المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 22 نيسان/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.april22.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

كَمَا أَرْسَلَنِي الآب، أُرْسِلُكُم أَنَا أَيْضًا».قَالَ هذَا ونَفَخَ فِيهِم وقَالَ لَهُم: «خُذُوا الرُّوحَ القُدُس. مَنْ غَفَرْتُم خَطَايَاهُم غُفِرَتْ لَهُم، ومَنْ أَمْسَكْتُم خَطَايَاهُم أُمْسِكَتْ عَلَيْهِم

إِحْذَرُوا أَنْ يَخْلُبَكُم أَحَدٌ بِالفَلْسَفَة، والخِدَاعِ البَاطِلِ وَفْقَ تَقْلِيدِ البَشَر، وَفْقَ أَركَانِ العَالَم، لاَ وَفْقَ المَسِيح

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

تحية إكبار وإجلال للشعب الأرمني/الياس بجاني

عراضة حزب الله الإعلامية ونفاق بيانات استنكار من يشاركه في الحكومة/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو وبالصوت/مقابلة سيادية واستقلالية جريئة وعلمية وشاملة ومهمة جداً مع د.فارس سعيد أجراها معه الإعلامي أحمد عدنان من خليجية

ملخص لمقابلة د.فارس سعيد التي أجراها معه الإعلامي السعودي أحمد عدنان من خليجية/تلخيص الياس بجاني بحرية وتصرف كاملين.

علي الأمين: الدولة العميقة في لبنان تتداعى لصالح زبائنية فجة ينفذها العهد وغير مسبوقة، تنهي ما تبقى من نخبة مسيحية كانت لا تزال تحامي عن الدولة.

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 21/4/2017

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة الواقع في 21 نيسان 2017

اليونيفيل: التعاون مع القوات المسلحة اللبنانية حاسم للحفاظ على الاستقرار والحريري اكد التزام حكومته بالقرار 1701

الحريري يجاور حزب الله على الحدود: محاولة ترميم 1701

حزب الله يستفز والحريري يرد

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

عون يحل مجلس النواب؟ العودة إلى الستين

الوطنيون الأحرار: للاستفاد من اللاءات لإنجاز قانون انتخاب ونحذر من أزمة نفايات

رئيس الجمهورية واصل لقاءاته مع قادة الأجهزة الأمنية: الغطاء متوافر وعلى الأجهزة الأمنية أن تقوم بدورها وفقا للأصول

الحريري اجتمع بقيادة اليونيفيل في الناقورة وجال في المنطقة: ما حصل أمس لا نقبل به وزيارتي تأكيد على التزامنا بال 1701

الحريري استقبل القصار ووفدا اقتصاديا صينيا وعرض مع سيناتور اميركي العلاقات الثنائية

الحريري استقبل وفدا من حزب المحافظين البريطاني

بري استقبل وفدا بريطانيا والمجلس الماروني الخازن: نطالب بقانون إنتخابي جديد للتخلص من آفة التعطيل المؤسساتي

قائد الجيش استقبل سليمان وسيناتور اميركي وقائد القوات البحرية البنغلادشية

الراعي عرض مع سلامة الأوضاع الاقتصادية والمالية

الراعي التقى موفدا من جنبلاط ورئيس اساقفة داكار العريضي: التقدمي يقدم غدا صيغة لقانون الانتخاب حرب: للتمديد التقني

سامي الجميل: حكومة لا تلتزم بتعهداتها الدولية وتستقيل من واجباتها لا يمكن ان تؤتمن على تطبيق الدستور

ابو جمرة: القوانين مجرد هرطقات والانتخابات وفق الستين لتفادي الفراغ

كنعان: التأهيلي لم يدفن ولا انتخابات وفق الستين وقانون العقوبات تحد كبير للبنان وحاكمية المركزي تبت قريبا

لقاء الهوية والسيادة: التوافق على تعطيل قانون الانتخاب مرتبط بالحصانة النيابية وبالفساد وبتمرير المصالح الخاصة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

غارات اسرائيلية تستهدف مواقع للنظام السوري في القنيطرة

قتيلان داخل مقر للاستخبارات الروسية في خاباروفسك

منفذ اعتداء الشانزليزيه فرنسي الجنسية

كندا تفرض عقوبات جديدة على 17 شخصية بارزة بنظام الأسد

بعد جذورها العربية.. والدتها عارية على Playboy: هذا ما لا تعرفه عن لوبان!

الكويت تفرج عن النائب السابق البراك.. وحشود تستقبله

هكذا رد الأردن بعنف على تصريحات الأسد بشأن سيادته

الرهائن القطريون يصلون الدوحة والأمير يستقبلهم

إثارة ملف الكيميائي مقدمة لتصعيد بسوريا أم تحسين لشروط التفاوض

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

يستمر المجلس مجدداً: عند "الحل" لا عند "الشغور"؟!/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

مسعى لـ«سلّة دائمة»: «نسبيّة» ومجلس شيوخ؟/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

قراءات في "الغارة الإعلامية" لـ «حزب الله»/ناصر شرارة/جريدة الجمهورية

صيغة بري: «نسبيّة» تُحسِّن التمثيل المسيحي/طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية

موقف الرئيس عون صحيح وقد يصبح مخطئاً/شبلي ملاّط، سعود المولى، أنطوان قربان/النهار

إما قانون جديد وإما/شارل جبور/مجلة المسيرة

هل تخلى الامام المهدي عن أحمدي نجاد يا جماهير حزب الله!/سلوى فاضل/جنوبية

الدبكة تهز النبطية /صفاء عيّاد /المدن

النبطية في طريقها لخلع رداء التزمت الديني/خاص جنوبية

كيف حوّل "حزب الله" الزبداني إلى مدينة "العتمة"/هارون الأسود/المدن

القنيطرة: النظام و"حزب الله" في طور الهجوم/ينال الحمدان/المدن

التمثيلية الرئاسية الإيرانية: صفعة أخرى على الطريق/أمير طاهري/الشرق الأوسط

جنرالات ترامب وإيران وسورية واليمن/وليد شقير/الحياة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون استقبل وفدين صينيا وبريطانيا وتسلم اوراق اعتماد سبعة سفراء: الارهاب لا يحارب جذريا بل يستعمل لخلق توازنات بين دول تواجهه

القوات اللبنانية أحيت ذكرى الإبادة الأرمنية جعجع: قوتنا ليست في عدد وزرائنا بل في صدقيتنا وتعبيرنا عن هواجس اللبنانيين

طلاب الطاشناق نظموا مسيرة بالذكرى 102 للابادة الارمنية كيدانيان:نطالب الاتراك بالتعويض وبالاجزاء المحتلة من ارمينيا

مهرجان تضامني في ذكرى اختطاف اليازجي وإبراهيم ممثل عون: لا طريق لإنقاذ مشرقنا وشعوبه وتحرير مخطوفينا الا باتحادنا

ندوة في المركز الكاثوليكي عن المواطنة والتنوع الديني: مؤتمر الازهر أسس لمرحلة جديدة من الحوار بين الإسلام والمسيحية

ميقاتي: نثني على موقف عون ولترجمته حكوميا قبل انتهاء مهلة الشهر

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

كَمَا أَرْسَلَنِي الآب، أُرْسِلُكُم أَنَا أَيْضًا».قَالَ هذَا ونَفَخَ فِيهِم وقَالَ لَهُم: «خُذُوا الرُّوحَ القُدُس. مَنْ غَفَرْتُم خَطَايَاهُم غُفِرَتْ لَهُم، ومَنْ أَمْسَكْتُم خَطَايَاهُم أُمْسِكَتْ عَلَيْهِم

إنجيل القدّيس يوحنّا20/من19حتى25/:"في مَسَاءِ ذلِكَ اليَوم، يَوْمِ الأَحَد، كَانَ التَّلامِيذُ مُجْتَمِعِين، والأَبْوَابُ مُغْلَقَةٌ خَوفًا مِنَ اليَهُود، فَجَاءَ يَسُوعُ ووَقَفَ في الوَسَطِ وقَالَ لَهُم: «أَلسَّلامُ لَكُم!». قَالَ هذَا وأَرَاهُم يَدَيْهِ وجَنْبَهُ. فَفَرِحَ التَّلامِيذُ حِينَ رَأَوا الرَّبّ. فَقَالَ لَهُم ثَانِيَةً: «أَلسَّلامُ لَكُم! كَمَا أَرْسَلَنِي الآب، أُرْسِلُكُم أَنَا أَيْضًا».

قَالَ هذَا ونَفَخَ فِيهِم وقَالَ لَهُم: «خُذُوا الرُّوحَ القُدُس. مَنْ غَفَرْتُم خَطَايَاهُم غُفِرَتْ لَهُم، ومَنْ أَمْسَكْتُم خَطَايَاهُم أُمْسِكَتْ عَلَيْهِم». أَمَّا تُومَا، أَحَدُ الٱثْنَي عَشَر، المُلَقَّبُ بِٱلتَّوْأَم، فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُم حِينَ جَاءَ يَسُوع. فَقَالَ لَهُ التَّلامِيذُ الآخَرُون: «لَقَدْ رَأَيْنَا الرَّبّ!». فَقَالَ لَهُم: «مَا لَمْ أَرَ أَثَرَ المَسامِيرِ في يَدَيْه، وأَضَعْ إِصْبَعِي في مَوْضِعِ المَسَامِير، وأَضَعْ يَدِي في جَنْبِهِ، لَنْ أُؤْمِن!».

 

إِحْذَرُوا أَنْ يَخْلُبَكُم أَحَدٌ بِالفَلْسَفَة، والخِدَاعِ البَاطِلِ وَفْقَ تَقْلِيدِ البَشَر، وَفْقَ أَركَانِ العَالَم، لاَ وَفْقَ المَسِيح

رسالة القدّيس بولس إلى أهل قولسّي02/من08حتى15/:"يا إخوَتِي، إِحْذَرُوا أَنْ يَخْلُبَكُم أَحَدٌ بِالفَلْسَفَة، والخِدَاعِ البَاطِلِ وَفْقَ تَقْلِيدِ البَشَر، وَفْقَ أَركَانِ العَالَم، لاَ وَفْقَ المَسِيح، لأَنْ فيهِ يَسْكُنُ مِلْءُ الأُلُوهَةِ كُلُّهُ جَسَدِيًّا؛ وفيهِ أَنْتُم مُمتَلِئُون، وهُوَ رَأْسُ كُلِّ رِئَاسَةٍ وسُلْطَان؛ وفيهِ أَيضًا خُتِنْتُمْ خِتَانَةً لَمْ تَصْنَعْهَا ٱلأَيْدي، هيَ خِتَانَةُ الْمَسِيح، بِهَا خَلَعْتُمْ عَنْكُم جَسَدَ ضُعْفِكُمُ البَشَريّ، فَدُفِنْتُمْ معَ المَسِيحِ في المَعْمُودِيَّة، وفيهَا أَيْضًا أُقِمْتُمْ مَعَهُ، لأَنَّكُم آمَنْتُم بِقُدْرَةِ اللهِ الَّذي أَقَامَهُ مِن بَينِ الأَموَات. وإِذْ كُنتُم أَمْواتًا بِزَلاَّتِكُم وَبِعَدَمِ خِتَانَةِ جَسَدِكُم، أَحْيَاكُم مَعَهُ، غَافِرًا لنَا جَمِيعَ زَلاَّتِنَا، ومَاحِيًا ٱلصَّكَّ المَكتُوبَ عَلينَا وقَدْ كَانَ بِفَرائِضِهِ مُعَارِضًا لنا، فأَزالَهُ مُسَمِّرًا إِيَّاهُ على الصَّليب، وجَرَّدَ الرِّئَاسَاتِ والسَّلاطِين، وشَهَّرَهُم عَلانِيَةً، وجَرَّهُم في مَوكِبِ صَليبِهِ الظَّافِر."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

تحية إكبار وإجلال للشعب الأرمني

الياس بجاني/21 نيسان/17

من القلب وبصوت عال نوجه تحية اكبار واجلال للشعب الأرمني ولشهداء هذا الشعب المناضل والمؤمن والعنيد في الدفاع عن إيمانه ومعتقده وقوميته ووجوده وحضارته..كل سنة في 24 نيسان يجدد الشعب الأرمني عهوده ووعوده المقدسة ليحافظ ويصون إيمانه ووجوده وقضيته.

 

عراضة حزب الله الإعلامية ونفاق بيانات استنكار من يشاركه في الحكومة

الياس بجاني/21 نيسان/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=54551

يقول كتابنا المقدس فليكن كلامكم بنعم نعم وبلا لا وما زاد على ذلك فهو من الشيطان..

لا نظن أن عدداً لا بأس به من الأشاوس من أصحاب أحزبنا التجارية والعائلية والمافياوية يفقهون معنى هذا الكلام المقدس رغم أنهم يتاجرون اسخريوتياً وطروادياً بشعارات استعادة حقوق المسيحيين ليلاً ونهاراً.

ترى هل يعي هؤلاء الذين يشاركون حزب الله في الحكومة أن لا قيمة ولا مصداقية ولا احترام لأي بيان يصدر عنهم منتقداً أي هرطقة من هرطقات الحزب الفارسي الذي يحتل لبنان بقوة السلاح والإرهاب والمال؟

هل غاب عن بال وفكر وتشاطر وتذاكي أولئك الأشاوس من أصحاب ثقافة النرسيسية أن وجودهم إلى جانب حزب الله في الحكومة و"تحفطهم بالبامبرز" (تحفظهم) على خطيئة ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" يجعلهم قانونياً شركاء متكافلين ومتضامنين مع الحزب في كل ممارساته وأقواله ومشاريعه والتعديات؟

وهل يظن هؤلاء ربع وأصحاب البيانات المستنكرة لعراضة الحزب الإعلامية في الجنوب أن شعبنا (باستثناء قطعانهم والزلم) هو غبي وساذج  وفاقد للذاكرة وأنه بات لا يعرف أن المواطن هو من يحتج ويستنكر وأن المسؤول والوزير والنائب وصاحب الحزب مطلوب منه العمل وليس الاستنكار؟

إن شطارة إمساك العصى من الوسط، أي "اجر بالبور وإجر بالفلاحة" هي عمل احتيالي ومخادع ولا وطني ولا قيمي ولا أخلاقي.

كما أن من يمارس هذه الشطارة الإستغبائية هو لا ثقة به ولا مصداقية لديه.

على ما نعتقد فإن لبنان هو البلد الوحيد في العالم الذي يقوم فيه ربع الحكام والمسؤولين في الدولة أكانوا رؤساءً أو وزراءً أو نواباً أو أصحاب أحزاب مشاركين في الحكم بإصدار بيانات استنكار ويتظاهرون ضد الحكم والحكام وهم الحكام والمسؤولين.

إن ممارسات غالبية الحكام والمسؤولين في لبنان هذه هي النفاق بأبهى صوره وتبين دون أدنى شك أنهم لا يحترمون لا الدستور، ولا ذكاء ولا عقول ولا كرامة ولا حقوق مواطنيهم.

بالعودة إلى العراضة الإعلامية لحزب الله في الجنوب وعلى الحدود مع إسرائيل حيث تتواجد القوات الدولية عملاً بالقرار الدولي رقم 1701 فالأمر برمته هو هرطقة بهرطقة والمسؤولية هنا بما يخص استكبار حزب الله الفارسي وتفلته من الضوابط وتعدياته على الدولة ومؤسساتها والدستور تقع على عاتق الحكام اللبنانيون من نواب ووزراء وأصحاب أحزاب 14 و08 آذاريين الذين حالوا دون وضع القرار الدولي هذا تحت البند السابع حينما اذرفوا الدموع كما التماسيح وجالوا على دول القرار كالإسخريوتي راجين المسؤولين فيها ترك أمر حزب الله وسلاحه لهم..

من هنا فإن حال حزب الله المتفلت والإحتلالي والإستكباري هم من أسس له وهم من رعاه وهم من كان ولا يزال الغطاء له.

نشير هنا إلى أن ورقة التفاهم بين ميشال عون وحسن نصرالله الموقعة عام 2006 في كنيسة مار مخايل تشرّع وتؤبد سلاح حزب الله وكل ما يقوم به من ممارسات عسكرية في الجنوب وفي أي مكان آخر من لبنان وخارجه.

ونعم، كل يوم يمر يتم التأكد عملياً وواقعاً معاشاً على الأرض أن جريمة وهرطقة ورقة التفاهم بين حزب الله وميشال عون هي من ساهم بشكل أساسي وجوهري في أن يصل الحزب إلى وضعيته الإحتلالية والإرهابية والإستكبارية واللالبنانية القائمة حالياً.

في الخلاصة إن من يزرع الخبث والنرسيسية وعشق السلطة والمال، لا بد وأن يحصد الذل والتهميش والإهانات على الأرض، ولهب نار جهنم وحضن دودها يوم الحساب الأخير.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو وبالصوت/مقابلة سيادية واستقلالية جريئة وعلمية وشاملة ومهمة جداً مع د.فارس سعيد أجراها معه الإعلامي أحمد عدنان من خليجية

http://eliasbejjaninews.com/?p=54580

بالصوت/فورماتMP3/مقابلة سيادية واستقلالية جريئة وعلمية وشاملة ومهمة جداً مع د.فارس سعيد أجراها معه الإعلامي أحمد عدنان من خليجية/21  نيسان/17/اضغط هنا للإستماع للمقابلة

http://www.eliasbejjaninews.com/mp3from16.11.16/fares%20saied%20ahmadananinterview21.04.17.mp3

بالصوت/فورماتWMA/مقابلة سيادية واستقلالية جريئة وعلمية وشاملة ومهمة جداً مع د.فارس سعيد أجراها معه الإعلامي أحمد عدنان من خليجية/21  نيسان/17/اضغط هنا للإستماع للمقابلة

http://www.eliasbejjaninews.com/wmafrom16.11.16/fares%20saied%20ahmadananinterview21.04.17.wma

فيديو مقابلة سيادية واستقلالية جريئة وعلمية وشاملة ومهمة جداً مع د.فارس سعيد أجراها معه الإعلامي أحمد عدنان من خليجية/21  نيسان/17/اضغط هنا لمشاهدة المقابلة

https://youtu.be/EW3BxQuZs1A

 

ملخص لمقابلة د.فارس سعيد التي أجراها معه الإعلامي السعودي أحمد عدنان من خليجية

تلخيص الياس بجاني بحرية وتصرف كاملين.

21 نيسان/17 http://eliasbejjaninews.com/?p=54580

الدكتور فارس سعيد في مقابلته المميزة عملاً بكل المعايير مع الإعلامي السعودي أحمد عدنان من خليجية تناول بإسهاب وجرأة ومعرفة وخبرة وبمنطق علمي وسيادي واستقلالي وموضوعي الوضع اللبناني الحالي بكل تفاصيله وركز على احتلال إيران لوطن الأرز بواسطة ميليشيا حزب الله وشرح أهداف الحزب الذي يهيمن حالياً على معظم المؤسسات اللبنانية بقوة السلاح والإرهاب... وأكد أن الحزب يسعى وبعد أن أوصل حليفه ميشال عون لرئاسة الجمهورية أن يسيطر على مجلس النواب عن طريق القانون الانتخابي النسبي الشامل وإن لم يتمكن من فرض هذا القانون فهو سيعمل على التمديد لمجلس النواب ورئيس هذا المجلس نبيه بري وهو حليف الحزب اللصيق جهز كل ما يزم لهذا الأمر. وأعتبر سعيد أن حزب الله يريد أن يجعل من لبنان ورقة ضمان وتأمين (بوليصة تأمين) له فهو في حال انتصر في حروبه في سوريا وغيرها من الدول العربية مع راعيته إيران يضع لبنان تحت سيطرته كلياً ويحكمه، وإن خسر يعوض عن خسارته هذه أيضاً في لبنان بالتحكم في مؤسساته والسيطرة عليها والإبقاء على دويلته وسلاحه.. وما يريده الحزب عملياً هو فروض واقع احتلالي ومهيمن لسلاحه وعسكره في استنساخ كامل للحالة القائمة في إيران حيث الحرس الثوري والجيش، وكما أمسى الحال في العراق في ظل النفوذ الإيراني حيث الجيش والحشد الشعبي.

وعن سبب معارضته انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية من قبل تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية أشار إلى انه كان على مكونات 14 آذار كافة أن تنتظر إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية لتنتخب رئيساً ولكنها للأسف رضخت للضغط الإيراني وجاءت بعون رئيساً وهو حليف حزب الله والعامل معه ومع إيران ونظام الأسد على التسوّيق لما يسمى حلف الأقليات المدمر للأقليات عموماً وللمسيحيين تحديداً.

وأشار سعيد إلى أن لا قيام للدولة اللبنانية طالما هناك دويلة وجيش رديف وفوضى وتفلت للحدود وسلطة ميليشياوية أقوى من سلطة الدولة مؤكداً على ضرورة الالتزام بالقرارات الدولية المتعلقة بلبنان وباتفاق الطائف وبالمظلتين الدولية والعربية.

وفي سياق متصل أكد سعيد أن الاحتلال الإيراني للبنان أمر واقع ومعاش وكذلك الهلال الشيعي الذي أصبح حقيقة وواقع أيضاً.

وفيما يخص وضعية تجمع 14 آذار السيادية والاستقلالية وما آلت إليه حالها بعد انتخاب ميشال عون رئيساً أكد أن هذا التجمع في مضمونه وعمله التنظيمي قد انتهي ولكنه باق وبقوة في ضمير ووجدان كل لبناني سيادي وحر واستقلالي، واعتبر طبقاً للوقائع أن تفكك هذا التجمع كان بنتيجة الخلاف على الملف الرئاسي بين تيار المستقبل الذي يرأسه النائب سعد الحريري وبين القوات اللبنانية برئاسة الدكتور سمير جعجع... هذا وقال أنه يفضل عدم استعمال مسمى 14 آذار من قبل أي مجموعة حتى ولو كانت سيادية لتبق ذكراه ذكرى وطنية جامعة وعابرة للأحزاب والطوائف.

وعن النظام السوري وعن مأساة الشعب السوري على يد هذا النظام قال سعيد إن سقوط الرئيس بشار الأسد في حال تحقق سيكون انتصاراً أخلاقياً وانسانياً قبل أن يكون عسكرياً.

وبما يخص السلام في المنطقة أكد تأيده للمبادرة العربية ورأي أن الظروف الحالية مؤاتية خصوصاً في ظل التمدد والخطر والمشروع الإيراني وقد أصبح من الضرورية بمكان إحيائها والسير بها... واعتبر أن مقررات القمة العربية الأخيرة كانت كلاسيكية وغير موضوعية وغير موفقة.

مسيحياً أكد على ضرورة وواجب المسيحيين في لبنان أن يقومون بدورهم الريادي والحضاري والتعايشي والسلمي والحضاري ويلعبون دور الوصل بين الدول العربية ومسلميها وبين دول الغرب ومسيحييه وإظهار أهمية وفاعلية ونجاح نموذج التعايش وقبول الآخر المختلف الذي يمارسونه منذ قرون عديدة مع إخوانهم المسلمين.

 

علي الأمين: الدولة العميقة في لبنان تتداعى لصالح زبائنية فجة ينفذها العهد وغير مسبوقة، تنهي ما تبقى من نخبة مسيحية كانت لا تزال تحامي عن الدولة.

تويتر 19 و20 و21/نيسان/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=54561

*لما بصير عنا ب لبنان زوجة رئيس بتستدعى للتحقيق في شبهة فساد كما يجري مع زوجة نتنياهو حينها نقول عنا دولة مقاومة وغير هيك دجل وكذب واستغلال.

*معظم القرى الحدودية في الجنوب تعاني من مشكلة نقص المياه رغم مرور 17 عاما على تحريرها...علما انها كانت تنعم بالمياه قبل التحرير.

*اذا كان في حسنة لاستعراض حزب الله الاعلامي فهي ان رئيس الحكومة سعد_الحريري زار الناقورة.

*لما كان الحريري يقول ل نصرالله هات تنتفاهم على انتخاب رئيس كان يقلو روح شوف عون كأنو انقلبت الادوار اليوم بالنسبة لقانون الانتخاب.

*مسارعة اعلان داعش مسؤوليته عن تنفيذ جريمة طعن شرطي في الشانزليزيه يكشف كيف أن غاية التطرف دعم التطرف المقابل وقتل الاعتدال .

*استعراض حزب_الله الاعلامي دفاعي لا هجومي..لا تنسوا نحن نحمي الاستقرار على الحدود منذ 11 عاما ولم نخطىء. سلامة_الجليل.

*بعد الحرب السورية وماأحدثته وفعلته في النفوس يطل حزب الله باستعراض اعلامي لقدراته العسكرية جنوبا ولسان حال الكثيرين:يطعمك الحجة والناس راجعة.

*الاستعراض الاعلامي لقدرات حزب_الله العسكرية جنوبا هي من قبيل عودة الشيخ الى صباه.

*لما ما في حرامي بيتحاسب بزمن الرئيس_المقاوم فهذا يعني ان المقاومة صارت كذبة وخدعة وغطاء للفساد. كن مع #المقاومة وافعل ما شئت.

*ويقال ايضا أن حزب_الله يريد قانونا عادلا وغير طائفي، فيما بقية شركائه في السلطة باستثناء الرئيس بري، يصرون على قانون طائفي وغير عادل.

*يقال أن الرئيس ميشال_عون لا يعلم أن الوزير جبران_باسيل مش عوني.

*يقال ان الممانعة هي من قاتل ليصل المسيحي الأقوى الى الرئاسة الأولى... ثم ندمت.

*الدولة العميقة في لبنان تتداعى لصالح زبائنية فجة ينفذها العهد وغير مسبوقة، تنهي ما تبقى من نخبة مسيحية كانت لا تزال تحامي عن الدولة.

*الأرجح ان لبنان ما عاد في كفاءات والا لي عم يضطروا يمددوا ويجدددوا الظاهر البلد صاير عقيم يا شعب لبنان العظيم.

*من المفيد ولمصلحة التغيير والاصلاح أن يقر قانون ولمرة واحدة: تمديد 25 سنة جديدة ل رياض سلامة كحاكم أسوة بتمنياتنا للرئيس بري.

*حملة التجديد لرياض سلامة تتطلب فقط طلة للسيد حسن نصرالله يبارك علنا هذا التمديد، فالمقاومة المالية لا تقل اهمية عن المقاومة ضد التكفيريين.

*كلام_الناس الخميس رياض سلامة رجل المرحلة ومايسترو وحسن مقلد بارع في الدفاع عن اموال المقاومة وسياسة سلامة من دنس العقوبات الشيطانية.

*الحاجز الشيعي والأقلوي بين اسرائيل والبحر السني في سوريا والمنطقة هو ورقة الحماية والضمانة لاسرائيل وحزب الله.

*تبادل السكان والتغيير الديمغرافي برعاية قطرية ايرانية في سوريا وفر على اسرائيل الكثير.

*سيعلم اهالي الفوعة وكفريا أن شعار حماية المقامات هو ما هجرهم بعدما جوف المقامات من معناها وحولها الى اصنام.

*ما رح تنحل الأزمة في لبنان اذا لم تحل المعضلة الشيعية فكرة الطائفة المميزة فكرة دمرت الموارنة ورح تدمر الشيعة.

*بتعجبني معادلة انو الزعيم مقدس ونزيه ولا يخطىء لكن المشكلة بالمحيطين فيه..حكاية قديمة ومملة.

*حدا يخبرني اذا ممكن باحزاب قايمي بقضها وقضيضها على عصيية مذهبية وطائفية وخطاب فئوي ممكن يكون همها قانون انتخاب يهمشها؟.

*ما بتقدر تحقن طائفياً ومذهبياً وتحتكر التمثيل الطائفي وبعدين تخبرني عن التمثيل الوطني وقت ما يصير غيرك بدو يعمل متلك.

*كل الي بدو أيا التيار الوطنيالحر انو يقدروا المسيحيين ينتخبوا 50 نائبا من 64 مش اكتر هلقد صعبي على سماحتو.

*مقتضى حماية المسيحيين كما روج لها محور الممانعة في السنوات الماضية انو ينتخبوا اليوم نوابهم...غيرت الممانعة رأيها؟

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 21/4/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

رصد سياسي قوي وعلني لجولة الرئيس سعد الحريري في الجنوب قابله رصد مماثل لكن غير مرئي للتحركات والاتصالات الجارية في شأن الوصول الى قانون للانتخاب من جهة وإبعاد شبح التعطيل عن جلسات مجلس الوزراء من جهة ثانية.

وفي النتائج توافق على جلسة لمجلس الوزراء الأربعاء المقبل تخصص لقرارين:

- الأول، الاعلان عن جلسات مفتوحة لبلوغ قانون للانتخاب.

- الثاني، إنجاز جدول أعمال لبنود متراكمة في ميادين عدة بينها بعض التعيينات الإدارية.

وفي الأجواء الخاصة بقانون الانتخاب ترقب لمشروع يعلنه قبل ظهر غد النائب غازي العريضي باسم الحزب التقدمي الاشتراكي. وتشير أوساط الرئيس نبيه بري الى أنه سيعلن الاسبوع المقبل عن مبادرة تتضمن إقتراحا لقانون انتخاب.

وفي المتابعات الخارجية ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية الفرنسية في مرحلتها الأولى بعد غد الأحد وسط توقع الرئيس الاميركي أن يؤثر الهجوم الارهابي في باريس في نتائج هذه الانتخابات.

وفي شأن آخر نجحت في العراق صفقة أفرج في موجبها عن ستة وعشرين قطريا كانوا محتجزين منذ فترة.

وفي سوريا صفقة من نوع آخر وقع فيها الرئيس بشار الاسد على اتفاقات نفطية مع شركات روسية.

عودة الى جولة الرئيس الحريري الجنوبية هذه الجولة التي شملت مقر اليونيفيل في الناقورة أتت غداة الجولة الاعلامية التي نظمها حزب الله عند الحدود.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

مباشرة وبسرعة رد رئيس الحكومة سعد الحريري على الجولة الحدودية التي قام بها حزب الله، فالتداعيات السلبية للجولة محليا واقليميا ودوليا فرضت نفسها، ولا سيما ان ما قام به حزب الله شكل تحديا علنيا للقرارات الدولية، ولا سيما القرار الدولي 1701، واللافت ان وزير الدفاع وقائد الجيش رافقا الحريري في الزيارة ما عزز وقعها، وأكد ان الغاية منها هو اعلان موقف رسمي جماعي مما حصل توجه الحريري بقوله ان لا سلطة فوق سلطة الدولة.

الاهتمام بالواقع الجنوبي الدقيق صرف الانظار مؤقتا عن الواقع الانتخابي المعقد، علما ان قانون الانتخاب المنتظر على موعد غدا مع صيغة جديدة سيعلنها النائب وليد جنبلاط، وهو امر ينتظر ان يعيد تحريك البحث في قانون الانتخاب.

اوروبيا، الاعتداء الارهابي في فرنسا شغل العالم، وينتظر ان تكون له نتائج واضحة على نتائج التصويت الرئاسي قبل يومين من فتح صناديق الاقتراع.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

لليوم الثاني كان الجنوب وجهة الحدث.. في زيارة "رد الإجر" التي قام بها رئيس الحكومة سعد الحريري على ميسرته وزير الدفاع يعقوب الصراف.. وعلى الميمنة قائد الجيش جوزف عون تتبع الحريري آثار جولة الأمس فزار اللبونة الواقعة في محيط علما الشعب رئيس التيار الأزرق مر بمحاذاة الخط الأزرق متفقدا لا مخترقا وعلى مرمى حجر من النمر وهي أقرب نقطة للاحتلال عند الحدود اللبنانية الفلسطينية عاين الحريري عن كثب تعزيزات العدو الإسرائيلي ومن على مسافة تلك الأمتار القليلة وقف على الأرض مطمئن البال فتحتها حماة متى تجرأ العدو على افتعال الحماقة لا يخشون حربا اشتاقوا إليها وفوقها جيش وأياد على الزناد تنتشر من رأس الناقورة حتى النهر الكبير مرورا بجرود القاع وعرسال بداية الجولة كانت في ديار أصحاب القبعات الزرق حيث أقامت له قيادة اليونفيل استقبالا رسميا أما استراحة المحارب فكانت في صور مدينة الإمام موسى الصدر قبل أن يخطف الحريري رجله ويعود إلى أرض الواقع السياسي الموعود غدا بمشروع قانون للانتخاب يقدمه رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط تشتم منه رائحة ما يشبه النسبية.. بحسب ما صرح مسؤولون في الحزب التقدمي الاشتراكي وشاءت الصدف المقصودة عن سابق تنسيق وتصميم أن يعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري في حديث صحافي مبادرة سيطرحها في مطلع الأسبوع المقبل بمشروع قانون يعتمد النسبية الكاملة على أن يقوم بحملة تسويق لمشروعه بسلسلة مشاورات في الأيام القليلة المقبلة مع جميع الفرقاء جنبلاط غدا وبري بعده.. أرنبان جديدان سيخرجان من طاقية الإخفاء لينضما إلى عائلة القوانين المطروحة بلا نقاش ولا تصويت والمقسومة بلا جامع مشترك بين أولياء الأمر السياسي والمضروبة بحسابات الربح والخسارة أما ما يجري في كواليس اللقاءات بحسب معلومات الجديد فإن اللجنة الرباعية المؤلفة من نارد الحريري وحسين خليل وعلي حسن خليل وجبران باسيل اجتمعت ليل أمس حيث جددت حركة أمل اعتراضها على التأهيلي فيما رفض التيار الوطني الحر النسبية الكاملة ونبه من استخدام الشارع في حال الوصول إلى التمديد قبل التوصل إلى قانون جديد. وعلى ما يقول المثل الشعبي فإن كثرة الطباخين تحرق الطبخة فيما المطبخ الوحيد المخول إيجاد الترياق لمرض إقرار قانون الانتخاب المستعصي هو بتكثيف اللجنة الوزراية المكلفة دراسة قانون الانتخاب اجتماعاتها لتحويل قانون جديد إلى مجلس النواب أو تبني مشروع ميقاتي كسبا للوقت المهدور على أبواب الدخول في تمديد ثالث على قاعدة "الضرورات تبيح المحظورات.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

حانت ساعة القانون الانتخابي؟ الاقتراحات تسابق المهلة المحددة بسقف ايار، غدا يطل النائب وليد جنبلاط بصيغة اشتراكية تحت عنوان الشراكة والعدالة، وصفها من اطلع عليها بالجيدة.

في الاسبوع المقبل مبادرة سيعلن عنها الرئيس نبيه بري تقوم على اساس صيغة تعتمد النسبية الكاملة، طرح رئيس المجلس انجزه في الايام الماضية وتردد صداه ايجابا في اللقاءات والمشاورات التي تشهدها عين التينة، الاتصالات مفتوحة، والنتائج رهن نوايا القوى السياسية في زمن لبناني مفصلي.

اما الرسائل التي اوصلها حزب الله في جولة اعلامية حدودية فرد عليها الرئيس سعد الحريري برسالة فورية للخارج اكثر مما هي للداخل، تحت عنوان استمرار التمسك بالقرار 1701، رئيس الحكومة ومعه وزير الدفاع وقائد الجيش تحركوا الى الجنوب، في شكل الزيارة رد على الجولة، وفي مضمون كلام الحريري التزام بالبيان الوزاري.

لم تفسد الجولة امس ولا الزيارة اليوم في اجواء الاستقرار الداخلي، ولا الانسجام الحكومي، بدليل طاولة الوزير علي حسن خليل الجامعة في استراحة صور، رسائل الحزب وصلت حول الاجراءات الاسرائيلية الحدودية، وجهوزية المقاومة ورسالة الحكومة وصلت ايضا حول التمسك بالقرار 1701.

في جوهر الرسائل لا تعارض، فلا المقاومة هي من يخرق القرار الدولي، ولا الحكومة بوارد التخلي عن المقاومة المدرج دورها في صلب البيان الوزاري، اسرائيل المعتدية دائما، فهمت الرسالة وهذا هو المهم.

* مقدمة نشرةأخبار ال "او تي ف"

لم يكد رئيس الجمهورية يطلق أمس عبارة "لا يحلم أحد بالتمديد أو الستين أو الفراغ"، حتى برزت إلى العلن مبادرتان: أولى قرر وليد جنبلاط إطلاقها غدا على لسان غازي العريضي، وثانية من المحتمل ان يطرحها نبيه بري خلال الاسبوع المقبل.

ووفق معلومات الـ otv، تقوم الصيغة الجنبلاطية المستجدة على خلطة جديدة للمختلط، فيما ينطلق طرح بري من اعادة ترسيم الدوائر على اساس النسبية الكاملة.

فهل تحدث إحدى المبادرتين خرقا في الجدار السميك، فتدفعان نحو الحل؟ أما تسهمان في دفع البلاد نحو هاوية الخامس عشر من ايار، التي يريد البعض أن يدفن في قعرها الأمل بإحياء الميثاق واحترام الدستور وعودة الحياة الى الديموقراطية؟

وفي انتظار الجواب، يبقى الاكيد ان التأهيلي حي يرزق، والأهم... يبقى أن رئيس الجمهورية هو وفق الدستور رأس الدولة ورمز وحدة الوطن، ولن يقبل بالتالي أي مس بالدستور والقانون... قانون يبدو أن ثمة إصرارا لدى البعض على انتهاكه على مختلف المستويات، وصولا إلى الالتفاف الصريح على قرار لمجلس شورى الدولة.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

ثمانية الاف من ابناء كفريا والفوعة تنفسوا الحرية. فكوا قيد الحصار واجتازوا معابر التهديد والتفجير الى حلب.. اصبحوا بامان في حضن دولتهم السورية، وقلوبهم على عائلات وابناء واخوان امامهم مزيد من الصبر على الحصار والارهاب الى حين دخول اتفاق البلدات الاربع مرحلته الثانية.

مرحلة تصعيد متقدم عبرت اليها التهديدات الاميركية لدمشق بحجة الكيميائي وبالتنسيق العلني بين تل ابيب وواشنطن عبر وزيري الحرب فيهما. السؤال عن نوايا الادارة الاميركية ضد سوريا تستبقه المواقف الروسية المحذرة من خطوات احادية على غرار عدوان مطار الشعيرات، والتهرب من اجراء تحقيق دولي بحادثة خان شيخون. فهل يتجاوز ترامب مزيدا من الخطوط الحمر المرسومة فوق الازمة السورية، ويذهب لارضاء تل ابيب باشعال المنطقة اكثر مما هي مشتعلة؟..

على الحدود مع لبنان، رسائل حزب الله الاعلامية سقطت مدوية في الداخل الصهيوني، وقراتها اوساط تل ابيب مزيدا من الردع الذي يفرضه الحزب ويعمل على زيادة جرعاته.

وبعد ساعات من الجولة الحدودية، حل رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري جنوبا، ومن مقر اليونيفل اطلق مواقفه متمسكا بالقرار 1701 وبالبيان الوزاري لحماية لبنان.

حماية اخرى مطالبة بها الحكومة والقوى السياسية لحفظ لبنان.. قانون انتخاب عادل وعصري ينقل البلد الى مرحلة جديدة من التفاعل الداخلي الايجابي.. وفي جديد الاتصالات والتصريحات، الرئيس بري يعلن توصله الى صيغة النسبية الكاملة تحيطها الاجواء الايجابية، فيما تبقى المرونة مطلوبة من قوى اخرى ليكون الخامس عشر من ايار موعدا للحل وليس للنزاع.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

وحدها الدولة فقط مسؤولة عن امن اللبنانيين كما مسؤولة عن سيادة لبنان، هكذا يمكن اختصار جولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة.

ولمن يعنيهم الامر تحدث رئيس حكومة لبنان باللغتين العربية والإنكليزية من عمق جنوب لبنان، كي يفهم الداخل والخارج.

الرئيس الحريري تحدث بوجه مكشوف ومن المقر الرسمي لقوات اليونيفيل، وليس بوجه متنكر وفي أراض غير محددة معالمها، خارج القانون والقرارات الدولية.

من جنوب لبنان وعلى مشارف فلسطين جدد الحريري التمسك بالقرار 1701، وقال لجنود الجيش اللبناني “يعطيكم العافية”، مذكرا بأن الجيش هو وحده المكلف بحماية الحدود والذي يدافع عنا بصفته القوة الشرعية التي لا قوة فوق سلطتها ولا أجندة في لبنان خارج هذه الأجندة. وبصوت عال قال الحريري إن هذا الكلام يجب أن يكون واضحا للجميع.

الحريري الذي استعاد صورة الدولة من “عراضة الدويلة” قال إن ما حصل ألحكومة غير معنية به ولا تقبله… هكذا سحب الحريري رسائل العراضة في رفض واضح لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء حين كان لبنان صندوق بريد محليا وإقليميا ودوليا وأهل الجنوب هم وقود هذا الصندوق.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

لم يحتمل رئيس الحكومة سعد الحريري جولة حزب الله الحدودية امس، فشاء ان يغطي عليها عبر زيارة حدودية ضمت وزير الدفاع وقائد الجيش، وتعمد ان يقول من مقر الطوارئ الدولية، ما حصل امس غير معنيين به ولا نقبل به.

على الرغم من هذا التباعد، فإن لملمة للوضع تولتها حركة امل في صور من خلال مأدبة اقامها الوزير علي حسن خليل للرئيس الحريري وشارك فيها وزير حزب الله محمد فنيش، اشكالية الحدود انتهت في صور، لكن اشكالية قانون الانتخابات لا حدود لها، فعلى مسافة ثلاثة اسابيع من الخامس عشر من ايار تبدو الامور في مكانها مع استمرار مرحلة تقديم المشاريع، فالرئيس سعد الحريري في صدد انجاز مسودة لقانون جديد للانتخابات يريد ان يطرحها في التداول قبل طرحها على وسائل الاعلام، والحزب التقدمي الاشتراكي يقدم غدا مشروع قانون للانتخابات، وبحسب معلومات خاصة بالـ LBCI فإن المشروع الاشتراكي مبني على المختلط، وهو توسيع لافكار سبق للنائب وليد جنبلاط ان قدمها للرئيس نبيه بري، وتكشف المعلومات ان المشروع الاشتراكي يعتمد وحدة المعايير الانتخابية، وان طرحه في هذا التوقيت بالذات يهدف الى الخروج من المأزق والمراوحة.

لكن بين المسودة المرتقبة للرئيس الحريري والمشروع المختلط للنائب وليد جنبلاط، يطرح سؤال، اين اصبح المشروع الذي قدمه الوزير جبران باسيل، وهل زحمة المشاريع دليل عافية ام تقطيع وقت؟

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة الواقع في 21 نيسان 2017

المستقبل

يقال

إنّ القيادة الإيرانية تتّجه إلى تغيير السفير الإيراني في سوريا وتعيين السفير السابق في السودان جواد ترك أبادي مكانه في خطوة استغرب متابعون توقيتها.

