المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 25 كانون الأول/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.december25.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ذكرى ميلاد يسوع المسيح في مذود

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/بالصوت والنص/تأملات إيمانية ووجدانية في ذكرى عيد الميلاد الذي هو هو عيد المحبة والمحبة هي الله

الياس بجاني/صراع الإنسان هو مع نفسه

الياس بجاني/نفاق تجار التحرير والمقاومة

الياس بجاني/لو سكت هؤلاء لتكلمت الحجارة

الياس بجاني/ترى كم سيصرف 18 وزير و67 نائب في عطلتهم خارج لبنان؟

الياس بجاني/الوزير معين المرعبي مثال عاطل للمسؤول الرسمي

الياس بجاني/الياس بجاني/بالصوت والنص: رسالة كندية للطاقم السياسي اللبناني: إدانة رئيس الوزراء الكندي لمخالفته أخلاقيات مهامه الرسمية وقبوله هدية

الياس بجاني/رسالة كندية للطاقم السياسي اللبناني: إدانة رئيس الوزراء الكندي لمخالفته أخلاقيات مهامه الرسمية وقبوله "هدية"

 

عناوين الأخبار اللبنانية

من تلفزيون المر/فيديو مقابلة ميلادية إيمانية وانسانية وتبشيرية وروحانية مع كل من الأب ايلي رياشي  والأب وسام معلوف والاخت جويا/جماعة رسالة حياة المميزة بأنشطته/24 كانون الأول/17

فيديو مداخلة للكاتب والمحلل السياسي الدكتور حارث سليمان محطة العربية يعلق من خلاله على فضيحة ادارة الرئيس اوباما فيما يخص غض النظر على تجارة حزب الله في المخدرات وتعليق برنامج مخابراتي أميركي لملاحقة الحزب المعروف بألسندرا كما جاء في تقرير الفضيحة الذي نشرته صحيفة بوليتكا قبل ايام/24 كانون الأول/17

فيديو مداخلة للكاتب والصحافي صالح حنا من محطة العربية يعلق من خلاله على فضيحة ادارة الرئيس اوباما فيما يخص غض النظر على تجارة حزب الله في المخدرات وتعليق برنامج مخابراتي أميركي لملاحقة الحزب المعروف بألسندرا كما جاء في تقرير الفضيحة الذي نشرته صحيفة بوليتكا قبل ايام/24 كانون الأول/17

فيديو مداخلة للكاتب والمحلل السياسي لقمان سليم من محطة العربية يعلق من خلاله على فضيحة ادارة الرئيس اوباما فيما يخص غض النظر على تجارة حزب الله في المخدرات وتعليق برنامج مخابراتي أميركي لملاحقة الحزب المعروف بألسندرا كما جاء في تقرير الفضيحة الذي نشرته صحيفة بوليتكا قبل ايام/24 كانون الأول/17

فيديو مقابلة من تلفزيون المستقبل مع العميد المتقاعد مارون حتي مستشار رئيس الحكومة للدفاع والامن العميد مارون حتي/23 كانون الأول/17

نوفل ضو يطلق معركته الانتخابية في كسروان

ريمون إده أجرأ زعيم سياسي لبناني والأكثر شفافية

حرب للـOTV: كفى مرجلة

خدعة ولاية الفقيه الشيخ حسن مشيمش/الشيخ حسن مشيمش/جنوبية

«حزب الله» يُطْلق معركة عزْل خصومه في الطريق إلى الانتخابات تَهيُّب لإعلانه بدء «إجراءات ميدانية لتوحيد جبهة المقاومة على جميع الجبهات»/ليندا عازار/الراي

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 24/12/2017

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بطرس حرب: لم أنتخب ميشال عون لأنني كنت أرى ما نحن مقبلون عليه

حارث سليمان: واشنطن لم تحدد استراتيجيات تنفيذ تهديداتها على إيران حتى الآن

مرسوم منح الأقدمية لضباط دورة عون نافذ والمشكل بين بري وعون يتسع

سمر أبو خليل تنال من حرية الإعلام وقُدسيته على شاشة الجديد/د. أحمد خواجة/لبنان الجديد

أزمة جديدة بين بعبدا وعين التينة

لقاءٌ بين الحريري وجعجع خلال فترة الأعياد؟

الرئيس أمين الجميّل: وحدة الشعب هي الأساس في مرحلة القلق على المصير

تعبئة أمنيّة واسعة في عيد الميلاد

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

وثائق سرية لخبراء حزب الله وإيران تكشف انهيار الحوثيين

مصر.. مقتل 9 إرهابيين زرعوا قنابل في سيناء

الجبير يبحث مستجدات الساحة السورية مع رئيس الهيئة التفاوضية للمعارضة السورية الدكتور نصر الحريري

محامي صالح: عناصر «حزب الله» و«إيران» تسللوا عبر سيارات قات

ماكرون يؤكد ضرورة العمل على مواجهة أنشطة إيران بالمنطقة/الرئيس الفرنسي يدين محاولة الحوثيين استهداف الرياض بصاروخ باليستي

السلطات التركية تفصل 2756 شخصاً من أعمالهم بموجب «الطوارئ»

فلكيون اكتشفوا أن نجما في الكون بسرعته يصل القمر بدقيقة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لا شيء سورياً في هذه الحرب سوى القتلى/حازم الامين/الحياة

مستقبل سوريا... يتقرّر بغياب السوريين/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

الاستماتة القطرية والإخوان المسلمون/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

هربت سريعاً كتغريدة/غسان شربل/الشرق الأوسط

الفرصة الكردية ـ العراقية المُضاعة/عدنان حسين/الشرق الأوسط

أوباما... استحقاقات {إيران ـ غيت}/إميل أمين/الشرق الأوسط

الآفاق التي لا يمكن سدَّها/رضوان السيد/الإتحاد

مصير سورية في عنق بوتين/عزت صافي/الحياة

 كردستان تدفع «فواتير» الاستفتاء... وصراعات أحزابها/جورج سمعان/الحياة

أيّ تحوّل ستشهد سوريا في العام 2018؟/منال لطفي/الحياة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي: نحن مسؤولون في قول الحقيقة وممارسة العدالة والوقوف بوجه الظلم والاستبداد وانتهاك الحقوق

قاووق: حزب الله اليوم أمام مسؤولية جدية في نصرة القدس وفلسطين

الرياشي: المعزولون في كلام بعض 8 آذار هم المتمسكون بالاستقرار والشرعية

الأحدب: أننتظر عفوا عاما من سلطة لا تستطيع حماية معتقليها ولا تعرف كيف تدير أزمات البلد ؟

 

تفاصيل النشرة

ذكرى ميلاد يسوع المسيح في مذود

انجيل القديس لوقا 02/01-20/"وفي تلك الأيام أمر القيصر أوغسطس بإحصاء سكان الإمبراطورية. وجرى هذا الإحصاء الأول عندما كان كيرينيوس حاكما في سورية. فذهب كل واحد إلى مدينته ليكتتب فيها. وصعد يوسف من الجليل من مدينة الناصرة إلى اليهودية إلى بيت لحم مدينة داود، لأنه كان من بيت داود وعشيرته، ليكتتب مع مريم خطيبته، وكانت حبلى. وبينما هما في بيت لحم، جاء وقتها لتلد، فولدت ابنها البكر وقمطته وأضجعته في مذود، لأنه كان لا محل لهما في الفندق. وكان في تلك النـاحية رعاة يبـيتون في البرية، يتناوبون السهر في الليل على رعيتهم. فظهر ملاك الرب لهم، وأضاء مجد الرب حولهم فخافوا خوفا شديدا. فقال لهم الملاك: لا تخافوا! ها أنا أبشركم بخبر عظيم يفرح له جميع الشعب: ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب. وإليكم هذه العلامة: تجدون طفلا مقمطا مضجعا في مذود. وظهر مع الملاك بغتة جمهور من جند السماء، يسبحون الله ويقولون: المجد لله في العلى، وفي الأرض السلام للحائزين رضاه. ولما انصرف الملائكة عنهم إلى السماء، قال الرعاة بعضهم لبعض: تعالوا نذهب إلى بيت لحم لنرى هذا الحدث الذي أخبرنا به الرب. وجاؤوا مسرعين، فوجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعا في المذود. فلما رأوه أخبروا بما حدثهم الملاك عنه، فكان كل من سمع يتعجب من كلامهم. وحفظت مريم هذا كله وتأملته في قلبها.ورجع الرعاة وهم يمجدون الله ويسبحونه على كل ما سمعوا ورأوا كما أخبرهم الملاك". 

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/بالصوت والنص/تأملات إيمانية ووجدانية في ذكرى عيد الميلاد الذي هو عيد المحبة والمحبة هي الله

الياس بجاني/25 كانون الأول/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=34212

 المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة

إن الله هو محبة وسلام وبالمفهوم الإنجيلي وذكرى عيد ميلاد السيد المسيح المجيدة تعني ببساطة متناهية وبوضوح تام لا لبس فيه أنها ذكرى للمحبة بكل قيمها ومعانيها ومكوناتها لأن الله الذي هو محبة ارتضى أن يتأنس ويصبح انساناً ويولد من رحم مريم البتول ليخلصنا ويرفعنا من الإنسان القديم، إنسان الخطيئة الأصلية إلى إنسان القداسة بالعماد بالماء والروح القدس. إن أركان الميلاد الذي هو محبة هي الغفران والتسامح والتواضع والعطاء والفداء والأبوة والمساواة والقداسة.

في هذا العيد المجيد والمبارك دعونا نصلي من أجل السلام في كل أرجاء العالم ومن أجل كل البشر وخصوصاً أولئك الذين أغواهم الشيطان وأوقعهم في تجاربه وحولهم لقلة إيمانهم وخور رجائهم إلى مخلوقات غرائزية لا تعرف المحبة ولا تخاف الله ولا تحسب حساباً ليوم الحساب الأخير. في أسفل آيات من الإنجيل المقدس تحكي ولادة السيد المسيح، وأخرى تعلمنا المحبة والغفران والتسامح والتواضع والتعالي على الصغائر وعدم مواجهة الشر بالشر وضرورة الابتعاد عن عبادة تراب الأرض وكل ما هو زائل أكان سلطة أو مال أو عزوة أو قوة.

 

Our Prime Struggle Is within our self /صراع الإنسان هو مع نفسه

الياس بجاني/24 كانون الأول/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=61267

صراع الإنسان الأخطر هو مع نفسه.. بين ضميره الذي هو صوت الرب بداخله، وبين غرائز جسده الترابي التي تتحول إلى شيطان إن لم تلجم وتضبط. عشية ليلة الميلاد المجيد، ميلاد الرب وتجسده فلنصلي لله ليحمينا من الوقوع في التجربة ولنكن دائماً قادرين بإيماننا والصبر والإصرار والعزيمة والثقة بالنفس واحترام الذات والمحبة أن نسيطر على غرائزنا الترابية.

 

نفاق تجار التحرير والمقاومة

الياس بجاني/23 كانون الأول/17

لن ينعم لبنان بالإستقلال الناجز والإستقرار طالما بقي ساحة مباحة لتجار المقاومة والتحرير من مثل حزب الله ومن يقول قوله من السياسيين المنافقين من الشرائح اللبنانية المجتمعية كافة

https://www.facebook.com/elias.y.bejjani

 

لو سكت هؤلاء لتكلمت الحجارة

الياس بجاني/23 كانون الأول/17

لبنان بلد مقدس يحميه الله والقديسيين والبررة ويرفع راياته الأحرار من أمثال د.توفيق هندي ود.فارس سعيد وكوكبة كبيرة من السياديين والأحرار والشجعان من كل الطوائف والشرائح المجتمعية..هذا اللبنان المقدس لن تقوى عليه كل قوى الشر الإيرانية ولا تلك القوى المحلية التي تستقوي بها..لبنان إلى نصر مؤكد بإذن الله ومن هو متوهم من القادة والسياسيين المارقين بغير هذا المسار السيادي الحتمي فليقرأ التاريخ.

 

Colourful like a Rainbow/الحياة متعددة الألوان كقوس القزح

الياس بجاني/20 كانون الأول/17

الحياة ورغم كل تعقيداتها فهي متعددة الألوان تماما كألوان قوس القزح وللإنسان الحرية المطلقة ليراها كيفما يشاء وبما يناسب مع ذوقه وما يشبع رغباته ويتوافق مع قدراته على التحمل والتأقلم والصبر

 

ترى كم سيصرف 18 وزير و67 نائب في عطلتهم خارج لبنان؟

الياس بجاني/22 كانون الأول/17

غربة قاتلة بين الحكام والشعب. 18 وزير و67 نائب غادروا لبنان لقضاء العطلة في الخارج. هل هم فعلا لبنانيون ويشاركون الناس همومهم والأوجاع؟ بالطبع لا وألف لا ...والمبالغ التي سيصرفونها في الخارج كانت على الأقل ستكفي لدفع أقساط 1000 تلميذ أهلهم غير قادرين على توفيرها..سلم أولويات هؤلاء مشقلب فوقاني تحتاني!! ربنا يشفي..

https://www.facebook.com/elias.y.bejjani

 

الوزير معين المرعبي مثال عاطل للمسؤول الرسمي

الياس بجاني/22 كانون الأول/17

تصرف الوزير المرعبي باقتحامه شركة الكهرباء في حلبا عاطل وإرهابي وشعبوي ويجسد صورة بشعة وهمجية لثقافة الطاقم السياسي اللادولاتي.

https://www.facebook.com/elias.y.bejjani

 

الياس بجاني/بالصوت والنص: رسالة كندية للطاقم السياسي اللبناني: إدانة رئيس الوزراء الكندي لمخالفته أخلاقيات مهامه الرسمية وقبوله هدية

http://eliasbejjaninews.com/?p=61204

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني:رسالة كندية للطاقم السياسي اللبناني: إدانة رئيس الوزراء الكندي لمخالفته أخلاقيات مهامه الرسمية وقبوله "هدية"/21 كانون الأول/17/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/eliastreudou21.12.17.mp3

 بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني:رسالة كندية للطاقم السياسي اللبناني: إدانة رئيس الوزراء الكندي لمخالفته أخلاقيات مهامه الرسمية وقبوله "هدية"/21 كانون الأول/17/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/eliastreudou21.12.17.wma

 

بالصوت والنص/رسالة كندية للطاقم السياسي اللبناني: إدانة رئيس الوزراء الكندي لمخالفته أخلاقيات مهامه الرسمية وقبوله "هدية"

الياس بجاني/21 كانون الأول/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=61204

..مفوضية الأخلاقيات الاتحادية الكندية دانت رئيس وزراء كندا، جوستن ترودو، على خلفية قضائه عطلة مع عائلته في جزيرة من جزر الباهاما بضيافة أغا خان الذي يمتلك الجزيرة (الزعيم الروحي للأسماعيليين) وانتقاله إلى الجزيرة تلك على طائرة صاحب الدعوة حيث اعتبرت المفوضية إن ما قام به ترودو ودون أذن مسبق من المفوضية هو تصرف غير أخلاقي ويندرج تحت خانة "قبول هدية" وهو أمر يتعارض مع اطر أخلاقيات وقوانين ممارسته مهامه الرسمية...ترودو اعتذر علناً للشعب الكندي عن تصرفه هذا واعترف بخطأه.

وبعد هل من يسأل لماذا كندا وغيرها من الدول الغربية الديموقراطية تتقدم وتزدهر وفيها حقوق وكرامة الإنسان مصانة، والحريات محترمة، والخدمات كافة مؤمنة، والقوانين تطبق بعدل ومساواة على الجميع؟

وهل من يسأل بعد لماذا الديموقراطية تمارس في هذه الدول، ومنها كندا بشفافية ومن خلال الانتخابات يتم تبادل مواقع الحكم والسلطات الرسمية والحزبية ولا أحد كائن من كان هو فوق القانون؟

وهل من يسأل بعد لماذا لا وجود في هذه الدول لزعماء وسياسيين وحكام ومسؤولين ونواب ووزراء مافياويين وخالدين ومؤبدين هم فوق المحاسبة ولا تطاولهم القوانين..كما لا وجود فيها لشركات احزاب مافياوية تتاجر بالوطن والمواطن وولاءاتها لغير بلدانها؟

إنها المحاسبة ونعم المحاسبة التي بغيابها تتحول الدول إلى مزارع ودويلات ومربعات أمنية وجمهوريات موز!!!

إن واقعة ادانة رئيس وزراء كندا يجب أن تكون عبرة للحكام والمسؤولين والسياسيين اللبنانيين، وكذلك للشعب اللبناني.

ولأن كما يكون الشعب يولى عليه فإن الطبقة السياسية والحزبية في لبنان بسوادها الأعظم هي للأسف نتاج شعبي يؤيدها ويؤلهها ولا يحاسبها ويسير خلفها طوعاً إلى أي موقع تأخذه إليه وهو في الغالب مستعد للموت من أجلها.

وكما أن المحاسبة أمر ضروري وحيوي في البلدان الديموقراطية، كذلك أمر تبادل السلطات.. ولطلما أن قادة أحزاب، بل أصحاب شركات الأحزاب في لبنان هم سرمديون وابديون ولا يتغيرون بل يورثون مواقعهم لأولادهم وأقاربهم وأفراد عائلاتهم..ففالج لا تعالج

يبقى: "إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ [الرعد:11]".

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل لأخبار اللبنانية

 من تلفزيون المر/فيديو مقابلة ميلادية إيمانية وانسانية وتبشيرية وروحانية مع كل من الأب ايلي رياشي  والأب وسام معلوف والاخت جويا/جماعة رسالة حياة المميزة بأنشطته/24 كانون الأول/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=61276

https://www.youtube.com/watch?v=rFtfEDSmNn0

 

فيديو مداخلة للكاتب والمحلل السياسي الدكتور حارث سليمان محطة العربية يعلق من خلاله على فضيحة ادارة الرئيس اوباما فيما يخص غض النظر على تجارة حزب الله في المخدرات وتعليق برنامج مخابراتي أميركي لملاحقة الحزب المعروف بألسندرا كما جاء في تقرير الفضيحة الذي نشرته صحيفة بوليتكا قبل ايام/24 كانون الأول/17

https://www.youtube.com/watch?v=exHC357Ddpg

 

فيديو مداخلة للكاتب والصحافي صالح حنا من محطة العربية يعلق من خلاله على فضيحة ادارة الرئيس اوباما فيما يخص غض النظر على تجارة حزب الله في المخدرات وتعليق برنامج مخابراتي أميركي لملاحقة الحزب المعروف بألسندرا كما جاء في تقرير الفضيحة الذي نشرته صحيفة بوليتكا قبل ايام/24 كانون الأول/17

https://www.youtube.com/watch?v=kYDCM-Zw904&t=333s

 

فيديو مداخلة للكاتب والمحلل السياسي لقمان سليم من محطة العربية يعلق من خلاله على فضيحة ادارة الرئيس اوباما فيما يخص غض النظر على تجارة حزب الله في المخدرات وتعليق برنامج مخابراتي أميركي لملاحقة الحزب المعروف بألسندرا كما جاء في تقرير الفضيحة الذي نشرته صحيفة بوليتكا قبل ايام/24 كانون الأول/17

https://www.youtube.com/watch?v=PYEa1B5Hkm8

 

فيديو مقابلة من تلفزيون المستقبل مع العميد المتقاعد مارون حتي مستشار رئيس الحكومة للدفاع والامن العميد مارون حتي/23 كانون الأول/17

https://www.youtube.com/watch?v=0ArJFMRfBZk

 

نوفل ضو يطلق معركته الانتخابية في كسروان

وكالات/24 كانون الأول/17/بدو أن المرشح عن أحد المقاعد المارونية في دائرة كسروان - الفتوح نوفل ضو قد اختار مناسبتي عيدي الميلاد ورأس السنة لإعطاء نيته المعلنة سابقا في الترشح للانتخابات النيابية المقبلة طابعاً عملياً.فهو بادر الى تصميم وتوزيع بطاقة معايدة هي عبارة عن صورة نفق مظلم يظهر في آخره بصيص نور، وارفق الصورة بعبارة: "بعد الظلمة رح يطلع الضو..." في لعب واضح على الكلام للايحاء بإمكانية وصوله الى مجلس النواب في انتخابات ٢٠١٨. وعلت البطاقة عبارة من نبوءة اشعيا جاء فيها: "سيأتي ملك يملك بالحق وحكام يحكمون بالعدل" في ترجمة لموقفه المعروف بالدعوة الى تجديد الطبقة السياسية الحاكمة. وتوسطت البطاقة عبارة: "ميلاد سيادة لبنان آت" في تعبير عن العنوان العريض لمشروعه الإنتخابي مع توقيع نوفل ضو - كسروان وتوسطت البطاقة عبارة: "ميلاد سيادة لبنان آت" في تعبير عن العنوان العريض لمشروعه الإنتخابي مع توقيع نوفل ضو - كسروان ٢٠١٨.

 

ريمون إده أجرأ زعيم سياسي لبناني والأكثر شفافية

"الديار" - 24 كانون الأول 2017/ريمون إميل إده (1913 -10 مايو 2000)، محام وزعيم سياسي لبناني، ولد في الإسكندرية بمصر. هو ابن الرئيس إميل أده (رئيس لبنان قبل الاستقلال بالفترة ما بين (1936-1941)، وانتخب خلفاً له في عام 1949 كعميد لحزب الكتلة الوطنية. دخل إلى البرلمان اللبناني كعضو في عام 1953 واستمر فيه حتى عام 1992 كنائب عن جبيل. قدم عدة اقتراحات أصبحت قوانين من أهمها قانون السرية المصرفية والأبنية الفخمة والحساب المصرفي المشترك وقانون من أين لك هذا؟.  كما إنه شارك بالحكومة اللبنانية كوزير بعدد من الحكومات وحمل أكثر من حقيبه وزارية [2] في حكومة الرئيس رشيد كرامي في عهد الرئيس فؤاد شهاب حيث شغل منصب وزير البرق والبريد والهاتف ووزير الداخلية ووزير الشئون الاجتماعية وذلك بالفترة ما بين 14 أكتوبر 1958 إلى 7 أكتوبر 1959. في حكومة الرئيس عبد الله اليافي في عهد الرئيس شارل حلو بالفترة ما بين 20 أكتوبر 1968 إلى 15 يناير 1969، حيث شغل منصب وزير الاشغال العامة ووزير التصميم العام ووزير الزراعة ووزير الموارد المائية والكهربائية. في حكومة الرئيس رشيد كرامي في عهد الرئيس شارل حلو وحمل فيها حقيبة الاشغال العامة وذلك بالفترة ما بين 15 يناير 1969 ولغابة 22 يناير 1969، واستقال من هذه الحكومة بعد الغارة الإسرائيلية التي دمرت الطائرات المدنية التابعة لشركة طيران الشرق الأوسط حيث طالب في حينه بالبوليس الدولي على الحدود بين لبنان وإسرائيل لحماية لبنان.  وعرف إنه مدافع عن الحريات العامة وعارض بشدة تدخل المكتب الثاني للجيش في الحياة السياسية اللبنانية. وقد كان الوحيد مع نواب حزبه، الذي رفض الموافقة على اتفاقية القاهرة 1969 التي اعطت الحق للفلسطينيين بالقيام بعمليات عسكرية ضد إسرائيل انطلاقا من جنوب لبنان. وقد ناضل في سبيل ترسيخ التعايش السلمي بين كافة الطوائف اللبنانية ورفض المشاركة في الحرب اللبنانية (1975 - 1990)ما رفض كافة التعديات على السيادة اللبنانية بما فيها تلك التي كان يقوم بها المسلحون الفلسطينيون. كما كان ضد الاحتلال الإسرائيلي ورفض الوصاية السورية التي فرضت على لبنان منذ 1976. بعد تعرضه لعدة محاولات لاغتياله غادر لبنان في عام 1977 إلى منفاه الاختياري في باريس بفرنسا حيث أكمل من هناك نضاله السياسي والدبلوماسي في سبيل استعادة سيادة واستقلال لبنان.  توفي في باريس في 10 مايو 2000، وذلك قبل 15 يوما من أن يرى هدفه بالانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان الذيي تحقق في 25 مايو 2000. وقد لقب ريمون اده "ضمير لبنان" وذلك لأنه كرس حياته في سبيل تحقيق سيادة واستقلال لبنان. كما إنه لم يتزوج طيلة عمره. خلفه على رأس الكتلة الوطنية ابن أخيه كارلوس اده.

