المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 05 كانون الأول/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.december05.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

وَمَا هِيَ حَيَاتُكُمْ؟ إِنَّهَا بُخَارٌ، يَظْهَرُ فَتْرَةً قَصِيرَةً ثُمَّ يَتَلاَشَى

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/بالصوت والنص/تأملات وسرد إيماني لحياة القديسة بربارة في ذكرى عيدها السنوي

الياس بجاني/من هي القديسة بربارة؟

الياس بجاني/الحملة الإعلامية على د.فارس سعيد: عهر وفجور وشوارعية

الياس بجاني/شو يعني ربط نزاع؟ يعني استسلام لإحتلال وإرهاب حزب الله وخدمات لإجندات شخصية وسلطوية وهروب إلى الأمام

الياس بجاني/إيران هي جسم غريب ووباء سرطاني ستلفظهما دولنا

الياس بجاني/مداحون وقداحون بالإجرة وشجاعة مواقف فارس سعيد

الياس بجاني/طريق الإستسلام لا تؤدي لغير المذلة

الياس بجاني/البكاسيني: زقاقية ونتاق وهرار وتطاول على الشرفاء

                                                                                        

عناوين الأخبار اللبنانية

لقاء سيدة الجبل: الأزمة بوضوح هي إمساك ايران من خلال حزب الله بقرار الدولة

بيان "تقدير موقف رقم 93/لا استقرار في المساكنة بين سلاح "حزب الله" والدولة، إفتحوا أعينكم جيداً فالمنطقة رجراجة ولا تناموا على حرير

فيديو ونص مقابلة د.توفيق الهندي من تلفزيون (LBC)/ مع خيار ترك حزب الله يحكم وتحمل مسؤولية حكمه.. ومع وقيام معارضة سيادية وسلمية وتظهير موقف معارض يؤكد أن لبنان ليس هو حزب الله.

عناوين مقابلة د.توفيق هندي من ال بي سي

تلخيص وتفريغ الياس بجاني بحرية وتصرف كاملين

فارس سعيّد لـ «جنوبية»: «المستقبل» في بيتهم وأنا في بيتي/سهى جفّال/جنوبية

د.فارس سعيد: انتهت العلاقة السياسية مع الرئيس الحريري منذ التسوية في ايلول ٢٠١٦ وزرته في آب٢٠١٧ وأبلغته اني سأعارضه. ارجو ان يبقى الخلاف سياسي. احترامي له كامل واطلب منه المعاملة بالمثل.من الأفضل ان يطلب من الذين"يدافعون"عنه عدم اهانة الناس لأنهم لا يليقون به

غياب صالح سيكشف الحجم الفعلي للحوثيين الذين تدثروا حجم صالح وانتحلوا وزنه اليمني/نديم قطيش/فايسبوك

لا أمان مع أذرع ايران أينما كان/سناء الجاك/فايسبوك

ما هو السر بانتصارات السيد حسن نصر الله الإلهية/الشيخ حسن مشيمش/جنوبية

الطفيلي: “حزب الله” ليس أكثر من جهة لا تستطيع أن تخرج عن الإرادة السياسية الإيرانية

غارات إسرائيلية قرب دمشق.. وهذه هي المواقع المستهدفة!

عبد القادر: لا تأثير للتطورات اليمنية على لبنان  و اسـرائيل ترسـم الخطوط الحمـر في سـوريا

سلاح حزب الله يعالج دوليا من ضمن تسوية امنية للتنظيمات "خارج الشرعية" ودفع فرنسي لتنفيذ القرارات 1559 و1680 و1701 والا فدرب مجلس الامن

جلسة لمجلس الوزراء ظهر غد في قصر بعبدا

الكتائب: نعاهد اللبنانيين على قول الحق ومواجهة الترهيب والتهديد

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 4 كانون الأول 2017

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

سيناريو لإنهاء أزمة لبنان على قاعدة 'لا غالب ولا مغلوب'

القائد العام لليونيفيل: الجيش شريك استراتيجي ونتطلع الى زيادة العمليات المشتركة

استياء داخل "الوطني الحر" من استخدام "التعديل الحكومي" سيفا مسلطا على رقاب الوزراء

جريصاتي أحال تصريح الجميل من بكركي الى القاضي حمود للتحقيق فيه

الحريري ينتظر موافقة “حزب الله” على صيغة الحل للدعوة لجلسة حكومية

دعوات لإغلاق الفضائيات الخليجية المعارضة في الضاحية الجنوبية

إجراءات حازمة للحريري في “المستقبل”

الجيش يصادر أطناناً من المخدرات المصنعة في الهرمل

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الحوثيون يغتالون صالح ويفتحون أبواب جهنم على أنفسهم

حزب الرئيس السابق أكد أن الثورة مستمرة: لن نسمح لقاسم سليماني بالتجول في صنعاء بحرية

السفير السعودي لدى اليمن: جرائم الحوثيين ونقضهم للعهود جزء من تربيتهم الإيرانية

الإعلان خلال أيام عن خليفة صالح … واستمرار الاشتباكات الدامية بين حلفاء الأمس

الأمم المتحدة تدعو إلى هدنة إنسانية في صنعاء اليوم

هادي يطلق عملية عسكرية لاستعادة صنعاء ويعفو عن مقاطعي الحوثي والتحالف طلب من المدنيين الابتعاد عن مواقع الانقلابيين

قصف مدفعي يشعل النيران بمبنى السفارة الإيرانية في صنعاء وطهران تنفي

سورية: محادثات جنيف تُستأنف اليوم ودمشق تدرس المشاركة وتلاشي الآمال بخفض توتر الغوطة والنظام أسقط 191 مدنياً فيها

مقرب من الجولاني: الظواهري يدير “القاعدة” من إيران

أشهر سجينة إيرانية: نسيت ملامح أطفالي

مساع عربية وإسلامية لثني ترامب عن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وتحذيرات من تداعيات الخطوة الخطيرة: تعزز التطرف والعنف ولا تخدم السلام

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

وثيقة أنهت «عهدَ الصدمات» وفتحت «عهدَ التحالفات»/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

«ربطُ نزاع» إنتخابي في دائرة بيروت الثانية/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

"حكومة استعادة الثقة" تنطلق في اتجاه "حكومة استعادة العمل"/الهام فريحة/الأنوار

مصرع الملاكم الكبير/غسان شربل/الشرق الأوسط

دم صالح يعزل الحوثيين القبائل تتوعد بالثأر... وجيش الشرعية لفتح جبهات باتجاه صنعاء/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأو/محمد علي السقاف/ الحياة

موقف السيستاني يقوض ثنائية 'الدولة- الميليشيا' الإيرانية/علي الأمين/العرب

«حماس» واستنساخ تجربة «حزب الله»/ماجد كيالي/الحياة

 سوريا: بدأت حرب التسوية/حنا صالح/الشرق الأوسط

الخلاف وجودي وليس حدودياً/أمل عبد العزيز الهزاني/الشرق الأوسط

قطار الحوثيين والحقائق اليمنية/غسان شربل/رئيس تحرير «الشرق الأوسط

اليمن الغائب الحاضر في القمّة الخليجية/راغدة درغام/جريدة الجمهورية

علي عبدالله صالح صنع الحوثيين فقتلوه/خيرالله خيرالله/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الحريري تابع الأوضاع مع زواره أبو فاعور: اتوقع ان تصبح الاستقالة خلفنا في الايام القليلة المقبلة

الحريري اطلع من لازاريني على تحضيرات مؤتمر الدعم الدولي هرموش: طمأننا لجهة ترتيب البيت الداخلي وعقد جلسة للحكومة هذا الأسبوع

بري استقبل حاصباني

 طرابلس على طاولة اجتماع بيت الوسط غداً

عبد الهادي: تعاون لتحسين أوضاع اللاجئين والعلاقات بين حزب الله وحماس تحت المجهرالحراك الاقليمي-الدولي لانضاج التسوية (2) يحول دون عقد "جَمعة سنّية"ودار الفتوى تثق بقيادة الحريري للمرحلة: لا بديل منـه ونقطة على السـطر

 

تفاصيل النشرة

وَمَا هِيَ حَيَاتُكُمْ؟ إِنَّهَا بُخَارٌ، يَظْهَرُ فَتْرَةً قَصِيرَةً ثُمَّ يَتَلاَشَى

من رسالة القديس يعقوب 04/من 13حتى17/وَأَنْتُمْ، يَامَنْ تُخَطِّطُونَ قَائِلِينَ: «الْيَوْمَ أَوْ غَداً، نَذْهَبُ إِلَى مَدِينَةِ كَذَا، وَنَقْضِي هُنَاكَ سَنَةً، فَنُتَاجِرُ وَنَرْبَحُ…» مَهْلاً! فَأَنْتُمْ لاَ تَعْرِفُونَ مَاذَا يَحْدُثُ غَداً! وَمَا هِيَ حَيَاتُكُمْ؟ إِنَّهَا بُخَارٌ، يَظْهَرُ فَتْرَةً قَصِيرَةً ثُمَّ يَتَلاَشَى! بَدَلاً مِنْ ذَلِكَ، كَانَ يَجِبُ أَنْ تَقُولُوا: إِنْ شَاءَ الرَّبُّ، نَعِيشُ وَنَعْمَلُ هَذَا الأَمْرَ أَوْ ذَاكَ!» وَإِلاَّ، فَإِنَّكُمْ تَفْتَخِرُونَ مُتَكَبِّرِينَ. وَكُلُّ افْتِخَارٍ كَهَذَا، هُوَ افْتِخَارٌ رَدِيءٌ. فَمَنْ يَعْرِفْ أَنْ يَعْمَلَ الصَّوَابَ، وَلاَ يَعْمَلُهُ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُحْسَبُ لَهُ خَطِيئَةً.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/بالصوت والنص/تأملات وسرد إيماني لحياة القديسة بربارة في ذكرى عيدها السنوي

http://eliasbejjaninews.com/?p=49538

 

من هي القديسة بربارة؟

جمع وتنسيق/الياس بجاني/04 كانون الأول/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=49538

تكرِّم الكنيسة الجامعة تذكارَ القدّيسة بربارة في 4 كانون الأوّل وتطلب شفاعتها. إنّما يختلف المؤرّخون في تحديد زمن ولادتها واستشهادها. فقد ارتأى بعضهم أنّها نالت إكليل الشهادة عام 235م إبّان الإضهاد السابع الذي أثاره الإمبراطور مكسيمانوس الغوثيّ ضدّ المسيحيّة، ومِمّا يؤكّد صحّة هذا الرأي ، ما جاء في قصّتها، أنّها راسلت العلّامة أوريجانس المتوفّي عام 255.

ولادتها ونشأتها

ولدت بربارة في أوائل القرن الثالث للميلاد في مدينة “نيقوميدية” ، وكانت الإبنة الوحيدة لوالدها “ديوسقورس”الوثنيّ المتعصّب الذي اشتهر في قومه بالغنى الفاحش والجاه وقساوة القلب ، وبكرهه للمسيحيّة. أمّا وحيدته بربارة فكانت دمثة الأخلاق، لطيفة ومتواضعة، تحبّ الناس كافّة. ماتت والدة بربارة وهي صغيرة ، فأقام والدها حرساً عليها لتبقى في القصر المنيف من شدّة خوفه عليها، كما جلب لها أساتذة بارعين ليعلّموها شتّى أنواع العلوم اللغويّة والفلسفيّة والتاريخيّة، لتنشأ كسائر فتيات الأغنياء في عصرها، كما ملأ والدها جوانب القصر أصناماً لشتّى الآلهة التي كان يعبدها لتتمثّل به وحيدته بالسجود والعبادة.

اعتناقها المسيحيّة

نالت بربارة ثقافة دنيويّة عالية، لكنّها كانت تشعر بفراغ كبير في عقلها وقلبها، ، وكان بين خدمها بعض المسيحيّين فاستفسرت منهم عن إلههم الذي لايسكن في الحجارة فشرحوا لها أصول الدين المسيحيّ وأشاروا عليها بمراسَلَة العلامة ” أوريجانس” أستاذ مدرسة الإسكندريّة الكبير، الذي بإمكانه أن يبسِّط أمام أمثالها من المثقّفين حقائق الإيمان المسيحيّ. كتبت بربارة إلى أوريجانس بما يدور في رأسها من أفكار دينيّة فلسفيّة. وطلبت إليه أن يتنازل ليكون معلّماً لها، فابتهج بذلك وأجابها على رسالتها موضحاً حقائق الإيمان المسيحيّ، وأرسل لها كتاباً بيد تلميذه “فالنتيانس” الذي أوصاه أن يشرح لبربارة تعاليم الربّ يسوع. لمّا قرأت بربارة رسالته امتلأت من الروح القدس، وبشجاعة فائقة أدخَلت فالنتيانس إلى قصرها ليكون أحد أساتذتها، فلقَّنها أصول الإيمان المسيحيّ، وشرح لها عقيدة التجسُّد الإلهيّ، وبتوليّة العذراء مريم والدة الإله. وبعد أن تعمّقت بأصول المسيحيّة، طلبت أن تنال نعمة المعموديّة، فعمَّدها الكاهن فالنتيانس، وكرّست نفسها للربّ يسوع، وكانت تواظب على الصلاة والتأمّل بسيرة الفادي ليلاً ونهاراً، وازداد احتقارها للأصنام التي ملأ أبوها القصرَ بها.

رفضها الزواج بوثنيّ

طلب يد بربارة أحد أبناء النبلاء من الوثنيّين في “نيقوميدية”، ففاتحها أبوها بذلك فرفضت الإقتران به، محتجّة برغبتها في البقاء إلى جانب أبيها وصعوبة فراقه والابتعاد عنه.فقرّر أبوها أن يعَوِّدها الافتراق عنه فسافر إلى مدينة أخرى بضعة أيّام.

تحطيمها الأصنام وتقديسها الثالوث

انتهزت بربارة فرصة غياب أبيها عن القصر فأكثرَت من الصيام والصلاة والتأمّل بالكتب المقدّسة وسِيَر القدّيسين، كما حطّمت أصنام أبيها الكثيرة المنتشرة في جوانب القصر، وكان أبوها قد أمر أن يُشيَّد لها حمّاماً خاصّاً في القصر ويُجعَلَ فيه نافِذتان، فأمرَت البنّائين أن يفتحوا شبّاكاً ثالثاً كي يكون عدد الشبابيك التي يدخل من خلالها النور على عدد الثالوث الأقدس.

ظهور السيّد المسيح لها

ظهر لها الربّ يسوع بهيئة طفل صغير جميل جداً، فسُرَّت بذلك لحظاتٍ من الزمن ثمّ انقلب سرورُها حزناً عميقاً لمّا تغيّرت هيئة الطفل الإلهيّ، إذ تخضَّب جسمه بالدم، فتذكّرت الفادي وتحمُّله الآلام والصلب في سبيل فداء البشريّة. وكانت الملائكة تظهر لها وتعزّيها وتشجّعها، وهكذا عاشت بربارة السماءَ وهي لا تزال على الأرض وشابهت الملائكة طُهراً ونقاء.

معرفة أبيها باعتناقها المسيحيّة

عندما عاد أبوها “ديوسقوروس” من رحلته ووجد أنّها قد حطّمت أصنامَه، هاج كالوحش الكاسر وأوشك في ثورة غضبه أن يقضي عليها ضرباً وتجريحاً، ولكنّها هربت من أمام وجهه. وبعد أيّام فاتحها ثانيةً بأمر تزويجها من شابّ وثنيّ، فرفضت مُعلِنةً أنّها قد وهبت نفسَها للربّ يسوع، فخرجَ عن طَوره وكاد أن يفتك بها مُعتبراً كلامها إهانة له ولدينه الوثنيّ، وحاول أن يوضح لها أنّها إذا بقيت على هذه الحال سوف تجعله يفقد مركزه المرموق في الدولة. هدّدها بأنّه إذا بقيت مسيحيّة سوف يغسل عارَه بسَفك دمها بيدَيه. هنا طلبت منه بربارة أن يستمع لها، ولو لمرّة واحدة، فشرحت له بُطلان عبادة الأوثان. عندها، استشاط غَيظاً وشكاها إلى حاكم المدينة.

اعترافُها بالمسيح جهراً

بناءً على شكوى والدها، استدعاها الحاكم ليُقاضيَها أمام الجمهور وحاول إغراءَها بالوعود الذهبيّة إذا تراجعت عن إيمانها بالمسيح، لكنّه باء بالفشل عندما أظهرت احتقارها لكلّ ما في العالم من مال وسلطة، وافتخارها بالمسيح يسوع… فأمر الحاكم بتكبيل بربارة، ثم عرَّوها من ثيابها وجلدوها بسياط مسنَّنة كالسكاكين، فتمزّق جسدُها وهي صابرةٌ لا تشتكي، بل تُمجِّد المسيح وتسأله أن يمنحها القوّة لتعترف به أمام المحكمة. في اليوم التالي أمر الحاكم باستجوابها علانيّةً، فتعجَّب الحاضرون جدّاً إذ رأوا جسمَها خالِيًا من آثار السياط. وحاول الحاكم ثانيةً إغراءَها، وإذ لم تؤثّر فيها وُعوده ووَعيده، أمر بتهميش ساقَيها بأمشاط من حديد. كما حرقوها بمشاعل مَوقودة، وضربوها بشدّةٍ على رأسِها وقطعوا ثديَيها، ثمّ ملَّحوا جسدها المُثخَن بالجُروح… كلّ هذا حدث وهي تسبِّح الله وتعلنُ إيمانَها بيسوع.

مواصلة جهادها وتحمّلها العذاب

أعادوا بربارة إلى سجنها المظلم وفي اليوم الثاني قادوها أمام الحاكم، ولكم كانت دهشة الناس عظيمة إذ رأوها بكامل صحّتها، فنسب الوالي شفاءَها إلى آلهته. قال لها هذا الأخير: “أنظري كيف استطاعت الآلهة أن تحميكِ!”، فأجابت بربارة: “لو كان لأصنامك حياة لاستطاعت أن تحمي نفسها في اليوم الذي حطّمتُها في قصر أبي. الإله الحيّ هو الذي ضمّد جروحي”. فاستشاط الحاكم غضباً وطلب من جنوده أن يقطعوا رأس بربارة بعد جرِّها في الشوارع عارِيَةً، فسترَها الله بضِياءٍ سماويّ.

استشهادها بيد أبيها

طلب أبوها من الحاكم أن يأذن له بقطع رأسها بيده فسمح له بذلك، فقادها أبوها الى خارج المدينة وهو يزبد، وعندما وصل إلى قمّة الهضبة، جثت بربارة على الأرض وضمَّت يدَيها إلى صدرها على شكل صليب وحنت هامتَها، فتناول أبوها الفأس وهَوى به على عُنُقها وقطعَه.

حياة القديسة بربارة البعلبكية.. وهاشلي بربارة

في كتابها عن القديسة بربارة تقول الكاتبة والرسامة لينا المر نعمة الصادر بالفرنسية بعنوان (بربارة بعلبك)، على انّ القديسة بربارة تنتمي الى فينيقيا (والى بعلبك بالتحديد).في حوار خاص لها في صحيفة الأنوار، إعتبرت نعمه هذا الكتاب (ثورة) على الاحتفالات المادية التي يقتصر عليها اليوم عيد القديسة بربارة، بحيث يطغى عليه عيد الشياطين والجنيات المعروف بالهالووين Halloween ومستقدم من جماعات السلتيين الذين استوطنوا بريطانيا وايرلندا، ونقله معهم الايرلنديون الى الولايات المتحدة الاميركية حيث طغى على عيد جميع القديسين المتزامن معه لاعتباره عيداً وثنياً. ومع ان لبنان ما زال اقل تأثراً من غيره من البلدان، تقول نعمه، فهو بدأ يصاب بالعدوى شيئاً فشيئاً، اذ يمارس الكثيرون عادات العيد الغربي ليمرحوا فقط، ومن المهم التأكيد ان طقوس (هالووين) انما هي عبادة للشيطان ونشر قصة العيد الحقيقية بين الناس.

رغم وجود العديد من القصص عن القديسة بربارة، وتختلف التفاصيل بحسب المنطقة والاهالي، تختار نعمه قصة اهالي بعلبك وتشرح في النهاية انها الاكثر إقناعاً بين غيرها. فتقوم بسرد القصة بلسان (المعلم عبدالله)، مهندس فينيقي ورث مهنته في بناء مُجَمّع بعلبك الذي بدأ به اجداده، ويتولى مسؤولية احدى الفرق الاساسية العاملة فيه في العام 235.تضيف المؤلفة على ذلك بعض التفاصيل للضرورة الدرامية كونه اغرم ببربارة وطلب يدها).

عبدالله والقصة

يفتتح عبدالله القصة بتعريفه عن نفسه واشارة الى ان الفينيقيين هم من بنوا مجمع بعلبك وليس الرومان كما هو مشاع. وتوسّع الكاتبة ذلك في كتاب لها بالفرنسية يعود الى العام 1997، يحمل عنوان (بعلبك، اثر فينيقي)، تعمل فيه على الإثبات ان معابد بعلبك بناها فينيقيون، وان هؤلاء نقلوا فنّهم الى الرومان الذين اعطوا اسمهم لما (لم يستطيعوا حمله الى بلادهم) كما جرت العادة وقتذاك. ويعرّف عبدالله بعد ذلك بالتاجر الفينيقي (ديكسوروس)، احد اهم واقوى الارستقراطيين في المنطقة، الذي عرض عليه عملاً عنده لاجل ابنته بربارة. ويصف المهندس قساوة الرجل وحبّه للرومان بأسلوب يشابه القصص المصورة، ويظهر من خلاله الجانب التربوي عند الكاتبة، فيبدو انها تخبر قصة للاطفال، تغلّفها بالبساطة والفكاهة وتضمّنها المعاني الاساسية اللازمة. في فصول اربعة لاحقة، يصف الراوي معاناة بربارة في تصديق آلهة تطلب التضحية بالابرياء، وبحثها عن اجابات على اسئلتها الكونية وايجادها عند عالم اللاهوت المصري (أوريجين)، كما يصف تمرّدها على آلهة أبيها وعلى هذا الاخير، ومدافعتها عن ايمانها (بإله المسيحيين)، رغم ما ينتظرها من مشقات لم تدفعها الى تغيير رأيها، بل ادّت بها الى الموت. لكن قصة القديسة بربارة لا تنتهي هنا، بل بما فعلته اثر وفاتها في نفوس الاحياء، خصوصاً (عبدالله) المهندس الذي احبها قبل ان يتعرّف اليها، فتعلّم من خلالها حب المسيح، كما فعل ويفعل الكثيرون الى ايامنا هذه. واليوم متصل بالامس بالنسبة الى نعمه، التي اصدرت في تموز الماضي (العام 2000) الجزء الاول من دراسة عن (نبوءات الكتاب المقدس حول لبنان المعاصر)، تثير فيه جدلاً.

“بسيّه بربارة”

من جهتها وفي مقالة للكاتبة زينة خليل عن القديسة بربارة ” بسيّه بربارة”، تقول: قال السيّد المسيح ” إن لم تمت حبّة الحنطة فإنها تبقى وحدها ولكن إن ماتت تأتي بثمرٍ كثير”… القمح أي حبة الحنطة رمز هذه الليلة ” ليلة عيد البربارة ” التي يحتفل فيها أغلبية المسيحيون في لبنان بذكرى “القديسة بربارة “التي استشهدت في 4 كانون الأول من العام 303 م وجسدها موجود حاليًا في كنيسة في مصر القديمة…

وقد كان والدها ديسقورس شديد التمسك بالوثنية … اما القديسة بربارة فتلقنت العلوم من العالم أوريجانس المسيحي  وتعلق قلبها بالسيد المسيح فنذرت حياتها له، ونالت المعمودية دون أن تفاتح والدها ، وقررت أن تعيش بتولاً تكرس حياتها للعبادة… وحين أدرك والدها الأمر جلدها حتى سالت منها الدماء،  ومزق جسدها بمخارز مسننة بينما هوي صامتة تصلي … وبعد هذه الحادثة هربت ” بربارة ” الى حقول القمح وإرتدت ملابس لتخفي ملامحها …

ومنذ ذلك الحين يحتفل العالم المسيحي بعيدها، فليلة 3 كانون الأول من كل عام يخرج الكبار والصغار من بيوتهم في أزياء تنكرية يختارها كل فرد على ذوقه ومع الوقت باتت الأزياء تتطور بحسب مجريات العصر التي لها تأثيراتها على الملابس والأقنعة المستخدمة في هذه المناسبة … وبعد التنكر يطوفون على بيوت الجيران والاقارب والاصدقاء ويعيدونهم راقصين مبتهجين  ومنشدين أغنية ” هاشلي بربارة مع بنات الحارة عرفتا من عينيها ومن لمسة إيديها ومن هيك الإسوارة هاشلي بربارة”…

ولا ننسى ” حلوينة العيد” من كل بيت يزورونه ( السكاكر والقطايف بالقشطة واللوز أو الجوز ) … وبعد الضيافة يكملون الأغنية  إذا كانت ربت المنزل كريمة قائلين: ” أرغيلي فوق أرغيلي صحبة البيت كريمي”، أما إذا كانت بخيلة فيخرجون من المنزل وملامح الغضب على وجوههم قائلين ” أرغيلي فوق أرغيلي صحبة البيت بخيلة”، ونذكر أيضاً بعض الأقوال التي يرددها الناس في هذه المناسبة : – برباره تبربرتي عندالرب تمخترتي، ابوكِ ها الكافر ، ها العباد الحجاره، جاب السيف يقتلكي، صار السيف سناره، جاب الحبلة يشنقكِ، صارت الحبلة زناره، جاب الجمرة يحرقكِ، صارت الجمرة بخوره.

– بسيّه برباره والقمح بالمغاره ،يا معلمتي حليّ الكيس، الله يبعتلك عريس بجاه العدرا والمسيح.

– وبلاطه فوق بلاطه صاحبة البيت خياطه، اركيله فوق اركيله، صاحبة البيت زنكيله.

– بسيّه برباره عامودين ومنشاره، لولا الشيخه ما جينا ولا خشيّنا هل الحاره.

أما في الغرب فالمسيحي يلجأ للصلاة والدعاء للقديسة بربارة لتحميه من  البلايا والأخطار, لاسيما وقت هبوط الصاعقة وفي ساعة الموت …  ويكرم هذه الشهيدة أصحاب الحرف والصناعات الخطرة كالذين يطلقون المدافع ويزاولون صنع البارود ويشتغلون بالأسلحة ويسبكون المعادن. وكذلك ترى كل من يخاطرون بحياتهم قد اتخذوا القديسة كشفيعة خاصة لهم كالبنائين ورجال الإطفاء وغيرهم.

ويذكر في سيرة القديس استانسلاوس الراهب اليسوعي انه استشفع بالقديسة بربارة إذ كان مقبلاً على الموت وليس له من يُقيته بسرّ القربان الأقدس فلبّت إلى دعائه وظهرت له مع ملكين وناوله أحدهما زاد الملائكة.

يقول: “لدي عادة، أنّه ولدى وصولي الى مكتب الأب يوسف يمين، نعمد على فتح كتاب “السنكسار” لإكتشاف أياً من اعياد القديسين نحن في ظلّه، وقد صودف في احدى المرات وجود التباس حول أصل أحد القديسين، بحيث تضاربت المعطيات حوله، كحال القديسة بربارة  التي يقول السنكسار الماروني أنّها ولدت في نيقوديميا، فيما تؤكد التقاليد اللبنانية والأب بطرس ضو أنّها من مدينة بعلبك وفق ما جاء في كتابه “تاريخ الموارنة”.

 

الحملة الإعلامية على د.فارس سعيد: عهر وفجور وشوارعية

الياس بجاني/04 كانون الأول/17

إن الحملة الإعلامية الزقاقية والدركية بمستواها وخطابها من بعض الصنوج والودائع في تيار المستقبل واعلام الممانعة على د.فارس سعيد لا تليق أبداً بالرئيس بالحريري ولا بعائلته ولا بتياره. هذا عهر وفجور..اضبضبوا

 

شو يعني ربط نزاع؟ يعني استسلام لإحتلال وإرهاب حزب الله وخدمات لإجندات شخصية وسلطوية وهروب إلى الأمام

الياس بجاني/03 كانون الأول/17

فلقونا الرئيس الحريري والدكتور جعجع وأهل العهد بهرطقة وخزعبلة ما يسمونه للتموية "ربط النزاع"؟

شو يعني عملياً ربط النزاع؟ ..يعني نفاق وذمية وجبن وصفقات مذلة واستسلام لإحتلال وسلاح ودويلة حزب الله وقفز فوق القرارات الدولية وتغليب الأجندات السلطوية على مصلحة الوطن ومداكشة الكراسي بالسيادة. يضبضبوا

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

 

إيران هي جسم غريب ووباء سرطاني ستلفظهما دولنا

الياس بجاني/03 كانون الأول/17

على الألف أكيد مشروع إيران وملاليها وأوهام امبراطوريتهم لفشل حتمي..إيران هي جسم غريب ووباء سرطاني ودولنا ستلفظهما عاجلاً أم أجلاً لا محالة... وها هو الشعب اليمني يبدأ ثورته على نقوذ وميليشيات إيران والسبحة ستكر إلى دول أخرى.

 

طريق الإستسلام لا تؤدي لغير المذلة

الياس بجاني/01 كانون الأول/17

يضج الإعلام عن خيانات بين جعجع والحريري وعن مشكلة بينهما قد تصل بالحريري إلى طرد وزراء جعجع من الوزارة في حين انهما هما عملياً مشكلة لبنان الأولى وهما من فرط 14 آذار وداكش الكراسي بالسيادة وهما من تنازل على الدستور وهما من قفز فوق دماء الشهداء.. هما المشكلة وأي حل يتططلب استقالتهما من الحياة السياسية.

 

البكاسيني: زقاقية ونتاق وهرار وتطاول على الشرفاء

الياس بجاني/01 كانون الأول/17

نتاق وهرار جورج بكاسيني اليوم عبر تلفزيونMTV هو معيب بحق الرئيس الحريري وبمصداقيته والجدية وليس بحق الأحرار والشرفاء والسياديين الذين تطاول عليهم الصنج بفجور وانحطاط اخلاقي.

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

 

مداحون وقداحون بالإجرة وشجاعة مواقف فارس سعيد

الياس بجاني/02 كانون الأول/17

فعلاً نشفق على من تخيفه مواقف فارس سعيد المعبرة عن مزاج لبناني سيادي عابر للطوائف ويشن عليه حملة افتراء اعلامية سخيفة وصبيانية عبر ألسنة وحناجر صنوج عكاظية مستأجرة للقدح والمدح..

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

لقاء سيدة الجبل: الأزمة بوضوح هي إمساك ايران من خلال حزب الله بقرار الدولة

04 كانون الأول/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=60813

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي وأصدر البيان التالي:

يحذّر "اللقاء" من اعتماد المخارج المبسطة لأزمات معقّدة. إن الأزمة بوضوح هي إمساك ايران من خلال "حزب الله" بقرار الدولة اللبنانية، وليست استقالة الرئيس سعد الحريري إلا نتيجة لهذه الأزمة المزمنة.

