المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 26 آب/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/ arabic.august26.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

اجْتَهِدُوا أَنْ تَدْخُلُوا مِنَ البَابِ الضَّيِّق

قَدْ غَلُظَ قَلْبُ هذَا ٱلشَّعْب: ثَقَّلُوا آذَانَهُم، وَأَغْمَضُوا عُيُونَهُم، لِئَلاَّ يَرَوا بِعُيُونِهِم، وَيَسْمَعُوا بِآذَانِهِم، ويَفْهَمُوا بِقُلُوبِهِم، ويَتُوبُوا فَأَشْفِيَهُم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/بالصوت رد على تهكم واستهزاء واستخفاف النائب فريد الياس الخازن بمقام وقيمة ومقاومة الشيخ بشير الجميل: من قرنة شهوان إلى حضن بشار الأسد ومن حارس لأبواب بكركري إلى تابع للحرس الثوري الإيراني

النائب العوني فريد الياس الخازن: قلة الإيمان وخور الرجاء وعبادة تراب الأرض/الياس بجاني

عيد تحرير ملالوي ممانعاتي جديد مودال 2017/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

استشهاد عسكري في الجيش اللبناني

استشهاد عسكري والمعركة مستمرّة حتى الانتصار وإنجازات «فجر الجرود» بالدم.. والصوت والصورة/علي الحسيني/المستقبل

«رباعية» نصرالله ساقطة.. بالضربة الوطنية/إيلي القصيفي/المستقبل

تقدير موقف: قراءة في خطاب السيد نصرالله وفي أخطار رباعيته الجديدة

نوفل ضو: كلام الخازن تضمن مجموعة أضاليل عن مرحلة الرئيس بشير الجميل

د.فارس سعيد: محاكمة بشير الجميل على الهواء مزعجة. لم أكن معه/أعترف بعد ٣٥ عاما انه كان على حق/ابو عمار أقام سلام مع اسرائيل يستحق لبنان السلام ايضا.

مندوبة واشنطن في الأمم المتحدة تُهاجم "حزب الله" و"اليونيفيل"

هل هنالك دولة في سوريا/محمد عبد الحميد بيضون

السبهان عبر تويتر: جهود الجيش اللبناني تثبت انه لا يحمي الدول الا مؤسساتهاالشرعية الوطنية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 25/8/2017

اسرار الصحف الصادرة ليوم الجمعة 25 آب 2017

لبنان «غير معني» بالتفاوض مع «داعش»

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

تظاهرات في تونس ضد حزب الله

حزب الله يتجاهل الدولة اللبنانية ويبرم صفقة مع داعش

جعجع يتهم نصرالله بإلحاق الأذية بالجيش: لن ننسق مع نظام "داعشي" أكثر من داعش

رد عنيف من تيار المستقبل على نصرالله

الجيش اللبناني يرفض التفاوض مع «داعش» قبل كشف مصير العسكريين يمهد لإنهاء المعركة باستخدام أحدث الأسلحة التي وصلت إليه أخيراً

رباعية نصرالله: لبنان تحت الوصاية الإيرانية والسورية والجيش ضعيف!

تقارب «المردة» – «القوات».. كيدية في وجه باسيل؟

روكز في مصير "مجهول"

السعودية تحشد 14 آذار: الأشهر المقبلة تحمل مفاجآت

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إيران خططت لإحياء «حزب الله الحجاز» في السعودية تحت إمرة المغسل وأرادتها «حرباً ناعمة» في القطيف وحينما فشلت دفعت بعناصر مدربين للمواجهة

«داعش» يستعيد مناطق بالرقة ويقتل 34 عنصرا من قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية: سنبدأ بعملية طرد التنظيم من دير الزور قريبا

ضحايا بتفجير انتحاري في مسجد بالعاصمة الأفغانية

حلف الأطلسي يراقب تدريبات روسيا العسكرية

يلدريم: أي دعم أميركي إضافي لـ«حماية الشعب الكردية» سيسبب مشكلات

الإمام «الخفي» غافل أجهزة الأمن وشكّل خلية برشلونة الإرهابية

قرقاش: إدارة قطر للأزمة تميزت بالتخبط وسوء التدبير

السيسي يوجه بإقرار استراتيجية شاملة لمحاربة الإرهاب

حلول سورية «مؤقتة» قد تؤدي إلى حروب جديدة والحل الشامل ينقذ مناطق «خفض التصعيد» من تقسيم أمر واقع

موسكو تعتبر استراتيجية ترمب في أفغانستان «عقيمة»/مسؤول صيني كبير يدافع عن باكستان بعد انتقادات الرئيس الأميركي

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حقائق سعودية في بيروت/اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

هل تهدي «داعش» أسرارها للنظام السوري و«حزب الله/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

هل يحتاج لبنان المعادلة الذهبية/د. جيرار ديب/جريدة الجمهورية

«يونيفيل روسي» بين «حزب الله» وإسرائيل جنوب سوريا/ناصر شرارة/جريدة الجمهورية

أمّا وقد أصبحنا وطنيّين/حازم صاغية/الحياة

داعش المدارس الخاصة/فؤاد أبو زيد/الديار

بعد أن “جرّب المجرّب”.. وصهرّه!: جعجع على طريق إهدن.. ولو متأخراً/موقع الشفاف

إقتصاد مأزوم وضرائب ظالمة جدا/بسام ضو

جرود بعلبك... الدولة انتصرت/نديم قطيش/الشرق الأوسط

«فجر الجرود» والسيادة الوطنية اللبنانية/حنا صالح/الشرق الأوسط

اليمن... هل يتخلى صالح عن الحوثي/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

الروس الجدد/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

ماذا بعد دخان النارجيلة المنبعث في أنقرة/أمير طاهري/الشرق الأوسط

مفاجآت الإسلام العربي والإسلام الأوروبي/رضوان السيد/الشرق الأوسط

استراتيجية ترمب في أفغانستان.. لا هزيمة ولا انتصار/ديفيد اغناتيوس/الشرق الأوسط

غسل العقول/باسم الجسر/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس بري عرض مع السفير السوري التطورات الراهنة علي: ما نحققه يشكل فاتحة خير لصالح المنطقة كلها

الاحرار أشاد بانجازات الجيش: للالتفاف حوله وإبعاده عن كل ما يشغله عن القيام بواجباته

الاحدب علق على الدعوة لاعلان الجمعة يوم غضب: الا يستحق آلاف الأبرياء المتورطين قسرا وزورا يوم غضب

لقاء الهوية والسيادة: الجيش يحتاج إلى قرار سياسي نهائي ليكون حاميا لحصانة الدولة

عون جال في البترون وافتتح طريقي تنورين والقديسين وبيت رفقا في جربتا: البترون امانة في اعناقنا وسنحافظ على ارثها وفرادتها

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إِجْتَهِدُوا أَنْ تَدْخُلُوا مِنَ البَابِ الضَّيِّق

إنجيل القدّيس لوقا13/من22حتى33/:"كَانَ يَسُوعُ يَجْتَازُ في المُدُنِ وَالقُرَى، وَهُوَ يُعَلِّم، قَاصِدًا في طَريقِهِ أُورَشَلِيم. فَقَالَ لَهُ أَحَدُهُم: «يا سَيِّد، أَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذينَ يَخْلُصُون؟». فَقَالَ لَهُم: «إِجْتَهِدُوا أَنْ تَدْخُلُوا مِنَ البَابِ الضَّيِّق. أَقُولُ لَكُم: إِنَّ كَثِيرينَ سَيَطْلُبُونَ الدُّخُولَ فَلا يَقْدِرُون. وَبَعْدَ أَنْ يَكُونَ رَبُّ البَيْتِ قَدْ قَامَ وَأَغْلَقَ البَاب، وَبدَأْتُم تَقِفُونَ خَارِجًا وَتَقْرَعُونَ البَابَ قَائِلين: يَا رَبّ، ٱفتَحْ لَنَا! فَيُجِيبُكُم وَيَقُول: إِنِّي لا أَعْرِفُكُم مِنْ أَيْنَ أَنْتُم! حِينَئِذٍ تَبْدَأُونَ تَقُولُون: لَقَد أَكَلْنَا أَمَامَكَ وَشَرِبْنا، وَعَلَّمْتَ في سَاحَاتِنا! فَيَقُولُ لَكُم: إِنِّي لا أَعْرِفُ مِنْ أَيْنَ أَنْتُم! أُبْعُدُوا عَنِّي، يَا جَمِيعَ فَاعِلِي الإِثْم! هُنَاكَ يَكُونُ البُكاءُ وَصَرِيفُ الأَسْنَان، حِينَ تَرَوْنَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسحقَ وَيَعْقُوبَ وَجَميعَ الأَنْبِياءِ في مَلَكُوتِ الله، وَأَنْتُم مَطْرُوحُونَ خَارِجًا. وَيَأْتُونَ مِنَ المَشَارِقِ وَالمَغَارِب، وَمِنَ الشَّمَالِ وَالجَنُوب، وَيَتَّكِئُونَ في مَلَكُوتِ الله. وَهُوَذَا آخِرُونَ يَصِيرُونَ أَوَّلِين، وَأَوَّلُونَ يَصِيرُونَ آخِرِين».

 

قَدْ غَلُظَ قَلْبُ هذَا ٱلشَّعْب: ثَقَّلُوا آذَانَهُم، وَأَغْمَضُوا عُيُونَهُم، لِئَلاَّ يَرَوا بِعُيُونِهِم، وَيَسْمَعُوا بِآذَانِهِم، ويَفْهَمُوا بِقُلُوبِهِم، ويَتُوبُوا فَأَشْفِيَهُم

سفر أعمال الرسل28/من23حتى31/:"يا إِخوَتِي: عَيَّنَ اليَهُودُ لِبُولُسَ يَوْمًا، فعَادُوا إِلَيْهِ في بَيْتِهِ، وهُم أَكْثَرُ عَدَدًا. فأَخَذَ بُولُسُ يَشْرَحُ لَهُم مَلَكُوتَ ٱلله، مِنَ ٱلصَّبَاحِ إِلى ٱلمَسَاء، مُحَاوِلاً إِقْنَاعَهُم في شَأْنِ يَسُوع، مِنْ تَورَاةِ مُوسَى ومِنَ ٱلأَنْبِيَاء. فَٱقْتَنَعَ بَعْضُهُم بِمَا قِيل، وبَعْضُهُم لَمْ يُؤْمِنُوا. وٱفْتَرَقُوا مُخْتَلِفينَ فيمَا بَيْنَهُم، فَٱكْتَفَى بُولُسُ بِهذِهِ ٱلكَلِمَة: «مَا أَحْسَنَ مَا كَلَّمَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلقُدُسُ آبَاءَكُم بِٱلنَّبِيِّ آشَعْيَا، قَائِلاً: إِذْهَبْ إِلى هذَا ٱلشَّعْب، وقُلْ لَهُم:تَسْمَعُونَ سَمْعًا ولا تَفْهَمُون، وتَنْظُرُونَ نَظَرًا ولا تَرَون. قَدْ غَلُظَ قَلْبُ هذَا ٱلشَّعْب: ثَقَّلُوا آذَانَهُم، وَأَغْمَضُوا عُيُونَهُم، لِئَلاَّ يَرَوا بِعُيُونِهِم، وَيَسْمَعُوا بِآذَانِهِم، ويَفْهَمُوا بِقُلُوبِهِم، ويَتُوبُوا فَأَشْفِيَهُم. فَلْيَكُنْ إِذًا مَعْلُومًا عِنْدَكُم أَنَّ خَلاَصَ اللهِ قَدْ أُرْسِلَ إِلى ٱلأُمَم، وهُم سَيَسْمَعُون». قَالَ بُولُسُ لِليَهُودِ هذَا ٱلكَلام، فَٱنْصَرَفُوا وهُم في جِدَالٍ عَنِيف. وأَقَامَ بُولُسُ سَنَتَيْنِ كَامِلَتَيْنِ في بَيْتٍ ٱسْتَأْجَرَهُ لِنَفْسِهِ، وكَانَ يَسْتَقْبِلُ جَميعَ ٱلآتِينَ إِلَيْه. وكَانَ يُنَادِي بِمَلَكُوتِ ٱلله، ويُعَلِّمُ بَكُلِّ جُرْأَةٍ مَا يَخْتَصُّ بيَسُوعَ ٱلمَسِيحِ ولا يَمْنَعُهُ أَحَد".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/بالصوت رد على تهكم واستهزاء واستخفاف النائب فريد الياس الخازن بمقام وقيمة ومقاومة الشيخ بشير الجميل: من قرنة شهوان إلى حضن بشار الأسد ومن حارس لأبواب بكركري إلى تابع للحرس الثوري الإيراني

http://eliasbejjaninews.com/?p=58144

الياس بجاني/بالصوت/فورماتMP3/رد على تهكم واستهزاء واستخفاف النائب فريد الياس الخازن بمقام وقيمة ومقاومة الشيخ بشير الجميل: من قرنة شهوان إلى حضن بشار الأسد ومن حارس لأبواب بكركي إلى تابع للحرس الثوري الإيراني/25 آب/17/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/mp3from16.11.16/eliasfarid25.8..17.mp3

الياس بجاني/بالصوت/فورماتWMA/رد على تهكم واستهزاء واستخفاف النائب فريد الياس الخازن بمقام وقيمة ومقاومة الشيخ بشير الجميل: من قرنة شهوان إلى حضن بشار الأسد ومن حارس لأبواب بكركي إلى تابع للحرس الثوري الإيراني/25 آب/17/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/wmafrom16.11.16/eliasfarid25.8.17.wma

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

النائب العوني فريد الياس الخازن: قلة الإيمان وخور الرجاء وعبادة تراب الأرض

الياس بجاني/25 آب/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=58144

هذا النائب العوني فريد الياس الخازن هو مدين بنيابته لحزب الله ولورقة التفاهم الهرطقية معه. وبالتالي هو عبد من عبيد تلك الورقة ومقيد ومكبل وغير حر وقد قبل دور البوق لا أكثر ولا أقل بعد أن سلخ جلده الماروني واستبدله بآخر ملالوي.. نائب ذمووي بامتياز… إن امثال الخازن الإسخريوتيين والطرواديين نجدهم في كل المجتمعات على خلفية الانتهازية والوصولية وقلة الإيمان وخور الرجاء وعبادة تراب الأرض.

 

عيد تحرير ملالوي ممانعاتي جديد مودال 2017

الياس بجاني/24 آب/17

https://www.facebook.com/elias.y.bejjani

بفضل حزب الله وانتصاراته الوهمية "والتجليط" راح يصير عنا 365 عيد تحرير بلبنان. نيالنا وشو ع بالنا السيد نصرالله اليوم قرر عن كل اللبنانيين ودون اعتبار لا للحكم ولا للحكام ولا للدولة ولا للبنانيين.. قرر اعلان عيد تحرير جديد موادل 2017 كما اصدر فرامانته الملزمة لأهل الحكم بما يخص الجبهات والتنسيق مع حكم الأسد ..وتطول قائمة فرامانات السيد ولا تنتهي. أبواق الممانعة وبعد انتهاء خطاب السيد "فلتوا" على وسائل الإعلام وهات يا عنتريات وهات يا تهديدات وهات يا نفاق ودجل....تعتير ما بعده تعتير.. والمعادلة الزفت الثلاثية عدلها السيد وصارت جيش وشعب ومقاومة وجيش سوري و..والخير ل قدام على زيادات مستقبلية

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

استشهاد عسكري في الجيش اللبناني

25 أغسطس/جنوبية/ 2017/نعت قيادة الجيش اللبناني المجند ياسر حيدر أحمد (زحلة- مواليد 1994)، وذلك بعد استشهاده جراء تعرضت الآلية العسكرية التي كان يتمركز فيها  لإطلاق نارمن جهة الإرهابيين في جرود رأس بعلبك.

 

 استشهاد عسكري والمعركة مستمرّة حتى الانتصار وإنجازات «فجر الجرود» بالدم.. والصوت والصورة

علي الحسيني/المستقبل/26 آب/17

كل المؤشرات المتعلّقة بطبيعة سير معركة «فجر الجرود»، تدل على حتمية إنتصار الجيش وعلى تحقيق إنجازات وبطولات سوف تتحدث عنها المرحلة التي سوف تلي تحرير الجزء الأخير المُتبقّي من المساحات التي كان يحتلها تنظيم «داعش» في جرود القاع ورأس بعلبك. وهذه الإنجازات، لا بد وأن تُعمّد بالدم. فليل أمس، و«أثناء انتقال آلية عسكرية تابعة للجيش في جرود رأس بعلبك، تعرضت لإطلاق نار من جهة الإرهابيين ما أدى إلى استشهاد أحد العسكريين»، بحسب بيان أصدرته قيادة الجيش – مديرية التوجيه.

وبعيداً من الضجيج الإعلامي والجدل القائم على خلفية الدور البارز الذي يقوم به، يواصل الجيش تحقيق المزيد من الإنتصارات بشكل يومي، وهذا ما تُظهره بشكل موثّق، الأشرطة المصوّرة التي تنشرها قيادة الجيش – مديرية التوجيه بشكل متواصل والمتعلقة بسير العملية، وآخرها كان يوم أمس، حيث لاحقت عدسات الكاميرا ضباط وعناصر الجيش، وهم يتقدمون بخطى ثابتة نحو «طلعة العدم» و«دليل أم الجماعة» والسيطرة عليهما.

يبدأ الشريط المصوّر على صفحة موقع الجيش، بعرض مشاهد لأرتال من دبابات الجيش وهي تستعد للتقدم نحو طلعة العدم ودليل أم الجماعة. نيران مدفعية لا تهدأ تواصل إطلاق قذائفها ودكّ مواقع «داعش» في «الطلعة». رشاشات متوسطة وثقيلة تقوم بتغطية فعالة لعملية التقدم، تخرج من بين أصوات رشقاتها عبارات لضبّاط من الجيش عبر أجهزة اللاسلكي يوجهون من خلالها عمليات الرمي والقصف. في تلك الأثناء تتقدم الدبابات وعدد من الآليات نحو النقطة المحددة وسط قصف عنيف ودقيق، ومن بعيد تظهر سُحب الدخان وألسنة اللهب وهي تندلع من مواقع الإرهابيين. واللافت أن معركة التقدم والتي أظهرت قمّة التنسيق بين وحدات الجيش، غابت عنها الدعاية الإعلامية التي يتفنّن بها البعض، وأظهرت قدرة الجيش كقوة عسكرية رئيسية في البلد، يُمكن الاعتماد عليها عند الشدائد، في وقت تبرز محاولات الطعن بهذه القوّة والتشكيك فيها.

ليست غريبة الإنجازات التي تحققت على يد الجيش في معركة «فجر الجرود» وليس غريباً أن يلتف الشعب كله حوله ويمنحه ثقته في استحقاق هو الأوّل من نوعه منذ زمن حرب «نهر البارد». البعض كان صوّر عناصر «داعش» في لبنان، على أنهم «بعبع» وروّج لهم وكأنهم مصير مُحتّم على لبنان وبالتالي عليه أن يتأقلم مع وجودهم. لكن على الرغم من الألم الذي يكتنف هذا البلد عموماً والمؤسسة العسكرية خصوصاً وهي التي فقدت أغلى ما لديها قتلاً وأسراً على يد الإرهاب الذي ظهر على حجمه الحقيقي أمام قوّة وبسالة الجيش وتضحياته والذي أكد للجميع، بأنه رقم صعب لا يُمكن تخطيه، ولا يجوز وضعه في مقارنة أو «معادلة» لا تُشبهه ولا تفيه حقه أقله أمام التضحيات التي ما زال يُقدمها بصمت ومن دون منّة من أحد.

الجيش في «الطلعة». ساعات متواصلة من معركة تخوضها قوّة كتلك التي يمتلكها الجيش، لا يُمكن إلّا أن تُسفر عن تحطيم مواقع وتسجيل إنتصارات. مشاهد الجنود وهم أمام مواقع ودشم «داعش» المُدمرة بشكل كامل، كانت كفيلة للاستدلال على ضراوة المعركة وحماوتها. بقايا من أغراض كان يستخدمها عناصر «التنظيم»، خلّفوها وراءهم قبل إنسحابهم على عجل، خوفاً من تعرضهم لضربات شبيهة بتلك التي استهدفتهم أوّل من أمس حيث توزعت أعداد القتلى بينهم، على طرقات الجرود الفرعية وأمام مواقعهم. وفي نهاية الشريط الذي لا تتجاوز مدته الدقيقتين، يظهر جنديان لبنانيان وهما يقومان بتثبيت العلم اللبناني ولينتهي المشهد بتحقيق الهدف وبإنتصار غال تجلّى بالسيطرة على «طلعة العدم» و«دليل ام الجماعة».

قبيل إنطلاق معركة «فجر الجرود»، كانت قيادة الجيش قد أعلنت عن خطّة إعلامية لمواكبة كل التطورات ونقلها إلى كافة وسائل الاعلام المحلية والخارجية. ويُمكن الجزم بأن قيادة الجيش أظهرت حرفية عالية المستوى في طريقة تعاطيها مع وقائع المعركة من خلال نقلها صوراً واضحة لا غبار جرود فيها ولا نقاش ولا حتّى تساؤلات حول دقّتها. والأهم أن قيادة الجيش نجحت في اظهار مدى مواكبتها لأهميّة المسألة الاعلاميّة عبر اعتماد سياسة جديدة أعطت ثمارها باكراً، فحصرت من جهة المعلومات الاعلاميّة بها، وأبقت الجميع على بيّنة مما يحصل في الجرود. ومن هذه الخطّة الإعلامية، استمدت بقيّة الوسائل، معلوماتها مع تنويه مهني وصل إلى نسبة الصفر في المئة بما يتعلّق بالخسائر البشرية في صفوف الاعلاميين. ومن هنا، يُمكن القول، بأن الجيش انتصر في معركته حتّى قبل أن تبدأ تماماً كما هو الحال بالنسبة إلى إنتصاراته الميدانية المتواصلة.

وعلى خط إنجاز الأمس، أصدرت قيادة الجيش – مديرية التوجيه بياناً جاء فيه: «واصلت مدفعية الجيش وطائراته قصف ما تبقى من مراكز تنظيم داعش الإرهابي في وادي مرطبيا، واستهداف تحركات الارهابيين وتجمعاتهم، ما أسفر عن سقوط عددٍ من الإصابات في صفوفهم، فيما تتابع القوى البرية تضييق الخناق عليهم، والاستعداد القتالي لتنفيذ المرحلة الأخيرة من عملية فجر الجرود، كما تستمر الفرق المختصة في فوج الهندسة في شق طرقات جديدة، وإزالة العبوات والألغام والأجسام المشبوهة من مختلف المناطق التي حررها الجيش».

آثار الهزائم تظهر بشكل واضح على الجماعات الإرهابية، فعدا عن حجم القتلى والجرحى في صفوفها وبعيداً عن تشتت وفرار معظم عناصرها في الثلث الاخير من مساحة سيطرتهم ولجوئهم إلى كهفهم الأخير، فقد خلّف هؤلاء وراءهم العديد من الأسلحة والذخائر وجثث عناصر بعد أن فضّلوا النجاة بأنفسهم قبل أن تُدركهم رصاصات الجيش. ومن المعروف أن عناصر «التنظيم» في الجرود اللبنانية، يخضعون لأوامر القيادة العسكرية في بلدة الجراجير السوريّة، وما انكفاؤهم صوبَ المناطق الخلفيّة الواقعة على خطِّ التّماس مع المناطق السوريّة الخاضعة لسيطرة «التنظيم»، سوى مؤشّر واضح على عدم قُدرتهم على خوض القتال أمام الجيش، ومن هنا جاء الخيار بالإنسحاب باتجاه الأراضي السورية. ولاحقاً، نعت قيادة الجيش «المجنّد الممددة خدماته ياسر حيدر أحمد الذي استشهد في جرود رأس بعلبك بعد تعرض آلية عسكرية لإطلاق نار من جهة الإرهابيين، وهو من مواليد 4/1/1994 المعلقة - زحلة. مُدّدت خدماته في الجيش اعتباراً من 8/2/2016. حائز تهنئة العماد قائد الجيش. الوضع العائلي: عازب».

 

«رباعية» نصرالله ساقطة.. بالضربة الوطنية

إيلي القصيفي/المستقبل/26 آب/17

لعلّ النقطة الوحيدة المتّفق عليها بين مؤيدي «حزب الله» وخصومه في ما خصّ الخطاب الأخير للسيّد حسن نصرالله، أنّه الأهم بين سائر خطاباته في الآونة الأخيرة. الإعلام القريب من الحزب إعتبر هذا الخطاب «استراتيجياً»، وهذه شهادة من «داخل البيت» أنّ هذا الخطاب لم يكن «موضِعياً»، أي أن الغاية منه لم تكن حصراً تناول معركة الجيش اللبناني ضدّ «داعش» في جرود البقاع الشمالي، أو تلك التي يخوضها الحزب «كتفاً إلى كتف» مع الجيش السوري في منطقة القلمون الغربي السورية. إنمّا هدف الخطاب الأساسي كان إبراز العناوين الأساسية لسياسة الحزب في المرحلة المقبلة.

عنوانان أساسيان يمكن التركيز عليهما في خطاب نصرالله أمس الأول، والذي هو بالمناسبة لا يخرج عن المسار السياسي العام الذي يتّبعه الحزب في الآونة الاخيرة لكنّه جاء ليعطي خلاصات في شأنها وليقول صراحة ما كان سابقاً يقوله تلميحاً أو بحدّة أقل. العنوان الأوّل المهّم في كلام نصرالله الأخير كان تصعيد الضغط على الحكومة اللبنانية في مسألة التنسيق مع النظام السوري. وهذه المرّة ليس مبّرر التنسيق هذا سوى الملف الإنساني الأكثر دقّة في لبنان منذ الحرب الأهلية، أي ملف العسكريين المخطوفين لدى «داعش». حيث دعا الحكومة اللبنانية إلى «الطلب الرسمي اللبناني والتنسيق العلني مع النظام السوري»، لمعرفة مصير العسكريين في حال دخلت في أي مسار تفاوضي لهذا الغرض. ومن نوافل القول إنّ هذه الدعوة كما المفاوضات التي يجريها الحزب مع «داعش» داخل الأراضي السورية، تزيد من تعقيدات هذه القضية الإنسانية الشائكة، والتي هي أساساً في صلب مهام الجيش اللبناني، وليس «حزب الله» أو النظام السوري. ليس خافياً أن مطلب تنسيق الحكومة اللبنانية مع حكومة دمشق ليس جديداً من جانب «حزب الله» وحلفائه، بل هو مطلب قديم يستخدمه الحزب ومجموعاته تبعاً لأجندته السياسية التي ليست سوى حلقة من حلقات السياسة الإيرانية في المنطقة، كما يقول «حزب الله» نفسه. والمحاولة الأخيرة لدفع الحكومة اللبنانية إلى التنسيق مع النظام السوري كانت بُعيد معركة جرود عرسال التي خاضها الحزب ضدّ «جبهة النصرة»، عندما أثيرت مسألة زيارة بعض الوزراء إلى سوريا للمشاركة في مؤتمر إقتصادي الغاية السياسية منه القول إنّ «الحرب انتهب في سوريا بانتصار النظام».. ولكن، وللمفارقة، فما إن انعقد المؤتمر حتّى تعرّض مكان انعقاده للقصف ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى!

إذاً، هذا التصعيد التدريجي في طلب التنسيق مع النظام السوري، ما هو إلا صدى للإرباك الإيراني في الإقليم في ظل الحراك الديبلوماسي (وخصوصاً التنسيق الأميركي ـ الروسي) بشأن الأزمة السورية، على حد تعبير عضو المكتب السياسي في تيار «المستقبل» النائب السابق مصطفى علوش لـ «المستقبل». ولعلّ «محاولة حزب الله الإستئثار بكل جبهات القتال مع الإرهاب وداعش»، كما جاء في بيان تيار «المستقبل» ردّاً على نصرالله، تندرج أيضاً في سياق تجميع أوراق قوّة بيد إيران وحلفائها في المنطقة لتحسين شروطها على طاولة المفاوضات السورية.

هذا التصعيد الذي يقوده نصرالله بوجه الحكومة اللبنانية التي تلتزم في بيانها الوزاري ـ وبموافقة نصرالله ـ النأي بنفسها عن صراعات المنقطة، وهو ما يرد أيضاً في خطاب القسم، يفسّر، بحسب علوش، الإحراج والضيق اللذين يشعر بهما الحزب بإزاء الصورة الميدانية والسياسية التي أفرزتها معركة «فجر الجرود» التي يقوم بها الجيش اللبناني «من دون إملاءات أو شراكة من أحد»، كما جاء في بيان كتلة «المستقبل» أمس الأول.

ويلفت علوش إلى أن «معركة فجر الجرود التي أكدّت قدرة الجيش وجاهزيته في مواجهة الإرهاب، ستفتح الباب مستقبلاً أمام تزايد الأسئلة في الداخل اللبناني عن جدوى بقاء السلاح بيد حزب الله، طالما الجيش اللبناني قادر على مواجهة الإرهاب بإجماع سياسي ووطني لا يتوفّر لأي حزب مهما صرف من جهد ومال في الدعاية الإعلامية والسياسية لنشاطاته العسكرية. وهذا ما أثبته الإجماع الشعبي حول الجيش في فجر الجرود، بخلاف معركة الحزب في جرود عرسال، والتي لم تحظَ بإجماع شبيه بالرغم من كلّ الضخّ الإعلامي وشرائط فيديو الإعلام الحربي التي كرّرت نفسها على مدى أيّام!».

وهذا يحيل إلى نقاش لا بل سجال لبناني قديم، هو السجال بين أن يكون لبنان ساحة لأجندات إقليمية لا مصلحة له في اتباعها، وبين أن ينأى بنفسه عن صراعات المنطقة، للحفاظ على استقراره الداخلي، كما قال الرئيس سعد الحريري من عرسال الأربعاء الماضي. فمعركة «فجر الجرود» معركة وطنيّة بامتياز، كما وصفتها كتلة «المستقبل» في بيانها أمس الأول. أي أنّها معركة تلتزم المصلحة اللبنانية أولاً وأخيراً، على العكس من معارك «حزب الله» في سوريا أو على الحدود اللبنانية ـ السورية والتي تندرج في سياقات إقليمية لا تعني لبنان من قريب أو بعيد.

من هنا، يمكن الدخول إلى العنوان الثاني المهّم في كلام نصرالله أمس الأول، أي حديثه عن معادلة جديدة غير تلك التي روّج لها لسنوات وسنوات أي معادلة الجيش والشعب والمقاومة.. فبعد إضافة الجيش السوري على هذه المعادلة الثلاثية يكون نصرالله قد نسفها من أساسها، لأنّه أخرجها كليّاً من سياقها اللبناني، وذهب بمعادلته الجديدة إلى سياق إقليمي. أي أنّه أراد إلحاق لبنان بالمحور الإيراني السوري، على حد تعبير عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب أنطوان زهرا، الذي يشدد لـ «المستقبل» على أنّ المعادلة الحقيقية لـ «حزب الله» هي «النظام الإيراني، النظام السوري، وحزب الله»، بينما يرى علوش أنّها «ليست المرة الأولى التي يخرج بها نصرالله عن نصّ الثلاثية الخشبية، إذ سبق له أن وعد بفتح الأجواء لمئات الآلاف من المقاتلين من العراق واليمن وإيران وأفغانستان وباكستان إذا شنت إسرائيل حرباً على سوريا أو لبنان»!

لكن يبقى أنّ أبرز مفاعيل المعادلة الرباعية الجديدة والتي قد تصبح خماسية أو سداسية أو على عدد الميليشيات الإيرانية أو أيتام النظام في الداخل والخارج، هي أنّها «تضع الجيش والشعب اللبناني خارجها تلقائياً»، كما ورد في بيان تيار «المستقبل». فمن نوافل القول أنّ الجيش الذي رفض التنسيق مع الجيش السوري أو «حزب الله» في معركة «فجر الجرود»، وفق مبدأ «أخوض المعركة وحيداً أو لا أخوضها أبداً»، لن يكون في وارد التخلّي عن مهنيته وحِرفيته والتي حاز على أساسهما تنويهات دوليّة، للدخول في معادلات من هذا النوع ليس الغاية منها سوى جعل لبنان ساحة لنقل رسائل إيران وملحقاتها!

 

تقدير موقف: قراءة في خطاب السيد نصرالله وفي أخطار رباعيته الجديدة

http://eliasbejjaninews.com/?p=58149

تقدير موقف رقم 23

25 آب/17

في معادلات حزب الله

· أضاف السيد حسن نصرالله على ثلاثيته الذهبية"شعب وجيش ومقاومة" جيش النظام السوري.

· يقدّر "التقرير" بيان تيار المستقبل الذي اعترض على كلام حسن نصرالله ملتقطاً إشارة انتقاله من ثلاثية الى رباعية!

· يعتبر "التقرير" اننا سوف نصل ربما الى عنقودية، اي خماسية مع الحشد الشعبي وسداسية مع الحرس الثوري للايراني !!!

· اذا أصبح هناك "ستة" قوى تضمن حماية لبنان:

1- الشعب وقد أنجزنا له قانوناً انتخابياً نموذجياً يضمن نتائجه التي ستأتي مطابقة لمصلحة "حزب الله".

2- جيش محترم وقادر، انما لن نسمح له ان يتولى حصرياً الدفاع عن لبنان (قد يكون غير مضمون)!!

3- مقاومة إلهية، حلّت مكان المقاومة اللبنانية والوطنية لا يحاسبها الا الله سبحانه و تعالى.

4- جيش الاسد، الذي قتل وهجّر وعذّب ملايين السوريين وانتهك كل الاعراف والمناهج والأصول.....

5- حرس ثوري ايراني، يتباهى باحتلال وحكم 4 عواصم عربية.

6- حشد شعبي، حصل على شرعية مجلس النواب العراقي ويتساكن جنباً الى جنب مع الجيش العراقي.

توصية اليوم:

· لسنا أهل ذمة لدى أحد!

· ضمانتنا وحيدة وهي غير مركبة عنقودياً. ضمانتنا هي لبنان ودولته.

في السلاح الفلسطيني

· في 17-8-2011 صرّح محمود عباس من قصر بعبدا "لا نؤمن بسلاح فلسطيني لحماية الفلسطينيين، ونحن في حماية الشعب اللبناني والدولة ولسنا بحاجة للأسلحة ولا نريدها"!

· كلام يضع حداً للمزايدات ويفسح المجال لوضع حد للفلتان داخل وخارج المخيمات.

توصية اليوم

· إنهوا السلاح الفلسطيني داخل وخارج المخيمات.

· تنبّهوا إلى أن 8 مخيمات من 10 في لبنان تحت سيطرة أمن حزب الله!

 

نوفل ضو: كلام الخازن تضمن مجموعة أضاليل عن مرحلة الرئيس بشير الجميل

الجمعة 25 آب 2017 /وطنية - أسف عضو الامانة العامة لقوى 14 آذار نوفل ضو،"ان يصل مستوى الذمية السياسية والوصولية عند بعض نواب كسروان - الفتوح الى حد تعمد تزوير الهوية السياسية والوطنية للمنطقة التي يدعون تمثيلها من خلال استهدافهم الرئيس الشهيد بشير الجميل ورمزيته وانجازاته في مرحلتي المقاومة ورئاسة الجمهورية تغطية لفشل فريقهم على كل المستويات الرئاسية والوزارية والنيابية وتحويلا للانظار عن تفريطهم بالسيادة في مقابل السلطة وغرقهم في بحور من الفساد الذي قضى عليه بشير الجميل في 21 يوما وهو ما يزال رئيسا منتخبا من دون تولي السلطة فعليا".

