المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 16 كانون الأول/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.december16.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فلا عُذرَ لهُم، إذًا. عَرَفوا اللهَ، فما مَجَّدوهُ ولا شكَروهُ كإِلهٍ، بَلْ ْ زاغَت عُقولُهُم ومَلأَ الظَّلامُ قُلوبَهُم الغَبيَّةَ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/هل بإمكان الحريري نقل قاعدته الشعبية السنية معه إلى محور حزب الله-عون؟

الياس بجاني/خلافات جعجع والحريري طبخة بحص وهي بين جماعة الصفقة الخطيئة وما خصها لا بالسيادة ولا الإستقلال ولا بالقرارات الدولية

الياس بجاني/السؤال هو مين هني حلفاء قوات الحكيم اليوم؟

الياس بجاني/وزراء جعجع والمصداقية المفقودة ع الآخر

الياس بجاني/مقالع بحص الحريري ونواح المظلومية الإسقاطية

 

عناوين الأخبار اللبنانية
بيان "تقدير موقف" رقم 102/ إنجاز النفط لم يكن ليحصل لولا "عبقرية" أهل السلطة الذين ارتضوا التنازل عن قرار السلم والحرب لـ"حزب الله" ليحتفظوا بقرار الإنماء والإستثمار لهم!

بيان "تقدير موقف" رقم 101/ دفاعنا لقيس الخزعلي! قضاؤنا لوفيق صفا! خارجيتنا لحسن نصرالله! الى اين؟

الجبير: رئيس الحكومة عاد ليستقيل لكن بري وعده بحياد لبنان عربياً و عون و"حزب الله" استخدما الحريري كواجهة لتغيير قانـون الانتخاب

نيرفانا نفطية/محمد عبد الحميد بيضون

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 15/12/2017

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 15 كانون الأول 2017

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الراعي اضاء شجرة الميلاد في بكركي:نحمل القدس في صلاتنا ليتم التراجع عن القرار الاميركي بشأنها

سؤال برسم قادة محور الممانعة والمقاومة وجمهورها /الشيخ حسن مشيمش/جنوبية

لبنان: الانتخابات النيابية في أيار المقبل

قاطيشا: من يخل بالنأي بالنفس سيواجه الاقليم بعدما كان يواجهنا حكومياً  وعلاقتنا بـ"المستقبل" جيّدة ومـــا حصل كان يُطبـخ لدسّ الســموم

بعد النفط ... الحكومة الى المربع الانتخابي: الاستحقاق في 6 ايـار

السعودية : عون وحزب الله استخدما الحريري لتغيير قانون الانتخاب

السيستاني : كل السلاح تحت أمرة الدولة... وجنيف الى اخفاق جديد

بين اغتيال الحريري وصالح معادلات جديدة تخلط الاوراق وتفرض التسويات وخريطة طريق يمنية للحل تشرك جميع المكونات السـياسـية فـي السـلطة

إشارات ايجابية من بيت الوسط الى معراب تزخّم جهود "كسر الجليد" بين "الحليفين" ولقاء الحريري-جعجع وارد في أي وقت.. وعلاقة طرفي "ورقة النيات" أكثر تعقيدا؟

عشاء "بلدي" يجمع ميقاتي وريفي لـ "إنماء طرابلس" واحتمال لقاء الوزير السابق وشمعون والجميـل قائم

غيّاض: البعض تمنى توثيق القرارات الدولية كافة في البيان وقمة تاريخية في بكركي.. واتصالات تهنئ بالموقف الجـامع

فؤاد أبو ناضر.. إنه عام الحظ

بالأسماء: هؤلاء الذين ادعى عليهم جعجع لدى مكتب جرائم المعلوماتية

الحكومة مطالبة بإدارة كفوءة وشفافة لملف النفط والغازالاحرار: خرق مبدأ النأي بالنفس تكرر مراراً ولم يكن حبر الاتفاق حوله قد جف بعد

كيف علّق الجبير على عودة الحريري عن الاستقالة؟

بين البحصة والعطسة يرحمكم الله/الشيخ عباس حايك/لبنان الجديد

بخلاف رأي المعترضين ... يمكن فتح سفارة لبنانية في القدس الشرقية/د. أحمد خواجة/لبنان الجديد

لتسقط ورقة التين/د. إيلي شعيا/موقع سائر المشرق

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

ايران تحت المجهر الاممي – الاميركي- السعودي: تنتهك القرارات الدولية وقـطار نزع سـلاح الميليشـيات ينطلق مـن العراق فهـل يصل لبـنان؟

قائد {الحرس الثوري}: محور المقاومة امتداد للثورة في المنطقة وممثل خامنئي في {الحرس} قال إن استراتيجية حرب العصابات {غيّرت المعادلات الإقليمية لصالح إيران}

روسيا تفكك خلية لـ«داعش» في سان بطرسبرغ خططت لتنفيذ هجمات في أماكن عامة

موسكو مستعدة للتعاون مع واشنطن لحل الأزمة الليبية

النظام يكبّل مسار «جنيف» ... والمعارضة تنتظر توضيحات حول {سوتشي} وربط التفاوض المباشر والبحث في السلال الأربع بسحب بيان الرياض

روسيا تعلن استئناف الرحلات بين موسكو والقاهرة

بوتين يعرض حصيلة حكمه ويعلن ترشحه {مستقلاً} للرئاسة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ريفي والحريري: خيانة فرصة ثمينة/اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

كيف يقبل لبنان «هِبَات» من دولة خسِرت صفة «العُظمى»!؟/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

فتِّشوا عما يريح الناس لا عما يريح الطبقة السياسية فقط/الهام فريحة/الأنوار

الفرصة أصبحت سانحة لتحقيق الإستراتيجية الدفاعية/فؤاد أبو زيد/الديار

غزوات كلامية وعلى الأرض نحو لبنان الساحة/ حسن شامي/لبنان الجديد

هل انسحاب بوتين تمدد لإيران؟/نديم قطيش/الشرق الأوسط

التحضيرات والنقاشات حول الانتخابات مستمرة: ماذ عن التحالف الخماسي الجديد؟/قاسم قصير/مجلة الامان

الخيبة من بوتين بعد ترامب/وليد شقير/الحياة

بوتين بين حميميم والقاهرة/فايز سارة/الشرق الأوسط

الغرب وإيران بين هيلي ولودريان/د. خطار أبودياب/العرب

بشار بن برد وسلاطة لسانه/خالد القشطيني/الشرق الأوسط

عندما تتصادم الحاملتان الروسية والإيرانية/أمير طاهري/الشرق الأوسط

السلام العالمي في منظور إسلامي جديد/رضوان السيد/الشرق الأوسط

تلال همنغواي وأورويل ولوركا/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

كيف فقدت قطر جمهورها؟/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون امام وفود زارته: رأس لبنان ظل مرفوعا ولم نخضع للضغط وآمل التوصل الى اختصار مهل المحاكمات ونحن بصدد انعاش الاقتصاد اللبناني

الحريري استقبل وفدا من حملة جنسيتي كرامتي

الحريري عرض الاوضاع مع سفيري فرنسا والامارات العربية المتحدة

المشنوق وقع مشروع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة: 6 أيار للمقيمين و22 و27 نيسان للمنتشرين

جعجع استقبل سفيري الهند وسويسرا

الراعي استقبل الجروان: نحتاج إلى تربية على اساس السلام لأن الدول الكبرى تحب ثقافة الحرب

 

تفاصيل النشرة
فلا عُذرَ لهُم، إذًا. عَرَفوا اللهَ، فما مَجَّدوهُ ولا شكَروهُ كإِلهٍ، بَلْ ْ زاغَت عُقولُهُم ومَلأَ الظَّلامُ قُلوبَهُم الغَبيَّةَ
رسالة بولس الرسول إلى روميه01/من18حتى32/فغَضَبُ اللهِ مُعلَنِ مِنَ السَّماءِ على كُفرِ البَشَرِ وشَرِّهِم. يَحجُبونَ الحقَّ بِمَفاسِدِهِم، لأنَّ ما يَقدِرُ البَشَرُ أنْ يَعرِفوهُ عَنِ اللهِ جَعلَهُ اللهُ واضِحًا جَلِيًّا لهُم. فمُنذُ خلَقَ اللهُ العالَمَ، وصِفاتُ اللهِ الخَفِـيَّةُ، أي قُدرَتُهُ الأزلِـيَّةُ وأُلوهِيَّتُهُ، واضِحَةٌ جَلِيَّةٌ تُدرِكُها العُقولُ في مَخلوقاتِهِ. فلا عُذرَ لهُم، إذًا. عَرَفوا اللهَ، فما مَجَّدوهُ ولا شكَروهُ كإِلهٍ، بَلْ ْ زاغَت عُقولُهُم ومَلأَ الظَّلامُ قُلوبَهُم الغَبيَّةَ. زَعَموا أنَّهُم حُكماءُ، فصاروا حَمقى واَستَبْدَلوا بِمَجدِ اللهِ الخالِدِ صُوَرًا على شاكِلَةِ الإنسانِ الفاني والطُّيورِ والدَّوابِ والزَّحّافاتِ. لذلِكَ أسلَمَهُمُ اللهُ بِشَهَواتِ قُلوبِهِم إلى الفُجورِ يُهينونَ بِه أجسادَهُم. اتَّخَذوا الباطِلَ بَدَلاً مِنَ الحقِّ الإلَهيِّ وعَبَدوا المَخلوقَ وخَدَموهُ مِنْ دُونِ الخالِقِ، تَبارَكَ إلى الأبدِ آمين. ولِهذا أسلَمَهُمُ اللهُ إلى الشَّهَواتِ الدَّنيئَةِ، فاستَبْدَلَتْ نِساؤُهُم بالوِصالِ الطَبيعيِّ الوِصالَ غَيرَ الطَّبيعيِّ، وكذلِكَ ترَكَ الرِّجالُ الوِصالَ الطَّبيعيَّ لِلنِّساءِ والتَهَبَ بَعضُهُم شَهوَةً لِبَعضٍ. وفعَلَ الرِّجالُ الفَحْشاءَ بِالرِّجالِ ونالوا في أنفُسِهِمِ الجَزاءَ العادِلَ لِضَلالِهِم. ولأنَّهُم رَفَضوا أنْ يَحتَفِظوا بِمَعرِفَةِ اللهِ ، أسلَمَهُمُ اللهُ إلى فسادِ عُقولِهِم يَقودُهُم إلى كُلِّ عَمَلٍ شائِنٍ. واَمتَلأوا بأنواعِ الإثمِ والشَّرِّ والطَّمَعِ والفَسادِ، فَفاضَت نُفوسُهُم حَسَدًا وقَتْلاً وخِصامًا ومَكْرًا وفَسادًا. هُمْ ثَرثارونَ نَمّامونَ، أعداءُ الله، شَتّـامونَ مُتَكبِّرونَ مُتَعَجْرِفونَ، يَخلُقونَ الشَّرَّ ويتَنكَّرونَ لِوالِديهِم. هُم بِلا فَهمٍ ولا وَفاءٍ ولا حَنانٍ ولا رَحمَةٍ، ومعَ أنَّهُم يَعرِفونَ أنَّ اللهَ حكَمَ بالموتِ على مَنْ يَعمَلُ مِثلَ هذِهِ الأعمالِ، فَهُم لا يَمتَنِعونَ عَنْ عَمَلِها، بَلْ ْ يَرضَونَ عَنِ الّذينَ يَعمَلونَها
."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

هل بإمكان الحريري نقل قاعدته الشعبية السنية معه إلى محور حزب الله-عون؟

الياس بجاني/15 كانون الأول/17

كل مواقف الرئيس الحريري اللاسيادية واللااستقلالية واللا 14 آذارية تؤكد عملياً انه انتقل كلياً إلى محور حزب الله-عون وحط احتلال الحزب للبنان وسلاحه ودويلته وحروبه وإرهابه وملف اغتيالاته بالجارور.. والبركة بجبران ونادر وأحمد وبكاسيني والغطاس وبالحصص والتحاصص..السؤال هل بإمكان الحريري نقل قاعدته السنية إلى محور الشر هذا؟

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

 

المجتمع اللبناني والخيارات والتحديات

الياس بجاني/15 كانون الأول/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=58596

كم نحن بحاجة اليوم إلى قيادات وسياسيين يتميزون بعطايا الإيمان والجرأة والصدق والوطنية المجردة من المصالح الذاتية ونظافة الكف.

لا بد وأن ارضنا المباركة ستنجب كثر من خامة هؤلاء الشرفاء، وان كانت حالياً هي في حالة بور ويباس وقحط مؤقت وعابر على المستوى القيادي والسياسي والحزبي…

إن مجتمعنا اليوم وبشكل عام هو ليس بخير على مستوى القيادة والأحزاب، ولكنه بالتأكيد لن يبقى على حاله هذه إلى ما لا نهاية.

إن الشرائح المجتمعية التي يتكون منها النسيج اللبناني ويوم تمارس مفهوم حرية الخيار وتختار سياسيين وقيادات يخافون ربهم ويوم حسابه الأخير.. سوف يبدأ الخروج من المستنقع…وسوف تختار:

سياسيون لا يمتلكون شركات أحزاب ولا يتحكمون بمصير وقرار الناس بفوقية وقلة إيمان وخور رجاء.

سياسيون يريدون خدمة الناس ولا يريدون الناس ان تكون خدماً عندهم.

سياسيون “عندون بقوة” يعني ليسوا بجاحدين ويقدسون نعمة العرفان بالجميل..

سياسيون أجنداتهم الوطن والمواطن والحريات وليست شخصية ووصولية ورئاسية وسلطوية..

سياسيون ثابتون على القيم والمبادئ أقولاً وأفعالاً، وليسوا حربائيون يتلونون في مواقفهم وتحالفاتهم غب أهواء غرائزيتهم وإطماعهم..

سياسيون يحترمون عقول وذكاء الناس..

في المقلب الآخر فإن البكاء على الأطلال فإنه لا يوصل لشيء إلا إلى المزيد من الغرق..

ونحن كشعب مؤمن وصاحب تاريخ مقاوم إن كنا نمارس السياسة بغنمية ونرضى بوضعية الأغنام والهوبرجية والزلم والأتباع ونقدس سياسيين فعلى الأكيد سوف ننتج سياسيين وأحزاب وقادة يسوقوننا إلى الزرائب.. وهذا هو وضعنا في الوقت الرهن.

أن المجتمع اللبناني لن يصبح بخير ما دام يولي سياسيين وأحزاب وقيادات لا يريدون له الخير ويخدمون أجنداتهم الترابية ويلهثون صوب الأبواب الواسعة ومثالهم الأعلى الإسخريوتي وثلاثين فضته.

من هم فعلاً ليسوا بخير ولا يريدون الخير لأحد هم غالبية أصحاب شركاتنا المسماة زوراً أحزاب..

في الخلاصة كما نحن نولي علينا، ومن نوليهم علينا اليوم هم ليسوا بخير ولن يكون مجتمعنا بظلهم بخير.

يبقى أن وطن الأرز هو وطن قداسة وقديسين..

وطن يصونه الرب وتحرسه أمنا مريم العذراء..

وطن انجب قديسيين وبررة وهؤلاء يصلون من أجله..

لبنان القداسة والرسالة هو وطن الحياة..

لبنان لن يموت وسوف ينجب قادة شرفاء وينبعث من رماد قلة الإيمان وخور الرجاء بإذن الله.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

خلافات جعجع والحريري طبخة بحص وهي بين جماعة الصفقة الخطيئة وما خصها لا بالسيادة ولا الإستقلال ولا بالقرارات الدولية

الياس بجاني/14 كانون الأول/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=58596

لو حدا بيتحنن علينا ويخبرنا شو الفرق بين الحريري وجعجع بالسياسة والمواقف والتحالفات ما داموا التنين دافنين شيخ زنكو 14 آذار سوا، وفايتين بصفقة الخطيئة سوا، ورابطين النزاع مع المحتل الإيراني سوا، وعم يتقاسمووا مع الربع سوا..سوا سوا وما في لا عند الحكيم ولا عند الشيخ للإستقلال دوا..وع فكرة هلق صار ملف البترول فرجي وبرنجي!!

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

 

السؤال هو مين هني حلفاء قوات الحكيم اليوم؟

الياس بجاني/14 كانون الأول/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=58596

السؤال هو مين هني حلفاء قوات الحكيم اليوم؟ ومين هني الأعداء؟ بالعملي وبالواقع عالأرض..متل ما شايفين الأعداء هني فارس سعيد ونوفل ضو والأحرار والكتائب وريفي وباقي كل يلي معارضين الصفقة من أفرد ومنظمات.. أما الحلفاء وكمان بالعملي وع الأرض ومن ضمن التحالفات هني المردة والقومي والمستقبل وحزب الله وأمل والعونيين ويمكن كمان جميل السيد ورابطة الشغيلة والشيوعي والناصري وبتكر المسبحة.. هلق فينا نحكي كتير ولكن يلي شايفينوا ع الأرض غير الحكي... يلي بالحكومي هني فريق واحد هو فريق الصفقة والقوات منون وكل الكلام الكلام التمويهي والإنشائي والتحيات لثورة الأرز (الحكيم حيي ثورة الأرز اليوم) ما له قيمة.. المحسوس والملموس والمعاش هو الحقيقة

 

وزراء جعجع والمصداقية المفقودة ع الآخر

الياس بجاني/13 كانون الأول/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=58596

ما دام حكومة الحريري صارت طبخة بحص ومقالع حالشية وتعتير و"خذعلية" وعنتريات وحروب طواحين هواء.. شو بعدون وزراء قوات جعجع الشباب الحلوين يلي كانوا "خاربين الدني" بالإنجازات الهائلة والغير شكل !!! شو بعدون عم يعملوا فيها؟ شوية صدق ما بيضروا ولو اجوا متأخرين وكتير

 

مقالع بحص الحريري ونواح المظلومية الإسقاطية

الياس بجاني/14 كانون الأول/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=61006

من المعروف في عالم العمل السياسي والحزبي وخصوصاً في البلدان الديمقراطية بأن الممارسات والمشاريع والأطروحات، كما المولاة والمعارضة هي كلها خيارات للسياسي، وبالتالي هو من يتحمل وحده نتائجها أكان نجاحاً أو فشلاً.

من هنا فإن الرئيس الحريري ومنذ استقالته "الأحجوجة" وبعد العودة "المسرحية" عنها يرتكب هو فريقه رزم ورزم من الأخطاء الجسيمة تندرج كلها في خانة "الإسقاط"(Projection)  الفاضح والفج...أي أنهم وكما نقول بالعامية "عم يشيلوا يلي فيون ويحطوه بغيرون"

فالرئيس الحريري وبعض المفوهين من أفراد فريقه وكالأطفال وبوقاحة لافتة يمارسون اعلامياً نوبات البكاء والنواح والندب العلني ويحاولون تحميل غيرهم من الأحزاب والسياسيين وجلهم من الحلفاء ال 14 آذاريين السابقين، تحميلهم عواقب فشل خيارات الحريري الكارثية على المستوى الوطني المتعلقة بدخوله الصفقة الخطيئة، وفرطه مع د.جعجع تجمع 14 آذار السيادي، والتماهي حتى الثمالة مع متدرجات مشروع حزب الله الإيراني، وربطه النزاع لكل ملفات هذا الفيلق الإيراني المسلح والإرهابي، والتعامي الكلي عن احتلاله للبنان وعن سلاحه ودويلته وحروبه وجرائمه..بما فيها ملف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان حيث أفراد من الحزب هذا هم متهمون باغتيال والده الشهيد رفيق الحريري.

الإعلامي جورج بكاسيني والنائب السابق غطاس خوري وغيرهما من فريق الحريري تطاولوا في الإعلام بفجور غير مسبوق على سمعة وأدوار ونضالات شخصيات سياسية لها وزنها وموقعها السيادي والوطني اللبناني في مقدمها اللواء أشرف ريفي والنائب السابق فارس سعيد والكاتب رضوان السيد واتهموهم بأنهم طعنوا الحريري بظهره وخانوه وكتبوا بحقه تقارير للملكة العربية السعودية مفادها أن الرجل أصبح أسيراً عند حزب الله ولم يعد جديراً لا بموقعه القيادي  ولا الرسمي.

أمس تمادى الحريري في عملية "الإسقاط" المرّضية هذه وأعلن أنه يوم الخميس أي غداً سوف "يبق البحصة الكبيرة" خلال مقابلته مع الإعلامي مرسال غانم عبر برامج "كلام الناس"...

وتوعد وهو يضحك أمام حشد من مناصريه بأنه سيحاسب شخصياً الأحزاب والسياسيين الذين استغلوا علاقته مع السعودية وحاولوا أن يلعبوا بعض الأدوار لأذيته في حين هم يتظاهرون أنهم يهاجمون وينتقدون حزب الله.

الدكتور سعيد واللواء ريفي تحديداً أوضحا مراراً وتكراراً وبالعلن قبل وبعد استقالة الحريري وتقريباً بشكل يومي أنهما ضد الصفقة التي تورط بها الحريري وجعجع بدءاً بالانتخاب الرئاسي ومروراً بتشكيل الحكومة وليس انتهاءً بالقانون الانتخابي الذي فرضه حزب الله.

من هنا أي بحص "سيبق"الحريري، وبأي منطق وبأي حق، وعملاً بأية معايير يجوز له تحميل من يعارضه ويعارض خياراته علناً ودون قفازات وأقنعة مسؤولية فشله؟

علماً أن الرجل الذي أدخلته الصدفة العمل السياسي، عقب اغتيال والده، لم ينجح لو مرة واحدة في الإيفاء بوعد أو بعهد حتى أدمن التراجع والإستسلام ودائماً تحت رايات لفظية من مثل "حبه للبلد" و"الحفاظ على أمن البلد" و"التضحية"، "وأم الصبي" والخ...

إن البحص الذي يهدد ببقه الحريري وذلك على خلفية التلطي والتستر وراء مبررات المظلومية والظالمين والغدر والغدارين هو بحص من مقلع تخطاه الزمن ولم تعد أحجاره صالحه للبناء..مقلع ملغم بالفخاخ وفيه الكثير من المطبات والحفر.

كيف يمكن عملياً وبالعقل والمنطق أن يكون فارس سعيد أو اشرف ريفي أو رضوان السيد أو حزب القوات أو حزب الكتائب أو حتى بعض النواب من فريقه هم من يتحمل مسؤولية فشل خيار الصفقة؟

هو الذي اختار رغم كل التنبيهات والتحذيرات المحلية والإقليمية وهو عليه وحده أن يتحمل المسؤولية وليس أي أحد غيره.

ويبقى أن عملية "الإسقاط" التي يحاول من خلالها الرئيس الحريري رفع اللوم عن نفسه وتحميل غيره تبعات فشله هي عملية نفسية غير سوية ولن تحنن قلوب الناس عليه لأنه وكما يقول المثل الشعبي "كل عنزة معلقة من عرقوبها".

في الخلاصة، فإن التلحف بعباءة المظلومية، واللجوء لعملية الإسقاط للهروب للأمام لن يحررا لبنان ولن يجبرا المحتل الإيراني على إنهاء احتلاله ومساندة الدولة وسيادتها واستقلالها.

احتلال حزب الله الإيراني للبنان يواجه بالمعارضة الجريئة والواضحة والعلنية والسيادية وبعدم الاستسلام وبالتقيد بالدستور وباتفاق الطائف وبالقرارات الدولية 1559 و1701 وبالشرعتين العربية والدولية.

وتحية لكل مواطن وسياسي وإعلامي لبناني يرفض احتلال حزب الله للبنان وشهد للحق وعارض الصفقة الخطيئة ولا يزال رغم كل حملات التهويل والإرهاب والتشكيك والاتهامات والتي في مقدمها الخزعبلات الصبيانية والإسقاطية "لبق البحص" "والطعن بالظهر"..

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل لأخبار اللبنانية

بيان "تقدير موقف" رقم 102/ إنجاز النفط لم يكن ليحصل لولا "عبقرية" أهل السلطة الذين ارتضوا التنازل عن قرار السلم والحرب لـ"حزب الله" ليحتفظوا بقرار الإنماء والإستثمار لهم!

15 كانون الأول/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=61054

في السياسة

· أصبح لبنان بلداً نفطياً وقد ينتسب إلى منظمة "أوبك" قريباً!

· تحقّق هذا الإنجاز بفضل توافق أهل السلطة الذين وصّفوا الإستقرار بـ"الأولوية القصوى"!

· لا يهم كيف نحصل على الإستقرار وبأيّ ثمن المهم أنه حاصل، ومن أولى نتائجه أن لبنان أصبح بلداً نفطياً!

· من ثاني نتائجه، بشرى سارة للبنانيين، أن أوتوستراد العقيبة – الضبية أُقِرّ مشروع توسيعه في مجلس الوزراء، الأمر الذي سيضع "حداً لمعاناة السائقين" من بيروت إلى طرابلس!

· من هو قادر بعد هذين الإنجازين أن ينتقد الحكومة أو العهد؟!

· عادت كرامتنا لنا من خلال النفط في البحر بين الجنوب والبترون، والزفت على البرّ بين العقيبة والضبية!

· والذي لا يعترف بهذه الإنجازات فهو إما أعمى أو متواطئ أو عميل لدولة عدوة تعمل على تفشيل "الإستقرار"!

· وإذا ظنّ أهل الخليج أنهم قادرون على "شوفة حال" علينا فهم واهمون – لقد أصبحنا دولة نفطية مثلهم!

· إنجاز لم يكن ليحصل لولا "عبقرية" أهل السلطة الذين ارتضوا التنازل عن قرار السلم والحرب لـ"حزب الله" ليحتفظوا بقرار الإنماء والإستثمار لهم!

تقديرنا

· "فلاح مكفي سلطان مخفي" – مثل لبناني قديم يلخّص الحال اليوم!

· لا يقلل "التقرير" من أهمية الإنجاز، إنما يقدّر الجميع أن لا أهمية لإي استثمار إذا بقي لبنان أسيراً لسياسة ايران!

· لا استثمار إلا بالسلم و"حزب الله" لا يعشق إلا الحرب!

· يلتزم "التقرير" فترة السماح للرئيس الحريري نزولاً عند رغبة الجماهير الهادرة، ويطالبه بمسألة واحدة:

حافظ على استقلال لبنان لأنه أهم من الإستثمار في لبنان!

 

بيان "تقدير موقف" رقم 101/ دفاعنا لقيس الخزعلي! قضاؤنا لوفيق صفا! خارجيتنا لحسن نصرالله! الى اين؟

14 كانون الأول/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=61054

في السياسة

المنطقة "رجراجة" مصطلح يستخدمه "تقدير موقف" منذ أحداث سوريا، أي ليس هناك حَسم عسكري أو سياسي يُبنى عليه!

ويرتكب غالبية المتابعين و"المحللين" خطأ بالكلام والتركيز على حدث معين واعتباره نهائياً أو مقرِّراً!

القدس تشغل الجميع من القمة العربية إلى اسطنبول وصولاً إلى بكركي!

العرب والمسلمين والمسيحيين بصيغتهم اللبنانية المرتكزة على العيش المشترك!

والأميركيون يشغلون الجميع بزياراتهم العسكرية ودعمهم المستمر للجيش، ما يقلق "حزب الله" حتماً، الذي يفضّل استقبال طلاب المدرسة الحربية في مليتا بدل رؤية الجنرال فوتيل في الفياضية!

النفط والغاز يشغل الحكومة اللبنانية التي تصر على أن تقدم للشعب "هديٌة" نفطية-غازية قبل عيد الميلاد "ان شاء الله"!

القضاء يشغل الناس: توقيفات، إستدعاءات، بلاغات بحث وتحرٍ كلها من أجل تقوية "الرئيس القوي" الذي هو "قوي وبزيادة" فلماذا أكثر؟؟

تقديرنا

دخلت المنطقة في مخاضٍ بين نظام عربي قديم انهار ونظام جديد لم تتبيّن معالمه بعد!

هي لحظة خيار بامتياز!

وبوضوح لا يلمس "التقرير" في الطبقة السياسية الحاكمة "قياسات" سياسية على مستوى المرحلة!

دفاعنا لقيس الخزعلي!

قضاؤنا لوفيق صفا!

خارجيتنا لحسن نصرالله!

الى اين؟

يلتزم "التقرير" فترة السماح للرئيس الحريري نزولاً عند رغبة الجماهير الهادرة، ويطلب منه (اذا سمحت الجماهير):

العمل من أجل الغد لأن القيل والقال لا يبنيان بلداً!

 

الجبير: رئيس الحكومة عاد ليستقيل لكن بري وعده بحياد لبنان عربياً و عون و"حزب الله" استخدما الحريري كواجهة لتغيير قانـون الانتخاب

المركزية/15 كانون الأول 2017/علّق وزير الخارجية السعودي عادل الجبير على مسألة عودة رئيس الحكومة سعد الحريري لرئاسة الحكومة، قائلا "لقد دعمناه عندما كان رئيساً للوزراء، عندما شكّل اول حكومة تحت رئاسة العماد ميشال عون ودعمنا برنامجه السياسي، إلا ان كلاً من عون و"حزب الله" لم يسمحا للحريري بالحكم ولم يعطياه الهامش السياسي، واستخدماه كواجهة لتغيير القانون الانتخابي، من هنا قرر الحريري الاستقالة لاحداث صدمة ايجابية". واوضح في تصريح "ان الحريري عاد الى لبنان من اجل تقديم الاستقالة في شكل رسمي، لكن رئيس مجلس النواب نبيه بري وعده بأن لبنان سيكون حياديا في شأن ما يحدث في العالم العربي وبأنه سيُعطى الهامش السياسي للعمل. لذلك، نحن سننتظر ونرى. ونحن دعمنا ذلك وسنرى". ونفى الجبير "ان تكون عودة الحريري عن استقالته شكّلت اخفاقا للسعودية"، مثمناً دور لبنان "وان لم يكن لبنان موجوداً لكان ينبغي ابتكاره واختراعه، فهناك اكثر من 17 طائفة تعيش فيه بتجانس وهذا نموذج. واذا خسرناه سنخسر كل الأقليات وسنخسر هذه الثروة لثقافتنا". من جهة ثانية، كشف وزير الخارجية السعودي "ان لدى بلاده "خريطة طريق" لإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل بعد اتفاق سلام مع الفلسطينيين"، الا انه نفى في المقابل "وجود اي علاقات للمملكة مع إسرائيل رغم انها تشاركها القلق من نفوذ إيران في المنطقة"، وقال "ان الأميركيين يعملون على افكار ويتشاورون مع كل الأطراف وبينها السعودية ويدمجون وجهات النظر التي يعرضها عليهم الجميع"، مشيرا إلى "انهم قالوا انهم يحتاجون لمزيد من الوقت لوضع خطة للتسوية في الشرق الأوسط وعرضها"، ومعرباً عن اعتقاده "بان إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب جادة في شأن إحلال السلام بين الإسرائيليين والعرب". اضاف "لم يتّضح بعد هل ستكون مقترحات الإدارة الأميركية مقبولة للطرفين، لأنني لا اعتقد ان الخطة التي تعمل عليها الولايات المتحدة اكتملت بعد".