 

حرب للـOTV: كفى مرجلة

غرّد النائب بطرس حرب، عبر "تويتر"، قائلاً: "أتساءل لماذا يصر تلفزيون الotv على إحراج قاضي التحقيق الاول منصور في ملف مرسيل غانم، بدل مساعدته على إيجاد مخرج قانوني يحقق العدالة، وهل تزعجه عودة الامور الى مسارها القانوني؟ فكفى مرجلة على رمز إعلامي لم يرتكب جرماً وتخاذلاً مع جرم مشهود لأحد الوزراء، وكفى مزايدات وشعبوية".

 

خدعة ولاية الفقيه الشيخ حسن مشيمش

الشيخ حسن مشيمش/جنوبية/24 كانون الأول/17

في سنة 1998 سنة الإنقلاب الفكري والتحول السياسي الذي وفقني الله إليه وهو المسدد للصواب بِمَنِّهِ لمن يسعى بتجرد نحو الصواب كان في صالوني ضيف من أهل الفكر والمعرفة والتحقيق والتدقيق فيما يسمع ويقرأ من أفكار ومفاهيم وكنا قد عزمنا معا على القراءة من جديد لكل كتاب إسلامي كنا قد قرأناه أيام المراهقة الفكرية والثورية ومن الكتب التي كنت أقرأها في ذلك اليوم من جديد كتاب بل ( كُتَيِّب ) للخميني عنوانه الحكومة الإسلامية وبمقدور ابن اللغة العربية أن يقرأه بساعة مع كتاب الكتاب الأخضر للقذافي ويفهم مقصودهما فهما واضحا لشدة وضوح عبارات الكتابين ، وأنا أقرأ من كتاب الخميني على مسمع ضيفي بخلفية التفكير بمدى صحة ما يقول الخميني في كتابه وإذ بحاج من حجاج ما يُسَمَّى حزب الله يدخل علينا ضيفا وهو يتبؤ منصبا مهما من مناصب تنظيم الحزب في جنوب لبنان وحينها تعمدت وقصدت أن أكشف له عن بعض سطور الخميني في كتابه وأن أنسبها لشيخ من شيوخ المساجد السطحيين!

فقلت له ما رأيك بشيخ يقول حرفياً في المسجد للشباب :

ولاية الفقيه هي عين ولاية رسول الله؟

النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم والفقيه كذلك لأنه وارثه وخليفته!

قال رسول الله الفقهاء أمناء الرسل؟!

وقال (ص) الفقهاء ورثة الأنبياء؟

وكما أن الله منح الوالد ولاية على أولاده فإنه سبحانه منح الولاية نفسها للفقيه على الناس والإختلاف بين ولاية الأب وولاية الفقيه اختلاف بالكمية فقط

فالأب ولي من الله على أولاده فقط

والفقيه ولي من الله على الناس أجمعين؟

فأجابني الحاج الضيف وهو كما قلت من مؤسسي حزب الله في جنوب لبنان أجابني بقوله :

هذا شيخ حمار !!!

ففتحت كتاب الخميني ووضعت تحت نظره الصفحة التي يقول فيها الخميني ما نسبته إلى الشيخ الذي وصفه بالحمار وحينها بكل تأكيد وكأن صاعقة أصابت رأسه واحمر وجهه من الخجل وأحاط به الإرتباك من رأسه إلى أخمص قدميه وقال لي بامتعاض بالغ أنا أؤمن بقيادة الخميني لكنني لا أوافقه بهذه الفكرة.

فاحتسى كأسا من الشاي وانصرف وبقي صديقي وما زال صديقي رغم الإختلاف الجذري بيننا عقائديا وسياسيا!

 

«حزب الله» يُطْلق معركة عزْل خصومه في الطريق إلى الانتخابات تَهيُّب لإعلانه بدء «إجراءات ميدانية لتوحيد جبهة المقاومة على جميع الجبهات»

ليندا عازار/الراي/25 كانون الأول/17

على مشارف بداية سنةٍ جديدة يختزلها عنوانا الانتخابات النيابية واختبار «العالَم» للبُعد العملي لتفاهُم «النأي بالنفس» عن أزمات المنطقة وصراعاتها الذي تعهّد بالتزامه كل أفرقاء الحكومة اللبنانية، تتزايد المؤشرات على «معركة مبكرة» أطلقها «حزب الله» على جبهتين: الأولى «اقتياد» الواقع الداخلي الى الاستحقاق النيابي بشروطه وبقواعد يعمل على رسْمها تباعاً بـ «خطوطها الحمر» التي تلاقي «هدفه الأمّ» بالإمساك بالإمرة الشرعية عبر صناديق الاقتراع، والثانية قيادة «جبهة مقاومة موحّدة في كل الساحات» تستعمل «راية» القدس وفلسطين مجدداً كواجهةٍ لوُجهة جديدةٍ لـ «المحور الإيراني» وميليشياته في مرحلة ما بعد «داعش».

ولم يكن أكثر تعبيراً عن هذا التوجه من الكلام الذي أطلقه نائب «حزب الله» نواف الموسوي والذي اعتُبر بمثابة «قرْع طبول» حربيْن، واحدة سياسية برسْم الانتخابات النيابية التي حُدد موعدها في 6 مايو المقبل، وثانية «استباقية» بدتْ في سياق «حجْز» ربْط نزاع جديد من خلف خطوط «النأي بالنفس» الذي يحاول الحزب «النفاذ» من استثنائه الصراع مع اسرائيل (بشقّه اللبناني) للانخراط في مواجهة «هدفها المعلن» اسرائيل والولايات المتحدة، في حين أن مداها الفعلي يرتبط بالمنازلة المفتوحة و«حرب النفوذ» في المنطقة، ولا سيما مع دولٍ عربية يريد المحور الايراني إكمال «المعركة» معها من زاوية جديدة عبّر عنها الحزب باتهام هذه الدول بأنها شريكة لواشنطن في ما أسماه «صفقة القرن» حول فلسطين.

فالنائب الموسوي دعا «فصائل المقاومة الفلسطينية جميعاً، مهما كانت خياراتها ونهجها، الى أن تتوحد معنا ومع فصائل المقاومة العربية كي نبلور قيام جبهة مقاومة على مدى العالم تأخذ على عاتقها حشد الموقف من أجل مواجهة العدو الصهيوني والهيمنة الاميركية»، مضيفاً: «نحن في المقاومة وفي (حزب الله) بدأنا بإجراءات عملية وميدانية لتوحيد جبهة المقاومة على جميع الجبهات وفي كل الساحات بحيث إذا كان أعداؤنا يتحالفون في ما بينهم فأقلّ الواجب علينا أن نتحالف في ما بيننا».

وتابع الموسوي: «نستطيع القول ان الانقسام بين 14 و 8 آذار (في لبنان) قد تغيّر ونحن اليوم أمام فريقين، فريق يقدّم أولوية الوفاق الوطني والحفاظ على السلم الأهلي ويرسم الوحدة الوطنية على سائر ما عداها من التزامات وأجندات او ما الى ذلك، وفريق في لبنان أصبح معروفاً بالأسماء، فريق الحرب الأهلية، هذا الفريق أعلن استعداده لتنفيذ أوامر بعض الأنظمة الاقليمية والدولية، حتى لو أدى ذلك الى إعادة إطلاق الحرب الاهلية، وهؤلاء أقلية ومعزولون ويجب الحفاظ على عزلتهم»، ليختم: «في المقابل يتوسّع فريق الوحدة الوطنية ولا سيما أننا مقبلون على تحديات واستحقاقات في طليعتها الانتخابات النيابية والحفاظ على النظام المالي والدخول الى نادي الدول النفطية، نادي انتاج البترول بصورة شفافة ونزيهة».

وإذا كان كلام الموسوي حول «جبهة المقاومة» هو التتمة من «الزاوية الأوسع» للسقف الذي سبق أن رسم عنوانه العريض الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله قبل أن تَبْرز إشارات «ميدانية» الى قرارٍ بتحويل لبنان «مقاومة لاند» للمحور الإيراني من ضمن شعار «وحدة الميادين»، فإن الشقّ الداخلي من موقفه لم يأتِ أقلّ خطورة، حسب أوساط سياسية، اعتبرتْ ان «فوق السطور وتحتها وبينها» نية واضحةٌ في استثمار مناخ ما بعد أزمة استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري لتكريس «إبعاد» سلاحه عن «الأسلحة الانتخابية» التي تشكّل عصَباً لبعض خصومه لاستنهاض قواعدهم على أسس سياسية، ملاحِظة في الوقت نفسه ان الحزب يحاول فرْز اللبنانيين بين إما مع التسوية بشرْط وضع سلاحه «على الرفّ» وإما «مع الحرب الأهلية»، مع تصويبٍ خفي ولا يَخفى على أحد على حزب «القوات اللبنانية» انطوى أيضاً على رسالة ضمنية الى الرئيس الحريري في ظل تَقدُّم مسار إعادة وصْل ما انقطع في علاقته مع حليفته «القوات» إبان أزمة الاستقالة.

ولم يتأخّر حزب «القوات» في التقاط «الإشارة» والردّ عليها عبر وزير الإعلام ملحم الرياشي الذي غرّد قائلاً: «ان توصيف بعض من 8 آذار أن الصراع اليوم بين دعاة الاستقرار ومعزولين يريدون الحرب الأهلية، هو توصيف صحيح»، لافتاً الى «ان الفارق يكمن في ان المعزولين في كلامه، هم أنفسهم المنفتحين على العالمين العربي والدولي ومتمسكين بالاستقرار والشرعية فقط، بينما دعاة الاستقرار في كلامه، هم أنفسهم من يكشفون لبنان على مخاطر عقوبات وحصار وناشطين خارج الشرعية».

وفي السياق نفسه، شدد رئيس جهاز الإعلام والتواصل في «القوات» شارل جبور على أنّه «لا يجب أن يمرّ تصريح الموسوي مرور الكرام، خصوصاً انّه الثاني بعد السيد نصرالله، ما يؤشّر إلى أنّ (حزب الله«في صدد التحضير أو التمهيد لشيء ما، الأمر الّذي يستدعي سريعاً مساءلة الحزب وتحذيره من مغبّة توريط لبنان في حروبه الإقليمية المفتوحة وللحسابات الإيرانية نفسها».

وكان رئيس «القوات» الدكتور سمير جعجع ركّز في كلامه بعد زيارة قام بها للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مساء السبت على الانتخابات النيابية، معلناً «ان أهميتها في ان لدينا عبرها فرصة تاريخيّة حقيقيّة من أجل إحداث التغيير المطلوب»، ومؤكداً «اذا عرف الشعب اللبناني لمن يصوّت فمن الممكن أن نحدث فارقاً كبيراً في البلد».

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 24/12/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الأجواء ميلادية، وحتى الطقس ميلادي، والوضع السياسي مستقر، والمعايدات تتخللها مشاورات بين المراجع في الخطوات المطلوبة للسنة الطالعة، مع أطيب التمنيات بموازنة عامة مقبولة، وانطلاق الماكينات الإنتخابية، بالتزامن مع تحركات مرتقبة لترسيخ التحالفات، خصوصا وأن الإنتخابات النيابية ستجري على أساس اللوائح والنسبية، ولا مجال لأي مرشح منفرد مع آمال عريضة للناس بأن لا تكون هناك محادل.

وفي المنطقة، برزت زيارة الرئيس التركي للسودان، وتطلع وزير الخارجية التركي إلى محادثات ناجحة له في الرياض الأربعاء المقبل مع استمرار التركيز على الإنتفاضة الفلسطينية في القدس والأراضي المحتلة.

إذن لبنان ككل دول العام يحتفل بعيد الميلاد، ورئيس الجمهورية يقول: رجاؤنا في هذه الليلة المباركة أن تظلل بشارة الميلاد لبنان والمشرق بكل ما تحمله من فرح ومحبة وسلام.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

ميلاد مجيد.

العيد بأبعاده الاحتفالية والروحية، اكتملت لوحته الناصعة في العالم، كذلك في لبنان الذي انكفأ فيه العمل السياسي من دون أن تلغى ملفاته الساخنة.

مع سريان أجواء الميلاد وبعده رأس السنة، اكتملت كل العدة للاحتفالات والطقوس التي سيحييها اللبنانيون تحت خيمة أمنية يوفرها الجيش الذي اتخذ، مع سائر القوى الأمنية، تدابير مشددة في مختلف المناطق، للحفاظ على أمن المواطنين وحماية الأماكن الدينية.

في عيد ولادة السيد المسيح يحدو الأمل اللبنانيين، أن تحمل هذه المناسبة المجيدة العافية لبلدهم والخير لهم، فينعمون بالأمن والسلام ويترسخ الوئام وتسود المحبة التي نادى بها السيد المسيح.

هي نفسها رسالة السلام، تقوم على العدل والمساواة، تماما كما تقوم على مواجهة الظلم وطرد اللصوص من الهيكل والتصدي للبغاة الطامعين.

وفي موازاة قرع أجراس بيت لحم إيذانا بولادة رسول المحبة، يقرع العدو الإسرائيلي طبول وحشيته في مواجهة الفلسطينيين العزل الذين يواصلون نشاطاتهم الانتفاضية والاحتجاجية، منذ إعلان دونالد ترامب قراره المشؤوم اعتبار القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

ها هي مريم ابنة عمران قد أقبلت تحمل طفلها المعجزة المسيح، دليل عفتها وبراءتها من افتراءات رجمها بها صهاينة ذاك الزمان السحيق، وقد نذرت لربها عن الكلام صياما.

وها هي فلسطين اليوم تستقبل عيسى بن مريم روح الله، وصهاينة اليوم يعملون لسلبها روحها القدس الشريف، ويدأبون على اسكاتها وخنق أنفاسها بالقمع والحصار والاستيطان، على مرأى ومسمع من اخوتها المتخاذلين.

وتشير إلى من كان في المهد صبيا أن حدث كيف تخلى عني العربان وتركوني سبية لعقود، كيف تآمروا وباعوني بكراسيهم والوعود الأميركية بالمناصب الملكية، خبرهم أن الادارة الأميركية ماضية في جريمة العصر، وتستعد لأن تخرج من أدراجها السوداء قرارات جديدة بشطب حق العودة ويهودية الدولة، لا بل شطب حق الوجود الفلسطيني في المدينة المقدسة، مع ضلوع بعض زعماء الأمة في الجريمة ودس البعض الآخر لرؤسهم في الرمال.

فوزير الاستيطان الصهيوني قدم عرضا لبناء ثلاثمئة ألف وحدة استيطانية في القدس بعد قرار ترامب المشؤوم، أي مدينة داخل المدينة المقدسة تمهيدا لطرد تدريجي لأهلها بحجج كثيرة ومتنوعة سيختلقها الصهاينة.

لكن وبرغم المحن، ها هي شجرة المقاومة تبسط أذرعها عاليا لتظلل القدس وكل فلسطين، وجذورها تمتد عميقا لتصل خيبر وحطين، أن هزي اليك بجذعها تساقط عليك آلاف آلاف المقاومين وأضعاف اضعافهم من المناصرين هاتفين: عالقدس رايحين شهداء بالملايين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

بعد حوالي 4 ساعات من الآن يولد المخلص من جديد، لكن الوعد بالخلاص الذي ارتسم منذ 2017 عاما لا يزال بعيدا، يكفي ان نتذكر في هذه الليلة المباركة كيف ان القدس عاصمة السلام ومقر الديانات، تفقد يوما بعد يوم وجهها الروحاني الأصلي وطابعها المقدس الشمولي، والسبب عجز عربي واستسلام اسلامي وتواطؤ دولي. هكذا فإن المدينة الدهرية التي احتضنت رسالة المخلص منذ بدايتها حتى النهاية، بحاجة إلى من يخلصها اليوم، فهل من يتحرك قبل فوات الاوان؟.

في اليوميات السياسية، الخلاص أيضا بعيد، فالعلاقة بين "التيار الوطني الحر" وحركة "أمل" تزداد تعقيدا، فإلى الاشكالية المتعلقة بدورة الضباط المعروفة ب"دورة عون"، أضيفت اشكالية جديدة تتعلق بطلب الوزير باسيل تمديد مهلة تسجيل المغتربين الراغبين في الاقتراع في الانتخابات المقبلة، وهو ما لا يحبذه بري، وهاتان الاشكاليتان تنذران بأزمة على خط بعبدا عين التينة.

اجتماعيا، مسلسل العنف المنزلي ضد المرأة مستمر، وآخر فصوله ما تعرضت له المواطنة ملاك المقداد من تعنيف أدى إلى وفاتها. فليلة الاحتفال بالولادة السابعة عشرة بعد الالفين لمخلص الانسانية، تقتل امرأة بوحشية وسادية، فهل يتعلق الأمر بقدر لعين أم بإنسانية لم تعرف حتى اليوم كيف تتخطى غريزتها البدائية ووحشيتها؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

خصص تلفزيون ال"أو تي في" نشرته المسائية اليوم لتحقيق حلم طفل مصاب بالسرطان، بأن يقدم نشرة أخبار، فتشارك الطفل عبد الرحمن اللبابيدي "عبودي" مع الزميلة ليال الاختيار في قراءة مقدمة خاصة بالمناسبة، وفقرات النشرة التي بدأت بتقرير عن أطفال "سانت جود" أكد فيه اللبابيدي: "رح صير أهم مذيعي لبنان والعالم العربي".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

المقدمة الليلة لطفل المزود، من بيت لحم إلى بيروت إلى حلب إلى الموصل، "مسيحيو الشرق". لم يعد المصطلح مصطلحا عدديا، بل أصبح رسالة حضور وشهادة وجود.

"مسيحيو الشرق" الذين ارتبط وجودهم بولادة السيد المسيح في الشرق، وفي بيت لحم بالذات، بات حضورهم فعل شهادة يومية ليثبتوا للعالم أن رسالتهم فعل حضارة مع شركائهم في أوطانهم، سواء أكانوا في لبنان أم في سوريا أم في فلسطين أم في العراق أم في مصر.

لكن المسيحيين في الدول الآنفة الذكر، يتراجعون عدديا، وهذا ما تظهره الأرقام، والأرقام ليست وجهة نظر هنا، بل هي حقائق ووقائع تثبتها الإستطلاعات والإحصاءات. من هنا يكون السؤال الأساسي: كيف يحافظ المسيحيون على وجودهم في الشرق، في هذه البقعة التي ولد فيها السيد المسيح؟.

السؤال لم يعد مجرد "ترف كتابي"، فأجمل الكلمات قد تخبئ أقسى الألام. مسيحيو الشرق مشتتون، في أرقام كبيرة في اوستراليا والأميركيتين وأوروبا، لا بحثا عن لقمة عيش وحسب، بل بحثا عن بصيص أمل في مستقبل لا يشوبه طاغية ولا مستبد ولا نظام شمولي.

وحين يجدون البلد الذي يعطيهم هذا المستقبل لا يعودون يتطلعون وراءهم، ولا يبقى من تعلقهم بأوطانهم سوى حنين قاتل لكنه حنين يتغلب عليه، بالضربة القاضية، التطلع إلى العيش بأمان.

مسيحيو الشرق تقدم لهم أوطانهم الثانية ما حرموا منه في أوطانهم الأولى، يحملون أولادهم في السلم، في رحلات عادية إلى بلدان تعطيهم التأشيرة أولا ثم فرصة العمل، ثم الإقامة. وفي الحرب يحملون أولادهم في قوارب الموت، منهم من يبتلعهم البحر، والقلة القليلة تصل إلى شواطئ الذل والتشرد.

مئة عام على مسيحيي الشرق، تبدو من أسوأ الأعوام منذ ولادة المخلص قبل ألفي عام: بدأت بالمجاعة في جبل لبنان، ثم كان تقسيم فلسطين ثم تشريد شعبها ومنهم المسيحيون، ثم بدأت الحروب والثورات، ليتصاعد النزوح.

في ذكرى ولادة المخلص، تتحول الذاكرة الجماعية إلى عداد يحصي من بقي ومن هاجر. عسى ألا يكون البقاء موقتا والهجرة دائمة، بل العكس.

وعلى رغم كل شيء، فإن الميلاد هو أيضا ولادة الأمل في النفوس، وهذا ما سيظهر لدى مسيحيي حلب ومسيحيي الموصل ومسيحيي فلسطين وبالتأكيد مسيحيي لبنان، إنه الصراع المزمن بين التمسك بالجذور ومحاولات القلع من الجذور.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

تدق أجراس الكنائس منتصف هذه الليلة مبشرة بولادة السيد المسيح، ولادة المحبة والأمل بعالم يملؤه الرجاء بعيدا عن الحروب وأعمال القتل والتهجير، التي تدفع الانسان إلى الهجرة وشظف العيش.

والولادة المتجددة للسيد المسيح، يحتفل بها المسيحيون في لبنان والعالم، آملين بأن تحمل معها الخير والسؤدد إلى بني البشر. فيما عطلة الميلاد غيبت السياسة الداخلية، لتطل برأسها غدا، في ضوء ما ستشهده بكركي من لقاء جامع يتقدمه رئيس الجمهورية ميشال عون للمشاركة في قداس العيد.

وفي بكركي خلوة بين رئيس الجمهورية ميشال عون والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، تبحث في قضايا الداخل والملفات الخلافية، وما اصطلح على تسميته مرسوم الضباط، إلى جانب التطورات الاقليمية، خصوصا ما يتصل بما تشهده مهد المسيحية، الأراضي المحتلة، وفي ضوء الرفض العارم والمتواصل لاعلان ترامب القدس عاصمة لاسرائيل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

ولد المسيح، واقتعلت مدينته بعد ألفي عام وأكثر. بيت لحم مهد النور الأول، قطعة القدس التي مر بها الأنبياء، أرض الديانات السماوية الثلاث، تحتفي الليلة بالميلاد، لكنها تختزن طريق آلام جديدة شقها رئيس موتور بمعاونة دول عربية.

ولد المسيح، مات العرب. لم يجد المخلص الفادي من يفدي مدينته بقرار واحد، حتى ذاك الذي تمت صياغته على مذبح مجلس الأمن، جاء ليكشف عن وجود يهوذا بين الصاغة، أحد تلامذة المسيح الذي باعه بثلاثين من فضة.

صحيح ان الجمعية العامة للأمم المتحدة قد خرجت بقرار تاريخي لدى تصويت مئة وثمانية وعشرين دولة ضد خطوة دونالد ترامب، لكن هذا التصويت لا يحمل صفة ملزمة، وليس له أية مفاعيل تحت الفصل السابع. والقرار ليس سوى تطويق سياسي للادارة الأميركية، ولن يتعدى صفة الاحراج، وهذه صفة مفقودة لدى الولايات المتحدة.

أما قرار مجلس الأمن فله وقع الالزام، وكادت مفاعليه ان تبلغ هدفها لو لم يقف بعض العرب على خاطر الولايات المتحدة، ويقدمون قرارا كان بمثابة طوق النجاة لها. ففي قانون مجلس الأمن ان أي دولة تشكل طرفا في النزاع، ويرد اسمها في نص القرار كمدعى عليها لا يحق لها اللجوء الى استخدام حق النقض الفيتو.

ولكي يتاح لها استعمال الفيتو، وجب تقديم نص خال من تسمية أميركا أو واشنطن، أو أي من التسميات التي تشير إلى دور الولايات المتحدة في الصراع. وهذا ما أمنه لها أصحاب القضية، إذ تقدمت مصر بمشروع القرار الذي اخفى اسم اميركا وتجنب ادراجه بهدف تسهيل استعمال الفيتو. وعلل وزير خارجية مصر سامح شكري ذلك، بأن صياغة مشروع القرار من دون ذكر واشنطن، تعود إلى أن "القرار ليس تصادميا وليس الهدف منه استعداء أي طرف وإنما حماية وضعية القدس، ولذلك جاءت الصياغة مرنة، وتوافقية". واعتبر شكري انه بهذه الطريقة استطاعت 14 دولة بمجلس الأمن أن تصوت لصالحه، وهي دول لها ارتباط وثيق بأميركا ومن الحلفاء والشراكاء الاستراتيجيين الرئيسيين لها.