وقال ضو: "لقد طالعنا عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب فريد الياس الخازن خلال برنامج كلام الناس بمجموعة من الأضاليل والمواقف عن مرحلة الرئيس الشهيد بشير الجميل اقل ما يقال فيها انها تبتعد عن الحقيقة والثوابت التاريخية والاسس الاكاديمية والعلمية التي يفترض ان يتحلى بها كأستاذ جامعي وتبتعد بطبيعة الحال عن قناعات ابناء كسروان - الفتوح المفترض ان الخازن يمثلهم".

اضاف: "من المستهجن الا يجد البعض طريقا للوصول الى المناصب سوى تقديم اوراق اعتمادهم عند معتمدي الاحتلال الجديد الساعي الى شطب كل الرموز والمعاني السيادية من تاريخ اللبنانيين وذاكرتهم وقيمهم وسياساتهم".

تابع: "‏بشير الجميل والمقاومة المسيحية ايقونة وطنية وذخيرة سياسية للأجيال اكبر واعظم من ان يحاكمها ويقيمها النائب فريد الياس الخازن وتكتله الملحق ب"حزب الله".

وختم ضو: "ان تجيير قرار كسروان - الفتوح لسياسة "حزب الله" الى زوال وزمن ‏محاسبة المفرطين بسيادة لبنان والتبعيين لسوريا وايران بات على الابواب".

 

د.فارس سعيد: محاكمة بشير الجميل على الهواء مزعجة. لم أكن معه/أعترف بعد ٣٥ عاما انه كان على حق/ابو عمار أقام سلام مع اسرائيل يستحق لبنان السلام ايضا.

د.فارس سعيد/تويتر/17

*ارى في اتهام نصرالله بعض وسائل الاعلام بالتعامل مع السفارة الاميركية اتهاما وهميا يهدف الى تدجين من هو لا يزال حراّ/لا للخوف.#سنلتقي.

يريد حزب الله التعاون مع قتلة أطفال. سنظل نواجه من اجل الحق مهما كانت الصعوبات/#سنلتقي.

نترجى الكنيسة المارونية المؤسسة وعلى رأسها بطريرك شجاع بإيمانه وضع حد لخطاب حزب الله الإلغائي للبنان/مجد لبنان أعطي لكم لأنكم مستحقون.

من ناضل حتى يرفع وصاية سلاح ابو عمار وحافظ الاسد لا يقبل بسلاح خمانيئي/كلام نصرالله يشكل نقطة تحول لا يمكن السكوت عنها..اعترضوا/#سنلتقي.

غياب ردود مناسبة على كلام نصرالله من جميع الأطراف الوازنة مقلق/يستحق لبنان وقفة شجاعة في وجه من يريدنا اهل ذمة/#سنلتقي.

رد تيار المستقبل على كلام نصرالله مقدرا ومحترما ومطلوبا/ضعفه ان التيار يؤمن الغطاء لحزب الله ويتحالف مع عون حليف حزب الله الأول/#سنلتقي.

كل فريق يطلب التنسيق مع جيش نظام الاسد الذي قتل وهجّر وعذّب ملايين من البشر يخدم مصالح إقليمية .. مهما كانت الامور الاسد يقسم لبنان/#سنلتقي.

اي فريق يدّعي حماية لبنان ويعطي دروس للبنانيين في الوطنية والالتزام والسياسة والاعلام.... يفسد الشراكة وينسف الوحدة الداخلية/#سنلتقي.

محاكمة بشير الجميل على الهواء مزعجة. لم أكن معه/أعترف بعد ٣٥ عاما انه كان على حق/ابو عمار أقام سلام مع اسرائيل يستحق لبنان السلام ايضا.

اصبحت معادلة حزب الله رباعية مع اضافة الجيش السوري على الشعب والجيش و"المقاومة"/عدلوا البيان الوزاري يا سادة او اعترضوا.

ابتزاز مأساة الجنود اللبنانيين المخطوفين من اجل فرض التنسيق"العلني"بين الدولة ونظام الاسد عمل سياسي رخيص يهدف الى تدجين لبنان لاوامر ايران.

 

مندوبة واشنطن في الأمم المتحدة تُهاجم "حزب الله" و"اليونيفيل"

قالت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة "نيكي هايلي" إن إيران تهرب أسلحة إلى حزب الله منذ أكثر من 10 أعوام"، متهمةً حزب الله بأنه "يطور أسلحته ويرسلها إلى حيث يريد لزعزعة الاستقرار". ورأت هايلي أن "قوات اليونيفيل لا تقوم بمهامها كما ينبغي"، معتبرة أن قائد القوات الدولية في لبنان يظهر "عجزاً مزعجاً عن الفهم" بشأن أنشطة سلاح "حزب الله" في لبنان.

 

هل هنالك دولة في سوريا؟

محمد عبد الحميد بيضون/25 آب/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=58157

يصر الممانعجية على ان لبنان الرسمي يجب ان يتفاوض مع "نظام الأسد " ويجب ان تكون العلاقات مبنية على التنسيق على مختلف المستويات مع هذا النظام والهدف كل الهدف ان يحصل الأسد وداعميه على بداية اعترف بان الدولة موجودة وان الروس والايرانيين والافغانيين والميليشيات من كل الاجناس قد قامت بالحفاظ على الدولة٠ هذا هو الهدف ان يبدأ الاعتراف بان هناك دولة في سوريا وهذه أكبر خديعة للشعب السوري أولاً وللعالم المتحضر ثانياً٠

الدولة تقوم قبل اي شيىء على السيادة على أراضيها اما السيادة في سوريا فهي للروس أولاً وواضح ان اسرائيل تذهب الى موسكو لمناقشة ما تسميه مصالحها الأمنية وغير الأمنية في سوريا رغم ان الأسد يعترف لإسرائيل بأكثر مما تطلب لكن إسرئيل تعرف ان الأسد لا يملك اي قرار على المستوى الاستراتيجي٠ ثم السيادة في سوريا هي لتشكيلة ميليشيات كلها ارتكبت وترتكب جرائم حرب وعلى رأسها ميليشيات الأسد الكيماوي الذي لن يفلت من المحاكمة الدولية مهما طال الزمن على استعماله الأسلحة المحرمة على شعب اعزل بمعظمه أطفال ونساء وكأن البراميل لا تكفي لابادة هذا الشعب الذي تركه العالم الغربي خصوصاً ضحية لمجازر ومذابح لم يعرفها العالم المعاصر٠

وبالمناسبة على الأسد ان لا يشكر روسيا وإيران وغيرها التي وقفت الى جانب المجازر٠ الداعم الاول للاسد هو الرئيس الأميركي المراهق والمستهتر باراك اوباما الذي تخلى عن مسؤولياته و الذي ادار ظهره لكل نداءات العالم لإنهاء هذه الإبادة وترك الأمور في أيدي عتاة المجرمين لتدمير الحجر والبشر٠

الدولة تقوم أيضاً على مبدأ أساسي هو تأمين الحماية للشعب ولكن الأسد وداعميه امّنوا القتل والتهجير لنصف الشعب السوري وامّنوا سرقة أرزاقهه وأملاكه ضمانات لعدم عودته لا في الدنيا ولا في الآخرة٠

الدولة أيضاً هي المؤسسات الدستورية والإدارية وفِي سوريا الأسد يعرف الجميع ان المؤسسات تحولت الى مجموعات من "الشبيحة" لا هم لها سوى فرض الخوّات والإذلال على كل مكونات الشعب بكل فئاته وطوائفه٠

ليس هنالك دولة في سوريا ومن يزور الأسد هم أشباهه من عناصر الميليشيات الإرهابية الكيماوية ولن تنفع كل التهديدات في انتزاع اعتراف من اي عاقل بان الأسد لا يزال رئيس دولة٠

الأسد دخل في ذميّة ولي الفقيه وصار جزءاً من مغانم هذه الولاية على حساب الدولة والشعب٠

 

السبهان عبر تويتر: جهود الجيش اللبناني تثبت انه لا يحمي الدول الا مؤسساتهاالشرعية الوطنية

الجمعة 25 آب 2017 /وطنية - غرد وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان عبر توبتر فقال": جهود الجيش اللبناني ومحافظته على امن واستقرار وطنه تثبت انه لا يحمي الدول الا مؤسساتهاالشرعية الوطنية وليست الطائفية هي من يبني الدول".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 25/8/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

في معلومات لتلفزيون لبنان ان مئة وخمسة وعشرين عنصرا من تنظيم داعش سلموا انفسهم مع عائلاتهم الى مقاتلي حزب الله عند مربع حليمات قارة. وفي المربع الأخير من رأس بعلبك سيطرة نار تامة للجيش اللبناني الذي قصف بعنف مواقع وتجمعات لمسلحي داعش.

سياسيا اجواء تحرك الوزير السعودي تامر السبهان وقبله الدبلوماسي الايراني حسين الانصاري موضوع رصد دبلوماسي وسياسي واسع النطاق والكلام في المحافل يدور حول مرحلة ما بعد طرد داعش الاراضي اللبنانية، والتركيز يتم على الحدود الشرقية وانتشار الجيش اللبناني لضمان عدم تسلل مجموعات ارهابية من جديد.

وعلى خط بيروت باريس استكملت التحضيرات لزيارة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري للعاصمة الفرنسية الخميس المقبل.

وثمة لقاءات للرئيس الحريري مع الرئيس ايمانويل ماكرون ورئيس الوزراء ادوار فيليب ورئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه ورئيس الجمعية الوطنية كلود بارتولون ووزير الخارجية جان ايف لودوريان ووزير الدفاع فلورانس بارلي.

وقد اكد ماكرون في برقية للنائب وليد جنبلاط دعم فرنسا للبنان. واليوم برزت زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التنموية للبترون وهو الآن في جربتا بعد إده وطريق القديسين، والزيارة تتم بحضور البطريرك الماروني ماربشارة بطرس الراعي.

وفي شأن آخر صدرت عن رئاسة مجلس الوزراء مذكرة عطلة رسمية في الادارات والمؤسسات العامة بين الأول والرابع ضمنا من ايلول لمناسبة عيد الأضحى المبارك.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

الاطلالة الاخيرة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، اكدت بما لا يقبل الشك ان الاجندة التي تحركه وتحرك حزبه، لا تمت بصلة الى مصالح اللبنانيين ولا الى اولوياتهم السياسية.

وفي الاطلالة نفسها تاكيد غير مسبوق بان حزب الله متضرر، من الاحتضان الشعبي والاعلامي للجيش اللبناني ولمعركة فجر الجرود، وما حققته من انجازات ميدانية. وفي كلام نصر الله، محاولة جديدة اثارت موجة من ردود الفعل الشاجبة، لناحية تلميع صورة نظام الاسد، عبر التشديد على ضرورة تفاوض الحكومة اللبنانية معه، في حال تم التوافق على اخراج ارهابيي داعش.

وبدا لافتا ان محاولة نصر الله، تأتي استلحاقا للفشل الذي اعقب رفض الحكومة، تغطية زيارات وزرائه الشخصية الى دمشق، كما تضمن كلام نصر الله محاولة جديدة لابتزاز الحكومة في قضية العسكريين المخطوفين، عبر التفاوض مع داعش وبالتنسيق مع نظام الاسد.

والرد على نصر الله الذي جاء من تيار المستقبل ومن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، رافقه المزيد من الاحتضان الشعبي للجيش اللبناني في معركة فجر الجرود، فيما سجلت تغريدة لوزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان، اكد فيها ان جهود الجيش اللبناني ومحافظته على امن واستقرار وطنه تثبت انه لا يحمي الدول الا مؤسساتها الشرعية الوطنية، وليست الطائفية هي من يبني الدول.

في الميدان واصلت وحدات الجيش المنتشرة في جرود رأس بعلبك والقاع، تفكيك وتفجير الالغام التي زرعها تنظيم داعش الإرهابي، فيما استمرت التحضيرات استعدادا للمرحلة الرابعة من المعركة.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

تحت نيران الجيشين اللبناني والسوري والمقاومين يقبع ما تبقى من مسلحي داعش عند الحدود، وحدود خياراتهم الاستسلام او انتظار الموت القادم مع النصر الحاسم..

وتحت ظلال المعادلة الذهبية التي رفعها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى ماسية، يقف اللبنانيون، يرتقبون التحرير الثاني الذي حدده السيد نصر الله، وترك الاعلان عنه للعسكريين والمجاهدين عند طرفي الحدود..

وعلى اطراف المعركة الوطنية التي تخاض ضد الارهاب لمصلحة لبنان كل لبنان، معتركات سياسية تربك من النصر كما انه هزيمة، وتحاول جر الانجاز الكبير الى لعبة الصغار.. اما الكبار الكبار من مجاهدين فقدموا ولا زالوا بلا منة، يسكبون الدم قرابين للوطن، يحررون المساحات بلا حسابات، ويرسمون للبنان غدا خاليا من الارهاب..

وعلى المكابرين المعترضين ان يتعلموا من الاسرائيليين، الذين اعلنوا عبر اعلامهم انهم مضطرون الى القبول بالواقع.. والواقع هذا بحسب الصحافة العبرية هو كل ما يجري على طول الاراضي السورية، ولا تستثنى منها الحدود اللبنانية..

وعليه فان الافضل القراءة باللغة العربية التي باتت زمن المقاومة ومحورها زاخرة بعبارات الانتصار، من ايار الى تموز وآب المتشعب الى شتى الجبهات..

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

اليوم يطوى الاسبوع الاول من عملية فجر الجرود والعملية باتت تقريبا في المربعات الاخيرة، اي في الكيلومترات الاخيرة، وما يؤخرها ان هذه الكيلومترات مزروعة بالالغام وكذلك باللغم الاكبر المتمثل بمعرفة مصير العسكريين التسعة المخطوفين لدى تنظيم داعش.

على الرغم من مرور اسبوع فإن الغموض يلف هذا الملف بحيث ليست هناك اي قناة تفاوض او اتصال انطلاقا من ان داعش لم يقدم الى اليوم اي دليل على مصير العسكريين، من هنا فإن التقدم الميداني يفترض ان يوازيه تقدم على مستوى معرفة مصير العسكريين والا يكون الانتصار الذي اقترب الاعلان عنه منقوصا.

في الموازاة فإن الاسبوع الذي مضى ترك وراءه ملفات تقدمت وملفات راوحت مكانها، في واجهة الملفات المتقدمة ملف الكهرباء الذي سلك طريقه من مجلس الوزراء الى ادارة المناقصات. اما الملف الذي يراوح مكانه ويلفه الغموض فهو ملف الانتخابات النيابية الفرعية التي يلفها الغموض بعد تأجيل مناقشته في مجلس الوزراء وارجاء البت فيه من جلسة الى جلسة.

اما العقدة التي ستشكل التحدي الاكبر في وجه الحكومة فتتمثل في القدرة على ضبط الزيادات بعد صدور قانون الضريبة، ومن خلال هذا الاسبوع تبين ان فلتان الاسعار تقدم على ضبطها، فيما الكباش الاكبر سيكون بعد اسبوع مع الاستعداد لبدء العام الدراسي وما يحمله من زيادات على الاقساط حيث ان المدارس الخاصة لوحت بهذه الزيادات.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

حزب الله ينتقل من معادلة الى اخرى ناقلا البلد من اشكالية الى اخرى، فمع ان السيد حسن نصرالله يدرك ان نصف اللبنانيين على الاقل لا يعترفون بمعادلة شعب وجيش ومقاومة فإنه اصر ليل امس على توسيع المعادلة الثلاثية لتصبح رباعية بحيث اضاف للجيش والشعب والمقاومة الجيش السوري وهو امر فجر قنبلة سياسية ستكون لها ترددات قوية في المرحلة المقبلة بدأت ملامحها الاولى من خلال الردين العنيفين للدكتور سمير جعجع وتيار المستقبل.

المعادلة الرباعية لم تكن الاشارة السلبية الوحيدة في خطاب نصرالله، فخطاب الامين العام لحزب الله اوحى ايضا بوجود تنسيق بين الجيش اللبناني من جهة وبين حزب الله والجيش السوري من جهة ثانية في معركة فجر الجرود، وهو امر يلحق الاذى بالجيش ويضر به. لكن الامر الاخطر يتمثل في ربط نصرالله مسألة العسكريين المخطوفين بتواصل الحكومة مع النظام السوري. فهل من الجائز اقحام السياسة في ملف انساني ووطني بامتياز كما في العسكريين المخطوفين؟

* مقدمة نشرة اخبار "الجديد"

تشخيص اللواء الركن حسن نصرالله لحرب المعركتين بساحات ميادينها السياسية والعسكرية فتح النقاش على سيادة التفاوض ومبدأ الحرب والتنسيق مع الجيش الذي وضعه الأمين العام لحزب الله في دائرة التكامل لكن الرود السياسية على نصرالله أكدت معلوماته التي كشفها عن ضغط و"وهولة" أميركية خيضت ضد لبنان بسياسييه وإعلامه. فكلام رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عن دول ستوقف الدعم عن لبنان في حال تبين التنسيق مع حزب الله ثبت الاتهام والرضوخ للضغط وإذا كان نصرالله قد أدلى في هذا المحور بمعلومات موثقة فإنه ترك مسألة أخرى إلى وقتها بحيث سيكشف لاحقا من كان يريد لهذه الحرب ألا تخاض والتهويل الذي يهابه بعض اللبنانيين ارتفع إلى الكعب الأميركي العالي مع كلام المندوبة الأميركية لدى الامم المتحدة نيكي هايلي التي قصفت قوات اليونيفيل العاملة في لبنان بوابل من التصريحات ورأت أن هذه القوة لا تؤدي مهماتها بالشكل المطلوب واكتشفت هايلي بذكاء منقطع النظير أن حدود لبنان شهدت تمرير أسلحة الى حزب الله منذ عام ألفين وستة وهي بذلك كمن فسر الماء بعد الجهد بالماء.

وعلى أرض الجرود فالمقاتلون من جهتي الجبهتين لا يتأثرون بالتصريحات ويتقدمون كل في ميدانه إذ أعلنت قيادة الجيش مواصلة قصف ما تبقى من مراكز لداعش في وادي مرطبيا والاستعداد لتنفيذ المرحلة الاخيرة من عملية فجر الجرود وفجر الجيش هو شمس المجاهدين أولئك الطالعين من قارة الجهاد الى حليمة قارة حيث المعركة الفصل واليوم استطلعوا سفوحها وتلالها وتضاريس قتالها بالعين الطائرة غير المجردة فحفظوا رملها عن ظهر حرب وبتقدم حزب الله والجيش السوري نحو ممرات وتلال تشرف على حليمة قارة من ثلاثة مواقع ستفرض مرحلة التفاوض نفسها. لكنها وبمعزل عن أي جدل سياسي أو حصاد شعبية ستوضع بين آياد أمينة عامة وملف العسكريين المخطوفين تحديدا غير خاضع للمساومة ولا لعمليات البيع والشراء السياسية، ومن أؤتمن على الأرض واهدانا أعياد تحرير مرتين يجب ألا يخاف معه الوطن على أولاد الوطن وابنائه العسكريين.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

تأشيرات الدخول بين الرياض وطهران لتبادل زيارات الدبلوماسيين وتفقد السفارات المغلقة معطوفة على مؤتمر الحج العالمي وتوصياته الدائمة بجمع الكلمة ورأب الصدع، لا بد إلا ان تكون مقدمات طبيعية لعودة الحرارة الى العلاقات الثنائية في ظل تحولات بدأت ترتسم معالمها على مستوى كل المنطقة.

ولا يمكن فصل ما يجري من معارك تخاض ضد الارهاب على مدى الحدود اللبنانية السورية عن الحراك الدبلوماسي تجاه لبنان، وهنا لا بد من التوقف عند التزامن اللافت لزيارتي نائب وزير الخارجية الايراني ووزير الدولة السعودية للشؤون الخارجية، ليس من البعد اللبناني فحسب، بل ابعد من ذلك، ورغم توصيف السيد حسن نصرالله ما سيتحقق من نصر حتمي على الارهاب التكفيري بالتحرير الثاني كان البعض يغمض عينيه عن واقع الميدان ويطلق العنان للسانه. رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اتهم السيد حسن نصرالله بإلحاق الاذى بالجيش اللبناني بسبب تأكيده على التنسيق في معركة فجر الجرود مع الجيش السوري، وفي ظل المراجعات الغربية والتراجع الاوروبي عن مطلب اسقاط الدولة السورية وصف جعجع هذه الدولة بالنظام الداعشي رافضا التنسيق معها ولو في ملف العسكريين المخطوفين الذي يستخدم كأداة ضغط على لبنان، وفق تعبيره.

وعلى خط وزارتي مكافحة الفساد والاتصالات لا حرارة، اللهم باستثناء تلك التي طغت على التصريحات والردود بين الجانبين، فلم يكد الوزير نقولا تويني يعلن في حديث تلفزيوني ان وزارته تسلمت ملفات مهمة فيما خص قطاع الاتصالات لمتابعتها ضمن اطار مكافحة الفساد حتى اخترق الوزير جمال الجراح البث ببيان مقتضب دعى فيه زميله ليخبر الرأي العام عن اي ملفات فساد يتحدث والا فليسكت كي لا يقول الجراح شيئا اخر على حد تعبيره. رد تويني لم يتأخر حيث اعتبر ان ليس وزير الاتصالات هو من يسكته ومن يمنعه من الكلام، لان ضميره يجعله يتكلم، وتساءل وزير مكافحة الفساد لماذا اقحم الجراح نفسه في هذا الامر؟ وتحدث بلغة غير لائقة متمنيا عليه ان يسحب كلامه، فهل نشهد ردا على الرد؟

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

فيما يستعد رئيس الجمهورية لمطالبة الأمم المتحدة، بتحويل بيروت مركزا دوليا دائما للحوار، يبدو أن البعض في بيروت يحتاج إلى البعض من مقتضيات الحوار وشروط الحوار ومبادئ الحوار... غير أن اللافت أكثر، أن بعض السجالات اللبنانية، يبدو في غير سياقه الزماني أو حتى المكاني... كأنه من زمن آخر، أو لأمكنة أخرى ...

وبصراحة أكثر وضوحا، كيف يمكن، على سبيل المثال، أن يتساجل تيار المستقبل وحزب الله، فيما السعودية وإيران تتحاوران... أو تتقاربان... أو على الأقل، ترسلان إلى بعضهما رسائل الإيجاب والانفتاح وكسر ما كان؟ أيا كانت مواضيع التباين، يبقى الأساس كيفية مقاربتها، انطلاقا من نية التفاهم، أو بنية التصادم

والمنطلق هذا هو ما يحدد الخلفية، والأسلوب، واللغة والهدف... إلا إذا كان ما يحصل، مجرد استهلاك شعبي في سوق التحضيرات الانتخابية... أما المضمون السياسي والوطني، فيستحق النقاش طبعا... لكن بروح المسؤولية التاريخية المطلوبة والمرجوة...

قد تكون الرباعية خطأ... وقد تكون الثلاثية ضرورة... لكن الأكيد أن الثنائية، أي ثنائية في الوطن، خطر... والأكيد الأكيد أن الآحادية كارثة وخطيئة ولا يمكن أن تقوم ولا يسمح لها أن تطرح حتى... إذا اتفقنا على هذه المبادئ، في الحوار، وفي الإطار... يصير كل شيء ممكنا...

فينا الفرص الضائعة... أضعنا الغاز وسط مماحكاتنا... وأخرنا الكهرباء نتيجة تشاطرنا... وأهدرنا المال العام وثروات الوطن، بمحاصصاتنا... أما آن الأوان للحظة مسؤولية؟

في نيويورك، سيطرح الرئيس أننا أهل لحوار الأرض ... ألا يجدر بنا أن نثبت أصلا وأولا، أننا نموذج لحوارنا معا، لخير أرضنا؟

 

اسرار الصحف الصادرة ليوم الجمعة 25 آب 2017

النهار

في تعليق على محافظة كسروان جبيل، قال أحد النواب إن محاضر لجنة الإدارة والعدل منذ أكثر من عشر سنوات وحدها تظهر حقيقة من أيد الفكرة ومن اعترض عليها

أنهت شركة استطلاعات للرأي دراسة لمصلحة أحد الأحزاب أظهرت تنامي عدم الرضى عن أداء وزرائه ونوابه في معظم المناطق

يقول نائب جبلي إن دائرة الشوف وعاليه ستشهد ولادة لائحتين جنبلاطية وارسلانية لأن المسألة معقدة انتخابياً بين الطرفين. يعكف وزير وقيادي حزبي سابق على إصدار كتاب يتناول المحطات التي سبقت وصول الرئيس عون الى قصر بعبدا.

المستقبل

إنّ وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة أبلغ مجلس الوزراء أمس أنّه شكّل ثلاث لجان مهمتها درس موازنات المدارس لكي لا تنعكس الزيادات المقرّة في سلسلة الرتب والرواتب على الأقساط المدرسية.

الجمهورية

تؤكد مصادر دبلوماسية أن العلاقة المتوترة بين جهتين إقليميتين ستشهد تبريداً متدرِّجاً في المرحلة المقبلة.

تستمر العلاقة متوترة بين وزيرين ينتميان الى فريقين لم يعد يُعرَف ما إذا كانا على تفاهُم أو تباعُد.

لحظت أوساط مالية أن زيادة الرسم على المغادرين سلّطت الضوء على الضرائب غير المباشرة التي تُطاول المواطنين وعلى الظلم اللاحق بهم من دون معرفتهم.

اللواء

غمز : توقع مصدر نيابي ان يفتح باب المطالبة بتعديلات على سلسلة الرتب والرواتب بعد صدورها في الجريدة الرسمية وبدء العمل بها.

همس : تكثر الانتقادات للتشكيلات الدبلوماسية الأخيرة، والتي طاولت الترفيعات وعدم احترام الأقدمية بالنسبة لمختلف الدبلوماسيين من كل الطوائف.

لغز : يجزم قيادي في حزب يميني انه ليس من السهل فتح حوار مع حزب آخر، على خلفية تصفية حسابات قديمة ومستحدثة!

الشرق

حذرت مرجعيات عسكرية وامنية من مرحلة ما بعد القضاء على "داعش" وسائر الجماعات الارهابية في الجرود… ولفتت الى ان طي صفحة المواجهة العسكرية قد لا ينطبق على "المواجهات الامنية المحتملة"؟!

نبه اكثر من متابع لتطورات ما يجري في المنطقة وفي لبنان من ان يتحول لبنان، بعد القضاء على "داعش" الى ساحة اشتباكات سياسية دولية - اقليمية - عربية لن يكون الافرقاء اللبنانيون بعيدين منها؟!

توقفت قيادات سياسية وغير سياسية عند قرار مجلس الامن الدولي رفض طلب الولايات المتحدة بتعديل تفويض قوات "اليونيفيل" الموقتة في لبنان ليشمل سائر الحدود الشرقية الفاصلة بين لبنان وسوريا…

البناء

كواليس

قالت مصادر يمنية قيادية إنّ الخلافات التي ظهرت في الفترة الأخيرة بين المؤتمر الشعبي وأنصار الله وبدت كعلامات لأزمة كبرى قد تمّت السيطرة عليها وتغليب روح المسؤولية ولغة الحوار والاعتراف بالخصوصية على غرائز الغضب والوقوع في فخاخ تفتيت جبهة الصمود التي نجحت في تحويل الحرب على اليمن إلى مأزق لأصحابها...

خفايا

يستمرّ الخلاف بين الفصائل الفلسطينية بين مؤيد لإنهاء ملف الإرهاب في مخيم عين الحلوة عسكرياً وبين رافض لهذا التوجه، ما دفع قيادات لبنانية وفلسطينية إلى التنبيه من إمكان تفجير جماعة بلال بدر وبلال العرقوب الوضع مجدّداً في المخيم بعد عيد الأضحى المقبل، بعد أن تكون الجماعة المذكورة التقطت أنفاسها وأعدّت العدة للمعركة الجديدة

 

لبنان «غير معني» بالتفاوض مع «داعش»

الحياة/26 آب/17/تابع الجيش اللبناني أمس تحضيراته للمرحلة الرابعة والنهائية من تحرير جرود رأس بعلبك والقاع من مسلحي «داعش»، وواصل إزالة الألغام والأجسام المفخخة من المناطق التي تقدم إليها الأربعاء الماضي في عملية «فجر الجرود»، بموازاة استمرار القصف المدفعي والجوي للمواقع التي لجأ إليها هؤلاء في منطقة مرطبيا، وشق طرقات جديدة، ما مكنه من استعادة موقعين إضافيين. وعلى الجبهة السورية أعلن الإعلام الحربي التابع لـ «حزب الله» عن سيطرة عناصره والجيش السوري على مرتفعات ومعابر لتضييق الخناق على المسلحين، لا سيما في مرتفعات حليمة قارة (للمزيد).

واهتمت الأوساط السياسية والإعلامية بالمعطيات عن المفاوضات الجارية بين الجانب السوري و «حزب الله» من جهة وبين مسؤولين من «داعش» من جهة ثانية، حول انسحاب ما تبقى من مسلحيه على الأراضي اللبنانية والسورية إلى الداخل السوري، والكشف عن مصير العسكريين اللبنانيين المخطوفين، والتي أعلن عنها الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله مساء الخميس. وكان نصر الله كشف أنه تبلغ من الجانب السوري اشتراطه طلباً رسمياً من الحكومة اللبنانية، كي تتجاوب حكومة دمشق وتسمح للمسلحين الموجودين على الأراضي اللبنانية، بالتوجه إلى منطقة ما في سورية، ما أثار ردود فعل لبنانية منتقدة لكلام نصر الله، أبرزها من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي استهجن «استخدام ملف العسكريين المخطوفين أداة للضغط على الحكومة اللبنانية»، ومن «تيار المستقبل» الذي اعتبره «ابتزازاً للحكومة اللبنانية واستدراجها إلى التفاوض مع داعش بالتنسيق والتكامل مع الحكومة السورية».

إلا أن مصدراً عسكرياً بارزاً قال لـ «الحياة»، «أننا كجيش ودولة غير معنيين بالتفاوض، لأن مجموعات داعش الإرهابية هدفها التوجه إلى داخل سورية، بالتالي عليها التفاوض مع سورية لأن هذه المجموعات تدرك جيداً أن من يريد منها أن يسلم نفسه أو يستسلم للجيش سيصار إلى توقيفه والتحقيق معه ومحاكمته أمام القضاء اللبناني». وأوضح المصدر العسكري البارز «أننا خارج التفاوض، وداعش يدرك موقفنا وقرارنا في هذا الخصوص وفي وسعه الذهاب إلى سورية ربما للوصول إلى تسوية، حول وجود مسلحيه». وأشار المصدر إلى أن التفاوض بين «داعش» وبين الحكومة السورية «يفتح الباب أمام المجموعات الإرهابية الموجودة في الجزء المتبقي من الجرود للتوجه إلى داخل الأراضي السورية حيث ستأتمر بأوامر قيادتها، ومن يرفض الذهاب سيسلم نفسه...».

وعن تحضيرات الوحدات العسكرية للمرحلة الأخيرة من الحسم، قال المصدر العسكري إنها جارية على قدم وساق ولن تتوقف عن تدمير مراكز مدفعية «داعش» في عمق المنطقة التي يوجد فيها. وأضاف: «نقوم بكل الاستعدادات للمرحلة النهائية، والوحدات العسكرية تمكنت من فتح طرقات لتفادي سلوك آليات الجيش ودباباته وملالاته، المناطق الوعرة والصعبة». وكشف عن أن وحدات الجيش استطاعت إحداث حفر كبيرة في المساحات الصخرية وقامت بتثبيت المدافع فيها لاستهداف أماكن تجمعات المسلحين في العمق. وقال مصدر عسكري ميداني لـ «الحياة»، إن «التكتيك المتبع من الجيش في الأيام الأخيرة هو تشديد الحصار على مسلحي داعش في منطقة مرطبيا وحصرهم في مساحة محدودة. ومع حرصنا على عدم إيذاء عائلاتهم من المدنيين، فإن عملياتنا تستهدف في شكل أساسي آلياتهم وتحصيناتهم وأي تحركات عسكرية يقومون بها. وهذا التكتيك يضع المسلحين أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الاستسلام وإما الرحيل إلى سورية مع عائلاتهم. وهذا التكتيك العسكري يبعد احتمالات إصابة عسكريينا فضمان سلامتهم أولوية. والجيش في هذه العملية لا يعيش تحت وطأة ضغط الوقت فحساباته دقيقة وهو يعمل لتحقيق أهدافه بالطرق التي يراها مناسبة».

وقال إن «الجيش يضع في حساباته للمرحلة الحاسمة تلافي أي خسائر قد تنتج من ألغام ومتفجرات على جوانب الطريق التي سيسلكها، وكذلك احتمال خروج داعشيين في عمليات انتحارية، لذلك يأخذ في الاعتبار كل هذه الأمور وإمكان لجوء أواخر الداعشيين إلى تفجير أنفسهم».

كما أن المصدر العسكري الميداني علق على كلام نصرالله عن التفاوض بالقول، إنه «لا يلزم قيادة الجيش وهو توجّه إلى الدولة، وفي حال جرت مفاوضات فستكون تحت النار وبشرط معرفة مصير العسكريين المخطوفين».

ومساء أمس، أعلنت قيادة الجيش في بيان، أنه واصل قصف ما تبقى من مراكز «داعش» الإرهابي في وادي مرطبيا واستهداف تحركات الإرهابيين وتجمعاتهم، «ما أسفر عن سقوط عددٍ من الإصابات في صفوفهم، فيما تتابع القوى البرية تضييق الخناق عليهم، والاستعداد القتالي لتنفيذ المرحلة الأخيرة من عملية فجر الجرود، كما تستمر الفرق المختصة في فوج الهندسة في شق طرقات جديدة، وإزالة العبوات والألغام والأجسام المشبوهة من مختلف المناطق التي حررها الجيش». ومساء قال تلفزيون «المنار» التابع لـ «حزب الله» إن مجموعة من مسلحي «داعش» استسلمت عصراً للحزب في القلمون الغربي، وإن خلافات تحصل بين المسلحين بين من يريد الاستسلام، نتيجة الضغط عليهم من الجانبين اللبناني والسوري، وبين من يريد مواصلة القتال. وفي الأمم المتحدة قالت السفيرة الأميركية نيكي هيلي إن القوات الدولية في لبنان لا تؤدي عملاً فعالاً ضد جماعات متشددة مثل «حزب الله».

وأضافت في مؤتمر صحافي أن قائد القوات الدولية في لبنان يظهر «عجزاً مزعجاً عن الفهم» في شأن أنشطة سلاح الجماعة. وتحدثت هيلي عن الملف النووي الإيراني وعبرت عن قلقها من عدم السماح للمفتشين بدخول قواعد عسكرية إيرانية وحضت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على استخدام كل سلطاتها لضمان التزام طهران الاتفاق النووي المبرم في عام 2015.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

تظاهرات في تونس ضد حزب الله

"العربية" - 25 آب 2017/رفع متظاهرون أمام وزارة الخارجية في تونس الخميس شعارات تتهم الدوحة وميليشيات حزب الله باستقطاب أبناء التونسيين بالتعاون مع حركة النهضة، والزج بهم في الحروب التي تشهدها المنطقة. وطالب المتظاهرون بالعمل على إعادة أبناء التونسيين لبلدهم والكشف عن المتورطين في تجنيد الشباب التونسي في عمليات إرهابية. وقد اختلفت القصص التي تحملها كل عائلة لم تعد تعرف شيئاً عن أولادها الذين انضموا إلى صفوف التنظيمات الإرهابية.  أمام وزارة الخارجية التونسية، حضر آباء وأمهات اكتووا بنارِ فقدانِ الابن أو البنت ممن تم التغرير بهم للقتال في سوريا. ومن حرقة الألم الذي يعتصر قلوبهم، ارتفعت مطالبهم عالية وصريحة لحكومات الترويكا والجمعيات المدعومة من حكومة قطر التي سهلت تسفير أبنائهم على حد تعبيرهم. 

