المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 20 كانون الأول/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.december20.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ل أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تُلاَحِظُوا الَّذِينَ يَصْنَعُونَ الشِّقَاقَاتِ وَالْعَثَرَاتِ خِلاَفاً لِلتَّعْلِيمِ الَّذِي تَعَلَّمْتُمُوهُ وَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/اين هي صداقة مرسيال غانم والرئيس الحريري؟

الياس بجاني/على الحكم أن يفهم أن القوة هي في احترام القانون والحريات وليس بالقفز فوقهم

الياس بجاني/على الحكومة تقديم اثياتات ووثائق عدم مخالفة الدستور والقوانين وليس النائب الذي من واجبه التشكيك وطرح الأسئلة

الياس بجاني/لبنان والحرية صنوان وعصي على الإضطهاد والظلم...استفيقوا يا أهل الحكم

الياس بجاني/حزب الله ليس موكلاً من الله لتحديد من هو مع أو ضد الذات الإلهية

الياس بجاني/بغياب المحاسبة لا تغيير إلا للأسوأ في حال لبنان التعيس والبائس

 

عناوين الأخبار اللبنانية
بيان "تقدير موقف" رقم 104/ تعداد لأنجازات العهد العوني (السلبية) حتى آخر السنة

الى التظاهر والاعتصام في 21 الجاري رفضاً لنهج كم الأفواه ودفاعاً عن الحريات العامة والاعلامية وتمسكاً بالدستور

تنديد بـ «مسرحية مُهينة للقضاء والدولة والمؤسسات» وهبّة سياسية - إعلامية تَضامُناً مع مارسيل غانم

اصدر "التجمع اللبناني" البيان الآتي، في شأن ما تتعرض له الحريات من أخطار وتهديدات

كيف تترسخ الدكتاتورية/د.منى فياض

المحكمة العسكرية تستدعي المحامي نبيل الحلبي والسبب… سالم زهران

لقاء تضامني مع مارسيل غانم رفضاً لقمع الحريات

ريفي: للتكاتف في مواجهة المشروع الإيراني المدمِّر

مصادر “قواتية” لـ”السياسة”: لا لقاء بين جعجع والحريري

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلاثاء في 19/12/2017

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 19 كانون الأول 2017

مقاربة للخروج من عتمة الإستبداد الديني والعلماني !!!!

هل «تنجو» معادلة النأي بلبنان من تَعاظُم «العصْف» الإقليمي؟ وردّ ضمني من الحريري على الجبير: قانون الانتخاب نتاج اتفاقٍ بين غالبية القوى السياسية

تنديد بـ «مسرحية مُهينة للقضاء والدولة والمؤسسات» وهبّة سياسية - إعلامية تَضامُناً مع مارسيل غانم

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

مجلس الوزراء مدد لشركتي الخليوي واقر اعطاء ضباط 1994 سنة اقدمية من دون انعكاس مالي/الحريري: لا عودة الى الوراء في موضوع الانتخابات

سامي الجميل التقى رئيس البرلمان الفرنسي: لا إستقرار من دون سيادة وديموقراطية وحريات عامة

كنعان بعد اجتماع التكتل: خسرنا 4 سنوات بفعل المناكفات لنعود الى نتيجة انطلقنا منها نفطيا وهديتنا للبنانيين ضمان حقوقهم بالعمل لا الشعارات

كتلة المستقبل: إقرار مراسيم البترول فرصة واعدة للاقتصاد اللبناني

عبيد: تمنيت في اتصال هاتفي برئيس الجمهورية ان يمر بوصفه القاضي الاول مرور القادر الحليم في قضية غانم

حزب الله دعا إلى تصعيد الانتفاضة في وجه القرار الأميركي باستباحة القدس

التيار المستقل حذر من مخاطر قرار ترامب: لتلزيم التنقيب عن النفط والغاز بشفافية

جبران باسيل ... ما يطلبه المستمعون

أحمد العبدالله/لبنان الجديد العراق ما بعد داعش/طانيوس علي وهبي/لبنان الجديد

أزمة تعيين السفراء تهدّد العلاقات السعودية اللبنانية

الشرق الأوسط عام جديد لأزمات قديمة: العامل الاسرائيلي (الجزء 3)/خليل الحلو/موقع لبنان الرسالة

القضية أكبر من مارسيل غانم ... الهدف تركيع الإعلام

مشكل جديد بين بري وعون والسبب تجاوز بعبدا والسرايا لتوقيع وزارة المالية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

13 مليار دولار هي ثروة باسل الأسد في البنوك النمساوية

أطلقه الانقلابيون تجاه مناطق سكنية في مخالفة صريحة للقانون الدولي والإنساني والسعودية تعترض صاروخاً إيرانياً – حوثياً فوق الرياض وتدمره

ترامب: سوف نمنع إيران من الحصول على السلاح النووي وعزم دولي على تطويق طهران العاملة لإنشاء جيش المهدي العابر للحدود

65: إعلامياً قتلوا العام 2017 في العالم وإيران في قائمة أكبر خمس دول تسجن الصحافيين

السعودية ترحب بالموقف الأميركي بشأن تدخلات إيران في المنطقة

اتفاق إيراني أميركي تركي روسي لسحب قواتهم من العراق وسورية

خمسة قتلى و70 مصاباً خلال تظاهرة في إقليم كردستان ومواجهات بين البشمركة و"داعش" غرب أربيل

ماكرون: الأسد لايمثل سورية واتهاماته لنا بدعم الإرهاب “غير مقبولة” ومجلس الأمن مدد إدخال المساعدات لمناطق المعارضة

العاهل الأردني والبابا يبحثان في تبعات القرار الأميركي بشأن القدس

تعزيز القدرات العسكرية والاقتصادية يتقدم استراتيجية ترمب للأمن القومي صنفت الصين وروسيا ضمن التحديات وتوعّدت أنشطة النظام الإيراني والإرهابيين

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

قمعُ الحرّيات قبل الإنتخابات/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

معلومات وإحصاءات رسمية بلا رقيب/رياض طبارة/جريدة الجمهورية

الذين «سيأكلون» كتلة الحريري في 2018/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

ازمة المرسوم: مَن يتراجع/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

لجلسة الأخيرة وشكر للأجهزة الأمنية/الهام فريحة/الأنوار

إمطار القرار..بمزيد من الأشعار/مصطفى علوش/المستقبل

أردوغان والقدس: الطريق لا يمر من عفرين/خورشيد دلي/الحياة

حل الدولتين غير قابل للعيش/ رندة تقي الدين/الحياة

الدوحة وسياسة شراء السلاح/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

الفيل في بيروت/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

الأمن المصري على طريق متاهة الجنرال قاسم سليماني/حامد الكيلاني/العرب

صاروخ الرياض.. والإفلاس الحوثي/خيرالله خيرالله/العرب

السلطة والإدارة والتنمية/غسان الإمام/الشرق الأوسط

فلسطين «ورقة التوت» وانكشاف الأوهام/يوسف الديني/الشرق الأوسط

بين محور «الشر» ومحور «القر»/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

ساعة الحقيقة/حنا صالح/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون استقبل الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي: الوحدة مكنت لبنان من تجاوز الظروف الصعبة موغيريني: لقرارات تنفيذية تصدر عن مؤتمرات الدعم

رئيس الجمهورية للجنة المدارس الكاثوليكية: لحلول تجمع بين قدرة المدارس على الاستمرار وبين حقوق المعلمين وقدرات الاهل على الاقساط

الحريري امام زواره: الشراكة بين الجميع تقوم بالبلد

بري استقبل ابو فاعور موفدا من جنبلاط والفرزلي وابراهيم ومخزومي

سلام في بكركي برفقة المشنوق وجريج وقزي: نعتز بالقمة الروحية ومتمسكون بالقدس وحرية الاعلام واستقلال القضاء والعريضي قدم للراعي كتابه

الراعي عرض الاوضاع مع قائد اليونيفيل واستقبل زوارا

جعجع: لا نفهم أسباب عرقلة تعيين رئيس وأعضاء لمجلس إدارة تلفزيون لبنان

مريام سكاف: لبنان غني بمروحة واسعة من الاعلام الحر وجميعنا تحت سقف القانون

 

تفاصيل النشرة
أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تُلاَحِظُوا الَّذِينَ يَصْنَعُونَ الشِّقَاقَاتِ وَالْعَثَرَاتِ خِلاَفاً لِلتَّعْلِيمِ الَّذِي تَعَلَّمْتُمُوهُ وَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ

من رسالة القدس بولس الرسول لأهل رومة/16/من17حتى20/وَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تُلاَحِظُوا الَّذِينَ يَصْنَعُونَ الشِّقَاقَاتِ وَالْعَثَرَاتِ خِلاَفاً لِلتَّعْلِيمِ الَّذِي تَعَلَّمْتُمُوهُ وَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ. لأَنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ لاَ يَخْدِمُونَ رَبَّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحَ بَلْ بُطُونَهُمْ وَبِالْكَلاَمِ الطَّيِّبِ وَالأَقْوَالِ الْحَسَنَةِ يَخْدَعُونَ قُلُوبَ السُّلَمَاءِ. لأَنَّ طَاعَتَكُمْ ذَاعَتْ إِلَى الْجَمِيعِ فَأَفْرَحُ أَنَا بِكُمْ وَأُرِيدُ أَنْ تَكُونُوا حُكَمَاءَ لِلْخَيْرِ وَبُسَطَاءَ لِلشَّرِّ. وَإِلَهُ السَّلاَمِ سَيَسْحَقُ الشَّيْطَانَ تَحْتَ أَرْجُلِكُمْ سَرِيعاً. نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَكُمْ. آمِينَ.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

اين هي صداقة مرسيال غانم والرئيس الحريري؟

الياس بجاني/19 كانون الأول/17

 هل تغيير الحريري في التحالفات والأجندات السلطوية وصل إلى حد عدم قدرته أو رغبته رد الظلم والإفتراء والكيدية عن صديقه الحميم مرسال غانم. مجرد سؤال!!

https://www.facebook.com/elias.y.bejjani

 

على الحكم أن يفهم أن القوة هي في احترام القانون والحريات وليس بالقفز فوقهم

الياس بجاني/18 كانون الأول/17

الحاكم يتوهم القوة ويسعى ليكسر ارادة وتحدي مرسال غانم، وبالتالي تدجين المعارضين من خلاله لإسكاتهم وتخويفهم.. ولهذا جاءت مذكرة الإحضار بحق غانم اليوم.. هذا استغلال للسلطة وضرب للقضاء وانتهاك للحريات وليس قوة..فهموها قبل فوات الآوان...

https://www.facebook.com/elias.y.bejjani

 

على الحكومة تقديم اثياتات ووثائق عدم مخالفة الدستور والقوانين وليس النائب الذي من واجبه التشكيك وطرح الأسئلة

الياس بجاني/18 كانون الأول/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=61115

مهمة النائب الدستورية والقانونية والأخلاقية والأدبية وهو ممثل الشعب أن ينتقد ويوجه الإتهامات ويبدي الشكوك والتحفظات بكل ملف وعمل تقوم به الحكومة أو تنوي القيام به..

وواجب الحكومة في القاطع الآخر اعطاء النائب والشعب وبشفافية ما يثبت صدق أو عدم صدق ما شكك فيه وانتقده بتقديم الاثباتات والوثائق وليس العكس.

من هنا فإن ما يتعرض له النائب سامي الجميل من ترهيب قضائي والطلب منه تقديم اثباتات ووثائق تؤكد شكوكه وأسئلته بما يتعلق بملفات الكهرباء والبترول وغيرها من الملفات المثيرة للجدل هو تصرف غير قانوني ومستنكر وغير ديموقراطي ويعطل العمل النيابي..

وفي هذا السياق نُشِّرت اليوم على مختلف مواقع التواصل الإجتماعي اخبار وتقارير تؤكد أن شركة من شركات النفط الإيطالية التي رست عليها اعمال التنقيب عن البترول في لبنان هي شركة ملاحقة قضائياً في العديد من البلدان..

وبالتالي مطلوب من الحكومة وليس من النائب سامي الجميل تقديم اثباتات رسمية تنفي ما نشر أو الغاء عقد الشركة ومحاسبة كل رسمي ومسؤول ووزير سهل دخلوها السوق اللبناني البترولي.

 

لبنان والحرية صنوان وعصي على الإضطهاد والظلم...استفيقوا يا أهل الحكم

الياس بجاني/17 كانون الأول/17

في وطن الأرز وحتى في ظل احتلال حزب الله لن يكون بمقدور الحكم مهما ادعى القوة لا اخضاع سامي الجميل أو مرسال غانم أو فارس سعيد أو غيرهم من الأصوات المعارضة والحرة..استفيقوا وكفى أوهام وأحلام يقظة وخزعبلات

https://www.facebook.com/elias.y.bejjani

 

حزب الله ليس موكلاً من الله لتحديد من هو مع أو ضد الذات الإلهية

الياس بجاني/17 كانون الأول/17

الله لكل البشر  ولكل انسان يدخله إلأى قلبه وعقله وليس لدى حزب الله أو غيره تفويض رباني لحماية الذات الإلهية وتحديد من هو مع معها أو ضدها أوة من يتطازول عليها أو لا فليتوقف هذا المحتل الإيراني عن تخويف وإرهاب اللبنانيين وليتوقف القضاء عن قبول املاءات الحزب..

 

بغياب المحاسبة لا تغيير إلا للأسوأ في حال لبنان التعيس والبائس

الياس بجاني/16 كانوةن الأول/17

طالما أن السياسي في لبنان متفلت من المحاسبة مهما كانت زلاته وخطاياه وجرائمه ويجد من يؤلهه ويهوبر له لا أمل في أي تغيير لغير الأسوأ

 

تفاصيل لأخبار اللبنانية

بيان "تقدير موقف" رقم 104/ تعداد لأنجازات العهد العوني (السلبية) حتى آخر السنة

19 كانون الأول/2017

http://eliasbejjaninews.com/?p=61162

في السياسة

· يعدّد "تقدير موقف" إنجازات العهد العوني حتى آخر السنة!

· إنزلاق لبنان باتجاه دولة أمنية من خلال ممارسات وملاحقات قضائية ضد معارضين للعهد وضد صحافيين وإعلاميين، أبرزهم فارس سعيد، مارسيل غانم،احمد الأيوبي وغيرهم...

· تكريس مبدأ الجيشين خاصة بعد حرب الجرود!

· إنفلاش سرايا المقاومة في الحمرا والجاهلية والضاحية الجنوبية بأشكال مختلفة!

· إصدار قانون انتخابات يكرّس فوز "حزب الله" وحلفائه!

· نشوب أزمة علاقة بين لبنان ودول الخليج في مقدّمتها المملكة العربية السعودية!

· تكريس القبضة الايرانية على القرار الداخلي!

· إلتحاق لبنان بالفضاء الايراني في المنطقة (حرس ثوري، علي اكبر ولايتي...)..

· إنكماش اقتصادي !

· تكريس الولاء الطائفي والحزبي على حساب الكفاءة في التعيينات الأمنية والديبلوماسية والقضائية ...

· الإطاحة باتفاق الطائف من خلال تكريس المثالثة على حساب المناصفة والعيش المشترك!

تقديرنا

· هذا ونحن لا نزال في مرحلة الإعلانات، ولم ندخل بعد إلى "الفيلم"!

· نزولاً عند رغبة الجماهير الهادرة سيلتزم التقرير بفترة السماح لدولة الرئيس الحريري!

· ملاحظة واحدة اذا سمحت الجماهير:

دولة الرئيس غيابك في بعض المحطات مقلق، صحيح دولة الرئيس ما زلت شاباً!

 

الى التظاهر والاعتصام في 21 الجاري رفضاً لنهج كم الأفواه ودفاعاً عن الحريات العامة والاعلامية وتمسكاً بالدستور

19 كانون الأول/19

http://eliasbejjaninews.com/?p=61164

تداعى عدد من منظمات المجتمع المدني المهتمين بقضية الحريات والدفاع عنها، وذلك لتدارس التحرك ضد سياسة القمع وكم الأفواه التي تمارسها السلطة السياسية ضد الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي والإعلاميين والصحافيين وحتى السياسيين والنواب المعارضين.

إن السكوت عن الممارسات القمعية لوزارة العدل، كما السكوت على تسييس القضاء وتسخيره لأغراض الحاكمين، قد أدى إلى سلسلة من أعمال التوقيف والتحقيق والملاحقة القضائية لمجموعة من أصحاب الرأي المعارض.

إن ما يجري منذ فترة، إنما يرمي إلى إرهاب الناس وتخويفهم من ممارسة حقهم الدستوري في المعارضة الديموقراطية التي لايمكن أن يحكم البلد من دونها.

يدعو الجتمعون المنظمات السياسية والنقابية – العمالية، ومنظمات المجتمع المدني والاعلاميين والصحافيين ونقابات المحررين والصحافة والمحامين وسائر نقابات المهن الحرة والهيئات الإقتصادية، وجميع المهتمين بقضية الحريات إلى الاعتصام يوم الخميس الساعة 12 ظهرا أمام وزارة العدل من أجل الانتصار لقضية الحريات ورفض سياسة كمِّ الأفواه ودفاعاً عن الدستور.

 

تنديد بـ «مسرحية مُهينة للقضاء والدولة والمؤسسات» وهبّة سياسية - إعلامية تَضامُناً مع مارسيل غانم

بيروت الراي الأربعاء 20 كانون الأول 2017/تفاعلتْ في بيروت قضية إصدار مذكرة إحضار قضائية في حق الإعلامي الأشهر في لبنان مارسيل غانم على خلفية حلقة تلفزيونية (ضمن برنامج «كلام الناس» على شاشة LBCI تخلّلها هجوم من ضيف سعودي على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ومسؤولين آخرين اتُّهموا بأنهم «شركاء لحزب الله في الإرهاب». وغداة رفْض قاضي التحقيق الاول في جبل لبنان نقولا منصور تسلم الدفوع الشكلية التي قدّمها وكيل غانم النائب بطرس حرب وإصراره على حضور غانم (المدّعى عليه)، تحوّل المؤتمر الصحافي الذي عقده حرب في منزله بحضور حشد من الشخصيات السياسية والإعلامية هبّةَ دعْمٍ للحريات في لبنان و«صرخةً» رفْضٍ لما اعتُبر استحضاراً لـ «نظام أمني اعتقد اللبنانيون أنهم تخلّصوا منه»، ولمحاولات «التهويل على المعارضين السياسيين» و«بداية انزلاقٍ خطير لنظامنا الديموقراطي نحو الديكتاتورية والتعسف والقمع». وأعلن حرب انه تقدّم أمس «بطلب رد القاضي نقولا منصور وتعيين قاضٍ بديل عنه لمتابعته التحقيق في قضيتنا، كما قررت تقديم شكوى إلى التفتيش القضائي ضد القاضي منصور»، مضيفاً «لن نتنازل عن حق مارسيل غانم بتقديم دفوعه الشكلية قبل السير بالتحقيق واستجوابه»، ومعلناً في الوقت نفسه «وبصورة رسمية أن غانم مستعد للمثول أمام القضاء اليوم، أو أي يوم يعيّن له قاضي التحقيق موعداً له لمثوله، وأن تنفيذ مذكرة الإحضار بحقه وتوقيفه وإحضاره مخفوراً أمام قاضي التحقيق، لا يتجاوز المسرحية المهينة للقضاء والدولة والمؤسسات والأحرار».

 

اصدر "التجمع اللبناني" البيان الآتي، في شأن ما تتعرض له الحريات من أخطار وتهديدات

19 كانون الأول/17/"أيها الاصدقاء والرفاق في المنظمات السياسية والنقابية ومنظمات المجتمع المدني، ايها الاعلاميون والصحافيون، الى كل المهتمين بقضية الحريات والعاملين على صونها، تتعرض الحريات العامة وحرية التعبير وحرية العمل الصحافي لخطر داهم في الفترة الاخيرة لم يعرفه لبنان من قبل.

لقد استسهل اهل الحكم والمحاصصة، الاعتداء على الحريات والعاملين في الحقل الاعلامي والناشطين على صفحات التواصل الاحتماعي، في سياسة مدروسة لكم الافواه ووقف الاعتراضات على ممارسات المحاصصة ونهب البلد والسير بالوطن الى المجهول. ان ما يحدث اليوم يفوق في خطره ما كان يحدث في عهد الوصاية السورية لأنه من المفترض انه يصدر عن سلطة لبنانية تأخذ قراراتها بنفسها وليس من سلطة خارجية، تالياً هي مسؤولة عن قراراتها امام الشعب اللبناني اليوم وغداً. ان سكوتنا في الامس عن ممارسات قمعية من جانب وزارة العدل التي يفترض فيها ان تكون العين الساهرة على حسن سير العدالة في البلد، وان سكوتنا على تسييس القضاء واستخدامه لأغراض السياسيين قد ادى الى سلسلة من اعمال التوقيف والتحقيق والملاحقة القضائية لمجموعة من الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي والعاملين في الحقل السياسي والنيابي وللعديد من الصحافيين والاعلاميين، كان آخرها اصدار مذكرة إحضار في حق الاعلامي مارسيل غانم في مخالفة فاضحة للدستور والقوانين المعمول بها في البلد، التي يجري انتهاكها بطريقة منهجية واضحة من اجل ارهاب الناس وتخويفهم من ممارسة حقهم الشرعي في المعارضة الديموقراطية التي لا يمكن ان يحكم البلد من دونها. ان حرية التعبير وحرية الصحافة هما من ميزات لبنان الاستقلال وهما جزء من هويته التي يتمايز بها عن الآخرين ولا يمكن لبنان ان يبقى بدون هذه الحريات. ان "التجمع اللبناني" يجري اتصالات مشتركة مع العديد من القوى والتنظيمات الموجودة من اجل الاتفاق على تنظيم اعتصام امام وزارة العدل يوم الخميس المقبل في 21 كانون الاول انتصاراً لقضية الحريات والعاملين في الصحافة وانتصاراً لحقنا في معارضة سياسة قمع الحريات وسلطاتها. وقد استقر الرأي بين المتشاورين على عقد اجتماع تنسيقي في مقر رابطة الاساتذة المتقاعدين في الجامعة اللبنانية الساعة الخامسة من مساء غد الثلثاء 19 كانون الاول".

 

كيف تترسخ الدكتاتورية

د.منى فياض/19 كانون الأول/17

تكتب حنة ارندت: عندما يكذب عليك الجميع بشكل دائم، النتيجة لا تكون انك سوف تصدقهم، بل سوف لن تصدق احدا بعدها. والشعب الذي يكف عن تصديق اي شيء، لا يعود باستطاعته ان يكوّن رأياً. وبهذا لا يفقد فقط قدرته على الفعل، بل ايضا قدرته على التفكير والحكم على الاشياء. ومع هكذا شعب يمكنك ان تفعل أي شيء. وسبق لمانديللا ان قال العبيد فقط يطلبون الحرية، الاحرار يصنعونها

 

المحكمة العسكرية تستدعي المحامي نبيل الحلبي والسبب… سالم زهران

جنوبية/19 ديسمبر، 2017/كتب مدير مؤسسة لايف المحامي نبيل الحلبي عبر صفحته الخاصة فيسبوك: “المحكمة العسكرية تبلغني هاتفياً جلسة يوم الخميس القادم لسماعي في الإخبار المقدَّم من المخبر سالم زهران حول إتهامات نسبها لي #النظام_السوري في عاميّ 2011 و 2012 على خلفية نشاطي الحقوقي في سوريا . كما طلب المخبر المذكور التحقيق معي على خلفية عملية التبادل التي أدت الى الافراج عن العسكريين المخطوفين في الأول من كانون الأول 2015 .

التهمة : التواصل مع إسرائيل ومنظمة إرهابية . علماً إنّي ونقابة المحامين في بيروت قد اتخذنا صفة الادعاء الشخصي ضد المخبر بجرم القدح والذم والافتراءات الجنائية”.

 

لقاء تضامني مع مارسيل غانم رفضاً لقمع الحريات

بيروت – “السياسة” /19 كانون الأول/17/وسط تزايد التحذيرات من عودة النظام البوليسي الأمني، على غرار ما كان موجوداً في عهد الوصاية السورية على لبنان، عقد لقاء تضامني مع الإعلامي مارسيل غانم في دارة النائب بطرس حرب، أمس، تحدث فيه الرئيس أمين الجميل الذي قال “إن وجودي هنا للتعبير عن قلق عميق على مستقبل لبنان والحريات فيه وإذا فقدناها في لبنان فعلى الدنيا السلام”، مؤكداً أن “المطلوب التضامن الكامل مع غانم والتوقف عند معاني هذه الممارسات”. وحضر اللقاء النائب نديم الجميّل الذي اشار إلى أننا لم نشهد يوماً نوعاً من التهويل والتهديد كما اليوم، إضافة إلى عدد كبير من الصحافيين والسياسيين. أما النائب حرب وكيل غانم، فاعتبر أن القضية ليست قضية مارسيل غانم وجان فغالي، بل تتعداهما لتطال وجود نظامنا القائم على الحريات العامة. وقال “أخوض معركة استقلالية السلطة القضائية وعدم إخضاعها للسلطة السياسية”. وأوضح “أن ما نشهده من ممارسات سلطوية ضد المعارضين وملاحقات قضائية، يدعونا للتساؤل عن الخلفيات الحقيقية لهذه الملاحقات”. وقال “اكتشفنا أن آلية التبليغ كانت غير قانونية، لذلك قررنا تقديم مذكرة دفوع شكلية أحضرتها بالأمس (أول من أمس)، إلى الجلسة والقانون يسمح للوكيل تقديم الدفوع الشكلية”. وأضاف “حاولت إقناع قاضي التحقيق أنه على خطأ، لكنه رفض الإصغاء وامتنع عن تدوين حضوري وتدوين رفضه استلام المذكرة وهو ما يخالف الأصول”. وأشار إلى أن “ما حدث دفعني إلى الاقتناع، بأن الجلسة كانت معدة مسبقاً”، معتبراً “أن السلطة السياسية لم تتوان عن التحريض على غانم”. وقال “قررت تقديم طلب تبديل القاضي وتعيين بديل منه”. أما الإعلامي غانم، فاعتبر أن ما يحصل يشرفه ويشرف الجمهورية، في حين استنكر مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية “سكايز”، إصدار القضاء اللبناني مذكرة إحضار قضائية بحق الإعلامي مارسيل غانم، محذراً من سياسة كم الأفواه وقمع حرية الرأي والتعبير وتدجين الإعلام. كما استنكرت مفوضية الإعلام في “الحزب التقدمي الاشتراكي” ملاحقة غانم والأسلوب المتبع في قضيته، شاجبة سياسة كم الأفواه وتقييد الحريات.

 

ريفي: للتكاتف في مواجهة المشروع الإيراني المدمِّر

جنوبية/19 ديسمبر، 2017 /غرّد اللواء أشرف ريفي عبر صفحته الخاصة تويتر معلقاً على الصاروخ الباليستي الحوثي الذي استهدف المملكة العربية السعودية، فكتب: “الصاروخ الحوثي الإيراني الذي استهدف #الرياض إنتهاكٌ جديد ومُدان للأمن السعودي والعربي وللقرارات الدولية. العرب مدعوون للتكاتف في مواجهة المشروع الإيراني المدمِّر ، ول #السعودية الحق بالرد على هذا الإعتداء بكل الوسائل. حمى الله المملكة قيادةً وشعباً”.

 

مصادر “قواتية” لـ”السياسة”: لا لقاء بين جعجع والحريري

بيروت – “السياسة” /19 كانون الأول/17/أكدت مصادر رفيعة في حزب “القوات اللبنانية” لـ”السياسة”، أن ما قاله رئيس الحكومة سعد الحريري عن أن العلاقة مع “القوات” جيدة، وضع حداً للسجال الإعلامي السياسي في هذا الموضوع. وقالت المصادر إن هذا الكلام لا يعني بطبيعة الحال أن الأمور عادت إلى ما كانت عليه، لكن كلام الحريري برأيها كان كافياً لإعادة قنوات التواصل مع “المستقبل”، رغم أنه لا يمكن القول على مستوى “القوات” أنه تم تجاوز الأزمة، باعتبار أن العلاقة لا زالت باردة، ما يستدعي إعطاء توضيحات من “المستقبل” بشأن الحملة التي سيقت ضد “القوات” زوراً في هذا السياق. وأشارت إلى أن “معراب” تركت لقنوات التواصل والاتصال مداها من أجل وضع الأمور في نصابها، معربة عن اعتقادها أن لا لقاء مرتقباً بين رئيس حزب “القوات” سمير جعجع والحريري. وشددت على أن “القوات” تتعاطى باهتمام كبير مع موضوع الانتخابات النيابية، كاشفة أن هناك ترشيحاً جديداً مطلع العام 2018، إضافة إلى مزيد من الترشيحات الأخرى، حيث يعمل “القواتيون” كـ”خلية نحل” في “معراب”، باعتبار الاستحقاق النيابي هو الأساس، لأننا نعول على الانتخابات بشكلٍ كبير من أجل إحداث التغيير المنشود. وأشارت إلى أنه ليس هناك شيء واضح على مستوى التحالفات الانتخابية بالنسبة إلى كل القوى السياسية التي لا زالت في طور تحضير ترشيحات وماكينتها الانتخابية، بانتظار تبلور المشهد الوطني السياسي، ما يعني أنه لا يمكن الحديث عن تحالفات قبل آذار أو نيسان المقبلين. إلى ذلك، استغرب جعجع عدم إدراج بند تعيين رئيس ومجلس إدارة جديد لـ”تلفزيون لبنان”، على جدول أعمال مجلس الوزراء منذ نحو ستة أشهر حتى الآن. وقال “لا يمكن للمرء أن يفهم أسباب عرقلة تعيين رئيس وأعضاء لمجلس إدارة “تلفزيون لبنان” بعد آلية من هذا النوع واضحة وشفافة وقانونية ونزيهة، إلا إذا كان المطلوب عكس ذلك”، مؤكداً أن “المطلوب إدراج هذا البند في أسرع وقت ممكن على جدول أعمال مجلس الوزراء لأن تلفزيون لبنان يحتضر”.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلاثاء في 19/12/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

موغريني تميز الحركة السياسية في بيروت. أولا للبحث في موضوع القدس. وثانيا للإطلاع على الوضع في لبنان. وثالثا لتأكيد الشراكة اللبنانية-الاوروبية.

الشراكة ايضا بين اللبنانيين محور تأكيد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الذي قال: إن قوى الرابع عشر من آذار جربت وكذلك قوى الثامن من آذار، لكن أيا من الفريقين لم يفلح ولذا فإن الشراكة تحقق النهوض بالبلد.

موغيريني تحادثت مع رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي ووزير الخارجية وحطت في بيت الوسط في محادثات وعشاء بينهما مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الحريري.

وفي الشأن المحلي جلسة أخيرة لمجلس الوزراء هذه السنة برز فيها تأليف لجنة وزارية لدرس ملف معالجة النفايات. وفي الجلسة اثير موضوع تقديم أوراق السفير اللبناني في الرياض والسعودي في لبنان والتأخير الحاصل، وأخذ الرئيس الحريري على عاتقه حل هذا الموضوع.

وفي الشأن الخارجي برز قصف صاروخي يمني بعيد المدى للرياض تصدت له منصة باتريوت. وقال الحوثيون إنهم استهدفوا قصر اليمامة في العاصمة السعودية بينما كان اجتماع يعقد، غير ان بيانا للتحالف أكد إسقاط الصاروخ البالستي الإيراني الصنع.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

تحرك اللواء عباس ابراهيم في اتجاه عين التينة. فبادر الوزير علي حسن خليل لطلب الكلام في مسألة إعطاء الأقدمية المستحقة لضباط الجيش اللبناني من دورة العام 1994.

طرح الموضوع من كل جوانبه. الميثاقية منها والدستورية والقانونية والإدارية وسواها. أعرب كل معني عن اعتباراته وربما هواجسه. قبل أن يتصارح الطرفان على بساط حريري: قال الأول ما معناه: "إننا لا نقارب الموضوع بخلفية مذهبية إطلاقا. ففي النهاية وزارة المال ليست شيعية". ورد الطرف الثاني، بما معناه أيضا: ولا نحن نطرح المسألة بخلفية طائفية، لأن مؤسسة الجيش أنزه من أي بعد كهذا، ولا يمكن ولا يعقل أن تقاس قضاياها بحسابات طائفية مذهبية. ارتاح طرف إلى أن لا استهداف له. وارتاح طرف ثان إلى أن لا استخفاف بحقوق الذين ضحوا وعانوا وظلموا. فانتهت المسألة إلى اتفاق على ضرورة الاتفاق. كيف؟ تبقى التفاصيل رهنا بأهل الإتفاق والوفاق، حيث لا إنفاق ولا نفاق.

المهم أن هلالي تلك الأزمة المفتعلة قد أقفلا. ليعود البحث إلى الاستحقاقات الأساسية التي يعمل عليها الأفرقاء الحكوميون كافة، وسط تحديات واستحقاقات وتطورات، وخصوصا تحت مجهر أكثر من مرجع دولي وأممي...

فبين الزيارات الدولية المتكررة إلى بيروت، وأجندة الأسئلة المستطرقة، من نأي بالنفس واستراتيجية دفاعية ونازحين مدعومين ولا عودة. وبين الصاروخ الحوثي على الرياض بنتائجه السلبية، أيا كان مصيره ودقته وإصابته. بين كل هذه، يبدو لبنان أمام تحديات، لا يمكن التلهي عنها بجدل بيزنطي، حول حق عسكري...

يكفي أن حقوقا أخرى تبدو مستعصية، نتيجة تعقيدات كثيرة، منها حق الطالب في تعليم إلزامي مجاني، وحق المعلم في أجر عادل... أزمة زيادات رواتب المعلمين وأقساط الأهل ومصير مدارسنا، كانت اليوم على موعد مع تطورات حاسمة.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

دفعت عهد التميمي الثمن عن كل العرب صبية فلسطين "بجدايلها" الشقر وقفت في وجه عدوها كما لم يقف عربي في وجه قرار سرقة القدس فاعتقلت ولحقت بها والدتها التي كانت تبحث عنها هي العهد الذي نسيه عربان هذا الزمان شرطا للبقاء في عهودهم وعروشهم هي عهد التميمي بنت النبي صالح في الضفة والمقاومة التي بلغت سن الرشد باكرا فأصبحت في سن السادسة عشرة أكثر النساء والخلفاء الراشيدين.

وفيما تبلغ فلسطين مرتبة الغياب العربي انهمك الخليج بصاروخ بالستي قال الحوثيون إنهم أطلقوه باتجاه قصر اليمامة في الرياض عربون ألف يوم من الحرب السعودية على اليمن لكن ما يعادل القبة الحديدية في المملكة تمكن من اعتراض الصاروخ وتدميره وبدا أن الحوثيين والسعوديين قد بدأوا مرحلة جديدة من الحوار على متن الصواريخ وغالبا ما ترمز مثل هذه الحوارات النارية إلى طاولات حوار لتبدأ لغة الحل.

على البالسيتي الوطني فإن الصواريخ تتخذ رؤوسا متعددة منها المباشر ومنها العابر للطوائف وبمفعول رجعي فدورة ترقية الضباط للعام أربعة وتسعين سعرت جدالا من فوق القصور بين الرئيسين ميشال عون ونبيه بري وانتقل الجدل الى طاولة مجلس الوزراء في حرب دارت "بالمنجنيق "بين وزيري الرئيسين: الدفاع يعقوب الصراف والمال علي حسن خليل.

