المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 07 آب/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/ arabic.august07.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لأ تَطُوفُونَ البَحْرَ والبَرّ، لِتُحَوِّلُوا وثَنِيًّا وَاحِدًا إِلى دِيَانَتِكُم، ومَتَى صَارَ يَهُودِيًّا، تُحَوِّلُونَهُ ٱبْنَ جَهَنَّم، ضِعْفَ مَا أَنْتُم عَلَيْه

مَا بَالُكُم تَبْكُون، وتَحَطِّمُونَ قَلْبي؟ فأَنَأ مُسْتَعِدٌّ لا لِلقُيُودِ فَحَسْب، بَلْ لِلمَوْتِ في أُورَشَليمَ في سَبيلِ ٱسْمِ ٱلرَّبِّ يَسُوع

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

قيادات وأحزاب مارونية غير جديرة بمواقع القيادة/الياس بجاني

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة/مسرحية وكذبة حرب جرود عرسال هي محلية وأهلية بأهلية

مسرحية وكذبة حرب جرود عرسال هي محلية وأهلية بأهلية/الياس بجاني

الياس بجاني: لا مكان للقاضي الشريف شكري صادر في زمن الإحتلال والتبعية/موقع النشرة: هكذا طار شكري صادر من رئاسة مجلس شورى الدولة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

هكذا طار شكري صادر من رئاسة مجلس شورى الدولة/موقع النشرة

فيديو من قناة أورينت للقاء خاص مع نوفل ضو يتناول خلاله بسيادية وشجاعة ومعرفة كل الملفات التي يختلف قادة لبنان وأحزابه والشعب على مقاربتها والتعامل معها وفي مقدمها الإحتلال الإيراني واخطاره وما يسمى انتصارات لحزب الله وربط نزاع وواقعية

تَكفيريٌ أنا/يوسف "رامي" فاضل/فايسبوك

د.فارس سعيد: الى الرؤساء: لم يدرك من يحتفل بحزب الله وانتصاراته انه يسلم لبنان الى الحرس الثوري الايراني. مسؤولية العماد عون والرئيس الحريري تاريخية.. استقيلوا./د.فارس سعيد

التفاهة درس يجري تلقينه لكل أتباع إيران /حارث سليمان (عن الفيسبوك

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 6/8/2017

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

روحاني مستقبلا بري: نهنئكم بانتصاركم على الإرهاب وأصبح للبنان مكانة كبيرة

رداً على د. رضوان السيد: موقف “القوات اللبنانية”

الاحدب: لربط النزاع مع حزب الله على قاعدة لا تسويات سياسية معكم ولا تتدخلوا بشؤوننا

الجيش اللبناني يتقدم على حساب تنظيم “داعش” ويستولي على موقعين عسكريين ستراتيجيين وواصل قصف مواقع التنظيم بجرود الرأس والقاع والفاكهة

فليحكم حزب الله/ رولا حداد

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

وزارة الخارجية السعودية تؤكد: لا مستقبل للأسد في سوريا

"مجتهد الإمارات" يكشف عن سرّ الـ15 مليون دولار لحزب الله/ عدد من السفارات في بيروت تقع في مناطق يسيطر عليها حزب الله- جيتي

ضابط بالنظام السوري يحتفظ بأصبع أحد المعتقلين كـ"تذكار من مواطن صالح"/قطع أصابع واستئصال كلى: ضباط الأسد يبيعون أعضاء معتقلين

إيران تحذر أوروبا من محاولة تدمير الاتفاق النووي

مؤتمر 'الرياض 2' خطوة في إطار مسار متكامل لحل الأزمة السورية

غياب لافت لقائد الحرس القوري وقاسم سليماني عن تنصيب روحاني

مقتل 12 شخصاً بإطلاق نار في كنيسة نيجيرية

إيران.. مغالطة العالم في مراسم تنصيب الرئيس

محمد عباس ناجي/رئيس تحرير دورية مختارات إيرانية/العرب

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إستنفار أمني لتعطيل عمليات تخريبية محتملة/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

له أمرُ البلد ولغيرِه أمرُ اليوم/سجعان القزي/جريدة الجمهورية

جعجع في بعبدا: إعلان وقف إطلاق نار/جوني منير/جريدة الجمهورية

برّي... والإنتصارات التي لا بدّ منها/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

لبنان وتجاوز الفخ الإيراني/خيرالله خيرالله/العرب

موارنة إيران: أهل ذمة حزب الله/أحمد عدنان/عكاظ

حسن نصر الله بين الكويت وعرسال/خالد الدخيل/الحياة

الحريري وجعجع فضلا تطبيع العلاقة مع حزب الله بعد انكسار حلفائهم الخارجيين/سيمون أبو فاضل/الديار

شعب وجيش ومقاومة معادلة تحمل في طياتها عوامل انفجارها/حسان القطب/مديرالمركز اللبناني للأبحاث والاستشارات

"حزب الله" والانتصار.. الوهم/بديع قرحاني/الوطن

فرعية طرابلس: الحريري غير متحمس.. ميقاتي: "نحن لها".. وريفي جاهز/دموع الأسمر/الديار

 موسكو تستعين بالقاهرة على دمشق... ولأميركا «جيشها»/جورج سمعان/وكالات والحياة

الصدر والحكيم والفرصة العراقية/الياس حرفوش/وكالات والحياة

الاتحاد التونسي للشغل في قصر الأسد/حازم الامين/وكالات والحياة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون شارك في قداس سيدة التلة في دير القمر وذكرى مصالحة الجبل الراعي: نصلي ليعضدكم الله ويزينكم بالحكمة والروح الرئاسي لتواجهوا التحديات

الراعي من قصر المير أمين بذكرى مصالحة الجبل: المصالحة السياسية والاجتماعية تمت لكنها تحتاج إلى اكمالها بالعيش معا بثقة وتعاون

باسيل في افتتاح مركز للتيار الوطني في تنورين الفوقا: عرسال وجرودها احتلت لان القرار السياسي غاب عن تحريرها

قاووق: سنكون حيث توجب المعركة لاستئصال الارهاب

ارسلان: موقف الحريري من محاربة الارهاب واضح وصريح

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

لأ تَطُوفُونَ البَحْرَ والبَرّ، لِتُحَوِّلُوا وثَنِيًّا وَاحِدًا إِلى دِيَانَتِكُم، ومَتَى صَارَ يَهُودِيًّا، تُحَوِّلُونَهُ ٱبْنَ جَهَنَّم، ضِعْفَ مَا أَنْتُم عَلَيْه

إنجيل القدّيس متّى23/من13حتى15/:"قالَ الرَبُّ يَسُوع: «أَلوَيلُ لَكُم، أَيُّها الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ المُراؤُون! لأَنَّكُم تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاواتِ في وَجْهِ النَّاس، فلا أَنْتُم تَدْخُلُون، ولا تَدَعُونَ الدَّاخِلينَ يَدْخُلُون. أَلوَيلُ لَكُم، أَيُّهَا الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ المُراؤُون! لأَنَّكُم تَطُوفُونَ البَحْرَ والبَرّ، لِتُحَوِّلُوا وثَنِيًّا وَاحِدًا إِلى دِيَانَتِكُم، ومَتَى صَارَ يَهُودِيًّا، تُحَوِّلُونَهُ ٱبْنَ جَهَنَّم، ضِعْفَ مَا أَنْتُم عَلَيْه".

 

مَا بَالُكُم تَبْكُون، وتَحَطِّمُونَ قَلْبي؟ فأَنَأ مُسْتَعِدٌّ لا لِلقُيُودِ فَحَسْب، بَلْ لِلمَوْتِ في أُورَشَليمَ في سَبيلِ ٱسْمِ ٱلرَّبِّ يَسُوع

سفر أعمال الرسل21/من01حتى14/:"يا إِخوتي، أَقْلَعْنَا مِنْ مِيلِيتُسَ وَسِرْنَا سَيْرًا مُسْتَقيمًا إِلى جَزِيرَةِ كُوش، وفي ٱلغَدِ إِلى جَزِيرَةِ رُودُس، ومِنْهَا إِلى بَاتَرَة. ووَجَدْنَا سَفينَةً عَابِرَةً إِلى فِينِيقِيَة، فَصَعِدْنَا إِلَيْهَا وأَقْلَعْنَا. ولَمَّا ظَهَرَتْ لَنَا قُبْرُس، تَرَكْنَاهَا عَنْ يَسَارِنَا، وتَابَعْنَا بِٱتِّجَاهِ سُورِيَّا، وَنَزَلْنَا في صُور، حَيْثُ كَانَ عَلى ٱلسَّفينَةِ أَنْ تُفْرِغَ حُمُولَتَهَا. وَوجَدْنَا ٱلتَّلامِيذَ هُنَاك، فَأَقَمْنَا عِنْدَهُم سَبْعَةَ أَيَّام. وكَانُوا يَقُولُونَ لِبُولُس، بِوَحْيٍ مِنَ ٱلرُّوح، أَلاَّ يَصْعَدَ إِلى أَورَشَليم. ولَمَّا قَضَيْنَا تِلْكَ ٱلأَيَّام، خَرَجْنَا، وَسِرْنَا، وكَانَ ٱلتَّلامِيذُ كُلُّهُم مَعَ ٱلنِّساءِ وٱلأَولادِ يُشَيِّعُونَنَا إِلى خَارِجِ ٱلمَدِينَة. فَجَثَوْنَا عَلى ٱلشَّاطِئِ وَصَلَّيْنَا. ثُمَّ وَدَّعْنَا بَعْضُنَا بَعْضًا، فرَكِبْنَا نَحْنُ ٱلسَّفينَة، وعَادُوا هُم إِلى بُيُوتِهِم. وَمِنْ صُورَ وَصَلْنَا في نِهَايَةِ ٱلرِّحْلَةِ إِلى بُتُولِمَايِس (أَي عَكَّا)، فَسَلَّمْنَا عَلى ٱلإِخْوَة، وَأَقَمْنَا عِنْدَهُم يَوْمًا واحِدًا. وفي ٱلغَد، خَرَجْنَا فَذَهَبْنَا إِلى قَيْصَرِيَّة، وَدَخَلْنَا بَيْتَ ٱلمُبَشِّرِ فِيلِبُّس، أَحَدِ ٱلسَّبْعَة، وأَقَمْنَا عِنْدَهُ. وكانَ لهُ أَرْبَعُ بَنَاتٍ عَذَارَى يتَنَبَّأْنَ. وأَقَمْنَا عِنْدَهُ عِدَّةَ أَيَّام، فنَزَلَ مِنَ ٱليَهُودِيَّةِ نَبِيٌّ ٱسْمُهُ أَغَابُوس.

وجَاءَ إِلَيْنَا، فَنَزَعَ حِزَامَ بُولُس، وقَيَّدَ بِهِ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْه، وقَال: «هذَا مَا يَقُولُهُ ٱلرُّوحُ ٱلقُدُس: إِنَّ صَاحِبَ هذَا ٱلحِزَامِ سيُقَيِّدُهُ ٱليَهُودُ هكَذَا في أُورَشَليم، ويُسْلِمُونَهَ إِلى أَيْدِي ٱلوَثَنِيِّين». ولَمَّا سَمِعْنَا ذلِكَ، أَخَذْنَا نتَوَسَّلُ إِلَيهِ نَحْنُ وَٱلإِخْوَةُ في قَيْصَرِيَّة، أَلاَّ يَصْعَدَ إِلى أُورَشَليم. حِينَئِذٍ أَجَابَ بُولُس: «مَا بَالُكُم تَبْكُون، وتَحَطِّمُونَ قَلْبي؟ فأَنَأ مُسْتَعِدٌّ لا لِلقُيُودِ فَحَسْب، بَلْ لِلمَوْتِ في أُورَشَليمَ في سَبيلِ ٱسْمِ ٱلرَّبِّ يَسُوع». ولَمَّا لَمْ يَقْتَنِعْ سَكَتْنَا، وقُلْنَا: «لِتَكُنْ مَشيئَةُ ٱلرَّبّ!».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

قيادات وأحزاب مارونية غير جديرة بمواقع القيادة

الياس بجاني/05 آب/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=57662

ما لم نعرف كشعب ما هي المشكلة فلن نتمكن من مقاربتها والتعامل معها.

نحن كموارنة تحديداً تكمن مشكلتنا حالياً في أن غالبية القيادات والأحزاب المارونية قد تعبت ورضخت للأمر الواقع الإحتلالي وغلبت المصالح الخاصة من نفوذ ومال وعزوة وأحقاد على السيادة والدستور وحتى على الوجود والهوية والتاريخ والكرامات..

والأخطر أنها بوقاحة وجحود ونرسيسية تستهين بدماء الشهداء وتقفز فوقها تحت حجج وهرطقات بالية من مثل الواقعية وربط النزاع وعدم الرغبة في “الإنتحار” كما أفتى بوق عكاظي من الأبواق الإعلامية الشاردة.

إن حزب الله الذي يحتل لبنان ورغم كل سلاحه وعدد عسكره وترسانة صواريخه هو بالواقع وعملياً ليس قوياً كما يصورنه ويسوّقون له..

ولكن القيادات المفترض أنها سيادية واستقلالية من كل الشرائح اللبنانية هي الواهنة والضعيفة والمستسلمة والغبية على الأكيد الأكيد..

وغالبية القيادات والأحزاب المارونية هي في مقدمة المستسلمين والمحبطين والفاقدين للإيمان والرجاء.

في الخلاصة فإن بداية رحلة الخلاص من الاحتلال تبدأ أولاً في تحرير الذات من الخوف والأنانية والتبعية والغنمية،

ومن ثم في إنتاج قيادات جديدة غير الحالية الغبية والإسخريوتية والذمية ..

وهنا مرة أخرى، وبما يخصنا كموارنة.. نعني غالبية القيادات المارونية تحديداً.

إن مجد لبنان لن يعطى لأي محتل مهما تجبر وتكبر وظلم وانفلش على الأرض اللبنانية..

وعلى الأكيد لن يعطى هذا المجد لحزب الله الذي لا يمت للبنان الرسالة، ولا لثقافة اللبنانيين الحضارية، ولا ولمبدأ التعايش بصلة.

إن مجد لبنان أعطى للكنيسة المارونية وللموارنة..

بما معناه أنهم هم حراس الهيكل والسيادة والدستور والاستقلال والهوية والتعايش على خلفية ثقافة لبنان الرسالة، والمحبة والعدل والمساواة والانفتاح والحريات والديموقراطية.

ولأن غالبية قيادتنا المارونية اليوم هي في حالة من الضياع والغباء والجهل والغرق في أوحال الذمية..

فقد تمادى الاحتلال في غيه وإرهابه وسطوته وبات يتحكم بالدولة وبكل مؤسساتها.

المطلوب من الموارنة أن ينتجوا قيادات مارونية فكراً وثقافة وإيماناً ليستعيدوا دورهم الريادي والإستقلالي، وذلك ليستردوا المجد الذي أعطي لهم وغالبية قياداتهم وأحزابهم ورعاتهم ضيعوه وتخلوا عنه.

نحن الموارنة اليوم بحاجة ماسة لقيادات وطنية مخلصة وشجاعة من خامة بشير وأبو أرز وشمعون وصفير، وذلك على سبيل المثال لا الحصر.. ومن طينة كل من كان مثلهم وعلى مثالهم من كبارنا ورعاتنا وما أكثرهم

إن شعبنا معطاء وقادر وفيه الكثير من هؤلاء الرجال…الرجال.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

مسرحية وكذبة حرب جرود عرسال هي محلية وأهلية بأهلية

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة/مسرحية وكذبة حرب جرود عرسال هي محلية وأهلية بأهلية/06 آب/17/اضغط هنا

http://al-seyassah.com/%d9%85%d8%b3%d8%b1%d8%ad%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d9%83%d8%b0%d8%a8%d8%a9-%d8%ad%d8%b1%d8%a8-%d8%ac%d8%b1%d9%88%d8%af-%d8%b9%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d9%84-%d9%87%d9%8a-%d9%85%d8%ad%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a3/

 

مسرحية وكذبة حرب جرود عرسال هي محلية وأهلية بأهلية

الياس بجاني/05 آب/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=57657

إن ما جرى في “صفقة جرود عرسال”، وبعدما ظهر ما ظهر من حقائق ووقائع صادمة وغير قانونية وهرطقية ومعظمها تم عرضه على شاشات التلفزيونات، يتبين أن الأمر مسرحي برمته وهو مجرد تمثيلية لا أكثر ولا أقل.

يسأل البعض من أصحاب الإيمان بالدولة وبالدستور وبالحق والعدل، يسأل أين هي الدولة من كل ما يجري.. وأين هم الحكام وأين هي المؤسسات؟

والجواب بسيط ومعروف لمن عنده بصر وبصيرة، وهو أنه في ظل الاحتلال لا وجود للدولة ولا دور لمؤسساتها ولا سلطة لحكامها..

ولبنان للأسف هو بلد محتل ودولته عاجزة ومكبلة ومصادر قرارها، وفي أحسن الأحوال مغلوب على أمرها.

عملياً فإن المحتل هو من يقرر في كل صغيرة وكبيرة، وهو من يُصدِّر الفرمانات وهو من يوزع الأدوار…

والدولة ومن فيها من كبيرهم حتى صغيرهم ينفذون أما راضين أو مرغمين لا فرق، ومن لا يخضع يتم إخراجه ووسائل الإخراج متنوعة وباتت معروفة للقاصي والداني.

في صفقة جرود عرسال شرِّعت أبواب السجون على مصراعيها وطعن القانون بخناجر مسمة وتم اخرج محكومين كبار وذلك غب املاءات المحتل.

وبالعودة إلى مجريات الصفقة “الفضيحة” فإن خاتمتها جاءت استنساخاً لخاتمة ملف حرب نهر البارد حيث يومها اختفى شاكر العبسي ومعه كل أركان حربه..

نعم انها عملية استنساخ وإن كان السيناريو هذه المرة تم إخراجه بأسلوب متجدد حيث أن المحتل بات أقوى ونفوذه أكبر وأوسع انتشاراً في حين أن من ينفذون أوامره لم يعد لهم حتى حق السؤال بعد أن ارتضوا بالشرط والضوابط التي أوصلتهم إلى حيث هم.

من هنا فإن العلة الأساس هي الاحتلال وما دمنا لا نعترف بها ونقر بواقعها فلن نتمكن من علاجها.

السؤال الحتمي والملح هو إلى متى سوف تستمر هرطقات الاستهزاء بعقول وذكاء اللبنانيين، وإلى متى يستمر تحكم الدويلة بالدولة؟

والجواب أيضاً هو نفسه..لا نهاية للحال الحالي المذري هذا بغير نهاية الاحتلال.

أما المهللين والمبجلين لبطولات وتضحيات وعبقرية حزب الله من ربع الحكام والمرجعيات الدينية والحزبية والسياسية، فهؤلاء جميعاً في مفهوم الدستور والقانون شركاء كاملين ومتكافلين ومتضامنين مع حزب الله ومع مرجعيته الإيرانية ومع النظام الأسدي في خطيئة استغباء اللبنانيين وفي تفكيك كل ما تبقى من هيكلية مؤسسات الدولة..

إنه وفي المفهوم الاستقلالي والدستوري والسيادي فإن “النصرة” وأقرانها كما حزب الله وداعش وكل إخوانهم وأخواتهم من المنظمات والجماعات المسماة أصولية وجهادية وإرهابية والتي تم تفقيسها في الحاضنات الإيرانية والسورية هي واحدة في مرجعيتها وأجندات أصحابها..

وبالتالي فإن مسرحية حرب جرود عرسال كانت بين مجموعات أصولية مصنفة إرهابية ونقطة على السطر.

يبقى إن فضيحة مسرحية حرب جرود عرسال تُسخًف وتعري صدق ووطنية وشعارات وحروب كل جماعات الممانعة، وكذلك تفضح ادوار ومهمات وإسخريوتية المهللين والنافخين في أبواق حزب الله من غالبية أطقم السياسيين التجار ومعهم غالبية حكامنا وأحزابنا والرعاة من الكتبة والفريسيين..

في الخلاصة لبنان بلد محتل ولا خلاص من هذا الإحتلال قبل الاعتراف بهذا الواقع الإحتلالي ومن ثم العمل الجدي على الوقوف بوجهه على كافة المستويات وبكل الوسائل المشروعة بهدف التخلص منه وإلا فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الياس بجاني: لا مكان للقاضي الشريف شكري صادر في زمن الإحتلال والتبعية/موقع النشرة: هكذا طار شكري صادر من رئاسة مجلس شورى الدولة

اليس بجاني/06 آب/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=57696

في أسفل تقرير يفضح خطيئة الإنتقام الحكومي من القاضي شكري صادر.

القاضي شكري صادر رجل صادق وشريف تآمرت عليه القوى الحاكمة لأنه نظيف الكف ويقوم بواجباته بعدل وعملاً بالقانون. الغريب في التآمر أن يكون الرئيس سعد الحريري من بين الذين انتقموا من القاضي الشريف في حين أنه كان مهندس المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي أوكل لها ملف اغتيال والد الرئيس سعد الحريري.. الرئيس رفيق الحريري. إنه زمن جحود فعلاً.

 

هكذا طار شكري صادر من رئاسة مجلس شورى الدولة

موقع النشرة/06 آب/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=57696

أن ينقل مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة القاضي شكري صادر من رئاسة مجلس شورى الدولة الى رئاسة غرفة في محكمة التمييز قبل سنة وأربعة أشهر من بلوغه سن التقاعد، ويعين القاضي هنري خوري خلفاً له على رغم أن الأخير سيتقاعد أيضاً بعد سنة وستة أشهر فقط، لخطوة لا يمكن إلا التوقف عندها لفهم خلفيات القرار الذي أثار موجة من التساؤلات عن توقيته المفاجئ، والذي لم يبرره كما يجب وزير العدلسليم جريصاتي. وفيما تجزم أوساط وزير العدل ان "القاضي صادر لم يقترف أي مخالفة ولو إقترف لكان القرار بتحويله الى التفتيش القضائي، لا بنقله الى منصب يوازي منصبه" تؤكد أن " مجلس الوزراء له الحق بالتعيين، ولا يمكنه أن يتخلى أو يتنازل عن هذا الحق لأي سلطة أخرى، كما أنه لا يجب أن يتوقف عن ممارسته وإستعماله".

في المقابل، تتحدث أوساط وزارية عن توافق شبه كامل على طاولة مجلس الوزراء أطاح بالقاضي صادر.

توافق سببه القرارات القضائية التي أصدرها الرئيس السابق لمجلس شورى الدولة في أكثر من ملف، وأزعجت القوى السياسية التي تملك القرار داخل الحكومة، وخير دليل على ما تقدّم، كيف أن التوافق على تطيير صادر جمع وزراء رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر ووزراء حركة أمل وتيار المستقبل وحزب الله كما أنه لم يدفع وزراء القوات للإعتراض عليه. فقط الإعتراض الوحيد جاء من الوزيرين مروان حماده ويوسف فنيانوس.

وفي تفسير لهذا التوافق الواسع على تطيير صادر، ترى أوساط قضائية متابعة أن "صادر أزعج بقراراته الصادرة في ملف مستشفى البوار الحكومي فريق التيار الوطني الحر، وتحديداً عندما إعتبر أن مجلس الإدارة الذي يرأسه الدكتور شربل عازار قانوني، ويجب أن يتسلم زمام إدارة المستشفى من اللجنة الإدارية التي عينها وزير الصحة السابق وائل أبو فاعور خلافاً للقانون برئاسة الدكتور أندريه قزيلي، وهو الحزبي الملتزم في التيار والذي سبق له أن ترشح في الإنتخابات الحزبية الأخيرة الى منصب منسق قضاء كسروان–الفتوح".

الأوساط القضائية عينها تعتبر أن "قرارات صادر التي سلطت الضوء على مخالفات مشروع في الرملة البيضاء محسوب على حركة أمل، إضافة الى قراراته التي أوقفت تنفيذ كل القرارات التي إتخذها وزير الزراعة غازي زعيتر بحق مدير عام التعاونيات غلوريا أبو زيد لعدم قانونيتها، أزعجت كثيراً حركة أمل وجعلتها تصوت مع تطييره في الجلسة الأخيرة.

أما تيار المستقبل، فله من القاضي صادر الكثير من القرارات التي لم تعجب وزراءه، وعلى رأسها تلك التي سلطت الضوء على مخالفات مناقصة الميكانيك التي وضعها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الأدراج وباتت بحكم الملغاة، بعدما فازت بها شركة SGS التي تردد أن مقاول "المستقبل" الشهير هشام عيتاني يقف وراءها، أضف الى أن القاضي صادر كان ينظر قبل تطييره بقرار وزير الإتصالات جمال الجراح، الذي أعطى بموجبه إحدى الشركات حق تمديد شبكات الفايبر أوبتيك في المسالك الهاتفية التابعة لوزارة الإتصالات، وفيه إرتكب حوالى 20 مخالفة للدستور وقانون الإتصالات والمراسيم الإشتراعية وقانون المحاسبة العمومية، وكان من المستحيل على مجلس شورى الدولة ألا يلغي قرار الجراح" تختم المصادر القضائية المتابعة. إذاً هكذا برّر وزير العدل قرار نقل صادر الى محكمة التمييز، وهكذا فسّرت الأوساط القضائية القرار، والحكم على التبرير والتفسير يبقى للرأي العام.

 

فيديو من قناة أورينت للقاء خاص مع نوفل ضو يتناول خلاله بسيادية وشجاعة ومعرفة كل الملفات التي يختلف قادة لبنان وأحزابه والشعب على مقاربتها والتعامل معها وفي مقدمها الإحتلال الإيراني واخطاره وما يسمى انتصارات لحزب الله وربط نزاع وواقعية/06 آب/17/اضغط هنا

http://eliasbejjaninews.com/?p=57703

https://www.youtube.com/watch?v=Lx04rIXjc34&feature=youtu.be

 

تَكفيريٌ أنا

يوسف "رامي" فاضل/فايسبوك/06 آب/17

تَكفيريٌ أنا وأمارس خطيئةَ التفكير وأحلم بالإصلاح والتغيير. إرهابيٌ أنا لأني أريدُ التعبير! ولأني أنتمي إلى الحريّة فلا مشكلة عندي بتهمة التكفير! امبرياليٌّ صهيونيّ التحاليل ولي في الخيانة التاريخ الطويل. خائنٌ لأني لا أخضعُ للتضليل! لأن قلمي لا يعرف التكبيل! ولأني أعشق الحريّة

فأنا مواطنٌ برتبةِ عميل!

 

د.فارس سعيد: الى الرؤساء: لم يدرك من يحتفل بحزب الله وانتصاراته انه يسلم لبنان الى الحرس الثوري الايراني. مسؤولية العماد عون والرئيس الحريري تاريخية.. استقيلوا.

د.فارس سعيد/تويتر/06 آب/17

*لم يدرك من يحتفل بحزب الله وانتصاراته انه يسلم لبنان الى الحرس الثوري الايراني؟ مسؤولية العماد عون والرئيس الحريري تاريخية.. استقيلوا.

*انتصار الجيش على الاٍرهاب انتصار وطني بامتياز. انتصار حزب الله على الاٍرهاب انتصار مذهبي. الجيش يحمي لبنان.

*كتب مصطفى فحص في "عكاظ" عن ذميّة الموارنة في زمن ايران. أقول للصديق مصطفى: تنازع الموارنة تياران واحد أقلوي وآخر شجاع..لا تخاف الموارنة شجعان.

*أذكر الصديق مصطفى ان تحالف الأقليات إختراع صهيوني مارسه حافظ الاسد واليوم الحرس الثوري الايراني. الموارنة احرار لبنانيون عرب والخائف خائف.

*المقال عن الذمية ليس لمصطفى فخص للتوضيح.

*اعتذر من مصطفى فحص لاني اعتقدته كاتب مقال عن ذمية الموارنة.

*الى الصديق احمد عدنان: ليس كل الموارنة خائفون. افتخر بمارونيتي ولبنانيتي وعروبتي.

*إبقاء الاسد بفضل لعبة الامم مرحلية. المنطقة رجراجة تنام على شيء وتستفيق على شيء.املنا بعالم عربي انساني لا ينتهي.

*الى الرؤساء: أنقذوا لبنان من خلال تطبيق ال١٧٠١ على الحدود مع سوريا وإذا تعذٌر الأمر ألغوا ال١٧٠١ في الجنوب وسلّموا الحرس الثوري حماية لبنان.

*الجيش اللبناني شريك المجتمع الدولي جنوبي الليطاني وفقا ل١٧٠١ ويعرض عليه حزب الله شراكة الحرس الثوري شمال الليطاني. إرفعوا ايديكم عن الجيش.

*مصلحة حزب الله التهدئة مع اسرائيل ويسمح للجيش شراكة ال١٧٠١ في الجنوب. مصلحته في حدود مفتوحة مع سوريا ويرفض ١٧٠١شرقا وشمالا..فلنلغي ال ١٧٠١.

*لمن يشن حملة ضد ال١٧٠١ على الحدود مع سوريا سنطالب بإلغائه على الحدود الجنوبية طالما حزب الله برهن انه يملك فيلة ويقوده هنيبعل بذاته.

*حزب الله يريد ال١٧٠١ مع اسرائيل ويرفضه مع سوريا. أفضل إلغاؤه ما دام الحزب حامي لبنان.

*نتائج عرسال: في لبنان جيشين ومرشد الجمهورية يقرّر والجمهورية تتبع وتنسيق لبناني مع نظام قاتل. تخلّي دولي وعربي عن دولة يحكمها حزب الله.

*نسبت احدى الصحف صدور منشور إلكتروني باسم"تقدير موقف" لإحدى الشخصيات المعارضة نطالب برفع السريّة الصحفية عن الاسم ونريد دعم من ينشر التقرير.

*الجيش ليس بحاجة لمؤازرة حزب الله او النظام السوري في حربه ضد الاٍرهاب هو قادر ودعم المجتمع الدولي له مُقدَّر.

 

التفاهة درس يجري تلقينه لكل أتباع إيران

حارث سليمان (عن الفيسبوك) 6 أغسطس، 2017

ما أن تنتقد ايران بالارقام والوقائع او فيلق الفتنة المذهبية المسمى تعمية بالقدس حتى تكون تهمة واحدة متكررة من كل الجماعة ؛ انت حاقد، هذا حقد. كيف اكتشفت الحقد مثلا، باي ميزان تقيسونه، ترددون كلاما جرى تلقينكم اياه دون ان تتبصروا، نعطيكم ارقاما ناقشونا فيها اذا كانت صحيحة ام لا، ناقشوا أراءنا اذا كانت صائبة ام لا، ام ان تتدعوا معرفة عواطفنا وتاريخ تطورها ودوافعنا النفسية ثم تسنتجوا اننا حاقدون على ماذا يا اعلام فرويد وكيف اختبرتم ذلك. التفاهة درس يجري تلقينه لكل اتباع ايران.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 6/8/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

صوت المدفعية لم يهدأ في السلسلة الشرقية، وقد حقق الجيش اللبناني انجازات بالسيطرة على تلتين استراتيجيتين في جرود رأس بعلبك. فيما الصوت الداخلي بقي موحدا على الاشادة بأهمية انجازاته، مضافا إليه صدى الاشادة الايرانية بما تحقق في الجرود، على لسان الرئيس الايراني خلال استقباله الرئيس نبيه بري الذي أجرى محادثات معمقة مع كبار المسؤولين الايرانيين، وقد سمع اشادة من الرئيس روحاني بدوره على مستوى لبنان وفي تعزيز العلاقات الثنائية.

وفي ذكرى مصالحةالجبل، جاءت مشاركة رئيس الجمهورية إلى جانب البطريرك الراعي في قداس سيدة التلة، لتعطيها زخما تاريخيا وسياسيا، فيما غرد النائب جنبلاط مشيدا بمشاركة الرئيس العماد عون والكاردينال الراعي بالمناسبة. ولاحقا عرج جنبلاط على مطرانية بيت الدين وألقى التحية على البطريرك الراعي وعلى جميع المشاركين في حفل الغداء التكريمي، معتذرا لعدم مشاركته في احتفال قصر الأمير أمين.

في الخارج، الجيش السوري يستعيد آخر مدينة يسيطر عليها تنظيم "داعش" في حمص. فيما برز دوليا اجتماع عقد بين وزيري خارجية الولايات المتحدة وروسيا، هو الأول من نوعه بين الجانبين، بعد اقرار العقوبات الأميركية على روسيا الثلاثاء الماضي. ولوحظ تأكيد لافروف استمرار الاتصالات مع الأميركيين بشأن الوضع في سوريا، مشيرا إلى صعوبة العمل على انشاء مناطق وقف التصعيد في ادلب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

تلتان استراتيجيتان في الجرود الشرقية، باكورة استعدادات إعادة الجرود المحتلة إلى حمى الجيش اللبناني.

سيطرة الجيش على تلتي ضليل الأقرع في جرود رأس بعلبك- الفاكهة وقلعة الزنار شمال عرسال، تمت بعد استهداف دقيق بالمدفعية والقذائف الصاروخية مواقع ارهابيي "داعش" وطردهم منها. وتقول مصادر عسكرية للـ NBN ان تلة ضليع تعتبر واحدة من أهم التلال المشرفة على المواقع الأمامية ل"داعش".

عمليا، الجيش يقترب من المعركة، أما اعلان ساعة انطلاقتها فمتروك له، وهو خاضع للمواقيت التي يحددها وفق حركة التحضيرات الجارية منذ أكثر من أسبوع، ووفق التكتيكات العسكرية التي سيتبعها مع بداية التحرك وخلال مساره.

وإذا كان عيد سيدة التلة، وعيد التجلي لدى الطوائف المسيحية، قد حفل جبلا بالمناسبات الدينية، حيث حضر الرئيس ميشال عون قداسا ترأسه البطريرك الراعي غرد له النائب وليد جنبلاط مرحبا بعون، كما حفل أيضا بذكرى المصالحة في الجبل التي حضرها الراعي، وغاب عنها جنبلاط تاركا الحضور لنجله تيمور والكلام للنائب مروان حمادة، مع تغييب للرئيس أمين الجميل عبر عن الاستياء بشأنه نجله سامي، شهدت على كلام لا يخلو من الغمز الناقد للمقاومة والوصاية والمغامرة، فإن هذا اليوم المبارك لم يحجب التبريكات المستمرة بانتصار الجرود، والتي يتردد صداها من طهران لليوم الثالث من زيارة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، حيث التقى اليوم الرئيس الايراني حسن روحاني الذي اعتبر ان الانتصارات التي يحققها لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته، سواء على الكيان الصهيوني أو على الارهاب، جعلته في مكانة كبيرة ويحسب له ألف حساب في المنطقة، والرئيس بري الذي أكد بدوره على أهمية الانتصار، شدد على الوحدة الوطنية والمقاومة والجيش في صنع الانتصارات سواء على اسرائيل أو على الارهاب.