"أسماء" سجينة في ليبيا مع أطفالها

ومن تلك القصص المؤلمة، قصة ربح الخضراوي، أم فقدت ابنتها أسماء التي سافرت بصحبة أبنائها خفية إلى ليبيا للالتحاق بزوجها الذي تم التغرير به للقتال مع الجماعات الإرهابية، وهي اليوم معتقلة في السجون الليبية مع أطفال لم تتجاوز أعمارهم عشر سنوات دون أي تحرك من الجانب التونسي لاستعادتها أو محاكمتها في تونس. وفي سياق متصل بالاتهامات التي يوجهها هؤلاء الأهالي، تمكنت اللجنة البرلمانية للتحقيق في ملف تسفيرِ الشباب للقتال إلى نتيجة مفادها أن سفرهم لم يكن بشكل منفرد وإنما تقف وراءه شبكات منظمة تعمل على مستويات عدة، بدءاً بالتأثير الإعلامي لقنوات مدعومة من الدوحة وصولاً إلى الدعم المالي واللوجستي.

 

حزب الله يتجاهل الدولة اللبنانية ويبرم صفقة مع داعش

"العربية" - 25 آب 2017 /أفادت وكالة رويترز نقلاً عن مصدر عسكري ضمن قوات النظام السوري، أن هناك تفاوضاً، اليوم الخميس، بين تنظيم داعش والنظام وميليشيات حزب الله المقاتلة معه، على الانسحاب من الحدود اللبنانية السورية إلى منطقة دير الزور.

واعترف حسن نصرالله زعيم ميليشيات حزب الله بهذا التفاوض قائلا: "غرض التفاوض هو تحقيق الأهداف، وهي مغادرة داعش المنطقة وكشف مصير الجنود اللبنانيين واستعادتهم إلى عائلاتهم"، يأتي هذا في وقت يواصل فيه الجيش اللبناني عملياته العسكرية ضد التنظيم المتطرف بالتوازي مع تفعيل المفاوضات معه لكشف مصير العسكريين اللبنانيين المختطفين. إذاً.. فيما يتجه الجيش في لبنان الى حسم المعركة على حدوده الشرقية في جرود القاع ورأس بعلبك، اقدمت ميليشيات حزب الله والنظام السوري على ابرام الصفقة مع مقاتلي داعش، صفقة مررها حزب الله لمصلحته ملتفا على الجيش الذي خاض المعركة منفردا كما أعلن غير مرة وأسقط بحسب بعض السياسيين حجة الجيش الضعيف التي يتسلح بها حزب الله لبقائه قوة عسكرية. وأوضح المصدر أن التنظيم عرض على حزب الله وقوات النظام التفاوض من أجل الانسحاب الآمن من منطقة القلمون الغربي إلى دير الزور (شرق سوريا) وقد وافق الطرفان على ذلك.

وكانت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري أشارت إلى أن قوات النظام واصلت بالتعاون مع ميليشيات حزب الله تضييق الخناق على "داعش" في المحور الجنوبي بجرود القلمون الغربي. وأوضحت أنها سيطرت على مرتفعات وادي المغارة الكبيرة ووادي المغارة الصغيرة ومعبر رأس الشاحوط غير الشرعي الذي يمتد من جرود بلدة قارة وصولا إلى جرود بلدة عرسال اللبنانية. وأطلقت السبت الماضي قوات النظام السوري بالتعاون مع ميليشيات حزب الله المدعومة إيرانياً، حملة في المناطق المحاذية للحدود اللبنانية من الجهة السورية، في حين عمد الجيش اللبناني أيضاً إلى شن حملة ضد التنظيم والنصرة من الجانب اللبناني لاسيما في رأس بعلبك والقاع وغيرها لتطهير الجرود في عملية أطلق عليها "فجر الجرود"، وقال إنها لا تجري بالتنسيق مع أحد لا حزب الله ولا قوات الأسد.

 

جعجع يتهم نصرالله بإلحاق الأذية بالجيش: لن ننسق مع نظام "داعشي" أكثر من داعش

"المركزية" - 25 آب 2017/ردّ رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع بعنف على مواقف امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله مساء امس، فاتهمه بإلحاق الضرر والاذى بالجيش اللبناني من خلال تأكيده على التنسيق في معركة " فجر الجرود" بين الجيشين اللبناني والسوري و"حزب الله" في وقت يعرف ان تأكيدا من هذا النوع يضر بالجيش، حيث العديد من الدول التي تساعده بأشكال مختلفة ستوقف دعمها في حال تبين انه ينسق معهما. واذ اكد ان معادلة نصرالله الفعلية "جيش، شعب، مقاومة، جيش سوري، حشد شعبي عراقي، وحرس ثوري ايراني" لا يمكن القبول بها، استهجن استخدام ملف العسكريين المخطوفين أداة للضغط على الحكومة اللبنانية لإجراء محادثات رسمية وفوق الطاولة مع الحكومة السورية، جازما بأن لا تنسيق مع نظام "داعشي" أكثر من داعش. وقال جعجع في تصريح لـ"المركزية": "أولا، شكرا سيد حسن لانك أظهرت لنا هذه المرة جزءا أساسيا من المعادلة الفعلية، أي "جيش، شعب، مقاومة وجيش سوري"، لكن المعادلة الفعلية التي تقصدها كل الوقت هي "جيش، شعب، مقاومة، جيش سوري، حشد شعبي عراقي، وحرس ثوري ايراني". بالفعل سيد حسن كنا نعرف منذ اللحظة الأولى معادلتكم الفعلية وان "جيش وشعب ومقاومة" لم تكن الا الفصل الأول ورأس جبل الجليد الذي ظهر اليوم كاملا جليا واضحا، فقد "ذاب الثلج وبان المرج". فكيف لك سيد حسن ان تفترض أن من الممكن ان نقبل بمعادلة لا علاقة لها بالبلد، فأين يصبح لبنان الكيان، واين يصبح لبنان الدولة، واين يصبح لبنان الميثاق، واين يصبح لبنان التعايش، واين يصبح لبنان الأسطورة، واين يصبح لبنان النموذج، واين يصبح لبنان الرسالة (...)؟ بالنسبة الينا المعادلة الجوهرية كانت وستبقى "شعب لبناني، دولة لبنانية، جيش لبناني"، وآلاف النقاط على السطر.

ثانيا، لماذا تصر سيد حسن حتى ولو كان ذلك صحيحا، وهو ليس بصحيح في ما يتعلق بعملية فجر الجرود، على إلحاق الضرر والأذى بالجيش اللبناني من خلال تأكيدك على التنسيق في هذه المعركة بين الجيش اللبناني و"حزب الله" والجيش السوري في وقت تعرف انت معرفة اليقين ان تأكيدا من هذا النوع يضر بالجيش، ان داخليا او خارجيا، حيث العديد من الدول التي تساعد الجيش بأشكال مختلفة ستعمد الى وقف دعمها في حال تبين انه ينسق مع "حزب الله" والجيش السوري؟

ثالثا، آخر ما كنت اتصوره سيد حسن، ان تستخدم ورقة الجنود اللبنانيين المخطوفين كأداة ضغط على الحكومة اللبنانية لإجراء محادثات رسمية وفوق الطاولة مع الحكومة السورية، فيما لا علاقة اطلاقا بين هذه القضية الوطنية وأي مفاوضات يمكن ان تجري مع الحكومة السورية. لقد قلت سيد حسن حرفيا ان "القيادة المركزية لـ"داعش" غير معنية بخروج مقاتليها وتريد ان تستمر المواجهة حتى لو قتل جميع المسلحين"، فكيف يمكن ان نستفيد من مفاوضات من هذا النوع في ظل موقف القيادة المركزية أعلاه لـ"داعش"؟

من جهة اخرى، قلت سيد حسن انه سقط للمسلحين في الجبهة السورية عشرات القتلى والجرحى واستسلم العشرات منهم، فطالما استسلم العشرات من الذين كانوا في الجرود اللبنانية، لماذا لا تؤخذ المعلومات من الذين استسلموا عن الجنود اللبنانيين المخطوفين؟

إذا كان لديكم أسرى من مسلحي "داعش" الذين كانوا في الجرود، فلا لزوم لأي مفاوضات لأن من المفترض ان يكونوا هم الذين كانوا يأسرون الجنود المخطوفين ولديهم كل المعلومات عن وضعهم ومصيرهم. واذا كنتم تقصدون التفاوض مع مركزية "داعش" فانت قلت انه لا يهمها التفاوض، فلماذا الزج اذا بالجنود المخطوفين؟ أليست محاولة من جديد للضغط على الحكومة بغية التفاوض رسميا مع حكومة سورية غير موجودة؟ رابعا، اما فيما يتعلق بالتفاوض لإخراج مقاتلي داعش وإرسالهم الى دير الزور، فلم أفهم صراحة لماذا التفاوض ما دام هؤلاء المسلحون مطوقين من كل الجهات، ولماذا لا يتم الإطباق عليهم وأخذهم اسرى والقضاء على من لا يستسلم منهم؟ أوليس هذا مفيدا أكثر لمعرفة مصير الجنود المخطوفين؟ أما القول إن التفاوض مع الحكومة السورية هدفه أيضا طي صفحة "داعش" في جرود لبنان، فقد سبق السيف العذل وقام الجيش اللبناني بإخراجهم، فلماذا التفاوض؟

خامسا، أما في ما يتعلق بان القيادة السورية تشترط لإجراء مفاوضات مع "داعش" الحصول على طلب رسمي لبناني وتنسيق رسمي مع دمشق، فلا في هذه المناسبة ولا في غيرها سنقوم بتنسيق مع نظام اقل ما يقال فيه انه "داعشي" اكثر من "داعش" والسلام".

 

رد عنيف من تيار المستقبل على نصرالله

وكالات - 25 آب 2017/صدر عن "تيار المستقبل" البيان الآتي:"لم يوفق الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في إطلالته الاخيرة التي حاولت الاستئثار بكل جبهات القتال مع الارهاب وتنظيم "داعش"، وتكوين انطباع زائف بأن معركة الجيش اللبناني في الجرود، ما كان لها أن تحقق أهدافها دون المعارك التي يخوضها الحزب مع الجيش السوري في الجانب الاخر.  إن الأمين العام لـ"حزب الله" يحاول مجدداً أن يفرض على اللبنانيين سياسات مرفوضة، وهو يتخذ هذه المرة من قضية الكشف عن العسكريين المخطوفين لدى "داعش"، وسيلة لابتزاز الحكومة اللبنانية واستدراجها الى مفاوضة "داعش" بالتنسيق والتكامل مع الحكومة السورية.  ان قضية العسكريين المخطوفين في عهدة الجهات الأمنية المختصة وفي عهدة القيادة العسكرية التي سبق أن أعلنت غير مرة، انها لن تذهب الى التفاوض مع "داعش" قبل الكشف عن مصير العسكريين، والدعوة التي أطلقها الأمين العام لـ"حزب الله"، ووضع هذا الأمر في خانة النظام السوري وسحبه من أولويات الدولة اللبنانية ومؤسساتها، هي دعوة مردودة، ومحاولة غير مقبولة للتلاعب بمشاعر الأهالي وتوظيفها لمصلحة النظام السوري وحلفائه. ان المعادلة التي أتحفنا بها الأمين العام لـ"حزب الله"، لجهة اضافة الجيش السوري لمعادلته الثلاثية المعروفة، هي افضل وسيلة لنسف المعادلة التي ارادها ذهبية او ماسية من الأساس. وحسنا انه فعل ذلك لأننا بالفعل أصبحنا امام معادلة تفقد صلاحية الاجماع الوطني بامتياز، وتضع الجيش والشعب اللبناني خارجها تلقائياً. لقد بشر الأمين العام لـ"حزب الله" اللبنانيين ببزوغ معادلة رباعية إقليمية جديدة، حققت الكسوف المرتقب للمعادلة السائدة، وقد تفتح مع الأيام الباب امام بزوغ معادلة خماسية وسداسية، يقرر "حزب الله" ضم الجيش الايراني اليها محملا بالحشد الشعبي العراقي وتنظيم أنصار الله الحوثي في اليمن.  ان "تيار المستقبل" الذي لا يستغرب المواقف المستجدة لـ"حزب الله"، يؤكد على موقفه المبدئي بحصرية السلاح بيد الجيش اللبناني والدولة ويجدد وقوفه وراء المؤسسة العسكرية الوطنية، المكلفة حصراً ورسمياً بحماية الحدود وتطهير الجرود من التنظيمات الإرهابية وفلول المسلحين الخارجين على السيادة اللبنانية".

 

الجيش اللبناني يرفض التفاوض مع «داعش» قبل كشف مصير العسكريين يمهد لإنهاء المعركة باستخدام أحدث الأسلحة التي وصلت إليه أخيراً

الشرق الأوسط/25 آب17/واصلت أمس وحدات الجيش اللبناني استعداداتها القتالية واللوجيستية في جرود رأس بعلبك والقاع عند الحدود الشرقية، تمهيدا لتنفيذ المرحلة الرابعة والأخيرة من عملية «فجر الجرود»، في حين كرر الجيش رفضه أي تسوية أو تفاوض قبل الحصول على معلومات حول مصير العسكريين المختطفين لدى «داعش» منذ 3 سنوات، وذلك بعد المعلومات التي أشارت إلى موافقة كل من «حزب الله» والنظام السوري على طلب التنظيم التفاوض والانسحاب إلى دير الزور في سوريا. وقالت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط»: «لم نتبلغ لغاية الآن بأي طرح حول خروج عناصر التنظيم من الجرود، ويبقى كشف مصير العسكريين هو الأولوية بالنسبة إلينا إذا عرض أي شيء من هذا القبيل». ومن الناحية العسكرية، وصفت المصادر العسكرية هذه المرحلة من المعركة بـ«الأصعب»، عادّة أن المدة المطلوبة لإنهائها ترتبط بمدى وكيفية القتال والمواجهة من قبل عناصر التنظيم. وفي هذا الإطار، قال الخبير العسكري، العميد المتقاعد خليل الحلو إن صعوبة هذه المرحلة تقنية وليست عسكرية، موضحا في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «وادي مرطبيا الذي انحسر وجود التنظيم فيه واد عميق استطاع الجيش السيطرة على المرتفعات المحيطة به، وبالتالي فإن الصعوبة تكمن فقط في الوصول إلى هذه المنطقة التي تحتاج إلى فتح طرقات لتسهيل مرور الآليات». ويلفت إلى أن مراكز التنظيم الموجودة في هذا الوادي هي بين 3 و4 كانت مشاغل لتصليح الدراجات النارية التي يستخدمها عناصره في تنقلاتهم». وأمس أعلنت مديرية التوجيه أن «مدفعية الجيش وطائراته تقوم بقصف ما تبقى من مراكز الإرهابيين، واستهداف تجمعاتهم وتحركاتهم في وادي مرطبيا ومحيطه، كذلك تتابع الفرق المختصة في فوج الهندسة شق طرقات جديدة وتنظيف المناطق المحررة، وتفجير العبوات والفخاخ والألغام والأجسام المشبوهة التي خلفها الإرهابيون وراءهم».

وأفاد مصدر عسكري لـ«وكالة الأنباء المركزية» أن «الإرهابيين خلّفوا وراءهم كثيرا من العبوات والألغام المزروعة في مواقع عدة، ما يعني صعوبة (تنظيفها) بسرعة؛ إذ تحتاج إلى كثير من الوقت كي تصبح خالية من الألغام»، وأشار إلى «أننا نتعامل مع تنظيم إرهابي لا يعترف بقوانين الحرب والأخلاقيات؛ إذ خلّف وراءه منطقة (موبوءة) بالألغام». ويرى الحلو، الذي عاين أول من أمس مسار المعركة عن قرب خلال زيارته غرفة العمليات العسكرية لـ«فجر الجرود» في رأس بعلبك، أن ما حقّقه الجيش خلال أيام معدودة يعد إنجازا غير مسبوق في تاريخه وتاريخ الدول التي حاربت هذا التنظيم؛ «إن لجهة الدقة في العمليات، أو الخسائر المحدودة»، لافتا إلى أن وحداته استخدمت أسلحة متطورة؛ من المدفعية والذخائر الذكية لأول مرة، ومعظمها كان قد تسلّمها هباتٍ عسكرية من الولايات المتحدة الأميركية خلال السنوات العشر الأخيرة».

وعدّ أنه «ليست هناك عجلة في الحسم، أو حتى إمكانية الحديث عن تسوية نظرا إلى شبه انتهاء المعركة وخطر التنظيم، الذي انهار في الجهة اللبنانية»، مؤكدا أنه لم تسجّل خلال الـ48 ساعة الأخيرة أي تحركات لعناصر «داعش» في وادي مرطبيا، مرجحا هروبهم إلى سوريا. وهنا، يرى الحلو، أن فرار عناصر التنظيم إلى سوريا يعني إما أنه ليست هناك معركة حقيقية على الجهة السورية من قبل «حزب الله» و«النظام السوري»، أو أنهم لا يزالون بعيدين عن الحدود اللبنانية. على الجهة السورية استمر «حزب الله» والنظام السوري في معركتهما ضد التنظيم في القلمون الغربي. ولا تزال تحظى معركة «فجر الجرود» بأولوية الاهتمامات لدى المسؤولين اللبنانيين، وقد استهل رئيس الجمهورية ميشال عون جلسة مجلس الوزراء بطلب الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الجيش اللبناني الذين ارتقوا في معركة «فجر الجرود». وتحدث عن العملية العسكرية التي يخوضها الجيش، ووصفها بأنها ناجحة، و«الجيش أظهر فاعلية كبيرة، وحرر القسم الأكبر من الأراضي اللبنانية المحتلة، ولم تبق سوى مساحة صغيرة سيعمل الجيش على تحريرها في الوقت المناسب». وأضاف: «الجيش لقي دعما رسميا وشعبيا واسعا، والكل قال: إننا فخورون بالجيش، وهو فخور بما يقوم به»، مشددا على «ضرورة تأمين حاجات الجيش من العتاد والتجهيزات اللازمة». من جهته، أطلع رئيس الحكومة سعد الحريري مجلس الوزراء على نتائج جولته على مواقع الجيش اللبناني عند الحدود الشرقية، أول من أمس، مشيدا «بالمعنويات العالية التي وجدها لدى العسكريين على مختلف رتبهم، والعمل الحرفي الكبير الذي قاموا به، والإنجازات التي حققوها، بحيث بات ينتشر الجيش اليوم في أماكن لم يسبق أن تواجد فيها». وأكد الحريري أن «الجيش سيتمركز في كل الأماكن التي حررت من الإرهابيين، وستقام مراكز مراقبة وتحصينات يحدد الجيش حاجته على ضوئها، وعلينا أن نعمل كحكومة لتأمين هذه الحاجات».

 

رباعية نصرالله: لبنان تحت الوصاية الإيرانية والسورية والجيش ضعيف!

نسرين مرعب/جنوبية/ 25 أغسطس، 2017

صعد نصرالله على منبره، مثبتاً نفسه شريكاً بنصر الجيش بمسافة 20 كلم2، ومحولاً المعادلة الثلاثية الذهبية إلى ماسية رباعية تشمل الجيش السوري! خطاب مبني على انتصارات الجيش وما حققه، هكذا “صدح” صوت أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله يوم أمس، في محاولة منها ليقول أنا هنا مشاركاً ومنسقاً ومحتفلاً! الخطاب لم يمر دون رسائل مبطنة فرد على نفي قيادة الجيش عدم التنسيق معه ولا مع الحزب، بأسلوبين الأوّل علني أكّد فيه أنّهم حرروا 20 كلم2 من الأراضي اللبنانية، والثاني مبطن قال فيه أنّه لن يقبل في مسألة العسكريين تنسيقاً من تحت الطاولة وإنّما علنياً، قاصداً بذلك التشكيك بالمؤسسة العسكرية وابتزازها. خطاب الأمس، لا جديد فيه سوى التسلق على ما حققته المؤسسة العسكرية، لتكون باكورة ما قاله أمين عام حزب الله هو ترسيخ الوصاية بمعادلة سمّاها بالماسية وإنّما هي حقيقة “أوهن من بيت العنكبوت”. في هذا السياق أكّد الكاتب والمحلل السياسي خيرالله خيرالله لموقع “جنوبية” أنّ “إصرار السيد حسن نصرالله على مشاركة “حزب الله” للجيش في انتصاره يعكس رغبة واضحة في تأكيد أنّ هناك رفضاً لأيّ نجاح للمؤسسة العسكرية في الحرب على الإرهاب من جهة وحماية الحدود اللبنانية ورسم معالمها مع سوريا من جهة اخرى”.

لافتاً إلى أنّ “ما يصدر عن نصرالله تشكيك واضح في قدرات الجيش ورغبة في تكريس علاقة غير طبيعية بينه وبين ميليشيا مذهبية تابعة لإيران اسمها “حزب الله”. ورأى خير الله في حديثه لـ”جنوبية” أنّ هناك بكل بساطة مخاوف لدى “حزب الله” من عودة الحياة الى مؤسسات الدولة اللبنانية، على رأسها الجيش، مع ما يعنيه ذلك من انكفاء لميليشيا قامت على حساب الدولة اللبنانية وبما يتضارب كلّيا مع مصلحتها ومع مصلحة اللبنانيين. ليشدد أنّ “الإيحاء بتنسيق من تحت الطاولة يندرج في سياق التشكيك بقدرات الجيش اللبناني الذي يمثل الدولة اللبنانية السيّدة الحرّة المستقلة مع ما يعنيه ذلك من رفض شعبي لبناني لاي مشاركة في القرار الوطني. يشمل ذلك على وجه الخصوص قرار السلم والحرب، الذي يفترض أن يكون حكراً على الدولة اللبنانية التي يسعى “حزب الله” إلى فرض وصايته، أي الوصاية الإيرانية، عليها”. أما فيما يتعلق بكلام نصرالله عن المعادلة “الرباعية” التي يريد اشراك الجيش السوري فيها، فقد أوضح خير الله لموقعنا أنّ “هذا يعني بكل بساطة محاولة فرض أمر واقع على الدولة اللبنانية في وقت تواجه إيران صعوبات حقيقية في سوريا بعد استبعادها من الاتفاق الروسي – الأميركي – الأردني – الاسرائيلي المتعلّق بالجنوب السوري وأبعادها عن المنطقة المحيطة بدمشق”. ليخلص إلى أنّ إيران تعتبر أنّ سيطرتها على لبنان ستعوض ما فقدته في الجنوب السوري، أي في المنطقة القريبة من الجولان. فيما ختم مؤكداً أنّ “كلام نصرالله ليس سوى دليل على ضعف الموقف الإيراني الذي يبحث عن أوراق يستخدمها في لعبة المساومات المرتبطة بمستقبل سوريا”.       

 

تقارب «المردة» – «القوات».. كيدية في وجه باسيل؟

سهى جفّال/جنوبية 25 أغسطس، 2017

أخذ  التقارب المُستجد بين تيار المردة والقوات اللبنانية حيّزاً كبيراً من النقاش السياسي على الساحة اللبنانية، وذلك بعد سلسلة الزيارات قامت بها “القوات” الى بنشعي، واخرها زيارة الوزير يوسف سعادة بإسم المردة معراب، للقاء سمير جعجع  بحضور ممثل “القوات” في اللجنة المشتركة بين الحزبين طوني الشدياق. وقد حملت هذه الزيارة طابع خاص سيما انها تحصل للمرة الاولى في معراب وحى أنه مجرّد حصول اللقاء هو “الحدث” بغض النظرعن المضمون الذي تم تناوله بين الطرفين. واللافت ان اللقاء لم يكن سري إنما أخذ الطابع الرسمي عبر إصدار المردة بيانا حول مضمون اللقاء  جاء فيه أن “الطرفان لتطور العلاقة بينهما، إضافة الى تناول أبرز المواضيع الحالية في لبنان”. سلسلة اللقاءات هذه فتحت الأسئلة في الكواليس السياسية عن خلفيات هذا الإنفتاح وعما إذا كان سينتج عنه تحالفات انتخابية من جهة وان كان سيطيح من جهة أخرى  بـ”تفاهم معراب” المهدد بفعل خلافات التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية حول ملفات التعيينات والكهرباء. وعلى الرغم مباركة التيار الوطني هذا التقارب، بعض الأوساط تتحدث عن “كيدية سياسية ” وراء هذا التقارب، وأن جعجع يريد بذلك توجيه رسالة قاسية للعونيينلامتعاضه من أداء رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، اما المردة فليس خافيا على احد القطيعة بينها وبين التيار الوطني وخصوصا باسيل. وبالتالي ما يجمع العدوان التاريخيان الرغبة في إستفزاز صهر الرئيس.

وفي هذا السياق، أجرت “جنوبية” حديثًا مع رئيس جهاز الإعلام والتواصل في “القوات اللبنانية” شارل جبور الذي أكّد أن لا شيئ مستجد بشأن التقارب بين المردة والقوات، “فبالنسبة لنا الأولوية بناء علاقات طبيعية مع معظم القوى السياسية خصوصا ان المردة شريك في الحكومة اللبنانية”.

وأضاف “صحيح ان العلاقات التاريخية بين الطرفين سيئة والتي تحولت إلى دموية في الحرب اللبنانية إلا أن إتفاق الطائف جاء ليضع حداً لمرحلة الإقتتال وأسّس لمرحلة جديدة لكن الوجود السوري حال دون إجراء مصالحات بين القوى السياسية بل تقصّد بناء حواجز على قاعدة فرّق تسد”.

والإعتباران الأساسيان لتقارب المردة – القوات هو اولا طي صفحة الماضي وثانيا تحييد الملفات الخلافية إن كان لجهة العلاقة مع سوريا أو الموقف من سلاح حزب الله المرفوض بالمطلق بحسب ما شرح جبّور. وتابع “العمل جار على الحرص إلى عدم جعل الملفات الخلافية تعطل التوافق بين الفريقين سيما أنه كما هناك اختلافات هناك أيضا تقاطع في الرؤية بين المردة والقوات  في عدة ملفات داخل الحكومة كملف الكهرباء على سبيل المثال “.   إلّا أنه شدّد على أن “هذا لا يعني أن القوات مستسلمة للأمر الواقع، إنما ستظل على موقفها إزاء الاسح الغير الشرعي حتى تستعيد الدولة تأثيرها قوتها”.

إلى ذلك اشار جبّو أن “القوات لم تُرد أن يكون التواصل مع المردة بواسطة طرف آخر بل لجأت إلى التواصل معها بشكل مباشر وهذا يفتح الباب امام تحالفات وتمديد للقواعد ويساهم ايضا وتنفيس الإحتقان وهو ما يفتح الطريق امام جميع الخيارات سيما أن تيار المردة قوى مسيحية لديها وجودها في لمنطقة معينة لذا يجب أن يكون هناك بالتالي تحالف وانفتاح عليها “. لافتا إلى أن هذا لا يعني هناك تحالف انتخابي محسوم ولا يعني أن هناك لقاء بين الرئيسين جعجع وفرنجية محسوم ولا حتى يعني انهيار ورقة تفاهم”. وفي سؤالنا عما إذا كان هدف المردة والقوات “الكيدية” السياسية نظرا لخلاف الأخيرة مع التيار الوطني الحر أكّد جبور أن “القوات لا تبني علاقة على علاقة أخرى، إنما تحرص على الانفتاح على جميع القوى المسيحية، فالعلاقة مع التيار الوطني استراتيجية وقد نحجت بإحداث خروقات في عدة ملبفات منها الرئاسة والانتخاب”. مشيرا إلى أن “الانفتاح ضروري للمحافظة على التوازن في البلاد  ولكن هذا لا يعني التطابق مع الفريق الآخر في جميع المواقف وبإدارة الشأن العام”. وخلص بالقول “لا يجوز أن تؤثر الخلافات ببعض الملفات على العلاقات السياسيةـ فالعلاقة مع التيار له حيثياته كما ان التقارب مع المردة له ظروفه”.

 

روكز في مصير "مجهول"

"ليبانون ديبايت/25 آب/17/رأت أوساط مطّلعة على ملف الانتخابات الفرعيّة في كسروان، أنّ "هذا الاستحقاق ان تمّ قد يشكّل مفاجأة للجميع من حيث النتائج، حيث أن حظوظ العميد المتقاعد شامل روكز باتت مجهولة، خصوصاً في الفترة الاخيرة، التي أحدث فيها روكز ضجّات اعلاميّة من خلال تصاريحه الناريّة، فظهر وكأنه يغرّد خارج السّرب، ما يطرح علامات استفهام كثيرة حول مصيره النيابي، هو الذي كان قريباً جدّاً من قيادة الجيش سابقاً ووزارة الدفاع قبل ان "يُستبعد"". واعتبرت أنّ "روكز من ابرز المُستعدّين لخوض هذه المعركة ولا يريد تأجيلها، وهو رجل عسكري يؤمن بضرورة تطبيق القوانين والدستور اللبناني ولا يحبّذ التجاوزات التي تحصل، ما يشكّل ايضاً تمايزاً عن الاجواء السّائدة ومعظم القوى السياسيّة التي تسعى الى تطيير الانتخابات الفرعيّة".

 

السعودية تحشد 14 آذار: الأشهر المقبلة تحمل مفاجآت

منير الربيع؟المدن/الجمعة 25/08/2017

تزدحم الأسئلة السياسية عن الوضعين المحلي والإقليمي. تثير زحمة التحركات الديبلوماسية تجاه لبنان، وتزامناً مع الحراك العسكري على السلسلة الشرقية، عشرات الأسئلة لدى المراقبين والمتابعين لاستشراف آفاق المرحلة المقبلة. أبرز الأسئلة التي تطرح، عما إذا كانت الأمور ذاهبة نحو التصعيد الإقليمي الذي سينعكس محلياً، أم أنها ذاهبة نحو التهدئة والحوار، وهل لذلك تأثير على الوضع الداخلي. لا شك في أن المعركة التي يخوضها الجيش اللبناني في جرود رأس بعلبك والقاع ضد تنظيم داعش، كانت مرحلة مفصلية بين التحولات الجارية، خصوصاً مع دخول الدعم الأميركي بشكل مستمر وعلني للعمليات التي يقوم بها الجيش على الحدود، مع التأكيد على أنه قادر على حماية الأراضي اللبنانية. ولا يخفى بعض الإنزعاج السياسي لدى قوى الثامن من آذار، وتحديداً حزب الله، من تأكيد الجيش في أكثر من محطة أنه لا يعمل على أي تنسيق مع الحزب أو الجيش السوري. ولا يمكن فصل ذلك عما كان الحزب يسعى لتكريسه منذ خاض معركة جرود عرسال، وهو إعادة إحياء ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، في وجه احياء قوى 14 آذار أو ما تبقى منها، ثلاثية الجيش والشعب والدولة. كل هذه الإستحقاقات تأتي تزامناً مع زيارتي نائب وزير الخارجية الإيراني حسين جابري أنصاري، والوزير ثامر السبهان إلى لبنان. الإشارة الشكلية الأولى لهذه الزيارات هي أن التنافس الإيراني السعودي مستمرّ، ولبنان إحدى الساحات لإنعكاسه. لكن، لا شك في أن قراءات القوى تختلف في ما بينها بشأن وجهة الأمور سياسياً. بعض المقربين من قوى 8 آذار وحزب الله، يؤكدون أن الرياح تجري وفق ما تشتهيه سفنهم، لجهة الوضع في لبنان وسوريا، وفي ظل ما يحكى عن حوار سعودي إيراني قد يتم إطلاقه بعد عيد الأضحى، على أن يكون الحج عاملاً لجس النبض بين الطرفين. هذا الحوار، تعتبر المصادر القريبة من حزب الله أنه ينطلق من تحقيق الأهداف الإيرانية في المنطقة. بالتالي، فإن السعودية وجدت نفسها مضطّرة إلى ذلك. لكن الجو يختلف جذرياً لدى المحور المقابل، الذي يعتبر أن الأمور ذاهبة نحو التصعيد، لأن السعودية لم ولن تقدّم أي تنازل، لا في لبنان ولا في سوريا. وفي هذا السياق، تضع قوى 14 آذار زيارة السبهان إلى بيروت وحثّه مكونات قوى 14 آذار على التوحد كون المرحلة تقتضي ذلك. وتكشف مصادر متابعة أن السعودية غير قابلة لتقديم أي تنازل لمصلحة إيران أو نظام بشار الأسد.

ليس معلوماً إذا ما كان السبهان سيلتقي رئيس الجمهورية ميشال عون، لكن اللافت أن فور وصوله التقى رئيس حزب الكتائب سامي الجميل، ثم الرئيس سعد الحريري، فيما تقتضي البروتوكولات أن يلتقي رئيس الجمهورية بداية. وقد تكون هذه إحدى الرسائل السعودية بعدم الرضى عن العهد أو عن مواقف عون. كما التقى السبهان، كلاً من الوزير أشرف ريفي، والرئيس نجيب ميقاتي، والدكتور سمير جعجع، والنائب وليد جنبلاط، على أن يلتقي القيادات المستقلة في قوى 14 آذار. وتلفت المصادر إلى أن السبهان يحمل توجهات بضرورة الصمود، لمواجهة التمدد الإيراني، في لبنان وسوريا والعراق واليمن.

وهنا لا بد من التوقف أمام مستجدّات لافتة في اليمن، من خلال الخلاف الحاصل بين الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح والحوثيين، مع احتمال أن يتحول اشتباكاً عسكرياً بينهما في صنعاء. وتلفت المصادر إلى أن لدى السعودية معطيات تصعيدية في الأشهر المقبلة، خصوصاً في الشهرين المقبلين، لمواجهة النفوذ الإيراني وتحجيمه بدءاً من سوريا وصولاً إلى لبنان. وهي ترتكز على جملة معطيات، أبرزها الموقف الأميركي، والتواصل الأميركي الروسي لاجبار إيران على الإنسحاب من مناطق واسعة في سوريا. ثمة من يذهب إلى ما هو أكثر من ذلك، ويعتبر أن هذه التطورات، تزامناً مع إقرار عقوبات جديدة ضد طهران، قد تفرض على إيران الطلب من حزب الله الانسحاب من سوريا والعودة إلى لبنان. وهذا ما تعتبر المصادر أنه قد يحصل بعد لقاء القمة الذي سيجمع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وبعد إعلان الإتفاق على الخطوط العريضة للحل السياسي للأزمة السورية، وفرض العقوبات المالية الأميركية على حزب الله.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إيران خططت لإحياء «حزب الله الحجاز» في السعودية تحت إمرة المغسل وأرادتها «حرباً ناعمة» في القطيف وحينما فشلت دفعت بعناصر مدربين للمواجهة

الشرق الأوسط/25 آب/17/لم يكن إيواء إيران لأحمد المغسل، قائد الجناح العسكري في «حزب الله الحجاز» والمسؤول الأول عن تفجيرات الخبر التي وقعت في عام 1996، إلا حلقة واحدة من سلسلة محاولاتها الرامية إلى إعادة إحياء الحزب مجددا، الذي تلقى ضربات موجعة من قوات الأمن السعودية أواخر تسعينات القرن الماضي. هذا ما كشفته الوقائع القضائية التي بدأت المحكمة الجزائية المتخصصة بقضايا الإرهاب وأمن الدولة في العاصمة السعودية الرياض، أمس، النظر فيها من خلال الدعوى المرفوعة من النيابة العامة ضد 5 متهمين يمكن توصيفهم بأنهم يعدون «رجال إيران الأقوياء في السعودية»، وذلك من خلال ما تلقوه من تدريبات عسكرية في معسكرات الحرس الثوري على مختلف أنواع الأسلحة والمتفجرات من جهة؛ وعلاقتهم بأحمد المغسل من جهة ثانية، الذي كان واحدا من أهم المطلوبين للأمن السعودي بصفته مهندس تفجير أبراج الخبر، حيث ظل ملاحقا من قبل الاستخبارات السعودية لمدة 20 عام، قبل أن تتلقى الأجهزة الأمنية معلومات مؤكدة عن وجوده في العاصمة بيروت، ليتم إلقاء القبض عليه وترحيله إلى الرياض. ومن خلال مراجعة لوائح الدعوى المرفوعة ضد المتهمين الخمسة، واعترافاتهم التي أدلوا بها خلال عمليات الاستجواب، يظهر تورط هؤلاء بالتخابر لصالح إيران، وتأسيسهم خلية إرهابية داخل السعودية تهدف للقيام بأعمال إرهابية وأعمال تفجير واغتيالات شخصيات دينية سنيّة، وترتبط بشكل مباشر بأحمد المغسل الذي تمكنت السعودية من توقيفه بعد فرار استمر لعقدين من الزمان.