أما الحرب على جبهة القضاء والإعلام فقد لجأ وكيل الدفاع النائب بطرس حرب الى سحب أولى أوراق المد والجزر مع القضاء في قضية الزميل مارسيل غانم طالبا تنحية القاضي معلنا عن تحركات سياسية وإعلامية على حد سواء. حرب على جبهة القضاء والإعلام وسلام على ضفة رئيس الحكومة سعد الحريري الذي عثر اليوم على النسخة الأصلية من لعنة "هلا بالخميس" وأصدر البومه الأول مع صاحب الأغنية التي سبق أن قادته إلى خميس الأسرار السعودي. فهل أعلن الحريري النصر على محتجزيه؟

وفي ايام ما بعد النصر على "داعش" في العراق، تلقت الحركة الانفصالية الكردية ضربة جديدة قاسية، لكن هذه المرة من داخل البيت الكردي نفسه حيث انتفض الالاف على حكومة الإقليم التي أعدت للاستفتاء، ونزلوا إلى شوارع مدن الإقليم لا سيما في السليمانية، مطالبين برحيلها ومناشدين رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي والبرلمان العراقي المركزي التدخل لحل الازمة المعيشية الخانقة في الإقليم بعد وقف الرواتب على الموظفين وعناصر البشمركة. ومن شأن تحرك كهذا أن يعيد بغداد إلى كردستان ويعيد كردستان الى العراق كجسد واحد لا يتجزأ، ويؤكد أن خيار الوحدة والتعايش ورفض الانعزال والتعصب لا يزال هو الاقوى في هذا البلد الذي شهد الويلات.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

الحكومة أنهت آخر جلساتها هذه السنة والنفايات على طاولتها، في بند كان مرجأ من جلسة الخميس الماضي، ونقل إلى جلسة اليوم... والحكومة تبدأ أولى جلساتها في السنة الجديدة، والنفايات على طاولتها... هكذا نهاية السنة نفايات، وبداية السنة نفايات...

وبين البداية والنهاية تجاوزات لحدود السلطة من خلال تدخل السلطة التنفيذية في عمل السلطة القضائية، إما "بالمونة" وإما بالإيحاء وإما بالتعليمات، وأعمى هو من لا يرى هذه الثلاثية التي تجمعت لتطويع الزميل مارسيل غانم من خلال حدين:

الحد الأقصى توقيف برنامجه "كلام الناس" والحد الأدنى تدجينه إو تطويعه أو ضبطه أو إنضباطه أو كل ما تحتويه اللغة العربية من مفردات مشابهة...

لكن برنامج "كلام الناس" بلغ سن الرشد، واقترب من عمر الربع قرن، والزميل مارسيل غانم يعرف مسار الحرية ونصوص القانون، فهو حقوقي قبل أن يكون إعلاميا، يعرف واجباته معرفة جيدة ويعرف حقوقه معرفة أكيدة، وإلا كيف استطاع ان يصمد في وجه حكام وأوصياء استبدلوا القوانين بالوصايا وحاولوا تقديم ثقافة التعليمات على ثقافة المعلومات...

عبر "كلام الناس" ثلاثة عهود، وخرج منها مثقلا بالمواجهات، وها هو اليوم يعبر العهد الرابع، والمواجهة معه بدأت باكرا، وللأمانة فإن هذه المواجهة ليست مع سيد العهد بل مع محيطين به، منهم مقربون، ومنهم يؤدون فروض الطاعة والطواعية ليمنحوا رتبة القريب والموثوق...

هنا نوجه كلاما لهؤلاء، كلاما واضحا ومباشرا ويحتاج إلى آذان لتسمعه وعقول لتفهمه: الـ "ال بي سي آي" حدها الحرية والقانون، وهذان الحدان متلازمان ومتكاملان بالنسبة إليها، فلا حرية من دون قانون لأنها تصبح فلتانا، ولا قانون من دون حرية لأننا نصبح في عصور "محاكم التفتيش" أو في "نورنبرغ" وليس في بيرو...

نحن في بيروت "أم الشرائع" ويفترض بحاملي سيف العدل أن يتذكروا دائما بيروت وأن يعتبروا أن "محاكم التفتيش" ونورنبرغ هي من العهود السابقة، فإذا كانوا يحنون إلى تلك العهود فإن لديهم مشكلة في مقاربة العدالة، وكرة الثلج التي بدأت اليوم من منزل الشيخ بطرس حرب يمكن ان تتحول قريبا إلى "كرة نار"...

إنها "انتفاضة الحرية" في وجه الإحضار والإستدعاء، لأن ما حصل مع الزميل مارسيل غانم قد يحدث غدا مع غيره من الإعلاميين الأحرار، فإما وقفة واحدة وإما على الإعلام السلام... وكما حدا المؤسسة الحرية والقانون، هكذا الزميل مارسيل غانم وبرنامجه كلام الناس، وهما صنوان...

قبل فوات الأوان، نرفع الصوت إلى سيد العهد أن يبعد الذين يحاولون بناء جدار عازل بينه وبين الإعلام والإعلاميين ليكونوا هم المعبر الإلزامي بينه وبينهم... فخامة الرئيس، كما جعلته، عن حق، "بيت الشعب"، بإمكانك أن تجعله "بيت الإعلام والإعلاميين" فتزيل بإشارة من يدك هذه المسافة التي يضعها قريبون ومقربون ووزراء ومستشارون بين القصر والإعلام.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

صاحب مقولة "جيشك على حق حتى لو كان ظالم" ثابت على موقفه قولا وفعلا، ولأنه لا يريد للمؤسسة العسكرية ان تظلم ولا للقانون ان يخالف وقف الرئيس نبيه بري سدا منيعا امام تسرب مرسوم يضرب الميثاق ويشكل جريمة بحق جيش كان وما زال رئيس المجلس حريصا على حمايته بأشفار العيون.

التغاضي عن خطأ وقع في الماضي لا يعني القبول بتكرار الخطأ مجددا، بل يجب التراجع عنه لمصلحة الجيش، لان ما بني على باطل هو باطل، بعدما طلب التريث في نشر المرسوم بالامس كان الرئيس سعد الحريري يدخل في فترة صمت خلال نقاش ازمة المرسوم على طاولة مجلس الوزراء، وهو نقاش لم يخل من توتر بين وزيري الدفاع والمال بعدما اعتبر الاول ان ليس بالضرورة ان يحتاج كل مرسوم تترتب عليه اعباء توقيع الوزير علي حسن خليل الذي ضرب يده على الطاولة معتبرا ان كلام الصراف انقلاب على الدستور ومخالفة لكل الاعراف القانونية والدستورية، ودعا خليل وزير الدفاع الى سحب كلامه بشكل لا لبس فيه وتسجيل ذلك في المحضر، ولم ينته الوضع المتوتر الا برفع الحريري الجلسة، ولكي لا تدخل القصة في دوخة متاهات وحفلة مزايدات من قبل بعض المستشارين لا بد من ابعاد المؤسسة العسكرية عن اية تجاذبات مهما كان شكلها، لان ذلك من مصلحة الجميع.

اقليميا، قفز الى الواجهة اعلان حركة انصار الله اليمنية اطلاق صاروخ باليستي على قصر اليمامة جنوب العاصمة السعودية ومسارعة التحالف للاعلان في المقابل عن اعتراضه وتدميره فوق الرياض، علما ان صاروخا مماثلا كان قد استهدف قاعدة الملك خالد في العصامة السعودية في الرابع من الشهر الماضي.

فلسطينيا برز اتجاه للتحول نحو الجمعية العامة للامم المتحدة بعد تطوع الولايات المتحدة لخدمة اسرائيل من خلال استخدامها الفيتو الثالث والاربعين لاسقاط مشروع عربي يرفض قرار تهويد القدس، هذا التصرف الاميركي اظهر عزلة واشنطن في مجلس الامن، حيث حظي المشروع بدعم الدول الاعضاء الاربع عشرة الاخرى.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

ما بعد الالف يوم من الصمود ليس كما قبله، معادلة جديدة للقوة الصاروخية اليمنية، وصل البركان الى الرياض. لم يستطع قاطنو قصر اليمامة ولا اولياء امرهم ولا منظومات حمايتهم من منع بلوغه عاصمة المملكة حاملا الف الف رسالة بأن العدوان لم يوهن عزائم اهل اليمن المتسلحين بصمود اسطوري وايمان قوي.

الرياض وابوظبي مقابل صنعاء، يؤكد قائد انصار الله السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، قصر اليمامة مقابل قصور صنعاء داعيا الجميع في المنطقة لمراجعة مواقفهم بعد التواطؤ السعودي الاخير على القدس وفلسطين.

فلسطين التي تواصل لليوم الثالث عشر على التوالي التصدي لقرار ترامب المشؤوم بمحاولة سلب روحها عن جسدها، تلك الروح المقاومة التي فشل المحتل في سلبها لعهد التميمي الفتاة الفلسطينية التي كانت الصفعات للجنود الصهاينة في اخر فصول المواجهة مع المحتل، تلك الروح السامية التي تسلح بها ابراهيم ابو ثريا وهو على كرسيه المتحرك في معركته الاخيرة.

وفي جلستها الاخيرة لهذا العام الحكومة اللبنانية تنهي جدول اعمال مؤلف من 67 بندا من دون الحسم في ملفات حساسة، النفايات اجلت الى العام 2018 لناحية توسعة مكبي الكوستا برافا وبرج حمود، فيما يهدد اضراب موظفي المؤسسات العامة الذين يناشدون الحكوم رفع الغبن عنهم يهدد بشل مؤسسات الدولة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

دار الخلاف السياسي بين الرئيس عون والرئيس بري دورته بفعل الدوار الذي احدثته دورة ضباط عون فأعاد العلاقة بين الرجلين الى توترها السابق للرابع من تشرين موعد استقالة الرئيس الحريري، فالتوافق الذي ساد بين التيارين اثر الاستقالة وتعزز في موقفهما الموحد الرافض لاعتراف ترامب بالقدس عاصمة لاسرائيل يشير الى ان التيارين لا يتفقان الا على القضايا الخارجية الكبرى فقط، وتكبر بينهما عند كل مفترق في الداخل، هذا الواقع اعاد تشغيل اطفائيات حزب الله لتبريد خط التماس الذي التهب مجددا بين بعبدا وعين التينة، مجلس الوزراء الاخير هذا العام شكل رجع الصدى الاقوى للهزة العونية البرية.

بالفعل، فإن جلسة مجلس الوزراء شهدت سجالا بين وزيري المال والدفاع على خلفية اعطاء السنة الاقدمية لضباط دورة عون وذلك على خلفية ضرورة توقيع وزير المالية المرسوم من عدمها فرحلت القضية الى التسوية في الكواليس، مشروع توسعة مطمري الكوستا برافا وبرج حمود احيل هو الاخر الى لجنة وزارية تعطي رأيها فيه مطلع العام الجديد.

مطلبيا ابلغ الرئيس الحريري من يعنيهم الامر بأن لا قرش اضافيا سيزاد الى سلسلة الرواتب لعدم توفر الموارد، في المحصلة لم يبق امام الرئيس الحريري المطوق بخلافات مكونات حكومته سوى التذكير بالانجازات التي تحققت بالوفاق وفي مقدمها النأي بالنفس محيلا المختلفين الى الانتخابات النيابية موحيا بأنها الحلبة الفضلى لتصفية الحسابات والخصوم.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

أنهى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري العام الحكومي بإعلان فخره بالعمل مع مجلس وزراء وضع نفسه في خدمة لبنان واللبنانيين واتخذ قرارات مهمة، أبرزها القرار التاريخي بالنأي بالنفس عن مشاكل المنطقة؛ ومراسيم النفط ووعد الحريري أن يكون العام 2018؛ عام إجراء الانتخابات النيابية وفق المواعيد التي حددتها وزارة الداخلية والبلديات.

لكن المؤلم، أن ينتهي العام والحريات الإعلامية في خطر، كما وصفها النائب بطرس حرب، بوكالته عن الإعلامي مارسيل غانم، الذي صدر بحقه قرار قضائي بجلبه مخفورا. واستشهد حرب بإعلان الرئيس الحريري أنه سيبق البحصة مع مارسيل؛ يوم صدور قرار باستجوابه، ورأى فيه رسالة واضحة بالتضامن مع موكله.

ديبلوماسيا؛ تجتمع الممثلة العليا للسياسة الخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي فديريكا موغريني؛ في هذه الاثناء مع رئيس مجلس الوزراء في بيت الوسط ومن المقرر ان يعقدا بعد قليل مؤتمرا صحفيا سننقل وقائعه مباشرة على الهواء بعدما كانت التقت برئيسي الجمهورية والمجلس النيابي ووزير الخارجية.

أما المؤلم إقليميا، فهو تمادي الميليشيات الحوثية في استهداف أمن المملكة العربية السعودية، من خلال إطلاقها صاروخا باليستيا استهدف الاحياء السكنية في الرياض، اعترضته قوات الدفاع الجوي للتحالف العربي.

الرئيس الحريري، ادان هذا الاعتداء وقال: “إن تكرار استهداف الأراضي السعودية بالاعتداءات الصاروخية من الأراضي اليمنية، لا يهدد أمن المملكة وسلامة شعبها فحسب، وإنما يعرض المنطقة لمخاطر جسيمة؛ ويفاقم حالات الانقسام والنزاع القائمة”.

وأضاف: “إننا إذ ندين بشدة مثل هذه الاعتداءات، نشدد على وجوب الإقلاع عن هذه الأساليب العدوانية والابتعاد عن سياسات تأجيج الصراعات وسلوك طريق الحوار؛ لحل المشكلات المستعصية”.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 19 كانون الأول 2017

النهار

انشغلت أوساط في تفسير عدم استقبال العلويّين في جبل محسن الوزير جبران باسيل واشارتهم الى أنّهم يفضّلون النائب سليمان فرنجيه.

لا تزال أطراف عدّة تشكّك بإجراء الانتخابات في موعدها رغم تحديد تاريخ اجرائها وانطلاق هيئة الاشراف عليها.

ينفي مصدر أمني وجود معلومات عن التحضير لعمليات أمنيّة في لبنان زمن الأعياد ويقول إن الخطّة الأمنيّة واجبة والاحتياط ضروري.

تتناقض المعلومات حول لقاء مرتقب بين الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع لاعادة تصويب العلاقة بين "المستقبل" و"القوات".

الجمهورية

تساءلت أوساط إقتصادية لماذا يجري تجاهُل المجلس الإقتصادي والإجتماعي ويتمّ توقيع عقد مع شركة ماكينزي لوضع خطة إقتصادية للبلد من دون معرفة كلفتها حتى الآن.

ما زالت محاولات حزب للتقرُّب من حليف سابق له تبوء بالفشل بسبب التباعُد الذي حصل في الفترة الماضية وحسابات هذا الحليف الإنتخابية.

يثير إنسحاب مستثمرين خليجيّين من المساهمة في مصرف لبناني تثير علامات إستفهام حول أسبابه وإذا ما كانت تجارية أم سياسية.

اللواء

ما يزال ملف تصفية الحسابات، على طاولة مسؤولين كبار، على خلفية الترشيحات الحالية لعضوية المجلس الدستوري الجديد؟

يستبعد نائب في كتلة مسيحية كبرى إمكان حصول تحالف انتخابي مع تيّار حليف سابق، على خلفية اتساع الهوة بين الطرفين.

توقع خبير انتخابي تشكّل أحلاف انتخابية، على خلفية "ربط النزاع" وتشكيل المجلس النيابي الجديد تحرج التفاهمات والتحالفات الحالية!

المستقبل

قيل إن خارطة التحالفات النيابية بدأت تتضح معالمها بين عدد من التيارات والأحزاب بينما لا تزال أطراف سياسية أخرى متريثة بانتظار تبلور صورة التحالفات المقابلة لها قبل حسم خياراتها الانتخابية .

الشرق

يشدد رئيس مجلس النواب امام زواره على ان الانتخابات النيابية "امر واقع" وستجري في موعدها… لكن مصادر وزارية تتحفظ، وترى ان المسألة ليست على هذا القدر من السهولة بالنظر الى ما يجري في المنطقة من تطورات لن يكون لبنان بعيدا عنها؟!

سئل مرجع نيابي عن دور مجلس النواب في المراقبة والمساءلة والمحاسبة، فرد قائلا: "احمدوا الله على ان المجلس قام ببعض واجباته التشريعية… وكل شيء بوقته حلو…؟!

البناء

توقعت مصادر كردية في سورية والعراق وقوع المزيد من الفوضى والصدامات بين الفصائل الكردية على خلفية الإخفاق الذي تسبّبت به القوى التي أخذت الأكراد إلى حلف كامل مع أميركا ترتب عليه تحميلهم نتائج الفشل الأميركي في المنطقة ووضعهم في مواجهة ثلاثة أطراف توحدت ضدّ الأكراد بسبب سياسات القيادات الكردية، فالأكراد اعتاشوا على تحالف مع تركيا كان يديره مسعود البرزاني، وتحالف مع سورية كان يديره حزب العمال الكردستاني، وتحالف مع إيران يقيمه الحزبان، بينما اليوم يواجه الأكراد كلاً من إيران وتركيا وسورية معاً.

 

مقاربة للخروج من عتمة الإستبداد الديني والعلماني !!!!

الشيخ حسن مشيمش19 كانون الأول 2017 /منذ سنة 1978 وحتى هذه اللحظة وأنا لم أترك هواية القراءة بوصفها أعظم هواية في حياتي في الكتب الدينية وفي الكتب الإنسانية التي أنتجها عباقرة في عالم المعرفة الإنسانية ؛ وأستطيع القول بأنني قرأت على مدار هذه الفترة أكثر من ألفي كتاب ؛ وكتبت مئات المقالات في الصحف والمجلات اللبنانية ؛ وحاورت وخطبت وحاضرت في مساجد وحسينيات ومراكز وجمعيات ونواد وصالونات فكرية في مشارق الأرض ومغاربها ؛ بعد كل هذه التجربة الطويلة التي بكينا فيها وضحكنا ؛ وتطرفنا فيها واعتدلنا ؛ وَجِعْنا فيها وشبعنا ؛ وانتصرنا فيها وانهزمنا ؛ وأطعنا فيها وعصينا ؛ وتكرمنا فيها وبخلنا ؛ وأحسنا فيها وأسأنا ؛ وتواضعنا فيها وتكبرنا ؛ وكذبنا فيها وصدقنا ؛ وأصبنا بها وأخطأنا ؛ وأيقنا بها وشككنا ؛ وسُجِنَّا بها وتحررنا ؛ ومرضنا بها وشُفِيْنا ؛ ومارسنا فيها الرياء والشفافية ؛ بعد كل هذه التجربة الطويلة في هذا الدنيا المؤلمة والمفجعة والمبكية والعجيبة الغريبة المريبة وجدت وأيقنت بأن الحياة لا يمكن ومستحيل أن تستقيم وتعتدل إلا إذا نجحنا وأفلحنا في تقليد الذين نجحوا وأفلحوا في بناء دولة القانون الدولة المدنية الديمقراطية العلمانية ( لا الدينية ) الدولة الديمقراطية العلمانية العصرية الحديثة دولة المواطنة التي وحدها حصريا تفتح الطريق للعقلاء الذين يريدون أن يوفقهم الله تعالى ليذيقوا حلاوة العدالة والقسط والقيم الإنسانية ومبادئ حقوق الإنسان ؛ ولم يُنْزل الله تعالى الكتب ولم يبعث الأنبياء إلا ليقوم الناسُ بالقسط والعدل وما أعظمها من آية وأعمقها في كتابه الحكيم

{ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ }فعين الحكمة وعين الصواب أن نقلد الذين نجحوا في بناء دولة القانون والعلمانية والديمقراطية دولة الضمان الصحي والضمان الإجتماعي وضمان الشيخوخة والحريات الفكرية والسياسية وهي قدس الأقداس والمنافسة السياسية الآمنة النظيفة من الإغتيال السياسي بأن نستورد آلياتهم وقواعدهم وأفكارهم في العلوم السياسية كما نستورد منهم العلوم الطبية ، والهندسية ، والفيزيائية ، والتكنولوجية ، و و و و الخ ؛ لِنُخْرِج بها شعوب العالمين العربي والإسلامي من عتمة التخلف وظلام الإستبداد الديني والعلماني وظلمات الفوضى ووطأة القهر والديكتاتورية باسم الدين وباسم العلمانية ولكي نساهم في تطوير الحضارة الإنسانية التي نعيش عالة عليها وأصبحنا مصدر خطر على إنجازاتها وعلى أمن مجتمعاتها

 

هل «تنجو» معادلة النأي بلبنان من تَعاظُم «العصْف» الإقليمي؟ وردّ ضمني من الحريري على الجبير: قانون الانتخاب نتاج اتفاقٍ بين غالبية القوى السياسية

بيروت/الراي/20 كانون الأول 2017 /أصابَ ضجيجُ الصاروخ البالستي، الذي أطلقه الحوثيون أمس في اتجاه الرياض، بيروت بقلقٍ مُضاعَف لما انطوى عليه من إشارةٍ واضحة الى انتقال «المنازلة» بين إيران والمملكة العربية السعودية الى مستوى تصعيد أعلى، وهو ما عبّر عنه إعلان ميليشات الحوثي ان ضربة 19 ديسمبر البالستية هي «افتتاح لمرحلة جديدة من المواجهة مع السعودية». واستحضرتْ بيروت مع هذا التطور النوعي أن المواجهة الإيرانية - السعودية شكّلتْ الخلفية الرئيسية في الاستقالة المفاجئة التي كان أعلنها رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري من الرياض في 4 نوفمبر الماضي قبل ساعات من الصاروخ البالستي الذي أطلقه الحوثيون في اليوم نفسه باتجاه العاصمة السعودية، وهي الاستقالة التي عكَسَتْ ارتفاع منسوب «غضب» المملكة من الأدوار العسكرية والأمنية لـ «حزب الله» العابرة للحدود وصولاً الى لعبه في «الحديقة الخلفية» لها، أي اليمن، وتالياً تهديد أمْنها القومي.

وباحتدام شدّ الحبال بين الرياض وطهران، وإعلان تحويل «البالستي» عنصراً ثابتاً في المواجهة المفتوحة، تزيد علامات الاستفهام حول مدى قدرة «مرْكب النأي بالنفس» الذي استخدَمَه الحريري لإنهاء أزمة الاستقالة قبل العودة عنها نهائياً على الصمود في وجه «العاصفة الآتية»، ولا سيما ان الرياض التي أعلنتْ قبل أيامٍ أنها تراقب عن كثبٍ مدى الالتزام بموجبات نأي كل مكوّنات الحكومة اللبنانية عن أزمات المنطقة والتدخّل في الشؤون الداخلية للدول العربية، كانت تلقّت إشارةً سلبيةً مع التقارير التي تحدّثتْ عن مقتل خبيرِ متفجّرات لبناني خلال ضربةٍ وجّهها التحالف العربي ضدّ الحوثيين في اليمن أوّل من أمس.

وتبدي أوساط سياسية في بيروت خشيةً من أن يؤدي اشتداد «الرياح الساخنة» على الجبهة الإيرانية - السعودية الى تشظياتٍ في الواقع اللبناني الذي لم يَخرج بعد كلياً من تداعيات أزمة الاستقالة ولا سيما في علاقته مع الرياض وهو ما تجلّى في أمريْن:

* الأوّل بوادر الأزمة الديبلوماسية بين لبنان والسعودية على خلفية التأخّر في قبول أوراق اعتماد سفيريْ البلديْن، وسط إشاراتٍ متصاعدة على أن الخارجية اللبنانية ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون يربطان تحديد موعد للسفير السعودي وليد اليعقوب (لتقديم أوراق اعتماده) الموجود في بيروت منذ نحو شهر بقبول الرياض أولاً باعتماد السفير اللبناني المُعيّن لديها فوزي كبارة (تقول مصادر الخارجية ان ملفه أُرسل قبل نحو 4 أشهر إلى السعودية).

وأثير هذا الملف أمس في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة لهذه السنة التي انعقدت برئاسة الحريري الذي عُلم انه أكد انه أخذ على عاتقه معالجة هذه القضية بما يَخدم العلاقات بين لبنان والسعودية.

* والثاني الكلام الأخير لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي عبّر فيه عن مخاوف حقيقية من نتائج الانتخابات النيابية المقبلة في ضوء القانون الذي ستجري على أساسه (قائم على النسبية) والذي اعتبر ان الرئيس عون و«حزب الله»استخدما الحريري كواجهة لتغييره.

وفي حين كان لافتاً ان دعوة الهيئات الناخبة الى الانتخابات التي حُدد موعدها في 6 مايو المقبل جرت في اليوم نفسه لكلام الجبير بما يقطع الطريق عملياً على أي إمكان لإدخال تعديلات على قانون الانتخاب، برز خلال جلسة الحكومة أمس موقف للرئيس الحريري بدا وكأنه ردّ ضمني على الجبير إذ قال «أمام الحكومة استحقاق وطني كبير، هو إجراء الانتخابات النيابية على أساس القانون النسبي الجديد، وكما يعرف الجميع، القانون أُنجز بعد نقاشٍ طويلٍ استمر سنوات ونتيجة اتفاق بين كل مكوّنات الحكومة، أي بين غالبية القوى السياسية في لبنان»، مضيفاً: «أؤكد انه في موضوع الانتخابات لا عودة الى الوراء. فالانتخابات ستجري في المواعيد التي حددتها وزارة الداخلية. ولدينا رهان جدي على ان تكون فرصة لعملية انتخابية شفافة تنقل البلد الى مسار ديموقراطي جديد».

وفيما كان الحريري يقوم على طاولة مجلس الوزراء بـ «جرْدةٍ» لإنجازات الحكومة في عامٍ رغم «هزة» الاستقالة، و«بينها قانون الانتخاب»، كانت أزمة توقيع رئيسيْ الجمهورية والحكومة منْح عدد من ضباط الجيش الذين تخرجوا في دورة العام 1994 سنة أقدمية مع تَجاوُز توقيع وزير المال (الشيعي)، تشي باستعادة مناخات التشنّج و«الحساسية» بين عون ورئيس البرلمان نبيه بري الذي «رفع الصوت» مدعوماً من «حزب الله»، بوجه ما اعتبره «َضرْباً للميثاقية» وسابقة لن يسمح بمرورها، ملوّحاً بمشكلة كبيرة ما لم يجرِ تدارُك الأمر. وفيما سمح طلب رئيس الحكومة «الترّيث» في نشر المرسوم بشراء الوقت لمعالجة المسألة، بدا ان إصرار فريق رئيس الجمهورية على عدم الحاجة الى توقيع وزير المال على هذا المرسوم (استناداً الى قانون الدفاع وسوابق عدة) ينذر بتفاعُل الأزمة.

وعلى وقع هذه المناخات الداخلية والخارجية، تكتسب لقاءات منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في بيروت التي وصلتْ إليها أمس أهمية خاصة لجهة تأكيد الموقف الاوروبي الداعم لاستقرار لبنان ومؤسساته، في غمرة المراقبة الحثيثة لسياسة «النأي بالنفس».

 

تنديد بـ «مسرحية مُهينة للقضاء والدولة والمؤسسات» وهبّة سياسية - إعلامية تَضامُناً مع مارسيل غانم

بيروت الراي الأربعاء 20 كانون الأول 2017/تفاعلتْ في بيروت قضية إصدار مذكرة إحضار قضائية في حق الإعلامي الأشهر في لبنان مارسيل غانم على خلفية حلقة تلفزيونية (ضمن برنامج «كلام الناس» على شاشة LBCI تخلّلها هجوم من ضيف سعودي على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ومسؤولين آخرين اتُّهموا بأنهم «شركاء لحزب الله في الإرهاب». وغداة رفْض قاضي التحقيق الاول في جبل لبنان نقولا منصور تسلم الدفوع الشكلية التي قدّمها وكيل غانم النائب بطرس حرب وإصراره على حضور غانم (المدّعى عليه)، تحوّل المؤتمر الصحافي الذي عقده حرب في منزله بحضور حشد من الشخصيات السياسية والإعلامية هبّةَ دعْمٍ للحريات في لبنان و«صرخةً» رفْضٍ لما اعتُبر استحضاراً لـ «نظام أمني اعتقد اللبنانيون أنهم تخلّصوا منه»، ولمحاولات «التهويل على المعارضين السياسيين» و«بداية انزلاقٍ خطير لنظامنا الديموقراطي نحو الديكتاتورية والتعسف والقمع». وأعلن حرب انه تقدّم أمس «بطلب رد القاضي نقولا منصور وتعيين قاضٍ بديل عنه لمتابعته التحقيق في قضيتنا، كما قررت تقديم شكوى إلى التفتيش القضائي ضد القاضي منصور»، مضيفاً «لن نتنازل عن حق مارسيل غانم بتقديم دفوعه الشكلية قبل السير بالتحقيق واستجوابه»، ومعلناً في الوقت نفسه «وبصورة رسمية أن غانم مستعد للمثول أمام القضاء اليوم، أو أي يوم يعيّن له قاضي التحقيق موعداً له لمثوله، وأن تنفيذ مذكرة الإحضار بحقه وتوقيفه وإحضاره مخفوراً أمام قاضي التحقيق، لا يتجاوز المسرحية المهينة للقضاء والدولة والمؤسسات والأحرار».

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

مجلس الوزراء مدد لشركتي الخليوي واقر اعطاء ضباط 1994 سنة اقدمية من دون انعكاس مالي/الحريري: لا عودة الى الوراء في موضوع الانتخابات

الثلاثاء 19 كانون الأول 2017 /وطنية - انتهت جلسة مجلس الوزراء عند الثالثة عصر اليوم ، وبعد الجلسة أدلى على اثرها وزير الاعلام بالوكالة بيار بوعاصي بالمعلومات الرسمية التالية:

"عقد مجلس الوزراء جلسة برئاسة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الذي استهلها بتهنئة اللبنانيين بعيدي الميلاد ورأس السنة. وقال: ان هذه الجلسة هي الاخيرة للحكومة لهذه السنة، متمنيا ان تكون مثمرة. لقد مرت علينا ازمات سياسية وتحديات ومشاكل اقتصادية واستطاعت الحكومة تحقيق انجازات كبيرة كان آخرها ملف النفط، ناهيك بإقرار قانون للانتخابات والتعيينات الديبلوماسية والادارية والتشكيلات القضائية وتجديد العمل بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي، الى انتصارات الجيش على الارهاب وحماية البلد من حرائق المنطقة.

وأبلغ الرئيس الحريري المجلس بأنه فخور جدا بالعمل مع مجلس الوزراء الذي وضع نفسه في خدمة لبنان واللبنانيين، واتخذ قرارا تاريخيا بالنأي بالنفس عن مشاكل المنطقة. وقال: مع بداية السنة الجديدة يجب ان نكون امام انطلاقة جديدة، وأمام الحكومة استحقاق وطني كبير، هو استحقاق اجراء الانتخابات النيابية على أساس القانون النسبي الجديد. وأؤكد ان لا عودة الى الوراء في موضوع الانتخابات، وهي ستجري بالمواعيد التي حددتها وزارة الداخلية، ورهاننا على ان تكون فرصة لعملية انتخابية شفافة تنقل البلد الى مسار ديموقراطي جديد.

وأضاف: لدينا اليوم جدول أعمال يتضمن بنودا تتعلق بموضوع النفايات. وعلينا كحكومة ان يكون امامنا هدف محدد هو اقفال الباب امام تجدد مشكلة النفايات، وعلينا اتخاذ مواقف جريئة في هذا الخصوص، وان نضع خطة لحل أزمة النفايات بكل المناطق دون استثناء، متمنيا إنهاء هذا الملف بسرعة.

وأخيرا، تحدث الرئيس الحريري عن موضوع الاضراب الذي تنفذه بعض المصالح المستقلة والمؤسسات العامة، وقال: لقد وضعنا السلسلة لنزيد الرواتب ولتحسين مستوى عيش الموظفين، ولن نزيد ليرة واحدة على السلسلة لأننا نستدين لندفع الرواتب، واتمنى على جميع الوزراء اتخاذ موقف موحد من موضوع الاضرابات.

ثم ناقش مجلس الوزراء جدول الاعمال".

سئل: ماذا عن موضوع النفايات؟

اجاب: "كان هناك بندان للنفايات، توسيع الكوستابرافا والتسبيغ، والبند الثاني هو الخطة العامة للنفايات، تم دمج الامرين معا وتأليف لجنة وزارية لدرس الموضوع برمته وبكل تفاصيله والعودة الى مجلس الوزراء في اول جلسة مقبلة او ثاني جلسة كحد اقصى لبت الموضوع الذي لم يعد يحتمل، ومعالجة البندين تتطلب مرحلة انتقالية لمنع تكدس النفايات في الطرقات وتعريض البيئة والصحة العامة للخطر ولكن المقاربة هي مستدامة لحل نهائي لمشكلة النفايات".

سئل: هل تم البحث في إعطاء أقدمية لدورة ضباط 1994؟

أجاب: "الضباط هم ضباط الجيش اللبناني وضباط الدولة اللبنانية وشعبها، واتخذ قرار تم توقيعه بإعطائهم سنة اقدمية، وتم الانتهاء من هذا الموضوع. قانون الدفاع وفق علمي لا يتطلب توقيع وزير المال، وفي الوقت نفسه الاقدمية تعطي الحق في الترقية ولا انعكاس ماليا مباشرا لها او غير مباشر، وانا اتحدث هنا باسم الحكومة اللبنانية وليس كفريق سياسي".

سئل: هل تمت إثارة موضوع السفير اللبناني في المملكة العربية السعودية وسفير المملكة في لبنان؟

اجاب: "أثير الموضوع من خارج جدول الاعمال في بداية الجلسة، وكان الرئيس الحريري حريصا على إيجاد الحل المناسب في أقرب فرصة ممكنة للتبادل الديبلوماسي بين البلدين".

سئل: هل تم البحث في تمديد سن التقاعد للسفراء؟

أجاب: "هذا الامر في حاجة الى مشروع قانون، ولكن حصل نقاش حوله وهو مجمد حتى إشعار آخر".

سئل: ماذا عن التمديد لشركتي الخليوي؟

اجاب: "تم تمديد عقود الخليوي لمدة سنة، على ان يتم خلالها اعادة النظر في خطة وطنية للخليوي بعدما وزع دفتر الشروط، يتم بتها السنة المقبلة لنخرج من موضوع التمديد وندخل في خطة وطنية شاملة للهاتف الخليوي".

 

سامي الجميل التقى رئيس البرلمان الفرنسي: لا إستقرار من دون سيادة وديموقراطية وحريات عامة

الثلاثاء 19 كانون الأول 2017 /وطنية - تابع رئيس "حزب الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل زيارته لباريس. وفي هذا الاطار، كانت له محادثات مع رئيس المجلس النيابي الفرنسي فرانسوا دو روجي، استغرقت أكثر من ساعة، جرت في جو ودي وصريح وايجابي، في حضور عن الجانب الفرنسي النائب غويندال رويار، وضم وفد الكتائب نائب رئيس الحزب الوزير السابق الدكتور سليم الصايغ، رئيس الهيئة الاغترابية وليد فارس، الدكتور كميل الطويل والمحامية جويل بو عبود. وعرض النائب الجميل في خلال المحادثات، "ما يقوم به حزب الكتائب والمعارضة في لبنان"، مؤكدا ان "لا استقرار حقيقيا من دون سيادة وديموقراطية وحريات عامة، يؤمن قيام دولة القانون والمؤسسات، وينعش الدورة الاقتصادية ويشجع الاستثمار، وما عدا ذلك، فهو استقرار هش يقوم على حساب الدولة ومقوماتها". ولفت الى "مخاطر أخرى يتعرض لها لبنان، من التضييق على الحريات العامة الى تدخل السلطة السياسية في عمل القضاء لمحاولة ضرب الأصوات المعارضة". وركز الجانبان على "أهمية الالتزام بالمواعيد الدستورية لناحية حصول الانتخابات النيابية في مواعيدها"، وقد أعرب رئيس المجلس النيابي الفرنسي عن رغبته "في زيارة لبنان وتهنئة المجلس النيابي المنتخب بعد حصول الانتخابات". وابدى الجميل ارتياحه "لعودة الدور الفرنسي الفاعل في المنطقة"، مؤكدا "اهمية العلاقة الاخوية بين البلدين"، مشيرا الى ان فرنسا "كانت داعمة على الدوام لاستقلال لبنان وسيادته وحريته". من جهته، شدد دو روجي على "ضرورة تطبيق كل قرارات مجلس الامن المتعلقة بلبنان"، مؤكدا "وقوف فرنسا الدائم الى جانب لبنان"، مثمنا "الزيارة"، مبديا ارتياحه "لطرح رئيس الكتائب الوطني الجامع والشامل وغير الفئوي"، متمنيا له "كل النجاح والتوفيق في مسيرته الوطنية".

