المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 14 آب/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/ arabic.august14.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إِحْذَرُوا، وَتَحَفَّظُوا مِنْ كُلِّ طَمَع، لأَنَّهُ مَهْمَا كَثُرَ غِنَى الإِنْسَان، فَحَياتُهُ لَيْسَتْ مِنْ مُقْتَنَياتِهِ

في هذِهِ اللَّيْلَةِ تُطْلَبُ مِنْكَ نَفْسُكَ. وَمَا أَعْدَدْتَهُ لِمَنْ يَكُون؟ هكذَا هِيَ حَالُ مَنْ يَدَّخِرُ لِنَفْسِهِ، وَلا يَغْتَنِي لله

تآمَرَ بَعْضُ ٱليَهُودِ فوَضَعُوا حِرْمًا عَلى أَنْفُسِهِم أَلاَّ يَأْكُلُوا ولا يَشْرَبُوا حتَّى يَقْتُلُوا بُولُس

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

متى يبدأ دفاع الرئيس الحريري في محاكم لاهي عن أفراد حزب الله المتهمين باغتيال والده/الياس بجاني

إن 14 آذار جعجع والحريري غير 14 آذار ناس ثورة الأرز/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

من صوت لبنان مقابلة بالصوت مع النائب نديم الجميل/رهان د.جعجع فشل/لو كنت مكان قائد الجيش والحريري وعون كنت استقلت/لدى إيران قرار بالسيطرة الكاملة على لبنان

د. فارس سعيد: ١٤ اذار الناس لا تزال موجودة وهي أقوى من اي يوم آخر/١٤ اذار الناس ليست تنظيما تموت وتحيا غب الطلب..انها قضية ابتدعت عن من اراد اختزالها.

جيشنا سينتصر بإذن الله وبعونه تعالى/خليل حلو/فايسبوك

اللبنانيون يلقون يوميا في البحر حوالي 700 طن من النفايات البلاستيكية/آبو ارز

حرية_التعبير/كمال يازجي/فايسبوك

ملخّص سياسي ميداني/الياس الزغبي/فايسبوك

النابلسي: على عقاب أن يضمن أنْ لا يستفيق يوماً ليجد جسده مفصولاً عن رأسه

وزير الخارجية الكويتي: سنبقى ندعم أشقاءنا في لبنان ونأمل منهم أن يؤكدوا على عدم المساس بأمن الكويت واستقراره

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 13/8/2017

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

ابراهيم شمس الدين لـ«جنوبية»: الشيعة طائفة متروكة للمتسلطين والفاسدين والمفسدين فيها/سلوى فاضل/جنوبية

الحريري: من يسيء للكويت يريد الأذية لبلدنا ولا يمكن  لأي طرف في لبنان أن يملي على الدولة إرادته

بعد رفع صورة بشير الجميّل في القاع.. ماذا قالت القوات؟

جعجع: كل ما عدا حدودنا المعترف بها دوليا ولبنان أمتنا ومعادلة شعب ودولة وجيش لا يعنينا

جعجع: إن أعطيتونا 24 نائباً "منخرب الدني فيون"

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إيران.. أكثر من 500 مليون دولار للصواريخ وفيلق القدس

الكويت تطارد ثلاثة مطلوبين أحدهم إيراني واعتقال 12 ضمن «خلية العبدلي» بعد ملاحقتهم شهرين

15 قتيلاً بانفجار تبناه «داعش» بجنوب غربي باكستان

«الشورى» الإيراني يقر زيادة تخصيصات البرنامج البالستي والنشاطات الإقليمية ردا على العقوبات الأميركية الجديدة

ضربة جوية أميركية تقتل قيادات بـ«داعش» في أفغانستان

مقتل شرطيين اثنين بتحطم مروحيتهما في شارلوتسفيل بفرجينيا

25 قتيلاً بعملية إنزال جوي للنظام السوري في حمص وقوات الآسايش الكردية أفرجت عن 80 سجيناً ومعتقلاً لديها

بارزاني يطالب واشنطن بضمانات لتأجيل الاستفتاء

واشنطن: حل أزمات المنطقة بتغيير النظام الإيراني

لجنة أممية تجمع أدلة تكفي لإدانة الأسد بجرائم حرب/مقتل 25 داعشياً خلال إنزال جوي ومصرع 16 من قوات النظام في شرق دمشق

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ليس بالفجور تفرض الوصاية الإيرانية/خيرالله خيرالله/العرب

عن لبنان وحليفه الذي في دمشق/حازم الامين/الحياة

يريدون تطيير «الفرعيّة» لكنهم خائفون/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

صِحَّةُ الحكومةِ هي العَجَبُ/سجعان القزي/جريدة الجمهورية

التوازن المفقود في الداخل والإقليم والحاجة إلى سلام/وسام سعادة/المستقبل

القوات تشارك في السلطة وتنتقد سوء الادارة/هيام عيد/الديار

فورة جبيليّة بعد ترشيحات القوّات اللبنانيّة/عيسى بو عيسى/الديار

ردا على حازم الأمين/شارل جبور/موقع القوات

العالم إلى الأمام قطر إلى الخلف/سوسن الشاعر/الشرق الأوسط

عبد الحسين... رسم الابتسامة ورحل/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

العرب يحتاجون أدباً/سوسن الأبطح/الشرق الأوسط

صحافي سعودي يكشف أسباب تردي علاقة الاسد بالسعودية/أحمد عدنان

قبضة إيران في بغداد ومصير «حشدها» على المحك/جورج سمعان/الحياة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي خلال تكريسه كنيسة الجية: لتسقط آلهة المال والسلاح والنفوذ وليسقط معها كل الذين توكلوا عليها

سفير الامارات التقى طلابا جامعيين: أجندتنا واضحة في لبنان وهي أجندة المساعدات

الأحدب: فرض ضرائب جديدة لتمويل السلسلة سيدفع البلد نحو المجهول

الموسوي: لن نترك الجيش اللبناني عرضة لاستشراس داعش ومصلحتنا في إعادة العلاقات مع سوريا

نص خطاب السيد حسن نصرالله ليوم الأحد الموافق 13 آب/17

نصرالله: ترامب يهول على اللبنانيين والتهويل أكبر على المسؤولين الرسميين في الغرف المغلقة واللقاءات الدبلوماسية والزيارات الدولية

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إِحْذَرُوا، وَتَحَفَّظُوا مِنْ كُلِّ طَمَع، لأَنَّهُ مَهْمَا كَثُرَ غِنَى الإِنْسَان، فَحَياتُهُ لَيْسَتْ مِنْ مُقْتَنَياتِهِ

في هذِهِ اللَّيْلَةِ تُطْلَبُ مِنْكَ نَفْسُكَ. وَمَا أَعْدَدْتَهُ لِمَنْ يَكُون؟ هكذَا هِيَ حَالُ مَنْ يَدَّخِرُ لِنَفْسِهِ، وَلا يَغْتَنِي لله

إنجيل القدّيس لوقا12/من13حتى23/:"قَالَ وَاحِدٌ مِنَ الجَمْع لِيَسُوع: «يَا مُعَلِّم، قُلْ لأَخِي أَنْ يُقَاسِمَنِي المِيرَاث». فَقَالَ لهُ: «يا رَجُل، مَنْ أَقَامَنِي عَلَيْكُمَا قَاضِيًا وَمُقَسِّمًا؟». ثُمَّ قَالَ لَهُم: «إِحْذَرُوا، وَتَحَفَّظُوا مِنْ كُلِّ طَمَع، لأَنَّهُ مَهْمَا كَثُرَ غِنَى الإِنْسَان، فَحَياتُهُ لَيْسَتْ مِنْ مُقْتَنَياتِهِ». وَقَالَ لَهُم هذَا المَثَل: «رَجُلٌ غَنِيٌّ أَغَلَّتْ لهُ أَرْضُهُ. فَرَاحَ يُفَكِّرُ في نَفْسِهِ قَائِلاً: مَاذَا أَفْعَل، وَلَيْسَ لَدَيَّ مَا أَخْزُنُ فِيهِ غَلاَّتِي؟ ثُمَّ قَال: سَأَفْعَلُ هذَا: أَهْدِمُ أَهْرَائِي، وَأَبْنِي أَكْبَرَ مِنْها، وَأَخْزُنُ فِيهَا كُلَّ حِنْطَتِي وَخَيْراتِي، وَأَقُولُ لِنَفْسِي: يا نَفْسِي، لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ مُدَّخَرَةٌ لِسِنينَ كَثِيرَة، فٱسْتَريِحي، وَكُلِي، وٱشْرَبِي، وَتَنَعَّمِي! فَقَالَ لَهُ الله: يا جَاهِل، في هذِهِ اللَّيْلَةِ تُطْلَبُ مِنْكَ نَفْسُكَ. وَمَا أَعْدَدْتَهُ لِمَنْ يَكُون؟ هكذَا هِيَ حَالُ مَنْ يَدَّخِرُ لِنَفْسِهِ، وَلا يَغْتَنِي لله».

 

تآمَرَ بَعْضُ ٱليَهُودِ فوَضَعُوا حِرْمًا عَلى أَنْفُسِهِم أَلاَّ يَأْكُلُوا ولا يَشْرَبُوا حتَّى يَقْتُلُوا بُولُس

سفر أعمال الرسل23/من12حتى23/:"يا إِخْوَتِي: تآمَرَ بَعْضُ ٱليَهُودِ فوَضَعُوا حِرْمًا عَلى أَنْفُسِهِم أَلاَّ يَأْكُلُوا ولا يَشْرَبُوا حتَّى يَقْتُلُوا بُولُس. وكَانَ ٱلَّذِينَ دَبَّرُوا هذِهِ ٱلمُؤامَرَةَ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعينَ رَجُلاً. هؤُلاءِ جَاؤُوا إِلى ٱلأَحْبَارِ وٱلشُّيُوخِ وقَالُوا: «لَقَدْ حَرَمْنَا أَنْفُسَنَا حِرْمًا أَلاَّ نَذُوقَ شَيْئًا حَتَّى نَقْتُلَ بُولُس! فَٱلآنَ أَشِيرُوا أَنْتُم وٱلمَجْلِسُ عَلى قَائِدِ ٱلأَلْفِ أَنْ يُحْضِرَ بُولُسَ إِلَيْكُم، كَأَنَّكُم تُرِيدُونَ أَنْ تَفْحَصُوا عَنْ أَمْرِهِ فَحْصًا أَدَقّ، ونَحْنُ مُسْتَعِدُّونَ لِقَتْلِهِ قَبْلَ أَنْ يَقْتَرِبَ مِنَ ٱلمَجْلِس». وسَمِعَ ٱبْنُ أُخْتِ بُولُسَ بِٱلكَمِين، فَذَهَبَ إِلى ٱلقَلْعَة، ودَخَلَ فأَطْلَعَ بُولُسَ عَلى ٱلأَمْر. فدَعَا بُولُسُ أَحَدَ قَادَةِ ٱلمِئَةِ وقَالَ لَهُ: «إِذْهَبْ بِهذَا ٱلفَتَى إِلى قَائِدِ ٱلأَلْف، فإِنَّ عِنْدَهُ مَا يُطْلِعُهُ عَلَيْه». فأَخَذَهُ قَائِدُ ٱلمِئَةِ وذَهَبَ بِهِ إِلى قَائِدِ ٱلأَلْف، وقَال: «لَقَدْ دَعَاني ٱلسَّجينُ بُولُس، وسَأَلَنِي أَنْ أُحْضِرَ إِلَيْكَ هذَا ٱلفَتَى، لأَنَّ عِنْدَهُ مَا يَقُولُهُ لَكَ». فأَخَذَهُ قَائِدُ ٱلأَلْفِ بِيَدِهِ، وٱنْفَرَدَ بِهِ عَلى حِدَة، وسَأَلَهُ: «مَا عِنْدَكَ مِنْ خَبَرٍ تُطْلِعُنِي عَلَيْه؟». فقَال: «إِنَّ ٱليَهُودَ قَدِ ٱتَّفَقُوا عَلى أَنْ يَسْأَلُوكَ أَنْ تُحْضِرَ بُولُسَ غَدًا إِلى ٱلمَجْلِس، كَأَنَّهُم يُريدُونَ أَنْ يَسْتَعْلِمُوا عَنْ أَمْرِهِ بِوَجْهٍ أَدَقّ. فأَنْتَ لا تُصَدِّقْهُم، لأَنَّ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعينَ رَجُلاً قَدْ كَمَنُوا لَهُ، ووَضَعُوا حِرْمًا عَلى أَنْفُسِهِم أَلاَّ يأْكُلُوا ولا يَشْرَبُوا حتَّى يَقْتُلُوه. وهُمُ ٱلآنَ مُسْتَعِدُّونَ يَنْتَظِرُونَ مِنْكَ ٱلمُوافَقَة».فصَرَفَ قَائِدُ ٱلأَلْفِ ٱلفَتَى، وأَوْصَاهُ قَال: «لا تُخْبِرْ أَحَدًا أَنَّكَ أَطْلَعْتَنِي عَلى ذلِكَ».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

متى يبدأ دفاع الرئيس الحريري في محاكم لاهي عن أفراد حزب الله المتهمين باغتيال والده!!!

الياس بجاني/13 آب/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=57899

نقترح انضمام الرئيس سعد الحريري إلى محازبي حزب الله وحمل بطاقة عضوية من الدرجة الأولى في مجلس الحزب السياسي والتوجه فوراً برفقة الوزير نهاد المشنوق إلى لاهي مع فريق من المحامين المتخصصين في القانون الدولي للدفاع عن المتهمين باغتيال والده في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان..!!

فعلا إنه غريب وعجيب ومريب أمر السياسيين والأحزاب المصنفين سياديين في لبنان..

فالرئيس رفيق الحريري رحمه الله هو من شرّع وجود وحروب حزب الله في لبنان، وهو من سوّق لمقاومته عربياً ودولياً، وهو من هادنه وهادن نظام الأسد...إلى أن تم اغتياله..

والرئيس السنيورة والنائب وليد جنبلاط هما من جهدا عربياً ودولياً حتى لا يوضع القرار الدولي 1701 تحت البند السابع، وحتى لا ينفذ القرار الدولي 1559.

وكل فريق تيار المستقبل والحزب الاشتراكي وبالطبع معهما الرئيس بري هما من حال سنة 2005 دون إعادة حزب الله إلى كنف الدولة وتسليم سلاحه.. طبقاً لبنود اتفاق الطائف والقرار الدولي 1559.

واليوم الرئيس الحريري يتنقل بين أميركا والكويت مدافعاً عن حزب الله.. وعن ارتكاباته وما أكثرها.

عملياً فإن الفريق اللبناني (السني والمسيحي والدرزي) الذي يدعي أنه ضد حزب الله وضد احتلاله للبنان هو في الواقع المعاش على الأرض من يقويه ويحميه ويضعف الدولة وباستمرار ويعقد الصفقات معه على حساب الدولة والسيادة والقرارات الدولية..

مسلسل لا ينتهي من الاتفاقات اللاسيادية واللادستورية واللااستقلالية واللارؤيوية وذلك على خلفية عشق السلطة وتقاسم المغانم..

بدءاً بالاتفاق الرباعي الخطيئة..

ومروراً بزيارات الحريري للرئيس الأسد الغريبة والعجيبة..

وتكويعاً على هرطقة الرضوخ الحكومي المتتابع الفصول لثلاثية الجيش والشعب والمقاومة..

وبالطبع ليس آخر المطاف الرضوخي والاستسلامي "الصفقة الحالية الخطيئة"..

صفقة الحبال والأصفاد.. صفقة "ربط النزاع".

وصفقة "التغني بالواقعية" على خلفية أم الصبي"..

مع أن هذا الصبي الذي هو لبنان ودستوره ومؤسساته وسيادته واستقلاله..

هذا اللبنان أمسى في غرفة العناية الفائقة وعلى شفير الموت...

باختصار فإن الفريق السياسي الذي يواجه هيمنة واحتلال حزب الله للبنان بمن فيهم للأسف القوات اللبنانية التي غرق مؤخراً رئيسها في أوهام أجندته الرئاسية هم ليسوا عملياً نداً للحزب .. لا اليوم ولا في أي يوم.

عملياً ومواقف وأجندات ومسلسل صفقات فإن هؤلاء جميعاً على الأكيد هم غير أكفاء لهذا المهمة الوطنية التحريرية..

هؤلاء قد فشلوا في كل ما قاموا به منذ العام 2005 ونجاحهم أصبح أمراً ميؤساً منه وخلاص لبنان لن يكون بالتأكيد على أيديهم.

ونقطة على السطر

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

إن 14 آذار جعجع والحريري غير 14 آذار ناس ثورة الأرز

الياس بجاني/12 آب/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=57884

إن أقل ما نطلبه من القيادات السياسية ومن أصحاب شركات الأحزاب التجارية والتعتير، أنهم على الأقل يحترموا عقولنا، وعلمنا، والتاريخ، والوقائع، وأن يعترفوا أن في لبنان شعب يسمع ويقرأ ويفهم وملم بالتاريخ، ولديه بصر وبصيرة، ويعرف كيف يفرق بين الصح والغلط، وبين الصادق والمنافق، وبين الوطني والعميل، وبين المؤمن والكافر، وبين المقاوم الحقيقي والمقاوم التاجر، وبين من فعلاً هو يعمل لمصلحة ووجود ومصالح جماعة مذهبه... ومن يتاجر بهم.

هذا أقل وأبسط ما نطلبه ونتوقعه، ولكن ما نعيشه مع طاقمنا السياسي الأكروباتي والشارد والنرسيسي والمتعالي، وتحديداً الماروني منه هو في غير هذا الإطار.. إن لم نقل هو بغير عالم، وبغير ثقافة، وبغير أجندة، وبغير رؤية..

وفي سياق الاستهتار بعقولنا والاستخفاف بنا كمواطنين أعلن الدكتور سمير جعجع اليوم من زحلة أن 14 آذار لا تزال موجودة...

ولكن بما معناه هي موجودة بنسخة تتماشى مع الزمن ومع التطورات.

في الواقع المعاش والصادم والملموس والمخيب للآمال فإن الدكتور جعجع والرئيس الحريري هما شركاء متكافلين ومتضامنين في "فرط" 14 آذار الأحزاب..

إلا أن 14 آذار ناس ثورة الأرز والقضية هي موجودة وتعيش في عقول وضمائر ووجدان وقلوب ناس ثورة الأرز من السياديين والأحرار والشرفاء..وهؤلاء كثر.

للدكتور جعجع ومع احترامنا الكلي لشخصه ولتاريخه، ومع محبتنا الخالصة لمن يؤيده من الأتباع الأعزاء، نقول وبراحة ضمير إن 14 آذار التي قلت إنها لا تزال موجودة، هي 14 آذار "الصفقة وهرطقتي ربط النزاع والواقعية"، وبالتالي عملياً وواقعاً معاشاً وخيبات واستسلام  وحبال ربط وهرطقات سياسية وصفقات وتهميش للقيم والمبادئ، وغربة عن أمال وتطلعات المواطنين.. هذه ال 14 آذار على الأكيد الأكيد وعلى شي مليون أكيد مش 14 آذار ثورة الأرز وناس ثورة الأرز، ولا 14 آذار شهداء ثورة الأرز، ولا 14 آذار الناس والكرامات..

في مفهومنا المتواضع فإن 14 آذار جعجع والحريري السلطوية والحكومية هي 14 آذار "الصفقة"، الهوى والنوى والمحتوى..

وشي مليون نقطة على السطر..

وسامحونا يا أهلنا الكرام .. انتم الذين للأسف القضية عنكم هي ليست أولوية، بل الشخص أو الأشخاص.

مما لا ريب ولا شك فيه إن الحقيقة صعبة وجارحة وحملها ثقيل، كما أنه من المستحيل أن ينجح من يحاول القفز فوق الحقيقة هذه والتعمية عليها..

مستحيل أن ينجح مهما حاول ومهما اجتهد وتفنن ولعب على مشاعر الناس وعلى رزم التناقضات..

ومستحيل أن ينجح مهما استثمر في ريبرتوار النوستولجيا.(مخزن الحنين للماضي)..!!!

مرة أخرى نذكر من نعنيهم ويعنيهم الأمر بقول السيد المسيح:" من ليس معي فهو ضدي ومن لا يجمع فهو يبدد"

وبقوله أيضاً "فليكن كلامكم بنعم نعم، وبلا لا لا.."....

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

من صوت لبنان مقابلة بالصوت مع النائب نديم الجميل/رهان د.جعجع فشل/لو كنت مكان قائد الجيش والحريري وعون كنت استقلت/لدى إيران قرار بالسيطرة الكاملة على لبنان

 http://eliasbejjaninews.com/?p=57875

من صوت لبنان مقابلة بالصوت مع النائب نديم الجميل/رهان د.جعجع فشل/لو كنت مكان قائد الجيش والحريري وعون كنت استقلت/لدى إيران قرار بالسيطرة الكاملة على لبنان/12 آب/17/اضغط هنا لدخول موقع صوت لبنان للإستماع للمقابلة

رابط المقابلة في أسفل

http://vdl.me/special-vdl/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%91%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%AA%D8%BA%D8%B7%D9%8A-%D8%B5%D9%81%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D9%88%D8%B2%D8%A7%D8%AA-%D9%84/

 

د. فارس سعيد: ١٤ اذار الناس لا تزال موجودة وهي أقوى من اي يوم آخر/١٤ اذار الناس ليست تنظيما تموت وتحيا غب الطلب..انها قضية ابتدعت عن من اراد اختزالها.

تويتر/13 آب/17

*يعلن إعلام حزب الله عن اشتباك بين الحزب وداعش في الجرد/ تطبيق لثلاثية الشيخ نعيم قاسم"المقاومة تقاتل والجيش يساند والشعب يؤيد"؟

*حزب الله يبرّد مع اسرائيل منذ العام ٢٠٠٦ لماذا لا يسعى الى وقف اطلاق نار مع اسرائيل كما ينص ال١٧٠١ بالتوازي مع عودة العلاقة مع سوريا؟

*قال لي قروي ان وحدة الطوائف ليست الخطوة الاولى في اتجاه وحدة لبنان بل الخطوة الاولى في اتجاه انهيار وحدته.. وحدة اللبنانيين اهم/#سنلتقي.

*على الدولة وضع حد للفلتان في افقا حتى لا يتذرع احد ان القانون على ناس دون سواهم في جرد حبيل/تحية لقوى الامن و للجيش

*كلفة التسوية مع حزب الله اكبر من قدرة لبنان على تحملها/تشكيل الدولة بشروط فريق/ازمة علاقة مع العرب/ازمة اقتصادية/جيشين.

*لم ينجح اهل السلطة في إقناع الناس ان التسوية مع حزب الله انعكست ايجابا عليهم/الوضع الاقتصادي متردي/هيبة الدولة الى الوراء/استهلاك السياسة.

*كتب ايلي الحاج عن تعرّض شبان الى ابتزاز بقوة السلاح في بلدة افقا-جرد جبيل- كلام صحيح ونرجو من رئيس البلدية وأعيان البلدة أخذ التدابير.

*لا زال هناك مخلصين للبنان العيش المشترك والوطن النهائي ولبنان الرأي الحر والثقافة والاقتصاد الحر مهما كثرت الغيوم والقمصان السود. #سنلتقي.

*١٤ اذار الناس لا تزال موجودة وهي أقوى من اي يوم آخر/١٤ اذار الناس ليست تنظيما تموت وتحيا غب الطلب..انها قضية ابتدعت عن من اراد اختزالها.

 

جيشنا سينتصر بإذن الله وبعونه تعالى

خليل حلو/فايسبوك/13 آب/17

في مثل هذا اليوم منذ 28 عاماً في 13 آب 1989، الجيش اللبناني يصد هجوماً لجيش الإحتلال السوري على جبهة سوق الغرب ويحقق نصراً كاسحاً، بعد أن مهد جيش الاحتلال لهذا الهجوم لمدة 3 أيام برماية 25000 قذيفة مدفعية على سوق الغرب نفسها وعلى كافة مناطق المتن الجنوبي ولا سيما بعبدا، كفرشيما، وادي شحرور، بدادون، بسوس ... في محاولة منه لقطع الإمدادات عن القوى العسكرية اللبنانية المتواجدة في منطقة القتال. وللمصادفة جيشنا اليوم يخوض معركة ضد داعش على حدودنا الشرقية الشمالية ولا سيما جرود القاع ورأس بعلبك، والمشككون بقدراته كثر، ولغايات غير بريئة، فهو اليوم أقوى من اي وقت مضى ويخوض معارك ضد تنظيم الدولة الذي يحاربه تحالف مؤلف من 68 دولة منذ 3 سنوات ولم يهزمه بعد ... ولكن جيشنا سينتصر بإذن الله وبعونه تعالى. المجد والخلود لشهدائنا الأبطال.

 

اللبنانيون يلقون يوميا في البحر حوالي 700 طن من النفايات البلاستيكية

آبو ارز/13 آب/17

نقلت وكالة فرانس برس عن لسان السيدة دانية شري المسؤولة الإعلامية عن منظمة غرينبيس : "أن اللبنانيين يلقون يوميا في البحر حوالي 700 طن من النفايات البلاستيكية ، وهي كمية كبيرة جدا..."

هذا و قد بدأت الدول البحرية المجاورة تشتكي من تلوث شواطئها بسبب وصول أفواج النفايات اللبنانية إليها.!!!

في زمن الخير والمجد كانت شواطئنا تصدر الحضارة والعلم و الأبجدية إلى العالم.

وفي زمن القحط باتت تصدر الأقذار والنفايات ، وصرنا نستحي من حالنا أمام الناس.

فبئس هكذا زمن وبئس هكذا حكام.

لبيك لبنان

 

حرية_التعبير

كمال يازجي/فايسبوك/13 آب/17

#حرية_التعبير يجب أن تكون مطلقة تقريباً سواء كان الكلام مهذباً ام لم يكن  لا يجوز تقييدها إلا إذا كانت تدعو الى العنف

في ظروف يُمكن أن تؤدي فعلياً الى اندلاع العنف على الفور إن التعرض لحرية التعبير اياً كانت الذريعة سوف يقودنا الى منحدر زلق من شأنه أن يهدد في نهاية المطاف الحقوق الديمقراطية الأساسية

 

ملخّص سياسي ميداني

الياس الزغبي/فايسبوك/13 آب/17

تصاعد ضغط "حزب الله" على الجيش:

- فبعد إثارة وتضخيم ما سمّاها "فضيحة" المدرسة الحربيّة، اختلق أسباباً وصفها ب"التقنيّة" لتأخير ترحيل "سرايا أهل الشام" على سبيل الضغط لابتزاز الجيش في معركة تحرير جرود رأس بعلبك - القاع - الفاكهة.

- ثمّ حرّك "سراياه" الخاصّة في جرود جبيل، حيث اعتدى عناصره على دوريّة لمخابرات الجيش واستولوا على أسلحتها وناقلتها.

- وتابع نصرالله النهج نفسه في الضغط للتنسيق في المعركة مع نظام الأسد و"حزب الله"، وفي الضغط السياسي على الدولة لمواجهة العرب والغرب والتزام "المحور".

- وتابعت وسائطه الاعلاميّة الترويج لحتميّة العلاقة مع هذا "المحور" عبر بوّابة الأسد نفسه وبالتنسيق القسري مع بقاياه.

- مع السعي لتطويق حركة رئيس الحكومة في اتجاه الكويت بهدف طمس خطورة "خليّة العبدلي"، ومحاولة إنهائها على غرار "خليّة مصر" و"خليّة بلغاريا" وخلايا أميركا اللاتينيّة.

كلّ ذلك، مع محاولة تطويق الرئاسة عبر كيل المدائح لها ومعانقتها حتّى... الاختناق، وإجهاض الرفض الذي يتكوّن داخل الحكومة وخارجها لكلّ أداء "حزب الله" الميداني والسياسي.

في المحصلة: نتّجه نحو تعميق هوّة الانهدام العمودي السياسي والوطني، بما يهدّد كلّ التسويات التي بدأ نسجها قبل سنة تقريباً. والآتي... على كفّ المجهول

 

النابلسي: على عقاب أن يضمن أنْ لا يستفيق يوماً ليجد جسده مفصولاً عن رأسه

جنوبية/!13 أغسطس، 2017/علّق الشيخ  صادق النابلسي على ما قاله النائب عقاب صقر في مؤتمر الصحافي وذلك في مقال تداولته الصحف الممانعة، فوصف الشيخ صقر بحسب نصّه بالعارف ببيئة الحزب التي لم تعامله إلا معاملة طيبة، ليضيف أنّ رائحة العطور الباريسية حسب قد شدّته إلى اعلى.

ويتابع الشيخ أنّ صقر يريد أن يؤكد  لصاحب القصر ومن ورائه لصاحب العرش الملكي أنّ المهمة على مقاسه تماماً. ويلفت الشيخ النابلسي في نفس ساخر إلى أنّ السيد حسن نصرالله لو علم مواهب عقاب وأنّ هنيبعل العرب لعينه مديراً عاماً لجمعية إمداد الإمام الخميني أو مديراً عاماً لهيئة دعم المقاومة الإسلامية، ولربما كان قد حل – بحسب كلامه-  مكان عماد مغنية. يقول الشيخ أيضاً في سياق نصّه، أنّ على النائب عقاب صقر الاحتراز، وعليه أنْ يضمن لنفسه أنْ لا يستفيق ذات صباح ليجد جسده مفصولاً عن رأسه!

 

وزير الخارجية الكويتي: سنبقى ندعم أشقاءنا في لبنان ونأمل منهم أن يؤكدوا على عدم المساس بأمن الكويت واستقراره

الأحد 13 آب 2017 /وطنية - أكد نائب رئيس الوزراء الكويتي وزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، في حديث تلفزيوني، حرص بلاده على استمرار العلاقات الجيدة التي تربط الكويت بلبنان. وقال: "شددنا على أشقائنا في لبنان على ضرورة أن نعمل سويا على تعزيز أمن البلدين ونمو العلاقات في مختلف جوانبها، ونحن في الكويت سنبقى ندعم أشقاءنا في لبنان".وقد وزع المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، نص الحديث مع الصباح، وفيه:

سئل: كيف تقيمون نتائج زيارة الرئيس الحريري إلى الكويت والمباحثات اللبنانية الكويتية؟ وهل الكويت ستبقى بالرغم من كل شيء إلى جانب لبنان؟

أجاب: "إنها زيارة مهمة للرئيس الحريري إلى الكويت، واللقاءات التي أجراها مع صاحب السمو أمير البلاد ورئيس الوزراء تؤكد العلاقة المتينة والقوية التي يحرص عليها الجانبان الكويتي واللبناني. في كل الظروف، في الشدة والرخاء، نحن مع أشقائنا في لبنان، فنحن أرسلنا رسالة احتجاج إلى الحكومة اللبنانية بشأن الحكم الذي صدر مؤخرا في دولة الكويت عن ارتباط حزب الله بتدريب بعض الكويتيين للقيام بأعمال تضر بأمن الدولة، ونأمل أن تتم معالجة الأمر في إطار العلاقة المميزة بين الكويت ولبنان، وهناك تأكيد من صاحب السمو أمير البلاد ورئيس الوزراء بأن العلاقات مع لبنان لم تتأثر بهذه الأمور، ولكننا شددنا على أشقائنا في لبنان على ضرورة أن نعمل سويا على تعزيز أمن البلدين ونمو العلاقات في مختلف جوانبها، ونحن في الكويت سنبقى ندعم أشقاءنا في لبنان".

سئل: هل من إجراءات محددة تطلبها الكويت من لبنان؟

أجاب: "نحن على ثقة بأن إخواننا في لبنان سيقومون بالإجراءات المطلوبة وهم يتفهمون هذه العلاقة المميزة ويحرصون على أن لا تشوبها شائبة. ونحن نتطلع إلى أن نتلقى جوابا على مذكرة الكويت، ونأمل أن إخواننا في لبنان سيؤكدون على عدم المساس بأمن الكويت واستقراره، وسنعمل سويا على استكمال هذه المسيرة الطويلة من العلاقات بإنجازات أكبر إن شاء الله".

سئل: حزب الله الذي هو جزء من الحكومة، أكد ألا علاقة له بهذه الخلية، والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أبدى حرصا شديدا على متانة العلاقة مع الكويت، ألم تنفع هذه التأكيدات من الحزب في مكان ما؟

أجاب: "نحن سوف نقدم الأدلة الموجودة لدينا، وليردوا علينا بالحجة مقابل الحجة. نحن لدينا اعترافات، والاعتراف هو سيد الأدلة، وننتظر من إخواننا في لبنان بعد تزويدهم بحيثيات الحكم وارتباط حزب الله بهذه الخلية ونوعية المساعدة التي يقدمها أفراد من الحزب لها، عليهم أن يقدموا الحجة مقابل الحجة وأن يطلعوا على ما لدينا من أدلة".

سئل: هل حمل الرئيس الحريري الملف أم أنه يأخذ مساره ضمن إطار القنوات الأمنية؟ هل ستكون هناك زيارات متبادلة من قبل أمنيين بين لبنان والكويت؟

أجاب: "سنعمل على كل القنوات والوسائل بحيث تتضح الصورة ويتحمل المسؤولية من يقوم بهذا العمل، ونحن في كل الظروف حريصون على العلاقة مع لبنان الشقيق".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 13/8/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

تجمعت عشرات من الحافلات الوافدة من بلدة فليطة، لنقل ثلاثمئة وخمسين مسلحا من "سرايا أهل الشام" في جرود عرسال، وينتظر ان تنجز هذه العملية الليلة.

وفي الكويت انتهت محادثات الرئيس سعد الحريري إلى نتائج طيبة، أكدت فيها القيادة الكويتية على عدم تأثير تطورات "خلية العبدلي" على العلاقات مع لبنان الذي سيتواصل دعمه، على ان يكون هناك جواب رسمي على التحقيقات التي جرت والتي أظهرت تورط "حزب الله" في تدريب افراد هذه الخلية، وفق ما أوضح وزير الخارجية الكويتي عقب المحادثات التي أجراها الحريري مع أمير الدولة.

وفي لبنان، احتفال انتصار المقاومة على اسرائيل في العام 2006، والأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله أشار إلى حملة تهويل على الشعب اللبناني، متمنيا أن لا يكون بعض اللبنانيين مساهمين من تحت الطاولة في هذا التهويل. وحذر السيد نصرالله إسرائيل من الكلفة التي ستتكبدها في حال شنها حربا على لبنان. كما وصف الرئيس الأميركي بالجاهل عندما يقول إن أميركا ولبنان حليفان في مواجهة الارهاب، مع العلم أن "حزب الله" مشارك في الحكومة اللبنانية.

وفيما تجري الأحداث على الأرض، شهد الجزء الشمالي من الكرة الأرضية زخات كثيفة من الشهب سميت بالمطر الذهبي. وقال علماء إن سرعة حبيبات كويكب حامل رأس الغول تبلغ تسعة وخمسين كيلومترا في الثانية الواحدة، ولم يشكل هذا التطور الفلكي أي خطر يذكر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

"نقول للأميركيين إن أي قوة لن تستطيع أن تمس من قوة وإرادة وعزم وتعاظم المقاومة"، ما تحاشاه السيد حسن نصرالله أثناء زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل إلى واشنطن، كي لا يحرجهما، جاء وقت اعلانه اليوم، معتبرا ان ما تقوم به الولايات المتحدة واسرائيل حفلة تهويل على لبنان، متمنيا ان لا يكون أحد من اللبنانيين من تحت الطاولة محرضا أو شريكا في التهويل.

كلام نصرالله جاء في احتفال الإنتصار الكبير في العام 2006 في سهل الخيام. نصرالله أكد ان أي حرب على لبنان لا توازي ولا تساوي الكلفة التي ستتحملها إسرائيل، وهي كلفة لا تطاق ولا تحتمل.

وعشية انتصار تموز، تجد الطبقة العمالية نفسها أمام تحدي انتصار الإنصاف والحقوق، بعد اكثر من أحد عشر عاما من عمر الإنتصار ومن الإنتظار لخروج سلسلة الرتب والرواتب إلى الواقع.