ولعل من أهم التفاصيل في هذه القضية، عمليات التدريب التي تلقاها المتهمون الخمسة في المعسكرات الإيرانية، حيث كشفت اعترافاتهم أنها تخضع لحراسات رسمية من قبل حكومة طهران. وخلال وجود المتهمين الخمسة على الأراضي الإيرانية التقوا بكثير من الشخصيات هناك، كما التقوا بالموقوف أحمد المغسل الذي كان يمدهم بالتوجيهات اللازمة لترتيب صفوفهم داخل السعودية. وتظهر الوقائع الرسمية أن إيران كانت تراهن بشكل كبير جدا على إحداث ثورة تنطلق من محافظة القطيف، حيث استقبلت خلال السنوات الماضية دفعتين من السعوديين ذكورا وإناثا، وأخضعتهم لما تم وصفها بـ«دورات الحرب الناعمة» التي تهدف إلى تنظيم التجمعات المثيرة للشغب، وإدارتها، وإقناع الشباب بأهمية دور تلك التجمعات لتأجيج الرأي العام ضد الدولة. ومن بين المتهمين الخمسة في المجموعة التي بدأ القضاء السعودي محاكمتها، شخصية تولت مهمة إنشاء مكتب سياحة وسفر يحمل اسم «ثامن الأنوار للسفر والسياحة»، وكان الهدف منه إرسال الشباب إلى خارج السعودية، وتحديدا إلى إيران، لتلقي دورات تخدم المظاهرات في محافظة القطيف تحت اسم «مجموعة تضامن الإسلامية» بحسب اسمها بصفحتها على «فيسبوك».

وعلى أثر الفشل الذي منيت به التجمعات التي شهدتها محافظة القطيف في تحقيق أهدافها الرامية إلى خلق مواجهة أمنية مفتوحة بين أهالي المحافظة والأمن السعودي، تغيرت الاستراتيجية الإيرانية في إدارة هذا الملف، وذلك من خلال دفعها بعدد ممن تم تدريبهم على أراضيها لتنفيذ هجمات مسلحة ضد مراكز الشرط والقوات الأمنية. وطبقا للوقائع، يتضح أن الموقوف أحمد المغسل كان يريد تكرار سيناريو تفجيرات الخبر عام 1996 التي استهدفت سكنا للجنود الأميركيين راح ضحيتها 19 جنديا أميركيا، وذلك من خلال تكليفه اثنين من العناصر بتوفير مواد داخلة في تصنيع المتفجرات مثل «بودرة الألمنيوم» و«برمنجات البوتاسيوم» و«الكبريت الأصفر»، لتصنيع خلائط متفجرة ذات قوة تدميرية عالية، غير أنهما لم يتمكنا من توفير المواد المطلوبة.

وبحسب ما تظهره ملفات النيابة العامة، فإن أحمد المغسل كان له دور في الاستقبال والالتقاء بالمتهمين الخمسة في هذه القضية، فيما تشير المعلومات إلى اصطحابه لهم لمنزل قائد الثورة الإيرانية روح الله الخميني، ومجموعة من القبور تضم رفات مواطنين من القطيف والأحساء شاركوا في الحرب العراقية - الإيرانية، وذلك من منطلق تشجيعه لهم ليحذو حذوهم. وكانت 3 مدن إيرانية، هي مشهد وقم وطهران، مسرحا لتنقلات المتهمين الذين تلقوا تدريبات نظرية وعملية على استخدام الأسلحة والمتفجرات في معسكرات الحرس الثوري. ويصف أحد المتهمين واحدا من المعسكرات التي تلقوا فيها تدريباتهم في مدينة قم، بأنه كان عبارة عن «مبنى دور أرضي محاط بسور وحراسات، ومقام في منطقة صحراوية»، حيث أقاموا فيه لمدة أسبوعين تلقوا خلالهما كثيرا من تدريبات اللياقة البدينة، إضافة إلى تدريبات أخرى حول فك الأسلحة وتركيبها والرماية بها، وأنواع المتفجرات وكيفية استخدامها وتركيبها. ومن خلال مراجعة التواريخ التي التحق فيها المتهمون بمعسكرات الحرس الثوري الإيراني، فيلاحظ أن فترة التدريبات كانت متواكبة مع الأحداث التي شهدتها القطيف، حيث كانت الجولة الأولى من التدريبات في عام 2012، فيما كانت الجولة الثانية في بحر عام 2015.

وعمدت السلطات الإيرانية إلى نقل المتدربين من مواقع إقامتهم إلى معسكرات التدريب في سيارات نوافذها مغطاة بستائر تحجب الرؤية، بحسب اعترافات بعض المتهمين، فيما كان المدرِّبون يرتدون زيا عسكريا ويعتقد أنهم إيرانيو الجنسية. وتلقى المتهمون في هذه القضية كثيرا من التدريبات على الرماية بالأسلحة، مثل رشاش الكلاشنيكوف، ومسدس «9 مللم»، ورشاش «إم بي5»، إضافة إلى سلاح «آر بي جي» الذي دخل على خط الاستهدافات الإرهابية في مسورة العوامية خلال الأسابيع القليلة الماضية. وطبقا لاعترافات المتهمين، فإن التدريبات ركزت على كيفية فك وتركيب الأسلحة، وطريقة التصويب والحركة والوقوف الملائم للرماية، وأساليب التكتيك والمراوغة، وطريقة الهجوم والدفاع، ومراقبة العدو والأهداف، فيما اشتملت التدريبات على أنواع من المتفجرات مثل «TNT - C4 - RDX». وتتهم النيابة العامة في السعودية، المدعى عليهم في هذه القضية، بالتخابر لصالح إيران، وإظهار الولاء لها، والسفر إليها أكثر من مرة والتدريب في معسكرات الحرس الثوري الإيراني على الأسلحة والذخائر والمتفجرات والإحداثيات والعلوم العسكرية، بقصد الإخلال بوحدة واستقرار أمن السعودية، إضافة إلى الاشتراك في تأسيس خلية إرهابية داخل المملكة تحت إمرة أحمد المغسل بقصد القيام بأعمال إرهابية وأعمال تفجير واغتيالات.

 

«داعش» يستعيد مناطق بالرقة ويقتل 34 عنصرا من قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية: سنبدأ بعملية طرد التنظيم من دير الزور قريبا

الشرق الأوسط/25 آب/17/قال مسؤول من قوات سوريا الديمقراطية لوكالة أنباء (رويترز)، اليوم (الجمعة)، إن القوات ستبدأ هجوما لطرد تنظيم "داعش" الارهابي من محافظة دير الزور "قريبا جدا جدا". وقال أحمد أبو خولة رئيس المجلس العسكري بدير الزور والذي يحارب تحت لواء قوات سوريا الديمقراطية، إن الهجوم ربما يبدأ "خلال عدة أسابيع" بالتزامن مع معركة مدينة الرقة. على صعيد آخر، قتل 34 عنصرا من قوات النظام وقوات موالية له في سوريا اثر هجوم شنه التنظيم لاستعادة مناطق كان النظام سيطر عليها في محافظة الرقة (شمال)، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم. وأشار المرصد الى ان التنظيم تمكن من استعادة السيطرة على مناطق واسعة في شرق محافظة الرقة وطرد قوات النظام منها خلال المعارك التي جرت أمس (الخميس). وكانت قوات النظام وحلفاؤها نجحوا امس بتطويق تنظيم "داعش" بشكل كامل في البادية السورية وسط البلاد تمهيدا لبدء المعركة من اجل طرده منها. وتخوض قوات النظام بدعم روسي منذ مايو (أيار) الماضي حملة عسكرية واسعة للسيطرة على البادية التي تمتد على مساحة 90 ألف كلم مربع وتربط عدة محافظات سورية وسط البلاد بالحدود العراقية والاردنية. وتهدف قوات النظام من خلال عملياتها هذه الى استعادة محافظة دير الزور عبر ثلاثة محاور: جنوب محافظة الرقة، والبادية جنوبا، فضلا عن المنطقة الحدودية من الجهة الجنوبية الغربية. ويسيطر التنظيم على غالبية محافظة دير الزور باستثناء جزء صغير من المدينة التي تحمل الاسم نفسه ويحاصر فيها المتطرفون قوات النظام والمدنيين منذ عام 2015. وذكر المرصد ان التنظيم تمكن من "تحقيق تقدم مهم واستعاد السيطرة (...) ليوسع سيطرته عند ضفاف الفرات الجنوبية". وأوضح المرصد ان "التنظيم تمكن من إعادة قوات النظام على بعد 30 كيلومترا من الضواحي الغربية لمعدان" آخر معاقل التنظيم في ريف الرقة الشرقي والمتاخمة لدير الزور، والتي تمكنت قوات النظام في وقت سابق من هذا الشهر من الوصول الى اطرافها. كما تواصل قوات النظام عملية عسكرية ضد التنظيم في ريف الرقة الجنوبي، وهي عملية منفصلة عن حملة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن لطرد المتطرفين من مدينة الرقة، معقلهم الأبرز في سوريا. وبعد أكثر من شهرين ونصف الشهر من المعارك داخل الرقة، باتت قوات سوريا الديمقراطية تسيطر على نحو 60 في المائة من المدينة التي فر منها عشرات آلاف المدنيين. ولا يزال نحو 25 ألف شخص عالقين في المدينة، وفق تقديرات الامم المتحدة.

 

ضحايا بتفجير انتحاري في مسجد بالعاصمة الأفغانية

الشرق الأوسط/25 آب/17/فجر انتحاري نفسه، اليوم (الجمعة)، بأحد المساجد في العاصمة الافغانية كابول، بحسب مسؤولين قالوا ان الهجوم "الارهابي" متواصل. وقال عبد البصير مجاهد المتحدث باسم شرطة كابول ان انتحاريا "فجر نفسه داخل المسجد" مضيفا انه سجل سقوط "ضحايا" دون مزيد من التفاصيل.

 

حلف الأطلسي يراقب تدريبات روسيا العسكرية

الشرق الأوسط/25 آب/17/قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، اليوم (الجمعة)، إن الحلف سيراقب عن كثب التدريبات العسكرية في روسيا البيضاء وغرب روسيا الشهر المقبل. وحث ستولتنبرغ روسيا على الشفافية واحترام الاتفاقيات الدولية خلال زيارة إلى بولندا لتفقد وحدة من قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في شرق البلاد. وقال ستولتنبرغ للصحافيين بعد لقائه رئيسة وزراء بولندا بياتا مازوريك سيدلو "سنراقب عن كثب مسار هذه التدريبات"؛ في إشارة إلى مناورات (زباد) العسكرية المقررة منتصف سبتمبر (أيلول) المقبل. وأضاف "لكل الدول الحق في إجراء تدريبات عسكرية لقواتها المسلحة، لكن يتعين على هذه الدول أن تحترم أيضا التزامها بالشفافية".

 

يلدريم: أي دعم أميركي إضافي لـ«حماية الشعب الكردية» سيسبب مشكلات

الشرق الأوسط/25 آب/17/نقل عن رئيس وزراء تركيا بن علي يلدريم، قوله اليوم (الجمعة)، إن أي دعم إضافي تقدمه الولايات المتحدة لمقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية سيسبب مشكلات لتركيا. وقال يلديريم للصحفيين على متن الطائرة لدى عودته من فيتنام، إن تركيا تتعاون مع روسيا وإيران في سوريا وليس هناك ما يدعو إلى أن تقف الولايات المتحدة وتركيا على طرفي نقيض. ونقل تلفزيون (إن.تي.في) عن يلدريم، قوله "نحن نتحدث عن بلدين عضوين في حلف شمال الأطلسي ويجب ألا يكون هناك ما يدعو لوجود (مشكلات). بالطبع إذا ظهر منهم موقف غير ما أبلغونا به بشأن مسألة وحدات حماية الشعب ستكون هناك مشكلة". وتوترت العلاقات بين أنقرة وواشنطن بسبب خلافاتهما بشأن سوريا، حيث تسلح الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب الكردية لقتال تنظيم "داعش". وتعتبر تركيا الوحدات امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يخوض تمردا ضد تركيا مستمرا ثلاثة عقود. كما أثارت عملية تدعمها واشنطن لطرد التنظيم من معقله في مدينة الرقة السورية مخاوف أمنية لدى تركيا.  وتخشى أنقرة من أن وحدات حماية الشعب ستغير التركيبة السكانية للرقة، وحذرت مرارا من أنها سترد إن هي واجهت أي تهديد عبر الحدود. وذكر يلدريم أن تركيا لا تعتزم تنفيذ عمليات أخرى في مدينة عفرين أو محافظة إدلب بسوريا. وهذا الشهر قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن روسيا تتفهم موقف أنقرة من الوحدات بشكل أفضل من الولايات المتحدة، مشيرا إلى تزايد الخلاف بين البلدين العضوين في حلف الأطلسي. وقال يلدريم إن تركيا توصلت مع موسكو إلى اتفاق لشراء نظام الدفاع الصاروخي الروسي إس-400 وإن اللجنة التنفيذية في صناعة الدفاع التركية ستتخذ القرار النهائي بهذا الشأن.

 

الإمام «الخفي» غافل أجهزة الأمن وشكّل خلية برشلونة الإرهابية

الشرق الأوسط/25 آب/17/كان يرتدي الجينز ولحيته قصيرة ودرّب الشبان الذين استمالهم للعيش في {حياة مزدوجة ذات وجهين}

كان في بعض الأحيان يرتدي الجينز ويبدو مثل الشباب العصري، وكانت لحيته قصيرة للغاية. كان مهذبا للغاية ومثابرا لأقصى درجة. ويبدو أنه درّب الشبان الذين استمالهم إلى خليته الإرهابية لكي يتصرفوا بطريقته الخاصة من العيش في حياة مزدوجة ذات وجهين كانت تخفي القليل من نواياهم الحقيقية.

كان عبد القادر الساتي الإمام الخفي الذي كان أستاذا في الخداع والتخفي والذي تعتقد السلطات هنا أنه محور الهجمات الإرهابية التي وقعت الأسبوع الماضي في برشلونة وبالقرب منها. وكانت علاقاته مع الإرهابيين تعود لأكثر من عقد من الزمان، ولكنه تمكن ببراعة من التهرب من تدقيقات السلطات ومن شكوك الكثير من سكان بلدة ريبول الإسبانية الصغيرة الواقعة في شمال إقليم كاتالونيا، حيث ظهر العام الماضي عارضا خدماته على المجتمع المحلي. وكان أسلوب الساتي، وفقا لخبراء الإرهاب، يتسق تماما مع أساليب المجندين الإرهابيين التابعين لتنظيم القاعدة والذين كانت له معهم اتصالات قبل 11 عاما مضت. ويبدو الآن أنه استخدم تلك الأساليب نفسها بعناية في اختيار المجندين الشباب وتدريبهم، لكن لصالح تنظيم داعش الإرهابي هذه المرة. تقول وفاء مارسي (30 عاما) التي نشأت مع الأعضاء الكبار من الخلية التي كوّنها ذلك الإمام الخفي في البلدة: «كان لطيفا، ومهذبا، ومؤدبا للغاية، ولكنه كان مبالغا في أدبه وسلوكه. يمكنك الإحساس بالشخص الذي تقابله من نظرته وابتسامته، ولكن لم نكن نستطيع ذلك مع هذا الرجل. وذلك سبب عدم ثقتي فيه منذ البداية». لقي الساتي مصرعه في 16 أغسطس (آب) الحالي عندما انفجرت العبوة المتفجرة التي كان يعمل على إعدادها برفقة بعض من المجندين الشبان في المنزل الآمن الذي اتخذوه في بلدة ألكانار إلى الجنوب من برشلونة. وتشير سجلات المحكمة إلى أن الشرطة استعادت في وقت لاحق كتابا يعود إلى الإمام الساتي من أنقاض المنزل المتهدم، وكان يحمل عنوان «جنود الدولة الإسلامية في أرض الأندلس».

ولكن حتى بعد وفاته، كان تأثير الساتي على الشبان الصغار قويا لدرجة أن المؤامرة التي أرسى معالمها قد استمرت في اليوم التالي على مقتله ومن دون القنبلة التي كان يجهزها؛ مما أسفر عن مصرع 15 شخصا في نهاية المطاف. كيف تمكن الساتي من النفاذ عبر شبكات حماية الجمهور من الإرهابيين المحتملين هو تساؤل يتعلق مباشرة بمستوى الاتصالات بين أجهزة إنفاذ القانون والهيئات القضائية على المستوى الوطني الإسباني وعلى المستوى الإقليمي في كاتالونيا. ولكنه يعكس أيضا مهارة مسؤول التجنيد المتمرس، والمتدرب على البقاء متواريا عن الأنظار حتى لا يفكر أحد في البحث وراءه وفي تاريخ حياته.

وإن كانت السلطات كلفت نفسها عناء البحث لكانوا عثروا على إدانة سابقة بتهمة الاتجار في المخدرات. وذلك من أهم الأسباب التي مكنت الساتي من المرور أسفل رادار أجهزة الأمن الإسبانية المعنية بمكافحة الإرهاب، فلم توجه إليه من قبل أي اتهامات أو إدانات تتعلق بجرائم التطرف والإرهاب.

ورغم ذلك، كان الساتي معروفا لدى السلطات القضائية الإسبانية وأجهزة مكافحة الإرهاب خلال السنوات العشر الماضية، وفقا إلى فرناندو ريناريس مدير برنامج الإرهاب العالمي في معهد إلكانو الملكي في مدريد، وهو المعهد الذي يضم قاعدة بيانات كبيرة للمتطرفين الإسبانيين بناء على سجلات المحاكم وغيرها من المصادر الأمنية الرسمية. وأفاد السيد ريناريس قائلا: «كانت لعبد القادر الساتي بعض الاتصالات التي تعود إلى عقد ماض من الزمان، مع بعض المسهلين لشبكة تفجير القطار في مدريد والمستقرين في إقليم كاتالونيا، ثم بعد ذلك في السجن مع عضو من أعضاء الشبكة الإرهابية نفسها».

وأسفرت تفجيرات قطار عن مصرع 190 شخصا وإصابة المئات الآخرين. وفي أعقاب هجمات الأسبوع الماضي، تبادلت سلطات إنفاذ القانون الإقليمية والوطنية والساسة في إسبانيا الاتهامات والانتقادات بشأن الفشل في التعاون البيني بصورة أكثر وثاقة. وكانت تلك العلاقات تعاني من المزيد من التوتر بسبب جهود إقليم كاتالونيا للحصول على الاستقلال عن إسبانيا. وكانت سلطات إنفاذ القانون الإقليمية في كاتالونيا تعاني منذ فترة طويلة من عدم السماح لها بالعمل المنفرد مع أجهزة الاستخبارات الأجنبية مثل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية.

ومن بين المشاكل الأخرى التي ظهرت على سطح الأحداث تتعلق بالمعلومات التي يجمعها عناصر الاستخبارات العاملة في مجال مكافحة الإرهاب والتي لا تسفر عن توجيه الاتهامات أو الإدانات الجنائية والتي لا تكون متاحة بصورة منتظمة لسلطات إنفاذ القانون الإقليمية.

كما يبدو أن سجلات السلوكيات المرصودة داخل السجون لا يتم مشاركتها على نطاق واسع بين مختلف الأجهزة الأمنية، ومن المفهوم بصورة متزايدة أنها عامل من أهم العوامل في التطرف والميل نحو الإرهاب. وعلى الرغم من وجود مجلس إسلامي في إقليم كاتالونيا والذي يحقق في هوية أئمة المساجد، فإن أحدا لم يسأل عن هوية الإمام الساتي، كما قال جمال التواقي منسق المجلس الإسلامي في كاتالونيا. وقال خوردي مونيل، عمدة بلدة ريبول، إنه كان ينبغي على الشرطة المحلية أن تكون أكثر حذرا وانتباها بشأن المخاطر التي شكلها تواجد الإمام الساتي هناك، وأردف يقول: «إن المعلومات التي في حوزة بعضهم لم تبلغ السلطات المعنية في الوقت المناسب»، مضيفا أن الحكومة الإسبانية لم تمرر هذه الصلاحيات إلى السلطات المعنية في إقليم كاتالونيا. وفي الأثناء ذاتها، ندد ضباط الأمن الإسبانيين بالمسؤولين في إقليم كاتالونيا لتهميش أدوارهم بصورة مؤلمة أثناء مساهمة السلطات الوطنية والعسكرية الإسبانية في التحقيقات الجارية وملاحقة المشتبه فيهم.

ولد عبد القادر الساتي في المغرب نحو عام 1970 في قرية صغيرة في منطقة الشوين بالقرب من مدينة طنجة الشمالية. ولا يُعرف إلا القليل عن حياته المبكرة. وقال لرواد المسجد في ريبول أين كان يعمل حتى نهاية يونيو (حزيران)، وأنه متزوج ولديه تسعة من الأبناء.

ولكنه لم يذكر أنه لديه معارف أدينوا بارتكاب جرائم تتعلق بالإرهاب، أو أنه قضى فترة في السجن لاتهامه بالاتجار في المخدرات من قبل. وفي عام 2006، ظهر اسمه في قضية ضد مجموعة من الرجال متهمين بتجنيد المجاهدين للقتال في العراق. وأحد هؤلاء الرجال، على أدنى تقدير، كان يساعد المتآمرين المشاركين في تفجيرات قطار مدريد لعام 2004 على الهرب. وتم العثور على وثائق تتعلق بالساتي، أو نسخ منها، في منزل أحد عناصر التجنيد المتهمين، وهو محمد مرابط فاهسي، والذي زعم حصوله على تلك الوثائق بسبب عمله في المسجد المحلي. ورفضت المحكمة في خاتمة المطاف القضية لقلة الأدلة المؤدية للاتهامات. ثم ظهر اسم الساتي مرة أخرى في السجلات العامة، وهذه المرة في المحكمة نفسها، ردا على اتهامات الاتجار بالمخدرات في عام 2010، وذلك وفقا للسلطات القضائية الإسبانية. وحكم عليه بالسجن لمدة 4 سنوات. وربطته هناك صداقة بالمدعو رشيد أغليف والمشهور باسم «الأرنب»، والذي كان يقضي حكما لمدة 18 عاما لاشتراكه في تفجيرات قطار مدريد الإرهابية. ورفض أحد القضاة في عام 2015 أمرا بإبعاد الساتي عن البلاد عقب إطلاق سراحه في قضية الاتجار بالمخدرات، وقال القاضي في حيثياته: إن الساتي «أظهر إشارات إيجابية للعمل وبذل جهدا معقولا للاندماج». ثم أطلق سراحه واختفى تماما عن الأنظار منذ ذلك الحين. ثم عاود الظهور مرة أخرى في بدايات عام 2016 في بلجيكا، موطن خلية «داعش» الإرهابية المسؤولة عن هجمات باريس وبروكسل في ذلك الوقت تقريبا. وليست هناك معلومات متوفرة تفيد بأن الساتي كان على اتصال مع تلك الخلية، ولكن السلطات البلجيكية أفادت بأنه تبحث في الوقت الراهن وبصورة أعمق في خلفيات الإمام الساتي وتحركاته خلال فترة وجوده في البلاد.

* خدمة «نيويورك تايمز»

 

قرقاش: إدارة قطر للأزمة تميزت بالتخبط وسوء التدبير

الشرق الأوسط/25 آب/17/قال الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، إن أزمة قطر جاءت كمحنة متوقعة على الخليج، مشيراً إلى أن حتميتها كانت واضحة وإن اختلف تقدير التوقيت، وأن توجهات الدوحة سببتها، وسوء إدارتها وتدبيرها يطيلها ويعمقها. و‏أضاف قرقاش، أمس، أن في البحث عن أي إيجابية في هذه النكبة المعرّفة بأزمة قطر، لا يوجد في الركام إلا الوضوح، حيث النوايا أصبحت تصريحات واضحة، وسياسات موجهة جامحة. ‏وزاد الوزير الإماراتي، في تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أن إدارة الأزمة عبر حرق الجسور وهدر السيادة والهروب إلى الأمام، عمّقت أزمة قطر، وأنها تقوض ما تبقى للوسيط من فرص، وقال: «الحكمة التي تمنيناها غابت تماما». وتابع: «‏إدارة قطر لأزمتها تميزت بالتخبط وسوء التدبير، غلب عليها التكتيك والبحث عن المكسب الإعلامي، وغاب عنها البعد الاستراتيجي ومصلحة قطر وشعبها». وأكد قرقاش: «‏الأعقل أن تتعامل بجدية مع مشاغل محيطك في معالجتك لأزمتك، بالمقابل صعدت الدوحة من مأزقها بالتصريح عن توجهات كانت تضمرها، سواء في اليمن أو إيران»، وقال: «‏إدارة قطر لأزمتها كانت يجب أن توازن بين طموح الدوحة وواقعها، وموقعها الجغرافي كدولة خليجية ونظامها الوراثي، أساسيات غابت تماما في المأزق الحالي».

 

السيسي يوجه بإقرار استراتيجية شاملة لمحاربة الإرهاب

الشرق الأوسط/25 آب/17/وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، المجلس القومي لمواجهة الإرهاب والتطرف، بصياغة وإقرار استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة الإرهاب والتطرف داخليا وخارجيا، بحيث تشمل مختلف المحاور الأمنية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية، فضلا عن تعزيز التنسيق بين جميع أجهزة الدولة لتنفيذ هذه الاستراتيجية. في حين أعلنت وزارة الداخلية في مصر عن ضبط أكبر مصنع لتصنيع المتفجرات لحركة «حسم» الإرهابية وتصفية اثنين من عناصرها. وأصدر السيسي في يوليو (تموز) الماضي قرارا بإنشاء مجلس قومي لمواجهة الإرهاب والتطرف، يتمتع بسلطة واسعة لوضع سياسات تهدف إلى «مواجهة التطرف». وتقاتل مصر تنظيم «ولاية سيناء» المتشدد الموالي لتنظيم داعش في شبه جزيرة سيناء منذ عام 2013 وانتقلت الهجمات والمواجهات على نحو متزايد إلى مناطق أخرى في البلاد خلال الأشهر الأخيرة؛ أبرزها تفجيران في كنيستين في الإسكندرية وطنطا أعلنت «داعش» مسؤوليتها عنهما وأسفرا عن مقتل ما لا يقل عن 44 شخصا. على أثرهما أعلن السيسي حالة الطوارئ وتعهد بإنشاء مجلس قومي لاقتلاع جذور التطرف. وأكد السيسي خلال ترأسه الاجتماع الأول للمجلس بكامل هيئته أمس، أهمية أن يساهم المجلس في جهود نشر الخطاب الديني المعتدل والمفاهيم الصحيحة، بالإضافة إلى وضع خطط لحماية الشباب من التطرف، ودعم جهود توفير فرص العمل لهم، موجها بالاستمرار في تطوير المفاهيم الدراسية لمختلف المراحل التعليمية، بما يرسخ مبادئ المواطنة وقبول الآخر ونبذ العنف والتطرف.

وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرئاسي إن الرئيس تحدث في بداية الاجتماع عن أهمية دور المجلس القومي خلال هذه المرحلة المهمة التي يمر بها الوطن، لا سيما في ضوء انتشار خطر الإرهاب والتطرف، الذي أصبح ظاهرة تهدد العالم بأسره، وهو ما يتطلب التحرك بخطى ثابتة على المستويين الوطني والدولي من أجل العمل على مكافحة الإرهاب والتطرف بفاعلية... وإن الرئيس أشار إلى أهمية التوصل إلى رؤية شاملة بشأن أفضل السبل لتفعيل عمل المجلس، وتمكينه من الاضطلاع بمهامه خلال المرحلة المقبلة من خلال حشد الطاقات المؤسسية والمجتمعية اللازمة، للحد من مسببات الإرهاب وجذوره ومعالجة آثاره.

وشدد السيسي على أهمية مراجعة التشريعات المتعلقة بمواجهة الإرهاب على الصعيدين الوطني والدولي، واقتراح تعديلها لمواجهة أوجه القصور في الإجراءات، وكذا الارتقاء بمنظومة التنسيق والتعاون في مكافحة الإرهاب مع المجتمع الدولي، وخاصة دول الجوار.

وأكد الرئيس أهمية أن يستند عمل المجلس إلى الأفكار الجديدة والمبتكرة مع التوصيف الحقيقي للواقع، إلى جانب البناء على الخطط والاستراتيجيات التي سبق إعدادها والعمل على تطويرها، ووجه بضرورة إيلاء المحور الإعلامي الاهتمام اللازم، بحيث يساهم عمل المجلس أيضا في زيادة الوعي المجتمعي بسبل التعامل مع ظاهرة الإرهاب والتطرف والتصدي لها.

وذكر السفير يوسف أن أعضاء المجلس طرحوا خلال الاجتماع تصوراتهم لقضية مكافحة الإرهاب والتطرف وأهم أسبابها وسبل معالجتها، وتم الاتفاق خلال الاجتماع على إعداد الهيكل التنظيمي للمجلس القومي لمواجهة الإرهاب والتطرف خلال الفترة المقبلة، وأن يعقد المجلس جلساته بشكل دوري على فترات متقاربة.

وأوضحت مصادر مطلعة أن المجلس «سوف يضع الخطط اللازمة لإتاحة فرص عمل بمناطق التطرف وإنشاء مناطق صناعية بها ودراسة منح قروض ميسرة لمن يثبت من خلال المتابعة إقلاعه عن الفكر المتطرف، وينسق أيضا مع المؤسسات الدينية والأجهزة الأمنية لتمكين الخطاب الديني الوسطي المعتدل ونشر مفاهيم الدين الصحيح بالمجتمع في مواجهة الخطاب المتشدد». في غضون ذلك، قالت وزارة الداخلية، إنه في إطار خطتها لملاحقة عناصر الجناح المسلح لجماعة الإخوان الإرهابية وما يطلق عليها حركة «حسم» كواجهة إعلامية للإرهاب الإخواني، والمسؤولين عن ارتكاب عدد من حوادث العنف خلال الفترة الماضية، تم ضبط أكبر مصنع لتصنيع وإعداد العبوات المتفجرة بمنطقة وادي النطرون (جنوب غربي محافظة البحيرة)، وخلال عملية المداهمة للمصنع فوجئت القوات بإطلاق الأعيرة النارية تجاهها، فردت عليها، وأسفر الاشتباك عن مقتل اثنين من الحركة.

ويشار إلى أن إجمالي عدد الإرهابيين الذين تمت تصفيتهم من أفراد «حسم» في محافظة الجيزة القريبة من القاهرة وحدها أكثر من 13 إرهابيا على مدار شهرين. وفي يونيو (حزيران)، تم قتل مسؤول الدعم المالي للحركة. وتبنت «حسم» كثيرا من حوادث استهداف الارتكازات الأمنية، علما بأنها كانت قد أعلنت سابقا مسؤوليتها عن عدد من العمليات الإرهابية، أبرزها محاولتا اغتيال مفتي البلاد السابق علي جمعة، والنائب العام المساعد زكريا عبد العزيز. وبحسب بيان الداخلية، عثرت القوات بمكان التصنيع على بندقية آلية، وبندقية خرطوش، ومجموعة من الطلقات والأظرف الفارغة، وعبوة ناسفة معدة للتفجير «تم إبطالها»، وكمية كبيرة من المواد الكيماوية المستخدمة في تصنيع العبوات الناسفة، ومبلغ مالي كبير. مضيفة أن القتيلين من أبرز كوادر الجناح المسلح الإخواني «حسم»، ومطلوب ضبطهما وإحضارهما في عدد من القضايا، وأحدهما أحد مسؤولي تخزين الأسلحة والمواد المتفجرة وسبق توليه إدارة مزرعة البحيرة المستهدفة خلال أبريل (نيسان) الماضي المعروفة إعلاميا بـ«مزرعة الموت». ويشار إلى أن «حسم» صاغت شعارها على هيئة «كلاشنيكوف» متبوعا بعبارة «بسواعدنا نحمي ثورتنا»، وسبق أن رفعت مجموعات تابعة للجان نوعية تشكلت من شباب جماعة الإخوان بعد فض اعتصامين لأنصار الجماعة عقب عزلها عن السلطة في أغسطس (آب) عام 2013 شعار «حسم». من جانبه، قال مصدر أمنى مسؤول، إن «عنصري الحركة اللذين تم استهدافهما أمس كانا يستعدان على ما يبدو لتنفيذ عمليات إرهابية جديدة تستهدف رجال الشرطة»، مشيرا إلى أن ما عثر عليه بحوزتهما من أوراق ومنشورات «يؤكد اعتزامهما ارتكاب مزيد من الأعمال الإرهابية خلال الفترة المقبلة بمحافظة الجيزة على وجه الخصوص».

 

حلول سورية «مؤقتة» قد تؤدي إلى حروب جديدة والحل الشامل ينقذ مناطق «خفض التصعيد» من تقسيم أمر واقع

الشرق الأوسط/25 آب/17/تراجعت حدة القتال بين القوات النظام السوري وفصائل «الجيش الحر»، وأخرى إسلامية بفضل بدء تنفيذ وقف النار في ثلاث من أربع مناطق لـ«خفض التصعيد»، مقابل استمرار قتال معظم الأطراف لتنظيم داعش، شرق البلاد، وإعطاء فرصة لانتقال عناصر «هيئة تحرير الشام» التي تضم «فتح الشام» (النصرة سابقاً) إلى إدلب بانتظار حسم مصيرها. لكن ذلك لا يعني انتهاء الحرب، إذ يُتوقع اندلاع حروب جديدة أو صراعات جدية في البلاد خلال المدى المتوسط والطويل، خصوصاً في حال لم تلحق مناطق الاستقرار المؤقت بحل سياسي شامل عاجل واستقرت على تقسيم أمر واقع. وهنا بعض الاحتمالات:

الجنوب السوري

تعتقد واشنطن أنها حققت اختراقاً بموافقة موسكو على «عدم وجود قوات غير سورية» في مناطق «هدنة الجنوب» في درعا والقنيطرة والسويداء، ما يعني انسحاب تنظيمات تدعمها إيران و«حزب الله» بين ثمانية كيلومترات و32 كيلومتراً، مقابل قناعة موسكو بأنها جلبت واشنطن إلى التعاون رغم التوتر الكبير بينهما. يتضمن اتفاق «هدنة الجنوب» تأسيس مركز رقابة في عمان واحتفاظ المعارضة بسلاحها الثقيل والخفيف وتحديد خطوط القتال وبدء تبادل تجاري مع مناطق النظام وتشكيل مجلس محلي معارض واحتمال عودة اللاجئين من الأردن أو نازحين قرب الحدود. لكن احتمال الحرب هنا يأتي من أن إسرائيل غير راضية عن نتائج الاتفاق، لأنه قيد حركة طائراتها في قصف أهداف لـ«حزب الله» أو تنظيمات إيرانية قرب الجولان أو جنوب البلاد، وقناعتها أن روسيا لن تطلب من مجموعات إيران الانسحاب إلى «مسافة كافية»، ما يعني أنها ستلجأ إلى استئناف ضرباتها الجوية قرب دمشق ومناطق أخرى بين العاصمة السورية والجولان المحتل ما يهدد بمواجهة لها بعد إقليمي ودولي.

