المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 09 نيسان/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.april09.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لا تَخَافِي، يَا ٱبْنَةَ صِهْيُون، هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي رَاكِبًا عَلى جَحْشٍ ٱبْنِ أَتَان

وهذِهِ صَلاتي أَنْ تَزْدَادَ مَحَبَّتُكُم أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ في كُلِّ فَهْمٍ ومَعْرِفَة، لِتُمَيِّزُوا مَا هُوَ الأَفْضَل

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

فشل احزاب الحكم والممانعة والمقاومة وربع تمثيل المسيحيين كذباً في نقابة المهندسين/الياس بجاني

الياس بجاني/بالصوت والنص: تأملات إيمانية في عبر ومفاهيم احد الشعانين

أحد الشعانين: المعاني والعبر/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

نقابتي" تخترق الأحزاب: جاد تابت المفاجأة/عباس سعد/المدن

سنلاقيهم وسنواجههم في الاستحقاقات الكبرى المقبلة/عقل العويط/النهار

درس أقسى لفريق العهد/الياس الزغبي/فيسبوك

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 8 نيسان 2017

د.فارس سعيد: رسالة الى جبران باسيل ليس هناك "فراطة" في لبنان بل رجال و نساء يختارون بحرية.. مبروك جاد تابت

حزب الله- ترامب: مواجهة مباشرة/منير الربيع/المدن

ذيول الضربة الأميركية على النظام السوري/خليل حلو/فايسبوك

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

عين الحلوة: فتح أو بلال بدر/منير الربيع/المدن

هاجس الاستحقاق الرئاسي حاضر في اتصالات قانون الانتخاب الجديد وبعد معادلة "الرئيس القوي"... محاولات حثيثة لشرذمة الكتلة المسيحية

لماذا استهدف مطار الشعيرات وهل تبلغت طهران وموسكو الرسالة الأميركية؟! وقاعدة انطلاق طائرات "خــان شيخـــون" وصواريـــــــخ الجولان

ساعة الحسم تدق في عين الحلوة: زمن المربعات الأمنية انتهــــى

توافق لا تصويت على قانون الانتخاب في جلســــة الاثنيــــن

مذكرة السفراء الاميركيين مهدت للضربة... وفرقاطة روسية الى سوريا

قرطباوي: التوافق على "المختلط" و"التيار في الحلف وليس في الحزب"

القوى السياسية والدول الغربية في اتجاه التمديد لسلامــة ولائحة العقوبات الأميركية المرتقبة الأسبوع المقبل غير مفاجئة

الهبر: السيادة رهن قدرة عون على استيعاب حزب الله ولا للفراغ والتمـديد ولا تخيرونا بين السيئ والأســوأ

وهبي: ندعم أي قانون يحافظ على ثوابت الطائف

أوغاسبيان: لن نذهب الى التصويت بمنطق الفرض وكلام الثنـــائي الشيعي في المجلس أمس خطير

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

عمليات» أردنية - أميركية - بريطانية على الحدود السورية

واشنطن تعلن استعدادها لشن ضربات جديدة على سوريا

"تايمز": ترامب يترك الخيارات مفتوحة بعد الغارة

"الرياض": الضربة اعلان نيات لادارة ترامب وحان الوقت لتغيير قواعد اللعبـة في سوريا

روحاني مصدوم بالضربة الأميركية: ترامب يساعد الإرهابيين

مفاجأة من العيار الثقيل.. الحرس الثوري متورط بهجوم خان شيخون!

 مفاجأة.. هكذا أثنى الدوري على ترامب في خطاب جديد (تسجيل)

دير شبيغل: لماذا التزم بوتين الصمت حيال الضربة الأمريكية؟

جونسون يلغي زيارته لموسكو بسبب سوريا.. هكذا ردت روسيا

التايمز: هكذا يعيش الأسد الخائف في مخبأ سري تحت الأرض

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

جرائم دون مجرمين، فساد دون فاسدين، حال واقعنا/الدكتورة رندا ماروني

لبنان بعد الضربة الأميركية على سوريا: صمت سياسي وترقب لردة الفعل الإيرانية/شادي علاء الدين/العرب

جهد لبنان السياسي والديبلوماسي أعاده الى الحضْن العربي/ثريا شاهين/المستقبل

خان شيخون: هل استيقظ العالم من سباته/ديانا مقلد/أورينت نت

كي لا تلدغ الكويت من جحر “الإخوان” مرتين/أحمد الجارالله/السياسة

فداء عيتاني لـ (كلنا شركاء): الضربة الأمريكية ضربةٌ توبيخيةٌ هذه حدودها وحجمها/مضر الزعبي

بفضل بشار الأسد/الياس حرفوش/الحياة

أوهام الحل السياسي في سورية/خالد الدخيل/الحياة

 بعد الضربة الأميركية: السيادة في أطوارها المتغيرة/حسام عيتاني/الحياة

الإخوان واليمن… ونكران الجميل/خيرالله خيرالله/العرب

موسكو: لم نسقط الصواريخ الاميركية لكي لا نضرّ بلبنان/دينا أبي صعب/المدن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

طلاب القوات أحيوا ذكرى استشهاد طوني ضو برعاية جعجع

الاحرار استنكر جريمة الدامور: لانزال اشد العقوبات بالمرتكبين

قائد الجيش تفقد الوحدات في عرسال: الوضع على الحدود تحت السيطرة والجيش سيذود عنهم مهما كلفه ذلك من أثمان وتضحيات

بارود رافضا تحميل عون مسؤولية قانون الانتخاب: لا يجوز تعطيل التشريع بسبب السعي الى الاجماع

الوزير بيار بو عاصي: نحن متمسكون بصيغة باسيل للمختلط وسندق جرس الانذار في جلسة الاثنين للبت بقانون الانتخاب

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

لا تَخَافِي، يَا ٱبْنَةَ صِهْيُون، هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي رَاكِبًا عَلى جَحْشٍ ٱبْنِ أَتَان

إنجيل القدّيس يوحنّا12/من12حتى22/:"لَمَّا سَمِعَ الجَمْعُ الكَثِير، الَّذي أَتَى إِلى العِيد، أَنَّ يَسُوعَ آتٍ إِلى أُورَشَليم، حَمَلُوا سَعَفَ النَّخْلِ، وخَرَجُوا إِلى مُلاقَاتِهِ وهُمْ يَصْرُخُون: «هُوشَعْنَا! مُبَارَكٌ الآتِي بِٱسْمِ الرَّبّ، مَلِكُ إِسرائِيل». ووَجَدَ يَسُوعُ جَحْشًا فَرَكِبَ عَلَيْه، كَمَا هُوَ مَكْتُوب: «لا تَخَافِي، يَا ٱبْنَةَ صِهْيُون، هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي رَاكِبًا عَلى جَحْشٍ ٱبْنِ أَتَان». ومَا فَهِمَ تَلامِيذُهُ ذلِكَ، أَوَّلَ الأَمْر، ولكِنَّهُم تَذَكَّرُوا، حِينَ مُجِّدَ يَسُوع، أَنَّ ذلِكَ كُتِبَ عَنْهُ، وأَنَّهُم صَنَعُوهُ لَهُ. والجَمْعُ الَّذي كَانَ مَعَ يَسُوع، حِينَ دَعَا لَعَازَرَ مِنَ القَبْرِ وأَقَامَهُ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، كَانَ يَشْهَدُ لَهُ. مِنْ أَجْلِ هذَا أَيْضًا لاقَاهُ الجَمْع، لأَنَّهُم سَمِعُوا أَنَّهُ صَنَعَ تِلْكَ الآيَة. فَقَالَ الفَرِّيسِيُّونَ بَعْضُهُم لِبَعْض: «أُنْظُرُوا: إِنَّكُم لا تَنْفَعُونَ شَيْئًا! هَا هُوَ العَالَمُ قَدْ ذَهَبَ ورَاءَهُ!». وكَانَ بَينَ الصَّاعِدِينَ لِيَسْجُدُوا في العِيد، بَعْضُ اليُونَانِيِّين. فَدَنَا هؤُلاءِ مِنْ فِيلِبُّسَ الَّذي مِنْ بَيْتَ صَيْدَا الجَلِيل، وسَأَلُوهُ قَائِلين: «يَا سَيِّد، نُرِيدُ أَنْ نَرَى يَسُوع». فَجَاءَ فِيلِبُّسُ وقَالَ لأَنْدرَاوُس، وجَاءَ أَنْدرَاوُسُ وفِيلِبُّسُ وقَالا لِيَسُوع."

 

وهذِهِ صَلاتي أَنْ تَزْدَادَ مَحَبَّتُكُم أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ في كُلِّ فَهْمٍ ومَعْرِفَة، لِتُمَيِّزُوا مَا هُوَ الأَفْضَل

رسالة القدّيس بولس إلى أهل فيلبّي01/من01حتى13/:"يا إخوَتِي، مِنْ بُولُسَ وطِيمُوتَاوُس، عَبْدَي المَسيحِ يَسُوع، إِلى جَميعِ القِدِّيسِينَ في المَسِيحِ يَسُوع، الَّذِينَ في فِيلِبِّي، مع الأَساقِفَةِ والشَّمامِسَة: أَلنِّعْمَةُ لَكُم، والسَّلامُ منَ اللهِ أَبينَا والرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيح! أَشْكُرُ إِلهِي، كُلَّمَا ذَكَرْتُكُم، ضَارِعًا بِفَرَحٍ على الدَّوَامِ في كُلِّ صَلَواتِي مِنْ أَجْلِكُم جَمِيعًا، لِمُشَارَكَتِكُم في الإِنْجِيلِ مُنْذُ أَوَّلِ يَومٍ إِلى الآن. وإِنِّي لَوَاثِقٌ أَنَّ الَّذي بَدأَ فِيكُم هذَا العَمَلَ الصَّالِحَ سَيُكَمِّلُهُ حتَّى يَومِ المَسِيحِ يَسُوع. فَإِنَّهُ مِنَ العَدْلِ أَنْ يَكُونَ لي هذَا الشُّعُورُ نَحْوَكُم جَمِيعًا، لأَنِّي أَحْمِلُكُم في قَلبي، أَنْتُم جَميعًا شُرَكائِي في نِعْمَتِي، سَواءً في قُيُودِي أَو في دِفَاعِي عَنِ الإِنْجِيلِ وتَثْبِيتِهِ، فَإِنَّ اللهَ شَاهِدٌ لي كَمْ أَتَشَوَّقُ إِلَيكُم جمِيعًا في أَحْشَاءِ المَسِيحِ يَسُوع. وهذِهِ صَلاتي أَنْ تَزْدَادَ مَحَبَّتُكُم أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ في كُلِّ فَهْمٍ ومَعْرِفَة، لِتُمَيِّزُوا مَا هُوَ الأَفْضَل، فتَكُونوا أَنْقِيَاءَ وبِغَيْرِ عِثَارٍ إِلى يَوْمِ المَسِيح، مُمْتَلِئِينَ مِن ثَمَر البِرِّ بِيَسُوعَ المَسِيحِ لِمَجْدِ اللهِ ومَدْحِهِ. أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا، أَيُّهَا الإِخْوَة، أَنَّ مَا حَدَثَ لي قَد أَدَّى بِالحَرِيِّ إِلى نَجَاحِ الإِنْجِيل، حتَّى إِنَّ قُيُودِي مِن أَجْلِ المَسِيحِ صَارَتْ مَشْهُورَةً في دَارِ الوِلايَةِ كُلِّهَا، وفي كُلِّ مَكَانٍ آخَر."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

فشل احزاب الحكم والممانعة والمقاومة وربع تمثيل المسيحيين كذباً في نقابة المهندسين

الياس بجاني/08 نيسان/17

https://www.facebook.com/elias.y.bejjani

التمني كل التمني ان يستوعب اهل الحكم بأحزابهم ومقاومتهم وممانعيهم وأصهرتهم والحاشيات ومعهم وبمعيتهم كل مدعي تمثيل المسيحيين تحديداً أن الناس ضدهم ولا ترى فيهم غير جماعة من المهيمنين بالقوة والسمسرات والسلاح والمال على قرار وطنهم..إن فشل مرشح هؤلاء في انتخابات نقابة المهندسين رسالة صاروخية التمني كل التمني أن يفهمها ويستوعبها هؤلاء..وشي مية نقطة على السطر.

 

الياس بجاني/بالصوت والنص: تأملات إيمانية في عبر ومفاهيم احد الشعانين

http://eliasbejjaninews.com/?p=38308

الياس بجاني/بالصوت/فورماتMP3 /تأملات إيمانية في عبر ومفاهيم احد الشعانين/09 نيسان/17/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias%20chanien.mp3

الياس بجاني/بالصوت/فورماتWMA /تأملات إيمانية في عبر ومفاهيم احد الشعانين/09 نيسان/17/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/elias%20chaanien.wma

أحد الشعانين: المعاني والعبر

الياس بجاني/09 نيسان/17

"هوشعنا مبارك الآتي باسم الرب ملك إسرائيل" (المزمور 118/26)

في ختام الصوم الكبير، تحتفل الكنيسة المارونية بدخول السيد المسيح إلى أورشليم، وإعلانه ملكاً بعفوية الشعب والأطفال. من خلال هذا الاحتفال تبيّنت ملامح ملوكيته في جوهرها التي أشركنا فيها بالمعمودية ومسحة الميرون. في مسيرة الصوم والصلاة والتوبة والتصدّق يفترض بنا أن نكون قد جددنا رسالتنا الملوكية القائمة على إحلال الحقيقة والمحبة والحرية والعدالة. وبلغنا إلى الميناء، لندخل مع المسيح إلى عالم متجدد هو العائلة والرعية، المجتمع والوطن.

يسوع يدخل أورشليم لآخر مرة ليشارك في عيد الفصح اليهودي، وكان مدركاً اقتراب ساعة آلامه وموته. وخلافاً لكل المرات، لم يمنع الشعب من إعلانه ملكاً، وارتضى دخول المدينة بهتافهم: "أوصنا لابن داود، مبارك الآتي باسم الرب أوصنا في الأعالي" (متى9:21)". دخل أورشليم ليموت فيها ملكاً فادياً البشر أجمعين، وليقوم من بين الأموات ملكاً إلى الأبد من اجل بعث الحياة فيهم. هذا يعني انه اسلم نفسه للموت بإرادته الحرّة.

نذهب إلى الكنائس يوم أحد الشعانين برفقة أولادنا وأحفادنا وهم يحملون الشموع المزيّنة بالزنابق والورود، كما نحمل سعف النخل وأغصان الزيتون، ونسير كباراً وصغاراً مع جموع المؤمنين رافعين الصلاة والترانيم في رتبة زياح الشعانين التي تتميز بالفرح والتواضع والمحبة.

دخول يسوع إلى أورشليم مدون في الأناجيل الأربعة، (متى21/1-17)، و(لوقا 19/29-40)، و(يوحنا 12/12-19)، و(مرقص 11/01-11) . في إنجيل القديس يوحنا وردت الواقعة على النحو التالي (12/12-19): وفي الغد، سمعت الجموع التي جاءت إلى العيد أن يسوع قادم إلى أورشليم. فحملوا أغصان النخل وخرجوا لاستقباله وهم يهتفون: المجد لله! تبارك الآتي باسم الرب! تبارك ملك إسرائيل! ووجد يسوع جحشا فركب عليه، كما جاء في الكتاب: "لا تخافي يا بنت صهيون: ها هو ملكك قادم إليك، راكبا على جحش ابن أتان". وما فهم التلاميذ في ذلك الوقت معنى هذا كله. ولكنهم تذكروا، بعدما تمجد يسوع، أن هذه الآية وردت لتخبر عنه، وأن الجموع عملوا هذا من أجله. وكان الجمع الذين رافقوا يسوع عندما دعا لعازر من القبر وأقامه من بين الأموات، يشهدون له بذلك. وخرجت الجماهير لاستقباله لأنها سمعت أنه صنع تلك الآية. فقال الفريسيون بعضهم لبعض: "أرأيتم كيف أنكم لا تنفعون شيئا. ها هو العالم كله يتبعه".

نسمي يوم دخول السيد المسيح إلى مدينة القدس "أحد الشعانين" وهو بداية أسبوع الآلام المقدس والأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد الفصح المجيد أي عيد القيامة.

كما يسمى هذا الأحد أيضاً "أحد السعف" والسعف في اللغة العربية هي أغصان النخيل وكان العرب في الجاهلية يحتفلون بما يعرف "بيوم السباسب" وهو كما يذكر بعض المؤرخين كان عيدا للمسيحيين يعرف باسم عيد الشعانين.‏

"هوشعنا مبارَك الآتي باسم الربّ ملك إسرائيل". هذا ما هتف به أهل أورشليم عندما دخل الرب يسوع إلى مدينتهم برفقة تلاميذه وأتباعه راكباً على ظهر جحش ابن أتان. دخل بمحبة ووداعة دون سلاح ومسلحين، ودون أبهة وجاه ومرافقين، ودون حراس ومراسيم. دخل بتواضع مبشراً بالسلام والتوبة والرجاء. ما دخل المدينة ليحارب وينتقم ويحكم ويحاكم، بل ليقدم ذاته فداءً عن الإنسان حتى يغفر له خطيئته الأصلية.

الفاتحون والعظماء والحكام كانوا في الأيام الغابرة يدخلون إلى المدن بكبرياء وتعالي واستكبار ممتطين الأحصنة أو واقفين على عربات تجرها الأحصنة، لأن الحصان في مفهوم العالم القديم كان يجسد معاني الحرب والعنف والقتل والاستكبار. أمّا يسوع فدخل بوداعة وتواضع وفرح. وقبل أن يدخل أورشليم توقّف في بيت عنيا حيث كان يسكن لعازر الذي أقامه من القبر مع شقيقتيه مريم ومرتا.، "بيت عنيا"، تعني بالعبرية "بيت الفقير، ودخول يسوع إليها قبل أورشليم هو علامة لقبوله الفقر وإفراغ الذات. فهو الفقير الذي افتقر لأجلنا وجاء ليقيم بين الفقراء، وليقيم الفقراء ويدخلهم ملكوته. لذا أضحت بيت عنيا الفقراء بشارة تذيع بالغنى الإلهي الذي حلّ فيها. ثمّ من بيت عنيا بالذات، كما في إنجيل لوقا، صعد الربّ إلى السماء حاملاً الفقراء ليجلس بهم عن يمين الله الآب.

بعد استراحة بيت عنيا دخل يسوع إلى أورشليم ليتمِّم كل النبوءات وكل عمل الرب أبيه منذ فجر التاريخ وكلّ مقاصده. كل هذه المقاصد اكتملت باستقرار الربّ يسوع لا على العرش السماوي، بل على عرش الحبّ المتمثِّل بالصليب. من هناك، من على الصليب، إذ كان على أهبة أن يسلم الروح قال: قد تمّ! قصد الله تمّ واكتمل. ثمّ أحنى رأسه وأسلم الروح.

سار الناس وراء يسوع عند دخوله أورشليم لتتم إحدى نبوات العهد القديم الواردة في سفر زكريا القائلة: "ابتهجي جداً يا صهيون، اهتفي يا بنت أورشليم. هوذا ملكك يأتي إليك، هو عادل ومنصور، وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان" (زكريا 9:9) . تبعته الجموع لأغراض كثيرة، بعضهم استمع إلى تعاليمه وآمن به، والبعض الآخر تبعه لغاية الشفاء وسد الاحتياج، لاسيما بعد أن سمعوا عن قدرته على صنع العجائب. فكان في نظرهم الشخص المناسب لسد احتياجاتهم المادية. والبعض الآخر اعتقد بأن المسيح سيأتي ملكاً أرضياً يخلّص الناس من حكم الرومان، ويجعل النصرة للأمة اليهودية، ولكن خاب ظن هؤلاء عندما قال لهم يسوع إن مملكته ليست من هذا العالم.

دخل المسيح إلى أورشليم لكي يموت فيها، وكان أعلن: "ينبغي ألاّ يهلك نبي خارج أورشليم" ( لو13/33)، لأنها العاصمة الدينية والسياسية للشعب اليهودي، ولان فيها قُتل جميع الأنبياء، بسبب تسييس الدين المترجم بالنظام السياسي التيوقراطي. وقد انذرها بقوله: "أورشليم، يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها. كم مرة أردت أن اجمع بنيكِ، كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها، فلم تريدوا. هوذا بيتكم يترك لكم خراباً. فاني أقول لكم: لا ترونني بعد اليوم حتى تقولوا: مبارك الآتي باسم الرب" (متى23/37-39)

يسأل البعض لماذا هتفت الجموع، "أوصنا في الأعالي، مبارك الآتي باسم الرب" والجواب لأن المسيح هو من نسل داود، لذلك يُشار إليه بابن داود. وأما معنى كلمة أوصنا في الأعالي فهو: "لتصرخ الملائكة في العلاء منادية لله، خلّصنا الآن"، وهي دعوة شعب متضايق يطلب من ملكه أو إلهه أن يهرع إلى خلاصه. ومعنى كلمة أوصنا بحد ذاتها هو خلصنا الآن، وهي مقتبسة من المزمور 118: "آه يا رب خلص، آه يا رب أنقذ" (مزمور25:118). أما معنى بقية التحية، "مبارك الآتي باسم الرب"، فهي أيضاً اقتباس من المزمور 118 "مبارك الرب الذي يأتي إلى أورشليم" (مزمور26:11)

أما فرش الثياب وأغصان الأشجار في الطريق أمام المسيح فكان طقس تقليد في العهد القديم يشير إلى المحبة والطاعة والولاء. ويذكر الكتاب المقدس في سفر الملوك الثاني أن الجموع فرشوا ثيابهم وأغصان الشجر وسعف النخل أمام "ياهو" أحد رجال العهد القديم عندما نصّب نفسه ملكاً (2ملوك13:9). وأيضاً عندما دخل سمعان المكابي وهو قائد ثورة المكابيين إلى أورشليم بعد انتصاراته على الحاكم (انتيخوس أبيفانوس) الذي نجّس الهيكل وذبح الخنازير على المذبح وجعل أروقته مواخير للدعارة، وكان ذلك سنة 175 قبل الميلاد.

في عيد الشعانين نجدد الثقة بالفادي الإلهي "يسوع المسيح سلامنا" (افسس 2/14)، ونلتمس منه السلام الآتي من العلى. إننا نلتزم بان نكون فاعلي السلام، ومدافعين عن كرامة الشخص البشري وحقوقه الأساسية، ومساهمين في تعزيز انسنة حقيقية شاملة للإنسان والمجتمع. وهكذا ندرك أن "الشخص البشري هو قلب السلام" (البابا بندكتوس السادس عشر).