وعشية انعقاد اللقاء الحواري الذي دعا إليه رئيس الجمهورية، للنقاش في السلسلة قبل أي قرار يتخذه في شأنها، توقيعا أو ردا في مهلة الشهر المحددة وفق الدستور، وزير المالية علي حسن خليل يناشد الرئيس عون التوقيع، مؤكدا الإستعداد لأي تعديل تفرضه المعطيات العلمية. وتأتي مناشدة وزير المال، بعد تحذير لرئيس المجلس النيابي من تطيير السلسلة الذي سيكون له مضاعفات سلبية.

ومن سهل الخيام حيث احتفال الإنتصار، ومن السهل الممتنع لسلسلة الرتب والرواتب، إلى الجرود حيث يغادر مسلحلو "أهل الشام" وفق شروط لبنانية، بعدما أصبح سلاحهم الثقيل والمتوسط بيد الجيش، وباتت الطريق أمام ألويته ووحداته مسهلة للتحرير بتوقيته وخططه ورؤاه دون سواه.

ومن الأجواء الحارة إلى برودة لافتة لعلاقات جديدة بين إيران والسعودية، حيث كشف وزير الداخلية العراقي أن ولي العهد السعودي طلب منه رسميا أن تتوسط بلاده بين السعودية وإيران لكبح التوتر بينهما. فهل يكون موسم الحج مؤشرا على تحول بين المحورين؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

سهل لأهله صعب على الأعداء، ملأه الفرح الممتد من ذاك التموز الانتصار، على ضفة دردارته الأخرى معتقل سجن خيارات الاحتلال، وما بينهما معين حمله سيد المقاومين ليسقي الوطن عنوان عز جديد.

من سهل الخيام أطل الوطن منتصرا مع الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، ممددا زمن النصر الذي لم يقدر عليه كل ارهاب، من تموزنا 2006 إلى تموزنا 2017، نصر جديد صنعه المقاومون في المعركة نفسها ضد العدوين الصهيوني والتكفيري، قال السيد نصرالله.

ونصر حاسم ينتظر اللبنانيين والسوريين في المعركة التي ستفتح ضد "داعش" عند الحدود اللبنانية- السورية، أكد الامين العام ل"حزب الله"، والقاعدة فيها ليس الوقت الذي ستستغرقه بل ما سيحقق من انتصار.

لن تحققوا شيئا من السجال حول العلاقة مع سوريا، نصح السيد نصرالله السياسيين اللبنانيين، انظروا بعين مصلحة الوطن، وتحدثوا بلغة التاريخ والجغرافيا والمنطق الذي كله لصالح لبنان من الزراعة إلى الصناعة إلى التجارة إلى الأمن، وكل مستلزمات الحياة. فرئيس سوريا باق، وجارنا الوحيد سوريا، وباستطاعتنا الاستفادة من التجارب.

من الأمونيا إلى ديمونا، ومن الخط الأخضر اللبناني إلى الخط الأحمر بوجه العدو الصهيوني، تحدث السيد نصرالله مسقطا كل العنتريات الصهيونية بلغة كبار ضباطهم الذين يحذرون قادتهم السياسيين من أي مغامرة ضد "حزب الله".

ومن نصر لبنان الذي هزم الارهاب، إلى العدوان الارهابي الذي يصيب اليمن بكارثة انسانية، كانت دعوة السيد نصرالله إلى صرخة عالمية من خارج الحسابات، لوقف الحرب وفك الحصار والذهاب إلى حل سياسي ينقذ الشعب اليمني.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

دارت السلسلة دورتها، فتمايلت وأغوت ودخلت جيوب المظلومين الموعودين، لكنها لم تحمل إليهم الزيادات، ولدى خروجها سرقت مدخراتهم وتركتهم طعاما للخيبة. هذه المأساة بحلقتها السوداء، استرجعها رئيس الجمهورية إلى بعبدا، وجمع حولها كل أفرقاء الانتاج، من المتضرر من عدم قبض الزيادات والمتضرر من دفعها. لكن الخشية من ان تتحول الجلسة إلى حلبة خناق يعمق الشرخ الاجتماعي ويطير السلسلة ويهدد الموازنة، ويعيد الناس إلى الشارع كما ستفعل هيئة التنسيق النقابية ومتقاعدو القوات المسلحة غدا.

سبق مشهدية بعبدا، سعي الرئيس الحريري في الكويت إلى التخفيف من تداعيات "خلية العبدلي" المرتبطة ب"حزب الله". تزامنا مع التحضيرات لانسحاب "سرايا أهل الشام" إلى سوريا، ما سيحول عرسال وجرودها إلى منطقة خالية من أي وجود ارهابي منظم. الأمر هو مطلب استراتيجي للجيش الذي اشترط اخلاء الخاصرة العرسالية من المسلحين، ليتفرغ ل"داعش" في جرود رأس بعلبك- القاع. وفي سياق تعزيز قدراتها، تتلقى المؤسسة الاثنين كمية من دبابات برادلي الأميركية، وروداجها سيتم على أرض المعركة المنتظرة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

آب لهاب بحره وقيظه وهاب بالدماء والشهداء. آب باب النصر والانتصار لبعضنا وحائط المبكى والانكسار للبعض الآخر. في 13 اب 2006 تكسر الشرق الأوسط الجديد في بنت جبيل ومارون الراس المرفوع بالمقاومة. وفي 13 اب 1989 تحطم حلم تكرار تجربة طريق القدس تمر بجونيه وتوقيع صك الاستسلام في ريفون. تحطم الحلم مرة جديدة في سوق الغرب يومها على يد الجيش اللبناني، كما تحطم طيلة سنين الحرب بتضحيات المقاومة اللبنانية المسيحية.

في كل المحطات هناك جيش ومقاومة ودائما هناك شعب. شعب يدعم الجيش في نهر البارد وعبرا وعرسال وطرابلس، وشعب يحتضن المقاومة في بنت جبيل وسهل الخيام ووادي الحجير، ويظهر للعدو من أي معدن هو.

كان قادة اسرائيل يقولون: يكفي ارسال الفرقة الموسيقية في الجيش الاسرائيلي لاحتلال لبنان. فرقتهم الموسيقية اليوم تعزف نشيد الموت لمئات القتلى من جنود "تساهال" في حرب تموز، ودبابات الميركافا، مفخرة الصناعة العسكرية الاسرائيلية، صارت مسخرة المعلقين الاسرائيليين أنفسهم، بعدما أحرقتها صواريخ حفنة من المقاتلين الشجعان كشفوا كذبة الجيش الذي لا يقهر، وأنهوا أسطورة ساهم النفاق الدولي والتخاذل العربي بصنعها على مدى عقود.

اليوم احتفال بالنصر وغدا لناظره أمر بالنصر. في الساعات القليلة المقبلة سيكتب الفصل الأخير من سفر خروج الارهابيين من الأراضي اللبنانية، ليتفرغ الجيش لمعركة "داعش"، معركة لا يجب ان تقارن بمعركة "النصرة"، ولا يجب ان تحصر بمدى زمني محدد، كما قال السيد نصرالله في الذكرى ال 11 لانتصار تموز، مؤكدا ان النصر حليف الجيش والهزيمة نصيب "داعش"، ناصحا المعسكر المناهض لسوريا في لبنان باعادة النظر في موقفه من العلاقة مع الدولة السورية، لأن مشروع اسقاط سوريا والمقاومة في لبنان سقط وانتهى، والأميركيون أول من يعرف ذلك وأصدقاؤهم آخر من يعلم. مجددا، كما في خطابه الأخير منذ أسبوع، الثقة برئيس البلاد العماد ميشال عون الذي في عهده كرس نهجا سياديا ومشروعا وطنيا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

بعدما اعترف الجميع بوجود خلل ما يشوب سلسلة الرتب والرواتب، جاءت دعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى لقاء حواري يعقد غدا في بعبدا، ويهدف إلى توصل الأفرقاء جميعا إلى اتفاق الحد الأدنى، الذي يرضي الجميع من جهة ويحافظ على الاستقرار الاجتماعي من جهة أخرى، ما يبعد البلاد عن اضطرابات يعرف كيف تبدأ ولا يعرف كيف تنتهي.

بناء عليه، وإذا كان الاجتماع لا يهدف الى إلغاء السلسلة، فإن دعوة وزير المال علي حسن خليل، بما يمثل، رئيس الجمهورية إلى توقيع السلسلة أولا، ثم مناقشة أي تعديل تفرضه الوقائع والمعطيات العلمية، يطرح علامة استفهام كبرى: هل الدعوة محاولة لوضع خارطة طريق الاجتماع قبل انطلاقه، أم أننا عدنا إلى كباش الموازنة قبل السلسلة التي ينادي بها رئيس الجمهورية أو السلسلة قبل الموازنة التي يدعمها الرئيس بري؟.

غدا قد تتضح صورة هذا الملف، فيما ملفات أخرى شائكة ستطغى على الأسبوع الطالع لعل أبرزها مصير معركة جرود القاع ورأس بعلبك، وصولا إلى زيارة الوزيرين الحاج حسن وزعيتر لدمشق والمقررة أواخر الأسبوع.

وسط كل هذا، جاءت كلمة السيد نصرالله عصرا، فتحت تسمية "ذكرى انتصار الحق على الباطل" وجه الأمين العام ل"حزب الله" سلسلة رسائل إلى الداخل والخارج، أولها أن أحدا لن يتمكن من إيقاف تعاظم قوة المقاومة، ثانيها أن الزمن الذي كانت إسرائيل تهدد فيه ولى، أما ثالثها فهو ضرورة تصدي اللبنانيين لحملات التهويل عبر العقوبات الاقتصادية.

أما الرسالة الأخيرة فهي أيضا إلى الداخل عبر دعوة الأفرقاء إلى إعادة حساباتهم في موضوع التنسيق مع النظام السوري، في وقت تدخل فيه الحكومة اللبنانية لأول مرة معركة مع "داعش"؛ معركة، حسب السيد نصرالله، ستنتهي بالانتصار.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

لسان حال الكويتيين يقول للبنانيين إن الكويت لم تميز مرة واحدة بينكم ولا بين مناطقكم ولا بين فئة أو أخرى، لكي تتعرض لما تعرضت له من قبل مجموعة من اللبنانيين. ورغم هذه المرارة، فإن هناك اصرارا كويتيا على الفصل بين قضية العبدلي المتورط فيها "حزب الله" والعلاقات مع لبنان واللبنانيين.

الكويت لم تبخل يوما على لبنان بتقديم جميع أنواع المساعدات، ولم يسمع أحد من اللبنانيين يوما تمنينا من مسؤول كويتي.

رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الذي يعرف حجم وأهمية العلاقة مع الكويت أميرا وحكومة وشعبا، ندد من الكويت بما قامت به "خلية العبدلي"، مؤكدا ان الدولة والحكومة ضد أي عمل أمني. وشدد على ان أمن الكويت من أمن لبنان، متعهدا بالتعاون بشكل واسع جدا لحل هذا الموضوع.

الرئيس الحريري لمس استياء كويتيا كبيرا من موضوع "خلية العبدلي". هذا الاستياء عكسه نائب رئيس الوزراء الكويتي وزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، بكشفه وجود اعترافات عن ارتباط "حزب الله" بهذه الخلية. وكشف للحريري معلومات عن نوعية المساعدة التي قدمها أفراد من الحزب لها. كما لفت إلى رسائل الاحتجاج الكويتية، معربا عن أمله أن تتم معالجة الأمر في إطار العلاقة المميزة بين الكويت ولبنان، مع تأكيد من أمير البلاد ورئيس الوزراء بأن العلاقات مع لبنان لم تتأثر بهذه القضية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

من مفاعل دردارة الخيام وهذا السهل الممتنع، من خيام المساجد والكنائس تحت بلدة واحدة، خيام المقاومين ورجاله الذين منحهم الله إسمه، كان خطاب النصر الشاهد على أحد عشر نصرا، على وادي الحجير وانكسار الميركافا، على دبابات متروكة بين سهل ومنحدر، على الرابع عشر من آب اللهاب في هزيمة إسرائيل.

هو النصر مهما تقدم به الزمن، ومهما رسموا خطوطا زرقا وحمرا، وأتوا بقوات طوارئ للشهادة على تحرك رجال هم في الأصل غير مرئيين، لا يمكن لإسرائيل أن تضبطهم بالعين المجردة، فهم يطلعون ويتكاثرون ويتعاظمون، أزاحوهم من نهر الليطاني فشوهدوا عند جنوبي نهر الفرات وعلى بساط المنطقة ورياحها.

وعلى هذه الجغرافيا، تحدث الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، فأجرى لإسرائيل اختبار التهديد بالحرب، وقدم لها "حسبة" غير بسيطة، إذ إن أي حرب على لبنان ستكلفها ثمنا لن تستطيع تحمله، وهي ستكون أمام دفع الثمن وبنصر مشكوك فيه. ولما أخذت إسرائيل علما بخطر الأمونيا وفككته بقرار قضائي، نكأ نصرالله مفاعل ديمونا وحلق فوقه، وقصف كلاميا هذه المرة.

وإذ احترم الأمين العام ل"حزب الله" حضور الحكومة في البيت الأبيض خلال خطابه السابق، فإنه كان يرجئ عمل الأمس إلى اليوم، ويذكر ترامب بجهالته وبأن "حزب الله" هو شريك للحكومة التي يتقاسم معها الأميركيون محاربة الإرهاب. وقال نصرالله إن من يقاتل الإرهاب اليوم في المنطقة هو "حزب الله"، الحزب ذو القوة الهدامة المدمرة الخطرة نعم، لكن في وجه إسرائيل. وتمنى نصرالله ألا يكون هناك أي شريك لبناني من تحت الطاولة يسير وراء الأوهام، واعدا بأن "داعش" أصبحت مسألة وقت، وسنكون أمام انتصار حاسم.

هو خطاب تحت شمس الخيام ونصرها. تلك البقعة من جنوب لبنان التي تحدث نصرالله عن ميزة عيشها المشترك، فالتاريخ يذكر نضالاتها المحفورة على شجر وماء، ومن صفحاتها شهادة حكيمها شكرالله كرم عام 1977 الذي سقط برصاصات إسرائيلية استهدفت عمق تجذره بالأرض.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

ابراهيم شمس الدين لـ«جنوبية»: الشيعة طائفة متروكة للمتسلطين والفاسدين والمفسدين فيها

سلوى فاضل/جنوبية/ 12 أغسطس، 2017

ماذا يقول الوزير السابق ابراهيم شمس الدين، رئيس الجمعية الخيرية الثقافية، تعليقا على ما ورد في بيان المجلس الاسلامي الشيعي ردا على مؤتمره الصحفي يوم الاثنين الفائت؟ بعد عقد الوزير السابق ابراهيم شمس الدين مؤتمره الصحافي ليُطلع الجمهور على التعديات التي وقعت على أملاك “الجمعية الخيرية الثقافية الاسلامية” خرج بيان حاد اللهجة موّقع باسم المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى يؤكد فيه ان وضع اليد تم بموافقة من المجلس نفسه. اذن المجلس الشيعي يحاول الاستيلاء على مؤسسات “الجمعية الخيرية الثقافية” التي أسسها الامام محمد مهدي شمس الدين، رغم ان هذه المؤسسات تشغل عقاراً مستأجرا من قبل الجمعية من بلدية بيروت لا دخل للأوقاف الشيعية فيه. في هذا الاطار، تقدّمت الجمعية بثلاثة طعون ضد قرارات المجلس لدى مجلس شورى الدولة الا انه لم يتم البت بها حتى الان. وفي اتصال، مع الوزير السابق ابراهيم شمس الدين، للاطلاع على الوضع المستجد ما بعد مؤتمره الصحفي الشهير، قال لـ”جنوبية”: “محافظ بيروت إتخذ قرارا بتسجيل المسجد والجامعة ومبنيين آخرين وقاعة المؤتمرات على انهما من أملاك الوقف الشيعي”. وتابع “لكن لا سلطة للمجلس الشيعي كي يعطي للمحافظ أية تعليمات، علما ان المحافظ عاد وارسل رسالة تتضمن استشارة عند “هيئة التشريع والقضاء” عبر وزارة الداخلية، مع انه كان يجب عليه ان يعلم ان موافقته غير صحيحة”. و اضاف شمس الدين”الملفت ان الكتاب الذي أعده بعد المؤتمر الصحفي، بفكرته الاساسية صحيح، لانه كقاض لا يجب عليه الموافقة على طلب المجلس. وهذه اشارة ايجابية، لكني حذر تجاه ارساله الكتاب الى وزارة الداخلية. وهو أمر غير مفهوم. لان هذا يعني ان وزير الداخلية يمكنه الا يرسل الكتاب الى هيئة التشريع والقضايا، لكن بهذا يكون المحافظ قد قام بما هو مفيد. الا انه لم يكمله او لم يعمد لإيصال هذا العمل الجيد الى مكانه الصحيح، لان الواجب عليه ان يرسله الى “هيئة التشريع والقضايا” لا الى وزارة الداخلية. هذا اولا”.

اما “ثانيا، فان هيئة التشريع والقضايا ارسلت مشورة عام 2009 الى وزارة التربية كسؤال عن انه هل يحق للجمعية انشاء مبان جامعية. فهذا يدل على ان إشغال الجمعية قانوني ومستوف للشروط”. وبخصوص “المباني التي تم الحاقها بالوقف فانها مبان جامعية، وكان الشغل فيها منطلقا وكانت ستفتح العام الحالي. لذا ارى ان الهدف من وضع اليد عليها ليس الاستيلاء على المباني بل تعطيل انطلاقة الجامعة”. ويلفت شمس الدين الى “أن هؤلاء لا يريدون لأحد ان يقوم بأي عمل جديد، فقد قاموا فعليا بالاستيلاء على الجامعة الاسلامية ومستشفى الزهراء، ومركز مدرار من أجل الاستحواذ على كل العقود، اضافة الى إخراج أمين عام المجلس محمد شعيتو بطريقة غير قانونية من منصبه كأمين عام في المجلس الشيعي واخرجوه ايضا من ادارة مستشفى الزهراء”. واجاب شمس الدين عن المزاعم التي بررت الاستيلاء بان “هذه المؤسسات تابعة للوقف الشيعي تحت عنوان وجود حوزة لتدريس طلبة العلم الديني، في الواقع انه لا وجود لشيء اسمه حوزة، بل هي عبارة عن مبنيين، منها المبنى السكني الداخلي لمعهد الشهيد الاول، ومطبخ كبير وقاعات طعام”. مع الاشارة الى “الجمعية تقرر ما تريد بالنسبة لاملاكها، وبالتالي ليس هناك من حسينية اصلا ليضعوا يدهم عليها، بل هي قاعة كبرى للمؤتمرات والندوات والاجتماعات، وتقبل التعازي، واحتفالات التخرج، وكانت كل من وزارة الشؤون الاجتماعية وبلدية الغبيري تستعملها للانشطة خاصة بهما”. ويتابع شمس الدين قائلا “اذا كان كلامهم صحيحا فليسيطروا على مباني الجمعية كلها. لكن هذه المباني ليس لها اية صفة دينية، وليس في القانون ما هو معنيّ بالقضاء الديني، بل القضاء هو قضاء عدلي”.

وفي تعليق لشمس الدين على البيان الذي ورد باسم الاوقاف في المجلس الشيعي، قال “البيان لم يرد على الحقائق التي اوردتها في المؤتمر، والتي قدمتها بلغة القانون. هو عبارة عن بيان شتائم، غير ان الجهة التي أصدرته ليست بذات صفة قانونية، وليس هنالك من اسم لدائرة الاوقاف، وهي جهة مجهولة عندنا”.

وردا على سؤال: هل تدّخل وسطاء وخاصة من جهة حزب الله لحل القضية الازمة؟ قال شمس الدين “ان بعض الاوساط العليا في حزب الله تعتبر ان المجلس بشكله الحالي وببنيته غير الفعّالة والاستاذ نبيه بري هم من المحظييّن مقابل أية شأنية اخرى، حتى مع كل الظلم والتجاوزات”. فـ”حزب الله ساكت عنه. من هنا استعملت مصطلح “الطائفة المنكوبة”، والشيعة متروكين للمتسلطين والفاسدين والمفسدين فيها”.وختم رئيس الجمعية الخيرية الثقافية الوزيرالسابق ابراهيم شمس الدين، بالقول: “وفي هذا الامر، رغم ان الشعار الديني المرفوع لدى حزب الله يخالف قاعدة سلوك ديني معروفة عندنا والتي تقول من رأى منكم منكرا فليغيره بيده اوبلسانه او بقلبه. فإن المنكر يملأ الساحة الشيعية رغم ان ايدي مسؤولي الحزب وألسنتهم تستطيع ان تطال وتغير، وهم موجودون داخل المجلس الشيعي وخارجه”.

 

الحريري: من يسيء للكويت يريد الأذية لبلدنا ولا يمكن  لأي طرف في لبنان أن يملي على الدولة إرادته

الأحد 13 آب 2017/ وطنية - نوه رئيس الحكومة سعد الحريري بأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، واصفا إياه بأنه "قامة استثنائية وحكيمة"، ولافتا الى "ان المحادثات مع سموه دائما مفيدة ومميزة وسنؤكد كدولة لبنانية حرصنا على أفضل العلاقات مع الكويت وعلى عدم تعكير صفوها أو السماح لأي كان بالتورط في عمل يمس السيادة والأمن ويتجاوز القانون"، وكشف عن ان "البحث سيتطرق ايضا الى القضايا الأساسية التي تجمعنا ونتشارك في الرؤى حولها، سواء تعلق الأمر بالملف السوري وموضوع اللاجئين أو بملف التطرف ومحاربته أو الإجماع العربي على التصدي لمحاولات الآخرين التدخل في شؤون دولنا الداخلية". وفي حديث أجراه معه رئيس تحرير صحيفة "الراي" الكويتية ماجد العلي، انطلق الحريري في مقاربته العلاقة مع الكويت وقضية "خلية العبدلي" من "قيمة سياسية زرعها فينا الرئيس الشهيد رفيق الحريري دائما ومفادها أن العلاقة مع دول الخليج والدول الأخرى الصديقة والمحبة هي جزء من الأمن القومي للبنان"، معتبرا "ان أي تورط في الكويت لأي طرف او شخص من لبنان هو ضرب لمفهوم الأمن القومي اللبناني نفسه"، ومشددا على "اننا لن نسمح لأحد كائنا من كان بأن يساهم في زعزعة الأمن والاستقرار لدولة الكويت، وسنبذل كل ما في وسعنا لتبيان الحقائق بتفاصيلها أولا، ثم نتخذ الإجراءات الكفيلة بضمان عدم حصول ذلك مستقبلا". واذ اكد "اننا ندين أي عمل ضد الكويت ونحن في صدد الاطلاع على كل التفاصيل المتعلقة بخلية العبدلي من خلال الأجهزة الأمنية والقضائية المختصة"، لفت الى "إجماع لبناني شعبي ورسمي على رفض الإساءة الى الكويت او المساس بأمنها او التعرض لاستقرارها من أي طرف كان، في لبنان وخارجه"، معلنا أنه "لا يمكن لأي شخص طبيعي أن يوافق على ملاقاة يد الخير الكويتية بيد غدر. وهذا شخص يكره لبنان قبل أن يكره الكويت". وفي الشأن اللبناني، وردا على سؤال حول الانطباع بأن "حزب الله" يدفع في اتجاه فرض إرادته على النحو الذي يجعله يتحكم بتحديد علاقات لبنان الخارجية، أكد الحريري أنه "لا يمكن لأي طرف في لبنان أن يملي إرادته على الدولة"، موضحا "ان سياستنا الخارجية قائمة على احترام الشرعيتين العربية والدولية وعدم توريط البلاد بصراعات لا تخدم مصالح شعبنا".

وفي حين وضع خياراته التي صبت في اتجاه إنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان وما تلاها من تشكيل حكومة جديدة ومعاودة تفعيل عمل البرلمان في خانة "وضع البلاد على سكة الاستقرار السياسي والنهوض الاقتصادي وتشكيل حزام أمان في وجه الأخطار الأمنية"، اكد ردا على سؤال "ان إنقاذ الدولة والحؤول دون التحاق لبنان بدوامة الخراب في المنطقة إنجاز يستحق التضحية بغض النظر عن حسابات الربح والخسارة". واذ أشار الى "ان هناك خلافات سياسية إقليمية ومعروفة بيننا وبين "حزب الله" المشارك في الحكومة"، اعتبر ان "ما نسعى إليه هو تحييد بلدنا عن حرائق المنطقة وأتمنى أن يكون الجميع بلبنان ما زالوا ملتزمين بالتوافق على أن المصلحة الوطنية هي بأن يكون هناك استقرار وحكومة فاعلة وبرلمان يقوم بعمله"، مشددا على ضرورة "الكف عن محاولات الالتفاف على التفاهم الوطني على وضع خلافاتنا حول السياسات الإقليمية جانبا".

وعن المعركة التي يستعد الجيش اللبناني لخوضها لطرد "داعش" من جرود رأس بعلبك والقاع، أوضح "اننا لن نقبل بأن يكون هناك أي نوع من الإرهاب على أي جزء من الأراضي اللبنانية"، لافتا الى "أن قرار مجلس الوزراء واضح بإعطاء الأمر للجيش وحده لاتخاذ ما يلزم وفي الوقت الذي يراه مناسبا لحسم المعركة ضد الإرهاب، وهو يملك مطلق الصلاحيات للتصرف وفق ما يراه مناسبا لإنجاز مهمته بعيدا من محاولات إقحامه في مسائل تنطوي على مآرب سياسية"، ومشددا على انه "بمعزل عن كل ما يقال حول المعركة التي سيخوضها الجيش اللبناني، فإن الموقف الثابت هو أن الدولة وحدها هي الحل والجيش اللبناني هو الجهة المخولة وحدها حفظ سلامة الأمن الوطني". وردا على سؤال عما اذا كان قد خسر حلفاء داخليين بسبب خياراته الجديدة، قال: "المهم ان يربح لبنان، وتهون أي خسارة لإنقاذ لبنان، وخياراتي الجديدة كما القديمة هي دائما مصلحة لبنان واللبنانيين. ومن هنا كان خياري إنهاء الفراغ الرئاسي وتشكيل حكومة فاعلة وإخراج البرلمان من حال الشلل ووضع البلاد على سكة الاستقرار السياسي والنهوض الاقتصادي وتشكيل حزام أمان في وجه الأخطار الأمنية. لم أخسر حلفاء رغم المقاربات المتباينة أحيانا. ربحت معاودة انتظام عمل المؤسسات وإنقاذ الدولة للحؤول دون التحاق لبنان بدوامة الخراب في المنطقة. وهذا إنجاز يستحق التضحيات بغض النظر عن حسابات الربح والخسارة". وعما اذا كان يتوقع مفاجآت في ضوء القانون الانتخابي الجديد الذي اعتمد، أجاب: "من الصعب جدا التكهن بما ستفرزه صناديق الاقتراع في الانتخابات النيابية المقبلة. فنحن أمام تجربة جديدة في القانون الذي يعتمد للمرة الأولى على النسبية والذي أردناه يصب في مصلحة الناس أولا. وأملنا كبير بتجديد الحياة السياسية من خلال دخول وجوه جديدة نتمنى أن تكون شابة. وثقتنا كبيرة بجمهور "تيار المستقبل" الذي كان صمام أمان في لحظة انفلات الغرائز واستمر وفيا لمشروع بناء الدولة والنهوض الاقتصادي ولمدرسة الرئيس الشهيد رفيق الحريري".

وختم الحريري مؤكدا أن "مشروع الإعمار الذي قاده الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان في سياق حلمه الكبير بأن يعود لبنان لؤلؤة الشرق، وهذا الحلم لم يفارقنا يوما وسنعمل على تحقيقه بإرادة جميع اللبنانيين بإذن الله ودعم الأشقاء الخليجيين والعرب، فلبنان الذي لم تقو الحروب والضغائن عليه يستحق أن نحلم له بمستقبل مزدهر".

 

بعد رفع صورة بشير الجميّل في القاع.. ماذا قالت القوات؟

"السياسة الكويتية" - 13 آب 2017/أوضح مصدر نيابي في حزب “القوات اللبنانية” في تصريح لـ”السياسة، “أن زيارة رئيس الحزب سمير جعجع إلى عاصمة البقاع “زحلة” ليست انتخابية، وإن كانت المواقف التي أشار إليها جعجع تحمل كلاماً انتخابياً، كما أنها غير موجهة ضد أي فريق من اللبنانيين، وبالأخص “التيار الوطني الحر” ورئيسه جبران باسيل الذي زار بلدة القاع في الأسبوع الماضي ورفع صورة الرئيس بشير الجميل. وأشار إلى أن حزب “القوات اللبنانية” يسعده أن ترفع صور الشهيد بشير الجميل في كل المناطق اللبنانية، على اعتباره الرمز والمؤسس للقوات اللبنانية التي تحولت بفضل رئيسها سمير جعجع، إلى حزب سياسي، له موقعه على الساحة اللبنانية وفي بلاد الانتشار. ووصف المصدر النيابي زيارة جعجع إلى زحلة بـ”الهامة جداً”، إن لجهة توقيتها، أو لجهة المواقف التي تطرق إليها الحكيم في كلامه، خصوصاً ما يتعلق بالعلاقات اللبنانية-السورية، والزيارات التي سيقوم بها بعض الوزراء إلى سورية بحجة تلقيهم دعوات خاصة من نظراء لهم في الحكومة السورية التي تعتبر غير شرعية لنظام فاقد الشرعية الدولية، بسبب المجازر والويلات وجرائم القتل التي ارتكبها بحق شعبه. وسأل المصدر النيابي، عن استغراب البعض لمجرد زيارة “الحكيم” إلى أية منطقة من لبنان؟ وقال: “لو كان الوضع الأمني يسمح له بالتنقل بحرية، لما تردد بزيارة كل المناطق اللبنانية، نظراً لحبه وتعلقه بهذا الوطن الذي يعتبره رسالة حضارة وانفتاح كما أشار إلى ذلك البابا يوحنا بولس الثاني عندما زار لبنان”. ودعا كل الذين يعملون على زرع الشقاق والخلافات مع “التيار الوطني الحر” ومع غيره من القوى السياسية المحلية، أن يخيّطوا بغير هذه “المسلة” التي تآكلها الصدأ ولم يعد لها أي نفع، مشدداً على ما قاله رئيس “القوات” في زحلة، بوجود تباينات واختلافات بين وزراء التيار والقوات داخل الحكومة وهو أمر مشروع، لكن الأمور لن تصل أبداً إلى الخلاف الذي يؤدي إلى القطيعة وإنهاء التحالف القائم الذي يعتبر أكبر من كل الاختلافات التي تحصل ضمن الفريق الواحد. ومن زحلة، اعتبر جعجع أن كل مرحلة لها طريقتها ومعطياتها وظروفها والمرحلة في الوقت الراهن هي مرحلة تأنٍ وانتظار، مطمئناً أن “14 آذار” موجودة وستستمر ونحن كـ”قوات لبنانية” بدأنا في العهد الجديد كـ”14 آذار” وسنبقى مستمرين كـ”14 آذار”.

 

جعجع: إن أعطيتونا 24 نائباً "منخرب الدني فيون"

جدد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع التأكيد ان "الأمة بالنسبة لنا هي لبنان، حدودنا هي الحدود المعترف بها دولياً، والمعادلة هي "شعب، دولة، جيش"، وكل ما عدا ذلك لا يعنينا إطلاقاً". وإذ أشار الى أن "حسن ادارة الدولة ومحاربة الفساد ليست فقط صراخاً وعويلاً ومزايدات، إنما هي معرفة وطريقة عمل معينة بالذات، ونحن كقوات لبنانية أثبتنا بالقليل الذي لدينا الآن أننا فعلاً نعرف إدارتها"، توجّه جعجع الى اللبنانيين قائلاً: "في الانتخابات الماضية، منحتونا 8 نواب، فردّينا هذه الوزنة وزنات، فإن أعطيتونا في الانتخابات المقبلة 16 نائباً سوف نعطي وزنات مضاعفة أكثر وأكثر، وإن أعطيتونا 24 نائباً "منخرب الدني فيون"". وشدد رئيس القوات على "ان الخلاص يكمن بين أيدينا بالذات بعد أشهر قليلة في صناديق الاقتراع، فلا تتأخروا ، ان الديمقراطية في لبنان هي ديمقراطية فعلية فاستفيدوا منها، فالاقتراع هو عملية مقدسة قادرة على احداث التغيير المطلوب في حال تخلينا عن عاداتنا الانتخابية السابقة، وتخلينا عن الاقتراع لأقاربنا لمجرد أنهم أقاربنا، وتخلينا عن الاقتراع لمن تربطنا بهم علاقات شخصية ولو لم يكونوا كفوئين، وتخلينا عن عادة الاقتراع لمن يسدي لنا بعض الخدمات، وفي حال اقترعنا فقط لأحزاب وتكتلات كبيرة قادرة على احداث التغيير المطلوب." وتابع جعجع، خلال العشاء السنوي لمنسقية زحلة في القوات اللبنانية الذي أقيم مساء أمس في فندق القادري: " لا يفكر أحد أن يتحايل على التاريخ، فالمعادلة التاريخية في كل الاوقات في لبنان كانت شعب دولة وجيش، ولا يحاول أحد أن يتحايل على الجغرافيا، فحدودنا الفعلية تنتهي هنا عند السلسلة الشرقية وليس حدود الأمة الاسلامية، لذا لا يُحاول أحد أن يتحايل على المفاهيم الأساسية".

وأكّد جعجع ان "الأمة هي لبنان بحدوده الدولية وليس أي شيء آخر، فالأمة بالنسبة لنا هي لبنان، حدودنا هي الحدود المعترف بها دولياً، والمعادلة هي "شعب، دولة، جيش"، وكل ما عدا ذلك لا يعنينا بشيء لا من قريب ولا من بعيد".

وأضاف:" صحيح ان المعادلة هي "شعب، دولة، جيش"، ولكن هنا أيضاً لدينا مشكلة فعلية هي نوعية الدولة، فالدولة التي لا حسن ادارة فيها ليست دولة، والدولة التي لا يسودها القانون ليست دولة، والدولة التي ليس فيها فرص عمل ليست دولة، والدولة التي يضطر شاباتها وشبابها وبأعداد كبيرة الى الهجرة ليجدوا عملاً ليست دولة، والدولة التي لم تتمكن من إصلاح وضع الكهرباء منذ عشرات السنين ليست دولة، والدولة التي لا تزال زحمة السير فيها على هذا الحال، والمياه مقطوعة والبنى التحتية حدث ولا حرج... هذه ليست دولة، وخصوصاً ان الدولة الفاسدة ليست دولة ولا يمكنها أن تكون دولة".

ووجّه جعجع "تحية كبيرة لنواب ووزراء القوات الذين يشكلون اليوم فرقة "صَدَم القوات" في المرحلة السياسية، اذ لا يكفي أن نؤمن بالدولة، بل يجب ان نعرف كيف نديرها؟ وكل الاحداث حتى الآن أثبتت أننا نعرف كيف نديرها، فمن كان أميناً على القليل يؤتمن على الكثير، نحن نعرف كيف نديرها لأن حسن ادارة الدولة ومحاربة الفساد ليست فقط صراخاً وعويلاً ومزايدات، إنما هي معرفة وطريقة عمل معينة بالذات، ونحن أثبتنا بالقليل الذي لدينا الآن أننا فعلاً نعرف إدارتها". واستطرد: "أيها اللبنانيون، أيها الزحليون، كلنا نشتكي من واقعنا المؤلم في حين ان الخلاص يكمن بين أيدينا بالذات بعد أشهر قليلة في صناديق الاقتراع، فلا تتأخروا ، ان الديمقراطية في لبنان هي ديمقراطية فعلية فاستفيدوا منها، فالاقتراع هو عملية مقدسة قادرة على احداث التغيير المطلوب في حال تخلينا عن عاداتنا الانتخابية السابقة، وتخلينا عن الاقتراع لأقاربنا لمجرد أنهم أقاربنا، وتخلينا عن الاقتراع لمن تربطنا بهم علاقات شخصية ولو لم يكونوا كفوئين، وتخلينا عن عادة الاقتراع لمن يسدي لنا بعض الخدمات، وفي حال اقترعنا فقط لأحزاب وتكتلات كبيرة قادرة على احداث التغيير المطلوب".وختم جعجع: "كلنا يريد الخروج من الواقع القائم، كلنا يريد التغيير ، وبالتالي علينا التصرف بما يؤدي الى هذا التغيير، وكما كنتم أبطالاً في الدفاع عن زحلة ولبنان أيام المحن، هكذا أملي الكبير بأن تكونوا أبطالاً هذه الأيام أيضاً وتنتصروا على كل الاعتبارات الشخصية والتقليدية التي كانت تتحكم بطريقة اقتراعكم للوصول الى التغيير المطلوب والى غدٍ أفضل نحلم به جميعاً".