وبموجب هذا التسهيل، يصبح لدى أميركا شركاء بالخدعة يقدمون لها الحل على طبق مجلس الأمن. ولو لم يجر هذا التحايل على النص والقدس، لظفر العرب للمرة الأولى في تاريخهم وحصلوا على ادانة لواشنطن تدفعها إلى التراجع عن قراراتها. لكن القدس تعرضت لضربة عربية في الصميم وجاءت بتوقيع مصري.

كله مهما علا سقفه يقع تحت كعب نيكي هايلي، الديبلوماسية الأميركية التي لن تحتاج إلى كثير من الذكاء لتقع في فخ روسي أرداها في مصافي الأغبياء. وأميركا التي اخترعت دولا على الخريطة وأهلتها للتصويت بين الأمم، كمكيرونيزيا ومالاو وجزر غير مرئية إلا بواسطة المكبرات، هي نفسها سقطت في فخ خدعة روسية شكلت فضيحة أخر العام. منتحل شخصية رئيس الوزراء البولندي أقنع نيكي هايلي ان هناك دولة تدعى "بينومو"، جنوب الصين، تريد الاستقلال. فاستجابت المندوبة الأميركية على الفور.

هايلي تسقط في خدعة روسية كشفت عن انخفاض معدل ذكائها إلى أدنى مستوياته، والعرب يصنعون لها الخدع الديبلوماسية للنجاة ليكشفوا عن انخفاض مستوى عروبتهم.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بطرس حرب: لم أنتخب ميشال عون لأنني كنت أرى ما نحن مقبلون عليه

النشرة/الأحد 24 كانون الأول 2017/جزم النائب بطرس حرب بأن الإعلامي مارسيل غانم لن يتم إحضاره "لأن هناك شكوى مرفوعة للتفتيش القضائي"، وشن هجوما قاسيا ضد بعض المحيطين برئيس الجمهورية العماد ميشال عون ووصفهم بأنهم "سكارى بالسلطة" ويفتقرون لـ "حسن الرؤية".

وذكر حرب، في حديث لصحيفة "الأنباء" الكويتية، أنه لم ينتخب الرئيس ميشال عون "لأنني كنت أرى ما نحن مقبلون عليه وبسبب فريق العمل اللصيق به وأنا أعرف نوايا الرئيس عون"، مؤكداً أن "الرئيس عون يريد نجاح عهده إلا ان نوايا فريق العمل الملتصق مختلفة ولا أتصور انه موافق على مسلكهم". وأشار إلى أن هؤلاء "يعتبرون من يعارضهم عدوا لهم ولا يعرفون ما هو دور المعارضة"، ورأى في أدائهم "إساءة الى عهد الرئيس عون، وهناك قسم ممن حوله لا يتمتعون بأية ثقافة سياسية هدفه الوحيد التسلط". وردا على سؤال عما اذا كان سبب ذلك يعود الى طبيعة العلاقة غير المستقرة بينه وبين الرئيس ميشال عون، أكد أنه "ليس هناك تواصل بيني وبينه، لكنه عندما التقيه يكون ودودا ويستمع إلي إلا ان الجو المحيط به عدائي تجاهي". وأكد حرصه على "نجاح الرئيس عون على الرغم من أني لم أنتخبه، وعلى أن لا تحصل إساءات للنظام الديمقراطي وقضية مارسيل غانم ما هي الا نموذج لضرب الحريات وعقلية من يتولى مشروع كم الافواه". وحول بدء حملات الانتخابات النيابية بحسب القانون الجديد الذي وصفه بـ "الأسوأ"، لفت حرب إلى ان هذا القانون "وضع لمصلحة جبران باسيل وحصلت دراسات معمقة حول كيفية تأمين نجاحه على حساب حرية الناخبين"، متحدثا عن "توظيفات بدحش المحاسيب في البترون للحصول على أصواتهم على طريقة بوظفك اذا بتنتخبني". وبالنسبة لتقييمه أداء العهد رآه حرب "سلبيا وكرس الفساد الذي لم يحصل في اي عهد" مستشهدا بمناقصة الكهرباء ومكافحة الحريات. واعتبر أن "وزير العدل حوّل نفسه جلادا للحرية في لبنان لأنه هكذا مطلوب منه".

 

حارث سليمان: واشنطن لم تحدد استراتيجيات تنفيذ تهديداتها على إيران حتى الآن

ياسمين سراج | السبت 23-12-2017 /قال، حارث سليمان، الخبير السياسي، إن المطالبة بفتح التحقيق فى تعامل إدارة الرئيس السابق للولايات المتحدة باراك أوباما، مع اتجار حزب الله بالمخدرات، ملف قديم يجرى على وقع المفاوضات مع إيران. وأضاف "سليمان"، اليوم السبت، فى مداخلة عبر تقنية "سكايب"، مع فضائية "سكاي نيوز"، أن إدارة "أوباما" قدمت فى مراحلها الأخيرة تنازلات كثيرة لإيران سواء تنازلات إقليمية، أو فى ملفات ساخنة أخرى، محاولة عدم تعكير صفو المفاوضات لإنجاز الاتفاق النووي الإيراني. وأوضح الخبير السياسي أن إدارة ترامب اكتشفت عدم التزام إدارة أوباما بما عليها من واجبات بل وتواطأت وخبئت ملفات كان يمكن لها أن تستعمل، موضحا أنه حتى الآن لم تضع واشنطن أى وسائل لتنفيذ استراتيجيات التهديدات الأمريكية على إيران، حتى التهديد بقطع الطريق بين طهران وبيروت وفى النهاية أقام الإيرانيون هذا الطريق.وفى سياق متصل؛ قال إن توجيه الاتهام لحزب الله بكونه  منظمة إجرامية تمارس تبييض الأموال والإتجار بالمخدرات توجه موجود فى الإعلام الأمريكي يختصر مسألة حزب الله. وأكد "سليمان" على علاقة مسؤولين وأفراد من حزب الله فى عمليات إتجار بالمخدرات، مع الإلتفاف على النظام المصرفي العالمي والخروج على القانون الدولي، وتم تحديد بعض الأفراد بعينهم فى هذا الشأن.

 

مرسوم منح الأقدمية لضباط دورة عون نافذ والمشكل بين بري وعون يتسع

 24 كانون الأوّل 2017/نقلت صحيفة الأنباء الكويتية عن أوساط رئاسية قولها أن مرسوم منح الاقدمية لضباط الدورة المعروفة بدورة عون التي تحمل تاريخ 1994،الذي يتضمن اعطاء اقدمية سنة لـ 194 ضابطا، أصبح نافذا بالمفهوم الدستوري والقانوني والإداري.

ويبدو أن هذه الاشكالية كانت وراء غياب الرئيس بري عن "ريسيتال" الميلاد في القصر الجمهوري، رغم دعوته من قبل الرئيس عون ورغم ان القناة البرتقالية تشدد على أنه لا مشكلة بين بعبدا وعين التينة. أما بالنسبة للمرسوم المشكلة، فترى "البرتقالية" الانظمة المرعية، تحدد بوضوح ان المراسيم الاسمية اي تلك التي تتضمن اسماء أشخاص حقيقيين لا تستوجب النشر في الجريدة الرسمية حكما. وبناء على كل ما تقدم تؤكد معلومات هذه القناة ان مرسوم اعطاء "الأفضليات المستحقة" بات نافذا، وتبقى سبل المراجعة مفتوحة امام القضاء المختص (مجلس شورى الدولة) لكن قناة المستقبل التي تحمل توجيهات رئيس الحكومة سعد الحريري لفتت امس الى ان البحث عن حلول لأزمة مرسوم الضباط ما زال ينتظر وساطة الوسطاء، وفي المقدمة اللواء عباس ابراهيم المدير العام للأمن العام. وثمّة ازمة جديدة تطل برأسها بين بعبدا وعين التينة، فقد طلب وزير الخارجية جبران باسيل تمديد تسجيل المغتربين الراغبين في الاقتراع في الانتخابات العتيدة، حتى فبراير المقبل، حين قال وزير الداخلية نهاد المشنوق ان تعديل مهلة التسجيل يحتاج الى تعديل قانوني. في حين يرى رئيس المجلس ان هذا الامر غير وارد ما يؤشر الى حجم التعارضات السياسية المستجدة او بالأحرى المتجددة، والتي وفق مصادر نيابية لـ«الأنباء» لا تخدم مسار اجراء الانتخابات النيابية المقررة في مايو المقبل. وزاد الطين الحكومي بلّة، إقدام وزير شؤون النازحين السوريين وعضو كتلة المستقبل معين المرعبي على تحطيم ابواب محطة كهرباء حلبا في عكار بمطرقة ضخمة يوم الجمعة، بعد ان تم اقفالها من قبل الموظفين المضربين عن العمل، وتحويل التيار المقطوع منذ خمسة أيام عنوة وتحت اضواء كاميرات التصوير مقدرا "رجله" لمن لا يعجبه.

سمر أبو خليل تنال من حرية الإعلام وقُدسيته على شاشة الجديد

د. أحمد خواجة/لبنان الجديد/24 كانون الأوّل 2017

 لقناة قناة الجديد ... مع من تقفون كمنبر إعلامي؟ مع الناس وكلام الناس أم مع الأنظمة الفاسدة ؟

من عجائب وغرائب هذا الزمن، الإعلامية سمر أبو خليل، والتي تحتلّ مساحة إعلامية واسعة على قناة الجديد،فتُشرّع صدرها للنّيل من حرية الإعلام وقدسية الكلمة الحرّة، أمام المسؤول الإعلامي في تيار المردة، الذي دافع عن حرية ومناقبية الإعلامي مارسال غانم، فراحت تجاهد وتكابر لتخطئة زميلها غانم، (فهو لم يعمد إلى إسكات ضيفيه السعوديّين) ، وعليه الإمتثال للقضاء العادل في عهد الرئيس ميشال عون .. حامي الحريات العامة والإعلامية. ويبدو أنّ أبي خليل لم يتناه إلى مسامعها أخبار الملاحقات القضائية المتتالية، ولعلّ أبرزها وأوضحها صفاقةً قضية الإعلامي مارسال غانم، أو يبدو أنّها لم تكن على علم بحضور السيدة مريم البسّام (رئيسة تحرير أخبار الجديد) مع السيدة كرمى الخياط (ابنة صاحب المحطة) المؤتمر الصحفي للوزير السابق بطرس حرب للدفاع عن قضية غانم أمام القضاء. للقيّمين على قناة الجديد ... مع من تقفون كمنبر إعلامي؟ مع الناس وكلام الناس وهموم الناس وآلام الناس وكرامة الناس، أم تراكم دائماً مع الأنظمة ورموز الفساد وكمّ الأفواه وإفساد الضمائر وبلبلة الرأي العام؟!  فإذا كانت هذه هي رسالتكم "النبيلة" وهذه هي أهدافكم "الشامخة"، فهذا ربما يحفزنا لإعادة النظر في التمادي بالمطالبة بفتح الآفاق الرحبة للإعلام، ذلك أنّه ربما تنقلب الآية فتصبح: " رُبّ نافعةٍ ضارة".

 

أزمة جديدة بين بعبدا وعين التينة

"الجريدة الكويتية" - 24 كانون الأول 2017/ثمة أزمة جديدة تطل برأسها بين بعبدا وعين التينة . فقد طلب وزير الخارجية جبران باسيل تمديد تسجيل المغتربين الراغبين في الإقتراع في الإنتخابات العتيدة، حتى شباط المقبل، في حين قال وزير الداخلية نهاد المشنوق ان تعديل مهلة التسجيل يحتاج الى تعديل قانوني.

ويرى رئيس مجلس النواب نبيه بري أن هذا الأمر غير وارد، ما يؤشر الى حجم التعارضات السياسية المستجدة او بالأحرى المتجددة، والتي وفق مصادر نيابية لصحيفة "الأنباء" الكويتية، لا تخدم مسار إجراء الإنتخابات النيابية المقررة في أيار المقبل.  صحيفة "الجريدة" الكويتية، أشارت بدورها إلى أن الإتصالات مستمرة على خط بعبدا - عين التينة ، لمحاولة إيجاد تسوية لمعضلة إعطاء سنة أقدمية لضباط "دورة عون".  وفي حين ينشط كل من عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب وائل أبو فاعور والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم ومسؤول وحدة الإرتباط والتنسيق في "حزب الله" وفيق صفا ، بين طرفي الأزمة، للتوصل إلى حل وسطي على قاعدة "لا غالب ولا مغلوب" للنزاع الحاصل، أكدت مصادر متابعة لـ"الجريدة"، أن "أي خرق لم يتم تسجيله حتى الساعة. وفي انتظار ما ستحمله المساعي التوفيقية".  واضافت أن "أحد المخارج التي تم اقتراحها في الساعات الماضية، يقضي بمنح دورة 1995 في الجيش ، أقدمية مماثلة لضباط "دورة عون"، بما يقطع الطريق على إخلال التوازن الميثاقي والطائفي في المؤسسة.

 

لقاءٌ بين الحريري وجعجع خلال فترة الأعياد؟

"الشرق الأوسط" - 24 كانون الأول 2017/يجمع كل من "تيار المستقبل" و"حزب القوات اللبنانية" على إيجابية نتائج المباحثات واللقاءات التي تعقد بين ممثلي الطرفين لتذليل الخلافات التي أحاطت علاقتهما منذ إعلان رئيس الحكومة سعد الحريري عن استقالته في 4 تشرين الثاني الماضي، ومن ثم العودة عنها بعد نحو أسبوعين. ورغم أن مصادر الطرفين لا تستبعد إمكانية عقد لقاء قريب بين الحريري ورئيس "القوات" سمير جعجع، بحيث قد تكون نهاية السنة مناسبة لتصحيح ما انكسر. ولفت النائب في "القوات" فادي كرم الى أن "المباحثات ترتكز على الثوابت التي جمعت الطرفين منذ البداية، من دون أن يستبعد أن تتوج بلقاء بين جعجع والحريري خلال فترة الأعياد". من جهته، لفت القيادي في "المستقبل" مصطفى علوش لـ"الشرق الأوسط" الى أن "الحوار بين الطرفين مستمر وإن لم يكن هناك تغيير جذري"، مشيراً إلى المبادرة التي قام بها الحريري تجاه جعجع عبر معايدته بمناسبة الأعياد، متوقفاً كذلك عند تراجع حدة الانتقادات القواتية لعمل الحكومة، وهو ما قد يدفع نحو نتيجة إيجابية.

 

الرئيس أمين الجميّل: وحدة الشعب هي الأساس في مرحلة القلق على المصير

وكالات/24 كانون الأول 2017/لمناسبة عيد الميلاد المجيد، التقى الرئيس أمين الجميّل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، حيث تمنى لغبطته اعيادا مجيدة ومباركة علّها تكون فاتحة خير على البلد، خصوصا وأن الراعي يلعب دورا إيجابيا، في ظل التبعثر الموجود على كل الأصعد، أكان على الصعيد السياسي وحتى في الصف المسيحي، والراعي يعمل على إعادة لم الشمل على الصعيد المسيحي والوطني، لما لديه من دور وطني كبير. واضاف قائلاً "نتأمل في فترة القلق الكبير، القلق على المصير والمستقبل، الذي يعاني منه الشعب اللبناني، أن تكون وحدة الشعب والقيادات قائمة على الأقل على قواسم مشتركة وثوابت وطنية معينة". وأكد انه "سيكون هناك اجتماعات لاحقة موسعة كون هذا الاجتماع السريع جاء في مناسبة العيد وهو بمثابة تمنيات لغبطته أن يستمر في دوره التوحيدي كي يجمع كل القيادات حول أهداف وطنية واضحة، وهذا ما يطمئن الشعب اللبناني الذي هو بأمس الحاجة اليوم للطمأنينة".

وأكمل: "كما ذكرت، فإن الشعب قلق جدا على مصير المستقبل، وهناك الكثير من الشعارات والخطب الرنانة، إنما على الأرض نعلم تماما أن هناك حيرة وتساؤلات عديدة حول المسار السائرين فيه. نحن في نظام ديمقراطي وعلى السلطة لعب دورها، إنما ايضا على المعارضة أن تتمكن من لعب دورها البارز، ولا تكتمل الدورة الديمقراطية ولا نظام برلماني ولا ديموقراطية ولا حرية دون المعارضة التي تشكل العنصر الأساسي ، لذا يجب أن تستطيع المعارضة ان تلعب دورها وأن تُعطى كل الدعم اللازم، وأن تكون حرة وطليقة ومحمية من السلطات الرسمية بالذات، كي تستطيع الديمقراطية اللبنانية أن تأخذ كل مجراها".

 

تعبئة أمنيّة واسعة في عيد الميلاد

"الحياة" - 24 كانون الأول 2017/تشهد دول عدة، أوروبية وآسيوية، "تعبئة" أمنية واسعة لتأمين أعياد الميلاد تحسباً لهجمات قد يشنها متطرفون على المصلين أو دور العبادة أو المحتفلين بهذه المناسبة. لكنّ هذه الأجواء الأمنية لم تمنع بعض اللفتات، وعلى رأسها عودة "بيغ بن" الى الحياة لساعات قُرعت خلالها أجراسها إيذاناً بالاحتفالات. فبعد أشهر من الصمت، قُرعت أمس أجراس ساعة "بيغ بن" لمناسبة الاحتفالات بالميلاد والعام الجديد. ويستأنف الناقوس الكبير دقاته حتى الواحدة مساء 12 (بتوقيت غرينتش) من أول أيام العام الجديد، بعدما توقف عن العمل في 21 آب الماضي. وستلتزم الساعة الصمت معظم فترات السنوات الأربع المقبلة بسبب أعمال ترميم البرج الذي شُيّد قبل 157 عاماً. لكن أجواء الأعياد سيكدرها هذا العام اضطرار المسيحيين، بسبب هجمات استهدَفت كنائسَ، الى الاحتفال أمام عدسات كاميرات المراقبة الأمنية وتحت أنظار حراس مسلحين، وهؤلاء سينتشرون بعشرات الآلاف في مدن مثل باريس وبون. ففي فرنسا، أعلنت وزارة الداخلية أنها تولي أولوية مطلقة لأمن الفرنسيين والسياح لمناسبة أعياد نهاية العام، محذرة من أن إجراءات استثنائية اتُخذت، وتشمل تعبئة حوالى مئة ألف عنصر أمني اليوم وغداً لحماية الأماكن الحساسة والأكثر ازدحاماً. فهذه الفترة من السنة تُعد بالغة الحساسية بالنسبة الى الأجهزة الأمنية نظراً لأن مؤشر التهديد الإرهابي مرتفع في البلاد، ويُلزم السلطات العمل لطمأنة المواطنين. وحسب وزارة الداخلية، فإن ٥٤ ألف شرطي، و٣٦ ألف عنصر من الجندرمة، و٧ آلاف جندي، أي ما مجموعه ٩٧ ألف عنصر أمني، سينتشرون في المناطق المختلفة، ما يفوق بحوالى ٦ آلاف عنصر عديد القوات التي تولّت حفظ الأمن العام الماضي. وبموجب قانون مكافحة الإرهاب الذي أُقر الخريف الماضي، يحق للقوات الأمنية إخلاء مواقع معينة وضرب طوق حول المنشآت السياحية والعامة اذا اقتضت الحاجة، علماً أن فرنسا تعيش منذ سنوات في ظل خطة "فيجيبيرات" الخاصة بمكافحة الأعمال الإرهابية، وتقضي خصوصا بالسهر على أمن محطات القطارات والمطارات والأسواق وأماكن العبادة. في هذا الإطار، عملت شبكات المتاجر الكبرى على الاستعانة بشركات خاصة تزودها عناصر حفظ الأمن تفتش حقائب الزبائن قبل دخولهم الى متاجرها. وفي ألمانيا، استدعت الشرطة خبراء المتفجرات وإنساناً آلياً لفحص طرد مُريب عُثر عليه في سوق في مدينة بون في ساعة متقدمة ليل الجمعة - السبت. وقال ناطق إن الشرطة طوقت منطقة واسعة من السوق وأخلتها لفحص الطرد، علماً أن ألمانيا في حال تأهب قصوى بعد عام على قتل أنيس العامري التونسي 12 شخصاً عندما خطف حافلة واقتحم بها أحد أسواق عيد الميلاد المزدحمة في برلين. وفي سان فرانسيسكو، اعتقل مكتب التحقيقات الفيديرالي "أف بي آي" أول من أمس عنصراً سابقاً في سلاح مشاة البحرية الأميركية "مارينز" أعلن انه من "قناصي النخبة"، وذلك بتهمة التخطيط لشن هجوم جهادي في مركز تسوق شهير في المدينة. وبحسب محضر التحقيق الذي ارسلته الشرطة الفدرالية الى المحكمة في كاليفورنيا، اعترف سائق الشاحنة إيفيريت آرون جيمسون (26 عاما) بأنه كان يعتزم استهداف "بير 39"، مركز التسوق والمعلم السياحي الشهير في المدينة الساحلية. وكشف مخططه لعميل متخفٍ من "أف بي آي" كان يظنه قيادياً كبيراً في تنظيم "داعش". وفي أجواءَ يُلهبها إعلان الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالقدس "عاصمة لإسرائيل"، اشتبك عشرات المتظاهرين الفلسطينيين، بعضهم يرتدي زي "بابا نويل"، وقوات أمن إسرائيلية في مدينة بيت لحم، عشية بداية الاحتفالات بالأعياد. كما عززت دول عربية وإسلامية شهدت هجمات إرهابية، الإجراءات الأمنية حول الكنائس خصوصاً. ففي أندونيسيا، أكبر دولة إسلامية لجهة عدد السكان، أعلنت الشرطة أنها عززت تدابير الأمن حول الكنائس والمواقع السياحية. وفي مصر، أعلنت وزارة الداخلية إن الشرطة ستجري عمليات تمشيط منتظمة للشوارع المحيطة بالكنائس قبل احتفال الأقباط بالميلاد في السابع من الشهر المقبل.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

وثائق سرية لخبراء حزب الله وإيران تكشف انهيار الحوثيين

العربية/24 كانون الأول/17/كشفت وثائق_سرية لدراسات ميدانية وعسكرية، أعدها ما يدعى المكتب الجهادي لميليشيات #الحوثي بإشراف خبراء إيرانيين ومن #حزب_الله ، عن حالة #انهيار و #تصدع كبيرة في صفوف الحوثيين. ونشرت دائرة الاستخبارات العسكرية بالقوات المسلحة اليمنية، الأحد، جزءا من هذه الوثائق التي حصلت عليها كما قالت من "مصادر خاصة في قيادة الميليشيات"، ودمغت في كل زاوية منها بالسرية العالية وتداولها في نطاق خاص ومحدود بالجهات المختصة. وهذه الوثائق هي خلاصة لدراسات ميدانية عسكرية، أعدها باحثون وخبراء إيرانيون ومن حزب الله اللبناني، برئاسة المعاون لزعيم الحوثيين، عبدالملك الحوثي، المدعو أبو زينب من حزب الله. ويفصح جزء من الوثائق التي نشرها المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية، عن حالة تصدع وانهيار كبير في صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية في مختلف الجوانب أهمها العسكرية والأمنية لقواتها في مختلف الجبهات والمناطق التي لازالت تسيطر عليها، وتحذر زعيم الحوثيين.