 

نيرفانا نفطية

محمد عبد الحميد بيضون/15 كانون الأول/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=61056

الطبقة السياسية اللبنانية تعيش الْيَوْمَ حالة نشوة عارمة، نيرفانا لا يعرفها الا المتنورون في البوذية أو الاولياء الصوفيون وكل ذلك احتفاءً بقرار مجلس الوزراء إعطاء تراخيص تنقيب عن النفط لتحالف واحد مكوّن من ثلاث شركات فرنسية وإيطالية وروسية، اي ليس هنالك مناقصة دولية كما تجري العادة بل مفاوضات مع هذه الشركات تنتهي بعقد بالتراضي وهو امر لا يمكن ان يكون مقبولاً في اي بلد وفِي اي مستوى٠

في العراق الذي كان يرتع في الفساد ايّام حكومة نوري المالكي لم تتجرأ حكومته المدعومة بالسلاح والميليشيات ان تعطي اي رخصة تنقيب لأي طرف أو جهة بل اجرت مناقصات دولية اشترك فيها حوالي أربعين شركة عالمية وتم فتح العروض امام ممثلي جميع الشركات والإعلام ٠

هذا لا يمكن تسميته بالفساد، انه الاستقرار اي استقرار الطبقة السياسية في المجال النفطي وهو بنفس الوقت إهانة واستهانة بالشعب اللبناني وبذكاء هذا الشعب ومصالحه٠

لن نسأل اذا اطلعت هيئات الرقابة وخاصة ديوان المحاسبة على المفاوضات والعقود فقط نريد ان نعرف اذا كان لديهم الشجاعة والجرأة على نشر العقود مع هذه الشركات والمتحالفين معها ونريد ان نعرف اذا كان هنالك من نواب أو هيئات من المجتمع المدني قادرة على الطعن بقرار الحكومة امام القضاء المختص؟

مبروك للطبقة السياسية وان شاء الله نبارك قريباً بالبواخر الكهربائية ونبارك بتحويل لبنان كله الى املاك خاصة ومصالح خاصة لهذه الطبقة السياسية المحمية بالسلاح وبغياب اي رادع قانوني او اخلاقي٠

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 15/12/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

فيما ترخي الأجواء الميلادية بظلالها على الوضع المحلي قدم وزير الداخلية هدية الى اللبنانيين بتوقيع مشروع مرسوم يحدد السادس من أيار يوما للانتخابات النيابية في كل لبنان والثاني والعشرين والثامن والعشرين من نيسان موعدين(2) لاقتراع اللبنانيين في الخارج.

وهذه هي المرة الاولى لمشاركة المغتربين في اماكن انتشارهم بالانتخابات النيابية اللبنانية التي تجرى بعد التمديد للبرلمان ثلاث مرات منذ انتهاء ولايته في العام ألفين وتسعة.

وعلى صعيد آخر أعلن وزير الطاقة ان اعمال الحفر الخاصة باستخراج الغاز البحري ستبدأ في العام ألفين وتسعة عشر على ان تكون السنة الطالعة تحضيرية.

وفي الخارج تصاعدت ممارسات جنود الاحتلال الاسرائيلي في جمعة الغضب في الضفة الغربية لاسيما القدس وفي قطاع غزة وسقط شهداء وجرحى بالرصاص المعدني المغطى بالمطاط.

وفي شأن آخر قالت الخارجية الاماراتية ان الادلة التي قدمتها الولايات المتحدة الاميركية لا تترك مجالا للشك بخصوص تجاهل إيران بصاروخ الحوثيين باتجاه الرياض لالتزاماتها نحو الامم المتحدة ودورها في انتشار الاسلحة والاتجار بها. وكانت المندوبة الاميركية في الامم المتحدة قدمت هذه الادلة ودعت دول العالم للانضمام الى جبهة مواجهة إيران.

نبدأ من يوم الغضب الفلسطيني في الاراضي المحتلة.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

كان لبنان دخل نادي الدول المنتجة للبترول في فصل الشتاء، فانه سيكرس في الربيع المقبل صورته الديمقراطية عبر اجراء الانتخابات النيابية. فخارطة طريق ثروة لبنان البترولية تبدأ من التوقيع على اتفاقيتين أقرهما مجلس الوزراء، على ان يشهد العام المقبل الانتهاء من التحضيرات اللوجستية ليبدأ الحفر في العام الذي يليه، بحسب وزير الطاقة.

أما وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق فقد اعطى إشارة الانطلاق نحو الانتخابات النيابية، وثبت موعدها في السادس من أيار المقبل، بتوقيعه على مشروع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة للمقيمين والمغتربين.

اقليميا، وفيما تواصلت المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال في “جمعة الغضب” رفضا لقرار الرئيس الاميركي القدس عاصمة لاسرائيل برز موقف المرجع الديني اية الله علي السيستاني دعا فيه إلى حصر سلاح الجماعات التي شاركت في القتال ضد داعش بيد الدولة العراقية، عبر ضمها إلى المؤسسة الأمنية والعسكرية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

أمس وضع لبنان على سكة الدول النفطية، مع ما تعنيه هذه الخطوة من أمل مؤجل ... اليوم وضع لبنان على سكة الأختبار الديموقراطي، مع ما تعنيه هذه الخطوة من أمل متأخر أربعة أعوام.

الخطوة هي توقيع وزير الداخلية مشروع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة إلى الانتخابات في السادس من أيار المقبل، على أن يقترع المغتربون في اربعين دولة اغترابية, يومي الثاني والعشرين من نيسان والثامن والعشرين منه...

الاسبوع المقبل يفترض ان يصار إلى تحريك ملف الموازنة العامة لعام 2018، لأنه في حال التباطؤ في إقرارها، فهذا يعني أن الموازنة الثانية في هذا العهد سيشوبها أيضا عيب التأخير، تماما كما شاب موازنة عام 2017 التي تأخرت أشهرا عدة... اهمية مناقشة أرقام الموازنة والانتهاء من إقرارها، من شأنه ان يضع حدا لمزارب ومهارب الهدر الحاصل في أكثر من مجال، وهذا ما بات محط ملاحظات أكثر من جهة، وآخرها ملاحظات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن نفقات أسفار المسؤولين، التي من شأن التقليل منها تحقيق بعض الوفر في أرقام عجز يتنامى...

ولكن قبل كل هذه التفاصيل المهمة، لا بد من التوقف عند مأساة متمادية, ضحاياها غالبا من الفتيات القاصرات... الجرم هو تزويج القاصرات اللواتي يتحولن من زوجات إلى ضحايا: إما قتلا وإما إنتحارا، وفي كل الحالات يفقدن طفولتهن، وبدل ان يعيشوا هذه الطفولة ثم المراهقة، يجدن أنفسهن في مواجهة قساوة حياة قفزن إليها من المراهقة إلى المسؤولية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

عنوانان يختصرنان نهاية الاسبوع، بدء العد العكسي للانتخابات النيابية ودخول لبنان رسميا نادي الدول المنتجة للنفط، الامر الاول نتج من توقيع وزير الداخلية مشروع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة وهو مرسوم يشمل للمرة الاولى اللبنانيين المقيمين والمنتشرين ووفق مشروع المرسوم فان العملية الانتخابية ستجرى الاحد في السادس من ايار في كل لبنان اما في دول الانتشار فتتم يومي الثاني والعشرين والسابع والعشرين من نيسان. واللافت ان توقيع الوزير نهاد المشنوق جاء بعد ساعات على اطلاق وزير الخارجية السعودية موقفا بارزا من قانون الانتخاب اذ اعتبر ان الرئيس ميشال عون وحزب الله استخدما الرئيس سعد الحريري كواجهة لتغيير قانون الانتخاب.

نفطيا دورة التراخيص الاولى اخذت طريقها الى التطبيق وسنة ال2019 ستكون سنة الحفر في البلوكين 4 و9 ما يشكل بداية المهمة لكي يثبت لبنان حقوقه في موارده الطبيعية على امتداد مياهه البحرية والمهم في هذا المجال ان تحافظ العملية على شفافيتها وان لا تدخل في البازارات والمحاصصات والصفقات ما يفقد لبنان صدقيته على الصعيد النفطي.

اقليميا الجولة الثامنة من محادثات جنيف للسلام انتهت بلا نتائج تذكر بل بلا نتيجة اطلاقا وقد دفع هذا الامر المبعوث الاممي ديميستورا الى الخروج عن تحفظه الديبلوماسي اذ حمل النظام السوري المسؤولية مؤكد ان وفده لم يرغب حقيقة في الحوار.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

وتركت القدس وحدها .. انتهت القمم والاجتماعات الطارئة .. جامعة عربية .. قمة دول إسلامية ومنظمة تعاون .. مجلس برلمانيين عرب .. لكن من تظاهر في جمعة الغضب هم الفلسيطنيون أنفسهم .. من استشهد هم أهل القضية المتروكون لمواجهة عدوهم من الضفة الى القطاع فالقدس العاصمة حيث عمت التظاهرات المدن الفلسطينية واندلعت المواجهات التي استخدم فيها الاحتلال الرصاص والغاز المسيل للدموع ما أسفر عن سقوط ثلاثة شهداء ومئات الجرحى نار فلسطين لم تحرقْ إلا أهلها ..في وقت تقيم المدن العربية جدارا عازلا يحجب شعبها عن الغضب فإذا كانت مكة أدرى بشعابها لماذا يسود في شوارعها الصمت ..فهي مسقط رأس الرسول .. أول الحرف الإسلامي .. حاضنة الحرمين الشريفين وتوأم الحرم القدسي الثالث على أرضها المسجد الحرام والكعبة المشرفة قبلة المصلين تحت وصايتها المسجد النبوي والحجر الأسود هي جبل النور وغار حراء حيث تعبد النبي ونزل عليه الوحي قبل أن يسرى به ليلا من المسجد الحرام في مكة إلى المسجد الأقصى .. بيت المقدس في فلسطين أرض الإسراء والمعراج.

فأين المؤمنون الذين يحفظون أرضهم المقدسة؟ وأين علماء الدين والمفتون الذين لم يتركوا بدعة دينية أو فتوىْ حربية إلا وأفرغوها في الحرب السورية فأججوا وثاروا وكفروا ووقفوا حاجبا على أبواب الجنة والنار ووضعوا لحاهم بوليصة تأمين للعبور. ليس على هذه الأرض ما يستحق الثورة اليوم ما دام العنوان فلسطين لا تمزيق سوريا ولا تفتيت اليمن أو اللعب بمصائر المدن وتوتير شوارعها واحتجاز رؤوساء حكوماتها.

وإذا ابتليتم بالخطف فاستتروا ولا ترسلوا لنا بقصائد عن بلادنا وتتغنوا بتنوعها الطائفي .. إذ قال وزير خارجية السعودية عادل الجبير : نحن نريد لبنان مستقرا ومزدهرا، ولو لم يكن لبنان موجودا لوجب ابتكاره واختراعه فهناك أكثر من سبع عشرة طائفة تعيش فيه بتجانس وهذا نموذج. واذا خسرناه نخسر كل الأقليات ونخسر هذه الثروة لثقافتنا".

لم يطلب لبنان نظم بيت شعر ولا سألكم دخوله في سوق عكاظ .. فكل هذا الغزل لن ينفي حقيقة الاحتجاز.. أما توغل الجبير في الحديث عن أسباب الاستقالة والصدمة الإيجابية ودخوله في تفاصيل قانون الانتخاب فذلك لن يعد سوى تدخل سافر في الشؤون اللبنانية وخرق لمعادلة النأي بالنفس التي يطالبوننا بتنفيذها .

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

جمعة الغضب واجب تجاه القدس يوم آخر من ايام فلسطين المنتفضة على القرار الاميركي عاشته الاراضي المحتلة، تظاهرات في محيط المسجد الاقصى اخترقت حواجز المنع الصهيونية عند باب العمود واذنت لآداء عمود الدين، في يوم الجمعة الثاني على الهبة مواجهات مع قوات الاحتلال واكف مغمسة بيد الرفض رفعت في وجه رصاص الصهاينة فسجلت نستشهد واقفين نحن شعب الجبارين.

لبنان وضع بلوكا جنوبيا امام اطماع اسرائيل النفطية ووجه للعدو رسالة مفادها ان اللبنانيين كما لم يتخلوا عن حبة تراب ولا قطرة ماء لن يتركوا كأس نفط هو من حقهم. رئيس مجلس النواب نبيه بري عبر عن ارتياحه لاقرار البند النفطي في مجلس الوزراء لافتا الى ان الترخيص للبلوكين 4 و 9 لفائدة لبنان وهو منذ البداية كان ضد التلزيم الشامل لكل البلوكات نزولا عند نصيحة النروجيين لانه في ضوء النتائج التي ستظهر من هذين التلزيمين يمكن ان يستفاد اكثر لتحسين شروط لبنان في المفاوضات المقبلة مع الشركات بالنسبة الى البلوكات الاخرى.

هذا في تنقيب النفط اما في بق البحص فلا جديد بعد وبتقدير الرئيس بري فان البحصة التي تعالج عادة اما بالتفجير او بالتفتيت يبدو انها قد تفتت داعيا الى سؤاله هو شخصيا وعدم سؤال حكيم، فهو خبير بالبحص.

أما في الاجندة اللبنانية فانتخابات وقع وزير الداخلية نهاد المشنوق مرسوم الدعوة اليها في السادس من ايار المقبل للمقيمين، والمغتربين بين الثاني والعشرين والسابع والعشرين من نيسان، واحاله الى رئاسة مجلس الوزراء.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

كأن الميلاد قد أبكر هذه السنة... أو كأن papa noel لم يؤخر ساعة أسابيعه أسبوعين... فالظاهر والجلي، أن ثمة روحا ميلادية في الأجواء والأرجاء اللبنانية، وأن كيس الهدايا قد فتح باكرا هذا الكانون، حتى نكاد لا نصدق:

هدية أولى: توقيعان لعقدين نفطيين. وبئران ينتظر أن تفجرا بواكير ثروة بحرنا المطمورة منذ قرون...

هدية ثانية: طريق ساحلية في كسروان، حيث الجلجلة كل يوم، من ميلاد إلى ميلاد...

هدية ثالثة: دعم دولي متهافت. هبات أميركية عسكرية غير مسبوقة، قروض بنك دولي مضاعفة، مؤتمرات مؤكدة لتجسيد الدعم، من باريس وروما إلى بروكسل... ثم هناك هدايا متفرقة: من حلول سورية مرئية، إلى أسواق موعودة على طول المشرق، من بيروت إلى البصرة... لتبقى الهدية الكبرى: توافق وطني كبير، ورأس وطن مرفوع...هل يكفي ذلك كله لنكون في الميلاد؟...

في عكار يبدو المشهد مغايرا. طفلة، وموت مأساوي، يكفيان للتذكير بأننا على هذه الأرض.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

نائب الرئيس الأميركي يؤجل زيارته للشرق الأوسط

الحياة/16 كانون الأول/17

أعلن مسؤول في البيت الأبيض اليوم (الخميس) أن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس سيؤجل جولته المقررة بالشرق الأوسط لمدة يومين، في حال وجود ضرورة لمشاركته في تصويت حاسم على تشريع بالكونغرس في شأن خفض الضرائب.

وأضاف المسؤول أن بنس سيغادر وفقاً للجدول الجديد الثلثاء المقبل، في جولة تستمر خمسة أيام، تبدأ بزيارة القاهرة لإجراء محادثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وكان من المقرر في الأصل أن يبدأ جولته السبت المقبل. ويمكن لبنس باعتباره نائب للرئيس أن يدلي بصوته في مجلس الشيوخ على مشروع قانون الضرائب، لذا تقرر أن يبقى في البلاد لهذا الغرض.

ونقل السيناتور الجمهوري جون مكين، الذي يكافح مرض سرطان المخ، إلى المستشفى أمس. وتابع المسؤول «لا نتوقع الحاجة لصوته، لكننا لا نريد سيناريو وجوده في الجانب الآخر من العالم وعليه العودة». ومن المقرر أن يجري بنس محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس المقبل في القدس. وقالت الناطقة باسم بنس، إليسا فرح، إنه «سيؤكد خلال الجولة التزام الولايات المتحدة تجاه حلفائها في الشرق الأوسط، والعمل معهم على قتال المتشددين».

وأضافت في بيان «يتطلع إلى إجراء محادثات بناءة مع رئيس الوزراء نتانياهو والرئيس السيسي، لتأكيد التزام الرئيس (دونالد) ترامب إزاء شركائنا في المنطقة ومستقبلها» وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس وبابا الاقباط تواضروس وشيخ الأزهر أحمد الطيب رفضوا لقاء بنس خلال زيارته إلى المنطقة. وألغى عباس لقاء كان مقررا مع بنس في رام الله، محذرا من ان الولايات المتحدة لم يعد لديها دور لتلعبه في عملية السلام

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 15 كانون الأول 2017

النهار

لا يجد النائب عاطف مجدلاني جواباً عن سؤال عن تأخير انشاء الهيئة الوطنية لسلامة الغذاء التي خطت خطوات أولى في وزارة التنمية ثم تعثرت وعلقت في حسابات غير واضحة..

ينتقد نجل نائب ووزير سابق في البقاع تأهيل الطريق المؤدي الى البقاع الغربي ويعتبر في تغريدات أنها ليست لخدمة المواطنين إنما لوصول أحد المراجع الى قصر يبنيه في المنطقة....

لم تتمكن الموازنة من ضبط الانفاق في الوزارات بعكس ما كان متوقعاً اذ أنها جاءت متأخرة وكانت معظم الأموال حجزت قبل إقرارها....

المستقبل

قيل ان وزراء شاركوا في النقاش حول اقامة سفارة لبنانية في القدس خلال جلسة مجلس الوزراء أمس اقترحوا الا تكون هذه الخطوة منفردة وانما من اطار خطوات عربية يفضل ان تكون جامعة.

الجمهورية

قالت أوساط متابعة لملف النفط إن محادثات الشركات النفطية التي رست عليها المناقصات تتركز على كيفية التعامل مع الوزارات المعنية من دون الوقوع في فخ المحاصصة المتّبعة منذ عقود بين الأفرقاء السياسيّين في السلطة.

أجرى حزب فاعل إحصاءات ميدانية لنتائج الإنتخابات النيابية المرتقبة وفق القانون الجديد في منطقة يسيطر عليها، وتبيّن له أن كل المقاعد في تلك المنطقة ستبقى معه ومع حليفه ولن يفوز مستقلّون في أي مقعد.

دعا سفير دولة أوروبية الدولة اللبنانية الى التخلّي عن مصطلح شاع إستعماله ويضرب سيادتها.

اللواء

تستعد كتل نيابية إلى تحضير سلسلة من الأسئلة إلى الحكومة، يرجّح أن تتحوّل إلى استجوابات!

تواجه مصادر في حزب يميني مشكلة: الأسباب التي حالت دون لقاء مسؤول كبير ورئيس الحزب قبل الإعلان عن الإطلالة التلفزيونية التي لم تتم..

دولة أوروبية عادت لتمارس دوراً تاريخياً في لبنان، تتابع عبر تقارير يومية الوضع في لبنان بعد 5 كانون الأول.

الشرق

نقل مصدر مقرب من الرئيس سعد الحريري عنه قوله ان المرحلة التي يمر بها لبنان تستوجب التهدئة والتريث في اطلاق المواقف المرتفعة... وان "بيت المستقبل" مفتوح، وغير مقفل في وجه احد...

توقفت اوساط ديبلوماسية عند هبة الــ 120 مليون دولار من الولايات المتحدة الاميركية الى الجيش اللبناني باعتبار انها دليل على التزام واشنطن بمدّ الجيش بما يلزمه ليصبح قادرا وحده على الدفاع عن لبنان.

قال مسؤول كبير ان انعقاد القمة الروحية في بكركي يعني أنّ القيادات والمرجعيات الروحية تدعم القيادات والمرجعيات الزمنية تأكيدا على وقفة وطنية واحدة في مسألة القدس.

البناء

كشفت مصادر دبلوماسية أوروبية أن الإشارة الأميركية للتنسيق مع السعودية قبل قرار الرئيس الأميركي حول القدس تؤكده الدعوات التي تتلقاها الدول الأوروبية من الرياض للاستعداد للانضمام إلى حلف تقوده واشنطن وتموله السعودية ويضمّ "إسرائيل" تحت عنوان مواجهة الخطر الإيراني، وأن الأجوبة السعودية على أي تساؤلات عن فرص هذا الحلف بعد صدور قرار ترامب عن القدس كانت تعبّر عن استخفاف بالحجم المعطى للقرار كعامل تصعيد وتعطيل، مؤكدة أن الملف الرئيسي للسعودية هو إيران والتحالفات والخصومات تبنى على هذا الأساس.

لفت نائب بارز إلى أنّ التجارب السابقة أفقدت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أيّ مصداقية، لا سيما في ما يتعلق بقضية فلسطين والقدس، التي لو كان حريصاً عليها كما يدّعي لما كان وافق على أن يتمّ توقيع اتفاقية إعادة التطبيع بين تركيا و"إسرائيل" في 28 حزيران 2016، "بنسختيها التركية والإسرائيلية"، كما الإنكليزية، في أنقرة والقدس. فهل كان هذا مجرد عدم انتباه إم إقراراً واعترافاً ضمنياً بأنّ القدس لا تل أبيب هي "عاصمة إسرائيل"؟

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الراعي اضاء شجرة الميلاد في بكركي:نحمل القدس في صلاتنا ليتم التراجع عن القرار الاميركي بشأنها

وكالات/16 كانون الأول/17اضاء البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مساء اليوم، شجرة الميلاد في الصرح البطريركي في بكركي، وقال: "نحمل اليوم في صلاتنا القدس ليتم التراجع عن القرار الاميركي بشأنها، ويجب اعطاء الرجاء للناس بالافعال والمبادرات".

 

سؤال برسم قادة محور الممانعة والمقاومة وجمهورها

الشيخ حسن مشيمش/جنوبية/16 كانون الأول/17

السؤال :إن نوري المالكي رئيس الحكومة العراقية أبرز حليف لكم في محور الممانعة والمقاومة ، ومبارك من الولي الفقيه الذي دعا إلى تجديد ولايته في حكم العراق ، واستقبله حزب الله يوم زار لبنان استقبال الفاتحين بما أنعم على الحزب بمئات الملايين من الدولارات سرقها من أفواه العراقيين الجائعين؟!

إن نوري المالكي حليفكم قال : إنَّ من صنع التكفيريين في سوريا وبعثهم إلى لعراق ليمزقوا أشلاء العراقيين بالأسواق والمساجد والحسينيات هو بشار الأسد وطالب حليفكم نوري المالكي المحكمة الدولية في الأمم المتحدة بمحاكمته قال ذلك بالصوت والصورة وبكل الوسائل الإعلامية فلماذا يدعم نوري المالكي اليوم بشار الأسد أيضا بمليارات الشعب العراقي المحروم الجائع ويؤيده سياسيا؟! تفضلوا علينا بالإجابة.

 

لبنان: الانتخابات النيابية في أيار المقبل

الحياة/16 كانون الأول/17/وقع وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق اليوم (الجمعة) على مشروع مرسوم لإجراء انتخابات برلمانية في السادس من أيار (مايو) المقبل. بحسب بيان صادر عن مكتب الوزير. ومدد البرلمان تفويضه ثلاث مرات منذ انتخاب نوابه الحاليين في العام 2009 فيما كان من المفترض أن تكون فترة ولاية من أربعة أعوام. وأحال المشنوق مشروع المرسوم بعد توقيعه إلى الأمانة العامة لرئاسة مجلس الوزراء، على أن تجري العملية الانتخابية في السادس من أيار (مايو) 2018 في لبنان، أما بالنسبة إلى اللبنانيين المقيمين في الخارج فستكون بين 22 و27 نيسان (أبريل) 2018 في 40 دولة. وبموجب قانون جديد، تم استحداث نظام للتمثيل للنسبي في البرلمان مع تغيير عدد الدوائر الانتخابية. وستكون الانتخابات أول تصويت يشارك فيه العدد الكبير من اللبنانيين المقيمين في الخارج.

 

قاطيشا: من يخل بالنأي بالنفس سيواجه الاقليم بعدما كان يواجهنا حكومياً  وعلاقتنا بـ"المستقبل" جيّدة ومـــا حصل كان يُطبـخ لدسّ الســموم

المركزية- اكد مستشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" العميد المتقاعد وهبي قاطيشا "ان العلاقة جيّدة مع "تيار المستقبل" والتوتر يمكن ان يكون ناجماً عن "مطبخ" كان يُحضّر لدسّ الخلاف، وان ومن مصلحة بعض الناس ان تكون هناك عدائية بين الحزبين"، مشيراً الى "ان ما حدث غيمة وستمر وبموازاة الذبذبة هناك تواصل بين "القوات" و"المسقبل" من تحت الطاولة". وذكّر في تصريح "بان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عندما زار السعودية قال انه يتفهم استقالة الرئيس سعد الحريري و"القوات" فرحت بالإستقالة، لأننا اردنا ان تكون هناك صدمة، فنحن قبل الإستقالة قلنا اكثر من مرّة ورفعنا الصوت بأن لا يمكن ان نضع الحكومة اللبنانية في حضن سوريا ومحورها واعتبرنا شروط الإستقالة تناسبنا لتشكيل صدمة، واليوم وبعد البيان الجديد كل من يخل بالنأي بالنفس سيواجه القوى الإقليمية بعدما كان يواجه "القوات" في الحكومة". وسأل "بأي حق يزور قائد "عصائب اهل الحق" قيس الخزعلي الحدود اللبنانية بالبزة العسكريّة رغم انه دخل عبر المطار"؟ معتبراً "ان الخروقات التي تحصل نتيجة غياب الدولة". وقال "من قُتل من "حزب الله" قبل العام 2000 هو شهيد وشهيدنا، ونحن اليوم نعتبرهم ميليشيا لأن العدو غادر والحزب يقاتل على الحدود وما بعدها تحقيقاً لغايات واجندة إيرانية، وفي غياب الدولة اصبحت المعركة مفتوحة، لذلك لا تزال إسرائيل تقصف مراكز لـ"حزب الله" في سوريا وشاحنات الصواريخ في الجرود اللبنانية". وعن موضوع زيارة رئيس الحزب سمير جعجع إلى السعودية التي سبقت استقالة الرئيس الحريري، قال قاطيشا "جعجع والملك سلمان شربا كأساً وقال الواحد للآخر كاسك ومن كان خلف الستار ليستمع إلى كلامهما؟ نحن نحب الامين العام لـ"تيار المستقبل" احمد الحريري، لكن لن نكتب له تقريراً في ما حدث في اللقاء". اضاف "دخلنا الى الحكومة نتيجة تسوية، لكن بعض الأفرقاء حاول جرّها نحو المحور السوري وعليه حذّرنا وقلنا ان الأمر لا يجوز، و"القوات" ليست ضد الحكومة، لكن ما يقال ان جعجع في زيارته الى السعودية افسد العلاقة بين الحريري والمملكة يريد ببساطة خلق خلاف بين الشخصيتين السياديتيين عوضاً عن الذهاب نحو السبب الأساسي للإستقالة"، مجدداً تأكيده "ان "القوات" و"المستقبل" في حلف طبيعي واستراتيجي". وتابع "حزب الله" لم يتّخذ اي قرار بعد فيما خص النأي بالنفس وإذا تصرفوا خلافاً لذلك سيجدون الحريري والدول العربية والمجتمع الدولي في وجههم، ومعنى النأي بالنفس هو الإبتعاد عن الصراعات الإقليمية".

 

بعد النفط ... الحكومة الى المربع الانتخابي: الاستحقاق في 6 ايـار

السعودية : عون وحزب الله استخدما الحريري لتغيير قانون الانتخاب

السيستاني : كل السلاح تحت أمرة الدولة... وجنيف الى اخفاق جديد

المركزية/15 كانون الأول 2017/في خضم الانهماك الدولي والاقليمي والداخلي بقضية القدس ومضاعفاتها، طفا الى واجهة المشهد السياسي اللبناني، حدثان بارزان الاول سعودي يتصل بموقف المملكة من التسوية اللبنانية الجديدة هو الاول من نوعه بعد "تثبيت" النأي بالنفس عبر عنه وزير الخارجية عادل الجبير، والثاني انتخابي اطلق الضوء الاخضر للانتخابات النيابية بتوقيع وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق مشروع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة للبنانيين المقيمين في لبنان والمنتشرين في 40 دولة، على ان يجري الاستحقاق في 6 ايار في الداخل وفي 22 و26 نيسان في الخارج.

الجبير..ننتظر ونرى: فقد اطلق الجبير مواقف "لافتة" من التسوية الجديدة، كاشفاً جزءاً من "الغموض" الذي لفّ مرحلة "الاستقالة". وقال في تصريح " دعمنا الرئيس الحريري عندما كان رئيساً للوزراء، عندما شكّل اول حكومة تحت رئاسة العماد ميشال عون ودعمنا برنامجه السياسي، إلا ان كلاً من عون و"حزب الله" لم يسمحا له بالحكم ولم يعطياه الهامش السياسي، واستخدماه كواجهة لتغيير القانون الانتخابي، من هنا قرر الحريري الاستقالة لاحداث صدمة ايجابية"، لافتاً الى "انه عاد الى لبنان من اجل تقديم الاستقالة في شكل رسمي، لكن رئيس مجلس النواب نبيه بري وعده بأن لبنان سيكون حياديا في شأن ما يحدث في العالم العربي وبأنه سيُعطى الهامش السياسي للعمل. لذلك، نحن سننتظر ونرى. ونحن دعمنا ذلك وسنرى"، نافياً "ان تكون عودة الحريري عن استقالته شكّلت اخفاقا للسعودية"، ومثمناً دور لبنان "وان لم يكن لبنان موجوداً لكان ينبغي ابتكاره واختراعه، فهناك اكثر من 17 طائفة تعيش فيه بتجانس وهذا نموذج. واذا خسرناه سنخسر كل الأقليات وسنخسر هذه الثروة لثقافتنا".

الى الانتخابات درّ: اما انتخابياً، فأطلق المشنوق مسار العد العكسي للاستحقاق النيابي بتوقيعه مشروع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة للبنانيين المقيمين في لبنان والمنتشرين في 40 دولة واحيل الى الامانة العامة لرئاسة مجلس الوزراء، على ان تجري العملية الانتخابية الأحد في 6 ايار 2018 في كل لبنان. اما في دول الانتشار فستتم خلال يومين مختلفين، الأحد في 22 نيسان في عدد من الدول والجمعة في 28 نيسان في دول اخرى بالاستناد الى العطل الرسمية في هذه البلدان".