 

جعجع: كل ما عدا حدودنا المعترف بها دوليا ولبنان أمتنا ومعادلة شعب ودولة وجيش لا يعنينا

الأحد 13 آب 2017 / وطنية - جدد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع التأكيد ان "الأمة بالنسبة إلينا هي لبنان، حدودنا هي الحدود المعترف بها دوليا، والمعادلة هي "شعب، دولة، جيش"، وكل ما عدا ذلك لا يعنينا إطلاقا".وأشار الى أن "حسن إدارة الدولة ومحاربة الفساد ليست فقط صراخا وعويلا ومزايدات إنما هي معرفة وطريقة عمل معينة بالذات، ونحن كقوات لبنانية أثبتنا بالقليل الذي لدينا الآن أننا فعلا نعرف إدارتها"، وتوجه الى اللبنانيين: "في الانتخابات الماضية، منحتونا 8 نواب، فردينا هذه الوزنة وزنات، فإن أعطيتونا في الانتخابات المقبلة 16 نائبا سوف نعطي وزنات مضاعفة أكثر وأكثر، وإن أعطيتونا 24 نائبا "منخرب الدني فيون". وشدد على أن "الخلاص يكمن بين أيدينا بالذات بعد أشهر قليلة في صناديق الاقتراع، فلا تتأخروا، ان الديموقراطية في لبنان هي ديموقراطية فعلية فاستفيدوا منها".

كلام جعجع جاء خلال العشاء السنوي لمنسقية زحلة في "القوات اللبنانية" فندق القادري، في حضور النواب: ستريدا جعجع، ايلي ماروني، عاصم عراجي، طوني ابو خاطر، شانت جنجنيان، النائب جوزف المعلوف ممثلا بوالده أنيس المعلوف، الوزير السابق غابي ليون، النائب السابق سليم عون، راعي ابرشية زحلة المارونية المطران جوزيف معوض، راعي أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس المطران انطونيوس الصوري، راعي ابرشية زحلة والبقاع للسريان الارثوذكس المطران بولس سفر، ممثل "تيار المستقبل" بسام شكر، الامين المساعد لشؤون المناطق في القوات جوزيف ابو جودة، منسق القوات في البقاع الغربي المحامي ايلي لحود، منسق القوات في زحلة ميشال تنوري، السفير انطوان شديد، الجنرال سامي نبهان، رئيس بلدية زحلة اسعد زغيب ورؤساء بلديات ومخاتير وعدد من رجال الأعمال والفاعليات السياسية والديبلوماسية والنقابية والدينية والاعلامية.

وقال: "مساء الخير، مساء زحلة، مساء "النجم اللي ما بينطال"، مساء قوات زحلة، قوات الوفاء والصلابة والنخوة والمروءة والايمان والالتزام، مساء التيار والمستقبل والكتائب والاحرار، ومساء كل الاحرار في زحلة ولبنان، مساء الاساقفة وبلدية زحلة ورؤساء البلديات والمخاتير وكل الشخصيات والاصدقاء معنا اليوم. مساء الجيش اللبناني الذي على بعد كيلومترات قليلة من هنا يتحضر لخوض معركة الكرامة الوطنية، فهو ليس كسواه يخوض معركة الآخرين على حساب الكرامة اللبنانية الفعلية".

أضاف: "لا يفكر أحد أن يتحايل على التاريخ، فالمعادلة التاريخية في كل الاوقات في لبنان كانت "شعب دولة وجيش"، ولا يحاول أحد أن يتحايل على الجغرافيا، فحدودنا الفعلية تنتهي هنا عند السلسلة الشرقية وليس حدود الأمة الاسلامية، لذا لا يحاول أحد أن يتحايل على المفاهيم الأساسية. الأمة هي لبنان بحدوده الدولية وليس أي شيء آخر، فالأمة بالنسبة إلينا هي لبنان، حدودنا هي الحدود المعترف بها دوليا، والمعادلة هي "شعب، دولة، جيش"، وكل ما عدا ذلك لا يعنينا بشيء من قريب ولا من بعيد. صحيح ان المعادلة هي "شعب، دولة، جيش"، ولكن هنا أيضا لدينا مشكلة فعلية هي نوعية الدولة، فالدولة التي لا حسن ادارة فيها ليست دولة، والدولة التي لا يسودها القانون ليست دولة، والدولة التي ليس فيها فرص عمل ليست دولة، والدولة التي يضطر شاباتها وشبابها وبأعداد كبيرة الى الهجرة ليجدوا عملا ليست دولة، والدولة التي لم تتمكن من إصلاح وضع الكهرباء منذ عشرات السنين ليست دولة، والدولة التي لا تزال زحمة السير فيها على هذا الحال والمياه مقطوعة والبنى التحتية حدث ولا حرج. هذه ليست دولة وخصوصا ان الدولة الفاسدة ليست دولة ولا يمكنها أن تكون دولة". وتابع: "تحية كبيرة لنواب ووزراء القوات الذين يشكلون اليوم فرقة "صدم القوات" في المرحلة السياسية، اذ لا يكفي أن نؤمن بالدولة بل يجب ان نعرف كيف نديرها، وكل الاحداث حتى الآن أثبتت أننا نعرف كيف نديرها، فمن كان أمينا على القليل يؤتمن على الكثير، نحن نعرف كيف نديرها لأن حسن ادارة الدولة ومحاربة الفساد ليست فقط صراخا وعويلا ومزايدات، إنما هي معرفة وطريقة عمل معينة بالذات، ونحن أثبتنا بالقليل الذي لدينا الآن أننا فعلا نعرف إدارتها".

وقال: "أيها اللبنانيون، أيها الزحليون، كلنا نشتكي من واقعنا المؤلم في حين ان الخلاص يكمن بين أيدينا بالذات بعد أشهر قليلة في صناديق الاقتراع، فلا تتأخروا، ان الديموقراطية في لبنان هي ديموقراطية فعلية استفيدوا منها، فالاقتراع هو عملية مقدسة قادرة على إحداث التغيير المطلوب في حال تخلينا عن عاداتنا الانتخابية السابقة، وتخلينا عن الاقتراع لأقاربنا لمجرد أنهم أقاربنا وتخلينا عن الاقتراع لمن تربطنا بهم علاقات شخصية ولو لم يكونوا كفوئين، وتخلينا عن عادة الاقتراع لمن يسدي لنا بعض الخدمات، وفي حال اقترعنا فقط لأحزاب وتكتلات كبيرة قادرة على احداث التغيير المطلوب."

وختم: "كلنا نريد الخروج من الواقع القائم، كلنا نريد التغيير، وبالتالي علينا التصرف بما يؤدي الى هذا التغيير، وكما كنتم أبطالا في الدفاع عن زحلة ولبنان أيام المحن، هكذا أملي الكبير بأن تكونوا أبطالا هذه الأيام أيضا وتنتصروا على كل الاعتبارات الشخصية والتقليدية التي كانت تتحكم بطريقة اقتراعكم للوصول الى التغيير المطلوب والى غد أفضل نحلم به جميعا". وقدمت السهرة المسؤولة الاعلامية في منسقية زحلة تانيا حمصي وأحياها الفنان زياد خاطر وقدمت فرقة شربل داغر لوحات راقصة فولكلورية وتراثية. وقبل المغادرة، دون جعجع كلمة شكر على السجل الذهبي لفندق القادري جاء فيها: "أوتيل القادري تاريخ متجدد مهما مر الزمن، شكرا على كل شيء".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إيران.. أكثر من 500 مليون دولار للصواريخ وفيلق القدس

"فرانس برس" - 13 آب 2017/صادق مجلس الشورى الإيراني، الأحد، على تخصيص 520 مليون دولار لتطوير البرنامج الباليستي الإيراني وتعزيز النشاطات الإقليمية للحرس الثوري، وذلك رداً على "سياسة المغامرة" التي تتبعها الولايات المتحدة. وصرّح رئيس مجلس الشورى، علي لاريجاني، أن "على الأميركيين أن يعرفوا أن هذا الإجراء ليس إلا خطوتنا الأولى"، وذلك بعد إعلانه نتيجة تصويت البرلمان بغالبية ساحقة على سلسلة تدابير تهدف إلى "مواجهة الأعمال الإرهابية والمغامرة للولايات المتحدة في المنطقة". وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية بأن 240 نائباً (من أصل 244 حاضرين) وافقوا من دون أي صوت معارض، على مشروع القانون الذي ينص على تخصيص 260 مليون دولار "لتطوير البرنامج الصاروخي" والمبلغ نفسه إلى فيلق القدس وهو وحدة قوات خاصة تابعة للحرس الثوري الإيراني مسؤولة عن العمليات الخارجية. ويأتي هذا التصويت بعد أن فرضت واشنطن عقوبات جديدة في تموز/يوليو لمواجهة برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية. من جهتها، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، هيذر ناويرت، أن "الولايات المتحدة لا تزال مهتمة كثيراً في أنشطة إيران الخبيثة في الشرق الأوسط". ونددت ناويرت "بدعم ايران المستمر للتنظيمات الإرهابية مثل حزب الله وحركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني التي تهدد إسرائيل واستقرار الشرق الأوسط". من جانبه، صرّح كبير المفاوضين الإيرانيين ونائب وزير الخارجية، عباس عراقجي، الأحد، أن "مشروع القانون هذا (الذي صادق عليه مجلس الشورى الإيراني الأحد) مدعوم من وزارة الخارجية والحكومة ويأتي ضمن سلسلة تدابير اقترحتها لجنة الإشراف على الاتفاق النووي لمواجهة قانون العقوبات الأخير الذي أقره الكونغرس الأميركي". ووقعت القوى العظمى (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا بالإضافة إلى ألمانيا) مع إيران في 14 تموز/يوليو 2015 في فيينا اتفاقاً دولياً حول برنامج إيران النووي عرف باسم "خطة العمل المشتركة الشاملة" وتلتزم إيران بموجبه خفضاً كبيراً في إنتاج المواد النووية مقابل تخفيض العقوبات المفروضة عليها.

 

الكويت تطارد ثلاثة مطلوبين أحدهم إيراني واعتقال 12 ضمن «خلية العبدلي» بعد ملاحقتهم شهرين

الشرق الأوسط/13 آب/17/يلاحق الأمن الكويتي ثلاثة مطلوبين ضمن «خلية العبدلي»، أحدهم إيراني، بعد اعتقاله 12 مطلوباً ضمن الخلية ذاتها، إثر مطاردة استمرت شهرين. وأعلنت الداخلية الكويتية أمس، توقيف 12 من أفراد «خلية العبدلي»، الفارين بعد تواريهم عن الأنظار قبل شهرين، إثر قرار محكمة التمييز إبطال براءتهم والحكم عليهم حكماً نهائياً بالسجن. وبقي متهمان كويتيان آخران وإيراني واحد ما زالوا هاربين. ويمثل هؤلاء جزءًا من أفراد «خلية العبدلي» المتهم فيها 26 كويتياً وإيراني واحد، بتهمة حيازة أسلحة والتخابر مع إيران و«حزب الله». وتسبب فرار المتهمين، الذي كشف عنه منتصف الشهر الماضي، بأزمة دبلوماسية مع إيران، كما وجهت الحكومة انتقادات شديدة إلى «حزب الله» في لبنان. وحرصت السلطات الكويتية على تأكيد أن المتهمين الفارين ما زالوا موجودين داخل البلاد، وسط أنباء عن فرارهم إلى إيران بزوارق سريعة. يذكر أن محكمة التمييز الكويتية قضت في 18 يونيو (حزيران) الماضي بإلغاء براءة 15 متهماً، في قضية «خلية العبدلي» والحكم بحبسهم 10 سنوات، كما قضت بإلغاء حكم الإعدام بحق المتهم الأول في هذه القضية الكويتي الجنسية. وأبقت على حكم الإعدام بحق المتهم الإيراني الجنسية عبد الرضا حيدر دهقاني الذي صدر ضده حكم الإعدام غيابياً.

 

15 قتيلاً بانفجار تبناه «داعش» بجنوب غربي باكستان

الشرق الأوسط/13 آب/17/أدى انفجار تبناه تنظيم داعش الإرهابي أمس (السبت) في باكستان إلى مقتل 15 شخصا على الأقل، بينهم 7 مدنيين، وإصابة 32 آخرين في ولاية بلوشستان الجنوبية الغربية المحاذية لكل من إيران وأفغانستان. ووقع الانفجار عند موقف للحافلات في كويتا عاصمة ولاية بلوشستان.

وقال متحدث باسم الجيش الباكستاني إن الهجوم استهدف مركبة عسكرية ونُفّذ باستخدام «متفجرات حارقة»، مما تسبب في اشتعال سيارات أخرى قريبة. وفي بيان له، تبنى تنظيم داعش - جماعة خراسان هذا الهجوم، بحسب ما أفاد موقع «سايت» المتخصص في مراقبة المواقع الإرهابية. وصرح وزير داخلية الولاية سرفراز بوغتي لوكالة الصحافة الفرنسية: «نستطيع الآن أن نؤكد أن 15 شخصا قتلوا في الانفجار اليوم (السبت). كما أصيب 32 آخرون». وأكد أنور الحق كاكار المتحدث باسم حكومة بلوشستان عدد القتلى. وقال بوغتي إن رجال الإطفاء كانوا يعملون على إطفاء الحريق الذي تسبب به الهجوم، مؤكدا تعليق إجازات جميع الأطباء في المدينة. وسبق لمسلحي حركة طالبان وتنظيم داعش استهداف المدينة.

 

«الشورى» الإيراني يقر زيادة تخصيصات البرنامج البالستي والنشاطات الإقليمية ردا على العقوبات الأميركية الجديدة

الشرق الأوسط/13 آب/17/صادق مجلس الشورى الإيراني اليوم (الأحد) على تخصيص 520 مليون دولار لتطوير البرنامج الباليستي الإيراني وتعزيز النشاطات الإقليمية للحرس الثوري الإيراني. وصرّح رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني «على الأميركيين أن يعرفوا أن هذا الإجراء ليس إلا خطوتنا الأولى»؛ وذلك بعد إعلانه نتيجة تصويت البرلمان بغالبية ساحقة على سلسلة تدابير تهدف إلى الرد على العقوبات الجديدة التي أقرتها الولايات المتحدة ضد ايران بسبب مواصلتها تطوير أسلحة بالستية والتي يرفضها المجتمع الدولي. وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية بأن 240 نائبا (من أصل 244 حاضرين) وافقوا من دون أي صوت معارض، على مشروع القانون الذي ينصّ على تخصيص 260 مليون دولار «لتطوير البرنامج الصاروخي» والمبلغ نفسه إلى فيلق القدس وهو وحدة قوات خاصة تابعة للحرس الثوري الإيراني مسؤولة عن العمليات الخارجية. ويأتي هذا التصويت بعد أن فرضت واشنطن عقوبات جديدة في يوليو (تموز) لمواجهة برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية. وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناويرت أن «الولايات المتحدة لا تزال مهتمة كثيرا في أنشطة إيران الخبيثة في الشرق الأوسط». ونددت «بدعم إيران المستمرّ للتنظيمات الإرهابية مثل (حزب الله) وحركة حماس». وصرّح كبير المفاوضين الإيرانيين ونائب وزير الخارجية عباس عراقجي اليوم (الأحد) أن «مشروع القانون هذا (الذي صادق عليه مجلس الشورى الإيراني اليوم) مدعوم من وزارة الخارجية والحكومة، ويأتي ضمن سلسلة تدابير اقترحتها لجنة الإشراف على الاتفاق النووي لمواجهة قانون العقوبات الأخير الذي أقره الكونغرس الأميركي». يذكر أن القوى العظمى (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا بالإضافة إلى ألمانيا) وقعت مع إيران في 14 يوليو (تموز) 2015 في فيينا اتفاقا دوليا حول برنامج إيران النووي عرف باسم «خطة العمل المشتركة الشاملة» وتلتزم إيران بموجبه خفضا كبيرا في إنتاج المواد النووية مقابل تخفيض العقوبات المفروضة عليها.

 

ضربة جوية أميركية تقتل قيادات بـ«داعش» في أفغانستان

الشرق الأوسط/13 آب/17/قال الجنرال جون نيكولسون قائد قوات الدعم الحربية والقوات الأميركية في أفغانستان، اليوم (الأحد)، إن عددا من قيادات تنظيم داعش في آسيا الوسطى قُتلوا بضربة جوية أميركية في أفغانستان. وقال بيان صادر من القيادة الأميركية في كابل إن الهجوم الذي وقع يوم الخميس أسفر عن مقتل عبد الرحمن الذي يقول الجيش الأميركي إنه أمير إقليم كونار الأفغاني التابع لتنظيم داعش بولاية خراسان. وأسفرت الضربة الجوية التي وقعت في إقليم كونار بشرق أفغانستان عن مقتل ثلاثة آخرين من قيادات التنظيم. وتعهد نيكولسون بهزيمة مقاتلي التنظيم في أفغانستان هذا العام. وفي يوليو (تموز) الماضي قالت تقارير إن أمير التنظيم السابق أبو سيد قتل في ضربة جوية استهدفت مقره في كونار وهو ثالث أمير للتنظيم في أفغانستان يقتل منذ يوليو 2016. وفي أبريل (نيسان) الماضي استخدمت القوات الأميركية «أم القنابل» التي يبلغ وزنها 9797 كيلوغراما ضد مواقع «داعش» في إقليم ننكرهار المجاور، وتعتبر «أم القنابل» واحدة من أكبر الأسلحة التقليدية التي استخدمتها الولايات المتحدة في أي قتال على الإطلاق. وقال مسؤولون أفغان أمس (السبت) إن نحو 16 مدنيا بينهم نساء وأطفال قتلوا بضربة جوية أميركية في ننكرهار، لكن مسؤولين أميركيين قالوا إن القتلى من المسلحين فقط. وعلى الرغم من بعض الانتصارات التي حققتها القوات الخاصة الأميركية والأفغانية يواصل تنظيم داعش شن هجمات دامية في أنحاء أفغانستان مما يؤجج المخاوف بأن التنظيم يسعى إلى نقل الصراع من الشرق الأوسط إلى آسيا الوسطى.

 

مقتل شرطيين اثنين بتحطم مروحيتهما في شارلوتسفيل بفرجينيا

الشرق الأوسط/13 آب/17/أعلنت سلطات مدينة شارلوتسفيل في ولاية فرجينيا الأميركية أنّ شرطيَّين اثنين قضيا السبت بتحطّم مروحيّتهما قرب شارلوتسفيل، من دون أن يتضح الرابط بين مقتلهما وبين المظاهرات التي شهدتها المدينة في اليوم نفسه. وكانت السلطات أعلنت مقتل ثلاثة أشخاص السبت في شارلوتسفيل، بينهم امرأة قضت عندما أقدمت سيّارة على صدم مجموعة أشخاص خرجوا بمظاهرة في المدينة تنديداً باليمين المتطرّف. واتضح لاحقاً أن الضحيتين الأخريين هما شرطيّان قضيا بتحطّم مروحيّتهما في منطقة غابات بالقرب من شارلوتسفيل بحسب ما أوضحت الشرطة في بيان. ولم تكن قوات الأمن في بادئ الأمر قادرة على احتواء الاشتباكات التي دارت في شارلوتسفيل بين مؤيدي اليمين المتطرف والمناوئين لهم. وقال المسؤول في بلدية المدينة موريس جونسون خلال مؤتمر صحافي أمس (السبت): «جاء أشخاص إلى هنا من أجل التسبّب بالإرباك والفوضى والاضطراب، مما أدى إلى سقوط ثلاثة قتلى».

من جهته، أوضح رئيس شرطة شارلوتسفيل، آل توماس، أنّ الضحية التي قُتلت جراء عملية الصدم بسيّارة تبلغ الثانية والثلاثين من العمر وكانت تجتاز الطريق عندما صدمت تلك السيّارة مجموعة المتظاهرين. وأضاف أن سائق تلك السيارة أودع السجن، مشيراً إلى أن الشرطة تتعاطى مع الوقائع على أنها عمليّة «قتل إجرامي». وأفاد شهود عيان من جهتهم، أنّ السيّارة بدا كأنّها صدمت مجموعة المتظاهرين في شكل متعمّد. كما دفع حادث الصدم الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى إدانة أعمال العنف، إلا أنه تجنّب تحميل المسؤولية لمناصري اليمين المتطرّف أو لمناهضيهم.

 

25 قتيلاً بعملية إنزال جوي للنظام السوري في حمص وقوات الآسايش الكردية أفرجت عن 80 سجيناً ومعتقلاً لديها

الشرق الأوسط/13 آب/17/أفرجت قوات الآسايش الكردية في الرقة عن عشرات السجناء والمعتقلين، حسبما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، اليوم (الأحد)، فيما قتل 25 من عناصر تنظيم داعش على الأقل، خلال عملية إنزال جوي نفذتها قوات النظام السوري بغطاء جوي روسي ليل أمس في ريف حمص.

ونقل «المرصد» عن مصادر موثوقة قولها إن «الآسايش» أفرجت عن نحو 80 سجيناً ومعتقلاً في معتقلاتها وسجونها ممن اعتُقِلوا في أوقات سابقة بتهم مختلفة تمحور معظمها حول «الانتماء إلى تنظيم داعش أو مناصرته أو العمل معه ومبايعته»، مشيراً إلى أن عملية تسليم المفرج عنهم إلى ذويهم ستجري في منطقة عين عيسى في ريف الرقة الشمالي. وكان «المرصد» نشر في الثلث الأخير من يونيو (حزيران) الماضي، أن «الآسايش» أفرجت عن نحو 200 معتقل من سجونها ومعتقلاتها بناءً على نداءات وجهها عدد من وجهاء العشائر ومجلس الطبقة المدني والمرصد السوري لحقوق الإنسان.

ووَثَّق «المرصد» مساء أمس مقتل «ما لا يقل عن 25 عنصراً من تنظيم داعش وإصابة آخرين بجروح خلال عملية إنزال جوي نفذتها قوات النظام بغطاء جوي من الطائرات المروحية والحربية الروسية» في أقصى ريف حمص الشمالي الشرقي قرب الحدود الإدارية مع محافظتي دير الزور (شرق) والرقة (شمال). وتخوض قوات النظام السوري منذ مايو (أيار) الماضي حملة عسكرية واسعة للسيطرة على منطقة البادية التي تمتد على مساحة 90 ألف كيلومتر مربع وتربط وسط البلاد بالحدود العراقية والأردنية. وتمكنت قبل أيام من السيطرة على السخنة آخر المدن الواقعة تحت سيطرة «داعش» في محافظة حمص (وسط) في عمق البادية. وأفاد المرصد السوري بمقتل «ما لا يقل عن ستة عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين له». وأسهم الإنزال الجوي في تضييق الخناق على تنظيم داعش في ريف حمص الشمالي الشرقي حيث تتواصل الاشتباكات يرافقها قصف جوي كثيف للطائرات والمروحيات الروسية. ويقتصر وجود «داعش» في محافظة حمص على عشرات القرى المتناثرة في ريفها الشرقي. كما مكّن الإنزال الجوي، وفق مدير المرصد رامي عبد الرحمن، قوات النظام من «تقليص المسافة المتبقية بين قواتها المتقدمة من محور الحدود الإدارية مع الرقة ودير الزور وتلك الموجودة في شمال مدينة السخنة» في ريف حمص الشمالي الشرقي. ونقلت وكالة الأنباء التابعة للنظام السوري (سانا) عن مصدر عسكري أن قوات النظام السوري نفذ عملية إنزال جوي «بعمق 20 كيلومتراً خلف خطوط تنظيم داعش الإرهابي جنوب بلدة الكدير على الحدود الإدارية بين الرقة وحمص». وحسب النظام، فان قواته سيطرت على ثلاث قرى في عمق البادية.

 

بارزاني يطالب واشنطن بضمانات لتأجيل الاستفتاء

الشرق الأوسط/13 آب/17/كشفت رئاسة إقليم كردستان العراق، أمس، أن رئيس الإقليم مسعود بارزاني طلب من واشنطن «ضمانات» لتأجيل الاستفتاء المقرر في 25 سبتمبر (أيلول) المقبل على الاستقلال. وحسب البيان، فإن بارزاني تلقى الخميس الماضي اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون طلب فيه تأجيل الاستفتاء. وأضاف البيان أن الزعيم الكردي أوضح للوزير الأميركي أن الشراكة والتعايش السلمي اللذين كانا يشكلان الهدف الرئيسي لكردستان مع دولة العراق في المراحل التاريخية المتعاقبة التي مر بها الجانبان لم يتحققا. وتابع بارزاني: «لذلك سيمضي شعب كردستان في طريقه وسيقرر مصيره». وحسب البيان فإن بارزاني سأل تيلرسون: «ما الضمانات التي من الممكن أن يتم تقديمها لشعب كردستان مقابل تأجيله الاستفتاء؟ وما البدائل التي ستحل محل تقرير المصير لشعب كردستان؟». إلى ذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن هوشيار زيباري، القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني، تأكيده على تمسك الأكراد بالاستفتاء. وأضاف زيباري: «الموعد كما هو 25 سبتمبر لم يتغير». وتتخوف الولايات المتحدة ودول غربية أخرى من أن يشعل التصويت صراعاً جديداً مع بغداد، ويحول المنطقة لساحة اضطرابات إقليمية أخرى. وتعارض تركيا وإيران وسوريا، وجميعها تقطنها أعداد كبيرة من الأكراد، استقلال كردستان عن العراق. وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت في يونيو (حزيران) الماضي أنها تخشى أن يصرف الاستفتاء الانتباه عن «أولويات أخرى أكثر إلحاحاً» مثل هزيمة متشددي تنظيم داعش. بدوره، أكد بارزاني في يوليو (تموز) الماضي أن الأكراد سيتحملون مسؤولية نتيجة الاستفتاء المتوقعة بتأييد الاستقلال، وسيسعون لتنفيذها عبر الحوار مع بغداد وقوى إقليمية لتجنب نشوب صراع.

 

واشنطن: حل أزمات المنطقة بتغيير النظام الإيراني

وكالات/13 آب/17/أكد أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي أن إنهاء الأزمات الراهنة في المنطقة لن يتم إلا من خلال التغيير الديمقراطي في إيران. وخلال لقاء وفد من كبار أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، برئاسة نائب رئيس مؤتمر الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ وعضو لجان الموازنة والاستخبارات والقوانين والإدارة والتجارة والعلوم والنقل روي بلانت، وعضوية منسّق كتلة الجمهوريين في مجلس الشيوخ، عضو لجان القضاء والاستخبارات والمالية جون كورنين، وعضو لجنة القوات المسلحة ولجنة القضاء ولجنة الشؤون المصرفية والإسكان وشؤون المدن ولجنة شؤون متقاعدي الجيش توم تيليس، مع رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية مريم رجوي في العاصمة الألبانية تيرانا، أكد الوفد أن حلول أزمات المنطقة لن تمر الا من خلال التغيير الديمقراطي في إيران. وذكر المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، في بيان، أن رجوي شكرت مواقف أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي الصارمة حيال النظام الإيراني، خصوصا تبنيهم إدراج قوات حرس نظام ولاية الفقيه في قائمة الإرهاب، والمصادقة على القرار الجديد لمقاطعة قوات الحرس وزعماء نظام الملالي بسبب انتهاك حقوق الإنسان وتصدير الإرهاب”. وشدّدت على أنه “خلافا لدعايات مؤيدي النظام الإيراني، فإن النظام الاستبدادي الديني الحاكم في إيران متهالك وهشّ جداً، ولو لم يحظ بالدعم الخارجي خاصة سياسة المهادنة في أميركا وأوروبا، لما كان قادرا أن يدوم حتى اليوم”. ورأت أن “تغيير النظام في إيران أمر ضروري لا بدّ منه، وهذا ممكن وفي متناول اليد، وهناك بديل ديمقراطي ذو مصداقية”.

 

لجنة أممية تجمع أدلة تكفي لإدانة الأسد بجرائم حرب/مقتل 25 داعشياً خلال إنزال جوي ومصرع 16 من قوات النظام في شرق دمشق

جنيف – وكالات/13 آب/17/جمعت لجنة أممية تحقق في انتهاكات حقوق الإنسان في سورية أدلة تكفي لإدانة رئيس النظام في دمشق بشار الأسد بارتكاب جرائم جرب. وقالت المدعية العامة السابقة المتخصصة في جرائم الحرب كارلا ديل بونتي، التي تستعد للتخلي عن منصبها في لجنة التحقيق الدولية المعنية بسورية بعد خمس سنوات من العمل فيها، لوسائل إعلام سويسرية أمس، إن الأدلة ضد الأسد تكفي لإدانته بارتكاب جرائم حرب.وأضافت لصحيفتي “لو ماتان ديمانش” و”زونتاغس تسايتونغ”، “أنا واثقة من ذلك،” رغم إشارتها إلى أنه في غياب محكمة ومدع عام دوليين مكلفين مهمة إجراء محاكمات في قضايا جرائم الحرب في سورية، فسيبقى إحقاق العدالة في هذه المسألة بعيد المنال. وأوضحت أن “هذا ما يجعل الوضع محبطاً لهذه الدرجة، تم القيام بالعمل التحضيري، لكن مع ذلك، لا يوجد مدع ولا محكمة … إنها مأساة”. وأشارت إلى أنها سلمت رسالة استقالتها الخميس الماضي، وأنها ستترك منصبها بشكل رسمي في 18 سبتمبر المقبل، بعد تقديم اللجنة آخر تقرير لها إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، مضيفة بشأن سبب استقالتها “لا أريد أن أتحول إلى غطاء لمجتمع دولي لا يقوم بشيء على الإطلاق” من أجل تحقيق العدالة في سورية. وأضافت “استقالتي تهدف كذلك إلى أن تكون بمثابة استفزاز”، معربة عن أملها بأن “تشكل عامل ضغط على مجلس الأمن الذي يتعين عليه إحقاق الحق للضحايا”. وأكدت أن العدالة الدولية ضرورية لسورية حيث جرائم الحرب التي ارتكبت “أسوأ بكثير” من تلك التي رأتها في يوغوسلافيا السابقة. وأضافت “من دون عدالة في سورية، لن يكون هناك سلام أبداً وبالتالي لا مستقبل”. من جهة أخرى، قتل 25 عنصرا من تنظيم “داعش” أول من أمس، خلال انزال جوي نفذه جيش النظام السوري بدعم روسي في وسط البلاد، في إطار عملية مستمرة في البادية، تمهيداً لهجوم واسع على محافظة دير الزور المجاورة لطرد التنظيم منها. ووثق المرصد السوري ليل أول من أمس، مقتل “نحو 25 عنصراً من داعش وإصابة آخرين خلال عملية انزال جوي نفذتها قوات النظام بغطاء جوي من الطائرات المروحية والحربية الروسية” في أقصى ريف حمص (وسط) الشمال الشرقي قرب الحدود الإدارية مع محافظتي دير الزور (شرق) والرقة (شمال). وأشار إلى مقتل “نحو ستة عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها”. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن “قوات النظام تمكنت من تقليص المسافة المتبقية بين قواتها المتقدمة من محور الحدود الإدارية مع الرقة ودير الزور وتلك المتواجدة في شمال مدينة السخنة” في ريف حمص الشمال الشرقي. وبموازاة معارك البادية، يخوض النظام عملية عسكرية ضد “داعش” في ريف الرقة الجنوبي، منفصلة عن حملة قوات “سوريا الديمقراطية”، المدعومة أميركياً، لطرد “داعش”من مدينة الرقة، معقلهم الأبرز في سورية. إلى ذلك، قتل 16 من عناصر الفرقة الرابعة في جيش النظام وأصيب ثمانية أخرون أمس، في هجوم للمعارضة السورية بمنطقة عين ترما شرق دمشق. وقال مصدر إعلامي من “فيلق الرحمن” المعارض إن ” مقاتلي الفيلق شنوا هجوماً هو الاعنف على نقاط الفرقة الرابعة في وادي عين ترما شرق دمشق”. وأكد أن ” 16 عنصراً من مرتبات الفرقة الرابعة قتلوا في كمين على جبهة عين ترما، كما أصيب نحو ثمانية آخرين خلال الهجوم حيث جرى تدمير دبابتين وجرافة”.

وأضاف إن قوات النظام قصفت المنطقة بنحو 65 صاروخاً. وأوضح أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين مسلحي المعارضة والنظام على جبهة حي جوبر أيضاً إثر محاولة قوات النظام اقتحام الحي. في غضون ذلك، شهدت مناطق عدة في سورية، أمس، مظاهرات للتنديد بمقتل سبعة من أفراد الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) أول من أمس. ونظم عشرات المدنيين في منطقة الأتارب بريف محافظة حلب الشمالية غالبيتهم من النساء والأطفال، مظاهرة للتنديد بمقتل أفراد الدفاع المدني. كما شهدت مدن جرابلس والباب بريف حلب، والدانة ومعرة النعمان في إدلب، والغوطة الشرقية في العاصمة دمشق، مظاهرات مماثلة. ورفع المتظاهرون لافتات كتبت عليها عبارات تدعم طواقم الدفاع المدني، مطالبين بالإسراع في القاء القبض على الفاعلين ومعاقبتهم. وقال أحد سكان منطقة الأتارب إن أفراد الدفاع المدني يعملون على توفير أمن وسلامة المواطنين، معرباً عن تضامن سكان الأتارب مع عناصر الدفاع المدني.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ليس بالفجور تفرض الوصاية الإيرانية…

خيرالله خيرالله/العرب/14 آب/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=57915

هل لبنان في وضع ميؤوس منه، أو على الأصح هل على لبنان التوقف عن المقاومة والاستسلام للوصاية الإيرانية، مثلما استسلم في العام 1992 للوصاية السورية بعد انتخابات نيابية قاطعها المسيحيون في معظمهم؟ بعد تلك الانتخابات، اعتبر قسم من المسيحيين أن لا مجال لمقاومة الوصاية السورية فاستسلم هذا القسم لها. قلّة رفضت الاستسلام، بقيادة البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير. بقيت هذه القلّة تقاوم وصولا إلى قيام “لقاء قرنة شهوان” في العام 2001 تمهيدا لمتابعة حرب الاستقلال التي يبدو أنّ لبنان في حاجة ماسة إليها هذه الأيّام، أكثر من أيّ وقت.

بعض البراغماتية يبدو أكثر من ضرورة في هذه المرحلة التي يحاول فيها “حزب الله” استخدام الفجور من أجل فرض الوصاية الإيرانية على لبنان وذلك بصفة كونه لواء في “الحرس الثوري”. ليس بالفجور وتمثيلية مثل حرب جرود عرسال يمكن فرض الوصاية الإيرانية وذلك في وقت تبدو إيران نفسها في حاجة إلى من ينقذها من نظام بائس لا أفق سياسيا له. قبل كلّ شيء، لم يستسلم لبنان بعد. على العكس من ذلك، إنّه يرفض فرض أمر واقع عليه عن طريق التهويل.