مقتل أغلب المقاتلين المدربين

وأظهرت الدراسة التي أعدت بتاريخ 22 أغسطس 2017 فقدان الميليشيات لأغلب العناصر القتالية المدربة، وأن الغالبية العظمى منهم قتلوا في الجبهات المختلفة، مؤكدة حاجتها الشديدة لتدريب عناصر جديدة. وكشفت الوثائق عن خسائر بشرية كبيرة تتعرض لها الميليشيات في الجبهات وتتكتم عن نشرها وهي أرقام بالآلاف في بعض الجبهات منها جبهتا نهم وبيحان. وتحدثت عن وجود خيانات واختراقات داخل صفوف الميليشيات وتصفيات لقادة ميدانيين وجرحى وسوء إدارة في مختلف الجوانب، وتنصيب قيادات ميدانية لا تمتلك أي مؤهلات علمية وأغلبها تحت المستوى التعليمي الثانوي والإعدادي. وأوضحت الدراسة أن هذه النتائج جاءت بسبب العشوائية في إدارة المعارك والتهاون الكبير من قبل القيادات العسكرية وما أسمته بالـ "الاختراقات والخيانات" لدى البعض من عناصرها، وكذا عدم توفر المعلومات والتحركات عن قوات الشرعية. وتضمنت الوثائق محاضر اجتماعات للقاءات القيادات الميدانية مع زعيم الحوثيين، وحذرت من التهاون في وضع المعالجات اللازمة والسريعة لتفادي الانهيار الكبير، وأوصت بالعمل بتوجيهات زعيم الجماعة خلال لقائه بهم ومنها عسكرة السكان المجاورين للمواقع العسكرية وتحويلهم إلى مقاتلين، ليشكلون خط الدفاع الأول. وتعاني ميليشيات الحوثي، بحسب الوثائق من عدم قابلية الأفراد في جبهات القتال للأفكار الطائفية التي يتم تعبئتهم بها، حيث كشفت عن عدم جدوى الكتب وكذا الدورات العقائدية والتعبوية التي تقدمها الجماعة للأفراد الذين تستقطبهم للزج بهم في جبهات القتال.

 

مصر.. مقتل 9 إرهابيين زرعوا قنابل في سيناء

العربية/24 كانون الأول/17/أعلنت وزارة_الداخلية المصرية، اليوم الأحد، مقتل 9 من العناصر الإرهابية في محافظة الشرقية، خططوا لتنفيذ أعمال عدائية. وقال بيان الداخلية المصرية "استمراراً لجهود وزارة الداخلية في تتبع العناصر الإرهابية التي تتخذ من بعض مناطق محافظة شمال #سيناء مرتكزاً لتنفيذ عمليات عدائية بهدف زعزعة الأمن والاستقرار بالبلاد، فقد وردت معلومات لقطاع الأمن الوطني باتخاذ عدد من تلك العناصر لمزرعة كائنة بمنطقة الصالحية الجديدة بمحافظة الشرقية وكراً للاختباء من الملاحقة الأمنية والتدريب على استخدام الأسلحة والمتفجرات والانطلاق منها لتنفيذ عملياتهم الإرهابية بشمال سيناء". أكدت المعلومات - حسب البيان - تورط العناصر المشار إليها في زرع العبوات الناسفة واستهداف بعض التمركزات الأمنية والآليات العسكرية بمحافظة شمال سيناء والتي أدت إلى مقتل عدد من رجال القوات المسلحة والشرطة، كما قاموا بالتخطيط لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية تجاه المنشآت الهامة والحيوية بالمحافظة. وأضاف البيان أنه تم استهداف المزرعة المشار إليها فجر اليوم الأحد عقب تقنين الإجراءات وحال مداهمة القوات للمزرعة فوجئت بإطلاق الأعيرة النارية تجاهها، حيث تم التعامل مع مصدر النيران، مما أسفر عن مقتل تسعة عناصر جاري تحديد هوياتهم والعثور بحوزتهم 7 بنادق آلية وكمية من الذخيرة مختلفة الأعيرة، وكمية من وسائل الإعاشة وبعض الأوراق التنظيمية. كما أسفرت عمليات الرصد والمتابعة التي قامت بها أجهزة الوزارة عن تحديد إحدى البؤر الإرهابية بنطاق محافظة #القاهرة، حيث تم توجيه ضربة أمنية لأوكار اختبائهم عقب استئذان نيابة #أمن_الدولة_العليا، وأسفرت عن ضبط 9 إرهابيين وهم رامز عبدالفتاح إبراهيم وحازم حنفي أحمد وأحمد عبدالمنعم الخضراوي وباسم إبراهيم فتحي وعبدالرحمن محمد زيدان ومحمد صلاح سيد عبدالجواد وأيمن السيد العطيشي وعلاء الدين إبراهيم محمد ومحمد ضياء الدين عبد المطلب، والعثور بحوزتهم على بندقية آلية وكمية من الطلقات وكمية من مادتي " T.N.T - الهيكسامين " شديدتي الانفجار والعديد من المواد والأدوات المستخدمة في تصنيع العبوات المتفجرة وجهاز لاب توب يحتوي على تصوير لعناصر البؤرة أثناء تدريباتهم على استخدام الأسلحة بالمناطق الصحراوية.

وأكدت المعلومات وفق بيان الداخلية المصرية تورط 4 من عناصر تلك البؤرة في تنفيذ حادث استهداف ارتكاز أمني أعلى محور 26 يوليو بالجيزة خلال شهر يوليو 2017، والذي أدى إلى إصابة مجند وأحد المواطنين، حيث عُثر بحوزة المضبوطين على بيان إعلامي كانوا يعتزمون إصداره يعلن مسؤوليتهم عن ارتكاب الحادث الإرهابي، كما أسفرت الجهود عن تحديد وضبط السيارة المستخدمة في تنفيذ الحادث. كما كشفت عمليات الفحص وجود روابط تنظيمية بين عناصر البؤرة الإرهابية المُشار إليها وجماعة الإخوان الإرهابية، حيث تبين حصول عناصر تلك البؤرة على دعم مادي مما يسمى بـ(الحراك المسلح) التابع للجماعة الإرهابية لتمويل تنفيذ عملياتهم العدائية وكذا سابقة انضمام أحد قيادات البؤرة الهارب أسامة بحر أحمد عبدالواحد للجان العمل النوعي بالجماعة وتلقيه دورات تدريبية على تصنيع العبوات المتفجرة بإحدى الدول المجاورة.

 

الجبير يبحث مستجدات الساحة السورية مع رئيس الهيئة التفاوضية للمعارضة السورية الدكتور نصر الحريري

الشرق الأوسط/25 كانون الأول/17/استقبل وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في مكتبه بديوان الوزارة اليوم (الأحد)، رئيس الهيئة التفاوضية للمعارضة السورية الدكتور نصر الحريري، والوفد المرافق له. وجرى خلال اللقاء بحث المستجدات على الساحة السورية، وسبل تحقيق تطلعات الشعب السوري.

حضر الاستقبال، وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية والاقتصادية السفير الدكتور عادل مرداد، ومدير عام الإدارة العامة للدول العربية بوزارة الخارجية سعيد سويعد.

 

محامي صالح: عناصر «حزب الله» و«إيران» تسللوا عبر سيارات قات

الشرق الأوسط/25 كانون الأول/17/اتهم محمد المسوري محامي الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح قطر بأنها تواطأت مع الحوثيين بتسريب معلومات عسكرية جنبت القيادات المقاتلة للجماعة المتمردة في اليمن من الاستهداف، كما كشف عبر تغريدات بحسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» تفاصيل تورط خبراء من إيران وحزب الله اللبناني في دعم الحوثيين لوجيستيا وتقنيا، وعن طرق تهريب الصواريخ والتحكم في القرار السياسي، فضلا عن دخول عناصر إيران و«حزب الله» إلى اليمن عبر اختبائهم داخل سيارات تنقل القات. ووجه المسوري أصابع الاتهام للدوحة، «التي قدمت الدعم الكامل للحوثيين ليس بالسلاح والمال عبر الإنزال المظلي منذ أكثر من عامين ونصف، بل بتبادل المعلومات التي مكنت الحوثيين من الابتعاد عن مناطق الاستهداف ليسقط الأبرياء بدلا عن قادة الحوثي. وحول طرق دخول الخبراء الأجانب قال المسوري: «بعد إغلاق مطار صنعاء، سيارات القات واللحم والعسل الأسبوعية تتجه لدولة شقيقة وعليها قيادات وعناصر حوثية ومدربون وخبراء إيران ولبنان الذين يمنحون إجازة، وتعود بخبراء ومدربين جدد وبالأجهزة والعتاد المطلوب»، مضيفا: «وصل عدد الخبراء والمقاتلين إلى رقم كبير جدا». وأكمل محامي صالح الذي انشق عن الجماعة بعدما نجا من استهدافه: «تم تجهيز معسكرات خاصة للعناصر الإيرانية لتقوم بالتدريب، كما جهزوا لهم مقرات خاصة سرية للعمل على تطوير القوة الصاروخية، فهناك صواريخ وصلت من إيران برا وجوا وبحرا وعلى أجزاء تم تجميعها في اليمن، وأيضا تطوير مدى الصواريخ اليمنية، وكله بخبرات إيرانية». وعن تحكم إيران في القرار السياسي استحضر المسوري ما دار في مفاوضات الكويت قائلا: «كان ممثلو المؤتمر بالمفاوضات يقررون دون تواصل مع أحد، أما محمد عبد السلام (الناطق باسم الحوثيين ورئيس وفد مفاوضاتهم) فيقوم بالإرسال إلى طهران، وهكذا تم عرقلة المفاوضات لأن القرار بيد طهران، و(جوال) مدير مكتب فليته (الاسم الحقيقي الذي يخفيه عبد السلام) الذي ينام معه في غرفته كان الأداة. واسألوا المفاوضين كم كانوا ينتظروا الرد». وبالعودة إلى بداية دخول الإيرانيين إلى اليمن، قال المسوري: «شاهدت ذلك بأم عيني، كانت تصل رحلات جوية إلى مطار صنعاء وعليها عناصر الحرس الثوري، وكانوا يلبسونهم الزي اليمني للتمويه... وأحيانا يمنحونهم جوازات يمنية». واستدل المحامي بما سماه «جانب من الميدان»، وكشف عن اسم مدرب لبناني أرسلته إيران، وقال: «أبو باسل... يتولى تدريب الفرق الخاصة من الشباب بالساحل الغربي ويطلق عليهم المستميتين أو المستبسلين، وهؤلاء المدربون اللبنانيون والإيرانيون ممن تم إدخالهم مسبقا (جوا أو برا) من الصحراء».

 

ماكرون يؤكد ضرورة العمل على مواجهة أنشطة إيران بالمنطقة/الرئيس الفرنسي يدين محاولة الحوثيين استهداف الرياض بصاروخ باليستي

الشرق الأوسط/25 كانون الأول/17/أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اتصال هاتفي مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، عن إدانة فرنسا لمحاولة ميليشيا الحوثي استهداف مدينة الرياض بصاروخ باليستي. وأكد ماكرون دعم فرنسا وتضامنها مع السعودية ضد أي تهديد لأمنها. كما أكد ضرورة العمل على مواجهة أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة، مشدداً على موقف بلاده الواضح تجاه الدور الإيراني التخريبي والمتمثل في دعم الميليشيا الحوثية وتزويدها بتقنيات الصواريخ البالسيتية لمهاجمة المملكة والاستقرار في المنطقة. وقدم الرئيس الفرنسي شكره لخادم الحرمين الشريفين ولحكومة السعودية على ما بذلته وتبذله في مجال مكافحة الإرهاب ومحاربة التطرف، وجهودها في تجفيف منابع الإرهاب، وخصوصاً ما قامت به المملكة مؤخراً من دعم جهود مكافحة الإرهاب في دول الساحل الأفريقي.

 

السلطات التركية تفصل 2756 شخصاً من أعمالهم بموجب «الطوارئ»

الشرق الأوسط/25 كانون الأول/17/قالت السلطات التركية اليوم (الأحد)، إنها فصلت 2756 شخصاً من أعمالهم في مؤسسات حكومية من بينهم جنود ومعلمون وموظفو وزارات، بسبب صلات تربطهم بتنظيمات «إرهابية». وجاء في مرسوم نشرته الجريدة الرسمية أن صلات اتضحت بين المفصولين وجماعات وكيانات «إرهابية» تعمل ضد الأمن القومي. وألقي القبض على نحو 50 ألف شخص منذ محاولة انقلاب في يوليو (تموز) 2016، وصدرت قرارات إقالة أو وقف من العمل في حق نحو 150 ألفاً آخرين ومن بينهم جنود وأفراد في الشرطة ومعلمون وموظفون حكوميون بسبب صلات مزعومة بينهم وبين رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن. وتتهم الحكومة غولن بتدبير الانقلاب الفاشل. ويعيش غولن في منفى اختياري بولاية في بنسلفانيا الأميركية منذ عام 1999 ونفى الاتهام عن نفسه ودان محاولة الانقلاب. وتخشى جماعات معنية بالحقوق وحلفاء غربيون أن يتخذ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من الانقلاب الفاشل ذريعة لإسكات المعارضة. لكن الحكومة تقول إن الإجراءات التي تتخذها ضرورية بسبب محاولة الانقلاب التي راح ضحيتها 240 شخصاً.

 

فلكيون اكتشفوا أن نجما في الكون بسرعته يصل القمر بدقيقة

العربية/24 كانون الأول/17/في الكون نجم اكتشف فلكيون عبر أحد المراصد، أنه أسرع ما في #الفضاء حتى الآن، إلى درجة أنه يصل إلى القمر بأقل من دقيقة، ويقطع أكثر من 15 ألف كيلومتر، هي المسافة من مكة إلى ولاية هاواي الأميركية، بأقل من ثانيتين، لأن سرعته تزيد عن 2.5% من سرعة الضوء البالغة 300 ألف كيلومتر بالثانية، أي 483 ألفا بالدقيقة، وبالثانية 8000 كلم تقريبا.

كلما اقترب من الثقب زاد تسارعه

النجم المعروف باسم S2 للاختصار، هو إلى مزيد من اكتساب السرعة أيضا، لأن دورانه البيضاوي مرة كل 15 سنة وشهرين حول ثقب أسود عملاق في جوف #مجرة Milky Way الواقعة فيها الأرض، وفق ما قرأت عنه "العربية.نت" بصحيفة "صنداي تايمز" البريطانية الأحد، يجعله ينجذب إلى مركز الثقب بسرعة أكبر في كل مرة يقترب منه فيها، وهو ما أكده تتبعهم له بمرصد Very Large Telescope التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، والمثبت فوق جبل مرتفع في صحراء "ايتاكاما" بالتشيلي 2563 مترا فوق سطح البحر.

من تتبعهم له عبر مرصد بالتشيلي، تمكن الفلكيون من معرفة سرعة النجم الهائلة في مداره البيضاوي أما الثقب الذي يدور S2 حوله، فكتلته أكثر من 4 مليارات كتلة #الشمس، وراقبه فريق فلكي، معظم أفراده من "معهد ماكس بلانك" الناشط في دراسة الديناميكية المدارية للنجم التابع لكوكبة Sagittarius المكونة من 68 نجما، وهو الفريق الذي توصل حديثا إلى معرفة السرعة المنطلق بها النجم في مداره البيضاوي.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لا شيء سورياً في هذه الحرب سوى القتلى

حازم الامين/الحياة/25 كانون الأول/17

حين يتأمل المرء في واقع المعارضة السياسية السورية، مرسِلةً وفداً إلى جنيف، ومفاوضةً على شروط المشاركة في سوتشي، ومتحدثةً عن مستقبل النظام ورئيسه في سورية، يصيبه حال من الانفصال عن نفسه، تلك التي جعلت بدورها تلتقط ما يجري في سورية من وقائع ومآسٍ. لا شيء في يد المفاوض المعارض. لا مساحة سورية صغيرة يُمسك بها ليفاوض عبرها على شكل مشاركته في مستقبل بلده! ثمة بؤر في يد «جبهة النصرة» وأخرى في يد «جيش الإسلام»، ولـ «أحرار الشام» مناطقهم، و «داعش» أيضاً ما زالت تتحرك في مناطق تبلغ نحو 6 في المئة من مساحة سورية. وهذه الفصائل كلها تتحرك على إيقاع آخر غير إيقاع ذلك المفاوض. المفاوض المعارض يجلس إلى طاولة جنيف أو سوتشي ممثلاً طموحات غير سورية. الأتراك أغرقوه بانعطافتهم نحو موسكو، وهو اليوم جزء من تحالف ضمني مع النظام في مواجهة «الطموحات الكردية». وفي الجبهة الجنوبية أقفلت عمّان «غرفة الموكا» بالتنسيق مع موسكو أيضاً، وثمة أكثر من 20 ألف مقاتل من فصائل «الجيش الحر» لا مهمة لهم ولا وظيفة وينتظرون تسريحهم كي يلتحقوا بالنظام أو بـ «داعش» أو بما هو متاح من بدائل.

في الجبهات الشرقية، أعلنت واشنطن أن الأكراد حصّتها، وأنها لن تتخلى عن قوات سورية الديموقراطية التي قاتلت «داعش» في الرقة. وموسكو تفاوض واشنطن هناك، وتتولى تصريف المخاوف التركية وتوظيفها في التوتر والاشتباك المتوقع بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني. كل هذا يدفع إلى التساؤل عما يفعل مفاوض المعارضة السورية، وعلى ماذا يفاوض. فهو لا يمثل إلا فراغاً وهزيمة وفشلاً. هو الضحية التي فقدت الحيلة في التحكُّم بأي شيء! ماذا لو أعلن انسحابه من كل شيء وقرر أنه مستجيب سلبي لأي قرار يصدر في غيابه عن أي جولة مفاوضات. أن يقول أنه غير معني بالمشاركة في بعث النظام مجدداً، وأن مصالح دول الإقليم في سورية لا تعنيه، وأعلن عن حل الائتلاف الوطني السوري والمجلس الوطني السوري وكل الهيئات المعارضة والمفاوضة؟

هذه أقوى خطوة يمكن أن يُقدم عليها مفاوض المعارضة السورية. أي أن يُعلن أن ثورة السوريين على نظامهم فشلت، وأنه ليس جزءاً من الفصائل الموجودة على الأرض (وهو واقعياً كذلك)، وأنه غير معني بما يجري وما يُخطّط له من توازنات جديدة، وأن قبوله السلبي بما ينجم عن المفاوضات من نتائج هو استئناف للعلاقة السلبية التي كانت تربط السوريين بالسلطة في بلدهم قبل بدء الاحتجاجات، فاليوم هذه السلطة ليست بخير على الإطلاق، والاستنكاف عن العلاقة معها من دون إعلان حرب عليها، هو نوع من الصراع البديل طالما أن الثورة صارت حرباً وخسرناها. لا شيء أصعب من موقع المعارض السوري اليوم. لا بديل من إعلانه وقف كل شيء وإنهاء علاقته بكل ما يجري. إنهاء علاقته بالوقائع الميدانية في سورية، وبجولات التفاوض. فلتُترَك الساحة للاعبين الدوليين والأمميين. هؤلاء لا بد أن يدفعوا ثمن حمايتهم النظام لاحقاً. لا أفقَ تحرّك غير هذا الأفق، وتقصّي وقائع ما يجري على الأرض مرعب. تركيا تعيد إلى النظام جنوده الأسرى في إدلب وتهدّد الفصائل التي تتعرض لدورياته هناك. روسيا والأردن يعلنان إنهاء الجبهة الجنوبية. طهران تقيم حفلاً مذهبياً في دمشق ترفع فيه صور هائلة للمرشد الإيراني علي خامنئي. لا شيء سورياً في هذه الحرب سوى القتلى. ولا قدرة لسوري على التأثير بشيء فيها. الحكمة تقتضي الانسحاب منها، وتقتضي الانسحاب من كل شيء، وأن تعلن الضحية السورية أن لا أحد يمثلها في حفلة المصائر هذه. أي خطوة أخرى ستكون جزءاً من مشروع غير سوري. الذهاب إلى جنيف أو إلى سوتشي سيكون مثقلاً بملفات الآخرين، والعودة إلى الميدان ستعني قبولاً بفصائل «الجهاد التكفيري». النظام ليس بخير، ولن يتمكن من حكم السوريين إلا إذا كانت الحرب أفقاً لتنظيم علاقته بهم. الانسحاب من الحرب ومن المفاوضات، هو انسحاب أيضاً من النظام بصفته مستقبل سورية. لا يبدو أن في يد السوريين ورقة أخرى.

 

مستقبل سوريا... يتقرّر بغياب السوريين

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/25 كانون الأول/17

بعد ثماني جلسات تفاوضية في جنيف، ومثلها في العاصمة الكازاخية آستانة، اتفق «رعاة» السلام السوري المفقود على الاجتماع قريباً في منتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود.

اختلفت الآراء حول الحاجة أصلاً للتفاوض في آستانة بوجود مسار برعاية الأمم المتحدة في جنيف، بل في ظل الاتفاق - لفظياً على الأقل - على الالتزام بما أفضى إليه اجتماع جنيف الأول، أو «جنيف1»، واعتبار «مسار جنيف» هو باب التسوية في سوريا.

في ظل ازدواجية المواقف وتناقض المعايير، وتعمد تغيير الحقائق على الأرض، ونكوص بعض الأفرقاء الأساسيين عن التزاماتهم... تبدّلت معطيات كثيرة. روسيا، بداية، تحركت من «فيتوهاتها» على المحاولات الدولية لوقف القمع الدموي للثورة الشعبية السلمية، إلى إعادة تفسير أو تأويل نصوص «جنيف1» تدعمها الصين دبلوماسياً، وإيران... على الأرض. ومن ثم، شنت روسيا وإيران حملة شرسة، لتبرير دعمهما المتصاعد الآلة العسكرية لنظام دمشق، بحصول «الجيش السوري الحر» والفصائل السورية المعارضة على دعم خارجي أبرزه من تركيا. أكثر من هذا، اتهم قادة روسيا وإيران أنقرة بالتواطؤ مع الإرهاب (السنّي - حسب تعريف موسكو وطهران) وإدخال العناصر المتطرفة إلى الداخل السوري عبر تركيا وتزويدها بالسلاح. ومعلوم أن أنقرة دأبت في مستهل الثورة على التهديد بأنها «لن تقف مكتوفة الأيدي» إزاء ما يفعله نظام بشار الأسد بشعبه.

من جهة أخرى، تعاملت الولايات المتحدة مع انطلاق الثورة السورية بتأييد ومباركة واضحين، كما فعلت مع الانتفاضات الأخرى التي شملها ما يُعرف بـ«الربيع العربي» عام 2011، وأطلق مسؤولوها، كما نتذكر، عبارات من نوع «الأسد فقد شرعيته» و«لا دور للأسد في مستقبل» سوريا. غير أنه كان هناك موقفان متحفظّان عن الثورة منذ تلك المرحلة المبكرة من عمرها أسهما في إعادة رسم الأولويات الأميركية والغربية عموماً تجاه الثورة، هما: الصمت الإسرائيلي الرسمي المريب تجاهها، ووقوف بعض المرجعيات الدينية المسيحية الشرق أوسطية ضدها صراحة. وفي الواقع، بينما حرصت الأجهزة الإسرائيلية الرسمية على التزام الصمت، كانت جهات استخباراتية وإعلامية تتحدث صراحة أن لا مصلحة عند إسرائيل بسقوط نظام ضمن لها أمن حدودها الشمالية منذ 1973، أما عن المرجعيات المسيحية، ومنها قيادات إكليريكية لبنانية وسورية، فقالت علناً في العواصم الغربية ما معناه إنه في حين لا يعد نظام الأسد مثالياً فإن أي بديل منه سيكون أسوأ. في هذه الأثناء، بالتوازي مع ثورة سوريا وغيرها من انتفاضات «الربيع العربي» المتأرجحة بين السلاسة والحروب الأهلية المفضية إلى «دول فاشلة»، كان الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما يصوغ استراتيجيته الراديكالية لمنطقة الشرق الأوسط. كان أوباما يعجّل الخطى نحو بناء «شرق أوسط جديد» مختلف كلياً عن الشرق الأوسط الذي تعاملت معه واشنطن طيلة حقبة «الحرب الباردة»، بل منذ 1979 تحديداً.

استراتيجية أوباما تضمنت استعادة إيران حليفاً للولايات المتحدة، ولكن هذه المرة بعكس التحالف القديم بين واشنطن والشاه عندما اعتبرت الإدارات الأميركية الشاه «حليفاً تابعاً»، مهمته تنفيذ رغباتها، و«حلقة» من حلقات أحلافها لتطويق الخطر السوفياتي واحتوائه. هذه المرة رأى أوباما في «الثورية» الإيرانية «حليفاً شريكاً» موازياً يعتمد عليه ضد اليمين العربي والسياسات «الانتحارية» للأصولية السنيّة، حسب وصفه. وبالتالي، صار الاتفاق النووي الذي توصلت إليه واشنطن أوباما مع طهران الملالي - بعد مفاوضات سرّية طويلة - من ركائز الاستراتيجية الجديدة لواشنطن في المنطقة. ومن أجل إنجاز هذا الاتفاق، وتثبيته وفرض مفاعيله كانت إدارة أوباما مستعدة إلى الذهاب بعيداً. وهكذا، كانت ثورة الشعب السوري، التي تعتبرها طهران خنجراً يغرز في ظهر مصالحها، الضحية الأولى للصفقة الأوبامية - الخامنئية.