أبي خليل: على صعيد آخر، وغداة دخول لبنان رسميا نادي الدول المنتجة للنفط، بمنح الحكومة رخصتين لاستكشاف وإنتاج النفط في البلوكين ٤ و9، أكد وزير الطاقة سيزار ابي خليل، ان "الأهمية لمنح هذه التراخيص تكمن في أن الفائدة الاقتصادية لهذه الأنشطة البترولية ستكون كبيرة للبلد بفعل خلق فرص عمل جديدة وتعامل تفضيلي للموردين اللبنانيين كذلك لتأمين مصدر محلي للطاقة أقل كلفة وتلويثا". واذ أشار الى "أن كل معاملنا ما عدا الذوق والجية القديمين، بإمكانها العمل على الغاز"، أوضح في مؤتمر صحافي عقده عن ملف النفط "أنني دعيت الشركات إلى التفاوض على العروض التقنية ضمن صلاحياتي وحصلنا على الالتزام بحفر البئر الخامسة، وبدء الحفر عام 2019، وبالتالي ستكون سنة 2018 مخصصة للتحضير".

السلسلة مجددا: في غضون ذلك، وفي وقت أعلن المدراء العامون في المؤسسات العامة الإضراب المفتوح ابتداءً من الاثنين المقبل، ووقف تقديم الخدمات إلى المواطنين إلى حين تلبية مطالبهم بنيل المستخدمين فيها مفاعيل سلسلة الرتب والرواتب الجديدة على أن تتضمن الدرجات الاستثنائية الثلاث لجميع المستخدمين أسوة بموظفي القطاع العام والتزاماً بمبدأ المساواة بين الجميع، أصدر الرئيس الحريري اليوم تعميما الى كل الادارات والمؤسسات العامة والبلديات تضمن آلية تطبيق أحكام القانون رقم 46 المتعلق برفع الحد الادنى للرواتب والاجور وإعطاء زيادة غلاء المعيشة للموظفين والمتعاقدين والاجراء في الادارات العامة وفي الجامعة اللبنانية والبلديات واتحادات البلديات والمؤسسات العامة غير الخاضعة لقانون العمل، وتحويل رواتب الملاك الاداري العام وأفراد الهيئة التعليمية في وزارة التربية والتعليم العالي والاسلاك العسكرية.

السلاح في يد الدولة: اقليميا، سجّل موقف عراقي جديد داع الى ضبط كل السلاح المنتشر على الاراضي العراقية في يد الشرعية. فبعد دعوة رجل الدين العراقي البارز مقتدى الصدر قواته الاثنين الفائت، إلى تسليم السلاح إلى الدولة، وحل غالبية مقار فصائله، أعلن المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني، أنه يجب إدماج المقاتلين الذين شاركوا في الحرب على تنظيم داعش في الهيئات الأمنية التابعة للدولة. ولفت في رسالة وجهها خلال خطبة الجمعة في مدينة كربلاء عبر أحد ممثليه الى أن كل السلاح يجب أن يكون تحت سيطرة الدولة". وجاء في الرسالة "المنظومة الأمنية يجب أن تدعم بالمقاتلين الذين شاركوا بالحرب ضد داعش وحصر السلاح بيد الدولة".

ايران تحت المجهر: وعلى خط المواجهة الاقليمية الدولية للتمدد الايراني في المنطقة، توقفت مصادر دبلوماسية مراقبة عبر "المركزية" عند اهمية الموقف السعودي المرحب بتصريحات السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي امس وتقرير الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس، معتبرةً في بيان وزّعته "وكالة الانباء السعودية" "ان الأدلة التي ظهرت بعد ان اطلق الحوثيون صاروخا تجاه العاصمة السعودية الرياض الشهر الماضي، تشير إلى انتهاكات لقرارات مجلس الأمن الدولي 2216 و2231 في شأن اليمن و1559 و1701 في شأن لبنان"، مطالبةً المجتمع الدولي "بضرورة اتّخاذ إجراءات فورية لتنفيذ قرارات مجلس الأمن اعلاه ومحاسبة النظام الإيراني على اعماله العدوانية". وقالت "ان اهمية الموقف السعودي المتطابق مع بيان مجموعة الدعم الدولية لناحية تذكيره بالقرارين 1559 و1701 بأنه حافظ على سقفه من "حزب الله" وسلاحه، لكن من دون ان ينتقد تسوية "النأي بالنفس" التي اعادت الرئيس الحريري الى السلطة، ما يعني ان الرياض اعطت هذه التسوية فرصتها، وكلام الجبير دليل الى ذلك.

صفر نتائج: أما سوريًّا، فانتهت جولة محادثات جنيف للسلام، الثامنة من نوعها، الى "صفر" نتائج، باقرار راعيها مبعوث الأمم المتحدة الخاص الى سوريا ستيفان دي ميستورا الذي أسف لأن "أي مفاوضات حقيقية لم تجر في العاصمة السويسرية". وبدا لافتا ان الدبلوماسي الاممي ألقى باللوم على دمشق "بإضاعة فرصة ذهبية" في جنيف، مشيرا الى أن "وفد الحكومة السورية لم يرغب حقيقة في الحوار، ولم يتباحث للأسف إلا في موضوع واحد هو الإرهاب"، لافتا الى ان "في وقت كانت المعارضة موحدة للمرة الأولى، واتفقت على الكثير من المواضيع، كان تركيز وفد الحكومة على موضوع واحد". واذا كان المبعوث الدولي سينقل مجريات "جنيف" الى الامين العام للامم المتحدة ومجلس الامن الاسبوع المقبل، للبت في الدعوة الى جولة جديدة يعتزم دي ميستورا عقدها في كانون الثاني 2018، فإن مصادر دبلوماسية متابعة للشأن السوري قالت لـ"المركزية" إن روسيا لم تبذل الجهود الكافية لدى النظام السوري، لإنجاح مفاوضات جنيف، كونها تتطلع الى نقل الحل السوري من هذه المنصة الاممية، الى "سوتشي" الروسية في الأسابيع القليلة المقبلة، حيث تعمل لعقد "مؤتمر شعوب سوريا"، فيكون لها اليد الطولى والدور الاكبر في التسوية السياسية المنتظرة. الا ان المصادر لفتت الى ان تحقيق موسكو لمشروعها هذا، يتطلب منها ملاقاة التوجه الدولي- الاقليمي، الاميركي – الفرنسي – الخليجي، لتطويق نفوذ ايران في المنطقة، والا فإن "حوار سوتشي" قد يكون مستحيلا.

 

بين اغتيال الحريري وصالح معادلات جديدة تخلط الاوراق وتفرض التسويات وخريطة طريق يمنية للحل تشرك جميع المكونات السـياسـية فـي السـلطة

المركزية/15 كانون الأول 2017/ يشبّه مراقبون دوليون لمسار الازمات والتسويات في دول الشرق الاوسط الوضع اليمني الراهن بذاك الذي ساد في لبنان إبان مرحلة اغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري، فخلطَ الاوراق في المشهد المعقّد وأدى في نهاية المطاف الى صدور قرارات دولية على مستوى من الاهمية اخرجت الجيش السوري من لبنان بعد شهرين على الحادثة، ونقلت البلاد الى مرحلة جديدة. ويقول بعض هؤلاء المراقبين لـ"المركزية" ان اكثر من اشارة في هذا الاتجاه رصدت يمنيا ودوليا بعيد اغتيال الرئيس السابق علي عبدالله صالح على يد جماعة الحوثي التي تحالف معها على مدى نحو ثلاث سنوات قبل ان ينقلب عليها وتسارع الى تطويق الانقلاب وتبعاته باغتياله، خشية إجبارها على الخروج من صنعاء والانكفاء نحو مناطقها في الشمال، ففضلت مواجهة عواقب اغتياله على مواجهة احتمالات اتساع نطاق انتفاضته وتنسيقه مع الحكومة الشرعية ودول التحالف. ولعلّ اهم الدلالات الى اتجاه اليمن نحو التسوية السياسية وحمل جميع الاطراف المتنازعة على الجلوس الى طاولة الحوار والتفاوض، وفق المراقبين، سحب روسيا، التي تضطلع بدور "الاطفائي" لأزمات المنطقة بتنسيق اميركي، دبلوماسييها من اليمن الى المملكة العربية السعودية لممارسة عملهم من الرياض، بعد تعليقه في ممثليتها في صنعاء. وتتخذ الخطوة الروسية اهميتها من استتباعها بأخرى على المستوى السوري مع اعلان الرئيس فلاديمير بوتين من قاعدة حميميم قبل ايام، قرار سحب الجزء الاكبر من قوات بلاده من سوريا ساحباً معه المظلة العسكرية الروسية عن سوريا. ويرى هؤلاء ان سحب الدبوماسيين الروس من صنعاء يحمل الرسالة الروسية نفسها: لا مظلة فوق الحوثيين وممارساتهم. واستنادا الى الخطوتين تعيد موسكو تموضعها في المنطقة لتكون على مسافة سياسية واحدة من الجميع، بما يتيح لها الاضطلاع بالدور التسووي السياسي الذي تدفع وواشنطن في اتجاهه في موازاة وقف العمليات العسكرية في اكثر من دولة بعد دحر تنظيم " داعش" لا سيما في سوريا كما العراق حيث بدت لافتة خطوات الفصائل والمليشيات المسلحة لتسليم سلاحها الى الشرعية وحصره بيد الدولة، وآخرها دعوة المرجع الشيعي السيد علي السيستاني. ويلفتون الى الحالة الناشئة يمنيا في اعقاب اغتيال صالح حيث اصطفّت العشائر الى جانب الشرعية بعدما دعمت الحوثيين، مما افقدهم المظلة الداخلية بعدما فقدوا الغطاء الروسي وباتت عملية دخولهم الى المفاوضات خيارا لا بد منه. وعلى وقع هذه التطورات افادت مصادر دبلوماسية مطّلعة "المركزية" ان مساعي يمنية داخلية مدعومة دوليا تجري لرسم خريطة طريق قد تطرح قريبا كأحد مسارات الحل للازمة برعاية روسية وتنسيق اميركي وسعودي ومع دول التحالف وتقضي في بنودها الاساسية غير النهائية التي يشترك فيها الرئيس السابق علي ناصر محمد، بإشراك جميع المكونات اليمنية في الحكم بما يسحب فتيل وذريعة الغبن والاجحاف في حق اي مكون التي استخدمت في اكثر من دولة عربية لخلق تنظيمات مسلحة تطالب بالمساواة والعدالة.

 

إشارات ايجابية من بيت الوسط الى معراب تزخّم جهود "كسر الجليد" بين "الحليفين" ولقاء الحريري-جعجع وارد في أي وقت.. وعلاقة طرفي "ورقة النيات" أكثر تعقيدا؟

المركزية/15 كانون الأول 2017/فيما سارعت "القوات اللبنانية" الى التأكيد أنها لا ترى نفسها معنية بالبحصة "الكبيرة" التي لوّح رئيس الحكومة سعد الحريري بـ"بقّها قريبا"، لم يتأخّر الأخير في تطويق موجة الالتباسات والتكهنات التي أثارها موقفه، بإعلانه "أننا نشهد اليوم تركيزا على بعض حلفائنا، سواء كان القوات اللبنانية أو الكتائب، لكني أرى أن الإعلام يضخم الأمور أكثر مما يفترض. نحن لدينا علاقات جيدة مع القوات، بالتأكيد نتمنى أن تكون أفضل، وهم أيضا يتمنون ذلك، هناك بعض الأمور التي تحتاج إلى توضيح وسيصار إلى ذلك". وقد أتى كلامه هذا معطوفا الى تراجعٍ عن إجراء الحلقة التلفزيونية التي كان أشار الى أنه "سيفضح المستور" خلالها. هاتان الاشارتان الصادرتان من بيت الوسط، قرأتهما معراب إيجابا، وفق ما تقول مصادر مطّلعة لـ"المركزية"، وقد رأت أنهما تساعدان في تزخيم الجهود "الخجولة"- بحسب المصادر- المبذولة لاعادة وصل ما انقطع بين الطرفين بعيد أزمة استقالة الحريري. ففيما سُجّلت، منذ عودة الحريري من الرياض الى باريس فبيروت، لقاءات معدودة واتصالات "نادرة" بين مسؤولين من الحزبين، يبدو أن موقف الحريري الاخير أنعش قنوات التواصل بين المستقبل والقوات وحرّك المياه فيها مجددا، فبرزت على هامش جلسة مجلس الوزراء امس، مشاورات جانبية حصلت بين وزير الاعلام ووزيري الداخلية نهاد المشنوق والثقافة غطاس خوري، شارك في جزء منها الرئيس الحريري، ويبدو أنها حققت خرقا في جدار "الفتور" الذي ارتفع بين الطرفين. اذ أفيد، تتابع المصادر، أن وزير الإعلام أجرى إثر هذه "الدردشة" اتصالا برئيس القوات اللبنانية سمير جعجع ناقلا اليه رسالة "إيجابية" من الرئيس الحريري.

واذ تشير الى انه منذ تلك اللحظة، أصبحت الاجواء السائدة بين الجانبين أكثر "لطافة"، وبات لقاء الرجلين ممكنا في أي وقت متى اكتمل إعداد الارضية اللازمة لعقده، تقول المصادر ان التيار الازرق عاتب على إحجام القوات عن إرسال أي موفد من قِبلها الى بيت الوسط لوضع النقاط على حروف ما حصل قبل الاستقالة وبعدها، فيما كانت معراب مستاءة من كيل الاتهامات اليها واتهامها بالغدر، خاصة أن ما تقوله في مجالسها تردده على "رؤوس الاشهاد". الا ان الطرفين يبدو قررا تجاوز هذه الشكليات، والانكباب على ترميم هيكل التحالف بينهما والذي تعتبره أوساطهما، استراتيجيا كما انه يشكّل النواة الصلبة التي أرست العهد الجديد. وبحسب مصادر قواتية، فإن المتضررين من حلف القوات – المستقبل عملا لتفكيكه وفرطه عبر محاولة تشويه صورة القوات وعزلها، الا ان مخططاتهم باءت وستبوء بالفشل وهو ما قاله حرفيا "الحكيم" امس: الكثيرون يحاولون عزلنا وتطويقنا وهو أمر ليس بجديد علينا فقد خبرناه، لا بل اعتدناه، من قوى أكبر حجماً وأشد بطشاً، والنتيجة عرفها من حاول، ويعرفها مسبقاً من يحاول و سيعرفها من سيحاول". واذا كان قطار التطبيع بين المستقبل والقوات وُضع على السكة الصحيحة، فإن المساعي لاعادة المياه الى مجاريها بين القوات والتيار الوطني الحر، تتقدم ببطء شديد، هذا ان لم تكن متوقّفة، تتابع المصادر. فكلام رئيس التيار وزير الخارجية جبران باسيل عن انقلاب القوات على تفاهم معراب، ترك انزعاجا كبيرا لدى القوات وندوبا عميقة في تحالف الفريقين. واذا كانت أوساط "عونية" تعزو الجفاء الحاصل الى إحجام من يتولون التفاوض بين الطرفين عن لعب دورهم، فإن المصادر تعتبر ان ما يمكن تأكيده هو ان لا عودة عن ورقة "اعلان النيات"، ولا الى زمن الخصومة بين الحزبين المسيحيين، الا ان من المستبعد ان تعود العلاقة "السياسية" بين الفريقين الى ما كانت عليه في الحقبة التي سبقت انتخاب الرئيس ميشال عون والاشهر الاولى من العهد، خصوصا انهما قد يتنافسان في معظم المناطق في الانتخابات النيابية المقبلة.

 

عشاء "بلدي" يجمع ميقاتي وريفي لـ "إنماء طرابلس" واحتمال لقاء الوزير السابق وشمعون والجميـل قائم

المركزية/15 كانون الأول 2017/ تجهد مدينة طرابلس الخارجة من سنوات عجاف مطبوعة بالمعارك الدموية بين أبناء جبل محسن وباب التبانة لترسيخ الانطباع الايجابي عنها في أذهان الناس، بعدما أضفى العنف عليها طابعا سلبيا، ساهم في تعزيزه كثير من العازفين على وتر الخلافات السياسية بين فاعلياتها. غير أن أبناء المدينة يبدون حريصين على القفز فوق خلافاتهم السياسية، بما من شأنه إطلاق عملية إنمائية تحت سقف البلدية (التي يسيطر اللواء أشرف ريفي على غالبية مقاعدها بعد معركة انتخابية طاحنة خاضها في أيار 2016). وفي هذا الإطار، علمت "المركزية" أن الرئيس نجيب ميقاتي واللواء ريفي اجتمعا أمس في لقاء حصل بمبادرة من وليد قمر الدين، شقيق رئيس بلدية طرابلس أحمد قمر الدين، وقد وجه الدعوة لعدد من فاعليات المدينة بينهم النائبان سمير الجسر وأحمد كرامي ووزير العمل محمد كبارة. وبحسب المعلومات أيضا، فإن السياسة غابت عن النقاشات التي كانت ذات طابع بلدي حصرا. ذلك أن اللقاء خصص لبحث وثيقة الشرف التي طرحها ريفي بهدف إبعاد الخلاف السياسي بين فاعليات المدينة والتعاون في سبيل انمائها وتطويرها. وإذا كان المقربون من المشاركين في اللقاء حريصين على إبعاد السياسة عن العمل البلدي الذي يصب في مصلحة طرابلس أولا، فإن هذا لا ينفي أن المراقبين يرصدون بدقة المشهد الطرابلسي عشية الانتخابات النيابية التي تخاض للمرة الأولى على أساس القانون النسبي، في وقت يذهب البعض، إلى مراقبة حركة وزير العدل السابق، باعتباره معارضا قاسيا للتسوية السياسية العريضة التي تلقت جرعة دعم أعادتها إلى الحياة، في مواجهة مؤيديها وبينهم ميقاتي وسواه من الفاعليات الطرابلسية، ما يطرح تساؤلات عن التموضع الانتخابي للوزير السابق. وفي هذا الاطار، أوضحت أوساط ريفي لـ "المركزية" أنه على استعداد دائم للانتخابات، وهو يجري لقاءات في هذا الاطار. وعن الحلف الذي كان إنطلق بين ريفي ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل ورئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون، أوضحت أن "هذه العلاقة باتت ثابتة ووطيدة لأن ريفي يجد بينه وبين معارضي التسوية كثيرا من القواسم المشتركة، والاتصالات مستمرة، واحتمال لقاء قريب بين الأطراف الثلاثة يبقى قائما".

 

غيّاض: البعض تمنى توثيق القرارات الدولية كافة في البيان وقمة تاريخية في بكركي.. واتصالات تهنئ بالموقف الجـامع

المركزية/15 كانون الأول 2017/ ولّدت القمة الاسلامية- المسيحية التي انعقدت في بكركي أمس أصداء ايجابية محليا واقليميا، وتركت ارتياحا عاما، فعَلا صوت الرؤساء الروحيين رفضا لتهويد القدس، وأتت المشاركة كاملة بحيث لم يسجّل اي غياب لرئيس طائفة. وفي وقت غصّ الصرح البطريركي بشخصيات دينية من الطراز الرفيع، وصلت اصداء القمة الى المحافل الدولية والاقليمية، حيث تلقت بكركي اتصالات خارجية منها الاقليمي ومنها الدولي هنأت البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على نجاح القمة، حسب ما قال مسؤول الاعلام في الصرح البطريركي في بكركي وليد غيّاض لـ"المركزية"، موضحا ان الجميع كان متفقاً على البيان الختامي، وان اي خلاف او نقاش حول موضوع ذكر او عدم ذكر القرارات الدولية خصوصا 1559 و1701 وجود له. اضاف " تمنى بعض الشخصيات الدينية لو ان البيان وثّق القرارات الدولية كافة، ولكننا لا نستطيع ذكر جميع القرارات في البيان الختامي للقمة، فكان توافق على الحديث عن القرارات ذات الصلة". وأكد غياض ان الاجواء كانت ايجابية، والهدوء كان سيد الموقف، مشددا على ان مشهد الآراء الجامعة الموحدة لا يمكن ان نشهده الا في لبنان. ووصف القمة بأنها تاريخية في الشكل والمضمون، معلنا ان اللافت في البيان دعم موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، والموقف اللبناني الرسمي الذي تبناه الجميع، مشيرا الى ان الخطوات العملية متروكة للدولة، ونأمل ان يكون لها صدى ايجابي لدى القيادات الروحية. وختم "التواصل مستمر عبر اللجنة الوطنية للحوار، والتي ستتابع موضوع بيان القمة".

 

فؤاد أبو ناضر.. إنه عام الحظ

ريكاردو الشدياق - موقع mtv /15 كانون الأول 2017/صبر فؤاد أبو ناضر على "المحنة" طويلاً. هو معروف بطول باله وهدوئه في أيام كهذه كما على جبهة مشتعلة. لا تجد خصوماً لفؤاد بمعنى الخصومة، رغم أنه مارس القيادة في مرحلة لا يُحسَد عليها وخرج منها كما دخل، أقله في عيون رفاقه. كثيرون لم يفهموه ما حال دون حصول ما يتمنى مرات عدة، فهو لم ينتزع شيئاً بالقوة وفضّل حكمة الإنتظار. لا يتمايز عن أنسبائه آل الجميّل في التوجه السياسي، ولم يتمسك بمكانة له في "الكتائب" أو خارجها. بقي إسمه لصيقا بسنوات قاتل فيها وقاد وتعرض للإستهداف، ولم يغط على ذلك لقب آخر حتى الــ ٢٠١٧. أما الــ ٢٠١٨ فقد يكون "عام الحظ" بالنسبة لأبو ناضر وقد لا يكون، وفي الحالتين لم يعد يغرد وحيدا بل عاد من الباب العالي إلى الصيفي في لحظة إنتخابية بإمتياز. وبينما وجد حزب "الكتائب" نفسه بين مطرقة الخلاف الحاد مع رئيس الحكومة سعد الحريري وسندان وحدة الحال مع "القوات"، يأتي قائد "القوات اللبنانية" السابق -المرحب به في أكثر من مكان وخصوصاً في عيون معراب- ليحرّك المياه الراكدة على أبواب الإستحقاقات.  وبين القائد السابق والقائد الحالي، ينظر سمير جعجع إلى أبو ناضر بعين أخرى. فالرجل وقف إلى جانب ستريدا في صورة قداس بكركي الشهير متجاوزاً أكثر من "حاجز"، ولم يعزل نفسه لاحقاً عن معراب في أي مناسبة. بينما اسمه ليس ثقيلاً "على قلب" التيار الوطني الحر حيث في ذمته كلام طيّب يعود إلى سنوات "عونية" خلت.   لم يشغل نيابةً أو وزارةً في السابق، لكنه حالة تجمع بين حزبين وربما أكثر، وبرأي البعض، أنه "يشد العصب ويفتح شبابيك الصيفي على القواتيين وغيرهم... لما يحمل من إيجابية ومرونة". توقيت هذه العودة يُبقي على تساؤل: مَن بحاجة إلى الآخر الآن، "الكتائب" أم فؤاد؟ أو أن الحاجات اختلطت فولّدت ضرورة؟

 

بالأسماء: هؤلاء الذين ادعى عليهم جعجع لدى مكتب جرائم المعلوماتية

15 ديسمبر، 2017 /قام رئيس حزب القوات البنانية سمير جعجع برفع دعاوى قضائية على ناشطين فعالين على “تويتر” وصحافيين منهم: عامر حلال، محمد شمس الدين ومراسل الميادين علي مرتضى. وقد تبلغ كلٌ منهم الشكوى عبر مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية.

                                              

الحكومة مطالبة بإدارة كفوءة وشفافة لملف النفط والغازالاحرار: خرق مبدأ النأي بالنفس تكرر مراراً ولم يكن حبر الاتفاق حوله قد جف بعد

  البيان الاسبوعي/احرارنيوز - 2017-12-15 حيا حزب الوطنيين الاحرار صاحب الغبطة والنيافة مار بشارة بطرس الراعي الداعي الى حياد لبنان الذي يتضمن النأي بالنفس ودعا الحزب في اجتماعه الاسبوعي برئاسة رئيسه الاستاذ دوري شمعون وحضور الاعضاء الى التجاوب مع دعوته . هذا مع العلم ان لبنان في ظل الحياد يمكنه ان يكون مركزاً لحوار الأديان والحضارات وهذا ما يثبت رسالته في المنطقة والعالم.

   عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه الاستاذ دوري شمعون وحضور الأعضاء. بعد الاجتماع صدر البيان الآتي :

 1 – نجدد رفضنا قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إليها. وننوّه بالموقف الدولي الذي يشكل شبه إجماع على المحافظة على الحقائق التاريخية وعلى القرارات الأممية التي هي نقيض القرار الأميركي. ومعلوم ان هذه القرارات تعتبر القدس محتلة وان وضعها يتقرر بالمفاوضات النهائية بإشراف الأمم المتحدة. ناهيك برمزية القدس بالنسبة الى الديانات السماوية مما يحتم اعتماد أحد الحلين التاليين: اما اعتبار القدس مدينة مفتوحة، واما المضي في حل الدولتين الذي يجعل القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين المستقلة. وللوصول الى هذا الهدف يقتضي التنسيق على أعلى الدرجات والاستعداد لاتخاذ خطوات عملية رادعة وعدم الاكتفاء بالتصريحات الشفوية. وهذا يعني اشراك كل الدول التي تعارض القرار الأميركي في خطة تؤدي الى الاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية مما يدفع باتجاه السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط.

   2 – لاحظنا ان خرق مبدأ النأي بالنفس تكرر مراراً ولم يكن حبر الاتفاق حوله قد جف بعد. فمن زيارة مسؤولين في ميليشيات عربية وافغانية منطقة الحدود الجنوبية، الى خطابات امين عام حزب الله ونائبه تلقى الاتفاق صفعة قوية. مع الإشارة الى ان الزيارات الى الحدود تشكل خرقاً للقرار 1701 ولغيره من القرارات الدولية. أبعد من ذلك تعد ترجمة لخطاب السيد حسن نصرالله الذي هدد فيه بمشاركة قوى مقاتلة غير لبنانية ضد إسرائيل، مما يحضنا على التأكيد أن حزب الله لا يتوقف عند اي اعتبار لا يتماشى والاجندة الإيرانية. وهو يذكرنا بموقفه عام 2006 وبقوله بعدها لو كنت أعلم ... لذا فان هذا الفريق مطالب بأن يقرن الاقوال بالأفعال ليصمد الاتفاق ـ التسوية، ولكي يستقر الوضع فتنصرف الحكومة الى القيام بواجباتها ومعالجة مختلف المواضيع المطروحة. وعليه يعد تخلفه عن الالتزام عملاً متهوراً يغامر بواسطته بالاستقرار وبالتفاهم أقله في حده الادنى.

   3 – نتوجه الى الحكومة مطالبين بإدارة كفوءة وشفافة لملف النفط والغاز، والتعاطي مع هذا الملف بأكبر قدر من المسؤولية كونه يشكل مصدر ثروة للبنان. ونعني بذلك رفض المحاصصة من جهة والتصدي للتفرد من جهة أخرى، مما يحفز على التعاون بين الوزارات والأجهزة المعنية من أجل التوصل الى افضل الحلول. كما نطالب المجتمع المدني بأن يكون العين الساهرة على هذا الصعيد، وان لا يتردد في قول الحقيقة وكشف الخفايا، وهذا ما يتطلب قيام منظمات غير حكومية صاحبة اختصاص وتتمتع بالحس الوطني. وفي سياق متصل نطالب بجلاء إشكالية البواخر التركية وتقديم الحلول العلمية والعملية لأزمة الكهرباء، متسائلين: لماذا يستمر التخبط في شأنها ويتم استبعاد خيار بناء معامل توليد الطاقة التي تعمل على الغاز وتؤدي خدمتين أساسيتين مالية وبيئية؟ ونسأل أخيراً: ألم يحن الوقت بعد ليتوقف المواطن عن دفع فاتورتين للكهرباء في ظل ظروف اقتصادية ومعيشية متفاقمة؟

أخيراُ وعلى صعيد آخر، نحيي صاحب الغبطة والنيافة مار بشارة بطرس الراعي الداعي الى حياد لبنان الذي يتضمن النأي بالنفس وندعو الى التجاوب مع دعوته . هذا مع العلم ان لبنان في ظل الحياد يمكنه ان يكون مركزاً لحوار الأديان والحضارات وهذا ما يثبت رسالته في المنطقة والعالم.   

 

كيف علّق الجبير على عودة الحريري عن الاستقالة؟

(فرانس 24)/15 كانون الأول/17/ أكّد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، تعليقاً على عودة رئيس الحكومة سعد الحريري عن استقالته "أنّنا دعمنا الحريري عندما كان رئيساً للوزراء يوم شكّل أوّل حكومة تحت رئاسة (رئيس الجمهورية) العماد ميشال عون، ودعمنا برنامجه السياسي"، لافتاً إلى أنَّ "كلاً من الرئيس عون و"حزب الله" لم يسمحا للحريري بالحكم ولم يعطياه الهامش السياسي، واستخدماه كواجهة لتغيير القانون الانتخابي، من هنا قرّر الحريري الاستقالة لإحداث صدمة إيجابية"، نافياً أن تكون المملكة العربية السعودية قد مارست أيّ ضغوط عليه.

وأضاف في حديث لـ"فرانس 24" أنّ "الحريري عاد إلى لبنان من أجل تقديم الاستقالة بشكل رسمي ولكنّ رئيس مجلس النواب نبيه برّي وعده بأنّ لبنان سيكون حيادياً بشأن ما يحدث في العالم العربي وبأنّه سيُعطى الهامش السياسي للعمل"، مشيراً إلى "أنّنا لذلك سننتظر ونرى، ونحن دعمنا ذلك وسنرى". ونفى الجبير أن تكون عودة الحريري عن استقالته شكلت إخفاقاً للسعودية، وقال: "نحن نريد لبنان مستقراً ومزدهراً، وإن لم يكن لبنان موجوداً لكان ينبغي ابتكاره واختراعه فهناك أكثر من 17 طائفة يعيشون فيه بتجانس وهذا نموذج. وإذا خسرناه سنخسر كلّ الأقليات وسنخسر هذه الثروة لثقافتنا".