الجمهورية

دار نقاش حاد داخل أحد الأحزاب حول ما هو أجدى: التحالف مع القوى السياسية أم جمعيات المجتمع المدني؟

حَذَّر أحد النواب في تكتّل واسع من أنه إذا لم نصل من الآن حتى 15 أيار إلى قانون إنتخابات فمعنى ذلك أننا وصلنا إلى "مُشكل كبير".

إستغربت أوساط سياسية كيف يسكت نواب لبنانيون في إجتماع صندوق النقد الدولي في واشنطن عن إقتراح مسؤول أوروبا في الصندوق الذي قال"إفتحوا سوق العمل للسوريّين" فيما هم يشكون في لبنان من هذه الأزمة الناجمة من النزوح السوري.

البناء

تردّدت معلومات عن أنّ مستشاري رئيس الجمهورية ميشال عون يعكفون على إعداد مشروع قانون للانتخابات النيابية بمعزل عن المناقشات الدائرة حول هذا الموضوع، والمشروع المشار إليه قائم على النسبية، وسوف يطرحه بعد استنفاد المساعي الجارية كلّها، من أجل التوافق على قانون الانتخابات الذي لا يزال مصيره مجهولاً في ظلّ التجاذب السياسي والطائفي والمذهبي حوله، وسقوط كلّ المقترحات بشأنه حتى الآن...

 

اليونيفيل: التعاون مع القوات المسلحة اللبنانية حاسم للحفاظ على الاستقرار والحريري اكد التزام حكومته بالقرار 1701

الجمعة 21 نيسان 2017 /وطنية - اعلنت "اليونيفل" في بيان عن قيام رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري اليوم بزيارته الأولى الى المقر العام لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) في اطار جولته في منطقة عمليات "اليونيفيل" في جنوب لبنان. واستقبل رئيس بعثة "اليونيفيل" وقائدها العام اللواء مايكل بيري رئيس مجلس الوزراء والوفد المرافق الذي ضم وزير الدفاع يعقوب الصراف وقائد القوات المسلحة اللبنانية العماد جوزيف عون وعددا من كبار ضباط القوات المسلحة اللبنانية ومسؤولين حكوميين. وفي كلمته أمام الوفد الحكومي الرفيع المستوى، أعرب اللواء بيري عن تقديره العميق للتعاون الممتاز الذي أبدته حكومة لبنان والقوات المسلحة اللبنانية لناحية تنفيذ ولاية "اليونيفيل" وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 1701. كما لفت رئيس بعثة "اليونيفيل" الى ان التعاون بين "اليونيفيل" والقوات المسلحة اللبنانية كان حاسما للحفاظ على الاستقرار على طول الخط الازرق منذ أكثر من عشر سنوات. من جهته، أشاد رئيس مجلس الوزراء بالتزام "اليونيفيل" ودورها في العمل مع القوات المسلحة اللبنانية للحفاظ على الاستقرار على طول الخط الازرق. وقال: "أنا هنا اليوم لأؤكد التزام حكومتي بكل مكوناتها بقرار مجلس الأمن الدولي 1701". وأضاف: "أدعو الأمين العام للأمم المتحدة لدعم الجهود الرامية الى ضمان وقف دائم لاطلاق النار في أقرب وقت ممكن. لقد تأخر ذلك كثيرا، وحكومتي ملتزمة تحريك جدول الأعمال هذا قدما". كما طلب من الأمين العام للأمم المتحدة بذل مساعيه الحميدة لتحديد حدود لبنان الدولية، وخصوصا في المناطق التي تكون فيها الحدود متنازعا عليها أو غير مؤكدة. هذا وأثنى اللواء بيري على رئيس مجلس الوزراء الحريري لجهة تأكيده مجددا التزام لبنان بالقرار 1701 والوقف الدائم لإطلاق النار. وقال رئيس بعثة اليونيفيل "ان اليونيفيل موجودة هنا منذ سنوات طويلة". وأضاف: "اننا نحتاج حقا الى الوصول الى نقطة نناقش فيها وقف اطلاق نار دائم والتأكد من ان هذا المصطلح يدخل في المعجم هنا وننتقل الى تسوية حقيقية.

 

الحريري يجاور حزب الله على الحدود: محاولة ترميم 1701

منير الربيع/المدن/السبت 22/04/2017/على طريقته اختار الرئيس سعد الحريري الرد على الجولة الإعلامية التي نظّمها حزب الله عند الحدود الجنوبية. سريعاً بادر الحريري للردّ على المبادرة بمثلها. من الصعوبة أن يجد رئيس حكومة نفسه في موقع ردّ الفعل دوماً. لكن الواقع اللبناني لا يرحم. لم يرد رئيس الحكومة الردّ بطريقة تقليدية عبر إصدار بيان إستنكار، لجملة أسباب أولها أنه رئيس حكومة يشارك فيها حزب الله، وبالتالي فإن أي بيان قد يثير إشكالاً حكومياً جديداً، وثانيها أن الحريري أراد الرد بطريقة خاصة لإيصال الصدى إلى أوسع ما يمكن. فاختار دعوة وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، والذهاب إلى الجنوب وتحديداً إلى مقر قيادة قوات اليونيفيل في الناقورة، مصطحباً وزير الدفاع وقائد الجيش. وهذه دلالة أراد الحريري من خلالها التأكيد أن الموقف الرسمي اللبناني يختلف عن موقف الحزب. وهذا ما عبّر عنه الحريري حين قال: "نحن كحكومة لسنا معنيين بما قام به حزب الله، ولا يمكن للحزب أن يقنعني بوجهة نظره". في سياق ردّ نقدي لخطوة الحريري، يعلّق مصدر قريب من الحزب بأن رئيس الحكومة الذي رفض وضع معادلة الجيش والشعب والمقاومة في بيانه الوزاري، عمل على إعادة إنتاجها عملياً هذه المرّة، لأن الزيارة شكّلت عنصراً تكاملياً للمعادلة، وإن تأتي معكوسة هذه المرّة "مقاومة، شعب وجيش"، خصوصاً أن الحريري لم يبد تخوفه من إندلاع أي حرب تمسكاً منه ومن الجميع بالالتزام بالبيان الوزاري. ومن جملة ما أكده الحريري أن لا سلطة فوق سلطة الدولة التي تطالب بتطبيق القرار 1701. وتعتبر المصادر أنه كان يجب على الحريري التحرّك قبل تحرك الحزب.

لا شك في أن خطوة الحريري حملت كثيراً من الرسائل أبرزها تلك التي أراد توجيهها إلى المجتمع الدولي في لحظة مفصلية بالنسبة إلى لبنان والإختبار الذي يمرّ فيه لاجل تحسين علاقاته الدولية والعربية والخليجية بشكل خاص، وإذا كانت رسائل الحريري تقتصر على هذا الجانب، فإن الرسائل التي أراد حزب الله إيصالها من خلال عرضه وجولته، تبدو أنها أوسع وأشمل. لم تكن رسالة حزب الله عادية، خصوصاً لدى إظهار سلاح علني جنوب نهر الليطاني. فهذا يعني خرقاً رسمياً للقرارات الدولية. والهدف من ذلك أنه أسقط قواعد الاشتباك وتخطى القرار 1701، بتوجيه الرسالة إلى الطرف الإسرائيلي بأنه حاضر لأي احتمال. لكن المعنى الأساس للرسالة هو انتهاز الفرصة في المرحلة الضبابية التي تمرّ فيها المنطقة، وإنطلاقاً من الصراع الوجودي، في ظل تطورات تشهدها المنطقة ولا سيما سوريا والعراق، بعيد التحركات الأميركية فيهما. بالتالي، فإن الحاجة تقتضي ذلك التحرك، لحماية الوجود، ولإرسال رسالة استباقية لأي صفقة دولية تؤدي إلى خسارتهم المكتسبات التي جرت مراكمتها. ولا شك في أن توقيت الرسالة يأتي بعد كثرة الحديث عن فرض حزمة عقوبات جديدة على الحزب. بالتالي، أراد الحزب التأكيد أن كل الاجراءات لن تثنيه عما يقوم به، كما أنه قادر على التلويح باستخدام أي ورقة للدفاع عن نفسه بما فيها ورقة الإشتباك مع العدو الإسرائيلي. وهنا الأساس بأن تعرض الحزب لمزيد من التضييق فإن ذلك سيغير قواعد اللعبة في الجنوب، لأن أساس رسالته هو أنه قادر على الدخول في حرب، لكنه لا يريدها. وفيما هناك من يحمّل العرض رسالة أكبر، يقرنها باستحقاق الانتخابات الرئاسية في إيران، معتبراً أن أي تحرك يقوم به حزب الله ضد إسرائيل أو الغرب، قد يستثمره المحافظون في إيران لشد العصب وتعزيز حظوظ المرشّح الذي يدعمونه، هناك من يستبعد ذلك ويعتبر أن التصعيد الخارجي استنفد في السنوات الأخيرة وخصوصاً في سوريا. بالتالي، لن يكون لهذه التحركات تأثير كبير على مجريات الانتخابات، إنما تنحصر في تأكيد الحزب مناطقه ورسم إطارها وحدودها بفعل القوة والأمر الواقع، من الجنوب اللبناني إلى الجنوب السوري، والمناطق السورية الأخرى القريبة من الحدود اللبنانية التي حقق على طريقها قبل أيام إنجازاً من خلال إتفاق المدن الأربع.

 

حزب الله يستفز والحريري يرد

نورا الحمصي/جنوبية/ 21 أبريل، 2017/أقام حزب الله يوم أمس جولة للإعلاميين على الحدود اللبنانية الجنوبية، اطلع من خلالها الزوار على واقع الجغرافي في المنطقة ، بحيث شرح الضابط للإعلاميين التفاصيل الدقيقة للمواقع الإسرائلية وأعدادهم، وقد قام الضابط أيضاً بكشف بعض التدابير والإجراءات المتخذة من قبل اسرائيل على مواقع عدة على الحدود خوفاً من أيّ عملية قد يقوم بها حزب الله في المناطق المحتلة كما وقد رفض الضابط خلال هذه الجولة التحدث عن إجراءات الحزب إلاّ أنّه قد قال ان عقيدة اسرائيل تحولت من عقيدة هجومية إلى عقيدة دفاعية، مؤكداً أنّهم لا يخشون الحرب مع اسرائيل ولا يترددون بمواجهتها بل على العكس هم مشتاقون لهذه الحرب وسيواجهونها اذا فرضت وسينتصرون. هذه الجولة الحدودية أثارت غضب العديد من قيادات الـ14 من آذار ومنهم رئيس حزب “القوات البنانية” سمير جعجع الذي اعتبر أنّ “جولة الحزب للإعلاميين ليست غلطة له بل خطأ استراتيجي”، معتبراً أنّ “حزب الله بقيامه بذلك قد أعطى انطباعاً أنّ لا جيش في لبنان مسؤول عن الحدود ولا دولة ولا التزام بقرار 1701 “.كما أكّد جعجع أنّ الجيش وحده المسؤول عن الحدود، طالباً من حزب الله الكف عن القيام بتصرفات من هذا النوع. إلا أنّ ردود الفعل على هذه الزيارة لم تقتصر على التنديد الإعلامي، وإنّما جاءت من المكان نفسه، إذ قام رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري صباح اليوم صباح اليوم الجمعة بجولة تفقدية على الحدود اللبنانية، رافقه فيها وزير الدفاع يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جوزف عون، هذا وصرّح الحريري في جولته هذه مؤكداً رفضه لما قام به حزب الله، ومشدداً أنّ “الدولة تقوم بكل الجهود المطلوبة لتسليح قوى الأمن والجيش هو الذي يدافع عن لبنان والذي هو بعيد عن أي فئوية أو مناطقية”. وأشار الحريري في جولته هذه إلى أنّ السلام في الجنوب هو فقط مسؤولية الدولة والحكومة، وأنّهم ملتزمون بالقرارت الدولية و على رأسها قرار 1701 ويرفضون ما قام به حزب الله على الحدود، داعياً البنانيين بعدم تضخيم الامور . في السياق نفسه استفزت زيارة الحريري إلى الجنوب اللبناني جمهور الممانعة، فيما اعتبرها جمهوره بأنّها الرد المناسب من المكان المناسب.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

عون يحل مجلس النواب؟ العودة إلى الستين

منير الربيع/المدن/ | الجمعة 21/04/2017

يغيب الرئيس سعد الحريري عن الساحة الانتخابية. عمل الحكومة معطّل وإن كان ذلك بشكل غير معلن. فلم تعقد الحكومة جلستها الأسبوعية، وإذا كان رئيس الجمهورية ميشال عون قد علّق عمل مجلس النواب برسالة إلى اللبنانيين، فإن تعليق عمل الحكومة يأتي ضمناً وليس علناً. حتى أن اللجنة الوزارية التي تشكّلت لبحث قانون الانتخاب برئاسة الحريري فهي لا تجتمع، وإن أجتمع بعض أعضائها فالحريري ليس من بينهم. لماذا هذا الغياب؟ الجواب بسيط: يريد الحريري رمي الكرة في ملعب الاطراف الأخرى. قال كلمته ومشى. آخر كلامه كان أنه مستعد للسير بالنسبية الكاملة سواء أكان لبنان دائرة واحدة أم تم التوافق على آلية أخرى لتوزيع الدوائر. أكد الحريري أخيراً أنه مستعد للموافقة على أي صيغة يتفق عليها الأفرقاء، وهو وافق على النسبية الكاملة لأنه يريد تسهيل الإتفاق وليس العرقلة. الآن، يلتزم الحريري الصمت. في الاجتماع المصغّر الذي عقد في وزارة الخارجية واستمر حتى ساعة متقدمة من ليل الأربعاء الخميس. لم يتم التوصل إلى أي إتفاق في شأن أي صيغة أو أي قاسم مشترك. ويصف أحد السياسيين البارزين ما يجري بأنه الحراك دائري، لا ينطلق من نقطة محددة ولا يصل إلى نقطة أخرى.

يعتبر الحريري أن ابتعاده عن الساحة الإعلامية فيه فائدة أكثر من الإدلاء بالمواقف والتصاريح. يريد تجنب الوقوف في خندق الخلاف أو الاشتباك مع أي طرف، خصوصاً مع الثنائي المسيحي الذي مازال يعارض النسبية الكاملة ويتمسّك بالمختلط والتأهيلي الذي رفض من مختلف المكونات. وكان لافتاً أن رفض هذا المقترح جاء على لسان النائب وليد جنبلاط ثم حزب الله وحركة أمل. فيما موقف المستقبل الرافض له كان متأخراً، لأن الحريري لا يريد الاصطدام بعون أو بوزير الخارجية جبران باسيل. يفضّل الحريري أن يأخذ الصراع الانتخابي طابعاً مسيحياً- شيعياً، وخصوصاً بين الحلفاء. فهو لا يريد مواجهة المسيحيين، كما لا يريد مواجهة حزب الله. ولم يكن تعليق جلسات الحوار الثنائي بين حزب الله وتيار المستقبل في عين التينة، سوى تأكيد ضمني على ذلك، ولعدم الإيحاء بأن هناك توافقاً سنياً وشيعياً ضمنياً ضد المسيحيين، إذ يعتبر الحريري أن توسيع النقاشات وعدم حصرها بين فريقين أفضل في هذه المرحلة.

وسط المراوحة القاتلة، خرج عون في موقف لافت، بلاءاته الثلاث: لا للتمديد، لا للفراغ ولا للستين. ما أثار حفيظة العديد من الأفرقاء، الذين يعتبرون أن الرئيس وحلفاءه يريدون عرقلة ولادة قانون الانتخابات وعرقلة الخيارات المتاحة. وتبدي المصادر استغرابها لسبب تراجع التيار الوطني الحر عن النسبية الكاملة، معتبرة أن التيار فضّل الوحدة المسيحية على الوحدة الوطنية، وانطلق من حساباته هذه إلى رفض النسبية والإصرار على قانون الستين مبطناً في المناطق المسيحية لضمان الحصول على مزيد من النواب. وهنا تؤكد المصادر أن الخامس عشر من أيار قد يشهد أزمة سياسية جديدة في حال عدم التوصل إلى إتفاق على قانون، إذ إن الرئيس نبيه بري سيدعو إلى جلسة للتمديد لمجلس النواب. وهنا، تعتبر المصادر أنه في حال أراد عون التصعيد، فقد يلجأ إلى صلاحياته الدستورية مجدداً ويلوح باستخدام المادتين 65 و77 من الدستور اللتين تتيحان له الدعوة إلى حلّ مجلس النواب، بشرط موافقة الحكومة. وفي حال لجأ عون إلى هذه الخطوة، فموافقة الحكومة مجتمعة غير متوافرة، ولكن هذا سيأخذ منحى تصعيدياً بينه وبين بري. في المقابل، هناك من يعيد طرح قانون الستين في الكواليس، كما أكد النائب جنبلاط بالأمس، بأن هناك قانوناً نافذاً يجب العودة إليه بموجب الدستور، وهو قانون الستين المعدّل في إتفاق الدوحة. وتشير المصادر إلى أن المخرج لمواقف عون بالعودة إلى قانون الستين قد يكون بعيد استخدامه صلاحيته الدستورية بحلّ مجلس النواب، وبعد إنعدام التوافق داخل الحكومة، سيفرض عليها الدعوة إلى اجراء الانتخابات فوراً وفقاً للقانون النافذ لتجنّب التمديد وفق المادة 74 من الدستور.

 

الوطنيون الأحرار: للاستفاد من اللاءات لإنجاز قانون انتخاب ونحذر من أزمة نفايات

الجمعة 21 نيسان 2017 /وطنية - عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه النائب دوري شمعون وحضور الأعضاء. بعد الاجتماع صدر البيان الآتي:

"1 - نرى من الملح والضروري الإفادة من فرصة الشهر المعطاة لإنجاز قانون الانتخاب ما دام الجميع يجاهرون بلاءات ثلاث: لا للفراغ، لا للتمديد، لا لقانون الستين. وواقع الحال ان تصرفات بعضهم تناقض تصريحاتهم بالإصرار على طروحاتهم ورفض الاقتراحات التي لا تتناسب معها مثل محاولة فرض النسبية الكاملة التي تخدم مصالحهم في ظل الأوضاع القائمة وخصوصيتها. وعندنا ان القانون المختلط الذي يجمع بين الاكثري والنسبي هو الاكثر قبولا كونه يرضي الفريقين. هذا مع تذكيرنا بطرحنا الدائرة الفردية التي لم تحظ باهتمام القوى المعنية أسوة بباقي المشاريع شأنها شأن القانون الذي يمنح الناخب حق الاقتراع لمرشح واحد أو ما يعرف بـ"one man one vote" والمشروع الذي تقدمت به الرابطة المارونية والذي يقضي باقتراع الناخب لمرشحين أو ثلاثة. وفي الخلاصة يصبح التأخير في بت القانون سببا للتأجيل أو لزج الوطن في المجهول وهذا ما يجب فعل كل شيء لتفاديه.

2 - نعود لنحذر تكرارا من أزمة نفايات تلوح في الأفق وسط إجراءات خجولة أو مقاربات عامة لهذه المعضلة. ونجدد مناشدتنا وزير البيئة التعاطي معها كأولوية، إضافة الى موضوع المرامل والكسارات العشوائية التي تشوه الطبيعة وتلحق الضرر الكبير بالبيئة وهو ضرر يصعب ترميمه في المستقبل. من هنا دعوتنا مجلس الوزراء الى الانعقاد وعدم التذرع بالبحث في قانون الانتخاب لأنه لا يوجد أي تعارض بينهما لا بل يجب الاستمرار بتولي إدارة الشؤون العامة ومناقشة مشاريع قوانين الانتخاب لاختيار أفضلها.

3 - نذكر مع إحالة مشروع قانون الموازنة العامة على لجنة المال ان الفرصة متاحة لسد الثغرات فيه وإزالة اي إجحاف قد يكون في متنه. وفي طليعة المطالب عدم تحميل أعباء ضريبية للفئات المستضعفة وأصحاب الدخل المحدود خصوصا مع تراجع الوضعين الاقتصادي والمالي. لذا نطالب بأن يتم التصويت في مجلس النواب على قانون عادل وان يفسح في المجال امام محاربة الفساد ووقف الهدر وتحسين الجباية في مختلف القطاعات. علما انه بات واجبا عدم التعاطي مع هذه المطالب كشعارات للمزايدة نظرا لما تتسبب به من أضرار على الصعيد المالي تتجلى بالعجز في الموازنة.

أخيرا، نستنكر الاعتداء على السيد ستيفن حداد عضو بلدية عين داره وندعو الى كشف المعتدين وإنزال اشد العقوبات بهم".

 

رئيس الجمهورية واصل لقاءاته مع قادة الأجهزة الأمنية: الغطاء متوافر وعلى الأجهزة الأمنية أن تقوم بدورها وفقا للأصول

الجمعة 21 نيسان 2017 /وطنية - واصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اجتماعاته مع الأجهزة الأمنية، فاستقبل بعد ظهر اليوم المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان مع قادة الوحدات أعضاء مجلس القيادة، الذين نقلوا إلى رئيس الجمهورية التهاني لمناسبة عيد الفصح، وعرضوا معه الأوضاع الأمنية في البلاد والتدابير المتخذة لتعزيز الأمن والاستقرار. وألقى اللواء عثمان كلمة شكر فيها "الرئيس عون على الثقة التي وضعها في رئيس وأعضاء مجلس قيادة قوى الأمن الداخلي"، مؤكدا "العمل بإخلاص وتفان لحماية المواطن والمحافظة على أمنه"، مشيرا إلى أن "العمل من أجل وضع استراتيجية مستقبلية تحول قوى الأمن من شرطة عادية إلى شرطة مجتمعية تخلق ثقة بين مؤسسات الدولة والمواطنين". ونوه الرئيس عون ب"الانجازات التي تحققها قوى الأمن، لا سيما في مجال كشف الجرائم وملاحقة مرتكبيها"، متطلعا إلى "مزيد من الجهد لتعزيز الاستقرار في البلاد"، مشددا على "وجوب تطبيق القوانين والأنظمة المرعية الإجراء والتنسيق مع الأجهزة الأمنية الأخرى ليكون العمل الأمني متكاملا وفعالا". وأكد "ضرورة مكافحة الاتجار بالمخدرات لحماية الجيل الشاب من هذه الآفة المدمرة لمستقبلهم، لا سيما بعدما اتضح أن بعض جرائم السلب والسرقة يرتكبها مدمنون أو تجار مخدرات".

أمن الدولة

كذلك، استقبل الرئيس عون المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا مع نائبه العميد سمير سنان وكبار ضباط المديرية، الذين هنأوه بحلول الأعياد. وأكد اللواء صليبا أن "العمل في مديرية أمن الدولة انتظم بعد انجاز التشكيلات الأخيرة"، لافتا إلى أن "الانتاجية ستكون عنوان المرحلة المقبلة، لا سيما في المهام الموكلة إلى هذا الجهاز". وأشار إلى أن "العمليات الأمنية الاستباقية تساعد في زرع الطمأنينة في نفوس المواطنين، وإلى أن التوجيهات التي أعطاها الرئيس عون ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري خلال الاجتماع الأمني الذي عقد أخيرا في قصر بعبدا، يجري العمل على تنفيذها بدقة ومسؤولية".وتمنى الرئيس عون للواء صليبا والضباط التوفيق في مهامهم الجديدة، لافتا إلى "أهمية الدور الذي تقوم به مديرية أمن الدولة في إطار تنفيذ عملها، لا سيما في مجال مكافحة الفساد على أنواعه في الإدارات والمؤسسات العامة، مع التأكيد على ضرورة عدم تجاوز القوانين والأنظمة المرعية الإجراء". وشدد الرئيس عون على أن "الغطاء متوافر لكل الأجهزة الأمنية التي عليها أن تقوم بدورها، وفقا للأصول وبالتنسيق في ما بينها".

 

الحريري اجتمع بقيادة اليونيفيل في الناقورة وجال في المنطقة: ما حصل أمس لا نقبل به وزيارتي تأكيد على التزامنا بال 1701

الجمعة 21 نيسان 2017/وطنية - عقد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري فور وصوله إلى مقر قوات الطوارىء الدولية في الناقورة حيث استقبله قائد "اليونيفيل" الجنرال مايكل بيري، وبعد أن استعرض ثلة من حرس الشرف، اجتماعا في مقر القيادة، حضره وزير الدفاع يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جوزاف عون وبيري، وتخلله عرض الأوضاع العامة في الجنوب والمهمات التي تقوم بها "اليونيفيل" مع الجيش اللبناني وسائر القوى الأمنية لتثبيت الأمن والاستقرار في المنطقة.

الحريري

بعد الاجتماع، صرح الرئيس الحريري: "أردت اليوم أن أزور في الدرجة الأولى الجنوب والضباط المرابطين على الحدود، لكي أقول لهم يعطيكم العافية، لأن الجيش اللبناني هو وحده المكلف بحماية الحدود والذي يدافع عنا بصفته القوة الشرعية التي لا قوة فوق سلطتها، وبصفته أيضا النموذج الوطني الناجح والجامع خارج كل فئوية أو مناطقية". أضاف: "بدأت زيارتي من مقر قوات اليونيفيل لكي أوجه لكل الدول المساهمة فيها شكر كل اللبنانيين على العمل الذي يقومون به لحفظ السلام على حدودنا الجنوبية، وأؤكد التزام لبنان بكل قرارات الشرعية الدولية وعلى رأسها القرار 1701. نحن كدولة، رئيس الجمهورية والحكومة والمجلس النيابي، واجبنا الأساسي حماية السيادة والحدود والمحافظة على الأمن والاستقرار لأهلنا في هذه المنطقة العزيزة، والقرار 1701 والتزامنا به من الوسائل الحيوية لحفظ الحدود وأمن أهلنا واستقرارهم، ودور قوات اليونيفيل أساس في هذا المجال".

وتابع: "إسرائيل تنتهك القرار 1701، ونحن كحكومة نرفع الانتهاكات للأمم المتحدة من ناحية، ونذكر بضرورة الانتقال الى وقف دائم لإطلاق النار لوقف هذه التعديات من ناحية أخرى. الجيش اللبناني المرابط هنا لحماية السيادة يقوم بدوره الوطني على أكمل وجه، ونحن في هذا المجال نقوم أيضا بكل الجهود لتأمين مستلزمات التسليح والتدريب للجيش والقوى الأمنية الشرعية. والدولة في لبنان أيضا، من فخامة الرئيس إلى الحكومة وكل المؤسسات، إرادتنا حاسمة بتحرير ما تبقى من أراضينا المحتلة، وهذه مهمة يعززها عملنا الدبلوماسي اليومي والتزامنا بالشرعية الدولية والقرار 1701. الدولة اللبنانية لكل اللبنانيين، والجيش اللبناني لكل اللبنانيين، وليس لديه أي أجندة سوى مصلحة كل اللبنانيين وأمن واستقرار كل اللبنانيين وسيادتهم على أرضهم. ولا سلطة في لبنان فوق هذه السلطة ولا أجندة في لبنان خارج هذه الأجندة، وهذا الكلام يجب أن يكون واضحا للجميع".

وختم: "في لبنان اليوم عهد جديد، وسياسة جديدة بأن تتحمل الدولة مسؤولياتها، وأنا أتيت إلى هنا لكي أؤكد على هذا الموضوع وعلى أننا كحكومة وكدولة مسؤولون عن السلام في الجنوب، ونؤكد على واجبنا كدولة، بأنه فقط واجب الدولة اللبنانية. وأقول ان هذا الواجب سنقوم به وسنكمل به إن شاء الله، وأنا على تواصل دائم مع فخامة الرئيس ورئيس مجلس النواب ووزير الدفاع وقائد الجيش".

سئل: كيف تصفون المشهد بالأمس عن الجولة الإعلامية التي قام بها "حزب الله" والكلام الأمني عن الجهوزية على الحدود؟

أجاب: "ما حصل بالأمس في مكان ما هو أمر، نحن كحكومة، غير معنيين به ولا نقبل به بكل صراحة. لذلك أتيت إلى هنا لكي أؤكد أن دورنا كحكومة هو الحفاظ على القرار 1701. لا شك أن الجميع يعلم بأن هناك اختلافا في بعض الأماكن بالسياسة، لكن هذا لا يعني أن تذهب الحكومة بناء على هذا الاختلاف إلى مكان آخر. نحن نشدد على أن البيان الوزاري لهذه الحكومة يؤكد على تنفيذ القرار 1701. أنتم تعرفون جيدا جدا، وأنا قلتها مرات عدة، ان هناك خلافات سياسية نضعها جانبا، وهذه إحداها. لذلك وجودي هنا لكي أؤكد أن البيان الوزاري الذي أقررناه في مجلس النواب ننفذه هنا في الجنوب بالشكل الذي تم إقراره".

سئل: هناك تصريحات أميركية في الآونة الأخيرة تتحدث عن "حزب الله" وعن إيران، فهل تخشى من حرب يكون لبنان أو المنطقة مسرحها وتتطور؟

أجاب: "ما دمنا ننفذ البيان الوزاري الذي التزمنا به في هذه الحكومة فإني لا أخاف من حرب. أنا أعرف أننا كلبنان نقوم بواجبنا، نعم هناك خلافات سياسية في بعض الأمور، لكننا كحكومة نتحمل مسؤولياتنا. السبب الأساسي لمجيئي إلى هنا هو أن هذه الحكومة تتحمل مسؤولياتها. أريد أن أقول للبنانيين ألا نضخم الأمور ولا نعطيها أكبر من حجمها، هناك حدود لهذه الأمور. مجيئي إلى هنا لكي أعيد التأكيد على أننا نقوم بواجبنا بالتنسيق مع فخامة الرئيس".

سئل: هل تعتبر أن "حزب الله" خرق البيان الوزاري؟

أجاب: "أنا قلت ان هناك بعض الأمور التي نختلف عليها في السياسة، ونحن متفقون على وضع هذه الخلافات جانبا، نحن كحكومة نقوم بواجبنا، وواجبنا أن نكون هنا في هذه اللحظة".

سئل: أنت كلبناني وعدوك إسرائيل، هل يعقل ألا يطمئنك "حزب الله" بأنه إلى جانب الجيش اللبناني في حال حصل أي عدوان؟

أجاب: "ما يطمئنني هو البيان الوزاري الذي وافق عليه كل الأفرقاء السياسيين وأعطوا الحكومة الثقة على أساسه، وما يطمئنني هي وحدة اللبنانيين التي هي أساس في أي مشكل يمكن أن يحصل في لبنان، إن كان من الإرهاب أو من عدوان أو غير ذلك. هناك خلافات وأنتم تعرفون موقفي. أنا لن أقنع حزب الله ببعض الأمور وهو لن يقنعني ببعض الأمور. هذا أمر واضح وصريح. نحن كقوى سياسية وكدولة وكحكومة نقوم بواجبنا، هناك أمور نتوافق عليها وأخرى نختلف عليها، لن نضع البلد في مكان آخر. لذلك أردت أن آتي إلى هنا لكي أؤكد أن هذه الدولة وهذه الحكومة مع فخامة الرئيس مسؤولة على الحفاظ على القرار 1701 وعلى تطبيقه. آن الأوان أيضا إن تفهم إسرائيل ضرورة الانتقال إلى وقف إطلاق نار، فمنذ 11 سنة ونحن على الموال نفسه، والحمد لله لم يحصل شيء".

أضاف: "علينا أن نصل إلى وقف إطلاق نار. وفي الاجتماعات الدورية التي تحصل، أوضح لبنان بالأمس بكل وضوح موقفه وقال هذه الخلافات التي لدينا معكم، تفضلوا قولوا ماذا لديكم لكي نصل إلى وقف إطلاق النار. لا يجوز أن يبقى لبنان في هذا الطريق لأن علينا أن نطمئن أهلنا في كل لبنان بأن ينتهي هذا الموضوع، ونستعيد شبعا والغجر ونحدد حدودنا وننتهي من هذا الأمر".

كلمة في سجل الشرف

ولدى مغادرته المقر، دون الرئيس الحريري في سجل الشرف الكلمة الآتية: "لقد كانت سعادة كبرى وشرف عظيم بالنسبة إلي أن أزور المقر الرئيسي لليونيفيل في الناقورة. لبنان يشكر اليونيفيل وكل الدول المشاركة فيها على دورهم في إبقاء حدودنا الجنوبية سالمة وآمنة".

جولة

بعد ذلك، انتقل الرئيس الحريري إلى موقع الجيش اللبناني في اللبونة بخراج بلدة علما الشعب مرورا بالخط الأزرق، يرافقه الصراف وقائد الجيش. ولدى وصوله كان في استقباله قائد اللواء الخامس الذي ينتشر في المنطقة العميد رينيه حبشي، حيث استمع إلى شرح مفصل للمهام التي يقوم بها الجيش في تلك المنطقة.

ثم اجتمع الرئيس الحريري مع صراف وعون بالضباط، وتناولوا جميعا العصير والحلوى في الموقع.

بعد ذلك تفقد الرئيس الحريري، يرافقه الصراف وعون، موقع النمر، حيث يوجد أقرب موقع إسرائيلي عند الحدود اللبنانية الفلسطينية.

صور

وعند الثالثة والنصف بعد الظهر، انتقل الرئيس الحريري إلى استراحة صور لتلبية دعوة وزير المال علي حسن خليل الى مأدبة غداء أقامها على شرفه، حضرها وزير الدفاع ووزير الشباب والرياضة محمد فنيش وقائد الجيش والنائبان علي خريس وعبد المجيد صالح ومفتي صور وجبل عامل الجعفري حسن عبد الله ومفتي صور مدرار حبال والمطارنة: نبيل الحاج، الياس كفوري ومخايل أبرص وقيادات أمنية وعسكرية وعدد رؤساء بلديات المنطقة.

 

الحريري استقبل القصار ووفدا اقتصاديا صينيا وعرض مع سيناتور اميركي العلاقات الثنائية

الجمعة 21 نيسان 2017 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، عصر اليوم، في السراي الحكومي، رئيس الهيئات الاقتصادية اللبنانية ورئيس مجموعة "فرنسبنك" الوزير السابق عدنان القصار، يرافقه وفد اقتصادي صيني رفيع المستوى يضم رئيس المجلس الصيني لتنمية التجارة الدولية جيانغ زنغ وي، وممثلين عن 20 شركة من كبريات الشركات الصينية الرائدة، من بينها شركة VANKE التي تعتبر أكبر مطور ومستثمر عقاري في العالم، وكذلك Hytera Communications الشركة الرائدة والأولى المصنعة للراديو المحمول في الصين، وشركة TCL التي تعتبر أكبر شركة صينية للتصنيع التلفزيوني.

وتحدث القصار خلال اللقاء، فشكر الحريري على حرصه على استقبال الوفد الصيني، ورعايته وحضوره وإلقائه كلمة في الفعالية التي نظمتها مجموعة "فرنسبنك" مطلع الشهر الجاري تحت عنوان "طريق واحد: حزام واحد" في مقر اتحاد الغرف العربية "مبنى عدنان القصار للاقتصاد العربي". واشار إلى "عمق العلاقات التي تجمع لبنان وجمهورية الصين الشعبية، والتي تمتد إلى خمسينيات القرن الماضي "حيث كان لي الشرف وشقيقي عادل القصار في توقيع لبنان أول اتفاقية تجارية مع جمهورية الصين الشعبية"، لافتا إلى "أننا مستمرون في لعب الدور ذاته الذي يخدم العلاقات الاقتصادية اللبنانية - الصينية وبالدرجة الأولى المصلحة اللبنانية"، وأشار إلى "أننا كمجموعة فرنسبنك استقبلنا عدة وفود حكومية وخاصة من جمهورية الصين الشعبية خلال العام 2017 الحالي منها 4 وفود رفيعة المستوى خلال شهر نيسان الجاري". وأكد القصار أن "الدولة اللبنانية ولا سيما الحكومة مدعوة إلى اتخاذ كافة الإجراءات التي من شأنها أن تحفز الشركات الصينية على الاستثمار في لبنان، خصوصا في مجالات الطاقة الإنتاجية، إلى جانب توسيع دائرة التعاون في البنية التحتية، وتسهيل التجارة والاستثمار، إضافة إلى الطاقة الجديدة، وغيرها من القطاعات الحيوية كالزراعية والمالية وغيرها، بما يحقق التقدم المشترك والتنمية المشتركة".

بانيت

ثم استقبل الحريري السيناتور الديمقراطي في الكونغرس الأميركي مايكل بانيت على رأس وفد، ترافقه السفيرة الأميركية في لبنان أليزابيث ريتشارد، وعرض معه آخر المستجدات في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية.

 

الحريري استقبل وفدا من حزب المحافظين البريطاني

الجمعة 21 نيسان 2017 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مساء اليوم في السراي الحكومي وفدا من مجلس الشرق الاوسط لحزب المحافظين البريطاني برئاسة النائب نيك هيربرت وعضوية النواب: ريتشارد بيكون، انطوانيت ساندباخ وليو دوكرتي، وجرى خلال اللقاء تبادل الآراء ووجهات النظر حول الأوضاع في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.

 

بري استقبل وفدا بريطانيا والمجلس الماروني الخازن: نطالب بقانون إنتخابي جديد للتخلص من آفة التعطيل المؤسساتي

الجمعة 21 نيسان 2017/وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة، وفدا من مجلس الشرق الاوسط لحزب المحافظين البريطاني برئاسة النائب نيك هيربرت وعضوية النائبين ريتشارد بالكون وانطوانيت سانباش، ودار الحديث حول التطورات في لبنان والمنطقة.

المجلس الماروني

ثم استقبل المجلس العام الماروني برئاسة رئيسه الوزير السابق وديع الخازن الذي قال: "تشرفنا بلقاء دولة الرئيس نبيه بري، الذي نعتبره بر أمان لوحدة البلاد وسندا مهما للالتزام الدستوري في البلاد من خلال التعاون الموضوعي مع فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري. وأكد دولته حرصه على احترام ميثاق العيش وتوفير قانون إنتخابي جديد يلبي طموحات اللبنانيين لتتماشى مع لحظة التغيير بانتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وتشكيل حكومة من كل الأفرقاء برئاسة سعد الحريري". أضاف: "إذا كنا نطالب بوضع قانون إنتخابي جديد، فلأننا نتوخى التخلص من آفة التعطيل المؤسساتي التي عرقلت تقدمنا لبناء دولة عصرية منيعة بحكم تكوينها الدستوري وعرفها الجامع في العيش الواحد لتعددية وتنوعية فريدة من كل الأديان والثقافات والحضارات والذي اعتبره البابا الراحل يوحنا بولس الثاني رسالة وشهادة على إمكانية التلاقي في خضم إستهداف جوهر العيش في المنطقة للاختلاف الديني الذي بقي صامدا عندنا رغم ما مر به من تجارب قاسية ومريرة. وكان الرأي متفقا على ان الرئيس بري ماض حتى النهاية، بالتنسيق مع رئيس البلاد العماد ميشال عون، ورئيس الحكومة سعد الحريري، والبطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، لإقرار هذا القانون الجديد الذي تاق اللبنانيون لإنجازه من أجل إنقاذ لبنان من أي شرارات إقليمية تعرض كيانه للخطر".

 

قائد الجيش استقبل سليمان وسيناتور اميركي وقائد القوات البحرية البنغلادشية

الجمعة 21 نيسان 2017 /وطنية - استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة، الرئيس العماد ميشال سليمان، وتداول معه في الأوضاع العامة والتطورات الراهنة. واستقبل العماد عون، السيناتور الأميركي ميشال بينيت على رأس وفد مرافق، في حضور السفيرة الاميركية اليزابيت ريتشارد، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة وبرنامج المساعدات العسكرية المقدمة للجيش اللبناني. ثم استقبل، قائد القوات البحرية البنغلادشية الأميرال احمد نظام الدين، وجرى التداول في علاقات التعاون بين جيشي البلدين ومهمة وحدة بلاده العاملة ضمن القوة البحرية التابعة لقوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان.

 

الراعي عرض مع سلامة الأوضاع الاقتصادية والمالية

الجمعة 21 نيسان 2017 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وعرض معه الأوضاع الإقتصادية والمالية والتطورات الراهنة.

 

الراعي التقى موفدا من جنبلاط ورئيس اساقفة داكار العريضي: التقدمي يقدم غدا صيغة لقانون الانتخاب حرب: للتمديد التقني

الجمعة 21 نيسان 2017 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي النائب غازي العريضي موفدا من قبل النائب وليد جنبلاط، وتم عرض للأوضاع الراهنة.

العريضي

وقال العريضي بعد اللقاء: "كالعادة كان اللقاء ممتازا مع صاحب الغبطة الذي نقلت اليه رسالة من الزعيم الوطني رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" النائب وليد جنبلاط حملت المودة والتقدير والإحترام وملاحظات تحمل كثيرا من القلق على ما يجري في البلد المزنر بزنار من النار في المنطقة، والذي نريد أن يبقى مستقرا آمنا محافظا على حدوده وجذوره وأصالته وتاريخه والتنوع في مجتمعه والشراكة بين أهله بكل ما للكلمة من معنى". أضاف: "البلد الذي عبر عن واقعه بالأمس، أحد المديرين المسؤولين البارزين في البنك الدولي عندما التقى وفدا نيابيا لبنانيا يزور العاصمة الأميركية لمعالجة احتمالات تداعيات ما يمكن أن يتخذ من قرارات على المستوى المالي تتعلق بالواقع اللبناني، قال هذا المدير في تصريح علني ان السفينة اللبنانية مهددة بالغرق وفيها ثقوب كثيرة وينبغي أن نعي مخاطر هذه العملية، محذرا من الواقع المالي الإقتصادي الإجتماعي الصعب، ولا سيما العجز، ومحددا بشكل خاص موضوع الكهرباء".

وتابع: "عندما نسمع مثل هذا الكلام، ونحن نعرف هذا الواقع في البلد، ينبغي أن نذهب الى عمل جدي لتحصين الواقع السياسي الداخلي اللبناني، ولخلق مناخ من التعاون بين القيادات اللبنانية لحماية لبنان ومنع السفينة من الغرق، وكذلك من مخاطر ما يجري من شحن مذهبي وطائفي ينبغي العمل على وقفه على كل المستويات سواء في التصريحات والمواقف والخطابات والتسريبات والمماحكات السياسية اليومية او في مضامين مشاريع قوانين الانتخابات النيابية لا يمكن ان تكرس شراكة أو وحدة وطنية بل تهز الوحدة الوطنية في واقع الحال".

