكل فلين، والتي مازالت تحيط بترامب. بين هذه الشخصيات ستيف بانون الذي لا يقلّ خطورة عن فلين، وستيفن ميللر، وسيباستيان وكاترين غوركا، على سبيل المثال وليس الحصر. لا يزال باكرا التفاؤل بحدوث التغيير. ما يشجّع عليه أنّ المؤسسة الأميركية لا يمكن أن تقبل في نهاية المطاف وجود هواة في مناصب أساسية. ولذلك، سيكون في موقع مستشار الأمن القومي شخص مثل نائب الأدميرال روبرت هارورد أو الجنرال ديفيد بتريوس أو الجنرال كيث كيللوغ. سبق لهارورد أن عمل تحت قيادة الجنرال جيمس ماتيس وزير الدفاع الذي يعرف الشرق الأوسط عن ظهر قلب. كذلك الأمر بالنسبة إلى بتريوس الذي يعرف تماما ما هي مصادر الإرهاب في المنطقة، وأين يقع محل “داعش” في الإعراب وفي عالم الإرهاب عندما يكون مطلوبا التعاطي بجدّية مع هذه الظاهرة. سيظل السؤال الذي سيطرح نفسه في الأسابيع القليلة المقبلة مرتبطا بالشكل النهائي الذي ستتخذه الإدارة الجديدة.

هناك أشخاص عدة فيها يمتلكون مؤهلات استثنائية مثل الجنرال ماتيس ووزير الخارجية ركس هاريسون الذي لديه علاقة قوية بعائلة بوش وبوزير الخارجية السابق جيمس بايكر الذي لعب دورا محوريا في عهد الرئيس جورج بوش الأب، إلى جانب الجنرال برنت سكوكروفت الذي كان مستشارا للأمن القومي وقتذاك. حال هذا الثلاثي دون الذهاب إلى بغداد للانتهاء من نظام صدّام حسين في العام 1991 من منطلق أن الإدارة لم تكن جاهزة سوى للتعاطي مع إخراج الجيش العراقي من الكويت وإعادة البلد إلى أهله. كان هناك وعي بضرورة الإعداد الجيّد لمرحلة ما بعد صدّام، بدل ترك البلد للميليشيات المذهبية المدعومة من إيران كما حصل بعد سقوط بغداد في نيسان – أبريل من العام 2003 عندما أقدم بوش الابن على مغامرة غير محسوبة النتائج، كاشفا أنّه لا يعرف الكثير عن الشرق الأوسط وتعقيداته.

في مرحلة ما بعد باراك أوباما تحتاج الولايات المتحدة إلى رجالات دولة وليس إلى أصحاب نظريات مضحكة – مبكية من نوع تلك التي يؤمن بها فلين وآخرون من المحيطين بدونالد ترامب. لعلّ أول ما تحتاجه أميـركا هو رجال يستعينون بتجارب عربية ناجحة، قادها رجال شاركوا في الحـرب على الإرهـاب ونشـر الاعتـدال مثـل الملك محمد السادس والملك عبدالله الثاني والشيخ محمّد بن زايد وليّ عهد أبوظبي. هؤلاء الزعماء المسلمون اعتبروا منذ سنوات طويلة أن الحرب على الإرهاب هي حربهم أوّلا، وهي حرب على الذين يشوّهون الإسلام من داخل العالم الإسلامي، ومن خلال البرامج التعليمية والمتـاجرة بالغـرائز والاستثمار في توسعة الهوة بينها. يفترض بدولة هي في الواقع القوّة العظمى الوحيدة في العالم عدم التخلي عن مسؤولياتها والانضمـام إلى نظـرية بوتين في مكافحة الإرهاب. لا يعني ذلك رفض التعاون مع روسيا عندما تكون على حقّ. على العكس من ذلك، لا شيء يمنع التعاون مع روسيا. ولكن يبقى الفارق كبيرا بين التعاون مع روسيا والرضوخ لها. كذلك، يبقى التعاون مع روسيا شيئا، ومكافأتها على ما فعلته في أوكرانيا أو في سوريا شيئا آخر. سيعتمد الكثير على الفريق الذي ستكون له الكلمة الأخيرة في إدارة ترامب الذي ليس معروفا بعد مدى عمق العلاقة التي تربطه بالإدارة الروسية. ما ليس معروفا أيضا هو مدى القدرة الروسية على ابتزازه لأسباب قد تكون لها علاقة بفضائح ذات طابع شخصي، سيؤدي كشفها يوما إلى عدم تمكين الرئيس الأميركي من إكمال ولايته وحلول نائبه مايك بنس مكانه. في كلّ الأحوال، هناك وضع غريب عجيب في واشنطن. من بين الغرائب أنّ الصحافة الأميركية المحترمة لم تكن يوما معادية لرئيس أميركي منذ اليوم الذي دخل فيه البيت الأبيض، كمـا الحال مع دونالد ترامب…

 

حسن روحاني في الكويت.. ثم ماذا

إبراهيم الزبيدي/العرب/17 شباط/17

في أجواء زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني للكويت وسلطنة عمان دعا المساعد السياسي لروحاني، حميد أبوطالبي، “الدول الصديقة” في الخليج إلى استغلال الفرصة. وقال في تغريدة له عبر حسابه في تويتر إن مبادرة روحاني بزيارة عُمان والكويت “مؤشر على ضرورة الصداقة والأخوة الإسلامية، والعودة إلى العلاقات الإقليمية الـودية”. كما اعتبرها “إنـذارا بضرورة إنهـاء الخلافات الدينية، والصراعات الطائفية، والعنف الإرهابي، وقتل الأبرياء والمشردين، والتوتر الإقليمي المتزايد في المنطقة”. وفي تغريدة أخرى، اعتبر أبوطالبي الزيارة “بشارة لتفاهم بين دول الخليج على تأمين الأمن المشترك، والقتال الموحد ضد الإرهاب والعنف والتطرف”. والحقيقة أن هذا كلام هام يشبه قلب الكرة الأرضية رأسا على عقب، فيصبح قطبها الشمالي في الجنوب، والجنوبي في الشمال. ولا وجود لواحدٍ قط في الدول العربية والعالم لا يتمنى أن يكون أبوطالبي صادقا، وروحاني أكثر منه صدقا وشرفا وإنسانية. ولا حاجة لنـا بأن نسأل، من اعتدى على من، ومن زعزع الأمن المشترك، ومن افتعل الصراعات الطائفية، ومن الذي موّل ودرّب وسلّح العنف الإرهـابي في المنطقة، ومن الذي أفتى بقتل الأبرياء المشردين؟ أسئلة كثيـرة أجوبتها فيها، ولا حاجة لمجيب.

ولكن، وبرغم أن روحاني لا يحل ولا يربط، ولا يستطيع أن يفي بأي وعدٍ قد يقطعه لـ“الدول الصديقة” في الخليج العربي، فإن على محاوريه العرب أن يَعُودوا إلى العشرة قبل أن يثقوا بوعود الزائر الجديد، وأن يسألوا أنفسهم، قبل أن يسألوه، هل يستطيع إلزام المرشد الأعلى، ومن ورائه الحرس الثوري وقادة فيلق القدس، ومنهم قاسم سليماني، مثلا، بالموافقة على اتفاق مصالحة حقيقية مع دول الجوار والمنطقة؟ وهل يستطيع النظام القائم أساسا على اعتماد العنف وسيلة سياسية لفرض نفسه وصيا على المنطقة والحفاظ على وجوده، أن يتحمل الأثمان الباهظة التي لا بدّ أن يدفعها مقابل مصالحة حقيقية صادقة مع دول الجوار تقتضي، أول ما تقتضي، وأكثر من أي شيء آخر، لكي يبرهن على حسن نواياه، أن يعلن التخلي عن عقيدة تصدير الثورة إلى دول المنطقة بقوة السلاح، وأن يتوقف عن تمويل وتدريب وتسليح أحزاب وميليشيات عدوانية إرهابية طائفية تقوم نيابة عنه، وتنفيذا لأوامره ومخططاته، بزعزعة أمن شعوب المنطقة واستقرارها، ثم احتلالها واستعمارها؟ وهل سيأمر حرسه الثوري والميليشيات الطائفية اللبنانية والعراقية والأفغانية التابعة له بالخروج من سوريا؟ وهل سيقطع حبل السرة مع حزب الله، ويوقف مدّه بالمال والسلاح، لكي يعود حزبا مدنيا سياسيا وطنيا لبنانيا غير مسلح، ولا يعبث بمقدرات الشعب اللبناني، باسم المقاومة والممانعة؟

وهل سيغلق مراكز تدريب الميليشيات الخارجية التابعة لقوات الحرس الإيراني التي يديرها فيلق القدس، والتي تنتشر في أنحاء مختلفة من إيران، والتي يقوم فيها ضباط فيلق القدس بتدريب عناصر الميليشيات الطائفية المستوردة من سوريا واليمن ولبنان والعراق وأفغانستان؟ بصراحة، لا يتوقع مواطن واحد، من الخليج إلى المحيط، بعد كل الذي جرى وصار، أن تتمخض هذه الزيارة عن شيء ذي قيمة، عدا فائدة واحدة جيدة يمكن اقتطافها منها هي البرهنة على حقيقة أن عنجهية النظام الإيراني لا يَبطـُل مفعولـُها إلا عندما يشعر بخطر داهم يتطلب من قادته، متشددين وإصلاحيين، أن يلجأوا إلى التقية والانتهازية، على طريقة “تمسكن إلى أن تتمكن”. ففي أجواء الإدراك الأميركي المتأخر في عهد إدارة دونالد ترامب لحقيقة كون النظام الإيراني بؤرة القلق والتوتر في المنطقة، وأنه مموّل الإرهاب الأول، بنوعيه، السني والشيعي معا، وفي ظل إصرار الإدارة الجديدة على مواجهته لحماية مصالحها في المنطقة، كان طبيعيا أن يتواضع المرشد الأعلى، ويتعطف ويتلطف، ويحمل رئيس الجمهورية “بشارة” تفاهم مع دول الخليج، لتحييدها، ومنعها من التفاهم مع ترامب، واحتمال أن تضع أيديها في يده لمحاصرة إيران، وربما الهجوم على بعض مواقع قوته الضاربة.

فمهما نتج أو ينتج عن زيارة حسن روحاني لدول الخليج العربية، فإن إيران لن تخرج من سوريا، ولن تترك العراق للعراقيين، ولا لبنان للبنانيين، ولا اليمن لليمنيين، ولا البحرين للبحارنة، ولا السعـودية للسعوديين، ولا الكويت للكويتيين.

لأن أيّ مصالحة حقيقية يعقدها النظام الإيراني مع دول الإقليم لا بد أن تكون لها نتيجتان، كلٌ منهما تربكه وتهدد وجوده. أولاهما انكشاف حقيقته أمام الطائفة الشيعية في العالم، والشيعة العرب في المقدمة، والتأكد من أنهم ليسوا سوى حطب لناره، وجنودٍ يقاتلون في سبيله، فيَقتلون ويُقتلون، دون أن يضطر إلى الزج بمقاتلين إيرانيين في حروبه التي لا تتوقف. وثانيهما شماتة شعبه به، وخصوصا ملايين المعارضين لظلمه ودكتاتوريته وهمجيته، وهو ما لا طاقة له به. ففي شهر فبراير من العام الماضي قال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وهو يؤبن 46 عسكريا إيرانيا قُتلوا في اشتباكات مع المعارضة السورية، إنها “حرب الإسلام على الكفر”. وقد نقل، يومها، الأمين العام إلى مجلس صيانة الدستور أحمد جنتي قول خامنئي “لو لم يذهب الشباب للقتال في سوريا، ولو لم يقاتلوا هناك، لكنا نقاتل العدو في كرمنشاه وطهران وأصفهان”. إنه، بهذا يعترف، بالقلم العريض، بأن الهجوم على شعوب المنطقة هو وسيلته الوحيدة للدفاع عن بقائه في إيران ذاتها. وليس على ذلك اعتراض. ولكن إذا ما لجأ خصومه “الكفار” السوريون والعراقيون واللبنانيون واليمنيون والخليجيون، بالمقابل، إلى نفس مبدأ المرشد الأعلى، “الهجوم أفضل أنواع الدفاع”، واصطفوا مع ترامب، ومع أي قوة أخرى على الأرض، لردعه ورده، لن يكون حراما ولا منكرا ولا عدوانا على إيران ولا على وكلائها. إذ ستكون، عندئذ، “بضاعتُها قد ردت إليها” بالكمال والتمام. وبعبارة أوضح. لا يفل الحديد غير الحديد. والسن بالسن، والعين بالعين، والبادئ أظلم.

 

عون يخترع

رشا الأطرش/لبنان 36/16 شباط/17

لعل الهجمات التي نفذها شبان "حركة أمل" بالأمس على مقر "تلفزيون الجديد"، بتبعاتها كافة، من التصريح التبريري المشين لرئيس "المجلس الوطني للإعلام" عبد الهادي محفوظ، وصولاً إلى شكلية الانتشار الأمني حول التلفزيون، تتجاوز كونها قضية حريات إعلامية ورواسب حرب أهلية (مستمرة). في الحدث المفزع والمألوف، أمس، ما يجعله مظهراً مصغراً لمفهوم تكفّل رئيس الجمهورية ميشال عون، بإعادة إنتاجه، وبأكثر الصِّيغ فجاجة. مفهوم ليس جديداً في الحالة اللبنانية، لكنه بات، بفضل التصريحات الأخيرة لـ"بَيّ الكل" و"رئيس كل لبنان"، فاقعاً إلى درجة تستدرّ الدموع والضحكات في آن واحد.

فكلام عون عن "ضرورة وجود سلاح حزب الله" كمكمّل لعمل الجيش اللبناني الذي "لا يتمتع بالقوة الكافية لمواجهة إسرائيل"، والتي بدورها "ما زالت تحتل أراضي لبنانية وتطمع في ثرواتنا الطبيعية"، وتدليله على ذلك بأن الحياة الداخلية اللبنانية بمنأى عن هذا السلاح... هذا الكلام، المفتقر إلى الدقة، لا يكتفي بالانتقاص من السيادة اللبنانية. بل إنه، وربما من حيث لا يدري فخامته المَدين بالكثير لـ"حزب الله"، اجتهاد في المعنى والفكرة: أي سيادة، بل سِيادات البؤر.

فإذا كانت السيادة هي الحق بالسُّلطة الكاملة على كيان سياسي من دون تدخل خارجي، وإذا استقرينا على التعريف الأبسط والأكثر تداولاً للكيان السياسي، والذي غالباً ما يعبّر عن الدولة-الأمة، أي مجموعة من الناس يتشاركون تصوّراً موحداً بالحد الأدنى عن أنفسهم، وهذا التصوّر هو الصمغ الذي يجمعهم، وهم منظَّمون بتراتبية مُمأسسة... فإن التصريح الرئاسي الأخير في شأن خلافي لبناني من نوع سلاح "حزب الله"، والذي لا صيغة دستورية أو قانونية محترمة في العالم يمكن أن تسبغ على مثله صفة شرعية، يطرح سؤالاً أساسياً: هل "يطوّر" لبنان نفسه، كنظام سياسي طائفي يفترض أنه تشاركي وليس فيدرالياً (على الأقل لم يعلن ذلك رسمياً)، بحيث تصبح الطوائف، بواجهاتها الحزبية، هي الكيانات السياسية دون واجهة الدولة اللبنانية؟ أم أنه يمكن الآن الجزم، وبراحة ضمير، بدولة لبنانية فاشلة، وبالتالي بلا أي نوع من أنواع السيادة؟

الأرجح أنها "نَعَم" مزدوجة.

الدولة الفاشلة: فاقدة السيطرة على كامل أراضيها (البقاع؟ الجنوب؟ الضاحية الجنوبية لبيروت؟). لا تحتكر العنف ضمن حدودها (من حزب الله ومشاركته في الحرب السورية إلى غزوة "الجديد"). تشهد انزياحاً للسلطة الشرعية في ما يتعلق بالقرارات الجامعة (قرار الحرب والسِّلم!). قدرتها منقوصة في مجال الخدمات العامة (كهرباء، مياه، نفايات..). وكذلك تواصلها مع الدول الأخرى كعضو كامل في المجتمع الدولي. لبنان، ثلاثة أرباعه تتدلى على هذه الحافة.

أما بالنسبة إلى الكيان السياسي، فلا جديد هنا في المأثرة اللبنانية التاريخية. لكن، من المفيد إعادة قراءة النقد الأوروبي للسيادة السياسية كما أرستها معاهدة "ويستفاليا" (1648). إذ نحت أوروبا، عشية الألفية الثالثة، وغداتها، إلى معنى أرحب للسيادة، بمزيد من الضمّ وإقصاء أقل، ترافقها تأثيرات العولمة، والاجتهادات في وضع أطر واضحة للتدخلات العسكرية والإنسانية خلف الحدود. ثم انكفأت أوروبا، مؤخراً، لتعيد النظر في تجاربها الرحبة. وتفكيرها في ذلك، بصوت عالٍ، أشبه بدرس في علوم السياسة والاقتصاد والاجتماع، للعالم أجمع. في حين أن العَقد الاجتماعي اللبناني، والذي تقتضي بداهة العصر والأوان، أنه مُبرَم بين مجموع الأفراد اللبنانيين وبين مؤسسة الدولة، هو في الحقيقة عقود اجتماعية. كل جماعة، كجُزُر سياسية، تبرم عَقدَها السيادي مع زعامتها، وهذه الأخيرة تحرص على "تسجيله" في دفاتر تحمل رمز الأرزة.

مثلاً... الرئيس عون، رئيس كيان سياسي أبرم "تفاهم مار مخايل" مع "حزب الله"، أوصله في النهاية إلى قصر بعبدا، حيث نُظّمت احتفالات حاكَت مسيرات العام 1989 إلى "بيت الشعب". وفي عيد الاستقلال، رُفع "عَلَم الشعب"، الذي مُهر، إبان "حرب التحرير" المتبوعة بـ"حرب الإلغاء"، بتواقيع ميشال عون وعصام أبوجمرة وإدغار معلوف. لقد استحضر الكيان السياسي العوني ذاكرة التَطاحُن الأهلي اللبناني، وبالضبط في لحظة تكريسه ممثلاً/رئيساً لها. وغض اللبنانيون الطرف، مصرّين على التفاؤل بالعهد الجديد وتوافقاته. وها هو، من سدّة الرئاسة، يعلن القبول بسلاح "حزب الله"، على حساب الموقع الوطني المبدئي للجيش اللبناني. بحسابات الدكانجية، ارتأى عون، في هذه اللحظة، أن يؤثر "التفاهم"، على "إعلان النيات" مع "القوات اللبنانية"، واتفاق ترشيحه مع رئيس الحكومة سعد الحريري، بل وصورته "الدولتية" التي جهد في رسمها، وانتمائه العاطفي والتكويني لمؤسسة الجيش، والتي قد يقلق الكثير من اللبنانيين بأنها باتت مفرزة الرؤساء.  ولعل عون، في لحظة أخرى، يجري حسابات مختلفة. ومثلاً.. أيضاً...

"حزب الله"، وبعدما قضم السيادة اللبنانية المفترضة، لقمة لقمة، منذ انتهاء الحرب الأهلية، فإنه يحارب الآن باسمها في سوريا. ومن عِبَر الزمان، تعزيز مواقعه في شرق حمص، الغني بالفوسفات، بالتزامن مع إبرام عقود سورية-إيرانية تنص على استثمار طهران في مناجم الفوسفات الحمصية. لتبدو أكذوبة الدفاع عن المقدسات ومحاربة التكفيريين، مزحة، مقارنة بخدمة السيادة الإيرانية.. في سوريا.

قضية النفايات، وملف التنقيب عن النفط والغاز الشاهد على تخلّي الدولة اللبنانية عن حقها في إنشاء شركة نفط وغاز وطنية، لمصلحة شركات ملغّمة بزعماء البؤر السياسية اللبنانية.. والأظرف هو استحداث وزارة دولة لشؤون مكافحة الفساد، ولبنان يحل في المرتبة 136 من أصل 176 دولة في تقرير "منظمة الشفافية الدولية" 2016. الرئيس سعد الحريري يعود إلى رئاسة الحكومة، بعد مساومة مع "حزب الله" و"العونيين"، في لحظة انهيار مالي في مؤسساته الإعلامية والتجارية. وهي لحظة مفصلية في علاقته مع كيانه السياسي، مضافة إلى شدّ عصب يناور به مزاحموه على الزعامة.