لما أسلم الروح أكد أنّ الله محبّة، وأنّ الله نور، وأنّ الظلمة لم تدركه.

لما أسلم الروح نفخ الروحَ القدس في العالم فانشقّ حجاب الهيكل ومنذ تلك اللحظة لم يعد هناك ما يفصل الإنسان عن الله. لذا قال بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومة 08: "إنّي متيقّن أنّه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوّات ولا أمور حاضرة ولا مستقبَلة ولا علْو ولا عمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبّة الله التي في المسيح يسوع ربِّنا". الحجاب انشق وروح الله انسكب على العالَمين وبات بإمكان أيّ كان أن يصعد إلى ملكوت السموات بإيمان ابن الله، الذي هو الربّ يسوع إيّاه.

رموز أحد الشعانين

كلمة الشعانين: "هو شعنا"، أو "أوصنا" كلمة عبرية تعني، الله هو الذي أنارنا والذي لا يتركنا وهي هتاف شعبي يقول، "إن مجيء المسيح هو خلاص للعالم".

اغصان (السعف) النخل وأغصان الزيتون: كان الناس يلوحون بأغصان النخل علامة للفرح، وقد اختلط النخل بأغصان الزيتون وكأن روح النصر قد امتزجت بروح السلام. سعف النخيل هي شعار للمدح وتعني الإنتصار. فقد كان الرب قادماً للانتصار على الموت بالموت، وأغصان الزيتون تشير إلى نبوات العهد القديم التي تفرش لنا طريق دخول المخلص إلى قلبنا، وشجرة الزيتون هي شجرة السلام في حين أن زيتها في العهد القديم اعتبره مقدساً وكان يمسح به الملوك علامة للخلود والأبدية.

تبارك ملك إسرائيل: لأنه هو في الحقيقة ملك سلام دون أي طمع أرضي ومملكته ليست من هذا العالم. بقيامته من بين الأموات نصّبه الآب ملكاً على جميع البشر.

أما تسميته "ملك إسرائيل" فهي ترمز إلى الملوكية عند اليهود. فاليهود ينتظرون يهوه ليملك العالم ورجاؤهم من هذا كان التحرير من الاحتلال الروماني. على كل حال مملكة الله ليست مكاناً ولكنها علاقة مميزة بين الله والبشر وبنوع خاص الفقراء.

صهيون: هي تلة في أورشليم، أما "بنت صهيون" فهو تعبير مرادف لأورشليم "الفردوس" في بعدها الديني والتي ترمز إلى السماء..

جحش ابن أتان: الحمار حيوان غبي وضعيف ودنيء ومثقل بالأحمال. هكذا كان البشر قبل مجيء المسيح إذ تلوثوا بكل شهوة وعدم تعقل وكانوا مثقلين بالأحمال يئنون تحت ثقل ظلمة الوثنية وخرافاتها. الأتان الأكبر سناً ترمز لمجمع اليهود إذ صار بهيمياً. لم يعطى للناموس اهتماماً إلا القليل، أما الجحش الذي لم يكن بعد قد استخدم للركوب فيمثل الشعب الجديد الحديث الولادة من الأمم.

مشهد الشعانين: يرمز بكلّيته إلى الدينونة الأخيرة وهو استباق لها، ففي الأيقونات خاصةً البيزنطية نشاهد السيد المسيح على جحش لكنه جالس بالمواجهة يتكلم مع المشاهد كأنه على عرش للمحاكمة ونرى التلاميذ على يمينه والفريسيين عن يساره.

"أيها الرب يسوع، أعطنا اليقين إننا: عندما نكون في الضيق، نشعر بأننا أقرب إليك؛ عندما يسخر منا الناس، أنت تشرّفنا؛ عندما يحتقرنا الناس، أنت ستمجدنا؛ عندما ينسوننا، نشعر بأنك تتذكرنا؛ عندما يهملوننا، نشعر بأنك تقرّبنا إليك. وأنت يا مريم، إياك نعظّم، لأنك قدّمتِ بين يديك للعالم الكلمة النور والهداية للعقول، واليوم تقدمينه للعالم قربان فداء وخبزاً للحياة الجديدة. للثالوث المجيد الذي اختارك كل مجد وشكر إلى الأبد آمين".

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

نقابتي" تخترق الأحزاب: جاد تابت المفاجأة

عباس سعد/المدن/ الأحد 09/04/2017

جاد تابت، المهندس المخضرم، نقيب المهندسين في بيروت بعد فوزه، مرشحاً عن "نقابتي للمهندسة والمهندس"، السبت في 8 نيسان، بفارق 21 صوتاً عن مرشح التيار الوطني الحر بول نجم (4079-4058). وهو فوز نظر إليه مدنيون ومستقلون باعتباره أملاً ببدء التغيير.

لكن التحالف الحزبي الخماسي، التيار وحزب الله وحركة أمل والقوات اللبنانية وتيار المستقبل، الذي خسر مقعد النقيب، تمكن من الفوز في جميع مقاعد عضوية المجلس الخمسة: عضوا الفرع الأول والسابع للقوات (إيلي كرم وميشلين وهبه)، وعضو لكل من حزب الله (عدنان عليان) وأمل (حيدر الأخرس) والمستقبل (باسم العويني) في الجمعية العمومية.

في البدء، كانت الأجواء في النقابة حزبيّة، لكن هادئة. المتحالفون وغير المتحالفين كان لكل منهم خيمته الخاصة واللوائح التي يوزعونها. وزع الحلف الخماسي اللائحة نفسها. لكن المفارقة هي وجود مرشحين للقوات في الأفرع، والتشطيب في انتخاب أعضاء الأفرع غير ممكن. لأن المقترع يختار مرشحاً واحداً فقط من أصل خمسة. أمّا مرشحو الجمعية العامة فيمكن التشطيب من بينهم، لأن المقترع يختار ثلاثة من أصل عدد كبير من المرشحين. هكذا، ظهر أن سحب القوات مرشحها عن مركز النقيب توجّته بضمانها فوز مرشحيها لعضوية المجلس من دون أي شك.

الأحزاب الأخرى دعمت نقابتي أو مرشحين آخرين. فالحزب التقدمي الإشتراكي والحزب الشيوعي وحزب الكتائب وزّعوا لوائح مشابهة، أو تختلف قليلاً، للائحة نقابتي. بينما لم يدعم الحزب القومي السوري الاجتماعي أحداً، واكتفى بالترويج لمرشّحه على عضوية المجلس، في حين دعم حزب الوطنيين الأحرار المستقلّ مارك جعارة. لكن كيف فازت نقابتي بمنصب نقيب المهندسين؟

من شاهد الأجواء على الأرض، طوال اليوم، يعلم تماماً أن هناك خيمة لم تبتعد منها الناس، وبقيت محتشدة حتّى آخر لحظة، وهي خيمة نقابتي. تنظيم الحملة تفوق على تنظيم أحزاب عملت في هذه الانتخابات لسنوات. لكن الأرقام التي كانت متوقعة، وإن وعدت بنتيجة جيّدة، لم تتوقع الفوز.

لحظة إعلان النتائج كانت عصيبة على جمهور الأحزاب، الذي كان يرى تابت يعلو فوق نجم، والأخير عاجز عن اللحاق به. وكان لا بد من تفسير لهذا التفوق. وهو، كما راج بعد إعلان النتائج، أنّ القوات الممتعضة هي من غدر بالتيار، وجعلت "صانعي العهد الجديد للنقابة" ضحيّة هذا العهد نفسه. لكن هذا التفسير، وإن احتوى بعض الصواب، خصوصاً لناحية "القواتيين غير المكموشين"، إلّا أنّه لا يبدو أن القوات اتخذت قراراً تنظيمياً بشأن ذلك.

ولوحظ، خلال اليوم، أن مهندسي تيار المستقبل كانوا يمرون إلى خيمة تيارهم، ثم يذهبون إلى خيمة نقابتي. وهذا عامل يرجّح أن المستقبل أيضاً أخلّ بالتحالف مع التيار. كما أن أصوات مرشح المستقبل إلى الجمعية العمومية، كانت الوحيدة التي لم تتقلص بين مرشحي الأحزاب، عندما تقلصت أصوات نجم خلال الفرز. وهذا يؤكّد أن أصواتاً من المستقبل لم تصبّ في مصلحة التيار. وأكثر من ذلك، وبما أن نقابتي هي "شقيقة" بيروت مدينتي، فالجميع يعلم ما حصل في صناديق الأشرفية في انتخابات بلدية بيروت، وما قدمه "عونيون" من دعم لبيروت مدينتي للحصول على 40% من الأصوات. ويمكن اعتبار انتخابات المهندسين فرصة، لمهندسي المستقبل لرد الاعتبار، وإن كانوا لم يتوقعوا أن يفوز تابت بالفعل.

على أن هذه التفسيرات، لا يفترض أن تقلّل من جهود نقابتي. فلولا خطاب تابت، المنفتح وغير المعادي للأحزاب، لما فكّر حزبيّ بدعمه للحظة. ما يعني أن التصويت "الحزبي" لتابت يعود إلى الأخير وخطابه الذكي. وهذا ما بدا واضحاً عند تابت بعد إعلان فوزه. ففي حين كان بعض أفراد نقابتي ينجرون إلى عراك مع أفراد من المستقبل، كان هو صاحب الصوت العاقل، الذي أرسل خطاب فوزه بحنكة وهدوء. شكر تابت الجميع، وأوضح أن حملته من الآن وصاعداً "لن تعمل ضدّ أي أحد، بل ستعمل من أجل النقابة، لا غير". وشارك نجم حزنه، مشيداً بالمنافسة معه.

لكن كيف سيغير "اللاحزبيون" معالم نقابة المهندسين في بيروت في مجلس نقيبه مستقل وجميع أعضائه من الحزبيين؟

 

عقل العويط في تعليق له على نتائج انتخابات نقابة المهندسين: سنلاقيهم وسنواجههم في الاستحقاقات الكبرى المقبلة

http://eliasbejjaninews.com/?p=54149

سنلاقيهم وسنواجههم في الاستحقاقات الكبرى المقبلة

عقل العويط/النهار"/08 نيسان/17

المهندسات والمهندسون فعلوها أخيراً. وقد فعلوها جيداً، وبطريقة ممتازة. أقصد بطريقة ديموقراطية "باب أول".

بحكمة، بوضوح، بروية، بحزم، وبرؤية منهجية وعملانية، ذهب جاد تابت ومعه زميلاته وزملاؤه المدنيون، جميع المدنيين، إلى انتخابات نقابة المهندسين. وواجهوا الاستحقاق بوعي نادر، وبتبصر خلاّق، وبإرادة موحدة، وبانفتاح حيوي. وها هم يفوزون، وها هي الديموقراطية تفوز بهم، ومعهم.

هي الديموقراطية إذاً التي فازت. وستفوز حيث يجب، قريباً، وعاجلاً. وستفوز آجلاً. وفي كلّ مكان. وهي ستفوز أولاً بإرادة الديموقراطيين المدنيين الأحرار المستقلين الخارجين على قوى السلطة، وعلى تحالفاتها التي لا تجمعها إلاّ المصالح والصفقات.

لقد فاز صديقنا و"رفيقنا" المهندس جاد تابت بمنصب نقيب مهندسات بيروت ومهندسيها بفارق واحد وعشرين صوتاً، وهو فارقٌ كافٍ لأخذ العبر، كلّ العبر، وللانطلاق من هذا الاستحقاق للتأسيس للاستحقاقات المقبلة، النقابية وغير النقابية، بالجدية التي يتطلبها التغيير الحقيقي.

التغيير الحقيقي هذا، يفترض الإيمان بالقضايا، والعمل من أجلها، بنزاهة، وتضحية، وتنازل عن الأنا المضخمة، في سبيل الخير الوطني والمجتمعي والسياسي العام.

مطلوبٌ منكَ أيها النقيب العزيز أن تباشر مهمتك المستحيلة فوراً. هذه المهمة المستحيلة يجب أن تصير أمراً ممكناً وواقعاً، لأنكَ نظيف وخلاّق وآدمي وصاحب رؤيا وإرادة.

عليك أن "تحرّر" النقابة من كلّ الأثقال المهينة التي حمّلوها إياها، وأن تجعلها منصة لاستعادة الأمل بالمهنة، بمهنة الهندسة، لتكون تجربتك مثلاً يحتذى لأهل المهن الواقعة تحت نير السلطة وقواها المتحكمة بمصالح الناس، والسارقة أموالهم، والمنتهكة سعادتهم، كي ينتفضوا، ويحرّروا نقاباتهم ومؤسساتهم من أهل الفساد والرشوة والنهب والتشويه والبشاعة والانحطاط الأخلاقي والمهني والقيمي.

يحق لنا أن نحلم. ابتداءً من هذه اللحظة بالذات، يجب أن نبلور أحلامنا، وأن "نخطط" معاً لجعلها ممكنة التحقق.

أمامنا أيها المدنيون الديموقراطيون الأحرار مهمات مستحيلة أخرى، يجب أن نجعلها مهمات قابلة للتحقق.

أمامنا الاستحقاق النيابي قريباً. يجب أن تفعلوا المستحيل لانتزاع المستحيل.

وبناء على هذا العزم، وهذه الرؤية المشتركة، يمكننا أن "ندعو" قوى السلطة، وأحزابها، وتياراتها الطائفية والمذهبية، وقواها المالية إلى المواجهة.

سنلاقيهم، وسنواجههم معاً. هذا ما يجب أن نفعله معاً.

كونوا ع السمع. أوعا تتأخروا!

 

درس أقسى لفريق العهد

الياس الزغبي/فيسبوك/08 نيسان/17

فوز المستقل جاد تابت بموقع نقيب المهندسين درس قاسٍ للتحالف غير الطبيعي وغير المنطقي بين أحزاب السلطة. ودرس أقسى لفريق "العهد" بعد 5 أشهر من ولايته.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 8 نيسان 2017

النهار

سجل عدد قياسي في تعيين المستشارين في الآونة الأخيرة لدى الرؤساء والوزراء معاً من دون اعتماد معايير واضحة.

تم بيع كل مقتنيات شركة سوكلين ومعداتها قبل أيام الى شركة أخرى.

وزير في وزارة خدماتية ينتظر الدراسات التي يجريها مستشارون قبل التوقيع على أي قرارات أساسية أو عقود رغم مرور أشهر على الحكومة.

حكي عن زيارة سرية لوفد أميركي الى بيروت في اليومين الماضيين من دون تأكيد أو نفي.

المستقبل

يقال

إنّ ديبلوماسيين مواكبين لمفاوضات جنيف حول سوريا يؤكدون أن الضربة الأميركية العسكرية التي وُجِّهت للنظام سوف تكون لها بالتأكيد مفاعيل وانعكاسات ملموسة على مسار هذه المفاوضات.

اللواء

لا يُخفي قياديون في تيّار فاعل في السلطة بأن أخطاء رافقت اختيار بعض الوزراء، وكانت الممارسة عكس ما هو متوقع منهم.

أعربت أوساط نقابية تربوية عن استيائها من مطالعة نائبين، جنوبي وشمالي، في موضوعين تربويين يجهلاهما تماماً..

قال دبلوماسي "غربي" لشخصية لبنانية أن على لبنان أن يحصّن استقراره نظراً لمتغيّرات مرحلة ما بعد ضربة "مطار الشعيرات"!

الجمهورية

تبيّن أن الضربة الأميركية المُحدَّدة للقاعدة العسكرية السورية توقّعها بعض الأطراف اللبنانيِّين.

لاحظت أوساط سياسية غياب حزب فاعل عن إجتماع حصل في إحدى الوزارات فيما كانت مكوّنات أساسية لباقي الأحزاب موجودة.

يدور خلاف صامت وحاد بين موظف كبير ونافذين في إحدى البلديات الكبرى.

البناء

استغربت أوساط سياسية تصريح رئيس الحكومة سعد الحريري قبيل دخوله إلى الجلسة النيابية العامة والذي أعلن فيه تأييده للعدوان الأميركي السافر على مطار الشعيرات السوري، معطياً تبريرات واهية له، متناسياً في الوقت نفسه المنصب الذي يُشغله والذي هو بموجبه يُعتبر الناطق الرسمي باسم الحكومة وفق الدستور ولا يعبّر عن موقفه الشخصي، فهل مسارعة الحريري لإعلان موقف من العدوان هو محاكاة للموقف السعودي المؤيد للضربة الأميركية من دون العودة إلى مجلس الوزراء اللبناني الذي هو واحد من مكوّناته؟

 

د.فارس سعيد: رسالة الى جبران باسيل ليس هناك "فراطة" في لبنان بل رجال و نساء يختارون بحرية.. مبروك جاد تابت

تويتر/08 نيسان/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=54160

*رسالة الىً جبران باسيل ليس هناك "فراطة" في لبنان بل رجال و نساء يختارون بحرية مبروك جاد تابت

*الف مبروكً لجاد انطون تابت فخر نقابة المهندسين لبنان بألف خير

*لم يقدر البعض قيمة خسارة ١٤ اذار بوصفها مساحة وطنية عريضة عابرة للطوائف العودة الى المربعات الطائفية الاسلامية و المسيحية خطأ

*على المسيحيين العمل لإتمام سلام المنطقة. سلام الشعوب مع انظمتها. سلام المنطقة مع الخارج سلام الاسلام مع المسيحيية سلام العرب وضمان الحقوق.

يتكلم نواب حزب الله بفجور ولم يعترضهم الرئيس بري انما طلب من الوزير سيزار ابي خليل ان يكون ودودا مع المجلس/صيف وشتاء..حرام.

*تسلل الشلل الى أجسام روسيا وايران وحزب الله بعد ضربة ترامب وسقط التهديد بضرب اسرائيل.. المراجل علينا فقط.

*انسحاب المسيحيين من الحياة الوطنية غير مبرر وادعوهم الى الوقوف مع شعوب المنطقة وقضاياهم حتى الوصول الى سلام يؤمن الحقوق رسالتنا السلام.

*ادان حزب الله غارة اميركا على سوريا، دعم المستقبل كل خطوة تضع حد لعنف الاسد، غابت الأصوات المسيحيية وبقيت الاولوية قانون الانتخاب.

*حزب الله يرى في غارة الشعيرات انتهاك "لسيادة سوريا" ولا يرى في تدخله وتدخل ايران وروسيا مَس بها.. مصاب بحوًل سياسي وبحاجة الى طبيب عيون.

*هددت "الاخبار" بالرد اين؟ اسرائيل؟ مستحيل(روسيا وايران تحميانها) بيروت؟ اي اغتيال لا يقلب اوضاع اميركا؟ يتساوى حزب الله بالقاعدة.. كلمات.

*تسلل الشلل الى أجسام روسيا وايران وحزب الله بعد ضربة ترامب.. سقط التهديد بضرب اسرائيل المراجل علينا فقط.

*يتكلم نواب حزب الله بفجور ولم يعترضهم الرئيس بري انما طلب من الوزير سيزار ابي خليل ان يكون ودودا مع المجلس صيف وشتاء حرام.

*سيحاول حزب الله التعوييض على خسارة ايران في المنطقة داخل لبنان/دخلنا مرحلة الخطر الامني والوطني.. نحذر اي تلاعب بالاستقرار كارثة.

*على الشعب السوري ان يخرج من المساجد اليوم هاتفا "لا الآه الا الله ترامب حبيب الله".

*رسالة اميركا قادرة على تبدل موازين القوى في اي لحظة سارعوا في إيجاد حل فوري منعطف في احداث سوريا ندعو المعارضة للوحدة والعمل فورا.

*اميركا تقدم نفسها صديقة الشعب السوري الذي يقتله نظام الاسد المحمي من الروس والإيرانيين .. معادلة جديدة تداعياتها كبيرة على مساحة المنطقة.

*من نتائج ضربة ترامب:

١-ادارة اوباما كانت مقصرة

٢- الروس والإيرانيين لاعبون إقليميين وأقل

٣- فرصة لاستنهاض معارضة

لا تفوتوها

*بدل ترامب المشهد في سوريا من خلال ضرب صواريخ على قواعد عسكرية للنظام في ظل شلل ايراني وروسي.. أخذت سوريا منحا جديدا اذا احسنت المعارضة.

*لحظة الشعور بنشوة الانتصار لدى الميليشيات تكون لحظة بداية تفككها راجعوا ما حصل في الحرب الاهلية.

*هجوم حزب الله على القطاع المصرفي يندرج في سياق تصفية حسابات مع البنوك بسبب تطبيقها العقوبات الاميركيية على حساباته.

 

حزب الله- ترامب: مواجهة مباشرة؟

منير الربيع/المدن/السبت 08/04/2017

http://eliasbejjaninews.com/?p=54143

سارع حزب الله إلى إدانة الضربة الأميركية على مطار الشعيرات العسكري، مؤكداً أنه سيبقى إلى جانب سوريا ومحور الممانعة. بمجرد هذا التأكيد، لا بد من البحث عما قرأه الحزب من وراء دخان الصواريخ، واستدعى تأكيده استمراره في معركته السورية. لربما الحزب يستشرف ما سيكون مقبلاً من اجراءات أميركية. إذ إن في تقديرات البعض أن الخطوة الأميركية لن تكون الأخيرة، وإن كانت محدودة حالياً، إنما ستكون حاضرة عندما تدعو الحاجة لذلك. تنقسم الآراء، حيال الضربة الأميركية وتداعياتها، البعض يعتبر أنها وقفت عند هذا الحد، فيما البعض الآخر، يرى أنها تنطوي على ما هو غير ظاهر حتى الآن، وإذا غيّرت ما تسعى إليه واشنطن في السياسة، فلا حاجة لها. أما إذا بقي الاستعصاء على حاله، فقد تكون هناك حاجة إلى تكرارها. وبين الموقفين، هناك من يعتبر أنه لو لم يستشعر حزب الله خطراً ما من العودة الأميركية، لما كان أصدر هكذا بيان وكان اكتفى بالإدانة.

