المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 14 نيسان/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.april14.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

والَّذي رَأَى شَهِدَ، وشَهَادَتُهُ حَقّ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَقُولُ الحَقَّ لِكَي تُؤْمِنُوا أَنْتُم أَيْضًا

قَوُّوا الأَيْدِيَ المُسْتَرْخِيَة، والرُّكَبَ الوَاهِنَة، وٱجْعَلُوا لأَقْدَامِكُم سُبُلاً قَوِيْمَة، لِئَلاَّ يَزِيغَ العُضْوُ الأَعْرَجُ عنِ السَّبِيل

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

بالنص والصوت/الياس بجاني: تأملات إيمانية في عِّبر وتقاليد ومفاهيم ذكرى خميس الأسرار

بالصوت والنص(من أرشيف 2016)/الياس بجاني: تأملات وعبّر قي ذكرى حادثة بوسطة عين الرمانة

تأملات وعّبر في حادثة بوسطة عين الرمانة والعّبر/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

لبنان ودع سمير فرنجية بمأتم رسمي وشعبي الرقيم: صاحب فكر ثاقب وثقافة سياسية مبنية على التجرد والمبادىء الرفيعة

بالصوت/من صوت لبنان/مقابلة مع رئيس جمعية المعتقلين في السجون السورية علي أبو دهن : على المسؤولين اللبنانيين أن يتحلّوا بالمزيد من الشجاعة لمواجهة الدولة السورية

رنا خوند: على الدولة اللبنانية أن تتحمل مسؤولياتها

إذا ولدت إمرأة بنتاً بدلاً من صبي فالمسؤول هو إسرائيل/خليل حلو/فايسبوك

النظام الإنتخابي المطروح بدعة مزحة سمجة شغل اولاد/كمال يازجي/فايسبوك

لكم هي حية ذكرى 13 نيسان هذا العام/انطوان خوري حرب/فاييسبوك

ريفي: اللبنانيون مدعوون الى الإنتفاض على رموز الفساد

الحريري في ذكرى الحرب الاهلية: احتاج مساعدة كل لبناني و"نقـــوم بكـل الممـكن لمنـع الانـزلاق الـى الحـرب"

الراعي في رتبة الغسـل في روميـة: السجن ليس مكانا للعقاب بل للاصلاح

التيار الحر والقوات اللبنانية يتدرجان نحو بناء تحالف صلب

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 13/4/2017

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

واشنطن لحزب الله: انسحب من سوريا فورا وتوقف عن تهديد لبنان

القانون نحو المخرج التأهيلي والقوى السياسية تعّد حزمة ملاحظاتها

بوتين التقى تيلرسون والمعلم في موسكو تحضيرا للمحادثات الثلاثية

معركة القانون... من اسقاط التمديد الى ادخال التعديلات على الصيغة الجديدة وكيف اسـتعدت معراب للمواجهة وتراجـع الثـنائي الشـيعي عن النسـبية؟

موقف حزب الله "الانتخابي" مدار رصـد بعد اعلان اتفاق مبدئي على "التأهيلـي" واتصالات لروتشته وسلّة تجمعه بمجلس الشيوخ..أما تعذّر التفاهم فيعوّم "الستين

 كيف تتخطى المصارف قطوع العقوبات الاميركية الجديدة؟ومعالجة هادئة واتصالات تستبق القانون "غير المعجــل"

 بري الرابح الأكبر من تأجيـل انعقاد الجلسـة؟ والتفاؤل بالقانون قائم وحذار العودة إلى "الستين"

 تأجيل التمديـد للمجلس جنّب البلاد مأزقا واتاح الاتفــاق و"الستون" معدلا والانتخابات في ايلول "السيناريو" الاوفر حظا

جـابر: "التأهيـلي" سـيقر قريبـاً و"مجلس الشيوخ " كاد ينسف التوافق"

 كيف تتخطى المصارف قطوع العقوبات الاميركية الجديدة؟ ومعالجة هادئة واتصالات تستبق القانون "غير المعجــل"

"القوة المشتركة" تّحكم قبضتها على مخيم عين الحلوة وبدر متوارٍ في جامع الصفصاف ويخضع للعــــلاج

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

قصة "أم القنابل" التي ألقتها أميركا على "دواعش" الأفغان

لافروف: واشنطن لن تكرر ضرب النظام السوري

محادثات ثلاثية بين روسيا وإيران والنظام السوري في موسكو الجمعة

مصر.. الكشف عن هوية انتحاري كنيسة طنطا

الأسد يتهم الغرب بفبركة الهجوم الكيميائي لاستهدافه

بعد الاخذ والرد.. بوتين يستقبل تيلرسون: لقاء حتّمته مصالح موسـكو! ومحادثات روسية ايرانية سورية غدا..اختبار أميركي أول لأداء الكرملين

"نيويرك تايمز": المخابرات الاميركية تؤكد مسؤولية النظام عن مجزرة خان شيخون

خيارات الأزهر محدودة لمواجهة تنامي الغضب السياسي والمجتمعي

الأردن: سنرد على تطاول إيران بما يستحق

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عن سمير فرنجيّة السياسي والإنسان/طارق متري/الحياة

 13 نيسان وسورية وسمير فرنجية/وليد شقير/الحياة

الى الرئيس دونالد ترمب/جيري ماهر/العربية نت

سحب "القوات اللبنانية" من سوريا/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

عندما يقرّر أن يرتاح/مصطفى علوش /المستقبل

إلى سمير فرنجية: رسالة لا تنتظر جواباً/إميل منعم/العربي الجديد

وصيّة سمير فرنجية/خيرالله خيرالله/المستقبل

الإنفجار يتأجّل... لكن الـصاعق لم يُسحب بعد/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

إستحقاقات 13 نيسان/المحامي انطوان ع. نصرالله/جريدة الجمهورية

يوم حاضرَ التيار والقوات في حُب النسبية/ليا القزي/الاخبار

روسيا ترد على الغرب بدبلوماسية 'قلة الفهم/محمد قواص/العرب

تفاوض أميركي ـــــ روسي على «وقع» الضربة في سوريا/ثريا شاهين/المستقبل

موقع سورية في الصفقة الممكنة بين موسكو وواشنطن/راغدة درغام/الحياة

كلما ضاقت الرؤية ... اتسعت الشتيمة/راغدة درغام/حسام عيتاني

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

قائد الجيش عرض مع وفد الكونغرس الاميركي برنامج المساعدات العسكرية

من سمير جعجع إلى سمير فرنجية

ماروني: التيار وتّر الشارع وكاد يُشعل حرباً أهلية

لقاء الجمهورية: التأهيل الطائفي غير دستوري ويشوه صورة النسبية

قلق إقتصادي من التشنجات السياسية وإنعكاساتها السلبيَّة

عون التقى مصابين بالهيموفيليا وجمعيات ترعاهم: الدولة معنية بالاهتمام بالمصابين بالامراض المستعصية وتوفير العلاج اللازم

الحريري إستقبل وفد الكونغرس الأميركي وأوغاسبيان والصراف ونائبا اوروبيا وآخر فرنسيا

الأحدب: لا توجد أسباب موجبة تتيح للمجلس النيابي التمديد واستخدام رئيس الجمهورية للمادة 59 محاولة لوضع السياسيين أمام مسؤولياتهم                                                                                                

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

والَّذي رَأَى شَهِدَ، وشَهَادَتُهُ حَقّ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَقُولُ الحَقَّ لِكَي تُؤْمِنُوا أَنْتُم أَيْضًا

إنجيل القدّيس يوحنّا19/من31حتى37/:"إِذْ كَانَ يَوْمُ التَّهْيِئَة، سَأَلَ اليَهُودُ بِيلاطُسَ أَنْ تُكْسَرَ سِيقَانُ المَصْلُوبِينَ وتُنْزَلَ أَجْسَادُهُم، لِئَلاَّ تَبْقَى عَلى الصَّليبِ يَوْمَ السَّبْت، لأَنَّ يَوْمَ ذلِكَ السَّبْتِ كَانَ عَظِيمًا. فَأَتَى الجُنُودُ وكَسَرُوا سَاقَي الأَوَّلِ والآخَرِ المَصْلُوبَينِ مَعَ يَسُوع. أَمَّا يَسُوع، فَلَمَّا جَاؤُوا إِلَيْهِ ورَأَوا أَنَّهُ قَدْ مَات، لَمْ يَكْسِرُوا سَاقَيْه. لكِنَّ وَاحِدًا مِنَ الجُنُودِ طَعَنَ جَنْبَهُ بِحَرْبَة. فَخَرَجَ في الحَالِ دَمٌ ومَاء. والَّذي رَأَى شَهِدَ، وشَهَادَتُهُ حَقّ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَقُولُ الحَقَّ لِكَي تُؤْمِنُوا أَنْتُم أَيْضًا. وحَدَثَ هذَا لِتَتِمَّ آيَةُ الكِتَاب: «لَنْ يُكْسَرَ لَهُ عَظْم». وجَاءَ في آيَةٍ أُخْرَى: «سَيَنْظُرُونَ إِلى الَّذي طَعَنُوه»."

 

قَوُّوا الأَيْدِيَ المُسْتَرْخِيَة، والرُّكَبَ الوَاهِنَة، وٱجْعَلُوا لأَقْدَامِكُم سُبُلاً قَوِيْمَة، لِئَلاَّ يَزِيغَ العُضْوُ الأَعْرَجُ عنِ السَّبِيل

الرسالة إلى العبرانيّين12/من12حتى21/:"يا إخوَتِي، قَوُّوا الأَيْدِيَ المُسْتَرْخِيَة، والرُّكَبَ الوَاهِنَة، وٱجْعَلُوا لأَقْدَامِكُم سُبُلاً قَوِيْمَة، لِئَلاَّ يَزِيغَ العُضْوُ الأَعْرَجُ عنِ السَّبِيل، بَلْ بِالحَرِيِّ أَنْ يُشْفَى. أُطْلُبُوا السَّلامَ مَعَ جَمِيعِ النَّاس، والقَدَاسَةَ الَّتي لَنْ يُعَايِنَ الرَّبَّ أَحَدٌ بِدُونِهَا. تيَقَّظُوا لِئَلاَّ يَتَخَلَّفَ أَحَدٌ عَنْ نِعْمَةِ الله، ولِئَلاَّ يَنْبُتَ عِرْقُ مَرارَةٍ يُزْعِج، فيُفْسَدُ بِهِ الكَثِيرُون، ولِئَلاَّ يَكُونَ أَحَدٌ فَاجِرًا أَو مُدَنَّسًا مِثْلَ عِيسُو، الَّذي بَاعَ بِكْرِيَّتَهُ بأَكْلَةٍ وَاحِدَة، فأَنْتُم تَعْلَمُونَ أَنَّهُ بَعْدَ ذلِكَ، أَرادَ أَنْ يَرِثَ البَرَكَةَ فَرُذِل، لأَنَّهُ لَمْ يَجِدْ سَبيلاً إِلى تَغْيِيرِ رأْيِ أَبِيه، معَ أَنَّهُ ٱلْتَمَسَ ذلِكَ بِالدُّمُوع. فَإِنَّكُم لَمْ تَقْتَرِبُوا إِلى جَبَلٍ مَلْمُوس، ونارٍ مُتَّقِدَة، وضَبَابٍ وظَلامٍ وزَوبَعَة،

وهُتَافِ بُوق، وصَوتِ كَلِمَاتٍ طَلَبَ الَّذِينَ سَمِعُوهَا أَلاَّ يُزَادُوا مِنهَا كَلِمَة؛ لأَنَّهُم لَمْ يُطِيقُوا تَحَمُّلَ هذَا الأَمْر: «ولَو أَنَّ بَهِيمَةً مَسَّتِ الجَبَلَ تُرْجَم!». وكانَ المَنْظَرُ رَهِيبًا حَتَّى إِنَّ مُوسَى قال: «إِنِّي خَائِفٌ ومُرْتَعِد!»."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

بالنص والصوت/الياس بجاني: تأملات إيمانية في عِّبر وتقاليد ومفاهيم ذكرى خميس الأسرار

http://eliasbejjaninews.com/?p=38461

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: تأملات إيمانية في عِّبر وتقاليد ومفاهيم ذكرى خميس الأسرار/13 نيسان/17

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias.khamies%20al%20asrar.mp3

 بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: تأملات إيمانية في عِّبر وتقاليد ومفاهيم ذكرى خميس الأسرار/13 نيسان/17 

 http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/elias.khamies%20al%20asrar.wma

 

بالصوت والنص(من أرشيف 2016)/الياس بجاني: تأملات وعبّر قي ذكرى حادثة بوسطة عين الرمانة

http://eliasbejjaninews.com/?p=39155

 بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: تأملات وعبّر قي ذكرى حادثة بوسطة عين الرمانة/13 نيسان/16

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias%20ain%20rumane%2013%20april.15.mp3

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: تأملات وعبّر قي ذكرى حادثة بوسطة عين الرمانة/13 نيسان/16
http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/elias%20ain%20rumane%2013%20april.15.wma

تأملات وعّبر في حادثة بوسطة عين الرمانة والعّبر

الياس بجاني/13 نيسان/17

إن كل صلاة وذكرى وعرفان بالجميل لأي شهيد من الشهداء الأبرار هي لكل شهداء لبنان ولتراب الوطن المجبول والمسقي بتضحياتهم وعرقهم وعطرهم، كما أنها صلاة من أجل كل اللبنانيين والأرض اللبنانية المباركة ولأرزنا المقدس والخالد.

صلاتنا للشهداء هي صلاة لكل أبناء وأمهات وشباب وشابات وأطفال لبنان. إن اللبناني الحر والسيادي والمؤمن هو كل مواطن مؤمن وحر يرتضي طوعاً أن يكون “مشروع شهيد” وعلى استعداد دائم ليبذل نفسه من اجل لبنان ورسالته وشعبه وصون أرضه المباركة عملا بما جاء في الإنجيل المقدس: “ما من حب أعظم من هذا من أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبائه” (يوحنا 15/13).

لولا تضحيات الشهداء لما بقي لبنان الرسالة، ولما كنا احتفظنا بحريتنا وكرامتنا، فلنصلي من أجلهم ونقتدي بهم دون خوف أو تردد. “فماذا نقول إذا كان الله معنا، فمن يكون علينا؟

إن الله الذي ما بخل بابنه بل أسلمه إلى الموت من أجلنا جميعا، كيف لا يهب لنا معه كل شيء” (روميه08/31).

ليس بإمكان وقدرة الشر أن يخيفنا لأنه عاجز عن إبعادنا عن الله مهما فعل: “لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها. بل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم”.(متى10-31).

إن كل لبناني قدم نفسه من أجل وطن الأرز لن يموت وسوف يبقى حياً بالنفس مع الأبرار والصديقين في السماء حيث لا وجع ولا حزن ولا حروب، بل فرح وسلام.

إن إكرام الشهداء يتم بالتمسك بالأرض الغالية وبعدم رهن قرارنا للغريب وبالشهادة للحق وبالحفاظ على الثوابت الوطنية وبالابتعاد عن الثقافة الغنمية وعقلية الزرائب والتبعية والارتهان. والأهم التمسك بنعمة الحرية وعدم السير وراء القيادات الدينية والزمنية الواقعة في فخاخ تجارب إبليس وبعدم السماح لهذه القيادات بغشنا وخداعنا.

في عين الرمانة بدأت أولى حلقات المؤامرة على لبنان وكيانه وهويته وتعايش شعبه، وهي لا تزال مستمرة دون هوادة أو تراجع ولو بوجوه جماعات وقوى وشعارات وأطر مختلفة.

الهدف كان ولا يزال اقتلاع اللبناني من أرضه وتفكيك دولته ومؤسساتها وتهميش هويته وتزوير تاريخه وإرهابه وسرقة ممتلكاته ودفعه للهجرة القسرية أو إجباره بالقوة على الرضوخ وقبول الذل والهوان والعيش على قاعدة “أهل الذمة” دون قرار وحرية وكرامة.

بدأت المؤامرة مع “بوسطة عين الرمانة” وهي تتواصل فصولاً دون توقف أو رحمة. كان يومها السلاح الفلسطيني هو الحربة والأداة، واليوم يقوم بهذا الدور الجهنمي جيش حزب الله الإرهابي بواسطة سلاحه ودويلته ومحور الشر الإيراني-السوري وبالتعاون مع المارقين والمرتزقة من الجماعات والقيادات المحلية التي باعت الوطن بثلاثين من فضة.

قاوم اللبناني الحر والسيادي المؤامرة بأسلحة الإيمان والرجاء والمحبة وبشجاعة كبيرة غير آبه بالتضحيات وهو لا يزال في نفس موقع المواجهة هذا رغم اختراق هرمية مجتمعه وثوابته بواسطة رجال دين وسياسيين طرواديين واسخريوتيين.

ن المواجهة مستمرة وبإذن الله سينتصر لبنان وأهله الأحرار والسياديين وسيفشل الأبالسة ويلعن الله والملائكة كل رجل دين ومسؤول وسياسي ومواطن اتخذ من الإسخريوتي مثالاً له وعمل نفس أعماله.

إن أحرار لبنان المؤمنين بشعار “لبنان أولاً” وبالحرية والديموقراطية والتعايش والمساواة والعدل يؤكدون للقاصي والداني وكل يوم وعند كل شدة بالقول والفعل والفكر أنهم صامدون ولن يدعون الشر وأهله ينتصرون، بل أنهم سيغلبونهم بسلاح الإيمان والمحبة والشهادة وحب الوطن.

إن حال الأحرار في وطننا الأم وكذلك في بلاد الانتشار يقول بصوت عال ومدوي: “سوف نبقى فرحين بالرجاء، صابرين في الضيق، ومواظبين على الصلاة، ومتكلين على الخالق الذي يقول لنا: “لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء، بل أعطوا مكاناً للغضب”. “لي الانتقام، يقول الرب، وأنا الذي يجازي”.

لنصلي من أجل راحة أنفس الشهداء الأبرار الذين سقوا تراب وطننا المقدس بدمائهم وصانوه بأرواحهم ولنأخذ من ذكرى “بوسطة عين الرمانة” العبر ونعمل بهداها لمنع تكرارها.

نختم مع رسول الأمم (رومية08/37-39): “فالكتاب يقول: من أجلك نحن نعاني الموت طوال النهار، ونحسب كغنم للذبح. ولكننا في هذه الشدائد ننتصر كل الانتصار بالذي أحبنا.وأننا على يقين أن لا الموت ولا الحياة، ولا الملائكة ولا رؤساء الملائكة، ولا الحاضر ولا المستقبل، ولا قوى الأرض ولا قوى السماء، ولا شيء في الخليقة كلها يقدر أن يفصلنا عن محبة الله في المسيح يسوع ربنا”.

ننهي بتحية إكبار وإجلال وعرفان بالجميل من القلب والوجدان نرفعها إلى روح الشهيد جوزيف أبو عاصي، شهيد 13 نيسان، ولكل شهداء لبنان الهوية والرسالة والتاريخ والتعايش والسلام والمحبة والصمود.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

لبنان ودع سمير فرنجية بمأتم رسمي وشعبي الرقيم: صاحب فكر ثاقب وثقافة سياسية مبنية على التجرد والمبادىء الرفيعة

وطنية/13 نيسان/17

ودع لبنان بمأتم رسمي وشعبي، النائب السابق سمير فرنجية، وترأس صلاة الجنازة التي أقيمت لراحة نفسه في كنيسة مار مارون الجميزة، ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي المطران يوسف بشارة، وعاونه رئيس أساقفة بيروت للطائفة المارونية المطران بولس مطر ولفيف من الكهنة، في حضور ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الثقافة غطاس الخوري، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب أيمن شقير، ممثل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري النائبة بهية الحريري، الرئيسين ميشال سليمان وأمين الجميل، الرئيس حسين الحسيني، وزير الإعلام ملحم الرياشي ممثلا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وزير الشؤون الإجتماعية بيار بو عاصي، وزيرا الدولة لشؤون التخطيط ميشال فرعون ولشؤون المرأة جان أوغاسبيان، سفيري فرنسا إيمانويل بون والفاتيكان غبريال كاتشا، رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، النواب: رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون، رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، بطرس حرب، نديم الجميل، وائل أبو فاعور، غازي العريضي، علاء الدين ترو، أحمد فتفت، نبيل دوفريج واسطفان الدويهي وممثل قائد الجيش العماد جوزاف عون العميد بيار عساف.

 كما حضر الوزراء السابقون: غسان سلامة، طارق متري ورمزي جريج، النواب السابقون: فارس سعيد، الياس عطالله، منصور غانم البون ونايلة معوض، سفير لبنان لدى الفاتيكان جورج خوري، ممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان العميد الياس الطبجي، الأمين العام لحزب الوطنيين الأحرار الياس أبو عاصي، رئيس حركة "التغيير" إيلي محفوض، رئيس حركة "الإستقلال" ميشال معوض، نائب رئيس حركة "التجدد الديمقراطي" الدكتور أنطوان حداد مترئسا وفدا، مستشار رئيس الحكومة داود الصايغ، العلامة السيد علي الأمين، نادر الحريري وفاعليات سياسية وحزبية وعائلة الراحل.

 الرقيم

بعد الإنجيل المقدس، تلي الرقيم البطريركي بإسم الراعي وجاء فيه: "في مثل هذا اليوم المقدس قدم يسوع في ليلة آلامه وموته للآب السماوي قربان جسده ودمه تحت شكلي الخبز والخمر ذبيحة فداء ووهبهما غذاء روحيا للمؤمنين، بهذه الذبيحة شارك عزيزكم وعزيزنا المرحوم سمير بآلامه الجسدية والمعنوية واغتذى من القوت الإلهي غذاء الأرواح وتقوى في مسيرة الدنيا، وعبر من عالمنا إلى بيت الآب في زمن فصح المسيح وهو العبور من الموت إلى القيامة.

مع كل اللبنانيين وسواهم تلقينا بالاسى الشديد حلول الساعة المرة التي حاربها مع أسرته ومحبيه الأطباء بين لبنان وفرنسا منذ 33 سنة لكنها حانت في أقدس وقت من نور الرجاء والسلام المنبثق من قيامة المسيح المنتصر على الخطيئة والشر والموت، فانعسكت فيها أضواء شخصيته، إنه إبن إهدن زغرتا المدينة المارونية العريقة التي أعطت الكنيسة ولبنان عددا من الوجوه المشرقة، وهو سليل بيت سياسي نذر نفسه لخدمة الشأن العام. والده المرحوم حميد بك فرنجية النائب في البرلمان اللبناني لأكثر من دورة، والوزير المؤتمن على حقيبة الخارجية والمغتربين في أكثر من حكومة، والزعيم الماروني اللبناني ذو البعد العربي الذي ترأس الوفد اللبناني السوري سنة 1946 لمفاوضة جلاء جيش الإنتداب الفرنسي عن لبنان وسوريا معا.

 في هذا البيت الكبير تربى على القيم الإنسانية والوطنية وعلى العلم مع الشقيقين والشقيقتين الذين نسج معهم روابط الأخوة الصادقة، على هذا الإرث الوطني الغني تفتحت عينا المرحوم سمير وعقله وقلبه وهو على مقاعد الدراسة لدى الآباء اليسوعيين في كلية السيدة الجمهور، ثم في جامعة القديس يوسف متخرجا من كلية الحقوق. وجاءت أحداث زغرتا الدامية سنة 1957 و 1958 والفالج الذي أصاب والده من جرائها لتخلق في داخله ثورة يسارية ثقافية أطلقت عليه لقب البيك الأحمر، وهي ثورة أرادها في نضاله مدرسة للتغيير السياسي في المسار اللبناني نحو ما يضمن العيش المشترك ولغة الحوار والوحدة الوطنية والسيادة والمواطنة وحرية القرار، فإذا به ينتقل من الأحمر ليستقر في الأبيض بياض القلب وصفاء الضمير وهدوء الكلمة الصائبة والإبتسامة المعبرة، فأصدر كتابه باللغة الفرنسية تحت عنوان رحلة إلى أقاصي العنف بحثا عن ينابيعه السحيقة في النفس البشرية عامة وفي المجتمع اللبناني خاصة، فإذا بهذا الكتاب يعلمنا كيف نعيش معا بسلام مختلفين ومتساوين معتمدين الوصل والتسوية والمصالحة، فسمي الكتاب رحلة إلى أقاصي السلام فذهب سنة 1990 إلى تأسيس المؤتمر الدائم للحوار اللبناني بمباركة المرجعيات الدينية.

وفي سنة 2000 تنفيذا لما دعي إليه نداء المطارنة الموارنة في شهر أيلول سنة 2000، ساهم مع زملاء له من رجال فكر وسياسة في إنشاء لقاء قرنة شهوان وفي 16 شباط 2005 أطلق بداية إنتفاضة الإستقلال حتى سمي ضميرها وصولا إلى ثورة الأرز وحركة 14 آذار وهو فيها كلها واحد من رموزها الأساسيين والقلب والروح والضمير، وكونه صاحب فكر ثاقب وثقافة سياسية مبنية على التجرد والمبادىء الرفيعة حاول أن يجسد هذه المبادىء خلال وجوده كنائب في الندوة البرلمانبة من سنة 2005 إلى سنة 2009. وبفضل إتزانه الفكري والسياسي راح يقدر الأمور بميزان الصائغ: فدافع عن اليسار وكان من أشد منتقديه في لبنان، ودافع بقوة عن القضية الفلسطينية وكان من أشد منتقدي تجربة الفلسطينيين في لبنان، دافع عن الموارنة من خلال المساهمة في لقاء قرنة شهوان وكان من أشد المنتقدين للمارونية السياسية، دافع عن مجموعة 14 آذار وهو أحد رموزها وكان من أشد منتقدي تجربتها السياسية. رحب بإتفاق الطائف لكنه انتقد بشدة عدم تطبيقه نصا وروحا، وتنمى مثيله لكل بلد من بلداننا العربية.

 المرحوم النائب سمير رجل مرهف العاطفة والمودة والإخلاص عاشها تجاه زوجته السيدة آن أنطون موراني وإبنه وإبنته وشمل بها كل أهل البيت وأنسباءه، عمه رئيس الجمهورية الأسبق المرحوم سليمان فرنجية، وأسرته وخاله وخالته وحميه وعائلاتهم. وأحب كنيسته المارونية وكان قريبا للغاية من سلفنا صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير ورجل الثقة عنده في الفكر الوطني، وهو يشاطركم الأسى والصلاة فشارك في أعمال المجمع البطريركي الماروني وفي صياغة نصه الخاص بالكنيسة المارونية والسياسة. وشارك في مشروع مختصر تاريخ الكنسية المارونية فكان خير معاون ومشير للأمين العام لهذا المجمع ورئيس لجنة المتابعة المطران يوسف بشارة.

 بعد هذه الرحلة السلامية من العطاء من أجل عائلته ولبنان يسلم الروح بسلام مع الله والذات والناس، منقى بمسحة الميرون ومزودا بالقربان عربون الحياة الأبدية، راجيا من جودة رحمة الله أن ينعم بالمشاهدة السعيدة في السماء".

 التعازي والدفن

وبعد القداس تقبلت عائلة الراحل التعازي من الشخصيات المشاركة، ثم نقل جثمان الراحل إلى مسقط رأسه في إهدن حيث سيوارى في الثرى في مدافن العائلة.

 

بالصوت/من صوت لبنان/مقابلة مع رئيس جمعية المعتقلين في السجون السورية علي أبو دهن : على المسؤولين اللبنانيين أن يتحلّوا بالمزيد من الشجاعة لمواجهة الدولة السورية

13 نيسان/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=54321

اضغط هنا لدخول موقع صوت لبنان للإستماع للمقابلة

http://vdl.me/special-vdl/%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%af%d9%87%d9%86-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d8%a4%d9%88%d9%84%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d8%a3%d9%86-%d9%8a%d8%aa/

صوت لبنان/حلقة خاصة بذكرى 13 نيسان والمعتقلين في السجون السورية والمخفيين قسراً، في برنامج “نقطة عالسطر” واستضاف رئيس جمعية المعتقلين في السجون السورية علي أبو دهن الذي روى بعضاً من ذكرياته القاسية في مرحلة الإعتقال وتحدث عن ذكرى الحرب المؤلمة التي دمّرت الحجر والبشر وأزالت الرحمة من النفوس مؤكداً على وجود معتقلين منسيين حتّى اليوم في السجون السورية كل ذنبهم أنهم قاتلوا ودافعوا عن أراضيهم مطالباًً الدولة اللبنانية بعدم تناسي الناس وحقوقهم عند عقد المصالحات الداخلية والسياسية مع الدولة السورية لأن قضية هؤلاء  قضية محقة ومقدسة.

أمّا رئيس لجنة حقوق الإنسان النائب ميشال موسى فقد تأسف لأن عقوداً مرّت من دون أن تتمكن الدولة اللبنانية من الوصول إلى حلّ في هذا الملف خاصة مع رفض الجهة السورية الدائم الإعتراف بوجود معتقلين لديها ما يعثّر عمل اللجان المفاوضة في هذا الشأن متأملاً أن توصل العلاقات الحسنة مع الدولة السورية لحلّ هذا الملف الإنساني وحفظ حقوق المعتقلين، مؤكداً أن إعادة إحياء ملف المعتقلين في سوريا يتطلب إجتهاداً قانونياً وتعاطياً تنفيذياً أكثر جدية من الجهات المعنية.

 

رنا خوند: على الدولة اللبنانية أن تتحمل مسؤولياتها

صوت لبنان 13 نيسان/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=54321

في ذكرى الحرب اللبنانية، كشفت إبنة القيادي في حزب الكتائب والمعتقل في السجون السورية بطرس خوند، رنا خوند في حديث لبرنامج “نقطة عالسطر” عبر صوت لبنان أن معتقلا سابقا في السجون السورية طلب عدم ذكر اسمه خرج منذ 11 شهرا من الإعتقال وأبلغها أنه كان مسجونًا مع خوند في الزنزانة عينها داخل سجن تدمر قبل نقلهم الى سجن عدرا. وطالبت خوند الدولة اللبنانية تحمّل مسؤولياتها في هذا الملف لان اهالي المعتقلين لا يمكنهم التواصل كأفراد مع الدولة السورية، كما طلبت من رئيس الجمهورية ان يأخذ على عاتقه هذه القضية لان هناك مئات الاشخاص الموجودين في السجون وليس فقط بطرس خوند.وتابعت:” نطلب من كل مسؤول ان يضع هذا الملف على جدول اعماله، ونأمل تكاتف جميع اللبنانيين في ذكرى 13 نيسان”.

 

إذا ولدت إمرأة بنتاً بدلاً من صبي فالمسؤول هو إسرائيل

خليل حلو/فايسبوك/13 نيسان/17

في ستينات وسبعينات القرن الماضي (واليوم أيضاً) دأب السياسيون والصحفيون على إتهام إسرائيل بكل شاردة وواردة سلبية تحدث في لبنان إلى درجة أن الصحفي مارك رياشي في جريدة النهار سخر منهم في حينه قائلاً أنه إذا ولدت إمرأة بنتاً بدلاً من صبي فالمسؤول هو إسرائيل ... واليوم هناك من تفوق على مارك رياشي إذ ورد في وسائل الإعلام ما يلي: أكّد العميد المتقاعد في الجيش اللبناني الدكتور أمين حطيط في حديث بثته قناة المنار أنّ “التمديد لمجلس النواب هو إنتصار كبير على العدو الصهيوني الذي يريد إجراء إنتخابات كي يفرض على مجلس النواب الجديد سحب سلاح المقاومة”. أصبح إجراء الإنتخابات النيابية في لبنان هزيمة في وجه إسرائيل ؟؟؟؟؟؟ هيدي قوية عميد حطيط ... أنا إبن الجيش كمان ولكن ما بلغ عقلي هذه الدرجة من الفكر الإستراتيجي.