قد يحلّ "بيان النأي بالنفس" أزمة الحكومة، إنما لن يشكّل حلاً لأزمة السلاح الذي بات عبئاً علينا وعلى العرب من خلال تدخلاته في أزمات المنطقة. وعليه، يدعو "لقاء سيدة الجبل" فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس الحكومة إلى مراجعة مسؤولة لأسباب الإستقالة الأخيرة والسير باتجاه معالجة وطنية تنقذ لبنان وعلاقاته بالعالم العربي والعالم.

يبرز يوماً بعد يوم أن الثمن المالي والاقتصادي الذي يدفعه وسوف يدفعه اللبنانيون بسبب "حزب الله"، بات اكثر من قدرتهم على التحمّل في منطقة تنام على شيء وتستفيق على شيء.

 

بيان "تقدير موقف رقم 93/لا استقرار في المساكنة بين سلاح "حزب الله" والدولة، إفتحوا أعينكم جيداً فالمنطقة رجراجة ولا تناموا على حرير

04 كانون الأول/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=60813

في السياسة

· "بيان واضح" مرتقب يضع حدّاً لأزمة الحكومة بعد استقالة رئيسها في 4 تشرين الثاني، واستمرار لأزمة وطنية عنوانها "المساكنة بين الدولة و"حزب الله"!

· منطقة "متقلّبة" تنام على شيء وتستفيق على اشياء أخرى وآخرها الوضع في اليمن السعيد!

· مقتل علي عبدالله صالح بعد ساعات من إعلانه أن اليمن يعيش في "فضاء الخليج"!

· اجتماع مجموعة "دعم لبنان" في باريس دون مشاركة المملكة العربية السعودية!

· تحالفات جديدة تضع خصوم الأمس مع بعضهم وأصدقاء الأمس في مهبّ "المهاترات" الاعلامية!

· أهمية انتخابات 2018 بالنسبة لايران بأهمية انتخابات 1992 بالنسبة لسوريا!

· علاقات لبنانية – عربية في مهب الريح!

· تصريح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير يطال القطاع المصرفي في لبنان!

تقديرنا

· يخطئ الرئيس عون الذي تقدّمت له مناسبة ذهبية من خلال استقالة الرئيس سعد الحريري، إن لم يستطع انتزاع أي تنازل من "حزب الله" لصالح الدولة!

· يخطئ الرئيس الحريري إذا ارتضى بمخارج لفظية!

· يخطئ من يستسلم لشروط "حزب الله" ظنّاً منه بأنه سيحصل على استقرار!

· لا استقرار في المساكنة بين سلاح "حزب الله" والدولة!

· إفتحوا أعينكم جيداً فالمنطقة رجراجة!

· لا تناموا على حرير!

 

فيديو ونص مقابلة د.توفيق الهندي من تلفزيون (LBC)/ مع خيار ترك حزب الله يحكم وتحمل مسؤولية حكمه.. ومع وقيام معارضة سيادية وسلمية وتظهير موقف معارض يؤكد أن لبنان ليس هو حزب الله.

http://eliasbejjaninews.com/?p=60802

فيديو مقابلة د.توفيق الهندي من تلفزيون ال بي سي (برنامج نهاركم سعيد)/04 كانون الأول/17/اضغط هنا لمشاهدة المقابلة

https://www.youtube.com/watch?v=hLKPRMKBsso

 

عناوين مقابلة د.توفيق هندي من ال بي سي

تلخيص وتفريغ الياس بجاني بحرية وتصرف كاملين

http://eliasbejjaninews.com/?p=60802

04 كانون الأول/17

*مع خيار ترك حزب الله يحكم وتحمل مسؤولية حكمه.. ومع قيام معارضة سيادية وسلمية ودستورية وعابرة للطوائف وتظهير موقف معارض واضح يؤكد أن لبنان ليس هو حزب الله.

*الصورة التي يظهر من خلالها لبنان حالياً هي صورة حزب الله المسيطر على قراره، وبالتالي هذا اللبنان كله في الوقت الراهن يتحمل مسؤولية أعمال الحزب الحربية الإقليمية والدولية.

*الدولة اللبنانية لن تستعيد عافيتها ما دامت الدويلة مسيطرة عليها وتتحكم بها وبقرار السلم والحرب.

*الحلول المرهمية والترقيعية لا فائدة منها وهي للأسف مستمرة منذ العام 2005.

*ليعود لبنان دولة حرة وسيادية ودستورية مطلوب الالتزام بالدستور وبالشرعيتين العربية والدولية وبالقرارات الدولية 1559 و1701 وباتفاقية الطائف.

*حزب الله فريق عسكري ومذهبي فاعل ومؤثر في الحرس الثوري الإيراني وهو موجود في لبنان ومهمته هي تصدير الثورة الإيرانية ومرجعيته بالكامل كما قراره وتمويله وحركته هي كلها في إيران. دور هذا الحزب يناقض كل ما هو لبناني من سلم وتعايش وحريات وديمقراطية ودستور وسيادة واستقلال ودور ورسالة وكيان.

*الدور المسيحي المفترض والصحيح والتاريخي في لبنان هو المحافظة على دولة سيدة وحرة ومستقلة وليس في استغلال التناقضات المذهبية والإستقواء بأي طرف كما هو الحال اليوم ومعاداة الدول العربية والذوبان في محور إيران.

*رئيس الجهورية هو رئيس إدارة أزمة ولا يزال على تحالفه العلني والعملي مع حزب الله منذ العام 2006 وهو ليس حيادياً ولا في الوسط كما أشيع وقت فرض التسوية.

*لبنان ليس له أي مصلحة في مواجهة الدول العربية والدخول في المحور الإيراني.

*الرئيس الحريري والدكتور جعجع وبدخولهما التسوية ضربا المعارضة السيادية وتركا لحزب الله أمرة السيطرة الكاملة على القرار والحكم.

*علينا أن ننتظر لنرى بما سيقبل به الرئيس الحريري ليعود عن استقالته.. علماً أن حزب الله لن يرضى بغير تنازلات شكلية ولفظية وهو لن ينأى بنفسه عن أي ساحة من الساحات العربية وإلا يفقد ذاتها الإيرانية ويلغيها.

*من المتوقع أن يُعلن موقف سعودي واضح عقب عودة الرئيس الحريري عن الاستقالة في حال عاد..في حين أن السعودية وكما هو متوقع لن تقبل بحلول ترقيعية وهي بالغالب الحلول المتوقعة لعودة الحريري إلى الحكومة.

*من خلال التسوية أصبح حزب الله هو الحاكم الفعلي والممسك بقرار السلم والحرب في حين ترك للأطراف التي دخلت معه التسوية هامش التحرك الممسوك في الملفات المعيشية من كهرباء وماء وقمامة وخدمات وغيرها..

*في زمن الاحتلال السوري بقيت المعارضة خارج الحكم وشكلت نموذجا سيادياً ووطنياً وسلمياً ناجحاً ووازناً ومؤثراً في تظهير موقف سيادي واستقلالي ودستوري أعطى ثماره من خلال ثورة الأرز وخروج الجيش السوري من لبنان.

*لتذكير المنخرطين حالياً في التسوية من ال 14 آذاريين، فإن الاحتلال السوري كان مباركاً ومرضى عنه دولياً وعربياً ولكن رغم ذلك قامت معارضة قوية وفاعلية من خلال تجمع قرنة شهوان وأثبتت فاعليتها الاستقلالية والسيادية.

*الرئيس الحريري سيخرج من ذاته ويفقد الغطاء العربي في حال عاد عن استقالته دون الالتزام بسقف بيان استقالته السيادي والدستوري وسيصبح ملحقاً بحزب الله.

*موقف الرئيس الحريري وسقفه من خلال العودة إلى الحكومة من عدمها سوف يبين إن كان لا يزال تحت المظلة السعودية-العربية أو لا.

*مطلوب من المعارضة الحقيقية والسيادية أن تترك حزب الله يشكل حكومته ويتحمل مسؤوليات الحكم دولياً وإقليمياً على أن لا يكون بعض هذه المعارضة غطاء له ودون فاعلية سيادية ودستورية.

*لدى حزب الله ما يقارب 56 نائباً الآن ومع نواب النائب جنبلاط بإمكانه تشكيل حكومته. فليترك له هذا الخيار ولتعارض المعارضة من خارج الحكم لأن وجودها في الحكومة شكلي وغير مؤثر وغير فاعل.

*مطلوب قيام معارضة سلمية عابرة للطوائف سيادية ودستورية وتظهير موقف لبناني حر واضح وجلي لإفهام العالم بأن حزب الله هو ليس كل لبنان ولا يمثل كل اللبنانيين، وبالتالي وضع حدود بينه وبين أغلبية الشرائح اللبنانية.

*من المفترض أن يأخذ الدكتور جعجع موقف واضح ومبدئي وغير آني ومصلحي من أي تعديل للتسوية.. موقف يتوافق مع أهداف وتاريخ القوات اللبنانية السيادي والمقاوم.

*موقف الدكتور جعجع القائل بترك السلاح مع حزب الله ووضع أمرته بقيادة الجيش يأتي في سياق دخوله التسوية ورغبه البقاء فيها وفي سياق مقولة ما سمي ربط نزاع وهو موقف يتناقض مع مبادئ القوات اللبنانية وكذلك جاءت مواقفه المتناقضة من الحكومة عقب استقالة الحريري ومن ثم العودة عنها.

*القانون الانتخابي الذي فرضه حزب الله سوف يؤمن له أكثرية نيابية مريحة من المحتمل أن تشرع له سلاحه كرديف لسلاح الجيش وكذلك دوره المناقض كلياً للدستور وللسيادة ولكل ما هو استقلال.

*يشاع بأن ما يجري حالياً في اليمن من أحداث جاء نتيجة توافق سعودي إيراني بحيث يترك لبنان لإيران واليمن للسعودية.. أنا اعتقد أن هذا كله هراء وغير صحيح.

*لا يجب أن نستهين أبداً بالتحالف الأميركي السعودي (ترامب – محمد بن سلمان) المعارض بشدة للتمدد الإيراني، وإن كان هذا التحالف لم يترجم عملياً حتى الآن على الأرض.

*للنظام الإيراني وجهان واحد فارسي وآخر إسلامي شيعي والأخير هو الغالب وإيران لن تتراجع قيد أنملة عن مشروعها التوسعي… وهذا المشروع غير مقبول أميركياً وعربياً. ..ومن هنا دور حزب الله الإيراني الإقليمي سوف يستمر.

*اشكك باجراء الانتخابات النيابية لأن الوضع الإقليمي متغير جداً وما نشهده في اليمن وسوريا يؤكد أن المنطقة مقبلة على تطورات كبيرة وبالتأكيد سيكون لها تأثيرها على الوضع في لبنان.

 

فارس سعيّد لـ «جنوبية»: «المستقبل» في بيتهم وأنا في بيتي!

سهى جفّال/جنوبية/ 4 ديسمبر، 2017

إنفصل رفاق الدرب وأصبح ثوار الأرز حلفاء الأمس أخصام اليوم، ولم يبقَ من "14 أذار" سوى شعارات وأحلام. وبقيت هذه الإنتفاضة وليدة لحظة وحدة القضية ضد الوجود السوري وسلاح الأمر الواقع. ظهر خلاف واضح بين اطراف في “تيار المستقبل” ومنسق الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار النائب السابق فارس سعيّد، إلى درجة تنصّل المستقبل من الأخير. وهو ما يعكس درجة توتر العلاقة بين الطرفين بعد إستقالة الحريري الملتبسة في الرابع من تشرين الأوّل، وما رافقها آنذاك من كلام عن تآمر سعيد على الحريري مع السعودية بهدف إزاحته عن المشهد السياسي اللبناني لعدم قدرته على مواجهة “حزب الله” والنفوذ الإيراني في لبنان. وقد أكّد وزير الثقافة غطاس خوري أمس، في حديث لـ”الأسبوع في ساعة” الذي يبث على قناة الجديد أنّه لا يعرف شخصاً اسمه فارس سعيد. وتابع خوري ” بعض الأفرقاء كان لديهم النية في تغيير الخطة المرسومة لكن الفضل يعود لوعي الشعب اللبناني ولموقفه”. وذلك في موقف يستكمل ما سبق أن غرّد به على “تويتر” في وقت سابققائلا: “هذه اللوحة الليتورجيّة قرّرت إهداءها الى من كنت أعتبره صديقاً! علّها ترشده في مهمّاته الجديدة”، مرفقاً التغريدة بصورة يظهر فيها يهوذا الإسخريوطي وهو يقبّل السيّد المسيح، كعلامة لتسليمه الى اليهود من دون ما يشير الى من المقصود الا ان تغريدتي سعيد أتتا بعد صورة خوري”. وحينها أشيع أن المقصود هو سعيّد وذلك في إطار الكلام الّذي يروج لع عن خيانة وطعن في الظهر.

وفي إطار الردّ غرّد سعيد عبر “تويتر ” اليوم  قائلاً:”انتهت العلاقة السياسية مع الرئيس الحريري منذ التسوية في ايلول ٢٠١٦ و زرته في آب٢٠١٧ و أبلغته اني سأعارضه ارجو ان يبقى الخلاف سياسي احترامي له كامل اطلب منه المعاملة بالمثل من الأفضل ان يطلب من الذين”يدافعون”عنه عدم اهانة الناس لأنهم لا يليقون به”. كما كان لـ “جنوبية” حديث مع النائب السابق فارس سعيد للوقوف عند كلام خوري والخلافات الأخيرة التي وصلت إلى أوجها مع  “تيار المستقبل“، وقد رفض الحديث عن هذا الموضوع بالقول “حدث ما حدث، وهذا الامر أصبح ورائي، ولا أريد التكّلم فيه بالإعلام”. مضيفا “أنا لست مع هذه السياسة ولست مع سياسة التجريح في الإعلام ولا أريد الدخول في سجالات مع أي شخص حتى لو هو تقدّم بإهانات كما حصل”. مشددا “هم في بيتهم وأنا في بيتي”.

وعن الكلام الذي يروّج له منذ “سبت الإستقالة” عن تآمر سعيّد على الرئيس الحريري وطعنه في ظهره أنه “لا يعلم، ولا يريد الدخول في الموضوع. كما أن اليوم الذي يقرّر فيه الردّ سيكون عبر مؤتمر صحفي وحتى الآن لم يقرر”. مشيراً إلى أنه “ينتظر البيان الذي سيصدر غداً في ما يخص النأي بالنفس، وإجتماع المجموعة الدَولية للدفاع عن لبنان كما ينتظر بعض الوقت من أجل أن تستكمل جميع العناصر بين يديه”.

وأكّد أن اليوم الذي سيقرّر فيه الردّ “سيكون عبر مؤتمر صحافي موثق حول كل شيئ، وليس من باب الدفاع عن الذات، إنّما من باب وضع كل إنسان في مربعه الّذي يستحق”.

وفيما يتعلّق بالمشاروات والمحادثات بين القيادات السياسية لتثبيت سياسة  “النأي بالنفس” أكّد سعيد أنه “ضدّ التسوية بأيلول 2016 وضدّ التسوية اللفظية التي ستحصل غدا”. ورأى أن “كل ما يريده “حزب الله”الذهاب إلى إنتخابات في العام 2018 تشبه إنتخابات 1992 في مرحلة السوريين، أي أن يأتوا بمجلس تأسيسي إدارته السياسية سهلة من قبله يكون إطار تشريعي لضمان النفوذ الإيراني في لبنان وعلى رأسهم موضوع تشريع سلاح حزب الله. على غرار تشريع “الحشد الشعبي” في العراق بحيث يكون في لبنان جيشين بالقانون، جيش وطني وإلى جانبه حشد شعبي إسمه في لبنان حزب الله”. مشددا “وهذا ما نرفضه البارحة، اليوم وغدا. وسنخوض الإنتخابات النيابية  في مواجهة هذا المحور”. وخلص سعيّد بالتأكيد أن “لا أحد يطلب من أحد في لبنان الدخول في حرب أهلية، كل المطلوب إعادة رسم الحدود بين الدول اللبنانية و”حزب الله”. هذه الحدود أزيلت ويجب إعادة بنائها”.

ويبقى مستقبل العلاقة بين الجانبين رهنًا إلى  ما ستؤول إليه الأمور ، بعد المشاورات والاتصالات التي من المفترض أن تصل إلى صيغةِ حلّ تثبّت سياسة “النأي بالنفس”  وإن كانت هذه السياسة عملية وليست مجرّد بيان لفظي.

 

د.فارس سعيد: انتهت العلاقة السياسية مع الرئيس الحريري منذ التسوية في ايلول ٢٠١٦ وزرته في آب٢٠١٧ وأبلغته اني سأعارضه. ارجو ان يبقى الخلاف سياسي. احترامي له كامل واطلب منه المعاملة بالمثل.من الأفضل ان يطلب من الذين"يدافعون"عنه عدم اهانة الناس لأنهم لا يليقون به

تويتر/04 كانون الأول/17

*انتهت العلاقة السياسية مع الرئيس الحريري منذ التسوية في ايلول ٢٠١٦ وزرته في آب٢٠١٧ وأبلغته اني سأعارضه. ارجو ان يبقى الخلاف سياسي. احترامي له كامل واطلب منه المعاملة بالمثل.من الأفضل ان يطلب من الذين"يدافعون"عنه عدم اهانة الناس لأنهم لا يليقون به.

*من لا يوافق على بيان اعلان النوايا عليه ان ينتقل الى المعارضة. المرحلة لا تحتمل انصاف حلول ولن نسمح لإيران أن تحتل لبنان بواسطة جماعة وتخاذل أخرى..#سنلتقي.

*المرجع الديني علي السيستاني يطلب حصر السلاح في يد الدولة في العراق بإشارة واضحة ضد الحشد الشعبي. هل من لبناني يطالب بحصر السلاح في يد الجيش؟ اما اصبح همنا اليمن ثم العراق ثم سوريا واخيراً لبنان؟

*حزب الله لا يساعد لبنان ولا يساعد الرئيس الحريري عندما يعلن "الاعلام الحربي يعلن اطلاق صاروخ على ابو ظبي"..ارجو ان تبلغوا هؤلاء المكلفين في إهانة الناس..

*الدولة في لبنان وقاماتها لم تعد كافية للتغطية على حزب الله..لبنان وطن أسير.

*لم يدرك بعد أهل السلطة حجم الأزمة..الإشارة للمصارف تهدف القول ان "اعلان النأي بالنفس"سقط قبل ولادته. فقد لبنان ثقة العالم به بسبب تحكّم حزب الله برؤسائه ومؤسساته..#سنلتقي.

*ينتظر لبنان بيان "النأي بالنفس" في منطقة تنام على شيء وتستفيق على شيء آخر.. تخطت الاحداث خيال البعض في ابتكار حلول. فقد العالم الثقة بلبنان. هذا أخطر ما نعيشه ما يحصل مع المصارف اول الغيث.

*رفع وصاية ايران عن لبنان عنوان المعركة الانتخابية القادمة بين فريقين. ١-تحالف احزاب وحزب الله ٢-تحالف في وجه حزب الله/سنظهر لأحزاب التسوية ان لبنان لا يوافقً على احتلاله مجددا..نريد دولة واحدة وفقا للدستور و١٥٥٩-١٧٠١

*كيف لدولة مستقلة وعضو في الامم المتحدة والجامعة العربية ان تضمن حزباً مدرج على لائحة الإرهاب؟ إعلان النوايا لا يأتي بالثقة. لبنان الرسمي غير قادر على ضمان سلوك حزب الله وستضخمون المشكلة مع العالم العربي بدلاً من ايجاد حلّ لها..#سنلتقي.

 

غياب صالح سيكشف الحجم الفعلي للحوثيين الذين تدثروا حجم صالح وانتحلوا وزنه اليمني.

نديم قطيش/فايسبوك/04 كانون الأول/17

تصفية علي عبدالله صالح بهذه الطريقة الفظة والفئوية هي تعبير عن أعلى درجات التوتر الإيراني في المنطقة وفي اليمن. الحوثي خسر بمقتل صالح غطاءه "الوطني" (ولو كانت كلمة وطني هنا محملة بالمعاني الوهمية) الذي كان يعطي لهذه العصابة بعداً يمنياً يتجاوز وزنها الفئوي الخفيف. الحوثي سيجد نفسه معزولاً في مواجهة أغلبية يمنية شمالية لن ترضى بحكم الأقلية الحوثية.  للاسف اليمن فتح على المزيد من الدماء والقتل والتصفيات والحروب الصغيرة، كإحتمال أرجح، أو يكون أمام فرصة لفرض عملية سياسية، أياً تكن حصة الحوثي فيها، فهي لا بد أن تعكس حجمه الاقلوي في المجتمع اليمني..

غياب صالح سيكشف الحجم الفعلي للحوثيين الذين تدثروا حجم صالح وانتحلوا وزنه اليمني.

 

لا أمان مع أذرع ايران أينما كان

سناء الجاك/فايسبوك/04 كانون الأول/17

استغرب ان يستغرب احد مقتل علي عبد الله صالح على يد حليفه الحوثي

الم يتم ا غتيال الشهيد رفيق. الحريري على يد من حسب انه في أمان معهم

مع ان الشهيد الحريري كان رجل دولة وسلام

لا أمان مع أذرع ايران أينما كان

شو فهمنا ؟!؟!

 

ما هو السر بانتصارات السيد حسن نصر الله الإلهية؟

الشيخ حسن مشيمش/جنوبية/ 4 ديسمبر، 2017

س – لماذا اللَّه تعالى ترك الإسرائيليين يقتلون كثيراً من أنبيائه من دون أن ينصرهم كما نصر السيد حسن نصر الله؟!ا

قال اللَّه :{ فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بِآيَاتِ اللَّه وَقَتْلِهِمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ }

لماذا ترك اللَّه تعالى الإسرائيليين يذبحون نبيه يحي عليه السلام من دون أن ينصره عليهم كما نصر السيد حسن نصر الله ?!

لماذا الله تعالى ترك الإسرائيليين يصلبون المسيح عليه السلام وفق المعتقد المسيحي ولماذا ترك الله تعالى الإسرائيليين يتغلبون على المسيح عليه السلام في الارض فأنقذه منهم برفعه إلى السماء كما هو المعتقد الإسلامي لماذا لم ينصره على الإسرائيليين ليغلبهم كما نصر السيد حسن نصر الله؟

لماذا الله تعالى ترك يزيد يذبح الحسين عليه السلام ولم ينصره كما نصر السيد حسن نصر الله؟

لماذا الله تعالى ترك معاوية يغلب الإمامين عليا والحسن عليهما السلام ولم ينصرهما عليه كما نصر السيد حسن نصر الله؟

لماذا الله تعالى ترك أئمة أهل البيت الأطهار الأبرار يُغْلَبون من حكام عصرهم ويُسْجَنون ويُقْتَلون من دون أن ينصرهم كما نصر السيد حسن نصر الله إنتصارات إلهية متعددة في لبنان وسوريا والعراق واليمن والبحرين والكويت؟ لماذا؟

فمن يتفضل علينا بفك هذا اللغز والطلسم والحرز والسر؟

 

الطفيلي: “حزب الله” ليس أكثر من جهة لا تستطيع أن تخرج عن الإرادة السياسية الإيرانية

الحرة/05 كانون الأول/17/رأى الأمين العام السابق لـ”حزب الله” الشيخ صبحي الطفيلي أن عدد الذي قتلهم إيران في سوريا يفوق العدد الذي قتلتهم “داعش”. وفي مقابلة مع “الحرة”،  إعتبر أن “حزب الله” ليس أكثر من جهة لا تستطيع أن تخرج عن الإرادة السياسية الإيرانية.

وسأل الطفيلي، هل الرئيس سعد الحريري مقتنع بأن طرح سياسة “النأي بالنفس” قابل للتحقيق؟، وإستطرد قائلاً: “بالتأكيد حزب الله لا يملك من هذا الامر شيئاً، والأمر لإيران وليس له”.

 

غارات إسرائيلية قرب دمشق.. وهذه هي المواقع المستهدفة!

(أ. ف. ب) /05 كانون الأول/17/استهدفت طائرات حربية إسرائيلية قرابة منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء، للمرة الثانية خلال 72 ساعة، منطقة تضم مستودعات أسلحة تابعة لقوات النظام السوري قرب دمشق، وفق ما أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن.

وقال عبد الرحمن إن "الغارات الإسرائيلية استهدفت منطقة تضم مركزاً للبحوث العلمية ومستودعات أسلحة لقوات النظام وحلفائه في جمرايا" في وقت اكتفى الاعلام السوري الرسمي بالإشارة إلى أن "الدفاعات الجوية تتصدى للعدوان الإسرائيلي بالصواريخ على أحد مواقعنا قرب دمشق وتسقط ثلاثة أهداف منها".

 

عبد القادر: لا تأثير للتطورات اليمنية على لبنان  و اسـرائيل ترسـم الخطوط الحمـر في سـوريا

المركزية- فيما يترقب الداخل اللبناني المخرج الذي ستنتهي إليه المفاوضات السياسية لإطلاق المرحلة الجديدة من التسوية العريضة، اغتيل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، برصاص الحوثيين المدعومين من ايران، غداة انقلابه عليهم السبت الفائت، واستعداده لمد يده إلى الرياض، ألدّ خصوم طهران في المنطقة. تبعا لهذه الصورة، يبدو اغتيال صالح فصلا من المواجهة السعودية الايرانية التي تشتعل بها المنطقة على مختلف جبهاتها، بما يثير تساؤلات عن احتمال تلقي لبنان شظاياها، فيما هو يستعد لتجديد تمسكه بالنأي بالنفس عن صراعات المحاور، مع الاشارة إلى أن التطورات اليمنية المتسارعة أتت معطوفة على غارة اسرائيلية على سوريا انطلاقا من الأجواء اللبنانية. وفي تعليق على هذه الصورة، أوضح الخبير العسكري العميد المتقاعد نزار عبد القادر في حديث لـ "المركزية" أن "ما يجري في اليمن لن يكون له تأثير على أزمة لبنان. ذلك أن في لبنان قضية أخرى تكمن في دور حزب الله في الداخل، وفي سوريا، إلى جانب مواقف الأمين العام لـ "حزب السيد حسن نصرالله، والاعلام التابع للحزب ضد الدول العربية والخليجية، لا سيما المملكة العربية السعوية". وفي ما يخص تطورات اليمن، اعتبر عبد القادر أن "الملف اليمني قد يترك تأثيراته وانعكاساته على مستوى الوضع العام في الاقليم، لأن القضية باتت مرتبطة بنفوذ ايران وسيطرتها على اليمن من خلال ميليشا شبيهة بـ "حزب الله"، وهو ما دفع مسؤولين كبارا في طهران إلى كلام عن السيطرة على عدد من العواصم العربية، بينها بيروت"، مشيرا إلى أن "إذا نجحت القوى الشرعية اليمنية في الامساك بالوضع في صنعاء، فسنكون أمام تبدل فعلي في قدرات ايران على بسط نفوذها في المنطقة، ما قد يرتب الانقلاب على بعض الأوضاع التي تستفيد منها طهران لبسط نفوذها في دول أخرى". وفي ما يخص اغتيال صالح، أعرب عن اعتقاده أن "المعركة التي بدأت اليوم في اليمن لن تنتهي بمقتل صالح الذي كان محاطا بالمساعدين الذين كانوا ضباطا لعقود خلت، واليوم في استطاعة القوات اليمنية الهجوم في اتجاه العاصمة لممارسة مزيد من الضغط على الحوثيين". وفي مجال آخر، وفي قراءة في أبعاد الغارة الاسرائيلية الأخيرة على سوريا، أشار عبد القادر إلى أن اسرائيل حددت عددا من الخطوط الحمر "السورية"، منذ دخولها في مفاوضات مع الروس، لا سيما من خلال زيارة رئيس الحكومة الاسرائيلية بنامين نتنياهو الأولى إلى موسكو، ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتقوم هذه الخطوط الحمر على رفض تل أبيب أي نفوذ ايراني على مقربة من الحدود السورية، بحيث يتحول الجولان إلى امتداد لجبهة الجنوب اللبناني. كل ما في الأمر أن هذه السياسة خرجت اليوم إلى العلن، وتقول ليس فقط بالخطوط الحمر في المناطق القريبة من الجولان والتي طالبت بها اسرائيل أثناء إعلان منطقة خفض التوتر الممتدة من درعا إلى دمشق، بل إن الخطاب الاسرائيلي يذهب اليوم أبعد من ذلك، إلى حد الكلام عن "أننا لا نريد وجودا دائما لقواعد ايرانية أو نفوذا ايرانيا في سوريا، وهذا الأمر يتجاوز الغارة الأخيرة. ذلك أن عملية عسكرية سابقة مدت مفاعيل هذا الأمر إلى أبعد من ريف دمشق، أي إلى حمص عندما قصفت تل أبيب موقعا قالت إنه مستودع للصواريخ".

 

 سلاح حزب الله يعالج دوليا من ضمن تسوية امنية للتنظيمات "خارج الشرعية" ودفع فرنسي لتنفيذ القرارات 1559 و1680 و1701 والا فدرب مجلس الامن

المركزية-05 كانون الأول 2017/ اذا كانت التسوية السياسية –المخرج لاستقالة الرئيس سعد الحريري، المرتقب اعلانها خلال الساعات المقبلة وفق التوقعات بعد وضع اللمسات الاخيرة على البيان الذي سيصدر عن مجلس الوزراء، وضعت جانبا ملف سلاح حزب الله وحصرت عناوينها الرئيسية بتمسك جميع القوى السياسية بالاستقرار والتزام النأي بالنفس قولا وفعلا والابتعاد عن الصراعات الخارجية وعدم التدخل في شؤون الدول العربية، فالامور لا تبدو على هذا النحو على المستوى الدولي، وغير المطروح لبنانيا، كما تقول اوساط دبلوماسية غربية لـ"المركزية"، مطروح بقوة خارجيا، لاسيما في عواصم القرار، وتحديدا على هامش المحادثات الجارية خلف كواليس اروقة المقار الاستخباراتية الامنية العاملة على خط متواز مع الجهود السياسية في شأن مشاريع التسويات الاقليمية لسوريا والعراق ودول المنطقة التي تفترض بت مصير التنظيمات المسلحة المفترض ان ينتفي كل دور لها عند اكتمال عناصر الحل لا سيما تلك المنخرطة بقوة في الصراعات والحروب. فالسلاح الخارج عن نطاق الشرعية في اي دولة في الاقليم، كما تقول الاوساط، لا بد ان ينتهي دوره ومفعوله مع اول خطوة رسمية في اتجاه الحل، وتبعا لذلك يعمل طابخو التسويات السياسية على انجاز اخرى امنية من شأن مفاعيلها تثبيت الاستقرار في الدول المعنية. وتشير في هذا المجال الى مساع دولية حثيثة تهدف الى استصدار قرار من مجلس الامن الدولي، تحت الفصل السابع لانهاء حال "الميليشيات المسلحة المنتشرة في الدول العربية"، وليس ما يجري في اليمن منذ خمسة ايام من انقلاب الرئيس السابق علي عبد الله صالح على "شركاء الامس الحوثيين" سوى الدليل الى اتجاه الرياح الدولية نحو انهاء حالات "التنظيمات الخارجة عن الشرعية" في الدول العربية. ودعت الى التمعن في تقريرالامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس الاخير الذي تناول القرار 1559 الصادر في العام 2004، من زاوية عدم تنفيذه، وقد نص على انسحاب القوات العسكرية السورية من لبنان، وهو ما تم فعلا بعد عامين من صدوره، وطالب بحلّ كل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وبسْط سلطة الدولة اللبنانية على أراضيها، وقد دعا غوتيريس للتحرك قدماً نحو التطبيق الكامل للقرار الدولي. وتعتبر الاوساط ان تسليط الاضواء مجددا على القرارات الدولية الخاصة بلبنان خصوصا الـ1559 لجهة عدم تنفيذ مضمونه والـ1701 باعتباره لم ينفذ وفق المطلوب بفعل عدم تطبيق الـ1559وحتى الـ1680 الداعم له، لا بدّ الا ان يكشف جزءا من الوجه المستور للمشاورات الدولية في هذا الخصوص، حيث تضطلع بعض الدول الراعية للبنان ولاسيما فرنسا بدور بارز في مجال انهاء كل ازماته، وسلاح حزب الله جزء منها، ذلك ان ضبطه وارساء حل نهائي لمصيره في الداخل من شأنه ان يضبطه في دول الاقليم ،استنادا الى المطلوب دوليا، بعيدا من شكل صيغ الضبط المتروكة ليس على عاتق اللبنانيين، بل على الارجح على مجلس الامن، اذ ان حل معضلة سلاح حزب الله سيكون حتما بإشراف دولي –اقليمي. وتتحدث الاوساط في السياق عن خلية ازمة فرنسية تعمل على هذا الخط تحديدا وتضع نصب عينيها تنفيذ القرارات الدولية المتصلة بلبنان بحذافيرها والا فقد تعمد، فيما لو وجدت عقبات في طريقها الى رفع الصوت نحو مجلس الامن في وقت لم يعد بعيدا على الارجح.

