المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 09 كانون الأول/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.december09.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

تَسلَّحوا بِسِلاحِ الله لِتَستَطيعوا مُقاوَمةَ مَكايدِ إِبليس

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/صواريخ قصائد وزجليات مجلس النواب المدمرة والعابرة للقارات

الياس بجاني/محور الشر الإيراني هو العدو رقم واحد للعرب وللسلام في المنطقة

الياس بجاني/قوموا تا نهني ربع الصفقة الخطيئة ونبارك لهم بالانتصار

الياس بجاني/مواقع التواصل الإجتماعي هي الآن ساحات حروب السيد محور الممانعة

الياس بجاني/وكلاء الذات الإلهية والدولة البوليصية وفارس سعيد

الياس بجاني/إذا حزب الله مقاومة ومش كذبة يتفضل ويدمر اسرائيل ويحافظ ع القدس عربية

الياس بجاني/القوات اللبنانية والإنقلاب على الذات والوجود والدور

الياس بجاني/ألف تحية للحر فارس سعيد ولتخرس أصوات العهر والحقد والنفاق

الياس بجاني/بيان العودة عن الاستقالة زجل من نوع “المخمس مردود” وإهانة لذكاء اللبنانيين

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الحكم في بيروت يحذف من النسخة العربية لبيان الاجتماع الوزاري لمجموعة الدعم الدولية اشارته إلى القرار الدولي 1559

بيان "تقدير موقف" رقم 97/نطلب من الرئيس عون عدم تحويل ما تبقى من الدولة إلى دولة بوليسية خاصة أن الإمرة على سلاح "حزب الله" في الداخل والخارج ليست بأيدي اللبنانيين إنما هي ايرانية صافية!

ماكرون افتتح اعمال الاجتماع الوزاري لمجموعة الدعم الدولية للبنان في حضور الحريري

ماكرون: سنعزز دعمنا للبنان وتدخل المجموعات المسلحة اللبنانية في الازمات مرفوض

مجلس النواب اوصى بتوجيه كل الجهود العربية والاقليمية لايصال الفلسطينيين الى حقوقهم وتجنب كل الصراعات وبري اعلن اجتماع للبرلمان العربي الاربعاء في المغرب

الاجتماع الوزاري لمجموعة الدعم الدولية: التزام باستقرار لبنان والحريري شريك رئيسي في صون الوحدة

تحسينات لفظية/أحمد الأسعد

الحريري التقى تيليرسون في حضور باسيل

جعجع: من المعيب إستدعاء سعيد أمام قاضي التحقيق لخطأ مطبعي

 فارس سعيد لـ"النهار": لو كنتُ قادراً لحاربتُ "حزب الله" في المريخ/حاوره رضوان عقيل/النهار

أسرار الصحف اللبنانية ليوم الجمعة 8/12/2017

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 8/12/2017

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

سابقة خطيرة: الغرب يساوي بين السعودية وإيران في لبنان

الكاتب في “الأخبار” يطالب بنزع سلاح الجيش اللبناني

اين القضاء والقدر… خيارنا المواجهة/ طوني أبي نجم/imlebanon

بعد التريث.. أحمد الأيوبي يتحدث عن ظروف توقيفه ويشكر الذين تضامنوا معه

وحدهم الحمقى والموتى الذين لا يغيرون آراءهم!/الشيخ حسن مشيمش/جنوبية

إذبحوه إقتلوه لقد كفر/الشيخ حسن مشيمش/فايسبوك

 قرار الرئيس الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل لا يمكن أن يتقرر إلا بالمفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين الاحرار: لم يأت بيان العودة عن الاستقالة بأي جديد وهذا مؤشر الى هشاشة الوضع الناشئ عنه

"بهاء" إلى الخطة "باء"

نصر الله على خطى الزعماء العرب في الإكتفاء ببيانات الإستنكار

 حزب الله" قدم كل التسهيلات الضروريــــة لولادة التسـوية الجديدة: المرحلة الانتقالية اقليميا واستهدافُه دوليا يجعلان حكومة الحريري "حاجة"

حكيم: ندفع ثمن مواقفنا فيما تقديم الاخبارات من حقنا و"نعمل على تشكيل جبهة معارضـــة مع مسـتقلين"

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إطلاق صواريخ من غزة والصافرات تدوي بعسقلان

أميركا تطالب بإخلاء اليمن من {النفوذ الخبيث} لميليشيات إيران

الشوارع الفلسطينية والعربية تنتفض على وعد ترامب

بدء حملة عسكرية لملاحقة آخر فلول داعش في صحاري غرب العراق

الغوطة الشرقية تحت النار رغم هدنة جنيف 8

البحرين تمنع مراسل الجزيرة في تل أبيب من دخول أراضيها

نزعة الانتقام في كركوك تضرم النار بمعركة التركمان والأكراد

مذكرة اعتقال تركية ضد مبعوث رئاسي أميركي وجنيف» تختبر نتائج ضغط موسكو على دمشق

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

التسوية المجَدّد لها تحت المراقبة/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

ترامب والقدس: تجاوز «خــصوم» الداخل فكيف سيواجه العرب/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

الدعم الدولي والإقليمي للبنان يتصاعد: الأسباب والدلالات/قاسم قصير/مجلة الامان

طفل في معسكر "حزب الله"... ٤ قصص من الواقع/نجيب حلواني/موقع هنا القصى الثالثة

من السبب في ضعف القضية/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

قمة الكويت/محمد الرميحي/الشرق الأوسط

هل خطوة ترمب ستدفع الفلسطينيين نحو السلام/إيلي ليك/الشرق الأوسط

قتل صالح واتساع الصراع في اليمن/عدلي صادق/العرب

القدس: دوافع قرار ترامب الأحادي وتبعاته/د. خطار أبودياب/العرب

قتل صالح واتساع الصراع في اليمن/عدلي صادق/العرب

القدس: دوافع قرار ترامب الأحادي وتبعاته/د. خطار أبودياب/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية واللبنانية الاولى اضاءا مغارة وشجرة الميلاد عون: ونحن نفرح بالميلاد اليوم نشعر بالمرارة على الاماكن المقدسة التي تدنس

عون تلقى دعوة من نظيره التركي للمشاركة في القمة الاسلامية الطارئة واستقبل مقصود وهنأه بفوزه اردوغان: مشاركة عون ستساهم في تعزيز قضية القدس

الحريري من باريس: قرار ترامب استفزازي والنأي بالنفس يحافظ على وحدتنا واحترام الإجماع العربي

الحريري في مؤتمر صحافي مع وزير خارجية فرنسا ومحمد: أي خرق لقرار النأي بالنفس يضعنا في دائرة الخطر لو دريان: الأسرة الدولية متوحدة حول سيادة لبنان

جعجع اتصل بعباس: متضامنون معكم وقرار ترامب ضد المسيحيين والمسلمين في مختلف دول العالم

كيروز: قرار ترامب يعمق من جديد الكراهيات في الشرق الأوسط

ستريدا جعجع من مجلس النواب: لانتفاضة انسانية مسيحية اسلامية عابرة للقارات قادرة على وقف مفاعيل قرار ترامب

السنيورة: لا عروبة ولا سلام من دون القدس وينبغي أن نكون جميعا على قدر المسؤولية

ابي نصر: القدس محجتنا الأولى وتدويل قضيتها واجب

ندوة في جامعة الكسليك عن مفهوم السيادة الوطنية من اتفاق القاهرة إلى اتفاق الطائف

الخلاف بين رؤساء "اللبنانية الثقافية" يُفرمل مشاورات توحيدها والقضيّـة الاساس تبقى كيفيّة تطبيق النظام الداخلي للجامعــة

 

تفاصيل النشرة

تَسلَّحوا بِسِلاحِ الله لِتَستَطيعوا مُقاوَمةَ مَكايدِ إِبليس

ﺃﻓﺴ 06/من10حتى20/تَسلَّحوا بِسِلاحِ الله لِتَستَطيعوا مُقاوَمةَ مَكايدِ إِبليس، فلَيسَ صِراعُنا مع اللَّحمَ والدَّم، بل مع أَصحابِ الرِّئاسةِ والسُّلْطانِ ووُلاةِ هذا العالَم، عالَمِ الظُّلُمات، والأَرواحِ الخَبيثةِ في السَّمَوات. فخُذوا سِلاحَ الله لِتَستَطيعوا أَن تُقاوِموا في يَومِ الشَّرّ وتَظَلُّوا قائِمين وقَدِ تَغلَّبتُم على كُلِّ شيَء. فانهَضوا إِذًا وشُدُّوا أَوساطَكم بِالحَقّ والبَسوا دِرْعَ البِرّ وشُدُّوا أَقْدامَكم بالنَّشاطِ لإِعلانِ بِشارةِ السَّلام، واحمِلوا تُرْسَ الإِيمانِ في كُلِّ حال، فبِه تَستَطيعونَ أَن تُخمِدوا جَميعَ سِهامِ الشِّرِّيرِ المُشتَعِلَة. واتَّخِذوا لَكم خُوذَةَ الخَلاص وسَيفَ الرُّوح، أَي كَلِمَةَ الله. أَقيموا كُلَّ حينٍ أَنواعَ الصَّلاةِ والدُّعاءِ في الرُّوح، ولِذلِكَ تَنبَّهوا وأَحيُوا اللَّيلَ مُواظِبينَ على الدُّعاءِ لِجَميع القِدِّيسين ولِي أَيضًا لِيوهَبَ لي أَن أَتَكلَّمَ وأُبَلَّغ بِجُرْأَةٍ سِرَّ البِشارة، وفي سَبيِلها أَنا سَفيرٌ مُقَيِّدٌ بِالسَّلاسِل. عَسى أن أَجرُؤَ على التَّبْشيرِ بِه كما يَجِبُ أَن أَتَكَلَّم.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

صواريخ قصائد وزجليات مجلس النواب المدمرة والعابرة للقارات

الياس بجاني/08 كانون الأول/17

التاريخ للأسف يكرر نفسه، فكما أحمد سعيد في زمن عبد الناصر رمى إسرائيل في البحر، وصحاف عراق صدام حسين أفنى العلوج، ها هو مجلس نواب لبنان المقاوم والممانع اليوم يدك اميركا ترامب بصواريخه الزجلية واللفظية العابرة للقارات ويهزم بلاد العم سام شر هزيمة ويذيقها طعم الإنكسار .. مبروك علينا هذا النصر المبين!!!

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

 

محور الشر الإيراني هو العدو رقم واحد للعرب وللسلام في المنطقة

الياس بجاني/08 كانون الأول/17

انكشاف كذبة محور الشر الفارسي المقاومتية فلا هو مقاومة ولا تحرير فلسطين من همومه، بل هو حاقد على دول العرب وطامع في أرضهم وثرواتهم

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

 

قوموا تا نهني ربع الصفقة الخطيئة ونبارك لهم بالانتصار

الياس بجاني/07 كانون الأول/17

نتيجة الإستقالة والعودة عنها تنحصر فقط في أن حزب الله اعلامياً لا يهاجم العرب وتحديداً السعودية، وتيار المستقبل لا يهاجم الأسد.. أما الدويلة وسلاحها وحروبها واحتلالها للبنان واجرامها في سوريا هودي كلون ما خصون ..يلا قموموا تا نهي..وتخبزوا بالأفراح

 

مواقع التواصل الإجتماعي هي الآن ساحات حروب السيد محور الممانعة

الياس بجاني/07 كانون الأول/17

نصرالله ترك الصواريخ وكل مخازن اسلحته الفارسية لقتل السوريين ولمحاربة السعوديين وباقي الدول العربية ونادى اليوم بثلاثية جديدة لرمي إسرائيل في البحر هي توتير وفايسبوك ومظاهرات.. فقوموا نهني بالإنتصارات الإلهية

 

وكلاء الذات الإلهية والدولة البوليصية وفارس سعيد

الياس بجاني/07 كانون الأول/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=60889

لبنان للأسف اليوم هو دولة محتلة وفاشلة ومارقة طبقاً لكل المعايير الأممية، وفيه فريق شعبي ورسمي وسياسي وحزبي وديني واعلامي متماهي حتى الثمالة مع الإحتلال الإيراني ومع املاءات وفرمانات حزبه الحالشي (حزب الله) الإرهابي ومستفيد منه منافع ومواقف ومال ونفوذ وسلطة، وذلك مقابل تنازله الكامل والمعيب والمذل عن كرامته وحقه في المواطنية والحقوق.. وهو في هذا الإطار الإستسلامي مشارك  في صفقات مداكشة جلية للسيادة بالكراسي.. وقد تحول هذا الفريق إلى مجرد بوق وصنج وتابع وملحق..

وفي الجانب الأخر هناك فريق آخر سيادي واستقلالي وحر رافض للإحتلال ولرموزه ويناضل سلمياً وبالكلمة الحرة وبالمواقف الوطنية الشجاعة ويرفض بعنفوان وعزة الخنوع والإستسلام…

الدكتور فارس سعيد هو رمز للفريق الرافض الإستسلام.. فألف تحيه له ولكل لبناني حر لا يعرف مذلة الركوع ولا وجود في قاموسه لمفردة خنوع وخوف وعبودية.

أما من يدعون انهم وكلاء الله في لبنان ويتهمون الأحرار والمعارضين والأحرار جزافاً وباطلاً وزوراً بإهانة الذات الإلهية ويلاحقونهم قضائياً بدعاوى سخيفة بقصد التهويل والإرهاب وطبقاً لمفاهيمهم الموروبة فهؤلاء هم العار والشواذ والضياع والهرطقة والجحود وبالتالي الأفضل لهم يضبضبوا.. فلو أن السلطة دامت لغيرهم ما كانت وصلت إليهم..

 

إذا حزب الله مقاومة ومش كذبة يتفضل ويدمر اسرائيل ويحافظ ع القدس عربية

الياس بجاني/06 كانون الأول/17

إذا المقاومة مش كذبة ووهم وأحلام يقظة وسلاحها هو فعلاً لمحاربة اسرائيل .. يلا الفرصة سانحة لحزب الله تا يدمر اسرائيل قبل ما اميركا تعترف بالقدس عاصمتها وإلا يفك عن ضهر لبنان واللبنانيين ويضبضب

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الحكم في بيروت يحذف من النسخة العربية لبيان الاجتماع الوزاري لمجموعة الدعم الدولية اشارته إلى القرار الدولي 1559

08 كانون الأول/17

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب والمحلل السياسي حنا صالح يتناول من خلالها نتائج الاجتماع الوزاري لمجموعة الدعم الدولية للبنان التي عقدا في باريس اليوم ويشير إلى مخالفة اهل الحكم في بيروت نص البيان بعد دقائق من صدوره بحزفهم اشارته إلى القرار الدولي 1559 من النسخة العربية ومؤكداً أن شعار النأي النفس لا قيمه ما لم يتسلم الجيش اللبناني الحدود مع سوريا ويمنع العبور غير الشرعي لحزب الله من لبنان إلى سوريا وبالعكس.

https://www.youtube.com/watch?v=l3M3xxzHY8s

 

بيان "تقدير موقف" رقم 97/نطلب من الرئيس عون عدم تحويل ما تبقى من الدولة إلى دولة بوليسية خاصة أن الإمرة على سلاح "حزب الله" في الداخل والخارج ليست بأيدي اللبنانيين إنما هي ايرانية صافية!

08 كانون الأول/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=60907

في السياسة

· يتقارب خطاب الرئيسين عون والحريري تجاه سلاح "حزب الله" حتى التطابق!

· يقول العماد عون لقناة "ART الانكليزية" أن "حزب الله" لا يستخدم سلاحه في الداخلّ

· يقول الرئيس الحريري لصحيفة "Paris Match" أن "حزب الله" لا يستعمل سلاحه في الداخل!

· وكأن امتلاك "حزب الله" لسلاح خارج إطار الشرعية اللبنانية شأن طبيعي، يكفي الرئيسين أن "الحزب "عاقل ولا يستخدم سلاحه في الداخل!

· وكأنهما من خلال تصريحاتهما للصحافة الأجنبية يقولان للعالم – نحن في لبنان ومن موقعنا الرسمي لا نتّهم "حزب الله" بأية مخالفة قانونية داخل لبنان!

· مخالفاته هي خارج لبنان ومشاركته في القتال في سوريا والعراق واليمن لا تعنينا لأنها "فوق لبنانية"!

· في لبنان نحن "راضون" لأنه لا يستخدم سلاحه عندنا!

· غاب عن الرؤساء أنهم مؤتمنون على الدستور اللبناني وعلى أمن المواطنين اللبنانيين أولاً وليس عن أمن أهل اليمن وسوريا والعراق!

· وغاب عن الرؤساء ايضاً أنهم مسؤولون أمام العالم العربي والعالم عن تنفيذ قرارات الشرعيتين العربية والدولية!

تقديرنا

· نزولاً عن رغبة الجماهير "الهادرة" لا يزال "تقدير موقف" يعطي فرصة سماح للتسوية الجديدة!

· يتمنى "التقرير" على الرئيس الحريري أن يحافظ أكثر على ما تبقى من الدولة في لبنان!

· ويطلب من الرئيس عون عدم تحويل ما تبقى من الدولة إلى دولة بوليسية خاصة أن الإمرة على سلاح "حزب الله" في الداخل والخارج ليست بأيدي اللبنانيين إنما هي ايرانية صافية!

 

ماكرون افتتح اعمال الاجتماع الوزاري لمجموعة الدعم الدولية للبنان في حضور الحريري

الجمعة 08 كانون الأول 2017 /وطنية - افتتح الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، قبل قليل، اعمال الاجتماع الوزاري لمجموعة الدعم الدولية للبنان في مبنى الخارجية الفرنسية الكي دورسي، في حضور رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ومشاركة كل من وزراء خارجية الولايات المتحدة الاميركية والصين وروسيا والمانيا وبريطانيا وايطاليا والاتحاد الاوروبي وممثلين عن جامعة الدول العربية ومفوضية الامم المتحدة لشوون اللاجئين وبرنامج الامم المتحدة الانمائي والبنك الدولي ومكتب منسق الامم المتحدة الخاص لشوون لبنان. وسيتولى رئاسة الموتمر المشتركة كل من وزير اوروبا والشوون الخارجية جان ايف لودريان ونائب الامين العام للامم المتحدة السيدة امينة محمد. ويهدف الاجتماع الى اعادة تأكيد المجتمع الدولي دعمه للبنان وسيادته واستقراره وامنه وتنشيط الوضع الاقتصادي فيه.

 

ماكرون: سنعزز دعمنا للبنان وتدخل المجموعات المسلحة اللبنانية في الازمات مرفوض

الجمعة 08 كانون الأول 2017 / وطنية - اكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في الاجتماع الوزاري لمجموعة الدعم الدولية للبنان انه "ينبغي ألا تتدخل قوى خارجية في شؤون لبنان وينبغي تطبيق سياسة النأي بالنفس بشكل كامل". وقال: "لبنان مر بفترة ارتباك وقد استعاد الحريري منصبه كرئيس حكومة وهذا القرار اتخذه بدعم من الرئيس عون". ورأى أن "الانتقال السياسي في سوريا سيسمح بعودة النازحين"، محييا "الجيش اللبناني على ما قام به في صيف 2017 بالانتصار على داعش"، داعيا "المجتمع الدولي إلى الوقوف إلى جانب لبنان"، لافتا إلى أن "الجيش اللبناني هو مفتاح السلام والامن في لبنان". واضاف: "لبنان يتمتع بدعم كامل من المجتمع الدولي وعليه تطبيق سياسة النأي بالنفس بشكل كامل الاحتياجات كبيرة في لبنان والدعم الموجود حاليا غير كاف وفرنسا تنوي تعزيز هذا الدعم مع ألمانيا والسلطات اللبنانية على برنامج تعزيز البنى التحتية في لبنان عن طريق البنك الدولي". واكد أن "لبنان ليس فقط صديقا لفرنسا وهو بلد فيه توازنات مختلفة في المنطقة كما هو نموذج للتعددية ويحمل رسالة دولية للسلام والتسامح وبلد استراتيجي". كما وجه التحية لأميركا "على المساعدة التي تقدمها للجيش اللبناني". وقال :"سيادة لبنان وسلامة أراضيه هي من المبادىء التي يجب أن يحترمها الجميع، وعلى لبنان العمل على اعادة عمل المؤسسات وإطلاق عمليةاصلاح"، لافتا إلى أن "في جنوب لبنان يوجد تحد أمني ويجب استمرار التدابير هناك وتنفيذ القرار 1701". وتابع "استقرار لبنان مهم للمنطقة بأكملها ومن الاساسي أن يحترم مبدأ عدم تدخل المجموعات المسلحة اللبنانية في الازمات".

 

مجلس النواب اوصى بتوجيه كل الجهود العربية والاقليمية لايصال الفلسطينيين الى حقوقهم وتجنب كل الصراعات وبري اعلن اجتماع للبرلمان العربي الاربعاء في المغرب

الجمعة 08 كانون الأول 2017

وطنية - اختتمت الجلسة الاستثنائية لمجلس النواب حول القدس بتوصية جاء فيها: "ان مجلس النواب اللبناني المجتمع في 8 كانون الاول 2017 لبحث موضوع القرار الاميركي بخصوص القدس، يعتبر أن القرار المتعلق بنقل السفارة الاميركية والاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل يقود الى الحروب ويهدد الامن والسلام الاقليمي والدولي، ويشكل غطاء للاحتلال الاسرائيلي وعدوانيته وعملياته الاستيطانية وكل تجاوزاته على القوانين الدولية والانسانية. كما ان القرار يشجع النوايا العدوانية الهادفة لأسرلة وتهويد فلسطين، ويهدد الاثار الناجمة عن ذلك بتنفيذ مشاريع التوطين وتذويب الشعب الفلسطيني وشطب القضية الفلسطينية تمهيدا لاعادة صياغة الجغرافيا السياسية في المنطقة العربية.

ان مجلس النواب اذ يدين ويستنكر هذا القرار، يؤكد ان بناء وصنع السلام العادل والشامل في الشرق الاوسط انما ينطلق من تأكيد الحقوق والاماني الوطنية للشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وفي تنفيذ قرارات مجلس الامن الدولي المتعلقة بالاراضي العربية.

والمجلس يؤكد على:

1- دعم حق الشعب الفلسطيني في مقاومته ونضاله المشروع للتخلص من الاحتلال الاسرائيلي لنيل كل حقوقه في العودة واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

2- الرفض الشديد لموقف الادارة الاميركية بشأن اقفال مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن.

3- ادانة قرار الاحتلال الاسرائيلي الاستمرار في مشاريعه الاستيطانية الاستعمارية في اراضي دولة فلسطين المحتلة.

4- اخلاء سبيل البرلمانيين الفلسطينيين المختطفين والمعتقلين في سجون الاحتلال او الموقوفين اداريا، مما يستوجب موقفا عقابيا رادعا من قبل البرلمانات والمنظمات البرلمانية الاقليمية والدولية وعلى رأسها الاتحاد البرلماني الدولي.

5- دعمه للمصالحة الوطنية الفلسطينية من خلال منظمة التحرير الفلسطينية، وتوجيه الطاقات كافة لاستكمال مسيرة الاستقلال الناجز بعودة اللاجئين الى ديارهم واقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة.

6- توجيه كل الجهود العربية والاقليمية لوضع الامكانات كافة في سبيل إيصال الفلسطينيين لحقوقهم وتجنب كل الصراعات الاخرى.

7- إبلاغ هذه التوصية الى الحكومة، والى الادارة الاميركية، والى مجلس الامن الدولي واعضائه، والى الجمعية العامة للامم المتحدة، والى الامم المتحدة، واعتبارها وثيقة رسمية باسم الشعب اللبناني".

ويذكر ان الرئيس بري اشار الى ان اجتماعا للبرلمان العربي سيعقد في المغرب يوم الأربعاء المقبل للبحث في قضية القدس.

 

الاجتماع الوزاري لمجموعة الدعم الدولية: التزام باستقرار لبنان والحريري شريك رئيسي في صون الوحدة

الجمعة 08 كانون الأول 2017

 وطنية - وزعت السفارة الفرنسية، البيان المشترك الصادر عن الاجتماع الوزاري لمجموعة الدعم الدولية للبنان، وجاء فيه: "عقد اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان برئاسة الأمم المتحدة وفرنسا، وبحضور رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، في باريس ب8 كانون الأول. وشارك في هذا الاجتماع كل من الصين ومصر وألمانيا وإيطاليا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومكتب منسق الأمم المتحدة الخاص لشؤون لبنان والبنك الدولي.

يؤكد المشاركون مجددا التزامهم باستقرار لبنان وأمنه وسيادته، ودعمهم الجهود الحالية التي تبذلها السلطات اللبنانية من أجل استعادة الأداء الطبيعي للمؤسسات والتحضير لتنظيم الانتخابات التشريعية في أيار 2018، تماشيا مع المعايير الدولية. وتذكر المجموعة بضرورة حماية لبنان من الأزمات التي تزعزع استقرار الشرق الأوسط، وتدعو جميع الدول والمنظمات الإقليمية إلى العمل من أجل حفظ الاستقرار والأمن السياسيين والاجتماعيين والاقتصاديين والماليين في لبنان، في ظل مراعاة سيادة لبنان وسلامة أراضيه على نحو تام.

تعرب مجموعة الدعم الدولية عن ارتياحها لعودة رئيس الوزراء السيد سعد الحريري إلى بيروت، فهو يمثل شريكا رئيسا لصون وحدة لبنان واستقراره، وتشيد بالقرار الذي اتخذه بالاتفاق مع رئيس الجمهورية اللبنانية السيد ميشال عون بشأن إتمام ولايته كرئيس للحكومة. وتنوه المجموعة باستئناف انعقاد مجلس الوزراء في 5 كانون الأول 2017 وبقراره المتمثل بالنأي بالنفس عن الصراعات والحروب الإقليمية وعن التدخل بشؤون البلدان العربية. وستولي المجموعة اهتماما خاصا لتنفيذ جميع الأطراف اللبنانية قرار مجلس الوزراء، انطلاقا من روح التوافق والتسوية الوطنيين. وتدعو بصورة خاصة جميع الأطراف اللبنانية إلى تنفيذ سياسة النأي بالنفس عن الصراعات الخارجية وعدم التدخل فيها، ونولي أهمية كبيرة لهذا الأمر، وفقا لما ورد في الإعلانات السابقة، وتحديدا في إعلان بعبدا لعام 2012.

وتكرر مجموعة الدعم الدولية ضرورة تطبيق القرارات الصادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والتقيد بها على نحو تام، بما فيها القرارين 1559 (2004) و1701 (2006). وتثني على دور قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان في حفظ الهدوء على طول الخط الأزرق وتعاونها مع الجيش اللبناني بهدف توسيع نطاق سلطة الدولة اللبنانية وترسيخها على كامل الأراضي اللبنانية. وتعرب عن قلقها العارم إزاء جميع انتهاكات القرار 1701 (2006)، ولا سيما الأحداث التي ذكرت بالتفصيل في تقارير الأمين العام لمجلس الأمن بشأن تطبيق القرار 1701. وتدعو المجموعة الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان إلى تعزيز تعاونهما في سبيل الإسراع في نشر الجيش اللبناني في جنوب لبنان والمياه الإقليمية اللبنانية على نحو فاعل ومستدام، وفقا للقرار 2373 (2017)، وتحث الجيش اللبناني على مواصلة الخطوات الأولية التي قام بها في هذا الصدد.

وبالنظر إلى التحديات الأمنية التي يواجهها لبنان، ولا سيما التهديد الإرهابي، وبالإشارة إلى ضرورة التقيد بالالتزامات السابقة التي تتضمن عدم حيازة أي أسلحة غير أسلحة الدولة اللبنانية، تدعو مجموعة الدعم الدولية جميع الأطراف اللبنانية إلى استئناف المناقشات من أجل التوافق على خطة الدفاع الوطنية، وتشيد ببيان رئيس الجمهورية اللبنانية المتعلق بهذه الخطة. وتثني المجموعة على الدور الذي أداه الجيش اللبناني وجميع المؤسسات الأمنية في حماية البلاد وحدودها وشعبها. وتذكر بأن الجيش اللبناني هو القوة المسلحة الشرعية الوحيدة في لبنان، وفق ما كرسه الدستور اللبناني واتفاق الطائف. كما تدعو المجتمع الدولي إلى مواصلة دعم هذه المؤسسات وتنسيقه والنهوض به، إذ تؤدي هذه المؤسسات دورا جوهريا في حفظ سيادة لبنان ووحدته. وفي هذا السياق، وسعيا إلى دعم المساعي اللبنانية المبذولة في هذا الشأن، تشيد المجموعة بعقد اجتماع مؤتمر "روما 2" في إيطاليا.

تثني مجموعة الدعم الدولية على الجهود الحثيثة التي يبذلها لبنان، شعبا وسلطات، من أجل استقبال اللاجئين السوريين. وتذكر بضرورة عودة اللاجئين إلى ديارهم عودة آمنة وكريمة وغير قسرية متى تتوفر الظروف المناسبة على أن تيسر الأمم المتحدة هذه العودة، وذلك وفقا للقانون الدولي والمبادئ الإنسانية، بما في ذلك مبدأ عدم الإعادة القسرية. وتدعو كذلك المجتمع الدولي إلى تعزيز دعم المجموعات اللبنانية المضيفة واللاجئين في لبنان، وتتطلع في هذا الصدد إلى عقد مؤتمر "دعم مستقبل سورية والمنطقة" بدعوة من الاتحاد الأوروبي.

وتدعو مجموعة الدعم الدولية الحكومة اللبنانية إلى تسريع وتيرة برنامج الإصلاحات الخاص بها، بالتنسيق مع جميع المؤسسات والأطراف اللبنانية، بغية تمكين جميع المؤسسات اللبنانية والجهات الفاعلة في القطاع الاقتصادي والمواطنين اللبنانيين من تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي القائم على دولة كفوءة وشفافة وديمقراطية. وفي ظل الصعوبات التي يواجهها الاقتصاد اللبناني وخاصة التداعيات الاقتصادية الناجمة عن الأزمة السورية، تدعو المجموعة الجهات الفاعلة في القطاع الخاص والجهات الفاعلة على الصعيدين الإقليمي والدولي إلى دعم لبنان. وتشيد بعقد مؤتمر دولي للمستثمرين بهدف دعم إصلاحات الحكومة اللبنانية وخطة الاستثمار الرامية إلى النهوض بالنمو واستحداث فرص عمل وتأهيل البنى التحتية. وتدعو الجهات الفاعلة في القطاعين الخاص والعام إلى الإسهام في هذه الجهود. وتثني المجموعة على الدور البارز الذي أداه مصرف لبنان في المحافظة على الاستقرار المالي في البلاد. وتشيد مجموعة الدعم الدولية باحتمال تنظيم اجتماعات مقبلة تتخذ صيغ متنوعة وتعقد على عدة مستويات كما تدعو الحاجة، وتعيد كذلك تأكيد التزامها بدعم جميع الجهود التي تبذل في سبيل التصدي للتحديات الملحة".

 

تحسينات لفظية

أحمد الأسعد/08 كانون الأول/17

يُطمئنُنا أهل التسوية المزعومة، من أركان السلطة السياسية، في كل إطلاله إعلامية لهم، إلى أن حزب الله لا يَستَخدِم سلاحَه في الداخل، ويتوقعون منّا ربما أن نصدّق ذلك أولاً، وأن نفرح ونفتخر ويرتاح بالنا ثانياً.

ولكن إذا كان أبطال مسرحية التسوية يتناسون، فاللبنانيون لا ينسون أولاً أن حزب الله استعمل سلاحه مراراً وتكراراً في الداخل، وبه غيّر االواقع واالمعادلات السياسية التي كانت قائمة.

وإذا كان مسؤولو الدولة يتجاهلون، فإن اللبنانيين لا يجهلون أن المشكلة لا تتعلق فقط باستعمل حزب الله سلاحه في الداخل أو في الخارج، بل تكمن في امتلاكه هذا السلاح أصلاً. إنها مسألة مبدأ، أما التفاصيل فليست الأساس.

وحتى لو سلّمنا جدلاً بأن حزب الله لا يستعمل سلاحه في الداخل، فلا يمكن أن نسلّم بحقه في امتلاك السلاح، بل يبقى مطلبنا بأن لا يكون في البلد سوى سلاح واحد هو سلاح الدولة، وبأن لا يكون القرار السيادي لأحد إلاّ للدولة.

ولو صحّ أن الحزب لا يستعمل سلاحه ضد فريق آخر، يبقى أن امتلاكه  هذا السلاح يعرّض الداخل للخطر، ويورّط الداخل في نزاعات الخارج، ويقوّض سلطة الدولة التي يجب أن تتحكم وحدها بالقرار المتعلّق بالداخل واالخارج.

ولن تؤدّي بعض الإضافات اللفظية على نَصّ البيان الوزاري للحكومة، إلى أي تقدّم في مجال تحييد لبنان عن صراعات المنطقة وحروبها. جلّ ما حققته هو أنها شكلت مخرجاً من مسرحية الإستقالة والتريّث.

المغامرات الخارجية لحزب الله لا تنتهي بالتحسينات الإنشائية على بيان وزاري لم يكن أصلاً مطبَقاً، بل بانسحاب فوري للحزب من نزاعات المنطقة وحروبها، وهو ما لن يفعله إلاّ بأمر إيراني.

لا يمكن التريّث بعد اليوم في اتخاذ موقف واضح وصريح ازاء سلاح حزب الله. وإذا لم يكن مسؤولو الدولة، لسبب أو لآخر، قادرين اليوم على حسم مسألة سلاح الحزب، فالمطلوب منهم على الأقل بعض التحسينات الإنشائية واللفظية على خطابهم، وأن يَكفّوا، على الأقل، عن تبرئة حزب الله وسلاحه!

 

الحريري التقى تيليرسون في حضور باسيل

الجمعة 08 كانون الأول 2017 /وطنية - التقى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ظهر اليوم في مقر وزارة الشؤون الأوروبية والخارجية الفرنسية وزير الخارجية الأميركية ريكس تيليرسون في حضور وزير الخارجية جبران باسيل ونادر الحريري، على هامش اجتماعات المؤتمر الوزاري لمجموعة الدعم الدولية للبنان، وكان عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية.

 

جعجع: من المعيب إستدعاء سعيد أمام قاضي التحقيق لخطأ مطبعي

الجمعة 08 كانون الأول 2017 /وطنية - أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أنه "من المعيب حقا ان يستدعى النائب السابق الدكتور فارس سعيد امام قاضي التحقيق انطلاقا من خطأ مطبعي ارتكبته آلة الطباعة عنده"، مشيرا إلى أن "ما يحصل يجعلنا نشك جدا في ان لمثوله امام قاضي التحقيق اسباب ومرام وغايات اخرى". ولفت جعجع إلى أنه "اذا كان أي واحد منا او اي مجموعة منا بحاجة لمن يدافع عنها، فإن الذات الالهية ليست بحاجة حكما لذلك، خصوصا من قبل من يدعون اليوم انهم يدافعون عنها".

 

 فارس سعيد لـ"النهار": لو كنتُ قادراً لحاربتُ "حزب الله" في المريخ

حاوره رضوان عقيل/النهار/08 كانون الأول/17

لم يكن ينقص النائب السابق فارس سعيد إلا اتهامه بتحقير الذات الالهية في تغريدة. يقول انه اخطأ في كتابة عبارة "حزب الله"، ومعلوم أنه بعد استقالة الرئيس سعد الحريري وعودته عنها بقي وحيدا واتهمه حلفاء وأصدقاء بأنه كان من المساهمين مع السعوديين في التحضير للاستقالة. ويرد من امانة 14 آذار في الاشرفية، والتي تفرق عشاقها: "بأي حق يعملون على محاكمتي؟ ما حصل معي هو خطأ مطبعي، وقد اعتذرت الى جمهور الحزب علناً، فما هو المطلوب أكثر؟ إن الله ليس حكرا على طائفة في البلد او على مجموعة سياسية. وعندما أتبلغ بموعد المثول أمام قاضي التحقيق فأنا جاهز وعلى كامل الاستعداد، وإذا كنت مخطئا فليحاكموني. أنا مواطن عادي وشخصية سياسية وأخضع للقانون".

وعن تصويره بـ"اليتيم السياسي"، يرجع بأبوته السياسية الراسخة الى بشارة الخوري وفؤاد شهاب وكمال جنبلاط و"علاقتي بمكونات 14 آذار وقرنة شهوان هي علاقة صداقة ونضال مشترك، ولا يمكن أن يفرقنا أحد. كنت جزءاً من هذا الجسم وهو جزء مني". ومع أنه اختلف و"القوات اللبنانية" و"تيار المستقبل" على موضوع التسوية الرئاسية، يردد انه لا ينفصل عن هذا الجسم.

لكن الآخرين انفصلوا عنك؟ يجيب: "عندما ذهبوا الى التسوية الرئاسية قلت لهم أنا ضدها، علما أنها أنتجت رئيس جمهورية وحكومة وقانون انتخاب بشروط حزب الله، وتعيينات ادارية وامنية، وتشكيل لبنان بشروط الحزب وليس بشروط الدستور اللبناني ووفق قاعدة موازين القوى لا على قاعدة قوة التوازن".

قدم سعيد وجهة نظره هذه للحريري وسمير جعجع، مع تأكيد احترامه وجهة نظرهما التي تقول انهما "يحاولان انقاذ لبنان وعدم إدخاله في مواجهة مع الحزب، وإنقاذ الجمهورية من خلال هذه التسوية".

وكان رد الحريري عليه أن "ما تطرحه هو الطلاق مع الحزب وعدم الدخول في تسوية. وان موازين القوى في المنطقة لا تسمح "وعلينا الدخول في تسوية مع الحزب". وطلب من صديقيه أن يحترما موقفه الذي يقول ان "كلفة هذا الانقاذ وهذه التسوية أكبر بكثير من قدرتنا على التحمل. وعشت معهما على هذه المعادلة لسنة، مع "شوية زكزكة مقبولة من الثلاثة". ويستغرب سعيد كيف أن الاتهام وجه اليه لحظة الاستقالة، وقيل انه عمل مع السعودية للاطباق على الحريري، "وهذا الكلام غير صحيح". ويؤكد انه لم ينسق "ابداً" هو والوزير ثامر السبهان "وانا فوجئت بها مثل اي مواطن لبناني".