ومثلاً.. أيضاً وأيضاً... عدد الناخبين الدروز في عاليه 68 ألف ناخب، ولهم مقعدان في مجلس النواب. وفي الدائرة ذاتها، 30 ألف ناخب ماروني، ولهم مقعدان. إجمالي المسلمين مع الدروز، 78 ألفاً، ولهم مقعدان. وإجمالي المسيحيين 51 ألفاً ولهم ثلاثة مقاعد. هذه الأرقام التي يوردها الباحث في الشأن الانتخابي، الزميل وليد حسين، تعطي فكرة سريعة عن "الطبيعة الإنسانية" لمطلب قانون انتخابي على أساس النسبية، والمتلطي خلف "الطبيعة الإلهية" لشعار عدالة التمثيل.

وأخيراً.. لا بد أن "مؤسسة العماد ميشال عون"، التي أطلقتها بنات الرئيس، ميراي وكلودين وشانتال، قبل عامين، "لنشر فكر العماد ميشال عون في لبنان والعالم، والعمل على تثقيف الشباب اللبناني لتعزيز الديموقراطية لديهم"، قد سجّلت براءة الاختراع الجديد: السيادة اللامركزية.. تمهيداً لتعميم الفائدة، وإن كان لا ينقصها تعميم.

 

لبنان في زمن الحقائق الضائعة و'السيدة الفاضلة'

محمد سلام/نقلا عن موقع لبنان 36/16 شباط/17

الأبعاد الثلاثة للمشهد اللبناني ليس بينها ما هو مفاجىء: رئيس جمهورية يشرعن سلاح حزب الله ويعتبره مكملاً للجيش اللبناني. رئيس حكومة يصر على أن سلاح الحزب إياه غير شرعي. رئيس المجلس النيابي يتعافي من جراحة في المرارة فيما أنصاره يستبيحون محطة تلفزيون "الجديد".

رؤساء الأبعاد الثلاثة نفسهم يدعون إلى إجراء إنتخابات نيابية، وإن بصيغ قانونية متناقضة، لكنهم يتفقون على أن تتضمن الإنتخابات مشاركة السلاح الذي يعتبره بعضهم شرعياً، ويعتبره بعضهم غير شرعي، ويعتبره العرب والأمم المتحدة إما إرهابياً أو ميليشيوياً.

لبنان، بعد العراق، سيدخل موسوعة غينيس على أنه دولة تجري فيها الإنتخابات تحت الإحتلال، وتشارك فيها قوات الإحتلال، ترشيحاً وإقتراعاً.

سبقنا الإحتلال النازي الذي لم يدع إلى إنتخابات عندما إحتل فرنسا، بل إكتفي بتأليف حكومة "فيشي" التابعة له، وتولى الشعب الفرنسي تصفية غالبية أعضائها بعد التحرير.

الإعلام اللبناني حالة غريبة جداً. بعضه يؤيد "الجديد" ويتعاطف معها لأنها "مثله"، وبعضه يقاطع "الجديد" ولا يؤيد التعرض لها أيضا لأنها "كانت مثله" وربما "تعود مثله". رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ لا يؤيد التعرض "للجديد" ولا يتضامن مع "الجديد" لأنهما، أي الجديد ومن تعرض لها، أيضا "مثله". "الجديد" بلسان مذيعتها التي كانت تشرف على النقل المباشر للإعتداء عليها "تتفهم" موقف محفوظ، أيضا لأنه لطالما كان محفوظ مثل "الجديد" ولطالما كانت "الجديد" مثل محفوظه، وسيعودان قريباً مثل بعضهما البعض، على الأرجح.

وزير الإعلام الصديق ملحم الرياشي "مع الإعتراض" وضد "التعرّض"، من دون التطرق إلى تحديد ممارسة مسار حق الإعتراض.

الملفت في الإعتداء على المؤسسات الإعلامية أنه يمارس حصراً في نطاق بيروت المحتلّة من قبل حزب السلاح منذ 7 أيار العام 2008. هكذا تم الإعتداء على تلفزيون المستقبل، وهكذا تم الإعتداء على صحيفة المستقبل. وهكذا تم الإعتداء الأول على الجديد عندما حاولوا إحراقها فاستجدت حماية من حسن نصر الله، وهكذا تم الإعتداء الثاني على الجديد بسبب حلقة للمخرج شربل خليل.

للمفارقة، عندما تعرض شربل خليل لشخص نصر الله وكان يعمل مع محطة تلفزيونية خارج بيروت الغربية المحتلة، تمت محاولة إحراق منطقة عين الرمانة ذات الغالبية المسيحية، لأن المعتدين لا يغامرون بالسفر إلى المحطة التلفزيونية التي كان يعمل لها شربل خليل في منطقة ذات غالبية مسيحية.

الملفت في المشهد السياسي اللبناني هو أنه ليس فيه ما هو مفاجيء. الرئيس عون أيد حزب السلاح كما أيده دائماً عندما كان رئيساً للتيار الوطني الحر. والرئيس الحريري عارض السلاح الذي عارضه دائماً بصفته رئيساً "للمستقبل" سواء في الوطن أو المهجر.

الإعلام على نقيض ثوابت السياسة، مارس ما يمارسه دائماُ من تذبذب على قاعدة الكل كاشف عورة الكل، نتقاذف بالكلام أما الحجارة وتكسير الزجاج ف ... حرام.

في الموروث الشعبي البيروتي حكمة عميقة، وإن بقالب هزلي ولغة فظة، نوردها لا لإسقاط تفاصيلها على الواقع ولا حتى للإيحاء بإسقاطها على الواقع، بل للإستفادة من رمزية مغزاها:

"إختلف أحدهم مع شريكه على تقاسم الربح وأراد تجريحه فقال له: "أمي رأت أمك في سوق المومسات".!!!!

"الشريك، الكاشف عورة شريكه والعالِمِ بحالِهِ، أبتسم ورد متسائلاً بتهذيب: "وماذا كانت السيدة الفاضلة أمك تفعل في سوق المومسات؟؟؟؟"

لا تتوفر خاتمة معروفة لهذه الحكمة. لكن الإستنتاج العام هو أن الشريكين تصالحا إحتراماً من قبل كل منهما لسمعة أم الآخر، لا لسمعة أمه. هكذا تقتضي المصلحة وفق مقاييس السوق حيث ولدت هذه "الحكمة".

لغوياً، الفارق بين السوق والسوء يقتصر على حرف واحد. أما في المضمون، فالسوء يكمّل السوق إن لم يكن ابنه.

أستاذنا الأديب الراحل فؤاد جرداق، رحمه الله، عندما كان يؤنب تلامذته المشاغبين كان يصرخ بهم بصوته الجهوري الغاضب: "يا أبناء السوقة."

أديب مؤدب كان الأستاذ فؤاد جرداق (شقيق الأديب جورج جرداق)، لكنه كان سليط اللسان وبعيد النظر، والصفتان نعمة في زمن الصم الأخلاقي وعمى البصيرة والمفاخرة بالرذيلة.

لبنان إلى أين في زمن الحقائق الضائعة والقيم الزائلة و"السيدة الفاضلة"؟؟؟

 

هل يعود ريفي الى عباءة المستقبل قبل الانتخابات؟

صونيا رزق/الديار/16 شباط 2017

تجهد منذ فترة المحاولات والوساطات لإجراء مصالحة بين الرئيس سعد الحريري والوزير السابق اشرف ريفي، من دون ان تصل الى مبتغاها لان الخلاف عميق كما تصفه مصادر تيار «المستقبل»، بحيث تشير الى ان ريفي انقلب على الحريري من خلال الانتخابات البلدية في طرابلس، حتى انه عمل على تشويه صورته في بعض البلدان العربية، في حين ان زعيم «المستقبل» قدّم له الكثير ومنها السعي لتوليّ وزارة الداخلية وبعد تسوية نال حقيبة العدل.  وعلى الرغم من نفي هذه المصادر بأن الاتصالات قائمة اليوم لإجراء مصالحة بين الرجلين تحت عنوان إقناع ريفي بالعودة الى عباءة «المستقبل»، لان الاخير هو من انقلب على الحريري وليس العكس كما تقول المصادر المذكورة وتعتبر بأن الرئيس الحريري هو الزعيم السنيّ وسيبقى ولم يأخذ احد منه هذه الزعامة، حتى ولو خفّ وهجها في عاصمة الشمال خلال الانتخابات البلدية الاخيرة، إلا ان اليوم عاد تيار المستقبل الى نصابه في طرابلس وهو يحضّر لمعركة نيابية على أرضية قوية.

 الى ذلك تذكّر مصادر سنيّة وسطية بأن الخلاف بات كبيراً اليوم ويصعب حلّه، إلا ضمن الاجتماع المرتقب للقيادات السنّية برئاسة المفتي دريان، وتشير الى تراكمات خلافية بدأت على أثر احتجاج ريفي على عدم تحويل ملف ميشال سماحة الى المجلس العدلي، بحيث إعتبر ريفي بأن قوى سياسية تحاول تعطيل احالة ملف سماحة للمجلس العدلي للمرة الثالثة، واعلن حينها بأنه لن يشارك بأي جلسة حكومية، قبل ان يُدرج موضوع احالة جريمة سماحة الى المجلس العدلي كبند اول في الجلسة.

 لكن وزير العدل لم يدرك بأن الرئيس الحريري سيكون له بالمرصاد عبر «تويتر»، اذ فجّر قنبلة سياسية بقوله «أن موقف الوزير ريفي لا يمثلني»، وعلى الاثر إشتعلت مواقع التواصل وصبّت باجمعها مع ريفي، فارتفعت نسبة مؤيديه على حساب الحريري، فإعُتبر حينها زعيماً للسّنة خصوصاً في طرابلس ورقماَ صعباَ في المعادلة النيابية ، بعد تراجع شعبية تيار «المستقبل» في المدينة.  وتتابع المصادر المذكورة بأن «ما زاد الطين بلّة ترشيح الحريري لأحد اقطاب الفريق الخصم أي النائب سليمان فرنجية، وهذا كان كافياً كي يعيد مناصريه الى زمن الاحباط، فدخلوا اطر الانقسام من جديد، ما جعله يخسر البلدات السّنية الواحدة تلو الاخرى، فخف وهجه السياسي، خصوصاً بعد تصريح الامين العام لتيار «المستقبل» احمد الحريري بأن «لا كلمة تعلو فوق كلمة الرئيس الحريري في تيار «المستقبل»، وتبعها مواقف بعض نوابه حين وصفوا ريفي بالحليف الذي لا يمثلهم، وصولاً الى اللقاء الذي جرى بين الحريري وريفي في باريس وكان صاخباً جداً. وبعدها سار الحريري في اتجاه خصومه السياسييّن الذين اصبحوا اليوم ضمن الحلفاء، ما جعل ريفي يطلق بالصوت العالي «لا لكل شخص مرتبط ببشار الاسد ان يتولى رئاسة الجمهورية في لبنان، ولا لكل محسوب على المحور الايراني - السوري»، ثم تبع ذلك الانتخابات البلدية في عاصمة الشمال حيث برز ريفي كزعيم وبالتالي كمسؤول سنّي محبوب جداً ضمن طائفته، وصولاً لرفضه ترشيح العماد عون للرئاسة، فعمل على إقامة التظاهرات لكنه سرعان ما تراجع عن ذلك بطلب سعودي لوقف الهجوم على الحريري والعهد الجديد.

 اذا الخلافات تصاعدت وتحولت الى شخصية، والمصالحة بينهما باتت صعبة لكن قد تحصل بصورة فجائية من خلال وسطاء خارجييّن، لان لا شيء في لبنان يوضع ضمن خانة المستحيلات، مع التذكير بأن ريفي يُعتبر من الصقور وهو بالتأكيد سيضع شروطاً على من يجري الاتصالات لعودته الى عباءة «المستقبل» ومن ضمن هذه الشروط ضرورة عودة تيار «المستقبل» الى الخطاب السيادي واعلان رفض السلاح خارج اطر الشرعية بالصوت العالي لا بمحاولات الارضاء، ورفض قتال حزب الله في سوريا، والى إعطاء كامل الحقوق للطائفة السنيّة وتحقيق المساواة بكل اسسها.

 وختمت المصادر المذكورة بأن توقيت محاولات المصالحة تؤكد مصلحة «المستقبل» بالتقرّب من ريفي قبل إجراء الانتخابات النيابية، بسبب تخوفها من ان تكون على شاكلة الانتخابات البلدية.

 

القوات غير «مستنفرة»: الرئيس حر

ابتسام شديد/الديار/16 شباط 2017

«شامل روكز وجورج نادر» وكبار الضباط الذين خاصموا القوات حضروا لتعزية رئيس القوات بوفاة والدته، المشهد كان سوريالياً في بشري فهؤلاء بقوا خارج اطار المصالحة وتفاهم معراب لكن المشهد حصل فعلاً في عزاء والدة جعجع لتقفل الثنائية المسيحية «مشهد الحرب» وطي صفحة الماضي حقيقة، فالواضح ان كل الحواجز او ما تبقى منها سقطت بين العونيين والقوات وبالعكس منذ الانتخابات الرئاسية الى تشكيل الحكومة وحتماً الى الانتخابات النيابية التي يتوقع ان يحقق فيها العونيون والقوات تسونامي انتخابي مسيحي لا مثيل له بحسب مصادر مسيحية التي تؤكد ان هذا التسونامي يبدو انه يخيف كل الاخصام للفريقين، فثمة محاولات واعتراضات تطال تفاهم الفريق المسيحي في مسألة القانون الانتخابي والتحالفات وثمة من يحاول ان يلعب على وتيرة التصريح الأخير لرئيس الجمهورية لاستغلاله ودق إسفين في العلاقة بين رئيسي الجمهورية والحكومة وبين عون ومعراب من جهة ثانية، فالموقف الذي اطلقه رئيس الجمهورية حول سلاح حزب الله عشية ذكرى 14 شباط استنفر جوقة آذاريين معترضين ومتضررين من التغيير في التوازنات السياسية الجديدة حاولوا اللعب على وتر ما يحصل بين عون وجعجع ولارباك سمير جعجع من جهة وسعد الحريري عبر محاولة بث السموم بان رئيس الجمهورية يقوم باضفاء الشرعية على «السلاح غير الشرعي» وبان من الخطأ الاعتراف بقدرات المقاومة مقابل ضعف الجيش والمؤسسة العسكرية.

 واذا كان التفسير العملاني لموقف رئيس الجمهورية بأن كلامه لا يحمل جديداً او موقفاً مغايراً لما تراه الرئاسة في موضوع سلاح حزب الله، وانه لا يمكن لميشال عون اذا تربع على كرسي الرئاسة ان يغير في استراتيجيته تجاه المقاومة او ان يلغي تفاهمه مع معراب، فان كلام رئيس الجمهورية لم يستفز كما تقول اوساط القوات احداً في فريقها السياسي، فاتفاق معراب قام بفصل الامور وتنظيم ما هو متفق عليه وما هو مختلف عليه وضع جانباً انطلاقاً من حرص الطرفين على ان لا يؤدي الاختلاف السياسي الى الخلاف بينهما، وموقف رئيس الجمهورية من سلاح حزب الله ليس جديداً او غير واضح في هذه المسألة، فرئيس الجمهورية متمسك بخياراته الاستراتيجية والوطنية ولم يخطئ اساساً مع القوات في المحطات السابقة في تشكيل الحكومة او في المفاوضات الجابرية في شأن القانون الانتخابي. وبالنسبة الى القوات فان تفاهم مار مخايل كان سابقاً وأتى بعده تفاهم معراب، وبالتالي يفترض احترام الخصوصية السياسية لفريق سياسي، فرئيس الجمهورية «حر» في موقفه السياسي وخياراته لا يحاسب عليها ولن يكون هناك مواقف سلبية من القوات، ومواقف القوات من سلاح حزب الله لا تراجع عنها او تغيير في الموقف، فالدولة والجيش وحدهما قادران على حماية لبنان.

 في كل الاحوال بالنسبة الى القوات والعونيين فان ما تقرره الرئاسة ملك لها وخياراتها الاستراتيجية موثوق بها، الا ان ما بين معراب ورئيس الجمهورية من تفاهمات شأن آخر، فكلام رئيس الجمهورية لا يستهدف معراب ولا يصيب الحريري خصوصاً وان العلاقة بين رئاستي الجمهورية والحكومة تشهد تناغماً سياسياً غير مسبوق في العلاقة بين الرئاستين، ومن جهة اخرى فان تفاهم معراب امر آخر، هو فعل فعله في تهدئة الوضع المسيحي وتمتينه، وهو لا يزال يشكل متنفساً مريحاً للجو المسيحي العام الذي انهكته الانقسامات والخلافات المسيحية على مدى ثلاثين عاماً بين القوات والتيار انعكست سلباً على الوضع المسيحي وتراجعاً في الدولة، فأقل ما في التفاهم وانجازاته كما تقول المصادر المسيحية ان نوعاً من الستاتيكو الجديد بات يحكم العلاقة بين معراب والرابية ويقوم على إلغاء التشنج السياسي وضبط النفس والحفاظ على الحد الادنى من البروتوكولات السياسية في التعاطي مع الاحداث وقد بدا ذلك واضحاً في طريقة مقاربة القوات للملفات الخلافية المستجدة.

 بالنسبة الى القوات اليوم معركة وصول عون الى بعبدا كانت معركة سمير جعجع، القوات اليوم تضع في اولوياتها المجتمع المسيحي ومحاكاة مزاجاته وهواجسه وهي تسعى الى محو آثار الماضي في المجتمع المسيحي وباتت تمارس ضبط النفس وتحسب الف حساب قبل اطلاق المواقف النارية التي تزعج الرأي العام المسيحي والتي تتصل مباشرة بالملف المسيحي او تلك التي تؤثر في العلاقة بين رئيس الجمهورية ومعراب، ومن جهة التيار الوطني الحر فان العلاقة مع معراب باتت خط احمر ممنوع تجاوزه فالعلاقة مع معراب تحظى بعناية واهتمام العونيين والانطلاق سيكون معاً الى التسونامي الانتحابي، واعلان النوايا تجاوز مطبات كثيرة وسيكون هناك محطات لا يلتقي فيها الطرفان كلياً انطلاقاً من حيثيات وخصوصيات كل فريق سياسي لكن الخلاف ممنوع والاختلاف واقع وتفاهم معراب كان وسيبقى حاجة ملحة في ظل الأزمة المسيحية الراهنة في الحكم وما يواجهه المسيحيون في المنطقة.

 

الوجه الخفي لمشروع موازنة 2017/"إن رؤية هذا الذي أمام أنفنا يتطلب صراعاً مستمراً"

توفيق كسبار/كاتب وخبير اقتصادي/النهار، 14 شباط 2017

"إن رؤية هذا الذي أمام أنفنا يتطلب صراعاً مستمراً"(جورج أورويل)

الموازنة الحكومية هي من أهم الأعمال السياسية التي تقوم بها السلطة في أي بلد. ومشروع موازنة 2017 يكتسب أهمية استثنائية لأنه من المتوقع تحوّله إلى موازنة فعلية هي الأولى منذ عام 2005. يتضمّن المشروع اقتراحات مالية عدة هي في الواقع مواقف سياسية تكشف طبيعة السلطة السياسية في لبنان وتوجهاتها.

عندما ينظر المراقبون المعنيون في المؤسسات الدولية والخاصة إلى مشروع موازنة، خصوصاً في بلد ذي مديونية مرتفعة كلبنان، فإن أول ما ينظرون إليه لتقويم المشروع هو نسبتا العجز والدَين إلى الناتج المحلي. في مشروع موازنة 2017، تصل هاتان النسبتان إلى 9,5% (أو 5,2 مليار دولار، وهو عجز قياسي) و147% على التوالي، وهما نسبتان عاليتان جداً بحد ذاتهما والأعلى منذ حوالى عشر سنين. والمقلق، إن لم نَقل الخطير، في الأمر ليس المستوى المرتفع لتلك النسبتين فحسب بل الوصول إليه برغم زيادات كبيرة في الضرائب. فزيادة الضرائب تُفرض عادة لخفض العجز أو تمويل مشاريع إنمائية من أجل تحسين إنتاجية الاقتصاد. فلا هذا ولا ذاك في مشروع موازنة 2017. إنه مشروع زيادة ضرائب وفي الوقت نفسه زيادة قياسية في العجز والدَين!