 

جلسة لمجلس الوزراء ظهر غد في قصر بعبدا

الإثنين 05 كانون الأول 2017/وكالات/دعا رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الى عقد جلسة للمجلس عند الثانية عشرة ظهر غد في قصر بعبدا.

 

الكتائب: نعاهد اللبنانيين على قول الحق ومواجهة الترهيب والتهديد

الإثنين 04 كانون الأول 2017 /وطنية - بحث المكتب السياسي لحزب الكتائب برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميل في اجتماعه الأسبوعي، في آخر المستجدات، وأصدر في ختام مداولاته بيانا، اكد فيه "المضي في مقاومة أي محاولة لضرب سيادة لبنان واستقلاله، وتركيع اللبنانيين واسكاتهم وقمعهم".

وعاهد الحزب "اللبنانيين على قول كلمة الحق والحرية مهما كلف الأمر ، كما يعاهدهم على مواجهة كل محاولات التهديد والترهيب، واي منظومة تعيد إحياء زمن الاحتلال السوري". واكد ل"جميع اللبنانيين أنه لن يسمح لهذا الزمن الرديء أن يحكم لبنان مجددا".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 4 كانون الأول 2017

النهار

تجرى اتصالات متكرّرة مع السيدة ميريام سكاف لحملها على التريّث في استقالتها من المجلس الأعلى للروم الكاثوليك.

لم يصدر أي بيان يؤكّد إعادة المصاريف السريّة إلى فرع المعلومات وصرفها من وزارة المال كرد إيجابيّ على التعيينات الأخيرة في قوى الأمن الداخلي.

للمرّة الأولى تقيم العائلات الأرمنيّة لقاء وعشاء جامعاً في البقاع في ما يبدو استعداداً للانتخابات النيابيّة المقبلة ورسالة عن الخصوصية الأرمنيّة.

وزير سابق ونائب حالي موفداً من زعيم وسطي وضع الحريري في أجواء محضر ما كان يُخطّط له خلال الأزمة الحكوميّة الأخيرة.

الجمهورية

قال رئيس تيار بارز كلاماً قاسياً أمام نواب كتلته في حق سياسي إعتبر أنه طعنه في ظهره.

يجري التداول في بعض الأوساط السياسية عن رسالة غير معلنة بعث بها أحد المسؤولين إلى زعيم حزب بارز يشكره فيها على مواقفه من قضية حساسة.

يجري الحديث في أوساط تيار سياسي أن زعيم التيار قرّر ترؤس كلّ النشاطات والإجتماعات السياسية خصوصاً الأسبوعية للكتلة النيابية التابعة له.

اللواء

قام وفد عربي رفيع المستوى بزيارة خاطفة إلى بيروت التقى خلالها عدداً محدوداً من قيادات الصف الأوّل، وأحيطت الزيارة وتفاصيلها بتكتم شديد!

بلغ التوتر السياسي والإعلامي بين "التيار الوطني" و"القوات" حدّ توجيه الانتقادات والاتهامات مباشرة وبشكل علني عبر تلفزيون "التيار" وإذاعة "القوات"!

تكثفت الاتصالات مع باريس والقاهرة والرياض وطهران في إطار التوصّل إلى صيغة نهائية لبيان "النأي بالنفس"، يكون مقبولاً من الأطراف المعنية!

الشرق

اشار مصدر وزاري الى ان صيغة الحل التي ستعتمد لعودة الرئيس سعد الحريري عن الاستقالة لم تحسم نهائيا بعد، وقد تكون على شكل بيان رئاسي او بيان وزاري يصدر عن اجتماع للحكومة يوم غد…

يؤكد اكثر من مرجع ان الانتخابات النيابية ستجري في موعدها في ايار المقبل… لكن احدا لم يحسم بعد، وبشكل نهائي ما ستكون عليه البطاقة الانتخابية…

توقع قيادي في "القوات اللبنانية" ان تشهد الايام والاسابيع القليلة المقبلة، حركة لافتة على خط تصحيح العلاقات مع "المستقبل" الارجح ان تتوج بزيارة رئيس "القوات" سمير جعجع الى "بيت الوسط"….

البناء

لاحظت أوساط سياسية أنّ الأمناء العامين الثلاثة الأخيرين للجامعة العربية قلّلوا جداً من هيبتها على المستوى العربي والدولي، كما قلّصوا عددها وزادوا في شرذمة العرب فأثناء تولي عمرو موسى الأمانة العامة للجامعة طُردت ليبيا من الجامعة، وفي عهد خليفته نبيل العربي جُمّدت عضوية سورية، وفي ولاية الأمين العام الحالي أحمد أبو الغيط تمّ استهداف لبنان ومقاومته، كما جرى التحريض بشكل واسع على الشعب اليمني، وتوقعت الأوساط في حال استمرّ مسار الجامعة على هذا النحو فستقتصر العضوية فيها إلى نصف أعضاء مجلس التعاون الخليجي.

المستقبل

قيل ان الاتصالات الدبلوماسية الدولية مستمرة من اجل وضع اللمسات الأخيرة على البيان الختامي الذي سيصدر عن اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان في باريس .

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين في 4/12/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

مشهد جثة علي عبدالله صالح كمشهد جثة صدام حسين وكذلك معمر القذافي، فيما لم يكن لحسني مبارك مشهد إلا في المحكمة كما لياسر عرفات إلا لحظة مغادرته في طوافة وقيل يومها إنه مريض. ولزين العابدين بن علي مشهد بطائرة أقلته يوم التظاهرات.

كذلك للرئيس الشهيد رفيق الحريري مشهد يوم اغتياله بطنين من المتفجرات.

وهكذا زعماء المنطقة رحلوا في أجواء سميت بالربيع العربي والمشاهد كلها لا تعطي جوابا على سؤال ماذا عن فلسطين؟ وتأتي الأحداث الكبرى دائما قبل كل حلقة من المخطط الهادف الى تصفية القضية الفلسطينية.

وثمة مراقبة حثيثة للموقف الذي سيدلي به الرئيس الاميركي حول القدس عاصمة لإسرائيل وسيقول القدس الغربية أما الشرقية فتخضع لمفاوضات هي ومناطق معلبة في الضفة الغربية وغزة. وحق العودة ليس الآن والمسجد الاقصى يترك لمفاوضات حوله وحول الهيكل والاستعانة ببوليس دولي.

لا نقول إن هناك عصر خيانة بل نقول إن هناك جهلا عربيا وإسلاميا. ومن المهم التركيز على تحصين لبنان والمطلوب غدا وليس بعد غد ملحق للتسوية الحكومية لا بد ان يكون متماشيا مع ميثاقي جامعة الدول العربية والامم المتحدة في الحياد المسمى النأي بالنفس.

وحتى الآن لم يصدر أي إعلان عن موعد لعقد جلسة لمجلس الوزراء.

علي عبدالله صالح الإسم الذي ارتبط بتاريخ طويل لليمن قتل في هجوم أم في كمين؟

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

الانتظار لموعد جلسة مجلس الوزراء التي ستلتئم بالتزامن مع انضاج صيغة بيان الحكومة المرتقب لتأمين شروط عودة الرئيس الحريري عن التريث، والمتصلة بالنأي بالنفس والتمسك بالطائف والتأكيد على العلاقات العربية، خرقه اليوم حدث اقليمي هز لبنان والمنطقة، وتمثل بمقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، بعد ايام قليلة من انتفاضته على ميليشيات الحوثي التابعة لايران.

مقتل صالح والذي جاء في عز المعارك بين انصاره والحوثيين فتح التطورات اليمنية على المزيد من اراقة الدماء وعلى خلط جديد للاوراق والتحالفات السياسية.

وبالتزامن مع الحدث اليمني تنعقد غدا القمة الخليجية السنوية الثامنة والثلاثون لدول مجلس التعاون الخليجي في الكويت حيث سيشكل مقتل صالح والتطورات اليمنية بندا اساسيا على جدول اعمالها.

القمة الخليجية تنعقد ايضا للمرة الاولى بعد ازمة العلاقات بين السعودية والامارات والبحرين ومصر من جهة، وقطر من جهة اخرى.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي

من بغداد إلى طرابلس الغرب إلى صنعاء... ومن صدام حسين إلى معمر القذافي إلى علي عبدالله صالح، حبل المشنقة حول العنق، أو سكين في الصدر، أو رصاصة في الرأس... قبل التصفية حرب، وبعد التصفية حرب... حروب العروش والنعوش لا تشبع من الدماء...

4 كانون الاول 2017، علي عبدالله صالح يقتل برصاص الحوثيين... تصفية مصورة، تماما كتصفية القذافي منذ ست سنوات، تماما كإعدام صدام حسين منذ أحد عشر عاما...

الدماء تستسقي الدماء، والحروب تتوالى والثأر لا ينضب... تصفية القذافي لم توقف حرب ليبيا بل أججتها، وإعدام صدام لم يوقف حروب العراق، وبالتاكيد تصفية علي عبدالله صالح لن توقف حرب اليمن...

التصفية جزء من الصراع الذي يبدو أنه يستعر، واليوم أعلن أن نجله أحمد وصل إلى الرياض، والمعروف ان أحمد كان سفيرا لليمن في الإمارات، فهل يبايع بديلا من والده؟

تأتي التطورات المتسارعة في اليمن عشية القمة الخليجية في الكويت التي ستشارك فيها دولة قطر.

وبالتأكيد سيكون اليمن الحاضر الغائب في القمة، تماما كما هو حاضر غائب في "بيان النأي" الذي يروح ويجيء بين بعبدا وبيت الوسط وعين التينة مرورا بوزارة الخارجية ووزارة المال...

البيان الذي كانت صياغته قد بدأت في باريس بين الرئيس الحريري والوزير جبران باسيل، انتقل معهما إلى بيروت لتتعدد القراءات وإعادة الصياغة، علما ان البيان محكوم بالصياغة النهائية لعقد جلسة لمجلس الوزراء بعد غد الأربعاء أو نهار الخميس في أبعد حد، لأن الرئيس الحريري سيكون في باريس يوم الجمعة للمشاركة في مؤتمر باريس 4.

في سياق آخر، تفاعل كلام رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في موضوع النفط، ما استدعى من وزير العدل إحالة الملف الى النائب العام التمييزي... المصادف في الموضوع ان النائب وليد جنبلاط غرد في الموضوع عينه غامزا من الشفافية في ملف النفط، فهل سيعامل من قبل وزير العدل سليم جريصاتي مثلما عومل النائب سامي الجميل؟

الملف مفتوح على مصراعيه، ويبدو أن مواجهة جديدة ستبدأ بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وحلبتها القضاء.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

لا تستسهلوا الحكم من بعدي انه اشبه بالرقص على رؤوس الثعابين، هذه كانت نبوأة علي عبد الله صالح لمن سيأتي من بعده، وها هو يغتال مغرقا اليمن اكثر في جحر الافاعي. الحوثيون يقتلون صالح شريكهم المنقلب عليهم قبل ان يهم بحزم حقائبه عائدا الى حضن الاسرة العربية.

استشراف الاتي على اليمن بعد الواقعة الدموية صعب وسط الغبار، لكن الخبراء يرون في اعلان الحوثيين انتصارهم تسرعا اذ ان عملية استعادة اليمن غير السعيد الى الاسرة العربية بغطاء عربي ودولي لن يوقفها بعد اليوم لا غتيال صالح ولا الاستمرار في الاهراق المجاني لدم الشعب الشهيد.

طيف الاغتيال المتلفز لزعيم عربي ثالث بعد صدام والقذافي سيخيم على اعمال قمة التعاون الخليجي في الكويت الثلاثاء والاربعاء، فهل سيتمكن القادة من التعالي على خلافاتهم لانفاذ اليمن؟

لبنانيا، لا احد يريد ان يقارن ما يجري في اليمن بما يحصل عندنا، لكن المتابعين لا يستبعدون ان يكون المستجد اليمني واغراق التسوية بسيناريوهات مستفزة اثرا على مسارها بدليل عدم تعيين جلسة لمجلس الوزراء حتى اللحظة، فتعاطي اعلام الثامن من اذار مع الحدثين ربما شكل "نقزة" سلبية للرئيس الحريري اذ عرض انموذجا ناسفا لمفهوم النأي بالنفس لا يحرج الحريري بل يغضب الفرنسيين ويصعب مهمتهم لدى السعودية المعبر الرئيس لامرار التسوية كما يضعف المردود المرتجى من مؤتمر مجموعة دعم لبنان في باريس الجمعة.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

اليمن بلا صالحها.. هذا الرجل الذي جعل طوال أربعة عقود اسم اليمن مرادفا لاسمه واسمه مرادفا لليمن كانوا يقولون إن امتطاء الليث أسهل من حكم اليمن.. لكن صالح "امتطى الليث" و"رقص مع الثعابين".. قبل أن يسقط ضحية هوايته المفضلة وأن تخذله مهارته في فن البقاء واللعب على التناقضات. سيرته الذاتية لم تكن سوى مسلسل من التحالفات ثم الانقلاب على ما صنعته يداه تحالف مع الجنوبيين وحاربهم.. حارب الحوثيين وتحالف معهم.. وكذلك الحال مع السعودية التي شبك وده معها وتلقى العلاج في مستشفياتها قبل أن يشتبك بها.. وعاد في الأيام الثلاثة الأخيرة ليعرض فتح صفحة جديدة معها حاول من يلقب بالعفاش أن يقلب الأوضاع في اليمن مجددا، وأن يبدل وجهة الحرب بعد إعلانه "الانتفاضة" على الحوثيين، حلفاء الأمس لكن محاولته الأخيرة سقطت على أرض المعركة حسابات بيدره لم تطابق حسابات الحقل اليمني الجديد.. اعتقد أن في استطاعته القيام بـ"رقصته" الأخيرة لحساب التحالف الخليجي.. وأن يحقق له مبتغاه في اليمن، نظرا إلى سيطرته على وحدات من الحرس الجمهوري ورهط من القبائل لكن الرقصة الأخيرة كانت مميتة لم يدرك عمق تعاظم النفوذ الحوثي في معاقله الرئيسة لاسيما في صنعاء التي كان يعتبرها ملعبه ولم يحتسب أن "التحالف" الخارجي الذي حاول أن يبيعه الريح اعتاد حصد العاصفة غياب علي عبدالله صالح لن يجعل الحوثيين لاعبا وحيدا على الساحة اليمنية الشمالية فحسب بل سيفقد السعودية "الفرصة الذهبية" التي عملت لإنضاجها طوال السنوات الماضية.. وضخت عشرات المليارات من الدولارات لشق الجبهة الداخلية المضادة، وشراء الولاءات. الحوثيون احتفوا بموت صالح وأعلنه عبد الملك بدر الدين الحوثي يوما تاريخيا أحبط المؤامرة فيما دعا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أبناء شعب اليمن إلى الانتفاض في وجه الميليشات ولم يعرف على وجه الدقة ما إذا كان الرئيس المقيم خارج اليمن سوف يتقدم جموع المنتفضين أم سيكتفي بالتنظير من خلف باب المندب واليمن بعد اغتيال صالح تتجه الى غموض يسود مسرحها العسكري والسياسي لكن من المؤكد أن المعركة باتت الآن وجها لوجه بين إيران والسعودية.. من دون جسر علي عبدالله صالح فهل تكون المواجهة أسهل؟ قد يكون ذلك.. فالرجل الذي تفوق على الملكة بلقيس وفاق حكمه ولايات الأئمة انتهت ولايته بالدماء وربما يصبح التعامل مع أنصاره أكثر سهولة بعدما فقدوا زعيمهم ذا المصالح الخاصة وصعبة التفاوض وإذا كان اليمن أسير الاغتيال وفي انتظار أن تتضح الصورة فإن الرؤية الضبابية للعلاقات الخليجية تنقشع تدريجا في قمة مجلس التعاون الخليجي غدا في الكويت التي مهد لها باجتماع وزراء الخارجية اليوم وبدا أن اجتماع اليوم قد حمل أولى البوادر الإيجابية على صعيد حل الأزمة بين قطر ودول المقاطعة وذلك ضمن مساع غزلت خيوطها دولة الكويت منذ حزيران الماضي وساهمت سلطنة عمان في جانب من هذه الوساطة أمام المتغيرات العربية فإن لبنان خرج من عين العاصفة واضعا اللمسات الأخيرة على بيان النأي بالنفس في طبعة عربية جديدة.. وعلى هذه الطبعة ستعقد جلسة مجلس الوزراء التي لم يجر تحديد موعدها بعد.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

في باريس اجتماع مرتقب لمجموعة دعم لبنان الجمعة المقبل، وفي بيروت ترقب لمجموعة اتصالات ولقاءات لتدعيم ما يتم التداول به من افكار تمهيدا لعقد جلسة لمجلس الوزراء تطوي صفحة التريث وتطلق مرحلة العمل من جديد.

لا دعوة لمجلس الوزراء يوم غد الثلاثاء كما سرب في الاعلام، والرئيس سعد الحريري لم يعمل تحت ضغط هذا الموعد وهو تريث في الدعوة مستفيدا من الفترة المتبقية قبل اجتماع باريس لا سيما ان لا ضرورة للدعوة الى الجلسة قبل 48 ساعة لكونها سياسية ولا جدول اعمال لها. الاجواء ايجابية لناحية نقاش مضمون الجلسة وما ستطرحه من افكار يتم التشاور بها، الا انه لا اتفاق نهائيا حتى الان ولا صيغة حاضرة كما يروج بل خطوط عريضة.

وبعدما تصدر اليمن المشهد بالخط العريض، تسارعت الاحداث ولم يكد الرئيس السابق علي عبد صالح يكوع حتى دفع ثمن موقفه، قتل صالح خلال محاولته الهرب من صنعاء مع مساعديه الى مأرب، زعيم حركة انصار الله السيد عبد الملك الحوثي اعلن عن اسقاط مؤامرة كبرى شكلت تهديدا جديا، مشيرا الى ان الحوثيين نجحوا في التغلب على كل المكائد والمؤامرات في يوم استثنائي وعظيم تصدت فيه مؤسسات الدولة لكل الميليشيات العميلة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

غدا قمة خليجية على وقع خلاف الاخوة بين قطر وجيرانها، بعد ساعات على حذف علي عبد الله صالح من معادلة اليمن... والجمعة اجتماع باريسي لمجموعة الدعم الدولي للبنان. وقبل القمة والاجتماع، جلسة مرتقبة لمجلس الوزراء اكتملت ظروف انعقادها، على أن تخرج ببيان-موقف، انجزت روتشة صيغته النهائية.

اما موعد الانعقاد، المرجح الخميس على ابعد تقدير، فبات مسألة تقنية مع انجاز التفاهم السياسي. علما أن الجلسة المرتقبة سياسية استثنائية لا تستوجب توجيه الدعوة الى عقدها قبل 48 ساعة.

وعلى وقع التطورات الاقليمية التي يبدو ظاهرها متأزما، فيما ينحو باطنها في اتجاه فتح صفحات من الحوار، فإن لبنان يتحضر بدءا من الاسبوع المقبل لجلسات حكومية تستكمل ما انطلق في العام الأول من العهد، فتعيد الملفات الاساسية الى سكة الانجاز والحلول.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

كلما اوقدوا نارا اطفأها الله. وكلما اعدوا ورقة، طوتها الايام. فعلى من سيكون بعد رهان اهل العدوان؟ قتل علي عبد الله صالح الذي شحذوه سكينا للاحتراب الداخلي اليمني، بعد ان عجزت كل صواريخهم وسني حربهم ومجازرهم وحصارهم من تركيع من لم يركعه اي عدوان على مر الازمان..

أزيل علي عبد الله صالح من المعادلة، بعد ان ارتضى ان يكون شراعا للفتنة السعودية الاماراتية بين المكونات اليمنية كما يقول انصار الله، فانتهى وهو متلبس محاولا الالتحاق باهل العدوان، مع اخماد حركته داخل صنعاء. قتل مع عدد من مرافقيه، ليسلم اليمن بمؤسساته وأهله ويبقون مع المؤتمر الشعبي شريك انصار الله بمواجهة اهل العدوان، كما أكد قائد انصار الله السيد عبد الملك الحوثي..

فماذا عمن نبشوا ورقة صالح من بين الانقاض السياسية؟ ولم يحسنوا استخدامها كما كل اوراقهم الخارجية؟ وما هي مخططاتهم بعد ان زادوا الصلابة في الجبهة الداخلية اليمنية؟

شعب الحكمة انقذ بلاده من الفتنة، ومصر على انقاذها من العدوان واهله. عدوان سرعان ما أخمد الضجيج الذي افتعله في الداخل اليمني، وعاد ليعلو الصوت الدولي مطالبا السعودية بوقف الحصار والمجازر الجماعية بحق الطفولة اليمنية؟

أما حق فلسطين على هؤلاء فأن يعتذروا عما يسمونها خطة السلام، التي قدمها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وفيها ضرورة القبول بأبو ديس عاصمة للدولة الفلسطينية بحسب ما كشفته نيويورك تايمز الاميركية..

في لبنان ما تكشفه المشاورات أن الايجابية هي العنوان السائد الى الآن، وتوقيت الجلسة الحكومية ينتظر اتمام صيغة بيان العمل الذي سيصدر عن الحكومة، والذي لا يعني بيانا وزاريا جديدا كما أكدت مصادر متابعة للمنار.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

سيناريو لإنهاء أزمة لبنان على قاعدة 'لا غالب ولا مغلوب'

العرب/05 كانون الأول/17

تسارع القوى السياسية اللبنانية الخطى لطي صفحة أزمة استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري والتركيز على الاستحقاقات المقبلة وعلى رأسها الانتخابات النيابية، التي تدور أنباء عن نية لتقديم موعدها الذي كان مفترضا في أبريل القادم.

بيروت - تتضارب الأنباء بشأن موعد انعقاد جلسة مجلس الوزراء اللبناني التي يرجح أن تعلن نهاية أزمة عاصفة يشهدها البلد منذ نحو شهر على خلفية طرح رئيس الحكومة سعد الحريري من الرياض استقالته، قبل أن يتراجع ويعلن من بيروت “تريّثه” في اتخاذ هذه الخطوة لفسح المجال للرئيس ميشال عون للقيام بمشاورات مع القوى السياسية للنظر في شروطه القائمة على تكريس مبدأ النأي بالنفس، والحفاظ على اتفاق الطائف والابتعاد عن إصدار مواقف ضد الدول العربية.

وتقول أوساط سياسية إن اجتماع مجلس الوزراء لن يتجاوز انعقاده الخميس المقبل على أقصى تقدير، في ظل الأجواء الإيجابية التي ترجمها أيضا اللقاء المطول الذي جمع نهاية الأسبوع رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل في باريس. وتشير الأوساط إلى أن هناك توافقا بين القوى اللبنانية على الخطوط العريضة، فيما يركز النقاش اليوم على التفاصيل الدقيقة، التي لن تقف حجرة عثرة أمام التوصل إلى تسوية “ترضي” جميع الأطراف بعيدا عن منطق “الربح والخسارة”. ومن المتوقع أن تخرج جلسة مجلس الوزراء المرتقبة ببيان سياسي يشدد على مبدأ النأي بالنفس، وقد يتضمن ذلك الإشارة إلى منع إرسال أسلحة إلى الخارج، وأيضا وقف الحملات الكلامية التي تستهدف الدول العربية، في مقابل التأكيد على ضرورة مواجهة التهديدات الإسرائيلية.

ويرى محللون أن حزب الله، المعني الأساسي بالاستجابة إلى سياسة النأي بالنفس، قد يكون مضطرا إلى تقديم بعض التنازلات، خاصة وأنه في حاجة ماسة إلى إبقاء قدر من الاستقرار السياسي والحكومي على وجه الأخص في ظل الظرفية الحالية المعقدة التي تمر بها المنطقة، ولكن هذه التنازلات لن تشمل عمليا الخروج من ساحات هو موجود فيها وعلى رأسها الساحة السورية، لأن ذلك الملف مرتبط براعيته إيران. ويقول متابعون إن جلسة مجلس الوزراء لن تعرّج على سلاح حزب الله، الذي طالب مؤخرا وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر دولي بضرورة نزعه لضمان استقرار فعلي للبنان والمنطقة.

واعتبر محللون تصريح الجبير رسما لخطوط حمراء سعودية يتوجب على القوى اللبنانية أخذها بعين الاعتبار في سعيها لإيجاد توليفة مقبولة لإنهاء الأزمة. ويشير هؤلاء إلى أنه حتى ألد خصوم الحزب وعلى رأسهم حزب القوات المشارك في الحكومة لن يذهب في هذا الطرح، حتى لا “يتهم” بأنه يسعى لضرب التسوية السياسية. مصطفى علوش: من معرفتي بالحريري لا عتب على القوات اللبنانية، وكل ما يقال شائعات وثرثرة

وتعرض حزب القوات مؤخرا لضغوط سياسية شديدة بداعي أن مواقفه منذ اندلاع الأزمة، كانت تتعارض مع مساعي الرئيس ميشال عون إلى احتواء الأزمة، وقد ساهمت الماكينة الإعلامية القريبة من حزب الله في تغذية هذه الضغوط، على أمل توتير علاقة القوات مع كل من التيار الوطني الحر وتيار المستقبل لعزلها سياسيا وربما لإقصائها أيضا حتى من التركيبة الحكومية.

ويرجح مراقبون أن يشهد خطاب القوات نزوعا نحو التهدئة لعدم الانجرار خلف مطامح الحزب لضربه سياسيا، وقد بدا فعليا في ذلك وهو ما تترجمه تصريحات رئيسه سمير جعجع الأخيرة.

وتلقف تيار المستقبل والتيار الوطني الحر هذه المرونة من القوات بإيجابية، حيث أكد الاثنين عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل مصطفى علوش “أنه ومن معرفتي بالحريري لا عتب على القوات اللبنانية، وكل ما يقال شائعات وثرثرة”، لافتا إلى أن لقاء قريبا سيعقد بين جعجع والحريري.

ومن جهته أكد عضو تكتل التغيير والإصلاح نعمة الله أبونصر أن “المصالحة التاريخية بين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية شكلت ركنا أساسيا لتعزيز الشراكة”، مشيرا إلى أن “الشراكة هي أساس الوحدة في المجتمعات، لذلك لا يمكن عزل حزب القوات عن السياسة اللبنانية، ولا يمكن أن يكون هذا الأمر هدفا عند أي فريق سياسي”. وأوضح أبونصر “أننا مع تعزيز الوفاق بين التيار والقوات كمدخل للدفاع عن المصلحة الوطنية”، مذكرا بـ”العزل الذي حصل في عهد الوصاية السورية على القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر بشخص رئيس الجمهورية ميشال عون”.

وشدد على أن “التصريحات التي تتحدث عن أزمة بين الجانبين مبالغ فيها، فلا أزمة بين الاثنين إنما هناك حوار”. ويقول مراقبون إن القوات كما باقي القوى حريصة على تجاوز الأزمة في لبنان، وإن كان بالتمسك ببيان فضفاض لن يكون له أي تأثير عملي لوقف تدخلات حزب الله الإقليمية.

ويلفت المراقبون إلى أن الجميع يسابق لطي صفحة أزمة استقالة الحريري والتركيز على الانتخابات النيابية التي تدور اليوم أنباء عن تقديم موعدها إلى شهر مارس بدل أبريل.

 

القائد العام لليونيفيل: الجيش شريك استراتيجي ونتطلع الى زيادة العمليات المشتركة

النهار 04 كانون الأول/17/اكد القائد العام لقوات "اليونيفيل" الجنرال مايكل بيري "التنسيق الوثيق مع شريكنا الاساسي والاستراتيجي الجيش اللبناني" . كلام بيري جاء خلال لقاء مع فعاليات ورؤساء بلديات بدعوة من النائب انور الخليل وحضوره في دار حاصبيا، وجرى البحث في هموم وشجون المنطقة.

بعد الترحيب من النائب الخليل ، اكد بيري "اننا نتطلع الى زيادة العمليات المشتركة مع الجيش اللبناني بعد انتشار فوج التدخل الخامس في الجيش اللبناني في المنطقة ومساعدتهم على بسط سيادة الدولة في الجنوب،" لافتا الى ان "الاستقرار في منطقة عملياتنا يساهم في استقرار لبنان والمنطقة. وان الشراكة بين الجيش اللبناني واليونيفيل يتعدى التنسيق العسكري. فاليونيفيل بالتعاون مع الكتيبة الاسبانية وبلدية جديدة مرجعيون يجري العمل على انشاء مركز اقليمي للتعاون المدني العسكري للجيش اللبناني في جنوب لبنان." واعرب عن ثقته ان "هذا المركز سيكون له دعما كبيرا لتطلعاتنا ومهماتنا المشتركة لتهيئة البيئة الى سلام واستقرار دائمين" وذلك بحسب ما افادنا مندوبنا في حاصبيا عمر يحيى .

  

استياء داخل "الوطني الحر" من استخدام "التعديل الحكومي" سيفا مسلطا على رقاب الوزراء

بولا أسطيح/النشرة/04 كانون الأول/17/حتى وان كان الفريق المقرب من رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية جبران باسيل يرفض حتى الساعة الاقرار بتخطّي مطلب "التعديل الحكومي" والذي وُلد اصلا في الاجتماعات الداخلية للتيار، حين توجه باسيل قبل مدة الى وزراء التيار مصوّبا على آدائهم الحكومي، ومعلنا نيّته ادخال تعديلات الى التشكيلة الوزارية العونية في حال لم تكن الانتاجية الحكومية على مستوى التطلعات، تؤكد مصادر عونية انّه وبعد الأزمة الأخيرة التي دخلتها البلاد تم الى حد بعيد تجاوز هذا المطلب وان كان قد تم احياؤه من قبل تيار "المستقبل" في الأيام الماضية.