 

بين البحصة والعطسة يرحمكم الله

الشيخ عباس حايك/لبنان الجديد/ 15 كانون الأوّل 2017

 إنها عطسة الحاكم التي تحميكم من فقركم ومأساتكم

 ليست فقط بحصة الرئيس التي تنتظرها الجماهير المفدية بالأرواح والأولاد لسيادة الرئيس حفظه الله تعالى في نومه وشخيره، ذخراً وشرفاً للأمة العربية والإسلامية، بل هي على تأهب واستعداد دائمين ليست فقط ببق البحصة التي تشبه نقيق البط، بل بعطسة سيادته لأنها عطسة تاريخية تضاف إلى مآثره الحسنة التي لا تحصيه أقلامهم ومحابرهم، أليس الحاكم الإسلامي والعربي هو من يفعل ما يشاء وأنَّى يشاء؟ حتى أصبح فعله وقوله وتقريره ونومه ويقظته وبحصه وعطسه حجة عليكم! ما بين البحصة والعطسة ثمة تكاليف يجب على كل تابع أن يحرز براءة الذمة من هذا الواجب الملقى عليه حتى لا يقع في الإثم والمعصية وبالتالي يستحق العقوبة في دار الآخرة وخصوصاً إن كان عن تقصير في أداء براءة التكليف، لماذا؟ لأن عطسة الحاكم هي ليست حدثاً عابراً ولا منعزلاً ولا عرضياً ولا عبثاً ولغواً، وخصوصاً في هذه الظروف التاريخية التي تمر بها الأمة العربية والإسلامية من عدم وضوح في براءة ذمة المكلفين والمقلدين والتابعين، بل إنها تندمج في السياق التاريخي لحركة التحرر الوطني والإسلامي، بل سيكون لها آثارها على المسيرة والمسار، وعلى الأوضاع السياسية بدءاً من الشيطان الأكبر إلى الشيطان الأصغر ومروراً بكل أقاليم الأرض بل هي أوجب من ذلك، لأنها تحمل أبعاداً استراتيجية وحضارية، تجلب لكم سعادة الدارين في الدنيا والآخرة، إنها عطسة الحاكم التي تحميكم من فقركم ومأساتكم. لأنه في الموروث التاريخي الإسلامي آداب ومستحبات عندما يعطس العاطس يستحب على المكلف "تسميت العاطس" يعني أن تدعو له بقولك "يرحمكم الله" فكيف بعطسة الحاكم إن عطس فإنما عن إيمان بالله وملائكته ورسله، لتكون ذخراً وشرفاً للأجيال الحاضرة والمتصاعدة، كيف لا وهو مشغولٌ ليلاً ونهاراً بالسهر والتعب على مصالحكم ومصالح الشعوب الهاتفة بالدم والروح لعطسة الزعيم. سيدنا الحاكم إن بحصتكم وعطستكم لهي فرصة تاريخية نعرب لكم عن تأييدنا ودعمنا وتجديداً لبيعتكم، "لبيك لبيك" واسمحوا لنا أن نردد مع الجماهير ونقول لكم "يرحمكم الله" وسيروا على بركة الله ونحن من ورائكم، فلا يهمكم فاعطسوا متى شئتم وليرحمكم ويرحمنا رب العالمين.

 

بخلاف رأي المعترضين ... يمكن فتح سفارة لبنانية في القدس الشرقية

د. أحمد خواجة/لبنان الجديد/15 كانون الأوّل 2017

بفضل حنكة الوزير باسيل الدبلوماسية ومهاراته المتعددة، من الممكن استئجار مبنى للسفارة اللبنانية في القدس الشرقية من أحد المالكين الفلسطينيّين

 اقترح وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل فتح سفارة لبنانية في القدس الشرقية باعتبارها عاصمة دولة فلسطين، وقد اعترض البعض على هذا الاقتراح، وفي مقدمهم حزب الله، وذلك لأسباب شتى، معظمها قانوني يتعلق بوضع المدينة المقدسة الدولي، والتي ما زالت معتبرة مدينة محتلة وفق قرارات الأمم المتحدة.

إلاّ أنّ اقتراح معالي الوزير يمكن تنفيذه، واجتياز بعض الصعوبات التي تعترض ذلك، فبفضل حنكة الوزير الدبلوماسية ومهاراته المتعددة، من الممكن استئجار مبنى للسفارة اللبنانية في القدس الشرقية من أحد المالكين الفلسطينيّين، ليُصار بعد ذلك إلى تعيين سفير لبناني في عاصمة فلسطين (القدس الشرقية)، وإذا تبيّن بعد ذلك صعوبة التحاق السفير بمركز عمله، بسبب اضطراره للذهاب إلى القدس المرور عبر المنافذ الإسرائيلية وختم جواز سفره (الدبلوماسي طبعاً)، ممّا قد يُعرّضه لاحقاً لتهمة التطبيع، وقد يصل الأمر إلى حدود تهمة العمالة، لذا يُستعاضُ عن ذلك باستئجار مبنى مؤقت للسفارة في بيروت، يكون مقراً مؤقتاً للسفير ومساعديه وبعض الموظفين، بانتظار التحرير الوشيك لفلسطين من البحر إلى النهر، بعد زحف الملايين حسب وصية الراحل أبي عمار، وقيام جبهة المقاومة الجديدة والمدعومة كما يتوهم البعض، من إيران وتركيا وروسيا. سر على بركة الله معالي الوزير، وحظوظ نجاحك مرتفعة كالعادة، وأنت رجلٌ محظوظ، ولا ينالُ ذلك إلاّ ذو حظّ عظيم.

 

لتسقط ورقة التين

د. إيلي شعيا/موقع سائر المشرق/الجمعة 15 كانون الأول 2017

هكذا كان منذ قديم الزمان. كان المعتز بن المتوكل الخليفة العبّاسي جميل الشخص حسن الصورة ولم يكن بسيرته ورأيه وعقله بأس. إلا أن المرتزقة كانوا منذ المتوكل قد استولوا على المملكة واستضعفوا الخلفاء فكان الخليفة في يدهم كالأسير. إن شاءوا أبقوه وان شاءوا خلعوه وان شاءوا قتلوه. ولما حضر المنجمون سألوهم: انظروا كم سيعيش وكم سيملك. فأجاب أحد الظرفاء: بقدر ما أراد المرتزقة فضحك كل من في المجلس. كان المعتز يخافهم ويخشى بأسهم ولا يأمن جانبهم. فدخل إليه جماعة منهم فجرّوه من رجله إلى باب الحجرة وضربوه بالدبابيس وخرقوا قميصه وجعلوه في الشمس في الدار فكان يرفع رجلًا ويضع اخرى لشدة الحر. وكان بعضهم يلطمه وهو يتّقي الضرب بيده، وسلّموه إلى من يعذبه، ثم أدخلوه سردابا وسدوا بابه فمات. لا تدخل برجلك السرداب فالدخول الى السرداب ليس كالخروج منه. كان المتوكل يميل إلى أهل السنة ويعمل على نصرتهم وكان يروم نقل الخلافة إلى الشام ويجعل العرب عمادها وأعوانها تبرمًا بالترك وكثرة ما أحدثوا في الدولة من فوضى وإفساد للشؤون العامة حتى ضاق بهم الاهالي ولم ينج الخلفاء من شرهم. إتفق بغا الصغير مع باغر التركي على قتل المتوكل فضربه بالسيف. قتل بغا والدك يا معتز، فلا تأمن للبغا على ولدك فهؤلاء يولون الخلافة من اطمأنت نفسهم إليه ومن اطمأنت نفسهم إليه لا خير فيه. غضب المنتصر على المرتزقة وصار يسبهم ويقول هؤلاء قتلة الخلفاء، فقتلوه بريشة مسمومة. إذا أحاط بك البغا وهتف باسمك على المنابر، احذر منه فسهامه مسمومة. وأنت شهم منكفء عن سفك الدماء. عوّل المستعين بالله على القضاء عليهم فخلعوه ونفوه. ثم تمكنوا منه فقتلوه. أترانا اليوم في دولة العباسيين؟ هل سقط الحلم ودخلت البلاد في البلاء؟ هل ننفى ونهجَّر ونقتل؟ من يخنق العباد؟ هل تُنهب الدولة ويجري التطاول على القانون؟ هل أعادونا إلى دولة بني العباس؟ لتسقط ورقة التين.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

ايران تحت المجهر الاممي – الاميركي- السعودي: تنتهك القرارات الدولية وقـطار نزع سـلاح الميليشـيات ينطلق مـن العراق فهـل يصل لبـنان؟

المركزية/15 كانون الأول/17/ منذ وصول الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى البيت الابيض وافتتاحه سجل جولاته الخارجية بزيارة المملكة العربية السعودية كمحطة اولى ومشاركته في "قمم الرياض" الثلاث التي رسّخت العلاقات التاريخية بين البلدين، تتقاطع المواقف الاميركية مع السعودية تحت عنوان "تقليص النفوذ الايراني في المنطقة وتقليم اظافرها الممتدة عبر اذرعها العسكرية في اكثر من عاصمة عربية".

فأنشطة ايران العسكرية و"الباليستية" في المنطقة كانت محور ادانة اميركية-سعودية-اممية، عبّرت عنها امس السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي خلال مؤتمر صحافي عقدته في قاعدة اناكوسيتا العسكرية في واشنطن، حيث اشارت الى "تزويد إيران للحوثيين في اليمن بالصواريخ، في انتهاك لقرارات الأمم المتحدة"، مطالبةً "بتحرّك دولي في مجلس الأمن لمواجهة التهديد الإيراني، بموازاة تحرك تقوده وزارتا الخارجية والدفاع الأميركيتان ومجلس الأمن القومي"، قبل ان تنشر وكالة "اسوشييتد برس" اجزاء من تقرير لأمين عام الأمم المتحدة انطونيو غوتيريس يشير فيه إلى "تجاهل إيران دعوات اممية تطالب بوقف تطوير الصواريخ الباليستية على رغم امتثالها للاتفاق النووي مع القوي الست العالمية"، لافتاً الى "ان الأمم المتحدة تواصل التحقيق في إمكانية نقل الصواريخ الباليستية إلى المتمردين الحوثيين في اليمين وإطلاقها على الأراضي السعودية يومي 22 تموز و4 تشرين الاول الفائت".

ورحّبت المملكة بتصريحات هايلي وتقرير غوتيريس، معتبرةً في بيان وزّعته "وكالة الانباء السعودية" "واس" "ان الأدلة التي ظهرت بعد ان اطلق الحوثيون صاروخا تجاه العاصمة السعودية الرياض الشهر الماضي، تشير إلى انتهاكات لقرارات مجلس الأمن الدولي 2216 و2231 في شأن اليمن و1559 و1701 في شأن لبنان"، مطالبةً المجتمع الدولي "بضرورة اتّخاذ إجراءات فورية لتنفيذ قرارات مجلس الأمن اعلاه ومحاسبة النظام الإيراني على اعماله العدوانية".

الموقف السعودي من التصرّفات الايرانية في المنطقة ليس جديداً، اذ، وبحسب مصادر دبلوماسية مراقبة "يأتي في سياق الكباش الاقليمي المستمر بين الدولتين في اكثر من عاصمة عربية"، الا ان "اللافت" في مواقف المملكة تقول المصادر لـ "المركزية" "إشارتها هذه المرّة الى "خرق النظام الايراني "الصارخ" للقرارات والاعراف الدولية بما فيها قرارا مجلس الامن 1559 و1701 المعنيّان بمنع تسليح اي ميليشيات خارج نطاق الدولة في لبنان"، بحسب ما جاء في البيان الذي وزّعته "وكالة الانباء السعودية" "واس".

واشارت الى "ان تذكير المملكة بهذين القرارين الدوليين يأتي بعد إدراجهما في "متن" البيان الختامي لمجموعة الدعم الدولية التي عقدت اجتماعها في باريس الاسبوع الفائت، "والبلبلة" التي اُثيرت في شأن القرار 1559 لناحية "إسقاطه" من النسخة العربية التي وزّعتها السفارة الفرنسية في بيروت الى جانب النسختين الفرنسية والانكليزية قبل ان تُعيد توزيعها مجدداً متضمّنةً القرار الدولي".

وشددت المصادر على "ان نفض الغبار مجدداً عن هذا القرار ان في باريس او في بيان المملكة امس، يشير الى قرار دولي "بالاجماع" لنزع سلاح كل الميليشيات الخارجة عن سلطة الدولة وتدعيم الجيوش النظامية الشرعية بالعديد والعتاد ورفدها بالمساعدات العسكرية لتمكينها من تولّي زمام القيادة الامنية في الداخل وعلى الحدود، خصوصاً بعد ان شارفت المعركة ضد تنظيم "داعش" الارهابي على نهايتها في اكثر من بلد عربي".

وتعتبر "ان اهمية الموقف السعودي المتطابق مع بيان مجموعة الدعم الدولية بانه حافظ على سقفه من "حزب الله" وسلاحه، لكن من دون ان ينتقد تسوية "النأي بالنفس" التي اعادت رئيس الحكومة سعد الحريري الى السلطة، ما يعني ان الرياض اعطت هذه التسوية فرصتها، كما تبيّن من كلام وزير الخارجية عادل الجبير امس "عن ان الحريري عاد الى لبنان من اجل تقديم الاستقالة في شكل رسمي، لكن رئيس مجلس النواب نبيه بري وعده بأن لبنان سيكون حياديا في شأن ما يحدث في العالم العربي وبأنه سيُعطى الهامش السياسي للعمل. لذلك، نحن سننتظر ونرى ونحن دعمنا ذلك وسنرى"، وقد شكّل هذا الموقف الدليل الساطع الى ان المملكة في موقع "المراقب" لمدى التزام "حزب الله" هذه المرّة بالتسوية، في مقابل اعطاء الفرصة للحريري ايضاً في ضمان احترام النأي بالنفس، وهو اعلن في اكثر من مناسبة انه سيضمن الالتزام بالنأي بالنفس وبأنه سيكون اوّل المنتقدين لخرقه".

وتلفت المصادر الى "التطورات "المهمة" التي تشهدها الساحة العراقية لناحية نزع سلاح الميليشيات والمطالبة بتسليمها للحكومة. فبرأيها "ان قطار نزع السلاح غير الشرعي قد وُضع على السكّة بدفع دولي واقليمي ومحطته الاولى العراق بعد ان حُرر من تنظيم "داعش" بدليل الاصوات التي تخرج تباعاً مطالبة بتسليم السلاح الى الحكومة"، "فهل سيصل الى المحطة اللبنانية التي "تعجّ" بالسلاح المتفلّت وغير الشرعي الذي يقوّض قيام الدولة القوية السيّدة على كامل اراضيها"؟

 

قائد {الحرس الثوري}: محور المقاومة امتداد للثورة في المنطقة وممثل خامنئي في {الحرس} قال إن استراتيجية حرب العصابات {غيّرت المعادلات الإقليمية لصالح إيران}

لندن: عادل السالمي/الشرق الأوسط/15 كانون الأول/17

أعلن قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري، أمس، عن نيات إيرانية لتعزيز وجود قواتها في العراق وسوريا، فيما ادعى ممثل المرشد الإيراني في الحرس الثوري علي سعيدي عن تغيير معادلات المنطقة لصالح بلاده بعد تحولها من استراتيجة الحرب التقليدية إلى تأكيد ضمني على دور إيران في منطقة الشرق الأوسط وذلك وسط نفي إيراني في القيام بدور سلبي في المنطقة. وسلط جعفري أمام حشد من طلبة جامعات الحرس الثوري أمس، الأضواء على الخطوط العريضة التي تتبعها قواته على المستويين الخارجي والداخلي في إطار قيامها بدور «حراسة النظام»، لافتا إلى الدور الإيراني في خمس دول عربية هي لبنان والعراق وسوريا واليمن وفلسطين، وداعيا إلى تثبيت ما اعتبره انتصارات المحور التابع لإيران في المنطقة. وقال جعفري في سياق حديثه عن الدور الإيراني في المنطقة، إن «الانتصار في اليمن قريب» معتبرا محور المقاومة في المنطقة والعالم امتدادا للثورة الإيرانية التي يقودها المرشد الإيراني بحسب ما نقلت عنه وكالة «إيسنا».

نهاية الشهر الماضي، كشف جعفري عن تقديم إيران الدعم للحوثيين. ووصف حينها الدعم بـ«الاستشاري».

وتطلق إيران على حضورها العسكري في سوريا والعراق وصف «الاستشاري».

كذلك، ربط جعفري ضمنا بين ما حدث في المنطقة والداخل الإيراني قائلا إنه «رغم المشكلات التي تواجه إيران لكنها في أوضاع جيدة في الخارج». وعن الأوضاع في الداخل الإيراني قال إنها لا تمر بأوضاع جيدة في المجالات الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية رغم «الأوضاع الأمنية والدفاعية الجيدة»، وتابع أن النظام الإيراني يواجه تهديدات على الصعيد الثقافي والسياسي والاقتصادي، مشددا على ضرورة تأهيل الجامعات لمواجهة التهديدات «الناعمة»، كما أشار إلى ضرورة تحول كبير في إدارة البلد و«حراسة» النظام في الوقت المناسب ومن دون تحفظ.

وقال في هذا السياق: «اليوم تجاوزنا التهديدات الأمنية والدفاعية وليس هذا مجرد ادعاء، نحن بإمكاننا الرد في الوقت المناسب على التهديدات الدفاعية لكن هذا لا يعني عدم وجود تهديدات». كما وجه انتقادات ضمنية إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني، لافتا إلى أن بعض المسؤولين يسعون وراء «ترضية الآخرين خاصة عندما يكونون بحاجة إلى أصوات»، معتبرا ذلك «سبب عدم اتخاذ القرارات الصحيحة في البلاد». من جانب آخر، قدم جعفري ملخصا من أهداف النظام الإيراني على الصعيدين الخارجي والداخلي بتقسيمه إلى خمس مراحل بالاستناد على «أدبيات المرشد الإيراني». موضحا أنها تبدأ من تأسيس النظام وتثبيته وتطبيق آيدلوجيته على أجهزة الدولة الإيرانية و«أسلمة المجتمع» وتشكيل مجتمع عالمي قائم على آيدلوجية النظام الإيراني. وذكر جعفري أن إيران تمر بالمرحلة الثالثة لكنه وصف الحركة بـ«البطيئة».

وقال جعفري إن «اليوم بإمكاننا الرد في الوقت المناسب على تهديدات دفاعية وأمنية» إلا أنه في الوقت نفسه ذكر أن ذلك «لا يعني أننا لا نواجه تهديدا لكنه يعني أننا لا نواجه مشكلات جدية على هذا الصعيد».

في سياق متصل، قال ممثل المرشد الإيراني في الحرس الثوري علي سعيدي، إن المعادلات تغيرت لصالح بلاده عقب «تنامي قوى المقاومة في المنطقة». وبحسب سعيدي، فإن الحرس الثوري تابع اعتماد نقل استراتيجية الحرب في المنطقة من الحروب المتوازنة إلى الحروب غير المتماثلة لتغيير معادلات المنطقة، معتبرا هذا التغيير سبب حرب «حزب الله» مع إسرائيل. والحرب «غير المتماثلة» استراتيجية عسكرية على خلاف الحروب التقليدية تعتمد على اختلاف في قوة المتحاربين مع اختلاف الاستراتيجيات في الحرب ويشكل طرفيها عصابات وميليشيات من طرف، وجيش محترف في الطرف الآخر.

ضمن تصريحات، أشار سعيدي ضمنا إلى وقوف إيران وراء تزويد حماس بصاروخ «فجر 5»، قائلا إنه «لولا صواريخ فجر 5 لكنا بصدد أوضاع أخرى في قطاع غزة». وصاروخ فجر 5 بعيد المدى من الصواريخ المتنقلة وهو صناعة إيرانية مطور من صواريخ مدفعية مستوردة من الصين وكوريا الشمالية.

وزعم سعيدي أن المنطقة تشهد حربا بين ائتلافين «مقدس» و«شيطاني» وصنف ضمن الائتلاف «المقدس» إيران وجماعات موالية لها مثل «حزب الله» وميليشيات أفغانية (فاطميون) وأخرى باكستانية (زينبيون)، إضافة إلى جماعات عراقية وسورية تحارب تحت لواء فيلق «القدس» الإيراني.

وتابع سعيدي أن أميركا «فتحت باب المفاوضات في الحرب التي تخوضها بالوكالة» من دون التطرق إلى تفاصيل حول المفاوضات. إلا أنه في الوقت نفسه، قال إن بلاده تخوض حربا ناعمة تتمثل في وسائل الإعلام والتقنية ضد أميركا.

واعتبر سعيدي الغاية من الحرب الناعمة الإطاحة بالنظام الإيراني. وصرح أمام جمع من طلبة المدارس الدينية في محافظة سمنان بأن «أميركا دخلت من بوابة العقوبات للتعامل. من أجل هذا هي أخطر من السابق لأنها تتقدم بالحرب الناعمة عبر العقوبات وحل التعامل والمفاوضات»، متهما الولايات المتحدة بـ«إدخال عناصر نفوذية في الأماكن الحساسة على غرار عضو الفريق المفاوض النووي عبد الرسول دري أصفهاني». ودري أصفهاني شغل منصب المسؤول المالي في الفريق المفاوض النووي قبل اعتقاله في أغسطس (آب) الماضي لحظة مغادرته إيران ضمن وفد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى أنقرة وذكرت وكالات أنباء مقربة للحرس الثوري أنه أوقف بتهم أمنية لكن وزير المخابرات الإيراني محمود علوي نفى تلك التهم، وقال إن المسؤول الإيراني «تعاون مع إدارة مكافحة التجسس في وزارة المخابرات».

 

روسيا تفكك خلية لـ«داعش» في سان بطرسبرغ خططت لتنفيذ هجمات في أماكن عامة

/الشرق الأوسط/15 كانون الأول/17/قال جهاز الأمن الروسي، اليوم (الجمعة)، إنه تم اعتقال 7 أعضاء بخلية تابعة لتنظيم داعش، كانت تخطط لتنفيذ هجمات في أماكن عامة، بحسب بيان نقلته وكالة «إنترفاكس» للأنباء. وقالت الوكالة إنه ألقي القبض على أعضاء الخلية في سان بطرسبرغ يومي 13 و14 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. وكان اعتداء إرهابي شنه انتحاري فجر نفسه بمحطة قطارات سان بطرسبرغ، في أبريل (نيسان) الماضي، قد أسفر عن مقتل 11 شخصاً وإصابة عدد من الجرحى.

 

موسكو مستعدة للتعاون مع واشنطن لحل الأزمة الليبية

الشرق الأوسط/15 كانون الأول/17/قال السفير الروسي في ليبيا إيفان مولوتكوف، إن موسكو مستعدة للتعاون مع الولايات المتحدة لحل الأزمة الليبية، حسبما ذكرت وكالة الإعلام الروسية اليوم (الجمعة). ونقلت الوكالة عن السفير قوله إن روسيا مستعدة للبدء في رفع حظر دولي على توريد السلاح إلى ليبيا؛ لكن بعد تشكيل جيش ليبي موحد، مشيرا إلى أنه «لا ضمانات بعد على أن السلاح المقدم إلى ليبيا لن يصل في نهاية الأمر إلى أيدي الإرهابيين».

 

النظام يكبّل مسار «جنيف» ... والمعارضة تنتظر توضيحات حول {سوتشي} وربط التفاوض المباشر والبحث في السلال الأربع بسحب بيان الرياض

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/15 كانون الأول/17/انتهت جولة جديدة من مفاوضات جنيف إلى تثبيت واقع «الدوران في حلقة مفرغة» خاصة مع إعلان وفد النظام السوري رفض الدخول في حوار مباشر مع وفد المعارضة أو الانتقال لبحث جدي للسلال الـ4 «طالما بيان الرياض2 لا يزال قائما».

وقال رئيس وفد النظام في جنيف بشار الجعفري بعد لقائه المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا: «أجرينا محادثات مكثفة خلال الجولة الثامنة من أجل الخروج بنتائج إيجابية، ونظراً لقناعتنا بما يجري على أرض الواقع من حرب إرهابية طرحنا الحديث عن الإرهاب بشكل أساسي لأن مكافحة الإرهاب هي المدخل الأساسي لبحث باقي السلال». وأعلن الجعفري أن الوفد الذي يرأسه رفض الدخول في حوار مباشر مع المعارضة «لأن بيان الرياض2 لا يزال قائما»، وقال: «لن ندخل في حوار مباشر بوجود شروط مسبقة، وقد تركزت معظم جلسات الجولة الحالية في جنيف على ضرورة إلغاء الطرف الآخر (بيان الرياض2) للتركيز على مناقشة السلال الأربع». وإذ أكد أن النظام لا يريد فشل عملية جنيف، أشار إلى أن وفده شارك في ثماني جولات من المحادثات «بمنتهى الجدية».

وتحدثت مصادر من «جنيف» أول من أمس، لـ«الشرق الأوسط»، أن مشادة كلامية تمت بين الجعفري وممثل روسيا في سياق محاولة الأخير توجيه وفد النظام، غير أن الجعفري، رد عليه بالقول إن مرجعيته في دمشق ولن يقبل تعليمات إلا منها.

بالمقابل، شدد المتحدث باسم وفد المعارضة يحيى العريضي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أن «الجعفري لا يستطيع أن ينهي مسار جنيف أو بيان الرياض، وهو أعجز بألف مرة عن ذلك، خاصة أن هذا البيان هو تعبير واضح عن إرادة المعارضة»، وقال: «من الآن وصاعدا سيكون هناك تمسك أكثر بـ(جنيف) لمواجهة غطرسة النظام وتحديه للشرعية الدولية وللأمم المتحدة». وربط العريضي مشاركة المعارضة بمؤتمر الحوار الوطني السوري الذي تعتزم روسيا عقده في سوتشي بتوضيح وتحديد تاريخه وهدفه والأطراف التي ستشارك فيه. وأضاف: «نحن سنؤيد لا شك أي فعل خارج جنيف يحقق الأهداف الأساسية للمعارضة وأبرزها تطبيق القرارات الدولية، وبالتالي إذا كان سوتشي سيساهم بإطلاق عملية الانتقال السياسي وعودة اللاجئين وإطلاق المعتقلين، فلم لا نشارك فيه».

وكان المتحدث باسم وفد المعارضة أوضح أن الاجتماعات مع دي ميستورا يوم أمس الخميس، «كرست لبحث موضوع الانتقال السياسي، وذلك بعد أن تم بحث ملفي العملية الدستورية والانتخابية في اليومين الماضيين». ووصف الجلسة الأخيرة مع المبعوث بـ«الغنية والجادة»، لافتا إلى أنها «تعمقت في تفاصيل الانتقال السياسي أو ما يعرف بالسلة الأولى وهي تتطلب جلسات أكثر وأكثر». إلا أن المستشارة لمفاوضات جنيف مرح البقاعي، بدت أكثر تشاؤما، واعتبرت أن النسخة الثامنة من هذه المفاوضات «وصلت إلى طريق مسدود»، لافتة إلى أن «الوفد النظامي الذي يمثل حكومة الأسد يرفض التعامل مع مخرجات مؤتمر الرياض، ولا يحترم الجدول الزمني أو السياسي المحدد لتناول الملفات الأربعة التي حددها المبعوث الأممي وصولاً إلى تطبيق فعلي لقرار مجلس الأمن 2254. فيما المبعوث الأممي الذي كان قد فاجأ هيئة التفاوض المعارضة بموقف فج اتخذه بصورة بعيدة كل البعد عن طبيعة موقعه كوسيط دبلوماسي، مهدداً بانتقال المحادثات إلى قبضة سوتشي». وقالت البقاعي لـ«الشرق الأوسط»: «المعارضة عالقة اليوم بين سندان آستانة العسكري وما يحضّر في سوتشي الذي سيكون أشبه بآستانة السياسي، فيما الولايات المتحدة تسحب يدها تماماً وهي مهتمة بتوطيد قواعدها في الشمال والشرق ورعاية شركائها هناك».

وكانت صحيفة «الوطن» السورية التابعة للنظام، نقلت عن مصدر دبلوماسي عربي من جنيف أن الجولة الثامنة من المفاوضات «كانت من أفشل الجولات في المسار المتعثر، وتقع مسؤولية ذلك على المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا بالدرجة الأولى، وعلى وفد الرياض وشروطه المسبقة تجاه مصير هذه المفاوضات وسقوفها». من جهته، اعتبر نائب رئيس الائتلاف المعارض عبد الرحمن مصطفى، أن «عرقلة نظام الأسد للمفاوضات هي لمنع قيام أي عملية انتقال سياسي في سوريا، حسب ما نصت عليها القرارات الدولية وعلى رأسها بيان جنيف1 والقرار 2254». وبيّن مصطفى وهو أحد أعضاء هيئة التفاوض أنهم ما زالوا على استعداد للدخول في مفاوضات مباشرة مع نظام الأسد، مشدداً على أن ذلك مسؤولية الأمم المتحدة، وأشار إلى أن الوصول إلى تلك المرحلة سيدفع العملية السياسية إلى الأمام. وكان دي ميستورا دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى العمل على إقناع النظام السوري بالموافقة على إجراء انتخابات «لكسب السلام». واعتبر دي ميستورا أن على بوتين «إقناع الحكومة بأنه لم يعد هناك من مجال لإضاعة الوقت» مضيفا: «يمكن أن يعتقد البعض أنه انتصر في حرب ميدانية، إلا أن الأمر مؤقت، ولا بد من كسب السلام، ولتحقيق ذلك لا بد من الشجاعة لدفع الحكومة إلى الموافقة على وضع دستور جديد، وإجراء انتخابات جديدة بالتعاون مع الأمم المتحدة».

 

روسيا تعلن استئناف الرحلات بين موسكو والقاهرة

الشرق الأوسط/15 كانون الأول/17/أعلن وزير النقل الروسي مكسيم سوكولوف، اليوم (الجمعة)، استئناف الرحلات الجوية المنتظمة بين القاهرة وموسكو بعد توقف دام لأكثر من عامين. وأكد الوزير أن مطار القاهرة يلبي جميع متطلبات أمن الطيران، قائلا: «يمكننا القول بثقة إنه في النصف الأول من فبراير (شباط)، إذا لم تكن هناك تغييرات وأحداث سلبية أخرى، ستتم استعادة الرحلات الجوية المنتظمة بين القاهرة وموسكو». وأضاف الوزير أن شركة الطيران الروسية «آيروفلوت» تبدأ إعادة تشغيل مكتبها بالقاهرة وتوقع عقودا مع مطار القاهرة، بحسب وكالات روسية. وتابع: «رحلات الشارتر في المرحلة المقبلة، لا يوجد قرار حيالها بعد. لم يبد أحد رغبة لهذه الوجهة سوى آيروفلوت». وكانت حركة الطيران قد توقفت بين روسيا ومصر عقب سقوط طائرة ركاب روسية في سيناء في أكتوبر (تشرين الأول) 2015، ما أسفر عن مقتل جميع ركابها وعددهم 224 شخصا.