في تقدير الحزب، وفق مصادر قريبة منه، فإن الضربة ستقف عند هذا الحد، وما أراد ترامب فعله هو إيصال العديد من الرسائل بضربة واحدة، لأنه لا يريد العودة إلى ذلك، فهمّه الآن "أميركا أولاً"، وثانياً مواجهة الصين. بالتالي، هو غير جاهز للدخول في حرب عسكرية في سوريا، إنما أراد توجيه هذه الضربة أولاً، لإيصال رسالة إلى الداخل الأميركي بأنه مختلف عن سلفه باراك أوباما، وبأنه مستعد لتوجيه ضربة تزعج الروس، ليؤكد أن لا علاقة لروسيا بإنتخابه رئيساً. كما أنه يريد امتصاص الصدمة العالمية والأصوات المتعالية المنددة باستخدام السلاح الكيماوي، وكي لا يظهر بأنه وقف متفرجاً ومكتوف الأيدي. كذلك، أراد توجيه رسالة بأنه يعيد عظمة أميركا، وعودتها إلى الشرق الأوسط، وعدم ترك روسيا وحدها هي الدولة المقررة في المنطقة. ووفق وجهة النظر هذه فإن الضربة لن تحمل مزيداً من التداعيات.

في المقابل، هناك وجهة نظر أخرى، تفيد بأن هناك سياسة دولية جديدة في المنطقة، تقودها واشنطن. وهذا ما عبّر عنه الرئيس سعد الحريري صراحة. وتؤكد مصادر قريبة منه أن الحريري في أجواء تلك السياسة ووجهتها في المرحلة المقبلة، بناء على معلومات حصل عليها من خلال اللقاءات التي عقدها مع مسؤولين عرب وأجانب. وتلفت المصادر إلى أن الحريري يشدد على وجوب الحفاظ على الإستقرار في لبنان وإبعاده عن أي تداعيات لما قد يحصل في سوريا.

إلى الآن، لا يبدو أن هذه الضربة، ستؤثر على مسار الأمور العسكرية في سوريا، إذا لم تستكمل بخطوات لاحقة،. أما في السياسة، فقد تجبر الجميع على العودة الجدية إلى طاولة المفاوضات. بمعزل عن الاستعداد لمعركة الرقة ودحر تنظيم داعش، مقابل استعداد دول عربية للتدخل في هذه المعركة أو لاستلام الأرض فيما بعد عبر الحديث عن انشاء حلف عربي لمواجهة الإرهاب بالتحالف مع الإدارة الاميركية. ولكن إذا ما حصل ذلك سيكون له تبعات وإنعكاسات، وسيكون مقروناً بالبحث في كيفية انشاء مناطق آمنة في سوريا، ستؤدي إلى تحجيم نفوذ حزب الله وإيران على الرقعة السورية، خصوصاً في المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا، إذ إن أكثر من مسؤول أميركي زار لبنان، وقائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي زار جرود عرسال للإطلاع على واقع المنطقة عن قرب. وإذا ما أنشئت منطقة آمنة في تلك المنطقة، فهذا يعني أنها ستتعارض مع سيطرة حزب الله.

وهذا ما تربطه المصادر، بالزيارة السرية التي أجراها مسؤول أميركي إلى بيروت في الساعات الماضية، والتقى فيها عدداً من المسؤولين من بينهم قائد الجيش جوزف عون، وجرى بحث مختلف الأوضاع، والمساعدات الأميركية للجيش لمحاربة الإرهاب. وتهدف الزيارة إلى الطلب من المؤسسة العسكرية اللبنانية ضبط الحدود والحفاظ على الإستقرار والبقاء على الحياد، في حال تعرّض أي موقع داخل الأراضي اللبنانية أو في المناطق الحدودية المتداخلة لضربة معينة. وهذا ما قد ينطوي عن نية أميركية بتوجيه ضربات عسكرية ضد مواقع للحزب.

وفي الوقت الذي تتصاعد فيه التهديدات الإسرائيلية الموجهة إلى حزب الله، وتنامي الكلام عن إمكانية إندلاع حرب بين الطرفين، برز خبر بالأمس، عن عثور شعبة المعلومات على 4 قذائف صاروخية صالحة للإستعمال في منطقة البابلية قرب صور. ليس بالضرورة أن يكون لذلك أي خلفية، ولكن هناك من يعتبر أنه قد يكون تلويحاً جديداً من قبل الحزب بالرد على أي اعتداء قد يتعرض له سواء كان في لبنان أم في سوريا، عبر توجيه صواريخه نحو إسرائيل. وفي هذا السياق، هناك من يتحدث عن أن واشنطن طلبت من إسرائيل اعتماد سياسة عدم الرد على أي عمل إستفزازي قد تتعرض له من لبنان، لأنها هي التي ستقوم بالرد على هكذا عمليات.

 

ذيول الضربة الأميركية على النظام السوري

خليل حلو/فايسبوك/ 9 نيسان 2017

فتحت الولايات المتحدة الأميركية ثغرة كبيرة في جمود الوضع الإستراتيجي في المنطقة وفي العالم بعد ضرب قاعدة الشعيرات الجوية التابعة للنظام السوري منذ 48 ساعة. قبل الضربة كان دور واشنطن في المنطقة محصوراً في محاربة داعش والقاعدة ومشتقاتهما في سوريا والعراق عن طريق:

1) القصف الجوي اليومي بمساعدة دول التحالف، على مدار الساعة لتدمير المراكز والمنشآت والجهازية القتالية وقتل الكوادر ... وذلك مستمر منذ آب 2014 وبلغت كلفته حتى الآن أكثر من 14 مليار دولار وحصيلته تدمير أكثر من 40 ألف هدف لداعش والقاعدة وقتل أكثر من ثلثي كوادرهما السياسية والعسكرية.

2) تجنيد وتدريب ودعم قوى محلية غير حكومية فاعلة لمحاربة داعش والقاعدة مثل قوات سوريا الديموقراطية والجيش السوري الحر وجيش سوريا الجديد (في جنوبي شرقي سوريا) وقوات البشمرغة في العراق إضاقة إلى القوات المسلحة العراقية الشرعية وغيرها ...

3) دعم القوات المسلحة الشرعية في كل من المملكة الأردنية الهاشمية ولبنان لتقوية قدراتهما ضد داعش والقاعدة ومنع هذين التنظيمين من إستعمال لبنان والأردن كقاعدتي إنطلاق لعملياتهما.

4) عدم التعرض للقوات الإيرانية وحلفائها في العراق وسوريا والتي تحارب دولة داعش وتنظيم القاعدة (النصرة سابقاً وحالياً هيئة تحرير الشام) الذي أصبح متحالفاً مع عشرات الفصائل المعارضة في سوريا ويحظى بقواعد شعبية داعمة فقدت الأمل بالدعم الغربي.

هذه الإستراتيجية المتبعة منذ 6 سنوات وضعت واشنطن على هامش الحلول في كل من سوريا والعراق واليمن وليبيا وأضعفت دورها في ضبط أزمات المنطقة، وفتحت لموسكو وطهران وانقرة وغيرها من القوى الإقليمية مجالاً واسعاً للتدخل في المنطقة. الشعور قبل الضربة هو أن الولايات المتحدة تخلـّـت عن دورها التقليدي الذي لعبته منذ خمسينات القرن الماضي في الشرق الأوسط والذي كان يتمثل بإيجاد توازنات بين القوى الإقليمية دعماً للإستقرار ومنعاً لتمدد النفوذ السوفياتي سابقاً (والروسي حالياً). هذه السياسة زعزعت الثقة بين واشنطن وحلفائها العرب والشرق أوسطيين التقليديين مثل المملكة العربية السعودية ودول الخليج والأردن من جهة، ودفع قوى إقليمية أخرى فاعلة مثل مصر وتركيا إلى التقرب من موسكو مع الحفاظ على علاقاتها مع الولايات المتحدة ولو متوترة، ، كما تقرّبت مصر من كل من إيران والنظام السوري كون القاهرة على خصومة شديدة مع أنقرة. إضافة إلى ذلك تمدّدت إيران في المنطقة برضى واشنطن كون طهران تحارب داعش والقاعدة في سوريا والعراق بواسطة الحرس الثوري والميليشيات الشيعية اللبنانية والأفغانية والباكستانية مما رفع وتيرة التوترات بين طهران والرياض وانقرة ودول الخليج وزاد من القلق الشديد لدول الخليج حيال نوايا واشنطن.

هذا الوضع المتأزم في المنطقة تعجز روسيا عن ضبطه لإمكانياتها المحدودة وكون أولوياتها في مكان آخر، وليس لأوروبا الإمكانيات الكفيلة بضبطه. واشنطن هي الوحيدة التي يمكن أن تدفع باحداث المنطقة نحو الحلول وفي هذه الحال نحو حلول تتناسب مع مصالحها طبعاً، وإذا لم يحصل ذلك فحروب المنطقة ستدوم طويلاً وطويلاً جداً. حتى مجلس الأمن إذا قرر التدخل فلن يكون ذلك ممكناً بدون القوات الأميركية أكان مباشرة أو غير مباشرة.

(يتبع غداً: ردود الفعل على الضربة تشير إلى قوة واشنطن وقدراتها على الدفع بإتجاه الحلول)

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

عين الحلوة: فتح أو بلال بدر

منير الربيع/المدن/الأحد 09/04/2017

مخيفة تبدو صيدا. الحركة فيها منعدمة، باستثناء سيارات الهارعين من الرصاص الطائش والقذائف. أصوات القصف غطّت على ما عداها. المدينة تحوّلت إلى محطّة ترانزيت، إما للمواطنين الذاهبين إلى الجنوب أو العائدين منه، وهم سلكوا الطريق البحرية بالقرب من معامل فرز النفايات، أو للمواطنين الذين أرادوا الهروب من شوارعها والذهاب إلى منازلهم. الأوتستراد البحري أقصى غرب المدينة، شهد معظم حركة التنقلات، فيما الشوارع الأخرى، صمتت فيها الحركة. وصل الرصاص الطائش إلى مناطق بعيدة. ما أدى إلى إصابة شخص في حارة صيدا مثلاً.

على مداخل المخيّم، تعزيزات كبيرة للجيش اللبناني، وكذلك حركة لا تهدأ للصليب الأحمر، الذي عمل على إجلاء المرضى من مستشفى صيدا الحكومي، بسبب اتساع رقعة الإشتباكات. لكن صيدا لا تحتمل أن تطول هذه المعارك، هذا ما أبلغته الفعاليات الصيداوية للفصائل، معتبرين أنه لا يمكن إطالة أمد المعارك لأكثر من 24 ساعة، لأن الإثنين يجب أن تعود الحركة في صيدا إلى طبيعتها، وتفتح المدارس أبوابها وكذلك المؤسسات. في مقابل ذلك، أصرّت حركة فتح على الحسم، وأكد قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب أن لا عودة إلى الوراء، والقرار الحاسم اتخذ بانهاء حالة المربعات الأمنية في المخيم.

في مسار العمليات، الأمور العسكرية لا تزال على حالها، أحداً من الأطراف لم يستطع تحقيق أي تقدّم، باستثناء تقدّم بسيط أحرزته فتح في اتجاه حي الطيرة، وتحديداً لناحية مدخل الحيّ، حيث منزل جديد لبلال بدر، لكن لم يقطنه، دخله عناصر فتح وخرجوا منه. عدا ذلك، فإن الجميع يحتفظ بمواقعه.

في مقابل الحسم الذي تريده فتح، ثمّة من يعتبر أنه لا بد من وقف إطلاق النار، لعدم إطالة أمد المعركة، لكن إذا لم يقتل بلال بدر أو يُقبض عليه، فإن الأمور ستتصاعد، والمشهد سيتكرر. أما في حال استطاعت فتح قتله، أو استطاعت عصبة الأنصار الضغط لتسليمه، فإن ذلك يعني تحقيق خطوة نوعية في سياق سحب فتائل التفجير من المخيمات، وإيصال رسالة شديدة وحاسمة لكل الذين يشبهون بدر وحالته، بأنه لم يعد في استطاعتهم الخروج عن التوافق الفلسطيني، والعمل على زعزعة أمن المخيم. وهنا، يؤكد اللواء منير المقدح أن المعارك لن تتوقف إلا بدخول القوة الأمنية كل المخيم.

لكن عملياً، هناك من يشير إلى أن فتح لا تريد أن تكون وحدها في الواجهة، كي لا تستدرج كل الإسلاميين إلى المواجهة معها. وتقول مصادر متابعة إن أبو عرب لا يزال يتريّث، للحصول على مساندة وإن كانت معنوية من عدد من الأطراف، بالتزامن مع نقل فتح أكثر من 150 مسلّحاً من خارج المخيم إلى داخله للمشاركة في عملية الحسم. ولا شك في أن دخول فتح حي الطيرة، سيؤدي إلى وقوع خسائر كبيرة من الطرفين، لأن الحي مكتظ، ولا يقتصر الوجود فيه على بلال بدر، هناك العديد من المطلوبين الخطرين، ولكن الأضواء غير مسلّطة عليهم حالياً، زمنهم إبراهيم شريدي الملقب بأبو جمرا. وهؤلاء قد ينضموا إلى القتال إلى جانب بدر. كما في الداخل لن يكون هناك مجال للقصف، إنما ستكون الحرب حرب شوارع.

الجيش اللبناني دخل على الخطّ، وساند فتح بعض الشيء من جبل الحليب ومنطقة سيروب، وأوصل رسالتين بأنه جاهز، وللتأكيد أن الأجهزة الأمنية اللبنانية تؤيد هذه الخطوة. لكن هذا الأمر بالنسبة إلى المصادر قد يلقي بالثقل الأكبر على العصبة، لأنها قد تكون قادرة على حلّ مسألة بلال بدر لوحده. أما تدخّل الجيش وإذا ما حصلت ردّة فعل عليه، فحينها لن يعود بالإمكان ضبط الوضع.

لا تريد العصبة الدخول في المعركة، ولو أرادت لكانت جنّبت المخيم هذه المعركة واستطاعت دخول الحي وجلب بدر وتسليمه، لكن للعصبة حساباتها وهي بتاريخها لم تدخل في أي معركة ضد الإسلاميين. ولكن هذه المرّة ما دفع بالعصبة إلى قلب الطاولة بوجه بدر، ورفعها الغطاء عنه، ادعاءاته بأن العصبة كانت تعطيه المال من المزانية المخصصة للقوة الأمنية، لإسكاته وضبطه. لذلك، فإن العصبة أرادت مواجهته وإنهاء حالته. وهذا ما جاء على لسان أبو شريف عقل بأن آخر الدواء الكي.

لا شك في أن خيارات بدر تضيق، وهو محاصر في حيّ واحد، وليس لديه سوى هامش بسيط من التحرك، إذ حين يشتد القصف على حي الطيرة، يلجأ إلى حي المنشية. أما في السابق، فكان يلجأ إلى حيّ الصفصاف. وهذا مستحيل اليوم، لانه أصبح مغضوباً عليه من العصبة ومطلوباً بالنسبة إليها. لكن، هناك من يعتبر أن بدر يستفيد من وضع معين، خصوصاً أن المعروف عنه، أنه يجري تحريكه من قبل أطراف عديدة، في الداخل والخارج، والحركة الإستفزازية التي قام بها، لم تكن عن عبث، ولو لم يكن مرتكزاً على أمر ما، لما كان مهّد لهذه العملية قبل أيام.

عليه، فإن المعادلة هي التالية: إما أن تتكرس فتح بأنها عادت ملكة المخيم والقوة الأساسية المقررة فيه، وتدحض بذلك كل المقولات عن أنها الطرف الأضعف، أو أن يتكرس بلال بدر قوة أساسية ومركزية. وبالتالي فإن الخيار يقع بين إما قتل بدر أو القبض عليه. وبذلك تتحقق خطوة أساسية على طريق تطبيق الخطة الأمنية في المخيم. أما في حال جرى التوصل إلى إتفاق لوقف النار بدون الحسم، أو في حال تمكّن بدر من الهرب أو التواري، فيعني ذلك أن المشكلة ستكون مؤجّلة إلى مرحلة أكبر وأخطر.

 

هاجس الاستحقاق الرئاسي حاضر في اتصالات قانون الانتخاب الجديد وبعد معادلة "الرئيس القوي"... محاولات حثيثة لشرذمة الكتلة المسيحية

المركزية- مع انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية بعد عامين ونيف من الشغور، وُضعت قواعد جديدة للعبة الرئاسية سيكون من الصعب جدا تخطيها في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية". فبعد ان كانت القوى الوازنة في المنطقة والعالم ترعى اتفاقات محلية تحدد اسم رئيس الجمهورية اللبنانية العتيد ويكون في غالب الاحيان شخصية توافقية مقربة من جميع الاطراف السياسية، أرست "رئاسيات" 2016 أسسا أخرى للانتخاب عصبها "قوّته" في بيئته، أي ان الشخصية الاكثر تمثيلا للمسيحيين هي الاحق في بلوغ قصر بعبدا.

انطلاقا من هنا، تضيف المصادر، يظلّل طيف الانتخابات الرئاسية المقبلة بقوة، الاتصالات الداخلية الجارية للتوصل الى قانون انتخابي جديد. ففيما الثنائي المسيحي الذي يجمع التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية يعد العدة لخوض الاستحقاق النيابي جنبا الى جنب، وقد وحّد موقفه من قانون الانتخاب العتيد ويسير خلف الصيغة التي طرحها رئيس التيار وزير الخارجية جبران باسيل، تشير المصادر الى ان الوئام الحاصل بين الطرفين لا يلغي منافسة ولو خفية بينهما لانتزاع أكبر كمّ من المقاعد النيابية بما يعزز حظوظه الرئاسية في الاستحقاق الرئاسي المقبل، فيما القوى المسيحية الاخرى بدورها تنكب، خلف الكواليس، على نسج التحالفات التي تمكّنها من إثبات وجودها في الندوة البرلمانية، علما ان معراب ستنشط في المرحلة المقبلة للتواصل مع أحزاب وشخصيات مستقلة مسيحية للم الشمل خصوصا انها متفقة في ما بينها على الثوابت السياسية التاريخية للمسيحيين.

هذا داخل البيت المسيحي. أما خارجه، فلا تبدو القوى السياسية الاخرى مرتاحة كثيرا للمعادلة الرئاسية الجديدة التي فرضت نفسها على الساحة المحلية، بحسب المصادر، خصوصا انها تعتبر انها فقدت الى حد كبير قدرتها على التأثير في الاستحقاق الرئاسي بعد ان كانت تلعب دورا أساسا في اتمامه غالبا ما تجاوز الدور المسيحي. واذا كان "حزب الله" ساهم في ارساء منطق "الرئيس القوي" بعد ان رفع شعاره على مدى عامين مناديا بانتخاب العماد عون رئيسا والا استمر الشغور، فإنه اليوم، وفق المصادر، يحاول إيجاد وسيلة جديدة تتيح له التحكم بنتيجة الانتخابات الرئاسية المقبلة لتوصِل الى بعبدا شخصية حليفة له، بما ان معادلة "الرئيس القوي" قد لا تفي الغرض في الاستحقاق العتيد. وعليه، تتمسك الضاحية حاليا بالنسبية الكاملة، كونها في نظرها، تقلّص "السكور" الذي يمكن ان يحققه التيار الوطني والقوات، كما انها قد تدق في رأيها، اسفينا بين الطرفين خصوصا اذا نجح رهان "حزب الله" على رئيس الجمهورية لتبديل موقف باسيل الانتخابي ودفعه الى التخلي عن القانون المختلط. وفي الخانة نفسها، يصب اصرار الثنائي الشيعي على قانون انتخابي يضمن تمثيلا "جيدا" لحليفه رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية. فمن التعديلات التي طالب الحزب بادخالها الى المشاريع التي طرحها باسيل وتحديدا على الصيغة الاخيرة الارثوذكسية – النسبية، المطالبة بأن يكون قضاءا زغرتا والكورة دائرة وحدهما، لأن الدائرة المقترحة من باسيل (البترون، الكورة، زغرتا، بشري، المنية)، تبدو وكأنها تستهدف النائب فرنجية. وفي حين تشير الى ان حتى الساعة التحالف المسيحي قوي ومتين ولم تهزه أية رياح خارجية وهو سيتمكن- خصوصا اذا ما توسّع- من تثبيت الشراكة الفعلية والدور المسيحي في القرارات الكبرى، تتوقع المصادر أن تستمر جهود بعض الاطراف المتضررة من هذا الواقع، لتفكيك الكتلة المسيحية وشرذمتها، في محاولة لاعادة المشهد السياسي الى ما كان عليه في السنوات التي أعقبت اتفاق الطائف.

 

لماذا استهدف مطار الشعيرات وهل تبلغت طهران وموسكو الرسالة الأميركية؟! وقاعدة انطلاق طائرات "خــان شيخـــون" وصواريـــــــخ الجولان

المركزية- توقفت المراجع السياسية والدبلوماسية والعسكرية مليّاً امام اختيار القيادة الأميركية السياسية والعسكرية قاعدة الشعيرات الجوية هدفا للصواريخ الأميركية البعيدة المدى "توما هوك"، فرأت فيها مجموعة من الرسائل توجهت بها الإدارة الأميركية الى اكثر من جهة وفي اكثر من اتجاه لا سيما موسكو وطهران بالإضافة الى القيادة العسكرية السورية. وقالت مصادر متابعة لـ"المركزية" ان التقارير الواردة من واشنطن واكثر من عاصمة غربية وعربية، تقاطعت على رسم بعض من الأهداف الأميركية غير المعلنة من قبل الإدارة الأميركية التي حصرت أهداف العملية بالرد المباشر والفوري على قصف الطائرات السورية بالأسلحة الكيماوية وغاز السارين بلدة خان شيخون في ريف ادلب الشمالي – الشرقي وما خلفته الغارات التي استهدفت احياء سكنية موقعة ضحايا بين المدنيين من رجال واطفال ونساء.