ويرى انهم يريدون مخرجاً "وطلع امامهم انا وسمير جعجع واشرف ريفي ورضوان السيد. وللحقيقة، التقيت الحريري في آب 2017. وقلت له: "كي لا تعرف من الناس والاعلام، وبدافع حرصي عليك، ابلغك بمعارضتي للتسوية وحزب الله في لبنان. ولاننا لا نقدر ان نكون فقط من لون واحد يجب ان تكون المسألة عابرة للطوائف. سننظم انا ورضوان السيد جبهة هذه المعارضة". ورد عليّ بعدم الموافقة. "والله يوفقكم". ويجزم سعيد بأن لا علاقة له بالاستقالة لا من قريب ولا من بعيد، "ولو كنت اقدر على فعل شيء في السعودية ضد حزب الله لما قصرت في محاربته، حتى في الصين الشعبية والمريخ".

ولم يخف أنه عندما شاهد الاستقالة من الرياض "سررت وقلت انها يجب ان تحفز الحزب في الحد الادنى وان تقلب الاوضاع في الحد الاقصى. وكانت طبيعية ولم يكن الحريري مجبراً عليها. وانا اعرف ان السعوديين مشوا بالتسوية وأيدوا طلب جعجع، وان عون رجل مؤسسسات وقائد سابق للجيش ولا يمكن ان يفرط بالسيادة والاستقلال والدستور".

ويعتقد ان "التسوية ارتدت على جعجع اكثر لانه كان معها. وانا من الاساس ضدها وما زلت". ولا يستبعد ان يكون وجعجع في الانتخابات معاً، ومبادرتنا تتسع للجميع".

ويرى أن ثمة فرصة اليوم أمام البلد، "واقول للحريري انه انتزعها مع الرئيس بري وكل العالم. واريد ان أفترض حسن النية. لقد قلتم لحزب الله ان ثمة بيانا يلزم كل الحكومة النأي بالنفس، وهذا البيان هو الحد الفاصل بيننا وبينهم. اذا تم تنفيذه أصفق واعتذر لهم، واذا لم ينفذ فسنقيم القيامة عليهم. وحزب الله لن ينفذه. والمعيار الذي وضع ليس لفظيا، وهو ليس بيانا، بل قرار حكومة ملزم يجب ان يسجل في الجريدة الرسمية". ويأسف لاتهامه بكتابة التقارير "فنحن لا نكتب عند أحد، بل نقول وجهة نظرنا، والسبهان ليس في حاجة الى نصيحة. نعم، قلت له يجب ان نتضافر ضد حزب الله". ويضحك سعيد عند تذكيره بأنه اصبح وحيدا ومن دون حلفاء: "انا والناس بألف خير، واللبنانيون بغالبيتهم لا يرضون على ما يجري ويرفضون التفرج على الاستسلام المتكرر امام شروط حزب الله".

حمود أحال إخباراً ضد سعيد على نيابة جبل لبنان

احال المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود على النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان، الإخبار المقدم من المحامي المتدرج قاسم الضيقة ضد النائب السابق فارس سعيد، للتحقيق معه بجرم المس بالذات الالهية.

اورد المخبر في الوقائع أنه "في تاريخ 6/12/2017 أقدم المخبر عنه فارس سعيد على نشر نص على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أتى فيه ما يلي: "رهان البعض على حسن سلوك ح"زب الله أجل انجاح التسوية مثل اكل من باب التجربة او تأجيل عمل اليوم للغد او حفظ الاسرار لدى الثرثارين".

ولما كان ما أقدم عليه المخبر عنه يمس بالذات الالهية عبر استخدام عبارات مسيئة في حق الله، مما حدا بالمخبر التقدم بالاخبار الراهن منعاً للتعرض للذات الالهية.

 

أسرار الصحف اللبنانية ليوم الجمعة 8/12/2017

النهار

علم ان معظم حجوزات السفر الى بيروت خلال الاعياد لسياح من جنسيات عربية غير خليجية.

اتهم مستشار اعلامي مستشارا اعلاميا اخر بأنه يتخذ مواقفه بناء لحسابات ورهانات سياسية وانتخابية.

لا تزال الترشيحات للانتخابات داخل عدد من الاحزاب عرضة لشد حبال بين المرشحين المحتملين نظرا لكثرة عددهم.

رشح أن عودة برنامج تلفزيوني انتقادي تتوقف على مدى تقيد الاخرين بوقف الحملات الاعلامية.

اكد وزير ان "القوات" لم تسقط من حساباتها مسألة الاستقالة من الحكومة اذا سقط النأي بالنفس ليكون قرارها مبررا لا مفروضا عليها.

المستقبل

قيل أنّ قادة مجلس التعاون الخليجي الذين اجتمعوا في الكويت قبل أيام، كلّفوا الأمانة العامة للمجلس بإعداد رسالة تنديد بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل السفارة الأميركية إلى القدس وإبلاغها إلى البيت الأبيض.

الجمهورية

يدور خلاف صامت وحاد بين نائبين ينتميان الى فريق سياسي واحد، وصل الى حدّ التجريح الشخصي المتبادل ولم تنجح الوساطات في ردم الهوة بينهما.

أسَرّ أحد المسؤولين لمرجع ديني بأنه في صدد اتخاذ إجراءات تأديبية تطاول مجموعة من الأسماء البارزة في فريقه السياسي على خلفية قضية حسّاسة.

لجأت قوة سياسية إلى مرجع روحي لإطلاعه على ما تتعرّض له بعد التغيّرات الحاصلة.

اللواء

تؤكد مصادر لبنانية معنية أن التوجه لدى مختلف مكونات الحكومة عدم السماح بإحداث أية خروقات داخلية بعد قرار ترامب.

طلب رئيس حزب يميني من مناصريه توخّي الحيطة في التعاطي مع توجه تصعيدي لدى حليف سابق.

يحرص رئيس تيار موال على عقد اجتماعات بعيدة عن "الاضواء" لكوادر وظيفية من طائفته للتباحث في الوضع في الادارات.

الشرق

سأل مرجع رفيع المستوى كيف للبنان ان ينأى بنفسه عن محيطه بعد اعلان الرئيس الاميركي القدس عاصمة للكيان الاسرائيلي وما يمكن ان يحصل من تداعيات ولبنان يحتضن اكثر من خمسماية الف لاجئ فلسطيني؟

اتصل مساعد مرجع بارز بالبطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي وشكره على مواقفه الاخيرة، لاسيما ما يتعلق بقرار مجلس الوزراء والتزام الحكومة سياسة النأي بالنفس... ومؤكدا ان الانتخابات ستجري في موعدها...

ابلغ قيادي في تيار سياسي بارز رئيس حزب سياسي يغالي في اعلان معارضته ... ان مشكلته الحقيقية هي مع من استولدهم الحزب وانقلبوا عليه؟!

البناء

وقع نائب بارز أن يؤدّي تأييد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للرئيس الأميركي دونالد ترامب في قراره بشأن القدس المحتلة، إلى المزيد من التباعد بين القيادة السعودية الحالية وبين حلفاء المملكة في لبنان، باستثناء بعض الموتورين الذين لا وزن لهم في المعادلة السياسية، لأنّ الحلفاء المؤثرين في هذه المعادلة ليسوا في وارد السير بمثل هذه المواقف المفرّطة بفلسطين وبالقدس…!

قالت مصادر فلسطينية إنّ الاتجاه نحو الانتفاضة الجديدة صار محسوماً على مستوى حركتي فتح وحماس وباقي الفصائل، وإنّ مبادرة عربية إسلامية لوقف الحروب الجانبية بين الدول العربية والإسلامية سيحملها وفد مشترك من فتح وحماس إلى العواصم المعنية بحرب اليمن وليبيا، وخصوصاً الرياض والقاهرة وأنقرة وطهران، للدعوة إلى قمة رباعية تضمّ قادة هذه الدول تكون قمة القدس، وأنّ الاستجابة مع هذه الدعوة ستمثل الجواب الحقيقي على الموقف من القدس بعد القرار الأميركي…

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 8/12/2017

 * مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

هل ما أقدم عليه الرئيس الاميركي في القدس دعسة ناقصة أم خطوة هادفة؟

دبلوماسي عريق يجيب ان خطوة ترامب هادفة الى أمرين:

- تخفيف الضغط الاسرائيلي عنه في التحقيقات في واشنطن حول علاقاته الروسية.

- تحضير العالمين العربي والاسلامي للتسوية المنتظرة بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل وأبو ديس او ما يعرف بالقدس الشرقية لفلسطين الدولة على أساس غزة ومربعي ألف وباء وجزر من المربع جيم حيث أبو ديس. أما حق العودة فيترك الى مرحلة لاحقة وفي هذا ضرب لاتفاق أوسلو.

وعلى وقع مواجهات في مناطق عدة في الضفة والقدس عقب صلاة الجمعة بين المنتفضين وجنود الاحتلال حاولت الخارجية الاميركية استيعاب انتفاضة العالمين العربي والاسلامي بالقول إنها أخطرت السلطات الاسرائيلية بأن نقل السفارة من تل أبيب الى القدس مؤجل. وترافق ذلك مع جلسة طارئة لمجلس الامن ورفض العالم لقرار ترامب.

وفي القاهرة إجتماع طارئ لوزراء خارجية الدول العربية غدا يسبق القمة الاسلامية في تركيا الاسبوع المقبل وقد دعي إليها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

وفي باريس مؤتمر مجموعة الدعم للبنان نجح في تأكيد الدعم لبلد التعايش بين الديانات. وركز الرئيس الفرنسي وكذلك وزير خارجيته على النأي بلبنان عن صراعات الخارج وشدد على الأمر نفسه الرئيس سعد الحريري الذي أعلن رفض القرار الاميركي المتعلق بالقدس.

وفي بيروت توصية من البرلمان الى الحكومة اللبنانية والادارة الاميركية برفض هذا القرار ايضا.

وكما أشرنا فإن القدس الحبيبة تعيش الانتفاضة وسط الصلف الاسرائيلي.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

هل كان الخير في ما وقع؟ وهل علينا اليوم أن نقول شكرا دونالد ترامب؟ فبقرار انتحاري جمع العرب وأعاد عز الخلافة الإسلامية واستنهض المسيحيين للدفاع عن أرض المهد وضم القدس الشرقية الى الغربية وأشعل الصحوة العروبية ورتب أولويات المنطقة بحيث تتقدمها فلسطين وتختتمها قضية فلسطين وشرع مقاومة الاحتلال فأصبحت المقاومة مطلبا لا غبار إرهاب عليها دونالد هذا غسل يوم الجمعة من تظاهرات ربيع زائف وتفجيرات دامية كان الإرهاب يستهدف فيها الأبرياء وبيوت الله.. ورد التظاهر الى القبلة الأولى ونفض الانتفاضة وصف جموع الناس في شوارع الحق يخرجون من بيوتهم لأجل بيوتهم ويغضبون بقدسية مدينتهم هو ترامب الذي تمكن من لم شمل العرب على اجتماع يخصص حصرا لفلسطين غدا.. بعدما كانت القضية منسية.. وهو الرئيس الأميركي الذي استطاع أن يوحد دول العالم ضد قراره وأن يستدعي مجلس الأمن على خطر ضياع القدس تلك المدينة المغلفة بقرارات الشرعية الدولية أدلى ترامب بما لديه.. فماذا لدى العرب غدا؟ لن يرضى الشارع العربي بأقل من قطع العلاقات ووقف التطبيع تسللا وتوددا ورسائل من فوق الطاولة ومن تحتها وغزلا بالأقلام والأفلام.. ومعاملة أميركا بالمثل.. بسلاحها.. فهي التي تشهر العقوبات على "الكساب والوهاب" حاربوها بالسلاح الذي حاربتكم به أما بيانات الاعتراض والإدانة والاستنكار والرد المناسب في الوقت والظرف المناسبين فتلك لزوم الاستهلاك الهالك.. وغير قابلة للصرف باستثناء الصرف الصحي منه ومن عجائب ترامب في البلاد اللبنانية أنه قاد مجلس النواب الى وصايا المقاومة بأحرفها الاولى والاخيرة.. وفي جلسة فلسطينية حضرها الاخوان رحباني وصوت فيروز كانت التيارات السياسية تعيد إحياء تفاهماتها ولو على أغنية.. يخرج صوت ستريدا جعجع مناضلا زحفا زحفا نحو القدس فتجد أن إبراهيم كنعان قد سبقها الى ساعات الوغى ويتغلب غازي العريضي على محمد رعد بدعوته الى ولادة مقاومة ميدانية على أرض فلسطين.. لتنتهي الجلسة بتوصية افتتحها رئيس المجلس نبيه بري باسم قاصم الجبارين وتتوجه الى الادارة الأميركية ومجلس الأمن مؤكدة أن قرار القدس هو مشروع حرب. لبنان المحصن تشريعيا تحصن اقتصاديا وامنيا في اجتماع باريس الذي افتتحه الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون وحضره رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون وأبعد من اجتماعات الحماية الدولية للبنان جاءت تحذيرات تيلرسون للسعودية مدوية إذ قال إن على المملكة أن تكون أكثر ترويا وتدبرا في ما يتعلق بسياستها تجاه قطر واليمن ولبنان وأن تفكر في عواقب أفعالها. أميركا المتهورة بقرار القدس.. تحذر السعودية التي سبقتها الى مغامرات المنطقة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

انها السابعة بتوقيت القدس العربي الشريف، وساعة زوال الاحتلال آتية لا ريب فيها. صفقة القرن لن تمر ومحاولة واشنطن اخراج مدنية القدس من دائرة التفاوض كدفعة اولى على الحساب لن يكتب لها النجاح.

الشارع الفلسطيني ينبض حركة وحجارة وشهداء، مواجهات مع قوات الاحتلال تؤكد ان جذوة المقاومة حاضرة وحجرا بعد حجر ترتفع اسهم الانتفاضة، ويتردد صدى رفض القرار الاميركي لدى شعوب العالم.

ادارة دونالد ترامب في مأزق جديد مؤشراته بدت في كلام وزير الخارجية الاميركي الذي حاول ان يمتص حالة الغضب باعلانه ان نقل سفارة بلاده الى القدس قد يستغرق اكثر من عامين، لافتا الى ان اي قرار نهائي بشان وضع المدينة المقدسة سيعتمد على المفاوضات ولكن its too late .

في مجلس الامن جلسة لا عديد فيها الى جانب القرار الاميركي، وفي مجلس النواب اللبناني انتفاضة برلمانية بكوفية فلسطينية حجارتها توصيات لمن يهمه الامر وقائدها الرئيس نبيه بري.

ساعة ساحة النجمة دقت معلنة النفير النيابي في مواجهة القرار الاميركي، يسجل لمجلس النواب اللبناني انه اول برلمان يتحرك، ودعوة الرئيس نبيه بري فتحت الباب امام المجالس النيابية حول العالم لتعكس بحق نبض شعوبها الذي يخفق على اسم القدس ورسمها. على قدر زهرة المدائن كانت ام الشرائع، وخرج مجلسها بتوصية تؤكد حق الشعب الفلسطيني في مقاومته ونضاله المشروع للتخلص من الاحتلال ونيل كل حقوقه في العودة، اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

مجلس النواب اعتبر ان القرار الاميركي يقود الى الحروب ويهدد الامن والسلام الاقليميين والدوليين ويشكل غطاءا للاحتلال وعدوانيته، كما انه يشجع النوايا العدوانية الهادفة لأسرلة وتهويد فلسطين وشطب القضية.

وفي مصر كما في لبنان كان الموقف سلاح، شيخ الازهر احمد الطيب رفض استقبال نائب الرئيس الاميركي الموجود في القاهرة، فهل تكر السبحة ونشهد مواقف اكثر تقدما على المستوى العربي والاسلامي والدولي تؤكد لمرة واحدة ان حيطنا ليس واطيا؟

في باريس دعم للبنان واستقراره عبرت عنه المجموعة الدولية بما يؤمن حصانة للواقع الداخلي بغطاء دولي.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

عند اسوارها سيجمع الشمل، وفي محاريبها سينعقد الجمع.. شهداء وجرحى، مجاهدون ومنتفضون، مسلمون ومسيحيون..

اصداؤها كصوت صلاتها، لا اختصار لزمانها ولا حدود لمكانها.. عزيمتها كصخورها وقبابها، وشمسها لن يكتب غيابها.. هي القدس الحافرة في قلب الزمان قداسة لن يدنسها صهيوني أو متصهين، ولن يبيعها تاجر او فاجر..

اهلها كل السائحين في شتى ميادين الحق، من غزة الى نابلس وجنين، من صنعاء الى صعدة ويريم، من صفاقس التونسية الى المنامة البحرينية، من بغداد الى عمان، من سوريا الى لبنان، ومن ايران الى السودان والهند وباكستان..

فيا كاتب التاريخ لن تستثنيها عربية في اصلها وخلاصها، واعلم بان دماءنا حبر لحفظ بقائها..

أول الكاتبين على اسم القدس، شهيد من غزة المنتفضة مع كل ساحات الضفة، واول الخطوات الرسمية جلسة لمجلس النواب اللبناني راسلت الامم المتحدة، وأكدت مع رئيسها نبيه بري أن المقاومة وحدها الخيار والمسار..

في المسار الدبلوماسي التونسي كان استدعاء للسفير الاميركي، وتحميله رسالة رافضة لخيارات ترامب الجامحة.. ومع كل صباح سيستفيق الزمن على جديد الخيارات، ولن تبقى التحركات عند حدود الهتافات، وانتفاضة الاقصى كفيلة بالمستجدات، واثنين لبنان موعد جديد مع الامين العام لحزب الله في تظاهرة النصرة لفلسطين، حيث المواقف المجيدة، للقدس الحبيبة..

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

اليوم الثالث على قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل والتحضير لنقل السفارة الاميركية اليها حمل معه المزيد من الاحتجاجات الرافضة لتشهد الاراضي الفلسطينية مسيرات احتجاج تطورت إلى مواجهات مع قوات الاحتلال، مما ادى الى سقوط شهيدين وأكثر من ثلاثمئة جريح. كما شهدت المناطق اللبنانية مسيرات احتجاج وتضامن في وقت عقد مجلس النواب جلسة تضامنية مع القدس اكد في توصياتها ان القرار الاميركي يقود الى الحروب ويشكل غطاء للعدو الاسرائيلي وعدوانيته ويعزز التوطين.

لبنانيا ايضا، انهماك ومتابعة لما شهدته باريس من اجتماع لمجموعة الدعم الدولية والتي اطلقت الاشارة لسلسلة من المؤتمرات الداعمة للبنان.

الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وفي الجلسة الافتتاحية اكد انه على جميع الفرقاء في لبنان احترام مبدأ النأي بالنفس، داعيا الى اعادة تسيير عمل المؤسسات، مشددا على التنفيذ الكامل للقرار 1701.

أما الرئيس سعد الحريري، فاكد ان سياسة النأي بالنفس التي تبنتها المكونات السياسية للحكومة ستسمح بالحفاظ على الوحدة الوطنية، مضيفا ان استقرار لبنان يمر حتما بقدرته على مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية الناجمة بشكل رئيسي عن الأزمة السورية.

البيان الختامي للمجموعة الدولية جدد التزامه استقرار لبنان وأمنه وسيادته ودعمه الجهود الحالية التي تبذلها السلطات اللبنانية من أجل استعادة الأداء الطبيعي للمؤسسات والتحضير لتنظيم الانتخابات التشريعية في أيار 2018، معربا عن ارتياحه لعودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت، فهو يمثل شريكا رئيسا لصون وحدة لبنان واستقراره كما كررت مجموعة الدعم الدولية ضرورة تطبيق القرارات الصادرة عن مجلس الأمن اوالتقيد بها خصوصا القرار 1559 والقرار 1701.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

فيما التصعيد على خلفية قرار القدس يسير بوتيرة متسارعة في الأراضي الفلسطينية والعالم، يسابق لبنان الرسمي الوقت من أجل تحصين وضعه بعد عودة الرئيس سعد الحريري عن الإستقالة وإعلان بيان النأي الذي طوى بيان التريث...

اللافت اليوم أن ما لم يقله بيان النأي، قاله بيان مجموعة الدعم الدولية للبنان ... البيان صيغ بعناية فائقة بشكل يعفي المجتمعين من أي انتقاد أو تسجيل ملاحظات:

البيان عبر عن ارتياح مجموعة الدعم لما سماه "عودة الحريري إلى بيروت"، ما يعني تلميحا إلى الظروف غير الطبيعية التي كان فيها في الرياض.

والبيان تحدث عن "التقيد بالالتزامات السابقة التي تتضمن عدم حيازة أي أسلحة غير اسلحة الدولة اللبنانية"، ما يعني ان تحييد البيانات الداخلية لسلاح حزب الله، لم تتقيد به البيانات الخارجية ولاسيما بيان اليوم.

البيان تحدث عن النازحين السوريين من ضمن المعادلة التالية: "عدم الإعادة القسرية ... عودة آمنة متى تتوافر الظروف المناسبة، على ان تيسر الامم المتحدة هذه العودة".

بيان مجموعة الدعم الدولية عالي السقف وأعلى من بيان النأي والبيان الوزاري خصوصا لجهة السلاح غير سلاح الجيش اللبناني، فهل سيكون مقبولا في لبنان؟

في أي حال، العبرة في الإلتزام والتنفيذ خصوصا بعد عودة الرئيس الحريري والوزير باسيل الى بيروت، ومعاودة الحركة الحكومية بدءا من الاسبوع المقبل، خصوصا ان عطلة نهاية الاسبوع ستكون مركزة على تداعيات أزمة القدس، مع الاجتماع الطارئ لمجلس وزراء الخارجية العرب الذي ينعقد غدا في القاهرة ويشارك فيه الوزير جبران باسيل.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

مؤتمر مجموعة الدعم الدولي للبنان حمل عنوانين، الاول النأي بالنفس اذ ان كل الكلمات بدءا بكلمة الرئيس الفرنسي شددت على هذا الامر، فماكرون قال حرفيا ان على حزب الله احترام مبدأ الناي بالنفس، ما يعني ان المؤتمر الذي شارك فيه وزير خارجية اميركا شكل صدمة ايجابية ثانية استكملت الصدمة الايجابية للرئيس الحريري عندما استقال من السعودية.

العنوان الثاني وجود مظلة دولية مهمة تحمي لبنان والاستقرار فيه، يكفي ان نعرف في هذا المجال ان ثلاثة مؤتمرات دولية ستعقد في النصف الاول من السنة الطالعة لتحقيق كل انواع الدعم للبنان.

المؤتمر الاول مؤتمر باريس 4 الذي يعقد في اذار لدعم الاقتصاد، ثم مؤتمر روما لتعزيز قدرات الجيش، فمؤتمر بروكسيل 3 للمساعدة على تحمل اعباء النزوح السوري.

مقابل الاسترخاء اللبناني، المنطقة تغلي على وقع قرار الرئيس الاميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، فالقدس ورام الله وبيت لحم والخليل يسودها تظاهرات ومسيرات احتجاجية وتنديدات بالقرار الاميركي، في وقت لفت قول وزير الخارجية الاميركي ان الوضع النهائي للقدس سيترك للتفاوض وان نقل السفارة لن يتم قبل عامين على الارجح، وهو موقف يرجح فرضية ان قرار ترامب قد يكون لغاية داخلية اميركية اكثر مما هو للتطبيق العملي.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

نجح دونالد ترامب نجاحا باهرا ... في ابتلاع منجل القدس ...

وكان نجاحه جليا، في الأهداف المباشرة التي أراد تحقيقها من وراء خطوته الرعناء: فاللوبي الصهيوني رضي عنه ... والإعلام الأميركي حاد عن فضائحه القضائية وتورطات عائلته وصفقات صهره وارتكابات فريقه ... وأعلنت أكثرية واضحة من المستطلعين الأميركيين تأييدها لخطوته... أكثرية قدرها استطلاع دورية نيويوركر الرصينة، بنحو 63 بالمئة من الأميركيين ...

لكن السؤال الأساسي: إلى متى تستمر صلاحية هذه المكاسب الفورية... والآنية... والسريعة الاستهلاك؟

فالخطوة، على خطورتها وفظاعتها، غير قابلة للترجمة راهنا... فيما سلبياتها بدأت تسجل وتتراكم...

أصدقاء واشنطن في المنطقة والعالم أصابهم الحرج... حتى الخرس... فيما خصومها وجدوا في الخطوة وقودا عظيما لاندفاعتهم المستمرة منذ سقوط الرهانات الأميركية الكثيرة في الإقليم...

هذه المعادلة انعكست بوضوح على المشهد اللبناني... في بيروت، كما في باريس... ففي العاصمة اللبنانية، يستعد رئيس الجمهورية لحمل قضية أورشليم القدس إلى مؤتمر اسطنبول يوم الأربعاء المقبل... ليطرحها بشكل شامل... لا يقدر إلا رئيس لبنان على مقاربته وتجسيده...

أما في باريس، فتراجعت لهجات المتربصين بلبنان، تحت غطاء دعمه دوليا... فاضطروا إلى التسليم بوجهات النظر اللبنانية... في الكثير من النقاط والأسرار التي تكشفها لاحقا رسالة الأو تي في من العاصمة الفرنسية...

وبين تلك الاستحقاقات كافة، كانت الرئاسة تضيء شجرة الميلاد ... في صورة مطابقة لأحداث المحيط ... وهو ما عبر عنه سيد العهد، بتلك المفارقة، بين دخول أهل النور زمن انتظار المخلص ... وتمادي أهل الظلام في زمن تدنيس المقدسات ...

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

سابقة خطيرة: الغرب يساوي بين السعودية وإيران في لبنان

العرب/09 كانون الأول/17/باريس/ بيروت - أثار موقف مجموعة دعم لبنان استغراب دوائر رسمية وشعبية في بيروت كونه يساوي، في سابقة خطيرة، بين السعودية التي تدعم الاقتصاد اللبناني، وبين إيران التي تركز جهودها على تسليح حزب الله ومساعدته في السيطرة على القرار الوطني في لبنان، وتوريط البلد في أزمات إقليمية تزيد من معاناة اللبنانيين وتربك علاقاتهم بدول الخليج. وساوى البيان الختامي للمجموعة وبشكل ملتبس بين السعودية وإيران في الأزمة اللبنانية. وقفز البيان على الواقع بشكل متناقض، إذ طالبت دول المجموعة من السعودية دعم حكومة لبنان وتسليح جيشه حتى يكون قادرا على ضبط الوضع الأمني في البلاد وقصر امتلاك السلاح على الدولة وحدها، لكن في نفس الوقت طالبت أيضا السعودية بعدم التدخل، وأن تنأى بنفسها عن لبنان، وسط صمت عن دور تخريبي تقوم به إيران ومعها حزب الله في البلد. وقالت هذه المراجع إن البيان الختامي كان غامضا ومبهما بشكل مثير للاستغراب، متسائلة كيف يمكن أن تدعو المجموعة “كل الأطراف اللبنانية للالتزام بسياسة النأي بالنفس وعدم التدخل في الصراعات الخارجية كأولوية قصوى”، والحال أن الأمر لا يخص سوى حزب الله الذي يتورط عسكريا في سوريا والعراق واليمن.

ونقل عن دبلوماسي فرنسي قوله إن صياغة الإعلان النهائي لا تخص بالذكر طرفا بعينه، لكنها ستحمل رسالة مفادها أن على السعودية وإيران عدم التأثير على السياسة اللبنانية وأن على حزب الله الحد من أنشطته الإقليمية. وتابع “اجتماع الجمعة ليس ضد السعودية أو إيران وإنما لدعم لبنان”.

ورفضت المراجع اللبنانية أي تلميح يوازي ما بين النفوذ الإيراني والسعودي في لبنان ودورهما في التأثير على استقرار لبنان. إيمانويل ماكرون: تورط الميليشيا اللبنانية في الصراعات الإقليمية أضر باستقرار لبنان وذكرت أن السعودية تاريخيا كانت داعما اقتصاديا وسياسيا للبنان، للدولة ومؤسساتها العسكرية والأمنية، وأن الرياض رعت دائما ما يمكن أن يحمل السلم والاستقرار والازدهار إلى هذا البلد، مذكرة أن لبنان استعاد عافيته بعد الحرب الأهلية مستندا على الاتفاق الذي وقع في مدينة الطائف في السعودية، وأن استقرار البلد السياسي والإنمائي والإعماري والمالي اعتمد دائما على الدعم السعودي.

وأضافت أن السياسة الإيرانية في لبنان دفعت البلد باتجاه أعمال العنف والقرصنة والخطف، فيما يمثل سلاح حزب الله أكبر عقبة أمام قيام دولة قوية في لبنان. وأرجع مراقبون لبنانيون الغموض الذي جاء في بيان المجموعة وتصريحات وزراء خارجية بعض الدول، وخاصة الأميركي ريكس تيلرسون، إلى الوقوع تحت تأثير اللوبي الإيراني بالإضافة إلى الدور التخريبي للوبي القطري في الإساءة لسمعة السعودية.

وحث تيلرسون الجمعة السعودية على أن “تكون أكثر ترويا وتدبرا في ما يتعلق بالسياسة في اليمن وقطر ولبنان وأن تفكر في عواقب أفعالها”. ووصف المراقبون هذا التصريح بالصادم لكونه يبرئ إيران وقطر من تأزيم ملفات الخلاف مع المملكة، فضلا عن كونه يأتي في وقت حساس تجابه فيه الرياض تحديات قوية بسبب التصعيد الأميركي غير المبرر في قضية القدس. ويلفت مراقبون إلى محدودية الحضور الإعلامي السعودي على المستوى الدولي بما يضعف مواقف الرياض في المحافل الدولية. ويضيف هؤلاء أن الأداء الإيراني يبدو أكثر نجاعة وفعالية من خلال السيطرة على شبكات إعلامية إقليمية ودولية والانخراط داخل شبكات ضغط تنشط داخل البرلمانات الغربية والفضاءات الإعلامية الغربية. وقال دبلوماسيون أوروبيون في هذا الصدد إن إيران لا تستثمر جهودها في حملات العلاقات العامة التي اثبتت فشلها، وأن التواصل الدؤوب الذي تقوم به طهران وشبكاتها داخل العواصم الغربية أثبت فعاليته في التأثير مباشرة على الرأي العام كما على النخب داخل هذه العاصمة أو تلك. ودعا دبلوماسيون فرنسيون عملوا في السعودية سابقا، الرياض إلى انتهاج دينامية جديدة في مقاربة العالم الغربي تتجاوز المدرسة التقليدية القديمة.

ونصح هؤلاء بعدم الاعتماد على شركات العلاقات العامة الدولية والاعتماد على شبكات تواصل سياسي جديدة يكون همها الأساس الدفاع عن السعودية ومصالحها، وشرح النهج الجديد الذي تعتمده في كافة المجالات والذي ما زال عرضة للتأويل وفق صورة نمطية قديمة. وعقدت مجموعة دعم لبنان اجتماعا، الجمعة، في باريس خصص لدعم لبنان ومساعدته على البقاء خارج دائرة الصراع على النفوذ بين الدول الإقليمية المتصارعة. وحضر الاجتماع إلى جانب فرنسا، كل من روسيا والصين وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا، إضافة إلى مصر. وذكرت مصادر دبلوماسية فرنسية أن باريس أرادت من عقد هذا الاجتماع تحصين الحكومة اللبنانية بموقف دولي واضح بعد الأزمة التي عصفت بلبنان جراء استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري.

وكشفت مراجع دبلوماسية غربية حضرت الاجتماع أن المجتمع الدولي حريص على استقرار لبنان وعدم تعريضه إلى أي هزات أمنية كتلك التي من الممكن أن تسببها أزمة حكومية. وأضافت أن أزمة النازحين السوريين التي يتحملها هذا البلد لا يمكنها الصمود أمام العبث والفوضى، وأن البلدان الأوروبية خصوصا قلقة من أن تتسبب أي فوضى بلبنان في كارثة إنسانية تدفع اللاجئين نحو نزوح آخر. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مستهل الاجتماع الذي حضره الحريري وتيلرسون “من أجل حماية لبنان من الأزمات من الضروري أن تحترم كل الأطراف اللبنانية واللاعبين الإقليميين مبدأ عدم التدخل”. وأضاف “اجتماع اليوم يجب أن يظهر إرادة المجتمع الدولي لتطبيق سياسة النأي بالنفس على المستوى الإقليمي بشكل فعال من قبل كل من في البلاد”. وفي تصريحات موجهة بوضوح إلى حزب الله، قال ماكرون إن التجربة أظهرت أن تورط الميليشيا اللبنانية في الصراعات الإقليمية أضرت باستقرار البلاد.

 

الكاتب في “الأخبار” يطالب بنزع سلاح الجيش اللبناني

/imlebanon/08 كانون الأول/17/هذه السطور يجب أن تشكل إخبارا إلى النيابة العامة التمييزية ووزير العدل وكل مسؤول في الدولة اللبنانية. كاتب المقالات في جريدة “الأخبار” أسعد أبو خليل، وفي تغريدة له بعد ظهر الجمعة 8 كانون الأول 2017 خوّن قيادة الجيش اللبناني وطالب بنزع سلاح الجيش والإبقاء فقط على سلاح “حزب الله”. وقال في تغريدته: “‏العار، العار. قادة الجيش اللبناني يجتمعون مع ضباط العدوّ الاسرائيلي فيما الشوارع العربيّة تغلي بالغضب حول القدس. لنطالب بنزع سلاح الجيش اللبناني والإبقاء على سلاح المقاومة فقط”. فهل من مسؤول يتحرك ضد هذا الذي يحمل الجنسية اللبنانية؟ وهل من مسؤول يتخذ قرارا يمنع فيه نشر أي كتابات له في صحف لبنانية؟ أم أن جماعة “البيئة الحاضنة” يُسمح لهم بتخوين قيادة الجيش اللبناني والمطالبة بنزع سلاح جيشنا الوطني؟

 

اين القضاء والقدر… خيارنا المواجهة!

 طوني أبي نجم/imlebanon/08 كانون الأول/17

لا نحتاج إلى عبقرية لندرك أن الأمور في لبنان ليست بخير. في أقل من شهر تتم ملاحقة الإعلامي الزميل مرسيل غانم. يتم توقيف أحمد الأيوبي اعتباطياً لـ12 يوماً خلافاً للقوانين وبسبب مقال. يحيل وزير العدل كلام النائب سامي الجميل إلى النيابة العامة التمييزية، ويُحال النائب السابق الدكتور فارس سعيد إلى التحقيق بسبب خطأ مطبعي سخيف والتهمة تحقير الذات الإلهية، إضافة إلى كل ما اعترى التحقيقات مع الممثل المسرحي زياد عيتاني من تسريبات للتحقيقات وزج بأسماء مجموعة من الصحافيين والإعلاميين بطريقة مشبوهة.

نعم، كل ما تقدّم حصل في أقل من شهر، وبعد أن كانت السلطة السياسية أحكمت سيطرتها على القضاء عبر تشكيلات قضائية فاحت منها روائح المحاصصة علناً وبطريقة أقل ما يُقال فيها أنها وقحة. والنتيجة أن هذه السلطة السياسية باتت تسعى إلى فرض نظام يشبه النظام الأمني السابق أيام الاحتلال السوري، لقمع كل صوت معارض للنهج القائم على السياسة المؤيدة لـ”حزب الله” والتي تغطي سلاحه، وعلى تغطية واقع الصفقات والفساد المستشري، والذي يتراشق الاتهامات حوله الوزراء والنواب قبل غيرهم.

ففي حين تتم ملاحقة مجموعة من السياسيين والإعلاميين المعروفين بتوجهاتهم والرافضين للخضوع، يصبح المسؤولون السياسيون والقضائيون في كوما حين يتعلق الأمر بمن هم في الطرف الآخر الموالي لـ”حزب الله” سياسياً وإعلامياً! فوزير العدل لم يسمع من تصاريح النواب عن الفساد والفاسدين سوى تصريح رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” سامي الجميل، ولم يسمع على سبيل المثال لا الحصر مداخلة عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله في مجلس النواب حين تحدث عن تواقيع لوزراء بملايين الدولارات، إضافة إلى غيرها من الاتهامات. كما أنه تتم ملاحقة الزميل مرسيل غانم بسبب كلام قاله ضيوف سعوديون في برنامجه المباشر ويتم التغاضي عما تكتبه صحف مثل “الديار” و”الأخبار” وكل ما فيه من إساءات تتخطى التجريح بدول صديقة، وهو ما تعاقب عليه القوانين اللبنانية بوضوح. ولن ننسى مقالات “تحسّس الرقاب” وغيرها من الكتابات التحريضية والتهديدية التي لم يُحرّك لها القضاء ساكناً… فعن أي عدالة يحدثوننا؟!

إن العودة إلى أساليب زمن الاحتلال السوري والنظام الأمني السوري- اللبناني، وخصوصاً في ظل عودة بعض وجوهه وأركانه إلى الساحة السياسية، لا يمكن أن تحصل مهما كان الثمن، لأن الحرية دفعنا ثمنها دماءً ونضالاً وتعباً وعرقاً. ولا يظنن أحد أن بمقدوره ترهيبنا مجدداً بممارسات بالية وبفبركة ملفات واتهامات سخيفة، أو باستدعاءات للتهويل تحت أقنعة قضائية. اليوم كلنا مرسيل غانم وأحمد الأيوبي وسامي الجميل وفارس سعيد. هذه الأسماء تمثل اليوم عناوين للنضال السياسي تحتّم على كل منا التضامن الكامل، والتحضّر لمعركة حريات جديدة في وجه الممارسات القديمة والعفنة إياها. وليعلم المعنيون أننا لن نتراجع ولن نهاب أحداً. سنبقى نقول الحقيقة مهما كانت صعبة، وخصوصا في وجه سلطة جائرة وفاسدة بأكثرية من فيها. ونحن على يقين أن معركة الحريات كما معركة تحرير لبنان من هيمنة سلاح “حزب الله” وحلفائه، ومن سلطة الفساد والفاسدين، لن تتوقف قبل تحقيق “الاستقلال الثالث” الكامل والناجز مهما طال الزمن. وإذا كان الخيار اليوم هو بين القضاء والقدر فإننا حتما نختار المواجهة بجبين مرفوع لأن لبنان يستحق وشهداؤنا يستحقون.

 

بعد التريث.. أحمد الأيوبي يتحدث عن ظروف توقيفه ويشكر الذين تضامنوا معه

جنوبية/8 ديسمبر، 2017

أصدر أمين عام التحالف المدني الإسلامي أحمد الأيوبي البيان الآتي:

بعد أيام من التريث والتأمل والتفكّر في مسألة توقيفي وما سبقها من حملات إستهداف وصلت إلى التخوين وهدر الدم ، وتخلّلها وأعقبها من تبريرات لدى بعض الأبواق ، فإنني وجدتُ أنه آن الأوان للعودة والنطق والكلام.