وقال: "نقلنا هذا الموقف الى صاحب الغبطة مؤكدين ثوابتنا بالشراكة التامة مع بكركي لتحصين المصالحة في الجبل وتعزيزها مع كل القوى السياسية المعنية دون استثناء، لأن الجبل هو لكل أهله ولأن استقرار الجبل هو استقرار لبنان، ولأن أمن الجبل هو أمن لبنان، وبالتالي أكدنا هذه الذهنية والروحية لنحمي روح لبنان وفكره وصيغته وكيانيته على قاعدة التنوع والشراكة، ولصاحب الغبطة يد بيضاء في تكريس المصالحة بعد الدور الكبير الذي قام به الكاردينال نصرالله صفير بإنجاز المصالحة بمشاركة الزعيم الوطني وليد جنبلاط، ولا ننسى زيارات أصحاب الغبطة الى الجبل والبلدات والقرى ومشاهد الفرح التي تؤكد التلاقي والشراكة. لا نريد أن تهتز هذه القناعة وهذه الصور بل نسعى الى تعميمها". وتابع :"لذلك، كان لنا موقف من مشاريع القوانين التي طرحت والتي رأينا فيها مسا بهذه الروحية، وضعنا غبطته في جو موقفنا السياسي وخلفية هذا الموقف ونتلاقى معه، وسبق ان عبر بشجاعة وجرأة استثنائيتين عندما قال "نعم من واجب المسؤولين الذهاب الى نقاش سياسي مفتوح للوصول الى قانون انتخابي جديد للانتخابات، لكن إذا لم يتم التمكن لأي سبب من الأسباب الوصول الى اتفاق حول قانون جديد فالقانون الموجود نافذ ولا يلغى إلا بقانون جديد". وكان شجاعا في إقدامه على طرح العودة الى قانون الستين، وليس تمسكا له لا من قبله ولا من قبلنا، لكن لا نريد أن نذهب الى فراغ وتمديد ومشاكل إضافية في البلد". وقال :"مع ذلك أبلغت غبطته اننا سنعلن يوم غد عن صيغة مشروع قانون للانتخابات، نعتقد انها تؤمن الشراكة وتحفظ التنوع وصحة التمثيل والعدالة والمساواة بين اللبنانيين، لأننا نريد أن نستثمر كل لحظة من الآن وحتى الخامس عشر من أيار لاستكمال النقاش المفتوح مع الشركاء كافة دون استثناء أحد، ولا نذيع سرا إذا قلت اننا عقدنا خلال الأيام الماضية جلسات مفتوحة وبعيدة عن الإعلام مع كل الشركاء الأساسيين تأكيدا لهذه الذهنية، لأننا نريد أن نصل الى تفاهم حول قانون جديد للانتخابات، وقد تطرح أفكار أخرى لقوى سياسية أخرى أيضا، نحن منفتحون عليها وسنكون شركاء في مناقشتها بالروحية التي أشرت اليها للوصول الى الأهداف التي نركز عليها". وختم العريضي : "نأمل أن يرتقي الجميع الى مستوى المسؤولية الوطنية لننقذ البلد ونخرج من هذه المعمعة والدوامة بمشروع قانون جديد نتوافق عليه جميعا، لأننا اعتبرنا وكل القوى السياسية ان قانون الإنتخابات ليس بندا على جدول أعمال يصوت عليه، إنما هو مشروع توافقي بين المكونات السياسية في البلد، ولذلك يجب أن نذهب في هذا الإتجاه. وإذا لم نتمكن من الوصول الى هذه الصيغة وهذا الأمل والهدف المرجو والمنشود بين الجميع كما تفضل صاحب الغبطة، فلا يجوز أن نذهب الى فراغ أو تمديد ومشاكل، فالقانون الحالي هو النافذ".

حرب

بعدها، التقى الراعي النائب بطرس حرب، الذي قال بعد اللقاء: "الزيارة للتهنئة بالفصح المجيد ولاخذ بركته، وكانت مناسبة للبحث في الظروف السياسية الخطيرة التي تمر بها البلاد، كما عرضنا للمناقشات الجارية حول قانون الانتخابات، لانه لا يمكننا اجراء الانتخابات في موعدها قبل نهاية ولاية المجلس النيابي الحالي نتيجة عدم توقيع المرسوم بدعوة الهيئات الانتخابية الذي من المفترض ان يحصل اليوم، وهذا ما يفرض علينا واقعا لسنا معتادين عليه في لبنان". اضاف: "بالطبع، بحثت مع غبطته، وبصورة خاصة، الموقف الذي أعلن عنه في احدى المقابلات التلفزيونية وقال فيه انه يرفض بالمطلق ان يقع الفراغ، وانه اذا لم نصل الى اتفاق على قانون جديد فهناك قانون حالي لا يجوز وقف مفاعيله وهو قانون نافذ ما يفرض الدعوة الى اجراء انتخابات في ظل القانون النافذ، بانتظار الاتفاق على قانون جديد، وهو يتفق مع توجيهي شخصيا وما يجب العمل عليه". واكد ان التمديد دون افق أمر مرفوض ولا نوافق عليه، وقال: "التمديد في ظل معطيات وقانون معين هذا ما نفتش عنه. هو تمديد، مرغمون عليه، ولا احد راغب فيه. هناك من يحاولون التهرب، وهم غير قادرين على التفاهم على قانون جديد، هم خائفون من تطبيق القانون الحالي. هناك قانون حالي وقواعد دستورية وقانونية تقول هناك قوانين نافذة وعلى السلطات المختصة ان تنفذ هذه القوانين. واذا ارادت تغييرها فهناك اصول لتغييرها عبر قوانين جديدة. واذا لم تصدر القوانين الجديدة يفترض على السلطات تنفيذ القوانين النافذة". وتابع: "نأمل، وسنسعى جميعا للمساهمة في الاتفاق على قانون انتخابي جديد، ليصار بعده الدعوة للانتخابات على اساسه، الا ان الامل ليس كبيرا جدا لان الطريقة التي تمر بها المناقشات تعطينا انطباعا وكأننا ندور في حلقة مفرغة، وكأنه ليس هناك في الافق حل او تصور لقانون جديد يمكن ان يصار الى الاتفاق عليه. لذلك نرى، وهو احدى الاحتمالات الكبيرة، ان القوى السياسية لن تتفق، وأشرت بالامس الى انها تحاول توزيع المقاعد في المجلس النيابي وتعيين النواب دون الاخذ برأي الناس، أي انهم ينتخبون النواب ويتركون الناس كصورة، وفي النتيجة يكونون قد ساروا بهذه الامور واوصلوا النواب الذين يريدونهم، وهذا لن يؤدي الى حل". واضاف: "بالامس، رأيت الرئيس بري واليوم صاحب الغبطة، وطرحت الاحتمال الباقي امامنا وهو الاتفاق على قانون جديد، وان شاء الله يتفقون عليه. وفي حال لم يتفقوا ما العمل، هل نسكت ونترك البلد يقع في الفراغ ويسقط المجلس النيابي، وبالتالي نكون امام احتمال الذهاب الى مؤتمر تأسيسي مع كل المخاطر التي قد تنجم عنه او العودة بعد فترة معينة للدعوة الى اجراء الانتخابات وفق قانون الستين، وهو ما قد يؤدي الى مخاطر نحن بغنى عنها".

وتابع: "لماذا الانتظار للوقوع في المخاطر. اذا لم يتفق على قانون انتخابي في الفترة المتبقية قبل 15 ايار فأنا ادعو الى ان يعقد المجلس النيابي ويحصل تمديد تقني لاشهر قليلة جدا، على ان يصار الى تنفيذ القانون الساري مفعوله وهو قانون الستين وتجري الانتخابات على اساسه، وهذا ما يجب العمل عليه لانه من غير الجائز ان يقع البلد في الفراغ ومن غير الجائز ايضا ان تعطل القوانين، عندما لا يقر المجلس قانونا بديلا، حتى لا يقع البلد في حال من الفوضى التشريعية والتنفيذية وفي مخاطر كبيرة"، محذرا من "المخاطر على الوحدة الوطنية نتيجة الخطاب الطائفي والمذهبي المرتفع والمتشنج الذي يضع الناس في مواجهة مع بعضهم بدلا من ان يجمع القانون الناس للعمل من اجل مصلحة لبنان". كما التقى الراعي رئيس اساقفة داكار الكاردينال تيودور ادريان سار.

 

سامي الجميل: حكومة لا تلتزم بتعهداتها الدولية وتستقيل من واجباتها لا يمكن ان تؤتمن على تطبيق الدستور

الجمعة 21 نيسان 2017 /وطنية - سأل رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل تعليقا الجولة التي نظمتها القيادة العسكرية لحزب الله للاعلاميين في المنطقة الحدودية :"أين هي الحكومة من كل ما يجري في لبنان؟ وما هي اهتمامات السلطة؟ فهي لا تعير اهتماما للشؤون السيادية المتمثلة ببسط سلطة الدولة والقانون على اراضيها على الحدود وفي الداخل، ولا تكلف نفسها عناء مجرد الاجتماع للبحث في قانون الانتخاب". وقال الجميل :"ان الجولة التي نظمتها القيادة العسكرية لحزب الله للاعلاميين في المنطقة الحدودية الخاضعة للقرار 1701الذي ينص على ضرورة خلو تلك المنطقة من اي قوة عسكرية غير قوات اليونيفيل والجيش اللبناني تعتبر مسا بهيبة الدولة اللبنانية ونيلا من سيادتها وتهديدا جديدا لعلاقة لبنان بالمجتمع الدولي وخرقا لتعهداته والتزاماته تسأل عنه الوزارات المعنية والحكومة مجتمعة". اضاف :" ان حكومة لا تلتزم بالتعهدات التي قطعتها في بيانها الوزاري لا سيما لناحية التزام المواثيق والقرارات الدولية كافة والتزامها قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701 وعلى استمرار الدعم لقوات الامم المتحدة العاملة في لبنان، وتستقيل من واجباتها السيادية والدستورية لا يمكن ان تؤتمن على تطبيق الدستور وضمان تداول صحيح للسلطة وتطبيق صحيح للديمقراطية وتأمين مصالح لبنان واللبنانيين في علاقات وطيدة بالمجتمع الدولي تساعده على توفير الظروف الملائمة لاستقرار سياسي وامني لا يمكن من دونهما حل الازمات الاقتصادية والاجتماعية التي تصيب اللبنانيين".

 

ابو جمرة: القوانين مجرد هرطقات والانتخابات وفق الستين لتفادي الفراغ

الجمعة 21 نيسان 2017 /وطنية - استهجن نائب رئيس الحكومة السابق اللواء عصام أبو جمرة مشاريع القوانين الانتخابية التي يتم التداول بها والتي تميز مواطنا عن آخر على أساس مذهبي وحزبي ومناطقي بفذلكات حسابية مستحيلة التطبيق لمساواة عادلة بين الناخبين"، وقال في تصريح:"ان ما يحصل في نظام برلماني ديموقراطي هو مضحك ومؤسف في بعده عن الواقع كمن يهرب من الدب ليعلق في الجب". واستغرب "كيف يكون العيش مشتركا عندما يرفض رئيس الجمهورية ان ينتخب النائب المسيحي بأصوات المسلمين؟ وهو من جهة أخرى لا يستطع أن يكون رئيسا من دون أصوات المسلمين. فلو أيده 64 نائبا مسيحيا، يحتاج الى صوت مسلم لينال 65 صوتا وينجح بالرئاسة". وشدد على أن "العيش المشترك نعمة لمواطني معظم لبنان"، آسفا "لإصرار البعض على الحديث عن الميثاقية الطائفية والخروج بفلسفات وفذلكات عن تقسيم لبنان وتوزيعه على اساس مذهبي بدل التقيد بمبادىء احزابهم التي تقضي بإبعاد الدين عن السياسة حتى الغاء الطائفية السياسية". وقال:"في بعض الاقضية من لبنان في كسروان مثلا يتناسون ان هناك اقليات مسيحية تعيش في مناطق ذات أغلبية مسلمة تماما كما تعيش أقليات مسلمة في مناطق مسيحية اخرى ، في وئام وسلام وتعاون ومحبة. فكيف يطلبون منهم ويدفعوهم الى التزمت مذهبيا وطائفيا في انتخابات نوابهم؟". ورأى أن "القانون الذي يعتمد الدائرة الفردية 128 دائرة، وحده كفيل بتحقيق صحة التمثيل، لأنه يشمل الارض والشعب العائش عليها. ويمكن اعتماده في المرحلة الحالية وفي المرحلة المقبلة بعد انشاء مجلس شيوخ والغاء الطائفية السياسية".واستغرب أبو جمرة "الحديث عن فراغ برلماني في حال عدم الاتفاق على قانون للانتخابات والدفع من هذا المنطلق باتجاه التمديد"، مشددا على ان "الدستور واضح في هذا المجال قياسا على ما ورد في المادة 74 من الدستور، باعتبار انه في حال عدم وضع قانون جديد يحق للحكومة دعوة الهيئات النافذة وفق القانون الساري المفعول الا وهو قانون الستين لا التمديد دون مبرر امني كما جرت العادة سابقا". وختم: "في النهاية "الكحل احلى من العمى"، اي ان اجراء الانتخابات على قانون الستين يبقى افضل من التمديد الذي يعود بالمنفعة فقط على النواب الحاليين والوزراء الذين حكما تمدد وزارتهم حتى انتخاب المجلس الجديد دون مسوغ قانوني او دستوري ويبقى رئيس الجمهورية المسؤول عن تطبيق الدستور".

 

كنعان: التأهيلي لم يدفن ولا انتخابات وفق الستين وقانون العقوبات تحد كبير للبنان وحاكمية المركزي تبت قريبا

الجمعة 21 نيسان 2017 /وطنية - أكد أمين سر تكتل التغيير والاصلاح النائب ابراهيم كنعان انه "بعد 27 سنة من القوانين الجائرة والمخالفة للدستور، فرئيس الجمهورية ملزم بقسمه وبالدفع في اتجاه اقرار قانون انتخاب جديد". واعتبر في حديث الى برنامج "كلام الناس" لمحطة(ال بي سي) ان "المسيحيين ظلموا واخرجوا من النظام السياسي على مدى عقدين ولا يريدون ظلم او اقصاء احد، بل تحقيق شراكة فعلية". وقال :"إننا نريد تعزيز العيش المشترك من خلال شراكة وطنية فعلية نص عليها دستورنا، فيعطى كل ذي حق حقه ولا يلغى احد".وسأل: "لماذا يريدون التصويت على التمديد في المجلس النيابي ولا يريدون التصويت على قانون الانتخاب في الحكومة، فيما المادة 65 تنص على التصويت في غياب التوافق؟". وجدد تأكيد "استخدام كل الوسائل الدستورية والديموقراطية للتصدي للتمديد في وجه من يريدنا ان نبقى ندور في حلقة مفرغة"، وقال: "دستورنا ينص على التمثيل بحسب الطوائف، اما الطائفية فهي في الممارسة التي يرسيها اكثر من يطالب بالعلمنة، ولتكن الممارسة على مستوى الادارة والسلطة السياسية بتفكير علماني، ولا نقول الشيء ونمارس عكسه". أضاف :"إننا ذاهبون الى قانون انتخاب جديد وتصحيح التمثيل". وأكد في سياق آخر، ان "لا تسوية على حساب المال العام، وان هناك اصلاحات عدة أخذ بها على صعيد الموازنة، والابراء لن يكون ممكنا". وعن قانون الانتخاب، اشار الى ان "البحث مستمر بـ"القانون التأهيلي" وكل كلام عن دفنه غير صحيح"، لافتا الى ان "الهدف ليس قانون "التأهيلي" بحد ذاته الذي وصلنا اليه بعد رفض اكثر من 20 اقتراح، بل قضية تصحيح الخلل الدستوري والميثاقي وتأمين الشراكة الغائبة ما بعد الطائف"، مذكرا بأن "كل الكتل النيابية تحدثت عن اقرار قانون انتخاب جديد وهذا العنوان المستمر منذ 27 عاما يجب ان يتحول الى واقع".

وأوضح كنعان ان "التيار الوطني الحر يطمح الى العلمنة، ولكن اي تغيير يجب ان يكون في النفوس لا النصوص"، قائلا: "لا نختبىء بخيال اصبعنا، فتغيير حاجب في لبنان يحتاج الى موافقة مرجعيته السياسية والطائفية. وفي ظل واقعنا وممارسة البعض منذ اكثر من ثلاثة عقود ونحن نرفض هذه الممارسة ولكن وحتى الانتقال منها الى العلمنة الشاملة والنظام المدني، يجب ان نحترم الدستور ولا نكيل بمكيالين". وتابع: "يجب ان يكون هناك تكافؤ وشراكة حقيقية لننتقل الى الدولة المدنية، التي لا يمكن ان تتحقق الا باستعادة ثقة اللبنانيين بدولتهم. والخلل اليوم يصيب المسيحيين بتمثيلهم، واذا اصاب اي مكون من المكونات اللبنانية، سنرفع الصوت ايضا لتصطلح الامور". وعن قانون العقوبات الاميركية قال: "إطلعت على بعض اجزاء من القانون الذي سيطال "حزب الله" وهو يشكل تحديا كبيرا للبنان ونظامه المالي، لاسيما انه واسع جدا ويتضمن سلطة استنسابية كبيرة". واعتبر ان "من المبكر الحكم النهائي على القانون لأنه لا يزال مسودة وينتظر ان يتحول من مشروع الى قانون، ويجب ان ننتظر في الوقت عينه كيفية تعاطي لبنان معه". وعن اعتبار منصب حاكم مصرف لبنان اولوية في ظل الحديث عن العقوبات الاميركية، قال كنعان: "اي اولوية لا تلغي اولوية قانون الانتخاب، ويجب ان لا ندع اي ظرف خارجي يتحكم بملفاتنا الداخلية". إن مسألة استمرار رياض سلامة او تعيين بديل عنه، ستبت في وقت قريب بالتشاور ما بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة. لرياض سلامة خبرة في التعاطي مع ملف العقوبات الاميركية والموضوع يدرس، والقرار يجب ان يتخذ سريعا في ما يتعلق بمستقبل هذا الموقع، ولكن علينا ان نبني المؤسسات على اساس القدرة على مواجهة التحديات، وان يكون هناك فريق عمل قادر على التعامل معها، ولا يمكن ربط المواقع بالاشخاص بمعزل عن كفاية هؤلاء الاشخاص او موقفنا منهم". وأشار كنعان الى أن "المصارف في لبنان قطاع ناجح ولديه مميزات ومول دين الدولة ولا يزال، ويجب المحافظة عليه، ولكن عليه التزامات وواجبات في الوقت نفسه لانه ليس بجزيرة معزولة"، لافتا الى أن "قطاعات عديدة يجب ان تمول في لبنان من السيولة التي يتم امتصاصها بسندات خزينة وتودع في مصرف لبنان بحساب الخزينة وقد بلغت مؤخرا ما يناهز الـ 10 مليارات دولار تدفع الدولة عليها فوائد للمصارف تصل الى 800 مليار ليرة سنويا. وهذا التعاون المطلوب ليس على حساب المصارف انما بالتعاون معها كالقطاعات التربوية والزراعية والصناعية وسواها ويجب ان تستقر وتعطى الاهمية المطلوبة". وردا على سؤال عن الضرائب، قال: "لست وزيرا للمال او حكومة لأفرض الضرائب على الناس لأنني كنائب اناقش ما يحال علي من الحكومة، فمجلس النواب يناقش المشاريع المحالة من الحكومة، والحكومات المتعاقبة لم تسحب مشروع السلسلة الذي ارسلته ويتضمن سلسلة من الضرائب كان لنا موقف رافض من قبلنا لعدد منها وقد طرحنا البدائل".

 

لقاء الهوية والسيادة: التوافق على تعطيل قانون الانتخاب مرتبط بالحصانة النيابية وبالفساد وبتمرير المصالح الخاصة

الجمعة 21 نيسان 2017 /وطنية - عقد لقاء "الهوية والسيادة" برئاسة الوزير السابق يوسف سلامه اجتماعه الدوري وبعد توجيه التهنئة لللبنانيين بالفصح المبارك، أكد على "ان الوقت قد حان لتأخذ القوى التغييرية الحية المبادرة إلى تحديد معايير واضحة لإطار قانون انتخاب يحقق أهداف الدستور اللبناني ووثيقة الوفاق الوطني لنتفادى ما قد لا يحمد عقباه.بعدما تعمدت الطبقة السياسية مسرحية تعطيل إنتاج قانون انتخاب متحدية خطاب سيِّد العهد، كي تجرنا حتما إلى التمديد غير الشرعي من جديد". اضاف البيان :" أصبح جليا أن سبب التوافق على تعطيل قانون الانتخاب من السلطتين التنفيذية والتشريعية، تحت ذرائع واهية، مرتبط بالحصانة النيابية وبالفساد وبتمرير ما يلزم من مصالح خاصة تعيق الإصلاح ويتفق عليها الجميع بسهولة تامة". وذكر البيان ب"ملف الكهرباء، والبواخر، وبملف الجمارك وبصندوق الضمان الإجتماعي ووضعه المالي، وبالعقارات العامة التي تباع ويتاجر بها، وبالمحميات التي تستباح، وبالمطامر، وبالسموم والغازات التي يتعرض لها الشعب اللبناني، والصفقات التي تمر في عهد "مكافحة الفساد"".وتوقف بيان اللقاء "أمام اقتراح مدير أوروبا في صندوق النقد الدولي جيفري فرانكس لحل يؤدي لفتح سوق العمل أمام السوريين النازحين الموجودين في لبنان، الذي يأتينا وكأنه توطين إقتصادي، في وقت يعاني فيه اللبنانيون من وطأة البطالة والعجز الاقتصادي غير المسبوق وانعدام النمو، دون أي رفض أو مواجهة". وسأل :"هل هذا الإقتراح نتيجة الجهود المعقودة في وزارات الخارجية، والإقتصاد، والعمل؟؟". وختم البيان :" كفى لبنان واللبنانيين مغامرات سياسية تهدم كل محاولات الوصول إلى ثقافة بناء الدولة على أساس المواطنة وتطبيق الدستور، وتهدم الهيكل على رؤوسنا".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

غارات اسرائيلية تستهدف مواقع للنظام السوري في القنيطرة

جنوبية/21 أبريل، 2017/أكّد موقع “يديعوت أحرونوت”، استهداف مواقع تابعة للجيش السوري في القنيطرة، وأكّد الموقع أنّ هذه الغارات جاءت رداً على سقوط 3 قذائف شمال هضبة الجولان. فيما أشار الناشطون إلى انّ الخسائر التي خلفتها الغارات الاسرائيلية هي مادية فقط.

 

قتيلان داخل مقر للاستخبارات الروسية في خاباروفسك

جنوبية/21 أبريل، 2017/قتل شخصان واصيب ثالث بجروح، اليوم، بيد مجهول اطلق النار داخل مقر للاستخبارات الروسية في خاباروفسك في اقصى الشرق الروسي. وفي التفاصيل، دخل المهاجم مقر الاستخبارات وقتل احد عناصر الامن وزائرا واصاب آخر، وفق ما اعلنت الاجهزة الروسية في بيان. وقد تم القضاء على المهاجم.

 

منفذ اعتداء الشانزليزيه فرنسي الجنسية

جنوبية/21 أبريل، 2017/أكدت مصادر لوسائل اعلامية فرنسية متابعة لاعتداء الشانزليزيه بأن منفذ الاعتداء من الجنسية الفرنسية ويدعى كريم شرفي ويبلغ من العمر 39 عاما مواليد منطقة “سين – سان – دوني” بالضاحية الباريسية. وأشارت المصادر أن المعتدي كان مصنفا كشخص بالغ الخطورة وعنيف وخضع للمراقبة من قبل إدارة مكافحة الإرهاب منذ مطلع العام. وأوضحت أنه عثر في سيارته التي استخدمها في الهجوم على عناوين الإدارة العامة للأمن الداخلي ومركز شرطة بلدة لانيي بشمالفرنساوثلاثة متاجر لبيع الأسلحة. وأشارت المصادر الى أنه خلال مداهمة منزله تم التحفظ على حاسب إلى وهواتف محمولة وبندقية.

 

كندا تفرض عقوبات جديدة على 17 شخصية بارزة بنظام الأسد

أوتاوا- وكالات/الجمعة، 21 أبريل 2017 /أعلنت وزيرة الخارجية الكندية، كريستيتا فريلاند، اليوم الجمعة، ضم 17 شخصية سورية إضافية إلى قائمة العقوبات التي تفرضها بلادها منذ العام 2012، على كيانات النظام السوري بهدف تكثيف الضغط لإنهاء الحرب في البلاد. جاء ذلك في بيان صادر عن وزارة الخارجية الكندية.  وأعلنت وزارة الخارجية الكندية أن العقوبات تقضي بتجميد أصول ومنع إجراء تعاملات مع "17 مسؤولا كبيرا في نظام الأسد، وخمسة كيانات لها علاقة باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا." وأوضح البيان أن العقوبات الجديدة تأتي "كرد فعل" على الهجوم الكيميائي، الذي شنة نظام بشار الأسد على مدينة "خان شيخون" أوائل أبريل/ نيسان الجاري، وأسفر عن مئات القتلى والمصابين.  وأوضحت الوزارة أن فرض عقوبات إضافية على المسؤولين الرئيسيين في النظام السوري يبعث رسالة قوية وموحدة للنظام، بأن "جرائم حربهم لن يتم السماح باستمرارها، وأنهم سيحاسبون عليها".

ولم تعلن الوزارة أسماء الشخصيات الجديدة التي شملتها العقوبات. وتأتي هذه العقوبات الجديدة ضد شخصيات نظام "الأسد" رفيعة المستوى، بعد أيام من إدراج أسماء 27 شخصية أخرى إلى قائمة العقوبات الكندية، في أول عقوبات تفرضها على سوريا منذ 2014، حين فرضت أوتاوا عقوبات على 190 شخصية من النظام السوري.  وفي 14 أبريل/ نيسان الجاري، أشار بيان للخارجية الكندية إلى أن من بين الـ27 الذين فرضت عليهم العقوبات، هناك 3 مسؤولين عسكريين من رتب رفيعة سبق أن فرض عليهم الاتحاد الأوروبي عقوبات، وهم اللواءات جودت مواس، وأديب سلامة، وطاهر خليل.

 وتقول كندا إنها أنفقت قرابة 1.6 بليون دولارعلى عمليات الإغاثة وإحلال الاستقرار في دول المنطقة، كما استقبلت 40 ألف لاجؤ سوري على أراضيها.

 

بعد جذورها العربية.. والدتها عارية على Playboy: هذا ما لا تعرفه عن لوبان!

أعلنت السياسية اليمينية الفرنسية المتطرفة مارين لوبان مفاجأةً، على صفحتها الرسمية بموقع تويتر، عندما كشفت أن أصولها مصرية. وأبدت مرشحة "الجبهة الوطنية" للرئاسة الفرنسية، تعاطفها وحزنها على أقباط مصر؛ إذ قالت إن جدتها الكبرى بولين قبطية، وُلدت وعاشت معظم حياتها في مصر.

وقالت لوبان في إحدى تغريداتها: "أريد أن أبدأ حديثي بالإعراب عن التعاطف والحزن لأقباط مصر".

جدتها من محافظة أسيوط

وتعود أصول مارين لوبان إلى عائلة ميكاليف عن طريق جدتها من جهة الأم، تلك العائلة المالطية التي انتشرت في شمال إفريقيا والشام، وهناك تزوجت بعرب ويهود وإيطاليين، بحسب الخبير الفرنسي في أنساب السياسيين، جان لوي بوكارونو. واستقر أحد فروع هذه العائلة في مصر، حيث تزوجت جدة لوبان التي وُلدت في الإسكندرية بشخص فرنسي عام 1907 في القاهرة، والذي كان يعمل مشرفاً في حظائر البناء. وقالت لوبان في إحدى حفلات العشاء التي أقيمت بمصر على هامش زيارتها في عام 2015، إن أم جدتها من جانب أمها وُلدت في محافظة أسيوط بصعيد مصر، في حين عاشت جدتها 20 عاماً في الإسكندرية، بحسب صحيفة LeFigaro الفرنسي. ونُشرت صور لوالدة ماري لوبان وهي عارية تماماً في مجلة بلاي بوي عام 1987، وذلك بعد طلاقها من والد مارين، السياسي الفرنسي الذي اشتُهر برؤاه السياسية اليمينية المتشددة. وكان الهدف من هذه الصور هو النكاية في زوجها ووالد ماري، والذي كان يرى أن الشيء الوحيد الذي تبرع فيه المرأة هو الواجبات المنزلية وأعمال المطبخ. (Huffington Post)

 

الكويت تفرج عن النائب السابق البراك.. وحشود تستقبله

عربي21- عمر النجار/ الجمعة، 21 أبريل 2017 /أطلقت السلطات الكويتية، سراح المعارض البارز، والنائب السابق مسلّم البراك، بعد سنتين قضاها في السجن بتهمة المساس بالذات الأميرية. وحظي البراك باستقبال شعبي كبير، حيث تجمع المئات من أنصاره أمام السجن المركزي لحظة الإفراج عنه.

وقال مسلم البراك في أول تصريحاته إن "الرأي الفردي لم ينفع البلاد، بل دمرها". ودعا إلى أن يكون الشعب مصدر السلطات، في تأكيده على مطالبه التي اعتقل بسببها. وأضاف بأن "التاريخ سيسجن سجّانه". يشار إلى أن محكمة التمييز قضت، في أيار/ مايو 2015، بتأييد حكم الاستئناف بحبس البراك سنتين، بتهمة المساس بالذات الأميرية، على خلفية خطابه الشهير "كفى عبثا" الذي ألقاه في العام 2012. يذكر أن مسلم البراك الذي شغل منصب المنسق العام لائتلاف المعارضة الكويتية، قال في خطابه الشهير حينها مخاطبا أمير البلاد: "لن نسمح لك".

 

هكذا رد الأردن بعنف على تصريحات الأسد بشأن سيادته

عمّان- عربي21/الجمعة، 21 أبريل 2017 /أثارت تصريحات لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، الجمعة، بشأن سيادته الأردن، حفيظة عمان، فانبرت للرد عليها. وعبر وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني عن رفضه لتصريحات الأسد، التي نقلتها وكالة "سبوتنيك" الروسية. واعتبر المومني تصريحات الأسد هجوما على الأردن، وقال إنها "مرفوضة وادعاءات منسلخة عن الواقع ومؤسف أن يتحدث الرئيس السوري عن موقف الأردن وهو لا يسيطر على غالبية أراضي بلاده"، حسبما نقلت عنه وكالة "بترا" الرسمية. ووصف الوزير الأردني كلام الأسد بأنه "منسلخ تماما عن الواقع ويدلل على حجم التقدير الخطير الخاطئ لواقع الأزمة السورية بأبسط حقائقها". وقال إن الأردن في مقدمة "من يوازن الأجندة الإقليمية والعالمية لغالبية أزمات المنطقة بسبب الاحترام الكبير الذي يحظى به، وبما يخدم قضية الشعب السوري والشعوب العربية ويحقن دماء الشعب السوري الشقيق"، مشيرا إلى أن الأسد يعرف ذلك.  وشدد على أن موقف بلاده "القومي والتاريخي" من الأزمة السورية ما يزال ثابتا، إذ "يؤكد أهمية وحدة ترابها ويدعم الحل السياسي فيها ويقف لمحاربة التنظيمات الإرهابية التي اجتاحت أراضيها". وأضاف: "ونعلم تماما أن الشعب السوري الشقيق والعقلاء في سوريا يقدرونه حق التقدير لأنهم يعلمون أننا من يعمل على مساعدة سوريا وإنقاذ الشعب السوري من الأزمة التي يعيشها وحقن دمائه وتلبية حقه في العيش في بلد آمن. ويعلمون أيضا العبء الكبير الذي تحمله الأردن عسكريا وأمنيا واقتصاديا على مدى سنوات الأزمة السورية". وأوضح أن "المعلومات" التي تحدث عنها الأسد "محض ادعاءات لا أساس لها من الصحة أثبتت السنين عدم واقعيتها وحصافتها رغم ترديدها من قبله في مناسبات مختلفة خلال الأعوام الماضية". ودعا المومني رئيس النظام السوري إلى إعطاء الأمل للشعب السوري وجلب الاستقرار لبلاده بدلا من كيل الاتهامات.

 

الرهائن القطريون يصلون الدوحة والأمير يستقبلهم

لندن- وكالات/الجمعة، 21 أبريل /2017/وصل الصيادون القطريون الذين كانوا مختطفين من قبل مليشيات عراقية إلى العاصمة القطرية الدوحة مساء اليوم الجمعة بعد شمولهم بصفقة تبادل أبرمت في سوريا. وكان في استقبال المختطفين أمير قطر الشيخ تميم  بن حمد آل ثاني وعائلاتهم وعدد كبير من المسؤولين القطريين. واختطف القطريون وهم صيادون خلال رحلة لهم في الصحراء العراقية بعد دخولهم بطريقة قانونية عام 2015 ومنذ ذلك الحين تبذل العديد من المساعي سرا من أجل الإفراج عنهم وإعادتهم لبلادهم. وكان المسلحون الذين لم تعرف الجهة التي ينتمون إليها أفرجوا عن الرهائن القطريين ومن بينهم أفراد من الأسرة الحاكمة بعد احتجازهم لمدة 16 شهرا. وقالت الداخلية العراقية إنها تسلمت 26 صيادا قطريا من مختطفيهم، مشيرة إلى أنه سيتم تسليم المفرج عنهم إلى سفير الدوحة في العراق بعد عمليات تحقيق وتدقيق أمني. وقال المستشار الإعلامي لوزير الداخلية وهاب الطائي، في بيان، إن "الداخلية تسلمت الصيادين القطرين المختطفين، وتقوم حاليا بعمليات التدقيق والتحقق من المستمسكات (مستندات الهوية) الرسمية والجوازات وكذلك التصوير وأخذ البصمة لكل صياد". ولم تكشف الداخلية العراقية عن الجهة المسلحة التي سلمتها الصيادين القطريين المختطفين أو تفاصيل عملية الإفراج عنهم. وأوضح الطائي، أنه "سيتم تسليم القطريين إلى سفير الدوحة لدى بغداد". من جهته، قال إسكندر وتوت، عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، إن "عملية الإفراج عن المختطفين القطريين جرت بسرية تامة بين رئاسة الوزراء ووزارة الداخلية العراقيتين". وذكر أن "هناك معلومات تشير إلى دفع مبالغ مالية لقاء الإفراج عن المختطفين، وهناك أنباء أخرى تشير إلى أن عملية الإفراج عن المختطفين تمت بعملية تبادل لأشخاص تابعين لأحد الأحزاب الإسلامية، لكن حتى الآن لا يوجد شيء مؤكد لأن المعلومات في غاية السرية"، الأمر الذي لم يتسنّ التأكد منه من السلطات القطرية أو العراقية. وأفادت تقارير على مدى الأشهر الماضية، بأن كتائب "حزب الله" العراق، وهي فصيل شيعي مسلح على صلة وثيقة بإيران، كانت هي الوسيط بين الجهة المحتجزة وبين المفاوضين القطريين. فيما أشارت وسائل إعلام سعودية إلى أن قطر دفعت مبلغ مليار دولار مقابل إطلاق سراح المختطفين، وهي معلومات لم تؤكدها أو تنفها أي جهة رسمية حتى اليوم. وذكرت صحيفة "غارديان" البريطانية أن قطر أسهمت في الوساطة في إبرام صفقة إجلاء مدنيين ومقاتلين من أربع بلدات محاصرة في سوريا قبل أيام في مقابل إطلاق سراح باقي الصيادين. وقال دبلوماسي عربي في الدوحة إن أشهرا من المفاوضات دارت بشأن الخطف بين إيران وقطر وحزب الله الشيعي اللبناني.

 

إثارة ملف الكيميائي مقدمة لتصعيد بسوريا أم تحسين لشروط التفاوض

العرب/22 نيسان/17/دمشق - يتواصل ملف الكيميائي السوري في التفاعل رغم مرور أكثر من أسبوعين على الهجوم الدموي في خان شيخون في ريف إدلب (شمال غرب سوريا) والذي توجهت أصابع الاتهام فيه إلى نظام الرئيس بشار الأسد.

وتتقدم الولايات المتحدة الأميركية الدول التي تتهم النظام السوري بالإبقاء على مخزون من المواد الكميائية، رغم الاتفاق الذي تم في العام 2013 وقضى بتدمير ذلك المخزون. وترى روسيا أن عودة هذا الموضوع إلى الواجهة وبهذا الشكل يحمل بين طياته أهدافا سياسية وحتى عسكرية تتصل بوجود توجه لإحياء فكرة إسقاط النظام، بعد أن خف الحديث عنها طيلة الأشهر الماضية. وأكد وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس خلال زيارة قام بها إلى إسرائيل الجمعة أن النظام السوري احتفظ ببعض أسلحته الكيميائية “دون شك”، محذرا الرئيس بشار الأسد من استخدامها.

وتأتي تصريحات ماتيس في بداية زيارة استمرت يوما واحدا التقى خلالها مسؤولين إسرائيليين أيدوا بشدة الضربة الأميركية الأخيرة على قاعدة الشعيرات الجوية في سوريا ردا على الهجوم الكيميائي على خان شيخون التي راح ضحيتها العشرات من المدنيين. محمد صبرا: لا أظن أن التصعيد العسكري في سوريا ضمن خيارات الإدارة الأميركية

وقال ماتيس خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإسرائيلي إفيغدور ليبرمان “الأهم هو أن المجتمع الدولي يعتقد دون أي شك بأن سوريا احتفظت بأسلحة كيميائية في انتهاك لاتفاقها وإعلانها أنها سلمتها كلها”. وأضاف أن ذلك يعد “انتهاكا لقرارات مجلس الأمن الدولي وسيتوجب التعامل معه دبلوماسيا وسيكونون مخطئين إذا حاولوا استخدامها ثانية. لقد وضحنا ذلك بشكل جلي من خلال الضربة التي وجهناها”. وأشار إلى أن الجيش السوري “أعاد نشر طائراته خلال الأيام القليلة الماضية” تجنبا لضربها مجددا في حال تجمعها في مكان واحد.ووفق مسؤول عسكري، تقدر إسرائيل أن نظام الأسد لا يزال يملك “عدة أطنان” من الأسلحة الكيميائية. وتفيد تقارير إعلامية إسرائيلية أن كميتها تتراوح بين طن وثلاثة أطنان. ورفض ليبرمان كذلك خلال المؤتمر التعليق على هذه التقديرات. وجدد الأسد الجمعة نفيه للاتهامات بأن قواته استخدمت أسلحة كيميائية ضد خان شيخون في الرابع من أبريل، متهما تركيا بالوقوف خلف الأمر. ولفت إلى أن “الطريق الوحيد كي يُحضر الإرهابيون الأموال، والأسلحة، وكل أشكال الدعم اللوجستي، والمجندين، وهذا النوع من المواد هو من خلال تركيا. ليس لديهم أي طريق آخر يستخدمونه للقدوم من الشمال. وبالتالي، فإن المصدر هو تركيا مئة بالمئة”.ويصر الأسد على أن نظامه سلم كل مخزونه من الأسلحة الكيميائية عام 2013 بناء على اتفاق رعته روسيا لتجنب ضربة عسكرية ضد دمشق هددت بها واشنطن حينها، على خلفية هجوم مماثل لخان شيخون في الغوطة الشرقية.

وفي تصريحات لـ“العرب” اعتبر كبير المفاوضين في وفد المعارضة السورية إلى جنيف محمد صبرا أن إثارة موضوع الأسلحة الكيميائية ليست جديدة وتعود إلى العام 2016 بيد أن التركيز عليه جاء نتيجة الهجوم الوحشي على خان شيخون.

واستبعد أن تتجه الأمور إلى تصعيد عسكري بين واشنطن والنظام السوري، مضيفا “لا أظن أن ذلك ضمن خيارات الإدارة الأميركية في هذا الوقت”.بدوره قال الرائد أبوأسامة حسن إبراهيم رئيس المكتب السياسي لجبهة ثوار سوريا لـ“العرب”، “لا أعتقد أن واشنطن تخطط لتغيير النظام، فأولوياتها هي محاربة تنظيم داعش، وإخراج إيران من سوريا وإنشاء مناطق آمنة، وهذا سيعطي نتيجة حتمية وهي سقوط الأسد في نهاية المطاف”.

أبوأسامة حسن إبراهيم: أولويات واشنطن هي محاربة داعش وإخراج إيران من سوريا

وتنظر دمشق وحلفاؤها إلى عملية التصعيد السياسي الغربي والتركيز على الملف الكيميائي من منطلق “نظرية المؤامرة”، حيث تعتبر أن هذا الأمر هو تمهيد لعمل تصعيدي خطير في سوريا، ولا تستبعد أن يكون عسكريا. وأكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مؤتمر صحافي جمعه مع نظيره الصيني وانج يي أن ما تقوم به الولايات المتحدة وحلفاؤها في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية يهدف إلى تغيير النظام في سوريا. ونقلت شبكة “روسيا اليوم” الإخبارية عن لافروف قوله إن رفض إرسال بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى إدلب هو محاولة لإجهاض تنفيذ قرار مجلس الأمن بشأن سوريا، مضيفا أن هذه الأعمال تثير القلق.وتابع لافروف “أعتقد بأن هذا وضع خطير للغاية، لأنه من الواضح اليوم أن المعلومات الكاذبة حول استخدام الحكومة السورية للسلاح الكيميائي تستخدم للتراجع عن قرار 2254، الذي ينص على تسوية سياسية بمشاركة كافة الأطراف السورية، والعودة إلى الفكرة بشأن تغيير النظام، وأنا على قناعة بأنه يجب ألا نسمح بحدوث ذلك”. وفي مقابل القناعة المتزايدة لدى الأطراف المتحالفة مع الأسد بشأن دوافع إثارة الملف الكيميائي، يرى محللون أنه لا يمكن تجاهل فرضية أن يكون الأمر مرتبطا بتحسين شروط التفاوض مع موسكو خاصة. ولفت المحللون إلى تأجيل الولايات المتحدة لاجتماع دعت إليه موسكو في جنيف مؤخرا، وهذا يندرج في سياق حرب الأعصاب بين القوتين.ويعتبر هؤلاء أن واشنطن تعمل على تصعيد الموقف مع روسيا في سوريا في سياق الرغبة في تحسين شروط التفاوض معها، حيث أن إدارة ترامب ترفض أي حل سوري يتم على حساب مصالحها وحلفائها الإسرائيليين على وجه الخصوص.وتطالب الولايات المتحدة أساسا بضرورة إنهاء الوجود الإيراني في سوريا، وإقامة مناطق آمنة في شرق سوريا وجنوبها، وقد كان هذا الموضوع محورا رئيسيا في مباحثات وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس مع المسؤولين الإسرائيليين.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

يستمر المجلس مجدداً: عند "الحل" لا عند "الشغور"؟!