واضافت المصادر: لم يشعر أحد بالحاجة الى ان تفسر الإدارة الأميركية نوع الهدف الذي اختارته في ظل ما كشفته من اسباب خلف الضربة، وحصرها بالرد المباشر على استخدام القوات السورية الأسلحة الصاروخية ذات الرؤوس المحظورة دوليا، خصوصا ان واشنطن سبق ان حذرت على لسان أكثر من مسؤول عسكري ودبلوماسي ان ما حصل في خان شيخون لن يمر مرور الكرام، لما يشكله من خروج على القواعد الإنسانية والأخلاقية، والإدارة الأميركية سترد من جانب واحد على العملية خارج اطار اي غطاء او موافقة اممية او دولية كما قالت مندوبة الولايات المتحدة في نيويورك نيكي هايلي ووزير الدفاع الجنرال جيمس ماتيس واكثر من عضو من اعضاء الكونغرس الأميركي في شكل علني لا يحتمل اي لبس. على هذه الخلفيات، توسعت المصادر الدبلوماسية في البحث عن الظروف التي حكمت اختيار قاعدة الشعيرات بالذات وردات الفعل ازاءها في العواصم الغربية والعربية، فتعددت القراءات التي ميزت عند النظر في لائحة المواقف وردات الفعل بين مجملها وموقف تل ابيب في شكل خاص. وكشفت التقارير المتعددة الواردة من عواصم كثيرة ان هذه القاعدة لها موقع متقدم في الحسابات الأميركية والإسرائيلية. فهي، وكما اعلن اميركيا ودوليا، مقر انطلاق الطائرات التي أغارت على خان شيخون كما كانت قبل ثلاثة اسابيع مصدرا للصواريخ الإيرانية البعيدة المدى التي اطلقت في اعقاب الغارات الإسرائيلية على منطقة القلمون السورية في اتجاه الجولان والتي دمرتها الصواريخ الإسرائيلية وغيّرت وجهتها الى ان فجرتها فوق الأراضي الأردنية.

والى هذه المعطيات المعلن عنها وغير المعلن، فالقاعدة التي تعطلت أجزاء منها في العمليات العسكرية التي كانت في عهدة المنظمات السورية المعارضة بعد العام 2012 وبداية العام 2013 واستعادتها وحدات النظام وحلفاؤها الإيرانيون وحزب الله في معارك امتدت من نهاية العام 2013 حتى نهاية الـ2014، تزامنا مع الحرب التي دارت رحاها هناك وفي ارياف حمص وسيطرة الجيش السوري وحزب الله على المنطقة وصولا الى المعارك الأخيرة التي جرت في القصير في ريف حمص الغربي وتدمر والقلمون السوري الشمالي.

واخيرا، اضافت التقاريرالعسكرية، تحولت قاعدة الشعيرات الى مطار رئيسي لقوات النظام السوري في شمال البلاد، وهي في الدرجة الثانية بعد قاعدة حميميم الروسية بعدما انجزت وحدات روسية اعادة تأهيلها اولا في اعقاب تحريرها قبل عام ونصف العام، قبل ان تتولى القيادة الإيرانية لاحقا إدارة جزء من منشآتها العسكرية حيث تم انشاء مواقع وشبكات الصواريخ البعيدة المدى التي يديرها الحرس الثوري الإيراني، منذ ان اقفلت القوات السورية مطار الـ "تي فور" بعد تهديده مباشرة في عملية "تدمر 2" التي سيطرت عليها قوات المعارضة في نهاية العام الماضي، بعد تحريرها على يد قوات ايرانية وروسية وكذلك تحولت بديلا من مطار حماه العسكري الذي هددته المعارضة قبل ثلاثة اسابيع تقريبا. استنادا الى هذا المشهد، رسمت المراجع الدبلوماسية والعسكرية هوية ودور مطار الشعيرات وهو ما اعطى العملية الأبعاد الكبيرة بكل المقاييس العسكرية، إضافة الى ما يحيط به من منشآت للتدريب العسكري ومنشآت بيوت الضباط السوريين وفندقين عسكري ومدني تحولا في الفترة الأخيرة مقار سكن كبار الضباط ومسؤولي حزب الله والقياديين الإيرانيين والخبراء الروس الذي يديرون العمليات العسكرية في المنطقة والشمال السوري. من هذا المنطلق، وجب على المراقبين قراءة العملية الأميركية بأبعادها العسكرية والسياسية والدبلوماسية ليبنى على النتائج المترتبة عليها ما يجب أخذه في الإعتبار وقراءة الأهداف القريبة والبعيدة المدى للعملية قبل استكشاف ما سيليها من عمليات قد تكون مؤجلة، لكن ليس الى امد بعيد، كما يتوقع الخبراء الدوليون.

 

ساعة الحسم تدق في عين الحلوة: زمن المربعات الأمنية انتهــــى

توافق لا تصويت على قانون الانتخاب في جلســــة الاثنيــــن

مذكرة السفراء الاميركيين مهدت للضربة... وفرقاطة روسية الى سوريا

المركزية- مع أن الملف السياسي الساخن المتمثل بالاستحقاق الانتخابي وقانونه المفقود على عتبة انقضاء المهل خلال ايام، يشكل مادة إشغال للوسط السياسي مرشحة لمزيد من التفاعل اعتبارا من الاثنين المقبل مع جلسة مجلس الوزراء الخاصة بالقانون تليها جلسة التمديد الحتمي الخميس، جاء الانفجار الجديد في مخيم عين الحلوة امس ليعيد الملف الامني الى صدارة الاهتمامات. ذلك ان تصاعد وتيرة الاشتباكات في المخيم أثارت مخاوف واسعة من خطة مدبرة لتفجير الاوضاع الأمنية فيه على نطاق واسع ونقلها الى خارج المخيم وسط تداخل الاهداف المحتملة للقوى المتورطة في هذا المسلسل. الا ان المعلومات الواردة تبدو تصب في خانة قرار الحسم الكبير، خصوصا لجهة استقدام حركة فتح اكثر من مئتي مسلح بكامل عتادهم بالتزامن مع اعلان القائد السابق للقوة الامنية المشتركة اللواء منير المقدح ان المعارك لن تقف قبل دخول القوة الأمنية الى ارجاء مخيم عين الحلوة كافة، وانهاء المربعات الامنية فيه.

دحر بدر: وفي معلومات "المركزية" ان قائد الامن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي ابو عرب اصدر امرا ليليا دعا فيه ضباط وعناصر فتح للالتحاق بمراكزهم فورا لانهاء المربعات الامنية في المخيم والقضاء على المجرمين. فحضرت على الفور عناصر من الرشيدية ومخيمات الجنوب واتخذت فتح قرارا باحتلال معقل بلال بدر والقضاء عليه، وتمكنت في السادسة صباحا من احتلال الطيري ففر بدر الى حي الصفصاف مع 20 من عناصره ، وشن ومجموعاته تساندها عناصر الارهابي عبد فضة هجوما معاكسا من الصفصاف حيث معقل عصبة الانصار الاسلامية على حي الطيري لاستعادته من دون ان تفلح . وفي الموازاة، شنت مجموعة الارهابي ساري حجير هجوماً على البستان الذي يتحصن فيه عناصر فتح والقوة المشتركة مستخدمة الاسلحة الثقيلة والـ "ار.بي جي" حيث طال رصاص القنص مدينة صيدا. وسقط قتيلان الاول من حزب الشعب في القوة المشتركة والثاني من فتح خلال اقتحام الطيري و16 جريحا . من جهته، اتخذ الجيش تدابير أمنية عند مداخل المخيم واقفل اوتوستراد الحسبة المحاذي في الاتجاهين.

قرار الحسم: وابلغت مصادر امنية فلسطينية "المركزية" ان فتح والقوة المشتركة شكلا غرفة عمليات لادارة المعركة المصيرية في المخيم، سعياً لفك اسره من قبضة العصابات التكفيرية . في المقابل، ابلغ مصدر امني لبناني "المركزية" ان الدولة اللبنانية لم تعد تقبل ببقاء الوضع على ما هو عليه في مخيم عين الحلوة وهي عازمة على وضع خطة بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية لدعم "فتح" في قرار الحسم بالاستناد الى ما قاله الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابان زيارته الاخيرة للبنان "ان المخيمات تخضع للشرعية اللبنانية". واشارت المعلومات الى ان اجتماعا سيعقد بعد الظهر في مقر السفارة في بيروت للقوى الفلسطينية للتشاور في التطورات والاتفاق على الخطوات الكفيلة بالحسم.

التوافق الانتخابي: في المقلب السياسي، وفي انتظار جلسة مجلس الوزراء الاثنين المقبل، لم تسجل المواقف التي تدور في الفلك الانتخابي جديدا يوحي بخرق او بخلط اوراق قد يفضي الى اتفاق على قانون، على رغم اتجاه تيار المستقبل نحو النسبية اذا كانت خشبة خلاص لولادة قانون جديد. وقالت مصادر سياسية لـ"المركزية" ان لا مجال لطرح التصويت على قانون الانتخاب لانه مخالف لمبدأ الديموقراطية التوافقية المعتمدة، وتاليا لا مجال الا للتوافق على صيغة يلتقي عليها الجميع من خلال تنازلات يقدمها كل طرف وصولا الى ما يرضي الجميع بالحد الادنى. وسألت المصادر اذا كان هؤلاء يسعون حقيقة الى قانون جديد فلمَ لا يعتمدون صيغة الصوت الواحد الكفيل بتأمين صحة التمثيل وقطع الطريق على المحادل الانتخابية؟

خيارات صعبة: وفي السياق نفسه، استبعد عضو كتلة "اللقاء الديموقراطي" النائب وائل أبو فاعور خيار التصويت في مجلس الوزراء، لان الأمر لا يؤخذ غلابا، بل يقر توافقا وتفاهما، والا فخيار التصويت انقسامي، يضع الكل في موقف صعب، وربما يجبر بعض القوى على اتخاذ خيارات صعبة، ونحن لا نريد وما اردنا في يوم من الايام ان نوضع في هذا المكان. ان المنطق الطبيعي لاقرار قانون الانتخاب هو ان يتقدم وزير الداخلية باقتراح قانون"، وتساءل "ماذا تناقش الحكومة في جلستها الاثنين المقبل"، مشدد على أن هناك قانوناً ساري المفعول لا يمكن لأحد إنكاره إذا لم يتم الاتفاق على قانون جديد، ورفض أخذ البلاد إلى ما وصفه بالخيارات القاتلة" فراغ أو تمديد".

مشاورات المستقبل: من جهته، اعلن وزير الدولة لشؤون المرأة جان اوغاسبيان ان "لتيار المستقبل مبادئ اساسية لن يتخلى عنها، فهو لن يمشي بالتصويت على القانون الانتخابي او بمنطق فرضه على الاخرين بل بالتفاهم عليه، وبالتالي ليس هناك عزل لاحد"، معتبرا ان "الرئيس سعد الحريري منفتح على كل الطروحات". التمديد لسلامة: في مجال آخر، كشفت مصادر مالية مطلعة لـ"المركزية"، أن معظم القوى السياسية ذاهبة في اتجاه التمديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، معتبرة أن "الأفضل والأجدى لتخفيف الضغط في سوق القطع أن تأخذ الحكومة قرارها الآن بالتمديد، كون هذه الخطوة تؤدي إلى تخفيف الضغط عن سوق القطع، خصوصاً أن الأوضاع السياسية غير مستقرة إلى جانب الخلافات الداخلية في ما يتعلق بقانون الإنتخاب، وهناك غموض في ما خصّ الأشهر المقبلة سياسياً، كي لا يكون استقرار الليرة موضع شك في حال غياب قرار التمديد وفي الوقت ذاته الغموض والضبابية والانقسمات السياسية"، وتابعت: من هنا لطمأنة السوق واستقرارها، على الحكومة اتخاذ قرار التمديد لحاكم المصرف المركزي.

الضربة ومذكرة السفراء: في المقلب الاقليمي ، بقيت اصداء الضربة الاميركية لسوريا تتفاعل في الاوساط الديبلوماسية الدولية لجهة مدلولاتها وابعادها على المدى القريب في الميدان السوري، الا ان خلفياتها لم تكن غامضة في ما يبدو انه كان مخططا لها حتى قبل وصول الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى البيت الابيض، بحسب ما كشف مصدر ديبلوماسي لـ"المركزية"، مشيرا الى ان الديبلوماسية الاميركية كانت تشجع على خطوة من هذا النوع منذ فترة وقد تجلت بالمذكرة التي رفعها 51 سفيرا اميركيا الى وزير الخارجية السابق جون كيري معترضين فيها على اداء الرئيس الاميركي باراك اوباما، وهي التي دفعت بالنخبة السياسية في المجتمع الاميركي للسير في خيار الاقتراع لصالح ترامب .واشار المصدر الى ان المجتمع الدولي ولا سيما روسيا والاتحاد الاوروبي ينظر بعين الترقب الى هذه الضربات، وان اشارت المعلومات الى ان موسكو وعواصم اوروبية عدة كانت على علم بها من خلال اجهزتها الاستخباراتية.

ولفت المصدر الى نهج جديد يعتمد على عنصري الصدم والمفاجأة ستنتهجه الادارة الحالية في الولايات المتحدة بناء على رؤية الديبلوماسيين الذين انتفضوا ضد سياسة الرئيس اوباما، خصوصا ان هؤلاء السفراء قدموا حججا ومبررات تم صوغها في شكل موثق، وشكلوا نواة الفريق الاعدادي للرؤية الشرق اوسطية التي يبنيها ترامب، استنادا الى ان الازمة السورية هي لب المشاكل. ومن هذا المنطلق، يستعد ترامب للاقدام على تغيير جذري في تعامله مع ملف النزاع السوري وحسم الموقف الرافض لاستمرار الرئيس السوري بشار الاسد في السلطة، في خضم رسم المرحلة الانتقالية وسبل الحل السياسي.

فرقاطة روسية الى سوريا: اما في الميدان، وبعد يوم واحد على الضربة الاميركية، توجهت فرقاطة روسية تحمل اسم الأميرال "غريغوروفيتش"، من البحر الأسود إلى البحر المتوسط في طريقها إلى السواحل السورية

كما نقلت وكالة "سبوتنك" الروسية للأنباء عن رئيس جهاز الإعلام التابع للأسطول الروسي في البحر الأسود فياتشيسلاف تروخاتشوف.

 

قرطباوي: التوافق على "المختلط" و"التيار في الحلف وليس في الحزب"

المركزية- بعد سيل الطروحات الانتخابية التي قدمت والنقاشات الفضفاضة بشأنها، وعلى مشارف انتهاء المدة التي حددها الرئيس بري لاقرار قانون جديد، يطالب الثنائي المسيحي باعتماد التصويت على طاولة مجلس الوزراء كملاذ أخير بعد تعذر الاتفاق على صيغة موحدة. وباتت الساحة السياسية امام مشهد منقسم الى جبهتين، واحدة تنادي بالنسبية والاخرى بالمختلط بعد أن خلطت أوراق التحالفات وتقاطعت المصالح المشتركة بين الخصوم. وزير العدل السابق شكيب قرطباوي لفت في حديث لـ"المركزية" الى أن "الصيغة المختلطة المقدمة من الوزير جبران باسيل تحفظ التمثيل الصحيح، ولا تلغي أحدا"، مشيرا الى أن "الصوت التفضيلي يكون ذا فائدة أكبر على أساس القضاء، علما أن النسبية الكاملة هي الانسب للبنان على المدى البعيد". ولفت الى أن "تكتل التغيير والاصلاح طرح مشاريع قوانين عدة، وعلى من ينتقدنا أن يبادر الى تقديم بدائل تكون على قياس الوطن وتحفظ التمثيل الصحيح في المستقبل وليس للمرحلة الحالية فقط".

وعن موقف "حزب الله" المتمسك بالنسبية والمعارض لصيغة الوزير باسيل الثالثة قال "لا بد من التوصل الى التوافق، نحن في حلف ولكن لسنا في الحزب نفسه، ولكل فريق رأيه"، مشيرا الى ان "الأفرقاء حاليا في فترة شد حبال تمهيدا للوصول الى نقاط مشتركة، لكن التوافق في النهاية سيكون على صيغة المختلط".

وفي موضوع الحوار مع "حركة أمل"، أشار الى أن "منذ التفاهم مع حزب الله 2006 ، أبدينا انفتاحنا على الجميع، واللقاءات الحلية مع حركة أمل تتركز على تبديد نقاط الخلاف والتأكيد على القواسم المشتركة تمهيدا للوصول الى اتفاق".

 

القوى السياسية والدول الغربية في اتجاه التمديد لسلامــة ولائحة العقوبات الأميركية المرتقبة الأسبوع المقبل غير مفاجئة

المركزية- بقدر ما يقترب موعد استحقاق انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان، يزيد تمسك القطاع المالي والمصرفي بالحاكم رياض سلامة في سدّة الحاكمية، خصوصاً في ظل الأوضاع الراهنة حيث حماوة الحرب السورية وتداعياتها التي تشدّ الخناق على الوضع الإقتصادي في البلاد مع ما يناهز مليوني نازح سوري. فالقطاع المالي والمصرفي يرى في سلامة القبطان الأمين الذي ينجح دائماً في حماية لبنان من العواصف التي تهبّ على لبنان من كل صوب "كسحب الشعرة من العجين". وهذا الإصرار على التمديد للحاكم ، ليس محلياً فحسب، بل دولي أيضاً، إذ يتشدد الغرب في طلب عدم تغييره "كونه أنقذ لبنان طوال حقبة ولايته من الأزمات الكبرى العالمية منها والمحلية، وأفلح في النأي بالليرة اللبنانية عن كل تأثير قد ينعكس سلباً على سعر صرفها. من هنا، كشفت مصادر مالية مطلعة لـ"المركزية"، أن أكثرية القوى السياسية في اتجاه التمديد لسلامة، معتبرة أن "الأفضل والأجدى لتخفيف الضغط في سوق القطع أن تأخذ الحكومة قرارها الآن بالتمديد، كون هذه الخطوة تؤدي إلى تخفيف الضغط عن سوق القطع، خصوصاً أن الأوضاع السياسية غير مستقرة إلى جانب الخلافات الداخلية في ما يتعلق بقانون الإنتخاب، وهناك غموض في ما خصّ الأشهر المقبلة سياسياً، كي لا يكون استقرار الليرة موضع شك في حال غياب قرار التمديد وفي الوقت ذاته الغموض والضبابية والانقسمات السياسية"، وتابعت: من هنا لطمأنة السوق واستقرارها، على الحكومة اتخاذ قرار التمديد لحاكم المصرف المركزي.

وفي انتظار التحرّك في هذا الإتجاه، برز على سطح الإهتمامات الحديث عن لائحة عقوبات أميركية على "حزب الله" وشخصيات لبنانية من المتوقع صدورها الأسبوع المقبل، مع تأكيد المصادر أن "اللائحة موجودة بالأسماء وموسّعة أكثر من السابق، والمصرفيون لديهم علم وخبر بوجود لائحة من هذا النوع، لكن توقيت إصدارها غير معروف بعد، وقد تصدر الأسبوع المقبل أو بعده. الخبير المالي الدكتور غازي وزني علّق على هذه المعلومات، نافياً أن تكون اللائحة المشار إليها، تؤثر على الثقة بالقطاع المصرفي، لأسباب عدة: أولاً: التزام القطاع المصرفي التزاماً كاملاً بقانون العقوبات الأميركية. ثانياً: إن حاكمية مصرف لبنان تُصدر مراسيم بشكل دوري تتقيّد بموضوع العقوبات. ثالثاً: الدولة اللبنانية لا تفوّت مناسبة إلا وقوانينها وتشريعاتها المرعية الإجراء متطابقة مع القوانين الدولية، كما أن لبنان يطبّق اتفاقية "فاتكا" وفي الوقت ذاته، إن المعطيات المتأتية من مجموعة "غافي" حول لبنان، تكون إيجابية دائماً، لاعتبارها أن لبنان دولة تتقيّد بالمعايير والقوانين الدولية في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب وتمويله وتبييض الأموال وتبادل المعلومات الضريبية. من هنا، القطاع المصرفي وحاكمية مصرف لبنان مرتاحان للوضع، كونهما ملتزميْن بالقوانين الدولية. وطالما كان هناك توضيح في العام 2016 حول تقيّد المصارف فقط باللوائح الموجودة وعدم الاستنسابية، فذلك يجعل الاوضاع مريحة، لأن "حزب الله" أعلن بوضوح أنه لا يملك حسابات مصرفية ولا يتعاطى مع القطاع المصرفي، ويجري معاملاته في السوق الموازية وليس في السوق الرسمية، ومصرف لبنان يصدر تعاميم والحكومة اللبنانية تشرّع قوانين تكون منسجمة مع المعايير الدولية.

وختم: اللائحة ستطول طبعاً، وهي منتظرة وغير مفاجئة.

 

الهبر: السيادة رهن قدرة عون على استيعاب حزب الله ولا للفراغ والتمـديد ولا تخيرونا بين السيئ والأســوأ

المركزية- عشية انعقاد أول جلسة حكومية مخصصة للغوض في دهاليز قانون الانتخاب، للمرة الأولى منذ تشكيلها في كانون الأول الماضي، دفع مشهد المناقشات الانتخابية في مجلس النواب البعض إلى الحديث عن أن الرئيس نبيه بري قد يدعو إلى جلسة تشهد تصويتا على التمديد الثالث لنواب الأمة، في انتظار الاتفاق على قانون جديد، لا يزال بعيد المنال، بفعل تمترس الجميع خلف مواقفهم المعروفة، التي كرستها الجلسة الأخيرة إلى حد بعيد. فماذا ستفعل الكتائب؟

عضو كتلة الكتائب النائب فادي الهبر أوضح لـ "المركزية" أن "مجلس النواب سيد نفسه. لسنا مع الفراغ، ونريد أن تحيل الحكومة مشروع قانون انتخاب إلى مجلس النواب، وهذا ما وعد به الرئيس سعد الحريري، علما أن الفراغ قاتل للدستور ودولة المؤسسات ولا يجوز ايصال البلد إلى مؤتمر التأسيسي، غير أننا لسنا مع التمديد، ونحذر الجميع من تخييرنا بين السيئ والأسوأ. نريد أن تأخذ الحكومة دورها في شأن قانون الانتخاب، خصوصا أنها تشكلت من خلال صفقة، لهذا الهدف تحديدا".

ولفت الهبر إلى "أننا في وضع مقلق متصل بالحرائق الداخلية، إلى جانب كون مكون لبناني أساسي، بات يحكم لبنان، متورطا في الحرب السورية، وقد شرّع الحدود اللبنانية على هذه الحرب. لذلك، لا تستطيع القوى السياسية تسليم حكم البلد لسنوات مقبلة، إلى الحزب، من خلال قانون الانتخاب، وتبدو هذه الحكومة كأنها تدير أزمة ولا تستنهض وطنا في انتظار جلاء المشهد الاقليمي والدولي"، منبها إلى أن "منسوب السيادة في لبنان ناقص، بفعل تعدد الممسكين بقرار الحرب والسلم، وهذا الأمر رهن قدرة الرئيس ميشال عون على استيعاب "حزب الله" داخل مؤسسات الدولة، من خلال استراتيجية دفاعية تتيح استعادة ثقة المستثمرين". وأعلن "أننا مع أي قانون يتفق عليه، وإن كنا نؤيد الدائرة الفردية والنسبية على أساس 15 دائرة، لكن ما يهمنا هو أن يبصر قانون جديد النور، بعد إحالته من الحكومة إلى مجلس النواب.