 

النظام الإنتخابي المطروح بدعة مزحة سمجة شغل اولاد

كمال يازجي/فايسبوك/13 نيسان/17

النظام الإنتخابي المطروح اليوم تأهيل طائفي على مستوى القضاء ثم نسبية بين بضعة مرشحين مؤهلين قد لا يجمع بينهم شيء بدعة مزحة سمجة شغل اولاد لا يستقيم تقنياً وينمّ عن عدم مسؤولية

ويؤدي الى حرب اهلية منذ ليلة فرز الأصوات

امام هذا الواقع الحل الثوري الوحيد هو الهجرة

 

لكم هي حية ذكرى 13 نيسان هذا العام

انطوان خوري حرب/فاييسبوك/13 نيسان/17

لكم هي حية ذكرى 13 نيسان هذا العام.. نعم هي حية لدرجة اننا البارحة عشنا اجوائها.ان المتشاتمين طائفيا امس كان لديهم زخم صاروخي للتقاتل. صحيح انها حرب اعلامية على الانترنت لكنها تكشف مكنونات الجيل الشبابي الطائفي على ضفتي الانقسام الاسلامي المسيحي في البلد. منذ العام 1990 والطبقة السياسية تحشو رؤوسنا بمعزوفة تعزيز التعايش والوحدة الوطنية. لا بل وحتى الانصهار الوطني، وها هو المجتمع يعلن جهارا توقه لاستعادة الحرب الاهلية في ذكرى اطول جولة منها (13 نيسان). ان التعامل المسلح هو آخر انواع القتال رغم انه اقصاها. وها هي الحرب متأججة في الصدور.

بدأت حرب نيسان 1975 وكنت بعمر تسع سنوات. كبرنا وعشنا فيها مراهقتنا وشبابنا وكهولتنا. ونحن الاكثر معرفة بها فنحن من يدعونهم جيل الحرب. انه لشعور قاتل ان تستعيد في لحظة، في حدث سياسي سلمي غير امني، ان ينبري الكثيرون لاعادة المشهد اياه الى اذهاننا عشية حرب ال1975. لقد تعلمنا كثيرا، ويجب ان تتتعلموا باكراً ايها االمجانين، فالعلم ففي الكبر لا يجدي كثيرا.(اسألو مجرب)

 

ريفي: اللبنانيون مدعوون الى الإنتفاض على رموز الفساد

الخميس 13 نيسان 2017 /وطنية - قال الوزير السابق اللواء أشرف ريفي في تغريدة عبر "تويتر": "قوى السلطة تتعاطى مع قانون الإنتخاب وكأنه تلزيم، الهدف منه جني الكتل النيابية، بدون مناقصات". أضاف: "يريدون مصادرة أصوات اللبنانيين بقانون يحسم النتائج قبل الإنتخابات، وهذا مرفوض. أي قانون مفصَّل على قياس هذه القوى سيؤدي إلى إقفال الحياة السياسية، والى استمرار الإرتهان للسلاح غير الشرعي، واستباحة المال العام وتفشي الفساد". وتابع: "اللبنانيون مدعوون كمواطنين الى الإنتفاض على رموز الفساد الذين يستزلمون للدويلة لقاء حفظ مقاعدهم النيابية وتراكم ثروات الفساد. على قوى التغيير أن تكون يدا واحدة لمواجهتهم".

 

الحريري في ذكرى الحرب الاهلية: احتاج مساعدة كل لبناني و"نقـــوم بكـل الممـكن لمنـع الانـزلاق الـى الحـرب"

المركزية- أكد رئيس الحكومة سعد الحريري أن من مسؤولية اللبنانيين منع أي شيء يؤدي الى حرب أهلية مشددا على انه بحاجة الى مساعدتهم من أجل توقيف مخاطر عودة هذه الحرب من خلال توعية الشباب اللبناني والجيل الجديد على ضرورة الحوار حفاظا على الاستقرار والعيش المشترك والابتعاد عن كل الاستفزازات، مشيرا الى ان الجميع يجمع على ان السلم الاهلي الذي ينعم به لبنان اليوم هو معجزة نظرا للاخطار التي تحدق بالعالم العربي، لافتا الى انّ من بين الانجازات التي قاموا بها اليوم ومن شأنها الحفاظ على السلم هي إنهاء الشغور في الرئاسة، ومجلس النواب وتشكيل الحكومة.

وجه الرئيس الحريري عبر موقعي "فيسبوك" و"تويتر" كلمة فقال: "اليوم الذكرى الـ42 للحرب الأهلية في بلدنا لبنان. عندما اندلعت هذه الحرب منذ 42 سنة لم يتوقع أحد أنها ستدوم 15 عاما وستودي بحياة عشرات آلاف القتلى وتتسبب بمئات آلاف الجرحى وتهجر ثلث الشعب اللبناني وتدمر الاقتصاد وتضرب الليرة. هذا كله يجب أن نتذكره جميعا في هذا النهار، أن نتذكر أننا إذا وقعنا في الحرب لا سمح الله، لا يمكن أن نعرف متى تنتهي، وأنه يمكن أن نعرف ضحايا الحرب وأضرارها بعد اليوم الأول من اندلاعها، ولكن لا أحد يمكنه أن يتصور ما يمكن أن تكون أعداد ضحاياها وكلفة أضرارها عندما تنتهي".

أضاف: "لهذا السبب، مسؤوليتنا جميعا، مسؤوليتنا اليومية، أننا عندما نرى أي أمر يضع بلدنا على منزلق يؤدي إلى الحرب الأهلية لا سمح الله، نقوم بكل ما يمكن لكي نمنعه". وتابع الحريري: "على المستوى السياسي نقوم بكل ما يلزم لتحقيق هذا الهدف. أنهينا الشغور في الرئاسة، أنهينا الشلل في الحكومة والمجلس النيابي وكل المؤسسات. لكني بحاجة لمساعدتكم ومساعدة كل واحد وواحدة منكم، لكي نوقف مخاطر عودة الحرب في اليوميات، بتربية أولادنا، بتوعية شبابنا وشاباتنا، هذ الجيل الذي لم يعرف الحرب الأهلية، ونلجم أنفسنا عن التصرفات والكلام الذي يغذي شبح الحرب دون قصد". وختم: "الجميع في هذه الأيام يقول أن السلم الأهلي والاستقرار في بلدنا معجزة صغيرة، نظرا لكل ما يحصل حولنا. البعض يقولها بإعجاب والبعض الآخر يقولها بحسد. وأنا أقول بكل صدق أن بلدنا يستحق فرصة السلم والاستقرار وأننا جميعا، لبنانيات ولبنانيين، نستحق فرصة السلم والاستقرار، لكي نظهر لكل العالم ما يعنيه العيش الواحد والوحدة الوطنية والحوار والاعتدال والطاقة على الإبداع والإنتاج والإنسانية.

عشتم، عاش السلم الأهلي وعاش لبنان".

 

الراعي في رتبة الغسـل في روميـة: السجن ليس مكانا للعقاب بل للاصلاح

المركزية- أعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الحكم بالعدل لحماية القانون من تدخل النافذين، وناشد الدولة اضافة ابنية منعا للاكتظاظ في السجون. رأس البطريرك الراعي رتبة الغسل في سجن رومية بمشاركة 12 سجينا، حيث قال "تجلت محبة الله لكل انسان في محبة يسوع المسيح المتجسد، فبتقديم ذاته صالحنا مع الله وحررنا من عبودية الشيطان والخطيئة بحيث يستطيع ان يقول كل واحد منا ان ابن الله أحبني وضحى بذاته من أجلي وبذلك أصبح كل الناس أخصاء الرب يسوع، نحن الذين نعيش في العالم وقد أحبنا وما زال يحبنا فهو بقوة الحقيقة والمحبة يقطع أشواط الحياة بكل مراحلها مع كل انسان". وأوضح ان "بشرى حب الله هي لكم ايها المساجين حيثما كنتم، أنتم كلكم حاضرون اليوم في صلاتنا وأنتم في السجن بسبب خطأ ما اقترفتموه وكأنكم تعيشون درب صليبكم، فضموها إلى صليب المسيح الذي كشف للجميع ان الله محبة ورحمة وانه يحمل فكر خطايانا وغلطاتنا من أجل ان نقوم منها ونتصالح معه". وأضاف "لقد أنشأ الرب في مثل هذا اليوم سر الكهنوت وأراده خدمة لقربانه من أجل استمرارية ذبيحته الإلهية ومن أجل استمرارية وليمة عشائه السري في العلية وهو يقول لنا الآن "خذوا كلوا هذا هو جسدي يبذل من أجلكم خذوا اشربوا هذا هو دمي يراق لأجلكم". وتوجه إلى المساجين بالقول: "أيها المساجين انتم تمثلون رسل المسيح الاثني عشر هذه نعمة خاصة لكم تجعلكم تقفون أمام ذاتكم، وقفة وجدانية تؤدي إلى توبة صادقة، تؤدي إلى نهضة روحية داخلية تغير نظرتكم ومسلككم في الحياة فيتحول هذا السجن من مكان للعقاب إلى مكان للولادة من جديد". كما توجه إلى المسؤولين بالقول: "السجن ليس فقط مكانا للعقاب بل هو مكان للاصلاح والولادة الجديدة وهذا يقتضي ان يتوفر في كل سجن الجو الملائم لذلك نناشد الوزارات ذات الصلاحية وأجهزة العدل والامن ونطالبها بالحيلولة دون ان يصبح السجن مركزا لخلافات أو تكتلات حزبية أو طائفية أو مذهبية"، موضحا ان "القوى الامنية تعمل على تفكيك مثل هذه التكتلات ولا يجوز ان تكون في السجون عصابات تتحكم بالمساجين ولا ان تتحكم بالدولة وبعناصرها المسؤولة عن الامن وحماية السجن وأن يسمح ان يتفشى على يد مثل هؤلاء الفساد وتجارة المخدرات والممنوعات التي تدخل من دون ان نعلم كيف".

 

التيار الحر والقوات اللبنانية يتدرجان نحو بناء تحالف صلب

العرب/15 نيسان/17/بيروت - نسفت التطورات السياسية الأخيرة في لبنان التصورات القائلة إن التوافق الحاصل بين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية هش وغير قابل للصمود.

وكان البعض ومن بينهم حزب الله توقع قرب انهيار اتفاق معراب الذي حصل بين القوات والحر في يناير 2016، بعد قطيعة دامت لسنوات، خاصة بعد بروز خلافات بينهما في الفترة الماضية حول ملف الكهرباء وانتخابات نقابة المهندسين التي اتهم فيها التيار القوات بخيانته حينما دعمت أحد المستقلين على حساب مرشحه. وعلى خلاف تلك التوقعات أثبتت الأيام الأخيرة أن هذا التوافق يتدرج شيئا فشيئا باتجاه بناء تحالف صلب بين الطرفين، سيكون على حساب علاقة التيار الحر وحزب الله اللبناني الآخذة في التراجع. وشكل كل من التيار الوطني الحر والقوات، مؤخرا صدا منيعا حال دون تمديد جديد لعمل مجلس النواب الحالي، مسنودين في ذلك للمرة الأولى بحزب الكتائب اللبنانية وبمباركة الكنيسة المارونية. وذهب الثنائي المسيحي حدا بعيدا في ذلك بإعلان التعبئة للخروج في مسيرات احتجاجية ضد هذا التمديد، إلا أنهما تراجعا في الساعات الأخيرة بعد قرار للرئيس ميشال عون حصل باتفاق مع باقي القوى السياسية يقضي بتأجيل جلسة الخميس النيابية، والتي كان سيصار فيها إلى التمديد لعمل المجلس بعد فشل التوصل إلى قانون جديد للانتخابات. وكان حزب الله وتيار المستقبل وحركة أمل قد تبنوا خيار التمديد، خاصة وأنه لا أفق قريبا لحل أزمة القانون الجديد، في ظل تشبث كل طرف بموقفه.

وتقول مصادر سياسية لبنانية إن المنازلة الأخيرة بين الثنائية المسيحية والشق المؤيد للتمديد، والتي انتهت لصالح الأولى، أعطت دفعة جديدة للعلاقة بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، حيث أظهرت أن بتحالفهما يمكنهما تسجيل نقاط كثيرة في سياق الصراع على الحصص الطائفية داخل النظام اللبناني.

ويبدو أن نتيجة هذا النزال أثرت على موقف الثنائية الشيعية الممثلة في حزب الله وحركة أمل لجهة عدم التمسك بالنسبية الكاملة التي لطالما سعيا إلى فرضها. وتقول أوساط سياسية إن الثنائية الشيعية أبلغت التيار الوطني الحر بأنهما منفتحان على باقي الصيغ الأخرى للقانون الانتخابي، ومنها الصيغة التي طرحها رئيس التيار البرتقالي جبران باسيل.

وكان باسيل قد تقدم بصيغة تقوم على إجراء الانتخابات على مرحلتين؛ الأولى يحصل فيها التأهيل وفق الاقتراح الأرثوذكسي الأكثري وعلى مستوى القضاء، والثانية، يجري فيها الانتخاب على أساس النسبية الكاملة، وعلى مستوى عشر دوائر. ويرى مراقبون أن تكتل الثنائية المسيحية لفرض إقرار قانون انتخابي جديد، بالتأكيد سيدق ناقوس الخطر لدى القوى السياسية الكبرى وبخاصة حزب الله، الذي يعتبر نفسه الوصي على لبنان وبالتأكيد مثل هذا التحالف المسيحي غير مرغوب فيه بالمرة من وجهة نظره لأنه سيعرقل أجندته للسيطرة الكلية على هذا البلد. من جهة أخرى هناك مخاوف من أن يطلق هذا التكتل السياسي المسيحي الذي يرجح أن يلتحق به حزب الكتائب اللبنانية مسارا جديدا يقوم على بناء تحالفات ذات خلفيات طائفية، وهذا بالتأكيد سينعكس سلبا على الوضع الداخلي اللبناني على المدى البعيد.ويحذر البعض من أن الثنائية المسيحية تسوق لخطاب خطير من حيث المضمون مفاده أن الوجود المسيحي مهدد في لبنان، وأن هناك ضرورة ملحة لتكتل القوى المسيحية لفرض حقوق الطائفة، خاصة وأن المتغيرات الدولية حاليا لا تصب في صالح الأقليات الدينية في الوطن العربي. ويعتبر هؤلاء أن الدفع بمثل هذا الخطاب لا يساعد في بناء حياة ديمقراطية سليمة في لبنان، وأنه لا بد من مراجعة هذا المسار، ونبذ منطق الانغلاق الطائفي لأنه لا يخدم أحدا في هذا البلد، وهذا ينطبق بالتأكيد على الثنائية الشيعية وبخاصة حزب الله الذي يعلي مصلحة داعمته إيران ثم الطائفة و”بعدهما الطوفان”.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 13/4/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

في الثالث عشر من نيسان اللبنانيون حتما لا يريدون بوسطة عين رمانة جديدة ولا قتلا وتقتيلا ولا اغتيالا وتفجيرا ولا نوما في المخابئ وعلى أدراج البيوت ولا خطفا وإرهابا.

في الثالث عشر من نيسان اللبنانيون يتنفسون الصعداء بعد حماوة الوضع السياسي أمس ولغة التحدي والشارع والتمديد.

في الثالث عشر من نيسان اللبنانيون يطلبون من المراجع وأهل السياسة أن لا يهدروا فرصة الشهر المؤجل لإنجاز قانون انتخاب لا يكون صعب الفهم ومستحيل التطبيق.

اللبنانيون يريدون قانون انتخاب على مقاسهم ومقاس فهمهم للعيش المشترك ولنقل المجلس النيابي الى مصاف برلمانات دول العالم الحر والسؤال: ماذا بعد الموقف الرئاسي الجريء؟.

في الثالث عشر من نيسان اللبنانيون يريدون العيش بسلام واستقرار في الأمن والمعيشة. اللبنانيون يريدون القضاء على الجريمة وكم هي الجرائم كثيرة وآخرها في صفوف النازحين السوريين الذين أقدم أحدهم على اغتصاب أربعة أطفال كما قالت قوى الأمن الداخلي.

في الثالث عشر من نيسان هذه المرة هناك أجيال صاعدة لم تعش التجربة المرة في الثالث عشر من نيسان وما بعده من سنوات الحرب التي دارت لسبب واحد فقط وهو استسلام أهل السياسة المحليين لمخططات أهل الحل والربط وكما كان الحل مكلف وكم كان الربط بين المنطقة ولبنان دافعا لعشرات آلاف التوابيت.

في الثالث عشر من نيسان يقول جميع اللبنانيين عن الحرب "تنذكر وما تنعاد" وهم يستذكرون أغنيات تلك المرحلة الدامية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

لم يضبط المشهد الداخلي فحسب بل رسمت القوى معالم الخروج من الازمة بصيغة تأهيلية للقانون الانتخابي، مشاورات مفتوحة قطعت اشواط كبيرة باتجاه صياغة القانون العتيد، لكن تفاصيل بالجملة لا تزال موضع الاخذ والرد.

كل المؤشرات توحي بأن الشهر الفاصل عن موعد الجلسة النيابية التي حددها الرئيس نبيه بري في الخامس عشر من ايار سيشهد اتفاقا سياسيا حول القانون، لكن اعتراضات برزت حول طبيعة الصيغة التأهيلية الى حد اعتبار النائب وليد جنبلاط انها مخالفة للدستور، تفرز وتفرق بدل ان تقرب وتجمع، رئيس التقدمي اعطى الاولوية للمختلط، ما يعني ان النقاش قائم، الرئيس ميشال عون كان على قدر المسؤولية الوطنية وعبر عن الثقة بتكثيف الاتصالات والاجتماعات للوصول الى القانون الجديد، في خطواته الدستورية وتصريحاته اليومية يحث رئيس الجمهورية القيادات على الاتفاق، يترجم الرئيس عون فعلا معادلة ان الفراغ ممنوع.

في الخارج لا يفرغ تصريح من المؤشرات الدولية، لكن الرئيس الاميركي دونالد ترامب يقفز من قارة الى قارة ومن تصريح الى مقابلة فيضيع معه الباحثين والمحللين السياسيين، فماذا يريد ترامب؟ مواجهات عسكرية مفتوحة ام مفاوضات دبلوماسية تحت الضغط؟ ام اموالا من الصين والخليج؟ لم يعد مصرا على تنحي الرئيس بشار الاسد في سوريا ولا تأزيم العلاقة مع الروس، بل تفرغ لكوريا الشمالية مهددا بالحرب عليها ملوحا بالغواصات النووية، فهل يظهر الرئيس الاميركي مشهد الصراع السياسي الداخلي في الولايات المتحدة؟ ام يعبر عن عدم استقرار سياسة البيت الابيض حتى الساعة؟

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

أرجئت أزمة قانون الانتخاب من يوم بدء الحرب في (13) نيسان الى يوم النكبة في الخامس عشر من آيار فالقانون الذي يقع على ذكرى حربٍ وتهجير يقرأ من تاريخه.. ومن همة صانعيه المترنحة واللاعبة مجددا على الوقت الضائع فنصف آيار هو آخر المهل.. وإذا كان رئيس الجمهورية قد استخدم أول وآخر أسلحته إنقاذا للبلاد من بلاء التمديد.. فإن هذا الخطر لا يزال جاثما وبإمكان رئيس مجلس النواب نبيه بري أن يجلس منتصف الشهر المقبل على نصاب من نصف عدد مجلس النواب.. وأن يقر قانون التمديد بثلاثة وثلاثين نائبا من أصل مئة وثمانية وعشرين.. وليشرب المعترضون من البحر وإذا ما سلك بري هذا الخيار يكون قد استند أيضا إلى سلطة تحتل مقاعدها إذ لم يتبلغ الرأي العام أن نائبا واحدا يعتزم الاستقالة احتجاجا على التمديد لو وقع مرة ثالثة غصبا عنهم.

وفي الخامس عشر من آيار سنكون أمام ذكرى اغتصاب فلسطين التي توافق معانيها واقعة اغتصاب السلطة وإلى حينه وفي مهلة الشهر ناقصة أيام الأعياد والآحاد سيكون على السياسيين إعداد مشروع قانونٍ انتخابيٍ يجنب البلاد دواء الكي لكن مجمل البحث يدور حاليا على الصيغة التأهيلية التي تبدأ طائفية وتنتهي بالنسبية وأخطر ما في التأهيل هو عودة اللغة الطائفية لتتطغى على التنوع والشراكة ومن هنا يبرز قول النائب وليد جنبلاط: يا له من عقلٍ مريضٍ يطل علينا بقانون انتخابي يفرز ويفرق بدل أن يقرب ويجمع. وربطا بالعقل الأكثر مرضا حول العالم.. هدأ جنون دونالد ترامب تجاه روسيا التي قال إن الأمور معها تسير بشكل جيد. جودة العلاقة مع الدولة الشريكة في سوريا تزامنت وكلاما قاطعا من الرئيس بشار الأسد يجزم بأن أزمة كيمائي خان شيخون مفبركة مئة في المئة وما يساعد يقين الاسد أن تصريحات أميركية وبريطانية وأممية ساهمت في وضع الشك على اليقين فرئيسة وزراء بريطانيا استعملت عبارة "على الارجح".. والولايات المتحدة قالت إنها "استنتجت" استعمال غاز السارين.. والأمم المتحدة جزمت سياسيا قبل أن ترسل الخبراء.. وروسيا أكدت انها لم تجد أي دليل يثبت مزاعم استخدام الكيميائي. عالم من دول كبرى ومنظمة دولية ومجلس أمن واتحاد أوروبي سار على الظن.. وحسم قبل لجان التحقيق.. وهو نفسه العالم الكبير الذي يأمر بشن حروب على النيات ويبيد شعوبا قبل أن يكتشف أنه أساء التقدير.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

على اللبنانيين أن يختاروا اليوم، بين البقاء في تاريخ 13 نيسان، أو الاستمرارِ في التسوية التي أبعدت شبح تكرار الحرب الأهلية، بعد 42 عاما على انطلاقة شرارتها. التسوية التي حفظت لبنان ورفعته فوق النيران.

على اللبنانيين أن يختاروا بين أن يعيدوا أخطاء الماضي وينزلوا إلى الشارع لحل خلافاتهم، وبين أن يتفاهموا عل قانون انتخابات جديد يستكمل انتخاب رئيس جمهورية وتشكيل حكومة تحاول قدر استطاعتها إخراج لبنان من دوامة أزماته وإبعاده عن الحريق الناشب في محيطهم العربي.

على اللبنانيين أن يختاروا، والخيار سهل ممتنع.

رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري طلب من اللبنانيين في هذه المناسبة، أن يساعدوه في وقف مخاطر الحرب من خلال تربية أولادهم وتوعية شبانهم وشاباتهم ولجم النفوس عن التصرفات والكلام الذي يغذي شبح الحرب دون قصد لأن بلدنا يستحق فرصة السلم والاستقرار.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

لا اسرار في خميس اللبنانيين، فكل قضاياهم مكشوفة للجميع..

طوي التمديد للمجلس النيابي الى اجل مسمى، وفتح قانون الانتخاب بمهلة شهر جديد. وان صدقت النوايا فان شهرا بل اسبوعا كفيل بانتاج قانون بقي عصيا لسنوات ببركة المناكفات واحيانا المبالغات.

ولما بلغ الامر حد الانقسام الحاد انتجت المساعي المخرج اللائق للجميع، على ان يعرفوا ان العودة الى الترف السياسي، ستعيد البلاد الى حافة اشتباك سيعبد درب آلام جديدا، غير معلوم متى تكون قيامته..

في سوريا ما قامت به الولايات المتحدة من عدوان لم يؤثر على قدرات الجيش العربي السوري وقدراته النارية أكد الرئيس بشار الاسد، والرد بمواجهة الارهاب، مهما تكررت الفبركات الكيميائية او التهديدات الاميركية او غير الاميركية.

رئيس واثق من نفسه بالنصر كما ذكرت وكالة فرانس برس التي اجرت معه المقابلة، اما الكلام غير الموثوق فللرئيس الاميركي المتقلب على طرفي نقيض بين تصريح وآخر، وآخر مواقفه أن الولايات المتحدة لن تضع عزل الرئيس بشار الأسد شرطا ضروريا للتسوية السلمية في سوريا. فماذا يريد دونالد ترامب؟ ام ماذا يريدون عبر دونالد ترامب؟ وهل ما زالت التسوية خيارا جديا لدى الادارة الاميركية؟

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

أمس كنا عشية 13 نيسان حشد وتعبئة وأخبار إضرابات واعتصامات وتظاهرات وقطع طرق وبداية تواتر المعلومات عن توترات في الساحة.

اليوم صرنا في 13 نيسان الجديد أول يوم من فرصة أكيدة لقانون انتخابي جديد هو أيضا يمثل الناس ويسمع صوتهم ويجسد إرادتهم في بناء الدولة.

كل الفارق بين أمس واليوم سطران من كلام رئيس رئيس وتجاوب وطني مثمن من قبل كل المسؤولين في البلد.

أمس كنا نمشي صوب خميس سؤال يوضاس وكأسه ومره بخوف ورعب وشعور خيبة وخيانة وقدر الصلب.

اليوم كأننا صرنا نهيم فوقها كلها تحملنا الروح صوب الأحد إلى قيامة محتومة لشعب ووطن وكرامة كاملة موفورة لهما.

أمس كنا في حالة من الإحساس بالتخلي اليوم بتنا في دفء الاحتضان الفارق بين الاثنين هذه الصورة لرئيس يعرف أن يبكي أعداء الوطن ولا يخاف أو يخفي أن يذرف دمعة لطفل غل مع وجعه في صدره.

حين تصير دمعة الرئيس وساما أعلى والابتسامة الأغلى.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

كما كان الرقم 59 في القرار 1559 رقم سعد انهى الاحتلال السوري الطويل، جاء الرقم 59 رقم عون للبنان، اذ ازاح عن صدره نحس الرقم 13 الذي ضربه بلعنة الحرب ذات نيسان من عام 1975. نعم لقد تمكن الرئيس عون باستخراجه رقم سعد 59 المنسي بين اوراق الدستور منذ عام 1927 من ان يحول مسار عاصفة التمديد التي لو ضربت الدولة لقضت على ما بقي واقفا من مؤسساتها المشلعة، اذا الرئيس عون اجل الخطر ولم يبدده.

نعم فالقانون المستولد قيصريا هو في الحاضنة مصاب بعلل، لكنه من أكثر قوانين الانبوب قابلية للحياة، الا اذا تراجع عنه حزب الله، او اذا لم تؤخذ اعتراضات القوات وتحفظات الاشتراكي في الاعتبار، علما بأن القوات قدم تعديلات عليه، الا ان الاجواء تشير الى ان التفاصيل موضع الاعتراض لا يسكنها شيطان هذه المرة، وان حاول فإن حرص الرئيس وجدية رئيس الحكومة وتوجس الجميع من غول الفراغ كفيلة بطرد ابالسة التعطيل، والباقي متروك لعناية الرب وفي اسبوع قيامته.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

ليوم 13 نيسان 2017، هو يوم تاريخي منذ اثنين وأربعين عاما، وتاريخي اليوم... منذ اثنين وأربعين عاما اندلعت شرارة الحرب التي لم يتفق اللبنانيون على توصيفها: منهم من قال إنها حرب أهلية، منهم من رأى أنها حرب الآخرين على أرض لبنان.

أيا تكن التسمية، فإن هذه الحرب استمرت بأشكال مختلفة، إلى درجة أن البعض يرى انها مازالت مستمرة:

أليس الفساد حربا على اللبنانيين؟

أليست معاناة اللبناني مع الطبابة والاستشفاء والتعليم والبطالة، حربا على اللبنانيين؟

أليس الدين العام الذي لامس الثمانين مليار دولار حربا على اللبنانيين؟

أليس عبء مليوني نازح سوري حربا على اللبنانيين؟

أليس تمادي ازمة النفايات، والمعالجات الموقتة لها، حربا على اللبنانيين؟

أليس السلاح المتفلت حربا على اللبنانيين؟

أليست استحالة إنجاز معاملة في الدوائر الرسمية، من دون دفع رشاوى، حربا على اللبنانيين؟

حتى ازدحام السير، أليس حربا على اللبنانيين؟

هذا غيض من فيض، وهذه الاسئلة تنقلنا إلى تاريخية اليوم، 13 نيسان 2017:

أليس العجز عن إنجاز قانون جديد للانتخابات، على مدى ثمانية أعوام، حربا على اللبنانيين؟

اليوم يقال إن قانونا جديدا سيبصر النور قريبا، ولكن في المقابل هناك مواقف تصوب مباشرة على رأس القانون أو على من يقف وراء هذا القانون: النائب وليد جنبلاط غرَّد فأوجع، فقال: اثنان واربعون عاما لاحقا، يا له من عقل مريض يطل علينا بقانون انتخابي يفرز ويفرق بدل ان يقرب ويجمع.

واللافت أيضا تصويب موقع تيار المردة على الوزير جبران باسيل. فتحت عنوان "سقط المختلط ولم يسقط التمديد"، ورد في افتتاحية الموقع: "أن الازمات السياسية التي يشهدها العهد في بداية انطلاقته والتي لم يشهدها اي عهد في السابق، تعود الى اداء باسيل الذي صار جليا أنه يقوم ما بوسعه لاستثمار هذا العهد من اجل عهد آخر".

هكذا، بين التفاؤل بقرب إنجاز القانون التأهيلي، والكلام عن ان القانون غير مؤهَّل ليتم التوافق عليه، تدخل البلاد في العد العكسي الذي ينتهي في 13 أيار، ليعاوِد المجلس نشاطه الاثنين في 15 أيار.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

واشنطن لحزب الله: انسحب من سوريا فورا وتوقف عن تهديد لبنان

القانون نحو المخرج التأهيلي والقوى السياسية تعّد حزمة ملاحظاتها

بوتين التقى تيلرسون والمعلم في موسكو تحضيرا للمحادثات الثلاثية

المركزية- من خرم ابرة الصلاحيات الدستورية، نفد يوم 13 نيسان في مدلولاته السيئة وذكراه الثانية والاربعين التي فتحت صفحة من إقتتال دموي دامت عقودا ولم تنته سوى بـ"تعادل سلبي" على البلد، عبر مواجهة كادت تستعيد مشهد الحرب الطائفية البغيضة. لكن، وعلى قاعدة "ربّ ضارة نافعة" قد يكون الضغط المتعاظم الذي مارسه فريق الثنائي المسيحي لاسقاط التمديد في الشارع، فعل فعله في اقناع جميع القوى السياسية بضرورة التنازل عن عروشها والتخلي عن شروطها لمصلحة الوطن.

فبالاستناد الى خريطة المواقف والتطورات التي اعقبت قرار الرئيس ميشال عون استخدام صلاحياته الدستورية في المادة 59 وتعليق عمل مجلس النواب شهراً، يمكن التفاؤل بالمستقبل الانتخابي والنظر الى الجزء "المليان" من الكوب، كما اكدت اوساط سياسية عاملة على الخط الانتخابي لـ"المركزية" متحدثة عن تقدم كبير على محور الصيغة المقبولة من الجميع، ولو ان هذا الجميع لديه ملاحظاتها وتعديلاته، الا ان مجرد الانتقال الى مربع التخلي عن التمترس خلف الشروط، شكل نقلة نوعية يمكن البناء عليها للوصول الى التوافق المنشود، مشيرة الى انطلاق ورشة اتصالات بين المقار السياسية كافة واعضاء اللجنة الوزارية التي ستكثف اجتماعاتها خلال عطلة عيد الفصح علّها تنجز المهمة لترفع الى مجلس الوزراء صيغة الحد الادنى المقبولة لاقرارها، بحيث يصبح التمديد التقني حتى ايلول متاحاً ومتوافقاً عليه.