غالبية الضرائب الجديدة سوف تُموّل نفقات جارية، أهمّها الرواتب والأجور وتحويلات مختلفة داخل القطاع العام وإلى القطاع الخاص. أشير إلى بند أساسي في النفقات يجسّد فعلاً طبيعة النظام السياسي القائم في لبنان. إنه بند الرواتب والأجور، الذي يتضمن أيضاً معاشات التقاعد وملحقات من تعويضات عديدة ومختلفة. نلفت الانتباه إلى أن هذا البند لا يتضمن الرواتب والأجور وتوابعها في المؤسسات العامة كمصرف لبنان وشركة كهرباء لبنان، والمؤسسات الخاصة التي هي فعلياً مؤسسات عامة ملكيةً وتوظيفاً وإدارةً، ككازينو لبنان وشركة إنترا والميدل إيست. ولنا عودة إلى تلك الشركات أدناه.

إن السلة الضرائبية المقترحة تجني 1,6 مليار دولار إيرادات إضافية، ثلاثة أرباعها لتغطية الزيادات على الرواتب والأجور وتوابعها. وبالفعل، فإن هذا البند ارتفع من حوالى 4,9 مليار دولار خلال عام 2016 (استناداً إلى الأرقام الفعلية للأشهر الثمانية الأولى) إلى 6,1 مليار دولار في عام 2017، أي بزيادة 1,2 مليار دولار. تتوزّع هذه الزيادة على كلفة سلسلة الرواتب الجديدة (800 مليون دولار)، والباقي يتلطّى وراء السلسلة المقترحة لإجراء توظيفات جديدة في مختلف الوزارات. هذه مشكلة ظاهرة لمشكلة أعمق.

منذ سنوات والسلطة التنفيذية توسّع التوظيف بشكل غير اعتيادي في القطاع الحكومي البحت، أي في مختلف الوزارات، وهذا بغض النظر عن التوظيف الجديد في السلك العسكري وفي المؤسسات العامة. لقد كانت نسبة العمالة في القطاع العام في السبعينات من القرن الماضي تقارب 8% من مجمل العمالة في لبنان فأصبحت الآن على الأقل 16% وربما حوالى 20% (يصعب التحديد لأن الأرقام المتوافرة أو التي تُنشر في هذا المجال تفتقر إلى الدقة).

على سبيل المثال، يشير مشروع موازنة 2017 إلى تعيين 355 موظفا جديدا في وزارة المال، منهم 217 محاسبا و98 محرّرا. أما وزارة التربية فسوف تضمّ 1223 استاذاً ثانوياً جديداً، علماً أنه في الأساس، وحتى قبل هذه الزيادة، كان لبنان يتميّز بنسبة عدد أساتذة إلى عدد التلاميذ في القطاع الثانوي هي من الأعلى في العالم: استاذ واحد لكل 9 تلاميذ في لبنان مقابل استاذ واحد لكل 18 تلميذاً كمعدّل عالمي، بحسب إحصاءات البنك الدولي. كما أن ثمة زيادات عديدة أخرى في عدد الموظفين في كل الوزارات تقريباً. إنه مشروع موازنة للرواتب والأجور ولتوظيفات جديدة، علماً أن غالبية هذه التوظيفات تهدف إلى خدمة منافع سياسية، وطائفية، وشخصية، وليست لتلبية حاجات إدارية. هذا التفشي منذ سنوات في التوظيف والإنفاق في القطاعين الحكومي والعام يُدفع ثمنه، عاجلاً أم آجلاً، من الاستقرار المالي والنقدي المهتزّ أساساً. للأسف، إن المواطن العادي هو الذي سيدفع الثمن بالتأكيد، وبالتأكيد نفسه لن يدفع شيئاً أي من المسؤولين عن هذه السياسات. إن أهم "الإيرادات" في مشروع موازنة 2017 هي إيرادات غير محصّلة. إلا أنها "إيرادات" حقيقية. أشير تحديداً إلى بندي الضريبة على القيمة المضافة، والضرائب والرسوم الجمركية. إن مجمل الإيرادات عن هذين البندين في السنوات الست الماضية (2011 - 2016) بقيت تقريباً من دون تغيير، لا بل شهدت تدنيّاً طفيفاً في الواردات الجمركية. إلا أنه في المقابل، وخلال الفترة نفسها، ارتفع معدّل قيمة البضائع المستوردة بنسبة 16 في المئة على الأقل، كما ارتفعت قيمة المبادلات التجارية المتمثّلة بالناتج المحلي الاسمي بأكثر من الثلث. هذا دليل دامغ على نقص فاضح في الإيرادات الجمركية وفي حصيلة الضريبة على القيمة المضافة. نقدّر هذا النقص بحوالى 4 مليارات دولار خلال السنوات الست المشار إليها.

هناك إيرادات أخرى لا تحصّلها الدولة من المؤسسات العامة إنما تُنفق وكأنها نفقات حكومية "خارج الموازنة". إنها التحويلات التي كان يجب أن تذهب إلى الخزينة كحصة في أرباح مختلف المؤسسات العامة أو شبه العامة. إلا أن الهدر في تلك الشركات يأخذ شكل توظيف سياسي، وتوزيع خدمات مختلفة، ورواتب ومنافع عديدة للمسؤولين في تلك المؤسسات تتخطى أحياناً ما يُعطى في مؤسسات خاصة أو عامة كبيرة في أوروبا وأميركا. كل هذا الهدر يأكل من أرباح هذه المؤسسات، ويؤدي إلى خسارات أحياناً، في حين أن هذه الأموال يجب أن تدخل إلى الخزينة كأية إيرادات أخرى. هي أموال هدر فاضح يمكن استعمالها لتخفيض العجز أو لنفقات استثمارية إنمائية. إنه نقص قائم في ايرادات الخزينة ويتزايد منذ سنوات عديدة، ويعرف به كل سياسي ومسؤول. وطبعاً، لن يجرؤ أحد على التصدي له لأن المصالح مشتركة. لذلك، عند الحاجة إلى زيادة الإنفاق، يعتمد المسؤولون الحل المنطقي الوحيد ألا وهو زيادة الضرائب.

إن الضرائب المقترحة في مشروع موازنة 2017 هي ضرائب تطال فقط، وبقوة، الطبقة المتوسطة في لبنان. فهي تتضمن ضرائب ورسوماً على: القيمة المضافة، وفوائد الودائع المصرفية، والسفر، والسيارات، والعقارات، والمعاملات الرسمية، والمبادلات التجارية عامة، إلخ. الطبقة الفقيرة ليس لديها الكثير لتعطي. والطبقة الغنيّة فإما لن يتأثر مستواها المعيشي بتلك الضرائب أو إنها موجودة أساساً في السلطة، أو الاثنتين معاً. لذلك تبقى الطبقة المتوسطة هدفاً وحيداً سهلاً للضرب بالضرائب، لأن ليس من يمثّلها أو يدافع عنها، من حزب أو تجمّع سياسي أو نقابة أو وسيلة إعلامية.

انهم يتصرّفون من دون منطق معقول، اقتصادياً أو سياسياً. وكأنهم يدركون أن السفينة تغرق، وأنهم لن يتبلّلوا مهما

لقد فشل العهد الجديد في أول امتحان مهم حين أقرّ مجلس الوزراء اخيرا وبسرعة مرسومي النفط والغاز اللذين تشوبهما التباسات عديدة. ومشروع موازنة 2017 هو امتحانه الثاني.

 

الأزمة السورية أدخلت المنطقة مرحلة «ما بعد الغرب»

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/16 شباط/17

يعتبر «مؤتمر أمن ميونيخ» الذي يعقد غدًا (الجمعة)، ويستمر حتى يوم الأحد المقبل، منبرًا للحوار حول تحديات الأمن في العالم.

يوم الاثنين الماضي نشر المؤتمر تقريره السنوي، الذي سيناقش ملفاته كبار القادة. التقرير الذي يحمل عنوان: «ما بعد الحقيقة، ما بعد الغرب، ما بعد النظام» يرسم صورة قاتمة عن عام 2017. في المقدمة كتب ولفغانغ إيشنجر، رئيس المؤتمر: يمكن القول إن البيئة الأمنية الدولية أكثر تقلبًا الآن من أي وقت مضى منذ الحرب العالمية الثانية «وحذر من حدوث فراغ في السلطة ناجم عن انسحاب أميركي محتمل من المسرح الدولي، ومن تصعيد عسكري». ويوضح التقرير الأخطار التي يتعرض لها النظام العالمي، بـ«اللحظة غير الليبرالية».

اللافت أن إيشنجر يطرح مقارنة تاريخية جريئة. إذا عدنا إلى أواخر الأربعينات من القرن الماضي، خلال أزمة برلين، التي سبقت تشكيل منظمة الحلف الأطلسي، أي فترة تداعيات «خطة مارشال» الأميركية لإعادة الإعمار ما بعد الحرب، والمجاعات والمصاعب التي عانت منها أوروبا خلال فصل الشتاء من تلك السنوات، وفرض السيطرة السوفياتية على أوروبا الشرقية، يمكن القول إنها كانت فترة متقلبة جدًا.

ولفغانغ إيشنجر يجري مقارنة ما بين تلك الفترة والواقع اليوم؛ ما يؤدي إلى طرح علامات سؤال حول جزء من عنوان التقرير «ما بعد النظام». يتحدث كثير من المراقبين الدوليين عما إذا كان العالم الآن في فترة انتقالية إلى نظام عالمي جديد. يقول إيشنجر إنها أكثر فترة تقلبًا منذ الحرب العالمية الثانية. ويضيف: إن أهم الدعائم الأساسية للغرب وللنظام الليبرالي العالمي تضعف. وقد نكون على شفا عصر آخر للغرب، حيث إن قوة ليست غربية تعمل الآن على تأطير الشؤون الدولية، أحيانًا بالتوازي، أو حتى على حساب تلك الأطر المتعددة الأطراف التي وضعت أساس النظام الدولي الليبرالي منذ عام 1945، ثم يتساءل: هل نحن ندخل عالم «ما بعد النظام؟».

في التقرير إشارة قوية إلى هيمنة الخطاب الشعبوي الذي تسبب في تحول جذري، أو تجاوز توجه الديمقراطية الليبرالية والمبادئ التي تصاحبها. رأى التقرير أن دعم «الحلول التسلطية» في تصاعد بين الشعوب التي تعيش في مجتمعات ديمقراطية.

يشرح محدثي، الدبلوماسي الأوروبي، أنه من المهم أن ندرك أن البيئة الأمنية الدولية يمكن أن تتغير من خلال خطوات صغيرة، ليس من الضروري أن تكون دراماتيكية أو مثيرة، لكنها تتراكم على مدى سنوات فتصل إلى شيء كبير.

من الأمور التي حدثت عام 2016 كان الاستفتاء البريطاني على الخروج من الاتحاد الأوروبي، فجاءت النتيجة حافزًا لإعادة النظر في العلاقات الدولية، ثم جاء انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب تأكيدًا على التغيرات التي تحدث الآن على الأرض.

في خطاب تنصيبه أعلن ترمب تغييرًا تاريخيًا في علاقات الولايات المتحدة مع الدول الأخرى، واعدًا بأن سياساته الداخلية والخارجية ستضع المصالح الأميركية في أولوياتها.

يقول محدثي «إن انتخاب دونالد ترمب رئيسًا للولايات المتحدة، أخرج إلى العلن تساؤلات عدة حول أهمية النظام الدولي كما اعتدنا أن نراه؛ إذ إن لديه مواقف تجاه الحلف الأطلسي، وتجاه الاتحاد الأوروبي تختلف عن نظرة أسلافه. لديه مواقف مختلفة تجاه روسيا قد تتصلب أكثر بعد استقالة مستشار الأمن القومي مايك فلين، لكنه سيفرق بين عقوبات مفروضة على روسيا بسبب أوكرانيا والحاجة إلى موسكو لمحاربة «داعش» والإرهاب، ثم موقفه الحازم تجاه الصين، واعتبارها المشكلة رقم واحد التي تواجهها الولايات المتحدة في العالم، وعلى الرغم من اعترافه بسياسة «الصين الواحدة»، فإن هذا لا يقلص من حجم المشكلة. «كل طروحات ترمب شملت الكثير من الافتراضات التي مارسنا الكتمان عليها ورميناها وراءنا في الهواء». قال ترمب في خطاب تنصيبه: من هذه اللحظة، سيكون التوجه: أميركا أولاً.

ويشير التقرير إلى أن ترمب في خطابه تجنب أن يذكر: «الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان»، مما يشكل تناقضًا مع أسلافه. وهذا لا يبشر بالخير بالنسبة إلى القيم الليبرالية في جميع أنحاء العالم، يضيف التقرير.

يوضح لي الدبلوماسي الأوروبي: أن القضية الآن هي حول كيفية تساقط هذه الأوراق التي رماها ترمب في الهواء. لا نعرف النمط الذي سيتشكل عند ارتطامها بالأرض. لهذا؛ فإننا نمر بمرحلة من عدم اليقين في كل حال.

في التقرير فصل يحمل عنوان: «سوريا لا نهاية في الأفق». وما بدأ كمطالب احتجاجية تدعو الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي، تحول إلى صراع طويل تورطت فيه جهات فاعلة محلية ومجموعات مسلحة ودول مجاورة وقوى عالمية، بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا، وإيران، ودول عربية. جاء في التقرير: «إن الكثير من الجهات تتدخل في الأزمة السورية في حين يحاول الغرب تدبير أموره بطريقة أو بأخرى». ربما يكون الشرق الأوسط دخل مرحلة «ما بعد الغرب»؛ لأنه نتيجة التدخلات الكثيرة في سوريا حصل تحول على طول الخط الاستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط في الوقت الراهن على أي حال، صار لروسيا دور أكبر بكثير مما كان عليه في السابق، كما أن لإيران، حتى الآن، دورًا قويًا جدًا. إن لدى الولايات المتحدة بعض الخيارات حول كيفية الرد على ذلك، وينسحب هذا على الأوروبيين؛ لأن ما يجري هو في ملعبهم الخلفي.

يصل التقرير إلى فصل: ما بعد الحقيقة، وينصح من أجل منع هذا «النوع من العالم»، حيث: «إن لا شيء حقيقيًا، بل كل شيء ممكن» هي مهمة المجتمع ككل، مشيرًا إلى محاولات النواب في البرلمانات الغربية تجريم كل من ينشر ويوزع أضاليل. أما عن مستقبل الإرهاب فحسب التقرير، على الاتحاد الأوروبي التعاون ككتلة موحدة لمواجهة مجموعة من التحديات التي يشكلها التهديد من التطرف والإرهاب.

تقرير «مؤتمر أمن ميونيخ» يعطي لمحة عن التحديات التي تهدد بإطاحة النظام الدولي الذي أنشئ بعد الحرب العالمية الثانية التي خلفت عشرات الملايين من القتلى والمشردين في أنحاء العالم.

إن عملية التشكيك في فاعلية منظمة الحلف الأطلسي، في شكلها الحالي، أو احتمال التخلي عن التحالفات التقليدية من أجل أخرى جديدة، إنما هي تساؤلات تؤكد تحولاً، في العلاقات العالمية والإقليمية بين الدول. التقرير الذي نشر قبل انعقاد المؤتمر يوفر لقادة العالم منطلقًا للحوار بشأن التحديات الأمنية والدفاعية التي لا محالة يواجهها العالم. قال إيشنجر: «آمل ألا نبتلع الكلمات أو نقرضها: بل أن نتكلم صراحة عن خلافاتنا، وكذلك عن المصالح والقيم المشتركة».

يبدو أن تخاصم العالم مع نفسه يهدد بحرب. العالم يهتز، فهل من الممكن للاعبين الأساسيين الذين سيكون بعضهم مشاركًا في «مؤتمر أمن ميونيخ» العثور على بعض الأجوبة؟

يقول محدثي الدبلوماسي الأوروبي: رغم الهزات الداخلية التي تعرضت لها إدارة ترمب، فإن التوجه السياسي لم يتغير. لكنها لا تزال إدارة «شابة»، وسيستغرق بروز نظام دولي جديد، بعض الوقت، هذا إذا كنا نسير حقًا في هذا الاتجاه، الذي بدأ يتبلور نوعًا ما. فهل أن القوى الكبرى، الولايات المتحدة، وروسيا، والصين وغيرها من القوى الصاعدة، ستقف مع حكم القانون، وإلى جانب المؤسسات الدولية القوية؟ أم أن كل قوة ستعتبر مصالحها فوق الجميع وفوق أي شيء آخر. هذه مسألة مهمة جدًا لمعرفة ما سيكون عليه التوازن. يضيف محدثي: إن القوى الكبرى تفضل دائمًا نظامًا يناسبها، وتريد دائمًا الاستفادة من هذا النظام لمصالحها، هي استثمرت في السنوات الماضية في النظام العالمي حتى خلال الحرب الباردة.

هل سيكون الأمر نفسه في المرحلة المقبلة، أم أنه سيكون مختلفًا؟

ينهي حديثه: بالنسبة للكثير من المراقبين والخبراء وصناع القرار: أن العالم في حالة قصوى من عدم الأمان.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

جريصاتي بعد اجتماع التكتل: ثمة بحث متقدم يوازن بين الاكثري والنسبي

الخميس 16 شباط 2017 /وطنية - عقد "تكتل التغيير والاصلاح" اجتماعه الاسبوعي في الرابية برئاسة رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل.

بعد الاجتماع تحدث وزير العدل سليم جريصاتي، فقال: "عقد تكتل التغيير والاصلاح اجتماعه الدوري الاسبوعي في الرابية برئاسة رئيس التكتل رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، حيث استعرض الامور التالية:

اولا، عرض عام لرئيس التكتل حول الاوضاع العامة في ضوء المستجدات السياسية لبنانيا واقليميا ودوليا، وتوقف التكتل عند مواقف فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الاخيرة، التي هي واضحة وضوح الشمس ولا تحتاج الى تفسير او اجتهاد ولا ينتج عنها اي تداعيات او آثار من اي نوع كانت على التزامات وتعهدات لبنان الدولية كالقرار 1701 مثلا". اضاف: "ان عنوان العهد الرئاسي الواعد والواثق هو الاستقرار العام على ما ورد في خطاب القسم وفي مناسبات عدة، حيث كان للرئيس كلام في هذا الشأن، الاستقرار العام على جميع المستويات ومصلحة لبنان العليا ولا تناقض بين هذه العناوين والمواثيق والالتزامات الدولية بل على العكس، طبعا ليس في كلامنا اي تبرير، بل كل تأكيد وكل اصرار على ان فخامة رئيس البلاد يعي مستلزمات قسمه".

وشدد على ان "اقرار قانون موازنة العام 2017 ضروري وان الاجتماعات في مجلس الوزراء على قدم وساق لاقرار مشروع الموازنة. فاقرارها ضروري لرفع مخالفة متمادية وخطيرة بالدستور وهي عدم وجود موازنات منذ 12 سنة"، معتبرا ان "هذه الموازنة سوف تفي بالغرض الانفاقي وتكون مناسبة لتصحيح اداء المالية العلمة مع تخفيض الطموحات واوجه الانفاق غير المجدي. اما الطموحات الكبرى المتعلقة بالرؤية الاقتصادية العامة فسوف تتضمنها موازنة العام 2018 ونحن ايضا على مشارف مهلها الدستورية".

وتابع: "نحن نقول اولية نعم، طبعا الموازنة اولوية ولكن الاولوية الكلية هي في مكان آخر اي في البند الثالث الذي استعرضه التكتل والمقصود قانون الانتخاب، انتخاب اعضاء مجلس النواب بعد ان استقر الرأي على ان قانون الستين او قانون ال2008 المستنسخ عنه لم يعد يصلح اطلاقا في ضوء الميثاق، لا بل هو نقيض الميثاق ونقيض اتفاق الطائف اي وثيقة الوفاق الوطني".

وسأل: "لماذا نقول ان هذا القانون هو اولوية، لانه مرتبط ارتباطا مباشرا باعادة تكوين السلطة بعد ان انتظمت الرئاسة الاولى وانتظمت الحكومة وقد تألفت على النحو الذي تألفت فيه وصار لزاما ان تكون السلطة المشترعة وهي السلطة الام متوافقة احكام الميثاق والدستور نشأة واداء، طبعا تكوين السلطة المشترعة على اسس دستورية وميثاقية سليمة. ثمة بحث متقدم، بعكس التشاؤم السائد حاليا، يوازن بين الاكثري والنسبي، لكن ضمن المعيار الواحد والهدف الواحد، اي صحة التمثيل وفعاليته. ونحن اليوم في طور انتظار الاجوبة الناجعة على ما نتمنى بالنسبة الى هذا الطرح".