باختصار، فإن نهاية الأسبوع تقفل على أجواء ارتياح أقله لناحيتي ما يحققه الجيش في رأس بعبلبك والقاع والفاكهة، وما تعنيه مصالحة الجبل من تكريس اعادة اللحمة إلى ما فرقته الحرب وجلبت له المآسي والويلات.

يبقى ان يحمل الأسبوع الطالع الكثير من الانتصارات والقليل من المناكفات في بعض الملفات التي لا تحتمل المماطلة، وفي مقدمها بت موضوع سلسلة الرتب والرواتب التي تنتظرها الطبقتان الوسطى والفقيرة منذ ما يزيد على العشر سنوات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

لم تعلن ساعة الصفر بعد، وموعد اعلانها غير مكشوف، ولكن المعالجات الميدانية ضد "داعش" في جرود القاع ورأس بعلبك بدأت.

تكتيك شد الخناق وتشتيت الارهابيين، يترجمه الجيش اللبناني تقدما موضعيا باتجاه تثبيت المواقع لانطلاق عملية التطهير. المصادر العسكرية تحدثت ل"المنار" عن محاولات ميدانية لكشف مراكز الارهابيين والامساك بممراتهم ومعابرهم، والهدف منعهم من الهروب ووصول الدعم إليهم.

وبمزيد من الدعم، تحظى دعوة الأمين العام ل"حزب الله" للتنسيق بين الجانبين اللبناني والسوري في هذه المعركة، تقليصا لوقتها وتحقيقا لانتصار كامل على "داعش".

وبينما يحاصر التنظيم الارهابي في سلسلة لبنان الشرقية، أصبح وضعه في البادية السورية حرجا جدا مع خسارته أهم معاقله في مدينة السخنة. في النتائج، انجاز كبير جدا يوضع في سلة الجيش السوري والحلفاء، فيما خيارات الارهابيين تصبح ضيقة جدا بعد تقطع خطوط الامداد بين أرياف المحافظات المحيطة، وخنقها أكثر فأكثر نحو محافظة دير الزور.

بالطريقة نفسها تضيق أنفاس العدوان السعودي في اليمن، جراء صمود الجيش واللجان الشعبية رغم الحصار الجائر المفروض على ملايين الأبرياء. وما يسطره الجيش واللجان من انجازات خلف خطوط العدوان في نجران السعودية، تحت المجهر الميداني وأمام كاميرا "المنار" التي تمكنت من الوصول إلى المواقع السعودية المنهارة. ومن هناك أعد مراسلنا سلسلة تقارير يبدأ عرضها بدءا من اليوم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

إنه يوم الجبل بامتياز، فمن دير القمر إلى بيت الدين، توزع المشهد والعنوان واحد: مصالحة الجبل.

في الدير أولا، حضر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وشارك في قداس ترأسه البطريرك الراعي في كنيسة سيدة التلة على نية المصالحة. وفي بيت الدين احتفال حول وثائقي عن الجبل، شارك فيه البطريرك إلى النائب جورج عدوان والنائب مروان حمادة الذي مثل النائب جنبلاط بعدما اعتذر في الدقائق الأخيرة. والسؤال: هل صحيح ان اعتذار النائب جنبلاط هو لأسباب صحية، أم لأنه لم يشارك في قداس دير القمر ففضل التغيب عن المناسبتين؟.

توازيا، يستكمل الجيش اللبناني استعداداته لخوض معركة استئصال الارهابيين في جرود رأس بعلبك والقاع، وهو سيطر لهذه الغاية على تلتين استراتيجيتين في جرود رأس بعلبك، وذلك لتضييق الخناق أكثر فأكثر على مراكز "داعش". أما بالنسبة إلى المفاوضات غير المباشرة الجارية، فلا معلومات دقيقة بشأنها، وإن كانت التوقعات تشير إلى صعوبة تحقيقها خرقا واضحا لسببين، الأول ان تنظيم "داعش" غير "النصرة"، وهو لا يؤمن بالتفاوض بل بالقتال حتى اللحظات الأخيرة. والثاني وجود ملف متفجر مع "داعش" يتعلق بمصير العسكريين المخطوفين لديها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

مع مطلع الأسبوع الثاني من شهر آب، يبدو أن الأمور عادت إلى معادلة السلسلتين: الرتب والرواتب والبقاع الشمالي. وفي الاثنتين تريث من أجل استكمال التحضير، بهدف تحقيق المصلحة اللبنانية العليا. وفي السلسلتين ثوابت لا يمكن التمايز حيالها، اما الترجمة العملية فتبقى للأيام المقبلة.

أما في الجبل، الذي زاره رئيس الجمهورية اليوم من بوابة سيدة التلة، فالمصالحة ثابتة، أما التنافس فمشروع، ولكن ضمن ضوابط الديموقراطية والقانون والميثاق والأخلاق.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

سجلوا في دفتر الفضائح، فضيحة جديدة اصطلح على تسميتها "الأدوية السرطانية الفاسدة ومنتهية الصلاحية" بطلتها منى بعلبكي، ويبدو انها اتخذت قرارا بتسمية، وربما بتوريط من كان أعلى منها رتبة، والقرار من شأنه أن يكشف كل الأسماء، وهذا ما يعطي مجالا للقضاء للتحرك بخيارات واسعة، باستثناء خيار اللفلفلة. فهل تكون منى بعلبكي في أدوية السرطان، كرنا قليلات في بنك المدينة؟.

يبدو ان الفضائح في لبنان لا يكفيها دفتر، إنها بحاجة إلى مجلدات، ولكن ما يؤسف له أن ما من فضيحة وصلت إلى الخواتيم التي يجب ان تصل إليها. رنا قليلات في البرازيل، وملف بنك المدينة على الرف. منى بعلبكي في بيروت، فهل يعني هذا الوجود شيئا بالنسبة إلى القضاء للتوسع في التحقيق؟. فرح القصاب في القبر، ولكن أين أصبحت قضيتها؟، هل ستدخل في غياهب النسيان كما حصل بالنسبة إلى بنك المدينة؟.

إذا كانت العدالة في لبنان منسية، فإن القضاء في لبنان يسبب أحيانا النسيان، والعدالة المتأخرة لا تعود تجدي نفعا.

اليوم، بماذا يرد وزير الصحة الأسبق محمد جواد خليفة الذي كان يتولى حقيبة الصحة أثناء عمل منى بعلبكي في مستشفى رفيق الحريري الحكومي؟، هذا ما سيرد في سياق النشرة.

أما قبل ذلك، فإن ميدانيات جرود القاع ورأس بعلبك تؤشر إلى "تحمية" لكنها لا تؤشر إلى ان ساعة الصفر قد دنت، وما جرى اليوم هو من باب تثبيت مواقع للجيش اللبناني.

أما في ملف ذكرى مصالحة الجبل فقد شابه عيب بعض المقاطعات، ما يعني ان الحسابات الإنتخابية بدأت تدخل عنصرا مؤثرا في أي خطوة سياسية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

هل انطلقت عاصفة تحرير جرود رأس بعلبك والقاع، أم أن الجيش يتبع إستراتيجية القضم ومحاصرة مواقع تنظيم "داعش" الإرهابي عبر القصف المدفعي والصاروخي، قبل تحديد ساعة الصفر لإنطلاق المعركة الحاسمة؟.

السؤال يأتي على خلفية القصف المتقطع الذي قامت به وحدات الجيش على مدى اليومين الماضيين وفي الساعات القليلة الماضية، مستهدفة مواقع الإرهابيين، والسيطرة عل بعض التلال.

وبانتظار ما ستؤول إليه الأوضاع الميدانية في الجرود، وسط اصطفاف المواطنين وراء جيشهم في مواجهة الارهابيين، كان اللبنانيون يؤكدون في الذكرى السنوية السادسة عشرة للمصالحة التاريخية التي جرت في الجبل، على أهمية التلاقي واعادة اللحمة، وتدعيم العيش المشترك، وذلك خلال قداس ترأسه البطريرك الماروني، بحضور رئيس الجمهورية ميشال عون، وبغياب النائب وليد جنبلاط الذي رحب برئيس الجمهورية عبر "تويتر" قائلا: أهلا وسهلا بالرئيس ميشال عون في الشوف، في دير القمر، وفي عيد سيدة التلة.

أما البطريرك الراعي، فرأى أن مصالحة الجبل تحتاج إلى استكمال ومتابعة بالعيش معا، وتوفير مستلزمات البقاء لأهل الجبل في أرضهم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

بين دير القمر وبيت الدين، تنقلت الدولة محتفية ببلوغ مصالحة الجبل ذكراها السادسة عشرة. ومن باب المصالحة دخل رئيس الجمهورية إلى الشوف، وشق طريقه إلى كنيسة سيدة التلة، وهناك علت الهتافات المؤيدة وارتفعت اللافتات المرحبة، حيث حضر عون حضر الوكيل، وحين غاب عون حضر الأصيل.

حرارة الاستقبال أصابت النائب وليد جنبلاط بالصداع، وإن قال في مقابلة حصرية مع "الجديد" إنه لم يحضر قداس سيدة التلة ليس تفاديا للقاء عون، بل لأنه غير مرتاح ويعاني صداعا شديدا. لكن جنبلاط وبشفاعة سيدة التلة، شفي من صداعه، فزار الكنيسة وقدم واجب الاعتذار، وهناك حيث وقف وحيدا وجه تحية، عبر "الجديد"، إلى باني المصالحة البطريرك صفير وإلى الراحل سمير فرنجية.

عز اللقاء في دير القمر، لكن وعلى مقياس تقلبات جنبلاط المعهودة، قد نراه يقوم بزيارة "رد الرجل" إلى بعبدا، على قاعدة "قد أتاك يعتذر لا تسله ما الخبر".

المصالحة التي تمت منذ ستة عشر عاما، لم تكرس بعودة المهجرين إلى قراهم، والاحتفالية تحولت إلى ما يشبه الفولكلور السنوي. وفي عظته وضع الراعي الإصبع على جرح المؤسسات النازفة هدرا وفسادا، وسدد خطى رئيس الجمهورية الذي سبقه إلى الشكوى من "كبير الفاسدين".

والفساد بالفساد يذكر، فمن دارة الرئيس عصام فارس في عكار، قال وزير الدفاع يعقوب الصراف عن حقوق العسكريين في سلسلة الرتب والرواتب: لو أمكنني تجيير أموال الهدر إلى الجيش سأكون مسرورا، وإذا أمكنني إعطاء الضعف إلى المتقاعد وأسحبهم من أحد حيتان المال أو الفاسدين، فلن أقصر. كذلك دعا إلى عدم الضغط على الجيش اللبناني من خلال توجيه الانتقادات والتوجيهات، وقال: دعوا الجيش يقوم بمهماته ويقرر ما يريد عمله، فالقرار السياسي اتخذ في الحكومة أما القرار التنفيذي فيعود إلى قيادة الجيش.

كلام الصراف تزامن واستمرار المعركة غير المعلنة على جبهة رأس بعلبك وجرود القاع، وهناك كانت مدفعية الجيش تدك مواقع إرهابيي "داعش"، تصيبها إصابات مباشرة وتوقع القتلى والجرحى في صفوفهم، ويستعيد جنوده مواقع كانت تحت سيطرة التنظيم الذي أصبح مطوقا من كل الجهات عند حدودنا، وما وراء حدودنا حيث عادت السخنة في البادية السورية نظامية، ومعها أصبحت محافظة حمص "صفر إرهاب". التطور الميداني قابله تغيير استراتيجي في سياسة الدعم العسكري الذي تقدمه الولايات المتحدة إلى المعارضة، وهي ربطت مواصلة دعم "الجيش السوري الحر" بعدم استخدامه السلاح الأميركي ضد النظام السوري، ورقة شرط جديدة عرت معارضة الفنادق التي تخلى عنها حلفاؤها لكنها في الأصل خانت نفسها بنفسها.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

روحاني مستقبلا بري: نهنئكم بانتصاركم على الإرهاب وأصبح للبنان مكانة كبيرة

الأحد 06 آب 2017 /وطنية - هنأ الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني لبنان بالإنتصار على الإرهاب في جرود عرسال. وقال خلال استقباله صباح اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري في القصر الرئاسي في طهران: "هذه الإنتصارات التي يحققها لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته أكان على الكيان الصهيوني أو على الإرهاب، جعلته في مكانة كبيرة، ويحسب له ألف حساب في المنطقة". بدوره هنأ بري روحاني بأدائه القسم لولاية جديدة، مشيدا "بهذه التظاهرة الدولية التي شهدتها طهران أمس والتي برهنت أن ايران غير محاصرة أو معزولة". وتوقف أمام "انتصارات شهر تموز أكان عام 2006 في حرب تموز على العدو الإسرائيلي أو عام 2017 على الإرهاب، مؤكدا على "الوحدة الوطنية اللبنانية والمقاومة والجيش اللبناني في صنع الإنتصارات أكان على اسرائيل أو على الإرهاب"، وقال: "عام 1978 احتلت اسرائيل جزءا من الجنوب وصدر القرار 425 الذي تقدمت به أصلا الولايات المتحدة الأميركية وانتظرنا 4 سنوات ولم تنسحب اسرائيل بل وصل شارون الى بيروت وقصفها ودمرها، فكان خيار المقاومة الذي أنشأه الإمام موسى الصدر". وإذ أكد "أهمية الإنتصار على الإرهاب في جرود عرسال"، قال: "ان هذا الإنتصار وحد اللبنانيين أكثر". وتطرق الى الوضع في المنطقة، معربا عن قلقه مما "يحاك للعراق وسوريا في اطار تقسيم المقسم". وأشاد بانتصار انتفاضة الشعب الفلسطيني في المسجد الأقصى والقدس، مشددا على الوحدة الفلسطينية، وقال: "عندما نسينا فلسطين أنسانا الله أنفسنا".

روحاني

وفي اللقاء شكر روحاني لبري زيارته "التي تجسد عمق علاقة المودة بين الشعبين الايراني واللبناني"، وقال: "نعلق أهمية كبيرة على دوركم في تعزيز وتقدم لبنان واستقراره، وفي توطيد العلاقات الإيرانية - اللبنانية، وهذا أمر مهم جدا لنا. وأضاف: "ان للشعب اللبناني مكانة مرموقة لدى الشعب الإيراني وهذه المحبة والعلاقة جسدها الإمام الصدر بين البلدين". وهنأ لبنان للانتصار على الإرهاب في جرود عرسال الذي يتزامن مع تاريخ الإنتصار على الكيان الصهيوني في حرب تموز 2006، وقال: "اننا مسرورون جدا للانتصارات التي يحققها لبنان لشعبه وجيشه ومقاومته، ولقد أصبح له مكانة كبيرة في المنطقة، ويحسب له ألف حساب". وأعرب عن تقديره للوضع في لبنان وعلى صعيد مسار عمل المؤسسات الدستورية، وقال لبري: "لا شك أننا نعلق أهمية كبيرة على دوركم باعتباركم شخصية مرموقة وموضع احترام وتقدير تجاه استقرار وتقدم لبنان، وكذلك تطوير علاقات التعاون بين ايران ولبنان". وأكد "وقوف ايران الى جانب الشعب اللبناني في مقاومته ضد الإرهاب والعدو الإسرائيلي"، وقال: "ان الوقائع برهنت ان ليس أمام الشعب اللبناني الا خيار المقاومة لمواجهة هذه الخطرين".

لقاء ظريف

والتقى بري وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وعرض معه للتطورات في لبنان والمنطقة على مدى أكثر من ساعة. ووجه ظريف التهنئة للشعب والجيش والمقاومة في لبنان للانتصار على الإرهاب، قائلا: "ان الشعب اللبناني يعطي دائما دروسا في المقاومة، وانه يمكن بالمقاومة أن ننتصر دائما على أعدائنا". ورد بري مهنئا ايضا الجمهورية الإسلامية الإيرانية بمناسبة أداء الرئيس روحاني القسم، ومشيدا بدعمها الدائم للمقاومة في لبنان وفلسطين. وبعد الظهر استقبل بري في مقر اقامته رئيس معهد العلاقات الدولية الإيرانية الدكتور كمال خرازي، ودار الحديث عن التطورات في المنطقة.

 

رداً على د. رضوان السيد: موقف “القوات اللبنانية”

06 آب/17/تحت عنوان “جعجع والفيدرالية النازلة من جرود عرسال”!، قرأت يوم الأحد الماضي مقال د. رضوان السيد، وأود الرد على ما ورد فيه. أولاً، “القوات اللبنانية” لم تعلن عن أي مؤتمر صحفي للدكتور سمير جعجع، كما ذكر الدكتور رضوان. وثانياً، لم يقل رئيس “القوات” إطلاقاً إنه “لو راجع المرء تصرفات وإنجازات حزب الله فيما بين مقاتلة إسرائيل ومقاتلة الإرهاب، فإن الحكم التقييمي على هذه الإنجازات يكون إيجابياً”، ونتحدى الدكتور السيد أن يُظهر لنا اين قال جعجع هذا الكلام، فيما كان أكد الدكتور جعجع أن (الخلاص من جيب “النصرة” على الحدود بين لبنان وسوريا، بالمطلق نعم نتيجته إيجابية. لكن يجب ألا نخلط هذا الموضوع مع مشكلة لبنان الأساسية، التي هي تأخر قيام دولة فعلية في لبنان، والذي يؤخر قيام دولة فعلية، هو وجود “حزب الله” بالشكل الذي هو فيه، ومصادرته القرار الاستراتيجي، وإذا أراد السيد حسن نصرالله أن يهدي اللبنانيين “شغلة بتحرز”، ليهد سلاحه إلى الجيش اللبناني، وينصرف للعمل السياسي)، وفي مجال آخر قال جعجع إن (ما قام به “حزب الله” يندرج في سياق مشروعه الإقليمي أولا وأخيراً).

ثالثاً، الواقع السوري الذي يخضع لنفوذ قوى دولية وإقليمية عدة دفع الدكتور جعجع إلى توصيف الواقع على ما هو عليه الآن على الأرض والموزع بين مناطق نفوذ متعددة، وأبدى الدكتور جعجع شكوكه في أن يستمر هذا الوضع في سوريا، وأكد بالمقابل تمسكه باتفاق الطائف، وبالتالي في حال أراد الدكتور السيد توصيف الواقع اليوم في سوريا ماذا يقول؟ وهل يمكنه توصيفه خارج إطار توصيف الدكتور جعجع؟

ولكن المستغرب أن يستوحي الدكتور السيد من كلام الدكتور جعجع عن توصيفه الواقع السوري ليعود بالذاكرة إلى زمن الحرب اللبنانية، والتذكير بطرح “القوات” للفيدرالية في ثمانينات القرن الماضي، متناسياً أن السبب الرئيس لذاك الطرح وجود من كانوا مع الوطن الفلسطيني البديل في لبنان، فيما “القوات” واجهت الثورة الفلسطينية على الأرض اللبنانية، تحقيقاً لمصحة الشعبين اللبناني والفلسطيني، وطوت الصفحة الصراعية مع الفلسطينيين منذ لحظة خروجهم من لبنان، وهي من أكثر الداعمين للسلطة الفلسطينية في سعيها إلى السلام على أساس الدولتين.

أخيراً، يتهم د.رضوان سمير جعجع بسعيه إلى رئاسة الجمهورية ككل ماروني، وأن “تحوله” السياسي مرتبط بهذا الموقع الذي شكل “إيصال” حزب الله للرئيس ميشال عون نموذجاً يحتذى، متناسياً أن السبب الرئيس لترشيح جعجع لعون كان ترشيح الرئيس سعد الحريري للنائب سليمان فرنجية، ومتناسياً أن “الجمهورية القوية” شكلت برنامج الدكتور جعجع الرئاسي، وأبرز عناصرها الوصول إلى جمهورية خالية من السلاح غير الشرعي ومن الفكر السياسي غير الشرعي وغير اللبناني، ومتناسياً أن أحد أبرز أسباب اعتقال جعجع سعيه إلى الجمهورية القوية.

 

الاحدب: لربط النزاع مع حزب الله على قاعدة لا تسويات سياسية معكم ولا تتدخلوا بشؤوننا

الأحد 06 آب 2017 / وطنية - رأى رئيس لقاء الإعتدال المدني مصباح الأحدب ، أنه "لا يصح أن يتم وضعنا أمام نموذجين في طرابلس: الأول يريد البقاء في السلطة فيتنازل عن حقوق السنة وفق تسويات سياسية مع فرقاء آخرين لضمان بقائه، والثاني يستمر بسياسة التحريض الداخلي والحض على قتال الصفويين والفرس. فهذان النموذجان لم يعودا مقبولين، ولم تعد تنطلي شعاراتهما الفارغة المكللة بسياسة النفاق على أهل طرابلس". وشدد خلال استقباله وفودا شعبية، على "أن المطلوب اليوم هو "ربط النزاع مع حزب الله على قاعدة لا تسويات سياسية معكم ولا تتدخلوا بشؤوننا، لأن علينا أن نحض أنفسنا على بناء وتنمية طرابلس وإعادتها الى الخارطة اللبنانية، بدلا من استغلالها وإظهارها كقمرة قيادة للتحريض ومنطلق للهجمات على الآخرين دون أي حلحلة أزماتها وإصلاح معاناتها وبناء أركانها التي هشمتها هذه السياسات". وأكد الأحدب: "أن المطلوب ايجاد حلول للسجلات العدلية للشباب الطرابلسي المضطهد وإعادة دمجه بالمجتمع الذي طرد منه بسبب السياسيين الذين سلحوه ، ومن ثم تخلوا عنه وزجوه في أقبية السجون". وختم الاحدب داعيا الى "ايجاد حل لمشكلة وثائق الإتصال ومذكرات التوقيف وتهم الإرهاب العشوائية والإستباقية التي تستهدف شبابنا".

 

الجيش اللبناني يتقدم على حساب تنظيم “داعش” ويستولي على موقعين عسكريين ستراتيجيين وواصل قصف مواقع التنظيم بجرود الرأس والقاع والفاكهة

بيروت – “السياسة” والوكالات 06 آب/17

على وقع استعداداته المستمرة للمعركة الحاسمة مع تنظيم “داعش” في جرود رأس بعلبك والقاع، كشفت معلومات أمس، أن الجيش اللبناني استولى على موقعين عسكريين ستراتيجيين للتنظيم، وهما ضليل الأقرع وقلعة الزنار التي تفصل بين وادي حميد وشبيب شمال عرسال. وذكرت المعلومات أن الجيش رفع العلم اللبناني على الموقعين بعد أن أوقع ستة قتلى في صفوف “داعش” بالتوازي مع استمرار مدفعيته الثقيلة في قصف مواقع التنظيم، حيث سمعت أصوات القصف في كل بلدات البقاع الشمالي. ولفتت إلى أن الجيش واصل استعداداته لمعركة الجرود-2 في القاع ورأس بعلبك لتحريرها من مسلّحي “داعش”، ولم يتبق سوى أن يعلن عن ساعة الصفر. وذكرت قيادة الجيش أن المدفعية شنت قصفاً مكثفاً على مواقع المسلّحين وتحرّكاتهم في جرود رأس بعلبك والقاع وجرد الفاكهة وحققت إصابات مباشرة في صفوف “داعش”، مضيفة أن القوات استعملت لاحقاً راجمات الصواريخ والمدافع الثقيلة التي دكّت بواسطتها الجرود بعنف حيث دمّرت عدداً من التحصينات والآليات، وأوقعت إصابات مؤكّدة في صفوف الإرهابيين خصوصاً بموقع المخيرمة من جهة رأس بعلبك. ولفت إلى أن الطائرات الحربية من نوع “سيسنا” شنت غارات ليلية على عدد من مواقع التنظيم في المنطقة، متحدثاً عن “سقوط قتلى وجرحى في صفوف مسلّحي “داعش” في قصف الجيش تجمعاتهم ومواقعهم في موقع المخيرمة في جرود رأس بعلبك”. من جانبه، أكد وزير الدفاع يعقوب الصراف على دور الجيش، فيما شدد وزير النازحين معين المرعبي على توفير كل الدعم للجيش “البطل لإزالة الإرهابيين عن الأراضي اللبنانية”. وأعرب عن آمله في استعادة العسكريين المخطوفين، فيما قال النائب نضال طعمة إن أمنية اللبنانيين هي أن يبسط الجيش سلطته وحده على كل الأراضي اللبنانية. إلى ذلك، أكد رئيس بلدية القاع بشير مطر أن “القصف المتقطع لمدفعية الجيش على مواقع التنظيم في الجرود عملية تمهيدية قبل بدء المعركة الكبرى”، مضيفاً “إننا على تواصل دائم على الجيش والأجهزة الأمنية للوقوف على سير المعركة”. أما رئيس بلدية رأس بعلبك دريد رحّال فأكد أن “الأجواء داخل بلدة الرأس هادئة، رغم القصف الكثيف للقوات في اتّجاه مواقع داعش بالجرود”، كاشفاً عن “أن الجيش دمّر منذ أيام أهدافاً عدة للتنظيم بواسطة القصف المدفعي المتواصل”. وقال رحال في تصريحات صحافية إن “المعلومات التي تحدّثت عن مشاركة جيوش أجنبية في المعركة ضد داعش غير صحيحة”، مشيراً إلى “أنه يلتقي يومياً رؤساء الأفواج وقادة الألوية المتمركزة في رأس بعلبك، إذ لا وجود لجنود أجانب معهم”. في سياق متصل، استبعد مدير الشؤون المدنية في قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان، الباقر آدم تعديل القرار 1701 وتوسيع صلاحية “اليونيفيل” لتشمل السلسلة الشرقية، مؤكداً الاستمرار في دعم الجيش اللبناني والتنسيق معه

 

فليحكم حزب الله

كتبت رولا حداد/IMLEBANON /06 آب/17

لا داعي للمكابرة بعد اليوم. فلنعترف أن “حزب الله” هو الحاكم الفعلي في لبنان، والناظم للحياة السياسية بكل مفاصلها، تماماً كما كان الاحتلال السوري يحكم لبنان بين العامي 1991 و2005. “حزب الله” يقرّر من سيكون رئيساً للجمهورية، ولا رئيس غيره إلا الفراغ. والحزب يحدد مسبقاً رئيس مجلس النواب وحتى قبل إجراء الانتخابات النيابية. ولا يمكن أن تتم تسمية رئيس للحكومة ما لم يعلن السيد حسن نصرالله عدم ممانعته، وقبل أن يكون رئيس الحكومة العتيد قدّم كل فروض التنازلات المطلوبة. الحزب يقرر الحرب والسلم ومتى تُخاض المعارك. لا تمرّ تعيينات أو قرارات من دون رضى الحزب وبركته، وعلى الأقل في الملفات الأساسية التي تعنيه. ثمة ملفات أقل أهمية يتركها للعبة داخلية محصورة في المكان والزمان شرط ألا تشوّه على الأنظمة العامة التي يضعها الحزب. هذا هو الواقع باختصار، وبواقعية بعيدة عن المزايدات والعنتريات الفارغة. الحقيقة أن الحزب المتهم بالاغتيالات والتفجيرات يحكم البلد ويتهم الآخرين بالإرهاب. وهذا الحزب يجنّد حتى وسائل الإعلام اللبنانية للترويج لنظرياته ومقارباته، ولم يعد ينقص غير نشر أعلام الحزب في كل المناطق وجعل النشيد الوطني اللبناني “لبيّك يا نصرالله”! في المقابل، وإزاء الانهيار الكامل للدولة والمؤسسات، وللاقتصاد الوطني والوضع المالي والاجتماعي والانساني على مختلف المستويات، وإزاء انعدام الخدمات الأساسية التي يُفترض بالدولة أن تقدمها، من كهربا وماء واتصالات وإنترنت ومواصلات وشبكة طرقات وخدمات استشفائية وبيئة نظيفة ومعالجة النفايات، والفشل في إقامة سلطة قضائية مستقلة ومحاربة الفساد الذي بلغ أرقاماً قياسية وغير ذلك، ينبري اللبنانيون لشتم الحكومة- المسخ التي يتمثل فيها “حزب الله” بوزارتين هامشيتين. نعم يشتم اللبنانيون كل الأطراف اللبنانية تقريبا بسبب كل الفشل الذي ذكرناه، باستثناء “حزب الله”. ويشتمون مجلس النواب الذي بات هيكلاً صورياً لأنه لا يُحاسب الحكومة المقصرة، في حين أن “حزب الله” يعطّل كل النظام البرلماني الديمقراطي ومبدأ أن تحكم أكثرية وتعارض أقلية الذي يتيح المحاسبة. “حزب الله” يتحكّم بكل شيء، ويغطي على الفساد والفاسدين لدى مختلف الأطراف السياسية في إطار لعبة توزيع الحصص ليبقيهم تحت سيطرته، لا بل إن جزءًا كبيرا من الفساد يحصل في بيئته وبتغطية مباشرة منه، من التهرّب الجمركي في المرفأ والمطار والمناطق الحدودية تحت شعار “المقاومة”، إلى كل ما انكشف من تصنيع للكابتاغون والتجارة بالأدوية المزورة والأطعمة الفاسدة لأقرباء مسؤولين في الحزب، ناهيك عن أساليب فرض الخوات المعتمدة في مناطق سيطرته، فضلا عن احتضان بيئته في الضاحية الجنوبية والبقاع الشمالي لأكبر عصابات الاتجار بالمخدرات وسرقة السيارات والخطف مقابل فدية! إزاء كل ما تقدّم، ندعو وبالصوت العالي إلى أن يحكم “حزب الله” البلد من دون مواربة، وليتحمّل كل المسؤوليات الاقتصادية والاجتماعية والخدماتية، إضافة إلى المسؤوليات الدستورية والسياسية والأمنية التي يسيطر عليها بوهج سلاحه! نعم أتركوا الحكم لـ”حزب الله” وحده وليتحمل تبعات ما تجنيه يداه على لبنان، والعقوبات الآتية من ثمارها. استقيلوا من المؤسسات واتركوا “حزب الله” وحيداً ليجني نقمة الشعب، وتوقفوا عن تحمّل المسؤولية تجاه المواطنين في حين أنكم عاجزون عن فعل أي شيء باستثناء الصفقات والسمسرات والسكوت عما يجري تحت شعار الحفاظ على الاستقرار، في حين أننا نشهد على تحلّل معالم الدولة اللبنانية ومؤسساتها تحت قبضة “حزب الله”، الحزب الذي يصوّر نفسه على أنه “بطل”، وأنتم تكتفون بحصد الفشل، لا بل تؤمنون له بمشاركتكم في الحكم التغطية التي يريدها لتحقيق أهدافه. أقدموا على خطوة شجاعة لمرة وحيدة، واستقيلوا جميعاً، وليحكم “حزب الله” ويتحمّل نتيجة ما تقترفه يداه!

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

وزارة الخارجية السعودية تؤكد: لا مستقبل للأسد في سوريا

الجنوبية/6 أغسطس، 2017/نفت وكالة الأنباء السعودية ما سربته مصادر لموقع روسيا اليوم عن أنّ وزير الخارجية السعودية عادل الجبير قد قال لهيئة المفاوضات أنّ الأسد باقٍ. ونقلت الوكالة عن مصدر في وزارة الخارجية السعودية أنّ موقف المملكة واضح من الأزمة السورية وهو أنّه لا مستقبل لبشار الأسد في سوريا.

 

"مجتهد الإمارات" يكشف عن سرّ الـ15 مليون دولار لحزب الله/ عدد من السفارات في بيروت تقع في مناطق يسيطر عليها حزب الله- جيتي

لندن- عربي21/06 آب/17/كشف الحساب الشهير على موقع تويتر "مجتهد الإمارات" والمعروف بتسريباته المتعلقة بخفايا السياسات الإماراتية في المنطقة والعالم، عن علاقة غير مباشرة تربط أبو ظبي بمليشيا حزب الله اللبناني. ونشر الحساب تغريدة الأحد قال فيها إن دولة الإمارات تدفع لحزب الله مبلغ 15 مليون دولار سنويا مقابل تأمينه للبعثات الدبلوماسية في لبنان، ناسبا الخبر لما قال إنه "مصدر خاص يعمل في سفارتنا في بيروت"، دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل. ومن المعروف أن عددا من السفارات العربية من بينها الكويتية والإماراتية واليمنية والعراقية في بيروت تقع في مناطق خاضعة أمنيا لحزب الله أو حليفته حركة أمل، حيث تقع السفارة الإماراتية على سبيل المثال على بعد مئات الأمتار فقط من منطقة "السلطان إبراهيم" التي يسيطر عليها الحزب أمنيا، والقريبة أصلا من ضاحية بيروت الجنوبية معقل الحزب الرئيس في لبنان.

 

ضابط بالنظام السوري يحتفظ بأصبع أحد المعتقلين كـ"تذكار من مواطن صالح"/قطع أصابع واستئصال كلى: ضباط الأسد يبيعون أعضاء معتقلين

غازي عنتاب- عربي21- حسان كنجوl06 آب/17/يوما بعد يوم، تتكشف قصص جديدة عن التعذيب في معتقلات النظام السوري؛ بحق معتقلين كثيرا ما يكون ذنبهم الوحيد أنهم ينحدرون من المناطق "الثائرة" أو أنهم يرتبطون بصلة قرابة مع أحد المطلوبين. وتتعاضد التقارير والصور التي يتم تسريبها من داخل معتقلات النظام السوري، والمعلومات التي تلتقطها الأقمار الصناعية للمقابر الجماعية، مع شهادات السجناء السابقين الذين يروون قصصا مروعة عما عايشوه في هذه الأماكن التي تسميها منظمات حقوقية بـ"المسالخ البشرية". محمد يونس الحمود، معتقل سابق في سجن صيدنايا الذائع الصيت قرب دمشق. هناك يمارس عناصر النظام انتقامهم في جسد المعتقل أو حتى عقله، وبطرق يصعب على الكثيرين تخيلها. فمن "كرسي الشمعة"، إلى كسر الظهر، ناهيك عن اقتلاع الأظافر والشبح والصعق وقطع الأعضاء التناسلية، كلها أساليب تترك أثرها على أجساد المعتقلين الذين يُكتب لهم أن يتمكنوا من النجاة من الموت.