اقتتال فصائل المعارضة

مطلوب من فصائل «الجيش الحر» بموجب اتفاقات «خفض التصعيد»، أن تقاتل «داعش» وفكره عسكرياً وسياسياً وتطرد «هيئة تحرير الشام» (النصرة) بعد مهلة سماح، ما يعني احتمال حصول «اقتتال الإخوة» بين فصائل كانت تقاتل معاً ضد قوات النظام في مرات سابقة. حصل الاقتتال سابقاً في الغوطة الشرقية لدمشق قبل أن ينضم «جيش الإسلام» إلى الهدنة في دوما ثم «فيلق الرحمن» في جوبر والغوطة الشرقية، لكن «هيئة تحرير الشام» لا تزال خارج الاتفاق. ونص الاتفاق: «التزم الطرف الأول (الجيش الحر) منع وجود منتسبي (هيئة تحرير الشام)، في المناطق الخاضعة لسيطرته بمنطقة خفض التصعيد، ويشدد على موقفه الرافض لتنظيم (داعش) و(النصرة)، وفكرهما المتطرف في أي من مناطق سيطرته. في حال استعداد منتسبي (جبهة النصرة) للمغادرة مع أو من دون أسرهم إلى إدلب يتم توفير ضمانات للعبور الأمن من الطرف الثاني لهذا الاتفاق».

طموحات قوات النظام

لم تتغير خطة دمشق لـ«حل عسكري». هي تنتظر الفرصة المناسبة للانقضاض على مناطق المعارضة لـ«عودة الجميع إلى الدولة»، واعتبار «الهدنة فرصة للمصالحة مع الدولة». كما أن دمشق ترفض وجود مجالس محلية للمعارضة على عكس موقف موسكو ونصوص اتفاقات الهدنة. كانت وزارة الدفاع الروسية نشرت نحو ألف عنصر من الشرطة العسكرية الروسية (الشيشان) في مناطق «خفض التصعيد». انتشر بعضهم في القنيطرة ودرعا وغوطة دمشق وريف حمص. هم يشكلون سداً حالياً أمام طموحات دمشق التي تفتقر إلى الموارد البشرية في القوات النظامية، لكن مع مرور الوقت وزيادة الثقة في دمشق، قد تتحدى هذه القوات خطوط التماس خصوصاً أن الفرق بين مقاربة روسيا ودمشق ليس مختلفاً كثيراً لجهة بسط سيطرة «سلطة الدولة» و«الحفاظ على وحدة سوريا بموجب نص القرار 2254».

ميليشيات وجيش

في مناطق قوات النظام في «سوريا المفيدة» التي تتمدد إلى الموارد الطبيعية وغاز ونفط شرقي البلاد، بات موضوع إعادة الإعمار بمثابة «معركة» بسبب رفض دول غربية دعم ذلك دون حل سياسي مقبول وغياب القدرة المالية لحلفاء النظام في روسيا وإيران لتعويض كلفة الدمار التي تتجاوز 250 مليار دولار أميركي.

هناك أيضاً، بوادر معارك أخرى بين «أمراء الحرب» ورجال الأعمال الجدد الذي برزوا في اقتصاد الحرب ويتنافسون على حصة في مستقبل البلاد التي زادت فيها معدلات الجريمة والفساد، وتراجعت الكفاية الإدارية وسلسلة ترابط السلطة. لكن الحروب الأخرى المحتملة، هي بين ميليشيات تابعة لإيران تضم عناصر سوريين وأجانب يدينون بالولاء لطهران، وبين قوات النظام التي تضم الجيش وقوات تحاول روسيا الحفاظ عليها. وتطرح موسكو هنا وراء أبواب مغلقة تشكيل مجلس عسكري مشترك يعكس توازنات إقليمية ومحلية داخلية من عرب وأكراد.

إدلب بين الحرب والعزلة

في إدلب نحو مليوني مدني وأكثر من خمسين ألف مقاتل من فصائل إسلامية ومتشددة ومعتدلة، بينها أكثر من عشرة آلاف في «هيئة تحرير الشام». تعتقد واشنطن بوجود عشرة آلاف من «القاعدة» باعتبار أن «النصرة» جزء من «القاعدة». لكن أنقرة تسعى إلى حلول وسط بينها خطة نشرت في صحيفة «يني شفق»، نصت على: «إدارة مدنية لإدلب، تحويل (الجيش الحر) إلى شرطة مدنية، حل (هيئة تحرير الشام) نفسها». لا تزال الاتصالات جارية لحسم مستقبل إدلب. وهناك اقتراح بـ«عزل إدلب» وضربات جراحية ضد قادة «القاعدة» مع عمليات برية خاطفة. لكن دمشق تراهن على تحويل إدلب إلى «مشكلة دولية» تتطلب «حلاً دولياً» ربما عبر تحالف وتنسيق أميركي - روسي يتضمنان «استعادة النظام شرعية»، بحسب تفكير مسؤولين في إدلب.

أتراك وأكراد

أمام تقدم «قوات سوريا الديمقراطية» التي تضم في شكل رئيسي «وحدات حماية الشعب» الكردية شمال شرقي سوريا، يزداد القلق التركي لثلاثة أسباب: أولاً، تقدم الأكراد بسلاح أميركي وغطاء التحالف الدولي. الثالث، اعتبار أكراد سوريا امتداداً لأكراد جنوب تركيا. الثالث، وجود كيان كردي سوري وزيادة وجود إقليم كردستان العراق سينقلان الإلهام السياسي - الجغرافي إلى تركيا التي باتت تحت ضغط أميركي وروسي. دفعت هذه الأمور إلى بدايات تنسيق بين إيران وتركيا ضد «غرب كردستان» (شمال سوريا) تشبه التنسيق الثلاثي الذي ضمهما مع دمشق نهاية التسعينات ضد أكراد شمال العراق. رغم تطمينات واشنطن من أنه لا وعود سياسية لأكراد سوريا، وأن السلاح الأميركي والأوروبي سيُسحب من «وحدات الحماية» بعد القضاء على «داعش»، فإن الجيش التركي قد يجد نفسه مضطراً لتوسيع المواجهة ضد الأكراد والتوغل شمال سوريا، كما حصل قبل عقد في العراق. دمشق كانت غضت الطرف عن إنجازات الأكراد منذ منتصف 2012 لأنهم لم يكونوا أولوية. لكن مع مرور الوقت وزيادة الثقة وتراجع «الجيش الحر» يمكن فتح جبهة جديدة بين دمشق والأكراد أو أن تغض دمشق الطرف عن ضربات يقوم بها الجيش التركي ضد الأكراد. حصل ذلك سابقاً في العراق قبل سنوات. كما أن دمشق لم تقم بالكثير عندما دعم الجيش التركي فصائل «درع الفرات» لإقامة جيب بين حلب والحدود.

وادي الفرات

يدرك «الاتحاد الديمقراطي الكردي» الجناح السياسي لـ«الوحدات» أن واشنطن خانت أكراد العراق في السبعينات وشيعة العراق في التسعينات والعرب السنة في سوريا في السنوات الأخيرة. لذلك، هم لا يستبعدون خيانة أميركية لأكراد سوريا بعد سنوات من القضاء على «داعش». بعض المسؤولين الأكراد يرى مصلحة في التروي في المعارك ضد «داعش» لتكريس الوجود العسكري على الأرض في فيدرالية شمال سوريا، في حين يُهيئ مسؤولون أكراد آخرون أنفسهم لـ«معركة كبرى» في وادي الفرات باعتبار أن عناصر التنظيم يتجمعون بعد هروبهم من مخارج في الرقة ودير الزور وغرب العراق. صحيح أن الخط الساخن بين موسكو وواشنطن يمنع الاحتكاك شرق سوريا بين قوات النظام و«حزب الله» المدعومة من الجيش الروسي التي تتقدم نحو دير الزور من جهة، و«قوات سوريا الديمقراطية» التي يدعمها التحالف الدولي بقيادة أميركا وتتقدم في الرقة وريفها من جهة أخرى. لكن المواجهة ممكنة خصوصاً أن إيران تريد اختبار مدى التصميم الأميركي عسكرياً شرق سوريا سواء بالتمدد شمال قاعدة التنف الأميركية شرق العراق باتجاه البوكمال ودير الزور لربط «هدنة الجنوب» بـ«إقليم الرقة» أو بتشجيع فصائل في «الحشد الشعبي» العراقي للتوغل شرق سوريا، ما يفسح في المجال لاحتمال مواجهة مع «قوات سوريا الديمقراطية» أو تفككها عرباً وأكراداً بعد فترة على استقرار مؤقت في هذه المنطقة المحررة من «داعش».

 

موسكو تعتبر استراتيجية ترمب في أفغانستان «عقيمة»/مسؤول صيني كبير يدافع عن باكستان بعد انتقادات الرئيس الأميركي

الشرق الأوسط/25 آب/17/اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، أن الاستراتيجية الجديدة للرئيس الأميركي دونالد ترمب في أفغانستان «عقيمة»، وتقوم في رأيه خصوصا على «استخدام القوة». وقال لافروف في مؤتمر صحافي، إن روسيا «تأسف لكون هذه الاستراتيجية الجديدة التي أعلنتها واشنطن تقوم خصوصا على وسائل استخدام القوة»، مضيفا: «نحن واثقون بأن هذا النهج عقيم». وأضاف أن موسكو ترى أن رهان واشنطن على استخدام القوة في استراتيجية الرئيس دونالد ترمب الجديدة لأفغانستان سيواجه «طريقا مسدودا». من جهته، قال قائد القوات الأميركية في أفغانستان، إن الاستراتيجية الجديدة هي مؤشر على التزام طويل الأمد، بما بات فعلا أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة، ودعا المقاتلين في حركة طالبان إلى الموافقة على الانخراط في محادثات سلام. وأضاف الجنرال جون نيكلسون للصحافيين في العاصمة الأفغانية كابل، في تصريحات نقلتها وكالة «رويترز»: «لا يمكن لـ(طالبان) أن يفوزوا في أرض المعركة. حان الوقت بالنسبة لهم للانضمام إلى عملية السلام... لن نخفق في أفغانستان. إن أمننا القومي يعتمد على ذلك أيضا». وفي فبراير (شباط)، قال نيكلسون للكونغرس، إنه يحتاج إلى «بضعة آلاف» من الجنود الإضافيين في أفغانستان، لتقديم المشورة إلى الجنود الأفغان الذين يقاتلون «طالبان» وتنظيم داعش.

ووافق ترمب على تمديد الوجود الأميركي في أفغانستان؛ لكنه لم يقدم هو أو قادته العسكريون معلومات مُفصلة عن عدد الجنود أو الأُطر الزمنية للمهمة. ويبلغ عدد الجنود الأميركيين في أفغانستان حاليا في إطار مهمة الدعم وتقديم المشورة نحو 8400 شخص.

وقال نيكلسون، إن الخبراء العسكريين الجدد سيزيدون المهمات التدريبية في المدارس العسكرية المتخصصة، ويوسعون القوات الجوية الأفغانية والقوات الخاصة. ويخشى المسؤولون الأميركيون في مجال الجيش والمخابرات، أن يتيح نصر جديد لـ«طالبان» المجال أمام تنظيم القاعدة والجماعات الموالية لتنظيم داعش في المنطقة، بأن تؤسس قواعد في أفغانستان. في سياق متصل، دافع مستشار مجلس الدولة الصيني يانغ جيتشي عن «الدور المهم» الذي تلعبه باكستان في أفغانستان، وذلك في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الأربعاء، بعد اتهام الرئيس الأميركي دونالد ترمب إسلام آباد بإيواء «الإرهابيين».

وكان الرئيس الأميركي قد أعلن في خطابه الذي كشف فيه عن استراتيجيته لأفغانستان، مساء الاثنين، أن باكستان تقبل مساعدات أميركية، فيما تؤمّن في الوقت نفسه الملاذ الآمن للمتمردين الذين يقتلون الجنود الأفغان وقوات الحلف الأطلسي. لكن جيتشي أبلغ تيلرسون في اتصال هاتفي الأربعاء، أنه «علينا إعطاء أهمية للدور المهم الذي تلعبه باكستان في مسألة أفغانستان، واحترام سيادتها ومخاوفها الأمنية المشروعة»، بحسب بيان لوزارة الخارجية نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وهذه المرة الثانية التي تدافع فيها بكين عن جارتها في جنوب آسيا هذا الأسبوع، بعد المتحدثة باسم وزارة الخارجية هوا شونغ ينغ، التي أثنت، الثلاثاء، على باكستان لتقديمها «تضحيات وإسهامات كبيرة في مكافحة الإرهاب». وتستثمر بكين نحو 50 مليار دولار في باكستان، في إطار خطة كشف عنها في 2015 لربط منطقة شينغ يانغ النائية في أقصى الغرب الصيني، بمرفأ غوادر الباكستاني في محافظة بلوشستان.

وقال يانغ إن بكين ملتزمة «دفع عملية السلام والمصالحة في أفغانستان»، وإن الحوار السياسي هو «السبيل الوحيد لحل المشكلة الأفغانية». وأضاف أن «الصين تريد مواصلة الاتصال والتنسيق مع الجانب الأميركي فيما يتعلق بالقضية الأفغانية». وجاء الاتصال الهاتفي بين يانغ وتيلرسون إثر توتر جديد بين البلدين، الأربعاء، مع فرض واشنطن عقوبات على شركات صينية متهمة بإقامة تعاملات مع كوريا الشمالية، ما أثار غضب بكين. وحذرت الصين أيضا واشنطن من إثارة أي «حرب تجارية» بعد أن أمر ترمب بالتحقيق في ممارسات بكين المتعلقة بالملكية الفكرية. غير أن بيان الخارجية الصينية الصادر مساء الأربعاء، لم يذكر ما إذا كان تيلرسون ويانغ ناقشا مسألة التجارة، أو العقوبات، أو الأزمة النووية لكوريا الشمالية. وقال يانغ إن واشنطن وبكين تتعاونان «في كثير من المجالات»، وأنه ناقش مع تيلرسون زيارة ترمب المقررة إلى الصين في وقت لاحق هذا العام. وأعرب عن الأمل في أن يواصل الجانبان «الاحترام المتبادل»، وأن «يناقشا الخلافات بشكل صحيح ومشترك، للحفاظ على الزخم الجيد للعلاقات الصينية - الأميركية».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حقائق سعودية في بيروت

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية/السبت 26 آب 2017

لم يكن التزامن بين زيارة الوزير السعودي ثامر السبهان والموفد الإيراني الى بيروت مجرّدَ مصادفة، فزيارة السبهان التي كانت مقرّرة في وقت سابق، لم تكن في سياق منفصل عن سياسة المملكة في المنطقة في مواجهة النفوذ الإيراني، ولبنان المغيّب جزئياً عن الاهتمام السعودي المباشر عاد ليكون أساساً في ترتيبٍ سيكون هو الآخر جزءاً ممّا يحصل في المنطقة. وتوجز أوساط ديبلوماسية عربية ما رافق الزيارة بالآتي:

أولاً، ترك الوضع الملتبس في سوريا علامات استفهام حول دور المملكة في التطبيع مع النتائج التي أفرزتها السنوات الست منذ العام 2011 والى اليوم، خصوصاً عندما جرى تسريب معلومات عن قبول السعودية ببقاء الرئيس بشار الأسد في السطة كخيار واقعي. هذا الوضع الملتبس بدا فيما بعد كأنه إيحاءٌ مقصود للتأكيد على ما تشيعه إيران عن تحقيق انتصار في سوريا، وعن ذهاب الامور الى التسليم بالنفوذ الإيراني في سوريا، وهذا ما حرص السبهان على جزم نفيه مع مَن التقوه من شخصيات لبنانية.

ثانياً، في النتائج اللبنانية أكدت الاوساط الديبلوماسية وضوح السياسة السعودية في ما يتعلق بالوضع في سوريا ونتائجه على لبنان، وقد قيل كلامٌ سعودي واضح، عن استمرار المواجهة مع إيران على أكثر من ساحة عربية، خصوصاً في اليمن والعراق وسوريا، وعن عدم التسليم بسيطرة «حزب الله» على لبنان، وبالتالي وصل الكلام السعودي الى درجة الطلب من اللبنانيين عدم تأويل الموقف السعودي والتصرّف به على أنه الغطاء المناسب أو الشمّاعة التي تصلح لأن تعلَّق عليها كل نتائج تسوية انتخاب الرئيس ميشال عون وتشكيل حكومة لـ«حزب الله» في الأرجحية، والتراجع أمام الحزب بداعي أنّ موازين القوى الإقليمية، باتت تصبّ في خانة إيران ولغير مصلحة السعودية، التي ستشهد نقلاتٍ إضافية في سياستها الخارجية. ثالثاً، تشير الاوساط الديبلوماسية الى حضٍّ سعودي للأطراف، خصوصاً المشارِكة في الحكومة، وبموازاة عدم الاختباء خلف موقف سعودي وهمي بالتراجع امام إيران، الى تحمّل مسؤولياتهم وخياراتهم التي اتّخذوها، لكي لا يحقق «حزب الله» مزيداً من النقاط في سعيه الى السيطرة على القرار اللبناني، ومن هنا أتى الدعم السعودي لمعركة الجيش في جرود القاع، التي أثبتت فيها المؤسسة العسكرية استقلالية القرار، كذلك أثبتت أنها قادرة على عدم تحقيق رغبة إيران و»حزب الله» في تحجيم دور الجيش.

رابعاً، تؤكد الاوساط الديبلوماسية أنّ تعميم المناخ الانتصاري لـ»حزب الله»، يجب أن يتوقّف تحت أيّ ذريعة، ولا يجب أن يُستعمل للتبرير لخيارات سياسية لدى الفريق المشارِك في السلطة، وتشير الى أنّ السعي السعودي سيتركّز في المرحلة المقبلة على استعادة جهوزيّة سياسية لبنانية لمواكبة التطوّرات التي قد تطرأ في المنطقة، وهي تطوّرات لن تكون في مصلحة النفوذ الإيراني، هذه الجهوزية مطلوبة ليس على قاعدة إعادة القديم الى قدمه، بل وفق متطلّبات مرحلة جديدة، مفتوحة على كل الاحتمالات، منها ما يتعلّق بتعميق الاتصالات السعودية ـ الأميركية، التي ستتركز حول كل الملفات، وخصوصاً الملف السوري، من زاوية تحجيم النفوذ الإيراني في سوريا، الذي بدأ الروس القيام ببعض خطواته، على الحدود مع إسرائيل، والذي يستكمله الأميركيون بإقامة مناطق عازلة على الحدود الأردنية ـ السورية والأردنية ـ العراقية. الخلاصة في زيارة السبهان حسب الاوساط، تظهير توازن مضاد للنفوذ الإيراني في لبنان، وتمتين الساحة الداخلية، ووضع جميع الاطراف في صورة موازين القوى الحالية، من دون مبالغة أو توقعات متفائلة، لكن من دون إسقاط أنّ الستارة لن تُسدل على انتصار إيراني، ولا على نتائج كارثية، سيعاني منها لبنان، وهذا يتطلّب تحمّل مسؤوليات، وعدم تضليل المشهد بستارة كثيفة من الغبار.

 

هل تهدي «داعش» أسرارها للنظام السوري و«حزب الله»؟!

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/السبت 26 آب 2017

يبدو لبعض المراجع العسكرية والديبلوماسية انّ قيادة «داعش» في آخر جَيب لبناني لها اكتشفت باكراً صعوبة التعاطي مع الجيش اللبناني ما لم تقدّم معلوماتها عن مصير العسكريين الثمانية المخطوفين قبل عملية «فجر الجرود» وأثناءها وبعدها. ولم تسجّل اي مبادرة للتعاون، علماً أنها هي من طلبت المفاوضات مع الجيش اولاً. ولكن ما ثبت انّ تعاونها مع «حزب الله» والنظام السوري أمر وارد وله ما يبرره. فما الذي يعنيه ذلك؟ قبل أن تنتهي العملية التي نفذتها وحدات من «حزب الله» في تلال فليطة السورية وامتداداتها الى تلال عرسال، طرح أحد الوسطاء الجديين نيابة عن «داعش» مشروع تفاهم مسبق يؤدي الى انسحاب مقاتليه من الجيب المتبقّي لهم في جرود القاع ورأس بعلبك والفاكهة امتداداً الى الداخل السوري، وتحديداً الى مدينة «الميادين» التي يسيطر عليها «داعش الداخل».

يومها، لم يعترض الجانب اللبناني بل رَحّب بالفكرة، على رغم انشغاله في تلك الساعات بمفاوضات أدّت الى نقل ما تبقّى من مسلحي «جبهة النصرة» من جيب وادي حميد ومدينة الملاهي ومن رَغب من النازحين السوريين الى إدلب التي طلبها المسلحون، والى ايّ منطقة اختارها النازحون الآخرون.

واعتبر المفاوض اللبناني حينها أنّ المدخل الى هذه المفاوضات محصور بقضية واحدة تتصِل بمصير العسكريين المخطوفين الثمانية لدى «داعش» منذ ثلاث سنوات وثلاثة أسابيع. وأضاف المفاوض اللبناني ببساطة كلية، إنّ اي جواب صادق وشفّاف من هذا النوع الذي يُنهي مأساة أهالي العسكريين المخطوفين سيفتح أوتوستراداً للتفاهم على بقية المراحل، ولن يكون هناك اي عائق امام ما يمكن ان تؤدي اليه المفاوضات. فالنقاش يمكن ان يتناول كل ما من شأنه إتمام العملية من ضمن السقوف التي حدّدها ورسمها الجانب اللبناني في المفاوضات التي جرت مع «النصرة»، بما عكسته من خطوط حمر تتعلّق بعدم الافراج عن اي لبناني او سوري يمضي عقوبة في السجون بموجب أحكام قضائية او ممّن لجأوا الى مخيم عين الحلوة، وكل ما عدا ذلك يمكن البحث في مصيره. عند هذه الوقائع، توقف أحد الخبراء العسكريين ليكشف ان هذه المفاوضات التي انطلقت يومها لم تتوقف الى الأمس القريب. وبقي الجانب اللبناني مصرّاً على موقفه بلا اي تعديل، وهو ما ادى بالوسيط مع «داعش» الى الاصرار على قيادتها للتجاوب مع الجانب اللبناني، وإلّا فإنّ العملية العسكرية واردة في اي لحظة يقرّر فيها الجانب اللبناني القيام بها.

وتمّ تكريس ذلك في الساعات التي تَلت «التحذير الأخير» للمسلحين قبل ساعات على «أمر العمليات» الذي أعطاه قائد الجيش العماد جوزف عون صباح السبت 19 آب الجاري مقدّماً قضية العسكريين المخطوفين على ما عداها من القضايا الخاضعة للتفاوض. فهو من قال حرفيّاً في تغريدة له بـ»اسم لبنان والعسكريين المختطفين ودماء الشهداء الأبرار، وباسم أبطال الجيش اللبناني العظيم، أطلق عملية «فجر الجرود». قبل ثلاثة ايام على إطلاق العملية، وتحديداً في 16 آب الجاري، كان الجيش اللبناني قد قدّم بالمدفعية الموجهة بالليزر وبواسطة سلاح الجو أولى الرسائل الواضحة الى الدواعش بـ«عملية تمهيدية» نفّذت بعد ساعات على انتشار «فوج التدخل الأول» في مخيمات «النصرة» سابقاً، والتي أفرغت من النازحين في وادي حميد ومدينة الملاهي والتلال المحيطة بها. فكانت عملية تدميرية «صاعقة» بكلّ ما في الكلمة من معنى.

فقد دمّرت المدفعية الموجهة باللايزر مرابض مدفعيتهم ومراكز مراقبة وقيادية، وسدّت عليهم أبواب مغاور في مناطق بعيدة عن تلك التي باتت محكومة بالنار مباشرة بعدما انتشرت وحدات الجيش على عدد من التلال في منطقة تمتد على مساحة 16 كيلومتراً مربعاً.

ويضيف الخبير العسكري: «لا يمكن لمَن واكبَ عملية «فجر الجرود» إلّا ان يعترف بأهمية العمليات الإستباقية التي سبقت الهجوم البري، فقد كان سلاح المدفعية والطيران من أهم أسلحة الجيش في هذه المعركة باعتراف القادة الميدانيين وجميع الخبراء والملحقين العسكريين الذين واكبوا العملية بأدقّ تفاصيلها، وخصوصاً الجهات المانحة للأسلحة الفتاكة، الأميركية منها والبريطانية. فإلى اعتبار انّ هذين السلاحين كانا الأكثر فاعلية في تدمير قدرات المسلحين القتالية وأسلحتهم الثقيلة، توقّف الأميركيون أمام استخدام آليّات الـ«UTV» الخفيفة المخصّصة لاجتياز الطرق الجبلية بأسلحة رشاشة وقاذفات القنابل، ما أدى الى تسجيل اعتراف اميركي ووعد بتصنيع مثيلات لها نظراً الى ما أثبتته من فاعلية وقدرة على الحركة وتلبية متطلبات اي مواجهة مباشرة».

وامام هذه الوقائع، ينتهي الخبير العسكري الى القول «انّ لتصرفات «داعش» السلبية وعدم تجاوبها مع مطلب المفاوض اللبناني بربطها إعطاء المعلومة المطلوبة في شأن مصير العسكريين المخطوفين بوصول مسلّحيها الى الرقة في الشمال السوري وتوجّهها الى التفاهم مع النظام السوري و«حزب الله»، ما يبرّره.

فالتجارب السابقة معهما أفضَت الى نتائج إيجابية بالنسبة الى «داعش» و«النصرة» وغيرهما من المنظمات الإرهابية. فقد سبق لهم أن أنجزوا سلسلة من التفاهمات أدّى بعضها الى اعلان مناطق خفض توتر آمنة. وعزّز هذا الاعتقاد ما كشفه الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله في خطابه أمس الأول عندما تحدّث - بما معناه - عن استعداد الجانب السوري والحزب لخوض المفاوضات مع «داعش» على خلفية إعطاء قضية العسكريين اللبنانيين الأولوية، وهو ما أعطى الإنطباع المسبق عن إمكان اعطاء «داعش» كلمة السر في شأن العسكريين الى الجانب السوري او «حزب الله». فهل تفعلها «داعش»؟ وماذا سيكون عليه الوضع بعدما إشترط الجانب السوري والحزب على لبنان طلب التنسيق المسبق والعلني؟ وماذا ستكون تداعيات هذه الشروط ونتائجها على الداخل اللبناني متى وصلت الأمور الى هذه الدرجة التي أدخلت فيها قضية العسكريين المخطوفين بازار السعي الى الاعتراف اللبناني بالنظام السوري؟

 

هل يحتاج لبنان المعادلة الذهبية؟

د. جيرار ديب/جريدة الجمهورية/السبت 26 آب 2017

طرَح رئيس الحكومة سعد الحريري، معادلته الجديدة، خلال جلسة مساءلة الحكومة وكرّرها خلال زيارته إلى رأس بعلبك، معتبراً «أنّ ما يحصل في جرود البقاع، هو أكبر ثقة بدور الحكومة والدولة والجيش». إنّها المعادلة التي أثبتها الجيش اللبناني في معركته الأخيرة في جرود القاع ورأس بعلبك، وضربِه للإرهاب الداعشي، مع التفافٍ حكوميّ مطلق حول أعماله العسكرية، وحاضنةٍ شعبية واسعةِ النطاق لأعمال الجيش. بَرز الدعم الشعبي بإنشاء مطبخ الجيش عبر سيّدات متبرّعات في القاع، إلى التبرّع بالدم، واحتفالات شعبية عمّت مناطق لبنان دعماً للجيش، وصولاً إلى وضع أهل القاع والبقاع نفسهم بتصرّفه، ووقوفهم جميعاً وراء القيادة العسكرية. بعد حرب إسرائيل في تمّوز 2006 على لبنان، طرَحت قيادة «حزب الله» معادلتها الذهبية، متمثّلةً بـ«الشعب، الجيش، المقاومة». فبهذه المعادلة، استطاع لبنان حسب رأي الحزب تغييرَ وجهة النزاع العربي- الإسرائيلي، حيث أطلقَت إسرائيل على هذه الحرب اسم «الحرب الثانية»، بسبب الخسائر التي مُنيَ بها جيشها على أرض لبنان، باعتراف «لجنة فينوغراد» الإسرائيلية لتقصّي الحقائق. لكنّ هذه المعادلة الذهبية زُعزِعت بدخول سوريا أزمتَها، وبتدخّل الأفرقاء اللبنانيين في الحرب السورية - الإقليمية، حيث أطلقَ عليها الرئيس السابق ميشال سليمان «المعادلة الخشبية»، نتيجة الاعتراض في الساحة اللبنانية على تدخّلِ المقاومة في الشأن السوري. ولم يقف الأمر عند مسألة التدخّل أو عدمه، بل ربط مشروعه بالمشروع الإقليمي في المنطقة، المتمثّل في دول محور الممانعة. وما زاد الأمر تعقيداً، إضافة نصرالله الجيش السوري الى معادلته، ما إستدعى ردود فعل عنيفة من القوى السياديّة.

لقد أعلنَت قيادة الجيش منذ إطلاقها معركة «فجر الجرود» أن لا تنسيق مع أحد في تحرير الجرود، وما يقوم به الجيش في القضاء على الإرهاب، نتيجة التخطيط الصحيح للمعركة قبل بدئها، وهذا كان سببَ تأخّرِ إطلاقها.

وإنّ خوض الجيش اللبناني معركتَه ضد التنظيم الإرهابي، في الجرود، وبإمكاناته، مدعوماً بضوء أخضر حكوميّ، وحاضنةٍ شعبية من كلّ الطوائف والمكوّنات، وبدعمٍ نيابي شامل تجَلّى في جلسة المساءلة الأخيرة للحكومة، إضافةً إلى الانتصار السريع للجيش اللبناني في معركته ضد «داعش»، كلُّ هذا سمحَ للحريري بإطلاق معادلته الأخيرة، التي استثنى بها المقاومة من المعادلة الأولى. ولكن يبدو أنّ الحريري في طرحه معادلتَه (جيش وشعب وحكومة) قد أضفى شرعيةً حكومية للمقاومة، بطريقة غير مباشرة، باستبداله المقاومة بالحكومة. وبما أنّ الأولى ممثّلة في الحكومة، يكون قد أعطاها الصفة الشرعية الوجودية.

وصحيح أنّ معادلة «الشعب، الحكومة، الجيش»، نجَحت في القضاء على التنظيم الإرهابي في جرود القاع، لكنّ الخطر لم يزل موجوداً. فالجيش الإسرائيلي متأهّب على حدود لبنان الجنوبية، وينتظر الفرصة السانحة لضربِ لبنان. كما أنّ السلاح المتفلّت داخل المخيمات، يقلِق أمنَ مناطق الجوار، إضافةً إلى النزوح العشوائي للسوريين، وما يشكّله البعض منهم من قنابل موقوتة. وإنّ نجاح هذه المعادلة الجديدة وتعميمها نموذجاً بديلاً من المعادلة الذهبية الأولى مع إضافاتها، يتوقّف على الترجمة العملانية من مجلس النواب، من خلال تقديم الدعم الكافي للمؤسسة العسكرية من ناحية رفعِ سقفِ الميزانية المالية لقيادة الجيش لتأمين الأسلحة التي تراها مناسبة. لذلك، فالخطوة الأولى بدأت مع توقيع رئيس الجمهورية سلسلة الرتب والرواتب التي أعطت العسكريين حقوقَهم المشروعة. وأمام هذه التحدّيات، وعدم وجود قرار سياسي واضح بتزويد القوى المسلّحة في لبنان أسلحةً تَجعل منها سدّاً منيعاً أمام المخاطر المنتظرة، يسأل البعض في «8 آذار»: هل فعلاً على اللبنانيين إسقاط المعادلة الذهبية، جيش، شعب، مقاومة؟ في حين يؤكّد التيار السيادي أنّ تجربة المعادلة الجديدة التي طرَحها الحريري قد أثبتَت فعاليتَها وجدّيتَها في القضاء على الإرهاب، في ضوء تكاتفِ اللبنانيين جميعاً وراء الجيش اللبناني، وتحقيقه الإنتصارات، حيث أثبت أنه قادر على حماية اللبنانيين ولا يحتاج دعم أحد.

 

«يونيفيل روسي» بين «حزب الله» وإسرائيل جنوب سوريا

ناصر شرارة/جريدة الجمهورية/السبت 26 آب 2017

بوغدانوف نقلَ لنصرالله تأييد موسكو تدخّل «الحزب» في سوريا

منذ زيارة ميخائيل بوغدانوف إلى الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله عشية إعلان الأخير تَدخُّلَ «الحزب» عسكرياً في سوريا عام 2013، بدأت شبكة العلاقة بين الروس وحارة حريك تُخاط على منوالٍ بطيء، وتمتاز بكثير من إبداء الصبر من جانب الحزب، على ما تقول مصادر مطّلعة على هذا الملف.

في هذا اللقاء الذي تمَّ التكتّم على نتائجه، تسرَّبت معلومات مفادُها أنّ بوغدانوف أكّد خلاله تأييدَ موسكو لتدخّلِ الحزب في سوريا للمساهمة في تحصين موقع الأسد داخل ميدان النزاع الذي كان محتدماً آنذاك إقليمياً وداخلياً ودولياً.

تَحفَّظ محمد حسنين هيكل الذي زار نصرالله بعد عامين من تدخّلِ الحزب في سوريا، عن قول الأخير أمامه إنّ الحزب ساهمَ بشيء متواضع في حماية سوريا، وقال هيكل «إنّ تَدخُّلَ الحزبِ كان له الموقع المركزي داخل استراتيجية منعِ إسقاطِ نظام الأسد».

وفي نظر هيكل، بحسب محادثية في بيروت آنذاك، أنّ نصرالله أدّى الدور الأهمّ في حماية النظام، عبر نجاحه في ربح معركة منطقة حمص (القصير)، التي كانت توجد فيها النواة الصلبة لـ»الجيش السوري الحر» المراهن عليها حينها دولياً وإقليمياً أن ينطلقَ منها مسار تَشكّلِ بناء «الجيش الوطني السوري المعتدل البديل للجيش السوري.

كانت الخطة أن تتوسّع هذا النواة المتمركزة في منطقة حمص لتضمّ 7500 ضابط انشقّوا عن الجيش السوري موجودين في مناطق سوريّة مختلفة. ولكن بعد هزيمة تشكيلات النواة الصلبة لـ«الجيش الحر» في منطقة حمص، تَشتَّت مشروع لملمةِ حبّات عقدِ الضبّاط السوريين المنشقّين، وكردّةِ فعلٍ منهم على تقصير قيادتَي «هيئة الإنقاذ الوطني» ومجلس أركانها العسكري بدعمِ مقاتِلي المعارضة في منطقة حمص، توزَّع هؤلاء الضبّاط ومجموعاتهم التي كانت لا تزال شكليّة حينَها، بين «داعش» و«النصرة» وقوى إسلامية أخرى توصَف جميعُها بالتطرّف.

وقاد هذا التحوّل إلى تقديم قراءة استراتيجية جديدة للميدان السوري، وهي أنه أصبَح موزّعاً بين قوّتَين أساسيتَين: التكفيريون وقوامُهم «داعش» و«النصرة» وما بينهما من جماعات أخرى سوريّة وأجنبية، وذلك في مقابل النظام وحلفائه وعلى رأسهم «حزب الله». فيما أصبحت مساحة قوى المعارضة المسلّحة المعتدلة في ميدان سوريا، شِبه خاوية.