ومن هنا فإنني وفي إطار تقييم ما جرى أتوقف عند الآتي:

ــ أولاً: إنني تحت سقف القانون في كل الأحوال والظروف وكنت ولا أزال وسأبقى داعياً للإلتزام بالعدالة واحترام القضاء.

ــ ثانياً: إن ما حصل عملياً هو إلتفاف على القانون وسوء إستخدام للسلطة وإساءة إستعمال للإجراءات الإدارية من أجل توقيفي وإطالة مدة هذا التوقيف.

ــ ثالثاً: إنني أحترم ما سيصدر عن القضاء في هذه القضية ، وأتمسك بحقي الكامل في الإستمرار في المعارضة السياسية والإعلامية ، وهو أمر غير قابل للمساومة ، ولو كان ثمنه مائة يوم أو ألف يوم في السجن ، بدل 14 يوماً من الإحتجاز الظالم.

ــ رابعاً: لم يعد هناك شك بأننا نواجه محاولة لإعادة الدولة الأمنية وخنق الحريات .فالإحتجاز الظالم الذي تعرضتُ له لم يكن خطوة معزولة ، بل تلاه إستدعاء الزميل مارسيل غانم وتحريك القضاء ضد النائب سامي الجميل ، والتلويح بسجن الدكتور سمير جعجع والوزير أشرف ريفي ، وإستغلال خطأ مطبعي لإستهداف الدكتور فارس سعيد ، ووضع الدكتور رضوان السيد ومجمل حركة المبادرة الوطنية في إطار “الفتنة” ، وتحويل أي فعلٍ معارضٍ إلى “تهديد للإستقرار” ، والتهديد بالدولة العميقة وبإجراءاتها “الحاسمة”..

إن هذا التوجه هو مؤشر خطر على هوية لبنان ومستقبله ، فلبنان يفقد قيمته الحضارية والوطنية عندما تصبح الحريات فيه في خطر كما هي الآن ، وعلى الجميع ، بمن فيهم الذين تحوّلوا اليوم إلى جلاّدين بعد أن كانوا مضطهَدين من أن الدائرة ستدور عليهم وأن النظام الأمني لن يسمح بأي تمايز أو اختلاف إذا ما سيطر وبسط نفوذه في الدولة والوطن.

ــ خامساً: أؤكد أن مشروع “التحالف المدني الإسلامي” هو مشروع وطني مستمر ومتواصل وهو يحمل في طياته بذور الإحياء والنهوض والتطوير على المستويات الفكرية والسياسية والتنموية ولحفظ الحقوق وتمتين العيش المشترك ومواجهة أسباب التطرف والعنف ، وتشجيع المشاركة السياسية والتمسك بهوية لبنان العربية.

ــ سادساً: أتوجه بجزيل الشكر إلى كل من تضامن معي وتفاعل مع مظلوميتي ووقف إلى جانب أسرتي وإلى جانب قيادة التحالف المدني الإسلامي.

وأخصّ بالشكر الرئيس نجيب ميقاتي ورئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع والوزير السابق أشرف ريفي ، والنائب خالد الضاهر . وكلاً من: الدكتور رضوان السيد ، الدكتور فارس سعيد ، الجماعة الإسلامية ومسؤولها السياسي في طرابلس الأستاذ إيهاب نافع ، هيئة علماء المسلمين ، تيار العزم والأستاذ عبد الرزاق قرحاني ، تيار الواقع ، الشيخ عباس الجوهري وأسرة موقع لبنان الجديد ، السيد علي الأمين وأسرة موقع جنوبية ، الشيخ خالد زعرور وأسرة إذاعة طريق الإرتقاء ، والزملاء الإعلاميون والناشطون الذين تفاعلوا مع قضيتي من طرابلس والشمال وعكار وبيروت وجبل لبنان وصيدا والجنوب والبقاع وبعلبك الهرمل.. أشكر كل من كتب حرفاً أو نشر عبارة أو صورة ، أشكر كل من تظاهر واعتصم ، وخاصة النقيبين واثق المقدم ومهى المقدم والصديق محمد ديب وجمعية بيت الآداب والعلوم ، والزميل مروان حيدر ومنتدى طرابلس الأدبي ، والمؤسسات والجمعيات المنضوية في إطار التحالف المدني الإسلامي ورئيس المكتب السياسي للتحالف الدكتور بلال دندشي ، وشباب آل الأيوبي ، على حميتهم ومحبتهم. كما أتوجه بالتقدير والثناء للمحامية الدكتورة زينة المصري على جهودها التي بذلتها حتى عودتي إلى الحرية. أخيراً ، نعاهد الأحرار والمظلومين الذين طالما حملنا راية الدفاع عنهم ، وكل اللبنانيين الثابتين على وطنيتهم وعروبتهم ، وأهل السنة في لبنان ، الذين يواجهون التسلط والقمع والآحادية ، بأن نبقى حراس الحرية والثوابت الإسلامية والوطنية مهما علت موجات القمع والإرهاب والتهميش ، لأننا على يقين بأن للباطل جولة وللحق جولات ، وأن راية الحق لن تسقط وستبقى خفاقة ، ولو سقط بعض من حملها أو تخلى عنها ، فنحن متمسكون ببناء وطن يحمي الحريات ويحقق المساواة والعدالة والتنمية لجميع أبنائه دون تمييز ، بعيداً عن هيمنة الوصايات والإحتلالات وشبح السلاح الذي يهدد حاضرنا ومستقبلنا.

 

وحدهم الحمقى والموتى الذين لا يغيرون آراءهم!

الشيخ حسن مشيمش/جنوبية/08 كانون الأول/17

منذ سنة 1998 وأنا أمارس الكتابة في مواجهة ثقافة حزب الله وسياسته ومعتقداته.

وفي سنة 1998 ألفت كتابا بعنوان ( فجوات خطيرة في الوعي الديني) وكشفت فيه عن مخاطر نظرية ولاية الفقيه من الناحية الدينية ومن الناحية السياسية وقد صادره مني بعد طباعة 500 نسخة منه جهاز أمن حزب الله بقوة سلاحه وهذه القضية يعلم بها عموم أهل بلدتي كفرصير الجنوبية وكافة أصدقائي من علماء الدين ومسؤول مخابرات الجيش اللبناني في منطقة النبطية الضابط علي نور الدين الذي عبر لي وجها لوجه عن عجزه من حمايتي من جهاز أمن الحزب!

وبعد سنة 2004 انفتحت على الصحف اللبنانية كصحيفة السفير وصحيفة النهار وصحيفة البلد ورحت أمارس فيها الكتابة الثقافية المفخخة سياسيا على قاعدة التلميح أبلغ من التصريح والإشارة أفصح من العبارة ضد ثقافة حزب الله وسياسته ومعتقداته وارتهانه لإيران بالمطلق للسلطة المطلقة التي تحكمها متمثلة في ولاية الفقيه، فمعارضتي لثقافة حزب الله حزب ولاية الفقيه وسياسته ومعتقداته الدينية ليست حديثة ولا طارئة، إنها نتيجة مسار طويل كنت ناشطا به دينيا وسياسيا تحت راية جماعة الخميني وقيادته في إيران ولبنان بدأت به سنة 1980.

ولأنني أؤمن بالمعادلة الذهبية والحكمة النورانية التي تقول: [وحدهم هم الحمقى والموتى الذين لا يغيرون آراءهم مطلقا]

شاءت الأقدار وعناية الرحمة الإلهية التي تسدد للصواب بلطفها وحنانها من يطلب الصواب ويضحي في سبيله وشاءت الظروف الإجتماعية والسياسية والأمنية والعسكرية والفكرية والفلسفية والفقهية أن أغير رأيي لكي لا أكون في عداد الحمقى والموتى وأن أخرج من ظلمات الإعتقاد بنظرية ولاية الفقيه وجحيمها على ديني ووطني ومصير شعبي إلى نور الإعتقاد بولاية العقل والديمقراطية والعلمانية ومبادئ حقوق الإنسان وحرية الفكر وحرية الرأي السياسي، وأن أعلم علماً يقينيا بأن ارتباط حزب الله حزب ولاية الفقيه بولاية الفقيه الإيراني ارتباطا مطلقا سياسيا ودينيا وأمنيا وعسكريا يتناقض هذا الإرتباط مع العهد اللبناني ومع الميثاق اللبناني ومع الدستور اللبناني وإن الإسلام أمر بالوفاء بالعهود والمواثيق والدساتير ونهانا نهيا عظيما عن النكث بها واعتبر ذلك من أعظم أنواع الخيانة وإن الله لا يحب الخائنين، فواهمٌ من يعتقد بأنني أكتب ما أكتبه اليوم ضد حزب ولاية الفقيه طمعا في مال هذه الدولة وتلك الدولة.

 

إذبحوه إقتلوه لقد كفر

الشيخ حسن مشيمش/فايسبوك/08 كانون الأول/17

جاء رجل إلى الإمام جعفر الصادق عليه السلام وهو مضروب فقال للإمام : يا ابن رسول الله هلكتُ .فسأله الإمام : وماذا حدث ؟

فأجاب : إني شككت بوجود الله .

فهدأ الإمام من روعه ولم يُكَفِّرْه ولم يأمر بقتله وذبحه أو بطرده .

قال له : الله أكبر هذا أول اليقين .

فالله الذي عرفته يا بُنَيَّ وعبدته من قبل كان صنيعة خيالك وأوهامك كان صنماً صنعته أنت ليكون آلة بيدك تستخدمها لصالحك والآن شككت بذلك وحطمت ذلك الصنم وقد بقي عليك أن تواصل طريق اليقين لتصل إلى الإيمان الصحيح .

قلت وأكرر : لا قيمة لإيمانك عند الله سبحانه إن لم ينعقد في قلبك بحريتك واختيارك وملء إرادتك وقناعتك .

لا قيمة لإيمان عند الله نفرضه على الإنسان بوسائل القوة والإكراه والقمع .

لذلك لست بعاقل إن آمنت بفقه الفقهاء الذي يوجب قتل المسلم إن ارتد عن الإسلام !?

لست بعاقل إن أمنت بشرعية فقه يدعو إلى الجهاد المسلح لأجل غزو المجتمعات غير المسلمة باسم جهاد الفتح في سبيل الله لإدخالهم في الإسلام بقوة السلاح ولمصادرة أموالهم وسلبها ونهبها باسم الغنيمة ولاستعباد واسترقاق نسائهم واطفالهم ورجالهم بفتوى جواز الرق والإسترقاق والإستعباد لغير المسلمين !?

لست بعاقل إن فسرت آيات الله تعالى التي تتحدث عن الجهاد والإسترقاق والغنيمة والجزية تفسيرا من دون ملاحظة ظروفها الأمنية والإجتماعية والسياسية ظروف الزمان والمكان منذ 1400 سنة ?!

لا يوجد في الدنيا نص ديني أو نص بشري على حد سواء لا تحيط به ظروف سياسية واجتماعية واقتصادية وأمنية ونفسية ولا يوجد عقليا ما يمنعنا من فهم النص فهما جديدا بعدما تتغير ظروف النص ?!

فليس كل نصوص الدين فوق الزمان والمكان وليست كلها صالحة لكل زمان ومكان .

 

 قرار الرئيس الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل لا يمكن أن يتقرر إلا بالمفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين الاحرار: لم يأت بيان العودة عن الاستقالة بأي جديد وهذا مؤشر الى هشاشة الوضع الناشئ عنه

 احرارنيوز/2017-12-08/رأى حزب الوطنيين الاحرار ان بيان العودة عن الاستقالة لم يأت بأي جديد كما لم يحدد اي التزام أسوة بما سبقه من بيانات بما في ذلك إعلان بعبدا وخطاب القسم. وهذا مؤشر الى هشاشة الوضع الناشئ عنه والذي يحتاج الى تقيّد كل الأفرقاء به لا سيما حزب الله المعني المباشر ببنوده.الاحرار وفي اجتماعه الاسبوعي برئاسة رئيسه الاستاذ دوري شمعون وحضور الاعضاء دان قرار الرئيس الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها، ولفت الى أن الوضع النهائي للقدس لا يمكن أن يتقرر إلا بالمفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين،

 عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه الاستاذ دوري شمعون وحضور الأعضاء. بعد الاجتماع صدر البيان الآتي :

1 – لم يأت بيان العودة عن الاستقالة بأي جديد كما لم يحدد اي التزام أسوة بما سبقه من بيانات بما في ذلك إعلان بعبدا وخطاب القسم. وهذا مؤشر الى هشاشة الوضع الناشئ عنه والذي يحتاج الى تقيّد كل الأفرقاء به لا سيما حزب الله المعني المباشر ببنوده. ومعلوم أنه منخرط في سوريا واليمن والعراق وله نشاطات مشبوهة في الكويت والبحرين استناداً الى اتهامات هذه الدول وهي اتهامات موثقة وواضحة. وإذا سلمنا بالتزامه بمبادئ بيان الحكومة فهل هو قادر أو راغب بمخالفة توجهات إيران وسياساتها؟ إننا بعيداً عن محاكمة النيات واستناداً الى التجارب السابقة وإلى مواقفه وسلوكياته نميل الى الإجابة بالنفي . ونحن كباقي اللبنانيين نراقب تصرفاته على الصعيدين الداخلي والإقليمي آملين في تجاوبه الكامل حفاظاً على أمن الوطن واستقراره وعلى الوحدة الوطنية والوفاق.

 2 – ندين قرار الرئيس الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها، ونلفت الى أن الوضع النهائي للقدس لا يمكن أن يتقرر إلا بالمفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والى ان الخطوة الأميركية تناقض القرارات الأممية ذات الصلة، وهي خطوة يتيمة بالنظر الى الإجماع الدولي الذي رفضها والذي دعا الى التشبث بحل الدولتين. وننبه في هذا السياق الى محاذير هذا الاعتراف الذي يناقض الاعتبارات التاريخية ويغذي التطرف ويصب في مصلحة الإرهابيين الذين يستغلونه ليرفعوا من شأنهم، ولكسب صدقية لدى الشعوب العربية والإسلامية خصوصاً بعد الهزائم التي حلت بهم. هكذا يكون الرئيس الأميركي قدم خدمة مجانية لهم وأصاب باقي الدول بصدمة غير متوقعة. ومن الواضح أنه يسعى الى إرضاء إسرائيل على حساب هذه الدول وحتى على حساب المصالح الأميركية. ونرى او الوقت يسمح بعد بتصحيح الخطأ بتخطي الحاجز النفسي لدى إسرائيل التي تتهرب من القبول بدولة فلسطينية مستقلة وسيدة واعتماد واحد من حلين بالنسبة الى القدس : اما تحويلها مدينة مفتوحة بإشراف دولي نظراً الى رمزيتها بالنسبة الى الأديان السماوية الثلاثة واما إعلان القدس الشرقية عاصمة لفلسطين وهذا ما يجب ان يحظى بموافقة كلا

3 – نحذر مرة جديدة من التغاضي الرسمي المتمادي عن موضوع النفايات على الرغم من الضغط المتمثل بنفاذ القدرة الاستيعابية لمطمري الكوستا برافا وبرج حمود. وعليه فإننا نتساءل عن سبب هذا الإهمال المتعمد والذي لا نجد مبرراً، له،بل نعتبره تقصيراً فاضحاً من قبل المسؤولين ومن قبل الحكومة مجتمعة. لذا فإننا نضم صوتنا الى كل الذين يطالبون بالبحث عن خطط بديلة توفر حلاً لأزمة آتية لا محالة حيث لا يعود ينفع الندم. ونعتبر انه من الممكن إيجاد مثل هذه الخطط إذا تأمنت الإرادة الصادقة علماً ان في المتناول اختيار واحد من الحلول المطروحة والمعتمدة من قبل الدول التي نجحت بالتوفيق بين معالجة النفايات والمحافظة على الصحة والبيئة.

 

"بهاء" إلى الخطة "باء"

موقعCH23/ /08كانون الأول/17 /منذُ تاريخ الرسالة الاخيرة التي سوّقها الكاتب رضوان السيّد في الاعلام، إختفى بهاء الحريري ولم يعد له أي وجود، اللهم إلّا ببعض الكتابات التي تُحاكي مرحلة تآمره على شقيقه الأصغر سعد. كان "بهاء" قد أعلنَ في الرّسالة أنّه يؤيّد "إستقاله" أخيه وأسبابها ثمَّ إختفى بعدها، ومنذ ذلك التاريخ لم يحصل أيّ تواصل مع شقيقه أبداً، علماً أنَّ القاصي والداني بات على علمٍ بحيثيات إحتجاز الرئيس الحريري في "فيلا الامراء"، من الواشي حتى المنفّذ. لم تكن رسالة "الاعلان الاخير" سوى ردّ فعل على "الهَيصة" التي تسبّبَ فيها "بهاء" في بيروت، بعد تسريب تحرّكات أمين سرّه، صافي كالو، التي أخذت طابع تسويق "بهاء" خلفاً لسعد، والتي مثّلت "الواقعة التي فضحت فأسقطت الانقلاب". إذاً أرادَ عبر الرّسالة تخفيف الوقع السلبي الذي أتاه مِن العائلة التي باتت تنظر إليه على أنّه "إنقلابي". فعلياً لم يكن البيان سوى خروج من مرحلة ودخول في أخرى، وشكّلت التعابير التي تضمّنها (الاشادة بالسعودية والهجوم على حزب الله وايران) تخريجة مُثاليّة تصلح لأنّ تكون ورقة "إعلان مبادئ سياسي". وتأسيساً أرادَ "بهاء" ومن خلفه من صاغَ البيان، الخروج من اللبس الذي أفضت نتائجهُ إلى إعلان سقوط الجزء الاول من المشروع ما يسمع بإعداد الاجراءات التمهيديّة لتنفيذ الجزء الثاني الذي يُحاك بهدوء وتأنٍ راهناً.

"سلوك" بهاء من خلال "الورقة المسرّبة" لفت عناية أكثر من دائرة سياسيّة بنت تحليلاتها على مشاهدات أفضت إلى انتاج خلاصة واحدة: "ثمّةَ من أعدَّ لاخراج بهاء من الباب ثم ادخاله من الشبّاك"، والشباك هنا يكمنُ في العبارات الثقيلة التي لفّت البيان والسياق الجاري إتباعهُ في بيروت.

تسلّلّ إلى مجالس مرجعيات أساسيّة اشارات حول "النوابا المبيّته،" فـ"بهاء" لم ينكفئ بل هدّأ محرّكاته آخذاً وقته في ترتيب أموره وتعزيزها، وهو يحضر للعودة بتمهيدٍ تكفّل البعض بإنجازه في بيروت. وفهم أنَّ "بهاء" الذي تخلى –مبدئياً- عن سياسة الانقلاب على أخيه، يحضّر للحراثة في حقل الطائفة السُنيّة راسماً اُفقاً لطرح نفسه شخصية تدخل إلى عالم السياسة من أبوابها، وهذا تنطلي عليه عودةً محمودة على صهوة الانتخابات النيابية. ولا بُدَّ لهذه العودة أنّ تُذخّرَ لها الجهود وتسخّرَ لها الامكانات، فالمال موجود والغطاء السعودي متوفّر، يبقى أنّ تنظّم الاطراف ويُعاد تركيبها لتشكّلَ جسماً واحداً قابل للحياة.

وهذه الاطراف جاهزة ومُستعدّة للتجنيد منتظرةً "أمر التجميع"، تقوم على الشخصيات التي عاندت وعارضت ووقفت بوجه الرئيس الحريري وإنشقت عنه في مرحلة "الاحتجاز"، والتي هي الآن صلب نواة فريق "بهاء" الذي يُحضّر. وحده النائب وليد جنبلاط الخبير في التقاط الاشارات السياسية وتحليلها، أختار المواجهة العلنيّة بعد أنّ كان أول من طُرح عليه "الانقلاب" على سعد. وعلى اعتبار أن الطرح فسّر كإستهدافٍ له، أخذ "البك" على عاتقه رد الهجوم بالهجوم المقرون بسرد الوقائع دون لبس. قفز على "تويتر" مؤكداً "واقعة كالو" في كليمنصو بحرفيتها كما سُرّبت، سبق ذلك تمهيداً تلفزيونياً قدمه ظافر ناصر يفي بالغرض.

إذاً اكتملت عناصر اللعبة، أصبحت المواجهة علانيةً. الرئيس الحريري حمى نفسه عبر اجراء "شدشدة" على التحالفات السابقة وضم عناصر جديدة اليها، و"بهاء" يحتمي في بيان "الرسالة" التي هي بمثابة "ورقة اعتماد" دخوله عالم السياسة، وجنبلاط أماطَ اللثام عن "حادثة الزيارة" تسهيلاً لكشف تآمر بهاء ثم تبرير نبذه سياسياً والهجوم عليه بوابل إطلاق النار يصوب نحو الطريق الذيى سيعبر منه "بهاء" الى عالم السياسة.

 

نصر الله على خطى الزعماء العرب في الإكتفاء ببيانات الإستنكار

لبنان الجديد/8 كانون الأوّل 2017/لا تزال موجة الغضب العربي والإسلامي مستمرة لليوم الثالث على التوالي بعد قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس. وتوالت ردود الفعل المستنكرة لهذه الخطوة التي إستفزت مشاعر العرب والمسلمين والمسيحيين لما تحمله مدينة القدس من رمزية في وعي أتباع الديانتين السماويتين. وكان للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كلمة بالأمس تطرق فيها إلى القضية وخطورتها على القضية الفلسطينية وإستنكر كباقي زعماء العرب قرارات ترامب وأدانها ودعا إلى مظاهرة يوم الإثنين للتضامن مع القدس. إلا أن ما كان يتوقعه جمهوره قبل خصومه لم يقدم عليه نصر الله فكان خطابه مسالما وهادئا وإكتفى بتكرار عبارات ترد عادة في بيانات القادة العرب الذي نصر الله نفسه كان يسخر منها وإذ به اليوم يقلدهم فيها. والمستهجن أكثر في خطابه كان محاولات تبسيطه للأزمة الحالية وطريقة الرد عليها حيث إعتبر أن ترامب والإدارة الأميركية والكيان الصهيوني ستتحول فرحتهم إلى نقمة في حال شاهدوا التغريدات المتضامنة مع القدس ودعا إلى أكبر حملة من التغريدات من أجل هذا الهدف. هذا الكلام لم يمر مرور الكرام عند الناشطين في السوشيال ميديا الذين ذكروا نصر الله بخطاباته عن حلب واليمن وكيف توعد ووعد وأعطى قرارات للدخول في تلك الحروب وعندما وصلت الأمور إلى القضية المركزية فلسطين دعا إلى إعتماد طرق أخرى مسالمة كالتغريد على تويتر. فعلق الإعلامي فيصل قاسم على الخطاب كاتبا على صفحته في الفايسبوك " من صواريخ حيفا وما بعد حيفا إلى صواريخ تويتر ... السيد حسن يطالب ملايين العرب والمسلمين بالتصدي لأميركا واسرائيل بالتغريدات خوووش مقاومة ".

 

 حزب الله" قدم كل التسهيلات الضروريــــة لولادة التسـوية الجديدة: المرحلة الانتقالية اقليميا واستهدافُه دوليا يجعلان حكومة الحريري "حاجة"

المركزية- لعبت مواقف "حزب الله" التي اتسمت بهدوء ومرونة لافتين، منذ اللحظة الاولى لاعلان الرئيس سعد الحريري استقالته من الرياض في 4 تشرين الثاني الماضي، دورا كبيرا في التوصل الى المخرج السياسي الذي أعاد زعيم التيار الازرق الى السراي، بعد أن أعلن من بعبدا في 22 تشرين الثاني تريّثه في تثبيت استقالته، معطيا فرصة للاتصالات المحلية والاقليمية والدولية الجارية لانضاج تفاهم جديد يعالج 3 نقاط اساسية تمسك بها، وهي: النأي بالنفس، واتفاق الطائف، وعلاقات لبنان مع الدول العربية والخليجية. فكان ان تجاوبت الضاحية مع المساعي التي بُذلت للتوصل الى تسوية جديدة، وقدّمت كل التسهيلات الضرورية لتأمين ولادتها، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية"، فأقرّ مجلس الوزراء بالإجماع الثلثاء الماضي بيانا شدد فيه على "نأي مكوناته السياسية كلّها، بنفسها عن اي نزاعات او صراعات او حروب او عن الشؤون الداخلية للدول العربية، حفاظا على علاقات لبنان السياسية والاقتصادية مع اشقائه العرب".  المصادر تقرأ في خلفيات مرونة "الحزب"، فتقول إنها تعود الى كون المنطقة ككل، تمر في مرحلة "انتقالية" لا يناسب "الحزب" خلالها، أي خضات في الداخل اللبناني، بل على العكس، يحتاج الى استقرار وهدوء سياسي وأمني... وتشرح ان حقبة المعارك العسكرية في البلدان العربية والتي انخرط فيها حزب الله حتى العظم، انتهت أو تكاد، مع سقوط "داعش" في العراق وسوريا. وقد أعلن الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله شخصيا في إطلالته التلفزيونية منذ أسابيع أن دور الحزب في العراق انتهى وسيبدأ بالانسحاب منه، فيما استعادة منطقة البوكمال الواقعة على الحدود العراقية – السورية من "داعش" ستؤشر ايضا الى قرب انتهاء المعارك في سوريا، وفق ما قال نصرالله. وعليه، تتابع المصادر، يرى "الحزب" ان المرحلة اليوم هي للمفاوضات السياسية (التي لا دور مباشرا له فيها)، ورسمِ معالم التسوية للنزاعات التي تلهب الشرق الاوسط، وأوّلها الأزمة السورية، حيث تتكثف الضغوط الدولية، الاميركية – الروسية في شكل خاص، لإطلاق حوار بين المعارضة والنظام، أكان في جنيف التي يعود اليها وفد الحكومة الاحد، أو في سوتشي في الاشهر القليلة المقبلة، للتفاهم على طبيعة المرحلة الانتقالية المرتقبة في سوريا... والى حين اتضاح صورة التسوية الكبرى المقبلة الى المنطقة، يواجه "الحزب"، ككل أذرع ايران العسكرية في الاقليم، موجة تشدّد، عارمة، أميركية – خليجية – وفرنسية، لوضع حد لانفلاشه العسكري من جهة، ومحاولة تحويله الى حزب سياسي غير مسلّح، من جهة ثانية. ففيما يستعد الكونغرس الاميركي لاصدار رزمة عقوبات جديدة لتجفيف منابع تمويله، أعلن نائب وزير الخارجية الأميركي جون سوليفين خلال جلسة استماع عقدتها لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب في الساعات الماضية، أن إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب تطور استراتيجية خاصة للتصدّي لنفوذ الحزب، وأبدى قلقَه من امتداد هذا النفوذ إلى "جنوب أميركا". وقال "إن حزب الله أصبح يشكّل مجموعة حاكمة محلية في جنوب لبنان، إضافة الى كونه منظمة إرهابية تؤثّر على الأحداث في سوريا"، مضيفا "الحزب الذي تدعمه إيران يسعى أيضاً إلى بسط نفوذه في مناطق أخرى"، موضحا "أن الإدارة الأميركية تُركّز على هذه القضية". وأمام حملة التضييق هذه، يعتبر حزب الله، دائما بحسب المصادر، أن بقاء الحكومة الحالية وعلى رأسها الحريري، من الضرورات، اذ تؤمن له غطاء شرعيا وازنا يحميه رياح الخارج، خصوصا انها تعتبره وفق ما قال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، مكونا سياسيا لا منظمة ارهابية كما يصنّفه مستهدفوه.

 

حكيم: ندفع ثمن مواقفنا فيما تقديم الاخبارات من حقنا و"نعمل على تشكيل جبهة معارضـــة مع مسـتقلين"

المركزية/8 كانون الأوّل 2017/لم يخفف الاخبار المقدم من وزير العدل سليم جريصاتي مما يمكن تسميته "عزم" رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل على مواجهة ما يعتبره "فسادا وصفقات" رافقا العمل الحكومي في عامه الأول. وفيما أطلق الجميل نفير المواجهة في المؤتمر الصحافي الذي عقده قبل أيام في الصيفي، فإن المقربين منه يعتبرون أنهم يخوضون اليوم معركة مواقفهم المعارضة في بلد يعتمد الديموقراطية، من دون أن يفوتهم توجيه إشارات واضحة إلى من يعنيهم الأمر، تفيد بأن المعارضة هي التي يحق لها مساءلة الحكومة وتقديم الاخبارات.

وتعليقا على هذا المشهد، تساءل الوزير السابق آلان حكيم عبر "المركزية": "هل يجوز أن يطلق مسار ملاحقة قضائية في حق نائب لمجرد أنه يسائل الحكومة ويطرح تساؤلات، في وقت هزت السلطة الأسواق المالية لمدة شهر، وخلقت قلقا لدى المواطن اللبناني على مستقبله المالي والاقتصادي والاجتماعي. ألا يتطلب هذا الأمر ملاحقات؟ أين هذه الصدمة الايجابية التي حدثونا عنها طويلا؟ هل هي انتهت إلى مجرد بيان حكومي أكد العودة إلى خطاب القسم والبيان الوزاري وإعلان بعبدا، علما أن معارضي هذا الاعلان هم الذين باتوا اليوم يرحبون به". وردا على كلام وزير الخارجية جبران باسيل عن ان الكتائب يجب أن تغتنم الفرصة القضائية التي قدمت إليها لإقران اتهاماتها بالدلائل، شدد حكيم على "أننا لا نزال على موقفنا المنادي بمحاربة كل ملف لا نقتنع به لا سيما لجهة إدارته الداخلية، بدليل موقف إدارة المناقصات من خطة الكهرباء، إلى جانب كلام عدد من الأفرقاء المشاركين في الحكومة".

وأعتبر أننا ندفع اليوم ثمن مواقفنا المعارضة، فيما نحن من يجب أن يقدم الاخبارات، بدليل أن الكلام الذي قاله النائب سامي الجميل يلتقي مع ما أعلنه كثير من أفرقاء السلطة وبشكل أقوى، وعلى رأسهم الرئيس نبيه بري (الذي كان تحدث عن "صفقات لتعبئة الجيوب") وحزب الله والنائب وليد جنبلاط. ثم إنني أسأل: هل يجوز نص إخبار في حق رئيس الكتائب وتمرير كلمة النائب حسن فضل الله الشهيرة في مجلس النواب مرور الكرام؟ وعن العلاقات مع معراب، على وقع التقاء الطرفين على عدد من الملفات، إلى جانب التضامن القواتي مع النائب الجميل، لفت إلى "أننا نلتقي والقوات على المبادئ نفسها لكن اختلافنا على تطبيقها مستمر لأنهم يعتبرون أن المشاركة في الحكومة هي التي تحسن الأمور، فيما بالنسبة إلينا، البقاء خارج السلطة هو الحل". وفي ما يتعلق بالحديث عن أن الصيفي تعد العدة لتشكيل جبهة معارضة موسعة تعطي زخما أكبر لمواقفها حتى الانتخابات النيابية المقبلة، أعلن حكيم "أننا نعمل اليوم على نسج تحالفات مع شخصيات مستقلة وأفرقاء يشبهوننا لنؤمن عددا كافيا من المقاعد النيابية لنتمكن من محاربة السلطة".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إطلاق صواريخ من غزة والصافرات تدوي بعسقلان

القدس – وكالات: ذكر الجيش الاسرائيلي إن صاروخين انطلقا من غزة على إسرائيل، لكنهما لم يتمكنا من عبور الحدود. وأوضح، إن تطبيقا إسرائيليا للانذار على الهواتف المحمولة، نبه الى اطلاق صواريخ على مواقع مختلفة، لكن لم يرد تأكيد أولي بأن أيا منها سقط في إسرائيل.

من جانبها، ذكرت صحيفة “يديعوت احرونوت” على موقعها الاليكتروني، إن صافرات الإنذار دوت في منطقتي عسقلان وشاعر هانيغيف المحاذيتين لغزة.

 

أميركا تطالب بإخلاء اليمن من {النفوذ الخبيث} لميليشيات إيران

الشرق الأوسط/09 كانون الأول/17/تعز: وائل العتواني صنعاء ـ واشنطن: «الشرق الأوسط»

نددت الولايات المتحدة, أمس, بقمع المسلحين الحوثيين للمعارضين السياسيين (الموالين للمؤتمر الشعبي العام) بما في ذلك قتل الرئيس اليمني السابق. وذكر بيان صدر عن البيت الأبيض مساء أمس، أن المفاوضات السياسية ضرورية لإنهاء الصراع اليمني وإخلاء البلاد من «النفوذ الخبيث للميليشيات المدعومة من إيران»، وفقا لما نقلته «رويترز». وتعاقب جماعة الحوثي المتمردة صنعاء وسكانها بعزلهم عن العالم وحجب شبكات التواصل الاجتماعي وبرامج الرسائل النصية، إلى جانب بث الرعب في نفوسهم.

وتواصل الجماعة الحوثية الموالية لإيران ارتكاب عمليات التنكيل والبطش والاعتقالات ضد عناصر حزب المؤتمر الشعبي العام والموالين للرئيس الراحل علي عبد الله صالح في صنعاء والمحافظات المجاورة. وقالت مصادر في الحزب إن الجماعة تسعى لإطلاق موجة ثانية من حملات الملاحقة ضد قيادات الصفين الثاني والثالث ممن يرفضون موالاتها. وأفاد مصدر لـ«الشرق الأوسط» وثيق الصلة بقاسم لبوزة القيادي في حزب المؤتمر والنائب السابق لرئيس مجلس حكم الانقلابيين في صنعاء بأنه موجود في منزله بصنعاء تحت حراسة الميليشيات الحوثية التي تحاول إقناعه مع قيادات أخرى من بينها رئيس حكومة الانقلاب عبد العزيز بن حبتور، بقيادة حزب المؤتمر. في غضون ذلك، أقدمت عناصر الحوثي أمس على تصفية عضو البرلمان عن حزب المؤتمر الموالي لصالح في منطقة «الخوخة» بمحافظة الحديدة الشيخ محمد العميسي، في رد فعل انتقامي عقب هزيمة عناصرها في الخوخة وتقدم القوات الحكومية باتجاه الحديدة شمالاً.

 

الشوارع الفلسطينية والعربية تنتفض على وعد ترامب

العرب/09 كانون الأول/17/شكلت المظاهرات العارمة التي شهدتها عواصم ومدن فلسطينية وعربية رسالة قوية للولايات المتحدة بأن القرار الذي اتخذه رئيسها دونالد ترامب بشأن القدس وإن كان حقق هدفا فهو استعداء الشعوب العربية. القدس - غصت الشوارع والساحات في الأراضي الفلسطينية كما في العديد من الدول العربية والإسلامية بالآلاف من المتظاهرين، عقب صلاة الجمعة، للاحتجاج على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الصادم الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وتأتي هذه المسيرات الاحتجاجية وسط مساعي الدبلوماسية الأميركية التخفيف من وطأة الإعلان المدوي حيث جدد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون تأكيده خلال مؤتمر مجموعة دعم لبنان أن القرار النهائي بشأن وضع القدس سيعتمد على المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين بما في ذلك ترسيم حدود المدينة، وأن أمر نقل السفارة الأميركية إلى المدينة قد يستغرق عامين.

ويستعد نائب الرئيس الأميركي مايك بنس لزيارة إلى المنطقة، تقوده إلى كل من مصر والأراضي الفلسطينية والأردن. وأعلنت مشيخة الأزهر رفضها استقبال بنس، وسبقتها في ذلك السلطة الفلسطينية التي قالت إنه غير مرحب به. وترى السلطة أن استقبال مبعوث ترامب سيشكل إحراجا كبيرا بالنسبة لها خاصة في ظل الأوضاع الحالية. مختار جمعة: المساس بالقدس مسجدا أو مدينة يغذي العنصرية والتطرف والإرهاب وسقط في قطاع غزة قتيل فلسطيني خلال مسيرة احتجاجية سرعان ما تحولت إلى مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي. وقالت مصادر طبية فلسطينية “استشهد الشاب محمود المصري (30 عاما) برصاص قوات الاحتلال في المواجهات شرق خان يونس”. وكان الجيش الإسرائيلي أكد أنه أطلق النار على رجلين على الحدود مع غزة قائلا إنهما “المحرضان الرئيسيان” على الاحتجاجات. وفي وقت سابق دعت حركة حماس التي تسيطر عمليا على قطاع غزة إلى انتفاضة جديدة على غرار الانتفاضة الأولى (1987 - 1993) والانتفاضة الثانية (2000 - 2005) اللتين أسفرتا عن مقتل الآلاف من الفلسطينيين. وفي القدس الشرقية ومع انتهاء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى شق المصلون طريقهم صوب أبواب البلدة القديمة ورددوا هتافات “القدس لنا.. القدس عاصمتنا” و“ما بدنا (لا نريد) كلام فاضي (خاوي) بدنا كلاشنيكوف (سلاح)”. ووقعت بعض المواجهات بين المحتجين والشرطة، وفق شهود عيان. وفي الضفة الغربية تظاهر الآلاف من الفلسطينيين، بيد أن قوات الاحتلال وكما هو متوقع تعاملت بعنف مع المسيرة، عبر استخدامها للرصاص المطاطي، وقنابل الغاز المسيلة للدموع، ما أدى إلى إصابة 217 شخصا، معظمهم بحالة اختناق.

وأثار إعلان ترامب مساء الأربعاء القدس عاصمة لإسرائيل غضب العالم العربي واستياء حلفاء غربيين وصفوا الخطوة بالانفرادية وغير الصائبة، حيث كان من المفروض أن يتم بحث مسألة القدس ضمن مفاوضات شاملة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وسبق وأن تعهد الرئيس الأميركي الذي يصفه خصومه بالمهووس بـ“الشو الإعلامي” خلال حملته الانتخابية بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها.

ورأى سيد البيت الأبيض في معرض إعلانه عن قراره أن هذه الخطوة تأخرت كثيرا، وأن الرؤساء السابقين لم تكن لديهم الجرأة الكافية على اتخاذها. ويقول العديد من المسؤولين الفلسطينيين والعرب إن قرار ترامب الذي يعكس في واقع الأمر انحيازا غير مسبوق في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية لإسرائيل، ضربة ناسفة لجهود السلام، وأيضا إعلان نهاية واشنطن كوسيط نزيه يمكن الاتكال عليه. وصرح أحمد المجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن القيادة الفلسطينية تسعى اليوم إلى إيجاد “رعاية دولية شاملة” لهذه العملية، بديلا عن الرعاية الأميركية “المنفردة والمنحازة”. وأضاف المجدلاني أن “اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ستعقد في مقر الرئاسة السبت اجتماعا برئاسة الرئيس (الفلسطيني) محمود عباس لبحث القرار الأميركي بشأن القدس وسبل التعامل معه”. ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، استنادا إلى قرارات المجتمع الدولي. وأوضح أن “اللجنة التنفيذية ستناقش الخطة الفلسطينية للمرحلة القادمة، وأن إدارة ترامب فقدت أهليتها للعب دور راع لعملية السلام”. ويمثل وضع القدس أكبر عقبة أمام التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين مع تعاقب أجيال. وتصر إسرائيل على أن القدس بأكملها عاصمة لها، فيما يتمسك الفلسطينيون بالقسم الشرقي منها عاصمة لدولة مستقبلية لهم.