وبحسب المصادر، فقد حاولت قيادة تيار "المستقبل" التي تلقّفت الطرح العوني تشجيع قيادة التيار للسير مجددا به، لعلمها بأن تبنيه من قبل الثنائي المسيحي–السني سيرفع من حظوظه خاصة في ظل انعدام حماسة الثنائي الشيعي لتلقف الموضوع، اضافة لمعارضته من باقي القوى السياسية. وتختلف النيات العونية عن تلك المستقبلية بما يتعلق بتغيير عدد من الوزراء، وان كان الهدف واحدا. ففيما ينطلق منه الوزير باسيل لاحداث "صدمة ايجابية" تؤدي لنهضة بعمل الوزارات العونية قبل موعد الانتخابات النيابية، يبدو ان التيار الأزرق يسعى لمعاقبة بعض من هو غير راض على آدائهم في المحنة الأخيرة التي مر بها الحريري.

وبالرغم من اقرار مصادر عونية، بتقصير بعض وزراء التيار مقارنة بغيرهم من الوزراء العونيين النشيطين، الا انّها ترفض تحويل طرح "التعديل الوزاري" سيفا مسلطا على رقابهم، لافتة الى ان "استخدام الملف كـقنبلة دخانيّة أمر معيب كما انّه من غير المنصف ان يتحول أي وزير سواء كان عونيا او ينتمي الى فريق سياسي آخر لكبش محرقة او فشة خلق".

وتعتبر المصادر انّ "من غير المنطقي على الاطلاق في ظل الانكباب على معالجة الأزمة التي دخلتها البلاد بعد اعلان الحريري استقالته، البحث عن أزمات جديدة تزعزع مجددا الثقة بالدولة والاقتصاد اللبناني، خاصة وأن أعين العالم أجمع مصوبة تجاهنا"، مشددة على ان "ليس من مصلحة البلد على الاطلاق فتح هذا الملف والدخول بخضّات نحن بغنى عنها في المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة ككل".وان كانت المصادر تُقر بحساسية وضع قيادة التيار التي تصر وانطلاقا من توجيهات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على جعل الوزارات العونية مثالا يُحتذى من حيث النشاط والانتاجية والشفافية، نتيجة الوعود الكبيرة التي تم اطلاقها في المرحلة الماضية، تعتبر انّ من الضرورة في مكان التعاطي بواقعية مع الأمور خاصة وأن رئيس الجمهوريّة ميشال عون كان واضحا تماما حين أبلغ اللبنانيين بأن عهده الحقيقي يبدأ بعد الانتخابات النيابية وليس بعدها.

بالمحصلة، قد يكون من المفيد سحب طرح "التعديل الحكومي" من التداول بأسرع وقت للانصراف للملمة البيت اللبناني الداخلي بعد الأزمة الأخيرة التي كادت أن تجر الويلات على البلد، كما لتحصين الحكومة وباقي مؤسسات الدولة واعطائها جرعة دعم لا ادخالها في متاهات هي بغنى عنها، في ظل الصراعات الاقليمية التي بلغت أعلى مستوياتها منذ عشرات السنوات.

 

جريصاتي أحال تصريح الجميل من بكركي الى القاضي حمود للتحقيق فيه

الإثنين 04 كانون الأول 2017/وجه وزير العدل سليم جريصاتي الى النائب العام لدى المحكمة التمييز القاضي سمير حمود كتابا، طلبه فيه من القاضي حمود احالة تصريح رئيس حزب "الكتائب" النائب سامي الجميل من بكركي الذي قال فيه أن "الهم الاساسي للسلطة ليس سيادة الدولة وحيادها بل تسيير قطار الصفقات"، الى التحقيق لمعرفة ما اذا كانت الاتهامات الواردة فيه مسندة الى أدلة ووقائع ومعطيات حقيقية، أم أنها جاءت مجردة من أي أثبات مادي أو قانوني توصلا لتحديد المسؤوليات في الحالتين والاعلان عنها عند انتهاء التحقيق الى خلاصات مهما كانت. وقد جاء في الكتاب: "حضرة النائب العام لدى المحكمة التمييز القاضي سمير حمود، الموضوع: التداول في ارتكاب جرائم الفساد وهدر الاموال العمومية في الصفقات العمومية المنوي عقدها في قطاعي النفط والغاز. المرجع تصريح سامي الجميل بعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي. بالاشارة الى الموضوع والمرجع المنوه عنهما أعلاه، لما كان الجميل قد صرح بعد لقائه الراعي في بكركي يوم الخميس 30/11/2017، أن الهم الاساسي للسلطة ليس سيادة الدولة وحيادها بل تسيير قطار الصفقات، معربا عن تخوفه من هذا الاستعجال في الاسابيع المقبلة لاستكمال صفقات النفط والغاز وكل ما كان عالقا الى حد اليوم، وانه يتم السطو على ثروة لبنان التي هي ملك الاجيال القادمة، وأن الاصرار على اقرار مراسيم النفط والاستعجال بها، في هذا الظرف أمر مخيف لأنه غير قابل للرجوع الى الوراء. ولما كانت تصريحات الجميل من شأنها أن تشكل اخبارا برسم النيابة العامة التمييزية يستدعي التحقيق فيه للوقوف على مدى صحته أو عدم صحته، هذا ان توافرت البينات الخطية أو سواها الى ما دونها حتى القرائن على الارتكابات الخطيرة والاتهامات التي ساقها نائب الامة، أو كانت مجردة منها تماما. وانطلاقا من التزامات الحكومة اللبنانية باستعادة ثقة المواطن يفي دولته ومؤسساتها ولا سيما من خلال مكافحة السفاد ومحاسبة مرتكبيه، وحرصا على تأمين الشفافية التامة في اجراء الصفقات العمومية وعلى منع أي هدر للمال العام بأي طريقة كانت وحماة للساحة اللبنانية من الاتهامات التي من شأنها في حال ثبوت عدم صحتها أن تزعزع الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي والمالي وتضرب مكانة الدولة المالية وثقة المستثمرين الاجانب، لذلك جئنا نحيل اليكم تصريح الجميل المذكور اعلاه والمرفق ربطا لاجراء ما ترونه مناسنا من تحقيقات توصلا لمعرفة ما اذا كانت الاتهامات الواردة فيه من مسندة الى أدلة ووقائع ومعطيات حقيقية، أم أنها جاءت مجردة من أي أثبات مادي أو قانوني توصلا لتحديد المسؤوليات في الحالتين والاعلان عنها عند انتهاء التحقيق الى خلاصات مهما كانت".

 

الحريري ينتظر موافقة “حزب الله” على صيغة الحل للدعوة لجلسة حكومية

بيروت – “السياسة” /04 كانون الأول/17/تتركز الاتصالات التي تجري داخلياً وبرعاية فرنسية – مصرية، على وضع اللمسات الأخيرة على التسوية – المخرج لأزمة استقالة الرئيس سعد الحريري، حيث يتوقع أن تتوج هذه الاتصالات بدعوة الحريري مجلس الوزراء إلى عقد جلسة استثنائية لا جدول أعمال لها. ويرجح عقد الجلسة الاستثنائية اليوم، إذا سارت الأمور وفق ما هو مخطط لها، أو غداً الأربعاء أو بعد غد الخميس، باعتبار أن الحريري سيشارك إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان، المقرر عقده في باريس الجمعة المقبل، كرئيس حكومة أصيل بعد طي صفحة التريث.

وأشارت المعلومات المتوافرة لـ”السياسة”، إلى أن الحريري يرفض الدعوة إلى جلسة للحكومة قبل أن يحصل على تعهد واضح من جميع الأطراف، وفي مقدمها “حزب الله” على احترام تحييد لبنان عن الصراعات الخارجية والعودة إلى سياسة النأي بالنفس، ووقف الحملات التي يقوم بها الحزب وحلفاؤه بحق المملكة العربية السعودية. وأضافت إن صيغة الحل المنتظرة، ستكون خلاصة البيان الوزاري للحكومة وخطاب القسم وكلمة رئيس الجمهورية ميشال عون في ذكرى انتخابه الأولى، على أن تضمن الرئاسة الأولى تعهد “حزب الله” الالتزام بما ستتضمنه صيغة الحل الموعودة.

في سياق متصل، دعت أوساط سياسية إلى عدم الإغراق في التفاؤل بتجاوب “حزب الله” مع طلبات الحريري، في ظل تطورات المشهد اليمني، ما قد يؤثر سلباً على مصير التسوية اللبنانية. وبعد لقائه الرئيس الحريري، قال عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل أبو فاعور إن الأمور تتجه إلى الإيجابية وتكاد تطوي صفحة الاستقالة وتم توضيح الكثير من الأمور. في المقابل، حذر “لقاء سيدة الجبل” بعد اجتماعه أمس، من اعتماد المخارج المبسطة لأزمات معقدة. وذكر أن الأزمة بوضوح هي إمساك إيران من خلال “حزب الله” بقرار الدولة اللبنانية، وليست استقالة الحريري إلا نتيجة لهذه الأزمة المزمنة.

وأشار إلى أنه قد يحل “بيان النأي بالنفس” أزمة الحكومة، إنما لن يشكل حلاً لأزمة السلاح الذي بات عبئاً علينا وعلى العرب من خلال تدخلاته في أزمات المنطقة وعليه. ودعا رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة إلى مراجعة مسؤولة لأسباب الاستقالة الأخيرة والسير باتجاه معالجة وطنية تنقذ لبنان وعلاقاته بالعالم العربي والعالم. وشدد على أنه يبرز يوماً بعد يوم أن الثمن المالي والاقتصادي الذي يدفعه وسيدفعه اللبنانيون بسبب “حزب الله”، بات أكثر من قدرتهم على التحمل في منطقة تنام على شيء وتستفيق على شيء آخر. على صعيد آخر، أحال وزير العدل سليم جريصاتي تصريح رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميل، بعد لقائه البطريرك بشارة الراعي الخميس الماضي، والذي تداول فيه ارتكاب جرائم الفساد وهدر للأموال العمومية المنوي عقدها في قطاعي النفط والغاز، إلى النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي سمير حمود، للتحقيق بها واعتبارها بمثابة إخبار. واعتبر النائب نديم الجميل أن إحالة الوزير جريصاتي لتصريح النائب الجميل على مدعي عام التمييز يثبت مرة جديدة أننا بتنا عن حق في مغارة علي بابا والأربعين حرامي.

 

دعوات لإغلاق الفضائيات الخليجية المعارضة في الضاحية الجنوبية

بيروت – “السياسة” /04 كانون الأول/17/في الوقت الذي أصابت التطورات المتسارعة في اليمن، بعد فض الشراكة بين الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وجماعة الحوثي، “حزب الله” وقوى “8 آذار” في لبنان بصدمة كبيرة، جراء بداية تهاوي مشروع إيران في اليمن، والهزائم المتتالية التي لحقت بالحوثيين في صنعاء وعدد من المناطق اليمنية، فإن موجة من الرفض والاستنكار ارتفعت، رداً على سموم الافتراءات والفتن التي يضخها عدد من الفضائيات الخليجية التي تدور في فلك “حزب الله” وإيران ويديرها معارضون بحرينيون وسعوديون من ضاحية بيروت الجنوبية. وتعمل هذه الفضائيات على مهاجمة المملكة العربية السعودية والبحرين ودول مجلس التعاون لحساب إيران وجماعاتها في المنطقة، وبينها فضائية “اللؤلؤة” البحرينية و”المسيرة” اليمنية التي يشرف عليها الحوثيون بدعم من “حزب الله”، الذي يؤمن لها الحماية الأمنية ويزودها بما تحتاجه من معدات تقنية لوجستية، الأمر الذي من شأنه أن يسيء إلى علاقات لبنان مع الدول الخليجية ويشيع أجواء الفتنة والتحريض. وكان المحامي طارق شندب تقدم بشكوى إلى القضاء اللبناني، يتهم فيها مواطنين بحرينيين ولبنانيين، بـ”الاحتماء بسلاح حزب الله المصنف إرهابياً بحرينياً خليجياً وعربياً وأميركياً ومحاولة زعزعة استقرار وأمن البحرين”. على صعيد آخر، اعتبر عضو قيادة “14 آذار” الياس الزعني أن خطة شق التحالف السيادي وتحديداً بين “تيار المستقبل” وحزب “القوات اللبنانية”، تهاوت بعد انكشاف زيفها لعاملين أولهما نجاح قيادة “القوات” وحلفائها، بالوقائع في تثبيت الحقائق وكشف المخطط الخبيث، وثانيهما إعادة حسابات “حزب الله” وذراعه في السلطة بعد التطورات الصادمة في اليمن وبداية اهتزاز المشروع الإيراني في المنطقة.

 

إجراءات حازمة للحريري في “المستقبل”

بيروت – “السياسة”/04 كانون الأول/17/في إطار إزالة رواسب تداعيات استقالته، وما أعقبها من تباين في المواقف داخل “تيار المستقبل”، أبلغت أوساط عليمة “السياسة”، أن الرئيس سعد الحريري سيجري في الأسابيع القليلة المقبلة مراجعة نقدية لمسيرة “التيار الأزرق” بعد الذي جرى داخله في أعقاب تقديمه استقالته.

وأوضحت الأوساط أن هذه المراجعة تأتي في ظل الملاحظات التي وضعت بشأن أداء عدد من المنضوين إلى “المستقبل” أو الذين يدعون أنهم يدورون في فلكه، كخطوة على طريق إعادة ترتيب أوضاع التيار على أبواب الانتخابات النيابية المقبلة في مايو العام 2018، أو قبله في حال تم التوافق على إجراء انتخابات مبكرة. وأشارت المعلومات إلى أنه ستكون للحريري قرارات حازمة، في إطار تنقية صفوف “المستقبليين”، وبما يعيد توحيد الراية تحت سقف الحريري، وكذلك الأمر فإن العلاقات بين الحريري والحلفاء ستخضع لمراجعة دقيقة وشاملة، بعد التطورات التي أعقبت الاستقالة، وما برز خلالها من دور سلبي للبعض أثر كثيراً في العلاقة مع “تيار المستقبل”، في ضوء الاتهامات التي وجهت إلى عدد من الشخصيات السياسية، وبينها النائب السابق فارس سعيد، بالتحريض على رئيس “المستقبل” لدى المسؤولين السعوديين، إلى آخرين كان يعتبرهم الرئيس الحريري في خانة الحلفاء. ورغم إصرار قيادات “المستقبل” على توفير أقصى الدعم المطلوب للحريري في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها البلد، في إطار التأكيد على سياسة النأي بالنفس، فإن هناك دعوات لإعادة إحياء قوى “14 آذار” على أساس ومرتكزات مستمدة من صميم انتفاضة الاستقلال، في إطار السعي لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة، ولتوفير أوسع دعم لمسيرة الحريري في المرحلة المقبلة، في ضوء اشتداد الاشتباك الإقليمي بين المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي من جهة، وبين إيران من جهة ثانية، وبالتوازي مع محاولات إيران وحلفائها في لبنان، وضع اليد على البلد وإخضاعه لمحور الممانعة، ما يرتب مسؤوليات كبيرة على القوى السيادية لا يمكن تجاهلها. وغرد النائب سعيد قائلاً، “انتهت العلاقة السياسية مع الرئيس الحريري منذ التسوية في سبتمبر العام 2016 وزرته في أغسطس الماضي، وأبلغته أنني سأعارضه”، مضيفاً “أرجو أن يبقى الخلاف سياسياً، احترامي له كامل، أطلب منه المعاملة بالمثل من الأفضل أن يطلب من الذين يدافعون عنه عدم إهانة الناس، لأنهم لا يليقون به”.

 

الجيش يصادر أطناناً من المخدرات المصنعة في الهرمل

بيروت – “السياسة” /04 كانون الأول/17/نفذ الجيش اللبناني أمس، حملات دهم واسعة في جرود الهرمل وصادر كميات من المخدرات المصنعة وأطناناً من نبتة الحشيش والأدوات الخاصة بالتصنيع، بالإضافة إلى كميات من الأسلحة الحربية والذخيرة، تم نقلها إلى إحدى الثكنات العسكرية.

وتأتي المداهمات في إطار الحملات التي يقوم بها الجيش اللبناني للتصدي لزراعة المخدرات وملاحقة مروجيها على طول الحدود الشرقية، بعد تفاقم هذه الظاهرة بشكل مخيف أخيراً.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الحوثيون يغتالون صالح ويفتحون أبواب جهنم على أنفسهم

حزب الرئيس السابق أكد أن الثورة مستمرة: لن نسمح لقاسم سليماني بالتجول في صنعاء بحرية

السفير السعودي لدى اليمن: جرائم الحوثيين ونقضهم للعهود جزء من تربيتهم الإيرانية

الإعلان خلال أيام عن خليفة صالح … واستمرار الاشتباكات الدامية بين حلفاء الأمس

صنعاء – وكالات/04 كانون الأول/17/شهدت الحرب في اليمن منعطفا جديدا يصعب التكهن بما سيؤول اليه، بعد تمكن الإنقلابيين الحوثيين، أمس، من اغتيال الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وعدد من مرافقيه رميا بالرصاص، في خضم معارك متواصلة منذ ايام بين الجانبين على خلفية انهيار تحالفهما الذي استمر ثلاث سنوات ضد القوات اليمنية الحكومية. وتضاربت في البداية الأنباء بشأن مصير صالح (75 عاماً) بعد اقتحام الحوثيين منزله الواقع وسط صنعاء وتفجيره، لتعلن جماعة “أنصار الله” الحوثية، مقتل صالح وعدد من العناصر الموالية له، والسيطرة الكاملة على مواقع القوات الموالية في الحي السياسي جنوب صنعاء. ووصف بيان صادر عن وزارة الداخلية التابعة للحوثيين صالح بـ”زعيم الخيانة”، وتحدث عن “انتهاء أزمة ميليشيا الخيانة وبسط الأمن في ربوع العاصمة صنعاء وضواحيها وجميع المحافظات الأخرى ومقتل زعيم الخيانة وعدد من عناصره”.

وفي تعليقه على قتل صالح، قال نجل شقيق صالح، إن جماعة الحوثي “فتحت على نفسها أبواب جهنم”، مضيفاً إن “الثورة مستمرة والحوثيين إلى زوال ولن تنطفئ الشرارة مهما عملوا”، والشعب سيكون للحوثيين بـ”المرصاد” في كل المحافظات.

وكان قيادي في حزب “المؤتمر الشعبي العام” فضل عدم الكشف عن هويته، قال إن صالح فر من صنعاء باتجاه مسقط رأسه إلا أن الحوثيين أوقفوا موكبه على بعد 40 كيلومترا جنوبي صنعاء بينما كان متجها نحو سنحان واقتادوه إلى مكان مجهول حيث أعدموه رميا بالرصاص.

ونفى ما تردد عن مقتل صالح خلال عملية تفجير منزله في صنعاء، فيما أوضحت مصادر عسكرية أنه فور اتجاه موكب صالح من شارع الستين بصنعاء إلى سنحان تمت ملاحقته من قبل أطقم حوثية تقدر بـ20 مركبة عسكرية وعند وصولة قرب قرية الجحشي تم إطلاق النيران نحو السيارات التي كان يستقلها صالح وقيادات حزبه، مما أدى إلى مقتل صالح والأمين العام المساعد لحزب “المؤتمر” عارف الزوكا والقيادي ياسر العواضي، فيما أصيب نجله العقيد خالد وأسر من قبل ميلشيات الحوثي” فيما مازال الغموض يلف مصير العميد طارق علي عبدالله صالح.

وأظهر شريط فيديو جثة يبدو أنها تعود لصالح، مصابة بطلقات نارية في الرأس ومواقع أخرى بجسده، ويحملها مسلحون على بطانية حمراء، كما ظهرت آثار دماء على قميص القتيل، قبل وضعه في سيارة تابعة لهم بمنطقة صحراوية نائية، في حين أشارت مصادر إلى وصول جثة صالح إلى مستشفى صنعاء. وأكد قيادي آخر بحزب “المؤتمر” أنه سيتم الإعلان خلال الأيام المقبلة عن من سيقود المعركة بعد صالح، مضيفاً “لن نسمح لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، بأن يتجول في صنعاء بحرية”، لافتا إلى أن “الإرهاب الحوثي الإيراني لن ينجح وإن فجروا منازل اليمنيين”.

وأضاف إن “الثورة ضد الحوثيين ستستمر ولن تتوقف بمقتل صالح، وسنعود ونتوحد ولن تجد إيران من تتعامل معه بعد اليوم”. وأكد مصدر ثالث، أن قوات تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية أنقذت الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من مصير مماثل لمصير صالح.

إلى ذلك، أعلنت مصادر يمنية أن الحوثيين مثلوا بجثمان صالح في صنعاء، مشيرة إلى أنهم أفرغوا خزائن من الرصاص على جثمانه، فيما قال السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر إن جرائم الحوثيين ونقضهم للعهود جزء من تربيتهم الإيرانية.

جاء ذلك في وقت تشهد صنعاء توترا كبيرا واشتباكات عنيفة بين مسلحي الحوثيين من جهة، والقوات الموالية لصالح من جهة ثانية، أوقعت مئة قتيل وجريح على الأقل منذ الأربعاء الماضي، بحسب مصادر أمنية وطبية، وتمددت الى خارج صنعاء.

واستهدفت سلسلة من الغارات الجوية أمس، مواقع قرب مطار صنعاء الدولي ووزارة الداخلية في المدينة. وأعلن الحوثيون سيطرتهم على مواقع عدة كانت في قبضة قوات صالح، من بينها منزل طارق محمد نجل شقيق صالح. وقال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام، في بيان، إن “تم تطهير الأماكن التي تمترست فيها ميليشيات الخيانة والغدر (قوات صالح) من ثكنات عسكرية عدة” والسيطرة على المنازل والطرق في منطقة السبعين بجوار منزل أحمد علي عبدالله صالح (نجل صالح) وعدد من البيوت في شارع إيران بصنعاء، منها منزل طارق محمد عبدالله صالح (نجل شقيق صالح)”.

وأضاف إنه “تم تطهير جولة (ميدان) المصباحي بالكامل، وإزالة الميليشيات من مكتب أحمد علي عبدالله صالح بشارع الجزائر” والأجهزة الأمنية طرد المليشيات ( قوات صالح) من مآذن وجامع الصالح بالكامل، بعد تمركزهم فيه وممارسة القنص منه، زاعماً أن “المئات من أنصار صالح، استسلموا”.

 

الأمم المتحدة تدعو إلى هدنة إنسانية في صنعاء اليوم

صنعاء – الأناضول/04 كانون الأول/17/دعا منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن جيمي ماكغولدريك أمس، أطراف النزاع في صنعاء إلى هدنة إنسانية اليوم الثلاثاء، لمساعدة المدنيين. وقال ماكغولدريك في بيان، “أشعر بقلق بالغ جداً إزاء تواصل العنف في صنعاء، التي شهدت، خلال الأيام الماضية، قتالاً مستمراً بلا هوادة”. وأضاف إنه “تم الإبلاغ عن سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى، بينهم مدنيون”. ودعا أطراف النزاع إلى هدنة إنسانية، اليوم الثلاثاء، بين العاشرة صباحاً والرابعة عصراً، لتمكين المدنيين من مغادرة منازلهم والبحث عن المساعدة والحماية، ولتسهيل حركة موظفي الإغاثة. وأشار إلى أن شوارع صنعاء تحولت إلى ساحات حرب، وحوصر السكان في منازلهم، وباتوا غير قادرين على الانتقال، للبحث عن الأمان، ولتلقي العناية الطبية، والحصول على المواد الأساسية، مثل الغذاء والوقود والمياه. وأوضح “لا تستطيع سيارات الإسعاف والفرق الطبية الوصول إلى المصابين، بسبب استمرار الاشتباكات”، مضيفاً إن “المنظمات الإنسانية تلقت نداءات للمساعدة من أسر علقت وحوصرت في الأحياء، التي تجري فيها أعمال القتال، وهم يريدون بشدة مغادرة منازلهم بسلامة”. وقال “أذكر أطراف النزاع بأن الهجمات المتعمدة ضد المدنيين، ويشمل ذلك موظفي المساعدات الإنسانية وموظفي الرعاية الصحية والهجمات ضد البنى التحتية المدنية والطبية، تعد انتهاكات واضحة للقانون الإنساني الدولي، وقد ترتقي إلى جرائم حرب”.

 

هادي يطلق عملية عسكرية لاستعادة صنعاء ويعفو عن مقاطعي الحوثي والتحالف طلب من المدنيين الابتعاد عن مواقع الانقلابيين

صنعاء – وكالات: في خطوات متلاحقة بدا أن الهدف منها عزل الحوثيين، أمر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أمس، نائب الفريق علي محسن الأحمر المتواجد في مأرب بإطلاق عملية عسكرية واسعة لاستعادة السيطرة على صنعاء، بدعم من التحالف العسكري الذي تقوده السعودية.

وذكرت قناة “العربية الحدث” أن العملية أطلقت تحت اسم “صنعاء العروبة”، مشيرة إلى تظاهرة حاشدة في صنعاء ردد خلالها هتافات “لا حوثي بعد اليوم”. وقال رئيس الوزراء اليمني احمد بن دغر في خطاب ألقاه في عدن، العاصمة الموقتة للسلطة المعترف بها، إن “الرئيس هادي سيعلن قريباً عن عفو عام وشامل عن كل من تعاون مع الحوثيين في الشهور الماضية وأعلن تراجعه”. وبحث هادي، في الرياض، أمس، مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، في “المستجدات والتطورات الجارية على الساحة الوطنية والجهود الأممية المبذولة في هذا الصدد لتحقيق السلام وتطبيق القرارات الأممية المتصلة باليمن وفي مقدمتها القرار رقم 2216”. وتطرق اللقاء، إلى “تطورات الأحداث الراهنة في صنعاء والأحداث المتسارعة التي تشهدها في ظل الانتفاضة المجتمعية في وجه التمرد والانقلاب التابعة للمليشيا الحوثية”. وأوضحت أن اللقاء تناول “بذل المساعي والجهود المشتركة لإجلاء الرعايا وموظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية من صنعاء حفاظاً على سلامتهم في ظل الظروف الراهنة”. وقال هادي، مخاطباً ولد الشيخ، “نشيد بمساعيكم وجهودكم المبذولة نحو السلام الذي ننشده وقدمنا من أجله التنازلات تباعا”، لافتاً إلى أن هذه التنازلات “قوبلت دوماً بالتشدد والرفض من قبل المليشيا الانقلابية التي لا تكترث لمعاناة شعبنا في مواصلة لتنفيذ رغباتها وأجندتها الدخيلة، لنقل تجربة ولاية الفقيه الإيرانية لليمن”. من جانبه، دعا ولد الشيخ، إلى تغليب لغة السلام ومصلحة اليمن وأمنه واستقراره وفقا لمرجعيات السلام والقرارات الأممية ذات الصلة وفِي مقدمتها القرار 2216. وفي وقت سابق اليوم، بحث ولد الشيخ، مع وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي، تطورات الوضع في صنعاء، التي تشهد مواجهات منذ أيام بين الحوثيين، وقوات صالح. من جانبه، أكد المتحدث باسم الجيش اليمني العميد عبده مجلي، أن هناك خطة محكمة ومتقنة بالتنسيق مع هادي سيتم تنفيذها خلال ساعات لفتح جبهات جديدة لدخول صنعاء وتحريرها.

وقال مجلي إن تلك الجماعات الحوثية مدعومة بشكل كامل من إيران، مشددا على أن الجيش اليمني يدين بالولاء الكامل للقيادة الشرعية بقيادة هادي، و التحالف العربي يقدم الدعم الكامل للجيش اليمنى من أجل تحرير صنعاء. وأشار إلى أن هناك ثورة شعبية كبيرة تساند قوات الجيش للقضاء على تلك الجماعات الانقلابية ومن يمولها من الخارج، مؤكداً رفض القبائل نهائيا ميليشيات الحوثي، بسبب ما حدث لها من قبل من خطف واغتصاب علي يد هذه الميليشيات. وأوضح أن أغلبية القبائل في صنعاء تدين بالولاء للشرعية اليمنية وتسعي إلى تحقيق الأمن والاستقرار، لافتاً إلى أن هناك تواصل مستمر مع قيادات قبائل صنعاء. وقال مجلي إن الجيش اليمني مقبل على النصر والتحرير الكامل لليمن. من جانبه، أعلن رئيس الوزراء اليمني أحمد بن دغر، أن هادي سيعلن قريبا عن “عفو عام وشامل” عن كل من تعاون مع الحوثيين ويتراجع عن ذلك. وفي الوقت ذاته، طلب التحالف العسكري بقيادة السعودية من المدنيين في صنعاء إخلاء أماكنهم القريبة من مواقع تمركز الحوثيين، في إشارة إلى احتمال تكثيف الغارات الجوية على صنعاء. ونقلت قناة “الاخبارية” السعودية عن التحالف تأكيده أن “الابتعاد عن آليات وتجمعات” الحوثيين يجب أن “لا يقل عن 500 متر” من المناطق الخاضعة لسيطرتهم. إلى ذلك، أشارت تقارير إعلامية يمنية إلى أن طيران التحالف نفذ عملية انزال جوي في صنعاء، يضم شبكات اتصالات لاسلكية لقوات حزب “المؤتمر” بعد اختراق الحوثيين شيفرات الاتصالات القديمة.

 

قصف مدفعي يشعل النيران بمبنى السفارة الإيرانية في صنعاء وطهران تنفي

صنعاء – الأناضول/04 كانون الأول/17/أكد مصدر عسكري يمني أمس، أن مقر السفارة الإيرانية في صنعاء تعرض لقصف مدفعي ما أدى إلى نشوب النيران فيها، جراء المواجهات بين الحوثيين، والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح. وقال المصدر إن إحدى قذائف “الهاون” استهدفت مقر السفارة، الواقع بالقرب من دوار المصباحي جنوب صنعاء، مضيفاً إنه “لا يُعرف مصدر القذيفة”. وأشار إلى أن أعمدة الدخان ما تزال تتصاعد من مقر السفارة، في الوقت الذي تدور معارك عنيفة في الحي السكني الواقع فيهز في المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي إنه لم يتم تلقي أي معلومات تفيد بتعرض سفارتنا في اليمن لهجوم مسلح، موضحاً أن سفارة بلاده تقع في منطقة شهدت اشتباكات مسلحة. وأشار إلى احتمالية تعرض جدار السفارة لشظايا نتيجة الاشتباكات، إلا أنه نفى أنباء تفيد باندلاع حريق في مبنى السفارة وتعرض عاملين فيها لجروح. وكانت الأحياء الجنوبية لصنعاء شهدت الأربعاء الماضي مواجهات مسلحة عقب محاولة جماعة الحوثي السيطرة على مسجد “الصالح”، الخاضع لقوات الرئيس السابق جنوب صنعاء، وانتهت بسيطرة مسلحي الجماعة عليه.