بعد ذلك دخَل الروس إلى الميدان السوري، وفي مقدّمِ أولوياتهم ضربُ «النصرة» التي كان عرّابوها قد قاموا بمحاولات لإقناع واشنطن بأنّها ذات خصوصية جهادية سوريّة وليس عالمية. وطالَ النقاش بين واشنطن وموسكو قبل أن تقتنعَ الأولى بضمِّ «النصرة» للائحة الإرهاب.

خلال إعلانه أوّلَ أمس بدءَ تشغيلِ مركز الأردن لمراقبة اتّفاقية خفضِ التوتّر في جنوب غرب سوريا، كان لافتاً وصفُ وزير الدفاع السوري هذا التطوّرَ، بأنّه يعني «نهاية الحرب الأهلية» في سوريا.

وبحسب مصادر روسيّة، فإنّ موسكو تعتبر وصولها لنقطة تدشين مسار مراقبة مشتركة مع أميركا لمناطق خفضِ التوتّر، بمثابة تحقيقٍ لهدفها الاستراتيجي الثالث في سوريا.

وكانت روسيا، قبل ذلك، قد ساهمت بنحوٍ غيرِ مباشر عام 2013 عبر زيارة بوغدانوف لِـ نصرالله بتحقيق الهدف الأوّل المتمثّل بضربِ مشروع إنشاء «الجيش السوري المعتدل» البديل للجيش السوري. ثمّ لاحقاً ساهمت مباشرةً بعد تدخّلِها العسكري بتحقيق الهدف الثاني، ونجاحها أخيراً بإضافة «جبهة النصرة» إلى قائمة الإرهاب الدولية. أمّا الهدف الثالث الحالي فيتمثّل بإنتاج ثلاث مناطق خفضِ توتّر في «وسط سوريا» وفي «جنوب غرب سوريا» وفي «غوطة دمشق الشرقية». ومن وجهةِ نظر روسيا، تعني إقامة مناطق خفضِ التوتّر الثلاث الآنفة، تعديلاً استراتيجياً لواقع الميدان السوري، وذلك لمصلحة إنهاءِ أعمال القتال بين الجيش السوري وبقايا «الجيش السوري الحر»، وجعلِ ميدانِ قتال الجيش السوري في كلّ سوريا محصوراً فقط في المناطق التي توجد فيها «النصرة» و»داعش»، أي على جبهات يتوافر لها الغطاء دولياً. ومثلما أخرَجت معركة القصير، مشروع «الجيش البديل» للجيش السوري من معادلة الميدان السوري العسكري والسياسي، فإنّ بدءَ تطبيقِ مناطق خفضِ التوتّر الثلاث، والمعتبَرة «منطقة جنوب غرب سوريا» نموذجاً لها، أفرَغت الميدان العسكري السوري من أيّ تعبير قتالي يوحي بأنّ ما يجري فيه هو حربٌ أهليّة بين النظام ومعارضيه السوريين، ليصبحَ للميدان الحاليّ قراءةٌ دولية واحدة، وهو أنّه حربٌ من قبَل النظام والدوليين ضدّ الإرهاب في سوريا. تُواجه موسكو ضمن مرحلة الانتقال لإفراغ الأزمة السورية من التعبيرات التي تشي بأنّها حرب أهلية، اعتراضاً من تل أبيب التي تَعتبر أنّ اتّفاق روسيا - أميركا حول منطقة خفضِ التوتّر في جنوب سوريا لم يحتوِ على ضمانات لأمن إسرائيل. وبحسب معلومات خاصة بـ»الجمهورية»، فإنّ لقاء نتيناهو ـ بوتين للبحث في هذه القضية، أفضى إلى تحفّظِ موسكو على وجهة النظر الاسرائيلية التي تَعتبر أنّ اتّفاق جنوب سوريا «يؤسّس لإقامةٍ إيرانية استراتيجية طويلة» في سوريا تُهدّد أمنَ إسرائيل، وأنّ المطلوب إخراج «حزب الله» وإيران من سوريا وحتماً بدءاً من منطقة الحدود السورية مع الأردن وإسرائيل.

لقد طرَحت روسيا وجهة نظرِها من الزاويا الآتية:

ـ أوّلاً، لا ترى موسكو أنّ «حزب الله» منظمة إرهابية، حيث إنّ تاريخ الحرب بينه وبين إسرائيل لم يسجّل أنّه قام لمرّة واحدة بمهاجمة الداخل الاسرائيلي، بل كلّ المواجهات الاسرائيلية معه جرت على الارض اللبنانية.

ـ ثانياً، تَعتبر موسكو أنّ مبعث مطالِب إسرائيل نَيل ضمانات في سوريا، لا ينطلق من قلقها من الخطر الإيراني و»حزب الله» عليها، بل من حقيقة انّ اسرائيل تواجه مشكلة عدم تكيُّفِها مع لحظة ولادة سوريا الجديدة، ذلك انّ تل ابيب تشعر بفشل رهانِها على تشغيل «النصرة « كيسَ رملٍ على حدودها في القنيطرة، وأيضاً فشَلِ رهانِها على الاستثمار في دعم الاكراد في شمال سوريا، الذين لم يتلقّوا الدعم فقط من اميركا بل من نتنياهو أيضاً. ـ ثالثاً، ترى موسكو أنّ الضمانات لمقترح إقامة مناطق خفض التوتّر في المناطق الثلاث، وخصوصاً في جنوب سوريا، متوافرة في دور قوّةِ الفصل بين تماسات النظام والمعارضة وأيضاً في انتشارها على خطٍ يقع بين شمال هذه المنطقة حيث توجَد المعارضة وامتداداً إلى الحدود السورية مع الأردن وإسرائيل، وبين غربها حيث النظام وحلفاؤه. وضمن هذه الجزئية توضِح المصادر عينُها أنّ التفاوض على تشكيل مركز عمان لمراقبة هدنة جنوب – غرب سوريا، أنجز ضمانات من النظام السوري للأردن بأنه سيُعيد الأوضاع على طرفي حدود البلدين الى الوضع الذي كان عليه قبل العام 2011، وأُعطيَت ضمانات لأميركا بأنّ الشرطة الروسية ستلعب ما يشبه دورَ «اليونيفيل» العازل بين الاشتباكات الإقليمية وامتداداتها في هذه المنطقة.

 

أمّا وقد أصبحنا وطنيّين

حازم صاغية/الحياة/26 آب/17

أخيراً أصبحنا وطنيّين. قبل شهرين فقط لم نكن كذلك. كنّا نكره بعضنا قليلاً. الآن؟ حبّ خالص. كلّنا وطنيّون. كلّنا من دون استثناء.

في شهرين فقط، وطنيّتنا نمت وشبّت. ما شاء الله! سرعتها غير مسبوقة في تاريخ الوطنيّات. نقف منتصبين حين يُعزف النشيد. نمشي وطنيّاً. نأكل وطنيّاً. إعلامنا وطنيّ. فنّنا وطنيّ. أغانينا وقصائدنا وطنيّة. كلّ ما فينا وطنيّ. أجهزة التلفزيون تكاد تنفجر حبّاً للوطن. الإذاعات طناجر ضغط وطنيّة. حناجر المطربين والمطربات فوهات تخرج منها نيران تحرق أعداء الوطن.

من لا يزال صوته منخفضاً بيننا فليسلّم نفسه إلى أقرب مخفر.

أطفالنا وطنيّون. منذ شهرين باتوا يولدون وطنيّين. الكلمات الأولى التي يتلفّظون بها لحظة انفصالهم عن أمّهاتهم: «رئيسنا المفدّى». يصفنون قليلاً متأمّلين أحوال العالم الذي أتوا إليه ثمّ يؤدّون التحيّة ويروحون ينشدون «بحبّك يا لبنان».

نصطفّ جميعاً أمام الوطن كلّ صباح، مثلما يصطفّ تلامذة المدرسة حين يرنّ الجرس. الوطن، في آخر المطاف، مدرسة كبرى. نتأكّد من أنّ أظافرنا مقصوصة ولُحانا حليقة وآذاننا نظّفناها بعيدانٍ قطنيّة. نتأكّد من أنّ ملابسنا زاهية وضحكاتنا عريضة قبل أن يدعونا أستاذ حصّة التفاؤل الوطنيّ كي ندخل في الوطن. ندخله كلّ صباح واثقين من أنّ غدنا سيكون أفضل من يومنا، وأنّ ما بعد غدنا سيكون أفضل من غدنا، وهكذا دواليك في حركة صاعدة من العزّة والكرامة... ولا ننسى العنفوان والسؤدد أيضاً.

هل قلتَ: طائفيّة وطوائف؟ هذا لا يوجد عندنا. يوجد عند سوانا. أنت جاسوس.

هل قلتَ: حروب أهليّة؟ معاذ الله. كلام استشراقيٌّ. إيهان لنفسيّة الأمّة. بلى، حروبنا جاءتنا من الخارج. حطّت بالغلط في بلدنا. إنّها حروب الآخرين على أرضنا. نحن أخوة في الله، ومنذ شهرين في «حزب الله» كذلك...

اللبنانيّون فعلاً صاروا وطنيّين، بل وطنيّين متطرّفين. كثيراً ما عُيّروا بأنّهم ليسوا كذلك. بأنّهم نالوا استقلالهم من دون دم وشهداء. كان يقال لهم، في معرض التعيير، أنّ الجزائر دفعت مليون قتيل، فينظرون بخجل إلى أنفسهم: من أين نأتي بالمليون؟ قبل شهرين، كانت الرغبة بالمليون تعني للّبنانيّ المتوسّط شيئاً آخر هو «من يربح المليون؟».

هذا تغيّر كلّيّاً. هذا هو الزمن السابق. زمن الضلال والفرقة والجاهليّة. نحن الآن، بعد القشعريرة البنّاءة التي سرت في أوصالنا، مستعدّون أن نبذل مليوناً من البشر، بدل أن نفكّر بكسب مليون من الدولارات. حتّى صاحب برنامج «من يربح المليون؟» صار متحمّساً أن يضحّي بمليون شهيد!

في السابق، تراءت لبعضنا فكرة معقولة لمعالجة عقدة نقصنا المزمنة: نعلن الحرب على فرنسا فتحتلّنا من جديد، وتتيح لنا الفرصة كي نقاومها. بهذا نقدّم المليون شهيد ونمسح عارنا مرّةً وإلى الأبد. لقد زاد عددنا وأصبح أمر كهذا ممكناً. نعم، نقدّم مليوناً على مذبح التاريخ. بهم تتفولذ النفوس. بهم تنصهر الإرادات. بهم نصير رجالاً رجالاً، كلّ واحد منّا، بمن فينا النساء، رجل رجل.

صرنا وطنيّين. قلوبنا تخفق بمجرّد أن تخفق رايتنا. عقولنا لا تشكّ في ما هو حقّ ولا تتساءل. نسير إلى طلب الحقّ بعقل واحد. بالأحرى: نقف في الحقّ هذا بعقل واحد. لكنْ فيما نحن نحتفل بوطنيّتنا، شاهدنا سيّداً يتلصّص علينا من وراء شاشته العملاقة ويقهقه. لقد سمعناه يقول: في وسعي أن آخذهم جميعاً إلى بحر الوطنيّة وأردّهم عطاشاً. في وسعي أن أكبّر الوطن وأصغّره، وأن أوسّع المعادلة التي تنهض سياسته عليها وأضيّقها. في وسعي أن أقنعهم أنّ الوطنيّة تعني كذا، ثمّ أقنعهم في اليوم التالي أنّها تعني كذا، وكلّ كذا تختلف عن الكذا الأخرى خلافاً ضخماً. لكنّهم، لحسن الحظّ، لا يرون ذاك الخلاف. إنّهم مسحورون. إنّهم مقتنعون. إنّهم لا يرون. إنّهم وطنيّون!

 

داعش المدارس الخاصة؟

فؤاد أبو زيد/الديار/25 آب 2017

بانتظار ان يحسم الجيش ملف معركة طرد الدواعش من الارض اللبنانية، لا بأس في ان نفتح ملف دواعش من نوع مختلف في الشكل، لكنه متطابق في المضمون، هو ملف المدارس الخاصة التي تستنزف اموال المواطن اللبناني منذ زمن طويل، دون ان يقول لها أحد في الحكومة او في وزارة التربية، او من اي مسؤول، «ما احلى الكحل في عيونك» وهي متروكة للتحكّم بالدولة والمواطنين، رافعة بوجههم مقصلة القبول بما يفرضون، على قاعدة، ارضخوا لأقساطنا وما يترتب عليكم من واجبات اخرى، أو لا مكان لأولادكم في المدارس الخاصة.  ان مشكلة تحكم اصحاب المدارس الخاصة او مديريها، او المؤسسات التي ترعاها، ليست وقفاً على طائفة او مذهب، فهي مرض يصيب جميع اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، ولكنني في هذا المقال، سأبدأ بالمدارس والجامعات المسيحية، وتحديداً المارونية والكاثوليكية منها، التي يفترض بها ان تلتزم بمقررات المجمع الماروني المسيحي الذي عقد في اللويزة، والذي يفرض على مسؤولي هذه المدارس ان «يعلّموا ابناء الطائفة مجاناً»، ولكن هؤلاء بدلاً من ان ينصاعوا لقرار المجمع حوّلوا التعليم الى عملية تجارية، تبدأ بالقسط وبإلزام الاهل شراء الكتب والقرطاسية وثياب المدرسة وادوات الرياضة في المدرسة، او من مكتبات اتفقوا معها على الاسعار والارباح تحت طائلة رفض التلامذة والطلاّب، كما انهم تدخّلوا ويتدخّلون في انتخابات لجان الأهل، واذا صدف ان خرج أحد عن طاعتهم من لجان الاهل، يطرد اولاده من المدرسة من دون مراجعة او مناقشة. على اثر اقرار سلسلة الرتب والرواتب، هدّد المسؤولون في المدارس الكاثوليكية بإغلاق المدارس التي يدّعون انها مجانية، اذا لم تسارع الحكومة الى مساعدة المدارس الخاصة، وكان يمكن لهذا التهديد ان يكون في مكانه الصحيح، لو يعمد المسؤولون في المدارس الخاصة الى نشر عدد التلاميذ في هذه المدارس، وكلفة تعليم هؤلاء، وان تتأكد وزارة التربية او التفتيش من الاعداد والكلفة، كما يفترض ان يقدموا حسابات بأقساط المدارس في جميع الصفوف ومداخيل النثريات الاخرى التي تعادل احياناً نصف الاقساط، وبأي طريقة يتم توسيع المدارس والصفوف والملاعب والمكتبات، كما يفترض بهم ان يقدموا بيانات برواتب العديد من الاساتذة التي لا تتطابق مع ما تقرره الدولة.  اذا كان المسؤولون عن المدارس الخاصة يقرّون بأنهم يديرون مدارس تتوخى الربح، فهذا حقهم، وعندئذ يكون تعاملهم مع وزارة الاقتصاد وليس وزارة التربية، ولا يحق لهم بمساعدات، كما ان وزارة التربية مسؤولة امام المواطن اللبناني عن نشر بيان يوضح قيمة المساعدات المالية التي تقدّم الى المدارس الخاصة، وهل تراقب كيف يتم انفاق هذه الاموال والى من تذهب، والحكومة مدعوّة الى وقف كل المساعدات للمدارس الخاصة، وانفاقها في رفع مستوى المدارس الحكومية على غرار ما فعل الرئيس فؤاد شهاب، الذي عاشت المدرسة الحكومية في ايام حكمه عهدها الذهبي.  في النهاية، من المفيد نشر عيّنة، عن المآسي التي يعيشها نبض المواطنين مع الجامعات الكاثوليكية، وهي موثقة وليست ادّعاء. فقد فرضت هذه الجامعة على مواطن ان يدفع قسط ابنه على دفعتين، عند التسجيل، وقبل انتهاء الدراسة، وكان هذا الطالب في سنته الرابعة والاخيرة، وكان والده يدفع القسط على ثلاث دفعات ولم يتأخر يوماً، وقد رفضت الجامعة طلب المواطن، ما اضطره الى بيع قطعة ارض ورثها عن والده لتسديد القسط على دفعتين.  هل هذه هي الروح المسيحية التي قال بها المجمع الماروني في اللويزة؟!

 

بعد أن “جرّب المجرّب”.. وصهرّه!: جعجع على طريق إهدن.. ولو متأخراً!  0

موقع الشفاف/25 آب/17

“أن تصل متأخراً خيرٌ من ان لا تصل أبداً”!

يبدو ان هذا هو شعار رئيس حزب القوات اللبنانية، الدكتورسمير جعجع، الذي يسعى اليوم الى “تنسيق” و”مصالحة” مع الوزيرالسابق النائب سليمان فرنجيه بعد ان اكتشف، متأخراً، فداحةَ الخطأ الذي تم دفعه اليه بتبنّي ترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية!

مصادر سياسية تشير الى ان جعجع وقع ضحية “تذاكيه” من جهة، وعملية خداعٍ تعرض لها من جهة ثانية أثناء مفاوضات الرياشي – كنعان، التي انتهت الى توقيع ما سمي “إعلان النوايا” بين التيار العوني والقوات- وهو الإعلان الذي لم يلتزم به التيار العوني ما خلا البند الاول والذي يضمن تأييد نواب “القوات” لترشيح عون للرئاسة، وتحوّل النائب عدوان بعد الاعلان الى ما يشبه “المدير غير المعلن للحملة الانتخابية الرئاسية للجنرال”، مطالبا الفرقاء السياسيين، وفي مقدمهم تيار المستقبل بانتخاب “الرئيس المسيحي القوي”!

للتاريخ:  جعجع لم يُفاجأ باتفاق الحريري-فرنجية!

المصادر السياسية تقول إن جعجع لم يكن في غفلة عن ترشيح الرئيس الحريري للنائب فرنجيه، بل إن المفاوضات بين “المردة” و”القوات” كانت تسير على قدم وساق، وان “القوات” اشترطت على فرنجيه ما لم يستطع فرنجيه الالتزام به، من ضمنها ان تكون حصة “القوات” وزارة الدفاع او وزارةالداخلية الى ثلاث وزارات إخرى، إضافة الى موافقة “القوات” على تسمية قائد الجيش، وزيارة يقوم بها فرنجيه الى “معراب” وسوى ذلك من الشروط.

الى ذلك، تشير المصادر الى ان فرنجيه ابلغ الوسطاء والمتحاورين انه على استعداد لزيارة “معراب” على ان يضمن موافقة جعجع على ترشحه للرئاسة، وان تأتي هذه الموافقة من “معراب”، وليس قبل الزيارة إنما خلالها. وقال فرنجيه حينها:  “الحكيم مراوغ وهو امضى احد عشر عاما في السجن من دون ان يستطيع احد انتزاع كلمة منه، وأنا لن اذهب الى معراب ما لم تكن هناك ضمانة بأن جعجع موافق على ترشيحي. اما حكاية اني طالع نازل عمعراب للتفاوض وغيره، ما بطلع”!

وتنقل المصادر عن جعجع قوله “انه لو تأخر اسبوعين على إعلان ترشيحه للجنرال عون، لكان فرنجيه أصبح رئيسا للجمهورية”!

باسيل لن يقبل بترشيح جعجع لرئاسة الجمهورية مستقبلاً!

وكي لا يصل فرنجيه، لجأ جعجع الى استعجال ترشيح الجنرال لقطع الطريق نهائياً على فرنجيه، بعد ان نقل المفاوضون الى “الحكيم” وعودا لم يتم الالتزام بأي منها وفي مقدمها ان الجنرال سيسعى الى إيصال الحكيم من بعده لرئاسة الجمهورية، على قاعدة الوفاء للدعم القواتي. فجاء الرد مبكراً من الوزير باسيل الذي قال لمراسلة محطة “المر”، دنيز رحمه، رداً على سؤال ما إذا كان سيرشح “الحكيم” للرئاسة خلفا لعمه الجنرال عون،  ما حرفيته “اتفقنا على ان يكون المرشح للرئاسة مَن تكون كتلتًه النيابية هي الاكبر، وتاليا هو الاكثر تمثيلا للمسيحيين، فإذا كانت كتلة القوات هي الاكبر، فلا مانع لدينا عندها”! وفي يقين باسيل ان كتلة القوات لن تتجاوز عدداً كتلة التيار العوني، وتاليا سيترشح هو لمنصب الرئاسة وسيلزم جعجع بترشيحه هون كونَه المرشح الاكثر تمثيلا”!

المصادر السياسية تقارن ايضا بين ما طالب به فرنجيه ورفضته “القوات”، وبين ما طالب به الجنرال عون وقبلت به “القوات”!!

فيوم الثامن عشر من كانون، كان مقررا ان يصل الجنرال الى “معراب” ليعلن جعجع مضمون ورقة النوايا ويتبنى ترشيح عون. ولكن الجنرال ذهب الى الصرح البطريركي في طريقه الى معراب، والتقى البطريرك الراعي، وابلغه ما حرفيته: ” لن اذهب الى معراب ما لم يصار الى إعلان ان الاجتماع المزمع عقده مع جعجع سيكون لاعلان تبني ترشيحي لرئاسة الجمهورية! وما لم يصدر هذا الاعلان من معراب قبل وصولي اليها، لن اتوجه الى الاجتماع”!  وبالفعل، يومها خرج رئيس جهاز التواصل والاعلام الوزير حاليا ملحم رياشي، وهو كان يمثل جعجع في المفاوضات مع عون، الى الصحافيين، وقبل وصول الجنرال عون الى معراب وهو ينتظر مسمرا امام شاشة التلفزيون، ليعلن رياشي ان الاجتماع هو لاعلان تبني ترشيح الجنرال عون لرئاسة الجمهورية. وعندها فقط، غادر الجنرال بكركي وتوجه الى معراب!

وتشير المصادر الى ان فرنجيه كان طلب فقط ضمانة إعلان تبني ترشيحه أثناء وجوده في معراب، ولكن ذلك لم يحصل!

وتضيف المصادر السياسية، ان “الحكيم” كان تلقى وعوداً من التيار العوني بحصة وازنة في حكومة العهد الاولى، وان يكون له رأي في تسمية قائد الجيش وان تكون التعيينات الادارية مناصفة بين القوات والتيار العوني وان وان وان …..

ما حصل لاحقاً يُشير الى تعرض جعجع لخديعة كبيرة! مع أنه هو القائل “من جرب المجرّب كان عقله مخرب”، ومع أن تجاربه مع الجنرال عون لا تبشر بالخير. ومع ذلك، عاد وكرر التجربة مرارا وتكراراً، ولم يكن على استعداد لتجربة العلاقة مع النائب فرنجيه ولو لمرة واحدة قبل استفحال مرارة “اوعا خيك” في ضمير القوات ووجدانها.

مرارات وخيبات القوات تعددت منذ انتخاب عون

فوزارات القوات ليست سيادية ومنصب نائب رئيس الحكومة فخري اكثر منه فعلي. وعيّن لجعجع وزير ماروني واحد وآخر من الكاثوليك ووزير من الارثوذكس، واحتفظ عون وصهره باسيل بحصة الموارنة وأعطوا الرئيس الحريري وزيراً مارونيا!

وفي التعيينات، حمل الوزير جبران باسيل اسم قائد الجيش بدون تشاور مع أحد، كما حمل عدداُ آخر من التعيينات الامنية الى مجلس الوزراء، مخالفا الدستور والقوانين، وفرض تعيينهم!  فاعترض وزراء “القوات” وتحفظوا، إذ ان التعيينات في مراكز الفئة الاولى، تتم من خلال عرض ثلاثة اسماء لكل منصب ومن ضمنها يختار مجلس الوزراء اسما واحدا. ولم تفلح محاولات وزراء “القوات” في ثني باسيل عن موقفه/ وسارت التعيينات من دون رأي “القوات”! وكرت السبحة. ففي الانتخابات البلدية والاختيارية، كان تحالف “القوات”-عون، “الصاق لحم ميت على لحم حي”، فلم تحصد القوات سوى الخيبة! إذ ان العونيين استفادوا من تصويت القواتيين حيث هم في حاجة الى اصواتهم، وانفردوا بالمجالس البلدية والاختيارية حيث يستطيعون الفوز منفردين، على قاعدة “ما للتيار العوني هو للتيار العوني وما للقوات وباقي المسيحيين هو لنا ولهم”! لا بل استطاع التيار العوني جر”القوات” الى مواجهة مع حلفاء تاريخيين وتقليديين للقوات، من الشخصيات المسيحية المستقلة، مثل النواب بطرس حرب ودوري شمعون وهادي حبيش فخاضت”القوات” معارك بلدية في وجه هؤلاء الحلفاء مسايرة للتيار العوني، فخسروهم ولم يربحوا العونيين!

الوزير الرياشي: على يساره الحزب الإيراني، وعلى يساره الحزب الإيراني وسفير سوريا!

التلفزيون والوكالة الوطنية:  فيتو باسيل على تعيينات الرياشي

وفي مسيرة الخيبات، منع الوزير باسيل وزراء”القوات” من أداء مهاهم داخل مجلس الوزراء.

فلم ينجح المفاوض المدلل، الوزير ملحم رياشي، في تعيين رئيس لمجلس إدارة تلفزيون لبنان! إذ اشترط باسيل تعيين رئيس عوني!

كما لم يفلح في تعيين مدير للوكالة الوطنية للاعلام، لان من يشغل المنصب حاليا يشغله بطريقة غير قانونية، بالتعاقد ومن الفئة الرابعة، لان الوزير باسيل يريد عونيا!

واوقف باسيل قرارات وزير الصحة لمحاسبة اكثر من مجلس إدارة مستشفى حكومي، لان المجلس عوني الهوى والانتماء.

وتضيف المصادر، ان”القوات” كانت وما زالت تلجأ الى بلع الموسى. في كل مرة يصيب جبران باسيل مقتلا قواتيا. حتى “قانون الانتخابات” الذي سعى به النائب جورج عدوان في ربع الساعة الاخير، نسبه اليه باسيل عشية إقراره وطالب بتعديله في اليوم الثاني!

هل تنجح محاولات التقارب بين فرنجيه وجعجع؟

مصادر “المردة” تشير الى انفتاحها على القوات، وان ما مضى قد مضى، الا انها تنظر بعين الحذر الى القوات بشخص رئيسها! وهي تنطلق من مقولته “من جرب المجرب”، و”المردة” جربوا جعجع في رئاسة الجمهورية، ولم تأتِ تجربتهم  معه بأي نتيجة!

مصادر متابعة في الشمال، تنظر بارتياح الى إزالة آخر لغم في الخلافات المسيحية-المسيحية، وتعتبر ان اي انفتاح بين “المردة” و”القوات” سيكون فأل خير مسيحياً ووطنياً، على ان تصفى النوايا وان لا يكون استهداف جبران باسيل في معركة الرئاسة المقبلة هو الجامع الوحيد بين جعجع وفرنجيه ليعود الخلاف بينهما الى ما كان عليه في حال عدم الاتفاق.

هل يصل جعجع هذه المرة على الموعد ام أنه سيتأخر؟ ليقول له الرئيس سعد الحريري مرة ثانية “يا ريت من زمان يا حكيم”.

 

إقتصاد مأزوم وضرائب ظالمة جدا

بسام ضو/25 آب/17

تؤكد أكثر من دراسة أعدّتها بعض المراجع الإقتصادية على أن الواقع الحالي للإقتصاد اللبناني حاضرا يمر بمرحلة هي الأدق والأخطر ، وكل المؤشرات الإقتصادية إلى تراجع إنحداري وهي تكاد تصل إلى مرتبة الإنهيار الكبير ... والملاحظ أن هذه الدراسات تجمع على بند واحد وهو إذا لم يتم تدارك موضوع الإنحدار الإقتصادي قد تصل الدولة إلى حافة الإنهيار الكلّي نسبة للتراجع المستمّر في القطاعات الزراعية والصناعية والتجارية والمالية ، إضافة إلى ركود القطاع العقاري التي أضيفت عليه ضرائب غير مدروسة مؤخرا . تلحظ الدراسات التي إطلعنا عليها في ندوة أن هناك مجموعة مؤشرات تتراكم وبدرجة سلبية منذ إنتخاب فخامة رئيس الجمهورية لتعطي صورة جد سلبية عن الوضع الإقتصادي ومنها على سبيل المثال العجز الكبير في ميزان المدفوعات ، وتراجع المؤشر الإقتصادي العام وهذا ما أعدّه مصرف لبنان وتقارب النسبة حوالي ال 6.5% . ويضاف إلى هذا الأمر تراجع الحركة التجارية ، وحركة البناء وحتى التجارة الخارجية ، وإنخفاض قيمة الواردات بنسبة تفوق ال 12.8% ، كما لاحظنا أنّ الدراسات لحظت أيضا تراجع المؤشرات المختلفة التي تقاس على أساسها الحركة الإقتصادية ، وهذه عوامل لا تبشر بالخير أمام ضريبة تفرض على المواطنين . كل هذه الدراسات التي أعدّت لحظت إشتداد حدّة بعض المؤشرات الإجتماعية لا سيّما الفقر وإتساع دائرته لتشمل مختلف الأراضي اللبنانية وبنسب مرتفعة تكاد تصل إلى ال 45% ، وهذه نسبة مخيفة لبلد مثل لبنان تبلغ مساحته 10452 كلم2، هذا إذا ما أخذنا بعين الإعتبار الوضع الجغرافي لطبيعة أرض لبنان وهو أن نسبة تتراوح بين 35% و 45% من مساحة أرضه غير صالحة للإستثمار الزراعي أو السكاني كالاودية وقمم الجبال والتضاريس ، فإن نسبة الكثافة السكانية ترتفع إلى 632 شخص في الكلم المربع الواحد ، إضافة إلى ذلك تلحظ الدراسات موجة الهجرة التي تعرض لها لبنان ، وذلك بفعل الأزمات الإقتصادية والسياسية وعدم ثقة المواطن بدولته . كما تلحظ الدراسات أن نسبة المعدل المقبول في كافة دول العالم للأجانب يجب أن لا تتجاوز الحد الأقصى 8% من عدد سكان البلاد وتؤشر الدراسات أن نسبة الأجانب المقيمين بلغت حدّها الأقصى حوالي ال 45.8% والتي تشمل النازحين السوريين ، ويترافق هذا الأمر مع نسبة بطالة قاربت ال 48% وهذه نسبة جد خطيرة .

ما لفتنا في ما قرأناه أنّ الأوضاع الأمنية في لبنان وبعض الدول العربية التي يتأثر بها لبنان أثّرا جدا على العديد من النشاطات الإقتصادية في الداخل اللبناني وهذا ما يجعل الركائز الثلاث الرئيسية التي تحفّز الإقتصاد اللبناني نسبة إلى العلم الإقتصادي في تراجع وتدّني مستمرّين ومنها على سبيل المثال ولا الحصر : الإستثمارات والرساميل الواردة فإنها قد تراجعت لأكثر من 4.5 مليارات أي بمعدل 33% بسبب غياب الإستثمارات الخارجية والعربية وتحديدا الخليجية منها . وتلحظ الدراسات إلى أن تحويلات اللبنانيين المغتربين تراجعت بنسبة تفوق ال 25.8% والسبب يعود إلى مغادرة معظم عائلات العاملين في الخارج للإلتحاق بذويهم المقيمين في بلدان الإنتشار ... علما أن الدراسات لحظت أيضا وهذا أمر جد خطير أن من يملك مشروعا في لبنان قلّص نشاطه بسبب الظروف المعيشية والإقتصادية السيئة ناهيك عن تراجع عملية شراء العقارات من قبل المغتربين اللبنانيين ... كما لحظت الدراسات حالات الركود للصادرات الزراعية والصناعية

الأمر الخطير في هذه الدراسات إلى أنها تظهر حالات الفساد المستشرية في إدارات الدولة ، وعلى الهامش نسمع من صاحب الفخامة وتحديدا ما ورد في خطاب قسمه أنه سيسعى جاهدا للقضاء على الفساد وعمليا تـمّ إستحداث وزارة لمكافحة الفساد وفي كل إطلالة لصاحب المعالي يجاهر أنه سيقف السّد المنيع أمام صفقات الفساد التي تهدر المال العام ، والظاهر أن خطب صاحب المعالي تصطدم بسد منيع يمنع إتخاذ الإجراءات المناسبة لوقف عمليات الفساد السائرة من دائرة إلى دائرة ... والأمثلة كثيرة على حالات الفساد ونذكر منها فقط أسماء بعض المؤسسات وهي : الضمان الإجتماعي – المستشفيات الحكومية –

إهراءات مرفأ بيروت – كهرباء لبنان والبواخر المستأجرة – كازينو لبنان – الإنترنت الغير شرعي ، واللائحة تطول ولا أحد لديه الجرأة على مكافحة الفساد والفاسدين ، بل هناك عمليات إنتقائية تمارس في بعض الأحيان وتطال بعض المظلومين المحسوبين على تيارات معينة ، وهناك محميات سياسية تحمي فاسدين ومرتشين ... إنّ لبنان يتجه يوما بعد يوم إلى المزيد من الإنهيار على الصعيدين الإجتماعي والإقتصادي وهذا بفعل الأزمات المتلاحقة التي ترخي بظلالها على الوضع وفي مقدمتها : الأزمة الأمنية والسلاح الغير شرعي المتفلّت الذي يستهدف المواطنين في عقر دارهم وفي الشوارع وحتى الأماكن العامة . وتشير الدراسات إلى تقارير موثقة عن حالات التسيّب الأمني فتلحظ حالات النشل والسرقة في معظم المناطق اللبنانية ، والأمر المؤسف أنّ المواطن يجد نفسه مكبلا أمام الأمر الواقع ، حيث القانون يعجز عن حمايته وتأمين أمنه وإسترداد حقوقه المسلوبة ، وفي حال إستمرّت الأمور على هذا المنوال فإنها ستنذر بعواقب وخيمة على المجتمع اللبناني ككل . والأمر الذي هو في غاية الخطورة الإجتماعية لحظت الدراسات أنه في مجال الصحة تؤكد وبصورة دقيقة وملفتة إلى أنّ نسبة حوالي 52.5% من اللبنانيين ليس لديها تأمين صحي ، وهذا الأمر يستدعي البحث الجدي للمعضلة الصحية الإجتماعية وإيجاد الحلول الناجعة للحد من تماديها ومن إنعكاساتها السلبية على الوطن ، هل من يسمع من المسؤولين؟ لفتني رد دولة رئيس مجلس الوزراء في جلسة مساءلة الحكومة الأخيرة وبإختصار إعتبر دولته أن الحكومة أنجزت موازنة العام 2017 ، وأقرّت قانونا للإنتخابات النيابية ، وتعمل على إنتاج الكهرباء وغيرها من الإنجازات وكلها في نظر المواطنين إنجازات لا قيمة لها تزامنا مع إرتفاع الضرائب ، علما أن علم الإقتصاد على ما تعلمناه في الجامعات وما خبرناه في أعمالنا يحذّر من فرض أي ضرائب في فترة الركود الإقتصادي لأن الأمر سيؤدي إلى الكساد . أيّها السياسيون إرحموا شعب لبنان فلم يعد يحتمل المزيد من الضرائب ولم تعد تنطلي عليه الوعود الكاذبة .

 

جرود بعلبك... الدولة انتصرت!

نديم قطيش/الشرق الأوسط/25 آب/17

يحق لـ«حزب الله» أن يقلق من نتائج معركة جرود بعلبك والقاع، شرق لبنان، التي يخوضها الجيش في مواجهة جيوب «داعش». فمنذ اتفاق الطائف وانتهاء الحروب الأهلية اللبنانية وحروب الآخرين على أرض لبنان، هذه أول معركة يخوضها الجيش اللبناني بمثل هذا النجاح والأداء الميداني الباهر. أحسبها المرة الأولى؛ لأن معركة نهر البارد كانت معركة مفاجئة فُرضت على الجيش في توقيت لم يختره، ورغم نجاحها في المحصلة العامة فإن كلفاتها كانت كبيرة على المؤسسة العسكرية، كما أنها تختلف في طبيعتها الميدانية، إذ كان مسرحها مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين شمال لبنان، وليس جروداً في أطراف الوطن.