 

بوتين يعرض حصيلة حكمه ويعلن ترشحه {مستقلاً} للرئاسة

موسكو: طه عبد الواحد/الشرق الأوسط/15 كانون الأول/17/أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه سيشارك في الانتخابات الرئاسية الروسية بصفة مرشح مستقل، ولن يكون مرشحاً عن حزب «روسيا الموحدة» وهو حزب السلطة الذي أسسه ويقوده حالياً رئيس الحكومة الروسية دميتري مدفيديف. وجاء إعلان بوتين عن قرار الترشح مستقلاً خلال مؤتمره الصحافي السنوي، الذي أصبح تقليداً في الحياة السياسية الروسية، وكان لافتاً حرصه على المشاركة في اختيار من يطرح السؤال من الصحافيين المشاركين، وركز على الأسئلة المتصلة بالسياسة الداخلية، التي قدم في إجاباته عنها ما يمكن وصفه «جرداً عاماً» لنتائج عمله رئيساً للبلاد خلال السنوات الست الماضية، كما أطلق وعوداً تظهر استعداده لستٍ قادمات في الكرملين.

وعبر الرئيس الروسي عن أمله في دعم الأحزاب والمنظمات الشعبية التي تشاطره رؤيته السياسية لمستقبل البلاد له. وكان «حزب روسيا الموحدة»، وكذلك «الجبهة الشعبية لعموم روسيا» أعلنا دعمهما بوتين في الانتخابات الرئاسية. بينما قال غينادي زوغانوف، زعيم الحزب الشيوعي، وهو أحد المنافسين المحتملين لبوتين في الانتخابات: إن الرئيس الروسي لن يجد صعوبة في تجميع التواقيع المطلوبة للتسجيل مرشحاً في الانتخابات. أما سيرغي ميرونوف، زعيم حزب «روسيا العادلة» فقد أعلن أن حزبه ينظر بإيجابية لترشح بوتين، دون أن يكشف ما إذا كان هو شخصياً ينوي هذه المرة خوض الانتخابات أم لا. وكان ميخائيل يميليانوف، نائب رئيس كتلة حزب «روسيا العادلة» في البرلمان الروسي قال في وقت سابق: إن الحزب إما سيقدم مرشحه، أو سيدعم بوتين في الانتخابات. ويرى عدد كبير من المراقبين السياسيين الروس أن قرار بوتين بالترشح مستقلاً، خارج إطار «روسيا الموحدة» لن يؤثر على نتائج الانتخابات، ويشيرون إلى أن شعبية الحزب مصدرها شعبية بوتين وليس العكس.

وقال إن روسيا قد تغلبت على الاضطرابات التي شهدتها بعد انتهاء العهد السوفياتي، معززاً سمعته ضامناً للاستقرار. وقال بوتين: «الشباب لا يتذكرون ولا حتى يدركون ما حدث في تسعينات القرن الماضي وأوائل العقد الأول من القرن الواحد والعشرين، ولا يمكن أن يقارنوه بالوضع حالياً». وأشار بوتين، المستمر في السلطة سواء رئيساً أو رئيس وزراء منذ أكثر من عقد ونصف العقد من الزمن، إلى أنه يرحب بالمنافسة السياسية، ولكنه ذكّر المواطنين بالاضطرابات التي شهدتها التسعينات عقب انهيار الاتحاد السوفياتي.

وفي المؤتمر الصحافي السنوي أمس، الذي كان أقرب إلى الحوار خلال الحملات الانتخابية، أكد بوتين نمو الناتج المحلي الإجمالي 75 في المائة طيلة سنوات عمله على رأس السلطة، ونمو الإنتاج الصناعي ومجالات أخرى بنسبة 70 في المائة، بينما زاد القطاع الزراعي بنحو 3 في المائة، وأشار إلى حجم الإنتاج القياسي للمحاصيل الروسية خلال عام 2017. وقال بوتين: «اقتصادنا يسجل نمواً مضطرداً بواقع 1.6 في المائة على أساس سنوي، ويحقق نمواً كبيراً في صناعة السيارات، والكيميائيات، والأدوية، واحتلت روسيا المركز الأول عالمياً بين مصدّري الحبوب، وهذا إنجاز عظيم، وسجلنا أدنى معدل للتضخم في تاريخ روسيا عند 2.5 في المائة، وأعتقد أنه سيصبح أدنى من ذلك، كما تقلص عجز الميزانية إلى أقل من 2.2 في المائة». وكان هذا كله حديثاً عن «ما قمنا به» على لسان بوتين، الذي أضاف وأطلق وعوداً للمستقبل بعدم رفع الضرائب حتى نهاية عام 2018، وإعفاء مواطنين ورجال أعمال من ديون ضريبية تبلغ قيمتها نحو 41 مليار روبل روسي.

وفي السياسة الداخلية، كانت الإعلامية كسينيا سوبتشاك، صاحبة أول سؤال أثار قضية العلاقة في روسيا بين السلطة والمعارضة. ويذكر أن سوبتشاك كانت أول من أعلن نتيه الترشح للانتخابات الرئاسية، وقالت حينها إنها «مرشحة ضد الجميع». وفي حال نجحت بجمع التوقيعات المطلوبة، قد تكون منافساً لبوتين. وقالت سوبتشاك في سؤالها خلال المؤتمر الصحافي، إنها تتعرض لمضايقات خلال نشاطها في إطار سعيها للترشح للرئاسة، وأشارت إلى المعارض الروسي أليكسي نافالني، واتهمت السلطات بتلفيق قضية جنائية له لحرمانه من حق الترشح للرئاسة. ورد عليها بوتين بانتقاد شعار حملتها الانتخابية «مرشح ضد الجميع»، وطالب المعارضة بتقديم برنامج عمل واضح وإيجابي، ووصف نافالني «نسخة روسية عن ساكاشفيلي» في إشارة للرئيس الجورجي السابق ميخائيل ساكاشفيلي الذي يقود احتجاجات في أوكرانيا حالياً ضد الرئيس بيوتر بوروشينكو. ويرى الكرملين أن ساكاشفيلي يعمل بإمرة الغرب ويشعل الثورات لقلب الأنظمة. وعبّر بوتين عن قناعته بأن «غالبية المواطنين الروس لا يريدون رؤية مشهد كهذا (الثورات والتوتر في التسعينات)» وأضاف: «السلطة لم تكن تخشى أحداً ولا تخشى أي أحد الآن». وفي تعليقه على إجابة بوتين، قال نافالني: إن هذه هي المرة الأولى التي يقر فيها الرئيس الروسي بصورة واضحة بأنه لن يسمح لي بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية.

كما أجاب بوتين عن مجموعة أسئلة تتعلق بالسياسة الخارجية. وفي العلاقات مع الولايات المتحدة أثنى بوتين بأسلوب غير مباشر على الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ورفض أن يقيّمه شخصياً، لكنه قال: إن الرئيس الأميركي يحظى بثقة المواطنين، وأشار إلى إنجازات في عهد ترمب، في مقدمتها نمو الاقتصاد والأسواق الأميركية، وعبّر عن قناعته بأن ترمب مقيّد في تنفيذ وعوده بالتطبيع مع موسكو، وأن العلاقات مع الولايات المتحدة ستتحسن. وشدد بوتين على ضرورة الاتصالات مع ترمب، وحمّل خصومه من القوى السياسية الأميركية المسؤولية عن التوتر في العلاقات، وإطلاق الاتهامات لروسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية. إلا أن بوتين اتهم واشنطن بالانسحاب في الواقع العملي من المعاهدة مع روسيا حول الصواريخ متوسطة وقريبة المدى، وأكد أن روسيا لن تنجر لسباق تسلح، وأن الإنفاق العسكري الروسي ضروري لضمان أمن البلاد. وحذر الولايات المتحدة من الانسحاب أحادي الجانب من معاهدة «ستارت - 3» الخاصة بتقليص الأسلحة النووية الهجومية. وحمّل بوتين واشنطن المسؤولية عن التوتر الحالي في شبه الجزيرة الكورية، واتهمها باستفزاز كوريا الشمالية، حين قررت القوات الأميركية تنفيذ مناورات في المنطقة، ودعا جميع الأطراف إلى الامتناع عن الخطوات الاستفزازية.

ورأى بوتين أن دعوة وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون لحل دبلوماسي مع بيونغ يانغ أمر إيجابي، وأكد أنه بحال ساد المنطق السليم لدى الجانب الأميركي فإن روسيا مستعدة للتعاون في حل كل القضايا، بما فيها الأزمة الكورية. وحول الوضع في سوريا، قال بوتين إن زيارته مؤخراً لمطار حميميم جرى التخطيط لها منذ فترة بعيدة، ولم يكشف عن التفاصيل، لكنه أكد أن أمن الرحلة الجوية كاملة ضمنته مقاتلات روسية. وأكد أنه صاحب فكرة إرسال شرطة عسكرية من منطقة القوقاز إلى سوريا، لافتاً إلى أن أبناء القوقاز مسلمون سنة، وهذا يساعد في التواصل مع السكان المحليين، حيث الغالبية العظمى في سوريا من السنة. وحذر في سياق متصل «اللاعبين الدوليين» من رغبة استخدام الإرهابيين وسيلة لتحقيق مآربهم، واتهم القوات الأميركية في سوريا بأنها تغض الطرف عن تحركات مسلحين من «داعش»، وأن «الأميركيين يعتقدون أنه من الممكن استخدام المسلحين من (داعش) في محاربة بشار الأسد»، وحذر من خطورة عمل كهذا.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ريفي والحريري: خيانة فرصة ثمينة

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية/السبت 16 كانون الأول 2017

http://eliasbejjaninews.com/?p=61062

صعد اللواء أشرف ريفي وعائلته سلم الطائرة عائدين من زيارة لإيطاليا، وأُطفئت الهواتف، ثم بعدها بدقائق أعلن الرئيس سعد الحريري استقالته عبر قناة «العربية»، فيما ريفي يحلّق في الأجواء الإيطالية من دون أن يعرف أنّ استقالة قد هزّت لبنان. قبل الوصول الى بيروت كانت شائعة بُثت عبر وسائل الإعلام عن توجّه ريفي الى المملكة العربية السعودية للقاء الحريري والمصالحة معه برعاية الملك سلمان بن عبد العزيز، أما الحقيقة فكانت في مكان آخر. عرف ريفي بالاستقالة في مطار بيروت فكان اوّل ما فعله، الإيعاز للمناصرين بالتعاطي بمسؤولية، وعدم فتح الباب امام أيّ تشنّج على مواقع التواصل، لا بل طلب التعاطي بإيجابية مع الاستقالة واعتبارها خطوةً في الاتّجاه الصحيح، واختار في الليلة نفسها الظهور عبر قناة «العربية»، مشيداً للمرة الاولى منذ وقوع الخلاف مع الحريري، بالاستقالة، ومتعمِّداً اظهار الايجابية، للتحضير لما هو أبعد، في حال سارت الامور كما يجب.

لم ينتظر الاستماع الى نصائح بضرورة الإعلان عن انتهاء الخلاف السياسي مع الحريري، وكانت الخطوة التالية متوقّعة في أيّ لحظة، لكنّ كلامه عبر قناة «العربية» لاقى ثناءً سعودياً وتشجيعاً على طيّ صفحة الخلاف الى الابد. واكب ريفي الايام التي تلت الاستقالة بالإيجابية نفسها، واطلق موقفاً متقدّماً من طرابلس تجاه الحريري، حيث قال: «نبارك خطوته، ونضع الكتف على الكتف»، ووضع المصالحة نصب عينيه، وكان ذلك عشية ظهور الحريري في مقابلته التلفزيونية من الرياض.

وكان ريفي الذي وجد في الاستقالة «فرصة لتصحيح الخلل الكبير» الذي انتجته التسوية الرئاسية، لاحظ اتّجاهاً لدى «حزب الله»، للتعامل مع الاستقالة كأنها لم تكن، والتركيز على أنّ الحريري مختطف في الرياض، وتأكّد الجميع من هذا المنحى عندما امتنع الرئيس ميشال عون عن قبول الاستقالة، وتحديد موعد للاستشارات، فأعلن موقفاً استهجنه الخصوم والحلفاء، داعياً عون الى تحديد موعد للاستشارات وقبول الاستقالة، وفي ذهنه أمرين: الاول مرتبط بالإعتداء على صلاحيات رئيس الحكومة الذي يستطيع اعلان استقالته من أيّ مكان دون أن يقدّمها خطياً.

والثاني أنّ «حزب الله» وحلفاءه الذين صدموا بسحب ورقة الحكومة من أيديهم، أرادوا عودة الامور الى ما كانت عليه قبل 4 تشرين الثاني، من دون أن يُضطروا الى تقديم أيِّ تنازل في ما يتعلّق بسلاح «حزب الله» ببعدَيه الداخلي والإقليمي، وهذا ما حصل لاحقاً بعد التريّث والعودة عن الاستقالة.

عندما اتّهم البعض ريفي بالاستعجال لوراثة الحريري في السراي، ضحك وقال: «أيُّ عاقل سيصدّق أنّ موقفي سببه أني اريد ان أكون رئيساً للحكومة، لقد استقلت من وزارة العدل تاركاً السلطة ورميتُها عندما عاينت تمدّد نفوذ «حزب الله»، وقبل وزارة العدل وضع «حزب الله» فيتو على توليَّ وزارة الداخلية ونجح للأسف، ومَن سيصدّق أنّ رئاسة الحكومة اليوم ممكنة في ظل التوازنات الحالية؟».

لم يبدِ ريفي ارتياحاً الى ما قاله الحريري في المقابلة التلفزيونية. قرأ ملامحَ عودة عن الاستقالة بلا ثمن. اما بالنسبة الى أداء فريق الحريري في بيروت فالمؤشرات كانت توحي بخواتيم القصة المؤسفة. لم يتردّد هذا الفريق في ملاقاة «حزب الله» في تأكيد أنّ الحريري مختطف. لاحظ أنّ هؤلاء فتحوا معركة مبكرة مع مَن اتّهموهم لاحقاً بالخيانة، وفي الوقت عينه التصقوا بعون وأوكلوه أمرَ إنقاذ الحريري من براثن «خاطفيه».

في هذا السياق حصلت عملية نزع صور الامير محمد بن سلمان بعد ذريعة إحراق إحدى الصور، التي كوفئ من كلّف بها، وفي هذا السياق ايضاً، شُنّت على ريفي مجموعة من الشائعات التي طاولت عائلته، ونُشرت في مواقع يشرف عليها «حزب الله»، لتعود احدى الصحف القريبة من فريق الحريري الى نشرها في الصفحة الاولى، بما يشير الى التنسيق الواضح في الاستهداف. لم يكن ريفي على علم مسبَق بالاستقالة، لكنه قال كلاماً واضحاً لمَن التقاهم مِن مسؤولين سعوديين، هو الكلام نفسه الذي قاله منذ اكثر من سنة والى اليوم، رفضاً لانتخاب عون. قال ريفي للسعوديين قبل انتخاب عون، «أنّ ادّعاء الحريري بأنّ عون سيكون رئيساً متوازناً في الوسط بينه وبين «حزب الله»، إدّعاءٌ معروفة نتائجه سلفاً، لأنّ عون انتُخب رئيساً بقوة «حزب الله»، وسيبقى على تحالفه معه، وسيغطّي سلاحه ومشروعه».

قد يكون مفيداً الآن كشف أنّ ريفي أوشك على اجراء اتّصال بالحريري وهو في الرياض، ذلك عندما قال إنّ «الكتف سيكون على الكتف»، وقد يكون مفيداً أنّ ريفي كان سيعلن حتماً أنّ الخلاف انتهى، وأنّ وحدة الصف عادت، لكنّ رياحاً كثيرة لعبت بأشرعة السفن، وبدا أنّ الحملة على ريفي من داخل البيت الحريري، زادت بعد أن أطلق موقفاً إيجابياً من استقالة الحريري، فروّج الفريق نفسه أنّ السعودية تحضّر لحصر الزعامة ببهاء الحريري، وأُلصقت بريفي تهم اضافية، علماً أنّ مصادر ثقة سعودية جزمت بأنّ هذه الفكرة لم تُطرح لا من قريب ولا من بعيد وأنّ استدعاء بعض فريق الحريري الى السعودية كان هدفه إفهامهم بضرورة وقف ما يقومون به من تواصل مع «حزب الله».

في انتظار أن يبقّ الحريري البحصة، يستعدّ ريفي للمرحلة المقبلة، بعدما سحب الكتف عن الكتف وابتعدت فرصة ثمينة «للعيش معاً». لا يأبه للتضييق الذي يمارس من اجهزة السلطة، ويستعد للمشاركة بقوة في الانتخابات النيابية، ولهذا يكثّف تواصله مع القوى المعارضة للتسوية، أما طبيعة التواصل التي تجري معه من مواقع قرار عربية ودولية فتشير الى أنّ مرحلة جديدة قد بدأت.

 

كيف يقبل لبنان «هِبَات» من دولة خسِرت صفة «العُظمى»!؟

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/2017 السبت 16 كانون الأول

http://eliasbejjaninews.com/?p=61064

بفارق ساعة واحدة بين اسطنبول وبيروت كان رئيس الجمهورية ينزع «صفة الدولة العظمى» عن الولايات المتحدة التي لا يمكنها أن ترعى عملية السلام في الشرق الأوسط، فيما كان قائدُ المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال جوزف فوتيل يعلن من السراي الحكومي عن هبة من المروحيّات والأسلحة الذكيّة للجيش. فما سرّ الدعم الأميركي على رغم هذا التناقض؟ وكيف يفسَّر؟

في الوقت الذي كان أحد السياسيين اللبنانيين يعبّر عن خشيته من تحوّل لبنان الى المحور المعادي للأميركيين ودول الخليج العربي نتيجة التناقض في مواقف المسؤولين اللبنانيين الكبار، كان أحد الديبلوماسيين يؤكّد استمرارَ الرعاية الدولية للوضع اللبناني، مخفِّفاً من «تشاؤم» هذا السياسي ومخاوفه على رغم قناعته بأنّ المخاوف والهواجس التي عبّر عنها صحيحة وواقعية وتدعو الى القلق إذا لم نتطلّع الى الأسباب الأخرى التي تستجلب المواقف الدولية الداعمة للبنان.

وعند اشتداد الحوار بين المنطقَين تقدّم السياسي بعرض شامل للتطوّرات متحدّثاً عن عدم وجود رؤية واحدة من هذه القضايا، ليس على مستوى اللبنانيين المنقسمين بين الحلف الروسي ـ الإيراني من جهة والحلف الأميركي - السعودي من جهة أخرى، ليتوسّع الإنقسام على مستوى القادة الكبار، وتحديداً ما بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب من جهة، ورئيس الحكومة من جهة أخرى، وكذلك بالنسبة الى مواقف أعضاء الحكومة المنقسمين بين هذين المنطقَين.

وتوقف «السياسي المتشائم» أمام المحطات التي انعكست مزيداً من التوتر بين لبنان وأصدقائه وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية ودول العالم الحرّ التي تصرّ على وضع «حزب الله» بلا تفرقة بين جناحَيه السياسي والعسكري على لائحة المنظمات الإرهابية، وصولاً الى العقوبات المتشدّدة التي فرضتها الإدارة الأميركية على قياداته وحساباته وشركاته وشخصيات اتُّهمت بتمويله.

وقال: «لا يمكننا أن ننسى بعض المحطات التي اقتربت فيها العقوبات من أن تشمل القادة اللبنانيين الكبار بتهمة «وقوفهم» الى جانب «حزب الله والسلاح غير الشرعي».

وأضاف: «أنّ التناقض في المواقف القيادية كان بارزاً وشهدت له محطات عدة، ولا يمكن إخفاؤه على أحد. فرئيس الجمهورية لم يوفّر منبراً دولياً من دون تأكيد حاجة لبنان الى «سلاح حزب الله» الى جانب الجيش اللبناني في انتظار أن «يقوى عوده».

فيما كان رئيس الحكومة سعد الحريري يشكو من هذا السلاح، مؤكّداً «أنّ لبنان ليس بقادر على إنهاء ملف السلاح غير الشرعي في انتظار الحلول الإقليمية التي أعطته الدور الذي تجاوز الحدود اللبنانية في اتّجاه الأزمات والحروب التي اشتعلت في الشرق الأوسط والخليج العربي.

وما إن انتهى السياسي اللبناني من مطالعته السلبية حتى سأل الديبلوماسي رأيه في المفارقات الأخيرة التي عاشها اللبنانيون، وآخر فصولها ما شهدته اسطنبول وبيروت بنحوٍ متزامن ظهر الأربعاء الماضي.

وقال: «بفارق ساعة فقط كان رئيس الجمهورية يخطب في القمّة الإسلامية في اسطنبول مهاجماً السياسة الأميركية في المنطقة عقب صدور قرار الرئيس دونالد ترامب بالإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، معتبراً أنّ القرار أسقط عن بلاده «صفة الدولة العظمى التي تعمل على إيجاد حلول تحقّق السلامَ العادل في الشرق الأوسط»، ومضيفاً «إن لم تتصدّ الأمم المتحدة لهذا القرار فإنها تتنازل عن دورها كمرجع دولي لحلّ النزاعات الدولية وفقاً لمبادئ العدل والقانون الدولي، كما ينصّ ميثاقُها، فينتفي بذلك سببُ وجودها».

وفي الوقت عينه كانت بيروت تشهد لقاءً في السراي الحكومي بين الحريري وقائد القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال جوزف فوتيل والسفيرة اليزابيت ريتشارد أعلن خلاله عن مساعدة نوعيّة للجيش اللبناني تربو على 120 مليون دولار، تشمل «ست طائرات هليكوبتر هجومية خفيفة من طراز MD 530G ، وست طائرات بلا طيار جديدة من طراز Scan Eagle ، بالإضافة الى أحدث أجهزة اتصالات والرؤية الليلية»، ومعتبراً أنّ «هذه المعدّات المتقدمة، ستساعد الجيش في بناء قدراته الثابتة والقوية لحماية الحدود ومكافحة الإرهاب والدفاع عن لبنان وشعبه».

وردّ الديبلوماسي قائلاً: «إنّ هذه المقارنة لا تجوز، فما يتحدث عنه رئيس الجمهورية يتناول قراراً أميركياً ما زال يتفاعل عالمياً، وإنّ الرفض تجاوز لبنان الى مختلف القارات، ولم نعرف الى الآن مَن هي الدولة التي رحّبت بقرار ترامب عدا إسرائيل. إنّ عليكم أن لا تنسوا أنّ لبنان ضمن الحلف الدولي ضد الإرهاب.

وإنّ التزاماته تجاه السلام في المنطقة لم تتبدّل، والإنتصارات التي حقّقها على الإرهاب والإرهابيين لم يسبقه اليها أحد بعد، ولم تُحقّقها دول كبرى الى الآن»./

 

فتِّشوا عما يريح الناس لا عما يريح الطبقة السياسية فقط

الهام فريحة/الأنوار/15 كانون الأول/17

حسناً إنَّ مجلس الوزراء باشر بحث أزمة السير الخانقة، وهو باشر وضع المعالجات ولو "الخجولة لها"، والمشروع المتقدّم في هذا المجال هو الأوتوستراد الساحلي بين الضبية وجونيه الذي يجعل اللبنانيين العابرين في تلك المنطقة في "جلجلة يومية".

خطوة إيجابية لا بأس بها، ولكن ماذا عن الإزدحامات في سائر المناطق والأوتوسترادات؟ اللبنانيون في معاناة يومية، وهذا الأمر يستدعي معالجةً، لأنه في تقرير تمَّ إنجازه حديثاً، تبيَّن أنَّ اللبناني يستهلك عشرين في المئة من نهاره، يومياً، في زحمة السير، وأنَّه يستهلك محروقات بنسبة مضاعفة في ازدحام السير، هذا عدا عن حرق الأعصاب والتأخير في المواعيد، بالإضافة إلى مضاعفة تلوث الهواء بسبب ثاني أوكسيد الكربون المنبعث من السيارات المسببة للإزدحامات. لا يطلب اللبناني الكثير من المعجزات لتحسين أوضاعه. كلُّ ما يطلبه أن يتمَّ "تسيير أموره" أو على الأقل الخروج من الأزمات، فهل من المتطلبات الكثيرة أن يطلب اللبناني من حكومته، في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، أن تكون لديه طرقات مثل أيّ بلدٍ في العالم؟ لقد تدحرجت مطالب اللبنانيين إلى الدرجات الدنيا بحيث بات يريد فقط "مجرد طرقات" لتنقلاته.

يُفترض بالسلطة التنفيذية أيضاً أن تدرس كيفية استعادة الثقة، فعلاً لا قولاً، لاستعادة خروج ودائع بقيمة تتجاوز 3 مليارات دولار من لبنان، في أزمة تشرين الثاني، وهو رقم ليس بالقليل على الإطلاق لأنَّ أسهل الخطوات هو خروج رساميل، فيما أصعب الخطوات استردادها في ظلِّ الأجواء غير المشجعة لاجتذاب الرساميل. وهذا ما دفع مصرف لبنان إلى رفع الفوائد، ولو اضطراراً بغية "ربح الوقت"، أملاً في أن تدخل مجدداً رساميل جديدة بالعملة الصعبة إلى لبنان.

السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل ستعمد السلطة التنفيذية إلى توفير الظروف للهيئات المالية وفي مقدمها مصرف لبنان ووزارة المال، لمقاربة تحدي موازنة العام 2018، وما يعتريها من أثقال؟

ما يدفع إلى هذا السؤال أنَّ أرقام موازنة العام 2018 بدأت تلوح في الأفق، وبعدما قدَّم الوزراء موازنات وزاراتهم، تبيَّن أنَّ "سخاءهم" فاق كل تصور، إذ يتبيَّن أنَّ هناك زيادات في طلب الإنفاق تبلغ نحو 2000 مليار ليرة، أي ما يقارب مليار ونصف مليار دولار زيادة عن موازنة العام 2017، ما يدعو إلى الإستغراب والتساؤل: هل يعيش وزراؤنا في هذا البلد؟ هل يعرفون حجم الديون التي "بالكاد" يستطيع لبنان الإيفاء بفوائدها؟ أليس بالإمكان، ولو لمرة واحدة، وضع موازنة تراعي وضع الناس لا وضع الطبقة الحاكمة؟ ربما آن الأوان ليُصار إلى التفكير بما يريح المواطن لا بما يريح السياسيين، الذين في نهاية المطاف يعرفون كيف يتدبَّرون أمورهم.

 

الفرصة أصبحت سانحة لتحقيق الإستراتيجية الدفاعية

فؤاد أبو زيد/الديار/15 كانون الأول 2017

لبنان الذي كان دائماً في مقدمة الدول العربية الداعمة لحق الشعب الفلسطيني في ارضه ودولته، على الرغم من الايام السود التي طبعت العلاقات بين فريق كبير من الشعب اللبناني والمنظمات الفلسطينية المسلحة وادت الى حرب استمرت 15 سنة، هذا اللبنان عاد الى دوره الطليعي في الوقوف مجدداً الى جانب الشعب الفلسطيني، ضد قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب، اعتراف بلاده بمدينة القدس عاصمة للكيان اليهودي، وتأكيد حق الفلسطينيين بالقدس عاصمة ابدية لدولتهم، التي يناضلون منذ 70 سنة لتحقيقها، بالاستشهاد احياناً وبالمفاوضات احياناً اخرى.

الاجماع اللبناني الذي ظهر في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، او في القمة الاسلامية في اسطنبول، والمواقف الجريئة المتقدمة التي اعلن عنها في المناسبتين، والتي رافقها مواقف جميع الكتل النيابية في جلسة استثنائية لمجلس النواب، وفي جلسة لمجلس الوزراء امس، وفي اجتماع روحي لجميع رؤساء الطوائف والمذاهب المسيحية والاسلامية، هذا الاجماع الذي لم يحدث مثله في اي دولة عربية، ناهيك عن التحركات الشعبية، يثبت تمسك الشعب اللبناني بمبادئ العدالة والحق والحرية، ويثبت ايضاً، ان اتهام فريق من اللبنانيين، بالعمالة لاسرائيل، وبالعنصرية، والشوفينية والانعزال، هو اتهام ظالم وغير صحيح واستخدم طويلاً لاهداف وغايات ليست ابداً وطنية. على اي حال، هذا الموقف غير المستغرب للشعب اللبناني، يجب الا يمر مرور الكرام، بل يجب البناء عليه وتفعيله لخلق حالة من السلام والوفاق والتعاون بين المكونات الطائفية وبذورها موجودة، والاهم منها خلق هذه الحالة بين الاحزاب والتيارات السياسية، على خلفية فتح صفحة جديدة بين اللبنانيين قائمة على الاحترام والاعتراف بالاخر، والاهم تصفية النيات والتساعد لايجاد دولة ترعى المواطن وحقوقه، وتعمّق شعور الانتماء الى الوطن والدولة.

هذه المهمة مسؤولية رئىس الجمهورية العماد ميشال عون لأنه الوحيد خصوصا في هذه الظروف، القادر على تقريب المسافات بين المتباعدين على قاعدة طرح الخلافات التي تولّد الصدامات والعدائىة وتفكيكها والحوار حولها بنيّة التوصل الى حلول لها، خصوصا انه يحظى تقريبا بثقة غالبية رؤساء الاحزاب والتيارات والشخصيات ذات الشأن وقد سبق للبطريرك الماروني بشارة الراعي واشار منذ يومين الى ضرورة فتح باب البحث بالاستراتيجية الدفاعية الوطنية والرئيس عون يعلم وكذلك جميع القيادات السياسية ان التوصل الى استراتيجية دفاعية وطنية اصبح ممكنا في هذا العهد، بسبب العلاقة التحالفية بين عون وحزب الله، من جهة، وبينه وبين رئىس الحكومة سعد الحريري من تقارب يصل الى حدّ التحالف، معطوف على تفاهم مع رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الذي يؤكد في كل مناسبة على هذا التحالف وحمايته، وبطبيعة الحال لن يكون الرئيس نبيه برّي والنائبان وليد جنبلاط وسليمان فرنجية بعيدين، او معارضين لهذه الخطوة. اذا كان هناك نية لحماية لبنان من التفكك فالظرف الان اكثر من مؤات اما اذا كان المهم تقطيع الوقت في جو من التوتر والنكايات والصدامات فإن مبلغ 80 مليار دين على لبنان كاف لوحده بانهيار الدولة والجمهورية.

