المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 17 نيسان/2017

اعداد الياس بجاني

المسيح قام حقاً قام.. فصح مجيد

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.april17.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فَجْرَ الأَحَد، قَامَ يَسُوعُ فَتَرَاءَى أَوَّلاً لِمَرْيَمَ المَجْدَلِيَّة، تِلْكَ الَّتي أَخْرَجَ مِنْهَا سَبْعَةَ شَيَاطِين

أُذَكِّرُكُم بِالإِنْجِيلِ الَّذي بَشَّرْتَكُم بِهِ، وَقَبِلْتُمُوه، ومَا زِلْتُم فِيهِ ثَابِتِين

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

اردوغان انضم إلى نادي الأباطرة والدكتاتوريين/الياس بجاني

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في عّبر ومفاهيم ذكرى عيد قيامة المسيح

ذكرى القيامة ونعمتي الغفران والتواضع/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

العقوبات الأميركية ضد حزب الله تطال حلفاءه السياسيين

إشكال بالأسلحة البيضاء في بلدة «رب ثلاثين» بين حركة أمل وحزب الله

الفصح اللبناني/محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك/16 نيسان/17

انكشف يهوذا الذي باع المسيح بثلاثين من الفضة/نوفل ضو/فايسبوك/16 نيسان/17

الرئيس عون من بكركي: طمأن اللبنانيين أنه "سيكون هناك قانون جديد للانتخابات النيابية

التوافق على قانون الإنتخاب رهن قبول جنبلاط

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

مقاتل من حزب الله: الإيرانيون في سوريا يسخرون منّا/خضر حسان/جنوبية

أين ميشال عون؟/محمود بري/جنوبية

ريفي: القوانين المطروحة مفصلة على قياسات أشخاص

عوده: كل تمديد اغتصاب للسلطة ولإرادة الشعب ونرفض تعرض الأرثوذكس لإقصاء شبه كامل عن المراكز البارزة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مسيحيو مصر في"عيد القيامة":البهجة ضحية الكنيسة والسلطة/عمرو فؤاد/جنوبية

معهد واشنطن: هذا هو الدافع وراء استخدام الأسد للكيماوي

الأتراك يصوتون لصالح تعديلات الدستور

مستشار ترامب: الوقت حان لإجراء محادثات حازمة مع روسيا

هآرتس: 700 سجين فلسطيني بدأوا إضراباً عن الطعام

إيران تدفع بالعراق لتصدر المواجهة الدبلوماسية مع الأردن

أغلق في إيران باب الترشح لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة بعد أن قدم أكثر من 1600 شخص أوراق ترشحهم..

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

باسيل يجعل من رئاسة ميشال عون انعزالية جديدة/محمد عبد الحميد بيضون/الأنباء

لزوجة الطائفية اللبنانية/حازم الامين/الحياة

حرص غربي على التعامل مع المطار/ثريا شاهين/المستقبل

محاولة اقتراب «غير سياسية» من غاز السارين/حازم الأمين/الحياة

"أم القنابل" والسيد الرئيس/غسان شربل/الحياة

هل دب الانقسام بين «ملالي طهران»؟!/جميل الذيابي/عكاظ

تأخرت معركة الحديدة.. أم لم تتأخر/خيرالله خيرالله/العرب

بكاء زوجة الإرهابي/داود الشريان/الحياة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

لدحرجة الحجر عن قانون الانتخابات”… الراعي: هناك من يستخفّ بالدولة ويعطي ولاءه لغيرها

الأحدب هنأ مرجعيات طرابلس بالفصح: لقيامة فعلية للبنان تترجم بتجاوز التهميش وإبقاء التعددية عبر الشراكة الحقيقية

آلان عون غادر إلى واشنطن

نواف الموسوي: نأمل ان نصل إلى اتفاق على قانون انتخاب قبل 15 ايار حتى لا نكون مضطرين لسلوك اصعب الطرق

قاووق: مسار التوافق على قانون انتخابي جديد يتقدم

فضل الله: لن تقر السلسلة ولا الموازنة قبل قانون الانتخاب

فياض: نتمسك بالتعايش الإسلامي المسيحي ونرفض إعادة تعويم الحساسيات الطائفية

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

فَجْرَ الأَحَد، قَامَ يَسُوعُ فَتَرَاءَى أَوَّلاً لِمَرْيَمَ المَجْدَلِيَّة، تِلْكَ الَّتي أَخْرَجَ مِنْهَا سَبْعَةَ شَيَاطِين

إنجيل القدّيس مرقس16/من09حتى14/:"فَجْرَ الأَحَد، قَامَ يَسُوعُ فَتَرَاءَى أَوَّلاً لِمَرْيَمَ المَجْدَلِيَّة، تِلْكَ الَّتي أَخْرَجَ مِنْهَا سَبْعَةَ شَيَاطِين. وهذِهِ ٱنْطَلَقَتْ وَبَشَّرَتْ أُولئِكَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ، وكَانُوا يَنُوحُونَ وَيَبْكُون. وَهؤُلاءِ لَمَّا سَمِعُوا أَنَّهُ حَيّ، وَأَنَّهَا أَبْصَرَتْهُ، لَمْ يُؤْمِنُوا. وبَعْدَ ذلِكَ تَرَاءَى بِشَكْلٍ آخَر، لٱثْنَينِ مِنْهُم كَانَا ذَاهِبَينِ إِلى القَرْيَة. وهذَانِ رَجَعَا وبَشَّرَا البَاقِين، ولا بِشَهَادَةِ هذَيْنِ آمَنُوا. وأَخِيرًا تَرَاءَى لِلأَحَدَ عَشَر، وَهُم يَتَنَاوَلُونَ الطَّعَام، فَبَكَّتَهُم عَلى عَدَمِ إِيْمَانِهم، وقَسَاوَةِ قُلُوبِهِم، لأَنَّهُم لَمْ يُؤْمِنُوا بِشَهَادَةِ الَّذينَ أَبْصَرُوهُ بَعْدَ أَنْ قَام."

 

أُذَكِّرُكُم بِالإِنْجِيلِ الَّذي بَشَّرْتَكُم بِهِ، وَقَبِلْتُمُوه، ومَا زِلْتُم فِيهِ ثَابِتِين

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس15/من01حتى11/:"يا إخوَتِي، أُذَكِّرُكُم بِالإِنْجِيلِ الَّذي بَشَّرْتَكُم بِهِ، وَقَبِلْتُمُوه، ومَا زِلْتُم فِيهِ ثَابِتِين، وبِهِ أَيْضًا أَنْتُم تَخْلُصُون، إِذَا بَقِيتُم مُتَمَسِّكِينَ بِالكَلِمَةِ الَّتي بَشَّرْتُكُم بِهَا، إِلاَّ إِذَا كُنْتُم قَدْ آمَنْتُم بَاطِلاً! فإِنِّي قَدْ سَلَّمْتُ إِلَيْكُم أَوَّلاً مَا أَنَا تَسَلَّمْتُهُ، وهوَ أَنَّ المَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا، كَما جَاءَ في الكُتُب؛ وأَنَّهُ قُبِر؛ وأَنَّهُ أُقِيمَ في اليَوْمِ الثَّالِث، كَمَا جَاءَ في الكُتُب؛ وأَنَّهُ ظَهَرَ لِكِيفَا، ثُمَّ لِلٱثْنَيْ عَشَر. وبَعْدَ ذلِكَ ظَهَرَ لأَكْثَرَ مِنْ خَمْسِ مِئَةِ أَخٍ مَعًا، وأَكْثَرُهُم بَاقٍ حَتَّى الآن، وبَعْضُهُم رَقَدُوا. بَعْدَ ذلِكَ ظَهَرَ لِيَعْقُوب، ثُمَّ لِجَمِيعِ الرُّسُل. وآخِرَ الجَمِيعِ ظَهَرَ لي أَيْضًا أَنَا السِّقْطُ! فإِنِّي أَنَا أَصْغَرُ الرُّسُل، ولَسْتُ أَهْلاً أَنْ أُدْعَى رَسُولاً، لأَنِّي ٱضْطَهَدْتُ كَنِيسَةَ الله، لكِنِّي بِنِعْمَةِ اللهِ صِرْتُ مَا أَنَا عَلَيْه، وَنِعْمَتُهُ عَلَيَّ لَمْ تَكُنْ بَاطِلَة، بَلْ تَعِبْتُ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِهِم، لا أَنَا بَلْ نِعْمَةُ اللهِ الَّتي هِيَ مَعِي. أَكُنْتُ أَنَا أَمْ كَانُوا هُم، فَهكَذَا نُبَشِّرُ وهكَذَا آمَنْتُم."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

اردوغان انضم إلى نادي الأباطرة والدكتاتوريين

الياس بجاني/16 نيسان/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=54406

اليوم هو يوم أسود في مفهوم الحريات والديمقراطية فق نجح للأسف الرئيس التركي بقتل الديمقراطية والعلمانية والأتاتركية في بلاده بقوة الإرهاب والبطش والتحايل والتعصب ورد بلاده إلى حقبة الدولة العثمانية الدموية والدكتاتورية حيث كان التعصب الأعمى واستغلال الدين لارتكاب المجازر والتهجير ورفض الآخر المختلف. يوم اسود وشيطاني أضيف إلى سجل ظلم الشعوب وقتل الحريات. المطلوب من الدول الأوروبية تحديداً ومن باقي الدول الغربية أن يتعاملوا بحذر مع هذا الدكتاتور الذي اغتصب الحكم في تركيا ولديه مشروع توسعي وديني حقيقة هو بنفس أخطار المشروع الفارسي الإمبراطوري.

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في عّبر ومفاهيم ذكرى عيد قيامة المسيح

http://eliasbejjaninews.com/?p=38564

بالصوت فورماتMP3/الياس بجاني: تأملات إيمانية في عّبر ومفاهيم ذكرى عيد قيامة المسيح/16 آذار/17

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias.easter27.03.16.mp3

بالصوت فورماتWMA/الياس بجاني: تأملات إيمانية في عّبر ومفاهيم ذكرى عيد قيامة المسيح/16 آذار/17

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/elias.easter27.03.16.wma

 

ذكرى القيامة ونعمتي الغفران والتواضع

الياس بجاني/16 نيسان/17

اعترف بلسانك بالرب يسوع، وآمن بقلبك أن الله أقامه من بين الأموات، تنال الخلاص، لأن الإيمان بالقلب يهدي إلى البر، والشهادة باللسان تهدي إلى الخلاص. وقد ورد في الكتاب المقدس: "من آمن به لن يُخّزى".(روميه 10-08 و09)

اليوم ونحن نحتفل فرحين بقيامة الرب يسوع من القبر وكسره شوكة الموت بعد أن قدم نفسه فداء عنا واعتقنا من وزر الخطيئة والعبودية كم نحن بحاجة إلى فهم معاني وعّبر وأسرار القيامة بعد أن أقعدتنا أطماعنا والأنانية وغلبت على أفكارنا وتصرفاتنا التبعية وصغائر الأمور، فأنستنا أننا أبناء الله الذي خلقنا على صورته ومثاله وجعل من أجسادنا هيكلاً له، وهو الذي لم يبخل علينا بإبنه، بل أسلمه إلى الموت من أجلنا.

غالباً ما يغيب عن بالنا أن أبانا السماوي وليظهر لنا محبته وأبوته قد أرسل إلينا إبنه الوحيد ليتجسد ويتعذب ويهان ويصلب من أجل حلنا من أوزار الخطيئة الأصلية. فهو بصلبه وموته قهر الموت وغلبه وقام من بين الأموات في اليوم الثالث، فأقامنا معه لابسين الإنسان الجديد والمتجدد طاهرين وانقياء من كل ذنب وضعف، وقد خلع عنا وأراحنا من كل ما كان يثقلنا من أحمال وعثرات.

إن الأمور الدنيوية غالباً ما تغرينا وتغوينا وتوقعنا فريسة سهلة لغرائزنا ونزعاتنا فيضعف إيماننا ويخور رجاؤنا ونبتعد عن تعاليم انجيلنا ونهمل واجباتنا نحو أبينا السماوي.

إن قيامة السيد المسيح من بين الأموات هي حقاً قيامتي أنا وقيامتك أنت وقيامة كل أبناء البشر الساعين للقيامة.

القيامة هي حقيقة ثابتة في حد ذاتها: "إنه ليس ها هنا، بل قام". ونحن نؤمن حقاً أن المسيح قد قام من بين الأموات وهو حيّ فينا، ولأن أحداً لم يره وهو يقوم من القبر، فقيامته هي دائما وأبداً موضوع إيماننا وأساسه بدءاً من الرسل القديسين، ووصولاً إلى أجيال الكنيسة كافة.

القيامة ليست حدثاً تاريخياً وحسب، بل هي مبعث إيمان يتفجر كالبركان في ضمير ووجدان وفكر المؤمن، فيزداد ويترسخ إيمانه الذي به يتبرر ليسير بثبات وعزيمة واندفاع على طريق الخلاص.

فالله يبرر الذين يجعل منهم أبناء له ومؤمنين بالقوة التي بها يقيم يسوع المسيح. فعندما أقام الله يسوع من بين الأموات هو لم يأت بأعجوبة مذهلة من أجل المسيح فقط، بل من أجل الناس ليؤمنوا به وبأنه إبن الله وليبرهن لهم أنه أب محب وغفور وأنه يفتديهم بأغلى ما عنده، يفتديهم بإبنه الوحيد.

فإن كان الله، أبونا، قد أرسل إبنه الوحيد ليفتدينا ويخلصنا من الخطيئة الأصلية ويقيمنا معه من عثراتنا متجددين وأنقياء، أفلا يتوجب علينا أن نكون له شاكرين وممتنين ومتعبدين؟

إن عيد القيامة، عيد الأمل والرجاء والحياة، يدعونا جميعاً إلى تجديد إيماننا بالسيد المسيح المنتصر بعذابه وموته وقيامته على الموت، وإلى توطيد ثقتنا بالكنيسة وبرأسها خليفة القديس بطرس، وإلى المبادرة إلى توبة صادقة نظفر معها برضى الله، وإلى إقامة تضامن أخوي فيما بيننا بدونه يستحيل علينا أن نبلغ ما نصبو إليه من كرامة وعزة وراحة واستقرار وسلام.

إن قيامتنا مع السيد المسيح تبدأ اليوم وكل يوم من حياتنا بقوة الروح القدس، تماماً كما بدأت في حياة الرسل بعد العنصرة يوم حلّ الروح القدس عليهم. هذا ما نختبره ونعبِّر عنه في احتفالتنا الليتورجية المتنوعة، ولاسيما في رتبة زياح الصليب الظافر والخلاصي، وفي رتبة السلام بعيد القيامة الذي هو عيد الأعياد.

إن لم نؤمن بالقيامة لا نكون مسيحيين ويكون إيماننا باطلاً، كون سر الإيمان الأساس بالمسيحية يكمن في تجسد وموت وصلب وقيامة السيد المسيح وصعوده إلى أبيه السماوي.

إن جوهر ما نؤمن به هو أن المسيح الذي صلب ومات ثم قام هو حيّ وحاضر أبداَ معنا ومع جميع البشر. هو حي في ضمائرنا ووجداننا وقلوبنا وأفكارنا وهو ساهر على هدايتنا وتوجيهنا.

هو حاضر في كل كلمة ينطق بها لساننا، فالكلمة كانت في البدء والكلمة هي الله وقد انعم علينا الله بها لنمجده. هو موجود في حريتنا وخياراتنا وقراراتنا وأنشطتنا وفي كل أعمالنا ليضفي عليها بعداً إلاهياً.

قيامة المسيح هي قيامتنا جميعاً كما اختبرها وعبّر عنها القديس بولس الرسول: "المسيح حيٌّ فيّ". لقد قام المسيح، فقام به ومعه وفيه الإنسان الجديد الذي لبسناه في المعمودية مع كل ما يختزنه من محبة وتسامح وغفران وسلام ووداعة ونقاوة وطهارة ومصالحة واحترام لكرامة الإنسان وحريته.

فلنصلي مع قيامة المسيح وقهره الموت من أجل السلام في العالم عموماً وفي وطننا الغالي المعذب لبنان خصوصاً.

فلنصلي من أجل جميع المحرومين بهجة العيد، المغربين عن الدار والديار.

فلنصلي من أجل عودة أهلنا المغيبين منذ سنوات اعتباطاً في غياهب السجون السورية الشيطانية.

فلنصلي من أجل العودة المشرِّفة لأهلنا اللاجئين في إسرائيل.

فلنصلي من أجل راحة نفوس موتانا ونخص منهم الشهداء الأبرار الذين قدموا أنفسهم قرابين ذكية على مذبح لبناننا الحبيب.

فلنصلي من أجل خلاص وتوبة الواقعين منا في أفخاخ التجارب الإبليسية.

فلنصلي من أجل أن ينجينا المصلوب من حكام وسياسيين لا فرق بينهم وبين قايين الذي قتل هابيل، ولا بينهم وبين بلاطس المتردد والانتهازي الذي أسلمه للمرائين حفاظاً على منصب وطمعا بمال.

فلنصلي من أجل خلاص وشفاء كل المصابين بعاهات ولعنات إفلاس القيم والأخلاق، آفات التقية والذمية، وعاهات التزلف والخوف من الشهادة للحق.

فلندحرج الحجر عن صدورنا وعن قلوبنا وأفكارنا، حجر الخطيئة والفساد والأنانية والأحقاد والمصالح الشخصية والانقسام، وكل ما هو من الشرير ولنسأل السيد المسيح المنتصر على الموت أن يبارك لبناننا وأهلنا في الوطن الأم وبلاد الانتشار ويُعِيَده عليهم جميعاً وهم على أحسن حال وأهنأ بال.

لن نستسلم للخوف ونذعن لإغراءات ضعفنا والغرائز ونحن شهود على قيامة أبن الإنسان من الضريح وظفره الموت؟

نحن قوم لا نخاف الموت لأننا نؤمن أن موت وقيامة المخلص هما اسطع دليل على أن الموت بوابة عبور للحياة، وينبوع عزاء للمؤمنين الذين يعيشون رجاء القيامة.

لنشهد اليوم الشهادة الحقيقة ونقول بصوت عال "المسيح حيّ فينا" ونعيّد بعضناً بعضاً بالقبلة المقدسة بإيمان عميق وثابت.