ملاحظات معراب: وفي السياق، افادت اوساط معراب "المركزية" "ان ومنذ تعليق التحرّكات ضد التمديد امس انكبّت دوائرها المختصة على عقد اجتماعات استمرت حتى ساعات الفجر وطوال اليوم لوضع الملاحظات "بالجملة" وإدخال تعديلات على اقتراح "التأهيل الطائفي" على مرحلتين كي يقترب قدر الامكان مما كان سيُحققه "المختلط" لجهة المناصفة وصحة التمثيل، قبل تسليمها الى "التيار الوطني الحرّ" و"تيار المستقبل".

مفاعيل الضغط: وقالت مصادر قواتية لـ"المركزية" تعليقاً على ما اعتبره البعض "مسرحية جاهزة" كادت تجر البلاد الى منزلق خطير عبر المواجهة المفترضة في الشارع فيما المُخرج يدرك النهاية الحتمية: لم يكن امر استخدام الرئيس صلاحيته الدستورية محسوماً، ولا فرض الامر الواقع على شريحة واسعة من اللبنانيين مقبولا. هدف تحركنا تركز على ممارسة الضغط بكل الوسائل الديموقراطية لحمل الطرف الآخر على التراجع عن الاصرار على أخذ البلاد الى التمديد عنوة وبمعزل عن رأي الاخرين، وسالت ماذا لو لم تكن صلاحية المادة 59 موجودة، الم تكن البلاد امام مواجهة مفتوحة لالغاء التمديد بقوة الديموقراطية ؟ واضافت: تحركنا كان بمعزل عن المخرج التسوية الذي تم الوصول اليه بعدما تمنى المعنيون على الرئيس استخدام صلاحياته، فلا رئيس مجلس النواب نبيه بري كان في وارد التراجع عن الدعوة الى الجلسة التشريعية ولا رئيس الحكومة سعد الحريري في مجال اعلان مقاطعته للجلسة، فكانت صلاحية الرئيس مخرجا لائقا للجميع.

جزء من سلة؟: من جهتها، أوضحت مصادر سياسية متابعة لـ"المركزية" ان الاتفاق على الصيغة التأهيلية ، قد يكون جزءا من "سلّة" تتضمن ايضا تعهّدا بتشكيل مجلس شيوخ فينتخب هو، في الاستحقاق الذي يلي الانتخابات النيابية المنتظرة، على الاساس الارثوذكسي، فيما تعتمد النسبية الكاملة أو الانتخاب من خارج القيد الطائفي في البرلمان، اضافة الى ارساء اللامركزية الادارية.

موقف الحزب: ودعت المصادر الى رصد المواقف التي ستصدر عن "حزب الله" في المرحلة المقبلة للتثبت من حقيقة تخلّيه عن "النسبية" الكاملة، علما انها كشفت ان "حزب الله" ابلغ باسيل في الساعات الماضية موافقته مبدئيا على التأهيلي. فبعد ان رفض اكثر من صيغة لـ"المختلط" وأسقطها، كان من الصعب أن يرفض التأهيلي أيضا، خصوصا ان حليفه الرئيس بري سبق ان طرح مشروعا تأهيليا.

للانسحاب من سوريا: وليس بعيدا من وضع الحزب ، وفي موقف أميركي لافت، طالبت الولايات "المتحدة "حزب الله" بالانسحاب فوراً من الأراضي السورية، والتوقف عن دعم قوات نظام بشار الأسد، والإضرار باستقرار لبنان نفسه". ورد الناطق باسم وزارة الخارجية مارك تونر على تهديدات "الحزب" في بيان "غرفة العمليات المشتركة" باستهداف الولايات المتحدة بعد الغارة على قاعدة الشعيرات، قائلاً إن "الولايات المتحدة، تأخذ تهديدات حزب الله مأخذ الجد وتتعامل بجدية كاملة مع أي تهديد صادر عن أي منظمة إرهابية أجنبية". وأضاف "عملت قوات حزب الله في سوريا على دعم النظام ومساعدته على استمرار جرائمه ضد شعبه من جهة، وتهديد استقرار لبنان نفسه لذا فان الولايات المتحدة تدعو حزب الله إلى سحب قواته فوراً من سوريا". واشار المسؤول الأميركي الى أن إدارته تعتبر أن "الحزب بإصراره على التحرك العسكري، والعمل على دعم عمليات النظام في سوريا، يتنكر لتعهداته التي وردت في إعلان بعبدا، وسياسة لبنان الرسمية القائمة على النأي بالبلاد عن الصراع في سوريا".

القائد في صيدا: في الجانب الامني، تفقد قائد الجيش العماد جوزيف عون الوحدات العسكرية المنتشرة في مدينة صيدا ومحيط مخيم عين الحلوة، داعيا قادة الوحدات إلى تكثيف التدابير الأمنية، لا سيّما في محيط المخيم والمعابر المؤدية إليه، لحماية المواطنين ومنع تسلّل الخارجين على القانون. واكد أنّ من غير المقبول استمرار الاقتتال العبثي الذي تفتعله بين الحين والآخر عناصر إرهابية ومتطرفة، كونه يعرّض سلامة الفلسطينيين وأهالي الأماكن المجاورة للمخيم للخطر المباشر، وينعكس سلباً على الحياة الاقتصادية والمعيشية لمنطقة صيدا، وأضاف: إنّ أمن المخيمات الفلسطينية وأيّ بقعة من الأراضي اللبنانية هو جزء من الأمن الوطني الشامل، وبالتالي فإن من مصلحة الجميع الإسهام في حماية الاستقرار وذلك من خلال عدم إيجاد أي ملاذ آمنٍ للإرهابيين والمطلوبين للعدالة، والتعاون مع الجيش والقوى الأمنية لإلقاء القبض عليهم.

اللقاء التضامني: في مجال آخر، يُعقد في بيت السفير السعودي في اليرزة وطبقاً لما اوردت "المركزية"، لقاء تضامني مع الامام المغيّب موسى الصدر في السابعة والنصف مساءً في حضور رجال دين من الطائفتين الشيعية والسنّية ونخبة من الشخصيات الفكرية ومن عايشوا مرحلة الامام منذ ظهوره على الساحة الوطنية وحتى تغييبه ورفاقه في العام 1978.

اللقاء حصل: خارجيا، وبعد الأخذ والرد الذي أثير حول اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية الاميركية ريكس تيلرسون، والذي عززه اعلان الكرملين منذ يومين أن اللقاء لن يحصل وذلك في أعقاب التوتر الذي شاب علاقات واشنطن وموسكو على خلفية الضربة الاميركية لدمشق، حُسم الجدل في هذا الشأن، حيث التقى الدبلوماسي الاميركي "القيصر" في موسكو ليل أمس، في ختام مفاوضات أجراها مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، ووصف الكرملين الاجتماع بالبناء.

المحادثات-الاختبار: وليس بعيدا، يزور وزير الخارجية السوري وليد المعلم موسكو اليوم في زيارة تستمر حتى 15 نيسان الجاري لإجراء محادثات مع لافروف، وأعلنت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية أن محادثات ثلاثية ستجري بين وزراء خارجية روسيا وإيران وسوريا في موسكو في 14 نيسان. وفي السياق، دعت اوساط دبلوماسية عبر "المركزية" الى ترقب ما قد ينتج عن هذه المشاورات، اذ ستشكل اختبارا أوّل لمدى تجاوب الروس مع الرسائل الاميركية بضرورة وقف مساندة دمشق ووقف التصعيد في الميدان ودفع الجميع الى طاولة المفاوضات، ذلك ان استمرار دمشق وطهران، حليفتي موسكو، في حملاتهما العسكرية ضد المعارضة، سيكون مؤشرا سلبيا في حسابات واشنطن، يدل الى استخفاف روسي بالادارة الاميركية الجديدة، على حد تعبير الاوساط.

 

معركة القانون... من اسقاط التمديد الى ادخال التعديلات على الصيغة الجديدة وكيف اسـتعدت معراب للمواجهة وتراجـع الثـنائي الشـيعي عن النسـبية؟

المركزية- من تحضير التحركات الشعبية لاسقاط التمديد واقرار قانون جديد، الى ادخال التعديلات المطلوبة على المختلط "القديم الجديد"، انتقلت اهداف المعركة التي يقودها التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية لتحقيق صحة التمثيل الميثاقي ومفهوم الشراكة الوطنية الحقّة في القانون العتيد.

فالصيغة المقترحة المستندة الى "التأهيلي مع النسبي" قابلة للحياة انما بشروط، وفق ما تؤكد اوساط معراب لـ"المركزية" كاشفة ان القيادة القواتية بدأت اعتبارا من اليوم اجتماعاتها مع كل القوى السياسية من اجل ايصال ملاحظاتها وافكارها وتعديلاتها بما يحسّن ويعطي المقترح الجديد ما يؤهله ليكون القانون الناضج والنافذ خلال اقل من شهر، المهلة المتاحة لانتاج الاتفاق. وتشير الى ان الملاحظات على الصيغة ليست محصورة بالقوات فحسب، ذلك ان معظم القوى لديها تعديلاتها، ما يعني ان ورشة جديدة انطلقت اليوم عنوانها نقل القانون الى مرتبة التعديل لبلوغه نقطة الالتقاء بين الجميع.

اما موقف الثنائي الشيعي بعد القرار الرئاسي، فتؤكد معراب انها حصلت على ضمانات بتخليه عن شرط النسبية الكاملة، بعدما لمس عمليا مدى المعارضة الشرسة للمبدأ من التيار الوطني والقوات والحزب التقدمي الاشتراكي وتاليا عدم تناسبها مع ظروف لبنان ولا مفر من القبول بالمختلط الذي يجمع بين النظامين ويشكل ضمانة لمعظم اللبنانيين. وتلفت الى ان بعد مشروع "منازلة" الامس توصل الجميع الى خلاصات مفادها ان لا تمديد من دون قانون بعدما عاينوا مدى الاصرار، الى درجة المواجهة مهما كلف الامر، لان المسألة من طبيعة ميثاقية لا يمكن التهاون بها. وتبعا لذلك، تولدت قناعة بضرورة تقديم تنازلات، وبدأت القوى التي كانت تعرقل تضع بعض الماء في نبيذها للوصول الى المساحة المشتركة التي تؤمن مصلحة البلد. وتسرد الاوساط تفاصيل السيناريو الذي كان معداً للمواجهة كالاتي: منذ لحظة الاعلان عن جلسة التمديد ظهر الثلثاء الماضي، تحركت القيادة القواتية فورا وعقدت اجتماعات على ارفع المستويات بدءا من الهيئة التنفيذية وصولا الى المراكز الحزبية واتخذ قرار بالاجماع للتصدي للتمديد طالما لم يقترن بالاتفاق على قانون جديد. واعتبارا من ليل الثلثاء اعطيت كلمة السرّ للامانة العامة التي عمدت الى توزيع الادوار على القطاعات والمصالح والاجهزة والمكاتب ابتداء من الساعات الاولى من صباح الاربعاء. وظهراً، اكتملت كل الاستعدادات والترتيبات، بعدما تم الاتصال بجمعيات التجار واتحادات البلديات والبلديات والنقابات العمالية وكان التجاوب ممتازا لجهة الالتزام بالاضراب والتفاعل مع التحركات الشعبية. ومع تقدم ساعات يوم الاربعاء، بدا جليا للقيادة القواتية ان رئيس الجمهورية يتجه جديا لاستخدام صلاحياته الدستورية في المادة 59، لكن وتحسباً لأي طارئ تواصلت الاستعدادات بالوتيرة نفسها، وعقد اجتماع في معراب ضم الامانة العامة بكل تفرعاتها ومكتب رئيس الحزب والمكاتب الحزبية المعنية حيث وضعت اللمسات الاخيرة على التحرك المفترض صباح الخميس. وانصرفت بعدها القيادة القواتية للمشاركة في ريسيتال عيد الفصح.

ومساء وحينما وجه الرئيس عون كلمته للبنانيين، معلنا استخدامه المادة 59، فأعطيت التعليمات بوقف التحضيرات واعادة الامور الى طبيعتها والغاء ما كان مقررا ليوم الخميس. وتضيف المصادر: لكن وبالتزامن مع التحضيرات اللوجستية للتحركات الشعبية التي شكلت ضغطا متعاظما على مسار المفاوضات السياسية لقانون الانتخاب، يمكن القول ان تقدما حصل على مستوى القانون الا انه يبقى غير كاف، وقد دخلت القوات اعتبارا من اليوم مع مجموعة تفاصيل وملاحظات وتعديلات على الصيغة المقترحة، التأهيلي مع النسبي من اجل تحسينه وجعله يعكس صحة التمثيل المطلوبة.

 

موقف حزب الله "الانتخابي" مدار رصـد بعد اعلان اتفاق مبدئي على "التأهيلـي" واتصالات لروتشته وسلّة تجمعه بمجلس الشيوخ..أما تعذّر التفاهم فيعوّم "الستين

المركزية- على نار الاستعدادات الحزبية والمدنية والنقابية للنزول الى الشارع رفضا للتمديد، أنضجت حركة الاتصالات الحثيثة التي دارت أمس في كل الاتجاهات بخاصة بين بعبدا والسراي وعين التينة والضاحية ومعراب وكليمنصو، صيغة "ما" نزعت فتيل مواجهة كان يمكن ان تأخذ بعدا مسيحيا – اسلاميا لو عقدت الجلسة التشريعية من دون الاحزاب المسيحية الكبرى اليوم في 13 نيسان بما يحمل هذا التاريخ من معان سلبية في ذاكرة اللبنانيين، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية". فكان ان استخدم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون صلاحياته ولجأ الى المادة 59 من الدستور مانعا بموجبها المجلس النيابي من الانعقاد لمدة شهر، وسرعان ما لاقاه رئيس المجلس في منتصف الطريق معلنا تأجيل الجلسة المفترضة الى 15 أيار المقبل. وفيما اعتبر أكثر من مراقب متشائم ان هذه الخطوة أرجأت الأزمة الانتخابية ولم تحلّها، وأنها صحيح ستشكل فسحة لاتصالات اضافية لمحاولة التوصل الى اتفاق حول القانون المنتظر، الا انها لن تتمكن من بلوغ الهدف المرجو، تبدو المصادر اكثر تفاؤلا. وتتحدث عن اتفاق شبه مبدئي أنتجته مباحثات الاربعاء على اعتماد صيغة "التأهيل" التي طرحها وزير الخارجية جبران باسيل ليتم الاستحقاق بموجبها على مرحلتين، الأولى يحصل فيها التأهيل وفق الاقتراح الأرثوذكسي الأكثري وعلى مستوى القضاء، وثانية، يجري فيها الانتخاب على أساس النسبية الكاملة، وعلى مستوى عشر دوائر، على ان يحصل الاستحقاق بعد تمديد تقني لا يتخطى أيلول المقبل. وفي حين تشير الى ان الايام المقبلة ستركز على ادخال تعديلات وروتشات على هذا القانون، خصوصا ان فيه أكثر من ثغرة أبرزها لجهة حرمان مواطنين من الانتخاب في الدورة الاولى اذا كانوا موجودين في مناطق لا مرشحون فيها من طائفتهم (كمسيحيي صور ومسلمي كسروان)، تلفت المصادر الى ان يبقى رصد موقف القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي من الصيغة المطروحة علما ان رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط اعتبر اليوم ان "مجرد الحديث عن تأهيل انتخابي على صعيد طائفي هو الغاء للشراكة". واذا كانت عطلة عيد الفصح التي سيدخل لبنان تحت تأثيرها ابتداء من اليوم ستبطّئ من همّة الاتصالات الانتخابية، فان المصادر تتوقع ان تنشط عجلة المشاورات مجددا ابتداء من الثلثاء المقبل على صعيد اللجنة الوزارية او مجلس الوزراء او في لقاءات ثنائية وثلاثية ورباعية. وفي السياق عينه، توضح المصادر ان الاتفاق على الصيغة التأهيلية اذا ما تمّ، قد يكون جزءا من سلّة تتضمن ايضا تعهدا بتشكيل مجلس للشيوخ فينتخب هو، في الاستحقاق الذي يلي الانتخابات النيابية المنتظرة، على الاساس الارثوذكسي فيما تعتمد النسبية الكاملة أو الانتخاب من خارج القيد الطائفي في البرلمان، اضافة الى ارساء اللامركزية الادارية. في الاثناء، تدعو المصادر الى رصد المواقف التي ستصدر عن "حزب الله" في المرحلة المقبلة للتثبت من حقيقة تخلّيه عن "النسبية" الكاملة، علما ان المصادر تكشف هنا ان "حزب الله" ابلغ باسيل في الساعات الماضية موافقته مبدئيا على التأهيلي. فبعد ان رفض "المختلط" وأسقطه، كان من الصعب أن يرفض التأهيلي أيضا، خصوصا ان حليفه الرئيس بري سبق ان طرح مشروعا تأهيليا. أما اذا عاد "الحزب" وتصلّب انتخابيا فرفع شعار النسبية الكاملة مجددا، فهذا يعني وفق المصادر ان المأزق سيتجدد في أيار المقبل، متوقعة ان ترتفع في هذه الحال الاصوات المنادية باجراء الانتخاب وفق القانون النافذ اي الستين بدلا من الذهاب الى الفراغ او التمديد.

 

 كيف تتخطى المصارف قطوع العقوبات الاميركية الجديدة؟ومعالجة هادئة واتصالات تستبق القانون "غير المعجــل"

المركزية- في انتظار صدور مشروع القانون الأميركي الجديد الذي يشدد العقوبات على "حزب الله"، شكّل مجلس الوزراء وفداً وزارياً إلى واشنطن لمتابعة الموضوع والاطلاع على مراسيمه التطبيقية، فيما ينكبّ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ومجلس إدارة جمعية المصارف برئاسة جوزف طربيه، على متابعة الناحية التقنية لمشروع القانون لدرسها وتمحيصها. وبحسب مصادر مالية ومصرفية مطلعة لـ"المركزية"، تنقسم آراء المصرفيين حيال هذا المشروع في اتجاهين:

- الأول يعتبر أن هذا الموضوع ذو طابع سياسي وبالتالي من المفترض أن يكون التحرك سياسياً في اتجاه الولايات المتحدة الأميركية، وكشف عن التداول في تشكيل وفد نيابي لبناني لزيارة واشنطن ومقابلة المسؤولين الأميركيين قبل صدور القرار، وقد تكون بعد الأعياد مباشرة.

في حين يطالب البعض بإنشاء خلية أزمة من وزارتيّ الخارجية والمال للإسراع في درس هذا الموضوع الذي بات يشكّل ضرراً على لبنان واقتصاده.

أما بالنسبة إلى المصارف، فتحرّكها يقتصر على زيارات روتينية إلى الولايات المتحدة الاميركية للبحث مع المصارف المراسلة في التطورات المصرفية، وبالتالي يمكن التطرق إلى موضوع العقوبات الأميركية، في ظل الحديث عن وجود مشروع قانون مطروح في لجنة الشؤون الخارجية من المحتمل إحالته إلى الكونغرس بعد المصادقة عليه من قِبل هذه اللجنة.

- الاتجاه الثاني يعتبر أن هذا الموضوع هو ذو طابع سياسي لكنه تقني أيضاً ومن المفترض بجمعية المصارف أن تتابعه وتعالجه قبل فوات الأوان، لأن في حال تم التصويت على مشروع القانون تجب معرفة ضرره على المصارف والمواطنين في لبنان، وبالتالي يجب أن تواكب الجمعية العمل السياسي المتوقع إضافة إلى التعاون مع حاكمية مصرف لبنان التي باتت تملك الخبرة والمفاوضات والتجارب، لذلك يجب إنهاء معالجة مسألة التجديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة لإبعاده عن التجاذبات السياسية ومعالجة العقوبات الاميركية المرتقبة.

واعتبرت أن "الوقت متاح لمعالجة هذا الموضوع الذي ما زال قيد الدرس لدى الأميركيين"، ونفت التوقعات بصدور مشروع القانون في أيار المقبل، وقالت "هذه المعلومات ليست صحيحة، بل يلزم المشروع الوقت الكافي تمهيداً لذهاب وفد نيابي أو سياسي إلى الولايات المتحدة أو إجراء اتصالات سريعة مع المسؤولين الأميركيين. وقد كغى هذا الموضوع على سطح الاهتمامات في ضوء الأنباء الواردة من الولايات المتحدة الأميركية عن مشروع قانون جديد للعقوبات الاميركية. وفي ضوء ما ذُكر أن مسؤولين مصرفيين زاروا الولايات المتحدة لمتابعة الموضوع، إلا أن البعض يريد أن تتم المعالجة بهدوء وموضوعية بعيداً من الإعلام كي يتمكن لبنان من تجاوز هذا "القطوع" الجديد.

 

 بري الرابح الأكبر من تأجيـل انعقاد الجلسـة؟ والتفاؤل بالقانون قائم وحذار العودة إلى "الستين"

المركزية- إذا كان العهد وحلفاؤه يصرون على أن الخطوة الرئاسية التي ألغت الجلسة النيابية التي كانت مقررة اليوم، تعد نصرا للعهد وللرئيس ميشال عون، لجهة التأكيد أنه "رئيس قوي" يستطيع فرض ايقاعه وإرادته على الدولة ومؤسساتها ومسارها السياسي، فإن كثيرين يقرأون بين سطور مشهد الأمس هدفا سجلته عين التينة في مرمى الآخرين، لجهة دفع الجميع إلى تدارك مأزق تمديد ليس في الأفق ما يشي باستبعاده نهائيا، وإن بدا كثيرون متفائلين في هذا الشأن. ويشدد مراقبون للوضع اللبناني عبر "المركوية" على أن "المنتصر الأكبر في ما جرى أمس هو الرئيس بري لأنه فرض جدول أعمال المرحلة السياسية المقبلة، مع جدول زمني لأنه كان على علم بأن في حال عدم وضع بند التمديد (على جدول أعمال الجلسة التي كان من المفترض عقدها اليوم)، كانت البلاد ستبقى بلا قانون، وهو يعرف أيضا أن رئيس الجمهورية يستطيع تعليق عمل المجلس، ما يعني دخول المجلس في حال فراغ، في ضوء موقف رئيس الجمهورية المبدئي الرافض للتمديد، وهذا الأمر يعتبر بداية فراغ دستوري ومؤسساتي خطير. ويلفت المراقبون أيضا إلى أن الأمور مرسومة في توقيتها بشكل يسمح برسم الصورة الآتية: بعد شهر من اليوم، إن لم ينجح الأفرقاء في الاتفاق على قانون، يعود التمديد إلى رأس جدول الأعمال النيابي، وأمام هذه الصورة سينادي الرئيس بري بالتمديد باعتبار أنه أعطى الجميع كل الفرص المتاحة، علما أن الرئيس عون لن يستطيع الرجوع إلى المادة 59 مجددا". غير أن الخطر الأكبر يكمن في أن الخطة "ب" لن تكون إلا قانون الستين الذي ترفضه الغالبية الساحقة من اللبنانيين. ويشير المراقبون إلى فشل تتحمله أولا حكومة أخذت على عاتقها انجاز قانون انتخابي طال انتظاره، "ذلك أن "رئيس الجمهورية اشترى وقتا للحكومة، وضعف الأداء السياسي للفريق الوزاري دفع الرئيس عون للتدخل لتفادي الحلول القسرية والمجتزأة.

وبعد التفاؤل المفاجئ باحتمال الخروج بقانون عجز عنه الأفرقاء طوال ما يقارب عقدا من الزمن، ينبه المراقبون إلى "أننا اليوم أمام شد حبال كبير لأن هناك قانونا مختلطا على أساس عشر دوائر، مع تأهيل على مستوى القضاء، يقترب اللاعبون من الاتفاق في شأنه، علما أن الخلاف لا يزال قائما على النسب في القضاء. ففي وقت يصر الوزير باسيل على تأهيل مرشحين اثنين، ينادي الرئيس بري باعتماد نسب مئوية معينة، علما أن اعتماد موقف الوزير باسيل يجعل النسبية شكلية لأن أول الفائزين يمكن أن يكون أول المدعومين من الثنائية المسيحية، في الدوائر المسيحية، على سبيل المثال، وفي ذلك تفريغ للنسبية من معناها".وردا على الكلام عن بعد طائفي خطير أعطي للمشهد اللبناني أمس بفعل فرز مواقف طائفي بامتياز، يؤكد المراقبون أن "هذه معركة سياسية وطنية، ذلك أن الحقوق المسيحية تصل بعيدا من منطق المحاصصة بل لا يصب إلا في مصلحة الزعيم، لذلك لا يجوز القول إنها معركة تحصيل حقوق المسيحيين، بل معركة إعطاء الناس فرصة تقرير مصيرهم السياسي عن طريق الانتخابات". اضافوا: السياسة تبنى على الأمل، ولا يمكن الجزم بأن الأمور لن تستوي، لكن الأمور تحتاج إلى محاولات جدية وفعلية. ذلك أن الخوف الأكبر يكمن في غياب الإقتناع بالنسبية، بدليل أن ما يعرض اليوم ليس إلا ستين مقنعا مغلفا بورقة النسبية الشكلية، ويعطي مفاعيل الستين، بدليل أن الثنائية المسيحية تحاول تفصيل صيغة تتيح لها إنتاج أكبر عدد من المقاعد لتؤكد حصرية التمثيل المسيحي لصالحها، في وقت يبدأ الدفاع عن حقوق المسيحييين بمحاربة الفساد ونظافة الكف ليستطيع المسيحيون والمسلمون العيش بسلام في هذا البلد.

 

 تأجيل التمديـد للمجلس جنّب البلاد مأزقا واتاح الاتفــاق و"الستون" معدلا والانتخابات في ايلول "السيناريو" الاوفر حظا

المركزية- جنّب لجوء رئيس الجمهورية ميشال عون الى المادة 59 من الدستور القاضية بتعليق عمل المجلس النيابي شهرا البلاد من صدام كان محتما في الشارع في ما لو مضى الفريقان، المعارض لانعقاد الجلسة والمؤيد لها نحو تنفيذ ما اعداه من خطوات وخطط.

وفيما اشاد كثيرون بهذا الاخراج الذي تم اعداده واللجوء اليه في الربع الساعة الاخير من عملية عض الاصابع التي كانت تدور بين اركان السلطة، تقول مصادر سياسية مطلعة ان مهلة الشهر ستشكل فرصة اضافية لاختبار النيات الحقيقية من موضوع اجراء الاستحقاق النيابي والسعي منذ اليوم لايجاد صيغة انتخابية جديدة تحظى بتأييد غالبية الاطراف. واذ تعترف المصادر بعودة الحكومة الى تلقف المبادرة في صياغة مشروع انتخابي جديد وتحمل مسؤولياتها في هذا الاطار، فهي تكشف عن توجه لعقد مجلس الوزراء جلسات متتالية بدءا من الاسبوع المقبل لدراسة المشاريع والاقتراحات الانتخابية المطروحة على بساط البحث وتم تداولها في الاشهر الثلاثة الاخيرة بدءا من القانون الموجود "الستين" مرورا بما يعرف بمشروع حكومة ميقاتي اضافة الى ما صاغه التيار الوطني الحر ورئيسه الوزير جبران باسيل من مشاريع مختلطة تجمع ما بين الاكثري والنسبي وصولا الى ما يطرحه الثنائي الشيعي من نسبية على اساس لبنان دائرة واحدة.

وتعتقد المصادر ان قانون "الستين" معدلا على قاعدة اعادة النظر في الدوائر سيكون الاسهل اعتمادا والاوفر حظا من بقية المشاريع المطروحة وسيقره مجلس الوزراء بالغالبية ان لم يكن بالاجماع ويرسله الى المجلس النيابي الذي يصادق عليه بدوره في جلسة يعقدها لهذه الغاية وتتخللها الموافقة على تمديد تقني للمجلس لفترة ثلاثة اشهر لا اكثر وهي المدة التي يصر رئيس الجمهورية على عدم تجاوزها بحيث تُجرى الانتخابات النيابية في اواخر شهر ايلول المقبل بعد انتهاء موسم الاصطياف وقبل بدء العام الدراسي، علما ان الاشهر الثلاثة هي مهلة ملزمة تلحظ من ضمنها 60 يوما اي شهرين لدعوة الهيئات الناخبة وشهرا (30 يوما) للقيام بالحملات الانتخابية وذلك قبل اجراء الانتخابات ووفقا لأي قانون. واذ تستطرد المصادر هنا رابطة بين الاخراج الذي تم اللجوء اليه امس والعناوين المطروحة للبحث على المسار الانتخابي الجديد، فهي لا تستبعد ايضا ان تكون عناوين المرحلة المقبلة لتحرك السلطتين التنفيذية والتشريعية اتت من ضمن مبادرة اللجوء الى المادة 59 من الدستور والتجاوب الذي ابداه رئيس المجلس النيابي ومسارعته الى اعلان الالتزام بها وتحديد الموعد الجديد لجلسة التمديد للمجلس النيابي.

 

جـابر: "التأهيـلي" سـيقر قريبـاً و"مجلس الشيوخ " كاد ينسف التوافق"

المركزية- أضحت مخارج ربع الساعة الاخير المنقذ للاستحقاقات المصيرية في لبنان مشهداً يتكرر عند كل محطة مفصلية في ظل تعذر التوافق الا بعد الوصول الى حافة الهاوية. المشهد تكرر أمس لكن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تلقفه بالتنسيق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة سعد الحريري تجنبا للانزلاق الى المأزق الكبير. عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ياسين جابر أوضح عبر "المركزية" أن "يوم الأحد حصل تقدم للاتفاق على قانون انتخاب، وكنا قاب قوسين أو أدنى من التوصل لصيغة مشتركة، بيد أننا تفاجأنا الاثنين بوضع رئيس تكتل التغيير والاصلاح جبران باسيل شرطا جديدا لا علاقة له بقانون الانتخاب، بحيث طرح موضوع مجلس الشيوخ، الامر الذي هدد بتفجير قانون الانتخاب، بعد أن قطعنا شوطا كبيرا"، مضيفا "من هنا اضطر الرئيس بري هيئة المكتب للاجتماع، كخطوة احترازية ولافساح المجال لمخرج من الفراغ اذا تعذر التوافق، ولتجنب اللجوء الى المادة 59 من الدستور في آخر نيسان ما يهدد بالفراغ". ولفت الى أن "هذه الدعوة حرّكت المساعي وضاعفت الجهود للتوصل الى مخرج ينقذ البلاد من الفراغ"، مشيرا الى أن "استعمال المادة 59 في وقت مبكر خير من استعمالها في ما بعد، فإذا لم تفض المشاورات الى اتفاق نتوجه الى التمديد مع العلم أن التوافق أصبح وشيكا"، متسائلا "لماذا التطرق الى موضوع تفجيري فيما الاولوية الملحة لقانون الانتخاب، وبعد كل الجهود التي بذلت للوصول الى اتفاق"؟، مشيرا الى أن "ورقة التفاهم مع التيار الوطني الحر أصيبت بنكسة جراء ما حصل، ولكن التفاهم أمر لا بد منه ولا عداء مع التيار".