وتعتبر معظم الدول القدس الشرقية التي استولت عليها إسرائيل في حرب عام 1967 وضمتها إليها، أرضا محتلة بما في ذلك البلدة القديمة التي تضم مواقع مقدسة عند المسلمين واليهود والمسيحيين على السواء. وعلى مدى عقود أحجمت واشنطن مثل غالبية المجتمع الدولي عن الاعتراف رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل (رغم وجود قرار من الكونغرس) معتبرة أن تحديد وضعها يجب أن يكون جزءا من عملية سلام فلسطينية إسرائيلية. ولا توجد أي سفارات لدول أخرى في القدس.

وتذرع ترامب بإعلانه القدس عاصمة لإسرائيل بأن عملية السلام باتت في النزع الأخير وأنه لا بد من إحداث “صدمة إيجابية”، بيد أن محللين يرون أن هذا الإعلان أتى على عكس توقعات الإدارة الأميركية التي فقدت على ما يبدو مصدقيتها ليس فقط في الوطن العربي بل في العالم أجمع.

عاطف الطراونة: القدس ليست سلعة أميركية تهدى إلى المتطرف بنيامين نتنياهو

ويرى مراقبون أن الإدارة الأميركية وإن كانت نجحت في تحقيق هدف من خلال إعلانها القدس عاصمة لإسرائيل فهو استعداء الشعوب العربية لها. وشهدت العديد من العواصم والمدن العربية مسيرات حاشدة، دعت إليها منظمات نقابية وقوى وطنية، للتعبير عن رفضها للخطوة الأميركية غير محسوبة العواقب. وتظاهر الآلاف من الأردنيين الجمعة في عمان ومدن أخرى مثل الزرقاء (شرق)، ومأرب (شمال) ومأدبا (جنوب)، والكرك (جنوب) وجرش، ومعان (جنوب). وشارك أكثر من 20 ألف شخص في تظاهرة انطلقت عقب صلاة الجمعة من أمام المسجد الحسيني الكبير (وسط عمان) وسط شعارات منددة بقرار ترامب، وحمل المشاركون لافتات تحوي صورة العلم الأميركي والعلم الإسرائيلي وكتب عليها “إلى الجحيم”، وأخرى كتب عليها “أميركا رأس الإرهاب” و“القدس عاصمة فلسطين شاء من شاء وأبى من أبى”.

وقال رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة الذي شارك في التظاهرة إلى جانب عدد من النواب “هذا قرار جائر وظالم من ترامب ويخالف الشرعية الدولية والقانون الدولي”. وأضاف “القدس ليست سلعة أميركية حتى يهديها إلى المتطرف بنيامين نتنياهو”. وشدد على أن “الأردن سيعيد النظر في معاهدة السلام وجميع المعاهدات لأننا أصحاب حق، والقدس هي جوهرة السلام وقلب فلسطين”. ويرتبط الأردن بمعاهد سلام مع إسرائيل منذ عام 1994، وتعترف تل أبيب بموجب المعاهدة بإشراف المملكة الأردنية على المقدسات الإسلامية في القدس.

وكانت القدس الشرقية تتبع المملكة إداريا قبل أن تحتلها إسرائيل عام 1967. وشكل اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل إحراجا كبيرا للأردن الذي يعتبر أحد حلفاء واشنطن الاستراتيجيين في المنطقة، وسبق وأن لعب العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني دورا في إقناع ترامب بالتراجع عن هـذا القرار. وقرار ترامب لم يحرج فقط الأردن أو السلطة الفلسطينية بل وأيضا مصر التي شهدت الجمعة عاصمتها القاهرة والعديد من مدنها مسيرات احتجاجية ضخمة، رغم قانون التظاهر الساري منذ أكثر من أربع سنوات. وخرج الآلاف من المصلين من مساجد في محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية والمنيا وغيرها، عقب صلاة الجمعة، وحمل مصلون لافتات كُتب عليها “القدس عربية.. القدس فلسطينية”، و“يسقط ترامب”. وأكد مختار جمعة وزير الأوقاف في خطبته بمسجد الحسين، وسط القاهرة، أن “المساس بالقدس مسجدا أو مدينة يغذي العنصرية والتطرف والإرهاب”.

وقال “الكيان الصهيوني يحاول بسط سيادته على القدس والتمدد في أراضيها، وهو ما يدفع إلى الجنوح نحو تطرف لا يمكن أن يقف خطره عند حدود منطقتنا”. ووصف عباس شومان، وكيل الأزهر، في خطبته التي ألقاها من مسجد الأزهر، قرار ترامب بأنه “باطل قانونا، ولا يراعي الأعراف الدولية”. المسيرات الغاضبة طالت أيضا دولا عربية وإسلامية أخرى ومنها المغرب والجزائر وتونس ولبنان، وباكستان وإندونيسيا وتركيا. وفي تحد للوضع الأمني في بلادهم خرج أيضا المئات من السوريين في أكثر من مدينة وخاصة في حلب (شمال) وإدلب (شمال غرب) منددين بالخطوة الأميركية، كما تظاهر المئات من العراقيين في مدينة الصدر في شرق العاصمة، بعدما أقاموا صلاة الجمعة في الشارع، بمشاركة السفير الفلسطيني لدى العراق أحمد عقل. ويقول متابعون إن قرار ترامب وحد الشعوب العربية التي شهدت خلال السنوات الأخيرة انقساما حادا جراء ما سمي بـ“الربيع العربي”، وأن موجة الاحتجاجات الهائلة التي حملت عداء واضحا لواشنطن جراء انحيازها غير العادل للإسرائيليين من المفروض أن تدفعها إلى إعادة النظر في سياساتها بالمنطقة، ولكن يبدو هذا صعبا (في حضرة ترامب).

 

بدء حملة عسكرية لملاحقة آخر فلول داعش في صحاري غرب العراق

العرب/09 كانون الأول/17/بغداد - استأنفت القوات العراقية الجمعة عملياتها العسكرية في إطار المرحلة الثانية من تطهير الصحاري الغربية من فلول تنظيم داعش، فيما يستعد رئيس الوزراء حيدر العبادي لإعلان كامل مناطق البلاد مستعادة من التنظيم. ويميل أغلب الخبراء العسكريين والأمنيين إلى صعوبة القضاء على التنظيم بشكل كامل، ويرجّحون أن تمثّل نهاية حرب الجبهات ضدّه، بداية حرب أمنية لا تقلّ ضراوة ضدّ فلوله وخلاياه النائمة التي سيستخدمها بشكل مختلف في الهجمات الخاطفة وتنفيذ الاقتحامات والتفجيرات لمنع إعادة الاستقرار وبسط الأمن. كذلك تطلق نهاية حرب داعش في العراق عملية تفكير واسعة في مرحلة ما بعد التنظيم التي يُؤمل أن تكون مختلفة عما سبقها، لكنّ عوامل عديدة أبرزها صعوبة الوضع الاقتصادي وهشاشة الأوضاع الاجتماعية وتشوّهات العملية السياسية وقيامها على المحاصصة وتكريسها للتهميش والتفرقة على أسس عرقية وطائفية، تشرّع للبعض التشاؤم بإحداث تغيير في العراق ينأى به عن الأوضاع بالغة السوء التي عاشها خلال السنوات الثلاث الماضية. وتوقّع إياد علاوي نائب الرئيس العراقي، الجمعة، أن يطول أمد الحرب على الإرهاب. وورد في بيان نشره مكتبه الإعلامي إثر لقاء جمعه في العاصمة البحرينية المنامة بروبرت كريم مساعد وزير الدفاع الأميركي للشؤون السياسية والدولية أنّ “هذه الحرب ستكون طويلة الأمد وهو ما يوجب تهيئة الأرضية والبيئة الملائمتين الطاردتين لذلك الفكر المنحرف”.

إياد علاوي: الحرب على الإرهاب ستطول وتستدعي تهيئة أرضية طاردة للتطرف

كما أكد علاوي أن “المرحلة الجديدة في محاربة الإرهاب والتطرف تستدعي تطوير القدرات الاستخبارية وتعزيز التنسيق المشترك بين الدول المتحالفة في الحرب على الإرهاب”، مشيرا إلى أن “الحرب العسكرية انتهت بانتصار العراق والتحالف الدولي، وأن المرحلة الحالية تستوجب أيضا إجراءات سياسية عاجلة في مقدمتها محاربة الفساد ومعالجة ملف اللاجئين والنازحين وإنهاء المحاصصة وبناء المؤسسات بصورة مهنية بعيدا عن التهميش والإقصاء والاجتثاث المسيس وتوفير فرص عمل للعاطلين، كشرط لضمان وتهيئة الأجواء التي تقضي على فرص ظهور الأفكار المتطرفة ونموها”.

وأعلن قائد عمليات تطهير الجزيرة وأعالي الفرات الفريق الركن عبدالأمير رشيد يارالله في بيان أن الجيش وقوات الحشد الشعبي “شرعا في تنفيذ عملية واسعة لتطهير مناطق الجزيرة بين نينوى والأنبار ضمن المرحلة الثانية” من العمليات. وتهدف هذه العملية إلى التقاء القوات في الصحراء بين محافظة نينوى الشمالية ومحافظة الأنبار الغربية، في طريق يمتد نحو مئتي كيلومتر مربع بموازاة الحدود مع سوريا. ونُقل عن مصدر عسكري في محافظة الأنبار غربي العراق، الجمعة، قوله إنّ القوات الأمنية حررت ثماني مناطق في صحراء المحافظة. وشرح ذات المصدر لموقع السومرية الإخباري، أنّ الفرقة السابعة بالجيش تمكنت من تحرير مناطق أم العظام وكويت والخرار والأعمى والكعيديين في صحراء الأنبار شمال مدينة القائم، بينما تمكّنت الفرقة التاسعة من استعادة مناطق السجيريات وبصالة وصبيخة في المنطقة الممتدة بين محافظتي صلاح الدين ونينوى.

ومن جهتها، أكدت فصائل الحشد الشعبي المكوّنة في أغلبها من ميليشيات شيعية انطلاق العمليات “لاستكمال تحرير بادية الجزيرة الرابطة بين الموصل والأنبار وصولا إلى الحدود السورية”.

وفي أواخر شهر نوفمبر الماضي، أعلن المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول أن القوات العراقية “طهرت خمسين في المئة من الصحراء البالغة مساحتها الجملية حوالي 29 ألف كيلومتر مربع”. والخميس الماضي توقع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي تشارك بلاده ضمن التحالف الدولي ضدّ داعش بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، أن تعلن الحكومة العراقية التحرير الكامل للبلاد من تنظيم داعش بحلول منتصف الشهر. وقال ماكرون “حتى لو أن جهودا كبرى ستتواصل من أجل النهوض بالعراق ونزع الأسلحة والألغام فيه، سيتم تحرير البلد قبل نهاية السنة، وآمل أن أرى في الأشهر المقبلة انتصارا عسكريا في الأراضي العراقية السورية”، مشددا على وجوب نزع سلاح الميليشيات كشرط لتحقيق الاستقرار في البلد.

 

الغوطة الشرقية تحت النار رغم هدنة جنيف 8

العرب/09 كانون الأول/17/دمشق - يستمر النظام السوري في قصفه لمناطق في الغوطة الشرقية المحاصرة، رغم الهدنة التي أعلن عنها مع انطلاق جولة جنيف 8 في الثامن والعشرين من الشهر الحالي، والتي قيل آنذاك إنه تم التوصل إليها بوساطة روسية. ويسعى النظام لإجبار فصائل معارضة وإسلامية على الخروج من المنطقة التي تقع بالقرب من دمشق وتسليمها له. ويقول متابعون إنه في ظل الصمت الدولي اللافت لن يكون في الأخير للفصائل من سبيل سوى القبول بمطالب النظام. وذكرت مصادر من المعارضة أنه بالفعل هناك اتفاق مبدئي على خروج “هيئة تحرير الشام” التي تقودها “جبهة فتح الشام” من المنطقة نحو شمال سوريا وتحديدا إلى محافظة إدلب التي تحولت إلى معقل للفصائل هناك. ولفتت هذه المصادر إلى أنه لم يتم الحسم إلى حد اللحظة في الأمر نتيجة انقسامات داخل الهيئة بين مؤيد ومعارض للخطوة. وأوضح عنصر سابق في هيئة تحرير الشام لصحيفة سورية معارضة، أن خروج المسلحين هو “للأجانب فقط وبعض الأمراء، وليس لكل العناصر”. ويصر النظام على استعادة السيطرة على الغوطة الشرقية بالنظر إلى قربها من العاصمة دمشق، وقد شكلت له مشكلة أمنية كبيرة منذ أن بسطت الفصائل نفوذها عليها في العام 2013. وتشهد المنطقة، منذ أكتوبر الماضي، قصفا جويا مركزا من قبل النظام، ما خلف العشرات من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، فضلا عن الدمار الذي لحق ببنيتها التحتية. وتعد الغوطة من ضمن المناطق الخمس التي تشملها اتفاقات خفض التصعيد التي تم التوصل إليها في اجتماعات أستانة، والتي تهدف إلى تهيئة الأجواء للعملية السياسية الجارية في جنيف، أو غيرها من المنصات. وتوقفت الجمعة اجتماعات الجولة الثامنة من مفاوضات السلام في جنيف بين المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا والمعارضة السورية، بانتظار وصول وفد النظام الأحد المقبل. ولم تعلن الأمم المتحدة عن أي لقاء رسمي في المقر الأممي، بين فريق المبعوث الدولي، ستيفان دي ميستورا، ووفد المعارضة المتواجد في المدينة السويسرية. من ناحيتها، أكدت مصادر المعارضة أن وفدها لن يكون له أي اجتماع رسمي في المقر الأممي مع المبعوث الخاص، فيما سيكتفي الوفد باجتماعات تشاورية داخلية. ومن المنتظر وصول وفد النظام إلى جنيف الأحد المقبل، بحسب ما أعلنت وكالة سانا التابعة للنظام، الخميس، ومن المرجح إجراء لقاءات تقنية بنفس اليوم مع فريق دي ميستورا قبل بدء وفد النظام اجتماعاته الرسمية اعتبارا من الاثنين المقبل. وبحسب إعلان دي ميستورا الخميس، فإن الاجتماعات ستتواصل في جنيف 8، حتى 14 ديسمبر، لافتا “نتوقع ألا تكون هناك شروط مسبقة خلال باقي الجولة، وأن التركيز في المفاوضات سيكون على القضايا الدستورية والانتخابية”. وأضاف “إذا اقتنعنا أن أحد الأطراف يقوم بتخريب مباحثات جنيف، فإن ذلك سيؤثر سلبيا على إطلاق أي عملية سياسية”، في إشارة إلى مؤتمر سوتشي الذي تسعى روسيا لعقده فبراير المقبل. وانطلقت المرحلة الأولى من “جنيف 8”، في 28 نوفمبر الماضي، واستمرت أربعة أيام، ثم توقفت لعدة أيام بعد مغادرة وفد النظام إلى دمشق، قبل أن تستأنف قبل أيام بلقاءات بين المعارضة والفريق الأممي فقط.

 

البحرين تمنع مراسل الجزيرة في تل أبيب من دخول أراضيها

العرب/09 كانون الأول/17/المنامة- صرح مصدر مسؤول بوزارة شؤون الإعلام البحرينية أن صحافيا تابعا لقناة الجزيرة القطرية حاول الدخول إلى البلاد بصورة غير قانونية. وأشار المصدر الذي نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية البحرينية إلى أن الصحافي وهو أميركي الجنسية ومقيم في تل أبيب، ويعمل مراسلا لقناة الجزيرة القطرية في كل من العراق وإسرائيل، وصل إلى البلاد بدعوى تغطية إحدى الفعاليات من غير دعوة رسمية، وبدون تقديم تأشيرة إعلامية، ما استدعى الوزارة إلى إصدار قرار بمنع دخوله إلى المملكة. وأكد المصدر “أن وزارة شؤون الإعلام في الوقت الذي تعي فيه تماما مآرب هذا التصرف المتكرر وغير المسؤول من قبل القناة القطرية، والذي تسعى من خلاله إلى تأليب الرأي العام، والتسويق لما هو مخالف للواقع، فإنها تهيب بوسائل الإعلام الإقليمية والدولية إلى الالتزام بالأنظمة والقوانين، إذا ما أرادت فعلا تغطية الأحداث والفعاليات التي تقام على أرض البحرين”.

ومملكة البحرين هي إحدى الدول الأربع، إلى جانب كل من السعودية والإمارات ومصر، المقاطعة لقطر بسبب دعمها للإرهاب واحتضانها لجماعاته.

 

نزعة الانتقام في كركوك تضرم النار بمعركة التركمان والأكراد

العرب/09 كانون الأول/17/بغداد - تجتاح مدينة كركوك العراقية، الغنية بالنفط، حمى تنافس قومي بين الأكراد والتركمان، فيما يتحدث مقربون من زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود البارزاني، عن “بوادر انتفاضة في صفوف أبناء المدينة، ضد احتلال القوات الاتحادية والحشد الشعبي لها”.

وشهدت كركوك، منذ السادس عشر من أكتوبر، عندما تمكنت القوات العراقية الاتحادية من الدخول إليها، عقب مغادرتها صيف العام 2014، هجمات محدودة على مقار أمنية ودوريات للشرطة، وصفت بأنها “انتقامية”.ويقول رئيس حكومة إقليم كردستان، نيجرفان البارزاني، إن خطة إعادة الانتشار، التي نفذتها القوات العراقية، ردا على استفتاء الانفصال الكردي، الذي أجراه إقليم كردستان في الخامس والعشرين من سبتمبر، تسببت في تهجير الآلاف من الأكراد من منطقة طوزخورماتو، قرب كركوك، التي يسكنها خليط من مكونات قومية. وبالرغم من أن طوزخورماتو، تتبع محافظة صلاح الدين إداريا، إلا أنها تمثل امتدادا ديموغرافيا لكركوك. وتقول مصادر عراقية رفيعة لـ”العرب”، إن “التركمان، الذين اشتكوا من قمع سياسي كردي في كركوك، عندما كانت قوات البيشمركة تسيطر عليها، يدفعون أبناءهم إلى التطوع في ميليشيات محلية، تحاول أن تلعب دورا في تأمين المدينة”.وبالرغم من أن تركمان هذه المنطقة، ينقسمون مذهبيا بين الطائفتين الشيعية والسنية، إلا أن التطوع شمل الجميع.وتضيف هذه المصادر أن “عملية تطويع التركمان في هذه الميليشيات، تحظى بتشجيع قيادات شيعية بارزة في قوات الحشد الشعبي”.وتوصل هادي العامري، وهو زعيم منظمة بدر، التي تعد من أهم فصائل الحشد الشعبي، إلى اتفاق مع قيادات تركمانية، سنية وشيعية، على تولي “قوات محلية تأمين طوزخورماتو، ومحيطها”. ولدى منظمة بدر، قوة محلية في هذه المنطقة، من المقاتلين الشيعة. وتقول مصادر محلية، إن “التركمان استغلوا وصول الحشد الشعبي والقوات العراقية، في إطار خطة إعادة الانتشار، إلى مناطقهم في كركوك، لينفذوا أعمالا انتقامية ضد السكان الأكراد ومصالحهم”.

ويقول مقربون من زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود البارزاني، إن “بوادر ثورة، ضد المحتلين، تلوح في كركوك”. ويقول هؤلاء إن “فصائل في الحشد الشعبي، تدعمها إيران، تحاول السيطرة على كركوك، باستخدام المشاعر التركمانية السلبية ضد الأكراد”. وسجلت المدينة، ليل الخميس، هجوما بالقنابل اليدوية على مقر أمني في المدينة، قيل إن “متطوعين أكرادا نفذوه”.

ولأول مرة منذ أعوام، تتولى شخصية عربية، منصب محافظ كركوك، بعد هيمنة كردية عليه منذ العام 2003. ويماطل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في تحديد موعد للمفاوضات بشأن الملفات الخلافية بين بغداد وأربيل، بالرغم من أن نيجرفان البارزاني، وهو رئيس حكومة المنطقة الكردية في العراق، أعلن مطلع الأسبوع التزام إقليم كردستان بوحدة الأراضي العراقية، ما يشكل تخليا صريحا عن نتائج استفتاء الانفصال. ويخشى العبادي أن يقود أي تفاهم مع الأكراد، المنبوذين حاليا من قبل الأغلبية الشيعية العراقية، إلى تضرر صورته الشعبية، التي ازدهرت بعد سلسلة الانتصارات في الحرب على داعش، وخطة إعادة الانتشار في 16 أكتوبر الماضي، التي أخرجت البيشمركة الكردية من كركوك، وأراض واسعة كانت تحت سيطرتها منذ اجتياح تنظيم داعش لأجزاء واسعة من البلاد، صيف 2014. ومنذ مطلع أكتوبر، ما زالت مطارات كردستان مغلقة في وجه الرحلات الدولية، فيما خسر الإقليم نحو ثلثي صادراته النفطية، بعدما اضطرت البيشمركة إلى مغادرة مواقعها قرب حقول نفط كركوك، إثر بدء القوات الاتحادية عملية إعادة الانتشار، ما يفاقم الأزمة المالية لسكان المنطقة الكردية الذين يفوق تعدادهم 5 ملايين نسمة. وتحذر قيادات سياسية كردية من أن استمرار بغداد في تجاهل الدعوات الكردية لبدء مفاوضات التسوية، والتفاهم بشأن وضع المناطق التي غادرتها البيشمركة بعد السادس عشر من أكتوبر، وتقاسم عائدات النفط، وحصة كردستان من الموازنة العامة للبلاد، ربما يفجر نزاعا أهليا مسلحا في كركوك. وتتحدث مصادر محلية في كركوك عن “استعداد أبناء القومية التركمانية، لمواجهة الأكراد في المدينة، للحفاظ على المكاسب التي تحققت في 16 أكتوبر”. ويقول التركمان إن الأكراد، الذين احتكروا أهم المسؤوليات الأمنية في كركوك، نفذوا ضدهم عمليات تصفية عرقية، لتغيير التركيبة الديموغرافية في المدينة. ويحظى الموقف التركماني المتصلب في كركوك، ضد الأكراد، بتأييد شخصيات عربية سنية عديدة، في المدينة الغنية بالنفط.

 

مذكرة اعتقال تركية ضد مبعوث رئاسي أميركي وجنيف» تختبر نتائج ضغط موسكو على دمشق

الشرق الأوسط/09 كانون الأول/17/أنقرة: سعيد عبد الرازق لندن: «الشرق الأوسط»

فتح المدعى العام في أنقرة تحقيقاً ضد مبعوث الرئيس الأميركي إلى التحالف الدولي ضد «داعش»، بريت ماكغورك، تقدمت به منظمتان تركيتان طالبتا باعتقاله بسبب «تواطئه مع مجموعات إرهابية». وتقدمت «منصة النضال المدني ضد فتح الله غولن» و«جمعية العدالة الاجتماعية والتضامن» التركيتان بالتماس إلى محكمة إزمير (غرب تركيا)، يدعو للقبض على ماكغورك، موجهتين تهماً على رأسها «التصرف نيابة عن منظمة إرهابية، وتسليم أسلحة لهم»، في إشارة إلى التعاون مع «حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي» السوري، وذراعه العسكرية «وحدات حماية الشعب»، وإمدادهما بالأسلحة، في إطار التنسيق في الحرب على «داعش»، وهو ما يمثل أحد أهم ملفات التوتر بين أنقرة وواشنطن. وخلال السنوات الماضية، التقى ماكغورك، في أكثر من مناسبة، مع قيادات من «قوات سوريا الديمقراطية» التي تشكل «الوحدات» عمادها الرئيسي. وطالب وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في مايو (أيار) الماضي، بتغيير ماكغورك. إلى ذلك، أعلنت رئاسة الجمهورية التركية، الجمعة، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيزور تركيا الاثنين، وقالت مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط» إن المباحثات ستتناول مؤتمر الحوار الوطني السوري، الذي من المقرر عقده في سوتشي، في فبراير (شباط) المقبل. وفي حين يصل غداً إلى جنيف وفد النظام السوري لاستئناف الجولة الثامنة من المفاوضات، قال دبلوماسيون غربيون إن الأيام المقبلة ستكون اختباراً لمدى نفوذ موسكو على دمشق للخوض في مضمون المفاوضات، خصوصاً الإصلاح الدستوري.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

التسوية المجَدّد لها تحت المراقبة

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/السبت 09 كانون الأول 2017

 في مرحلة ما بعد استقالة الرئيس سعد الحريري، يمكن القول إنّ الملف اللبناني بات تحت المراقبة.لقد تحوّل النأي اللفظي بالنفس الذي خَرقه «حزب الله» بعد يوم واحد، عبر كلام نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، مادّة اختبار لجِديّة تجديد التسوية، مع التوَقّع المُسبق لاستمرار المسار القديم، كَون قرار «الحزب» مرتبط باستراتيجية إيران في المنطقة، وهو ما يؤدي حكماً الى تعديل شَكلي في أداء «حزب الله» من دون المَس بدوره الذي سيكون حيث يجب أن يكون. وقد عَزّز كلام قاسم هذا المنحى بقوله إنّ «الحزب» جزء من محور المقاومة التي ترأسه طهران.

وتتجه الأنظار الى ردة الفعل السعودية على العودة عن الاستقالة التي تميّزت بالملامح الآتية:

أولاً، تَحفّظ الإعلام السعودي عن العودة عن الاستقالة ووضعها في الخانة العادية، ولم يصدر عنه ما يشير الى الرفض أو الترحيب، وهو ما فسّر على أنه فرصة جديدة لانتظار الأفعال لا الأقوال كما ورد في بيان الحكومة، علماً انّ المرحلة السابقة شهدت كثيراً من الحملات التي ترافقت مع الاستقالة وأعقَبتها، وهو ما توقّف الآن في انتظار النتائج.

ثانياً، تميّز حضور السفير السعودي الجديد في بيروت وليد اليعقوب بالتحفّظ، وعلى رغم انه لم يقدّم أوراق اعتماده لأسباب معروفة، فلم يصدر عنه ايّ إشارة سياسية ملفتة تعطي مؤشّراً الى ما ستنتهجه المملكة من سياسات تجاه لبنان، بعد عاصفة الاستقالة والعودة عنها. وباستثناء الكلام الذي صدر عن وزير الخارجية عادل الجبير، حول استعمال «حزب الله» المصارف اللبنانية لتبييض أمواله، فإنّ الصمت يَلفّ السياسة السعودية، في مرحلة تَرقّب لا يعرف كم ستطول.

ثالثاً، لا ينطبق التحفّظ السعودي على التواصل غير المُعلن مع شخصيات وجهات لبنانية معارضة للتسوية، وهذا التواصل قد يشهد استئناف استقبال بعض الشخصيات في الرياض ضمن إطار بلورة تَوجّه جديد، يمكن ان تخرج ملامحه الى العلن في مرحلة ليست ببعيدة، علماً انّ سلسلة زيارات كانت ستحصل وجمّدت بسبب الاستقالة.

ويبقى السؤال هل مَرّ تجديد التسوية الرئاسية بعد أن تقاطعت أسباب داخلية ودولية، ساهمت في عودة الحريري عن استقالته، وبإعادة تقييم الموقف السعودي، وما هي معالم المرحلة المقبلة؟

تؤكد أوساط ديبلوماسية أنّ الـ«نيو تسوية» ستبقى تحت المراقبة حتى إشعار آخر، لعدم الثقة في قدرة أيّ طرف على استرجاع التوازن مع «حزب الله»، الذي يَتحَصّن بالعلاقة مع الرئيس ميشال عون، كما بعلاقة عون مع تيار «المستقبل».

وفقدان الثقة مَردّه الى شبه استحالة التأثير على دور «حزب الله» وارتباطه بأزمات المنطقة، علماً انّ العودة عن الاستقالة هي عملياً عودة الى التسوية بنسختها القديمة المُجَددة شَكلاً، وهي المرشّحة لأن تستمر أيّاً كان مضمون البيان الذي التزمَته الحكومة من دون ان يتمّ إلزام «حزب الله» بأيّ تعهّد واضح، في وقت يستمر قتاله في سوريا والعراق، ومشاركته في مساعدة الحوثيين والبحرينيين بالخبرات، واستقباله في الضاحية الجنوبية كوادرهم الاعلامية والسياسية، وهو ما ترصده الدوائر الخليجية بالدقة والتفاصيل.

تبدو ملامح الصورة واضحة حتى الانتخابات النيابية المقبلة، التي يراهن فيها «حزب الله» على الفوز مع حلفائه بأكثرية المجلس النيابي الجديد، ما يعني تشكيل حكومة شبيهة بالحالية، وتوزيع مكرمات سياسية على مَن سيشغلونها.

امّا الاطراف التي تعارض التسوية فهي، وعلى رغم استمرار التواصل في ما بينها، لم تُبَلور مشهد معارضة وطنية. كل ما حصل هو استمرارها في تَلقّي نتائج التخوين، واتهامها بالانقلاب على الحريري.

أمّا المشهد الأكثر تأثيراً فسيتمثّل بحصول تغييرات طارئة على مقر الأمانة العامة لـ 14 آذار، الذي حَضن مشروع 14 آذار أكثر من عشر سنوات من عمره.

 

ترامب والقدس: تجاوز «خــصوم» الداخل فكيف سيواجه العرب؟

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/2017 السبت 09 كانون الأول

لا تخلو التقاريرُ الديبلوماسية الواردة من واشنطن منذ دخول الرئيس دونالد ترامب البيت الأبيض من الإشارة الى خلافاته ومساعديه الكبار. وهو ما ظهر جلياً في اعترافه بالقدس عاصمةً لإسرائيل إذ ألقى الضوءَ على أزمته مع رباعي إدارته القوي، التي تجاوزها، ما يطرح أسئلة عن طريقة معالجته للمعارضة الخارجية الواسعة عالمياً وعربياً. فكيف سيردّ؟قبل أن يسترسلَ أحد المسؤولين في الخارجية الأميركية في الحديث امام مجموعة من الإعلاميين عن الظروف التي رافقت صدور قرار ترامب، قال إنه سار على خطى أسلافه رؤساء الولايات المتحدة منذ 22 عاماً بتجميد العمل بالقانون المذكور مرة واحدة في مطلع الصيف الماضي بعد مرور ستة أشهر على بدء ولايته، وهو بذلك استخدم الحقّ الذي منحه إياه الكونغرس منذ صدور هذا القرار.

وبالأمس القريب - أضاف المسؤول - جدّد القريبون من ترامب ومعهم عدد كبير من المسؤولين والسفراء الذين حذّروا قبل شهرين من خطورة مثل هذا التوجّه ومعهم قادة الغالبية والأقلّية في الكونغرس، النصيحة عينها، فلم يمتثل لأحد منهم، ولما وسّع من قاعدة مشاوراته في الخارج أوروبياً وعربياً وخليجياً سمع الرأيَ نفسَه ومعه التوقعات بالتردّدات السلبية على خطورتها، لكنه مضى في قراره.

ويَروي المسؤول أنّ آخرَ الإتصالات التي أجراها ترامب كانت مع الرباعي القيادي الوافد الى الإدارة الأميركية الجديدة من السلك العسكري والذي يعرف المنطقة بكامل مميّزاتها السوسيولوجية والعسكرية وهو وزير الخارجية ريكس تليرسون، وزير الدفاع الجنرال جيمس ماتيس، مستشار الأمن القومي الفريق هربرت ريموند ماكماستر ومدير مكتبه الجنرال جون كيلي، فسمع الكلام نفسه مع ما حمله من تحذيرات تُنذر بالشرّ المستطير في حال اتّخذ مثل هذا القرار، لكنه أنهى الإجتماع ولم يسمع استعداداً لتغيير رأيه سوى وزير الخارجية الذي قال بعد اللقاء ما معناه «إنّ إعلاناً من هذا النوع هو ببساطة إقرار بالوضع القائم في القدس». فالقنصلية الأميركية هناك أكبر من السفارة في تل ابيب، وتشهد نشاطاً يفوقها بكثير.

وعليه، يقول المسؤول إنّ ترامب تصرّف إستناداً الى موقف شخصي وتعهّد قطعَه لليهود الأميركيين في الولايات المتحدة قبل الإنتخابات الرئاسية ولا بد أن يفيَ به أيّاً كانت العواقب، وأنّه مهما بلغت ردودُ الفعل ستكون لها مخارج وحلول قد تكلّف الولايات المتحدة بعض الأثمان التي عليها دفعها، شرط اتّخاذ كل التدابير التي تكفل حماية المقار والمصالح التجارية والديبلوماسية والمواطنين في العالم.

على هذه القاعدة، يجزم المسؤول أنّ ترامب تجاوز ملاحظات واعتراضات اركان إدارته وتجاهل مضمون تقارير كثيرة تحدثت عن مخاطر القرار، خصوصاً لجهة ما سيعكسه من شلل على المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية والعربية والتي تُهدّد الاعتبارات التي وصفت الدور الأميركي بالوسيط. فكل المفاوضات السابقة أجمعت على صيغة واحدة تعني القدس وتقول بربط مصيرها الحاسم بالمراحل النهائية لأيِّ مفاوضات والتفاهمات التي يمكن الوصول اليها.

وإزاء العرض الذي قام به المسؤول الأميركي، سأله احد المشاركين في اللقاء عمّا نشرته «النيويورك تايمز» عن خطة لاستبدال القدس كعاصمة لفلسطين بمدينة ابو ديس وقطعة من سيناء بدلاً من قطاع غزة، فقال إنّ كلّاً من القيادات السعودية والفلسطينية والمصرية التي اتّهمت في الرواية المذكورة رفَضت مضمون هذا السيناريو واعتبرته كذبةً كبيرة ولا وجود له.

ولفت الى أننا لم نفهم الهدف من هذه الرواية المختلقة قبل أن يصدر القرار بشأن القدس واعتبرناها محاولة مسبَقة مهّدت للقرار ومحاولة لزرع الشقاق بين العرب ودول الشرق الأوسط والخليج العربي.

كما سُئل المسؤول الأميركي عن طريقة مواجهة موجات الرفض العربية والإسلامية ونتيجة الإصطفاف الدولي الرافض للخطوة الأميركية، فقال: لا أعرف كيف سنواجه الرفض الدولي، ولكنّ أمامنا رواية يمكن أن تشرح طريقة تعاطي ترامب مع العرب والسعوديين خصوصاً.

وأضاف: عقب الإتّصال الذي جرى مع العاهل السعودي سمع ترامب كلاماً سعودياً قاسياً وموقفاً صلباً من الخطوة وتحذيراً من نتائجها المباشرة وغير المباشرة وامتداداتها على دول المنطقة والدول الإسلامية، وتضمّن نفياً للروايات التي سبقت القرار ومنها رواية «النيويورك تايمز»، وهو ما لم يؤثر في قرار ترامب ولم يثنِه. وتابع: بعد ساعات على إقفال الخط مع الملك السعودي، أقدم ترامب على خطوة سلبية يمكن أن تشكّل مثالاً لما يمكن أن يقدم عليه مع رافضي القرار.

فقد طلب ترامب من الخارجية الأميركية والمؤسسات التابعة لإدارته توجيه بيان الى المملكة ودول الحلف الإسلامي التي تشاركها الحرب في اليمن بضرورة فكّ الحصار الغذائي والتمويني عن السكان المدنيّين، مع الإشارة الى الضحايا اليمنيين من المدنيين الأطفال والسكان العزّل وهو بيان لا سابق له في الشكل والمضمون والتوقيت.

وعليه، انتهى اللقاء مع المسؤول الديبلوماسي الأميركي الى نتيجة مفادها أنّ ما قام به ترامب خطوة لا رجوع عنها، وجاء تجاوب وزارة الخارجية للبدء بالتحضيرات لبناء السفارة الأميركية الجديدة ليتلاقى ونواياه.

مع الإشارة الى أنها ستكون على أرض صادَرتها إسرائيل من مواطنين مقدسيّين، وهو ما قد يحيي دعوى رُفعت امام المحاكم الدولية لإستعادتها منذ مصادرتها، الأمر الذي قد يفتح الباب امام سيناريو يؤدّي الى تأخير عملية البناء، لكنّ ذلك لن يحول دون تنفيذ القرار ولو انتهت ولاية ترامب قبل بنائها.

 

الدعم الدولي والإقليمي للبنان يتصاعد: الأسباب والدلالات؟

قاسم قصير/مجلة الامان/8 كانون الأوّل 2017

خلال الأسابيع الماضية وفي مواجهة الأزمة التي عاش فيها لبنان من جراء استقالة الرئيس سعد الحريري، برز الحجم الكبير للدعم الدولي والإقليمي للبنان، إن من أجل المساعدة في إنهاء الأزمة الحكومية، أو لجهة زيادة التقديمات والمساعدات للمؤسسات اللبنانية العسكرية، وفي مقدمها الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية، أو من خلال الرعاية الفرنسية - المصرية الخاصة لرئيس الحكومة سعد الحريري والمساعدة في إنهاء الأزمة الحكومية.

وجرى تتويج هذا الدعم من خلال اجتماع المجموعة الدولية الداعمة للبنان في باريس يوم الجمعة، وتضم هذه المجموعة الدول الأعضاء في مجلس الأمن (فرنسا، بريطانيا، أمريكا، روسيا، الصين)، بحضور وفد لبناني موسع برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري.

كما أعلن الرئيس العماد ميشال عون خلال زيارته الأخيرة لإيطاليا تبني المسؤولين الايطاليين للدعوة لعقد مؤتمر خاص لدعم القوات المسلحة اللبنانية بالتنسيق مع دول أخرى شريكة.

وفي الوقت نفسه أشارت مصادر إعلامية لبنانية وعربية عن زيادة الدعم الأميركي والبريطاني للبنان، وخصوصاً للمؤسسات العسكرية والأمنية، فيما بذلت مصر والأردن ودول عربية وإسلامية أخرى جهوداً مكثفة لمعالجة الأزمة الحكومية الأخيرة وتقديم كل اشكال الدعم لرئيس الحكومة سعد الحريري.