تكمن مشكلة “حزب الله” في أنّه يسعى إلى تغطية خسائر إيران وخسائره السورية عن طريق الاستقواء على لبنان. هذه أحابيل لا تنطبق إلا على البسطاء، بما في ذلك بعض المسيحيين السذّج الذين هللوا لـ”انتصارات” الحزب على “التكفيريين” في جرود عرسال. في نهاية المطاف ما الذي يفرّق بين “جبهة النصرة”، المعروف تماما من يقف خلفها، و”حزب الله” باستثناء أنّ الحزب ميليشيا شيعية و”النصرة” ميليشيا سنّية. اتفق الفريقان على صفقة محدّدة تناسب كلّا منهما، فكانت حرب جرود عرسال التي حاول “حزب الله” من خلالها جني مكاسب على الصعيد الداخلي اللبناني.

ليس معروفا من انتصر في حرب جرود عرسال التي انتهت بصفقة رعتها قوى إقليمية تسعى إلى إثبات أنّها لا تزال لاعبا في سوريا. بكلام أوضح، تسعى هذه القوى إلى استرضاء إيران عبر “حزب الله” الذي يحتاج إلى “انتصار” على “جبهة النصرة” كي يثبت أنّه يخوض حربا على الإرهاب وأنّه يحمي المسيحيين في لبنان. من المبكر الإعلان عن استسلام لبنان للوصاية الإيرانية على الرغم من التخاذل الذي ظهر من خلال تغطية بعض الفضائيات اللبنانية، من بينها فضائيات محسوبة على المسيحيين، زايدت على قناة “المنار”. معروف تماما من “دفع” تلك الفضائيات إلى اتخاذ هذا الموقف المعيب الذي لا ينمّ عن جهل وسذاجة فحسب، بل عن رخص أيضا. ليست الفضائيات وحدها التي لم تستوعب لماذا كان يجب رفض كلّ المغريات، والابتعاد عن توفير تغطية لتمثيلية تصبّ في غير مصلحة لبنان وسيادته على أرضه ولتورط “حزب الله” في الحرب على الشعب السوري. هناك أيضا سياسيون مسيحيون انغمسوا إلى ما فوق رؤوسهم في تمجيد “حزب الله” غير آبهين بالبديهيات. في مقدّمة هذه البديهيات أنّه لا يمكن لأي لبناني التهليل لميليشيا مذهبية تابعة لدولة أجنبية أخذت على عاتقها القيام بدور الجيش اللبناني. لا يمكن السماح بأن يكون على أرض لبنان غير جيش واحد وإلا ألف سلام على لبنان وعلى السيادة اللبنانية. هذا كلّ ما في الأمر بعيدا عن كلّ لفّ ودوران.

لم تمض أيّام على تمثيلية جرود عرسال حتّى قرّر “حزب الله” إرسال وزيريْن لبنانيين إلى دمشق. كان موقف الرئيس سعد الحريري واضحا كلّ الوضوح. رفض أيّ تغطية حكومية ورسمية لزيارة الوزيرين، قاطعا الطريق على أي استثمار سياسي لمعركة وهمية خاضها “حزب الله” في الداخل اللبناني وداخل الأراضي السورية. ما الخيار أمام الحكومة اللبنانية؟ هل تستسلم؟ الخيار واضح كلّ الوضوح. يتمثّل في رفض الرضوخ لفجور “حزب الله” الذي حاول في الماضي استثمار حرب صيف العام 2006 من أجل تحقيق انتصار على لبنان واللبنانيين، وذلك استكمالا لعملية تدمير البنية التحتية للبلد التي قامت بها إسرائيل، عن سابق تصوّر وتصميم، في أثناء تلك الحرب.

ليس صحيحا أن لبنان دخل مرحلة جديدة بعد تمثيلية جرود عرسال. هناك من يريد أن يوحي بذلك لا أكثر. لم يتغيّر شيء يذكر في لبنان. عفوا، ربّما تغيّر شيء. انكشف سخف قسم لا بأس به من المسيحيين الذين يعتقدون أن في استطاعتهم الحصول على حماية من “حزب الله” بدل أن يكون هدفهم الوحيد الانتقال إلى مرحلة بناء مؤسسات الدولة اللبنانية، مع ما يعنيه ذلك من رفض لأي سلاح غير سلاح الجيش اللبناني. حقّق “حزب الله”، من دون أدنى شكّ نجاحا في إقناع قسم من اللبنانيين بأنّه خاض حربا على الإرهاب في جرود عرسال. هذا أمر لا مفرّ من الاعتراف به، خصوصا في ظلّ وجود هذا العدد الكبير من الأغبياء في صفوف المسيحيين في لبنان. انتقل من نجاحه في جرود عرسال إلى محاولة حمل السلطات اللبنانية على التعاطي المباشر والطبيعي مع النظام السوري. يرفض “حزب الله” الاعتراف بأن مثل هذا التعاطي لا يقدّم ولا يؤخر. النظام السوري صار في مزبلة التاريخ منذ سنوات عدّة. كلّ ما في الأمر أن إيران، التي استبعدت من الاتفاق الذي استهدف إيجاد نوع من التهدئة في الجنوب السوري، تحاول الحصول على جائزة ترضية في مناطق معيّنة إنْ في سوريا أو في لبنان. هذا الواقع يفرض على الحكومة اللبنانية التعاطي معه بجدّية وإبلاغ إيران في الوقت ذاته أن لبنان ليس بدلا عن ضائع لما خسرته في سوريا.

لا يمكن الانتصار على لبنان بالفجور والتهويل. لا يزال بعض الحكومة اللبنانية يقاوم. لا يزال اللبنانيون يقاومون على الرغم من وجود جوّ عربي وخليجي يدعو إلى نفض اليد من لبنان والاستسلام لواقع أنّه ساقط عسكريا وسياسيا. لا يزال من الباكر القول إن هذا الجوّ حقيقي وذلك على الرغم من الصعوبات الكبيرة التي تواجه الحكومة اللبنانية والبلد نفسه. هذه الصعوبات عائدة إلى طبيعة تشكيل الحكومة وإلى حال الجمود السائدة على مستوى رئاسة الجمهورية. هل من يريد مساعدة لبنان والاقتناع بأنّ سقوطه تحت الوصاية الإيرانية ليس قدرا وأنّ هناك من يعمل فعلا على تفادي ذلك؟

لا شكّ أن الوضع اللبناني صعب ومعقّد، إضافة إلى أن البلد قد يكون مقبلا على أحداث في غاية الخطورة، خصوصا في حال فرض عقوبات أميركية على المصارف بحجة أنها تتعاطى مع “حزب الله”. لكنّ ما لا بدّ من الاعتراف به في الوقت ذاته أن تهويل “حزب الله” ليس أكثر من تمنيات لا تعكس حقيقة ما يدور على الأرض، بمقدار ما تعكس محاولة لتعويم نظام سوري ليس قابلا لأيّ نوع من التعويم على الرغم من كل المليارات التي أمدته بها روسيا وإيران، وعلى الرغم من كلّ الميليشيات المذهبية التي هبّت لنجدته… وعلى الرغم من معركة وهمية اسمها معركة جرود عرسال!

 

عن لبنان وحليفه الذي في دمشق

حازم الامين/الحياة/14 آب/17

مرة أخرى يسأل المرء نفسه عن الذي جرى على الحدود اللبنانية السورية في الأسابيع الفائتة! فحرب الجرود التي خاضها «حزب الله» ضد «جبهة النصرة» وأفضت إلى انسحاب 120 مقاتلاً من النصرة كانوا يتمركزون على طرفي الحدود، كان ضجيجها أكبر من نتائجها، وخلف مشهد «النصر المبين» ثمة وقائع وحكايات يشيح اللبنانيون وجوههم عنها. الحرب المزعومة لن تقترب من حقيقة أن هناك أكثر من مليون لاجىء سوري قذفتهم الحرب الحقيقية في سورية إلى لبنان. أكثر من مليون لاجىء بلادهم مدمرة، وتقيم النسبة الأكبر منهم في مخيمات مرتجلة وغير معترف بها، يدفعون فيها ايجار الأرض التي ينصبون عليها خيمهم، ويعملون بأجور زهيدة، ولم يذهب أطفالهم إلى المدارس للسنة السادسة على التوالي.

عنوان هذا القضية لبنانياً، هو الضيق بهم، وإشاحة النظر عن قصصهم الصغيرة التي حملوها معهم. والجواب اللبناني عن سؤال اللاجئين كان «حرب الجرود» التي صورت بصفتها مدخلاً لحل لبناني لهذه القضية!

هذه الحرب الوهمية لم تقترب من قضية اللاجئين، إن لم نقل إنها فاقمتها. وحكايات النازحين أوسع بكثير من تلك الحرب الضيقة على تخوم عرسال. هي في حجم الدمار الهائل في سورية، ومرشحة لأن تكون مولدة لمزيد من المآسي طالما أن العالم كله يتصرف على نحو ما تصرف لبنان في مأثرة الجرود، أي انه اختصر مأساتهم بمئة وعشرين إرهابياً كانوا يتمركزون على حدوده. وإشاحة الوجه عن حكاياتهم يوازيها إشاحة وجه عن حكاية أخرى تتمثل في أن النظام السوري الذي تتحالف معه حكومتنا، ويقاتل إلى جانبه الحزب اللبناني الأكبر، وله في عاصمتنا سفير يمتنع عن مصافحة رئيس حكومتنا، لا يريد للاجئين أن يعودوا. هو اليوم يسيطر على أكثر من 80 في المئة من مناطق نزوحهم، أي حمص والقصير وريف دمشق، لكنه لم يبد إشارة واحدة حيال قضيتهم. و «حزب الله» أيضاً لا يريد عودتهم، فهم كتلة ديموغرافية تعيد رسم الخريطة المذهبية في المناطق التي «انتصر» فيها الحزب في سورية.

اذاً الضيق اللبناني باللاجئين السوريين هو ضيق بالنفس، وهو ينطوي على صفاقة سياسية وأخلاقية لا تخطؤها عين. من جهة إشاحة النظر عن قصة مأساتهم، ومن جهة أخرى تحميلهم تبعات سقطاتنا الأخلاقية وانحيازنا إلى نظام تسبب بمأساتهم وقتالنا إلى جانبه.

لبنان هذا، لم يوجه سؤالاً واحداً الى الحكومة الحليفة في دمشق تتعلق بقضيتهم. واستعاض عن ذلك بأن تعامل معهم بصفتهم مسؤولين عن مأساتهم ومأساته. مئات آلاف الأطفال خارج المدارس، لم تلتفت إليهم الضائقة اللبنانية إلا بصفتهم مشاريع «إرهابية» على وشك التحقق. إنهم «عبء» على رغم انشغالنا بالفساد الذي رافق عمليات الإغاثة الدولية والمبالغ التي تتقاضاها وزاراتنا ووزراؤنا من الصناديق الدولية لمساعدتهم. إنهم عبء بينما النظام الذي هجّرهم له مكان واسع في قلوبنا. إنهم عبء على رغم أنهم القوة العاملة الوحيدة في قطاعَي الزراعة والبناء. وهم عبء على رغم أن أحداً لم يقل لنا شيئاً عن قيمة الفاتورة اللبنانية المتوجبة على هذا العبء بعد أن نحذف منها حجم المساعدات الدولية التي تبلغ نحو بليون يورو سنوياً.

القضية ليست أعباءهم التي تترجم أحياناً غنائم. القضية أنهم رقم مذهبي في المعادلة اللبنانية، وهذا يعيدنا مرة أخرى إلى حقيقة أن لبنان المذهبي ساهم في تهجيرهم من بلادهم إلى بلادنا. التغيير الديموغرافي في سورية لن يُنجز من دون تهجير مذهبي في لبنان. هذه حقيقة ثقيلة على قلوب لبنانية كثيرة ساهمت في المهمة السورية، وتقف اليوم عاجزة أمام المعادلة المستجدة في لبنان. مدن السوريين المدمرة لن تؤوي هؤلاء اللاجئين. حمص وحلب والقصير ويبرود كلها اليوم تحت سيطرة النظام. والأخير لم يطلب ممن يُفترض أنهم مواطنوه أن يعودوا! وهذا ليس مؤشراً للمرتعدين اللبنانيين من اللاجئين إلى أن المسؤولية تقع على حليفهم وليس على طفل سرق وزراء ومسؤولون لبنانيون المساعدات الدولية التي وصلت لإغاثته.

 

يريدون تطيير «الفرعيّة» لكنهم خائفون!

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الاثنين 14 آب 2017

يبدو الطاقم الحاكم أمام استحقاق بالغ الدقة بين خيارَين: إما الرضوخ لمنطق الدستور وإجراء اﻻنتخابات الفرعيّة، وإما التجرّؤ على الدستور وتطييرها. ولكن، ليس من السهل على حكومة التحالفات المتناقضة أن تقنع الرأيَ العام بأسباب تطيير اﻻنتخابات هذه المرّة، ولذلك هي «محشورة». ففي 2016 و2017، حاول الطاقمُ السياسي على اﻷقل اﻹيحاء بوجود ذريعةٍ هشّة للتمديد للمجلس عاماً كاملاً. أما اليوم، فلا يجد أمامه أيَّ مبرّر قابل للتصديق لتعطيل الانتخابات الفرعيّة. حتى اﻵن، ليس واضحاً ما إذا كان مجلسُ الوزراء سيتفاعل إيجاباً مع اﻹجراء الروتيني الذي يُفترض أن يتّخذه الوزير نهاد المشنوق، قبل حلول 17 آب، بالدعوة إلى اﻻنتخابات الفرعية. ولكنّ أوساطاً سياسية تتحدث عن مخاوف تنتاب هذا الطاقم من مغبّة لجوئه إلى تطيير اﻻنتخابات، ﻷنّ ذلك سيكشف مجموعةً من الفضائح:

1. إذا جرى تعطيل اﻻنتخابات الفرعية، يكون هذا الطاقم قد أثبت أنّ إدارته للبلد تقوم على المصالح السياسية المتبادَلة والصفقات، ومن دون أيِّ ضوابط دستورية. وهذا ما يؤكد الشكوك بأنّ الصفقة التي قام عليها التحالف السلطوي القائم، والتي انعقدت في نهاية 2016، تنطوي على شبهاتٍ حقيقية. فأطراف هذا التحالف يتبادلون الخدمات ويستغلّون السلطة لتأمين مصالحهم، ضمن تفاهمات غامضة، سياسية وغير سياسية.

ففي داخل الحكومة، الجميع يراعي مصالح الجميع، ﻷنهم مستفيدون من استمرارها. ويعمل كل طرف لتسخير السلطة والمشاريع واﻷموال لتحسين موقعه في اﻻنتخابات النيابية المقبلة. ويبدو مثيراً أنّ القضاء، أو أجهزة الرقابة، لم تضبط أيَّ تجاوز في الممارسة السياسية أو الإدارية، على رغم اﻷصوات الكثيرة التي تتحدث عن تجاوزات وصفقات ومخالفات كثيرة في ملفات مختلفة.

2. إذا جرى تعطيل اﻻنتخابات الفرعية، يكون هذا الطاقم قد بعث بأولى اﻹشارات حول المصير المحتمل للانتخابات النيابية العامة، في أيار 2018. فإذا كانت مصالح بعض القوى السلطوية قد فرضت تعطيل اﻻنتخابات الفرعية، من دون تبرير، فما المانع من تطيير اﻻنتخابات العامة إذا وجدت قوة سياسية أو أكثر مصلحة لها في التمديد مجدداً للمجلس النيابي، ومن دون أن تكلّف نفسَها عناء التبرير؟

3. إنّ تعطيل اﻻنتخابات الفرعية، إذا حصل، سيشكّل ضربة لصدقيّة العهد الذي تعهّد باحترام المعايير الدستورية وعدم اﻹخلال بها تحت أيّ ظرف، خصوصاً أنّ أحد المقاعد الثلاثة، أي مقعد كسروان، يعني رئيس الجمهورية مباشرة، ليس فقط ﻷنه المقعد الشاغر بانتخابه رئيساً، بل أيضاً ﻷنّ التنافس عليه يحمل دلالاتٍ مُهمّة داخل الدائرة القريبة من عون، وعلى مستوى «التيار الوطني الحرّ».

ولا يمكن العهد أن يصنّف تطييرَ اﻻنتخابات الفرعية - إذا حصل - ضمن «فترة السماح» التي استفاد منها سابقاً، والتي جرى خلالها التمديد للمجلس النيابي عاماً كاملاً.

وعلى العكس، يعتقد المتابعون أنّ العهد قادر على الاضطلاع بدور أساسي في هذا الملف والدفع نحو احترام الدستور وإجراء اﻻنتخابات الفرعية في موعدها. والبلد يضجّ بالمعلومات عن الحيثيات والظروف التي يتمّ خلالها التحضير لتطيير اﻻنتخابات الفرعية. ولن يقتنع أحدٌ بأنّ التطيير حصل بخلاف إرادة أركان السلطة. وفي اﻷساس، ليس لمجلس الوزراء أن يختار بين إجراء اﻻنتخابات الفرعية وعدم إجرائها، ﻷنّ الدستور ينصّ على أنّ دورَ المجلس إجرائي لا أكثر، وأنه مرغم على القيام بواجبه في الدعوة إلى اﻻنتخابات في موعدها، واستكمال الترتيبات الضرورية ﻹجرائها، ولا سيما منها تعيين هيئة إشراف عليها ورصد اﻻعتمادات اللازمة.

ولكن، جرت العادة في السنوات اﻷخيرة على أن يجري تجاوز النص الدستوري وجعل اﻻنتخابات رهينة سياسية للتوافقات والصفقات بين القوى الفاعلة.

لقد مدّدت القوى السياسية للمجلس النيابي الحالي سنةً كاملة، تحت عنوان الضرورات التقنيّة، ﻷنّ مصالحها تقاطعت على ذلك. فالبعض يريد هذه المهلة ﻻستعادة قدراته اﻻنتخابية بعد فترة طويلة من الترهّل. فيما البعض اﻵخر «يبيعه» الموافقة ويتقاضى الثمن سياسياً.

فالدرس الذي تلقّاه بعض القوى من اﻻنتخابات البلدية اﻷخيرة كان قاسياً. وجاءت اﻻحصاءات والدراسات لتثبت أنّ اﻻنتخابات الفرعية قد تكشف ضعف بعض القوى التي تصنّف نفسها اليوم في مواقع طليعية على رأس طوائفها. وفي قانون اﻻنتخابات الجديد، المُصاغ على عجل، بعض اﻷفخاخ التي ندمت هذه القوى على القبول بها. وأما الصوت التفضيلي فتأثيراته حيويّة في اﻻنتخابات المقبلة. في فترة السنة الممدَّدة، يريد بعض أركان السلطة أن يحضّروا اﻷرضية المناسبة لمعركتهم اﻻنتخابية: «رشوة» المحاسيب بالمشاريع والحصص والتعيينات، وتحسين الصورة لدى الرأي العام، وضرب القوى الحزبية المعارِضة والمستقلّة والمناطقية وحركات المجتمع المدني.وكل ذلك تحت عنوان «الحاجة التقنيّة إلى الوقت»، علماً أنّ أيَّ جهد لم يُبذل حتى اليوم لشرح القانون العتيد أو إدخال تحسينات عليه، إذا كان يحتاج إلى تحسين. لكنّ استحقاق اﻻنتخابات الفرعية فرض نفسه ضيفاً ثقيلاً على القوى التي توافقت على التمديد لمدة سنة.

فلا الرئيس سعد الحريري مرتاح الى معركته اليوم في طر ابلس، ولا «التيار الوطني الحر» مرتاح الى كشف أوراق التحالفات السياسية في كسروان والعلاقة الانتخابية مع «القوات اللبنانية» وطريقة التعاطي بين المعنيين داخل الحلقة العونية اﻷقرب، لشغل مقعد له رمزيّته، هو مقعد عون.

لذلك، هل يتجرّأ الطاقم الحاكم ويطيّر الانتخابات الفرعية ضمن صفقة جديدة، وفق المعلومات التي سرت سابقاً، نقلاً عن بعض أركان الحكومة، ومفادها أنّ التطيير هو اﻻتجاه الغالب حتى اﻵن. وهل تنجح القوى الراغبة في الهرب من اﻻنتخابات في ابتكار الذرائع المختلفة للتبرير؟ اﻷيام القليلة المقبلة فاصلة. ولكن، إذا حصل ذلك، فالانتخاباتُ العامة، المقرَّرة في أيار 2018، ستكون أيضاً باتت في مهبّ الريح، ﻷنّ تطيير اﻻنتخابات الفرعية من دون تقديم عذرٍٍ أو تبرير حقيقي، سيسهّل الاستخفاف في التعاطي مع اﻻنتخابات العامة. وفي أيّ حال، سيفضح ذلك خلفيات الصفقة السياسية التي أُبرِمَت نهاية 2016، ويُثبت أنّ هدفها لم يكن التعاون لتأسيس الدولة القوية، بل التواطؤ لاستمرار دولة المزرعة!

 

صِحَّةُ الحكومةِ هي العَجَبُ

سجعان القزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 14 آب 2017

كان لا بدَّ لهذه الحكومةِ من أن تبلُغَ المأزِق، لا بل تأخَّرت. فأَوَّلُ عوارضِ «التعايشِ» في الحكوماتِ الجامعةِ يَبرز عادةً لدى اجتماعِ لَجنةِ صياغةِ البَيانِ الوزاريّ. لكنَّ أسيادَها ناموا يومَها على الضَيمِ حتى بلَغوا مَطَبَّ عِرسال. ما كان أهالي عِرسال يَظنّون أنَّ بلدتَهم ستُصبح «مِحوراً دوليّاً»، هُمُ الّذين عاشوا من نَحتِ الحجَر وقَطفِ الكَرز. بين أحياء بلدتِهم وتلالِها ووِديانِها تجمَّعت الأمم. كلُّ دولةٍ اتّخذت تلّةً تنادي منها مَن لها عليهِم. منهم من اكتفى بالسمعِ فخجِلَ وصَوّب انحرافَه، ومنهم من اشترطَ البَدَل ليعودَ عن زَلّتِه. في زمنٍ سابقٍ، كانت ملابساتُ معاركِ عرسال تؤدّي إلى استقالةِ رئيسِ الحكومة. لكنَّ الرجالَ تغيَّروا. منهم من يُفضِّل أنْ يَحمِلَ صليبَه ولو لَم يَتبعْه أحد، ومنهم مَن يَحلو له أن يَشهَر سيفَه ولو كان من خشَب. والعجبُ أنَّ قِوىً لبنانيّةً معهودةٌ سياديّةً تقِف حائرةً حِيالَ ما آلت إليه رهاناتُها. تَستغرب المشاركةَ الثلاثيّةَ (لبنان وسوريا وحزب الله) في معاركِ عِرسال وتَستهجِنُ ذَهابَ وزراءَ إلى دمشق، كأنّما لا تُدرك أنّها اشتركت في حكومةٍ يَطغى عليها المحورُ السوريّ ــ الإيرانيّ، وفي قراراتها تَفصِلُ قِوى 08 آذار. حين انتقَت قِوى من 14 آذار ــ مُختارةً لا مُجبَرة ــ هذا المسارَ الرئاسيَّ والحكوميّ سنةَ 2016، كان يُفترض أن تعرِفَ ـ وكانت تَعرفُ جيّداً ـ تداعياتِ خِيارِها ونقطةَ الوصول. فمن يأخُذْ وُجهةَ الشَمال يصل إلى طرابلس وليس إلى صور.

الذين يعارضون الحوارَ مع النظامِ السوريِّ فاتَهم أنّهم جالسون في حكومةٍ يَتمثّلُ فيها النظامُ السوريُّ والنظامُ الإيرانيّ. وفاتَهم أنَّ هذه الحكومةَ هي حكومةُ الأنظمةِ العربيّةِ والإقليميّةِ لا حكومةَ المكوّناتِ اللبنانيّة فقط. وفاتَهم أنَّ ميزانَ القِوى في لبنانَ والمِنطقةِ سيبقى حتّى صيفِ 2018 لصالحِ المِحورِ الروسيّ ـ الإيرانيّ ـ السوريّ. وفاتَهم أنَّ المُحرِجَ ليس ذَهابَ وزيرٍ إلى سوريا بل قتالُ حزبٍ حكوميٍّ، هو سيّدُ هذه الحكومة، في سوريا منذ أربعِ سنوات. وفاتَهم أنّهم اشتركوا في الحكومةِ من دونِ أن يُضمِّنوا البيانَ الوزاريَّ طلبَ انسحابِه من سوريا. ليست المسألةُ وزيراً يذهب إلى سوريا وثانياً إلى إيران وثالثاً إلى السعودية، ولا قتالَ حزبِ الله في سوريا، ولا التنسيقَ الثلاثيَّ في عرسال، ولا النأيَ بالنفسِ عن حروبِ الآخرين. هذه عوارِض. الجوهرُ هو الخلافُ العميقُ والتاريخيُّ بين اللبنانيّين على وجودِ لبنانَ وهويّتِه وعلى مفهومِ السيادةِ والاستقلالِ والولاء. وهو خلافٌ سبقَ بروزَ المحاورِ العربيّةِ والإقليميّةِ الحاليّة، وإن كانت هذه المحاورُ تَستغلّ خلافاتِنا وتُسعِّرُها (بالمعنَيين). بالنسبةِ لجماعةٍ، لبنانُ هو المُنتهى وبالنسبةِ لجماعةٍ أخرى هو المُبتَدأ. بالنسبةِ لجماعةٍ، لبنانُ هو كلٌّ من كلٍّ وبالنسبةِ لجماعةٍ أخرى هو جُزءٌ من كلّ. بالنسبة لجماعةٍ، لبنان هو كيانٌ لدولةٍ واحدةٍ وبالنسبة لجماعةٍ أخرى هو كيانٌ لدول. وكلّما حاول اللبنانيّون، باسمِ التفاؤلِ والأملِ والرِهان على المستقبل، تَخطّي هذه الوقائعِ صُدِموا بأنَّ الخِلافَ التاريخيَّ أقوى من الوِفاقِ اليوميّ، وأنَّ الولاءَ الخارجيَّ يَعلو على الميثاقِ الوطنيّ.

وعِوضَ أن تضيِّقَ الحكوماتُ الجامعةُ هذا الفالِقَ الوطنيَّ، إِذا بها توسِّعه. وفي ظلِّ هذه الحقيقةِ المؤلِمةِ، يستحيلُ منطقيّاً أن تنجحَ حكومةُ الوِحدةِ الوطنيّةِ في غيابِ الوِحدةِ الوطنيّة. ويستحيل سياسيّاً أن تنجحَ حكومةٌ جامعةٌ في غيابِ برنامجٍ وطنيٍّ جامع. ويستحيل ميثاقيّاً أن يستقيلَ مكوّنٌ من حكومةِ وِحدةٍ وطنيّةٍ ما لم يتأكد أنَّ الحكومةَ ستسقُط معه، لأن الاستقالةَ الأحاديّةَ تُفقِد الحكومةَ صفتَها الميثاقيّة. ورغمَ ذلك، أصبحت الحكوماتُ الجامعةُ في لبنانَ هي القاعدةَ فيما هي الاستثناءُ في الأنظمةِ الديمقراطية. إن الاستعانةَ بحكومةِ وِحدةٍ وطنيّةٍ يتِمُّ لاستباقِ شغورٍ رئاسيّ أو بعدَ حربٍ أو إثرَ أزمةٍ كبرى (أحداث 1958، حرب السنتين، حرب الجبل، اتفاق الطائف، إلخ.). وإذا صَدَفَ أن تألّفت حكومةٌ جامعةٌ في ظرفٍ عاديٍّ، يفُترض أن تُبرِّر وجودَها بمشروعٍ وطنيٍّ جامع. فأين الحكومةُ الحاليّةُ من ذلك؟

الاستثناء أصبح قاعدةً في لبنان، لأسباب عدّةٍ منها:

1) حصريّةُ السلطة التنفيذية، بعد الطائف، بمجلس الوزراء.

2) تداخُلُ التمثيلِ الميثاقيِّ مع التمثيلِ الدستوريّ.

3) أحاديّةُ التمثيلِ الشيعيّ بحركةِ أمل وحزبِ الله.

4) الخَشيةُ من تفاقمِ الصِراعِ السُنيِّ - الشيعيّ.

5) الالتباسُ الحاصلُ بين الموالاةِ والمعارضةِ إثرَ تَبعثرِ قوى 14 آذار.

6) كونُ لبنانَ يعيش أزمةً دائمةً.

لكن هذه «القاعدةَ الاستثنائيّةَ» تخضَع لواقعٍ استثنائيّ هو سيطرةُ حزبِ الله. فعدا أنّه، بحكمِ تمثيلِه الشيعيِّ، فرضَ قيامَ حكوماتٍ جامعةٍ، تَمكّن، بحكمِ قوتّه العسكريّةِ، من فرض سياستِه أيضاً على هذه الحكومات. وما يجري حالياً دليلٌ ساطع على ذلك.

بانتظارِ الحلِّ الكبيرِ المَبنيِّ على هندسةٍ دستوريّةٍ جديدةٍ للبنان، الخروجُ من المأزِقِ الدستوريّ/الميثاقيّ الحاليّ، يُحتمُّ القيامَ بما يلي:

1) تكوينُ أكثريةٍ سياسيةٍ متعدّدةِ الطوائف تعمَل على أساسِ مشروعٍ وطنيٍّ شامل، وتكون مستعدّةً للحوارِ الجِدّي، وللمواجهةِ إذا لزِمَ الأمر.

2) إيجادُ آليّةِ عملٍ وتقريرٍ جديدةٍ لمجلسِ الوزراء لأن الآليّةَ الحاليّة شبهُ معطلّةٍ بحكم «حريّةِ التصرّف» التي يمارسها حزبُ الله، وبحكمِ ضَياعِ الفاصلِ بين الموالين والمعارضين داخلَ الحكومة.

خلافُ ذلك، يُبقي البلادَ في أزَماتٍ متتاليةٍ يُخشى انتقالُ بعضِها إلى الشارع، فتَتعثّر مسيرةُ العهدِ أكثرَ فأكثر، ويَفقِد التيّارُ السياديُّ التاريخيّ في لبنان روحَه وقضيَّته وصدقـيَّته.

 

التوازن المفقود في الداخل والإقليم والحاجة إلى سلام

وسام سعادة/المستقبل/14 آب/17

ثمة اختلال توازن على الصعيد الاقليمي، وانعدام توازن على الصعيد الداخلي. فالتوازن مختلّ إقليمياً منذ انتقل العرب، في صراعهم مع اسرائيل، من حروب نظامية مختل توازن القوى فيها الى تسويات يظهر فيها هذا الاختلال بشكل اكثر نفوراً، ومنذ انقلبت فيها ايران من حال الى حال، من حليف وثيق لاسرائيل بعد حرب 67 الى عدوّ لها لا يعترف بمقال التسوية معها من اساسه، وان ابتاع منها السلاح كما ظهر من فضيحة «ايران غيت». ما كادت ايران تنتقل من هذه الحال الى تلك حتى شرعت تزايد على العرب، وتبخس ما فعلوه في حروبهم النظامية مع العدو، وليس فقط في مسارات التسوية. ساوت بين الانظمة الملكية العربية وبين نظام الشاه زاعمة لنفسها الحق في تصدير الثورة، وما لبثت ان اصطدمت جمهوريتها الاسلامية بالجمهورية البعثية في العراق، ثم بدأت تنمي علاقة تحالفية، ليس من دون جولات تصادمية «جانبية» مع البعث الاسدي في سوريا.

التوازن الاقليمي مختل لصالح اسرائيل التي تستفرد بالفلسطينيين، وتتعاطى مع الجولان منذ اندلاع الحرب السورية كما لو انه صار خارج التفاوض تماماً، وتستهدف نقاطاً لـ «حزب الله» في سوريا والاخير ملهي بأشياء اخرى.

وهو مختل لصالح ايران، ليس لانها قدّمت بعد الثورة نظاماً سياسياً يحلم ابناء العرب بالعيش فيه، او نظاماً اقتصادياً نموذجياً ينضم الى نادي الامم الصناعية الآسيوية. ابداً. بل لانها استفادت من مأزق العرب، بين حروب نظامية أنهكتهم وبين تسوية فاقدة للاطار التأهيلي التثميري الضاغط دولياً بشكل مثابر لتحقيقها. استفادت من مأزق مشروعياتهم السياسية ومكابراتهم على تعددية مجتمعاتهم، وطفقت تتعرف على الاصولية الاسلامية كشقيقة لها رغم المخالفة في المذهب حين يتناسب الامر معها، وكنقيض لما هي عليه ثورتها الاسلامية وولاية فقيهها حين يناسبها ذلك.

اما التوازن الداخلي فليس بمختل. بل معدوم. معدوم من دون ان تتبدل خارطة انتشار القوى والمجموعات على الارض اللبنانية. من دون ان تتبدل سمات النظام الاقتصادي والاجتماعي. من دون ان تنمط السرديات الثقافية والتربوية والتاريخية، على هوى الفرع اللبناني من الثورة الاسلامية المنطلقة من ايران.

التوازن معدوم بين فريق مسلح تتعهد به قوة اقليمية، وبين مجموعات اخرى تكتشف تباعاً، بأن التعهدات والاشرافات، من تلك الفرنسية والبريطانية والروسية الى تلك العربية المختلفة، على مجموعات بعينها قد صار خبراً من الماضي، باستثناء علاقة «حزب الله» بايران، وبحرسها الثوري بالتحديد.

التوازن معدوم اذا لا يمكن اصلاح الخلل فيه، ولا تعليل هذا الخلل بغياب الحكمة الاثينية او الروح القتالية الاسبارطية عن باقي المجموعات. في نفس الوقت، التوازن المعدوم يعوق الهيمنة الشاملة. التوازن المعدوم فيه الكثير من اللاتناسب بين القوى، لكنه يكشف ايضاً عن موازاة لا يستهان فيها، بين لبنانين، احدهما يعيش باشكال متفاوتة السيطرة الحزب اللهية كمعطى يومي، والآخر يعيشها كقلق يومي على غده. انعدام التوازن مؤشر في اقل تقدير الى الطابع المزمن للمشكلة. ستستهلك من عمر اجيال. ومؤشر الى حالة تلف مرشحة للازدياد ايضاً يوماً بعد يوم. في نفس الوقت، انعدام التوازن يكشف ايضاً عن اختلاف انماط استشعار المشكلة بين اللبنانيين على «اختلاف اختلافاتهم». وهذا معطى له ايجابياته وسلبياته. لا يكفي لقول كل شيء، لكنه مدخل لا يمكن اجتنابه. كيف نجسر الهوة بين الاشكال المختلفة لاستشعار حالة انعدام التوازن الداخلي؟ كيف نفهم العلاقة بين انعدام التوازن في الداخل وبين اختلال التوازن في الاقليم؟ وكيف نحدث الخرق، باعادة التقاط مفردة السلام، بالسلام الاهلي الكامل في مقابل انعدام التوازن المتزايد؟ والسلام الاقليمي بمعنى ما عاد ينحصر بالصراع العربي ـ الاسرائيلي وحده، بل بمجموعة من النزاعات التناحرية على مدار المنطقة؟ لا اجوبة فورية على هكذا اسئلة، لكن يكفي ابتداء تحديد المدخل اليها: عدم الاسترسال في الرهاب في مقابل انعدام التوازن، وإفساح المجال للتفاعل بين المقاربات المختلفة لما هو حاصل، واعادة اكتشاف مفهوم السلام، الاهلي، الدائم، فالجرأة على الكفاح تعني ايضاً، الجرأة على الدفاع عن مفهوم السلام، وليس الاختباء بثقافة اللاحرب واللاسلم في الداخل اللبناني.