كنعان بعد اجتماع التكتل: خسرنا 4 سنوات بفعل المناكفات لنعود الى نتيجة انطلقنا منها نفطيا وهديتنا للبنانيين ضمان حقوقهم بالعمل لا الشعارات

الثلاثاء 19 كانون الأول 2017/وطنية - أكد أمين سر "تكتل التغيير والإصلاح" النائب إبراهيم كنعان، عقب الاجتماع الأسبوعي للتكتل برئاسة الوزير جبران باسيل، ان "هدية التكتل للبنانيين بمناسبة الأعياد، اننا سنبقى الضامن لحقوقكم وسلامة اقتصادكم، وهو ما لا يتحقق بالشعارات، بل بالممارسة والأداء والعمل". وقال: "لقد بدأنا اجتماعنا بقراءة لما حصل أخيرا في قضية القدس والموقف الدولي المهم والاجماع الذي شهدناه على هذا الصعيد، وهو إن دل على شيء، فعلى سلامة وصحة الموقف اللبناني الذي انتهجناه على كل المستويات، من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى السلطة التنفيذية ووزارة الخارجية، مرورا بالمستوى النيابي. وهذا الاجماع كان يجب ان يؤدي الى توعية كثيرين، وهو يدل على ان قضية القدس أممية وليست سياسية وطائفية تستغل في السجالات والبزارات". وعلى صعيد موازنة 2018، أكد كنعان أن "موقف التكتل يعتبر ان موازنة العام 2018 مطلب استراتيجي لتأمين سلامة الاقتصاد اللبناني والمالية العامة وإعادة اكتساب الثقة على الصعيدين الدولي والمحلي، لا سيما أن هناك تعهدا من المجلس اثناء التصويت على موازنة العام 2017، ومن وزير المال علي حسن خليل اثناء التحضير للموازنة بأنه ملتزم بالاصلاحات، وهو ما ينطبق كذلك على كل مكونات مجلس الوزراء، لا سيما أن الإصلاحات مطلوبة لاستعادة الثقة بلبنان، ومعطياتنا تشير في هذا السياق الى أن الركيزة الأساسية للمساعدات الدولية للبنان في المرحلة المقبلة، هي موازنة العام 2018 واصلاحاتها". وأوضح أن "أسس هذه الإصلاحات، تنطلق من ضرورة تخفيض العجز لا زيادته، ووضع خطة لمعالحة العطاءات الخاصة والجمعيات والابنية المستأجرة وسواها، وهو ما لن يمر مرور الكرام، في ضوء وجود مصفاتين، حكوميا اولا، حيث سيلعب التكتل دوره في النقاشات، وفي المجلس النيابي ثانيا، حيث تدركون ان هناك قرارا من كل الكتل، لا سيما في لجنة المال والموازنة، بضرورة عدم تمرير أي شيء بلا محاسبة. وما نقوله اليوم لا ينطلق من خلفية سلبية، بل هو للتركيز على أهمية الإصلاح، ونبني على الإيجابيات التي نسمعها، ونكاشف الجميع داخليا وخارجيا بوضوح لناحية اعتبار ان هذه الموازنة أساسية لاستعادة المالية العامة الى كنف الدستور والقانون". وعلى صعيد النفط، سأل كنعان: "ما الذي منع ترجمة ما تحقق اليوم في العام 2013، ولماذا كان علينا ان نخسر كل هذا الوقت بفعل المناكفات السياسية لنصل الى النتيجة نفسها التي كانت ممكنة قبل 4 سنوات؟. وقال: "لم نكن على خطأ في العام 2013، وتكتل التغيير والإصلاح حمل لواء النفط كما لواء الموازنة وملفات إنمائية واجتماعية أخرى". وعايد كنعان اللبنانيين باسم التكتل، متمنيا "ان تكون ولادة الطفل يسوع رسالة للبناء على الوحدة الوطنية التي كرسها الرئيس الاستثنائي العماد ميشال عون، الذي جمع اللبنانيين على موقف واحد ومنع كل التدخلات التي كان يمكن ان تسيء الى وحدة لبنان واستقراره". وقال: "هديتنا لكم اننا سنبقى الضامن لحقوقكم وسلامة اقتصادكم، وهو ما لا يتحقق بالشعارات، بل بالممارسة والأداء والعمل".

 

كتلة المستقبل: إقرار مراسيم البترول فرصة واعدة للاقتصاد اللبناني

الثلاثاء 19 كانون الأول 2017 /وطنية - ترأس رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عصر اليوم في "بيت الوسط"، اجتماعا لكتلة "المستقبل" النيابية، حضره الرئيس فؤاد السنيورة والاعضاء، وتم خلاله عرض الأوضاع من مختلف جوانبها.

وفي نهاية الاجتماع أصدرت الكتلة بيانا تلاه النائب محمد الحجار، جاء فيه: "لمناسبة عيد الميلاد المجيد تتوجه الكتلة بالتهنئة الحارة الى اللبنانيين عموما وإلى المسيحيين على وجه الخصوص، وتأمل أن يشكل العام الجديد فسحة واعدة من الرجاء بأن يتقدم لبنان خلاله على مسارات النهوض والازدهار والاستقرار والنمو والتقدم.

أولا: في أهمية إقرار المراسيم لتلزيم استكشاف وإنتاج المواد البترولية:

تنوه الكتلة بدور الرئيس سعد الحريري وكذلك بموافقة مجلس الوزراء على منح رخصتين لاستكشاف وإنتاج المواد البترولية في بلوكين بحريين في المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان لاتحاد شركات يضم "توتال" الفرنسية و"إيني" الإيطالية و"نوفاتك" الروسية، حيث ستنطلق اعمال الحفر في بداية العام 2019.

وتأمل الكتلة أن يتقدم لبنان مع هذه الخطوة المباركة على مسار درب جديد، وان كان طويلا ولكنه يحمل معه فرصا حافلة بالإمكانات الإيجابية والواعدة للاقتصاد اللبناني، ولاسيما عندما تترافق مع ذلك خطوات جادة لتحقيق الإصلاحات المطلوبة على أكثر من صعيد بما يضمن للبنان التقدم على مسارات النهوض وتعزيز التنوع في الاقتصاد اللبناني وبما يشمل تكوين مداخيل اضافية للدولة اللبنانية وايجاد فرص عمل كبيرة وجديدة امام اللبنانيين وبخاصة الشباب منهم.

ثانيا: في خطورة الموقف الأميركي في مجلس الامن:

تستنكر الكتلة موقف الولايات المتحدة الاميركية المنحاز الى إسرائيل والمستهجن لكونه يشكل مخالفة صارخة للقرارات الدولية المؤيدة للحق الفلسطيني وحقوق الشعب الفلسطيني. إن الولايات المتحدة في موقفها هذا تؤيد الاحتلال والتفرقة العنصرية واستمرار بناء المستوطنات غير الشرعية، متحدية بذلك الكثرة الكاثرة من دول العالم، بما اضطرها إلى استخدام الفيتو ضد القرار الذي تقدمت به مصر، وقد وقف معها سائر الأعضاء الدائمين وغير الدائمين في مجلس الأمن.

وترى الكتلة أهمية كبيرة في تأكيد العمل العربي المشترك وعلى مختلف الصعد للحفاظ على هذا التأييد الدولي العام وتوجيهه في مختلف الاتجاهات التي تدعم التوصل إلى الحل العادل والدائم للقضية الفلسطينية على النسق الذي طرحته المبادرة العربية للسلام التي انطلقت من بيروت عام 2002.

ثالثا: في اضراب العاملين في المؤسسات العامة والمصالح المستقلة:

تهيب الكتلة بالعاملين في المؤسسات العامة والمصالح المستقلة، الاحتكام الى حسهم الوطني لوقف الاضراب وعدم المس بمصالح المواطنين وعدم تحميل خزينة الدولة ما لا تطيق، خصوصا بعد اقرار سلسلة الرتب والرواتب الجديدة.

رابعا: في دعوة الهيئات الناخبة:

اشادت الكتلة بتأكيد الرئيس الحريري المتكرر ان الانتخابات النيابية ستجري في موعدها المحدد في ايار المقبل، خصوصا بعد اطلاق وزارة الداخلية آلية دعوة الهيئات الناخبة. واعتبرت الكتلة ان اجراء الانتخابات في موعدها هو التزام نهائي من قبل الحكومة ورئيسها بالنظام الديمقراطي والمواعيد الدستورية وهي دعوة الى اعادة تكوين السلطة من خلال صناديق الاقتراع.

خامسا: في العدوان الحوثي على المملكة العربية السعودية:

تدين الكتلة اقدام الميليشيات الحوثية على اطلاق صاروخ باليستي من الاراضي اليمنية باتجاه الرياض والذي تمكنت الدفاعات الجوية السعودية من اعتراضه قبل بلوغه هدفه في اصابة التجمعات المدنية الآمنة.

تعتبر الكتلة ان هذا العمل العدواني هو انتهاك صارخ للقوانين الدولية والمواثيق العربية وهي تؤكد تضامنها الكامل مع المملكة العربية السعودية ومع الشعب السعودي".

 

عبيد: تمنيت في اتصال هاتفي برئيس الجمهورية ان يمر بوصفه القاضي الاول مرور القادر الحليم في قضية غانم

الثلاثاء 19 كانون الأول 2017/وطنية- قال النائب السابق جان عبيد، في تصريح اليوم: "كنت تمنيت في اتصال هاتفي مع فخامة الرئيس الصديق العماد ميشال عون ان يمر بوصفه القاضي الاول مرور القادرالحليم في قضية الصديق والاعلامي مرسال غانم. فلا مرسال عرف عند التقصير في الانصاف ولا التهرب او تعمد الظلم في حق العماد عون، لا قبل الرئاسة ولا خلالها، ولا محطة أل.بي.سي" اقدمت في تاريخها الطويل وادارتها على النيل والاحجاف تجاه العماد عون في جميع المراحل الصعبة والمتصلة بحياته". اضاف: "وعائلة المرحوم لويس غانم العزيزة وبجميع افرادها: جورج ومرسال وهادي والاخرين، لم يعرف عنهم الا الود والانصاف بل والمناصرة للعماد ميشال عون في جميع الظروف التي واجهها الرئيس وفي وجه جميع الجهات".وختم: "اني اعود كصديق المعنيين في هذا الشأن الى التمني على فخامة الرئيس ان يأخذ هذا الموضوع بيده وبرحابة الصدر والحلم وان يوصد هذا الباب في وجه الذين سيؤدي تماديهم واصرارهم في هذه القضية، الى الاصرار المجاني بمن لم يرتكب والخدمة الواضحة لمن لا يراد خدمته. فخامة الرئيس القرار لك ولا بد انك آمر به".

 

حزب الله دعا إلى تصعيد الانتفاضة في وجه القرار الأميركي باستباحة القدس

الثلاثاء 19 كانون الأول 2017 /وطنية - دان "حزب الله" في بيان، "الانخراط الأميركي الكامل مع العدو الصهيوني في جرائمه المستمرة ضد أبناء الشعب الفلسطيني، والذي كانت آخر تجسيداته الفيتو الذي رفعته الإدارة الأميركية في وجه العالم كله في مجلس الأمن الدولي، والذي منع إصدار قرار يشدد على الوضع الحالي للقدس ويستنكر القرارات الجديدة حولها". وأشار إلى أن "هذا الفيتو كشف، مرة أخرى، الموقف المنحاز للادارات الأميركية المتعاقبة، وآخرها إدارة دونالد ترامب، لمصلحة الكيان الصهيوني، واستباحتها الدائمة لحقوق الشعب الفلسطيني ولكرامة العرب"، وقال: "لقد تعرض العالم بأسره إلى صفعة وقحة ومدوية من الإدارة الأميركية التي وقفت بكل عنجهية في وجه مجلس الأمن كله، ما يعني أن التصعيد الأميركي بحق أمتنا يتجه إلى مستويات غير مسبوقة، ويهدد بنسف كل مواقف الأنظمة وحقوق الشعوب في منطقتنا". أضاف البيان: "وفي مواجهة هذه الغطرسة الأميركية التي لا حدود لها، يدعو حزب الله أبناء أمتينا العربية والإسلامية، وكل الأحرار في العالم إلى تصعيد الانتفاضة الشعبية الواسعة في وجه القرار الأميركي باستباحة القدس. كما يدعو حزب الله الشعب الفلسطيني البطل إلى الاستمرار في التحرك الناجح الذي أرعب الصهاينة والأميركيين".

 

التيار المستقل حذر من مخاطر قرار ترامب: لتلزيم التنقيب عن النفط والغاز بشفافية

الثلاثاء 19 كانون الأول 2017 /وطنية - هنأ "التيار المستقل"، في بيان اصدره اثر الاجتماع الدوري لمكتبه السياسي، في مقره في بعبدا برئاسة اللواء عصام ابو جمرة، اللبنانيين بالاعياد، متمنيا ميلادا مجيدا وسنة جديدة مباركة.وتداول المجتمعون في تداعيات قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعلان "القدس عاصمة لاسرائيل"، وأشاروا الى استخدام الولايات المتحدة الاميركية حق النقض "الفيتو" في مجلس الامن في ظل اعتراض دولي ورفض شعبي كبير، محذرين من "تحيز هذا القرار ومخاطر تفاعله محليا واقليميا بعد اخلاله بالتوازن الدولي". وتطرق المجتمعون إلى الأمور الحياتية الضاغطة التي يعاني منها المواطنون من زحمة السير الخانقة وتأثيرها على اعصاب المواطن وانتاجه، الى تراكم النفايات وانتشارالميكروبات والامراض دون ايجاد حل لها...، إلى البطالة التي تعم مختلف طبقات المجتمع بانتشار النازحين السوريين ومزاحمتهم للبنانيين في عملهم والتأخير في دفع مستحقات السلسلة فيما تدفع الضرائب التي اقرت معها، والفوضى والفساد المنتشر في مرافق الادارة العامة والخاصة، مع ما يعم البلد من ركود اقتصادي مخيف نتيجة التشنجات المحلية والاقليمية والدولية الخطرة، الشيء الذي يفرض كثيرا من الحزم في الداخل والدبلوماسية والحكمة بالتعاطي مع الدول الاخرى، غريبة كانت ام صديقة". وشدد على ان يكون "الاعلام على مسافة متساوية من الجميع، مع ما يتناسب مع هيبة الدولة، فحرية الاعلام كغيرها من الحريات تنتهي عند حدود حرية الآخرين". وسأل المجتمعون عن "استراتيجية الدفاع عن لبنان ومسؤولية الدولة والمواطن، والقانون الذي يطبق على اللبنانيين لتنفيذها في الداخل"، مشيرا الى "اللبنانيين الذين يحملون السلاح ويقاتلون بعيدا عن ارادة الدولة اللبنانية خارج حدودها". من جهة ثانية، تمنى المجتمعون ان تنفذ بشفافية الخطوة المتعلقة بتلزيم بعض الشركات للتنقيب عن النفط والغاز، وان تتبعها خطوات سريعة تؤدي إلى استخراج النفط والغاز بشفافية، لينعم الشعب والوطن بالبحبوحة كغيره من دول النفط في العالم. وهنأ "التيار المستقل" الأجهزة الأمنية التي كشفت بسرعة فائقة جريمة قتل الدبلوماسية البريطانية، وتقدم بأحر التعازي لعائلة الضحية والسفارة البريطانية في لبنان.

 

جبران باسيل ... ما يطلبه المستمعون

أحمد العبدالله/لبنان الجديد/18 كانون الأوّل 2017

 آخر إبداعات باسيل، كانت من الصرفند وهو يتحدث عن السلام العادل والشامل مع العدو الإسرائيلي، في وقت لم تنته بعد آثار كلمته المقاومة في مؤتمر القاهرة عند جمهور الممانعة

 لا شك أن صهر رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل، هو ظاهرة فريدة في السياسة اللبنانية، فرض نفسه أو فرضه علينا الرئيس ميشال عون إلا أنه ومن دون شك استطاع أن يثبت نفسه ويتحول إلى رقم فاعل يثير يوميا وعلى مدار الأسبوع جدلا أو فنعة او حتى صدمة للمتابع اللبناني. يتمتع الرجل بحيوية شبابية قل نظيرها، وبحركة مستمرة أقرب ما تكون إلى حالة مرضية تعرف عند الأطفال بما يسمى " إضطرابات الحركة المفرطة "، فكثرة الحركة لا تعني أبدا بالضرورة كثرة الإنتاج ولا هي دائما مؤشر إيجابي، بالخصوص إذا ما ترافقت مع تناقضات وضياع بالرؤية فحينئذ لا بد من عرض صاحب الحالة على " حكيم ". وبحالة جبران باسيل المهرول على غير هدى، وفي كل الإتجاهات ويخبط خبط عشواء في خضم التعقيدات اللبنانية لا بد أن يدهشنا مع كل طلة إعلامية من على منبر أو عبر تويتر إذا ما تعذر المنبر، وقد يجمع باليوم الواحد أكثر من خبطة واحدة إلى درجة أن تحولت مواقفه إلى ظاهرة صوتية مع بعض الحركات البهلوانية  لا يتوقف عندها لا من قبل  الحليف ولا من الخصوم. آخر إبداعات باسيل، كانت من الصرفند وهو يتحدث عن السلام العادل والشامل مع العدو الإسرائيلي، في وقت لم تنته بعد آثار كلمته المقاومة في مؤتمر القاهرة عند جمهور الممانعة ومنحه من قبلهم وسام الجهاد والنضال، بدرجة إزالة إسرائيل من الوجود.  يخاطب اللبنانيين بالكثير من الشوفانية لأنه إستطاع وحده لا شريك له أن ينعم عليهم بالكهرباء 24/24 منذ 2015، حتى وهو يحتفل بعيد ميلاده على الشمع! موقفه المخزي أمام وزير خارجية الإمارات لا يعني عنده أنه ليس مدافع شرس عن حقوق المرأة.

هو صاحب التيار الشيعي الثالث الذي تفتقده الطائفة الشيعية وتسعى إليه وتحتاجه، لكنه حليف أول للثنائي الشيعي وأحد أهم داعمي إستئثارهم والغطاء المسيحي لسلاحهم! هو صاحب التيار السني والمدافع عن حقوق السنة ورافع الغبن عنهم ولكنه مذل رئيس أكبر كتلة نيابية سنية وتالي بيان إستقالة حكومته وهو في البيت الابيض. عند إم نادر هي أم الكل، وإن كانت هي الحاضنة والراعية للإرهاب الأسيري، سمير جعجع هو الأخ الأكبر والحليف النهائي إلا أن  هذا لا يعني أن القوات اللبنانية شريكة في السلطة أو لها أي دور بوصول الرئيس عون إلى بعبدا .

يجب الوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية ودعم حق العودة ومد يد العون إلى الشعب الفلسطيني، لكن هذا لا يعني أبدا أن المرأة الفلسطينية المتزوجة من لبناني تستحق الجنسية، حفاظا على تركيبة البلد الطائفي. هو وطني بامتياز ولا فرق عنده بين لبناني وآخر ولكن هذا لا يعني بأن المسيحيين لا يجب أن يتمتعوا بصلاحيات ونفوذ أكثر من غيرهم، والمسيحيين عنده هم مسيحيي تيار عمه طبعا هو رئيس كتلة التغيير والإصلاح، وكل همه وشغله الشاغل هو محاربة الفساد والمفسدين وفي مقدمة هؤلاء هم أتباع الحريرية السياسية ولكن هذا لا يمنع من إقامة شراكة كاملة مع نادر الحريري وسمير ضومط . يعمل ليل نهار من أجل إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، ويلتقي من أجل تحقيق هذا الهدف السامي بوزير الخارجية السوري وليد المعلم، ولكن هذا لا يعني بأن يفتح معه موضوع اللاجئين ولا حتى المعتقلين اللبنانين في سوريا فهذه المواضيع ميدانها الصحيح هو المنابر والندوات والطلات التلفزيونية. جبران باسيل باختصار هو مجموعة تناقضات، هو العنصري والإنساني، هو الماروني المتشدد والشيعي الإنتماء، هو المنفتح والمنغلق هو السيادي مع السلاح خارج المؤسسات هو الفقير المديون وصاحب طائرة خاصة هو اليمين واليسار هو طالب الجامعة والمقاتل بدون  الحرب، هو مع القدس وضد قرار ترامب ومع تيلرسون، هو مع أفضل العلاقات مع السعودية ولكنه إيراني الهوى والتبعية، هو وزير خارجية ويفتتح مشاريع الطاقة، هو ضد التوريث السياسي ومع الإنتخابات الديمقراطية ورئيس حزب عمه بالتزكية!

في الختام جبران باسيل هذا، هو زوج شانتيل ميشال عون هو ما يطلبه المستمعون .

 

العراق ما بعد داعش

طانيوس علي وهبي/لبنان الجديد/ 19 كانون الأوّل 2017

المرجع الشيعي الأعلى آية الله السيد علي السيستاني طالب بأن تصبح الفصائل المسلحة التي شاركت في الحرب على داعش جزءا من الأجهزة الأمنية العراقية

لا يبدو أن ربيع العراق شارف على نهايته مع نهاية الجماعات الإرهابية وتلاشي الدولة الإسلامية في العراق والشام واختفاء الخليفة أبو بكر البغدادي ومعاونيه وأركان دولته في ظروف غامضة لا يبشر العراقيين بمستقبل واعد. فما ينتظرهم بعد القضاء على تنظيم داعش لا يقل معاناة وبؤسا من المرحلة التي عاشوها في ظل حكم هذا التنظيم الإرهابي الذي مارس الإجرام بكل أشكاله من قتل وتخريب وتدمير وإغتصاب وتهجير وبالغ في التوحش لدرجة أنه حول المناطق التي وطأتها أقدامه وسيطر عليها وحكمها بقوانينه الإلغائية من مدن وقرى وبلدات وأرياف على الأراضي العراقية إلى ما يشبه الأطلال وأكوام من الحجارة وبقايا من المنازل المنهارة والمدافن الجماعية للآلاف من القتلى العراقيين المدنيين من رجال وأطفال ونساء وشباب ممن كتب عليهم الموت قهرا وظلما بعد إستباحة الدماء والأعراض. والقوى التي ساهمت في القضاء على الإرهاب في العراق وشاركت في الحروب والمعارك التي دارت وأفضت إلى تحرير الأراضي العراقية من الجماعات التكفيرية والإرهابية لم تقتصر على القوى النظامية العراقية من جيش ومؤسسات أمنية وعسكرية ولوجستية بل إن ميليشيات شعبية مسلحة ومدعومة من دول خارجية اشتركت في القتال ضد داعش مثل الحشد الشعبي وعصائب أهل الحق وغيرها من المجموعات العسكرية الأخرى الخاضعة لتوجهات سياسية مرتبطة بقوى إقليمية فضلا عن التحالف الدولي والعربي الذي قادته الولايات المتحدة الأميركية ولعب دورا مفصليا في تحرير العراق من الإرهاب من خلال كثافة الضربات الجوية التي أدت إلى تدمير المواقع والمراكز العسكرية التابعة لداعش وقتل وجرح من فيها.

وهذه القوى التي انخرطت في ضرب إرهابيي العراق ومن ثم القضاء عليها هي لعمري ليست جمعيات خيرية قد قدمت خدمات إنسانية وأدت قسطها للعلى بل هي تيارات سياسية تبحث عن مساحة لها في مستقبل العراق وحصة لها في الحياة السياسية ولو كان ذلك بطرق غير شرعية ومشروعة أو بقوة الأمر الواقع رغم التطمينات التي ترد على لسان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من وقت لآخر وتشير إلى ضرورة حصر السلاح بيد الدولة، سيما وأنه يسعى إلى إستثمار الإنتصار على داعش في مجال تكريس سلطته التي تفتقد إلى دعم وتأييد زعماء التحالف الوطني الشيعي الحاكم ولا تحظى بقبول مطلق من قبلهم.

المرجع الشيعي الأعلى آية الله السيد علي السيستاني طالب بأن تصبح الفصائل المسلحة التي شاركت في الحرب على داعش جزءا من الأجهزة الأمنية العراقية وهذا يعكس رغبة واضحة لدى الميليشيات المسلحة المرتبطة بإيران في البحث عن مبرر شرعي ديني وسياسي للنفاد واختراق المؤسسة الأمنية والعسكرية في العراق مستبقة الدعوات الدولية المتوقع توجيهها والتي من الممكن أن تطالب بنزع سلاح الحشد الشعبي وتلافيا لتحويله ورقة ضغط ضدها. ومن الطبيعي فإن دمج المقاتلين في المؤسسة الأمنية والعسكرية سيجعل منهم قوة جاهزة دائمًا للتحرك عندما تقتضي المصلحة وفرض وضع أمني يمكن إيران وحلفائها العراقيين من السيطرة على البلاد بقوة السلاح وهو ما يجعل من العملية السياسية القائمة على المحاصصة الطائفية عرضة للتهديد في أي لحظة وهو ما لا ينسجم وطموحات العبادي الذي ينظر بحذر إلى الحشد الشعبي سواء إحتفظ باستقلاله العسكري أو إندمج بالقوى الأمنية أو بالجيش النظامي مما يجعل الخيارات أمامه صعبة وأبواب العبور إلى عراق مستقر وآمن لا زالت موصدة بوجهه وربما هناك من زعماء الحشد من ينتظر أن يقدم العبادي على إرتكاب خطأ برفض دعوة السيستاني للإنقضاض عليه بذريعة الدفاع عن قدسية مرجعية النجف، ما يعني وقوف العراق مرة أخرى على أبواب مصير مجهول وغامض.

 

أزمة تعيين السفراء تهدّد العلاقات السعودية اللبنانية

سلوى فاضل /جنوبية/19 ديسمبر، 2017 /أزمة تعيين السفراء تحصل للمرة الاولى في تاريخ العلاقات بين الرياض وبيروت. كيف يراها كل من وزير الخارجية السابق عدنان منصور، والخبير في العلاقات الدولية وليد عربيد؟

بحسب مصادر في بعبدا وفي وزارة الخارجية اللبنانية ان مشكلة عدم تحديد موعد في وزارة الخارجية للسفير السعودي المعيّن في بيروت وليد اليعقوبي، لتقديم أوراق اعتماده، تعود إلى ان وزارة الخارجية السعودية لم تحدد موعدا لقبول أوراق اعتماد السفيراللبناني المعيّن في الرياض فوزي كبارة. خاصة ان السفير السعودي اليعقوبي عيّن منذ حوالي الشهر، علما ان السفير اللبناني ة عيّن منذ حوالي أربعة أشهر، وما يزال بانتظار قبول أوراق اعتماده. وللاطلاع على خلفيات هذه الازمة الدبلوماسية بين بلدين شقيقيين، اكد وزير الخارجية اللبنانية السابق عدنان منصور، قائلا “أتصوّر انه حتى الان هناك عدم موافقة سعودية على تعيين السفير اللبناني في الرياض لدواع سياسية ترتبط بالبلدين، مع العلم ان لبنان وافق على اعتماد السفير السعودي الذي جاء بعد اعتماد السفير اللبناني في الرياض”. ويضيف الدكتور عدنان منصور، بالقول “لبنان وافق على اعتماد السفير السعودي في لبنان في حين لم توافق السعودية على السفير اللبناني في السعودية”. وشدد منصور على ان “طلب الموافقة اتى بعد اعتماد السفير السعودي، رغم مرور أكثر من ثلاثة أشهرعلى ذلك، والعرف الدبلوماسي يقول انه يجب ان توافق الخارجية السعودية، وان تُعطي الرأي. وهذا يعني انها موافقة على اعتماده”. واعتبر منصور ان “هذا نابع من الأزمة الحاضرة بين البلدين. ولا علاقة لوزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل بالمسألة، اما بخصوص قضية السفير اللبناني في الفاتيكان، فهو يعود الى انه حضر في محفل ماسوني، والفاتيكان متشدد حيال ذلك”. و”لا علاقة بتاتا للوزير جبران باسيل في هذه الازمات، ولن يؤدي هذا الامر الى حالة من البرودة في العلاقة بين البلدين، لان العلاقات وثيقة، واذا كان ثمة إشكال، فهذا لا يعني ان العلاقات قد تقطع ايضا”.وختم منصور برأيه انه “سيُعمل على تذليل العقبات، خاصة انه هناك جالية لبنانية كبيرة في السعودية، وستُعالج الامور، وتعود الى طبيعتها، وهي مجرد غيمة عابرة”.

ولكن هل يمكن ان يؤدي الامر الى أزمة دبلوماسية بين البلدين. الخبير في العلاقات الدولية الدكتور وليد عربيد قال لموقع جنوبية أن “العلاقات السعودية-اللبنانية تشهد نوعا من الفتور بعد الازمة السياسية التي نسميها أزمة الرئيس سعد الحريري لاسيما ان الرياض تحاول ان تؤكد ان لبنان ضمن المحورالذي تقوده في الصراع مع ايران. ولكن اليوم العلاقات الدبلوماسية بين بيروت والرياض تشهد نوعا من السخونة نظرا لعدم قبول السعودية بالسفير فوزي كبارة كتأخير اعتماد قبوله كسفير لديها”. وبرأي عربيد ان”هذا دليل على ان الخلافات الدبلوماسية بعد الازمة الشهيرة وفي القانون الدولي والدبلوماسي يقول العرفانه يتوجب ان يلقى الشخص المقترح من قبل الخارجية قبول السلطات المختصة في البلد الاخر. وهو ما لم يحصل ورفضت الرياض وترفض قبول اوراق اعتماد كبارة”. وبنتيجة القول يرى عربيد ان هناك “خلافات بين البلدين ليست مرتبطة فقط بأزمة الرئيس الحريري بل بالمحور السعودي – الايراني، وايضا هناك محاولة ضغط اقتصادي واجتماعي ودبلوماسي حتى يكون لبنان بمنأى عن الصراع السعودي –الايراني، رغم ان لبنان دولة مستقلة. وهذا يدل على ان العلاقة بين آمر ومأمور، وليست بين أخ وأخيه، مما يوجب التركيز ان لبنان يستطيع رفض اعتماد السفير اليعقوبي، وتعيين شخصية جديدة، ولو كان السبب خاص بالسفير كبارة لتم طلب ارسال سفير آخر”. وختم الدكتور وليد عربيد بالقول “الازمة اليوم مرتبطة بعوامل عديدة، لذا تزيد الرياض الضغوطات الدبلوماسية وتحوّلها الى ضغوطات اقتصادية، من اجل الضغط لاستعادة دور لبنان بين تيارين مختلفين

 

الشرق الأوسط عام جديد لأزمات قديمة: العامل الاسرائيلي (الجزء 3)

خليل الحلو/موقع لبنان الرسالة/19 كانون الول/17

بعيداً عن الصراخ الإعلامي وبموضوعية جيوسياسية، تتلاقى مصالح المملكة العربية السعودية وحلفائها الخليجيين مع المصلحة الإسرائيلية لمواجهة إيران، وما تصاريح رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو عن إتصالات سرية بين الرياض وتل أبيب، وملك البحرين عن عدم وجود موانع لسفر المواطنين البحرينيين إلى إسرائيل، والتسريبات الصحفية عن لقاءات سرّية بين مسؤولين سعوديين وآخرين إسرائيليين، وتصريح رئيس الأركان الإسرائيلي إيزنكوت إلى جريدة إيلاف السعودية، وتسريبات إعلامية بالعشرات لمفكرين وإعلاميين سعوديين يتكلمون بإيجابية ملفتة عن إسرائيل، هي إنعكاسات لتقارب فرضته المواجهة مع إيران. الإسرائيليون من جهتهم لا يركزون سوى على الأمن غير آبهين بقاعدة أن الأمن لا يتحصن إلا بالتسويات مع الفلسطينيين والعرب وبالتنازلات على أسس السلام العادل والشامل، بينما يسعى السعوديون لتسويات سياسية داخلية متوازنة تحمي مصالحهم في سورية والعراق ولبنان. إذن القلق تجاه إيران واحد ولكن أهداف الصراع مختلفة بين الرياض وتل ابيب. خلال كتابة هذه الأسطر حُسمت المعارك في الشرق السوري وأنتهت دولة "داعش" عملياً، كما أن هناك معارك للسيطرة على الأرض بين النظام السوري وقوات سورية الديموقراطية المؤلفة من قوات كردية وقوات سورية عربية.

لهذه المعارك مكون جيوسياسي بالغ الأهمية: إستطاعت قوات النظام السوري المتحالفة مع إيران أن تسيطر على طرقات تربط بين طهران ودمشق مروراً ببغداد والبوكمال، وهذا عامل عدم إستقرار ساخن إذ هي المرة الأولى التي يفتح فيها المجال لنقل الأسلحة والذخائر والمؤن بكميات كبيرة عن طريق البر من إيران إلى سورية، علماً أنها كانت تنقل سابقاً عن طريق الجو والبحر التي هي أقل أهمية من ناحيتي الكمية والنوعية. عملياً يمكن أن تصبح سورية مساحة لقواعد عسكرية إيرانية يمكن الإنطلاق منها في عمليات ضد إسرائيل عبر الجولان وجنوب لبنان. الصحافة الإسرائيلية تركز على هذا الأمر وتلوم روسيا والولايات المتحدة على سماحهما بحصوله، بينما تركز الصحف السورية على أن هذا الطريق سيكون شريان تجاري إقتصادي ينعش البلاد، إضاقة إلى كونه خط لوجستي عسكري بالغ الأهمية.

نحن اليوم أمام إحتمالات تأزيم الوضع كما أن المجال مفتوح للحلول التفاوضية، لا سيما وأن لقاء فيتنام الذي جمع بين بوتين وترامب أثمر إتفاقاً على حل سياسي في سورية، كذلك لقاءات بوتين مع الرئيس بشار الأسد في سوتشي ثم مع الرئيسين أردوغان وروحاني، مما يعني سعي لحل يرضي جميع الأطراف المحلية والإقليمية، ولكن العبرة في ترجمة هذه الإتفاقات على أرض الواقع.