فما هي الأسباب التي تقف وراء زيادة الدعم الدولي والإقليمي للبنان في كافة المجالات وخصوصاً على الصعيدين العسكري والأمني؟ وما هي الدلالات المستقبلية لهذا الدعم وهل هناك رؤية دولية - إقليمية حول دور لبنان المستقبلي؟

أسباب زيادة الدعم الدولي والإقليمي

بداية ما هي الأسباب التي تقف وراء زيادة الدعم الدولي والإقليمي للبنان، والتي برزت بقوة خلال الأزمة الأخيرة التي عاناها لبنان من جراء استقالة رئيس الحكومة. مصادر دبلوماسية وسياسية مطلعة في بيروت تعدد الأسباب الآتية لزيادة الدعم الدولي والأمني للبنان:

أولاً: حرص القوى الدولية والإقليمية على حماية الاستقرار السياسي والأمني في لبنان وعدم نقل الصراعات الإقليمية الى الساحة اللبنانية، في ظل وجود نحو مليون ونصف مليون لاجئ سوري ومئتي وخمسين ألف لاجئ فلسطيني، وأي تدهور في الوضع الأمني قد يؤدي إلى هجرة هؤلاء الى دول أوروبية وعربية وإسلامية.

ثانياً: منع تدهور الصراع بين الكيان الصهيوني وحزب الله والسعي لإبقاء الحدود الجنوبية اللبنانية هادئة في هذه المرحلة بانتظار بلورة صورة الأوضاع في المنطقة.

ثالثاً: الدور اللبناني المتميز في مواجهة المجموعات الإرهابية وعدم السماح بعودة هذه المجموعات للتحرك في لبنان ومن خلاله الى مناطق أخرى، والإشادة المستمرة من قبل القوى الدولية والإقليمية بدور الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية في مواجهة اإرهاب.

رابعاً: التخوف الدولي والإقليمي من أن تؤدي زعزعة الاستقرار السياسي والأمني في لبنان الى زيادة دور إيران وحزب الله، وهذا يتنافى مع الرؤية السعودية التي تتبنى وجهة النظر القائلة بضرورة زيادة الضغوط على لبنان وحكومته من أجل تطويق حزب الله ومواجهة زيادة الدور الإيراني فيه.

خامساً: الاكتشافات النفطية والغازية من لبنان التي سيكون لها دور مهم في الوضع الاقتصادي مستقبلاً. انطلاقاً من كل هذه الأسباب، زادت القوى الدولية والإقليمية من دعمها للبنان وساعدت في تجاوز الأزمة التي عانى منها من جراء استقالة الرئيس سعد الحريري، وتتوقع بعض المصادر السياسية في بيروت زيادة هذا الدعم في المرحلة المقبلة لتحصين لبنان من تداعيات التطورات والمتغيرات في المنطقة.

الدلالات والأبعاد

لكن ما هي الدلالات والأبعاد المستقبلية للدعم الدولي والإقليمي للبنان؟ وعلى ماذا تراهن هذه الدول من جراء زيادتها للمساعدات العسكرية والأمنية للبنان؟

تشير المصادر الدبلوماسية والسياسية في بيروت إلى ان الدعم الدولي والإقليمي للبنان له أبعاد ودلالات عديدة، ومن أهمها: «الرهان على الدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية في المرحلة المقبلة ان لجهة الاستمرار في مواجهة الإرهاب والمجموعات الإرهابية أو حماية الحدود ومنع استمرار تدخل القوى اللبنانية (ولا سيما حزب الله) في أزمات المنطقة، خصوصاً بعد انتهاء الأزمة السورية وامكانية الوصول إلى حلول سياسية لها».

ورغم أن هذه المصادر «تستبعد امكانية حصول مواجهة مستقبلية بين الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية من جهة وبين حزب الله من جهة أخرى»، فإنها تشير إلى «ان الرهان الدولي والإقليمي على تحجيم دور الحزب العسكري والأمني مستقبلاً لا يمكن ان يتم إلا من خلال دعم القوى العسكرية والأمنية اللبنانية الرسمية والحفاظ على الاستقرار السياسي والأمني، على أن يمهِّد ذلك مستقبلاً للبحث في دور الحزب الخارجي، واعادة الحزب الى الداخل اللبناني».

وتتابع المصادر: «إن من مصلحة القوى الدولية والإقليمية حماية الاستقرار السياسي والأمني في لبنان وذلك لتسهيل عمل الشركات النفطية والغازية التي ستبدأ العمل في المرحلة المقبلة، لأن الاكتشافات النفطية والغازية في لبنان قد تساهم في تسهيل وصول هذه المنتجات الى أوروبا نظراً لقرب لبنان من الساحل الأوروبي، ما يعزز التنافس في السوق النفطية مستقبلاً».

لكن هل يعني هذا أن الضغوط على لبنان ولا سيما من قبل السعودية أو الكيان الصهيوني وكذلك العقوبات المالية الأميركية ستتوقف؟ تجيب المصادر: ان هذا الدعم لن يوقف هذه الضغوط، والدليل على ذلك ما أعلنه مؤخراً وزير الخارجية السعودي حول دور المصارف اللبنانية في تبييض أموال لحزب الله (رغم نفي كل المؤسسات الاقتصادية والمالية والمصرفية لذلك)، كذلك استمرار الخروق الإسرائيلية للسيادة اللبنانية عبر تحليق الطيران الإسرائيلي المستمر والقيام بعمليات قصف لسوريا من الأجواء اللبنانية، كذلك تصعيد العقوبات الأميركية لحزب الله ومؤسساته والجهات الداعمة له.

اذن سيظل لبنان تحت الأجواء الضاغطة، لكن يبدو حتى الآن أن القرار الدولي - الإقليمي بدعم لبنان وحماية الاستقرار السياسي والأمني يتقدم على القرار بتفجير الوضع اللبناني، إلا إذا حصلت تطورات إقليمية كبيرة في المنطقة قد تؤدي الى انفجار شامل لا يستثني منه لبنان ومحيطه.}

 

طفل في معسكر "حزب الله"... ٤ قصص من الواقع

شهادة تقدير من “حزب الله”!

نجيب حلواني/موقع هنا القصى الثالثة/08 كانون الأول/17

انتسب أربعة شبان، إلى "حزب الله"، محمد وحسين وقاسم وأمهز قبل أن يبلغوا الثامنة عشر من العمر. كل فرد منهم دخل "حزب الله" بأسلوب مختلف، فمحمد شارك في معارك حلب الشرقية، بينما حسين، يُلقبه رفاق السلاح، أنه "فارس سوريا"، أما قاسم تفرغ لدراسة الحوزة الدينية، حالماً أن يصبح رجل دين، ويشارك بهداية الناس إلى "ولاية الفقيه". وحده أمهز خرج من "المنظومة" رغم أنه أنهى دورة المقاتل، وحمى مواقع "حزب الله" على الحدود اللبنانية السورية، حين كان عمره ١٧عاماً.

آلية الانضمام لمنظومة "حزب الله" سواء لوجستياً أو عسكرياً، تبدأ بـ "طلب استقطاب"، ومن ثم يقوم الفرد بالذهاب إلى دورة "جنود" وبعدها تنفيذ دورة "الأنصار"، وهنا يمكن المضي في دورة المقاتل، أو الانخراط بدورة "الممهدون"، وفي حال اختار الفرد القيام بدورة "المقاتل" يتاح له الفرص بالتخصص بنوع معين من العمل العسكري. تحدث محمد عن عمه الشهيد، الذي قتل في العام ١٩٩٩ بعملية لحزب الله ضد "قوات لحد"، وهي ميليشيا تشكلت بدعم من إسرائيل من أبناء القرى الجنوبية اللبنانية في جنوب لبنان، عام ١٩٧٦. ويعتبر محمد أن عمه، "بمثابة أبا فضل العباس في مخيلته". وتابع قائلاً، "خلال طفولتي، كنت أضع، العصبة على رأسي، واطلب من والدتي أن تلتقط لي صورة، تماهياً بعمي".

حين بلغ محمد سن الثانية عشر، كانت حرب تموز قد مضى عليها ثلاث سنوات، ومضى على احداث "٧ أيار" سنتين، في هذه الآونة دخل مدرسة الإمام الخوئي" في منطقة خلدة، وهي مدرسة تابعة لـ "مؤسسات السيد محمد حسين فضل الله"، وكان الأخير بدأ يستشعر المخاطر الداخلية ضد خصومه السياسيين، ويتوجس نشوب حرب جديدة مع إسرائيل. ونتيجة لهذه الاوضاع المشحونة، وسّع "حزب الله" دائرة استقطابه. وأوضح محمد، "أن الانخراط في صفوف حزب الله، كان من أسهل الأمور إليه، فحزب الله يريد كل الشيعة أن يتسلحوا، ويندمجوا به"، وبحسب قول محمد، "فسهل جداً، الالتحاق بالحزب، ولكنها تخضع لمراحل عدة. بحيث لا تصير مقاتلاً، قبل أن تمر بمرحلة الاستقطاب، ثم تخضع لدورة الجنود، ومن ثم دورة الأنصار، وبعدها دورة "المقاتل". عندما بلغ محمد، عمر الثالثة عشر عاماً، قام بإملاء طلب استقطاب حصل عليها من مسجد يعود لـ "حزب الله"، بالقرب من بيته. وأشار أن بعد تعبئته لطلب الاستقطاب، اتصل به مسؤول بالحزب وأخبره عن نشاط رياضي سيقوم به شباب المنطقة التي يسكنها. فتعرف هناك على صبية جدد، وجميعهم إما عناصر أصبحوا متفرغين رسمياً في الحزب، أو أنهم ما زالوا في بداية رحلة الاستقطاب.

أنهى محمد كل الدورات، وانخرط في التدريبات العسكرية، وكانت أول مشاركته في سوريا عبر دعوته للقتال في حلب الشرقية. من بعدها ختم مرحلة "المقاتل" وبدأ بالتدرج في "وحدة التخريب"، وهي وحدة مخصصة للتدريب على آلية استهداف المدرعات والأهداف البشرية.

يتذكر الشاب كيف سمع للمرة الأولى صوت القذائف والرصاص، قائلاً، "كنا في الموقع مع عناصر من الجيش السوري، وكان الهدوء يسيطر على المكان، وقد استطعنا رصد تحركات عناصر لجبهة النصرة، وفجأة قامت النصرة باستهداف إحدى المواقع المحاذية لنا بصاروخ غراد، شعرت حينها أني كنت خارج اللعبة وفي ثوانٍ أصبحت داخلها، كانت الأمور تحصل كألعاب الفيديو. ولكن الموت هنا حقيقياً".

شرح مسؤول في "حزب الله"، في اتصال مع "درج"، معنى "مرحلة الاستقطاب"، قائلاً، "هي المرحلة التي نسأل بها أي فرد غير منتسب للحزب، عن رأيه بالشهادة، وإسرائيل وسوريا". وبحسب المسؤول القيادي، فإن الحزب يهتم جداً بالمساجد والحسينيات والمدارس الثانوية، التي تعد مراكز استراتيجية يمكن من خلالها استقطاب وجذب عناصر جديدة إلى المنظومة. وأوضح أنه، "خلال المناسبات الدينية، كعاشوراء، أو صلاة الجمعة، أو يوم الخميس الذي يتلى فيه دعاء كميل، ينشر حزب الله عناصر له داخل المساجد يكون مهمتها رصد الوجوه الجديدة واصطياد أفضل فرصة للتوجه إليها ودعوتها إلى لتقديم طلب انتساب للحزب".

من هنا، يشرح حسين ابن الثامنة عشر عاماً، كيف تفرغ بالحزب، لقد خدم الشاب في سوريا عام ٢٠١٧. وقام بدورة "مقاتل" وهو في عمر السادسة عشر عام، أي بتاريخ ٢٠١٥، وهي دورة مفصلية للالتحاق بالشق العسكري في "حزب الله".

وفي العام ٢٠١٣ خاض الشاب، دورة "جنود" حينها كان عمره أربعة عشر عام، وهي عبارة عن مرحلة يتعلم فيها المنتسب إلى "حزب الله" كيف يحمل السلاح ويلقنه، ويعبئ خزينة "الكلاشن كوف"، بالرصاص، وهو سلاح رشاش روسي الصنع.

حين بلغ حسين سن الخامسة عشر، انتقل إلى مرحلة "الأنصار"، التي تتفرع إلى ثلاث مراحل، محورها تعلم الأسس الدينية والإيديولوجية للحزب، ومدة كل مرحلة 45 يوماً، بمعدل ثلاثة أشهر. أوضح حسين أن بعد إنجاز مرحلة "الأنصار"، يكون هنالك ثلاثة خيارات، "إما، العدول عن حزب الله، وعدم استكمال المسيرة معه، أو الذهاب للتدرب العسكري، أو التوجه إلى شق الممهدون، بما معناه التفرغ للدراسات الدينية، من خلال الانضواء بالدراسة الحوزوية، أي الدراسة الفقهية التابعة للمذهب الجعفري. خلال دورة "الأنصار"، تلقى حسين دروس دينية مكثفة، وأشار، "كنا نذهب كل أسبوع إلى مكان يُحدد لنا، كالمسجد، أو المركز أو حسينية. الدروس نحصل عليها من قبل الشيخ، ويطلب منّا شراء كتب تعود إلى سلسلة المعارف الإسلامية، وهي عبارة عن أربعة كتب، هي (دروس قرآنية)، و(من زبدة الاحكام)، و(في ولاية الفقيه)، و(في أصول العقيدة الإسلامية)". وعندما انتهى من هذه الدورة، طلب حسين من مسؤول الشعبة التابعة للمنطقة التي يسكنها، أنه يريد الالتحاق بدورة المقاتل. مدة دورة "المقاتل" هي 45 يوم، تحصل في معسكرات "حزب الله"، يتدرب فيها المقاتل على الرماية بعيدة المدى، والالتحام المباشر، والهجوم، وقتال الشوارع، ويحصل على فرصة الصعود على المدفعية والتقنيص، ورمي القذائف.

ويخضع المجند إلى تدريبات بدنية قاسية، كأن يركض أو يمشي لساعات دون مياه، وتجبرهم القيادة أحيانا بالاكتفاء بكمية طعام مقننة جداً. تمكن حسين من الانتهاء من كل دورة "الجنود" و"الأنصار" و"المقاتل"، وتخصص عام ٢٠١٦ على رماية المدرعات العسكرية وزج بعدها في آتون الحرب السورية.

أما قاسم، فيبلغ من العمر حالياً تسعة عشر عام، يروي أجمل مراحل حياته في "حزب الله"، قائلاً، " كنا ننتظر اللحظة التي ندعى فيها إلى معسكرات الpaint ball، وهي لعبة قتالية يستبدل فيها الرصاص بقذائف مكونة من ألوان"، فكانوا يتدربون على الالتحام العسكري مع رفاقه مستخدمين الرصاص الوهمي الملون، وأضاف قاسم، أنه "خلال رحلة المراحل الأولى في الانخراط مع حزب الله شارك بحوالي تسع رحالات إلى البراري والأنهار في الجنوب والبقاع، بحيث شكلت هذه الرحلات محطة أساسية للترفيه والمرح".

ويقوم "حزب الله" بإنشاء ملاعب داخل المناطق الشيعية، في الجنوب والبقاع وبيروت، ومن بينها، ملعب الكاظم في حي ماضي، وملعب كابتن ماجد في برج البراجنة، وملعب الجنان، وملعب الحسن، كذلك فإن الحزب له سلطة على الملاعب التي تقوم بإنشائها البلديات في القرى المحلية كملعب النبي شيت، وملعب الخيام. لا يحب قاسم، اللغة العسكرية ولا حمل البنادق، ولكنه يحب أن يكون داعياً إلى الجهاد في خط "حزب الله"، قاسم حالياً طالب في "الجامعة اللبنانية - كلية العلوم". عندما أنهى قاسم دورة "الأنصار، انتقل إلى مرحلة "الممهدون" وهي مرحلة تخلو من التدريب العسكري، وتتعلق بالشق الثقافي. ومن ثمّ تلقى دروس دينية دقيقة جداً، في العقيدة، والقرآن ونهج أهل البيت الشيعة، ويصف قاسم ممازحاً هذه المرحلة بـ"تحولت إلى نصف نبي، ويراني أقراني أني متفلسفاً، من كثافة المعلومات الدينية العقائدية التي تلقيتها".

بحسب قاسم، فإن الفرد يتخرج بعد هذه الدورة، وهو على دراية بكل التفاصيل الدينية ويفهم الأساليب التي يجب أن يحاجج بها لتبرير العقيدة القتالية التي يدافع عنها "حزب الله"، وعبر هذه الدورة يمكن أن "أصبح في المستقبل شيخاً معمماً، أو سيداً".

أشار قاسم إلى أن دورة "ممهدون"، تتيح للفرد المنتسب إلى "حزب الله" بالسفر إلى قم المدينة المقدسة عند الشيعة في إيران، فبعض أصدقائه الأكبر منه سناً انتقل للعيش في إيران ويشارك في حضور الاجتماعات الدينية والحوارات العقائدية مع رجالات دين إيرانيين.

كذلك يوفر "حزب الله" للعنصر بحسب رواية قاسم، الأموال كي ينتسب للجامعات الإيرانية، للتخصص أكثر في عقيدة أهل البيت وتعلم فن الخطابة على المنابر. ويركز حزب الله على فترة الطفولة وفق رؤية مدروسة، تبدأ من المدارس وتصل إلى ألعاب الفيديو. بعد حرب تموز أنتج "حزب الله" لعبة "القوة الخاصة" وحاكت اللعبة حروب "حزب الله" مع اسرائيل، بحسب مصادر فإن الحزب يعتزم إنتاج لعبة جديدة أكثر جودة من السابقة، وتحاكي الحرب السورية ضد المعارضة السورية والمجموعات المسلحة.

وعن عدد القتلى ما دون سن الثامنة عشر في "حزب الله"، يكشف مصدر لـ "درج"، بأنه اقترب من 20 شخصاً، بينما عدد القتلى اجمالياً، تجاوز الـ ٣٠٠٠، وعدد الجرحى لديه وصل إلى الـ ١٧٠٠٠ بينهم ٢٥٠ شخص ذوي إعاقات دائمة. لقد استطاعت الوسائل الإعلامية تسريب اسماء مقاتلين ما دون سن الثامنة عشر، قتلوا في سوريا من بينهم مشهور شمس الدين، ابن الـ١٥عاماً، ومهدي أبو حمدان، وعلي الهادي أحمد عارف حسين، ومحمد حسين علي الهق، حسين إدريس، جهاد حمود. يشبه أولئك المراهقين أنفسهم بشخصية "القاسم" المقدسة، والتي تحوز على اهتمام أبناء الطائفة الشيعية المتدينين، فهذه الشخصية والدها الإمام الحسن، وعمها الإمام الحسين، وقامت بنصرة الحسين عندما نادى في كربلاء "ألا من ناصرٍ ينصروني"، ويستشهد الشبان الذين تحدثوا لـ "درج" بالقاسم وعلي الأكبر، وهما شخصيتان شابتان ظهرتا في كربلاء ولعبتا دوراً أساسياً لتحفيز الجهاد والدفاع عن الدين الإسلامي الذي رأى الحسين أنه يتعرض للخطر.

كذلك تلعب "مجلة المهدي" دوراً في تشكيل الوعي عند الأطفال حول أهمية الجهاد، ولكن بعد الحرب السورية طرأ تغييراً في الموضوعات التي تتناولها المجملة وأسلوب عرضها، بحيث تغلب الشأن السوري على الموضوعات التي تسلط الضوء على اسرائيل، من خلال التركيز على خطورة التنظيمات المسلحة السورية والمنظمات الإرهابية كالنصرة وتنظيم الدولة، "داعش"، والإشارة إلى أن تلك المنظمات تخدم المصالح الإسرائيلية والأميركية. هذه المجلة تنشر دورياً كل شهر في مدارس "حزب الله" بشكل مجاني.

وتؤدي كشافة المهدي دوراً أساسياً في التحضير والتجهيز النفسي للمراهقين كي يصبحوا مقاتلين، لقد خسرت الكشافة عدد من قياديها في المعارك السورية، وتركوا جميعاً وصاية توجهوا فيها إلى الكشفيين يدعونهم من خلالها للاستمرار على خط الكشافة في الدفاع عن آل البيت ومحاربة التكفيريين في لبنان وسوريا ودول أخرى. وتقوم الكشافة بإحياء مناسبات "ذكرى" مقتل العناصر التابعين لها، وتُعد هذه المناسبات مهمة جداً لتجنيد الصغار وتعليمهم على المبادئ الأساسية التي من خلالها يقوم المقاتلين بالذهاب إلى سوريا.

ومن بين العناصر التي يتم إحياء سنوياً مراسم مقتلها، محمد علي عواضة من مواليد عام 1994، وقتل عام 2014، وتكريماً له أنشأت الكشافة، فرقة تحمل اسمه. أما المقاتل الآخر، فهو محمد هاشم.

إن أغلب القيادات الكشفية في "كشافة إمام المهدي"، تنتمي إلى فئة الشباب، وعدد منها يقاتل في سوريا، لذلك يستطيع المقاتل حين يعود لملازمة عمله الكشفي أثناء الدورات الكشفية الترفيهية والتثقيفية أن ينقل آراءه ويجند فكرياً مجموعة كبيرة من صغار السن، في حين ينظر المتطوعين الصغار في الكشاف إلى القيادة الكشفية على أنها مقدسة وتخلو من الشوائب لأن القائد الكشفي يحاول دائماً أن ينمي انطباعاً أنه رسول الخير نحو عقيدة الحزب.

بحسب مصادر في "حزب الله"، في ذكرى "عاشوراء" السابقة، عمل مئات المراهقين المنتسبين في صفوف الحزب، كمراقبين على الحواجز الأمنية التي انتشرت في بيروت والبقاع والجنوب، ولا ينفي المصدر أن مشهد المراهقين على الحواجز أثار حفيظة سكان المنطقة الذين يقولون كيف لمراهق أن يجيد حماية المنطقة من التهديدات الأمنية.

لقد أوكلت قيادتهم إليهم تقديم الحماية الأمنية للمناطق، بالاشتراك مع من هم أكبر منهم سناً، وتعد هذه المهمات الرقابية ذات طابع عسكري، كتفتيش المارة وتفتيش السيارات، كذلك يمنح المراهق سلاحاً يتم إشهاره بشكل علني أمام الناس، كذلك يسمح له إطلاق الرصاص في حال شعر بالخطر أو أي تهديد أمني حقيقي، شرط أن يعود ذلك بإرشاد مباشر من قيادته التي يتواصل معها طوال الساعة على الجهاز اللاسلكي.

خلال احتدام المعارك في سوريا، أرسل "حزب الله"، الكثير من المقاتلين ما دون سن الثامنة عشر، للمشاركة في المعارك السورية. ولكن لا يمكن تقدير عددهم. لأن وبحسب عناصره قد يرفع عدد مقاتليه في سوريا إلى خمسة عشر ألفاً، وذلك حسب خطورة المعارك... وعندما تهدأ يقوم بتقليص العدد كثيراً. ولكن معركة حلب الشرقية التي يراها الحزب أنها أصعب معركة خاضها في سوريا وتكبد فيها الكثير من الخسائر البشرية، فقد تم إشراك عدد كبير من المقاتلين بينهم مراهقين. أقرَّ "حزب الله"، في العام ٢٠١٦ قانوناً داخلياً يسمح لكل من بلغ سن السادسة عشر وثمانية أشهر، بأن يقدم طلب للمشاركة في الحرب السورية، وعلى الفرد أن يحصل على موافقة من كلا والديه. إن مشاركة المراهقين دون سن الثامنة عشر في سوريا تنقسم إلى نوعين. ففي حال تدرب الفرد وتخصص في وحدة معينة من الوحدات القتالية، يتاح له بالمشاركة في المعارك الهجومية وحروب الشوارع. أما إذا اكتفى الفرد بدورة المقاتل ولم يقم لاحقاً بأي دورة أخرى، فإنه يتاح له الفرصة المشاركة في التعبئة العسكرية العامة، وينحصر دور العنصر المنتسب إلى التعبئة بالمشاركة في حماية المواقع التي يحررها مقاتلي حزب الله المتخصصين عسكرياً.

أوضح مصدر في "حزب الله" لـ "درج"، أنه "بالإمكان رصد عدد أكبر من المراهقين في الصفوف الخلفية للحزب، التي توكلت التعبئة العسكرية حماية، وهي في أغلبها مناطق محررة، كفليطة، وعرسال، والقصير، والطفيل ودمشق. بينما في الهجوم من الممكن رصد عدد من المراهقين ولكن أقل بكثير من الموجودين في الصفوف الخلفية".

ينتمي أغلب المراهقين في الحزب إلى التعبئة العسكرية، ويذهبون إلى سوريا لتقديم خدمات عسكرية، ولكن عدد قليل منهم استطاع الالتحاق بالصفوف الأمامية الهجومية، كوحدة "الرضوان"، أو وحدة "ناصر"، ووحدة "عزيز"، ووحدة "عمار". فلهذه الوحدات مهمات هجومية ويخوضون المعارك الأساسية مع الجيش السوري.

من جهة أخرى، لقد أجمع المقاتلين الثلاثة على أن سوريا شكلت الحيز الأكبر من مخيلتهم الجهادية التي تكونت في خضم الحرب السورية. فعندما اندلعت الحرب في سوريا وطالب الشعب السوري بحريته، كانوا جميعاً لم يتعدوا سن الثانية أو الثالثة عشر وهم العمر الذي يحبه حزب الله.

أشار محمد، أن "الشعب السوري لم يكن ينقصه شيئاً حتى يثور على نظام الرئيس السوري، بشار الأسد". ويقارب الشاب الحرب السورية بنزعة طائفية. لم يشارك محمد بأي معركة ضد اسرائيل، ولكنه مقتنع أن مشاركته في القتال في سوريا، يهدف إلى كسر إسرائيل.

وأوضح محمد أن كل رفاقه، كبروا على مبدأ الجهاد ضد التنظيمات الإسلامية المتطرفة، حتى في المحاضرات الجهادية والدينية فإن حضور الألفاظ التي تحمس المقاتل على القتال، يكون محورها سوريا، وكيفية تحطيم المقاتلين المنتمين إلى التنظيمات الإسلامية المقاتلة في سوريا، في المقابل خف حضور إسرائيل في المحاضرات والتوجيهات التي يلقيها القياديين على العناصر. لقد تغير مفهوم الأعداء الوجودين بالنسبة للمقاتلين، فحسين، يرى أن إسرائيل أقل خطورة من التنظيمات الإرهابية، وبحسب رأيه فإن إسرائيل في حال نفذت حرباً فقد تمتد إلى أسبوع أو شهر، ولكن التنظيمات الإرهابية تشكل تهديداً مستمراً ووجودياً.

أمهز الشاب الوحيد الذي ترك حزب الله في شهر تموز، يقول الشاب أنه لم يعد مقتنعاً بـ "حزب الله" ولا يحب الشؤون السياسية، ومعجب جداً بأسلوب حياة الألمان ويريد الذهاب إليها لاستكمال دراسته. يشير الشاب إلى أنه اتخذ قرار ترك "حزب الله" بشكل مفاجئ، ولم يعد يستجيب لدعوات قيادة التعبئة العسكرية. لا يعرف الشاب الأسباب التي دفعته لترك الحزب كذلك، يعجز عن شرح أسباب موقفه الطارئ وخلفيته، ولكن يبدو مقتنع بأنه لا يريد ان يكون ضحية الحروب العبثية.

 

من السبب في ضعف القضية؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/09 كانون الأول/17/

الغاضبون من تراجع الاهتمام والتفاعل مع قرار واشنطن نقل سفارتها إلى القدس عليهم أن يفهموا كيف ولماذا. فالأحداث في منطقتنا تبدو كما لو أنها أسرع من قطار الرصاصة الياباني، 320 كيلومتراً في الساعة. فما إن أعلن الرئيس اليمني السابق انشقاقه عن حليفه الحوثي على التلفزيون اليمني، حتى خرج أحمد شفيق رئيس الوزراء المصري الأسبق على قناة الجزيرة مقرراً عزمه على العودة إلى مصر وخوض الانتخابات. ثم يقتل المتمردون الحوثيون الرئيس اليمني صالح، ويرسل شفيق إلى مصر ليعلن تراجعه. يفاجئ الرئيس الأميركي العالم، ويعلن نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، ويوقع القرار في احتفالية تغضب ملايين العرب. تزامن كل ذلك مع قيام إسرائيل بقصف مراكز عسكرية إيرانية وسورية بالقرب من دمشق، والولايات المتحدة تهدد قاسم سليماني، القائد الإيراني في العراق، وفي الوقت نفسه تعلن روسيا ببرود شديد أنها انتصرت على تنظيم داعش في سوريا. كل هذا ومنطقة الخليج تعيش أخطر أزمة داخلية، حيث انعقدت قمة مجلس التعاون في الكويت بأقل مستوى في تاريخها.

السماء تمطر علينا هذا الكم الكبير من الأحداث، وصار ما كان يحتاج إلى شهر للتعامل معه واستيعابه يكاد لا يمضي عليه نهار واحد فقط حتى نستيقظ غداً على غيره. لهذا ليس غريباً أن معظمنا أصيب في قدرته على الاستيعاب والمعالجة، وصارت لنا ذاكرة قصيرة مثل ذاكرة السمكة.

لم يعد سهلاً على الكثيرين أن يميزوا بين الدعاية والحقيقة، وتضطر بعض الحكومات إلى تبني مواقف متناقضة تصيب الناس بالحيرة.

والمشكلة تتضاعف إذا عرفنا أن الفوضى تدب في العالم الافتراضي الذي هو صلة الناس المعلوماتية بما يحدث حولهم. فالساحة الإعلامية والدعائية تبدلت كثيراً نتيجة عاملين رئيسيين: تعدد منصات ووسائط الإعلام، وكذلك تشرذم المحاور السياسية التي أصبحت شديدة الانقسام.

في الماضي، كانت هناك قيادات أصواتها عالية في قضية فلسطين، مثل أبو نضال، وأبو العباس، وصدام، وحافظ الأسد. اليوم، هم حسن نصر الله في لبنان، وآية الله في طهران، وحمد في قطر، وقادة الإخوان المسلمين في الخارج.

السابقون واللاحقون يستخدمون فلسطين والقدس لقضاياهم، يساومون عليها. فالإيرانيون اخترعوا «حزب الله» للضغط على إسرائيل والغرب لتمكين وجودهم، وصدام سعى للمساومة على الكويت مقابلها وفشل، وأفرط الأسد في استخدام القضية عذراً للاستيلاء على لبنان. لكن لا توجد حالة واحدة تبرهن على أن أحداً من هؤلاء كان جاداً في مزاعمه.

في ظل كثافة الأحداث وتعدد المخاطر، ربما لا توجد دولة عربية واحدة لا تعيش هاجس الخطر على أمنها ووجودها، كيف للقضية الفلسطينية أن تحافظ على سلاحها القديم القائم على استراتيجية أنها قضية الجميع، مما يعطيها ثقلاً يوازن التهديدات الإسرائيلية. وإذا راجعنا أسباب ضرب هذه الاستراتيجية، نجد أن أكبر عدو للقضية الفلسطينية، بعد إسرائيل، هو إيران. ولا أقول هذا نتيجة نزاعنا مع نظام طهران، بل لأننا نرى كيف حولت المنطقة إلى دول إما تحت الهيمنة الإيرانية أو منشغلة بالدفاع عن نفسها من تهديدات طهران ووكلائها. وفي الوقت الذي تهيمن أيضاً تلجأ إلى سياسة التضليل، من خلال تبنيها موقفاً دعائياً عنيفاً ضد إسرائيل وأفعالها. التطور الإيجابي الوحيد أن العرب المأخوذين بالدعاية الإيرانية صاروا اليوم أقلية، بعد أن كانوا أغلبية قبل حرب سوريا. وهي الآن تحاول ترميم صورتها معتمدة على وسائل الدعاية القطرية، وعلى جماعات دينية سنية حليفة مثل الإخوان المسلمين. والخاسر في هذه الصراعات المتعددة هم الفلسطينيون دون أن يكون لهم يد في ذلك، وهم الخاسرون من استمرار القوى المتطرفة، مثل إيران، في تقدم الصفوف دفاعاً عن قضيتهم، لأنهم في الحقيقة يتاجرون بها. كلما تفتح جبهة، يكون ذلك على حساب القضية الفلسطينية، لأنه لا أحد يستطيع أن يكون قادراً على المشاركة حتى في ممارسة الضغوط السياسية دون أن يعرض وجوده للخطر في النزاع المرتبط به. ومشروع إيران كبير، أكبر من القدس وفلسطين؛ تريد اعتراف إسرائيل بحقها في التوسع والهيمنة، وهي مستعدة لعقد ما هو مطلوب منها غربياً وإسرائيلياً؛ هذا ما فعلته مع إدارة الرئيس الأميركي السابق، عندما باعت مشروعها النووي مقابل إطلاق يديها في المنطقة.

 

قمة الكويت

محمد الرميحي/الشرق الأوسط/09 كانون الأول/17/

ربما لم يصطف الكويتيون حول فكرة أو حدث منذ الغزو العراقي للكويت عام 1990، كما فعلوا خلف الترحيب بفكرة عقد القمة الثامنة والثلاثين لمجلس التعاون في الكويت الأسبوع الماضي، على الرغم من أنه في الأوقات العادية ينقسم الجسم السياسي الكويتي حول ما حققه أو لم يحققه مجلس التعاون، للشعوب المنضوية تحت لوائه من إنجازات، مع كثير من النقد.. كان ذلك الشعور الجمعي الإيجابي في الترحيب بدعوة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد إلى القمة، نابعاً من الإحساس بدقة الموقف وخطورته، والخوف على الكيان، بعد الخلاف الذي صدع عمل مؤسسات المجلس في الفترة السابقة، والذي استمر حتى موعد الانعقاد أكثر من ستة أشهر كاملة.

كان الأمل يحدو الكويتيين وعدداً كبيراً من أبناء مجلس التعاون في أن تكون القمة فرصة مناسبة للم الشمل، والتوافق على مسيرة جديدة، تحفظ للمجلس وشعوبه حداً أدنى من الأمن والسلم، في منطقة تزداد الحرائق فيها اشتعالاً، والشعوب تمزقاً، إلى درجة الحديث في بعض الأوساط عن «سايكس بيكو» جديدة، تُقسم المنطقة المحيطة أكثر مما هي مقسمة، وتنشر في المنظومة العربية كثيراً من الشقاق، والقوى السياسية المسلحة ما دون الدولة، التي تعبث بالأمن الجماعي، وتنتشر انتشار النار في الهشيم.

لم يتحقق المرغوب كامله من تلك القوى، إلا أنها ما زالت تحاول؛ إذ إن عقد القمة الخليجية بحد ذاته، وفي موعده، وفي حضور ممثلين للجميع، يشهد من جديد على قدرة رجل الدولة الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت، وأنه وجد بثاقب بصيرة سياسية، أن مجرد انعقاد القمة بحضور الجميع وبتوقيتها المعتاد، هو حرص على «الكيان مهما عصفت بنا أحداث سلبية» وهي رغبة رسمية وشعبية، بأن تبقى هذه المؤسسة واقفة على أرجلها، وإن شابها بعض الضعف؛ لأن ذلك الضعف قد يكون مرحلياً، ويجب ألا ننسى أن القادة طوال المسيرة أبحروا بشعوبهم وسط الحرائق، ومشوا بهم ومعهم وسط متغيرات إقليمية ودولية شديدة الوعورة.

الترابط الجغرافي، والتاريخ المشترك، والموروث الثقافي، وتماثل الأنظمة السياسية، والروابط الاجتماعية، والمصالح المشتركة، كلها معطوفة على التحديات الأمنية العظيمة، جعلت من هذه المنظومة السياسية (مجلس التعاون) تجربة تكاملية مميزة، وأصبحت نموذجاً لتكامل إقليمي يشكل الأمل في احتمال تكراره لدى مناطق جغرافية وسياسية وشعوب أخرى، كما تشير إليه أدبيات التعاون الدولي بكثير من الإيجابية.

علينا أن نتذكر أن دورة التحديث التي طالت دول مجلس التعاون منذ إنشاء تلك المنظمة، هي دورة غير مسبوقة في حياة الشعوب، فقد انتقلت من شبه الكفاف إلى يسر اقتصادي، ومن شبه أمية إلى تعليم واسع، ومن إدارة متواضعة إلى إدارة حديثة، ترغب دول ومجتمعات أخرى في أن تحذو حذوها، وأهم ما حدث لهذه المجتمعات أنها تنتقل من مؤسسات قبلية - إن صح التعبير - إلى مؤسسات حديثة ومواطنة، وتلعب دوراً حضارياً على مستوى العالم.

لقد تحقق في المجال الاقتصادي منذ إنشاء المجلس - على سبيل المثال - نجاحات مشهودة، فقد بلغت التجارة البينية بين دول المجلس منذ الاتفاق على الاتحاد الجمركي عام 2003 حتى عام 2012، خمسة عشر ضعفاً، كما بلغت التراخيص الممنوحة للمواطنين للعمل في النشاطات الاقتصادية في الدول الأخرى من 16 ألفاً عام 1995 إلى 40 ألفاً في عام 2012 (الأرقام المتوفرة، وربما زاد ذلك العدد في الخمس سنوات المنصرمة)، أما امتلاك العقارات والأسهم، فقد قفز من خمسة آلاف مواطن عام 1995 إلى نصف مليون مواطن مستفيد عام 2012 (كل تلك الأرقام تعني الفائدة المشتركة في القطاع الاقتصادي، وكان مؤملاً بعد إنشاء اللجنة الاقتصادية المركزية العام الماضي - قبل أن تندلع الأزمة - برئاسة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أن يتطور العمل الاقتصادي لتصبح سوق الخليج سوقاً واحدة. ذلك فقط في المجال الاقتصادي المباشر.

على الصعيد التنظيمي، هناك ثماني مؤسسات عاملة لتعضيد العمل المشترك، لها أجهزة وظيفية وأمناء عامون، منها هيئة التنسيق الصناعي، وهيئة المقاييس، والتعليم، والصحة، والشؤون الاجتماعية، والربط الكهربائي والمواصلات، وهناك عدد من اللجان الوزارية الدائمة التي تنسق فيما بينها في المجالات الخاصة بها.