 

غزوات كلامية وعلى الأرض نحو لبنان الساحة

 حسن شامي/لبنان الجديد/14 كانون الأوّل 2017

جولة الخزعلي الحدودية، ومن بعده العراضة الأفغانية، أكدتا أن الصراع في لبنان بات مكشوفا

 لم يكن قد جف بعد حبر البيان الذي أعلنت حكومة لبنان من خلاله صيغة "منقَّحة" لسياسة النأي بالنفس، حتى كان نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ينعى، من طهران، النأي بالنفس، فيما تولى أمين عام "عصائب الحق" العراقية قيس الخزعلي، ضربة المعول الأولى في عملية الدفن، حين أطل على العالم من وراء بوابة فاطمة عند الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة. "رسالة الخزعلي" رفدتها "عراضة" على الحدود نظمها حزب الله لـ "مجاهدين" أفغان، جاؤوا يرددون مضمون ما قاله أمين عام "عصائب الحق"، ولعله كان أمرا مقصودا أن تكون "الغزوة الأفغانية" لكفر حمام في العرقوب دون غيرها، أي إلى حيث كانت قاعدة انطلاق العمل الفلسطيني المسلح من لبنان قبل نحو نصف قرن. هكذا يقترن الكلام بمؤشرات الفعل على الأرض، فيبدو حزب الله في موقع الذي يحدد معنى النأي بالنفس، وأن محور إيران، كما قال الشيخ قاسم، هو صاحب الكلمة، وأن التباهي بـ "السيطرة" على أربع عواصم عربية، يريد أن يسلك طريقه إلى التحقيق في الإلغاء العملي للحدود، مع العراق وسوريا ولبنان.

نحن أمام مشهد يختصر بعبارة استباحة الحدود والإستهتار بالقرارات الدولية، ولا سيما القرار 1701، قد يكون اختبارًا لما تجري تهيئته، أو إعلان نية العودة لتحويل لبنان ساحة ومنصة، وأن المقصود توجيه الرسالة باتجاه الخارج، غداة مؤتمر المجموعة الدولية لدعم لبنان في باريس، الذي أكد ضرورة التمسك بسياسة النأي بالنفس، وحدد الأطر التي يعتمدها المجتمع الدولي أساسًا لاستمرار مد مظلته الحامية للأمن والاستقرار في البلد، وتقديم يد العون له عند اللزوم.

المشكلة لا تنحصر هنا بقدر ما تصبح كبيرة في طبيعة رد الفعل الحكومي. ففي وقت كان يفترض صدور موقف رسمي جامع، حازم في رفض هذا التعدي السافر على السيادة، اكتفى لبنان الرسمي ببيان صدر عن مكتب رئيس الحكومة. ولعله لن يصدر الموقف المطلوب، أبدا، ما يدعو إلى ذلك أن وزير خارجيتنا سبق أن تحفظ على إيراد قرار مجلس الأمن رقم 1559 في بيان المجموعة الدولية، ثم عمدت وزارته إلى ارتكاب تزوير فاضح بتوزيع البيان محذوفا منه الإشارة إلى هذا القرار، ما يعني السير في اشتراطات الطرف الذي يضيره الالتزام بمنطوق هذا القرار، كما بمنطوق القرار 1701.

وإذ غاب الموقف الرسمي الجامع في رفض هذا الانتهاك الفاضح للسيادة والحدود، جاء قرار ترامب بشأن القدس ليطلق موجة مزايدات وتخوين، لم يتردد بعض من مسؤولين في الحكم عن اللحاق بها، وإلحاق الضرر بصورة لبنان الدولة عربيا ودوليًا، لقد بلغ الأمر بوزير الخارجية، إلى المزايدة على خطاب محور الممانعة بخطابه الثورجي والشعبوي أمام الجامعة العربية، وكأنه بذلك يكرس، بصورة فجة، انحياز بعض السلطة إلى محور الممانعة، بل لتبدو سياسة المزايدة على الجامعة العربية والهروب إلى الأمام، محاولة مكشوفة للالتصاق أكثر فأكثر بمحور "الممانعة".

بكلمة، جولة الخزعلي الحدودية، ومن بعده العراضة الأفغانية، أكدتا أن الصراع في لبنان بات مكشوفًا، والمواقف الفعلية لم يعد أصحابها بحاجة إلى قفازات. إزاء هذا الأمر، نصبح أمام مسعى متكامل، ما بين حزب الله وبعض السلطة لترجمة ما يردده قادة الجمهورية الإسلامية بشأن لبنان الساحة على حساب لبنان الوطن، وبينما إيران تعلن أن لبنان جزء من منظومتها العسكرية – السياسية، ويغيب لبنان الرسمي عن اتخاذ أي موقف سيادي إستقلالي، يصبح الإستقرار الذي ينعم به لبنان، ليس رهنا بالتزام المجموعة الدولية الحفاظ عليه، بل بمدى ما "يقبل" حزب الله / إيران باستمراره.

وذلك ما يجعل الدويلة تستمر في إملاء مواقفها على الدولة!

 

هل انسحاب بوتين تمدد لإيران؟

نديم قطيش/الشرق الأوسط/15 كانون الأول/17

خمسة أيام فقط فصلت بين إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن ترشحه للانتخابات الرئاسية في مارس (آذار) المقبل، وبين زيارته إلى سوريا كأول رئيس أجنبي يزورها منذ نحو سبع سنوات، وإعلانه من قاعدة حميميم سحب قطاعات كبيرة من جيشه من الحرب السورية بعد «القضاء على (داعش)».

نجاح بوتين مضمون في الربيع المقبل، مع ذلك اختار الرئيس الروسي المسرح الاستراتيجي ليطل من خلاله كمرشح لولاية رئاسية رابعة تنتهي في عام 2024، تضاف إلى ولاية رئاسة الوزراء بين العامين 2008 و2012.

ففي حميميم، بدا بوتين وكأنه يقول للعالم: ها هي روسيا العظمى عادت، وها هو بشار الأسد رئيس رغماً عن العالم (أميركا وأوروبا تحديداً)، نتيجة تدخلي العسكري في هذه الأزمة. وها أنا أعلن تفوقي، وأقدم نموذجاً تدخلياً مختلفاً عن النموذج الكارثي الأميركي في العراق، أو الأوروبي في ليبيا.

لقد حول بوتين السياسة إلى تلفزيون واقع يومي، وعرض متواصل «للرجولة السياسية» على المسرح الدولي، وتحولت نشرات الأخبار والبرامج السياسية إلى دراما تلفزيونية يعيش من خلالها المواطن الروسي فخراً وعزاً يفتقران إلى أي سند داخلي واقعي يتصل بالعيش الكريم أو الرفاه أو الأمن في البلد الأم.

لكن بوتين يعرف أن استعراضات الأدوار الخارجية لروسيا، أكانت سياسية أم عسكرية، باتت ترتب على الروس أكلافاً هائلة، في ظل متغيرين كبيرين؛ هما: خسارة النفط، المورد الروسي الأساسي، أكثر من 60 في المائة من قيمته السوقية، والعقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا منذ عام 2012. فهذه الأدوار الخارجية فقدت قدرتها على إثارة الناخب الروسي، لا سيما الشاب، الذي وجه ضربة لمرتكزات الشرعية للنظام الروسي حين عزف عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية 2016، معبراً عن أدنى نسبة مشاركة في تاريخ روسيا الحديث؛ لم تتجاوز 47 في المائة في العموم، و28 في المائة في مدينة مثل موسكو.

وعليه، يحتاج بوتين للخروج من دور عسكري مباشر طويل الأمد في سوريا، بقدر ما احتاج المسرح السوري ليؤكد عودة مكانة بلاده، وقدرتها على فرض إرادتها ورؤيتها.

هذا التناقض بين الحاجتين يوفر فرصة كبرى لإيران لأن تتقدم بأدوارها ومواقعها على الساحة السورية وعبرها.

فالطيران الروسي لن يستطيع أن يحمي الحكم المتهالك لبشار الأسد إلى الأبد، ما لم يقحم أكثر نفسه في الدفع بجنود على الأرض، كما يلاحظ السياسي والباحث الأميركي فرد هوف. ولئن كانت موسكو حريصة كل الحرص على عدم تكرار تجربة أفغانستان، التي كلفتها 15 ألف روسي على الأقل خلال عشر سنوات، فهي تستند إلى القوات البرية التي تشكلها المرتزقة الإيرانية، من لبنانيين وعراقيين وأفغان وباكستانيين وغيرهم، وهو ما يوفر لإيران فرصة انتزاع دور كبير في سوريا، ومن خلالها في عموم المنطقة، وبأكلاف قليلة نسبياً، بالمقارنة مع أكلاف موسكو.

ليس واضحاً كيف ستدير موسكو حاجتها هذه لإيران، وما مدى الدور الذي ستضطر لمنحه لها، في ظل رهانات أن بوتين سيعمل على تقليص دور نظام الملالي في سوريا.

ثمة من يرى أن إيران ستستفيد من حاجة روسيا إليها لتعميق حضورها في سوريا، سيما أنها أقدر على اختراق البنية الاجتماعية السورية، بحكم قوانين لعبة المذاهب والأقليات.

كما أن إيران أكثر عقائدية في حساباتها ورهاناتها في سوريا، على عكس موسكو التي تعتبر أن تدخلاتها أدت الغرض، وأعادت ترميم مكانة روسيا الدولية، وهو ما أراده بوتين منذ البداية، بينما يبدو نظره مشدوداً الآن لبناء علاقات اقتصادية تعيد النمو إلى بلاده التي تعاني من عقوبات قاسية، وتراجع في قيمة العملة. فمن سوريا حيث الاستثمار في المكانة، انتقل بوتين إلى أنقرة حيث بحث في صفقة صواريخ «إس - 400»، ومصر حيث بحث في استثمارات في الطاقة النووية بحجم 30 مليار دولار.

قبل ذلك، كان بوتين قد استقبل الرئيس السوداني عمر البشير، ووقعت حكومتا البلدين اتفاقيات مهمة للتعاون في مجال تنقيب واستخراج الذهب والنفط، ومنح شركات روسية تراخيص للاستكشاف الجيولوجي، والاستخدام السلمي للطاقة النووية. وللتدليل على عمق العلاقة مع السودان، الذي وصفه بوتين بالشريك الاستراتيجي في أفريقيا، بات السودان أول دولة عربية تتسلم المقاتلة الروسية سوخوي التي يبلغ ثمن الطائرة الواحدة منها نحو 35 مليون دولار.

أكثر فأكثر، سيحتل الهم الاقتصادي أولويات بوتين في رئاسته الرابعة والمصيرية لأنها ستفتح مسألتي: إما وريثه، وإما إمكانيات تعديل الدستور بما يضمن استمراره، وهو ما لن يكون يسيراً بغير إنجازات داخلية حقيقية. وأكثر فأكثر، ستنفتح فرص الاستثمار أمام الدور الإيراني.

ليس من باب الصدفة، أمام هذه الوقائع، أن يعيد العالم تزخيم جهوده لتقليم أظافر إيران، بعد طول استرخاء، كما ظهر في مؤتمر مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان، في باريس، والعودة إلى ما يكفل محاصرتها وأدواتها عبر القرارات الدولية والعقوبات وغيرها. أضف إلى ذلك الاستنفار الإسرائيلي غير المعهود تجاه إيران و«حزب الله»، والتحفز العربي الذي يدرك أن مخاطر تحول التدخل الروسي إلى انتصار سهل لإيران، هو سيناريو كارثي لا يجب إسقاطه من الحسابات.

 

التحضيرات والنقاشات حول الانتخابات مستمرة: ماذ عن التحالف الخماسي الجديد؟

قاسم قصير/مجلة الامان/15 كانون الأول/17

تتواصل التحضيرات والاستعدادات والنقاشات حول الانتخابات النيابية اللبنانية التي ستجري في أيار 2018. فوزارة الداخلية أطلقت الحملة الانتخابية من خلال إطلاق شعار الانتخابات: «لبنان ينتخب عام 2018»، فيما تواصل بعض مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب السياسية عقد اللقاءات والنقاشات لشرح قانون الانتخابات الجديد وعرض الملاحظات حوله وتقديم بعض النتائج المتوقعة عن الانتخابات المقبلة. وعلى الصعيد السياسي بدأ الحديث جدياً عن احتمال تشكيل تحالف سياسي - انتخابي جديد باسم (التحالف الخماسي) بديلاً من التحالف الرباعي الذي شكل عام 2005، وقد يضم هذا التحالف الجديد (حزب الله، تيار المستقبل، الحزب التقدمي الاشتراكي، التيار الوطني الحر، حركة أمل).

فما أبرز التحضيرات والنقاشات الجارية بشأن قانون الانتخابات الجديد؟ وهل حُسمَ تشكيل «تحالف خماسي» لخوض الانتخابات؟ وهل ينجح هذا التحالف في حال تشكيله في تحقيق النجاحات في الدوائر الانتخابية المختلفة؟ أم يواجه معارضات شديدة مسيحية وإسلامية؟

التحضيرات والنقاشات

بداية ماذا عن التحضيرات والنقاشات بشأن الانتخابات النيابية المقبلة وقانون الانتخابات الجديد؟

في خطوة تؤكد حسم القرار النهائي بشأن إجراء الانتخابات النيابية في موعدها في أيار 2018 (ما لم تحصل تطورات خطيرة تؤجلها)، أطلق وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق شعار «2018 لبنان ينتخب» كتأكيد لعدم تأجيل أو تقريب موعد الانتخابات، ورأس المشنوق الاجتماع الدوري لكبار الموظفين المعنيين بالتحضيرات للانتخابات، ونوقشت مختلف القضايا اللوجيستية والإدارية والتقنية والقانونية المتعلقة بالعملية الانتخابية في لبنان ودول الانتشار، ووافق المجتمعون على اعتماد العازل الانتخابي الجديد الذي صُمم وفق المعايير الدولية الحديثة التي تعزز سرية الاقتراع يوم الانتخاب، وسيأخذ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على عاتقه تكاليف تأمين اللوازم العازلة الضرورية لإجراء العملية الانتخابية.

وأما على صعيد مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب والتحضيرات القائمة بشأن الانتخابات وقانون الانتخاب، فقد بدأت الأحزاب اللبنانية ومؤسسات المجتمع المدني عقد سلسلة لقاءات وندوات لشرح قانون الانتخابات وآليات العمل به، ومن ضمن هذه الأنشطة اللقاءات التي تعقدها «جمعية مراقبة الانتخابات» ومؤسسات أخرى حزبية لشرح القانون. وبدعوة من «بيت المستقبل» وبالتعاون مع مؤسسة كونراد الالمانية عقدت يوم الاثنين الماضي في أوتيل لوغبريال في الأشرفية ندوة موسعة تناولت قانون الانتخابات، شارك فيها الرئيس الأسبق أمين الجميّل وعدد من النواب الحاليين والوزراء السابقين وفعاليات من المجتمع المدني، وقدِّمت خلالها قرارات مختلفة لقانون الانتخابات والثغرات التي اتسم بها والنقاط الايجابية التي قد تسمح بحصول تنافس حقيقي بين مختلف القوى والشخصيات السياسية. وفيما اعتبر بعض المشاركين «ان القانون الجديد سيؤدي إلى فوز ما كان يسمى (تحالف قوى 8 آذار) بعدد كبير من المقاعد يتيح لهم التحكم بالوضع السياسي اللبناني مستقبلاً»، أشار آخرون «إلى ان هذا القانون يؤمن تنافساً حقيقياً بين مختلف القوى ويسمح لمؤسسات المجتمع المدني بالمشاركة الفعالة ويفتح الباب أمام تغيير سياسي في المستقبل».

وقد برزت آراء أخرى في الورشة تدعو للنقاش في مستقبل الوضع السياسي اللبناني وكيفية العمل لتطوير النظام الانتخابي والسياسي من أجل تحقيق مشاركة سياسية حقيقية في المستقبل.

التحالف الخماسي

ومع استمرار التحضيرات لإجراء الانتخابات النيابية في شهر أيار 2018، بدأت الأوساط السياسية والإعلامية في بيروت تتحدث عن احتمال تشكيل «تحالف خُماسي» يضم كلاً من: حزب الله، تيار المستقبل، الحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر، وهو يشبه الى حد بعيد «التحالف الرباعي» الذي جرى تشكيله عام 2005 بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري من القوى الأربع دون التيار الوطني الحر، ونجح التحالف الرباعي آنذاك من خلال القانون الأكثري بحصد معظم المقاعد، في حين ان التيار الوطني الحر فاجأ الأوساط السياسية والشعبية بنيله نحو 27 مقعداً نيابياً.

فهل يمكن تشكيل التحالف الخماسي اليوم؟ وهل يستطيع هذا التحالف الحصول على أغلبية ثلثي غطاء المجلس النيابي الجديد؟

مصادر مقربة من حزب الله لا تنفي «وجود بحث جدي في هذا الموضوع، وإن كانت الأمور لم تحسم حتى الآن، إن كان بسبب التطورات السياسية المتسارعة، أو لأن خوض الانتخابات وفقاً للقانون الجديد يتطلب معادلات جديدة لا تعتمد فقط على تجميع القوى السياسية والحزبية، وذلك بسبب اعتماد النسبية والصوت التفضيلي».

وفي مواجهة هذه المعطيات تحدثت مصادر إعلامية في بيروت «عن احتمال أن يؤدي تشكيل التحالف الخماسي الى تشكيل تحالفات مضادة تضم القوى المتضررة من هذا التحالف، سواء على الصعيد الإسلامي أو الساحة المسيحية، كالوزير أشرف ريفي والقوى الإسلامية وحزب الكتائب والقوات اللبنانية والقوى اليسارية».

وتطرح بعض الأوساط السياسية والإعلامية عدداً من الأسئلة والملاحظات حول هذا التحالف وخصوصاً «بالنسبة إلى حلفاء حزب الله من قوى المعارضة السنّية الذين يشكلون قوة شعبية فاعلة في بعض المناطق (صيدا وطرابلس، البقاع العربي، بيروت)، فهل يُضَمون إلى التحالف الجديد؟ أم يخوضون الانتخابات وحدهم؟»، كذلك هناك سؤال أساسي: ما هو المشروع السياسي الذي سيطرحه هذا التحالف الجديد في ظل استمرار التباينات والخلافات بين بعض أركانه حول القضايا الداخلية والخارجية؟ وكيف ستشكل اللوائح والتحالفات في مختلف المناطق وماذا عن تأثير بنود القانون الجديد على تشكيل اللوائح، وخصوصاً مع اعتماد النسبية والصوت التفضيلي؟».

وحول كل هذه الأسئلة والاشكالات تجيب بعض المصادر السياسية المقربة من حزب الله: «إنّ من المبكر الحديث عن تحالفات سياسية وانتخابية قبل 6 أشهر من الانتخابات، لأن الأشهر المقبلة قد تشهد تطورات مهمة وسيكون لها انعكاسات مباشرة على المشهد الانتخابي، كذلك إن آلية اجراء الانتخابات والتحالفات ستكون مختلفة كلياً عن الآليات التي اعتمدت وفق القوانين السابقة، لذا علينا انتظار بعض الوقت قبل حسم النقاش في هذه المسائل».

إذن يمكن القول ان العد العكسي لإجراء الانتخابات النيابية في لبنان في أيار 2018 قد بدأ، والتحضيرات العملية قد انطلقت، وعلى جميع القوى السياسية والحزبية ومؤسسات المجتمع المدني أن تبدأ التحضير الجدي لهذه الانتخابات، إضافة إلى ما تقوم به المؤسسات الرسمية وخصوصاً وزارة الداخلية من التحضيرات اللوجستية. وبانتظار وضوح الصورة على المشهد الإقليمي والسياسي في لبنان والمنطقة، ستكون الانتخابات النيابية أحد أبرز الملفات الحاضرة في المشهد السياسي اللبناني طوال الأشهر المقبلة.}

 

الخيبة من بوتين بعد ترامب

وليد شقير/الحياة/15 كانون الأول/17

بين إعلان فلاديمير بوتين من سوتشي في 20 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، أثناء استقباله بشار الأسد، أن روسيا «تعوّل على مشاركة الأمم المتحدة بشكل فعال في المرحلة النهائية من التسوية في سورية»، وإعلانه من قاعدة حميميم العسكرية في سورية بعد أقل من 3 أسابيع، النصر على الإرهاب في بلاد الشام تمهيداً لسحب جزء من قواته، ثم قوله أمس إن «روسيا وسورية لن تتمكنا من حل أزمة اللاجئين بمفردهما، وهناك حاجة لجهود دولية»، يلعب الرئيس الروسي على حبال الأزمة السورية في ظل غموض البحث عن التسوية السياسية للحرب. ولعل بوتين يتقصد إضافة الالتباسات إلى هذا الغموض الذي يحيط بالحاجة إلى إنهاء الحرب في سورية. وهو غموض تكرّس في إفشال مفاوضات جنيف8 بين الموفد الدولي ستيفان دي ميستورا ووفدي النظام والمعارضة، فعلى رغم أن القيصر كان يأمل بانتهاء تدخل قواته الذي بدأ في آخر شهر أيلول (سبتمبر) عام 2015 في الحرب، خلال بضعة أشهر، فإنه بات يبتدع أساليب التكيف مع امتداد القتال هناك، ويتقن المناورات التي تسمح له بأن يلائم تورطه فيها مع إطالة أمدها. مناسبة حديثه أمس للترويج لترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية في آذار (مارس) العام المقبل، كافية للإضاءة على أن هناك حيثيات داخلية تتعلق بالسياسة المحلية تلعب دوراً في المواقف التي أعلنها في الأسابيع الأخيرة، وتضيء على خلفيات المناورات التي يقوم بها في شأن الحرب في سورية.

طبعاً ليس بوتين وحده مَن لديه دوافع داخلية (تضاف إلى عوامل الصراع الأخرى)، في عملية إخضاع أزمات منطقتنا لمتطلبات السياسات المحلية في الدول الكبرى. فقرار دونالد ترامب الأخرق الاعتراف بالقدس عاصمة للدولة العبرية خضع أيضاً لهذه الاعتبارات في توقيته، إذ أراد عبره إرضاء اللوبي الإسرائيلي في واشنطن كي يقف إلى جانبه، سواء في مواجهة التحقيقات حول الدعم الروسي الذي تلقاه عبر التدخل في الحرب الإلكترونية، أم في مواجهة تراجع شعبية حزبه الجمهوري في انتخابات حكام بعض الولايات التي استعادها الديموقراطيون، كمؤشر سلبي لما ستكون عليه نتائج الانتخابات النصفية لمجلسي الشيوخ والنواب في الولايات المتحدة خريف العام المقبل. في الحالتين، أي الحرب في سورية ودور ترامب في ملاقاة اليمين الإسرائيلي في تصفية القضية الفلسطينية، دليل على الدرك الذي بلغه الضعف العربي في التأثير في السياسات الإقليمية والدولية وخضوع قضاياهم للمناورات الداخلية في الدول المؤثرة وتحولهم ألعوبة في أيدي الدول العظمى. وواحد من الأدلة على بئس حال المنظومة العربية أن الدولة الأضعف فيها، لبنان، باتت تتصدر الموقف المدافع عن الحق العربي بالقدس، وتدعو إلى مواجهة القرار الأميركي بخطوات عملية اقترحها الرئيس ميشال عون، يفترض بالدول القوية والمؤثرة في هذه المنظومة أن تتصدى لها. والفلسطينيون لم يجدوا إلا في تلك الدولة الصغيرة من يناصرهم قياساً إلى الأشقاء الكبار.

في حال سورية، تزيد مواقف بوتين المتناقضة من قناعة قلة تجرؤ على القول، على رغم كل المظاهر باقتراب الحل السياسي، إننا أمام التمهيد لمرحلة جديدة من الأزمة وليس التسوية، فليست المرة الأولى التي يعلن فيها الكرملين عن سحب قوات له من سورية. سبق أن فعل ذلك في ربيع عام 2016 حين أعاد العديد من المقاتلات والقاذفات ثم أعادها وضاعف العدد. وهو سبق أن دعا القوات الأجنبية إلى الانسحاب من الميدان السوري واتفق مع الأميركيين على أن تنكفئ قوات «الحرس الثوري» الإيراني والميليشيات التابعة له من الأراضي السورية، وتكرر الأمر بعد لقائه السريع مع ترامب، وجرى تسريب المعلومات عن قرب الانكفاء الإيراني بعد قمة سوتشي الروسية الإيرانية التركية، إلا أنه تبين أن الحاجة إلى وجود القوات الإيرانية في سورية تتفوق على الحاجة إلى المناورة الروسية بسحب جزء من القوة الجوية. بل على العكس، أخذ المسؤولون الروس يتحدثون عن أن المعني بانسحاب القوات الأجنبية هو انكفاء القوات الأميركية من الشمال السوري حيث تستظل حلفاءها في «قوات سورية الديموقراطية» (وتشكل مظلة دولية لهم في الوقت ذاته)، ومن منطقة التنف على الحدود العراقية السورية، لأن وجودها غير شرعي وليس بطلب من الحكومة السورية. وأقصى المناورة في الموقف الروسي الذي لا يبشر ببدء العملية السياسية، هو تبرؤ بوتين من القدرة على إعادة النازحين، الذي كان أحد مبررات لإقامة مناطق خفض التصعيد في آستانة. مقابل خذلان بعض القيادة الفلسطينية من دور واشنطن في السلام بعد قرارها الأخير، فإن الخيبة مصير الرهان على دور روسي في العملية السياسية في سورية.

 

بوتين بين حميميم والقاهرة

فايز سارة/الشرق الأوسط/15 كانون الأول/17

في يوم واحد قام الرئيس الروسي بوتين بزيارتين عربيتين متتاليتين؛ كانت أولاهما إلى قاعدة حميميم الروسية في سوريا والثانية للعاصمة المصرية القاهرة. غير أن ما أحاط بالزيارتين من تفاصيل ومحتويات، أكد اختلافاً عميقاً للأولى عن الثانية، وبين أنهما لم تكونا متماثلتين ولا متقاربتين لا في الشكل ولا في المحتوى ولا في النتائج أيضاً، وهذا ما أبرزته الأخبار وتسريبات الفيديو، التي قدمتها المصادر الإعلامية الروسية عن زيارتي الرئيس الروسي ولقائه مع بشار الأسد الذي تعتبره روسيا رئيساً شرعياً لسوريا، بصورة مماثلة لنظرتها إلى لقائه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومكانته عندها.

ففي زيارة الرئيس بوتين الأولى، كانت قاعدة حميميم العسكرية الروسية في سوريا، المكان الذي قصده بوتين بدلاً من أن يقصد دمشق التي تعتبرها موسكو عاصمة نظام الأسد، وبهذا المعنى فقد اختار بوتين من سوريا المكان الذي يقع تحت السيطرة المطلقة للقوات الروسية على الأراضي السورية، مما يعني أن بوتين، لا يرى سوريا إلا من خلال وجود قواته وقاعدته، التي شكل وجودها محور التطورات السياسية والميدانية في القضية السورية منذ التدخل الروسي الواسع أواخر عام 2015.

والنقطة الثانية في وقائع زيارة بوتين السورية، هي استدعاء بشار الأسد ليكون في استقبال بوتين في القاعدة الروسية، وقد ظهر الأسد وحيداً دون أن يرافقه أي من السوريين سواء كبار المسؤولين أو القادة العسكريين والأمنيين، بل ودون مرافقة شخصية كما درجت العادة، بخلاف ما كان عليه بوتين المحاط بجنوده وجنرالاته وحرسه الشخصي، كما أن وجود الأسد في القاعدة بدا محكوماً بالسيطرة الروسية، حيث منع جنود روس الأسد من السير إلى جانب بوتين الذي ترك الأول، وكأنه أسير الجنود الروس.

وبخلاف ما ظهر في وقائع زيارة حميميم، فإن محتوى محادثات بوتين - الأسد، لم تتعدَ محتوى السياسة الروسية في سوريا، وأبرز نتائجها إصدار بوتين قراره بإعادة القوات الروسية الموجودة في سوريا إلى قوات تمركزها الأساسية في بلادها بعد ما وصفه الروس بدورها في الحرب على «داعش» وما تحقق من «انتصار» في نتائجها. ومما لا شك فيه، أن ما ظهرت عليه زيارة بوتين للقاهرة في اليوم ذاته، تضيف أبعاداً أخرى لمحتوى زيارة حميميم السورية ولقائه مع الأسد فيها، وبالتالي فإنها توضح أكثر النظرة الروسية إلى سوريا وشكل التعامل معها ونظرتها إلى رئيس النظام الحاكم في دمشق.

ففي زيارته لمصر نزل بوتين في مطار القاهرة، واستقبله بصورة طبيعية الرئيس المصري محاطاً بكبار المسؤولين المصريين، وتوجه الرئيس الضيف بصحبة مضيفه إلى قصر الاتحادية لعقد المباحثات الروسية - المصرية سواء في لقاءات الوفدين، أو في اجتماعات الرئيسين المغلقة. وطبقاً للمعلومات، فإنه تم بحث العلاقات الثنائية بين الطرفين وخصوصاً في ميدان التعاون النووي والطيران والعلاقات التجارية، إضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك ومنها صراعات المنطقة وسبل حلها بالطرق السلمية، وبحث الوضع في سوريا والحرب على الإرهاب، وهي الموضوعات التي تناولها الرئيسان المصري والروسي في المؤتمر الصحافي الذي عقداه عند انتهاء الزيارة. لقد أجملت زيارة بوتين ومجرياتها في حميميم، حقيقة النظرة الروسية للوضع في سوريا باعتباره بلداً تحت السيطرة الروسية، وأن رئيس النظام مجرد شخصية ضعيفة وتابعة، وقد أضافت مجريات زيارة بوتين للقاهرة ونتائجها بالمقارنة مع ما جرى في حميميم أبعاداً أخرى، لتوضح في الوقت نفسه الفارق بين تعامل روسيا مع النظام مع البلدين، حيث تنظر روسيا إلى مصر باعتبارها دولة ذات سيادة، تجري العلاقات معها بصورة طبيعية وفق مسار العلاقات الدولية القائمة.

خلاصة القول، فيما رسمته زيارتا بوتين إلى حميميم والقاهرة، أنها أوضحت نظرة الرئيس الروسي إلى سوريا باعتبارها بلداً تحت السيطرة الروسية، التي كثيراً ما يقول الروس إنهم يعتبرونها بلداً مستقلاً، ينبغي الحفاظ عليه واحترام سيادته، ونظرته إلى رئيس النظام القائم في دمشق بشار الأسد الذي يعتبر الروس أنه رئيس «شرعي ومنتخب»، ويبذلون كل جهودهم على كل المستويات من أجل الحفاظ عليه وعلى نظامه في إطار التسوية المقبلة للقضية السورية. ولعل الأهم في هذه الخلاصة، أنها ترسم حدود ما يمكن أن يكون عليه الموقف الروسي في المفاوضات الجارية سواء في جنيف 8 أو في آستانة الوشيكة الانعقاد، أو في مؤتمر سوتشي، الذي تسعى إليه موسكو لحل القضية السورية، وكله يؤكد أن أفق العملية السياسية في سوريا وحولها يكاد يكون مغلقاً ما لم يحصل تغيير جوهري في النظرة الروسية، وخصوصاً في الموقف من النظام القائم ورئيس النظام بشار الأسد.