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/السبت 22 نيسان 2017

منذ استخدام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون صلاحياته الدستورية بتجميد عمل المجلس النيابي شهراً بموجب المادة 59، لم يطل الجدل في تفسيرها فطُوي سريعاً، ليُفتتح في الكواليس حول الظروف التي "يستمر فيها المجلس في ممارسة سلطاته"، وهل هو ممكن في حال الشغور ما لم تُجرَ الإنتخابات وفق القانون النافذ في مهلة 3 أشهر؟ فماذا يقول الدستور وبموجب أيّ مواد يقوم المجلس؟ مهما تعددت الآراء في خطوة رئيس الجمهورية الدستورية الاخيرة بـ "تجميد عمل مجلس النواب في مهلة لا تتعدى شهراً واحداً" فقد طُوي الجدل سريعاً وأيقن الجميع أنّ هذه الصلاحية ما زالت له تلازم شخصه، ولا تنتقل الى أيّ طرف آخر ولا يشاركه فيها أحد بموجب مادة وُضعت في دستور 1926 ولم تُمَس يوماً طوال العقود التي تلت صدور أوّل دستور للجمهورية اللبنانية ولا في "إتفاق الطائف" ولا بعده.

حسناً فعل الجميع مسؤولون ودستوريون وسياسيون، فقد سلّموا بالخطوة الدستورية للرئيس ولم يناقشها أحد في العلن. واكتفى بعض المغالين في الإدعاء والحرص معاً تارة على صلاحيات رئيس الحكومة وطوراً على صلاحيات رئيس مجلس النواب بتقديم تفسيرات وشروحات لم تخرج من بعض القاعات والمكاتب المقفلة فدُفنت في مهدها. ولكن على ما يبدو أنّ البحث ما زال جارياً في بعض المواد الدستورية التي تحكم المرحلة المقبلة قياساً على حجم الخيارات المختلفة المطروحة بتناقضاتها والتي ما زالت موضعَ أخذٍ وردّ وتفسيرات دستورية وقانونية مختلفة.

ومن هذه المواد التي تخضع للنقاش ما يتصل بالمرحلة المقبلة التي تلي فترة تجميد عمل مجلس النواب، في حال أُنجز القانون الجديد للإنتخاب الذي ستُجرى على أساسه الإنتخابات النيابية المقبلة أو العكس، وما يمكن أن يُتخذ من ترتيبات وإجراءات قانونية ودستورية وفق الخيارات المختلفة وخصوصاً تلك التي تطاول التمديد لمجلس النواب ريثما تُجرى هذه الإنتخابات، أو في حال حَلّ الشغور فيه بعد رفض التمديد له وعدم التفاهم على قانون إنتخابي.

في كواليس المناقشات الجارية لمرحلة التمديد للمجلس أو عدمه كثير من الحديث عن الشغور النيابي أو عدمه في اعتبار أنّ المجلس يمكن أن يستمرّ في سلطاته مجدّداً في حال الشغور النيابي وما لم تُجرَ الإنتخابات في غضون ثلاثة أشهر من نهاية الولاية، وهو أمر ما زال مدار نقاش بين رجال الدستور وتتناقض الآراء حيال هذه النقطة بالذات ويمكن الحديث عن رأيين في هذا المضمار:

- الرأي الأول يفيد أنه وفي حال رفض التمديد للمجلس النيابي كما يقول رئيس الجمهورية من دون إنجاز قانون إنتخاب فإنّ مجلس النواب سيستمرفي سلطاته مجدداً في غضون ثلاثة أشهر ما لم تُجرَ الإنتخابات على أساس القانون النافذ وهو قانون الـ 25 /2008 المعروف بقانون الدوحة الذي كان قانون الستين معدّلاً.

ـ الرأي الثاني يقول إنّ الشغور النيابي حتميّ فجر 20 حزيران المقبل طالما أنّ التمديد الثاني للمجلس قال بنهاية الولاية ليل 19 ـ 20 حزيران المقبل ما لم يتم التمديد وما لم يُقَرّ قانون الإنتخاب الجديد لتُجرى على أساسه الإنتخابات المقبلة بعد تحديد فترة التمديد التقني للمجلس النيابي، ولذلك فإنّ قيامة المجلس الحالي غيرُ ممكنة. كلا الرأيين يتطلّع الى مضمون المادة 25 من الدستور المعدّلة بالقانون الدستوري الصادر بتاريخ 21 / 1 /1947 والتي لم تُمَس في التعديلات الدستورية التي أُقِرّت في "الطائف". وهي تقول ما حرفيّته: "إذا حُلّ مجلس النواب وجب أن يشتمل قرار الحَلّ على دعوة لإجراء انتخابات جديدة وهذه الانتخابات تجرى وفقاً للمادة 24 وتنتهي في مدة لا تتجاوز الثلاثة أشهر". وبالعودة الى المادة 24 من الدستور يتبيّن أنّ الحاجة اليها تبرز من خلال ما تنص عليه الفقرة الأولى منها وهي: "يتألف مجلس النواب من نواب منتخبين يكون عددهم وكيفية انتخابهم وفقاً لقوانين الانتخاب المرعيّة الإجراء".

وهذا يعني أنّ إجراء الإنتخابات بعد 20 حزيران المقبل سيتمّ وفق القانون النافذ في حال لم يُقَرّ قانون جديد. وتأسيساً على ما تقدّم يظهر الخلاف جلياً عندما ربط أصحاب الرإي الأول مضمون المادة 25 بمضون المادة 55 من الدستور التي قالت ما حرفيّته في فقرتها الأخيرة: "(...) وفي حال عدم إجراء الانتخابات ضمن المهلة المنصوص عنها في المادة الخامسة والعشرين من الدستور (مهلة الأشهر الثلاثة) يُعتبر مرسوم الحلّ باطلاً وكأنه لم يكن ويستمر مجلس النواب في ممارسة سلطاته وفقاً لأحكام الدستور". وعلى هذه الخلفيات الدستورية يمكن حصرُ الخلاف القائم بين الرأيين في حالتي "حلّ المجلس" أو "الشغور النيابي" وهما حالتان مختلفتان في الشكل والمضمون. فأصحاب الرأي الأول لديهم البديل في تفسير المادة 55 من الدستور والذي يحاكي حالة "حَلّ المجلس النيابي" وليس الشغور. أما أصحاب الرأي الثاني فلا يمتلكون حلّاً بديلاً يحاكي حال الشغور ولديهم الإقتناع الكافي تجاه هذا الموقف فليس في المواد الدستورية كافة المُشار اليها ( 24 و25 و55) ما يؤدّي الى معالجة وضع "الشغور النيابي" كالحال التي سنعيشها كما هو متوقع في 20 حزيران المقبل ما لم يتوصل المعنيون الى قانون إنتخابي جديد ليتوقف الجدل حول طريقة "قيامة المجلس النيابي الحالي" مجددا. وحيال هاتين الحالتين يتوقع المراقبون أن يتجدّد الجدل الدستوري في هذه النقاط قريباً ما لم تصحّ توقعات رئيس الجمهورية ومعه رئيس الحكومة قبل نهاية الولاية النيابية. وعليه ستُطرَح الأسئلة المنطقية التالية: لمَن ستكون الغلبة في النتيجة؟ ولأيّ رأي؟ وهل سنكون أمام جدل دستوري من هذا النوع لا تُعرف تردداته السياسية من الآن؟ وهل من السهل معرفة النظرية التي ستنتصر في نهاية المطاف؟

 

مسعى لـ«سلّة دائمة»: «نسبيّة» ومجلس شيوخ؟

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/السبت 22 نيسان 2017

مسعى جديد، وربما أخير، يبذله بعض الأطراف قبل الساعة صفر للتمديد، بات في متناوَل غرف التفاوض المغلقة، وبين يدَي رئيس مجلس النواب نبيه بري وبعلم قوى سياسية مشارِكة في الحكومة ودفعها. هذا المسعى ينطلق من مفهوم الحلّ الشامل والدائم، المرتكز على استكمال تطبيق «إتفاق الطائف»، بما لم يُطبَق منه، أي الاتفاق على كل شيء، لمرة واحدة ودائمة. وفي المعلومات أنّ هذا المسعى يرتكز على الآتي:

اولاً: الاتفاق على قانون نهائي للانتخاب، يؤمّن التمثيل بالنسب المقبولة والمطمئنة لجميع الطوائف، على أن لا يتم إلغاء المناصفة في مجلس النواب، بل الإبقاء عليها، لكن من ضمن قانون يراعي التمثيل، وهي أفكار تضمّنتها مبادرة الرئيس سعد الحريري (منذ سنوات) التي حدّد فيها رؤيةً للخروج من أزمات التعطيل الرئاسي والنيابي.

ثانياً: فُهم من طرح القانون أنه يرتكز على النسبية الكاملة، وفق صيغة ترضي الثنائي «العوني»ـ «القواتي» أي نسبية الـ15 دائرة، التي سبق أن اتُفق عليها في بكركي، والتي يؤيّدها حزب الكتائب. ويمكن القول إنّ هذه الصيغة وُضعت على طاولة التفاوض، لكن ليس بمعزل عن الاتفاق الكامل على تطبيق الطائف والأبرز منه إنشاء مجلس الشيوخ، وتحديد رئاسته وهيكليته ومهماته وصلاحياته.

ثالثاً: يقوم مسعى السلة المتكاملة، على البحث في إنشاء مجلس الشيوخ بنحوٍ متزامن مع الموافقة على قانون النسبية، وهذا المجلس يُفترض أن يُنتخب وفق الطريقة الأرثوذكسية، أي بالانتخاب المباشر من الطوائف والمذاهب، لكي يكون هو مجلس ضمانات الهواجس المتفلّتة، وحارس الثوابت الكيانية، ومطمئن الخائفين، ولن يكون اتفاق على قانون الانتخاب إلّا بعد الاتفاق على إنشاء مجلس الشيوخ، وتحديد رئاسته، بعد التوافق مع الطائفة الدرزية، على تبادل أو تفاهم ضمن هرميات السلطة.

حتى الآن الاتصالات مستمرة، لمعرفة نسبة حظوظ هذا المسعى، علماً أنّ مَن يقومون به، يدركون أنّ محاولة تطبيق ما تبقى من «اتفاق الطائف» غير متيسّرة في مهلة عشرين يوماً، كذلك يدركون أنّ كل التراكم السلبي الذي نتج من تعثّر الاتفاق على قانون الانتخاب، لن يُحَل بكبسة زر، لكن على رغم من ذلك يعتقدون أن لا بأس من المحاولة.

ومن البديهي القول إنّ المسعى الجديد والجدي، الذي قفز به أصحابه فوق صيَغ وزير الخارجية جبران باسيل، واضعين النسبية الكاملة بدوائرها الـ 15 على الطاولة، من ضمن «زواج ماروني» مع إنشاء مجلس الشيوخ، سيكون أمام تحدي اختبار «فيلتر» حزب الله الذي علقت فيه صيَغ باسيل المتتالية، وهنا يبرز دور رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يعدّ مبادرته، وهي مبادرة يمكن أن تأخذ محتوى هذا المسعى مع إضافات غير معروفة.

ويرى هؤلاء أنّ هذا المسعى سيكون الاختبار الحقيقي لحزب الله، فإذا كان جاداً في السعي لانتخابات نيابية، وللخروج من مأزق وطنيٍّ آتٍ حتماً، فسيتّجه الى القبول بهذه الأفكار والعمل لترجمتها اتفاقاً، وإذا لم يفعل، فهو سيكون كمَن وقع على كشف نيّات، يبدأ من رغبة دفينة لديه بالتمديد للمجلس النيابي الحالي، ولا ينتهي برغبة أخرى للوصول إلى الفراغ، الذي يعني القضاء على دستور «الطائف» وإعادة البحث في توازنات النظام، وتحضير طاولة قصر بعبدا لاستضافة أوّل مؤتمر تأسيسي، بعد 27 عاماً من عمر «اتفاق الطائف»، حيث لن يُستبعد على هذه الطاولة أيّ طرح، من المثالثة الى توزيع المواقع بين الطوائف داخل هرمية الدولة. وفي الانتظار فإنّ الأيام القليلة ستعطي الجواب، إذ لم يتبقّ من مهلة 15 أيار إلّا القليل، في ظلّ شلل في السلطة التنفيذية تَمثل في تغييب جلسات مجلس الوزراء، وفي ضياع كلّ الآمال التي وُضعت في التسوية الرئاسية.

 

قراءات في "الغارة الإعلامية" لـ «حزب الله»

ناصر شرارة/جريدة الجمهورية/السبت 22 نيسان 2017

"الغارة الاعلامية" التي نفذها «حزب الله» في جنوب لبنان على الحدود مع اسرائيل، تقصّدت إيصال غير رسالة في وقت واحد، أبرزها، بحسب تحليل محافل ديبلوماسية غربية، يقول انها موجهة الى قاعدته الشعبية التي تسرّبَ الى مسامعها في الآونة الاخيرة كثير من السيناريوهات التي تتحدث عن إمكانية ولادة اقتناع لدى اسرائيل مفاده أنّ الحزب أنهكته الحرب في سوريا وساهمت في تشتيت قواه، ولذلك قد تبادر الى استغلال وَهنه العسكري لتوجيه ضربة له في لبنان. وفي رأي هذه المحافل، انّ الحزب نفّذ غارة اعلامية على الحدود اللبنانية مع اسرائيل، ليقول لقاعدته الشعبية: "أنظروا ماذا تفعل اسرائيل وراء الحدود فهي تبني التحصينات لحماية جنودها وتحسّباً من قيام الحزب بضربها في عمقها الميداني". هذه الرسالة تريد رفع معنويات قاعدة الحزب الاجتماعية والاشارة بالصورة والصوت من الميدان الى انّ جانب الحزب من منظار اسرائيل لا يزال مُهاباً، بل اكثر مهابة من أيّ وقت مضى.

الى هنا قراءة المحافل الغربية لرسالة الحزب كما تجسّدت امس الاول من خلال تنظيمه زيارة اعلامية لاستطلاع ما تقوم به اسرائيل من تحركات عسكرية وراء خط وقف العمليات العدائية في الجنوب، وقد سمّاها البعض "استعدادات هجومية"، فيما الحزب عرض لها أمام الاعلام بصفتها اجراءات تحصينية تظهر تسليم اسرائيل بعجزها العسكري عن تنفيذ ايّ حرب ضد الحزب.لا شك انّ في الحزب، بحسب مصادر لبنانية، من أراد من هذه "الغارة الاعلامية" توجيه رسائل اخرى في غير اتجاه، اهمها إحباط ما يعتبره بروز موجة رهانات لدى لبنانيين على "مرحلة ترامب" المتّسِمة بأنها تعلن التوجه الى ضرب النفوذ الايراني في دول المشرق، في سوريا والعراق ولبنان. الحزب في رسالته من الجنوب اراد القول "نحن جاهزون للمعركة"، والوقائع تظهر انّ اسرائيل تتحصن دفاعياً داخل معادلة النزاع المفتوح مع «حزب الله»، وعليه ليس هناك صدقية للعودة الى بورصة رهانات انتظار ضعف الحزب.

ما تقدّم يظهر انّ "الغارة الاعلامية" هي جزء من لجوء «حزب الله» الى استخدام مدفع في ترسانة حربه النفسية متعدد الفوهات الداخلية والاسرائيلية والاقليمية. ولكن ابعد من موجبات الحرب النفسية وتشعباتها الداخلية والاسرائيلية المهمة، توجد ايضا معطيات أخرى حتّمت هذه الجولة الاعلامية التي كان الحزب يعرف مسبقاً انها ستستدرج انتقادات لبنانية ضدها:

ـ أولى هذه المعطيات تتصل بقراءة «حزب الله» لـ"مرحلة ترامب"، بكلام آخر تحسبه الى حقيقة انّ الرئيس الاميركي الجديد هو كتاب غير مقروء، ومن المغامرة الاعتقاد بجزم أن في الامكان توقع خطوته التالية. وعليه يظل السؤال وارداً: "هل يغامر ترامب في مكان ما ضد الحزب؟ وهل يساير اندفاع اسرائيل للقيام بمغامرة عسكرية في لبنان؟.آخر قراءة منقولة عن اعلى المراجع في الحزب تعود الى فترة وجيزة خَلت، وتتعلق بالاجابة عن اسئلة حول ما اذا كانت هناك انعكاسات سلبية على لبنان ستحدث نتيجة عودة النزاع الايراني ـ الاميركي في المنطقة الى مربعه الاول، لم تكن متشائمة، مع ملاحظة انّ هذه القراءة حصلت قبل القصف الاميركي لمطار الشعيرات، واستبعدت الى حد كبير جداً ان تكون هناك انعكاسات سلبية لتدهور العلاقة الايرانية ـ الاميركية في المنطقة، على لبنان، والمرجح ان يبقى لبنان في مناخ سلاسة الهدوء الامني النسبي السائد. ـ ثانياً، الهجمة الاميركية المتوقعة على ايران، ستظل محكومة تحت سقف معادلة تصعيد محسوب لأنّ الاميركيين يعرفون انّ اطراف محور المقاومة هم على الارض اقوى من الاميركيين، سواء في العراق او في سوريا او حتى في لبنان.

ـ ثالثاً، «حزب الله» في الموضوع الداخلي وفي شأن قانون الانتخاب العتيد، سيعمد الى مراعاة هواجس المكونات اللبنانية وزعمائها، ولكنه لن يتخلى عن حقوق حلفائه في الطوائف الأخرى بالتمثُّل في مجلس النواب وذلك عبر انتاج قانون انتخاب يضمن هذا الامر.

والسؤال الذي يطرح نفسه على هذا الصعيد، هو: هل أدّت ضربة ترامب لمطار الشعيرات الى تغيير في قراءة الحزب للوضع في المنطقة، وبالتالي انعكاسات أزمتها الذاهبة الى التصعيد، على لبنان؟

لا تتوافر بعد اجابة شافية عن هذا السؤال، ولكن الأكيد انّ تدخّل «حزب الله» العسكري في سوريا، خلق ترابطاً عسكرياً عضوياً، بين جبهتين يوجد لإيران و«حزب الله» انتشار استراتيجي فيهما، الاولى الجبهة القائمة في جنوب لبنان والثانية الجبهة الآخذة في التشكل في جنوب سوريا.

وتكشف أحدث المعطيات على هذا الصعيد عن تبلور مسعى اميركي لحشد اقليمي ودولي تحت رعايته، وذلك انطلاقاً من الاردن الذي يملك، بالاضافة الى اسرائيل، حدوداً طويلة مع جنوب سوريا. والهدف المعلن لذلك الحشد هو خوض حرب لإخراج "داعش" من منطقة الجنوب السوري، اما الهدف المضمر فهو ايضاً اخراج كل التعبيرات العسكرية الايرانية وعلى رأسها «حزب الله».هناك خشية من ان تبدأ الحرب المقبلة ضد «حزب الله»، في جنوب سوريا، وان يواجه خلالها الحزب التحالف الدولي وليس اسرائيل مباشرة. وثمة استنتاج يخشى من انّ الحرب في جنوب سوريا قد تتدحرج الى جنوب لبنان، بحيث تصبح اسرائيل طرفاً مباشراً فيها، وتصبح تعقيدات إبعاد ايران عن الحدود السورية مع اسرائيل أصعب ما يهدد بحرب إقليمية تنقل النار السورية الى المنطقة كلها. قبل نحو ثلاثة اسابيع تسربت معلومات تفيد انّ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو فاتَح موسكو بمبادرة وافقت بموجبها اسرائيل على عودة الجيش السوري الى خط الهدنة مع الجولان المحتل، شرط ضمان إبعاد «حزب الله» عشرة كيلومترات الى الوراء عن الحدود السورية ـ الاسرائيلية. دمشق رفضت المبادرة لأنها ليست في وارد القبول بأيّ عودة مشروطة لجيشها الى مواقعه عند الحدود مع الجولان المحتل. ومنذ ايام عدة نفذت طائرات عراقية غارات على منطقة البوكمال السورية حيث قواعد لـ"داعش". هذه الغارات تضمنت هدفاً سياسياً وليس عسكرياً، وهو اعلان انّ بغداد لا تزال ضمن محور ايران الممتد من طهران فالعراق فسوريا فلبنان.

وانّ خطط ترامب واسرائيل للفصل بين خطوط إمداد هذا المحور، لعزل سوريا عن ايران والعراق وذلك عند نقطة البوكمال على الحدود السورية ـ العراقية، ليست مقبولة وستتم مقاومتها. واللافت انّ رسالة حكومة العبادي وجِّهَت بوسائل عسكرية، تماماً كما كان لافتاً انّ رسالة "الحزب" توسّلت السلاح الاعلامي للتأشير الى انّ جبهة ترامب في جنوب سوريا لديها خاصرة ضعيفة في جنوب لبنان. وفي المختصر انه مع اتجاه واشنطن الى المضي في مشروع قطع أواصر الصلات بين دول المحور الايراني يؤكد هذا المحور في المقابل "وحدة جبهاته في المشرق" وتصميمه بكل اطرافه على القتال لإبقائها مفتوحة بعضها على بعض.

 

صيغة بري: «نسبيّة» تُحسِّن التمثيل المسيحي

طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية/السبت 22 نيسان 2017

لا جديد ملموساً بعد على صعيد قانون الانتخاب العتيد، بعد المرحلة التي أطلقها القرار الرئاسي بتجمّد جلسات مجلس النواب الى 15 ايار المقبل وهو اليوم الذي سيكون موعد اول جلسة للمجلس بعد انتهاء فترة التجميد. لكنّ البحث عن هذا القانون في كومة مشاريع القوانين الانتخابية مستمر بغية «جوجلة» مشروع منها يرضي الجميع.هذه الجوجلة يجريها بالدرجة الاولى رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي سيطرح الاسبوع المقبل صيغة مشروع قانون انتخاب، تؤكد المعلومات انه يعتمد النسبية الكاملة، خصوصاً انه امضى اوقاتاً طويلة في الاسابيع والاشهر القليلة مدقّقاً في الصيغ المختلفة لقوانين النسبية التي طرحت هنا وهناك، ومدققاً تحديداً في مدى تأثير الصوت المسيحي في هذه الصيغة او تلك على المقاعد النيابية المسيحية، ومركزاً أكثر فأكثر على صيغة قانون انتخابي تأخذ في الاعتبار تحسين التمثيل المسيحي في مجلس النواب من خلال تحكُّم اصوات الناخبين المسيحيين بالمقاعد النيابية المسيحية.

وحسب بعض المتابعين لحركة بري انه يتجه الى عقد مؤتمر صحافي يشرح فيه كل التفاصيل المتعلقة بالصيغة التي سيطرحها لقانون الانتخاب، مفنّداً ما يمكن أن تفضي اليه في حال اعتمادها.

وحسب هؤلاء المتابعين للملف الانتخابي، فإنّ حجم الدوائر الانتخابية وبعض التفاصيل التقنية الأخرى ما زال موضع أخذ ورد بين المعنيين، ولكن

الامور تتجه لتأمين التوافق الفعلي على قانون يعتمد النسبية الكاملة لما توفّره من عدالة التمثيل وشموليته للبنانيين في مجلس النواب، حسبما تقضي وثيقة الوفاق الوطني المعروفة بـ»اتفاق الطائف».

على انّ المعلومات التي ترشح من هنا وهناك، فإنّ البحث يتقدم في اتجاه اعتماد الدوائر الوسطى التي قد تحظى بقبول المسيحيين. وفي هذا السياق فإنّ ثنائي حركة «أمل» و»حزب الله» طرح ويطرح صيغاً مختلفة لقانون انتخاب يعتمد النسبية الكاملة على اساس تقسيم لبنان الى 13 دائرة انتخابية، اي مشروع حكومة الرئيس نجيب ميقاتي معدلاً. ويؤكد بعض المشاركين عملياً في ورشة توليد القانون الانتخابي، انّ المشروع التأهيلي قد سقط عملياً، على رغم محاولات الوزير جبران باسيل لإعادة إنعاشه، وانّ المتمسّكين بالقانون الذي يعتمد النسبية الكاملة باتوا واثقين من أنّ الفرصة الحقيقية باتت لهذا القانون من دون سواه، مشيرين الى انّ موضوع إنشاء مجلس الشيوخ الذي طرحه بعض الاطراف جزءاً من حل لأزمة قانون الانتخاب قد سحب من التداول نهائياً، وبدا في الاجتماعات الاخيرة بين المعنيين أنّ طرحه لم يعد مقترناً بالتوصّل الى قانون انتخابي جديد حسب ما كان البعض قد طرح، وإنما بات البعض يتحدث عنه من زاوية المطالبة باستكمال تنفيذ ما تبقى من بنود «إتفاق الطائف». علماً أنّ إنشاء مثل هذا المجلس ليس بالسهولة التي يعتقدها البعض، بدليل أنّ المادة 22 من الدستور التي تقضي به تشير الى انه لا يتألف الّا «بعد انتخاب اول مجلس نيابي على اساس وطني لا طائفي»، وانتخاب مثل هذا المجلس لا يتحقق الّا بعد إلغاء الطائفية السياسية وفق المندرجات التي حددتها المادة 95 من الدستور والتي لم ينفذ منها الّا بند المناصفة بين المسيحيين والمسلمين في المناصب والمراكز في المؤسسات الدستورية والعامة وكذلك في الوظائف العامة من الفئة الاولى الى بقية الفئات.

ولذلك، وفي انتظار موعد 15 أيار، فإنّ الاوساط السياسية على اختلافها منقسمة بين متفائلة ومتشائمة، فالمتفائلة تتوسّم خيراً من المبادرة ـ الصيغة التي سيطرحها بري الاسبوع المقبل والتي يحرص من الآن على تأمين مروحة توافق واسعة عليها، لأن لا مصلحة للبلد في الوصول الى تمديد جديد لمجلس النواب، او الى الفراغ الذي قد لا تحمد عقباه. امّا الاوساط المتشائمة فإنها تتداول افكاراً سوداوية تثير الخوف على مستقبل البلاد ومؤسساتها، وبين هذه الاوساط مراجع سياسية كبيرة تعتبر انّ دخول البلاد في فراغ نيابي قد يَستجرّ فراغات أخرى لأن ليس في الدستور ما يشير الى طريقة يعالج فيها هذا الفراغ على عكس الحال عند حصول فراغ رئاسي او حكومي.

 

موقف الرئيس عون صحيح وقد يصبح مخطئاً

  شبلي ملاّط، سعود المولى، أنطوان قربان/النهار، 20 نيسان 2017

 الهاوية الانتخابية: في المبدأ الدستوري

  لبنان مرة أخرى على حافة الهاوية. كما كان متوقعاً من أداء السياسيين المزمن، حلّت الهاوية الثالثة من المأزق الدستوري بجمهوريتنا. جاءت الهاوية الأولى في الفراغ الرئاسي الذي استمر أكثر من عامين، تبعها مأزق تشكيل حكومة استغرق شهرين رغم دفع انطلاقة العهد الجديد. للمرة الثالثة نحن غير قادرين على المضي قدماً في الانتخابات البرلمانية المرسومة دستوريا

.للخروج من المأزق، لا بدّ مجدداً من العودة إلى الدستور لتحديد الموقف الصحيح.

 المبدأ الأول راسخ في أهمية الانتخابات الدورية في الجمهورية. كانت سابقة التمديد الذاتي غير دستورية، ومن المؤسف أن صادق عليها المجلس الدستوري. الدستور لا يسمح بتأجيل الانتخابات.

 المبدأ الثاني أنه ليس هناك من فراغ دستوري في ظل غياب قانون جديد. يتمّ تطبيق القانون النافذ مهما كانت عيوبه. إذا فشل أعضاء المجلس في الاتفاق على قانون جديد بإجماع الكتل الرئيسية، يبقى القانون الحالي هو النافذ. وإذا كان إجماع الكتل الرئيسية غير عملي، لا شيء يمنع النواب من التصويت على قانون جديد بالأغلبية. فإذا نجحوا في إقراره، يطبّق القانون الجديد. أمّا إذا فشلوا، فالقانون الحالي نافذ. المسألة ليست معقدة، ولا حاجة للتمديد كما لا عبرة للفراغ، فالدستور جليّ واضح دارئٌ للتعطيل في ثبات هذين المبدأين. بعبارة غسان تويني المأثورة، مفهوم؟

لا يعجبني قانون عام 1960 ، فهو قانون طائفي صرف، لكن أي تعديل عليه في المشاريع القائمة لن يتخطى هيكله المأزوم بطبيعته. ومن يؤكّد تفوّق قانون انتخابي آخر عليه لن ينقذنا من الضلال ، سواء في النسبية أو في تصويت داخل الطوائف مقرونٍ بنفحة من النظام الأغلبي - يطلق عليه مؤخراً نعت "التأهيل" للتبسيط، وقد تكون "الانغلاق" أدقّ تعبيراً له.

 من يقدّم هذين الطرحين قد يكون حسن النية، إنما الإصلاحات التي يقترحها على القانون الحالي تتجاهل ثلاث معضلات لا يمكنه تخطّيها: لا يحدّ النسبي من القيد الطائفي ، والتأهيلي يزيده طائفية. الاقتراح النسبي يضاعف شرذمة الأصوات كما يزيد التأهيلي من التفاوت والتمييز في التمثيل النيابي. المشكلة الثانية هي بنية الأحزاب والفصائل السياسية في لبنان. في غياب أحزاب عاملة على المستوى الوطني، تبقى النسبية فارغة المعنى. أما بالنسبة لاقتراح الانتخابات داخل الطائفة في منطق التأهيلي، وحتى لو كان مثل هكذا نصّ ممكناً أصلاً في القانون (وعلى حدّ علمي لا مَثَل في أي بلد في العالم يحتذى به)، نجد القيود الطائفية مضاعفةً بالفعل في نتائجه. المشكلة الثالثة تتعلق بالوقت: قانون انتخابي جديد هو دائماً عملية حساسة ودقيقة، في إنتاجها كما في مفاعيلها. إبتكار قانون انتخابي على عجل يحتّم أخطاء جسيمة في صياغته. إستغرقت لجنة المرحوم فؤاد بطرس أشهراً للتوصل الى مشروعها، وحتى لو أقرّ اليوم، من شأنه أن يسبب نزاعات لا نهاية لها في تطبيقه. مستحيل ألا يتناحر المرشحون والناخبون على السواء في تفسير قانون يُقَرّ على وجه السرعة، فيعلو صراخ التأويل عند كل منعطف لغوي من بنوده.

 خلاصة القول إنّ الموقف المبدئي لرئاسة الجمهورية هو الصحيح، وموقف النواب الذين ينادون بالتمديد غير دستوري . لا يمكن للبرلمان تجديد ذاته بالتمديد. على الانتخابات أن تجري في الميعاد الدستوري المحدّد لها بنهاية ولاية المجلس في 20 حزيران.

لكنّ موقف رئيس الجمهورية مخطئ في جمود الحياة الدستورية حالَ عدم إقرار قانون انتخابي جديد.  وإذا كانت التقارير الصحفية في مطلع الاسبوع موثوقة ، فموقف البطريرك الماروني ورئيس مجلس النواب هي الأصحّ. قانوننا الانتخابي نافذ ولا بدّ من تطبيقه.

وللرجوع عن شفير الهاوية علينا كمواطنين أن نضغط على السياسيين وأهل النفوذ، في هذه الحالة مع رئاسة الجمهورية ضد التمديد ، ومع البطريركية المارونية ورئاسة مجلس النواب لتطبيق القانون الحالي وإجراء الإنتخابات على أساسه حال تعذر اقرار قانون جديد مع حلول المهل الدستورية الصارمة. وقد ينبغي النظر أيضاً في سبل الضغط السلمي عبر الخروج الى الشارع بقوّة الدستور لخلاص البلاد من مأزق تناحر سياسييها .

 *مؤسسو مجموعة "لبنان الانسان"

 

إما قانون جديد وإما…

شارل جبور/مجلة المسيرة/21 نيسان/17

لولا استخدام الرئيس ميشال عون صلاحياته في تطبيق المادة 59 من الدستور التي تجيز له تأجيل انعقاد المجلس النيابي لمدة شهر واحد، لكانت أزمة قانون الانتخاب انتقلت إلى الشارع، خصوصا ان كل الاستعدادات كانت اكتملت فصولا ولم ينقص سوى إعلان الساعة الصفر. وقد أظهرت الاستعدادات للتظاهر مؤشرات عدة مطمئنة إلى نفس الشارع الذي أبدى تجاوبا غير متوقع مع الدعوات للإقفال والتظاهر، وذلك بفعل صدور الدعوة عن “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” معا، وشعور الناس ان المسألة ترتدي الطابع المصيري الذي يتطلب منهم تلبية النداء. وفي موازاة التجاوب الشعبي دلت التحضيرات الحزبية ان الماكينة القواتية متعطشة لتحرك في الشارع، خصوصا بعد مرحلة طويلة نسبيا من التبريد السياسي مع كل القوى السياسية تقريبا، فاستنفر الجسم الحزبي لتلبية النداء وبرزت عصبية تعكس حجم الاحتقان والحاجة إلى فرض قانون انتخاب بالأقدام، وتقاطعت مع رغة عونية مماثلة وإرادة شعبية جامحة، فضلا عن ان الاستعدادات للنزول إلى الشارع أعادت شد العصب القواتي-العوني، وطوت سريعا صفحة التباينات التي ظهرت في مناسبات او استحقاقات مختلفة. ومن واكب التحضيرات لمَس لمْس اليد حجم المشهدية المتوقعة، كما حجم الإصرار على تصحيح الخلل التمثيلي، ما يعني ان الكباش الانتخابي كان سيأخذ المواجهة إلى فصل جديد يصعب التكهن بمآله، لأن التراجع لم يكن في الحسبان من منطلق ان اي تنازل في قانون الانتخاب يعني ضرب صورة الرئيس القوي، وضرب فكرة ان التقاطع القواتي-العوني قادر على فرض إيقاعه الانتخابي.

فاستخدام الشارع لم يكن هدفه تنفيس غضب المحازبين ولا التحرك لرفع العتب على طريقة حاولنا والظروف لا تسمح بأكثر من ذلك، إنما دفع الأمور نحو إقرار قانون جديد او الدخول في أزمة مفتوحة، لأن زمن تقديم التنازلات من منطلق “أم الصبي” ولّى إلى غير رجعة كون التنازل أسوأ من عدمه بفعل ارتداداته السلبية على الدستور والميثاق والشراكة. فالمعركة الميثاقية التي هي حق وطني بامتياز إما تتحقق اليوم في ظل وجود رئيس قوي يتقاطع مع زعيم قوي على الهدف نفسه، او لن تتحقق إطلاقا، فضلا عن ان الظروف الوطنية لهذه المعركة أكثر من مواتية، وبالتالي لا مجال للتراجع تحت اي تهديد أو ترهيب.

والانتصار في هذه المعركة لن يكون انتصارا لفئة على حساب فئات أخرى، بل يندرج في سياق تصحيح التمثيل الذي انتهك منذ العام 1990، وتحقيق المساواة تجسيدا للميثاق وتطبيقا لاتفاق الطائف. فهذه المعركة هي معركة حق وواجب وطني، ومن سيمانع سيصطدم بمواجهة وطنية مسيحية قلّ نظيرها.

ولا خلاف بان الخيارات أصبحت محدودة جدا، فإما إقرار قانون جديد أو الدخول في أزمة وطنية، لأن التمديد هذه المرة في ظل وجود رئيس للجمهورية لن يمر بسلام. فالتمديد خيار ساقط وسيدخل البلاد في أزمة وطنية وطائفية ودستورية، ومن يعتقد ان بإمكانه اللعب على حافة الهاوية لإخافة الآخرين مخطئ جدا. ولا خلاف أيضا ان أحدا لا يملك ترف إدخال لبنان في أزمة، لأن الضرر سيصيب الجميع ولن يكون أي طرف بمنأى عن تداعياته، وبالتالي المعركة الميثاقية التي حققت هدفها الأول بانتخاب عون رئيسا وهدفها الثاني بتأليف الحكومة ستحقق حتما هدفها الثالث والأساس والمتمثل بقانون تمثيلي حقيقي، والممانعة لن تفيد بشيء، فإما إقرار قانون جديد أو أزمة مفتوحة وليتحمل كل طرف مسؤولياته…

 

هل تخلى الامام المهدي عن أحمدي نجاد يا جماهير حزب الله!

سلوى فاضل/جنوبية/ 21 أبريل، 2017

كيف يمكن للإمام المهديّ ان يتخلّى عن أكبر مروّج لظهوره بهذه البساطة؟ وما هو موقف انصاره الذين صدّقوا روايات الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد، وعاشوا اللوثة واندمجوا بها الى درجة ان ثمة كتب صدرت في لبنان تروّج لنجاد على انه ممثل للامام المهديّ في العالم.

من اقوال الرئيس الايراني السابق محمود احمدي نجاد أن “(داعش) ظهرت لخلط الأوراق على الإمام المهدي وأنصاره في العالم، لأن اسم (داعش) قريب من اسم الشيعة”. وقال نجاد إن “حكومتي كانت تسير على خطى دولة الإمام المهدي العالمية”. وتوقع الرئيس نجاد في تصريح “مثير للجدل”، قرب ظهور المهدي المنتظر، الإمام الثاني عشر الغائب حسب الرواية الشيعية الإمامية. كما نقل موقع “وكالة أنباء الطلابية” الإيرانية شبه الرسمية ما جاء في كلمة ألقاها، خلال ولايته الاولى، حيث قال “سيظهر المهدي المنتظر بعد أربع سنوات ويصلح العالم بأكمله”.

أحمدي نجاد الذي قاد الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال دورتين رئاسيتين لمدة ثمانية أعوام، كان تحدّث مرارا وبشكل علني أو ضمني عن قرب ظهور المهدي المنتظر، ولكن لم يظهر شيء من هذا القبيل بعد. وكانت تأكيدات الرئيس الإيراني السابق على ضرورة تهيئة الظروف لظهور المهدي والتلويح بالارتباط به وحديثه حول كيفية الاتصال بـ”الإمام المهدي” في “عصر الغيبة الكبرى” قد أثارت سخط وغضب الكثير من رجال الدين المقربين من المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي كان قد منح أحمدي نجاد دعما لامحدودا. واعتبر بعض الموالين لمرشد ايران السيد علي خامنئي الذي يحتل أعلى منصب ديني وسياسي وعسكري في ايران، أن تصريحات أحمدي نجاد تهدف إلى حذف الولي الفقيه ورجال الدين من السلطة. علما ان أحمدي نجاد، قد أدلى بتصريحات عديدة حول لقائه بالمهدي أثناء رئاسته، فقال “المهدي هو من يدير البلاد”، وان “هوغو تشافيز يعتبر من أنصار الإمام المهدي ومن المقربين له”.

مع الاشارة الى انه يطلق على أنصار أحمدي نجاد في إيران تيار “الحجتية”، ويؤمن هذا التيار بحكومة المهدي العالمية بحسب تعبيرهم، وقد أنتج هذا التيار فيلما وثقائقيا بعنوان “الظهور”، عن دور أحمدي نجاد في تهيئة المنطقة لظهور الإمام المهدي، وفقا لعقائدهم التي تتعارض مع عقيدة ولاية الفقيه في إيران. كما انتشر في الاسواق عددا من الكتب في لبنان والعراق وايران تروج لهذه الافكار الغيبية، ومن ابرزها في لبنان “الوعد الصادق تمهيد الظهور” لفارس فقيه، و”أحمدي نجاد والثورة العالمية”، و”إقترب الظهور” لعبد محمد حسن من العراق.

وفي اتصال مع (ع.ن) المتخصص بالعلوم الاجتماعية، كمراقب ومتابع لهذه الحالة، التي عاشها بعض اللبنانيين الشيعة، وردا على سؤال حول موقف مروجيّ علاقة أحمدي نجاد بالامام المهدي، قال “السيد حسن نصرالله طلب من جماعته سحب هذه الكتب، ومنع ترويجها، وكان احمديّ نجاد يمتلك شعبية حينها. لدرجة ان النائب وليد جنبلاط حمل في احدى المرات كتابا يحكي عن الموضوع، وعلق عليه، وعلى المقولات الواردة فيه. والكتاب بحسب معلوماتي كتبه مشعوذ لبناني استقبلته احدى المحطات التلفزيونية، ويضم معلومات مبالغ بها. اما الموقف الشرعي فهو ضدها، وتعتبر كلها أحاديثا مرفوضة.

وبرأيه الاختصاصي الاجتماعي: “كان الشيعة يتمسكون بها كلما مرّوا بضيقة، ليبرهنوا ان المهدي يقف معهم، وهي كلها برأيي تركيبات وتلفيقات”. في حين يرى الدكتور(ح.ع)، وهو ملتزم سياسيا ودينيا بولاية الفقيه، فيقول ردا على سؤال كيف يتم رفض ترشيح أحمدي نجاد لمنصب الرئيس في ايران في الوقت الذي كان يروج له هنا في لبنان انه من الذين يلتقون بالامام المهدي وينسقون معه؟، فقال “في ايران هناك لجنة مكلّفة تتسلم الطلبات لمنصب الرئاسة، وبشروط محدودة ويبدو ان احمدي نجاد فقد الاهلية لان يكون مرشحا بعد ان كان رئيسا للجمهورية لولايتين”. وبرأيه ان “معايير الجمهورية لقبول ترشيح اي من المتقدمين فيه الكثير من الشروط، علما انه تم قبول ستة مرشحين فقط”. وبالعودة الى رئاسة نجاد والدعاية حول علاقته بالمهدي المنتظر، قال: “سمعنا ان عنده علاقات بالامام المهدي، ولا نملك اية معلومات في هذا الاطار، وهو بسبب تواضعه انتشرت هذه المقولات. وهناك فرق بين التكليف والنصيحة التي نصحه إياها السيد علي خامنئي، وليس معنى نصيحة الولي الفقيه ان ذلك تكليفا له، لان السيد علي خامنئي لا يتدخل في هذه المعمعة الانتخابية”. وختم الدكتور(ح.ع)، بالقول: “يبدو انه لم يعد ملتزما بهذا النظام، وخرج عن الولاية”.فهل يمكن القول ان نجاد اليوم، وكما يبدو، لم يعد لديه أي التزام بولاية الفقيه، وخرج عن الولاية، لانه خالف ارادة ولي امر المسلمين؟؟ مع الاشارة الى ان الترويج لهذه الافكار يمرّ بمراحل متذبذبة، فينخفض ويرتفع بحسب الواقع الذي تعيشه الحالة الاسلامية في لبنان. فيتم اسقاط الاحاديث الدينية على الواقع ليتبين انها من ترويج بعض التيارات الدينية لأسباب سياسية.