 

سورية: محادثات جنيف تُستأنف اليوم ودمشق تدرس المشاركة وتلاشي الآمال بخفض توتر الغوطة والنظام أسقط 191 مدنياً فيها

عواصم وكالات/04 كانون الأول/17/تستأنف بدءا من اليوم الثلاثاء الجولة الثامنة من محادثات السلام السورية تحت اشراف الامم المتحدة، بعد توقف لثلاثة أيام، في وقت تدرس دمشق جدوى عودة وفدها الى جنيف. وقال مصدر سوري “ليس هناك قرار نهائي بعودة الوفد حتى الآن، فدمشق ما زالت تدرس جدوى المشاركة”، موضحا أنه “عندما يُتخذ القرار، سيبلغ وفق الطرق الدبلوماسية المعتادة”. في المقابل، أبدت المعارضة جهوزيتها لاستكمال المحادثات، حيث ما زال عدد من أعضائها موجودين. وقال المتحدث الرسمي يحيى العريضي إن “رئيس الوفد نصر الحريري سيصل مساء الاثنين (أمس)” مع بقية الأعضاء، لافتا إلى أن “هناك اجتماعاً مقرراً مع المبعوث الخاص”، بينما لم تعلن الأمم المتحدة أمس الموعد الدقيق لاستئناف الجولة الثامنة، التي تركز بشكل خاص على سلتي الدستور والانتخابات. على صعيد آخر، رأى العريضي، ان قرار مفاوضي الاسد الانسحاب من المحادثات الاسبوع الماضي، كان احراجا لروسيا التي تسعى للتوصل سريعا لحل للصراع السوري. ميدانيا، تكاد ثلاثة أسابيع من قصف متواصل للجيش السوري على الغوطة الشرقية قرب دمشق، تقضي على الأمل بتطبيق الهدنة في منطقة خفض التوتر التي يسعى النظام الى استعادتها بأي ثمن.

وصعّدت قوات النظام قصفها على الغوطة، إثر هجوم شنته حركة “أحرار الشام” على قاعدة عسكرية تابعة للجيش، وأسفر قصفها خلال 20 يوماً عن مقتل نحو 193 مدنياً بينهم 44 طفلاً. وفيما رأى مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، إن اتفاقات خفض التوتر “نجحت بنسبة 20 في المئة في الغوطة مقابل 80 في المئة من المناطق الأخرى”، وصف خبير في الشؤون السورية اتفاق خفض التوتر في الغوطة بـ”المزحة”. وبينما أفادت مصادر محلية بسقوط 12 قتيلا و80 جريحا من المدنيين بقصف للنظام للغوطة أمس، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان “إن العشرات قتلوا وأصيبوا في قصف لطائرات يعتقد أنها سورية وروسية، موضحا أن عدد قتلى أول من أمس كان الأكبر في يوم واحد منذ بداية الضربات الكثيفة قبل 20 يوما، ومقدرا ارتفاع حصيلة القتلى إلى 191 قتيلا ونحو 630 جريحا. بدورهم، ذكر سكان وعمال إغاثة إن القصف تركز على مناطق سكنية كثيفة السكان. وقال عمال الدفاع المدني، ان نحو 17 لاقوا حتفهم في بلدة حمورية، وقتل أربعة آخرين في مدينة عربين، بينما قتل آخرون في ضربات على مسرابا وحرستا. وقال صادق ابراهيم وهو تاجر من حمورية “بستهدفوا المدنيين. الطيران قصفنا لا في ثوار أو معسكرات أو نقاط تفتيش”. من جهته، أفاد مصدر في قيادة شرطة دمشق، باطلاق قذائف من الغوطة، استهدفت حي العباسيين، ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 7، موضحا أن الجيش السوري رد على القذائف، ما أسفر عن تدمير عدد من منصات الإطلاق. في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الجانب الروسي في لجنة الهدنة الروسية التركية، رصد خلال الـ24 ساعة الأخيرة 4 انتهاكات، فيما رصد الجانب التركي 5 انتهاكات بمناطق خفض التوتر. من جانبها، أعلنت الحكومة البريطانية تعليق مساعدة تهدف إلى تطوير قوات من الشرطة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، إثر ورود معلومات أفادت عن اختلاس أموال وتمويل مجموعات متطرفة. وأعلن متحدث باسم الخارجية البريطانية أمس ان “الوزارة علقت البرنامج فيما نحقق في المزاعم”. وقال “ننظر بمنتهى الجدية إلى أي اتهام بالتعاون مع مجموعات إرهابية وبارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان”. من جهته، رأى رئيس شركة الاسمنت السويسرية الفرنسية “لافارج هولسيم”، أن شركته ارتكبت “اخطاء غير مقبولة تدينها وتأسف لها في سورية”.

 

مقرب من الجولاني: الظواهري يدير “القاعدة” من إيران

السياسةم/04 كانون الأول/17/كشف ارتفاع وتيرة الخلافات بين زعيم تنظيم “القاعدة” أيمن الظواهري، وزعيم “هيئة تحرير الشام” أبو محمد الجولاني، على خلفية فك الارتباط بينهما، عن مفاجأة جديدة تتصل بعلاقة تنظيم “القاعدة” وزعيمه الظواهري بإيران. حيث ذكر تقرير لـ “العربية نت”، أن عبد الرحيم عطون، أحد أصدقاء الجولاني، كشف عبر حسابه الخاص على “التليغرام”، ردا على خطاب الظواهري الأخير، الذي جاء بعنوان “سنقاتلكم حتى لا تكون فتنة”، أن الظواهري يدير تنظيم “القاعدة” من إيران. وأوضح أن الظواهري أمر بعد إعلان خلافته في إدارة تنظيم “القاعدة”، “جبهة النصرة” في سورية، بإعداد لجنة ثلاثية ملزمة، يترأسها أبو الخير المصري، الذي كان قد خرج من إيران إلى سورية في 2015، إلى جانب قياديين اثنين، متواجدين حتى اليوم في إيران. وأفاد أن المصري، تبادل مع رفاقه المتواجدين في إيران، سلسلة من المراسلات عبر الإنترنت استمرت 7 أشهر، وانتهت بتحديد صلاحيات اللجنة الثلاثية ومجلس الشورى، إلا أنها قوبلت باعتراض الجولاني، على احتكار القرار من قبل اللجنة الثلاثية المستخلفة من إيران.

 

أشهر سجينة إيرانية: نسيت ملامح أطفالي

الأحد 15 ربيع الأول 1439هـ - 3 ديسمبر 2017م/العربية نت/كتبت نرجس_محمدي، نائبة رئيس "مركز المدافعين عن حقوق الإنسان"، التي تقبع في سجن أفيين بطهران، في رسالة مفتوحه أنها بدأت تنسى ملامح أطفالها، حيث أنها لم ترهما منذ حوالي 3 سنوات. ونوهت محمدي أنها أطفأت شموع ميلاد طفليها علي وكيانا للمرة الثالثة، وهي في #السجن، فالطفلان يعيشان مع والدهما في فرنسا بعيدا عنها آلاف الكيلومترات، خصوصا أن السلطات الإيرانية حرمتها من الإجازة القانونية ورؤية أطفالها بشكل مباشر، حسب ما أكده تقي رحماني زوج محمدي في حديث مع راديو فردا الأميركي الناطق بالفارسية. وبناء على ما كتبه موقع "هرانا" المختص بشؤون سجناء إيران، إن علي وكيانا، يعيشان مع والدهما رحماني الذي اضطر عام 2011 للخروج من إيران والعيش في المنفى بباريس خوفا من اعتقاله. وکتبت السجينة محمدي في رسالتها تقول: أطفأت شموع ميلاد كيانا وعلي، غير أني بدأت أنسى ملامحهم الدقيقة. سألتني بنتي كيانا (11 عاما) ماما نرجس كيف أصبح شكلك الآن؟ يبدو أن أطفالي أيضا نسوا ملامحي. وأضافت محمدي: هذا هو الشكل الواضح من الظلم والاستبداد. وقال تقي رحماني في حديث مع راديو فردا إن أطفاله علي وكيانا لم يريا والدتهما منذ عامين ونصف، وفي هذه المدة من الطبيعي أن يتغير شكل وجوههما، والأصعب من ذلك أن السلطات تمانع خروج نرجس بإجازة قانونية يستحقها جميع السجناء، وتشرط السلطات عليها أن تتعهد بأنها لن تتكلم عن ظروفها ولن تلتقي بأحد خارج السجن سوى عائلتها وهو ما ترفضه السجينة الإيرانية. وأكد رحماني أن زوجته نرجس تعاني من أمراض عصبية، وأن الأطباء أكدوا أن وجودها في السجن يهدد حياتها بالخطر. يذكر أن محمدي التي ترأس "مركز المدافعين عن حقوق_الإنسان في إيران" والذي أسسته شيرين عبادي، المحامية الإيرانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، تقبع في المعتقل منذ أيار/مايو 2015، حيث اعتقلتها السلطات بسبب مطالبتها بإلغاء عقوبة الإعدام والدفاع عن المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي. وكانت السلطة القضائية الإيرانية قد حكمت على الناشطة الحقوقية، نرجس محمدي، بالسجن 16 عاماً، 10 منها واجبة التنفيذ بتهم "الدعاية ضد النظام، وعقد اجتماعات غير مرخصة والتواطؤ مع جهات تريد استهداف الأمن القومي الإيراني، وتأسيس مكتب لمنظمة لم تحصل على ترخيص

 

مساع عربية وإسلامية لثني ترامب عن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وتحذيرات من تداعيات الخطوة الخطيرة: تعزز التطرف والعنف ولا تخدم السلام

عواصم – وكالات/04 كانون الأول/17/حذرت منظمات ودول عربية أمس، من تداعيات اتخاذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب قراراً بالاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل، مؤكدة أن ذلك سيعزز التطرف والعنف ولا يخدم عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، فيما يبذل الفلسطينيون مساع ديبلوماسية لحشد التأييد الإقليمي والدولي في مواجهة مثل هذا القرار. وقال أمين العام جامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط إنه “من المؤسف أن يصر البعض علي محاولة انجاز هذه الخطوة من دون أدنى انتباه لما تحمله من مخاطر كبيرة علي استقرار الشرق الاوسط وكذلك في العالم ككل”. وأضاف “نقول بكل وضوح أن الإقدام علي مثل هذا التصرف ليس له ما يبرره، ولن يخدم السلام أو الاستقرار بل سيغذي التطرف واللجوء للعنف”. وفي القاهرة، بحث وزير الخارجية المصري سامح شكري مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون في اتصال هاتفي ليل أول من أمس، احتمالات اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، وحض على تجنب اتخاذ قرارت من شأنها أن تؤجج مشاعر التوتر في المنطقة. وقال شكري إن “مكانة مدينة القدس القانونية ووضعها الديني والتاريخي يفرض ضرورة توخي الحرص والتروي في التعامل مع هذا الملف الحساس المرتبط بالهوية الوطنية للشعب الفلسطيني… ومكانة القدس لدى الشعوب العربية والإسلامية”. وفي عمان، حذر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أول من أمس، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون من “تداعيات خطرة” لأي قرار بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وأكد “ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني في القدس، وعدم اتخاذ أي قرار يستهدف تغيير هذا الوضع”، محذراً من “التداعيات الخطرة لأي قرار بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في ضوء المكانة الدينية والتاريخية والوطنية الخاصة للقدس ليس فقط عند الفلسطينيين والأردنيين ولكن على امتداد العالمين العربي والإسلامي”. في سياق متصل، أكد عضو مجلس النواب الأردني يحيى السعود خلال اجتماع لجنة فلسطين في المجلس، أن القرار المحتمل لترامب بنقل سفارة بلاده إلى القدس سيزيد من تأجيج الصراع في المنطقة وتنامي الإرهاب والتطرف. فلسطينياً، دعت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان، أمس، الإدارة الأميركية إلى عدم اتخاذ أي مواقف أو إجراءات من شأنها أن تبطل “صفقة القرن” وتجهضها قبل أن تُولد. وحذرت من مخاطر أي موقف أميركي يتعلق بالقدس من شأنه أن يفقد واشنطن أهليتها في طرح أي حلول. وشددت على أن التزام الولايات المتحدة بهذه الأطر والمرجعيات يضمن لها الحفاظ على دورها كراعٍ نزيه لعملية السلام، ويساعدها على إنجاح جهود الرئيس ترامب الهادفة لحل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي. من جهتها، طالبت حركة “فتح” في بيان، أمس، الأحزاب والحكومات في الاتحاد الأوروبي، باتخاذ “موقف فاعل وعاجل”، ضد أي توجه من الولايات المتحدة لتغيير سياستها نحو القدس.وأعرب المتحدث باسم الحركة جمال نزال عن أمله في أن يكون لدول الاتحاد الأوروبي القدرة على نزع فتيل معضلة عظمى ستنشأ بصورة حتمية إذا أقدمت الولايات المتحدة على خطوة تستبق أية مساع جدية لحل الصراع. بدورها، ذكرت حركة “حماس” في بيان، أمس، أن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية هاتف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لبحث “تداعيات التوجهات الأميركية الأخيرة تجاه مدينة القدس”. وأوضح هنية أن أردوغان أبلغه أنه سيدعو إلى “قمة إسلامية لبحث الأمر”، كما أنه يعتزم “الاتصال بترامب، لحضه على عدم القيام بهذه الخطوة وتبيان خطورتها وتداعياتها”. ويتوقع أن يعلن ترامب خلال الساعات المقبلة قراره بشأن نقل السفارة الأميركية لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس. وذكرت وزارة الخارجية الأميركية أن ترامب يفترض أن يقرر قريباً ما إذا كان سيمدد قرار تجميد نقل السفارة خلافاً لقرار الكونغرس الذي طلب منذ العام 1995 نقلها. من ناحية ثانية، شهدت بغداد ومحافظات عراقية أمس، تظاهرات احتجاج نددت بعزم ترامب الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها. وتظاهر الآلاف من العراقيين وسط بغداد وفي مراكز المحافظات، خصوصاً الجنوبية منها، منددين من خلال هتافاتهم واللافتات التي رفعوها، بالولايات المتحدة وإسرائيل، ومعلنين تأييدهم لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في رفض نقل السفارة الأميركية إلى القدس والاعتراف بها عاصمة للدولة العبرية.

وتوقعت مصادر أمنية أن تتوسع هذه الحملات لتشمل العديد من المناطق البقاعية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

وثيقة أنهت «عهدَ الصدمات» وفتحت «عهدَ التحالفات»

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 05 كانون الأول 2017

لا يرغب أيٌّ من المسؤولين مقارَبة وثيقة «النأي بالنفس» شكلاً ومضموناً إيذاناً بانتهاء مرحلة التريّث وإحياء العمل الحكومي. فنَصّها لم يوضع بعد وصياغته النهائية ستتمّ في جلسة مجلس الوزراء عند إنعقادها. ما يطرح أسئلة عما إذا كان النقاشُ سيُفضي الى وثيقة بحجم الصدمة التي شكّلتها الإستقالة، أم إنها ستكون مجرّد مخرج لأزمة انتهت بثمن كان بخساً، لو لم تفتح الباب على تحالفات سياسية ونيابية جديدة؟ لم يقتنع كثيرون أنّ صياغة وثيقة لتفسير مبدأ «النأي بالنفس» تحتاج الى المناقشات الدائرة في الداخل والخارج والعودة الى الوثائق المرتبطة بالعهد الجديد لاستخراج العبارات التي تحتاجها. ففي إقتناع كثيرين أنه في حال موافقة مكوّنات الحكومة على اعتماد صيغة «النأي بالنفس» في العلاقات بين لبنان والدول العربية والخليجية خصوصاً، لا تستلزم العودة الى كمٍّ من الوثائق بدءاً بـ»خطاب القسم» الرئاسي والبيان الوزاري لحكومة «استعادة الثقة»، كذلك بالنسبة الى خطابَي رئيس الجمهورية في مقرّ جامعة الدول العربية منتصف شباط الماضي في القاهرة وأمام القمّة العربية الدورية في الأردن نهاية آذار الماضي.

وتعترف مراجعُ سياسية وحزبيّة بأنّ التساؤلات التي رافقت البحث عن وثيقة «النأي بالنفس» لها ما يبرّرُها فالتفسير اللغوي لهذا المنطق ليس صعباً أو مستحيلاً متى كان التوافقُ السياسي محققّاً.

لكن ما يُبحث في الصالونات السياسية والحكومية الضيّقة فيه كثير من السيناريوهات التي تشير الى أنّ البحث تجاوز هذا المنطق الى ملفات وقضايا أخرى تتجاوز مضمونَ البيان التفسيري المنتظَر لبندٍ من بنود البيان الوزاري والذي شكّل أحد أبرز عناوين التسوية السياسية التي جاءت بالعماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وبالرئيس سعد الحريري رئيساً للحكومة وثبت أنها إحدى الركائز الأساسية التي بقيت من التسوية السابقة ولا يمكن تجاهلُها في أيِّ تسويةٍ جديدة.

وقالت هذه المراجع إنه منذ أن أعلن الحريري التريّثَ في تقديم استقالته وعاد الى «بيت الوسط» في 22 تشرين الثاني المنصرم انشغلت المحرّكات السياسية ومطابخُ المخارج المتبادَلة بتوسيع نطاق التفاهمات بين مكوّنات السلطة بعدما تجاوزت مطبات «استقالة الرياض» واستيعاب تردّداتها السياسية والأمنية والإقتصادية على الساحة اللبنانية بنحو يضمن سلامة التركيبة الحالية ويوفّر لها الديمومة وهو ما يوحي بإمكان التفاهم على مقارَبةٍ موحّدة للملفات التي ستُناقش في السنوات الخمس المقبلة من العهد الجديد. وقال أحد منظّري التفاهمات الجديدة الجاري بناؤها، إنّ ما رافق المعالجات منذ نشوء أزمة الإستقالة وما حققته أوحى أنّ في إمكان هذا الفريق أن يمضي كاملاً في إدارة شؤون البلاد والمؤسسات كافة طوال العهد. وهو ما فتح البابَ واسعاً أمام تفاهمات عريضة تجاوزت موضوعَ «النأي بالنفس» الى بقية الملفات المطروحة داخلياً في مختلف المجالات الإقتصادية والإدارية والمالية والإنمائية بعد التفاهمات التي أنتجت التعيينات الأمنية والقضائية والإدارية والمناقلات والتشكيلات الديبلوماسية وفق توزيعةٍ اعتمدت «ميزانَ الجوهرجي» في تقاسم المواقع والمسؤوليات والمكاسب والمغانم المتوافرة في الدولة ومؤسساتها لتكون الضمانة القوية لعهد يمكن أن يحقق الكثير ممّا تمّ التخطيط له بالتركيبة الحالية التي ما إن فقدت أحد أركانها اهتزّت بين ليلة وضحاها، بدليل ما شعر به الجميع عند غياب رئيس الحكومة عن بيروت ولم يكن قادراً على العودة اليها بإرادته الكاملة.

تزامناً مع هذه المعادلة التي ثبت أنها كانت من ركائز التهدئة التي استدرجت الدعم الدولي بالنحو الذي شهدته البلاد عقب الإستقالة وما أنتجته وهذا لم يكن ممكناً لولا التكامل الذي نشأ بين الإدارة الداخلية للأزمة وحجم الرعاية الدولية العربية والغربية التي تحقّقت في أيام وانتجت مخارج وحلولاً لم تكن تخطر لكثيرين نعوا في الأيام الأولى مستقبلَ رئيس الحكومة وصولاً الى اعتقاد بعض القادة والوزراء أنّ الحريري قد يعتزل الحياة السياسية ولا يعود الى بيروت. وفي كثير ممّا هو مخفيّ من المناقشات الجارية منذ أسبوعين تبادلت القياداتُ السياسية رواياتٍ عن تفاهمات أعمق وأكثر شمولاً من إحياء العمل الحكومي الذي يمكن أن يتمّ في أيّ وقت وصولاً الى بناء تحالفات للمرحلة المقبلة على كل المستويات السياسية والوطنية والإنتخابية تحديداً. فما تمّ التفاهمُ في شأنه سيعزّز مواقعَ أطراف التركيبة الحالية للسلطة بكل وجوههم وحصصهم ومواقعهم.

وفي معلومات العارفين بما بقي مخفيّاً من تفاهمات أنّ إدارة العملية الإنتخابية وفق القانون الجديد بحسابات دقيقة وبتفاهم عميق بين هذه القوى سيضمن احتفاظَها بالتكتّلات النيابية الكبرى المتحكّمة بالسلطة التشريعية تمهيداً للإمساك مجدداً بالسلطة التنفيذية في أولى الحكومات المقبلة.

وأنّ عزلَ بقية القوى التي خرجت من هذه التفاهمات وتلك في صفوف المعارضة أمرٌ ممكن وليس صعبا إذا تعاون مختلف الأطراف في تحالفاتهم الرباعية الأساسية، ولن يكونوا محرَجين إذا وسّعوا دائرة أحلافهم في بعض المناطق والدوائر الإنتخابية حصراً توصّلاً الى تكتلات خماسية او سداسية، فمن المهم أن يحتفظ «الأقوياء الأربعة» بالمواقع الأساسية من دون إغفال حقّ بقية الأطراف ببعض المكاسب المحدودة في مناطق محدّدة، وهو ما يؤدّي الى إعطاء اللعبة الإنتخابية شيئاً ممّا تفرضه الأصول الديموقراطية لتغليف تفاهماتهم الكبرى واحتفاظهم بالمكاسب التي تحققت في الأيام الأخيرة.

وتتوقّع المراجع المعنية وثيقة سياسية بسيطة لا توحي بانتصار فريق على آخر من ضمن تركيبة أهل الحكم والحكومة وإن كانت لا تُقاس بحجم الصدمة التي جاءت بها الإستقالة غير الطبيعية لرئيس الحكومة وهي تؤسّس لتفاهماتٍ تقود الحياة السياسية في المستقبل القريب والبعيد وهو ما ستُثبته التحالفاتُ على أبواب الإنتخابات في ظلّ الرغبة الجامحة بتقديم موعدها شهرين على الأقل «لضرب الحديد وهو حامٍ»، ولكي تحقّق التفاهماتُ غاياتها في أسرع وقت ممكن.

 

«ربطُ نزاع» إنتخابي في دائرة بيروت الثانية

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 05 كانون الأول 2017

بعد الإنتهاء من «قوننة» التسوية السياسية في مجلس الوزراء، ستنصرف غالبيةُ القوى السياسية الى التحضيرِ للانْتخابات النيابية جدّياً، بعدما بات من شبه المؤكّد أن لا تمديدَ لمجلسِ النواب.

لم يستطع مجلس نواب الـ2009 كَسرَ الرقم القياسي بالتمديد والذي سجّله مجلس عام 1972، وقتها دخل لبنان في أتون حروب الآخرين على أرضه، وبدأ مسلسلُ التمديدات غير المتناهي، أما المجلسُ الحالي فقد سجّل مفارقةً عجيبة حيث مثّل بقاؤُه طوال هذه الفترة عاملَ إستقرارٍ حسبما روّج منظّرو التمديد. وفي هذه الفترة مرّت كلُّ حروب العالم في المنطقة ولم تحطّ رحالَها في لبنان، وهذا أمرٌ يثيرُ الدهشةَ، في بلدٍ اعتاد أن يرقصَ مع كل نغمة تُعزَف من خلف البحار أو من الصحاري القريبة والبعيدة.وللمفارَقة أيضاً، فإنّ المعاركَ الإنتخابية تُمثل حربَ المشاريع السياسية بين القوى المتخاصمة، لكنّ لبنان الجديد، أي لبنان ما بعد إستقالة الرئيس سعد الحريري والعودة عنها، سيشهد ظاهرةً غريبةً في بلد العجائب، هذه الظاهرة بدأت ملامحُها تظهر منذ إعلان الحريري اسْتقالتَه من الرياض وتكرّست لاحقاً طوال فترة غيابه، حيث أصبح «التيار الوطني الحرّ» و«حزب الله» وفريق «8 آذار» أبرز الداعمين للحريري وبات حاجةً بالنسبة إليه.

لا يمكن أن تمرّ في مناطق الطريق الجديدة، كورنيش المزرعة، الرملة البيضاء، الحمراء، ومعظم أحياء ما يُعرف ببيروت الغربية، إلّا أن تلحظ إرتفاعَ أسهم الحريري وتيار «المستقبل»، هذه الأسهمُ التي كانت متدنّيةً بعضَ الشيء في المرحلة السابقة. وتُعتبر هذه المناطق معقلَ «الحريرية السياسية» وكانت ستدور في رحابِها أشدّ المعارك الإنتخابية، لولا التطوّرات الأخيرة التي غيّرت اللعبة.

قسّم قانونُ الانتخاب الجديد بيروتَ إلى دائرتين، وتُعتبر الدائرةُ الثانية التي تضمّ 11 مقعداً وهم (6 سنّة، 2 شيعة، مسيحيان ودرزي واحد) مؤشّراً لمعرفة حضور تيار «المستقبل» في كلّ دوائر لبنان. وقبل إنقلاب المشهد السياسي، كان يُحكى عن لائحةٍ تضمّ «حزب الله» وحركة «أمل» وسنّة «8 آذار» وبعض الشخصيات المستقلّة لتقفَ في وجه لائحة الحريري، وكانت الحساباتُ الإنتخابية تشير إلى أنّ هذه اللائحة قادرةٌ على «تشليح»، «المستقبل»، 5 مقاعد.

ديموغرافياً، يُمثّل السنّة الثقلَ الأكبر في هذه الدائرة، إذ تضمّ نحو 220 ألف ناخب سنّي، لكنّ الجدير ذكره أنّ هناك نحو 70 ألف ناخب شيعي يصوّتون «بلوكاً» واحداً وقادرين على مدّ أيِّ لائحة بفائض من الأصوات، إضافةً الى وجود نحو 53 ألف ناخب مسيحي ونحو 6 آلاف ناخب درزي ينتمون في معظمهم الى الحزب التقدمي الاشتراكي، حليف الحريري.

ويدور الحديث في الأروقة البيروتية حالياً عن سيناريوهات عدة سيعتمدها فريق «8 آذار» و»التيار الوطني الحرّ» لتجنّب خوض معركة ضدّ الحريري في الدائرة التي تُعتبر عرينَه.

ومن السيناريوهات المحتمَلة، أن تتشكّل لوائحُ عدة تكون أبرزها لائحة تيار «المستقبل»، إضافة الى لائحة سنّة «8 آذار» وحلفائهم، من دون أن يدخلَ المكوّن الشيعي في مواجهة مباشرة أو يحشد من أجل «تشليح» الحريري عدداً لا بأس به من المقاعد. كذلك، فإنّه قد تتشكل لائحة تضمّ «المستقبل» وحلفاءَه ومرشحاً مسيحياً لـ«التيار الوطني الحرّ» مقابل لائحة «8 آذار»، فيعمد «حزب الله» الى توزيع أصواته بشكل لا يُغضب أحداً.

اما السيناريو الأقرب الى التطبيق والواقع، فهو تأليف لائحة تضمّ «المستقبل» و«التيار الوطني الحرّ» و»الاشتراكي» ومرشّحَ «أمل»، في إستعادة لما حصل في الدائرة الثانية السابقة في إنتخابات 2009، حيث تمّ تقاسمُ المقاعد الأربعة التي كانت مخصّصة لها بين «المستقبل» و«أمل» وحزب «الطاشناق»، وبالتالي قدّ تشكّل لائحةً تضمّ هذا التحالف العريض، فترشّح «أمل» شيعيّاً ويحتفظ الحريري بالشيعي الثاني من دون دخول مرشح لـ»حزب الله» لكي لا يُحرِج الحريري.

في حين أنّ أصوات «أمل» ستصبّ للّائحة ويمنحها «حزب الله» غالبية أصواته، وقد يمرّر بعضَ الأصوات لحلفائه السنّة في اللائحة المقابلة من دون ان يرجّح دفّتها، وتستطيع هذه اللائحة حصدَ 9 مقاعد على الأقل. وبهذه النتيجة يحافظ الحريري على وضعيّته في هذه الدائرة.

وبالنسبة الى تغيير بعض الأسماء والإستغناء عن نوابٍ حاليّين، فهذا أمرٌ يعود الى تيار «المستقبل»، حيث سيكون الحريري مجبَراً على التخلّي عن أحد نوابه المسيحيين في حال تحالف مع «التيار الوطني الحر»، في حين أنّ الأسماء السنّية خاضعة للميزان الداخلي ومقياس الربح والخسارة.

كلّ هذه السيناريوهات الإنتخابية واردة بعد التسوية الثانية، خصوصاً أنّ «حزب الله» لم يجهد يوماً لحفظ المقاعد، وبما أنّ التسوية السياسية ستحفظ مصالحَه الإستراتيجية فلا مانعَ عنده من تعويم «المستقبل»، في وقت يواجه هذا الأخير تحدّي إدارة معركته الإنتخابية بشكل يستطيع من خلاله ضبط التصويت وتقسيم أصواته التفضيلية، فيما يبدو أنّ سياسة ربط النزاع سائرة على قدم وساق، ومن أبرز خطوطها العريضة أن يصبحَ الحليفُ خصماً والخصمُ حليفاً.

 

"حكومة استعادة الثقة" تنطلق في اتجاه "حكومة استعادة العمل"

الهام فريحة/الأنوار/05 كانون الأول/17

هل بالإمكان القول: "عاد الإنتظام إلى العمل الحكومي"؟

الجواب يميل إلى "النعم"، مع التأكد يوماً بعد يوم أنَّ هناك مظلة دولية فوق لبنان، ولا سيَّما فرنسية، تقيه "صواريخ عدم الإستقرار" التي توجَّه إليه من أكثر من منطقة، لكن "المضادات الدولية" تُسقطها قبل وصولها إلى أهدافها. الإنتظام السياسي العام سيكون في الجلسة الإستثنائية لمجلس الوزراء، التي طال انتظارها، والتي سينجم عنها "بيان النأي بالنفس"، ما يشكِّل الضمانة المطلوبة ليعود الرئيس سعد الحريري عن التريث في تقديم استقالته. انعقاد جلسة للحكومة يعيد انتظام عملها. ورغم أنَّ المصادر المطَّلعة تؤكِّد أنَّ الجلسة ستكون سياسية بامتياز، وهي لن تحمل جدول أعمال لأنَّ وظيفتها إصدار بيان لا أكثر ولا أقل، لتكون"حكومة استعادة الثقة 2"، ما يعني أنَّ عجلات الحكومة ستنطلق بعد توقف دام لشهر. وبعد بيان "استعادة العمل"، ستكون أمام الحكومة "ورشة" تبدأ بملف البلوكات النفطية، ولا تنتهي بملف "البلوكات الإنتخابية" التي تُفتَح قبل الثلث الأخير من أيار المقبل الذي يحلُّ فيه شهر رمضان المبارك، وعلى أبعد تقدير فإنَّ الإنتخابات النيابية ستجري في الأحد ما قبل الأخير من أيار المقبل، أي في العشرين منه، أي أنَّ موعد الإستحقاق الإنتخابي بعد أقل من ستة أشهر. ما يعني أنَّ البلد بات في سباق مع الوقت من أجل إجراء الإنتخابات النيابية المؤجلة من العام 2013. والتحدي الأكبر أنَّ الإنتخابات المقبلة، ستتم وفق قانون جديد هو قانون النسبية. وإذا كانت الإنتخابات هي "الإستحقاق المؤجَّل"، فإنَّ "باريس – 4" هو الإستحقاق المعجَّل، العاصمة الفرنسية، باريس، ستشهد يومي الجمعة والسبت المقبلين تظاهرة دبلوماسية واقتصادية، على رأسها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري.