 

الغرب وإيران بين هيلي ولودريان

د. خطار أبودياب/العرب/16 كانون الأول/17

تحت عنوانيْ مواجهة خطر الصواريخ الباليستية الإيرانية وضرب أذرع إيران، ستحاول واشنطن بلورة اصطفاف غربي جديد خلفها مع عدم التركيز على ثغرات الاتفاق النووي بهدف طمأنة الأوروبيين وجذبهم أو ضمان عدم عدائهم للتوجهات الجديدة. في الثالث من سبتمبر 2014، كشفت صحيفة كيهان الإيرانية عن المرحلة الجديدة للتمدد الإقليمي بعد سوريا ولبنان والعراق وعن خارطة الطريق في استخدام الساحة اليمنية بوضوح “اليمن الذي يبلغ عدد سكانه 25 مليون نسمة هو البلد الأكثر سكانا في شبه الجزيرة العربية، ونتيجة موقعه الاستراتيجي يمكن لليمنيين أن يؤثروا على كل محيطهم. ومن هنا يمكن للثورة اليمنية التي تقودها المقاومة (المقصود أنصارالله أي الحوثيين) أن تكون محركا جديدا لليقظة الإسلامية”. وبالفعل تحول اليمن إلى منصة لضرب الأمن في شبه الجزيرة العربية وتهديد المملكة العربية السعودية. لكن إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما التي كانت منشغلة حينها بترتيب المفاوضات النووية لم تشأ احتواء طموحات طهران التي استفادت مليّا من استراتيجيات واشنطن منذ حربيْ أفغانستان والعراق في بداية هذا القرن، كي تعزز نفوذها الإقليمي وسط صمت الغرب أو مباركته غير المعلنة.

وتبدو الصورة مغايرة اليوم بعد بروز التهديد الإيراني الباليستي وزعزعة الاستقرار الإقليمي، مما يمكن أن يقود إلى التشدد في احتواء إيران لتفادي مخاطر إضافية تزيد من التهاب الشرق الأوسط والخليج العربي ومجمل غرب آسيا. ويبرز في هذا الإطار بدء تحول في الموقف الفرنسي يمهد لموقف أوروبي يقترب من الاستراتيجية الأميركية الطامحة لتشكيل حلف إقليمي – دولي في مواجهة النشاط الإيراني الهدام. فشلت الإدارة الأميركية السابقة في الرهان على إقامة شراكة مع إيران وتعديل سلوكها بعد توقيع الاتفاق النووي في 14 يوليو 2015، ولا تنم ابتسامات فيديريكا موغيريني مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي وتصريحاتها عن وجود مقاربة أوروبية موحدة ومتينة منحازة للعلاقة الجديدة مع إيران بالرغم من هرولة شركات أوروبية إلى طهران.

وها هي تطورات الأسابيع الأخيرة من صنعاء إلى بيروت، مرورا بكركوك ودير الزور، تكشف عن إمكانية ارتسام توافق غربي إقليمي من أجل “تشكيل تحالف دولي لمواجهة التهديد الإيراني” وفق تعبير نيكي هيلي السفيرة الأميركية لدى منظمة الأمم المتحدة، وذلك بعد تأكيد القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري على “انتصار في المستقبل القريب في اليمن بعد انتصارات متلاحقة على مدى العقدين الأخيرين لجبهة المقاومة في جميع بلدان منطقة الشرق الأوسط”. وفي هذا الوقت كان جان- إيف لودريان وزير الخارجية الفرنسية يعلن من دون مواربة “لا للوجود الإيراني في سوريا، ولا للرغبة الإيرانية في إقامة محور يمتد من طهران إلى البحر المتوسط”. هكذا تظهر الصورة بعد الكشف عن التهديد الباليستي الإيراني مع تصدير الصواريخ إلى الحوثيين والأذرع الأخرى (إطلاق صاروخ ضد الرياض في نوفمبر الماضي ومحاولة إطلاق صواريخ كروز في ديسمبر الجاري) مع استمرار التوغل والتدخل المكشوف في العراق وسوريا ولبنان وإمكانية تهديد الملاحة في المياه الدولية. بعد شهرين على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب لاستراتيجية بلاده للتصدي لإيران وحزب الله إقليميا، أتى المؤتمر الصحافي للسفيرة نيكي هيلي، في 14 ديسمبر، ومن قاعدة عسكرية في واشنطن لتقديم الأدلة حول المصدر الإيراني لصواريخ وأسلحة الحوثيين، ولكي يؤكد الإطلاق العملي لاستراتيجية ترامب، خاصة وأن إيران استخدمت النزاع في اليمن لتحول الحوثيين إلى حزب الله يمني يلجأ إليه الحرس الثوري الإيراني لتهديد السعودية بالصواريخ والضغط بحريا على المجتمع الدولي من مضيق باب المندب، ومن خلال كلام هيلي الموجه إلى المجتمع الدولي لفضح تهديد إيران والحوثيين للأمن الدولي. وبالرغم من بعض تصريحات ريكس تيلرسون الملتبسة نلمح من كلام السفيرة المقربة من البيت الأبيض تأييدا أكبر لتصعيد التحالف العربي في اليمن بعد اغتيال الرئيس السابق علي عبدالله صالح، والتنسيق المستجد مع حزب الإصلاح اليمني من أجل حشر الحوثيين للوصول إلى حل سياسي لاحقا.

مع انتهاء شبح دولة الخلافة المزعومة، يعود الغرب إلى التسليم بأن إيران هي المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في المنطقة

ولا يستبعد في هذا السياق أن إدارة ترامب تسعى من خلال تسمية إيران وإحراجها للضغط عليها وفضح أعمالها في اليمن، والتشديد على عدم القبول بزعزعة استقرار أمن شبه الجزيرة العربية أو استهداف الممرات والمضائق الاستراتيجية.

على المدى المنظور من الممكن استشفاف أولى التطبيقات العملية لاستراتيجية ترامب في احتواء إيران على الساحة اليمنية، ويمكن أن يتبعها ذلك المزيد من الضغط على حزب الله في لبنان استنادا إلى البيان الأخير لمجموعة الدعم الدولية التي ركزت في بيانها إثر اجتماع باريس في الأسبوع الماضي على احترام وتطبيق القرارين الدوليين 1559 و1701 وما يعنيهما من استعادة دور الدولة اللبنانية.

أما في سوريا فإن استمرار الوجود العسكري الأميركي والتجاذب الحالي مع روسيا يعني عدم الإقرار بالوضع الحالي أو بالهلال الإمبراطوري الإيراني، ويترافق ذلك مع اهتمام متزايد بوضع العراق عشية الانتخابات في 2018 ورفض قيام بغداد بخطوات ضد أربيل وإقليم كردستان.

تحت عنوانيْ مواجهة خطر الصواريخ الباليستية الإيرانية وضرب أذرع إيران في الإقليم، ستحاول واشنطن بلورة اصطفاف غربي جديد خلفها مع عدم التركيز على ثغرات الاتفاق النووي بهدف طمأنة الأوروبيين وجذبهم أو ضمان عدم عدائهم للتوجهات الجديدة.

ويبدو أن هذا التكتيك يلاقي النجاح بسبب التصرفات الإيرانية في أكثر من ملف. وأخيرا جرى تجاوز التمايز في الموقف من الاتفاق النووي بين باريس وواشنطن، وبروز لهجة فرنسية جديدة في مخاطبة طهران ونمط جديد في مقاربة الملفات الإقليمية التي لإيران صلة أو تدخل فيها.

وحسب مصدر واسع الإطلاع تزداد “شكوك إدارة إيمانويل ماكرون إزاء الممارسات الإيرانية من لبنان وسوريا إلى اليمن”، ولذا تخلت باريس عن لغة التلميح والإيحاء في الملفات والسياسات المقلقة، وقررت اللجوء إلى الأسلوب المباشر في حديثها عن التهديدات الإيرانية، وحصل ذلك بعد تعاظم أدوار الحرس الثوري الإيراني في سوريا والعراق، وكذلك بعد تصريحات لكبار المسؤولين الإيرانيين عن تمسك وتحكم إيران بالقرار السياسي في أربع عواصم عربية.

ويمكن القول إن مواقف بريطانيا وألمانيا تلتقي مع مواقف باريس في رفض التهديد الباليستي الإيراني والتمدد الإقليمي لأن ذلك يمس المصالح الأوروبية قبل المصالح الأميركية، ولأن إيران هي المحتاجة أيضا للعلاقات الاقتصادية مع أوروبا.

وبالرغم من الانفتاح الاقتصادي الأوروبي على إيران، لم تنجح الزيارة الحديثة لوزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إلى طهران في تبديد عناصر القلق واستعادة الثقة الضائعة لأن المصادر الأوروبية العليمة غير مقتنعة بتبريرات الوزير محمد جواد ظريف عن الطابع الدفاعي لإمكانات بلاده العسكرية أو عن اعتباره “النظام الصاروخي أداة ردع لا أكثر”. حيال التصعيد والتعنت الإيرانيين، تبدو إدارة ترامب عازمة على بلورة استراتيجية إقليمية جديدة للمواجهة، تنطوي على تقارب مع حلفاء الولايات المتحدة التقليديين، تماما على عكس مسعى إدارة باراك أوباما في إعادة دمج إيران في النظم الإقليمية والدولية على أمل تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، وقد ذهبت تلك الإدارة بعيدا في محاولة إعادة إرساء إيران كقوة إقليمية مماثلة لما كانت عليه قبل عام 1979.

وأتت الأحداث المتتالية منذ صيف 2015 لتبرهن على أن هذه الرغبة لم تكن واقعية وليس من الممكن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء في منطقة الخليج العربي إلى بنية أمن ما قبل عام 1979، ويكمن وراء ذلك الفهم الخاطئ لطبيعة النظام الإيراني الثيوقراطية والثورية، بالإضافة إلى تجاهل أثر تغييب الدور العراقي وكذلك تغيّر دول الخليج بالقياس مع فترة السبعينات، ومعاناتها الدائمة من المسعى الإيراني لتصدير الثورة عبر وسائل متعددة. مع انتهاء شبح دولة الخلافة المزعومة، يعود الغرب إلى التسليم بأن إيران هي المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في المنطقة. ومن الواضح أن توجه بعض الأوروبيين نحو التزام موقف وسطي بين طهران وواشنطن لن يصمد إزاء التطورات المتسارعة، لأن إيران انتهزت استعادة موقعها في محفل الأمم للعب دور القوة الإقليمية المفرطة في تدخلاتها ولا يجوز منحها المكافأة على نهجها الهجومي في منطقة مضطربة.

*أستاذ العلوم السياسية، المركز الدولي للجيوبوليتيك - باريس

 

بشار بن برد وسلاطة لسانه

خالد القشطيني/الشرق الأوسط/15 كانون الأول/17

لقد ذهب بشار بن برد الشاعر ضحية للسانه، وليس لكفره وزندقته كما أشيع عنه. لقد كان من المقربين للخليفة المهدي، بيد أنه رغم موقعه هذا، تجرأ بالسخرية حتى من خال الخليفة يزيد بن منصور الحميري، وكان هذا على شيء من البلاهة والغفلة. دخل يوماً فرأى بشار بن برد ينشد المهدي قصيدة في مدحه. فلما فرغ منها، سأله: «يا شيخ ما صناعتك؟»، فأجابه الشاعر: أثقب اللؤلؤ! فضحك المهدي، ولكنه نهره قائلاً: ويلك! أتتندر على خالي؟ فقال: وما أصنع به؟ يرى شيخاً أعمى ينشد الخليفة شعراً، ويسأله عن صناعته!

بدأت علاقته بالخليفة تسوء بعد أن نقلوا للخليفة بيتين قالهما في نصح شاب أعياه ما يريد من امرأة محجبة، فنصحه بشار قائلاً:

لا يؤيسنّك من مخبأة

قول تغلظه وإن جرحا

عسر النساء إلى مياسرة

والصعب يمكن بعدما جمحا

اتبع الشاب نصيحة بشار، فثابر في سعيه وراءها حتى أجابته، فكافأ الشاعر بمائتي دينار. سمع ذلك المهدي، فاستدعاه واستنشده ما قال ففعل، فغضب عليه وشتمه، وقال: أتحض النساء على الفجور، وتقذف المحصنات المخبآت؟ ثم قطع عنه عطاءه، فاغتاظ الشاعر وقال فيه البيتين الشهيرين: «خليفة.. يلعب بالدبوق والصولجان..» إلى آخر الشعر. أنشد البيتين أمام يونس النحوي، فسعى به، على عادة معظم أدباء زماننا هذا، إلى وزير الخليفة يعقوب بن داود، وكان بشار قد هجاه قائلاً:

بني أمية هبوا طال نومكم

إن الخليفة يعقوب بن داود

ضاعت خلافتكم يا قوم فالتمسوا

خليفة الله بين الناي والعود

كان ابن داود ينتظر الفرصة، فأسرع إلى الخليفة: «يا أمير المؤمنين، إن هذا الأعمى الملحد الزنديق بشاراً قد هجاك. قال: بأي شيء؟ فأجابه قائلاً: بما لا ينطق به لساني، ولا يتوهمه فكري. فألح عليه الخليفة، ولكنه ظل يتمنع: والله لو خيرتني بين إنشادي إياه وضرب عنقي، لاخترت ضرب عنقي».

ظل الخليفة يلح عليه حتى توصلا إلى حل وسط: أن يكتب له ما قاله الشاعر على ورقة. ففعل، فكاد الخليفة ينشق غيظاً، ثم ذهب إلى البصرة للنظر في أمرها. سمع أذاناً في ضحى النهار، فسأل عن ذلك، فإذا به بشار في حالة السكر، فقال له: يا زنديق أتلهو بالأذان في غير وقت الصلاة وأنت سكران، ثم أمر بضربه سبعين سوطاً.

قالوا: فكان إذا أصابه السوط صرخ: «حس! حس!»؛ وهو ما تقوله العرب للشيء إذا أوجع. فقالوا له: لماذا لا تقول بسم الله؟ فقال: ويلكم! أهو طعام فأسمي عليه؟ قال له آخر: أفلا قلت الحمد لله؟ قال: أهي نعمة فأحمد الله عليها؟ فما زالوا يجلدونه حتى مات. فأخرجت جنازته، فما تبعه أحد غير جارية سندية عجماء!

 

عندما تتصادم الحاملتان الروسية والإيرانية

أمير طاهري/الشرق الأوسط/15 كانون الأول/17

في الأسبوع الماضي، نشرت صحيفة «كيهان» اليومية الصادرة في العاصمة الإيرانية طهران، التي يعتقد على نطاق واسع أنها تعكس وجهات نظر المرشد الأعلى علي خامنئي، خبراً مثيراً للاهتمام على صفحتها الأولى. زعمت الصحيفة أن البعض يطالبون بإقامة تماثيل للجنرال قاسم سليماني في كل من بغداد ودمشق وبيروت، وهي المدن التي أنقذها من براثن تنظيم داعش الإرهابي. وجاءت تلك المزاعم في أعقاب اجتماع سوتشي الذي أكد فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبصفة رسمية سيطرته على الملف السوري، وعلى الأقل فيما يتعلق باهتمام أحد أبرز أطراف هذه المأساة بالأمر.

فهل يسعى الملالي في إيران إلى منازعة الرئيس الروسي على دور «منقذ سوريا» من خلال الدفع بمزاعم أكبر بالنيابة عن الجنرال سليماني المعروف في طهران باسم «جنرال الصور الذاتية»؟ من شبه المؤكد أن ملالي طهران، وبصرف النظر عما سوف يحدث في سوريا بعد ذلك، من غير المرجح لهم أن يلعبوا أي دور قيادي في صياغة مستقبل سوريا. فإلى جانب الروس، هناك كوكبة من اللاعبين الرئيسيين الآخرين في الواقع السوري الذين لن يرحبوا أبداً بمحاولات التسلل الخبيثة من جانب طهران. ولذا، فليست هناك من فرص سانحة لنصب تماثيل للجنرال سليماني في دمشق في أي وقت قريب.

ويمكن سحب نفس المقولة على بغداد كذلك. فهناك، في العاصمة العراقية، باتت طهران تعاني من حالة شديدة من فقدان أقوى وأوثق حلفائها في الوقت الراهن، إلى جانب قطاعات عريضة من الشيعة العراقيين الذين ارتفعت روحهم المعنوية وثقتهم بأنفسهم لدرجة الرفض التام للوصاية الخانقة من قبل طهران. أما بالنسبة للأكراد العراقيين، لم يتبقَ سوى فصيل طالباني، المفضل لدى طهران عبر مجموعة من الصفقات التجارية المربحة، هو الذي يتطلع دوماً صوب طهران مناشداً إياها المزيد من النصح والإرشاد. ولقد أسفر قرار إيران الغريب بالانضمام إلى تركيا في التهديد باستخدام القوة العسكرية لمواجهة الاستفتاء الكردي غير الناجح على الانفصال، عن تمزيق قناع «الصداقة للأكراد» الزائف والذي ارتداه الملالي لسنوات طويلة.

ويبقى لدينا لبنان حيث لا يزال مسلحو حزب الله اللبناني يتطلعون لتنصيب تمثال الجنرال سليماني في عاصمتها بيروت. ولكن هذا الأمر صار الآن عُرضة للكثير من التساؤلات مع الكثير من الغيوم التي باتت تتجمع في الأفق.

ومن واقع التمديد غير القانوني لفترته، لا يزال البرلمان اللبناني طامحاً لفكرة إطالة أمد حياته المنقضية مرة أخرى. ومن شأن ذلك أن يعني استمرار مؤسسة الرئاسة، ورئاسة الوزراء على أسس القرارات الصادرة عن البرلمان والتي فقدت شرعيتها منذ سنوات.

ولقد جرى انتخاب البرلمان على أساس نظام الحصص الانتخابية للطوائف الدينية الـ18 في البلاد، وبالتالي فإن البرلمان اللبناني منقسم على ذاته، وغير قادر على اتخاذ القرارات الحقيقية بطريقة أو بأخرى.

ويخضع نصف البرلمان لهيمنة زمرة من السياسيين الذين يقضون أغلب أوقاتهم في خارج البلاد بأكثر مما يقضونه في بيروت. وبالنسبة لهم، فإن لبنان يعتبر مجرد «البقرة الحلوب» أكثر من كونه وطناً. ولقد تقاعد أحد الرؤساء فيه، كما يتردد، عن ثروة تقدر بحوالي 200 مليون دولار، وأغلب هذا المبلغ مستثمر في العقارات الباريسية. ومن أبرز الزعماء الآخرين ذلك الذي قضى المزيد من الوقت في بناء قصر على طراز قصور الصليبيين القديمة بأكثر مما تقابل مع مؤيديه أو ناخبيه. وبما أن المناصب العليا والصفقات المربحة توزع وفقاً للانتماءات الطائفية، فإن زعماء الطوائف يملكون سلطات وصلاحيات هائلة لرعاية السياسات «التجارية» المربحة. ويرغب نصف البرلمان اللبناني للبلاد أن تعيد التأكيد على هويتها العربية، والانضمام إلى الجبهة الأمامية في مواجهة طموحات الهيمنة الإيرانية على المنطقة.

أما النصف الآخر، الذي يسيطر عليه التحالف الذي يقوده حزب الله، فإنه يرى لبنان باعتباره «حاملة الطائرات الإيرانية في البحر الأبيض المتوسط»، حسب صحيفة «كيهان» الإيرانية.

والأمر الأولى بالأهمية من وجهة نظر حزب الله اللبناني، هو مصلحة الحركة الطائفية الخمينية التي يقودها الملالي من طهران.

وفي هذا السياق، أرسلت إيران الآلاف من مقاتلي الحزب إلى سوريا، لمعاونة الرئيس بشار الأسد في حربه للقضاء على الشعب السوري.

ووفقاً للتقديرات الصادرة عن وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية، فقد تكبد حزب الله الخسائر الفادحة، الأمر الذي دفع إيران لوقف إرسال المزيد من مقاتلي الحزب إلى سوريا.

وفي ظل الميليشيا المدججة بالسلاح والبالغ عددها حوالي 30 ألف مقاتل، فإن حزب الله يعتبر أفضل تسليحاً وتجهيزاً من الجيش الوطني اللبناني. كما أن الحزب يشكل الواجهة الأمامية لما يربو على 400 شركة، ومصرف، وجمعيات شيعية تخضع لتمويل وسيطرة طهران، حتى إن الحزب صار يعمل كدولة من داخل الدولة. ومع مزيج مريع من الرشاوى والتهديد بالاغتيال، تدير إيران في ذات الوقت شبكة من العملاء السياسيين داخل طوائف لبنانية أخرى. وتشمل طهران بنعمها السخية بعض المسيحيين، والدروز، وحتى الشخصيات والجماعات من المسلمين السنة في البلاد.

وتكمن الأولوية الإيرانية في لبنان في ضمان التواصل الجغرافي بين المناطق الشيعية، بدءاً من الحدود السورية وحتى خط وقف إطلاق النار مع إسرائيل، مما يعني ضم القرى المسيحية والدرزية، وغيرها من قرى الأقليات التي تشبه الأرخبيل الطائفي في بحر من الشيعة.

وتحقيقاً لهذه الغاية، وفقاً للتقارير الإخبارية المحلية، تدفع إيران الأموال السخية لشراء تلك القرى. وعندما تفشل الأموال في تحقيق الغايات تنطق الأسلحة بكلماتها المدوية.

وحسب بعض التقديرات، من شأن إيران الانتهاء من تحقيق أهدافها هناك في غضون عام أو اثنين.

وحتى الآن، لم يتطرق النصفان اللبنانيان إلى خط المواجهة، بسبب أن أياً من الجانبين يضمن الفوز. وهناك سبب مهم للغاية، ألا وهو أن أحد المعسكرين مسلح للغاية، في حين أن الآخر مكشوف للغاية. وبرغم ذلك، فإن التوازن الهش ما بين المعسكرين في خطر أكيد لسببين؛ أولا، أن نظام بشار الأسد قد لا يتمكن من الصمود لفترة أطول. وعلى الرغم من الإيماءات الدبلوماسية الروسية التي اشتملت على لقاء موجز بين الرئيسين فلاديمير بوتين وبشار الأسد، فعندما يتعلق الأمر بمستقبل سوريا ونظامها الحاكم، فإن موسكو وطهران لا تعزفان المقطوعة الموسيقية ذاتها؛ إذ أن طهران لا تزال حالمة باستعادة الوحدة السورية تحت حكم بشار الأسد، حتى وإن كان ذلك يعني المزيد ثم المزيد من سنوات الحرب والقتال. أما موسكو، مع ذلك، فإنها معنية بإحياء المخطط الاستعماري الفرنسي القديم، وكان بعنوان «سوريا المفيدة». وذلك يعني اقتطاع دولة مصغرة بين جبال غرب دمشق والبحر الأبيض المتوسط.

وفي هذا الجيب الصغير تمثل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها بشار الأسد الأغلبية الفائقة. وتبني روسيا بالفعل عدداً من القواعد العسكرية وتنشر قواتها هناك. وتقع موانئ اللاذقية، والسويداء، وطرطوس ضمن محيط هذه الدويلة الصغيرة، ويمكنها توفير الوجود البحري العسكري الروسي المطلوب في البحر الأبيض المتوسط للمرة الأولى، منذ سقوط الاتحاد السوفياتي القديم. وإثر ذلك، يمكن لسوريا أن تتحول إلى «حاملة الطائرات الروسية في المنطقة». ومن شأن ذلك أن يعني عزل إيران عن «حاملة الطائرات» اللبنانية. تهدف خطة «خفض التصعيد» السورية إلى تقسيم البلاد إلى خمس مناطق تسيطر عليها كل من روسيا، وتركيا، وإيران، والولايات المتحدة عبر حلفائها الأكراد هناك. ومع ذلك، فإن المشكلة، بقدر اهتمام إيران بالأمر، تكمن في أن المنطقة المخصصة إليها في سوريا قد لا تتصل جغرافيا بالأراضي اللبنانية. وإقصاء إيران بعيداً عن لبنان، وبعيداً عن إسرائيل من خلال مرتفعات الجولان، يعد أمراً لا غنى عنه من زاوية الإشراف الأميركي على خطة بوتين السورية. والسبب الثاني وراء تعرض التوازن اللبناني للخطر هي السخط الشعبي، الذي يعتمل تحت سطح الأحداث، وهي القوة التي قد تكتسح النخبة الفاسدة، والساخرة، وفي بعض الأحيان الإجرامية في لبنان.

 

السلام العالمي في منظور إسلامي جديد

رضوان السيد/الشرق الأوسط/15 كانون الأول/17

يعاني المسلمون من سوء علاقاتٍ متفاقمٍ بالعالم، ما عاد متعلقاً وحسْب باصطدام الإحيائيات والأُصوليات بنظام العالم؛ بل تعدى ذلك إلى صعود ظاهرة الإسلاموفوبيا المفزعة، ومصير القوى الإقليمية والدولية إلى التدخل في ديارنا وسيادتنا بالقتل والتهجير والتدمير، بحجة أننا جميعاً نشكّل خطراً على أمنها وأمن العالم!

وعلى وقع اعتبارات هذه الهموم والمشكلات، عقد منتدى تعزيز السلم مؤتمره السنوي الرابع في أبوظبي وهدفه اجتراح رؤية إسلامية للسلم العالمي والسلام مع العالم. وبخلاف الكثير من الندوات وورشات العمل، ما كان القصد التجديد في هذه المسألة أو تلك، أو ترميم هذا الصدع أو ذاك، بل صوغ سردية أو تأويلية شاملة تعيد النظر بصورة جذرية في الرؤية والخطاب وفي التدبير والتصرف.

لقد كان هناك دائماً فقه للدين وفقه للعيش. وعندما بدأ الاختلال يتناول فقه العيش وترتيباته، نتيجة لمتغيرات الحداثة، وللصراع في الإصلاحيين في النظام الدولي؛ بذلت جهودٌ كبيرة من جانب الإصلاحيين والصحويين للتجديد في فقه الدين بحيث يعود التلاؤم بين الطرفين أو بين الفقهين، لكنّ الانتظام لم يحصل، وتحول الأمر إلى مساعٍ من جانب العاملين في فقه الدين إلى الضغط به على فقه العيش المتغير إلى أن انفجر الأمر من طرفيه، دونما قدرة حتى الآن على استعادة الانضباط. وهذا أدى إلى زيادة الاختلالات في العيش وترتيباته، والدين وراديكالياته.

وقد كانت هناك محاولاتٌ خمسٌ كبرى للتجديد في الخطاب الديني خلال القرن العشرين، والأُولى قام بها محمد عبده ومدرسته في الإصلاح الديني، وعلى أساس تحقيق السُنن في النهوض، وإصلاح شأن المؤسسات الدينية. أما الثانية فقام بها محمد إقبال في «تجديد التفكير الديني في الإسلام». والإصلاح عنده مزيجٌ من الاعتراف بالجديد في الفكر والحركات من جهة، والاعتصام ببعض القديم من جهة أُخرى. وفي الثالثة تدخل عبد الرزاق السنهوري للملاءمة بين المدني والشرعي في اشتراع القانون في الدولة الحديثة. وفي الرابعة قام المفكر الجزائري مالك بن نبي في طرح نظرية في الحضارة. وكان الوحيد بين الإصلاحيين الذي كان ذا نظرة جيواستراتيجية اعتبر أنها يمكن أن تُخرج بتحالفاتٍ كبرى من القابلية للاستعمار، وتصنع الجديد والمتقدم. وفي المرحلة الخامسة أو المشروع الخامس تجدد الاهتمام بمقاصد الشريعة، باعتبارها القادرة في فهمها المتجدد للمسألة الإنسانية أن تُعيد الوصل مع العالم في مجال تحقيق مشتركاتٍ كبرى في قيم العيش والتصرف. وما تحقق نجاحٌ كبيرٌ في كل هذه المشروعات، لأنها ما كانت شاملة، ولأنّ أصحابها كانوا يفتقرون إلى المرجعية، ولأنّ الإحيائيين نجحوا في تغيير المفاهيم وأرادوا مكافحة الاختلالات بالقوة فحصل الانفجار الذي لا نزال نعاني من آثاره.

تقوم السردية الجديدة في فقه الدين وتغيير رؤية العالم على ثلاث مقولات؛ ترى الأولى أنّ الرحمة هي القيمة العليا في علاقة الله سبحانه وتعالى ببني البشر. وفلسفة الدين هذه ليست جديدة، فقد اختلف المتكلمون في سياقاتٍ أُخرى وزمنٍ آخر على القيمة أو الميزان فذهبت المعتزلة إلى أنه العدل، بينما ذهب أهل السنة إلى أنها الرحمة. وبالطبع فإنّ الأمر لا يخلو من مشكلاتٍ بشأن حصرية الحقيقة، وحصرية الخلاص. وهي المشكلة التي ما خرجت منها المسيحية رغم موجة الاعترافات في المجمع الفاتيكاني الثاني (1962 - 1965). ثم إنّ ميزان الرحمة يتضمن تصوراً آخر لعلائق الإيمان بالعمل، وهي مشكلة قديمة، لكنّ العمل عليها يحصل بمعانٍ أُخرى وسياقاتٍ أُخرى.

أما المقولة الثانية فتعتبر التعارف القيمة العليا في العلاقات بين البشر، وهذا هو نصُّ القرآن الكريم. وتترتب على هذا الاعتبار مسائل ومشكلاتٌ بشأن الموروث في النصوص والوقائع والوعي، بشأن الحرب والسلم، ودار الإيمان ودار الكفر، وعلائق الدين بالدولة، ومعاني ودلالات التعارف والمعروف والاعتراف. وهذه جميعاً مفاهيم داخَلَها التغيير الكبير الذي اصطنعته الإحيائيات، وصارت المعاني الجديدة قوية في اعتبارات الوعي العام. وتشجع عليها الاستنزافات الكثيرة وانجراحات الوعي والواقع، بحيث صارت مفاهيمُ دينية كبرى مجالاً لانفجار العواطف، وانفعالات الغيظ والغضب والإحباط.