واعلن جريصاتي ان "التيار الوطني الحر سوف يعقد مؤتمرا للبلديات وهو مناسبة ثمينة للالتزام البلدي والحق البلدي والانماء البلدي، متحرك هو التيار على صعيد الانماء المتوازن وحقوق البلديات ونحن ايضا على مشارف اقرار قانون اللا مركزية الادارية".

 

الجميل من بكركي:الأنسب موقتا الدوائر الصغرى ومجلس نيابي لسنتين يصوغ قانون انتخاب عصريا الخطيبالرئيس أمين  خطة لوزارة البيئة قريبا

الخميس 16 شباط 2017

وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم، في الصرح البطريركي في بكركي، وزير البيئة طارق الخطيب الذي لفت الى "حرص صاحب الغبطة التام على معرفة المشاكل التي تعاني منها البيئة في لبنان والحث على معالجتها".

وقال: "لقد اشار غبطته في خلال لقائنا الى البيئة البشرية ولمست حرصه على العودة الفعلية والفاعلة الى الجبل والمشاركة في الحياة العامة فيه من كل جوانبها. وكانت مناسبة استمعنا فيها الى توجيهات غبطته ودعواته لتوفيقنا بمهامنا في هذه الوزارة وابرزها اليوم مهمة معالجة مشكلة النفايات. وفي هذا الإطار عرضت لما نقوم به من اعداد وصلنا الى المرحلة النهائية منه تمهيدا لإعلان خطة استراتيجية شاملة لحل مشكلة النفايات يكون عمادها اللامركزية الإدارية".

اضاف: "ان عمل الوزارة مهم جدا بالنسبة لحياة الناس ولسلامتهم. انها من الوزارات الأساسية جدا في الوطن، فهي تشكل عنصرا اساسيا لحماية الإقتصاد وتفعيله ولا يمكن ان يكون هناك سياحة نشيطة من دون بيئة سليمة. والوزارة في المهام التي ينص قانون انشائها هي وزارة اساسية تتعاطى مع كل الشؤون الزراعية والصناعية والمائية وتلوث الهواء وتعمل للحد من مخاطرها. صلاحيات الوزارة واسعة جدا يبقى علينا ممارستها على الرغم من ان بعضا منها موزع بين عدد من الوزارات".

الجميل

واستقبل الراعي، الرئيس امين الجميل وعرض معه الاوضاع الراهنة، وقال الجميل بعد اللقاء: "الزيارة لغبطته واجب وخصوصا في هذه الظروف حيث الامور تتسارع على كل الصعد، وهي للبحث في المؤتمر الذي دعت اليه مؤسسة الازهر في القاهرة بعنوان "الحوار والمواطنية" ومن الممكن ان يكون مدخلا لبحث معمق حول الحوار ومستقبل العلاقات في هذه المنطقة. وهذا المؤتمر سيعقد في اواخر شباط الحالي، وسيشارك فيه غبطة البطريرك الراعي وانا، وهناك تنسيق بيننا حول المواضيع التي ستطرح والتي تساعد على الحوار في هذا الظرف وتساعد على نشر التعددية والديموقراطية، ونأمل ان يكون للبنان دور مهم في هذا المؤتمر وتنتج منه مبادرات تؤكد الديموقراطية والحرية والحوار".

سئل عن تأجيل الانتخابات، فأجاب: "المؤسف ان البحث يحصل بشكل عبثي وكل فريق يحاول نص قانون على قياسه، وهذا امر غير طبيعي في الديموقراطية بحيث لا يستطيع كل فريق صوغ قانون على قياسه بالتفاصيل الضيقة، وإلا لا قانون، فهذا لا يخدم مصلحة البلد. لربما هذا يعيدنا الى كلام الرئيس بري قبل الانتخابات الرئاسية بحيث قال "يجب ان نتفق على بعض الامور ومنها قانون الانتخابات" لأنه كان يدرك صعوبة الوصول الى قانون انتخاب في حال طبيعية، والآن وصلنا الى هذه المعضلة، فنحن موقفنا واضح والانسب ان يكون هناك قانون يضمن العلاقة بالتواصل المباشر بين الناخب والمرشح، بحيث يكون المرشح قريبا من الناخب، هذا يكون في الدوائر الصغرى، ونعتبر ان هذا هو الحل الانسب في الوقت الحاضر وخصوصا انهم لا يستطيعون التوافق على قانون اشمل من ذلك، أكان على صعيد النسبية او المختلط وما شابه ذلك.

الاعتراضات على الدائرة الصغيرة حقيقة ليست مقنعة، وما دامت هناك صعوبة في سن قانون جديد على اساس النسبية او المختلط، فان الحل الانسب العودة الى الدوائر الصغرى، وبناء على اقتراحات البعض ان تكون ولاية مجلس النواب سنتين ينكب خلالهما على درس قانون متطور وعصري يأخذ في الاعتبار كل الاختبارات الخارجية ويؤدي الى تحديد الهدف. أما اذا بقينا في هذا الاطار فمن الصعب، على ما يبدو، سن قانون جديد في حين يقولون ان قانون الستين لا يمكن ان يمر لأنه يؤكد سياسة المحادل ويجمد اكثر فأكثر الديموقراطية في لبنان ويؤدي الى تحكم الاكثريات في هذا البلد. يمكن الحل الذي نقترحه لفترة وجيزة من خلال القانون غير المعقد، ومن السهل تطبيقه ويتيح للبناني المجال بأن يهدأ ويعود الى درس القوانين بتمعن بما يخدم مصلحة البلد".

وعن الخوف من الفراغ في السلطة التشريعية، قال: "لا شك ان هناك خوفا من هذا الامر، وهذا ما تحدثنا فيه مع غبطة البطريرك الذي ابدى تخوفه من ان يحصل الفراغ، والفراغ الكامل صعب ان يحصل في ظل امكان ايجاد حلول موقتة داخل المؤسس،ات وانما الموقت لا يخدم مصلحة البلد وخبرناه خلال عامين ونصف عام قبل انتخاب رئيس للجمهورية، ونعود للانتظار مجددا لسن قانون جديد لانتخابات جديدة، وهذا ليس من مصلحة البلد، ومن هنا اذا كانت هناك استحالة في الاسراع في سن قانون جديد فلنتفق على شيء موقت هو الدائرة الصغرى لمدة وجيزة، ونذكر بالقانون لئلا نقع في الفراغ والمحظور الذي هو تعطيل المؤسسات".

وقال ردا على سؤال: "هناك قلق كبير ونعرف ان غبطته حريص على مصلحة البلد والحوار والديموقراطية وحسن سير المؤسسات. ولا شك ان غبطته قلق على هذا الموضوع لأنه يعلم ان هناك صعوبات اليوم في سن قانون جديد وهو متخوف من العودة الى قانون الستين، كما ان الفراغ ليس هو البديل وهناك حيرة ومأزق في الوقت الحاضر".

كاسولا وزيادة

ومن زوار الصرح فيرجينيا كاسولا من معهد العالم العربي في فرنسا، ورافاييل زيادة المسؤولة عن الجناح البيزنطي في متحف الفنون الجميلة في باريس، وقد عرضتا للمعرض المنوي اقامته في باريس من 25 ايلول 2017 لغاية 14 كانون الثاني 2018، والذي ينظمه معهد العالم العربي بعنوان "مسيحيي الشرق" والذي يهدف الى القاء الضوء على تاريخ المسيحيين العريق في الشرق ويدعو الى مد جسور حوار بين المجتمعين الغربي والشرقي". وأوضحت كاسولا ان "المعرض يحتضن ايقونات وادوات تعبر عن تاريخ الجماعة المسيحية في العالم العربي منذ ولادة الديانة المسيحية حتى الحقبة المعاصرة ويشكل حوارا بين الماضي والحاضر والمستقبل. وهذا المعرض يسمح بالتعرف الى مكانة المسيحيين في الشرق اضافة الى تنوع اشكال هذا الوجود".

 

 رئيس حركة المستقلون: لا جديد في مشروع الموازنة وهو تكرار لفشل الاقتصاد بعد الحرب

الخميس 16 شباط 2017 /وطنية - رأى رئيس "حركة المستقلون" رازي الحاج ان "مشروع موازنة العام 2017 يحمل الخطأ الاستراتيجي نفسه، بابقاء النفقات الجارية (من دون احتساب السلسة) في اعلى مستوياتها حيث تخطت ال 92 %، فيما بقي الانفاق الاستثماري في مستواه الأدنى الذي لم يتخط ال 8 في المئة".

اضاف: "أن الموازنة تعود الى اللعب على خط التماس في تعميق الفجوة الاجتماعية - الاقتصادية من خلال زيادة الضرائب غير المباشرة، السهل تجميعها، من أجل تمويل سلسة الرتب والرواتب التي لا تتجاوز تكلفتها ال 1200 مليار ليرة فيما ترصد الموازنة 2100 مليار ليرة لسد عجز كهرباء لبنان بدلا من تحرير هذا القطاع وتجزئته مع الخصخصة". كما أخذ الحاج على الموازنة "عدم النظر في مشكلة الدين العام وامرار مزيد من الاستدانة لرفع الايرادات (حوالي 7000 مليار ليرة) فيما تشكل كلفة خدمة الدين 7100 مليار ليرة اي ما يوازي ربع قيمة الموازنة المفترضة". وشدد على "إعادة هيكلة الانفاق الحكومي من خلال التدقيق في موازنة الوزارات وترشيد انفاقها وخفضها بقيمة 25 في المئة على الاقل، وزيادة الانفاق الاستثماري 20 في المئة على الاقل، وادراج سلسلة الرتب والرواتب، وخفض كلفة الدين من خلال استراتيجية الصندوق الوطني للدين العام، وفرض ضرائب مباشرة على كبار المكلفين ووقف اعتماد مبدأ الضرائب غير المباشرة، ووقف الاهدار والفساد من خلال رفع نسبة الجباية وخفض مستوى التهرب الضريبي في مختلف المرافق العامة".

 

آلان عون : نرفض اي تمديد لمجلس النواب إلا لأسباب تقنية ولفترة لا تتعدى ال3 أشهر

الخميس 16 شباط 2017 /وطنية - شارك عضو "تكتل التغيير والإصلاح" النائب آلان عون، في ندوة نظمتها هيئة "التيار الوطني الحر" في الضبية، في حضور مسؤول النشاطات في قضاء المتن وسام شهوان، منسق التيار في الضبية فؤاد يمين والمرشح المحتمل للتيار عن المقعد الكاثوليكي في المتن إدي المعلوف وعدد من الناشطين في الهيئة. واكد عون في كلمته أن "التيار الوطني الحر حقق التوازن برئاسة الجمهورية في النظام السياسي القائم"، وامل أن "نحقق التوازن بإنجاز قانون إنتخابي وبالتالي نضع حد للأزمات التي تظهر عند كل إستحقاق دستوري".

ورأى ان "تكويين السلطة في لبنان ينطلق من إنتخاب مجلس النواب وتتشكل الحكومة وينتخب الرئيس وفق توازناته"، موضحا "لو كان النظام علماني لما سألنا عن صحة التمثيل داخل كل طائفة، وبما ان النظام السياسي طائفي، لذلك نطالب بإعطاء كل فئة الحق بإنتخاب نوابها، أو على الأقل المساهمة في إنتخابهم دون أن يعني ذلك الإستفراد بإنتخاب كل طائفة لممثليها". وتمنى أن "يؤدي موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الضاغط إلى التأسيس لإنتخاب مجالس نواب تؤمن التمثيل الصحيح لأول مرة منذ الطائف"، رافضا "أي تمديد لمجلس النواب إلا لأسباب تقنية ولفترة زمنية لا تتعدى ال3 أشهر". واذ شدد على ان "الإستقرار الإنتخابي ضرورة من أجل زيادة الإنتاجية، ومن غير المنطقي صياغة قانون إنتخابي جديد كل 4 سنوات". قال: "لا أتوقع أن يقر القانون الأمثل لأنه سينتج عن تسوية سياسية، لكن لا شك أنه سيكون أفضل من سوابقه، نسعى إلى الحد الأدنى من الإستقرار الإنتخابي على الأقل 20 سنة". وتطرق عون إلى "الوقت الضائع الذي شهده لبنان جراء الأزمات السياسية التي مر بها البلد وأخرت مسار بناء الدولة"، فاشار إلى أن "إنتخاب العماد عون تأخر 11 سنة وأن تأتي متأخرة أفضل من أن لا تأتي أبدا. لن تنتهي المشاكل بين ليلة وضحاها، فلا أحد يملك عصا سحرية، لكن لا شك إن الإنجازات لبناء الدولة أخذت السكة الصحيحة". اضاف: "بدأنا دراسة الموازنة في الحكومة ومجلس النواب، فلا يمكن أن يبقى أنفاق الدولة متفلت، وهذا أول شرط لمحاربة الفساد وتحقيق الشفافية. فمحاربة الفساد تبدأ من خلال ضبط التلزيمات في الحكومة وعبر تفعيل التفتيش المركزي وإعتماد الe-government التي تخفف الإحتكاك بين الموظف والمواطن، وإستكمال الإستثمارات المطلوبة في الكهرباء". وتحدث عن بعض الأولويات الإنمائية في المتن "التي تدخل في صلب أولويات العهد، منها جسر جل الديب"، فاكد ان "الرئيس عون يهتم شخصيا بإيجاد حل للجسر سريعا".

 

الحريري اكد لاهالي العسكريين المخطوفين متابعة الملف مع عون والمعنيين سامي الجميل: نحن أمام معضلة ستبدأ بعد 21 شباط والتمديد امر معيب

الخميس 16 شباط 2017

وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، ظهر اليوم في السراي الحكومي، سفير منظمة فرسان مالطا في لبنان شارل هنري داراغون يرافقه المستشار الاول لدى السفارة فرنسوا ابي صعب.

بعد الاجتماع، قال داراغون: "انه اللقاء الاول مع دولته منذ تسلمه مهامه الجديدة وقد اطلعته على عمل ونشاطات منظمة فرسان مالطا في لبنان واتفاق التعاون الموقع بيننا وبين الحكومة اللبنانية، كما عرضنا للعلاقات التي ارسيناها مع الوزراء الذين نتعاون معهم وخصوصا وزيري الصحة والشؤون الاجتماعية".

الرهبنة المارونية

كما استقبل الرئيس الحريري وفدا من الرهبنة اللبنانية المارونية برئاسة الاب العام نعمة الله الهاشم ومجلس المدبرين في حضور المستشار داوود الصايغ، وتم خلال الاجتماع عرض للأوضاع العامة في البلاد من مختلف جوانبها.

الجميل

ثم استقبل الرئيس الحريري رئيس "حزب الكتائب" النائب سامي الجميل الذي قال بعد اللقاء: "كانت مناسبة للتطرق مع دولة الرئيس الى الملفات المطروحة، وعبرنا عن وجهة نظرنا حيالها ومنها قانون الانتخابات وباقي الملفات مثل الموازنة".

أضاف: "في هذا الإطار، أردنا أن نؤكد للرأي العام أن أياما معدودة تفصلنا عن مرحلة مهمة، من بعدها سيتعرض لبنان لمشاكل في نظامه الديموقراطي، ففي 21 الشهر الجاري، أي بعد أيام إن لم يكن هناك قانون يقر في المجلس النيابي، وهو ما يرجح حصوله، فإن هذا يعني اننا متجهون إلى خيارات جميعها سيء. فإما أن تحصل انتخابات على اساس قانون الستين، ما يعني التمديد للطبقة السياسية الحالية 4 سنوات جديدة، ونستمر في المشكلة التمثيلية التي نحن فيها اليوم لـ4 سنوات مقبلة، أو أننا متجهون إلى تمديد للمجلس النيابي أو إلى الفراغ النيابي، وهذه الحلول الثلاثة بالنسبة إلينا مرفوضة".

وتابع: "لا نستطيع اليوم أن نعتبر أن موضوع التمديد أمر عادي وطبيعي، أو ان إجراء الانتخابات على اساس قانون الستين هو أمر طبيعي، وبالأخص بعد كل الوعود التي سمعناها من كل المسؤولين في الدولة اللبنانية، الذين وعلى مدى أشهر، وعدوا اللبنانيين ووعدونا بقانون انتخابي جديد يسمح لنا بإجراء الانتخابات في وقتها وموعدها، وتعطي هذه الانتخابات نفسا جديدا للبلد وتفتح الباب أمام كل الأطراف اللبنانية لكي تتمكن من الدخول إلى المجلس النيابي، فنجدد الطبقة السياسية ونحقق الكوتا النسائية التي نحن بحاجة إليها، ونقيم الإصلاحات التي نحن بحاجة إليها، ونفتح الباب أمام أحزاب وشخصيات جديدة تستطيع أن تجدد المجلس النيابي".

وختم قائلا: "للأسف، نحن اليوم نحذر بأن لا يستهين أحد بالتمديد ويقول ان الأمر بسيط، نؤجل الانتخابات أو نمدد. لا يستهينن أحد أن يبقى القانون نفسه. اللبنانيون لن يتقبلوا أن يبقى قانون الستين هو الراعي للانتخابات المقبلة. نحن نأسف أن تكون الحكومة قد أوصلت نفسها إلى مكان لم تعد فيه مشروع قانون لتطرحه على المجلس النيابي، ونأسف ايضا أن يكون المجلس النيابي لم يضع بعد قوانين الانتخاب على جدول أعمال الجلسات التشريعية، وانه لم يقم بأي عمل جدي لإقرار قانون انتخابي جديد، ونحن اليوم أمام معضلة ستبدأ بعد عدة أيام، اي بعد 21 شباط 2017".

سئل: بماذا أبلغكم الرئيس الحريري في هذا الخصوص؟

أجاب: "الرئيس الحريري يقول أن الاتصالات جارية الآن ولكن لم يتم التوصل لشيء. نحن ما نقوله أن الحكومة يجب أن تتحمل مسؤوليتها كفريق عمل وتقدم اقتراحا إلى المجلس النيابي يعطى الأولوية في جلسة تشريعية للتصويت عليه. إن لم تقم الحكومة بهذا الأمر، فإن هناك قوانين موجودة ومطروحة في المجلس النيابي، وعلى رئيس المجلس النيابي أن يطرحها على التصويت، ويتم التصويت عليها. وأي تقصير في هذين الامرين، اكان في المجلس النيابي أو في الحكومة، يتحمل مسؤوليته كل المسؤولين السياسيين في لبنان، لأن الدستور يقول أن هذه القوانين يجب أن تعرض للتصويت في المجلس النيابي، وعدم طرحها على التصويت يعد تقصيرا، وهو بالنسبة إلينا تواطؤ لكي يبقى لبنان على الحالة التي هو فيها الآن، وبهذه الطريقة من التعاطي مع الشعب اللبناني الذي يعتبر اليوم أن لا كلمة له في مستقبل بلده. هناك الكثير اليوم ممن لديهم طموح وأفكار بخصوص لبنان ولا يحق لهم ولا يعطون الفرصة للدخول الى الندوة النيابية. هناك العديد من الأحزاب الجديدة والمجتمع المدني الناشط جدا في لبنان، لديهم طموح بتطوير الحياة السياسية ولا تتاح لهم هذه الفرصة".

وتابع: "لهذا السبب نعتبر أنه مرة جديدة يضيع البلد فرصة لتطوير نفسه، وبالتالي فإننا متجهون في هذه الحالة إما إلى التمديد الحتمي من خلال قانون الستين، وبالتالي نمدد للأزمات الحالية وللأداء الحالي والفساد الحالي والهدر الحالي، ولكل ما هو سيء وترونه في البلد منذ 8 سنوات وحتى اليوم، ونمدد ايضا لهذه الحالة ولطريقة التعاطي مع الملفات في لبنان".

سئل: لماذا تستبعدون التمديد التقني؟

أجاب: لماذا نلجأ إلى التمديد التقني؟ لماذا لم يقر القانون في وقته؟ لماذا لم يتم البدء بالقانون الانتخابي؟ لو درس القانون الانتخابي منذ بداية عهد الحكومة لما كنا بحاجة إلى التمديد التقني. لماذا نستسهل ضرب المواعيد الدستورية بهذا الشكل، وكأن الأمر عادي وطبيعي ولا مشكلة فيه. امر كهذا يسقط حكومات في دول تحترم نفسها. نحن اليوم في لبنان أصبحنا "متمسحين"، نرى الخطأ ونعتاد عليه ولم نعد نلتفت إلى الأخطاء الكبيرة التي ترتكب. بالنسبة إلينا نحن، يجب أن نتوقف وننتفض على الأخطاء وإلا نكون قد تطبعنا مع الأداء السيء والفساد وكل النمط اللامؤسساتي السائد في لبنان ، وهذا أمر نرفض أن نعتاد عليه. سنبقى نقول رأينا ونطالب بتطبيق الدستور، ونحلم ونطمح بدولة قانون في لبنان يحترم فيها القانون والدستور والمهل الدستورية، وسنظل نعمل ايضا على تطوير بلدنا. وفي اليوم الذي نقبل فيه بالبلد الذي نعيش فيه على ما هو عليه و أن لبنان كما هو عليه اليوم، فمن الأفضل أن نعيش في بلد آخر، لأن هذا البلد لا يليق باللبنانيين بالشكل الذي يدار فيه. لذلك سنبقى صوتا صارخا، حتى وإن كنا في بعض الأوقات صوتا عكس السير، سنبقى نعد اللبنانيين أننا سنستمر باعتبار التمديد للمجلس النيابي أمر معيب بحق اللبنانيين.