المسيح قام حقاً قام ونحن شهود على قيامته

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

الرئيس ميشال عون قام بواجبه وبالتالي المبالغة في شكره هرطقة

إلياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة/الرئيس عون قام بواجبه… وشكره هرطقة/16 نيسان/16

http://al-seyassah.com/%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d9%82%d8%a7%d9%85-%d8%a8%d9%88%d8%a7%d8%ac%d8%a8%d9%87-%d9%88%d8%b4%d9%83%d8%b1%d9%87-%d9%87%d8%b1%d8%b7%d9%82%d8%a9/

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

العقوبات الأميركية ضد حزب الله تطال حلفاءه السياسيين

العرب/17 نيسان/17/بيروت – يتجه الكونغرس الأميركي لتعديل قانون “حظر تمويل حزب الله” لعام 2015، في تأكيد جديد على نية إدارة الرئيس دونالد ترامب تشديد الخناق على الحزب المدعوم من إيران. ووفق معطيات مسربة فإن التعديل الذي سيقرر قريبا سيوسع دائرة الكيانات التي ستواجه عقوبات نتيجة لتعاملها مع حزب الله وستشمل حتى حلفاء سياسيين له من بينهم التيار الوطني الحر وحركة أمل، والحزب القومي الاجتماعي. وهذا تطور لافت يعكس إصرار الإدارة الأميركية على تحجيم الحزب ليس فقط اقتصاديا بل أيضا سياسيا، من خلال ضرب علاقته مع القوى المتحالفة معه، تمهيدا لإضعافه أكثر بما يسهل ضربه، وهي استراتيجية معروفة وتنتهج ضد القوى والتنظيمات المارقة على القانون، أو التي لها ممارسات إرهابية. وذكرت صحيفة “النهار” اللبنانية أن معطيات موثوقة وصلتها تؤكد أن العقوبات ستطال أسماء أنسباء للمشمولين من الأطراف السياسية المذكورة، وأفرادا من عائلاتهم، والبعض ممن يتعاملون معهم أيضا. وتحفظت مصادر الصحيفة عن كشف الأسماء التي تشملها العقوبات، باستثناء اسم الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله، واكتفت بأن لائحة الأشخاص والمؤسسات المعنية “غير قصيرة”، وتجري اتصالات خارجية وداخلية لمعالجة الموقف. وفي وقت سابق أكدت مصادر دبلوماسية لبنانية أن وفدا وزاريا ونيابيا ومصرفيا يرأسه حاكم مصرف لبنان الأستاذ رياض سلامة، يحضر لزيارة واشنطن لمناقشة هذا الملف، خاصة وأن هناك مخاوف حقيقية من تداعيته على الوضع الاقتصادي اللبناني. وإدراج اسم الشخص أو المؤسسة في لائحة العقوبات يعني منع أي جهة أميركية من التعامل معه ماليا وتجاريا، بالإضافة إلى مصادرة أمواله في المصارف الأميركية. ويقول مراقبون إنه لا يمكن الجزم بتأثير تلك العقوبات على العلاقة بين الحزب والأطراف السياسية اللبنانية الواردة أسماؤها في القائمة. ويقيم حزب الله علاقات وثيقة مع الأطراف الثلاثة، ولئن بدا في الفترة الأخيرة توتر بين الحزب والتيار الحر على خلفية بعض الملفات من بينها القانون الانتخابي إلا أنه من المستبعد أن يقدم التيار على خطوة فك الارتباط مع الحزب الشيعي (المتحكم بمفاصل القرار اللبناني بحكم سلاحه)، على الأقل في الفترة الحالية. وفي مواجهة العقوبات الأميركية التي يرجح أن تتكثف في الفترة المقبلة، بدأ الحزب في بحث أساليب جديدة لتمويله، من بينها جمع تبرعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

 

إشكال بالأسلحة البيضاء في بلدة «رب ثلاثين» بين حركة أمل وحزب الله

جنوبية/16 نيسان/17/شهدت بلدة رب ثلاثين الجنوبية بعد ظهر اليوم الأحد 16 نيسان اشتباكاً بالأسلحة البيضاء بين مجموعة من الشبان المنتمين لحركة أمل من جهة  ومجموعة أخرى تنتمي إلى حزب الله، مما أدّى إلى تدخل عناصر من الجيش اللبناني لتطويق الإشكال.

هذا وقد أسفر هذا الاشتباك عن سقوط جريحين من حزب لله هما علي حسن فقيه وأحمد حسن فقيه.

 

الفصح اللبناني

محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك/16 نيسان/17

أتقدم من جميع اللبنانيين بالتهنئة والمعايدة وأتمنى لهم فصحاً مجيداً وإنشاء الله أياماً طيبة مليئة بالخير والازدهار لهم ولعائلاتهم وأتمنى لجميع اللبنانيين ان يشاركوا قريباً في دفن هذه الطبقة السياسية ومعها الطائفية وان يشاركوا في قيامة المواطنية الكاملة وقيامة الدولة على مبادئ حقوق الانسان وحماية حقوق المواطن من كل تسلط أو تعسف خصوصاً تسلط الميليشيات والفساد الذي تحميه بسلاحها وتسلط بعض المجرمين الفاسدين والمهرجين باسم الطائفية وحقوق الطرائف المزعومة٠

أعياد مباركة للجميع وقيامة قريبة لرسالة لبنان٠

 

انكشف يهوذا الذي باع المسيح بثلاثين من الفضة

نوفل ضو/فايسبوك/16 نيسان/17

كثيرون يسألوني: لماذا أنا غائب عن صفحتي منذ أيام... بكل بساطة لأني كنت أكتب لأحذر مما هو آت ... أما وأن الحقيقة والواقع ظهرا ... وانكشف يهوذا الذي باع المسيح بثلاثين من الفضة ... فلا لزوم للكتابة في السياسة لكي لا تظهر الكتابة شماتة أو نكاية!

صحيح أن يهوذا باع المسيح بثلاثين من الفضة، ولكنه انتهى معلقا على شجرة تين ... وكانت القيامة وانتصر الحق على الباطل...

المسيح قام ... حقا قام! وسنبقى شهودا على قيامته ومناضلين لقيامة لبنان!

 

الرئيس عون من بكركي: طمأن اللبنانيين أنه "سيكون هناك قانون جديد للانتخابات النيابية

المنسقية/ وكالات/16 نيسان/17/وبعد الخلوة، عايد رئيس الجمهورية الصحافيين في الصرح بعيد الفصح المجيد، متمنيا ان يعيده الله عليهم وعلى لبنان بالخير والسلام، وقال: "المسيح قام. في هذا اليوم المجيد أتوجه الى جميع اللبنانيين وأتمنى لهم عيدا سعيدا. كما انني أتوجه الى مسيحيي المشرق، واطلب منهم أن يحتفلوا بالعيد بالرغم من الحزن الذي اصاب جميع المسيحيين في هذه المناسبة". أضاف: "نأمل للبنانيين، وخلال المراحل الآتية ان يكونوا مطمئنين للمستقبل، وأن يكون لبنان مستقرا ويعود لموقعه الاساسي ويبقى واجهة الشرق وحاملا رسالة السلام. تلك هي مهمته الاساسية. إن لبنان، كما قال قداسة البابا القديس بولس الثاني هو رسالة. رسالة سلام مثل رسالة حمامة نوح التي بشرت العالم بعودة الحياة الطبيعية الى الارض. المسيح قام. حقا قام". وردا على سؤال طمأن الرئيس عون اللبنانيين الى أنه "سيكون هناك قانون جديد للانتخابات النيابية".ثم انتقل عون وعقيلته الى كنيسة القيامة في بكركي حيث حضرا قداس الفصح الذي ترأسه البطريرك الراعي وعاونه فيه نوابه العامون ولفيف من الكهنة وحضره الكاردينال صفير، بحضور عدد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين والسفير البابوي في لبنان المونسينيور غبريال كاتشيا ورؤساء الهيئات القضائية وعدد من القادة الامنيين والعسكريين والسفراء والقناصل ورؤساء البلديات وكبار الموظفين من مدنيين وعسكريين وكبار القضاة وفاعليات سياسية واقتصادية واجتماعية ورجال دين وحشد من المؤمنين.

 

التوافق على قانون الإنتخاب رهن قبول جنبلاط

السياسة/17 نيسان/17/أبلغت مصادر نيابية بارزة “السياسة”، أن كل الأفكار الإنتخابية التي تطرح حالياً لازالت تلقى رفضاً من النائب وليد جنبلاط، الأمر الذي يحول من دون التوافق على أي منها، وبالتالي فإن القانون مرهون بموافقة جنبلاط عليه، خصوصاً فيما يتعلق بتقسيم الدوائر وكي لا يشعر رئيس “اللقاء الديمقراطي” على أنه مستهدف وأن هناك من يريد تحجيمه فعلاً. وقالت المصادر إنه عندما يعلن جنبلاط موافقته على أحد المشروعات الإنتخابية المطروحة، فإنه يمكن القول أن الأمور ذاهبة نحو الحلحلة، وبالتالي توقع إقرار القانون الجديد في وقت قريب، باعتبار أنه يستحيل إقرار أي قانون إذا لم يكن محل إجماع القوى السياسية المطالبة بتقديم تنازلات حتى يصبح التوافق على هذا القانون أمراً متيسراً.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

مقاتل من حزب الله: الإيرانيون في سوريا يسخرون منّا

خضر حسان/جنوبية/الأحد 16/04/2017

يتقدّم حزب الله عسكرياً وسياسياً على الساحة السورية. فهو منذ دخوله الحرب إلى جانب النظام السوري، يعرف أنه سيتقاضى ثمن الدخول بأشكال مختلفة، أهمها تقوية ورقته في الداخل اللبناني، بالإضافة الى الثمن التلقائي، وهو تضخيم صورته على الصعيد الإقليمي والدولي.

لكن الثمن "الإيجابي" الذي يتقاضاه الحزب، يدفع عناصره مقابله ثمناً "سلبياً" يتلخّص في "الفوقية" التي يمارسها العسكريون الإيرانيون المتواجدون مع الحزب في سوريا. فهؤلاء "يتصرفون وكأنهم أسياد المعركة، وكأن حزب الله شركة خاصة تعمل تحت إدارتهم"، وفق ما يقوله أحد مقاتلي حزب الله لـ"المدن".

علامات الإستفهام التي يطلقها مقاتلوا الحزب في سوريا تجاه رفاق سلاحهم الإيرانيين، سرعان ما تجد تفسيراتها "إذا ما فكّرنا في طبيعة العلاقة بين الحزب والقيادة في إيران"، يقول المقاتل. وهذه العلاقة "هي علاقة هرمية رئاسية، على عكس ما تبدو عليه كعلاقة قيادية، أو كعلاقة تبادل مصالح. فبين الحزب وإيران لا يوجد تبادل مصالح، وإنما أوامر يجب تنفيذها لتحقيق خطة عامة تخدم إيران، وتخدم الحزب بصورة تلقائية، نظراً لتعزيز وضع إيران في المنطقة مع كل إنتصار". وبتحليل طبيعة العلاقة، "يمكن فهم ما يحصل". لكن توضيح الصورة "مقلق أكثر"، يشير المقاتل، لأن "شبابنا يذهبون إلى سوريا إيماناً بقضية، وليس خدمة لمصالح سياسية، في حين أن النتيجة تصب في مصلحة السياسة فقط". ما يقوله المقاتل ليس وجهة نظر، وإنما يأتي بعد "بلوغ التعاطي الإيراني السلبي معنا، مرحلة متقدمة، تصل إلى حد تهديد حياتنا. إذ يتعامل العسكري الإيراني بإستهتار في المواقع العسكرية، ولا يلتزم بأوامر قائد المجموعة اللبناني. ومرات كثيرة تعرضنا لكشف مواقعنا ولإطلاق نار نتيجة ترك أحد العناصر الإيرانيين موقعه وإتخاذه قراراً فردياً بالتوغل أكثر في منطقة لم نكن نعرف مدى آمانها، إذ كنا قد أمّنا جزءاً منها، وبقينا متيقظين لأي حدث مفاجئ يمكن أن يأتي من الناحية غير الآمنة".

التعاطي الفوقي من الإيرانيين لا يقتصر على العلاقة بين الإيرانيين ومقاتلي الحزب العاديين، إذ إن العنصر الإيراني "لا يحترم حتى الضابط اللبناني. وهناك عدد من الأخوة الضباط رفعوا كثيراً من الشكاوى إلى القيادة، نتيجة تصرفات الإيرانيين، لكن الرد لم يكن على قدر المسؤولية. فقيادتنا تعلم تماماً أن الصدام مع الإيرانيين خاسر، لأنهم فعلاً في مكانة أعلى من مكانتنا".

الخلاصة المأساوية التي وصل إليها المقاتل، تعيد التذكير بعدّة محطات من خطابات الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله. خطابات تشرح بوضوح طبيعة العلاقة بين الحزب وإيران. فنصرالله أكد خلال خطبة له في عاشوراء، في 2013، أن الحزب عندما يأخذ أي قرار أو يمشي في أي درب، أو يدخل في أي ساح أو أي قتال، لا يلجأ مقاتلوه أو قيادته إلى عقولهم، ولا إلى علومهم، وإنما يرجعون إلى فقهائهم وكبار مراجعهم الدينية. ووضع نصرالله هذا الاجراء في إطار الإلتزام الذي كان تجاه الخميني، والمستمر تجاه الخامنئي.

وموقف نصرالله ليس حدثاً طارئاً تحتاج إليه المعركة في سوريا، بل إن أدبيات الحزب تتصل، وفق نصرالله، منذ ثمانينيات القرن الماضي، "إلى الولي الفقيه الملزم قراره". وما التصريحات التي تقول إن لدى حزب الله إستقلالية في العمل، سوى "تصريحات ديبلوماسية وسياسية ليست أساسية. فإعلامياً وسياسياً لا يمكن لولي الفقيه أن يقول علناً إن حزب الله جماعتنا في لبنان".

ممارسات الإيرانيين دفعت عدداً من مقاتلي الحزب الذين أمضوا سنوات طويلة داخل جسمه العسكري، إلى ترك الحزب تنظيمياً، "فلا يمكن لأحد واجه إسرائيل وكان يملك هامشاً حراً من التعامل مع أصدقائه وأهله من خيرة الشباب اللبناني، أن يحتمل تصرفات صبيانية من مقاتلين هواة، بعضهم أرسِل للتدريب في سوريا". وتجدر الإشارة إلى أن ترك بعض المقاتلين الحزب، لا يمكن اعتباره ظاهرة عامة، فمن اتخذ هذا القرار "وصل إلى نقطة اللاعودة، بعد اجتماع عوامل كثيرة أدت إلى اتخاذ مثل هذا القرار، وأهم تلك العوامل، هي وضوح جوهر ما نقوم به في سوريا. فكثير من الأفراد والضباط اقتنعوا بأن المعركة ليست معركتنا. لكن لا يمكن للجميع أن يتراجع لأن الدخول في هذه اللعبة ليس نزهة. وللأسف، أغلب المقاتلين والقياديين يؤمنون بأننا حزب ولي الفقيه، ونحن جند في جيش ولي الفقيه، كما يقول السيد نصرالله، في حين أننا كنا نظن أن هذه الجملة مجازية، تستعمل لتأكيد العلاقة القوية بيننا وبين الشباب والقيادة الإيرانية".

ردود فعل تظهر بتعابير متعددة، لا يمكن تعميمها "نظراً للشعارات الفضفاضة التي تحتاج إليها المعركة"، لكن في الوقت عينه لا يمكن تجاهلها. لكن أكثر ما يقلق مَن فهم اللعبة في سوريا، هو "ما سيحصل بعد انتهاء الأزمة"، خصوصاً أن الإيرانيين سرعان ما سيكشفون عن نتائج خطّتهم، والتي يعلنها صحافيو النظام الإيراني ومثقفوه، وهي السيطرة على المنطقة. ويلخص ذلك، قول الكاتب والباحث الايراني، محمد صادق الحسيني، خلال مقابلة على قناة الميادين، في العام 2014، بأن "سيد اليمن هو السيد عبدالملك الحوثي، هو سيكون سيد الجزيرة العربية، ونحن سنكون سلاطين البحر الأبيض المتوسط الجدد، وسلاطين الخليج الجدد، وسلاطين البحر الاحمر أيضاً". ورسم الحسيني خريطة السيطرة الإيرانية بقوله إن السيطرة ستكون "من طهران إلى الضاحية، وبغداد، وصنعاء. فنحن سنصنع خريطة المنطقة".

 

أين ميشال عون؟

محمود بري/جنوبية/الإثنين 17/04/2017

هي العودة إلى المربّع الأوّل.. تحت الصفر. التاريخ الرديء يُعيد نفسه. تتباين وجهات النظر قليلاً أو كثيراً بين ثُنائي ورقة التفاهم فيهبّ "حليف الحليف" لاستغلال فرصته الذهبية: يقفز إلى عُنق خصمه الذي "لم يهضمه" يوماً، فيُثبت مرّة جديدة أنه قد يُداري ويتقلّب ويتلوّن كما تقتضي السياسة التي يمارسها، وقد يتصالح ويتحاب ويناصر ويُساند، إنما كلّه "ضحك على اللُحى". و"تبقى حزازات القلوب كما هي". لم ينجح عطّار حزب الله في إصلاح ما أفسده دهر "انعدام الكيميا"، واللقاءات والابتسامات والتوافقات التي اُعلن عنها وجرى الاحتفال بها، لم تكن إلا من عِدّة الشُّغل.

ذلك المشهد المبكِّر كان واضح الدلالات: في السرايا الحكومية تعقد اللجنة الوزارية المنبثقة عن مجلس الوزراء تحت عنوان بحث قانون الانتخاب، وفي مبنى ساحة النجمة تنعقد هيئة مكتب المجلس النيابي (الممدد لنفسه مرتين) في سبيل هندسة جلسة تشريعية لارتكاب تمديد ثالث بموجب إقتراح قانون معجل مكرر... مع فقرة استثنائية فيه (ربّما بغرض التشفّي...) تتطلّب إلزام رئيس الجمهورية بمهلة خمسة أيام فقط وليس شهراً بكامله،  للتوقيع على المشروع، وإلّا يصبح القانون نافذاً بشكل تلقائي بتوقيع رئيس الجمهورية أو من دونه.

في القاعدة العامة أن الردّ الطبيعي المنتظر على هكذا وضع يرتهن أولاً وأخيراً للشخص المعني؛ وطالما ميشال عون في هذه الحالة، فالردّ كان محسوماً سلفاً. وهذا ما أعرفه ويعرفه كل من يتثاءب تحت قبّة ساحة النجمة. فلماذا إذن ذلك الإصرار على تظهير النوايا؟

في الجواب تكمن عقدة الأفاعي. منذ عقود كان الودّ مفقوداً. الحالة تطوّرت مثل كل مرض لا تجري معالجته. وفي فترة مبكرة نضج في الميديا تعبير له دلالاته المهمة: "حليف الحليف". المعنى الصريح المقصود أنّ مجترح التعبير أعلن بشفافية نادرة (يُشكر عليها) أنه ليس مع المقصود في موقع تحالف، ولن يكون. وهنا سؤال غير بريء: أيّ جهد بذله الحليف المشترك لكسر حدّة هذه الكيمياء المعكوسة بين حليفيه، وهما حيث هما في أهم المواقع؟

الجواب تحكمه النتيجة التي أفضى إليها الجهد. لا شيء. فقدان الودّ المكتوم بات مُعلَناً، ومناوشات ما قبل تبنّي الرئيس سعد الحريري ترشيح الجنرال عون، بما فيه تنشيط المرشح المنافس، كانت واضحة الدلالات بشكل فاضح. ثم جاءت ثلاثية عملية انتخاب الرئيس في ساحة النجمة لتُفسِّر الواضح.