وأشار الى أن "الاتفاق أفضى الى الاقتراح الذي ينص على إجراء الانتخابات على مرحلتين، الأولى تأهيل وفق الأرثوذكسي الأكثري على مستوى القضاء، والثانية على أساس النسبية الكاملة على عشر دوائر، وبعض النقاط العالقة لن تقف حجر عثرة أمام اقراره"، لافتا الى أن "الوزير باسيل طالب بتأهل مرشحين اثنين بينما المستقبل طالب بثلاثة، أما موقف الثنائي الشيعي فكان يطالب بنسبة تأهيل 10 %، ولكن هذه النقاط ليست فاصلة وبالتالي يمكن حسمها خلال التصويت في المجلس". وتابع "الجو تغير بعد تسوية الامس والقانون سيقر قريبا وقد تقصر مدة التمديد وفقا للضرورات اللوجستية، والمفروض أن الوزير باسيل تنازل عن طرح موضوع مجلس الشيوخ، ومجلس الوزراء سينكب على دراسة الصيغة وتبديد تساؤلات بعض الكتل المعترضة، لحصد أكبر توافق ممكن في مجلس الوزراء". وعن تنازل "أمل" عن رفضها للطرح الطائفي الذي لطالما نادت به، قال "ما كل ما يتمنى المرء يدركه، والتجييش الطائفي الذي حصل أمس، والخوف من اصطدام شوارع ببعضها، اضافة الى الاخطار التي تداهم لبنان ان كان على الحدود أو في الداخل، معطيات دفعت الرئيس بري الى القبول بهذه الصيغة"، مشيرا الى أن "مطلبنا بنسبية على دوائر موسعة تحقق، ونحن لم نهدد بالشارع للحصول عليه". أما في الشق المالي، فقال "تعطيل عمل المجلس لا يعطل عمل اللجان، وبالتالي سنكسب الوقت للانكباب على دراسة الموازنة على أمل أن تقر بموازاة قانون الانتخاب"، مشيرا الى أن "دراسة الموازنة تحدد لنا الواقع المالي الحقيقي للبنان الذي على أساسه سنحدد ايرادات السلسلة".

 

 كيف تتخطى المصارف قطوع العقوبات الاميركية الجديدة؟ ومعالجة هادئة واتصالات تستبق القانون "غير المعجــل"

المركزية- في انتظار صدور مشروع القانون الأميركي الجديد الذي يشدد العقوبات على "حزب الله"، شكّل مجلس الوزراء وفداً وزارياً إلى واشنطن لمتابعة الموضوع والاطلاع على مراسيمه التطبيقية، فيما ينكبّ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ومجلس إدارة جمعية المصارف برئاسة جوزف طربيه، على متابعة الناحية التقنية لمشروع القانون لدرسها وتمحيصها. بحسب مصادر مالية ومصرفية مطلعة لـ"المركزية"، تنقسم آراء المصرفيين حيال هذا المشروع في اتجاهين:

- الأول يعتبر أن هذا الموضوع ذو طابع سياسي وبالتالي من المفترض أن يكون التحرك سياسياً في اتجاه الولايات المتحدة الأميركية، وكشف عن التداول في تشكيل وفد نيابي لبناني لزيارة واشنطن ومقابلة المسؤولين الأميركيين قبل صدور القرار، وقد تكون بعد الأعياد مباشرة.

في حين يطالب البعض بإنشاء خلية أزمة من وزارتيّ الخارجية والمال للإسراع في درس هذا الموضوع الذي بات يشكّل ضرراً على لبنان واقتصاده.

أما بالنسبة إلى المصارف، فتحرّكها يقتصر على زيارات روتينية إلى الولايات المتحدة الاميركية للبحث مع المصارف المراسلة في التطورات المصرفية، وبالتالي يمكن التطرق إلى موضوع العقوبات الأميركية، في ظل الحديث عن وجود مشروع قانون مطروح في لجنة الشؤون الخارجية من المحتمل إحالته إلى الكونغرس بعد المصادقة عليه من قِبل هذه اللجنة.

- الاتجاه الثاني يعتبر أن هذا الموضوع هو ذو طابع سياسي لكنه تقني أيضاً ومن المفترض بجمعية المصارف أن تتابعه وتعالجه قبل فوات الأوان، لأن في حال تم التصويت على مشروع القانون تجب معرفة ضرره على المصارف والمواطنين في لبنان، وبالتالي يجب أن تواكب الجمعية العمل السياسي المتوقع إضافة إلى التعاون مع حاكمية مصرف لبنان التي باتت تملك الخبرة والمفاوضات والتجارب، لذلك يجب إنهاء معالجة مسألة التجديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة لإبعاده عن التجاذبات السياسية ومعالجة العقوبات الاميركية المرتقبة.

واعتبرت أن "الوقت متاح لمعالجة هذا الموضوع الذي ما زال قيد الدرس لدى الأميركيين"، ونفت التوقعات بصدور مشروع القانون في أيار المقبل، وقالت "هذه المعلومات ليست صحيحة، بل يلزم المشروع الوقت الكافي تمهيداً لذهاب وفد نيابي أو سياسي إلى الولايات المتحدة أو إجراء اتصالات سريعة مع المسؤولين الأميركيين. وقد كغى هذا الموضوع على سطح الاهتمامات في ضوء الأنباء الواردة من الولايات المتحدة الأميركية عن مشروع قانون جديد للعقوبات الاميركية. وفي ضوء ما ذُكر أن مسؤولين مصرفيين زاروا الولايات المتحدة لمتابعة الموضوع، إلا أن البعض يريد أن تتم المعالجة بهدوء وموضوعية بعيداً من الإعلام كي يتمكن لبنان من تجاوز هذا "القطوع" الجديد.

 

"القوة المشتركة" تّحكم قبضتها على مخيم عين الحلوة وبدر متوارٍ في جامع الصفصاف ويخضع للعــــلاج

المركزية- بعد اشتباكات دامت قرابة الأسبوع بين مجموعة الارهابي بلال بدر والقوة المشتركة وأسفرت عن 7 قتلى و50 جريحا، أرخى انتشار القوة المشتركة الفلسطينية في حي الطيري معقل بدر المتواري عن الانظار، ارتياحا لدى سكان المخيم والشارع الفوقاني الذين خرجوا لتفقد ممتلكاتهم. وعاش المخيم ليلة هادئة، لم يتخللها اطلاق للنار، فيما يتوارى بدر في جامع الصفصاف حيث يخضع للعلاج من اصابة تعرض لها، بإشراف "عصبة الانصار". وأعلنت قيادة "فتح" في لبنان أن "الجهد الفلسطيني المشترك الذي تبلور من خلال الاجتماعات بين مختلف القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية، أسفر عن اتفاق واضح ومُلزم للجميع على ضرورة اقتلاع الحالة الشاذة التي شكلها بلال بدر من خلال سلوكه الاجرامي واصراره على تعطيل كافة الاتفاقات وبتحديه الفصائل والقيادات كافة".

واتخذت القيادة الفلسطينية قرارها الجماعي والقاضي بالاجراءات الحاسمة وهي:

– تفكيك حالة بلال بدر وانهاؤها بشكل كامل ومطاردته مع مجموعته.

– انتشار القوة المشتركة في حي الطيري وتموضعها في المواقع التي تجدها مناسبة لحفظ الامن وضبط الوضع الداخلي.

وأشارت الحركة إلى أن "اعطاء بعض المهل لأطراف للتدخل والوساطة، لم يكن نابعاً من ضعف أو تردد، ولكن حرصاً على المخيم وأهله وعلى العمل المشترك"، مشيرة الى "الدور الايجابي الذي لعبته قيادة الجيش والأجهزة الامنية من اجل تحقيق الاهداف التي اعتمدتها قيادة الفصائل مجتمعة، ما شكل دعامة أمنية وسياسية للحركة"، مضيفة "القوة المشتركة مدعومة من قيادة الامن الوطني الفلسطيني أقدمت على تنفيذ القرارات المتخذة ودخلت حي الطيري وسيطرت على المناطق المجاورة للحي والمتداخلة معه". إلى ذلك انعقد في مكتب رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة" الشيخ ماهر حمود في صيدا لقاء ضم امين سر تحالف القوى الفلسطينية ممثل "حركة الجهاد الاسلامي" في لبنان ابو عماد الرفاعي، ممثل حركة "حماس" في لبنان علي بركة ونائبه احمد عبد الهادي "أبو ياسر"، مسؤول "القيادة العامة" في لبنان ابو عماد رامز ومسؤول العلاقات السياسية لـ "حركة الجهاد الاسلامي" في لبنان شكيب العينا. وبحث اللقاء الاوضاع الامنية في المخيم على خلفية انتشار "القوة المشتركة" في حي الطيري بعد الاتفاق الذي لعب الشيخ حمود دورا بارزاً في اتمامه وانجاحه. واعتبر حمود أن " وقف اطلاق النار وانتشار القوة المشتركة في الطيي وتواري بدر هو افضل الممكن"، موضحا " في ظل ظروف الايام الاخيرة، لم يكن هنالك مجال للحسم العسكري وكنا نتمنى ان يكون هناك حل امني من حيث المبدأ، ولكن ما حصل هو أفضل ما يمكن"، آملا أن "يكون ذلك مقدمة لأمن وامان المخيم وجواره و محاصرة حقيقية لكل متطرف وارهابي".

وأشار بركة الى أن "القوة المشتركة نفذت قرار القيادة السياسية وستواصل العمل من اجل القاء القبض على الذين اعتدوا على استقرار المخيم"، مؤكدا "منع تحويل المخيم الى ساحة لتصفية الحسابات او الى صندوق بريد الى أحد"، مشيرا الى ان" بدر فار من العدالة ومطلوب للقوة المشتركة وهو في مخيم عين الحلوة".

وبعد الهدوء الامني الذي عم المخيم، تفقد السكان منازلهم التي تضررت جراء الاشتباكات، وعلم ان رئيس بلدية صيدا محمد السعودي سيعوض جزءا من قيمة الاضرار التي اصابت اللبنانيين في المخيم. وأحرق سكان المخيم منزل بدر قبل دخول القوة المشتركة الى الحي كردة فعل على ما اقترفه بحقهم.

وأشارت مصادر فلسطينية لـ"المركزية" الى أن "عثر على جثث بين المنازل المدمرة تعود لعناصر كانت تقاتل مع بدر، وأمر بدفنها في حي الطيري، وتجري "القوة المشتركة" تحقيقا بشأنها"، مضيفة "بلال بدر أصيب برقبته من اليوم الأول للمعركة وهو يخضع للعلاج في جامع الصفصاف تحت اشراف "عصبة الانصار الاسلامية". وكان لافتا تصريح مسؤول الاعلام المركزي لـ"حركة فتح" رفعت شناعة، الذي قال "كيف يكون الارهابي بلال بدر ملاحقا من قبل القوة المشتركة لاعتقاله وتسليمه للعدالة الفلسطينية واللبنانية لمحاكمته، ويتم نقله من مربعه الامني في حي الطيري الى مربع اخر داخل المخيم؟ ومن كان يمده بالعديد والعتاد ووجبات الطعام؟ وأضاف "رعاة الارهاب ما زالوا تحت تأثير الصدمة من جراء النصر الاستراتيجي الذي حققته قوات الأمن الوطنيّ الفلسطيني وعلى رأسهم "حركة فتح"، وهم يحاولون بشتى الوسائل التقليل من تداعيات الهزيمة فتراهم تارة ينشرون بعض الفيديوهات القديمة لهم، وطورا بعض الصور.

وأشار الى أن " في ظل هذه التطورات وفي ظل انسحاب وهروب بلال بدر ومجموعته، هل المطلوب من قادة الفصائل وعلى رأسهم حركة فتح ان يفتحوا معركة اخرى في مربع آخر وكسر الجرة كلها، أم الاكتفاء بتحرير حي الطيرةيالقلعة الحصينة لبدر، وانتشار القوة المشتركة، ويبقى بلال مطلوبا باعتباره مطاردا من القوة المشتركة التي ستفرض وجودها في كافة ارجاء المخيم"، مضيفا "لقد كان هناك اجماع سياسي من قبل قيادة القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية على اجتثاث بلال وجماعته من حي الطيري، وإن إثبات عدم وجود بلال في حي الطيري يؤكد هروبه الى مربع آخر".

وأشارت معلومات لـ"المركزية" الى أن "جماعة بدر من فلسطينيين وسوريين تهجروا الى المخيم من سوريا، ويحملون فكرا سلفيا متشددا، كما ان الارهابيين الاخرين المقيمين في حي الصفصاف ساندوا بدر ودعموه وكانوا سلكوا طريق سيروب – النبعة – بستان الطيار، وبقي منهم 10 قاتلوا حتى امس واصيبوا بجروح ونقلوا الى مستوصف الصفصاف"، مضيفة أن "الارهابيين أسامة الشهابي وهلال هلال وأحمد الشريدي، هبوا لنجدة بدر منذ اليوم الاول، ووفروا له الامداد والمؤن والسلاح. وهم اليوم متوارون في منازلهم في حي الصفصاف ولم يخرجوا منها منذ سقوط مربع بدر. وأصروا على البقاء في المعركة لولا الضغط الذي تعرضوا له من قبل "عصبة الانصار" و"الحركة المجاهدة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

قصة "أم القنابل" التي ألقتها أميركا على "دواعش" الأفغان

الجمعة 17 رجب 1438هـ - 14 أبريل 2017م/لندن - كمال قبيسي/العربية نت/قنبلة GBU-43/B التي ألقتها الولايات_المتحدة على "دواعش" #أفغانستان اليوم الخميس، في أول استخدام حربي لها منذ طورتها شركة أميركية في مختبرات أبحاث الجيش الأميركي قبل 15 سنة، معروفة بأحرف MOAB اختصارا لوصفها الشعبي المرعب، وهو Mother of All Bombs أو " أم_القنابل " مع أنها الأم والأب بامتياز. أما عسكريا، فالأحرف حقيقة هي اختصار لاسمها العلمي Massive Ordnance Air Brust ومعناه "قنبلة الذخائر المكثفة الانفجارية بالهواء" وهي مصممة لتدمير القوات البرية والمدرعات المنتشرة في منطقة واسعة، على حد ما قرأت "العربية.نت" في سيرتها المتوافرة انترنيتيا، كما بمواقع اعلامية عسكرية، تجمع بأنها أقوى سلاح تم صنعه على الاطلاق، من خارج الترسانات_النووية. أم القنابل والطائرة التي ألقتها على تجمعات داعشية في مقاطعة آشين الأفغانية، وفي الأسفل صورة ثانية للقنبلة البالغ ثمنها 16 مليون دولار، ووزنها التقريبي 10000 كلغ، منها 8 أطنان متفجرات

وخضعت "أم القنابل" لأول اختبار في بداية 2003 بقاعدة Eglin الجوية في ولاية فلوريدا، وثانية بأوخر العام نفسه، واستعجالا لدعم الحرب بالعراق، تم انتاج 15 منها، الا أن البنتاغون لم يضطر لاستخدام أي منها، لا في العراق ولا بأي نزاع آخر، لذلك يعتقد محللون عسكريون أن الكمية التي تم انتاجها، بقيت هي نفسها، الى أن أصبحت 14 قنبلة بعد استخدام واحدة اليوم في أفغانستان ، حيث البنتاغون ورجاله على الأرض وحدهم يعرفون ما نتج عن تفجيرها هناك من خراب وتدمير وقتل ربما طال "دواعش" بالمئات.

مادة تفجيرية أخطر من "تي أن تي" الشهير

قنبلة MOAB التي تزن 9525 كيلوغراما، ليست اختراقية للتحصينات والموانع الجغرافية الطبيعية، بل لتدمير أهداف أفقية في مساحة أرض واسعة، كتجمعات العتاد والجنود معا، أو الاهداف المحمية أو المخبئة في التضاريس الجبلية، أو حتى في الوديان العميقة، عبر صعق ما في "بطنها" لما وزنه 8164 كيلوغراما من متفجرات يسمونها Tritonal المعروفة كخليط خطير نسبته 80% من مادة TNT و20% من مسحوق الألومنيوم، المساعد على زيادة سرعة انفجار "تي أن تي" لزيادة الضغط الناتج عن التفجير نفسه.

محتويات القنبلة التفجيرية ونوعيتها، تجعلها الأقوى بين القنابل غير النووية

ضغط التفجير، يجعل الخليط أقوى بنسبة 18% من TNT الشديدة الانفجار أصلا، لذلك فحين تنفجر "أم القنابل" على ارتفاع متر و80 سنتيمترا عن الأرض، ينتشر الضغط التفجيري أفقيا وهائلا على جوانب مركز المنطقة المستهدفة، فيحل فيها الموت والخراب السريع، وبقنبلة قرأت "العربية.نت" في موقع متصل بالجيش الأميركي، أن ثمنها 16 مليون دولار، وأن روسيا قلدت واحدة مثلها، وزعمت بأنها أقوى منها، ولكن من دون أي دليل.

أكبر وأقوى قنبلة ذكية تم صنعها

ويتم القاء MOAB البالغ طولها 9 أمتار وقطرها متر واحد، بطريقة مختلفة عن القنابل التي يتم اسقاطها من فتحات خاصة في الطائرات عادة، أي بدفعها من باب خلفي في طائرة للشحن، منهاC-130 Hercules الشهيرة، أو نظيرتها MC-130E Combat Talon المقاتلة في الوقت نفسه، وهي التي ألقتها الخميس، وحتى من طائرة F-16 المتمتعة بقدرة أكبر على المواجهة. الانفجار الأفقي فوق الأرض لأم القنابل يدمر كل المنطقة التي طالها الضغط التفجيري

يضعونها على منصة متحركة في مؤخرة الطائرة، ومنها يتم سحبها مع المنصة بواسطة مظلة الى لخارج لتسقطها معها، ثم تنفصل المنصة عنها لتسقط "أم القنابل" وحدها، وتنفجر في الهواء قبل وصولها الى الأرض، بحسب ما نرى في فيديو تعرضه "العربية.نت" أدناه، وهو عن تجربتها في 2003 لأول مرة، حيث قام نظام GPS عبر الأقمار_الاصطناعية ، بتوجيهها الى الهدف المبرمج، جاعلا منها أكبر وأقوى قنبلة_ذكية تم صنعها. ولم يذكر الجيش_الأميركي الا القليل عن تفجيره للقنبلة اليوم، سوى أن طائرة طراز MC-130 هي التي قامت بالقائها في مقاطعة "آشين" باقليم "نانغارهار" الأفغاني، وأن وزنها 10 أطنان، وما عدا ذلك يبقى مجهولا حتى اشعار اعلامي آخر.

 

لافروف: واشنطن لن تكرر ضرب النظام السوري

محادثات ثلاثية بين روسيا وإيران والنظام السوري في موسكو الجمعة

الجمعة 17 رجب 1438هـ - 14 أبريل 2017م/دبي - قناة العربية/طمأن وزير الخارجية الروسي سيرغي_لافروف وزير خارجية النظام السوري وليد_المعلم بأن لقاءه مع وزير الخارجية الأميركي ريكس_تيلرسون تضمن اتفاقاً على عدم تكرار الضربة_الأميركية لمواقع النظام. فبعد ساعات من زيارة عاصفة لوزير خارجية الولايات المتحدة إلى موسكو اجتمع لافروف بالمعلم وذلك للتناقش حول تداعيات الضربة الأميركية على الشعيرات. يأتي ذلك فيما من المرتقب أن ينضم الى المبحثات، الجمعة، وزيرالخارجية الإيراني جواد_ظريف. ولا شك أن تلك الاجتماعات ستناقش أيضاً الرد الأميركي الأخير وقصف مطار الشعيرات وسبل الرد في سوريا أو المحافل الدولية. إذاً يجلس الروس مرة أخرى مع الإيرانيين رغم الخلافات الواضحة على الأرض السورية، ومع النظام رغم كل أسباب الإحراج التي يسببها لهم. تحرك دبلوماسي روسي كبير رغم الضغط الغربي المتزايد للتخلي عن الأسد. في الأثناء دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا #هولاند #واشنطن لاستغلال فرصة عدم قدرة روسيا على الرد على الضربة الأميركية وانشغال #إيران بانتخابتها الرئاسية من أجل إحدث انعطاف جذري لناحية حل الأزمة السورية.

مصر.. الكشف عن هوية انتحاري كنيسة طنطا

الخميس 16 رجب 1438هـ - 13 أبريل 2017م/القاهرة – أشرف عبد الحميد/العربية نت/أعلنت وزارة_الداخلية_المصرية أن الانتحاري الذي نفذ تفجير كنيسة مار_جرجس بطنطا يدعى ممدوح أمين محمد بغدادي من محافظة قنا. وقتل 30 شخصاً على الأقل وأصيب 71 آخرون، بانفجار داخل #كنيسة_طنطا في مدينة طنطا شمال العاصمة المصرية القاهرة، قبل ظهر الأحد الماضي. وتزامن التفجير مع أحد الشعانين، وهي مناسبة دينية يكون فيها المكان مكتظاً. وقالت الداخلية في بيان إنه "وبعد استكمال التحريات وجمع المعلومات واستخدام الوسائل والتقنيات الحديثة وفحص مقاطع الفيديو المصورة وتتبع خطوط سير العنصر الانتحاري تم التوصل لمرتكب حادث تفجير كنيسة مارجرجس بطنطا بمحافظة الغربية". وأضافت أنه "تم استخلاص الاشتباهات وتأكيدها وبإجراء مضاهاة للبصمة الوراثية لأهلية أحد العناصر الهاربة مع أشلاء الانتحاري التي عثر عليها بمسرح الحادث، أمكن تحديد منفذ الحادث والذي تبين أنه ممدوح أمين محمد بغدادي (مواليد 25/6/1977 بقنا ويقيم نجع الحجيري / الظافرية مركز فقط – حاصل على ليسانس آداب )". وقالت إنه أحد كوادر البؤرة الإرهابية التي يتولى مسؤوليتها الهارب عمرو سعد عباس إبراهيم، والتي يعتنق عناصرها الأفكار المتطرفة وسبق تلقيه تدريبات عسكرية على استخدام السلاح وتصنيع العبوات المتفجرة، ومشاركته في عملية التعدي على كمين النقب بالوادي الجديد".وأضافت أنه تم القبض على ثلاثة عناصر إرهابية أخرى هم:

- سلامة وهب الله عباس إبراهيم (مواليد 24/5/1982 قنا ويقيم بها الأشراف البحرية / مركز قنا - حاصل على ليسانس حقوق ويعمل عامل بشركة لحفر آبار المياه .

- عبد الرحمن حسن أحمد مبارك (مواليد 8/7/1982 قنا ويقيم بها المخادمة / مركز قنا - أخصائي اجتماعي بمعهد أزهري).

- على شحات حسين محمد شحاته ( مواليد 3/1/1978 قنا ويقيم بها الأشراف البحرية / الشويخات / مركز قنا - حاصل على دبلوم فني صناعي).

 

الأسد يتهم الغرب بفبركة الهجوم الكيميائي لاستهدافه

دمشق - اتهم الرئيس السوري بشار الأسد واشنطن “بفبركة كل القصة”، في إشارة إلى الهجوم الكيميائي على مدينة خان شيخون، تمهيدا لشن ضربة أميركية ضد جيشه. وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس في مكتبه في وسط دمشق، هي الأولى بعد الهجوم الكيميائي الذي اتهمت واشنطن قواته بتنفيذه في خان شيخون في إدلب (شمال غرب) والضربة الأميركية على مطار الشعيرات العسكري في حمص (وسط)، قال الأسد “بالنسبة إلينا الأمر مفبرك مئة في المئة”. وأضاف “انطباعنا هو أن الغرب والولايات المتحدة بشكل رئيسي متواطئون مع الإرهابيين وقاموا بفبركة كل هذه القصة كي تكون لديهم ذريعة لشن الهجوم”. واتهمت الولايات المتحدة وعواصم غربية عدة الجيش السوري بشن الهجوم الكيميائي، وأعقب هذه الاتهامات استهداف واشنطن لقاعدة الشعيرات، في أول ضربة أميركية عسكرية ضد دمشق منذ بدء النزاع في 2011. ونفت دمشق بالمطلق أي علاقة لها بالهجوم. وقالت مع موسكو إن الطيران السوري قصف مستودع أسلحة لمقاتلي المعارضة كان يحوي مواد كيميائية. ورأى الأسد أن “المعلومات الوحيدة التي بحوزة العالم حتى هذه اللحظة حول حادثة خان شيخون هي ما نشره فرع القاعدة”، في إشارة إلى جبهة فتح الشام (النصرة سابقا). وأوضح أن “هناك الكثير من مقاطع الفيديو المزورة الآن، نحن لا نعرف ما إذا كان أولئك الأطفال القتلى قد قتلوا في خان شيخون، بل إننا لا نعرف ما إذا كانوا أمواتا في الأساس”. ونفى الأسد أي علاقة لقواته بالهجوم، مؤكدا أنه “لم يصدر أي أمر بشن أي هجوم”.وقال “لا نمتلك أي أسلحة كيميائية، وحتى لو كانت لدينا، فما كنا لنستخدمها”. ووافقت الحكومة السورية في العام 2013 على تفكيك ترسانتها الكيميائية، بعد اتفاق روسي-أميركي أعقب هجوم بغاز السارين على منطقة الغوطة الشرقية، تسبب بمقتل المئات. ووجهت أصابع الاتهام فيه إلى دمشق. وبعد أيام من إعلان المنظمة أن هناك تحقيقا جاريا حول الهجوم في خان شيخون، أعلن الأسد “بحثنا مع الروس خلال الأيام الماضية إجراء تحقيق دولي، لكن ينبغي أن يكون نزيها”.

ورغم التصعيد الأميركي ضد قواته، قلل الأسد من تداعيات الضربة الأميركية، معتبرا أن “الولايات المتحدة ليست جادة في التوصل إلى أي حل سياسي”. وهناك تضارب واضح في مواقف الرئيس دونالد ترامب حيال الأسد، الأمر الذي زاد من غموض الرؤية الأميركية تجاه الأزمة السورية.

 

بعد الاخذ والرد.. بوتين يستقبل تيلرسون: لقاء حتّمته مصالح موسـكو! ومحادثات روسية ايرانية سورية غدا..اختبار أميركي أول لأداء الكرملين

المركزية- بعد الأخذ والرد الذي أثير حول اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية الاميركية ريكس تيلرسون، والذي عززه اعلان الكرملين منذ يومين أن اللقاء لن يحصل وذلك في أعقاب التوتر الذي شاب العلاقات الاميركية – الروسية على خلفية الضربة الاميركية لقاعدة الشعيرات السورية، حُسم الجدل في هذا الشأن، فتمّ الاجتماع والتقى الدبلوماسي الاميركي "القيصر" في موسكو ليل أمس في ختام مفاوضات أجراها مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، مع ان اللقاء بقي بعيدا من الاضواء ولم يُعلن عن جدول أعماله.

ورغم الهوة الكبيرة التي استجدت بين الجانبين، حيث لم يتردد بوتين في الاعلان أمس ان مستوى الثقة بين واشنطن وموسكو تدهور منذ أن تولى الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصبه، الا ان استقبال بوتين لتيلرسون يؤشر، وفق ما تقول اوساط دبلوماسية لـ"المركزية" الى ان الجبارين محكومان بابقاء قنوات التواصل بينهما مفتوحة صونا لمصالحهما، وخصوصا روسيا التي لن يتردد ترامب، المعروف بأطواره الانفعالية وصبره المحدود، في تجاوزها على الخريطة الدولية اذا قررت رفع السقف في وجهه ووقف تعاونها معه، الامر الذي لن يناسبها لا سوريًّا ولا اقليميا ولا أوكرانيا... واذا كان أي اتفاق في شأن مصير الاسد الذي وصفه ترامب بـ"الحيوان" أو التسوية السورية لم يتبلور في اجتماعات تيلرسون الروسية، خصوصا ان الاخير طالب موسكو بالتخلي عن دعم نظام دمشق، الا ان الاوساط تتوقع أن تؤسس هذه الاجتماعات، التي وصفها الكرملين اليوم بـ"البناءة"، لحوار بين الطرفين في المرحلة المقبلة، على أسس جديدة، لن يعود خلالها الكرملين لاعباً "منفردا" في الملعب السوري. وفي السياق، وفي حين يزور وزير الخارجية السوري وليد المعلم موسكو اليوم في زيارة تستمر حتى 15 نيسان الجاري لإجراء محادثات مع لافروف، وفي وقت أعلنت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية أن محادثات ثلاثية ستجري بين وزراء خارجية روسيا وإيران وسوريا في موسكو في 14 نيسان، تدعو الاوساط الى ترقب ما قد ينتج عن هذه المشاورات اذ ستشكل اختبارا أوّل لمدى تجاوب الروس مع الرسائل الاميركية بضرورة وقف مساندة دمشق ووقف التصعيد في الميدان ودفع الجميع الى طاولة المفاوضات، ذلك ان استمرار دمشق وطهران، حليفتي موسكو، في حملاتهما العسكرية ضد المعارضة، سيكون مؤشرا سلبيا في حسابات واشنطن، يدل الى استخفاف روسي بالادارة الاميركية الجديدة، على حد تعبير الاوساط. في الانتظار، تجلّى الخلاف "القوي" الذي لا يزال قائما "سوريًّا" بين القطبين الدوليين، مرة جديدة على مسرح مجلس الامن الدولي، حيث استخدمت روسيا حقها في النقض (الفيتو) ليل أمس ضد مشروع قرار أممي حول الهجوم الكيميائي الذي اتُهم نظام الرئيس السوري بشار الاسد بتنفيذه، معطلة بذلك للمرة الثامنة اي اجراء في الامم المتحدة في حق حليفها السوري. وكان مشروع القرار الذي قدمته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ينص على اجراء تحقيق دولي في الهجوم الكيميائي الذي استهدف خان شيخون وخلّف 87 قتيلا بينهم 31 طفلا. وقد صوتت 10 دول لصالحه، فيما بدا لافتا امتناع الصين عن التصويت. وفي وقت اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان روسيا "تتحمل مسؤولية ثقيلة" بعد استخدامها الفيتو، مشيرا الى ان "وحده اجتماع المجتمع الدولي في سبيل انتقال سياسي في سوريا سيتيح لهذا البلد الشهيد استعادة السلام والاستقرار"، أعرب وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون عن "استيائه" من لجوء روسيا الى الفيتو، مشيرا الى ان "المجتمع الدولي كان يبحث عن القول ان اي استخدام للاسلحة الكيميائية في اي مكان هو امر مرفوض وان المسؤولين عن ذلك يجب ان يتحملوا النتائج".