للمرة الأولى يرى اللبنانيون جيشهم في مثل هذه المعركة. معركة نجحت في تعديل المزاج الوطني العام بعد معركة «حزب الله» في جرود عرسال التي سبقتها بأيام. بالمقارنة مع «حزب الله»، الذي تكبد ما يقرب من ثلاثين قتيلاً وثلاثة أسرى، خلال 48 ساعة من القتال، وأنهى المعركة بتفاوض مهين مع «جبهة النصرة»، استشهد للجيش اللبناني خمسة عسكريين، قضى أربعة منهم بلغم أرضي. ثم إن المساحة التي حررها الجيش اللبناني، أو قاتل فيها «داعش» تتجاوز بخمس مرات تلك التي خاض فيها «حزب الله» معاركه ضد «النصرة».

الأهم بالنسبة لـ«حزب الله»، أن معركة الجيش الأخيرة أضعفت سردية «حزب الله» عن الدولة الضعيفة والجيش الضعيف، الذي شبهه ذات مرة أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، بقوى الأمن الداخلي أو الشرطة. ذروة هذه السردية التي لطالما تغذت من تصريحات لمسؤولين لبنانيين، عن ضعف المؤسسة العسكرية، آخرها كلام لرئيس الجمهورية ميشال عون من القاهرة قبل أشهر، كانت معادلة «الجيش والشعب والمقاومة»! فهذه المعادلة التي نحتها خطاب «حزب الله» وحاول فرضها سياسياً لفترة طويلة، باعتبارها الإطار الذي يحكم العلاقة بين شرعية الدولة اللبنانية والسلاح غير الشرعي لميليشيا «حزب الله»، فقدت بعد معركة الجيش كثيراً من مسوغاتها. فالجيش قاتل وحيداً، مدعوماً من حلفاء الدولة اللبنانية، وتحديداً الولايات المتحدة وبريطانيا، ومن دون حاجته لسلاح رديف أو تشكيلات موازية له. وفي مقابل سردية «حزب الله» نهضت سردية أخرى في أوساط خصومه، تقوم على ثلاثية أخرى هي «الجيش والشعب والدولة».

أعترف أنني شخصياً صاحب حساسية عالية على كل هذه المعادلات التي تضع إلى جانب الدولة وبموازاتها بعضاً من أجزائها، أي تساوي بين الجزء الذي هو الشعب أو الجيش، وبين الدولة التي هي الكل، والكيان الذي ينبغي أن تنضوي تحته الأجزاء. فالجيش ليس كياناً مستقلاً عن الدولة، بل هو بعضها، ويستمد شرعيته من شرعيتها ووجوده من وجودها؛ بل هي شرطه وليس هو شرطها، إذ يمكن لدولة أن تقوم بلا جيش، في حين أن العكس ليس صحيحاً. إنما خارج هذا الاستطراد، تكتسب معادلة «جيش وشعب ودولة» قيمة سجالية مهمة في مواجهة ميليشيا «حزب الله» وسرديتها عن الحاجة الأبدية للسلاح غير الشرعي، بداعي ضعف الدولة وجيشها. لـ«حزب الله» أن يقلق وأن يستفز أيضاً من النبرة الاستقلالية التي عبر عنها الجيش علناً؛ نافياً التنسيق مع «حزب الله»، وهو ما يضع حداً لمعادلة الشراكة بين السلاحين الشرعي وغير الشرعي. فإن كانت ثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة» مصدر إحراج للجيش أو خجل لقيادته، بحيث تأنف من الاعتراف العلني بها، على افتراض أن ثمة تنسيقاً سرياً وغير معلن، فهذا مصداق على خلل فيها، وفي شرعيتها. فكيف إذا كانت نبرة الجيش الاستقلالية هي تعبير عن واقع ميداني حقيقي لم يحصل فيه أي تنسيق بين السلاحين؟ إذ ذاك، «حزب الله» محق، أن أسئلة سياسية كبيرة ستطرح في لبنان عن جدوى سلاح «حزب الله» ودوره ومشروعه. يعرف الحزب، أن تاريخ السلاح الميليشياوي في لبنان اقترن دوماً بضعف الدولة، وتغذى من هذا الضعف. الحكاية واحدة، منذ سلاح الميليشيات الفلسطينية وتوقيع اتفاق القاهرة عام 1969، ومنح الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات حقوقاً عسكرية سيادية على الأرض اللبنانية، مروراً بانتفاضات سلاح ميليشيات حركة «أمل»، والحزب التقدمي الاشتراكي في بيروت عام 1984، وصولاً إلى استقواء سلاح «حزب الله» على الدولة اللبنانية.

في التاريخ الأبعد، قبل اتفاق الطائف، كان استهداف الجيش مباشرة هو أداة الميليشيات، لإضعاف المؤسسة العسكرية الرسمية، وإضعاف شرعيتها، وشرعية القرار السياسي الذي يقف خلفها ويحميها. وفي التاريخ الأحدث صار اختراق الجيش من جهة ومحاصرته بألاعيب الانقسام السياسي من جهة ثانية، أداة مثلى لتحييده وإضعاف دوره. كل هذا ما زال قائماً بشكل أو بآخر اليوم. المتغير هو توفر قرار سياسي على مستوى الحكومة ورئاسة الجمهورية، ورؤية عسكرية على مستوى القيادة الجديدة للجيش، ورعاية مباشرة من المجتمع الدولي، تسليحاً وتدريباً ودعماً لوجستياً؛ كلها عناصر لا بد أن تصب في مصلحة تقوية الجيش وشد عزيمته، باتجاه ينفي المبررات التي تقوم عليها سردية السلاح غير الشرعي. معركة جرود بعلبك، من هذا المنظار، معركة مفصلية حول مستقبل الدولة في لبنان… ليس أقل.

 

«فجر الجرود» والسيادة الوطنية اللبنانية

حنا صالح/الشرق الأوسط/25 آب/17

في اليوم الخامس على بدءِ الجيش اللبناني معركة «فجر الجرود»، أطبقت الوحدات العسكرية المتقدمة على «رأس الكاف»، ومغارة «الكاف» الصخرية، التي تتسع لأكثر من 300 مقاتل مع كامل الأسلحة والمعدات العسكرية. إنها المنطقة الاستراتيجية التي تُعدُّ أعلى مرتفعات السلسلة الشرقية لجبال لبنان، والتي كان تنظيم داعش الإرهابي قد اتخذ منها غرفة عملياته ومقراً لمجرميه، كونها تشرف على أكثر قرى وبلدات البقاعين الشرقي والشمالي، وعلى مناطق واسعة من الأراضي السورية المحاذية، وتحيط بها الوديان الوعرة الشديدة الانحدار، ومفتوحة على وادي ميرا، طريق الملكة زنوبيا التاريخي، الممر الذي استخدمه كثير من الدواعش للفرار باتجاه الداخل السوري. ما تقدم يؤكد أن الجيش اللبناني نفذ ما طُلب منه بكفاءة عالية، وأثبت القدرة على حماية الحدود واللبنانيين والنازحين السوريين، وكما في حرب نهر البارد ضدّ مجرمي «فتح الإسلام» عام 2007، عندما توفر القرار السياسي، قام الجيش بالدور الموكل له. خط أحمر وُضِعَ أمام الجيش في نهر البارد، وإصرار على «التنسيق» في معركة الجرود، وهذه كانت دعوة للالتحاق بغرفة عمليات الجيش السوري و«حزب الله» التي يقودها «الحرس الثوري». دعوتان من الجهة نفسها، من السيد حسن نصر الله، وفي المرتين كان القرار السياسي، وأداء الجيش ودوره، يصبّان فقط حيث تكمن المصلحة الحقيقية لكل لبنان، لبنان المنخرط في تحالف دولي ضد الإرهاب.

وكانت الحصيلة مرة أخرى، وبسرعة قياسية، سقوط الحجج والدعايات الممجوجة عن ضعف ساعد الجيش والقوى الشرعية اللبنانية، إذ بالحديد والنار وبالدم والعرق، تحقق نجاحٌ مدوٍ في أخطر اختبار، ما دلَّ على القدرة على فرض سيطرة السلطة الشرعية على كامل الأراضي اللبنانية. أكثر من ذلك وصل الجيش، المنتشر جنوباً على الخط الأزرق على التماس مع العدو الصهيوني، إلى آخر نقطة من الأراضي اللبنانية شرقاً، وهي أراض محددة الحدود. لكن حتى الأمس القريب، كان هناك من يمنع اللبنانيين من مجرد التفكير باحترام ترسيمها كي تبقى أرضاً مستباحة أمام كلِّ طامحٍ طامعٍ.

اليوم، وتطهير مواقع الإرهابيين دخل مرحلته الأخيرة، يثور السؤال طارحاً نفسه: لماذا تُرك الباب مفتوحاً أمام الإرهابيين يقيمون القواعد فوق أراضٍ لبنانية؟ ولماذا طُلب من الجيش وقف النار، بعد معركة عرسال الأولى، يوم اتخذ إرهابيون من النازحين متراساً لتنفيذ الاعتداءات على الجيش وخطف العسكريين؟ ولماذا قَيدت الحكومات السابقة يد الجيش بين الأعوام 2012 و2016؟ ولخدمة من؟ وما الحكمة والمصلحة من هذا الإيحاء بأن لبنان عاجز عن حماية حدوده وأبنائه واللاجئين إليه؟ ولماذا التجاهل الرسمي لمرجعية القرارات الدولية، القرار 1559 والقرار 1701، التي توفر دعماً دولياً منزهاً للبنان لبسط سيادة غير منقوصة على كامل أراضيه؟ لقد دقّت ساعة الحقيقة، فمعركة «فجر الجرود» تفرض على السلطة السياسية أن تصون النصر، والحذر من أي تضحية بالإنجاز الكبير، إنجاز بسط سلطة شرعية غير مشروطة. وبهذا السياق، أثارت زيارة موفدٍ إيراني إلى بيروت في هذا التوقيت كثيراً من الأسئلة، خصوصاً أنها بدت كمحاولة ممجوجة لقطف ثِمار الانتصار العسكري للجيش، من خلال إبراز مدى الحضور الإيراني في لبنان. وهذه الزيارة التي تزامنت مع حرب الجرود، ربما أُريد منها الإيحاء بأن طهران هي الجهة الممسكة بلبنان، ورقة في ملفها لتحسين شروطها عندما يحين أوان البازار الدولي في المسألة السورية. أياً كانت النيات، وتجارب الماضي لا تشجع، يجب ألا تؤخر المداخلات التي ستتسع، لإعادة طرح موضوع السلاح غير الشرعي على قاعدة تنفيذ اتفاق الطائف وقرارات الشرعية الدولية، وبالتحديد هنا القرار 1701، الذي في ظله عرفت منطقة الجنوب رخاءً وأمناً، فيما السلاح الفالت الذي يستظل السلاح الفئوي استباح أكثر المناطق، ويُستغلُّ لأبشع الموبقات؛ من التعديات على حياة الآمنين كلما أُلقي خطاب نصر، أو تغطية الممنوعات، كتجارة الكبتاغون وسائر المخدرات. إنها مرحلة الضغوط على السلطة السياسية لطي صفحة «النأي بالنفس»، والذهاب إلى فرض التطبيع مع رأس النظام السوري، لمده بالدعم عشية مفاوضات الخريف بشأن سوريا، وهي مفاوضات قد تشهد نقلة نوعية باتجاه «تسوية» ما للأزمة التي أنهكت كل أطرافها. والأكيد أن نصر الجرود سيضع كثيراً من العوائق أمام تمرير مثل هذا المنحى، ولا بد أن تكون الأولوية عند الحريصين على مستقبل البلد وأمنه منع أخذه إلى انقسام كارثي، فظروف نصر الجيش ينبغي أن تحُث أوسع الأوساط على التحرك لطرح مصير سلاح «حزب الله»، لحصر حق الإمرة بيد الجيش دون شريك، وهذا المسار صعب ودقيق ومكلف، لكنه من جانب المصلحة الوطنية، يبقى أقل تكلفة من الأثمان التي يمكن أن تُفرض على لبنان جراء دفعه إلى محور «الممانعة»، ولبنان بلد التسويات مؤهلٌ لأن ينجح في امتحان استيعاب السلاح والمسلحين، مهما طال الوقت، فيتحول نصر «فجر الجرود» إلى تكريس فجر السيادة الوطنية.

 

اليمن... هل يتخلى صالح عن الحوثي؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/25 آب/17

عن مواجهة الحوثيين الموعودة في صنعاء، يقول مسؤول الدعاية والإعلام في فريق الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، إنهم أنتجوا «العشرات من الأناشيد الوطنية والزوامل الحماسية على مستوى المحافظات، بالإضافة إلى القصائد الشعرية التي تتغنى بهذا الحدث العظيم، والتي تجاوزت 1600 قصيدة فصيحة وشعبية». والحدث العظيم يعني به المظاهرة التي يخطط صالح لاستعراض قوته بها أمام الحوثي، شريكه في الحكم وحليفه في الانقلاب. وتسوق وسائل إعلامه رواية خلاف شب بين الحليفين، بسبب هيمنة الحوثيين وتدخلاتهم التي بلغت مناطق تحت نفوذ قوات الرئيس السابق.

صالح، الذي يفتخر بأنه من مهارته السياسية قادر على أن يراقص الثعابين، قد لا يعدو خلافه مع الحوثي مجرد رقصة أخرى من رقصاته المتكررة. لهذا يوجد تشكيك كبير في رواية خلافه والجميع في انتظار ماذا سيحدث لاحقا. وهذا لا ينفي حقيقة الخلافات بين الحليفين، فالميليشيات الحوثية اعتادت على إهانة قيادات قواته في الميادين، واستولت على العديد من المواقع التابعة له، عدا عن التنازع السياسي والمالي. كيف نعرف إن كان صالح فعلا على خلاف مع الحوثي؟ بالتأكيد ليس من المظاهرات ولا من آلاف القصائد التي تم نظمها، كلها مظاهر خادعة. الاختلاف الحقيقي بين هذين الانقلابيين نعرفه فقط عندما نرى الاقتتال بين مقاتليهم، وليست مجرد تصريحات أو مناوشات، حينها نتيقن بأن المعادلة تغيرت. التحالف، الذي يقاتل لاسترداد اليمن من الانقلابيين، كان في السابق مستعدا لفعل أي شيء من أجل أن يرى تفكك تحالف الحوثي صالح، إلا أنه لم يعد مضطراً اليوم للتنازل لأحدهما من أجل ذلك. مع استمرار القتال ازدادت الأراضي التي تحت سلطته، وصارت تقريبا كل الحرب تقع في أراضي الخصم. أحد الأسباب المهمة تأهيل وتدريب آلاف من المقاتلين اليمنيين في قوات الحكومة الشرعية. وبإخراج قطر من التحالف، التي كانت سببا في الخلافات داخله، صارت القيادة أكثر انسجاماً. وهذا لا يجعل تحرير الأراضي المتبقية تحت سلطة الانقلابيين أسهل من ذي قبل إنما بإمكان اليمن أن يبقى مقسوما بين الثلاث القوى، الشرعية والحوثي وصالح، في انتظار الحل السياسي. وصالح يدرك أن عبارة «الحل السياسي» غالباً لن تكون في صالحه، لأن إيران إن اختارت التصالح إقليميا ستطلب من الحوثيين، وهم تابعون لها، القبول بالحل.

هذا على افتراض أن الحل محتمل، لكن في أسوأ الاحتمالات، أي عندما يتخندق الجميع كل في مكانه، فإن الحكومة الشرعية هي أقل الأطراف الثلاثة معاناة. فهي تحكم نصف اليمن، وتملك ما يكفي لإدارة شؤون المناطق. أما في النصف الثاني، الذي يقع تحت الميليشيات فالوضع سيئ جداً، ومن سوء الميليشيات أنها لا تقدم خدمات للأهالي الذين تحت إدارتها، ولا تدعهم يتولون شؤونهم بأنفسهم من دون أن تجبي منهم الإتاوات وتقطع الطرق عليهم. وإذا كان صالح صادقاً، وستكون من المرات النادرة في تاريخه، عليه أن يقدم ما يبرهن أنه خرج من معسكر الحوثيين ومستعد للتصالح وإنهاء المأساة التي بدأها.

 

الروس الجدد

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/25 آب/17

في مرور مائة عام على قيام الثورة البلشفية في روسيا القيصرية، يتعرف العالم أكثر فأكثر على بلد هائل الحجم، كان مجهولاً لدى معظم البشر. كُتب كثيرة تصدر، ووثائق كثيرة تُكشف، وللمرة الأولى في الذاكرة الإنسانية من دون رقابة، عن حقائق الأحداث ووقائع الحياة. ليس من خلال السرد الروائي، الذي تجلّى فيه الروس أكثر من سواهم، بل من خلال الكتابات العادية التي لم تكن تصل إلى الناس، في الداخل أو الخارج، إلا «مجمدة» لا تنال من معنويات الحزب والرفاق. لا شك أن الثورة البلشفية كانت أهم تحولات القرن الماضي. فقد تبدلت روسيا الكبرى إلى اتحاد سوفياتي أكبر وأقوى. وبعدما كانت الإمبراطورية البريطانية تغطي نصف الكرة، أصبحت أنظمة شيوعية في ثلث العالم. وهذا الثلث دخل في مواجهة حادة مع العصر الإمبراطوري الغربي الذي كان يحكم العالم منذ أيام روما. فالإمبراطورية لم تكن وحدها سائدة في الأرض، بل كانت الفرنسية تليها حجماً. وقبل السوفيات، كان الغربيون يتصارعون فيما بينهم على تقاسم العالم، خصوصاً الفرنسيين والبريطانيين، لكن بعد الحرب العالمية الثانية، تمدد الاتحاد السوفياتي من جمهورياته إلى أوروبا الشرقية، وتمدد نفوذه السياسي والآيديولوجي إلى الهند وأميركا الجنوبية وأفريقيا وآسيا. وفي مرحلة ما، كادت إسبانيا الفرانكوية، وبرتغال سالازار، تصبحان كوبا أخرى في غرب أوروبا.

لكن خلل النظام الشيوعي كان في صلبه، وليس في الخارج، كما تكهن كثيرون، بينهم الفرنسي إيمانويل تود العام 1976 في كتابه «السقوط النهائي». غير أن الوطن الذي تحدث عنه تود لم يعد وقفاً على الأنظمة الشيوعية آنذاك. ها هي مارين لوبان كادت تتقدم السباق الرئاسي في فرنسا، التي يفترض أنها أم الليبراليات المضادة للعنصرية. والثورة البلشفية لم تكن سوى نتاج الثورة الفرنسية، ولكن بموجبه نص مكتوب، وليس خطابياً فقط. تُطلعنا الكتب المحتفلة بمئوية «ثورة أكتوبر (تشرين الأول)» على الصراعات الروحية والسياسية التي عاشها الروس. والأرجح أنهم لا يزالون. وميخائيل غورباتشوف يكرر أن هدفه من الإصلاح لم يكن إنهاء الاتحاد السوفياتي، ولا أن يدخل التاريخ كآخر رئيس لذلك الاتحاد. لكن الهشاشة لم تتحمل مسار التغيير البطيء. فقد سارع عتاة الشيوعية إلى نكران لينين. ولم يتركوا له في العقل الروسي الحاكم، سوى مزار سياحي صامت، فيما انطلق «الروس الجدد» يتكلمون دون انقطاع. حقاً الصورة مختلفة.

 

ماذا بعد دخان النارجيلة المنبعث في أنقرة؟

أمير طاهري/الشرق الأوسط/25 آب/17

عندما علقنا في مقال نشر مؤخراً عن جهود قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) ومحاولاتها خلق جسر للتواصل مع الجيش الإيراني، لم نكن نتوقع أي تطور سريع في هذا الإطار. كان هذا ما حدث بكل دقة الأسبوع الماضي عندما ترأس رئيس الأركان الإيراني الجديد، الجنرال محمد حسين باقري، وفداً عسكرياً سياسياً في زيارته للعاصمة التركية أنقرة استمرت ثلاثة أيام سبقتها مفاوضات مكثفة لعدة شهور بين الدولتين الجارتين. وتعد الزيارة تاريخية لأربعة أسباب:

فقد كانت تلك هي المرة الأولى التي يزور فيها قائد الأركان تركيا منذ استيلاء نظام الملالي على السلطة عام 1979. فقبل استيلاء الملالي على السلطة، كانت إيران وتركيا حلفاء بمقتضى ثلاث اتفاقيات عسكرية؛ الأولى هي اتفاقية سعد آباد التي كانت من بنات أفكار رضا شاه إيران ومصطفى كمال أتاتورك، أول رئيس للجمهورية التركية، وكانت الاتفاقية بمثابة العمود الفقري للعلاقات منذ حقبة العشرينات حتى الحرب العالمية الثانية. والاتفاقية الثانية كانت «اتفاقية بغداد» التي ضمت أيضاً بريطانيا العظمى والعراق، وانتهت الاتفاقية عام 1958 بحدوث الانقلاب العسكري الذي أزاح الملكية في العراق. وسرعان ما حلت «الاتفاقية المركزية» محل «اتفاقية بغداد» التي تضمنت باكستان، إلى جانب باكستان. وكان من المقرر انضمام الولايات المتحدة، لأن القانون الإيراني يحظر وضع قواتها المسلحة تحت قيادة أجنبية، وهي النقطة التي أصرت عليها واشنطن وكانت السابقة التي حدثت للمرة الأولى عن طريق حلف الناتو.

وفي النهاية، استقرت الولايات المتحدة على أن تصبح عضواً منتسباً بـ«الاتفاقية المركزية»، بينما في الحقيقة تتعامل مع الاتفاقية كهمزة وصل بين الناتو و«اتفاقية حلف جنوب آسيا» التي سيطرت الولايات المتحدة عليها أيضاً. حدث بعد ذلك أن انقسمت «الاتفاقية المركزية» عندما أخرج شهبور بختيار إيران من التحالف، وكان شهبور آخر رئيس وزراء في عهد الشاه، لكنه لم يستمر في منصبه سوى لسبعة وعشرين يوما، وكان هدفه من إخراج إيران هو إسعاد الملالي الذين قاموا بالثورة عام 1978. وكانت الاتفاقيات الثلاث - سعد آباد وبغداد والاتفاقية المركزية - جميعاً تعني أن الجيشين الإيراني والتركي بمقدورهما إقامة علاقات واسعة ووثيقة على جميع المستويات. وكانت محادثات هيئة الأركان المشتركة تعقد كل ستة أشهر، خدم المئات من الضباط في كل جيش في صفوف الجيش الآخر، بما في ذلك القوات الجوية والبحرية في إطار برنامج تبادل قوي.

استفاد آلاف الضباط من الجانبين من المحاضرات الخاصة لتعليم اللغتين التركية والفارسية في إطار تعزيز الصداقة الحميمة التي نشأت بين الجانبين، بدءاً من القادة نزولاً إلى رتبة الجنود.

واشتركت القوات الجوية في الرتب العسكرية نفسها التي حددها الناتو في البداية، ولأن الدولتين كانتا تستخدمان أنواع الأسلحة نفسها التي صنعتها الولايات المتحدة، فقد تمكنا من تنسيق العمليات المشتركة في مواجهة العدو المرتقب في ذلك الوقت، وكان الاتحاد السوفياتي هو ذلك العدو. وفي عام 1974، وخلال الأزمة القبرصية عندما غزا الجيش التركي شمال قبرص، قامت إيران بإرسال المئات من جنودها الذين تلقوا تدريباً أميركياً إلى تركيا في عرض رمزي لدعمها المناهض لكل ما يعادي تركيا، سواء من قبل اليونان أو أي دولة أخرى من حلف الناتو.

لأكثر من ثلاثة قرون، أي منذ اتفاقية «قصر شيرين» (1623 - 1639)، استمر الإمبراطور العثماني وإيران في التعايش في سلام، بينما كانا يواجهان الخطر الروسي المتنامي. وحتى بعد سقوط الخليفة في إسطنبول، استمرت إيران في النظر إلى تركيا كجارها الوحيد المؤتمن.

غير أنه مع تكون النظام الخميني، تحولت تركيا فجأة إلى «عدو»، وتباهت بنظامها العلماني، وأصرت على الفصل بين الدين والحكم، في وضع معاكس تماماً لما دعا إليه آية الله روح الله الخميني، مؤسس النظام الإيراني الجديد. والأسوأ من هذا أن تركيا كانت حليفاً مقرباً من «الشيطان الأكبر»، الولايات المتحدة، وقدمت ثاني أكبر جيش بحلف الناتو. وفي الوقت الذي تورط فيه الخميني في عمليات الإعدام الجماعي التي تعرض لها ضباط الجيش الإيراني، فقد تمكن العديد من الضباط من الفرار إلى تركيا ليتمتعوا بالحماية التي وفرها حلفاء «الاتفاقية المركزية» السابقون. وفي عام 1983، أمر الخميني بتأسيس الفرع التركي لـ«حزب الله» للاضطلاع بالإطاحة بالنظام العلماني في أنقرة. وعندما فقد حزب العمال الكردستاني غالبية قاعدته في سوريا عقب اعتقال قائده عبد الله أوغلان، وفر النظام الخميني الملاذ الآمن للجماعة الماركسية الانفصالية المسلحة على الأرض الإيرانية. نتيجة لذلك تدهورت العلاقات لدرجة حدوث عدد من الاشتباكات الحدودية المحدودة في فترة التسعينات. وبدأ الغرض من زيارة باقري هو فتح صفحة جديدة. والسبب الثاني الذي جعل من زيارة الجنرال زيارة تاريخية هو أنها عكست تفهم الجانبين أنه ليس بإمكانهما أن يتمنيا السيطرة على بلاد الشام - العراق وسوريا ولبنان والأردن - من الاعتراف بمصالح بعضهما البعض. وفي الوقت الذي يسعى فيه النظام الخميني إلى مجال لتحقيق ما يعتبره ثورة، تحاول تركيا المحافظة على أمن شعبها في مواجهة الجماعات الكردية المسلحة التي ربما تتحد في وقت ما بهدف تأسيس دولتهم المستقلة في بعض مناطق سوريا والعراق وتركيا. لكن القلق بشأن الأطماع الكردية ليس السبب الوحيد للقلق من أنقرة وطهران، فالاثنتان قلقتان أيضاً من حصول روسيا على نفوذ كبير باستغلالهما للغياب الحالي لوجود غربي موثوق عن منطقة الشرق الأوسط. وعلى الرغم من التحالفات التكتيكية مع روسيا بشأن سوريا، حيث تمثل روسيا العدو القريب لتركيا والعراق في ضوء تاريخ الحروب والعداوات الذي يتجاوز عمره 200 عام. لكن السبب الثالث الذي جعل من زيارة باقر لتركيا زيارة تاريخية هو أنها ستسهم في مواصلة التواصل العسكري الإيراني مع الناتو بعد أن انقطع عام 1979. ومن المؤكد أن هذا ليس سوى تواصل غير مباشر ومحدود. بيد أن الجنرال خلوصي أكار، رئيس الأركان التركي، يعتبر يدا قديمة لحلف الناتو في ضوء مشاركته في العديد من أقسام الحلف، تحديداً في وحدة الاستخبارات بمدينة نابولي الإيطالية. كذلك فإنه من المؤكد أن اللقاءات المخطط لها بالمستويات الأدنى في الجيش على الجانبين ستوسع نطاق الصلة بينهما وتعطيها شكلاً ممنهجاً، مما يتيح للناتو فرصة الفهم الأفضل لعقلية قادة الجيش الإيراني الذي برز كلاعب مهم في مرحلة ما بعد الخميني. وكان لحلف الناتو اتصالاته غير المباشرة مع العديد من الضباط الخمينيين على مدار السنوات الماضية، وذلك من خلال أقربائهم المقيمين في أوروبا وأميركا الشمالية. لكن الآن فإن الصلة التركية توفر قناة اتصال رسمية لتبادل المعلومات والرسائل.

في النهاية، فإن مهمة رحلة الجنرال باقري في أنقرة تعتبر تاريخية، لأنها تبين ما استمر كثيرون منا يرددونه لسنوات كثيرة من أن السلطة الحقيقية في طهران تكمن في يد خامنئي الذي يعتمد بشكل متزايد على الجيش، وأن الناس التي تلعب دور الرئيس والوزير وغيره ما هم إلا مغنون أعطوا دوراً ليؤدوه في أوبريت الخميني. كما نرى في صفحات التاريخ دائماً، فإن ما تناولناه هنا ينطوي على بعض المفارقات أيضاً. فرغم أن الرئيس رجب طيب إردوغان فتت النموذج التركي، بحيث بات الجيش يمثل العمود الفقري للسلطة في البلاد، فقد تكون إيران تتبنى نسخة من هذا النموذج تمثلت في الزيارة الرسمية التي قام بها الجنرال باقري على رأس وفد سياسي وعسكري كبير.فالدخان الذي تصاعد في أنقرة بعد لقاء باقري وإردوغان ربما يتراقص في الهواء لبعض الوقت قبل أن يتخذ شكلاً واضحاً.

 

مفاجآت الإسلام العربي والإسلام الأوروبي!

رضوان السيد/الشرق الأوسط/25 آب/17

استقبلتْنا في الأيام الماضية مؤسسة ألمانية تساعدنا في دار الفتوى بلبنان على تطوير برامج للتعامل مع التطرف في أوساط الشباب، ولدى المسجونين لتُهم تتعلّق بالإرهاب. وهذه المرة كان الاستقبال في ألمانيا، للتشاور مع المسؤولين هناك في التجربة التي يخوضونها مع الشبان المسلمين من خلال الجهات الدينية الراعية. ويخوضونها مباشرة مع المسجونين بتُهَم تتعلق بالإرهاب. يقيم في ألمانيا زُهاء الخمسة ملايين مسلم، ولا يحدّثك الألمان عن عدد الذين يراقبهم البوليس بالطبع، لكنّ المسجونين منهم بتُهم تتعلق بالإرهاب لا يزيدون على الـ120. وقد قال لهم المسؤول الأمني اللبناني الذي كان يرافقنا إنّ عدد المسجونين بلبنان بتُهم تتعلق بالإرهاب يبلغ عددهم نحو الألف، وقد أفهمنا الألمان أنهم يعملون بثلاثة أساليب: التدخل من خلال الجمعيات الإسلامية المتعاونة المشرفة على المساجد، وعلى مدارس تعليم القرآن، والتدخل لدى الأئمة الذين كان معظمهم من تركيا بسبب ضخامة أعداد الأتراك بألمانيا، وللعلاقة الطيبة مع الحكومة التركية التي كانت ترسلهم لرعاية مواطنيها. ثم وفي السنوات الأخيرة، أُنشئت عدة أقسام بالجامعات الألمانية لتخريج أئمة على أيدي أساتذة مسلمين، مثلما هو الحال مع الكنيستين الكاثوليكية والبروتستانتية منذ ثلاثينات القرن الماضي، بمعنى إنفاق الدولة من خلال الجامعات على تربية وتعليم القساوسة والكهنة. وبذلك لا يعود الأئمة تابعين لأي جهة خارجية، وتكون لغتهم الألمانية أفضل، إضافة بالطبع لمعرفتهم باللغات الأصلية العربية أو التركية أو الأوردو أو الإندونيسية... الخ. وهذا التدخل، والذي يقوم به إلى الجمعيات والأئمة علماء نفس وخبراء في العمل الاجتماعي ومختصون في الدراسات الإسلامية هدفه أمران: التشجيع على الاندماج، والوقاية. وهذان العملان يستمران وبشكلٍ مباشرٍ في السجون وبعد الارتكاب. ومع أنّ المسؤولين الأمنيين الألمان يعتبرون الإرهاب ذا الدوافع الدينية الإسلامية هو الأخطر اليوم، فإنهم لا يُسمُّون المسجونين الآن (الـ120): متطرفين إسلاميين، أو إرهابيين إسلاميين، بل يسمونهم إرهابيين وحسْب، لأنّ عندهم نوعين آخرين من الإرهاب: اليمين المتطرف أو النازيون الجدد، واليساريون المتطرفون، وكلا الطرفين يرتكب أعمالاً إرهابية، والمسجونون منهم أكبر عدداً من مسجوني الإرهاب الإسلامي.

ويعتبر الألمان أنهم أتقنوا عمليات مكافحة الإرهاب، وأنهم صاروا قادرين عليه بالأمن وبالتدخل الذي تحدثنا عنه. لكنهم لا يزالون في شكٍ من أمر التطرف وكيف يحدث، ولماذا. فقد عاش المسلمون معهم منذ الخمسينات وما كان بينهم متطرفون. ولذلك فمن النادر أن تجد ألمانياً خبيراً يعتبر العنف من أصول الإسلام. ومع ذلك أو بسبب ذلك فهم يعتبرون التطرف والعنف الذي قد يصدر عنه، من صناعة غريبة جاءت من العالم العربي، أو من أفغانستان وشبه القارة الهندية. ولذلك نَعَوا أمامنا على المؤسسات الدينية، ولماذا ما كافحت الانشقاق بداخل الإسلام قبل أن يصبح ظاهرة عالمية!

هكذا دار حديثٌ طويلٌ تركّز على المؤسسات الدينية الإسلامية الكبرى. إذ الواقع أنّ تلك المؤسسات ما شعرت بخطر الإحيائيات الجديدة العقدية والسياسية على الدين. فقد بدأت أعمالها العنيفة ضد السلطات، واعتبرت مسألة أمنية. وقد كان ذلك خطأ فاضحاً ما تنبهنا إليه إلا بعد بدء القتل بداخل المسلمين. وكثيراً ما تجادلنا في أسباب «الغفلة» وطولها وبخاصة بعد مقتل وزير الأوقاف المصري عام 1977 على يد تنظيم: التكفير والهجرة، لأنه حرَّم استعمال العنف باسم الدين بداخل الجماعة لأي سبب كان! وعلى أي حال ومنذ قُرابة العقد من الزمان تعمل المؤسسات الدينية على أمرين: التأهل والتأهيل. والتأهل يعني التزود بالمعرفة وشحذ الإرادة، واستنهاض روح التطوع والرسالة. أما التأهيل فهو الانصراف إلى التبصير بخطر التطرف على الدين، ونصب أعيننا استعادة السكينة في الدين، واستنقاذ الدولة الوطنية، وتصحيح العلاقة بالعالم. وبالطبع فإننا نحن الأولى ببلوغ الهدف الأول، أما الأمران الآخران فهناك حاجة شديدة إلى تضامُن سائر الفئات وعملها معاً.