 

القضية أكبر من مارسيل غانم ... الهدف تركيع الإعلام

 إعداد لبنان الجديد/18 كانون الأوّل 2017/هل سيستلم الإعلام اللبناني لرغبات السلطة ؟ وهل سيخضع مارسيل غانم ؟

 تتفاعل قضية مقدم برنامج " كلام الناس " الإعلامي مارسيل غانم يوما بعد يوم وتشهد القضية تطورات يومية متسارعة. وشهدت القضية اليوم مستجد جديد تمثل بصدور مذكر إحضار قضائية بحقه وتحديد جلسة في 4 كانون الثاني 2018. ولعل توقيت الجلسة له رمزية أيضا فهو يصادف يوم الخميس المخصص لبرنامج " كلام الناس " على قناة ال LBC. لكن القضية تأخذ أبعادا أخرى ، فهي ليست ذات علاقة مباشرة بالحلقة الشهيرة في البرنامج مع إعلاميين سعوديين حيث تم التهجم على قامات وطنية والجيش اللبناني من قبل هؤلاء الإعلاميين. وما يؤكد ذلك أن نائب رئيس المجلس النيابي السابق إيلي الفرزلي قام بالواجب ورد عليهم في نفس الحلقة. وليست أيضا مرتبطة بالمقدمة التي أطلقها مارسيل عبر برنامجه ولاقت رواجا كبيرا في أوساط الرأي العام اللبناني فهي جاءت ردة فعل على أسلوب تبليغ غير مناسب. القضية بجوهرها هي متعلقة بالإعلام وآلية عمله في لبنان ، فمارسيل غانم هو الرقم الأول في الإعلام اللبناني وإذا ما تم تطويعه فسيتم تطويع كل الإعلام وتركيع كل الإعلاميين. والهدف من ذلك هو إسكات هذا الإعلام وتدجينه لمصلحة الطبقة السياسية في لبنان ليتماشى مع أهوائها ولكي لا يخالف أجواء التسوية السياسية وما ينتج عنها ونتج من صفقات وفساد وهدر. في الأشهر الماضية مثلا ، لعب بعض الإعلام اللبناني دورا أساسيا في توجيه الرأي العام نحو حقوقه وتراجعت نسب التأييد لأحزاب السلطة خصوصا ما حصل في قضية الضرائب وهذا ما أوجع السلطة. وربطا بهذا المسار ، تبدو قضية الإعلامي مارسيل غانم رسالة لكل من يفكر في الإعتراض على التسويات والصفقات القادمة أو الوقوف في وجه السلطة وإلا سيواجه القضاء.

فهل سيستلم الإعلام اللبناني لرغبات السلطة ؟ وهل سيخضع مارسيل غانم ؟ هو أكد مرارا أنه حتى لو دخل السجن لن يستطيع أحد تدجينه. نعم ، لأنه لو حصل ذلك سيتم تدجين كل الإعلام وعلى الحرية السلام في لبنان.

 

مشكل جديد بين بري وعون والسبب تجاوز بعبدا والسرايا لتوقيع وزارة المالية

إعداد لبنان الجديد | 18 كانون الأوّل 2017/يعتبر بري أن هؤلاء الضباط ينتمون إلى الجيش الفئوي الذي كان يرأسه عون وهو لن يقبل بالأمر حتى لو أدى ذلك إلى شلل حكومي

 ما أن تفاءل اللبنانيون بالهدنة والوفاق الذي تم بين الرئيسين ميشال عون ونبيه بري حتى إندلعت أزمة سياسية بين بعبدا وعين التينة على خلفية تجاوز الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري لوزارة المالية وتوقيعهما على مرسوم منح أقدمية سنة خدمة لعدد من ضباط الجيش اللبناني من الدورة المسماة " دورة عون ".فالمرسوم الذي تم توقيعه لا يحمل توقيع وزير المالية علي حسن خليل ولم يكن على دراية به وهو عرفا وقانونا يعتبر مخالفا للدستور كون المراسيم يجب التوقيع عليها من قبل وزارة المالية. وبموجب هذا المرسوم سيمنح هؤلاء الضباط أقدمية سنة على زملائهم وهو يلاقي إعتراضا من الرئيس نبيه بري ورئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط. ويبرر الرئيس بري رفضه لهذا المرسوم بالإضافة إلى المخالفة الدستورية التي حصلت ، أنها ستساهم في إختلال التوازن الطائفي داخل مؤسسة الجيش اللبناني حيث أن معظم هؤلاء هم برتبة " عميد " وبالتالي سيصبح العمداء من الطائفة المسيحية أكثر بكثير من حصة المسلمين خصوصا أن للعميد في الجيش اللبناني صلاحيات واسعة وكبيرة. كذلك يعتبر بري أن هؤلاء ينتمون إلى الجيش الفئوي الذي كان يرأسه عون وهو لن يقبل بالأمر حتى لو أدى ذلك إلى شلل حكومي.

و بحسب جريدة الأخبار فإن هؤلاء الضباط تعود حكايتهم  إلى نهاية الثمانينيات، عندما طوّعت المدرسة الحربية التي كانت تحت سيطرة حكومة عون العسكرية دورتي ضباط عامي 1989 و1990. ولدى خروج عون من بعبدا في 13 تشرين الأول 1990 إلى فرنسا، وحسم المعركة لمصلحة القوات السورية وجيش الشرعية الذي كان يقوده العماد إميل لحّود، لم يسرّحوا من الجيش ولم يتابعوا دوراتهم، واستمروا في تلقي الرواتب من الجيش، بالإضافة إلى الضمائم الحربية. وفي بداية كانون الثاني 1993، جرى ضمّ الدورتين بمبادرة من لحّود لإعادة لمّ شمل الجيش واحتضان الضباط العونيين، وأعيد هؤلاء لمتابعة الدراسة في المدرسة الحربية في السنة الثانية، ويقدّر عددهم بـ 190 ضابطاً «فئة أولى» (من المسيحيين، بحسب تسمية الأسلاك العسكرية)، و15 ضابطاً «فئة ثانية» (أي من المسلمين). وفي الوقت نفسه، قُبل طلب 346 تلميذاً للدخول إلى الكلية الحربية في كانون الأول 1990، ولم يجرِ إدخالهم إلى الكليّة حتى 4 كانون الثاني 1993 كتلاميذ سنة أولى، أي بعد أيام على إعادة «دورة عون» إلى الكليّة الحربية.

وتعتبر هذه الأزمة الأقسى على خط العلاقات بين بري وعون فهي رسالة واضحة ومباشرة على نية بعبدا إضعاف كل ما يمت بصلة للرئيس بري داخل الدولة. ولاحقا ردت ال NBN على ما حصل فذكرت في مقدمة الأخبار أن " بلاءات ثلاث، جزم رئيس مجلس النواب نبيه بري أن الانتخابات النيابية حاصلة، بقوله لا تعطيل، لا تغيير، ولا تعديل، وما كـُتب قد كـُتب..بري رأى عدم الجواز وجوباً أن تتوقف عجلة البلد والحكومة والمجلس بحجة الدخول في مدار الانتخابات ولإقرار القوانين النفطية والموازنة المنجزة من قبل وزارة المالية ولا محل من الإعراب لأي تجاوزٍ لتوقيع وزير المال علي حسن خليل على مرسوم منح أقدمية سنة خدمة لضباط ما يسمى بدورة عون... في الشكل أولاً كما في المضمون ثانياً، هذا الفعل المبني للمعلوم هو مخالفة دستورية ممنوعة من الصرف جملة وتفصيلاً لاعتبارات عديدة أبرزها البلبلة التي ستولدها داخل المؤسسة العسكرية لناحية الخلل في الترقيات والتوازن في بنية الجيش خلال العامين المقبلين ...مصادر وزارة المال إستغربت   أن يمرّ المرسوم الجوال بين بعبدا والسرايا من دون أن يتوقف لديها ليحصل على التوقيع الأساسي الثالث ليصبح نافذاً وهي المرة الثانية التي يتم فيها إعتماد هذا الأسلوب خلال أيام والمصادر شددت أيضاً على أن هذا الأمر لن يمر ولن ينفذ المرسوم وسيؤدي إلى أزمة دستورية وميثاقية، أما إذا تم التراجع عنه فستكون الأمور مفتوحة للنقاش والدراسة مع قيادة الجيش بكل مسؤولية وخليل نقل إعتراضاً إلى رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي طلب من الأمانة العامة لمجلس الوزراء التريث في نشر المرسوم لحل المشكلة ... بتغريدة عربية فصيحة دخلت كليمنصو على الخط، وإعتذر رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط عن التدخل العلني في شأن كان يجب ألا يطرح بالأساس بالقول، أتركوا الجيش بعيداً عن الحسابات الضيقة الطائفية وعن رواسب فترة الحرب الأهلية ولا لدورات على حساب الكفاءة". أيضا ، أعلن الرئيس سعد الحريري لاحقا التريث في المضي بالمرسوم وإعطاء المزيد من الوقت للتشاور وذلك بعد زيارة قام بها وزير المال علي حسن خليل للسرايا الحكومي.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

13 مليار دولار هي ثروة باسل الأسد في البنوك النمساوية

إعداد لبنان الجديد/19 كانون الأوّل 2017/أموال طائلة بحوزة آل الأسد نهبوها من الشعب السوري

عرضت قناة الجزيرة الوثائقية فيلما من 48 دقيقة يحمل عنوان " نهايات غامضة - محمود الزعبي " تناولت فيه أسرار تكشف للمرة الأولى . ومن أهم ما تم الكشف عنه هي التركة المالية التي كان يكتنزها نجل حافظ الأسد الأكبر باسل الأسد في البنوك النمساوية والتي تجاوزت ال 13 مليار دولار أميركي.

وترتبط قضية هذه الأموال مع محمود الزعبي وهو صاحب أطول فترة رئاسة وزراء في سوريا من عام 1987 إلى 2000. فالزعبي كان يدرك جيدا أسرار آل الأسد وبالأخص أسرار باسل المالية وهو من سرب معلومات عن ثروته المالية بعد أن كلفه الأسد الأب بإسترداد هذه الأموال من البنوك النمساوية بعد وفاة باسل الأسد. لكن سرعان ما إتهم النظام السوري محمود الزعبي بالفساد وأجبروه على الإستقالة ووضعوه تحت الإقامة الجبرية قبل أن يطلق النار على نفسه وينتحر. البعض يشكك برواية الإنتحار ويؤكد أن النظام السوري كعادته يصفي أزلامه بعد أن يصبحوا عبئا ثقيلا عليه والعادة الأحب على قلب النظام هو ترويج دعاية الإنتحار. الثروة المالية التي كان يكتنزها باسل الأسد يفتح النقاش جديا عن حجم الأموال التي بحوزة آل الأسد ككل ، خصوصا أن هذه الثروة كانت بحوزة باسل في منتصف التسعينات تقريبا ولكم أن تتخيلوا حجمها اليوم. وهذه الأموال تعود كلها إلى الشعب السوري وتشكل موردا أساسيا لتمويل عمليات النظام وإستمراره خصوصا في الحرب السورية المستمرة منذ 2011 بعد قيام ثورة شعبية سورية ضد نظام الرئيس بشار الأسد.

 

أطلقه الانقلابيون تجاه مناطق سكنية في مخالفة صريحة للقانون الدولي والإنساني والسعودية تعترض صاروخاً إيرانياً – حوثياً فوق الرياض وتدمره

الرياض – وكالات/19 كانون الأوّل 2017/اعترضت القوات السعودية أمس، صاروخاً بالستياً فوق الرياض، تبنى إطلاقه المتمردون الحوثيون في اليمن. وقال المتحدث الرسمي لقوات التحالف العربي العقيد الركن تركي المالكي إنه “في ظهر اليوم (أمس)، رصدت قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي انطلاق صاروخ بالستي من داخل الأراضي اليمنية باتجاه أراضي المملكة”. وأضاف إن الصاروخ “كان باتجاه مناطق سكنية مأهولة بالسكان بمنطقة الرياض، وتم اعتراضه وتدميره جنوب الرياض من دون وقوع أي خسائر”. وأوضح أن “السيطرة على الأسلحة البالستية ذات التصنيع الإيراني من قبل المنظمات الإرهابية، ومنها ميليشيا الحوثي المسلحة المدعومة من إيران، يمثل تهديداً للأمن الإقليمي والدولي، وأن إطلاقها باتجاه المدن الآهلة بالسكان يعد مخالفاً للقانون الدولي الإنساني”. وأشار إلى أن “استمرار الميليشيات الحوثية في استهداف المدن بالصواريخ البالستية دليل واضح على استمرار هذه الميليشيات المدعومة من إيران في استخدام منافذ أعمال الإغاثة في تهريب الصواريخ الإيرانية إلى الداخل اليمني بكل الطرق والوسائل في انتهاك واضح لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة”. من جهته، أكد مركز التواصل الدولي في وزارة الإعلام السعودية على حسابه بموقع “تويتر”، أن الصاروخ إيراني – حوثي، مضيفاً إنه “لم ترد أنباء عن سقوط ضحايا بعد أن اعترضت القوات السعودية جنوب الرياض صاروخاً بالستيا أُطلق من اليمن”.

وأفادت أنباء صحافية أن الصاروخ تم اعتراضه علي بعد 25 كيلومتراً جنوب الرياض، مشيرة إلى أنه أطلق منطقة تبعد 25 كيلومتراً عن صنعاء. وأضافت إن شوارع الرياض شهدت حالة من الهدوء النسبي عقب سقوط الشظايا في أحياء متفرقة منها. وكانت مصادر محلية أفادت بسماع دوي انفجار قوي في الرياض ومشاهدة دخان في السماء بعد اعتراض دفاعات “الباتريوت” للصاروخ البالستي، تلاها سقوط شظايا في أحياء متفرقة. في المقابل، اعترف عضو المكتب السياسي لجماعة “أنصار الله” الحوثية أكد علي القحوم بإطلاق الصاروخ بعيد المدى على قصر اليمامة الملكي في الرياض. وقال إن “القوة الصاروخية الموالية لهم أطلقت صاروخ بالستي بعيد المدى نوع (بركان H2) على قصر اليمامة، تزامنا مع ذكرى مرور ألف يوم على بدء عمليات العدوان”، بحسب تعبيره. وأضاف إن “إطلاق الصارخ جاء بناء على معلومات مؤكدة تشير إلى انعقاد اجتماع لقادة سعوديين بداخل القصر”. وكان الحوثيون فشلوا أول من أمس، في إطلاق صاروخ بالستي باتجاه محافظة مأرب، بعد أن تم إطلاقه من منطقة قاع سامة شرق مدينة ذمار. وأفادت تقارير صحافية يمنية بأن “عناصر الميليشيا أطلقت صاروخاً باليستياً من منطقة سامة، غير أنه سقط على بعد ثلاثة كيلومترات من موقع إطلاقه في منطقة خالية قرب قرية حصن قديد، التابعة لمديرية ميفعة عنس ولم يحدث أي أضرار”. وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً تظهر بقايا صاروخ قالوا إنها “عائدة لذات الصاروخ الذي فشلت ميليشيا الحوثي بذمار في إطلاقه نحو محافظة مأرب التي تكتظ بالنازحين الفارين”.

 

ترامب: سوف نمنع إيران من الحصول على السلاح النووي وعزم دولي على تطويق طهران العاملة لإنشاء جيش المهدي العابر للحدود

واشنطن – وكالات/19 كانون الأوّل 2017/كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن استراتيجية إدارته للأمن القومي، مشدداً على منع طهران من حيازة السلاح النووي، ومؤكداً أنه عاقب “الحرس الثوري” نتيجة دعم الإرهاب. وقال ترامب ليل أول من أمس، إن الإدارة الأميركية السابقة مسؤولة عن الاتفاق النووي السيئ مع إيران، مؤكداً أن “الحرس الثوري” يدعم الإرهاب، “لذا فرضت أميركا عقوبات عليه”. وأشار إلى أن السياسات الأميركية السابقة أدت لسيطرة تنظيم “داعش” على مناطق واسعة في الشرق الأوسط، مضيفاً إن “داعش” خسر تقريباً كل ما سيطر عليه من أراض في سورية والعراق. وأعرب عن أمله في أن “تؤدي سياستنا الأمنية لسلام دائم وقوي”. وبشأن كوريا الشمالية، قال إن بلاده قد فرضت أشد عقوبات على كوريا الشمالية على الإطلاق، مضيفاً “ما زال أمامنا عمل ننجزه لنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية”. وأعلن أن بلاده تواجه تهديدات من أنظمة مارقة ومنظمات إرهابية وإجراميةن متهماً كلاً من روسيا والصين بتهديد مصالح بلاده.

وكشف أن الستراتيجية الأمنية تعمل على منع الفكر الإسلامي المتطرف من الوصول لأميركا. وأكد أن البلدان الثرية يجب أن تسدد للولايات المتحدة تكلفة الدفاع عنها. في المقابل، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، إن ترامب لا يمكنه أن يتسبب في انهيار الاتفاق النووي مع القوى العالمية، مضيفاً إن “الذين يأملون في أن يتسبب ترامب في انهياره خطأ”. من ناحية ثانية، قالت مصادر ديبلوماسية مطلعة إن ثمة قراراً لدى القوى الدولية العاملة على نسج الحلول للنزاعات، يقضي بتطويق كل التنظيمات المسلحة خارج اطار الشرعية في البلدان العربية، مثل “حزب الله” في لبنان و”الحشد الشعبي” في العراق والحوثيين في اليمن، وتحويلها الى أحزاب سياسية عادية، على اعتبار ان هذه الخطوة أكثر من ملحة لضمان نجاح التسويات المرتقبة وصمودها. وأضافت إن عواصم القرار تدرك جيداً أن ما ساهم في صعود التيارات المتطرفة في الإقليم، ليست فقط الأنظمة السياسية الظالمة، بل أيضاً اختلال موازين القوى في الصراع الشيعي – السني لصالح الطرف الأول، الذي لم يتردد في زرع مجموعات مسلحة تابعة له في أكثر من دولة، للدفع نحو فرض توجهاته وخياراته. وكشفت عن اجتماعات أمنية عقدها في الأيام الماضية مسؤولون أميركيون وفرنسيون وبريطانيون وعرب في إحدى القواعد الأميركية في سورية واكبها مسؤولون أمنيون روس، من بعد، أفضت إلى وضع “خريطة طريق” لانهاء التنظيمات المسلحة في المنطقة. واشارت غلى أن الهدف الذي وضعته عواصم القرار نصب عينيها، هو “منع أي وجود عسكري اإراني على طول شاطئ المتوسط من الساحل السوري الى الساحل اللبناني، بالتزامن مع التصدي لأي هيمنة إيرانية على مضيقي هرمز وباب المندب”. وأوضحت أن العامل الذي ساهم في تزخيم مسار تنسيق الجهود لمواجهة ايران وفي قيام “حلف دولي” ضدها، ولو بطريقة غير معلنة بعد، فهو سعي طهران في الأشهر الماضية لإنشاء “جيش المهدي”، الذي تريده ان يشكل إطاراً جامعاً لكل مقاتليها في المنطقة، على أن يكون نشاطه عابراً لحدود الدول، خصوصا انه جيش ديني.

 

65: إعلامياً قتلوا العام 2017 في العالم وإيران في قائمة أكبر خمس دول تسجن الصحافيين

باريس – أ ف ب: كان العام 2017/19 كانون الأوّل 2017/أقل دموية من السنة السابقة بالنسبة للصحافيين، غير أن الحصيلة تبقى فادحة مع سقوط 65 قتيلاً من صحافيين وعاملين في الإعلام عبر العالم، فيما أحتلت كل من الصين وتركيا وسورية وإيران وفيتنام المراكز الخمسة الأولى في قائمة البلدان التي تضم أكبر عدد من الصحافيين المسجونين. وذكرت منظمة “مراسلون بلا حدود” في تقريرها السنوي، أمس، أن من بين القتلى الـ65 هناك خمسون محترفاً وسبعة “صحافيين مواطنين” (مدونين) وثمانية “متعاونين مع وسائل الإعلام”. بحسب هذا التقرير السنوي. وأضافت إن هذه الحصيلة تجعل من العام 2017، السنة الأقل دموية للصحافيين المحترفين منذ 14 عاماً، موضحة أن أحد اسباب ذلك هو عزوف الصحافيين عن العمل في المناطق الأكثر خطراً. وكما في العام الماضي، تبقى سورية الدولة الأكثر خطورة في العالم على الصحافيين مع مقتل 12 منهم فيها، تليها المكسيك (11). وأشارت إلى أن عدد الصحافيين المحترفين الذين قتلوا في العالم هو الادنى منذ العام 2003. وأوضحت أن من بين الـ65 صحافياً الذين قتلوا، تم اغتيال 39 فيما قضى الآخرون أثناء ممارسة مهامهم في حوادث دامية مثل ضربات جوية أو تفجيرات انتحارية، مضيفة إن “تراجع الحصيلة يعود أيضاً لعدول الصحافيين عن التوجه إلى دول باتت بالغة الخطورة”.

وأكدت أن “دولاً مثل سورية والعراق واليمن وليبيا تشهد استنزافاً في هذه المهنة”. وذكرت أن المكسيك هي الأخطر على الصحافيين بين دول العالم التي لا تشهد نزاعات، مؤكدة أن “الذين يغطون أخبار الفساد السياسي أو الجريمة المنظمة غالباً ما يتم استهدافهم وتهديدهم وقتلهم بشكل منهجي”. كما أن الفيليبين باتت أخطر دولة على الصحافيين في آسيا، حيث تعرض خمسة صحافيين لإطلاق النار خلال العام، توفي أربعة منهم. وربطت المنظمة بين ارتفاع عدد الضحايا من الصحافيين “والتصريحات المقلقة” للرئيس الفيليبيني رودريغو دوتيريتي الذي قال في مايو الماضي، “كونك صحافياً لا يعني أنك مستثنى من القتل إذا كنت سافلاً”. وكشفت أن تركيا تعد أكبر سجن للصحافيين المحترفين، مشيرة إلى أن 42 صحافياً وعاملاً واحداً في مجال الإعلام هم خلف القضبان، كما أن الصين، حيث يقبع 52 صحافياً في السجون، تتصدر قائمة الدول الخطيرة على الصحافيين إذا ما اعتبر المدونون من ضمنهم.

 

السعودية ترحب بالموقف الأميركي بشأن تدخلات إيران في المنطقة

السياسة/19 كانون الأوّل 2017/رحبت المملكة العربية السعودية أمس، بتقرير الأمم المتحدة الذي أكد أن تدخلال إيران العدائية ودعمها لميليشيات الحوثي الإرهابية بقدرات صاروخية متقدمة وخطيرة تهدد أمن واستقرار المملكة والمنطقة. كما رحبت المملكة في بيان تلقت “السياسة” نسخة منه، بالموقف الأميركي الذي أعلنت عنه سفيرة الولايات المتحدة لدة الأمم المتحدة خلال جلسة مجلس الأمن الدولي الخميس الماضي، وإدانتها لنشاطات إيران العدائية في دعم وتسليح الجماعات الإرهابية بما فيها “حزب الله” وميليشيات الحوثي الإرهابية. وجددت الرياض إدانتها للنظام الإيراني لدعمه لميليشيات الحوثي التابعة له في ممارستها العدوانية والإرهابية وانقلابها على الشرعية وتدمكيرهم لمؤسسات الدولة وقمعهم الوحشي للشعب اليمني، ونهبهم لمقدرات الشعب اليمني بما فيها المساعدات الانسانية واستيلائهم على الواردات النفطية لاستخدامها في دعم وتمويل حملتهم الإرهابيةومهاجمتهم اراضي المملكة وإطلاق الصواريخ البالستية على المدن المأهولة بالسكان بدعم من إيران.

كما دانت النظام الإيراني لخرقه الصارخ للقرارات والأعراف الدولية بما فيها قراري مجلس الأمن 1559 و1701، المعنيان بمنع تسليح أي ميليشيات خارج نظاق الدولة في لبنان.

وطالبت المجتمع الدولي باتخاذ اجراءات فورية لتنفيذ قرارات مجلس الأمن ومحاسبة النظام الإيراني على أعماله العدوانية.

 

اتفاق إيراني أميركي تركي روسي لسحب قواتهم من العراق وسورية

بغداد-أ ش أ/19 كانون الأوّل 2017/ أعلن عضو مجلس النواب عن “ائتلاف دولة القانون” جاسم محمد جعفر أمس، عن اتفاق رباعي، إيراني أميركي تركي روسي، لسحب قواتهم من العراق وسورية. وقال جعفر إن هناك اتفاقاً رباعياً عقد قبل فترة بين روسيا والولايات المتحدة وإيران وتركيا لسحب قواتهم من العراق وسورية والإبقاء على عدد قليل من المستشارين لاغراض التدريب، موضحاً أن “جميع القوات سيتم سحبها من الدولتين”. وأضاف إن “الاتفاق بدأ العمل به فعليا منذ أيام عدة خصوصاً بسورية”، مشيراً إلى أن ” القوات الموجودة بالعراق ومع انتهاء المعارك العسكرية، ستدخل ضمن الاتفاق وبدأ انسحابها مع إبقاء المستشارين فقط، إلا في حال حصول اتفاق مع إقليم كردستان على إبقاء بعض القواعد هناك نتيجة للتوتر السياسي والأمني الحاصل خلال هذه الفترة”.

 

خمسة قتلى و70 مصاباً خلال تظاهرة في إقليم كردستان ومواجهات بين البشمركة و"داعش" غرب أربيل

بغداد – وكالات/19 كانون الأوّل 2017/ قتل خمسة متظاهرين وأصيب نحو 80 آخرين بالرصاص أمس، خلال تظاهرة في بلدة شمال السليمانية في إقليم كردستان العراق. وقال المتحدث باسم دائرة الصحة المحلية طه محمد للصحافيين، إن “المتظاهرين أشعلوا النار في مقري الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني في رابارين، وتبع ذلك اشتباكات مع الشرطة التي أطلقت النار، ما أدى إلى سقوط خمسة قتلى و80 جريحاً على الأقل”.في سياق متصل، أعلنت “الجبهة التركمانية” في كركوك في بيان، عن قيام مجموعة من المتظاهرين بحرق مقرها في قضاء كفري. وذكرت أنها تقدر الظروف الإنسانية والمعيشية الصعبة التي يمر بها مواطنو إقليم كردستان، وأنها تحض المواطنين في الإقليم على الحفاظ على سلمية التظاهرات وعدم الاعتداء على المقرات الحزبية. وأضافت إنها “ليست جزءاً من حكومة الإقليم ولا تتحمل تبعات الإدارة الموجودة فيه”، موضحة أن قيادة الجبهة تتمنى حل المشاكل بما يضمن الحفاظ على السلم المجتمعي.

وأكدت أنها لن تكون طرفاً في الصراعات السياسية بين الأحزاب الموجودة في الإقليم. في غضون ذلك، اندلعت اشتباكات بين متظاهرين والشرطة المحلية بمحافظة حلبجة أمس، خلال محاولة المتظاهرين اقتحام مقر “الحزب الوطني الكردستاني”، احتجاجاً على الأوضاع في إقليم كردستان.

وقال مصدر أمني إن حراس المقر منعوا المتظاهرين من الاقتحام، ما أدى إلى وقوع اشتباكات بالحجارة بين المتظاهرين والشرطة المحلية. كما أغلق مئات من المتظاهرين أمس، الطريق الرئيس بين محافظة واسط جنوب العراق المؤدي إلى بغداد، احتجاجاً على مشروع خصخصة الطاقة الكهربائية الذي يفرض ضرائب جديدة على المواطنين، مطالبين الحكومة الاتحادية بإلغاء المشروع بشكل كلي، ومحذرين من أن “الاستمرار بتطبيقه سيقودهم لإعلان العصيان المدني”. وتمكنت القوات الأمنية من إقناع المتظاهرين بإعادة فتح الطريق، بعد أن وعدت الحكومة المحلية بتلبية مطالبهم. من ناحية ثانية، اندلعت معارك عنيفة أمس، بين البشمركة وتنظيم “داعش” في منطقة مخمور جنوب غرب أربيل. وقال قائد محور مخمور-الكوير في قوات البشمركة سيروان بارزاني إن “المعارك وقعت في سلسلة جبال قراجوخ بمنطقة مخمور جنوب غرب أربيل بإقليم كردستان”. في سياق آخر، اتهمت حكومة إقليم كردستان أول من أمس، القوات العراقية بالاستعداد لشن هجوم جديد على قوات البشمركة، فيما نفى متحدث عسكري عزم القوات العراقية شن هجوم على الإقليم. من جهة أخرى، بحث الأمين العام لوزارة الدفاع العراقية الفريق الركن محمد العبادي أمس، مع رئيس الهيئة الفيدرالية الروسية للتعاون العسكري التقني ديمتري شوغايف، التعاون العسكري وعقود التسليح المبرمة بين البلدين. وذكرت وزارة الدفاع في بيان، أن الجانبين ناقشا عقود التسليح المبرمة بين البلدين، ومنها المنظومات الدفاعية لقيادة الدفاع الجوي والدعم اللوجستي والفني المقدم لتلك المنظومات، وآلية تجهيز القيادة بالأسلحة المتطورة. على صعيد آخر، أعلنت وزارة الداخلية أمس، إنهاء أعمال تفكيك وتنظيف مسار خط أنابيب تصدير النفط الخام من الحقول الشمالية إلى ميناء جيهان التركي ، مشيرة إلى انها أزالت وفجرت 980 عبوة ناسفة بعد شهر من العمل. وفي الموصل، قتلت القوات الأمنية أمس، ستة من تنظيم “داعش” في الجانب الشرقي للمدينة، فيما استهدفت مروحيات عسكرية مواقع للتنظيم قرب الحدود السورية. وأطلقت قوات عراقية مشتركة أمس، عملية أمنية واسعة جنوب الموصل، لمكافحة بقايا “داعش، إثر رصد تحركات واتصالات بين عناصر التنظيم. وفي الأنبار، أعلن قائم مقام قضاء راوه بالمحافظة حسين علي أمس، عن بدء عودة النازحين إلى المدينة، مشيراً إلى أن تلك الأسر عادت بعد إكمال تدقيق معلوماتها الأمنية من قبل القوات العراقية.

 

ماكرون: الأسد لايمثل سورية واتهاماته لنا بدعم الإرهاب “غير مقبولة” ومجلس الأمن مدد إدخال المساعدات لمناطق المعارضة

عواصم – وكالات/19 كانون الأوّل 2017/اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الانتقادات الشديدة التي وجهها الرئيس السوري بشار الأسد إلى فرنسا “غير مقبولة”. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع أمين عام حلف “الناتو” ينس ستولتنبرج أمس، “كنا ثابتين على موقفنا منذ البداية بتركيز الحرب ضد عدو واحد هو تنظيم داعش”. وتابع “لذلك فإن التصريحات لم تكن مقبولة”، لأنه “إن كان هناك من قاتل ويمكنه الانتصار بحلول نهاية فبراير، فهو التحالف الدولي”، معتبرا أنه “ليس بالامكان بناء سلام دائم وحل سياسي بدون سورية والسوريين، ولا أعتقد في المقابل أن سورية تتلخص ببشار الأسد”، واصفا كلام الرئيس السوري بأنه “في غير محله”. وأكد سعي فرنسا لإطلاق عملية سياسية تشمل ممثلي الأسد والأطراف السياسية، لإجراء انتخابات تتيح للسوريين التعبير عن أنفسهم، معتبرا أن “السيادة الوطنية لا تتمثل في عنف يمارسه شخص او في قرار تتخذه القوى الخارجية”. وكان الاسد هاجم فرنسا متهما إياها “بدعم الارهاب في بلاده ومن ثم لا يحق لها الحديث عن السلام”. وقال “المعروف أن فرنسا كانت هي رأس الحربة في دعم الارهاب منذ الايام الاولى، ويدهم غارقة في الدماء السورية، ولا نرى أنهم غيروا موقفهم بشكل جذري حتى الان”، مضيفا “من يدعم الارهاب لا يحق له أن يتحدث عن السلام”.

ورد وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لو دريان، مؤكدا “ان فرنسا لن تتلقى دروسا ممن أخرج الاف الاسلاميين المتشددين من السجن لتأجيج الحرب الاهلية واعتمد على روسيا وايران للبقاء في السلطة”. وقال “عندما تمضي أيامك في ذبح شعبك فانك ستكون أكثر انعزالا”. على صعيد آخر، أكد الأسد، خلال استقباله أمس رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، فرانشيسكو روكا أمس ، إن الحصار والحرب على الإرهاب ساهما في تفاقم الأزمة الإنسانية في بلاده. في غضون ذلك، صوت مجلس الأمن أمس، على تمديد قرار يتيح إدخال مساعدات إنسانية عبر الحدود إلى المحاصرين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة لمدة عام، في مشروع قرار انتقدته روسيا. وقال ديبلوماسي إن موسكو موافقة مبدئيا ولن تعارض تبني القرار في نهاية المطاف، فيما أوضح آخر أنه لا تزال هناك مشكلات. من جانبها، طالبت ألمانيا، النظام السوري بالسماح بدخول المساعدات الفورية إلى الغوطة الشرقية، معربة في بيان عن القلق الشديد إزاء تردّي الأوضاع الإنسانية، وموضحة أنّ المساعدات لم تصل لنحو 400 ألف شخص، رغم شمول المنطقة المذكورة داخل مناطق خفض التوتر المتفق عليها في محادثات أستانا. من جهة أخرى، أحالت لجنة مجلس “الدوما” الروسي للشئون الخارجية، اتفاقية توسيع القاعدة البحرية الروسية في طرطوس للمصادقة عليها من قبل المجلس. على صعيد متصل شدد نائب رئيس الوزراء الروسي دميتري روغوزين، على أن روسيا لن تنخرط في مشاريع إعادة الإعمار بسورية كفاعل خير وإنما ستراعي مصالحها، مشيرا إلى أن روسيا ترى سورية بلدا غنيا، أرضه خصبة ولديه ثروات باطنية هذا عدا عن موقعه الستراتيجي. وأضاف “أن للشركات الروسية الحق في تطوير مشاريع اقتصادية خاصة، وأن الوجود العسكري مستمر بسورية”. ميدانيا، واصل الجيش السوري عملياته ضد تنظيم “جبهة النصرة”، بدعم من الطيران الحربي، في عدد من القرى والبلدات على جانبي الحدود الإدارية بين حماة وإدلب. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بتجدد الاشتباكات العنيفة بين الطرفين، في محيط قرية المشرفة بالريف الجنوبي الشرقي لإدلب، مشيرا لسيطرة جيش الأسد على قرية الرويضة. على صعيد متصل، قضت طفلة وجرح أربعة مدنيين، في قصف لطائرات روسية على ريف إدلب الجنوبي.

 

العاهل الأردني والبابا يبحثان في تبعات القرار الأميركي بشأن القدس

القاتيكان – وكالات/19 كانون الأوّل 2017/بحث العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والبابا فرنسيس أمس، بابا الفاتيكان التطورات المتعلقة بمدينة القدس في أعقاب اعتراف واشنطن بالمدينة المحتلة عاصمة لإسرائيل. وتناول اللقاء تبعات القرار الأميركي وما نتج عنه من استفزاز لمشاعر المسلمين والمسيحيين في المنطقة والعالم. وأكد الملك عبدالله الثاني “ضرورة احترام الوضع القانوني والتاريخي القائم في مدينة القدس، وعدم المساس به”، مشدداً على أن الأردن سيواصل دوره التاريخي والديني في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، من منطلق الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات، وبما يحافظ على هوية مدينة القدس كرمز للسلام. ودعا إلى “ضرورة تكثيف الجهود لحماية حقوق الفلسطينيين والمسلمين والمسيحيين في مدينة القدس، التي تمثل مفتاح تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة”. وأكد أن القرار الأميركي الأخير “يشكل خرقاً للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية”، مشيراً إلى أن وضع القدس يجب تسويته ضمن إطار حل شامل يحقق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل. وخاطب البابا قائلا ً”صديقي وأخي العزيز” فيما قدم إليه لوحة تصور القدس القديمة تبدو فيها قبة الصخرة الاسلامية وكنيسة القيامة المسيحية. من جانبه، أعرب البابا فرنسيس عن قلقه إزاء القرار الأميركي، مؤكداً أن القدس هي مدينة فريدة ومقدسة لأتباع الديانات الثلاث. ودعا إلى إلى احترام الوضع القائم في القدس، تماشياً مع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وبما يسهم في تجنب المزيد من العنف والتوتر. واشاد بدور الملك عبدالله الثاني المحوري في حماية المقدسات في القدس، والتزام الأردن بتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم. وذكر الفاتيكان في بيان، أنه “تم أخيراً بحث أهمية مساعدة المسيحيين على البقاء في الشرق الأوسط وكذلك المساهمات الايجابية التي يمكن أن يقدمونها لمجتمعات المنطقة التي يشكلون جزءاً لا يتجزأ منها”.