تأتي هذه التظاهرة في وقت تقود فيه فرنسا "دبلوماسية مكوكية" بين باريس وطهران وحارة حريك لترسيخ الإستقرار اللبناني:

الرئيس الفرنسي أرسل أحد مساعديه في الإليزيه إلى طهران.

السفير الفرنسي في بيروت التقى بمسؤولين في حزب الله.

الإجتماعان، أتاحا للرئاسة الفرنسية التحرك بعد الضمانات التي حصلت عليها، وذروة التحرّك ستكون يومي الجمعة والسبت المقبلين. هكذا يكون لبنان على موعد مع تحقيق مظلة دولية تبدأ بمؤتمر باريس – 4، بعد تعويم الحكومة، حكومة استعادة الثقة واستعادة العمل، وتتواصل بمسألة مراسيم وتلزيمات النفط، وفي غضون ذلك يكون وزير الداخلية نهاد المشنوق في خلية نحل في وزارة الداخلية للإعداد المكتمل للإنتخابات النيابية، بحيث لا تشوبها أية شائبة

 

مصرع الملاكم الكبير

غسان شربل/الشرق الأوسط/05 كانون الأول/17»

استشعر الحوثيون سريعاً خطورة نزول الرئيس السابق علي عبد الله صالح من القطار الذي جمعهم به قبل ثلاثة أعوام. أدركوا أنه سحب الغطاء الذي تذرّعوا به للاستيلاء على الدولة اليمنية ومقدراتها. وأن غيابه يكشف برنامجهم وينذر بدفعهم إلى العزلة. وأن خروجه سيغير المعادلات العسكرية والسياسية والقبلية وسيعيدهم ميليشيا متمردة تفتقر إلى حاضنة على امتداد الأراضي اليمنية. وأن عزلة الداخل ستضاعف عزلة الخارج وستؤدي إلى فك الحلقة اليمنية من المشروع الإقليمي الذي ينتسبون إليه. استشعروا خطر مغادرة القطار وسارعوا إلى قتله.

إذا أخذنا في الاعتبار حساسيات التركيبة اليمنية، وامتدادات صالح الأمنية والعسكرية والشعبية والقبلية ندرك أن مشهد البارحة قد يكون أخطر من مشاهد سابقة. مشهد الحبل يلتف على عنق صدام حسين وسط نشوة الحاضرين. ومشهد شبان ليبيين يتداولون جسد معمر القذافي ثم جثته. ومشهد اللبنانيين لا يعثرون على جثة رفيق الحريري بعدما حرص قاتلوه على تبديدها في كل اتجاه. لم يكن علي عبد الله صالح لاعباً عادياً على خط الزلازل اليمني. قصة اليمن منذ آخر السبعينات هي قصته أيضاً وتحمل بصماته. حين دخل القصر في 1978 كانت البلاد تعيش على وقع اغتيال رئيسين خلال ثمانية أشهر؛ هما إبراهيم الحمدي وأحمد الغشمي. وكان يحلو لعلي صالح أن يتذكر مبتسماً أن صحيفة «واشنطن بوست» توقعت ألا يدوم حكمه أكثر من ستة أشهر، وإذ به يغادر القصر في 2012، أي بعد 34 عاماً من موعد دخوله.

لم يكن لاعباً عادياً على المسرح اليمني. كان الملاكم الكبير. يتلقى الضربات ويسدّد. ينحني للعاصفة ثم يرتدّ عليها. يطلق المدافع ثم يحرك الوسطاء. وعند الاقتضاء يفاجئ معارضاً باتصال هاتفي يستدرجه فيه إلى الحوار وبعدها تجديد المبايعة. كان يقلب أوراق الحكم بين يديه. صناديق الاقتراع وأجهزة الأمن ومدافع الجيش، وقبل ذلك كله معرفة عميقة بخيوط النسيج اليمني ومصالحة عباءة الدولة مع عباءات القبائل. من صنعاء راقب كيف فتك «الرفاق» بـ«الرفاق» في عدن في 1986. وعلى وقع تهاوي جدار برلين والاتحاد السوفياتي ألقى اليمن الجنوبي بنفسه في حضن الشمال في 1990. تماماً كما ألقت ألمانيا الشرقية بنفسها في حضن الوطن الأم، طبعاً مع الالتفات إلى الفوارق. استعذب لقب «صانع الوحدة» وعاد رابحاً بعد أربعة أعوام من الحرب التي كادت تطيحها.

كانت البراعة المستشار الأول لهذا العقيد الذي امتلك غريزة سياسية استثنائية وقدرة على استشعار الأخطار. يترك اللعبة لتأخذ مداها وحين تتخطى الخط الأحمر يشدّ الخيوط ويرتدي قبعة الجنرال. في الداخل كما في الخارج. لم يكن حليفاً طيّعاً ولم يكن خصماً سهلاً. وكان في كل الأحوال أستاذاً في فن البقاء.

كان علي صالح أسير قدره كملاكم كبير لا يرى لحياته معنى خارج الحلبة. سمعت منه أكثر من مرة أنه تعب. وأنه يتوق إلى ملاعبة أحفاده بعدما شغلته الرئاسة عن ملاعبة أبنائه. وسمعت منه أنه معجب بتجربة لبنان، حيث يمكن العثور على رئيس سابق يجول بحرية في البلاد التي كان الرجل الأول فيها. وقال ذات يوم إنه حان الوقت لكسر القاعدة التي تقول إن الرئيس العربي لا يغادر القصر إلا إلى القبر أو المنفى. كنت أستمع إليه بشكوك عميقة. فقصة الرجل تكشف بوضوح أنه يعشق البقاء في صلب اللعبة مهما تعاظمت أخطارها.

من يعرف علي صالح يعرف أن الرجل لم يستسغ أبداً مشهد صدام حسين معلقاً ورأى فيه انتقاماً لا عدالة. لازمه ذلك المشهد كأنه اعتبره نذير شؤم، تماماً كما اعتبره معمر القذافي. قال: «حين يحلقون ذقن جارك عليك أن تبل ذقنك للحلاقة». وعلى رغم ذلك لم تغادره متعة الإقامة وسط المعارك. وحتى حين احترق جسده لم يحترق ولعه باللعبة. داوى حروقه وعاد إلى الحلبة. وساعة اضطر إلى مغادرة القصر حرص على الاحتفاظ بدور الملاكم الكبير الذي يتعذر تناسيه ويصعب شطبه. لا تنفصل قصة علي عبد الله صالح عن قصة اليمن الشائكة في العقود الأربعة الماضية. إنه المحور الأبرز في هذه القصة. غيابه يفتح فصلاً جديداً في هذه المأساة. ومن يدري فقد يحاصر دمه الحوثيين إذا التقت الشرعية بجمهور «المؤتمر الشعبي العام» وتحركت القبائل، رافضة أن يفرض الحوثيون لونهم على البلاد، وأن يغيروا موقع هذا البلد العريق في عروبته. في عام 2009، سألت علي صالح عما إذا كان حكم اليمن متعباً، فأجاب: «حكم اليمن يشبه الرقص على رؤوس الثعابين». وأعدت طرح السؤال عليه بعد عام، فأجاب بأن لا شيء تغير باستثناء تحول الثعابين إلى أفاعٍ. هذه منطقة المفاجآت والأهوال. حتى خبير الرياح تغدره الرياح. هذه المرة وقع كبير الملاكمين ولدغته الثعابين.

 

دم صالح يعزل الحوثيين القبائل تتوعد بالثأر... وجيش الشرعية لفتح جبهات باتجاه صنعاء

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/05 كانون الأول/17»

قُتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح أمس، برصاص الميليشيات الحوثية في صنعاء، في مشهد ختامي للمواجهات التي شهدتها العاصمة منذ الخميس الماضي. وأثار مقتل صالح رفقة اثنين من أبنائه وعدد من قيادات حزبه، تزايد الغضب بين اليمنيين، وسط مؤشرات عن ظهور تحالف يضم القوى السياسية المناهضة لقوى الانقلاب والقبائل التي أبدت رغبة في الثأر. وأشارت مصادر سياسية يمنية إلى أن دم صالح فتح باب العزلة أمام الحوثيين، إذ فقدوا بعد قتلهم شريكهم السابق، الغطاء السياسي المتمثل في «المؤتمر الشعبي»، وصاروا في مواجهة مفتوحة مع القبائل، إضافة إلى قوات الشرعية. وبدوره، دعا الرئيس عبد ربه منصور هادي، في خطاب تلفزيوني أمس، قيادات حزب «المؤتمر الشعبي العام»، والأحزاب السياسية والقوى الاجتماعية، للتوحد خلف قيادات الشرعية. كما وجه الجيش بفتح جبهات باتجاه صنعاء. وبعد ساعات على مقتل صالح، دعا حزب «المؤتمر الشعبي» قياداته وأعضاءه في العاصمة ومختلف المحافظات إلى التماسك والثبات والتحلي بالصبر. كما ظهرت مؤشرات على توجه أحد أبناء صالح للعب دور سياسي في المرحلة المقبلة. وأكدت مصادر متطابقة في حزب «المؤتمر الشعبي العام» لـ«الشرق الأوسط»، أن صالح كان قد غادر صباح أمس مربعه الأمني في منطقة حدة، في موكب صغير رفقة عدد من حراسه وقيادات من حزبه، سالكاً طرقاً فرعية باتجاه الضواحي الجنوبية للعاصمة، إذ يعتقد أنه كان متوجهاً إلى مسقط رأسه سنحان. وأضافت المصادر أن الحوثيين فطنوا لتحرك صالح فكلفوا كتيبة من المسلحين تعقبته إلى منطقة ضبر خيرة (25 كيلومتراً جنوب العاصمة)، حيث اعتقلوه واقتادوه إلى جانب الطريق بعدما قضوا على حراسه. وبعدها تلقى المسلحون أوامر بتصفية صالح والتنكيل بجثته في مشهد أثار غضب اليمنيين. وأوضحت المصادر أن الحوثيين أقدموا أيضاً على تصفية الشيخ ياسر العواضي واللواء محمد القوسي وأمين عام الحزب عارف الزوكا واثنين من أبناء صالح، في حين تضاربت الأنباء حول مصير طارق صالح الذي اقتحم الحوثيون منزله.

 

علي صالح يدفع ثمن «تحالف الضرورة» مع الحوثيين

محمد علي السقاف/ الحياة/05 كانون الأول/17

فوجىء الجميع داخل اليمن وفي المنطقة بالصدامات المسلحة التي اندلعت في العاصمة اليمنية صنعاء من دون سابق إنذار بين جماعة الرئيس السابق علي صالح والحوثيين الموالين لإيران وظهور صالح في تسجيلات فيديو ينتقد بحدة حلفاء الأمس القريب بنعتهم بالميليشيات. رأى البعض في هذه الصدامات مجرد مسرحية مثل تلك التي كان الرئيس اليمني السابق يجيد إخراجها في مناسبات عديدة، وعزّز هذا الشعور أن قواته سيطرت على عدة مناطق من صنعاء منذ بداية الصدامات يوم السبت الماضي لتعود قوات صالح فتتقهقر أمام الحوثيين في اليوم التالي، وهو ما أعاد إلى الأذهان ما حدث في الحرب السادسة ضد الحوثيين، عندما تقدمت قوات صالح حين كان في قمة السلطة وكادت تصل في صعدة إلى مقر قيادة الحوثيين، لكنه وفق تصريحاته اللاحقة قرر إيقاف الحرب ضدهم حقناً لسفك الدماء اليمنية، في حين رأى آخرون أن هذا التراجع جاء تلبية لوساطة إقليمية. والأمر المحيّر أن الرئيس السابق قبل المصادمات الأخيرة مع الحوثيين كان يوحي في تصريحات عديدة بأنه يمتلك مخزوناً كبيراً من الأسلحة جمعها في فترة حكمه واشتراها لمواجهة الظروف التي يمر بها اليمن الآن، ولم يجمع مبلغ الستين بليون دولار لحسابه الشخصي، كما تتهمه الأمم المتحدة وأطراف أخرى. إذا كان الأمر كذلك، فكيف تمكن الحوثيون خلال أقل من ٢٤ ساعة من الانقلاب على علي صالح والسيطرة على العاصمة صنعاء، وصولاً إلى ارتكاب جريمة قتله؟ وأكثر ما يثير الدهشة هو ما صرّح به حسين عرب وزير داخلية الحكومة الشرعية (كان وزيراً للداخلية في إحدى حكومات علي صالح السابقة) الذي استغرب غياب التنسيق بين جماعة علي صالح وقوات الشرعية وقوات التحالف الموجودة على مشارف صنعاء، وهو لو قام فعلاً بالتنسيق مع هذه القوات لاستطاع ربما التحكم في الموقف والسيطرة على صنعاء، كما كان يمكن أن يشجع القبائل المحيطة بصنعاء على الصمود أمام الحوثيين. فقد أدلى صالح نفسه بحديث على قناة «اليمن اليوم» التابعة له دعا فيها اليمنيين أن يهبّوا هبة رجل واحد للدفاع عن اليمن ضد العناصر الحوثية التي تعبث باليمن منذ 3 سنوات للانتقام ممن حققوا وحدة اليمن وثورة سبتمبر، ودعا إلى فتح صفحة جديدة مع دول الجوار.

ورحب التحالف العربي بهذه الدعوة وتعهد بالوقوف بكل إمكاناته مع مصالح الشعب اليمني للحفاظ على أرضه وهويته، في إطار الأمن العربي والإقليمي والدولي.

ورحبت الشرعية برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادي، من جانبها، بالانتفاضة الشعبية الهادفة إلى إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة والحفاظ على الجمهورية والمكتسبات الوطنية، ودعت الشعب اليمني إلى إنهاء كابوس الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانياً. السؤال المطروح: لماذا لم تدفع بيانات الدعم هذه، من السلطة الشرعية والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، الرئيس السابق إلى الاستنجاد بقوات الشرعية والتحالف الموجودة على مشارف صنعاء للتنسيق معها قبل الاصطدام المباشر مع الحوثيين؟ ألا يرجح ذلك فرضية المسرحية؟ أم أن هذه الفرضية تتعارض مع طبيعة العلاقة والتحالف بين الحوثيين وجماعة صالح التي تقوم أساساً على تحالف الضرورة بينهما الذي فرضته الظروف والذي دفع علي صالح ثمنه؟ فالحوثيون لا ينسون أن علي صالح خاض ضدهم ست حروب وقتل حسين الحوثي شقيق عبد الملك الحوثي، كما أن صالح كان يعلم أن الحوثيين يريدون إعادة الإمامة مجدداً إلى اليمن التي أطاحتها ثورة سبتمبر، لكن تحالف الضرورة والرغبة في الانتقام من حزب «الإصلاح» وعلي محسن الأحمر والرئيس عبد ربه منصور هادي جعلا علي صالح يتحالف مع الحوثيين ربما ضد رغبته. في الخلاصة، يصعب إعطاء إجابة قاطعة حول دوافع علي صالح للتحالف مع الحوثيين، ويزيد من صعوبة الإجابة أن الأمين العام للشق الموالي لعلي صالح في حزب «المؤتمر الشعبي»، عارف الزوكا، أكد في حديث إلى محطة «بي بي سي» أن تصريحات صالح الأخيرة بفتح صفحة جديدة مع دول التحالف العربي قد حُرّف مضمونها، وقال إنه بعكس ما اتهمه الحوثيون فان علي صالح لم يخنهم بل أكد ضرورة وقف العمليات العسكرية في اليمن. إن الشرعية اليمنية والتحالف العربي يعلمان أن خطر الحوثيين يتمثل في كونهم يشكلون خطراً على الأمن القومي العربي، بحكم علاقتهم بإيران. كما كانت الشرعية اليمنية تدرك أنه تصعب الثقة في وعود الرئيس السابق بسبب سجله الطويل في النكث بالوعود والاتفاقات، ولولا ذلك لكان هو الطرف الأسهل والأكثر قابلية للتفاوض معه بعقليته البراغماتية، والتوصل معه إلى حلول بدلاً من التفاوض مع الزعامات العقائدية والمؤدلجة مثل زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي.

 

موقف السيستاني يقوض ثنائية 'الدولة- الميليشيا' الإيرانية

علي الأمين/العرب/05 كانون الأول/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=60825

موقف السيستاني الرافض لتشريع الثنائيات الأمنية والعسكرية خارج سلطة الدولة ومرجعيتها، يوجه الضربة العميقة للمشروع الأيديولوجي الإيراني في المنطقة العربية من خلال التأكيد على مرجعية الدولة.

شكل موقف المرجع الديني السيد علي السيستاني خطوة مهمة على صعيد رفع الغطاء عن ثنائية الدولة والميليشيا في العراق، فقد دعا السيستاني خلال استقباله الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش قبل أيام، إلى تنفيذ قانون الحشد الشعبي في العراق، أي حصر السلاح في سلطة الدولة. وفي خطوة مكملة لهذا الموقف، طلب السيستاني عدم ترشح أيّ من أعضاء الحشد في الانتخابات النيابية المزمعة خلال العام المقبل في العراق. هي خطوة إستراتيجية ومهمة في سياق إعادة بناء الدولة العراقية، تكتسب أهميتها انطلاقا من محاولة بعض الميليشيات العراقية التي يتشكل الحشد الشعبي منها ومن سواها من أفراد وجماعات حزبية، خلق بنية عسكرية أمنية وسياسية، لها خصوصيتها المذهبية والطائفية مستقلة عن قرار الحكومة، وتتبع في ولائها لمرجعية دينية وفي الجوهر للتوجهات الإيرانية، أسوة بظاهرة الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان. موقف السيستاني قطع الطريق على هذا الطموح، لا سيما أن ما اقتضته ظروف نشأة الحشد الشعبي، انتهت مع دحر تنظيم داعش من العراق، علما أن الحرس الثوري الإيراني الذي يمسك بمفاصل أساسية في الحشد الشعبي، استثمر فتوى السيستاني التي شرعت نشوء هذا الحشد، وعمل على فرض ثنائية الجيش-الحشد التي باتت تنذر بتحويل الحشد إلى مشروع منفصل في أهدافه عن المشروع الوطني العراقي، وضمن حسابات إيرانية تتصل بمشروعها على مستوى المنطقة العربية.

“احتكار العنف المشروع هو أول مفهوم للدولة، وهو ما يتناقض مع كل مشاريع السيطرة والنفوذ الإيرانيين في المنطقة العربية، وهو تناقض يمس الدولة بل أصل وجودها، فالثنائيات التي يروج لها المشروع الإيراني في لبنان واليمن والعراق وحتى في سوريا، هي مشاريع تهدف إلى منع وجود سلطة الدولة بالمعنى المتعارف عليه في كل دول العالم، وهذه الثنائيات التي تستبطن إيجاد قوة عسكرية وأمنية سياسية، توالي إيران، تستهدف المزيد من إضعاف الدولة عبر تعزيز الفساد في مؤسساتها، وإفقادها صفة الرعاية للمواطنين، وتظهيرها باعتبارها عنوانا للفشل وللنهب، فيما تطلق يد أتباعها في نهب قدراتها واستثمارها في سياق المشروع الإيراني، أي إظهار أهمية وجود كيان مواز للدولة، عبر الإيغال في سلوك إضعاف الدولة وتقديمها باعتبارها منجزا فاشلا وعاجزا. إفشال مشروع الدولة هو الحصيلة التي يخلص إليها أي متابع لسياق المشروع الإيراني في الدول العربية، وهذا لا يختلف بين دولة يشكل فيها الشيعة أقلية أو كانوا في دولة أخرى يشكلون الأكثرية

لذا عملية إفشال الدولة الوطنية في مناطق تسعى إيران لتحقيق نفوذ لها فيها، هي هدف استراتيجي، فالقيادة الإيرانية التي يشكل الحرس الثوري النموذج شبه الوحيد الذي تقدمه إيران للشعوب العربية، هو النموذج الذي لا يعد ولا يعمل إلا على إبقاء الصراع محتدما على الأراضي العربية، عبر المحافظة أو خلق الثنائية بين جهة موالية (الميليشيا) وأخرى مسيطر عليها (سلطة الدولة) أو متحكم بسلوكها دون تحمل تبعات أفعالها. ليس من مشروع آخر تقترحه إيران على العرب، إلا الغرق في صراعات أهلية أو التسليم بمعادلات سلطة منافية للدولة ولوحدة الشعب. ودائما ثمة قيمة أخلاقية عالية أو شعار أيديولوجي يشكل المدخل لتحقيق أهداف السيطرة والنفوذ، المقاومة، مواجهة الاستكبار الغربي والصهيوني، حماية الشيعة، هي عناوين أيديولوجية فضفاضة استخدمها الحرس الثوري في سياق تفجير المجتمعات العربية من داخلها للتحكم وللنفاذ ولتحقيق النفوذ والسيطرة.

إفشال مشروع الدولة هو الحصيلة التي يخلص إليها أي متابع لسياق المشروع الإيراني في الدول العربية، وهذا لا يختلف بين دولة يشكل فيها الشيعة أقلية أو كانوا في دولة أخرى يشكلون الأكثرية. تختلف العناوين ولكن الغاية واحدة، ففي ملاحظة الدور الإيراني في العراق على سبيل المثال، يمكن القول إنه أتيح للدور الإيراني في العراق لا سيما مع الانسحاب الأميركي عام 2010 أن تعمل طهران على الدفع بمشروع الدولة في العراق، خاصة وأن الذين أمسكوا بالسلطة كانوا من المؤيدين لها، ولعل رئيس الحكومة السابق نوري المالكي هو أكثر رئيس حكومة كان ولا يزال من الذين لا يشك بتأييدهم للسياسة الإيرانية، ولكن كان الأكثر فسادا وفي عهده شهد العراق أكبر عملية نهب لموارده، بل في عهده تم ترسيخ السلطة على قاعدة تدمير شروط الدولة أو ما تبقى منها. المالكي هو من تحميه إيران من كل الملاحقات عن التورط بالفساد وسوء الإدارة والحكم.

النموذج الذي تريده إيران في المنطقة العربية، ولدى الشيعة على وجه الخصوص في العراق هو نموذج المالكي، لكن مع حرص خبيث على تظهير مسؤوليها ولا سيما رموزها في الميدان كالجنرال قاسم سليماني، على أنهم أتقياء أنقياء لا يلوثهم الفساد بل نماذج للاستقامة والإخلاص والنزاهة والورع والإيمان، وهذا إن كان ينجح في الشكل أو في صناعة الصورة للجمهور إلا أن خلف هذه الصورة ما يصنف في خانة الجرائم الكبرى أو جرائم الدول، فالسياسة الإيرانية في العراق أدارت عملية فساد كبرى، وتم استخدام المال العام العراقي في تمويل مشاريع إيران في المنطقة، لذا كان التشجيع على الفساد عنصرا ضروريا لتغطية الأموال التي نهبت في سبيل دعم إيران عبر سرقة النفط، أو تمويل حزب الله في لبنان، وتمويل النظام السوري في السنوات الأولى من الثورة السورية. فيما لم يسع العراق الذي حكمه محور المقاومة أو الممانعة بقيادة إيران، لتقديم نموذج إيجابي لدولة فيها الحد الأدنى من الخدمات والإدارة، رغم الثروات التي يمتلكها.

لبنان ليس مختلفا عما سبق من النموذج العراقي، هو بالنسبة للمشروع الإيراني قاعدة انطلاق أمني وعسكري في كل الاتجاهات. قاعدة يتطلب قيامها بمتطلبات المشروع الإيراني ترسيخ ثنائية الدولة- الدويلة. ليس في حوزة حزب الله أو المشروع الإيراني ليقدمه للبنان إلا هذه الثنائية، التي استنزفت اللبنانيين وجعلتهم أسرى معادلة إما الحرب الأهلية وإما التسليم بسطوة السلاح غير الشرعي، وبالتالي التسليم بالاستنزاف الذي يطال الدولة في علاقاتها الخارجية وفي أوضاعها المالية، وفي تدهور الأوضاع الاقتصادية، بل حتى في تقويض الهوية اللبنانية التي طالما كانت تعبر عن قدرة لبنان على أن يشكل مساحة تفاعل سياسي وحضاري، وعنصر استقطاب بسبب الحرية التي كان يتيحها، والتي باتت أثرا بعد عين بعدما فقد لبنان جاذبية التنوع لحساب الهوية السياسية الأحادية التي تسللت تحت عنوان الممانعة والمقاومة، ولكن هذه المرة بالنكهة والأسلوب الإيرانيين.

العراق من خلال موقف السيستاني الرافض لتشريع الثنائيات الأمنية والعسكرية خارج سلطة الدولة ومرجعيتها، يوجه الضربة العميقة للمشروع الأيديولوجي الإيراني في المنطقة العربية من خلال التأكيد على مرجعية الدولة، وهو موقف يكتسب أهميته لكونه يصدر من أعلى مرجعية دينية شيعية في المنطقة العربية وفي العراق تحديدا وخارج إيران، مرجعية تعيد الاعتبار للدولة وللهوية الوطنية، وهذا موقف لن تقتصر آثاره على العراق فحسب بل سيجد صداه عربيا، طالما أنّ خيار ولاية الفقيه الذي تبشر إيران به كان وبالا على المنطقة العربية عموما وعلى الشيعة على وجه الخصوص.

 

«حماس» واستنساخ تجربة «حزب الله»

 ماجد كيالي/الحياة/05 كانون الأول/17

منذ توقيع الاتفاق «الفتحاوي»- «الحمساوي» (12/10) في القاهرة، بدا أن ثمة قضيتين أساسيتين، لا يمكن المضي في المصالحة الوطنية، واستعادة وحدة الكيان الفلسطيني، وإعادة تفعيل منظمة التحرير، من دونهما. الأولى، تتعلق باستيعاب الموظفين الـ40 ألفاً، الذين كانت وظّفتهم «حماس» في سلطتها في غزة (منذ عام 2007)، باعتمادهم ضمن دوائر ومرتبات السلطة. والثانية، تتعلق بطلب «حماس» الحفاظ على سلاح المقاومة، والإبقاء على «كتائب عز الدين القسام» التابعة لها، على وضعها الراهن، مع ما يعنيه ذلك من تداعيات سياسية وأمنية وقانونية.

وكان العديد من قادة «حماس» أدلوا مؤخّراً بتصريحات واضحة تؤكد استعداد حركتهم للتنازل عن كل شيء، أي عن الحكومة والسيطرة على المعابر والاقتطاعات الضريبية، بل وتمكين حكومة «الوفاق الوطني» من السلطة في غزة، إلا أنهم اعتبروا قضيتي الموظفين وسلاح المقاومة، حصراً، بمثابة خط أحمر، لا يمكن التنازل عنه في أي حال من الأحوال. الآن، في النقاش الدائر، بين المعنيين، من هاتين القضيتين، يمكننا ملاحظة أن المشكلة لدى «فتح» و «حماس» تكمن في سيادة العقلية الفصائلية بدلاً من العقلية الوطنية، والحسابات الآنية بدلاً من الحسابات المستقبلية، واعتبارات السلطة أكثر من اعتبارات التحرر الوطني، ومراعاة كل واحدة منهما واقعها بدلاً من مراعاتها المصلحة العامة.

مثلاً، في المسألة المتعلقة باستيعاب الموظفين، يمكن القيادة الفلسطينية أن تتعامل معهم باعتبارهم جزءاً من الشعب الفلسطيني، ويستحقون العيش الكريم (والرواتب)، ومحاولة إيجاد حل لهذه المشكلة وفقاً لهذا المنظور. بيد أن هذا الأمر يتطلب في المقابل، من «حماس»، أيضاً، أن تنتبه إلى أن ثمة أكثر من هؤلاء، من الموظفين السابقين (نحو60 ألفاً)، الذين كانت أزاحتهم من وظائفهم لدى وجودها في السلطة لعشرة أعوام، وهؤلاء أيضاً جزء من الشعب الفلسطيني، ومن غزة المحاصرة، ويستحقون العيش الكريم. ثم ماذا بخصوص عشرات آلاف الشباب من فلسطينيي غزة، من غير المحسوبين على «حماس» (ولا على «فتح»)، ينبغي لأحد ما أن يكون مسؤولاً عن أوضاعهم؟ وطبعاً لا نريد أن نزيد على ذلك بطرح مسألة وجود عشرات آلاف الفلسطينيين الشباب في لبنان وسورية، ممن دفعوا باهظاً ثمن التجربة الوطنية الفلسطينية، يكابدون الأمرين، ويعيشون مأساة خاصة، وهؤلاء يحتاجون كغـــيرهم إلى موارد تمكنهم من الحد الأدنى من العيش.

فوق ما تقدم ثمة سؤال أساسي يوجّه إلى «حماس»، مفاده: كيف يمكن مطالبة السلطة باستيعاب هذا العدد من الموظفين، وتأمين رواتب لهم علماً أن جزءاً كبيراً من تمويل موازنة السلطة، ورواتب منتسبيها (نحو200 ألف في السلكين الأمني والمدني، يأتي مما يسمى الدول المانحة، أو الداعمة للسلام، وهي الولايات المتحدة (400 مليون دولار سنوياً) وكندا وأستراليا والاتحاد الأوروبي ودول خليجية؟ فكيف يستقيم هذا وذاك؟ وهل يمكن السلطة أن تضمن رواتب من هذه الدول لكتائب مقاومة؟ وطبعاً فإن تلك التساؤلات لا تقلل من شرعية مطلب «حماس» ولكنها تضع مطلبها في إطار الفحص والجدوى وتبين تناقضاته، إذ لا يمكن القيادة الفلسطينية، بغض النظر عن رأينا في سياساتها وخياراتها، أن تأتي بموارد لتدعم كتائب مقاومة، بغض النظر عن رأينا في مشروعية ذلك أو جدواه.

أما في ما يخص المسألة الثانية، أي سلاح المقاومة، و «كتائب القسام»، فيفترض في «حماس»، عند طرح شرطها أو موقفها، أن توضح لشعبها كيف ستستخدم سلاحها في غزة؟ أو ما هي إستراتيجيتها للكفاح المسلح؟ أو ما هي رؤيتها للقطاع؟ ثم هل يتحمل القطاع أياً من ذلك مع معرفتنا بظروف مليوني فلسطيني في الحصار والحروب المدمرة، خلال الأعوام العشرة الماضية؟ وهل أثبت السلاح الفلسطيني جدواه في إنهاء الحصار، وردع إسرائيل، وفتح معبر رفح (مع مصر)؟ أخيراً من الذي قال إن تجربة «حزب الله» الذي تكشف عن ميليشيا طائفية وذراع إقليمية لإيران الولي الفقيه هي تجربة تحتذى؟ وأين هي هذه المقاومة منذ عام ٢٠٠٠ او ٢٠٠٦؟ ومن قال إن الفلسطينيين في غزة الذين يعيشون في بؤس الحصار والتجويع وندرة فرص العمل والموارد، ومع حرمانهم من المشاركة في تقرير مصيرهم مستعدون لاحتضان هكذا تجربة سلطوية وتابعة للخارج؟

في مقابل كل ذلك ألا يجب أن تكون ثمة رؤية وطنية فلسطينية مسؤولة لمكانة غزة، ولدور مليوني شخص فيها، في العملية الوطنية الفلسطينية، تتناسب مع أحوالهم وإمكانياتهم؟

هكذا، ووفقاً لهذين الشرطين، يبدو أن مصير اتفاق المصالحة الفلسطينية، أو «الفتحاوية»- «الحمساوية»، الموقّع في القاهرة (12/10)، لن يكون أفضل من مصير غيره من الاتفاقات التي تم عقدها في الأعوام العشرة الماضية، في مكة (2007) وصنعاء (2008) والقاهرة (2008 و2009 و2010 و2011) والدوحة (2012) والشاطئ (2014)، وهي الفترة التي هيمنت فيها «حماس» على غزة، في شكل أحادي وإقصائي، من دون أن تستطيع تقديم نموذج أفضل من سلطة «فتح» في الضفة، ومن دون أن تتمكّن من شقّ طريق معيّن، أو أكثر مناسبة، لمقاومة إسرائيل، على النحو الذي أرادته أو ادّعته، ومن دون أن تعزّز مكانتها في إطار العمل الفلسطيني. أكثر من ذلك، فإن تلك الفترة من حكم «حماس» غزة، نجم عنها فرض حصار مشدد على القطاع، والحد من تواصله مع الخارج، إضافة إلى شن إسرائيل ثلاث حروب دامية ومدمرة عليه، علماً أن الحديث يدور عن منطقة ضيقة (360 كلم مربع)، وتفتقر إلى الموارد، يعيش فيها نحو مليوني فلسطيني، غالبيتهم يفتقدون فرص العمل، ويكابدون عذابات الفقر والقهر وظروف الحصار.