الاستنتاج المباشر لا يعدو أن يكون أحد قولين: إما أن جهود حزب الله لم تُبذل بما يكفي، وإما أن الحزب عجز عن تحقيق الهدف. وفي الحالين فإن ما أفضى إليه الفشل هو الأهم، وهو ذاته ما يهدد، ليس العهد وحده بل البلد برمّته، بمعنى استعادة وتواصل أنماط محدودة وصغيرة من الحروب اللامتماثلة، والتي ستعتمد كثيراً من أصول ومبادئ هذا النوع الصاعد من الحروب كما وصّفها الجنرال "هنري شلتون" رئيس هيئة أركان القوات المشتركة الأميركية. وبالطبع، فهذا الكلام الكبير لا يقصد منه أن حرباً هائلة ستهدد الكوكب، بل يمكن أن يعني أن الحرب "العالمية" ضد ميشال عون، والتي كانت محلية وليس عالمية، سيجري استئنافها، ومن المنطقي أن يكون مفعولها في بلدنا الصغير جداً هو ذاته مفعول الحروب اللامتماثلة على مستوى الدول والقوى الكبرى. من يظن أن ما هو جارٍ وسيتواصل منتصف أيار، يستهدف العهد أو سيده، لا يصيب إلا جُزءاً من الحقيقة. فالهدف الأول والأساسي هو "المحافظة على المُلك"... مهما كلّف ذلك. قالها بشير الجميّل مرة، وها هي تتردد في الصدور مرة أُخرى: "إما يكون البلد لنا، أو نحرقه".

كل المستجدّ أن الحرب اللامتماثلة التي تُشنّ على اللبناني، ستُوسِّع بيكارها لتتوجه إلى عدو إضافي، هو ميشال عون وعهده، بكل ما يعنيانه كفرصة سنحت تحت يافطة التغيير والإصلاح لإخراج البلد من حفرته. هذه هي المشكلة . لكنّ ثمّة كارثة بالمقابل، وتتمثّل بالأداء القاصر جداً الذي وَسَمَ حراك الرئيس وعهده خلال الأشهر الستة التي انقضت على الولاية حتى الآن. فلا أحد ساءل أحداً بخصوص الـ11 مليار دولار. ولا أحد طالب بأيّ كشوفات لمئات المشاريع التي كلّفت اللبناني مبالغ خيالية تحت راية مجلس الإنماء والإعمار أو أيٍّ من الوزارات "الدسِمة". ولا أحد أزعج خاطر أصحاب المرامل والكسارات وغيلان المشاعات. ولا أحد مدّ يداً إلى كشوفات صناديق الإنفاق التي طبقت شهرتها الآفاق (المهجرين، مجلس الجنوب، الكهرباء وبواخرها والكسّارات ومراملها وميزانيات الوزارات الخدماتية والشرفية وكل من له سبيل إلى المال العام. وطالما أنّ العهد وسيده ما برحا في نقطة الصفر بعد الأشهُر الستة التي مضت، والنصر الوحيد الذي يحاولون إقناعنا بتحقيقه هو المادة 59 من الدستور (التي تعود إلى دستور العام 1926)، فمن التفاؤل المبالغ فيه المراهنة على الغد وما بعده. فمن يمكنه أن يحول دون أن تستعر الحرب اللامتماثلة حين تنتهي مدة الشهر، ضد الرئيس والمرؤوس والمواطن والوطن، وضد أشكال الحياة في البلد من بشر وشجر ومشاعات؟ بل من يمكنه منع ذلك طالما أن الشهيات المفتوحة لا تشبع، وأن المرتكبين لا يمكن مسّهم ولا أحد يُحاسبهم، وأن الرزق السائب يعلّم الناس الحرام! فهل هذا هو عهد التغيير والإصلاح؟ وأين هو ميشال عون؟

 

ريفي: القوانين المطروحة مفصلة على قياسات أشخاص

الانباء الكويتية/16 نيسان/17/جال الوزير السابق اللواء أشرف ريفي على المرجعيات الروحية المسيحية في طرابلس، وقدم التهنئة بعيد الفصح المجيد، مؤكدا ان "العيش المشترك الاسلامي المسيحي في طرابلس هو ما يميز مدينة طرابلس ويعكس صورتها الحقيقية". وفي ختام الجولة التقى متروبوليت طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين المطران ادوار ضاهر الذي رحب بداية بزيارة ريفي، مؤكدا ان "مناسبات الاعياد الاسلامية والمسيحية تجمع كل فئات المجتمع الطرابلسي"، وقال:" نأمل ان يتوصل المسؤولون في البلد الى اقرار قانون انتخابي عادل يؤمن صحة التمثيل ويكرس العيش المشترك". بدوره قال ريفي: "في هذا العيد المبارك نهنىء اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا، ونكن كل احترام ومحبة للمطارنة بو جودة وكرياكوس وضاهر، ومعهم والمرجعيات الروحية الاسلامية، سنحافظ على هذه المدينة التي تجمع الديانات السماوية". أضاف: "نتمنى ان يقر قانون انتخابي يؤمن العيش المشترك، فالصيغة المطروحة مرفوضة لانها تحرم عددا كبيرا من المواطنين من الانتخاب في المرحلة الاولى لعدم وجود نواب من طائفتهم في دوائرهم. نصر على تغيير قانون الستين الذي اعتبره البعض انتصارا لفريقه، بعد اتفاق الدوحة، واليوم بعد ان سقط قانون الستين يجب ان يكون البديل افضل لا اسوأ". وختم: "نريد قانونا جديدا تكون فيه المعايير موحدة ويراعي صحة التمثيل ويؤمن العيش المشترك، فمشاريع القوانين المطروحة ليست الا تفصيلا على قياسات أشخاص وأحزاب ولا تراعي مصلحة الوطن والمواطن". هل بإمكان عون "حل" مجلس النواب؟ بديهي ان اقتراح التمديد لمجلس النواب الحالي سيطرح على الجلسة التي حددها الرئيس نبيه بري في 15 أيار، وسيحصل على الثقة النيابية الكافية، ويغدو امام الرئيس ميشال عون صلة خمسة ايام فقط لرده، واذا قرر الرد فعلا يكون على مجلس النواب اعادة التأكيد عليه في غضون عشرة ايام، تنتهي مع انتهاء مهلة العقد العادي للمجلس في 31 أيار، والا فانه يصبح حبرا على ورق لأن التأكيد عليه بعد هذا التاريخ يتطلب فتح دورة استثنائية للمجلس وفتح هذه الدورة يحتاج الى توقيع رئيس الجمهورية الذي لا مصلحة له في فتح دورة، من اجل قانون يرفضه اصلا، وماذا بوسع رئيس الجمهورية ان يفعل في حال اعتماد التمديد قانونا نافذا؟ المصادر المتابعة كشفت عن ايحاءات تهول بإمكان لجوء الرئيس عون الى الفقرة الرابعة من المادة 65 من الدستور اللبناني التي تجيز له الطلب الى الحكومة حل مجلس النواب اذا امتنع، لغير الاسباب القاهرة عن الاجتماع خلال عقد عادي او عقدين استثنائيين متتاليين او في حال رده الموازنة برمتها بقصد شل الحكومة، وجوابا تقول المصادر ان اجتماع المجلس حصل خلال العقد الحالي، اما الموازنة وهي المعّول عليها هنا، فمازالت عالقة لدى اللجان النيابية وبالتالي لم يردها المجلس النيابي، كما انه لن يقرها وفق معلومات المصادر قبل البت بالتمديد له، والا اصبح بوسع معارضي التمديد مقاطعة المجلس النيابي اذا ما تعذر حله. واكدت المصادر ان المشكلة الاساسية الراهنة هي حول مدة التمديد سنة او ستة اشهر، اما قانون الانتخابات بصيغته التأهيلية فسيلحق بمن سبقه من ارثوذكس ومختلط، وستظهر صيغة جديدة اخرى لاستهلاك مهلة الشهر بالمجادلات البيزنطية، وريثما يحل الخامس عشر من أيار، حيث سيكون مجلس النواب حاضرا لاقرار اقتراح قانون النائب نقولا فتوش.

 

عوده: كل تمديد اغتصاب للسلطة ولإرادة الشعب ونرفض تعرض الأرثوذكس لإقصاء شبه كامل عن المراكز البارزة

الأحد 16 نيسان 2017 /وطنية - ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده خدمة الهجمة وقداس الفصح في كاتدرائية القديس جاورجيوس، في حضور عدد كبير من المؤمنين.

بعد الإنجيل المقدس ألقى عظة قال فيها: "المسيح قام من بين الأموات ووطىء الموت بالموت ووهب الحياة للذين في القبور. اليوم نعيد لعيد الأعياد وموسم المواسم، عيد قيامة ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح وانتصاره على الجحيم. الفصح هو محور حياتنا وأساسها. لو لم يقم المسيح لكان إيماننا باطلا وكرازتنا بلا جدوى. نحن نؤمن بالمسيح، ابن الله المتجسد، "الذي كان من البدء، الذي سمعناه، الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه ولمسته أيدينا" كما يقول يوحنا في رسالته الأولى (1: 3). عندما حان ملء الزمان تجسد الرب يسوع وولد في بيت لحم وعاش بين أقرانه وعلم وشفى المرضى وأقام الموتى وصنع العجائب، واتخذ له تلاميذ تبعوه حيثما حل. ثم صلب ومات وقام من بين الأموات منهضا معه جنس البشر الذين افتداهم بدمه. تجسد يسوع إذا وموته وقيامته أحداث جرت في التاريخ، في مكان محدد وزمان محدد، وكان شهود عليها أخبروا وكتبوا وعلموا أن المسيح ابن الله قد مات عنا وغلب الموت بالموت ومنح العالم القيامة. قيامة يسوع تحتل المكانة الأولى في حياتنا الروحية. إنها محور حياتنا الليتورجية. قيامة المسيح حدث تاريخي أكيد، لكن المؤمن اليوم يراها بعين الإيمان، فطوبى "للذين آمنوا ولم يروا" (يو 20: 29).

أضاف: "إنجيل السحر لهذا اليوم يحدثنا عن مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومة اللواتي اشترين طيبا ليطيبن جسد يسوع الذي شاهدنه ميتا على الصليب، لكنهن تساءلن من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر، لأن الحجر الموضوع كان عظيما جدا. فرأين الحجر مدحرجا، ولما دخلن القبر شاهدن شابا بلباس أبيض قال لهن: "أنتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب. إنه قد قام. إذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس إنه يسبقكم إلى الجليل" (مر 16: 6-7). أول الشهود إذا على حقيقة القبر الفارغ كن هؤلاء النسوة. وقد طلب منهن يسوع القائم أن يذهبن ويبشرن التلاميذ بالقيامة. "فرجعن من القبر وأخبرن الأحد عشر" (لو 24: 9). حاملات الطيب نقلن الخبر السار للتلاميذ فكن بذلك أول الإعلاميات اللواتي حملن الحقيقة. أليست مهمة الإعلام نقل الخبر الصحيح؟ أليست رسالة الإعلام نقل الحقيقة؟ لكن المؤسف في أيامنا أن بعض وسائل الإعلام والإعلاميين ينسون أو يتناسون هذا الأمر لأسباب مادية أو شخصية أو مصلحية، متلطين وراء مبدأ حرية التعبير. كلنا نؤمن بحرية التعبير وندافع عنها. لكن سوء استعمال الحرية يؤدي إلى الفوضى وتجاوز حدود الحرية. الحرية لا تعني التعامي عن الحقيقة أو اختلاق الأخبار أو الإستهتار بالكرامات أو التعدي على الخصوصيات أو تجاوز حدود القيم والأخلاق. الحرية ليست ابتذالا ولا انتهاكا للخصوصيات. الحرية المسؤولة انضباط ضمن حدود القوانين والأخلاق واحترام للآخر ودفاع عن حقه ولو على حساب قناعاتنا أو مصالحنا. الحرية إبداع، خلق، تسام، تحليق نحو الخالق الذي خلقنا أحرارا. وحده الحق يحررنا. قال الرب يسوع: "تعرفون الحق والحق يحرركم" (يو 8: 32).

وتابع: "بما أننا في موسم الأعياد وقد عيدنا مع أطفالنا للشعانين منذ أسبوع، أتمنى على أحبائنا في وسائل الإعلام أن يحافظوا على قيم هذا البلد وأخلاق أبنائه، وأن يحترموا عيون أطفاله وعقولهم، ولا يسيئوا إلى براءتهم، فتكون برامجهم بناءة، تدعو إلى السلام وتحمل الثقافة وتبث الوعي وتنشر المعرفة وتعلي الأخلاق. نتمنى أن يراهنوا على الرسالة التي نذروا أنفسهم ووسائلهم لها وأن يكون مبدأهم رفع المتلقي إلى ما يقدمون لا النزول إليه. قد يكون المشاهد كما يقول البعض راغبا في البرامج الترفيهية الرخيصة ولكن ما المانع من أن نعطي المشاهد ما يهذب ذوقه ويغني معرفته ويعمق نظرته إلى الأمور؟ مع تعدد وسائل الإعلام نتمنى أن يكون التنافس بينها من أجل تقديم الأفضل والأرقى بغض النظر عن سوق الإعلانات. الإعلام سلطة، لذا نأمل أن تستعمل هذه السلطة لإيصال الحقيقة، والدفاع عن الحق، ونشر المعرفة، وبناء المواطن وتنشئته على القيم والأخلاق والتسامح واحترام الآخر وقبوله والتقيد بالقوانين والأنظمة وخصوصا الأمانة للوطن وكل ما يرمز إلى الوطن".

وقال: "نحن في وطن متعدد الطوائف، وهذا أمر يجب أن يغني مجتمعنا، إنما للأسف يشكل هذا الوضع نقطة ضعف لأننا عوض أن ننصهر في بوتقة الوطنية وأن يضع الجميع مقدراتهم في خدمة وطنهم نرى كل فئة تحاول أن تستغل الوطن لحسابها. وما نسمع ونقرأ عما يجري في بعض الإدارات وما سمعناه على لسان السادة النواب عن تفشي الفساد في العديد من القطاعات، وعن أعداد المياومين والموظفين الذين لا عمل لهم، وعن تواقيع مسؤولين مقابل ملايين الدولارات خير دليل على ما أقول. هنا يهمني التأكيد على أننا، نحن الأرثوذكسيين، نفتخر بالإنتماء إلى هذا البلد، وتاريخنا يشهد على تعلقنا به وعمل أبنائنا من أجل خيره، كما يشهد على انفتاحنا، ومحبتنا لإخوتنا اللبنانيين وقبولنا الجميع. نحن قوم متجذرون في هذه الأرض ومؤمنون بالله وبابنه يسوع القائم من بين الأموات، لكن إيماننا لا يعيق انتماءنا الوطني بل نستلهمه في سلوكنا وفي علاقتنا مع الإخوة، ونحن من علمنا سيدنا أن نحب قريبنا كنفسنا، وأن نحب أعداءنا أيضا. نحن نتطلع إلى اليوم الذي تتحقق فيه فكرة المواطنة الحقيقية وتعم المساواة بين المواطنين، المساواة أمام القانون والمساواة في تولي الوظائف والمراكز دون أفضلية أو تمييز بينهم إلا من حيث الجدارة والكفاءة. لكن بما أننا ما زلنا نعيش في نظام طائفي يعطي أتباع كل طائفة ما يعود إليهم، وتتنازع فيه الطوائف المغانم وكأنها قبائل متناحرة، لن نقبل حرمان أبنائنا من حقهم في خدمة وطنهم بإقصائهم عن الكثير من المواقع في إدارات الدولة لمصلحة طوائف أخرى. أبناؤنا الأرثوذكس يتعرضون لإقصاء شبه كامل عن المراكز البارزة في القضاء والمؤسسات العسكرية والأمنية فضلا عن الخلل الحاصل تجاههم في توزيع الوظائف في الإدارات العامة والمؤسسات العامة، وقضم العديد من المواقع التي كان يتولاها أبناؤنا أو تحجيمها، بالإضافة إلى الحملات الإعلامية الممنهجة ضدهم ودون أي وجه حق".

أضاف عوده: "أنا أسأل أحباءنا المسؤولين هل يقبل أي مسؤول أن يتنازل عن أي مركز يعود لطائفته؟ هل يقبل أي وزير أن يعين في وظيفة تعود لطائفته موظف ينتمي لطائفة أخرى؟ طبعا الجواب لا. فلم يصح هذا على الأرثوذكس؟ هل ولاؤهم للوطن مشكوك به؟ أم تفتقر كنيستنا الأرثوذكسية إلى الكفاءات والطاقات والأدمغة؟ نحن لا نريد أن يظلم أحد لكننا نرفض الظلم الواقع علينا. نحن نطالب بحق أبنائنا بالموقع الرابع من حيث الأهمية في كل القطاعات ونتمنى أن يطبق القانون علينا قبل غيرنا، ولا نرتضي إلا العدل وتطبيق ما نص عليه دستورنا مع التقيد بمبدأي الإختصاص والكفاءة، أي وضع الإنسان المناسب في المكان المناسب، بحسب الآلية المتبعة، واختيار الأفضل من كل الطوائف، من يتزين بالأخلاق ويتحلى بالعلم والكفاءة والخبرة والسمعة الحسنة والكف النظيف".

وتابع: "صمت آذاننا من الحديث عن الفساد والفاسدين. فليتعهد الجميع أن يعملوا على مكافحة الفساد عوض التراشق بالإتهامات، وعوض أن يلعنوا الظلمة فليضيئوا شمعة. أليس بإمكانهم القيام بورشة إصلاح حقيقية والحفاظ على الموظفين ذوي الكفاءة والنزاهة والإستقامة في مراكزهم، وترقيتهم بحسب القوانين، ومعاقبة المهملين والمرتشين والمخلين بالنظام ومتخطي القوانين مهما كان انتماؤهم؟ أليس بإمكانهم الطلب إلى الأجهزة الرقابية القيام بواجباتها ورفع تقاريرها والأخذ بتوصياتها؟ أليس بإمكانهم تعيين الناجحين في مباريات مجلس الخدمة المدنية من أصحاب الكفاءة والعلم، بدل تعيين الأزلام والمحاسيب والمحميين؟ من هنا تبدأ معالجة الفساد والهدر والسرقة وما إليها. الفساد يضبط عندما يطبق القانون على الجميع، ويتحمل كل مواطن وكل مسؤول مسؤوليته، ويقوم الجميع بواجباتهم، وتجبي الدولة مستحقاتها من الجميع، وتعطي الجميع حقوقهم. الفساد يضبط عندما تطبق الدولة قانون الإثراء غير المشروع، وتفرض هيبتها عندما تحاكم الفاسد، أي فاسد، ليكون عبرة لمن اعتبر. وبما أننا نعيش في العصر الإلكتروني، فإن اعتماد المعاملات الإلكترونية ودفع الضرائب والرسوم إلكترونيا يلجم الفساد ويحد من الرشوة ويسرع معاملات المواطنين ويسهل حياتهم".

وقال: "رجاؤنا ألا يبقى الكلام على الفساد كلاما بل أن يتحول إلى محاسبة ومحاكمة ولا يكون أحد فوق القانون، لكي تستعيد الدولة ثقة الشعب. المطلوب التقليل من الشعارات والإكثار من العمل. أمنيتي أن يعمل إخوتنا الوزراء على ملء الشواغر في وزاراتهم بالعدل، وبما يمليه عليهم الضمير، وأن يسموا للوظائف أفضل الموظفين لا أولئك المنتمين إلى طوائفهم أو أحزابهم. لتكن الكفاءة لا المحسوبية ما يؤهل الإنسان إلى أي مركز. ودعوا أجهزة الرقابة تحاسب، دون كيدية أو تشف. ولا تهضموا حق أحد لأن الظلم يولد الإحباط والإحباط يؤدي إلى الثورة. السياسة ليست مصالح ومكاسب وليست بابا للاثراء والتحكم برقاب البشر. لذلك على من امتهن السياسة أن يكون قدوة ومثالا يحتذى به. وليتذكر دائما أن الله يرى. في هذا السياق لا بد من التأكيد على ضرورة الوصول إلى قانون انتخاب يعتمد معايير واضحة ويؤمن حسن تمثيل الشعب في المجلس النيابي".