وعلى الصعيد العسكري والأمني، هناك أجهزة فنية وأعمال مشتركة، سارت شوطاً كبيراً في التنسيق والتعاون، منذ توقيع اتفاقية الدفاع المشترك.

أما على الصعيد الاستراتيجي، فقد أصبح لمنظومة مجلس التعاون صوت في المفاوضات الدولية والمشتركة، قادر على الدفاع عن مصالح المنظومة وحقوق أبنائها. كما أصبحت صوتاً فاعلاً للدفاع عن الاعتدال، والمساهمة في إطفاء الحرائق والتعاون الإنساني الدولي، وسط الاضطراب المشاهد في «الحمق الآيديولوجي» وشهية التوسع الإقليمي، من هنا فإن خروج أي من وحدات مجلس التعاون، خاصة الصغيرة، عن السرب، يعرضها لنهش «الذئاب الدولية» من جهة، كما يعرض جيرانها للخطر والاختراق.

من هنا جاء حرص القيادة الكويتية، معضدة بطيف واسع من العاملين في الشأن العام في الكويت، على الدعوة إلى القمة، أولاً حفاظاً على المسيرة، وأيضاً من أجل متابعة تحقيق الأهداف الأخيرة، التي من بينها تحصين دول المجلس من التهديدات الأمنية المحيطة، وزيادة وتيرة النمو الاقتصادي، والإشارة إلى المخاطر الشاخصة التي تهدد الجميع.

ولعل المتابع للكلمة الافتتاحية التي ألقاها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد في افتتاح أعمال القمة، وأيضاً البيان الصادر، يتعرف على المحاور التي تشغل بال المنظومة، على رأسها الطلب الواضح من إيران أن تكف عن تدخلاتها، والتي لا تتعامل مع المنطقة على ما تقتضيه الأعراف الدولية والقوانين من احترام الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. كما أردف الخطاب أن المنطقة لن تعرف الاستقرار، ما لم يتم الالتزام الكامل بكل تلك الأعراف والقوانين الدولية.

ومن طرف آخر، أشار الخطاب إلى الكارثة في سوريا، مشيداً بدور المملكة العربية السعودية في لم شمل المعارضة السورية، وحل القضية اليمنية، بالاعتماد على المرجعيات الثلاث الدولية والخليجية ونتاج الحوار اليمني.

الكلمة الموجزة للأمير أبرزت بوضوح هواجس المنطقة كلها، ومثلت الجميع، والتي تشارك الكويت دول المجلس فيها، كما تشير إلى خطر الإرهاب الذي «ما زال يهدد العالم»، إلا أن كلمة أمير الكويت لم تبتعد عن الإشارة إلى ما يجب أن يتم في ضوء الأزمة القائمة، وهو تفعيل النص في النظام الأساسي للمجلس القاضي بإيجاد «هيئة لفض المنازعات»؛ بل والذهاب إلى تشكيل لجنة لمراجعة وتعديل النظام الأساسي بذلك الاتجاه ليتواءم مع المستجدات.

لعل أعمال القمة في الكويت قد حركت الآمال، وسط ظروف استراتيجية وأمنية واقتصادية بالغة الصعوبة، إلى تنظيم أفضل لهذه المؤسسة الرائدة، التي تتفاعل معها شعوب الخليج بشكل إيجابي، ويعلق الجميع عليها الآمال، كما يركنون إلى حكمة متخذي القرار للخروج سريعاً من هذا النفق المظلم تجنباً للأسوأ.

آخر الكلام: الاتفاق الاستراتيجي بين المملكة العربية السعودية والإمارات الذي أعلن أخيراً، يتوج عدداً من الاتفاقات السابقة، وهذا يضيف إلى أعمال المجلس، حيث كانت المطالبات، بأن لا بأس بأن يسير المجلس بسرعتين، متى توافقت أطراف فيه على ذلك، والاقتصادان السعودي والإماراتي يشكلان معا 70 في المائة تقريباً من اقتصاد مجلس التعاون، فالاتفاقات تلك تضيف للمصالح المشتركة لكل أبناء مجلس التعاون.

 

هل خطوة ترمب ستدفع الفلسطينيين نحو السلام؟

إيلي ليك/الشرق الأوسط/09 كانون الأول/17

منذ نحو عام، عندما أعلن فريق العمل المؤقت المعاون لترمب للمرة الأولى عزمهم نقل السفارة الأميركية إلى القدس، ساورتني الشكوك إزاء ذلك. ومثلما الحال مع معظم المسؤولين داخل المؤسسة المعنية بالسياسة الخارجية، ناهيك بالحلفاء العرب والأوروبيين لأميركا، اعتقدت أن مثل هذه الخطوة تنطوي على مخاطرة بالغة.اليوم، ستجد هذه الحجة مطروحة بقوة؛ فكثيرون يدفعون بأن إسرائيل بحاجة إلى مساعدة الولايات المتحدة لها في تعزيز علاقاتها الناشئة مع دول عربية كانت عدواً لها ذات يوم، فلماذا إذن تقدم واشنطن اليوم على خلق توتر في هذه العلاقات باتخاذها هذه الخطوة؟

من جانبي، غيرت رأيي بهذا الخصوص لعدد من الأسباب؛ أولها أن هذه الأصوات ظهرت مباشرة في أعقاب إقدام الإدارة السابقة على اتخاذ سابقة والامتناع عن التصويت على قرار صادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ينص على أن القدس الشرقية بأكملها تشكل فعلياً أرضاً محتلة، الأمر الذي يعني أن أي نشاطات بناء إسرائيلية داخل المنطقة المتنازع حولها تعد خرقاً للقانون الدولي. وعليه، فإن هدية الوداع تلك التي قدمها باراك أوباما للفلسطينيين جعلت الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل أمراً أكثر إلحاحاً.

إلا أن ما دفعني نحو تغيير رأيي فعلياً ما حدث هذا الصيف: فتحت مجموعة من عرب إسرائيل النار قرب المسجد القائم أعلى جبل صهيون؛ المنطقة التي تحوي بقايا الجدار الخارجي للمعبد اليهودي الثاني في قاعدتها، والمسجد الأقصى في الجزء الأعلى منها. وانطلقت مجموعة من المسلحين قرب المسجد وفتحت النار على ضباط شرطة إسرائيليين من داخل الحرم المقدس.

أما ما تلا ذلك، فكان مأساوياً ومتناقضاً، ففي الوقت الذي أدان فيه الزعيم الفلسطيني محمود عباس الإرهابيين، فإن «حركة فتح» التي يتزعمها دعت إلى «أيام من الغضب». هل كان ذلك رداً على فتح مسلحين النار باتجاه المسجد الأقصى؟ لا، وإنما لأن السلطات الإسرائيلية سعت لوضع أجهزة كشف عن المعادن داخل حرم المسجد الأقصى في أعقاب حادث إطلاق النار المروع. وجاء ذلك في أعقاب عثور الشرطة الإسرائيلية على أسلحة مخزنة داخل المجمع الذي يضم المسجد.

وتتمثل السبيل التقليدية في النظر إلى هذه الأحداث في أنها دليل على حساسية قضية القدس وإمكانية اشتعالها في أي لحظة. وقد بدأ الفلسطينيون داخل غزة بالفعل «أياماً من الغضب» اعتراضاً على قرار ترمب. ووصفت منظمة التعاون الإسلامي خطة ترمب للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل بأنها «عدوان فاحش». كما حذرت وزارة الخارجية الأميركية من أن هذا الاعتراف سيثير موجة من أعمال العنف.

بيد أن الحياد الأميركي الرسمي إزاء القدس لم يمنع القيادات الفلسطينية من الاعتراض من قبل. في الواقع، لقد خلق هذا الحياد مخاطرة أخلاقية.

ودعونا ننظر إلى الظروف التي أدت إلى اشتعال «الانتفاضة الثانية» عام 2000. كان المبرر الرسمي زيارة أرييل شارون، قبل انتخابه رئيساً للوزراء، الحرم القدسي. إلا أن هذه لم تعد ذريعة. ومثلما وثقت «باليستنيان ميديا ووتش»، فإن ياسر عرفات، الزعيم الفلسطيني الراحل، كان قد أعد العدة للانتفاضة الثانية بالفعل، بعد انهيار الجولة الأولى من مفاوضات أوسلو تحت رعاية الرئيس بيل كلينتون، قبل زيارة شارون الحرم القدسي بأسابيع. ومن جهته، صرح وزير الإعلام السابق بالسلطة الفلسطينية، عماد فالوجي، بحديث غير معلن في ديسمبر (كانون الأول) 2000 بأن «أي شخص يظن أن الانتفاضة اشتعلت بسبب زيارة شارون المقيتة للمسجد الأقصى خاطئ؛ هذه كانت مجرد القشة التي قصمت ظهر الصبر الفلسطيني. أما الانتفاضة فكان مخططاً لها منذ عودة الرئيس من المحادثات الأخيرة في كامب ديفيد».

وماذا عن رد الفعل الأميركي حيال كل ذلك؟ خلال الأشهر الأخيرة لكلينتون في الرئاسة، تمثل الخطاب الأميركي الرسمي في ضرورة عمل الطرفين على تخفيف حدة التوترات بينهما، في خضم مساعي كلينتون الحثيثة لإعادة إطلاق مفاوضات السلام المنهارة.

وفي ظل خليفة كلينتون، جورج بوش الابن، ظل الوضع كما هو تقريباً. ولم يطرأ تغيير سوى عام 2002 عندما اكتشفت واشنطن شحنة أسلحة من إيران إلى السلطة الفلسطينية، ما دفع بوش لاتخاذ قرار بمقاطعة عرفات والدعوة لعقد انتخابات جديدة. بيد أن ذلك لم يمنع إدارة بوش من الاستمرار في العمل على دفع عجلة عملية السلام. في العام ذاته، أصبح بوش أول رئيس أميركي يدعو لقيام دولة فلسطينية مستقلة.

بيد أن ما سبق لا يعني أن الفلسطينيين ليست لديهم مظالم حقيقية؛ في الواقع، لديهم مظالم بالفعل، منها أنهم لا يزالون يعيشون قيد الاحتلال داخل الضفة الغربية والحصار في غزة. كما تحتجز إسرائيل الآلاف داخل سجون عسكرية حيث لا يحظون بمحاكمات عادلة. كما أن القيود المفروضة على الحركة ونقاط التفتيش تجعل الحياة اليومية عبئاً لا يحتمل. إلا أنه يوضح أن الحساسية الغربية إزاء القدس مكنت القيادات الفلسطينية من تلغيم القضية وتحويلها إلى سلاح. ويتعرض الفلسطينيون يومياً لدعايات مستمرة حول الأخطار التي تتهدد القدس. وحتى عباس، الذي أصدر تعليماته بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، ألقى خطابات حذر خلالها من خطط يهودية لتغيير هوية الأقصى والقدس. وفي تلك الأثناء، استمر القادة الغربيون في إطلاق الدعوات للجانبين للتفاوض.

وهنا تحديداً يكمن الخطر الحقيقي وراء التشبث بالحيادية في التعامل مع القدس: إنه يغذي وهماً فلسطينياً يقوم على أنه عبر التحلي بالصبر والغضب اللازمين، سيأتي يوم يجري فيه إجلاء اليهود عن عاصمتهم الأبدية. الحقيقة أن هذا لن يحدث. ومع ازدياد أعداد الدول العربية التي تعتمد على إسرائيل في الحرب الإقليمية ضد إيران ووكلائها، ستصبح هذه الحقيقة أكثر جلاءً أمام باقي المنطقة.

في عهد سلف ترمب، اعتاد مساعدو أوباما القول إنهم يتعاملون مع إسرائيل من مبدأ الحب القاسي، مؤكدين أن الصديق الحقيقي لن يسمح للإسرائيليين بالمضي في توسيع رقعة المستوطنات بينما هناك حاجة في نهاية الأمر لإقرار حل يقوم على الدولتين. في المقابل، يفعل ترمب شيئاً مشابهاً مع الفلسطينيين، فالصديق الحقيقي لن يسمح للقيادات الفلسطينية بالاستمرار في إطلاق وعود بتحرير مدينة تمثل عاصمة شريكهم في السلام. وعليه، فإن هذا الحديث المباشر من جانب الإدارة الأميركية ينبغي ألا يشكل نهاية محادثات السلام، وإنما بدايتها.

* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»

 

قتل صالح واتساع الصراع في اليمن

عدلي صادق/العرب/09 كانون الأول/17

مثلما هي كل رموز الأصوليات التي تتاجر بالدين وبشعارات الطنين، لكي تتمكن وتستقوي وتستبد بالناس، وتحتقر الشراكة وتختزن أحقادها؛ تبدّى الحوثي بوجهه البشع السافر، فقتل الرجل الذي أشعل أصابع يديه الاثنتين، لكي ينير له الطريق إلى صنعاء، ولنفسه الطريق إلى الحكم، وعرّض وجهه للنيران ونجا بأعجوبة في العام 2011. اليوم من شأن طبائع الأمور إطلاق عملية عسكرية ذات مضمون اجتماعي عشائري، للإجهاز على الحوثي وأتباعه، وإلحاق الهزيمة بالمشروع الإيراني في اليمن. فقد كان السبب الأول للتعثر الذي لوحظ منذ أن بدأت حملة “عاصفة الحزم” هو الشح اللازم للمعركة في العناصر البشرية، وتركيز الطرف الحوثي في دعايته، على ما يسميه فظاعات القصف الجوي بطائرات التحالف العربي.

في هذا السياق، تدرجت القوة العسكرية على الأرض، ببطء، لم تفرضه التضاريس الصعبة وحسب؛ وإنما فرضه كذلك استنكاف بعض القوى العشائرية الوازنة، عن الالتحاق بجيش الشرعية. وكان علي عبدالله صالح، أحد أسباب هذا الاستنكاف، وكان ذلك طبيعياً، من رجل حل في السلطة عام 1978 دون أن يكون تلقى تعليما عسكريا معتبرا، أو تعليما نظاميا قبلئذٍ، وكان دافعه للالتحاق بالجيش هو مغادرة مربع الفاقة وشظف العيش وشآلة البطن القبائلي، علما بأن الالتحاق نفسه لم يتح له إلا بتدخل من قبل الجزء الأقوى على سلم الوجاهة لقبيلة حاشد وبطونها، وهو “العصيمات” الذي أصعده إلى السلطة، بعد أن كان أدخله الجيش أصلا. بدأ طريقه في سلك العسكرية، مسكونا بفكرة المزاوجة بين الجيش والقبيلة، ووصل إلى السلطة بخيار الأخيرة وباركت المملكة العربية السعودية ذلك الخيار، وكشفت وثائق وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، أن الوكالة أيدت ذلك الخيار، لدواعٍ تتعلق بالأوضاع في جنوب اليمن، وحيثما كان الموالون للاتحاد السوفييتي يحكمون، وكانت الحرب الباردة لا تزال جارية. كانت الأحداث السابقة لصعوده إلى سُدة الحكم قد مهدت للصعود، وقيل إنه شارك بنفسه في التمهيد من خلال ضلوعه في عملية اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي. فالأخير بدأ مرحلة حكمه القصيرة (13 يونيو 1974 – 11 أكتوبر 1977) بعملية طموحة لبناء مؤسسات الدولة والشروع في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، مع النزوع إلى تحييد دور القبائل. وبالطبع لم يلقَ ذلك استحسان القبائل، التي جعلت قتله من فضائل الأعمال. فقد رجحت عندها اعتبارات قوتها، في مجتمع تتجاور فيه القبائل ولا تتداخل، كأنها كيانات متصالحة أو متنازعة. كانت القبيلة التي أصعدت صالح وأبقته طويلا في الحكم، قد اختارت طريق الدم الذي ظل يجري مسفوكا على صخرة العصيمات وأوهامها.

كان قد جلس على كرسي الرئاسة، بعد الحمدي، أحمد الغشمي، أحد ضباط انقلاب 1974 الذي أطاح بالقاضي المدني والرئيس عبدالرحمن الإرياني. ولأن الدم يجرّ الدم، تولى اليمنيون الجنوبيون قتل الغشمي بعد عام واحد من حُكمه، عندما تخلصوا من أحد رجالهم بإرساله مبعوثا إلى الغشمي يحمل دون أن يدري حقيبة مفخخة. وجاءت حسابات النفوذ في القبيلة والإقليم، أو في الجزيرة العربية تحديدا، بالضابط الذي تدرج في الرتبة العسكرية حتى أصبح عقيدا، علي عبدالله صالح، لكي يصبح رئيسا للجمهورية. هو الذي كان راعياً للأغنام فيما هو ينتظر بلوغ سن الالتحاق بالجيش. وفي حسابات القبيلة ومن ساندها، قيل إن صالح سيكون مديناً لقبيلة حاشد بفضلها الكبير عليه، ومطواعاً مع السعودية، ومتقبلاً للمرابطة على الخط الأمامي في مواجهة النظام الماركسي في اليمن الجنوبي.

لم تتردد السعودية في مَدِه بأسباب القوة، وإجزال الأعطيات، ورد هو إليها التحية بأحسن منها، فمنحها الاتفاق الذي تريده لترسيم الحدود، على النحو الذي يناقض تطلعات اليمنيين لا سيما في محافظة صعدة، إلى استعادة أراض شاسعة، اقتطعت من بلادهم بموجب اتفاقية عام 1934. لكنه في سياقه السلطوي، فعل الشيء الكثير، لكي يؤمن لنفسه اصطفافا يعلو به شأن سمحان أضعف بطون حاشد، ويعلو شأن العائلة أضعف بيوت سمحان، وتوالت عمليات الإقصاء والحروب الداخلية والاغتيالات. ولعب الرجل بكل الأحصنة المتاحة، على امتداد المسافة بين الشراذم اليسارية التي أعيتها صراعات السلطة في الجنوب، وشراذم تنظيم “القاعدة” في الفيافي اليمنية.

غير أن عدوا بعينه كان ذا منحى أيديولوجي وذا تقية تصبر طويلاً في كتم أحقادها. وكانت تلك مجموعة طموحة على ضآلتها العشائرية والبشرية. أحس صالح أنها استأنست بإيران وأن الأيديولوجيا عبأتها بعناصر القناعة بقدرتها على حسم معركة السلطة لصالحها، في بلد يقترب عدد سكانه من 27 مليونا حسب إحصاء 2015. فعندما تحسس مخاطر أصحاب ذلك المنحى، الموصول بإيران، على سلطته، لا سيما وأن سكان صعدة الزيديين مهيؤون للتماشي معهم، بسبب المظالم التي أوقعتها حكومة صالح بهم، تهميشا وحرمانا من التنمية، تم إرسال مقاتلي قبيلة حاشد إلى صعدة لمهاجمتهم في يونيو 2004 قبل أن يُمنى المقاتلون بهزيمة قُطع فيها رأس قائد القوة الحاشدية. آنذاك لم يتمهل صالح في الإعلان عن قتل مؤسس الجماعة حسين بدرالدين الحوثي، في سبتمبر من العام نفسه.

يبدو أن صالح، لم يكن على معرفة بطبائع البيئة الأيديولوجية، لكي يصبح على يقين بأن عبدالملك الصغير، الذي ورث زعامة أخيه حسين، خطيب المساجد، قد شَبّ على الفكر الإمامي الشيعي، بما فيه من موجبات التقية وترسيخ فكرة الثأر. كان عبدالملك الصغير، قد تحضّر لمعركته الكبرى وحدد أهدافها، وأجاد الخطابة تقليداً للغة الشيخ حسن نصرالله. وعبدالملك يحسب بالطريقتين، انتهازية القبيلة، ولؤم التُقية، بينما لا يملك صالح سوى أن يحسب بفنون الطريقة الأولى، وظنها براعة أن يخوض معركة العودة إلى السلطة مع طرف لن يصفو له. أخطأت حساباته وأتاح للحوثي إحكام قبضته على عاصمة بلاده، ثم صبر البارع على استقواء الصغير واحتقاره مع استمراره في استنفاد ما يتوفر عند صالح من أموال وسلاح.

وعندما بدأ الفصل الأخير، مع نفاد قدرة صالح على الاحتمال، تزامنا مع نفاد أمواله، حُكم عليه بالموت ثأرا قبل أن يُقتل. كان قد ألمح إلى نفاد المال في حديث نقلته التلفزة إذ قال ما معناه: يقولون إن ثروتي 60 ملياراً من الدولارات.. ها هي الصواريخ انعكاس الثروة.

تعمد الحوثي التعجيل بلحظة القتل، فزاد من جُرعات الإهانة والإقصاء والتعدي على مقدرات الناس. وبتكتيكات بارعة، ربما نصحه بها سليماني الإيراني؛ تعمد تفجير موقف صالح لكي يجاهر به فينشئ بنفسه أسباب قتله، ثم يجري الحديث عن مؤامرة.

غير أن الأيديولوجيا بتقيتها، وإرث القبيلة بانتهازيتها، لن تسعف عبدالملك الصغير، مثلما أسعفته في شطب صالح. لقد انفتح المشهد اليمني على آفاق أخرى أكبر من عبدالملك الصغير، ولا تزال حاضرة في المشهد، قبائل حاشد والمتعاطفون مع صالح، وهؤلاء جميعاً، معطوفون على الجحافل المضادة، على الطرف الآخر من الصراع.

 

القدس: دوافع قرار ترامب الأحادي وتبعاته

د. خطار أبودياب/العرب/09 كانون الأول/17

يعتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سيدخل التاريخ من بابه الواسع لأنه قام بتوقيع قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل والشعب اليهودي، وتباهى بذلك في تغريدة على تويتر أنه وفى بوعده بينما لم يفعل ذلك سواه من رؤساء الولايات المتحدة الأميركية. إنه “الدونالد” الذي يغرد خارج سربه ويقف وحيدا في وجه العالم ويضع هيبة ومصداقية واشنطن على المحك. ومن الواضح أن الدوافع الشخصية والمتصلة بالسياسة الداخلية أملت اتخاذ هذا القرار في هذا التوقيت من دون التمعن في التبعات وخاصة بالنسبة لعملية السلام المترنحة في الأساس، أو لجهة استفادة إيران من هذه “الهدية” في هذه اللحظة الإقليمية الحرجة، أو لانعكاس ذلك على حلفاء واشنطن والاستهتار بإمكانية اندلاع شرارة القدس في قلب الشرق الأوسط الملتهب. يكاد ينتهي العام الأول من عمر إدارة ترامب من دون إحراز أي انجاز كبير داخلياً وخارجيا باستثناء التوصل في الأسبوع الماضي إلى تعديل السياسة الضريبية وفق الخيارات الليبرالية للحزب الجمهوري. وفي هذا الوقت، يتعمق التعثر في السياسة الخارجية خاصة لجهة التراجع عن الالتزامات السابقة لواشنطن أو في مواجهة كوريا الشمالية. ويتأكد أن شبح مسألة التدخل الروسي المفترض في الانتخابات الرئاسية الأميركية (فضيحة روسيا غيت في الأفق) يقض مضاجع سيد البيت الأبيض بعد وصول الاتهام لمستشاره السابق لأمنه القومي مايكل فلين وما يقال عن صلة لصهره جاريد كوشنر، وتتردد شائعات في العاصمة الفيدرالية عن احتمال استخدام ترامب لسلاح “العفو الرئاسي” حسب تطورات الملف من أجل إنقاذ الولاية الرئاسية.

ولذا ليس من المستبعد أن يكون توقيت قرار الاعتراف مرتبطاً بتحركات المحقق روبرت مولر، وأراد من خلاله ترامب تدعيم وضعه الداخلي والقول أنه الوحيد الذي ينفذ وعوده الانتخابية والتوجه لاسترضاء وإرضاء قاعدته الانتخابية وفي المقام الأول منها المسيحيين الإنجيليين الذين لا يخفون استعجالهم تطبيق “الوعد الإلهي” بعودة السد المسيح، ويصل الأمر بثمانين بالمئة منهم (حسب استطلاع المركز الأميركي للحياة الدينية في 2014) للاعتقاد بأن إسرائيل “هدية من الرب للشعب اليهودي”، وأن ارتباط الولايات المتحدة يتوجب أن يكون عضوياً معها ويتصل بالهوية والانتماء.

ولا تسهل مهمة دونالد ترامب الأسطورة الدينية لوحدها ولا نفوذ لوبي “أيباك” ومجموعات الضغط فحسب، بل وجود نوع من الإجماع عند الحزبين الديمقراطي والجمهوري عندما يتعلق الأمر بإسرائيل التي يبقى التعامل معها كأنه شأن داخلي أميركي.

هكذا وبالرغم من معارضة وزيري الخارجية والدفاع (اللذان استندا إلى المحاذير التي منعت أسلافه من الإقدام على هذه الخطوة)، هناك شبهة في الهروب إلى الأمام في ملف شبهة التورط الروسي في تسهيل انتخابه، ومن أجل تعزيز وضع فريقه على أبواب الانتخابات الجزئية، ومن أجل القول أن إدارته منتجة وفعالة على عكس الواقع، وإعطاء الانطباع عن قدرته على كسر المحرمات من أجل دغدغة أحلام العظمة والنجاح كما سبق له ذلك في مجال الاستعراض والعقارات.

بيد أنه يتوجب التذكير والتركيز على أن القرار حول القدس لا يشكل استثناء حيث سبقته قرارات مماثلة في العزف المنفرد لترامب، وأبرزها التخلي عن اتفاقيات المناخ والتجارة حول المحيط الهادي، والانسحاب من اليونسكو والتشدد بشـأن الاتفـاق النووي مع إيران وداخل منظمة التجارة الدولية.

من خلال هذا النهج وبناء على خطابه الهجومي ضد الدبلوماسية المتعددة الأطراف أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، يتضح أن دونالد ترامب ينفذ انقلابا على “نظام العلاقات الدولية” الذي أرسته وقادته واشنطن منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ويعني ذلك أن الدبلوماسية بمعناها الواسع والقانون الدولي لا يعدان من مفردات السياسة الخارجية الترامبية. والأدهى أن القرار الأحادي حول القدس يمكن أن يصنف في نفس خانة وعد بلفور منذ قرن، خاصة بالنسبة لتداعياته التلقائية لناحية إعلاء البعد الديني في النزاعات وترك “صراع الآلهة” مهيمناً على منطقة منكوبة بنزاعاتها ومشتعلة بامتياز، إذ لا يمكن لأي مراقب إلا أن يستغرب أن يأتي هذا القرار بعد إنهاء وجود تنظيم داعش في معاقله الأساسية، وما يمكن لهذا الاعتراف فعله من منح مبررات لدعاة الفكر الجهادي وأرباب الإرهاب لتبرير أيديولوجيتهم.

ويصل الأمر إلى حد الاستهجان للامبالاة ترامب بقيمة القدس ومكانتها الرمزية وعدم سماعه نداء بابا الفاتيكان أو الاهتمام بمشاعر ملايين المسلمين حول العالم، بغض النظر عن التمييز بين المخزون الطائفي وتحكيم المنطق في مسعى لمقاربة تفصل بين الأسطوري والديني والمدني والقانون الدولي في هذه القضية الشائكة وشبه المستعصية على الحل. ويزداد الطين بلة مع تضمن قرار ترامب الأحادي توجه المؤسسات الأميركية لإنكار التزامات واشنطن الراعية لاتفاق أوسلو وأحكام القانون الدولي وعدم المبالاة بالآثار العملية على مجمل حلفاء واشنطن، ومنح المحور الإيـراني، كما بالنسبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقوى الإسلام السياسي، كل الأسلحة والذرائع في الترويج لخطاب يحبذ القطيعة، من دون تقديم أشياء ملموسة للشعب الفلسطيني. إزاء المشكلة المتعلقة بمدينة القدس وإشكالية قرار دونالد ترامب، يتصرف العالم تحت ضغط الحالة الطارئة بينما كان الجميع، من الصين إلى روسيا، إلى دول الاتحاد الأوروبي وكل الدول الإسلامية، يلاحظ أن عملية السلام في طور الاحتضار. وكأن هذه المجموعة الدولية أخذت تتقن التغطية على العجز بالبكاء على الأطلال ولوم الرئيس الأميركي دونالد ترامب من دون تحمل مسؤولياتها في ما يتعدى الأمكنة ورمزيتها، والاهتمام بالشعب الفلسطيني، ومستقبل العيش المشترك في الشرق الأوسط مسرح لعبة الأساطير ولعبة الأمم اللتان لا ترحمان.

 

قتل صالح واتساع الصراع في اليمن

عدلي صادق/العرب/09 كانون الأول/17

مثلما هي كل رموز الأصوليات التي تتاجر بالدين وبشعارات الطنين، لكي تتمكن وتستقوي وتستبد بالناس، وتحتقر الشراكة وتختزن أحقادها؛ تبدّى الحوثي بوجهه البشع السافر، فقتل الرجل الذي أشعل أصابع يديه الاثنتين، لكي ينير له الطريق إلى صنعاء، ولنفسه الطريق إلى الحكم، وعرّض وجهه للنيران ونجا بأعجوبة في العام 2011. اليوم من شأن طبائع الأمور إطلاق عملية عسكرية ذات مضمون اجتماعي عشائري، للإجهاز على الحوثي وأتباعه، وإلحاق الهزيمة بالمشروع الإيراني في اليمن. فقد كان السبب الأول للتعثر الذي لوحظ منذ أن بدأت حملة “عاصفة الحزم” هو الشح اللازم للمعركة في العناصر البشرية، وتركيز الطرف الحوثي في دعايته، على ما يسميه فظاعات القصف الجوي بطائرات التحالف العربي.

في هذا السياق، تدرجت القوة العسكرية على الأرض، ببطء، لم تفرضه التضاريس الصعبة وحسب؛ وإنما فرضه كذلك استنكاف بعض القوى العشائرية الوازنة، عن الالتحاق بجيش الشرعية. وكان علي عبدالله صالح، أحد أسباب هذا الاستنكاف، وكان ذلك طبيعياً، من رجل حل في السلطة عام 1978 دون أن يكون تلقى تعليما عسكريا معتبرا، أو تعليما نظاميا قبلئذٍ، وكان دافعه للالتحاق بالجيش هو مغادرة مربع الفاقة وشظف العيش وشآلة البطن القبائلي، علما بأن الالتحاق نفسه لم يتح له إلا بتدخل من قبل الجزء الأقوى على سلم الوجاهة لقبيلة حاشد وبطونها، وهو “العصيمات” الذي أصعده إلى السلطة، بعد أن كان أدخله الجيش أصلا. بدأ طريقه في سلك العسكرية، مسكونا بفكرة المزاوجة بين الجيش والقبيلة، ووصل إلى السلطة بخيار الأخيرة وباركت المملكة العربية السعودية ذلك الخيار، وكشفت وثائق وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، أن الوكالة أيدت ذلك الخيار، لدواعٍ تتعلق بالأوضاع في جنوب اليمن، وحيثما كان الموالون للاتحاد السوفييتي يحكمون، وكانت الحرب الباردة لا تزال جارية. كانت الأحداث السابقة لصعوده إلى سُدة الحكم قد مهدت للصعود، وقيل إنه شارك بنفسه في التمهيد من خلال ضلوعه في عملية اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي. فالأخير بدأ مرحلة حكمه القصيرة (13 يونيو 1974 – 11 أكتوبر 1977) بعملية طموحة لبناء مؤسسات الدولة والشروع في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، مع النزوع إلى تحييد دور القبائل. وبالطبع لم يلقَ ذلك استحسان القبائل، التي جعلت قتله من فضائل الأعمال. فقد رجحت عندها اعتبارات قوتها، في مجتمع تتجاور فيه القبائل ولا تتداخل، كأنها كيانات متصالحة أو متنازعة. كانت القبيلة التي أصعدت صالح وأبقته طويلا في الحكم، قد اختارت طريق الدم الذي ظل يجري مسفوكا على صخرة العصيمات وأوهامها.

كان قد جلس على كرسي الرئاسة، بعد الحمدي، أحمد الغشمي، أحد ضباط انقلاب 1974 الذي أطاح بالقاضي المدني والرئيس عبدالرحمن الإرياني. ولأن الدم يجرّ الدم، تولى اليمنيون الجنوبيون قتل الغشمي بعد عام واحد من حُكمه، عندما تخلصوا من أحد رجالهم بإرساله مبعوثا إلى الغشمي يحمل دون أن يدري حقيبة مفخخة. وجاءت حسابات النفوذ في القبيلة والإقليم، أو في الجزيرة العربية تحديدا، بالضابط الذي تدرج في الرتبة العسكرية حتى أصبح عقيدا، علي عبدالله صالح، لكي يصبح رئيسا للجمهورية. هو الذي كان راعياً للأغنام فيما هو ينتظر بلوغ سن الالتحاق بالجيش. وفي حسابات القبيلة ومن ساندها، قيل إن صالح سيكون مديناً لقبيلة حاشد بفضلها الكبير عليه، ومطواعاً مع السعودية، ومتقبلاً للمرابطة على الخط الأمامي في مواجهة النظام الماركسي في اليمن الجنوبي.

لم تتردد السعودية في مَدِه بأسباب القوة، وإجزال الأعطيات، ورد هو إليها التحية بأحسن منها، فمنحها الاتفاق الذي تريده لترسيم الحدود، على النحو الذي يناقض تطلعات اليمنيين لا سيما في محافظة صعدة، إلى استعادة أراض شاسعة، اقتطعت من بلادهم بموجب اتفاقية عام 1934. لكنه في سياقه السلطوي، فعل الشيء الكثير، لكي يؤمن لنفسه اصطفافا يعلو به شأن سمحان أضعف بطون حاشد، ويعلو شأن العائلة أضعف بيوت سمحان، وتوالت عمليات الإقصاء والحروب الداخلية والاغتيالات. ولعب الرجل بكل الأحصنة المتاحة، على امتداد المسافة بين الشراذم اليسارية التي أعيتها صراعات السلطة في الجنوب، وشراذم تنظيم “القاعدة” في الفيافي اليمنية.

غير أن عدوا بعينه كان ذا منحى أيديولوجي وذا تقية تصبر طويلاً في كتم أحقادها. وكانت تلك مجموعة طموحة على ضآلتها العشائرية والبشرية. أحس صالح أنها استأنست بإيران وأن الأيديولوجيا عبأتها بعناصر القناعة بقدرتها على حسم معركة السلطة لصالحها، في بلد يقترب عدد سكانه من 27 مليونا حسب إحصاء 2015. فعندما تحسس مخاطر أصحاب ذلك المنحى، الموصول بإيران، على سلطته، لا سيما وأن سكان صعدة الزيديين مهيؤون للتماشي معهم، بسبب المظالم التي أوقعتها حكومة صالح بهم، تهميشا وحرمانا من التنمية، تم إرسال مقاتلي قبيلة حاشد إلى صعدة لمهاجمتهم في يونيو 2004 قبل أن يُمنى المقاتلون بهزيمة قُطع فيها رأس قائد القوة الحاشدية. آنذاك لم يتمهل صالح في الإعلان عن قتل مؤسس الجماعة حسين بدرالدين الحوثي، في سبتمبر من العام نفسه.

يبدو أن صالح، لم يكن على معرفة بطبائع البيئة الأيديولوجية، لكي يصبح على يقين بأن عبدالملك الصغير، الذي ورث زعامة أخيه حسين، خطيب المساجد، قد شَبّ على الفكر الإمامي الشيعي، بما فيه من موجبات التقية وترسيخ فكرة الثأر. كان عبدالملك الصغير، قد تحضّر لمعركته الكبرى وحدد أهدافها، وأجاد الخطابة تقليداً للغة الشيخ حسن نصرالله. وعبدالملك يحسب بالطريقتين، انتهازية القبيلة، ولؤم التُقية، بينما لا يملك صالح سوى أن يحسب بفنون الطريقة الأولى، وظنها براعة أن يخوض معركة العودة إلى السلطة مع طرف لن يصفو له. أخطأت حساباته وأتاح للحوثي إحكام قبضته على عاصمة بلاده، ثم صبر البارع على استقواء الصغير واحتقاره مع استمراره في استنفاد ما يتوفر عند صالح من أموال وسلاح. وعندما بدأ الفصل الأخير، مع نفاد قدرة صالح على الاحتمال، تزامنا مع نفاد أمواله، حُكم عليه بالموت ثأرا قبل أن يُقتل. كان قد ألمح إلى نفاد المال في حديث نقلته التلفزة إذ قال ما معناه: يقولون إن ثروتي 60 ملياراً من الدولارات.. ها هي الصواريخ انعكاس الثروة. تعمد الحوثي التعجيل بلحظة القتل، فزاد من جُرعات الإهانة والإقصاء والتعدي على مقدرات الناس. وبتكتيكات بارعة، ربما نصحه بها سليماني الإيراني؛ تعمد تفجير موقف صالح لكي يجاهر به فينشئ بنفسه أسباب قتله، ثم يجري الحديث عن مؤامرة.

غير أن الأيديولوجيا بتقيتها، وإرث القبيلة بانتهازيتها، لن تسعف عبدالملك الصغير، مثلما أسعفته في شطب صالح. لقد انفتح المشهد اليمني على آفاق أخرى أكبر من عبدالملك الصغير، ولا تزال حاضرة في المشهد، قبائل حاشد والمتعاطفون مع صالح، وهؤلاء جميعاً، معطوفون على الجحافل المضادة، على الطرف الآخر من الصراع.

 

القدس: دوافع قرار ترامب الأحادي وتبعاته

د. خطار أبودياب/العرب/09 كانون الأول/17

يعتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سيدخل التاريخ من بابه الواسع لأنه قام بتوقيع قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل والشعب اليهودي، وتباهى بذلك في تغريدة على تويتر أنه وفى بوعده بينما لم يفعل ذلك سواه من رؤساء الولايات المتحدة الأميركية. إنه “الدونالد” الذي يغرد خارج سربه ويقف وحيدا في وجه العالم ويضع هيبة ومصداقية واشنطن على المحك. ومن الواضح أن الدوافع الشخصية والمتصلة بالسياسة الداخلية أملت اتخاذ هذا القرار في هذا التوقيت من دون التمعن في التبعات وخاصة بالنسبة لعملية السلام المترنحة في الأساس، أو لجهة استفادة إيران من هذه “الهدية” في هذه اللحظة الإقليمية الحرجة، أو لانعكاس ذلك على حلفاء واشنطن والاستهتار بإمكانية اندلاع شرارة القدس في قلب الشرق الأوسط الملتهب. يكاد ينتهي العام الأول من عمر إدارة ترامب من دون إحراز أي انجاز كبير داخلياً وخارجيا باستثناء التوصل في الأسبوع الماضي إلى تعديل السياسة الضريبية وفق الخيارات الليبرالية للحزب الجمهوري. وفي هذا الوقت، يتعمق التعثر في السياسة الخارجية خاصة لجهة التراجع عن الالتزامات السابقة لواشنطن أو في مواجهة كوريا الشمالية. ويتأكد أن شبح مسألة التدخل الروسي المفترض في الانتخابات الرئاسية الأميركية (فضيحة روسيا غيت في الأفق) يقض مضاجع سيد البيت الأبيض بعد وصول الاتهام لمستشاره السابق لأمنه القومي مايكل فلين وما يقال عن صلة لصهره جاريد كوشنر، وتتردد شائعات في العاصمة الفيدرالية عن احتمال استخدام ترامب لسلاح “العفو الرئاسي” حسب تطورات الملف من أجل إنقاذ الولاية الرئاسية.