اهالي العسكريين المخطوفين

بعد ذلك، استقبل رئيس مجلس الوزراء وفدا من اهالي العسكريين المخطوفين لدى داعش في حضور وزير الاتصالات جمال الجراح والنائبين زياد القادري وامين وهبي والامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد خير وبحث معهم في تطورات الملف.

وخلال اللقاء، ابدى الرئيس الحريري تعاطفه وتضامنه مع قضية المخطوفين مؤكدا انه لن يألو جهدا لحل هذه المأساة، معبرا عن تحسسه مع معاناتهم جراء ذلك. وابلغ الوفد انه يولي هذا الملف الوطني والانساني بامتياز اهتماما خاصا وسيتابعه مع رئيس الجمهورية والمسؤولين الامنيين المعنيين حتى النهاية".

بعد اللقاء، قال نظام مغيط: "كان اللقاء صريحا مع الرئيس الحريري وقد عبر الاهالي عن وجعهم وألمهم والاهمال الذين يعيشونه خلال فترة خطف اولادهم التي امتدت على مدى اكثر من سنتين ونصف السنة، ووعدنا دولته بتكثيف جهوده في هذا الملف بالتعاون مع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وسنترقب هذه الوعود ولا سيما انه لم يعد لدينا آمال كثيرة بالوعود، بحيث أصبحنا في حالة كمن يبحث عن ابرة في كومة قش. للاسف كان دور الدولة مغيب عن هذا الموضوع، والان اصبح لنا دولة قوية وقوتها تترجم بعودة العسكريين المخطوفين، وطالما انهم لم يعودوا فإن لا دولة قوية وهذه وصمة عار كبيرة جدا، ونتمنى في القريب العاجل ان تنتهي هذه المسألة ويرتاح الجميع وعند ذاك نشعر ان لدينا دولة".

من ناحيته، قال حسين يوسف: "اللقاء كان لتحريك ملف العسكريين بالشكل المطلوب ونحن لم نلمس في الفترة الماضية الا كل التقصير بكل اسف، مع تقديري واحترامي للضحايا الذين سقطوا في المجزرة التركية حيث كان هناك اهتمام يوازي مئات المرات الاهتمام بملف العسكريين، وهذا ما قلناه لدولة الرئيس الحريري الذي وعدنا ببذل جهد زائد لإيجاد حل لهذا الموضوع".

أضاف: "ملف ابنائنا يوازي حجم الدولة اللبنانية بكل اطيافها وتوجهاتها السياسية، لذلك فإن اهتمامنا بهذا الملف يوازي حجم هذا البلد ونحن لن نتخلى عنه ولن نترك طرف خيط قد يؤدي الى حل هذا الملف مهما كان. والرئيس الحريري وعد بضميره وشرفه العمل لمتابعة هذا الملف، مع العلم ان اللواء عباس ابراهيم لم يقصر، لكن، يد وحدها لا تصفق، و بعد ان دعم رئيس الجمهورية هذا الملف فان الرئيس الحريري يدعمه اليوم. وان شاء الله قريبا سيدعم الرئيس بري هذا الملف ايضا وهؤلاء اربعة اعمدة في لبنان ونأمل منهم جميعا انهاءه".

وقال خليل شداد: "لقد اكد الرئيس الحريري التعاون التام مع اللواء ابراهيم لانهاء ملف العسكريين، ونحن نتمنى على اللواء ابراهيم كما وعدنا بإنهاء هذا الملف وان يكون العسكريون مع اهاليهم في اول عيد مقبل".

تويني

وكان الرئيس الحريري قد استقبل وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني وعرض معه شؤون وزارته.

 

 عون: تطبيق القانون هو الأساس ولن أسمح لأحد من الخارج بالتدخل في الشؤون اللبنانية

الخميس 16 شباط 2017 /وطنية - أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أنه لن يقبل في عهده أن يخرق أحد الدستور والقوانين والانظمة المرعية الاجراء، وعندما يكون رئيس الدولة تحت سقف النظام والقانون، فعلى الجميع أن يكونوا كذلك لحل كل المشاكل التي تعترض عملنا، إذ لا حاجة عند وجود النصوص الدستورية والقانونية لأي اجتهادات او تفسيرات خاطئة". وأضاف: "إن تطبيق القانون هو الاساس في مقاربة كل المواضيع ومنها تلك التي تعنى بالاعلام وعمل وسائله". وقال عون خلال استقباله وفد المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع برئاسة عبد الهادي محفوظ "إن المواقف التي يعلنها لا تمييز فيها بين فريق لبناني وآخر، بل هي تأتي في سياق المحافظة على وحدة لبنان وصون التضامن الداخلي في مواجهة الاعتداءات الخارجية التي تتهددنا، لاسيما أننا متفقون اليوم على إعادة إعمار بلدنا واستكمال مسيرة نهوضه. وأنا لا أفرق في دفاعي عن اللبنانيين بين فريق وآخر او فئة وأخرى وسيكون موقفي دائما واحدا ولن أسمح لأحد من الخارج بالتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية". وجدد عون تأكيده أن نظام النسبية هو الأفضل للقانون الانتخابي الجديد، مشيرا الى وجود عوامل إيجابية في السعي الى الاتفاق على هذا القانون. وتحدث رئيس الجمهورية عن الواقع الاعلامي الراهن في البلاد، فلفت الى أنه توقع حصول الازمة في القطاع الاعلامي عندما بدأت بوادرها في اوروبا، لافتا الى أن تطور وسائل الاعلام المرئية ووسائل التواصل الاجتماعي أثر على هذا القطاع المكتوب والمرئي منه، وإن تطور التقنيات سهل دخول الاعلام المرئي الى بيوتنا. وشدد على أهمية تقديم الدعم المعنوي والمادي لهذا القطاع، وقال: "نحن اليوم في عجز في ميزان المدفوعات جراء تراكم الديون والنظام الريعي الذي اتبع في اقتصادنا والذي قضى على الطبقة الوسطى في لبنان، والصحافة جزء من المجتمع اللبناني الذي تأثر بهذا النظام الاقتصادي والمردود المالي الضعيف، وسنحاول تقديم المساعدة عبر دعم هذا الاقتصاد لاسيما من خلال الجولات الخارجية التي نقوم بها والتي من شأنها أن تؤثر إيجابا في هذا المجال". وكان رئيس المجلس الوطني قد استهل اللقاء بالاشارة الى ان الجميع اعتبر وصول الرئيس عون الى سدة الرئاسة مكسبا كبيرا للبنان وعودة الى نوع من المزاوجة بين لبنان القوي والرئيس القوي. وقال: "لقد وضعتم بوصلة في بيان القسم للمزاوجة بين هذين الامرين وربطتم بين تنفيذ بنود الطائف كاملة لناحية مسألة محاربة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية والربط بين الاطراف والمركز، إضافة الى كيفية مقاربتكم لفكرة تحييد لبنان عن المحاور والنزاعات من دون معالجة هذه المسألة على قاعدة ان لبنان ليس له علاقة بالمشاكل المحيطة به او بمواجهته للعدو والتنظيمات الارهابية المتطرفة".

وأضاف: "كلنا أمل أن الأمور في لبنان ستشهد تغييرا، ولاسيما من خلال الجولات الخارجية التي تقومون بها، والتي تؤكد دور لبنان وتحاول ان تستعيد دوره الفعلي". أما في ما يخص واقع الإعلام في لبنان، فأشار محفوظ الى أن الإعلام المكتوب يحتضر ووضع المرئي صعب. ورأى أنه "لا بد من أن تتوافر رؤية إعلامية لكيفية حماية هذا الإعلام، الذي في بعض الاحيان يلجأ الى الاثارة السياسية او الغرائزية او التحامل على البعض لكسب الجمهور لأغراض محددة، مشيرا الى أن الحرية الاعلامية مسألة مطلوبة ولكن المناقبية الاخلاقية والاعلامية يفترض ايضا أن تحترم وتراعى من الجميع".

ولفت الى أن "المطلوب حماية الحرية الاعلامية ضمن القانون والحؤول دون الفوضى الاعلامية الموجودة في البلد، وصون الامن الاجتماعي".

سلام

إلى ذلك، كانت لرئيس الجمهورية سلسلة لقاءات تناولت مواضيع سياسية وإنمائية واجتماعية.

وفي هذا السياق، استقبل عون الرئيس تمام سلام وأجرى معه جولة أفق تناولت الأوضاع السياسية العامة والتطورات الأخيرة. كما تم التطرق إلى النتائج الإيجابية للزيارات التي قام بها رئيس الجمهورية لكل من السعودية وقطر ومصر والاردن.

وزير الطاقة وهيئة قطاع البترول

واستقبل عون في حضور وزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل، هيئة إدارة قطاع البترول برئاسة وسام شباط وعضوية: غازي دعبول، وسام الذهبي، عاصم بو ابراهيم، وليد نصر، ناصر حطيط، الذين اطلعوا رئيس الجمهورية على عمل الهيئة بعد اقرار المراسيم المتعلقة بقطاع النفط والغاز في مجلس الوزراء. وطلب عون الاسراع في انهاء التدابير والاجراءات المتصلة بدورة التراخيص الأولى للمياه البحرية لاسيما تأهيل الشركات بشفافية وعدالة. وبعد اللقاء تحدث ابي خليل الى الصحافيين فقال: "أطلعنا فخامة الرئيس على آخر التطورات المتعلقة بدورة التراخيص الاولى للمياه البحرية اللبنانية بعدما كانت أخذت الحكومة في العهد الجديد قرار الموافقة على نشر المراسيم الضرورية لاستكمال هذه الدورة، وتم بعدها وضع خارطة طريق لاستكمالها. ووضعنا فخامته في كافة التدابير والخطوات التي يتم اتخاذها في هذا الاطار وحصلنا منه على الدعم والتوجيهات للاسراع بإنهائها واجراء ما يلزم لانجاحها إن كان من الجهة التقنية او التسويقية والتواصل مع الشركات المؤهلة او الراغبة بالتأهل والمشاركة فيها، ما من شأنه زيادة التنافس وإنجاحها، بحيث تكون للدولة اللبنانية افضل الشروط في العقود التي سوف توقع قبل آخر العام الحالي، إذ إن دورة التأهيل ستنتهي في 31 آذار، ونعلن اسماء الشركات الجديدة المؤهلة في 13 نيسان. وفي 15 ايلول ستقدم الشركات المؤهلة والراغبة في المشاركة عروضها الى هيئة ادارة قطاع البترول التي ستقيم بدورها العروض وترفع تقريرها الى الوزير، ومن ثم سأرفعه بدوري الى مجلس الوزراء كي يأخذ القرار بالشركات الفائزة والتوقيع معها قبل نهاية العام الحالي". وسئل عن القانون الضريبي، فأشار الى "ان هناك لجنة وزارية يرأسها رئيس الحكومة أنهت عملها وهي في طور صياغة التقرير، ومن المؤكد انها سترفعه الى مجلس الوزراء كي يصار الى اصدار مرسوم وتحويله الى مجلس النواب ليقره. ومن شأن هذه الخطوة ان تساعد بشكل ملحوظ دورة التراخيص التي تطمئن الشركات التي سيكون امامها منظومة تشريعية واضحة تقدم على اساسها، وهذا من شأنه ايضا ان يحسن الشروط لمصلحة الدولة اللبنانية". وسئل عما إذا كانت هناك صعوبات تعترض الشركات التي تقدم للمناقصات، فأشار الى "عدم وجودها، بل على العكس إن هيئة ادارة قطاع البترول انجزت عملا حصل على تقدير مختلف الجهات العالمية والخبراء في هذا المجال، وكل الشركات حصلت على التسهيلات اللازمة، وهيئة ادارة القطاع تقوم بكل ما يلزم في هذا الاطار، وإن شاء الله سيكون لدينا عدد كبير من الشركات التي ستقدم على دورة التراخيص في لبنان". وأشار ردا على سؤال الى أن البحث في لقائه مع الرئيس عون تناول موضوع النفط فقط، "أما بالنسبة الى خطة الكهرباء، فنحن لدينا ورقة ادارة قطاع الكهرباء، وهي صالحة، وقد طرأ بعض التأخير على بعض مساراتها ونعمل على تسريع تنفيذ هذه المسارات، وعندما ننهي عملنا سنعلن عنها، ولا نريد ان نناقشها قبل ذلك". أما بالنسبة الى استثمار عائدات هذا القطاع، والاتجاه نحو إنشاء صندوق سيادي، فقال: "إن قانون الموارد البترولية في المياه البحرية اللبنانية رقم 132 الصادر عام 2010 يدعو الى إنشاء صندوق سيادي توضع فيه عائدات البترول، والعمل على صياغة القانون المتعلق بالصندوق السيادي جار، وستتم مناقشته في مجلس الوزراء ويحال على مجلس النواب لإقراره".

حياة أرسلان

واستقبل عون رئيسة "هيئة تفعيل دور المرأة في القرار الوطني" الأميرة حياة أرسلان التي أوضحت أن البحث تناول الأوضاع العامة لاسيما بعد بدء استعادة لبنان لدوره الاساسي في الداخل كما في الخارج من خلال الزيارات التي يقوم بها الرئيس عون إلى الدول والتي تعزز الانفتاح على الأشقاء العرب "خصوصا وأن فخامة الرئيس يؤكد على أن لبنان على مسافة واحدة من جميع الدول الشقيقة". وأشارت إلى ان نجلها الأمير عادل فيصل أرسلان الذي رافقها، نقل إلى رئيس الجمهورية ارتياح الجالية اللبنانية الى انتخابه رئيسا للجمهورية، مما عزز الثقة بلبنان ودوره.

وفد أهالي عرسال

واستقبل عون وفدا من أهالي بلدة عرسال برئاسة رئيس البلدية باسل أحمد الحجيري وعضوية المخاتير وممثلي البلدة الذين القى رئيس البلدية كلمة باسمهم عرض فيها للواقع الراهن في البلدة ومعاناة أهلها المستمرة حتى اليوم نتيجة الأوضاع الأمنية التي تعيشها مع الجوار. وقال: "لقد دفع أهالي عرسال من أمنهم ودماء ابنائهم ومستقبلهم وصحتهم وقوت عيالهم. وهم مازالوا على العهد معك ومع الجيش اللبناني ومع العلم اللبناني. إننا مع الجيش الذي مهما قلنا لا نوفيه حقه، الجيش الساهر في البرد والخطر والظلمة من أجلنا ومن اجل كل الوطن، لأن عرسال هي خط الدفاع الاول، ولأنها الخاصرة المستهدفة للعبور من خلالها الى عمق الوطن، لكن الجيش وأهالي عرسال معه لهم بالمرصاد". وأضاف: "إن عرسال مع العلم اللبناني الذي وقفت أمامه فخامتك يوم دخلت الى القصر، وقد شعرت وأنا أراقب عبر الشاشة أنك عندما وصلت الى قبالته أمسكت دمعك، ولم أعرف أكان ذلك ألما وحزنا أم فرحا وشكرا، أول كل ذلك في آن، ودمع الرجال ليس عيبا ولا نقصا، فالرجال الصادقون يتأثرون والمحاربون الاقوياء يقوون وأنت حاربت 15 سنة كي تعود الى الوطن، وعندما عدت هتف الجميع بنفس الشعار الذي أخرجوك من أجله: ما بدنا جيش بلبنان إلا الجيش اللبناني". وتابع: "عرسال اليوم تحارب بكل ما تستطيع وتقدم كل ما تملك من أجل أن تعود الى حضن الوطن، ومن أجل إقناع الجميع بأنها لم ترتكب جرما او خطيئة ما تستحق الاعدام لأجله. هي تركت وحيدة على الحدود الشرقية بمفردها تواجه ما ناءت عن حمله دول كبيرة. عرسال اليوم يا فخامة الرئيس كلها أمل ورجاء بأن تحظى برعايتكم الكريمة والنظر اليها بعين العطف والمسؤولية وعين الوالد الى الولد. وهي في أمس الحاجة للاهتمام على كل المستويات، ولا نبالغ إذا قلنا أنها بلدة منكوبة". وطالب رئيس البلدية بالإيعاز الى الوزارات المعنية بإيلاء عرسال الاهتمام اللازم لاسيما وانها تستضيف 120 ألف نازح يشكلون ضغطا رهيبا على كل القطاعات: الطرقات، الكهرباء والمياه واليد العاملة والمدارس والمستوصفات، وأهمها التلوث الحاصل بسبب المياه المبتذلة. ورد عون مرحبا بأبناء عرسال، واصفا إياها بالجرح النازف مؤكدا انها تستحق العناية الفائقة وواعدا بأن تحظى بكل الاهتمام اللازم وتأمين الخدمات التي طالبتم بها، قائلا: "اني اشاطركم ما تطالبون به، فقد سبق لي ان عشته، وانا آت من الارض والاشواك".

وأكد رئيس الجمهورية ان الاولوية هي للحفاظ على الامن والاستقرار والباقي سيتم تأمينه تباعا، مشددا على متابعته اوضاع عرسال ومحيطها.

الخبير الاكتواري ابرهيم مهنا

وفي قصر بعبدا، الخبير الاكتواري الدكتور ابرهيم مهنا الذي عرض مع رئيس الجمهورية مواضيع عدة تتناول شؤون الرعاية الاجتماعية، أبرزها إصلاح عائدات ما بعد التقاعد للذين عملوا في القطاع المدني وللقوات المسلحة وزيادة تقديمات الضمان الاجتماعي، بالاضافة الى تقديمات وزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية وتعزيز دور القطاع الخاص في التقديمات الاضافية.

تعزية دولة الامارات

على صعيد آخر، أبرق عون الى رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان معزيا بالسفير الاماراتي في افغانستان الذي قضى متأثرا بجروحه نتيجة الاعتداء الارهابي الذي حصل قبل شهر.

تهنئة الرئيس الالماني

كما أبرق عون الى الرئيس الالماني الجديد فرانك فالتر شتاينماير مهنئا بانتخابه رئيسا لجمهورية المانيا الاتحادية، وجاء في البرقية: "يطيب لي أن أهنئكم لمناسبة انتخابكم رئيسا لجمهورية المانيا الاتحادية، وهو حدث جاء تتويجا لمسيرة سياسية تميزتم بها وعبرتم عنها حين توليتم وزارة الخارجية الالمانية.

ولا أزال أذكر اللقاء الاخير الذي جمعنا في قصر الرئاسة اللبنانية حيث عبرتم بصدق عن التهاني بانتخابي، وأجرينا جولة مفيدة من المحادثات. وإني على يقين أن وصولكم الى سدة الرئاسة الالمانية سيكون عنصرا اساسيا في الدفع نحو المزيد من الاستقرار والنجاح لألمانيا ونحو تعزيز الوحدة الاوروبية في هذا الظرف الدقيق ونحو دور الماني أكبر في المنطقة".

 

نص كلمة السيد حسن نصرالله الكامل

 نصر الله: ادعو العدو الإسرائيلي إلى تفكيك مفاعل ديمونا النووي وموقف عون وبيئة المقاومة والجيش عوامل رادعة له

الخميس 16 شباط 2017

وطنية - القى الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله كلمة في احتفال سادة النصر ـ القادة الشهداء.

وجاء في نص الكلمة: "إنني في البداية أرحب بحضوركم الكبير في هذه البلدات المجاهدة والطيبة. التحية إلى إخواني وأخواتي في بلدة النبي شيت، بلدة سيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي والشهيدة العزيزة السيدة أم ياسر والشهيد حسين عباس الموسوي. التحية إلى إخواني وأخواتي في بلدة جبشيت، بلدة شيخ شهداء المقاومة الاسلامية الشيخ راغب حرب رضوان الله تعالى عليه. التحية إلى إخواني وأخواتي في بلدة طير دبا، بلدة الشهيد القائد الحاج عماد مغنية رضوان الله تعالى عليه. والتحية إليكم جميعا، إلى الحاضرين في كل الأماكن وكل البلدات والمدن لمشاركتنا احتفالنا السنوي هذا باسم سادة النصر، الشهداء القادة أو القادة الشهداء سادة النصر.