أضاف: "إن احترام الدستور واجب واحترام الشعب أيضا واجب. وقد أوكل الشعب هذا المجلس النيابي لتمثيله لمدة أربع سنين لا إلى الأبد، وكل تمديد اغتصاب للسلطة ولإرادة الشعب. لذلك نتطلع مع الشعب إلى تخطي معضلة قانون الإنتخاب المستعصية منذ سنين، والوصول قريبا إلى قانون يتيح للبنانيين انتخاب من يرون فيهم الكفاءة لينوبوا عنهم ويعملوا من أجلهم. كما نتمنى أن تحترم جميع المهل الدستورية بحيث لا نعود نواجه أي فراغ في أي مؤسسة دستورية".

وختم عوده: "في هذا العيد المبارك، نتمنى للبنان قيامة سريعة وللبنانيين الخير والإزدهار والإستقرار. كما نسأل إلهنا القائم من بين الأموات أن ينشر سلامه في منطقتنا والعالم فتتوقف الحروب وتنتهي عذابات البشر وتعود الحياة إلى الضمائر. نسأله أن يحفظ حكامنا ويغدق عليهم حكمته ومحبته ليعملوا بتفان وإخلاص من أجل هذا الوطن وشعبه. نسأله أيضا أن يبلسم جراح كل المتألمين ويعيد المهجرين إلى ديارهم والمخطوفين إلى أهلهم ويعيد إلينا أخوينا بولس ويوحنا اللذين نرفع الدعاء الدائم من أجلهما ومن أجل أن يعودا إلينا سالمين. نسأله أن يفتح آذان العالم الصامت عن أنين المتوجعين في هذا الشرق، وصراخ الأطفال ونحيب الثكالى. عار على العالم السكوت عن قتل الأبرياء في كل مكان، وعن قتل المصلين في الكنائس. ألم يعد للإنسان قيمة؟ هل اغتيل الضمير؟ لنصل بحرارة من أجل السلام في كل العالم ومن أجل أن يوقظ الرب الضمائر النائمة ويزيل القسوة من القلوب لتصبح أكثر إنسانية. حفظكم الرب الإله وأعاد عليكم هذا العيد المقدس بالصحة والخير والبركة. المسيح قام حقا قام".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مسيحيو مصر في"عيد القيامة":البهجة ضحية الكنيسة والسلطة

عمرو فؤاد/جنوبية/الأحد 16/04/2017

في الساعات الأولي من مساء السبت، بدأ الطبيب بيشوي حنا وعائلته الصغيرة التحرك باتجاه كنيسة كليوبترا في حي مصر الجديدة، لآداء الصلوات بعيد القيامة، بعدما قررت الكنائس المصرية إلغاء الاحتفال به هذا العام حداداً على أرواح ضحايا تفجيرات "أحد الشعانين"، واقتصار مراسم إحيائه على الصلوات.

بيشوي الذي ينتظر موافقة من السفارة الأميركية علي طلبه للهجرة استجاب لتعليمات أسقف الكنيسة، للخروج في ساعة مُبكرة، للانتهاء من أداء صلواتهم قبل موعدها المعتاد، امتثالاً للتعليمات الأمنية التي صدرت لكافة كنائس مصر بمواعيد الصلاة. حال بيشوي أفضل من ابن عمه القاطن في قرية كوم اللوفي في محافظة المنيا، الذي تعرّض لاعتداءات عقب خروجه من الكنيسة، الأسبوع الماضي، وجاءت التوجيهات الأمنية له بالصلاة في المنزل. يقول بيشوي "الطبيعي أننا كنا نذهب في ساعة متأخرة من الليل، ونفضل في القداس طوال الليل، علشان نفطر في اليوم الجديد، لكن الأمر تغير وأبونا اختصر جزء كبير من القداس، للانتهاء في الساعة التي حددتها الأجهزة الأمنية". يُكمل بيشوي حديثه لـ"المدن"، بصوت يملأه الحزن، إن "الموضوع ده من ضمن حاجات كتير ضيعت بهجة الأعياد علينا". ويضيف "نحن ضحية قيادات الكنيسة، التي جعلتنا رعايا للكنيسة بحفلات التطبيل للسلطة السياسية. المسيحيون هم مواطنون والسلطة هي المسؤول الأول عن ضمان تمتعهم بحقوقهم وفي مقدمتها الحق في الحياة". ولم تثن التفجيرات الأخيرة الكنيسة الأرثوذكسية عن توجيه دعوات لعدد من القيادات الرسمية لحضور الصلاة، والترحيب بحضورهم. يقول بيشوي "ليه الكنيسة توجه دعوات من الأساس لحضور الصلاة؟ يعني الزفة بتاع شكر المسؤولين والحضور هتحصل تاني".في قداس عيد القيامة، الذي ترأسه البابا تواضرس الثاني في الكاتدرائية المرقسية في العباسية، وسط عدد من الوزراء وقيادات القوات المسلحة، كان مشهد غياب التصفيق، الذي غالباً ما يعقب ذكر أسماء بعض الشخصيات، في مقدمتهم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، شديد الدلالة علي الغضب المسيطر علي قطاعات كبيرة من الأقباط حيال السلطات المصرية. الناشطة القبطية سالي توما، تعتبر أن القيادات الكنسية هي من أوصلت الأقباط لهذا الوضع البائس الذي يعيشونه داخل مصر . وتقول لـ"المدن"، إن "التسبيح بحمد السلطة السياسية، والدفاع عن مجهودات الشرطة والجيش، هو السمت الرئيسي لأداء الأساقفة والقيادات الكنسية، دون اعتبار لشهداء الكنيسة، أو غضب الأقباط الحقيقي حيال ممارسات السلطة". وقالت دراسة أعدتها المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، إن هنالك قرابة 45 حادث عنف طائفي انتهت بالصلح العرفي خلال السنوات الخمس الأخيرة، وأن هذا الصلح يؤدي غالباً لتعميق النزاعات الطائفية بدلاً من حلها، ويضر بمبدأ المواطنة والعدالة والمساواة. تعترض سالي علي القرارات الأخيرة التي أصدرتها السلطات المصرية عقب التفجيرات الأخيرة. وتقول "السيسي يستخدم ورقة الأقباط لتمرير قوانينه القمعية وانتهازيته السياسية.كتمرير قانون الطوارئ لمحاربة الارهاب و حماية المسيحيين، بينما مسيحيو العريش جرى ذبحهم وتهجيرهم في ظل تطبيق الطواريء، وكم من المجازر تم ارتكابه تحت طوارئ مبارك". وأصدر رئيس مجلس الوزراء شريف إسماعيل، في يناير/كانون الثاني الماضي، قراراً بإنشاء اللجنة المنوط بها النظر في طلبات توفيق أوضاع الكنائس في مصر. وتضمن القرار تشكيل لجنة من 10 أعضاء، هم: وزراء الدفاع، والإسكان، والتنمية المحلية، والشؤون القانونية ومجلس النواب، والعدل، والآثار، وممثل عن المخابرات العامة، وممثل عن هيئة الرقابة الإدارية، وممثل عن قطاع الأمن الوطني في وزارة الداخلية، بالإضافة إلى ممثل الطائفة المعنية.

الباحث في شؤون حرية الدين والمعتقد في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية اسحاق إبراهيم، يستشهد بهذه اللجنة للدلالة علي طريقة تفكير السلطة في التعامل مع الأقباط. ويقول لـ"المدن"، إن "إسناد مهمة تنظيم بناء دور العبادة عملياً وبشكل شبه حصري للأجهزة اﻷمنية (..) يعد وصفة جاهزة لإعادة إنتاج ظواهر العنف الطائفي مرة أخرى". ويعتبر إبراهيم أن غلبة الطابع الأمني على اللجنة، يجعل قراراتها خاضعة لـ"مواءمات أمنية"، والقرارات الأخيرة بفرض حالة الطوارئ وتأسيس المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب، هي تطبيق عملي لهذه السياسات الخاطئة حيال ملف الأقباط.

لم تعد حفلات الدعم الإعلامي والجنازات الرسمية والشعبية كافية لاحتواء الغضب المتنامي في قلوب الأقباط، فالسلطة التي اكتفت بالرقص علي جثث ضحايا الأقباط، و البابا – الذي لا يترك مناسبة إلا ويعلن فيها دعمه للنظام الحاكم – أصبحوا عبئاً علي حياة الأقباط، بعد تحويلهم لطائفة داخل المجتمع يُنظر إليها باعتبارها ذراعاً داعماً للسلطة. ولعل التمرد الداخلي الآخذ بالتوسع بين قطاعات كبيرة في أوساط الأقباط حيال القيادات الكنسية، قد يفقد الكنيسة سطوتها علي الأقباط، خصوصاً في ما يتعلق بعلاقة اﻷقباط بالدولة وحقوقهم تجاهها وتجييشهم واستغلالهم في المناسبات السياسية، وهي المسألة التي تثير قلق النظام التسلطي، الذي اعتمد على "كنيسة مطيعة" لتكميم أصواتهم.

 

معهد واشنطن: هذا هو الدافع وراء استخدام الأسد للكيماوي

عربي21- أحمد الكاشف/ الإثنين، 17 أبريل 2017 /بحث معهد واشنطن، في أسباب ودوافع استخدام النظام السوري، سلاحا كيماويّا قبل أيام، في خان شيخون بريف إدلب. وقال المعهد في موقعه الرسمي إن "شكل هجوم خان شيخون على الأرجح، الخطوة الأولى من هجوم واسع النطاق على محافظة إدلب، المعقل الرئيسي للتمرد"’.وتوقع المعهد أن تشهد الحملة المقبلة تناميا في الأساليب الوحشية والعشوائية التي تنتهك القانون الدولي، مع ما قد يترتب على ذلك من عواقب مدمرة على السكان المدنيين المحليين. وشدد المعهد على أن "موسكو سعت إلى تقسيم التمرد قبل الهجوم الوشيك على إدلب".

وبعد حديث عن مسار "هيئة تحرير الشام" منذ تأسيسها، وقبل ذلك "جبهة فتح الشام"، قال المعهد إن السيطرة على معبر باب الهوى، هي سبب رئيسي في الاقتتال بين "تحرير الشام"، و"أحرار الشام". معهد واشنطن، قال إن "خان شيخون هدف استراتيجي رئيسي في الهجوم المضاد في حماة، حيث إن إعادة السيطرة عليها، ستسمح للنظام بالقضاء على التهديد الذي يمثله المتمردون في حماة والمنطقة المركزية بكاملها، بما فيها حمص".وفي نهاية المقال، ذكر معهد "واشنطن"، أن أردوغان لا يعتزم التدخل عسكريا في تلك المنطقة. وتتمثل أولويته في سوريا في منع إنشاء منطقة حدودية كردية تتمتع باستقلال تام، وبالتالي قاعدة جديدة لـ "حزب العمال الكردستاني" - التنظيم الذي يشن حربا ضد الحكومة التركية منذ عقود. لذلك؛ قد يكتفي أردوغان بالتوصل إلى تفاهمات مع المتمردين المحليين لإنشاء منطقة آمنة شمال إدلب بحكم الأمر الواقع، على غرار تلك القائمة حاليا بين إعزاز وجرابلس.

 

الأتراك يصوتون لصالح تعديلات الدستور

إسطبنول- عربي21/ الأحد، 16 أبريل 2017 

أظهرت نتائج أولية وغير رسمية موافقة غالبية المواطنين الأتراك على التعديلات الدستورية بنسبة بلغت 51.40% مقابل 48.60% لصالح الرافضين، وذلك بعد فرز نحو 99% من صناديق الاقتراع، فيما سجلّت نسبة مشاركة غير مسبوقة وصلت لـ86%. وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات إغلاق الصناديق في عموم الولايات التركية الـ81، الساعة 17:00 بالتوقيت المحلي، لتبدأ عمليات فرز الأصوات مباشرة التي أظهرت مفاجئة من العيار الثقيل بتأييد غالبية المصوتين في العاصمة أنقرة وإسطنبول –كبرى المدن من حيث عدد السكان- برفض التعديلات الدستورية. ومن المتوقع أن تعلن اللجنة العليا للانتخابات مساء الأحد النسبة الرسمية للمشاركة والنتائج الأولية، في وقت توجهت فيه حشود من أنصار الرئيس أردوغان وحزب العدالة والتنمية إلى القصر الجمهوري في أنقرة للاحتفال بتمرير التعديلات الدستورية، بينما قالت قناة TRT الرسمية الناطقة بالعربية إن رئيس الحكومة التركية ورئيس الحزب بن علي يلدريم سيلقي خطابا في تمام الساعة التاسعة مساء من مقر الحزب في أنقرة. وفي أول تعليق على النتائج الأولية، ذكرت مصادر رئاسية أن الرئيس رجب طيب أردوغان اتصل برئيس الوزراء بن علي يلدريم وزعيم الحزب القومي لتهنئتهما على نتيجة الاستفتاء الذي أجري اليوم والتي كانت "واضحة"، وقالت مصادر في مكتب أردوغان إنه أبلغ يلدريم بـ"أنه ممتن للأمة لإظهار إرادتها في الاستفتاء". بدوره استبق حزب الشعب الجمهوري،أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، النتائج الرسمية بالتشكيك بها، حيث قال إن "ممارسات غير قانونية نفذت لصالح الحكومة في الاستفتاء، وقال أردال اكسونجور حزب الشعب الجمهوري  للصحفيين في مقر حزبه: "العديد من الممارسات غير القانونية تنفذ لصالح الحكومة حاليا  لكن '"لا" ستفوز في النهاية". من جانبه دعا رئيس حزب الحركة القومية دولت باهتشلي "الجميع إلى قبول نتيجة الاستفتاء على التعديلات الدستورية واحترامها"، مضيفا أن نتيجة الاستفتاء "مهمة جدا وهي نصر لا يمكن تهميشه أو إنكاره".

وفي أول تعليق له على النتائج قال حليف الحزب الحاكم في الدعوة للتصويت لصالح الاستفتاء: "الشعب المالك الوحيد للسيادة قال كلمته الأخيرة ووقف إلى جانب استقلال ومستقبل البلاد وعلى الجميع احترام ذلك". ويبلغ عدد الناخبين الذين يحق لهم الإدلاء بأصواتهم، 58 مليونا و319 ألفا و666 ناخبا، وأدلوا بأصواتهم في 174 ألفا 456 صندوقا بجميع ولايات تركيا، فيما جرى تخصيص 461 صندوقًا لأصوات النزلاء في السجون. وأقر البرلمان التركي في يناير/كانون الثاني الماضي مشروع التعديلات الدستورية، الذي تقدم به حزب العدالة والتنمية الحاكم، والذي يتضمن الانتقال من النظام البرلماني إلى الرئاسي، كما تشمل التعديلات المقترحة زيادة عدد نواب البرلمان من 550 إلى ستمائة نائب، وخفض سن الترشح للانتخابات العامة من 25 إلى 18 عامًا.

 

مستشار ترامب: الوقت حان لإجراء محادثات حازمة مع روسيا

واشنطن- رويترز/الإثنين، 17 أبريل 2017/قال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض إتش.آر ماكماستر، الأحد، إن الوقت حان لإجراء محادثات حازمة مع روسيا بشأن دعمها للحكومة السورية وأعمالها "التخريبية" في أوروبا. وقال ماكماستر في محطة (إيه.بي.سي)، إن دعم روسيا لحكومة الرئيس بشار الأسد أدى إلى استمرار حرب أهلية، وتسبب في أزمة متفاقمة في العراق ودول مجاورة وأوروبا. وأضاف: "ولذلك فإن دعم سوريا لهذا النوع من النظام الرهيب الذي هو طرف في ذلك النوع من الصراع، أمر لابد أن يكون محل تساؤل بالإضافة إلى الأعمال التخريبية لروسيا في أوروبا". "ولذلك فإنني أعتقد أن الوقت حان الآن لإجراء تلك المباحثات الحازمة مع روسيا". وقصفت الولايات المتحدة في أوائل الشهر الجاري قاعدة جوية سورية بالصواريخ، في رد فعل على ما وصفته واشنطن بهجوم كيماوي شنته القوات الحكومية السورية، وأدى إلى قتل ما لا يقل عن 70 شخصا في منطقة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة . وتنفي سوريا شنها هذا الهجوم، وحذرت روسيا من أن هذه الهجمات الصاروخية يمكن أن يكون لها عواقب "وخيمة للغاية." وزار وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون موسكو الأسبوع الماضي مع تزايد التوترات. وقال ماكماستر": حسنا، عندما تكون العلاقات في أدنى مستوياتها لا يمكن توقع إلا أن تتحسن بعد ذلك؛ ولذلك فإنني أعتقد أن توقيت زيارة وزير الخارجية لروسيا كان مناسبا تماما".

 

هآرتس: 700 سجين فلسطيني بدأوا إضراباً عن الطعام

جنوبية/16 نيسان/17/أشارت صحيفة هآرتس الاسرئيلية إلى أنّ 700 سجين فلسطيني قد بدأوا إضراباً عن الطعام وذلك لتحقيق مطالبهم بتحسين ظروف الاعتقال وتركيب هواتف اتصال والسماح لهم بالالتحاق بالدراسة الجامعة..

ولفتت الصحيفة إلى أنّ أكثر المساجين ينتمون إلى حركة فتح إضافة لعدد من الأسرى حماس والجهاد.

 

إيران تدفع بالعراق لتصدر المواجهة الدبلوماسية مع الأردن

العرب/17 نيسان/17/عمان – تتدحرج الأزمة بين عمان وطهران هذه الأيام مثل كرة الثلج، حتى أن صداها طال العراق الخاضع للتأثير الإيراني رغم محاولات رئيس وزرائه حيدر العبادي تخفيف حدة هذا التأثير. وأقدمت الخارجية العراقية الأحد على استدعاء القائم بالأعمال الأردني وسلمته رسالة احتجاج على ما اعتبرته “إساءة” صدرت من قبل البعض في تحرك احتجاجي نظم بمدينة المفرق (شمال شرقي الأردن) بحق “رموز عراقية”. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد جمال في بيان رسمي إن “وزارة الخارجية قررت استدعاء القائم بالأعمال الأردني لدى بغداد، على خلفية التجاوزات التي طالت الرموز والشخصيات الدينية والوطنية العراقية”. وشهدت مدينة المفرق الجمعة تحركا احتجاجيا ردا على تصريحات مسيئة لمسؤولين إيرانيين استهدفت العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني. وقام المشاركون برفع شعارات تنتقد تدخلات إيران في المنطقة، كما عمدوا إلى الدوس على صور للمرشد الأعلى علي خامنئي والرئيس الإيراني حسن روحاني والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله ورئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، الذي ما فتئ خلال الأشهر الماضية يهاجم التقارب الأردني العراقي. وعقب استدعاء القائم بالأعمال الأردني سارعت عمان لاحتواء الموقف باتصال وزير الخارجية أيمن الصفدي هاتفيا بنظيره العراقي إبراهيم الجعفري، حيث أكد له أن “الأردن حريص على علاقاته مع العراق الشقيق، ويرفض أي إساءة له، وأن المملكة دولة قانون وتطبق القانون على كل من يخرقه”. وأشار الصفدي إلى توقيف الأشخاص الذين قاموا بتصرفات فردية مثلت إساءة مدانة إلى العراق الشقيق، وأنه ستتم محاكمتهم وفق القانون الذي يمنع الإساءة إلى الدول الشقيقة والصديقة ورموزها. وأثارت خطوة استدعاء القائم بالأعمال الأردني استغراب البعض، خاصة وأن التحرك الاحتجاجي كان عفويا ورد فعل طبيعي على مسلك إيران العدواني تجاه المملكة، واعتبرت أوساط سياسية أردنية أن الخطوة مبالغ فيها وهي تعكس تأثير إيران القوي على الدبلوماسية العراقية.