اعتقل الحمود في 10 كانون الثاني/ يناير 2017، على أحد حواجز قوات النظام السوري بمدينة حماة، أثناء ذهابه لاستلام مرتبه الشهري كونه موظفا سابقا في بريد محافظة إدلب. ويقول الحمود (45 عاما)، في حديث لـ"عربي21": "مر على خروجي من السجن نحو أسبوعين، وحتى الآن ما زلت أذكر تلك الليلة رغم أني أجهل ما هو التوقيت، إلا أني كنت مدركا أن الظلام قد حل، فلأول مرة آنذاك أرى نافذة مفتوحة في مكتب المحقق بعد ثلاثة أشهر من أصل ستة أشهر تقريبا من الاعتقال". ويضيف: "كانت المرة الاولى التي أرى فيها وجه المحقق الذي لا أعرف اسمه، كان طويل القامة، ذا وجه عبوس. قال لي بلهجة حاقدة: اعترافك رح تقولو حتى ولو بدنا نحرق عيلتك كلها، فأجبته بذات أقوالي في كل مرة؛ بأني موظف في شركة الإنشاءات العسكرية، وأني مواظب على عملي وأذهب إليه في الأسبوع يومين بحسب أوامر رئيس المؤسسة، إلا أنه أخبرني بأنه حصل على معلومات تفيد بأني انضممت للمسلحين، واستخدمت خبرتي في مجال البناء والتدشيم وحفر الأنفاق لمساعدة الإرهابيين في مدينتي، بنش بريف إدلب، ضد الجيش السوري". يستطرد قائلا: "بعد أن رفضت الاعتراف، انهال عليّ بالضرب، وضغط على الجرس ليأتي حاجبه شيخو المعروف بوحشيته، وطلب منه إنزالي "لعند الشباب"، وهناك بدأ الموت يقترب مني من جديد؟ تم تعليقي من قدمي رأسا على عقب، ثم بدأ ثلاثة من أقذر السجانين بجلدي بواسطة كابلات كهربائية غليظة حتى أغمي علي، واستفقت لأجد نفسي في الزنزانة والدماء تغسل جسدي".

يتابع محمد: "رأيت وجه أحد المعتقلين كان يضع رأسي في حجره ويقول لي بصوت خافت: سلامتك، ويحاول أن يمسح تلك الدماء التي تسيل مني بغزارة". ويشير إلى أنه مر نحو أسبوعين دون أن يتم استدعاؤه للتحقيق، إلا أنه تفاجأ بطلب المحقق نفسه الذي طلب منه التبرع بإحدى كليتيه "فداء للوطن" وإثباتا لحسن نيته، لافتا إلى أن العديد من السجناء لاقوا مصيرا مماثلاً، فـ"هناك العشرات من المعتقلين تم استئصال كُلاهم، وقد تبين فيما بعد أن عمليات بيع الكلى والأعضاء البشرية باتت تجارة رابحة بين ضباط النظام في الفروع الأمنية والمعتقلات، فهناك يتم بيع كل أعضاء السجين إن أرادوا ذلك، ومن يوشك على الموت تجرى له عدة عمليات جراحية لانتزاع ما يمكن انتزاعه قبل أن تتم تصفيته بحقنة وريدية داخل المشفى ثم ينقل إلى المحرقة أو مزابل نجها"، وفق محمد يونس. وقال المعتقل السابق: "كنت أشبه بالميت سريريا من هول الموقف. كان المحقق يعني ما يقول، وعليّ الآن أن أتبرع بكليتي كي لا يتم انتزاعها مني بالقوة ثم تتم تصفيتي". وبحسب محمد يونس، فقد "كان المحقق يتكلم وفق عرض مغرٍ مفاده أنه إن أردت الخروج من السجن فعلي أن أثبت ولائي للوطن ورب الوطن. وقد أخبرني المحقق بأن كليتي ستذهب لأحد عناصر النظام الذين أصيبوا في المعارك مع المعارضة".

ويضيف: "لم يكن أمامي سوى الموافقة. وقد تم إجراء العملية لي في مشفى تشرين العسكري، وبعدها بثلاثة أيام تمت إعادتي إلى السجن من جديد، وكأن شيئا لم يكن. واستمر بي الحال لمدة شهرين ونصف تقريبا وأنا أنتظر أن يفي المحقق بوعده ويخرجني مقابل ما دفعته، حتى جاءت تلك الليلة التي فتح فيها باب الزنزانة وأخبرني الحرس بأني مطلوب للتحقيق"، على حد قوله. ذهب محمد، كما يقول، مع الحرس إلى غرفة المحقق وهو مغمض العينين، قبل أن يتم رفع الغطاء عن عينيه، ويرحب به المحقق؛ واصفا إياه بـ"النزيه الشريف النظيف من قذارة الإرهاب"، وأنه بات الآن مواطنا صالحا، وأن عليه أن يقدم معلوماته الأخيرة عن "الإرهابيين" في بنش قبل أن يخرج ليعيش حياته الطبيعية.يقول محمد: "عندما أخبرته أني لا أعرف شيئا وأن كل ما لدي قد أخبرته به، بدأ يشتاط غضبا، وأمر عناصره بأن يعلموني آداب الحديث، وفق وصفه، وبدأ درس جديد من التعذيب انتهى بقطع العقدة العليا من سبابتي اليمنى ليتم بعد يومين الإفراج عني من السجن المشؤوم، وقد أخبرني المحقق في آخر جلسات التحقيق بأنه احتفظ بالعقدة المقطوعة كتذكار من مواطن صالح"، بحسب ما رواه محمد يونس. لقد أطلق سراحه بموجب الصفقة التي أبرمها المحقق معه، والتي خسر فيها إحدى كليتيه، حيث وعده المحقق بإخراجه بمجرد تنازله عن الكلية، لكن لم يتم الإفراج عنه إلا بتاريخ 17 تموز/ يوليو 2017، بعد طول انتظار ومماطلة.

 

إيران تحذر أوروبا من محاولة تدمير الاتفاق النووي

العرب/07 آب/17/طهران - قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يحاول تدمير الاتفاق النووي، وعلى أوروبا أن تكون حذرة بهذا الشأن. جاء ذلك خلال لقائه السبت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فدريكا موغريني التي تزور إيران لحضور مراسم تنصب الرئيس حسن روحاني، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية(إرنا). وأشار ظريف إلى الاختبار الصاروخي الإيراني وإطلاق حامل القمر الصناعي سيمرغ إلى الفضاء وعدم انتهاكه لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، قائلا إن تجارب إيران الصاروخية وإطلاقها القمر الاصطناعي في 27 يوليو "لا يتعارضان" مع قرارات الأمم المتحدة. كما انتقد البيان الأخير للدول الأوروبية الثلاث والذي صدر بالاشتراك مع الولايات المتحدة معتبره حركة في المسار الخاطئ. من جانبها، قالت فدريكا موغريني إن المجتمع الدولي لديه منافع مشتركة مع إيران بخصوص الاتفاق النووي، وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي يدعمه بقوة، وهذا الموقف مشترك لجميع الدول الأوروبية. وأضافت أن مواقف الاتحاد الأوروبي واضحة بهذا الشأن، "وإننا نسعى إلى جعل أميركا إلى جانبنا في الاتفاق النووي". وأكد الطرفان في اللقاء على ضرورة تعزيز تعاون إيران مع الاتحاد الأوروبي في مختلف المجالات سيما في المجالات الاقتصادية . وتبادل الطرفان في اللقاء وجهات النظر حول القضايا المتعلقة بتنفيذ الاتفاق النووي والملفات الإقليمية، سيما الأوضاع في سوريا ومفاوضات استانة والتطورات في الخليج والأوضاع في اليمن، وأكدا على ضرورة متابعة الأوضاع المؤسفة في اليمن والبحرين والعراق ومكافحة الإرهاب التكفيري. وصدر قرار الأمم المتحدة رقم 2231 لترسيخ الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بين طهران والدول الكبرى، ويطلب من إيران عدم إطلاق الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية. وتنفي إيران سعيها للحصول على سلاح نووي وتقول إن التجارب الصاروخية جزء من برنامجها الدفاعي المشروع. وتحذر العديد من الأطراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب من إلغاء الاتفاقية النووية مع إيران، من ذلك صحيفة "جارديان" البريطانية. ورأت الصحيفة، في افتتاحيتها، أن روح العداء من قبل الولايات المتحدة تجاه إيران لا يمكن أن تخدم إلا المتشددين الانعزاليين الذين احتشدوا ضد روحاني، لافتة إلى أن هذا التحشيد يأتي على غير رغبة وتطلعات الشعب الإيراني، وعلى حساب الاستقرار في المنطقة بل وضد مصالح الولايات المتحدة فعليا.وأشارت الصحيفة أيضا إلى أن إلغاء الاتفاقية يمكن أن يؤدي بحق إلى الكارثة. يشار إلى أن ترامب كان قد هدد خلال حملته الانتخابية بالغاء الاتفاقية النووية . وردا على ذلك ، هدد قائد الثورة الإسلامية الإيرانية اية الله على خامنئي بحرق الاتفاق حال تخلى ترامب عنه .

 

مؤتمر 'الرياض 2' خطوة في إطار مسار متكامل لحل الأزمة السورية

العرب/07 آب/17/دمشق – بات لزاما على المعارضة السورية أن تعيد النظر في مواقفها التي لا تتواءم والتطورات السياسية والميدانية المتسارعة في سوريا، ومن هنا يتأتى تحضيرها لمؤتمر ثان في الرياض يكون مرجعا للمرحلة المقبلة التي يتوقع أن تكون حاسمة. وكانت الهيئة العليا للمفاوضات السورية التي تتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقرا لها، قد أعلنت أنها بصدد تنظيم مؤتمر جديد في أكتوبر، يهدف إلى لم شتات المعارضة وبلورة رؤية موحدة للتسوية في سوريا. ولطالما كان التشرذم وغياب رؤية موحدة أحد الاسباب الرئيسية في ضعف المعارضة، وقد أحسن النظام على مدار السنوات الماضية استثمار تلك الورقة جيدا للتهرب من التزامات التسوية. وسبق الإعلان عن المؤتمر لقاء بين قيادة الهيئة ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أكد خلاله الأخير دعم بلاده لهاته الخطوة، وسط تسريبات غير مؤكدة تشير إلى أنه أعلم المجتمعين به بضرورة عدم طرح رحيل الرئيس بشار الأسد في بداية المرحلة الانتقالية. ومعلوم أن مصير الأسد شكل على مدار السنوات الماضية من عمر الصراع مسألة خلافية كبيرة، أثرت على جهود دفع عملية السلام في سوريا. وهناك اليوم انقسام في صفوف المعارضة بين متبن للطرح القائل ببقائه في المرحلة الانتقالية وآخرين يرون بضرورة إزاحته منذ البداية، وهذا أمر صعب في ظل الوضع الميداني والسياسي الذي يصب في صالحه. ويرجح أن تطرح بقوة هذه المسألة في المؤتمر، مع وضع خطوط عريضة للحل التسووي سواء في علاقة بشكل الحكم أو الدستور والانتخابات. ويتوقع أن تشارك منصتا القاهرة وموسكو وبعض الشخصيات الوطنية، فضلا عن فصائل عسكرية ولجان محلية شكلت في إطار مناطق خفض التصعيد في هذا المؤتمر الذي يأتي بدعم إقليمي ودولي. وتقول قيادات في المعارضة إن الهدف الأساس من المؤتمر هو توحيد صف المعارضة وخلق كتلة تفاوضية واحدة، لسحب ذريعة تشتت قواها من النظام وإجباره على خوض مفاوضات جدية لإنهاء النزاع الذي بلغ عمره السبع سنوات.

مؤتمر الرياض يصب في إطار حراك دولي وإقليمي عام يهيئ لحل الأزمة بدأت ملامحه تنضج باتفاق الجنوب

ويتساءل البعض هل يعني هذا المؤتمر خطوة متقدمة لإنهاء النزاع في سوريا، خاصة وأنه كان للمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا تصريح مثير في هذا الشأن في ختام الجولة الماضية من جنيف، حين قال إن تجميع قوى المعارضة ليس بالأمر الصعب ويمكن إنجاح ذلك بعد أن تتبلور عناصر النجاح للتسوية في سوريا بين الأطراف المؤثرة. وتوقع متابعون أن تسبق هذا المؤتمر لقاءات واتصالات مكثفة لضمان نجاحه، خاصة مع وجود غطاء دولي له. ويعتقد أن هذا المؤتمر يصب في إطار حراك دولي وإقليمي عام يهيئ لحل الأزمة بدأت ملامحه تنضج باتفاق كل من الولايات المتحدة وروسيا على منطقة خفض تصعيد في المحافظات الجنوبية، أعقبه اتفاق مماثل في كل من الغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي. وسجل في اتفاق الغوطة وريف حمص تدخل الجانب المصري على الخط، والذي ما كان ليصبح فاعلا لولا تمتعه بدعم عربي وسعودي على وجه الخصوص.

والأحد أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن هناك مفاوضات جارية لإقامة مناطق خفض تصعيد جديدة في أكثر من ست مناطق من بينها إدلب. وكان لافروف قد أجرى على هامش قمة آسيان في مانيلا لقاءين منفصلين مع كل من وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ووزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو. وأشار وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى صعوبة الوضع في محافظة إدلب، التي باتت جبهة فتح الشام تسيطر على معظمها. وقال لافروف “العمل مستمر الآن حول إعلان مناطق لوقف التصعيد تشمل إدلب، بما يشوب ذلك من تعقيدات”. وأضاف “الاتفاق على معايير منطقة وقف التصعيد لن يكون سهلا”، مشيرا إلى أن النجاح رهن تسخير جميع اللاعبين الخارجيين نفوذهم للتأثير في المعارضة. ومعلوم أن تركيا الطرف الأكثر تأثيرا في محافظة إدلب، حيث تربطها علاقات بجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها التنظيمي بالقاعدة) الطرف المهيمن وأيضا بفصائل إسلامية أخرى قوية هناك.

ويرى متابعون أن لافروف يغمز في تصريحه حول ضرورة تسخير الجميع لجهودهم للتوصل إلى منطقة لخفض التصعيد في محافظة إدلب إلى تركيا التي تبدي حردا في التعاطي مع المشهد السوري الحالي، في ظل شعورها المتزايد بوجود تمش روسي أميركي لتهميشها كما الأمر بالنسبة إلى إيران. ولا يستبعد مراقبون أن تقدم أنقرة على لعب ورقة إدلب وأيضا التأثير على مجريات مؤتمر الرياض الثاني حيث هناك شق من المعارضة السياسية يدين لها بالولاء لإعادة خلط الأوراق. ويرى العديد أن ذلك لن يكون بالأمر السهل وقد تجد تركيا نفسها خارج مدار اللعبة تماما، في حال صعدت الموقف، وتحدت القوتين الروسية والأميركية. وأكد الوزير سيرجي لافروف على أهمية استمرار التنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية في الأزمة السورية، وسط ترجيحات بأن يمارس الطرفان ضغوطا على قوى المعارضة السورية للتوصل إلى أرضية مشتركة، ووفد موحد يجعل من التوصل إلى تسوية سياسية قابلا للحياة قبل موفى العام.

 

غياب لافت لقائد الحرس القوري وقاسم سليماني عن تنصيب روحاني!

وكالات/06 آب/17/بموازاة رسائله الخارجية، مَرَّر الرئيس الإيراني حسن روحاني في حفل تنصيبه رسائل إلى الداخل الإيراني، خصوصاً معارضي سياساته في دوائر النظام في وقت دخلت فيه الخلافات الداخلية خلال الأشهر الستة الماضية مستويات غير مسبوقة في تاريخ النظام. وشبَّهَ روحاني الحالة الإيرانية بسفينة ربانها واحد في بحر متلاطم، مطالباً المسؤولين بالسعي للتحكم ببوصلة الشعب. وشدد على ضرورة التوصل إلى فهم مشترك واتفاق عملي على القضايا الوطنية والمصالح القومية والفرص، معتبراً التفاهم الوطني والتعاون ضرورة لا بد منها. وقال روحاني إن إعادة انتخابه يعني انتخاب «اتجاه ومسار»، مشدداً على الوفاء بشعاراته خلال الانتخابات. وتغيب عن مراسم اليمين الدستوري قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري على خلاف مراسم السنوات الماضية، كما تغيب قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني، وذلك في مؤشر إلى استمرار الاحتقان بين الجانبين على الرغم من لقاء جمع بين أبرز قادة الحرس وروحاني بعد انتقاداته اللاذعة التي وصف فيها الجهاز العسكري بحكومة «تحمل البندقية»، كما تغيب أبرز منافسي روحاني في الانتخابات الأخيرة، عمدة طهران محمد باقر قاليباف، والمدعي العام السابق إبراهيم رئيسي. وتداولت وسائل إعلام إيرانية صورة شقيق روحاني، حسين فريدون بعد أسبوعين على توقيفه بتهم تجاوزات مالية. بعد نهاية المراسم، أدلى كل من روحاني ورئيسي القضاء والبرلمان الأخوين صادق وعلي لاريجاني، بتصريحات للصحافيين وأكد علي لاريجاني تعاون البرلمان مع حكومة روحاني، فيما قال رئيس القضاء صادق لاريجاني إن الأجواء السياسية في إيران دخلت إلى مرحلة جديدة مطالباً الحكومة بالاهتمام بالأوضاع الثقافية. وعلى خلاف التوقعات بإعلان تشكيلة الحكومة في يوم أداء روحاني لليمين الدستورية، قال نائب رئيس البرلمان مسعود بزشكيان إن روحاني سيقدم حكومته للبرلمان في اجتماع الثلاثاء.

 

مقتل 12 شخصاً بإطلاق نار في كنيسة نيجيرية

وكالات والحياة/06 آب/17/قُتل ما لا يقل عن 12 شخصاً في إطلاق نار استهدف كنيسة كاثوليكية في بلدة جنوب شرقي نيجيريا فجر اليوم (الأحد)، رجحت السلطات أن يكون سببه خلاف بين السكان المحليين.وعند الساعة السادسة صباحاً (05:00 بتوقيت غرينيتش) فتح خمسة مسلحين النار على كنيسة «سانت فيليب» في أوزوبولو قرب مدينة أونيتشا على نهر النيجر، بحسب شهود. وقال شوكواما إيميكا «خرجت من الكنيسة عندما سمعت طلقات نارية وصراخاً وشاهدت الناس يركضون في الكنيسة». وأضاف «عندما هدأت الفوضى دخلت الكنيسة وشاهدت أصدقائي في الكنيسة يسبحون في برك الدماء ويصرخ العديد منهم من الألم». ونادراً ما تتعرض الكنائس إلى هجمات في جنوب نيجيريا الذي يدين غالبية سكانه بالمسيحية، بينما يشهد شمال البلاد حملة عنف تشنها حركة «بوكو حرام» التي تستهدف المؤسسات الدينية بشكل خاص. ووردت روايات عدة لما حدث في أوزوبولو. إذ ذكر شهود أن خمسة مسلحين ملثمين اقتحموا الكنيسة، إلا أن الشرطة قالت أن مسلحاً واحداً نفذ الهجوم. وقال مسؤول في المستشفى الجامعي نامدي أزيكيوي ننيوي، حيث تم نقل الضحايا، «حتى هذه اللحظة لدينا 12 شخصاً في المشرحة في حين يتلقى غيرهم الرعاية الطبية». وأصيب العديد من المصلين بطلقات نارية، بحسب المسؤول الذي لم يحدد عددهم أو مدى خطورة الإصابات. وذكر شهود أنهم يخشون أن يكون أكثر من 20 شخصاً قتلوا في الهجوم. من جهته، قال قائد شرطة ولاية إنامبا، غربا عمر، أن الهجوم نفذه مسلح. وأضاف «بحسب المعلومات التي لدى الشرطة فالمسلح هو قاتل مأجور تمت الاستعانة به لقتل شخص كان من بين المصلين». وذكر الناشط الحقوقي المحلي إيميكا أومياغبلاسي أن معلوماته حول دافع الهجوم تتطابق مع معلومات الشرطة. وأضاف أن المسلحين توجهوا لقتل نجل زعيم محلي إلا أنهم لم يعثروا عليه في منزله «ففتحوا النار على المصلين عشوائياً» ما أدى إلى إصابة والد الشخص المستهدف.

وتشهد الكنائس والمساجد في شمال البلاد هجمات منذ 2009 عندما بدأت حركة «بوكو حرام» حملتها العنيفة لتطبيق تفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية. وأدى التمرد إلى مقتل 20 ألف شخص على الأقل وإجبار حوالى 2.6 مليون آخرين على الفرار ما أدى إلى أزمة إنسانية في شمال شرقي البلاد.

 

إيران.. مغالطة العالم في مراسم تنصيب الرئيس

محمد عباس ناجي/رئيس تحرير دورية مختارات إيرانية/العرب/07 آب/17

سعت حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى تسجيل مشاركة إقليمية ودولية بارزة في مراسم أدائه اليمين الدستورية لفترة رئاسية جديدة، التي نظمت في 5 أغسطس الجاري، بهدف توجيه رسائل عديدة إلى الداخل والخارج. ودعت طهران مسؤولين من 100 دولة حول العالم، بينهم 8 رؤساء دول و19 رئيس برلمان و9 مساعدين لرؤساء جمهوريات و برلمانات و11 وزير خارجية و35 مبعوثا خاصا، وهو ما يتجاوز ضعف الوفود التي حضرت عام 2013. وحاولت القيادة الإيرانية استغلال ذلك لتأكيد أن السياسة التي تبنتها خلال الأعوام الأربعة الماضية ساهمت في تحسن العلاقات مع الخارج، وأن الاتفاق النووي ورفع العقوبات الدولية كانا المدخل الرئيسي لهذا التحسن، بعد أن أثبتت طهران أنها قادرة على الانخراط في التزامات دولية وتسعى إلى تعزيز الاستقرار في المنطقة، عكس السياسة التي تبناها الرئيس السابق أحمدي نجاد. وسعت إلى الإيحاء بأن الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة الأميركية على مستوى فرض المزيد من العقوبات أو محاولة التركيز على بعض ملفات أخرى (دعم الإرهاب وزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط) لم تنجح في استقطاب دعم القوى الدولية، بدليل حرص بعض المسؤولين الغربيين على المشاركة في المراسم، وفي مقدمتهم منسقة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني.

هذه الادعاءات لا تتسامح مع المعطيات الموجودة على الأرض، لاعتبارين رئيسيين: الأول، بعض الدول الغربية بدأت بالفعل في تبني سياسة مختلفة والاقتراب نسبيا من الموقف الأميركي حيال إيران، خاصة في ما يتعلق بالتعامل مع برنامجها للصواريخ الباليستية المثير للجدل، وهو ما بدا جليا في الرسالة التي وجهتها كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا إلى مجلس الأمن في 2 أغسطس الحالي، حيث قالت إن “إيران اتخذت خطوة تهديدية واستفزازية من خلال تجربة صـاروخ قادر على حمل أقمار صناعية”.

وينصرف الاعتبار الثاني إلى أن التوتر أصبح سمة رئيسية في علاقات إيران مع الكثير من الدول، ولا سيما في منطقة الشرق الأوسط، خلال فترة رئاسة روحاني الأولى، وقطعت بعض الدول علاقاتها الدبلوماسية مع طهران، فيما قررت دول أخرى (الكويت مثلا) تخفيض مستوى تمثيلها الدبلوماسي، بسبب تدخل طهران في شؤونها الداخلية واستمرارها في تهديد أمنها واستقرارها. وهنا فإن مزاعم روحاني، خلال كلمته بعد أداء اليمين، بأن “إيران تمد يد الصداقة لبناء أفضل العلاقات مع دول الجوار” تتناقض مع سياسات بلاده الفعلية، التي أوصلت تلك العلاقات إلى أدنى مستوياتها خلال فترته الرئاسية الأولى، والسبب في ذلك يكمن في حرص المؤسسات الأخرى في النظام، مثل الحرس الثوري، على مزاحمته في تحديد اتجاهات السياسة الإيرانية، وعدم قدرته على ترجمة تصريحاته إلى خطوات إجرائية على الأرض.

إشارات متوازية

بدا ذلك جليا في ثبوت تورط إيران في دعم “خلية العبدلي” في الكويت، والإصرار على مواصلة دعم قطر في أزمتها مع دول المقاطعة، وهو ما انعكس خلال تلك المراسم. وتعمدت الدوحة وأنقرة اختيار وزيري الاقتصاد في الدولتين للمشاركة فيها بالتنسيق مع طهران بهدف توفير فرصة لعقد اجتماع مع وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيراني، للاتفاق على تأسيس لجنة ثلاثية مشتركة لتدشين ممر لنقل الصادرات التركية إلى قطر عبر إيران. وأبدت إيران اهتماما خاصا بمشاركة فيديريكا موغيريني في المراسم، تأكيدا على أن علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي تتطور بشكل مستمر رغم الضغوط الأميركية، بل تعمدت التمسك بموقفها من برنامج الصواريخ في حضور الأخيرة، وهي إشارة لها مغزاها توحي بأنها لن تقدم تنازلات في هذا الملف، حتى بعد الرسالة الأخيرة التي وجهتها الدول الغربية الأربع إلى مجلس الأمن.

حشدت إيران معظم حلفائها للمشاركة في مراسم تنصيب روحاني، في إشارة إلى أن تمددها في المنطقة مستمر

وربما تسعى طهران لممارسة ضغوط على الاتحاد الأوروبي لبذل جهود أكبر لإقناع الإدارة الأميركية بتغيير موقفها من الاتفاق، وهو ما عكسته تهديدات روحاني، في حضور موغيريني، بإمكانية انسحاب طهران من الاتفاق في حالة ما إذا اتجهت واشنطن إلى اتخاذ هذا القرار. في المقابل، حرصت موغيريني على المشاركة لتأكيد استمرار دعم الاتحاد الأوروبي للاتفاق النووي، وأنها مازالت تعول عليه لتعزيز الاستقرار في المنطقة. وحشدت إيران معظم حلفائها للمشاركة في مراسم تنصيب روحاني، في إشارة إلى أن تمددها في المنطقة مستمر، رغم الضغوط والعقبات العديدة التي تواجهها في هذا الصدد. وكانت حركة حماس الفلسطينية في مقدمة المشاركين، وضم وفدها شخصيات أثارت جدلا واسعا، على غرار صالح العاروري الذي انتقل من قطر إلى لبنان على خلفية الضغوط الأميركية والإسرائيلية التي فرضت على الأولى، وربما يستقر في إيران، بتنسيق مع كل من الدوحة وأنقرة. وتعمدت طهران دعوة ممثلين لدول انخرطت في أزمات متعددة مع المجتمع الدولي، على غرار كوريا الشمالية وكوبا وزيمبابوي، وهي سياسة حرصت على مواصلة اتباعها منذ عهد الرئيس السابق أحمدي نجاد، الذي قام بتأسيس علاقات مع خصوم واشنطن كانت عنوانا رئيسيا لسياسته الخارجية. وجاءت مشاركة عمار الحكيم زعيم تيار “الحكمة الوطني” الذي تشكل مؤخرا في العراق، كرسالة تفيد حرصه على الاحتفاظ بعلاقاته مع طهران، والتي ربما تتأثر سواء بخطوته الأخيرة التي خرج عبرها من المجلس الأعلى الإسلامي، أو بسبب اتجاهه إلى فتح قنوات تواصل مع البعض من الدول العربية، على غرار مصر التي زارها في 18 أبريل الماضي، وربما السعودية في مرحلة لاحقة. كانت المشاركة التي حازت زخما من جانب الكويت التي ترأس وفدها المستشار بالديوان الأميري الدكتور يوسف حمد، ما أوحى أنها حريصة على وضع حد لمستوى التوتر في علاقاتها مع طهران، ربما نتيجة لتوازناتها الداخلية، رغم أن تلك المشاركة توازت مع استمرار الجدل حول اتهام إيران بإيواء عناصر “خلية العبدلي” التي قالت السلطات الكويتية أنهم متوارون عن الأنظار.

التحديات مستمرة

لم تسجل مشاركات بارزة لدول عربية كثيرة من المنطقة، بشكل يؤشر إلى مدى تراجع علاقاتها مع إيران في الأعوام الأخيرة، بعد أن تفاقمت تدخلات طهران في شؤونها الداخلية وتهديد أمنها واستقرارها.  لم تسجل مشاركات بارزة لدول عربية كثيرة من المنطقة في مراسم التنصيب، بشكل يؤشر إلى مدى تراجع علاقاتها مع إيران في الأعوام الأخيرة. كما أن حضور بعض ممثلي الدول الغربية، ولا سيما الدول الأوروبية، لم يكن على مستوى يتوافق مع جهود وطموحات إيران، ربما باستثناء مشاركة موغيريني، وهو ما يمثل رسالة لطهران تشي بأن سياستها قد تدفع تلك الدول إلى تقليص مساحة خلافاتها مع واشنطن حول الاتفاق النووي مع طهران. واعتذر بعض المسؤولين العراقيين عن المشاركة، على غرار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ورئيس البرلمان سليم الجبوري، واكتسب قرار الأخير تحديدا اهتماما من جانب اتجاهات عديدة كانت حريصة على الربط بينه والتطورات الأخيرة التي تشهدها علاقات العراق الخارجية، خاصة مع السعودية التي استقبلت، في 29 يوليو الماضي زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وقبله رئيس الوزراء حيدر العبادي، وربما تستقبل شخصيات سياسية أخرى مستقبلا مثل عمار الحكيم رئيس تيار “الحكمة الوطني” وإياد علاوي نائب الرئيس العراقي. ومن الصعوبة فصل غياب رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، بالتوازي مع مشاركة رئيس البرلمان نبيه بري ونائب أمين عام حزب الله نعيم قاسم، عن الجدل الدائر حاليا حول دور حزب الله، سواء بسبب مشاركته في الصراع السوري أو محاولته الترويج لـ”انتصاره” في معركة جرود عرسال ضد “جبهة النصرة”، وهو الجدل الذي تصاعد عقب التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال لقائه بالحريري في واشنطن في 25 يوليو الماضي والتي قال فيها إن “حزب الله يشكل تهديدا للمنطقة برمتها”. رسائل مضادة من الحاضرين والغائبين كلها تعني أن جهود حكومة روحاني لتوسيع نطاق علاقاتها مع القوى الدولية وتقليص حدة التوتر مع دول المنطقة سوف تواجه عقبات لا تبدو هينة خلال الأعوام الأربعة القادمة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إستنفار أمني لتعطيل عمليات تخريبية محتملة

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الاثنين 07 آب 2017

لن تنتهي مهمة القضاء على اﻹرهاب بجرود عرسال ورأس بعلبك - القاع، بل إنّ الجيش سيستكملها في الداخل. فهناك خوف من ردّات فعل تخريبية تنفذها «النصرة» و»داعش» انتقاماً للهزيمة، ولا بدّ من التحوُّط لها وإحباطها. يقول وزير بارز إنّ الجيش اللبناني سيستكمل مهمة اجتثاث الخلايا اﻹرهابية، بعد ضرب رأسها في جرود رأس بعلبك - القاع، ﻷنّ اﻹرهابيين لن يوقفوا محاولات التخريب الداخلية، في محاولة منهم للحدّ من مفاعيل العملية التي تمّ تنفيذها في الجرود. ولن تكون المهمة التكميلية أقلّ أهميةً من المعركة الجارية حالياً. ففي الأشهر واﻷسابيع اﻷخيرة، ضبط الجيش بالتنسيق مع الأجهزة اﻷمنية، كوادر من خلايا إرهابية في مناطق مختلفة، يعتبرون أنهم قادرون على إيجاد أوكار تحميهم، ومنها مخيمات النازحين السوريين والمخيمات الفلسطينية وبعض المناطق اللبنانية التي ربما يعتقد بعضهم أنهم يحظون فيها ببيئة حاضنة، أو أنهم حظوا بهذه البيئة في مراحل معينة. فمخيمات النازحين في جرود عرسال تبيَّن أنها كانت ملجأ لمئات الإرهابيين، وقد تمّ استغلالها أيضاً لتخزين أسلحة وذخائر تم اكتشافها أخيراً. وكان هؤﻻء اﻹرهابيون يطمحون إلى استغلال هذه المخيمات خلال معركتهم مع «حزب الله»، بالدخول إليها وتوريطها في المواجهة. وكان في اعتقاد اﻹرهابيين أنّ هذا التغلغل في مخيمات النازحين سيشكل عبئاً على «الحزب». ففي هذه الحال، هو لن يتحمّل حجم الخسائر المحتملة في صفوف المدنيين، وسترتفع اﻷصوات في الداخل والخارج مطالبة إيّاه بوقف المعركة.

لكنّ مسار معركة عرسال كان مختلفاً، فقد وجدت «النصرة» نفسها عاجزة عن استكمال المواجهة وتنفيذ المخطط، خصوصاً بعدما تلقّت تعليمات من القوى الخارجية التي ترعاها بعقد صفقة التبادل ووقف القتال مع «الحزب» ﻷنّ هناك قراراً إقليمياً - دولياً بخروجها من المنطقة. وفي تقدير المطّلعين أنّ التهديدات التي أطلقها كوادر «النصرة»، ولا سيما منهم «أبو مالك التلّي»، بالردّ على عملية عرسال، لا أهمية تنفيذية لها- مبدئياً- ﻷنّ هؤﻻء سُحِب منهم الترخيص اﻹقليمي الذي يسمح لهم بأي عملية تخريبية في لبنان. ويأتي ذلك في ضوء تفاهم دولي- إقليمي على عدم تعريض اﻻستقرار اللبناني ﻷي اهتزاز. ولكن، على رغم ذلك، لا يمكن الركون تماماً إلى التطمينات الخارجية. ويبقى هناك مقدار من الخوف من عمليات انتقام تقوم بها «النصرة» في الداخل، ﻷنّ أحداً لا يمكنه تحديد ما يملك هذا التنظيم من أوراق صالحة للاستخدام. لكنّ الخوف اﻷكبر يبقى من جانب «داعش» الذي يبدو مُستعصياً إدراك الخطوات التي سيعتمدها، بسبب غموض طبيعته وعدم القدرة على تحديد معرفة القوى اﻹقليمية أو الدولية التي ترعاه.

فمع تنفيذ الجيش عمليته، قد تتحرك خلايا «النصرة» و»داعش» في الداخل للتخريب. وتضع اﻷجهزة اﻷمنية نصب أعينها إمكان استخدام اﻹرهابيين مخيمات النازحين. ويعتقد الوزير البارز أنّ كل هذه المخيمات تحتضن مقادير معينة من الاستعداد للعنف، يقوم الإرهابيون باستثمارها.