 

"نيويرك تايمز": المخابرات الاميركية تؤكد مسؤولية النظام عن مجزرة خان شيخون

المركزية- كشف البيت الابيض النقاب عن تقرير سري للمخابرات الأميركية أكد أن "الحكومتين السورية والروسية حاولتا تضليل العالم عبر "معلومات خاطئة" و"روايات ملفقة" عن الهجوم بالغازات السامة الذي تعرضت له بلدة خان شيخون شمال سوريا الأسبوع الماضي". وجاء في التقرير الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" أن "لدى النظام السوري القدرة والنية لاستخدام الاسلحة الكيميائية ضد المعارضة حتى لا يفقد مناطق يعتبرها حيوية لبقائه. ووفقا لتقييم المخابرات الاميركية، فإن نظام دمشق شن هجومه الكيميائي ردا على هجوم للمعارضة في شمال محافظة حماة ما هدد البنية التحتية هناك. واتهم التقرير كبار قادة النظام العسكريين بضلوعهم في ذلك الهجوم. وتشير معلومات توفرت لدى أجهزة المخابرات الأميركية أن النظام وضع غاز السارين السام في طائرات حربية من طراز سوخوي 22 أقلعت من مطار الشعيرات الواقع تحت سيطرة الحكومة. كما أن القائمين على برنامج الأسلحة الكيميائية بقاعدة الشعيرات الجوية وفق معلومات المخابرات الأميركية، كانوا يعدون العدة أواخر آذار لهجوم قادم شمالي سوريا، وتأكد وجودهم المطار يوم الهجوم". وأضاف التقرير "ورأت المخابرات أنه من غير المرجح تماما أن تكون أعراض صعوبة التنفس التي بدت على ضحايا العدوان على خان شيخون ناجمة عن هجوم تقليدي نظرا لعدد من سقطوا جراءه، ولعدم ظهور إصابات أخرى بالتسجيلات التي وثقت الحادثة. وقال البيت الأبيض إنه على يقين من أن المعارضة لا يمكنها "تلفيق" كل التسجيلات والتقارير بشأن الهجمات الكيميائية، فذلك بنظره يتطلب حملة عالية التنظيم لخداع وسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان. وسعى النظام وحليفته الرئيسية روسيا لتضليل المجتمع الدولي فيما يتعلق بالجهة المسؤولة عن استخدام الأسلحة الكيميائية ضد الشعب السوري بالهجوم على خان شيخون والهجمات السابقة". وأشار التقرير الاستخباري الذي رُفعت عنه السرية إلى أن "أحد أشرطة التسجيلات أظهر أن "الذخيرة الكيميائية" لم تسقط في مستودع للأسلحة بل وسط شارع بالقسم الشمالي من خان شيخون، وأن صورا من أقمار اصطناعية تجارية التقطت في السابع نيسان للموقع أظهرت حفرة في الأرض تتوافق مع المعلومة السابقة". وتجدر الاشارة الى أن المخابرات الأميركية أقرت في تقريرها أن" تنظيم الدولة طالما استخدم غاز الخردل بمعاركه، لكن ليس هناك دليل على أنه مسؤول عن هذه الحادثة بالذات".

 

خيارات الأزهر محدودة لمواجهة تنامي الغضب السياسي والمجتمعي

العرب/14 نيسان/17/القاهرة - يحاول شيخ الأزهر أحمد الطيب تخفيف الضغوط الواقعة على الأزهر ودراسة خطط للتعامل مع تصاعد حدة الغضب السياسي والمجتمعي، في ظل تحميله مسؤولية عدم التعاطي بجدية مع خطاب التطرف في مصر، ما دفع مؤسسة الرئاسة والبرلمان لتقليص صلاحياته المطلقة في الكثير من الجوانب الدينية. ودعا الطيب، الخميس، هيئة كبار العلماء للانعقاد الأسبوع المقبل، وهو الاجتماع الذي يتوقع أن يشهد مناقشات عديدة تحسم مواقف الأزهر مستقبلا، للخروج بآراء فقهية بشأن العديد من الموضوعات الشائكة وعلى رأسها رفض تكفير داعش واستهداف الكنائس.

ويتوقع أن يعمد الأزهر إلى الانحناء للعاصفة وتقبل الدخول في شراكات لتحمل مسؤولية مواجهة الأفكار المتطرفة، من خلال التنسيق مع وزارة الأوقاف ومؤسسات حكومية أخرى، وأهمها المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب. وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي أعلن عقب وقوع تفجيرين لكنيستين في كل من طنطا والإسكندرية (شمال القاهرة) تشكيل مجلس لمكافحة الإرهاب، في خطوة ترمي لتهدئة غضب المواطنين، وسحب بساط تجديد الخطاب من الأزهر الذي أخفق في تحقيق أي إنجاز ملموس. وأوضح مراقبون أن موقف الأزهر الجديد جاء بعد تصاعد نبرة الهجوم عليه من قبل دوائر عدة، وأن قياداته رأت أن تحميلهم جزئيا مسؤولية وقوع الأحداث الإرهابية يضر بهم، لكن توزيع المسؤوليات قد يؤدي إلى تخفيف حدة الانتقادات. وقال الشيخ محمد زكي أمين لجنة الدعوة بالأزهر، لـ“العرب” إن هناك ترحيبا بالعمل ضمن مؤسسات أخرى على مستويات متوازية لمواجهة الأفكار المتطرفة، وإدراك أن تحركات الأزهر خلال السنوات الماضية كانت تتم وفق الإمكانات المتاحة لديه، وهي محدودة. واعترف زكي بأن ثمة قصورا في تجديد الخطاب الديني، لكن ذلك لا يعني تحمل الأزهر مسؤولية التطرف بمفرده، ومواجهة الأفكار تحتاج جهدا شاملا. ويجد الأزهر نفسه أمام خيارات صعبة للتعامل مع الوضع الراهن، فانسحابه بشكل كامل من المشهد يؤدي إلى المزيد من التجاهل الشعبي والرسمي له، ويعد برهانا دامغا على تقصيره في أدواره. وتركت الرئاسة المصرية الباب مواربا لأي خطوات يسلكها الأزهر، دون أن يكون هناك صدام مباشر معه، وهو ما ظهر من خلال التأكيد على أن تشكيل المجلس الأعلى يأتي في إطار تعزيز التنسيق بين جميع أجهزة الدولة والمجتمع في مواجهة قوى الإرهاب. وأكد طارق فهمي الخبير في الشؤون السياسية لـ“العرب” أن المعضلة الأكبر في هذا التوقيت أن الدولة ترى أن خطوات الأزهر غير ملموسة، بينما يرى شيخه أحمد الطيب أن خطواته تسير في مساحات آمنة بالنسبة إليه، لكن ما يزيد التوتر شروع البرلمان في مناقشة بعض القوانين التي تحد من سلطاته. وينص الدستور على أن الأزهر “هيئة إسلامية علمية مستقلة، يختص دون غيره بالقيام على كافة شؤونه، وهو المرجع الأساسي في العلوم الدينية والشؤون الإسلامية”.

 

الأردن: سنرد على تطاول إيران بما يستحق

العرب/15 نيسان/17/عمّان - يستمر مناخ التصعيد قائما بين الأردن وإيران، ما ينذر بالمزيد من تأزم العلاقة بينهما، خاصة وأن عمان لم تهضم بعد ما جاء على لسان بعض المسؤولين الإيرانيين من إساءات تستهدف المملكة شعبا وقيادة. وقال الناطق باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، الخميس، إن إيران ستكون أكثر قبولا وأكثر ترحابا إذا تعلم المسؤولون الإيرانيون “ضبط ألسنتهم وإغلاق أفواههم وعدم التعدي”. وأضاف المومني في حديث للتلفزيون الرسمي “نحن دولة نتعامل بإيجابية مع مختلف دول العالم، لكن أن يتم الحديث بهذه الطريقة وبهذا التطاول المعيب، فلا نقبله على الإطلاق وسنتصرف ونرد على هذا الكلام بما يستحق”. وعادة ما ينتهج الأردن أسلوبا مرنا وهادئا في حل القضايا الخلافية مع الجهات المقابلة، بيد أنه يجد في تصريحات المسؤولين الإيرانيين تجاوزا لجميع الخطوط الحمراء، وهو ما يدفعه إلى الرد وبقوة. وتأتي تصريحات المومني، على خلفية سلسلة من التصريحات لمسؤولين إيرانيين آخرها تلك التي أدلى بها متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، انتقد فيها تصريحات الملك عبدالله الثاني، لصحيفة واشنطن بوست الأميركية حيث وصفها “بالسخيفة”. وقال المتحدث باسم الخارجیة الإیرانیة بهرام قاسمي “يبدو أن ملك الأردن وقع في خطأ استراتيجي وأساسي في تعريف الإرهاب والعبارات التي استخدمها في تصريحاته تجاه تطورات المنطقة”. وأضاف “من الصواب له أن يلقي في البداية نظرة بسيطة على الإحصائيات الرسمية الصادرة حول الإرهابيين الأردنيين الذين انضموا إلى داعش وسائر الجماعات الدموية والجاهلة ومن ثم يبدي وجهة نظره حول إيران”. وكان العاهل الأردني قد صرح لصحيفة واشنطن أن “هناك مشكلات استراتيجية في منطقتنا، ولإيران علاقة بها، وهناك محاولة لإيجاد تواصل جغرافي بين إيران والعراق وسوريا وحزب الله في لبنان”. ويرجح مراقبون أن يبقى هذا المناخ التصعيدي بين الطرفين في الفترة المقبلة، خاصة وأن طهران تعيش حالة ارتباك كبيرة جراء المتغيرات الدولية، وهناك هاجس يسيطر عليها من أن تكون هناك خطط معدة لاستهداف نفوذها في المنطقة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عن سمير فرنجيّة السياسي والإنسان

 طارق متري/الحياة/14 نيسان/17

شغلته السياسة طيلة حياته. غير ان سمير فرنجية لم يحسب نفسه سياسيًا كما يشتهي البعض ان يكون ويحلو له ان يتفاخر بالتسمية. فما كان صاحبنا عبوساً. وما شغف بالجاه او مالَ الى الكيد. ابتعد عن احتراف الصراع على السلطة، بوصفه خناقة ليس لها آخر ومغالبة في سبيل الاستحواذ على الدولة-الغنيمة او تقاسمها. نأى بنفسه عن ليّ ذراع الوقائع كما النصوص لتنسجم مع نظرياته وتسوغ ثباتاً في الإعجاب بالذات. لم يسترح في اطمئنان الإيديولوجية في الأجوبة القطعية والأجوبة شبه-الجاهزة. اختار جانب الأسئلة التي يولد واحدها من الآخر واتخذ مواقف صحّحتها الأيام بعد تردد. افلت من حبائل الآراء الجازمة والأحكام القاسية. وبدا مهمومًا بتحرير العمل السياسي من الآفات الشائعة، بحجة الدفاع عن الحقوق المفترضة بالقوة او الحنكة، كالنفاق والعناد والإفساد وإثارة الغرائز ودفع الناس الى شفير الكراهية.

تأخذنا سيرة سمير فرنجية الى سيرة لبنان منذ ستينات القرن الماضي. لا يضيره ان تأتي متقطّعة، حسبه الا تكون مفكّكة. ذلك انه عاش حياته مراحل لا تنافر بينها، وإن استدعت انحيازات متعددة وخيارات متغيّرة وجرّت وراءها احتمالات غير متوقّعة. وظهرت جدلية الاستمرار والانقطاع في تجربة سمير، وهي مرآة لتجارب اصدقاء له من ابناء جيله، بصورة التمسك بمجموعة قيم هي في حقيقة الأمر بمثابة الأصل في الالتزام السياسي ومعها ارتضاء الواقعية في القول بنسبية السياسة، لا سيما عنما تتقاذف الناس الصغائر والصدف وتلعب بمصائرهم. لم يضف سمير فرنجية عقلانية على ما هو غير عقلاني، او على ما هو عقلاني بمقدار. وحار في أمر الهويات الطائفية، بما تحتمله من جراح نرجسية وأوهام، على رغم انه، ومنذ انخراطه في الحياة العامة، لا يشاطر دعاة توكيدها رؤيتهم للبنان. ذلك انه بحث في مواضع أخرى عن تجديد معنى بلده في دنيا العرب تحت ركام الخيبات والمخاوف والجهالات. ودعا الى المواءمة بين مواطنة الفرد ورابطة انتمائه الى الجماعة ما دون الوطنية. وبعيدًا عن التكرار العقيم في تعظيم فرادة لبنان في تنوعه، على نحو ما نشهده في الأساطير اللبنانية القديمة والجديدة، رأى الحفاظ على العيش معاً وتعزيزه كالسير بين منزلقين: السعي وراء الانصهار الوطني بعملية ارادية وقسرية اذا اقتضى الأمر والتشديد على الخصوصيات وتضخيم الفروق الصغيرة. وتطلّع الى لبنان وطناً، لا مرمى احجار طائشة او ساحة للمنازلة، يبنى انطلاقاً من قيام الدولة الواحدة والسيّدة والمنشئة في شكل مستمر جماعة متخيّلة لا تخلو من التشارك في القيم وفي الذاكرة او بعضها.

رجل حوار كان. استعان به على الانتظام والانقياد والاكتفاء. والحوار عنده ليس زينة ولا زياً، ولا مجرد تخاطب يتقابل فيه الكلام ازاء الكلام او ضده ويمهد للتفاوض او يستأخره. لم يهوَ المسايرة بل بحث مع الآخر عن مسالك جديدة، لا فرق اذا كانت طريقاً ضيقًا ام انعطافة. وأول الحوار عنده هو الإصغاء وتعليق الأحكام القيمية، ولو لحين. صحيح انه سخر احياناً وغضب احياناً أخرى، الا انه كثيرًا ما استعاد صبره وأصغى، لكبار القوم وصغارهم. لقد شدّته الى بسطاء الناس وشدّتهم اليه مودة تلقائية فاجأت غير مرة من فرّقت بينهم خلافات السياسة والآراء المسبقة. ووثّقت المودة هذه وشائج كثيرة، مدفوعة بتواضع جم وملونة بألوان الدعابة. وبات الوصل بين الناس قضيته الكبيرة، على ما جاء تأكيده في كتابه عن «الرحلة إلى أقاصي العنف». ومشى برفق إلى أيامه الأخيرة وكشف لخلاّنه بعض ما امتلأت به روحه. وتركنا في ذكرى صداقة طيبة لا تنفصم عراها.

 

13 نيسان وسورية وسمير فرنجية

 وليد شقير/الحياة/14 نيسان/17

محطتان معبرتان رافقتا الذكرى الـ 42 لبداية الحرب الأهلية اللبنانية أمس. الأولى هي التأزم الذي بلغه المشهد السياسي نتيجة الخلافات على قانون الانتخاب، والتمديد لمجلس النواب، والتي وسمت تصاعد التعبئة السياسية وفي الشارع، بطابع طائفي، جرى استيعابه بتأجيل انعقاد البرلمان. أما الثانية فكانت تشييع المفكر والمناضل السياسي اللبناني سمير فرنجية الذي تميز بندرة طينته وخصاله، وشكل نموذجاً في سعيه إلى إنهاء الحرب عبر دوره في التحضير لاتفاق الطائف الذي أسدل الستار على فصول الحرب المدمرة، وإلى بناء مجتمع محصن حيال تكرارها.

اختبر اللبنانيون في الأيام الماضية كيف يمكن أن يطلق الخلاف السياسي العنان للتعبئة الطائفية ويذهب بالمواجهات إلى استنفار الغرائز حين وقفت أحزاب مسيحية ضد محاولة التمديد للبرلمان، مقابل استعداد الفرقاء المسلمين الأقوياء للسير بالتمديد، في لعبة التنافس على الأرجحية في السلطة، ولو استظلت تلك اللعبة شعارات براقة من نوع تجديد الطبقة السياسية وإحداث التغيير. هذه التعبئة دفعت سياسيين مخضرمين ومعتدلين، أمثال النائب بطرس حرب، عايشوا الحرب الأهلية ومراحلها، إلى التحذير من أن ما جرى أشبه بقيام المتاريس أيام الحرب عام 1975، فيما كبت كثر من القادة الذين خبروا كيف تقود الكلمة والشعارات البراقة إلى الانزلاق نحو التحريض والعنف، ردودهم وتعليقاتهم، كي لا يتكرر ما حصل معهم إبان الاقتتال الداخلي، ففضلوا تقديم لغة الحوار والانفتاح على غيرها. أدرك هؤلاء أن بعض من يقود الساحة لم يختبر ما اختبروه، وأن هذا البعض قليل الخبرة في شأن ما يمكن أن تقود إليه التعبئة الطائفية والتشاطر باللعب على الألفاظ والأفكار. وبالتالي من الأفضل الركون إلى اللعبة السياسية التي يحكمها الدستور، وإلى منطق الحلول الوسط، لترويض من يجنح بهم توسل التحريض نحو الاصطدام بالأبواب المقفلة.

أما تشييع سمير فرنجية، فعكس التقاء كل الأطياف حول شخصية تحولت رمزاً للسلم الأهلي، ليس لأنه من الذين صنعوا اتفاق الطائف بعيداً من الأضواء فحسب، ولأن تاريخه إبان الحرب شهد محاولات دائمة وجدية لوضع حد لها في محطات عدة، بل لأنه، بعد أن وضعت أوزارها، ظل يبشر بضرورة نشوء حياة سياسية مسالمة على قاعدة تنمية ثقافة القبول بالآخر والإفادة من التنوع الطائفي الذي يتحكم بالنظام اللبناني وبولاءات الناس، لعل لبنان ينتقل إلى مرحلة انتقالية تتيح تطوير نظامه بعيداً من العنف الطائفي ولو كلامياً.

في التأزم السياسي الذي شهده لبنان الأيام الماضية، بدا أن المواجهة الطائفية هي بين ما سمي الثنائي الشيعي («حزب الله» وحركة «أمل») من جهة، وبين الثنائي المسيحي، أي «التيار الوطني الحر» ومؤسسه الرئيس ميشال عون، و حزب «القوات اللبنانية» من جهة ثانية. والحال أن الطموح المسيحي لاستعادة موقع مختلف في السلطة أخذ يتبرم من سطوة «حزب الله» على مقدرات البلاد، فيما الحزب يحتاج إلى هذه السطوة لضمان التغطية اللازمة لدوره الإقليمي، لا سيما في سورية.

كان لسمير فرنجية نهج مختلف، فواقعية السياسي المجرب أنبأته بأن استقرار الحياة السياسية اللبنانية على معادلة تخفض من غلواء الطائفية فيه، يتطلب إبعاد الهيمنة السورية عنه، لأن الوصاية السورية على الحكم أذكت الصراع الداخلي لتثبيت تلك الهيمنة، التي باتت إيرانية بعد الانكفاء السوري، ضمن مشروع إقليمي مترامي الأهداف ومن بينها الإمساك بالقرار في بلاد الشام. وهذا يحتاج إلى إحكام القبضة على لبنان.

ولعل بعض من عايشوه يعرفون أنه تنبه باكراً إلى أن سورية ذاهبة نحو تمرد على النظام ونحو أزمة وحرب، وأن النظام فيها سيدمر البلد، وفق ما أسر إليه أصدقاء سوريون، وبعضهم من الذين احتفظوا بتلك العلاقة العائلية مع آل فرنجية منذ أواخر خمسينات القرن الماضي.

لم يكن سمير فرنجية بعيداً من المعادلة القائلة بأن لبنان لن يستقر قبل أن يرحل نظام الأسد، طالما أن الأخير يستعين في حربه على شعبه بـ «حزب الله»، الذي يفرض على لبنان أثمانا باهظة. بحدوث التغيير في سورية سيكون على الحزب أن يواجه تحدي التأقلم مع التوازنات الداخلية بدل الركون إلى التفوق الإقليمي. لم يتسنّ لسمير فرنجية أن يختبر مدى استعداد الحزب الجدي للانفتاح على صيغة مختلفة عن الاحتفاظ بسلاحه، على رغم تلمسه أحياناً حاجة بعض قادته إلى التواصل، لكنه اختبر من قرب، بسبب انفتاحه هو على بيئات كثيرة، مدى التعب من الأثمان التي تدفعها بيئة الحزب.

 

الى الرئيس دونالد ترمب

جيري ماهر/العربية نت/14 نيسان/17

فخامة رئيس الولايات المتحدة الامريكية دونالد ترمب اكتب لكم هذه الرسالة انا جيري ماهر الاعلامي اللبناني ٣١سنة ويحلم بمستقبل افضل لوطنه وشعبه وامته العربية والاسلامية التي أساسها السلام والمحبة والتعايش مع الشعوب والقبائل المختلفة عنا بالدين والثقافات وقال الله تعالى في القران الكريم في الحجرات ١٣ "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا" ولم يقل سبحانه وتعالى لتتقاتلوا او تقضوا على الشعوب المختلفة عنكم بالدين او اللون او الثقافات.

ان ما عانيناه في منطقة الشرق الارسط خلال السنوات الماضية لم تكن لتتحمله جبال لو وضع على قممها..

لقد انتفضت شعوبنا باحثة عن الحرية والكرامة، عن ابسط حقوق الانسان بالعيش بحد ادنى من الاحترام والتقدير بعيداً عن سطوة وسلطة اجهزة المخابرات وأفرع الامن التي تعتقل حتى من ينتقد اسعار الخضروات والفواكه وتتهمه بإضعاف الشعوري القومي لدولته!

فخامة الرئيس..

لو عدنا بالتاريخ الى ما قبل ١٩٧٩ فستجد أن المنطقة العربية لم تكن فيها اي خلافات طائفي سنية - شيعية ولكن بعد وصول الخميني بالطائرة الفرنسية المشؤومة الى طهران استورد معه افكاراً وخططاً ادت الى تدمير المنطقة من الداخل وتفتيت مجتمعاتها ودعم الطائفيين من ضعفاء النفس وانشاء تنظيمات ارهابية كحزب الله لتنفيذ مخططاتها دون رحمة وهنا سننشر بعض المعلومات عن عمليات لحزب الله وايران في المنطقة والعالم:

• في 18 ابريل 1983، تفجير السفارة الأمريكية في بيروتا لذي أسفر عن مقتل 58 اميركي ولبناني.

• في عام 1983، قصف ثكنة قوات مشاة بحرية الولايات المتحدة في بيروت وثكنات "دراكر" الفرنسية، والتي قتل فيها 241 أميركي و 58 من قوات حفظ السلام الفرنسية. في 30 مايو 2003، حكم قاض اتحادي أمريكي بأن حزب الله هو من نفذ الهجوم بإيعاز من الحكومة الإيرانية.

• في عام 1983، تفجيرات الكويت بالتعاون مع حزب الدعوة العراقي.

• في 20 سبتمبر 1984، تفجير مرافق تابعة لسفارة الولايات المتحدة الأمريكية في بيروت، مما أسفر عن مقتل 24.

• في 14 يونيو 1985، اختطاف طائرة خطوط تي دبليو إيه الرحلة 847، واحتجاز 39 راكب أمريكي على متنها كرهائن لمدة أسابيع، وقتل بحار واحد من البحرية الامريكية.

ما بين 1982-1992، أزمة الرهائن في لبنان، حين تم اختطاف 96 فردا، وجعلهم رهائن، شمل الاختطاف رعايا 21 دولة ومعظمهم من الأمريكان و من أوروبا الغربية. لا يقل عن ثمانية رهائن توفوا في الاسر، قتل البعض منهم، والبعض الآخر ماتوا نتيجة لنقص الرعاية الطبية الكافية.

• في 5 أبريل عام 1988 تم خطف طائرة الخطوط الجوية الكويتية رحلة رقم 422 من بانكوك الى الكويت وتحمل 111 راكبا على متنها، مع ثلاثة من أعضاء الأسرة الحاكمة في الكويت . بينهم 6-7 لبنانيين، (من بينهم حسن عز الدين، وهو أحد أعضاء حزب الله، ومن المشاركين اختطاف طائرة تي دبليو إيه الرحلة 847) وكانوا مسلحين ببنادق وقنابل يدوية أجبر قائدها على الهبوط في مدينة مشهد ، الإيرانية وطالبوا بالأفراج عن 17 مقاتل شيعي كانوا مسجونيين في الكويت.

في 18 يوليو 1994، تفجير مركز الجالية اليهودية في الأرجنتين، والذي أسفر عن مقتل 95 شخصا. وادعى حزب الله المسؤولية عن الحادث.

• في 19 يوليو 1994، تفجير طائرة خطوط الااس تشيركانز الرحلة 901، بواسطة انتحاري على متن الطائرة. يعتقد بأن يكون المفُجر رجل يدعى جمال ليا والحادث أسفر عن مقتل 21 في بنما. وادعى حزب الله المسؤولية.

في 25 يونيو 1996، تفجير أبراج الخبر في السعودية، مما أسفر عن مقتل 19 جنديا أمريكيا. وفي 22 ديسمبر 2006، حكم القاضي الاتحادي رويس لامبيرث، بأن ايران مسؤولة عن الهجوم، قائلا "إن مجمل الأدلة في المحاكمة ... تثبت بان تفجير أبراج الخبر، كان برعاية وتمويل من القيادة العليا في حكومة جمهورية إيران الإسلامية. وأن سلوك المتهمين في تسهيل وتمويل، وتقديم الدعم المادي لإحداث هذا الهجوم كان متعمدا، ومتطرف، وارهابي"

• في 18 يوليو 2012، تفجير بورغاس الانتحاري، كان على حافلة تقل سياح إسرائيليين في مطار بورجاس بمدينة بورجاس ببلغاريا، مما أسفر عن مقتل 6. وصرح وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بأن التفجير من تنفيذ حزب الله اللبناني الذي يحظى بدعم إيراني.

• لا يمكن ان ننسى ايضاً حوادث الحرم المكي عام ١٩٨٩ والتي اعتُقِل على اثرها ٢٠ كويتياً شيعياً اعترفوا بالحصول على المتفجرات من السفارة الايرانية في الكويت ونقلها الى المملكة العربية السعودية بانسيق بين رجل الدين الشيعي محمد باقر المهري ودبلوماسيين ايرانيين.

• محاولة اغتيال امير الكويت جابر الاحمد الصباح عام ١٩٨٥.

ان هذه القائمة الصغيرة من العمليات الارهابية التي نفذتها ايران واذرعها في المنطقة تؤكد للعالم اجمع ان اساس الارهاب ونشأته بدأت في قم وطهران على يد وليها الفقيه المؤسس لجمهورية اسلامية في ايران اهدافها ومشروعها واضحة من تصاريح قياداتها الذين تحدثوا بصراحة عن حلمهم بالتمدد واحتلال عواصم عربية وفي عهد اوباما سمعنا جنرالات يتحدثون عن انجازاتهم بالسيطرة على ٤ عواصم عربية هي صنعاء وبيروت وبغداد و دمشق، وسعيهم للسيطرة على المنامة والرياض ومكة دون ان يجدوا من يردعهم، اما اليوم وبعد توليكم للسلطة في الولايات المتحدة الامريكية وتحرككم العسكري ضد بشار الاسد في سوريا بعد استهدافه للمدنيين بالكيماوي فإننا اكثر ثقة بحكمتكم وادراككم لحجم الخطر الذي يتهدد منطقتنا من استمرار حزب الله بحمل السلاح والاف الصواريخ التي يهدد فيها اللبنانيين والشعب السوري وباقي دول المنطقة بما فيها اسرائيل.

لقد كان لحزب الله الفضل الاكبر ببقاء النظام السوري صامداً كل هذه المدة وذلك لأن الحزب مارس ابشع انواع القتل والتحريض والتهجير بحق السوريين على وقع صيحات وشعارات طائفية وتدمير منازلهم ومساجدهم، فهجروا بالالاف الى الدول المجاورة وبعدها الى اوروبا وخسروا اخل واصدقاء واراض ومنازل وحتى وطناً كان يوماً يرعاهم جميعاً.

قبل هذه المشاركة الغير اخلاقية لحزب الله بالازمة السورية اجتاح هذا الحزب الارهابي مدينة بيروت والجبل بعصاباته التي روّعت الامنين وقتلت عشرات الابرياء وأحرقت مؤسسات ومكاتب اعلامية وحزبية رافضة لسلاح الحزب وشبكة اتصالاته الغير شرعية فكيف نأمن غدرهم وغدر سلاحهم في منطقتنا وهم الذين اطلقوا التهديدات مؤخراً بإستهداف مفاعل ديمونة النووي في جنوب اسرائيل ما يعتبر بحجم امتلاك الحزب لسلاح نووي لو نفذ وعوده؟

سيدي الرئيس، لقد تحركت ادارة بوش ضد صدام حسين لزعمها انه يمتلك اسلحة كيماوية فكيف نغفر لإيران امتلاكها لمفاعلات نووية ولحزب الله تخزينة للسلاح الكيماوي في سلسلة جبال لبنان الشرقية بعد ان حصل عليها من النظام السوري؟ اليس الاولى في هذه المرحلة ملاحقة الحزب ومخازن سلاحه وصواريخه التي يهدد بإستخدامها لتوريط لبنان بحروب عبثية تقضي على استثرار واقتصاد وطني وبنيته التحتية التي اعدنا اعمارها بعد الحرب الاهلية ومغامرات هذا الحزب في ٢٠٠٦ ضد اسرائيل؟

سيدي الرئيس.. ان تنظيمات كداعش لم تستهدف دمشق العاصمة أو اللاذقية وطرطوس او موسكو وطهران كما استهدفت دولاً داعمة للثورة والشعب السوري كفرنسا والمانيا وبريطانيا وتركيا ونرى على الاعلام كيف يتحرك تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) لإحتلال المدن في سوريا تحت حراسة طائرات الاسد والجانب الروسي دون او يتم استهداف ارتالها فتصل الى تدمر بأمان وتغادرها بسلام ولم يحصل بينهم اي اشتباك حقيقي في اي من مناطق سوريا ولم يحاول هذا التنظيم القيام بأي عمليات طات تأثير حقيقي على نظام الاسد او قواعد حزب الله وايران او روسيا في سوريا، ولم نشاهد مقطعاً مصوراً للتنظيم يعدم جنود الاسد او يأسر جنوداً ومقاتلين من روسيا او ايران او حزب الله، هل نحن بحاجة الى ادلة اكثر لنجد الرابط بين تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) والنظام السوري وحلفائه؟

سيدي الرئيس؛ الم يتهم النظام العراقي بشخص رئيس وزرائه نوري المالكي في ٢٠٠٩ النظام السوري بإيواء منفذي التفجيرات في العراق ومشغليهم؟ "وفي ذات العام أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن بلاده ماضية في مطالبة الامم المتحدة بتشكيل محكمة جنائية دولية لمحاكمة مشتبه بهم ضالعين بتفجيرات بغداد، مؤكدا في الوقت ذاته ان تسعين بالمئة من الارهابيين يتسللون من سوريا. وقال المالكي إن "تسعين بالمئة من الارهابيين من مختلف الجنسيات العربية تسللوا الى العراق عبر الاراضي السورية". فهل عرفتم اليوم كيف استعان الاسد بهذا الارهاب لخدمة نظامه في سوريا واشغال العالم اجمع بهذا الارهاب ما اعطى الاسد ونظامه الوقت الكافي لتهجير وقتل المزيد من السوريين لمعارضين له من الجيش الحر والشعب الثائر على حكمه؟

قبل سنوات خرج مفتي النظام احمد حسون على الاعلام مهدداً الغرب في حال استهداف سوريا بأن نظامه سيرسل من وصفهم حينها "بالاستشهاديين" لتنفيذ عمليات ضد اوروبا و امريكا وأكد المفتي يومها ان هؤولاء الارهابيين جزء منهم سينطلق من سوريا ولبنان والجزء الاخر موجود داخل اوروبا وامريكا فعلاً، وهنا يمكنكم الوصول الى نتيجة واضحة عنوانها الابرز ان هذا النظام يحارب العالم بالتنظيمات الارهابية ويملك سلطة كبيرة ونفوذ داخل صفوفها.

ان اكبر تهديد لعملية السلام في المنطقة سيكون من ايران وخلفها حزب الله الذي يسعى جاهداً الى السيطرة الكاملة على لبنان وجعله جزء من ايران حيث قال نصرالله في تسجيل مصور وموثق أن لبنان ليس سوى جزء من دولة إسلامية كبرى تقودها إيران وحاكم هذه الدولة هو "صاحب الزمان"، وله نائب بالحق اسمه الإمام الخميني. وقياساً على القاعدة، فنائب "صاحب الحق" اليوم هو مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي وكان قبله الخميني.

وأضاف حسن نصر الله رداً على مجموعة أسئلة تخص استراتيجية الحزب، إن "مشروعنا الذي لا خيار لنا أن نتبنى غيره، كوننا مؤمنين عقائديين، هو مشروع دولة إسلامية وحكم الإسلام، وأن يكون لبنان ليس جمهورية إسلامية واحدة وإنما جزء من الجمهورية الإسلامية الكبرى، التي يحكمها صاحب الزمان ونائبه بالحق، الولي الفقيه الإمام الخميني".