بديهي أن من الظلم إلقاء المسؤولية عن كل ما جرى في تلك الأعوام، على عاتق «حماس» وحدها، إذ ثمة مسؤوليات أخرى تقع على عاتق المجتمع الدولي، وعلى إسرائيل التي تنتهج سياسة عدوانية وعنصرية ضد الفلسطينيين (بدليل سياساتها في الضفة)، كما ثمة مسؤولية تقع على عاتق القيادة الفلسطينية ذاتها، وهي هنا قيادة المنظمة والسلطة و «فتح»، بيد أن كل ذلك لا يعفي «حماس» من مسؤوليتها عن كل ماحصل، أو لا يقلل منها.

فإضافة إلى كل ما تقدم فإن مسؤولية «حماس» يمكن تحديدها في الجوانب الآتية:

أولاً: حكمها غزة بطريقة أحادية وإقصائية، إلى درجة أنها لم تشرك معها في إدارة السلطة في غزة أياً من الفصائل الحليفة لها، وهذا ينطبق حتى على «الجهاد الإسلامي»، أي أنها كانت سلطة إزاء شعبها وإزاء الفصائل أكثر من كونها حركة تحرر وطني.

ثانياً: محاولتها فرض وجهة نظرها كحركة إسلامية على المجتمع، علماً أن الحديث يدور عن مجتمع محافظ، ويخضع للحصار، ويكفيه ما فيه، أي أن الغزيين ما كانوا في حاجة إلى سلطات قهرية أخرى تتدخل في نمط عيشهم، ولباسهم، وسلوكاتهم الشخصية، ما يعني أن «حماس» هنا خلطت بين كونها حركة سياسية وحركة دينية، مثلما خلطت بين كونها حركة وطنية وحركة تنتمي إلى تيارات الإسلام السياسي.

ثالثاً: لم تستطع «حماس»، طوال فترة هيمنتها على غزة، أن تقدم رؤية وطنية مسؤولة لمكانة قطاع غزة في العملية الوطنية الفلسطينية، فهل هي تراه نموذجاً للكيان الوطني المنشود للفلسطينيين، من حيث الإدارة والتعليم والخدمات؟ أم تراه قاعدة تحرير ومقاومة؟

رابعاً: في الفترة الماضية ظلت «حماس»، في سلطتها في غزة، تراهن على الدعم الخارجي، أكثر بكثير من مراهنتها على إمكانات شعبها، بل إنها بنت إستراتيجيتها في منافسة أو مخاصمة «فتح»، في الإطار الفلسطيني، على الخارج أكثر مما بنته على مكانتها عند الفلسطينيين، في مجتمعاتهم داخل الأرض المحتلة وخارجها.

خامساً: تبعاً لما تقدم، فإن «حماس» لم تستخلص العبر المناسبة، لمراجعة طريقها أو خطاباتها، ونمط عملها وعلاقاتها في الساحة الفلسطينية، عندما وجدت نفسها في بيئة عربية وإقليمية مغايرة، بعد اختفاء البيئة الحاضنة لها، سيما انهيار حكم «الإخوان المسلمين» في مصر، ومحاولات عزل التيار الإسلامي. وعندما حاولت ذلك، متأخّرة، مع إصدار وثيقتها الجديدة، قبل أشهر، كان الوقت قد فات، على ما يبدو، إذ باتت في وضع ضعيف بالقياس بوضع «فتح» (الضعيفة أيضاً). والمعنى أن «حماس» أضاعت فرصاً سابقة أفضل، وأنه كان عليها أن تذهب إلى المصالحة، مثلاً، بعد اتفاق الشاطئ (2014) أو الدوحة (2012) أو القاهرة ( 2011)، لكن مشكلتها في ذلك الحين أنها كانت تضع رهاناتها على صعود التيار الإسلامي في الإقليم، محمولاً على رياح «الربيع العربي». ولعل هذا التأخر يفسر، إلى حد كبير، تراجعات «حماس» الدراماتيكية، على صعيد الخطابات، والتماثل مع الخطاب الفلسطيني السائد، وإعادة تموضعها في الإطار الإقليمي (إلى درجة طلب الانفتاح على إيران على رغم ما مثلته وما زالت)، ناهيك باستعدادها للتخلي عن السلطة، ولو ظاهرياً. هكذا نحن على الأرجح إزاء اتفاق غير ناجز، ومن غير المتوقع المضي به، إلا في ظل معادلات سياسية غير متوقعة.

 

 سوريا: بدأت حرب التسوية

حنا صالح/الشرق الأوسط/05 كانون الأول/17»

بعدما عرض الرئيس بوتين أمام الأسد إنجازات جيشه في سوريا والنجاحات المحققة فوق الميدان، دعاه للتعرف على الجنرالات الروس الذين خاضوا الحرب السورية! بحرارة شكرهم الأسد معترفاً بفضل كل واحدٍ منهم، موحياً أنه معهم بمثابة قائد الفيلق السوري في الجيش الروسي وشريك لهم فيما تم تحقيقه.

تلا الاستعراض المدبر اللافت في مغزاه، الحديث الحقيقي، فأسمع بوتين ضيفه ما مفاده أن العملية السياسية ستبدأ انطلاقاً من انتهاء الحرب على «داعش» وبدء تفكيك «النصرة»، واستناداً إلى عملية احتواء الصراع الداخلي المسلح في مناطق «خفض التصعيد».

كان حديث الرئيس الروسي شاملا، وأراد أن يُسمع لدى الحلفاء وكل الشركاء في إنجاز التسوية السياسية في سوريا، لذا كان معبراً عن تشديده على أن العملية السياسية تتطلب تسويات وتنازلات من جميع المشاركين بما في ذلك النظام السوري، وأن معايير البنية المستقبلية للدولة السورية ينبغي أن ترتكز إلى دستور جديد، تتم على أساسه انتخابات رئاسية وبرلمانية برعاية أممية. الحديث الروسي الذي انطلق من انتهاء الحرب على الإرهاب، رأى أن سوريا أمام ثنائية جديدة تقوم على نظام تقابله معارضة، والسقف السياسي لكل ما ردده الرئيس الروسي لم يخرج عن جوهر بيان فيتنام الأميركي - الروسي الذي ركز على ضرورة الإصلاح السياسي، مستبعداً الآن عملية الانتقال السياسي، بما معناه أن الأسد باقٍ ولو إلى حين، وهذا ما توقف عنده مؤتمر الرياض للمعارضة السورية الموحدة، التي وإن تمسكت بمبدأ خروج الأسد في بداية المرحلة الانتقالية، وهذا أمر بالغ الأهمية، فإنها ذهبت إلى جنيف واضعة جانبا كل الشروط السابقة، وهي تعلم أن النقاش في الدستور، كما النقاش في الانتخابات والآليات التي سيتم اعتمادها، سيمر حتماً على كثير من جوانب المرحلة الانتقالية، أو المبادئ العامة التي ستحكم مستقبل سوريا.

تلكأ وفد النظام السوري في الذهاب إلى «جنيف - 8» وناور، لكنه حضر في نهاية المطاف، ثم انسحب، في خطوة أشبه بمكابشة واحراج مباشر لروسيا قبل سواها. استخدمت موسكو سوريا منصة لعودة روسيا إلى المسرح العالمي بوصفها دولة كبرى، وهي في سبيل ذلك كل تحالفاتها تكتيكية تتبدل وفق مصالحها، وخطط روسيا بوصفها دولة «ضامنة»، وإرادة الزعيم الروسي الإطلالة بوصفه أحد «صنّاع السلام»، هي نتيجة لتحقيق انتصار روسي صريح، حيث بات كل شيء محكوما بمشيئة موسكو. لذلك عندما تستبق الخارجية السورية «جنيف - 8» بوضعها سقفاً منخفضاً لجدول أعمال جنيف بأنه سيناقش مواد في الدستور الحالي، دستور الأسد لعام 2012، وسيتعرض للبحث في انتخابات تشريعية دون الإشارة للانتخابات الرئاسية، يأتي الرد من الوزير لافروف بأن جدول أعمال جنيف يتضمن الإصلاح الدستوري والتحضير لانتخابات رئاسية وبرلمانية برعاية دولية.

باختصار، الحرب على الإرهاب انتهت و«الرياض 2» وحّد المعارضة بنسبة كبيرة، والموقف الأميركي، المدعوم روسياً، الذي يقضي بتوسيع الوفد المعارض ليضم ممثلين عن «قوات سوريا الديمقراطية» (الأكراد)، لا بد أن تتم معالجته بنهاية المطاف مع المعارضة ومع الجانب التركي، وربما كان لهذا الموضوع بعض التأثير على تأخير جولة المفاوضات الجديدة، لأن موسكو عبر الناطق الرئاسي رأت أن «هذه المباحثات أساسية ولا بد من مشاركة الجميع فيها وهذه المشاركة هي ضمان لصلاحية تلك الاتفاقات التي يتعين التوصل إليها». إن رأس النظام السوري مدرك أنه مع بدء المباحثات الجدية سيتم وضع مصيره على الطاولة، ولا بد أنه بدأ يتحسس رقبته منذ عودته من سوتشي، وهو يعرف أكثر من سواه أن كل نصائح طهران التي تنطلق من هاجس السيطرة والنفوذ لن تغير كثيراً في النتائج، ومهما تردد من أن ما تحقق فوق الميدان السوري وفّر أرضية لتسوية، على قياس مصالح النظام السوري وطهران، لا يتجاوز كونه حلم ليلة صيف، فالروسي موجود بقوة، وهو من قدم التزامات الحل السياسي، حيال أنقرة وحيال الرياض، كما حيال واشنطن والمجتمع الدولي.

اليوم مع أن كل المطروح ليس عادلاً لجهة إحقاق حقوق السوريين، فأوراق التسوية ليست على مسارٍ واحد، وكذلك ما من جهة تستطيع معرفة المدى والمراحل لبلوغ التسوية، وليس سراً أن موسكو التي ترعى مسار «آستانة» وتتمسك بإطلاق مسار «سوتشي»، ستتابع مخططها في جعل «جنيف» مجرد غطاء لتسوية أخرى تعمل لها، تسوية تكون أولاً وقبل أي أمر آخر على قياس المصالح الروسية، لكن المشكلة التي تعترض المنحى الروسي، تكمن في أنها بحاجة لتفاهم ما مع أميركا، وهو أمر لا يبدو أنه قريب، فلا أميركا وضعت لها سياسة ورؤية للمنطقة، ولا الوضع الأميركي الداخلي والتصدعات على خلفية ما أُعلن عن تدخل روسي في الانتخابات الأميركية، يتيح للرئيس ترمب عقد قمة كاملة مع الرئيس بوتين... لأجل ذلك ليس معروفاً بعد الزمن الذي ستستغرقه حرب التسوية. رغم كل القتل والاقتلاع والتغيير الديموغرافي، فإن انتهاء الأعمال القتالية، رغم ما تتعرض له الغوطة، أمر كبير في حدِّ ذاته، فسوريا لم تتفكك ولم تتشظ وإن واجهت الفوضى المخيفة، والانتصار الروسي لم يشطب مطالب السوريين، والبحث السياسي آتٍ، وسيوفر الأرضية لاستكمال ملفات سوق المجرمين الكبار والمتدخلين معهم للعدالة الدولية.

 

الخلاف وجودي وليس حدودياً

أمل عبد العزيز الهزاني/الشرق الأوسط/05 كانون الأول/17»

منذ مساء الأربعاء الماضي، بدأ اليمن استعادة مقعده في الصف العربي، عودة لتصحيح المسار. المعادلة التي كانت تضم فريق علي عبد الله صالح وميليشيا الحوثي من جهة، والحكومة الشرعية المدعومة من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية من جهة أخرى، طرأ عليها تغيير جذري حين قفز صالح إلى الجانب الآخر من المعادلة، مبدياً استعداده لفتح صفحة جديدة مع جيرانه العرب ومجابهة الحوثي. ما الذي تغير؟ ولماذا هذا التوقيت؟ أعود بكم إلى تصريح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في لقاء متلفز في مايو (أيار) الماضي، حيث ذكر حرفياً: «علي عبد الله صالح لديه خلاف كبير جداً مع الحوثي، ونعرف اليوم أنه تحت سيطرة وتحت حراسة الحوثي، ولو لم يكن تحت سيطرة وحراسة الحوثي لكان موقفه مختلفاً عن موقفه اليوم، بلا شك، صالح لو خرج من صنعاء إلى أي منطقة أخرى سيكون له موقف مختلف». المفهوم من هذا التصريح أن الحوثي المدعوم من إيران بسط سيطرته على تكتل صالح - الحوثي وكان له الكلمة الفصل في إدارة المعركة بفرض إقامة على صالح في صنعاء. ما نعرفه جميعنا أن الحوثي أقلية عددية، تدريبها العسكري متوسط، ولولا الدعم المالي واللوجيستي الإيراني وتدريب عناصر «حزب الله» اللبناني لهم ما كانوا ليسيطروا على نصف متر من الأرض اليمنية. بالمقابل، علي عبد الله صالح استطاع بكلمة منه تجييش القبائل الموالية له، ونفروا تلبية لندائه مقدمين الموت على الحياة. كيف هيمن الحوثي على المراوغ المحنك صالح؟ الجواب كما ذكر الأمير محمد بن سلمان أن الحوثي فرض إقامة وحراسة على صالح في صنعاء، وقلص تحركاته واتصالاته وبالتالي نفوذه.

بعد إطلاق الحوثي لصاروخ باليستي تجاه الرياض، وتلكؤ الأمم المتحدة في حل مشكلة ميناء الحديدة وطرح حجج واهية لاستخدام ميناء عدن كبديل، أصبح تحرير صنعاء من الميليشيات الحوثية الحل الوحيد الذي كان مؤجلاً بحكم سياسة طول النَفَس السعودية. إطلاق الصاروخ عجَّل بمعركة صنعاء، والأكيد أن علي عبد الله صالح أصبح حراً ليبث كلمته الأخيرة، ويعلن انفكاكه عن رابطة الحوثي التي ظهرت واهنة كخيوط العنكبوت.

الحوثي وقع تحت تأثير المفاجأة، والصدمة، ونزل عليه بيان علي عبد الله صالح كصاروخ «شهاب» باليستي، لأن عبد الملك الحوثي، وإيران التي تدير معاركهم عبر البحار، تدرك أن علي صالح له حظوة لدى أكبر القبائل، وأن تحييد حركته واستخدام رجاله هي خطوة أولى كان لا بد منها قبل أن يكون للحوثي موطئ قدم. هذا هو السيناريو الذي استمر لثلاثة أعوام وانفض مساء الأربعاء الماضي بتحرر لسان صالح من الصمت، وخروجه من الشَرَك، وحتى مقتله على يد الحوثي، سيكون دافعاً للقبائل خاصة قبيلته (حاشد)، للثأر له.

معظم اليمنيين لا يدينون بالولاء للحوثي، وحتى من كانوا لا يرون في صالح حاكماً صالحاً، تمنوا لو أمسك بزمام الأمور بدلاً منه. وبدعم التحالف العسكري لقيادات المؤتمر الشعبي نستطيع أن نتفاءل بقرب نهاية الحرب اليمنية، وبداية حوار سياسي مع كل القوى وفق الدستور.

ومع تهنئتنا القلبية لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة بمناسبة اليوم الوطني السادس والأربعين، نهنئها أيضاً على فشل الصاروخ الباليستي الإيراني الذي أطلقه الحوثي تجاه المفاعل النووي «براكة» وسقوطه بعد ثوانٍ من إطلاقه. وهذا يجرنا إلى الحديث عن القمة الخليجية المزمع انعقادها اليوم الثلاثاء وغداً الأربعاء في الكويت، فحضور المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وكذلك مملكة البحرين لقمة الكويت، تقديراً للشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وللكويت، وحفاظاً على منظومة مجلس التعاون الخليجي، لا يعني ولن يتضمن حل الأزمة مع تميم بن حمد، الذي سارع فور اندلاع النزاع بين الحوثي وصالح إلى محاولة التوسط بين الجانبين بهدف استمرار وتيرة الحرب في اليمن. الخلاف مع قطر ليس خلافاً حدودياً أو دبلوماسياً ليتم حله باعتذار أمام كاميرات الصحافيين؛ الخلاف وجودي، متعلق بالأمن الوطني لدول الخليج الثلاث المقاطعة لقطر.. خلاف لا تزال قطر حتى أيام قليلة مضت تمارس ما يعززه مالياً وإعلامياً وسياسياً في اليمن بلا تقدير لوساطة الشيخ صباح الأحمد أو احترام للتجمع الخليجي الذي وضع عليه الكثير من مواطني الخليج آمالهم لحل الأزمة. لن يستطيع تميم بن حمد تقديم خطوة إيجابية تجاه حلحلة الأزمة، ليس فقط لأنه لا يملك من أمره شيئاً، بل وكذلك لأن النظام القطري الحالي قائم على زعزعة أمن الدول الخليجية والعربية، وهو بذلك يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، أنه اصطف بملء إرادته إلى محور إيران - «حزب الله» - الحوثي. هذا هو الواقع، فهل يمكن أن نأمل في تغيير النظام الحاكم في إيران لسياسته التخريبية؟ يستحيل، كون هذا النظام مؤمناً بأن قوته تقوم على خراب دول المنطقة حتى يمكنه الهيمنة عليها كما حصل في العراق منذ 2003، ويسعى لحصوله في سوريا منذ 2011. السياسة نفسها والأهداف نفسها بالنسبة لقطر، ويأسنا من تغيير سلوك هذه الأنظمة يجب أن يكون نفسه.

 

قطار الحوثيين والحقائق اليمنية

غسان شربل/رئيس تحرير «الشرق الأوسط»/04 كانون الأول/17

ليس غريباً أن يشعر الرئيس السابق علي عبد الله صالح بضرورة مغادرة قطار التحالف مع الحوثيين. يعرف جيداً أن القطار يصطدم في الداخل بوعورة تضاريس التركيبة اليمنية وفي الخارج بموازين قوى يستحيل الانقلاب عليها. ما قاله يعبّر بوضوح عن قناعة طيف واسع من الشعب اليمني أن المغامرة الحوثية تدفع البلاد من هاوية إلى هاوية، وأن الحوثيين ليسوا في وارد الانخراط في مشروع يتضمن قيام الحد الأدنى من الدولة، وأنهم من مدرسة الميليشيات التي لا تقيم وزناً لحدود المكونات في الداخل، ولا لحدود البلاد في الخارج. يعرف أن الحوثيين تحولوا في اليمن إلى ميليشيا جوالة بين المحافظات، وتحولوا على الحدود إلى مشروع اشتباك دائم. محاولة علي صالح مغادرة القطار ليست غريبة. الغريب أنه أقام في هذه الرحلة أكثر مما كان متوقعاً. لا يحتاج علي صالح إلى مَن يشرح له برنامج القيادة الحوثية الحالية. لا أحد يعرف القصة أكثر منه. يعرفها من سلسلة الحروب التي خاضها ضدهم، ومن الهدنات التي اضطر إلى إبرامها معهم. يعرف قصة التغيير الذي طرأ على أفكارهم وقاموسهم وقصة «المستشارين» الذين وفدوا إلى مناطقهم، وقصة التدريبات التي تابعها بعضهم في أنحاء أخرى من «الهلال الإيراني».

أدرك صالح أن وجوده في القطار تحول خسارة متزايدة له ولـ«المؤتمر الشعبي العام»، وأن الحوثيين يستفيدون من الغطاء الذي يوفره رصيده ورصيد حزبه لاستكمال رحلة قطارهم الذي يتحرك على التوقيت الإيراني. يدرك صالح أيضاً أن ردود الفعل التي ظهرت إثر استهداف السعودية بصواريخ حوثية - إيرانية تظهر أن المشروع الحوثي هو انتحاري بطبيعته. وعلي صالح يملك براعة المناور لا تهور المغامر. وهو رجل يرصد بدقة موازين القوى وتحولاتها، وليس من عشاق الاصطدام المتكرر بالجدار. علي صالح رئيس سابق لكنه خبير دائم. خبير بتعرجات الواقع اليمني. والتوازنات بين الدولة والقبيلة. وبين القبائل نفسها. وبين الشمال والجنوب وداخل الجزأين أيضاً. ولهذا أدرك أن حكم الحوثيين تحول عبئاً على البلاد والعباد معاً. وليس ثمة شك في أن انفكاك التحالف بين صالح والحوثيين يشكّل تحولاً مهماً على الصعيدين الميداني والسياسي في الأزمة اليمنية.

لا يكفي أن تلتهم السلطة مستفيداً من تصدعات داخلية وتحريض خارجي. ومن عادة السلطة أن تعود إلى التهام من حازها بأسلوب الكسر والخلع، ثم إن غابات البنادق لا تعوض الافتقار إلى الشرعية. والشعارات الطنانة لا تنجح في إخفاء الافتقار إلى برنامج يليق بدولة. ثمة فارق كبير بين المسلحين التائهين في شوارع العواصم والقرارات التي يُفترض أن تخفف آلام الناس لا أن تضاعفها.

لا يكفي أن تستولي على قصر الرئاسة. ووزارة الدفاع. ووزارة الإعلام. وترسانة الحرس الجمهوري. الناس هم مصدر الشرعية وليس الأبنية. وأول شروط الشرعية أن تأتي من قاموس الناس لا من قاموس غريب على طبيعتهم وانتماءاتهم وجذورهم. وتقول التجارب إنه ليس من حق أقلية أن تفرض سلطانها بالقوة، وأن تفرض لونها على مجتمع يتمسك بلونه. وإنه ليس من حق من يلتهم السلطة في غفلة أن يدفع الناس إلى مغامرات باهظة في الداخل والخارج. مغامرات تحول البلد حطباً في الحريق الإقليمي وتنزل أفدح الخسائر خصوصاً بمن تدعي التحدث باسمهم وتزعم رفع الظلم اللاحق بهم.

أهم ما كشفته الأحداث الحالية في صنعاء هو أن ما عاشته هذه المدينة منذ اقتحام الحوثيين لها في 21 سبتمبر (أيلول) 2014 كان غريباً ومخيفاً ومصطنعاً وبلا جذور حقيقية. لنترك جانباً اتهامات من أدركوا باكراً طبيعة التحرك الحوثي. يكفي الالتفات حالياً إلى الاتهامات الموجهة إليهم من قوى شاركتهم وحالفتهم ثم اكتشفت خطورة استمرار الخضوع لهيمنتهم. لا جدال في حق الحوثيين في أن يكونوا مكوناً حاضراً في المعادلة اليمنية وأن يحصلوا على الحقوق العائدة لهم أسوة ببقية اليمنيين. تبدأ المشكلة حين يقرر الحوثيون اقتياد البلد إلى لغتهم وأسلوبهم ومنطق الميليشيات الذي يتحدى المكونات الأخرى في الداخل ويتحدى علاقات اليمن الطبيعية بالخارج. فتحت القيادة الحوثية أبواب التدهور على مصراعيها منذ انقلابها على الشرعية. أطلقت في الداخل عملية استباحة لموازين وقواعد وأعراف دأب المجتمع اليمني على احترامها حتى في أحلك ظروف الانقسام. أما على الحدود، فقد فتحت القيادة الحوثية الباب لتدهور آخر حين لم تترك للسعودية غير خيار الذهاب إلى الحرب. والحقيقة أن الطلقة الأولى في هذه الحرب كانت استيلاء الميليشيات الحوثية على ترسانة صاروخية يمكن استخدامها لتهديد أمن الدول المجاورة وابتزازها أو محاولة زعزعة استقرارها. زاد في خطورة الطلقة الأولى انكشاف طبيعة الميليشيا الحوثية وانكشاف تبعيتها الكاملة لإيران. هكذا بدت الترسانة في أيدي الحوثيين خطوة إضافية ومتقدمة في برنامج يرمي إلى تطويق السعودية وإبقاء أراضيها تحت تهديد دائم. وكان من الصعب على السعودية ترك جارٍ مغامر ومتهور يتحكم في آلة إيذاء وتهويل يمارس دوره في سياق برنامج الانقلابات المتلاحقة الذي تديره طهران فكانت الحرب. وبهذا المعنى فإن مسؤولية «ما حصل في اليمن وما حصل لليمن» تقع قبل كل شيء على القيادة الحوثية، ومن وفّر الوقود لمحرك مغامرتها المدمرة في الداخل والخارج.

طالت المعارك أم قصرت فالنتيجة معروفة. لا بد من العودة إلى الحقائق اليمنية. حقائق الحوار والتعايش ومظلة الدولة. موقف الشرعية اليمنية والتحالف الداعم لها عبّر عن رغبة أكيدة في إنهاء الحروب وعودة اليمن إلى الحقائق اليمنية. لا يدار اليمن من صعدة. ولا تدار صنعاء من طهران. قطار الحوثيين مثقل بالألغام التي تنفجر تباعاً باليمن وبركاب القطار أنفسهم. لا بدّ من العودة إلى اليمن ومغادرة دور إقليمي يفوق طاقتهم وقدراتهم. لا بدّ من العودة إلى الخريطة اليمنية والشروع في برنامج لتضميد العلاقات بين المكونات اليمنية وتضميد علاقات اليمن بجيرانه.

 

اليمن الغائب الحاضر في القمّة الخليجية

راغدة درغام/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 05 كانون الأول 2017

لن تتمكّن قمّة مجلس التعاون الخليجي المنعقدة اليوم في الكويت من تجاهلِ ذلك «الفيل في القاعة» بعد مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح على أيادي الحوثيّين، لأنّ مصرعه يغتال استراتيجية الخروج من حرب اليمن وإخراج إيران وميليشياتها من اليمن، كما تصوّرتها دول خليجية، وعلى رأسها السعودية. فانتقام الحوثيّين من انقلاب شريكهم السابق عليهم يُنذر بحرب أهليّة دموية طويلة الأمد، وقد يؤدّي إلى تأجيج الصراع السعودي - الإيراني إقليمياً. علي عبدالله صالح كان في الآونة الأخيرة أداةً حادّة من أدوات تقليم أظافر إيران في اليمن وإغلاق أبواب النفوذ الإيراني بالذات إلى الدول الخليجية، وذلك بموجب صفقة الواقعية - السياسية التي حشَدَت الدعمَ السعودي والإماراتي وراء عدوّ الأمس في صنعاء، وأبرزَت الرغبة في تخفيف الحصار وتعزيز فرَص إنهاءِ الحرب في اليمن. الآن، سيعود التشدّد كضرورة - أقلّه في الوهلة الأولى - ما لم تكن هناك خطة «باء»، إمّا لخلافة علي عبدالله صالح والمضيّ إلى الحسم العسكري، أو للعودة إلى طاولة صياغة الخيارات. واضحٌ أنّ اليمن لم تكن له الأولوية عندما اتُّخِذ قرار انعقاد القمّة الخليجية على عجَلة لتكون الأولى التي تجمع قطر مجدّداً بالسعودية والإمارات والكويت والبحرين وعمان. أحداث اليمن ضخمة لدرجةٍ قد تجعل مشكلة الخلاف مع قطر حقاً صغيرة.

إنّما ما أرادت القمّة أن تُحقّقه بتواضع له الكثيرُ من الأهمّية، وهو إنقاذ مجلس التعاون الخليجي من التفكّك والاتفاقُ على هدنة متدرّجة مع قطر أساسُها احتواء الإفراط في الديبلوماسية الانفرادية.

المبادرة إلى طلبِ انعقادِ القمّة لانتقال الرئاسة من البحرين إلى الكويت أتَت، كما أكّدت مصادر مطّلعة، مِن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وتلقّاها أمير الكويت الشيخ صباح الجابر الصباح كتقديرٍ لجهود حثيثة بَذلها لشهورٍ لاحتواء الأزمة مع قطر. البعض اعتبَرها رغبةً واضحة للحفاظ على مكانة البيت الخليجي وخصوصية القوّة الجماعية لدول الخليج التي مِن دونها يتمّ تفكيك الدول وتفتيتُ منزلةِ الدول الخليجية عربياً وإقليمياً ودولياً. البعض الآخر أشار إلى أنّ انعقاد القمّة الخليجية دورياً سنوياً في شهر كانون الأوّل (ديسمبر) هو جزء أساسي من أعمال مجلس التعاون الخليجي، وأنّ الإصرار على عقدِ قمّةِ الكويت هو من أجل عدمِ إعطاء قطر فرصة إفشال دورية القمّة. لم تُقاطع اجتماعَ وزراء الخارجية أمس أيٌّ مِن الدول السِت، وللمرّة الأولى منذ اندلاع الأزمة جلسَ وزير خارجية قطر مع وزراء ووكلاء وزراء خارجية الدول الخمس الأخرى تحت سقفٍ واحد.

الكلّ تكتّمَ على ما جرى في الاجتماع الذي اعتُبر بحدّ ذاته إنجازاً. وعندما خرَجت الوفود متوجّهةً إلى غرفةِ تناوُلِ الغداء، لم يَظهر التشنّج على الوجوه ولم يُدلِ أحدٌ بتصريحات ناريّة، إنّما لوحِظ أنّ وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني غادر قصر الريان ولم ينضمّ إلى الغداء. قيمة القمّة هي في انعقادها بحضور الملك سلمان بن عبد العزيز، ولا سيّما أنه هو الدافع وراء انعقاد القمّة في الكويت بمشاركةٍ قطرية على مستوى أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني. المصالحة الجَذريّة مستبعَدة في هذا المنعطف، إنّما المطروح هو التفكير في فترةٍ زمنية لمراقبة تنفيذ قطر للوعود، والمرفوض هو الاكتفاء بكسرِ الجليد. فإذا لم تَعبر قمّة الكويت أزمة قطر إلى محطّة جديدة، سيتفاقم الضّرر وستشتدّ أزمة اللاثِقة وستنعكس المواجهة خليجياً وإقليمياً في مختلف الملفّات المشتعلة.