وتقول هذه الأوساط إن استدعاء القائم بالأعمال الأردني جاء بعد ضغوط شديدة من ائتلاف دولة القانون الذي يقوده المالكي، والذي تتجه طهران لاتخاذه “حصان طروادة” في مواجهاتها المستقبلية مع الإدارة الأميركية على الساحة العراقية، حيث أنه من المرجح أن يتولى رئاسة التحالف الشيعي الحاكم خلفا لعمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الشيعي.

واستنكرت الهيئة القيادية للتحالف الحاكم الأحد ما سمته بـ”إهانة” الأردن لرموز دينية وسياسية عراقية. وفي وقت سابق شنت النائبة عن دولة القانون عواطف نعمة هجوما عنيفا على عمان حيث قالت إن “حفنة من المروجين للفكر التكفيري في الأردن أساءوا إلى صور قادة محور المقاومة ورموز وطنية عراقية من بينها المالكي في تصرف يعكس ما تحمله نفوسهم المريضة من حقد وكراهية وتعصب وتطرف”. وطالبت نعمة الخارجية العراقية بـ”إعلان موقفها تجاه هذه الإساءات المعلنة من قبل حفنة أوغاد نسوا أن اقتصاد دولتهم قد يهبط إلى الحضيض في حال قطع علاقاتنا التجارية معها ومقاطعتها في جميع المجالات، وفي حال عدم قيام الحكومة الأردنية بتقديم اعتذار رسمي للشعب العراقي يجب أن نلجأ إلى قطع العلاقات مع الأردن”. ويقول مراقبون إن دولة القانون بقيادة المالكي استغلت ما حدث خلال التحرك الاحتجاجي بالمفرق للتصويب على العلاقات الأردنية العراقية التي شهدت في الأشهر الأخيرة تطورا واضحا أثار انزعاج إيران. وسبق وأن هاجم ائتلاف دولة القانون في يناير الماضي حكومة العبادي على خلفية زيارة أداها رئيس الوزراء الأردني هاني الملقي لبغداد ووقع خلالها اتفاقيات من بينها رفع الرسوم الجمركية على الصادرات الأردنية. وهناك محاولات حثيثة لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لتصويب المسار الدبلوماسي لبلاده وتحييدها عن الأزمة بين طهران والدول العربية، ولكن قيادات سياسية في مقدمتها المالكي تسعى جاهدة للقطع مع هذا المسار، وإبقاء العراق في فلك إيران. ويعد المالكي أحد أبرز القيادات السياسية الداعمة لإيران في العراق، وقد مكن طهران خلال فترة توليه لرئاسة الوزراء ما بين 2006 و2014 من السيطرة بشكل شبه كلي على البلاد، وتعول عليه إيران لأن يلعب دورا محوريا في الفترة المقبلة. ويبدو أن المالكي قرر خوض المواجهة مع الأردن نيابة عن طهران، وبدفع منها. وكان الناطق باسم الحكومة الأردنية محمد المومني قد قال الخميس إن إيران ستكون أكثر قبولا وأكثر ترحابا إذا تعلم المسؤولون الإيرانيون “ضبط ألسنتهم وإغلاق أفواههم وعدم التعدي”. وأضاف في حديث للتلفزيون الرسمي “نحن دولة نتعامل بإيجابية مع مختلف دول العالم، لكن أن يتم الحديث بهذه الطريقة وبهذا التطاول المعيب (على العاهل الأردني) فلا نقبله على الإطلاق وسنتصرف ونرد على هذا الكلام بما يستحق”. وسبق ذلك قيام عمان باستدعاء السفير الإيراني للاحتجاج على ما صدر من المتحدث باسم الخارجية الإيرانية في حق القيادة الأردنية. وكان المتحدث بهرام قاسمي قال “يبدو أن ملك الأردن وقع في خطأ استراتيجي في تعريف الإرهاب والعبارات التي استخدمها في تصريحاته تجاه تطورات المنطقة”. وأضاف “من الصواب له أن يلقي في البداية نظرة بسيطة على الإحصائيات الرسمية الصادرة حول الإرهابيين الأردنيين الذين انضموا إلى داعش وسائر الجماعات الدموية ومن ثم يبدي وجهة نظره حول إيران”. هذا الهجوم الإيراني اللافت جاء إثر تصريحات للملك عبدالله لصحيفة واشنطن بوست الأميركية قال فيها إن “هناك مشكلات استراتيجية في منطقتنا، ولإيران علاقة بها، وهناك محاولة لإيجاد تواصل جغرافي بين إيران والعراق وسوريا وحزب الله في لبنان”. ويرى متابعون أن الأردن لن يقع في فخ توتير علاقته مع بغداد، بالمقابل يتوقع أن يصعد الموقف مع الجانب الإيراني في ظل توالي المطالبات النيابية والشعبية بطرد السفير الإيراني من عمان.

 

أغلق في إيران باب الترشح لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة بعد أن قدم أكثر من 1600 شخص أوراق ترشحهم..

"العربية" - 16 نيسان 2017/من بين المرشحين الرئيس الحالي حسن روحاني الذي بدأ حملته الانتخابية مبكرا بالتعهد بمواصلة برنامج بلاده الصاروخي رغم الاعتراضات الأميركية. تصريحات رآها مراقبون محاولة من روحاني للدفاع بطريقة أو بأخرى عن سياسته أمام معارضيه الذين لم يتوقفوا عن اتهامه باسترضاء الغرب بعد إبرام الاتفاق النووي قبل عامين مقابل الحد من العقوبات المفروضة على إيران.. هذا الاتفاق بات في مهب الريح مع سعي الرئيس الأميركي ترامب إلى إلغائه أو على الأقل مراجعته بعد أن وصفه بأوصاف متعددة من بينها المشين والأسوأ على الإطلاق. ووعد ترمب أيضا بإيقاف برنامج الصواريخ الإيراني وقال عقب آخر تجربة صاروخية إيرانية إن طهران تلعب بالنار.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

باسيل يجعل من رئاسة ميشال عون انعزالية جديدة

محمد عبد الحميد بيضون/الأنباء/16 نيسان/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=54404

اعتبر النائب والوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون في حديث الى "الأنباء" ان حزب الله ونبيه بري لم يتراجعا عن التمديد للمجلس النيابي خصوصاً ان الحزب قلق جداً بعد المواقف الأميركية الجديدة حول خروج ايران وميليشياتها من سوريا وهذه ضربة لا يستطيع المرشد علي خامنئي تحملها لأنها تعني انهياراً شخصياً له وهوالذي اعتبر عدة مرات انه يقاتل في سوريا لكي لا تسقط طهران٠ حزب الله يحتاج الى مزيد من الوقت حتى تتضح السياسات الجديدة في سوريا وهو يريد التمديد لمدة سنة على الأقل بينما يعتبر جبران باسيل الناطق بإسم عون انه الْيَوْمَ وفِي ظل وهج الرئاسة في بدايات العهد يستطيع ان يحصد الغالبية من المقاعد المسيحية ليتحول بدوره مرشحاً وحيداً لخلافة عون وفقاً لفتوى أو نظرية الرئيس القوي٠اما بعد التمديد فستكون الرئاسة قد فقدت رصيدها الشعبي عند المسيحيين وتتلاشى امال باسيل وتياره بالرئاسة مجدداً٠

وتابع بيضون ان الصراع حول قانون الانتخاب هو صراع محاصصة وصراع تخلف الثنائية الشيعية المنغلقة مذهبياً مع تخلف الثنائية المسيحية المنغلقة طائفياً وهو يعكس افلاس كامل الطبقة السياسية العاجزة منذ عقود عن تقديم قانون انتخاب وطني يعكس الحالة الوطنية التي نتجت عن اتفاق الطائف اَي الميثاق الوطني الجديد٠في هذا الصراع يريد حزب الله الهيمنة على المجلس من خلال ضمان اكثرية موالية له بينما تريد الثنائية المسيحية ان تحتكر لوحدها المقاعد المسيحية لتؤمن وصولها الى الرئاسة وتفرض أمراً واقعاً على البلد٠

وأكد بيضون ان استعمال عون لصلاحية الرئاسة بوقف العمل التشريعي لمدة شهر جاء بالاتفاق مع الحزب وهو نوع من حفظ ماء الوجه وأخذ بعض المعنويات على ان يتم لاحقاً إقرار التمديد في منتصف شهر أيار وقبل اكثر من شهر على نهاية التمديد الماضي ويبدو ان بطل هذا الاتفاق هو الحريري الذي صار يقوم بدور نازع فتيل التفجير بين الثنائيتين الشيعية والمسيحية٠

والاخطر حسب بيضون هو ان كل المشاريع التي يطرحها باسيل تقوم على فكرة متخلفة وهي ان النواب المسيحيين يجب ان يُنتخبوا من مسيحيين وان كل نائب مسيحي يأتي باصوات فيها مسلمين يكون ملوثاً ومشكوكاً بتمثيله وفِي هذا انعزالية جديدة تزرع بذور حرب أهلية جديدة لأنها تلغي المساواة في المواطنية وتلغي النص الدستوري الذي يؤكد ان النائب يمثل الأمة جمعاء٠وهذه الانعزالية الجديدة تشوه صورة الرئاسة وتحول الرئيس الى رئيس أبرشية بدلاً من رئيس جمهورية وسيكون ذلك سقوطاً مريعاً للرئاسة والبلد عدا عن ان كل القوانين التي يطرحها باسيل مخالفة للدستور ولاتفاق الطائف وستفتح الباب لؤتمر تأسيسي جديد يلغي المناصفة وربما العرف الذي يكرس الرئاسة للموارنة٠

بيضون اشاد بكلام البطريرك الراعي الذي يفضح الطبقة السياسية وتقاسمها لمقدرات البلاد والمناصب والمال العام وعجزها عن اَي إنجاز وطني لمصلحة الشعب٠

اما حول كلام عون ان ما يجري في الشرق له غايات سياسية هي إفراغه من المسيحيين فأكد الوزير السابق بيضون ان ما يحدث في الشرق هو نكبة حقيقية نتيجة سياسات النفوذ الإيرانية التي اوصلت المنطقة الى صراع مذهبي غير مسبوق والى انهيار الدول في العراق وسوريا ولبنان واليمن لمصلحة الميليشيات الممولة من ايران ودورها التخريبي٠والواضح ان ايران تريد هزيمة السنّة في المنطقة لمصلحة عملية تغيير ديموغرافية تستهدف كل من ليس موالياً للمرشد٠

ختم بيضون بالقول ان الحفاظ على مسيحيي الشرق ليس قضية منفصلة عن الحفاظ على نسيج الشرق المتعدد وهذا ما يتطلب الحفاظ على الدول الوطنية بحدودها ووحدتها وتقوية هذه الدول وحقوق المواطنية فيها وكذلك إنهاء وجود الميليشيات بكل أنواعها واعتبار كل ميليشيا منظمة ارهابية لا دور لها سوى تهديم الدول وارتكاب جرائم الحرب ونشر الفوضى القاتلة.

 

لزوجة الطائفية اللبنانية

 حازم الامين/الحياة/17 نيسان/17

سريعاً ما اشتعلت على جبهة أخرى في لبنان. الشيعة والسنة لم يعودوا خط الانقسام الراهن. التوتر اليوم عنوانه «مسلمون ومسيحيون». الانتقال من خط التوتر الأول إلى خط التوتر الثاني تم بخطوات رشيقة. وسائل التواصل الاجتماعي شحنته بمضامين جديدة، وبلزوجة راحت تُغذي مناطق الاحتكاك والسهر والعمل. قانون الانتخاب الذي فجر القضية ليس مهماً في سياق فهم ما جرى، بل المهم إشارته إلى أن الهشاشة وصلت إلى الطائفية والمذهبية، ذاك أن الأخيرة غير صلبة بدورها، كما هو غير صلب الاقتصاد والأمن والتعليم. الطائفية كذبة جوهرية في لبنان بوسعها أن تنقل حقل اشتغالها من مواجهة طائفة إلى مواجهة أخرى في غضون ساعات.  لا شيء أسهل من أن ينتقل السنة والشيعة من كراهية بعضهم بعضاً إلى كراهية المسيحيين. والعكس صحيح، فالعونيون، أصحاب نظرية تحالف الأقليات، انقلبوا سريعاً على الأقلية الشيعية الحليفة وراحوا يكيلون الشتائم لها، ومنهم من لوح بأن «شيعة جبيل على مرمى حجر من قرانا».

لمتوهم مثلي بأن الانقسام الشيعي السني قوي وجوهري ويتعدى لبنان، وأن خط الانقسام بين المسلمين والمسيحيين براني وغير ذي موضوع جدير بأن يستمر، أن يتمهل قليلاً، ذاك أن هامشية موقع لبنان كفيلة بتتفيه حرب بوزن الحرب الشيعية السنية التي تقسم المنطقة كلها، بدءاً من باكستان ووصولاً إلى لبنان. قانون الانتخاب الذي سينتج طبقة سياسية تعاود توزيع الثروة على القوى السياسية والطائفية، أكثر أهمية بالنسبة إلى سياسيي لبنان من الصراع بين الهلال الشيعي المرتسم اليوم من العراق إلى اليمن، وبين «الأمة السنية» المتصدعة بفعل الطموحات الإيرانية. أما حلف الأقليات الذي راود العونيين، فهو بدوره لم يصمد أمام طموحات جبران باسيل بقانون انتحابات يوفر له حصة أكبر في حقول النفط العتيدة أمام السواحل اللبنانية.

يبدو أن الطائفية، التي كنا نعتقد أنها حقيقتنا الوحيدة، تافهة ولا تستحق كل هذا العداء الذي ناصبناها إياه. فسريعاً ما جرى تحويل مجراها. حصل ذلك بسرعة أكبر من السرعة التي اقتضاها تحول ميشال عون، قبل أن يصير رئيساً، من 8 آذار إلى 14 آذار. كل شيء تغير في غضون ساعات قليلة. محطات التلفزيون اللبنانية عادت واصطفت وفق المنطق الجديد للانقسام. أقسام الشرطة أيضاً، والمقاولون كفوا عن بيع أبناء الطوائف الأخرى منازل في مناطق طوائفهم.

يعكس هذا المشهد حيوية أيضاً، إذ في وسع اللبنانيين أن يقولوا اليوم إن سرعة تحول خط الانقسام المذهبي في بلدهم من سني شيعي إلى إسلامي مسيحي هو علامة مرونة ورشاقة، وهو هذه المرة بقي منضبطاً بحدود التوتر غير الميداني. وطفرة التوتر الجديدة والطارئة جرت على وقع أعيادٍ مسيحية تم خلالها تضخيم طقسها الاحتفالي بحيث شابهت تضخيمات موازية كانت شهدتها في السنوات الأخير أعياد المسلمين. أطلقت دعوات لإقفال أماكن السهر «احتراماً لآلام المسيح»، ونصبت خيم في الساحات في هذه المناسبة لم يسبق أن نُصبت. وثار «المؤمنون» على محطة تلفزيونية عرضت فيلماً عن حياة المسيح لا يتبنى الرواية الكنسية. إذاً، المسيحيون أيضاً يريدون سياقاً من الصعود نحو جلجلتهم، يشبه صعود المسلمين نحو انفجار علاقاتهم، والمرء إذ سبق أن توهم أن عودة المسيحيين إلى تصدر الحياة العامة في لبنان خيار تقدمي في ظل الخيارات الماضوية للمسلمين، شطبت وجهه قابلية المسيحيين لسلوك طريق الماضي. وخلاف على قانون الانتخاب كفيل ببعث التشابه بين الجميع في هذا البلد الذي لا يشبه إلا نفسه.

تبقى مفاضلة جوهرية يمكن المرء أن يُغامر بخوضها في ظل هذا القدر الذي يكرر نفسه في لبنان. فأخذ مسافة واحدة من خطوط الانقسام المختلفة في لبنان لا يعفي من الاختيار بينها. المسلمون اللبنانيون سنة وشيعة هذه خياراتهم، ومعظمها غير لبناني، ومعظمها أيضاً متصل بحروب الإقليم وكوارثه. ضيق المسيحيين أكثر لبنانية، وانخفاض طموحاتهم وقصور خيال شخصياتهم وأحزابهم أقل كلفة من طموحات الالتحاق بكارثة الإقليم وبانفجاراته. يبقى أن ينصح المرء جبران باسيل بأن يُبقي على طموحاته بقانون انتخاب يوفر له حصة في حقول النفط، وأن لا يوسعها لتشمل «تحالف الأقليات»، فهناك تنتظر المسيحيين وتنتظرنا كارثة أكبر.

 

حرص غربي على التعامل مع المطار

ثريا شاهين/المستقبل/17 نيسان/17

الإجراءات الأميركية التي تتخذ بالنسبة إلى الطيران، تأتي في إطار سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تخفيف الهجرة واللجوء ومحاربة الإرهاب. انما الأوروبيون لديهم ملاحظات على مطار رفيق الحريري الدولي مختلفة وهم هددوا منذ سنتين وفقاً لمصادر ديبلوماسية أوروبية بوقف الطيران إذا لم تعالَج هذه الملاحظات.

لكن لبنان عالج العديد من هذه الملاحظات وجرى تركيب آلات تفتيش من شأنها أن تحسن الوضع. الأوروبيون وكذلك الأميركيون في اجراءاتهم لديهم البعد السياسي لهذه المسألة. والأوروبيون حريصون على ستمرار التعامل مع المطار في لبنان ولديهم شركات تعمل فيه. وكذلك من المطار هناك طائرات مباشرة إلى مطارات أوروبا. وهذا غير موجود بالنسبة إلى الولايات المتحدة، حيث لن يكون هناك طيران مباشر طالما أن الوضع في لبنان والمنطقة على ما هو عليه من الخطورة المحتملة. الطيران اللبناني يقصد أوروبا، وأوروبا تريد شروطها أن تكون مطبقة في المطار. القرار الأميركي لم يطبق على لبنان ولا يعنيه، لكن القرار البريطاني يطبق على المطار. الأوروبيون يريدون تعزيز الإجراءات اللبنانية، ولبنان عمل على تحسين الأمور، ولم يعد الوضع في خطر وقف الرحلات الأوروبية. إنما المطلوب تنفيذ ما تبقّى من شروط والتي تطبّق في المطارات الأوروبية، لتصبح الإجراءات في المطار متطابقة مع الإجراءات في المطارات الأوروبية.