أنا في البداية، في طبيعة المناسبات، أتوجه إليكم وإلى الجميع، إلى رسول الله محمد (صلى الله عليه وعلى آله وسلم)، إلى أهل بيت النبوة والعصمة، إلى الصحابة الكرام، وإلى جميع مسلمي العالم، وبالخصوص إلى بقية الله في الأراضين مولانا صاحب الزمان (عليه السلام) في ذكرى شهادة أمه الزهراء السيدة فاطمة بضعة رسول الله (ص) وزوج أمير المؤمنين وأم الأمة وسيدة نساء العالمين (صلوات الله عليهم وعليها أجمعين). أيضا، نتوجه بالتحية في الذكرى السنوية الثامنة والثلاثين لانتصار الثورة الإسلامية المباركة في إيران بقيادة الإمام الخميني (قدس سره) والتي غيرت وجه المنطقة وأحيت آمال المستضعفين وحققت أحلام الأنبياء، نتوجه بالتحية إلى إمامنا الخميني، إلى السيد القائد الإمام الخامنئي (دام ظله)، إلى جميع المسؤولين في الجمهورية الإسلامية، إلى شعب الجمهورية الإسلامية العزيز والمضحي والذي يقف بكل قوة إلى جانب شعوب منطقتنا المظلومين المستضعفين والمقاومين والمجاهدين والمدافعين عن كرامتهم ومقدساتهم في أراضيهم ووجودهم وأعراضهم ودمائهم، نوجه لهم التحية في هذه الذكرى العظيمة والعطرة والطيبة، كما نجدد التبريك والتعزية لعائلة سيد شهداء المقاومة الاسلامية السيد عباس وأم ياسر وحسين، لأبنائه وبناته وإخوانه وأخواته وأحبائه وكل أعزائه وتلامذته ورفاق دربه، أيضا أجدد التبريك والتعزية لعائلة شيخ الشهداء الشيخ راغب، لوالدته لكل أحبائه وإخوته وزوجته وأبنائه وبناته وتلاميذه ورفاق دربه، الذين ما زالوا يحملون بندقيته ويتطلعون إلى حيث ما كان يتطلع.

بعد مضي 32 عاما على شهادة الشيخ راغب و25 عاما على شهادة السيد عباس و9 أعوام على شهادة الحاج عماد، نصر على إحياء هذه المناسبة، وفي نفس اليوم، 16 شباط، في نفس اليوم من كل عام، تعبيرا عن حبنا لهؤلاء القادة الشهداء ووفائنا لهم واعترافنا بفضلهم وإيماننا العميق بنهجهم والتزامنا الثابت بمواصلة طريقهم والعمل بوصيتهم، وجهادنا المتواصل لتحقيق أهدافهم التي استشهدوا من أجلها.

وأيضا نصر على إحياء هذه المناسبة من أجل أن تعرف الأجيال الحالية والأجيال الآتية من هم القادة الحقيقيون وأولو الفضل وأصحاب التضحيات الجسام الذين نصرنا الله تعالى ببركة صدقهم وإخلاصهم وجهادهم وصبرهم وتضحياتهم ودمائهم الزكية، من هم سادة النصر، لتعرف الأجيال على مدى التاريخ الآتي هذ الحقيقة، وليعرف الجميع أيضا أن صورتنا الحقيقية، صورة حزب الله الحقيقية، صورة المقاومة الإسلامية الحقيقية في لبنان، هي صورة السيد عباس والشيخ راغب والحاج عماد الذين لا نقدمهم لشعبنا ولأجيال أمتنا فقط كقادة شهداء، وإنما نقدمهم كنموذج، كقدوة في حياتهم، في سيرتهم، في عبادتهم، في إيمانهم، تدينهم، أخلاقهم، في تواضعهم، في صدقهم، في إخلاصهم، في صبرهم، في ترفعهم عن الصغائر، في شموخهم إلى مستوى قضايا الأمة، في كل صفاتهم الجميلة والحسنة، نقدمهم كقدوة لأنفسنا، لأبنائنا وبناتنا، لأحفادنا، لكل الأجيال الآتية، لنقول لهم: كونوا كالسيد عباس، كونوا كالشيخ راغب، كونوا كالحاج عماد، كما كانوا في صفاتهم العظيمة والجليلة.

إن التعريف دائما بالسيد عباس وبالسيدة أم ياسر وبالشيخ راغب وبالحاج عماد وببقية القادة الشهداء وبقية الشهداء هو من الواجبات الأخلاقية والجهادية على كل الناس، ليس فقط على حزب الله، ليس فقط علينا، على كل من ينعم اليوم بالأمن والسلام والحرية والتحرير والكرامة والعزة ، ببركة هؤلاء ودمائهم وتضحياتهم.

نعم هم سادة النصر، النصر الذي تحقق على أيديهم عندما كانو أحياء يصنعونه يوميا في الموقف، في الميدان، في العمليات، في التثبيت، في التوجيه، وهم سادة النصر الذي تحقق بعد شهادتهم، لأنهم كانوا صناعه بدمائهم، وبالقواعد التي بنوها، الأركان التي ثبتوها، بمسيرة صلبة شامخة صامدة لا تهزها العواصف ولا الزلازل. وهم سادة كل نصر آت في مسيرتنا إلى قيام الساعة، كذلك بقية الشهداء وبقية القادة الشهداء.

عندما نتحدث اليوم، كما كنا نتحدث قبل أيام في بعلبك عن الانتصار الكبير في سوريا على المشروع التكفيري، على المشروع الأمريكي التكفيري، الذي كان يستند إلى قوى إقليمية، وكان يهدف وما زال إلى تدمير شعوب ودول ومجتمعات وجيوش وحركات المقاومة في المنطقة.

عندما نتحدث عن هذا الانتصار، عن مقاومتنا في حزب الله، إلى جانب السوريين قيادة وجيشا وشعبا، وإلى جانب بقية الحلفاء والأصدقاء، نحن نقول إن الشهداء هم سادة هذا النصر.

نحن في العام الماضي، من 16 شباط 2016 إلى 16 شباط هذا العام، قضى لنا شهداء أعزاء قادة كبار في هذا الميدان وهذه الساحة، وفي مقدمهم القائد الشهيد السيد مصطفى بدر الدين (السيد ذو الفقار)، الشهيد القائد ابو محمد الإقليم، الشهيد القائد الحاج علاء البوسنة، الشهيد القائد الحاج علاء، وقبلهم شهداء في العراق وفي سوريا وبعدهم شهداء من القادة الميدانيين في الخطوط الأمامية والمواجهات الدامية والقاسية.

نعم، هؤلاء الشهداء دائما في نظرنا، في إيماننا، في ثقافتنا، هم سادة النصر.

إنني أيضا في هذه المناسبة العظيمة أتوجه بالتحية إلى كل عوائل شهداء مقاومتنا ومسيرتنا، الذين دائما كانوا يعبرون عن إيمانهم والتزامهم ويقينهم وصبرهم والذين دفعوا بفلذات أكبادهم وأحبائهم إلى كل ساحات المواجهة، سواء في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، أو في مواجهة المشروع التكفيري الظلامي الهمجي، إلى كل الجرحى الذين ما زالوا يعانون الجراح، إلى كل الأسرى المحررين الذين ما زالوا يعانون آثار الأسر والتعذيب، وإلى كل أهالي المفقودين الذين ما زال مصيرهم مجهولا لدى العدو أو في سوريا أو في أي مكان آخر.

أتوجه أيضا بالتحية، قبل أن أدخل إلى ملفات الخطاب، إلى المجاهدين المرابطين. نحن الآن في شهر شباط، في عز البرد والثلج والطقس العاصف والعواصف الآتية من هنا ومن هناك، أتوجه بكل إجلال وإكبار وخشوع إلى الرجال الرجال، المرابطين في الجبال العالية، في التلال، في البرد والصقيع والثلج، من رجال المقاومة، من المجاهدين، من ضباط وجنود الجيش اللبناني، على الحدود اللبنانية وعلى كامل الحدود اللبنانية، وأيضا من ضباط وجنود الجيش السوري في الجهة المقابلة من الحدود، الذين يحرسون حدودهم وحدودنا وبلدهم وبلدنا من الإرهابيين والمفخخات والأنتحاريين والمتربصين ببلدينا وبشعبينا كل المخاطر.

أيها الأخوة والأخوات، نحن عادة نحرص في هذه الذكرى، ذكرى القادة الشهداء، قادة المقاومة، أن يكون الملف الأساسي في الحديث هو ما يرتبط بالعدو الإسرائيلي، واسمحوا لي أن أدخل إليه من بوابتين، البوابة اللبنانية أولا، والبوابة الفلسطينية ثانيا.

من البوابة اللبنانية، فلنقل في الموضوع الإسرائيلي مع لبنان: خلال الأسابيع الماضية والأشهر القليلة الماضية سمعنا الكثير من الكلام الإسرائيلي وقرأنا الكثير من المقالات والتحليلات والتقديرات الإسرائيلية، وأيضا عقد عدد من المؤتمرات، خصوصا في بداية العام الميلادي الجديد، وسمعنا أيضا تقديرات جديدة وأحاديث إسرائيلية عن البيئة الإستراتيجية في المنطقة وتحدث في هذه المؤتمرات رؤساء ووزراء وجنرالات ونخب وأساتذة، وكان هناك محصلا.

نشر الكثير مما قيل قبل وبعد، الخلاصة، يعني النقطة المركزية حتى لا أطيل بمقدمات النقطة، هي التهويل المستمر على لبنان، الحديث عن حرب لبنان الثالثة وسيناريوهات هذه الحرب وما ستفعله إسرائيل بلبنان في حرب لبنان الثالثة، وعلى قدر ما تريديون، مقالات وكلمات وخطب وتهديد وتهويل وما شاكل.

أنا أريد أن أقف قليلا عند هذه الموضوع. طبعا الموقف الإسرائيلي، حتى على مستوى التقدير، يتطور فيما يتعلق بلبنان، فيما يتعلق بحزب الله بالتحديد، إنه يقول مثلا (إنه) التهديد الاستراتيجي، التهديد المركزي، التهديد الأهم، هذه السنة وضعونا في المرتبة الأولى، طبعا هذه علامة فخر لحزب الله، ولكن هي مؤشر خطر في البيئة الإستراتيجية، عندما يفترض الإسرائيلي أن الدول العربية لا تشكل تهديدا، أن الجيوش العربية باتت لا تشكل تهديدا، أن التهديد الوحيد كان يشكله الجيش السوري، الآن خفضوا مرتبة الجيش السوري باعتبار انشغاله وانهماكه واستنزافه في الحرب الداخلية، فبكل هذا المناخ يصبح حزب الله بالمرتبة الأولى، وإيران التي تبعد آلاف الكيلومترات عن فلسطين تصبح في المرتبة الثانية والمقاومة الفلسطينية في المرتبة الثالثة.

الآن فيما يعني لبنان، هذا التهديد والتهويل طبعا هو ليس بالجديد الجديد. دائما، يبدو أن هناك هدفا إسرائيليا بالضغط الدائم على الناس في لبنان وعلى الشعب في لبنان وخصوصا على بيئة المقاومة في لبنان، ضخ هائل ودائم وضغط على الأعصاب وعلى الوضع النفسي وإبقائنا في صورة أنه كل فترة يخرج شخص ليتحدث عن الحرب على لبنان، إسرائيل ستبدأ الحرب على لبنان.

والآن في الآونة الأخيرة بعد مجيء ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة الأميركية أيضا عادت هذه التحليلات والتقديرات لتكثر. طبعا، أنا لا أريد أن أتكلم شيئا جازما، نفيا أو إثباتا ولكن أنا أدعو اللبنانيين والشعب اللبناني وكل المقيمين في لبنان ـ لأنهم كلهم معنيون بالنهاية بهذا الموضوع سواء كانوا مقيمين أو لاجئين أو نازحين فلسطينيين أو سوريين ـ كل الناس المتواجدين على الأرض اللبنانية، أن يقاربوا هذا الأمر من الزاوية التالية أو بالوعي التالي:

أولا: إن هذا الكلام نحن نسمعه منذ إنتهاء حرب تموز 2006، ولذلك كثر كان عندهم تقدير بأن 2007 ستكون حرب لبنان الثالثة، والبعض قال 2008. مرت الـ2008 قالوا 2009، مرت الـ2009 قالوا 2010، انتهت الـ2010 قالوا 2011، 2016 كذلك الأمر، مر 11 عاما على حرب تموز وفي كل يوم بعد حرب تموز كنا نسمع عن حرب لبنان الثالثة والانتقام الآتي والتهديد والوعيد والدمار والتدمير وعقيدة الضاحية وتدمير البنى التحتية في لبنان وما شاكل.

حسنا هذه 11 سنة، خير، إن شاء الله مروا على خير، أمن وأمان وسلام وجنوب آمن وبقاع غربي آمن وحاصبيا وراشيا آمنة، لبنان آمن، الآن هناك بعض الخروقات التي تحصل بين الحين والآخر. حسنا هذا واحد. إذا هذه 11 سنة من يقول 2017 يصبحوا 12، 2018، 2019، 2020، الله يعلم.

ثانيا: إن التطور السياسي الذي يبنى عليه الآن هو موضوع ترامب، أن ترامب يمكن أن يأذن لإسرائيل، للعدو الإسرائيلي، أن يشن حربا على لبنان لتصفية حزب الله.

الآن طبعا هناك نقاش سياسي بهذا الموضوع، أن الإدارة الأميركية الجديدة ما هي أولوياتها بالمنطقة، حتى الآن غير مفهوم أي شيء من شيء، لأن ما زال هناك نزاع بالحقيقة في الإدارة بين القيادة الفردية وبين قيادة المؤسسة، وبالتعبير اللبناني، هناك "نتوعة الآن"، لا نعرف إن كان ترامب ذاهبا شمالا أو يمينا، غير مفهوم أي شيء من شيء.

لكن بكل الأحوال، هذه النقطة لا تخيفنا حتى لو كان هذا التحليل صحيحا، يعني حتى لو كان التحليل يقول إن ترامب سيأذن لنتنياهو بشن حرب على لبنان، أو أنه سيشجعه على شن حرب، أكثر من إعطاء إذن، هل المسألة متوقفة، مسألة الحرب على لبنان مسألة متوقفة على الإذن الأميركي أو التشجيع الأميركي؟

أنا أقول لكم: لا. سأعيد كلاما سابقا من باب التأكيد وترسيخ الفكرة. انظروا إخواننا وأخواتنا وشعبنا وأناسنا وشعوب المنطقة: بالنسبة لإسرائيل، الظروف السياسية لشن حرب على لبنان موجودة دائما، موجودة دائما، الغطاء الأميركي موجود دائما، وللأسف الشديد الغطاء العربي موجود وشبه دائم، الغطاء العربي الذي سمح لإسرائيل أن تعتدي على لبنان عام 2006، اليوم موجود أكثر من 2006، لأسباب عديدة وكثيرة لا أريد أن أدخل فيها الآن. بل بالعكس، الآن يوجد بعض الدول العربية الحاضرة أن تمول الحرب الإسرائيلية وتدفع أرباح على التكاليف أيضا، لأنهم يعتبرون في نهاية المطاف أن حزب الله هو جزء من جبهة، جزء من محور عطل الكثير من مشاريعهم السوداء في المنطقة.

المسألة بالنسبة لإسرائيل لا هي مسألة إذن أميركي ولا غطاء أميركي ولا غطاء عربي ولا شيء، المسألة بالنسبة لإسرائيل، خصوصا بعد حرب تموز 2006، خصوصا بعد حروب غزة وحرب 2014 على غزة أنها إذا كانت تريد أن تذهب إلى حرب مع لبنان، كما يقولون هم أنا لا أحلل من عندي، هل يربح الإسرائيليون هذه الحرب؟ هل يتحقق لهم نصر بين، حاسم ويحقق أهدافه وبأقل خسائر ممكنة فيما يتعلق بالعدو وبالجبهة الداخلية؟ هذه هي المسألة. المسألة الأساسية بالنسبة لإسرائيل هي هذه، ولا علاقة لها لا بترامب ولا بأوباما ولا بفلان أو علتان على الإطلاق، وهذا يعني بالتحديد أن ما تمثله المقاومة من قوة وما تمثله بيئة المقاومة من ثبات واحتضان كبير وعميق وقوي هو عنصر القوة الأساسي إلى جانب الجيش اللبناني، إلى جانب موقف بقية اللبنانيين واليوم أضيف إليهم إلى جانب الموقف الثابت والراسخ لفخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، هذه عناصر القوة.

لماذا أقول البيئة الحاضنة الثابتة والصامدة التي أثبتت على مدى السنوات الماضية من خلال الامتحان السوري أنها بيئة قوية ثابتة حاضنة مؤمنة ومستعدة لأعلى مستويات التضحية. طالما عامل القوة هذا موجود، هذا هو الذي يردع إسرائيل عن الحرب، هو الذي ردعها 2007 و2008 و 2009 و 2010 و 2011 و12 و 13، 14، 15، 16، وهو الذي يردعها اليوم وفي المستقبل. نعم، إذا شعر العدو أن المقاومة وهنت وضعفت وتراجعت، أن بيئة المقاومة وهنت وتعبت، هذا سيشجع هذا العدو على المغامرة وعلى الإقدام، إذا نحن اليوم في مواجهة كل التهديد والتهويل، ضمانتنا بعد الله سبحانه وتعالى عندنا، فينا، في وصايا شهدائنا، في الروح التي ألهمونا إياها، السيد عباس والشيخ راغب والحاج عماد، في مجاهدينا، في رجالنا ونسائنا وكبارنا وصغارنا وأطفالنا وثقافتنا وصمودنا، هذا هو الذي يحمي البلد وهو الذي يمنع الحرب، لا الفيتو الأميركي ولا الإذن الأميركي.

بالمؤشرات أيضا التي تؤكد هذا المعنى، سأحكي بعض المؤشرات السريعة لأن الوقت لا يسمح أن نعطي تحليلا كاملا حول هذا الموضوع.

واحد: موضوع الأمونيا، خزانات الأمونيا في حيفا، صدر قرار قبل أيام أنه خلال عشرة أيام يجب إخلاء خزانات الأمونيا في حيفا. لماذا، وقد كان لها عشرات السنين هذه الخزانات موجودة؟ لأن المقاومة تحدثت عن هذه الخزانات وما تشكله من قنبلة نووية، جاء من يدلنا أكثر من هذا، أن هناك السفينة التي تأتي بالأمونيا وتوزع على خزان حيفا وعلى خزانات أخرى، إذا كنت أنا قلت عن خزان الأمونيا في حيفا يمثل قنبلة نووية، هم قالوا عن السفينة التي تأتي في البحر وتحمل الأمونيا إلى فلسطين المحتلة إنها تمثل خمس قنابل نووية. حسنا، هذه السفينة أين يمكن أن تهرب منا، افترضنا أنهم أفرغوا خزان حيفا، أولا هذا الخزان أينما أخذوه نحن إن شاء الله نطاله، طبعا حيفا أسهل لا يوجد شك، حيفا أقرب وأسهل، لكن هذا الخزان أينما أخذوه نحن نطاله.

حسنا، خبأتم الخزان، السفينة أين تريدون أن تخبئوها، تحت أي موجة تريدون أن تخبئواها. إذا هذا العدو في مقابل مقاومة تملك القدرات وتملك الشجاعة لإستخدام هذه القدرات في أي مواجهة حقيقية هو يعمل ألف حساب، وعلى هذا الأساس إذا يريدون أن يفرغوا الخزان.

طبعا أهل حيفا شكروا حزب الله أنه كثر خيركم يا جماعة نحن أصبح لنا 20، 30 سنة نطالب ولم يرد علينا أحد.

أنا اليوم في ذكرى قادة النصر أدعو العدو الإسرائيلي ليس فقط إلى إخلاء خزان الأمونيا في حيفا وإنما أيضا أدعوه إلى تفكيك مفاعل ديمونا النووي.. إلى تفكيك مفعل ديمونا النووي.

هم لديهم معلومات كافية عن هذا المفاعل أنه عتيق وقديم ومهترئ "خالص كازه" ولا يحتمل ولا يحتاج لجهد صاروخي كبير وضخم، وهم يعلمون أيضا أنه إذا أصابت الصواريخ هذا المفاعل ماذا سيحل بهم، ماذا سيحل بهم وبكيانهم وحجم المخاطر الذي يحملها إليهم.