 

تعزيز القدرات العسكرية والاقتصادية يتقدم استراتيجية ترمب للأمن القومي صنفت الصين وروسيا ضمن التحديات وتوعّدت أنشطة النظام الإيراني والإرهابيين

الشرق الأوسط/19 كانون الأول/17/رسم الرئيس الأميركي دونالد ترمب استراتيجية للأمن القومي تقوم على تفوق وتفرد الولايات المتحدة وتعزيز قوتها العسكرية والاقتصادية في مواجهة كافة دول العالم، وبصفة خاصة روسيا الصين. وشدد ترمب على مواجهة ما سماه «آيديولوجيات الإرهاب الإسلامي المتشدد والمتطرف» وتأمين الحدود، ومنع الإرهابيين من الدخول إلى الأراضي الأميركية. وأكد ترمب على التزام إدارته بمواجهة إيران ووقف مسارها للحصول على أسلحة نووية ومواجهة الحرس الثوري الإيراني.

وقال ترمب من داخل مبنى رونالد ريغان بوسط واشنطن: «اليوم، أقدم للعالم استراتيجيتنا للأمن القومي التي عملنا عليها خلال العام ونحن منخرطون في فترة تشهد تنافسا ونواجه أنظمة تهدد الولايات المتحدة وجماعات إرهابية وشبكات إجرامية وقوى مثل روسيا والصين وسنستمر في التعامل بما يحمي مصالحنا القومية. وقد قام الرئيس بوتين بتوجيه الشكر لنا على المعلومات الاستخباراتية حول هجوم إرهابي كان يستهدف سان بطرسبرغ، ما أدّى إلى إحباطه». وأضاف: «لدينا منافسون شديدون، وللنجاح علينا إدخال كل عنصر في قوتنا لنفوز ونعتمد على استراتيجية تخدم مصالحنا لحماية الأراضي الأميركية والشعب الأميركي، فلا يمكن حماية البلد دون حماية الحدود». وأشار الرئيس الأميركي إلى فشل الإدارات السابقة في حماية المصالح الأميركية عبر سنّ قوانين «مكبلة» وترك الحدود مفتوحة والحفاظ على نظام هجرة يسمح للأشخاص السيئين بالدخول إلى أميركا، فضلا عن إبرامهم صفقة سيئة مع إيران والسماح لـ«داعش» بالسيطرة على مناطق كثيرة في الشرق الأوسط. وتفاخر ترمب أنه تم استعادة الأراضي التي كان يسيطر عليها «داعش» في كل من سوريا والعراق، خلال رئاسته. وقال ترمب أمام حشد كبير في خطاب استمرّ نصف ساعة، إن العالم يدرك الآن أن أميركا ستعود قوية، حيث ستصل ميزانية الدفاع العسكري إلى 700 مليار دولار، مشيرا إلى أن ذلك سيؤدّي إلى سلام طويل. وتطرق ترمب إلى الوضع في أفغانستان، وملاحقة الجماعات الإرهابية، والضغط على باكستان، مؤكدا أنه سيتوجب على الدول الثرية دفع تكلفة دفاع أميركا عنهم. إلى ذلك، نوّه ترمب بالجهود الأميركية التي أسفرت عن فرض أقسى العقوبات على نظام كوريا الشمالية، وأنّه لا يزال هناك عمل لا بد من القيام به للتأكد أن هذا البلد لن يهدد العالم. كما تفاخر ترمب بأداء الاقتصاد الأميركي، مشيرا إلى خلق مليوني فرصة عمل وارتفاع أداء البورصات الأميركية، مع تحقيق نمو بنسبة 3 في المائة.

وشدد الرئيس الأميركي على مواجهة آيديولوجية الإسلام المتطرف ومنعه من الانتشار داخل الولايات المتحدة، ومواجهة الآيديولوجيات المتطرفة عبر وسائل الإعلام الاجتماعي، إضافة إلى تقوية الأمن الاقتصادي والتركيز على مبدأ العدل في المعاملات التجارية وتقوية البنية التحتية الأميركية، وحفظ الأمن من خلال القوة، وإصلاح الضعف في المنظومة العسكرية الأميركية وتقليل البيروقراطية وبناء نظم دفاع صاروخية قوية لحماية الولايات المتحدة وتقوية الحلفاء في مواجهة التهديدات. وقال ترمب: «لا نريد فرض طريقة حياتنا على أحد، لكننا لن نعتذر وسنقوم بعمل شراكات مع من يتشارك معنا في مبادئنا وسنستمر في رؤيتنا لتكون أميركا دولة قوية ومستقلة تحترم الدول». وتعليقا على استراتيجية الأمن القومي الجديدة، قال مسؤولون كبار بالإدارة الأميركية إن الخطة تركز على أربعة محاور رئيسية. الأول هو حماية الأراضي الأميركية والشعب الأميركي وطريقة الحياة الأميركية، وهو ما يتعلق بمحاربة التطرّف الإرهابي وسلوك إيران المزعزع للاستقرار، وأيضا قضايا الهجرة ومكافحة المنظمات الإجرامية ومكافحة التشدد داخل الأراضي الأميركية.

أما المحور الثاني، فيعتمد على تعزيز الرخاء الأميركي. فيما يقوم المحور الثالث على تعزيز السلام من خلال القوة وحماية حدود الولايات المتحدة وإعادة بناء الجيش الأميركي وتعزيز القوة الأميركية في الخارج. وأخيرا تعزيز النفوذ الأميركي في عالم منافس، عبر تشجيع القطاع الخاص والاستثمار.

والجديد في الاستراتيجية، وفق المسؤولين، هي العناصر التي تقدم كيفية وسبل تنفيذ الاستراتيجية في عالم يتأثر بالمعلومات واتّباع نهج يوازن بين أمن الطاقة والتنمية الاقتصادية. وشدّد المسؤولون على أن الإدارة ستسعى للقيام بخطوات لحماية مصالحها بالتعاون مع الشركاء والحلفاء الذين يتشاركون مع الولايات المتحدة في القيم والمبادئ. وقبل إلقاء ترمب خطابه، أصدر البيت الأبيض عددا من النقط الرئيسية للاستراتيجية وأبرز التحديات، مركزا على كل من الصين وروسيا كدول تستخدم التكنولوجيا والدعاية بما يتعارض مع مصالح الولايات المتحدة، فضلا عن الديكتاتوريين الذين ينشرون الرعب ويهددون جيرانهم، والإرهابيين الذين ينشرون آيديولوجيا متطرفة والمنظمات الإجرامية. وأوضح البيت الأبيض أن استراتيجية ترمب تعتمد على تعزيز السيطرة على الحدود، وتعديل نظام الهجرة، وأن أكبر التهديدات العابرة للحدود الوطنية هي الإرهابيون والمنظمات الإجرامية لتهريب المخدرات. ولفت البيان إلى أن أميركا ستستهدف التهديدات من مصدرها، قبل أن تصل إلى حدود الولايات المتحدة، كما ستقوم بحماية البنية التحتية والشبكات الرقمية مع نشر نظم دفاع صاروخية للدفاع عن أميركا ضد أي هجمات صاروخية.

وفيما يتعلق بالشق الاقتصادي، شدد البيت الأبيض على أن الولايات المتحدة لن تتسامح مع الانتهاكات التجارية وستبني علاقات اقتصادية حرة وعادلة، كما ستستخدم هيمنتها على الطاقة لضمان بقاء الأسواق مفتوحة. وأوضح مسؤول أميركي رفيع لـ«الشرق الأوسط» أن إدارة ترمب هي أول إدارة تقدم استراتيجيتها للأمن القومي خلال العام الأول من توليها المسؤولية، مشيرا إلى أنها نتاج أشهر من المداولات والمناقشات التي أجراها الرئيس مع كبار مستشاريه، وأن الاستراتيجية تركز على مواجهة التحديدات في منطقة الشرق الأوسط وبصفة خاصة إيران وسلوكها المزعزع للاستقرار، كما تركز على مواجهة الإرهابيين وكيفية منع وصولهم إلى الأراضي الأميركية وتحسين مستويات التعاون الاستخباراتي لمواجهة الإرهاب ودفع الدول لمواجهة التشدد. وأثنى المسؤول بإدارة ترمب على ما تقوم به المملكة العربية السعودية من جهود في مواجهة التشدد، مستشهدا بتصريحات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مكافحة الإرهاب والتطرف. وأكد المسؤول الأميركي الرفيع للصحافيين أن الاستراتيجية التي قدمها الرئيس ترمب مختلفة بشكل كبير عن استراتيجيات الإدارات السابقة، حيث تتبنى رؤية صائبة فيما يتعلق بالسلوك الإيراني المزعزع للاستقرار، وأنها ملتزمة بمواجهة تدخل إيران في اليمن ولبنان وسوريا والعراق. وقال المسؤول الرفيع إن وثائق استراتيجية ترمب تشير إلى الفرص الموجودة لتعزيز المصالح الأميركية في منطقة الشرق الأوسط والعمل مع الشركاء الذين يرفضون الآيديولوجيا المتطرفة، والقادة الرئيسيين الذي يرفضون التطرف والعنف.

وفيما يتعلق بكوريا الشمالية، قال المسؤول الرفيع إن الاستراتيجية تركّز على حماية الأراضي الأميركية من تهديدات صواريخ كوريا الشمالية. وتركز على الدبلوماسية لإقناع النظام الكوري الشمالي أنه من مصلحته أن يتخلى عن الأسلحة النووية والصواريخ، ودفع الصين للقيام بمزيد من الضغوط على كوريا الشمالية للتخلي عن ترسانتها النووية، خاصة أن هذه الصواريخ يمكن توجيهها في أي اتجاه. واعتبر محللون أن استراتيجية ترمب للأمن القومي صورت دول العالم في حالة دائمة من المنافسة مع الولايات المتحدة وبصفة خاصة روسيا والصين، وأن كلا البلدين يسعى إلى تحدي السلطة الأميركية وتقويض أمن وازدهار الولايات المتحدة. كما يوضح المحللون أن إدارة ترمب التي تعتمد فكرة «أميركا أولا»، إذا ما قامت بتنفيذ هذه الاستراتيجية بالكامل فإنها يمكن أن تغير بشكل حاد علاقات الولايات المتحدة مع بقية العالم. وبينما تقول الإدارة إن «أميركا أولا» لا تعني أميركا وحدها، إلا أن مسؤولون في البيت الأبيض أشاروا إلى أن الولايات المتحدة ستدافع عن أمنها حتى ولو كان ذلك يعني التصرف بشكل أحادي في قضايا تتعلق بالتجارة أو تغير المناخ أو الهجرة إذا كان هناك تعارض مع المصالح الأميركية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

قمعُ الحرّيات قبل الإنتخابات؟

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/الأربعاء 20 كانون الأول 2017

قد تبدو مستهجَنة حاجةُ منظومة الحكم الحاليّة للّجوء إلى أساليب مرحلة ما قبل العام 2005، للإطباق على ما تبَقّى من الحياة السياسية والتضييق على الحرّيات الإعلامية والعامة. الملاحَظ أنّ حملة التضييق هذه استعرَت بعد عودة الرئيس سعد الحريري من السعودية، حيث تمّ توقيف الصحافي أحمد الأيوبي، واستُهدف الإعلامي مارسيل غانم، بجرمٍ تمّ تطريزُه على نصّ قانوني لتحميلِه مسؤولية ما قاله أحد الضيوف السعوديين في برنامجه «كلام الناس»، وبذلك بدا أنّ المطلوب الاقتصاص من إعلاميّ قادر على التأثير في الرأي العام لتوجيه رسالة صمتٍ إلى بقيّة الجسم الإعلامي والسياسي.

في السياق عينِه تمّ التعامل أيضاً مع الخطأ المطبعي للدكتور فارس سعَيد، الذي ادُّعيَ عليه وأحيلَ إلى النائب العام في جبل لبنان، وأبقِي ملفُّه قيد الدرس سيفاً مسلطاً. تعتقد أوساط معارضة أنّ هذه الحملات المبكرة هدفُها إخلاء الطريق أمام القوى المشاركة في السلطة، قبل الانتخابات النيابية المقبلة في 6 أيار، وتشير الى أنّ تخويف معارضي التسوية يَهدف الى تحقيق مجموعة أهداف:

أوّلاً: إفهام هذه القوى أنّ أركان التسوية محميّون بغطاء داخلي ودولي نالوه بعد عودةِ الحريري عن استقالته، وأنّ يدهم باتت طليقة في التصرّف، وبالتالي لن يتمتّع أيّ مِن قوى المعارضة بأيّ قدرة على تنظيم معارضة فاعلة في غياب أيّ راعٍ إقليمي أو دولي يؤمّن عدمَ التعرّض لهم وملاحقتهم والتضييق عليهم.

ثانياً: إفهامُ هذه القوى أنّ أركان الحكم هم في حالة تضامنٍ وتحالف، وأنّ أيّ تضييق على المعارضة (أو المعارضات) إنّما هو ناتج عن توافق، وقد لوحِظ أنّه وفي وقتٍ كان فريق رئيس الجمهورية «رأس حربة» في ملاحقة الإعلامي مارسيل غانم، لاذ الحريري وفريقه بالصمت على ذلك رغم علاقةِ الصداقة التي تربطه بغانم، ولم يكتفِ الحريري بالصمت بل ألغى حلقتَه التلفزيونية عبر برنامج «كلام الناس»، لأسباب كثيرة، منها تفادي الظهور في البرنامج في وقتٍ يلاحِق فريق رئيس الجمهورية، غانم قضائياً.

ولقد عكسَ الحضور الإعلامي والسياسي في منزل النائب بطرس حرب خريطةً توضِح غيابَ المتريثين أو حضورهم الخجول، وبقيّة المكوّنات السياسية التي يحتفظ كلّ منها بحسابات مختلفة.

ثالثاً: رصد قدرة المعارضة على الرد، وإلى الآن لم يصدر عن هذه القوى ما يشير إلى قدرتها على الالتقاء، خصوصاً أنّ أحد أبرزِ المعارضين (فارس سعيد) كاد أن يَمثل أمام القضاء لسبب مفبرَك، وقد قام بجهدٍ منفرد لمواجهة ما تعرّض له، من دون أن يسجّل أيّ لقاء بين معارضي التسوية.

وعن مثولِه أمام القضاء يقول سعَيد: «ليس صحيحاً أنّ ما تقوم به السلطة يقوّي المعارضة من دون أن تقصد، فهُم يعرفون أنّ أياً منّا عندما يتعرّض للملاحقة دون أن يستطيع حماية نفسِه، فهذا سيعني انعكاساً سلبياً في أوساط الرأي العام، وسيؤدي إلى تخويف فئةٍ كبيرة من الناس وتحييدِها في الانتخابات النيابية».

وتشير الأوساط المعارضة إلى أنّ المسار الذي باتت تعتمده السلطة بعد العودة عن الاستقالة يعكس شعوراً انتصارياً محميّاً بمظلّة «حزب الله»، وهو سيترجم مزيداً من الملاحقات، والحملات، تماماً كتلك التي وُجِّهت إلى شخصيات وقوى سياسية متّهِمةً إياها بخيانة الحريري والغدر به، فالعينُ على الانتخابات، والموعد بات قريباً، وتشتيتُ ما بقي من حالات اعتراض يستلزم بنحوٍ موازٍ تحييدَ المنابر الإعلامية ولا سيّما منها التي لم تلتزم الطاعة أو الصمت.

 

معلومات وإحصاءات رسمية بلا رقيب

رياض طبارة/جريدة الجمهورية/الأربعاء 20 كانون الأول 2017

 أصبح الرقم في لبنان وجهة نظر، ليس فقط بالنسبة للسياسيين بل أيضاً بالنسبة لقيادات القطاع الخاص، وللأسف أيضاً لبعض الباحثين الذين يأخذون هذه الأرقام «الرسمية» الخاطئة ويبنون عليها أبحاثهم واستنتاجاتهم. فلتت الأمور في هذا مجال الارقام والاحصاءات إلى حد أنه أصبح عدة أرقام «رسمية» لقيمة أي متغير تختلف عن بعضها اختلافات كبيرة، حسب ميول المتحدث السياسية، قد تصل إلى 3 أضعاف أو أكثر. المشكلة الأكبر هي أنه ليس هناك حسيب أو رقيب ما يشجع هؤلاء الرسميين على التمادي في فبركة الأرقام المناسبة لميولهم السياسية إلى حد يندر وجوده في العالم.

مثل واضح على ما نقول هي الأرقام المتداولة حول نسبة البطالة. هذه النسبة، كما هو معروف، هي ذات أهمية كبيرة في وضع السياسة الإقتصادية في معظم دول العالم ولذا تقوم هذه الدول بمسح للبطالة كل شهر (أو على الأكثر كل ثلاثة أشهر) لتحديد أي تغير، ولو صغير جداً، في مستوى البطالة تتم على أساسه دوزنة النمو الإقتصادي من خلال تغييرات في السياسة المالية والنقدية. أما في لبنان فآخر مسح للقوى العاملة، بما في ذلك البطالة، حصل سنة 2009، قامت به إدارة الإحصاء المركزي بمساعدة من اليونيسيف. هذه الدراسة أعطت نسبة بطالة 6 بالمئة، ولكن الأرقام ذات الصلة المذكورة في الدراسة نفسها تعطي نسبة بطالة 9 في المئة. المنظمات الدولية تتبع عادة الإحصاءات الرسمية ولذا، فمنظمة العمل الدولية، المسؤولة الأولى عن هذه الأرقام دولياً، تعطي نسبة بطالة في لبنان للسنين الأخيرة ما بين 6 و7 بالمئة وتتبعها في ذلك المنظمات الدولية الأخرى بما في ذلك البنك الدولي. غير أن هذا الأخير قام بدراستين مؤخراً حدد في الأولى نسبة البطالة في لبنان سنة 2013 بـ 11 بالمئة. الدراسة الثانية، بعنوان «فرص عمل لشمال لبنان» نُفذت مؤخراً (2017) تعطي رقم 9 بالمئة لنسبة البطالة في هذه المنطقة الأقل نمواً في لبنان، والمليئة باللاجئين السوريين. وهكذا فالدراسات المتقطعة من قبل إدارة الإحصاء المركزي والبنك الدولي توحي بأن نسبة البطالة في لبنان حتى اليوم تتراوح ما بين 9 و 11 بالمئة رغم وجود اللاجئين السوريين.

ماذا عن الأرقام المسيّسة؟

في سنة 2015 أعلن وزيرالعمل في حينه أن نسبة البطالة كانت، بالتحديد، ما بين 22 و23 بالمئة سنة 2014، ولكنها بلغت 32 بالمئة في السنة التالية. ولكن النشاط الحثيث من قبل وزارة العمل خفضها إلى 25 بالمئة في آذار سنة 2016. كل هذا مع العلم أن لا مسح للبطالة حصل خلال تلك السنوات.

ما زاد الطين بلة هو تصريح الوزير نفسه في نيسان، 2016، بأن ثمّة مليون انسان عاطل عن العمل بين اللبنانيين. وبما أن مجموع القوى العاملة اللبنانية لا يتجاوز الـ 1،5 مليون نسمة فإن هذا يعني أن مستوى البطالة ارتفع خلال أسابيع إلى 66 بالمئة.

(يظهر أن معالي الوزير احتسب البطالة 25 بالمئة من مجموع السكان وليس من مجموع القوى العاملة كما يجب). من الطريف ذكره أن إدارة الإحصاء المركزي نشرت على موقعها، بالخط العريض، مباشرة بعد التصريح، بأن مستوى البطالة في لبنان هو 10 بالمئة!

طبعاً، الهدف من الأرقام المبالغ فيها هو إظهار الضرر الإقتصادي الناتج عن هجرة السوريين. وبما أن قسماً كبيراً من اللبنانيين يعتقد، لربما نتيجة لتصريحات المسؤولين أنفسهم، أن السبب الأكبر، ولربما الوحيد، للإنكماش الإقتصادي الذي تمر به البلاد هو اللاجئين السوريين، فهذه الأرقام المضخمة للبطالة أصبحت تجد قبولاً واسعاً حتى بين الباحثين، ما أعطى دفعاً إضافياً لها. في السياق نفسه، صرح وزير الإقتصاد مؤخراُ (في 22 تشرين االثاني 2017) أن «الناتج المحلي اللبناني انخفض من 8 بالمئة عام 2011 إلى 1 بالمئة عام 2017،» بحسب البنك الدولي، وسبب ذلك، بالمقام الأول، ضغط اللاجئين السوريين على اليد العاملة اللبنانية إذ «أصبحت نسبة البطالة حسب الإحصاءات 30 بالمئة،» بحسب الوزير، كذلك الضغط على استهلاك الكهرباء والبنى التحتية والتعليم وغيرها.

ولكن إحصاءات البنك الدولي، المتطابقة طبعاً مع إحصاءات البنك المركزي اللبناني، تدل على العكس تماماً. ففي سنة 2011 كان نمو الناتج المحلي الخام أقل من 1 بالمئة ولكنه ارتفع لسنة 2017 إلى 2 بالمئة (2،7 بالمئة كان تقدير البنك الدولي عندما تكلم الوزير).

بمعنى آخر فإن نمو الناتج المحلي اللبناني لم ينخفض من 8 بالمئة سنة 2011 إلى 1 بالمئة سنة 2017 بل بالعكس تضاعف ثلاث مرات خلال تلك الحقبة من أقل من 1 بالمئة إلى 2،7 بالمئة سنة 2017 عندما تكلم الوزير. فإذا استعملنا المنطق نفسه فهل يعني هذا الإرتفاع أن السبب في هذا النشاط الإقتصادي المميز هو ازدياد عدد اللاجئين السوريين خلال تلك المدة؟ حقيقة الأمر هو أن انخفاض النمو سنة 2011 لم يكن سببه اللاجئين السوريين، إذ أن اللجوء بدأ فعلا سنة 2012، بل انسداد المخرج الرئيسي للبضائع اللبنانية وحالة عدم الأستقرار في الجوار ومسائل أخرى.

في كتابي «لبنان: مشكلات إنمائية وإنسانية بالأرقام،» حيث ذكرت بعض ما تقدم، حاولت أن أصحّح الأرقام قدر الإمكان قبل تحليلها في مجالات السكان والهجرة والبطالة والصحة والتعليم وغيرها ولكنه كان من الواضح أن لبنان، البلد الوحيد في العالم الذي لم يقم بتعداد سكانه منذ الحرب العالمية الثانية، يتخلف عن معظم الدول، حتى المتخلفة منها، في مجال الإحصاءات المبنية على مسوحات أسرية (household surveys) والتي تعطي المعلومات الأساسية حول أعداد ومواصفات السكان ومشكلاتهم في شتى المجالات الحياتية وغيرها من المعلومات الضرورية لوضع السياسات الإنمائية والإنسانية الصحيحة.

المطلوب لتصحيح الوضع بسيط جداً ويتلخص بمسألتين، الاولى من اختصاص الدولة والثانية من اختصاس المجتمع المدني. أولاً على الدولة أن تضع برنامجاً إحصائياً ممولاً منها بشكل روتيني لا يشمل فقط الإحصاءات المالية والمصرفية كما هو الحال اليوم، بل سلسلة دورية من المسوحات الأسرية تتضمن، كما في بلدان العالم، معلومات عن السكان وتوزيعهم، والعمل، والبطالة والمستوى المعيشي وغيرها من المعلمومات الضرورية لسياسة إنمائية متوازنة وعقلانية. الرئيس رفيق الحريري أسس لجنة من خبراء لهذا الغرض لم تكن قد انهت عملها بالكامل عندما استشهد الرئيس، ولكن الحكومات منذ ذلك الحين لم تهتم بمتابعة هذا العمل. ثانياً على المجتمع المدني أن يراقب تصريحات المسؤولين ويُظهر الأخطاء في المعلومات والإحصاءات التي يقدمونها، كما تفعل بعض البرامج في الغرب كبرنامج «تدقيق الحقائق» (Fact Checker) التابع للواشنطن بوست وغيره.

 

الذين «سيأكلون» كتلة الحريري في 2018 

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/2017 الأربعاء 20 كانون الأول

هناك انطباع واضح داخل تيار «المستقبل» هو أنّ الكتلة الفضفاضة والأكبر في المجلس النيابي، التي صُنِعت في انتخابات 2009، وما تزال صامدة بفعل التمديد 3 مرات، غير مؤهّلة للاستمرار في 2018. لكنّ السباق اليوم دائر بين عدد من القوى، من هنا وهناك، على اقتسام الحصص من هذه الكتلة. ليس سرّاً أنّ الكتلة الحريرية مقبلة على التقلّص. وقبل أيام، أعلن الدكتور مصطفى علّوش، أحد أبرز الوجوه «المستقبَلية»، أنّ التيار سيخسر عدداً من المقاعد في المجلس النيابي المقبل. وقانون الانتخابات النسبي، بتقسيماته والصوت التفضيلي، له دوره الأساس في هذه الخسارة.

أساساً، لم يكن الحريري راضياً عن القانون، كما «التيار الوطني الحرّ». فطموحات التيارَين أكبر منه. لكنّ ضغط اللحظات الأخيرة في غابة الأفكار

والمشاريع الانتخابية فرَض ولادة «قانون العَجَلة» الذي بقي كثيرون يطمحون إلى تبديله قبل «تجريبه» للمرة الأولى. لذلك، أعلن الوزير جبران باسيل، فور إقرار القانون، أنّ هناك تعديلات أساسية وثانوية يجب إدخالها عليه قبل التطبيق. وهذا الكلام منح الحريري «أملاً»، إما في التمديد مجدّداً للمجلس «حتى يخلق الله ما لا تعلمون»، وإما في إدخال تعديلات تُحسِّن من نتائجه لمصلحة «المستقبل». معظم خبراء الانتخابات أبلغوا الى الحريري يومذاك أنّ إجراءَ الانتخابات بهذا القانون (وفق المعطيات السياسية التي كانت سائدة في الربيع الفائت) تقلِّص الكتلة «المستقبلية»، التي كانت تضمّ 34 نائباً في 2009، إلى ما دون الـ20.

قدّم هؤلاء شروحاتٍ تفصيلية تدعم تقديراتهم، في كل الدوائر، وأجروا مقارنةً بين ما حقّقه قانون الدوحة (1960) وما سيحققه القانون الجديد، علماً أنّ التحالفات السياسية تبدّلت. فالقوى المسيحية متوافقة على «استرداد» المقاعد من الحريري في عدد من الدوائر.

وهناك رغبة مماثلة لدى القوى الشيعية في بيروت، تُوازيها محاولةٌ لخلط الأوراق في العاصمة وطرابلس والضنية - المنية والبقاع الغربي وصيدا لإيصال حلفاء «حزب الله» من الطائفة السنّية، وهم غالباً نواب مرحلة ما قبل العام 2005. (آل كرامي، عبد الرحيم مراد، أسامة سعد وآخرون).

أظهرت النتائج التي اطَّلع عليها الحريري ما يأتي:

في بيروت، التي اكتسحها الرئيس رفيق الحريري بـ19 مقعداً، بـ«جرّافة» قانون 2000، سيحتفظ الحريري بأقل من نصف هذا العدد، في ظلّ التقسيم الانتخابي الحالي وطموح القوى المسيحية والشيعية إلى «استرداد» المقاعد التي تخصّ الطائفتين.

وفي طرابلس - المنية - الضنية، ليس واضحاً حجم الضغط الذي يمكن أن يمارسَه الحريري للاحتفاظ بالمقاعد الماروني والأورثوذكسي والعلوي، فيما يرجَّح أن تكون المقاعد السنّية في المدينة موضع تقاسم جدّي مع قوى عدّة:

اللواء أشرف ريفي الذي أحرز انتصاراً مفاجِئاً في الانتخابات البلدية والرئيس نجيب ميقاتي والنائب محمد الصفدي و«الجماعة الإسلامية» وآل كرامي وسائر القوى الحليفة لـ«حزب الله». وكذلك مقاعد المنية - الضنية التي يطمح «حزب الله» إلى أن تكون فيها حصة لحلفائه.

وفي الكورة، لن تتيح القوى المسيحية أن يستعيد الحريري مقعد النائب فريد مكاري. وفي عكار، سيكون الحريري مضطراً إلى التخلّي عن واحد أو اثنين، على الأقل، من نوابه المسيحيين الثلاثة، والأرجح عن النائب العلوي. في البقاع الغربي، ليس مضموناً أن يحتفظ الحريري بالمقعد الماروني. كما أنّ «الحزب» يضغط لإعادة عبد الرحيم مراد إلى المجلس. وكذلك، هو يضغط في صيدا لاستعادة مقعد أسامة سعد. وأما الطموحات الحريرية إلى خرق زحلة مسيحياً، وكذلك الشوف، أشدّ صعوبة في ظلّ القانون الجديد. هذه الصورة الصعبة، بقيت تدفع الحريري في الأشهر الفائتة إلى خيارات احتياطية، فاعتمد خيارَين في آن معاً:

1- محاولة تأجيل الاستحقاق الانتخابي حتى إشعار آخر، لعلّ الوقت يساهم في تحسين الوضع. وهذا ما ظهر في عدم حماسة وزارة الداخلية حتى للدعوة التلقائية إلى إجراء انتخابات فرعية في طرابلس وكسروان.

2- إيجاد تركيبة تحالفية مريحة، بحيث يدفع الحريري في مكان آخر ثمن احتفاظه بأكبر حجم من الكتلة النيابية. ولذلك، هو تأرجح، على مدى أشهر، بين التحالف مع «القوات اللبنانية» ومغازلة «التيار الوطني الحر» وإرضاء أركان «التحالف القديم» بلقاء كليمنصو.

لم يكن لا الحريري ولا الآخرون يدركون ما سيأتي من تطوّرات، ولا سيما «الأزمة السعودية» التي حملت عنوان «الاعتراض على الرضوخ لنهج «حزب الله». واليوم، مع طيّ صفحة الأزمة، مرحَلياً أو نهائياً، وما رافقها من خلط أوراق تحالفية، يعتقد الحريري أنّ الفرصة سانحة له لكي يعيد ترتيب وضعه، على أبوابِ انتخاباتٍ كانت ستحمل إليه خسائرَ جسيمة.

فكرة الحريري اليوم هي: إبرام تفاهمات ضمن أركان «التحالف الخماسي» يمكن أن تقلِّص من وطأة الخسائر المرتقبة. فبدلاً من هبوط الكتلة إلى ما دون الـ20 نائباً، يأمل الحريري أن يحظى بدعمٍ ليحسِّنَ وضعَه بعدم التنازل في بعض الدوائر أو باستقطاب مقاعد جديدة، مسيحيّة خصوصاً.

فهو يفكّر في الوزير غطاس خوري حيث مقعد النائب جورج عدوان في الشوف، ويفكّر في تحالفات مُنتجة في بيروت وزحلة. ومن سخريات الأقدار أنه غالباً ما سيكون في مواجهة مسيحيّي 14 آذار.

هناك مَن يقول للحريري: «إنّ تموضعَك في الحلف الخماسي، خصوصاً في الأشهر الـ5 المقبلة، مُربِح لك على صعيد المقاعد النيابية والحصص في المشاريع والتعيينات، وضمان لعودتك إلى رئاسة الحكومة المقبلة. وهذه الأرباح تستحقّ أن تضحّي بحلفائك الآذاريّين (السابقين) من أجلها. ألم يضحِّ بك هؤلاء في هذه الأزمة؟». وبين هؤلاء الحلفاء مَن يقول: «الحملات على الرئيس فؤاد السنيورة و«القوات اللبنانية» يشجّعها قريبون من الحريري وبعيدون عنه لأنهم يستفيدون منها. علماً أنّ موقف السنيورة و«القوات» الرافض انزلاقَ الحريري في التسوية ليس سرّياً، ولا حاجة إلى تصويره وكأنه مؤامرة. كما أنّ السعودية ليست خاتماً في إصبع السنيورة وجعجع لتتحرّك بناءً على توجيهٍ منهما». البعض يعتقد أنّ الحريري يفضّل اليوم «العصفور في اليد ولا العشرة على الشجرة»، أي أن يضمن رئاسة الحكومة والمشاريع والتعيينات ويكسب تغطية «الحلف الخماسي» وتحديد الخسائر إلى أدناها في الانتخابات… و»على مهلها» سترضى قوى 14 آذار!

ولكن، في العمق، يخشى الحريري أن يكون في صدد مغامرة خطرة بعلاقته مع السعودية وبغطاء حلفائه، فيما غطاء الخصوم لا يضمن الدفء… خصوصاً بعد أن «يأكلوا» له كتلته ويخلعوا عنه وعن 14 آذار غالبيةً نيابيةً هي حصانتهم الوحيدة منذ 2005 وحتى اليوم.

 

ازمة المرسوم: مَن يتراجع؟

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/ الأربعاء 20 كانون الأول 2017

أزمة «مرسوم الأقدميّات» جاءت من حيث لا يتوقع أحد، وألقَت بثقلها على فترة الاعياد وكذلك على مرحلة ما بعد عيد رأس السنة. وهناك أسئلة تفرض نفسها: هل هي أزمة مستعصية ام انها من النوع القابل للعلاج؟ وهل ثمة إصرار نهائي على هذا المرسوم؟ وهل ثمة نيّة للتراجع واحتواء التوتر السياسي المُحتدم حول هذا المرسوم وصلاحية التوقيع؟ ومن يتراجع؟ المسألة، وبحسب الأجواء العاصفة التي تحيط بها، ليست مسألة تقنية عابرة، بل هي أزمة مفتوحة على التصعيد حتى حدود السقف الأعلى المفتوح، الذي يصعب من الآن تحديد المدى الذي سيبلغه وحجم النتائج والتداعيات التي ستترَتّب عليه. وهذا ما يؤشّر اليه رفض الرئيس نبيه بري لهذا المرسوم والطريقة التي اتُّبعَت في توقيعه من قبل رئيسي الجمهورية والحكومة، وتجاوز توقيع وزير المالية عليه. وتؤشّر اليه ايضاً السرعة الفائقة التي اندلعت فيها المعركة السياسية على ساحة المرسوم، وهددت بتفجير - هذا إذا لم تتفجّر - مرحلة الوئام السياسي الناتج عن كيفية معالجة أزمة استقالة الرئيس سعد الحريري والشراكة في «الانتصار» في معركة خروجه من السعودية وعودته الى لبنان. حتى الآن، واذا كان هذا المرسوم قد ألقي حالياً، وإلى أجل غير مسمّى، على رَفّ التريّث وتجميد نشره، فإنّ هذا الترّيث او التجميد هو إجراء مؤقت وليس دائماً ونهائياً، ولا ينزع صاعق هذه القنبلة الموقوتة المعدة للتفجير، على حدّ توصيف المعترضين على المرسوم، بل يبقي فتيلها مشتعلاً. إلّا اذا نجح «سُعاة الخير» الذين تزايدت حركتهم في الساعات الماضية في إطفاء هذا الفتيل، والّا اذا كان الموقف الصادر أمس عن الحريري وتأكيده على «انّ الشراكة بين الجميع هي التي تقوم بالبلد وبالاتفاق في ما بيننا أنجَزنا الكثير»، مُقدّمة لنزع الصاعق. علماً انّ الحريري هو الشريك الثاني لرئيس الجمهورية في توقيع المرسوم. على انّ الواضح من أجواء معركة المرسوم، هو عدم بروز أي مؤشرات علنية توحي بإمكان احتواء هذه المعركة قبل تفاقمها اكثر، وكذلك اتفاق المتابعين لهذه الأزمة على أنه بعد توقيعي رئيسي الجمهورية والحكومة المرسوم باتَ من الصعب نَزع الصاعق ان تُعالج ندوبها وتداعياتها وتأمين المخرج اللائق لها، الذي يحفظ كرامة الجميع، ويحافظ على ماء الوجوه، ويتقيّد بحدود التوازن وصلاحيات كل فئة من الفئات اللبنانية.