محاربة الإرهاب ومكافحته هما البعد السياسي لكل ما يحصل من اجراءات. أما تقنياً فالمهم زيادة أمن المطارات. وهو سؤال دائم لدى الأوروبيين والاميركيين، ومن خلال اللقاءات بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرؤساء العرب الذين يلتقيهم. وكل الإجراءات بحسب المصادر، هي ردّ فعل على الأعمال الإرهابية، الأمر الذي يستدعي التنبّه من النواحي التقنية، وهذا ما يخدم الهدف السياسي الكبير الذي تقف وراءه كثرة الإجراءات. وفي سياق الإجراءات المطلوبة بغية تعزيز الاستقلالية في إدارة المطار، يقول الأوروبيون بضرورة إنشاء هيئة مستقلة تشرف على المطار. وهذه المسألة يعتبرها الأوروبيون شرطاً موجباً لحلّ إحدى المشكلات في لبنان، علماً أن هيئة الطيران لم تنشأ لأسباب عديدة ومتنوعة أمنية وتقنية. أيضاً، بالنسبة إلى الأميركيين والأوروبيين، فإن نفوذ «حزب الله» على المطار مؤثّر جداً، ولا سيما لدى الأميركيين، والذين لا يزالون يرفضون رفع حظر الطيران المباشر من لبنان إلى الولايات المتحدة. وهذه مسألة مؤثّرة في البعد السياسي للإجراءات التي ترتبط أساساً بمكافحة الإرهاب ووقف الهجرة كنزوح ولجوء. والاميركيون، وفقاً للمصادر، يخشون من قدرة الحزب على وقف حركة الملاحة في المطار، أو في أقلّ تقدير قدرته على قطع الطرق المؤدية إليه، كما حصل في 7 أيار 2008 وغيرها من الحوادث التي شهدت احتجاجات ميدانية تخللها قطع الطرق من قِبل موالين للحزب على المسافرين أو الوافدين عبر مطار رفيق الحريري الدولي. وهذا ما تدركه كل القيادات اللبنانية أيضاً، والعديد منها طالب بوجود مطار آخر لضمان استمرار حركة الملاحة الجوية في لبنان. لكن الداخل والخارج يدركان في الوقت الراهن، أن الحزب وعلى الرغم من نفوذه في المناطق المتاخمة لهذا المرفق المهم، إلا أنه يضبط اللعبة بشكل جيد، ولا يبدو بحسب أدائه أنه في وارد تخطي حدود إستمرارية العلاقات الجيدة بين لبنان والعالم، مع أن الأميركيين لا يزالون تحت وقع وتأثير خطف طائرتهم في ١٩٨٤.

 

محاولة اقتراب «غير سياسية» من غاز السارين

حازم الأمين/الحياة/16 نيسان/17

بماذا كان يُفكر بشار الأسد حين أعطى الأمر باستعمال السارين؟ الرجل كان على وشك أن ينجو، قبل فعلته الأخيرة! وذهول العالم لم تقتصر أسبابه على مشاهد الأطفال المختنقين بالغاز، انما شملت استحالة تفسير الفعلة بالمعطيات المباشرة. فحين يُقدم «المنتصر» على حماقة غالباً ما تصيب المهزومين، يحيلنا ذلك إلى ضرورة إعادة النظر بمضمون «الانتصار». فهل كان الأسد على وشك الانتصار، وأعادته فعلة السارين خمس سنوات إلى الوراء؟ الأرجح أن كثيرين ساورتهم شكوك بما جرى في خان شيخون. صحف عالمية أرسلت مراسلين متخصصين للتحقق، وهؤلاء كتبوا أن ما جرى هو أن طائرة ألقت بقنابل محملة بغاز السارين على مدنيين. لا مجال للشك، قال مراسل «فيغارو» الفرنسية، ومنظمة «حظر استعمال الأسلحة الكيماوية» قالت إن التقارير تثبت ذلك. إذاً العودة إلى السؤال الأول ضرورية. بماذا كان يُفكر بشار، حين أعطى الأمر؟

يفترض هذا السؤال أننا حيال سياقٍ منطقي من الأفعال، لكن العودة إلى أداء الرجل طوال سنوات المحنة تطيح أي محاولة للتفسير. فمنذ اليوم الأول للثورة، كان جواب النظام الوحيد قتل الأطفال لمعاقبة آبائهم. لقد نسينا ونحن نطرح هذا السؤال ما جرى في درعا عشية انتفاض أهلها في 2011. هل كان ما جرى في حينه منطقياً؟ ففي ذلك الوقت أجاب مسؤول أمن المدينة وفداً من أهلها جاء مطالباً بمحاسبة المسؤولين عن مجزرة الأطفال: «سنساعدكم على إنجاب بديل عن الأطفال الذين خسرتموهم». اليوم، الثورة لم تعد ثورة. صارت حرباً. كما أنها لم تعد سوريّةً، بل صارت حرباً شبه عالمية في سورية. اذاً المشهد أكثر إغراء للانتقام. والنصر الوشيك لا يشفي، بل يُغري بالانقضاض على المهزوم. السارين يحوي قدراً من الضغينة التي تخنق صدر منتصر مزعوم. السياسة لا تصلح لتفسير الخطوة. الغرائز ليست سياسة، وشعور الطاغية بأن اللحظة مناسبة للانقضاض، لن يحد منه احتمال عودة العالم إلى بعض رشده. ها هم أعداء النظام «المنتصر» تحت أنظار الطائرة المغيرة. قائد الطائرة يعاين تعبهم عن قرب. لا شيء أكثر إغراء من قتلهم بالسارين. المادة لا تفني أجسادهم. تثبتها بصفتها جثثاً مكتملة سحبت منها أرواح أصحابها. والأطفال أول من يموتون. هل من نهاية أكثر منطقية من خان شيخون لحكاية بدأت من درعا.

السؤال عن دافع الطاغية «المنتصر» للإقدام على خطوة تكاد تطيح انتصاره، يبدو بلا قيمة. لم يأت أحد بجواب شاف وموثق عن الدافع. الجريمة موثقة، لكن الدافع إليها اقتصر على تفسيرات تتراوح بين توقعات واحتمالات. قال البعض إن الرجل منفصل عن الواقع، وقال بعض آخر إن القرار لم يعد بيده. وفسر آخرون الخطوة الغامضة بالخلاف الروسي - الإيراني على تصدر النفوذ السوري. لكنّ أحداً لم يعد للواقعة الأولى، ولم يستنتج أن شعور الطاغية بأنه نجا من مجزرة درعا، ثم من مجزرة دوما «السارينية» أيضاً ومن مئات المجازر الموازية، يرشحه لـ «خطوة» كهذه.

أخذ القرار لا يبدو ذا قيمة في تفسير ما جرى في خان شيخون. القيمة الفعلية لما جرى أن النظام يخوض حرباً تتقدم فيها الغريزة على السياسة وعلى الحسابات والمصالح. الدافع الفعلي من وراء القصف بالسارين غريزي. والمجدي هنا هو البحث عن مسار تشكل هذه الغريزة، وعن اندفاعاتها ووجهاتها. السياسة بوصفها إدارة للمصالح لا تفيد في فهم ما جرى. يجب العودة بها إلى ما قبل المصالح، أي إلى وعي الطاغية بضحاياه، وشعوره بامتلاك الحق في سحب أرواحهم من أجسادهم. يجب أيضاً تفسير ما جرى بقول مسؤول البعث في درعا في اليوم الأول: «أنجبوا أطفالاً غير الذين قتلناهم». ويجب تفسيره بعلاقة البعث بالكيماوي! فهل تذكر أحد البعث في العراق، ووقائع حلبجة والأنفال، في سياق البحث عن جواب لسؤال خان شيخون؟ هل اقترح أحد علاقة بين الواقعتين، لا سيما وأن بعثاً ما وراءهما؟ البعث هنا بصفته تزويج حداثة طاغية لماضوية متخلفة يدعي بعثها. الشعور بالاستحواذ على أرواح «الرعية»، وامتلاك الحق بحقنها بغاز السارين.

الانتروبولوجيا أيضاً لها حصة في تفسير ما جرى، فالسلاح الكيماوي في العراق فرز «علي الكمياوي»، أي ابن عم صدام حسين علي حسن المجيد، فلماذا لم تُفرز سورية حتى الآن «كيمياويها»؟ الأرجح أن وراء هذا الفارق فروقاً أنتروبولوجية.

القتل بالسارين يختلف عن القتل بالبراميل المتفجرة، وإن كانت نتائج القتل الأخير أفدح. فالسارين يجعل من القتل الفعلي قتلاً رمزياً أيضاً. القتلى الذين تخلفهم البراميل مزهوقو الوجوه، والجثة في وعي القاتل تمحو صاحبها. السارين يُبقي صاحب الجثة كاملاً في جثته، والأطفال أول من يموتون. الموت هنا عارٍ وشامل، وهو لا يُصدق لشدة وضوحه، وهوية صاحبه لا تشوبها شائبة.

ليس هذا من قبيل تأويل الجريمة أو ترميزها والذهاب في تفسيرها إلى ما هو أبعد منها. إنها الجريمة منظوراً إليها بغريزة الناجين من أمثالنا. فهل من شيء أصدق من مشهد طفل يختنق؟

البعث أراد لنا أن نعاين ذلك عن كثب، واختار، قبل أن يُعلن انتصاره بعد أن قالت أميركا إن اسقاط النظام لم يعد أولويتها، أن يُعطي درساً بهذا الوضوح لمن ظن أن بإمكانه أن ينتفض عليه. مهمة البراميل كانت قتل الناس قبل تقدم الدبابات، أما مهمة غاز السارين فتثبيت مشهد اختناق طفل لم يُصب جسمه بأي شظية، بصفته مصيراً وأفقاً لأي شخص يشعر بحقه في الانتفاض. أما قياس ما جرى في خان شيخون سياسياً، فمن المفترض أن يذهب إلى مسؤولية العالم عن إهمال هذا الاحتمال. فالنظام الذي استعمل السارين قبل أكثر من سنتين في دوما، عاد واستعمله اليوم في خان شيخون على رغم ادعائه تدمير مخزونه من هذا الغاز. النظام اعترف في حينه بامتلاكه هذا الغاز، والأمم المتحدة أشرفت على إتلاف كميات منه سلمها لها. وليست الوقاحة وحدها ما دفع مسؤوليه إلى نفي حيازتهم ما اعترفوا أمام العالم بحيازته، ففي حينها نجا النظام بفعلته، وهو اليوم يُكرر فعلة كان نجا منها.

 

"أم القنابل" والسيد الرئيس

غسان شربل/الحياة/17 نيسان/17

هذه القنبلة مخيفة فعلا. وزنها عشرة أطنان. قوة انفجارها غير مسبوقة إذا استثنينا الوليمة النووية. قدرتها التدميرية هائلة. مصممة لاختراق التحصينات ودهم الأنفاق والسراديب. لا أمل في النجاة للموجودين بالمكان المستهدف. إنها موجة عاتية من النار. زلزال مبرمج وبلا رحمة.

لا مبالغة في وصفها بـ«أم القنابل». على مقاتلي «داعش» و«القاعدة» وطالبان التفكير ملياً. إضرام النار في الرداء الأميركي تحول عملية انتحارية فعلية. يد أميركا طويلة. وكذلك يد مختبراتها. ما كان يعتبر ملاذاً آمناً لم يعد يستحق التسمية. لم تعد الأنفاق تكفي لاتقاء غضب السيد الرئيس في البيت الأبيض.

تخطى الدوي المعنوي للقنبلة مسرح الإقليم الأفغاني. أغلب الظن أن الجنرالات الروس سيقلّبون الأمر طويلا. جيشهم لا تعوزه القدرة على تحويل المدن حقولا من الخراب. لكن هالة هذه القنبلة تتحداهم وتحدث ارتجاجات عميقة في معنويات شركائهم. يعرف الجنرالات أن الأهم من قوة القنبلة هو اتخاذ قرار سريع بإلقائها.

لنترك الجنرالات الروس جانباً تحت مظلتهم النووية الشاسعة. لا شك أن «أم القنابل» تعني الزعيم الكوري الشمالي الذي أدمن سياسة الابتزاز النووي والصاروخي. جاءه النبأ حين كان يستعد للاحتفال بذكرى ميلاد جدّه في مناخ من التشويق والتخويف. على جنرالاته التبصر بما جرى على المسرح الأفغاني. الأمر نفسه بالنسبة إلى الجنرالات الإيرانيين الذين حولوا نهج الأنفاق الدبلوماسية والصاروخية إلى سياسة دائمة. لا يغيب عن بالهم بالتأكيد أن القنبلة المحملة بالمتفجرات والرسائل جاءت بعد أسبوع من انهمار الصواريخ الأميركية على مطار الشعيرات السوري. يعرفون أن الأخطر من تلك الصواريخ هو اتخاذ القرار بإطلاقها.

أغلب الظن أن جنرالات روسيا وكوريا الشمالية وإيران وسوريا يشعرون بالأسف لانقضاء عهد باراك أوباما. ففي أيامه تحول الخط الأحمر الأميركي نكتة رائجة على مواقع التواصل الاجتماعي. تسرع بعضهم في الاعتقاد أن أميركا تحولت فعلا نمراً من ورق.

هل يمكن للصحافي المجازفة إلى درجة القول إن عهد دونالد ترمب الفعلي بدأ بقصف المطار السوري وتأكد بإلقاء «أم القنابل»؟ وهل يمكن القول إن الأخطر من القنبلة الرهيبة هو التغيير الذي طرأ على صورة السيد الرئيس الجالس في المكتب البيضاوي؟

كان ترمب تحت رقابة خصومه وحلفائه منذ تسلمه مهامه. ولم يكن امتحان المائة يوم سهلاً. وكتب الكثير عن ارتباك الإدارة الجديدة. وافتقارها إلى رؤية متماسكة وفريق منسجم. ولم تبخل الفترة تلك بالتصريحات المتناقضة والقرارات المستعجلة. وتوقع كثيرون أن يصاب عهد ترمب بعطب لا شفاء منه في الداخل قبل الخارج. عطب يجعله على الصعيد الدولي شبيهاً بأوباما وخطه الأحمر الشهير.

واضح أن ترمب استمع جيداً إلى أركان إدارته وجنرالاتها. لا بد لأميركا من أن تكون قوية إذا أرادت أن تكون مؤثرة. استرجاع هيبة أميركا وصناعة صورة واضحة للرئيس. صورة لرئيس لا يتردد في اتخاذ قرارات صعبة حين يعتقد أنها ضرورية لحماية المصالح الأميركية في العالم. وهكذا راح ترمب يتصرف على قاعدة أن أميركا في عهده قادرة على طمأنة حلفائها وإقلاق خصومها.

أدت الصواريخ التي استهدفت مطار الشعيرات إلى إعادة إحياء الخط الأحمر الأميركي. أفادت إدارة ترمب من الهجوم الكيماوي، واتخذ الرئيس قراراً سريعاً أعاد النظام السوري إلى موقع المتهم وألحق ضرراً بصورة الرئيس الروسي ودور بلاده. ترافق ذلك مع خطوة سياسية بالغة الأهمية تمثلت بتلويح ترمب بورقة تحسين العلاقات مع الصين إذا اختارت روسيا الاستمرار في حماية ممارسات النظام السوري، وعدم إلزامه بتقبل عملية سياسية جدية. وجاءت قنبلة أفغانستان لتؤكد أن أميركا هي التي تقود الحرب على الإرهاب من أفغانستان إلى الموصل، وصولا إلى الرقة، وأن الدور الروسي في هذه الحرب ناقص أو ملتبس.

عبر الضربتين، بدت أميركا وكأنها استرجعت مقعد القيادة، ما يجعلها قادرة على توزيع الضمانات والتطمينات والتحذيرات. عودة ترمب من «تويتر» إلى المؤسسات الأميركية الراسخة سيشكل في حال استمراره قنبلة أشد وقعاً في التوازنات الدولية من صواريخ مطار الشعيرات و«أم القنابل» الأفغانية. أغلب الظن أن فلاديمير بوتين ارتكب خطأ كبيراً حين تردد في إطلاق عملية سياسية جدية ومقنعة في سوريا، مفضلاً انتظار صفقة كاملة. لو فعل لما وجد ترمب خياراً غير تأييد سوريا الروسية لتقليص فرص قيام سوريا الإيرانية.

حين يسترجع السيد الرئيس الأميركي موقع القيادة ويعيد لدبلوماسية بلاده أنيابها، على السيد الرئيس في هذا البلد أو ذاك أن يعيد تقويم حساباته.

 

هل دب الانقسام بين «ملالي طهران»؟!

جميل الذيابي/عكاظ/16 نيسان/17

إيران تتخبط. ليست مقولة جديدة. فقد ظلت إيران فاقدة البوصلة منذ اندلاع ثورة الخميني في عام 1979. لكن تخبطها بدا أكثر جلاء خلال الفترة الأخيرة، بعدما اتضح أن مرشد النظام علي خامنئي، الذي يتحكم بكل قرار تنفيذي، وتشريعي، وقضائي، أضحى في عزلة شبه تامة، بسبب معاناته من مضاعفات سرطان البروستات كما تقول غالبية التقارير والتسريبات الصحفية. ولأن المرشد ليس حاضراً في جميع الأوقات، صارت الصراعات الداخلية، والتشرذم، والتشظي أمراً واقعاً في الحياة السياسية الإيرانية. ويبدو كما يرى المتحدث الإعلامي باسم منظمة مجاهدي خلق الإيرانية موسي أفشار، أن الخلافات الداخلية وتفاقم صراع العقارب يعكس هزيمة نظام الملالي في مواجهة أزماته المتزايدة الداخلية والخارجية ومن المجتمع الإيراني المحتقن. ومن الواضح ولعل أبلغ دليل على ذلك إقدام الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد على إعلانه ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية، في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في مايو القادم، منافسا لدمية المرشد الرئيس حسن روحاني، الذي يستغله خامنئي واجهة بزعم أنه إصلاحي، لـ «تسليك» العلاقات مع الغرب، بعد إخضاع إيران للاتفاق بشأن برنامجها النووي. وكان نجاد أعلن نيته الترشح للرئاسة في سبتمبر 2016، فسارع المرشد إلى توجيهه بعدم ترشيح نفسه.

غير أن نجاد قرر في 11 أبريل الجاري أن يتحدى المرشد، وهو المرشد نفسه الذي كان يتولى الرئاسة تحت إمرته. وقال الرئيس السابق إن تعليمات المرشد إليه ليست سوى «نصيحة». وهو يدرك جيداً أنه لن يفوز. ليس لأنه لا يستطيع تزوير الانتخابات مثلما فعل المرة السابقة في 2009، ولكن لأن التزوير يتم بتعليمات من خامنئي والدائرة المقربة إليه من «الملالي» المتشددين. كما أن فرص فوزه ضئيلة لأنه يفتقر إلى الشعبية، فقد شهد الإيرانيون كيف أشرف بنفسه على قمع المتظاهرين، والتدخل في الانتخابات النيابية والبلدية وخرجت في عهده حركة «المعاصم الخضراء» التي عمت كل المدن الإيرانية آنذاك. كما أن تصريحاته السياسية المتهورة الخالية من الدبلوماسية وضعت إيران على شفير صدامات مع دول عدة، ليزيد وضع الشعب الإيراني ضغثاً على إبالة، وهو الشعب الذي ظل يتجرع علقم العقوبات الدولية منذ 1979 بلا انقطاع. ولا يزال الشعب الإيراني (80 مليون نسمة) يكتوي بنار العقوبات الدولية والغربية تحديدا، على رغم تخفيف بعضها عقب الاتفاق النووي «المهزوز» في عهد الرئيس الأمريكي السابق أوباما. لا شك في أن إعادة نجاد ترشيح نفسه للرئاسة لا تعدو أن تكون «رغبة» العودة لدائرة الضوء. لكن من المؤكد أنه دليل على أفول نجم المرشد الأعلى، وعلى أنه لم يعد قادراً على الإمساك بكل الخيوط داخل بلاده كما كان. كما أن الشارع الإيراني الذي تلظى بنيران العزلة، والعقوبات، والحروب الخاسرة في سورية واليمن ولبنان والعراق، لن يمنح صوته لرئيس سابق يتوهم القدرة على إلحاق الهزيمة بجميع الدول وهو «المكروه» في بلاده!