على أنّ خيبة الأمل الناجمة عن عدم التصدي بكفاءة للتطرف وسيئاته على الدين والمجتمع، لا تتناول المجالين العربي والإسلامي وحسْب، بل تتناول أيضاً المجال الأوروبي. فقد قضى معظم المهاجرين العرب والمسلمين الآخرين بأوروبا وأميركا ثلاثة أجيالٍ على الأقل. وبرزوا أو برز بعضهم في شتى مناحي الحياة. وكنا نأمل أن يؤثروا فينا لجهة الخروج من الجمود في الدين، وعدم الوقوع في التطرف، بسبب النماذج الأُخرى من الحياة التي عاشوا في ظلها وأنتجوا أو أنتج بعضهم. إنما الذي حصل العكس. فهناك قلة من الشباب حجبت سائر مجتمعات المهاجرين، وراحت تمارس العنف باسم الدين بداعي المظلومية والتهميش أو الانتقام. إنّ المروِّع أنه حدثت ظاهرتان متوازيتان تدلان على فشلٍ كبيرٍ في التجربة لدى نسْبة لا بأس بها من مهاجري الجيل الثالث؛ الأولى: الاندفاع باتجاه البلدان الأصلية بهدف البحث عن نموذج أو إنشاء نموذج للدولة. والثانية ممارسة العنف والانتقام من المجتمعات التي احتضنتهم، والتي جاء إليها آباؤهم وما تزال أجيالٌ تأتي وتلجأ. ولا شكّ أنّ النموذج المبحوث عنه وهمي، ولذلك فهو قاتل في كل الأحوال، للنفس وللآخر. إنما تبقى ظاهرة الانتقام من مجتمعات الهجرة غريبة بالفعل. عندما حدثت واقعة نيويورك عام 2001 قامت مجموعة من يمين الوسط الأميركي بكتابة إعلان أو بيان وجهوه للمسلمين عنوانه: من أجل ماذا نحارب؟ وعنوانه الآخر: لماذا يقتلوننا؟ وكانت إجابتهم عن السؤال الثاني: إنهم يقتلوننا لما نحن عليه من ازدهارٍ وحرياتٍ وديمقراطية، ولأننا مجتمعات مفتوحة، وإن لم تصدّقوا ذلك أو تقتنعوا به فأخبِرونا لماذا هذا القتل الفظيع؟! وما تردد اليساريون والإسلاميون في الإجابة لحظة، وراحوا يذكرون الاستعمار والإمبريالية وتصرفات الأميركيين في الحرب الباردة والعالم الثالث... الخ، كأنما كان أُسامة بن لادن وكيل الدفاع باسم العرب والمسلمين! لكنني في الوقت نفسه ما استسغتُ إجابة برنارد لويس والتي تراوحت بين «أصالة العنف» في الإسلام، أو الحسد نتيجة الفشل!

لا أسوأ من هذا الضعف في اللجوء إلى العنف لأدنى سبب. ولا أسوأ من هذا البحث عن نماذج قاتلة وعبثية للدين وللدولة. وتبقى المفاجأتان: أننا لم نكتشف الداء العُضال الذي تسلل إلى ديننا ودولنا وهو العنف باسم الدين. والمفاجأة الأُخرى أنّ أبناء المهاجرين تأثروا بالانشقاقات التي حدثت عندنا، وليس بالتجارب الناجحة التي عاشوا في ظلّها! ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

استراتيجية ترمب في أفغانستان.. لا هزيمة ولا انتصار

ديفيد اغناتيوس/الشرق الأوسط/25 آب/17

هل من شأن استراتيجية الرئيس ترمب حيال أفغانستان تغيير ديناميات أطول الحروب الأميركية وأكثرها إحباطاً؟ هل أمام القادة العسكريين فرصة حقيقية للنجاح الآن مما كان عليه الأمر عند بدء الصراع قبل 16 عاما؟ وجهت هذه التساؤلات عبر الهاتف إلى الجنرال جون «ميك» نيكولسون الابن، الذي قاد القوات الأميركية في كابل لأكثر من 18 شهرا. وتلك هي دورته العسكرية الرابعة في أفغانستان والعام السادس من خدمته في البلاد. ومن المحتمل أنه يعرف كثيرا عن هذه الحرب الصعبة والمكلفة كأي جندي أميركي يخدم في الجيش.

وأجاب الجنرال نيكولسون بما يعرفه عن أفغانستان منذ لقائنا الأول قبل 10 سنوات في جلال آباد، عندما كان عقيدا يرأس لواء عسكريا في الفرقة العاشرة الجبلية. كانت تلك الأيام باهرة وباعثة على التفاؤل عندما كان يمكن للعقيد نيكولسون اصطحاب الزوار إلى مجلس «لويا جيرغا» القبلي الإقليمي، عندما كان زعماء القبائل يعلنون عن دعمهم للمهمة الأميركية في البلاد، وعندما كانت فرق التنمية الأميركية تقوم برصف الطرق وبناء المدارس إثر ثقتهم بالاستقرار الذي يتبع التنمية الاقتصادية.

ولم يمض الأمر على منواله هذا، ويذكر الجنرال نيكولسون الآن وهمين اثنين عن تلك الفترة قال إنهما كانا السبب في تقويض الجهود الحربية هناك. الوهم الأول كان عدم إدراك القادة العسكريين الأميركيين لأهمية الدعم الخارجي الحيوي من باكستان في السماح لحركة طالبان المكروهة داخليا في الصمود والاستمرار. والوهم الثاني أن القادة العسكريين الأميركيين لم يدركوا أن الفساد يأكل الهيكل الأمني الأفغاني الذي كانت الولايات المتحدة تحاول بناءه هناك. وتتعامل استراتيجية الرئيس ترمب، على الأقل بصورة متواضعة، مع هاتين المشكلتين الكبيرتين. ولقد حذر الرئيس ترمب أول الأمر قائلا: «لم يعد بإمكاننا الصمت حيال الملاذات الآمنة التي توفرها باكستان للمنظمات الإرهابية». وهذا يعني على الأرجح المزيد من الإجراءات الصارمة والقليل من المحفزات بالنسبة لإسلام آباد، ومما يؤسف عليه، أن الرئيس ترمب ربما قد قوض نفوذه في باكستان من خلال تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع الهند، خصم باكستان العنيد. ثانيا، تعهد ترمب بدعم الحكومة الأفغانية تحت رئاسة السيد أشرف غني التي تسعى لمكافحة الفساد وتخطط لإجراء الانتخابات الإقليمية في الصيف المقبل. من الناحية النظرية، من شأن القيادة القوية والمثلى دعم الحملة الداخلية ضد المتمردين. وقال الرئيس ترمب: «يتوقع الشعب الأميركي أن يرى إصلاحات حقيقية، وتقدما حقيقيا، ونتائج حقيقية». (وبالإضافة إلى أنها مسيرة طويلة للغاية، فإن هذا يبدو وبشكل مشكوك فيه كمثل بناء الأمة من جديد الذي يصر الرئيس الأميركي على النأي بنفسه تماما عنه).

ولكن هل سوف تنجح هذه الجهود؟ يشكك كثير من المراقبين بأن الاستراتيجية الأميركية تسير على طريق النصر، كما قال الرئيس الأميركي، ولكنهم يعتقدون أنها قد تجنب الجانب الأميركي الهزيمة الصريحة. وإجماع الآراء بين هؤلاء الخبراء يدور حول أنه من خلال إضافة المزيد من القوات وغيرها من التدابير، يمكن للولايات المتحدة المحافظة على حالة الجمود الراهنة، وفيها تسيطر حركة طالبان على نحو نصف المناطق الريفية من البلاد وتسيطر الحكومة المركزية على العاصمة كابل وغيرها من المدن الكبرى. وتقلل استراتيجية الرئيس ترمب من احتمال تعرض الحكومة الأفغانية للانهيار خلال العامين أو الثلاثة أعوام المقبلة. وهذه نسخة محدودة للغاية من النجاح على أرض الواقع. ولكن، لماذا عكس الرئيس ترمب وجهة نظره المبكرة والمتشككة وانطلق يدعم الجنرال نيكولسون وغيره من الجنرالات الأميركيين الذين يسيطرون على فريق الأمن القومي في البيت الأبيض؟ ولماذا يتجاهل خريج كلية وارتون هذه النصيحة التي غالبا ما يقدمها خبراء المال والأعمال بأن «التكلفة الغارقة - أي الأموال المنفقة والجهود المبذولة - لا تبرر في حد ذاتها الاستمرار في الاستثمار؟ والإجابة ليست معقدة للغاية. فالسيد ترمب لا يريد أن يكون الرئيس الأميركي الذي يعلن انسحاب قوات عن ميدان القتال. وهو لا يرغب في وصمة عار الهزيمة العسكرية.

وأفضل الحجج لسياسة السيد ترمب في أفغانستان، هي أنها تتجنب الهزيمة قدر المستطاع، ووفق تكاليف منخفضة نسبيا. وهي تضمن وجود المنصة التي يمكنها أن تعمل ضد ما قاله ترمب بنفسه بأن هناك 20 جماعة إرهابية عاملة في المنطقة، وهي تحافظ على القاعدة التي تسمح للولايات المتحدة باستمرار مراقبة الأسلحة النووية الباكستانية القريبة. كما أنها تتجنب الانتصار السريع من جانب طالبان، وتسمح في الوقت نفسه بتحقيق المصالحة في خاتمة المطاف. وكل ما ذكرناه من الأهداف الجديرة بالاعتبار والاهتمام. يقول الجنرال نيكولسون: «لا أعرف إن كان لدينا خيار الانسحاب. فمن شأن ذلك أن يحفز الإرهابيين في جميع أنحاء العالم». وهو يشبه أفغانستان وباكستان بـ«طبق بتري» المعملي الذي ازدهرت فيه الجماعات الإرهابية شديدة الخطورة. وعبر أروقة الحكومة الأميركية، وحتى لدى المشككين في الاستراتيجية المذكورة، فإنهم يشاركون الجنرال مخاوفه من مخاطر الانسحاب الأميركي السريع. وقال الرئيس ترمب ذات مرة إنه يشعر بإحباط شديد من بطء وتيرة الحملة الأميركية في أفغانستان، وإنه يرغب في إقالة الجنرال نيكولسون بصفته قائدا للقوات هناك. وقال الرئيس الأميركي مساء الاثنين الماضي إن «الشعب الأميركي يشعر بالضجر الشديد من الحرب المستمرة من دون انتصار». ولكن مع موازنة المعضلة المريعة للحرب في أفغانستان، يبدو أن السيد ترمب تخير اعتماد سياسة البقاء على الطريق، سعيا وراء الحصول على نتيجة مشرفة وجديرة بالتضحيات الهائلة التي بُذلت هناك.

وذلك من دون احتفالات النصر العسكرية، ومن دون هزيمة أيضا.

* خدمة «واشنطن بوست»

 

غسل العقول

باسم الجسر/الشرق الأوسط/25 آب/17

استعراض الأحداث التي توالت على الشرق الأوسط وبعض دوله خاصة منذ اندلاع الربيع العربي يحمل إلى قناعات ثلاث: الأولى أن ما تطورت إليه الأمور والأحداث لم يكن الهدف الأول للانتفاضات الشعبية ولا أحد أهدافها. والثانية أن الاستنجاد بالدول الإقليمية النافذة أو الدول الكبرى، لم يحقق للفريق المستنجد انتصارا حاسما على أخصامه، بل إنه بالعكس أفقده الكثير من صدقيته. والثالثة أن المحصلة الأكيدة الوحيدة من هذه الحروب الأهلية والدولية المشاركة هي تدمير عشرات المدن والقرى وتشريد ملايين المواطنين من ديارهم ومنازلهم وتمزق الوحدة الوطنية في أكثر من دولة عربية، وانبعاث أحقاد طائفية ومذهبية وعرقية وقبلية كانت راقدة طيلة قرون. بدأت الانتفاضات الشعبية بمطالب ترفع شعارات الحرية والكرامة بوجه نظم حكم سلطوية، ولكن باستثناء حالة أو حالتين ما لبثت الأحداث أن تطورت في اتجاهات أخرى مختلفة. كان أخطرها الاستعانة بدول كبيرة من قبل المتقاتلين واختلاط المصالح الدولية والإقليمية بالصراعات الوطنية والمحلية، وبالتالي تراجع المصلحة الوطنية والقومية أمام المصالح والاستراتيجيات الدولية، وبات كل حل لعقدة في هذه الصراعات يخلق عقدة جديدة. لصراع جديد. نموذج عن ذلك تجدد مطلب الأكراد في العراق بمزيد من الاستقلال أو الحكم الذاتي، وربما إعلان دولة مستقلة، الأمر الذي تعارضه حكومتا بغداد وأنقرة، وقد تحولان دون تحقيقه بالقوة. وهذا ربما يشعل مواجهات جديدة بالإضافة إلى الحرب المستمرة في سوريا، ويخلط أوراق التقاتل ليوزعها من جديد. هذه التحولات في مجاري الحروب ليست جديدة في التاريخ. ولكنها في أيامنا أشد أخطارا.. وليس باستطاعة أي دولة كبرى أو إقليمية نافذة أن تحسم القتال والتقاتل الدائرين في الشرق الأوسط. صحيح أن اتفاقاً روسياً - أميركياً - أوروبياً باستطاعته وقف القتال وفرض حلول على الأفرقاء والأطراف المتدخلة. ولكن العكس هو الحاصل اليوم، ونعني شبه الحرب الباردة المتجددة بين موسكو واشنطن وغياب استراتيجية أوروبية دولية مشتركة. ثم إن هناك ملفات أخرى تشغل بال الدول الكبرى تتقدم على أزمات الشرق الأوسط. فهناك مشكلة أوكرانيا ومشكلة كوريا والاستراتيجية الأميركية الجديدة التي سوف يعتمدها الرئيس الأميركي الجديد، وهناك خصوصا امتداد الإرهاب إلى قلب المدن الأوروبية وتأثيره على الرأي العام الذي له كلمته في التأثير على الحكومات.

لقد بات من المؤكد تمكن الحلف الدولي - العربي - الإسلامي من القضاء على «داعش» في العراق وسوريا بعد أشهر أو سنة. ولكن القضاء على الإرهاب الجديد لن يتحقق باقتلاع «داعش» و«القاعدة» من الأراضي السورية والعراقية عسكريا، بل باقتلاع هذا النوع من «الجهاد» من عقول الشبان الذين غسلت أدمغتهم بمفاهيم خاطئة له. وتلك مهمة أهم من التغلب عليهم عسكريا. وهي حرب فكرية وعقائدية تفرض تعاونا جديا وطويل الأمد بين المرجعيات الدينية والسياسية في الغرب والعالم الإسلامي. إن نظرة عميقة إلى الشعارات المرفوعة في ساحات القتال تكشف أن أسباب العداوات بين المتقاتلين تعود إلى ذكريات أكثر منها إلى تضارب مصالح. وعالمنا اليوم ليس هو ذلك العالم الذي نشأت فيه الانقسامات السياسية التي تحولت إلى انقسامات دينية أو مذهبية. وإن الانطلاق في حروب تحت شعارات تعود إلى الوراء إنما هو نوع من العبث أو جلد الذات.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس بري عرض مع السفير السوري التطورات الراهنة علي: ما نحققه يشكل فاتحة خير لصالح المنطقة كلها

الجمعة 25 آب 2017 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، ظهر اليوم في عين التينة سفير الجمهوريةالعربية السورية في لبنان علي عبد الكريم علي، وعرض معه للتطورات الراهنة. وقال السفير السوري بعد اللقاء : في اللقاء مع دولة الرئيس كانت الاراء متفقة على ان ما يقوم به الجيشان السوري واللبناني وما تقوم به المقاومة من انتصارات على الارهاب التكفيري شكل احباطا للراعي الصهيوني لهذا الارهاب والمستثمر فيه. وبالتالي كانت السعادة والاطمئنان والتفاؤل بأن الامان سيكون نتيجة كبيرة لسوريا ولبنان والمنطقة. وما تحققه سوريا وجيشها وقيادتها وشعبها يشكل فاتحة خير يستبشر بها دولة الرئيس لصالح المنطقة كلها". ثم استقبل الرئيس بري رئيس مجلس ادراة كازينو لبنان رولان خوري. ومن الزوار: الوزير السابق آلان حكيم .

 

الاحرار أشاد بانجازات الجيش: للالتفاف حوله وإبعاده عن كل ما يشغله عن القيام بواجباته

الجمعة 25 آب 2017 /وطنية - عقد المجلس الأعلى ل"حزب الوطنيين الأحرار" اجتماعه الأسبوعي برئاسة نائب الرئيس روبير الخوري وحضور الأعضاء. وأشاد المجلس في بيان، "بالإنجازات الميدانية التي حققها الجيش اللبناني في عملية فجر الجرود والتي عكست صورته الحقيقية كمثال للتفاني الوطني والحرفية العالية بما يرفعه الى مصاف أفضل الجيوش. ولقد برهن انه قادر على أداء رسالته دفاعا عن حدود الوطن وسلمه الأهلي واستقراره، وهذا يدحض دعاية الذين درجوا على التشكيك بقدراته وكفايته"، مؤكدا "ضرورة الالتفاف حوله ودعمه وتأمين كل ما يلزمه للبقاء على أهبة الاستعداد في كل الظروف التي تستدعي تدخله"، مطالبا "بإبعاده عن كل ما يشغله عن القيام بواجباته ورفض الانسياق وراء التدخل في شؤونه ايا تكن الذرائع فتعود له وللقوى الأمنية الشرعية الأخرى حصرية امتلاك السلاح للذود عن الوطن ولحماية سيادته على كامل ترابه". أضاف البيان: "توقفنا أمام توقيع رئيس الجمهورية قانوني سلسلة الرتب والرواتب والضرائب والرسوم وندلي بصددها بالآتي: أ - نعول على اقتراحات القوانين المعجلة المكررة المنوي تقديمها لمعالجة الشوائب والتصدي للنواقص.

ب - يجب أن ينصب الاهتمام على كل ما من شأنه الحاق الضرر بذوي الدخل المحدود.

ج - لفتنا موقف المدارس الخاصة التي أعلنت نيتها رفع الأقساط مما يشكل عبئا كبيرا على الأهالي الذين يرفضون الزيادات.

د - نناشد الحكومة تحمل مسؤولياتها على هذا الصعيد كأن تتحمل جزءا من الأعباء المالية لتخفيف وطأتها والمساهمة في مواجهة الأزمة التي تلوح في الأفق.

ودعا "مجلس الوزراء الى خلوة حول ملف الكهرباء خصوصا موضوعي شركات مقدمي الخدمات واستقدام معامل توليد الطاقة ناهيك بالأعباء المالية المتراكمة التي فاقت كل تصور"، مشددا على "الشفافية في مقاربة الاشكاليات في ما يعود الى دور دائرة المناقصات لتأمين المصلحة العامة"، لافتا الى "ضرورة إشراك القطاع الخاص في بناء مصانع انتاج الكهرباء والمشاركة في توزيع الطاقة. في المحصلة يجب بذل قصارى الجهود لوقف النزف المالي الذي انعكس على المديونية من دون زيادة ملموسة في تأمين التيار رغم الوعود التي لم تتحقق".

ولفت الى "محاذير التردد في التصدي لمشكلة مزمنة هي مشكلة المكبات وأماكن تجميع النفايات المحكومة أساسا بمدى زمني محدد"، مطالبا "المسؤولين باستباق أي أزمة يمكن أن تنشأ من طريق الإسراع في إيجاد الحلول البديلة وعدم ترك الأمور تتفاقم على جاري العادة للانتقال بعدها الى معالجات آنية مما يتنافى والمسؤولية عن هذا الملف".

 

الاحدب علق على الدعوة لاعلان الجمعة يوم غضب: الا يستحق آلاف الأبرياء المتورطين قسرا وزورا يوم غضب

الجمعة 25 آب 2017 /وطنية - علق رئيس لقاء الإعتدال المدني مصباح الأحدب، في بيان، على "دعوة إحدى الهيئات الدينية لإعلان يوم الجمعة يوم غضب من أجل قرار العطلة الأسبوعية الذي استثنى يوم الجمعة من المؤسسات الرسمية". فرأى ان "المطالبة بقرار يقضي باعلان يوم الجمعة يوم عطلة أسبوعيا هو مطلب حق، لكن آلاف الشباب من المتهمين قسرا بالإرهاب والذين امتلأت السجون بهم بعد تحريضهم وتسليحهم وتوريطهم ومحاكمتهم ثم تدنيس سجلاتهم العدلية ألا يستحقون يوم غضب؟". وقال: "بالأمس حاول البعض وضع طرابلس ضد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وهو رمز الدولة اللبنانية وأتى بموافقة كل القوى الإقليمية من دون استثناء. واليوم يحاول البعض وضع المدينة بموقع العصي والمناهض للدولة، بينما مشكلة طرابلس الفعلية ليست مع رمز الدولة، بل مع الحكومات المتتالية التي ادعت تمثيل الشارع الطرابلسي لكنها أوصلته إلى ما هو عليه اليوم". وسأل: "هل هي محاولة لخلق حالة غضب ضد المسيحيين بسبب إلغاء يوم الجمعة، بينما مشكلتنا تكمن في انبطاح من يدعون تمثيلنا؟ في الحقيقة (لا يلام الذئب في عدوانه إن يكن الراعي عدو الغنم)". واكد ان "سياسات المزايدة والتحريض انهكتنا، والسجون اكتظت بأبناء المدينة، فحبذا لو يغضب الضمير يوما من أجل شباب طرابلس".

 

لقاء الهوية والسيادة: الجيش يحتاج إلى قرار سياسي نهائي ليكون حاميا لحصانة الدولة

وطنية - هنأ "لقاء الهوية والسيادة" في بيان بعد اجتماعه الدوري برئاسة الوزير السابق يوسف سلامه، الجيش بنجاحه في معركة "فجر الجرود"، مؤكدا "قدرته الحسم ومواجهة الارهاب، مما يعني أن الجيش كان ولا يزال يحتاج إلى قرار سياسي نهائي في المواجهة والتسليح ليكون حاميا لحصانة الدولة وديمومة الوطن". ودعا إلى "التنبه لما هو بأهمية الأمن العسكري، ألا وهو المحافظة على الأمن القضائي في إطار الفصل بين السلطات، إذ إنه من المعيب ألا ينجح لبنان في أن تقوم فيه دولة العدالة التي لا يعلو فيها شيء على القانون. إن وضع اليد على القضاء وتسييسه سيؤديان إلى تراجع ثقة المستثمرين بمستقبل لبنان". وجدد اللقاء التذكير "بوجوب دعوة الهيئات الناخبة من خلال إجراء الانتخابات الفرعية"، مكررا السؤال: "مم يخاف المتهربون من هذا الاستحقاق؟ وهل فضح الأحجام يقف عائقا أمام إعادة تكوين السلطة؟"وختم اللقاء برفض "ذهنية الاستقواء بالنظام السوري على الخصم السياسي مما يعيد لبنان إلى أجواء الانقسام الحاد بين اللبنانيِين بين سيادي وممانع على شاكلة اصطفاف 14 و8 آذار الذي طواه الزمن. وبما أن السيادة كل لا يتجزأ، على الدولة اللبنانية الاستفادة من تحرير الأرض اللبنانية لترسيم الحدود البرية والبحرية للبنان حفاظا على وحدة الأرض والثروات النفطية".

 

عون جال في البترون وافتتح طريقي تنورين والقديسين وبيت رفقا في جربتا: البترون امانة في اعناقنا وسنحافظ على ارثها وفرادتها

الجمعة 25 آب 2017

وطنية - أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان منطقة البترون هي "امانة في اعناقنا"، متعهدا "الحفاظ على ارثها وفرادتها مع تأمين المشاريع الانمائية التي تحتاجها لتبقى عرقا نابضا بالحياة في قلب لبنان الذي سيعود لؤلؤة الشرق".

موقف الرئيس عون جاء خلال جولة قام بها بعد ظهر اليوم الى منطقة البترون، حيث دشن طريق القديسين، وشارك في افتتاح بيت الراحة - بيت رفقا في جربتا، وتفقد اشغال توسيع طريق تنورين التحتا- تنورين الفوقا التي تربط ساحل قضاء البترون بجرده.

وقد رافق الرئيس عون في جولته وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وعقيلته السيدة شانتال عون باسيل، وعدد من الخبراء والاستشاريين.

المحطة الاولى

المحطة الاولى في الجولة البترونية كانت لتفقد اشغال تأهيل وتوسعة طريق تنورين التحتا- تنورين الفوقا والتي تبدأ في تنورين التحتا مرورا بمنطقة وطى حوب وصولا الى تنورين الفوقا. وكان في استقبال الرئيس عون وصحبه، رئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر، والامين العام للمجلس غازي حداد، ورئيس بلدية البترون بهاء حرب ومسؤولو الشركة المولجة تنفيذ المشروع، ورئيس الهيئة العليا للتأديب القاضي مروان عبود، وعدد من رؤساء البلديات ومخاتير قضاء البترون.

واستمع الرئيس عون من السيد الجسر الى شرح مفصل للمشروع وفوائده بالنسبة الى السكان وتسهيله لتنقلاتهم، كما اطلع على الخارطة الجغرافية التي تظهر مسار الطريق والقرى والبلدات التي يمرّ بها. ثم تولى كل من السيدين شارل اده وجورج معوض شرح الخطوات العملية التي يلحظها المشروع وكافة المراحل التي سيمر بها حتى الانتهاء من تنفيذه بشكل كامل.

وسأل رئيس الجمهورية عن المرحلة التي سيستغرقها تنفيذ المشروع، متمنيا الاسراع في مختلف المراحل للانتهاء منه ضمن المهلة المحددة، ودون اي تأثير سلبي على حركة المواطنين في البلدات والقرى التي ستشهد الاشغال.

يذكر ان طول الطريق يبلغ 6،9 كيلومتر وعرضها 10 امتار، وتتألف من ممر واحد بعرض 3،5 كيلومتر في كل اتجاه مع كتفين معبّدين بعرض متر ونصف المتر، وتكمن اهميته انه يربط ساحل قضاء البترون بجرده.

ثم انتقل الرئيس عون والوفد المرافق الى المحطة الثانية في الجولة وهي مدخل البترون.

المحطة الثانية

المحطة الثانية في الجولة الرئاسية كانت عند مدخل البترون-اول طريق القديسين التي وصلها رئيس الجمهورية عند السادسة مساء يرافقه الوزير باسيل والسيدة شانتال. وكان في استقباله رئيس بلدية البترون واتحاد بلديات البترون مارسيلينو الحرك، وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير وحشد من فعاليات المنطقة ومن المواطنين.

وفور نزول الرئيس عون من سيارته، تعالت الهتافات الترحيبية المنادية بحياته، وتوجه نحو النصب التذكاري الذي اقيم للمناسبة، وازاح الستار عنه وسط موجة من التصفيق قبل ان يقطع الشريط تحت اقواس النصر ايذاناً بالاعلان عن تدشين الطريق.

ثم انطلق موكب الرئيس عون على الطريق الجديدة متجها الى بلدة اده، وازدانت الطريق بالاعلام اللبنانية واليافطات المرحبة والمشيدة بمواقف وقرارات الرئيس عون ورعايته لمختلف المناطق اللبنانية، كما رفعت على الطريق شعارات تشكر الوزير باسيل على اهتمامه بمنطقة البترون وجهده لاقامة المشاريع التنموية فيها.

يذكر ان طول الطريق يبلغ 7،2 كيلومتر، وعرضها 11 مترا، وبلغت كلفة تنفيذها 7،8 مليون دولار اميركي.

بعدها، انتقل الرئيس عون والوفد المرافق الى بلدة اده.

المحطة الثالثة

اما المحطة الثالثة في البترون فكانت في بلدة اده حيث كان في استقباله والوزير باسيل والسيدة شانتال، وزير الطاقة والمياه سيزار ابي خليل، ووزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري، ووزير البيئة طارق الخطيب، والنائب نبيل نقولا، ومحافظ الشمال القاضي رمزي نهرا، ومطران البترون للموارنة منير خير الله، وعدد من المدراء العامين ورؤساء البلديات والمخاتير.

واقيم للرئيس عون استقبال شعبي لافت بالخيول، فيما تولت فرقة من موسيقى الجيش عزف الاغاني الوطنية، وقرعت اجراس الكنائس ترحيبا، واقيمت منصات ترفع الاعلام اللبنانية وشعارات مرحبة برئيس الجمهورية.

وسار الرئيس عون على السجاد الاحمر الى المنصة التي اقيمت للاحتفال، وقدمت له باقة من الورود، وحيا المسؤولين الرسميين من مستقبليه.

وقائع الاحتفال

بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني، تلاه كلمة لعريفة الحفل الدكتورة ليلى نقولا اعربت فيها عن فرحة البترونيين جميعا بحضور رئيس الجمهورية بينهم وتدشينه مشاريع انمائية هي حاجة كبيرة للمنطقة.

ثم عرض مستشار الوزير ابي خليل السيد خالد نخلة للاستراتيحية الانمائية لقضاء البترون التي وضعها الوزير باسيل، ويستكملها الوزير ابي خليل، مستعينا بالصور والخرائط للمقارنة لاظهار مدى الفارق الكبير بين الحال القديمة للطرق وما ستكون عليه في المستقبل القريب، اضافة الى الآثار الايجابية لكافة المشاريع على البترون بمختلف بلداتها وقراها. كما اشار الى المشاريع المنوي تنفيذها ايضا برعاية واهتمام من الوزير باسيل، والى الخطة السياحية الموضوعة والتي ستنقل البترون الى مصاف المناطق السياحية المميزة، مع اشارته الى انه من اصل 6 سدود مياه ستنشأ، هناك اثنان في منطقة البترون، كاشفا عن التخطيط لانشاء سد الرهوة. ولفت الى اقامة بحيرة الطيبة في تنورين ضمن مشروع لاقامة بحيرات جبلية عديدة.

واوضح ان هناك مشاريع عدة للحفاظ على البيئة منها مشروع الصرف الصحي في ساحل البترون والكورة من خلال محطتين في شكا وساحل انفه وسيتم افتتاحهما قبل نهاية العام الحالي.

وشدد على انه اعيد العمل باطلاق مشروع جرد البترون لحماية الينابيع الجردية، بعد ان تم عرقلته سياسيا، وذلك بدعم مباشر من الرئيس عون والوزير باسيل.

وتحدث بعدها رئيس بلدية جران بسام الخوري، الذي اشاد بالرئيس عون وباهتمامه الدائم بالانماء في المناطق اللبنانية، مشددا على ان حضوره الى البترون لتدشين مشاريع انمائية له بالغ الاثر في قلوب البترونيين.

ورحب رئيس بلدية اده نجم خطار برئيس الجمهورية معتبرا ان رعايته ادت الى ترشيد الانفاق واعطاء البترون حقوقها دون منّة من احد ضمن نهج الاصلاح والتغيير الذي ينتهجه الرئيس عون.

اما رئيس بلدية البترون واتحاد بلديت البترون مارسيلينو الحرك، فعرض في كلمته لمسيرة الرئيس عون منذ انخراطه في المؤسسة العسكرية وحتى اليوم، والتي بقيت ثابتة على القيم والمبادىء التي انتهجها. ثم عرض الحرك للمشاريع التنموية التي بدأها الوزير باسيل والتي اثمرت عن تدشين المرحلة الاولى من طريق القديسين اليوم، ومشددا على الاستمرار في مسار التنفيذ حتى انتهاء الاعمال.

وبعد انتهاء الكلمات المرحبة، قدم الحرك الى الرئيس عون هدية تذكارية هي عبارة عن ذخائر لقديسي لبنان محفورة داخل مجسم من شجرة الارز. كما قدم رئيس بلدية اده نجم خطار هدية هي عبارة عن ايقونة بيزنطية اثرية من كنيسة مار سابا، ثم حيا الرئيس عون الحضور وعلا التصفيق والهتاف.

السجل الذهبي

ووقع الرئيس عون على السجل الذهبي العبارة التالية:

"ان منطقة البترون امانة تركها التاريخ في اعناقنا، وعهدنا لها ان نحافظ على فرادتها وارثها العريق مع تأمين المشاريع الانمائية التي تحتاجها، لتبقى عرقا نابضا بالحياة في قلب لبنان الذي سيعود لؤلؤة الشرق.

العماد ميشال عون

رئيس الجمهورية اللبنانية".

زرع شجرة وازاحة الستار عن النصب التذكاري

وبعدها، زرع الرئيس عون في ساحة البلدة شجرة ارز، قبل ان يتوجه لازاحة الستار عن النصب التذكاري الذي اقيم تحت شعار الصليب المصنوع من الخشب. وكتب على النصب التذكاري:

"تخليدا لزيارة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لمناسبة تدشين طريق القديسين".

وبعدها، انتقل الرئيس عون والوفد، عبر طريق القديسين، الى جربتا المحطة الاخيرة في الجولة.

المحطة الاخيرة

المحطة الاخيرة في الجولة البترونية الرئاسية كانت دينية وتحديدا في دير مار يوسف - جربتا حيث ترقد القديسة رفقا الريس.

وكان في استقبال الرئيس عون والوزير باسيل والسيدة شانتال في الدير، البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وعدد من المطارنة الموانة والاباء، وفعاليات نيابية ورسمية وحزبية، والرئيسة العامة لرهبانيةالراهبات اللبنانيات المارونيات الام صونيا غصين، ورئيسة الدير الام ميلاني مقصود، وحشد من المواطنين والمؤمنين الذين قدموا للترحيب برئيس الجمهورية والمشاركة في الصلاة.

وقد صافح الرئيس عون مستقبليه في الباحة الخارجية لبييت الراحة "بيت رفقا" الذي يعنى بالمسنين ويرعاهم بمساهمة من السيد سليم الزير، قبل ان ينتقل مع البطريرك الراعي لازاحة الستار عن اللوحة التذكارية التي وضعت لمناسبة زيارة رئيس الجمهورية. ثم جال الرئيس عون والبطريرك الماروني برفقة الام غصين والام مقصود في ارجاء الطابق الثاني من البيت، وعاين رئيس الجمهورية غرفه وتجهيزاته قبل ان يتلو البطريرك الراعي صلاة تدشين هذا البيت.

وقد اعرب الرئيس عون عن تقديره للراهبات اللبنانيات وما يقمن به من اجل الكبار في السن، معتبرا انها مبادرة تحافظ على مكانة الانسان واحترامه، وترسخ القيم المسيحية التي نشأت عليها القديسة رفقا وقدمت نفسها في سبيلها.

التوقيع على السجل

ووقع الرئيس عون على السجل الخاص بهذا البيت العبارة التالية:

" بيت رفقا، بيت جديد على اسم قديسة من لبنان، بها نرتفع الى اسمى محطات الايمان والرجاء، ومع خدمة المسنين وكبارنا، تبلغ الخدمة الاجتماعية مداها. نهنىء القيمين على هذا البيت، ونشكر الذين سعوا لانشائه. مع اطيب التمنيات والتوفيق.

العماد ميشال عون

رئيس الجمهورية اللبنانية"

البطريرك الراعي

وانتقل الجميع الى احدى قاعات بيت الراحة، حيث اقيمت صلاة التبريك التي ترأسها البطريرك الراعي والقى كلمة في المناسبة، قال فيها:

" لقد رغبت فخامة الرئيس ان تكون بيننا اليوم من اجل تدشين وافتتاح بيت رفقا. لقد شعرت فخامة الرئيس، و انتم تدخلون هذا البيت، بقوة من عل وقلت في نفسك: لا خوف. ونحن ايضا نقول ان هؤلاء القديسين الذين عطرونا بأريجهم والراهبات والآباء والمؤمنين وراعي الابرشية وكل الحاضرين نذكرك في صلاتنا، كي تقود سفينة الوطن الى ميناء الامان. هذا اليوم، يكلمنا الرب يسوع عن بناء الكنيسة على صخرة الايمان".

واضاف: ان كنيسة المسيح هي عبارة عن حجارة حية وكل منا حجر فيها. على المستوى الوطني، انتم لستم مجرد حجرا، انتم حجر الزاوية وتساهمون وتحملون مسؤولية تختلف عن كل المسؤوليات الاخرى في الدولة، لذلك نبني الوطن على حجر الزاوية. ان الهموم والتحديات التي نواجهها كبيرة، وهي ترافقكم في كل خطواتكم وتابع: في عهدكم يا فخامة الرئيس، تقام المشاريع الانمائية لما فيه خير لبنان الذي يستعيد دوره والشعب ثقته بالوطن.

وفي نهاية الصلاة، قدم رئيس الجمهورية التهنئة للبطريرك الراعي والراهبات على انشاء هذا البيت ثم ودعهم مختتماً جولته في البترون، عائدً الى قصر بعبدا.