 

الدبكة تهز النبطية

صفاء عيّاد /المدن/الجمعة 21/04/2017/تحول Open Day، الذي نظمته الجامعة الأميركية للثقافة والتعليم (AUCE) في النبطية، الخميس في 20 نيسان، من يوم ترفيهي جامعي إلى حدث في المدينة ترافق مع بلبلة لافتة على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ رفض معارضون مشاهد الرقص وحلقات الدبكة التي أقامها الطلاب والمنظمين مع ضيوف الجامعة. وقد وصلت إلى حد نعت الجامعة بـ"المرقص" واعتبر آخرون أنها لا تمثل "البيئة المحيطة" بالمدينة وأهلها. ويشير علي عميص، وهو أحد الناشطين في النبطية وقد شارك في "اليوم المفتوح"، إلى أن "الحدث لم يكن محصوراً بفئة معينة، وفرق الدبكة والفلكور هي فرق من البلدة نعتز بها وكل الذين دبكوا هم من المنطقة"، داعياً إلى "عدم حصر المدينة بفئة معينة والإنزلاق إلى الحملات التي يسوق لها على مواقع التواصل الاجتماعي". هذه ليست المرة الأولى التي تقيم فيها الجامعة "اليوم المفتوح"، بل هي المرة السادسة، وفق مدير فرع الجنوب في الجامعة الدكتور هاني حيدورة. "أنه ليس يوماً أو نشاطاً راقصاً، كما يحاول البعض تصويره بل يوم ثقافي ترفيهي يتضمن نشاطات رياضية متنوعة ورسماً حياً لفريق الفنون في الجامعة ومعرض فنون من إنتاج الطلاب وفرقاً فلكلورية من النبطية وحاصبيا. ومن الطبيعي أن تكون الموسيقى حاضرة". ويلفت حيدورة إلى أن من لا يحب هذه الأجواء يمكنه عدم الحضور، فـ"هي حرية شخصية". أما عن الذين قالوا إن الحدث لا يمثل البيئة الحاضنة، فيقول حيدورة إن "الحفل حضره 2400 شخص تقريباً، فهل هم من خارج البيئة؟". ويؤكد حيدورة أن "لا جهة في المنطقة، أحزاباً وبلديات، اعترضت أو وجّهت ملاحظة على العمل". ويعتبر رئيس بلدية النبطية الدكتور أحمد كحيل، في حديث إلى "المدن"، أن هذه التصرفات وردود الفعل التي ظهرت تمثل أفراداً عبروا عن آرائهم ولا تمثل جهة أو شريعة معينة في المدينة، مشيراً إلى أن البلدية لا تتدخل في أي حدث يقام في الجامعات وليس لها أي صفة قانونية، بل تشجع هذه النشاطات التي تحرك البلد وتحفز الشباب وتبعدهم من الآفات الاجتماعية كالمخدرات والعنف. ولا يمكن لأحد أن يتحدث بإسم منطقة بأكملها". ولدى سؤال "المدن" البلدية عن تقبلها إقامة مهرجان ترفيهي في المدينة وخارج صرح تعليمي، أجاب كحيل: "نعم. إننا نرعى العديد من النشاطات الترفيهية والثقافية والموسيقية في المدينة". وهذا الحدث كان محط جدل في محيط منطقة الجامعات في النبطية بين مؤيد ومعارض. وتقول رولا، وهي طالبة علوم في الجامعة اللبنانية، إنها "تشجع مثل هذه النشاطات، ومن لا تعجبه يمكنه ببساطة عدم المشاركة. لكن لا يمكنه أن يفرض إلغاءها". أما زميلها الطالب خليل، فيفضل ألا تقام نشاطات كهذه في المنطقة، وتحديداً في الجامعات. فـ"الطالب يذهب إلى الجامعة من أجل العلم فحسب، وليس مجبراً أن يحضر هذه النشاطات التي قد تخرج عن إطارها العام الترفيهي". فيما أكد طلاب آخرون أن المدينة ليست "دولة إسلامية" ويجب أن لا تكون هذه النشاطات محط جدل وإنتقاد. والحال أن المهرجانات تغيب عن الجنوب لأسباب "دينية وحزبية"، بإستثناء مدينة صور. ومع كل عمل تحاول الأحزاب المسيطرة على المنطقة التنصل من مسؤولياتها، لأن "هؤلاء يمثلون أنفسهم ولا يمثلوننا".

 

النبطية في طريقها لخلع رداء التزمت الديني

خاص جنوبية/ 21 أبريل، 2017/إشتعلت مواقع التواصل الإجتماعي بالآراء والردود تعليقاً على الـ "OPEN DAY"، الذي أقامته جامعة الـAUCE فرع النبطية. وشنت القوى الإفتراضية الموالية لحزب الله هجوماً منظماً على مواقع التواصل الإجتماعي للإعتراض على المشاهد المخلة بالآداب التي صدرت عن أبناء النبطية والتي لا تليق بتاريخ المدينة بحسب قولهم. لم يستحسن حزب الله الفيديوهات والصور التي ظهرت على مواقع التواصل الإجتماعي، فعبر عن الإستياء الفادح من رقص الشابات والشبان جنباً إلى جنب على أغنية “حلاوة”، بإتهام الجامعة بتغيير الطبيعة الثقافية للمنطقة وتأييد أعمال “الشياطين”.

مصدر من جامعة AUCE فرع النبطية، أكد لموقع “جنوبية” أنهم لم يستغربوا ردود الأفعال التي حصلت، وكانو قبل انطلاق الحفل، قد توقعوا أن تحصل “الهمروجة الإعلامية”، إلا أن “همنا الوحيد كان تقديم حفلاً ناجحاً، وحققنا هدفنا وإستطعنا جذب مئات الطلاب والمتخرجين الجدد من مدينة النبطية للتعرف على النشاطات الثقافية والنظام التعليمي في الجامعة.”وأضاف المصدر “الجنوب منطقة منفتحة ثقافياً، ويحتاج إلى من يسلط الضوء على هذه المنطقة، ونجحنا بنقل صورة جميلة جداً عن مدينة صور والنبطية. لذلك لا يعنينا غضب المجموعات الموالية للأحزاب، وستستمر الجامعة بإقامة نشاطاتها بما يتناسب مع سياساتها التربوية.”أما الناشط زين ناصر الدين، المعروف بـ”زين ناصر الحق” على فيسبوك، فقد غرد وكتب منشورات مرفقة بوسمالنبطية_ليست_إمارة ورأى في حديث له مع موقع جنوبية، “أنه لا يجوز لأي قوى حزبية او دينية، ان تمنع على الجنوبيين القيام بحفلات موسيقى ورقص.”وبحسب ناصر الدين فإن ما نشره ليل الأمس (الخميس) جاء للقول بأنه كناشط مدني “معني بكل منطقة يحصل فيها قمع للحريات على كل الاراضي اللبنانية وان المسألة ليست متوقفة فقط على ما يحصل داخل الجامعات، بل تبدأ بمواجهة كافة أشكال القمع التي تحصل داخل الاحياء والمناطق.”.

وفي فترات سابقة، حاولت قوى حزبية في الجنوب منع المحالات التجارية بيع الخمور والمشروبات الروحية، لذلك يرى زين ناصر أن للإنسان حرية بإختيار قراراته وممارسته فكما يحق لأي جهة أن تقوم بإحتفالات دينية، يحق أيضاً للناس أن تفرح وتعبر عن فرحها بالموسيقى والرقص.

ويشرح ناصر الدين الخصوصية التي تتمتع بها منطقة النبطية، والتي أدت إلى تضخم ردود الأفعال والآراء من قبل المعترضين، فالنبطية معروفة تاريخياً أنها منطقة مخصصة لممارسة الشعائر الدينية خلال عاشوراء، وهي مزار سنوي لمحبي التطبير. ولكن هذا لا يعني أن تبقى الناس ضمن المناخ الديني، بل يحق لها أن تلجأ للتعبير عن نفسها بأشكال مختلفة ومن بينها الفن. ويختم حديثه لموقع “جنوبية” بالتأكيد على أن “ما يحصل في الساحة الشيعية، من إنفتاح والعودة إلى الفن، كظاهرة باتت ناشطة جداً في الجامعات وفي المناطق، ستزعج القوى الحزبية والدينية، ولكن هذا لا يعني أنهم سيتمكنون من القضاء على التنوع الذي بدأ يظهر مؤخراً، خصوصاً وأن فئة الشباب بدأت تكتسب ثقافة مختلفة تماماً عن ثقافة الموت التي أغلقت على حياتهم لفترات زمنية طويلة، وسيكون لذلك دوراً فاعلاً في تأسيس مرحلة جديدة من الثقافات والسلوكيات في جنوب لبنان والبقاع.”

 

كيف حوّل "حزب الله" الزبداني إلى مدينة "العتمة"

هارون الأسود/المدن/ الجمعة 21/04/2017

تكريساً لسياسة النظام ومليشيا "حزب الله" في التغيير الديموغرافي والتطهير العرقي لمناطق المعارضة المسلحة في ريف دمشق، باتت مدينة الزبداني خاوية بالكامل من أهلها بعد تهجير آخر مقاتليها الـ158، بعد صمود اسطوري ضمن مساحة لم تتجاوز بضعة كيلومترات لسنوات. وتعد الزبداني ثاني مدينة أفرغت بالكامل من أهلها، بعد داريا. وكان أهل الزبداني قد رحلوا عنها باتجاه مضايا المجاورة، تدريجياً، مع ازدياد كثافة عمليات الاقتحام العسكرية عليها، خاصة بعدما سيطرت مليشيا "حزب الله" على أحياء ضمن المدينة المُهدّمة. النزوح بين المدينتين تمّ عبر سلسلة أنفاق تربط بينهما، ليبقى في المدينة من أخذ على عاتقه مقاومة حملات الإقتحام شبه اليومية، في خرائب المدينة التي دُمّرت بالكامل. اجلاء آخر مقاتلي الزبداني، هو مرحلة جديدة للتغيير الديموغرافي فيها. فالنظام والحزب، في ظل عدم وجود جهات حقوقية وإعلامية توثق انتهاكاتهما التي تطال البشر والحجر، قطعا كافة أشجار التفاح الذي اشتهرت به الزبداني يوماً، وحرقا ما لم يتمكنا من قطعه، وبيعت أخشابه في أسواق لبنان ودمشق عن طريق تجار الحزب.

تغيير معالم سهل الزبداني بحرق وقطع تفاحه التاريخي، استكملته مليشيا "حزب الله" بتغيير اسمه إلى "سهل الربيع". تغيير معالم السهل وتدمير المدينة قد يحول دون معرفة أهلها الحقيقيين لممتلكاتهم إذا ما عادوا يوماً. فلطالما ميّز فلاحو سهل الزبداني أراضيهم بعلامات لا يعرفها غيرهم؛ كأشجار معمرة أو حجارة مصفوفة بطريقة معينة. وتقطعت أوصال السهل بعدما رفعت المليشيا سواتر ترابية فيه بغية فصله عن محيطه. وامتد الساتر من طريق دمشق-بيروت "شارع الكورنيش" إلى سهل مضايا، بارتفاع ثلاثة أمتار، مع فصل سهل الزبداني عن سهل مضايا، بساتر مماثل.

محو الجغرافيا والسكان لم يكتمل مع مليشيا الحزب إلا بإعادة تسميتها للأماكن، فأطلقت على الزبداني اسم "مدينة النور" بعدما اجتاحتها العتمة. عتمة الطائفية المريضة والحقد على التاريخ.

ويتضح التغيير الديموغرافي والتطهير العرقي، مع منع المليشيا لموالي النظام من أهل الزبداني، من العودة إلى ممتلكاتهم. الحزب بدأ بتفجير المباني المتبقية في مناطق سيطرة الثوار عقب خروجهم منها، وبثّ الإعلام الموالي صوراً للدخان المتصاعد جراء التفجيرات، مدعياً أنه ناجم عن تدمير الثوار لمقارهم واحراق ذخائرهم التي لم يتمكنوا من اخراجها. ودخلت قوات النظام ووسائل إعلامه الرسمي بلدة مضايا فور تهجير الثوار منها، بعد سير الحافلات، وأطلقت مليشيات النظام عيارات نارية، بشكل جنوني، بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، احتفالاً باحتلال أرض انتزعت من أهلها. ونظمت قوات النظام فوراً في مضايا، كعادتها، مراسم "عملية مصالحة"، وأخرجت مسيرات مؤيدة بحضور أعيان البلدة الذين ساهموا بتهجير المعارضة. حدث ذلك على الرغم من أن "اتفاق المدن الأربع" نص على عدم دخول النظام إلى المنطقة، وعلى تسوية أوضاع الثوار الذين لا يريدون الخروج من أرضهم. الانطباع المتوهم بالأمان لبعض المعارضين، والذي حملهم على عدم مغادرة مضايا مع الدفعة الأولى من المهجرين قسراً منها، سرعان ما تلاشى، واضطروا للخروج مع الدفعة الثانية، بعدما دخلت قوات النظام إلى المنطقة فور سير حافلات تهجير الدفعة الأولى. وهمُ الأمان تبينت استحالته، كاستحالة تغيير نهج النظام ومسالكه الهمجية، وعدم "تسوية أوضاع" المعارضين بما يضمن عدم إعفائهم من سوقهم إلى معسكرات الاحتياط والتجنيد الإلزامي في صفوف مليشيات النظام.

ودامت احتفالات النظام بعودة مضايا إلى "حضن الوطن"، لساعات، بحضور وجهاء البلدة كجميل يوسف وفايز مظلوم وعامر سيطة وأبو رائد ليلى. ودخلت من بعدها سيارات تحمل مواداً غذائية وتموينية بعد انقطاعها خلال سنوات الحصار، ووزعت مساعدات غذائية بلغت حصة كل عائلة منها نصف كيلوغرام، مع ادخال 3000 ربطة خبز. وعلى عكس ما جرى في الزبداني، سُمح للمدنيين والعوائل الموالية للنظام بالدخول إلى مضايا، وتفقد ممتلكاتهم. وتُقدر أعدادهم بحوالي 4000 شخص. في حين فضّل 1500 شخص عدم النزوح من البلدة.

ودخلت إلى مضايا مباشرة أجهزة النظام الأمنية، وقامت باقتحام مقار الثوار السابقة، ومنها منزل القيادي أبو عبد الرحمن ناصيف، والمشفى الميداني في دوار الشيزر، ومقار للمعارضة على طريق الكواع، مع مداهمة العشرات من المنازل التي تعود للثوار المُهجّرين قسراً.

في سرغايا التي هُجّر عدد من ابنائها ضمن الدفعة الثانية، على الرغم من أنها غير مشمولة بـ"اتفاق المدن الأربع"، فقد أخذت الأوضاع فيها منحى مختلفاً، كونها أنجزت "مصالحة" مع قوات النظام في 21 شباط/فبراير 2017، وسبق أن هُجّر بموجبها قرابة 300 مقاتل، وبقي فيها عدد من المطلوبين لأجهزة الاستخبارات السورية، ممن اتخذوا من سهول سرغايا مقاراً لهم إلى حين تهجيرهم ضمن الدفعة الثانية، ولم يتجاوز عددهم العشرات.

وكان القيادي العسكري مهند الشماط، مع عدد من عناصره، قد تفاوضوا مع النظام لإجراء "المصالحة" في سرغايا، وبقوا فيها على هيئة "لجان شعبة" مسيّرة من قبل النظام. ويحيط بسرغايا غموض، بشكل عام، خاصة أنها لم تتعرض لعمليات عسكرية قبيل إبرامها "المصالحة"، ويعزى ذلك لأنها المنفذ الوحيد لقرى شيعية مجاورة في لبنان. الثوار المهجرون من الجبل الشرقي، والبالغ عددهم نحو 40 مقاتلاً، كانوا قد اتخذوا من الجبل غير المأهول بالسكان منطقة لهم. ويعتبر الجبل الشرقي أعلى قمة في المنطقة، وتطل من جهة القلمون على قرى وجرود رنكوس وفليطة وتلفيتا ومن جهة اخرى على قرى وادي بردى.

وشملت الدفعة الثانية من المُهجّرين إخلاء ما يقارب 200 شخص من وادي بردى، بسبب رفض قوات النظام إتمام إجراءات "المصالحة" معهم، بذريعة وجود "أحكام جنائية" بحقهم.

ووصلت صباح الجمعة حافلات الدفعة الثانية من المُهجّرين قسرياً من مدينتي الزبداني ومضايا، ووادي بردى وسرغايا والجبل الشرقي، إلى منطقة الراشدين غربي حلب التي تسيطر عليها المعارضة، في حين دخلت حافلاتٌ تُقل أهالي بلدتي الفوعة وكفريا ومسلحيها إلى منطقة الراموسة الواقعة تحت سيطرة قوات النظام. وكانت 5 حافلات تقل مُهجّري الزبداني قد غادرت مدينة حلب عبر طريق الراموسة إلى منطقة الراشدين، فيما دخلت نحو 10 حافلات تقل أهالي بلدتي الفوعة وكفريا ومسلحيها إلى مدينة حلب، تمهيداً لنقلهم إلى مركز جبرين للإقامة المؤقتة.

وكانت دفعة مُهجّري المعارضة الثانية قد ظلّت عالقة في معبر الراموسة، لأيام، بانتظار تبادل الحافلات مع مُهجّري كفريا والفوعة. وترجع أسباب تعثر التبادل إلى خلافات حول أسماء وأعداد جرحى تفجير الراشدين الذين تم نقلهم إلى مشافي إدلب، وهم من دفعة المُهجّرين الأولى. كما يعود التعثر أيضاً الى نية النظام اخراج 1500 معتقلاً حديثاً لم يمض على توقيفهم سوى أسابيع، في ما يُعتقد أنه احتيال جديد نفذه النظام على تنفيذ بند الإفراج عن المعتقلين. سياسات النظام التمييزية طالت مهجري الدفعة الأولى من مواليه في كفريا والفوعة، فقسمهم إلى مجموعتين؛ الأولى من المسلحين وذويهم، ولقيت معاملة خاصة بعد نقلهم إلى القرية مسبقة الصنع في حسيا في حمص، أما المجموعة الثانية فقد وضعت في منطقة جبرين قرب مطار حلب، في مخيم جماعي، بلا أي خدمات ولا حتى طعام يكفي. وبدأ تنفيذ اتفاق "المدن الأربع" مطلع نيسان، وخرجت الدفعة الأولى من المُهجّرين، بالتوازي من كفريا والفوعة، ومن مضايا ووادي بردى، في 14 نيسان، في حين تأخر خروج الدفعة الثانية إلى 19 نيسان وشملت بالنسبة للمعارضة بالإضافة إلى مضايا المُهجّرين من الزبداني وسرغايا والجبل الشرقي.

 

القنيطرة: النظام و"حزب الله" في طور الهجوم

ينال الحمدان/المدن/الجمعة 21/04/2017

بات واضحاً خلال الأيام الماضية سعي إيران ومليشيا "حزب الله" للتقدم في ريف القنيطرة السورية، لتأمين مواقع متقدمة يمكن من خلالها تهديد إسرائيل في ظل تصاعد التوتر بين الطرفين، وسط تهديد الولايات المتحدة المتواصل لإيران بالكف عن نشاطاتها الإرهابية، واحتمال مراجعة الاتفاق النووي معها.

وشوهدت تحشيدات لقوات النظام والمليشيات "الرديفة"، الجمعة، في بلدتي خان أرنبة وجبا، في ما تعتقد المعارضة أنه نية لهجوم رابع يستهدف ريف القنيطرة الشمالي. وكانت فصائل المعارضة السورية المسلحة، قد أفشلت الأربعاء هجوماً ثالثاً لقوات النظام مدعومةً بمليشيات "فوج الجولان" و"جيش التحرير الفلسطيني"، بإشراف قياديين من "حزب الله"، للسيطرة على معبر القنيطرة في هضبة الجولان المحتل. وشهدت المنطقة تحليقاً كثيفاً لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية، التي لا تغادر الأجواء في الأوقات الطبيعية.

وبدأت مليشيات النظام بإشراف مباشر من "حزب الله"، منذ 15 نيسان/إبريل، هجوماً على بلدات أم باطنة والصمدانية في ريف القنيطرة، في محاولة للتقدم باتجاه سد المنطرة الاستراتيجي الذي يمكن منه رصد البلدات التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة. ويعتبر سد المنطرة خط الدفاع الأول عن معبر القنيطرة، هدف مليشيات النظام. وكان 200 عنصر من "جيش التحرير الفلسطيني" تقلّهم 3 حافلات، قد وصلوا إلى محافظة القنيطرة، الإثنين، ودخلوا كتيبة تابعة لـ"فوج الجولان" قريبة من بلدة خان أرنبة.

وأفشلت قوات المعارضة المسلحة الهجوم الثالث وشنّت هجوماً عكسياً مباغتاً على محاور تقدّم قوات النظام ما أجبرها على الانسحاب إلى الخطوط الخلفية. وسقط على إثر المعارك ما يزيد عن 30 عنصراً من مليشيات النظام بين قتيل وجريح، وتمكنت المعارضة من تدمير مدفع وسيارة محملة برشاش. وقامت فصائل "الجبهة الجنوبية" باستهداف مواقع لـ"فوج الجولان" في بلدة خان أرنبة وكتيبة "مجد حيمود"، ومواقع في مدينة البعث بقذائف الهاون والدبابات. وبحسب مصادر "المدن" فقد وصلت 7 جثث لضباط وعناصر من قوات النظام، وأكثر من 28 جريحاً معظمهم في حالات حرجة، إلى مستشفى "الشهيد ممدوح أباظة". وعلمت "المدن" أن اجتماعاً عُقِدَ في قيادة "اللواء 90" صباح الثلاثاء، وضمّ قياديين من "حزب الله" ورئيس فرع "الأمن العسكري/سعسع" أسامة زهر الدين، وقائد "اللواء 90" وقائد "فوج الجولان" مجد حيمود. وجرت في الاجتماع مناقشة بنود خطة عمل بشقين؛ الأول عن هجوم لاستعادة معبر القنيطرة واستكمال حصار القنيطرة المهدمة وبلدات ريف القنيطرة الشمالي وبلدات بيت جن ومزرعتها ومغر المير في ريف دمشق الغربي، وعزل كامل القطاع الشمالي من ريف القنيطرة عن القطاع الجنوبي الذي يعد شريان الحياة الرئيسي لمناطق المعارضة.

والشق الثاني من خطة العمل يتعلق بمؤازرة العمليات التي تقوم بها قوات النظام في محاور القطاع الأوسط من القنيطرة، على أن تترافق بعمليات في محاور مثلث الموت الرابط بين محافظات درعا والقنيطرة وريف دمشق. ومن المرجح أن تنطلق العمليات في مثلث الموت، بالتوازي، من "كتيبة المدفعية" في بلدة جدية ومن تل غرين باتجاه بلدتي زمرين وكفر ناسج المُحررتين في ريف درعا الشمالي.

وتقسم محافظة القنيطرة جغرافياً إلى ثلاثة قطاعات: جنوبي تسيطر عليه فصائل المعارضة بالكامل ويضم بلدات الريف المتصلة مع قرى وبلدات ريف درعا الشمالي والغربي، وقطاع أوسط تقتسمه قوات النظام والمعارضة التي تسيطر على جميع البلدات القريبة من الحدود مع هضبة الجولان. والقطاع الشمالي من محافظة القنيطرة يقع على سفح جبل الشيخ القريب من الحدود اللبنانية والمرتبط مع بلدات ريف دمشق الغربي وخاصة بلدة بيت جن المحاصرة حالياً، وهذا القطاع مقسم بدوره بين المعارضة والنظام. وبذلك تكون قوات المعارضة المتمثلة بفصائل "الجبهة الجنوبية" مسيطرة على أكثر من ثلثي مساحة محافظة القنيطرة. ووصلت مؤخراً قوات إضافية من مليشيا "حزب الله" إلى مقر قيادة "الفرقة التاسعة" في مدينة الصمنين وإلى بلدة دير العدس في منطقة مثلث الموت، في ريف درعا الشمالي، قدّرت المعارضة عددها بما يزيد عن 150 عنصراً مع آلياتهم، بغرض شنّ هجوم باتجاه تل الحارة، ومنه باتجاه معبر القنيطرة. وذلك من أجل تشتيت قوات المعارضة وفتح أكثر جبهة في آن واحد لتتقدم باتجاه الحدود مع هضبة الجولان.

ولقوات النظام ومليشياتها الرديفة أهداف متعددة من التقدم في قطاع القنيطرة الأوسط، باتجاه سد المنطرة وبلدات أم باطنة والصمدانية؛ فذلك يحقق للمليشيات قطع طريق إمداد قوات المعارضة، الخطر، ما بين قطاعي القنيطرة الشمالي والجنوبي، وفصل بلدة جباتا الخشب عن بلدة بيت جن، آخر مناطق المعارضة في ريف دمشق الغربي. وفي حال سيطرت المليشيات على سد المنطرة، سيصبح بإمكانها قطع طريق إمداد المعارضة نارياً، ومنع أي تنقل على الطريق الواصل بين جباتا الخشب وطرنجة على سفح جبل الشيخ في القطاع الشمالي، وبين بيت جن في ريف دمشق الغربي. والهدف الأبرز يبقى الوصول إلى القنيطرة المهدمة وبلدتي القحطانية والحميدية، ما يعني الوصول فعلياً إلى معبر القنيطرة، وتقطيع أوصال المنطقة بشكل كامل. المعارضة كانت قد سيطرت على معبر القنيطرة مع هضبة الجولان في شهر آب/أغسطس 2014، بعد معارك عنيفة مع قوات النظام، واستطاعت بذلك ربط ريفي القنيطرة الشمالي والجنوبي، وتمكنت حينها من تأمين طريق امداد إلى البلدات المُحررة في جبل الشيخ وريف دمشق الغربي. وحاولت قوات النظام طيلة الأعوام الثلاثة الماضية التقدم في هذه المنطقة من دون تحقيق أي إنجاز عسكري مهم، وباءت جميع المحاولات بالفشل.

 

التمثيلية الرئاسية الإيرانية: صفعة أخرى على الطريق

أمير طاهري/الشرق الأوسط/21 نيسان/17في هوليوود القديمة، كانت لفظة «المزاح» ترمز إلى صيغة، ورغم افتقارها للأصالة، فلا تزال توفر نوعاً من النواة لفيلم من أفلام الدرجة الثانية حاز بعض النجاح.

وأي شخص من المتابعين لحملة الانتخابات الرئاسية الأخيرة في جمهورية إيران الإسلامية سوف يلاحظ أوجه الشبه البادية بين هذه المزحة المتأسلمة وأفلام هوليوود القديمة.

يدعى الشعب الإيراني وغيرهم من المهتمين بالشؤون الإيرانية، مرة كل أربع سنوات، إلى المشاركة في، أو على أدنى تقدير، مراقبة ما يُعرض عليهم باعتباره السباق الدراماتيكي للسلطة من قبل الفصائل المتنافسة التي تروّج وتدافع عن برامج مختلفة ومتنوعة بصورة حادة. وبالتالي، نرى بضعة أسابيع من الإثارة المستمرة عبر الأثير لكي تمنح الانطباع بأن النظام العجيب الذي أرسى أسسه الراحل آية الله الخميني هو النسخة الإسلامية من الديمقراطية الملعونة التي تروّجها الأنظمة الكافرة. ويستخدم هذا العرض كذلك في إلقاء اللوم بشأن كل ما هو خاطئ في البلاد على الرئيس المسؤول خلال السنوات الأربع المنصرمة، وينتهي الأمر في أغلب الأحيان بإعادة انتخاب الرئيس نفسه لأعوام أربعة أخرى.

ويعرض النص المازح وجود ثلاثة من المرشحين في الانتخابات الرئاسية الذين يمثلون «السيئ»، و«الأسوأ»، و«الأكثر سوءاً».

وهذا من الأمور المهمة التي تسبب الإرباك ليس فقط للشعب الإيراني، وإنما للقوى الأجنبية المهتمة بإيران أو المنزعجة بسبب إيران.

في عام 1997 صدق عدد قليل من المواطنين الإيرانيين الخدعة بأن محمد خاتمي، وهو من ملالي الصف الثاني في إيران، يمثل الخيار «السيئ» في مواجهة علي أكبر ناطق نوري، وهو أيضاً من ملالي الصف الثاني، الذي لعب دور الخيار «الأكثر سوءاً». وفاز خاتمي في الانتخابات وانتهى الأمر بإيران لثماني سنوات من الرئاسة التي شهدت سلسلة من الاغتيال والاعتقال للمثقفين ومنتقدي النظام الحاكم إلى جانب الرقابة الصارمة، وزيادة الدعم للجماعات الإرهابية، وأخيراً التوسع الهائل، والسري، في المشروع النووي الإيراني.

وخلال الحملة الرئاسية لعام 2005، لعب محمود أحمدي نجاد دور المرشح «الأكثر سوءاً» الذي انتصر في نهاية المطاف. ومن المفارقات، وفي بعض المواقف المهمة تبين أنه ليس بمثل سوء محمد خاتمي. فلقد غض طرفه كثيراً عن المواضع التي ينتشر فيها الفساد كالنار في الهشيم، ولكنه تراجع عن الاستمرار في الحملات التي نظمت لقمع منتقدي النظام والمنشقين عنه. ولقد استمتع البعض بأداء المهرجين الذي كان يحسنه، ولكنه أثار حفيظة الكثيرين، غير أنه لم يُترجم إلى زيادة كبيرة وملحوظة في التدابير القمعية للنظام الإسلامي في إيران.

وقبل أربع سنوات، تراجع الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الوراء لكي يفسح الطريق لمساعدة حسن روحاني، الذي اعتقدنا وقتذاك أنه يمثل الخيار «الأسوأ» مقارنة بالخوف من سعيد جليلي، الذي وصف وقتها بأنه «الأكثر سوءاً»، ولقد تولى روحاني إثر ذلك رئاسة الجمهورية الإسلامية. وكانت الفترة الأولى من ولاية روحاني أسوأ بكثير من الفترة الأولى لولاية محمد خاتمي؛ فإيران هي الدولة الأولى على مستوى العالم من حيث تنفيذ عقوبة الإعدام، وتحتل المرتبة الثانية من حيث عدد السجناء السياسيين، وهي على رأس قائمة الدول التي ترعى الإرهاب الدولي.

ولإضافة مزيد من التوابل إلى هذه الخلطة، يحث النظام وأنصاره في الغرب على دعم المرشح الذي من المفترض أن يكون الأبعد عن تأييد المرشد الأعلى علي خامنئي. ولقد كانت هذه هي الحالة مع محمد خاتمي من قبل، ونقصد محمود أحمد نجاد وحسن روحاني.

وفي هذا العام، فإن المرشح المفترض أن يمثل الخيار «الأكثر سوءاً»، في حين أنه الأقرب إلى علي خامنئي، هو إبراهيم رئيس السادات، والملقب بـ«رئيسي»، وهو من ملالي الصف الثاني، الذي نال مؤخراً منصب رئيس مؤسسة الإمام الرضا في مدينة مشهد، وهو من أكثر المناصب ربحية في الجمهورية الإسلامية في الوقت الحالي.

وباستثناء مفاجآت اللحظة الأخيرة، فسوف يخوض حسن روحاني السباق باعتباره المرشح «السيئ»، حاملاً ابتسامته المشهورة وملوحاً بالمفتاح الكرتوني الذي يمثل وعوده بفتح الأبواب المغلقة.

وليس من المستغرب عودة التيمات المازحة القديمة من جديد.

تطالب جماعات الضغط الإيرانية في الغرب بدعم حسن روحاني الذي من المفترض أن يكون عاقداً للعزم على فعل، خلال السنوات الأربع المقبلة، ما لم يستطع أو يريد القيام به خلال السنوات الماضية.

وأحد المدافعين في الولايات المتحدة، ويدعى عبد الكريم سوروش، والملقب باسم «مارتن لوثر الإسلام»، يدعو الشعب الإيراني لاختيار المرشح «السيئ»، الذي يصفه بأنه «الأصلح»، ويقصد بذلك حسن روحاني. والبعض الآخر حدد رئيسي بأنه المرشح الأقرب إلى علي خامنئي، وبالتالي فهو يستحق السحق والسخط من قبل الناخبين الغاضبين. وربما تضم قائمة المرشحين في هذه المرة جليلي القديم الجديد، وهو يلعب دور المرشح «الأكثر سوءاً» خلال السنوات الأربع الماضية، ومن المفترض أن يقوم بدور «الأسوأ» في هذه المرة.

ومع ذلك، فإن الحقيقة هي أنه في عام 1997 لم يكن ناطق نوري المرشح الأقرب من علي خامنئي كما كان الحال في انتخابات عام 2005، حيث لم يكن المرشد الأعلى يحبذ محمود أحمدي نجاد بشكل خاص. والمرة الوحيدة التي أعرب فيها علي خامنئي عن رأيه الشخصي بشأن أي مرشح للرئاسة كان في عام 2005، عندما أوضح أنه لا يريد لصديقه القديم وخصمه الجديد هاشمي رفسنجاني أن يستعيد كرسي الرئاسة.

بالنسبة إلى خامنئي، فإن الانتخابات الرئاسية ليست إلا إشرافاً لمدة أربع سنوات على النظام الخميني، ونوعاً من أنواع الاستفتاء الشعبي المعتاد على شرعية النظام الحاكم بدلاً من اختيار رئيس فردي يحكم البلاد. وفي الانتخابات الجارية كذلك، أشكك في أن خامنئي حريص بصورة خاصة على أن يتولى إبراهيم رئيسي رئاسة البلاد. ومن الصحيح، أن رئيسي من المحسوبين فعلاً على علي خامنئي، حيث يرجع مسقط رأسه لمدينة مشهد الإيرانية ويحمل الرؤية الضيقة الجامدة نفسها للأمور مثل المرشد الأعلى سواء بسواء. ورغم ذلك، فلن يعارض خامنئي إذا ما فاز روحاني بالرئاسة مرة أخرى أو إذا ما انتهى الأمر بفوز أي من المرشحين الذين كان قد وافق عليهم في السابق.

ورغم أن روحاني كان من أنصار الراحل رفسنجاني، فإنه يملك سجلاً وظيفياً لمدة 30 عاماً في الأجهزة الأمنية التي يسيطر عليها علي خامنئي. كما أنه الأقرب إلى العناصر القوية في الحرس الثوري الإيراني الذي يجسد العمود الفقري للدعم المحلي للنظام الحاكم.

إن العامل الوحيد المهم لدى علي خامنئي بقدر ما يتعلق الأمر بحسن روحاني هو محاولات الأخير الحثيثة تخفيف حدة التوتر مع الولايات المتحدة. وعلى الرغم من ذلك، ومع رحيل الرئيس باراك أوباما عن البيت الأبيض وعدم مقدرته على مواصلة الأداء السليم للحركات السياسية المطلوبة، فقد تحول روحاني على نحو مفاجئ وسريع نحو استراتيجية «التوجه شرقاً» التي اعتمدها علي خامنئي من التحالف مع روسيا. وفي حقيقة الأمر، أطلق روحاني حملته الانتخابية على أثر زيارة خاطفة إلى موسكو والتقاط الصور الثنائية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقبل أربع سنوات مضت، تعهد روحاني، على غرار خاتمي من قبله، بإجراء الإصلاحات. والآن، ومع ذلك، أصبح من الواضح مرة أخرى، أن الجمهورية الإسلامية لا يمكن إصلاحها. وفي هذه المرة، تعهد محمود أحمدي نجاد بالقضاء على الفساد، وعلى التمييز، وعلى الفقر، تماماً كما تعهد إبراهيم رئيسي بكل ذلك. اليوم، وبعد ثماني سنوات، انتهى الأمر بإيران إلى المزيد من الفقر، والتمييز، والفساد. ولا تكمن المشكلة في من يلعب دور الرئيس في تمثيلية الديمقراطية الإيرانية الزائفة، ولكنها تكمن في النظام الضئيل المغمور الذي تلاشت فيه وتبخرت جميع مسارات الإصلاح والتنمية والرخاء.

وهكذا فإن التساؤل الذي يواجه الشعب الإيراني لا يتعلق بمن هو «أصلح» بين مختلف الدمى السياسية المعروفة، ولكن القضية الأساسية تتعلق بما إذا كانوا يرغبون في استمرار هذا النظام المنهك المنهار. وإن لم يكونوا يعبأون ما شاركوا أصلاً في هذه التمثيلية السخيفة. فقبل أربع سنوات، سجلت الانتخابات الرئاسية الإيرانية أدنى معدلات مشاركة الناخبين في التصويت وفاز حسن روحاني بأدنى الهوامش المسجلة في تاريخ الجمهورية الإسلامية. وكانت الانتخابات السابقة، بطريقتها المحدودة للغاية، كمثل الصفعة القوية على وجوه أنصار النظام الخميني. فهل سوف نشهد صفعة مماثلة هذه المرة أيضا؟ ربما.

 

جنرالات ترامب وإيران وسورية واليمن

وليد شقير/الحياة/21 نيسان/17

بات دونالد ترامب متساوياً مع فلاديمير بوتين في الأفعال التي يصعب التنبؤ بها. وهذا ما يجعل كلاً من الدولتين العظميين في حال استنفار وترقب لخطوات الأخرى في ميادين التنافس والصراع والخلاف على امتداد الكرة الأرضية، من سورية مروراً بأوروبا وأوكرانيا واليمن وإيران وصولاً إلى كوريا الشمالية وبحر الصين الجنوبي. فالاستنتاج أن إدارة ترامب تسير بلا خطة أو سياسة واضحة ما زال يشغل بال أصحاب القرار في العالم، ومنه العالم العربي، على رغم أن ضربة صواريخ «توماهوك» لمطار الشعيرات رداً على استخدام النظام السوري غاز السارين في خان شيخون، ثم إلقاء «أم القنابل» على مخابئ «داعش» في أفغانستان وإرسال قطع بحرية إلى المياه الآسيوية، قد تنذر كلها بأن هذه الخطة آخذة في الاتضاح. إلا أن ما قاله نائب الرئيس الأميركي مايك بنس عن أن بلاده غادرت «استراتيجية الصبر» التي حكمت سياستها السابقة على الصعيد الدولي، لا يعني أن هناك استراتيجية بديلة باتت واضحة. وهذا ما يصعّب التنبؤ بخطوات هذه الإدارة. ولربما يشي اعتماد الغموض في شأن ما يمكن أن تُقدم عليه بأنها تقوم على الخطوات غير المتوقعة لتبني عليها ما بعدها وفقا لردود الفعل. ولعل هذا الأسلوب أقرب إلى المنطق العسكري البراغماتي منه إلى السياسي، على رغم أن ما أقدمت عليه واشنطن إلى الآن هو منح قدراتها التفاوضية أنياباً، لتكون ديبلوماسيتها أكثر فعالية. فالرئيس الذي يصعب التنبؤ بأفعاله والذي يفتقد الخبرة في السياسة الدولية اضطر إلى مغادرة مبدأ «أميركا أولاً» في ما يخص التحديات الخارجية، لأنه يتكل على 3 جنرالات هم الذين يركن إليهم: وزير الدفاع جيمس ماتيس، مستشاره للأمن القومي هربرت ماكماستر، ووزير الأمن الداخلي جون كيلي. فهؤلاء هم الذين سبق أن تعاطوا مع الأزمات الخارجية التي تتأثر بها مصالح أميركا، في العقود الماضية، بشتى أوجهها.

قد لا يعني تغيير ترامب موقفه من الأسد أن إزاحته باتت أولوية قياساً إلى تصريحات سابقة بأن إزاحته لا تهم واشنطن، إلا أن قصف قاعدة الشعيرات أعاد طرح مصير الأسد على الطاولة، تحت عنوان التفاوض على المرحلة الانتقالية في الحكم، بالتوازي مع أولوية القضاء على «داعش» بإنهاء وجوده في الرقة، بعد الموصل. ولا يعني استخدام واشنطن القوة في سورية ورفع عديد قواتها على الأرض السورية أنها ستدخل في صدام مع روسيا راعية الأسد. فموسكو نفسها سعت إلى حصر العمل العسكري الأميركي باستهداف قوات الأسد، حين ذكّرت بأن صواريخ «أس 300 و400» موجودة لحماية قواعدها في طرطوس وحميميم، والذي يفهم منه أنها ليست لحماية النظام، بعدما أدركت أن إبلاغها نية قصف الشعيرات قبل ساعات توخّى سحب أي جنود لها فيها، تجنباً للصدام معها.

ومن ارتدادات الضربة أن موسكو نفت علمها بالبيان الذي صدر عن غرفة العمليات المشتركة مع إيران والجيش النظامي السوري الذي يهدد واشنطن «لتجاوزها الخطوط الحمر»، وأن اتفاق وزيري خارجية البلدين في موسكو على السعي إلى حل سياسي أخذ يعدل في طاولة التفاوض في آستانة (مطلع أيار/ مايو) بحيث تتم دعوة حلفاء واشنطن العرب، السعودية وقطر إليها، إضافة إلى الأردن، بعدما اقتصرت رعاية وقف النار غير المحقق، على روسيا وتركيا وإيران. ومن الارتدادات أن الاطمئنان الأسدي إلى حيادية واشنطن إزاء حاكم دمشق تلاشى. وطبيعي أن يفقد بعض مؤيدي رأس النظام الشعور بالأمان لمعرفتهم بهشاشة إمساكه بالسلطة وانشغال المحيطين به بتكديس الثروات وتصدر اقتصاد الحرب، ولإدراكهم الدورين الروسي والإيراني في إبقائه في دمشق، مقابل التراخي الأميركي السابق حيال جرائمه. ويتساوى في ذلك أن المناطق والقوى القبلية السورية التي فضلت تفادي العداء مع النظام بدأت تتلمس الطريق إلى الخروج من الحياد مع التحضير الأميركي لقيام منطقة مستقرة (آمنة) جنوب سورية، خلال الأشهر المقبلة، انطلاقا من الأردن... لنقل نازحين من لبنان والأردن إليها. توحي الخطوات الأميركية في بلاد الشام بأن النهج الجديد لن يؤتي نتائج سريعة، وأنه يتوخى الإفادة من تفاعلاته بدل التدخل العسكري المباشر لتسريع هذه النتائج. والتفسير المنطقي لذلك ربما يكون في تصريحات ماتيس في السعودية ووزير الخارجية ريكس تيلرسون، عن ضرورة وضع حد لزعزعة إيران الاستقرار في المنطقة. تبدو الأولوية لمواجهة ايران في اليمن، بعد أن أقحمت الحوثيين في تهديد الملاحة في باب المندب وفي استهداف الأراضي السعودية بالصواريخ الباليستية. فهناك يمكن امتحان فعالية عودة واشنطن إلى التشديد على إنجاح الحلول السياسية، في سائر الدول.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون استقبل وفدين صينيا وبريطانيا وتسلم اوراق اعتماد سبعة سفراء: الارهاب لا يحارب جذريا بل يستعمل لخلق توازنات بين دول تواجهه

الجمعة 21 نيسان 2017/وطنية - طغى الطابع الديبلوماسي على استقبالات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، التي اكد خلالها على "ثوابت الموقف اللبناني حيال التطورات الداخلية والاقليمية"، مركزا على "الدور المحوري الذي يلعبه لبنان في المجالين الاقتصادي والتجاري، في ظل الاستقرار الذي ينعم به والذي اعاد حضوره المميز على الخارطة الاقليمية والدولية".