ولذا ليس من المستبعد أن يكون توقيت قرار الاعتراف مرتبطاً بتحركات المحقق روبرت مولر، وأراد من خلاله ترامب تدعيم وضعه الداخلي والقول أنه الوحيد الذي ينفذ وعوده الانتخابية والتوجه لاسترضاء وإرضاء قاعدته الانتخابية وفي المقام الأول منها المسيحيين الإنجيليين الذين لا يخفون استعجالهم تطبيق “الوعد الإلهي” بعودة السد المسيح، ويصل الأمر بثمانين بالمئة منهم (حسب استطلاع المركز الأميركي للحياة الدينية في 2014) للاعتقاد بأن إسرائيل “هدية من الرب للشعب اليهودي”، وأن ارتباط الولايات المتحدة يتوجب أن يكون عضوياً معها ويتصل بالهوية والانتماء. ولا تسهل مهمة دونالد ترامب الأسطورة الدينية لوحدها ولا نفوذ لوبي “أيباك” ومجموعات الضغط فحسب، بل وجود نوع من الإجماع عند الحزبين الديمقراطي والجمهوري عندما يتعلق الأمر بإسرائيل التي يبقى التعامل معها كأنه شأن داخلي أميركي. هكذا وبالرغم من معارضة وزيري الخارجية والدفاع (اللذان استندا إلى المحاذير التي منعت أسلافه من الإقدام على هذه الخطوة)، هناك شبهة في الهروب إلى الأمام في ملف شبهة التورط الروسي في تسهيل انتخابه، ومن أجل تعزيز وضع فريقه على أبواب الانتخابات الجزئية، ومن أجل القول أن إدارته منتجة وفعالة على عكس الواقع، وإعطاء الانطباع عن قدرته على كسر المحرمات من أجل دغدغة أحلام العظمة والنجاح كما سبق له ذلك في مجال الاستعراض والعقارات.

بيد أنه يتوجب التذكير والتركيز على أن القرار حول القدس لا يشكل استثناء حيث سبقته قرارات مماثلة في العزف المنفرد لترامب، وأبرزها التخلي عن اتفاقيات المناخ والتجارة حول المحيط الهادي، والانسحاب من اليونسكو والتشدد بشـأن الاتفـاق النووي مع إيران وداخل منظمة التجارة الدولية.

من خلال هذا النهج وبناء على خطابه الهجومي ضد الدبلوماسية المتعددة الأطراف أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، يتضح أن دونالد ترامب ينفذ انقلابا على “نظام العلاقات الدولية” الذي أرسته وقادته واشنطن منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ويعني ذلك أن الدبلوماسية بمعناها الواسع والقانون الدولي لا يعدان من مفردات السياسة الخارجية الترامبية.

والأدهى أن القرار الأحادي حول القدس يمكن أن يصنف في نفس خانة وعد بلفور منذ قرن، خاصة بالنسبة لتداعياته التلقائية لناحية إعلاء البعد الديني في النزاعات وترك “صراع الآلهة” مهيمناً على منطقة منكوبة بنزاعاتها ومشتعلة بامتياز، إذ لا يمكن لأي مراقب إلا أن يستغرب أن يأتي هذا القرار بعد إنهاء وجود تنظيم داعش في معاقله الأساسية، وما يمكن لهذا الاعتراف فعله من منح مبررات لدعاة الفكر الجهادي وأرباب الإرهاب لتبرير أيديولوجيتهم.

ويصل الأمر إلى حد الاستهجان للامبالاة ترامب بقيمة القدس ومكانتها الرمزية وعدم سماعه نداء بابا الفاتيكان أو الاهتمام بمشاعر ملايين المسلمين حول العالم، بغض النظر عن التمييز بين المخزون الطائفي وتحكيم المنطق في مسعى لمقاربة تفصل بين الأسطوري والديني والمدني والقانون الدولي في هذه القضية الشائكة وشبه المستعصية على الحل. ويزداد الطين بلة مع تضمن قرار ترامب الأحادي توجه المؤسسات الأميركية لإنكار التزامات واشنطن الراعية لاتفاق أوسلو وأحكام القانون الدولي وعدم المبالاة بالآثار العملية على مجمل حلفاء واشنطن، ومنح المحور الإيـراني، كما بالنسبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقوى الإسلام السياسي، كل الأسلحة والذرائع في الترويج لخطاب يحبذ القطيعة، من دون تقديم أشياء ملموسة للشعب الفلسطيني. إزاء المشكلة المتعلقة بمدينة القدس وإشكالية قرار دونالد ترامب، يتصرف العالم تحت ضغط الحالة الطارئة بينما كان الجميع، من الصين إلى روسيا، إلى دول الاتحاد الأوروبي وكل الدول الإسلامية، يلاحظ أن عملية السلام في طور الاحتضار. وكأن هذه المجموعة الدولية أخذت تتقن التغطية على العجز بالبكاء على الأطلال ولوم الرئيس الأميركي دونالد ترامب من دون تحمل مسؤولياتها في ما يتعدى الأمكنة ورمزيتها، والاهتمام بالشعب الفلسطيني، ومستقبل العيش المشترك في الشرق الأوسط مسرح لعبة الأساطير ولعبة الأمم اللتان لا ترحمان.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية واللبنانية الاولى اضاءا مغارة وشجرة الميلاد عون: ونحن نفرح بالميلاد اليوم نشعر بالمرارة على الاماكن المقدسة التي تدنس

الجمعة 08 كانون الأول 2017 / وطنية - اضاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون واللبنانية الاولى ناديا الشامي عون شجرة ومغارة الميلاد اللتين وضعتا في البهو الرئيسي للقصر الجمهوري، إضافة الى الزينة الضوئية التي ازدانت بها مداخل القصر وحدائقه، وذلك في احتفال اقيم عند الخامسة والنصف من مساء اليوم، حضره افراد عائلة رئيس الجمهورية وموظفو المديرية العامة لرئاسة الجمهورية وضباط من لواء الحرس الجمهوري وممثلو وسائل الاعلام التي نقلت وقائع الاحتفال مباشرة. وكان للرئيس عون كلمة في المناسبة قال فيها:" اليوم ونحن نضيء المغارة وشجرة الميلاد اللتين نحتفل بهما في كل عام، ترحل افكارنا الى القدس والى كنيسة المهد وبيت لحم، الى كنيسة القيامة والمسجد الاقصى، الى فلسطين والمدن الفلسطينية التي يسقط اليوم فيها الجرحى والشهداء. ونحن نفرح بالميلاد اليوم نشعر بالمرارة على الاماكن المقدسة التي تدنس". ثم أنشدت جوقة اطفال تابعة للمدرسة الموسيقية الانطونية في الجامعة الانطونية ترانيم ميلادية بلغات متعددة بقيادة نيللي معتوق وانغام عازف البيانو مارك كرم . والتقطت بعدها الصور التذكارية للرئيس عون واللبنانية الاولى مع افراد العائلة والجوقة الموسيقية، قبل انضمام الحضور الى حفل كوكتيل اقيم للمناسبة.

 

عون تلقى دعوة من نظيره التركي للمشاركة في القمة الاسلامية الطارئة واستقبل مقصود وهنأه بفوزه اردوغان: مشاركة عون ستساهم في تعزيز قضية القدس

الجمعة 08 كانون الأول 2017 /وطنية - تلقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، دعوة من نظيره رجب طيب اردوغان بصفته رئيسا لمنظمة التعاون الاسلامي، لحضور "القمة الاسلامية الطارئة التي ستعقد في اسطنبول يوم الاربعاء المقبل، للبحث في الاجراءات الواجب اتخاذها، للحفاظ على قدسية مدينة القدس والحرم القدسي الشريف وعلى وضعها التاريخي، وللتعبير عن الدعم لاهالي القدس". ووردت دعوة الرئيس اردوغان في رسالة خطية وجهها الى الرئيس عون غداة اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، معتبرا ان "مشاركة الرئيس عون في القمة الاسلامية سيساهم في تعزيز قضية القدس". واشار اردوغان في رسالته الى ان "الموقف الاميركي حول القدس، يتعارض مع القانون الدولي وقرارات الامم المتحدة، وفي مقدمتها قرار مجلس الامن الدولي رقم 478، وما ورد في هذا التصريح في ما يتعلق بوضع القدس، باطل دون ادنى شك ومرفوض برمته من قبل الامة الاسلامية. ولقد اكدت منظمة التعاون الاسلامي، مرارا وتكرارا، عبر القرارات التي اتخذتها والبيانات التي أصدرتها منذ نشأتها، على عدم قانونية اي خطوة تهدف الى تغيير وضع مدينة القدس، ورفضها لها رفضا تاما. والانهاء الفوري للاحتلال الاسرائيلي للقدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة، يعتبر ضرورة تاريخية ووجدانية وانسانية في نفس الوقت. فلا يمكن تحقيق السلام في المنطقة الا عبر اقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة، وتتمتع بالاستمرارية الجغرافية ضمن حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وهو ما توافق حوله المجتمع الدولي ونصت عليه قرارات الامم المتحدة". واشار الى ان "القمة سوف تعمل للوصول الى موقف مشترك حيال القرار الاميركي، الذي لن يؤدي الا الى نشوء الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة، ونسف اجواء السلام فيها بشكل خطير، وان نعلن بكل وضوح عن عدم قبولنا بأي مبادرة ترمي الى تغيير وضع مدينة القدس. وبصفتي رئيس القمة الحالية لمنظمة التعاون الاسلامي، فقد قمت شخصيا بدعوة العالم بأسره الى رفض واستنكار هذا التصريح اللاقانوني".

خوري

الى ذلك، شهد قصر بعبدا قبل ظهر اليوم، سلسلة لقاءات تناولت مواضيع سياسية ودبلوماسية وابداعية.

سياسيا، استقبل الرئيس عون النائب الدكتور وليد خوري، واجرى معه جولة افق تناولت التطورات السياسية الراهنة في ضوء المستجدات الاخيرة، كما تناول البحث حاجات منطقة جبيل والمشاريع التي يتم تنفيذها في القضاء.

مجلس الكتاب العدل

والتقى الرئيس عون، وفد مجلس الكتاب العدل في لبنان برئاسة جوزف حسيب بشارة، الذي شكر الرئيس عون على "الاهتمام الذي ابداه لمطالب الكتاب العدل في لبنان"، مشيرا الى ان "المجلس انتخب في 8 تشرين الثاني الماضي في انتخابات نموذجية وديموقراطية وروح رياضية". وتناول "طبيعة عمل الكتاب العدل المنتشرين في كل المناطق اللبنانية والذين بلغ عددهم 220 كاتب عدل"، عارضا لعدد من مطالبهم.

واشار بشارة الى ان "الاتحاد الدولي للكتاب العدل سوف يعقد مؤتمره السنوي في بيروت خلال شهر كانون الثاني المقبل، وان المجلس اللبناني بات عضوا في الهيئة الفرانكوفونية لكتاب العدل". ونوه ب"الدور الذي لعبه وزير العدل سليم جريصاتي في تعزيز وضع الكتاب العدل وتحقيق مطالبهم".

رئيس الجمهورية

وهنأ الرئيس عون المجلس الجديد للكتاب العدل في لبنان، متمنيا لرئيسه واعضائه التوفيق في مهامهم، لافتا الى "المسؤولية التي ينتهجها كاتب العدل خلال ادائه عمله ودوره الى جانب القضاء"، مشددا على "اعتماد الشفافية والمناقبية العالية التي تكسب عمل الكاتب العدل قيمة مضافة لجهة المحافظة على حقوق المواطنين ومصالحهم وممتلكاتهم".

يحيى

واستقبل الرئيس عون السفير اللبناني المعين في اليابان نضال يحيى وزوده بتوجيهاته لمناسبة مغادرته الى مركز عمله.

المخترع فؤاد مقصود

وزار قصر بعبدا ايضا المخترع اللبناني المهندس فؤاد مقصود، الذي فاز بلقب "افضل مخترع عربي" في برنامج "علوم النجوم"، حاصدا اعلى درجة من لجنة التحكيم واعلى نسبة في تصويت المشاهدين في العالم العربي.

وشرح المهندس مقصود للرئيس عون تفاصيل اختراعه، وهو عبارة عن "آلة تعمل على جعل الملابس مضادة للمياه والبكتيريا من الخارج، اما من الداخل فتعمل على ضخ الدواء لجسم المريض لمعالجة ثلاث مشاكل صحية هي: الحروق البالغة من الدرجة الثالثة وتقرحات مرضى السكري والتشنجات العضلية".

وقد اهدى المهندس مقصود اختراعه للرئيس عون، شاكرا الدعم الذي قدمه له خلال المسابقة.

رئيس الجمهورية

وهنأ الرئيس عون المهندس مقصود على الانجاز الذي حققه، مشيرا الى ان "قدرة اللبنانيين على الابداع والتميز وعلى الطاقات التي يجب ان تتضافر في سبيل تعزيز وتحسين الاوضاع في لبنان على المستويات كافة". وقال: "انه انجاز شخصي بموارد محدودة تحقَّق نتيجة الارادة والعمل وان شاء الله تحقق المزيد من الانجازات فترفع اسم لبنان عاليا".

وبعد اللقاء قال المهندس مقصود: "زيارتي هي لشكر فخامة الرئيس وكل لبناني على الدعم الذي تلقيته. ومنذ اليوم الاول، تبنى القصر الجمهوري افكاري واعتبرني بمثابة ابنه، ووضعنا استراتيجية تهدف الى فوز لبنان بالمسابقة، ودفع اللبنانيين الى التضامن من خلال هذا الهدف لتحدي دول اكبر منا. لقد حققنا الفوز الصعب من خلال كل لبناني آمن بلبنان وبالقدرة على الوصول الى العالمية من هذا البلد الصغير بفضل قدرات ابنائه".

 

الحريري من باريس: قرار ترامب استفزازي والنأي بالنفس يحافظ على وحدتنا واحترام الإجماع العربي

الجمعة 08 كانون الأول 2017 /وطنية - ألقى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري كلمة أمام المؤتمر الوزاري لمجموعة الدعم الدولية، الذي عقد اليوم في مقر وزارة الشؤون الأوروبية والخارجية الفرنسية في باريس، برئاسة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في ما يلي نصها: "أشكر فخامة رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون على عقد هذا الاجتماع الهام لمجموعة الدعم الدولية ولكل الموجودين هنا. إن فخامته يواصل التأكيد على صداقته وتعلقه بلبنان وانا، مرة جديدة، ممتن له شخصيا على ذلك. لقد عبر لبنان للتو أزمة كان من شأنها أن ترتد على استقراره السياسي والاقتصادي والأمني. وقد تخطاها بفضل أصدقائه الموجود الكثير منهم هنا، وبفضل إرادة شعبه وممثليه لعدم الوقوع فيها. وبالفعل، لقد سمحت هذه الأزمة بتأكيد تعلق كل المجتمع الدولي باستقرار لبنان. كما سمحت بقياس إرادة جميع اللبنانيين حماية بلدهم من النار الإقليمية التي تحيط بهم. وبالفعل أيضا، قامت جميع التشكيلات السياسية اللبنانية لتوها بإعادة تأكيد التزامها احترام مبدأ النأي بالنفس عن النزاعات الإقليمية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية. وعلى أساس هذا الالتزام، قررت سحب عرضي الاستقالة وعلى حكومتي الآن أن تكرس نفسها لمهمة الحفاظ على أفضل العلاقات مع الدول العربية ومع المجتمع الدولي على أساس احترام قرارات مجلس الأمن وبخاصة القرار 1701 الذي يساهم بضمان الاستقرار والأمن على حدودنا الجنوبية منذ 11 عاما. كما أن على حكومتي أن تستأنف برنامجها للاستقرار والأمن الداخلي في لبنان وللاستجابة لحاجات مواطنينا الأساسية، وفي الوقت نفسه مواجهة التحديات التي تفرضها أزمة النازحين السوريين على أراضينا. وعليها أيضا مواصلة الإصلاحات التي بدأناها وعقد الانتخابات النيابية المحدد موعدها في أيار المقبل.

إن استقرار لبنان قد يبدو بمثابة معجزة صغيرة نظرا للنزاعات العديدة التي تقوض استقرار المنطقة. وهو استقرار نحافظ عليه بالتضحيات والحوار والتسوية. إن تضحيات الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية سمحت باحتواء التهديد الإرهابي وإبعاده عن حدودنا. والقدرة على الحوار والتسوية تسمح بالحفاظ على السلم الأهلي في إطار احترام الدستور واتفاق الطائف. وإرادة جميع اللبنانيين هي بحماية ديمقراطيتنا وتعايشنا في منطقة يلتهمها التطرف والإقصاء. بهذا المعنى، إن لبنان نموذج لكل المنطقة، وإذا سمحتم التعبير، للعالم. إنني التزم شخصيا بمتابعة عملنا لتدعيم مؤسسات الدولة وللإصلاح الاقتصادي والتشريعي الذي يدعم دولة القانون ويضمن مزيدا من الشفافية ومكافحة أفضل للفساد. إن مصرف لبنان والقطاع المصرفي اللبناني برمته يواصل ضمان الامتثال الكامل للقوانين والقواعد الدولية ولأفضل الممارسات المصرفية. وهذا أمر مهم لأن استقرار قطاعنا المصرفي هو شرط لا بديل عنه لاستقرار لبنان واقتصاده. إن سياسة النأي بالنفس التي أعادت حكومتي التأكيد عليها، وتبنتها كل مكوناتها السياسية، ستسمح لنا بالحفاظ على وحدتنا الوطنية في إطار احترام الإجماع العربي. لكن استقرار لبنان يمر حتما بقدرته على مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية الناجمة بشكل رئيس عن الأزمة السورية. إنني على ثقة أنكم جميعا واعون أن لبنان يوفر خدمة عامة للعالم اجمع باستقباله أكثر من 1,5 مليون نازح سوري على أراضينا. كما أننا نعي جميعا أيضا أن هذه الأزمة لن تنتهي إلا بحل سياسي يضمن عودة النازحين بكرامة وأمان. وفي الانتظار، ولاستيعاب هذه الصدمة، علينا الانخراط في خطة إعادة تأهيل البنى التحتية والنهوض باقتصادنا. وهذه الخطة لن تتحقق من دون دعمكم ودعم جميع أصدقاء لبنان. إننا نأمل أن هذا الدعم سيترجم بعقد المؤتمرات الموعودة للاستثمار في لبنان ولتدعيم جيشه وقواه الأمنية ولحل أزمة اللاجئين. اسمحوا لي أن أعبر عن امتناني للدور الإيجابي الذي تلعبه مجموعتكم والذي يلعبه كل منكم بمفرده لصالح لبنان. وآمل أن تبقى مجموعتكم منتدى يسمع فيه صوتنا ويعبر عن دعمكم السياسي لاستقرارنا. هذا امر يصبح أكثر إلحاحا بعد القرار الأميركي غير الموفق والاستفزازي بالاعتراف بالقدس كعاصمة للدولة الإسرائيلية. وهو قرار سيزيد عملية السلام تعقيدا ويضع تحديا إضافيا للاستقرار في المنطقة برمتها. باسم جميع اللبنانيين، لا يسعني إلا أن أكرر رفضنا لهذا القرار وتمسكنا بالمبادرة العربية لحل على أساس الدولتين لتكون القدس عاصمة فلسطين".

 

الحريري في مؤتمر صحافي مع وزير خارجية فرنسا ومحمد: أي خرق لقرار النأي بالنفس يضعنا في دائرة الخطر لو دريان: الأسرة الدولية متوحدة حول سيادة لبنان

الجمعة 08 كانون الأول 2017 /وطنية - عقد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ووزير الخارجية الفرنسية جان ايف لو دريان ونائبة الامين العام للامم أنيسة محمد، مؤتمرا صحافيا مشتركا، في ختام اعمال مؤتمر الدول الداعمة للبنان الذي انعقد في باريس اليوم.

استهل الوزير الفرنسي المؤتمر الصحافي بالقول: "لقد رغب الرئيس امانويل ماكرون في عقد اجتماع لمجموعة الدعم من اجل لبنان اليوم هنا في باريس، بعد سلسلة من الخطوات التي عملت عليها فرنسا كثيرا لتلافي ازمة خطيرة، ونحن مسرورون بوجود رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري هنا، بعد أسبوعين من الزيارة التي قام بها إلى باريس بدعوة من الرئيس الفرنسي سابقا، وبعد بضعة أيام من تأكيده على تراجعه عن الاستقالة. كما كنت سعيدا باستقبال نظيري اللبناني جبران باسيل الذي أود أن أحييه وأحيي الجهد الكبير الذي بذلته الأمم المتحدة. وأشكر بالمناسبة السيدة نائبة الأمين العام للأمم المتحدة على وجودها والتزامها".

أضاف: "في نهاية هذا اللقاء، أود أن ألخصه بكلمات ثلاث: الوحدة قبل كل شيء. إن الشركاء في المجموعة الدولية لدعم لبنان ذكروا اليوم بحرصهم الكامل وبالإجماع على سيادة لبنان ونظامه القائم على التعددية واحترام التنوع الديني. وثانيا، العزم السياسي، ونحن التزمنا بدعم لبنان والجيش والقوى الأمنية اللبنانية في مواجهة المجموعات الإرهابية، وندعو مختلف الأحزاب اللبنانية ألا تنزلق أو تشارك في النزاعات الخارجية وألا تجلب الى بلدها التوترات الإقليمية، وهذا ما نسميه النأي بالنفس".

وتابع: "أذكر بالمساهمة الأساسية لقوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان اليونيفيل، في إرساء الاستقرار في الجنوب. إذا الوحدة والتصميم ثم تجنيد القوى. هذا الاجتماع سمح بإطلاق مبادرة جديدة للبنان، وأقصد تحديدا، المؤتمرين لدعم لبنان اللذين أعرب الرئيس الفرنسي عن أمله بعقدهما، وذلك خلال زيارة الرئيس (ميشال) عون إلى باريس: المؤتمر الاول مخصص لدعم الاستثمار في لبنان والذي توليه المانيا دعمها الكبير القيم وسيعقد في باريس في آذار المقبل، وسيسمى مؤتمر باريس 4، وهو يأتي بعد اجتماعات سابقة تعنى بدعم الاستثمار في لبنان. والمؤتمر الثاني سيخصص لدعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية مع المبادرة الإيطالية التي أحييها وأدعمها، وبدعم من الأمم المتحدة".

وأردف: "أخيرا سوف يكون هناك مؤتمر ينظم في بروكسل للاستجابة للاحتياجات الإنسانية ومساعدة لبنان على تحمل العبء الذي يمثله ملايين اللاجئين على أراضيه. وأود هنا أن أحيي العمل الذي تقوم به ممثلة الاتحاد الأوروبي في هذا السياق. هناك تماسك واتفاق في ما يتعلق بالثقة التي عبرنا عنها جميعا تجاه لبنان. هذا البلد بحاجة إلى مؤسسات متينة لمواجهة التحديات التي ذكرتها للتو، واجتماع اليوم سيقدم مساهمة قيمة على ما أعتقد لمواجهة هذه التحديات. هذا ما أقوله حول الاجتماع الذي دار في جو إيجابي للغاية".

الرئيس الحريري

ثم قال الرئيس الحريري: "أتوجه بالشكر للرئيس ماكرون ولفرنسا على عقد هذا المؤتمر. هذا الاجتماع شهد إجماعا على استقرار لبنان، والجميع ينتظر أن يطبق قرار الحكومة النأي بالنفس من قبل كل المكونات السياسية. وأنا أرى أن كل الأفرقاء السياسيين، من خلال وجودي في الحكومة، يريدون تطبيق هذا القرار. كما تحدثنا عن الاستقرار الاقتصادي والأمني وعن خارطة طريق للتوصل إلى هذا الهدف. هناك مؤتمر سيعقد في روما لمساعدة الجيش وكل القوى الأمنية، وهناك مؤتمر اقتصادي للاستثمار بكل البنى التحية، وسيعقد في باريس وسيكون مهما للاقتصاد اللبناني".

أضاف: "نحن ملتزمون بإجراء الانتخابات في وقتها المحدد كما نص عليه القانون، وهناك برامج للاصلاحات علينا القيام بها في لبنان لكي نحسن اقتصادنا خاصة في ما يتعلق بالقطاع الخاص، لأنه في مؤتمر باريس سيكون للقطاع الخاص جزء كبير من تنفيذ هذا البرنامج".

وتابع: "الأزمة الكبيرة التي نعاني منها في لبنان هي أزمة النازحين، ولبنان يدفع ثمنا كبيرا جدا نيابة عن العالم. فالنازحون يدخلون إلى لبنان، ونحن كدولة اتخذنا موقفا واضحا وصريحا بالنسبة لهؤلاء، والحل الوحيد بالنسبة لنا هو أن يعود هؤلاء النازحون إلى بلدهم، ولكن في نفس الوقت أن تكون عودتهم الى بلدهم آمنة، وحتى ذلك الحين لبنان يدفع هذا الثمن، وعلى العالم أن يتفهم كم يتحمل لبنان من اعباء. نحن نشكر كل الدول التي تساعد لبنان، لكننا جميعا نعلم أن هذه المساعدة ليست كافية. لقد كلف النزوح اقتصادنا الوطني ما يزيد عن عشرين مليار دولار منذ نشوب هذه الأزمة، كما أن لدينا مشاكل اجتماعية واقتصادية وصحية وبيئية، إضافة إلى التحديات الأمنية التي يواجهها اللبنانيون. لذلك فإن مساعدة لبنان لحل هذه الأزمة أمر مهم جدا وأساسي. ما يحل هذه الأزمة هو عودة هؤلاء النازحين، ولكن حتى تحقيق ذلك، على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته تجاه لبنان وتجاه هؤلاء النازحين".

وختم: "أود أن أشكر فرنسا على الجهود التي تقوم بها لمساعدة لبنان وإحلال الاستقرار فيه، إن كان على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الأمني. هذا المؤتمر اليوم يؤكد على الاستقرار السياسي، مؤتمر روما سيؤكد إن شاء الله بنتائجه الإيجابية على دعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية، بما يساعد في إحلال الاستقرار الأمني. أما بالنسبة للاستقرار الاقتصادي، فإن مؤتمر باريس سيكون لمساعدة لبنان على مواجهة التحديات الاقتصادية الماثلة. من هنا أشكر وزير الخارجية الفرنسي وأشكر الأمم المتحدة على كل الجهود التي تقوم بها. مشوارنا طويل معكم وسنواصله سويا إن شاء الله".

محمد

من جهتها، قالت نائبة أمين عام الأمم المتحدة أمينة محمد : "كان يوما عظيما فعلا بالنسبة للبنان، وهذه الفرصة نقدرها حق قدرها ونشكر الرئيس ماكرون والحكومة الفرنسية على توفير هذا الإطار لنا، لنجتمع ونلتقي ونتحدث حقا عن هذا الزخم المطلوب نظرا للأحداث الأخيرة. علينا أن نحافظ على تضامننا مع لبنان وأن نحافظ على استقراره باحترام الالتزامات، ولكن هناك أيضا الدعم الذي يجب أن نقدمه له. فلا يمكن أن نحافظ على هذا التضامن ونراهن على الاستقرار إلا إذا كانت هناك تنمية اقتصادية. الشباب والنساء، هذه مواضيع لا نتحدث عنها كثيرا عندما نخرج من هذه الاجتماعات، لكن إذا تحدثنا عن الاستدامة وعن تعزيز هذه المكاسب، فإن هذا يعتبر نجاحا. لكن الأمر لا يتوقف هنا، فعندما يعود الرئيس الحريري إلى لبنان، هناك سوف يبدأ العمل للسلام والاستقرار. لكن انظروا مثلا إلى ما يمكن أن تكون عليه المنطقة. صحيح أننا في أيام عصيبة، ونحن بحاجة لأن نرى ما نراه في لبنان، ونشكر ونهنىء فرنسا ونهنىء أنفسنا على نص البيان المشترك الذي توصلنا إليه، وأتمنى النجاح في العمل في الأشهر المقبلة".

حوار

سئل الوزير الفرنسي: هل تواصلتم مع المملكة العربية السعودية؟ وهل كانت هناك التزامات منها باحترام استقرار لبنان؟ وكيف يتم دعم الجيش اللبناني عمليا؟

أجاب: "علاقات فرنسا مع السعودية هي علاقات ثقة وشفافية كبيرة جدا، في ما يتعلق بالقرارات والنوايا ومبادرات الطرفين، وبالتالي فإن هذا الاجتماع حصل بعلم كل الأطراف والفاعليات، بما في ذلك السعودية".

أضاف: "أما بشأن دعم الجيش والقوى الأمنية، فهناك اجتماع سيعقد في روما لحشد الإمكانات لتعزيز قوى الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، وآنذاك سوف نحشد الإمكانات تحت مسؤولية الرئيس ميشال عون والرئيس سعد الحريري".

سئل الوزير الفرنسي: ما هي رسالتكم من تنظيم هذا المؤتمر؟ وما هي الرسالة التي توجهونها للفاعليات اللبنانية والإقليمية والدولية في ظروف إقليمية متوترة؟

أجاب: "الرسالة واضحة وبسيطة، وقد تحدثت عنها في كلمتي كما أن الرئيس ماكرون تكلم عنها في خطابه الافتتاحي. نحن نلاحظ بارتياح كبير وحدة الأسرة الدولية حول مبدأ سيادة واستقلال لبنان ومبدأ النأي بالنفس عن كل الأزمات والتوترات الإقليمية. نحن جديون ونكرر ثقتنا بهذا البلد وبالنموذج اللبناني المتعدد الطوائف القائم منذ فترة طويلة والذي مر بفترات عصيبة ولكنه اليوم عاد إلى الطريق الصحيح".

سئل الرئيس الحريري: ما هي الضمانات التي حصلتم عليها من الأطراف المحلية والإقليمية والدولية لكي يحترموا سياسة النأي بلبنان عن الصراعات الإقليمية، علما أن هذا البند كان موجودا في إعلان بعبدا قبل 4 سنوات؟

أجاب: "نحن اليوم اتخذنا قرارا في الحكومة، وقد تكون المرة الأولى التي يتم الحديث فيها عن قرار حكومي بالنأي بالنفس بهذا الشكل، وكل الأفرقاء السياسيون أجمعوا على موضوع النأي بالنفس، وكل فريق سياسي جالس على طاولة مجلس الوزراء مسؤول عن النأي بالنفس. الضمانة أن هذا القرار اتخذ بالإجماع، وهناك تفاهم سياسي في البلد على أن هذا القرار يجب أن يحترم، وأنا قلت إننا نريد قرارا فعلا وقولا، وأرى أن الجميع واعٍ للتحديات والمخاطر التي نعيشها في المنطقة ومصلحة لبنان تقتضي أن يحترم الجميع هذا القرار بشكل واضح وصريح. أي خرق لهذا القرار يضع لبنان في دائرة الخطر في المنطقة. أنا سأكون جديا جدا في هذا الموضوع، وأعلم أن فخامة الرئيس سيتابعه بشكل واضح وصريح، لأن مصلحة لبنان العليا تقتضي أن ينأى الجميع في لبنان بنفسهم".

أضاف: "التشكيك بهذا الموضوع قبل حصول أي شيء غير مجد، يجب أن نرى العبرة في النتائج، وستروون أن لبنان سيلتزم النأي بالنفس وسيقوم بواجبه في هذا الشأن. نحن نتمنى على الجميع المشاركة في هذه المؤتمرات لتدعيم الدولة اللبنانية، لانه في النهاية من مصلحتنا تقوية الدولة والحكومة والجيش وكل المؤسسات في لبنان، وهذا المؤتمر كان داعما للاستقرار في لبنان، والمؤتمرات الأخرى ستدعم الأمن والاقتصاد في لبنان. ما نريده هو أن تكون لدينا دولة ديمقراطية وقوية، وهذا ما نسعى إليه فخامة الرئيس وأنا ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وإن شاء الله سترون أن هذا ما سيحصل على الأرض".

سئل الوزير الفرنسي: هل أنتم تلعبون دورا مع إيران لأن دورا كهذا سيسمح للبنان أن يتجاوز أزمته؟

أجاب: "جوابي بسيط. النأي بالنفس يطبق في الداخل كما في الخارج".

سئل الرئيس الحريري: ما مدى الفرصة التي ستعطونها لتطبيق النأي بالنفس، بعد موقفكم من تصريح نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم من طهران؟

أجاب: "لقد أجبت عن مسألة النأي بالنفس، وهذا الموضوع أعالجه في لبنان ولن أتحدث عن هذا الأمر من على هذا المنبر، لكن الجميع ملتزم بالنأي بالنفس، وأنا أؤكد أنكم سترون إن شاء الله النتائج الإيجابية في لبنان".

سئل الوزير الفرنسي: كيف تحمون لبنان من الانزلاق مجددا في براثن النزاع بين لبنان والسعودية؟

أجاب: "أكرر أن النأي بالنفس يفرض نفسه على الجميع. هذه مبادىء التزمنا بها وتعهدنا بتنفيذها على أساس قرارات الأمم المتحدة السابقة، أكانت المملكة العربية السعودية أو إيران أو اي لاعبين آخرين، وهذا يطبق على الجميع من خلال احترام الالتزامات التي أكدنا عليها صباح اليوم في هذا المؤتمر. وقد كان علينا أن نذكر بذلك بقوة وشدة وقد فعلنا ذلك. وهذا يجب أن يواكب مع تعزيز للدولة اللبنانية وسيشهد مبادرات وقد اتخذت المبادرات، وأصبحنا اليوم على الطريق الصحيح".

سئل الرئيس الحريري: هل تخافون من مشروع توطين جديد للفلسطينيين في لبنان بعد إعلان الولايات المتحدة القدس عاصمة لإسرائيل؟

أجاب: "التوطين مرفوض ودستورنا واضح وصريح في هذا الموضوع وحق العودة اساسي بالنسبة إلينا ومن حق الفلسطينيين كذلك ان يعودوا الى أرضهم. لا شك أن القرار الأميركي يؤجج المنطقة كلها في حين أن المنطقة بحاجة إلى هدوء وحلول حقيقية ولأن يتم تحريك عملية السلام مجددا على أساس حل الدولتين، وأن تكون القدس عاصمة الفلسطينيين. الإعلان يشكل تحديا كبيرا للجميع، لكننا في لبنان واعون ونتصرف على هذا الأساس".

أضاف: "أود أن أكرر أن النأي بالنفس هو لمصلحة لبنان العليا. وأؤكد أن لا أزمة في العلاقات مع المملكة العربية السعودية بل على العكس نرى أن علاقتنا مميزة مع المملكة وحريصون على العلاقات معها، كما نحن حريصون على العلاقات مع كل الدول العربية وكل دول العالم. ما يهمنا بالنسبة لاستقرار لبنان هو أن تكون هناك مواقف واضحة بالنسبة لاستقرار لبنان، وهذا ما حصل في مجلس الوزراء، ولبنان هو قدوة في العيش المشترك الذي نعيشه، وسترون أننا سنخرج إن شاء الله من كل هذه الأزمات التي نمر فيها وأصدقاؤنا سيكونون معنا وسيواكبوننا في كل هذه المراحل".

 

جعجع اتصل بعباس: متضامنون معكم وقرار ترامب ضد المسيحيين والمسلمين في مختلف دول العالم

الجمعة 08 كانون الأول 2017 /وطنية - اتصل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، معربا له عن شجبه الشديد لقرار رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب. وقال جعجع لعباس: "هذا القرار سيعقد المشكلة من الناحية المعنوية حيث لم تعد تستطيع الولايات المتحدة الأميركية بعد اليوم أن تكون راعية للتفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين. نحن متضامنين معكم وفي النهاية لن يصح إلا الصحيح فهذا القرار ليس موجها ضدكم وحدكم وإنما ضد المسيحيين والمسلمين في مختلف دول العالم". من جهة أخرى، استقبل جعجع في معراب السفير السويدي الجديد يورغن ليندستروم، في زيارة تعارف على مدى ساعة من الوقت، في حضور رئيس جهاز العلاقات الخارجية في "القوات" الدكتور إيلي الهندي، وتباحث المجتمعون بالتطورات السياسية في لبنان والمنطقة. كما استقبل جعجع السفير الهنغاري غايزا ميهالي في حضور الهندي وتباحث المجتمعون بالتطورات السياسية في لبنان والمنطقة.

 

كيروز: قرار ترامب يعمق من جديد الكراهيات في الشرق الأوسط

الجمعة 08 كانون الأول 2017 /وطنية - أصدر عضو كتلة "القوات اللبنانية"، النائب ايلي كيروز، تعليقا على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإعلان اعتراف الولايات المتحدة الأميركية بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل، البيان الآتي:"إن قرار الرئيس الأميركي يمثل خروجا على السياسة الأميركية نفسها المتبعة منذ عقود، ويقوض فرص إحياء عملية السلام. إن هذا القرار يثير توترات كبرى ويعمق من جديد الكراهيات في الشرق الأوسط". وتابع "ان القرار الأميركي يعاكس تماما القرارات الدولية الصادرة منذ العام 1947 والتي تعبر عن الوجدان العالمي في الموضوع. لقد نصت هذه القرارات على جعل القدس منطقة خاصة تحت إشراف دولي وضمان صيانة الأماكن المقدسة فيها". وقال: "لقد دعا الكرسي الرسولي في مناسبات عديدة ومنذ سنوات طويلة الى اعتبار القدس مدينة الله ومدينة فريدة تملك دعوة خاصة للسلام". واضاف :"إني أعبر عن تضامني مع الشعب الفلسطيني في هذا الوقت الحزين ومع حقه في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس.وختم "أستعيد ما قاله الأب ميشال حايك منذ عقود: كلا لن ننسى القدس. فهل ندعو الى تدويلها. نريد غير هذا وأسمى منه. نقصد تشميلها. فالتدويل مطلب قانوني وأما التشميل فمطمح روحي. إن مدينة فريدة في العالم يحق لها أن تطالب بإبداع دستور فريد لا يستند الى أساليب الحكم المألوفة بل الى متطلبات الروح القدس".