 

وهبي: ندعم أي قانون يحافظ على ثوابت الطائف

المركزية- أكد النائب أمين وهبي أن "جلسة مساءلة الحكومة ضرورية للحياة البرلمانية والمطلوب تعزيزها، والكلمات توزعت بين حقيقية واستعراضية وانتخابية". وطالب وهبي في حديث إذاعي "بقضاء مستقل لمحاربة الفساد بعد استعادة الدولة لكامل هيبتها وسيادتها وحصر السلاح بيدها"، مشددا على "ضرورة وقف التوظيف السياسي في القطاع العام". واعتبر أن "الواقعية السياسية والجو الايجابي الذي ظهر في الفترة الأخيرة قد يخلق نوعا من التوافق على قانون الانتخاب الجديد"، مطالبا "بالابتعاد عن العصبيات المذهبية". وشدد على أن "الحوار هو الحل الوحيد لكل خلافاتنا"، آملا في أن يتم "الاتفاق في جلسة الحكومة الاثنين المقبل على قانون جديد للانتخابات"، مؤكدا "دعم أي قانون يحافظ على ثوابت اتفاق الطائف وجوهره”. وحذر من أن "الوقت أصبح ضاغطا والقوى السياسية أصبحت في سباق مع المهل الدستورية، والتمديد التقني لأشهر معدودة أمر حتمي لا مفر منه". وأكد وهبي"انفتاح "تيار المستقبل" على كل الصيغ المطروحة في محاولة لتسهيل التوصل الى قانون انتخابي جامع يراعي صحة التمثيل ويحافظ على العيش المشترك"، رافضا "الفراغ في السلطة التشريعية تحت أي ظرف". وعن الأزمة السورية، أشار الى أن "ظروف الحل لا تزال بعيدة وتحتاج الى بعض الوقت، والضربة الأميركية أمس خلطت الأوراق مما يؤثر على حسابات كل الأفرقاء المشاركين في الحرب السورية وعلى رأسهم روسيا وايران".

 

أوغاسبيان: لن نذهب الى التصويت بمنطق الفرض وكلام الثنـــائي الشيعي في المجلس أمس خطير

المركزية- اعلن وزير الدولة لشؤون المرأة جان اوغاسبيان ان رئيس الحكومة سعد الحريري منفتح على الجميع ويسعى الى الوصول الى قانون انتخاب في القريب العاجل. وقال في حديث اذاعي " ان "ما سنشهده بعد القصف الاميركي على سوريا قد يكون تغييرا في الاداء الاميركي في المنطقة، الذي لن يتبع سياسة المهادنة مع ايران، ولكن يجب الا يكون تحجيم ايران عبر ضرب "حزب الله" في الداخل اللبناني، لان الكلام الاسرائيلي فيه تهويل وبحث عن حجج للاعتداء على لبنان، وعلينا كلبنانيين ان نكون متيقظين، لاننا لن نحتمل عدوانا كعدوان تموز 2006"، معتبرا ان "الامور مفتوحة على كل الاحتمالات".

اضاف "خاب املي في 14 اذار، وعلينا ان نتفاعل مع واقع جديد، فالواقع الحالي والمفاوضات الجارية والاتفاقيات تنبئ بتغييرات في التحالفات"، داعيا الى "ترك المسائل الخلافية الكبرى كسلاح حزب الله وتدخله في الخارج لانها جزء من التسويات في المنطقة والانصراف الى معالجة شؤوننا الداخلية انمائيا وامنيا واجتماعيا واقتصاديا، والى انشاء شبكة امان داخلية تحمينا من شظايا التفجيرات التي تحصل من حولنا". وعن قانون الانتخاب، اعتبر اوغاسبيان ان "لتيار المستقبل مبادئ اساسية لن يتخلى عنها، فهو لن يمشي بالتصويت على القانون الانتخابي او بمنطق فرضه على الاخرين بل بالتفاهم عليه، وبالتالي ليس هناك عزل لأحد، بل ان الاساس هو السلم الاهلي والعيش المشترك"، معتبرا ان "الرئيس سعد الحريري منفتح على كل الطروحات ويسعى الى الوصول الى قانون في الشهر الحالي ومشاوراتنا التي بدأت امس كانت للتحضير لجلسة الاثنين اقله لكي تكون لدينا مسودة لنقاط متفق عليها".

وختم "دخلنا في مرحلة الاستحقاقات الخطرة، فلقد سمعنا امس في المجلس النيابي من الثنائي الشيعي كلاما خطيرا وواضحا، اذ قال اذا وصلنا الى الفراغ في مجلس النواب، فلن تكون هناك حكومة ولا رئاسة جمهورية"، وهذا يعتبر بمثابة رسائل موجهة الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

وختم "نحن امام احتمالين إما تأجيل تقني يفرضه القانون الجديد أو تمديد للمجلس النيابي، اما الخيار الثالث فنهاية البلد والفوضى ".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

عمليات» أردنية - أميركية - بريطانية على الحدود السورية

الحياة/09 نيسان/17 /كشفت مصادر سياسية في العاصمة الأردنية أن عمليات أردنية - أميركية - بريطانية مشتركة، على وشك أن تنطلق للقضاء على تنظيمات إرهابية تتحرك على الحدود الشمالية مع سورية، وعلى رأسها جيش خالد بن الوليد المحسوب على تنظيم «داعش» الإرهابي. يأتي ذلك في ظل الرصد المتكرر لتحركات جماعات «متطرفة» على بعد نحو 20 كلم من منطقة الرقبان الحدودية مع الأردن. في حين أن «الحرس الثوري» الإيراني يتمركز على مسافة 70 كلم، وهو ما اعتبره العاهل الأردني عبدالله الثاني في تصريحات صحافية أخيراً «الأخبار غير الجيدة»، غامزاً من قناة المخاوف الإسرائيلية من ذلك وليس الأردنية فقط. المصادر السياسية التي تحدثت إلى «الحياة» ربطت الأمر بزيارة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي عمان منتصف الأسبوع الماضي، والتي تضمنت جولة شملت قيادة العمليات الخاصة الأردنية، كما أن لقاء العاهل الأردني في واشنطن شخصيات في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب نهاية الأسبوع الماضي، تضمّنت تفاصيل التنسيق الأمني المشترك بهذا الخصوص، وهو ما كان واضحاً في التصريحات التي أدلى بها الملك الأردني والرئيس الأميركي في المؤتمر الصحافي، بعد القمة التي جمعتهما في واشنطن. وذكرت المصادر لـ «الحياة» بأن هناك دراسة جدية لتنفيذ عمليات عسكرية أردنية داخل الأراضي السورية، أو في منطقة الحدود، بعد رصد الأهداف، مستبعدة أي وجود عسكري أردني داخل سورية، باستثناء دخول حذر لتنفيذ عمليات. ويدعم ما سبق ما جاء في حوار عبدالله الثاني مع صحيفة «واشنطن بوست»، ورده على سؤال تناول استرجاع الرقة من «داعش»، عندما عبّر عن مخاوفه من أن الإرهابيين «سيضطرون للحركة وسيتوجّهون جنوباً. إنه تحد، لكننا مستعدون لمواجهته، بالتنسيق مع الولايات المتحدة وبريطانيا». وفيما تابع مراقبون التصريحات الرسمية الصادرة عن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، ووزير الإعلام محمد المومني حول دعم الضربة الأميركية قاعدة عسكرية سورية، كرد على استخدام دمشق الأسلحة الكيماوية لقصف خان شيخون، رصدت «الحياة» تمسك الأردن الرسمي بخيار «الحل السياسي» وهو ما عبر عنه الصفدي في تغريدة على حسابه في موقع «تويتر» والتي جاء فيها «لا حل عسكرياً للأزمة السورية، لا بد من حل سياسي»، مضيفاً «نرى أن الضربة الأميركية رد محدود على الهجوم الكيماوي، والمطلوب تفعيل جهود إنهاء الأزمة سياسياً». ولا يُقر سياسيون بوجود استدارة أردنية حيال التعامل مع ملف الأزمة السورية، بالمقدار الذي عبّر فيه مراقبون عن «حذر» لدى عمّان. وفي مقابلة نشرتها صحيفة «واشنطن بوست» في الرابع من الشهر الجاري، رجّح الملك عبدالله الثاني عدم تمسُّك روسيا بالأسد ضمن معادلة التسوية النهائية، ورسم خريطة الهواجس الأمنية حيال ما يحدث بالقرب من الحدود الشمالية للأردن، من حرب يخوضها الحرس الثوري الإيراني، وعصابات محسوبة على تنظيم «داعش» الإرهابي. لكن عبدالله الثاني جدّد خلال الحوار تحذيره موسكو، من «أن مجيء لاعبين آخرين، من تنظيمات وغيرها، إلى حدودنا لن يتم التهاون معه»، مضيفاً «وصلنا إلى تفاهم مع روسيا بهذا الخصوص».

 

واشنطن تعلن استعدادها لشن ضربات جديدة على سوريا

المدن - عرب وعالم | السبت 08/04/2017/أكدت الولايات المتحدة الأميركية استعداداها لشن ضربات جديدة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، لكنها أملت ألا تضطر إلى ذلك مجدداً. وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكلي هايلي، خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن دعت إليها موسكو: "نحن مستعدون للقيام بالمزيد لكننا نأمل بالا يكون ذلك ضروريا"، ما أثار غضب ممثل روسيا في الأمم المتحدة فلاديمير سافرونكوف، الذي قال إن "الولايات المتحدة هاجمت أراضي سوريا ذات السيادة. نعتبر هذا الهجوم انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية وعملاً عدوانياً". وفي أعقاب الموقف الروسي، اعتبر وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون، ليل الجمعة، أن الرد الروسي "مخيب جداً للأمل"، في حين أعلن وزير الخزانة الأميركية ستيفن منوتشين أن واشنطن تعد لفرض عقوبات اقتصادية على سوريا. وقال منوتشين "سنعلن عقوبات إضافية على سوريا في إطار جهودنا لمنع هذا النوع من الأنشطة، ولكي نظهر إلى أي مدى هذا مهم في نظرنا". وأوضح منوتشين أن هذه العقوبات ستؤدي إلى "منع الأفراد من القيام بأعمال تجارية" مع النظام السوري. وقبيل اجتماع مجلس الأمن، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس إلى "ضبط النفس"، مشدداً على أن الحل في سوريا "سياسي" فقط، ودعا "جميع الأطراف إلى تكرار التزامها بإحراز تقدم في المفاوضات (بين السوريين) في جنيف". في غضون ذلك، كشف مسؤولون عسكريون أميركيون، أن وزارة الدفاع تتحرى عن دور محتمل للمقاتلات الروسية في الغارات التي استهدفت مدينة خان شيخون في ريف إدلب بسلاح كيماوي. وكانت وكالة "فرانس برس" قد نقلت عن مصدر عسكري سوري قوله، إن الجيش السوري تبلغ بالضربة الأميركية قبل وقوعها، واتخذ تدابير وقائية عبر نقل طائرات من المطار المستهدف. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلات أقلعت من مطار الشعيرات، الذي استهدفه القصف الأميركي، ونفذت غارتين على أقل ليل الجمعة، ما يشير إلى أن القصف الأميركي طال حظائر الطائرات من دون استهداف مدارجها.

 

"تايمز": ترامب يترك الخيارات مفتوحة بعد الغارة

المركزية- أشارت صحيفة "تايمز" البريطانية في تقرير بعنوان "توماهوك في الفجر" إلى ان "الرئيس الأميركي دونالد ترامب قام بتحرك ذكي في الشرق الأوسط"، ولفتت الى ان " من الواضح أن الضربة العسكرية على قاعدة سورية هدفها معاقبة الرئيس السوري بشار الأسد لاستخدام غاز الأعصاب (السارين) ضد المدنيين ولردعه عن شن المزيد من الهجمات الكيميائية". واعتبرت الصحيفة ان ترامب ترك الخيارات مفتوحة لما قد يحدث بعد ذلك، حيث لم يوضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستضرب كلما شن الأسد هجوما على المدنيين، أو ما إذا كانت الإدارة الأميركية تعتزم التصعيد بينما يرسم ترامب سياسته في الشرق الأوسط للأعوام المقبلة". ورأت ان "الضربة الصاروخية كانت ايضا بمثابة تنبيه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، مشيرة إلى ان "بوتين قدم نفسه على أنه شريك رئيسي للولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم داعش، ويبدو أنه اعتقد أن ذلك يعطيه موقعا متميزا أمام الولايات المتحدة. وأدى الهجوم الصاروخي إلى تحجيم روسيا، التي ما عادت القوة الوحيدة المتحكمة في المجال الجوي السوري".

 

"الرياض": الضربة اعلان نيات لادارة ترامب وحان الوقت لتغيير قواعد اللعبـة في سوريا

المركزية- رأت صحيفة "الرياض" السعودية ان الضربة الأميركية جاءت لتذكر النظام السوري وحلفاءه أن موقف الولايات المتحدة بإدارة الرئيس دونالد ترامب يختلف عن سابقتها التي تسببت مواقفها الضبابية غير الحازمة في تأزم الموقف في ملف الأزمة السورية، وترك الساحة لروسيا وإيران بالكامل تقريبا سياسيا وعسكريا على حساب دماء الشعب السوري وأرواح أبنائه. واعتبرت انه "لم يكن من الممكن أن تقف الولايات المتحدة موقف المتفرج مما حدث في خان شيخون دون إبداء ردة فعل تظهر أن واشنطن في عهد إدارة ترامب لها مواقف حازمة حتى لو كانت آثار ذلك الموقف معنوية أكثر منها مادية، وهي بذلك توجه رسالة أولية قد تتبعها رسائل أخرى ليست بالضرورة كلها عسكرية، فتلك الضربة هي عبارة عن إعلان نيات لإدارة ترامب كان لا بدّ من نشره في وقت من الأوقات، وجاءت مجزرة خان شيخون فرصة كان لا بد أن تستغل في الإعلان عن موقف الإدارة الأميركية تجاه الأزمة السورية".

واشارت إلى ان "واشنطن لن تقف موقف المتفرج مما يحدث في سوريا دون أن تتحرك سريعا بمواكبة ردة فعل قوية سياسية وعسكرية، فبعد كل مؤتمرات جنيف بالإضافة إلى مؤتمر أستانة التي لم تُفضِ إلى أي حراك سياسي يعطي أملاً في الوصول إلى حل سياسي توافقي بعد دخول الأزمة عامها السابع، وانفراد روسيا بالملف دون غيرها رغم وقوفها إلى جانب النظام السوري ما أدى إلى عدم حيادها وبالتالي استمرار الأزمة، رأت إدارة ترامب أن الوقت قد حان لأن تتغير قواعد اللعبة في سوريا بأن تنخرط بشكل أكبر في ملف الأزمة السورية، ما قد يؤدي إلى الولوج في عملية سياسية فاعلة متوازنة من الممكن أن تؤدي إلى حل دائم وعادل يعطي الشعب السوري حقوقا طال انتظارها".

 

روحاني مصدوم بالضربة الأميركية: ترامب يساعد الإرهابيين

"فرانس برس" - 8 نيسان 2017/اتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني في خطاب بثته قناة إيريب، السبت، نظيره الأميركي دونالد ترامب بمساعدة لمجموعات "الإرهابية" في سوريا. وقال روحاني بدون أن يسمي ترامب إن "هذا السيد الذي تولى السلطة في الولايات المتحدة ادعى أنه يريد مكافحة الإرهاب، لكن اليوم كل المجموعات الإرهابية في سوريا احتفلت بعد الهجوم الأميركي". ووجهت الولايات المتحدة ضربة إلى سوريا بعد هجوم كيمياوي استهدف بلدة خان شيخون في شمال غربي البلاد تسيطر عليها المعارضة، وأثار صدمة دولية مع اتهام دول غربية عدة النظام السوري بشنه. قال روحاني "إذا كان ما تقولونه صحيحاً (عن الرغبة في مكافحة الإرهاب خلال حملة الانتخابات الرئاسية) فلماذا كان أول عمل هو مساعدة الإرهابيين؟ لماذا هاجمتم الجيش السوري الذي يحارب الإرهابيين؟". وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، دان "بشدة" الضربات الأميركية، بينما اتهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الولايات المتحدة باستخدام "ادعاءات كاذبة" لشن ضربة على قاعدة عسكرية في وسط سوريا. وطلب روحاني تشكيل "لجنة مستقلة (...) بوجود دول محايدة حول الهجوم الكيمياوي المزعوم لأن سوريا لا تمتلك، حسب الأمم المتحدة، أسلحة كيمياوية". ورأى روحاني أنه بعد "العدوان" الأميركي على سوريا، يجب على إيران "الاستعداد لكل الاحتمالات". وأضاف "لا نعرف ما يعده القادة الأميركيون الجدد للمنطقة".

 

مفاجأة من العيار الثقيل.. الحرس الثوري متورط بهجوم خان شيخون!

(عربي 21)/السبت 08 نيسان 2017 /فجّر موقع إيراني مفاجأة من العيار الثقيل، باتهامه الحرس الثوري بالمشاركة في مجزرة خان شيخون بإدلب، التي راح ضحيتها المئات بغاز السيرين السام. وقال موقع "آمد نيوز"، المعروف بتسريبه أخبارا من مصادر حكومية، إنه "خلال الساعات الأولى من هجوم خان شيخون الكيماوي، أدانت إيران الهجوم، محملة المعارضة المسؤولية عنه". ولفت الموقع أن إدانة إيران تأتي خلافا للسياسة المعتادة لها مع أي هجوم كيماوي يشنه النظام السوري، حيث كانت طهران تلتزم الصمت حينها. وتابع الموقع بأن إدانة إيران الرسمية تعني "اعترافا غير مباشر على تورط النظام السوري في عملية خان شيخون". وفيما يخص تورط إيران بالهجوم، ذكر الموقع أن "المطلعين على الجغرافيا الحربية في شمال حماة، المكان الذي أصبح مركزا لاستقرار القوات الإيرانية يدركون هذه المسألة، وبوضوح تماما". وبحسب الموقع، فإن "هجوم خان شيخون نفذه الطيران السوري من أجل حماية القوات البرية الإيرانية، وحزب الله، التي توجد على بعد كليومترات قليلة عن مكان القصف". موقع "آمد نيوز"، قال إنه "خلال الأسابيع الثلاثة الماضية قُتل 21 عنصرا من قوات الحرس الثوري الإيراني، ولواء فاطميون الأفغاني في حماة"، مضيفا أن "استخدام السلاح الكيماوي كان لإيصال رسالة مفادها بأن قوات النظام لها اليد الطولى في هذه الحرب"، وذلك بعد التقدم الذي حققته المعارضة في حماة. وعاد الموقع الإيراني للعام 2015، للقول بأن تقدم القوات الإيرانية حينها في ريف حلب الجنوبي، دفع بطيران النظام لقصف المناطق المحيطة لحماية الإيرانية، موضحا أن ذلك ما حدث مؤخرا في حماة وإدلب. وتابع الموقع: "بعيدا عن الأهداف السياسية لاستخدام قوات النظام السوري للسلاح الكيماوي، فإن هذا الهجوم يعتبر منطقيا جدا في سياق استراتيجية الحرب لحكومة حزب البعث السورية". ونشر الموقع خريطة توضح نقاط وجود القوات الإيرانية، والمسافة التي تبعدها عن مدينة خان شيخون جنوبي إدلب، في إشارة إلى تورط الإيرانيين بصورة مباشرة في الهجوم، وفقا لـ"آمد نيوز".

 

 مفاجأة.. هكذا أثنى الدوري على ترامب في خطاب جديد (تسجيل)

http://arabi21.com/story/997032/%D9%85%D9%81%D8%A7%D8%AC%D8%A3%D8%A9-%D9%87%D9%83%D8%B0%D8%A7-%D8%A3%D8%AB%D9%86%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A8-%D9%81%D9%8A-%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A8-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D8%AA%D8%B3%D8%AC%D9%8A%D9%84

عربي21- إياد مكي/السبت، 08 أبريل 2017 /فجّر الأمين العام لحزب البعث العراقي، عزة الدوري، مفاجأة من العيار الثقيل، بثنائه على الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. الدوري وفي تسجيل منسوب إليه، بمناسبة الذكرى الـ70 لتأسيس حزب البعث، قال إن الحزب استقبل تصريحات ترامب قبل فوزه وبعد فوزه "بكل إيجابية واحترام خصوصا قوله إن (أكبر خطأ اقترفته أمريكا في تاريخها هو غزو العراق)". كما قال إن الولايات المتحدة خسرت ما يزيد عن مائة ألف جندي منذ غزوها العراق عام 2003. واعتبر الدوري أن ترامب كان محقا حينما صرّح بأن "من يحكم العراق ليس العراقيين، وإنما السراق والفاسدون، وقوله إن إيران من تحكم وإنها مصدر الإرهاب". وأعرب الدوري عن أمله من ترامب، بترجمة أقواله إلى أفعال فيما يخص إيران ومليشياتها، في إشارة إلى رغبة حزب البعث بضرب إيران من قبل الولايات المتحدة الأمريكية. وفي خطابه الذي امتد إلى نحو ساعة من الزمن، اعتبر الدوري الذي يشغل أيضا منصب "القائد الأعلى للقوات المسلحة" في حزب البعث، اعتبر أن ما يحتاجه العراق حاليا هو مصارحة ومكاشفة بين كافة أطيافه.  ودعا الدوري العراقيين إلى التكاثف من أجل طرد "المحتلين"، وتشكيل حكومة وطنية تعطي العراقيين حقوقهم، بعيدا عن المحاصصة الطائفية. واعتبر أن "حقد الغرب على البعث والعراق، دفعهم لتسليمه إلى إيران"، وهو ما يحتاج وقفة جادة من كل الأطياف العراقية، مضيفا: "لا مكان للديكتاتورية بعد اليوم". ويلاحظ المستمع للخطاب، أن الدوري لا يزال يعتبر حزب البعث "المقاوم والمجاهد الأول"، وأنه لا يزال يقدم التضحيات من أجل الأمة العربية. ويشدد الدوري في خطابه على أن "حزب البعث لا هدف له حاليا بالعودة إلى السلطة"، داعيا الدول العربية إلى إنشاء "الجبهة العربية التقدمية". وفي تعليقه على القمة العربية، قال الدوري إن "من يفرط في سوريا والعراق واليمن والأحواز والسودان لا يمكنه على الإطلاق الدفاع عن عروبة فلسطين". وهاجم الدوري الحكومات العربية التي تسارع إلى تعزية الغرب بضحاياه عند أي هجوم، وسط صمتهم عن مجازر القوات العراقية ومليشيات الحشد الشعبي في الموصل وغيرها، وفق قوله.