كما أنّ المخيمات الفلسطينية قد تستخدم منصات تحرّك وانطلاق لتنفيذ عمليات إرهابية في الداخل اللبناني. وفي هذا اﻹطار، يبدو اﻷخطر مخيم عين الحلوة الذي يشهد غلياناً إرهابياً في اﻷشهر اﻷخيرة عبّرت عنه المواجهة الفلسطينية - الفلسطينية اﻷخيرة. فبعد زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس اﻷخيرة للبنان، تحركت القوى المتضررة من أمن المخيم. وظهر أنّ الفصائل الفلسطينية اﻷساسية لا تمتلك القدرة على الحسم هناك. كذلك رفض الجانب اللبناني عرضاً فلسطينياً هو اﻷول من نوعه لدخول المخيم والحسم ضد اﻹرهابيين، ﻷنه تهيَّب حجم المعركة وأكلافها المحتملة. ومنذ ذلك الحين، يقوم الجيش واﻷجهزة اللبنانية برصد داخل المخيم بـ»الريموت كونترول»، أي عبر اللجنة الفلسطينية المعنية بأمن المخيم، والتي تزوِّد الجانب اللبناني تقارير متلاحقة حول المجريات. إلّا أنّ أحياء من المخيم تبقى عصيّة على السيطرة، ويلجأ إليها إرهابيون سوريون وفلسطينيون ولبنانيون ومن جنسيات أخرى، ومنهم متهمون بعمليات ومطلوبون للعدالة في لبنان. التقارير الواردة إلى الجيش واﻷجهزة اﻷمنية اللبنانية تحذّر من عمليات قد يقوم بها اﻹرهابيون، خلال تنفيذ الجيش عمليته في الجرود أو بعدها، في محاولة لتشتيت قوة الجيش وإثبات القدرة على التخريب في مناطق لبنانية عدة.وكان المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم قد كشف في النبطية، قبل أيام، أنّ المدينة نجت من كارثة كان يحضّر لها اﻹرهابيون، بعدما تمكّن جهاز اﻷمن العام من فضحها وإحباطها. وأكد أنّ المبادرة إلى مواجهة اﻹرهابيين، مهما كانت مُكلفة، تبقى أقل كلفة من انتظارهم ليقوموا بعمليات التخريب. إذاً، معركة الداخل لإحباط أي مفاجأة إرهابية ستكون موازية لمعركة اقتلاع أوكار اﻹرهابيين في الجرود، بل هي جزء أساسي مكمّل لها، وهي تحتاج إلى مقدار من الجهد لا يقل حجماً وأهمية. ويبدو الداخل اللبناني مطمئناً في هذه المواجهة، ﻷنّ الجيش اللبناني أثبت قدرات خارقة في مواجهة اﻹرهابيين، على مدى سنوات، تفوق قدرات جيوش إقليمية أكبر. كما أنّ اﻷجهزة اللبنانية استطاعت حتى اليوم إحباط عمليات تخريبية كثيرة، بدعم معلوماتي من أجهزة عالمية فاعلة، فيما دول عدة تمتلك إمكانات هائلة تعاني مصاعب أكبر في المواجهة مع اﻹرهاب.

 

له أمرُ البلد ولغيرِه أمرُ اليوم

سجعان القزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 07 آب 2017

منذ سنةِ 2000 و«حزبُ الله» يَحكُم لبنان. لم يَحصُل شغورٌ في ولايتِه سوى بِضعةِ أشهرٍ بعدَ المغفورِ لها «ثورةِ الأرز» سنة 2005. يُشغِلُ الآخرين بتداولِ السلطةِ. يُنظِّمُها ويُشرِف عليها وعليهم. لا يَأبَه للشغورِ الرئاسيِّ وللتمديدِ النيابيّ. هذه أحداثٌ ثانويّةٌ في دولةٍ انتقاليّةٍ ولا تؤثّر على مَجرى التحوّلاتِ الاستراتيجيّةِ في المِنطقة، خصوصاً حين تكون المَلاءةُ صِنوَ الشغور.حزبُ الله يَحكم عمليّاً لبنانَ من القصورِ والساحات، من الحكوماتِ والمؤسّسات. لَم يَعُد حزبُ الله عدوّاً أو حليفاً، ولا حتى شريكاً، إنه الحاكِم. على خلفيةِ سلاحِه يُدير البلدَ على أساسِ الديمقراطيّةِ التوافقيّة من دونِ توافُقٍ ديمقراطيّ. واللبنانيّون يَنتظرون خِطاباتِ السيد حَسن نصرالله لا خطاباتِ غيرِه، وبياناتِ حزبِ الله لا بياناتِ غيرِه. له أمرُ البلد وللجيشِ أمرُ اليوم. له البلدُ وللدولةِ البلديّةُ. ما يُحرِّمه يُجمَّد وما يُحلِّله يُقَرّ. يَخوض المعاركَ حسَبَ توقيتِه ويُنهيها حسَبَ مصالحِه. يُحدِّد ساعةَ الاستحقاقاتِ الدستوريّةِ والسياسيّةِ فتُحتَرم «على الدقيقة».

هو الشرعيّةُ والشريعةُ بثلاثيّةٍ أو بدونِها، لا بل أصبحت معادلةُ «الجيشِ والشعبِ والمقاومة» عِبئاً عليه. بدونِها هو حزبٌ ومقاومةٌ وسلاح، فلا يَضطرُّ إلى التنسيقِ ورفعِ علمَين بدلَ عَلم. قال حزبُ الله: لا رئاسةَ جمهوريّةٍ فحَصل الشغور. هذا هو مرشَّحي الوحيد فانتُخب الجنرال عون رئيساً. لا مانعَ من سعد الحريري رئيساً للحكومةِ فعادت السرايا وآلَت إليه. لِتؤَلَّفِ الحكومةُ بثلاثينَ وزيراً قبل رأسِ السنةِ الماضية فتألّفت هكذا. كفى سِجالاً حول البَيانِ الوزاريّ فصَدر البيان. صارَ وقتُ توزيعِ المُربّعاتِ النَفطيّةِ فنال كلُّ طرفٍ نصيبَه منها. لِيوقَفِ الاحتكامُ إلى «إعلانِ بعبدا» فتوقَّفَ الحديثُ عنه. لا بدَّ من النسبيّةِ الموسَّعةِ في قانونِ الانتخابات فحَلَّت النسبيةُ قانوناً مقدَّساً. السلاحُ خارجَ التداولِ فصار السلاحُ أمراً مَنسِيّاً. هذه هي حدودُ تطبيقِ القرار 1701 فجُرِّد القرارُ من فاعِليّتِه. هذه صلاحيّاتُ القوّاتِ الدوليّةِ فصار وجودُها سياحيّاً. نَسِّقوا مع النظامِ السوريِّ فبدأ التنسيقُ جوّاً وبرّاً. لا للمحكمةِ الدوليّةِ فصارت المحكمةُ شهيدةً تَبحثُ عن ضريح. وغداً يَسأل: أين شهداؤكم؟ فيُجيبونه: ليس لدينا شهداءُ، بل ضحايا موادَّ غذائيّةٍ غيرِ مطابِقةٍ لمواصفاتِ هذا الزمن. لا نَلومنَّ حزبَ الله، بل الّذين يتراجعون أمامَه: يَطلُب فيُستجاب، يَقرَعُ فيُفتَح له، يَرفع الأُصبعَ فتَنحني الرؤوس. طَرح هؤلاء وجودَ سلاحِه في لبنان ثم قبِلوا به شمالِ الليطاني. طالبوا بوضعِ سلاحِه في كنَفِ الشرعيّةِ فأصبحت الشرعيّةُ في كنفِه. نادوا بنزعِ سلاحِه فأصبح أقصى مُناهُم أن يعودَ بسلاحِه من سوريا إلى لبنان. وَصفوا سلاحَه بغيرِ الشرعيِّ ثم كلّفوه عمليّةَ جرودِ عِرسال. رفضوا الاعترافَ بشهدائِه ضِدَّ إسرائيل ثم نَظّموا اليومَ مِهرجاناتٍ لاستقبالِ أَسْراه العائدين من معاركِ سوريا. رَجَوا أميركا أن تَضعَ عقوباتٍ عليه، ثم هَرولوا إلى واشنطن يَستعطِفونها أن تُرجِئَ صدورَها. فَرِحوا بأن يَشمُلَ بيانُ قِمّةِ الرياض فقرةً تَصِفُه بالإرهابيِّ ولما استُجْوِبوا في بيروت أنكروا عِلمَهم (ما شِفْتِ حاجَه).

حتى الأمسِ القريب، كان حزبُ الله يبرِّر سلاحَه بمقاومةِ إسرائيل، فصار بعد عِرسال يُبرّره بمقاومةِ الإرهاب أيضاً. وحين شاركت الدولةُ في استقبال أَسراه الّذين اعتُقلوا أثناءَ قتالِهم في سوريا أعطَته اعترافاً آخرَ بمشروعيةِ تدخُّلِه في حربِ سوريا. ويأتي مَن يُحدِّثُ الناسَ عن تسويةٍ وطنيّة أَحيَت الجمهوريّةِ، في حين أنَّ الأمرَ لا يتعدى اعترافَ الفريقِ الآخَر (14 أذار) بانتصارِ حزب الله وفريقِه الإقليميّ فقام يُهنّئ ويَحِدُّ من الخسائر. ما كان الأطرافُ المحليّون ليُسلِّموا بالأمرِ الواقع لو لم يَلمُسوا أنَّ حلفاءَهم العربَ غيرُ مستعدّين أنْ يُحرّكوا ساكِناً أو رِيالاً أو حتّى رصاصةً مَطَاطيّةً من أجلهِم.

فاليمنُ والعراقُ وسوريا وليبيا حاليّاً أهمُّ من لبنان. والصراعُ الكبيرُ أهمُّ من صراعاتِ اللبنانيّين، خصوصاً وأنَّ كلَّ ما فعله الغربُ والخليجيّون من أجلِ حلفائِهم اللبنانيّين كان تعبئةَ ماءٍ في وعاءٍ مَثقوب. لقد نَجح حزبُ الله في وضعِ أخصامِه في موقعِ الدفاع برغم أحقيّةِ مواقِفهم، وأنْ يجعلَ الدولةَ اللبنانيّـةَ أداةً تفاوضيّةً يَستخدِمها لتحقيقِ مشروعِه الاستراتيجيِّ الرامي إلى توسيع حِصّةِ الشيعةِ في نظامِ لبنان الجديد وفي دولِ الشرقِ الأوسط الجديدة. دولةُ لبنان الحاليّةُ هي جِهازُ العَلاقاتِ العامّةِ والتواصُلِ الدوليّ لحزبِ الله. ولولا الشَماتةُ، لكانت الدولُ الغربيّةُ تتفاوض معه لا مع أركانِ الدولة، فهو إن وَعدَ وفى وإن التزمَ نفَّذ.

هو حزبٌ يَحترمُ نفسَه، ولا يَتخلّى عن ثوابتِه ومبادئِه وحلفائِه وشهدائِه. أجل، سيأتي يومٌ تَكفُر فيه الدولُ الغربيّةُ بتخاذلِ الدولةِ اللبنانيّة فتستديرُ نحو حزبِ الله ما دام حلفاؤها اللبنانيّون سَبقوها إلى ذلك. السوابقُ كثيرةٌ في هذا المجال: السابقةُ الأولى لبنانيّةٌ وتعود إلى الثمانيناتِ حين اعتمدَت إسرائيلُ «الخِيارَ الدرزيَّ» في الجبل ثم «الخِيارَ الشيعيَّ» في الجنوب بعدما نَكَث الزعماءُ الموارنةُ بوعودِهم تجاهَها. والسابقةُ الثانيةُ لبنانيّةٌ أيضاً حين وافقَت دولٌ خليجيّةٌ وغربيّةٌ في تشرين الأول 2016 على انتخابِ حليفِ حزبِ الله رئيساً لجُمهوريّةِ لبنان. والسابقةُ الثالثةُ عراقيّةٌ حين نَقلت أميركا سنةَ 2003 حكمَ العراق من السُنّةِ إلى الشيعة. والسابقةُ الرابعةُ إقليميّةٌ حين وقّعت الدولُ الخمسُ زائدة واحدةً سنةَ 2015 الاتفاقَ النوويَّ مع إيران وسْطَ ذهولِ السعوديّة. والسابقةُ الخامسةُ سوريّةٌ حين سَحبت أميركا وفرنسا سنةَ 2017 شرطَ إسقاطِ بشار الأسد بعدما تَيقَّنت من فشلِ حلفائِهما في المعارضةِ السوريّة. ويُخطئ من يَظنُّ أنَّ العقوباتِ الأميركيّةَ والأوروبيّة ضِدَّ حزبِ الله ستكون عائقاً، فحين يَصدُر القرارُ السياسيُّ، تُصبحُ العقوباتُ المدخَلَ الجاهزَ لإجراءِ مفاوضاتٍ مع حزبِ الله وإيران بمنأى عن الدولةِ اللبنانية والمكوِّناتِ السياسيّةِ الأخرى. صار صعباً التعاطي مع حزبِ الله كأنّه حزبٌ عاديٌّ أو ميليشيا مسلّحةٌ أو حتّى مقاومة. لست سعيداً بذلك، لكنّه واقعٌ أَسهمَت 14 أذار في صناعتِه بضعفِها وجُبنِها وتسوياتِها ومساوماتِها وخلافاتِها وتنازلاتِها. والمكابرةُ مستمرّة. لكنَّ هذه القوّةَ الإقليميّةَ التي جمَّعها حزبُ الله تبقى غيرَ مُسيَّلةٍ بسببِ الواقعِ اللبنانيّ الديمغرافيِّ والجغرافيِّ والتاريخيّ. إذ يستطيعُ حزبُ الله الانتصارَ على الولاياتِ المتّحدةِ الأميركيّة وروسيا وبريطانيا والصين، لكن حين يعودُ إلى لبنان، يرجِعُ لبنانيّاً بين اللبنانيّين وحزباً بين الأحزاب وكُتلةَ نيابيّةً بين الكُتل. ولأنّه يدرك هذه الثوابت ـــ الموانع، يَمتنعُ حزبُ الله ـــ حتّى الآن ـــ عن تحويلِ قوّتِه من أمرٍ واقعٍ إلى حالةٍ دستوريّة.

 

جعجع في بعبدا: إعلان وقف إطلاق نار

جوني منير/جريدة الجمهورية/الاثنين 07 آب 2017

صحيح أنّ التحضيرات التي سبقت زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى الجبل كشفت عمقَ الخلاف والتنافر بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية»، لكنّ الرهان على الذهاب بعيداً وصولاً الى الصدام يبقى رهاناً غير واقعي أقلّه في الأمد المنظور. قريباً جداً سيطلب رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع موعداً للقاء رئيس الجمهورية في قصر بعبدا حيث سيدخل عبر هذا الباب لإعادة تبريد الحماوة الحاصلة وإعادة الخلافات الى مستويات مقبولة لأنّ التفاهمَ الكامل لا يبدو متيسّراً، ولهذا الأمر أسبابه. خلال الأعوام الأخيرة، ثلاث محطات أساسية طبعت علاقة «التيار الوطني الحر» بـ«القوات اللبنانية»:

ـ المحطة الأولى، وهي تشكّل امتداداً طبيعياً لحال العداء التي كانت قائمة بين الطرفين والتي اندرجت وفق اصطفاف «8 و14 آذار» وهي ظهرت بنحو فاقع مع رفض جعجع «نصيحة» الاباتي بولس نعمان بإنجاز تفاهم جانبي مع عون على أساس تبنّي جعجع ترشيح عون، على أن يكون جعجع هو المرشح المسيحي للولاية التالية. كذلك أبدى جعجع غضبه الشديد من الرئيس سعد الحريري الذي كان باشر تفاوضاً سرّياً مع عون حول رئاسة الجمهورية أجهضته السعودية يومها. ـ المحطة الثانية، جاءت بعد سنوات مع انعطافة جعجع عبر إنجاز ما عُرف بـ»تفاهم معراب» والذي في جوهره تبنّي ترشيح عون لرئاسة الجمهورية، وقد أُرفق هذا التفاهم بعدد من البنود التي تشكّل إطاراً يُنظّم العلاقة بين الطرفين داخل السلطة بعد وصول عون. ويومها انقسمت الآراء بين مَن اعتبر أنّ جعجع مؤمن فعلاً بمشروع إيصال عون ليفتح طريق بعبدا أمام وصوله هو بعد ست سنوات بدليل البنود التي ترعى حصص الطرفين داخل السلطة، وبين مَن هو واثق من أنّ جعجع أراد رَمي وطأة حمل الوقوف في وجه وصول عون على كاهل الحريري في ظلّ المناكفات التي كانت قائمة بينهما، وأنّ جعجع كان أكثر المستائين عند اكتمال عقد التسوية لكنّه آثر الاندفاع الى الأمام أكثر والشروع في خطة الطوارئ التي وُضعت وعُرفت ببنود «اتفاق معراب» حول تقاسم السلطة.

يومها باشر جعجع بانتهاج سياسة توسيع حصّته الحكومية وداخل الإدارة الرسمية الى الحدّ الاقصى، إضافةً الى حصّته النيابية تحت شعار جديد هو الثنائية المسيحية والتوازن مع المسلمين على أنقاض شعار «8 و14 آذار». ـ المحطة الثالثة كانت مع إقرار قانون جديد للانتخاب سمح لـ»القوات اللبنانية» بـ»التحرّر» انتخابياً خصوصاً في دوائر جبل لبنان والتي شكّلت ولا تزال هدفاً «قواتياً» ملحّاً لاختراق هذه الدوائر التي تمنح عملياً ممثليها شرعية التمثيل المسيحي على مستوى الدولة. ومنذ إقرار هذا القانون، باشر جعجع انتهاجَ سياسة مختلفة عن سياسة الرئيس الجديد لـ»التيار الوطني الحر» جبران باسيل تقوم على المناكفات والاشتباك، ولكن تحت سقف عدم العودة إلى العداء. ووفق هذا السياق، أخذ الخلاف بين الطرفين بعداً إعلامياً واضحاً مع التحضير لزيارة عون الى دير القمر. ولأنّ تظهيرَ الخلاف وصل الى سقف مرتفع، كان لا بد من إعادة تنفيسه واحتوائه.

فأن يأخذ تعليقُ صور رئيس الجمهورية هذا الجدل لدى بلدية محسوبة على «القوات اللبنانية» فهذا له دلالاته، وأن يعتذر رئيسُ الجمهورية عن المشاركة في الغداء فهو مؤشرُ استياء، وأن يغيب عددٌ من الشخصيات مثل النائب وليد جنبلاط الذي اكتفى بإيفاد نجله فيما غاب ممثل رئيس الجمهورية عن احتفال المصالحة المنظّم من «القوات» والحزب التقدمي الاشتراكي رغم وجود ممثلين عن رئاستي مجلس النواب والوزراء، ففي ذلك مؤشرات سياسية تصل الى حدود التحالفات الإنتخابية لاحقاً: لائحة للحزب التقدمي الإشتراكي و«القوات» في مقابل لائحة لـ«التيار الوطني الحر» وتيار «المستقبل».

وطوال الأسابيع الماضية، بقي خطّ التواصل بين «التيار» و«القوات» مقطوعاً ولكي تبقى اللعبةُ وفق الحدَّين اللذين يريدهما طرفا النزاع أي بين اللاتحالف واللاعداء، سيزور جعجع عون في قصر بعبدا مدخلاً لإعلان وقف اطلاق نار مع باسيل ولإعلان شكواه ولو بأسلوب ديبلوماسي مرن.

قد يكون باسيل نجح في دفع جعجع الى الخروج من مخبئه طلباً لوقف اطلاق النار بعدما اعتقد قريبون من «القوات» أنّ التصعيد الإعلامي الذي حصل يقف وراءه باسيل. ويذهب هؤلاء في قراءتهم الى ما هو أبعد.

فالتصعيد الإعلامي، في رأيهم، له أبعاد وأهداف تصل الى حدود فتح الطريق أمام إمرار بواخر توليد الكهرباء، ولكن يبدو أنّ جعجع الذي يشتكي من التعيينات ولكن من دون أيّ ردة فعل، يتمسّك في المقابل بإسقاط ملف بواخر الكهرباء الى جانب تحالف عريض يضم إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري وجنبلاط ورئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية.

ويعتبر جعجع أنّ الضغط المعنوي الحاصل هو لتطويع موقفه ولكنّه لن يتراجع، وأنّ معارضته ليست فقط في وجه «التيار الوطني الحر»، وإنما في وجه تيار «المستقبل» أيضاً. «يريدون منا الموافقة على كل شيء وهذا لن يحصل»، يقول أحد المسؤولين «القواتيين».

في المقابل لا تبدو الصورةُ نفسُها لدى الفريق الآخر: «يريدون ضربَ العهد وإنجازاته عبر عرقلته وتشويه صورة جبران باسيل لحسابات سياسية ورئاسية». ويقول هؤلاء: «أعطيناهم كثيراً واستمرّوا في الشكوى والمطالبة. فمثلاً أعطيناهم في التشكيلات الديبلوماسية كلّ ما طلبوا وفوجئنا بتحفّظهم في مجلس الوزراء».

لكن وفيما النزاعُ الصامت بين الفريقين يأخذ وجوهاً متعددة، بدا التسويق الإعلامي لـ»القوات» مع الاوساط الشعبية أفضل بكثير وأكثر ذكاء في مقابل شلل، لا بل غياب كامل، للتسويق الإعلامي لدى «التيار الوطني الحر»، لا بل لدى رئاسة الجمهورية أيضاً، وبدت الساحة خاضعةً بكاملها لنظريات خصوم باسيل واتهاماتهم. وبعد زيارة جعجع الى قصر بعبدا، من المفترض أن تتراجع الحملات الإعلامية ولكن على زغل، أو بتعبير أوضح، هدنة موقتة من دون حلّ ثابت في انتظار مواجهات جديدة لا تبدو بعيدة. فوفق ما يبدو، بات من الصعب جداً التفكير في لوائح إنتخابية مشترَكة ولو في بعض الدوائر، ورسائل التمريك الانتخابي تعزّز هذا الاعتقاد. «التيار الوطني الحر» المتحالف مع تيار «المستقبل» والذي يتّكئ على تفاهم في العمق مع «حزب الله»، باشر وضع تصوّره، فيما «القوات اللبنانية» المتفاهمة مع الحزب التقدمي الاشتراكي تنظر بعين الريبة والقلق الى قرار تيار «المستقبل». لكنها في الوقت نفسه باشرت وضع تصوّراتها على أساس تأمين الحاصل الانتخابي لوحدها وبمعزل عن «التيار الوطني الحر». هكذا تبدو الصورة في دوائر جبل لبنان، وجزين وزحلة وبيروت. لكن في «دائرة الموت» في الشمال حيث البترون والكورة وزغرتا وبشري، فالمسألة تجري مقاربتها بروية اكبر، لأنّ الخطأ هناك يعني اعلان حال الحرب مجدداً. فالتواصل بين جعجع وفرنجية والذي أزعج باسيل كثيراً بقيَ وفق الوتيرة نفسها، أيّ من دون رفع درجة التواصل أكثر تجنّباً لرفع مستوى التحدي أكثر. وحتى الآن تبدو هذه الدائرة وكأنها ذاهبة في اتجاه معركة انتخابية وفق لوائح انتخابية ثلاث: «التيار»، «المردة» و»القوات».

لكنّ المحظور يمكن أن يقع في حال اندفعت الأمور لتصل الى تحالف «قواتي» مع «المردة» في وجه «التيار الوطني الحر»، وهو ما يعني عندها العودة الى مربّع العداء وهو ما يشكّل خطاً أحمر. لكنّ الواضح أنّ القرار الحالي هو بعدم ترك القضايا الخلافية تتفاقم، في وقت يُراقب جعجع بقلق اندفاع باسيل في خطة ترسيخ قواعد جديدة للعبة تُعطيه حق إدارة واستثمار الإرث السياسي للرئيس ميشال عون على حياة الأخير وبمباركته، فتصبح قاعدة ثابتة مستقبلاً، مع الاشارة الى العلاقة المميّزة التي عادت تربط باسيل بقيادة «حزب الله» رغم كل ما يُقال ويتردّد في الإعلام.

 

برّي... والإنتصارات التي لا بدّ منها

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الاثنين 07 آب 2017

الى طهران وصل رئيس مجلس النواب نبيه برّي ضيفاً مكرّماً. ومعه حضر الانتصار على إرهابيّي «جبهة النصرة» باسم كل الشعب اللبناني، إنتصار قدّرته القيادة الايرانية من الرئيس حسن روحاني الى رئيس مجلس الشورى علي لايجاني الى وزير الخارجية محمد جواد ظريف، فتقدّمت بالتهنئة الى برّي شخصياً كشريك في هذا الانتصار، وعبره الى كلّ لبنان وفي المقدمة الجيش والمقاومة. حضرت معه صورة لبنان في ظلّ الانتصار على إرهابيّي الجرود، وأيضاً تلك الصور التي تحكي تاريخ المقاومة ضدّ الارهاب الاسرائيلي. وانتصار التحرير في العام 2000 وانتصار الصمود وإفشال محاولة تغيير وجه لبنان في العام 2006.

وحضرت معه قراءة لمشهد المنطقة وتقلّباتها وما يتهدّدها منذ ما سُمّي بالربيع العربي.. فإذ به يكون خريفاً جعل حدود الدول كأوراقه صفراء آيلة للسقوط في مرحلة يبدو أنّ عنوانها «تقسيم المقسّم» الى كيانات تُطلق رصاصة الرحمة على ما كانت تسمّى دولاً. تخفق الهدف الذي رسمه شيمون بيريز في كتابه عن «الشرق الاوسط الجديد» كما تريده اسرائيل. هنا يكمن الخطر الدائم... الذي يتعاظم أكثر فأكثر مع صراع الأمم على ارض «الربيع العربي»، ومع إدارات دول كبرى أولويّتها «شفط» المال العربي، وتجارة السلاح. ومع الواقع الاسود الذي فتك بعلاقات دول يفترض أنها شقيقة. فغدَت إمّا مأزومة في داخلها وتقاتل نفسها، وإمّا متحاربة مع بعضها البعض، في مشهد لا يُطمئن لا على حاضرها ولا على مستقبلها.

ومن طهران، توجّه بري الى الداخل اللبناني، والى من يجب أن يسمع في اي مكان وقال: «إنّ شاء الله يكون عيد الانتصار على اسرائيل في 14 آب، موعد الانتصار على الارهاب».

هي جملة تنطوي على أكثر من دلالة ومعنى ومغزى، خصوصاً أنه المواكب لهذه المعركة الوجودية التي يخوضها لبنان بكلّ قواه. هي جملة منطلقة من القناعة التي باتت راسخة في أذهان جميع اللبنانيين بأنّ «النصرة» في جرود عرسال، و»داعش» في جرود رأس بعلبك والقاع وجهان لإرهاب واحد، أطيح بنصفه العرسالي الى غير رجعة، أمّا النصف الثاني فبات تحت شفرة المقصلة التي لا بد لها أن تهوي في أي لحظة وتقطع هذا الرأس المدبّر لكل الجرائم الارهابية بحق جميع اللبنانيين. وهنا، كما يقول برّي، يكتمل الانتصار في الجرود كلها، وبالتالي لهذا الذي تحدّث عنه ربطاً بذكرى 14 آب فرصة لأن يصبح العيد عيدين، والنصر نصرين، وبالتالي عيد النصرين.

إذاً، هي معركة «الفصل الاخير» كما يراها برّي، الفصل الذي يجب أن يطوى ويختم اليوم قبل الغد. ولأنّ لهذه المعركة ظروفها ومستلزماتها، وخططها وعدّتها وعديدها وأبجديتها الخاصة بها، فإنّ ساعة الصفر لإشعال شرارتها في يد أهلها، والمعني هنا في الدرجة الاولى هو الجيش اللبناني، فهو صاحب القرار وفي يده توقيته الذي يباغت فيه «العدو الداعشي». على أنّ الأهم بالنسبة الى برّي هو أنّ معركة كهذه تتطلّب عناية ما فوق الكبرى، خصوصاً أنّ اتخاذ القرار بخوضها ليس له سوى معنى وحيد: إتخاذ القرار بالانتصار وهذا ما يجب ان يحصل. من البداية، سعى رئيس المجلس لأن ينأى بانتصار الجرود عن أيّ مشوّهات، وعن الاصوات التي ثبُت بالتجربة أنها لا تُتقن سوى فنّ التشويش والتجريح والتشويه، وعندما قال إنّ هناك إجماعاً وطنياً على معركة اجتثاث الارهاب من الجرود العرسالية المحتلة كما جرود رأس بعلبك والقاع، كان ينظر الى الارض اللبنانية التي نبضت كلها تأييداً لهذه المعركة ووقفت خلف الجهة التي خاضتها: «أنا قلتُ وما زلت اقول انّ هناك إجماعاً حول معركة الجرود، وإذا طاب للبعض أن يصرخوا فليصرخوا بقدر ما يشاؤون، وليرفعوا أصواتهم الى السقف الاعلى، فهذا لن ينفي او يؤثّر على حقيقة أنّ الاجماع الوطني اللبناني العام متوافر حول هذه المعركة، وهذا الإجماع ليس من نسج الخيال بل نسجه الشعب اللبناني كله، وبمسيحيّيه ومسلميه، وَقف ولا يزال خلف هذه المعركة.

قد تكون للبعض اعتباراتهم وحساباتهم، مع ذلك فهؤلاء قلّة، فليسألوا أهل القاع ورأس بعلبك ودير الاحمر وعرسال، هل هم مع هذه المعركة أم لا؟ دقّوا على أبوابهم فستسمعون الجواب». وكما يستنتج من كلام برّي فإنه لا يَقف عند حدود انتصار الجرود. بل هناك انتصارات داخلية أخرى لا بد من تحقيقها ولا تقلّ أهمية عن الانتصارات الميدانية كونها مرتبطة بحياة اللبنانيّين وبالواقع الذي يحكمهم على كل المستويات، وهذه عيّنة من «الانتصارات الأخرى»:

- الإنتصار على الذات المهزوم بخلطة عجيبة غريبة تعلّي منطق الأنانية والمصلحية الفردية والفئوية فوق كل الاعتبارات وكلّ ما يتّصل بمصالح الناس، وبمصلحة الدولة وماليتها التي يفترض أن تكون فوق المصالح كلها.

- الإنتصار على كلّ الموانع القاطعة طريق الوصول الى الدولة النظيفة من كل الامراض المزمنة والمستعصية التي تفتك بها فساداً وفلتاناً وفوضى لا تحتاج إلّا لقرار وإرادة توفير كل مستحضرات ومساحيق التنظيف وإزالة كل البقع الملوثة، لا بل كل الجمرات الخبيثة ومثالها الكريه، تلك التي تلاعبت بحياة المرضى وتاجرت بأدوية الامراض الخطيرة، وحرَمتها لمَن هم في أمس الحاجة لها، وتلك جريمة أقلّ ما يقال فيها إنها ضد الانسانية.

- الإنتصار للقانون ورفع شأنه، وفَرضه على كل المحميّات سياسية كانت ام غير سياسية، والتي تعتبر نفسها محصّنة وفوق القانون. - الإنتصار للكفاءة والخبرة، وجعلهما المعيار الوحيد في كلّ المجالات الوظيفية ولوضع الشخص المناسب في المكان المناسب بعيداً عن منطق المحاصصة والمحسوبيّة، وإسناد هذا الموقع أو ذاك حصراً لمَن هو من الملّة السياسية او الحزبية، وأمّا الآخرون المستحقون فيُحرمون.

- الإنتصار الاجتماعي، بتأكيد الانتصار لحقوق الناس، والذي تجلّى في إقرار سلسلة الرتب والرواتب والتي وفّرت لمستحقيها من الموظفين حقاً مزمناً لهم، وبتغطية لها لا تطاول الفئات الفقيرة أو المتوسطة من الشعب اللبناني، بل تطاول مَن يجب أن تطاولهم، مَن يكدّسون الارباح الخيالية من محميّات مالية وما يماثلها. «من هنا قلت وأكرّر انّ السلسلة صارت قاب قوسين أو أدنى من متناول مستحقيها، لذلك لا يجب أن نحرمهم هذا الحق، والكل يعرف أننا وصلنا الى تحقيقها بشقّ النفس وطلوع الروح».

- الإنتصار للدستور وتأكيده نصّاً ملزماً وحاكماً في كل أحكامه للجميع، ولكل مسار الدولة والمؤسسات. وبالتالي، لا يجوز أبداً أن تقارب مضامينه بطريقة انتقائية تجعله أشبه ما يكون بإله من تمر يؤكل منه تارة من هنا وتارة أخرى من هناك.

وهنا تحضر الانتخابات النيابية الفرعية كامتحان لصدقية الالتزام بالدستور، إذ انّ عدم إجرائها كما توجب وتفرض المادة 41 منه يشكّل مخالفة موصوفة للدستور... «ليس هناك ما يبرّر أو يمنع إجراءها ولا توجد ظروف قاهرة تحول دون ذلك، لكنّ ما أخشاه هو ان تكون خلف التأخير في إجراء هذه الانتخابات مماطلة متعمّدة لتطيير هذه الانتخابات عبر تضييع الوقت وصولاً الى عمق فترة الستة أشهر الفاصلة عن انتهاء ولاية مجلس النواب في أيار المقبل، فتؤكل منها أيام او أسابيع، فتصبح مهلة مبتورة، وأمام ما تبقّى من تلك الفترة قد يأتي من يقول «ما عادت محرزة رح تِخلص الولاية»!

- الإنتصار للخزينة والمال العام عبر تصويب مسار الصرف في الاتجاه المجدي الذي يُثري الخزينة بواردات هي في أمسّ الحاجة إليها، وليس على ما هو جَار في بعض محاولات إثقال الخزينة بما هو غير مجد، وبما لا طاقة لها على تحمّل أعبائه وكلفته. والأساس هنا هو الصرف المدروس والمحصّن بالقانون وبأولوية رَفد الخزينة بما يغذّيها وليس الصرف في بعض القطاعات الذي تشتمّ منه روائح هدر وصفقات حتى لا نقول اكثر من ذلك.

هنا يحضر كلام للرئيس برّي حول ملف بواخر الكهرباء يُعيد فيه التأكيد على أنه مع إصدار إدارة المناقصات لتقريرها في شأن المناقصة المرتبطة بالبواخر صارت الكلمة الفصل لمجلس الوزراء حصراً، وليس لأحد آخر، وأيّ محاولة للاستمرار في هذه المناقصة والسير بها بتجاهل تقرير إدارة المناقصات بمعزل عن مجلس الوزراء، هي بلا أيّ معنى ولا تقع في الموقع القانوني الذي ينبغي أن يحكمها. وعليه، لم يعد أمام المناقصة سوى طريق وحيد يؤدي الى مجلس الوزراء.

ويحضر هنا أيضاً كلام آخر للرئيس برّي مرتبط باستجرار الكهرباء من سوريا (295 ميغاوات) وفق الاتفاق الأخير الذي تمّ توقيعه قبل أيام بين لبنان وسوريا بقيمة 400 مليار ليرة. وهي كلفة أقلّ من كلفة البواخر العائمة التي تعمل وزارة الطاقة على تلزيم مناقصة خاصة بها الى إحدى الشركات التركية بكلفة تزيد عن 1880 مليون دولار، فضلاً عن انّ ساعات التغذية ستزيد وفق الاتفاق الجديد.