وبمرور الأيام، واستمرار النزف والقمع في سوريا، وصولاً إلى استخدام النظام الأسلحة الكيماوية التي تصوّر كثيرون أن استخدامها يشكل «خطوطاً حمراء» غير مسموح بتجاوزها، أدّى تجاهل واشنطن «الخطوط الحمراء»، وسخرية أوباما علناً من قدرات الفصائل السورية المعارضة، إلى دخول الثورة مرحلة مختلفة تماماً. عند هذه النقطة أدرك النظام، ومعه موسكو وطهران، أن أولويات واشنطن باتت في مكان آخر، وأن يده باتت حرة مُطلقة ليفعل ما يريده.

في المقابل، أدّى تطوّران إلى إحداث تغيير جوهري ظاهر في موقف تركيا. التطوّر الأول، كان بدء واشنطن دعم الجماعات الانفصالية الكردية في شمال سوريا عسكرياً وسياسياً، بذريعة أنها «القوة الوحيدة على الأرض» القادرة على إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش الإرهابي... الذي سمحت له المواقف الدولية الملتبسة بأن ينمو ويتمدّد ويدمّر ويهجّر. والتطوّر الثاني، كان إسقاط تركيا مقاتلة قاذفة روسية كانت تدعم قوات النظام في المنطقة الحدودية بشمال غربي سوريا في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، وبعدها، في ظل اندلاع خطر مواجهة غير متكافئة بين روسيا وتركيا، وإحجام واشنطن وحلف شمال الأطلسي (ناتو) عن دعم تركيا... الدولة العضو في الحلف، قرّرت أنقرة «التفاهم» مع موسكو. أضف إلى ذلك، أن الاندفاع الأميركي في مساندة الأكراد أوجد قواسم مصلحية مُشتركة بين أنقرة وطهران بررت للأتراك التضحية بالسوريين وثورتهم.

منذ ذلك الحين، وبعدما كانت روسيا وإيران تبرّران «احتلالهما» سوريا بمكافحة «الجماعات التكفيرية المدعومة من تركيا»، تفاهم الروس والإيرانيون والأتراك على مصالحهم المشتركة سورياً وإقليمياً، وكانت الثمرة فكرة آستانة التي دُعي إليها ما تبقّى من فصائل سوريا معارضة لأول مرة.

الواضح الآن، لدى النظرة إلى الحقائق على الأرض، أن الغاية تكبيل الفصائل المسلحة وفتح معارك داخلية بين معتدليها ومتطرفيها (جبهة النصرة وتوابعها). فمنذ 23 و24 يناير (كانون الثاني) من العام الحالي 2017 استضافت العاصمة الكازاخية آستانة ثماني جلسات تفاوضية برعاية روسية، ومشاركة أممية وأميركية، شهدت سلسلة تنازلات سياسية واستقالات متواصلة من وفود التفاوض السورية المطوّقة، وفرض النظام والروس والإيرانيون ما يريدونه على الأرض. السلام السوري انتهى. والمتوجّهون إلى سوتشي لن يمثّلوا سوريا، بل رُعاتهم وداعميهم... وهنا المأساة الكبرى.

 

الاستماتة القطرية والإخوان المسلمون

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/25 كانون الأول/17

هذه المرة جاءت الأنباء من بروكسل، فالمساهمة القطرية في دعم الإرهاب والمؤسسات التابعة لجماعة الإخوان المسلمين كانت حاضرة في بلجيكا، بعدما احتضن برلمانها مؤتمراً مخصصاً لذلك، قدم فيه المحقق الدولي والخبير الاستخباراتي الأميركي، ستيفين ميرلي، عرضاً وتحقيقاً حول دعم قطر عبر جمعية قطر الخيرية للجماعات المتشددة، وخصوصاً «الإخوان» في بلجيكا. وقال: «قطر ومن خلال جمعية Qatar Charity قدمت خلال 5 سنوات أكثر من 140 مليون يورو لجمعيات ومؤسسات تابعة لجماعة الإخوان»، مضيفاً: «قطر تدعم عدداً كبيراً من النشاطات والمؤسسات التابعة لتلك الجماعات». بالطبع ما هذا الخبر إلا واحد من عشرات مثله تتوالى، وكلما سعت الدوحة لإبعاد تهمة دعم الإرهاب وارتباطها بـ«الإخوان»، ظهرت أدلة ووقائع جديدة تؤكد أنها تفعل ذلك، ولم تعد هذه الاتهامات من الدول الأربع فحسب كما تزعم الدوحة، وإنما هناك أدلة تستعرضها برلمانات وجماعات ضغط سياسي وأحزاب وتشير إليها حكومات غربية في تقاريرها، وهنا أزمة قطر ليست فقط في أنها تمثل الحاضنة الرئيسية لـ«الإخوان» في العالم؛ أزمتها الحقيقية أنها تناقض نفسها بنفسها دون أن تدري، بينما العالم كله يدري، فمن جهة تنفي نفياً قطعياً أي علاقة أو ارتباط مع «الجماعة»، حيث تقول الحكومة: «لا توجد بيننا وبينها (الجماعة) أي علاقة»، وفي الوقت نفسه تواصل الدعم لها بشكل مفضوح ومكشوف، وهو ما يثبت اتهامات الدول المقاطعة لها بأنها تستخدم الإخوان وسيلة لتنفيذ مخططاتها التآمرية، وإلا ما الذي يجعل الدوحة تغامر بكل محيطها وتواصل مكابرتها وتضحي بمصالحها من أجل الاستمرار في علاقات مريبة؟!

أبسط مبادئ العلوم السياسية تقول إن الدول تتخذ قراراتها بناء على مصالحها ولاعتبارات المكاسب أو الخسائر، وهنا فإن الدوحة تضع الإخوان المسلمين في كفة ومصالحها مع أربع دول شقيقة وجارة في كفة أخرى، وهو ما يشير إلى أن النظام القطري عاجز عملياً عن الانفكاك من هذا الارتباط العضوي، بل إن الدوحة تخشى أنها في حال تبرأت من الجماعة، فعلاً لا قولاً، تُفتح عليها أبواب جهنم بكشف أسرار مخفية بالغة الضرر لبنية النظام، وهو ما يدفع قطر للاستمرار بالهروب للأمام في الحفاظ على استمرار الدعم والارتباط بـ«الإخوان» أكثر من أي وقت سابق، وبالتالي الإصرار على مواجهة الجميع من أجل علاقتها المريبة مع حزب أو تنظيم تعتبره كثير من الدول تنظيماً إرهابياً. حالياً، يمكن القول إن جماعة الإخوان المسلمين في أضعف مراحلها. تتبرأ منها الأحزاب السياسية التي كانت قريبة منها، وتلفظها الحكومات التي سمحت لها بالمشاركة جزئياً معها، والأهم كشَفها الشارع العربي الذي انخدع بها لفترة وجيزة إبان وصول الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، بينما قطر هي الوحيدة المصرة على مواصلة الارتباط والدعم للجماعة، حتى تركيا شريك الدوحة في احتضان الجماعة، تفعل ذلك بحذر، تجعل الدعم المادي يأتي من حليفتها قطر، وتكتفي باستضافة رموز الجماعة وأعضائها. الاستماتة القطرية في علاقتها ودعمها واحتضانها لـ«الإخوان» المسلمين، رغم كل الخسائر المهولة التي تتعرض لها، تكشف عن أن بنية النظام القطري قامت على علاقات متشابكة ومعقدة مع هذا التنظيم، والأكيد أنه، بعض تفاصيلها قد تكون مدمرة للسلطة القطرية لو كشف عنها، وهو بالطبع ما لا ترغب فيه الدوحة وستدافع عنه «حتى الموت».

 

هربت سريعاً كتغريدة

غسان شربل/الشرق الأوسط/25 كانون الأول/17

تنزف السنة آخر أيامها. تهرم كرجل بدد رصيده. يفلت الوقت من بين الأصابع. سنة صاخبة تستعد لإلقاء نفسها في حفرة الزمن. لن يكون العالم في السنة الجديدة كما كان في المتوارية. هذا طبيعي. لكل سنة نكهتها وألوانها ومشاعلها ومآسيها. ولن يكون العالم كما تشتهيه. لهذا العالم قوانين تحكمه، وهي تختلف عن إرادة العلماء ورغبات الصحافيين وأحلام الشعراء. في الأيام الأخيرة يتزايد الميل إلى إحصاء الخسائر والأرباح. يهاجر رجل الأعمال إلى الأرقام التي احتشدت في حاسوبه أو الهاتف. يتعلم من الأخطاء أو اللكمات، ويستعد للجولة الجديدة وللفرص التي قد تطل. ويتحسس الموظف أوضاع مؤسسته. إن تداعت فسيتداعى معها. ذهبت أيام الطمأنينة. أيام الاسترخاء في المكاتب بانتظار موعد التقاعد. عالم سريع ومتغير ومتقلب. في آخر السنة الأرقام كالسيف. الأرقام لا ترحم.

قصة الصحافي مختلفة. يعمل في حقول الآخرين لا في حقله. ينقل الأخبار والأحداث والقراءات والتحليلات. أقصى ما يستطيع أن يفعله هو أن يكون شاهداً أميناً في النقل. مهنة شديدة الارتباط بالأحداث والتطورات والمفاجآت لا بإرادة من يمارسها. أكاد أقول إنها مهنة سيئة. الصحافي المحترف هو جاسوس جيد. إذا زار مدينة يروح يتحرى عن أعمق أوجاعها. إذا التقى سياسياً تراوده رغبة في إخضاعه لاستجواب طويل. وفي المقهى في المدينة الغريبة يصيخ السمع لما يدور على طاولات الآخرين. العزاء الوحيد أن هذا الجاسوس يرفع تقاريره إلى القارئ. إلى هذا المستبد الذي يصعب إرضاؤه.

تلفظ السنة أنفاسها. كان الحصاد مختلفاً بين هذه الدولة وتلك. كانت قبل كل شيء سنة دونالد ترمب. أطل في بداياتها وترك بصماته على مسارها. حفنة كلمات منه على «تويتر» يمكن أن تدفع العالم إلى حبس أنفاسه. يمكن أن تقلق منطقة. وأن تثير مخاوف حاكم. وهو يحب الإثارة. رئيس أميركي من قاموس مختلف. رئيس بأسلوب مغاير. وحين يختار الأميركيون رئيساً عليك أن تتعايش معه. وأن تعتاد على العواصف التي يطلقها. وسواء أحببته أم كرهته فإنه الملاكم الكبير في الحلبة. إنه القائد الأعلى لأقوى جيش في التاريخ. إنه رئيس الاقتصاد الأول في العالم. ولا بد من أن تأخذ حساباته في الاعتبار حين تجري حساباتك. كانت أميركا دائماً قوة كبرى ومشكلة كبرى. كأنها كوكب مختلف في هذا الكوكب. وكانت سنة فلاديمير بوتين. أعلن انتهاء «رحلته» السورية بالانتصار على الإرهاب. بارع في قطف ثمار مغامراته وقطف ثمار تضحيات الآخرين أيضاً. يذهب الآن إلى الانتخابات مطمئناً. تراوده رغبة عميقة في الفوز في صورة صانع السلام في سوريا. لقد دفعت المعارضة السورية ثمناً باهظاً لرغبته في تصفية الحسابات على الملعب السوري مع «داعش» ومع المعارضة السورية والغرب أيضاً.

وكانت سنة الرئيس الصيني أيضاً. مؤتمر الحزب كان فرصته الذهبية. حظي بتكريس غير عادي لزعامته وأفكاره، وهو ما بخل به الحزب حتى على دينغ هسياو بينغ، الرجل الذي امتلك شجاعة فتح النافذة بعدما تمدد ماو تسي تونغ في ضريحه. لا يزال ماو نائماً في ذلك الضريح. لكن الصين اعتنقت أفكاراً لا تشبه أبداً وصفاته القديمة التي حشرها في «الكتاب الأحمر» باستثناء الاحتفاظ بالحزب الواحد كآلة سلطة واستقرار واستمرار.

لم تكن السنة الأوروبية عادية. أظهرت الانتخابات الألمانية قدراً من الشيخوخة في زعامة المستشارة الشجاعة. سنة تيريزا ماي لم تكن سهلة أبداً. مفاوضات الطلاق مع الاتحاد الأوروبي شاقة وباهظة. اتخذ البريطانيون قرار النزول من القطار الأوروبي من دون التبصر طويلاً في العواقب. وفي فرنسا يجلس شاب أربعيني في مكتب شارل ديغول محاولاً دفع بلاده إلى المستقبل، والاحتفاظ لها بدور بارز، رغم تواضع الإمكانات وانحسار الحجم أمام التفوق الأميركي والصعود الآسيوي. عاقب الإرهاب أوروبا التي فتحت صدرها لأمواج اللاجئين. استغل اليمين المتطرف الفرصة وعزف على المخاوف من ضياع الهوية. ضاقت بعض المجموعات بالثياب الوطنية، وتعلقت كاتالونيا بحلم القفز من القطار الإسباني. كانت السنة، سنة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. ففي ظل نهج الملك سلمان بن عبد العزيز أطلق الأمير الشاب ورشة من الإصلاح استناداً إلى رؤية لا تقل عن قرار كبير بفتح النافذة على المستقبل، في مجتمع يشكل الشباب الأكثرية الساحقة بين أبنائه. وفي حفنة أشهر انتقل المجتمع السعودي إلى معركة التنمية وبناء المستقبل وتقليص الاعتماد على النفط. معركة أحلام مدعمة بالأرقام. شعر الشباب السعوديون بقدرتهم على صناعة مستقبلهم ومستقبل بلادهم. ونتائج هذه المعركة لا تعني السعودية وحدها، ذلك أن النجاح في ضرب الإرهاب واقتلاع جذور التطرف، سيترك آثاره بالتأكيد على بلدان كثيرة في العالم العربي والإسلامي. حيدر العبادي. رجل محظوظ. قرار العالم بطي صفحة «داعش» مكّنه من تحقيق انتصار يضاعف حظوظه في الانتخابات المقبلة. يستطيع القول ببساطة إن الجيش الذي انهار في عهد سلفه وغريمه نوري المالكي انتصر في عهده، وتمكَّن أيضاً من «تأديب الأكراد»، وهو كان الحلم الكبير لدى المالكي. ولم يفت العبادي أن يستضيف تحت عباءته «الحشد الشعبي»، رافعاً في الوقت نفسه شعار حصر السلاح بيد الدولة.

تلقي السنة الهاربة بنفسها في حفرة الزمن. يودعها العربي حالماً أن تكون المقتربة أقل إيلاماً. يريد العربي ما يريده أي إنسان طبيعي على هذا الكوكب. يريد دولة طبيعية بمؤسسات جدية. دولة لا يأكلها الفساد، ولا تلتهمها الميليشيات. دولة تقود معركة التنمية وتتولى تحديث التعليم وتعزيز قيم التقدم والانفتاح وقبول الآخر. حان وقت الطلاق مع الفشل والأفكار المعتمة. لن نغرق في اليأس رغم وجود ما يبرره في خيام اللاجئين والدول المستباحة. نريد الاعتقاد أن هذا الانحدار الطويل سيتوقف ذات لحظة. وأن العربي يستحق الحياة أسوة بالآخرين على سطح الأرض.

هربت السنة الحافلة. عبرت سريعاً كما تعبر تغريدة على «تويتر». كم تغير العالم.

 

الفرصة الكردية ـ العراقية المُضاعة

عدنان حسين/الشرق الأوسط/25 كانون الأول/17

يبدو أن الحراك الاحتجاجي في إقليم كردستان العراق الذي اندلع الأسبوع الماضي، قد فوّت في وقت قصير جداً على نفسه وعلى مجمل الحركة الاحتجاجية في العراق المتواصلة منذ صيف 2015، فرصة ذهبية للإصلاح في الإقليم وحتى في العراق كلّه. شرارة الاحتجاج أطلقها، في مدينة السليمانية وبلدات كردية أخرى، موظفو الدولة الذين لم يتسلّموا رواتبهم منذ مدة بسبب توقّف الحكومة الاتحادية في بغداد عن صرف مستحقات الإقليم من الموازنة العامة، على خلفية نزاع حول عائدات نفطية وجمركية تتقاضاها حكومة الإقليم ولا تسجّلها في واردات الموازنة العامة، إضافة إلى عامل جديد يتعلّق بشرط حكومة بغداد على حكومة الإقليم، لصرف المستحقات، أن تعلن البراءة من استفتاء حقّ تقرير المصير الذي أُجري في 25 سبتمبر (أيلول) الماضي، وأن تتعهّد علناً بعدم السعي للتعبير عن هذا الحق في المستقبل، فضلاً عن العمل على تحقيقه. مطالب الحراك الكردي لم تنحصر في أمر الرواتب المعطّل صرفها، إنّما تعدّته إلى الإصلاح السياسي والإداري ومكافحة الفساد الإداري والمالي، فالمحتجّون طالبوا أيضاً باستقالة حكومة الإقليم وأعضاء البرلمان الكردستاني، وإجراء انتخابات جديدة نزيهة لاختيار ممثلين جدد لشعب الإقليم وتشكيل حكومة جديدة. الخطأ القاتل الأول الذي وقع فيه الحراك أنه سمح لمندسّين من ذوي الأغراض والغايات الخاصة بأن يخترقوه ويحرفوا مساره السلمي إلى مسار عنفي، بمهاجمة مقار حكومية وحزبية وتدمير البعض منها. والخطأ القاتل الثاني تمثّل في أن الحراك أظهر تعويلاً على العامل الخارجي (الحكومة الاتحادية في بغداد خصوصاً)، فقد كان بعض المحتجين يدعون صراحة الحكومة الاتحادية للتدخّل في الإقليم. وهذا ينمّ عن جهل؛ فمن جهة أن الدستور لا يمنح الحقّ للحكومة الاتحادية وقواتها لأجل التدخل في الإقليم لحل مشكلة داخلية، ومن الجهة الأخرى، لو كانت حكومة بغداد تمتلك العصا السحرية التي يتطلّع إليها حراكيو السليمانية، لحلّت قبل ذلك مشكلاتها الكثيرة ولبّت مطالب رعاياها خارج الإقليم، وفي مقدمها قضية الإصلاحات السياسية والإدارية التي تعهّدت بها حكومة حيدر العبادي عند تشكيلها في خريف 2014، ثم أعلنت حزمتين لها في صيف 2015، من دون نتيجة ذات قيمة على هذا الصعيد. كما أن السيد العبادي ما فتئ يتعهد المرة تلو الأخرى بمكافحة الفساد الإداري والمالي المتفشي في كيان الدولة العراقية كله، من دون تحقيق شيء يتجاوز الكلام المعاد المكرر.

لولا هذان الخطآن اللذان قد يرجعان إلى أن حراك إقليم كردستان لم تقدْه أو تنصرْه حركة سياسية رصينة، لأمكن للحراك الكردي أن يشكّل بداية لمرحلة عراقية جديدة، هي مرحلة اضطراب اجتماعي - سياسي واسع النطاق يُمكنه إرغام الطبقة السياسية المتنفذة في العراق، بما فيها الطبقة الحاكمة في الإقليم، على إعادة النظر في العملية السياسية وتعديل مسارها باتجاه تحقيق بعض الإصلاحات السياسية والإدارية قبيل حلول موعد الانتخابات التشريعية المقرّر إجراؤها في مايو (أيار) من العام المقبل، أو من خلال هذه الانتخابات. الطبقة السياسية المتنفذة في أربيل والسليمانية، وكذا في بغداد، هي الآن في أضعف حالاتها، ولو مضت الحركة الاحتجاجية الكردستانية في الاتجاه الصحيح، السلمي غير المعوِّل على العوامل الخارجية، لكان لذلك دور في تنشيط الحركة الاحتجاجية العراقية وتجديد دمائها، فالمظاهرات الأسبوعية الجارية في العاصمة بغداد وثماني مدن أخرى في الوسط والجنوب رفعت صوتها عالياً في الأيام الأخيرة، تضامناً مع حراك السليمانية والمدن الكردية الأخرى، لكنّ تعويل هذا الحراك على حكومة بغداد لا يمكنه أن يجد له صدى داخل الحركة الاحتجاجية العراقية التي ترفع المطالب نفسها تقريباً: الإصلاح السياسي والإداري، وإلغاء نظام المحاصصة، وإجراء انتخابات حرّة ونزيهة، والمكافحة الجادّة للفساد الإداري والمالي في عموم العراق.

من الواضح أن حراك الإقليم الأخير لم يكن صناعة كردية مائة في المائة، رغم أن الكثير من الأسباب الدافعة إلى التظاهر وإعلاء صوت الاحتجاج قائمة بالفعل منذ زمن. أطراف فاعلة في الحكومة الاتحادية وقوى سياسية متنفذة ومؤسسات إعلامية حزبية في بغداد لعبت دوراً غير قليل في التحريض وإذكاء نار الاحتجاج، بيد أن هذا لم يكن العامل الحاسم في إثارة الاضطراب الأخير. المشكلة أن الإدارة الحكومية في إقليم كردستان، كما في العراق كله، قد تعرّضت إلى عملية تآكل بنيوية بسبب الفساد الإداري والمالي الناجم عن نظام المحاصصة الذي تقاسمت بموجبه بعض الأحزاب كل مصادر السلطة والنفوذ والمال، فكان أن نمت في وقت قياسي طبقة فاحشة الثراء من بيروقراطيي الحكومة والأحزاب، وهو نمو كان على حساب قوت الناس الذين تُركوا للفقر والبطالة ولانهيار نظام الخدمات العامة. مع ذلك، فإن الاضطراب الاجتماعي الحاصل في الإقليم الآن، كما في بغداد، هو انعكاس للأزمة البنيوية التي تواجهها العملية السياسية، إنْ في الإقليم أو في العراق... نظام المحاصصة تآكل تماماً وأظهر بشاعته على نحو واضح وفاضح، بيد أن الطبقتين السياسيتين المتنفذتين في بغداد وأربيل والسليمانية ليستا فقط تكابران ولا تريدان الاعتراف بهذا، بل إنهما تعملان على تفادي الانصياع للاستحقاق اللازم، وهو التخلّي عن نظام المحاصصة وقطع دابر الفساد تماماً. حتى لو فشل الحراك الكردي الحالي في تحقيق مطالبه الآن، فإنه كما الحركة الاحتجاجية العراقية العامة يُنذر بانفجارات اجتماعية مزلزلة بعد حين، قد يصعب السيطرة عليها... وهذا ما يتعيّن أن تعيه جيداً أربيل والسليمانية... وبغداد كذلك.

 

أوباما... استحقاقات {إيران ـ غيت}

إميل أمين/الشرق الأوسط/25 كانون الأول/17

ربما حانت لحظة الحقيقة ليعرف الأميركيون خاصة والعالم عامة، الأبعاد الخفية في العلاقات الأميركية - الإيرانية في زمن الرئيس السابق باراك أوباما، وبخاصة بعد انفجار المعلومات حول صفقة «كاسندرا» المرتبطة بـ«حزب الله» ودوره في الاتجار بالمخدرات حول العالم، وتحويل الأرباح التي تصل إلى مليار دولار سنوياً إلى جماعة ميليشياوية وثيقة الصلة بالكثير من ملامح عدم الاستقرار في لبنان والشرق الأوسط. تفتح القضية مثار الحديث في واشنطن اليوم أبواباً ظلت مغلقة تقودنا إلى كواليس علاقة أوباما بإيران وبجماعات الإسلام السياسي والمآسي التي تعرض لها الشرق الأوسط من إقدامه العبثي في بعض الحالات على تغيير الأوضاع وتبديل الطباع، ودعم جماعات إرهابية للوصول إلى مقاعد السلطة، وكذا من جراء إحجامه عن التدخل في الوقت الذي كان ينبغي فيه حسم المشهد كما الحال مع الأزمة السورية. لم يعد الحديث الآن يُهمس به في المخادع، بل يُنادى به من شرفات مجلس النواب الأميركي، حيث طالب اثنان من كبار أعضاء «لجنة الرقابة والإصلاح الحكومي»؛ جيم جوردان، ورون ديسانيتس، النائب العام الأميركي جيف سيشنز بفتح تحقيق بشأن الطريقة التي تعاملت بها إدارة أوباما مع ملف اتجار «حزب الله» بالمخدرات، وبخاصة بعد التقرير الاستقصائي الذي نشرته مجلة «بوليتيكو»، وفيه من المعلومات ما هو مثير، وباختصار غير مخلّ فإنه منذ عام 2008 هناك عشرات الأجهزة الأمنية الأميركية تراقب وتتابع شبكات «حزب الله» الإجرامية التي تقوم بتهريب الكوكايين والأسلحة، وغسل الأموال، غير أن مسؤولي إدارة أوباما عرقلوا تحقيقات إدارة مكافحة المخدرات الأميركية (DEA).