الأكيد أن سياسات نظام الملالي الإجرامية لن تنتهي بين يوم وليلة بموت الشيطان خامئني لأن أمثاله في النظام الإيراني كثر، والمنفذون لسياساته كثر أيضاً.. ولكن وفاته ستضعفه نفسياً وستضعف البناء الهيكلي للنظام وتشخيصه وستدب بين رؤوسه خلافات عدة!.

 

تأخرت معركة الحديدة.. أم لم تتأخر

خيرالله خيرالله/العرب/17 نيسان/17

من الأفضل التعاطي مع الموضوع اليمني بكثير من الحذر واليقظة والواقعية، لا لشيء سوى لأنّ الحسم العسكري الكامل يعتبر من الأمور الصعبة، إن لم يكن من الأمور المستحيلة. هذا عائد إلى الطبيعة الجغرافية للبلد أوّلا، وإلى طبيعة اليمنيين والمجتمع اليمني ثانيا. هؤلاء على استعداد للقتال إلى ما لا نهاية في مناطق معيّنة. من الضروري الإشارة هنا إلى أن الجمهورية لم تدخل مناطق عدة في اليمن، خصوصا في شمال الشمال، وذلك بعد التوصل، في آذار – مارس من العام 1970، إلى اتفاق المصالحة الوطنية في جدّة. أوقف اتفاق المصالحة الحرب الداخلية ذات الامتدادات الإقليمية التي تلت الانتهاء من العهد الإمامي في السادس والعشرين من أيلول – سبتمبر 1962، لكنّ بعض المناطق بقيت خارج الجمهورية عمليا، خصوصا صعدة ومحيطها، معقل الحوثيين الذين سمّوا أنفسهم لاحقا “أنصار الله”.

عبر التاريخ الطويل لليمن، بقيت هناك مناطق شبه متمرّدة، عصيّة على السلطة المركزية وعلى الخارج، بما في ذلك الاستعمار التركي. على سبيل المثال وليس الحصر، استمرت الحرب بين الحوثيين والنظام القائم برئاسة علي عبدالله صالح بين 2004 و2010. حصلت ست حروب بين الجانبين لم يتمكن فيها النظام القائم من الحسم على الرغم من امتلاكه قوات عسكرية كبيرة وأسلحة متطورة، نسبيا، مقارنة مع الأسلحة التي كانت لدى الحوثيين. كان النظام قويا جدا. كان نظاما مركزيا يسيطر على كل البلد تقريبا، لكنه لم يستطع التخلص من الحوثيين لأسباب متنوّعة وفي غاية التعقيد، من بينها مسألة الخلافة. ما لبث “أنصار الله” أن أخذوا المبادرة وسيطروا على صنعاء في الواحد والعشرين من أيلول – سبتمبر 2014، عندما سنحت لهم الفرصة للقيام بذلك.

من هذا المنطلق، لا مفرّ من البحث عن أفكار جديدة ذات طابع عملي. يُفترض أن تكون هذه الأفكار خلّاقة نظرا إلى ضرورة التعاطي مع الموضوع اليمني بتعقيداته وأبعاده الإقليمية والدولية بشكل جديد فرضته تطورات السنوات القليلة الماضية، بما في ذلك انهيار السلطة المركزية في صنعاء بعدما صار القتال داخل أسوار المدينة وفي أحيائها بين علي عبدالله صالح وخصومه من الإخوان المسلمين. يبدأ طرح الأفكار ذات الطابع العملي بالاعتراف بأن “عاصفة الحزم”، التي انطلقت في آذار – مارس 2015 بقيادة المملكة العربية السعودية، حققت جانبا أساسيا من الأهداف التي توختها. في مقدّم هذه الأهداف توجيه ضربة إلى المشروع الإيراني الذي كان يرمي إلى السيطرة على اليمن واستخدامه في عملية التفاف على دول الخليج العربية على رأسها السعودية، فضلا عن التحكم بمضيق باب المندب ذي الأهمية الإستراتيجية.

لا حاجة إلى إعادة التذكير بأن “أنصار الله”، لم يكتفوا بالسيطرة على صنعاء وإعلان زعيمهم عبدالملك الحوثي قيام نظام جديد في اليمن يستند إلى العلاقة مع إيران وتجربة “حزب الله” في لبنان، بل انطلقوا في اتجاه الجنوب واتجاه عدن تحديدا، بعد الالتفاف على تعز. لم يعد سرّا من أخرجهم من عدن ثمّ من المكلا ومن أبعدهم قبل أسابيع قليلة عن المخا، أي عن موقع كانوا يستخدمونه لتهديد ممرّ مائي دولي هو باب المندب.

ماذا يعني البحث عن أفكار عملية لليمن؟ البداية تكون بتحرير “اليمن المفيد” من “أنصار الله” الذين يشكلون مع “القاعدة” خطرا ليس على مستقبل البلد فحسب، بل على كلّ دول الخليج أيضا. لذلك، كان مهمّا إخراج المتطرفين، بكل فئاتهم وأيديولوجياتهم العفنة من الشريط الساحلي الممتد من حضرموت وصولا إلى المكلا، مرورا بعدن، بمينائها ومطارها. لذلك أيضا، ستكون معركة ميناء الحديدة في غاية الأهمية نظرا إلى أن هذا الميناء، الذي يعتبر بين الأهم على البحر الأحمر، يلعب دورا حيويا في مجال توفير وسائل دعم للحوثيين، بما في ذلك توفير بضائع مهرّبة من كل الأنواع، بينها السلاح الآتي من إيران، إضافة إلى مداخيل مالية هم في أشدّ الحاجة إليها.

سيساعد التغيير الذي طرأ على الموقف الأميركي في نجاح عملية إنقاذ الحديدة وإخراج الميناء من سيطرة “أنصار الله”. هناك بداية وعي أميركية لخطورة الوجود الإيراني في اليمن وإبعاده. تشكل بداية هذا الوعي منطلقا لنظرة جديدة إلى أهمية اليمن، وإلى خطورة المشروع التوسّعي الإيراني في المنطقة كلّها.

في الإمكان تحمّل الجمود على الجبهات الداخلية طويلا، لكنّه كلّما استعجل “التحالف العربي” استكمال عملية الإمساك بالشريط الساحلي، كلّما زاد الخناق ضيقا على “أنصار الله” المتحالفين مع الرئيس السابق الذي ساعد في مرحلة معيّنة في إيجادهم وإدخالهم مجلس النوّاب، قبل أن ينقلبوا عليه وخوض الحروب الست معه ومع الذين كانوا إلى جانبه في مرحلة معيّنة. لا يمكن الفصل بين السيطرة على الشريط الساحلي لليمن وإعـادته إلى “الشرعية”، وبين البحث عن حل سياسي يأخذ في الاعتبار الحاجة إلى صيغة جديدة للبلد. الأكيد أن هذه الصيغة لا يمكن إلا أن تكون مبنية على اللامركزية الموسعة بعيدا عن مجرد التفكير في العودة إلى مرحلة علي عبدالله صالح. اليمن تغيّر كليا قبل قبول الرئيس السابق بالمبادرة الخليجية، وقبل تقديم استقالته استنادا إلى هذه المبادرة وبدء المرحلة الانتقالية التي لا تزال مستمرّة إلى اليوم على الرغم من أنه كان مفترضا ألا تدوم سوى سنتين. أي أن تنتهي في شباط ـ فبراير 2014.

ليس مقبولا أن يكون المؤقت دائما في اليمن. ليس مقبولا أن يكون هناك استكمال لاستعادة الشريط الساحلي من الانقلابيين، حتّى لو تأخرت معركة الحديدة، وألا يكون هناك طرح سياسي يرافق الإنجازات العسكرية.

سقط الحوثيون في الفخ الذي نصبوه لأنفسهم عندما ساروا في خط تحقيق الانتصارات العسكرية من دون أن يكون لديهم أي مشروع سياسي أو اقتصادي باستثناء وضع اليمن في تصرّف الإستراتيجية الإيرانية.

لا يمكن أن يكون هناك طرح سياسي يؤدي إلى نتائج عملية في بلد يموت أهله جوعا ويقضي المرض على أطفاله من دون مراجعة شاملة تأخذ في الاعتبار أن الحاجة إلى شرعية جديدة تتمثل فيها كلّ الفئات اليمنية، بمن في ذلك “أنصار الله” ولكن ليس على طريقة تمثيل “حزب الله” في لبنان كما شدّد على ذلك اللواء أحمد عسيري مستشار وزير الدفاع السعودي والناطق باسم “قوات التحالف” العاملة في اليمن. عندما تكون هناك خطة عسكرية واضحة لمحاصرة “أنصار الله” وحلفائهم، فضلا عن إبعاد “القاعدة” عن الساحل اليمني، إن في حضرموت أو في عدن، يصبح من البديهيات البحث عن “شرعية” مختلفة في اليمن بعيدا كلّ البعد عن الرئيس الانتقالي الحالي عبدربّه منصور هادي الذي تكمن مشكلته الأولى في أنّه لا يمتلك قاعدة شعبية في أي منطقة يمنية. تأخرت معركة الحديدة أم لم تتأخّر، ليست تلك المسألة. ما لا يجب أن يتأخّر هو أسس الحل السياسي في اليمن التي فرضتها المعطيات الجديدة، على رأسها أن اليمن الذي عرفناه لم يعد قائما وأن لا بديل من أقاليم جديدة، مثلما أن لا بديل من “شرعية” مختلفة تكون بالفعل شرعية.

 

بكاء زوجة الإرهابي

 داود الشريان/الحياة/17 نيسان/17

في أعقاب استهداف كنيستين في مصر، انشغل نشطاء ووسائل إعلام مصرية بخطورة وعدم جدوى استضافة عدد من القنوات الفضائية أفراداً من أسر مرتكبي التفجيرين. واتهم بعضهم القنوات بـ «الجهل والحماقة». السؤال الذي طرح هو: هل بكاء الناس المتحلقين حول الشاشات كان حزناً على الضحايا، أم تعاطفاً مع الإرهابيين؟ بل إن بعضهم اعتبر بكاء زوجة أحد الإرهابيين على الشاشة ووصفها زوجها بانه «مشهود له بحسن الخلق،»، هما محاولة لتبرئة ساحته وخلق حال من التعاطف معه، ورأى آخرون أن استضافة أسر الإرهابيين يشكل ظلماً لهم قد يزجهم في جرائم لا ذنب لهم فيها.

المقابلات مع أسر الإرهابيين ليست دفاعاً عن الإرهاب والإرهابي، ولا تشكل ظلماً لأسرته. من الصعب مجرد التكهن بأن إجراء مقابلات مع أسرة الإرهابي تخلق تعاطفاً معه أو تسوغ فعله للناس، فضلاً عن أن من واجب الأسرة أن تظهر للعلن وتكشف ملامح ابنها الاجتماعية والثقافية. والمُشاهد لا يرفض هذه الحوارات، أو القصص الإخبارية، ويعتبرها جزءاً من دور الإعلام في معرفة كيف يفكر أقارب الإرهابي، وما هي الظروف الأسرية التي نشأ فيها. لهذا، فإن الدعوة إلى وضع قيود على هذا التوجه الإعلامي، واعتباره من بين الصلاحيات الاستثنائية التي يمنحها نظام الطوارئ للسلطات الإدارية، هو مس بحقوق الناس في معرفة ما يجري، وتقييد لحرية الإعلام والصحافة. أخطر أنواع الوهم القول إن هناك حقيقة واحدة. والناس حين تسعى إلى تهدئة قلقها وفهم ما يجري، فإنها تبحث عن مزيد من المعلومات. والحوار مع أهالي الإرهابيين ونقل أدق التفاصيل في حياتهم يفضيان إلى الفهم والطمأنينة، ولهما تأثير إيجابي في مواجهة الإرهاب ولجمه، وتوعية المجتمع في فهم هذا العالم الغامض، فضلا عن أن وضع قيود على استضافة أسر الإرهابيين بدعوى اختلاف المعايير الموضوعية والمهنية في إعلامنا عن نظيرتها في الإعلام الغربي، لم يعد قائماً، لان فضاء الإعلام بات لا يسمح بتطبيق معايير إخبارية لكل منطقة، و في هذه القضية تحديداً. والمطالبة بفرض قيود مهنية تبدو مثالية في نظر البعض، وصاية على حرية الإعلام وحق الناس في المعرفة. لا شك في أن عدم إجراء حوارات مع أسر الإرهابيين، هو تكريس للغموض الذي يحمي ظاهرة الإرهاب، وفرض لصورة غير حقيقة عن شعوب ودول، ووصاية على حرية تدفق المعلومات.

الأكيد أن تعامل الإعلام مع قضايا الإرهاب من زاوية أمنية وقضائية ضيقة، هو انحراف في الدور التقليدي للإعلام، وتصرف غير مهني في أحسن الأحوال، وخطأ قاتل في أسوأها.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

لدحرجة الحجر عن قانون الانتخابات”… الراعي: هناك من يستخفّ بالدولة ويعطي ولاءه لغيرها

الأحد 16 نيسان 2017/وطنية/ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس عيد الفصح في بكركي، بحضور رئيس الجمهورية ميشال عون وعقيلته، البطريرك الكردينال مار نصرالله بطرس، السفير البابوي وعدد من المطارنة، بالاضافة الى وزراء ونوّاب ورسميين مدنيين وعسكريِّين.

وشدد البطريرك في عظته على ان قيامة الربّ يسوع وانتصاره على الخطيئة والشّيطان والشّر والموت، تشكِّل حدثًا حاسمًا في تاريخ البشر، إذ أوجدت حيِّزًا جديدًا للحياة نكون فيه مع الله. فجسد يسوع القائم من الموت أصبح جسده الكوني، المعروف بالكنيسة السّرّ، الذي يُدخل المؤمنين في شركة حياة مع الله وفي ما بينهم. واشار الى إنّ قيامة المسيح هي أساس الرجاء فينا، واليقين أنّه دائمًا عن يميننا فلا نتزعزع، ذلك أنّه بقيامته أفاض روحه القدّوس فينا، والروح ينير بإنجيل المسيح ظلمات حياتنا ومعضلاتها مهما تشعّبت وتراكمت وصعبت.

وتوجّه الى الرئيس عون قائلاً: “أنتُم صاحب المسؤوليّة الأولى والعليا في الدولة اللّبنانيّة والجمهوريّة والأمّة، وقد حلفتُم يمين الإخلاص لهذه الثلاث المصانة من الدستور، وفعلتُم ذلك باسمكم الشخصي وباسم كلّ اللّبنانيّين. وإنّكم تجدون بكلّ أسف مَن يستخفّ بالدولة، ويجهل الجمهورية، ويشكّك بالأمّة، ويعطي ولاءه لغيرها. هي مسؤوليّتكم أملت عليكم اتِّخاذ المبادرة الدستوريّة ليل الأربعاء الماضي، فقرَّرتُم بحكم المادّة 59 من الدستور “تأجيل انعقاد المجلس النيابي لمدّة شهر”، فيما كانت الأمور تتّجه نحو مواجهات في الشارع بين مؤيِّدٍ للتمديد ورافض له. وكانت البلاد كسفينة في عرض البحر تتفاذفها الرياح والأمواج العاصفة، واللبنانيّون يحبسون أنفاسهم خائفين من مغبّة ما يمكن أن يحصل من شرّ عارم في يوم الخميس التالي، وهو عندنا أقدس أيام السنة، واسمُه خميس الأسرار. فكان قرارُكم الحكيم القاطع قرار ربّان مدركٍ ومسؤول، وسكنت الريح، وكان الهدوء العظيم، واستطاع اللبنانيّون أن يُحيوا بفرح الأعياد الفصحيّة.”

وتابع الراعي: “لقد صلَّينا ونصلّي كي تتَّكل الكتل السياسيّة والنيابيّة والحكوميّة على عناية الله وقوّة المسيح القائم، وتدحرج خلال فترة الشهر الحاسمة، الحجر عن “القبر” المحبوس فيه منذ سنوات قانون الانتخابات الجديد المرجو انبعاثه. فدحرجة الحجر تفتح أبواب الفرح والسعادة لجميع المواطنين. أمّا الإمعان في عدم الإفراج عن قانون جديد فيزيد من خيبات الأمل عند الشعب اللبناني، ويشبه “ختم الحجر وإقامة الحرس على قبر يسوع” كما فعل بيلاطس ورؤساء الشعب، لكن هؤلاء ظلّوا في مستنقع خزيهم أمام الله والناس، بينما الحجر دُحرج، والمسيح قام، وانتصرت الحقيقة على الكذب، والمحبة على الحقد والأنانيّة.

واضاف: “في خطابي القسم والاستقلال زرعتُم في قلوب اللبنانيّين الأمل بمستقبل أفضل قائم على المبادئ الوطنية غير الطائفية أو المذهبية الكفيلة بحماية السيادة والاستقلال وتعزّز الوحدة الداخلية، أرضًا وشعبًا ومؤسسات. ونقول معكم أنّه يوجد قبور كثيرة عندنابحاجة إلى دحرجة الحجارة عنها، بدءًا بالفسادالضارب في الأخلاق والسياسة والإدارة والقضاء والأمن. وثقل الحجر يتأتّى من مسؤولين سياسيّين يحمون الفساد لكونه مصدر تمويلهم غير الشرعي. مكافحةُ الفساد والرشوة معركةٌ ضروس ضدّ المفسدين والراشين. ولكن من أسباب الفساد المشجِّعة له الأجور التي هي دون القدرة الشرائيّة والحاجات الحياتيّة، ما يستدعي معالجتها بالنهوض الاقتصادي في كلّ قطاعاته.

وقال: “لقد تسلّم جيلنا لبنان ذخرًا وحضارة ودورًا ورسالة ومكان راحة وطمأنينة. فلا يمكن أن ندعه عرضةً للفساد، في ضوء قيامة القدّوس من فساد القبر، مستلهمين ما وضع مزمور داود الملك على لسان المسيح الآتي، مناجيًا أباه السماوي: “إنّك لا تترك نفسي في مثوى الاموات، ولا تدع قدّوسك يرى فسادًا”.

واردف الراعي: “حجر كبير آخر تجب دحرجته، هو معاناة الناس من الأزمة الاقتصاديّة وضآلة فرص العمل.تعرفون، فخامة الرئيس، أنّ 32 % من الشعب اللبناني هم تحت مستوى الفقر بحسب دراسة البنك الدولي. وقد تفاقمت هذه الحالة بسبب النازحين السوريّين سواء بمنافستهم غير الشرعية في سوق العمل أم باتّساع العمالة غير النظاميّة، أم بخفض مستويات الأجوروأثمان السلع. فارتفعت نسبة البطالة بخاصّة عند الشباب حتى بلغت 31 %. هذا بالإضافة إلى ما يعاني شعبنا من التداعيات الهائلة على الخدمات العامّة في كلّ من قطاع التعليم والصحّة والطاقة والماء والبنى التحتيّة والنفايات.”