وبصَرف النظر عن الاسباب والدوافع التي حملت رئيس الجمهورية على توقيع مرسوم الاقدميات لضبّاط ما سمّيت «دورة عون»، بلا وزير المالية، وتأكيده في التوضيحات التي صدرت عنه وتلقّتها عين التينة، عدم وجود اي خلفيات تجاوزية لأي جهة، وانّ توقيعه استند الى سابقة من هذا النوع.

وبصَرف النظر عمّا يقوله المقرّبون من عون انه لم يوقّع مرسوم الأقدميات بقَصد فتح الاشتباك مع بري، الّا انه في المقابل، يبدو توقيع رئيس الجمهورية هذا المرسوم في نظر البعض، انه انطلق من سوء تقدير من قبله لردّ فِعل رئيس المجلس على إجراء له بُعدٌ ميثاقي وعُرفي. وانطلق ايضاً من عدم المبادرة المُسبقة الى تقدير تداعيات الإقدام على خطوة من هذا النوع. خصوصاً انّ مجرّد وقوع الاشتباك في هذا الوقت لن يأتي بمردود إيجابي على رئيس الجمهورية، ذلك انّ هذا الاشتباك يعيد الامور في الداخل الى نقطة التوتر السياسي ويهدم كل الايجابيات التي أحاطت بالرئاسة الاولى خلال أزمة استقالة الحريري.

وهذا يعني انّ «كرة التراجع» في ملعب رئيس الجمهورية، والتراجع هنا فضيلة. علماً ان ليس ما يؤشّر حتى الآن الى انّ رئيس الجمهورية بصَدد التراجع عن المرسوم.

والحال نفسه بالنسبة الى الحريري، فقد نقل عنه انّ توقيعه جاء بناء على ضغوط وإلحاح من قبل رئيس الجمهورية. الّا انّ ذلك، في نظر البعض، لا يبرّر توقيعه خصوصاً انه كان قبل نحو ثلاثة اشهر رافضاً توقيع المرسوم لأنه يخرّب الجيش، كما نقل عنه آنذاك.

واذا كان بري قد فوجىء بتوقيع عون، فإنّ مفاجأته كانت اكبر بتوقيع الحريري وحتى الآن لم يجد ما يبرر لجوءه الى هذه الخطوة. خصوصاً انّ رئيس المجلس لم يكن ينتظرها، إذ هو صاحب المقولة الشهيرة «مع الحريري ظالما او مظلوما»، وكان له دور هو الأبرز في معركة إخراج رئيس الحكومة من السعودية.

وفي رأي هذا البعض انّ رئيس الحكومة لم يرتكب خطأ تقنياً، او خطأ سياسياً على شاكِلة الوعد التمديد ثم العودة عن هذا الوعد، بل ارتكب فاولاً سياسيا كبيراً مع رئيس المجلس، بل خطأ عرفي وميثاقي فادح مرتبط بالصلاحيات.

كان يمكن لفريق المستشارين، وبعضهم من المخضرمين، ان يقدر قبل توقيع الحريري حجم رَد فِعل بري عليه، وأن يقرأ في كتاب رئيس المجلس القائل إنه لا يمكن لأيّ مرسوم ينطوي على تَبِعات وأعباء مالية ان يمرّ من دون توقيع وزير المال، أيّاً يَكن هذا الوزير.

ومن يقول انه حريص على انتظام عمل المؤسسات لا يحق له بهذه الطريقة ان يهرّب مرسوماً بهذا الحجم، وبهذا الخلل، الذي اشار اليه ايضاً النائب وليد جنبلاط واستغربَ كيف يتمّ استحضار إرث مرحلة الحرب الى لحظة الوفاق الحالية.

فضلاً عن انّ هناك من يقول انّ ضبّاطاً من طوائف مختلفة في المؤسسة العسكرية باتوا يؤشّرون صراحة الى الخلل الذي قد يتسبّب به مرسوم الأقدميات في داخل الجيش. وفي رأي اصحاب هذا الكلام، إنّ كرة التراجع، كما هي في ملعب عون، هي ايضا في ملعب الحريري، إذ انّ رئيس الحكومة يبدو انه في مرحلة ما بعد انتهاء ازمة الاستقالة، هو المَعنيّ اكثر من غيره بوجود علاقات انسجام ووئام بينه وبين سائر القوى السياسية، وكذلك هو معنيّ بعدم توتر العلاقة بين رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي، لأنه هو المستفيد من انسجامهما. وطالما اننا في زمن النأي بالنفس، فإنّ دقّة المرسوم كانت توجِب على رئيس الحكومة ان ينأى بنفسه ويقول إنه لا يستطيع ان يكون مع موضوع شديد الحساسية، محكوم بصلاحيات معينة ومحددة، وقد تشوبه قراءات مختلفة وتوجّهات مختلفة وتفسيرات مختلفة، وتترتّب عليه مشكلات وأزمات سياسية توَتّر البلد وتضع حكومته في مهب الاحتمالات السلبية.

 

لجلسة الأخيرة وشكر للأجهزة الأمنية

الهام فريحة/الأنوار/ 20 كانون الأول/17

على رغم أنَّه ما زال هناك أسبوعان لانتهاء السنة، ما يعني أنَّ هناك إمكانية لعقد جلستين عاديتين لمجلس الوزراء، عدا الجلسات الإستثنائية، فقد قرَّر المعنيون، على ما يبدو، أن تكون الجلسة الإستثنائية أمس هي آخر جلسة لمجلس الوزراء، من دون أن يُعرَف سبب هذا. وهنا لا بدَّ من التذكير أنَّ مجلس الوزراء غاب على مدى شهر، في تشرين الثاني الفائت، وها هو يغيب لأسبوعين هذا الشهر. ونطالب مجلس الوزراء الإجتماع الدائم لأنها حكومتنا وإلاَّ يكون غيابها أكثر من حضورها، وهل من كثير على اللبنانيين أن يطالبوا حكومتهم بموازنة أصيلة للمرة الأولى؟ ومن علامات السلبية بالنسبة إلى ترحيل الملفات إلى السنة الجديدة، أنَّ ملف الكهرباء جرى ترحيله أيضاً إلى السنة المقبلة، هذا يعني أن المناقصة ما زال الخلاف حولها قائماً، بدليل أنَّ الإجتماع الذي انعقد في السراي لبت هذا الأمر، لم يأتِ بالنتيجة المرجوة. إنَّ عقدة الكهرباء باتت من أكبر العقد، خصوصاً أنَّ المناقصة جرت لثلاث مرات وفشلت بسبب وجود عارض وحيد هو الشركة التركية. لكن في المقابل هناك إنجاز أمني للأجهزة الأمنية تُشكر عليه ولا بد من الإعتداد به، يتمثل في قدرة شعبة المعلومات على كشف جريمة قتل الموظفة في السفارة البريطانية، بعد أقل من أربع وعشرين ساعة على وقوع الجريمة. وهذا الإنجاز دفع السفير البريطاني إلى زيارة المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، لتهنئته على هذا الإنجاز الذي أعطى صورة مشرفة عن الأجهزة الأمنية اللبنانية. لكن في مقابل هذا الإنجاز، لا بد من الإضاءة على مناطق يعشِّش فيها الفلتان كأوتوستراد المتن السريع حيث عُثر على الضحية البريطانية، لماذا يبقى هذا الأوتوستراد من دون إنارة؟ هل هو للإستخدام النهاري فقط؟ ماذا عن الذين يستخدمون هذا الأوتوستراد ليلاً؟ مَن يحميهم؟

 

إمطار القرار..بمزيد من الأشعار

مصطفى علوش/المستقبل/19 كانون الأول/19

«خلصوا الأغاني هني ويغنوا علجنوب خلصوا القصايد هني ويصفوا علجنوب ولا الشهدا قلوا ولا الشهدا زادوا إذا واقف جنوب واقف بولادو...»(زياد الرحباني)

لن أدخل في حلقة ردات الفعل، فبعضها صحيح ونابع من عاطفة نقية لا لبس فيها، لأن القدس متداخلة في عمق وجداننا بوقائعها وأساطيرها، وهي في رمزياتها تتفوق على قضيتي فلسطين واللجوء، لتدخل منفردة في عالم الماورائيات المعلقة بين الأرض والسماء. لذلك فليس من المستغرب أن نرى الملايين ينبرون للتعبير عن حزنهم وغضبهم بكل الأشكال، وإن أتت بعض تلك الأشكال في أطر تخدم قضية مغتصبي فلسطين بدل خدمة الضحايا. ولكن، على الرغم من كل ذلك، فما جرى يؤكد أن القدس لا تزال، كما كانت منذ قرون، تحتل قلوب الكثيرين من الناس.

ولكن هذا لا ينسحب على جميع من عبّروا عن مشاعرهم الجياشة تجاه المدينة العابقة بالأساطير المتضاربة، فهذا البعض تحول فجأة من موقع عدم اللامبالاة التاريخية على المستوى الشخصي، إلى منظّر في العروبة وأستاذ في تلقين العرب والمسلمين دروساً في المواجهة والممانعة والمقاومة، لدرجة ظننت البعض منهم متقمصاً لأرواح عز الدين القسام وجورج حبش وميشال عفلق وياسر عرفات، وغيرهم من القادة الميامين.

وكان الأجدر بي، أنا الذي رضعت حليب فلسطين منذ ولدت، أن أفرح بهؤلاء، بصحوتهم العظيمة في تحزبهم المستجد لقضية القدس، لولا أنني سمعت منهم نسخات مكررة من خطب خشبية راجت في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، وكلها لم تطرح حلاً، ولو هزيلاً، ولا أثمرت نهجاً، ولو أعرج، يعطي أملاً، ولو ضئيلاً، بأننا تعلمنا من تجاربنا وأصبحنا جاهزين لنفض ركام الماضي عن جيفنا السياسية لدفنها بشكل لائق، بدل الاعتقاد بأنها لا تزال حية ولو مدفونة تحت الركام. اليوم قد يكون علينا أن نشكر دونالد ترامب لأنه بحركاته المسرحية عند إعلانه قرار نقل سفارة بلده إلى القدس، ذكر الغافلين بأن فلسطين موجودة، وأن القدس محتلة. لكن ما نسيه الجميع هو أن ردات فعل أعنف حصلت سنة ١٩٨٢ عندما أعلن الكونغرس الأميركي أن القدس هي عاصمة إسرائيل، وأخرى مشابهة حدثت سنة ١٩٩٥ عندما تقرر نقل السفارة إلى القدس، وإن تم تأجيل الخطوة إلى وقت لاحق استمر لعقدين ونيف، وهو حسبما يبدو اليوم مرشح للتأجيل إلى وقت لاحق جديد. أما اليوم فأقصى ما قد يتوقعه المرء هو سلسلة من التظاهرات الحاشدة، والخطابات المنددة، وربما بعض أعمال شغب، أو حتى عمليات مرتجلة على مثال عملية نيويورك. وعلى المستوى العربي والإسلامي، اجتماعات وقمم خطابية ملحمية ستدين وتحتج وتصدر قرارات عظيمة الشأن، مكتوبة على الورق، وموقعة من قبل كبار القوم. أما في اليوم التالي، فسيعود كل من هؤلاء إلى حقائقه الداهمة!، سيعود اليمني إلى همه وحمام دمه، وكذلك العراقي والسوري والليبي، والإماراتي والبحريني والكويتي. وسيعود المصري والتركي إلى همهما الإقتصادي، والجزائري الى تجديد عهد رئيس ما زال جالساً على العرش منذ الأزل، والتونسي والمغربي إلى مشكلاتهما. وبعد كل هذا نعود إلى البنغالي والباكستاني والتركماني والماليزي والروهينغي لنسألهم عما يعانونه في يومياتهم وما يعدّونه لنصرة القدس!. ببساطة قضية القدس هي قضية المقدسي، وقضية فلسطين هي قضية الفلسطيني، هي قضية الطفل والأم والأب الفلسطينيين، وهم وحدهم المتروكون في عتمة الزمن، عليهم أن يقرروا كيف سيواجهون مسألة محوهم من الوجود المعنوي. هم من يقع على عاتقهم إجبار قادتهم العاجزين من متطرف ومستسلم على إنتاج فلسفة جديدة في المواجهة بدل الموروث الفاشل والتجارب الركيكة.

بالإنتظار، لا أحد منا يتوقع أن يمطر العرب والمسلمون العدو بالصواريخ، بل بمزيد من الدعاء والأشعار.

(*) عضو المكتب السياسي في تيار «المستقبل»

 

أردوغان والقدس: الطريق لا يمر من عفرين

خورشيد دلي/الحياة/20 كانون الأول/17

لا تتوقف التصريحات النارية لرجب طيب أردوغان بخصوص القدس، تصريحات تصل إلى حد الصراخ والتوعد بالويل، إلى درجة أن من يستمع إليها يتخيل أن القوات التركية ستتحرك اليوم قبل الغد لتحرير المدينة المقدسة، وهي تصريحات تذكرنا بتصريحات سابقة له، عندما كان يطالب كل صباح ومساء بإسقاط النظام السوري، ويعلن عن خطوطه الحمر الكثيرة قبل أن ينقلب على شعار إسقاط النظام ويتحول الأكراد إلى عدوه الوحيد في سورية، ويهدد صباح كل يوم باجتياح عفرين إلى درجة أن من يسمع هذه التهديدات قد يتخيل أن الطريق إلى القدس يمر عبر عفرين.

قرار ترامب في شأن القدس سعّر الاشتباك الإعلامي بين تركيا وإسرائيل، إذ سارع أردوغان إلى الدعوة إلى عقد قمة لمنظمة التعاون الإسلامي انتهت ببيان لا جديد فيه بخصوص القدس، يصرخ الرجل ويقول إن إسرائيل دولة إرهاب تقتل الأطفال على شكل تصريحات متكررة، مواقفه هذه استفزت بنيامين نتانياهو الذي انتقد أردوغان على الهواء مباشرة، عندما قال خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: «لا يعظنا أردوغان بأي عظات، شخص يقصف قرى كردية في تركيا، ويزج بالصحافيين في السجن، ويساعد إيران على التملص من عقوبات دولية ويساعد إرهابيين في مهاجمة أبرياء في غزة وأماكن أخرى». التصريحات النارية المتبادلة هذه أشعلت حرب رسائل بينهما، إذ لم يتأخر الناطق باسم الرئاسة التركية ابراهيم قالين في الرد على نتانياهو، عندما قال إن على إسرائيل أن تقدم الحساب على الخروقات التي ترتكبها ضد القانون الدولي، وإن على إسرائيل وضع حد لاحتلالها الأراضي الفلسطينية بدل مهاجمة تركيا وقائدها... وهكذا يتحول الأمر من إمكان إيجاد موقف عملي حقيقي داعم للقدس في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والقرار الأميركي إلى اشتباك إعلامي، وصل إلى حد استحضار أفيغدور ليبرمان قضية سفينة مافي مرمرة، ودعوة حكومته إلى التراجع عن الاعتذار لتركيا عن مقتل ناشطين أتراك كانوا على متنها عندما هاجمتها قوات إسرائيلية في البحر عام 2010، حيث دفعت حرب الرسائل والتصريحات هذه، كثيرين إلى توقع أن أردوغان سيتخذ خطوات حقيقية تتجاوز التصريحات النارية إلى قرارات فعلية ملموسة من نوع قطع العلاقات الديبلوماسية مع إسرائيل، بخاصة أنه توعد قبل أيام من إعلان ترامب باتخاذ مثل هذا القرار في حال قررت الولايات المتحدة نقل سفارتها الى القدس، ومضت الأيام والأسابيع من دون إقدام أردوغان على هذه الخطوة، إذ إن سفارة بلاده في تل أبيب كما القنصلية في القدس تعملان على قدم وساق، وسط تقارير تقول إن نسبة التبادل التجاري بين الجانبين خلال العام الحالي زادت بنسبة 14 في المئة.

وإذا كان مفهوماً أسلوب أردوغان الذي يقوم على الصراخ الإعلامي والتصريحات النارية أكثر من انتهاج سياسة واقعية مدروسة قد تأتي بنتيجة، فإن الأخطر في حالة القدس هو حالته التي تقترب من جنون العظمة، إذ إن الرجل لا يكتفي من باب العاطفة بالقول: إن القدس نور عيوننا، ولن نترك مصيرها لدولة الاحتلال، وهكذا يتحدث الرجل كأن جيوشه على أهبة الاستعداد للتحرك نحو القدس وحماية المقدسات الإسلامية، وهو لم يعلن حتى الآن تجميد نشاط سفارته في تل أبيب! ولو فعل ذلك لربما اقتدت به بعض الدول العربية، والمشكلة كل المشكلة هنا، هي أن السقف الكبير للخطاب الاعلامي كثيراً ما يكون سبباً لعدم التوصل إلى موقف عملي حقيقي داعم للقدس في محنتها. في الواقع، منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم في تركيا عام 2002، ثمة متغير في سياسة تركيا تجاه إسرائيل، وهو متغير داخلي أكثر من أي شيء آخر، وفي جوهر هذا المتغير سعي أردوغان الدائم إلى كسب النفوذ المتعاظم للتيار الإسلامي الشعبوي القومي في تركيا، فمن يريد البقاء في السلطة عليه أن يكون ملهماً لهذا التيار في الشارع وساحات المدن وإسماعه خطباً رنانة، ويبدو أن الخطاب الناري عن القدس وفلسطين أسهل طريقة للبقاء في قلب أصحاب هذا التيار بخاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية التركية.

 

حل الدولتين غير قابل للعيش

 رندة تقي الدين/الحياة/20 كانون الأول/17

قرار دونالد ترامب بنقل سفارة أميركا في إسرائيل إلى القدس يقودنا إلى ما قاله الكاتب والباحث الفلسطيني الراحل إدوارد سعيد ونقلته في كتاب رائع وحميم بعنوان «إدوارد سعيد رواية فكره» الكاتبة اللبنانية الفرنسية دومينيك إدة، إذ كتبت أن سعيد دافع عن إنشاء دولة حيث الفلسطينيون والإسرائيليون مجبرون على العيش معاً على أن يحوّلوا التحدي إلى اختبار استثنائي. وأشارت الكاتبة إلى نص كتبه وعنوانه «الحل بدولة واحدة» إما أن تستمر الحرب وإما أن يتم البحث عن مخرج على أسس السلام والمساواة بعد الاعتراف بأن الفلسطينيين والإسرائيليين موجودون وباقون معاً. ويظهر الكتاب رؤية سعيد الثاقبة الذي لم يقتنع يوماً بحل الدولتين. وحل الدولتين يبدو يوماً بعد يوم غير قابل للعيش في ظل التنازل الفلسطيني والعربي وسياسة أميركية وإسرائيلية معتمدة على استباحة حقوق الفلسطينيين. والدعم الأميركي للموقف الإسرائيلي يعيد الى الذاكرة زيارة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك التاريخية الى القدس في تشرين الأول (اكتوبر) ١٩٩٦. فقد مرت٢١ سنة على هذا الحدث الاستثنائي الذي جرى في عهد رئيس الحكومة الإسرائيلية نفسه بنيامين نتانياهو الذي عرقلت قواته ضيفه الفرنسي الذي رغب في زيارة القدس القديمة من دون حماية رئيس بلدية القدس الغربية. فعوقب شيراك ووفده يومها لأنه أراد الاتصال بفلسطينيي القدس الشرقية من دون مواكبة أمنية إسرائيلية لأنه يعتبر القدس عاصمة للديانات الثلاث، للمسيحيين والمسلمين واليهود. واليوم والقرار الأميركي حول القدس اتخذ ضد قرار ١٤ دولة في مجلس الأمن يكرس ترامب لصديقه نتانياهو سياسة اميركية مستمرة منذ عقود وهي رفض اي حل سلمي عادل يعترف بالقدس كعاصمة الديانات الثلاث.

إن قرار ترامب لا يمثل إلا تأكيداً لما مضى من سياسات أميركية مستمرة في دعمها الأعمى لإسرائيل على حساب شعب فلسطيني يعيش مأساة الاحتلال والإغلاق والبؤس من دون أي أمل بإنهاء هذه الحالة اليائسة في ظل حكم نتانياهو الذي منذ أكثر من عقدين يكذب على الأوروبيين ويناور مع حلفائه مثلما فعل مع باراك أوباما الذي في النهاية لم يفعل شيئاً لمنعه من الاستمرار في سياسة الاستيطان والاحتلال. فلا شك في أن رئاسة ترامب تحمل في طياتها أخطاراً عديدة في أكثر من ملف خارجي وداخلي. ولكنه بالنسبة إلى إسرائيل والقدس أكد أمراً قرره الكونغرس الأميركي منذ زمن طويل وهو جاء ينفذ ما أجّله أسلافه. فترامب أظهر بوضوح استمرارية السياسة الأميركية إزاء القضية الفلسطينية. كما أظهر الخلاف مع الحلفاء الأوروبيين حول حلها. وفي الوقت نفسه أظهر ضعف الدول الأوروبية في كونها الممّول الأول لإسرائيل، وعلى رغم ذلك هي عاجزة عن فرض عقوبات على إسرائيل بسبب استمرار الدولة العبرية في الاستيطان وعدم المبالاة بالإدانات الأوروبية وتمسك أوروبا بالقدس مدينة الديانات الثلاث، فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون صارح ضيفه الإسرائيلي نتانياهو مؤخراً بأنه ينبغي أن يبادر بتحركات تجاه الفلسطينيين مثل إيقاف الاستيطان. وقال ماكرون أمامه إنه يختلف مع قرار ترامب بنقل السفارة الأميركية إلى القدس وكان اتصل بترامب ليحذره من عواقب مثل هذا التحرك. ولكن لا نتانياهو ولا ترامب يباليان بما قيل لهما من رئيس فرنسي مدرك أن قرارات آحادية مثل نقل السفارة إلى القدس ليس إلا عنصراً آخر لتعزيز شعور الفلسطينيين بالثورة والعنف إزاء إسرائيل والولايات المتحدة. والحل سيفرض نفسه بالدولة الواحدة بعد عقود عندما يفوق عدد السكان العرب عدد اليهود. فعندئذ سترى إسرائيل نفسها في مأزق لأنها نصبت فخاً لنفسها بمثل هذه السياسات. أما بالنسبة إلى مسؤولية العرب والقيادة الفلسطينية عن عدم حصول أي حل سلمي فهي أيضا كبرى. فقد اعتمدوا سياسة التنازل والانقسام والصراعات فضلاً عن عدم التوحد والضغط بقوة لفرض خطة العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبد العزيز التي تبنتها قمة بيروت العربية. وجاء يوماً المسؤول الفلسطيني الراحل فيصل الحسيني رئيس «بيت الشرق» في القدس يحذر من مغادرة المسيحيين القدس ويطلب من رئيس أساقفة باريس دفعهم إلى البقاء فيها. ولكن تهويد القدس مستمر في وجه مجلس أمن معطل على غرار عالم عربي كذلك.

 

الدوحة وسياسة شراء السلاح

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/19 كانون الأول/17

على حجم قطر، مساحة وسكاناً، الصفقات العسكرية الأخيرة التي أبرمتها تكفي لحماية دولة أكبر منها عشر مرات.

قطر، منذ بدء الخلاف، اشترت أسلحة كثيرة؛ منها 24 طائرة تايفون البريطانية، ومقاتلات F - 15 الأميركية باثني عشر مليار دولار، و24 طائرة حربية من رافال الفرنسية، وسبع سفن حربية من إيطاليا بستة مليارات دولار، و62 دبابة من ألمانيا بملياري دولار، ومعدات عسكرية من تركيا بملياري دولار.

معظمها صفقات ذات أهداف سياسية لاستمالة الحكومات الكبرى ضد الدول الأربع المقاطعة لها؛ السعودية ومصر والإمارات والبحرين. ومنذ أول صفقة، وحتى الآن، لم تثمر في إنهاء الإجراءات الرباعية، ولم تخدمها سياسياً إلا من بضعة تصريحات تحث على المصالحة ورفع المقاطعة، التي وجدت آذاناً صماء على الطرف الآخر. ومن نكد الدنيا على قطر أن السلاح الذي اشترته سيذهب في الأخير إلى خدمة الدول الأربع، ضمن مجلس التعاون الخليجي. فهي لا تخدم الدوحة عسكرياً كثيراً إلا عندما تكون في إطار عمل دفاعي جماعي. وبالتالي فإن الشراء القطري المتعجل، وتكديسها الأسلحة، لا يخيف الرياض وشقيقاتها الثلاث، بل ستكون مفيدة لها في حال انتهت أزمة قطر خلال الأربع سنوات المقبلة. وقد افترضت أربع سنوات على اعتبارها فترة استكمال إنتاج الأسلحة وتسلمها وليس عمر ما تبقى من الخلاف، الذي قد يدوم عاماً آخر. ولا أستطيع أن أخمن كيف سينتهي ودياً أم درامياً، إنما المؤكد أن قطر الطرف المتضرر من الأزمة، في حين تراها الدول الأربع الأخرى مجرد «مشكلة صغيرة». وهي لا تحتاج إلى قطر ولو دامت القطيعة سنين طويلة. أما قطر فإن معاناتها على كل المستويات، فهي لا تملك حتى الفضاء الكافي للتدرب على طائراتها الحربية التي اشترتها، مثلما أن إبلها لم تجد أراضي تكفي لرعيها، واضطرت إلى نقلها بالسفن للكويت وغيرها. وما دام أن هذه الصفقات جزء من الحلول السياسية، فلنا أن نسأل ماذا حققت للحكومة القطرية حتى الآن؟ القليل جداً، رغم ما استثمرته الدوحة في واشنطن لم يكن كافياً، واضطرت إلى توقيع مذكرة التفاهم الأمنية مع الولايات المتحدة وبموجبها تنازلت عن كثير مما كانت تماطل بشأنه في الماضي، بما في ذلك منح الأميركيين مقعداً في الدوحة يطل على كل نشاطاتها المالية، التي كانت محل شبهات وشكاوى في السابق. واضطرت لتسليم معلومات للأميركيين عن أشخاص ومؤسسات من دول مختلفة لها ارتباط بقطر، وقامت بسجن عدد من المطلوبين، وطرد آخرين إلى خارج البلاد، بناء على المذكرة الموقعة مع الولايات المتحدة. هذا كله كانت تتهرب منه الدوحة في الماضي حتى انفجرت أزمتها مع الدول الأربع وسارع القطريون إلى الأميركيين يعرضون التعاون خشية أن تكبر الأزمة. وقد لاحظنا في أول أيام الأزمة كيف أحرجت الدول الأربع حكومة الدوحة، عندما أضافت القوائم الأميركية للمطلوبين في قطر إلى مطالبها.

في المحصلة الأخيرة لم تمنح الصفقات العسكرية الكثير للدوحة، إن كان الهدف من ورائها حشد مواقف الدول الكبرى لإجبار السعودية ومصر والإمارات والبحرين على إنهاء القطيعة. لا تزال السفن القطرية تنقل الجمال للرعي في الكويت والطائرات تجلب الأبقار من بريطانيا وأستراليا، حيث ظلت الحدود مغلقة في وجه قطر. أما إذا كان هدف الصفقات تأمين حمايتها عسكرياً، فإن في ذلك تبسيطاً للمشكلة واحتمالاتها. ولو كانت مواقف الدول المعنية الكبرى في المزاد، فإن مشتريات قطر ليست نداً لقدرات الدول الأربع في المزايدة على المصالح والمنافع أيضاً. وعلينا أن نتذكر أن الدول الكبرى قد تؤجل قراراتها، لهذا فإن الوقت ليس في صالح قطر. أما الدول الأربع فلا تعاني من أي ضغط، بل تشعر بأن إغلاق الحدود ووقف التعاملات حرمت الدوحة من افتعال المشكلات الداخلية لها.

 

الفيل في بيروت

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/19 كانون الأول/17

كان يقال في الماضي: لا تطلق على عدوك رصاصة بل أطلق عليه إشاعة. ولم أفهم معنى المثل تماماً إلى أن شرحه لي أحد مشاهير قضاة التحقيق، فقال إن الرصاصة إذا انزاحت انتهى الأمر بالنجاة، أما الإشاعة فهي مجموعة من حب الخردق (البندق) لا بد من أن تصيب إحداها مهما كان المصوّب فاشلاً.

وشرح لي أن الذين يبثون الإشاعات لا يعتمدون عادة على ذكاء من يطلقها؛ بل على سذاجة من يتلقاها، فإن هذا سوف يرددها من دون أن يخطر له التساؤل لحظة واحدة حول مدى احتمالها، مهما كانت بعيدة التصديق.

وروى لي أنه ومجموعة من رفاقه القضاة، أرادوا إجراء تجربة ضاحكة حول هذه الحالات، فاتفقوا على الذهاب إلى أحد المطاعم الشهيرة في وسط بيروت. يدخل أربعة منهم المطعم ويتأخر الخامس في الوصول. وعندما يصل يسألونه في صوت يسمعه الزبائن والنوادل عن سبب التأخر، فيجيب أن فيلاً شارداً يعرقل السير على بعد شارعين. قالها القاضي متظاهراً بالضيق، ثم جلس. وتطلع إليه أحد النوادل غير مصدق، فمن أين يأتي فيل إلى وسط بيروت؟ لكنه حمل الشك إلى زميله متسائلاً لعله يفيده. وهز زميله كتفيه، لكنه استدرك بأن الراوي قاض وليس ولداً. واتجه إلى طاولة حولها أربعة أطباء من الزبائن، وروى لهم ما سمع، قائلاً إنه لم يكن ليصدق، لكن الراوي شخصية محترمة. وكان أحد الأطباء صديقاً للقاضي الجالس على مسافة، فسأله بصوت عال: «شو قصة الفيل؟». أجاب: «يا رجل زحمة سير لم أرَ مثلها في حياتي». «ولكن هل رأيت الفيل؟». «لا. كيف لي أن أرى الفيل في هذا الزحام».

دارت الهمسات في المطعم، بين مصدق ومشكك وحائر. وجلس القضاة الساخرون يراقبون تطورات المشهد. وبعد قليل، دخلت مجموعة أخرى من الزبائن فاستقبلهم النادل مرحباً وأجلسهم ثم سأل: «هل رأيتم شيئاً غير عادي في الطريق؟»، فأجابت إحدى السيدات: «يا لطيف، الناس تحاول الإفلات من الزحام كأن فيلاً يطاردها». وابتسم النادل منتصراً. لم يعد هناك شك في المسألة. وعاد إلى رفاقه يؤكد لهم، ثم اتجه نحو القاضي حامل الخبر وقال له بكل ثقة: «سيدنا طلع معك الحق. الجماعة على الطاولة جنب النافذة قالوا إنهم شاهدوا الفيل ورجال الإطفائية يحاولون مطاردته، ولذلك، قطعوا السير من جهة الدورة». وتظاهر القاضي الخامس بالاهتمام وسأل: «ما بها الدورة؟»، فقال النادل: «مش عم يقدروا يلقطوا الفيل سيدنا. سكّروا الطرقات». وفيما هم خارجون سأل رئيس النوادل عن آخر أخبار الفيل، فقال: «إلى الآن لم يكمشوه. غيّروا طريقكم سيدنا، أفضل».

 

الأمن المصري على طريق متاهة الجنرال قاسم سليماني

حامد الكيلاني/العرب/20 كانون الأول/17

العراق تغير وعلى المصريين قراءة التدفق البشري للعمل في العراق إن بالآلاف أو برقم يتجاوز المليون، على ضوء التجاذبات في الواقع السكاني، وما يمكن أن ينتج عنه من تعامل القوى المتنفذة معهم حسب مرجعياتهم السياسية والدينية. عندما تأتي سيرة الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، كرمز فاضح للتدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة، تكون إجابات نُوّاب المشروع الإيراني في العراق تقريبا موحدة، وتتلخص بأنه يمثل أحد المستشارين العسكريين كالقادة الآخرين في التحالف الدولي الذين يقدمون خبراتهم في الحرب على الإرهاب. لكنهم يضيفون نقدا مقابلا لكل ما يطرحه الإعلام حول دور الجنرال سليماني “أنتم أيها الإعلاميون من دون درايـة منكم تقـدمون خدمـة مجانية تروج لنشـاطاته وتصنعـون منه بطلا خارقا”. منطق الاحتيال والمراوغة أصبح لازمة لسياسة النظام الحاكم في إيران مع العالم، ولأن اللامعقول يشكل الجزء الرئيس من قاعدة حركة أفكار وممارسات المـلالي منذ العام 1979، فإن من المعقول في نهاية العام 2017 أن تطلب إيران تسليمها هيكل الصاروخ الباليستي الذي استهدف مطار الملك خالد في المملكة العربية السعودية، والذي عرضته السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة، نيكي هايلي، لوسائل الإعلام، لغرض الفحص والتدقيق، ثم إعلان نتائج التحقيق إن كان الصاروخ من صنعها، أي إيران أو لا. في الوقت ذاته تتحدى إيران المجتمع الدولي بعرض صاروخ لا تكشفه الرادارات. فماذا يعني استهداف المطار المـدني إلا تهديدا لشركـات الطيران، واستخفافا بسـلامة وحياة المسافرين من كافة الجنسيات.

هوس التمدد تحول إلى عقيدة تجاهر بالإرهاب في حالة من العدمية لإقامة دولة “العدل الإلهي” من قبل الميليشيات الإيرانية وحرسها الثوري، بسلوك شائن للوصول إلى غاياتها، بل إنهم يغتنمون أي فرصة للنفاذ إلى مواقع جديدة برفقة شعاراتهم المقدسة التقليدية التي أحالت مدنا وحواضر عربية إلى ركام.

في هذا السياق أجرى قاسم سليماني اتصالاته مع قادة حركة حماس في غزة ليستعرض مهمات فيلقه “القدس” بدعم المقـاومة الفلسطينية بالسـلاح والذخـائر، بعد أن تم دعم الحركة بالمال لفترة طويلة للإبقاء على حالة الانقسام بين الفصائل ولتعقيد أي مقاربة سياسية، بوضع العراقيل من خلال ورقة الضغط التي بين أيديهم لإفشال المساعي المصرية المتكررة بهذا الصدد.

العراقيون لهم وجهات نظر تتعلق بحجم البطالة بين العراقيين وفقر الملايين منهم في أوساط المدن المنكوبة والمهجرين، وأيضا في المدن الموبوءة بفساد الذمم

يطالب قاسم سليماني بتوحيد “مجموعات جبهة المقاومة” للدفاع عن المسجد الأقصى، ما يعني ضرورة الحذر من نيات المشروع الإيراني المقبلة في تجيير الوضع الراهن بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، في استغلال غضب الشـارع العربي والإسلامي من القرار، أو من مشاهد الصراع في الأرض المحتلة، لتقويض الصلة بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس، على علاتها، بما أفرزته مساعي القاهرة لحل الخلافات بين الطرفين. وطالما كانت غزة هي وجهة قاسم سليماني في دعم الفلسطينيين، فإن ذلك يشير إلى نزوع لفرض وصاية فيلق “القدس” على قضية مدينة القدس بتخادم أثر التسمية في نفوس شعوبنا، وذلك ليس من فراغ بل من وصايا معتمدة وتعاون عابر للمذهبية في هذا الحيز الذي يتعلق بدعم مجموعات الإخوان المسلمين سواء في غزة أو في العراق أو في مصر. غزة مطلوب منها إيرانيا في هذه المرحلة، زعزعة استقرار مصر بأهداف التوسع الطائفي تحديدا، بعد سلسلة من خفايا الأسلوب الإيراني في دعم الإرهاب وتمويله، أو توصيل الشعائر والطقوس الخاصة أثناء الزيارات الدينية إلى القاهرة؛ وعادة تكلف بها مجاميع غير إيرانية وبالذات من الزوار العراقيين كما حدث في أيام عاشوراء الأخيرة. وهي وإن كانت تحت مجهر المساءلة الإعلامية والاستهجان، إلا أنها تظل قاصرة في الإجراءات الرسمية الفاعلة لاعتبارات تبدو موضوعية في عدم تأثيرها العام، لكنها بالاستمرارية سرعان ما تجد لها مواطئ قدم لأغراض سياسية هدامة على الأرض المصرية. فالإرهاب الذي ضرب سيناء وما جرى من استهدافات تبعته مكاشفات وملاحقات إعلامية عن دور دولـة قطر فيه والتركيز عليه.