فكيف نتجاهل استراتيجية وسياسة الحزب ولا نبدأ بإستهدافه والقضاء عليه في هذا الوقت الذي تحصل فيه ادارتكم على كانل الدعم العربي والاسلامي لأيرتحرك عسكري ينهي وجود وقوة وسلاح حزب الله؟

إننا في العالم العربي اليوم نقف جميعاً صفاً واحداً ضد ايران وحزب الله والحوثي وحرس ايران الثوري وغيرهم من التنظيمات الارهابية التي تهدد امن البحرين ودول الخليج العربي ومستقبل المنطقة ونساندكم في اي عمليات تعلنون عنها قد تخلصنا من وجودهم ولتكن العقوبات الاقتصادية ومنع السفر والتنقل أولى قرارات ادارتكم ومنع وزراء ونواب ينتمون الى هذه الميليشيات او يمثلونها من السفر وفرض عقوبات عليهم وعلى اي حكومة تقبل وجودهم في صفوفها ولتتبعها ضربات عسكرية تستهدف حزب الله الارهابي في سوريا ولبنان لعلنا نجد بعدها جميعاً بارقة امل للعيش بسلام بعيداً عن سطوة السلاح وترهيبهم لنا به.

لتكن ادارتكم ربيع الشعب السوري والعربي في مواجهة شتاء قاس شرد وقتل وهجر مئات الالاف الى المجهول، لتكونوا انتم الربيع المنشود علنا على ايديكم نرى ياسمين دمشق يتفتح وينشر عبقه على ارجاء سوريا والمنطقة حاملاً رسالة الامل الامريكية للمنطقة العربية التي افتقدت الصديق الامريكي في عهد اوباما.

 

سحب "القوات اللبنانية" من سوريا!

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/14 نيسان/17

من سخرية القدر أن تنقلب الأوضاع، فالحرب أصبحت في سوريا، والحكم في دمشق يعيش في ظل حراسة الميليشيات اللبنانية.

ومن باب المقاربة نعتبر ميليشيات «حزب الله» قوات لبنانية، وهي كذلك في واقع الأمر. فهي تعتبر نفسها مماثلة للجيش اللبناني والأمن الداخلي. حالة تعيد بالذاكرة إلى زمن كانت فيه المطالَبات الشعبية في لبنان، وكذلك النداءات الدولية، بإخراج القوات السورية من لبنان.

وإخراج «حزب الله» وبقية القوى والميليشيات من سوريا هو صلب النقاش بين الحكومتين الأميركية والروسية، ضمن نقاش الحل السلمي. الجانب الأميركي يريد إنهاء وجود القوى الأجنبية المسلحة المساندة للنظام السوري، وعلى رأسها قوات إيران من الحرس الثوري، وكذلك «حزب الله» اللبناني وبقية الميليشيات العراقية والباكستانية والأفغانية وغيرها. احتل النظام السوري لبنان، بحجة مواجهة إسرائيل. لم يكن اللبنانيون يصدقون مبررات دمشق لأنهم عايشوا هيمنة النظام وتدخلاته في تفاصيل حياتهم، أما العرب فالكثرة منهم انساقت وراء «البروباغندا» حتى قيام الحرب الأهلية في سوريا.

وفي إطار الحديث عن حل سلمي لإنهاء الثورة في سوريا، سبق لواشنطن أن عبرت عن قبولها بالمشروع الروسي من حيث المبدأ، بإنهاء الصراع سياسيا بغض النظر عن بقاء بشار الأسد في الحكم. ثم ارتكب النظام غلطة رئيسية في جريمة قصفه خان شيخون بالسلاح الكيماوي، ولم يكن مضطراً لأنه يمارس القتل يومياً بالقصف والبراميل المتفجرة. كانت تحديا للإدارة الأميركية، وبرهنت أيضاً على صحة كلام خصوم نظام دمشق، بأنه وحلفاءه لن يلتزموا بأي تعهدات سياسية، وأن «الأجندة» تتجاوز سوريا.

في التصريحات الأخيرة رفع الأميركيون سقف مطالبهم إلى أقصى نقطة، وهي إقصاء الأسد من الحكم، وفِي سياق النقاش أيضاً يطالبون بإخراج القوات والميليشيات الإيرانية واللبنانية والأخرى من سوريا، التي يقدر إجمالي عددها بنحو خمسين ألف مقاتل. وهذا يعني أن التركيز المقبل، فعلياً، سيكون على النقطة الثانية؛ إخراج القوى غير السورية، وربما تستثنى روسيا من ذلك.

إنما سيكتشف الأميركيون لاحقاً أن إخراج الأسد سيكون أهون من إخراج فيلق القدس الإيراني و«حزب الله» اللبناني اللذين دقّا حوافرهم في الأرض السورية. ولا أتصور أن «حزب الله» سعيد بالوظيفة التي كلفته إيران بها، أي القتال في سوريا، لأسباب كثيرة، أبرزها أنها استنزفت رجاله وخسر في سوريا أكثر مما فقده في حروبه مع إسرائيل في ثلاثين عاماً. وفي لبنان هو في مواجهة صعبة لأن تدخله سبب في تهجير، ونزوح مليون ونصف لاجئ سوري إلى لبنان. وضعف «حزب الله» عسكرياً نتيجة انخراطه في الحرب منذ ثلاث سنوات الذي سيكون له تبعات على نفوذه في لبنان أيضاً. لكن قرار إرسال ميليشيات الحزب إلى الحرب هو قرار إيراني بانفراد، مثل بقية الميليشيات التابعة الأخرى في العراق. طهران تقرر وتفاوض ولن يكون الحزب طرفاً في مفاوضات الانسحاب مستقبلاً. التحدي كيف يمكن للأسد إبعاد خمسين ألف مقاتل تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني؟ في رأيي المهمة مستحيلة. الروس يعرفون أنهم لا يملكون الكلمة الأخيرة في دمشق رغم أن تدخلهم العسكري هو الذي رجح الكفة لصالح الأسد. المصادر تجمع على أن إيران هي صاحبة القرار النافذ في دمشق، وقد عملت خلال سنوات الحرب على السيطرة على مفاصل الدولة السورية، بما فيها الأمنية والعسكرية.

التحدي الحقيقي للمجتمع الدولي هو إخراج القوات الإيرانية بأعلامها المختلفة من سوريا. إخراج «القوات اللبنانية» من سوريا حل محل إخراج القوات السورية من لبنان ولا نعلم كيف ولا متى. فالمشروع الإيراني في المنطقة يشمل العراق ولبنان، وتعتبر القيادة الإيرانية سوريا الهضبة الضرورية للسيطرة على هذين البلدين، وليست سوريا بذاتها.

 

عندما يقرّر أن يرتاح

مصطفى علوش /المستقبل/13 نيسان/17

«الحاكم اللي زهد بالملك واللذات  والزاهد اللي حكم ضد الهوى والذات مات المسيح النبي ويهوذا بالألوفات»  (أحمد فؤاد نجم)

أقفل سمير الكتاب على آخر الفصول الطويلة من حياته في النضال في مواجهة الغوغاء والجنون والشعبوية والتخلف. لكن ليس من السهل اختصار سمير فرنجية بكلمة مناضل، فقد تعدى ذاك السبعيني حدود النضال ليكون المفكر وسط غياب العقل والمبادر في ظل العقم والزاهد بين أصحاب الشهوات الجامحة، والمتفائل في وسط اليأس، وحتى في عز المرض والتعب، وحتى في قلب عاصفة الإرهاب التي جعلت البعض يزحفون من الخوف إلى أعتاب المتسلطين القتلة سعيًا وراء النجاة، لم يضيّع سمير البوصلة وبقي ليؤكد على أن التسلط والظلم هما منبع الإرهاب، وليقول أن النجاة من الإرهاب تبدأ بالقضاء على الظلم والفساد في الحكم.

لن يعرف سمير أنني تعلمت منه منذ أكثر من أربعة عقود كيف يمكن أن يكون العاقل خائناً لعشيرته يوم جنونها ويصمد رغم ذلك على ظلم ذوي القربى، وكيف يوصف بالكافر يوم تتعصب هذه العشيرة، ويتعنّت رغم الخطر على حياته، وكيف يصمد على الإبعاد، أو يلجأ إلى الهجرة الإختيارية على أن يذعن ويقبل بأن يسوقه حمار على رأس قافلة. كان سمير ذاك الصوت الصارخ في البرّية ضد جنون عشيرته في بدايات الحرب الأهلية. كنت مراهقًا ثوريًا في تلك الأيام ولكنني فهمت يومها من سمير كيف تتحدى الجنون الطائفي وتخرج سالمًا من التلوث به حتى ولو أصبح أشبه بوباء يجتاح غرائز كل الناس.

كان سمير يومها مع حفنة من الرجال بمثابة الدليل على أن الحرب ستنتهي، وأن منطق تصفية الآخر غير ممكن أو وارد، وأن السبيل الوحيد للإستقرار هو بفتح مساحات الحوار المبني على أساس الآذان السامعة للرأي الآخر بدل إطلاق العنان للصراخ ظنًا أن الصوت العالي يقنع أكثر من الصمت!

لقد تعلّمت من سمير أن مبدأ «العيش سويًا» له أربعة مستويات، أولها التعايش، وهو يقوم على القبول بالتسويات لأنه غير قادر على إكراه الآخر المختلف لأي سبب كان! المستوى الثاني هو التسامح، ويعني أن يسامح أحدنا الآخر على اختلافه حتى ولو ظن أنه أفضل منه أو أعقل أو أنه يملك الحقيقة دون غيره وحتى لو كان يملك وسائل إكراه الآخر ودون أية محاولة جادة لفهم الآخر لقبول اختلافه.

المستوى الثالث هو فهم الآخر كسبيل لتأمين العيش معًا من خلال المعرفة من دون أفكار مسبقة عن أسباب وشكل اختلافه وذلك في سبيل تخفيف أسباب الخلاف وعدم استفزاز الآخر حتى وعن غير قصد.

أما المستوى الرابع الذي قد يرقى إلى المثالية المطلقة فهو تفهّم الآخر المختلف على أساس عدم وجود حقيقة مطلقة يملكها فرد أو تحتكرها جماعة دون أخرى وبالتالي محاولة فهم حقيقة الآخر إلى حد وضع النفس مكانه مضافًا إليها التواضع إلى درجة الإعتذار وحتى التخلي عن الحقيقة التي نعتقدها مطلقة عندما نعرف أنها غير مطلقة، كما أنها تفترض تفهّم هواجس الآخر والمساعدة على التخفيف منها وحتى تبنّيها إن كانت مقنعة.

سمير فرنجية هو من تلك الفئة الرابعة النادرة التي تعبت فقررت أن تنام لترتاح.

(*) عضو المكتب السياسي في تيار «المستقبل»

 

إلى سمير فرنجية: رسالة لا تنتظر جواباً

إميل منعم/العربي الجديد/13 نيسان/17

خرجتَ على القبيلة مع من خرجوا، وتنكّرت لعصبية الدم. لا يؤسس الحبر قبيلة، ولا يلحم عصبية، وحين جعلتَه في حياتك الصاخبة متنا انتهيت مشرّداً، وها أنت تغادر هذا المشهد الأليم يتيماً بين يتامى، وغريباً بين غرباء.

لم نخسرك بموتك، بل قبل ذلك بزمن بعيد، فقد تراكم خسرانك، وتدرّج مع كل انتشارٍ للقطعان، ومع كل توسعٍ للمضارب التي تقيمها القبائل اللبنانية الجديدة والقديمة على مساحة الجمهورية. وحين مضى من بين مجايليك من يحزم أمتعته، ويخنق صوته، ويعود إلى حضن الجماعة، في أوسع عملية انهيار ثقافي وسياسي عرفتها بلادك، وقفت في صحن الدار شغوفاً بالنبرة الفريدة وبنور المستقبل، فربحك أصحاب الأمل وصانعوه علامةً بين العلامات الكثيفة بدلالتها على معنى الحياة. لقد صرعت المرض الفتّاك مراراً، وقبل أن يغلبك كان قد غلبك ملمّعو الأحذية وصناع الهزائم المنتشرون فطراً في الحياة السياسية اللبنانية. حين صمّوا الآذان دون نذيرك المتواصل. وغضّوا الطرف عن أصابعك التي تدل وتؤشّر، بدون كلل، على المصير المقبل بالدم والأشلاء. تمدّد أمامنا خسرانك يوماً بعد يوم، مع كل تقلّص لأخلاق البناة، ومع كل انتشار لأخلاق القناصين. مع كل انحسار لمواقف النبلاء، وكل صعود لحديثي النعمة. لا مكان في هذه البقاع لرجلٍ مثلك، لم يرث من بيت أبيه إلا ما صعب عليه التفريط به: النبل والكبرياء وصرف الحياة في البذل.

نشرتَ وأسست دور نشر. أنشأت صحفاً وكتبت في صحف. حاضرت وأدرت منتدياتٍ

"بقيت غريباً بين السياسيين لأنك كنت غريباً عن الشعبوية التي أصبحت مهارةً وصنعةً وآليات عمل"

وأشرفت على مؤتمرات. انخرطت في أحزابٍ ونظمت تجمعاتٍ. وعند كل أزمةٍ، أو منعطف يهدّد اللبنانيين مجتمعاً ودولة، كان لك حضور بليغ وصوت عاصف وإبداع للمخارج. كنت لبنانياً من دون تزمّت، وعربياً بغير ضيق. لم يكن انخراطك في الحياة السياسية إلا امتداداً لموقف المثقف الذي كنتَه بجدارة. المثقف الذي رسمت صورته الثقافة الفرنسية على مدى السنين، والتي كنت بين تلامذتها المجيدين. نبذت كل عصبيةٍ، وانتصرت للعقل، فشغلتْ مفردة الحوار أوسع مكان في قاموسك. وأصبح الحوار علماً على كل نشاط يحركك، ولازمةً من لوازم وجودك الفاعل.

خضت العمل السياسي، وبقيت غريباً بين السياسيين، لأنك كنت غريباً عن الشعبوية التي أصبحت مهارةً وصنعةً وآليات عمل. انشغلت بتجديد معنى المواطن والوطن، وبالصياغة الخلاقة للآفاق، فيما حولك تنهض الإحصاءات، وترتفع الجداول التي تحيل المواطنين أعداداً وأرقاماً موزّعة على الحظائر. لا يتم التعرف إليهم إلا في هوياتٍ ممسوخةٍ بلا عمقٍ ولا اتساع.

لقد سردت بحياتك سيرة كاملة لجيل كامل. ولدت ابناً لحميد فرنجية، أحد أبطال الاستقلال، وأحد أكبر القادة اللبنانيين نبوغاً وثقافةً ونزاهةً وسعة أفق. وعرفت جيداً بماذا تتزوّد من سيرته، وبأية خميرة تعجن خبز الآتي من الأيام. وحين وقعت النكسة في العام 1967، وكنت ما تزال طالباً جامعياً، عصفت بك السياسة كما عصفت بكثيرين من أبناء جيلك، فانحزت إلى الحركات اليسارية مناضلاً، وكان تعرّفي بك في تلك الأثناء، وأنت تجوب مناطق الشمال، تقيم الندوات وتنظم اللقاءات مع الشباب والطلاب، بهمة وعزيمة. وكان هدوؤك ووقارك سمتين بارزتين في شخصك وحضورك.

كنت مقنعاً، لأنك كنت مفكراً، وكنت تمتلك جاذبية المبدعين. لذلك، حين يدور الحوار وتطرح

"حين يدور الحوار وتطرح الأسئلة كان كلامك وازناً ورأيك بثمن"

الأسئلة كان كلامك وازناً ورأيك بثمن. جرّبت كل الوسائل التي تفضي إلى التكاتف، وتكثيف الجهود من أجل تجديد معنى الوطن، ومد المجتمع بالقدرة على استيعاب المعاني الكبيرة، وإغناء مضامينها من حرية وعدالة وتجدّد ونماء. ميّزك انتماؤك إلى طينة المثقفين، فكنت صديق الكتاب والشعراء والفنانين. ولذلك أيضاً كان انشغالك بالسياسة كالمنشغل بأحد الفنون الجميلة، لا مغرضاً ولا ساعياً إلى مكسب، بل محباً للأفكار الجديدة، تراها برّاقة نضرة، تلمع فوق المدينة المشتهاة.

كان لبنان، بموقعه تاريخاً وجغرافيا، أرضاً خصبة لاختبار الأفكار المتنوعة حول الانتماء والتعدّد والاختلاف والعيش معاً. فشغلك التعرف بالآخر، وأثرى رؤيتك، ونأى بك بعيداً عن طينة العنصريين والطائفيين واللاعبين بالمصائر. أنشأت سحرك الخاص من ذلك الانزياح الذي صنعته داخل انخراطك المجتمعي، ساعياً إلى مهر السياسة بالثقافة والثقافة بالسياسة. يا سمير: اعذرنا إن عدنا إلى سماع صوتك في غيابك، فحين تدار السياسة بعقول الصيارفة وأخلاق أسياد القبائل، لن تغادرنا بهذا اليسر، وسيبقى الشعور بخسارتك راهناً، وعميقاً، والعودة إليك فريضة حج.

 

وصيّة سمير فرنجية

خيرالله خيرالله/المستقبل/13 نيسان/17

لم يكن سمير فرنجية ذلك الاستثنائي المتقد ذكاء ومعرفة في شؤون لبنان والعالم العربي فحسب، كان أيضا وقبل كلّ شيء ذلك الانسان المرهف الحسّ الذي لم يفرّق يوما بين لبناني وآخر، بين مسلم ومسيحي وبين غنيّ وفقير. كان سمير فرنجية في كلّ وقت صادقا مع نفسه، خصوصا في احتقاره للاغبياء، رافضا في الوقت ذاته استغلال موقعه كابن عائلة نافذة في الشمال اللبناني من اجل منصب، ايّا يكن هذا المنصب.

على خلاف معظم الزعماء المسيحيين وغير المسيحيين في لبنان، لم يبع نفسه للشيطان، وما اكثر الشياطين الذين مرّوا على لبنان في حياة سمير فرنجية الذي انطفأ يوم الاثنين الماضي في بيروت في الحادي عشر من نيسان قبل يومين من ذكرى الثالث عشر من نيسان 1975 يوم اندلاع الحرب اللبنانية. كان بين القلائل الذين فهموا معنى تلك الحرب التي لعب المسلّحون الفلسطينيون، بدفع من النظام السوري، دورا محوريا فيها من جهة وخطورة قيام الميليشيات الطائفية والخطف على الهوية من جهة أخرى.

كلام كثير قيل في سمير فرنجية. قيل هذا الكلام في حياته وقيل بعد موته الذي لم يكن مفاجئا. لم ييأس سمير فرنجية يوما، على الرغم من معرفته العميقة في شؤون لبنان وما يدور حول لبنان. قرّر ان يستريح، هو الذي كان يستعيد بين فترة وأخرى حيويته من محبّة الأصدقاء وما اكثرهم، من ميشال حاجي جورجيو وساندرا نجيم... الى يوسف الزين ومحمّد مطر وكثيرين غيرهم.

في الإمكان الاتيان على ذكر عشرات الأصدقاء الذين عرفوا سمير فرنجية باكرا، مثل الكاتب والمؤرّخ الفذّ امين معلوف الذي بدأ حياته يساريا وانتهى رجلا واقعيا وشاهدا على انهيار الشرق ومدنه، وبيروت بالذات. لكنّ سمير فرنجية يظلّ في نظر الذين عرفوه منذ مطلع سبعينات القرن الماضي ذلك الانسان المثقّف القادر على التطوّر في استمرار والتعلّم من الحياة. هذه القدرة على التطوّر كانت محطّ اعجاب سمير فرنجية في شخص جورج نقّاش مؤسس جريدة «لوريان» التي عمل فيها في مطلع حياته الصحافية.

كان هناك اعجاب لدى سمير فرنجية بجورج نقّاش الذي كتب مقاله الشهير «سلبيتان لا تصنعان امّة» ناعيا فيه لبنان بمسلميه ومسيحييه الذين لم يتمكنوا من الاتفاق يوما على مفهوم للوطن الواحد. نشر المقال في العاشر من آذار 1949 وكلّف جورج نقّاش ثلاثة اشهر في السجن. لم يحل ذلك دون ان يصبح جورج نقّاش، لاحقا، وزيرا ثلاث مرات وان يكون سفيرا لبلده في باريس قبل ان يدمج «لوريان» بجريدة «لو جور» في العام 1971 في عملية تفتّقت عنها عبقرية غسان تويني.

من خلال جورج نقّاش، شاهد سمير فرنجية الانتقال من اليمين الى الاعتدال والوسطية اللذين كانت تمثلهما الشهابية (نسبة الى الرئيس فؤاد شهاب)، ذلك ان جورج نقّاش كان بين مؤسسي حزب «الكتائب» مع الشيخ بيار الجميّل في 1936، لكنهّ لم يمكث فيه سوى سنة واحدة. انتهى جورج نقّاش شهابيا يعتقد ان في الإمكان الرهان على لبنان من خلال بناء المؤسسات الوطنية والتعاطي مع كلّ اللبنانيين بلغة التنمية والمدارس والجامعات والقضاء على الفقر والحرمان، فضلا عن الاتيان بأفضل اللبنانيين الى المواقع الحساسة في الدولة.

بدأ سمير فرنجية حياته يساريا لينتقل مع الوقت الى الاعتدال والى مفهوم الحوار أساسا للتفاهم بين اللبنانين مع اخذ في الاعتبار للظروف الإقليمية، بما في ذلك الجنون الفلسطيني على الأرض اللبنانية الذي دفع اليه النظام السوري، مثلما دفع هذا النظام منذ البداية أحزابا وتنظيمات مسيحية، ثمّ إسلامية، الى إقامة ميليشيات خاصة بها.

كان هذا التوجّه الى الاعتدال والرهان على امكان إعادة الحياة الى لبنان من دون الاصطدام بالعامل الإقليمي وراء تلك الصداقة، بل هذا التواطؤ الذي جمع بين سمير فرنجية والرئيس رفيق الحريري. قليلون كانوا يعرفون عن سرّ تلك العلاقة التي كانت تربط بين الرجلين. قليلون جدا كانوا يدركون مدى تفهّم سمير فرنجية لما كان يقوم به رفيق الحريري، حتّى في الذهاب بعيدا في مسايرة النظام السوري ورجالاته في لبنان، من اجل التمكن من إعادة بناء بيروت والانطلاق منها الى إعادة اعمار لبنان.

سمحت التجارب التي مرّ بها سمير فرنجية للرجل بان يكون دائما في قلب الحدث، وذلك على الرغم من اتهامه بالنخبوية التي جعلته يرفض التزلّف لاحد. لم يكن قادرا على ذلك بسبب تكوين شخصيته. كان صديقا لوليد جنبلاط من دون ان يكون مضطرا لتأييده في كلّ ما يفعله، على سبيل المثال...

كان اغتيال رفيق الحريري في الرابع عشر من شباط 2005 نقطة تحوّل لدى سمير فرنجية الذي سارع الى التقاط معنى تظاهرة الرابع عشر من آذار. زاد ايمانه بفكرة الرهان على لبنان من دون ان تغيب عنه التعقيدات التي عرقلت مشروع بناء دولة حديثة، في مقدّمها سلاح «حزب الله» الذي حل مكان السلاح الفلسطيني.

احتفظ سمير فرنجية بنقائه ونبله ولم يفقد يوما ايمانه بلبنان على الرغم من كلّ الخيبات. الأكيد ان ما ساعده في ذلك كانت مواقف البطريرك صفير الذي دفع الى مصالحة الجبل والى المطالبة بخروج القوّات السورية من لبنان بعد الانسحاب الإسرائيلي في ايّار 2000 ثمّ الى قيام لقاء قرنة شهوان الذي مهّد لما اسماه سمير قصير «استقلال 2005» بعد ارتكاب جريمة اغتيال رفيق الحريري ورفاقه.

كان سمير فرنجية متصالحا دائما مع نفسه. لم يدخل في مساومات رخيصة، على الرغم من انّه كان دائما رجل حوار. لم يفه لبنان حقّه. هذا امر طبيعي في بلد لم يسمح لوالده حميد قبلان فرنجية بالوصول الى موقع رئيس الجمهورية في العام 1952، على الرغم من انّه كان اكثر المستحقين لذلك. هذا طبيعي في بلد بقي فيه نسيب لحّود «الرئيس الحلم»، نظرا الى انّه كان في استطاعته نقل البلد الى مكان آخر بعيدا عن المزايدات الرخيصة والمتاجرة بحقوق المسيحيين.

لم يكن سمير فرنجية بعيد النظر فحسب، بل كان مختلفا أيضا. صنع موقعا لنفسه من دون ان يضطرّ الى السقوط في لعبة الطائفية والدمّ. كان راقيا في كلّ ملاحظاته و«تنكيتة» له وقادرا على التقاط التفاصيل التي تعني له الكثير. تحمّل الكثير في حياته. تحمّل ظلم القريب وظلم كلّ الذين افتروا عليه... لكنّه لم يتحمّل يوما الاغبياء والتافهين والسطحيين الذين يؤلّه اللبنانيون، خصوصا المسيحيين منهم، بعضهم. بقي مؤمنا بانّ الاعتدال وحده يحمي لبنان ويحمي مسلميه ومسيحييه. تلك، كانت وصية رجل تعلّم من مدرسة ريمون اده ان هناك مبادئ لا يمكن التنازل عنها في أي وقت من الاوقات وفي أي ظرف من الظروف.

 

الإنفجار يتأجّل... لكن الـصاعق لم يُسحب بعد

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الجمعة 14 نيسان 2017

في المدى القريب، سيزداد الضغط الذي تمارسه إدارة الرئيس دونالد ترامب على القوى الشيعية في لبنان ويتّسع. لذا، ستحتاج هذه القوى إلى تفعيل التغطية المطلوبة من الرئيس ميشال عون والمسيحيين، ولا يناسبها النزول معهم في معارك جانبية، إلّا إذا كان مردودها أكبر من أيّ مكاسب أخرى.

يمكن القول بالتأكيد، وعلى رغم المواجهة الأخيرة: لا طلاق مارونياً - شيعياً مهما حصل، بل إنّ المسار الاستراتيجي لا بدّ من أن يدفع إلى توسيع «الزواج» الماروني - الشيعي على قاعدة العقل، لا المتعة. لكنّ ذلك لا يعني الطلاق في أماكن أخرى. فالطوائف اللبنانية مضطرة إلى الاحتفاظ بالعقود القديمة، على حسناتها وعِلّاتها، كما هي، ريثما تنّضج الظروف لتجديد العقود.

في اللعبة الطوائفية الجارية منذ أشهر ما يثير الدهشة: عام 2016، جاء السنّي الرئيس سعد الحريري ليتبنّى ترشيح حليف «حزب الله» الماروني الرئيس ميشال عون، خلافاً لإرادة الشيعي الرئيس نبيه برّي، و»سعياً إلى استعادة الحقّ المسيحي السليب». وهكذا كان.

عام 2017، الحريري السنّي وسيط بين الماروني عون والشيعي برّي، ومعه «حزب الله»، لمنع الانفجار في قانون الانتخاب، و»سعياً إلى استعادة الحقّ المسيحي السليب».

لكنّ عون نفسه لطالما حاول إقناع المسيحيين بأنّ « اتفاق الطائف» هو الذي أكل حقوقهم، وبأنّ الذين أخذوا من الصحن المسيحي في الحكم هم السنّة خصوصاً، ثم الدروز، فالشيعة.

السنّة، في الأدبيات العونية، وبدعم سعودي، ورثوا في «الطائف» صلاحيات أساسية كانت لرئاسة الجمهورية وجيَّروها لرئاسة الحكومة لا لمجلس الوزراء مجتمعاً. وتحت مظلة التوافق السعودي - السوري، تقاسموا مع الشيعة حصّة المسيحيين من خلال ممثلين جاؤوا إلى السلطة ببوسطات يقودها زعماء الطوائف الحاكمة. وعندما تحالف عون و«حزب الله»، كان يريد القول إنّ مقايضة قد تمّت بين المسيحيين والشيعة: يعترف المسيحيّون بالخيارات الشيعية الاستراتيجية، ويردّ لهم الشيعة ثمن ذلك بمساعدتهم لاستعادة التوازن في الحكم: رئاسة الجمهورية، المجلس النيابي، الحكومة، الإدارات والمؤسسات والأجهزة.

طبعاً، في خلفية المنطق العوني أنّ القوى الشيعية ستقف مع الحليف المسيحي ليصل إلى الرئاسة، وليكون قوياً في الحكومة، وليأتي معظم النواب المسيحيين ممثلين لقواعدهم.

فالمسيحيون خسروا لأنهم استندوا إلى خيارات إقليمية معيّنة، وعودتهم عن هذه الخيارات فرصة لتصحيح الخلل أيضاً. لكنّ حسابات الحقل اختلفت عن حسابات البيدر. وبرّي لم يرغب في وصول عون إلى السلطة، وهو اليوم خصمه الأقوى في قانون الانتخاب، ومعه «الحزب».

أما الحريري فيدرك أنه سيدفع من حجم كتلته الحالية في أيّ قانون انتخاب جديد، سواءٌ لمصلحة القوى المسيحية أو الشيعية، مقابل بقائه في رئاسة الحكومة. ولذلك، هو يفضل دور الوسيط. وبالنسبة إليه والنائب وليد جنبلاط، لا بأس بأطول تمديد ممكن.

هذه اللعبة الطوائفية التي يُدار بها البلد، على رغم خروج السوريين منذ 12 عاماً، لا يمكن أن تستمر، وأكبر دليل على ذلك هو أنها كادت ستودي إلى مواجهة أهلية، طائفية، لو لم يتم احتواؤها في اللحظات الأخيرة. فماذا لو شاءت الظروف أن تقع المواجهة يوم أمس، 13 نيسان، بعدّة الاحتقان الكاملة والحَفْر في الجروح القديمة؟ أبعد من إبرة المخدر التي حقنها عون في اللعبة، والتي يدوم مفعولها إلى 15 أيار، ستكون هناك ورشة تهدئة مفتوحة لإنتاج قانون أو لتمديد تقني، بمشاركة دولية وإقليمية مباشرة. فهناك قرار واضح بمنع انفجار الكيان اللبناني... في هذه الظروف على الأقل.

وفي المرحلة الحالية، الاستقرار اللبناني مطلوب أمنياً وسياسياً واقتصادياً، ليبقى الكيان اللبناني موحّداً في الحدّ الأدنى، وفي الشكل على الأقل، فيما يُعاد رسم الشرق الأوسط بكامله.

لذلك، العيون مفتوحة على قانون الانتخاب بمقدار ما هي مفتوحة على الخلايا الإرهابية، من عين الحلوة إلى عرسال وطرابلس وسواها، ومفتوحة على الواقع المالي والمصرفي في لبنان.

لبنان يعيش على «الترقيع» منذ «الطائف»، ولكن خصوصاً منذ أن خرج السوريون تاركين للبنانيين أن يتحمّلوا المسؤولية عن إدارة شؤونهم بأنفسهم. وقد أثبت اللبنانيون أنهم يفضّلون «الترقيع»، لأنّ الحلّ لا يمكن أن يتحقّق في ظل الرغبات المتبادلة في الهيمنة على كل شيء.