هل نحن أمام فضيحة كبرى يمكن أن تؤدي بباراك أوباما إلى ما وراء القضبان؟ أم أنها المكايدة السياسية من الجمهوريين وعلى رأسهم دونالد ترمب لإحداث مقايضات تحتية غير علنية فيما يتصل بأزمة «روسيا - غيت»؟

تبدو واشنطن في الأعوام الأخيرة في ارتباكها واضطرابها وأكاد أقول «لا أخلاقيتها» كجبل الثلج لا نرى إلا قمته ويبقى جسده غاطساً في الأعماق. المشهد يحمل حال ثبوته اتهامات بتهديد حياة الأميركيين وتهديد التراب الوطني الأميركي، الأمر الذي يمكن أن يرقى إلى مستوى الخيانة العظمى، ويدعو لإعادة قراءة تصريحات وأفعال فريق أوباما طوال 8 سنوات جهة إيران، وهل كان العمل على إنجاز الاتفاق النووي الإيراني يستحق التضحية بالأمن القومي للأميركيين؟

منذ أن ارتقى أوباما سدة البيت الأبيض وحديثه لم ينقطع عن تحسين العلاقة بين طهران وواشنطن، ويبدو أن هناك أجهزة أمنية استخباراتية عالية التأثير قد دعمته في هذا السياق، لأهداف ربما تظهرها التحقيقات القادمة، والتي ستُحدث ولا شك جلبة كبرى في الأرجاء.

من بين الذين برروا آيديولوجياً لأوباما هذا التقارب، كان جون برينان مدير الوكالة الأشهر في علاقاتها الخارجية بصفقات مثل التي نسمع بها مؤخراً، وقد أوصى الرئيسَ بأن «لديه الفرصة لإقامة مسار جديد بين البلدين، من خلال ليس الحوار المباشر مع طهران فحسب، بل - وهذا هو الأخطر الذي يجب البحث فيما ورائياته - زيادة دمج (حزب الله) في النظام السياسي في لبنان». لمصلحة مَن كان باراك أوباما يرسم سياساته الخارجية؟ وأيُّ فارق بين الرجل الذي رأيناه في جامعه القاهرة في يونيو (حزيران) 2009 متحدثاً عن علاقات تسودها العدالة والاحترام بين واشنطن وعواصم العالم الإسلامي السُّني تحديداً وبين ما ذهب إليه عملياً من رغبة في تصور دور جديد لـ«حزب الله» في الشرق الأوسط؟ حكماً نحن أمام إشكالية أميركية ترقى إلى مستوى الفضيحة بامتياز، ويكاد ثقات الأميركيين يقتنعون بأننا أمام «إيران - كونترا» جديدة، تلك التي جرت بها المقادير في ثمانينات القرن الماضي عندما زودت واشنطن طهران بنحو 3 آلاف صاروخ «تاو» مضادة للدروع، وصواريخ «هوك أرض – جو» مضادة للطائرات، مقابل إخلاء سبيل 5 من الأميركيين المحتجزين في لبنان.

وفي ملفات الاستخبارات الأميركية قصص عديدة عن علاقات «كارتيلات المخدرات العالمية»، وعمليات من وراء ظهر القائمين على القانون الأميركي، ومن دون علم الكونغرس. السؤال الحيوي في هذا المقام: هل التزمت إيران بأسوأ اتفاق وقّعته أميركا المعاصرة في تاريخها؟ حريٌّ بالمحققين طرح علامة الحيرة السابقة على باراك أوباما، الذي يمكن وصفه بأنه واحد من أسوأ الذين أداروا السياسات الخارجية الأميركية في العقدين الأولين من القرن الحادي والعشرين، ذلك أن الحال يُغني عن السؤال، سيما أن ما أتاحه الاتفاق لطهران من فك أغلال، وتحرير أموال مجمدة، ها هي تستخدمه دون رادع أو وازع في تمويل مشروعها الصاروخي الذي بات يهدد أمن دول الجوار صباح مساء، كل يوم. بحال من الأحوال نحن إزاء الفصل الأول من مشهد فضائحي أميركي جديد، تفقد فيه أميركا المزيد من صدقيتها الأخلاقية، غير أن ما يهمنا بنوع خاص، هو الحقيقة التي حانت ساعتها، وكيف لإدارة دونالد ترمب الاستفادة منها، بمعنى أن تضحى قصة أوباما الأخيرة دافعاً وحافزاً لأن تتخذ موقفاً جدياً من المشروع الصاروخي الإيراني، وأن يرى الحلفاء العرب والشرق أوسطيون شفافية ونزاهة بحسم وحزم للوقوف في وجه الخطر الإيراني الداهم، وإلا فإن الجميع سينظر إلى ترمب بوصفه شريكاً بالتخاذل، أو الصمت على الأقل... فانظر ماذا ترى؟

 

الآفاق التي لا يمكن سدَّها

رضوان السيد/الإتحاد/25 كانون الأول/17

المشكلات كبيرة ومتراكمة ومتفاقمة. لكنّ الأُمم لا تنتهي عند مشكلة أو ملف. وهذا بالضبط ما يحاول الإيرانيون وميليشياتهم، والأتراك وغوغائياتهم، فرضَهُ على العرب. ولا شكَّ أنّ مشكلة فلسطين قديمة، وما أمكن الوصول إلى حلٍ لها بالقوة، فعملت عليها الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، والمؤسسات الدولية والإقليمية الأخرى. وكان صوتُ العرب يتقدم بقدر ما يتقدم عملهم المشترك من خلال الجامعة العربية، والدول العربية القوية والنافذة. وبنهاية الحرب الباردة، سقطت الثنائية، وسيطرت الولايات المتحدة، وفرضت نفسها وسيطاً في النزاع، لكنها ما كان بوسعها ادعاء النزاهة أو الحياد. إنما كانت المعادلة أن لكل طرفٍ حقوقاً ينبغي أن يُراعى جانبه في أخذها، أو يتفاقم الصراع من جديد. إنّ الجديد الجديد في القرن الحادي والعشرين، وهو جديدٌ كلُّه أثر على التركيز على القضية والاهتمام بها، على النحو التالي:

صعود الإرهاب، والحرب العالمية عليه. غزو العراق وتداعياته. العودة الروسية للشرق الأوسط وتصاعُد الصراع مع الأميركيين، دون أن يقابل ذلك حماس للصراع من جانب الولايات المتحدة التي أرهقتها حرب العراق.

تصدع عدة دول عربية تحت وطأة الإرهاب والتدخلات الإقليمية والدولية. وأخيراً فوز رئيس أميركي لا يمكن تصنيفه بدقة، باستثناء كونه من اليمين الشعبوي الجديد. وهو يقابل رؤساء شعبويين في روسيا والهند.. والصين، وتركيا. أما النمط الإيراني فهو نسيج وحده. وسط هذه المتغيرات الهائلة تراجع التركيز على القضية الفلسطينية، وبخاصةٍ أنّ الأقطار العربية المجاورة لفلسطين مثل العراق وسوريا ولبنان هي التي تعرضت للتصدع أو الانهيار. ومع ذلك؛ فإنّ الفلسطينيين صمدوا وسط أصعب الظروف. ولولا الانقسام الفلسطيني الواقع بين الوطنية الفلسطينية، والإسلاميْن السياسي والجهادي، ما أمكن للولايات المتحدة(ومنذ سنوات) إظهار انحياز لإسرائيل، بداعي الحفاظ على تفوقها واستقرارها وسط عواصف الشرق الأوسط المتكاثفة.

بعد حرب الخليج الثانية ( تحرير الكويت)، كان العرب ما يزالون من القوة والاحترام، بحيث قادت إدارة بوش الأب وكلنتون فيما بعد، مبادرة سلامٍ وحلول، وليس في فلسطين وحسْب، بل مع سائر الدول التي احتلت إسرائيل مناطق منها. وإذا كان نتنياهو يزعم اليوم أنه ليس له شريك للتفاوُض معه؛ فإنّ الفلسطينيين يشكون الأمر نفسه وليس منذ الآن، بل منذ 1995 على أثر اغتيال إسحاق رابين رئيس وزراء إسرائيل آنذاك، من جانب متطرف يهودي. لقد كان على الدول العربية بالمشرق، والتي ما تزال مستقرة وقوية ومن السعودية ودولة الإمارات وإلى مصر والأردن، أن تتدخل في الوقت نفسِه: ضد التصدع، وضد التطرف والإرهاب، وضد التدخلات الإقليمية وفي الطليعة: إيران. وكان معنى ذلك أيضاً التواصل مع الدول الكبرى المتصارعة في الشرق الأوسط وخارجه؛ من أجل قرارات دولية من جهة للتقدم في حل النزاعات، ومن أجل الوصول إلى تعريف دقيق لمصالح هذه القوة الكبرى أو تلك. وهنا تدخل عنصر إضعاف جديد. فالدول العربية الفاعلة ما استطاعت الإجماع على هذا التوجه أو ذاك أو التنسيق فيما بينها عليها. إذ حتى على الخطر الرئيسي، أي الخطر الإيراني ما كان هناك إجماعٌ على المواجهة دفاعاً عن النفس.

وطوال هذه المدة، أي خمس سنوات أو أكثر، كان الفلسطينيون المنقسمون وحدهم تقريباً. ولذلك فقد كان من الطبيعي أن تشعر إسرائيل بالقوة إزاءهم. فلديك خصم قوي جداً، ولديك قوى إقليمية تساومُ على حقوقك مع العدو، ولديك ظهرٌ مكشوف لانشغال العرب بالدفاع عن أنفسهم واستقرارهم.

ومع ذلك كله، ليس هناك انسدادات. فقد كشف الطرف الأميركي عن تحيزه. واضطر العالم كله لاستنكار ذلك. ورأى الفلسطينيون ضرورات التوحد. وتضاءلت شعبية القوى الإقليمية المتدخلة في العراق وسوريا وفلسطين. ولذا لا انسداد الآن، لأنّ العالم في معظمه مع فلسطين. ولأنّ مزايدات الإقليميين مكشوفة. ولأنّ الطرف العربي الذي قرر المواجهة ماضٍ في طريقه للتصحيح والاستيعاب، واجتراح المعالجات. لدينا إذن إرادة المواجهة للتدخلات الإيرانية والمزايدات التركية. ولدينا النقاش الجاد مع الإدارة الأميركية من موقع الخلاف دونما بهورات ومزايدات أيضاً. ولدينا التأثير في توحيد الفلسطينيين من حول صمودهم من وراء حقوقهم ومعهم طول الوقت مصر والمملكة للتوفيق والدعم. وقد ضحّى الشعب الفلسطيني وحصل على حقه في انتفاضة الأقصى في رمضان، وسيحصل على حقه في القدس بالإصرار نفسه، وبالتضحيات ذاتها. ولذلك لا يأس ولا انسداد في الأفق. فالفوات يحصل إذا لم يكن الاستدراك ممكناً، وهو ممكن؛ بدليل الصمت الإسرائيلي، والظهور الأميركي بمظهر الضعف بتهديد الدول الصغرى التي تتلقى المساعدات الأميركية بقطعها عنها إذا صوتت لصالح القدس: { والله غالبٌ على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون}.

* نقلا عن "الاتحاد"

 

مصير سورية في عنق بوتين

عزت صافي/الحياة/25 كانون الأول/17

سوف يأتي يوم قريب أو بعيد، تنتهي فيه الحرب في سورية وعليها، وتعود الجحافل الباقية من «داعش» وأمثالها من حيث أتت، لكن سوف يبقى في سورية نظامها العسكري والسياسي، والإداري، وسوف تبقى الجيوش الإيرانية وقياداتها وأنظمتها اللوجستية وأجهزتها الإعلامية وبعثاتها الدينية. أما الباقي الأكبر والدائم فهو الوصي على سورية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومعه قاعدتان لأسلحة البحر، والجو، والبر، وجيش من نخب القيادات والعمليات والاستخبارات. يمكن القول عن فلاديمير بوتين إنه ملأ الفراغ الذي تركه القادة السوفيات التاريخيون في قصر الكرملين، وإذ انتقلت موسكو من عاصمة الاتحاد السوفياتي إلى عاصمة جمهورية روسيا الاتحادية فقد استقبلت في الكرملين ثلاثة رؤساء قبل بوتين، هم: ميخائيل غورباتشوف، وبوريس يلتسن، وديمتري ميدفيديف. هؤلاء القادة الثلاثة تضاءلت قاماتهم أمام قامات زعماء الكرملين التاريخيين، وكان آخرهم ليونيد بريجنيف... وإذ حاول الرئيس الجديد «الطارئ» غورباتشوف أن يلصق علامات الحرية والديموقراطية والانفتاح على واجهة الكرملين تصدى له بوريس يلتسن الطالع من عصبة قومية روسية ماركنتيلية مكبوتة، وقد جمع حوله أطيافاً من الروس الفوضويين الذين وجدوا فيه زعيماً صلباً، وهو كان قد تصدى لقافلة عسكرية متجهة إلى الكرملين، فقفز على مقدمة مصفحة وراح يصرخ بالجماهير المحتشدة، داعياً إلى ثورة على الرئيس غوباتشوف الذي لم يكن قد أكمل سنته الثانية، وقد نجح يلتسن واحتل الكرملين. لكنه ما إن تسلّم السلطة في العاشر من تموز (يوليو) 1991، حتى شرّع أبواب الدولة والمؤسسات العامة، والجيش، أمام طبقة جديدة من اليمين الناهض من تحت أعباء القمع، والكبت. ولم تمض سنتان حتى بدأ أصحاب البلايين الروس يظهرون في الولايات المتحدة وسائر دول الغرب، وراحوا ينافسون الأثرياء المشاهير في المضاربات على امتلاك العقارات والمؤسسات، والأسهم في البورصات العالمية.

لكن يلتسن هو الذي اكتشف فلاديمير بوتين، رجل جهاز المخابرات في الزمن الشيوعي الغابر، وقد وجد فيه الذكاء، والحزم، وقلّة الكلام، والشجاعة في اتخاذ القرار وتحمّل المسؤولية بمقدار كبير من الثقة بالنفس. وعام 1999 اختاره يلتسن رئيساً لحكومة روسيا الاتحادية، ومنها إلى رئاسة روسيا الاتحادية عام 2014.

هذه اللمحة الموجزة عن شخصية بوتين ذي الوجه الثابت، والنظرة الخارقة المعبّرة عن إدراك ما يسمع وما يرى وما يفهم، من دون أي إشارة أو تلميح لما يضمر، هي التي تحكم الرئيس الذي يتحكم في هذه المرحلة بمسار ومصير سورية، الكيان، والشعب، والدولة، والنظام.

ومن مصادفات الأحداث المتواصلة أن يتولى فلاديمير بوتين رئاسة روسيا في دورة ثانية بدأت في 7 أيار(مايو) 2012 مع بداية الثورة السورية على النظام في آذار (مارس) 2012، وهي المرحلة السورية المتفجرة التي واكبها بوتين بكل ما تملك روسيا من قرارات ونفوذ على الصعيد الإقليمي، وعلى الصعيد الدولي، فضلاً عما تملك من قوى حربية ومعدات وأسلحة متطورة وأساطيل بحرية وجوية، ومن جيوش، وقادة وخبراء، ومخابرات.

وها هي المصادفات الزمنية، والأحداث، والأحكام السورية– الروسية تمضي في مسارها، فيجد فلاديمير بوتين نفسه أمام دورة رئاسية رابعة في آذار المقبل، فيما سورية، الكيان، والدولة، والجيش، والشعب، تترنح على النار، والدمار، والدم، والفراغ، والنزوح، إلى جميع أصقاع الأرض، فيما يستمر التنقل من مؤتمر إلى مؤتمر، ومن منصة، إلى منصة، ومن مدينة إلى مدينة، وقد نزلت في التاريخ السياسي مدن جنيف، والرياض، وسوتشي، وآستانة ملتقى وفود النظام السوري مع «وفود» الشعب السوري على مدى ثلاث سنوات مضت في مناكفات، لا مفاوضات، من جانب الوفد الرسمي، والموعد الآتي قريب، ومكانه في «سوتشي» الروسية. في مؤتمره الصحافي السنوي الذي انعقد في 14 كانون الأول (ديسمبر) الحالي، أعلن بوتين أنه سيخوض معركته الرئاسية الرابعة بصفته مرشحاً مستقلاً للمرة الأولى، ولم يوضح مبادئ «استقلاليته» وبرنامجه الرامي إلى تحديث روسيا. وهو إذ أبلغ الشعب الروسي ما يهمه من أمر الحكم والرئاسة كشف له عن أن معدل الدخل القومي الإجمالي ارتفع خلال دوراته الرئاسية الثلاث بنسبة 70 في المئة، كما تطورت البنى التحتية الصناعية بنسبة متساوية مع زيادة الدخل الفردي بنحو 3.5 في المئة.

ليس من عادة الروس، ولا من ثقافتهم السياسية في العهود السابقة، أن يحاسبوا قياداتهم على ما ترتكب من أخطاء، وعلى ما تسبّب من أضرار معنوية ووطنية تلحق بشعوب دول أخرى يختار رؤساؤها الخضوع لإمرة موسكو، كما يحصل في سورية منذ خمس سنوات، على الأقل، ولو كان للشعب الروسي ذلك الحق بالمحاسبة، أو الاعتراض على الأقل، لكانت التظاهرات عمّت روسيا، وعلى الأخص مدينة سانت بطرسبورغ (ليننغراد) مسقط روسيا بوتين، للاحتجاج على ما لحق بالشعب السوري من كوارث جعلته مبعثراً في أقطار الدنيا.

قد يقول الدفاع عن الرئيس بوتين أنه حمى سورية من السقوط، دولة، وشعباً، تحت سطوة «داعش» وفروعه من فرق ومنظمات إرهابية. لكن السوري الحر يرد بمنطق أصدق وأقوى، خلاصته وفحواه: لو أن الرئيس بوتين تخلّى عن النظام السوري، بل لو أنه أمره بالانصياع لإرادة شعبه، والتنحي عن الرئاسة، لكان حفظ سلامة سورية، كياناً وشعباً، ومقومات بلاد هي عبر الأزمنة والتاريخ، مهد حضارة، ومدنية، وعروبة، وموئل جهاد، وشهامة، وفداء... لو اتخذ الرئيس بوتين ذلك القرار لكان ربح العالم العربي بأسره، ومعه احترام وتقدير العالم الأوسع. لكنه اختار أن يربح الأسد، ويخسر العالم العربي، ومعه المجتمعات والهيئات المدنية والثقافية التي تراقب وتتابع مبادرات الدول على مختلف الأصعدة والمستويات.

في الأرشيف الإعلامي والديبلوماسي صورة مكبرة بالألوان يظهر فيها مندوب روسيا في مجلس الأمن الدولي رافعاً يده عالياً معطلاً قراراً بإدانة النظام السوري لاستعماله أسلحة كيماوية أدّت إلى موت عشرات الأولاد السوريين بين أكوام جثث الضحايا في غارة جوية على بلدة في «الغوطة الشرقية» المحاذية للعاصمة دمشق، وكانت تلك الغارة واحدة من عشرات الجرائم التي ارتكبها النظام، ولا يزال يحتفظ بكميات من تلك المواد المحرّمة دولياً. ومنذ بداية الثورة هناك سؤال يتردد في الأوساط السورية، وسواها في المحيط العربي المعني بنتائج تلك الثورة... السؤال هو: من يكون القائد المنقذ المؤهل لرفع سورية من محنتها والمضي بها نحو مستقبل يعوّض، بالتدرّج، ما فقدت من شعبها، ومن تراثها، ومن قيمها، ومن مخزون قواها الوطنية والثقافية والجهادية عبر المحنة التي طالت؟ وسؤال آخر: من يكون القائد الموثوق به الذي يتسنى له أن يمتلك ثقة الجماهير السورية، الباقية، والمبعثرة، فيرفع بلاد العز والأمجاد من الهاوية، ويعيد الملايين إلى المدن والأرياف والربوع التي افتقدت ظلال رجالها ونداءات أبطالها لاستعادة سورية؟ أسئلة تدور في الخواطر المنكسرة، ولعل جواباً افتراضياً عنها يمتلكه الرئيس فلاديمير بوتين ذاته، لا سواه. الجواب: ما دام الرئيس الروسي يملك قرار خلاص سورية، وهذا ليس افتراضاً، فهل له أن «يكتشف» بين القيادات السورية الشعبية الوطنية «رجلاً» إذا لفظ اسمه سمع ثناء واحتراماً؟ عدد رجال سورية من ذلك الرعيل ما زال كبيراً، وقد صار الرئيس بوتين الخبير الأول في شؤون سورية، ولديه جهاز سياسي، قيادي، عسكري، إستراتيجي قادر على أن «يكتشف» المرشح المؤهل لأن يعيد لسورية شعبها المغيّب، وأن يعيد إليها دورها وأمجادها الوطنية والقومية، وقواها وأرصدتها السياسية والمعنوية، ومؤهلاتها وكوادرها العلمية، وطاقاتها البشرية متنوعة المهن والاختصاصات والإمكانات، ومعظمها صار في أقطار الشتات. ليس من باب الاستسلام القول أن سورية تحتاج إلى منقذ، وليس من دواعي الضعف القول أن مصير سورية بات أمانة في عنق فلاديمير بوتين. فهذه هي الحقيقة، وهي مدعاة شرف للرئيس بوتين أن يفتح أمام سورية باباً تطل منه على العالم بهالة من الأمن والسلام، فتستعيد دورها ومكانتها بين الدول والأمم. وحيث تكون الأمانة بوزن دولة، وكيان، وشعب، يكون لحاملها الشرف الكبير.

أما السؤال، أو التساؤل، عن «الديموقراطية» و «الوطنية» و «حرية» الرأي والقرار في الانتخاب على المستوى الرئاسي، ومادون، فهو من حواضر الخواطر. يبقى أن هناك باباً لمساعدة الشعب السوري في التعبير عن حقيقة رأيه وقراره، لو بالإمكان تنفيذه، وهو أن يعطى السوريون في أقطار شتاتهم حق الاقتراع لرئيس جديد في أماكن وجودهم برعاية وإشراف منظمة الأمم المتحدة، كما لا بدّ من رعاية المنظمة الدولية لعمليات الاقتراع في سورية... هذا، إذا أجريت انتخابات!

 

 كردستان تدفع «فواتير» الاستفتاء... وصراعات أحزابها

جورج سمعان/الحياة/25 كانون الأول/17

الحراك في كردستان سيستمر إلى حين موعد الانتخابات البرلمانية في الإقليم. وليس في الأفق ما يشير إلى أن الحزبين الكبيرين سيكرران تجربة الاقتتال التي خاضاها في عقد التسعينات من القرن الماضي. بل إن تعاظم الفوضى في السليمانية، استدعت طلب حزب الاتحاد الوطني من شريكه الغريم الحزب الديموقراطي دعماً أمنياً لضبط الأوضاع والسيطرة على التظاهرات. كما أن تدخل الحكومة الاتحادية يبقى خياراً مستبعداً. يكتفي رئيس الحكومة حيدر العبادي بإطلاق التهديدات. فهو لا يريد توفير أي فرصة تتيح لخصومه النفاذ منها لتقويض سلطته، وسمعته أولاً. فهو يدرك أهمية الصورة التي خلفها انتصاره في قيادة الحرب على «داعش»، وفي كسب المعركة مع أربيل في إطاحة الاستفتاء، والاندفاع نحو السيطرة على جميع المناطق المتنازع عليها وعلى رأسها كركوك، «قدس الكرد» وفق ما كانوا يقولون. فهو الآخر يصر على الانتخابات البرلمانية في عموم العراق منتصف العام المقبل. ويرفض تأجيلها ويراهن على كسبه مع حلفائه وبينهم كرد أيضاً لتجديد ولايته في وجه خصمه المتحفز دائماً نوري المالكي.