وفد صيني

وفي هذا السياق، استقبل الرئيس عون في حضور وزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري والوزير السابق عدنان القصار، رئيس المجلس الصيني لتنمية التجارة الدولية "CCPIT" جيانغ زنغ وي على رأس وفد من كبريات الشركات الصينية الرائدة، والسفير الصيني وانغ كيجان.

زنغ وي

ونقل المسؤول الصيني الى الرئيس عون "تحيات القيادة الصينية ورغبتها بتعزيز العلاقات الصينية - اللبنانية في المجالات كافة، لا سيما المساهمة في انجاز مشاريع تنموية تهم لبنان، بحيث يكون منصة تعاون تنطلق منها مشاريع استثمارية، خصوصا ان العلاقات الثنائية تتطور بشكل جيد، وموقع لبنان يساعد على تعميم هذا التعاون ليشمل دولا واسواقا عربية وافريقية وفي اميركا الجنوبية". واعتبر ان "الاستقرار الذي يتمتع به لبنان منذ انتخاب الرئيس عون، يشجع على تعزيز القيام بمشاريع مشتركة ويعطي لرجال الاعمال اللبنانيين والصينيين فرصة واسعة لتحقيق هذا التعاون".

رئيس الجمهورية

ورحب الرئيس عون بالوفد الصيني، مؤكدا "استعداد لبنان للتعاون مع بلاده في كل المجالات، لا سيما وان الصين باتت تحتل المركز الاول بين الدول المصدرة للبنان". كما رحب ب"رغبة الصين في المساهمة في المشاريع الانمائية مقدرا، خصوصا مشاركتها في القوات الدولية العاملة في الجنوب".

وعرض الرئيس عون الخطة "التي ينوي لبنان انجازها في مجال تنمية البنى التحتية، لتكون صالحة لتنفيذ المشاريع في مجال المواصلات والاتصالات والطرق والطاقة، على ان يتم البحث في تفاصيلها مع الوزارات والادارات المختصة".

خوري

وتناول الوزير خوري "اهمية التعاون اللبناني - الصيني داخل لبنان وخارجه، من خلال الانتشار اللبناني الفعال في دول الشرق الاوسط وافريقيا"، مقدما "سلسلة اقتراحات"، وعد الجانب الصيني ب"درسها لتعزيز التعاون المشترك".

القصار

ونوه الوزير السابق القصار ب"الدور الاستثنائي الذي يلعبه الرئيس عون منذ انتخابه في سبيل استعادة لبنان لموقعه على الخارطة العربية والاقليمية والدولية"، مشيرا الى ان "الوفد الصيني يعتبر اهم وفد تجاري يأتي الى لبنان في زيارة رسمية تؤكد الدور المحوري للبنان في اطار مبادرة طريق الحرير التي اطلقها الرئيس الصيني شي جين بنغ في العام 2013".

واوضح ان "الصين مهتمة جدا بلبنان وتنظر بايجابية الى التطورات التي شهدها منذ انتخاب الرئيس عون". وقال: "نسعى الى جذب الصين الى تعزيز استثماراتها في لبنان نظرا لما يتمتع به من مزايا عديدة من حيث الموقع الجغرافي واقتصاده الحر وحرية تنقل الاموال وانخفاض معدلات الضرائب وامكانية عقد المشاريع الصناعية المشتركة وتصدير السلع اللبنانية الى 365 مليون مستهلك في الاسواق العربية، علما ان الصين تتطلع الى دور لبنان في خطط اعادة اعمار سوريا والعراق، للعب دور رئيسي كمركز اقليمي لها في منطقة الشرق الاوسط".

وفد نيابي بريطاني

ديبلوماسيا ايضا، استقبل الرئيس عون وفدا من مجلس الشرق الاوسط في حزب المحافظين البريطاني برئاسة النائب نيك هيربرت وعضوية النواب ريتشارد بيكون، انطوانيت ساندباخ وليو دوكرتي، واجرى معه جولة افق تناولت "الاوضاع المحلية والاقليمية ومواقف لبنان منها".

رئيس الجمهورية

وفي هذا السياق، اكد الرئيس عون "عمق العلاقات اللبنانية - البريطانية ورغبة لبنان في تعزيزها في المجالات كافة"، شاكرا "للتعاون الذي تقدمه بريطانيا في مجال دعم الجيش والقوى الامنية، ومنها المساهمة في بناء ابراج للمراقبة على طول الحدود اللبنانية - السورية وتأمين عتاد للجيش".

واكد ان "الوحدة الوطنية مكنت لبنان من مواجهة تحديات كثيرة راهنة ابرزها محاربة الارهاب والمحافظة على الحدود وعلى الاستقرار الامني".

وعرض الرئيس عون "التداعيات السلبية التي سببها نزوح اعداد كبيرة من السوريين الى لبنان وعدم تقديم المجتمع الدولي المساعدات اللازمة للدولة اللبنانية كي تتمكن من مواجهة الانعكاسات الاقتصادية والمالية والتربوية والاجتماعية التي نتجت عن هذا النزوح".

وشدد على ان "الحل الوحيد لانهاء معاناة الشعب السوري المقيم والنازح على حد سواء، هو ايجاد حل سياسي للازمة السورية يساعد على عودة النازحين الى ارضهم ومنازلهم". ولفت الى ان "الارهاب لا يحارب بشكل جذري، بل يستعمل مع الاسف لخلق توازنات بين الدول التي تتولى مواجهته".

وعندما سئل الرئيس عون عن رسالته الى المسؤولين البريطانيين، اجاب: "فقط السلام لمنطقة الشرق الاوسط".

الوفد

وعبر اعضاء الوفد البريطاني عن املهم "في ان يتمكن لبنان في ظل قيادة الرئيس عون من تعزيز امنه واستقراره ويعود الى لعب دوره على الساحتين الاقليمية والدولية"، مقدرين "حجم التضحيات التي يقدمها اللبنانيون في رعاية النازحين السوريين، ما يفرض العمل لايجاد ظروف ملائمة توفر العودة الامنة لهم".

تقديم اوراق اعتماد سبعة سفراء

ديبلوماسيا ايضا، شهد القصر الجمهوري قبل ظهر اليوم، تقديم اوراق اعتماد سبعة سفراء معتمدين في لبنان، يشكلون الدفعة السابعة من رؤساء البعثات الديبلوماسية الذين يقدمون اوراق اعتمادهم لرئيس الجمهورية تباعا، بعدما كانوا يمارسون مهامهم الدبلوماسية بصفة قائمين بالأعمال.

وتضمنت الدفعة السابعة من السفراء: سفير جمهورية جورجيا GREGORY TABATADZE، سفير جمهورية البوسنة والهرسك HARIS LUKOVAC، سفير جمهورية طاجيكستان الدكتورZUBAYDULLO ZUBAYDOV، سفير جمهورية رواندا WILLIAMS NKURUNZIZA، سفير جمهورية كازاخستان AZAMAT BERDIBAY، سفير جمهورية بيلاروس ALEXANDER PANOMAREV وسفير جمهورية كوريا الديموقراطية زانغ ميونغ هو.

وحضر تقديم اوراق الاعتماد، وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، الامين العام لوزارة الخارجية السفير شربل وهبة، المدير العام للمراسم في رئاسة الجمهورية الدكتور نبيل شديد ومديرة المراسم في وزارة الخارجية السفيرة ميرا ضاهر فيوليدس.

ولدى وصول السفراء تباعا الى القصر، أقيمت المراسم والتشريفات المعتمدة، فعزفت موسيقى الجيش نشيد البلاد التي يمثلها السفير في الوقت الذي رفع فيه علم دولته على سارية القصر الجمهوري الى جانب العلم اللبناني.

بعد ذلك حيا السفير العلم، ثم عرض سرية من لواء الحرس الجمهوري، دخل بعدها الى صالون 22 تشرين وسط صفين من الرماحة، ومنه الى صالون السفراء حيث قدم اوراق اعتماده الى الرئيس عون، كما قدم له اعضاء البعثة الدبلوماسية.

ولدى مغادرة السفير، بعد تقديم اوراق الاعتماد، عزفت موسيقى الجيش النشيد الوطني اللبناني.

ونقل السفراء الى الرئيس عون "تحيات رؤساء دولهم وتمنياتهم له بالتوفيق في مسؤولياته الوطنية"، مؤكدين له "العمل من أجل تعزيز العلاقات التي تجمع بين لبنان وبلدانهم".

وحمل رئيس الجمهورية السفراء تحياته الى رؤساء دولهم، متمنيا لهم "التوفيق في مهمتهم الدبلوماسية".

وفي ما يلي نبذة عن السفراء الجدد:

* سفير جمهورية جورجيا GREGORY TABATADZE

- تقلب في مناصب ادارية في وزارة خارجية بلاده قبل ان يعين سفيرا فوق العادة في كل من ارمينيا، الجمهورية الاسلامية الايرانية والمملكة الاردنية الهاشمية.

- يتكلم العربية والانكليزية والروسية والتركية والفارسية.

- عمل في حقل الاعلام، وهو حائز على شهادة في الدبلوماسية من معهد العلوم الدبلوماسية التابع لوزارة الخارجية المصرية، واجازة في التاريخ المشرقي والعلوم العربية من جامعة تبيليسي.

* سفير جمهورية البوسنة والهرسك HARIS LUKOVAC

- حائز على اجازة في العلوم السياسية من جامعة ساراييفو.

- تقلب في مناصب عدة في وزارة خارجية بلاده بعد ان عمل مفتشا عاما للشرطة في وزارة داخلية البوسنة والهرسك.

- تولى رئاسة قسم حقوق الانسان في خارجية بلاده قبل ان يعين سفيرا في المملكة الاردنية الهاشمية والعراق وسوريا ولبنان والاراضي الفلسطينية، وهو مقيم في الاردن.

- يتقن الانكليزية والفرنسية.

* سفير جمهورية طاجيكستان الدكتور ZUBAYDULLO ZUBAYDOV

- حائز على شهادة دكتوراه في العلوم السياسية.

- تقلب في مناصب ادارية عدة قبل ان يعين سفيراً لبلاده لدى الكويت وقطر وباكستان.

- تولى رئاسة هيئات ادارية بصفة خبير في شؤون العراق والاتحاد السوفياتي السابق، ومن ثم الاتحاد الروسي.

- متخصص في العلوم المشرقية واداب اللغة العربية، وهو مقيم في الكويت.

* سفير جمهورية رواندا WILLIAMS NKURUNZIZA

- تولى منصب المفوض الاعلى لرواندا في الهند وبنغلاديش وسريلانكا، وشغل منصب سفير فوق العادة في ميانمار.

- تقلب في مناصب عدة، قبل ان يعمل في حقل الاعلام ويعين مستشارا اعلاميا لوزير الاعلام، ومن ثم مستشارا لدى رئيس جمهورية بلاده.

- عمل في كل من ناميبيا واوغندا، وتولى اعطاء محاضرات وتنظيم مؤتمرات علمية وسياسية عدة في بلاده وخارجها وتحديدا حول مسائل تهم آسيا والشرق الاوسط.

* سفير جمهورية كازاخستان AZAMAT BERDIBAY

- عمل استاذا لمادة اللغة العربية ومستشارا عسكريا في جيش بلاده قبل ان يتقلب في مناصب ادارية عدة وصولا الى رئاسة قسم العلاقات الدولية والتعاون في وزارة خارجية كازاخستان.

- عين سكرتيرا اول لسفارة بلاده في المملكة العربية السعودية، وقنصلا في الامارات العربية المتحدة ومن ثم سفيرا فوق العادة في قطر والمملكة الاردنية الهاشمية.

- يتقن العربية والانكليزية.

* سفير جمهورية بيلاروس ALEXANDER PANOMAREV

- حائز على اجازة في القانون.

- تولى رئاسة قسم الامن الدولي ونزع الاسلحة في وزارة خارجية بلاده، قبل ان يعين سكرتيرا اول لقسم العلاقات الدولية فيها ومستشارا دائما لبعثة بلاده في الامم المتحدة في جنيف.

- عين سفيرا فوق العادة لبلاده في سوريا.

* سفير جمهورية كوريا الديمقراطية زانغ ميونغ هو

- عمل في حقل التدريس قبل ان يترأس اتحاد الشباب في بلاده.

- حائز على اجازة في العلاقات الدولية.

- عمل موظفا في وزارة الخارجية قبل ان يعين ملحقا في سفارة جمهورية بلاده لدى ايران ومن ثم سكرتيرا ثانيا في السفارة عينها.

- عين سفيرا فوق العادة ومفوضا لبلاده لدى لبنان.

- يتكلم الانكليزية والفارسية.

 

القوات اللبنانية أحيت ذكرى الإبادة الأرمنية جعجع: قوتنا ليست في عدد وزرائنا بل في صدقيتنا وتعبيرنا عن هواجس اللبنانيين

الجمعة 21 نيسان 2017

وطنية - أحيا حزب "القوات اللبنانية" لقاء بعنوان "إرادة شعب... حكاية بقاء"، بمناسبة ذكرى الإبادة الأرمنية الثانية بعد المئة، في المقر العام بمعراب، برعاية رئيس الحزب سمير جعجع وحضوره.

وحضر بطريرك الأرمن الكاثوليك بدروس العشرين، المطران شاهي بانوسيان ممثلا كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا آرام الأول كيشيشيان، وزير الدولة لشؤون المرأة جان أوغاسبيان، وزير المهجرين طلال ارسلان ممثلا بمستشاره جاك حيدر، وزير الدولة لشؤون التخطيط ممثلا بسيبوه مخجيان، وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد ممثلا بمستشاره نقولا ابراهيم، سفير الجمهورية الأرمنية سامويل مكرديشيان، والنواب: هاغوب بقرادونيان، سيبوه كالبكيان، عاطف مجدلاني، شانت جنجنيان، ناجي غاريوس، رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل ممثلا بفدوى يعقوب، المدير العام لأمن الدولة طوني صليبا ممثلا بالعقيد بيار براك، قائد الدرك جوزف الحلو ممثلا بالعقيد جوني داغر، الأمينة العامة لحزب "القوات" الدكتورة شانتال سركيس، وحشد من الشخصيات السياسية، الدينية، الاجتماعية، الاقتصادية، الحزبية والاعلامية.

كيشيشيان

بعد النشيدين اللبناني والأرمني ونشيد "القوات"، استهل الاحتفال بكلمة مصورة لكاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا آرام الأول كيشيشيان، الذي حيا "مباردة القوات اللبنانية لتنظيم هذا الاحتفال بمناسبة ذكرى 24 نيسان"، وقال: "أنا أعتبر حضوركم هنا هو تعبير فعلي وبليغ على تضامنكم مع القضية الارمنية، التي هي قضية حق بامتياز، فالإبادة هي جريمة ضد الإنسانية، وعقوبة الجريمة ضد الانسانية وفق القانون الدولي هي التزام أخلاقي وقانوني وسياسي. أما الإفلات من العقاب فهو ظلم فادح، وهو امتداد للابادة بمعنى ما. وبحسب القانون الدولي، إن الجرائم ضد الانسانية، وتحديدا الاعتراف بهذه الجرائم والإبادة متصلة ببعضها البعض، الأمر الذي يعني أن الاعتراف ينطوي على تصحيح الخطأ".

أضاف: "إن الشعب الأرمني هو ضحية أول إبادة في القرن العشرين، ولا يزال يطالب بالعدالة بإرادة صلبة، ولكن السلطات التركية تستمر بطريقة عنفية في سياسة التفاوض، فهذه هي الوضعية الحالية. وللأسف، إن الحقوق الدولية، وتحديدا حقوق الإنسان هي غالبا رهينة ما يسمى الواقعية السياسية، يمكننا إنكار الحقيقة أو إهمالها، ولكن لا يمكننا طمسها أو نسيانها، فتركيا يجب أن تحترم تاريخها الخاص، وأن تغير استراتيجيتها الإنكارية والرافضة، وعليها أن تقبل بالحقيقة. نعم، الحقيقة تزعج، ولكنها في النهاية تصالح وتشفي".

وتابع: "إن التاريخ يظهر بوضوح أن شعبا لا يموت، إذا كان يملك الإيمان بالحياة والوفاء لماضيه ورؤية واضحة نحو مستقبله، وتحديدا إذا كان هذا الشعب ملتزما في حرب روحية وثقافية وقانونية وسياسية من أجل حقوقه المشروعة، فلبنان لعب دورا حاسما عقب الابادة الارمنية، واللبنانيون - مسيحيون ومسلمون - استقبلوا الناجين من الإبادة، ومن بينهم آلاف الأيتام في منازلهم الخاصة في بلد الأرز بكرم استثنائي ومثالي".

وأردف: "إن الولادة الجديدة للشعب الأرمني بدأت هنا في لبنان. ولهذا السبب، لبنان لديه مكانة مميزة في قلب كل الأرمن المنتشرين في العالم أجمع. إن والدي كان ناجيا من الإبادة. وفي نهاية خدمته العسكرية ضمن صفوف الجيش الفرنسي في لبنان، فضل البقاء في هذا البلد. وأنا فتحت عيوني تحت سماء لبنان، وعرفت الامتياز والمسؤولية والواجبات والالتزامات المتوجبة علي لأكون لبنانيا. وفي الحقيقة، أن تكون لبنانيا لا يعني أن تملك جواز سفر لبناني أبدا، بل هو دعوة مقدسة والتزام صلب من أجل لبنان حر وسيد يمتاز بالعيش المشترك والتنوع ضمن وحدة حقيقية واقعية".

وختم كيشيشيان: "هذا هو لبنان الذي عرفناه، هذه عقيدة كل أرمن لبنان أو بالأحرى اللبنانيين من أصول أرمينية. ولذا، لا يجوز لنا خسارة لبنانية لبنان، بل يجب الدفاع عن قيم وتراث ومبادىء ورؤية هذا البلد التي تشكل فرادة الهوية اللبنانية. إن 24 نيسان هو دعوة أو بالأحرى هو تحد لاتخاذ قرار واضح ونهائي بالدفاع عن العدالة وحقوق وكرامة الانسان، هذه هي رسالة تاريخ 24 نيسان".

قيومجيان

من جهته، قال القيادي في "القوات" الدكتور ريشار قيومجيان: "للسنة الثالثة على التوالي، نلتقي في معراب لإحياء ذكرى الابادة الارمنية. وفي هذه المناسبة، يطرح سؤالان سأحاول الاجابة عليهما، الأول: لماذا الأرمن في كل 24 نيسان يقومون بكل هذه الصلوات والاحتفالات والمسيرات والخطابات؟ والثاني: لماذا القوات تحيي هذه الذكرى؟ لماذا يحتفل الأرمن في 24 نيسان؟ لأن في هذا النهار نلتقي ونصلي لشهدائنا ولأهلنا الذين ماتوا، لكبار السن والأمهات والأطفال والأيتام الذين تعذبوا والذين تركوا بيوتهم وأرضهم، وساروا في مسيرة موت وعذاب وجوع وعطش من بر الأناضول باتجاه الصحاري السورية، وصولا إلى كل البلدات التي استقبلتهم. سنبقى نصلي، فمن لا يعرف أن الارمن يحيون تذكار الموتى merelotz خمس مرات في السنة؟".

أضاف: "في 24 نيسان، نتذكر ونطالب بالعدالة، في الانكليزية يوجد ما يقال له Incomplete Mourning يعني عزاء أو حداد غير مكتمل. تماما مثل أم قتلوا ولدا من اولادها، تذهب الى المحكمة لتطالب بالعدالة، وهي تعرف أن حتى لو أدين القاتل، ابنها لن يعود، ولكن هي تحتاج إلى هذه العدالة لتتمكن من طي الصفحة والمسامحة. هكذا هم الأرمن على المستوى الجماعي، إذ لا يمكن للمصالحة والمسامحة أن تتم، ولا يمكن فتح صفحة جديدة بين الشعبين والدولتين، من دون الاعتراف التركي بحصول الابادة. واليوم، نحن إلى جانب كنيستنا الارمنية بالانتقال من مرحلة المطالبة بالاعتراف الى مرحلة المطالبة بالتعويض from recognition to reparations. وهذه المطالبة تحصل على أسس تاريخية وعلمية وحقوقية ذات مستوى عالمي، وليس الوقت مناسبا للتوسع في الحديث عنها اليوم".

وتابع: "في 24 نيسان سنبقى نصلي ونتذكر ونطالب، فالطريق ليسة سهلة، هناك عمل جبار يقوم به اللوبي الارمني في واشنطن وفي عواصم الاتحاد الاوروبي وكل دول العالم. لا شيء مستحيلا في هذه الدنيا، "ولو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل: انتقل من هنا الى هناك فينتقل"، حبة الخردل موجودة لأننا شعب عنده إيمان، ولأن إرادة هذا الشعب كتبت أجمل حكاية بقاء وزرعت بذور قمح وحب وحرية تنبت سنابل في كل 24 نيسان، ورياح العالم لن تقوى عليها".

وأردف:"أما لماذا القوات تحيي ذكرى الابادة الارمنية؟ ببساطة، لأن القوات تعتبر أننا أصحاب قضية واحدة، قضية وجود وإيمان وحرية، قضية معاناة تاريخية متشابهة، والأكيد أنها قضية مستقبل مشترك وتحديات وجودية وسياسية وديموغرافية واقتصادية على المستوى المحلي، وصولا إلى كل المساحة الاقليمية والدولية. سيقول لي البعض منكم إن هذا الكلام جميل وشعر وأدبيات وسواه. والحقيقة، ليفهم أي شخص هذه القضية أكثر فأكثر يجب أن يتعرف على العمق المشترك اللبناني والارمني. لن أتكلم عن العمق اللبناني لأنكم تعرفونه وتجدونه في الأديرة والأودية وعلى كل تلة من تلال لبنان. كنت محظوظا كفاية العام الماضي حين زرت أرمينيا خلال زيارة البابا فرنسيس. وطبعا، أوجه الشبه بين لبنان وأرمينيا واضحة: الطبيعة الجبلية الصلبة، الأودية، القرى، الناس الطيبون المضيافون والفواكه الطيبة... الخ. والأهم أن على كل تلة توجد كنيسة أو دير، وكل كنيسة تحمل اسم قديس، وكل قديس أرمني هو بطل قومي، لأن الكنيسة الارمنية مثل الكنيسة اللبنانية تسمى بالفرنسية une église combattante كنيسة مناضلة. ولا يمكنك زيارة ارمينيا من دون أن تزور khor Virap التي أسميها قنوبين الارمنية، فهناك سجن القديس غريغوار المنور في قعر بئر 13 سنة لرفضه التخلي عن ايمانه المسيحي. وحين أصيب الملك Tertad بمرض قاتل قالوا له لا أمل لك بالشفاء، إلا على يد القديس غريغوار كريكور... وهكذا تم، وتحولت أرمينيا الى أول مملكة في التاريخ تعتنق المسيحية عام 301".

وتابع قيومجيان: "هذا هو العمق الذي أحببت أن أتكلم عنه، وهذا هو العمق الذي يجمعنا، وأعتقد أن الآن سيعرف إخواننا اللبنانيين غير الأرمن سر هذا الارتباط العاطفي الوجداني الروحي التاريخي في أرمينيا. صحيح أن أرمن لبنان يحبون أرمينيا، ولكن يحبون لبنان، لا بل يعشقوه، ومستعدون أن يموتوا من أجله. يكفينا فخرا كلبنانيين أرمن أننا أبناء عهد قديم يضرب في عمق الأرض والتاريخ، ونحن أبناء عهد جديد تغمره المحبة ويفيض فيه الرجاء والأمل. من سفح جبل أرارات حيث رست سفينة نوح حاملة فجرا جديدا للانسانية، الى أعلى قمم جبل لبنان حيث نردد مع السيدة العذراء بلسان النبي يشوع: "ارتفعت كالأرز في لبنان من ذلك السفح الى تلك القمم"، قضية واحدة، رسالة واحدة ومسيرة واحدة نكملها معا يدا واحدة وقلبا واحدا، إجلالا لأرواح مليون ونصف شهيد ووفاء لوطننا الحبيب لبنان".

داكسيان

أما رئيس حزب الرامغافار الدكتور أفيديس داكسيان فقال: "أريد أن أعبر عن شكري العميق لهذه المناسبة الاستثنائية وعن الرضى التام، نظرا لهذه اللوحة الجميلة التي تجمعنا تحت سماء لبنان السيد والحر. في هذه اللحظة، نحن مجتمعون تحت هذا السقف الموقر لنحيي الذكرى الثانية بعد المئة للمجازر الارمنية التي راح ضحيتها اكثر من مليون ونصف أرمني أعزل. ونحن بما أننا ورثتهم، لم ولن نستطيع البقاء مكتوفي الأيدي تجاه الجريمة العظمى بحق الله والإنسانية التي نفذها حزب الاتحاد والترقي الحاكم آنذاك في السلطنة العثمانية، ويأتي على رأس لائحة المجرمين طلعت باشا، أنور باشا، جمال باشا السفاح ورئيس المنظمة الخصوصية بهاء الدين شيكير، هم الذين نفذوا المخطط الموضوع من قبل حكومات عثمانية سابقة. لقد أبادوا شعبا صاحب حضارة وتراث كان يقطن بسلام في وطنه الام منذ 4 الآف سنة. أما الاتراك فأتوا من سهول آسيا الوسطى، في منغوليا، حاملين رايات الحرب واستقروا في مينة بورسا عام 1299. في ما بعد وفي عام 1453، احتلوا مدينة القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية، بعد ان قتلوا ونهبوا. واستمروا في الغزوات حتى أسسوا دولتهم التي امتدت من ارمينيا في الشرق الى ابواب فيينا في الغرب، وفي الجنوب وصلوا الى الجزيرة العربية والمغرب. سياستهم منذ القدم كانت التنكيل بالمعارضين لسياستهم وآخرها كانت في عام 1916 عندما نصبوا المشانق في ساحات البرج وعاليه والمرجة وبايازيد، ونكلوا بخيرة المثقفين اللبنانيين والسوريين والأرمن".

أضاف: "سياسة التتريك أي تذويب هويات الشعوب كانت سياسة السلطنة المتبعة في المناطق الخاضعة لسلطتهم. العرب واليونانيون والبلغار والصرب والرومانيون والألبنان والأشوريون والأرمن، وأخيرا الأكراد تعرضوا للتنكيل، فقرار التتريك قد اتخذ في مؤتمر حزب الاتحاد والترقي الذي انعقد في مدينة سيلانيك سنة 1911، حيث لم يترك خيارا للشعوب، إما أن يصبحوا أتراكا أو يبادروا بشتى الوسائل. وكانت الحرب العالمية الاولى بمثابة الفرصة الذهبية للتخلص من الشعوب التي كانت بالنسبة لهم تشكل تهديدا لوجود السلطنة، بما أنها كانت تطالب بالاصلاحات وتتسبب بالتدخل الاجنبي. بدأ تنفيذ مجزرة الأرمن بقتل زهاء 70 الف عسكري ارمني كانوا يخدمون في الجيش العثماني بأمر من وزير الدفاع أنور باشا في شباط 1915. كخطوة ثانية، تم استهداف المثقفين الارمن، ومن بينهم أعضاء في البرلمان العثماني في نيسان 1915 فاعتقلوهم في اسطنبول والمحافظات وساقوا نحو 800 شخص الى مجاهل الاناضول حيث ابادوهم ليبقى الشعب الارمني من دون رأس ومن دون مناضلين".

وتابع: "في أيار 1915، بدأت المرحلة الاخيرة من ابادة الشعب الارمني، فجمعوا سكان قرى ومدن ارمينيا الغربية وكيليكيا والاناضول الغربية في طوابير وساقوهم مشيا على الاقدام نحو الجنوب أي الصحراء السورية. مرت القوافل في حلب ورأس العين والرقة حيث تعرضوا لأبشع انواع التنكيل. أرسل السفير الاميركي في اسطنبول آنذاك برقية الى وزارة خارجية بلاده معلنا فيها ان نية الدولة العثمانية هي ابادة الشعب الارمني. الحكومة الالمانية كانت متواطئة مع الدولة العثمانية. وحين اعلم قناصل المانيا في مناطق عدة من الاناضول حكومتهم عن ابادة الارمن فلم تحرك ساكنا. ووصل بعض الذين حالفهم الحظ الى سوريا ولبنان والاردن وفلسطين ومصر والسودان والى دول اوروبية حيث استقبلوا من قبل الشعوب الذين شاركوهم رغيفهم. وبقيت ارمينيا الغربية وكيليكيا من دون شعبها الاصلي".

وأردف: "الى جانب الارمن، تعرض الشعب الاشوري والشعب اليوناني في جبال بونتوس لأفظع انواع الاضطهاد. كما ان المجاعة المبرمجة طاولت مئات الآلاف من سكان جبل لبنان، فتآخت شعوب المنطقة في المصائب. وبعد نهاية الحرب العالمية الاولى، حوكم المجرمون الكبار، وحكم عليهم بالاعدام، ولكنهم هربوا قبل صدور الحكم، فلقوا حتفهم برصاصات الابطال الارمن الذين لحقوا بهم حتى آسيا الوسطى، الامم المتحدة اتخذت في 11 كانون الاول 1946 قرارا بالتنديد بالمجازر، وهذا القرار عمل عليه المحامي رافاييل ليمكين".

وقال: "على وريث السلطنة العثمانية أي الجمهورية التركية، التخلي عن سياسة انكار ما حدث في بداية القرن العشرين، وعليه أيضا الاعتراف بالمجازر والتعويض ماديا واعادة الاراضي المسلوبة لكل الشعوب المتضررة، كما فعلت المانيا بالنسبة لمجازر اليهود. ونحن كشعب أرمني ليست لدينا أي مشكلة مع الشعب التركي، ونثمن عاليا كل الجهود المبذولة من قبل المثقفين الأتراك، الذين يعترفون بالمجازر، ويحضون الحكومة التركية على الاعتراف والاعتذار من الشعب الارمني".

وختم داكسيان: "بعد مئة وعامين من المجازر، نحن فخورون بحمل الجنسية اللبنانية، ونشارك جميع الاخوة اللبنانيين في افراحهم وآلامهم، وفرحنا العظيم مشاطرة اخواننا في الوطن ومشاطرتنا آلامنا. شهداء 1916 ينادوننا من ساحة البرج ألا ننسى قيمنا ومبادئنا كأحرار وان نحافظ على لبنان وطن حقوق الانسان ومهد الشرائع".

قالباكيان

وألقى نائب رئيس اللجنة المركزية العالمية لحزب "الهنشاك" النائب سيبوه قالباكيان كلمة استهلها بمقطع شعري، جاء فيه :"دمروا أرمينيا... أرسلوا أبناءها الى الصحارى من دون خبز أو ماء... اهدموا منازلهم وكنائسهم... احرقوا كتبهم واخنقوا موسيقاهم... ثم انظروا كيف يضحكون من جديد، يكتبون، يغنون ويصلون. ومتى التقى إثنان منهم في أي مكان من العالم، تأملوا كيف يخلقون أرمينيا جديدة".

أضاف: ليس هذا الشعر لوليم سارويان كلاما نحفظه ونردده متباهين كأرمن، إنه حقيقة تتكرر منذ مئة وعامين. وما اجتماعنا اليوم في معراب، الا شهادة اضافية على ذلك. نلتقي اليوم للمرة الثالثة على التوالي في معراب لإحياء ذكرى أول جريمة إبادة جماعية في القرن العشرين، والذي راح ضحيتها مليون ونصف مليون أرمني. ولا ننسى مئات آلاف شهداء مجازر "سيفو" التي تعرض لها الشعب السرياني، وعشرات الآلاف من اللبنانيين الذين راحوا ضحية سياسة التتريك والفصل العنصري، القهر، التجويع والإضطهاد الذي مارسه العثمانيون الأتراك. نحن على ثقة بأن وقوف القوات اللبنانية الى جانب نضال شعبنا الأرمني، ليس ظرفيا أو شرطيا، إنه ينبع من صلب عقيدة القوات، ووجدانه المبني على إرث نضالي لشعب قاوم المحتل العثماني وكل من هدد الكيان اللبناني، للحفاظ على هويته وحرية قراره. فتحية من حزب الهنشاك الإشتراكي الديمقراطي الى حزب القوات اللبنانية والى كل الاحرار المؤمنين بالحرية والعدالة".

وتابع: "مئة وعامان مرت والجرح ما زال ينزف، ويسأل الضمير الإنساني عن عدالة مفقودة. وفيما نحن نأمل ونطالب ونعمل على احقاق العدالة، ها هي تركيا، عوض أن تتعلم من اخطاء ديكتاتوريتها الماضية، تسير من جديد الى ديكتاتورية حديثة مقنعة، ولا من يسأل او يحاسب. وستبقى الحكومات التركية المتعاقبة شريكة في جريمة الإبادة الجماعية طالما انها لم تعترف وتعتذر وتعيد الحقوق السليبة".

وأردف:" قبل مئة عام ونيف، كان الارمن متروكين لوحدهم، لمصير أسود. وتعرفون ايها السادة أن اختيارنا ل24 نيسان للاحتفال بذكرى المجزرة، أو كما اسماها البابا فرنسيس، ابادة، يعود إلى سبب جوهري. ففي 24 نيسان 1915، تمت تصفية 1500 كاتب وشاعر ومثقف ومحام وصحافي وفنان وموسيقي ومدرس ارمني، في محاولة القضاء على الارث الارمني. لكننا اليوم وبعد مئة وعامين نحن هنا. بنينا في كل بقعة من الارض ارمينيا جديدة. ارمينيا في الواقع، كما في الفكرة، فنضالنا هو في احد وجوهه دفاع عن افكار وقيم، هذه الافكار والقيم التي نتشاركها اليوم كلبنانيين وأرمن، هي قيم العدالة والحرية وحقوق الانسان، وفي طليعتها حقوق الشعوب في تقرير مصيرها والعيش بسلام في اوطانها. وهذا ايضا من ابسط حقوقنا كلبنانيين، نحاول أن نبعد عنا عواصف المنطقة التي تجرف الاوطان واستقرارها وتعيش دورات عنف تبدو من دون نهاية. ولن يكون لنا امن واستقرار وازدهار، الا بوحدتنا وتوافقنا الوطني والانصراف إلى شؤوننا الداخلية، بعيدا عن حرائق المنطقة".

وختم قالبكيان: "نحن اللبنانيين من أصل أرمني اتهمنا في أحيان كثيرة بالحياد كتهمة في الحروب اللبنانية، لكن تبين أن حياد اللاعبين الصغار في الازمات الكبرى هو شرط من شروط الحفاظ على وجودهم. الى مثل هذا الحياد، أدعو اللبنانيين اليوم إلى الابتعاد عن الصراعات التي لا حول لنا في تغييرها او تقرير مصيرها لنبني وطننا ونحصنه ونعيد اليه سلامه وازدهاره. ومرة جديدة، من هنا من معراب، نوجه تحية الى أرض الأجداد، الى أرمينية الغربية وكيليكيا، والى أرارات، ونجدد العهد أمام شهدائنا بأننا لن ننسى... لن ننسى".

بقرادونيان

من جهته، ألقى النائب هاغوب بقرادونيان كلمة حزب الطاشناق قال فيها: "في مثل هذه الايام من كل عام، أقف وأسترجع أفكاري لأتساءل ما ذنب أبي الذي لم يعرف اباه، ضحية اول ابادة في القرن العشرين ارتكبتها الدولة العثمانية ابان الحرب العالمية الاولى. وكنت اتساءل ولا ازال، لماذا لم انعم، انا بمحبة جدي وكبار السن من الاقرباء، وقبلي لم ينعم الكثيرون من جيلي بجو عائلي دافىء مبارك ببركة الاجداد والاقرباء. لا اسأل اليوم بالذات عن الاسباب التي دفعت السلطات التركية لارتكاب جريمة الابادة ضد الشعب الارمني واقتلاعه من جذوره، وذبح وتهجير وتشريد مليون ونصف مليون من الابرياء، ولا أسأل عن الاراضي المحتلة ولا عن الثروات التاريخية، ولا عن الارزاق والممتلكات التي نهبت بشكل منظم، ولا عن بشاعة الوسائل التي نفذت وبشكل دقيق أمام أعين البعثات الديبلوماسية والمراسلين الاجانب والارساليات الدينية".

أضاف: "اليوم، ليس بمقدوري أن أغمض عيني وألملم أفكاري وأصلي على أرواح الشهداء، شهداء الحق والعدالة، شهداء الحرية والكرامة، لانني أعيش زمن المذابح، زمن المجازر، زمن الابادة، زمن التهجير، زمن القتل بالدم البارد، زمن الاغتصاب، زمن الدمار الشامل، زمن اللامبالاة، زمن الشعارات الرنانة والمواقف الفارغة، زمن التخاذل والاستقالة من الانسانية. نعم، ليس بمقدوري أن أتنفس لانني أشعر بالاذلال امام بشاعة الصور والمأساة، وامام فقدان الانسان انسانيته".

وتابع: "أتذكر لأردد مع الشاعر الكبير: فكل أطفال العرب يرمون في مقبرة واحدة، فبعضهم يدفن في الجنوب من لبنان، وبعضهم يرقد تحت هضبة الجولان، وبعضهم تأكله الاسماك في الدجلة والفرات، وهل الاسماك في الدجلة والفرات لم تشبع بعد؟ إبان الحرب العالمية الاولى، عندما كان الجنود الاتراك يواكبون الارمن في الصحارى، آلاف من النساء والاطفال اجبروا على أن يرموا انفسهم في مياه الدجلة والفرات، آلاف وآلاف سيلت دماؤهم في الرمال السورية والعراقية حتى اصبحت هذه المناطق بمثابة معمودية دم بين الشعبين الارمني والعربي. آلاف وآلاف دفنوا في مقابر جماعية في مرقدة والشدادة ودير زور ورأس العين مثل ما يدفنون اليوم في غزة ورام الله والجليل والمناطق العراقية في الموصل ونينوى وفي مدن سوريا واريافها".

ولفت الى أنه "في هذه الذكرى نقف لنقول لو تمت معاقبة المسؤولين الذين خططوا ونفذوا الابادة ضد الارمن لما تجرأ هتلر على ارتكاب الابادة ولا تجرأ شارون ولا نتانياهو ومجرمو الحرب الصهانية على ارتكاب المجازر في فلسطين ولبنان ولا تمت الابادة في كمبوديا وروندا. ولا ابشع المجازر اليوم على يد التكفيريين في العالم . في شباط 1915 قال ناظم بك احد كبار قيادي زمرة الاتحاد والترقي: المجازر ضرورة فكل العناصر غير التركي ، الى اي امة انتمت، لا بد من ازالتها. وفي نيسان 1915، قال انور باشا لجمال باشا السفاح، لن تستعيد الحكومة حريتها وشرفها الا عندما تتطهر السلطنة التركية من الارمن واللبنانيين دمرنا الاولين بالسيف وسنقضي على الاخرين بالمجاعة، وفي حديث مع السكريتير الاول لحزب الاتحاد مدحت شوكرد قال الطبيب رشيد حوجة، عن الارمن" مع انني طبيب ولكن لا يمكنني ان اغمض النظر عن قوميتي التركية جئت الى هذه الدنيا تركيا" انهم حشرات اليس من واجب الطبيب ان يقتل الحشرات؟ اما بالنسبة للمسؤولية التاريخية فانني لا اهتم بما سيكتب عني المؤرخون."وانا حشرة من هذه الحشرات وكلنا حشرات حسب رأيهم".

وقال: "انا حفيد شهيد ارمني وانتم احفاد شهداء المجاعة، شهداء الظلم والاضطهاد، نحن امام مجرم واحد وسياسة واحدة ودولة لا تعترف الا بالطورانية وتستغل الدين الاسلامي ولا تحلم الا بالعودة الى هذه المنطقة وضرب شعوبها. نجتمع نحن ضحايا الجريمة، ضحايا الابادة، ضحايا الصمت الدولي، ضحايا مصالح الدول التي تتحدث عن الديموقراطية والعدالة وحقوق الانسان والشعوب ولا تزال تحتل وتقتل وتسمح الاخرين بارتكاب ابشع الجرائم بحق شعوب ذنبها الوحيد رفض انكار الذات واحترام الاخر والايمان بانسانية الانسان ونصرة العدالة. نجتمع لنتذكر نحن، ضحايا الاجرام والابادة، آباؤنا واجدادنا الذين سقطوا في بيوتهم على ارض وطنهم وتشردوا وذبحوا امام اعين الديموقراطية العالمية ودفنوا دون مدافن في دير زور ومرقدة والصحراء السورية. نجتمع لنتذكر ونذكر الجميع الذين ارادوا بالابادة والمجازر حلا جذريا لانجاح الحلم الطوراني التركي الاستعماري بان حلمهم لم يتحقق وبان هذه الشعوب واحفاد الشعوب لا يزالون يصرخون. نحن هنا وسنبقى هنا، نجتمع لنتذكر ونذكر كي لا يتكرر وكي لا يتكرر هناك مسؤولية دولية على الجميع ان يتحملها لان جريمة واحدة دون عقاب تفتح الباب امام جرائم اخرى".

وأردف: "وجودنا هنا معا نحن اللبنانيين يشهد ان الشعوب تحيا وتستمر بشهدائها الابرار والذاكرة الجماعية وتاريخ الشعوب يجب ان يكون محور نضال الشعوب من اجل العدالة. اما الاهم من احياء ذكرى الشهداء هو الوفاء الجماعي لارثهم المقدس وقضيتهم المحقة. ان الصمت امام حقوق شعبنا المغتصبة هو الاستسلام بالذات .الصمت في هذه الحالة كما قال صاحب الغبطة الكاثوليكوس ارام الاول، خيانة للشهداء ولارثهم".