فقطر، في تجاهلها لمطالب أشقائها العرب وبعنادها على مواقفها، رفعت الغطاء عنهـا كليا، ووضعت نفسها في موقـف الرهان على الدور الإيراني كخط دفاع متقدم لتأخير توجيه أصابع الاتهام وبالأدلة القاطعة إلى النظام الإيراني في تمويله للإرهاب.

منطقة حرجة زمنيا تنزلق عمليا إلى توقيت دفع فاتورة الحساب المتراكم منذ عقود، وإرساء قواعد النفوذ وتوازناته الدولية، لذلك ضبابية المواقف بحكم الحقائق والمستجدات على السـاحة العراقية والسورية وتوابعها في اليمن، لم تعد جائزة مصريا، وإن كنا نتفهم الانحياز إلى النظام السوري القائم كمخرج لهذا الغموض على الطريقة الروسية في دحر ثورة الشعب السوري، مع خلطة الحرب على الإرهاب وإبادة كل القرارات الدولية في مهدها، بذات النشوة في إبادة المدن بالسلاح الجوي وبالتعاون البري مع مختلف الميليشيات الإيرانية.

في العراق وبعد اندحار تنظيم داعش وضمن سياسة تقارب العرب، ثمة حديث عن عودة العمال المصريين إلى العراق في إطار برنامج إعادة الإعمار، لكنها على أي حال لن تصل إلى مقتربات تجربة فتح الأبواب على مصراعيها للعمالة المصرية في فترة السبيعنات والثمانينات من القرن الماضي، حتى إن بعض العمال المصريين لم يغادر العراق رغم كل الظروف القاسية التي مرت به. الشركات المصرية ربما اقترحت عودة العمال المصريين إلى العراق لتحريك الاقتصاد المصري من منطلق رخص الأيادي العاملة ورغبة المصريين في العمل داخل العراق، وذلـك لأنهم يحملون ذاكـرة وانطباعات الجيل السابق بحلوها الكثير ومرها القليل. لكن العراق تغير، وعلى المصريين قراءة التدفق البشري للعمل في العراق إن بالآلاف أو برقم يتجاوز المليون، على ضوء التجاذبات في الواقع السكاني، وما يمكن أن ينتج عنه من تعامل القوى المتنفذة معهم حسب مرجعياتهم السياسية والدينية. أي إن الاستقطاب المذهبي والطائفي ستكون له مردودات حتمية.

العراقيون لهم وجهات نظر تتعلق بحجم البطالة بين العراقيين وفقر الملايين منهم في أوساط المدن المنكوبة والمهجرين، وأيضا في المدن الموبوءة بفساد الذمم. الشيء الآخر يكمن في الخوف والخشية المبكرة لنواب المشروع الإيراني العنصري في العراق بأحزابهم وميليشياتهم، من زيادة عددية مذهبية يمثلها الانتماء المذهبي العام للمصريين. أخطر ما في هذه التجربة هو ازدواجية المخطط الإيراني الذي سيتعامل مع الأشقاء المصريين، الأكيد أنهم سيتعرضون للتهديد والترغيب معا، أي على المديين القصير والبعيد نسبيا في نشر عقيدة “هتلر الإيراني” لتوريطهم واستغلالهم لنشر وتعضيد الإرهاب في بلادهم بطريقة أو بأخرى.

لصق الإرهاب بعدد من المصريين في تنظيم داعش، أو بالعمليات الانتحارية مع مقدمة وصول طلائع العمال إلى العراق، الهدف منه خلق مناخات للصلة بإيران ومشروعها وتجارتها وأعمالها المشينة من التجارة بالمخدرات، إلى موبقات إذلال المجتمع العراقي ككل، ومن دون استثناء عندما تمت التضحية بدماء العراقيين داخل وخارج حـدودهم في أعمـال استهدفت حياة إخوة لهم في الوطن أو الأمة بعد توفير الكثير من المبررات. طريق العمال المصريين إلى العراق في معايير الحاضر الإيراني، يؤدي إلى إيران ومنها العودة إلى مصر. منافع الاقتصاد والسياسة قد لا تنطبق على الجميع، خاصة منهم البسطاء والفقراء.

على هذا المنوال نقرأ الاهتمام بقطاع غزة والمقاومة وخط سير الجنرال قاسم سليماني في متاهة المدن العربية، بحثا عن الطريق إلى القدس.

 

صاروخ الرياض.. والإفلاس الحوثي

خيرالله خيرالله/العرب/20 كانون الأول/17

لا يمتلك الحوثيون أي مشروع سياسي أو اقتصادي أو حضاري لا لصنعاء نفسها ولا لليمن، ولا حتى لمحافظة صعدة التي أتوا منها.

يعطي إطلاق صاروخ باليستي آخر من الأراضي اليمنية في اتجاه الرياض فكرة عن الحال التي يعاني منها الحوثيون (أنصار الله). ليس لدى هؤلاء غير التصعيد في كل الاتجاهات، خارج اليمن وداخله، كي يقولوا إنهم موجودون وإنهم لم يصلوا إلى طريق مسدود على كل صعيد، خصوصا في مجال التعاطي مع أهل صنعاء والمقيمين فيها… ومع ما بقي من مؤسسات الدولة اليمنية. هناك إفلاس سياسي حقيقي لدى “أنصار الله” يقودهم إلى السير في عملية هروب مستمرّة إلى أمام. تعبّر عن عملية الهروب هذه بين حين وآخر تصرّفات طائشة من نوع إطلاق صاروخ في اتجاه المملكة العربية السعودية، وكأنّ مثل هذا الصاروخ سيغيّر شيئا في مواقف التحالف العربي الذي شنّ “عاصفة الحزم” في آذار – مارس 2015 من أجل حصر النفوذ الإيراني في اليمن في أضيق حدود ممكنة. إذا كان الصاروخ، الذي فجّر قبل أن يبلغ هدفه، يؤكّد شيئا، فهو يؤكد أن “عاصفة الحزم” حققت جزءا من أهدافها، وهي في طريقها إلى تحقيق الجزء الباقي وصولا إلى تحرير صنعاء من مغتصبيها الذين يعملون على تغيير التركيبة السكّانية للعاصمة. ما لا يستوعبه الحوثيون أن صنعاء تطورت مع الوقت ولم تعد مدينة ريفية، بل صارت مدينة لكلّ اليمن واليمنيين وهي شهدت في السنوات التي سبقت الانقلاب على علي عبدالله صالح في العام 2011 ظهور أحياء راقية فيها مكان لمطاعم ومقاه حديثة وحدائق ومجمعات تجارية مرتبطة بثقافة الحياة وليس بثقافة الموت. تلك الثقافة التي عمل الإخوان المسلمون (التجمّع اليمني للإصلاح) على نشرها في مرحلة معيّنة. يسير الحوثيون في الوقت الراهن على خطى تلك الفئة المتزمتة التي أرادت استغلال “الثورة الشبابية” لإطاحة علي عبدالله صالح والاستيلاء على السلطة، غير متنبهة في حينه إلى أن كل ما تقوم به كان خدمة للحوثيين والجهة الإقليمية المعروفة جيّدا التي تقف خلفهم.

إضافة إلى ذلك، يكشف الصاروخ العداء الذي يكنه الحوثيون للسعودية ولكلّ دولة من دول شبه الجزيرة العربية. يكشف الصاروخ، وهو ليس الأول من نوعه، أن ظهورهم في اليمن حلقة في المشروع التوسعي الإيراني الذي يصبّ في تحويلهم إلى شوكة في خاصرة الأمن الخليجي. لم يكن أمام الدول الخليجية، في مقدمتها المملكة من خيار غير العمل من أجل حماية أمنها. نجحت في ذلك إلى حدّ كبير. تحررت عدن، وتحررت المكلا، وتحرر ميناء المخا الاستراتيجي الذي يتحكّم بمضيق باب المندب والذي يعني إغلاقه إغلاقا لقناة السويس.

هناك الآن ضغوط عسكرية جدية تستهدف استعادة ميناء الحديدة، أكبر الموانئ اليمنية. يترافق ذلك مع بعض التقدّم في صعدة وعلى جبهة نهم. صحيح أنّ هذا التقدّم ليس كافيا، لكنّ الصحيح أيضا أن الحوثيين يجدون نفسهم في وضع لا يحسدون عليه. لعل أفضل تعبير عن هذا الوضع تصفيتهم لعلي عبدالله صالح بطريقة وحشية وهمجية، في حين كان في استطاعتهم الاكتفاء بأسره أو وضعه في الإقامة الجبرية. أكثر من ذلك، يلجأ “أنصار الله” حاليا إلى أخذ رهائن من أجل إخضاع العائلات اليمنية التي ترفض الرضوخ لهم. على سبيل المثال وليس الحصر، هناك اثنان من أبناء علي عبدالله صالح محتجزان لدى الحوثيين هما صلاح ومدين. وهناك ابن شقيق له في الأسر أيضا، وهو محمّد محمّد عبدالله صالح، الشقيق الأصغر للعميد طارق محمّد عبدالله صالح الذي كان قائد القوات الخاصة والمسؤول عن الأمن الشخصي لعلي عبدالله صالح. ليس الصاروخ الذي أطلق في اتجاه الرياض سوى تتمّة للمأزق الحوثي الذي ظهر جليا من خلال طريقة التعاطي مع علي عبدالله صالح وأقاربه والموالين له في القوات المسلحة وفي القبائل المحيطة بصنعاء.

ما يُفترض أخذه في الحسبان أن صنعاء مدينة كبيرة. يبلغ عدد سكانها نحو ثلاثة ملايين نسمة. لن يكون سهلا على الحوثيين إخضاعها، لا عبر “اللجان الثورية” ولا عبر “اللجان الشعبية”. لم يجدوا أمامهم منذ وضع اليد على العاصمة في الواحد والعشرين من أيلول – سبتمبر 2014 سوى وسيلة واحدة للبقاء في السلطة. تتمثّل هذه الوسيلة في نشر الرعب، أي على الإرهاب والترهيب ولا شيء غير ذلك. لا يشبه اللجوء إلى أخذ الأبناء رهائن سوى ممارسات لعدد من الأئمة في مرحلة ما قبل إعـلان الجمهورية في السادس والعشرين من أيلول – سبتمبر من العام 1962. كان أبناء العائلات الكبيرة يقيمون كرهائن في قصور الإمام حيث تجري تربيتهم وتعليمهم، وذلك لضمان طاعة ربّ العائلة والتزامهم الخط الذي يرسمه الإمام. للمرّة الألف، لا يمتلك الحوثيون أي مشروع سياسي أو اقتصادي أو حضاري لا لصنعاء نفسها ولا لليمن، ولا حتّى لمحافظة صعدة التي أتوا منها. لا يستطيعون التعامل مع مدينة مثل صنعاء إلى ما لا نهاية بلغة القتل والتهديد والوعيد وخطف الأبناء ونهب المنازل. لم يعد أمام “أنصار الله” سوى التصعيد للخروج من الطريق المسدود الذي بلغوه، خصوصا أن ولاء القبائل اليمنية، خصوصا “قبائل الطوق” التي تتحكّم بمداخل صنعاء، لا يمكن أن يكون مضمونا إلى أبد الآبدين. هذه القبائل تعرف أين تكمن مصلحتها، وهي خذلت علي عبدالله صالح بعدما أدركت أنّه لم يعد يمتلك لا المال ولا القوّة العسكرية التي تسمح له بخوض مواجهة ناجحة مع الحوثيين. هذه القبائل تميل إلى الجهة الرابحة متى تأكدت من أن هذه الجبهة رابحة فعلا. عاجلا أم آجلا، سيكتشف أبناء هذه القبائل والمواطنون اليمنيون عموما، بمن فيهم أبناء المذهب الزيدي، أن الحوثيين مرحلة عابرة في تاريخ اليمن، وأن ليس في الإمكان حكم البلد عن طريق لعبة الهروب إلى الأمام، أي بلغة التصعيد، كما حصل أخيرا عندما أطلق صاروخ آخـر في اتجاه الرياض.يبقى شعار “أنا أصعّد، إذا أنا موجود” مجرّد شعار، ولا يمكن أن يكـون سياسة تغطي العجز عـن الدخول في تسوية سياسية تعطي كلّ طرف يمني حجمه الحقيقي في بلد كان فيه علي عبدالله صالح موضع خلافات عميقة، فإذا به بعد قتله قاسما مشتركا بين اليمنيين الراغبين في الخروج من الكارثة التي حلت ببلدهم.

 

السلطة والإدارة والتنمية

غسان الإمام/الشرق الأوسط/19 كانون الأول/17

وضع فلاسفة الإغريق أصول المنطق والفلسفة، في بحثهم عن الحقيقة في الحياة. وأرسى فلاسفة الاجتماع في عصر التنوير مبادئ الرأسمالية والاشتراكية. وكان آخرهم كارل ماركس الذي يعتبره علماء السياسة. والاقتصاد. والماركسية أكبر عقل سياسي واقتصادي واجتماعي، في العصر الحديث.

أسقطت الرأسمالية اقتصاد ماركس. وفضلت على الاقتصاد المخطط اقتصاد السوق الخاضع للعرض والطلب. لكنها تعترف بأن لا بديل لمذهب ماركس في التحليل السياسي إلى الآن. فقد رأى المجتمع طبقات تختلف. وتتناقض. وتتصارع رؤاها. ومصالحها. ومكاسبها. وخسائرها. ومن منفاه في مكتبة المتحف البريطاني في لندن، دعا ماركس إلى العنف. والدم، لكبح جماح الرأسمالية. وإرساء مبدأ المساواة الاقتصادية والاجتماعية، بصفته حلاً أخيراً لتحقيق العدالة الإنسانية.

غير أن الفضيلة السياسية للرأسمالية كان اعتمادها المبدأ السلمي في الحوار. والمساومة. والتسوية، في صنع القرار السياسي والاجتماعي. واعترفت بحق المعارضة في إنشاء أحزاب سياسية، لمناقشة نظام الدولة الحاكم، في صوابية ومصداقية مشروعه السياسي. أي أن الرأسمالية حرّمت بشكل أو بآخر التطرف الحزبي السياسي والديني. وادعت أنها بذلك تحفظ للمعارضة «المشروعة» في اليمين. والوسط. واليسار، حق المشاركة السياسية في صنع القرار السياسي. أو التحفظ عليه. كانت الديمقراطية هي الآلية المنظِمة لفوضى الحرية. وللحوار. ولاتخاذ القرار. ولاختيار أي طرف من الطيف السياسي والحزبي بالاقتراع، لكي يحكم السلطة السياسية باسم الشعب. شيوعية لينين رفضت ديمقراطية الشعب. وفضلت عليها ديمقراطية الطليعة في الحزب. ووصلت به السخرية الثورية الغاضبة، إلى حد القول إن الماركسية ستبني مراحيض في العالم من الذهب الذي تكتنزه المصارف الرأسمالية، كرصيد يحفظ الاستقرار الاقتصادي.

الواقع أن لينين كان أول إداري في طبقة البيروقراطية التي ما لبثت أن استولت على السلطة. والثقافة. والإدارة. والحزب، في عهد ستالين. وضع ستالين جثمان لينين في قفص زجاجي بعد موته، ليتفرغ هو لبناء الدولة الشيوعية بالعنف. والدم. والحرب، باسم الطليعة الحزبية القائدة التي أسند إليها ماركس مهمة هدم وتدمير الدولة الرأسمالية، وإعمار السلطة الشيوعية. وما لبثت الرأسمالية أن استعارت فكرة البيروقراطية من الماركسية اللينينية، لتطورها. فتجعلها منذ الربع الأخير للقرن العشرين منهجاً تربوياً/ تعليمياً في مدارس الإدارة العليا في غرب أوروبا. وحل خريجوها من أبناء الطبقتين الوسطى والبرجوازية محل الطبقة السياسية التقليدية في دول الاتحاد الأوروبي، خصوصاً في فرنسا. وما الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون إلا الابن الشرعي لهذه المدارس.

وهكذا نجحت الرأسمالية في تحويل البيروقراطية إلى «مؤسسة» إدارية وسياسية ناجحة وبراغماتية في حكم النظام الديمقراطي الليبرالي، فيما أخفقت بيروقراطية الشخصيات الكسولة، من أمثال ليونيد بريجنيف في روسيا الحمراء، في تطوير نفسها ودولتها. وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هزيمتها المريرة في أفغانستان.

وصل البيروقراطي المترهل ميخائيل غورباتشوف متأخراً إلى قمة الكرملين (1985). ولم يكن أمام مبدئه في الانفتاح والبناء (غلاسنوست وبيريسترويكا) سوى الاستسلام أمام هجمة الرأسمالية (المتوحشة) بقيادة ريغان وثاتشر، من دون إطلاق قنبلة نووية واحدة. وتولى قيادة روسيا البرتقالية القوميسار الشعبوي بوريس يلتسين الذي باع الشركات الرابحة في القطاع العام، إلى فئة الروس الأوليغارش الذين موَّلتهم المصارف الغربية. ومنهم عدد من اليهود الذين اشتروا القطاع النفطي بثمن بخس. وعلى رأسهم ميخائيل خودركوفسكي. على عكس غورباتشوف، وصل ضابط المخابرات السياسية فلاديمير بوتين في الوقت المناسب. استغنى عن الحزب الشيوعي (الذي حافظ على ماركسيته). لكنه استرد القطاع النفطي من الأوليغارش اليهود الذين كانوا قد بدأوا بإفساد الحياة السياسية بشراء الأحزاب والساسة. ولحسن حظ بيروقراطيته، فقد تمكن بوتين من إنقاذ الديمقراطية الروسية «الموجهة». وتسخيرها لصالح بطانته من بيروقراط. ورجال مال وأعمال استطاعوا تأمين السلع التموينية بوفرة للطبقة الوسطى النامية. لكن لماذا وكيف نشبت هذه الفوضى السياسية/ الاقتصادية في العالم؟ السبب في المسيرة التحريفية الغامضة للعولمة، بقيادة البيروقراطية الغربية، فاستقطبت الاستثمارات المالية الهائلة، بما فيها الاستثمارات العربية، لتمويل اقتصاد السوق. وتفكيك قيود الحماية التجارية. لكن الفساد ما لبث أن أطل مع إثراء طبقة المليارديرية والمليونيرية التي شكلت واحداً في المائة فقط من سكان المعمورة العالمية، وذلك بتخفيض الضرائب عنها.

تحمل دافعو الضرائب الذين أفلستهم الديون المصرفية العقارية في عهد جورج بوش الابن. وباراك أوباما، تسديد تكاليف تعويم المصارف الكبرى المفلسة في الأزمة الاقتصادية التي اجتاحت الرأسمالية (2008). ونظامها الديمقراطي الليبرالي، بحيث باتت هوة اللامساواة في الدخل والمرتب، واسعة بين الذين يملكون ولا يدفعون ضرائب تصاعدية. والذين يدفعون الضرائب. ولا يملكون. وبينهم عشرات الملايين من الشباب العاطلين عن العمل. فقد كانوا أيضاً ضحايا اقتصاد الإنترنت الذي جمع المال في قبضة حفنة من شركات الوصل الاجتماعي. والإعلامي.

نُشر أول تقرير عن الاقتصاد العالمي منذ زلزال عام 2008. ووضعه مائة خبير اقتصادي يعملون في مؤسسات دولية. وعامة. وخاصة. اعترف التقرير بأن اللامساواة. والفساد. والبطالة، في مقدمة أسباب القلق السياسي. وهجمة الشعبوية (الخلاّقة) على النظام الليبرالي المترهل.

كان التقرير مجاملاً للاقتصاد العربي. تجاهل العمالة الشبابية العاطلة عن العمل، وغير الراغبة في العلم في فروع الأكاديميات الغربية الجامعية التي فتحتها الدول العربية على أطراف الخليج. واكتفى بالإشارة إلى توسع الطبقة الوسطى. وبناء اقتصاد خليجي بإسراف الإنفاق النفطي الهائل.

لكن نصيحة المسيح عليه السلام بإعطاء «ما لقيصر لقيصر. وما لله لله» لم تتحقق. فقد اختلط المال العام والخاص. وأنفق معظم ما لله في تمويل تنظيمات الإسلام السياسي. لهذا نشبت حرب عالمية على الإرهاب الديني. وتحركت الدولة في الخليج لاستعادة المال السائب. ومكافحة الفساد الذي كان عزيز المنال. وممتنعاً عن أداء الحساب. نعم، أخفقت التنمية الاقتصادية في دول الآيديولوجيا اليسارية والطائفية. وانتقل مركز الثقل السياسي والمادي من مصر. وسوريا. والعراق، إلى الفردوس الخليجي. فقد تبنى جمال عبد الناصر اقتصاد التصنيع الستاليني. وحرم أكرم الحوراني الاقتصاد السوري من التمويل الدولي، ناسياً أن البنك الدولي وصندوق النقد يموّلان بفوائد رخيصة. وشروط تقشفية باهظة. لكن يعودان فيلغيان ديون الدول العاجزة عن الدفع. أما العراق فلم يبق صدام والإرهاب والأحزاب العميلة لإيران زيتاً نفطياً في سراج التنمية.

 

فلسطين «ورقة التوت» وانكشاف الأوهام

يوسف الديني/الشرق الأوسط/19 كانون الأول/17

المتابع لما يجري من تناول الإعلام الشعبوي الذي تقوده قناة الجزيرة ويمارسه أحد رعاة الإسلام السياسي في الاستثمار الرخيص لأزمة وتداعيات قرار ترمب، يدرك مستوى العبث بقضية «عادلة» كفلسطين والقدس، ويدرك في الوقت ذاته حجم الانفصال بين السياسة في الشارع العربي وبين الأوهام التي يمكن أن يمررها مذيع يأخذ «سيلفي» بيده اليمنى مع مسؤول إسرائيلي ويرفع باليسرى يافطة حانقة ضد التطبيع. واللافت أن أكثر الدول استغلالاً لورقة التوت السياسية «القدس» هي أكثرها انغماساً فيما تحذر منه، وترفع عقيرتها ضده، وبشكل أناني ومنفرد ساهم في تفويت الحق على الفلسطينيين في السلام والعيش في كنف دولة مستقلة، كما كان سقف المبادرة العربية التي طرحتها السعودية والتي لم تصل كل الجعجعات إلى الآن على المستوى السياسي في ملامستها، بل على العكس مضى «حلف الشعاراتيين» في رسم علاقات قوية مع إسرائيل منذ خمسينات القرن المنصرم، بل تم تسريب وثائق كانت معروفة المحتوى سلفاً بأن عاصمة الشعاراتيين وقبلة الإسلام السياسي الذي يحاول لملمة انكساراته عبر تفعيل حضوره مجدداً اعترفت ضمناً بالقدس كعاصمة لإسرائيل حتى قبل قرار ترمب بثلاث سنوات مما بات يعرف بـ«وثيقة العار». وفي السياق ذاته لم نشاهد إعلام «الجزيرة» ينوح كما يفعل هذه الأيام حين زار شيمعون بيريس قطر أو حين قام جنود دولة الخليفة المنشود بعمل مناورات عسكرية أو علاقات تجارية تفوق حتى حجم ما يقدمه للفلسطينيين من دعم، اللهم إلا إذا كانت الشعارات يمكن تحويلها في مصرف المؤدلجين إلى ما ينفع الناس ويمكث في الأرض.

هذا السلوك المضطرب والمرضي على المستوى الإعلامي والشعاراتي لممارسة السياسة بات مكشوفاً لدى العقلاء في المنطقة، حتى الاعتراض وفق القنوات السياسية المتاحة رغم ضعفها تقوده مصر في المؤسسات الدولية، وتدعمه السعودية بموقفها الثابت والواضح، لكن السؤال الذي يدعو لحيرة المتابعين: لماذا تتم تلك الممارسات لتحريك الشارع العربي، وهل هي جزء من تغطية العوار وحالة الانكشاف لمن باعوا القضية حتى قبل أن يقدم ترمب على فعلته السياسية التي يستثمر فيها من سبقه إلى ذلك بخطايا التطبيع دون ثمن وبشكل منفرد ثم بخطيئة بيع الأوهام والاستثمار في القضية لصالح عودتهم للمسرح السياسي؟

لا يمكن فهم هذا النشاط المحموم للاستثمار في بيع الأوهام السياسية في ورقة التوت «القدس» إلا بقراءته في سياق خروج الإسلام السياسي من المشهد كفاعل في تحريك الجماهير ومحاولة المتحالفين معه من الأنظمة السياسية في المنطقة للعب أدواره بتحريك الجماهير بشكل مباشر بعد فقدان الوسيط وغياب شعاراته.

مسرح اللامعقول الذي تلعب فيه الدمى الإعلامية في «الجزيرة» بات حالة عربية بامتياز كجزء من التصعيد ما قبل حالة الانهيار التي يمكن قراءة علامتها في قرب انكماش التغلغل الإيراني في المنطقة، ومن المرجح أن يبدأ في اليمن ثم لبنان، والتسوية المرتقبة في سوريا برعاية دولية، وقد سبقها خروج الإسلام السياسي من المشهد، إضافة إلى انكشاف أوراق الخليفة غير المتوج وخطابه السياسي المزدوج، بعبارة أخرى خسارة كل الرهان لحلف الأزمات في مقابل دول الاستقرار والاعتدال رغم التحديات الكبيرة التي واجهتها وتواجهها.

في الصورة المكبرة ما يحدث الآن هو مشروع كبير لاستعادة آيديولوجيا الإسلام السياسي الذي لا يمكن أن ينسجم مع مفهوم الدولة بمعناها الحقيقي، دولة تتسع لكل المواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية، مفهوم المواطنة هو مضاد تماماً لمفهوم الانتماء الحزبي الذي يتم تمريره عبر شعارات مفخخة كتطبيق الشريعة أو الحرية المقيدة أو حماية الثوابت... إلخ، وربما كان تفكك السودان إلى دولتين وقبلها انفصال حماس عن باقي القطاع، ثم انفراد التشيع السياسي بالكعكة في العراق وكل الدعوات الانفصالية التي مرت بالمنطقة ما قبل الثورات، مؤشراً على انهيار مشروع الدولة القومية على حساب مشروع الإسلام السياسي.

مبدأ المواطنة في شكله البسيط هو المكون الرئيسي للدولة الوطنية التي كادت تنهار بفعل مشروع الإسلام السياسي في زمن الربيع العربي، وتآكل الدولة «الوطنية» كان مبكراً، فحظ المنطقة الرديء أن استقلالها لم يجلب سوى حكومات بملامح وطنية، لكنها في العمق تكرس مفهوم الحزب الواحد لكن بصيغ ليبرالية ويسارية وقومية، وأنتجت في نهاية المطاف القائد الملهم الفرد الذي يبيد شعبه لكنه يطلق حمامات الصمت تجاه الاستفزاز الإسرائيلي. ثقافتنا العربية مصابة بأزمة دولة تمتد وتعيش تجربة نظرية الدولة بحسب المفكر العروبي، بل ظلت في إطار الفرمانات التي تحولت إلى مجرد تلفيق مدني لا معنى له، مرجعاً هذه الأزمة إلى مفكري النهضة ما بعد الاستقلال الذين أسلموا بشكل مؤدلج مفهوم الدولة الدستورية الحديثة لتتحول إلى دولة مدنية بمرجعية دينية، ثم جاء الإسلام السياسي ليلغي مشروع الدولة، ويبقي على الأسلمة ويطالب بعودة دولة الخلافة، التي بغض النظر عن طابعها التمييزي، لا تنتمي إلى مجال مفهوم الدولة بمعناه الحديث، وهكذا ظلت الدولة العربية تترنح في الدوامة نفسها بسبب تغييب الجماهير بأوهام الإعلام المضلل الذي كان حاضراً في كل فترة تاريخية لكنه لم يبلغ حضيضه كما تهوي «الجزيرة» القطرية التي يبدو أنها تستشف نهايتها القريبة.

 

بين محور «الشر» ومحور «القر»!

حسين شبكشي/الشرق الأوسط/19 كانون الأول/17

المتابع لأحداث المنطقة العربية بصورة عامة يجد أن السعودية هي الحاضر الغائب في معظم المشاهد، سواء بشكل مقصود ومتعمد أو بشكل غير ذلك. فالأحداث المتتالية، سواء أكانت السياسية أم الاقتصادية أم الثقافية، فيها يتم إبراز «الدور» السعودي، سواء أكان ذلك بشكل حقيقي ودقيق أم بمفهوم كاذب وخبيث.

هناك محوران رئيسيان تقع السعودية بينهما؛ الأول مما يطلق عليه محور الشر وتترجمه إيران وقطر وجماعة الإخوان المسلمين وأتباعهم من الفصائل الإرهابية منها «داعش» والحوثيون وحزب الله و«القاعدة». وهناك محور آخر يمكن أن يطلق عليه محور «القر»، وظهر هذا المحور بشكل جلي في الأيام القليلة الماضية عبر واقعتين؛ الأولى الإعلان الأميركي على لسان الرئيس دونالد ترمب عن النية لنقل السفارة الأميركية إلى القدس والاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل، والواقعة الثانية هي الإعلان اللبناني عن تحوله إلى دولة نفطية. محور الشر معروفة أفعاله الإرهابية الدنيئة، والأمثلة المهولة على مواقفه وشروره سردت مراراً وتكراراً، بحيث إنها باتت معروفة للقاصي والداني، وبالتالي لا يوجد أي داعٍ للتذكير بها مجدداً، فهذا المحور يذكرنا بنفسه يومياً وبلا توقف ولا انقطاع. أما محور «القر» فهو يحمل السعودية خيبات الآخرين والنظر إليها بنظرة الحاسد للنعمة. كيف بالله عليكم من الممكن «تحميل» السعودية ذنب الخلافات البينية الفلسطينية طيلة الأعوام التي مضت؟ أو تحميلها مسؤولية انزلاق بعض الفصائل الفلسطينية تحت «عباءة» و«مظلة» دول وتنظيمات راعية للإرهاب؟ وكيف من الممكن تفسير أو تبرير الهجوم على السعودية «وحدها» وهي التي تبنت أنبل المواقف في الدفاع عن فلسطين، ولم يقتل على أياديها فلسطيني واحد عكس غيرها من الأنظمة؟ أيضاً تابعت بكل أسى وشفقة حجم «الهطل» و«السذاجة» التي تعاطى معها الإعلام اللبناني الخاص ومواقع التواصل الاجتماعي فيما يتعلق باكتشاف النفط فيه، وكيف أنهم «تحرروا» من السعودية، وأن «نفطهم» غير نفط السعودية، وأن المال القادم من النفط لن «يجعلهم» مثل السعودية... وكأن السعودية وحدها لديها حق الامتياز الحصري لسلعة النفط؟ وكأن السعودية وحدها ابتدعت طرق الاستفادة من عوائد الاستثمار بشكل سوي لصالح شعبها، على عكس دول نفطية أخرى لديها السلعة نفسها، ولم تحسن استثمارها، ولا استغلال مواردها بشكل سوي وسليم.

المشكلة في الخطاب «البيني» العربي هائلة وكارثية وتكاد تكون مليئة بالأحقاد والكراهية والغيرة والحسد، فتخرج السلبيات قبل الإيجابيات، وهو ما يضعف خطابنا الموجه إلى «الآخر» ويجعله غير مقنع أبداً. محور الشر معروف ومفضوح ومكشوفة أوراقه وأساليبه، ولكن محور «القر» موجود بيننا، ووسطنا، وحولنا، يسمم كل ما هو جميل بنفس مريضة، وهي حالة مرضية تستدعي العلاج قبل الإنكار.

 

ساعة الحقيقة

حنا صالح/الشرق الأوسط/19 كانون الأول/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=61160

مع إعلان الرئيس الروسي بوتين الانتصار على الإرهاب، من القاعدة الجوية الروسية في حميميم، وتأكيده أن قواته أنجزت المهمة وروسيا تضمن وحدة الأراضي السورية، وأن القواعد الروسية مستمرة لنصف قرنٍ وليست غافلة عن شيء، تكون موسكو قد أنهت عملياً الحرب ضد «داعش»، ولم يعد ممكناً لأي من الأطراف الإقليمية، وفي المقدمة نظام إيران، أن يختبئ خلف شعار الحرب على الإرهاب لتنفيذ أجندته الخاصة، وبينها إقامة قواعد دائمة للحرس الثوري.

تزامناً بدأت واشنطن الكشف عن استراتيجيتها للأمن القومي الأميركي، حيث تحتل المواجهة مع النظام الإيراني أولوية لافتة، فكان المؤتمر الصحافي للسفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي محطة مؤثرة، عندما تم تسليط الضوء على تمادي طهران في خرق القرار الدولي 2231، بشحنها الأسلحة الصاروخية الباليستية إلى اليمن، واستخدام هذه الأسلحة ضد أهداف مدنية، أبرزها مطار الملك خالد الذي يمر عبره عشرات ألوف المسافرين يومياً، وهذا السلوك الخطير يكمن أيضاً في أن دولة في الأمم المتحدة تقوم بتزويد ميليشيا إرهابية بالسلاح الصاروخي المتوسط والبعيد المدى. ضمناً يشملُ الخرق الإيراني للقرار الدولي تزويد «حزب الله» وسائر الميليشيات المتطرفة التابعة للحرس الثوري في سوريا بالأسلحة الصاروخية الشبيهة.

الملاحظ أن واشنطن علقت الحديث عن موضوع الاتفاق النووي، تلافياً لتوسيع الهوة مع الشركاء الأطلسيين، ورمت لتفعيل موقف هؤلاء الشركاء من خلال قضية الصواريخ الإيرانية، واتجهت إلى مجلس الأمن الدولي لإقامة تحالف عالمي بوجه نظام طهران، ورغم طمأنة وزير الدفاع الجنرال جيمس ماتيس المدعوين لهذا التحالف بأن لا عمل عسكرياً ضد إيران، فإن هذا المنحى الذي قوبل بترحيب عربي واسع، من شأنه محاصرة طهران وفتح الباب أمام عقوبات ضدها أكثر شمولاً، والأمر إذ ترافق مع إعلان واشنطن الإبقاء على وجودها في الشمال والشرق السوريين حتى إنجاز التسوية السياسية، فالإشارة واضحة من أنه لن يكون مسموحاً لطهران بأن تملأ بميليشياتها الفراغ الناجم عن هزيمة «داعش».

الرئيس الروسي الذي عبر مراراً عن استعجاله التوصل إلى تسوية في سوريا، يقول إن ظروفها متوافرة، رفض عملياً منطق النظام السوري وطهران من أن التسوية يجب أن تكون على صورة المتغيرات العسكرية، وفرمل الاندفاعة الحربية التي أرادتها طهران باتجاه الرقة وسواها. لكنه في المقابل يؤكد أن التسوية ستكون بشروط الغلبة الروسية، وكما نجحت موسكو في جعل «آستانة» أداة فرض متغيرات شملت المعارضة أشخاصاً وأداء، فالضغط من أجل مؤتمر «سوتشي» هو وفق موسكو لبلورة اتجاه رياح التسوية، ومرتكزات النظام السوري الجديد وبعدها لا بديل عن جنيف.