هنا لا يدخل برّي في تفاصيل المناقصة او الاتفاق الاخير بين لبنان وسوريا، بل ليسجّل ملاحظة حول الوضع الكهربائي المعيب والمهترئ في لبنان منذ سنوات طويلة من دون إنقاذ هذا القطاع من الهريان الضارب فيه. ويقول: «لاحظوا الفرق، لبنان بلد معافى ولا ينقصه شيء ووضع الكهرباء في انهيار مستمر ومُستنزف للخزينة.

أمّا سوريا فهي تعاني الحرب منذ سنوات والأزمة تفاقمت فيها الى حدّ لا يوصف، ومع ذلك ما زالت دولة تنتج الكهرباء وتبيعها وها نحن نشتري منها»؟!

وفي معرض الحديث عن سوريا كان لافتاً تركيز برّي على أهمية وضرورة إعادة العلاقات بين لبنان وسوريا الى وضعها الطبيعي: «آن الأوان لتوضع العلاقات بين البلدين في إطارها السليم الذي توجِبه الجغرافيا والتاريخ ومصلحة البلدين اللذين تجمعهما هموم مشتركة، وأوّلها موضوع النازحين».

ولا يرى بري ما يبرّر أن تبقى الحكومة اللبنانية نائية بنفسها عن هذه العلاقات، في وقت أنّ دولاً غربيّة كثيرة تتّجه نحو دمشق وتعيد فتح سفاراتها فيها، وخصوصاً الاوروبيين وإحدى الدول الغربية تستضيف على أرضها 800 ألف نازح وقررت ان تدخل في حوار مع سوريا لإعادة تدريجية لهؤلاء النازحين تشمل في مرحلتها الاولى 250 ألف نازح، بينما لبنان الذي يستضيف أكثر من مليون و500 ألف نازح يرفض الحوار مع سوريا!

 

لبنان وتجاوز الفخ الإيراني

خيرالله خيرالله/العرب/07 آب/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=57706

هناك فخ إيراني ينصب للبنان. وحده الموقف الواضح من السلاح غير الشرعي الذي تحمله ميليشيا مذهبية معروف ولاؤها يمكن أن يكون نقطة بداية لاستعادة بعض الوعي والتنبه لما يدور في المنطقة وما هو المحك فعلا.

هل سقط لبنان نهائيا في الفخّ الذي نصبه له “حزب الله”، ومن خلفه إيران؟ يطرح السؤال نفسه بجدّية عندما يجد المواطن العادي نفسه أمام ظاهرة لا سابقة لها في البلد تتمثّل في تمجيد ما قام به مقاتلو الحزب، الذين يشكلون ميليشيا مذهبية، في جرود عرسال. لعلّ أخطر ما في الأمر أن هناك بين اللبنانيين، من المسيحيين خصوصا، من يعتقد أن “حزب الله” يخوض حربا على الإرهاب، وأنه يحمي المسيحيين، في حين أنه موجود في سوريا من منطلق ارتباطه بالاستراتيجية الإيرانية ولا شيء آخر غير ذلك.

مرة أخرى، من المناسب تذكير اللبنانيين بما هو “حزب الله” وطبيعة تكوينه ودوره في تغيير طبيعة قسم كبير من أبناء المجتمع الشيعي في البلد، بما في ذلك تغيير أسلوب حياة هؤلاء وطريقة تعاطيهم في ما بينهم ومع اللبنانيين الآخرين. هل كان تمييز بين السنّي والشيعي في لبنان قبل صعود نجم “حزب الله” وقبل دخوله في مواجهات مع أهل بيروت.

لا حاجة إلى التذكير في أي وقت أن “حزب الله” استهدف التغلغل في بيروت. اعتمد في البداية الحلول مكان المسيحيين في بيروت الغربية التي كانت فيها دائما أحياء مختلطة في المصيطبه والمزرعة والوتوات وزقاق البلاط والخندق الغميق ورأس بيروت، على سبيل المثال وليس الحصر. لم يترك فجوة إلا وتسلل الحزب منها كي يصبح له وجود طاغ في بيروت السنّية، وذلك تمهيدا ليوم مثل يوم السابع من أيار- مايو 2008، حين شنّ غزوة بيروت التي ترافقت أيضا مع غزوة الجبل، مع تركيز خاص على الدروز.

منذ اليوم الأول الذي ظهر فيه “حزب الله”، كانت هناك مواجهة بينه وبين الدولة اللبنانية، بل بينه وبين لبنان وفكرة لبنان تحديدا. ليس سرّا أن الحزب عمل كل شيء من أجل تقليص حجم حركة “أمل” وتحويلها إلى ما هي عليه الآن. تبقى معارك إقليم التفّاح خير شاهد على ذلك. ليس سرّا أيضا أن الحزب كان في مواجهة دائمة مع الجيش اللبناني. ليس ما يدعو إلى تكرار ما يذكره ضباط في الجيش عن طبيعة هذه المواجهة وعدد ضحاياها، وصولا إلى اغتيال الضابط الطيّار سامر حنا في العام 2008 بحجة أنّه حلق بطائرته في منطقة لبنانية محظورة على الجيش اللبناني!

هذا غيض من فيض ممارسات “حزب الله” وما قام به وما زال يقوم به. ولكن يبقى الأهمّ من ذلك كلّه أن الحزب عمل دائما على تقويض مؤسسات الدولة اللبنانية وعلى عزل لبنان عن محيطه العربي. لا ينفع كلام السيّد حسن نصرالله، الأمين العام للحزب، عن الكويت وعن حرص الحزب ومن خلفه إيران، على هذا البلد العربي الخليجي. يظل “حزب الله” متورطا إلى ما فوق أذنيه في لعبة إيرانية تقوم على إثارة الغرائز المذهبية وتشجيع الشيعة الخليجيين على أن يكونوا مختلفين عن المجتمعات التي يعيشون فيها.

من حسن الحظ أن في الكويت أميرا حكيما وعاقلا هو الشيخ صُباح الأحمد لا يفرق بين مواطن وآخر ويعتبر الكويت لكل الكويتيين. أمّا السبب الذي يدعو “حزب الله” إلى الإشادة بالشيخ صُباح وإلى التبرّؤ من دوره في ما يسمى “خلية العبدلي”، فهو عائد إلى الرغبة في استغلال الخلافات الخليجية – الخليجية القائمة حاليا إلى أبعد حدود. الأكيد أن مناورات “حزب الله” لن تمرّ على الكويتيين الذين يعرفون من حاول اغتيال أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد في منتصف ثمانينات القرن الماضي.

من ضرب مؤسسات الدولة اللبنانية الواحدة تلو الأخرى، إلى اغتيال رفيق الحريري ورفاقه ومحاولة اغتيال مروان حماده قبل ذلك بأربعة أشهر ونصف شهر، ثمّ الاغتيالات الأخرى، تتضح المهمة التي يقوم بها “حزب لله” وسلاحه غير الشرعي الذي ورث السلاح الفلسطيني بعد العام 1982.

ليس ما يدعو إلى السقوط مرّة أخرى في لعبة تبسيط الأمور وإطلاق شعارات من نوع أنّه لولا “حزب الله”، لكان “داعش” في جونيه. لم يحم “حزب الله” المسيحيين يوما. لو كان المسيحيون بخير، لما كان رئيس الجمهورية الحالي ميشال عون، أقام في الرابية الواقعة في المتن في السنوات التي تلت عودته إلى لبنان من منفاه الفرنسي في العام 2005. كان طبيعيا أن يقيم ميشال عون في حارة حريك التي هي مسقط رأسه. هل يسأل المسيحيون اللبنانيون المتحمسون لـ“حزب الله” أنفسهم في لحظة يستعيدون فيها بعض الوعي، لماذا كان ميشال عون من سكان الرابية وليس من المقيمين في حارة حريك القريبة من بيروت قبل انتخابه رئيسا في تشرين الأوّل – أكتوبر الماضي؟

بدل الدخول في لعبة حدّد “حزب الله” ومن يقف خلفه شروطها ومواصفاتها، من المفيد للبنانيين عدم الاكتفاء بالعودة إلى تاريخ الحزب وما قام به، خصوصا عندما افتعل حرب تموز – يوليو من العام 2006 لتغطية جريمة اغتيال رفيق الحريري التي كانت كارثة على لبنان واللبنانيين.

في المقابل، يفترض باللبنانيين، خصوصا بالمسيحيين منهم، السعي إلى فهم معنى تورط الحزب في حرب على الشعب السوري خدمة لإيران. من أخطر ما أسفر عنه هذا التورّط إلغاء الحدود المعترف بها دوليا بين دولتين مستقلتين هما لبنان وسوريا. الصحيح أنّ “حزب الله” تجاوز ما يسمّى خط الحدود الذي رفض النظام السوري تثبيته يوما بسبب أطماعه في لبنان، وقرر تكريس أمر واقع. يتمثل هذا الأمر الواقع في ربط أراض سورية معينة بأراض تقع تحت السيطرة المباشرة لـ“حزب الله” في لبنان من منطلق مذهبي بحت. هناك سابقة في غاية الخطورة تعمل إيران على تعميمها وصولا إلى تحقيق ما يسميه المسؤولون فيها “البدر الشيعي”. تتمثل هذه السابقة في جعل الرابط المذهبي يتجاوز كل ما عداه في المنطقة، بما في ذلك الحدود المعترف بها دوليا بين الدول.

ليس معروفا أين مصلحة لبنان في دخول لعبة من هذا النوع في وقت يعاد فيه تشكيل المنطقة وفي وقت لم تحدّد الإدارة الأميركية بعد سياستها السورية، على الرغم من مضي سبعة أشهر وأكثر على دخول دونالد ترامب البيت الأبيض.

يواجه لبنان في هذه المرحلة مخاطر عدّة. يمرّ البلد بسبب الظروف الإقليمية وبسبب سعي إيران إلى عزله عن محيطه العربي، خصوصا الخليجي، وتوريطه في سياسات لا علاقة له بها، بمرحلة في غاية التعقيد. لذلك، من الضروري أكثر من أي وقت التنبه إلى المخاطر. يبدأ ذلك بعدم الاستخفاف بتجاوز “حزب الله” الدولة اللبنانية وتنصيب نفسه حاميا لتلك الدولة وللمسيحيين اللبنانيين.

ارتكب المسيحيون في العام 1969 جريمة القبول باتفاق القاهرة. كان في استطاعتهم، عبر زعمائهم ونوابهم، تسجيل موقف اعتراضي على الأقلّ. ما يمرّ به البلد حاليا أشد خطورة من مرحلة ما قبل اتفاق القاهرة. هناك فخّ إيراني ينصب للبنان. وحده الموقف الواضح من السلاح غير الشرعي الذي تحمله ميليشيا مذهبية معروف لمن هو ولاؤها يمكن أن يكون نقطة بداية لاستعادة بعض الوعي والتنبّه لما يدور في المنطقة وما هو المحكّ فعلا. على المحكّ مستقبل لبنان، كدولة مستقلّة، واللبنانيين بكلّ بساطة.

 

موارنة إيران: أهل ذمة حزب الله

أحمد عدنان/عكاظ/06 آب/17

http://www.okaz.com.sa/article/1563073

فاجأتنا الرابطة المارونية في لبنان ببيان أسود، أشادت فيه بخطاب حسن نصرالله أمين عام الميليشيا المسماة «حزب الله»، وحيت «شهداء» ميليشياه، وأضافت: «العملية العسكرية الجارية في جرود عرسال تشكل الخطوة الأبرز في حماية الحدود الشرقية للبنان ومنع الإرهاب من مواصلة التسلل إلى الأراضي اللبنانية، حيث ارتكبت في السنوات الماضية جرائم بشعة بحق المدنيين في أكثر من منطقة، بالإضافة إلى الجرائم التي ارتكبت بحق الجيش اللبناني».

صدر البيان بتاريخ ٢٨ يوليو ٢٠١٧، وأعد هذا التاريخ مأتما لثلاث فرق؛ أولهم منظرو القومية اللبنانية والمارونية السياسية على غرار يوسف السودا وشارل مالك وفؤاد افرام البستاني، وثانيهم المنظرون المسيحيون للقومية العربية مثل نجيب عازوري وجورج أنطونيوس، وثالثهم أرباب التناغم اللبناني - العربي كالبطريرك مار نصرالله بطرس صفير والنائب الراحل سمير فرنجية، فبعض جمهورهم لم يصمد في لبنانيته أو عروبته، إنما تأيرن، ومنهم من ابتدع طائفة مستحدثة أو مذهبا جديدا داخل المسيحية، فما نعرفه عن الطوائف المسيحية الرئيسة أنها البروتستانتية والأرثوذكسية والكاثوليكية، والمارونية من تفرعات الأخيرة، لكننا لم نسمع يوما عن مسيحية جعفرية أو مارونية اثنتي عشرية.

والحديث عن الرابطة وصفير يشدنا للحديث عن موقف بكركي، البطريركية المارونية التي تعد الرابطة من مشتقاتها، صفير هو بطريرك لبنان الدائم قبل أن يكون بطريرك الموارنة السابق، لم يتحدث عن الحزب الإلهي أبدا إلا بنص «ما يسمى بحزب الله»، وفي ليلة الانتخابات النيابية عام ٢٠٠٩ صرح محذرا من مشروع إيراني يهدد كيان لبنان وعروبته، ودعا الناخبين إلى اتخاذ المواقف الجريئة التي تحفظ الهوية اللبنانية، ليبقى لبنان وطن الحرية والسيادة والاستقلال.

سيد الصرح الماروني اليوم، البطريرك بشارة الراعي، له مواقف متموجة، فباغتنا في بدء ولايته بزيارتين متناقضتين، الأولى لسوريا الأسد والثانية لفلسطين المحتلة، وقد واجه معارضي الزيارتين بصلابة نادرة، ثم شاهدناه في فرنسا يعلن تأييدا مبطنا لبشار الأسد، ومؤخرا صرح في مقابلة تلفزيونية قاصدا حزب الله: «أنا مواطن لبناني، وشريكي مواطن أيضا، أنا أعزل وهو مسلح، وهذا شيء غير طبيعي»، وليته يصمد، أو أن الرابطة عبرت عن تغير مزاجه. انتقال صولجان بكركي من صفير إلى الراعي غير الكنيسة المارونية، ونترك للتاريخ الحكم على هذا التغيير.

وجد بيان الرابطة غضبة مارونية على مستوى الأفراد أبرزتها وسائل التواصل الاجتماعي، لكن الأحزاب المارونية الكبيرة تعامل أغلبها مع البيان - علنا على الأقل - كأنه لم يكن، لذلك فالصورة العامة تكشف تغير مزاج مسيحي نحو إيران ونظريتها «تحالف الأقليات»، أي تكالب المكونات العربية غير السنية على السنة، فكل شهداء السنة ومهجريهم لا قيمة لهم ولا وزن، وكل الإرهابيين سنة ولا غير.

عانى الموارنة والمسيحيون قبل غيرهم من الفكر الذي عبر عنه بيان الرابطة العرجاء، فمن ينسى أن حزب «حراس الأرز» ظن الجيش الإسرائيلي جيش خلاص للمسيحيين، والجبهة اللبنانية ظنت - في لحظة معينة خلال الحرب الأهلية - أن حافظ الأسد هو حامي المسيحيين وحقوقهم، ولا نستثني مسلمين من هذه الحماقات، وأعني أولئك الذين اعتقدوا في ياسر عرفات ثم البعثي حافظ الأسد رافعة للسنة وللشيعة وللدروز، وبيان الرابطة في صلب هذا السياق، فهي ترى في ميليشيا حزب الله الإرهابية حامية للمسيحيين وصديقة للجيش، مع أنها الميليشيا التي قتلت باسل فليحان وجبران تويني وبيار الجميل وجورج حاوي وسمير قصير وانطوان غانم والنقيب الطيار سامر حنا والعميد فرانسوا الحاج، وكل هؤلاء مسيحيون.

لن أتحدث عن شهداء المسلمين في ثورة الأرز، رفيق الحريري ووليد عيدو ومحمد شطح ووسام عيد ووسام الحسن وهاشم السلمان، فمن لا يرى في سبعة ملايين لاجئ سوري حول العالم إلا لاجئي طائفته، ومن لا يرى من ٥٠٠ ألف قتيل سوري إلا قتلى طائفته، كيف نحدثه بمنطق الإنسانية وبلغة البشر؟، فأغلب هؤلاء اللاجئين والشهداء سنة، وحزب الله الذي تحييه الرابطة المارونية شريك رئيس في هذه الجرائم بجوار داعش وبشار وبوتين والقاعدة وإيران، ولا أرى في تحية الرابطة إلا مباركة لجرائم الحزب من لبنان وسوريا والعراق إلى اليمن ودول الخليج.

بيان الرابطة المارونية بدا وكأنه صادر عن كتلة الوفاء للمقاومة، ولا عجب في ذلك، وقنوات «مسيحية» مثل LBC وMTV تتعامل مع معركة جرود عرسال كتعامل قناة المنار التابعة لحزب الله، وهناك الأسوأ، فتغطية صراع الإرهاب مع الإرهاب في جرود عرسال بدت موحدة في أغلب محطات لبنان، وكأن غرفة العمليات الدعائية التي ترأسها جميل السيد زمن الوصاية السورية قد عادت إلى الحياة والعمل، لكن لمصلحة إيران هذه المرة.

لتنشيط الذاكرة، في ذروة المارونية السياسية كان الرئيس الماروني فؤاد شهاب (١٩٥٨- ١٩٦٤) زعيما للمسلمين أكثر من كونه زعيما مسيحيا، وفي مؤتمر لوزان ١٩٨٣ - ١٩٨٤ وقف سليمان فرنجية «الجد» وقال: «لن أتنازل عن شبر من عروبتي كما لن أتنازل عن شبر من مسيحيتي»، فرد عليه بيار الجميل «الجد»: «لماذا كلما تحدث أحد عن عروبة لبنان نظرتم إلي؟ لبنان عربي».

وحين أعود إلى مذكرات صونيا فرنجية أجدها وثقت إحدى وصايا الملك عبدالعزيز لأبنائه «لبنان هو نافذتنا المفتوحة باتجاه الغرب بفضل مسيحييه، دعونا لا نغلق هذه النافذة حتى لا نختنق. يجب أن يكون رئيس لبنان مسيحيا». وتروي فرنجية أنه في كل مناسبة عربية أو دولية كان الملك فيصل يحرص على الاحتفاء بالرئيس اللبناني الماروني، «للتأكيد على تحضر العرب واحترامهم للتنوع» وفق كلمات الملك.

في ذروة الحرب الأهلية هاجم الكاتب السعودي الدكتور عبدالله مناع رئيس حزب الكتائب بيار الجميل، فاستدعاه وزير الدفاع الأمير سلطان بن عبدالعزيز الذي أعرب عن غضبه واستيائه من المقالات «كيف تهاجم رجلا يدافع عن بلده؟»، وللرئيس المصري محمد أنور السادات تصريح شهير رد فيه على هجمات الصحافة المصرية التي نالت من القيادات المسيحية اللبنانية، «كميل شمعون وبيار الجميل وسليمان فرنجية عرب أقحاح»، فأرسل العميد ريمون إده (رئيس حزب الكتلة الوطنية) رسالة إلى السادات: «هل يجب أن أقتل المسلمين حتى تعترف بعروبتي؟!»، ومن يعرف التاريخ الناصع والمشرف لإده، لن يتعجب من انشقاق رئيس الرابطة المارونية الراهن انطوان قليموس عن حزب العميد وخليفته كارلوس إده، وسوء حظ الرابطة قد يعكس سوء حظ بعض شعبها: من بيار حلو وميشال إده إلى قليموس.

أتأمل المزاج المسيحي هذه الأيام، ومسيرة المارونية السياسية متذكرا مقولة الرئيس التاريخي بشير الجميل الذي يعرف جمهوره أكثر منا ولا مزايدة عليه «نحن ملائكة هذا الشرق وشياطينه»، وبشير هو الرئيس الذي باركت المملكة انتخابه - بعد اجتماعه بوزير الخارجية الأمير سعود الفيصل - ورفضت الانتخاب سوريا وإيران، وقتله حافظ الأسد.

بشير مناضل من سلسلة عريضة، أرادت خروج المسيحية من مفهوم «أهل الذمة» التي اختصروها في دفع الجزية مقابل الحماية، وفي هذه السلسلة هناك من فضل الخروج إلى دولة مسيحية، وهناك من ارتضى الدولة المدنية الوطنية الجامعة، لكن يحسب لهم أنهم أرادوا الدولة بغض النظر عن شكلها وهويتها، ويأسف اليوم الأب جورح مسوح على ميل طوعي وجماعي عند المسيحيين، في انقلاب على الحداثة والتاريخ، لأن يكونوا أهل ذمة حزب الله، فهم في حماية ميليشيا مقابل جزية تغطية السلاح غير الشرعي والمشروع الإيراني وولاية الفقيه.

بشير ومسوح، مع الفوارق الزمنية والوظيفية والفكرية بينهما، لم ينتبها إلى أن المسلمين، والسنة خصوصا، أول من قفزوا فوق مفهوم الذمية، ففي عصر النهضة العربية كان المسيحي الأرمني أديب إسحاق تلميذا للشيخ جمال الدين الأفغاني، وكان شعار حزب الوفد وثورة ١٩١٩ هو عناق الهلال والصليب، كما تعانق لاحقا رياض الصلح وبشارة الخوري من أجل استقلال لبنان، واستمرت هذه الصيرورة، وحقق فهمي هويدي كتابه «مواطنون لا ذميون»، وتمسك رفيق الحريري بعنوان المناصفة.

كتب الأمير طلال بن عبدالعزيز في صحيفة النهار بتاريخ ٢٩ يناير ٢٠٠١ عن المسيحيين بأنهم «شكّلوا حلقة وصل واتصال، وعمقا ثقافيا أصيلا في العروبة ومتقدما في الحداثة، وبقاؤهم ترسيخ للتنوع الثقافي وللدولة العصرية وللتعددية وللديموقراطية، وهجرتهم ضربة عميقة توجه إلى صميم مستقبلنا».

نذكر إخواننا الموارنة بأن «الأقليات»، ونستخدم هذا المصطلح مجازا، لم يتعرضوا للاضطهاد فترة الحكم الإسلامي العربي ثم الليبرالي، إنما كان اضطهادهم في عهدين؛ عهد إسلامي عجمي كالترك والمماليك، وكإيران اليوم. ثم عهد أقلوي، كما فعل الفاطميون بمصر، وكما فعل العلويون في لبنان زمن حافظ الأسد وبشار. والعهدان يستغلان الأقليات قبل التنكيل بهم.

لا يمكن إغفال دور التيار الوطني الحر في تشويه الموارنة وتدمير لبنان وتفجير العلاقات الإسلامية - المسيحية، فمنذ وقع هذا التيار، وهو صاحب أغلبية النواب المسيحيين، وثيقة التفاهم سنة ٢٠٠٦ مع حزب الله، وهو يغطي جرائم الحزب في الداخل والخارج، ووصل به الأمر إلى الاحتفال باغتيال بعض رموز ١٤ آذار أو تمنيه، وعمموا تهمة الإرهاب على جمهور أهل السنة، وشنعوا على السنة بأنهم يغتصبون الحقوق المسيحية، ويمنعون وصول الرئيس القوي «ميشال عون» لرئاسة الجمهورية، وفي سبيل ذلك عطلوا الدولة - بلا خجل - لسنوات، واتهموا تيار المستقبل بالدعشنة وبرعاية التطرف، مع أن المستقبل ضرب تنظيم فتح الإسلام في النهر البارد وحليفهم نصرالله رفض الضربة قائلا «النهر البارد خط أحمر»، أما حليفهم الأكبر بشار الأسد فقد أخرج مؤسس تنظيم «فتح الإسلام» من السجن بالعفو سنة ٢٠٠٥ كما أخرج قائد جبهة النصرة أبا مالك التالي بعفو آخر سنة ٢٠١١.

وكنا نظن أن التسوية الرئاسية أعادت الحقوق المسيحية، ومكنت الرئيس القوي، وأنهت العنصرية العونية ضد السنة، لكن الداء استفحل، فانكب رئيس التيار جبران باسيل مؤكدا على إرهابية اللاجئين السوريين جميعا، وممهدا للمعركة الإرهابية في جرود عرسال بين إرهاب النصرة وإرهاب حزب الله، وهدف المعركة الاستعراضية تبييض صفحة حزب الله الإجرامية وحصر الإرهاب في السنة، وشد عصب «الأقليات» حول الحزب الإلهي، وتغطية انسحابه الذليل من الجنوب السوري، وانكشف المستور بتصريحات قائد النصرة أبي مالك التلي، الذي عقد صفقة مع الحزب ملزمة للدولة اللبنانية، فلم تجتمع من أجل الصفقة حكومة ولم يوقع عليها رئيس قوي، بل المرشد الأعلى للجمهورية اللبنانية حسن نصرالله، ولعل هذا يكشف للبنانيين أن القضية ليست صراعا بين المملكة وإيران داخل لبنان، إنما صراع وجودي يخوضه اللبنانيون ضد إيران.

التيار الوطني الحر وبيان الرابطة يمثلان تورما لنظرية تحالف الأقليات، وهذه الحالة الفكرية، باسم حقوق المسيحيين، وباسم كيد تاريخي ضد الإسلام، وباسم المطامع الشخصية الضيقة، أهدت لبنان إلى إيران، ومكنت نصرالله من تحقيق حلمه القديم الموثق والمسجل: «لا نريد لبنان جمهورية إسلامية فقط، بل جزء لا يتجزأ من دولة ولاية الفقيه»، ولم تخجل صحيفة الأخبار الناطقة باسم الحزب بتهديد الخصوم صراحة بالقتل مثبتة إرهاب الحزب وجرائمه السابقة واللاحقة.

حين انتهى الحزب الإلهي من تفاهماته مع النصرة، وافق على تولي الجيش مواجهة داعش، وأسجل هنا تخوفي من مؤامرتين؛ الأولى توتير متعمد داخل عرسال ومخيماتها لتهجير العراسلة واللاجئين و«تنقية» الحدود الشرقية طائفيا، والثانية إحراج الجيش أمام داعش فتجتمع «الأقليات» والدولة على استدعاء الحزب لمواجهة داعش لأول مرة في التاريخ، فتتكرس الذمية الطوعية الجماعية من بوابة عرسال والحدود الشرقية، وهذه الذمية أرضيتها خصبة بتراجع الدور الوطني للمسيحيين وللدروز.

وفق مصدر دبلوماسي، ذهب السفير الكويتي إلى وزير الخارجية جبران باسيل مقدما مذكرة احتجاج بخصوص خلية حزب الله الإرهابية في الكويت، واتفقا - بعد تفهم السفير - على تسريب المذكرة لرفع الحرج عن الوزير أمام الحزب الإلهي، ولو كنت مكان السفير لنصحت الوزير بصلاة ميخائيل نعيمة «نجني اللهم من صديق يدعي أنه يحبني فوق محبته لنفسه». قارنوا بين هذا الموقف وبين موقف الوزير في الجامعة العربية من اعتداء إيران على البعثة السعودية الدبلوماسية.

أهلا بحقوق المسيحيين الذين تملص بعضهم من شعار «لبنان أولا». وليت الموارنة يقارنون بين عهد رفيق الحريري الذي اتهموه باغتصاب حقوقهم وبين عهد المرشد حسن نصرالله، علهم يرددون قول الشاعر:

يا ليت جور بني مروان دام لنا

وليت عدل بني العباس في النار

 

حسن نصر الله بين الكويت وعرسال

خالد الدخيل/الحياة/الأحد 06 آب 2017

http://eliasbejjaninews.com/?p=57694

كانت صورة مقلقة جداً للأمين العام لـ «حزب الله» وسيد المقاومة حسن نصرالله كما يصفه أنصاره. وهي صورة أن الحزب حقق، كما يقول هو ومشايعوه اللبنانيون، نصراً وطنياً (أي ليس مذهبياً) على الإرهاب في منطقة عرسال، شمال شرقي لبنان. في اللحظة ذاتها صدر في الكويت (على بعد آلاف الكيلومترات من عرسال) حكم قضائي في ما بات يعرف بخلية العبدلي وتورط أعضائها في التخطيط لأعمال إرهابية، وأن «حزب الله» شارك في التخطيط لهذه الخلية وتدريب أعضائها، وإمدادهم بالسلاح والمتفجرات لتنفيذ تلك الأعمال. وأن كل ذلك كان يتم بتوجيه وتحت إشراف الحكومة الإيرانية. هذا ما يقوله نص الفقرة (ب) من مادة الاتهام الأول للحكم بأن أعضاء الخلية «سعوا لدى دولة أجنبية، هي جمهورية إيران الإسلامية»، وتخابروا معها ومع جماعة «حزب الله» التي تعمل لمصلحتها على القيام بأعمال عدائية هي إشاعة الذعر والفوضى في دولة الكويت».

ما أقلق نصرالله أن حكم القضاء الكويتي زاد في تشويه صورة «حزب الله» أمام الرأي العام، وفرض أكثر من علامة استفهام حول احتفاله بالانتصار على الإرهاب في عرسال، والانخراط في اللحظة ذاتها بالتخطيط لتنفيذ أعمال إرهابية في الكويت بالتآمر مع إيران. لذلك سارع بتناول هذه المسألة في خطابه الأخير عن معركة عرسال. تحدث فيه عن أبوية أمير الكويت (كذا)، وأنه يقدر ويثمن موقف الكويت من لبنان. وبالتالي عبر عن حرصه على علاقة طيبة بين الدولتين والشعبين الكويتي واللبناني. ماذا عن الحكم القضائي؟ تجنب نصر الله الدخول في تفاصيل الحكم وحيثياته، مكتفياً بالمطالبة باستعداد حزبه لمناقشة أي التباس مع الكويتيين عبر ما سماه بالقنوات الديبلوماسية. يريد الأمين العام بقوله هذا التفاوض مع الكويت الدولة بمعزل من الدولة اللبنانية، مؤكداً ما يقال عن أن حزبه يتصرف باعتباره دولة داخل الدولة. اللافت حقاً أن نصر الله لم يشجب أو يستنكر في كلمته المحاولة الإرهابية لخلية العبدلي، وتفادى تماماً أي ذكر لإيران، كما تفادى أي نفي مباشر وقاطع لتورط حزبه مع الخلية. كل ما في الأمر بالنسبة إليه أن هناك لبساً يحتاج إلى تفاهم. ثم أضاف بشكل لافت أيضاً أن لديه معطيات كثيرة عن المتورطين في الخلية، وأنه قد يضطر للحديث عنها لاحقاً. كأنه هنا يوجه تهديداً مبطناً وإن بلغة هادئة. والأهم من ذلك أن معرفته الواسعة، كما يقول، وهو اللبناني عن خلية إرهابية كويتية لا تستقيم مع قوله إن ما جاء في الحكم القضائي عن تورط حزبه ليس صحيحاً.

حديث الأمين العام المراوغ هنا ليس جديداً. هو الحديث نفسه الذي كان ولا يزال يستخدمه عن دور حزبه في المنطقة، خصوصاً في العراق وسورية، وعلاقة ذلك بالاستراتيجية الإيرانية. ولعل من بين أكثر ما أزعج نصرالله في حكم القضاء الكويتي ليس توقيته فحسب، بل كشفه قضائياً لزيف ما يردده عن أن حزبه مستقل عن إيران وسياساتها، وأن هذا الحزب ليس أكثر من ذراع تتحرك بحسب توجيهات وأهداف القيادة الإيرانية. وهذا في الحقيقة ما يؤكده نصرالله مراراً، بالتوازي مع دعوى الاستقلال، من أن إيران هي مصدر تمويل حزبه وتسليحه، وأنه يفتخر بالعمل تحت راية ولاية الفقيه هناك، وليس تحت راية لبنان الذي ينتمي إليه ويحمل هويته. في السياق ذاته، هناك سؤال يفرضه حكم القضاء الكويتي ويزعج الأمين العام: هل يمكن الجمع بين محاربة الإرهاب في الشام، والتخطيط له في الخليج العربي؟ زاوية النظر مهمة للإجابة عن السؤال. من زاوية قيادة الحزب السؤال مغلوط أصلاً. فقتال جبهة النصرة في عرسال هو قتال ضد الإرهاب. وما يقال عن انخراط الحزب في التخطيط لزعزعة الاستقرار في دول مثل الكويت ليس إرهاباً كما يبدو للبعض، وإنما جزء من الجهاد تحت راية ولاية الفقيه. مثله في ذلك مثل قتال الحزب في سورية دفاعاً النظام، أو في العراق مع الحشد الشعبي، أو في اليمن مع الحوثيين. لاحظ الهوية المذهبية الواحدة لجميع من يتحالف معهم الحزب، ويقاتل معهم أو دفاعاً عنهم. هو لا يختلف في هذه الرؤية عن تنظيم الدولة (داعش)، أو النصرة مثلاً. فالمشترك بينه كتنظيم شيعي مع التنظيمات السنية المشابهة له هو الرؤية المذهبية للصراع والحروب في هذه المرحلة. وهو ما يؤكد حقيقة أن الطائفية هي المصدر الذي يغذي الإرهاب ويشحنه في المنطقة. الفرق أن هناك رؤية شيعية وأخرى سنية للصراع، لكن كلاهما رؤية دينية مذهبية. هناك فرق آخر، وهو أن التنظيمات الشيعية تعمل تحت مظلة دولة واحدة هي إيران تتفق معها في المذهب. في حين أن التنظيمات السنية متفلتة ولا راعي لها، لذلك تستهدف الدول السنية، وأكثر قابلية للانقسام والصدام في ما بينها.

لكن لماذا يصر حزب الله، ومن خلفه إيران، على استهداف الكويت أكثر من غيرها؟ لا يحاول استهداف عمان مثلاً، ولا الإمارات أو قطر. يزيد من أهمية السؤال أن الكويت تحرص على الاحتفاظ بعلاقة ودية مع إيران، وآخر الشواهد على ذلك أن الشيخ صباح الأحمد، حتى بعد صدور الحكم الأخير، بعث من يمثله في الاحتفال بتنصيب الرئيس روحاني لولايته الثانية. كما تتفادى الكويت الصدام مع «حزب الله» على رغم أن تاريخه الإرهابي معها يعود لثمانينات القرن الماضي. فعماد مغنية، أبرز قادة «حزب الله»، هو من تولى قيادة عملية خطف طائرة الجابرية التابعة للخطوط الكويتية عام 1988. والحزب متهم بالتورط في محاولة اغتيال أمير الكويت الراحل جابر الأحمد. وقبل خلية العبدلي، هناك خلايا الحزب متهم أنه وراءها. والآن خلية العبدلي.