وأكد بقرادونيان "أننا اليوم نطالب تركيا بالذات الاعتراف بمسؤوليتها ازاء جريمة الابادة نطالبها لاجل تحقيق العدالة والتعويض على الخسائر البشرية والجغرافية والسياسية والمادية، ولدول العالم التي لا تزال تنتظر الظروف المؤاتية للاعتراف نقول ان الابادة الارمنية واقع لا لبس فيه ان اعترفت بها الدول او لم تعترف فهي حقيقة تاريخية وسياسية غير قابلة للجدل ولا تحتاج الى دراسات او مفاوضات وتحليلات . ومن هذا المنطلق نقول ان على دول العالم وعلى تركيا بالذات مسؤولية كبيرة في اعادة انعاش الذاكرة الجماعية والمصالحة مع تاريخها وماضيها فالجريمة التي نتذكرها نحن ابناء الشعوب المضطهدة من السريان والارمن والكلدان والاشوريين ومن الشعوب العربية لا تتكرر الا اذا تمت معاقبة المجرم والتعويض عن جرائمها. ان السكوت عن جريمة هي جريمة بحد ذاتها".

وسأل: "هل من الضروري ان نذكر بأن تركيا اليوم وهي الوريثة الشرعية للدولة العثمانية بواجباتها وحقوقها، لا تزال تطمح الى العودة لهذه المنطقة واعادة احياء الحلم العثماني وهناك من في لبنان لا يزال يتحدث عن علاقات تاريخية وعلاقات صداقة بيننا وبين وريث الاجرام العثماني. نحن احفاد شهداء الابادة، احفاد شهداء السيفو، احفاد شهداء المجاعة، نحن ابناء هذا الوطن الذي حصل على حق البقاء والازدهار بتضحيات شهدائه الابرار، نجتمع لنسأل عن الذاكرة الجماعية، ولم النسيان ولم الخجل ولم الانكار ولم الاختباء وراء كلمات منمقة تافهة تنتهي مفعولها فور صدورها. نعم نجتمع لنسأل لماذا الدولة لم تتجرأ اعلان 24 نيسان ذكرى مليون ونصف مليون شهيد ارمني، اجدادنا نحن المواطنين اللبنانيين ، يوما للتضامن ويوم عطلة رسمية".

وتساءل: "أمن العجب ان نسأل لماذا تحول عيد الشهداء عيد 6 ايار الى ذكرى شهداء الصحافة ولماذا تتنكر الدولة احياء العيد بمعانيه السامية والحقيقية والتاريخية. اليس لنا الحق ان نفكر بأن الشهداء اصبحوا سلعة في الاسواق السياسية والمسايرات المكشوفة والتسويات الملغومة ومصالح اقتصادية ومالية؟ اليس لنا الحق ان نفكر ان حتى في الشهادة هناك تفرقة وتمييز مذهبي، طائفي، سياسي. ان نسيان الشهداء الاوائل لا يضمن احترام الشهداء الاواخر.اننا نفتخر بلبنان كبلد التعايش والعيش الواحد، التعايش الحقيقي يبداء باحترام الاخر وخاصة احترام الشهيد. التعايش الحقيقي هو احترام الجميع لشهداء الجميع. الشهيد شهيد ولا تمييز بين شهيد وشهيد. قيمة الشهادة في فكرها وفعلها ورؤيتها وليس في دين الشهيد او حزبه او وضعه المادي ومركزه الاجتماعي"، مستشهدا بما قاله الشهيد عبد الكريم الخليل وهو يودع ابناء الوطن وامام مشانق جمال السفاح: "احزنوا على انفسكم وابكوا ما سيصيبكم في المستقبل من ظلم الاتراك، عشنا لاجل الاستقلال ونموت في سبيله". اما الشهيد عمر حمد فقال: "اموت غير خائف ولا وجل فداء الامة العربية فليسقط الاتراك الخونة، وليحيا العرب". وبدوره يقول الشهيد عبد الغني العريسي: "بلغوا جمال ان الملتقى قريب وان ابناء الرجال الذين يقتلون اليوم سيقطعون بسيوفهم في المستقبل اعناق الاتراك جماجمنا اساس لاستقلال بلادنا". والشهيد بترو باولي قال: "عجلوا وخلصونا من وجوهكم اللعينة، في هذه اللحظات ونحن نتذكر اقوال الشهداء نسأل ماذا اصابنا؟ النسيان، فقدان الذاكرة خسارة الضمير، بيع النفس؟ والعثمانيون الاتراك على ابوابنا؟ التاريخ يعيد نفسه وتجربة الشعوب تعيد ايضا نفسها".

وختم بقرادونيان: "صحيح اننا نجتمع اليوم لاجل احياء ذكرى شهداء الابادة. الاصح ايضا اننا نجتمع لاجل الاحتفال بصمود الشعب الارمني وفشل مخطاطات تركيا، قررنا ان نعيش ونستمر في النضال ونستمر في النضال ما دام الاجرام مستمرا والمجرم صامتا لا يعترف. امام ذكرى الشهداء، شهداء الحق والعدالة نطالب معا بالحق والعدالة. نطالب معا تركيا بالاعتراف والاعتذار والتعويض واعادة الاراضي المحتلة. نطالبها ان تتصالح مع نفسها وتتراجع عن انكار الحقيقة. نحن ناضلنا لاجل الحرية والكرامة لاجل انسانية الانسان، ونستكمل النضال. ونستشهد لنعيش معا ونبقى معا. ارقدوا بسلام شهداؤنا الابطال، ارقدوا بسلام تحت رمال دير زور ومرقدة في مقابر جماعية في ديار بكر واضنة في كيليكيا وفي الاراضي الارمنية المحتلة، تحت مياه الدجلة والفرات.ارقدوا بسلام لن نستسلم، ولن نترجل الا باسترداد الحق كل الحق وبتحقيق العدالة كل العدالة. انها ارادة شعب وحكاية بقاء. انها المرحلة الجديدة انها مرحلة الصمود الجديد. انها مرحلة جديدة من النضال".

جعجع

بدوره، رحب جعجع بالأرمن قائلا: "إفرحي وتهللي يا معراب، فأصحاب القضية في ربوعك اليوم، إفرحي وتهللي، فبهجة اللقاء مع الأحبة تمسح عن عيون هذه الذكرى الأليمة دمعة حزينة. تعودون اليوم الى بيتكم الثاني معراب وانتم لم تغادروا عقلها وقلبها ووجدانها. لن نقول لكم اهلا وسهلا، لأننا في حضرة قضيتكم وقضيتنا المجيدة، نصبح نحن كلنا أرباب البيت".

ورأى جعجع أن "24 نيسان 1915 ليس مجرد تاريخ عابر في روزنامة الأيام بل تاريخ فرض تقويما جديدا صار بإمكاننا معه الحديث عما قبل هذا التاريخ، وعما بعده. ففي 24 نيسان 1915 طعنت الإنسانية بخنجر القهر والاستبداد والوحشية، ومنذ ذلك التاريخ والجرح ينزف وسيبقى حتى تحقيق العدالة ووصول كل صاحب حق إلى حقه. قبل ذلك التاريخ كان استقلال أرمينية مسألة محلية، وبعده صار قضية شعب، قضية عالمية. قبله كان الأرمن حالة وطنية صرفة في ارمينيا التاريخية، بعده صار الأرمن حالة عابرة للأوطان يطال تأثيرها معظم دول العالم. قبله كان للأرمن هوية واحدة فقط، بعده صارت كل هويات العالم هوياتهم وكل مساكن العالم بيوتهم".

وقال: "من تاريخ 24 نيسان 1915 استلهمت الأمم المتحدة العديد من بنود مواثيقها وشرعاتها. وبالرغم من كل ذلك تستمر المجازر حول الكرة الأرضية منذ ذلك التاريخ، وآخرها مجزرة خان شيخون؟ ذلك لأن التساهل الدولي في تحقيق العدالة، بما يختص بالمجازر الأرمنية، قد شجع الطغاة والمستبدين على الإمعان في جرائمهم حتى هذه اللحظة، من دون الخشية من العقاب، يجب أن نعترف جميعا بأنه في 24 نيسان تمكن الشر من توجيه صفعة قوية للخير فتعرضت شعوب بأكملها للابادة الجماعية. من جبال امانوس وأرارات الى سيفو الى جبال لبنان، سيف الترويع والظلم والتجويع يجهز على البشر والحجر، وقلوب برغبة التسلط تحجرت، لم تفارق العصور الحجرية، أبت إلا أن تحاول إفناء شعوب مشرقية وجدت في هذا الشرق منذ فجر التاريخ".

واضاف: "إذا كان مرتكبو المجازر قد توهموا أنه بقتلهم النساء والشيوخ والأطفال قد حققوا نصرا مبينا، فإن المستقبل أثبت لاحقا أن هذه الوحشية قد عجلت في انهيار سلطنتهم، ولم يكن سوى وصمة عار على جبينهم، فها هو التاريخ يشرع ابوابه وصفحاته امام الأرمن والسريان وسواهم ممن ظلم وقتل في ذلك الوقت، وها هي مئات المنابر والساحات تفتح لهم وأمامهم على امتداد العالم، فيما سفاحو المجازر قابعون في غياهب جهنم، وبئس المصير".

واعتبر جعجع "أننا نحيي اليوم ذكرى المجازر الأرمنية بالتزامن مع الذكرى 23 لاعتقال رئيس حزب القوات اللبنانية، وحل الحزب، لخنق نضال بكامله، وقمع شعب باكمله. صحيح أن هول الاضطهاد والمجازر التي لحقت بالأرمن لا يمكن مقارنتها بالظلم الذي لحق بالقوات في الماضي القريب، إلا أن مفهوم الشر واحد لا يتجزأ، ومبدأ مقاومة الشر هو واحد ايضا ولا يمكن أن يتجزأ. وحتى تتوضح صورة هذه المقارنة اكثر في أذهان إخوتنا الأرمن، لا بد من لفت نظرهم الى أن القوات اللبنانية هي امتداد تاريخي لاولئك الرجال والنساء الذين قاوموا العثمانيين ومن سبقهم من امبراطوريات ودفعوا أثمانا باهظة لذلك، وعندما جاء الى لبنان غزاة آخرون بأسماء أخرى في زمننا الحديث، تمثلت القوات بمسيرة آبائها وأجدادها بجلجلتها، وصليبها، بالمقاومة، ومن ثم بانتصارها وقيامتها".

ورأى ان "القضية التي تجمع شعبينا واحدة، فالأرمن كافحوا حتى تكون ارمينيا حرة، واللبنانيون كافحوا حتى يكون لبنان حرا. والأرمن ظلموا واضطهدوا وقتلوا وسيقوا الى المعتقلات فداء عن قضية حق اعتنقوها، واللبنانيون ظلموا وقتلوا وشردوا وسجنوا حتى تسلم لهم الحرية التي إذا ما عدموها عدموا الحياة. ألأرمن لم يعولوا على أساطيل تأتي لتدافع عنهم في غمرة الأخطار، بل تدبروا امر مقاومتهم بأنفسهم، كذلك اللبنانيون لم ينتظروا الغرب او الشرق ليدافع عنهم، بل استشهدوا هم دفاعا عن قيم الغرب، وصونا لحضارة الشرق".

وأكد جعجع "ان قوة "القوات" ليست في عدد وزرائها ولا في كتلتها النيابية على أهميتها، وإنما في مشروعيتها ومصداقيتها وصلابة الأسس التي قامت عليها، هي في قدرتها على ان تتماهى مع وجدان الشعب الأرمني والشعب السرياني والاشوريين والكلدان وسواهم من المشرقيين من دون عناء، لأنها إبنة القضية المشرقية ذاتها، وحفيدة يوحنا مارون والمقدمين ووادي قنوبين، وهي في قدرتها ان تحاكي الوجدان الوطني من دون اي عقدة، لأنها ابنة البشير و 14 آذار والـ10452 كلم2، وهي في قدرتها على تحقيق المصالحة المسيحية والمصالحة الوطنية، وهي في قدرتها أن تتماهى مع معاناة الشعب السوري في سعيه للانعتاق من نير العبودية والديكتاتورية، والانطلاق الى بر الحرية وحقوق الإنسان، وهي في قدرتها أن تتماهى مع نضال الشعب الفلسطيني الطويل لقيام دولة فلسطينية مستقلة حرة، وهي في قدرتها ان تقول "لا" حيث لا يقولها الآخرون، لأنها ليست مرتهنة إلا لقناعاتها ومبادئها. إن القوات قوية بكم، قوية في امتلاكها هذا الشعور العميق بالدعوة، وبأنها ليست مؤتمنة على إرث شهدائها فحسب وإنما على إرث كل شهداء المسيحية المشرقية وعلى إرث كل شهداء الحق والحرية في هذا الشرق، لأي مذهب أو دين أو عرق انتموا".

وأضاف: "منذ ان وجدت "القوات"، وجد رفاق ارمن في صفوفها، وكلاهما يتمم الآخر. إذ كيف يمكن ان تكون القوات مقاومة تدافع عن المظلومين والمضطهدين في الشرق، وابناء الشعب المشرقي الذي عانى اكثر ما عاناه من ظلم، غائب عنها. بالمقابل كيف يمكن لأبناء شعب فضل الموت بحرية في كنف جباله الصعبة على العيش صاغرا ذليلا في ذمة المحتل، ألا يكون نصيرا وداعما ومؤيدا للقوات؟ من برج حمود الى الأشرفية والبدوي وكمب حاجن، ومن انطلياس وزحلة وعنجر، ومن جبيل الى الدورة والفنار والبوشرية، رفاق ارمن شاركوا في صناعة امجاد القوات، فإلى الأحياء منهم والجرحى والشهداء، الف والف تحية وتحية. صحيح انكم خسرتم إخوة وأحبة وآباء وامهات على امتداد رقعة المجازر الأرمنية، لكنكم ربحتم إخوة وأحبة وآباء وأمهات على امتداد لبنان والعالم بأجمعه. صحيح ان ارض ارمينيا بكت على آبائكم واجدادكم لكن ارض لبنان هللت لهم عندما جاؤوا اليها. صحيح أن الإكراه هو ما أتى بكم الى لبنان بالدرجة الأولى، لكن المحبة والقناعة والإيمان بهذا الوطن هو ما رسخكم فيه بالدرجة الأخيرة. صحيح أن رقعة انتشاركم في لبنان محصورة في المكان، إلا أن عبق أعمالكم لا يحده مكان او زمان. صحيح أن أرمينيا تراجعت بغيابكم عنها، لكن بلدانا كثيرة، ومنها لبنان، تقدمت وتطورت وازدهرت بقدومكم إليها. صحيح أن خريفا عثمانيا داميا ودعكم في ارمينيا، لكن ربيعا ارمنيا مشرقا استقبلكم في لبنان".

واعتبر جعجع أنه "يخطىء من يعتقد بأن الإبادة الأرمنية منفصلة عما عداها من قضايا هزت وتهز الضمير الإنساني. فكما أن النهار والليل يتتابعان، كذلك فإن صراع الخير والشر يتتالى في جولات متلاحقة، فرياح الشر التي عصفت بالأرمن قبل قرن من الزمن عادت هي نفسها، وإنما في جولة جديدة وبحلل جديدة، لتعصف بأمكنة وشعوب اخرى. فما حصل في خان شيخون قبل ايام قليلة، وقبله في حلب والغوطة الشرقية وغيرها، من استهداف للأبرياء بالأسلحة الكيمائية، وما حصل من تفجير إرهابي بحق الأبرياء من نساء وأطفال من أهالي بلدتي الفوعة وكفريا، ليس الا اوجها مختلفة للمجازر الأرمنية. لا يمكن ان نكون صادقين مع انفسنا ومع الآخرين، إلا إذا أدنا سفاحي اليوم كما ندين سفاحي الماضي. لن نكون شهود زور، لا الأمس ولا اليوم ولا غدا".

وأشار جعجع الى ان "القوات لم تدخل الى الدولة بفعالية بعد طول غياب لمجرد ان تتمثل في الحكومة، بل لتعبر عن هواجس اللبنانيين كافة. فوجودنا اليوم في الوزارة لا نريده وجودا كميا فقط وإنما نوعيا ايضا. لا نريد ان نمارس السياسة بمفهومها التقليدي البالي، وإنما مصممون على إحداث كل الفرق في مقارباتنا وحلولنا للمشاكل السياسية والاجتماعية والحياتية العالقة. نريد ان يعطي وجودنا في الحكومة قيمة مضافة، تماما كوجود الطائفة الأرمنية في لبنان، لا أن نكون أعدادا إضافية لا وزن إصلاحيا أو إبداعيا أو معنويا لها. إن السياسة بالنسبة لنا هي قيم واخلاق ومبادىء وكلمة حق قاطعة كحد السيف، فكلما راحت الدفة تميل نحو سياسة المصلحة والمادية والنفعية والابتذال، إنتفضنا على الواقع وعملنا على إعادة إنعاش الروح، وضخها بقوة في الحياة السياسية الوطنية من جديد. إن فقداننا لهذه الروح تعني فقداننا لمبرر وجودنا النوعي في لبنان والشرق، وتحولنا زمرة مرتزقة ومحاسيب ومستوزرين ووصوليين وهذا ما لسنا بفاعليه".

وشدد على "ان الشعب الأرمني هو من اكثر الشعوب الجديرة بالتقدير والاحترام، فالأرمن حافظوا على لغتهم وهويتهم، على الرغم من مرور اكثر من مئة عام على نزوحهم قسرا عن بلادهم، فيما العديد من شبابنا للأسف يتخلى عن هويته وينسى لغته ويهمل ثقافته بمجرد ان تمر سنوات قليلة على وجوده في المهجر. نحترم الأرمن لأنهم لم يتنكروا لشهدائهم وابطالهم مثلما فعل بعض الجاحدين بيننا ممن رجموا شهداءهم ورذلوا أبطالهم وصرخوا في مقاومتهم اللبنانية عندما انقض عليها العدو أصلبوها أصلبوها. نحترم الأرمن لأنهم برهنوا عن أصالة وصلابة قل نظيرهما، فقضيتهم التاريخية تحيا في وجدانهم دائما ابدا، وإيمانهم بأحقية هذه القضية يضاهي إيمان الرسل والمبشرين. كلمة حق تقال أن الأرمن هم من اكثر الذين أعطوا الدولة اللبنانية وأقل من أخذوا منها، يكفي أن يكون هذا الشعب مسالما، ملتزما بالأنظمة والقوانين على الرغم من الإهمال والتهميش اللاحق بمناطقه، حتى يكون مثالا للمواطنية الصالحة. وهل بالإمكان أن نتصور لو أن الأرمن سمحوا لأنفسهم باستباحة الدولة واللعب بالاستقرار ونشر الذعر والفوضى، تماما مثلما فعلت مجموعات اخرى نزحت الى لبنان في فترات زمنية لاحقة؟ وبعد، كيف يمكن تصنيف اللبنانيين بين لبناني درجة اولى ولبناني درجة ثانية، فيما معظم الشرائح الطائفية والمجتمعية تتشارك التاريخ نفسه، منهم من نزح الى لبنان في الأمس القريب ومنهم في الأمس البعيد، وجلهم نزح بفعل عوامل الظلم والقهر والاضطهاد ذاتها. لا فضل للبناني على آخر إلا بالعمل والكد والمثابرة في سبيل الأفضل لوطنه، فالفضل ليس بدرجة الأقدمية في هذا الوطن، وإنما بدرجة "الآدمية" والالتزام والعطاء".

وختم جعجع: "إذا كانت ارمينيا هي ارض الميعاد التي تتوقون اليها، فإن لبنان هو ارض النضال الذي كتبه الله لنا حتى نبقى صامدين ومستمرين. نجاهد ونناضل حتى يبقى لبنان واحة للحرية والإنسان. نجاهد ونناضل حتى يعود الحق الى أصحابه مهما طال الزمن، نجاهد ونناضل حتى تتحقق العدالة على الرغم من العراقيل، نجاهد ونناضل حتى تبقى الحرية شمسا ساطعة، نجاهد ونناضل حتى نصلح ما افسدته دهور الوصاية، نجاهد ونناضل ليبقى لبنان قبلة أنظار كل المتعطشين للأمل والحرية في هذا الشرق. ونردد مع قداسة أبينا الكاثوليكوس آرام الأول كيشيشيان :"إن شعبا لا يموت إذا كان يملك الإيمان بالحياة والوفاء لماضيه ورؤية واضحة نحو مستقبله، وتحديدا إذا كان هذا الشعب منخرطا في حرب روحية وثقافية وقانونية وسياسية من أجل حقوقه المشروعة". ارمينيا ستبقى لشعبها ولبنان سيبقى لنا جميعا."

وتخلل الاحتفال أناشيد أرمنية أداها كورال مدرسة "واهان تكايان" بقيادة كيفورك كشيشيان، ورقصة أرمنية بعنوان "الكرز المثمر" قدمتها الطالبتان سيلين أوهانيسيان وروبينا أوهان، وعزف على آلة الـDUDUK مع هاكوب كولوغيان ورافقه رافي تشيلينغيريان وناتالي ايوكيان، بالإضافة الى عزف على آلة الساكسوفون من صاموئيل ارنليان، وقصيدة شعرية من عازفة البيانو ريتا اغدمليان اصيليان، ومعزوفة على البيانو من طامار اصيليان. وقدمت الدكتورة لينا ايدنيان لوحة زيتية الى جعجع. كما قدم الحرفي آرا كويونيان مجسما فنيا يحمل الاحرف الابجدية الارمنية.

يذكر ان 24 رسامة ورساما لبنانيا عرضوا لوحات جسدوا فيها الإبادة الأرمنية من نظرة لبنانية في معرض أقيم في الباحة الخارجية في معراب.

 

طلاب الطاشناق نظموا مسيرة بالذكرى 102 للابادة الارمنية كيدانيان:نطالب الاتراك بالتعويض وبالاجزاء المحتلة من ارمينيا

الجمعة 21 نيسان 2017 /وطنية - نظمت مصلحة طلاب زاواريان لحزب الطاشناق في الذكرى السنوية الثانية بعد المئة للابادة الجماعية الارمنية مسيرة إلى دير الارمن الارثوذكس في بكفيا، شارك فيها وزير السياحة اواديس كيدانيان والامين العام لحزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان وفعاليات سياسية وممثلون عن الاحزاب الارمنية وحشد من الشباب والطلاب من الاحزاب اللبنانية كافة. انطلقت المسيرة عند الثامنة مساء من مدخل الدير، وصولا الى تمثال شهداء الابادة على وقع الهتافات والشعارات المناهضة للدولة التركية والمطالبة باعتراف تركيا بالابادة. واختتمت المسيرة بقداس في كنيسة الدير.

كلفكيان

وبعد النشيد الوطني والنشيد الارمني وكلمة ترحيبية لناريك سركيسيان اعتبر فيها "ان الابادة لم تنته بعد حتى ايامنا هذه طالما ان الانكار مستمر". واشار الى ان "مشاركة الاحزاب اللبنانية في احياء ذكرى الابادة اصبح عرفا، كيف لا وان اللبنانيين كان لهم حصة من هذه السياسات ايام المتصرفية فخسر لبنان ثلث عدد سكانه نتيجة الحصار والتجويع والقتل".

كولكيان

كلمة مصلحة طلاب اواريان لحزب الطاشناق القاها مهير كولكيان فقال:" نضالنا اليوم ليس نضالا عرقيا أو دينيا أو مذهبيا، القضية الأرمنية قضية حق وعدالة، هي قضية إنسانية. الشعب التركي ليس عدونا، العدو هو النظام والعقيدة التركية القامعة والمستبدة التي تحاربنا وتحارب حقوقنا و حق دم أجدادنا الذي لا ثمن له".

مصطفى

والقى كلمة المنظمات الشبابية ربيع مصطفى اكد فيها ان "المنظمات الى جانب الارمن كشركاء في الوطن والى جانب قضيتهم الانسانية، واننا شعب واحد في ذكرى واحدة وقضية واحدة قضية الحق. وشدد على ان هذه "الذكرى هي ذكرى لجرح عميق والدماء تجري في عروقنا ولن ينالوا منا وسنظل نناضل من اجل هذه القضية". واكد ان "السياسة التركية مستمرة حتى يومنا بالاجرام نفسه الذي يدعم الارهاب ويموله في مناطقنا العربية".

شماس

والقى كلمة طلاب القوات اللبنانية نديم شماس حيا فيها شعبا "امتزجت دماء اقدامه من جبل ارارات الى جبل لبنان ووديانه بدماء شهداء السريان والكلدان والاشوريين والموارنة وحتى المسلمين على امتداد السلطة العثمانية التي لم ترحم شعبا او كنيسة او طائفة، فوحدونا بذاكرة جماعية واحدة واصبح لبنان ارض المضطهدين والمقاومين. ووجه تحية قواتية الى "شعب تميز اجتماعيا،اقتصاديا وفنيا واغنى الساحة اللبنانية فاصبح كالارزة متمسكا بجذوره التاريخية وفيا لقضيته، وفي الوقت نفسه مندمجا متألقا شامخا ومتمددا في سماء لبنان الواعد"، مؤكدا "الاستمرار في الالتزام بالقضية الارمنية المحقة".

خوري

والقى كلمة طلاب الكتائب جورج خوري شدد فيها على "تعاطف وتضامن الكتائب اللبنانية مع هذه القضية النبيلة"، مشيرا الى ان "الحزب يعرف جيدا قيمة الشهادة" مؤكدا اهمية "الوجود الارمني في لبنان والذي يجسد التعددية التي عمل الحزب على تكريسها من اجل المحافظة على حقوق جميع المجموعات الثقافية في لبنان والمحافظة على الذاكرة الجماعية لهذه المجموعات".

كيدانيان

وكانت كلمة لوزير السياحة اواديس كيدانيان اكد فيها "ان وقفة المنظمات الشبابية اليوم الى جانب طلاب الارمن لها رمزية خاصة امام نصب تذكار شهداء الابادة الارمنية وفي بقعة من جبل لبنان عانت كما عانى الشعب اللبناني من ظلم الاستبداد العثماني وحلفاء الدولة التركية".

وعبر كيدانيان عن "امتنان وفخر بوجود عدد كبير من شباب وطلاب لبنان الذين هم من غير اصول ارمنية والذين يشاركونا اليوم ويؤدون التحية لشهداء ابادة لم يعترف بها لغاية اليوم من قبل مرتكبيها، لكن هي قضية انسانية قبل ان تكون قضية الشعب الارمني، هذه قضية تهم الانسانية جمعاء لان اية جريمة ابادة تطال اية دولة واي شعب تطال في المطلق كل الانسانية".

اضاف "نحن منذ سنتين بعد المئة في كل مناسبة وخصوصا عندما نكون على مشارف 24 نيسان نحيي ذكرى الابادة الارمنية في مناسبات تكون في الاجمال ارمنية داخلية، اضافة الى عدد من المبادرات التي تقوم بها احزاب لبنانية كما هو الحال اليوم .ونحن منذ فترة طويلة نسينا فكرة البكاء والحزن وارتداء اللباس الاسود وكما يقال البكاء على الاطلال، لقد تخطينا هذه المرحلة فنحن ومنذ سنوات عديدة اصبحنا في مرحلة ثانية وكنا نطالب فقط بالاعتراف بالابادة الارمنية من قبل السلطات التركية،اليوم نحن نطالب بتعويضات وليس فقط بالاعتراف ان اجدادهم ارتكبوا اكبر جريمة بحق البشرية في بداية القرن العشرين ونحن اليوم في العالم كله، اضافة الى مجموعة الاشخاص الذين يؤمنون بهذه القضية الانسانية نطالب من كل منبر بالاعتراف ومن ثم التعويض والحصول على الاجزاء المحتلة من قبل الجمهورية الارمنية الموجودة ضمن الحدود التركية والتي نسميها بارمينيا الغربية المحتلة.انا لا اقول هذا لانني اشعر به او لأنني ملزم كفرد او كمسؤول ارمني بل لأنني اعلم ان كل واحد منكم في مصالحكم الطلابية والشبابية له قضية، وبالتالي يكون لحياته معنى وهدفا والهدف ان ينجح كل انسان في حياته وان يحقق مبتغاه وان يكون فخرا لاهله".

وختم :"نحن اليوم بعد سنتين بعد المئة نصر على ان نكون فخرا لاجدادنا وآبائهم الذين كانوا ضحية هذه الابادة الجماعية ونحن مصممون ونعرف اننا في هذه المرحلة سنصل الى احقاق الحق في هذه القضية وعندما نرى مجموعة الشباب والطلاب واقفين الى جانبنا نكون اكيدين اننا على طريق الصواب".

وختاما وضعت اكاكيل عند التصب التذكاري للشهداء.

 

مهرجان تضامني في ذكرى اختطاف اليازجي وإبراهيم ممثل عون: لا طريق لإنقاذ مشرقنا وشعوبه وتحرير مخطوفينا الا باتحادنا

الجمعة 21 نيسان 2017 /وطنية - أقام اللقاء الأرثوذكسي والرابطة السريانية، مساء اليوم، مهرجانا تضامنيا في ذكرى اختطاف المطرانين بولس اليازجي ويوحنا إبراهيم، في قاعة نبيل كحالة - مبنى بلدية سن الفيل.

حضر اللقاء ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول، ممثل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري النائب علي بزي، ممثل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وزير الاتصالات جمال الجراح، الرئيس حسين الحسيني، ممثل الرئيس نجيب ميقاتي الوزير السابق نقولا نحاس، ممثل بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي المطران كوستا كيال، ممثل بطريرك انطاكيا وسائر المشرق والرئيس الاعلى للكنيسة السريانية الارثوذكسية في العالم مار اغناطيوس افرام الثاني المطران ميخائيل شمعون، ممثل بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق والاسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام المونسنيور جان فرج، وممثل بطريرك الأرمن الكاثوليك غريغوريوس بطرس العشرون غبرويان الأرشمندريت باران فارتانيان.

وحضر أيضا ممثل وزير الإعلام ملحم الرياشي القاضي عمر سماحة، ممثل وزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل غسان خوري، ممثل وزير المهجرين طلال أرسلان الدكتور سليم حماده، ممثلة وزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري نادين نعمة، ممثل وزير الدولة لشؤون مجلس النواب علي قانصو نجيب خنيصر، ممثل وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف وقائد الجيش جوزاف عون العميد عثمان شمس الدين، النائبان غسان مخيبر وبلال فرحات، ممثل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع والنائبة ستريدا جعجع المحامي جوزيف نعمه، ممثل رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل سمير خلف، الوزراء السابقون: بشارة مرهج، نقولا الصحناوي، نقولا نحاس، بشاره مرهج، ورئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن، أمين عام اللقاء الارثوذكسي النائب السابق مروان ابو فاضل، المطران جورج صليبا، المطران مار يوحنا جهاد بطاح، ممثل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده الأب جورج ديماس، ممثل مطران الكلدان ميشال قصارجي الشماس بشارة زحلاوي، محافظ بيروت القاضي زياد شبيب، رئيس الصندوق المركزي للمهجرين العميد نقولا الهبر، ممثل المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان العقيد جرجس مرون، ممثل المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم العميد خالد موسى، ممثل المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا العقيد بسام أبو فرح، رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام، ورئيس بلدية سن الفيل نبيل كحالة وشخصيات سياسية وروحية واجتماعية.

افرام

بعد النشيد الوطني، ألقى رئيس الرابطة السريانية كلمة قال فيها: "نعتذر منكما، أربع سنوات، لا أعدناكما بطلين محررين مكرمين، كما تليق بكما العزة، ولا طوبناكما قديسين شهيدين، كما الاسلاف. نعتذر، كان علينا أن نناضل أكثر، غير كافية المهرجانات والبيانات والخطابات واللقاءات والمؤتمرات والسفراء والوزراء والضغط، كان علينا أن نفك اللغز والسر بأي ثمن".

أضاف: "نعتذر، نحن قليلو الايمان، معلمنا قال لو على قدر حبة خردل ننقل جبالا، فما بالنا نخاف من شياطين آخر الأزمنة، يرفعون رايات سوداء مثل قلوبهم. ومع ذلك، نحن أبناء الحق والحقيقة. لن نقبل اليد التي تذبحنا، ولن نعطي أي سبب تخفيفي لمن يخطفنا ويهجرنا ويفجر كنائسنا من الاسكندرية وطنطا والقديسة كاترين، الى الخابور وصيدنايا الى برطلي واور، الى قلب جبل لبنان، لمن يسبي نساءنا ويكفرنا، ولن نسكت عن ذمية سياسية أو دينية".

وتابع: "كلنا مطرانان، هما رمز هذه المسيحية المشرقية المعذبة المصلوبة. ان المسيحية مهددة بإبادة بطيئة تتجاوز الأرقام الى العقل الالغائي الرافض لكل آخر، ونحن كلنا أمام تحد وجودي تاريخي. أي حراك أقل من ثورة في العقل لن يفيد، نبدأ فينا، في صمودنا، رغم كل المخاطر، في أرضنا والأوطان، ليس لدينا أي بديل، الهجرة مقتلنا، كل سراب بجواز سفر جديد هو سحب الدم والاوكسجين من عروقنا".

وأردف: "رغم أننا أيتام في منطقة لا تفهم إلا لغة القوة، فرسالتنا المحبة والشراكة والعطاء، وشهادتنا أننا على اسمه نحيا ونموت. مهما يئس البعض، وفقد آخر الرجاء، واستسلم قسم لخدمة البلاطات".

وقال: "ثم في العقل العربي والاسلامي المدعو، وهو الغارق في دمه، وهو الذي يراقب سقوط الدول والكيانات والحدود، وهو الذي يسرق منه كتابه وآياته، الى وقفة ضمير وتصد ضد كل فكر داعشي إلغائي، هو مصيره ومستقبله على المحك. كيف يؤمن بالتنوع والتعدد واحترام كل آخر؟ كيف يثبت المواطنة والمساواة؟ فالشرق ليس لقومية واحدة ولا لدين واحد، ولا لمذهب واحد ولا لفكر واحد ولا لزعيم واحد".

أضاف: "في الضياع الغربي الذي فقد قيمه والمبادئ، لا نصدق أن تحالفا من 80 دولة غير قادر على داعش، وأن مخابراته لا تعرف مصير المطرانين، فإلى متى؟ كل هذا الاحتضان الوطني لذكرى المطرانين، إشارة لبنانية، الى أننا ما زلنا رغم كل جراحنا، واحة أمل مشرقية. لبنان، بحد ذاته، بطبيعته وتكوينه وتاريخه، هو المثال لحياة واحدة حرة كريمة بين أبناء وطن ينتمون الى طوائف ونتشارك في صناعة القرار الوطني".

وتابع: "ان انتخاب فخامة الرئيس العماد ميشال عون كان إيذانا بأن عهدا جديدا قد بدأ، ليس بالشخص وبكل ما يمثله من تاريخ وعطاء، بل برمزية إعادة المسيحيين الى السلطة، بعد تهميش تاريخي منذ الطائف، وعلى كل المستويات الوزارية والنيابية والادارية، وإعادة الروح الى عمل مؤسسات نخرها الفساد والكسل. هذا هو التحدي، كي يثبت لبنان في وجه كل الأعاصير، في وجه الخطر الاسرائيلي الدائم وواجب مقاومته، في خطر النزوح السوري على كل المستويات وضرورة إيجاد حل له، في خطر سلاح المخيمات واستعمالها فتنة وأولوية ضبطها أمنيا، وفي خطر شعور أي مكون وأي مواطن أنه مهمش. لا نتذاكى على بعضنا، فلننظر حولنا، قدرنا أن نلتقي إذا أصر بعضنا على نهج الاستئثار وهضم حقوق الآخرين والامعان في فساد والتعامل على أن المناصفة منة، والتهويل الدائم بالعدد، فإننا نكون نعد لدفن نظام لم يعد ينفع أحدا. نحن، نجدد العهد والوعد، قيامتنا ليست يوما في تاريخ، بل نصنعها نحن كل يوم. المسيح قام حقا قام".

أبو فاضل

ثم ألقى أمين عام اللقاء الارثوذكسي كلمة قال فيها: "في زمن الفصح العظيم، زمن نصر المسيح وغلبته على الموت، يجذبنا بهاء حضوركما في القلوب والعقول، رغم قساوة الاختطاف ووحشيته. نعود إليكما مدركين أن ذلك الكهف المظلم حيث أنتما مخطوفان، ليس أقوى من قبر مظلم تحول في لحظة إلى ضياء ساطع وغالب، فكما المسيح وطئ الموت بموته، وانتصر على المؤامرة العبثية بقيامته بعد صلبه، فأنتما عتيدان أن تنتصرا على عبثية اختطافكما، وأنتما منتصران لأننا نعيدكما بالفكر المديد والحب السخي، لنقول ما يلي: لقد تحررت حلب وما زلتما قيد الاختطاف، أبصرت النور، وأنتما مخطوفان في الظلمات، عاد اهل الشهباء إلى بيوتهم، وأنتما لم تعودا ومصيركما مجهول، فكيف نرضى ذلك، كيف ترضى المسيحية المشرقية الصمت المطبق عوض الحراك الجذري بثورة الحق بغية معرفة مصيركما. وأنت أيها الضمير المسيحي العالمي، ماذا فعلت وبذلت لتحرير مطرانين جليلين مخطوفين، يبشران بمسيح المحبة، وما خطفهما سوى اختطاف للمسيحية المشرقية وللمسيحيين العرب، كيف يمكن أن تبرر عجزك وقلة عدلك لكنيستين موجوعتين من جرح الغياب والاختطاف؟".

أضاف: "أيها الضمير الإسلامي، وأنت الأساس في انبعاث العيش والشراكة، ماذا فعلت لمحو عار وإجرام منظمات تكفيرية خطفت حبرين جليلين، وفجرت كنيستين في مصر يوم أحد الشعانين، واعتدت يوم سطوع الفصح على دير القديسة كاترينا في سيناء، وهو من أعرق الأديرة المسيحية في دنيا العرب، بل في العالم كله؟ أيتها الدول، لماذا الصمت يبتلع ألسنتك، والخطب جلل، والمسيحيون يرون أنفسهم مخطوفين مع المطرانين، ألا يستحق هذا الإجرام حراكا على مستوى الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وكل المنظمات الدولية حتى ترتاح عقولنا وتطمئن قلوبنا؟ الوجع بليغ، والصمت شيطاني مخيف يجعلنا مقيمين في القلق، وهذا بدوره عار كبير، نربأ بكم أن تتزينوا به".

وتابع: "من هذا القلق الوجودي حول مصير المطرانين، ننتقل إلى لبنان لنقول: إنه في ظل اصطفاف لقوى تمارس لغة الإبهام وترنو إلى الإيهام بدلا من الانطلاق من صدق منير يقود إلى الصفاء والوضوح، أود أن أذكر بأن اللقاء الأرثوذكسي كان أول من بادر إلى وضع أسباب موجبة وجوهرية حول التمثيل الحقيقي شكلت رافعة ترجمت في مشروع قانون انتخابي قدمه تكتل التغيير والإصلاح. أما اليوم، فبعدما باتت القوى السياسية ومنها من تبنى المشروع متملصة منه، رغم أننا نسمع بخصوصية من هنا وهواجس من هناك تخفي في طياتها نفسا مذهبيا عميقا، وتعيب علينا مشروعنا الميثاقي المتوازن، والذي ولو اعتمد لمرة واحدة لجعل من مجلس النواب العتيد مجلسا تأسيسيا لا غبار على صحة التمثيل فيه، وتوثبنا جميعا من خلاله إلى دولة المواطنة، وكلكم يعلم أن الأرثوذكس متميزون بعروبتهم ومشرقيتهم العابرة للطوائف والمذاهب. ولذلك، لم يعد هنالك من مجال للمزايدة على المستوى المسيحي إطلاقا. ورغم ذلك، لا بد من القول إن النقاش مفتوح للوصول إلى تسوية سياسية ناضجة ورؤيوية تؤدي المبتغى أي تصحيح التمثيل بأبعد مدى ممكن، والتسويات لا تسمح ببطولات معظمها وهمي، ولا تقسيمات تحاك على مقاس فئات وأشخاص، بل تفترض بالضرورة الارتكاز على مبدأ النسبية الكاملة والانفتاح على محافظات انتخابية تقسم بصورة متوازنة، وتتشابه فيها التقسيمات المناطقية وتعتدل بحق فيؤمن ذلك انتخابا صحيحا يؤمن تمثيلا سليما".

وأردف: "بعيدا عن المزايدات الرخيصة التي نسمعها من هنا وهناك، وإذا رام الجميع تسوية شاملة تقود إلى انتخاب مجلس نيابي خارج القيد الطائفي، فبموازاة ذلك ينتخب مجلس الشيوخ وفقا للقيد الطائفي باعتماد مشروع اللقاء الأرثوذكسي. وهنا، من حقنا أن نطرح سؤالا افتراضيا، هل يسري انتخاب مجلس النواب خارج القيد الطائفي على طائفية رئاسته؟ وهل ستبقى طائفية الرئاسات كافة ومذهبيتها على ما هي عليه؟ فإذا بلغنا هذا الرقي السياسي تخضع رئاسة مجلس الشيوخ لمبدأ المداورة. وأما إذا تم تثبيت طائفية الرئاسات رغم انتخاب المجلس خارج القيد الطائفي، فحتما تكون رئاسة مجلس الشيوخ للأرثوذكس بدلا من نيابتي رئاسة المجلس النيابي والحكومة التي كرست لنا في غياب الرئاسة الرابعة المفقودة منذ أيام الميثاق الوطني، وتذهب النيابات الرئاسية الثلاث للطوائف الأخرى. وبانتظار جلاء الموقف، يبقى كل ذلك مجرد حديث في الهواء، كأننا نأكل سمكا لا يزال في البحر، فنطلب من المزايدين في السياسة، ومن أصحاب الأقلام السخية التي نقدرها التروي إلى حين جلاء كل هذا الموقف".

وقال: "في ما خص مسألة التعيينات، لقد انكب اللقاء الأرثوذكسي على متابعتها بدقة ضمن مقاربة ركزت على الكفاءة والتفاعل العملي مليا قبل أي اعتبار آخر، وقد نجحت مقاربتنا بنسبة موضوعية في تأمين حقوق الطائفة الأرثوذكسية. وهنا، لا بد لي من التنويه باحتضان فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لمطالبنا، وقد ترجمها القادة العسكريون والأمنيون من ضمن المبادئ التي ارتكزنا عليها. وفي موازاة هذه الإيجابيات، فوجئنا على سبيل المثال بتغييب طائفتنا عن مجلس إدارة مرفق سياحي مهم ككازينو لبنان، وليعلم الجميع أننا لن نسكت عن هدر حقوق الطائفة الأرثوذكسية الثرية بمروحة واسعة من المهارات، ونرحب بانضمام أي صوت فعال إلى صوت اللقاء وسط صمت مطبق مهين للكثيرين، وأنوه بجهود جنود مجهولين تفاعلوا معنا ولا يزالون، لتحقيق استكمال جهادنا لأننا نعلم أن إخوتنا وأبناءنا الأرثوذكس يشكلون قيمة مضافة في إدارة شؤون الدولة والوطن".