إسرائيل، كما قلت في السابق في موضوع خزان الأمونيا، هي تملك سلاحا نوويا وتعترض على إيران، على برنامج نووي سلمي. ولكن نحن بفضل الله عز وجل وبعقول وشجاعة مجاهدينا وبقدراتنا الذاتية نستطيع أن نحول التهديد إلى فرصة. السلاح النووي الإسرائيلي الذي يشكل تهديدا لكل المنطقة نحن نحوله إلى فرصة، نحوله إلى تهديد لإسرائيل، لكيانها، لمستوطنيها، لمستعمريها، لغزاتها الذين يحتلون فلسطين المحتلة.

البعض اعتبر أن القرار الإسرائيلي بإخلاء خزان الأمونيا في حيفا مؤشر على قرب الحرب على لبنان، قد يكون ذلك أنا. لا أوافقه لكن أنا لا أتحدث بقطعيات وجزميات ولكن أنا أقول لهؤلاء بل هو مؤشر على ثقة العدو بالمقاومة في لبنان، على إيمان العدو بقوة وقدرة المقاومة في لبنان، وأنها عندما تقول تستطيع أن تنفذ ما تقول. إقرأوا هذه الدلالات قبل أن تقرأوا الدلالات باتجاه آخر.

مؤشر آخر أيضا أريد أن أقف فيه عند هذه العجالة. هو يريد شن حرب. الكل بات يعرف أن الحرب الجوية وحدها لا تحسم معركة ولا تصنع نصرا في أي مكان. اليوم في العراق لو لم يكن هناك جيش عراقي وحشد شعبي وقوات مكافحة إرهاب وعشائر عراقية تقاتل، لو جاء أقوى سلاح جو في العالم لا يستطيع أن يحسم المعركة مع داعش.

اليوم في سورية لو لم يكن الجيش السوري والقوات الشعبية من مختلف الحلفاء تقاتل على الأرض السورية والشعب السوري يقاتل على الأرض السورية، فإن أقوى سلاح جو لا يستطيع أن يحسم معركة. طبعا هو مؤثر بكل تأكيد وشريك في النصر، ولكن هذا بات معروفا بعد حرب لبنان وبعد حروب غزة وبعد كثير من الحروب في العالم، هذا اليوم من الثوابت العسكرية والاستراتيجية.

حسنا. أرسلتم الطائرات، قصفت في لبنان، بمعزل عما سنفعله فيها. لكن ألا تريد (أيها العدو) أن ترسل قوات إلى لبنان لتصنع نصرا حاسما قاطعا يحقق لك أهدافك؟ ما هو مصير هذه القوات التي ستدخل إلى لبنان؟ أصلا هو سيرسل قوات إلى لبنان عندما يهدد بالحرب. سأتحدث هنا بهذا المؤشر عن شاهدين:

الشاهد الأول في غزة 2014 لواء غولاني أيها الإخوة والأخوات من أفضل بل لعله الأفضل في ألوية النخبة في جيش العدو وقيل لي أيضا إنه من أفضل ألوية النخبة في العالم، من أفضل ألوية النخبة، ألوية المشاة والقوات الخاصة في العالم. يحاول في حرب 2014 أن يدخل إلى حي الشجاعية في غزة، فيمزق ويذل ويفشل ويهزم في حي واحد من قطاع غزة المحاصر والمكشوف كصحراء أمام عين العدو. ألويتكم هذه إذا جاءت إلى جنوب لبنان ما الذي سيحدث بها، ضباطكم وجنودكم ودباباتكم، لواء النخبة، لواء غولاني لحقت به الهزيمة البشعة في قطاع غزة بعد ماذا؟ بعد 2006، وهم أخذوا الدروس والعبر وأجروا معالجات ودربوا ألوية المشاة لديهم وألوية النخبة وجهزوها وسلحوها واستفادوا من كل عيوبهم وثغراتهم ونواقصهم في حرب تموز، ذهبوا إلى غزة ليروا نتيجة التدريب والتجهيز والمناورات بعد ثماني سنوات من حرب تموز، ليواجهوا هذه الهزيمة في حي الشجاعية.

أنتم الذين وقفتم لأيام طويلة على بوابات مدينة بنت جبيل بماذا تهددون "شو عم ترعدوا"، لم تخيفون الناس؟

الشاهد الآخر: ما يجري على الحدود عندنا. ربما الإعلام لا يسلط الضوء كثيرا على هذا الموضوع. أنا أتمنى أن يذهب الآخرون ويروا، ليس فقط المنار. من الجيد أن ترسل العلاقات الأعلامية وفودا، وهذا يمكننا تنسيقه، ومنها وسائل اعلام أجنبية يذهبوا ويروا الإسرائيليين ماذا يفعلون على الحدود: الجدران العالية، اسمنت سميك للعديد من المناطق المهمة أو المؤثرة بالمعنى العسكري. الإسرائيلي يبني الجدران، تلال يجرفونها وديان يغلقونها أعلنوا عن وضع خطط لحماية المستعمرات في شمال فلسطين المحتلة وناوروا على هذه الخطط لماذا؟ من سنة ال48 ما الذي بيننا وبين الكيان الإسرائيلي؟ بيننا وبين فلسطين المحتلة؟ هناك شريط شائك، فقط شريط.، لأن الإسرائيلي وقتما يشاء يقص الشريط ويدخل إلى أرضنا. هو الذي يحتل وهو من يهاجم وهو من يعتدي وهو القوي وهو المتفوق.

لأول مرة منذ العام 1948، لأول مرة، هذه من بركات هؤلاء القادة الشهداء، سادة النصر، وتضحيات كل المقاومين في لبنان، وليس فقط نحن، يبني جدرانا وينشئ سواتر ترابية ويضع خططا دفاعية عن المستعمرات. ولسنا نحن فقط علينا وضع خطط دفاعية عن قرانا ومدننا، هو عليه وضع خطط دفاعية عن التلال والوديان والمستعمرات في شمال فلسطين المحتلة. إذا كنت (أيها العدو) لهذه الدرجة قويا ومقتدر وعظيما و"طحيش" لم تشيد جدرانا وتلالا ووديانا وحقول ألغام وما شاكل.

هناك شيء تغير، وهناك شيء تبدل بالعقل الإسرائيلي، بالعقل العسكري الإسرائيلي، بالنفس الإسرائيلية، بالوجدان الإسرائيلي. لم تعد المقاومة في لبنان هي مقاومة فقط تقف عندما تدافع عن بلدها، تقف وتقاتل وتدافع في أرضها. لا، لذلك أنا سأكتفي بهذا المقدار لأقول الناس ليريحوا أعصابهم، لا يتأثروا كثيرا بكل ما يقال ويكتب، كل هذا التهويل والتهديد والوعيد هذا كله نضعه في دائرة الحرب النفسية.

بالتأكيد هذا لا يعني أن نقول ليس هناك شيء. لا، المقاومة وما هو مطلوب من الدولة إن شاء الله عندما يصبح لدينا دولة حقيقية كما هو مطلوب من الجيش الذي أثبت مصداقيته في كل الظروف الصعبة، المطلوب من المقاومة أن تبني على أسوأ الاحتمالات.

على الناس أن يرتاحوا لكن على المقاومة أن لا ترتاح. المقاومة يجب أن تبقى دائما حاضرة جاهزة "مرتبة أمورها" تفتح عينينها وتفتح أذنيها، يدها على الزناد، والعدو يفهم ذلك، لأن هذا هو الذي يردع العدو.

بالتأكيد أنا أيضا ـ غير الدعوة إلى تفكيك ديمونا ـ أريد أن أوجه رسالة أخيرة وأكتفي بهذا المقدار بالشق اللبناني مع العدو الإسرائيلي وهي: أنا أقول لقادة العدو لأنه يبدو أنهم بدأوا يخطئون بالفهم: أنتم في حرب تموز بنيتم أن لديكم معلومات كافية عن المقاومة فهجمتم وفوجئتم بالمفاجآت العديدة المعروفة، وقمتم بما يسمى بعملية "الوزن النوعي" التي فشلت وغيرت مسار الحرب.

أنا أعلم ونحن في حزب الله والمقاومة نعلم أنكم تخططون لعملية وزن نوعي جديدة إذا حصلت حرب ما في يوم ما. وأنتم مخطئون عندما تفترضون أن معلوماتكم كافية. دائما لدينا ما نخفيه، هذا جزء من عقيدتنا وجزء من استراتيجيتنا، من عقيدتنا القتالية واستراتيجيتنا العسكرية والأمنية، وستفاجأون بما نخفيه، وما نخفيه يمكن أن يغير مسار أي حرب ستكون حماقة لو أقدمتم عليها.

أيها اللبنانيون، أيها الشعب اللبناني الكريم والشريف والعزيز: ببركة هؤلاء القادة الشهداء وإخوانهم وتلامذتهم ودمائهم وتضحياتهم يمكن أن تثقوا اليوم بقدرتكم وبقوتكم وبردعكم وبأنكم في عين العدو شيء عظيم وكبير، يجب أن تثقوا بهذا وتؤمنوا بهذا وتبنوا عليه الحسابات.

العنوان الثاني الموضوع الإسرائيلي من البوابة الفلسطينية. ماذا يجري الآن. الآن إسرائيل تواصل عملية التهويد في أوسع نطاق، تهويد القدس، طرد سكانها، المزيد من الوحدات السكنية والمستعمرات لتغيير هويتها وفصلها عن الضفة الغربية وصولا إلى منع الأذان ـ الآن مشروع قانون حكومة نتنياهو إلى الكنسيت ـ وصولا إلى قانون سلب الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، والاتجاه إلى بناء الآلاف من الوحدات السكنية في الضفة الغربية، الاستمرار بالقتل اليومي والاعتقالات اليومية، وأعمال الهدم للمنازل بشكل يومي، والتجريف للحقول. والآن مع ترامب، الحديث عن نقل السفارة الاميركية من تل أبيب إلى القدس. أهمية دلالة هذا الموضوع هو تثبيت القدس كعاصمة أبدية لهذا الكيان الغاصب، التخلي الأميركي عن فكرة حل الدولتين، الذي لنا نحن كمقاومة لا يعني شيئا، ولكنه كان يمثل الأمل الوحيد للمسار التفاوضي ولمن يؤمن بهذا المسار.

الأميركيون، أمس ترامب قال نحن لن نضغط على إسرائيل، دعوا الفلسطينيين يتفاوضون مباشرة ويتفاهمون معهم، يعني ماذا ؟ يعني "عليكم خير". هل الاسرائيليون، بدون ضغط أميركي وبدون ضغط دولي وبدون ضغط عربي، وبدون أي ضغط، هؤلاء الصهاينة بثقافتهم وأطماعهم وجشعهم واستعلائهم وعلوهم واستكبارهم، هؤلاء بالمفاوضات سيعطون الفلسطينيين؟ حتى الفتات؟

هذا يعني اليوم بعد اللقاء وما صدر عن اللقاء بين نتنياهو وترامب، حقيقة لا أبالغ إذا قلت إنه أمس أعلن بشكل شبه رسمي وفاة المسار التفاوضي، أعلنت الوفاة، انتهى الموضوع، بالنسبة للإسرائيليين لا يوجد شيء اسمه دولة فلسطينية، تلك المؤتمرات ـ التي أتكلم عنهم ـ بداية العام، خطب فيهم وزراء جنرالات ونخب، بكل خطاباتهم لا يوجد شيء اسمه الدولة الفلسطينية، هذا غير وارد كخيار.

قبل سنوات كنا نقول واليوم أذكر بما كنا نقول: المشروع الإسرائيلي لفلسطين وللفلسطينيين هو: خذوا غزة، وطبعا غزة تلك التي يجب أن تبقى محاصرة، بلا ميناء ولا مطار ولا حدود، ولكن خذوها لكم لأنها شكلت عبئا على الصهاينة، أما بقية فلسطين فهي للصهاينة. أقصى ما يمكن أن يعطى في الضفة الغربية هو حكم ذاتي إداري محدود مقطع الأوصال، ستقطعه الآن آلاف الوحدات السكنية وانتهى الأمر. الفلسطنيون في الشتات، (لهم) التوطين أو الهجرة، في لبنان وفي سورية والأردن وحيث هم، أو الهجرة، والآن مفتوح في العالم، يعرض جنسيات على الفلسطينيين لكي يرحلوا. هذا أقصى شيء يعطيه الإسرائيلي: حكم ذاتي إداري محدود في الضفة الغربية المقطعة الاوصال.

أمس أيضا، الإسرائيليون أنفسهم، المحللون أنفسهم، يتحدثون عن المراحل النهائية لتصفية القضية الفلسطينية. قد لا يكون في هذا الأمر أي مبالغة للأسف الشديد. وأساس مبادرة السلام العربية أو الحل في مبادرة السلام العربية التابع للعام 2002 يقوم على فكرة الدولتين، هذا الأصل انتهى، انسحق، سقط.

ماذا يقول القادة العرب، الأنظمة العربية الحكومات العربية، جامعة الدول العربية، أصحاب مبادرة السلام الذين قالوا بأن المبادرة على الطاولة ولن تبقى طويلا، هل بقيت المبادرة على الطاولة؟ هل ما زالت موجودة بالاصل!؟ من يعترف بها؟

من الطبيعي أن يصل الإسرائيليون إلى المرحلة التي يقولون فيها إننا نحن نشهد المرحلة النهائية من تصفية القضية الفلسطينية، لأنه مع كل ما خدم به أوباما إسرائيل، الآن هي تقول إن ترامب أفضل.

حسنا، أما الدول العربية، أين الضغط العربي؟ بالعكس مسارعة إلى العلاقة مع اسرائيل تحت الطاولة وفوقها بدون خجل، تطبيع عربي، تطبيع خليجي، باستثناء بعض الدول العربية، تطبيع، وفود، إلى البحرين وإلى بعض الدول العربية، ويرقصون ويغنون، ويحملون السيوف، ولا يخجلون في البحرين هؤلاء الصهاينة، بأن يغنوا سنهدم المسجد ونبني المهيكل، وهؤلاء العرب الذين يرقصون معهم من البحارنة الذين هم من جماعة السلطة، وطبعا الجهلة الأغبياء لا يفقهون ماذا يقول هؤلاء الصهاينة، وأنا رأيي حتى لو فهموا، فهذا لا يقدم ولا يؤخر، لأنه لم يعد هناك شيء له قيمة عند هذه الأنظمة وعند أتباع هذه الانظمة.

بالأمس صوت غريب، يمكن الكثيرون تساءلوا، يا جماعة أين يعيش هذا الرجل، من أي عالم أتى؟ عندما يذهب مثلا فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون إلى جامعة الدول العربية، أعتقد أنه أزعجهم عندما حدثهم عن القدس، وعن المقدسات الإسلامية والمسيحية، وأزعجهم عندما ذكرهم بمسؤولياتهم كدول عربية، وكعرب، عن فلسطين وعن المقدسات، وأزعجهم عندما حدثهم عن المقاومة قبل ذهابه وبعد ذهابه، وأزعجهم عندما قال لهم إن الفكر الصهيوني استطاع أن يحول الحرب من مواجهة عربية اسرائيلية إلى مواجهة عربية عربية، تعالوا لتعالجوا هذا المشكل، ولكن "على من تلقي مزاميرك يا داوود؟"

في هذا الوضع العربي السيء، نعم، من حق الإسرائيليين أن يتحدثوا عن بيئة استراتيجية ممتازة ومن حق نتنياهو بالأمس أن يقول لم يمر يوم في حياتي قبل الآن شعرت فيه أو اشعر فيه بأن الدول العربية لم تعد تنظر إلينا كعدو بل كحليف، هذه شهادة نتنياهو وصمة عار في جبين أغلب هؤلاء الحكام من ملوك وأمراء ورؤساء عرب، أغلبهم، باستثاء طبعا بعض القادة والرؤساء، الذين لهم موقف مختلف ويدفعون ثمن هذا الموقف المختلف، أليس هذا وصمة عار؟ ماذ ا يقول الشعب الفلسطيني؟ ماذا تقول كل فصائل المقاومة في فلسطين؟ كل الفصائل، من يؤمن بالمقاومة ومن يؤمن بالتفاوض، ماذا يقول ملايين الفلسطينيين في الشتات، ماذا يقول العرب الذين ما زال فيهم بقية شرف وشهامة وعروبة وكرامة، أين هو الموقف العربي؟ وأين هو الجواب العربي؟ طبعا لا جواب، الجواب في مكان آخر، المزيد من القتل في اليمن، المزيد من القتل في البحرين، المزيد من التآمر على سورية وعلى العراق، المزيد من البحث عن تحالفات لمحاربة الجمهورية الإسلامية في إيران، هؤلاء هم العرب اليوم، الحكام العرب.

حسنا، ماذا بقي من خيارات أمام الفلسطينيين؟ هذا لا يدعو إلى اليأس على الإطلاق، أنا أريد أن أقول للشعب الفلسطيني في ذكرى هؤلاء القادة الذين أحبوا فلسطين وعشقوا فلسطين، هكذا كان السيد عباس، هكذا كان الشيخ راغب، هكذا كان الحاج عماد، كانوا فلسطينيين أكثر من كونهم لبنانيين، السيد عباس كان فلسطينيا أكثر من كونه لبنانيا، والفلسطينيون يعرفون ذلك، والحاج عماد كذا هكذا وأيضا الشيخ راغب، في ذكرى قادة المقاومة هؤلاء الذين كانت فلسطين عشقهم وحبهم وهدفهم وقضيتهم وأملهم، أقول للشعب الفلسطيني: هذا ليس مدعاة يأس، أن سقوط الأقنعة أمر مهم، "لو خرجوا فيكم لم يزيدوكم إلا خبالا"، سقوط الاقنعة، سقوط المنافقين الذين كذبوا عليكم لعشرات السنين بأنهم يدعمون فلسطين وشعب فلسطين وقضية فلسطين، ما أهمية هذا؟ هذا يجوهر، ويدع الصفوف نظيفة، ويدع الناس مميزة، يضع الجبان والخائن والعميل والجاسوس والسمسار، يضعهم جانبا، ويقول للشعب الفلسطيني ولشعوب المنطقة، هذه الخلاصة الباقية، البقية الباقية من كل هذه الامتحانات والصعوبات، هي التي ستحرر فلسطين وتصنع النصر، بالعكس، هذا يجب أن يكون مدعاة للأمل وليس سببا لليأس، عندما تتمايل هذه الصفوف، فليخرجوا من الصفوف، كفاهم كذبا على الشعوب العربية وعلى شعوبهم وعلى الشعب الفلسطيني، فليقولون إنهم قبلوا بإسرائيل، وهم يطبعون مع إسرائيل وهم حلفاء إسرائيل، وإسرائيل ليست عدوا.

يا أخي فليجب أي أحد نتنياهو، "ولو"! القليل من الشرف، القليل من الشهامة عند هؤلاء الملوك والأمراء والرؤساء العرب، فليقل له: كلا أنت كذاب، أنت ما زلت عدوا، لم تصبح حليفا، لا يجرؤون! "لا تآخذونني أخذتني العبارة بالعامية مثل ما نتكلم مع بعضنا في البيت".

هذا ليس مدعاة لليأس، هذا مدعاة للأمل لاحقا، ليس على الشعب الفلسطيني أن يستسلم أبدا، عدم الاستسلام، مواصلة المقاومة، الإيمان بالمقاومة، الثقة بخيار المقاومة، وأنه يصنع الانتصارات، المقاومة حررت لبنان، وحررت غزة وتجارب التاريخ للمقاومات الشعبية في العصر الحاضر وطوال التاريخ، مسألة وقت، طول نفس، عض على الاصابع، تجربة الشعب الفلسطيني في هذا العالم كبيرة جدا، من أهم أشكال المقاومة التي تجري الآن في فلسطين هي انتفاضة القدس، التي يجب أن تتواصل، هذه العمليات الفردية من أهم أشكال المقاومة، من أهم وأعظم أشكال المقاومة، لأنه فرد واحد، لا ينتمي إلى مجموعة ولا ينتمي إلى تنظيم، في كل الأحوال، عندما يكون الفرد هو صاحب القرار والعملية والخطة وهو الذي يستطلع الهدف وهو الذي ينفذ الهدف وينفذ العملية، من يستطيع أن يصادر؟ أي عمل استباقي غير ممكن، وعندما يتنوع، شاب وشابة ومزارع وطالب جامعي وأستاذ من شرائح اجتماعية مختلفة، هذا هو الذي يرعب العدو ويهز كيانه، ويزلزل كيانه.