 

دير شبيغل: لماذا التزم بوتين الصمت حيال الضربة الأمريكية؟

عربي21- أسامة الذهبي/السبت، 08 أبريل 2017/نشرت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية تقريرا تطرقت فيه إلى الأسباب الكامنة وراء صمت الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إزاء الهجوم الأمريكي الذي طال مطار الشعيرات السوري.  وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الرئيس الروسي لم يكلف نفسه عناء الرد على الهجوم الأمريكي على مطار الشعيرات العسكري الذي يقع في مدينة حمص السورية.  في المقابل، أفاد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، أن الرئيس الروسي يعتبر أن هذا الهجوم هو بمثابة "عدوان على دولة ذات سيادة، وانتهاك صارخ للقانون الدولي مبني على حجج واهية". وقد ناقش بوتين حيثيات هذا القصف خلال اجتماع عادي لمجلس الأمن الروسي.  وأضافت الصحيفة أن وزارة الخارجية الروسية اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية بالتخطيط لهذا الهجوم قبيل قصف بلدة خان شيخون، وذلك لصرف الأنظار عن الضحايا الذين سقطوا جراء هجمات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة غرب الموصل. وأكدت الصحيفة أن الخارجية الروسية قررت تعليق العمل باتفاقية تبادل المعلومات لتعزيز الأمن الجوي السوري، والتي كان الهدف منها تلافي الحوادث الجوية داخل الأجواء السورية. أما وزارة الدفاع الروسية، فقد وصفت الهجوم بـ"الدنيء". والجدير بالذكر أن المدمرات التابعة للبحرية الأمريكية استخدمت خلال القصف حوالي 59 صاروخا، ما أدى إلى تدمير عدد من المستودعات والمقاصف المدرسية، فيما لم يلحق الهجوم أي ضرر بمدارج الطائرات.  وفي هذا السياق، صرح ممثل وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، أن "كلا من جبهة النصرة وتنظيم الدولة شنا مباشرة بعد الغارة الجوية الأمريكية هجوما على قوات النظام، ونأمل أن لا يكون ذلك جزء من اتفاق جمع هاتين المنظمتين مع الولايات المتحدة الأمريكية".  وبينت الصحيفة أن رد الفعل الروسي يبدو محتشما خاصة، وأن الهجوم الأمريكي لم يمس النظام الروسي فحسب، بل أضر أيضا بالبنية التحتية السورية، علما أن القوات الجوية الروسية تستغل منذ سنة 2015 المطار المستهدف. وأوضحت الصحيفة أن روسيا لا ترغب في التصعيد نظرا لأنها تهدف إلى كسب تأييد ترامب بشأن موقفها المساند لسوريا. لكن ما حدث في إدلب من مجزرة نسف كل المخططات الروسية من أجل التوصل لتسوية دائمة بشأن الحرب السورية.  وفي الختام، قالت الصحيفة إن موسكو لا تريد الاعتراف بمسؤولية نظام الأسد عن الهجوم الكيميائي الأخير. وعموما، صرح مسؤولون روس أن النظام السوري دمر كل الأسلحة الكيميائية تحت إشراف دولي، وأنه في حالة امتلاكه لأسلحة كيميائية، فإنه لن يستخدمها. وعلى الرغم من دفاع روسيا عن النظام السوري، إلا أنها أعربت عن استعدادها لتقديم تنازلات.

 

جونسون يلغي زيارته لموسكو بسبب سوريا.. هكذا ردت روسيا

عواصم- وكالات/الأحد، 09 أبريل 2017 /قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، السبت، إنه ألغى زيارة لموسكو كانت مقررة في العاشر من نيسان/ أبريل، وذلك بعد التطورات في سوريا، حيث وقع هجوم بغاز سام في منطقة خاضعة للمعارضة المسلحة، ما دفع الولايات المتحدة لشن ضربات صاروخية. وأضاف جونسون في بيان: "التطورات في سوريا غيرت الموقف تماما". وتابع: "الأولوية بالنسبة لي الآن هي مواصلة الاتصالات مع الولايات المتحدة وآخرين؛ استعدادا لاجتماع مجموعة السبع يومي 10 و11 نيسان/ أبريل؛ لحشد دعم دولي منسق؛ من أجل وقف إطلاق النار على الأرض، وتكثيف العملية السياسية". وعلقت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، على إلغاء زيارة جونسون بالقول إن الاستقرار والتسلسل لم يعودا من مظاهر السياسة الخارجية الغربية. ووصفت السفارة الروسية في لندن قرار إلغاء الزيارة بأنه "مسرحية بلا براهين". وكتبت السفارة على حسابها على "تويتر": "ألغى بوريس جونسون زيارته إلى موسكو. مسرحية بلا براهين؟ هل البقاء في أحضان مجموعة السبع أكثر أمانا؟". وأرفقت السفارة لهذه "التغريدة" صورة للملحن الروسي، بيوتر تشايكوفسكي، ومقطعا موسيقيا قالت إن ذلك "ردّ بروح القوة الناعمة". من جهته، رأى نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما (النواب) الروسي، أليكسي تشيبا، أن إلغاء زيارة جونسون خطأ كبير.

 

التايمز: هكذا يعيش الأسد الخائف في مخبأ سري تحت الأرض

لندن- عربي21- باسل درويش/السبت، 08 أبريل 2017

http://eliasbejjaninews.com/?p=54163

نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا، تقول فيه إن زمن الإفلات من العقاب لرئيس النظام السوري بشار الأسد والأسرة التي حكمت سوريا بقبضة حديدية منذ عام 1970، قد انتهى.

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الأسد يعلم أن حياته معرضة الآن للتهديد من الأمريكيين بعد الهجوم الأمريكي بصواريخ "توماهوك"، لافتا إلى أن المدعين العامين في أوروبا قاموا بوضع يدهم على عشرات الملايين من الأموال التي تعود إلى عمه رفعت.

وتلفت الصحيفة إلى أن الأسد شعر بالأمان أثناء توجيهه لحربه تحت حماية موسكو وطهران وحزب الله، ثم جاءت ضربة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي لم تكن مجرد عقاب، لكنها كانت أيضا تحذيرا للأسد من أن أي هجمات بأسلحة كيميائية أخرى ستؤدي إلى مزيد من العواقب على رأسه.

ويذهب التقرير إلى أنه يبدو أن ترامب يفكر حاليا في تغيير النظام في دمشق والاغتيال، ما يشير إلى أن التغيير هو خيار على الطاولة، الأمر الذي لم يفكر فيه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أبدا.

وتقول الصحيفة إنه "لذلك، بعد ست سنوات من الصراع، سوف تتغير حياة الأسد للمرة الأولى؛ لأنه تم تحذيره من مستشاريه بوجوب العيش في مخبأ".

وتضيف الصحيفة: "مثل أسامة بن لادن، وصدام حسين، وزعيم تنظيم الدولة أبي بكر البغدادي، وكل قائد إرهابي آخر في قائمة الولايات المتحدة للمطلوبين، فإنه سيتعين على الزعيم السوري أن يبتعد عن أعين الأقمار الصناعية الأمريكية، ويعيش تحت الأرض، وأن يمتنع عن استخدام هاتف محمول".

ويرجح التقرير أن تنتهي الحرية قريبا لعم الأسد رفعت (79 عاما)، وهو الأخ الأصغر للديكتاتور الراحل حافظ الأسد، الذي كان في وقت سابق دعامة أساسية في النظام، بعد أن وافقت محكمة استئناف باريس على مصادرة إمبراطورية ممتلكاته وأصول أخرى، مشيرا إلى أنه نتيجة للقرار الفرنسي، فإن الشرطة الإسبانية قامت بمداهمة ممتلكاته هناك، وتجميد ملكيته لها، بالإضافة إلى أن القضاء الفرنسي يلاحق رفعت الأسد، الذي يعيش في باريس ولندن، بتهمة الفساد وغسل الأموال.

وتنوه الصحيفة إلى أن هذا الأمر زاد الضغط على البريطانيين للعمل على الحد من حرية رفعت الأسد، حيث يعيش جزءا من وقته في تاون هاوس جورجي في مايفير، في منزل تقدر قيمته بـ10 مليون جنيه إسترليني، لافتة إلى أن رفعت، الذي يزعم أنه قاد مذبحة حماة عام 1982، التي قتل فيها أكثر من 30 ألف شخص، منع من مغادرة فرنسا، بانتظار التحقيق، باستثناء الرحلات الى بريطانيا للعلاج الطبي.

ويذكر التقرير أن مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني كريس دويل، حث السلطات في لندن على مصادرة أصول رفعت الأسد المالية في المملكة المتحدة، حيث يملك منزل مايفير في الطريق ذاته الذي توجد فيه السفارة المصرية، حيث أن هذا المنزل مسجل باسم شركة في جزر فيرجن البريطانية، وهو مديرها.

وتكشف الصحيفة عن أن نجل رفعت الأسد، الذي يدعى ريبال (41 عاما) يعيش في منزل في الشارع ذاته، ويتكون من 13 غرفة نوم، قام ببيعه في عام 2014، مقابل 17.5 مليون جنيه إسترليني، منوهة إلى أن سوار (31 عاما)، وهو ابن آخر من الزيجات الأربع لرفعت الأسد، يعيش في منزل يتكون من 8 غرف نوم مع بركة سباحة داخلية وملعب تنس في أوكسشوت، الذي قدرت قيمته بـ4.5 مليون جنيه إسترليني في الصيف الماضي، حيث أن سوار الأسد كان مديرا لقناة "العالمية" التلفزيونية في شمال لندن، التي انهارت في عام 2015، حيث بلغت قيمتها 4.8 مليون جنيه إسترليني.

ويفيد التقرير بأن رفعت الأسد وعائلته أصدروا بيانا قالوا فيه إنهم "لم يستفيدوا أبدا من أي تمويل أضر بالدولة السورية وشعبها، بأي شكل من الأشكال"، وتساءلوا عن توقيت "الإجراءات القضائية المنسقة" بين فرنسا وإسبانيا "بعد 33 عاما، في وقت تعاني فيه بلادهم أكثر من أي وقت مضى، حيث ينبغي سماع صوت رفعت الأسد للمساهمة في إيجاد حل سلمي للصراع السوري".

وبحسب الصحيفة، فإن حافظ الأسد قام بنفي شقيقه في منتصف الثمانينيات بعد أن قاد انقلابا فاشلا، فاستقر أولا في باريس، حيث حصل على وسام بلقب فارس من الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران في عام 1986، وانضم مؤخرا للمعارضة السورية التي تسعى إلى الإطاحة بالنظام.

ويورد التقرير نقلا عن العائلة، قولها إن ثروتها اكتسبت بشكل قانوني، بصفتها هدايا من الأثرياء السعوديين، ومن بينهم الملك عبد الله، الذي شارك رفعت الأسد في حب سباق الخيل.

وتبين الصحيفة أن أمبراطورية رفعت الأسد الأوروبية، التي تمتد أيضا الى ليختنشتاين ولوكسمبورج، تضم 503 عقارا، بما في ذلك الفلل والشقق والمنازل، مشيرة إلى أن المداهمات هذا الأسبوع في إسبانيا، ركزت على فيلا الأسد في منتجع بويرتو بانوس الفاخر الأندلسي، حيث يقدر المدعون العامون الفرنسيون أن ممتلكات رفعت الأسد في البلاد، تبلغ قيمتها 90 مليون يورو (77 مليون جنيه إسترليني)، وهي تشمل قصرا ريفيا ومزرعة خيول في فال دويز في شمال باريس، والعديد من المنازل في أكثر المناطق الفخمة في العاصمة.

وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن النيابة الفرنسية فتحت تحقيقا بتهمة الفساد وغسل الأموال العام الماضي، بعد أن حقق القضاة في شكوى من مجموعة ناشطة تدعى "شيربا"، وبعد أن رفضت محكمة الاستئناف الأسبوع الماضي محاولة رفعت الأسد لوقف الإجراءات، وقال المحامي الذي يرأس "شيربا"، وليام بوردون، إن القضية "تظهر أنه لا يزال بإمكان المرء أن يلتمس القصاص عن جرائم مالية كبيرة حتى بعد 30 عاما من وقوع الجريمة".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

جرائم دون مجرمين، فساد دون فاسدين، حال واقعنا

الدكتورة رندا ماروني/08 نيسان/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=54136

فساد من دون فاسدين، وجرائم من دون مجرمين، حال واقعنا العظيم، ففي الوقت الذي يتخبط فيه المحيط بسلسلة من الأحداث التي تنعكس سلبا على الواقع اللبناني بهجرة ومهجرين وملف بات إنتفاخه حد الإنفجار، يتلهى النواب في جلسة مسائلة الحكومة بعرض ملفات الفساد إنما لفاسد مجهول الهوية، فمن يحاسب من في مجلس مصغر عن مجلس، يتقاسم الحصص والمنافع، وفي نظام معارضوه لا قدرة فعلية لهم على التغيير، ليس لأنهم أقلية إنما لأنهم محاصرون بطوق النظام العالي المفعول.

إن المحيط الملتهب وفي قراءة أسدية خاطئة لانفتاح الرئيس الاميركي على النظام السوري مقدما الحرب على داعش على ما عداها، وبعد الموقف الصادر عن الولايات المتحدة الأميركية معلنة أنها غير معنية باستبعاد الأسد من الحكم، اعطته دفعا أضافيا لممارسة هواياته الإجرامية، فصب على الأطفال غاز السارين في صباح مشؤوم، فكانت جريمة خان شيخون في فجر الرابع من نيسان الجاري بفارق يومين عن ذكرى شهداء زحلة الذين استبسلو في مواجهة نفس النظام ونفس مواهب الإجرام في العام 1981، وما قبل هذا التاريخ، وما بين التاريخين صور حافلة بمشاهد أليمة.

نظام ساريني مستفحل مارس كل أصناف القهر والقمع والقتل على مر وجوده بأسلوب محترف وتبريرات أكثر إحترافا، فهو رائد في طمس الحقائق وفي القدرة على التنصل من الجرائم التي يرتكبها وتحوير أفعاله الشنيعة، فلم تمض ساعات على غارات السارين وبعد ردة الفعل الأميركية الغير متوقعة من النظام الأسدي، حتى صيغت أكثر من رواية تحويرية تبريرية حول ما حدث حاول من خلالها مرتكبيها تغيير الوقائع، إلا أن الاستخبارات العالمية أثبتت أن الهجوم الكيماوي قامت به مقاتلة تابعة للأسد حيث رصدت خمس رادارات دولية ان مقاتلة الاسد كانت وحدها في الجو أثناء الهجوم، كما الإدانة من قبل الإدارة الأمريكية كانت واضحة بتوجيه أصبع الإتهام للنظام السوري ووصف الرئيس بشار بمجرم حرب، والتوعد بالرد على الهجوم الكيماوي أتى من نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، الذي أعلن أن كل الخيارات مطروحة أمام واشنطن، وتبعه موقف ترامب الذي قال متوعدا: سوف نرى، we will see .

لقد أتى الرد الأميركي سريعا ومفاجئا كونه شكل تحولا في الموقف المعلن بأولوية حربه ضد داعش، فتم تنفيذ عملية محدودة استهدفت مقاتلات النظام بعشرات من صواريخ التوماهوك العالية الدقة على مطار الشعيرات العسكري، وأعلن الرئيس الأميركي أنه إنتصر للعدالة، ووجه ضربة للقاعدة التي انطلق منها الهجوم الكيماوي، وذكر أنه حاول كثيرا تغيير سلوك الأسد لكنه فشل، وأوضح أنه من مصلحة الأمن القومي الأميركي منع إنتشار واستخدام الأسلحة الكيماوية.

هذا الموقف الأميركي استقبل بالترحاب ممن عان وحشية نظام السارين، فالغريق يتعلق بقشة، وينتظر عدالة المجتمع الدولي الغائبة عن حماية الشعوب من إجرام وتجاوزات المتحاربين، والموقف الأميركي أعلن بوضوح خلال الجلستين الأخيرتين لمجلس الأمن، حيث أعلنت الإدارة الأميركية من خلال سفيرتها إلى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، بأنها ستتصرف منفردة ولن تخضع للفيتو الروسي، وتبقى خلفية القرار الأميركي خاضعة للدراسة والتحليل ومشكوك في ديمومتها في ظل تاريخ طويل من عدم المبالات من قبل الإدارات الأميركية المتعاقبة بمعاناة الشعوب، التي إكتفت بإدانة الجرائم من دون للعمل للحد منها، ودون النيل من المجرمين.

جرائم من دون مجرمين هكذا تعودنا في ظل النظام الساريني، ولربما تعود القابضين على السلطة في لبنان هذه النغمة ليعلنوا فسادا مجهول الهوية دون فاسدين، تعرض الملفات ولا تظهر الاسماء، فإذا أرادوا يوما توجيه أصابع الإتهام، توجه التهم لصغار الموظفين، وإذا أرادوا يوما الظهور بمظهر رجال القانون فيطبقوه على المواطنين العاديين غير التابعين.

ولعل الخلاف المستشرس حول صيغة جديدة لقانون إلانتخاب، حيث يحاول كل طرف سلطوي، حصد أكبر كمية ممكنة من المقاعد في المجلس النيابي المنتظر، تدفع الجميع إلى عرض ما لديها من ملفات مشبوهة لترميها بوجه بعضها البعض ولتضعها في عهدة الرأي العام أملا في الحصول على تأييد وتعاطف شعبي، ولولا هذه المعركة المحتدمة لكانت سارت الأمور بصمت ودون تعليق، فتقاسم المنافع في الحالتين هو نفسه، مع عرض ملفات أو من دون عرض، التقاسم يسير في خطى ثابتة، ولكل نصيبه من الكعكة التي بات ثمنها يشكل ثقلا كبيرا على عاتق المواطن، فالدولة المنهوبة منهوبة من الجميع وبتوافق الجميع وبحصص مضمونة للجميع، أما عرض الملفات لا يبرئ عارضها من مسؤولية المشاركة والمقاسمة، ولا يبرئ صاحبها من إنتهاك حقوق المواطنين وإلا فليستقيل وليتوقف عن نيل حصته المحسوبة من المال العام المنهوب.

لقد رشح الزيت من النواب في جلسة المساءلة، لتجردهم، ولنظافة كفهم، وكشفهم لملفات الفساد وعرضهم الملفات الثقيلة بإتقان، فصح في معلمهم القول، "بيقتل القتيل وبيمشو بجنازتو" واثبتوا هم انهم تلاميذ شطار اتقنوا لعبة ارتكاب المعاصي ونفيها جيداً، فالمواطن اللبناني مقتول ليس مرة واحدة بل مرتين، مرة عندما تنهب أمواله ولا يستطيع حراكا ومرة ثانية عندما يتباهى الناهب بالأمانة ونظافة الكف..انها لتركيبة عجيبة غريبة، جرائم دون مجرمين، وفساد دون فاسدين صيغ تدور في عقول المبدعين.

جرائم دون مجرمين

فساد دون فاسدين

انه حال مذر

حال واقعنا العظيم

أطفال يبيدها السارين

أسراب من المهجرين

دموع تبكي قهرا

تظللها سياسة التعتيم

شعب منحور حزين

كضرائد في كمين

يجرع الحلو مرا

يعيش في جحيم

انه حكم الأبالسة

وتخطيط الشياطين

لا يترك حرا

ينحر ليستقيم

عطش لسفك الدماء

لكاهل وبنين

علنا وليس سرا

مباشرة وتلزيم

ثم يغرد واصفا

هؤلاء إرهابيين

حشرات تطوف

نبيدها تسميم

أسلوب راق

وقدوة للمستلهمين

تتقن نكرا

لتحصد التكريم

تتراشق ملفات

لفاسدين مبهمين

كرا وفرا

تجيد التقديم

تجذب سامع

تستميل ناخبين

تفشي سرا

تدعي التقويم

إنه نفس الاسلوب

شطار متلمذين

محفوظ كرجا

لنجاح مستديم

إنه عصر واعد

جرائم دون مجرمين

فساد دون فاسدين

خطة تستوجب التعميم

 

لبنان بعد الضربة الأميركية على سوريا: صمت سياسي وترقب لردة الفعل الإيرانية

شادي علاء الدين/العرب/09 نيسان/17

بيروت – لا يخرج لبنان عن دائرة التأثير المتوقع أن يسببه التصعيد الذي رافق الضربة الأميركية لمطار الشعيرات السوري وخصوصا أن التحليلات تميل إلى اعتبار أنها أعادت تمكين حلف إيران مع روسيا وأعاقت إلى حدّ ما نضوج أجواء التسويات التي كانت تميل إلى إعادة تأهيل الأسد في إطار خطة تعطي الأولوية لضرورات المواجهة. وبرز تناقض لبناني واضح في التعامل مع موضوع الضربة. وفي حين ساد الهرج والمرج في وسط جماهير الأحزاب والتيارات السياسية على صفحات التواصل الاجتماعي فقد ساد الصمت والتجاهل في أوساط السياسيين وبقيت الملفات اللبنانية الداخلية العالقة مثل ملفات النفط والكهرباء وقانون الانتخاب ومشاكل الموازنة والسلسة مسيطرة على جلسة مساءلة الحكومة التي استمرت ليومين.