 

القوات تشارك في السلطة وتنتقد سوء الادارة

هيام عيد/الديار/13 آب 2017

تأتي انتقادات حزب «القوات اللبنانية» لسوء الادارة وتزايد وتيرة الفساد في الوقت الذي ترى فيه أكثر من جهة سياسية ان «القوات» تشارك في الحكومة الحالية وبالتالي فهي باتت في مواقع معينة جزءا من هذه الادارة التي تركز عليها في بعض مقارباتها للواقع الحالي. في هذا المجال ترى مصادر سياسية «قواتية»، أن ما قصده الدكتورسمير جعجع في حملته على «سوء الإدارة»، أنه عندما استعادت الدولة حيويتها وحركتها السياسية مع العهد الجديد، أصبح لزاماً طرح تشخيص جديد للواقع السياسي يحدّد بموجبه مكمن الخلل داخل الدولة، والذي يستمر منذ اتفاق الطائف إلى اليوم، وهو السلاح الذي يقول عنه جعجع أنه يصادر القرار الإستراتيجي للدولة، ولذلك لا يمكن للدولة أن تستعيد دورها وفاعليتها وتأثيرها إلا مع عودة سلاح «حزب الله» إلى داخل الدولة اللبنانية، ليكون الجيش اللبناني وحده من يملك السلاح، وليكون القرار الإستراتيجي للسلطة السياسية.

 وأضافت المصادر «القواتية» نفسها، أن «القوات» تركّز اليوم على ملف مصادرة قرار الدولة أولاً، وعلى ملف سوء إدارة الدولة ثانياً.

 في المقابل فان مشاركة «القوات» في الحكومة لم تحدث التغيير المنشود ، على الاقل من وجهة نظر بعض الحلفاء كما الخصوم،كما تكشف بعض الاطراف الوزارية.وازاء هذا الواقع تؤكد المصادر «القواتية» أنه عندما دخلت «القوات» إلى الحكومة، لاحظت فعلياً أن هناك طريقة تعاطي سيئة جداً في طريقة مقاربة الشأن العام، ولذلك، فهي تعتبر أن هذه الممارسة السيئة المتوارَثة منذ اتفاق الطائف إلى اليوم، خصوصاً وأن الوصاية السورية قد أدّت إلى المزيد من التسيّب على مستوى الدولة، وتكريس منطق المحاصصة والفساد. وبالتالي، تقول المصادر نفسها، بدأ الدكتور جعجع التركيز على واقع الإدارة الحالي، انطلاقاً من أنه إذا لم يكن بالإمكان نسبة للظروف الخارجية والمحلية إجراء مقاربة موضوعية لوضع سلاح «حزب الله» ووضعه تحت تصرّف الدولة اللبنانية، فما الذي يحول دون مقاربة جدّية لحلّ الأزمة المتصلة بسوء إدارة الدولة التي يتحمّل مسؤوليتها معظم الأطراف السياسية التي تعاقبت على السلطة.

 ومن هنا، أكدت المصادر نفسها، أن «القوات» بدأت تعمل على نمط جديد في التعاطي، مبني على الحَوكَمة، وعلى طريقة إدارة الشأن العام بشكل يختلف عن التحالفات السياسية، انطلاقاً من أولوية مطلقة تتّصل بالدستور وتلتزم بالقوانين، والإحتكام إلى المؤسّسات الدستورية لحلّ النزاعات، وإلى الآليات القانونية من أجل تحقيق الأهداف المرسومة.  ولذلك، تتابع المصادر عينها، أن «القوات» تعتبر أن أزمة سوء الإدارة أدّت إلى إحباط الناس واعتبار لبنان دولة فاشلة لا تعطي المواطن حقه، وتقوم على مبدأ المزرعة وليس القوانين. فالمواطن لا يستطيع تحصيل ما يريده إلا من خلال «الواسطة» ودفع الأموال والزبائنية السياسية.  لكن المصادر استدركت أنها لا تستطيع وحدها تحقيق هذا الهدف، إنما ما تقوم به على مستوى وزاراتها وعلى مستوى الحكومة، أنها تعطي نموذجاً مختلفاً داخل وزارات «القوات» بطريقة التعاطي، كما أنها تحاول، وعلى مستوى الحكومة، أن تمنع المشاريع التي لا تراعي الأصول ولا المعايير الدستورية والمؤسّساتية.  ومن خلال هذا النمط، تؤكد المصادر ذاتها، تحاول «القوات» تشكيل عدوى سياسية للقوى السياسية الأخرى التي ما من شك بأنها تريد إخراج لبنان من فساده، ولكنها لا تريد أن تخوض هذه المعركة، أو أن تخوضها بشكل «رأس حربة»، مما يجعل للـ «القوات» حلفاء موضوعيين في هذه المواجهة، لأنها لا تستطيع منفردة أن تحقّق هذا الهدف الكبير الذي يعيد للمواطن ثقته بالدولة.

 

فورة جبيليّة بعد ترشيحات القوّات اللبنانيّة

عيسى بو عيسى/الديار/13 آب/17

لا شيء جديد على الساحة الجبيلية لناحية الانتخابات والترشيحات باستثناء ابتعاد النائب السابق فارس سعيد بعيداً جداً عن القوات اللبنانية وتمترسه في الجبال والجرود مع قاعدته الشعبية في العاقورة وقرطبا ومجدل العاقورة ويانوح والمغيري حيث وفق واقع الحال لا يمكن ان يتزعزع قيد انملة خصوصاً ان التجارب لا توحي بأن القواعد القواتية سوف تترك سعيد على الاطلاق وتقول اوساط سعيد ان القوات اللبنانية ووفق القانون النسبي الجديد اطلقت رصاصاً خطاطاً بمرشح اسمه زياد الحواط على مقياس «آيشتي» بديلاً عن القواع الريفية المتجذرة في الارض وتضيف: ان القوات لم يعد باستطاعتها الحديث عن هيمنة السلاح وهي التي تجلس سعيدة في الحكومة وبالتالي لا يمكنهم استعمال مصطلح الهيمنة، و«ما بقى ينجر سلاح عليهم»، في هذا الاطار وبالنسبة لكلام واطلالة الوزير السابق جان لوي قرداحي تعتبر هذه الاوساط ان القرداحي اوضح انه «زعيم الضد» وبالتالي يجب النظر بجدية وواقعية الى هذا الكلام الذي اطلقه وهو كلام هام خصوصاً بعد انفراط عقدي الثامن والرابع عشر من اذار اذ عاد المسيحيون ثمانين سنة الى الواء وعادوا الى الصراع الدستوري - الكتلوي - والقواتي - العوني، وجاء القرداحي ليقول: انا المنسق لهذه الاضداد وهي ضربة معلم ولكن لا احد يعرف ما اذا كانت ستستمر، بدون المرشح عن القوات اللبنانية في جبيل. زياد الحواط اعتبر كلام القرداحي اناء ينضج بما فيه «وبكرا الشباب يردوا عليه»، والحضور كاف للرد عليه.

ولكن ما خرق الصمت الجبيلي على الصعيدين الانمائي وصولا الى الانتخابي هو تحرك الوزير السابق جان لوي قرداحي الصامت منذ عدة سنوات حيث تعتبر اوساطه ان الكلام في السنوات الماضية كان محرماً علينا الا ان العهد الجديد برئاسة الرئيس ميشال عون اعتبر ان الصمت يمثل جريمة حيال ما يحاك لمدينة جبيل والقضاء بكامله من قبل «بلدية الوهم» ويقصد هنا بلدية جبيل برئاسة زياد الحواط مؤكداً ان جبيل الوهم انتهت وعاد صوت جبيل اعلى لذلك قرر القرداحي التصدي للانتهاكات ضد الجبيليين حيث يعتقد البعض ان الكذبة سوف «تقطع» وواهم من يظن انه لن تكون هناك ردة فعل جبيلية على هذه البروباغندا الاحتفالية طوال السنين الماضية، وتعتبر مصادر القرداحي ان ادعاء البعض انه صنع هوية جبيل هو اعتداء على تاريخ جبيل وارثها اما الاخطر في رأي هذه المصادر هو محاولة ضرب نسيج هذه المنطقة بكل المعايير وطمس معالم جبيل التاريخية بالباطون واولها المدرج الروماني وتؤكد هذه المصادر ان مالية بلدية المدينة لا يعرف احد عنها شيئاً وحتى الوصول الى مجلس شورى الدولة للاطلاع باء بالفشل ولو كانت هناك شفافية لكانوا وقفوا في عين الشمس.

مصادر جبيلية مطلعة على خبايا الامور ترى ان الانتخابات النيابية في العام 2018 قد بدأت لتوها دون ظهور مباشر لشخصيات وتحالفات ولكن كل ما يحصل يصب في هذه الخانة حيث ما يمكن مشاهدته من فوق مغاير لما يجري من تحت فالقوات اللبنانية ذاهبة في جبيل الى ترشيح آخرين غير الحواط اضافة الى تناغم مع المرشح مصطفى الحسيني الذي يعتبر من الشخصيات الشيعية المستقلة، اما ما هو بارز فهو يقظة الكتائب في بلاد جبيل ومحاولة لم شمل الجميع بعد ان شكلت استقالة ايوب يرق من نيابة رئاسة البلدية مع عضو كتائبي آخر حيث تعتبر هذه المصادر ان استبعاد يرق عن رئاسة بلدية جبيل جاء من خلال ضغط قواتي واضح وتجاهل عوني على ان «يكسر البطيخ بعضه» ولكن تحرك القرداحي الاخير تحت شعار «الانتماء الجبيلي» وما للكلمة من معان وفي حضور نواب التيار الثلاثة يطرح علامة استفهام حول امكانية استبعاد مرشح من الساحل، فهل تصح التوقعات؟

 

ردا على حازم الأمين

شارل جبور/موقع القوات/13 آب/17

غريب أمر بعض الشخصيات السياسية والكتاب في إهداء الانتصارات وتوزيعها على “حزب الله”، وإذا كانت الفئة الأولى، اي الشخصيات، معذورة نسبيا لحاجتها الانتخابية لخطاب من هذا النوع، فإن الفئة الثانية، اي الكتاب، لا يوجد مبدئيا ما يبرر تصويرها ان “حزب الله” انتصر على القوى السياسية التي كانت تناصبه الخصومة. وكنا نتمنى من الأستاذ الأمين لو تكرّم علينا وظهّر لنا كيفية وصوله إلى هذا الاستنتاج الذي يدفعنا إلى ان نطرح التساؤلات الآتية عليه:

أولا، ماذا تبدل في المشهد السياسي بين عامي ٢٠٠٥ واليوم؟ وهل استنتاجه يرتبط بكل تلك المرحلة ام ينحصر بحكومة الرئيس سعد الحريري الأخيرة؟ والا يعتقد ان الحكومة الحالية لم تقدم اي تنازل للحزب مقارنة بالحكومات السابقة من التحالف الرباعي إلى القرار ١٧٠١ من دون الفصل السابع واتفاق الدوحة والقمصان السود؟ وهل كان يستطيع الحريري مثلا تأليف حكومة من دون الحزب في العام ٢٠٠٩؟

ثانيا، ما البدائل التي يقترحها الأمين؟ هل يقترح مثلا الطلاق مع “حزب الله”؟ هل يقترح مثلا مواجهة السلاح بالسلاح؟ هل يقترح عودة الانقسام العمودي؟ ما هي خريطة الطريق التي يقترحها للمواجهة؟

ثالثا، ألا يدرك الأمين ان كل استراتيجية ١٤ آذار قامت على مبدأ الحفاظ على الاستقرار وتجنيب لبنان الحروب التي اكتوى منها بانتظار ما ستؤول إليه التطورات في المنطقة؟ وألا يدرك ان السبب الرئيس وراء تلك الاستراتيجية وجود قناعة راسخة بان “حزب الله” لن يسلم سلاحه إلا نتيجة وقائع إقليمية لا لبنانية؟ وألا يدرك ان التطبيع شيء والتسليم بهذا الواقع شيء مختلف تماماً؟

وفي سياق متصل نجح الأستاذ الأمين جزئيا في توصيفه للواقع، ولكنه فشل في استخلاص عبره، وهو كتب حرفيا “انتصر على مشهد سياسي في لبنان، إلا أنه لم ينتصر على القواعد الاجتماعية لفيديرالية سلوكات الجماعات اللبنانية. انتصر على سعد الحريري ولم ينتصر على مشهد كورنيش المنارة، وانتصر على سمير جعجع ولم ينتصر على أنماط عيش أهل الأشرفية”.

ومع تحفظنا الثابت والأكيد على انتصار “حزب الله” على المشهد السياسي في لبنان، ورفضنا تحديدا لمقولة انتصاره على الحريري وجعجع، إلا انه أصاب بكلامه عن استحالة انتصار الحزب على  “القواعد الاجتماعية لفيديرالية سلوكات الجماعات اللبنانية”، ولكنه أخطأ في الفصل بين سلوكات الجماعات وبين الحريري وجعجع في تجسيدهما لتلك السلوكات. فالاحتلال السوري بهذا المعنى انتصر على رئيس “القوات” باعتقاله، ولكنه فشل في تدجين الدكتور جعجع وتدجين “القوات” وتدجين المجتمع، ومقاومة الاحتلال بدأت من المعتقل إلى الجسم القواتي ومن ثم إلى البيئة المسيحية وصولا إلى البيئة الوطنية التي تفجرت في انتفاضة الاستقلال. فلا يمكن فصل جعجع عن بيئته او القوات عن بيئتها، فيما الاحتلال السوري اعتقد انه من خلال محاولة إلغاء “القوات” يستطيع تأبيد احتلاله للبنان، ولكنه اصطدم بالبيئة المجتمعية العصية على كل احتلال، هذه البيئة بالذات التي يستحيل على “حزب الله” تجاوزها او إخضاعها، الأمر الذي سيبقي تفوقه الميليشياوي ضمن حدود جغرافية وزمنية، وهذه البيئة بالذات التي كانت إحدى نقاط الخ الأساسية مع أصحاب النظريات الشيوعية والماركسية والعروبية ونظرتهم السطحية والخنفشارية إلى الواقع المجتمعي اللبناني الذي تكمن قوته في ثلاثية أساسية: بنية طائفية متجذرة + بنية مدنية حديثة + أحزاب سياسية.

 

العالم إلى الأمام قطر إلى الخلف

سوسن الشاعر/الشرق الأوسط/13 آب/17

نجحت «عاصفة الحزم» في منع اكتمال مشروع «الهلال الإيراني»، ووصوله إلى صنعاء، وقدمت من أجل منع هذا المشروع أرواح شبابها للحفاظ على عروبة اليمن، وحماية حدودها من المد الصفوي، وقطعت الطريق أمام سقوط اليمن في مشروع الشرق الأوسط الجديد، الذي كان من المفروض أن يقسم الدول العربية إلى دويلات يهيمن النفوذ الإيراني على كثير منها في منطقة الجزيرة العربية. حين صرح حيدر مصلحي، وزير الاستخبارات الإيراني في حكومة أحمدي نجاد، عام 2015 بأن «إيران تسيطر على أربع عواصم عربية»، كان يقصد حينها دمشق وبيروت وصنعاء وبغداد، وعلينا أن نأخذ في الاعتبار أن مصلحي وزير للاستخبارات، أي أنه يعلم من هم عملاؤه؛ كان يقصد أن التقسيمات الإثنية الجديدة للشرق الأوسط الجديد أوشكت أن تكتمل، لولا «عاصفة الحزم» التي حطمت أحلام مصلحي، إلى أن فوجئت إيران بأن هناك عاصمة عربية تعرض عليها نفسها طواعية، وتتبرع لتحل محل صنعاء مقابل حماية النظام، فأي غباء سياسي هذا؟ وأي إفلاس؟ فبعد أن دحرت البحرين الصغيرة إيران، ولقنتها درساً في العزة والكرامة والقوة والمنعة، وقدمت من أجل ذلك التضحيات الجسيمة، وبعد أن منعت «عاصفة الحزم» سقوط صنعاء، فتحت الدوحة أبوابها طواعية لإيران كي تكون لها العاصمة العربية الرابعة. ودون أن تبذل إيران جهداً، ارتمت قطر في أحضانها، وتظن أنها بذلك تكيد للمملكة العربية السعودية، إنه السفه ممثلاً في دولة، فإن لم يكن ذلك انتحاراً سياسياً، فماذا يكون؟ تتبرع الدوحة الآن لتكون الذراع الإيرانية داخل مجلس التعاون، تتبنى أهدافها وخطابها وأدواتها، إنما الغباء السياسي لا يتجلى في الارتماء في حضن الذئب الإيراني؛ الغباء يصبح في أعلى درجاته في اختيار التوقيت!! ألا ترى الدوحة أن هناك التفاتة دولية واستدارة عالمية ضد إيران، وأن المشروع يعاد تقسيمه ورسمه من جديد على حساب السهم الإيراني فيه؟ ألا ترى أن إيران ذاتها بدأت تعي ذلك، رغم عنادها، فإنها أدركت تلك المتغيرات الدولية منذ لحظة انتخاب ترمب، ولم تعاند الواقع، وها هي تعيد ترتيب أوراقها، فما بال قطر لا تتعلم من شريكتها على الأقل؟! إيران تعرف أن المتغيرات ستأتي على مناطق نفوذها في العراق، وفي سوريا، وستخسر كثيراً مما كسبته على الأرض نتيجة التسويات والتفاهمات الروسية الأميركية في سوريا من جهة، ونتيجة التفاهمات السعودية الأميركية في العراق من جهة أخرى، ونتيجة صمود مصر والسعودية والبحرين، لهذا أسرعت ببناء استراتيجيتها الجديدة، فأمرت عملاءها بتبديل جلودهم لركوب الموجة الجديدة، فهاهو الحكيم والمالكي يبدلان جلودهما بخطوات متسارعة، نتيجة إدراك قطر أن التسويات تقتضي تقليص نفوذها.

وهذا هو سبب «انتفاضة» دول التحالف الرباعي، وتحركاتها غير المعهودة في العراق، بالتواصل مع الصدر والأعرجي هناك، وفي ليبيا، بالتواصل مع السراج والمشير حفتر، وإعادة الوصل بين حماس والقاهرة؛ كل تلك المتغيرات أتت على نفوذ إيراني كان مرسوماً. أصحاب المشروع يعيدون رسمه من جديد، والتصدي للدور القطري، ومنعه من تمويل التنظيمات المسلحة المكلفة إسقاط تلك الأنظمة، ما عاد منوطاً بالتحالف الرباعي الآن، بل بالعالم أجمع. كان ذلك التقاطة ذكية، وتوظيفاً جيداً لتلك المتغيرات، وهذا ما لم تدركه قطر في مؤتمر الرياض، رغم توجيه الدعوة لها للانضمام لهذا الركب، لكنها أبت، ولم تكتفِ بالرفض، بل انتحرت حين ارتمت في أحضان اللاعب الخاسر، إذ ما زالت تعتقد أن تلك المتغيرات طارئة، وستعود الأمور كما كانت عليه قبل انتخاب ترمب، وقبل دخول الروس! ما بال قطر ماضية وحدها كالكبش الذي يتنافض ويرفس لمنع السكينة عن نحره؟ ألا تقرأ المعطيات الواقعية؟ ألا ترى أن جل ما تفعله الولايات المتحدة هو محاولة تقليل الخسائر القطرية، لا أكثر ولا أقل، إكراماً لـ«العديد»، وإكراماً للمليارات السابقة التي صرفتها قطر على المشروع السابق؟ وأن تلك (الإكراميات) لها حدود، ولن تستمر؟ فإن أصرت قطر وعاندت ستتخلى أميركا عنها، فهناك أولويات آتية تخدم المصالح الأميركية، وهناك تسويات وصفقات آتية تهمش الدور القطري الذي كان ثانوياً من الأساس، للعودة بها لحجمها الطبيعي، ألا ترى قطر أنها تصرف المليارات في الوقت الضائع، وتحرقها كما تحرق أعواد البخور دون طائل لكسب الوقت؟ ألا ترى أن رهانها على الجواد الخاسر (إيران) هو أيضاً في الوقت الضائع ويعد قمة في الغباء السياسي؟!

«المشاريع الدولية العظمى»، أيتها العزيزة قطر، لاعبوها كبار بثقلهم الجيوسياسي، وكون الكبار منحوها دوراً ثانوياً صغيراً في أحد تلك المشاريع لا يعني أبداً أن قطر أصبحت دولة عظمى؛ كلما أدركت قطر هذا الواقع مبكراً، أنقذت شعبها المسالم البسيط الذي كان عيشه يأتيه رغداً، فأجبرته قيادته أن يصحو فجأة، ويواجه إعصاراً دولياً خطيراً دون ذنب، ودون استيعاب، ودون قدرة على الفهم.

 

عبد الحسين... رسم الابتسامة ورحل

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/13 آب/17

وكأن الخليجيين في حاجة لمزيد من الأخبار السيئة التي تحاصرهم من كل مكان، حتى يرحل عنهم من زرع الابتسامة طويلاً، ورسم السعادة زمناً، ونقش في ذاكرتهم مشاهد فنية لا تمحى، لكنه القدر المحتوم ولو أوجعنا، هاهو عملاق الكوميديا الخليجية عبد الحسين عبد الرضا يفارق دنياه، بعد أن ترك موروثاً منقوشاً في ذاكرة أجيال تابعته وأحبته، وتعلقت بفضل فنه بالشاشة الصغيرة عندما كان لا يوجد غيرها. لم يكن «أبو عدنان» فناناً كوميدياً فحسب، وإنما مثل ظاهرة فنية فريدة عاش معها متابعوه، وهم بعشرات الملايين من أجيال تعاقبت، تراوح فيها مستوى الفن من الجيد إلى الرديء، وظهر فيها الغث والسمين، وظل الراحل يغرد بعيداً برسالة فنية ناصعة البياض، لم تلوثها لا الآيديولوجيا ولا الطائفية البغيضة، لم يغضب منه إلا المتطرفون، ولم يخاصمه إلا الموتورون، أما الغالبية العظمى من الجمهور فوضعته في مكانة خاصة صنعها بموهبة متميزة وأداء نادر ورسالة فنية راقية لم تتلوث، منذ وقوفه على المسرح للمرة الأولى في مسرحية «صقر قريش» عام 1961، مروراً بأشهر أعماله في الدراما التي لا تنسى مثل «درب الزلق» و«الأقدار» و«قاصد خير»، ومسرحياته الـ33 وأهمها «باي باي لندن» و«سيف العرب» و«على هامان يا فرعون» و«فرسان المناخ» و«بني صامت».

أسطورة الراحل عبد الحسين عبد الرضا يمكن تمييزها عن طريق كثير من أعماله الفنية التي لا تزال خالدة رغم مرور عقود عليها، إلا أن الأسطورة الحقيقية التي تركها في تقديري، هي قناعة الخليجيين بأن عبد الحسين فنان يعبر عنهم جميعاً وتداخل في حياتهم بعباراته وقفشاته، وأنه محسوب عليهم، وجنسيته جنسيتهم، لم ينظروا له على أنه كويتي فقط، بل اعتبروا هويته «خليجية» مثلهم تماماً، وهذا لا يتكرر مع غيره من الفنانيين. لقد تمكن بحس فكاهي فريد وأداء لا يتكرر من التربع على عرش الكوميديا الخليجية لأكثر من نصف قرن، حتى وهو واحد من جيل فني عملاق أنجبته الكويت ورحلوا قبله مثل خالد النفيسي وغانم الصالح وعبد العزيز النمش وعلي المفيدي، وبقي منهم سعد الفرج أطال الله في عمره. أكثر ما ميز عبد الحسين عبد الرضا أيضاً أن موهبته لم تقتصر على التمثيل أو العمل المسرحي أو التلفزيوني أو الإذاعي، بل كان فناناً شاملاً حقيقياً، أخرج وكتب ولحن وغنى ومثّل، كما تميز بمفاجأة جماهيره بغير المتوقع في مسلسلاته ومسرحياته، وهذه ميزة يسعى لها بقوة كثير من الفنانين لكنهم يسقطون فيها غالباً بشكل مريع دون أن يعلموا ذلك، فيما جماهيرهم تسخر منهم، وهذا ما مكن عبد الحسين من دخول قلوب الناس قبل بيوتهم بهذه التركيبة الفنية غير المتكررة، إلى أن أضحى نجماً ومحبوباً جماهيرياً منذ فترة مبكرة من عمر الفن الخليجي، مقدماً الكوميديا الانتقادية ومشاكسة الجوانب السياسية عندما كان التطرق لها نوعاً من المحرمات، ومع ذلك استطاع النفاذ برسالته الفنية دون إيقاع كثير من المشكلات الاجتماعية أو السياسية، على خلاف غيره ممن يرغبون في اعتلاء السلم بأقصر الطرق ودون أن يكون لديهم ربع الإمكانيات التي تمتع بها الراحل.

يبقى أفضل تكريم لعبد الحسين عبد الرضا ذلك الحب الكبير الذي عم الخليجيين بعد الإعلان عن وفاته، لم يجبرهم أحد، لم يطلب منهم أحد، فمحبة الناس لا تشترى بل تُكسب. زرع أبو عدنان طويلاً فاستحق تكريماً تلقائياً عظيماً. هنيئاً لمن يرحل وهو كذلك.

 

العرب يحتاجون أدباً

سوسن الأبطح/الشرق الأوسط/13 آب/17

شهر (أغسطس) آب «ضجر، قاحل، قاتل، مائل إلى نهايات، تطول مقدماتها، نهايات لا تبدأ». إنه شهر «قادر على استفزاز البحر الذي يحمل إلى الأفق أزيز رصاص». قال محمود درويش بحدسه المرهف، وقبل أن يعلم بأنه الشهر الذي سينتقل فيه إلى عالم آخر، كما ناجي العلي، ونور الشريف الذي حاول تخليد مسيرة رسام الكاريكاتير العربي الأمهر في فيلم سينمائي ومُنع، وها هو المخرج اللبناني جان شمعون الذي كرّس 40 سنة للدفاع عن ضحايا الحروب ينضم إلى قافلة الشهر، وتبعه البديع عبد الحسين عبد الرضا، عن نصف قرن ونيف من الظرف العميق، تربى خلالها على أعماله، أجيال خليجية تلو أجيال.

أضحك أبو عدنان جمهوره، وسخر وانتقد، يوم كان المسرح في الخليج لم يزل وليداً، والدراما التلفزيونية تحبو. أبهر عشاقه بمسرحيته «باي باي لندن» ولم يكن يعرف أنه سيودعهم بالعبارة نفسها، مطفأَ الجسد على سرير في العاصمة البريطانية، لينضم إلى صاحب «حنظلة» الذي أُسكت برصاصة مكتومة الصوت هناك أيضاً، في حين أسلم الروح محمود درويش في أميركا. جيل ولد في ظلال الحروب وكابد مآزقها، ومات وهو يعاندها ويتلمس طريق الخلاص. حتى عبد الرضا وهو في الكويت لم يكن بعيداً عما شهده في مصر وهو طالب، حين تطوع مع آخرين لرد العدوان الثلاثي عن بلد عربي عام 1956.

ثمة خيط شفيف بصلابة الفولاذ يجمع هؤلاء الموهوبين جميعاً الذين ابتلعهم آب، وغيرهم من مجايليهم النبهاء. عروبيون دون شوفينية، وطنيون خارج قيود الطائفية. ساروا على خيط الإخلاص لأفكارهم التي جمعت ولم تفرق. كان لكل منهم مجاله، عبقريته الذاتية، طريقته في القول أو الرسم أو التمثيل والتصوير، لكنهم ساروا في الدرب عينه. ترسم بروفايل جامعاً تعثر فيه على درويش ينادي «سجّل أنا عربي». غسان كنفاني يلتقي صدفة ناجي العلي وهو لا يكف عن رسم ضحايا التهجير والنكبة الذين لا تزال صورهم تؤرق ذاكرته، على جدران مخيم «عين الحلوة» بعد أن رسمهم على جدران زنازين الاحتلال والسجن في لبنان، فيأخذ بيده إلى مجلة «الحرية» ويبدأ في نشر رسوماته، لتتحول ريشته إلى مبضع موجع لا يُحتمل.، مع أنه كان يقول «أنا فقط أرسم، لا أكتب أحجية ولا أحرق بخوراً أنا فقط أرسم»، ومع ذلك كان ثمة من يتربّص به. في الوقت نفسه، مطلع الستينات، كانت عجينة عبد الرضا تختمر في الكويت، الخليج كله ينتظر مسرحياته على الشاشات، خفة ظله وكلماته التي تخترق القلب. لم يكن يتحدث عن الثورة، لكن كل ما قدمه بفطنته، كان يحفر في ضمائر ملايين المتفرجين ويخترق مسامهم. بعد ذلك بقليل عاد جان شمعون إلى لبنان من فرنسا حيث أكمل دراسته، وهاله أن يرى إخوته في الوطن يتقاتلون وإسرائيل تنهش في الجنوب، في حين فلسطين تنزف. لم يكن يحتاج إلى قصة روائية ليحرك عدسة كاميرته. اكتفى بأن يصور قصص من حوله ويستنطقهم، فيما يشبه توثيق سيرة جماعية، فيها الثكلى والمشوهون، ونساء المفقودين والمخطوفين، والمخيبون من مقاتلين نادمين ومحبطين، بعد أن خسروا كل شيء ولم يربحوا أنفسهم.

طلب محمود درويش في مقابلة مع الصديق والزميل فؤاد مطر يوم عيده الثلاثين أن لا يعامل كسياسي محترف، منزعجاً من الشهرة التي بدأت تطارده. قال إنه «ليس أكثر من مواطن يحاول أن يكتب الشعر». خشي درويش على شعره من الضوء، خاف عليه من فلسطين، من المفردات الكبيرة، والضجيج المربك. «أريد أن أكتب شعراً من مكان آخر. أريد أن أكون أنانياً. أخشى أن لا تكون لشعري قيمة غير أنه كان يكتب في إسرائيل... هل أبدو كأنني أغار من قضيتي؟ لا. القضية هي الأساس... لكن الشاعر أو الشعر يجب أن يحمل قيمته في ذاته».

لم يتكلف هؤلاء قضيتهم بقدر ما وجدوا أنفسهم متورطين ومنغمسين رغماً عنهم. ما بين التأريخ الجماعي والسيرة الذاتية، سقطت الحواجز. بفعل الانسجام الصادق مع من حولهم، أخذوا يتماهون دون قصد منهم في حكايات الآخرين ويسبحون في نحت أعمالهم بعفوية، كما السمكة في الماء. «حنظلة» هو نفسه ناجي العلي، مثله تماماً يوم خرج من قريته «الشجرة» وهو لا يزال في العاشرة من عمره، سيبقى مشعّث الشعر حافي القدمين، يدير لنا ظهره، مكتوف اليدين، حتى تعود فلسطين. لم يحتَج هؤلاء كما عبد الرضا سوى الالتفات حولهم والتقاط العاهات العربية في مسرحية «باي باي عرب» أو غزو صدام حسين المجنون للكويت في «سيف العرب» أو «هذا سيفوه» التي أوقفت وتعرض بسببها لمضايقات وحكم بالسجن.

فاطمة السيدة الشجاعة العنيدة التي رسمها العلي تكراراً وزوجها المتخاذل، ليسا إلا بعضاً مما كان يرى. محمود درويش في كل ما كتب وسجّل كان حكواتياً مدهشاً، راوية عربياً من الطرز الأكثر أصالة وشاعرية، لم تشهد اللغة العربية مثيلاً لقدرته على كتابة سيرة ذاتية لا تستطيع أن تفصل فيها بين الأنا وصاحب الدار المجاور. قاطرة شهر آب محملة بالمواهب العربية الفذة إلى العالم الآخر. كتب الروائي والباحث المصري أحمد إبراهيم الشريف مقالة جميلة بعنوان «فلسطين تحتاج شاعراً» مستذكراً درويش في ذكراه التاسعة وهو يتحدث عن فيض الإنسانية في وطنيته، وخلو الساحة من ورثة يملأون الخواء المجلجل. ولعل الأجدر القول إن «العرب يحتاجون أدباً»، بعد أن استعار الأدباء والفنانون قضاياهم واستوردوا أساليبهم، وأشاحوا بوجوههم عن آلام المحيطين بهم، واصطفوا إلى جانب هذا وتعصبوا لذاك. وما قيمة الفنان في أن يقرر كضابط عسكري، من الذي يرتكب المخالفات الأفظع؟ وإنما أن يقول وبصوت مدوٍ: إن كل خدش لإحساس بشري، هو بحد ذاته، جريمة.

 

صحافي سعودي يكشف أسباب تردي علاقة الاسد بالسعودية

أحمد عدنان - 12 اب 2017

كشف الصحافي السعودي أحمد عدنان في سلسلة من التغريدات أسباب الخلافات بين المملكة العربية السعودية والرئيس السوري بشار الأسد، لافتا ان الدافع وراء هذه التغريدات كشف الحقائق ودحض الاتهامات. منها مثلا: "السعودية تركت بشار فاتجه لايران". ومنها كذلك أنه يمكن فصل بشار عن ايران، هذا ما يردده الروس مثلا، بالنسبة لي أقله: من جرب المجرب عقله مخرب. تبدأ فصول القصة سنة ١٩٩٤ يوم مات في حادث سيارة باسل حافظ الأسد. الوريث المعتمد لوالده. حينها استدعى حافظ الأسد ابنه بشار ليحل مكان باسل، وهذه من اخطر العقد التي حكمت بشار، انه بديل وليس اصيل. ولا أحد يعرف أبناءه أكثر من حافظ الأسد، وعلى هذا كان الاختيار الأساس: باسل هو الوريث لا بشار. اتصل حافظ الأسد بولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز. وطلب منه ان يكون بشار محل عنايته ورعايته. كان طلب حافظ الأسد واضحا: تأهيل وتسويق بشار عربيا ودوليا.. ويتولى حافظ - عبر فريق يختاره - تأهيله سوريا. وبالفعل تولت المملكة، بحكم العلاقة الوطيدة بينها وبين سوريا وحافظ الأسد، تأهيل وتسويق بشار عربيا ودوليا. وكان رأي الانجليز والفرنسيين والأميركيين، أنه لا مشكلة من وراثة بشار لوالده. وبحكم ثقل المملكة تلقى بشار دعوات رسمية لزيارة دول عربية وخليجية.. زار بشار المملكة سنة ١٩٩٨، وأمر "الأمير" عبدالله أن يعامل بشار كرئيس دولة.. ومن القصص الطريفة أن بشار أعجبته اللبنة على الإفطار، فقال له "الأمير" عبدالله أنها من إنتاج مزرعته، فطلب بشار منها زيادة، ولست ادري ان كان ذلك رخصا او توددا، لكنه كان يحرص بين حين وآخر، أن يطلب من المملكة لبنة (حتى حين أصبح رئيسا).

قبل وفاة حافظ الأسد بقليل، اتصل بولي العهد السعودي، وقال له بشار أمامي وأردت ان اوصيه وانت على الخط. وكانت وصية حافظ الأسد "المسجلة يفترض" لابنه بشار: "لا تخرج عن طوع السعودية وعبدالله بن عبدالعزيز". وأثبتت الأيام والسنون ان بشار لم يلتزم بوصية والده مطلقا.

تولى بشار الأسد رئاسة سوريا، وكونت له (المملكة) شبكة دعم سياسي دولية وعربية.. مرت الأيام ووصلت المملكة تقارير عن تمدد ايراني داخل سوريا (أمني وحكومي)، ورعى رامي مخلوف ورجل امن هذا التمدد.. وحين واجهت المملكة (بشار) بذلك، كان رده: "لا تصدقوا كل ما تسمعوه".

تلقى "الأمير" عبدالله أول طعنتين/ صدمتين من بشار، الأولى بعد أحداث سبتمبر ٢٠٠١ اذ وصلت تقارير موثقة بأن بشار يحرض بشكل غير مباشر الولايات المتحدة ضد المملكة.. والصدمة/ الطعنة الثانية كانت خلال القمة العربية ببيروت ٢٠٠٢ حيث وافق قبل القمة على المبادرة العربية للسلام، لكنه في القمة اوعز للرئيس اللبناني اميل لحود بمحاولة افسادها وتعطيلها، ومن ذلك منع بث كلمة ياسر عرفات.. والقى بشار في القمة كلمة حاول التأستذ فيها على القادة العرب، وحاول إفشال المبادرة لكنه فشل.

ومما يتم الترويج له أن بشار دعم المملكة في حربها ضد الإرهاب، وهذا غير صحيح البتة..