قد ينتهي الفصل الحالي من الأزمة، في أيار، من دون صدام أهلي، طائفي أو مذهبي. لكنّ اللعبة ستقود حتماً إلى انفجار جديد. وعلى الجميع أن يعترف بأنّ الاستمرار في التفسير الانتقائي لـ»الطائف»، بصيغته الحالية، سيقود عاجلاً أو آجلاً إلى كارثة.

«الطائف» منحَ الطوائف «قدرات تخريبية»، فكلها قادرة على التعطيل. لكنه لم يقدِّم وصفةً للبناء. «الطائف» تسوية تتعادل فيها الطوائف على السلبيات لا الإيجابيات.

لذلك، ومن قبيل الرمزيات، كاد «الطائف» أن يشهد في 13 نيسان 2017 مقداراً من الحقد الأهلي يقارب ما كان في 13 نيسان 1975. والحلّ الحقيقي يكون بانبثاق حلّ وطني واضح وعادل ودائم على جثمان «الطائف» القديم. وقد يحمل هذا الحلّ تسمية «المؤتمر التأسيسي» أو سواها.

بعد التجربة الجديدة، هل ستختار القوى السياسية استمرار المراهنة الخبيثة على «الغموض الهدّام» في «الطائف» القديم، وهل اقتنع الجميع بأنّ اللعب بالنار قد يشعل البيت بأهله؟

 

إستحقاقات 13 نيسان

المحامي انطوان ع. نصرالله/جريدة الجمهورية/الجمعة 14 نيسان 2017

لماذا على اللبنانيّين وأمام كلّ استحقاق أن يلعبوا لعبة سياسة حافة الهاوية؟ وهل هذه السياسة متعمّدة أم لا مفرَّ منها أمام الجماعات والمسؤولين عنها؟ ولماذا لا يجدون الحلول لمشاكلهم إلّا بعد توتير كبير؟ مناسبة هذه الاسئلة ما حصل في الأيام القليلة الماضية من توتير وتخوين وتخويف انتشر في الأجواء وأعاد إلينا أياماً سوداء. فبينما كان المجلس النيابي ولبنان على أعتاب تمديد ثالث لولايته التي كان من المفترض أن تنتهي اصلاً عام 2013، توتّر الجوّ والخطابات وزاد الحقن الطائفي والمذهبي من دون أن يُخبرنا أحد لماذا وصلنا الى أعتاب التمديد؟ ولماذا لا نستطيع أن ننجز استحقاقاتنا الدستورية بشكل طبيعي؟

خصوصاً أنه كان من المفترض على هذا المجلس المُمدّد لنفسه أن ينكبّ على درس قانون جديد للانتخابات فور انتهاء جلسة التمديد المشؤومة، وكان النواب قد آلوا على أنفسهم تقصير مدة ولايتهم والدعوة الى إجراء انتخابات فور الاتفاق على قانون جديد وقبل مرور سنوات التمديد... وهذا ما لم يحدث.

وأيضاً فإنّ الحكومة الحالية والتي يترأسها الرئيس سعد الحريري هي بامتياز حكومة انتخابات، وللدلالة على ذلك أقتبس ما يلي من البيان الوزاري: «ستقوم الحكومة بالتعاون مع مجلسكم الكريم بالعمل على إقرار قانون جديد للانتخابات النيابية في أسرع وقت ممكن.

على أن يراعي هذا القانون قواعد العيش الواحد والمناصفة ويؤمّن صحة التمثيل وفعاليته لشتى فئات الشعب اللبناني وأجياله وذلك في صيغة عصرية تلحظ الإصلاحات الضرورية»... وهذا بالطبع ما لم يحدث، إذ إنّ الحكومة لم تعمل على تخصيص ولو جلسة واحدة لقانون الانتخابات، ولم تقدّم لنا لسوء الحظ أيّ اقتراح عصري أو حديث، بينما تقاسم أعضاؤها جبنة المشاريع وتحلّوا بالتعيينات.

هذا التخبّط والهروب من مشاكل الاستحقاقات يؤكّد مرة جديدة المؤكّد، وهو أننا ما زلنا نعيش في الحرب ولم نخرج منها. لم نصنع دولة تحمينا. في الأساس لم نعد نؤمن بالدولة وسلطتها ولا بمؤسساتها. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فإننا شعب نتّكل على الخارج لحلّ مشاكلنا الداخلية.

أنا أتحدّى أن يُسمّي لي مسؤول أيّ استحقاق داخلي تمّ إلّا بمباركة وتدخل وضغط خارجي، سواءٌ كان هذا الاستحقاق انتخابات رئاسية أو نيابية أو تشكيل حكومة... والأخطر من كل ذلك، أننا جماعات تعيش على أرض واحدة ولكنّها لا تثق ببعضها، وما الصراع على شكل قانون الانتخابات إلّا دليل على ما اقول.

فكل جماعة تحاول تحسين شروطها من خلال التحايل على القانون، ضاربة بعرض الحائط أيّ فكرة لبناء مؤسسات شرعية تقوم على «قواعد العيش المشترك»، والأسوأ حينما يستغل الناطق باسم الجماعة حاجات جماعته، فيعمل على وضع قانون على قياسه واهماً شعبه بأنه يحصّل لهم حقوقهم، هو الغارق في تفاصيل منطقته والمهجوس بجلّ قضائه. كل هذه التعقيدات تؤدي حتماً الى أن نعيش التوتر حتى الثمالة، ولكن كون زعماء الجماعات ما زالوا يستفيدون من خيرات الدولة وطالما أنّ الخارج يريد الهدوء في لبنان، فإنّ الانفجار يعطّل بسحر ساحر ومن دون أيّ مجهود، وتعود الأمور الى طبيعتها، وذلك في انتظار موعد جديد مع استحقاق قريب... هو 13 نيسان لم نخرج منه ويبدو أننا لن نتمكن قريباً من فعل ذلك.

 

يوم حاضرَ التيار والقوات في حُب النسبية

ليا القزي/الاخبار/13 نيسان 2017

في 11 نيسان، كانت «ذاكرة» الفايسبوك حاضرة لتذكير التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، بأنه في مثل هذا اليوم قبل 5 سنوات وافقا على اعتماد النسبية وفق 15 دائرة. عام 2012، كانا رأس حربة النسبية في اجتماعات اللجنة المُصغّرة المنبثقة من لقاء بكركي حول قانون الانتخاب.

أما اليوم، فسارعا إلى رفض اعتماد النسبية (التي يصفونها بـ«المطلقة»)، بحجة محاربة «الديمقراطية العددية» ولأنها لا تؤمّن «المناصفة» و«التمثيل الحقيقي للمسيحيين». فيما الحقيقة أنّهما يعارضان النسبية لأنها تفتح المجال أمام «الفرافيط» الذين يريد الوزير جبران باسيل أن يمحوهم، وتمنع القوات اللبنانية من تحقيق أهدافها من «اتفاق النوايا»، الذي تريد منه تبييض صفحتها بعد الحرب الأهلية، وتحضير رئيسها سمير جعجع للانتخابات الرئاسية المقبلة، وقبل ذلك الاستفادة من أصوات العونيين في عددٍ كبير من الدوائر. انتخابات نقابة المهندسين قبل أيام، تشهد أنّ القوات لن تتوانى عن «معاقبة» التيار انتخابياً، إن لم يكن لها جسر عبورٍ إلى المناصب.

التقت مصالح الحليفين في الالتفاف على النسبية. وعوضاً عنها، اتفقا على مشروع باسيل المختلط، الذي يُثبت «الستين» ويُفرّغ النسبية من روحيتها، قبل أن يختلفا على «التأهيلي». وفيما كان باسيل يرفض النسبية «المطلقة»، لاقته حملة إلكترونية قواتية تحت وسم «دقّ الخطر». شعارات وصور من زمن الحرب الأهلية، تستعيدها قيادة معراب في كلّ مرة تريد أن تشد عصب جمهورها. نبهت القوات من خطر النسبية، في حين أنّ نائبها جورج عدوان كان من أوائل فاتحي الطريق لهذا «الخطر» في اجتماعات بكركي.

يتذكر أحد المشاركين في لجنة بكركي أنه «كنا نعمل بالتزامن مع عمل اللقاء الأرثوذوكسي، وقد طلب المستقلون أن ينضموا إلى اجتماعاتنا. فتمنينا أن يتمثلوا بالنائب بطرس حرب». لا يوجد محاضر رسمية عن تلك اللقاءات التي فاق عددها العشرين، نزولاً عند رغبة ممثلي الأحزاب المشاركة التي لم تُرد إلزامها بورقة موقعة منها. ولكن وفق الملاحظات التي دونها الحاضرون، «عرضنا كلّ مشاريع القوانين على النقاش، ومنها النظام المختلط الذي اقترحته الهيئة الوطنية للقانون الانتخابي، المعروف بمشروع فؤاد بطرس». سقط هذا الطرح بعد سلسلة من الاجتماعات «لاعتبار جميع القوى أننا توصلنا إلى مرحلة متطورة أكثر، وهي حصر الخيارات بين مشروعين اثنين». المشروع الأول هو «اعتماد النظام الأكثري وتقسيم الدوائر ما بين 52 و54 دائرة. القوات كانت أكثر من عمل على هذا القانون، وقدّمت الكتائب عدداً من التعديلات». أما المشروع الثاني فهو مشروع القانون الذي أعدّه الوزير السابق زياد بارود في أيار 2011 «باعتماد النسبية في 15 دائرة. التيار والقوات كانا أكثر المتحمسين لهذا الخيار والمدافعين عنه. الكتائب كان لديه تحفظات في البداية، ناتجة من أنّ خياره الأول هو اعتماد نظام الصوت الواحد في الدائرة الفردية». إضافة إلى «مخاوف النائب سامي الجميِّل من الربط بين النسبية والعددية». فلعب النائب جورج عدوان «دور الأستاذ، حيث كان يتعين علينا في كلّ اجتماع سماع درس الإستاذ إلى التلميذ». شرح عدوان كيف أنّ النسبية «تؤمن وصول 52 نائباً مسيحياً بأصوات المسيحيين. وأنه لا خطر من الصوت التفضيلي، لأن كل طائفة ستكون معنية بإيصال نوابها». واكب عدوان بحماسه للطرح النسبي، النائب ألان عون والوزير يوسف سعادة. في نهاية المطاف، «قال الجميِّل إنه رغم عدم اقتناعه بالنسبية، لكنه لن يُعارض الإجماع عليها وسيُصوت معها». لذلك، قانون لجنة بكركي «تبنّى النسبية وفق الـ15 دائرة».

تُقسّم الدوائر وتوزع المقاعد وفق النظام النسبي الذي اتُّفق عليه في بكركي من قبل التيار العوني، القوات، المردة والكتائب، إلى 15 دائرة: عكار؛ طرابلس والمنية ــ الضنية؛ زغرتا وبشري والبترون والكورة؛ بعلبك ــ الهرمل؛ زحلة؛ راشيا ــ البقاع الغربي؛ جبيل وكسروان؛ المتن؛ بعبدا وعاليه؛ الشوف؛ صيدا وجزين والزهراني؛ النبطية ومرجعيون وحاصبيا؛ صور وبنت جبيل؛ بيروت الأولى (الأشرفية، الرميل، المدور المرفأ، الصيفي، الباشورة)؛ بيروت الثانية (رأس بيروت، دار المريسة، ميناء الحصن، زقاق البلاط، المزرعة، المصيطبة).

ما الذي تغيّر لتصبح النسبية خطراً؟ لا شيء. ثمة، ببساطة، من قرر أن يبدأ منذ اليوم التحضير لمعركة الانتخابات الرئاسية المقبلة.

 

روسيا ترد على الغرب بدبلوماسية 'قلة الفهم'!

محمد قواص/العرب/15 نيسان/17

تعيش المسألة السورية مرحلة ما بعد بشار الأسد. بدا أن العالم، في شرقه وغربه، حسم أمره في هذا الشأن. الغرب لا يرى مستقبلا لسوريا ببقاء الأسد. روسيا تكتشف أن دعمها لزعيم النظام في دمشق “ليس من غير شروط”. والسيد مقتدى الصدر، المفترض أنه يمثل تيارا إيرانيا في العراق، ينصح الرئيس السوري بالاستقالة. يشي الحديث الكثير عن مصير الأسد داخل المواقف الصادرة عن واشنطن وباريس ولندن، وعن اجتماع وزراء مجموعة الدول السبع في إيطاليا، كما عن تصريحات متصاعدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب نفسه الذي نوّع مضمون الأوصاف السيّئة التي يكيلها لرأس النظام السوري، بأن أمر مستقبل الأسد في أي تسوية سياسية لم يعد العامل الأساس، وأن لبّ الصراع الحالي يروم بلورة ترتيبات تعيد تنظيم العلاقة الغربية مع روسيا، وأن ملف الأسد لا يعدو كونه مفتاح تفاوض لكل الملفات.

أمام روسيا وهذا الغرب خوض تجربة جديدة لم يسبق لها مثيل منذ انهيار الاتحاد السوفييتي. بنت المنظومة الغربية سياساتها الخارجية بقيادة الولايات المتحدة مستندة على غياب العامل الروسي واضمحلال ثقله في المعادلة الدولية الشاملة. وبنت روسيا سياستها الخارجية في السنوات الأخيرة مستندة على غياب استثنائي للأجندة الغربية داخل الفضاء السوري، على النحو الذي صوّر لموسكو سهولة التمدد وسيولته. لكن الطرفين يستيقظان في الأيام الأخيرة على حقائق أخرى يبدو الجانب الارتجالي بها كبيرا. لم يكن بالإمكان لجورجيا وأوكرانيا أن تكسرا القوة العسكرية الروسية التي اخترقت حدودهما عامي 2008 و2014. فروسيا التي راكمت ترسانتها وطوّرت أدوات الفتك لديها استعدادا لمواجهة الدول العظمى، سهُل عليها تحقيق إنجازات عسكرية تكاد تكون مجانية ضد الدولتين.كما أن روسيا التي تنعّمت بفراغ الفضاء السوري ومحدودية تسلّح مناوئي نظام دمشق في الميدان، سهُل عليها تحقيق تفوّق نوعي أنقذ نظام دمشق من سقوط حتمي وقلب موازين القوى لصالحه. لكن روسيا التي غنمت “فراغ أوباما”، وفق تسمية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وراحت تصول وتجول مطلّة على العالم أجمع بصفتها الدولة العظمى، تجد نفسها هذه الأيام في مواجهة كتلة غربية تستعيد لغة الحرب الباردة وتستدعي لوازمها.

بالمقابل، ورغم الانسجام الشكلي الذي تعبّر عنه مواقف العواصم الغربية، لا يستهين خصوم موسكو في العالم بالتحدي الذي باتت روسيا بوتين تفرضه. وهم من خلال مروحة التهديدات التي لوّحوا بها يميلون نحو إيجاد نقطة توازن تعيد استيعاب الفعل الروسي داخل المنظومة الدولية، ويسعون إلى تلافي مواجهة رد فعل مرتبط بطباع بوتين نفسه والذي مازال يندرج في خانة ما هو غير متوقع لا يمكن رصده مسبقا. وإذا ما راهنت موسكو على تعدد الجبهة المواجهة (وبالتالي احتمالات تفسّخها) مقابل وحدة الموقف الروسي بقيادة بوتين والوحدة الموضوعية لموقفيْ طهران ودمشق الحليفين، فإن مجموعة الدول السبع وما صدر عن منابر الاتحاد الأوروبي كما عن كندا وأستراليا واليابان، بدا متقدما في تأييده لواشنطن وفي انتقاده لموسكو وفي إدانته لدمشق على نحو بات فيه التراجع صعبا.

ولئن ألحقت واشنطن موقفها المتصلّب ضد استخدام السلاح الكيميائي في خان شيخون في سوريا بتحريك قطعها البحرية باتجاه شبه الجزيرة الكورية، فإن الإدارة الأميركية تظهر يوما بعد آخر عزما متناميا لإعادة الإمساك بالملفات الساخنة التي ساهمت “عقيدة” أوباما في تفاقم العبث والميوعة داخلها. وفي ذلك ما يجعل موسكو أمام مشهد كلي يتطلب منها ارتجال عزف جديد لا يبدو أن الصين منسجمة مع أنغامه.

ربما من المبكر تقييم ما رسمه ترامب وفريقه من تبدّل داخل الخرائط الدولية الرتيبة. تفرج الأعراض الأولى لاجتماعات الرئيسين الصيني والأميركي في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي عن تراجع منسوب التوتر الذي كان متوقعا بين واشنطن وبكين. ابتلعت بكين برشاقة مسألة إرسال صواريخ توماهوك إلى قاعدة الشعيرات في سوريا أثناء عشاء ترامب مع جين بينغ. باتت القيادة الصينية تتحدث عن تسوية سياسية للمسألة السورية، لكنها وحسب ما أعلن في سيول، عاصمة كوريا الجنوبية، باتت، بعد مداولات جرت مع دبلوماسيين من كوريا الجنوبية، مستعدة لممارسة ضغوط كبرى على كوريا الشمالية لوقف استفزازاتها المهددة للسلم العالمي برمته. أربكت صواريخ الشعيرات كل الاصطفافات التي عملت موسكو على العناية برسمها في السنوات الأخيرة. لبكين مصلحة في صيانة تجارتها داخل السوق الأميركي وعدم استفزاز مارد اقتصادي كان متساهلا. ولأنقرة مصلحة في تظهير التباين مع موسكو وبالتالي فك تحالف ركيك مع روسيا لم يؤمن به الطرفان لحظة واحدة. وللاتحاد الأوروبي ودول الأطراف الدولية المتحالفة تقليديا مع الولايات المتحدة مصلحة في إظهار لحمة وتضامن مع واشنطن ومع إدارة ترامب بالذات في معركته ضد روسيا.

فجأة، وبغض النظر عن الردح الذي يصدر عن موسكو، تتراجع روسيا إلى مصاف دول الهامش وتتلطى خلف حلف يجمعها بإيران ونظام دمشق، وتتعجّل اجتماعا فلكلوريا لوزراء خارجية الدول الثلاث. لا يبدو أن القيادة الروسية قادرة على إخراج أوراق كثيرة من جعبتها الداخلية، فسر النجاح الروسي والصعود الذي حققته المغامرة السورية لموسكو يكمنان في رعاية ومباركة ومواكبة واشنطن وأوروبا والعالم الغربي لها. ويكفي أن تتوقف هذه الرعاية أو تتغير قواعدها حتى يرتبك وضع روسيا في العالم أجمع.

تعوّل موسكو كثيرا على طراوة النظم السياسية الغربية مقابل صلابة النظام السياسي الروسي. لا رأي عاما في روسيا بإمكانه التأثير على قرارات بوتين، ولا صحافة حرّة في روسيا بإمكانها محاصرة مزاج الكرملين، ولا ردّ فعل يُذكر أو يُنشر حول سقوط قتلى روس داخل الأتون السوري، ولا جدل داخليا حول علاقة العمليات الإرهابية الأخيرة التي ضربت البلاد بالتورط الروسي بالحرب في سوريا. تختلق الصحافة الروسية تقريرا منسوبا إلى جهات سويدية يبرئ نظام دمشق من جريمة خان شيخون، شأنها في ذلك شأن المنابر الركيكة التي تدور في فلك دمشق وطهران. وفي سرد أي روايات تصدر عن موسكو، لا معارضة روسية بإمكانها دحض ذلك وتفنيد محتوياته. بالمقابل يعمل النظام السياسي الغربي على تفكيك الرواية الغربية الرسمية ويمعن فيها انتقادا وتشكيكا. وفيما تخال موسكو أن مفاعيل القضم الداخلي قد يوهن القرار الغربي، فإنها بذلك تتجاهل أن التعدد وحرية الرأي وتناقض المصالح وتقاطعها هي من السمات البنيوية للنظم الديمقراطية، وأن السجال المفتوح لم يقف يوما حائلا ضد القرارات الكبرى التي تتخذها الدول. ويبقى مثال التدخل في يوغسلافيا وأفغانستان والعراق وليبيا، على سبيل المثال لا الحصر، نماذج لطبيعة التعايش ما بين القرار والضجيج حول القرار.

يقول وزير الخارجية الروسي إن موسكو لا تفهم حتى الآن ماذا يريد الغرب. كذّبت موسكو رواية دمشق حول عدم قيامها بأي طلعات جوية فوق خان شيخون وأكدت أن طائرات النظام قصفت مخزنا للأسلحة الكيميائية تابعا لـ”الإرهابيين”، لكنها تعود لتثير على لسان الرئيس فلاديمير بوتين مسألة أن تكون القصة كلها مختلقة. لا تفهم روسيا ماذا حصل في خان شيخون، ولا تفهم ما صدر عن اجتماع مجموعة الدول السبع، ولا تفهم تبدل موقفيْ أنقرة وتل أبيب، ولا تفهم صمت الصين، ولا تفهم لماذا يضرب التوماهوك سوريا؟

تعكس “قلة الفهم” التي تصطنعها موسكو أعراض ارتباك أصاب سلوكها اليومي في التعامل مع العالم، كما تشي بالحاجة لشراء المزيد من الوقت قبل أن تشن الهجوم المضاد.

 

تفاوض أميركي ـــــ روسي على «وقع» الضربة في سوريا

ثريا شاهين/المستقبل/15 نيسان/17

لاحظت مصادر ديبلوماسية واسعة الإطلاع، أن زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون لروسيا لم تُلغَ مثلما ألغيت زيارة نظيره البريطاني، اثر الضربة الأميركية في سوريا وردود الفعل عليها، بل على العكس، حصلت الزيارة والإدارة الأميركية تريدها أكثر من أي وقت مضى، من أجل التفاوض بعد الضربة وفق قواعد جديدة.إذاً، الزيارة تمّت على وقع الضربة، ويمكن تلخيص أهداف واشنطن من ورائها كالآتي:

- إعادة وضع الخط الأحمر الأميركي من جديد، وهو أن استعمال السلاح الكيماوي، وأسلحة الدمار الشامل ممنوع.

- أن الأميركيين يقولون للعالم ولروسيا إنهم لا يزالون هنا، وإنهم لم يخرجوا من الأزمة السورية، وإن كل اللاعبين يُفترض أن يحتسبوا الأمور على هذا الأساس.

- أن المسألة ليست كما تم تصويره بأن إدارة الرئيس دونالد ترامب مستعدة للحديث مع بشار الأسد من أجل محاربة «داعش». المهم ما الذي سيحصل بعد الضربة. فهل ستزيد واشنطن الدعم للمعارضة؟ وهل سيتم رفع الحظر عن الصواريخ المضادة للطيران للمعارضة السورية؟ إذ من المستبعد أن تكون الضربة على «الشعيرات» قادرة وحدها أن تؤدي إلى تغيير في السياسة الأميركية، بل يُنتظر أن تتم مواكبتها بإجراءات أخرى. والدول الغربية ستبني على الضربة في سياستها مع واشنطن لمحاولة جرها صوبها وإبعادها عن روسيا. في اجتماع مجموعة G7 تحدث الأوروبيون عن ضرورة فرض عقوبات على روسيا إذا لم تتخلَّ عن دعم الأسد.

كما لاحظت المصادر، أن الولايات المتحدة لم تضع سياسة خارجية واستراتيجية متكاملة، إنما هي تعمل على إنجازها، لكنها في الوقت نفسه تتصرف وتقوم بما يلزم فعلياً.

ويريد ترامب من خلال الضربة، أن يثبت للداخل الأميركي أنه ليس مثل سلفه باراك أوباما، الذي وضع خطاً أحمر بالنسبة إلى السلاح الكيماوي، وتم تجاوزه، ولم يقم بأي ردّ فعل إزاء هذا التجاوز، كما أن الضربة تشكّل رسالة، أن ترامب حاسم، ويستطيع إتخاذ قرار ولن يتراجع، إزاء تجاوز الخطوط الحمر لديه. فضلاً عن أنه أراد بداية رسم حدود للنفوذ الروسي في سوريا والشرق الأوسط. كذلك أراد توجيه رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، حول أن بلاده لن تبقى مكتوفة الأيدي حيال تعطيل الروس لعمله وجعله عاجزاً عن اتخاذ قرار حول الحال في سوريا. حتى أن النقاشات في المجلس حول المشاريع المطروحة وصلت مع الروس إلى حائط مسدود. وروسيا عملت على تقديم مشروع مضاد للمشروع الأميركي - الفرنسي - البريطاني. قدمت واشنطن وباريس ولندن مشروعاً جديداً وروسيا أسقطته باستخدامها حق الفيتو.

وتشير المصادر، إلى أنه إذا وقفت الأمور عند هذا الحد، فيكون تأثير الضربة محدوداً. والأميركيون ليسوا متخوفين من أي ردود فعل تم التهديد بها، لأن إيران عادة لا تُحارب مباشرة، بل تقوم بعمليات أمنية والروس لن يدخلوا في حرب مع الولايات المتحدة والسلاح الروسي ليس متطوراً كالسلاح الأميركي. كما أن روسيا والصواريخ التي تنصبها في سوريا «٣٠٠ آس» و «٤٠٠ آس» لم تعترض أي صاروخ أميركي قُصف على سوريا.

قد تكون الضربة الأميركية بحسب مصادر في موسكو، أدت إلى ظهور موارد السياسة الأميركية حيال الملف السوري، وإن كان الحسم في هذا الموضوع غير ممكن حالياً، لأنه لا يمكن معرفة إذا ما كانت بداية سياسية هجومية معينة ستُتبع وستستمر، أم أنها مجرد تنفيس احتقان داخلي أميركي، نتيجة عدم قدرة ترامب على استكمال تكوين إدارته، والصراع بين البنتاغون والعسكر من جهة وبعض مستشاريه من جهة أخرى، ففي فريقه الصقور والحمائم على حد سواء.

وتفيد المصادر، أن أهم ما في الضربة التغيير الجذري في الموقف الأميركي بين الرئيس الحالي والرئيس السابق باراك أوباما والذي لم يتدخل في الملف السوري إلا بشكل محدود، لكن الآن هناك سياسة جديدة. وهذه السياسة بعثت رسالة إلى روسيا من خلال الضربة أن الأخيرة ليست اللاعب الوحيد على الساحة السورية، وأن الأمر بات مختلفاً عما كان عليه الوضع أيام الإدارة السابقة، عندما كانت روسيا تتسلم كل أوراق الأزمة السورية وحدها، أي أن الرسالة مفادها أن الولايات المتحدة لم تنسحب من الشرق الأوسط، ولا من الأزمة السورية ولن تترك للروس أن يديروا الوضع في المنطقة بالشكل الذي يرونه مناسباً.

ولفتت المصادر، إلى أن استكمال البحث بالمشاريع المعروضة في مجلس الأمن وارد، لكن هناك صعوبة في الاتفاق على قاسم مشترك أميركي - روسي.

مفاعيل الزيارة ستظهر سياسات كل من واشنطن وموسكو، ومدى إمكان التفاهم بينهما، إذ إنه لا حلول ستحصل في سوريا من دون هذا التفاهم. لكن ليس بزيارة واحدة تُحل كل الأمور.

 

موقع سورية في الصفقة الممكنة بين موسكو وواشنطن

 راغدة درغام/الحياة/15 نيسان/17

بدأ حديث المقايضات في إطار صفقة أميركية - روسية بشأن سورية إنما ليس في إطار الصفقة الكبرى بين البلدين بما يشمل أوكرانيا ومصير العقوبات المفروضة على روسيا والتي ما زالت هدفاً بعيد المنال وصعب التحقيق. موقع إيران داخل سورية جزء من الحديث الجاري بلغة الممرات و «المطارات». «حزب الله» لن يتواجد في الجولان تلبية لمطالب إسرائيل الاستراتيجية، إنما موقف إسرائيل من فكرة الممر الإيراني إلى لبنان مرفق بتسهيلات مطار له هو اللافت، إن أتى بالموافقة العلنية أو الخفية. زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى موسكو واجتماعه بنظيره الروسي سيرغي لافروف لحوالى أربع ساعات تبعه استقبال الرئيس فلاديمير بوتين إياه دليل على بدء حديث جدي بين إدارة ترامب وحكومة بوتين حول العلاقة الثنائية ومواقع الصفقة الممكنة، ولقد وقع الخيار على سورية. مشروع القرار الأميركي- البريطاني- الفرنسي في مجلس الأمن الذي دان استخدام الأسلحة الكيماوية في إدلب وطالب بفتح المطارات للتحقيق لاقى الفيتو الروسية الثامنة بعدما طلب المندوب الروسي تأجيل التصويت نظراً لتفاهمات بين تيلرسون ولافروف. لكن مؤشرات التصعيد في نيويورك عبر معارك الفيتو ليست بأهمية المقايضات التي بدأت بالتوازي في موسكو في اليوم ذاته. السفيرة الأميركية نيكي هايلي أطلقت المواقف الأميركية الافتتاحية للمفاوضات مع روسيا من قاعة مجلس الأمن الذي تترأسه للشهر الجاري، مشددة على «الشراكة» التي تريدها الولايات المتحدة مع روسيا في سورية. اتفاق وزيري الخارجية على محطات الشراكة والتفاهمات كان له عنوان لافت عند التأكيد على وحدة أراضي سورية، إلى جانب التأكيد على الشراكة في ضرب «داعش» كأولوية، فسورية الموحدة تعني رفض تقسيمها الذي يتم ميدانياً بما يخدم «الهلال» الذي هو جزء من المشروع الإيراني في سورية، ولذلك يدور الحديث عن ممر ومطار، تعويضاً لطهران التي لا تريد موسكو التخلي عنها إثباتاً لوفائها لحلفائها في التكتيك وفي الاستراتيجية. فموسكو تريد الصفقة مع واشنطن إنما ليس بأي ثمن. كلاهما يقر بأن الرئيس السوري بشار الأسد راحل عاجلاً أم آجلاً، فهو بات الآن «العقدة» المرحلية وليس العقدة المصيرية لسورية. رسالة واشنطن الأساسية إلى موسكو هي أن الفرصة مواتية لتأمينها باستراتيجية خروج من التورط في سورية على أساس صيانة مصالح أساسية لها، وإلا أمامها أن ترث سورية مكسَّرة بكل ما فيها من «دواعش»، ومعارضة عسكرية مُمكَّنة أميركياً، وعزم أميركي على الاستمتاع بتورط روسيا وإيران معاً في المستنقع. رسالة موسكو إلى واشنطن فحواها أنها جاهزة للمقايضة شرط ألا ترتبط الصفقة بأي انطباع يقلّل من مكانة روسيا كدولة استعادت العظمة عبر البوابة السورية، وشرط إقرار الولايات المتحدة بمصالح روسيا الاستراتيجية. مساحة التقاطع بين الرغبتين تبدو اليوم واسعة في أعقاب العملية الأميركية العسكرية في سورية التي فتحت باب المفاوضات الجدية.

صانعو القرار الأميركي نحو روسيا في سورية داخل الإدارة الأميركية -وخارجها- هم عسكريون يتقنون لغة الاستراتيجية الجغرافية- السياسية، وهم من كبار القيادات العسكرية الأميركية وأبرزها. سفيرة الديبلوماسية الأميركية، نيكي هايلي، نالت تقدير وإعجاب هذه المجموعة الفاعلة في صنع القرار، وباتت المعبِّر الأول عن السياسة العسكرية- السياسية الصادرة عن إدارة ترامب. الفكرة الأساسية وراء الرد العسكري السريع على استخدام الأسلحة الكيماوية في خان شيخون هي رسم الخطوط الحمر في الرمال نحو روسيا وإيران وليس فقط نحو سورية.