مصالح إسرائيلية

يعتبر عاصم قانصوه النائب عن حزب البعث في البرلمان اللبناني أن “موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب من القضية الفلسطينية والقضايا العربية لم يكن واضحا إلا في ما يتعلق بالانحياز المباشر إلى إسرائيل التي نجحت في جرّه إلى تبني مواقف معادية ضد سوريا”. ويشدد على أنه “لم يكن يعتقد أن الأمور ستتخذ مسارا مغاير لمنطق الضربات والاعتداءات”. ويشير إلى أن إسرائيل كانت تجتهد في سبيل دفع الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما إلى تبنّي الخيار العسكري ضد سوريا. وكان هذا المنطق يلتقي مع رغبات وأهداف عدة دول إقليمية في المنطقة. وما جرى مؤخرا يؤكد أن هذا السياق قد تبلور بشكل واضح”.يدعو قانصوه إلى فهم معنى الضربة من خلال قراءة “ردة الفعل الإسرائيلية على ضرب مطار الشعيرات وتدمير عدد من الطائرات فيه، حيث أن الإسرائيليين يعتبرون الأمر انتصارا لهم”. ويعتبر أن “مسارات الاعتداء على سوريا بدأت عبر الإرهاب وهي تتضح الآن في عدم جدية محاربة داعش”. وبغية تحييد لبنان عن التأثيرات السلبية الحاصلة في سوريا “يمكن أن يتم اتخاذ إجراءات محاسبة عبر الأمم المتحدة لضمان ألاّ يتكرر هذا الأمر”. ويوجه قانصوه رسالة إلى من يسمّيهم الأعداء التاريخيين لسوريا الذين يقع تيار المستقبل على رأسهم معتبرا أن منطق الشماتة والابتهاج بالضربة الأميركية لسوريا “يلتقي مع طموحات وسلوكات داعش”. ويحذّر من أن هذا المنطق قبل كل شيء ينمّ عن جهل كبير لأنّ من يدعم التطرف يكون حاله “كمن يأكل لحمه بيده”.

تناقض لبناني واضح يبرز في التعامل مع موضوع الضربة الأميركية على سوريا ففي حين ساد الهرج والمرج في وسط جماهير الأحزاب والتيارات السياسية على صفحات التواصل الاجتماعي ساد الصمت والتجاهل في أوساط السياسيين

يؤكد عاصم عراجي النائب عن كتلة المستقبل النيابية من خلال خبرته كطبيب “أن السلاح المستخدم ضد المدنيين في خان شيخون هو سلاح كيماوي بشكل لا يقبل الشك، حيث أن كل العوارض التي ظهرت على الضحايا تثبت هذا الشيء”. من هنا “لم تجد الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة ترامب والتي ترفع لواء الخروج من عقيدة أوباما بدّا من القيام برد مباشر وعنيف”. يخشى عراجي من أن تؤدي الضربة الأميركية على مطار الشعيرات السوري إلى “نشوء موجة نزوح سورية جديدة وخصوصا إلى منطقة البقاع”. ويعتبر أن احتمال لجوء إيران إلى تعقيد الأوضاع في لبنان يبقى قائما وأخطر تجلياته تكمن في “جرّ البلاد إلى فراغ نيابي بعد أن كانت قد تسببت بفراغ رئاسي استمر لعامين ونصف العام، وكذلك فإن الاستمرار في تعطيل مسار إقرار قانون جديد للانتخابات يصب في إطار تفعيل الدعوات لعقد مؤتمر تأسيسي”. ويشدد عراجي على أن الدفع في هذا الاتجاه يعني “قيام أزمة كبيرة في البلد لأنه يعني نهاية العمل باتفاق الطائف الذي أنهى الحرب اللبنانية، وخلق مناخ تسعى فيه كل طائفة إلى زيادة حصتها من السلطة، كما يدفع في اتجاه عودة منطق محاولة فرض الأمور بالقوة”. ويعني السعي إلى فرض مؤتمر تأسيسي والذي لا يزال واردا وفق عراجي “سقوط كل الخطوط الحمر وعناصر الضبط في البلد، حيث لن يكون هناك من خيار أمام الرافضين له سوى المواجهة بكل الوسائل”. ويلفت إلى أن مناخات التوتير التي ارتفعت بعد الضربة الأميركية لا يجب “أن تعطل مسارات التسويات اللبنانية وألاّ تغري حزب الله بخلق مناخات تدعم مشروع المؤتمر التأسيسي الذي قد لا يكون ملائما لمصالحه على عكس ما يعتقد”.

يدعو عراجي حزب الله إلى قراءة تاريخ البلد وعدم المراهنة على قدرته العسكرية أو على التحولات الميدانية لفرض سيطرته على القرار اللبناني لأنه حتى لو نجح في ذلك فإن “واقع هذه السيطرة سيكون مؤقتا وعابرا، لأن تاريخ البلد والتجارب المتكررة التي عبرت فيه تؤكد أنه بلد لا يستقر على حالة الخروج من التوازنات لوقت طويل”. ويلفت إلى أن تزامن الضربة مع مناخ عقوبات مشددة على المؤسسات المالية والمصرفية اللبنانية المتعاملة مع حزب الله “يهدد بانفجار أزمة اقتصادية قد تكون أخطر ما يمكن أن يصيب البلد في ظل تراجع الوضع الاقتصادي، لأن هذا الموضوع يطال كل الأمن الاجتماعي للمواطنين ويخلق شبكة تداعيات سلبية تطال كل عناصر الاستقرار في البلد”.

الرد الإيراني

يعتبر حارث سليمان الباحث السياسي وأستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية أن التأثيرات المحتملة على لبنان “مرتبطة بردة الفعل الإيرانية على الموضوع لأنه يرجح أن مطار الشعيرات كان يضم عناصر إيرانية ما يؤشر إلى تصعيد المواجهة معها وليس مع الروس، لأن الروس لا يرغبون إطلاقا باستجرار مواجهة مع الأميركيين والعكس صحيح كذلك”. ويلفت سليمان إلى أن الرد الإيراني قد لا يتخذ من لبنان منطلقا له نظرا لعدم وجود مصالح أميركية فيه، وفي حال شاءت إيران الرد فإنها “ربما تستهدف الجنود الأميركيين في العراق حيث ينتشر حوالي 6000 جندي أميركي أو في سوريا، فلا سبب يدعوها للرد في لبنان”.

ويشدد على أن ما يطلق عليه تسمية الاستقرار والتسويات في لبنان ليس في حقيقة الأمر سوى “مظهر من مظاهر إغلاق الفضاء اللبناني العام على واقع سيطرة حزب الله التام، وتاليا فلا معنى لأيّ تصعيد إذ لا أحد يبدي رغبة فعلية في مواجهة الحزب، وهو من ناحية أخرى لا يريد التعكير على نفسه”.

ويرفض التحليلات التي تقول إن ردة فعل إيران قد تدفع بحزب الله إلى العودة إلى خيار المؤتمر التأسيسي ويعتبر أنها تنم عن رغبة في عدم الاعتراف بالواقع. ويؤكد أن “حزب الله ليس في حاجة إلى المؤتمر التأسيسي فجميع المؤسسات الأمنية اللبنانية الفاعلة من وزارة الداخلية ووزارة العدل تسير وفق خطته، والأمر نفسه ينطبق على المحكمة العسكرية وعلى الأجهزة الأمنية من فرع المعلومات وغيرها”. ويلفت سلمان إلى أن “المشكلة التي يعاني منها العقل اللبناني حاليا تكمن في ما يفرضه المنطق الطائفي من نظام تفكير ينظر إلى الأمور بعقل إحصائيين حيث تعتبر كل طائفة أنها في حال نجحت في زيادة عدد وزرائها ونوابها فإن ذلك يشكل انتصارا لها”. ويضيف “قد تكون مفارقة لافتة أن الحزب لا يفكر بهذه الطريقة إطلاقا فهو لا يهمه زيادة عدد النواب والوزراء الشيعة، بل يجد نفسه معنيا باختراق الطوائف الأخرى عبر دعم ممثلين له في صفوفهم، فالحزب أنتج معادلة السيطرة الكاملة وهو يترك للآخرين القتال على عدد المقاعد النيابية والوزارية”.ما يطلق عليه تسمية الاستقرار والتسويات في لبنان ليس في حقيقة الأمر سوى (مظهر من مظاهر إغلاق الفضاء اللبناني العام على واقع سيطرة حزب الله التام)

فصل المسارات

يرفض لقمان سليم المحلل السياسي ومدير جمعية أمم للأبحاث والتوثيق التحليلات التي تؤكد أن الضربة الأميركية تأتي في إطار عملية إعادة خلط للأوراق ويدعو إلى التروي في الحكم على نتائجها. ويؤكد أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب “يريد من خلال الضربة توجيه رسالة من ثلاث نقاط يقول فيها أولا إنه ليس باراك أوباما بأيّ شكل من الأشكال، ويقول ثانيا إنه ليس بحاجة لمجلس الأمن للقيام بأيّ عمل عسكري وثالثا إن أميركا هي ولية أمر الحلال والحرام في هذا العالم إذا صح التعبير”. ويلفت سليم إلى أن “الضربة جاءت في مكان لا يستدعي ردا، وبات الجميع يعلمون كيف كان الروس على علم دقيق بإحداثيات الضربة قبل وقوعها لكي يكونوا قادرين على إنجاز عمليات إخلاء جنودهم ما يعني أن هذه الضربة كانت محددة ومدروسة”. ويشير إلى أن “ردود الأفعال كانت ستسلك مسار آخر مختلفا تماما لو كانت الضربة في اليمن أو في كوريا الشمالية مثلا”. وربما تكون الرسالة الأبرز وفق مدير جمعية أمم موجهة إلى الجانب الروسي وهي تعلن بوضوح أن “القبول الأميركي بالوجود الروسي في سوريا لا يعني أن الروسي يستطيع أن يكون شريكا كامل الشراكة لأميركا”. لا يوجد في الأفق اللبناني ما يشير إلى وجود نية بأن ينتقل تأثير المناخ التصعيدي الذي خلقته الضربة إلى لبنان وربما يكون الأميركيون وفق سليم على رأس الداعين إلى “ضبط إيقاع الساحة اللبنانية حاليا، ويتبعهم في ذلك الأوروبيون، ويبدو أن هناك مناخا دوليا أميركيا أوروبيا يريد أن يظهر لبنان في هيئة البلد الطبيعي الذي تعمل مؤسساته بانتظام وأن يصار إلى فصل المسار السوري عن المسار اللبناني”. ويؤكد سليم أنه طالما “مرت الضربة دون رد واضح من محور الممانعة والمقاومة فإن “الأمور ستبقى عند حدود الضبط واستخلاص الدروس”. ويشير ساخرا إلى بعد رمزي يتمثل في أن “الصواريخ الأميركية لكي تصل قرب حمص وتضرب مطار الشعيرات فإنها عبرت فوق لبنان دون أن يستطيع أحد ردها، كما لم تكن محتاجة إلى تأشيرة مرور، وربما يكون اللبنانيون مسرورين بأن تكون الصواريخ الأميركية عبرت من فوق رؤوسهم”. ينبه إلى بعد يتعلق بالتلقي اللبناني لموضوع الضربة حيث “اشتعلت المعارك بين المؤيدين والرافضين على مواقع التوصل الاجتماعي في حين أن القيادات السياسية التزمت بالتحفظ والصمت، وهذا يؤشر إلى أزمة في وسط بعض القيادات السنية والمسيحية خصوصا”.

 

جهد لبنان السياسي والديبلوماسي أعاده الى الحضْن العربي

ثريا شاهين/المستقبل/09 نيسان/17

كيف عادت الامور إلى طبيعتها بين لبنان والعرب، وكيف عاد العرب ليحتضنوا لبنان من جديد، وهو الأمر الذي تجسد من خلال القمة العربية التي عقدت في الاردن؟ تقول أوساط ديبلوماسية عربية بارزة، إنه منذ القمة العربية التي انعقدت في نواكشوط في تموز الماضي، ولبنان يعمل بديبلوماسية صامتة لإقناع العرب، بأن الإسلوب الذي يتبع مع لبنان لتوجيه رسائل إليه حول مواقفه والتي هي نتيجة النفوذ الإيراني المعروف، ليس هو الإسلوب الافضل لإيصال الرسالة. ولم يجد لبنان مناسبة عبر الإجتماعات العربية إلا ودعا العرب إلى عدم عزله عن محيطه العربي والخليجي، وأنه إذا عمل الخليج لعزله، فيكون قد عمد الى رميه نحو خلجان أخرى بعيدة، وستأتي جهة أخرى لتحتل دور العرب في لبنان. وكان المسؤولون العرب يردون، وكذلك ديبلوماسيوهم بأنه لن يتم التخلي أبداً عن لبنان، وهو كبير في عيون القادة العرب ولن يتخلوا عنه إطلاقاً. وقال بعض المسؤولين العرب رداً على ذلك، عبر الإتصالات واللقاءات، إنهم كانوا يدركون أن هذه المقاربة ليست كما يجب. في هذه الأثناء، عمل لبنان على كل المستويات الرسمية سياسياً وديبلوماسياً على العلاقات الثنائية العربية. فوجد أن العديد من الدول تتضامن معه وتقتنع بطرحه. حتى إن بعض الدول قامت بمساعٍ مع البحرين التي كانت أكثر الدول تشدداً، بسبب وجود قناعة لديها بأن «حزب الله» يأتي بلبنانيين إليها لتخريبها وتخريب السلم فيها. وعندما حصل إنتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وقام بزيارتين عربيتين خليجيتين، شرح موقف لبنان، أنه على الرغم من التشدد الموجود حيال التعامل معه، فإنه منفتح على الدول العربية كافة، وليس هو الذي إختار المسار، انما فرضته أحداث كثيرة. وبالتالي زيارات الرئيس العربية أثرت في الموقف العربي، وكذلك الصداقات التي تربط رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بالدول العربية، فتضافرت الجهود كلها وجعلت دولاً عربية محورية تؤدي دور المُيسّر. كما أن هذه الدول أدركت أن ما يتضمنه بند «التضامن مع الجمهورية اللبنانية» المعروض على القمة، لا يطال العرب ولا يؤثر في أمن دولها الداخلي ولا على أوضاعها. فجرى عربياً فصل الموضوع اللبناني، أي بند التضامن عن المواضيع الأخرى. فقد كان العرب يربطون بين بند «التضامن مع لبنان»، وبند «التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية»، ولكن عندما تمت تجزئة المشكلة، حصل الحل وبالتالي، تم دعم بند لبنان إلى أن أصبح في صلب مقررات قمة الأردن. لذا تضامن لبنان مع العرب في الموضوع الإيراني، وتضامن العرب معه في مشروعه الذي أدرج تحت بند «التضامن مع الجمهورية اللبنانية»، لكن شرط لبنان في تضامنه مع العرب، في ما خص التدخلات الإيرانية، هو عدم توصيف «حزب الله» بـ «الإرهابي»، لأنه لا يقبل بهذا التوصيف، فهناك نواب من الحزب في المجلس النيابي، ووزراء للحزب في الحكومة، وأي توصيف من هذا النوع، يعني توصيف السلطة كأنها ارهابية. ولبنان بقي وسيبقى على تحفظه في الموقف بالنسبة إلى توصيف الحزب بالإرهابي، لكنه تضامن مع العرب في القضايا الأخرى. فيما لم يطلب العرب منه أية مسائل أخرى، لا بل هم يدركون أنه الحلقة الضعيفة، لأن الأنظار تتجه إلى المسار الإيجابي الجديد الذي ستسلكه العلاقات اللبنانية - العربية.

 

خان شيخون: هل استيقظ العالم من سباته..

ديانا مقلد/أورينت نت/08 نيسان/17

 لنتجاوز بعض الشيئ حقارة أنصار بشار الأسد المتناثرين ما بين جمهور يساري علماني وآخر قومي روسي وثالث ديني إيراني وشرذمة من المنتفعين من هنا وهناك. نعم، لنتجاوز هؤلاء الذين اجتهدوا للتهوين من مجزرة خان شيخون أو للسخرية منها أو لتمييع هوية مرتكبها نظام بشار الأسد فهم لا يجيدون سوى الهروب من الحقيقة واجتراح أكاذيب هم أنفسهم يعلمون خبثها فنراهم يبثون أخبارا مضللة لا معنى لاستعادتها هنا.

لكن رغم كل هذا، هناك شيء ما هذه المرة قد يكون مختلفا. أقول "قد" لأن السنوات الماضية علمتنا أن لا نراهن كثيراً، فالعالم اتخذ قراره بشأن سوريا وأعلن أنه لا يملك الرغبة ولا الوسيلة لوقف الجحيم الذي يعيشه السوريون. مع هذا، بدت ردود الفعل حيال المقتلة الأخيرة في خان شيخون وكأنما خرجت عن سياق البلادة التي ميزت السنوات الماضية.

فهل من يقظة ما.

هل بات هناك من يعي أن عالما لا يعاقب فيه قاتل مثل بشار الأسد هو عالم يشرع لأن يصبح القتل روتيناً، وأن ينجو الأسد بأفعاله يعني أن أي نظام مشابه يمكنه أن يفعل الأمر نفسه وهذا تماما ما سبب الانتباهة المتأخرة لما يحصل في سوريا دون أن يعني أن هناك تغييرا كبيرا ونهائيا. إنها لحظة قد يحسن العالم التقاطها لوقف جريمة لا تتوقف على مدار الساعة.

وهنا لا معنى للحديث عن رعبنا ونحن نتابع صور شهقات أطفال ماتوا اختناقا ولا قيمة لدعوات تحث على عقد اجتماعات طارئة للتعبير عن الغضب من تسميم وقتل أطفال سوريا.  فلنتوقف عن جمل من نوع "ندين بأقسى العبارات" ولنصمت عن ترداد نفس الكليشيهات عن جريمة لا يمكن تجاهلها لأن وببساطة ستكون إدانتنا جوفاء. جميعنا يعلم ما تفعله الأسلحة السامة بالبشر تماما كما بتنا نعرف ما تفعله البراميل المتفجرة .

من لديه قدرة لينظر إلى الصور ملياً..

ما نعرفه هو أن غاز السارين السام انتشر بعد أن قصفت الطائرات قنابل سامة ونعرف أيضا أن الطائرات عادت وقصفت عيادة كانت تعالج الضحايا. أما لماذا كان الجرحى والقتلى في عيادة وليس في مستشفى فهذا لأن المستشفى الذي يعالج ضحايا الإصابات كان قد قصف بغارة قبل يومين. نعرف كل هذا ونعرف ان ست سنوات طوال قاتلة استمرت في سوريا ولم يحدث شيئ. الحصانة من العقاب ليست مجرد نتيجة بل هي السبب الأساس. لقد أعطت ادارة دونالد ترامب قبل أيام يدا مطلقة للأسد حين قالت إن إطاحة الاسد ليست أولوية لديها لكن يبدو أن القصف الكيماوي قد أجبر ترامب على التراجع والتلويح بمسار آخر دون أن يعني ذلك أنه يمكن المراهنة على ما يمكن أن يفعله فالرئيس الأميركي الحالي شغوف بنفسه وبصورته ومن لم تحركه جرائم السنوات الست الماضية لا يعول عليه بغارة. فغارة التوماهوك على قواعد جوية للنظام وإن كانت ضرورية لكنها لا تزال موضع تساؤل. فهل إن عاد الأسد لقتله التقليدي بالبراميل وبالأسلحة البيضاء كما فعل مرارا فلا يكون حينها قد تجاوز الخطوط الحمراء.

من السهل الإشارة بأصبع اليد وتحميل الإدارة الأميركية السابقة والحالية مسؤولية ترك الأمور لما وصلت اليه لكن الحقيقة أيضا أن لا أحد في العالم معفي من الذنب نفسه.

هل استفاق العالم من كبوته!!

لا نجرؤ على التفاؤل كثيرا فالسنوات الماضية لا تحث على مثل هذا لكن من الواضح أن الجميع بات يدرك أن لا عالم آمن من دون سوريا خالية من نظام الأسد وحلفائه.

 

كي لا تلدغ الكويت من جحر “الإخوان” مرتين

أحمد الجارالله/السياسة/08 نيسان/17

بعد نحو تسعين عاما على نشوء الأحزاب العربية، على اختلاف توجهاتها, ولا سيما جماعة “الإخوان المسلمين”، ثبت بالتجربة أن البرامج التي طرحتها هذه الاحزاب وروجت لها جاءت بنتائج كارثية، إذ لم تكن الحصيلة إلا مزيدا من الفوضى والتخلف الاقتصادي والعملي والسياسي للدول التي تمكنت فيها من الاستحواذ على السلطة، أكان بالانقلابات العسكرية، أو عبر الزحف الممنهج على صلاحيات الحاكم. ولدينا في العقود الأربعة الماضية أوضح الأمثلة على ذلك من خلال نهج “الإخوان” في الاستيلاء البطيء على السلطة، خصوصا في مصر.

في سبعينات القرن الماضي، راجت في المنطقة حملة توزيع ألقاب للرؤساء والحكام بمغزى ديني يدغدغ مشاعر المسؤولين والعامة، كـ”الرئيس المؤمن” و”الحاكم الورع” و”المسؤول الذي يخاف الله” و”أبوالرحمة” وغيرها مما يزدحم به قاموس الجماعات الدينية الساعية إلى الحكم، وأفرط “الإخوان” باستخدامها، في سبيل تحقيق هدفهم في التقرب من الحكام وتمجيدهم والإطراء عليهم كالقول لبعضهم حين يتخذون قرارات تتوافق مع مصلحة الجماعة، إن ذلك من الأعمال الخيرية التي ستكون في ميزان حسناتهم يوم القيامة، مكثرين من الإطراء الذي، للأسف، يرضي بعض الحكام فيقربونهم حتى يصبحوا أسرى لهم، متوهمين أنها شهادات مؤمنين يبتغون إرضاء الله تدخلهم الجنة، فيما هي شهادات شياطين تودي بهم إلى التهلكة.

هذا ما حصل حين أفسحت لهم الدولة المصرية في المجال للعمل السياسي العلني، وكانوا يزيدون من نبرة التمجيد للحاكم كلما كان القرار لمصلحتهم، بعدها ينتقلون إلى تزكية مريديهم وأتباعهم لتولي المناصب في الدولة، وإذا ما واجهوا عقبات تحول دون ذلك اتجهوا إلى اتهام من يخالفهم بالفساد والرشوة والنهب من المال العام. فـ “الجماعة”منذ نصبت نفسها وصية على المجتمعات الإسلامية كرست مبدأ الابتزاز السياسي وغلفته بشعار إقامة العدل باعتبار أن مالها لها وحدها، وما لغيرها لها وله، واستخدمت سلاح الإشاعة والتضليل، خصوصاً في قضايا الفساد والرشوة ونهب المال العام.