هرب أحد المتورطين في تفجيرات الرياض ٢٠٠٣ إلى الشام، وتأكدت المملكة بأنه محتجز عند المخابرات السورية.. تملص بشار من تسليم المطلوب، فأرسلت المملكة وفدا مكث في مطار دمشق ١٢ ساعة لم يغادر من دون استلام المتهم.. في ذلك الوقت (٢٠٠٣)، وصلت رسالة لولي العهد السعودي من حاكم عربي: "بشار أصبح إيرانيا بالكامل ولا جدوى فيه". وكانت ملاحظات المملكة النهائية بدأت تتكون عن بشار: متردد، بوجهين، يعد ولا يفي، وتتحكم فيه عقدة الأقليات.

اشتعلت الأزمة اللبنانية بموضوع التمديد لإميل لحود، وبعد الاجتماع الشهير بين بشار وبين رفيق الحريري، ارسل "الأمير" عبدالله رسالة لبشار: "أمن رفيق الحريري خط أحمر، ونعرف أنك تمسك امن لبنان فلا تخطئ".. أكد بشار للأمير عبدالله أنه لن يسمح بالمساس بشعرة من رأس رفيق الحريري "من يرشه بالماء نرشه بالنار" لكنه كذب. بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري انتهى الدعم السعودي لبشار الأسد..

وكانت الدولة السورية قد حصلت على عشرات المليارات كهبات وتسهيلات واستثمارات من المملكة وأصدقائها حول العالم، وحصل بشار على دعم مباشر بين ٢٠٠٠ - ٢٠٠٥ يقدر بمليار ونصف المليار دولار بذريعة دعم البادية والمزارعين والأمن.. وللعلم، فإن والدة بشار، أنيسة مخلوف كانت تعالج على نفقة المملكة تقديرا لزوجها الراحل، وكانت تذهب لرحلاتها العلاجية بطائرة سعودية خاصة، واستمر ذلك - رغم الخلاف السياسي - الى انطلاق الثورة السورية. وذات يوم اتصل مجد الأسد بالديوان الملكي السعودي طالبا منحة مالية، اتصل الديوان ببشار، الذي تعجب من الاتصال.. ومجد هو شقيق بشار، وقال بشار أنه متعجب لأنه مجد - نظرا لظرفه الخاص - ممنوع من هكذا اتصالات، وانهى الموضوع.

بعد اغتيال الحريري زار بشار الملك عبدالله، طلب منه الملك ان يعترف، من قتل الحريري هو او حلفاؤه.. تملص بشار من الجواب، فقال له الملك: "إما الانسحاب الكامل من لبنان وإما قطع العلاقات"، وانسحب بشار.. وللتاريخ، كان موقف الولايات المتحدة أساسيا، إذ قال جورج دبليو بوش: "لم نعد نتحمل بشار".. وأضاف الرئيس الأميركي: "لو قطعت المملكة علاقتها مع بشار الساعة ٩ سنقطعها ٩ ودقيقة"..

بعد ذلك تبنت المملكة موضوع المحكمة الدولية، وبذل بشار كل جهد لتعطيلها، لكن انتصر لبنان وانتصرت المملكة.. ثم قامت حرب تموز ٢٠٠٦، وأطلق بشار تصريحه الشهير "أشباه الرجال" . فقطعت المملكة كل صلة به. أرسل بشار وسيطا فيما بعد بأنه لم يكن يقصد الملك.

قامت أحداث ٧ أيار، يوم احتل حلفاء بشار، حزب الله ومن والاه، بيروت وروعوا الجبل.. تم حصار منزل الزعيمين سعد الحريري ووليد جنبلاط في بيروت، فصار اول اتصال بين المملكة وبشار عبر وسيط. كانت رسالة الملك عبدالله قاطعة "لو تعرض امن سعد الحريري ووليد جنبلاط للخطر سنتدخل عسكريا في قلب دمشق". وابلغ حاكم عربي بشار: "المملكة جادة في وعيدها ولن نتمكن من منعها". فسارت الأمور إلى اتفاق الدوحة الشهير.

انطلقت مباحثات سين - سين الشهيرة، على خلفية مصالحة القمة الاقتصادية في الكويت. وما لا يعلمه كثيرون عن خلفية مباحثات سين - سين، انها قامت على العصا والجزرة بقرار دولي وليس سعودي فقط. الجزرة: فصل بشار عن ايران مقابل إحياء سوريا اقتصاديا. العصا: أن الولايات المتحدة أرادت ضرب سوريا. أرسل الملك عبدالله رسالة لبشار "انت تتحمل مسؤولية نفسك وبلدك، وانا ابرأت ذمتي".. قال بشار للملك: "ما تأمر به انفذه، وما توافق عليه اوافق عليه". لكنه كذب كالعادة وانهارت مباحثات السين سين. والنتيجة كما هي معروفة إقالة حكومة سعد الحريري الأولى.

وهذه معلومة تكشف لأول مرة، بعد اقالة حكومة الحريري، قرر بشار قيام ٧ أيار أخرى هدفها احتلال قوى الأمن الداخلي ومقر شعبة المعلومات واحتلال بيروت. بعدها يتصل بشار بالملك ليقول له "لا تقلق سنة لبنان تحت حمايتي" لكن مسعاه خاب. 7 ايار الثانية شهودها احياء وان تم اغتيال وسام الحسن: زياد بارود، اشرف ريفي ود.سمير جعجع.

قامت الثورة السورية، وحاول الملك عبدالله المحاولة الأخيرة مع بشار الأسد.. ففي الأيام الأولى للثورة قدمت المملكة دعما عاجلا لبشار يقدر بــ ١٥٠ مليون دولار، مع تعهد دول الخليج بمنح سوريا مبلغ يقدر بــ ١٠ مليار دولار.. وكانت شروط المنحة العاجلة والآجلة: إجراء إصلاح شامل، ورفع سطوة الأمن على الناس، والانفصال عن ايران. وافق بشار على الشروط واستلم المنحة، وأعلن انه سيعلن الاصلاحات خلال ايام لكنه كذب كالعادة. وقال له الملك عبدالله "دم السوريين ليس خطا احمرا واحدا، بل هو كل الخطوط الحمر. ولا بد من محاسبة المتجاوزين". اقسم بشار للملك بانه لن يقتل سوريا واحدا وسيحاسب كل من تجاوز. لكنه كذب كالعادة. لكن أكثر من طعنة جاءت من بشار جعلت الملك ينفض يده تماما: هجومه على الثوار في اولى خطاباته بدلا من اعلان الاصلاح، والأخطر: مجزرة حماة الثانية. اذ كسر بشار "كل الخطوط الحمر" ولا مجال للرجعة او التهاون.

أعلن الملك عبدالله بيانه الشهير وموقف المملكة النهائي الأبدي من بشار، في بيان رمضان الشهير، وبالمناسبة، قيل للمملكة من دول غربية في تلك المرحلة: اسرائيل لا تقبل بتغيير بشار. وما زال موقفها ثابتا.

تلك هي قصة نقاء وشجاعة الملك عبدالله، وتلك هي قصة خيانة وغدر بشار الأسد.. وفي الختام السلام.

وأخيرا يجب ان لا ينسى بشار قبل غيره ان المملكة منعت غارة اميركية مباشرة عليه بعد دخول العراق، لكنه بشار.

 

قبضة إيران في بغداد ومصير «حشدها» على المحك

 جورج سمعان/الحياة/14 آب/17

المشهد الاستراتيجي في العراق يمر بتحولات جذرية. العلاقات المتجددة بين المملكة العربية السعودية والعراق تنبئ بتغيير قواعد اللعبة السياسية، على المستويين الداخلي والخارجي. لكنها لن تبرّد الأزمة المستعصية في هذا البلد. قد تتصاعد قريباً على وقع حدثين مفصليين سيتركان انعكاسات واسعة تتجاوز الساحة الداخلية ايضاً. أولهما الحرب لتحرير منطقة تلعفر وما قد تجره من تغييرات في تمركز القوات المشاركة فيها وأثرها في الصراع الاتني والمذهبي المستعر، مستقبل «الحشد الشعبي». وثانيها الاستفتاء في 25 أيلول (سبتمبر) المقبل على قيام «دولة» كردستان. وستكون اللعبة السياسية أمام خريطة جديدة من التحالفات والتموضعات المحلية والإقليمية.

طرأت عوامل كثيرة على سياسات المعنيين بالعراق منذ احتلال التنظيم الإرهابي مناطق شاسعة من بلاد الرافدين منتصف العام 2014. أذعنت إيران لضغوط جمة وتخلت عن حليفها القوي نوري المالكي الذي كان يطمع بولاية ثالثة. لم تستطع تسويقه حتى داخل تحالف القوى الشيعية. ولم ترغب أيضاً في كسر كلمة المرجعية الشيعية في النجف التي حملته المسؤولية عن استشراء الفساد والمحسوبية والهدر وقيام «داعش» كنتيجة طبيعية لهذا الفساد. لكن خلفه في كرسي الحكم ونائبه في «حزب الدعوة» حيدر العبادي لم يعرف كيف يستغل التأييد الشعبي ووقوف المرجعية ومعظم القوى المناوئة لسلفه إلى جانبه. تأخر في تطبيق برنامجه الإصلاحي. ولم ينجح في معركة تقويض مراكز القوى التي خلفها زعيم «دولة القانون» في مؤسسات الدولة وإداراتها. ولم ينجح أيضاً في ضرب نظام المحاصصة الذي جيّر الدولة ومؤسساتها وخيراتها إلى الكتل الكبيرة، خصوصاً تلك التي استأثرت بالحكم طوال أكثر من عقد. لكنه أعاد إلى حد ما تأهيل المؤسسة العسكرية بدعم صريح من الولايات المتحدة التي لم تكن إدارتها حتى العام الماضي تخلت عن تفاهمها مع طهران على تقاسم مواقع النفوذ. حتى أن مسؤولين في الإدارة السابقة وجهوا كلمات التقريظ والمديح إلى «الحشد الشعبي» على أدائه بمواجهة «داعش». وكان الأمر يتماشى مع حرص الرئيس باراك أوباما على الاتفاق النووي مع الجمهورية الإسلامية. ونجح رئيس الوزراء في نهج سياسة متوازنة بين واشنطن وطهران. وطالب ببقاء الأميركيين بعد تحرير الموصل، وأوكل إلى شركة أمنية أميركية حراسة الطريق الرابط بين بغداد وعمان، بخلاف رغبة طهران.

وطرأ تطور سياسي كبير آخر هو دخول دونالد ترامب البيت الأبيض أول السنة الحالية. وكان من بين أهم أهداف استراتيجيته مواجهة إيران التي صنفها على قدم المساواة مع التنظيمات الإرهابية. لم يمنع ذلك من مواصلة الحرب على «داعش» في إطار الخطة التي أطلقتها الإدارة السابقة. لكن واشنطن بدأت هذه المرة تعبر عن رغبتها في إعادة صوغ سياستها حيال العراق، والنظر في توسيع وجودها العسكري في هذا البلد. وهو ما يتماشى مع استراتيجيتها الجديدة حيال الشرق الأوسط برمته، مشرقاً وخليجاً. وهي تتجه بلا شك توجه قيادات عراقية إلى إعادة صوغ علاقات بلادها بالمحيط العربي، الخليجي خصوصاً.

أبعد من هذه التطورات، وصول نظام المحاصصة إلى طريق مسدود. ما يعني أن سقوطه نهائياً لا بد من أن يتبعه سقوط القوى والأحزاب الدينية التي تولت إدارة البلاد منذ انهيار نظام «البعث» في 2003. تبادلت هذه القوى توزيع المكاسب والمغانم على الأنصار والمؤيدين بدلاً من ترسيخ المؤسسات وبناء الإدارات. لم تستطع حتى توفير أبسط الخدمات للمواطنين الذين لجأوا إلى الشارع، منذ منتصف 2015 ولا يزالون إلى اليوم، منادين بإسقاط هذه الأحزاب ومن يقف وراءها، خصوصاً إيران الراعي الأساس لنخب الحكم الشيعية. خطأ العبادي هنا أنه لم يعرف كيف يوظف هذا الغضب لتمكين حكمه وتغيير المشهد. علماً أن الأحزاب والكتل المتحكمة بمجلس النواب عرفت هي الأخرى كيف تدافع عن مصالحها وحماية مصيرها. ولكن كان لا بد لهذه القوى من أن تبدل جلدها على الأقل في خضم هذا الغضب، لعلها تنجو من يوم الحساب في الانتخابات المقبلة. والحقيقة أن السيــد مقتدى الصدر كان أول المبادرين إلــى الخروج من عباءة «التحالف الوطني» الشيعــي، والتمــرد على اليد الإيرانية. للرجل وجمهوره العريض ثاراتٌ على المالكي منذ أيام «صولة الفرسان» التي ضربت «جيش المهدي» جنوب البلاد ووسطها في 2008. كما أنه ضاق ذرعاً بتدخل طهران و «حرسها الثوري»، وله حسابات ايديولوجية مختلفة في ما خص المرجعية وولاية الفقيه. لذا انضم إلى الشارع مستفيداً أيضاً من موقف النجف من تدخل إيران وتغولها وسعيها إلى نسخ نموذجها للحكم في بلاد الرافدين.

لم تكن الظروف كذلك قبل سنتين. يومها عندما تقدم مناصرو الصدر إلى المنطقة الخضراء لم يرق ذلك لواشنطن ولطهران بالطبع. بدا أن ثمة حرصاً مشتركاً على تهدئة اللعبة السياسية في بلد تهدده «دولة الخلافة». لكن المرجعية أبدت تعاطفاً مع مطالب الشارع، بعدما كانت نادت بـ «جهاد الكفاية» لقتال «داعش»، ورفضت قبل ذلك إعادة تكليف المالكي لولاية ثالثة. حتى أن السيد علي السيستاني لم يتأخر في انتقاد موقف طهران الاستعلائي وتدخلها في الصغيرة والكبيرة. وكان له موقف واضح. قال يومها إن «العراقيين يعتزون بوطنيتهم وهويتهم واستقلالهم وسيادتهم». ورحب بأي «مساعدة تقدم إلينا اليوم من الأصدقاء في حربنا ضد الإرهاب ونشكرهم عليها (...) والمساعدة من الأصدقاء والشكر لهم لا يعنيان في حال من الأحوال أننا يمكن أن نغض الطرف عن هويتنا واستقلالنا، ولا يمكن أن نكون جزءاً من أي تصورات خاطئة في أذهان بعض المسؤولين هنا أو هناك». بدا واضحاً بعد قيام «دولة الخلافة» أن هناك أكثر من معول يضرب في الحضور الإيراني، من المرجعية في النجف إلى تبدل السياسة الأميركية والتظاهرات الشعبية التي تنادي برفع يد طهران عن بغداد، وأخيراً عودة الحرارة إلى العلاقات بين بغداد والرياض.

ليس الصدر وحده من رغب ويرغب في نزع العباءة الدينية عن تحرك أنصاره، وأعاد النظر بموقفه من أهل الخليج التي توجها بزيارة السعودية أخيراً. معظم القوى الدينية بدل أسماءه. السيد عمار الحكيم خرج من «المجلس الأعلى» ليطلق «تيار الحكمة الوطني». وحتى رئيس البرلمان سليم الجبوري أدار الظهر للحزب الإسلامي (الأخوان) ليرفع راية «التجمع المدني للإصلاح»، مستفيداً من دعم المالكي. كلهم باتوا يرفعون راية «الدولة المدنية» التي نادى بها المرجع السيستاني. ولكن يمكن القول حتى الآن أن هذا التبديل لم يثمر. أي أنه لم يترجم سياسات وبرامج تؤكد هذه التوجهات الجديدة. بل إن إقرار البرلمان أخيراً قانوناً جديداً للانتخابات العامة كشف نزعة الكتل الكبيرة نحو العودة إلى التحكم بالعملية السياسية من دون القوى والأحزاب الأصغر. إنها ببساطة محاولة لإعادة تأهيل نظام المحاصصة.

لا أحد يتوقع بالطبع أن ترفع إيران يدهــا عن العراق بهذه السهولة. أو أن بغداد ستقفل الباب بوجهها. هناك وقائع الجغرافيا والتاريخ. ولا حتى المملكة العربية السعودية التي بدأت تستقبل قيادات من جارها الشمالي تدفع باتجاه مثل هذه الخيارات. ولا حتى القيادات الشيعية الرسمية والحزبية التي زارت الرياض تستعجل هذا المنحى، فجل ما تطمح إليه في هذه المرحلة هو تنويع خياراتها. أما السعودية التي تخوض حرباً في اليمن وتواجه مع دول أخرى أزمة مع قطر يعنيها أن تقيم علاقات طيبة مع العراق. لقد ابتعد العرب طويلاً عن هذه البلاد لأسباب عدة، ليس أولها السياسة التي نهجها المالكي طوال عقد، وليس آخرها أن الولايات المتحدة آثرت منذ الغزو على التفاهم مع الجمهورية الإسلامية على إدارة شؤون بلاد الرافدين وتقرير مصيرها حتى انتهى الأمر بإطلاق يدها في بغداد. لذلك بعيداً من الشعارات النمطية، يستقيم أن يقال إن العراق يجب أن يعود إلى العراقيين أولاً، قبل المناداة بشعار عودته إلى الحضن العربي، أو بشعار خروجه من القبضة الإيرانية. شرط هذين الشعارين الأخيرين استعادة العراقيين أولاً الحكم وأدواته بعيداً من جميع المتدخلين في شؤونه.

إحياء العلاقات بين الرياض وبغداد ليس وحده ما يقلق إيران. يثيرها أن يدعو بعضهم إلى حل «الحشد الشعبي»، في حين تعمل جاهدة على تثبيته جزءاً من منظومة الحكم، على غرار «الحرس الثوري». وهي تعده لمعركة الانتخابات من أجل ترجيح كفة قياداته الموالية ودعم فريق المالكي. وكان الصدر ناشد العبادي علناً دمج العناصر المنضبطة من «الحشد» في القوات المسلحة وسحب السلاح من فصائله وحصره بيد الدولة. لكن رئيس الحكومة رفض الدعوة. ليس لأنه متمسك بهذه الميليشيات. فما يقوله فيها في سره ولقاءاته الضيقة يختلف تماماً عما يعلن ويضمر. لكنه لا يريد فتح معركة مستقبل «الحشد» عشية استحقاقين كبيرين هما معركة تلعفر والانتخابات البرلمانية. علماً أن قادة رئيسيين في هذه الميليشيات يستعدون لتوظيف ما يتحقق في ميدان الحرب على «داعش» في ميدان السياسة مستقبلاً. ويناهضون تذويب تشكيلاتهم في المؤسسة العسكرية. هذا ليس من أهداف طهران التي ترغب في إقامة جيوش رديفة تنافس المؤسسات النظامية وتهددها، من أجل ضمان حضورها القوي والطاغي. لذلك يخشى العراقيون، مع تصاعد موجة انفتاح بغداد على جيرانها العرب وطرح مستقبل «الحشد»، أن يعمد وكلاء إيران بمساعدة «حرسها» إلى التمرد أو التهديد بقلب الطاولة على الجميع. معارك كثيرة مفتوحة في العراق اليوم. لكن جديدها أن حضور إيران ومستقبل «حشدها الشعبي» باتا على المحك، مثلما باتت خيارات بغداد على المحك أيضاً، إذ لم يعد في إمكانها جمع الماء والنار بيد واحدة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي خلال تكريسه كنيسة الجية: لتسقط آلهة المال والسلاح والنفوذ وليسقط معها كل الذين توكلوا عليها

الأحد 13 آب 2017 /وطنية - رعى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، غروب اليوم، حفل تدشين وتكريس كنيسة سيدة النجمة في بلدة الجية، بدعوة من راعي ابرشية صيدا ودير القمر المارونية المطران مارون العمار. وبعد تبريك الكنيسة ترأس الراعي قداسا للمناسبة، حضره وزير البيئة طارق الخطيب، ممثل وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة نجله كريم، النائب علاء الدين ترو ممثلا تيمور جنبلاط، النائبان دوري شمعون وجورج عدوان، ممثل النائب محمد الحجار الدكتور عبد الكريم رمضان، الوزير السابق ناجي البستاني، السفير الأوسترالي غلين مايلز، حشد من المطارنة والآباء والراهبات ورؤساء البلديات والمخاتير وشخصيات وحشد من أهالي الشوف والجبل.

العظة

وبعد الانجيل المقدس ألقى الراعي عظة قال فيها: "أنت هو المسيح ابن الله الحي" (متى 16: 16)، إيمان سمعان - بطرس بأن المسيح هو ابن الله الحي جعله الرب يسوع صخرة بنى عليها كنيسته التي هي بيت الله الروحي المؤلف من جماعة المؤمنين، والمسيح رأسها وراعيها ومحييها بروحه القدوس. في قيصرية فيلبس أمام قصر الأمبراطور الروماني الوثني المؤله، أعلن سمعان بطرس إيمانه. فيسوع هو المسيح الذي مسحه الله، مالئا بشريته من روحه، وأرسله مخلصا للعالم. وهو ابن الله الحي الذي يفوق كل سلاطين العالم ويثبت إلى الأبد، فيما هم كلهم يندثرون. هذا الإيمان عينه نعلنه نحن اليوم: "أنت هو المسيح ابن الله الحي" (متى 16: 16)، وعليه نبني حياتنا". أضاف: "يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الالهية التي نكرس فيها كنيسة سيدة النجمة الجديدة ومذبحها، في بلدة الجية العزيزة، بدعوة محبة من سيادة أخينا المطران مارون العمار، راعي الأبرشية الجديد، الذي أتمنى له النجاح في خدمته الراعوية في أبرشية صيدا العزيزة، وبدعوة من الأب العزيز شربل نعيم القزي، كاهن الرعية، الذي أحييه مع نائبه المعاون الأب لويس الخوند، ولجنة الوقف وكل أبناء الرعية وبناتها، وأشكره على كلمة الترحيب اللطيفة.

ويطيب لي أن أحيي قدس الأباتي نعمة الله الهاشم، الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية، وأشكره على حضوره مع الآباء المدبرين العامين وسائر الآباء. وأود الإعراب عن تقديري للرهبانية الجليلة ولحضورها الروحي والتربوي والراعوي، في الجية: في الدير والمدرسة والرعية". وأردف: "إني أوجه تحية قلبية لأهالي الجية الأعزاء، الذين ذاقوا مرارة التهجير وويلات الحرب وحرق بيوتهم وإتلاف جنى عمرهم وممتلكاتهم، وقدموا على مذبح الوطن اثنين وخمسين شهيدا، وهاجر من البلدة الجميلة والمحبوبة التي كتبوا تاريخهم على أرضها، حوالي ثماني مئة عائلة إلى بلدان الانتشار، ومعظمها إلى اوستراليا. إن إيمانكم الثابت على صخرة المسيح جعلكم تتجاوزون المحنة القاسية. ففي سنة 1994 بدأ مشروع بناء الكنيسة الجديدة، بمرسوم أصدره المثلث الرحمة المطران ابراهيم الحلو أنشأ به لجنة الوقف والبناء. وبعد وضع التصاميم وإطلاع الأهالي عليها، وموافقة السلطة الكنسية، بوشر بالعمل في سنة 1995. وهكذا بعد مسيرة دامت اثنتين وعشرين سنة، كان خلالها أهل الجية، المقيمون والمنتشرون بموآزرة المحسنين، يبنون في آن بيت الله في كنيسة سيدة النجمة، وبيوتهم التي طالها الهدم والحريق، فاعلين ذلك في ظرف اقتصادي دقيق للغاية". وقال: "وها هم ونحن معهم اليوم بفرح عظيم نحتفل بعيد تكريسها مع مذبحها. ففيها يعلنون إيمانهم "بالمسيح ابن الله الحي"، الذي أرسله الآب بمحبته العظمى ليخلص الجنس البشري بأسره، ويعطيه الحياة الجديدة وافرة بالروح القدس. ومعهم نلتمس من الله نعمة الإيمان مثل بطرس. فالإيمان هبة مجانية من الله، كما أكد الرب يسوع لسمعان - بطرس: "لا لحم ولا دم أظهر لك ذلك، بل أبي الذي في السماوات" (متى 16: 17). بفضل هذا الإيمان، سماه يسوع "صخرة" أي "بطرس" باليونانية، و"كيفا" بالسريانية - الآرامية لغة المسيح. هذا الاسم استوحاه الرب يسوع من الصخور الشاهقة المبني في أسفلها قصر الامبراطور الروماني، الذي سيندثر وكل القياصرة. أما كنيسة المسيح المبنية على صخرة إيمان بطرس "فلن تقوى عليها قوى الشر" (راجع متى 16: 17). بل "تثبت إلى الأبد"، (راجع لو1: 33)".

وتابع: "في تأمل له حول المزمور 81: "أنتم آلهة وكبشر تموتون" (6-7)، قال قداسة البابا بندكتوس السادس عشر: هذا هو المسار الحقيقي لتاريخ الديانة المسيحية التي تشهد سقوط الآلهة وتحويل العالم ومعرفة الله الحقيقي وفقدان القوى المسيطرة على العالم. إنه مسار أليم شاهدته الكنيسة عبر مسيرتها التاريخية، إذ شهدت سقوط الأباطرة الإلهيين وكل آلهة البشر بفعل دم شهدائها.من بين هؤلاء الآلهة، نفكر برؤوس الأموال المجهولة الهوية التي تستعبد الإنسان، ولم تعد ملكا له، بل تشكل قوة مجهولة يخدمها البشر، يتعذبون بها ويقتلون. إنها قوة مدمرة تهدد العالم. ونفكر بالايديولوجيات الإرهابية التي تمارس العنف باسم الله، الذي ليس هو الإله الحقيقي، بل آلهة كاذبة، لا بد من نزع القناع عنها. ونفكر بالمخدرات التي تمد أيديها كوحش نهم إلى كل الأرض لتدمرها. ونفكر بنوعية العيش السائدة، كالروح المادية الإستهلاكية المطلقة، والتفلت من القواعد الأخلاقية، واعتماد مبدأ النسبية الذي ينفي كل مرجعية مطلقة.

ونفكر بآلهة المال والسلطة والسلاح والنفوذ التي تتحكم بالمواطنين الآمنين المؤمنين. هذه كلها آلهة كاذبة يجب أن تسقط، وستسقط ويسقط معها كل الذين توكلوا عليها. وتصبح كلها خاضعة للاله الأوحد يسوع المسيح". وأضاف الراعي: "لقد اختبرتم كل هذه الأمور، يا أهل الجية الأحباء. إن هذه الكنيسة الجديدة وبيوتكم التي اعدتم بناءها خير شاهد. في كتاب رؤياه يخبر القديس يوحنا الرسول أنه رأى امرأة حاملا ولدت ولدا ذكرا سيحكم العالم، وتنينا عظيما كان يترقبها ليبتلع الطفل. أما الولد فقد اختطف إلى عرش الله. وهربت المرأة من وجه التنين. فقذف من فمه ماء كالنهر ليغرقها. فانفتحت الأرض وابتلعت النهر (رؤيا الفصل 12).

التنين هو قوى الشر، المرأة وطفلها هما العذراء مريم والمسيح، وهما الكنيسة وأولادها المؤمنون؛ النهر هو التيارات الهدامة التي تتحكم بكل شيء، والتي تهدف إلى زعزعة الحقائق الإيمانية، الأرض التي تبتلع التيارات هي الإيمان الصافي البسيط المتواضع، الذي نعلنه في المزامير: "إيمان البسطاء هو الحكمة الحقيقية". هذه هي قوة الكنيسة التي "لا تقوى عليها أبواب الجحيم" (متى 16: 18). إننا نصلي اليوم: "قم يا الله، خذ الأرض بين يديك، إحم كنيستك. إحم الإنسانية". وقال: "أجل أمام إيماننا بالمسيح ابن الله الحي، وهو إيمان بطرس والكنيسة، تسقط كل الآلهة البشرية، أكانوا أشخاصا يؤلهون أنفسهم أم يؤلههم الناس؛ أو كانوا أشياء أو إيديولوجيات؛ أو كانوا أنظمة سياسية أو أحزابا تجعل النافذين فيها وكأنهم أنصاف آلهة. مرة أخرى، أقول لكم، يا أهل الجية الأحباء ولأمثالكم، إنكم اختبرتم بإيمانكم الصامد والثابت والبسيط سقوط الآلهة. فليكن هذا السقوط عبرة لكل من يظن نفسه فوق ما هو، يعطي صفة المطلق للأشخاص أو الأشياء التي هي حسنة بحد ذاتها، ولكنها دون الله وشريعته ووصاياه. في هذه اللوحة الإنجيلية انكشف إيمان البسطاء في شخص بطرس صياد السمك، الذي كسر أباطرة روما الإلهيين الوثنيين بدمه مصلوبا على تلة الفاتيكان التي أصبحت قلب الكنيسة الجامعة النابض، وتحولت روما الوثنية، حاكمة العالم، إلى مدينة الكثلكة".

وختم الراعي: "بهذا الإيمان الوضيع، إيمان البسطاء، نرفع نشيد المجد والإنتصار والقوة للآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين". ثم كرس الراعي مذبح الكنيسة. وفي ختام القداس القى جورج مخايل القزي كلمة باسم اهالي الجية المغتربين في اوستراليا، مشيرا الى ان الجية اليوم في عيد من خلال زيارة البطريرك الراعي، ثم القى قصائد من وحي المناسبة.

كما ألقى كاهن رعية الجية الأب شربل القزي كلمة شكر فيها الراعي والحضور على تلبيتهم الدعوة. وبعد القداس، أزاح الراعي الستارة عن لوحة تذكارية. وانتقل إلى صالون دير مار شربل في الجية، حيث استقبل المهنئين.

 

سفير الامارات التقى طلابا جامعيين: أجندتنا واضحة في لبنان وهي أجندة المساعدات

الأحد 13 آب 2017  وطنية - أعلنت منظمة الطلاب في حزب "الوطنيين الاحرار"، في بيان، ان سفير دولة الامارات العربية المتحدة حمد سعيد الشامسي "التقى عددا من طلاب لبنان من مختلف الجامعات والمناطق، في البيت اللبناني الاماراتي". وخلال اللقاء، تحدث بإسم الطلاب سيمون درغام لافتا الى انه "في ظل التقسيم والتطرف الذي تعيشه بعض الدول، تشهد دولة الامارات انفتاحا واعتدالا يساعدنا في التثبت بأرضنا". وقال: "إننا في لبنان نعاني من تدخل بعض الدول الخارجية التي تدعم الارهاب والميليشيات، على حساب الدولة والمؤسسات، بينما الامارات التي تساهم في المشاريع الانمائية والانسانية تعود بالخير الى المصلحة العامة، لم تكن يوما الا الى جانب الدولة". واشار الى ان "الامارات الى جانب المؤسسة العسكرية الشرعية المتمثلة بالجيش اللبناني"، مؤكدا اننا "كشباب لبناني مؤتمنين على وطننا وسنستمر بنضالنا ليشبهنا الجميع بانتمائنا للبنان وليس للخارج".

الشامسي

بدوره، دعا السفير الشامسي بحسب بيان الاحرار "الطلاب للانتباه الى المتغيرات الاقليمية وعدم التأثر بها والتمسك بوطنهم لاصلاحه وتطويره"، مشددا على "اننا نعمل على العديد من المشاريع الانمائية والانسانية وسنبقى الى جانب مؤسسات الدولة وفي طليعتها الجيش اللبناني والمؤسسات العسكرية".

وأكد "اننا سنعمل سويا في المرحلة القادمة لترجمة واجبنا تجاه لبنان والوقوف الى جانبه"، لافتا الى "ان اجندتنا واضحة في لبنان وهي اجندة المساعدات"، متمنيا الاستقرار للبلد العريق، فالتركيبة اللبنانية مميزة". ونوه سفير الامارات بالشاب اللبناني الذي "يمثل بلده خير التمثيل، وهم اكبر قدوة"، مشددا على ان "الدين هو للتلاقي وليس للتشدد والتفرقة"، ومتمنيا "استمرار الحوار بين الاديان على غرار الامارات التي اصبح لديها وزارة للتسامح التي تدعو لذلك كما تم تحويل اسم مسجد الى "مريم ام عيسى"، مؤكدا اننا "نحارب الارهاب دوليا، وسنستمر بذلك فهو لا يميز بين بلد وآخر وبين طائفة وأخرى".

وقد شكر سفير الامارات الناشط السياسي في حزب "الوطنيين الاحرار" سيمون درغام على "الدور العروبي الذي يقوم به مع فريق مميز من الشباب والشابات اللبنانيين الذين يؤمنون بعروبة لبنان وخطه السياسي العربي".

 

الأحدب: فرض ضرائب جديدة لتمويل السلسلة سيدفع البلد نحو المجهول

الأحد 13 آب 2017 / وطنية - أكد رئيس "لقاء الاعتدال المدني" النائب السابق مصباح الأحدب، في بيان، "رفض اللبنانيين لتمويل سلسلة الرتب والرواتب من جيوب المواطنين الذين تضيق بهم سبل العيش، بسبب جشع وظلم الطبقة السياسية في لبنان". وقال: "إن فرض ضرائب جديدة على المواطن لتمويل السلسلة، سيدفع البلد نحو المجهول. لأن الناس لن تسكت على هذا الظلم الكبير، وهي ترى يوميا الهدر والفساد والسرقات والصفقات التي تزيد ثروات الطبقة الحاكمة، وتمعن في إفقار المواطنين وحرمانهم". أضاف: "أي سلطة ظالمة تلك التي تمد يدها على الحقوق المكتسبة للقضاة، وتتسبب بأزمة قضائية لا سابق لها، وبنتيجتها تتوقف مصالح آلاف المواطنين وتجمد ملفاتهم بين الأدراج. وأي سلطة تلك التي تضع يدها في هذه السلسلة، على حقوق العسكريين المتقاعدين وهم الذين أمضوا سني عمرهم في حفظ أمن الوطن".وختم: "لم يعد السكوت بعد اليوم مقبولا، لأن أداء الحكومة والطبقة السياسية إن بقي على هذه الحال، فالبلد ذاهب حتما نحو الانفجار".

 

الموسوي: لن نترك الجيش اللبناني عرضة لاستشراس داعش ومصلحتنا في إعادة العلاقات مع سوريا

الأحد 13 آب 2017 / وطنية - اكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي، خلال احتفال تكريمي أقامه "حزب الله" للمجاهد علي محمد باز في حسينية بلدة الشهابية الجنوبية، "اننا لن نترك الجيش اللبناني، ولا أبناءنا في هذا الجيش عرضة لاستشراس داعش واستفرادها بهم، وسنقوم بواجبنا في مد يد العون الميدانية إلى هذا الجيش حيث يلزم وحيث يطلب، بحيث نحافظ ما أمكننا على أرواح أبنائنا، لأنه كما أبناء المقاومة هم أولادنا، فإن أبناء الجيش هم أولادنا، وكما نحن حريصون على أبنائنا في المقاومة، نحن كذلك حريصون على أبنائنا في الجيش اللبناني".

وقال الموسوي: "إن الإدارة الأميركية اليوم تواجه انسداد خيارات في سوريا، وهي إذا ذهبت إلى تسوية مع الطرف الروسي، فهي لا تفعل ذلك من موقع الاقتدار، بل من موقع تخفيف الخسائر بعدما فقدت أدواتها القدرة على تحقيق انجازات، بل صارت وبالا على الإدارة الأميركية وحلفائها".