أنتم تملكون هذه الطاقة الإيمانية المقاومة الشابة الهائلة، التي عبر عنها حتى الآن شباب وشابات فلسطين في انتفاضة القدس.

وأخيرا أيضا أريد أن أؤكد لشعبنا الفلسطيني أن المنطقة لن تبقى كما هي، والعالم لن يبقى كما هو، لا أميركا ترامب ولا أميركا بوش ولا الجيش الاميركي، هو الجيش الأميركي هو من أتى وغزانا قبل عشرات السنين، وكل هذه المنطقة تتغير، ومشاريع تتهاوى وتسقط. ومن قلب المعاناة ومن قلب الفتن ومن قلب المؤامرات تولد أجيال وأجيال وأجيال من المجاهدين والمقاومين والمؤمنين الذين سيصنعون الانتصارات الحاسمة كما يصنعونها في كل يوم، وسيغيرون وجه المنطقة وفق أمل ومستقبل واعد، وكل ما يجري من حولنا هي ليست إرهاصات تصفية القضية الفلسطينية، أبدا هي إرهاصات تصفية المنافقين الكاذبين على الشعب الفلسطيني.

أما القضية الفلسطينية فلا يمكن أن يصفيها أحد ولا يمكن أن ينهيها أحد. فليكن توكلكم على الله عظيما وثقتكم بانفسكم وبشبابكم وشاباتكم كبيرا، ولتكن هذه المقاومة، وهذه العمليات، هذا الصمود هذا الثبات صادقا لله، في سبيل الله، في عين الله، والله سبحانه وتعالى لا يخلف الميعاد، هو وعد كل الصادقين والصابرين الصامدين بالنصر ووفى بوعده دائما.

ثالثا: تمر علينا اليوم أيضا الذكرى السنوية السادسة، ست سنوات، على انتفاضة الشعب المظلوم في البحرين. وما شهدناه في الأشهر القليلة الماضية ـ حتى لا نتكلم عن الماضي وعن السنوات الماضية ـ المزيد من ثبات القيادة والشعب.

العلماء في مواقفهم، في بياناتهم، في خطبهم، في توجهاتهم وتوجيهاتهم، هم أنفسهم، لم يتغيروا، لم يتزلزلوا، لم يضعفوا. منذ اليوم الأول يقولون ما قال هذا الشعب بأغلبيته. واقعا هناك أغلبية شعبية في البحرين قامت وثارت وانتفضت وأخذت هذا المسار السلمي منذ البداية، ورد عليها بالاحتلال السعودي للبحرين. اليوم البحرين ليست بلدا مستقلا، هي بلد محتل. يقولون إنه تم استدعاؤنا من قبل الحكومة البحرينية، "ماشي الحال"، ولكن الآن هناك قوات سعودية في البحرين هي قامت بقمع الشعب البحريني وبقتل الشعب البحريني.

في الأسابيع القليلة الماضية، وفي الأشهر القليلة الماضية تواطأوا على قائد هذا الشعب، سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم، ولكن من حماه؟ حماه الله وحماه شعبه.

أين يوجد ـ بالحد الأدنى بعشرات السنين التي نحن عشناها، لا أعلم بالتاريخ ما الوضع ـ انه يوجد قائد في منزل وفي بلدة محاصرة بقوى الأمن وبالجيش وبالمدرعات ويحميه شعبه، يحميه رجال ونساء وشباب وشابات في ساحات الفداء، ما يزيد على 6 أشهر، في حر البحرين وفي برد البحرين، وفي الليل وفي النهار، هل يوجد نموذج كهذا في العالم؟ وبالصدور العارية وبالقبضات العزلاء لا يوجد لديهم شيء غير القبضة والصدر والتكبير والإيمان وأكثر من محاولة اقتحام سقط فيها جرحى وشهداء في الدفاع عن قائدهم وعن أنفسهم. هذا دليل على ماذا؟

عندما اقدم هذا النظام الطاغي على إعدام ثلاثة شبان، وأحدهم شاب صغير بالسن أيضا، وكان يستطيع أن لا يعدمهم، يستطيع أن يحكمهم بالإعدام ويتركهم مع وقف التنفيذ لو كان هناك القليل من العقل والقليل من الحكمة ولكن يوجد غطرسة وليس فقط غطرسة ويوجد تبعية أيضا. من قال إن هذا القرار من آل خليفة؟ هذا القرار من السعودية. كيف كان رد البحرينيين؟ قتل النظام شبانهم من أجل إرهابهم، من أجل إسكاتهم، من أجل إرعابهم، ماذا قال عوائل الشهداء؟ ماذا قالت أمهات الشهداء؟ كلنا شاهدناهم على التلفاز، وكذلك أمهات الشهداء الذين قتلوا قبل أيام، ماذا سمعنا من النساء الثكلى؟ ما رأيت إلا جميلا، ما رأيت إلا جميلا.

ليذهب هذا حمد في البحرين وليجلب بعض الخبراء ليشرحوا له إذا كان لا يفهم، ليشرحوا له، يجلب أطباء نفسيين ويشرحوا له، عندما يكون رد فعل امرأة ثكلت بولدها الذي قتل أو أعدم، بعد ساعات وليس بعد أسبوع، بعد ساعات، وتقول ما رأيت إلا جميلا، ليفهم من هو هذا الشعب الذي يواجهه والذي ينكل به والذي يقمعه.

ثم نزول عشرات الالاف في ليلة واحدة بالأكفان من رجال ونساء، وهم لا يملكون سلاحا يدافعون به عن أنفسهم وليس في نيتهم أن يستخدموا السلاح برغم تهديد السلطة، هذا مؤشر على ماذا؟

في الوقت الذي يرى هؤلاء الناس في البحرين سكوت العالم العربي والعالم الاسلامي والحكومات والقادة والمؤسسات الدينية، بل بالعكس، يرون سيل الفتاوى التي تقدم لآل خليفة ولآل سعود لسحق عظامهم وسفك دمائهم وإعدام شانهم، ويرون سكوت العالم، ولكن إيمانهم بالله عز وجل عظيم جدا، إيمانهم بحقانية قضيتهم، إيمانهم بقادتهم بقائدهم، إيمانهم بعلمائهم، ثقتهم بأنفسهم ورهانهم على المستقبل، على وعد الله وعلى غيب الله وعلى أن الله ينصر ويعين ويتفضل ويتدخل، هو الذي يجعلهم يواصلون.

أيضا رسالة اليوم أن من يراهن على هذا الشعب أن يتعب، أن يهون، أن يستسلم، أن يضعف بعد ست سنوات، عليه أن يرى مشاهد هذه الأيام ومشاهد الأيام القليلة الماضية ليعرف أن النجاة للبحرين هي في الإصغاء لمطالب هؤلاء الناس المظلومين، لتحقيق هذه المطالب، لمعالجة وطنية حقيقية ضمن إرادة ورغبات هذا الشعب وقيادة هذا الشعب وشهداء وعوائل شهداء وسجناء وجرحى هذا الشعب العزيز.

العنوان الثالث أيضا: في اليمن نحن نقترب من سنتين من الحرب على اليمن، الحرب الاميركية السعودية شبه العربية عدد من الدول العربية متورط حتى أذنيه في هذه الحرب ـ أنتم تعلمون أنني شفاف وأسمي ولا تفرق معي ـ وفي مقدمها دولة الامارات التي تقدم نفسها دائما بأنها دولة الحضارة والمدنية وغيره، هي جزء أساسي من هذا العدوان ومن هذه الحرب على الشعب في اليمن.

إذا عدوان أميركي سعودي إماراتي شبه عربي، ومدعوم أيضا من بعض الدول، من الإنكليز وغير الإنكليز، واسمحوا لي أن أضيف اليوم ـ كان في السابق الإخوة في اليمن يقول هذا وكنا نحن نتوقف قليلا لنتأكد من المعطيات ـ المعطيات الحسية العلمية المادية تؤكد أن إسرائيل أيضا شريك في هذا العدوان، شريكة ماديا ومعلوماتيا وتكنولوجيا، وبعض ضباطها وطياريها وأسلحتها وإمكانياتها ومخابراتها هي جزء من هذا العدوان.

عندما يتكلم نتنياهو عن الحليف، أين الحليف؟ إحدى ساحات الحلف الإسرائيلي السعودي هي في الحرب على اليمن بالوثائق والمستندات الحسية والمادية، هذا موجود.

هذه الحرب سيصبح عمرها سنتان، أي بعد شهر وعشرة أيام أو أحد عشر يوما سيصبح عمرها سنتان. بدأت الحرب على أمل أن تحسم المعركة خلال أسبوعين أو أسابيع قليلة، لأنهم استضعفوا الشعب اليمني ودائما هذه نظرة الاستعلاء تجاه بعض الشعوب أن هؤلاء فقراء ومن هذا القبيل وهؤلاء لا يوجد لديهم إمكانات ولديهم خلافات داخلية ودولتهم كيت ووضعهم كيت ونستطيع أن نهجم عليهم وأن نمسحهم وأن نغلبهم وأن نهزمهم وأن نفعل نصرا عظيما ويخرج أحد ما في الرياض ليقدم نفسه على أنه جمال عبد الناصر الجديد للأمة العربية، ولكن جمال عبد الناصر (الجديد) ليس ضد إسرائيل بل ضد الشعب اليمني.

هذا سيصبح عمره سنتان، اليمنيون، الشعب اليمني بأغلبيته الساحقة التي تقاتل والتي تقف في وجه العدوان، نعم هناك يمنيون هناك احزاب يمنية ويمنيون سياسيون، هم ولاؤهم للسعودية وليس ولاؤهم لليمن ويتآمرون على شعبهم وعلى بلدهم، ما هي الحصيلة اليوم مثلا في جنوب اليمن، من الحاكم اليوم؟ يوجد دولة احتلال اسمها الإمارات ويوجد محافظات بالكامل تحت سيطرة القاعدة وداعش.

عبد ربه منصور الذي يريدون أن يفرضوه رئيسا على اليمنيين كأساس في الحل لا يمون على مدينة عدن، لا يمون على مطار عدن، جاء من السعودية منذ يومين إلى عدن من أجل أن يقوم بإجراءات، أمس كان هناك اشتباكات في مطار عدن.

هؤلاء الذين باعوا أنفسهم لاعداء وطنهم، سلموا هذا الجزء من البلد للقاعدة وداعش ولدولة خارجية تتحكم بتشكيلاتهم وضباطهم وأمنهم واقتصادهم ونفطهم وموانئهم ومطارهم.

أما أغلبية الشعب اليمني ما زالت تقاتل وتواجه وتضحي وتثبت وتصمد، يوجد صمود أسطوري في اليمن. كل الذين قاتلوا ويعرفون بالعسكر يستطيعون بكل بساطة، جنرالات العالم اليوم، الذي لديه القليل من الفهم العسكري، عندما ينظر لما يجري في اليمن يفهم جيدا أن ما يجري في اليمن أسطورة، معجزة حقيقية، يصنعها الشعب اليمني والشباب اليمني والقيادة الشابة والشجاعة والشريفة في اليمن.

في المقابل هناك حصار، يوجد أقل شي 16 مليون أو 17 مليون يمني تحت الحصار منذ سنتين 16 مليون يمني عربي يا عرب، مسلم يا مسلمين، محاصر، وليس أنصار الله أو المؤتمر الشعبي أو الحكومة اليمنية أو فلان الحزب اليمني يقول هذا إنما مؤسسات الامم المتحدة والمنظمات الدولية تتحدث عن مجاعة في اليمن، تتحدث عن خطر المجاعة الذي سيطال الملايين، تتحدث عن عشرات الآلاف الذين ماتوا أو هم معرضون للموت من أطفال اليمن بسبب سوء التغذية والجوع.

أما زال هناك ضمير أو شرف أو كرامة؟ كلا ويخرجون ويصدرون فتاوى لحكام السعودية وحكام الإمارات وكل المعتدين على الشعب اليمني: اقصفوهم واقتلوهم ودمروهم ولم يتركوا شيئا.

أمس مجلس عزاء نسائي قصف بالطيران فقضى النسوة ما بين شهيدة وجريحة. هذا أمام العالم كله، حصار، تجويع وقصف وقتل يومي ومجيئ بالمرتزقة من كل أنحاء العالم. هل تعتقدون أن الجيش السعودي هو الذي يقاتل؟ أبدا، جزء منه، هل تعلمون أين هو يقاتل؟ في المواقع التي تسقط تحت يدي شباب اليمن، الجيش واللجان الشعبية، هناك يقاتل الجيش السعودي، أما في بقية الجبهات أين يوجد جيش سعودي؟ يوجد مرتزقة من اليمن، من السودان ومن الأردن ومن باكستان ومن أفغانستان ومن أفريقيا وكل مكان في العالم، طالما توجد أموال في السعودية ويوجد دم عند الآخرين وهم فقراء تعالوا قاتلوا بالنيابة.

لكن ما هو الموقف اليمني، القيادة والشعب والجيش واللجان الشعبية، الإصرار على الصمود رغم الجوع، رغم الغارات، رغم القتل، رغم التدمير، لأن في اليمن شعبا يقول هيهات منا الذلة، وأي شعب يقول هيهات منا الذلة سينتصر دمه على السيف، أيا يكن هذا السيف. هذه هي الحقيقة.

نحن سمعنا من خلال الكثير من اللقاءات والكواليس والذين يزورون السعودية ويلتقون بالمسؤولين هناك، يقولون إن السعوديين يعترفون أنهم أخطأوا في الحرب على اليمن وأخطأوا في الحسابات وأخطأوا في التقدير، ويبحثون عن الحل ويريدون حلا يحفظ ماء وجوههم. اليوم، وكل يوم يقتل من الطرفين، يمنيون وسعوديون وعرب ومسلمون وتهدم بيوت، وتدمر أماكن ويجوع عشرات الآلاف من الأطفال، لماذا؟ فقط لأن هناك في السعودية من يجب أن نجد له حلا يحفظ ماء وجهه ليصبح ملكا في يوم من الأيام. هذه هي المعادلة.

ما هو الحل الذي يحفظ ماء الوجه؟ الحل هو أن يستسلم اليمنيون، أن يسلموا السلاح وأن يسلموا المدن ولاحقا نبحث عن حل سياسي، وهذا رفضه اليمنيون، وهم يقولون أنهم سيقاتلون حتى آخر قطرة دم من أجل كرامتهم وعزتهم ووطنهم، ولديهم كل هذا الإيمان بالله عز وجل، وكل هذه الثقة بالنفس وبالنصر الآتي، ولديهم من العقل والمعرفة والعلم ما يستطيعون أن يطوروا به صواريخهم وأسلحتهم وإمكانياتهم وقدراتهم المادية والبشرية، وما داموا يملكون الإيمان والعزم لن ينتظروا أحدا في هذا العالم، سيواصلون وينتصرون.

أيها الإخوة والأخوات، طبعا إنما أتحدث عن اليمن والبحرين فقط من أجل إثارة القضية، يا ليت لدينا ما نستطيع أن نقدمه لهم. من أجل أن نقول للعالم في لبنان هنا قي زاوية ما، في مدينة ما، صوت لبناني، صوت عربي، صوت مسلم يخالف كل هذا الإصطفاف المرتزق الخانع والخاضع الذي يقدم الخدمات المجانية لأمريكا وإسرائيل في منطقتنا وعلى حساب شعوبنا وعلى حساب فلسطين.

في هذه الذكرى العزيزة والغالية، نؤكد لسيدنا السيد عباس، لسيدتنا أم ياسر، العالمة، الفاضلة، الأم، المجاهدة، الحنونة، لشيخنا الشيخ راغب، لقائدنا الجهادي الكبير الحاج عماد مغنية، للطفل حسين، الطفل البريء الذي قتل وذبح على طريق القدس، لكل قادتنا الشهداء وشهدائنا وجرحانا وأهلنا وشعبنا، نحن هنا باقون في مواجهة كل هذه المشاريع، في مواجهة كل هذه المشاريع التي تستهدف بلداننا وشعوبنا وأمننا ومقدساتنا وأمتنا ومستقبلنا، سواء كان اسمها إسرائيل وهي مشروع أميركي متقدم في المنطقة، أو اسمها داعش، أو اسمها الجماعات التكفيرية، نواجهها بلا تردد وبلا وهن وبلا ضعف. ونحن اليوم أيضا على طريق الانتصار في هذه المواجهة. كما انتصرت المقاومة في لبنان 1985 ومن خلفها محور المقاومة، سوريا وإيران، والمقاومة الفلسطينية وكل من يدعم المقاومة في العالم. وكما انتصرت المقاومة عام 2000 في لبنان، وفي حرب تموز 2006 ومن خلفها أيضا محور المقاومة سوريا وإيران وكل من يدعم المقاومة في العالم، نحن الأن على بوابة الانتصار على المشروع الأميركي السعودي الإسرائيلي الذي اسمه داعش والجماعات التكفيرية بعد أن انقلب السحر على الساحر، وبعد أن خرجت الأفعى من السيطرة لتعتدي على أهلها وعلى أصحابها وعلى صناعها .

فقط أريد أن أقول لكم تابعوا جيدا ما يقال الآن في العالم وما قيل في الأشهر الماضية من مسؤولين أميركيين سياسيين ودبلوماسيين وجنرالات وأمنيين وما يقولوه الآن مسؤولون أتراك، أردوغان شخصيا تحدث أكثر من مرة أن داعش صناعة أميركية. ترامب هذا الرئيس الفعلي تحدث على مدى سنة أن داعش صناعة أوباما وكلينتون وصناعة أميركية. مسؤولون كبار في تركيا وهذا مسجل على تلفزيونات وشاهدوه على اليوتيوب، تحدثوا أوضح من هذا أن داعش صناعة أميركية - سعودية، المشروع أميركي، قرار داعش أميركي، لكن الثقافة والتمويل والإعلام والضباط والجنرالات وأجهزة المخابرات والفلوس وسلاح داعش سعودي في البداية، الآن انقلب السحر على الساحر، الأن خرجت عن السيطرة ، الآن لا أعلم ، هل أقول إن السعودية ما زالت على صلة بداعش أم لا يحتاج الأمر إلى تدقيق. لكن لا شك أنها سعودية المنشأ ، أن الصانع الحقيقي لداعش: أمريكا والسعودية لمصلحة إسرائيل ولمصلحة أميركا، والهدف تدمير العراق، تدمير سوريا، تدمير مصر، تدمير كل الدول التي تدمر داعش فيها الآن.

أنتم الذين تتحدثون عن عدم جواز الإفلات من العقاب، عندما يتهم أحد بقتل أحد في هذا العالم يقولون يجب أن يحاكم وعدم جواز الإفلات من العقاب. السعودية التي صنعت داعش هي التي تتحمل إلى جانب الإدارة الأميركية بالدرجة الأولى مسؤولية مئات الآلاف من الشهداء الذين قتلوا في العراق وفي سوريا وفي ليبيا وفي اليمن وفي سيناء وفي مصر. في نيجيريا فقط منذ أيام إعلان رسمي أن بوكو حرام المبايعة لداعش قتلت حتى الآن مئة ألف. الجرائم، المدن التي دمرت، الشعوب التي مزقت نفسيا، الجيوش التي دمرت. أكبر الجنايات في التاريخ ارتكبت في هذه السنوات، من ارتكبها: داعش والجماعات التكفيرية. من صنع داعش والجماعات التكفيرية؟ أميركا والسعودية. هل يجوز أن يفلتوا من العقاب.

"خلصت الحكاية أنو هلق اكتشفوا" أنهم صنعوا تنينا سيحرق الجميع بما فيها مصالحهم. أليس هذا يجب أن يكون موضع عبرة ودراسة وتأمل بالنسبة لكل الحكومات والدول والشعوب لتحسم موقفها. الحمد لله الذي من علينا البصيرة منذ اليوم الأول، لأننا ننتمي إلى هؤلاء القادة، لأننا من هذه المدرسة ولأننا من أتباع هذه المقاومة التي تملك من البصيرة والوعي وتراكم الخبرة والتجربة ما يجعلنا نفهم قبل حصول الأحداث ونحسم خيارنا.

للسيد عباس، لأم ياسر، للشيخ راغب، للحاج عماد، لكل القادة الشهداء، لكل الشهداء ، عهدنا مجددا في 16 شباط، نواصل دربكم، نحفظ وصيتكم بعرقنا، بدمائنا، بفلذات أكبادنا، بصبرنا وتضحياتنا، ولن يكون إلا النصر الذي ستبقون سادته، وسادته إلى قيام الساعة".