العنوان الأساسي هو إنهاء النزيف في سورية وإبلاغ الكرملين أن إدارة ترامب تعي أن السياسة الروسية والإيرانية قائمة على «الحل العسكري» في سورية وليس «الحل السياسي»، ولذلك قررت أن فرض ظروف وشروط عسكرية أميركية بات العنصر الجديد في المعادلة، في انقلاب على ظروف النأي بالنفس التي تبنتها إدارة أوباما في سورية.

هناك حوالى ألف عنصر عسكري أميركي في ساحة الحرب السورية، إنما هناك قدرات استطلاعية ضخمة لها قيمتها في ساحة الحرب العصرية. الخطط العسكرية جاهزة، ولذلك تمكن الرئيس دونالد ترامب من اتخاذ قراره بفورية إنما ليس باعتباطية، فلقد أحاط نفسه بقيادات عسكرية- سياسية وبات براغماتياً وجاهزاً لممارسة دوره وصلاحياته كرئيس الولايات المتحدة بناءً على النصيحة المهنية. هؤلاء الفاعلون في صنع السياسة الأميركية الخارجية يريدون حواراً استراتيجياً مع روسيا، وهم ينظرون إلى تحديد مستقبل العلاقة الأميركية- الروسية من منظور التفوق العسكري الأميركي القاطع في المعادلة العسكرية بين الدولتين. بكلام آخر، رهانهم هو أن روسيا لن تجرؤ على مواجهة الولايات المتحدة عسكرياً، وأن كل قراراتها في سورية ستأخذ المعادلة العسكرية في الاعتبار. هذه أداة تفاوضية، في نظرهم، وهم جاهزون «لإبلاغ» العزم العسكري تكراراً، إذا كانت هناك حاجة لمثل هذا الإبلاغ، إنما ما يريدونه هو الحوار الاستراتيجي والتفاهمات ضمن فن صنع الصفقة.إدارة ترامب مستفيدة من انطباع التصعيد مع روسيا لأنه يضع الرأي العام الأميركي خارج حلقة الشكوك والتهم بعلاقة مشبوهة بين أركان حملة ترامب الانتخابية وبين الحلقة الفاعلة في الكرملين بقيادة فلاديمير بوتين. الخوف من التصعيد مع روسيا قد يساهم أيضاً في تقبّل الصفقة الأميركية- الروسية، فالمسألة ليست مجرد تغيير الحديث الداخلي وإنما هي تجهيز المزاج الداخلي لتقبل التفاهمات الأميركية- الروسية.

عناوين إدارة ترامب في المباحثات مع الكرملين، بحسب مطلعين عن كثب على الحديث الأميركي- الروسي الجديد هي: فرض الحدود على النفوذ الإيراني في سورية، إلحاق الهزيمة بتنظيم «داعش»، وعدم إلحاق أي أذى بالمصالح الإسرائيلية. الرسالة الأميركية الأساسية إلى روسيا -يقول هؤلاء- هي: احذري، إن الوعاء الذي تكسرينه سيصبح ملكك. وهذا، في رأي إدارة ترامب أداة تأثير فاعلة لإيقاظ الكرملين إلى مغبة رفض الشراكة المعروضة.

القصد من مقولة امتلاك الوعاء المكسور هو أن سورية، في حال فشل التفاهمات، ستكون ساحة حرب أهلية، وفي حال «صوملة» لعشر سنوات أو أكثر، وسيكون في وسع الإرهابيين الذين هاجروا إلى سورية العودة إلى بلادهم ومحيطهم للانتقام فيما روسيا تغرق في مستنقع سورية، والكلام هنا عن المقاتلين الشيشان ومن الجمهوريات الإسلامية الخمس المحيطة بروسيا. «أفغنة» سورية أو «صوملتها» ليس في مصلحة روسيا، وفق التقويم الأميركي، ولذلك هي تحتاج لأن تعيد النظر في مواقفها.

تمسك موسكو ببشار الأسد تكتيكي ومؤقت وقابل للمقايضات، بحسب التفكير الأميركي، لا سيما أن البحث متقدم في عملية صياغة البديل من الأسد المقبول أميركياً وروسياً. وبما أن واشنطن ليست في عجلة كبرى لترحيل الأسد، وهي جاهزة للقبول باستمرار أركان النظام في دمشق من دون عائلة الأسد، فآفاق التوافق متوافرة، فمصير الأسد لم يعد العقدة الرئيسية في حال التوصل إلى التفاهمات الاستراتيجية الضامنة للمصالح الروسية والأميركية في سورية. والتركيز هنا هو على شرط التوصل إلى التفاهمات والصفقة.

مصير «حزب الله» ومصير الميليشيات التي تديرها طهران في سورية هو العقدة الأكبر. موسكو ليست جاهزة للتخلي عن طهران، وواشنطن تفهم صعوبة ذلك. لهذا، يدور الحديث حول معالجات واقعية لعقدة إيران في سورية. «حزب الله» جاهز للانسحاب من سورية حالما ترتئي طهران أن الوقت حان، وطهران لن تفعل ما لم تضمن ممراً لها إلى «حزب الله» في لبنان. موسكو جاهزة للإصرار على طهران أن تتأقلم مع واقع التفاهمات -إذا حصلت- وهي تقع تحت ضغوط أميركية مصرّة على تقليص نفوذ إيران في سورية، في حال أرادت الصفقة مع واشنطن.

روسيا قادرة على احتواء الطموحات الإيرانية والمشروع الإيراني في سورية ولديها أكثر من أداة، أبرزها، «تعرية» إيران عسكرياً في سورية إذا سحبت عنها الغطاء الحامي لها في علاقتهما الميدانية الاستراتيجية. إيران تعي تماماً أنها غير قادرة على الاحتفاظ بالأسد بمفردها ولا على فرض مشروعها في سورية ما لم تسمح لها روسيا بذلك. إدارة ترامب تستخدم تلك المعادلة لمطالبة الكرملين بحسم أمره من إيران. ولهذا يبرز الكلام عن إمكان التوافق الأميركي- الروسي على ممر ومطار لإيران يلبي وصولها إلى «حزب الله» في لبنان.

ما لا تريده موسكو هو الإيحاء بموافقتها على تغيير النظام في دمشق، ليس لأنها متمسكة ببقاء الأسد وإنما لأنها تخشى «مبدأ» تغيير أي نظام، في سورية أو في أوكرانيا أو غيرهما، لأنها في الواقع تخشى أن يكون هذا المبدأ من نصيبها بقرار أميركي. موسكو لن تتخلى عن إنجازاتها في سورية في غياب ضمانات أميركية تقر بمصالحها الحيوية في سورية، من القواعد العسكرية إلى حصتها في إعادة الإعمار، إلى بقائها قوة كبرى في الشرق الأوسط تؤخذ في الاعتبار.

وإلى حين وضوح تام لإقرار إدارة ترامب بهذه الركائز الأساسية للمصالح الروسية، لن تتراجع موسكو إطلاقاً عن تمسكها بالأسد ولا عن تحالفها مع إيران، فالحديث عن الصفقة ما زال في بدايته والطريق إلى إتمام الصفقة السورية وعرة ومثقلة بمطبات المفاجآت على الساحة السورية كما في ساحة العلاقة الروسية مع حلف شمال الأطلسي (ناتو) وكذلك في موازين التطورات في أوكرانيا حيث تقبع تلك الصفقة الكبرى المستبعدة حالياً.

الولايات المتحدة لن تتدخل عسكرياً بتورط مباشر في الحرب السورية أو في أوكرانيا، لكن إدارة ترامب لن تنأى بنفسها كما فعلت إدارة أوباما، فهي متأهبة لتوجيه ضربة عسكرية تلو الأخرى إذا لزم الأمر، وهي واثقة من أن موسكو لن تجرؤ على مواجهتها عسكرياً. إدارة ترامب جاهزة لصفقة مع روسيا لكنها لا تخشى رفض روسيا الصفقة، لأن الرفض سيؤذي روسيا أكثر ويجرها إلى مستنقع خطير في سورية.

فإذا كانت سورية موقع استعادة فلاديمير بوتين كرامة روسيا القومية ومكانتها قوةً عالمية في زمن باراك أوباما، فإن دونالد ترامب عازم على تنفيذ تعهده بجعل أميركا دولة عظمى مجدداً، لذلك يخاطب روسيا بلهجة فوقية من البوابة

 

كلما ضاقت الرؤية ... اتسعت الشتيمة

 راغدة درغام/حسام عيتاني/15 نيسان/17

على عكس ما قال النفري المحتفل باتساع الرؤية، يعاني عالمنا من ضيق فيها إلى الحد الذي لم تعد معه العبارات تكفي لوصف أو لاحتجاج. ضاقت الرؤية وانهارت اللغة بعدما سقطت السلطات والمجتمعات الحاملة الكلام وصور الواقع.

وعندما يتقلص قاموس الكلمات بحيث لا يعكس إلا أطياف القشور، وعندما يصبح الكذب هو «ما بعد» حقيقة، لا يجوز الشك في قيمته وتمثيله وجهة نظر شرائح واسعة من الناس المتفقين على تجاهل المآسي المحيطة بهم لدواع يعرفونها لكنهم يعلنون غيرها، لا تبقى إلا الشتيمة كمعبّر أخير عن الرفض العميق للالتفاف على الحقيقة وتبرير القتل والظلم.تفترض العقلانية قدرتها على تفسير الواقع وتفنيد المغالطات المقصودة والعفوية ورسم صورة «مطابقة» للحقيقة الموضوعية المستقلة عن رغبات ومصالح هذا الطرف أو ذاك. وتعتقد أيضاً بقدرتها على إقامة الحجة على المزورين والمدلسين ومروجي الأكاذيب والأضاليل. بيد أن هذه العقلانية المستندة إلى نمط تفكير تحليلي سببي يعيد الظواهر إلى أسباب تسفر عن نتائج. في المقابل، وُصف الشتّام دائما بالعاجز عن تقديم وجهة نظره تقديماً تحليلياً سببياً، ذلك أنه باختصاره الطريق بين المقدمة والنتيجة عبر الشتيمة والتفريغ العاطفي الحاد، لا يبني موقفاً يتسم بالقابلية للإقناع أو الجدال. إنه يختتم أي نقاش مع فكرته (إن وجدت) من خلال سلب المحاور حقه في الرد وأهليته للحوار بإلصاق صفات النقص والجهل والغباء وما يدخل في هذا الباب، بالخصم.

نادراً ما نجد تناولاً جدياً لمعنى اللجوء إلى الشتيمة في المجالين العام والخاص. واختزالها بأنها طريقة العاجز عن الرد لحسم الموقف لصالحه، أو بالقول إنها انعكاس لمركبات نقص وعقد دونية وسعي إلى جذب الأضواء كعلاج لنواقص ومثالب في التركيب النفسي للشتّام، لا تفي الموضوع حقه، إذا كان السلوك الأسلم هو الإسهاب في الشرح والبرهان واستخدام آليات المنطق في الاستقراء والاستدلال وما شاكل.

الحال أننا في زمن تعددت مصادر «الحقيقة» ولا تفتقر أي جهة إلى الإمكانات اللازمة لصنع حقيقتها الخاصة والناجزة. وإذا كانت التقنيات الحديثة توفر القدرة على صنع «الحقيقة» التي تلائم مالك هذه التقنيات، فربما يكون اللجوء إلى مستوى أعلى من التقنيات ذاتها هو السبيل إلى دحض «الحقيقة» المزيفة. ويستدعي الدخول في السباق إلى الحقيقة أمرين: الأول هو الإقلاع عن الاعتقاد بقيمة القناعة المسبقة والتوقف عن اتباع أسلوب الكتاب الرومنطيقيين في القرن التاسع عشر الذين منحوا أنفسهم الحق في رؤية الأشياء وفق مزاجهم ومعارفهم الشخصية ومطالبة العالم بإقناعهم بغيرها، فالعالم لا يبالي بما نعرف أو لا نعرف. والثاني هو الانتقال إلى طور أحدث من التعامل مع الواقع، وهو طور يرتبط بكفاءة الباحث في تشبيك المصادر التي توفرها وسائل الاتصالات الحديثة والتي يتوافر الكثير منها من مصادر مفتوحة.

ربما أصبح إثبات الوقائع أكثر تعقيداً وكلفة، لكنه يبقى السلاح الوحيد ذا الصدقية لإسكات مجرمي حرب ومنصات إعلامية تروج للمذابح بذريعة تحرير فلسطين. نحن اليوم في زمن يختلف عن ذاك الذي كان النفري يجد فيه من «يوقفه» ويقول له الحقيقة. فهذه باتت طريدة نادرة يتطلب الوصول إليها البحث والجهد وعدم الرضوخ إلى إغراء الاختزال بشتيمة حتى لو كان من يستحقها «حيواناً»، على ما جاء في مقابلة دونالد ترامب.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

قائد الجيش عرض مع وفد الكونغرس الاميركي برنامج المساعدات العسكرية

الخميس 13 نيسان 2017 /وطنية - إستقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة، وفدا من الكونغرس الأميركي ضم السيدين روندي فريلينغويسن وداتش روبرزبرغر، بحضور السفيرة اليزابيت ريتشارد، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، وبرنامج المساعدات العسكرية المقدمة للجيش اللبناني.

كما إستقبل عون السفير السابق عبد الله أبو حبيب.

 

من سمير جعجع إلى سمير فرنجية

الخميس 13 نيسان 2017

صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، البيان الآتي:

"صديقي سمير فرنجية...

عرفتك في الحرب وبعدها من بعيد، كنت أثمّن فيك نضالك من وحي قناعاتك لا إرثك الشخصي، وكنت أثمّن أيضاً حرصك الدائم على الحوار وبحثك المتواصل عن المساحات المشتركة التي تُخرج لبنان من أزماته وتعيده كما نحب وتحب: وطن الرسالة.

صديقي سمير،

لا أخفي إعجابي بشخصك كونك من القلة القليلة التي لا تيأس مهما كبُرت التحديات، ولا تتراجع عن هدفها مهما واجهت من صعوبات، ولا تعير الأهمية للمواقع ولا المناصب، ولا تجد نفسها سوى بين أفكارها المتجددة بحثاً عن خلاص وطني منشود.

صديقي سمير،

كنتُ متابعاً لحركتك ومواقفك من وراء قضبان الزنزانة، ولا يهم حجم تلك الزنزانة، أكانت صغيرة أم كبيرة على مساحة لبنان، إنما المهم أنها جمعتنا في قضية واحدة تبلورت معالمها مع نداء بطريركي تاريخي ولقاء سياسي (لقاء قرنة شهوان) لعب دوراً أساسياً في إخراج الجيش السوري من لبنان.

صديقي سمير،

وبعد ان استعاد لبنان حريته منتفضاً على الاحتلال السوري ومستعيداً استقلاله التقينا في 14 آذار، فعرفتك عن قرب مناضلاً شرساً لا يتعب ولا يكل دفاعاً عن قناعاته وأفكاره، وقد كنت رمزاً من رموز هذه الحركة التي كلّ همّها أن يستعيد لبنان دوره الحضاري كمساحة تلاقٍ وحوار وتفاعل تجسيداً للعيش معاً الذي شكّل قضيتك الأولى والأخيرة، ولو كانت مقاربتينا لطرق الوصول إليها مختلفتين.

صديقي سمير،

سنفتقد إليك، سنفتقد إلى مبادراتك، سنفتقد إلى عصبيتك التي تعكس صدق شخصيتك، سنفتقد إلى دورك وحضورك وألمعيتك. أمثالك يا صديقي لا يموتون، بل يعبرون فقط من ضفة إلى ضفة تاركين خلفهم إرثاً من الفكر والثقافة والحوار دفاعاً عن الفكرة اللبنانية.

وداعاً سمير فرنجية...".

 

ماروني: التيار وتّر الشارع وكاد يُشعل حرباً أهلية

وكالات/الخميس 13 نيسان 2017

قال عضو كتلة الكتائب النيابية النائب ايلي ماروني، في حديث لـ"إذاعة الفجر"، إن رئيس الجمهورية ميشال عون استخدم حقه وصلاحيته الدستورية، وتساءل ماروني:" ان لم تتم معالجة موضوع القانون الإنتخابي خلال هذا الشهر فمن سيتحمل مسؤولية الفراغ؟ ومن سيتحمّل مسؤولية التوتر الذي أصاب الشارع اللبناني في الفترة الأخيرة ؟" واعتبر ماروني ان التيار الوطني الحر قام بتوتير الشارع اللبناني حيث كاد أن يطيح بالوفاق الوطني "ويشعل حرباً اهليّة مسيحيّة أسلاميّة". واعتبر ماروني ان الفرصة التي اعطاها عون يجب ان تكون الأخيرة للتوصل الى قانون جديد وإلا ستنكشف الأمور امام الرأي العام " وسيظهر كل من اوصلنا الى هذه المرحلة على حقيقته " . وعن موقف الكتائب من قانون الانتخاب قال ماروني، إنهم تقدموا باقتراح قانون الدوائر الفردية، ولكن البعض رفض الاطلاع عليه ومناقشته، مع انه يوصل أكثر من اثنين وخمسين نائباً بالصوت المسيحي، كما انهم كانوا منفتحين على قانون حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، ومن ثم طالبوا بوضع كل المشاريع والقوانين المقترحة على طاولة التصويت، لتخطي هذه الأزمة. اما بالنسبة للنزول الى الشارع، قال مارني أنهم بالوقت الذي كانوا فيه يدعون الى الى النزول بانضباطية، وضرورة عدم التعرض الى المواطنين، والاعتداء على حقوق الناس وابقاء كل المسالك مفتوحة، كانت هناك تحضيرات ودعوات لتظاهرات كادت ان تسبب أزمة وطنية كبيرة.

 

لقاء الجمهورية: التأهيل الطائفي غير دستوري ويشوه صورة النسبية

أصدر "لقاء الجمهورية" البيان الآتي:

1- يثمن "لقاء الجمهورية" العودة الى الكتاب، والتعاطي المرن بين السلطات الدستورية لسحب فتيل اي مواجهة محتملة في الشارع نتيجة تصوير "الحائط الانتخابي غير المسدود"، وكأنه اشتباك بين مسيحيين ومسلمين في 13 نيسان 2017، وهذا ما لا يجب التسليم به، أو رفده بأي فرصة تحت أي ظرف.

2- إذ يرحب "لقاء الجمهورية" بقبول غالبية القوى باعتماد النسبية بعد سقوط التمديد والقانون المركَّب، ينبه من خطورة تشويه صورتها الدستورية-المدنية بـ"التأهيل الطائفي"، الكفيل بضرب قيمتها، وبجعل أسوأ القوانين الأكثرية، أكثر وطنية من إجبار السواد الاعظم من اللبنانيين على العودة الى المربع الطائفي والقوقعة المذهبية، وحرمان البقية المتبقية منهم (الأقليات المناطقية)، من المساواة في المواطنية، خلافاً للدستور اللبناني.

3- يؤكد "لقاء الجمهورية" ان وحدة المعايير، كفيلة بإنتاج أي قانون انتخابي عادل، يعطي كل ذي تمثيل حقه، من دون اللجوء الى "عتبات" واختراعات تهدف الى إلغاء الآخر المختلف، ولا تشجع الشريحة الواسعة من غير المهتمين، على الانخراط في اختيار "المشروع الأفضل"، سعياً الى بناء دولة المواطن لا دولة المذاهب.

4- يعتبر "لقاء الجمهورية" ان المهلة أصبحت كافية ووافية لينكب مجلس الوزراء على درس الخيارات المطروحة ومشاريع القوانين، بدلاً من تطاير المشاريع الناتجة عن لقاءات ثنائية أو ثلاثية أو رباعية، لا تأخذ بعين الاعتبار دور مجلس الوزراء، وهو المكان الطبيعي للنقاش واجتراح الحلول، على أسس دستورية لا تعتمد التمييز بين لبناني فئة أولى وآخر مرتهن أو مسلوب الحق.

 

قلق إقتصادي من التشنجات السياسية وإنعكاساتها السلبيَّة

إيفا أبي حيدر/الجمهورية/13 نيسان 2017

تتخوّف بعض الأوساط الاقتصادية من انعكاس الاجواء السياسية المتشنجة على الحركة الاقتصادية التي تعاني اساساً من الجمود، فيما يرى البعض الاخر ان أي تحرك في الشارع هو تحرّك ديمقراطي ستكون آثاره محدودة ومحصورة.  يرى رئيس الجمعية اللبنانية لتراخيص الامتياز شارل عربيد ان اي تشنّج في الوضع السياسي سينسحب فوراً على الوضع الاقتصادي وعلى شهية الاستهلاك وعلى موضوع الثقة، خصوصاً وان اجواء التوافق لم تكد تسيطر على البلاد بعد الحلحلة السياسية التي انتجت انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة. وقال لـ«الجمهورية»: جل ما نتمناه ان يسود صوت العقل والمصلحة الوطنية العليا وان نتنبّه، الى ان المستوى الكلامي العالي والتشنج السياسي يؤثران سلباً على الاوضاع الاقتصادية. ودعا عربيد أهل السياسة الى ان يحملوا الهم الاقتصادي والاجتماعي من ضمن اولوياتهم، خصوصاً ان المؤشرات الاقتصادية منذ بداية العام حتى اليوم ليست مشجعة على الاطلاق، فالأرقام في منحى انحداري متواصل وها نحن نتأمل من موسم الى آخر، لكن للأسف بدأت القطاعات الانتاجية والاقتصادية اليوم تفقد الامل. وحذّر من ان مناعة المؤسسات بدأت تتأثر، صحيح اننا لا نريد التهويل بالوضع الاقتصادي لكن المطلوب من الجميع ان يتحمل مسؤوليته، لنجنّب اقتصادنا المرهق المزيد من الاعباء غير القادر على تحملها. (كلام عربيد جاء قبل قرار اتخذته الهيئات الاقتصادية بامتناع الاعضاء عن التصريح في هذا الموضوع تجنباً للاحراج ولوجود اكثر من رأي وموقف في هذا الاتجاه).

بيروتي

في المقابل، اعتبر الامين العام لاتحاد المؤسسات السياحية البحرية جان بيروتي ان تأثير الجو السائد بإقامة تظاهرات واقفالات اليوم لا يزال محدوداً، خصوصاً وأنه ملف سياسي بحت، فما قد نشهده اليوم، اذا بقي التظاهر قائماً، هو عبارة عن عملية سياسية ديمقراطية عالقة في البلاد منذ زمن وتحتاج الى حلول. وأكد ان الأهم اليوم ان لبنان يتميّز عن غيره من دول المنطقة بالاستقرار الامني. من جهة أخرى، كشف بيروتي عن اعداد وزارة السياحة بالتعاون مع القطاع الخاص لمشاريع سياحية كبيرة ترويجاً للبلد تهدف الى استقطاب عدد كبير من الوكلاء السياحيين والمروجين السياحيين في شهر ايار للدفع في اتجاه اعادة ادراج لبنان على الخريطة السياحية. وستعقد اجتماعات عدة لمتابعة هذا الملف بهدف انجاحه. وقال بيروتي اننا نعول كثيراً على انجاح هذا المشروع نظراً لفوائده المتعددة على القطاع، وأوضح ان شركة خاصة عالمية ستدير هذا المشروع وحتى اليوم ابدى اكثر من 620 مشتركا حول العالم اهتماماً بهذا الموضوع، نذكر منها على سبيل المثال: من اميركا اللاتينية الى اميركا الجنوبية الى دول اوروبية وعربية وغيرها. وأوضح ان هذا المشروع يهدف الى ترويج السياحة في لبنان خلال فصلي الخريف والشتاء المقبلين، موضحاً ان الرزمة السياحية التي اطلقتها وزارة السياحة مؤخرا لم تحقق اهدافها لأنها أتت متأخرة عدا عن انها لم تحظ بالترويج المناسب.

تجمُّع رجال الاعمال

في السياق نفسه، ناشد تجمع رجال الاعمال اللبنانيين جميع السياسيين من كل الأطراف والفرقاء في لبنان للعمل على اصدار قانون انتخابي توافقي وعادل في اسرع وقت ممكن لأن الاوضاع الاقتصادية متردية بشكل كبير وباتت تنذر بالعواقب الخطيرة في ظل عجز اقتصادي تجاري ومالي ناتج عن الاوضاع السياسية التي تتخبط بها البلاد.ورأى التجمع ان عدم تفعيل الحياة الديمقراطية في لبنان وتداول السلطة يؤثر سلبا على الدورة الاقتصادية وعلى النمو، خصوصا واننا على ابواب موسم صيف واعد لانعاش الاقتصاد الوطني، فلا يجوز ان تبقى الامور على حالها.

 

عون التقى مصابين بالهيموفيليا وجمعيات ترعاهم: الدولة معنية بالاهتمام بالمصابين بالامراض المستعصية وتوفير العلاج اللازم

الخميس 13 نيسان 2017 /وطنية - اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ان "الدولة معنية بالاهتمام بالمصابين بالامراض المستعصية، وفي مقدمهم، اولئك المصابون بداء "الهيموفيليا" (اي داء سيلان الدم الوراثي الناتج عن نقص جزئي او كلي لاحد عوامل تخثر الدم).

واشار الى انه "سيطلب من الجهات الصحية المعنية، داخل لبنان وخارجه، المساعدة في توفير العلاج اللازم للمصابين الصغار منهم والكبار، وذلك بعد اجراء مسح دقيق عن عدد هؤلاء وحالاتهم لتأمين العلاج المناسب"، مركزا على "اهمية التوعية والوقاية وتسهيل انخراط المصابين بالمجتمعات للتخفيف من حدة معاناتهم". كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا في حضور كريمته السيدة كلودين عون روكز، مصابين بداء "الهيموفيليا" وجمعيات تعنى بهم والاطباء المعالجين، وذلك لمناسبة اليوم العالمي لهذا الداء الذي يصادف يوم الاثنين المقبل، والذي يحييه لبنان سنويا مع 134 جمعية وطنية منتسبة الى الاتحاد العالمي لـ"الهيموفيليا".

صقر

وضم اللقاء الاول، الجمعية اللبنانية ل"الهيموفيليا" التي القت رئيستها السيدة صولانج صقر كلمة، شكرت فيها الرئيس عون على اهتمامه، وعرضت "ظروف اصابة الاطفال والكبار على حد سواء بهذا الداء"، ولما تقوم به الجمعية منذ تأسيسها "لتحسين الوضع الصحي والتربوي والاجتماعي لدى المصابين ومساندة اهلهم ودعمهم ليتمكنوا من ادارة حياتهم باستقلالية". واشارت الى ان "عدد المصابين بعوامل التخثر في لبنان يصل الى الف شخص يحتاجون الى علاج دائم يؤمن قسم منه بالتعاون مع وزارة الصحة، في ما يتحمل ذوو المصابين باقي التكلفة، مع الاشارة الى ان الحقنة الواحدة يبلغ ثمنها 500 دولار اميركي". وثمنت صقر "رعاية رئيس الجمهورية لعمل الجمعية للعناية بالمصابين وتغيير نظرة المجتمع تجاههم".

الاشقر

وتحدث احد المصابين نسيب الاشقر عن المعاناة التي يواجهها الاشخاص المصابون ب" الهيموفيليا" ماديا ومعنويا، وطالب ب"تفعيل القانون 220/2000 الذي يكرس حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة للعمل في المؤسسات".

لونغ وينغ باترفلاي

واللقاء الثاني كان مع جمعية "لونغ وينغ باترفلاي" برئاسة ريمون دونالد عبد، مع اعضاء في الجمعية واطفال صغار من المصابين ب"الهيموفيليا" وافراد عائلاتهم. وتحدث عبد عن "عمل الجمعية وحاجاتها للعناية بالمصابين بهذا الداء".والقت الطفلة لين دمج كلمة خاطبت فيها "جدو الرئيس" ودعته الى الاهتمام بها وبرفاقها "لانك بي الكل وجدو الكل... الله يحميك وتضل فوق راسنا حتى تهتم فينا". وقد غلب التأثر على الطفلة وهي تلقي كلمتها، فأجهشت بالبكاء فسارع الرئيس عون الى احتضانها والتأكيد لها انه "سيهتم بها وبرفاقها المصابين، وانه لن يوفر جهدا الا ويبذله لمساعدتهم". ثم قدمت الطفلة لين الى رئيس الجمهورية رسما اعدته له كهدية. وعرضت خلال اللقاء الحاجات الضرورية لهؤلاء المصابين الذين يحملون المرض منذ ولادتهم وطوال مدة حياتهم.

عون

وشدد الرئيس عون على "اهمية حملات التوعية لاكتشاف المرض في مرحلة مبكرة والتخفيف من معاناة المصابين به"، مؤكدا انه "سيطلب الى وزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية متابعة هذا الامر ومساعدة اهالي المصابين للتخفيف من عبء العلاج".

وحرص الرئيس عون خلال اللقاء على احتضان الاطفال المصابين وتشجيعهم والتقاط الصور التذكارية معهم ومع افراد عائلاتهم.

 

الحريري إستقبل وفد الكونغرس الأميركي وأوغاسبيان والصراف ونائبا اوروبيا وآخر فرنسيا

الخميس 13 نيسان 2017/وطنية - إستقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مساء اليوم في السراي الحكومي، وفدا من الكونغرس الأميركي برئاسة السيناتور رودني فريلينغ ويزن في حضور السفيرة الأميركية في لبنان اليزابيث ريتشارد، وعرض معه التطورات في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية.

ثم إستقبل وزير الدولة لشؤون المرأة جان أوغاسبيان والنائب نايلة تويني وتناول اللقاء شؤونا عامة. بعد ذلك إستقبل الحريري الأمين العام التنفيذي للأسكوا بالوكالة خولة مطر وبحث معها في عمل المنظمة والنشاطات التي تقوم بها في لبنان.كما التقى وزير الدفاع يعقوب الصراف وبحث معه الأوضاع الأمنية وشؤون وزارته. ثم إستقبل عضو البرلمان الأوروبي ميشال إيليو ماري وعضو البرلمان الفرنسي باتريك أولييه والسيدة إيناس أبو عياش وتناول معهم مجمل الأوضاع في لبنان والمنطقة.

 

الأحدب: لا توجد أسباب موجبة تتيح للمجلس النيابي التمديد واستخدام رئيس الجمهورية للمادة 59 محاولة لوضع السياسيين أمام مسؤولياتهم

الخميس 13 نيسان 2017 /وطنية - اعتبر رئيس لقاء "الإعتدال المدني" النائب السابق مصباح الأحدب، في لقاء جمعه مع قطاع الشباب في مكتبه بطرابلس: "أنه لا توجد أسباب موجبة تتيح للمجلس النيابي الحالي التمديد لنفسه في حين تم التمديدين السابقين بذريعة انتاج قانون جديد فتمر المهل ولا يتفقون على قانون فيتفقون على التمديد...". وأعرب الأحدب "عن ايجابية موقف رئيس الجمهورية باستخدامه للمادة 59 من الدستور في محاولة وضع السياسيين أمام مسؤولياتهم لضرورة العمل على قانون جديد". وأشار الى "أن ما نشهده اليوم ليس سعيا للتوافق بل سعي للمحاصصة وأننا بتنا اليوم في مكان لا مهرب فيه من التمديد فإن فرض رئيس الجمهورية على المجلس اقرار قانون جديد فإن المجلس سيمدد لنفسه حكما تمديد تقني لتطبيق هذا القانون الجديد بدل التمديد القسري". وأكد الأحدب "أنه لن يكون لبنان بمنأى عن النيران المشتعلة بالشرق الأوسط الا بحال عملت الدولة على حماية التعددية وأن هذه الحماية هي التحدي الأبرز للدولة اليوم.. اذ أنه على الدولة اللبنانية أن تبرهن أنها قادرة على انشاء سياسة تستثني لبنان من المواجهات الطائفية والمذهبية القائمة في المنطقة".