ربما تكمن الإجابة في موقع الكويت كما يراه الإيرانيون: دولة صغيرة تقع بين السعودية والعراق وإيران. تتميز عن غيرها بحراك سياسي نشط، وخلافات مزمنة بين الحكومة والبرلمان. القوى الشيعية، المتعاطف منها والموالي لإيران، اكتسبت في هذا الجو شرعية لا تتوافر لغيرها. بهذه المواصفات تمثل الكويت بالنسبة إلى إيران ثغرة تسمح لهم بتصعيد تناقضات اللعبة السياسية فيها لتفجير الاستقرار في المنطقة في محاولة للضغط على السعودية شرقاً تكاملاً مع محاولتهم جنوباً في اليمن، ولما هو أكثر من ذلك. التمسك بسياسة التوازنات الإقليمية في هذه المسألة وتفادي الصدام يفهمان في طهران على أنهما علامة انقسام، وضعف يغري بمواصلة لعبة الخلايا الإرهابية. هذا ما تلمح إليه كلمة نصرالله الأخيرة. من ناحيتها تنظر دول مجلس التعاون للموضوع، خصوصاً السعودية، على أنه يخصها جميعاً، ما يتطلب خطة سياسية وعسكرية للتعامل معه، هل تسمح الكويت بالتعامل مع القضية على هذا المستوى، أم أن السؤال في مكان آخر؟

* كاتب وأكاديمي سعودي

 

الحريري وجعجع فضلا تطبيع العلاقة مع حزب الله بعد انكسار حلفائهم الخارجيين

سيمون أبو فاضل/الديار/06 آب/17

تتداخل القراءات ذات الصلة بالمناخ السياسي الهادئ الذي رافق عملية حزب الله في جرود منطقة عرسال، بحيث ان مواقف القوى المعارضة بحدة لحزب الله لم تكن كذلك هذه المرة ولم تشهد انتقادات قوية تناولت قتاله في سوريا على غرار ما كانت تشهده الساحة السياسية سابقا.

حتى أن المواقف من معركة جرود عرسال وما تبعها من تبادل للأسرى يصفها مراقبون بأنها اتت في سياق مسار خطة القوى المعارضة لحزب الله منذ مدة كخيار في تعاطيها معه، بحيث دخلت العلاقة بين هذه القوى الحكومية حالة من التعايش أوجدت خطابا «تطبيعي» مع تسجيل مواقف لا تخلو من مسايرة عدد من دول الخليج ذات الصلة بهذه القوى المحلية ام لارضاء القواعد على ابواب الانتخابات النيابية المرتقبة.

وينطلق مراقبون على صلة بمحور الممانعة من وجود عاملين متداخلين فرضا الخطاب التزاوجي مع حزب الله من جانب القوى الحكومية التي تصنف معارضة لها، انطلاقا من هذين العاملين:

اولا: تترسخ قناعة مستندة الى الوقائع لدى محور الممانعة بأن طهران - دمشق - الضاحية الجنوبية قد انتصروا على المحور العربي المقابل، وهو ما تدل عليه المحصلة في كل من اليمن العراق سوريا ولبنان، بحيث جاء انتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية كنتيجة واقعية لمعركة حلب التي ربحها حزب الله والنظام السوري او بشكل عام المحور الايراني، اي ان فريق « 14 آذار» السابق قرأ تبدل التوازنات ما حداه على التسليم بانتخاب حليف امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله رئيسا للجمهورية.

ثم ان المحور العربي - السني، يعاني من ارباكات وكان آخرها الصراع بين دول الخليج وقطر، بما يشغل هذا الفريق في خلافات داخلية في ظل تمدد النفوذ الايراني في المنطقة، ذلك ان هذا المحور لا يقدم على خطوات ومبادرات وهو يتكل حاليا على نتائج التحالف الاسلامي - الاميركي الذي عقد بين السعودية وبين الرئيس الاميركي دونالد ترامب، وهو تعاون لن تظهر نتائجه سريعا كون حزب الله لا يزال قادرا على فرض نفوذه على الساحة اللبنانية، قبيل العقوبات الاميركية المفترضة عليه التي من شأنها ان ترهقه وتضعف نفوذه على الساحة اللبنانية. ويعيش المحور الايراني وبنوع خاص الطائفة الشيعية حسب اوساط هذا المحور على امتدادا الاقليم نشوة «الانتصار» بعد اكثر من «عشرة قرون» من الزمن نتيجة ما حققته من مكاسب عسكرية، ولذلك لن يكون بمقدور اي قوى ان تعدل بهذا المسار، لذلك وجدت القوى الحكومية المعارضة لحزب الله بأنه لا مناص لديها سوى الخضوع له في مقابل حضورها السياسي في المعادلة على قاعدة تطبيع الامر معه، حتى انجلاء تحولات ممكن ان تفرض بذاتها انحسارا لنفوذ حزب الله سياسيا وعسكريا.

ثانيا: اعطى حزب الله اشارات واضحة بأنه قوة سياسية ذات ادوار ايجابية تجلت في عدة محطات بدأت منذ تسهيله انتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية، رغم تحفظ حلفاء استراتيجيين له عن وصول عون الى بعبدا، اسوة برئيس مجلس النواب نبيه بري كأحد اقطاب الثنائي الشيعي، ثم تسهيل تشكيل الحكومة بحيث لم يمتد الامر طويلا للانتهاء من هذا الملف معيدا نصرالله بذلك «زعيم السنة» سعد الحريري الى رئاسة الحكومة، على وقع التسوية الرئاسية التي عقدها رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل ومدير مكتب رئيس الحكومة المهندس نادر الحريري، اي ان حزب الله وبحسب مراقبين مقربين منه سهل عملية تثبيت نظام الطائف لطمأنة السنة.

وفي ما خص قانون الانتخاب كان حزب الله حسب الاوساط المراقبة ذاتها، متعاونا في ما خص انجاز صيغة وافقت عليها معظم القوى، ونال كل فريق في جوهرها ما اراد، ليستكمل الامر بتسهيل كتلة الوفاء للمقاومة اقرار سلسلة الرتب والرواتب، في حين ان الكتلة ذاتها تسهل وتدفع في اتجاه اقرار الموازنة على ما يقول نائب في اللقاء الديموقراطي.

من هنا، تتابع الاوساط بان الحريري لم يستطع ان يتجاوز ما حققه حزب الله في الجرود، فقال حينها انه «انجز شيئا ما»، نتيجة مسار من التعاون مع حزب الله ولقي في الوقت ذاته تقديرا من امينه العام السيد حسن نصرالله. في حين لم يخفِ رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع مواقفه الايجابية تجاه حزب الله، وهو الذي ذهب الى القول ان البلد لا تشله تصرفات حزب الله بل ايضا سوء الادارة والفساد، مخففا بذلك المسؤولية التعطيلية عن الحزب وغامزا من قناة حلفاء له في ما خصّ الفساد والصفقات. اضافة الى عدة رسائل إيجابية حملت وجهتها القوات عبر وزرائها ونوابها الى حزب الله.

اذ في منطق اوساط مراقبة قريبة من حزب الله أنه لم يكن امام الحريري وجعجع سوى التعاطي بواقعية مع وجود حزب الله وانتصاراته ولذلك مزجا كل وفق اسلوبه ومصالحه بين تفوق هذا الحزب «سياسيا وعسكريا» في المنطقة وقدرته في الوقت ذاته على أن يدوزن التوازن السياسي الداخلي من موقع الرابح وليس المنتقم، متجاوزا قدرته على حسم الخلافات مهما كانت في اتجاهه ليتصرف كشريحة لبنانية شريكة مع «غير شرائح» في مصير لبنان ومستقبله، سيما ان كلاً من الحريري وجعجع لمسا تخلي المحور الخليجي عنهما ولذلك لن يعمدا مرة اخرى الى الرهان على المحور العربي - الاميركي وهو ما دفعهما الى التأقلم مع تفوق هذا المحور منذ انتخاب عون رئيسا للجمهورية، وراحا يغازلان حزب الله كل وفق أسلوبه «بالمد والجزر» في مواقفه.

 

شعب وجيش ومقاومة معادلة تحمل في طياتها عوامل انفجارها

 حسان القطب/مديرالمركز اللبناني للأبحاث والاستشارات/06 آب/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=57690

المعادلة هذه يجب ان تكون متجانسة ومتناغمة ومتوازنة ومتكاملة ومتعاونة لا متناقضة في فكرها وفهمها وادائها وسلوكها ومصادر رعايتها وتمويلها حتى تقوم بدورها في حماية لبنان على اكمل وجه والا فغن التناقض يدخل لبنان فيما نعيشه اليوم من خوف وقلق وتحذيرات من حصار سياسي واقتصادي وعقوبات عربية ودولية. لذا يستحسن ان نشير هنا الى ان هذه المعادلة متناقضة وتحمل في طياتها عوامل انفجارها وتفجير لبنان وسلمه الاهلي عيشه المشترك.

الجيش اللبناني تدعمه الولايات المتحدة ودول العالم الغربي والعربي

فقد تحدّثت معلومات عن أنّ عناصر من القوات الخاصة الأميركية موجودة في لبنان لمساعدة الجيش اللبناني في عملياته ضد «داعش»، وأكّد مصدر عسكري رفيع لـ«الجمهورية» أنّ «هذه المعلومات ليست دقيقة، وأنّ العناصر الأميركية الموجودة في لبنان هي فرَق تدريب ومتابعة للعتاد الأميركي وليست فرَقاً قتالية»... هذا في حين ان حزب الله يعتبر ان الولايات المتحدة كما تعتبرها ايران هي الشيطان الاكبر وان المواجهة في المنطقة هي مع مشروع الولايات المتحدة وان الحرب معها وجودية ومستمرة ولا هوادة فيهاحتى تحقيق النصر النهائي.

ميليشيا حزب الله او المقاومة الاسلامية تتلقى الدعم حصراً من دولة ايران بالكامل وقد اشار نصرالله مراراً الى هذا الامر، ومؤخراً اشار نصرالله في خطابه الى ان ايران هي من دعمت حرب ميليشياته على ميليشيا النصرة في جرود عرسال وهي من تدعم تدخل مقاتليه في الشان السوري واعلان الحرب على الشعب السوري وكذلك في اليمن والعراق وحتى في معرض نفي تورط حزب الله في الكويت فقد ادان نصرالله نفسه حين دافع عن المطلوبين معتبراً انه يعرف عنهم الكثير.

الاجهزة الامنية اللبنانية التي تتلقى الدعم من الولايات المتحدة ودول الغرب، وبعض العرب، لا تستطيع وربما لا تحاول ان تمنع حزب الله من التدخل في شؤون داخلية لدول عربية متعددة وشقيقة كالكويت مثلاً. او حتى التدخل في قضايا لبنانية داخلية حتى أن عبور مقاتليه المعابر الحدودية غير ملحوظ في تقارير امنية ولا حتى يشار اليها في ايٍ من البيانات الامنية الرسمية او تصريحات الرسميين والامنيين منهم بشكلٍ خاص.

وفي الوقت عينه لا يعلن حزب الله عن قلقه او رفضه لدعم الولايات المتحدة للاجهزة الامنية اللبنانية وعلى راسها الجيش اللبناني وكذلك لا نسمع اي اعتراض او حتى استغراب لا من الحكومة اللبنانية ولا من قبل الاجهزة الامنية لما تقوم به ايران من بتسليح ميليشيا لبنانية وهي بذلك تخالف قرارات مجلس الامن التي تمنع ايران من تصديرالسلاح عبر الحدود وكذلك لمخالفة نص وروح القرار الاممي رقم 1701 الذي يمنع تصدير السلاح لميليشيات لبنانية.

اما الشعب اللبناني فهو منقسم بين مؤيد لمشروع ايران ومعارض له.

مؤيدي ايران من الشعب اللبناني ينعمون بامتيازات وتسهيلات وبإمكانهم حمل السلاح وتشكيل ميليشيات تحت راية ما يطلق عليه محور المقاومة ومحاربة المشروع الاميركي في المنطقة.

والفريق الآخر المعارض لدور ايران وميليشياتها يتعرض لكل انواع المضايقات والاتهامات والاعتقالات التي تتم خارج الاطر القانونية بموجب وثائق الاتصال التي اشار اليها النائب السابق مصباح الاحدب في مؤتمره الصحافي الاخير وكما اشار اليها غيره من السياسيين.

هذه هي المعادلة التي يتحدث عنها حزب الله. اين التجانس والتناغم والتفاهم بين عناوينها وادواتها واركانها؟

اللهم الا اذا اصبحت الولايات المتحدة جزءاً من هذه المعادلة الذهبية فتقوم بتمويل وتدريب وتسليح ومساعدة الجيش اللبناني.

او ان ايران قد اصبحت شريكاً في معادلة الشيطان الأكبر فتقوم على خدمته ورعاية مصالحه وطموحاته في المنطقة من خلال صنيعتها حزب الله في لبنان.

او ان بعض الشعب اللبناني يعتبر نفسه هو الشعب برمته والناطق باسمه وله اميتازات لأنه اشرف الناس.

إذ يبدو واضحاً ان هذا الشعب منقسم بحدة وبقوة والشعور بالغلبة لدى فريق لا يؤسس سوى لمرحلة ثانية من الصراع.

والشعور بالانتصار لا يؤدي الى مزيد من الانتهاكات.

والاستعلاء والاستفزازات والاستعراضات الاعلامية التي تتحدث عن انتصارات واصطفافات والتفاف وتاييد ووحدة وطنية هي عبارة عن مهرجانات دعائية لا اكثر.

الوطن لا يتحمل وجود ابطال متعددين بل بطل واحد وهو الشرعية السياسية والامنية اللبنانية التي يجب ان تكون وحدها ضامنة وراعية لاستقرار لبنان وحمايته وتحقيق المساواة بين ابنائه دون انحيازأو تفريق.

والا فإن معادلة شعب وجيش ومقاومة تحمل في طياتها عوامل انفجارها.

 

"حزب الله" والانتصار.. الوهم

بديع قرحاني/الوطن/06 آب/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=57690

جرود عرسال أكثر من وهم وأقل من حقيقة، مع انتهاء معارك جرود عرسال، وبعد أن منح رئيس الحكومة سعد الدين الحريري الغطاء الكامل للجيش اللبناني، وأهمية هذا الغطاء أنه يمنح من أكبر مرجعية سنية في البلاد بالإشارة إلى أن كل رؤساء الحكومات السابقة تثق بقدرات الجيش اللبناني وتوفر له كل الدعم والغطاء اللازم عندما يكون الجيش في مواجهة مع مجموعات إرهابية في رسالة واضحة أن سنة لبنان لم ولن يدافعوا عن أية مجموعة تحمل أفكاراً متطرفة، وهنا أعني جبهة «النصرة»، بالرغم من اعتراف معظم المطلعين أن الجبهة غالبيتها من السوريين وعدد كبير منهم كان من الجيش الحر، ولولا التقصير من الدول التي سبق لها أن أعلنت دعمها للجيش الحر وللثورة السورية ربما لما سمعنا بجبهة النصرة في جرود عرسال، وربما في سوريا بأكملها. المعركة لم يخضها الجيش اللبناني واكتفى بمنع المسلحين من التوجه إلى عرسال إضافة الى حماية النازحين الذين بغالبيتهم هم أهالي شباب النصرة ومن سكان المناطق القريبة من الحدود اللبنانية. «حزب الله» خاض المعركة نيابة عن الجيش ضد هؤلاء بالرغم من أنه المسؤول الأول عن تهجيرهم من تلك المناطق وتحديداً مدينة القصير.

المعركة كانت مكلفة رغم مدتها القصيرة، عدد كبير من شباب «حزب الله» سقطوا في تلك المعركة إضافة إلى الأسرى، مما سمح لجبهة النصرة بتحقيق معظم مطالبها من لبنان.

«حزب الله» أراد الإسراع في هذه المعركة بهدف تحقيق مكسب واحد، ألا وهو ضمان وجوده ومشاركته في مفاوضات المنطقة الآمنة التي من حيث المبدأ متفق عليها بين روسيا وأمريكا إضافة إلى تركيا كدولة إقليمية، فـ «حزب الله» أراد تحقيق انتصار وهمي يستخدم داخلياً، وربما يعتقد أنه يمكن استثماره دولياً كقوة فاعلة في مواجهة الإرهاب في زمن العقوبات الأمريكية وربما العربية والأوروبية لاحقاً، وهذا ما تحاول بعض القوى السياسية في لبنان تسويقه وتحديداً المسيحية منها لدرجة أن العديد من الكتاب المسيحيين وصفوا مواقف هذه القوى في محاولة تسويقهم لـ «حزب الله»، «بالذمية».

السؤال الكبير الذي يطرح اليوم، هل ينجح «حزب الله» المدعوم من إيران باستكمال مشروعه في تلك المنطقة؟ والسؤال الأكبر، لماذا قرر «حزب الله» أن ينسحب من مواجهة «داعش»، تاركاً ذلك للجيش اللبناني؟ فجرود عرسال أكثر من وهم وأقل من حقيقة.

http://alwatannews.net/article/727479/Opinion/%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%87%D9%85

 

فرعية طرابلس: الحريري غير متحمس.. ميقاتي: "نحن لها".. وريفي جاهز

دموع الأسمر/الديار/6 آب 2017

ليس في طرابلس حتى الآن ما يوحي بان الانتخابات النيابية الفرعية ستجري لملء المقعدين الشاغرين الارثوذكسي باستقالة النائب روبير فاضل منذ اكثر من سنة،والعلوي بوفاة النائب بدر ونوس منذ حوالي الستة اشهر.

كل القيادات والتيارات السياسية في طرابلس تنظر الى هذا الاستحقاق بعين الاهتمام الممزوج بالحذر والترقب ذلك لان هذا الاستحقاق يقترب من المهلة الدستورية وعلى مسافة تبعد حوالي الثمانية اشهر من الانتخابات النيابية العامة المقررة في ايار العام 2018.

فالرئيس نجيب ميقاتي اعلنها صراحة قائلا : «نحن لها وماكينته الانتخابية في الاساس حاضرة وجاهزة لان مرشحه للمقعد الارثوذكسي الوزير نقولا نحاس ثابت ولا يمكن المساومة عليه، لقناعة متولدة عند الرئيس ميقاتي ان نحاس احد اركان فريقه السياسي الثابت رغم اقتراحات عدة وصلته بان الوزير نحاس غير مقيم في مدينته التي ينتمي اليها ابا عن جد ورغم ان عائلة نحاس من العائلات الارثوذكسية الطرابلسية المعروفة، وقد رد الرئيس ميقاتي عمليا على ناصحيه بتنظيم فريقه للقاءات تعرف بنحاس وتسوقه لدى الطرابلسيين..

اما مرشح الرئيس ميقاتي العلوي فلا يزال قيد المداولات بعد ان اطلق اكثر من اشارة نحو الرئيس الحريري للتوافق متاصفة ضمن لائحة تضم خيار الرئيس الحريري العلوي المتمثل بنجل النائب الراحل بدر ونوس بسام ونوس،والمقعد الارثوذكسي للوزير نحاس.

غير ان الرئيس الحريري -حسب مقربين منه- غير متحمس اساسا لخوض معركة فرعية في طرابلس غير مضمونة النتائج بعد تبلغه اكثر من دراسة احصائية طرابلسية لم تشجعه على خوض غمار المعركة الفرعية،رغم تحالفه الوثيق مع النائب محمد الصفدي الذي يرغب بترشيح سيدة ناشطة في المعترك الاجتماعي والمدني وعضوة سابقة في المجلس البلدي السيدة ليلى شحود تيشوري مما يحرج الرئيس الحريري الذي وعد نجل النائب الراحل بدر ونوس بان يكون خلفا لوالده،هذا من ناحية ومن ناحية اخرى بروز مرشح توافقي عن المقعد الارثوذكسي له اكثر من تجربة انتخابية في طرابلس هو عضو المنطقة الاقتصادية الحرة في طرابلس انطوان حبيب المقرب من الرئيس الحريري ومن النائب الصفدي ومن التيار الوطني الحر.

فالرئيس الحريري يقف امام هذه الخيارات مربكا حيث لا يستطيع اتخاذ القرار وحيدا دون حلفه مع الصفدي ولم يتجاوب مع اشارات الرئيس ميقاتي ووضع تياره في طرابلس لا يشجعه على الانفراد في القرار ويخشى انكشاف حجم تياره طرابلسيا مما ينعكس سلبا على معركته في ايار المقبل.

من جهته اللواء ريفي اكد جهوزيته لخوض المعركة الفرعية كما استحقاق ايار العام المقبل وابدى في اكثر من مناسبة حرصه على اجراء الاستحقاق الفرعي ويعقد اجتماعات لكوادره تحضيرا للاستحقاق وكأنه حتمي بغض النظر عما اذا كانت ستجري الانتخابات او لن تجري، ويبدو ان لريفي مصلحة في اجراء هذا الاستحقاق الذي سيكون بروفه للانتخابات العامة المقبل وجس نبض للشارع الطرابلسي واجرى اكثر من لقاء مع مرشحين عن المقعد الارثوذكسي والمقعد العلوي بعد دراسات مستفيضة عن السجل الشخصي لكل من المرشحين من حيث الواقع الشعبي المؤثر لكل مرشح والملاءة المالية لهم نظرا لحاجة المعركة الى تغطية مالية لا يستهان بها.

حتى الآن لا يمكن التكهن حول الانتخابات الفرعية بالرغم من اعلان وزير الداخلية نهاد المشنوق جهوزية الوزارة لها لكنه تجنب لغاية الآن تشكيل الهيئة الناخبة وجرى مؤخرا التداول باسماء الهيئة حيث طلبت الملفات الشخصية لكل منهم حيث يعتقد ان المهلة لتشكيل الهيئة ودعوة الناخبين قد تصدر في 17 أب الجاري على ان يحدد موعد الانتخابات في 25 ايلول والا سوف تلغى الانتخابات خاصة وان معظم الفرقاء باتوا على قناعة ان لاحاجة لاجراء هذه الانتخابات التي من شأنها ان تكشف حجم القوى السياسية كما ان الانتخابات العامة باتت على مسافة ثمانية اشهر، واكثر الذين يميلون الى الغائها الرئيس الحريري فيما رئيس الجمهورية يحرص على اجرائها في موعدها كونها اول استحقاق في عهده ويضع العهد في امتحان دستوري يحرص الرئيس عون على مصداقيته.

اما المزاج الشعبي في طرابلس فمتفاوت بين من هو متحمس لهذه المعركة وهم من الفئات الشعبية التي تعتبر ان الاستحقاق مجرد موسم يستفيدون منه خدماتيا او ماليا ومنهم من لا يعنيه الاستحقاق لانه مقتصر على مقعدين ارثوذكسي وعلوي ولذلك لا يعنيهم الامر وشريحة اخرى في الوسط العلوي كما الارثوذكسي يرون الاستحقاق فرصة اختبار للاحجام.

المفاتيح الانتخابية تترقب الاستحقاق الفرعي بحذر وكل مفتاح ينتظر اشارة زعيمه السياسي وبانتظار اطلاق الماكينات الانتخابية حيث ماكينة تيار العزم جاهزة واللواء ريفي بدأ عقد اجتماعات لكوادر تياره بينما التيار الازرق لا يزال مكتبه على حاله من الاسترخاء و يكشف احد اهم النشطاء في المعارك الانتخابية ان المعركة الانتخابية في طرابلس معركة نفوذ بين القوى السياسية بحيث ان كل قوة تسعى لان تكون في المركز الاول اما بالنسبة للعمل الميداني فيقول الناشط ان المهم هو توفير السيولة المادية وان بغياب الخدمات الانمائية والمشاريع عن مدينة طرابلس فان هم الناخبين في الاحياء الشعبية هو الاستفادة في الموسم الانتخابي من صرف الاموال ومن يفتح حنفيته اكثر سيكسب اصواتا اكثر لان الناخب في الاحياء الشعبية يعتقد ان المرشح حين يصل الى مبتغاه ينسى قواعده الشعببة ويصبح اللقاء به معجزة فلذلك كثيرون يتداولون ان الانتخابات فرصة نستفيد منها لان كائن من كان فائزا فلن يغيد بشيء والتجربة اكبر برهان حيث نواب المدينة اداروا الظهر لقواعدهم الشعبية وما عاد اللقاء بهم سهلا..

واعربت مفاتيح انتخابية عدة عن خشيتها من برودة الاقبال على الانتخاب ويسود اعتقاد ان نسبة الاقبال قد لا تتعدى الـ 15بالمئة من الناخبين لان الانظار تتجه الى الانتخابات العامة في ايار المقبل وان اشهر قليلة غير محرزة للنزول الى صناديق الاقتراع.

المفاتيح الانتخابية في احياء طرابلس لا زالوا حتى الآن في حالة ترقب فاحمد الحماد من منطقة جبل محسن ناشط من خلال جمعيته (روح الشباب) يرى انه في كل المعارك الانتخابية السابقة كان فيها الصوت العلوي غائب وغير مؤثر سوى الا كونه رافعة لمستوى اصوات القوى السياسية لذلك لم تهتم هذه القوى بجبل محسن ولم تعرها الاهتمام لكن في الانتخابات المقبلة وطبعا ليست الفرعية الصوت العلوي بات صوتا له وزنه وسيغير الكثير وسيكون له حيثية شعبية بداية بالصوت التفضيلي ومن ثم رفع نسبة اللائحة التي يشاركون فيها كابناء جبل محسن لذلك على كافة القوى النزول الى الارض والعمل على تلبية مطالب ابناء جبل محسن من توظيف حرم منه شباب جبل محسن ومشاريع انمائية تحتاجها جبل محسن واهملها نواب المدينة. اما المزاج العام الشعبي في الميناء في الانتخابات الفرعية فبرأي السيد جان (ناشط اجتماعي ) ان عدد الناخبين الارثوذكس الأكبر يتمركز في مدينة الميناء. يقول أن المزاج العام في الميناء يتجه إلى ضرورة أن يكون المرشح لهذا المقعد من الميناء، بعد غياب مضى عليه اكثر من اربعين عام لم تمثل فيه الميناء بنائب بينما الظرف الحالي بات مناسبا لهذا الاختيار الميناوي لضمان مشاركة الناخبين الارثوذكس في المدينة.

وباعتقاد السيد جان ان الميناء زاخرة بالوجوه الارثوذكسية الفاعلة والمؤثرة في الحياة العامة، وأن الظرف مناسب لعودة المقعد الارثوذكسي إلى الميناء بعد أن ملأه لسنوات طويلة النائب المرحوم فؤاد البرط قبل أن يذهب المقعد إلى طرابلس مع النائب سليم حبيب ثم إلى النائب المرحوم موريس فاضل فابنه النائب روبير الذي قدم استقالته. ويقول ان تغيّر الواقع الاجتماعي في الميناء افرز عائلات كبيرة العدد، فيها الطبيب والمحامي والاستاذ الجامعي والمهندس والمصرفي ما يجعل مروحة توافر شخصيات ارثوذكسية متوافرة، ما يدعو القيادات السياسية وأهل الشأن العام إلى التعاون مع إحدى هذه الشخصيات، سواء على الصعيد السياسي أو العائلي لتمثيل الميناء. طبعا هذا مزاج عام لا يلغي الواقع السياسي الذي قد يستقرّ على شخصيات من خارج الميناء. اما رئيس نقابة البقالة والمواد الغذائية في طرابلس الشيخ بسام المصري وهو احد الناشطين في منطقة ابي سمراء وطرابلس عامة برايه ان معظم المواطنين يميلون الى التغيير سواء في الانتخابات الفرعية او الانتخابات العامة المقبلة وقد ضاق صدر المواطنين بالوجوه التقليدية التي تتكرر في كل انتخابات في طرابلس وبرأيه ان التغيير في المدينة حاصل لا محالة لانها مدينة تحتاج الى وجوه شابة وفاعلة ورهان الشيخ المصري على الصوت الطرابلسي الفتي ولذلك ستكون المعركة شديدة في مواجهة الشخصيات السياسية التقليدية. الحاج محمود صاحب محل في الاسواق الداخلية يقول النواب الحاليين اصبحوا بضاعة كاسدة ونحن نريد ممثلين فعليين لطرابلس ينهضون باحيائهم الشعبية الفقيرة، لا نريد ممثلين علينا بل نريد من يمثلنا وييخرج من صفوفنا صفوف الفقراء والمعترين، يأكل من اكلنا ويشرب شربنا ويجالسنا ويحس بمتاعبنا وبالامينا ونحن ضد كل هذه الطبقة السياسية الفاسدة.

 

 موسكو تستعين بالقاهرة على دمشق... ولأميركا «جيشها»!

جورج سمعان/وكالات والحياة/06 آب/17

اتفاق الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين في هامبورغ ماض في سورية. ثمة حرص ثنائي على مواصلة التفاهم ومراعاة المصالح، بعيداً عما يحصل بين واشنطن وموسكو من تدهور كبير للعلاقات. وحرص على خلق وقائع على الأرض، بعيداً عن مشاريع وخطط للاعبين آخرين في الأزمة. وستشكل هذه الوقائع محركاً أساسياً لمفاوضات جنيف الشهر المقبل. القوات الأميركية وشركاؤها شرق بلاد الشام وشمالها يعملون على بناء «جيش وطني» ينطلق من مناطق الكرد للانخراط في الحرب على «داعش» والفصائل المتشددة الأخرى. يعني ذلك أن وقف برنامج البنتاغون لتدريب وتسليح عناصر معارضة استعيض عنه بمشروع آخر. فالقوى التي رفضت حصر المواجهة بالتنظيم الإرهابي دون النظام ستكون خارج صفوف «الجيش» الجديد. ويعني ذلك أيضاً أن الصراع على الحدود السورية - العراقية يظل مفتوحاً. وستحدد معركة دير الزور التي يعد لها الأميركيون، بعد الرقة، مآل هذا الصراع. وقد ينخرط فيه الكرد وعشائر الفرات نزولاً إلى مثلث التنف عند الحدود مع الأردن حيث القاعدة الأميركية - الأوروبية. وقد تشكل هذه الواجهة الشرقية «منطقة آمنة» إضافية تساهم في ترسيخ الهدنة في الجبهة الجنوبية. ولا يستبعد تأهيل هذا «الجيش» لاحقاً ليشكل مع الفرق النظامية التي يبنيها الروس المؤسسة العسكرية الجديدة.

لذلك من المبكر التسليم نهائياً بتواصل الميليشيات العراقية والسورية عبر الحدود المشتركة بين البلدين الجارين. وقد تكون السيطرة على مساحة ليست واسعة بين شمال التنف ومنطقة الفرات الداخلية، أو الشامية، عنوان المواجهة المقبلة مع الميليشيات التي تدعمها إيران. وهذه المنطقة ضيقة يمكن ان يتمدد إليها الكرد أو الفصائل العربية التي تدربها وتسلحها الولايات المتحدة ودول غربية أخرى. عندها يمكن القول إن واشنطن ضبطت الحدود الشرقية لبلاد الشام. وإذا صح ذلك ينتفي ما أشيع من كلام على اتفاق مع موسكو يسلمها الأميركيون بموجبه قاعدة التنف.

بموازاة هذا التوجه الأميركي، يجهد الروس لترسيخ خريطة «مناطق خفض التوتر» وتوسيعها. لم يبق سوى شمال البلاد، أي إدلب وريفها. ومع هذا التوسع يزيد انتشارهم في معظم نواحي البلاد وجبهاتها، على أن يبقى الشرق والشمال الشرقي بأيدي الأميركيين وحلفائهم من عرب وكرد. مرد هذه السهولة أو السرعة في تبديل المشهد على الأرض اغتنام اللاعبين الكبيرين تعب السوريين. فإذا كان المتصارعون وبعض رعاتهم الإقليميين لم يتعبوا، فإن الناس العاديين تعبوا. وعبروا عن ذلك بأكثر من صورة وموقف. اعترضوا في الغوطة الشرقية لدمشق وبعض نواحي إدلب على الفصائل المقاتلة، خصوصاً «جبهة فتح الشام» (النصرة). تظاهروا ضدها فأذعنت وحلت تشكيلاتها.

اللافت في بناء خريطة «مناطق خفض التوتر» التي أقرتها اللقاءات الثلاثية في آستانة، أن النظام السوري لم يكن حاضراً أو فاعلاً في مرحلة التنفيذ، بخلاف ما كان يحصل في «نظام المصالحات» السابق. ويؤشر هذا إلى الهوة التي تتسع بين ما تريده موسكو وما تصر عليه دمشق. والجديد اللافت أيضاً أن شركاء آخرين غابوا عن العاصمة الكازاخية، كانوا حاضرين. بالطبع روسيا هي القاسم المشترك في الميدان، بينما غاب شريكاها الإيراني والتركي. ففي اتفاق الهدنة في الجنوب حضر الأميركيون والأردنيون، وكان الإسرائيليون الغائب الحاضر. فهذه الخطوة، كما قال الرئيس فلاديمير بوتين «ليست لمصلحة سورية فقط، بل تخدم مصلحة الأردن وإسرائيل، مما يعني أنها لمصلحة الولايات المتحدة أيضاً، آخذين في عين الاعتبار أن هذه المنطقة منطقة مصالح أميركية». وفي اتفاق الغوطة الشرقية للعاصمة ثم في ريف حمص الشمالي كانت مصر هي الشريك.

بالطبع يستجيب هذا التطور ميل القاهرة إلى إداء دور في أزمة بلاد الشام. يعنيها أن تستعيد دورها في الإقليم من الباب الذي يوفر لها هذه العودة. فهي لم تقطع العلاقة، السياسية والأمنية، مع النظام في دمشق. لكنها في المقابل أفسحت مجالاً لطيف من المعارضة سمي باسمها («منصة القاهرة»). وهي تعرف أنها لاعب يرغب فيه طرفا الصراع الداخلي، فضلاً عن اللاعبين الدوليين، الولايات المتحدة وروسيا التي أيدت تدخلها. ومنذ إطاحة نظام «الأخوان» في مصر، نقل الرئيس عبد الفتاح السيسي خطواته بدقة حيال الأزمة في سورية. أبقى الخطوط مفتوحة مع دمشق، لكنه لم يفتح الباب نحو إيران. وازن بين علاقاته مع دول الخليج العربي وموقف هذه من النظام ومن تمدد طهران. ولكن طرأ كثير على المشهد العام اليوم. فالحوار لا يزال قائماً خصوصاً بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وروسيا. لم يعكره أن هذه وسعت انتشارها، وأضعفت الفصائل المعارضة وساعدت النظام على الثبات وتحقيق انجازات ميدانية. لم يعد لخصوم الجمهورية الإسلامية تحفظات كبيرة عن مواقف موسكو، خصوصاً ان ثمة اقتناعاً في أوساطهم بأن هذه ستصل في نهاية المطاف إلى إضعاف دور طهران. ولا يضير هؤلاء، في حمأة الأزمة بين دول الخليج الثلاث ومصر من جهة وقطر من جهة ثانية، أن تتولى القاهرة دوراً ينهي وجود تنظيمات سورية تتلقى الدعم من الدوحة وأنقرة. وبات واضحاً أن الدولتين الخليجيتين منخرطتين في دفع الأزمة نحو تسوية. وقد دعت الرياض أخيراً «الائتلاف الوطني» المعارض إلى لقاء سيشمل أطيافاً أخرى من المعارضة لتوحيد الموقف والرؤية والتعامل مع المعطيات الجديدة على الأرض والانخراط جدياً في المفاوضات السياسية.