وتبدو المقولة الثالثة في السردية أو التأويلية أسهلَ قبولاً لكثرة العمل عليها في العقود الأخيرة، والمعني بها: مقولة مقاصد الشريعة أو المصالح الضرورية. وهي بحسب الفقهاء القدامى خمس: حق النفس (الحياة)، وحق العقل، وحق الدين، وحق النسل، وحق الملك. وهي تشكّل بالمعنى الجديد تكليفاً والتزاماً باتجاه تحقيق مقولة التعارف تجاه النفس وتجاه الغير؛ إذ إنّ هذه الضرورات أو المقاصد صارت قيماً عالمية وقواسم مشتركة، ومجالاتٍ للشراكة مع العالم. وبالوعي الجديد أفاد كثيرون منها في إعلاناتٍ إسلامية لحقوق الإنسان. وكان اللاهوتي الكاثوليكي البارز هانز كينغ قد قال: لا سلام في العالم إلاّ بالسلام بين الأديان، ولا سلام بين الأديان إلاّ بظهور الوعي بأخلاقٍ عالمية، أو مشتركات كبرى في القيم. في مؤتمر منتدى تعزيز السلم، جرت نقاشاتٌ غنية بين المئات من المدعوّين والمشاركين. وقد كان هناك وعي قوي بضرورات الخروج من المأزق، والذي يرفض الخلط بين المحافظة والالتزام من جهة، والأصولية العقدية من جهة ثانية. كما يرفض اعتبار الشريعة بمثابة القانون الذي ينبغي أن يحكم الدولة لتكون إسلامية. ثم إنّ العلاقة بالعالم في التصور المتطرف يراد إدراكها باعتبارها علاقة بين الإيمان والكفر، وليس علاقة تعارف أرادها لنا القرآن الكريم.

وكما قيل جديدٌ كثيرٌ في النظر والاعتبار وبخاصة المقدمة التأطيرية للعلامة ابن بية رئيس منتدى تعزيز السلم، قال عالم الاجتماعيات فرهاد خسرو فاهار الكثير ذا المعنى عن الإسلاموفوبيا، وعلائقها بالهجرة والعنف والوعي، وهي ثلاثة أمورٍ تجري على مستوياتٍ مختلفة وتتحكم بالمشهد.

ولنعد إلى الأولويات الثلاث العربية والإسلامية والتي طرحتها مؤتمرات المنتدى: استنقاذ الدولة الوطنية، واستعادة السكينة في الدين، وتصحيح العلاقة مع العالم. وكما كان بارزاً في إعلان مراكش وفي مؤتمر الدولة الوطنية بأبوظبي: مبدأ المواطنة والحكم الصالح والرشيد؛ فإنّ البارز في مؤتمر الإسلام والسلم العالمي: استعادة السكينة في الدين، وتصحيح العلاقة مع العالم. إنّ هذين الأمرين ضروريان لبقاء الدين والأمة، وهما يقتضيان بالفعل فلسفة جديدة؛ إذ إنّ الترقيع والترميم ما عادا ممكنين، بل الضروري المتفق مع روح الدين اعتبار قيمة الرحمة في العلاقة بالله عز وجل لاستعادة السكينة والطمأنينة في الدين، وقضية التعارف في العلاقة مع بني البشر، لاستعادة السلم والأمن والثقة، والمشتركات الخمس مع الآخرين، لكي نكون جزءاً من العالم في قيمه وتنظيماته فنصون الحق في الوجود وفي الكرمة، وفي صنع الجديد والمتقدم والإنساني.

 

تلال همنغواي وأورويل ولوركا

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/15 كانون الأول/17

أتلقى منذ سنوات رسائل خاصة، بعضها من زملاء ناشئين، يطلب أصحابها المساعدة في «مراجعة» بعض النصوص قبل نشرها، أو إعطاءهم النصائح التي تفيد في تقدمهم. وربما كان هذا الأمر طبيعياً، ويحدث منذ القدم. وهو بالدرجة الأولى مبعث اعتزاز للكاتب، يجدد ثقته بنفسه، ويرفع من معنوياته، التي هي طاقته الأساسية في تمتين قدرته. وقد قرأت على مدى السنين مجموعات من الرسائل التي وضعها كتّاب معروفون في صيغة نصائح إلى طالبيها، أو نقد أو نهي. لكن لنتوقف قليلاً عند شاب يكتب إلى إرنست همنغواي طالباً مساعدته: هل سوف يتعلم أكثر من رسالة (أو مراجعة) يكتبها له همنغواي، أو من قراءة نصوصه، مرة ثم مرة، ثم بعد زمن مرة أخرى؟ قال همنغواي مرة: «الوقت الذي أملكه سوف أصرفه في كتابة ما أريده أنا، لا ما يريده سواي». وليس في ذلك أي أنانية، وإنما فيه حق وأمثولة. الحق هو حق لرجل في وقته، والأمثولة هي أن طالب العلم يستطيع العثور عليه في مواقع لا حد لها، وبلا انتهاء، وليس في رسالة محدودة أو أكثر. ويسألني أحباء كثيرون، مَن أقرأ من أجل أن أكتب. وأول إجابة تخطر لي، اقرأ أولاً من أجل أن تقرأ. الكتابة تأتي لاحقاً وطوعاً. وهو تماماً عكس ما يحدث في ديارنا حيث يمكن أن يمضي البعض عمراً كاملاً في الكتابة من دون أن ينتقد كتاباً. وليس في الحياة أستاذ واحد. من ليس له سوى أستاذ واحد، ليس له سوى كتاب واحد. من أجمل دروس الكتابة والقراءة في حياتي عندما لمع في خاطري أن أقرأ في وقت واحد ما كتبه اثنان من كبار الأدباء عن موضوع واحد: جورج أورويل وهمنغواي عن الحرب الأهلية الإسبانية. ثم قرأت ما كتبه من هناك أندريه مالرو. ثم قارنت الكلمات التي يستخدمها كل منهم. وعددها. ماذا لو أنني طلبت من الثلاثة «نصائحهم» في رسائل يبعثون بها؟ إن النص، أو الطريقة، هو الدرب الأهم. اكتشفت من قراءة «اليوميات» (وليس المذكرات)، أو الرسائل المتبادلة، حتى لكبار الأدباء، أنني لم أتعلم شيئاً منها. كأنها كتابات للحواشي: «التلال قبالتنا كانت رمادية ومجعدة مثل جلد فيل».

هل يمكن لهمنغواي أن يورد مثل هذه الروعة في رسالة إلى كاتب ناشئ؟ أو أن يبلغه «بأن الحرب هذا الخريف كانت لا تزال هنا، لكننا هذه المرة لم نذهب إليها»؟ قال همنغواي: «التلال قبالتنا رمادية ومجعدة مثل جلد فيل»، ونظر أورويل إلى التلال نفسها فقال: «كانت طويلة وبيضاء». اختر، أم أنك تفضل غارسيا لوركا: «رياح خضراء، غصون خضراء، والمركب في البحر والفرس على الجبل».

 

كيف فقدت قطر جمهورها؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/15 كانون الأول/17

اليوم معظم سكان الإمارات العربية المتحدة لا يشاهدون محطات التلفزيون القطرية، بما فيها «الجزيرة»، ولا حتى على النت أو التواصل الاجتماعي. فهي في العالم الحقيقي لم تعد موجودة وإنْ كانت مسجلة على قوائم أجهزة الاستقبال. السبب أن معظم الخدمات التلفزيونية مرتبطة بشركات الهاتف، وقد تم وقفها فاختفت. في السعودية، ومعظم دول المنطقة بدرجة أقل، استولى القراصنة على جمهور شبكة الـ«بي إن سبورت» القطرية. يقدمون الخدمة التلفزيونية بدرجة عالية وبنحو ربع القيمة. عملياً إمبراطورية قطر الإعلامية تتهاوى، لم تخسر فقط نحو خمسة مليارات دولار استثمرتها في بناء محطات إخبارية، وعقود رياضية، وأفلام، وشبكات بث متعددة المنصات، ومواقع النت وحسابات التواصل الاجتماعي الموجهة من الدوحة وإسطنبول ولندن، بل خسرت معها رسائلها السياسية! فشلت محاولات قطر في التحريض ضد الحرب في اليمن، ومحاولة دعم إيران، ومهاجمة قرارات الحكومة السعودية الداخلية، وفشلت حتى في الدفاع عن نفسها في الخلاف مع السعودية ومصر والإمارات والبحرين. ربما فقدان المليارات من الدولارات هو أقل ما يقلق حكومة الدوحة مقارنة بخسائرها الدعائية والسياسية، فيما تعتبره مشروعها ومصدر أهميتها ومركز استراتيجيتها. كانت تظن أنها تستطيع إخافة حكومات المنطقة، بأنها تدير الجماهير عن بعد.

هذه الدول، التي على خلاف مع قطر، كانت تتحمل وتصبر على ما يصدر من شبكات الدوحة المتعددة والمتفرعة عنها، لكن بعد انفجار الخلاف الأخير أضافت الإعلام إلى المعركة. كل ما استثمرته قطر على مدى سنين من تقنية وخبرات، وبنته من شبكاتها من جمهور وبراند متعددة أصيب في مقتل. ما الذي حدث؟ جملة خطوات متزامنة، من قطع شبكات قطر الإعلامية، ومواجهتها دعائياً، وحشد جيوش إلكترونية مضادة.

الدول التي تعتمد على شبكات الكيبل، والاستقبال الهاتفي للبث التلفزيوني، قامت بإطفاء عشرات المحطات القطرية بما فيها تلك التي تبث تحت أسماء غير مباشرة لكنها فعلياً مملوكة لقطر. شملت محطات سياسية ووثائقية ومحطات أفلام وأطفال ودراما. أغلب المشاهدين، كما هو الحال عليه في الإمارات، خلت شاشات تلفزيوناتهم وهواتفهم منها، إلا من قلة تعتمد استقبالها عبر صحون الاستقبال الفضائية. أما لماذا لم يهرع المشاهدون إلى وسائل الاستقبال الأخرى، بما فيها البروكسيز، كما كان يحدث في الماضي، فالسبب أن هناك بدائل تلفزيونية كثيرة وملائمة تعوضهم عّن القطرية.

الضربة الثانية أصابت شبكات قطر الرياضية في مقتل. فقد نبتت في الأسواق قنوات تنقل كل المباريات الرياضية العالمية بأسعار زهيدة حفزت كثيرين على التخلي عن شبكاتها التلفزيونية الرياضية. وكانت قطر قد اعتمدت سياسة الاستيلاء على الحقوق الرياضية من الاتحادات المالكة لها، خاصة الكبرى في إسبانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا، من خلال شرائها بمبالغ مُبالغ فيها عدة مرات، قدر إجماليها بنحو ملياري دولار، حتى تحرم مقدمي الخدمات التلفزيونية الأخرى من التفكير في منافستها لسنوات مقبلة. وقد يستنكر البعض إقحام الرياضة في المواجهة السياسية، وهذا صحيح لولا أن قطر هي من خالفت الأنظمة الدولية عندما استغلت عقودها التلفزيونية الرياضية الاحتكارية وحشدت اللاعبين الدوليين للحديث على شاشاتها الرياضية ينددون بمقاطعة قطر، ومعظمهم لا يعرف أين تقع قطر على الخريطة من العالم! وشبكتها التلفزيونية الرياضية، الأغلى في المنطقة، لا تقوم على أسس تجارية، وجاء القراصنة ليلحقوا بالسلطات القطرية أيضاً خسائر مضاعفة، ويقضوا على ما جمعته من جمهور في دول المنطقة، التي أرادت توجيههم سياسيا لأغراضها. مقالي اللاحق سيكون عن حروب الجيوش الإلكترونية الطاحنة في ظل مواجهة قطر، ومحاولات الحكومات بشكل عام استرداد زمام المبادرة، واستعادة جماهيرها التي فقدتهم في السنوات العشر الماضية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون امام وفود زارته: رأس لبنان ظل مرفوعا ولم نخضع للضغط وآمل التوصل الى اختصار مهل المحاكمات ونحن بصدد انعاش الاقتصاد اللبناني

الجمعة 15 كانون الأول 2017 /وطنية - اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ان "لبنان نجح في تجاوز الازمة التي نتجت عن اعلان رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الاستقالة من الخارج، بفضل الوحدة الوطنية التي تجلت بأبهى مظاهرها، ما حافظ على الاستقرار الامني والاقتصادي والمالي، وظل رأس لبنان خلال الازمة مرفوعا لاننا لم نخضع للضغط من اي جهة اتى". كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم نقيب المحامين الجديد في بيروت الاستاذ اندريه الشدياق مع اعضاء مجلس النقابة والنقباء السابقين.

الشدياق

وتحدث النقيب الشدياق، فقال: "فخامة الرئيس، مذ كنتم نقيبا في الجيش اللبناني وضعتم نفسكم إراديا وباكرا في إحتياط الجمهورية، على ما رددتم في حينه أمام قلة من المقربين، ثم غدوتم عمادا قائدا، له إثر واحدة من أشرس المعارك الهادفة إلى إسقاط الشرعية اللبنانية. من بعد، عقدت لكم رئاسة الحكومة الإنتقالية أعقبها إبعاد غير منصوص عليه في قانون العقوبات، غلف بنفي قسري تلته عودة فنضال متجدد توج بإنتخابكم لتتبوؤا السدة الرئاسية الأولى. بتم، صاحب الفخامة، رجل كل الألقاب، لا بل ان الألقاب أقبلت إليكم لتجتمع في رجل أولى دوما الدور، لا الموقع، المرتبة الأولى في سلم قيمه، حتى لما إتحد الدور والموقع معا بلغا الذروة في التصميم والعزم والحكمة". اضاف: "قسمكم اليمين الدستورية، فخامة الرئيس، قسم وخطاب قسم، إرتقيتم بهما إلى أبلغ معاني المادة التاسعة والأربعين من الدستور وأسمى مغازي المادة الخمسين منه، فأضفيتم على رئاسة الدولة، المؤسسة الدستورية الأولى، فضلا عن ممارستكم للصلاحيات اللصيقة بشخص رئيس البلاد، هالة من مهابة وقورة ومكانة مرموقة مكنت اللبنانيين، من جملة ما مكنتهم، وطوال السنة الأولى من ولايتكم، من تحقيق شراكة صحيحة في ما بينهم كانوا افتقدوها منذ زمن، وأفسحتم في المجال أمام ممثليهم من سن قانون إنتخابي جديد مأمول منه أن يعيد التوازن إلى التمثيل الشعبي. وفي ظل الشلل المعتري السلطة الإجرائية المتجسدة في مجلس الوزراء طوال الشهر المنصرم، إرتدت مقاربتكم التشاورية الداخلية بمختلف أوجهها كما إطلاقكم للمبادرات الديبلوماسية الواسعة النطاق سلسلة من الأبعاد تجلت ليس في تمتين الوحدة الوطنية وتحصين إستقرار المجتمع وتعزيز السلم الأهلي فحسب، بل تعدتها إلى إرساء مفهوم عالي الشأن للكرامة، كرامة الوطن الذي، وإن صغيرة كانت مساحته، كبيرة هي رسالته بين الأمم". وتابع: "إن نقابة المحامين في بيروت، المؤتمنة على رسالة المحاماة ورسالة لبنان على حد سواء، أبصرت النور قبل ولادة دولة لبنان الكبير، فكانت، لتكوينه السياسي ممهدة، لدستوره موحية، لركائز الدولة داعمة، لأسس الجمهورية موطدة، للإستقلال منجزة، للمؤسسات حاضنة، وبوحدة الأرض متمسكة، وعلى سيادة الكيان ساهرة، فجاءت إليكم هذا الصباح لتشهد كعادتها بالحق. وهي اليوم، تودعكم أملها بالنهوض والإصلاح والتحديث، وتهدي إليكم لا سيما بوجود وزير العدل، ابن النقابة، المتعاون معها، وافر الإستعداد للمشاركة إلى جانب فخامتكم، إذا شئتم، في إسهامكم الكبير بالدور التشريعي الذي تتحلون به عبر المادتين السابعة والخمسين والثامنة والخمسين من الدستور، كما بالدور الرقابي الذي تتمتعون به بشأن دستورية القوانين بموجب المادة التاسعة عشرة منه، بغية تحقيق غاية سامية ألا وهي إنتاج مجتمع سليم غير فاسد رائده القيم الأخلاقية لدولة عصرية قائمة على مؤسسات دائم الإحتكام إليها وحدها".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، مؤكدا اعتزازه "كون لبنان من اوائل البلدان التي انتخبت نقابة للمحامين". وقال: "ان الادعاء والدفاع والقاضي هم ثلاثة ركائز لا وجود لقضاء سليم من دونهم، وعلى هؤلاء الثلاثة العمل بتناغم دائم بحيث يتولى كل منهم بدوره بشكل صحيح كي تقوم العدالة بدورها بالشكل السليم".

واعاد رئيس الجمهورية التأكيد على ما كان طرحه في افتتاح السنة القضائية لجهة تأخر البت ببعض الاحكام القضائية، لافتا الى ان "بعضها يتأخر لسنوات، لا سيما في القضايا المدنية". كما اكد في هذا السياق على "الدور المهم الذي يلعبه القاضي"، آملا "التوصل الى ما يتيح اختصار المهل لاعطاء صاحب الحق حقه". وشدد على انه "اذا كان سبب التأخير يعود لنقص عدد القضاة، فبامكاننا تعيين المزيد منهم كي يتم البت في القضايا ذات الصلة". وتناول الرئيس عون الاوضاع التي مر بها لبنان اخيرا بعد استقالة الرئيس الحريري من الخارج، وما كان يحضر للبنان، فأشار الى ان همه الاول "تركز في بداية الازمة على المحافظة على الامن واستقرار السوق المالية والوحدة الوطنية، ما اتاح للبنان ابقاء الوضع تحت السيطرة. بعد ذلك، انتقل اهتمامنا لدعوة المجتمع الدولي الى التدخل، الامر الذي كانت له نتيجته الايجابية، فابقينا رأسنا مرفوعا ولم ننحن للضغط من اي جهة اتى".وأشار الى "مستجدات قضية القدس بعد اعلان الرئيس الاميركي اياها عاصمة لاسرائيل والموقف المهم الذي اتخذه لبنان منها والذي لقي تأييدا دوليا وعربيا"، فأكد أن الخطاب الذي القاه باسم لبنان في خلال مؤتمر القمة الاستثنائي في اسطنبول "كان محط تقدير العديد من الاطراف وعبر عنه عدد من الكتاب والاعلاميين العرب والاجانب".

وتمنى الرئيس عون للنقيب والنقابة "العمل الناجح والتوفيق في مهامهم الجديدة"، كما تمنى "ان يشكل المحامون والنقباء السابقون النموذج المتقدم الذي يوحي بالثقة في القضاء".

سفير جنوب افريقيا

واستقبل الرئيس عون سفير جنوب افريقيا شون بينيفلدت، في حضور القنصل الفخري لجنوب افريقيا وجيه البزري، وتداول معه في المواضيع التي تهم البلدين، في ضوء التعاون القائم في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية. واشار السفير بينيفلدت الى "النجاح الذي حققه مؤتمر الطاقات الاغترابية الذي عقد في جوهانسبورغ برعاية وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وحضوره، بمشاركة اعداد كبيرة من المغتربين اللبنانيين ورجال الاعمال والذي كان مناسبة لارساء قواعد اضافية للتعاون بين البلدين. واكد الرئيس عون للسفير بينيفلدت "حرص لبنان على تطوير العلاقات بين البلدين"، مبرزا "اهمية دور المغتربين اللبنانيين في جنوب افريقيا وغيرها من الدول".

قطاع النبيذ

واستقبل الرئيس عون في حضور المدير العام لوزارة الزراعة المهندس لويس لحود، وفدا من المسؤولين والعاملين في قطاع النبيذ، شكر رئيس الجمهورية على "الاهتمام الذي يبديه بالقطاع، ورعايته الدائمة لكل النشاطات المتعلقة بتسويق النبيذ اللبناني".

لحود

وتحدث في مستهل اللقاء المهندس لحود شاكرا باسم الوفد الرئيس عون "لرعايته ودعمه النبيذ اللبناني منذ ما قبل وصوله الى سدة الرئاسة، والمشاركة بالترويج له في مختلف دول العالم". كما شكر وزارة الخارجية "التي تواصل دعمها اليوم عبر الوزير جبران باسيل، وهي فاعلة وشريكة في تثبيت النبيذ اللبناني في العالم". وقال: "خلال فعاليات يومي النبيذ اللبناني في كل من سان فرانسيسكو ولوس انجلوس في 16 و20 /11/2017، تمكنا من تحقيق اهداف كبيرة، ابرزها تشجيع الاغتراب اللبناني على شراء النبيذ الوطني، والاقبال الكثيف من السوق الاميركي السياحي لاستهلاكه، خصوصا وانه احترم المعايير والمواصفات والنوعية المطلوبة، ففرض نفسه في العالم. هناك محطات عديدة بعد اميركا لتسويق النبيذ اللبناني تمتد من سويسرا الى موسكو وخلال مؤتمرات الاغتراب اللبناني". اضاف: "بدأنا اليوم التحضير، مع جمعية الطاقة اللبنانية، لمؤتمر كبير حول التصنيع الزراعي سيقام في حزيران المقبل برعاية فخامتكم، للحديث عن نجاح القطاعات الزراعية من نبيذ وغيره، ما يؤكد دعم الدولة اللبنانية كما قلتم في خطاب القسم، وذلك عبر تسويق الانتاج اللبناني في السوق الداخلي كما الخارجي. كما سنعمل على تفعيل المعهد الرسمي لقطاع النبيذ في لبنان. وتم خلال الفعاليات التي اقيمت في الولايات المتحدة الاميركية الشهر الفائت عرض فيلم وثائقي عن محطات عدة مع فخامتكم في هذا القطاع، وقد تأثر اللبنانيون بمشاهدة مدى اهتمام رئيس الجمهورية بهذا القطاع". واشار الى ان "هذا القطاع شهد منذ سنة 2012 زيادة في الانتاج، لا سيما بعدما بدأ تنظيم ايام النبيذ اللبناني في الخارج"، لافتا الى ان "الانتاج حاليا يقدر بحوالى 12 مليون زجاجة سنويا، ستة ملايين منها للاستهلاك المحلي أما الباقي فيصدر الى الخارج. وكشف عن ان وزارة الزراعة ستطرح مشروعا على مجلس الوزراء لدعم هذه الصناعة بدلا من الشمندر السكري ما يزيد من كمية الانتاج والصادرات".

الشاوي

ثم شكر رئيس اتحاد الكرمة والنبيذ ظافر الشاوي للرئيس عون رعايته "يوم النبيذ اللبناني"، الذي اقيم في سان فرانسيسكو في 16 /11/2017 ما اعطى زخما لهذا الحدث"، متحدثا عن الحضور الكثيف الذي ميزه. ووجه الشكر ايضا "للمهندس لحود وللدعم المستمر من قبل وزارة الزراعة وموظفيها لهذا القطاع"، مشددا على "ضرورة ايلاء الاهتمام الكافي لتنظيم النبيذ المستورد في ظل الصعوبات التي تواجه هذا القطاع، والتي يعمل الجميع على مواجهتها". كذلك تحدث عدد من اعضاء الوفد، مركزين على "الاهتمام بقطاع النبيذ اللبناني وتعميمه وتسويقه وحمايته من المنافسة الاجنبية".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، مؤكدا أنه "يتم حاليا الاهتمام بالسياسة الاقتصادية للبنان كي يتمكن قريبا من اعتماد استراتيجية اقتصادية بديلة من نظام الاقتصاد الريعي". وقال: "نحن اليوم في صدد انعاش الاقتصاد اللبناني المنتج لأن السياسة الريعية أوصلت لبنان الى الاستدانة والنكبة المالية، ويتم حاليا معالجتها، عبر الاهتمام بكافة القطاعات الانتاجية، وخصوصا تلك التي تعود بالفائدة والربح على لبنان". ولفت من جهة ثانية الى ان "الانتاج اللبناني للنبيذ جيد، ونشكر في هذا السياق وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، لدعمه النبيذ الوطني وتزويد سفراء لبنان بالتوجيهات اللازمة لتسويقه في الخارج"، مشددا على "أهمية الاسواق الخارجية بالنسبة لهذا القطاع كي يتمكن من تحقيق الاستمرارية والتخلص من الكساد". وهنأ الرئيس عون الوفد على "جهوده في تحسين نوعية النبيذ اللبناني من خلال تقنيين واختصاصيين بارعين يساهمون في ذلك"، آملا ب"أن تبقى الاسواق الخارجية مفتوحة امامه. فلبنان من الآن وصاعدا سيعتمد على جودة هذا الانتاج لتأمين استمرار قبول هذه الاسواق له".

 

الحريري استقبل وفدا من حملة جنسيتي كرامتي

الجمعة 15 كانون الأول 2017/وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مساء اليوم في "بيت الوسط"، وفدا من حملة "جنسيتي كرامتي" برئاسة رئيس الحملة مصطفى الشعار الذي أوضح على الأثر أن "الوفد وضع الرئيس الحريري في أجواء معاناة وهموم أبناء الأم اللبنانية المتزوجة من أجنبي، وقد أبدى دولته دعمه القوي لمطلب إعطاء الجنسية اللبنانية لأبناء الأمهات اللبنانيات، فمن حق كل أم لبنانية أن تعطي أولادها جنسيتها أسوة بالرجل".

 

الحريري عرض الاوضاع مع سفيري فرنسا والامارات العربية المتحدة

الجمعة 15 كانون الأول 2017 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ظهر اليوم في "بيت الوسط" السفير الفرنسي برونو فوشيه وعرض معه آخر المستجدات في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية.

سفير الامارات

كما استقبل الرئيس الحريري سفير دولة الامارات العربية المتحدة حمد الشامسي وبحث معه الاوضاع العامة والعلاقات بين البلدين.

 

المشنوق وقع مشروع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة: 6 أيار للمقيمين و22 و27 نيسان للمنتشرين

الجمعة 15 كانون الأول 2017/ وطنية - أعطى وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق إشارة بداية العد العكسي للانتخابات النيابية المقبلة، بتوقيعه مشروع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة للبنانيين المقيمين في لبنان والمنتشرين في 40 دولة واحالته على الامانة العامة لرئاسة مجلس الوزراء، على أن تجري العملية الانتخابية يوم الأحد في 6 أيار 2018 في كل لبنان. أما في دول الانتشار فستتم خلال يومين مختلفين، يوم الأحد في 22 نيسان في عدد من الدول ويوم الجمعة في 28 نيسان في دول أخرى بالاستناد الى العطل الرسمية في هذه البلدان. تقرر ذلك خلال الاجتماع الدوري المخصص لمتابعة التحضيرات للانتخابات النيابية الذي رأسه الوزير المشنوق وشارك فيه الفريق الاداري والتقني من كبار موظفي الوزارة. كذلك وقع المشنوق على عقد استئجار المقر الخاص ل"هيئة الاشراف على الانتخابات"، على أن تبدأ الوزارة يوم الإثنين المقبل، وبالتنسيق مع برنامج الأمم المتحدة الانمائي، بتجهيز المقر وتأمين مختلف حاجاته التقنية واللوجستية والمكتبية.

 

جعجع استقبل سفيري الهند وسويسرا

الجمعة 15 كانون الأول 2017 /وطنية - استقبل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في زيارة تعارف بمعراب السفيرة السويسرية الجديدة في لبنان مونيكا شموتس جوركيس، على مدار ساعة، بحضور رئيس جهاز العلاقات الخارجية في الحزب الدكتور إيلي الهندي. وعرض المجتمعون الأوضاع السياسية العامة في لبنان والمنطقة. من جهة أخرى، استقبل جعجع السفير الهندي ساجيف أرورا، يرافقه السكريتير الثاني في السفارة أوفيسا إقبال، بحضور الدكتور إيلي الهندي. وتبادل السفير ورئيس "القوّات" الهدايا التي تضمنت كتبا عن الثقافة والسياحة في الهند ولبنان.

 

الراعي استقبل الجروان: نحتاج إلى تربية على اساس السلام لأن الدول الكبرى تحب ثقافة الحرب

الجمعة 15 كانون الأول 2017 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي اليوم، رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام أحمد بن محمد الجروان على رأس وفد من المجلس أطلعه على نشاطاته على الصعيد الدولي، وأشاد بجهود بكركي "في رفع قيم الحوار والدفاع عن حقوق الانسان وقبول الآخر واحترام المبادئ الانسانية". ونوه الراعي بأعمال المجلس واهدافه وانجازاته مؤكدا "ضرورة تفعيل العمل الثقافي من أجل تحقيق التسامح والسلام في العالم، من خلال تأمين التنمية المستدامة الواجبة في حياة الإنسان". وأشار إلى "أننا بأمس الحاجة إلى تربية على اساس السلام لأن الدول الكبرى لا تحب السلام بل تحب ثقافة الحرب، لذلك أحيي المجلس العالمي للتسامح والسلام على وقوفه بوجه هذا التيار العالمي". وشدد البطريرك على أهمية التعاون والتنسيق بين المجلس العالمي للتسامح والسلام والبطريركية المارونية، للتشارك في مختلف النشاطات التي لها صلة بأبرز الأهداف السامية التي يعنى بها المجلس".

الرابطة الدولية للبرلمانيين

من جهة اخرى، شارك الجروان في ورشة عمل تحت عنوان "دور لبنان في نشر الديموقراطية، السلام والازدهار في الشرق الأوسط" انعقدت في المجلس النيابي اللبناني امس، وحضرها النواب خضر حبيب، علي بزي، سيرج طورسركسيان ونديم الجميل، وعدد من الديبلوماسيين والناشطين في مجال السلام.

وألقى بزي كلمة باسم رئيس المجلس نبيه بري ناقلا الى المشاركين تحياته ومشددا على "تعزيز الديبلوماسية البرلمانية وتفعيل أدوار النواب من أجل إرساء الديموقراطية والحوار وإحلال السلام". بدوره أكد الجروان أنها "بادرة مميزة من أجل دعم مساعي السلام حول العالم"، مضيفا "أننا نسعى إلى بناء مستقبل نمحو فيه الجهل والتطرف، ونبدد فيه الكراهية ونقضي على الإرهاب من جذوره من خلال استراتجيات عالمية وشركات دولية على مختلف المستويات".

مذكرة تفاهم

بعدها أقيم مؤتمر في الفينيسيا تم خلاله افتتاح الرابطة الدولية للبرلمانيين من أجل السلام، بالاضافة الى توقيع مذكرة تفاهم بين المجلس العالمي للتسامح والسلام، والاتحاد العالمي للسلام، في حضور عدد كبير من الديبلوماسيين الاجانب، وناشطين في منظمات اقليمية ودولية تعنى بالسلام من مختلف بلدان العالم.

سفيرا سلام

وتقديرا لجهودهما في مجال التسامح والسلام على الصعيد الدولي، منح رئيس الاتحاد العالمي للسلام توماس والش شهادة سفير للسلام الى كل من سفير الامارات العربية المتحدة الدكتور حمد الشامسي ورئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام احمد الجروان وعدد من الشخصيات الناشطة في السلام.