اضاف: "إن هذه الصورة الواقعية والموضوعية التي تقر بانهزام المحور المعادي للمقاومة يجب أن تكون واضحة لدى خصومنا في لبنان، لا سيما وأنهم أجروا حسابات خاطئة كنا نحذرهم سلفا من خطأها، وراهنوا على وعود بأن الإدارة الأميركية وحلفاءها ستحقق النصر، وعندها سيكون لهم اليد العليا في لبنان، وكنا نقول لهم إن ذلك لن يحصل، وأن حلفاءكم سيهزمون، وأنه من الأفضل لكم أن ترسموا سياسات واقعية على أساسها تنسجون علاقاتكم وتصوراتكم لمستقبل لبنان، ولعلاقاتكم مع شركائكم في لبنان. اليوم أنتم أقررتم أنكم أخطأتم في تشخيص المصلحة والموقف من انتخابات رئاسة الجمهورية، وقال قائلكم لقد أخطأنا بالانتظار عامين ونصف، وكان من الأفضل لو مضينا إلى انتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية في فترة مبكرة، بدل أن نطيل الفراغ بهذا الشكل، واليوم نحن نخاطبهم بوضوح وموضوعية وواقعية، ونقول لكم اقرأوا جيدا ما يحصل في سوريا، حيث أنه ما عاد أمام حلفائكم فيها أي فرصة للانتصار، والوقت المتبقي ليس إلا لاستكمال انتصارنا نحن في محور المقاومة وحلفائها على الصعيد الدولي والإقليمي واللبناني، وبالتالي فمن الأنسب للبنان والأفضل لكم أن تقرأوا هذه المعادلة جيدا بدل أن تصيبوا قاعدتكم بخيبة، أو أن تصابوا أنتم بالخيبة من جراء حسابات خاطئة مرة أخرى".

وتابع: "إن من يتحدث عن أن لا دولة ولا نظام في سوريا، وأنه سينتظر حتى رحيل الرئيس الأسد وإقامة دولة جديدة في سوريا، عليه أن يعرف أن هذا الكلام لم يعد أحد يتحدث به، وأن هذه لغة قد أسقطها الزمان وأسقطناها نحن بدماء شهدائنا، وأن العالم كله بات يتعاطى مع هذا الواقع الجديد الذي اسمه أن الدولة السورية انتصرت في معركتها على الإرهاب وضد العدوان الذي استهدفها، وبالتالي عليكم أن تنتبهوا من استعادة لغة كنتم تتحدثون بها منذ أربع أو خمس سنوات، لأنها لم تعد نافعة اليوم، وستخيبكم وتخيب جمهوركم، وعليه يجب أن تتحلوا بالواقعية، لا أن تنتظروا سنة وسنتين، ومن ثم تقولون يا ليتنا لم نطل هذا الوقت الذي مر". وقال الموسوي: "إننا ندعو خصومنا السياسيين إلى الحديث الصريح مع حلفائهم الدوليين والإقليميين، لأنه لم يعد هناك إمكانية لانتصار المحور المعادي للمقاومة في سوريا، لا سيما وأنه سيكون هناك تدبير للمناطق الباقية التي تقع تحت سيطرة الجماعات المسلحة، وهذا لا يغير من حقيقة أن قوام الدولة السورية متين وصلب وثابت، فحين تعقد حليفتكم الإدارة الأميركية الاتفاقات مع روسيا والتي أبرزها أن يستلم الجيش السوري خط الحدود الأردنية السورية، فذلك يعني أنها ليس قادرة على البقاء في قاعدة التنف، ولا حتى تلك الأشكال الهولامية التي سلحتها ودربتها وأنشأتها قادرة على تحقيق شيء، وبالتالي لا خيار لها في التنف إلا الانسحاب".

اضاف: "إننا سمعنا في لبنان من يطالب بعدم فتح ملف العلاقات مع سوريا، لأن هذا الملف هو محل خلاف بين السياسيين اللبنانيين، وعليه فإننا نسأله، هل العلاقات مع الولايات المتحدة والعلاقة مع النظام السعودي هي ملف وفاقي، فنحن مختلفون معكم على شكل العلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية، وكذلك على العلاقة مع النظام السعودي الذي نعتبره نظاما طاغوتيا وعدوانيا وإجراميا يرتكب المجازر في اليمن والعوامية والعراق وسوريا عبر أدواته، وأنتم تعتبرون أنه حليف لكم، فإذا أردنا أن نعمل وفق قاعدة تنحية الملفات الخلافية، إذا لتقف العلاقات مع من نعتبر أننا مختلفون بشأن العلاقات معهم، ولا سيما الولايات المتحدة الأميركية والنظام السعودي، وأما إذا أردنا أن نتصرف على أساس المصلحة اللبنانية، فأي مصلحة للبنان في أن يعزل نفسه عن جاره وشقيقه الوحيد، فسوريا فيها دولة ومعروفة العنوان، وهذه الدولة بعد ست سنوات من الحرب، ما زالت قادرة على تأمين الكهرباء إلى جميع مناطقها، بل وتبيع كهرباء للبنان، في حين أن دولتكم التي بدأتم تبنون بها منذ العام 1992، والتي استدنتم فيها ديونا باهظة، هي عاجزة عن تأمين الكهرباء للمواطن اللبناني".

واكد ان "مصلحتنا تكمن في إعادة العلاقات مع سوريا لعديد من الأسباب، في طليعتها عودة النازحين إلى سوريا، ومن يتحدث عن ربط عودة النازحين بالتسوية السياسية بالأزمة السورية، فإننا نقول له، لو افترضنا أن التسوية السياسية لم تتم، فهل نترك أزمة النازحين السوريين التي اعترفتم أنها تشكل عبئا على لبنان واقتصاده، علما أن المعركة في جرود عرسال الظافرة، بينت أنه بإمكان إعادة هؤلاء إلى سوريا، وبالتالي فإن إعادة العلاقات إلى طبيعتها مع سوريا هي حاجة لبنانية وليست سورية، والذي يتحدث عن أن العلاقات مع سوريا ليست مصلحة للبنان، علينا أن نسأله ما هي مصلحة لبنان، هل عندما يأمر الأمير أو الملك بإعادة علاقاتنا مع سوريا، عندها يكون في ذلك مصلحة للبنان، وهل ننتظر أمرا ملكيا أو أميريا لإعادة العلاقة مع سوريا، فنحن دولة ذات سيادة، ومصلحتنا في إعادة هذه العلاقات وتطويرها على قاعدة الأمن المشترك بين البلدين، فكل من يشكل تهديدا للأمن السوري وفقا لاتفاق الطائف، يجب ألا يكون له مكان في لبنان، والجميع بات يعرف أن ما يسمى المعارضة السورية، ليست إلا امتدادا استخباريا سعوديا وصهيونيا وأميركيا، حيث يستشفى أفرادها في المشافي الصهيونية، ويتلقون دعما من الصهاينة، وعليه فإن ما يسمى المعارضة السورية، ليس إلا يافطة يقف وراءها وتحتها وعليها مجموعة من العملاء المأجورين الذين يتقاضون رواتب بخسة من أجل خيانة وطنهم خدمة لأعداء وطنهم وفي طليعتهم العدو الصهيوني".

واردف: "كنا نأمل أن تتراص الصفوف اللبنانية وراء الجيش اللبناني في معركته التي قررت السلطة السياسية وفخامة رئيس الجمهورية أن يخوضها للقضاء على داعش واستعادة الأراضي اللبناني، وهنا نود الإشارة إلى أنه وحتى وقت قريب كانت المواقف اللبنانية على اختلاف انتماءاتها وراء الجيش في معركة الجرود التي تحتلها داعش، ولكن منذ أن أبلغ الأميركيون السلطات اللبنانية أنهم لا يوافقون على أن يخوض الجيش الآن هذه المعركة، بدأت أصوات في لبنان حقيقة وجهتها هي التصويب على الجيش اللبناني، ومنعه من أن يخوض هذه المعركة، ولو أنها تصوب على حزب الله أو على سوريا، فالذين وقفوا ليقولوا لا للتنسيق مع الجيش السوري، أو لا للتنسيق مع حزب الله، أو إرسال القوات الدولية "اليونيفيل" لكي تشارك الجيش بخوض المعركة، فهؤلاء وبكل صراحة يرددون صدى موقف أميركي الذي لا يريد أن يخوض الجيش اللبناني هذه المعركة".

ورأى ان "جواب المسؤولين اللبنانيين السياديين الذين ما كان قرارهم إلا من أنفسهم دوما، لا سيما من فخامة الرئيس العماد ميشال عون، بأن هذه المعركة هي قرار سيادي، ولن نتراجع عن خوضها، فعندها جرب مسؤولون آخرون أن يدخلوا في تعقيدات كان من شأنها أن تؤجل المعركة إن لم تؤدِ بها إلى تعليقها كليا، ولكن عندما تأكد أن الجيش اللبناني سيخوض هذه المعركة، بدأت أصواتهم تحاول محاصرته في الإجراءات التي ينبغي أن يتخذها".

وختم الموسوي: "أيها المعترضون على قيام الجيش بما يلزم لإنجاح معركته في الجرود ضد داعش، لو كان أولادكم في الجيش اللبناني، وسيهاجمون هذه المواقع، هل كنتم ترفضون القيام بالإجراءات اللازمة لتقليص عدد الضحايا البشرية وجعل المعركة أسهل، لماذا نريد أن نأتي "باليونيفيل" لكي تخوض المعركة، وبالتالي هذا لن يحصل أبدا، ولن يكون هناك تعديل للقرار 1701، نحن من موقعنا في المقاومة، ومن تجربتنا في القتال في سوريا، قلنا على لسان سماحة الأمين العام ونقول الآن، نحن لن نترك الجيش اللبناني، ولا أبناءنا في هذا الجيش عرضة لاستشراس داعش واستفرادها بهم، وسنقوم بواجبنا في مد يد العون الميدانية إلى هذا الجيش حيث يلزم وحيث يطلب، بحيث نحافظ ما أمكننا على أرواح أبنائنا، لأنه كما أبناء المقاومة هم أولادنا، فإن أبناء الجيش هم أولادنا، وكما نحن حريصون على أبنائنا في المقاومة، نحن كذلك حريصون على أبنائنا في الجيش اللبناني".

 

نص خطاب السيد حسن نصرالله ليوم الأحد الموافق 13 آب/17

نصرالله: ترامب يهول على اللبنانيين والتهويل أكبر على المسؤولين الرسميين في الغرف المغلقة واللقاءات الدبلوماسية والزيارات الدولية

الأحد 13 آب 2017

 وطنية - أحيا "حزب الله" الذكرى 11 لانتصار حرب تموز 2006، باحتفال أقامه عصر اليوم في سهل الدردارة في بلدة الخيام الجنوبية، تحت عنوان "زمن النصر"، وحضره ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب قاسم هاشم، شخصيات سياسية ودبلوماسية وحزبية لبنانية وفلسطينية، ممثلو الأجهزة الامنية والعسكرية والبلديات وعوائل الشهداء وحشد شعبي.

بداية، آيات من القرآن الكريم، فالنشيد الوطني، ثم نشيد "حزب الله"، بعدها تقديم من الشاعر علي عباس، فأناشيد من وحي المناسبة، وعرض حي لمشهدية معركة الدبابات التي جرت في حرب تموز بين مقاتلي "حزب الله" وجنود العدو الاسرائيلي، ثم اعتلى المنصة 4 من الأسرى المحررين الذين كانوا لدى التنظيمات الارهابية.

بعد ذلك، أطل الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، عبر الشاشة، ملقيا كلمة رحب في مستهلها بالجميع "في هذا الحفل المبارك، وفي مثل هذا الحضور الكبير، وفي مثل هذا اليوم الذي نحيي فيه عيدا كبيرا ويوما عظيما من أيام البطولات ومن أيام الانتصارات التي صنعتها البطولات والتضحيات، أرحب بكم جميعا علماء ووزراء ونواب وممثلين رسميين وقوى أمنية وعسكرية وحزبية وسياسية واجتماعية وثقافية وبلدية وأهلية وإعلامية، أرحب بكم جميعا وأخص بالترحيب عوائل الشهداء والإخوة الجرحى والأسرى المحررين الموجودين بيننا اليوم".

وعلق على "جو الفرح الذي شهدناه قبل قليل" معتبرا انه "مطلوب، بل هو المطلوب، الشهداء قدموا أرواحهم لتبقوا ولنبقى جميعا هنا على أرضنا، على قيد الحياة بكرامة، بعزة وبرؤوس مرفوعة، ثقوا تماما أن شهداءكم اليوم فرحون لفرحكم، وما يسعدهم ويدخل البهجة إلى قلوبهم أن يروا البسمة في وجوهكم، والبشرى في أرواحكم والفرح في محافلكم".

وقال: "سوف أبدأ من خصوصية المكان، من هنا في سهل الخيام، السهل الذي شهد إحدى ملاحم الثبات والشجاعة والصمود والإنجاز الميداني الكبير، والذي هو جزء من مجموعة الإنجازات الميدانية التي شكلت المعركة وحسمت نتيجتها.

هذا السهل ينسب إلى الخيام، إلى البلدة الكبيرة الساكنة هناك في الأعلى، بلدة العلم والثقافة والجهاد والمقاومة والصمود والعطاء، بلدة العيش الواحد بين المسلمين والمسيحيين، فهي تختصر كل لبنان، هذه البلدة الطيبة والطيب أهلها، أيضا ينسب إليها، بعد السهل، ينسب إليها المعتقل فيقال معتقل الخيام، وعندما يقال الخيام يذكر معتقلها، المعتقل الذي أراده العدو مكانا لكسر الإرادة وتحطيم العزيمة، وإخضاع الأنفس والأرواح، وسحق العقول والقلوب، سجل من خلال بطولات الأسرى من رجال ونساء ملاحم بطولية في الصبر العظيم والثبات الكبير والتمسك بالمقاومة، وبرفض الاحتلال ورفض الإذعان والذل، بالرغم من المعاناة الهائلة، التي عاشها الأسرى في هذا المعتقل، والتي يجب أن تسجل الملحمة والمعاناة لتدرس في كتب المناهج المدرسية للأجيال".

وذكر بأن "هذه البلدة، بلدة الخيام، كما البلدات الأمامية على الحدود وهي بلدة حدودية، كما بلدات الداخل، قاتلت ثلاثة وثلاثين يوما، وصمدت بالرغم من آلاف الغارات الجوية والقصف المدفعي ومحاولات التقدم المستمرة للسيطرة عليها واحتلالها، ولكنها صمدت"، مضيفا "كانت عين العدو على الخيام، لقيمتها المعنوية وموقعها الجغرافي الحاسم في المعركة، ولكن المقاومين في البلدة، ومن بقي من أهلها معهم، صمدوا وقاتلوا كما قاتل أهل البلدات الأخرى على الشريط الشائك، وسجلوا أيضا ملاحم عظيمة في الصمود وفي الثبات وفي البطولة". ولفت إلى انه "دمر أغلب البلدة ولكن أعيد بناؤها، لأنه هنا في لبنان، هناك إرادة المقاومة وإرادة الصمود، وهناك إرادة البناء وإرادة الإحياء وإرادة الحياة، الحياة بعز وكرامة، وكتعبير عن تمسك هذا الشعب العظيم بأرضه وقراه وتلاله وحقوله وسهوله، والتي لا يمكن أن يتخلى عنها بحال".

وتابع: "نعود إلى السهل، قبل سنوات احتفلنا بذكرى حرب تموز في وادي الحجير. لا يوجد شك أن وادي الحجير كان مجزرة الميركافا، والإسرائيليون أيضا يتكلمون عن مجزرة الميركافا في وادي الحجير، سهل الخيام يأتي في الرقم 2 ، تالي وادي الحجير، ويسمى بمحرقة الميركافا، هنا في السهل، يكفي أن أقرأ نص قائد الكتيبة التي دخلت في هذا السهل، والذي كان يفترض هو وقائد الفرقة الذي كان أعلى منه أن الخيام محاصرة ومدمرة وأن هذا السهل هو خال ولا يمكن أن يوجد فيه مقاوم، ولا يمكن أن توجد فيه أية إمكانية للمقاومة، وأن هذه العملية هي سهلة والانتصار فيها ناجز ومحقق، لكن نقرأ هذا النص الإسرائيلي، قائد الكتيبة يقول: "هنا من الصعب أن نجد تعبيرا لهذا الوضع أفضل من تعبير طيور الأوز في مرمى النار- يعني مجموعة أوز أو بط والصيادون يطلقون النار عليها-"، هذا المشهد، وهذا قائد كتيبة يتكلم هكذا، "والمركبات في مرمى النار، دبابات الميركافا ومركبات من طراز بوما تتلقى ضربات مباشرة، أحد الجنود لقي مصرعه، وقائد سرية الهندسة أصيب إصابة خطرة، وهكذا انتشرت القوة كلها في الوادي، الآن- هو يتكلم بالفصحى- يعني تبعثرت، هكذا انتشرت القوة كلها في الوادي، بينما نزل الجنود مذعورين- كالفئران المختبئين في دباباتهم- بينما نزل الجنود مذعورين من المركبات واختبأوا داخل المنطقة".

طبعا عدد من الدبابات دمر وهذا كله موثق، وأفلام الفيديو موجودة، وعدد من الدبابات أحرق وعدد من الدبابات هرب، وهو يقول إنه "كما سقطت دبابتان في القنوات" أي قنوات الماء، الآن أنا لست عندكم لأذهب كي أفتش عن قنوات الماء التي نزلت فيها الدبابات، "وغرقت فوهتا مدفعيتهما فيها، الأمر الذي زاد من صعوبة إنقاذهما".

في ما بعد، قائد المنطقة الشمالية يتكلم مع قائد الفرقة هذه ويقول له: "عليك إنهاء المهزلة التي قمت بها والانسحاب وترك فكرة السيطرة على الخيام"، مضيفا "بضعة جنود من حزب الله أوصلوا فرقة عسكرية بكاملها إلى حد إضاعة الطريق والارتباك في أبسط المفاهيم القتالية".

وقال: "القصة يا إخواننا ليست قصة عدد وليست قصة دبابات، بل قصة رجال، قلة من الرجال تبقى في السهل، بالرغم من آلاف الغارات الإسرائيلية وآلاف القذائف المدفعية، وهول تقدم فرقة عسكرية كاملة، ويثبتون في الأرض ولا يتزعزعون ولا يتزلزلون كالجبال الراسخة، وفي المقابل فرقة من الجيش الإسرائيلي عندما تصاب ببعض صواريخ مضادة للدروع ينتشرون كالفئران مذعورين في المنطقة، هذه هي معادلة حرب تموز، معادلة الإنسان المقاوم والإنسان المؤمن بربه وبقضيته وبحقه وبطريقه وبمقاومته، وهذه هي حقيقة أولئك الذين نسميهم رجال الله، يعني الذين يؤمنون به ويعملون لرضاه ويحبونه ويعشقون لقاءه في مقابل أولئك الذين يدعون زورا وبهتانا أنهم أولياء لله من دون الناس ولا يتمنون الموت، بل يعشقون الحياة ولو من طريق الذل الهروب والاختباء، هذه العبرة الأساسية اليوم".

أضاف: "هذا النموذج الذي قدمته المقاومة في سهل الخيام وفي وادي الحجير وفي كل وديان وتلال وجبال وسهول الجنوب، هو نفسه النموذج، ولكنه مطور أكثر، مطور على كل صعيد، نوعيا وكيفيا وكميا على مستوى الرجال وخبرة القتال ونوعية القتال ونوع الإمكانات. أي قوات برية إسرائيلية ستدخل إلى أرضنا، إلى جبالنا، إلى ودياننا، إلى تلالنا، لا ينتظرها سهل الخيام ووادي الحجير كما في الـ 2006، بل مضروبا بالمئات. هذه الحقيقة التي تنتظرهم هنا، والهزيمة والذل والعار الذي لحق بهم في تلك الحرب سيلحق بهم ما هو أشد وأكثر وأكثر منه".

وتابع قائلا للحضور: "هذه الحرب التي نحتفل اليوم بذكرى الانتصار فيها، والتي سماها الإسرائيلي حرب لبنان الثانية، مضى عليها 11 سنة، لكنها ما زالت حاضرة بقوة عند القادة الإسرائيليين، عسكريين، سياسيين، أمنيين، عند الرأي العام، عند المزاج الشعبي، وهذا دليل على أنها حفرت عميقا في الوجدان الإسرائيلي وعلى أن الإسرائيليين يتعاطون معها كحدث تاريخي استثنائي في تاريخ هذا الكيان وهذا الشعب المغتصب لفلسطين وللقدس، ولذلك لا تمر هذه الذكرى إلا وتكون موضع تعليق وبحث ودراسة، وعلى مدى 11 سنة.

هذا الأمر لم يتوقف، كانت هذه الحرب وما زالت موضع دراساتهم وأبحاثهم وجدالهم ونقاشهم وخططهم واهتماماتهم وآفاقهم وحربهم النفسية ووو ... إلخ، لأن هذا بالنسبة إلى إسرائيل كان حدثا كبيرا وعظيما ومهما، ما زالوا حتى الآن يدرسون، ومنذ عدة أيام كنت أتابع بعض التصريحات، بعضهم يريد أن يستدعي لجنة "فينوغراد" من جديد لأنه بعد 11 سنة اكتشف امورا لم تتبين قبل 11 سنة.

ما زالوا يدرسون ويأخذون العبر ويرممون الثغرات، وما زالوا يجهدون بإعادة الثقة التي دمرتها حرب تموز بين الشعب الإسرائيلي والجيش الإسرائيلي والقيادة الإسرائيلية، وهذا كان أخطر شيء في نتائج تلك الحرب، ويحاولون أن يفتشوا "بالسراج والفتيلة" ليقدموا للناس أنه كان أنجز شيء هنا أو أنجز شيء هناك، ولو كان كذبا ما يقولونه- الآن لا أريد أن أدخل بالتفصيل-. بعد 11 عاما ما زالوا يعترفون بهزيمتهم من جهة وبحجم التحدي الذي ما زالت تشكله المقاومة في لبنان من جهة أخرى. أرجو الالتفات إلى هذه الحقيقة، 11 سنة، خصوصا في السنوات الأخيرة، الإسرائيلي يحكي عن تعاظم قوة حزب الله ويحكي عن حزب الله بالاسم، ويحكي عن العديد، عن القوات، عن تراكم الخبرة، عن السلاح، عن نوعية السلاح، عن الصواريخ، عن مدياتها، عن الصواريخ الدقيقة وعن وعن وعن".

أضاف: "أقول لكم اليوم، في ذكرى تموز، مع كل تصريح، وفي كل وقت يتحدث فيه الاسرائيلي عن تعاظم قدرة حزب الله هو يعترف بهزيمته في حرب تموز 2006. لماذا؟، لأن الهدف الأساسي لحرب تموز، لعدوان تموز 2006 كان القضاء على حزب الله وسحق حزب الله، وليس على إضعافه، كان هدف الحرب هو سحق حزب الله والقضاء عليه، حسنا، 11 سنة والإسرائيلي يتحدث عن تعاظم القوة وتعاظم القدرة وعدد الصواريخ ودقة الصواريخ وعدد المقاتلين، هذا ماذا يعني؟، يعني أنه يعترف بأنه فشل في تحقيق الهدف الأساسي في حرب تموز 2006، وهو يواجه هذه المشكلة الآن في كل مؤتمرات هرتزيليا، خصوصا قبل أشهر قليلة، المحور الأساسي هو التهديد الأساسي، هو تهديد حزب الله وكيف نتعاطى مع هذا التهديد؟، ثم تأتي غزة والمقاومة في غزة وتجربة غزة أيضا التي هي صنو ورفيقة درب تجربة المقاومة في لبنان. هذه المشكلة هي الأساسية اليوم التي يعاني منها الإسرائيلي ويعبر عنها بشكل دائم".

وأردف: "اليوم أنا لا أريد- عادة في كل خطاب له علاقة بإسرائيل ينبغي أن نقول شيئا محددا- أنا اليوم لا أريد أن أتكلم لا عن عديد، لأنني حكيت في المرة الماضية، وعن الصواريخ حكيت قبل الآن، وهناك أشياء نتركها للمستقبل. لكن هناك شيء محدد سأتكلم عنه لأنني سأبني عليه في ما يعني مسؤوليتنا في لبنان، مسؤولية الناس ومسؤولية السياسيين والجميع، أنه نحن في مقابل اسرائيل عندما نتكلم عن تحرير 2000 سواء من قبل حزب الله أو حركة أمل أو بقية فصائل جبهات المقاومة اللبنانية والفلسطينية، تحرير 2000 لم يأت بالادعاءات والشعارات والهتافات والتمنيات والأحلام والآمال، وإنما جاء نتيجة العمل الجاد، المقاومة الجادة الجدية في كل شيء. وبالنسبة لنصر 2006، اليوم عندما نحتفل بهذا النصر أيضا الشيء ذاته، لو لم يكن لدينا مقاومة جدية تقاتل في الميدان، إضافة إلى صمود سياسي رسمي- سأتكلم عنه لاحقا- لما أمكن إنجاز هذا الانتصار.

أريد أن أقول بعد تحرير 2000 و2006 وما يجري وما جرى من أحداث إلى اليوم للشعب اللبناني، أنتم لديكم ولإسرائيل بالمقابل، يوجد مقاومة في لبنان، مقاومة جدية لا تعرف المزاح ولا اللهو ولا تضييع الوقت وليس لديها عطلة سنوية، مقاومة تعمل في الليل وفي النهار، تفكر وتخطط وتواكب وتدرس كل المستجدات وكل تطورات إمكانات العدو وقدرات العدو وتطورات المنطقة، وتبرمج وتعيد النظر دائما في خططها وبرامجها وهياكلها وتدرب وتتسلح بأفضل نوع من السلاح يمكن أن تحصل عليه، وهذا حقها الطبيعي، وتواكب بكل جدية وأخلاص وشفافية، عندما تخوض معركة تقيمها وتستفيد من التجارب والعبر، وتبني عليها، كما حصل قبل أيام في جرود عرسال وفليطة. لديكم هذه المقاومة الجدية، التي تملك هؤلاء الرجال وهذه الإمكانات وهذه المقدرات، والعدو يعرف أن مشكلته هي هذه، وهذه المقاومة هي التي يجب أن نعرف قيمتها وأهميتها".

وتابع: "نحن هنا أيضا أمام قيمة انسانية، هذه المقاومة تتميز بالإخلاص والصدق والعمل لتحقيق الأهداف الكبرى والأهداف الوطنية، لا تبحث عن المكاسب الشخصية ولا المكاسب الحزبية ولا المكاسب الطائفية. قبل بضعة أيام كنت أقرأ لأحد السياسيين في لبنان، يعني محترم الرجل، "عقله" لا يشكو من شيء، جيد، يقول: نحن نخشى وبعد أن تحسم المعركة في جرود عرسال وبقية الجرود أن يأتي حزب الله ليطالب بتعديل الحصص بالنظام الطائفي اللبناني، ويطالب بحصة أكبر للشيعة. أنا أطمئنه، فلترح بالك، هذا بالـ 2000 لم نقم به، وبالـ 2006 لم نقم به، والآن لا نقوم به- وبعد قليل سأتكلم عن سوريا وما بعد سوريا- ولن نقوم به. هذه المقاومة ميزتها الإنسانية والأخلاقية أنها وضعت أهدافا وطنية نصب أعينها، وهي تعمل لتحقيق هذه الأهداف، ولا تبحث عن مكاسب سياسية على الطريقة اللبنانية- "وتحتها شحطتين وبين هلالين"- على الإطلاق.

هذه هي قيمتها الاساسية والتي يجب أن تفهم ويحافظ عليها وتصان، ولا يخشى منها، بل يستند إليها ويطمأن اليها ويعول عليها. هذه المقاومة أيضا بعد حرب تموز واليوم هي تزداد قوة يوما بعد يوم. أرادوا سحقها في تموز 2006 ولكن من 14 آب- مثل غد- 2006 إلى اليوم هي تزداد قوة. أنا لا أبالغ بهذا الأمر، هذا ما يقوله العدو ويعترف به الخصم، ويعرفه الصديق".

وقال: "كل من راهن على سحق المقاومة في حرب تموز خابت آماله، واليوم كل من راهن على سحق المقاومة من خلال ضرب محورها في المنطقة خابت آماله وتخيب آماله، وستخيب آماله كاملة إن شاء الله. بناء على هذا التعاظم وازدياد القوة، هذه أهميته. اسمحوا لي بين هلالين، عندما أتحدث عن المقاومة وعن العدو لا أوجه أي رسائل للداخل، لا أتحدث مع الداخل وليست لي علاقة بخصومات الداخل ولا حسابات الداخل ولا نكايات الداخل، يعني الداخل السياسي اللبناني. إنما وصل العدو إلى قناعة- وليس الآن، أقصد بالـ 2006، لكن هذه القناعة تتعاظم مع تعاظم قوة المقاومة- وصل الى قناعة تعبر عنها الدراسات المتخصصة وتصريحات القادة المسؤولين من حاليين وسابقين، وبدأت تشكل أيضا قناعة عامة وثقافة عامة عند كثير من الإسرائيليين، القناعة التي تقول ما يلي: إن أي حرب على لبنان- لأنه الآن لا يتكلم عن حرب على حزب الله، بل حرب على لبنان- أي حرب على لبنان مهما كانت أهدافها، لا توازي ولا تستأهل الكلفة التي ستتحملها اسرائيل في هذه الحرب، الكلفة ستكون كبيرة جدا على العدو- وهو يتكلم عن نفسه- على دولته وعلى شعبه وعلى جيشه، وبعضهم يقول إنها كلفة لا تطاق ولا تتحمل.

وبالتالي هناك دعوات طويلة عريضة في كيان العدو- حتى عند أشد المتطرفين من السياسيين والعسكريين- إلى تجنب الذهاب والخروج الى حرب مع لبنان، لأي سبب وتحت أي ظرف، ويقولون إن أي حرب يجب أن تكون في حالة واحدة وهي اللاخيار، منذ متى هم "أوادم"، يعني هم يقولون لهم، "اقعدوا عاقلين" يعني خلاص، اللعبة مع لبنان انتهت، أن نرسل فرقة موسيقية إلى لبنان لـ "شم الهواء" انتهت، اجتياح مثل عام 1978 و1982 خلصت".

أضاف: "حسنا، هذه القناعة تولدت نتيجة الضغوط الأميركية، أو المجتمع الدولي أو احترام العدو للقرارات الدولية؟، لا يوجد شيء من هذا، هذه القناعة تولدت لأنه اصبح هناك معرفة حقيقية عند الإسرائيليين- وهم يقولون ويعرفون أكثر مما يعرف اللبنانيون، هذا ممكن- تولدت معرفة حقيقية عند الإسرائيليين أن في لبنان قوة، إذا أضيفت إليها واستخدمت فيها المعادلة الذهبية، لم تبق فقط مقاومة، وإنما (أصبحت) المقاومة والجيش والشعب، وهذا شهدناه في حرب تموز، حينئذ ستكون الكلفة عالية جدا على إسرائيل، وليس معلوما ان تحقق الأهداف وأن تحقق النصر. يعني لو كان النصر محسوما مع كلفة عالية، فالأمور قابلة للنقاش، لكن هم يتحدثون عن كلفة عالية يقينية وقطعية وعن نصر مشكوك به، ولذلك هذا الذي يمنع إسرائيل من أن تعتدي على لبنان، وهذا هو الذي يمنعها من الاعتداء على لبنان في المستقبل، وهذا هو الذي حول الحدود عندنا والبلدات والسهول والوديان إلى أماكن آمنة".

واستطرد "هذه هي القوة التي يجب ـ كما قلت ـ أن نحرص عليها ونحافظ عليها، والعدو يقيم لهذه القوة حسابا، وعندما نحتفظ بقوتنا كلبنان ولبنانيين، وعندما تتكامل هذه القوة في معادلة الشعب والجيش والمقاومة، سوف ترتفع الجدران أكثر عند الإسرائيليين، وسوف تكبر المخاوف أكثر عند الإسرائيليين وسيقوى ردع الاسرائيليين عن القيام بأي اعتداء في لبنان، وسيحترمك العالم، لأننا أيها الإخوة والأخوات، أيها الناس الطيبون، نحن نعيش في عالم الذئاب، في عالم يسحق فيه عظام الضعفاء ولا يعترف فيه الا بالأقوياء، ويحترمنا العالم ويحترمنا حتى العدو ويقيم لنا كل حساب".

وقال: "سنحكي لكم مثالا بسيطا وجديدا: من مدة تكلمنا عن حاوية الأمونيا في حيفا، طبعا يوجد مصالح اقتصادية وتجارية كبيرة من حاوية الامونيا، طلع بالمناسبة أنه يملكها شخص من آل ترامب، لكن لا يمت بصلة قرابة برئيس الأمريكي الحالي. كابر الإسرائيلي، لكن في النهاية وصل لمكان أنه سيخلي الأمونيا، ومرت سنة وهو يدرس بدائل وخيارات والنقب والبحر، وما الذي نفعله، لكن بالنهاية انتهى الموضوع، ولذلك بعد مناقشات طويلة عريضة ودعاوى قضائية واستئناف قضائي، ما قرأته خلال أيام أن المحكمة حكمت بشكل نهائي، بوجوب إخلاء هذه الحاويات لما تشكله من خطر، وسيخلون في 13 أو 14 أيلول على ما أعتقد. إن كان الإسرائيلي لا يحترمك كمقاومة ولا يحترم كلمتك ولا يحترم وعدك ووعيدك، لم يذهب إلى مشكلة من هذا النوع، وتعرفون القصة قصة ملايين الدولارات وهذا أغلى أمر عند الإسرائيلي. لأنه يحترمك، لماذا يحترمك؟ لأنك قوي، وهو يعلم أنك قادر. أما لو كان يعتقد أنك ضعيف، فاخطب ثلاثمئة يوم بالسنة، تبح صوتك "على الفاضي" وليس لك قيمة".

أضاف: "بعد الأمونيا، نحن نأمل إن شاء الله، أن يعيدوا النظر بمفاعل ديمونا لأن مفاعل ديمونا، أخطر من حاويات الأمونيا في حيفا، وهذا يجب أن يعالج بكل الأحوال. لأن العدو يعرف أن الحرب العسكرية والأمنية على لبنان، الحرب العسكرية بالتحديد، لن تستطيع أن تحقق هدفها في القضاء على المقاومة، وستكون كلفتها كبيرة وعظيمة جدا، وهو لا يستطيع أن يسكت على تعاظم القوة، التي يتحدث عنها يوميا، ولذلك هو يلجا للأساليب الأخرى. ما هو الأسلوب الآخر؟ هذا الأمر يتطلب مقاومة اللبنانيين. هنا سأتحدث عن المسؤولية الجماعية. العامل الذي يراهن الإسرائيلي عليه اليوم هو إدارة ترامب والضغط الذي ستمارسه الإدارة الأمريكية من أجل هذا الهدف".

وتابع: "إدارة أوباما كانت تعمل (ضدنا) ولم تقصر، لكن هم يراهنون على أن إدارة ترامب ستكون شديدة وقاسية أكثر، أن الإدارة الأمريكية تضغط على حزب الله، تضغط على الحكومة اللبنانية، تضغط على الشعب اللبناني، وتضغط على أصدقاء حزب الله ومؤيدي حزب الله وداعمي حزب الله، سواء كان في لبنان أو في دول المنطقة. وأي أحد يتحدث بكلمة طيبة عن حزب الله: مصرف، وسيلة إعلام، صحيفة، سياسي، نائب، وزير، سيواجهونه بالضغط والتهديد. إنها هذه الآن هي الوسيلة المتاحة.

جاءوا لموضوع قانون العقوبات الأمريكية المالي، هناك عمل على مواجهة هذا الموضوع، ولكن المطلوب في كل الاحوال عدم الخضوع، عدم الخضوع، وإن كنت سأتحدث من الآخر ومن الآخر: لا قانون عقوبات مالي ولا تهديد أمريكي ولا تهويل أمريكي، لن تستطيع الإدارة الأمريكية بكل وسائلها المتاحة والممكنة أن تمس من قوة المقاومة وإرادة المقاومة وعزم المقاومة ـ وأقول لكم ـ ومن تعاظم قوة المقاومة في لبنان. هم يعذبون أنفسهم، ولكن هذا لا يعني أنهم يسعون. قانون العقوبات المالي شغال: نضيق على حزب الله ماليا، إذا تبرع أحد وساعد أحد ودفع مالا نفرض عليه عقوبات، وقد باشروا ببعض الإجراءات.