التسوية في سوريا كي تكون حقيقية تتطلب أساساً الكثير من التوافقات الإقليمية مع السعودية وبلدان الخليج، والتوافقات الدولية وخاصة مع أميركا، وموسكو التي أنجزت توافقات كبيرة مع دول الإقليم وخاصة الرياض، تدرك حاجتها لواشنطن للإقرار بدورها كشريك عالمي في مواجهات النزاعات الدولية، إلى الكثير من القضايا المتعلقة بالعقوبات وأوكرانيا والقرم وتوسع الأطلسي شرقاً... وفي العلاقات الدولية لا هدايا، خصوصاً أن الاستراتيجية الأميركية للأمن صنّفت روسيا والصين كعدوين. هنا بالضبط النقاش الحقيقي سيكون بين الكبار حول الدور الإيراني.

مع تسليط واشنطن الضوء على الإرهاب الذي تمارسه الميليشيات الشيعية، وخروقات طهران للقرارات الدولية، وسعيها لترتيب تحالف دولي لكبح نظام خامنئي، وما نشهده من بلورة محور عربي لا تقوى عليه طهران مع الضغط لتحجيم أذرعتها العسكرية، سيضيق الهامش أمام موسكو التي ستذهب لوضع مصالحها وما يمكن أن تحققه في الميزان، وهي تعلم أنه يستحيل ترجمة نجاحاتها العسكرية كاملة في السياسة كما تريد.

هناك قول للسيد نصر الله إبان الحرب على الشعب السوري وثورته، مفاده، أن من يتقدم في الإقليم يتقدم في الوضع الداخلي اللبناني، ولا شك أنه نجح في إقناع أخصامه السياسيين بانتصار محوره، فكانت «التسوية» السياسية، التي أنهت الفراغ السياسي ومنحت الأخصام السابقين مقاعد في الحكم، مقابل وضع مفاصل قرار البلد بيد «حزب الله»، الذي أرغمت ممارساته في الداخل والخارج رئيس الحكومة على إعلان استقالته، ولاحقاً مسرحية التريث والعودة عن الاستقالة على قاعدة التزام ما سُمي «النأي بالنفس»، ولو أن الأمر كان جدياً لوجب العودة إلى إعلان بعبدا الذي يرسم الإطار الحقيقي لتحييد لبنان، والعودة أساساً إلى الدستور فهو الفيصل، ولأنه كذلك، يستمر أهل الحكم في ممارسة السلطة من خارجه.

أحاديث انتصار محور الممانعة مجرد كلام؛ ففي اليمن قوات الشرعية تطرق أبواب صعدة وتكاد تضيق الحصار على صنعاء... وفي العراق القوى المؤثرة تدعو «الحشد الشعبي»، الأداة بيد طهران، للانضمام إلى الجيش العراقي، وتتولى القوات الأميركية تدريب وتجهيز 14 فرقة عسكرية ستكون العمود الفقري للجيش الجديد، وعندما يحين أوان الصفقة الكبرى في سوريا، فلن يكون نفوذ النظام الإيراني، المتعارض أصلاً مع الدور الروسي أولوية لدى القادة الروس، وبالتأكيد ستنعكس التسوية السورية على وضع لبنان وعلى معادلة الحكم... وتجدر الإشارة إلى أن شركاء التسوية الداخلية في طرفي الانقسام الآذاري السابق، لم ينجحوا في جعل توافقهم شعبياً، فما زال الانقسام عمودياً وحاداً حول سلاح «حزب الله» المتعارض مع أحادية السلاح الشرعي، كذلك الانقسام حادٌ إنْ حول السياسة الخارجية والتضامن العربي حيث المصلحة الحقيقية للبنانيين، أو موقع لبنان من الصراع العربي مع النظام الإيراني.

أمام تحالف حكم يضم كل خصوم الأمس، هناك ممارسة مرتاحة أن لا معارضة قوية بوجهها، فيتتالى إبرام الصفقات المريبة في النفط والغاز وسواهما، وتكريس أعراف جديدة لا دستورية في الممارسة السياسية، وانصياع لسياسات التفريط في السيادة والاستقلال. لكن المنحى التصاعدي لكم الأفواه، ومحاولة إسكات كل صوت معارض، دلالة على أن اللاحسم في الإقليم وسياسة المحاصصة و«السيلفي» لن تخدم استمرار مخطط الاستئثار والانفراد بالحكم.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون استقبل الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي: الوحدة مكنت لبنان من تجاوز الظروف الصعبة موغيريني: لقرارات تنفيذية تصدر عن مؤتمرات الدعم

الثلاثاء 19 كانون الأول 2017 /وطنية - أعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن أمله في أن "تسفر المؤتمرات التي ستعقد لدعم لبنان في باريس وروما وبروكسل خلال الشهرين المقبلين عن قرارات تنفيذية لجهة مساعدة الجيش والقوات المسلحة اللبنانية، أو لدعم الاقتصاد اللبناني وتأمين عودة النازحين السوريين إلى بلادهم". وابلغ الرئيس عون الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية السيدة فيدريكا موغيريني خلال استقباله لها بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، أن "لبنان الذي يقدر دعم الاتحاد الأوروبي لقضاياه، يأمل أن تكون مشاركة دول الاتحاد فعالة في المؤتمرات الخاصة بلبنان"، لافتا إلى "التداعيات السلبية التي تركها نزوح أكثر من مليون و850 ألف سوري على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والصحية في البلاد". وجدد رئيس الجمهورية "المطالبة بضرورة تحقيق عودة آمنة وتدريجية للنازحين إلى المناطق المستقرة في سوريا، لا سيما وأن لا مؤشرات تدل على أن الحل السياسي الذي يتم العمل على تحقيقه سيكون قريبا". وعرض الرئيس عون للمسؤولة الأوروبية الوضع الداخلي في البلاد مركزا على "أهمية الوحدة الوطنية التي مكنت لبنان من تجاوز الظروف التي نشأت عن اعلان الرئيس سعد الحريري استقالته"، لافتا إلى أن "العمل الحكومي عاد إلى طبيعته"، ومؤكدا أن "الانتخابات النيابية ستجري في موعدها وفقا للقانون الانتخابي الجديد". وجدد الرئيس عون إدانته للقرار الأميركي بإعلان مدينة القدس عاصمة لإسرائيل، وطلب من الاتحاد الأوروبي "الضغط لإلغاء هذا القرار لأنه لا يساعد على تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط"، مشددا على أن "القدس لا يمكن أن تكون لديانة واحدة لأنها مهد الديانات المسيحية والإسلامية واليهودية على حد سواء، كما أنه لا يمكن أن تصبح ملكا لغير أهلها". وكانت السيدة موغيريني استهلت اللقاء بتهنئة الرئيس عون على "الدور الكبير الذي لعبه خلال الأزمة الحكومية الأخيرة"، مقدرة "حكمته في المحافظة على الاستقرار على رغم الظروف الصعبة التي مر بها لبنان"، متمنية أن "تحمل الأشهر المقبلة استقرارا يمكن من إجراء الانتخابات النيابية في موعدها وفي أجواء ديمقراطية". وأكدت موغيريني أن "الاتحاد الأوروبي يعمل من أجل انجاح المؤتمرات التي سوف تعقد لدعم لبنان لا سيما في المواضيع التي توليها الدولة اللبنانية أولوية". وأعربت المسؤولة الأوروبية عن "استمرار دول الاتحاد الأوروبي في تقديم المساعدات المالية اللازمة لدعم لبنان في رعايته للنازحين السوريين، بانتظار عودتهم إلى بلادهم، إضافة إلى المساعدات المباشرة التي قدمت للنازحين خلال السنوات الست الماضية والتي بلغ مجموعها مليار يورو إضافة إلى 280 مليون يورو في مشاريع مشتركة". وشددت موغيريني على أن ب"إمكان لبنان أن يعتمدعلى دعم الاتحاد الأوروبي له في المجالات كافة".

 

رئيس الجمهورية للجنة المدارس الكاثوليكية: لحلول تجمع بين قدرة المدارس على الاستمرار وبين حقوق المعلمين وقدرات الاهل على الاقساط

الثلاثاء 19 كانون الأول 2017/وطنية - ابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وفد اللجنة الاسقفية الموسعة للمدارس الكاثوليكية الذي زاره قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، ان "مسألة رواتب معلمي المدارس الخاصة وتعويضاتهم بعد صدور سلسلة الرتب والرواتب، تحتاج الى معالجة جذرية يتشارك فيها الدولة واتحاد المؤسسات التربوية ونقابة المعلمين، بهدف الوصول الى حلول تجمع بين قدرة المدارس على الاستمرار في اداء رسالتها التربوية وبين حقوق المعلمين وقدرات الاهل على تسديد الاقساط". واعتبر انه "انطلاقا من كون ان الدستور كفل حرية التعليم واجاز انشاء مدارس خاصة، كما لحظت القوانين والانظمة المرعية الاجراء حق الناس في التعليم المجاني، فقد يكون من الاقتراحات التي يمكن طرحها للمعالجة، ان تتولى الدولة دفع رواتب المعلمين في المؤسسات التعليمية الخاصة، شرط ان تلتزم هذه المؤسسات القواعد والانظمة التربوية التي تضعها الدولة وتكون اقساطها المدرسية محددة استنادا الى موازناتها التي تخضع لرقابة وزارة التربية. كما يلتزم المعلمون بالمحافظة على المعايير التربوية التي يتميز بها قطاع التعليم في لبنان". واشار الرئيس عون الى ان "مثل هذا الاجراء من شأنه ان يخفض كلفة التعليم على الاهالي الذين يساهمون في تمويل الخزينة من خلال تأديتهم للضرائب والرسوم، فتقوم اذ ذاك شراكة متكاملة بين الدولة ومواطنيها".

وكان وفد اللجنة الذي ضم المطارنة، بولس مطر، كميل زيدان، حنا رحمة، سيزار اسيان، الاباتي نعمة الله هاشم، الارشمندريت ايلي معلوف، الام ماري سعادة، الاستاذ ليون كلزي والامين العام للمدارس الكاثوليكية الاب بطرس عازار، قد عرض على الرئيس عون عددا من مطالب اتحاد المؤسسات التربوية، ومنها ان "تتحمل الدولة فرق الزيادات على الاقساط في المدارس الخاصة المترتبة عن تطبيق السلسلة الجديدة، انطلاقا من ان وحدة التشريع تستتبع وحدة التمويل، ودفع مستحقات المدارس الخاصة المجانية المجمدة منذ 4 سنوات، وتمديد مهلة تقديمها لموازنتها السنوية شهرا اضافيا".

وتم خلال اللقاء، التداول في اوضاع المدارس الخاصة.

لجنة جائزة السفير لويس دو لامار

الى ذلك، استقبل الرئيس عون نقيب المحامين في بيروت اندريه الشدياق، مع وفد من اللجنة المنظمة لمرافعات "جائزة السفير لويس دو لامار"، ضم، نقيب المحامين السابق في باريس جان ماري بورغو بورو، نقيب المحامين السابق لمنطقة كان الفرنسية روبير ابيري، عضو نقابتي اللوكسمبورغ وباريس المحامية كليمانس لانغلوا، المدير المساعد للمركز الثقافي الفرنسي لوتشيانو ريسبولي ومؤسس الجائزة المحامي جو كرم. واطلع الوفد رئيس الجمهورية على "اهداف لجنة الجائزة التي انشئت منذ ست سنوات وتعنى خصوصا بمرافعات صورية حول حقوق الانسان، وهي موجهة الى المحامين المتدرجين من نقابات المحامين في لبنان وباريس وكان -النورماندي". وأعرب الوفد عن تقديره "للمواقف التي يتخذها الرئيس عون دفاعا عن حقوق الانسان عموما، وحقوق المرأة خصوصا"، لافتا الى ان "رئيس الجمهورية هو صديق كبير لفرنسا". ووجه ممثل نقابة المحامين في منطقة "CAEN" دعوة للرئيس عون، لزيارة النقابة ومنطقة النورماندي. ونوه الرئيس عون ب"عمل اللجنة"، مستذكرا "السفير لوي دو لامار ومواقفه الداعمة لاستقلال لبنان وحريته وسيادته"، مركزا على "ضرورة ايلاء الاهتمام بالمحامين المتدرجين لانهم سوف يكملون رسالة المحاماة ويستلمون المشعل من الجيل الحالي".

نائب الفرنسيين في الخارج

واستقبل الرئيس عون، النائبة عن الفرنسيين في الخارج اماليا لاكرافي، في حضور النائب الرديف جوزف مكرزل وريتا مكرزل. ونقلت لاكرافي اصداء نجاح "زيارة الدولة" التي قام بها الرئيس عون الى باريس في نهاية شهر ايلول الماضي، والمحادثات الناجحة التي اجراها مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.

وتطرق الحديث الى "الدور الذي يلعبه النواب الفرنسيون لمساعدة لبنان، لا سيما في ما خص قضية النازحين السوريين وضرورة عودتهم الامنة الى بلادهم".

وفد تجمع ابناء القاع

واستقبل الرئيس عون، النائب مروان فارس مع وفد من "تجمع ابناء القاع" واعضاء اللجنة الذين تولوا تنظيم "مهرجان النصر فجر الجرود" الذي اقيم بعد تحرير الجيش للمناطق التي تمركز فيها ارهابيو "داعش" و"جبهة النصرة". وتحدث النائب فارس باسم الوفد شاكرا الرئيس عون على "الاهتمام الذي يوليه دائما لمطالب البلدة وحاجاتها". وقال: "انتم رمز الوطن القادر على رفع التحديات وتحقيق مطالب ابناء القاع، واهمها مشروع فرز الاراضي المجمد الذي كان من المفترض ان ينطلق العام 1979". كما تحدث كاهن الرعية الاب الياس نصرالله، فشكر الرئيس عون على "اهتمامه بمطالب اهل البلدة". ورد رئيس الجمهورية مرحبا بالوفد، منوها ب"صمود ابناء القاع في مواجهة الارهابين الى ان حرر الجيش المنطقة وعادت الطمأنينة اليها"، مقدرا "اللحمة التي قامت بين الجيش والاهالي". واكد على متابعته "مطالب بلدة القاع، لا سيما منها مشروع نهر العاصي".

الفنان مايك ماسي

والتقى رئيس الجمهورية الفنان اللبناني العالمي مايك ماسي، الذي تم اختياره من بين نحو الف متبار من مختلف دول العالم ليؤدي دور السيد المسيح في المسرحية الغنائية الفرنسية: "المسيح من الناصرة الى اورشليم" والتي يستضيفها مسرح قصر المؤتمرات في باريس بعروض متتالية حتى نهاية العام، قبل ان تنطلق في جولة على مختلف المدن الفرنسية ومن ثم على عدد من دول العالم. واتى اللقاء الذي حضرته مديرة اعمال ماسي سيلين حتي، لمناسبة وجود الفنان ليومين فقط في لبنان، قدم خلالهما حفلا ميلاديا ضخما في بازيليك سيدة المنطرة في مغدوشة.

وشكر الفنان اللبناني رئيس الجمهورية على استقباله ومحبته، وقدم له مجموعة اسطواناته الموسيقية في مختلف اللغات، مع نسخة خاصة عن اغنيات المسرحية الغنائية الفرنسية التي يلعب دور البطولة فيها، اضافة الى الكتاب الخاص بها مهدى للرئيس عون وموقعا عليه من قبل كافة المشاركين في العمل، وابرزهم الملحن الموسيقي الفرنسي باسكال اوبيسبو. وقد هنأ رئيس الجمهورية الفنان ماسي على "النجاحات التي يحققها"، معتبرا انها "تساهم في اعطاء صورة حضارية راقية للبنان في العالم، وتعلي من شأن الشباب اللبناني الطموح ودوره في حمل رسالة لبنان الثقافية والانسانية والحضارية".

 

الحريري امام زواره: الشراكة بين الجميع تقوم بالبلد

الثلاثاء 19 كانون الأول 2017/وطنية - أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أمام زواره أن "الشراكة بين الجميع هي التي تقوم بالبلد"، وقال: "هذا البلد يمثل خلطة سحرية فريدة عجيبة بين دول المنطقة والعالم، ومنذ استشهاد الرئيس رفيق الحريري، جربنا نحن فريق 14 آذار أن نقود البلد لوحدنا، ثم جرب فريق 8 آذار أيضا، "لا هيدا فلح ولا هيداك"، وقد فشل كلانا".أضاف: "كنا نختلف حول الثلث المعطل والوزير الملك وكله لم ينفع، وقناعتنا أن الشراكة بين الجميع هي التي تقوم بالبلد، وبالاتفاق فيما بيننا أنجزنا الكثير في هذه المرحلة. وفي النهاية لدينا الإرادة للنهوض بالبلد".

 

بري استقبل ابو فاعور موفدا من جنبلاط والفرزلي وابراهيم ومخزومي

الثلاثاء 19 كانون الأول 2017 /وطنية - إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة، النائب وائل ابو فاعور موفدا من رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط.

أبو فاعور

بعد اللقاء، قال ابو فاعور: "بإختصار شديد هناك إتفاق وتفاهم في الرأي بين الرئيس بري والنائب وليد جنبلاط، لضرورة مراعاة الأصول الدستورية والقانونية واصول التوازن والكفاءة والجدارة في كل القرارات التي تتخذ، خصوصا اذا كانت هذه القرارات تعنى بها مؤسسات اساسية ضامنة للسلم الأهلي، وتلعب ادوارا كبرى في إستقرار ومستقبل لبنان، كمؤسسة الجيش التي ينظر اليها كل اللبنانيين نظرة ثقة وإحترام وإطمئنان الى حاضر ومستقبل البلد. لذلك في كل القرارات التي تتخذ يجب مراعاة هذه الاصول. هذا الأمر تم طرحه من قبلنا مع رئيس الحكومة سعد الحريري الذي هو ايضا له نفس الموقف ويراعي هذه الإعتبارات، وايضا قناعتنا كاملة بأن فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بما له من تجربة في الجيش وبما له من طموح لأجل المؤسسات اللبنانية ايضا يقدر هذا الامر ويراعيه".

سئل: ماذا عن التحركات الانتخابية؟

اجاب: "الكل يتحسس الطريق بإتجاه الإنتخابات، ولا اعتقد انه حتى اللحظة نضجت اي فكرة حول التحالفات لدى اي طرف من الاطراف.

مخزومي

ثم إستقبل الرئيس بري رئيس "حزب الحوار الوطني" المهندس فؤاد مخزومي الذي عرض معه الأوضاع والتطورات الأخيرة في لبنان والمنطقة.

إثر اللقاء، ثمن مخزومي دور الرئيس بري "في الحفاظ على الاستقرار السياسي المهم جدا، في ظل الأزمات الإقليمية المتفاقمة وصراعات المحاور المنهكة للبنان واقتصاده".

وقال: "إن الأولوية على صعيد العلاقات مع الخارج يجب أن تكون لدول الخليج التي تحتضن الآلاف من العاملين اللبنانيين"، وأشار إلى أن "للمملكة العربية السعودية مكانة خاصة عند اللبنانيين يجب التمسك بها وتفعيل عمل السفارات في أسرع وقت ممكن".

وشدد على "ضرورة إجراء الانتخابات في مواعيدها لأن المرحلة المقبلة ستكون مفصلية في عملية بناء الدولة والمؤسسات، وبالتالي يجب تلافي تصعيد الخطابات قبل الانتخابات والعمل معا لوحدة الصف الداخلي"، وشدد على أن "الشباب اللبناني يستحق المشاركة في التغيير". ودعا مجددا إلى "اتخاذ الخطوات اللازمة للحفاظ على الثروة الوطنية الجديدة، سواء عبر إنشاء الصندوق السيادي المستقل الخاص بالنفط أم إنشاء شركة البترول الوطنية واعتماد الشفافية سبيلا إلى حسن استثمار هذه الثروة الوطنية".

من جهة أخرى، أبدى مخزومي أسفه من "الفيتو الأميركي في مجلس الأمن بما يتعارض مع إجماع دولي نادر، رفضا لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل".

ابراهيم

وإستقبل الرئيس بري بعد الظهر المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ومنسق الحكومة لدى قوات ال"يونيفيل" العميد مالك شمص.

بعد اللقاء، سئل اللواء ابراهيم عن موضوع مرسوم ضباط 1994، فقال: "لقد ابتعدتم كثيرا عن الموضوع الذي اتينا من أجله. وما بحثناه لا علاقة له بموضوع سؤالكم والتوازن في الجيش".

سئل: ألم تبحثوا موضوع المرسوم؟

اجاب: "لا لم نبحث هذا الموضوع ابدا. وأحسم لكم بأن العميد شمص اتى معي ليس من اجل هذا الموضوع. هناك مواضيع تقنية مشتركة بين الأمن العام والجيش، وقد وضعنا دولة الرئيس بري في اجوائها".

سئل: بالنسبة لموضوع ضباط "دورة عون" وقيل ايضا ان الرئيس الحريري طلب منك ان تتحرك وتوضح الامور للرئيس بري؟

اجاب: "هذا الموضوع يحل على المستوى السياسي ولا علاقة لنا به".

الفرزلي

كما استقبل الرئيس بري نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي، وعرض معه الوضع الراهن.

واتصل الرئيس بري بالسفير البريطاني هيوغو شورتر معزيا بالدبلوماسية البريطانية ريبيكا ديكس. من جهة اخرى، تلقى الرئيس بري برقية تهنئة بالاعياد والعام الجديد من رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.

 

سلام في بكركي برفقة المشنوق وجريج وقزي: نعتز بالقمة الروحية ومتمسكون بالقدس وحرية الاعلام واستقلال القضاء والعريضي قدم للراعي كتابه

الثلاثاء 19 كانون الأول 2017

وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في الصرح البطريركي في بكركي، الرئيس تمام سلام يرافقه الوزراء السابقون: محمد المشنوق ورمزي جريج وسجعان القزي، وكانت مناسبة لعرض الاوضاع الراهنة.

سلام

وقال الرئيس سلام بعد اللقاء:"الزيارة اليوم للصرح البطريركي برفقة اخواني الوزراء السابقين هي للتعبير عن مدى تأييدنا لغبطته وتأثرنا بما يقوم به في مواقع ومراحل حساسة في خدمة لبنان واللبنانيين والقضايا الوطنية عموما، وآخر ما كان من لقاء في هذا الصرح برعاية غبطته لكل القيادات الروحية اللبنانية متضامنة ومتكاتفة في مواجهة حدث كبير وتحول كبير في المنطقة يتعلق بأعز ما عندنا كمسيحيين وكمسلمين من القدس العزيزة التي، مع الاسف، تتعرض اليوم للكثير من الانتهاكات والتحدي، وبالتالي علينا جميعا مواجهة ذلك متضامنين . من هنا فان اللقاء الروحي الذي عقد في بكركي اذا كان له ان يعالج وينبه في هذا المجال على صعيد التحول الذي يتعلق بالقدس وبقدسيتها لنا جميعا، فانه ايضا له من البعد الذي نحرص عليه على المستوى الداخلي في لبنان امام كل اللبنانيين، امامنا كلنا، طوائف وافرادا ومواطنين. نعم نسترشد ونعتز ونقوى بهذه القمة الروحية، ونشكر كل القادة الروحيين وفي مقدمهم غبطة البطريرك على ذلك".

سئل: هناك قضية يتعرض لها الاعلام وتحديدا مع الزميل مرسال غانم فكيف تنظرون الى ذلك؟

اجاب:" نحن في بلد ديمقراطي ومن ابرز عوامل وعناصر استمرار هذا البلد الديمقراطي هو الحريات العامة، والاعلام له حصة كبيرة في هذا المجال، وطبعا لبنان معروف انه منبر اعلامي كبير وله تأثير في كل المنطقة، وبالتالي هو نشط ومتقدم كثيرا، ولا بد ان يكون لهذا الاعلام دور ومواقف نتمنى دائما ان تصب لما يخدم الوطن، ونتمنى للاعلام وللرأي الحر ان يبقى قدر الامكان فوق الانزلاق في الوحول السياسية الداخلية لان الناس في حاجة الى رأي وتوجيه يكون منه فائدة لا مناكفة ومماحكة وتصفية حسابات. ونتمنى على الجميع ان يبتعدوا عن هذه العقلية وان يعطوا الاعلام مداه ومكانته. نحن اليوم امام هذه القضية التي لها علاقة بإعلامي كبير هو الاستاذ مرسال غانم الذي يشهد له الجميع مدى سنوات طويلة لان مساهمته في تكريس الاعلام والمنبر الاعلامي لخدمة الوطن ولبنان كبيرة جدا. ونحن نأمل الا تدخل الحسابات الشخصية ونتمنى ونتطلع الى القضاء الذي نعتز به دائما وباستقلاليته وبوطنيته ان يكون مواكبا لهذا الوضع. نعم ايضا ببعد وطني وبعيدا من مآرب او غايات لبعض الجهات او القوى او المرجعيات، وإن شاء الله في هذا الموضوع نكون في ما يعيد الثقة بلبنان واللبنانيين ويعيد العلاقة الوثيقة مع الاعلام والاعلاميين بما يخدم هذا الامر".

سئل: نحن على ابواب الانتخابات النيابية، فهل العملية سائرة نحو المسار او الشاطئ الامين؟

اجاب:" نحن مقبلون في الاشهر الخمس المقبلة على مواجهة هذا الاستحقاق الدستوري الديموقراطي الكبير جدا، وانا كنت دائما من المتمسكين بهذه الفرصة والمهمة وبهذا الدور الوطني الكبير الذي يتيح المجال امام كل اللبنانيين ، بأن يعبروا عما يجول في خاطرهم. وصحيح اننا في ظل قانون جديد وهو النسبية ويتطلب عناية كبيرة في مقاربته وجهدا في تطبيقه لجهة تعريف المواطن على فصوله وحيثياته وتعريف الناخب ليقوم بدوره على افضل وجه. نحن من جهتنا سنقوم بما علينا في هذا الاتجاه، والجميع يعلم أن المقاربة هذه المرة قد تختلف عن المقاربة في ظل القانون الاكثري، وبالتالي يجب ان يؤخذ في الاعتبار العديد من الحسابات والمعطيات، من جهتي سأتواصل مع القيادات، وفي ما يخص بيروت بالذات التي نحرص عليها وعلى ابنائها ودورها الريادي والقيادي في البلد، نعم سيكون لي مواقف وتوجهات. ومن الطبيعي في اطار هذا التواصل والبحث، ان اتابع هذا الموضوع لما يخدم اهلي ومدينتي في بيروت، وان شاء الله سيكون في ذلك خير، والاكيد انه سيكون لي تواصل مع مرجعياتها وقياداتها وفي مقدمهم الرئيس سعد الحريري الذي يحمل اليوم امانة كبيرة ويقوم بدور ريادي ووطني كبير. علينا ان نتواصل جميعا ونرى كيف يمكننا ان نعبر بهذا القانون الجديد بشكل يحقق تقدما للبنان لا عبئا جديدا، لا سمح الله".

العريضي

واستقبل البطريرك الراعي النائب غازي العريضي الذي قال بعد اللقاء :"اللقاء مع صاحب الغبطة اليوم كان لتقديم نسخة من كتابي الاخير "من بلفور الى ترامب"، والذي كان قد صدر قبل ان يتخذ الرئيس الاميركي هذا القرار. كان نقاش مع غبطته في مضمون الكتاب بالتزامن مع القرار الذي صدر وكانت اشارة متواضعة مني بتأكيد اهمية القمة المسيحية - الاسلامية التي عقدت هنا واكدت اهمية القدس وموقعها والتفاهم الكامل حولها بين جميع المكونات اللبنانية والاسلامية والمسيحية عموما، اضافة الى تأكيد اهمية المواقف التي صدرت قبل القمة وبعدها والمستمرة من قبل الصرح البطريركي وعلى رأسه غبطة البطريرك الراعي". واضاف:" ايضا كانت وقفة عند الدور الكبير الذي قام به غبطته، وهو دور وطني جامع في مرحلة استقالة وتداعيات استقالة الرئيس الحريري، وذلك بالتنسيق مع كل المرجعيات السياسية. وهذا امر مهم جدا يؤكد دور بكركي والصورة الجامعة في موضوع القدس وهي ليست الصورة الاولى، وهي تؤكد اهمية التنوع في لبنان. وعندما نتحدث عن التنوع نتكلم على الحريات في لبنان والتلازم بين التنوع وبين الحريات اساسا من اسس وجود لبنان ومبررا من مبررات وجوده الاساسية، وهذا الامر بالحقيقة ينبغي احاطته بالكثير من الدقة والعناية والرعاية لكي تستمر هذه النكهة اللبنانية الفريدة في منطقتنا ، اليوم نشهد بعض التعاطي الذي لا يخدم حماية الحريات في لبنان سواء مع شخصيات سياسية او اعلامية واليوم مع زميلنا الاعلامي مرسال غانم وبالامس مع النائب سامي الجميل. نحن بالتأكيد مع تطبيق القانون ولكن بدون استنساب، من جهة، وضمن المؤسسات والاطر المعنية بهذا الامر، من جهة اخرى، وان يكون التعاطي شاملا والنظرة شاملة على مستوى كل المؤسسات الاعلامية. ما ادى وما اوصل البلد الى هذا النوع هو الاستنساب في التعاطي الاعلامي والابتعاد عن تطبيق القوانين التي هي في حاجة الى تعديل، بهذا المعنى محن متضامنون مع الزميل مرسال غانم تحت سقف الحرية في لبنان والقانون ايضا".

 

الراعي عرض الاوضاع مع قائد اليونيفيل واستقبل زوارا

الثلاثاء 19 كانون الأول 2017 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بعد الظهر في الصرح البطريركي في بكركي، قائد القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان اللواء الركن مايكل بيري يرافقه المستشار القانوني المحامي يوسف صفير في زيارة معايدة. وكانت مناسبة لعرض عمل القوات الدولية في لبنان وتنفيذ القرار 1701، اضافة الى الاوضاع الراهنة، خصوصا بعد قرار الرئيس ترامب. وقد نوه الراعي بهذا العمل شاكرا "للدول المشاركة مساهمتها ودعمها لكثير من المشاريع الاجتماعية والتنموية ومقدرا تضحياتها في سبيل الاستقرار والامن والسلام في لبنان".واستقبل الراعي وائل كامل الاسعد يرافقه سامي الجواد. كما التقى مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبدو ابو كسم يرافقه الاب عبدو بو خليل رئيس جمعية "مرتا ومريم" والمخرج والمنتج السينمائي انطوان فرج الله والممثلة تقلا شمعون الذين عرضوا للراعي انجاز فيلم القديسة اللبنانية المارونية "مارينا" الذي سيطلق عرضه في اوائل شهر شباط القادم تحضيرا ومواكبة لزيارة جثمان القديسة مارينا من مدينة فنيز الايطالية الى لبنان، بناء على طلب الكاردينال الراعي وتنسيقه لهذا الامر مع الجهات الكنسية المعنية في ايطاليا، ومن المرجح ان تتم هذه الزيارة خلال شهر تموز القادم الذي يصادف فيه عيد القديسة مارينا ابنة وادي قنوبين.

ومساء اليوم التقى الراعي "رابطة قنوبين للرسالة والتراث" التي شاركت مع اصدقائها في تساعية الميلاد في كنيسة الصرح البطريركي.

 

جعجع: لا نفهم أسباب عرقلة تعيين رئيس وأعضاء لمجلس إدارة تلفزيون لبنان

الثلاثاء 19 كانون الأول 2017 /وطنية - إستغرب رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في بيان عدم إدراج بند تعيين رئيس ومجلس إدارة جديد لـ"تلفزيون لبنان" على جدول أعمال مجلس الوزراء منذ أكثر من ستة أشهر حتى الآن، مشيرا إلى أن "الآلية التي اتبعت هي الأولى من نوعها في العهد الجديد، حيث فتح الباب أمام كل من يرى في نفسه الكفاءة للتقدم إلى هذا الموقع، وبالتالي لم يحصر التعيين بأشخاص معينين، الأمر الذي دفع 138 شخصا لتقديم طلباتهم، وتولت هيئة مؤلفة من وزيرة الشؤون الإدارية عناية عزالدين ووزير الإعلام ملحم الرياشي ورئيسة مجلس الخدمة المدنية فاطمة عويدات النظر في الطلبات. ووفق مقاييس ومعايير محددة تم اختيار 16 شخصا خضعوا لمقابلات أفضت إلى اختيار ثلاثة أسماء من بينهم تم رفعها إلى مجلس الوزراء ليحسم هوية رئيس مجلس إدارة التفزيون ويسمي أعضاء مجلس الإدارة". وأضاف جعجع: "لا يمكن للمرء أن يفهم أسباب عرقلة تعيين رئيس وأعضاء لمجلس ادارة "تلفزيون لبنان" بعد آلية من هذا النوع واضحة وشفافة وقانونية ونزيهة، إلا إذا كان المطلوب عكس ذلك"، مؤكدا ان "المطلوب ادراج هذا البند في أسرع وقت ممكن على جدول أعمال مجلس الوزراء لأن تلفزيون لبنان يحتضر".

 

مريام سكاف: لبنان غني بمروحة واسعة من الاعلام الحر وجميعنا تحت سقف القانون

الثلاثاء 19 كانون الأول 2017 / وطنية - علقت رئيسة "الكتلة الشعبية" ميريام سكاف على قرار مذكرة الاحضار في حق الاعلامي مرسال غانم، وقالت في بيان: "لطالما كانت بلادنا موئل الحريات في محيطه المقفل، وهذه الحريات اتاحتها نظم ومصوغات قانونية كفلها الدستور نفسه وباتت اليوم ميزة لبنان الغني بتلك المروحة الواسعة من الاعلام الحر. ومن هنا لا يمكن ان ننظر الى مذكرة الاحضار التي سطرت الى الاعلامي مرسال غانم الا من زواية ضرب الصورة الحرة والسمعة الطيبة لإعلام يتوخى مقاربة مواضيعه وبرامجه بما يرضي الذوق العام، من دون الخروج عن اخلاقيات المهنة".

اضافت: "واننا إذ نطالب الاعلامي غانم الذي يصغي اسبوعيا الى كلام الناس، بالاصغاء الى كلام القضاء، نتوقف في الوقت نفسه عند اسلوب الاحضار بمذكرات الجلب التي لا تليق لا بالقضاء ولا بالجسم الاعلامي، وكلامنا هذا انما يأتي من باب الحرص على المؤسستين العريقتين في لبنان وهما المؤسسة العدلية والمؤسسة الاعلامية، ويقيننا ان الاعلامي مرسال غانم لن يكون في حاجة الى مزيد من الدعاية الاعلامية كي تنسب اليه تهم الاستعراض، كما ان القضاء اللبناني لن يكون في عوز الى البحث عن حجة قانونية اقرب الى القانون وليس الى التحدي لارضاء السلطة".

وتابعت: "كلنا يريد وطنا بقضاء محصن عالي المقام والقرار، معزول عن المراجعات السياسية، ولدينا كامل القناعة ان المواطنين تحت سقف قضاء يحمل هذه الصفات، سيشعرون بأنهم في وطن العدالة وإحقاق الحق وليسوا في بلاد تأخذ فيها دفوع شكلية الامد الطويل فيما يبت بدفوع أخرى بسرعة قياسية".

وختمت: "إننا وعلى الرغم من كل ملاحظاتنا حول المسار القضائي لا نزال نؤمن بان القضاء هو ملجأنا الوحيد، ونعتبر اننا جميعا تحت سقف القانون وليس بيننا من يريد ان يقارع هذه المؤسسة العريقة، لكننا نلفت السياسيين انفسهم بان يرفعوا ايديهم عن القضاء كي يتخذ قضاته القرار الحكيم من دون اي إيحاء او تأثير او ترغيب، سواء في حالة مرسال غانم اليوم او في غيرها من القضايا،التي شابتها عيوب وتدخلات".