أحدُ المصادر المطّلعة على المواقف الأميركية قال إنّ إدارة ترامب أبلغَت كلَّ الدولِ الخليجية أنّ الأولويات الإقليمية تتطلّب طيَّ صفحةِ الخلاف المستعر في أزمة قطر كي لا يؤثّر على استراتيجيّات الأولويات، وعلى رأسها محاربة الإرهاب، والتصدّي للطموحات الإيرانية، والصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، واستقرار العراق. وزير الخارجية الأميركي ريكس تيليرسون باقٍ في منصبه، حسبما قال الرئيس دونالد ترامب، وهو يريد جدّيةً خليجيّة في احتواء الأزمة مع قطر. إنّما، حسب المصدر، ليس تيليرسون هو الدافع الأوّل، علماً بأنّ علاقاته مع السعودية والإمارات والبحرين تأزّمت بسبب مواقفه التي فُسِّرت بأنّها منحازة لقطر، وإنّما البيت الأبيض.فبرغمِ التطمينات أنّ تيليرسون باقٍ في المنصب الآن، قالت مصادر أخرى إنّ رحيله ما زال مطروحاً إنّما بعد مرور سنة كاملة على استلام الإدارة زمام السلطة منتصفَ كانون الثاني (يناير)، وذلك لأسباب ذات علاقة بدفع ضرائبه كما بسمعته كي لا يكون وزير خارجية لم يكمل السنة.

الاستراتيجية الأميركية المعنيّة بإيران تحتاج من قطر إلى أن تُعدّل مواقفَها كي تكون ضمن الإطار العام لمجلس التعاون الخليجي. المطلوب من قطر ألّا تتبنّى سياسةُ تضرّ بالمجرى الخليجي العام. فالكويت لا تتبنّى العداءَ مع إيران الذي هو من صلبِ سياسة السعودية والإمارات والبحرين، لكنّ الكويت حذِرة ولا تخرج عن الأفق الخليجي. حتى عُمان التي لها سياساتُها المميّزة لا تخرج عن الأفق. المطلوب خليجياً من قطر ألّا تتبنّى ديبلوماسيةً منفردة تضرّ بدول مجلس التعاون، والمطلوب أميركياً أن تستدركَ قطر أبعاد ديبلوماسيّتها الانفرادية على الاستراتيجية الأميركية المعنيّة بإيران. ما يقوله الأميركيون للخليجيّين هو أنّ المقاطعة لقطر دفعَت بها إلى مضاعفة تعاونِها العسكري وعلاقاتها الخاصة مع كلّ من تركيا وإيران، وأنّه مِن المفيد للجميع استدراكُ هذه الأضرار وإيجاد الوسائلِ لتلافيها. ما لا تتساهل فيه إدارة ترامب هو محاربة الإرهاب ومكافحة «الراديكالية الإسلامية، السنّية منها والشيعية، وهي تريد حَشد كتلةِ الدول السنّية شريكاً في مواجهة الإرهاب والراديكالية، وفي طليعتها دولُ مجلس التعاون الخليجي مجتمعةً.

هناك من يتّهم واشنطن بأنّها ضالعة في أزمة قطر وفي ذهنِها تفكيكُ ليس فقط مجلس التعاون نفسه وإنّما تفكيك دولِ مجلس التعاون. قمّة الكويت تأتي ردّاً على كلّ من يَرغب بتفكيك مجلس التعاون، فهو يبدو باقياً إلى مرحلةٍ ما الآن. وما يتدارسُه الخليجيون هو كيفية إعادة النظر على أساس استخلاص العِبَر.

المصالحة مع قطر أو استمرار الأزمة معها كان العنوانَ الإعلامي لقمّة الكويت قبل انعقادها. لكنّ حدثَ اليمن أقحَم نفسَه على القمّة الخليجية لأنّ همَّ أهلِ الخليج هو إيجاد وسيلةٍ للانتهاء من حرب اليمن باستراتيجية خروجٍ لا تترك الأبوابَ مشرّعةً أمام نفوذ إيران وغاياتها في اليمن.

فكُّ الشراكة بين الحوثيّين وعلي عبدالله صالح كان جزءاً أساسياً من استراتيجية إعادة خلطِ الأوراق بما يؤدّي إلى انحسار النفوذ الإيراني من خلال إلحاق الهزيمة بالحوثيّين. عرقلةُ الحوثيّين للصفقة كانت متوقّعةً إنّما اغتيالُ علي عبدالله صالح يغتال الصّفقة نفسَها. هذا سيؤدّي بـ«التحالف العربي» بقيادة السعودية إلى الانخراط في الحرب بضراوةٍ أكبر، وهذا بدوره سيؤدّي إلى انخراط إيران في حرب اليمن أكثر فأكثر. والصراع الآن هو على العاصمة صنعاء حيث إنّ إخراج الحوثيين منها يَعني خسارةَ إيران في اليمن. وكلُّ هذا يعني أنّ صنعاء مقبلة على أيام تعيسة من الحصار والجوع والحرب الأهلية الدموية.

 

علي عبدالله صالح صنع الحوثيين فقتلوه

خيرالله خيرالله/العرب/05 كانون الأول/17

لا يبدو مقتل علي عبدالله صالح أمس في حادثة تكشف أن مفهوم التصفيات الجسدية لن ينتهي من التاريخ السياسي العربي المعاصر، وليد لحظة خلاف جديدة بينه وبين الحوثيين، إنه نتاج تراكمات من الخلاف وتوافق ملامحه الخلاف بين صالح الرئيس آنذاك والحوثيين قبل وبعد استحواذ ميليشياتهم على صنعاء. من المهم العودة إلى التاريخ القريب على الأقل لرسم صورة لعملية قتل جرت على قارعة الطريق لرئيس سابق لليمن، والتي ستكون مرحلة مفصلية تسمى ما بعد مقتل علي عبدالله صالح، إذ لن نستطيع تقديم قراءة سياسية لمستقبل اليمن دون العودة إلى التاريخ القريب. في سياق البحث عن توازنات جديدة في اليمن خصوصا بعد الاختراقات التي سجلها الإخوان والسلفيون في مناطق الشمال الزيدي وفي داخل صنعاء نفسها أوجد الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح ما يعرف بـ”الأمن القومي” الذي كان بمثابة مقابل للأجهزة الأمنية الأخرى التي كانت فيها شراكة مع الإخوان المسلمين، كـ”الأمن السياسي” مثلا، الذي كان على رأسه العميد غالب القمش. وبحثا عن التوازن أيضا، كان علي عبدالله صالح وراء صعود الحوثيين منذ البداية. فهو الذي فتح لهم طريق “حزب الله” وإيران، وهو الذي حاول استخدامهم إلى أبعد حدود منذ حرب الانفصال في صيف العام 1994 وذلك بعد انتصاره في تلك الحرب بفضل الإخوان المسلمين والسلفيين خصوصا. بقي علي عبدالله صالح يمارس لعبة التوازنات باستمرار، كي يضع نفسه في موقع الحكم، وكي لا يكون تحت رحمة طرف واحد قوي في البلد. لذلك شجع الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في العام 1990 على تشكيل حزب “التجمع اليمني للإصلاح” بغية إيجاد توازن، يصب في مصلحته، بين الحزب الاشتراكي الآتي من الجنوب بأفكاره العلمانية من جهة، والإسلاميين والقبليين من جهة أخرى. ما لا يمكن تجاهله أن “الإصلاح” في أيام الشيخ عبدالله الذي توفي في أواخر 2007، كان حزبا من ثلاثة مكونات هي: الإخوان، والقبيلة، والسلفيون بزعامة الشيخ عبدالمجيد الزنداني. الهدف من تشجيع الحوثيين كان ثلاثيا، كان ثلاثة أهداف تصب في تحقيق هدف واحد.

الهدف الأول هو الوقوف في وجه العائلات الزيدية الكبيرة المعروفة بالعائلات الهاشمية، مثل آل المتوكل وآل حميدالدين، التي كان علي عبدالله صالح ولا يزال لا يثق بها. هذه العائلات من محافظة حجة وليست من محافظة صعدة. الهدف الثاني هو أن يظهر للسعوديين، خصوصا بعد دعمهم للانفصال، أنه قادر على فتح خطوط ما مع إيران. الهدف الثالث خلق قوة قادرة على التصدي للمدارس الدينية السلفية والإخوانية التي كانت السعودية تشجع عليها في المناطق الشمالية، بما في ذلك محافظة صعدة التي هي معقل الحوثيين. بين هذه المدارس كانت مدرسة مقبل الوادعي (سلفي) والتي كان وجودها يزعج الزيود كثيرا. كانوا يعتبرون ذلك تحديا لهم في عقر دارهم. وثمة من يقول إن علي عبدالله صالح كان وراء الوادعي أيضا وذلك من أجل إيجاد أوراق له في منطقة الحوثيين!

دخول الحوثيين إلى مجلس النواب

أكثر من مسؤول يمني يؤكد أن علي عبدالله صالح كان يموّل الحوثيين وهو من أدخلهم إلى مجلس النواب في الانتخابات الأولى التي جرت بعد انتهاء حرب الانفصال. عشرات الحوثيين أقاموا فترات طويلة في قم، وبدأوا يتحولون إلى الشيعة الاثني عشرية التي لا علاقة لها بالزيدية بشكلها التقليدي. وقد استطاع الإيرانيون، بمشاركة عناصر من “حزب الله” تغيير طبيعة قسم من المجتمع الزيدي. لم يكتف علي عبدالله صالح، في البداية بتمويل الحوثيين الذين سموا أنفسهم ابتداء من العام 1996 "الشباب المؤمن"، بل وفر لهم وجودا سياسيا، وعلاقات مباشرة مع إيران التي عملت منذ اللحظة الأولى على استيعابهم مستعينة في الوقت ذاته بـ"حزب الله"

حتى العام 2003، اعتقد علي عبدالله صالح أن الحوثيين في جيبه وأنهم ورقة من أوراقه. لكن حادثة وقعت في تلك السنة جعلته يعيد النظر في حساباته. اكتشف الرئيس اليمني السابق الذي كان يمرّ في محافظة صعدة لتأدية فريضة الحج، أن الحوثيين صاروا شيئا آخر وأنهم انقلبوا عليه.

توقف علي عبدالله صالح في صعدة. كان في طريقه إلى مكة برّا لتأكيد تطور العلاقات مع السعودية، بعد توقيعه اتفاق ترسيم الحدود مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز. فوجئ علي عبدالله صالح بعد انتهائه من إلقاء خطبة صلاة الجمعة في المسجد الأهم في صعدة، بوقوف شخص من الحوثيين وإطلاقه ما بات يسمى بـ”الصرخة”. و”الصرخة” هي “الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”.

فهم علي عبدالله صالح أن إيران استوعبت الحوثيين وأنه لم يعد يتحكم بهم كما كان يعتقد. كان أوّل ما فعله أن أمر بحملة اعتقالات في صفوف الحوثيين، ردا على تحدّيه في صعدة. كانت تلك الإشارة الأولى لبدء ست حروب استمرت بين 2004 وأوائل 2010. تواجه الجيش اليمني خلالها مع الحوثيين وسقط فيها آلاف الضحايا وقتل خلالها حسين بدرالدين الحوثي شقيق عبدالملك الحوثي الأكبر الذي يتزعم الحوثيين حاليا. علي عبدالله صالح نفسه قال لي: “بيني وبين الحوثيين ست حروب وثلاثين ألف شهيد”. لم يدر علي عبدالله صالح أن إيران متورطة أكثر بكثير مما يعتقد في دعم الحوثيين وتوجيههم نحو الاثني عشرية. لم يدر أيضا أن “حزب الله” متورط إلى أبعد الحدود مع الحوثيين، إن من ناحية التدريب وإن من ناحية تزويدهم بالأسلحة، وحتى بالنسبة إلى بناء شبكة اتصالات لهم لا تخضع لمراقبة السلطات اليمنية. أخطر ما في الحروب الست التي وقعت، أنها كانت على خلفية التوريث في اليمن. حاول علي عبدالله صالح استغلالها للتخلص من خصمه اللدود اللواء علي محسن صالح الأحمر، الذي كان يطمح إلى خلافته، والذي كان يعترض على توريث أحمد علي عبدالله صالح. لم يرد علي عبدالله صالح في أي يوم حسم الحروب مع الحوثيين. ربما، لم يكن يستطيع ذلك ففضل توظيف تلك الحروب لتحقيق غايات محددة. علي عبدالله صالح تمكن من احتواء الحوثيين في منطقتهم. لكنه لم يستطع في أي وقت إلحاق هزيمة كاسحة بهم

احتواء وليس هزيمة كاسحة

تمكن علي عبدالله صالح من احتواء الحوثيين في منطقتهم. لكنه لم يستطع في أي وقت إلحاق هزيمة كاسحة بهم. وهذا عائد إلى أسباب عدة، بينها أنه لم يكن يريد انتصارا للحوثيين على علي محسن صالح الأحمر أو انتصارا للأحمر على الحوثيين. كان يريد أن يستنزف كلّ منهما الآخر، كي يبقى صاحب الكلمة في البلد وصولا إلى توريث نجله. معروف أن علي محسن صالح الأحمر وهو من قرية علي عبدالله صالح وقريب منه عائليا، ينتمي إلى الإخوان المسلمين. وكان متحالفا مع الشيخ حميد الأحمر، نجل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر. كان علي محسن يمتلك نفوذا كبيرا في الجيش بصفته قائد الفرقة الأولى/ مدرع، وتعتبر من بين الأقوى في الجيش اليمني. وكانت بمثابة قوة موازية للحرس الجمهوري بقيادة أحمد علي عبدالله صالح. أدى انقلاب حميد الأحمر وعلي محسن على عبدالله صالح والذي نفذ مع انطلاق ثورة الشباب في 2011 إلى فك الحصار عن الحوثيين الذين ما لبثوا أن تمددوا في كل أنحاء البلد، بعد سيطرتهم على محافظة عمران، وصولا إلى صنعاء في أيلول/ سبتمبر من العام 2014 ثم إلى محيطها. اتجهوا بعد ذلك إلى الوسط ثم إلى عدن قبل أن تجبرهم “عاصفة الحزم” على التراجع. خلاصة الأمر أن الحوثيين انقلبوا على علي عبدالله صالح الذي صنعهم وهم الآن متحالفون معه بسبب حاجة كل منهما إلى الآخر، في مواجهة عدو مشترك هو السعودية والإخوان وآل الأحمر وكانوا حتى تموز/ يوليو 2014 زعماء حاشد التي تعتبر القبيلة الأكثر تماسكا في اليمن. كانت المرة الأولى التي تحدث فيها علي عبدالله صالح عن الحوثيين في حديث حصلت عليه منه في صيف العام 2004. سألني أين ستنشر الحديث فأجبته: في “المستقبل” الصادرة في بيروت وفي “الرأي” الكويتية التي ربطتني صداقة بصاحبها جاسم بودي ومدير التحرير الزميل والصديق علي الرز. أصرّ على نشر الحديث، الذي يلمح فيه إلى علاقة الحوثيين بإيران و”حزب الله” في “المستقبل”. أراد في ما اعتقد توجيه رسالة إلى الحزب عبر صحيفة لبنانية. لم يكن كلامه عدائيا تجاه “حزب الله”، لكن الواضح أنه كان يريد تمرير شيء ما عبر “المستقبل”، التي صدر الحديث في صفحتها الأولى في أحد أعداد شهر تموز/ يوليو، وذلك بعد الحرب الأولى التي خاضها الجيش اليمني مع “الشباب المؤمن”.

في السنوات العشرين الأخيرة من عهده، عرف علي عبدالله صالح كيف يستخدم الإعلام بشكل جيّد خدمة لمصالحه ولأهدافه.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الحريري تابع الأوضاع مع زواره أبو فاعور: اتوقع ان تصبح الاستقالة خلفنا في الايام القليلة المقبلة

الإثنين 04 كانون الأول 2017 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ظهر اليوم في "بيت الوسط" النائب وائل ابو فاعور الذي قال بعد اللقاء: "تشرفت بلقاء الرئيس الحريري لاستكمال النقاش الذي يجري حاليا في الازمة السياسية الحالية وفي سياق خط الاتصالات المفتوح والدائم بينه وبين النائب وليد جنبلاط، والامور تتجه الى ايجابية وتكاد تطوي صفحة الاستقالة، التي أتمنى وآمل واتوقع ان تكون اصبحت خلفنا في الايام القليلة المقبلة، بعدما حصل نقاش سياسي على خلفية الازمة التي اثارتها استقالة الرئيس الحريري، وتم توضيح الكثير من النقاط والتفاهمات السياسية التي سيعبر عنها بموقف جامع لمجلس الوزراء، اعتقد انه لن يكون بعيدا".

سئل: هل نقلت رسالة محددة من النائب جنبلاط للرئيس الحريري؟

اجاب: "الاتصالات مفتوحة بعد عودة الرئيس الحريري من الخارج واستكمال التشاور بينهما".

سئل: ما هي البنود الاساسية التي سيتضمنها البيان الوزاري الذي سيصدر عن مجلس الوزراء؟

اجاب: "الرئيس الحريري منذ الاساس أعرب عن اعتقاده أن هناك قضايا اساسية يجب ان يحسم الرأي فيها، اتفاق الطائف، العلاقات العريبة-العربية، علاقات لبنان العربية، والنأي بالنفس، والموضوع الاعلامي ايضا هو جزء من هذا الامر، والنقاش يدور حول هذه المواضيع وكيف يمكن تجنيب لبنان تداعيات المنطقة والتدخل فيما ليس له شأن فيه وليس له قدرة عليه".

الميس وسوسان

واستقبل الحريري مفتي زحلة والبقاع خليل الميس ومفتي صيدا والجنوب سليم سوسان، وبحث معهما شؤونا مطلبية والاوضاع العامة.

النائبة الحريري

والتقى أيضا النائبة بهية الحريري وعرض معها التطورات.

سفيرة سويسرا

وكان الحريري استقبل سفيرة سويسرا في لبنان مونيكا شميت كيرغيز، وتناول معها المستجدات في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية.

المعهد الديموقراطي الوطني

كذلك التقى الحريري المدير الاقليمي للشرق الاوسط وشمال افريقيا للمعهد الوطني الديموقراطي المستشار ليسلي كامبل في حضور المستشارة لدى المعهد كاند روسل، وتطرق الحديث الى مسألة الانتخابات النيابية المنوي اجراؤها في الربيع المقبل.

رعد

ومن زوار الحريري الامين العام للمجلس الاعلى للدفاع السابق والامين العام السابق للهيئة العليا للاغاثة اللواء الركن يحيى رعد الذي قدم له نسخة من كتابه الجديد بعنوان "طريق وعر ولكن مشيناه معا".

 

الحريري اطلع من لازاريني على تحضيرات مؤتمر الدعم الدولي هرموش: طمأننا لجهة ترتيب البيت الداخلي وعقد جلسة للحكومة هذا الأسبوع

الإثنين 04 كانون الأول 2017 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مساء اليوم في "بيت الوسط" وفدا من الجماعة الإسلامية ضم رئيس المكتب السياسي للجماعة النائب السابق أسعد هرموش، ونائبه بسام حمود والمسؤول السياسي للجماعة في بيروت باسم الحوت. بعد اللقاء، قال هرموش: "جئنا لزيارة دولة الرئيس للاطمئنان والسلام عليه ولتهنئته بسلامة العودة، ولنقول له أنه في الفترة العصيبة المنصرمة التي مرت على لبنان، كنا نشعر بالفراغ الكبير الذي كانت تعانيه الساحة السياسية في البلد، خاصة على مستوى المشاركة كمكون أساسي في الحياة السياسية الوطنية. فنحن نعتبر أن مرجعية رئيس مجلس الوزراء ومرجعية دار الفتوى هما مرجعيتان معنيتان بالشأن السياسي الإسلامي والوطني في البلد، ونحن نقف إلى جانبهما في هذه المرحلة العصيبة التي تشتد فيها النيران حولنا إقليميا، وندعو بالمقابل إلى وحدة موقف إسلامي وطني كبير تكون مقدمة لموقف وطني شامل. طمأننا دولة الرئيس إلى أن الأمور تسير بهذا الاتجاه، لجهة ترتيب البيت الداخلي واستئناف دورنا في رئاسة مجلس الوزراء وعقد جلسة للحكومة خلال هذا الأسبوع، كما طمأننا إلى أن البيان الذي يتم الإعداد له بات في المرحلة النهائية". أضاف: "كما أثرنا مع دولته هواجس الساحة الإسلامية، وخاصة لجهة تعاظم ملف المظلومية التي نشعر بها في مناطقنا، جراء الحرمان الذي تعيشه هذه المناطق وجراء استمرار مظلومية الإسلاميين الموقوفين وما يحكى عن قانون العفو العام. وقد طمأننا الرئيس الحريري إلى أن الأمور سائرة بإذن الله في الاتجاه الصحيح، وأن دولته سيلتقي وفدا من هؤلاء لوضعهم في الإجراءات التحضيرية التي يقوم بها لترتيب هذه المحطات التي كانت تعتبر سببا من أسباب الإحباط الذي تعاني منه ساحتنا". وختم قائلا: "نحن نقول أن الأمور الآن هي في أيد أمينة، والرئيس الحريري مؤتمن على القرار الإسلامي والوطني، ونحن معه بالتكافل والتضامن مع محيطنا العربي في هذه المرحلة الخطيرة والحساسة التي يمر بها لبنان والمنطقة".

لازاريني

كما استقبل الرئيس الحريري نائب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان منسق الشؤون الإنسانية فيليب لازاريني في حضور مستشار الرئيس الحريري لشؤون النازحين السوريين الدكتور نديم الملا. وأطلع لازاريني الرئيس الحريري على التحضيرات الجارية لمؤتمر مجموعة الدعم الدولية للبنان الذي سيعقد يوم الجمعة المقبل في باريس".

 

بري استقبل حاصباني

الإثنين 04 كانون الأول 2017

وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة غسان حاصباني، وعرض معه الاوضاع الراهنة.

 

 طرابلس على طاولة اجتماع بيت الوسط غداً

بعنوان "الأمن والاستقرار يحققان الازدهـار" المركزية04 كانون الأول 2017  يلتقي رئيس الحكومة سعد الحريري في الخامسة عصر غد في بيت الوسط، وفد غرفة طرابلس والشمال برئاسة توفيق دبوسي والفاعليات الاقتصادية في الشمال، تحت عنوان "الأمن والاستقرار يحققان الازدهار".

وعشية اللقاء، يكشف دبوسي أن الهدف منه "متابعة موضوع مبادرة "طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية" التي نالت إجماع المجتمع الاقتصادي والسياسي في الشمال ولبنان، خصوصاً بعد الإجماع الوطني حول رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، وإمكان انسياب هذا الإجماع على هذه المبادرة التي تعيد طرابلس إلى عزّها الاقتصادي خصوصاً أنها تملك المقوّمات الاقتصادية لذلك". وأكد أن الرئيس الحريري يؤيّد هذه المبادرة "التي تضع طرابلس والشمال على السكة الاقتصادية الصحيحة"، متمنياً أن "يعود الرئيس الحريري عن تريّثه ويعاود جلسات مجلس الوزراء، خصوصاً تلك الموعودين بها في طرابلس". وكان دبوسي شارك في "المنتدى الاقتصادي العربي اليوناني السادس" الذي استضافته العاصمة اليونانية أثينا بمشاركة أكثر من 196 رجل أعمال وشخصية عربية ويونانية "من أجل تأمين الدعم الدولي لمبادرته، انطلاقاً من أن طربلس اليوم ونظراً إلى موقعها ومرافقها وإمكاناتها، لم تعد حاجة للبنان فحسب، بل لكل الوطن العربي والمجتمع الدولي سواء في مسيرة إعمار سوريا أو كونها تشكّل نقطة أساسية على خط طريق الحرير" على حدّ قوله.

واعتبر دبوسي أن "اعتماد هذه المبادرة من قبل الحكومة اللبنانية سيحفّز رجال الأعمال على القيام بخطوات تجاه طرابلس على صعيد إيجاد قواعد في مجال اختصاصهم بين المنطقة العربية المجاورة ولبنان من طرابلس".

 

عبد الهادي: تعاون لتحسين أوضاع اللاجئين والعلاقات بين حزب الله وحماس تحت المجهر

المركزية-04 كانون الأول 2017  يلتقي حزب الله والقوى الفلسطينية على فكرة المقاومة والدفاع عن القضية الفلسطينية، وإن كانت علاقاتهما مرت بمرحلة من التوتر في حقبات سابقة. وفي هذا الاطار، أوضح المسؤول السياسي لحركة "حماس" في لبنان أحمد عبد الهادي في حديث لـ "المركزية" ان العلاقة مع حزب الله لطالما كانت جيدة وهي اليوم ممتازة، علما أنها لم تصل الى درجة الانقطاع حتى في أصعب المراحل وبعد خروج حماس من سوريا لم تتضرر العلاقة بيننا". ولفت إلى أن "انطلاقا من تقديرنا أن لا خيار لدينا الا التفاهم مع الجهات الفاعلة والمقاومة في لبنان لتحصين ساحتنا الفلسطينية والمحافظة على وجودنا وعلى حق العودة وقضية اللاجئين ومواجهة التحديات التي كانت ماثلة بقوة على الساحة اللبنانية، لا بد ان تبقى العلاقة وطيدة مع حزب الله ، لذلك، بقي التواصل بيننا قائما على أكثر من مستوى". وكشف أن حوارات استراتيجية أجريت في مرحلة سابقة بين قيادات حماس والجمهورية الاسلامية الايرانية وحزب الله توصلنا بنتيجتها إلى الاتفاق على مواجهة المشاريع التي تستهدفنا، نحن كحركة حماس ليس لدينا الا عنوان واحد هو القضية الفلسطينية ومواجهة المشروع الصهيوني وتحرير ارضنا واعادة اللاجئين اليها وكون الجمهورية الاسلامية الايرانية تحمل هذا العنوان وتدعمه وحزب الله ايضا يقاوم من اجل هذا العنوان . وطمأن إلى أننا سنستثمر هذه الحالة الايجابية في العلاقة من أجل دعم الامن والاستقرار في المخيمات ولبنان اولا ثم من أجل دعم قضيتنا، اضافة الى تمكين شعبنا من العيش بكرامة، مشددا على أهمية التعاون مع حزب الله من أجل رفع المستوى المعيشي والانساني لشعبنا، سواء من خلال الضغط لاقرار حقوق مدنية وانسانية او من خلال مشاريع تقيمها الدولة او نتعاون فيها لتحسين الاوضاع الانسانية في المخيمات او على مستوى تخفيف الضغط الامني حول المخيمات بالتنسيق مع الجهات الامنية المعنية".

 

 الحراك الاقليمي-الدولي لانضاج التسوية (2) يحول دون عقد "جَمعة سنّية"ودار الفتوى تثق بقيادة الحريري للمرحلة: لا بديل منـه ونقطة على السـطر

المركزية-04 كانون الأول 2017  كخلية نحل واكبت دار الفتوى "صدمة الاستقالة" التي احدثها الرئيس سعد الحريري من الرياض في 4 تشرين الثاني، فتحوّلت محجّاً لمختلف القوى السياسية والشخصيات لمواكبة التطورات وللوقوف عند رأي مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان من الهزّة السياسية التي كادت تتحوّل زلزالاً تتجاوز تردداته الحدود اللبنانية لولا الوحدة الداخلية التي ساهمت دار الفتوى الى حدّ كبير في تجلّيها. فمنذ "سبت الاستقالة" الذي "فاجأ" دار الفتوى التي كانت تستضيف الاجتماع الاسبوعي للمجلس الشرعي الاسلامي الاعلى الذي عبّر في البيان الصادر عنه "بأننا تفاجأنا بنبأ استقالة الرئيس الحريري"، رسمت الدار عبر المفتي دريان خطاً بيانياً حول الاستقالة انطلق من نقطتين: الاولوية لعودة الرئيس الحريري الى لبنان، وتفهّم اسباب استقالته من دون الاعلان صراحةً عن دعم الاستقالة، وهذا ما تجلّى في شكل واضح في كلام المفتي دريان في الاحتفال الديني الذي اقامته المديرية العامة للأوقاف الإسلامية الجمعة الفائت في مسجد محمد الأمين، بمناسبة ذكرى المولد النبوي في قاعة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في حضور رئيس مجلس الوزراء، عندما توجّه بصريح العبارة الى الرئيس الحريري "تفهمنا استقالتك، وتفهمنا جيداً اسبابها، وقلنا في تصريحات عدة نحن مع اسباب الاستقالة ولم نقل اننا مع الاستقالة".

وفي وقت كانت المعلومات تشير الى ان دار الفتوى تسعى الى جمع ابناء الطائفة تحت سقفها من رؤساء حكومات سابقين ووزراء ونوّاب حاليين وسابقين ومفتي المناطق لمواكبة المرحلة والخروج بصوت موحّد داعم للاستقرار في البلد وضرورة إبعاده عن نيران المنطقة وعدم التدخل في شؤون الدول العربية الشقيقة، وذلك انسجاماً مع النقاط الاربع التي وردت في "اعلان التريّث" الذي قرأه الرئيس الحريري على مسامع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب واللبنانيين في القصر الجمهوري في ذكرى الاستقلال، الا ان الحراك الدولي-الاقليمي الذي دخل على خط التسوية (2) والتي ينسج خيوطها الثنائي الفرنسي والمصري حال دون عقد لقاء "اهل البيت" برئاسة مفتي الجمهورية. وتقول اوساطها عبر "المركزية" "ان خروج المبادرة من يد اللبنانيين وتركها للرعاة الدوليين والاقليميين جعل من العدول عن فكرة "الجَمعة السنّية" امراً واقعاً ما دامت الازمة الراهنة اقليمية اكثر منها داخلية"، واكدت "اننا نوافق على ما يُقرره الرئيس الحريري في شأن التسوية وجميعنا داعمون له، لان لا خيارات بديلة منه ونقطة على اوّل السطر، وما صدر عن المفتي دريان الجمعة الفائت بقوله للرئيس الحريري "نحن معك شاء من شاء وأبى من ابى"، قطع الطريق على كل التأويلات والشائعات و"الاساطير" التي نُسجت بعد غياب الرئيس الحريري عن البلد والتي ذهبت الى حدّ "مبايعة" شخصية سنّية جديدة، ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أوضّح ذلك ايضاً من على منبر دار الفتوى، كما انها إشارة، خصوصاً الى أولئك الذين وافقوا "سريعاً" على الاستقالة ودعوا الى استشارات نيابية مُلزمة". واشارت الى "اننا ننتظر جلسة الحكومة المُقررة "مبدئياً" غداً من اجل "تثبيت" الشروط التي وضعها الرئيس الحريري لطي صفحة الاستقالة نهائياً، مع العلم ان ما يحصل من تطورات في اليمن يجب التوقّف عنده".وابدت اوساط الدار "ثقتها "بجدّية" "حزب الله" هذه المرّة بالالتزام ببنود التسوية الجديدة، خصوصاً لجهة النأي بالنفس وعدم التدخّل في الشؤون العربية"، مشددة على "اهمية المواقف التي تصدر اخيراً من جانب الحزب التي تُجمع على ضرورة استقرار البلد وحمايته من شظايا النيران الاقليمية وعودة المؤسسات الى العمل في شكل طبيعي".