الأخطر والأهم هو الضغط، الضغط والترهيب النفسي على الدول وعلى الحكومات وعلى الأحزاب وعلى الشخصيات، ليس فقط في لبنان بل في كل المنطقة: من يتحدث مع حزب الله، هذا حزب إرهابي، من يتحدث معه سيعاقب ويقاطع هذا داعم للارهاب، وكما نقول بالعامية: "بدهم يأكلوا رأس العالم".

وأردف "هناك حديث مؤجل، هو الحديث مع الرئيس الأمريكي ترامب عندما تحدث عن حزب الله بحضور رئيس الحكومة اللبنانية، وأيضا عندما نشاهد تصريحات المسؤولين الأمريكيين، سواء وزراء أو المندوبة في الأمم المتحدة. الله ابتلانا بمندوبة بعد مندوبة بعد مندوبة بالأمم المتحدة، وكلهن يعملن للمزايدة على ناتنياهو. لاحظوا في السنين التي مرت ما شاء الله مندوبة إلى مندوبة إلى مندوبة...ما اللغة التي تتحدث بها؟ أولا نعلق "من قريبه" لنعرف كم هي خبرة ترامب ومعرفته بالأوضاع السياسية بالمنطقة؟ لأنه في وسائل الإعلام اللبنانية لم ينقل النص بدقة، لاحقا نقل بدقة وجاءت ترجمته بدقة. عندما قال "إن الولايات المتحدة الأمريكية والحكومة اللبنانية شريكتان في الحرب على الإرهاب الذي تمثله داعش وحزب الله الخ".

تصوروا مثلا أن هناك شخصا لا يعرف ان حزب الله موجود بالحكومة اللبنانية، وأن الأمريكي والحكومة اللبنانية هم شركاء في الحرب على الإرهاب، الذي تمثله داعش وحزب الله، ولا يعلم أن حزب الله بالحكومة اللبنانية وجزء منها، ولا يعلم أن بعض أصدقائه في لبنان، يدعون ان حزب الله مسيطر على الحكومة اللبنانية ـ وهذا كذب وافتراء وغير صحيح، ولا يوم كنا نحن مسيطرين على الحكومة اللبنانية، لا هذه ولا التي سبقتها ولا قبلها ولا قبلها ولا قبلها ـ هو لا يعلم هذا الأمر، وهو يود إدارة المعركة في المنطقة.

وثانيا: هو لا يعرف ـ وهنا اسمعوني جيدا ـ ان الحكومة اللبنانية حتى ذلك الوقت لم تدخل في قتال مع داعش. نعم الأجهزة الأمنية لديها جهد، مديرية المخابرات، والأجهزة الأمنية هناك عمل أمني محترم، لكن معركة عسكرية مع داعش حتى ذلك الوقت لم تكن قد دخلت. الآن الحكومة اللبنانية ستدخل في معركة مع داعش في بقية الجرود البقاعية، وسأعود إليها لاحقا".

وقال: "لنضع جهله وعدم معرفته جانبا، ونذهب للتعابير بماذا وصف حزب الله. اسمحوا لي أن أتحدث كثيرا حزب الله، لأننا نحن في رأس لائحة الإستهداف "إنه قوة هدامة، أولا إرهاب، ثانيا قوة هدامة وقوة مدمرة، ثالثا، قوة خطرة" حزب الله خطير على لبنان وعلى المنطقة. تعقيب سريع تعرفون ما سأقوله، لكن سأتحدث لنقول إننا رددنا.

أولا بموضوع الإرهاب: الإرهاب هو أمريكا وإسرائيل والجماعات التي صنعتها أمريكا وإسرائيل و"بعظمة لسانه" ترامب ـ وكررتها مئة مرة ـ بقي سنة خلال حملته الانتخابية الرئاسية يقول إن أوباما وهيلاري كلنتون هم الذين صنعوا داعش. أنتم صانعو الإرهاب، ومن الذي يقاتل الإرهاب في المنطقة، أحد الذين يقاتلون الإرهاب في المنطقة هو حزب الله. حزب الله ليس إرهابا، حزب الله هو قوة تقاتل الإرهاب إلى جانب كل الذين يقاتلونه. قوة هدامة، قوة مدمرة، قوة خطيرة، نعم نعم إذا انتقي هذا المقطع من الكلام يمكن أن يقال إن السيد اعترف أن حزب الله قوة هدامة ومدمرة وخطيرة ونعم، اقتطع لا مشكلة، لكن التتمة هي أنه قوة هدامة ومدمرة وخطيرة على المشروع الإسرائيلي، كان وما زال، كان وما يزال".

أضاف: "حزب الله كجزء أساسي في المقاومة، حطم ودمر وسحق وهدم مشروع إسرائيل الكبرى عام 2000، وكل يوم يتأكد سقوط إسرائيل الكبرى، كلما ارتفع جدار هنا في لبنان على الحدود مع فلسطين المحتلة، وكلما ارتفع جدار في الضفة الغربية، وكلما ارتفع جدار في غزة. يعني إسرائيل الكبرى سقطت، وحزب الله هو جزء من المقاومة اللبنانية والفلسطينية في المنطقة، التي أسقطت إسرائيل الكبرى. نعم حزب الله هو جزء من القوة في المنطقة، التي أسقطت إسرائيل العظمى المتجبرة، المهيمنة، المتكبرة في حرب تموز 2006، وكما فعلت غزة في حروبها المتكررة وآخرها 2014. حزب الله حطم المشروع الإسرائيلي في المنطقة أو أجزاء أو بدائل أو خيارات في هذا المشروع. وأيضا في حرب تموز التي كان حزب الله رأس حربتها، هو الذي أسقط الشرق الأوسط الجديد، مشروع كونداليزا رايس في المنطقة. نعم حزب الله هو هدام ومدمر وخطر، ولكن على مشاريعكم، على احتلالاتكم، على هيمنتكم.

أما أنتم: هذه أمريكا وإسرائيل، دلوني على بلد في العالم بالنسبة لأمريكا، هذه إسرائيل المحتلة المغتصبة مرتكبة المجازر، الإرهاب اليومي في المسجد الأقصى، في القدس، وفي الضفة الغربية، وبأراضي 48 وفي غزة وفي كل مكان. العدوان والهدم والتدمير والحروب التي شنت على دول المنطقة وحكومات المنطقة وشعوب المنطقة أنتم قمتم بها وأنتم مولتموها وأنتم أدرتموها، الحرب في سورية، الحرب في العراق، الحرب في اليمن، هذه كلها إرادات أمريكية وإدارات أمريكية وقيادة أمريكية وإسرائيلية أيضا. ولذلك لا تصفوا غيركم بما تتصفون به أنتم.

حزب الله وبقية فصائل المقاومة هو قوة خير، هو قوة دفاع، هو قوة حماية، هو قوة حفظ وجود، هو قوة درء خطر، وبالتالي كل هذه الصفات والإتهامات هي لن تقدم ولن تؤخر شيئا في إرادتنا".

"نعم إلى أين؟ المطلوب عندما يتحدث ترامب هكذا عالما أم جاهلا، عندما يتحدث الأمريكي هكذا، عالمين أم جاهلين، هم يريدون الضغط على اللبنانيين. نحن نواجه الآن حفلة تهويل على الشعب اللبناني، أتمنى أن لا يكون بعض اللبنانيين شركاء تحت الطاولة في حفلة التهويل هذه، يعني عندما يخرج أحد ويقول لك، لبنان سيواجه بعقوبات دولية وأميركية وأوروبية وعربية وخليجية ويا ويلك يا لبنان. أتمنى أن لا يكون أحد من اللبنانيين يحرض تحت الطاولة أو أن يكون شريكا في هذا التهويل. هذا تهويل على اللبنانيين، ونحن منذ خلقنا نعيش في التهويل، وفي العقود الماضية شاهدنا ما شاء الله من التهويل. التهويل أكبر على المسؤولين الرسميين في الدولة، أنا أتكلم عن معطيات ومعلومات الآن، تهويل في الغرف المغلقة، في اللقاءات الدبلوماسية، في الزيارات الدولية، ضغط، تهويل، تهديد، انظروا، قارنوا قليلا، أتمنى من المسؤولين اللبنانيين أيضا أن يجروا هذه المقارنة.

الإسرائيلي يقول أنا يا أخي لا أريد حربا مع لبنان ولا أريد أن أذهب إلى الحرب، وكلفة الحرب عالية، وأعلى بكثير من أي هدف تحققه الحرب، والحرب نذهب إليها في حالة اللاخيار، لكن في الجلسات المغلقة، الأميركيون والأوروبيون يقولون للمسؤولين اللبنانيين، إذا لم تفعلوا هكذا ستشن إسرائيل حربا على لبنان، إذا حزب الله لم يفعل هكذا إسرائيل ستشن حربا على لبنان، كيف هذا الموضوع؟".

وأردف "أنا أقول نحن يجب أن نكون أقوياء، عندما نكون أقوياء نفسيا سنكون أقوياء عمليا وواقعيا وميدانيا، القوة تبدأ من الداخل، "يا ناس" القوة تبدأ من الداخل، ليس المهم ما لديك من سلاح ودبابات وصواريخ وطيارات وكم لديك من عديد، (المهم) أنت ماذا؟ إرادتك، نفسيتك، روحك، قلبك، عقلك، عزمك، استعدادك، شجاعتك، صلابتك، كرامتك، عزتك، ماء وجهك، ماذا تعني لك؟ عندما نكون أقوياء في أنفسنا لا يجب أن نخاف من شيء، الزمن، الزمن الذي كان الإسرائيلي - ألسنا في زمن النصر - الزمن الذي كان يهدد فيه الإسرائيلي وينفذ، انتهى، وقلبت الآية.

سألطف لكم الجو قليلا: الآن مثلا إذا قامت جمعية، جمعية بيئية، جمعية زراعية، في الجنوب لتزرع شجرة خضراء على الحدود - لا أتكلم فرضيات أقول ما حصل ـ نزرع أشجارا خضراء على الحدود، جمعية أو بلدية أو ما شاكل، إسرائيل تشكو لبنان إلى الأمم المتحدة وإلى مجلس الأمن الدولي، ما هي الشكوى؟ يزرعون أشجارا على الحدود، ما هي المشكلة؟ يا أخي ذهب اليونيفيل، شاهدوا الشجرة، لم يجدوا فيها عبوة ولا كاميرا ولا سلاحا، إلا إذا، نعم، لونها أخضر، إن هذا لون اللباس العسكري، يمكن بهذه معهم حق أن يكون هناك خرق مثلا.

لماذا؟ الإسرائيلي اليوم يخاف من الشجر على حدودنا، لأنه يعتبر أن هذه الأشجار تحمي البلد، تحمي القرى، تحمي الناس، تحمي أولئك الذين سيواجهون عدوانه إذا اعتدى، لذلك المطلوب أن يكون عنده أشجار، لكن أن يكون عندنا صحراء، وهذا المشهد خذوه ليس فقط على الطبيعة، خذوه على كل شيء، يريد العلم عنده والجهل عندنا، يريد أن يكون عنده سلاح نووي ونحن لا يجب أن يكون عندنا صاروخ وبندقية، يريد أن يكون عنده تكنولوجيا ونحن يجب أن نعود ونركب على الحمار والجمل، المطلوب أن يبقى هو فوق بالأشجار والخضار ونحن نبقى تحت بالأرض القاحلة، أنقبل؟ بعد كل هذا الذي مررنا به نحن اللبنانيين يجب أن لا نقبل".

واستطرد "حسنا، اليوم يعترض على الشجرة، حسنا شاب لبناني مدني لا يرتدي الزي العسكري ولا شيء، إذا طلع وسار على الحدود ونظر باتجاه لبنان هذا لا يوجد فيه خرق للـ 1701، لكن إذا وقف على الشريط الشائك ونظر باتجاه فلسطين هذا فيه خرق للـ 1701 وقوموا يا مجلس أمن كلفوا اليونيفيل، هذا الموضوع يجب أن يعالج، ممنوع على الشباب اللبنانيين إذا ساروا على الشريط الشائك أن ينظروا باتجاه فلسطين المحتلة، لماذا؟ لأنهم يستطلعون، يجمعون معلومات. هو يحق له أن يضع كاميرات ورادارات والطائرات المسيرة كل يوم وكل ساعة في سماء لبنان، هذا ليس خرقا، لكن شاب لبناني مدني، سواء كان من المقاومة أو لم يكن، يقف على الحدود وينظر باتجاه فلسطين فهذا خرق للـ 1701. حسنا، إلى أين يذهب ويشتكي؟ إلى مجلس الأمن، "اي اتشكى لمجلس الأمن"، نحن بقينا 60 سنة نشتكي لمجلس الأمن ولم نستفد شيئا، اذهب واشتك.

سوف نبقى نزرع الأشجار الخضراء على الحدود، البلديات والجمعيات والناس، ليس فقط البلديات والجمعيات، أنا أقول لأهل الجنوب ولأهل البقاع الغربي وأهل بعلبك الهرمل وأهل السلسلة الشرقية والسلسلة الغربية حيث هناك جبل في لبنان وهناك حدود ازرعوا أشجارا، هذا جزء من المقاومة، هذا جزء من حماية لبنان، ازرعوا أشجارا، لا تنتظروا فقط الدولة والوزارة والمؤسسة والجمعية، كل شخص حول بيته وأمام بيته وفي حقله ازرعوا أشجارا، هذا يحمي البلد، يحميه حتى أمنيا، حتى عسكريا، الآن غير البيئة والخضار، ولكم فيها فوائد أخرى".

وقال: "حسنا، اليوم هو يحق له في المستعمرات أن يفعل ما يريد وأمام المستعمرات ويبني ممرات عالية ويركب عليها رادارات، أما إذا قامت قرية أمامية ببناء حاووز ماء مرتفع قليلا، تأتي اليونيفيل تصعد على حاووز الماء لترى إذا كان عليه كاميرا أو لا، هذا يتجسس على إسرائيل أو لا، ومع ذلك يقولون للاسرائيلي والله لا يوجد لا كاميرا ولا شيء، لكن الإسرائيلي يعمل له حساب أن هذا في الحرب ما وضعه؟ هذا ممتاز، هذا الشعور شعور الضعف، عندما يخاف الإسرائيلي هذا الذي كان لا يعمل حسابا للبنان، كان يستهين بلبنان وبشعب لبنان وبكل ما هو في لبنان، يستهين، وصلت الآن المرحلة أن يعمل حسابا ويخاف من الشجرة على الحدود وفي الضيعة ومن حاووز الماء ومن الشاب الذي يتمشى على الشريط الشائك وينظر إلى فلسطين، معنى هذا أنه وصل إلى الحضيض ولو كان عنده قوة مسلحة جبارة، لأن نفسيته في حالة ضعف ووهن، وعندما يملك شعبنا الجرأة أن يبني على الشريط الشائك ويزرع أخضر ويمشي بنصف الليل على الشريط الشائك والناس تعمل في حقولها وسهولها، معنى ذلك أننا وصلنا إلى القمة في القوة النفسية، بمعزل عن القوة العسكرية التي نملكها.

هذا الذي اليوم جاؤوا ليساومونا عليه، ولذلك أنا أدعو الجميع إلى المواجهة وإلى المقاومة، ومن آخرها لا يستطيعون أن يفعلوا شيئا، ضغط نفسي، خيرا إن شاء الله. هناك الكثير من الموانع التي لا تسمح لهم أن ينجحوا في هذا الملف وفي هذا الخيار".

أضاف "حسنا، المقطع ما قبل الأخير، من تموزنا 2006 إلى تموزنا 2017 نصر جديد في معركة أخرى ولكنها تنتمي إلى نفس المعركة الأصلية، النصر الذي تحقق قبل أسابيع في جرود عرسال وجرود فليطة، بنفس المعايير ونفس الموازين ونفس الحسابات، اليوم لماذا أقول نفس المعركة؟ انظروا إلى الإسرائيلي، هو الأكثر حزنا من الذي حصل في جرود عرسال وجرود فليطة، أكثر جهة حزنت هم الإسرائيليون - الآن الذين في الداخل أنا قلت دعوهم جانبا من حزن ومن لم يحزن، أنا شغلي مع الإسرائيلي - الإسرائيليون حزنوا، حزنوا جدا، الذي يحصل في سوريا اليوم أحزن الإسرائيليين كثيرا، الجماعات الإرهابية والتكفيرية التي راهنت عليها إسرائيل في سوريا وبدأت تفشل الآن تبكي عليها إسرائيل، تعبر عن خيبة أملها هي والأميركيون، خصوصا بالنسبة لداعش، الإسرائيليون يبذلون جهدا، بذلوا وما زالوا مع الإدارة الأميركية ليقولوا لهم لا تسمحوا بهزيمة داعش في سوريا، لأن هزيمة داعش في سورية تعني انتصار إيران والرئيس بشار الأسد وحزب الله بالإسم، الإسرائيلي حريص على أنه في سوريا تنتصر داعش وتنتصر جبهة النصرة وتنتصر هذه الجماعات المسلحة، التي لديه علاقات معها ويدعمها ويمولها ويسلحها ويأخذ جرحاها إلى مستشفياته ويساعدها بالمعلومات، وإذا تضايقت في جنوب سوريا يتدخل من أجلها بالمدفعية وبالطائرات. لذلك هذه المعركة هي امتداد، هي نفس المعركة".

وتابع "حسنا، لدي في هذا الموضوع ثلاث نقاط سريعة، يعني كلمتين كلمتين.

- النقطة الأولى: من المفترض أن غدا أو بعد غد، يعني خلال أيام قليلة بقية المسلحين يخرجون من جرود عرسال إلى سوريا، طبعا بعد التسهيلات التي قدمتها القيادة السورية مشكورة كالعادة، وبالتالي الجيش اللبناني هو أخذ قرارا أن ينتشر بالمنطقة وهذه مطالبة شعبية أيضا، ما بقي من هذه المنطقة في جرود عرسال وبالتالي كل خط التماس مع داعش من جهة عرسال يصبح في يد الجيش اللبناني، مجرد أن يستلم الجيش المواقع وينتشر نحن سنخلي هذه المنطقة وهذه الجرود، بالتالي من الآن أنا أعطي علم لأهل عرسال بعدها اذهبوا وتحدثوا مع الجيش، طبعا بما يتناسب مع وضعه الجديد، لكن هذه حقوقكم وبساتينكم وأشجاركم وكساراتكم اتكلوا على الله، الفاصل بينكم وبينها أيام قليلة.

- النقطة الثانية: هي بما هو آت، طبعا نحن جميعا، ليس فقط في لبنان حتى في سوريا ننتظر قرار قيادة الجيش اللبناني، الذي هو سيحدد وقت بدء المعركة الجديدة لتحرير بقية الجرود اللبنانية من داعش وفي المقابل تحرير الجرود السورية من داعش. القرار محسوم، كان هناك في مكان ما محاولات لتثبيط عزيمة اللبنانيين في المضي بهذا القرار، ولكن ما قام به فخامة الرئيس العماد ميشال عون من دعوة إلى اجتماع مجلس الدفاع الأعلى والمداولات، التي حصلت في مجلس الدفاع الأعلى حسمت هذا الخيار، ونستطيع أن نقول وبافتخار أيضا أنه لدينا اليوم قرار سياسي سيادي وطني حقيقي غير خاضع لأي اعتبارات خارجية، بتحرير جزء من الأرض اللبنانية التي تحتلها داعش، داعش التي يجمع العالم كله على أنها منظمة إرهابية، العدو والصديق، وبالتالي القرار محسوم، هذه المرحلة قطعناها، التوقيت بيد الجيش، الجميع ينتظر هذا الأمر والأمور سوف تمشي إن شاء الله بالشكل الجيد.

أنا فقط أريد أن أتمنى، لأنه بدأ الكلام من الآن، أريد أن أتمنى أن لا يضع أحد أمدا زمنيا، لا أحد يخطئ ويضع أمدا زمنيا، يضع أمدا زمنيا للجيش بهذه الجهة أو تلك الجهة، أنه مطلوب من الجيش أن يحسم بيومين، مطلوب بسبعة أيام، لماذا؟ أيضا أتمنى أن لا يعمل أحد مقايسات ومقارنات بين هذه المعركة وهذه المعركة وهذه المعركة، دعوا النكايات والنكد جانبا، نحن الآن ذاهبون إلى معركة وطنية فيها دم، دم شباب من الجيش ومن المقاومة ومن الجيش السوري إلى آخره، الآن، ليس موضوع مزايدات، ومن يريد أن يسجل نقطة على من، لا هذه ولا هذه، وبالتالي بالحد الأدنى من فريقنا السياسي والإعلامي، وكلنا نحن ائتلاف عريض.

يطلع أحد ويقول مصدر في 8 آذار يقول إن الجيش تأخر بالحسم والمقاومة حسمت بيومين، هذا كلام فارغ، لا أحد يضع أمدا زمنيا لهذه المعركة، اتركوا الناس تقاتل براحتها ولا أحد يقارن بين المعارك، كل معركة لها ظروفها ولها حيثياتها ولها صعوباتها، لكن أود في ختام هذه النقطة أن أقول إنه نحن سنكون إن شاء الله أمام انتصار حاسم بعون الله تعالى. أما الانتصار سيتحقق هذا أكيد إن شاء الله، أما هؤلاء سيهزمون ويولون الأدبار هذا أكيد إن شاء الله، هذا إذا لم تذهب الأمور إلى معالجات أخرى. المسألة هي فقط مسألة وقت، ومسألة تعاط بروح وطنية وإنسانية مع المعركة المقبلة، التي هي مصلحة الجميع.

- النقطة الثالثة بهذا المقطع الذي هو قبل الأخير، بعض النقاشات الموجودة في لبنان التي شاهدنا سجالها للأسف هذا الأسبوع والعشرة الأيام بالكثير، التنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري الوزراء يذهبون إلى سوريا أو لا؟ نتعاون مع الحكومة السورية أو لا؟ هناك قوى سياسية معروفة بلبنان عندها موقف حاد في هذا الموضوع، بالرغم أنه لسنا نحن الذين طرحنا النقاش في مجلس الوزراء لنفتعل منه مشكلة، غيرنا الذي طرح الموضوع ويريد أن يفتعل منه مشكلة، نحن لا نريد أن نفتعل مشكلة، كل عمرهم الوزراء يذهبون إلى سوريا، كانوا يذهبون، ليست المرة الأولى، ليس شيئا جديدا، لكن أنا أريد أن أتكلم أوسع من قصة التنسيق بين الجيشين في المعركة المقبلة أو قصة أن الوزير فلان يريد أن يذهب إلى سوريا أو لا يريد أن يذهب، لأقول لهذه القوى السياسية التي لها موقف حاد".

وأردف "أريد أن أتكلم بهدوء وبشكل مسؤول، أريد أن أقول لهم يا شباب إسمعوا مني واعيدوا النظر لأن المشروع، الذي راهنتم عليه في سوريا سقط أو يكاد ينتهي في السقوط، واضح المشروع الذي راهنتم عليه وما زلتم تراهنون عليه في سوريا سقط، أو هو في آخر مراحل السقوط، وأنتم جالسون هنا في لبنان سواء كنتم متواجدين في المدينة او في الضيعة او في جبل او في واد وان في الصيف لا أدري أين، اقعدوا بجلسة تأمل واقرأوا التطورات التي حصلت في سوريا وفي المنطقة وخذوا معطيات وابنوا عليها.

الحقد، والاحلام، والامال، والرغبات، والاماني، ضعوها جانبا خذوا الوقائع وحللوا على أساسها وابنوا موقفا.

بالوقائع داعش مسألة وقت في سوريا، وفي العراق مسألة وقت، القرار بإنهاء داعش هذا نهائي، داعش لن تجد من يدافع عنها في هذا العالم بعد كل الذي فعلته من جرائم ومجازر بحق الإسلام والديانات السماوية والناس جميعا.

ثانيا المعارضة المسلحة في أسوأ حال وفي اغلب المناطق محاصرة.

ثالثا المعارضة السياسية بالأصل هي ضعيفة والان تزداد وهنا، بعد الازمة السياسية بين الخليج وقطر.

رابعا بعض الدول التي كانت أشد تعصبا وتزمتا في سوريا وهي فرنسا، الإدارة الجديدة الفرنسية تعترف بالرئيس بشار الأسد رئيسا شرعيا لسوريا.

خامسا دول الخليج بدأوا الواحد تلو الاخر بسحب يدهم وانتظروا المزيد، غدا هذا سيلوم ذاك والاخر سيلوم هذا وهكذا وسنرى في المستقبل. انا أتكلم معلومات ولا أتكلم تكهنات".

واستطرد "الأميركان هم أعلنوا أن هذه الجماعات التي مولوها، ودربوها، وراهنوا عليها، فشلت وخابت، بل يمكن أن تكون خطرة ولذلك بدأوا توقفوا (إعطاء الدعم) لبعض الجماعات. أميركا اليوم تفاوض روسيا على مصالحها ومصالح إسرائيل في سوريا هذه أميركا، بالنسبة لأميركا هم يعلمون أن اللعبة قد انتهت. العالم كله الأن يتعاطى على قاعدة أن هذا النظام باق، هذا الجيش باق، هذه الدولة في سوريا ومؤسساتها باقية، كان لديهم منذ زمن منذ مدة انها انتهت، كانوا ما يزالون يتناقشون على الرئيس، ولكن الأن الكل يتعاطون ويقولون للمعارضة في الجلسات المغلقة إذهبوا وتصرفوا على قاعدة أن الرئيس بشار الأسد باق، وسيقام تسوية سياسية في سوريا كيف يتاح للمعارضة المعتدلة ـ بين هلالين ـ إن وجدت أن تدخل الى السلطة وأن تصبح شريكا في السلطة السياسية، هذه المعطيات هذه الوقائع هذه الجلسات المغلقة، التي أكثرها باتت على وسائل الإعلام".

وقال: "أعود إلى الشباب في لبنان: إرجعوا، إحسبوها جيدا، ولا أحد يريد أن يشمت بأحد ولا يريد أحد أن يفتح حسابا مع أحد، تمام؟ تعالوا نرى مصلحة لبنان بهذه المعادلة كلها، نتكلم مصلحة لبنان، ضعوا مصلحة سوريا جانبا. الان نحن معهم نساعد على تحقيق المصلحة السورية. اصلا هذه القوى الساسية الممانعة والمتحفظة، أنتم لا تستطيعون أن تساعدوا سوريا بشيء، لا اعترافكم يقدم أو يؤخر، ولا تطبيعكم يقدم أو يؤخر، ولا شيء، الأن لا حاجة للكلام السلبي دعونا نتكلم مصلحة لبنان.

بحكم الجغرافيا، هذا لبنان وهذه فلسطين المحتلة، التي تحتلها اسرائيل، وهذا البحر وهذه سوريا، بحكم الجغرافيا وبحكم التاريخ مصالح لبنان مع سوريا أكبر بكثير من مصالح سوريا مع لبنان، وهذا كلام قديم في لبنان، وحتى الأن بكل الملفات وبأغلب الملفات نحن محتاجون ـ لبنان محتاج ـ ليتكلم مع سوريا، لبنان محتاج.

وأمثلة كثيرة مثلا، غدا إن شاء الله عندما ننتهي من الحدود، ألا يريد الجيش أن يصعد وينتشر على الحدود؟ كيف سننتشر على الحدود من الجهتين؟ نتكلم مع الأميركيين؟ يا عيب الشوم، يقبلون بأن يجلسوا مع الإسرائيلي في الناقورة، مع الإسرائيلي العدو الذي ذبحنا، وقتلنا، ودمر بلدنا، وشن علينا حروبا، ونقول بلبنان انه يوجد إجماع على انه عدو، ويقعد يناقشك هل نقعد؟ هل يجلس الضباط بالجيشين اللبناني والسوري لينسقوا وليتكلموا مع بعض؟ من مصلحة لبنان بأن يتكلموا مع بعض، مصلحة لبنان وليس مصلحة حزب الله أو مصلحة هذا الحزب أو هذا التيار أو هذه الطائفة أبدا، أتكلم مصلحة وطنية بأن يتكلموا مع بعض.

نحن مصلحتنا الوطنية بأن تكون الحدود بين لبنان وسوريا مفتوحة، نحن مصلحتنا الوطنية بأن يتفاهم لبنان بالموضوع الزراعي مع سوريا على منتوجاتنا ومنتوجاتهم، نحن المصلحة الوطنية اللبنانية تفترض بأن نتفاهم مع سوريا لأن غدا تريد أن تفتح الحدود مع العراق وستفتح الحدود مع الأردن وتريدون أن تخرجوا الصادرات الصناعية اللبنانية".

أضاف "في الزمن السابق عندما اغلقوا الحدود، يوجد شخص في لبنان مسؤول كبير هل تعلمون ماذا قال لي؟ قال لي شخصيا، انا لا اريد ان أتكلم مع السوريين وأريد أن أنقل الإنتاج الزراعي اللبناني بالطائرات، هذا العقل الاقتصادي العظيم، تصوروا طائرات الميدل إيست ماذا تحمل؟ بطاطا، وبندورة، وباذنجان، وموز، ونبيع فواكه، لانه اذا لم ننقلهم بالطائرات لن نجد لهم سوقا، يا جماعة لانه لدينا كلفة الإنتاج مرتفعة.

نحن اللبنانيين جميعا، الزراعيون في لبنان، الصناعيون في لبنان، التجار في لبنان، نحن محتاجون أن نتكلم مع سوريا، بالموضوع الأمني نحن محتاجون أن نتكلم مع سوريا، بموضوع بلوكات النفط والغاز بالشمال لتجلبوا لها شركات تلتزمها، ألا تريد ان تقوم بترسيم الحدود؟ يجب ان تتكلم مع سوريا، أنت جاهز بأن تتكلم مع إسرائيل ولكن مع سوريا لا تتكلم.

لذلك دعونا نضع حساباتنا الشخصية جانبا، وحساباتنا الحزبية جانبا، "ونكاياتنا" جانبا، ونعمل نقاش، ما هي المصلحة الوطنية؟ هذه سوريا نظامها باق، ودولتها باقية، ورئيسها باق، وذاهبة على تسوية سياسية.

والجار الوحيد لنا هو سوريا لأن بالمقابل لدينا عدو، ما هي مصلحة لبنان؟ بالنفط، وبالغاز، وبالكهرباء، وبالزراعة، وبالصناعة، وبالأمن، وبالحدود، أن نتكلم مع السوريين؟ أو يبقى كل شخص عامل متراس وما يزال نائما يحلم بالمشاريع التي تهاوت والتي سقطت".

وتابع "اليوم نحن بهذا الموضوع نستطيع أن نستفيد من تجربة حرب تموز ـ لا تؤاخذوني إن تأخرت عليكم قليلا، ولكن ما زال القليل بعد كم دقيقة مع إنكم جالسون وصامدون وانا ممنون ولكن اعتذر لانني تعديت الساعة ـ في تجربة حرب تموز كان يوجد مقاومة، وكان يوجد جيش، وكان يوجد احتضان شعبي من أغلب المناطق، اذا لم يكن من كل المناطق ومن أغلب التيارات السياسية، وكان يوجد تضامن رسمي، ولكن كان يوجد ثغرة سياسية في حرب تموز. بالتضامن الرسمي، فخامة الرئيس العماد إميل لحود كان على رأس مجلس الوزراء يقوم بمعركة هو وبقية الوزراء. بالمعركة السياسية، والتفاوضية، والإعلامية، وايضا الشعبية، والعسكرية، كان لدينا شريك كامل إسمه دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري. كان لدينا ثغرة بكل صدق وصراحة وتعلمون وانا لا أهاجم احد هي برئاسة الحكومة وبتشكيل الحكومة في ذلك الوقت والمعركة كانت في الحكومة.

تلك التجربة وبالرغم من هذه الثغرة الرسمية والثغرة الشعبية، إستطعنا أن ننتصر على عدو بهذا الحجم، أو استطعنا - يا اخي - ربما الكلمة ثقيلة عليهم أفشلنا أهداف العدوان.

اليوم بالتجربة الجديدة في ظل رئيس جمهورية جديد، ورئيس حكومة جديد ـ قديم، ورئيس مجلس نيابي أطال الله بعمره وبأعمار الجميع إن شاء الله، مع وجود قناعة وطنية مع الإستفادة من هذا المناخ، الذي حصل في جرود عرسال، نحن يا اخي لا نريد أن نوظف المناخ المتعلق بجرود عرسال لمكاسب حزبية، خذوه ووظفوه لمكاسب وطنية، للحديث عن المصلحة الوطنية، لماذا يخاف احدهم؟ لا يجب ان يخاف احد اذا أقمنا علاقة مع سوريا، ونتكلم مع سوريا، نتفاوض مع سوريا، وننسق مع سوريا، هذه مصلحة لبنان نستطيع كلنا مع بعضنا البعض ان نتساعد حتى نحققها".

وقال: "في ذكرى انتصار الحق على الباطل في تموز 2006 وانتصار الدم على السيف، إسمحوا لي من خارج سياق المعركة مع إسرائيل وإن كان في الحقيقة في داخل سياقها، أن أذكر من جديد بالمأساة الإنسانية الهائلة اليوم التي تحصل في اليمن.

الأمم المتحدة هي تقول في الوقت الحالي أكبر مأساة إنسانية وكارثة إنسانية هي التي تجري في اليمن، الالاف يموتون من الكوليرا، مئات الالاف مصابون بالكوليرا، ملايين مهددون بالموت جوعا، هل تريد المسألة فلسفة؟ ما هو السبب؟ السبب هو الحرب والحصار، من الذي يجري الحرب ومن الذي يفرض الحصار؟ أميركا والسعودية وحلفاؤهما.

من أجل إيقاف الكارثة الإنسانية يجب ان ينادي العالم كله، وأن يطالب العالم كله، اميركا والسعودية بوقف العدوان على اليمن وبوقف الحرب على اليمن وبفك الحصار عن اليمن، وكل الساكتين في العالم ـ هذا رأيي الشخصي ـ وكل الساكتين في العالم يتحملون مسؤولية. لو استمعت اميركا والسعودية إلى كل العالم حكومات ودول ومجالس نيابية وأحزاب وعلماء وحركات وقوى ووسائل إعلام وتقول لهم كفى ممارسة أبشع عدوان على هذا الشعب، كانوا على أقلها فكروا بأن يوقفوا الحرب.

المطلوب صرخة عالمية وعربية وإسلامية، وإلا ماذا؟ يخرج هذا ليدين، وهذا ليوصف، والمأساة تستمر وتتعاظم وتكبر في كل يوم في اليمن.

في هذا اليوم جدير بي وبكم أن نقول كلمة الحق هذه، وإن كانت مزعجة للبعض ولكن هذه خارج الحسابات هذا موقف إنساني وموقف أخلاقي، أوقفوا الحرب، وفكوا الحصار، عالجوا الناس من الكوليرا، إمنعوا إنتشار الكوليرا، أوقفوا المجاعة، وإذهبوا إلى حل سياسي، والحل السياسي ممكن ومتاح ولكن هناك دائما من يريد إذلال الآخرين وفرض شروطه على الاخرين".

وختم "أيها الإخوة والأخوات ونحن على مقربة من 31 آب نتذكر إمامنا القائد المؤسس الإمام الغائب، الذي أطلق فينا حركة المقاومة، وروح المقاومة، وثقافة المقاومة، الإمام الذي كرس في ثقافتنا قضية القدس والمسجد الاقصى، إمام العيش الواحد والعيش المشترك، إمام الترفع عن الحساسيات والحسابات الشخصية والطائفية والمذهبية والحزبية، إمام الصدق والوفاء والإخلاص للوطن وللمقدسات وللأمة، سماحة الإمام المغيب القائد السيد موسى الصدر وذكرى رفيقيه، نوجه له على مقربة من ذاك الحدث المؤلم كل التحية وكل التقدير وكل الإعتراف بالجميل، للمعلم والملهم والأستاذ ونقول له كلنا ابناؤك وبناتك ورجالك ونساؤك، سنكمل دربك ونحقق كل أهدافك بعون الله تعالى، وما نصر تموز 2006 إلا بعض عطاء زرعك الذي أثمر".