يبقى أن هناك واقعاً آخر هو أن روسيا التي لم تقطع هي الأخرى لقاءاتها وتفاهماتها مع شريكيها في آستانة، تبني علاقات موازية مع أطراف أخرى. هدفها توسيع دائرة المعنيين بالأزمة في سورية لتظل لها الكلمة العليا. شاركت وتشارك إسرائيل والأردن والولايات المتحدة. وها هي اليوم تستعين بمصر طرفاً يحل منطقياً محل النظام الذي كان يفترض أن يضع يده على الغوطة الشرقية ما دام أن أهلها ضاقوا ذرعاً بالمقاتلين وحروبهم. وكان يفترض أن تكون تركيا شريكتها في اتفاق شمال حمص. لكنها أدركت من الأعلام الروسية التي رفعها الناس العاديون تعني أنهم لا يرغبون في عودة النظام إلى مناطقهم. وهم مستعدون لاستقبال أي طرف باستثناء قوات النظام. بل هي تعمدت اللجوء إلى القاهرة بديلاً من النظام الذي لا يزال يعاند في تسهيل المفاوضات السياسية والقبول برؤية الكرملين للحل. كما أنها توجه رسالة واضحة إلى كل من طهران وأنقرة أنها قادرة على تغيير قواعد اللعبة بما يناسب أجندتها وليس أجندة كل منهما. وهو ما سيؤدي في النهاية إلى إضعاف دورهما في الأزمة ورسم صورة سورية الجديدة التي تسعى إليها.

إضافة إلى ذلك، يأتي إشراك مصر في إطار الهدف الاستراتيجي الواسع لروسيا. فهي رمت من تدخلها في سورية تثبيت أقدامها شرق المتوسط، ثم تحويل قاعدتيها في حميميم وطرطوس منطلقاً إلى الشرق الأوسط كله. لذلك جمعت في كلتا يديها أطرافاً متناحرة أو متنافسة لا يمكن الجمع بينها، من إيران وإسرائيل وتركيا إلى دول الخليج ومصر. وخرجت من فضاء المشرق إلى شمال أفريقيا، إلى ليبيا التي كانت يوماً مستودعاً للترسانة السوفياتية في القارة السمراء كلها. وأعادت تحريك ديبلوماسيتها للانخراط في أزمة اليمن لئلا تكون بعيدة عن أي تسوية سياسية في هذا البلد. يريد الكرملين بوضوح استعادة ما كان للاتحاد السوفياتي أيام الصراع بين «الجبارين». لا يريد بالطبع مواجهة مع الولايات المتحدة، لكنه يريد تقديم بلاده قوة يعتد بها تماماً كما الصين التي باتت شريكاً سياسياً وعسكرياً يعينه على المواجهة مع الغرب عموماً، وإن اختلفت أهداف الطرفين.

في النهاية إن المشهد الذي ترسمه الشراكة الأميركية - الروسية على الأرض لا بد أن يترجم في المفاوضات السياسية قريباً. ولا بد من «تطويع» النظام وحلفائه والمعارضة ومن بقي لها من سند. فلا هزيمة كاملة لطرف ولا انتصار حاسم لطرف. لا بد من تنفيذ القرار الدولي 2245 والقرار2118 بقيام هيئة الحكـم الانتقالي من أعضاء في الحكومة والمعارضة ومجموعات أخرى تمـارس الــسلطات التنفيذيــة الكاملة. ولا يسع المعارضة اليوم، كما لا يسع النظام، المعاندة والوقوف بوجه الرغبة الدولية في وقف القتال. صحيح أن الفصائل لم تحقق مبتغاها في التغيير الجذري، ولكن يكفي أن الظروف الحالية وموازين القوى على الأرض لا تسمح بأكثر من اقتسام السلطة في نظام فيديرالي نادت به موسكو منذ اليوم الأول، ولا يخالفها الغرب في ذلك... لكنه قد لا يكون الفيديرالية التي ينادي بها الكرد في شرق البلاد. فما يعارض المجتمع الدولي قيامه في كردستان العراق لا يمكن أن يسمح به في قطعة من أرض سورية.

 

الصدر والحكيم والفرصة العراقية

الياس حرفوش/وكالات والحياة/06 آب/17

من الصعب تجنب الشعور بجرعة من التفاؤل مع متابعة التصريحات الاخيرة لعدد من القيادات الشيعية في العراق التي يدعون فيها الى تغليب مصلحة بلدهم على المصالح والارتباطات الخارجية، وبالأخص تلك التي تربط قيادات عراقية بإيران. مرد التفاؤل ان هذه المواقف صالحة للتوسع ولانتقال العدوى، وخصوصاً الى بلد مثل لبنان، يعاني ما يعانيه من هيمنة سلاح «حزب الله» ذي الهوية المذهبية، على القرار الامني، وبالتالي على القرار السياسي، فالمواقف البعيدة من المصلحة الطائفية هي التي يمكن أن تعيد تأسيس العراق على قواعد وطنية حقيقية، وأن تعيد تصويب البوصلة بالاتجاه الصحيح، اي باتجاه الانتماء العربي للعراق، الذي نجحت السنوات الطويلة التي أعقبت الغزو الاميركي وما تبعه من ابتعاد عربي، في ترك ساحته فارغة ليملأها النفوذ الايراني، وتعزيز المشاحنات الطائفية والمذهبية، على ما نشهد اليوم. في هذا الاطار يمكن وضع حدثين مهمين هذا الاسبوع: زيارة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الى السعودية، واستقباله من الامير محمد بن سلمان، نائب الملك سلمان وولي عهده، وما أعقبها من تصريحات اكد فيها الزعيم الصدري ضرورة تغليب لغة الاعتدال والتخلص من الخطاب الطائفي. وجاء في البيان الذي صدر عن مكتبه بعد عودته أن البحث تناول المواضيع التي تهم امن العراق ووحدته واستقراره، والعملية السياسية وتعزيز التعاون بين البلدين، ما يشمل زيادة فرص الاستثمار السعودي في العراق والبحث في افتتاح قنصلية سعودية في النجف، الى جانب تأكيد السعودية رغبتها في تعيين سفير جديد في بغداد. أما الحدث الثاني والمهم، فهو التطورات التي حدثت داخل «المجلس الإسلامي الأعلى»، والتي انتهت بانسحاب عمار الحكيم من قيادته وتأسيسه تجمعاً حزبياً جديداً أطلق عليه «تيار الحكمة الوطني»، مع كل الدلالات التي يحملها هذا الاسم من تضمينه عبارات «الحكمة» و «الوطنية». ووصف مصدر قريب من الحكيم ما اقدم عليه بأنه «لحظة عراقية»، وقال ان الحكيم يسعى منذ فترة بعيدة الى التخلص من تركة «المجلس الاسلامي الأعلى» الذي قام بقرار ايراني. ومن هنا الأهمية الخاصة لقرار عمار الحكيم، فـ «المجلس الاسلامي» تم تشكيله أساساً في ايران من السيد محمد باقر الحكيم (عمّ عمار) في ثمانينات القرن الماضي، خلال الحرب العراقية– الايرانية، فيما كان معظم القيادات الشيعية العراقية ملاحقاً من جانب نظام صدام حسين، والبعثيون يؤسسون بجلافتهم الحزبية والعقائدية، الانشقاقات الوطنية لأسباب مذهبية، التي دمرت العراق كما تدمر سورية اليوم.

في حالتي الصدر والحكيم، لم تكن مستغربة ردة فعل ايران، التي فرضت نفسها وصية على الشيعة العرب، ومتحدثة باسمهم، وساعية الى تعزيز مخاوفهم المصطنعة من المحيط الطبيعي الذي يعيشون فيه. فمن الطبيعي ان تزعج دعوة الصدر لضمّ «الحشد الشعبي» الى الجيش العراقي القادةَ الايرانيين، وخصوصاً قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني الذي يعتبر «الحشد» القوة الوحيدة القادرة على حماية المصالح الايرانية في العراق. اما الحكيم، فقد نقل عنه عضو القيادة في «المجلس الاسلامي» باقر الزبيدي، أنه ارسل رسالة الى المرشد الايراني علي خامنئي بشأن انسحابه من المجلس، فرد عليه خامنئي: خروجك من المجلس الاعلى ليس فيه مصلحة وليس صحيحاً. وطلب الحكيم بعد ذلك لقاء مع خامنئي، لكن لم تأته موافقة. وعند الحديث عن قيادتي عمار الحكيم ومقتدى الصدر، لا يصح تجاهل الدور المهم الذي يلعبه المرجع الشيعي السيد علي السيستاني، الذي أسس لاستقلالية في الموقف العراقي، والشيعي خصوصاً، حيال ايران وحيال نظام «ولاية الفقيه»، كما شكلت مرجعيته حماية لهذا الموقف يراهن عليها ويستفيد منها رئيس الحكومة حيدر العبادي. لم يكن أمراً بسيطاً او عادياً ان يقف مقتدى الصدر امام التجمع الحاشد في بغداد اول من امس، ويدعو الى دمج الميليشيات في الجيش العراقي، والى «اخضاع الحشد الشعبي لسيطرة الدولة حصراً لا غير وبشروط صارمة»، فـ «الحشد الشعبي» في النهاية هو رمز نفوذ ايران وسطوتها على الجهاز الامني في العراق. هل يمكن ان نحلم بيوم يقف فيه قادة «حزب الله» في بيروت ويدعون الى ضم مسلحيهم وقوتهم العسكرية الى الجيش اللبناني، اقتداء بما دعا اليه مقتدى الصدر في العراق؟

 

الاتحاد التونسي للشغل في قصر الأسد

حازم الامين/وكالات والحياة/06 آب/17

أحدثت زيارة وفد من الاتحاد التونسي للشغل سورية ولقاؤه بشار الأسد مرارة في أوساط مدنية سورية معارضة، ذاك أن الاتحاد المذكور يملك شرعية تمثيلية واسعة، وكان له دور حاسم في مجرى الثورة التونسية. وبغض النظر عن البعد اللاأخلاقي للزيارة، إلا أنها تطرح تساؤلات حول موقع النظام السوري في أوساط غير دينية، عربية وغير عربية. في تونس يتقدم النظام السوري في معظم الأوساط اليسارية والعلمانية، وفي تركيا تنجذب المعارضة القومية والليبرالية لـ «قيم النظام السوري» غير الدينية. بقايا اليسار اللبناني وعلى رأسهم الحزب الشيوعي حلفاء النظام في سورية، وقوميو الأردن ويساريوه على ندرتهم يقيمون علاقات متينة مع السفارة السورية في عمان. لكن الظاهرة امتدت لتشمل أوساطاً يسارية أوروبية أيضاً، وبعضها له صفات تمثيلية واسعة. فمرشح اليسار الفرنسي الخاسر في الانتخابات جان لوك ميلانشون أعلن في برنامجه الانتخابي نيته تصحيح العلاقة الفرنسية مع نظام بشار الأسد، ويصح ذلك بنسب متفاوتة مع الكثير من الأحزاب اليسارية في دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي. سقطة اليسار الأخلاقية بانحيازه إلى نظام إبادي استعمل السلاح الكيماوي أكثر من مرة، متفاوتة المصادر والأسباب. فاليسار العربي، والقوميون إلى جانبه، كان وقف إلى جانب صدام حسين في كل المحن والمحطات التي واجهها نظامه، وموقعه الآن هو امتداد لذلك الموقع الارتزاقي. موقع اليسار الأوروبي أكثر تعقيداً، إلا أنه لا يخلو من بعد استشراقي وعنصري لا يرى أن الشرق في حاجة إلى قيم العدالة الغربية، وأن الحساسية حيال نظام قاتل ليست جزءاً من قيم مشارقة العرب ومغاربهم. تفسيرات كثيرة وصحيحة يمكن أن تستدرجها زيارة الاتحاد التونسي للشغل دمشق ولقاؤه مسؤولين فيها غارقين بدم السوريين، لكن، ثمة لحظة يجب أن نصدم أنفسنا بها نحن المذهولين من سقطة الاتحاد التونسي الأخلاقية، تتمثل في مسؤولية «الإخوان المسلمين» عن هذا النزوع غير الأخلاقي لنخب واسعة التمثيل. في تونس مثل انحياز حركة النهضة الإسلامية للثورة في سورية منذ بدايتها وبالاً على هذه الثورة، وفي تركيا كان لاحتضان حزب العدالة والتنمية النخب السورية المعارضة ومصادرته قرارها ارتداداته التركية الداخلية، وفي مصر يصح ذلك إلى حد بعيد.

والحال أن «الإخوان المسلمين» بمختلف فروعهم تصرفوا على نحو يوحي بأن الثورة السورية ابنتهم، وأنها امتداد للربيع «الإخواني». فتحوا الأبواب والحدود لسلفييهم ليتسللوا إلى المدن السورية الثائرة، فالتقوا مع رغبة النظام في تحويل الثورة إلى حرب أهلية. النهضة التونسية فعلت ذلك، وحزب العدالة والتنمية التركي فعل ذلك أيضاً، وتحفز «الإخوان» الأردنيون للانقضاض على صلاحيات الملك بفعل شعورهم بوصول الربيع «الإخواني» إلى جارتهم سورية. وهذا ما خلق حالة ذعر هائلة في معظم هذه البلدان، عبرت عنه تونس بهزيمة النهضة في الانتخابات، ومصر بالثورة على ثورة «الإخوان» والأردن بسجن قيادات «إخوانية» كانت أبدت طموحاً بملكية دستورية تُهمش فيها صلاحيات الملك. وما أن بدأ الربيع «الإخواني» بالأفول حتى بدأت الصفعات العربية توجه للثورة المهيضة في سورية، والأخيرة كانت في طور تحولها حرباً. وهنا كان النظام يتقدم في وعي النخب العربية وغير الدينية، وفي موازاة ذلك كان يتقدم أيضاً في مستويات عنفه وبطشه. قصف الغوطة بالكيماوي معتقداً أن خوف العالم من «داعش» وأخواته في سورية يتيح له ذلك، ويبدو أن حساباته كانت صحيحة. وكشف الإيرانيون عن دور حاسم ومباشر في الوقائع الدموية السورية، وهذه حقيقة شدت من العصب الإسلامي الموازي لفصائل المعارضة، وجعلت من «داعش» طرفاً أهلياً موازياً. هذه الوقائع لم تكن بعيدة من المعطيات الداخلية لدول مثل تونس وتركيا ومصر والأردن. تجربة حكومة النهضة في تونس أوجدت قابليات تونسية للانحياز إلى بشار الأسد، وتجربة العدالة والتنمية في تركيا أيضاً، وحكم «الإخوان» القصير لمصر كشف عن شراهة «إخوانية» سهلت على الجيش مهمة الانقضاض على الانتخابات. المرارة السورية المتولدة عن زيارة الاتحاد التونسي للشغل يجب أن تذهب خطوة إلى الأمام في انذهالها. «الإخوان المسلمون» مسؤولون أيضاً عن هذه السقطة الأخلاقية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون شارك في قداس سيدة التلة في دير القمر وذكرى مصالحة الجبل الراعي: نصلي ليعضدكم الله ويزينكم بالحكمة والروح الرئاسي لتواجهوا التحديات

الأحد 06 آب 2017 /وطنية - شارك رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في القداس الاحتفالي الذي أقيم قبل ظهر اليوم في كنيسة سيدة التلة في دير القمر، شفيعة البلدة والشوف، لمناسبة عيدها والذكرى السادسة عشر للمصالحة التاريخية في الجبل التي حصلت في آب 2001 برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، تجسيدا لرسالة لبنان في عيشه المشترك. ترأس القداس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وعاونه فيه راعي ابرشية بيروت المارونية المطران بولس مطر، راعي ابرشية صيدا المارونية المطران مارون العمار، المعتمد البطريركي لدى الكرسي الرسولي رئيس المعهد الماروني الحبري في روما المطران فرنسوا عيد، الرئيس العام للرهبانية المارونية المريمية الاباتي مارون الشدياق ورئيس كهنة رعية سيدة التلة الاباتي مارسيل ابي خليل، وخدمته جوقة الكنيسة. ولدى وصول رئيس الجمهورية الى ساحة الكنيسة، قرعت الاجراس في كنائس دير القمر، واستقبل الاباتي ابي خليل رئيس الجمهورية الذي دخل الى الكنيسة وسط تصفيق وزغاريد المؤمنين المحتشدين في ساحتها وعلى مداخلها وفي الداخل. حضر القداس النائب نعمة طعمه ممثلا رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الوزراء: طارق الخطيب وسيزار ابي خليل وغطاس خوري، عميد السلك الديبلوماسي المونسنيور غابريالي كاتشا، النائب جورج عدوان، الوزراء السابقون ناجي البستاني وماريو عون وسليم الجاهل، النائب السابق مروان ابو فاضل، سفير لبنان لدى الاونيسكو الدكتور خليل كرم وسفيرة لبنان المعينة لدى المملكة الاردنية الهاشمية السيدة ترايسي شمعون، السيد تيمور وليد جنبلاط والسيد كميل دوري شمعون، المدير العام للجمارك بدري ضاهر، رئيس الصندوق المركزي للمهجرين العميد نقولا الهبر، المدير العام للمهجرين احمد محمود، رئيس بلدية دير القمر السفير السابق ملحم مستو وفاعليات سياسية وقضائية وادارية واجتماعية ونقابية وعسكرية وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير واعضاء المجالس البلدية وعدد من المؤمنين.

أبي خليل

في مستهل القداس، ألقى الأباتي أبي خليل كلمة ترحيبية بالرئيس عون والبطريرك الراعي والحضور جاء فيها: "ان مشاركة فخامتكم لنا بعيد امنا سيدة التلة، شفيعة دير القمر والشوف، لمدعاة فرح وفخر واعتزاز لمواقفكم الجريئة والمشرفة ودوركم الرائد في جمع اللبنانيين وتوحيدهم حول محبة وطنهم لبنان والعمل على تعزيز العيش المشترك بين كل ابنائه من خلال دفاعكم عن الدستور والدعوة الى الحوار والتشاور لترسيخ الثقة بين الافرقاء والتوصل الى تفاهم وطني حقيقي واستقرار امني ثابت. نكبر بشخصكم الكريم، يا صاحب الفخامة، ايمانكم العميق بالله ومحبتكم الصادقة لكل اللبنانيين وقد عبرتم يوما عن هذه الحقيقة بكلمة مؤثرة: "انا بي كل اللبنانيين!" أضاف: "أحب اللبنانيون في شخصكم الكريم: الجرأة والصدق وقول الحقيقة، والتواضع والعمل على توطيد قيم الحرية والعدالة والكرامة الانسانية لكل ابناء الوطن. سدد الله خطاكم يا صاحب الفخامة في قيادة سفينة الوطن الى الشاطىء الامين وابقاكم لكل اللبنانيين ذخرا ورمزا لوحدة الوطن وكرامته وازدهاره". وتابع: "يا صاحب الغبطة والنيافة، ان زيارتكم الثانية لدير القمر والشوف، بعد انتخابكم بطريركا على كنيستنا المارونية واحتفالكم شخصيا بعيد امنا سيدة التلة مدعاة سرور واعتزاز لنا جميعا ودليل ساطع على محبتكم لبلدتنا العزيزة ولشفيعتها سيدة التلة. ولا عجب في ذلك، فغبطتكم سليل الرهبانية المارونية المريمية التي ما تزال تخدم هذه البلدة العريقة منذ مئات السنين. نرحب بكم يا صاحب الغبطة والنيافة مع السادة المطارنة والاب العام، آملين ان تكون هذه الزيارة لشوفنا العزيز وللجبل موسم خير وسلام واستقرار فتثبت العائدين في ارضهم الطيبة وتشجع المهجرين على العودة وتوطد قيم المحبة والتلاقي وقبول واحترام الآخر، التي عاشها اجدادنا ونعيشها نحن اليوم مع اخواننا في الشوف والجبل. ان عظاتكم يا صاحب الغبطة والنيافة في قداسات الاحاد والاعياد وتعاليمكم في حلقات التنشئة هي صوت المستضعفين والمحرومين والمعوزين ومن قست عليهم الحياة، ولها الوقع الطيب في قلوب كل المسؤولين، لأنها صوت الراعي الصالح الذي يعرف خرافه ويسهر عليها. أخذ الله بيدكم يا صاحب الغبطة لتظلوا الضمير الحي لكنيستنا ولوطننا لبنان. وانتم ايها الاصدقاء الوافدون من الاقليم والشوف وعاليه وكل مناطق لبنان الى دير القمر لتحتفلوا معنا بعيد امنا سيدة التلة، نرحب بكم فردا فردا، آملين ان تكون زيارتكم هذه، تأكيدا لعيش مشترك نريده صادقا، عميقا، ودودا و"لشراكة ومحبة"، نرى فيها خلاص لبنان وديمومته واستقراره". وختم: "باركينا يا امنا، سيدة التلة! القي السلام والوئام بيننا، وظللي لبنان بحمايتك الوالدية ليبقى نموذج العيش المشترك والانفتاح والمحبة ورسالة قيم وحضارة للشرق وللعالم اجمع!"

العظة

وقرأ البستاني فصلا من رسالة القديس بولس، فيما قرأ مطر الانجيل المقدس. وبعد الانجيل، القى الراعي عظة بعنوان "ها منذ الآن تطوبني جميع الأجيال، لأن القدير صنع لي العظائم" (لو1: 46 و49) استهلها بالترحيب برئيس الجمهورية "في عاصمة لبنان التاريخية، ومدينة الامراء المعنيين والشهابيين"، احياء "لتقليد يرقى الى العام 1936"، وقال: "فخامة الرئيس، دير القمر، عاصمة لبنان التاريخية، ومدينة الأمراء المعنيين والشهابيين، تبتهج اليوم بحضوركم على رأس المصلين الوافدين ككل سنة لتكريم سيدة التلة العجائبية في عيدها، وهي شفيعة دير القمر والديريين الذين ينظرون إليها كأم حنون ترافقهم حيثما حلوا. وأنتم بذلك تحيون تقليدا يرقى إلى سنة 1936، عندما حدد راعي الأبرشية آنذاك المثلث الرحمة المطران أغسطين البستاني، ابن دير القمر، عيد سيدة التلة في الأحد الأول من شهر آب، ثم جعله في سنة 1948 عيدا رسميا وطنيا، بدأه المغفور له الشيخ بشارة الخوري رئيس الجمهورية آنذاك، وثبته من بعده المغفور له الرئيس كميل شمعون، وحافظ عليه الرؤساء المتعاقبون، ما عدا في فترة الحرب اللبنانية. وها أنتم، فخامة الرئيس، تواصلون هذا التقليد مشكورين، بعد فراغ سدة الرئاسة لمدة سنتين ونصف". أضاف: "إن المؤمنين المحيطين بكم، وعلى رأسهم مطران أبرشية صيدا الجديد، سيادة أخينا المطران مارون العمار، والرئيس العام الجديد للرهبانية المارونية المريمية قدس الأباتي مارون الشدياق، والرسميون من وزراء ونواب وإداريين، والآباء أبناء الرهبانية الذين يخدمون رعية دير القمر، جيلا بعد جيل منذ مئتين واثنتين وسبعين سنة، وتحديدا منذ سنة 1745، وصولا إلى الأباتي الغيور مرسيل أبي خليل الرئيس العام الأسبق خادمها ومعاونيه، يصلون كلهم من أجلكم، كي يعضدكم الله ومعاونيكم في قيادة سفينة الوطن، بشفاعة أمنا مريم العذراء سيدة التلة، ويزينكم بالحكمة والروح الرئاسي، لتواجهواالتحديات الكبيرة: قيام الدولة بمؤسساتها وإداراتها المحررة من التدخل السياسي والتمييز اللوني في التوظيف خلافا لآلية مبنية على الكفاءة والأخلاقية؛ إحياء اقتصاد منتج ينهضه من حافة الانهيار، ويرفع المواطنين من حالة الفقر، ويفتح المجال أمام الشباب لتحفيز قدراتهم، ويحدمن هجرتهم؛ تعزيز التعليم الرسمي والخاص والمحافظة على المدرسة الخاصة المجانية وغير المجانية وإنصافها ومساعدة الأهالي في حرية اختيارها؛ حماية المالية العامة بإيقاف الهدر والسرقة والفساد، وحفظ التوازن بين المداخيل والمصاريف ضمن موازنة واضحة ومدروسة، وضبط العجز والدين العام؛ بناء قضاء شريف حر ومسؤول يكون حقا وفعلا أساس الملك؛ الإسراع في تطبيق اللامركزية الإدارية، المناطقية والقطاعية".

وتابع: "ها منذ الآن تطوبني جميع الأجيال" (لو1: 46). هذا النشيد-النبوءة فاهت به مريم، بوحي من الروح القدس، في بيت زكريا وإليصابات عندما زارته فور بشارة الملاك جبرائيل لها، بأنها، وهي عذراء، ستحبل بقوة الروح القدس وتلد ابنا تسميه يسوع. وهذا المولود منها قدوس، وابن الله يدعى (راجع لو1: 31 و35). ها نحن اليوم هنا، عبر مسيرة الأجيال، نطوب مريم، ونعظم الله معها على ما أجرى فيها من عظائم: الحبل بها معصومة من الخطيئة الأصلية؛ أمومتها لابن الله وهي عذراء، مع بقائها بتولا قبل الميلاد وفيه وبعده؛ تربيتها، مع يوسف البتول زوجها بحسب الشريعة، الإله المتجسد منها ليكون فادي الإنسان ومخلص العالم؛ مشاركتها الإيمانية والفعلية في تحقيق تصميم الله الخلاصي، كشريكة في الفداء بقبولها سيف الألم يجوز قلبها؛ أمومتها للكنيسة، جسد المسيح السري، ولكل إنسان، وهي أمومة شاملة قبلتها من إبنها يسوع من على الصليب (راجع يو 19: 26- 27)، وثبتها حلول الروح عليها وعلى التلاميذ يوم العنصرة (راجع أعمال 15: 12- 14؛ 2: 1- 4)؛ وأخيرا انتقالها إلى السماء بالنفس والجسد، وتتويجها من الثالوث القدوس ملكة السماء والأرض".

وقال: "لهذا، أطلقت مريم نشيدها النبوي: "تعظم نفسي الرب، وتبتج روحي بالله مخلصي، لأنه نظر إلى تواضع أمته". إبتهجت، لأن الله اختارها أما ليسوع المخلص؛ وعظمت الله القدير الذي أظهر قدرته فيها، وهي الخادمة المتواضعة، التي لا شأن لها ولا حسب في المجتمع البشري. بل هي من الفقراء الذين لا يتكلون على خيراتهم وقدراتهم ومالهم وسلطانهم، بل يضعون كل ثقتهم وآمالهم بالله، ويترقبون بالإيمان والرجاء خلاصه وتجليات إرادته، فيما هم ملتزمون بواجب حالتهم. أما الذين يعتدون بنفوسهم ويتكلون على المال والقوة والسلطة والعظمة والنفوذ، فغالبا ما ينسون الله، ويستغنون عنه، ويحتقرون تعليمه، وينتهكون وصاياه وشريعته، ويخنقون صوته في ضمائرهم، ويرتكبون الشر والظلم، ويتعدون على الحياة البشرية والكرامة والحقوق".

أضاف: "إن دير القمر عظمت الله بتاريخها الكنسي والمدني، الثقافي والسياسي، الإنمائي والحضاري. فيضيق الوقت والمكان عن سرد رجالاتها وتراثها. لكن الديريين يعزون نجاحات أجيالهم إلى سيدة التلة العجائبية. فهي لهم كل شيء، هي المعبد والمرجع والشفيع والمنقذ والمحامي. فلا سفر بلا وداعها، ولا رجوع بدون زيارتها وشكرانها. الدرزي يؤمن بها كما المسيحي، يزورها ويؤدي لها النذور". وتابع: "الديريون يحفظون الجميل والعرفان للرهبانية المارونية المريمية وللآباء الذين تعاقبوا على الخدمة فيها. وقد بنوا منذ سنة 1752، قرب الكنيسة، الأنطش لسكن الرهبان، ومدرسة في الأقبية والدكاكين الموقوفة من الست أمون، والدة الامير يوسف المعني. فكانت المدرسة الديموقراطية الأولى التي جمعت تحت سقفها طلابا من كل مذهب، ومن أولاد الأمراء والستات وأهل البلدة. وظلت الرهبانية وفية للخدمة الراعوية والتربوية معافأنشأت، قرب دير مار عبدا على تلة دير القمر، مدرسة حديثة وفرعا لجامعة سيدة اللويزة، لخدمة أبناء الشوف جميعا. فبادلها أهل الدير إخلاصهم ومحبتهم. والعلامة ما يروى عن أن الأمير الكبير سأل مرة الرئيس العام آنذاك عن عدد رهبانه، وكانوا دون المئتين، فأجابه: "عددهم أكثر من خمسة آلاف". وإذ أبدى الأمير استغرابه وإعجابه، قال الرئيس: "لا غرابة، سعادة الأمير، فإني أعد أهل دير القمر من أبناء رهبانيتي!". فلتبق هذه الروابط متجددة جيلا بعد جيل". وختم الراعي: "إلى أمنا مريم العذراء، سيدة التلة العجائبية نرفع صلاتنا، راجين من الله، بشفاعتها، أن يفيض علينا جميعا نعمه وبركاته، فنجعل من حياتنا وأعمالنا الصالحة نشيد تعظيم للثالوث المجيد".

أيقونة سيدة التلة

وفي ختام القداس الاحتفالي، قدم الأباتي ابي خليل للرئيس عون نسخة من ايقونة سيدة التلة المذهبة، عربون تقدير ومحبة، طالبا شفاعتها لحماية رئيس الجمهورية وتسديد خطاه.

استقبال

بعد ذلك، اقيم استقبال في انطش الكنيسة للمشاركين وشرب نخب المناسبة، وغادر رئيس الجمهورية، في حين توجه الراعي الى كرسي مطرانية بيت الدين يرافقه تيمور جنبلاط وطعمة، وأقيم على شرفه غداء في المطرانية في حضور طعمة ممثلا بري وكاتشا وتيمور جنبلاط والوزيرين مروان حماده وغطاس خوري والنواب اكرم شهيب وجورج عدوان وهنري حلو وفؤاد السعد وفادي الهبر وايلي عون وعلاء الدين ترو ومحمد الحجار الى جانب العمار ولفيف من المطارنة والكهنة.

لافتات ترحيب

وكانت ازدانت الطريق الساحلية من الدامور الى دير القمر وصولا الى بيت الدين بلافتات الترحيب بالرئيس عون والمؤيدة لمواقفه الوطنية وبالراعي، ورفعت اقواس النصر وعليها صور رئيس الجمهورية. وجاء في بعض اللافتات: "كل الشوف يرحب برئيس كل لبنان"، "اهلا بصاحب الفخامة وغبطة البطريرك في جبل المصالحة"، "بعزمكم وارادتكم يا فخامة الرئيس ستبنون مستقبل لبنان"، "انت الذي اخرجت لبنان من الظلمة الى النور"، "من قلب الشوف نشكر فخامة الرئيس"، "بلدية دميت واهاليها يرحبون بفخامة الرئيس العماد ميشال عون"، "فخامة الرئيس زيارتكم شرف، حضوركم نور"، "مبارك الآتي باسم الحق"، "دير القمر عاصمة التاريخ ترحب بفخامة الرئيس". وتميز الاحتفال بالتنظيم الذي تولاه لواء الحرس الجمهوري ما انعكس ارتياحا لدى المواطنين في محيط دير القمر وعلى مختلف الطرق المؤدية اليها.

 

الراعي من قصر المير أمين بذكرى مصالحة الجبل: المصالحة السياسية والاجتماعية تمت لكنها تحتاج إلى اكمالها بالعيش معا بثقة وتعاون

الأحد 06 آب 2017/وطنية - الشوف - استضاف قصر المير أمين، احتفالا سياسيا جمع الأطراف، التي شاركت بمصالحة الجبل في العام 2001، وذلك بمناسبة مرور 16 عاما على إنجازها. شارك في الاحتفال ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب نعمة طعمة، وممثل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وزير الثقافة غطاس خوري، ممثل رئيس"اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط نجله تيمور، وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة، النواب: جورج عدوان، هنري حلو، أكرم شهيب، أنطوان السعد، علاء الدين ترو، محمد الحجار، فادي الهبر، نائب رئيس حركة "التجدد الديمقراطي" انطوان حداد، وفد من مجلس قيادة الحزب "التقدمي الاشتراكي"، رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ علي زين الدين على رأس وفد من المشايخ الدروز، وحضره لفيف من المطارنة والكهنة، رؤساء اتحادات بلدية ورؤساء بلديات وشخصيات.

النشيد الوطني استهلالا، ثم تقديم من الزميلة نوال الاشقر، فكلمة الزميل سعد الياس، الذي أعد وثائقيا عن المناسبة بعنوان "ويبقى الجبل"، شرح فيه أن "الهدف من الفيلم هو لتعزيز وترسيخ المصالحة".

ثم تم عرض مقتطفات من الفيلم، تضمنت مقابلات حول مجرى المصالحة وطي صفحة الحرب، والعلاقة بين الدروز والمسيحيين، ومواقف ومقابلات خاصة مع البطريرك الماروني السابق مار نصرالله بطرس صفير، البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، زير المهجرين طلال أرسلان والنائبة ستريدا جعجع.

حمادة

والقى حمادة كلمة نيابة عن النائب جنبلاط، معتذرا ل"عدم تمكنه من الحضور لاسباب صحية"، فشكر "القوى الوطنية الحقيقية في الجبل، التي ساهمت مع بكركي ومعكم بواسطة وليد بك، بلحظات اتحفنا الزميل سعد الياس بمقتطف من فيلمه، ولا سيما حزبي التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية".