في أي حال، إن أي قرار بدفع القوات الاتحادية أو فصائل من «الحشد الشعبي» باتجاه كردستان «سيكون مدمراً»، ويضر بمصالح الكرد والعراق على حد سواء، كما عبر برهم صالح رئيس «تحالف الديموقراطية والعدالة» المنشق عن «الاتحاد». أبعد من ذلك، فإن مثل هذا القرار ليس بيد بغداد وحدها ولا حتى إيران أيضاً. فالأميركيون وغيرهم موجودون في الإقليم. وحتى تركيا لن تسكت على أي تدخل واسع. فهي لم تتردد في زج قواتها بمواجهة حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، بعد تدخل الجمهورية الإسلامية دعماً لحليفها حزب الاتحاد منتصف التسعينات من القرن الماضي. ولا يبدو إلى الآن أن ثمة رغبة في أن تتدخل دول الجوار في ما يحصل بين القوى الكردية، ما دامت هذه الفوضى تلحق مزيداً من الضعف بأحزاب أربيل والسليمانية. ولا شك في أن تدخلاً خارجياً سيدفع الكرد إلى توحيد صفوفهم. وهذا ما لا يشتهيه خصومهم في بغداد وفي دول الجوار. ولا شيء يغري الحكومة الاتحادية بالتدخل في هذه المعمعة. فهي تتمتع بموقف قوي وحصدت الكثير من «نتائج» الاستفتاء. ونالت دعماً إقليمياً ودولياً جامعاً لم تكن ربما تتوقعه.

واضح أن الاستفتاء حرك خلافات كامنة ومتراكمة. وهذا واضح في التشتّت الذي أصاب ويصيب صفوف حزب الاتحاد، خصوصاً بعد غياب زعيمه جلال طالباني وتنافس ورثته على الزعامة بين ولديه وأرملته وقيادات حزبية أخرى. لذلك، تركز الحراك في مناطق سيطرة هذا الحزب، وإن وصلت طلائع بعض التظاهرات قريباً من أربيل، حيث قيادة الديموقراطي أكثر تماسكاً، وقبضتها الأمنية أبعد خبرة ومراساً وتشدداً. لذلك، استعانت السليمانية حيث هامش الحريات أوسع، بقوات أمنية من عاصمة الإقليم. فشرطة الاتحاد ضعيفة ومشتتة. وليست جديدة ملاحظة التيارات والأجنحة التي تنخر جسم الحزب. ولا يبدو أن طرفاً منها قادر على الحسم، خصوصاً أن الاتحاد مقبل هو الآخر على مؤتمر عام وانتخابات داخلية. ويقف بافل الابن الأكبر مع والدته ومعه مسؤولون أمنيون على رأس المتشددين، فيما يبدو شقيقه الأصغر قباد أكثر براغماتية في التعامل مع حكومة أربيل برئاسة نيجيرفان بارزاني. وتسعى «حركة التغيير» مع «الجماعة الإسلامية» إلى إضعاف الحزبين. وترجمت وقوفها إلى جانب الغاضبين بالخروج من حكومة الإقليم وتطالب بحكومة انتقالية تشرف على انتخابات مبكرة. وتتهم الوزارة بالفساد وتعمل جاهدة لإسقاط «سلطة الحزبين». وهي عارضت الاستفتاء والتمديد لرئيس الإقليم مسعود بارزاني. وتلقى دعماً من قوى عراقية ومن إيران أيضاً التي تفيد من تشدد هذه القوى لإضعاف الحزب الديموقراطي.

يمكن الكرد، مسؤولين وغير مسؤولين أن يلقوا باللوم على الآخرين، على بغداد وطهران وأنقرة وعواصم دولية بأنها خذلتهم ولم تقف إلى جانبهم في الاستفتاء. لكنهم لا يسألون أنفسهم عن مسؤوليتهم هم في ما آل إليهم وضعهم. قبل إلقاء المسؤولية على الخارج لماذا لا يجرون نقداً ذاتياً داخل كل حزب وقوة، وفي ما بين هذه الأحزاب؟ لو كانت هذه على موقف واحد وراء الاستفتاء لكانت الصورة الآن مختلفة. لكنها تواصل سياسة المكابرة والتشتيت والشرذمة، وعدم الاعتراف بالأخطاء، والانخراط في سباق محموم عشية انتخابات ستجرى مبدئياً بعد ثلاثة أشهر ويمكن خلالها أن يطيح الكرد العاديون المحاصرون في الداخل والخارج بجميع ما حققته فترة «الاستقلال الذاتي» منذ نهاية الستعينات حتى اليوم. المشكلة أن لا أحد من هذه القوى أو الأحزاب يريد الإقرار بأن ثمة فواتير كثيرة يجب أن يدفعها الكرد قبل أن يستقيم الوضع في الإقليم. كان الاستفتاء حدثاً استثنائياً وأخطأوا في التعامل مع هذا الاستحقاق التاريخي. ولم يقدروا حجم الاعتراض الإقليمي والدولي على تغيير الخريطة في الشرق الأوسط. يتصرفون كأن محطة بهذا الحجم طويت صفحتها وباتت من الماضي. وهم يعملون للعودة إلى ما كانوا عليه قبل أيلول (سبتمبر) الماضي. لم يعتبروا من استعادة بغداد السيطرة على كركوك والمناطق المتنازع عليها وتتأهب لاستعادة إدارتها المعابر البرية والجوية. لم يعتبروا من مرارة الحصار الإقليمي وما حرمهم من عائدات.

مستحيل أن تعود عجلة الحوادث إلى الوراء. هناك فواتير كثيرة على القوى السياسية أن تدفعها. فواتير اقتصادية أولاً. فالشعب الكردي ينتظر الرواتب، ولا شك في أن حكومة بغداد تتمهل في تنفيذ وعودها بتوفير الأجور لأهل الإقليم. إنها ترغب في مفاقمة خسائر الكرد التي تتيح لها حصد مزيد من الدعم في بقية المحافظات العراقية، ومن جانب الجيران أيضاً. وهناك فاتورة سياسية على القوى السياسية الكردية كلها المساهمة في دفع ثمنها من شعبيتها. فالحوادث الأخيرة أثبتت أن هذه القوى فشلت في بناء «الدولة» أو في تقديم نموذج جاذب، سواء كان حكماً ذاتياً أو دولة. فالفساد المستشري عم العراق بأكمله. وكذلك المحاصصة التي تحولت في الإقليم تفرداً في توزيع الثروة، وباعدت بين الحزبين الكبيرين. وعلى رغم ذلك، لا تزال التجاذبات الانتهازية حادة للإفادة من خطأ هذا الحزب أو ذاك، بدل التلاقي من أجل إيجاد السبل التي توفر للشعب حاجاته الضرورية من خدمات وأمن وغير ذلك. صحيح أن الاستفتاء عمق الانقسام بين الأحزاب، إلّا أن هذه تواصل بمواقفها توسيع الهوة وضرب الجسور. ومع استمرار هذه الحال لن تقوم لكردستان قائمة. كان الشعار الذي رفعه المنادون بالاستفتاء أن بغداد ترفض الشراكة، وأن العراق ينتقل تدريجاً إلى دولة دينية مذهبية. والحال اليوم، أن بغداد حرمتهم «نعمة» عائدات النفط. وتسعى إلى مشاركتهم عائدات المعابر والمطارات، واستعادة السيطرة على المناطق المتنازع عليها!

من هنا، لا يمكن التفاؤل بقدرة حكومة الإقليم على استجابة مطالب ناسها العاديين، بصرف النظر عمن يحرك هؤلاء، سواء كانت «حركة التغيير» أو «الجماعة الإسلامية. وإذا كان الحراك يتصاعد أكثر في «ملعب» حزب الاتحاد فيما تبدو «ساحة» الحزب الديموقراطي أكثر تماسكاً، فإن ما يصيب شطراً من الإقليم سيترك آثاراً مدمرة على الشطر الآخر. فلا معنى لكردستان منقسمة على ذاتها. وعلى جميع أحزاب الإقليم أن تدرك أن الكرد ينشدون التغيير مهما قيل عن استغلال هذه القوة أو تلك لحراكهم العنيف. فهل ستتمكن من تطويق هذه الفوضى وأعمال العنف بموقف موحد تلتقي عليه بعيداً من عشائريتها ومصالحها الضيقة وارتباطاتها الخارجية؟ أم إنها ستجد نفسها في الانتخابات البرلمانية القريبة أمام تحديات ونتائج قاسية تزيد من شرذمتها وتدخلات الجيران القريبين والبعيدين؟ أما إذا تمكنت هذه القوى من إعادة إنتاج النظام السابق ذاته على قواعده التقليدية بتقاسم السلطة وتوزيع المقاعد، فإنها ستظل قاصرة عن توزيع «الغنائم» كما كانت الحال قبل الاستفتاء. عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء. وموازين القوى، السياسية والعسكرية والاقتصادية، بين بغداد وأربيل اختلت تماماً لمصلحة عاصمة البلاد. وسيبقى الإقليم إلى أمد بعيد في حضن العراق حتى سداد جميع فواتير الأخطاء التي ارتكبها قادته.

 

أيّ تحوّل ستشهد سوريا في العام 2018؟

منال لطفي/الحياة/24 كانون الأول 2017

تُنهي سوريا العام 2017 مع الأجواء الغائمة ذاتها التي اكتنفت بدايته. صحيح أن القوات النظامية و"قوات سوريا الديموقراطية" عززت تمدّدها أرضاً على حساب تنظيم "داعش"، بحيث باتت القوات النظامية تسيطر على أكثر من 60 في المئة من مساحة البلاد، مقابل سيطرة "سوريا الديموقراطية" على نحو 25 في المئة، بينما تمت محاصرة "داعش" في أقل من 5 في المئة. لكن إنزال الهزيمة بالتنظيم كان دوماً الجزء السهل من الصراع الإقليمي- الدولي حول سوريا. فالقضايا الخلافية الكبرى كلها مؤجلة من عام 2017 إلى 2018، بدءاً من التسوية السياسية وملامح المرحلة الانتقالية ومصير الرئيس بشار الأسد، وانتهاءً بجبهات المعارك المتبقية التي تنتظر الحسم ومواقيتها.  فكل الأطراف المنخرطة في ساحة الحرب السورية أصبح عند مفترق طرق وأمام خيارات معقدة، بخاصة أن التحالفات التي شُكّلت خلال العامين الماضيين: روسيا وإيران وتركيا والنظام السوري من ناحية، وأميركا و"قوات سوريا الديموقراطية" وفصائل آخرى في المعارضة المعتدلة وبعض عشائر شرق سوريا من ناحية ثانية، كلها تحالفات قلقة وهشة يمكن أن تتغير سريعاً عام 2018 إذا ما تغيّرت شروط الانخراط وظروفه. أمام مفترق الطرق، سيشهد 2018 خيارات أصعب. فروسيا تريد استثمار المكاسب العسكرية التي حققتها على الأرض مع النظام السوري وحلفائه سياسياً وديبلوماسياً، لكنها تحتاج إلى شركاء غربيين يدعمون مسارَي "آستانة" و"سوتشي". هذا الدعم الغربي غير متوافر حتى الآن، ما يضع موسكو في وضع قلق. فالمكاسب العسكرية وحدها لا تعني الانتصار، ولا تموّل تكلفة الجهد العسكري الروسي، والأهم أنها لا تعطي القيادة الروسية امتياز إعلان الانتصار نهائياً وفي شكل حاسم.

أما أميركا، التي لم تطور إستراتيجية واضحة المعالم في سوريا منذ بدء الصراع 2011، فإنها لن تطور تلك الإستراتيجية عام 2018. وإذا كان من ملمح أساس للسياسة الأميركية في سوريا عام 2017، فهو "تعطيل قطار المكاسب الروسية". ظهر هذا في معارك دير الزور، والرقة خصوصاً. فما تريده واشنطن هو منع إيران وروسيا من الخروج منتصرين عسكرياً أو سياسياً في سوريا. وهي لن تدعم تسوية تُعبّر عن موازين قوى تكون موسكو وطهران ودمشق هي الأطراف المنتصرة فيها. ومن أجل ذلك، ستجد أميركا نفسها إزاء السؤال الصعب: ما البديل؟ لأن بدائل واشنطن على الأرض محدودة. إذ إن "قوات سوريا الديموقراطية" ليس باستطاعتها التمدّد أكثر مما تمدّدت بالفعل. كما أن أكراد سوريا لا يريدون مواجهة مباشرة مع القوات الحكومية السورية أو روسيا أو إيران.

ومع صعوبة الاعتماد على الأكراد وحدهم في "المرحلة الانتقالية" بين الحسم العسكري والتسوية السياسية، ستحتاج واشنطن إلى قوة ما بديلة على الأرض تستطيع التلويح بها في وجه دمشق وطهران وموسكو عندما تستدعي الحاجة. وهذا سيكون تحدي عام 2018 بالنسبة إلى واشنطن. وقد فتحت بات معركته بالفعل عندما أعلن البنتاغون نهاية 2017 عزمه الإبقاء على قوات أميركية في سوريا حتى بعد هزيمة "داعش"، وربط مغادرة القوات الأميركية الأراضي السورية بمسار الحل السياسي. وربما ستكون محاولة وقف تمدّد النفوذ الإيراني في سوريا هي الهدف الأكثر وضوحاً لأميركا عام 2018. فهذا التمدّد إذا استمر وتعزّز سيجعل الحسابات الأميركية معقدة جداً ليس في سوريا وحدها بل في مجمل الشرق الأوسط. أما إيران فهي تُدرك أن أمامها الكثير من التحديات. فالاستنزاف العسكري والاقتصادي بات ثقيلاً. وربما يكون أكثر ثقلاً عام 2018 بانتظار معارك حاسمة في ريفَي حلب وحماة ودمشق، إضافة إلى معركة إدلب الصعبة وتأمين الحدود العراقية- السورية لفتح طريق طهران- بغداد- دمشق- بيروت. كما أن أمام طهران توازن صعب سنة 2018، وهو مواصلة تحصيل المكاسب لها وللنظام السوري من دون أن تدفع إسرائيل وأميركا إلى التحرّك ضدها.

أما الأكراد، قوة المعارضة السورية الوحيدة على الأرض التي أثبتت فاعلية. فبعد طرد "داعش"، تجد القوات التي يشكل الأكراد غالبيتها، نفسها في وضع حساس وخطر. فالاعتماد على الدعم الأميركي العسكري والسياسي وحده لن يكون كافياً للأكراد عام 2018، وهناك حاجة إلى توسيع دائرة الأصدقاء وتحقيق توازن أفضل للحلفاء. لقد شكر الأكراد روسيا نهاية 2017 على دعمها لهم في معارك دير الزور. هذا تحوّل لافت يعكس التوازن الصعب الذي يواجهه الأكراد. سيكون عام 2018 إذاً، استكمالاً للمشهد العام لسنة 2017، مع تغيير محتمل في بعض قواعد اللعبة. ففي سوريا، تحالفان متضادان بأهداف متضاربة، وهذا التنافس بينهما سيتواصل، لكنه قد يأخذ أشكالاً مختلفة وقد يفتح الباب أمام تسوية بنهاية العام المقبل، أو استمراراً للأزمة السياسية والإنسانية الخانقة. وتم استطلاع آراء أربعة خبراء في شؤون الشرق الأوسط وسوريا حول توقعاتهم لعام 2018، لمعرفة كيف يرون معارك الأشهر المقبلة ومصير جنيف واستراتيجية أميركا وروسيا وحلفائهما.

حسم المعارك المؤجلة

إذا كان 2017 عام تقليص نفوذ "داعش"، فإن 2018 سيكون عام حسم المعارك المؤجلة، من أجل استثمار المكاسب التي حققتها كل الأطراف عبر قتالها "داعش"، بدءاً من روسيا وإيران والحكومة السورية وتركيا، وانتهاءً بأميركا و"قوات سوريا الديموقراطية". وعلى رأس الجبهات الاستراتيجية والمعارك المؤجلة: معركة إدلب، واستكمال السيطرة على كامل محافظتي حلب وحماة، ومعركة آبار النفط والغاز في دير الزور. فسيطرة دمشق على دير الزور ستعيد عائدات آبار الغاز وحقول النفط إلى خزائن الدولة السورية، لكن إذا ما احتفظت بها المعارضة فإنها ستساعد على تعزيز موقفها التفاوضي.

أيضاً سيشهد الشرق السوري معركة تأمين المراكز الحدودية الرئيسة على طول الحدود العراقية- السورية لتأمين ممر برّي إيراني إلى البحر الأبيض المتوسط. وعلى رغم أن قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، أعلن فتح ممر بغداد- دمشق- بيروت، إلا أن هذا كان "إعلاناً رمزياً" وسيظل كذلك بانتظار تطهير المناطق الحدودية من "داعش" الذي ما زال عناصره ناشطين وخطِرين في المنطقة. ويوضح رئيس "مركز دراسات الشرق الأوسط" في جامعة أوكلاهوما الأميركية جوشوا لانديز، لـ "الحياة": "أعتقد أنه في 2018، ستبذل الحكومة السورية جهوداً مكثفة من أجل استعادة المناطق الاستراتيجية. فأميركا وحلفاؤها في قوات سوريا الديموقراطية يسيطرون على منطقة غرب الفرات، أي 25 في المئة من مساحة سوريا، مصدر نحو 50 في المئة من عائدات النفط والغاز السوري. أيضاً الحسكة وجوارها شرق سوريا، هما بمثابة سلة الحبوب السورية ومناطقها بيد أميركا و"سوريا الديموقراطية". وتعتقد أميركا أنها بسيطرتها على تلك المناطق الإستراتيجية تُمسك الأسد من عنقه. وبهذا يمكن أن تجبره على تنازلات سياسية. وبالتالي، فإن مصير تلك المناطق ومن يسيطر عليها سيكون حاسماً عام 2018". لكن معركة دير الزور ستتم بحذر بسبب أهميتها وحساسيتها. فلا أميركا والأكراد من ناحية، أو روسيا وإيران والحكومة السورية من ناحية أخرى، راغبين في مواجهة عسكرية مباشرة، أقله بسبب وجود تنظيمات معارضة متطرفة في مناطق أخرى حساسة وعلى رأسها محافظة إدلب. وإذا أمكن روسيا إيجاد نوع من "المواءمة" بين مصالح دمشق والأكراد والقبائل العربية في دير الزور، فإن المعركة "ستكون مؤجلة". وكما يقول الباحث السوري في "مركز الدراسات المستقبلية" في بيروت، محمد صالح الفتيح، لـ "الحياة": "إن التحرك العسكري في دير الزور لاستعادة مناطق النفط والغاز، يبدو مؤجلاً لأن القوات السورية التي شاركت في معارك دير الزور انتقلت حالياً إلى إدلب". ومع احتمالات عدم التحرّك عسكرياً لحسم التنافس على المناطق الغنية في دير الزور، سيكون الرهان على "الوقت". ويوضح الفتيح أن موسكو ودمشق قد تأملان بتغيير ولاءات زعماء القبائل العربية من المعسكر الأميركي- الكردي إلى المعسكر الروسي- السوري، على رغم أنه لا يتوقع هذا السيناريو في ضوء العلاقات المعقدة بين دمشق وقبائل شرق سورية في المناطق الحدودية مع العراق.

وإلى جانب تأمين المناطق الحدودية العراقية - السورية وضبط توازن القوى في دير الزور، يُتوقع أن تشهد محافظة إدلب تحركات عسكرية للقوات النظامية وتركيا.

ويوضح لانديز أن "القوات السورية وحلفاءها سيحاولون استعادة غالبية إدلب، لأن الطريق الرئيس من إدلب إلى دمشق يمرّ عبر مناطق تسيطر عليها المعارضة. اليوم، إذا أردت أن تتجه إلى إدلب عليك المرور بالصحراء. إنه طريق وعر، وهذا غير مناسب للنظام السوري الذي سيحاول تغيير الوضع باستعادة معظم ريف إدلب الغربي لفتح طريق دمشق- إدلب. أيضاً، سيحاول النظام تعزيز وضعه خاصة حول حلب، وسيحاول السيطرة على الطريق الأساس من حمص إلى حماة إلى إدلب من أجل فتح طريق المواصلات بين حلب وبقية سوريا. حالياً، حلب ما زالت معزولة عن غالبية سورية ومن الصعب انتقال البضائع والمواطنين منها وإليها بسبب تقطّع طرق المواصلات". لكن أي عملية عسكرية في إدلب لن تكون سهلة. فتركيا تخشى، في حال محاولة النظام السيطرة على إدلب بعملية عسكرية، أن يفر إليها عشرات آلاف المدنيين، بما في ذلك عناصر المعارضة المسلحة. وهذا خيار جيد لدمشق، لكنه خيار سيئ جداً لأنقرة التي نشرت مئات من عناصرها في إدلب لمراقبة التطوّرات وضبطها في المحافظة. ويقول الفتيح إن "العملية العسكرية انطلقت في إدلب فعلاً. إذ إن فصائل المعارضة تسيطر عليها وعلى أجزاء من محافظتَي حلب وحماة المجاورتين. دمشق تريد استعادة كامل حلب وحماة، وهذه المناطق ذات كثافة سكانية قليلة، وبالتالي من السهل التقدّم فيها، وهذا ما يفعله الجيش السوري. لكن البلدات المهمة، مثل جسر الشغور وخان شيخون، ما زالت بعيدة ووعرة وجبلية، والمعارك فيها ستكون صعبة لأنها كثيفة السكان". ويتابع إن "الفصائل في إدلب لديها تماس مع مدينة حلب. أعتقد أن لدينا 6 أشهر من عام 2018 عنوانها استعادة غرب حلب وجنوبها وشمال حماة. وفي صيف 2018 يمكن أن تنطلق معركة استعادة خاصرة إدلب الرخوة وهي عبارة عن سهول خالية من السكان، عبر تطويق مدينة إدلب وخان شيخون ومعرّة النعمان وجسر الشغور. لكن كل هذا سيكون بانتظار الموقف التركي". أحد ملامح 2018 سيكون أيضاً، كما يرى جوشوا لانديز، محاولة النظام السوري استعادة السيطرة على الحدود السورية - الأردنية وفتح الطريق الرئيس بين عمان ودمشق. فقبل الحرب الأهلية وعبر هذا الطريق، كانت مداخيله أكثر من بليون دولار أميركي سنوياً. ويتفق مستشار الشرق الأوسط السابق في إدارتي الرئيسين السابقين باراك أوباما وبيل كلينتون وكبير الباحثين في "مركز وودرو ويلسون" في واشنطن، آرون ديفيد ميلر، مع الباحث المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في "معهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى"، سيمون هندرسون، على أن 2018 سيكون عام مساعي إيران لتعزيز نفوذها ومكانتها في سوريا بعد الانخراط العسكري الكبير للحرس الثوري في جبهات المعارك سنة 2017. فالعام اختُتم بتصريحات لافتة لأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، أعلن فيها أن المستشارين العسكريين الإيرانيين سيبقون في سورية حتى القضاء التام على "آخر التنظيمات الإرهابية هناك"، ما يفتح الطريق أمام وجود إيراني طويل المدى. ويوضح ميلر إن "الأسد يعتمد على إيران أكثر من أي قوة خارجية أخرى. وستواصل إيران تدعيم نفوذها في سوريا وستلعب دوراً في ملامح المرحلة المقبلة أكثر من أي قوة أقليمية أخرى. بالنسبة إلى إسرائيل، ما يهمها هو منع إيران وحزب الله من بناء قاعدة قوية على حدودها، وهي ستمنع هذا كما فعلت طوال 2017"، في إشارة إلى تكرار القصف الجوي الأميركي والإسرائيلي على قوافل أسلحة لـ "حزب الله" في سوريا. ويرى هندرسون من ناحيته، أن الانخفاض المتوقع في مستوى الانخراط الروسي على الساحة السورية سيقابله ازدياد الانخراط الإيراني.