أضاف: "إن استعادة المشرق العربي لتوازنه لن يتم إلا بحرب واحدة وموحدة على الإرهاب. الإرهاب الذي خطف المطرانين هو عينه يقتحم العالم كله ويسفك الدماء في معظم قاراته، هو عينه يهدد الأمن العالمي برمته ويهدد الوجود المسيحي وفق خطة ممنهجة تهدف إلى القضاء على شعب المسيح ويهدد الإسلام القرآني. ويتوازى مع نشر هذا الإرهاب، انبثاث إعلام صهيوني بغيض ينقض على الإسلام والمسيحية سواسية عبر أفلام تشوه الرسالات النورانية ببث صور العنف المفرط، تغسل أدمغة الناس وتشوش على عقولهم لتبطل بهاء الرسالات السماوية. وفي خضم ذلك، لقد ثبت الموقف الروسي وحلفاؤه في رؤيته البعيدة المدى، بمقاربتهم العسكرية والسياسية وتثبيت حقوق الشعوب باخيار قياداتها، وبات الأمل قائما بابتكار تسوية سياسية كبرى ترتكز على هذه الرؤى والمبادئ، تحصن المشرق وتؤمن الانتقال من الحريق الميداني إلى السلام العادل والمنشود".

وختم: "في زمن الفصح نؤمن بأن المطرانين بولس ويوحنا ستكون لنا معهما مواعيد على الرجاء، والرجاء لن يخيب، فلنغلب اليأس في زمن القيامة ولنصرخ:

Christos vaskres... vaistinou vaskres، المسيح قام حقا قام".

الجراح

وألقى الجراح كلمة قال فيها: "أربع سنوات مرت على اختطاف المطرانين الجليلين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم اللذين نذرا نفسيهما للعبادة وللدعوة لصلاح البشرية وارشاد العباد للحق والمعرفة وقيم التسامح والمحبة والسلام ولقيم الانسانية وتعاليم السيد المسيح. كانا يحاولان ان يكونا واحة للعقل والحكمة في وطن ابتلاه الله، يحاكم ظالما يقتل شعبه، مستخدما كل انواع اسلحة الفتك والابادة، مخالفا بذلك كل التعاليم السماوية. ألم يقل السيد المسيح "لا تقتل"؟ ان الرب ليس عنده غير الانسان قيمة وجوهرا. ألم يصلب السيد المسيح لخلاص البشر وافتدائهم؟".

أضاف: "إن الشعب السوري، الذي يعاني أشد المعاناة من قتل وتهجير، وسوريا التي تدمر مدنها وتاريخها وثقافتها وحضارتها، كم بحاجة للمطرانين الجليلين ليقولا كلمة الحق ويكونا صوت العقل. لهذا اختطفا - لأنهما نقيض ما يحدث - لأنهما منارة مضيئة في ليل سوريا المظلم - ولأنهما يرفضان القتل والاجرام والهدم والتهجير، ويأتي بعد ذلك من يدعي الاسلام زورا ليرتكب ابشع الجرائم بإسم الدين ويقتل ويخطف وليعتدي على الصالحين المؤمنين بإسم الدين - والدين منهم براء. الاسلام يا سادة كغيره من الاديان السماوية ارتكز في جوهره وفلسفته وتعاليمه على الانسان - يحرم القتل وسفك الدماء - بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قتل نفسا بغير نفس كأنه قتل الناس أجمعين".

وتابع: "عندما كان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، يرسل جيشا للقتال كان يوصي جنوده بألا تعذروا ولا تغلوا ولا تقتلوا وليدا او امرأة ولا كبيرا فانيا ولا معتصما بصومعة ولا تقربوا نخلا ولا تقطعوا شجرا ولا تهدموا بناء. وكان ابو بكر الصديق رضي الله عنه يوصي جنوده بما اوصاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويضيف: "لا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرا الا لمأكله وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا انفسهم في الصوامع فدعوهم لما فرغوا انفسهم اليه".

وأردف: "كم نحن بحاجة الى العودة الى جوهر الاديان وتعاليمها وسموها لنرسم طريق خلاصنا مما نحن فيه، وكم نحن بحاجة الى العقل والحكمة والتروي لنبني مستقبلنا ومستقبل اوطاننا، ونحافظ على استقرارنا وعلى امن مواطنينا ونسعى للقضاء على آلات القتل المتنقلة بين اوطاننا، تقتل وتدمر وتخطف تارة باسم شرعية زائفة، وطورا باسم عصبية عمياء ليس فيها من الاديان السماوية شيء، فهي لا تعرف الا الحقد والجهل والظلم. في النهاية، لا يسعني، الا أن ادعو الله معكم ان يخلص المطرانين من ايدي الخاطفين ويعيدهما سالمين الى رعيتهما واهلهما واحبائهما، وان يعيد جنودنا الاسرى الى وطنهم".

بزي

من جهته، قال النائب بزي: "4 سنوات مرت على خطف المطرانين الجليلين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم على يد عصابات الارهاب والاجرام والتكفير. ورغم اثارة هذا الملف الانساني طوال هذه المدة أمام أرفع المستويات الدولية والاقليمية والعربية، الا أنه لم تظهر للاسف اي معطيات ايجابية حول مصيرهما، مما يطرح تساؤلات مشروعة ومؤلمة في آن معا حول صمت العالم حيال كرامة وحرية وانسانية الانسان".

أضاف: "خطف المطرانين خطف لإمامين، وخطف لكل قيمة مضافة في الخير والمحبة والسلام وطريق النور. ستكونون مضطهدين من الكل من اجل اسمي، قالها السيد المسيح، لكن هذا الاضطهاد لن يزيد المؤمنين، الا صلابة في عقيدتهم، والتزاما في اخلاقياتهم، فطوبى للمساكين بالروح لان لهم ملكوت السموات، وطوبى للحزانى لانهم يتعزون، وطوبى للودعاء لانهم يرثون الارض، وطوبى للجياع والعطاش الى البر فإنهم يشبعون، وطوبى للرحماء فإنهم يرحمون، وطوبى لأنقياء القلب لانهم يعاينون الله، وطوبى لصانعي السلام، وطوبى للمطرودين من اجل البر، وطوبى لكم اذا عيروكم او طردوكم، انتم ملح الارض، انتم نور العالم".

وتابع: "الامام السيد موسى الصدر هو أيضا إمام مخطوف، كان يدرك اننا سنعيش في عالم تملأه الذئاب، وعبر خير تعبير عن محبة المسيح الغاضبة، حين قال "ها هو المسيح في محبته الغاضبة يصرخ "لا"، لا يجتمع حب الله مع كره الانسان". وأكد في بيان في 8 تموز 1965 على تلاقي الديانتين المسيحية والاسلام في ايمانهما بالله الواحد، وبقيامهم معا على تعزيز قيم روحية ومبادئ خلقية مشتركة تصون كرامة الانسان وتعلن حقه في الحياة الفضلى، وتنهض بالارض وما عليها في محبة وسلام ووئام".

أضاف: "إن ما نتعرض له من ظلم وفتن وكراهية، وازاء هذه الحرائق المشتعلة في منطقتنا، يدفعنا الى صيانة وحماية وطننا، والاقلاع عن سياسة جلد الذات وسياسة التفنن في صناعة الازمات وسياسة فرز المواطنين والمواطنات، ونجهل كيف تفرز النفايات. فلنتسابق الى تدعيم اواصر وحدتنا الداخلية، وتثبيت ركائز عيشنا المشترك، وترسيخ مسيرة المحبة والسلم والحوار والكرامة، وتحطيم الهياكل الطائفية العفنة التي تعشش في النفوس والنصوص لان العيش الاسلامي - المسيحي ثروة يجب التمسك بها دائما وابدا. في العالم المليء بالمعايير المزدوجة، كلنا مضطهدون ومستهدفون، معا ننتصر من أجل المطرانين ومن أجل كرامة الانسان ومن أجل لبنان.

رفول

وألقى الوزير رفول كلمة قال فيها: "ببالغ التهيب لألم المناسبة، كلفني فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تمثيله في المهرجان التضامني الذي تداعى كل من "اللقاء الأرثوذكسي" و"الرابطة السريانية" لإقامته، في الذكرى السنوية الرابعة على اختطاف صاحبي السيادة المطرانين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم. وإذ ليس بغريب عن اللقاء والرابطة أن يعملا على ابقاء شعلة الحق خافقة في الضمائر، فلهما كل التقدير".

أضاف: "بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم قامتان مشرقيتان، عميقتان بإيمانهما وروحانيتهما المتألقة، شاهدا الآلام المحيية ورسولا القائم من الموت. الى هذا العناق بين حقيقة الانسان في ما هو اخ للانسان، ولحقيقة الله في ما هو محبة وعدل ورحمة، أوفد الشر مندوبا عنه يمثله، فحل الظلم والجبن والخيانة على يد شراذم من مرتزقة لا دين لها ولا ارتقاء الى قيم، تبغي قتل الحياة وتدمير هذه الحضارة المشرقية القائمة منذ عقود وعقود، لما أعلى الخير له مساحة على مستوى المشرق، مهبط الوحي. اسقفان خطفا، ومعهما رجال دين، راهبات، شبان وشابات...، دنست كنائسهم ودمرت مدائنهم، لماذا؟ ألأنهم كانوا قتلة؟ لا! فهم ما كانوا الا بيادر حنطة محملة بالبركة. وفي هذه اليوم أيضا، لا بد من أن نتذكر جنودنا وكل مخطوف على مساحة المخطط الجهنمي لتدمير هذه المنطقة".

أضاف: "إن الله، في كل الرسالات السماوية، هو إله الخير والسلام والمحبة يدعى، وليس إله الطغيان والعنف والكراهية. هذان الرسولان رفضا الاستسلام لمشيئة الخوف، وتسابقا لإنقاذ أبرياء ومظلومين وللقيام بعمل إنساني، فكانا ضحية اللامنطق واللاإنسانية. خطفا، ومنذ ذلك الحين نتقصى مكان وجودهما ونصلي لعودتهما سالمين. درب صليبهم هذا، تساوى فيه كل من ذاق ظلم الإرهاب والتكفير، مسيحيين ومسلمين، حتى غدا علم الحرية. به يحرجون جميع الضمائر وكل ما تبقى في الضمائر. ولكن، على هذا الدرب، وقد طال لسنوات، ما زال يحدونا الأمل".

وتابع: "بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم، بحضورهما هذا، الأقوى من وطأة أي تغييب، يذكراننا اليوم اننا معا، مسيحيين ومسلمين، قياميون، ننتصر على الموت وعلى شبه الموت في كل محطات تاريخنا، ونأبى الرضوخ، وننهض على الدوام. فلا يخطئن احد، في الداخل او الخارج، ويظن ان بإمكانه اسكات اصواتنا، او محو حضورنا. فنحن من يرى في ظلمة العتمة نور الرجاء، ونحن من يحول التغييب القسري الى يقظة دائمة، والدماء الى فداء. اليوم، اليوم، دعوتنا ان نكون، معا، مسيحيين ومسلمين، متكاتفين في وجه هذا المخطط الجهنمي، فلا طريق لدينا، لإنقاذ مشرقنا وشعوبه وتحرير مخطوفينا، الا من خلال اتحادنا. من هنا، يحتم علينا الخروج من منطق الأكثريات والأقليات، فنحن إخوة في المواطنة، والمواطنة تقضي بتكافلنا وتضامننا، وهي التي تحمينا وتضمن حقوقنا".

أضاف: "إن مشرقنا الذي لم يكن يوما أرض تصادم حضارات أو صراع أديان، بل على العكس لطالما كان مساحة لقاء وحوار وتسامح، على أكتافه تقع مسؤولية مستقبل العالم المتخبط اليوم في الصراعات والانقسامات وأعمال الإرهاب، وذلك بإعطائه نموذج العيش في المجتمع التعددي والتنوع الثقافي والتراكم الحضاري، الضاربة جذوره في التاريخ، والأغنى في العالم".

وتابع: "للمطرانين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم، تحية محبة وتضامن في غربتهما القسرية، على امل اللقاء القريب بهما، ووسط ابناء ابرشيتيهما. كما نصلي لكل مخطوفينا، ونتشارك العذاب والألم مع أهلهم وأحبائهم، سائلين الله أن يزيح عن صدرهم، كما عن صدر هذه المنطقة كابوس الإرهاب والمخططات الشريرة الهادفة الى التدمير والتهجير. أيها الأحبة، تذكروا أننا أبناء الرجاء، وأبناء القيامة، وأساليب الطغيان مهما تجبرت فلن تقوى علينا، والغلبة لن تكون إلا للخير وللسلام".

 

ندوة في المركز الكاثوليكي عن المواطنة والتنوع الديني: مؤتمر الازهر أسس لمرحلة جديدة من الحوار بين الإسلام والمسيحية

الجمعة 21 نيسان 2017 /وطنية - عقدت قبل ظهر اليوم، ندوة صحافية في المركز الكاثوليكي للاعلام، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، حول "المواطنة والتنوع الديني"، شارك فيها رئيس أساقفة بيروت للموارنة رئيس اللجنة الاسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبده أبو كسم، الأمينان العامان للجنة الوطنية الإسلامية المسيحية للحوار حارث شهاب والدكتور محمد السماك، راعي الكنيسة الإنجيلية الوطنية في بيروت القس الدكتور حبيب بدر، في حضور أعضاء من اللجنة ومهتمين.

مطر

بداية، تحدث مطر فقال: "نلتقي اليوم في المركز الكاثوليكي للاعلام حول موضوع جوهري في حياتنا اليومية والشرق أوسطية. هذا الموضوع أول ما طرح سنة 2010 في السنيودس الذي انعقد في روما حول الشرق الأوسط. والفكرة الاساسية في هذا السينودس كانت المواطنة بين المسيحيين والمسلمين بخاصة في دولنا الشرق أوسطية. أن نكون من أديان متنوعة منتمين إلى وطن واحد، أن نكون عائشين بسلام في مساواة في الحقوق والواجبات، في احترام متبادل في عيش الإنسانية رغد وقويم وأن تكون لنا حريتنا الدينية ضمن مسؤولياتنا الوطنية. ثم طرح هذا الموضوع من جديد في المؤتمر الذي انعقد في القاهرة بفضل الأزهر الشريف وبصورة خاصة شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب الذي نحييه أجمل التحية، وهو الذي أكد في بيانه ان المسيحيين والمسلمين يعيشون معا ضمن أوطان واحدة باحترام بعضنا ببعض وإلتزام وطني رائع يكون للجميع".

أضاف: "فكرة المواطنة فكرة جميلة، أن يواطن الواحد الآخر يعني أننا نقبل بعضنا البعض، والمواطنة هي فكرة ربما كانت حديثة، قبل أن تعرف الإنسانية المواطنة والمساواة عرفت مرحلة في القرون القديمة قبل المسيحية وبعدها نظما سياسية فيها يكون الملك المالك كل شيء الأرض والشعب ويكون الشعب عنده عبيدا او أقله رعايا للسلطات. عندما نكون رعايا نحن لسنا مواطنين، نحن مواطنون عندما تنقلب الأمور ويصبح القائد أو الرئيس في خدمة شعبه وأن يكون هذا الشعب عائش المواطنة والمساواة بين أطرافه. قد نكون رعايا من دين واحد يحكمنا إنسان بأمر نفسه وعند ذاك لا نكون مواطنين حتى لو من دين واحد. نحن اليوم بصدد البحث في أمور أن يكون الناس من أديان متعددة وأن يحيوا في وطن واحد ووطنية واحدة".

وتابع: "هذه الفكرة حملها الأزهر الشريف بصورة خاصة في هذه الأيام حيث يطرح على بساط البحث موضع التطرف الديني أو التطرف باسم الدين الذي يلغي هذه المواطنة. عندما طلب من مسيحيي العراق في نينوى والموصل من قبل المتطرفين الداعشيين، إما أن يدخلوا إلى الاسلام مباشرة وعنوة وإما أن يهجروا أو يموتموا، الاسلام الحقيقي، الاسلام المعتدل، الاسلام الأزهري، الاسلام الذي نعرفه ونحبه رفض هذا الموقف وقال فيه أنه "موقف لا يمت إلى الاسلام بصلة".

وأردف: "عقد عام 2014 مؤتمر في الأزهر كان واضحا برفضه هؤلاء الذين يدعون الاسلام ويسيرون خارج الفكرة الاسلامية تماما. وفي البيان عام 2014 قيل إن مثل هذا التصرف عصيان على الاسلام كلمة لم تستعمل من قبل والعصيان يعاقب ويلاحق. وقال كلمة جديدة أيضا عندما أكد أن المسيحيين والمسلمين في الشرق الأوسط هم إخوة وهذا شيء عظيم. وعقد مؤتمر ثان شاركنا فيه والأخوة الحاضرين بفخر واعتزاز، وكان حول المواطنة والحرية الدينية، ويتحدث بصورة خاصة إلى المسلمين ويقول في بيانه الأخير "فكرة المواطنة ليست دخلية على الاسلام، المواطنة نابعة من الاسلام نفسه".

وقال: "كيف نبعت المواطنة من الاسلام نفسه؟ ذهب المؤتمرون والعلماء المسلمون إلى تاريخ الاسلام وإلى اول حكم اسلامي أمر به النبي العربي في المدينة حيث قال: "المسلمون والمؤمنون أي اليهود والمسيحيون هم أبناء أمة واحدة"، بمعنى أن الاسلام والمسيحية التقيا منذ أيام الرسول العربي على هذا الاساس، ثم تأكد لدى المؤتمر قول أساسي أيضا هو "أن المسيحيين لا يعتبرون من قبل المسلمين كأقليات في الشرق الأوسط الأكثري". ونحن أكدنا أمام اخوتنا المسلمين أن الإسلام لا يتحدث عن الأقليات، فالقرآن ليس فيه أقليات وأكثريات بل يتحدث عن أهل الكتاب، أي أننا بنظر المسلمين أهل كتاب لنا مركزنا وقيمتنا وحضورنا، نحن لسنا دخلاء ولا ثانويين، أهل الكتاب لهم مكانتهم".

أضاف: "لذلك نظرة جديدة يجب أن تحكم العلاقات المسيحية الإسلامية ليس بفضل البدايات الأساسية وأن تكمل بالتاريخ وإن كان فيه تعاريج يجب أن تصحح وأن نعود إلى الأصول وللتاريخ الأساس. لذا، هناك أسباب للاعتقاد الجازم بأن المواطنة فكرة يقبلها الاسلام وتقبلها المسيحية ونحن نعيش على اساسها أخوة نظاميين كلنا للوطن الواحد وكل له دينه. لا ننسى ما قلنا في العام 1943 عندما نلنا استقلالنا "الدين لله والوطن للجميع". نحن كأهل أديان نتعاطى مع الله بحريتنا، أنا لا أحاسب، الحساب عند الله، والإدانة كفر وجريمة، وما من أحد ينوب مكان الله. وأذكر للعلامة الخوري ميشال حايك قوله "ما من أحد هو ظل الله على الأرض، الله نور كله".

وتابع: "نحن نقبل على الرأس والعين تنوعنا الديني ثم من جهة الإنسانية والعيش المشترك لنا تاريخ واحد ورغيف واحد، لنا إنسانية ولكل أن يعيش دينه كما يشاء. لأجل ذلك نحن نؤيد منحى الأزهر الشريف وفخورون بأن يتابع هذه المشاورات، واليوم نجتمع اسبوعا قبل اللقاء الكبير الذي سيتم بين شيخ الأزهر والبابا فرنسيس يوم الجمعة المقبل، ويكون له كلمته حول المواطنة والعيش المشترك. نصلي أن يكون هذا اللقاء مباركا ويعطي دولنا العربية السلام ويحاصر هؤلاء المضللين الذين يغتصبون السلطات، فكريا حتى يعودوا إلى الهدى وحتى نقبل بعضنا كما كنا دائما. من ثوابت المسيحية والاسلام أن نكون في هذا الشرق وأن نبقى معا، ونحن بكل طيبة خاطر نرفض أن يتهم الإسلام بالإرهاب وتتهم المسيحية بالإرهاب. لذلك أي انسان من أي دين قد يجنح إلى الإرهاب، ولكن الأديان براء منه، علينا أن نحافظ على بعضنا البعض حتى يستأصل هذا الداء الأساسي. ويقول بيان الأزهر إذا الأديان رفضت بعضها البعض الأرهاب يعم الدنيا وعليها خراب العالم".

وختم: "يقول بيان الأزهر أيضا إذا رفضنا هذه الأسس ورفضنا الأديان تفككت المجتمعات. نحن بغنى عن ذلك، ويجب أن نحل مشاكلنا بأنفسنا. إننا أصحاب لنا مستقبل واحد ونظرة واحدة للأمور والتضامن يجب أن يسود بيننا حتى النهاية".

السماك

بدوره، قال السماك: "أبدأ السينودس حول الشرق الأوسط 2010 والذي كان لي الشرف أن أشارك فيه كمسلم وحيد من العالم العربي. وعام 2012 جاء إلى بيروت البابا بنديكتوس السادس عشر ليعلن الإرشاد الرسولي حول السينودس. وفي خطابه في القصر الجمهوري أمام أركان الدولة وممثلي القيادات المسيحية والاسلامية ركز على ثلاث نقاط: الحرية الدينية التي أوضح أن لها بعدا احتماعيا وسياسيا لا غنى عنه للسلام وهي تاج الحريات. والثانية التسامح فقال حرفيا "إن ما يسمى بالتسامح لا يستأصل التعصب، إنما أحيانا يزيده. وثالثا المواطنة وتحدث فيها على قاعدة مساواة في الحقوق والواجبات".

أضاف: "هذه الأمور وردت في ما بعد في بيانات الأزهر عامي 2013 و2014 والمؤتمر الأخير عن الحرية الدينية التي وصفها البابا بتاج الحريات وصفها الأزهر بأنها أساس الحريات، وبأنها مكفولة بثوابت النصوص الدينية القطعية. واستشهد الأزهر بآيتين من القرآن الكريم "لا إكراه في الدين" ليت ناهية فقط ولكنها نافية ايضا بمعنى ايضا أنه لا يكون دين بالإكراه. والآية الثانية "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، بمعنى أن الله هو الذي يحاسب. وأكد الأزهر انطلاقا من هذه الثوابت فمبدأ تعدد الأديان كان وسيقى غنى لنا وللعالم. ووصف التعرض للمسيحيين بأنه خروج عن صحيح الدين وتوجيهات النبي. ثم ناشد الأزهر المسيحيين التجذر في أوطانهم وعدم الهجرة منها، فهم ملح هذه الأرض العربية".

وتابع: "أما الفرق والجماعات المسلحة التي استخدمت العنف ضد الحرية الدينية فهي جماعات آثمة فكرا وعاصية سلوكا وليست من الاسلام الصحيح في شيء. واعتبر النص الأزهري أن الجرائم التي ترتكبها تسيء إلى الدين الاسلامي، وليس إلى ضحاياها من المسيحيين فقط. كذلك أكد البيان على الأخوة بين المسلمين والمسيحيين وعلى أنهم أبناء أمة واحدة وأبناء حضارة واحدة. أما في ما يتعلق بالتسامح، في أطار مفهوم ما قاله البابا بنديكتوس كان هناك صدى من الأزهر باتجاه ذلك باعتبار أن التسامح قاعدة سلبية، أما القاعدة الإيجابية فهي رفض مبدأ الأقلية والأكثرية وذلك قياسا على صحيفة المدينة التي اعتبرت المسلمين والمسيحيين واليهود مؤمنين، النبي وصف المسيحيين واليهود بأنهم مؤمنين وبأنهم يشكلون مع المسلمين أمة واحدة من دون الناس. هذا التعدد الديني الذي أكذ عليه الأزهر، لذلك فلا تسامح بل حقوق "لهم ما لنا وعليهم ما علينا"، القاعدة النبوية".

وأردف: "لقد أكد مؤتمر الأزهر على المواطنة وهي تعتمد أربعة أسس أساسية: الأول أن المواطنة تعتمد أولا شرعية السلطة الحاكمة على رضا الشعوب واختيارها الحر، والثاني تكون الأمة مصدر السلطات جميعا ومانحة الشرعية وسالبتها عند الضرورة. والثالث يكون المواطنون متساوين في الحقوق والواجبات. والرابع يكون حكم القانون فلا دولة دينية في مفهوم الأزهر".

ورأى أن "زيارة البابا فرنسيس إلى مصر التي تأتي بعد إعلان هذه المواقف المبدأية، ليست بالصدفة بل مبرمجة"، وقال: "لقد قام الأزهر بزيارة الفاتيكان بعد مقاطعة استمرت سنوات، واستقبله البابا فرنسيس وتم التوافق على عقد مؤتمر للسلام في مصر وستكون زيارة البابا الأولى في تاريخ البابوية الى الأزهر. وهذه الزيارة تعني الكثير في هذا الوقت خاصة بعد الجرائم الإرهابية التي وقعت أخيرا في مصر".

وختم: "هناك برنامج سيقر في مؤتمر الأزهرالمقبل لتكريس هذا التفاهم بين البابا والأزهر، وسيطلق العمل المشترك من أجل السلام في العالم، فالمسيحيون والمسلمون يشكلون وحدهم نصف البشرية تقريبا 1,6 مليار مسلم و1,2 مليار مسيحي. وهم قادرون بتوافقهم على أن يحموا الإنسانية جمعاء مما تتعرض له من محن ومخاطر. من هنا أهمية مؤتمر السلام الذي سوف يتوج بكلمتين للبابا فرنسيس وللامام أحمد الطيب".

بدر

أما بدر فقال: "إن صورة الإسلام والمسلمين في العالم غير الإسلامي اليوم مأزومة جدا، فالربط بين الإسلام والمسلمين من جهة، والإرهاب والعنف من جهة أخرى، صار وثيقا ولم يعد من الممكن فكه بسهولة. هذا الأمر ولد ردة فعل سلبية في المجتمعات غير الإسلامية خصوصا في الغرب، وقد بدأت ردات الفعل هذه سلمية وفكرية وسياسية، لكنها تتحول وبسرعة الى ممارسات وضغوطات ومضايقات، بل اضطهادات إقصائية وقمعية وعنصرية وعنفية أحيانا. إن المسلمين بأغلبيتهم، وخصوصا مسلمي الشرق العربي، يرفضون التطرف والإرهاب، وهم أنفسهم يقعون أحيانا كثيرة ضحيته. كما أن التحولات التي يشهدونها لجهة تنامي الحركات الأصولية العنفية والإرهابية لدى بعض المسلمين في الغرب والشرق على السواء، تقلق المعتدلين منهم. وهم يخشون ردات فعل أشد عنفا قد تكون لهم بالمرصاد في السنوات الآتية. لذلك دأب عدد منهم الى التحرك لأجل تدارك هذا التدهور. وأنا أضع مؤتمر الأزهر في هذا السياق، فمن أهم ما صدر عنه، الوثيقة التي تتحدث للمرة الأولى عن المواطنة في الدولة المدنية كفكرة على المسلمين تبنيها لأنها، كما يذكر البيان، من صميم تراثهم الديني منذ أيام النبي محمد. وهذا تطور إيجابي ملفت ومميز وتاريخي".

أضاف: "في كلمتي قلت لإخوتنا المسلمين المشاركين في المؤتمر بأنه جيد وضروري الدفاع عن موقف الإسلام المعتدل بإدانة التصرفات والمواقف المتطرفة والداعية للعنف وإلغاء الآخر، وبالعودة الى أمثلة التعايش الإسلامي المسيحي الناجعة في التاريخ، وبالحوار داخل القاعات المغلقة، وإصدار البيانات لكن لا يكفي، انما يجب تجنيد كل القوى القادرة، الدينية منها (المسيحية والإسلامية) والمجتمعية والاقتصادية والإعلامية والحكومية، لإيجاد السبل الكفيلة والضامنة لوضع حد فعلي ونهائي لهذه الممارسات. ودعوت من له الأمر الى اتخاذ ما يلزم من التدابير لحماية المكونات غير الإسلامية التي تؤلف هذا الشرق، ولتقوية الإسلام المعتدل وتحصينه، وللتصدي للمواقف التكفيرية التي ترفض التنوع، وذلك من خلال أربع وسائل: تحديث قوانين الدول ودساتيرها، تعديل المناهج التربوية والتعليمية الإقصائية والداعية للتطرف، تغيير أو توقيف البث الإعلامي المرئي والمسموع الذي يشرع العنف ويعظمه، ومراقبة خطب المنابر المثيرة للفتن وتوقيفها".

وختم: "نحن كإنجيليين نضع أنفسنا وكنائسنا ومؤسساتنا على تنوعها، كما جميع إمكانياتنا وعلاقاتنا الدولية مع شركائنا الإنجيليين في الكنائس والمجتمعات والمؤسسات ومراكز القرار في بلدان العالم -وفي الغرب على الأخص- بتصرف جميع الناس ذوي الإرادة الحسنة لأجل تحقيق هذه الأهداف ولإيجاد السبل الكفيلة بتجذير الحضور المسيحي وتثبيته في المشرق، والعمل على ضمان استمرار الحياة المشتركة بين المسيحيين والمسلمين وسائر مكونات الشرق الأخرى في ظل شرعة حقوق الإنسان والقانون الدولي، وللعمل على كافة الصعد لتثبيت وتعزيز المواطنة الحرة والسوية لجميع أبناء هذا الشرق وبناته، ولبناء الدولة المدنية الديموقراطية العادلة، المؤسسة على سيادة القانون وحماية جميع سكان هذا الشرق ورعاياه من مواطنين وأجانب".

شهاب

وقال شهاب: "ما لا شك فيه أن المؤتمر حول الحرية والمواطنة الذي عقد في الأزهر الشريف في أسس لمرحلة جديدة في مجال الحوار بين الإسلام والمسيحية. وهذه المرحلة تعتبر حلقة في ديناميكية العلاقات بين الديانتين، وقد ارتسمت عبر مسار تاريخي طويل أوصل الى نظرة أكثر واقعية وتبينا لنقاط إرتكاز أساسية تجعل من المرجعيات الدينية صمام أمان لها".

ورأى في البيان الأخير لمؤتمر الأزهر "تحولا في الخطاب نحو البعدين التأسيسي والاستراتيجي، نتيجة للحظتين متصلتين: الأولى التراكم التاريخي الذي بات يلزم العاملين في هذا الشأن أن يكون لهم خطابا أكثر تجاوبا مع متطلبات الواقع بهدف رفعه إلى مرحلة اللحظة التأسيسية. والثانية ما يمر به عالمنا العربي من تحول جذري وما يصيب بالتحديد صورة الإسلام بسبب فورة التطرف التي أخذت الحابل بالنابل".

وقال: "الخطير في المسألة أن العالم العربي دخل مرحلة تقويض الدولة ثم تقويض الكيانات على قاعدة طرح لم يعرف تاريخ هذا العالم شكلا مشابها له من أحادية إقصائية، ضحيتها بالدرجة الأولى من هم من أهل هذا الدين أو مختلفون في المذهب. المهم اليوم الإفادة من قوة الدفع التي وفرها المؤتمر والإنطلاق دون إبطاء ببرنامج عمل مشترك يحدد الأولويات ويعمل على حلحلة عقدها الواحدة بعد الأخرى. يجب الإفادة من الفرصة التي أتاحها المؤتمر ورسم خريطة طريق تحدد المراحل والأولويات".

أضاف: "لقد أكد المجتمعون من المسيحيين والمسلمين في مؤتمر الأزهر أن الأديان كلها براء من الإرهاب، وهم يدينونه أشد الإدانة ويستنكرونه أشد الاستنكار ويجددون عهود أخوتهم، ورفضهم محاولات من شأنها التفرقة بينهم وإظهار أن المسيحيين مستهدفون في أوطانهم. هناك علامات مشجعة بدأت تلوح ودور الكنيسة هنا هو أساسي والنصوص المنشورة في المقترحات التي قدمتها على المستويات الروحية والوطنية والسياسية والاجتماعية والتي ساهم في بلورة بعض منها مفكرون مسلمون، يمكن أن تشكل قاعدة لمشروع موحد يلتف الجميع حوله وهي تستأهل الدعم الواسع وصولا إلى السير بها من قبل شعب أتعبته الصراعات القائمة على إشباع المصالح الذاتية لدى زعماء يعملون فقط للوصول إلى احتكار السلطة".

وتابع: "ان الأزهر في وثائقه المتتالية ولا سيما الأخيرة منها، وضع لنفسه إطارا صريحا للمواجهة، فلا خروج من الأزمة من دون استعادة الثقة بالنهج الحضاري الإنساني الحر. وهذا ما أرى أن الأزهر قام به في المؤتمر، إذ أكد على المسار المتبع، وهذا ما انعكس صراحة في النداء الأخير، إذ رسم إطارا للمسألة إنطلاقا من تحديد أولويات المواجهة التي تدور بالدرجة الأولى حول قيمة التعددية حضاريا، التي يبرز الحرص عليها والتمسك بها بالقدر الذي تترجم به عمليا في المواطنة. وهذا ما ينطبق على حالنا، فالقضية ليست قضية نجاة أو بقاء وحسب، بل هي تعني من وجهة سياسية أننا تجاوزنا منطق الحماية المغدق بها، إلى الحماية النابعة من حس المسؤولية المشترك تجاه بعضنا البعض، لأن سلامة المركب الذي نحن فيه والمبحر في بحر هائج تعنينا كلنا، وهذا أيضا ما ركز عليه بيان المؤتمر بالقول بحماية تكون بالدولة الوطنية من دون سواها".

وأردف: "لذا لا بد من الإفادة مما بلغنا إليه من وعي للمسألة الحضارية التي تنادينا، واستخدام قوة الدفع التي وفرها مؤتمر الأزهر على هذا الصعيد، وهو مرجعية لها موقعها العالي في العالم الإسلامي وعلى مستوى العالم كله، كما يظهر ذلك من حرص الفاتيكان على العلاقة بهذه المؤسسة. ولعل زيارة البابا فرنسيس المقبلة إلى مصر خير دليل على مدى العلاقة التي يريدها الفاتيكان مع مرجعية الأزهر وما يعول عليه من دور لها لدفع أكبر بالاتجاه الحضاري".

وختم: "لكن التأكيد التأسيسي يحتاج إلى خريطة طريق ورزنامة عمل ضمن رؤية استراتيجية. ولعل من الأهمية في مكان العمل من وحي مبادرات الأزهر والمبادرات الأخرى التي استعادها الأزهر، وفي هذه الاستعادة اعتراف بأننا معا نرسم كل من طرفه طريقا واحدا يفضي بنا إلى الهدف المنشود، وهو العمل على وضع شرعة مسيحية - إسلامية تؤسس لإعلان شامل يحتوي على الأسس التي تم الدفاع عنها والتوافق حولها في كل الوثائق والمبادرات التي صدرت بشكل منفرد أو مشترك".

أبو كسم

وختاما، قال أبو كسم: "رب سائل هل التنوع الديني نقمة أم نعمة؟ هل الحوار المسيحي الإسلامي هو حوار منتج أم حوار عقيم؟ هل يجب أن يتوقف هذا الحوار؟ وإلا ماذا يجب أن نعتمد من حوافز من أجل تعزيزه؟".

وقال: "في الشهر الماضي وجه الأزهر الشريف دعوات إلى شخصيات إسلامية ومسيحية، من أجل المشاركة في مؤتمر تحت عنوان "المواطنة والتنوع الديني" فأرخى هذا المؤتمر جوا من التناغم بين المسلمين والمسيحيين وارتياحا في المجتمع العربي والشرق أوسطي. ثم كان ما كان من المتضررين، انفجاران في كنيستين راح ضحيتهما أكثر من ثلاثين شهيدا وعدد كبير من الجرحى، في مناسبة عيد الشعانين. أما الجواب على هذه التفجيرات فكان إصرار قداسة البابا على زيارة مصر، ومشاركة الأزهر في مؤتمر السلام ليؤكد على أمرين: الأول، أن الإرهاب لا دين له ولا يمكن لأحد أن يصور الإسلام على أنه دين الإرهاب. والثاني، إصرار قداسته على بناء ثقافة السلام في هذا الشرق في مواجهة ثقافة العنف والقتل والتدمير، فزيارة مصر هي زيارة لكل الشرق".

وختم: "نحن مع تعزيز السلم الأهلي في لبنان، من خلال حوار بناء يرتكز على بناء ثقافة السلام في مواجهة ثقافة العنف والإرهاب. فلنشد الأيدي مسلمين ومسيحيين لتحقيق هذا الأمر، إيمانا منا بأن إرادة الخير تتغلب على إرادة الشر، والإتكال دوما على الله".

 

ميقاتي: نثني على موقف عون ولترجمته حكوميا قبل انتهاء مهلة الشهر

الجمعة 21 نيسان 2017 /وطنية - رأى الرئيس نجيب ميقاتي في في حديث أمام زواره، أن "ما نسمعه يوميا من تصريحات، تؤكد رفض تمديد ولاية مجلس النواب او اجراء الانتخابات على القانون النافذ او حصول فراغ في المجلس النيابي، أمر جيد ولكن تنقصه الترجمة العملية بحل منطقي، خصوصا مع دخولنا في المرحلة الداهمة لنهاية ولاية مجلس النواب من دون وجود بوادر توافق على اي خيار يحفظ استمرار عمل المؤسسات الدستورية وفي مقدمها مجلس النواب". وقال: "إن ما أعلنه فخامة الرئيس ميشال عون بالامس، من أن الشوائب التي تعترض الاتفاق على قانون انتخابي جديد ستذلل وسنتوصل الى وضع هذا القانون، هو موقف نقدره ونثني عليه، ومن الضروري أن تتم ترجمته حكوميا بشكل سريع قبل انتهاء مهلة الشهر التي طلب فيها فخامة الرئيس وقف جلسات مجلس النواب، والامر الاكثر غرابة، هو ان الحكومة لم تعقد حتى الآن اية جلسة لمناقشة هذا الموضوع، وكأنها أيضا في حال تعطيل، أو أنها اعتبرت هذا الملف من خارج اختصاصها وأوكل أمره الى أحد آخر، مع العلم بأن هذا الموضوع هو أولا وأخيرا مسؤولية الحكومة مجتمعة، وهي التي تتحمل دستوريا تبعات أي تقصير". اضاف:إنني أخشى، في حال انقضاء مهلة الشهر من دون توافق على قانون جديد، أن نكون مجددا امام مواجهة سياسية لا تحمد عقباها وأمام تحركات شعبية مشروع، رفضا للتمديد وللمطالبة بقانون انتخابي يؤمن صحة التمثيل وعدالته. نحن امام ازمة حقيقية لا تكفي معها التمنيات ولا اطلاق اللاءات ولا التسريبات الاعلامية عن وجود "بطاقات حمراء" جاهزة كمفاجآت توضع عند الحاجة، فالأزمة باتت أعمق مما نتصور وهي تتعلق بوجود الدولة ومؤسساتها، ولذلك ينبغي التعاون بين الجميع للاسراع في استنباط حلول تلامس عمق المشكلة وسبل حلها، وتطرح صيغة انتخابية تكون الخطوة الاولى على طريق الحل الوطني المنشود".

جولة في معرض الكتاب

وفي خلال جولة قام بها في معرض الكتاب الثالث والاربعين، الذي تنظمه الرابطة الثقافية في معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس، تحدث الرئيس ميقاتي الى الصحافيين وسئل عن موضوع الانتخابات النيابية في ضوء التطورات الاخيرة، فقال: "كما قلت في وقت سابق فإن فخامة رئيس الجمهورية من خلال استخدامه صلاحياته بموجب المادة 59 من الدستور، قام بنزع الفتيل، ولكن الدستور لا يمكن تطبيقه بشكل إنتقائي بل بشكل كامل، والمادة 42 من الدستور تقول يجب أن تجرى الانتخابات خلال ستين يوما قبل انتهاء ولاية المجلس النيابي، وبالتالي طالما وزير الداخلية ورئيس مجلس الوزراء وقعا مرسوم دعوة الهيئات الناخبة على القانون النافذ، ينبغي على فخامة الرئيس ان يوقع هذا المرسوم، لانها مسؤولية دستورية بغض النظر ان كان القانون النافذ جيدا او غير جيد، علما أننا نشدد دائما على وجوب تغيير "قانون الستين" وأن تكون الانتخابات وفق النظام النسبي لكي تتأمن عدالة التمثيل للجميع في المجلس النيابي. المؤسف أننا دخلنا اليوم في جدل عقيم، وكل فريق صار يبحث عن مصلحته الخاصة في القوانين الانتخابية، ويحمل آلة حاسبة في يده لقياس مقدار ربحه وخسارته في أي قانون، في الوقت الذي يجب أن يتطلع الجميع الى ما يحقق ديمومة هذا الوطن والى تعزيز الوحدة في لبنان بعيدا عن الكلام الطائفي والمذهبي الذي يعمق الشرخ بين اللبنانيين". وعن امكانية التمديد للمجلس النيابي قال: "بالتأكيد سيكون هناك تمديد، لاننا دخلنا في المهل الطبيعية، ولكن السؤال اليوم هو حول مدة التمديد وهل سيتلازم مع اقرار قانون جديد ام لا".

وعن مصير المبالغ التي رصدتها حكومته لمدينة طرابلس قال: "لقد خصصنا مبلغ مئة مليون دولار لطرابلس بموجب مرسوم يحمل الرقم 8344 وصدر بتاريخ 15 حزيران 2012 وهو موجود في أدراج وزارة المال. أتمنى ان يصرف هذا المبلغ كاملا على المشاريع الانمائية والاعمارية في طرابلس، وليس على مشاريع يكون مردودها متأخرا. نحن اليوم بحاجة لتأهيل الطرق وأكبر مثال على ذلك جسر البحصاص حيث تعاني هذه المنطقة زحمة سير خانقة وهي نقطة وصل بين طرابلس والكورة والاقضية المجاورة، وخاصة مع اقتراب افتتاح كليات للجامعة اللبنانية في منطقة الهيكلية. مبلغ المئة مليون دولار موجود وصرف منه حتى الان ستة ملايين دولار فقط والباقي يجب صرفه فورا على المشاريع المناسبة ووفق الاولويات التي كانت حددتها حكومتنا في المرسوم نفسه. وانا كنائب عن طرابلس، كما كل الطرابلسيين مستعدون للتعاون من اجل القيام بهذا الانجاز".

وعن مشاهداته في معرض الكتاب، قال: "انني سعيد جدا بهذه الجولة، وخاصة من خلال المعلومات التي حصلت عليها من القيمين على المعرض، الذين اطلعوني على عدد الرواد الكثر الذين يزورونه، اضافة الى ارتفاع نسبة المبيعات، وهذا دليل اضافي ان الثقافة راسخة في طرابلس، وأن أهلها هم طلاب علم ومعرفة. فكل التشجيع للرابطة الثقافية لهذا العمل الذي تقوم به كل سنة على امل الاستمرار دائما".