وشدد البطريرك على ان موضوع النازحين حجرٌ كبير أيضًا على المستوى الأمني والثقافي والسياسي، وقال: “يجب دحرجته بالتعاون مع الأسرة الدوليّة المعنيّة مباشرة بالحرب في سوريا. وفيما نعلن تضامننا الإنساني الكبير مع السوريّين النازحين المنكوبين، فإنّنا نطالب، من أجل استعادة حقوقهم وكرامتهم وثقافتهم وممتلكاتهم، بأن يُصار إلى نقلهم إلى أماكن آمنة على الأراضي السورية التي تفوق تلك اللبنانيّة مساحة بثماني عشرة مرّة، وبأن تُنقل إليهم مباشرة كلّ المساعدات، لتمكينهم من العودة إلى بيوتهم وأملاكهم في الأماكن الخارجة عن نطاق الحرب ولاستصلاحها. وتابع “ما نقوله عن السوريّين نقوله أيضًا عن النازحين العراقيِّين. وفي كلّ حال يجب على الأسرة الدوليّة أن توقف الحرب في سوريا والعراق، وتوجِد حلولًا سلميّة، وتُرسي أساسات سلام عادل وشامل ودائم، وأن تكون جدّية في مكافحة المنظّمات الإرهابيّة وتعطيل عمليّاتها.”

وختم الراعي داعياً للذهاب إلى العمق وعدم التلهّي أشهرًا وسنوات، في المماحكات والمجادلات وإهمال كلّ هذه الحالات المؤلمة، مشيراً الى أنه بمقدور ذوي الإرادات الحسنة، وعلى رأسهم الرئيس عون، دحرجة العديد من حجارة هذه القبور.

 

الأحدب هنأ مرجعيات طرابلس بالفصح: لقيامة فعلية للبنان تترجم بتجاوز التهميش وإبقاء التعددية عبر الشراكة الحقيقية

الأحد 16 نيسان 2017/وطنية - طرابلس - زار وفد من "لقاء الاعتدال المدني" برئاسة النائب السابق مصباح الأحدب، مطارنة طرابلس: للموارنة المطران جورج أبو جودة، للروم الملكيين الكاثوليك المطران إدوارد ضاهر، للروم الأورثوذكس أفرام كرياكوس، المونسنيور بولس قطريب ومدير مدرسة الآباء الكرمليين (الطليان) الأب طوني زيتونة، وهنأهم بحلول عيد الفصح المجيد. وشدد الأحدب خلال زياراته على "ضرورة التمسك بالتواصل مع جميع المرجعيات الروحية من شتى الطوائف، لترسيخ أجواء المحبة والتفاهم بين الجميع، لما في ذلك من تعزيز للاستقرار والأمن والسلم الأهلي في لبنان التعددية والعيش المشترك". وأمل أن "يكون هناك قيامة فعلية للبنان، تترجم بتجاوز التهميش من خلال إبقاء هذه التعددية عبر الشراكة الحقيقية بين المكونات الطرابلسية، خاصة أن الأرقام باتت مخيفة".

 

آلان عون غادر إلى واشنطن

الأحد 16 نيسان 2017 / وطنية - غادر النائب آلان عون إلى واشنطن، للمشاركة ضمن وفد نيابي في مؤتمر البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وللقاء عدد من المسؤولين الأميركيين.

 

نواف الموسوي: نأمل ان نصل إلى اتفاق على قانون انتخاب قبل 15 ايار حتى لا نكون مضطرين لسلوك اصعب الطرق

الأحد 16 نيسان 2017 /وطنية - أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي ان "الفروقات بين وجهات النظر، فيما يتعلق بقانون الانتخاب، اصبحت ضيقة جدا، والتفاهم بقي على نقطة او نقطتين". وتمنى الموسوي، خلال احتفال تأبيني في بلدة الغازية في الوقت المتبقي ان "تتمكن القوى السياسية من التوصل الى قانون انتخابي، قد لا يحقق ما نتمناه، وما نريده- ونحن نريد قانونا على اساس النسبية الكاملة ولبنان دائرة واحدة- ولكننا مستعدون للتوافق على النحو، الذي لا يفقد قدرة الشعب على تمثيل نفسه بصورة حقيقية ودقيقة وصحيحة وعادلة، وان نصل الى هذا الاتفاق قبل 15 ايار، حتى لا نكون مضطرين لسلوك اصعب الطرق، او اكل لحم الميتة"، لافتا إلى أنه "يجب ان نستفيد من هذه الفرصة، لاننا لا نريد للبنان، ان يصل الى مرحلة لا نعرف كيف سيكون افق وحدته الوطنية بعد ذلك".وقال: "لن نسمح لهذا الوطن، الذي قدمنا لاجله التضحيات، ان يسقط او ان يتصدع او ان يدخل في نفق، الله وحده يعلم نهايته، ولذلك حين رأينا ان القوى السياسية، ونحن منها، لم تستطع التوصل الى قانون انتخابي، ذهبنا الى الخيار الذي من شأنه ان يعطي البلاد فرصة، حتى نتمكن من الوصول الى قانون يؤمن التمثيل الحقيقي والعادل والصحيح للمكونات السياسية الاجتماعية اللبنانية".اضاف "كنا ولا نزال نأمل بأن يكون الانتخاب على اساس قانون جديد، يعطي فرصة لتوسيع القاعدة الشعبية للبرلمان، فلا تبقى قوة ذات قاعدة شعبية، الا وتصبح جزءا من الندوة النيابية، حتى تستطيع بذلك المؤسسات من نظم الحياة السياسية الاقتصادية الاجتماعية، فنجنب الشارع التوترات السياسية". واعتبر ان "ما قام به رئيس الجمهورية، هو لإعطاء البلاد وقواها السياسية فرصة شهر، لمحاولة التوصل الى قانون انتخابي، وهذه الفرصة يجب ان تكون موضع استفادة، فتعمد الجهات السياسية المعنية، الى بحث دؤوب، فتصل الليل بالنهار، للبحث والتوافق على قانون جديد للانتخابات، دون ان يؤدي هذا التوافق الى احتكار القوى السياسية للنتائج الانتخابية سلفا، ولذلك نريد اتفاقا على قانون انتخابي، لكنه ليس الاتفاق الذي يحتكر التمثيل النيابي بمن يتفق عليه". ورأى "اننا اليوم امام فرصة شهر، ونأمل ان نتوصل الى قانون انتخابي، فتجري الانتخابات وفق الموعد، الذي يحدده القانون، وهي فرصة لنقول ان الفراغ او انعدام وجود سلطة تشريعية في لبنان هو نفق، اذا دخل فيه لبنان لن يكون معروفا متى سيخرج منه، او كيف سيخرج منه". وختم "نحن من قدمنا التضحيات دفاعا عن بلدنا ووحدتنا الوطنية، لا نستطيع ان نغامر بتغيب مؤسسة هي المؤسسة الام، التي منها تستمد المؤسسات جميعا شرعيتها واستمرارها".

 

قاووق: مسار التوافق على قانون انتخابي جديد يتقدم

الأحد 16 نيسان 2017 /وطنية - رأى عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق أن "شيوخ الفتنة وفتاوى استباحة الدماء والأعراض، والدول المصدرة للارهاب التكفيري الوهابي، هم وراء مذبحة أطفال ونساء كفريا والفوعة، وهذا التفجير لم يكن عملا فرديا محدودا عابرا، وإنما كان استمرارا لنهج القتل وفتاوى التكفير، محملا الدول التي ترعى وتمول وتشغل العصابات التكفيرية في سوريا، وتصدر التكفير إلى مختلف أنحاء العالم، مسؤولية مذبحة الأطفال والنساء من أهالي كفريا والفوعة". وخلال احتفال تأبيني في حسينية بلدة الطيبة الجنوبية، قال: "عندما رأت أميركا أن المشروع التكفيري يتهاوى ويتراجع في سوريا، قامت بقصف مطار الشعيرات من أجل تغيير موقف سوريا الداعم للمقاومة، ولكن استعراض القوة الأميركية لم يغير من موقف حلفاء سوريا، بل أدت إلى نتائج عكسية، حيث وجدنا أن حلفاء سوريا ازدادوا من دعمهم لسوريا، ولم تتغير المعادلة الميدانية بشيء، وهذه الضربة إنما تعبر عن يأس أميركا وفشل رهاناتها على أدواتها في سوريا".وفي الشأن اللبناني قال: "إن كل الخشية اليوم هو أن تخسر الحكومة التوافق السياسي بعدما خسرت ثقة الناس، وأن يعود لبنان إلى مناخات التوترات والانقسامات السياسية الذي هو بالغنى عنها. فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أنقذ البلد من مسار المجهول، وتدخل واتخذ الموقف المناسب الذي أنقذ البلد، وإلا كان لبنان سيدخل إلى أزمة سياسية هي الأسوأ، ولا نعرف ماذا سيبقى من مؤسسات. بموقف رئيس الجمهورية أعطيت فرصة حقيقية وجدية وجديدة من أجل التوافق على قانون انتخابي جديد، وعليه فإن مسار التوافق يتقدم، لا سيما وأن العقد المتبقية أو المستجدة ليست في ساحة حزب الله وحلفائه من حركة أمل أو التيار الوطني الحر، والذين راهنوا على خلافات بين حزب الله والتيار الوطني الحر، إنما يعبرون عن جهلهم بالمعطيات أو سوء نواياهم، لأنه ليس هناك من مشكلة بين حزب الله والتيار الوطني الحر حول قانون الانتخابات النيابية، بل هي في مكان آخر".

وختم الشيخ قاووق نحن نكمل الجهود ونواصل النقاش مع جميع القوى السياسية من أجل إنقاذ البلد قبل 15 أيار المقبل، والفرصة حقيقية للتوافق، وهناك تفاؤل يكبر يوما بعد يوم، ولبنان يستحق أن نتوافق لنحصن الوحدة والاستقرار فيه".

 

فضل الله: لن تقر السلسلة ولا الموازنة قبل قانون الانتخاب

الأحد 16 نيسان 2017 / وطنية - رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب الدكتور حسن فضل الله أن "ما حصل قبل انعقاد جلسة مجلس النواب التي كانت مقررة يوم الخميس الفائت، هو تخليص البلد وإفساح المجال أمام مزيد من الاتصالات للتفاهم على قانون جديد للانتخابات، وهذه الخطوة التي أخذها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ولاقاه فيها رئيس المجلس النيابي هي دستورية ومتفق عليها وليس فيها أي مشكلة، وما قمنا به من اتصالات، أدت إلى تخفيف التشنج في البلد وتهدئة الأمور تمهيدا للاتفاق على قانون للانتخابات النيابية، وإذا كان هناك من يريد أن يفك التحالف بيننا وبين "التيار الوطني الحر"، فهو واهم". ورأى خلال لقاء سياسي أقيم في بلدة عيناثا الجنوبية أن "النسبية الكاملة بمعزل عن تقسيم الدوائر هي الحل الأفضل والأمثل للبنان، بحيث يصبح لكل مواطن دوره في الانتخاب والاقتراع، ويصبح قادرا على محاسبة ممثله في السلطة كل أربع سنوات إذا أخل بواجباته، ولكن في الوقت عينه الذي نؤكد فيه هذا المعيار والاتجاه، فإننا نناقش الاقتراحات الأخرى التي تقدم إلينا، لأن طبيعة التركيبة في البلد، لا تجعل أي فريق قادرا على فرض وجهة نظره، وبالتالي لا بد من تفاهم على قانون انتخابي جديد".

وشدد على أن "هناك فرصة جدية للتفاهم على قانون جديد للانتخاب خلال هذه الفترة الفاصلة من اليوم إلى 15 أيار المقبل، وعليه فإننا نأمل أن يقتنع جميع الأفرقاء بهذه الفكرة سواء الذين اقتربوا منا بموضوع النسبية الكاملة أو الذين لم يقتربوا منا في هذا الموضوع، وذلك من أجل إجراء الانتخابات في الوقت المتاح لإجرائها بعد الاتفاق بين الجميع على موعدها، لأن المهل الدستورية قد انتهت، وسنذهب تلقائيا لتمديد تقني. لم يعد هناك أي مبرر لعدم الاتفاق على قانون انتخاب جديد، ولكن في الوقت عينه إذا لم نتفاهم مع الآخرين، فلا يمكننا أن نذهب إلى المجلس النيابي لوحدنا، وقانون الانتخاب يتطلب اتفاقا وتفاهما بين الجميع، والقانون المطروح اليوم هو "التأهيلي".

وفي موضوع الموازنة قال: "رفضنا في الحكومة أي ضرائب تطال الفئات الشعبية، وها هي في طريقها إلى مجلس النواب، حيث سنناقشها في لجنة المال والموازنة، لنرى ما يمكننا تعديله في الإنفاق الموجود فيها ولا سيما أنها تحتوي على الكثير من الإنفاق غير الضروري، وقد أعطينا أمثلة فيما سبق".

وفي موضوع سلسلة الرتب والرواتب، شدد على "ضرورة إقرارها ولا سيما أن المبلغ المتفق عليه نستطيع تأمينه من دون وضع أي ضريبة على المواطنين، ونحن حينما نعترض على زيادة الضرائب، فإننا لا نعترض لكي نسجل موقفا، بل نحن نقدم البدائل والحلول، وهناك فرق بين أن نكون في المعارضة ونبقى فيها ونعترض، وبين أن نكون في الحكومة ونعترض ونقدم الحلول، وعليه فإننا مصرون على ضرورة إقرار السلسلة، وإنصاف العسكريين والأساتذة والموظفين، وحتى المتقاعدين الذين رفضنا الصيغة المتعلقة بهم، وقدمنا صيغة أخرى، وقلنا إننا نستطيع تأمين 800 مليون دولار من خلال بعض القرارات ومن دون ضرائب، ولكن اليوم لن تقر السلسلة ولا الموازنة قبل قانون الانتخاب".

وفي ملف الفساد قال: "إننا مستمرون في المطالبة بكشف المفسدين والفاسدين، وقد أعطينا الإشارة الأولى للحكومة والقضاء بمعزل عن كل الاعتبارات والتعليقات وآراء البعض الذين يعلمون أنهم فاسدون، وقد وصلت الرسالة لهم مباشرة، ولكننا سنكمل بحسب المسار الذي سيتضح فيما بعد".

أضاف: "نحن في "حزب الله" نعمل ضمن أصول عديدة، أبرزها المقاومة التي نقوم بكل ما بوسعنا من أجل تقويتها، ونتجنب كل الأمور التي تضعفها، وأيضا واحدة من الأصول التي نعمل عليها في لبنان أننا نريد أن يبقى هذا البلد هادئا وفيه سلم أهلي وتعايش بين جميع أبنائه ووحدة وطنية، وأي شيء يؤدي إلى الإضرار بهذا السلم الأهلي، فإننا نعمل على تجنيب البلد إياه، وعندما تكون هناك أي مشكلة في البلد، فإننا نعمل على حلها ومعالجتها، لأن هذا أصل الاستقرار والهدوء والأمن الذي يحكم عملنا". وتابع: "واحدة من الأصول هي أننا نريد القانون في بلدنا فضلا عن مرجعية الدولة في ما يتعلق بالقضايا الأمنية والاجتماعية والاقتصادية، وبالتالي فإننا نتجنب كل شيء يضعف مرجعية الدولة، ونقوم بكل أمر يقوي هذه المرجعية، وهذا موضوع ليس أصل عمل فقط عند حزب الله، وإنما إذا عدنا إلى فتاوى المراجع والفقهاء خصوصا في العصر الحاضر، لرأينا أنهم يشددون على أن سلامة المجتمع هي من الواجبات، وأنه إذا كان هناك قانون في أي بلد يحمي سلامة المجتمع، فيجب أن نلتزمه". وقال: "إن وحدة جمهور المقاومة في مجتمعنا لها أولوية على أي شيء آخر، وقد يكون هناك في بعض الموضوعات ما لا نرضاه ولا نقبله، ولكن إذا مست بهذه الوحدة، فإننا نضعها جانبا لمصلحتها، وكذلك الوحدة الإسلامية، فإن عدم إيجاد أي فتنة بين السنة والشيعة هو من الأصول لدينا، وبالتالي فإن كل ما يؤدي إلى فتنة سنية شيعية نتجنبه حتى لو تنازلنا أحيانا ببعض الأمور، وكذلك فإن التزام القيادة هو أحد الأصول التي نضعها في أولوياتنا، فما يميزنا عن غيرنا هو التسلسل في هذه القيادة".

وختم فضل الله: "هذه الأصول إضافة إلى أصول أخرى تحكم أداءنا في مسارنا العملي، وبالتالي فإن أي شخص عندما يضع هذه المبادىء كمبادىء حاكمة على ما تقوم به المقاومة، فإنه سيعرف لماذا أخذ "حزب الله" هذا الموقف أو ذاك، علما أن هذه المواقف أحيانا قد لا تتلاءم مع أمزجة بعض الناس".

 

فياض: نتمسك بالتعايش الإسلامي المسيحي ونرفض إعادة تعويم الحساسيات الطائفية

الأحد 16 نيسان 2017/ وطنية - أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض، "أن هدف قانون الانتخاب هو تمثيل الجماعات تمثيلا صحيحا وعادلا، وفتح باب التطور السياسي الذي يعني تغليب المعايير الوطنية على المعايير الطائفية، علما أنه وبالرغم من توزيع المقاعد النيابية مناصفة بين المسلمين والمسيحيين ونسبيا بين المذاهب والمناطق، إلا أن الإنتخاب هو إنتخاب مفتوح وغير محصور بخيارات طائفية". وخلال حفل توقيع كتاب أقيم في بلدة مجدل سلم الجنوبية، ذكر فياض ب"أن إتفاق الطائف يتحدث عن إلغاء الطائفية السياسية كهدف وطني، وعن إعادة نظر بالتقسيم الإداري على قاعدة تأمين الإنصهار الوطني واعتماد المحافظة كدائرة انتخابية"، معتبرا أنه "بات هناك حاجة لإعادة الإعتبار لإتفاق الطائف في مقاربتنا للشأن الإنتخابي، على الرغم من وجود بعض الاعتبارات التي تحول أحيانا دون تطبيق بعض بنود هذا الاتفاق فورا ومباشرة، ولكن على الأقل يجب أن تقترب الخطوات المرحلية التي نتخذها من تطبيقه، وليس أن تبتعد عنه". ودان فياض عودة اللغة الطائفية، مطالبا الجميع "بتحكيم الرشد السياسي الذي يستند إلى معايير وطنية وليس طائفية، على مبدأ أن الأخذ بعين الاعتبار للخصوصيات والهواجس يجب أن لا يكون على حساب المعايير الوطنية بل من قلبها وفي سياقها"، داعيا إلى "استغلال كل لحظة بعد انتهاء عطلة عيد الفصح لاستكمال البحث عن قانون الإنتخاب التوافقي المرجو الذي يشكل الخيار الأنسب، والذي يقطع الطريق على كل الخيارات الإشكالية الأخرى". ولفت إلى أننا "نريد للعلاقة بين السياسيين وعامة الناس أن تكون علاقة عضوية صميمة ومتواضعة تغيب عنها الفواصل والحواجز، وللتمثيل السياسي أن يتطور باتجاه كسر الحواجز الطائفية، فالاستقرار السياسي يرتبط بعاملين متضافرين، لا يجوز مقاربتهما على نحو منفصل، ألا وهما صحة التمثيل وإدخال الطائفية السياسية في مسار متضائل وليس متفاقم"، مؤكدا "أننا نتمسك بالتعايش الإسلامي المسيحي ونرفض أن ينزلق الوضع إلى إعادة تعويم الحساسيات المسيحية الإسلامية".