 

ستريدا جعجع من مجلس النواب: لانتفاضة انسانية مسيحية اسلامية عابرة للقارات قادرة على وقف مفاعيل قرار ترامب

الجمعة 08 كانون الأول 2017 /وطنية - دعت عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائبة ستريدا جعجع إلى "انتفاضة انسانية، مسيحية - اسلامية، عابرة للحدود والقارات، وقادرة على ايقاف مفاعيل قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والدفع جديا نحو السلام، على أساس حل الدولتين"، مشددة على أن "المطلوب اليوم أكثر من موقف فالسادس من كانون الاول 2017 هو يوم حزين جدا، بالنسبة الى منطقة الشرق الاوسط ولابنائها مسلمين ومسيحيين، لان للقدس رمزية انسانية ودينية وحضارية وثقافية، والقرار الاميركي يشكل إساءة الى كل تلك الأبعاد"، مؤكدة أن "المطلوب تجنب اللجوء الى العنف الذي يشكل تبريرا أو غطاء لتمرير هذا القرار الخطيئة". وقالت جعجع، في كلمة خلال جلسة مجلس النواب التي دعا اليها رئيس المجلس نبيه بري استثنائيا للتضامن مع القدس: "عقدنا الأمل على خطوة نوعية نحو إقرار السلام العادل والشامل ترتكز على حل الدولتين، وبالتالي تكريس دولة فلسطين العربية بعاصمتها القدس بينما أعاد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، الأمور آلاف الخطوات إلى الوراء". واستنكرت "أشد الاستنكار هذا القرار، الذي رأت فيه استفزازا". وقالت: "المطلوب أن نبرهن أن السلام العادل والشامل المبني على القرارات الدولية وحق الشعوب في العيش بكرامة وأمان يشكل وحده المساحة المشتركة بين البشر". وساءلت: "هل يمكن الكلام بعد اليوم عن المبادرة العربية للسلام الموقعة في القمة العربية في بيروت في العام 2002؟ هل يمكن الكلام عن استئناف المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية؟ هل يمكن الكلام عن حل الدولتين الذي يمر الزاميا بحل وضع القدس بوصفها العاصمة المستقبلية للدولتين؟ هل يمكن الكلام عن دور أميركي في عملية السلام بعد هذه الخطوة التدميرية لعملية السلام والتأجيجية لمشاعر المسيحيين والمسلمين؟ هل يمكن الكلام عن ثقافة السلام والمساواة والحريات والاستقرار بعد هذا القرار الانقلابي على كل المسار الدبلوماسي الذي بدأ من اوسلو وصولا الى مفاوضات الحل النهائي؟". أضافت: "في زمن الميلاد أقول مع الرحابنة: يا قدس يا مدينة الصلاة أصلي. الطفل في المغارة وأمه مريم وجهان يبكيان". ولفتت ممازحة الى أن "القلوب شواهد بين القوات والتيار الوطني الحر"، على خلفية التطابق بالاستشهاد في الخاتمة بينها وبين أمين سر تكتل التغيير والإصلاح النائب ابراهيم كنعان الذي تلا كلمته قبلها مستشهدا في الخاتمة بأغنية للسيدة فيروز.

 

السنيورة: لا عروبة ولا سلام من دون القدس وينبغي أن نكون جميعا على قدر المسؤولية

الجمعة 08 كانون الأول 2017 /وطنية - اعلن رئيس "كتلة المستقبل النيابية" الرئيس فؤاد السنيورة "ان القدس هي في ضمير ووجدان جميع العرب وجميع المسيحيين والمسلمين واليهود في العالم، وكذلك هي مهمة لجميع البشر على وجه الأرض بكونها مساحة مشتركة لتلاقي الأديان والحضارات.

وقال:"لا عرب ولا عروبة من دون القدس ولا سلام من دون القدس، نحن في زمن خطر يبلغ ذروته الآن وينبغي أن نكون جميعا على قدر المسؤولية"، داعيا "الى العمل من أجل استعادة التوازن الاستراتيجي في المنطقة"، مشيرا الى "ان هذا يحتاج منا أيضا أن نحرص على ألا تنكسر إرادتنا وان نتضامن جميعا عربا مسيحيين ومسلمين". وتابع:"لقد عرفت إسرائيل كيف تستميل وتنال دعم الولايات المتحدة عن طريق الرئيس ترامب، والتحدي الكبير بالنسبة لنا هو أن نعرف كيف نحصل على الدعم الكامل من العالم العربي والدعم من باقي الأعضاء الدائمين وغير الدائمين في مجلس الأمن الدولي".

كلام السنيورة جاء خلال ندوة في مركز البيال للمعارض، لمناسبة صدور كتاب "من إعلان الأزهر إلى إعلان اللويزة"، وقال:"بداية، القرار الانفرادي لرئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب بإعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني، المخالف للقرارات الدولية ذات الصلة والمهدد لعملية السلام في الشرق الأوسط برمتها، شديد الخطورة". وتابع:"الخطر يتعلق بنا عربا، مسيحيين ومسلمين. فالقدس هي في ضمير ووجدان جميع العرب وجميع المسيحيين والمسلمين واليهود في العالم. وكذلك هي مهمة لجميع البشر على وجه الأرض بكونها مساحة مشتركة لتلاقي الأديان والحضارات ومكان اختبار فذ لقدرة الإنسان للعيش مع الآخر بسلام وطمأنينة. فلا عرب ولا عروبة من دون القدس، ولا سلام من دون القدس، نحن في زمن خطر يبلغ ذروته الآن، وينبغي أن نكون جميعا على قدر المسؤولية".

اضاف:"نحن نواجه تحديا غير مسبوق ولاسيما بعد تفاقم الاختلال في التوازن الاستراتيجي الحاصل في العالم العربي، وكذلك في منطقة الشرق الأوسط. والأمر بات يتطلب منا بداية أن نعمل من أجل توحيد الموقف العربي وتأمين مقتضيات نجاح ذلك التوحيد من قضيتي القدس وفلسطين. وكذلك العمل من أجل استعادة التوازن الاستراتيجي في المنطقة. إن هذا يحتاج منا أيضا أن نحرص على أن لا تنكسر إرادتنا وان نتضامن جميعا عربا مسيحيين ومسلمين ومع جميع المرجعيات الروحية في العالم وأيضا مع جميع دول العالم الصديقة والمحبة للسلام من أجل التصدي لهذه الخطوة الانفرادية والمتفردة. وهي كذلك دعوة للتضامن من أجل عدم السماح للتداعيات ولردود الفعل السلبية، ان تشوه قضيتنا أو أن تشوه مقاربتنا في كيفية التصدي لهذا القرار الجائر. وكذلك هي دعوة لرفض استمرار القضية الفلسطينية، هذه القضية الإنسانية المحقة، دون حل عادل، وذلك لسبعة عقود وحتى الآن بما يؤدي إلى تهديد حقيقي للأمن والسلم الدوليين".

وقال:"لقد عرفت إسرائيل كيف تستميل وتنال دعم الولايات المتحدة عن طريق الرئيس ترامب. والتحدي الكبير بالنسبة لنا هو أن نعرف كيف نحصل على الدعم الكامل من العالم العربي والدعم من باقي الأعضاء الدائمين وغير الدائمين في مجلس الأمن الدولي ومن دول العالم الأخرى الأعضاء في الهيئة العامة للأمم المتحدة. وكذلك الدعم من جميع القيادات الروحية الإسلامية والمسيحية في العالم، من أجل التصدي لهذا القرار الانفرادي وإفشاله وإبقائه معزولا من قبل جميع دول العالم الأخرى. وأيضا من أجل متابعة النضال لتحقيق تسوية عادلة للقضية الفلسطينية على قاعدة المبادرة العربية للسلام".

تابع:"إن هذا يتطلب عملا عربيا نشطا وحيويا ومتناغما ومثابرا وعلى كل الأصعدة لاكتساب الدعم والتأييد العالمي لقضية القدس وللقضية الفلسطينية المحقة. أعود لموضوعنا اليوم. لقد أعطيت لكلمتي ذات العنوان الذي ظهر على غلاف الكتاب الصادر، والذي يروي ويتابع أحداث مبادرة الأزهر بالدعوة لمؤتمر للمواطنة والعيش المشترك في العالم العربي، والتي قابلتها مبادرة كريمة أخرى لغبطة البطريرك بشارة الراعي للافادة والإضافة والمتابعة والتثبيت لمبادرة الأزهر. وقبل أن أقص وقائع هذه الأحداث الرائدة أود الإشارة إلى عدة أمور بارزة في مبادرتي الأزهر والبطريركية المارونية".

اضاف:"أول هذه الأمور أنه كان هناك فوات كبير في التواصلِ والحديث الحر والمعمق بين المسيحيين والمسلمين العرب وفي العالم العربي. فلقد كانت تجمعنا في أغلب الأحيان دعوات من الفاتيكان أو سانت أجيديو أو مجلس الكنائس العالمي، أو مجلس كنائس الشرق الأوسط، ولكن ذلك لم يكن كافيا. وعلى سبيل المثال، فإننا نحن في لبنان كنا مقصرين بشأن أنفسنا. لدينا لجنة الحوار الإسلامي - المسيحي، وكانت تقيم ندوات، لكن انصب نشاطها في العقد الأخير على ترتيب القمم الروحية. ولدينا الفريق العربي للحوار، لكنه لا يتلقى دعما إلا من الجهات السالفة الذكر. ولذلك كله أقول إنه كان هناك تقصير شديد ما يزال مستمرا، وهذا دونما إنكار أو تقليل من شأن كل الذين ناضلوا مسيحيين ومسلمين، ومسيحيين أكثر من المسلمين، من أجل علاقات أفضل في الدين والعيش والعمل المدني والسياسي".

واشار الى ان "ثاني تلك الأمور أن اللقاءات ولو كانت بالواسطة، كانت تتجنب البحث في مسائل مهمة وتستحق العناية، ومنها الموضوعات الدينية، لكنها أيضا لا تدخل في العمق الاجتماعي والثقافي والسياسي بحثا عن القواسم المشتركة. ويعود ذلك إلى أن الاجتماعات ليست بين اللبنانيين وحدهم أو العرب وحدهم. وأن المجتمعين غالبيتهم من مؤسسات كنسية أو دينية إسلامية. فلقد كان يجري الاهتمام بالموضوعات العامة مثل العدالة والسلام، وأحيانا العلاقة بين المسيحية والإسلام. لكن التهيب كان يسود في معظم الأمور، خشية أن يجرح أحدهم الآخر".

وقال:"ثالث تلك الأمور، أنه تنقصنا المبادرات على المسارات السالفة الذكر والتهيئة لها نحن المسلمين العرب أكثر من المسيحيين، المتخصصون المتفرغون والناشطون إذا صح التعبير. وهذا يحتم على مؤسساتنا أن تعنى بذلك. والذي لاحظته مؤخرا أن الأزهر صار حريصا على تأهيل الخبرات اللازمة لنسج العلاقات الوثيقة مع الديانات الأخرى، وهناك أقسام وكليات صارت متخصصة ليس في اللغات وحسب، بل وفي الأديان والثقافات. وهناك بعثات كثيرة أرسلت وترسل من أجل ذلك. فالذي نفتقده هو في إنشاء أوضاع مشابهة في لبنان ودول عربية أخرى. وإن لم تكن الدول قادرة أو راغبة، فإن الجامعات والمجتمعات المدنية ينبغي أن تهتم بذلك. هناك معاهد ومراكز لدى عدد من الجامعات اللبنانية الخاصة مختصة بالدراسات الإسلامية- المسيحية، وتجمع بين طلابها مسلمين ومسيحيين، فلماذا لا تكون هناك أقسام مشابهة أيضا لدى الجامعات الخاصة الإسلامية".

وتابع:"يحزنني أنه ما عندنا متخصص وناشط في العلاقات الإسلامية - المسيحية غير الأستاذ محمد السماك، ومولانا الدكتور رضوان السيد، بينما ينبغي ان يكون عندنا عشرة مثلهما، كما ينبغي أن يدربا تلامذة ومريدين، وهما مقصران في ذلك لاسيما وأنهما يستطيعان أن يقوما بهذا الدور بل وأكثر. وأعود إلى الوقائع التي تطرق لها غيري من قبل. أول ما فوجئت به مفاجأة سارة وهو موضوع المؤتمر، والذي كنا اقترحناه على فضيلة الإمام شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب عام 2014 في المؤتمر العالمي لمكافحة التطرف والإرهاب. وقد كانت الفكرة وقتها اللقاء بين المسلمين والمسيحيين العرب للتعاون في تحقيق هدفين متلازمين في وقت واحد".

واضاف:"الهدف الأول هو رفع الصوت الإسلامي عاليا ضد التطرف والإرهاب، ومنع تكونِ أجيال جديدة من المتطرفين بين الشباب، تأكيدا للموقف الإسلامي الصحيح، واحتواء للقلق المسيحي. أما الهدف الثاني فهو صياغة موقف إسلامي - مسيحي موحد يؤكد على صدقية الوحدة الوطنية في كل الدول العربية، وخاصة في لبنان، الذي هو نموذج رسالة العيش المشترك لأبنائه ولمحيطه العربي وللعالم، وهي المهمة الرسولية التي يجب ان يتهيأ لبنان لحملها لكي يستحق ان يكون حامل ورسول هذه الرسالة، وذلك بما يقطع الطريق أمام الأهداف التدميرية لموجات التطرف والتكفير والإلغاء والتعصب والتشدد، ولآثارها السلبية المدمرة". وقال:"بهذه الخلفية توجهت مرتين الى الأزهر الشريف وإلى جانبي الدكتور رضوان السيد، الدكتور خالد زيادة، والدكتور محمد السماك. واجتمعنا إلى إمام الأزهر الشيخ الدكتور أحمد الطيب مع مساعديه مقترحا عقد مؤتمر اسلامي - مسيحي تشترك فيه مرجعيات إسلامية ومسيحية على أعلى مستوى لبحث الأوضاع المتأزمة التي تمر بها العلاقات الإسلامية- المسيحية، بشكل علمي وأكاديمي، ولاتخاذ مواقف مشتركة منها، تكون أساسا لجمع الصفوف وتوحيد الجهود، ولشحذ الهمم لصد موجات التطرف والارهاب".

وتابع:"لكن شيخ الأزهر فاجأنا بالمواطنة والعيش المشترك موضوعا للقاء بين المسيحيين والمسلمين في العالم العربي. وهو أمر منطقي، لأنه إلى أين نأخذ الشباب الذين نريد إخراجهم من بؤر التطرف. ألا نحتاج فعلا أن نؤكد لديهم ومن أجلهم على صدقية مبادىء وقيم الوحدة الوطنية ومرتكزات السلم الأهلي، وعلى أهمية احترام مبادىء العدالة والمساواة واحترام حقوق الإنسان؟ بالطبع يجب أن نأخذهم إلى رحاب خيار بديل كبير ومستنهض للآمال والطاقات والهمم، ألا وهو العيش الوطني الواحد، وعيش المواطنة، والعيش المشترك في المجتمع المتعدد. إذ لا يكفي النهي عن المنكر، بل لا بد أن يتلازم ذلك مع الدعوة للمعروف والتشجيع والحض والعمل على احتضان الآخر المختلف بالرحمة والمحبة". واضاف:"إذا كانت لدى الإخوة المسيحيين هواجس وقلق، وقد كانت وما تزال، فكيف نتصدى لها معا بغير المواطنة والعيش المشترك واحترام حكم القانون والعدالة والانصاف، ودولة الحكم الصالح، حيث لا أقلية ولا أكثرية بل مواطنون متساوون لهم ما لغيرهم وعليهم ما على غيرهم؟! ولقد تجاوب الإمام الطيب بحماسة مع الفكرة. يومها تمنيت على فضيلة الإمام ان تتولى تنظيم هذا المؤتمر لجنة مشتركة أزهرية- لبنانية، واقترحت عليه من الجانب اللبناني الدكتور رضوان السيد والدكتور طارق متري والدكتور محمد السماك. ولقد عملت هذه اللجنة المشتركة على التحضير لمؤتمرين عقدا في رحاب الأزهر الشريف. المؤتمر الأول، تركز حول موضوع مكافحة الإرهاب على أساس أن الارهاب لا دين له. وعلى ان الارهابيين جماعة من الخارجين على الدين. وكذلك على أساس وجوب مكافحة الإرهاب معا، إسلاميا ومسيحيا، من أجل إعادة بناء المجتمعات الوطنية العربية على أسس المواطنة والاحترام المتبادل بين مكونات هذه المجتمعات".

واعلن ان هذا المؤتمر قد حقق أمرين هامين:

الأمر الأول: هو نجاح أول مشاركة مسيحية في رحاب الأزهر في مؤتمر يتعلق بالعلاقات الوطنية الإسلامية- المسيحية.

الأمر الثاني: صدور أول بيان إسلامي- مسيحي باسم المرجعيات الدينية الإسلامية - المسيحية في المشرق العربي يؤكد على مبدأ العيش المشترك ونبذ التطرف والإلغاء والإرهاب".

وقال:"أما المؤتمر الثاني فكان حول موضوع الحرية والمواطنة- التنوع والتكامل. وقد تميز هذا المؤتمر بأن أكثر من ثلث المشتركين فيه من العلماء والأكاديميين كانوا مسيحيين ومسلمين من لبنان. وهذه المشاركة حملت رسالة إيجابية واضحة ومباشرة الى المجتمع اللبناني الذي كان يهتز تحت شعارات التطرف المتوالية والمتناسلة التي بدأت ترتفع حتى من بعض المراجع الرسمية وان ظلت لدى هذا المجتمع اللبناني- وبحمد الله- وفي الأعم الأغلب من اللبنانيين، الأصالة والحيوية والصمود والمبادرة، وكذلك إرادة الاستعصاء على تلك الشعارات".

واشار الى انه "في بيان الأزهر أو إعلانه، متابعة للعنوان. فقد تحدث الإعلان في أكثر من مكان عن ضرورة الدولة الوطنية الدستورية القائمة على مبادىء المواطنة والمساواة وحكم القانون. وفي الإعلان أيضا إنه لا يجوز إعفاء الدولة من مسؤولياتها في الدفاع عن المواطنة وعن حكم القانون وعن حماية المواطنين في حياتهم وحرياتهم وممتلكاتهم وسائر حقوق مواطنتهم وكرامتهم وانسانيتهم، وكذلك الدفاع عن السيادة الوطنية بكون هذه المسؤوليات صارت الواجب الأول للدولة الوطنية. كما لا يجوز منافسة الدولة الوطنية في المسائل الأساسية هذه، لأنها تنعكس استبدادا أو فوضى. كما لا ينبغي بأي حال من الأحوال مزاحمة الدولة الوطنية في أداء هذا الواجب أيا كان نوع المزاحمة".

تابع:"لقد تميز المؤتمر بأنه:

دعا الى الدولة المدنية التي يتساوى فيها المواطنون جميعا في الحقوق والواجبات.

أسقط شعار الأكثرية والأقلية ورفع شعار المواطنة.

أعطى منبره - الأزهري- لقداسة البابا فرنسيس ليؤكد على التمسك بالسلام وبالعمل من أجل السلام مع المسلمين عامة ومع الأزهر خاصة

لقد تحول المؤتمر الى شاهد دولي على العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين في العالم العربي. ومن أجل تكريس هذه النتائج الهامة في المجتمع اللبناني، قمت بثلاث مبادرات محلية، الأولى مع مطرانية بيروت للموارنة ومع المطران بولس مطر، والثانية مع جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت، والثالثة مع جامعة سيدة اللويزة المسيحية وهي التي تمت بمباركة من غبطة الكاردينال البطريرك الراعي".واضاف:"أثمرت المبادرة الأولى عن عقد ندوة في جامعة الحكمة حول مؤتمر الأزهر حيث تعرف على نتائجه المهمة نخبة واسعة من رجال الدين والمحامين وأساتذة الجامعات والطلاب. وأثمرت المبادرة المقاصدية عن عقد مؤتمر حول الحريات الدينية صدرت عنه وثيقة مقاصدية (إعلان بيروت) حول الحريات الدينية. كما أسفرت المبادرة الثالثة، التي اشترك فيها وكيل شيخ الأزهر الشيخ عباس شومان، عن عقد مؤتمر في رحاب جامعة اللويزة بمبادرة من البطريرك الماروني وبرعايته وبمشاركة المرجعيات الدينية الإسلامية. وبالنظر لإيجابية الإعلان الكبيرة، فقد عمدنا نحن اللبنانيين بمبادرة من غبطة البطريرك بشارة الراعي إلى تشكيل لجنة متابعة. ولقد تألفت هذه اللجنة من كوكبة من الأشخاص الناشطين في حقل خدمة الشأن العام في لبنان وفي مقدمهم: الدكتور طارق متري، الدكتور أنطوان قربان، الدكتور رضوان السيد، الدكتور محمد السماك، الدكتور فارس سعيد، الدكتور الياس الحلبي، الدكتور أنطوان حداد، الدكتورة منى فياض، الدكتور خالد زيادة، الدكتور انطوان مسرة، القاضي عباس الحلبي ومعالي الدكتور خالد قباني. ولقد نظمت هذه اللجنة ندوات في المؤسسات المسيحية والإسلامية ومنها ما جرى في جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا. ثم بلغ الأمر ذروته في جامعة سيدة اللويزة بمؤتمر استضافته الجامعة بإشارة من غبطته، وقد ألقى البطريرك فيه محاضرة وخرج باستخلاصات. كما تحدث فيه عددٌ من أعضاء لجنة المتابعة. وتجدون سائر الوقائع والمحاضرات في الكتاب الذي بين أيديكم".

واعلن "ان هذه العملية كلها بين الأزهر وبكركي خرجت عن المألوف، لجهة الموضوع، ولجهة المشاركات ولجهة التنظيم والإدارة. فالمؤسستان الدينيتان عريقتان، والأزهر أكبر المؤسسات الدينية في العالم الإسلامي، وله مرجعيةٌ هائلة. ونحن في لبنان نموذج فريد في العالم العربي، لجهة عناية المؤسسات الدينية وفي طليعتها بكركي، بالعيش الوطني من جهة، وبالانسجام بين الدين والدولة من جهة أخرى. أما لجهة المشاركات والتنظيم، فالملاحظ أن قوى مدنية وثقافية وأكاديمية كبرى شاركت وتابعت، وما اقتصر الأمر على رجال الدين الأجلاء الذين كان لهم على أي حال دورٌ متميزٌ ومقدر".

وختم "ان هذين المؤتمرين بين مصر ولبنان، يدفعاننا نحن اللبنانيين باتجاه المبادرة إلى القيام بأعمال بناءة أخرى لصون الأوطان وتمتين الوحدة الداخلية والعيش المشترك، وتعزيز السلم الأهلي المنفتح والمتضامن مع المحيط العربي والمنضوي ضمن الثقافة العربية، وكذلك تجسير التعاون بين أدياننا وشباب مجتمعاتنا، وبذلك يستحق عندها لبنان وبجدارة ان يحمل ويؤدي تلك الرسالة النبيلة كما أرادها أن تكون قداسة البابا يوحنا بولس الثاني، الرسالة إلى جميع اللبنانيين وإلى المحيط العربي وإلى العالم أجمع. كل معرض للكتاب العربي وأنتم بخير، ومع كتاب جديد ومحاضرين جدد عن علاقات العيش والتعاون بين المسيحيين والمسلمين في العالم العربي، بما يسهم في صون أوطاننا وعيشنا المشترك".

 

ابي نصر: القدس محجتنا الأولى وتدويل قضيتها واجب

الجمعة 08 كانون الأول 2017/وطنية - أعلن النائب نعمة الله أبي نصر، في بيان اليوم، "ان القدس في خطر لكن صوت الحق أقوى. أما الخطر هذه المرة لا يأتي فقط من إسرائيل التي تحتل القدس أصلا وتسعى إلى تهويدها، مكمن الخطر هو تخلي العرب عن قضية القدس والسلوك اللامبالي بها من جانب الغرب المسيحي". اضاف: "ليس غريبا أن يعترف الرئيس الأميركي بالقدس عاصمة لدولة الإحتلال وأن ينقل سفارته إليها في غفلة من العرب المتقاتلين في ما بينهم. هؤلاء فشلوا أصلا في طرح قضية القدس، إذ جعلوا منها قضية إسلامية فأساءوا إليها من حيث لا يدرون. القدس في الحق السياسي عاصمة لدولة فلسطين لكنها في المفهوم الحضاري هي مدينة الديانات الإبراهيمية الثلاث. إنها مدينة داود بقدر ما هي مدينة يسوع الآتي باسم الرب ومدينة الأقصى الشريف". وتابع: "إن لبنان بما يمثل من رسالة تلتقي فيها الديانات السماوية قادر على تصحيح البوصلة بمخاطبة الوجدان الغربي الذي نسي كنيسة القيامة بعدما صوروا له أن القدس مدينة لليهود وللمسلمين فأيد حكما وجهة نظر إسرائيل. لقد آن الآوان لأن نعلن نحن المسيحيين في لبنان وبأعلى صوت أن القدس محجتنا الأولى وأن كل مسيحي معني بالحفاظ عليها مدينة للسلام والتلاقي وهي لا تكون كذلك إلا بتدويل قضيتها أي بأن تصبح مدينة مفتوحة بضمانة دولية تمنع هيمنة إسرائيل عليها وتعيد لها مجدها ورمزيتها التاريخية".

 

ندوة في جامعة الكسليك عن مفهوم السيادة الوطنية من اتفاق القاهرة إلى اتفاق الطائف

الجمعة 08 كانون الأول 2017 /وطنية - نظم مركز "فينيكس للدراسات اللبنانية" في جامعة الروح القدس - الكسليك وجمعية "ميموريا"، ندوة بعنوان "مفهوم السيادة الوطنية من اتفاق القاهرة 1969 إلى اتفاق الطائف 1989"، في أوديتوريوم جان الهوا - حرم الجامعة - الكسليك.

فرح

قدم للندوة الدكتور الياس الياس من مركز "فينيكس"، ثم تحدث رئيس "ميموريا" المحامي نعوم فرح فسأل: "هل أن اتفاقي الطائف والقاهرة الموقعين بعد سنوات على اعلان استقلال لبنان ساهما في تعزيز هذا الاستقلال وتحصين السيادة الوطنية أم العكس؟ وهل هذا الأستقلال، وفي ظل الإتفاقين المشار اليهما، الموقعين خارج الحدود وبرعاية واحتضانين دوليين، أصبح مجرد ذكرى أم هو واقع وحقيقة؟ وكيف أصبح مفهوم السيادة الوطنية اليوم؟". فعرض "تأثير التدخلات الخارجية في الشؤون اللبنانية على مر السنين بذريعة أو بأخرى في مسائل كان يفترض أن تكون الدولة اللبنانية وحدها بسلطاتها الدستورية صاحبة الإختصاص فيها، مما أدى الى تغيير في مفهوم السيادة الوطنية ومضمونها ونطاقها بحيث بات التخلي عن بعض الحقوق السيادية هو القاعدة والأساس. وقد كُرست تلك التدخلات في اتفاقيات يتم الإذعان لها من قبل الدولة اللبنانية، بتأييد من بعض المسؤولين فيها ومعارضة البعض الآخر". وقال: "اللافت في اتفاقي القاهرة والطائف أن مصير الدولة اللبنانية وهويتها وتركيبة نظامها السياسي، والطائفي إن صح التعبير، حدد ورسم بكامل تفاصيله خارج الحدود اللبنانية، ما يطرح علامة استفهام حول هوية الحروب التي اندلعت في لبنان منذ عقود، وإذا كان من الجائز بعد اعتبارها وتسميتها حروبا اهلية في وقت أن العديد من الدول والتنظيمات غير اللبنانية شاركت في هذه الحروب، ومن ثم قامت نفسها برسم الحلول ووضع الإتفاقات التي تلائم مصالحها، تحت ذريعة إنهاء هذه الحروب ووضع حد لها من خلال الاتفاقات. وهذا ان دل على شيء فهو يدل على عجز قسم من الطبقة الحاكمة بكل اطيافها واجيالها المتعاقبة، عن القيام بواجبها الوطني بتقرير مصيرها وادارة شؤون البلد الداخلية بنفسها، إن لم نقل عدم كفايتها أو غياب الإرادة لديها للقيام بذلك".

حبيقة

من جهته، قال رئيس الجامعة الأب البروفسور جورج حبيقة: "لقد خدشت السيادة الوطنية في لبنان مرارا، لكنها لم تنهزم وإن التوى عنقها فلم ينقطع، والفضل كل الفضل في استمرار إحياء مفهوم السيادة الوطنية كان دوما يرتبط باستعادة بنية "النحن" اللبنانية، بعد كل أزمة ناتجة عن محاولة أحد المكونات أن يستنجد بالغريب، أيا كان هذا الغريب، ليستقوي به على واحدة من مكونات الوطن أو عليها كلها مجتمعة". أضاف: "فكما، في أوائل الاستقلال، اتخذت السيادة الوطنية موقفا بين لاءين، لا للغرب ولا للشرق، نعم للبنان، ولئن استسيغ النقد يومئذ أن لاءين لا يصنعان بلدا، فقد حان الوقت لتقتنع العائلات الروحية اللبنانية من جديد أن استضعاف أي مكون من النسيج اللبناني، سيؤول بالضرورة إلى تصدع عام وشامل، وبالتالي إلى تآكل مفهوم السيادة وانهيارها. فالمناعة الوطنية لا تبنى على حطام أي مكون في البنية العامة اللبنانية. فعلى شاكلة الجسد الحي، أو أن تبقى جميع الأعضاء والخلايا في تكامل وظائفي، وبالتالي في كنف نظام مناعي رادع، أو أن تدخل مجتمعة في هدأة الاحتضار والتلاشي والموت". وتابع: "ان مفهوم السيادة الوطنية في زمننا الحاضر لا يقوم البتة على التقوقع والانعزال، بل على التعاون والتعاضد، ضمن احترام كامل للمبدأ الفلسفي القائل: عليك أن تكون ذاتك لكي تكون مع الآخرين".

حلقتا نقاش

بعد ذلك، انطلقت حلقتا النقاش، تحدث في المحور الأول حول اتفاق القاهرة كل من الوزير السابق كريم بقرادوني والصحافيين طلال سلمان وصلاح سلام، فيما عرض لاتفاق الطائف كل من الوزيرين السابقين ادمون رزق وخالد قباني والبروفسور جورج شرف.

وأدار المحور الاول الاعلامي أنطوان سعد والثاني الإعلامي جوني منير. واتفق المحاضرون على أن "مفهوم السيادة في لبنان لطالما بقي حبرا على ورق ومجرد كلمة مسطرة في اتفاقات ورقية".

بقرادوني

الكلمة الأولى كانت لبقرادوني الذي عرض كيف قدم رئيس حزب الكتائب بيار الجميل في تشرين الثاني 1969 إتفاق القاهرة على الحزب تحت عنوان "أهون الشرين". وطرح سؤالين: "هل صحيح أنه كان بقدرة جمال عبد الناصر أو برغبته إجبار ياسر عرفات على تطبيق إتفاق القاهرة لو بقي الزعيم المصري على قيد الحياة على ما يدعي شارل الحلو في كتاباته؟ هل كانت الأمور تبدلت لو وافق فؤاد شهاب على انتخابه رئيسا للجمهورية في العام 1970 أو لو استمرت الشهابية في حكم لبنان؟".

وأكد أن "اتفاق القاهرة شكل سببا رئيسا من اسباب اندلاع حرب لبنان سنة 1975".

سلمان

بدوره، توقف سلمان عند انقسام اللبنانيين "حتى ولو كانوا ضمنا متفقين، فهم مع الوحدة الوطنية ولكنها سرعان ما تتشقق وتنفجر إذا طرح موضوع العلاقة مع الغير أيا كان، فيصعب إجماعهم ويسهل تقسيمهم، فالولاء للطائفة او للزعيم يباعد بينهم الى شفا الإقتتال". وقال: "النقاش حول اتفاق القاهرة اليوم متأخر جدا، فلا اللوم يغير ولا التأييد يفيد".

سلام

وتناول سلام محاور ثلاثة، فعرض للأوضاع السياسية والأمنية المتأزمة التي أدت إلى عقد إتفاق القاهرة والمفاوضات التي انتهت بتوقيعه ومفهوم السيادة والتجاوزات المدمرة للاتفاق، منتهيا إلى التأكيد على أن هذا الإتفاق كان "شرا لا بد منه بسبب تصدع الجبهة الداخلية عند أول منعطف خلافي سياسي مما شرع الباب أمام الأطراف الخارجية لاستغلال الضعف اللبناني المزمن على نحو ما هو حاصل اليوم".

رزق

في المحور الثاني، وتحت عنوان "مفهوم السيادة في اتفاق الطائف"، أشار رزق الى تضافر "الذين عارضوا وثيقة الطائف فعملوا على اخفاء ايجابياتها والذين استغلوها بإساءة تأويلها وتشويه تطبيقها، والإمعان فيها تحريفا وتعتيما لعرقلة المسار نحو الدولة المرتجاة"، معتبرا ان "الطائف جاء محاولة على حدود اليأس لإنقاذ الكيان اللبناني بإرساء نظام وفاقي لجمهورية ذات خصوصية تعددية موحدة في شرق أحادي كلي". وقال: "بعد 28 عاما من إقراره، لا يزال الطائف من دون تطبيق. وليس من محط أمل بالمستقبل سوى الجيل الجديد ومحاسبة الشعب للسلطة من خلال الإنتخابات النيابية المقبلة".

قباني

وقدم قباني قراءة شبه قانونية لاتفاق الطائف وما أقره من قواعد ومبادىء أساسية في الحكم وانتظام السلطات، وقال: "إننا تخلينا عن سيادتنا، وحتى عندما جاءتنا فرصة لنثبت أننا نحرص عليها ترددنا وتخاذلنا، لأننا اعتدنا على الوصاية، واستسهلنا أن نكل إلى غيرنا أمر إيجاد الحلول لمشاكلنا وقبلنا أن نتخلى عن قرارنا الوطني. فقبلنا أن يبقى منصب رئاسة الجمهورية شاغرا مدة أكثر من سنتين وانتظرنا أن يأتي الترياق من الخارج وارتضينا بذلك، لنعود ونتباكى على السيادة والأستقلال". أضاف: "المشكلة تكمن فينا، لا في الطائف ولا في الدستور، بل نحن المسؤولون، ولكن المشكلة أننا لا نقر بمسؤوليتنا عما يحدث لنا".

وسأل: "هل نريد أن نعيش في وطن سيد حر مستقل، أم في ظل دويلات متناحرة ومتنازعة تحت وصايات خارجية؟".

شرف

أما شرف فرأى "التباسا في الطائف في ما يتعلق بالشراكة السيادية، إذ وضع مسارا دستوريا لإلغاء الطائفية السياسية يؤدي إلى ضرب أحد الأسس الكيانية المؤسسية للسيادة في مجتمعنا المركب، ما قد يفتح الباب أمام استئثار سيادي لإحدى الجماعات يدخل البلد مجددا في حال من عدم الإستقرار. لكنه يلاحظ بالمقابل، استحداث مجلس الشيوخ الذي بتكوينه وصلاحياته استعادة لهذه الشراكة".

 

الخلاف بين رؤساء "اللبنانية الثقافية" يُفرمل مشاورات توحيدها والقضيّـة الاساس تبقى كيفيّة تطبيق النظام الداخلي للجامعــة

المركزية/الجمعة 08 كانون الأول 2017 / لا يزال السعي إلى توحيد الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم ضمن مؤسسة واحدة جامعة لكل العناصر والفئات مجمّدا في الوقت الراهن، وسط غياب المشاورات في هذا الموضوع بين المعنيين ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الذي سبق وأعلن انه لن يجتمع مع رؤساء فروع الجامعة كل على حدة، لأنه يفضل لقاء الجميع بعد اتفاق حصري بينهم بعيدا من اي مزايدات او تعقيدات تعبّد الطريق امام انتخاب رئيس عالمي ونائب له، وتعيين أعضاء ليُصار الى توزيع المهام للسير باتجاه تحقيق الاهداف التي على اساسها أنشئت الجامعة.

وفي السياق، أعلنت مصادر ديبلوماسية لـ"المركزية" ان مستجدات المرحلة كثيرة، وهي تحول دون اهتمام الوزارة بهذا الموضوع في الوقت الراهن، اضافة الى ان أفرقاء الجامعة رغم اعلانهم عن اجتماعات تعقد فيما بينهم، لم يُطلعوا المعنيين بموضوعهم في وزارة الخارجية عما حصل بينهم، خصوصا انه لم يتم تعيين مدير عام جديد للمغتربين في وزارة الخارجية مكان هيثم جمعة وهذا ما لا يشجع على المضي قدما والتحرك باتجاه اعلان خطوة ما تسمح باستكمال مبادرة توحيد الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم.

وقالت المصادر "رغم ان كل فريق يطالب بالرئاسة لنفسه، الا ان المماطلة والتأجيل الدائم في الاعلان عن المؤتمر العام لانتخاب الرئيس العالمي أثارا انقساماً حاداً بين المغتربين، وانسحب على عدم الاعتراف بشرعية بعض رؤساء فروع الجامعة، ولذلك كانت الدعوات الى مؤتمرات الطاقة الاغترابية، توجّه اليهم بصفتهم مغتربين لبنانيين لا رؤساء لفروع الجامعة"، كاشفة عن مناقشات عديدة دارت على هامش مؤتمر الطاقة الاخير الذي عقد في المكسيك، وقبله في أميركا.

واوضحت ان القضيّة الاساس هي كيفيّة تطبيق النظام الداخلي للجامعة، والتمسّك بما نصّ عليه على اعتبارها مؤسّسة "غير عنصريّة، غير سياسيّة، غير دينيّة وغير استثماريّة، ويجب أن تبقى بعيدة من التجاذبات السياسيّة".

ولفتت الى ان حماية مصالح المغتربين تفرض علينا مقاربة ومعالجة مسائل الاغتراب بلغة إيجابيّة ورؤية وحدويّة، فكلّ مغترب له الحقّ في إبداء قناعاته، والجامعة مساحة لتقريب المغتربين إلى بعضهم.

وأعلنت ان الجامعة اللبنانيّة الثقافيّة في العالم ستشهد تغييراً في بعض بنود نظامها، إذ من المفترض بعد عقد مؤتمر موحّد وانتخاب هيئة جديدة أن يتمّ العمل على إنشاء نظام حديث يتماشى مع عصرنا وواقعنا، ويستوعب متطلّبات القارّات كافّة.