وقال: "في العام 2002، كنت مع سعد الياس، وكنا نقدم لكتابه، الكتاب بعنوان الجبل قام. وتحدثنا في ذلك الاحتفال عن القوى التي كانت تعمل، اولا لاسقاط الجبل ثم لمنع قيامته. فلقد عشنا معك انذاك عندما كنت مطرانا لجبيل، وكنت من الاشخاص العالية بوجه الوصايا، وكنا بعد مرحلة تجربة تطبيق اتفاق الطائف، الذي حاول وليد بك ورفاقه بكل جدية، وبكل تواضع، لانه لم يأت بشيء نستطيع ان نسميه نحن هذه الشريحة في الجبل مكاسب للدروز، ولكن كان المكسب للبنان، وعندما يقوم الجبل، وكما قال سلفكم الكبير البطرك صفير، عندما يقوم الجبل، يقوم لبنان".

أضاف "الجبل والحمد لله قام، ويبقى ان يقوم لبنان، ليس متكامل القيامة، وانت من توعظنا كل احد، منبها الى المخاطر والمطبات والى الهفوات التي نرتكبها ويرتكبها غيرنا، انت تنبه الى ذلك كله، اريد فقط ان اقول انه في هذه المحطات، كانت هناك محطات اساسية، وربما ستبرز في القسم الثاني من هذا الفيلم، وهي محطة محاولات وليد جنبلاط اقامة مصالحة في الجبل، ولم تكن الظروف الموضوعية الاقليمية والدولية، والمحلية قد نضجت في ذلك الحين، فأذكر مؤتمر بيت الدين هنا في هذه القاعة".

وتابع "اذكر اغتيال الرفيق انور الفطايري، مع جرح زميلنا النائب الراحل الاستاذ جورج ديب نعمة. اذكر المعركة لاقامة وزارة للمهجرين. اذكر المصالحات التمهيدية، في معاصر الشوف ومزرعة الشوف، في عهد الرئيس الراحل الياس الهراوي. اذكر ايضا الوعي الكامل لكل القوى الوطنية الموجودة هنا، التي يوجد منها هنا شريحة مميزة، يومها تم الانسحاب من الجنوب في العام 2000، وانتصار لبنان، لبنان الرسمي ولبنان المقاوم على العدو الاسرائيلي وانسحاب اسرائيل، عندها ارتأى الجميع وارتأيت في بكركي وارتأت المختارة، ان الوقت قد حان ليرفع لبنان عنه مظلة مثقلة جدا على مؤسساته واقتصاده وعلى وضعه، وعلى وحدته الوطنية، فكانت صرخة المطارنة، التي كنت انت منهم، بقيادة البطرك صفير، وكان ايجاد وتجاوب وليد بك جنبلاط بتصريح شهير في تشرين الاول 2000، والذي جاء بعد اجتماعات لنخبة باقة من المصلحين، اجتمعوا في قرنة شهوان وعادوا والتقوا مع قوة اخرى في لقاءات البريستول وما تبعها من انتفاضة للاستقلال". وأردف: "لكن في هذه الاثناء المقطع المهم هو تجاوب وليد جنبلاط مع نداء بكركي، التهديد الذي واجهه في قلب مجلس النواب، نعم يا تيمور كان هناك تهديد، وقالوا له: انت يجب ان تقتل، انت بدنا نعلقلك مشنقتك. لانه تجاوب مع بكركي، وبعدها انضجوا سرا، وانا اقول واشهد ان الدكتور سمير جعجع وعبر عقيلته ومحاميه، كان يعمل على هذه المصالحة، ولم يكن يعلم متى سيحرر او يتحرر". وقال: "جاءت الزيارة ولقاء المختارة، ورأيت وسمعت، ثم جاءت الانتفاضة في 6 و 7 آب بعدما مر البطرك في الكحالة والقى خطابا مدويا، استجاب له طلاب لبنان، وقمعوا مما سمي انذاك اجهزة الوصاية على لبنان، لكن المسيرة استمرت رغم كل ما حصل من قمع واغتيالات وسجن ومحاكم غير موضوعية".وختم "اليوم الجبل بوجودك قائم، وبوجود وليد بك قائم، وبوجود تيمور سيبقى، ان هذا المسار الطويل، وكما قال الامير طلال هناك الف سنة، نحن شعب واحد وسيبقى كذلك والى جانبك يا صاحب السيادة واكثر من اي وقت مضى، نحن الى جانبك لانقاذ لبنان من اي وصايات جديدة، ومن اي مغامرات جديدة".

عدوان

والقى عدوان كلمة، فقال: "سيذكر التاريخ ان آخر صفحات الحرب الاهلية اللبنانية طويناها جميعا بشجاعة واباء وقناعة كاملة، باننا ابناء وطن واحد، لا نريد بديلا سواه، وسيذكر التاريخ ان الجبل اسقط كل المتاريس الطائفية وغير الطائفية، ليبدأ مسار الانفتاح والتلاقي والمحبة، وسيذكر التاريخ ان هذه المصالحة الميثاقية جاءت تردداتها لتثبت ان للمساحة الداخلية وزنها وتأثيرها وقدرتها على قلب الطاولة، وانه من الخطأ الاستسلام للتطورات الخارجية واهمال القدرات الداخلية، وسيذكر التاريخ ان ارادة التلاقي بين اللبنانيين، يمكن ان تكسر كل المحرمات وان تهزم كل الرهانات على استمرار الانقسام والتباعد، فقد كانت فاتحة لمسيرة الحرية والسيادة والاستقلال واخرجت لبنان من تحت نير الوصاية السورية، التي قامت على اختلاف اللبنانيين وخلافهم ، وكانت العبر التي علينا ان لا ننساها ابدا، انه مهما كانت التضحيات من اجل السلم والحوار والمصالحة تبقى رخيصة امام مغامرة العنف والدم والحرب".

واعتبر أن "ان الوصي والمحتل يدخل ارض الوطن وينكل ويضطهد احراره لنختلف ونتقاتل، ويهزم حينما نتوحد ونتأمل ونكافح". وقال: "عندما تمت مصالحة الجبل، لم يخش البطريرك صفير ولا وليد جنبلاط ولا الهامات الوطنية، التي شاركت فيها ولا شباب القوات اللبنانية والتيار الوطني والكتائب والاحرار، والحزب التقدمي الاشتراكي وصاية وتهويلا، بل تحدوا الذات والمخاوف والمحاذير والقمع والسجن والتنكيل، فألف تحية لهم". وختم "والى ابينا البطريرك صفير نقول لولا حكمتك وقراراتك المصيرية، لما كنا اليوم هنا، نحن نشكرك على ما قدمته للجبل وللشعب اللبناني. مواقفك جعلتنا نتشبث اكثر بارضنا وبوطننا ونحافظ عليهما. والى صديقنا وليد جنبلاط نقول، شجاعتك واقدامك ومثابرتك جعلوا من هذه المصالحة التاريخية واقعا ثابتا نعيشه اليوم".

الراعي

وختاما، ألقى الراعي كلمة، فقال: "يسعدني في البداية أن أعرب عن شكري وتقديري لهذا اللقاء، عن فرح المشاركة فيه. لا يمكن الفصل بين عيد سيدة التلة العجائبية، شفيعة دير القمر، المكرمة من المسيحيين والدروز الموحدين على السواء، والذكرى السنوية السادسة عشرة للمصالحة التاريخية، التي أجراها سلفي صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكردينال مار نصرالله بطرس صفير، أطال الله بعمره، والزعيم وليد بك جنبلاط في مثل هذه الأيام. وكان يومها استذكار للرباط التاريخي من التعاون بين البطريركية وكرسي مطرانية بيت الدين والمختارة. وهي علاقة نحافظ عليها مع سيادة أخينا المطران مارون العمار، راعي أبرشية صيدا الجديد، الذي نتمنى له النجاح في خدمته الأسقفية، راجين الموآزرة له من الجميع". أضاف: "ففي 3 آب من عام 2001، احتفل البطريرك بقداس عيد سيدة التلة في دير القمر. وفي اليوم التالي كان لقاء المصالحة التاريخية في الجبل، في دارة المختارة، في إطار زيارة راعوية دامت ثلاثة أيام (3-5 آب) وشملت سبع عشرة بلدة من قضاء الشوف. فانفتحت معها صفحة أمل في هذا القضاء والجبل". وتابع: "هدفت المصالحة إلى إعادة اللحمة الوطنية وتدعيم العيش المشترك بين اللبنانيين عامة، وفي منطقة الشوف والجبل بخاصة، بعد النكبة التي حلت بهم. هذه المصالحة كانت هاجس البطريرك منذ سنة 1990، مذ أطلق مشروع عودة المهجرين. ثم عاد الهاجس بشدة سنة 1992، ولكن تحقيقه تعثر بسبب عراقيل مذكورة في مذكرات البطريرك. فكانت محاولات لتذليلها. وكانت علاقات أخرى حزبية في ايلول 2000 تسهل أجواءها، أوردتها في حينه جريدة الديار".

وأردف "لقد جددت شخصيا مرتين مع الزعيم وليد بك جنبلاط هذه المصالحة، وشددنا أواصرها، فضلا عن إرادة المسيحيين ورغبتهم وعودتهم إلى بلداتهم وقراهم، حيث بنوا كنائسهم وبيوتهم من سخاء اليد ومساعدات وزارة المهجرين؛ بالإضافة إلى تشجيع مطارنتهم وبإحياء الرعايا والمشاريع الإنمائية، وإلى دور الرهبانيات في إعادة بناء أديارها ومؤسساتها المدرسية والجامعية والاستشفائية والاجتماعية، واستثمار أراضيها، وفتح المجال لفرص عمل لأبناء هذه المنطقة". واعتبر أن "المصالحة السياسية والاجتماعية قد تمت في مجملها، لكنها تحتاج إلى اكتمالها بالعيش معا جنبا إلى جنب، بثقة وتعاون. وهذا يقتضي أن تتضافر الجهود من قبلنا جميعا، دولة وكنيسة ومجتمعا أهليا، بحيث نعمل كل من جانبه على توفير فرص العمل لسكان بلداتنا وقرانا: بدءا من التوظيف المتوازن في إدارات الدولة، وصولا إلى مشاريع إنمائية وسياحية، فإلى تعزيز الاقتصاد المنتج، لا سيما الزراعي والخدماتي، بحيث يمكن الأهالي وعائلاتهم من عيش مكتف وكريم". وأكد أن "الكنيسة من جهتها تحافظ على مؤسساتها وتعمل على توسيع رقعة خدماتها بموآزرة المجتمع الأهلي، وتنمي مراكزها، وتساعد على استثمار أراضيها، من أجل تأمين أكبر عدد ممكن من فرص العمل، وإعادة تعلق الشوفيين وأبناء الجبل بأرضهم وتراثهم وثقافتهم".

وطالب الدولة ب"تعزيز مؤسساتها على اختلافها، وتطبيق اللامركزية الإدارية، المناطقية والقطاعية، من أجل توفير فرص العمل في المناطق. وبالمزيد من التحسين في بناها التحتية والمقومات الحياتية الأساسية"، مودعا هذه المطالب "السادة نواب المنطقة والوزراء والمسؤولين السياسيين".

وختم مؤكدا أن "سلامة لبنان من سلامة الجبل. فلنعمل كلنا بإرادة واحدة من أجل توفيرها. فيطيب عندئذ الاحتفال بذكرى المصالحة بكامل أبعادها. عشتم...عاش لبنان". وكان النائب جنبلاط قد زار في وقت سابق، مطرانية بيت الدين، والتقى فيها البطريرك الراعي لبعض الوقت، حيث أكد له أنه "لا يمكن ان يكون في الشوف دون ان يلقي التحية عليه"، معتذرا عن عدم "المشاركة في لقاء قصر المير أمين".

 

باسيل في افتتاح مركز للتيار الوطني في تنورين الفوقا: عرسال وجرودها احتلت لان القرار السياسي غاب عن تحريرها

الأحد 06 آب 2017 /وطنية - أكد رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل، "ان عرسال وجرودها احتلت قبل ثلاث سنوات لان القرار السياسي غاب عن تحريرها واليوم عاد القرار السياسي بأن يقوم الجيش اللبناني وحده بهذه المهمة لانه كان قادرا على القيام بهذه المعركة وحده في العام 2014 ومنع".

كلام باسيل جاء خلال احتفال بافتتاح مركز التيار في تنورين الفوقا في حضور حشد من اهالي البلدة والقرى المجاورة تقدمهم رئيس بلدية شاتين سركيس روكز، مدير مستشفى تنورين الحكومي وليد حرب، ممثل تيار "المستقبل" وليد يونس، ممثل حزب القوات اللبنانية فضول فضول، منسق التيار الوطني الحر في منطقة البترون طوني نصر ومسؤول الاتصالات السياسية في التيار نجم خطار. بعد النشيد الوطني الذي سبقته اناشيد وطنية وحزبية القت عريفة الحفل اليان مطر رعد كلمة ترحيبية اشارت فيها الى "ان الحالة العونية انبثقت من رحم المعاناة وها هو التيار الوطني الحر يفي بوعده بالاصلاح والتغيير".

ثم تحدث قنصل جنوب افريقيا سابقا بطرس كرم مرحبا بالوزير باسيل الذي جاب وما زال يجوب العالم بحثا عن اللبنانيين في كل اصقاع الارض وما مؤتمر الطاقة الاغترابية الذي عقد في بيروت مؤخرا سوى حدث بمثابة ثورة سياحية وسياسية واغترابية غير مسبوقة في مرحلة ركود سياحي يشهدها البلد.

بعدها تحدث منسق التيار في تنورين طوني فاضل قائلا: "نحن حماة الارز الذين لم نساوم على شيء، شعارنا دائما وابدا حرية سيادة واستقلال، لم نتنازل عن سيادتنا ولم نوقع وثيقة ذل، اسم تنورين على وسع المدى وهي من ترسم الخرائط".

باسيل

ثم القى الوزير باسيل كلمة قال فيها: "لقائي معكم اليوم هو لقاء فرح فيه الكثير من المعاني وانا مسرور لرؤية وجوه اصدقاء ومحبين في بلدة اعتبرها بلدتي الثانية لانها في منطقتي ولانني بنيت فيها منزلا لنقترب اكثر فاكثر من اهلها ولنتعلم اكثر فاكثر كيف نحبها، لان المحبة كانت دائما من اهل تنورين لبلدتهم، ومن المعلوم ان اهل القرية قد يتصارعون احيانا مع بعضهم البعض وقد يكون ذلك من جمالية قرانا لكن من المؤكد ان كل اهالي تنورين يركزون محبتهم على هذه البلدة التي تستأهل الكثير من المحبة لان فيها الكثير من الفرادة وانا قد تعرفت على تنورين واتعرف عليها اكثر كل يوم اولا من خلال اهلها المقيمين والذين في الخارج".تابع: "اهل تنورين في الخارج كثر وانا عندما اراهم احزن حين اعلم انهم لا يملكون منازل في تنورين كما اسأل ايضا اهلها المقيمين في لبنان ما اذا كانوا يزورون تنورين فيأتي جواب الكثير منهم بكلا لان غالبيتهم لا يملكون منازل فيها ومثل هؤلاء يحزنونني لان ظروف البلدة والحياة فيها والانماء والسياسة هي التي جعلت عددا من ابنائها غير مقيم فيها وان تكون بعيدة عن البترون، لاننا ندرك حقيقة ان اهل تنورين يذهبون الى جبيل وجونية والحدث والكورة والقليل منهم ينزل الى البترون لذلك ومن خلال الشق الانمائي وعدنا والتزمنا ان نربط تنورين التحتا بتنورين الفوقا نزولا حتى البترون وبالتالي يرتبط الساحل بالجرد".

اضاف: "عندما بدأت العمل بالسياسة تحدثت عن هذا الموضوع واليوم اقول باننا قد نفذنا هذا المشروع لانه خلال هذا الاسبوع صدر القرار بالمباشرة به وقريبا جدا يبدأ المتعهد بتنفيذ طريق تنورين التحتا - تنورين الفوقا علما بان هذه الطريق تعني لي الكثير لانه من خلالها يتعرف اهل تنورين على السور الفينيقي في البترون ويتعرف اهل البترون على محمية ارز تنورين وبالوع بلعة منطقة الجرد الجميلة".

وتابع باسيل: "لقد كان لي شرف اللقاء بعدد كبير من اهالي تنورين خارج الوطن وتعرفت على كثر منهم في مختلف دول الاغتراب وهم يتبوأون مناصب عليا وهم من كل عائلات تنورين"، مضيفا "ان اهالي تنورين كما اللبنانيين عموما ينتشرون في كل دول العالم ونحن نفرح ونفتخر بهم ونكتشف بانهم كما كل اللبنانيين قادرين على التواصل من جديد ببلدتهم وبلدهم علما بان الكثيرين منهم لا يتقنون اللغة العربية ولا يملكون الجنسية اللبنانية ولا حتى معالم واضحة عن بلدتهم، هذه الناحية تحفزنا اكثر فاكثر للتعرف على اهل هذه البلدة عندما نزورهم في دول الانتشار وفي لبنان ونتعرف اكثر على تنورين عندما نمشي على طرقاتها لنكتشف بيوتا لم نصل اليها سابقا. عندما كنت وزيرا للطاقة خلال اربع سنوات كنا نعمل على مد خط كهربائي كل اسبوع الى احد منازلها ثم نمد قساطل المياه وقد اكتشفت، حتى بعد مغادرتي الوزارة، مسؤولية وتقصيرا تجاه منازل لا كهرباء فيها واقول لاهلها لماذا لم تخبرونا بذلك؟".

واردف: "ما اقوله هو للاشارة الى ان هذه البلدة مترامية الاطراف وانا افكر فيها كما افكر بالانتشار بحيث نمشي على طرقاتها لنكتشف معالم ومحابس وكنائس ومغاور وينابيع مياه وطبيعة جميلة وارز ونكتشف كم ان هذه البلدة كبيرة وكم تملك من معاني المقاومة والتمسك بالجذور لذلك مهما قدمنا لها نشعر باننا مقصرون،لا يمكن ان تكون البترون جميلة من دون تنورين الجميلة والكاملة والمتكاملة مع هذا القضاء، لذلك علينا ان نعمل الكثير لتنورين. لقد عملنا في السابق ولا اريد الان تعداد ما قمنا به فالناس تعرف ذلك، ما اريد التحدث عنه من الان فصاعدا هو مساعدتكم فنحن اليوم بصدد تنفيذ ثلاثة مشاريع كبيرة للبلدة: طريق تنورين التحتا - تنورين الفوقا ولتنفيذ هذه الطريق نحتاج الى مساعدة الاهالي لان المتعهد الذي التزم تنفيذها خاض منافسة حقيقية وقد تابعت هذا المشروع واعادة المناقصة لان الجزء الاول منها شابه بعض الالتباسات وقد فاز المتعهد بها بسعر جيد لان مجلس الوزراء كان قد اقر لهذا المشروع مبلغ 17 مليون دولار فيما فاز المتعهد مقدما سعر 12،6 مليون دولار، هذا المتعهد المشهود له بالكفاءة هو الذي نفذ سد بلعة (معوض واده) وانشالله سيكون تنفيذ المشروع جيدا ونحن بحاجة لمساعدتكم لان الطريق صعب والمتعهد سيضطر للعمل داخل البلدة في وادي تنورين ووطى حوب وتنورين الفوقا، من هنا نحتاج الى تفهم ومساعدة الجميع لان الطريق للجميع وهي ليست للتيار الوطني الحر او لاحد ابناء تنورين وعلينا ان نستكمل هذا الشريان الاساسي في شبكة الطرقات".

وقال باسيل: "بالتوازي نحن نقوم بتنفيذ طريق اهمج - اللقلوق التي اهتم بها نواب تكتل التغيير والاصلاح ونتابع الان الجزء المتبقي لانه يرتبط بتنورين كما انطلقت خلال الاسبوع الماضي مناقصة طريق اللقلوق - العاقورة لتتبقى الوصلة بين تنورين واللقلوق وهي مهمة واساسية واعرف ان حالها سيئة جدا، ستصرف لها الاموال لكنها ليست الطريق التي نطمح اليها لاننا لا نستطيع البدء بتنفيذها قبل الانتهاء من بناء سد بلعة المعروف عنه بانه سد صعب وانا اعرف كم يتحمل رئيس بلدية شاتين سركيس روكز ومدى المساعدة التي يقدمها في شاتين. لقد حقق السد الانماء قبل الانتهاء منه رفع الاسعار في شاتين وحسن المنطقة عقاريا وعند استكماله ستنتج عنه حركة سياحية كبيرة في المنطقة خصوصا واننا قد واكبناه في السابق وكنا بدأنا بسد بعتارة وسيقوم المتعهد بانشاء ممرات سياحية وسطيحة (platforme) تشرف على البالوع الجديد مع اضاءة وبالتالي يصبح هناك مركزان لاستقطاب السياح الذين يتوافدون من كل مناطق لبنان، من هنا فان المكان بات معروفا نتيجة العمل الذي انجز، فالبالوعان مع البحيرة سيشكلون مركز استقطاب سياحي مهم جدا، اما بخصوص الانتهاء من السد فقد وصلنا الى المرحلة السهلة بحيث انتهت المرحلة الصعبة وسيبدأ انشاء جدار السد الذي سيبنى من صخور المنطقة المحيطة كما ورد في العقد وبالتالي علينا تحمل حركة الشاحنات لان للانماء كلفة، ومع تنفيذ كل مشروع علينا ان نتحمل قليلا لكن بالمقابل علينا ان نفكر بمردود هذا المشروع الذي سيؤمن المياه والسياحة على ان يبدأ العمل قريبا لان المتعهد شرع بجمع الصخور ومن المتوقع ان ينتهي بناء الجدار الصيف المقبل، ومع انتهاء هذا المشروع يمكن ان نتحدث عن تخطيط فعلي وعن طريق اللقلوق - تنورين وبالتالي نكون قد وصلنا منطقتي البترون وجليل ببعضهما في منطقة الجرد كما نعمل على ربط المنطقتين من خلال طريق القديسين في الوسط.ان لهذا المشروع منافع كبيرة لجرد البترون وللمنطقة بشكل عام ويبقى المشروع الثالث الذي عانينا خلال سنوات لتنفيذه والذي توقف "بالسياسة والان يعاد تنفيذه بالسياسة" وهو محطة الصرف الصحي في كفرحلدا التي هي اهم محطة صرف صحي تنفذ حتى الان وهي ستزيل التلوث وتنظف كل مجرى نهر الجوز السيء الوضع وبالتالي فان كل شبكات الصرف الصحي التي نفذناها في تنورين ودوما ومنطقة الجرد ستصب في محطة التكرير لتنتج نحو خمسة الاف متر مكعب من مياه الري".

واردف باسيل: "ما تم تنفيذه في السابق وما ينفذ اليوم يمهد لرؤية واضحة في موضوع المياه فنكون قد انتهينا مع ثلاثة ابار وسد اضافة الى بئر مياه في منطقة المخاضة - اللقلوق وايضا المشروع الاكبر وهو سد الرهوة الذي انجزت الدراسة الخاصة به لكنه اليوم ليس اولوية مع تنفيذ سدين للبترون واصبح هناك كمية للمياه تكفي المنطقة حتى العام 2050 حتى لو لم نقم بتشغيل الابار 17 والسدين وبالتالي هو سد استراتيجي واحتياطي سنعمل على تنفيذه لدى توفر الاموال اللازمة ونكون قد حلينا مشكلتي المياه والصرف الصحي، وقريبا سنفتتح محطتين للصرف الصحي في شكا والبترون،اما بالنسبة الى تنورين فنكون قد انجزنا فيها المياه والطرقات وهناك ايضا طريق نعمل على تنفيذها وهي طريق ميفوق - عمشيت، وصولا الى بشعلة ودوما لكن اولويتي كانت دائما تنورين الفوقا - البترون وهي الطريق التي اتمنى ان يسلكها اهالي تنورين لكي نلتقي اكثر في تنورين مثلما نفتتح اليوم بكل فرح هذا المكتب".

وتابع: "انه لقاء اكبر ومكتب وحضور اكبر في تنورين. لقد قلنا ان هذه هي حتمية المسار الذي نسلكه، فالمستقبل لنا والغد لشبابنا ولشباب تنورين وشباب التيار الوطني الحر الذي يبرهن يوما بعد يوم ان اي شاب منه يمكن ان يصل ويتبوأ اي مركز في الدولة وان هذا الامر غير محصور باي فريق او عائلة او شخص او تيار سياسي، فالباب مفتوح لكل التيارات ولكل الناس وما سيساعدنا اكثر هو القانون الانتخابي الذي سيطبق، فالنسبية بطبيعة الحال تعطي مجالا اكثر للاحزاب لكي تتمثل ولكي تطغى برامجها وافكارها على التفكير المحلي لانه حتى في هذا القانون راعينا الانتقال من الاكثري الى النسبي مع الصوت التفضيلي لكي نترك للناس خيارها لاننا ننتقل من نظام بطبيعة محلية الى نظام ذي طبيعة تمثيلية واسعة فنقوم بانتقال مرحلي وبالتالي فان اهلنا في تنورين والبترون وكل لبنان سيتخذون القرار السياسي الذي يريدونه وستترك لهم امكانية الصوت التفضيلي لاختيار الشخص الذي يريدونه، كل هذا يأخذنا الى مسار سيوصلنا الى تطور في حياتنا السياسية وقد رأيناه على الاقل في العام 2005 عندما دخل التيار الوطني الحر الى الحياة السياسية بمعناه الانتخابي وبدأ بالدخول الى السلطة في مجلسي النواب والوزراء".

وأضاف: "لقد قلت في اكثر من تصريح باننا حكما نتجه الى تحسن وتطور في الحياة السياسية وقد لمسنا تدرجه في الانتخابات البلدية في تنورين مؤخرا وسنراه حكما في انتخابات 2018،انه مسار تصاعدي لا تراجع عنه لان هذا هو تطور الحياة وجيل الشباب الاتي ومستقبل تنورين بانمائها وحياة اهلها وناسها بحيث سنرى فيها المطاعم والمقاهي والفنادق والمراكز السياحية وهذا ما سيحدث في تنورين حكما وسيدفع باهلها للبقاء فيها وعدم النزوح الى المدن وعدم الهجرة، وهكذا نبقى ونحافظ على قرانا عندما ننشىء السدود والطرقات فنبقي اللبناني في ارضه من خلال تأمين مقومات الحياة وهذا ما يجعل الناس تتطور بفكرها السياسي وتتجه الى المشروع الاكبر الذي نقدمه للناس وهو الذهاب الى فكر الدولة من خلال الخروج من الذات".

واردف باسيل: "كل واحد منا ابن قرية وعائلة وقضاء لكن نحن سنتجه الى المشروع الاكبر الذي هو مشروع الدولة وفيه الخلاص الحقيقي، هذه الدولة التي تستعيد اليوم ذاتها بصعوبة كبيرة وكل يوم نرى عبر الحكومة استعادة القوى، لقد رأينا الرئيس القوي ماذا يعطي من قوة للدولة والحكومة القوية ايضا وانا حريص ان اكرر هذا المثل هنا في تنورين، فعرسال وجرود عرسال احتلت لان القرار السياسي اللبناني غاب عن تحريرها،احتلت ارضها ومع غياب القرار السياسي لم تتحرر الارض وكنا نحن في الحكومة في تاريخ تحرير جرود عرسال واتذكر يومها بانني كنت ازور ايران وعدنا لحضور جلسة خاصة لمجلس الوزراء ورفعنا الصوت واخذنا القرار بان يصعد الجيش الى عرسال ليحرر، حينها قام نقاش سياسي حول تحرير عرسال لكن اليوم اتخذ القرار ونحن نستعيده تدريجيا".

وتابع: "لقد شارك الجيش في المعركة الاولى جانبيا وبشكل غير كامل لكنه امن بشكل اساسي عناصر النجاح لها وقد رأينا بالامس الغطاء السياسي والشعبي في القاع من خلال الناس الذين لم يطلب احد منهم النزول انما لانهم عايشوا خطر الارهاب وشاهدوا كيف كانت تتم حمايتهم منه ومن خلصهم من هذا الارهاب، هذا الامر هو تلقائي في المسار التصاعدي والقرار في المرحلة الثانية هو ان يخوض الجيش اللبناني وحده هذه المعركة لانه كان قادرا على خوضها وحده في العام 2014 لكنه منع والان هو قادر على خوض هذه المعركة لانه سمح له بذلك من خلال توافق لبناني بدءا برئيس الجمهورية الى رئيس الحكومة الى رئيس مجلس النواب والحكومة مجتمعة، هذه الوحدة هي التي تصنع القوة ونحن لا نتحد على الضعف والسكوت عن الارهاب والنزوح والاحتلال، فمفهوم القوة هو ما يوحد ويأخذنا الى بناء الدولة بسيادتها وجيشها الذي يمسك حدودها وارضها ومن ثم انتقال هذه الدولة تدريجيا بقرارها السيادي والميثاقي وبان تتمسك بالقرار وان تتعامل مع موضوع النزوح كما يجب لانه الخطر الثاني الذي يجب ان يزول عن لبنان وعن سوريا وعن شعبي البلدين لانه عندما يتجه الشعبان الى الفقر والحاجة فهما سيتجهان لا اراديا نحو العنف والتطرف وهو ما يبعد لبنان عن وجهه الطبيعي الذي هو وجه الاعتدال ويبعد ايضا سوريا التي ابتعدت بالعنف عن علمانية كانت سمتها الاساسية وبدأنا نسمع عن التطرف فيها".

وختم باسيل: "هذا هو المسار الطبيعي الذي سيأخذنا الى قرار قوي لانماء البلد وازدهاره وانشالله نكون معا ونعمل على ازالة المخاطر وهي كثيرة ومنها الخطر الاقتصادي، فبقوة الشعب اللبناني وبمبادرته الذاتية سيزول هذا الخطر لكن بالمقابل نبني دولة واقتصادا وازدهارا واملا كبيرا لكل اللبنانيين لان مستقبلنا سيكون افضل وايامنا بوحدتنا وتصميمنا وقولنا للحقيقة مهما كانت جارحة وما ينتظرنا امل ومستقبل مشرق، اشكر حضوركم الامل الذي منحتمونا اياه بمستقبل مزدهر لتنورين والبترون وكل لبنان".

في نهاية الحفل، قص الوزير باسيل شريط الافتتاح ثم قالب الحلوى وشرب الجميع نخب المناسبة.

 

قاووق: سنكون حيث توجب المعركة لاستئصال الارهاب

الأحد 06 آب 2017 / وطنية - اعتبر عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، "ان لبنان اليوم في منعة من الخطر الاسرائيلي والتكفيري وأن ازاحة الاحتلال التكفيري عن جرود عرسال وأرض الوطن يستفيد منه كل اللبنانيين وبالطليعة اهالي عرسال، هذا الانجاز الوطني الذي حققته المقاومة بكل اهدافه انما تحقق بمعادلة التكامل والتعاون بين الجيش والمقاومة". وقال خلال الاحتفال التكريمي الذي اقامه "حزب الله" في حسينية بلدة زبدين تكريما للشهيد العائد جثمانه مصطفى حسن مقدم - ابو زهراء: "الانجاز الوطني في تحرير جرود عرسال شكل ولادة جديدة لمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، هذه المعادلة التي جعلت لبنان في موقع المنعة أكثر أمام الاسرائيلي. وان اسرائيل هي اول المهزومين في جرود عرسال لأنها كانت تراهن على امارة النصرة لأقامة حزام امني جديد على حدود لبنان الشرقية، فالنصرة كانت اليد الاسرائيلية التي تستخدمها في اي عدوان اسرائيلي قادم وأن المقاومة قطعت اليد الاسرائيلية التي كانت عند خاصرة الوطن، فاليوم بعد جرود عرسال ليس كما قبله، كما وأن المقاومة استطاعت ان تنهي مشروع الفتنة بين السنة والشيعة وان تنهي الرهانات على مشروع الفتنة الداخلية، كما وأن هذه المعركة اثبتت ان حربنا ليست ضد النازحين والمذهبية والشعب السوري بل هي حرب لبنان ضد التكفيري".

وتابع: "أن الانجاز الكبير الذي تحقق بتحرير جرود عرسال هو الذي مهد وسرع عملية الجيش اللبناني في تحرير المناطق التي تحتلها داعش من الارض اللبنانية". وختم قاووق: "أن حزب الله لن يتخلى عن مسؤولياته وواجباته الوطنية في مواجهة الخطر التكفيري الداعشي وهو الذي يقاتل داعش في اقاصي وأعماق البادية وفي جرود قارة والجراجير ولن يتخلى عن قتال داعش في الجرود الشرقية وسيكون حزب الله حيث توجب المعركة ان يكون لاستئصال الارهاب الداعشي، وبتعاون الجيش والمقاومة يستطيع لبنان ان ينجز انتصارا تاريخيا استراتيجيا فشلت عنه دول عظمى تقاتل ضمن التحالف الدولي، فالمسألة مسألة وقت في تحقيق هزيمة ساحقة ضد داعش".

 

ارسلان: موقف الحريري من محاربة الارهاب واضح وصريح

الأحد 06 آب 2017 /  وطنية - التقى رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني وزير المهجرين الامير طلال ارسلان بدارته في عالية، وفودا رسمية ومناطقية، راجعته في قضايا إنمائية وخدماتية، يتقدمها رجال دين من مختلف المناطق، رؤساء بلديات وأعضاء مجالس بلدية وإختيارية، هيئات إجتماعية وجمعيات، بالإضافة إلى عدد من الحزبيين والمناصرين وأهالي المنطقة. وردا على سؤال عن موقف الرئيس سعد الحريري من محاربة الارهاب قال: "موقف الرئيس الحريري بمحاربة الارهاب وتطهير لبنان منه واضح وصريح، ولا يحتاج الى تفسيرات او اقاويل وتكهنات، وهذا واضح من مواقفه المتتالية ان كان في مجلس الوزراء او في الاعلام. أتمنى ان نتطلع دائما الى النصف الملآن من الكوب ونعول عليه، لا إلى النصف الفارغ، ولنتبع المقولة الشهيرة، إذا أردت أن تطاع فاطلب المستطاع". وختم أرسلان بالقول: "نقدر الجهد الذي بذله ويبذله في زيارته الاخيرة للولايات المتحدة الأميركية في ما خص قانون العقوبات وتأثيراته على كل اللبنانيين". من جهة ثانية، زار أرسلان يرافقه وفد من المنطقة زياد داوود جابر في حضور الشيخ ابو مسعود هاني جابر وحشد كبير من المشايخ وأبناء العائلة والأقارب. والقى جابر كلمة نوه فيها "بمواقف وحكمة الأمير طلال في لبنان والجبل"، مؤكدا "العلاقات التاريخية التي تربط عائلتي جابر بالارسلانية". وانتقل الجميع الى زيارة الشيخ أبو طاهر ريدان جابر شهيب في منزله للاطمئنان إلى صحته بعد خروجه من المستشفى.