الخيارات الكردية

هناك تحولات في موازين القوى في سورية عام 2017. فمع وقوف أميركا مع الأكراد، وضعت تركيا ثقلها في المحور الروسي - الإيراني، وهذا أدى إلى تغيير دراماتيكي في موازين القوى في سوريا. ووفق لانديز، "ليس من الواضح تماماً ما الذي سيفعله الأميركيون في ما يتعلق بأكراد سورية. فهُم يقولون إنهم لن يغادروا سورية فوراً بعد هزيمة داعش، وسيساعدون الأكراد في تجربة إدارة ذاتية، وهذا جيّد للأكراد لكنه سيئ لسوريا، لأنه يعني أن أميركا ستكون في موقف مضاد لتركيا. وهذا سيدعم تحولات السياسة الخارجية التركية بدرجة 180 نحو المحور الروسي- الإيراني، لأن تركيا تقف ضد أي تحرك يدعم القومية الكردية. وفي اعتقادي أن العلاقات بين واشنطن وأنقرة ستتحوّل من سيئ إلى أسوأ. فمستشار الأمن القومي الأميركي هربرت ماكماستر قال قبل أيام، إن قطر وتركيا حليفتان للمتطرفين في سورية. وبهذا النوع من التصريحات، ستواصل تركيا الابتعاد عن أميركا، وسيكون من الصعب على البلدين إصلاح علاقتهما، فيما سيكون المستفيد الأكراد والأسد وإيران وروسيا. كل هذا يعني عاماً مضطرباً ملغوماً من الصعب أن تتحقق فيه إعادة الإعمار وعودة اللاجئين". ومع أن واشنطن طوال 2017 فضّلت الحليف الكردي على الحليف التركي في الساحة السورية بسبب حاجتها إلى قوات على الأرض لمواجهة "داعش"، قد لا يكون الأكراد هم تلك الورقة الرابحة عام 2018. ويقول الفتيح في هذا الصدد إن "التعامل مع قوات سورية الديموقراطية بلغ نقطته القصوى. فليس بإمكان قوات سوريا الديموقراطية فعل أكثر مما فعلته. فمن غير الممكن أن تُستخدَم مثلاً لقتال القوات الحكومية السورية أو القوات الروسية، وفي المقابل ليس بإمكان الولايات المتحدة دعم النصرة أو غيرها من التنظيمات ضد روسيا. لذلك، هناك حالياً مرحلة انتقالية تبحث بموجبه أميركا عن فصيل يمكن استخدامه ضد الحكومة السورية. لكن الأكراد أذكياء وسيرفضون هذا. فقد وصلوا جغرافياً إلى أقصى ما يمكن أن يتمدّدوا فيه. والانتشار على الأرض أكثر من ذلك مكلف جداً عسكرياً وسياسياً. كما أن هناك "شعرة معاوية" بين الأكراد وبين النظام السوري. الأكراد ليس من مصلحتهم فتح جبهة ضد القوات النظامية في منطقة جنوب نهر الفرات. ربما تحدث أحياناً اشتباكات محدودة في الحسكة أو القامشلي، لكن هذه المناطق تسير لمصلحة الأكراد الذين يتبعون سياسة القضم. وهذا النهج نجح حتى الآن في توسيع نفوذهم. وليس لدى الأكراد الأن مصلحة في فتح معركة أكبر. فقوة الأكراد ليست في عدد قواتهم على الأرض، لكن في التوازنات التي يحافظون عليها بين روسيا وأميركا. وأيضاً بين دمشق وطهران وأنقرة". ويوضح إن البديل المحتمل لأميركا على الأرض 2018 عوضاً من "قوات سوريا الديموقراطية" قد يكون "جيش سوريا الجديد" الذي شكلته أميركا عام 2014. فأميركا ما زالت تدعمه ورفعت عدده. وأخيراً، بدأت واشنطن عمليات تدريب له في شمال شرق سوريا بعدما كان وجود هذه القوات مقصوراً على منطقة التنف على الحدود الأردنية. "جيش سوريا الجديد"، إضافة إلى "مجلس دير الزور العسكري" (عدد قواتهما من 3 آلاف إلى 5 آلاف عنصر من قبائل دير الزور والبادية السورية) قد يلعب دوراً سنة 2018. لكن هذا رهان غير معلوم النتائج. إذ ليس هناك قوى محلية على الأرض في سوريا، بخلاف الأكراد، أثبتت نجاعة في القتال على الأرض.

عام جنيف أم سوتشي؟

لن يكون 2018 عام اختراق سياسي للأزمة السورية عبر مسار جنيف. هذا التقييم المتشائم تُجمع عليه غالبية المهتمين بالشأن السوري. وإن حدث أي اختراق، فمن المرجح أكثر أن يكون عبر مسارَي آستانة وسوتشي. فالتوجه الروسي- السوري - الإيراني هو إحلال مسار سوتشي محل جنيف. والحكومة السورية أعلنت مطلع كانون الأول إن الحل السياسي يبدأ بعد استعادة 100 في المئة من مساحة سورية، ما يعني أنه لن يكون هناك حل سياسي عبر جنيف 2018. ولم يحاول الأسد إخفاء تهميشه لجنيف بإعلانه أن مؤتمر سوتشي المنتظر عقده في شباط المقبل سيناقش سلّتَي الدستور والانتخابات، وهما أهم بندين في محادثات جنيف. ووفق ما يرى ميلر، "نحن اليوم لسنا أقرب إلى الحل مما كنا عليه العام الماضي. ليس هناك توافق بين النظام والمعارضة حول المرحلة الانتقالية ودور الأسد وإعادة الإعمار". ويتابع موضحاً إن "أميركا ليست أهم لاعب في سوريا، وقدرتُها على التأثير وتوجيه الأحداث محدودة. اللاعبون الأساسيون الآن هم إيران وروسيا والنظام السوري. وإلى حد ما الأتراك. هؤلاء هم من سيقرّر مستقبل سورية وليس واشنطن. عدم رغبة إدارة دونالد ترامب في الانخراط في الأزمة السورية أو الاستثمار عسكرياً أو سياسياً فيها، لن يتغيّر عام 2018. ترامب يرفض فكرة انخراط أميركا في بناء الأمم".

أما لانديز فيرى إن "مسار جنيف يُحتضَر فعلاً، والأسد لن يتحدث إلى المعارضة لأنه يرى أنه هزمها. وبالتالي، لن يشهد مسار جنيف أي اختراق عام 2018. النظام والولايات المتحدة لا يقفان على الصفحة ذاتها في ما يتعلق بالصراع. فكلما أصرّت المعارضة على مغادرة الأسد في المرحلة الانتقالية، تعنّت الأسد في المفاوضات. هو يعتبر نفسه المنتصر، ومن الممكن أن يتفاوض حول القضايا الثانوية، لكنه لن يتفاوض مع المعارضة حول مستقبل النظام. والبديل هو التركيز على سوتشي. وبالتالي، لا أتوقع أن يكون هناك حل سياسي تعرِض بمقتضاه الحكومة السورية دوراً للمعارضة".

احتضار جنيف بدا واضحاً مع مطالبة المبعوث الأممي للأزمة السورية ستيفان دي ميستورا في 19 كانون الأول من مجلس الأمن "تقديم أفكار" لصياغة دستور وتنظيم انتخابات في سوريا لإحياء المسار السياسي بعدما دخل طريقاً مسدوداً، معرباً بخاصة عن قلقه من ربط دمشق أي تحرّك سياسي باستعادة السيادة على كل الأراضي السورية. على رغم أن الجانب العسكري من الحرب في طريقه للتراجع، فإن المواجهة السياسية تبقى مشتعلة. وهذا يعني أنه سيكون من الصعب على الشركات والمنظمات الإنسانية والبنك الدولي والأمم المتحدة وصندوق النقد، إنفاق أموال في سوريا من أجل إعادة الإعمار، لأن أطراف الصراع لن يكون بينها توافق حول هذا.  ووفق لانديز "ستظل سوريا 2018 أرض معركة وساحة مواجهة سياسياً بين قوى إقليمية ودولية، ما يعني أنها ستظل فقيرة وضعيفة وممزقة".

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي: نحن مسؤولون في قول الحقيقة وممارسة العدالة والوقوف بوجه الظلم والاستبداد وانتهاك الحقوق

الأحد 24 كانون الأول 2017/وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان حنا علوان وعاد ابي كرم وامين سر البطريرك الأب بول مطر ولفيف من الكهنة، في حضور الرئيس أمين الجميل، الوزير السابق جان لوي قرداحي، مديرة المجلس العالمي لثورة الأرز المحامية ريجينا قنطرة، القنصل ايلي نصار، السيد باتريك الفخري، عائلة المرحومين عبده سعد وزوجته حنينة رزق وحشد من المؤمنين.

العظة

بعد الإنجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "ميلاد يسوع المسيح، ابن داود، ابن ابراهيم"،(متى 1: 1) ، قال فيها: "في هذا الأحدالسابق للميلاد، تتلو الكنيسة إنجيل نسب الرب يسوع إلى العائلة البشرية، بحيث يتحدر من سلالة ابراهيم وداود وصولا إلى يوسف رجل مريم. فيأتي ميلاده في اكتمال مسيرة الأجيال وملء الزمن. إنه المخلص الفادي الذي انتظرته الشعوب. ويبقى هو هو، بعد ميلاده، محط انتظار كل الأمم وكل إنسان. إننا نلتمس النعمة بأن نكون دائما في حالة بحث عنه وانتظار".

أضاف: "يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية. فإني أرحب بكم جميعا، وأتمنى لكم، ونحن على عتبة الميلاد، أن يتحقق في قلب كل واحد وواحدة منا ميلاد المسيح الرب، فنشهد لمحبته وسلامه ونور حقيقته: في الكنيسة والعائلة والمجتمع والدولة. وإني أحيي بنوع خاص أسرة المرحومين عبده سعد من رمحالا وزوجته حنينه رزق اللذين ودعناهما معهم الواحد تلو الآخر في غضون الشهر الماضي. فنعرب عن تعازينا مجددا لأبنائهما الثلاثة وابنتهما وعائلاتهم وسائر ذويهم الأحباء. ونحيي أيضا عائلة المرحوم غنيم نجيب الزغبي من الضبيه الذي ودعناه في أيلول الماضي موآسين زوجته السيدة زينه اسكندر زغيب، وأولاده الخمسة وعائلاتهم الحاضرين معنا. نذكر في قداسنا هذه الوجوه الثلاثة الذين بغيابهم يسدلون مسحة حزن على أفراح الأعياد. لكننا نؤمن بأنهم ينعمون في السماء بفرحة الأفراح ويشفعون بعائلاتهم".

وتابع: "عيد الميلاد دعوة للبحث الدائم عن المسيح، لكونه "الطريق والحق والحياة" (يو14: 6). فخارجا عنه ضياع وضلال وموت. إنه الطريق المؤدي إلى الحقيقة التي تعطي الحياة. هو دليلنا إليه. لقد أظهر ذاته لنا بتجسده لكي نجده، ونظل في بحث دائم عنه. في البحث عن المسيح نصلي صلاة المزمور: "وجهك يا رب ألتمس" (مز26: 8). إنه هو نفسه يعلم قلوبنا كيف وأين نفتش عنه؟ أين وكيف نجده؟ وليهتف إليه كل واحد وواحدة منا مع القديس انسلموس (+ 1109): "أنت إلهي، أنت معلمي، ولم أراك قط. أنت خلقتني ثم خلقتني ثانية، بالمعمودية والميرون، أوليتني خيوري كلها ولم أتعرف إليك بعد. صنعتني لكي أراك، ولم أحقق بعد غايتي. يا لتعاسة الإنسان، إذا أضاع ما خُلق لأجله".

أضاف: "عيد الميلاد دعوة لانتظار المسيح في سهر الحياة، كما يوصينا الرب نفسه: "إسهروا وصلوا (متى26: 41). لقد انتظرته الأجيال، قبل تجسده، من إبراهيم إلى داود. وهم يصلون صلاة المزمور: "ذابت نفسي شوقا إلى خلاصك" (مز118: 81). ما زلنا نحن، بعد تجسده، نتلو المزمور إياه، وننتظر تجليات نعمة المسيح فينا بالروح القدس. لقد ولد كلمة الله مرة واحدة بالجسد الذي أخذه من مريم البتول. لكنه بحبه للبشر يود أن يولد باستمرار بالروح في الذين يؤمنون به ويحبونه. إنه الإنسان الجديد الذي لبسناه بالمعمودية، ونحن مدعوون بنعمته إلى النمو بالفضائل الروحية والأخلاقية، وبالمزايا الإنسانية والاجتماعية (القديس مكسيموس المعترف (+ 622)، الشحيمة المارونية: زمن الميلاد، ص 604)".

وقال: "في مسيرة الأجيال يسوع هو ابن ابراهيم، أبي المؤمنين الذي كان له الوعد الإلهي بذرية كرمال البحر، عندما دعاه ليترك بيته وعشيرته وأرضه، ويذهب إلى مكان يريه إياه الله. في شخص يسوع تحقق الوعد إذ من موته وقيامته ولدت الكنيسة التي تدوم إلى الأبد، وهي ذرية المولودين من معمودية الماء والروح، ذرية مثل "رمال البحر"، لا تحصى عدا.

واسحق ابن ابراهيم الوحيد، الذي هم أبوه بتقدمته ذبيحة لله كما طلب منه، ثم أوقفه الله عن فعل ذلك بعد أن امتحن إيمانه وخضوعه له، هو رمز يسوع المسيح الذي جاد به الآب السماوي، وقدمه ذبيحة فداء عن الجنس البشري كله. ثم نجاه بقيامته من بين الأموات".

أضاف: "يسوع ابن داود ليس فقط بالمعنى البشري، بل بالمعنى المسيحاني. فداود هو أول من سمي "مسيح الرب"، أي المختار من الله والمكرس بالمسحة، الزيت المقدس، لبناء شعب الله وبناء المملكة التي ترمز إلى الكنيسة.لكنها دُمرت بالسبي، كما دمر آدم جنة عدن بالخطيئة. ومن حينه لم يتمكن اليهود من إعادة إعمار المملكة. فوعدهم الله على لسان الأنبياء بمسيح آخر نهائي، يرسي أسس مملكة تدوم إلى الأبد. فيسوع "ابن داود" هو الملك الأبدي الذي يحقق الخلاص بموته وقيامته، ويؤسس مملكته الأبدية، التي هي الكنيسة ويجعلها "أداة الخلاص الشامل".

وتابع: "إننا كمسيحيين ننتمي إلى الذرية الجديدة والمملكة الجديدة اللتين هما الكنيسة، وعبر عنها بطرس الرسول ومعه آباء المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني بالقول: "إن المؤمنين بالمسيح المولودين لا من الجسد بل من الماء والروح القدس (يو3: 5-6)، هم جيل مختار وكهنوت ملوكي، وأمة مقدسة، وشعب مقتنى. لم يكن شعبا، أما الآن فشعب الله (1بطرس 2: 9-10). إننا شعب: رأسه المسيح، وله كرامة أبناء الله وحريتهم وفيهم يسكن الروح القدس كما في هيكل. شعب شريعته الوصية الجديدة: أن نحب بعضنا بعضا كما أحبنا المسيح (يو13: 34)؛ وغايته بناء ملكوت الله على الأرض ليمتد إلى الأبد" (الدستور العقائدي "في الكنيسة"، 9). لهذا يدعونا القديس البابا لاون الكبير (+ 461): "أيها المسيحي، انتبه لعظمتك".

أضاف: "هويتنا المسيحية هذه لا تنفصل عن رسالتنا. لذا نحن مسؤولون في لبنان وهذا المشرق وحيثما كنا عن الرسالة الموكولة إلينا من المسيح الرب، وهي قول الحقيقة، وممارسة العدالة، وبناء جسور الأخوة والتعاون، وتوطيد السلام، والوقوف بوجه الظلم والاستبداد والاستضعاف وانتهاك الحقوق والاعتداء على الحياة البشرية وقدسيتها وكرامتها.

في هذه الأيام الميلادية، يتجه فكرنا وقلبنا إلى القدس المدينة التي قدسها المسيح المخلص والفادي الإلهي، بتجسده وإعلان إنجيله واجتراح معجزات محبته ورحمته، وبتأسيس الكنيسة وأسرار الخلاص، وبموته وقيامته وإرسال روحه القدوس لتقديس المؤمنين وهدايتهم. في هذا الوقت تطالب الأسرة الدولية والفلسطينيون والعرب والمسيحيون الرئيس الأميركي دونالد ترانب بالعودة عن قراره بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها. ما يعني إعلان تهويدها ونزع الصفة المسيحية والإسلامية عنها. وهذا قرار خطير يشعل الحرب من جديد في المدينة والأرض التي أعلن فيها ملائكة السماء، ليلة ميلاد المخلص: "السلام على الأرض لبني البشر".

وتابع: "لكن الجمعية العمومية للأمم المتحدة نددت بقرار الرئيس الأميركي، وطالبت بسحبه واعتباره كأنه لم يكن. غير أننا، نأسف لردة الفعل الأميركيةالمهددة بحجب المساعدات المالية عن منظمة الأمم المتحدة وعن الدول التي صوتت ضد القرار وفقا لصوت الضمير. وإننا نقول ان الحقيقة والعدالة وصوت الضمير لا يخضعون لعملية البيع والشراء، ولا يثمنون بمال. ومرةأخرى، تعادي أميركا بكل أسف الديمقراطية وحقوق الشعوب وإحلال السلام. نأمل ونصلي بأن يكون لأصحاب الإرادات الحسنة، في هذه الدولة الموصوفة "بالعظمى"، دور في المحافظة على "عظمتها" في قيمها وتفانيها لخدمة العدالة والسلام، ولتعزيز النمو في العالم".

وختم الراعي بالقول: "نسأل المسيح الرب، وتفصلنا اثنتا عشرة ساعة عن ذكرى ميلاده في منتصف الليل الحالك الظلمة، أن يشع بنوره على العقول والضمائر والقلوب، لكي نبدد كلنا الظلمات الروحية والمادية، الأخلاقية والإنسانية، السياسية والإقتصادية، المعيشية والأمنية المحدقة بنا. فنستطيع أن نعلن بفرح هذا النور المخلص: ولد المسيح، هللويا! للثالوث القدوس، الآب والإبن والروح القدس، كل مجد وتسبيح، الآن وإلى الأبد، آمين".

 

قاووق: حزب الله اليوم أمام مسؤولية جدية في نصرة القدس وفلسطين

الأحد 24 كانون الأول 2017 /وطنية - رأى عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق أن "السياسة السعودية تشكل اليوم عقبة أساسية أمام قوة العرب وتوحدهم في نصرة القدس وفلسطين، لا سيما وأن أشد ما يؤلم القدس أنه بإسم الحرمين الشريفين تنتهك الحرمات في اليمن، وتطعن القدس بقلبها وصدرها، وأن أشد ما يؤلم الأمة العربية والإسلامية، أن خنجر التطبيع السعودي مع إسرائيل هو الذي كان أشد إيلاما ونزفا في قضية القدس، وهو خنجر في كرامة وقدس الأمة". وقال قاووق في احتفال تأبيني في بلدة كونين الجنوبية: "بحثنا في العام 2017 عن الدولة التي كانت أشد وأكثر إجراما وتهديدا للانسانية، فإننا لن نجد إلا الذي فرض الحصار والمجاعة والمجازر على شعب اليمن، لا سيما وأننا نتحدث عن 15 مليون عربي مسلم مهددين بالمجاعة، وعن مليون مصاب بالكوليرا، وعن آلاف الأطفال الذين قتلوا بالمجازر نتيجة قصف الطائرات السعودية، وعليه فإن أشد معاناة وحصار وتجويع وأبشع عدوان على الإنسانية في العام 2017 هو العدوان السعودي المستمر على شعب اليمن بإسم الحرمين الشريفين والإسلام"، متسائلا "هل هذا هو إسلام محمد، وهل هذا هو إسلام الاعتدال والوسطية، وهل أن الإسلام يدعونا إلى التودد من ترامب وإسرائيل والتشدد على الفقراء والمستضعفين من شعب اليمن". ولفت إلى أن "الأمة اليوم ما عادت تراهن على الملوك والأمراء والقمم، وإنما على إرادات المقاومين وبنادقهم والوعد الصادق لسيده، ألا وهو سماحة السيد حسن نصر الله، لاسيما وأن اسرائيل تفتخر وتقول إن أضعف رد فعل على قرار ترامب كان رد بلاد الحرمين الشريفين، لأن المؤتمرات لا تغير شيئا من المعادلات، وإنما الذي يغير ويفرض معادلات جديدة على ساحة فلسطين، هي استراتيجية المقاومة، وعليه فإنه بعد الذي حصل من قرار ترامب وخذلان المجتمع الدولي لفلسطين، تأججت مشاعر المقاومة وروحها على امتداد الأمة، وباتت تجدد ولاءها وثقتها وأملها بالمقاومة". وشدد قاووق على أن "حزب الله اليوم أمام مسؤولية جدية في نصرة القدس وفلسطين والأمة وكرامتها وعزتها، وهو كما كان سيبقى في الموقع المتقدم لنصرة فلسطين"، مشيرا إلى أن "الأمة اليوم تنقسم إلى محورين، ألا وهما محور الخذلان لفلسطين، ومحور النصرة لها، وحزب الله سيبقى في الموقع المتقدم في هذا المحور، ولن نخذل كرامة وقدس الأمة وشعب فلسطين، ولن نقصر في أي مساعدة ومساندة ودعم، فالانتصارات التي حصلت في العراق وسوريا والقلمون، كلها أدت إلى تعزيز قدرات المقاومة على مواجهة الخطر الإسرائيلي".

 

الرياشي: المعزولون في كلام بعض 8 آذار هم المتمسكون بالاستقرار والشرعية

الأحد 24 كانون الأول 2017 /وطنية - غرد وزير الاعلام ملحم الرياشي عبر تويتر وقال: "قال بعض من 8 آذار، ان الصراع اليوم بين دعاة الاستقرار ومعزولين يريدون الحرب الأهلية. توصيف صحيح مع الفرق ان المعزولين في كلامه، هم أنفسهم المنفتحون على العالمين العربي والدولي والمتمسكون بالاستقرار والشرعية فقط". وفي تغريدة ثانية قال: "بينما دعاة الاستقرار في كلامه، هم أنفسهم من يكشفون لبنان على مخاطر عقوبات وحصار وناشطون خارج الشرعية".

 

الأحدب: أننتظر عفوا عاما من سلطة لا تستطيع حماية معتقليها ولا تعرف كيف تدير أزمات البلد ؟

الأحد 24 كانون الأول 2017 /وطنية - لفت رئيس لقاء الاعتدال المدني مصباح الاحدب خلال لقائه وفودا شعبية في مكتبه بطرابلس الى "إن فضائح السلطة التي تدعي تمثيل الشعب اللبناني باتت بالجملة، سيما تحويلها للبنان الديموقراطي إلى لبنان البوليس السياسي وكسر الاقلام الحرة، مرورا بفضائح المياه والكهرباء المتكررة، وانتهاء بفضائح الإعتداء على النزلاء في السجن وهم بحمايتها". ورأى "أن ما نسمعه اخيرا عن اعتداءات على نزلاء في السجون اللبنانية من قبل سجناء آخرين دليل على تقصير مباشر من وزارة الداخلية التي تقع على عاتقها مسؤولية حماية المساجين بغض النظر عن جرمهم ومنع التضارب والإقتتال بينهم" . وختم الأحدب: "انها فضيحة جديدة في سجل السلطة التي تدعي أنها تعمل على اصدار عفو عام بينما لا تستطيع تأمين حقوق السجناء في معتقلاتها التعسفية كما لا تستطيع ادارة الأزمات المتكررة في البلد".