المعروف في دول العالم الثالث، حيث مؤسسات الرقابة العامة لا تؤدي دورها كما يجب، أن من السهل ترسيخ أي إشاعة في أذهان الناس وجعلها حقيقة، لذلك لاقت اتهامات “الإخوان” للمسؤولين المصريين صدى بين الناس، في الوقت الذي كانوا يغطون على مخالفاتهم ونهبهم للمال العام بشعارات ومظاهر التدين، حتى حانت لهم فرصة الانقضاض على الحكم في العام 2012، وتنصيبهم محمد مرسي رئيسا صوريا للجمهورية، بينما كان الحاكم الحقيقي مكتب “الاوغاد”الذي انقض اعضاؤه فور اختطافهم السلطة على مفاصل الاقتصاد المصري وراحوا يتقاسمونه، في وقت كانوا يفبركون الشائعات عن الاثراء غير المشروع للرئيس حسني مبارك واسرته، وان ثروته بلغت 70 مليار دولار اضافة الى شيطنتهم لكل من تولى منصبا في الدولة لكن الوقائع والتحقيقات اثبتت زيف تلك الاتهامات.

ما جرى في مصر، حاول فرع “الاخوان” الكويتي ممارسته عندنا، عبر تغلغلهم في مؤسسات عامة وهيمنتهم في مرحلة من المراحل على التعليم، ومفاصل الدولة وقطاعاتها المهمة، وقبلها تدليسهم على الناس أثناء أزمة الغزو، ففي الوقت الذي كانوا يسعون فيه خلف الأبواب المغلقة إلى تكريس الاحتلال الصدامي، راحوا يشيعون بين العامة، فيما بعد، أن دعواتهم في المساجد هي التي ساهمت في تحرير البلاد، وصوروا أنفسهم – بخلاف الواقع- أصحاب الدور الشعبي الأول في صمود الكويتيين ومقاومتهم، لذلك حتى بعد انكشاف الحقيقة استطاعوا الإبقاء على نفوذهم في الدولة، ورأينا كيف خرجوا على الكويتيين مع بداية ما سمي الربيع العربي مهددين بنقل ما جرى في مصر وسورية وتونس إلى الكويت، غير أن الشعب الكويتي أدرك منذ البدء أن الجنة التي وعده بها هؤلاء ليست إلا جحيما سيجلب عليه الويلات، فمن حاول بيع الكويت في العام 1990 بحفنة من الدولارات لصدام حسين لن يكون رحيما معها عندما يستتب له الأمر.

في ثورة 30 يونيو العام 2013 استرد المصريون بلادهم من فم وحش “الاخوان”، وفي الكويت كانت حكمة صاحب السمو الأمير، والتفاف الكويتيين حول قراراته التاريخية السد المنيع في مواجهة عملية زحفهم على صلاحيات الحاكم وتقويض المؤسسات، لكن للأسف عاد هؤلاء إلى نهجهم السابق فور دخولهم مجددا مجلس الأمة، الذي ترافق مع محاولات إعادة الروح السياسية إليهم من خلال صفقات يعقدونها مع مسؤولين حكوميين يحاولون تزيينها بغلاف تحقيق العدل والمنفعة للبلاد والعباد، فيما هي محصورة بأقطاب الجماعة فقط، لكن الوقائع تثبت أنها تزيد من ضعف الدولة ولا تمنع المساءلة الدستورية التي لا يتوانى عنها نواب الجماعة، ومن لف لفهم، حين تنقضي مصلحتهم مع هذا المسوؤل أو ذاك. تجربة “الاخوان” في مصر والكويت وعدد من الدول العربية والخليجية هي الدرس التاريخي الواجب على الجميع عدم نسيانه أياً كانت الإغراءات أو الظروف، خصوصا في الكويت حيث عشنا بعض مراحل محاولة انقضاضهم على الحكم، لذلك نتمنى ألا نشهدها مجددا في ظل ما يجري حاليا من مهادنة وتسويق لهم حتى لا يعود “الاخوان” من النافذة بعدما أخرجهم الكويتيون من الباب.

 

فداء عيتاني لـ (كلنا شركاء): الضربة الأمريكية ضربةٌ توبيخيةٌ هذه حدودها وحجمها

مضر الزعبي: كلنا شركاء

تسارعت مجريات الأحداث في سوريا خلال الأيام الماضية، فعقب الإعلان عن التوصل لاتفاق المدن الأربع، بين هيئة تحرير الشام وإيران بوساطة قطرية، استهدف النظام مدينة (خان شيخون) في ريف إدلب الجنوبي بالغازات السامة يوم الثلاثاء الماضي 4 أبريل/نيسان، ما تسبب بمقتل قرابة 86 مدنياً وإصابة المئات.

وعقب المجزرة توالت ردود فعلٍ غير مسبوقةٍ من قبل المجتمع الدولي، ولاسيما أمريكا التي استهدفت صباح يوم الجمعة مطار الشعيرات العسكري في ريف حمص الشرقي، وهو المطار الذي أقلعت منه الطائرة المحملة بالقنابل السامة، والتي استهدفت مدينة خان شيخون، لتكون تلك الضربات هي الأولى من نوعها من قبل أمريكا للنظام خلال السنوات الست الماضية. وللحديث أكثر عن آخر المستجدات على الساحة السورية، أجرت “كلنا شركاء” مع الصحفي اللبناني فداء عيتاني الحوار الآتي:

كيف تنظر للاستهداف الأمريكي، وهل سيتوقف عند هذا الحد، وماذا عن التصعيد الروسي الكلامي؟

النقطة الأولى إن التصعيد الروسي هو تصعيد كلامي كون منظومة صواريخ (S400) لم تقم باعتراض صواريخ (توماهوك)، وهذا دليل على أن الأمريكان أبلغوا الروس بالعملية، والتصعيد سياسي، وأعتقد أن الروس تفاجأوا بقرار الإدارة الأمريكية، وهو القيام بخطوة ما ضد بشار الأسد، على الرغم من أن الروس حافظوا على تعهداتهم بالنسبة لترمب من جهة، وحافظوا على موقفهم في مجلس الأمن ولم يقوموا بأي خطوة تؤثر على التوازن.

النقطة الثانية والأهم، ترمب ونتيجة الصراع داخل الولايات المتحدة وتدني شعبيته، وبشكل خاص التحقيقات المتتابعة حول علاقته بالروس، وخاصة في فترة ما قبل الانتخابات، فالتحقيقات طالت صهره، كان بحاجة لمنفذ سريع من الأزمة الداخلة من جهة، ما دفعه لأخذ قرار الضربة ضد النظام السوري واستهداف مطار الشعيرات، ومن جهة أخرى هذا هو الرئيس ترمب، فحركته غير قابلة للتنبؤ، كما يقول عنه الأمريكان. وبالتالي بهذه المعطيات، الضربة الأمريكية هذه حدودها وحجمها، مجرد ضربة توبيخية، سيتم دراسة نتائجها داخل الإدارة الأمريكية وانعكاسها على التحقيقات، وعلى الأرجح أن تكون ضربة وحيدة، ولكن أضافت عنصراً للمعادلة السورية، أنه لا بد من أخذ ردة فعل انفعالية أو لحاجات داخلية سياسية قد تغير بالمعادل السوري في أي لحظة، وبالتالي هناك عامل سياسي إضافي أعيد العمل به في المسار العسكري السياسي في سوريا.

من المفترض أن يتم تطبيق اتفاق كفريا الفوعة ـ الزبداني مضايا خلال الأيام القادمة، كيف تفسر التوصل لمثل هذا الاتفاق، ومن الرابح منه؟ من عجائب الأرض السورية أن يكون هناك أكثر من رابح أكبر واحد في صفقة من هذا النوع. الرابح الأكبر الأول في الاتفاق (الغامض) هو تنظيم القاعدة في سوريا، الذي بدل جلده عدة مرات ولا يزال يحاول الحصول على شرعية دولية، وهو يخدم عدة أسياد في آن واحد. هذا التنظيم الانتهازي الذي أجهض كل مكاسب الثورة ولاقى كل أهداف النظام والإيرانيين في تحويل الثورة إلى حالة حرب أهلية طائفية، يخطو خطوة جديدة نحو الحصول على حصرية تمثيل السنة في المناطق المنتفضة على النظام، حتى لو من دون تفويض من أهالي المناطق، أو وجوده بها، ففي مضايا على سبيل المثال يوجد ١٥ مقاتلاً لهيئة تحرير الشام، التابعة عملياً لسياسة تنظيم القاعدة في سوريا (جبهة النصرة سابقاً، وجبهة فتح الشام تالياً)، ومع ذلك أتيح لممثل تنظيم القاعدة التحدث باسم أهالي مضايا والزبداني في داخل وخارج الحصار، ورسم مستقبل أسود لهم. الرابح الأكبر الثاني هو حزب الله، شريك النصرة وداعش في تطييف الثورة السورية وفي ملاقاتهما بالعنف وجرائم الحرب والاحتلال والحكم عبر إثارة الخوف العنصري وبسط الهيمنة، فهو قد حصل على مناطق سعى لاحتلالها بالقوة، وإضافة إليها أخذ جمهوراً مذهبياً سيجند آلاف من أبنائه للقتال في فرعه السوري على مختلف الجبهات العسكرية.

إن شئت توسعة المنظار والحديث عن رابحين استراتيجيين في الاتفاق فهما حتماً النظام السوري والاحتلال الإيراني لسوريا، حيث تسير عملية الفرز الديموغرافي على قدم وساق، ويطبق ما قاله بشار الأسد في مقابلة مع وسيلة إعلام غربية من فترة قريبة “ان النسيج الاجتماعي السوري أصبح أفضل بعد الحرب”، أما الإيرانيون فقد حصلوا على مناطق عسكرية وأمنية لا تقدر بثمن، وسيتابعون فيها ما شرعوا به منذ أكثر من عام ونصف من إقامة منشأة وقواعد تجسس وبنى لوجستية أخرى.

تفريغ مدينتي الزبداني ومضايا يعني سيطرة ميلشيا حزب الله على جميع المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان، فهل تعتقد بأن الحزب يهدف من ذلك إلى محاصرة اللبنانيين أيضا؟

ببساطة حزب الله ينشئ مستوطنة خاصة به في سوريا، يضمها إلى الغيتو الذي يحكمه في لبنان، هذه المستوطنة الحدودية ستكون – بحسب ناشطين سوريين من أبناء المنطقة – مملوكة للحزب وأطراف تابعة له، عبر تجريد سكانها الأساسيين من ملكيتها بمصادرتها بموجب قانون الإرهاب السوري، وبيعها أو تقديمها لحزب الله والإيرانيين.

المناطق المتاخمة للحدود اللبنانية التي أصبحت تحت سيطرة الحزب ليست فقط ممرات ومستودعات أسلحة ومراكز تدريب وتجسس كما سبق ونشرت في صحيفة “القدس العربي” منذ أكثر من عام، وكما أورد تقرير لموقع ستراتفور الأميركي لاحقا، بل ستلعب هذه المنطقة أيضاً دور خط إمداد حيوي يربط ما بين جنوب لبنان والبقاع حيث الكتل السكانية والمراكز العسكرية للحزب، من دون المرور بالأراضي اللبنانية.

لقد تجاوز الحزب التنوع الطائفي والسياسي اللبناني، عبر استيطان واحتلال عدد من المناطق السورية الحدودية، وبالتالي فهو لم يعد بحاجة لأي تعامل مع طوائف وأطراف سياسية كالدوزر والمسيحيين والسنة في المناطق الواصلة ما بين جنوب لبنان والبقاع.

لقد أصبح للحزب عمق استراتيجي حقيقي في الأراضي السورية، عملياً هو يحكم قبضته على محافظة ريف دمشق وخاصة المناطق الغربية والجنوبية والشمالية المحيطة بالعاصمة السورية، ولهذا أيضاً مردود سياسي للإيرانيين.

التغير الديمغرافي في سوريا بات يشكل تهديداً على لبنان والنسيج الاجتماعي فيه، فهل تعتقد أن الساسة في لبنان يدركون ذلك؟

عفوا، ولكن لا يوجد في لبنان ما تدعوه نسيج اجتماعي، لقد انفك هذا النسيج منذ بدايات الحرب الأهلية، وربما قبلها، ولا يزال يتفكك ويتحلل إلى مكوناته الأولى، من طوائف ومناطق ومذاهب وحتى عائلات.

الدولة اللبنانية هي الأضعف في كل هذه التركيبة، وهي إن كانت مركزية، إلا أنها بحالة من الوهن ومحكومة بالكامل لتوازنات داخلية هشة، أو حتى غير متعادلة، ومحكومة من جهة أخرى لصراعات خارجية طاحنة.

السياسيون اللبنانيون هم أكثر من يدرك أين يقفون، هم أنفسهم من ساروا على هذه الطريق بوعي كامل وبقرار مسبق، إن مكاسبهم من التناحر المذهبي البارد في لبنان، ومن تقسيم “النسيج الاجتماعي” اللبناني، والاستمرار في استهلاكه هي ما تسمح لهم بمراكمة الثروة، وللمفارقة بمتابعة الوجود على رأس السلطة واستهلاك مواردها

هي دوامة تجر لبنان إلى الحضيض والهاوية، تقاسم المكونات المذهبية للنفوذ، وصراعها من أجل المزيد من النفوذ، وإطلاق مواسم من الرعب الطائفي من المذاهب الأخرى، أو من محاولة الاستيلاء على حصص أكبر من الطوائف الأخرى، هذه الدوامة تسارعت مع بداية الثورة السورية، ثم أصبحت تدور من غير كوابح مع تدخل حزب الله في قمع الشعب السوري والدخول الإيراني المباشر كقوة احتلال في سوريا. وهي الدوامة التي أدت في النهاية بأحد المشاركين في تسعير النار المذهبية في سوريا ولبنان، أي سعد الحريري، إلى الاستسلام لمنطق حزب الله وقوته مقابل إعادته على رأس السلطة التنفيذية في الحكومة اللبنانية.

هل تتوقع أن يكون هناك ردة فعل من قبل أي من القوة السياسية في لبنان؟

حتماً لا، السياسة في لبنان مرهونة بتوازنات الإقليم وبمكاسب أمراء المذاهب من الساسة، وأية محاولة اليوم للقيام برد فعل ستكون خطوة انتحارية لمن ينفذها، رد الفعل بحال حصل في لبنان سيأخذ التعبير المذهبي، وسيشعل صراعاً مذهبياً بين السنة والشيعة يخرج السنة منه خاسرون كعادتهم.

الساسة اللبنانيون لا يحبون المبادئ، ورغم تشدقهم بالشعارات الكبيرة والرنانة إلا أنهم يطرحون أنفسهم للإيجار لمن يدفع السعر الأعلى وليس للالتزام على قاعدة مصلحية عامة.

عقب تولي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان الحديث عن انسحاب ميلشيا حزب الله من سوريا، ولكن المعطيات على الأرض عكس ذلك، فالميلشيا تمددت في المناطق الحدودية وباتت هي اللاعب الأساسي، فما هو السبب؟

يمكن تسمية السنة الأخيرة في سوريا بسنة السباق، إنها سنة وربما أكثر من السباق مع الزمن، لحصد أكبر مكاسب ممكنة من كل الأطراف، وإرساء أمر واقع ميداني، يمكن لاحقاً تثبيته أو التفاوض على أجزاء منه.

بغض النظر عن موقف الإدارة الأميركية الجديدة، وما تعلنه، إلا أن الإيرانيين قد حققوا الكثير من المكاسب الميدانية، سواء عبر ميليشياتهم أو عبر قواتهم الخاصة، وهم لن يتوقفوا في هذه اللحظة للإنصات إلى ما يقوله مبعوث دولي، أو وزير أميركي، سيتابعون محاولتهم التمدد وتكريس الأمر الواقع في سوريا قبل الوصول إلى حل نهائي، أو حل جزئي. الأتراك فعلوا الشيء نفسه، وكذلك الروس، الذي يحاولون لعب دور الحاكم الفعلي والمطلق للأرض السورية، والإيرانيون الذين يتنافسون مع الإسرائيليين في المنطقة، ويحاولون المرور بهدوء أحياناً وبصخب أحيانا أخرى من بين خيوط السياسة الاستعمارية الروسية، وحتى المجموعات الإسلامية تحاول تكريس مناطق نفوذ، برعاية تركية أو عربية. ثمة انطباع، وهو على الأرجح خاطئ، بأن موعد وضع نهاية للحرب قد اقترب، وبالتالي فإن الكل يركض لتحقيق أقصى ما يمكنه، والأميركيون أيضا في نفس السياق، ولكن عبر أدوات مختلفة، يحاولون تكريس أمر واقع والحصول على نفوذ أوسع، سواء مباشرة كما في بعض المناطق الكردية، أو بالواسطة. الميليشيات الإيرانية ليست اللاعب الأساسي، إنها أحد اللاعبين، ومن يعتقد بأنه يحقق مكاسب عسكرية اليوم، سيكون غداً أمام هزيمة سياسية بغض النظر عن حجم تمدده، اللعنة هي تلك التي حلت على سوريا، لقد أصيبت البلاد بالطاعون، ويكاد ينعدم الأمل في تقديم حياة أفضل للسوريين على أرض بلادهم.

 

بفضل بشار الأسد

الياس حرفوش/الحياة/09 نيسان/17

في أقل من أسبوع نجح بشار الأسد في تحويل دونالد ترامب من رئيس انعزالي لا يعير اهتماماً لما يجري في العالم إلا بالقدر الذي يفيد أميركا ومصالحها، ويدعو الى ترك مصير الرئيس السوري في يد السوريين، الى رئيس مستعد لاستخدام القوة لمواجهة الجريمة التي ارتكبها النظام السوري ضد أطفال خان شيخون ونسائها وشيوخها بقصفهم بالأسلحة الكيماوية. نجح الأسد في تغيير الصورة التي كوّنها العالم عن ترامب. صار المشككون بقدرات الرئيس الأميركي مضطرين للدفاع عن قراره. بفضل الأسد صار ترامب نقيضاً لباراك أوباما. لا يطلق التهديدات الجوفاء. لا يقف متفرجاً أمام مشاهد الأطفال الذين يختنقون نتيجة تنشق السموم التي أنعم بها رئيسهم عليهم. لا يضع علاقته مع موسكو في موقع الأولوية التي تسبق مسؤولية الولايات المتحدة كدولة عظمى عن حماية الأمن العالمي. بفضل بشار الأسد استيقظ دونالد ترامب على حقيقة ما يجري في العالم من حوله، خارج الحدود الأميركية، وخصوصاً على حقيقة دور روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين في البلطجة الدولية التي يمارسها، والتي انتهت بالرئيس الروسي الى التحالف مع اسوأ الأنظمة في العالم ومع أسوأ السياسيين العنصريين والشعبويين.

في قراءته الحمقاء لمواقف دونالد ترمب، اعتبر بشار الأسد أن كلام الرئيس الأميركي وأركان إدارته عن أولوية الحرب على تنظيم «داعش»، وترك مصير الأسد للسوريين ليقرروه، بمثابة ضوء أخضر يسمح للنظام السوري أن يفعل بالسوريين ما يشاء. لا بد أن الأسد قرأ ايضاً أن ترامب اعترض أيام باراك أوباما على التدخل الأميركي في سورية، بحجة أن هذا التدخل لا يخدم المصلحة الأميركية. لا بد أنه اعتبر ايضاً أن التصريحات الايجابية التي اطلقها ترامب عن بوتين، حليف الرئيس السوري، تشكل غطاء كافياً يحمي الأسد ويوفر له المظلة الدولية التي تمدّ بعمر نظامه وتقطع الطريق على مطالب المعارضة بإزاحته عن السلطة. ولا شك في أن هذا الاستقواء هو الذي دفع بشار الجعفري، ممثل النظام في مفاوضات جنيف الأخيرة، الى شن هجماته على ممثلي المعارضة، معتبراً انهم إرهابيون، لا يستحقون الجلوس الى مقاعد التفاوض حول مستقبل سورية.

قد يسأل البعض، من المدافعين عن بشار الأسد ونظامه: لماذا يقدم الأسد على «خطأ» مثل الذي ارتكبه في خان شيخون، فيما هو يدرك أن الظرف الأميركي والدولي مواتٍ له الآن؟ ويتجاهل هؤلاء أن هذه الحماقة ليست الأولى التي يرتكبها رأس النظام السوري خلال السنوات الست الماضية. كما ينسون أن جريمة خان شيخون ليست أولى جرائمه الكيماوية في حق السوريين. واذا كان 80 شخصاً ماتوا في خان شيخون، فقد قتل الأسد 1300 في غوطة دمشق، التي حماه بوتين بعدها من «الخط الأحمر» الذي رسمه أوباما، ليتبيّن الآن أن إخراج الأسلحة الكيماوية من سورية كان التزاماً كاذباً لم ينفذه النظام، بدليل استخدامها مرة جديدة في خان شيخون. منذ بداية التظاهرات في درعا كان في وسع بشار الأسد استيعابها بطريقة لا تصل الى تهديد النظام وتدمير سورية. وعلى امتداد هذه السنوات كان في وسع الأسد أن يواجه المعارضين بسلوك مختلف عن ارتكاب المجازر، ما دفع التيارات المعتدلة في المعارضة الى الاصطفاف مع المتطرفين، بعدما لم يترك لها النظام خياراً آخر. غير أن الأسد اختار أن يصنف الجميع في خانة الإرهابيين، معتقداً أن هذه الطريقة تحميه وتدفع العالم الى الوقوف الى جانبه.

من أسوأ أقدار السوريين أنهم باتوا مضطرين للرهان على حماية رئيس مزاجي مثل دونالد ترامب، لإنقاذهم من جرائم «رئيسهم». من أسوأ أقدارهم أيضاً أن قصف مطار الشعيرات يمكن أن يكون بداية مسلسل حربي لا يد لهم فيه ولا حيلة. إذ لا أحد يستطيع أن يحدد منذ الآن مصير العلاقات الأميركية الروسية بعد هذه الضربة، ولا المدى الذي يمكن أن يصل اليه التدخل الأميركي، وما اذا كان سيبقى في حدود قصف محدود يشكل د

 

أوهام الحل السياسي في سورية

 خالد الدخيل/الحياة/09 نيسان/17

يستغرب البعض إقدام الرئيس السوري بشار الأسد مرة أخرى على استخدام السلاح الكيماوي في بلدة خان شيخون في منطقة إدلب. يرى هؤلاء أن توجيه أبشع ضربة بهذا السلاح منذ صيف 2013 ضد مدنيين أكثرهم من الأطفال، جاء بعد أيام على إعلان الإدارة الأميركية أن إزاحة الأسد لم تعد أولوية لها، وأن تقرير مستقبله يعود للشعب السوري. وهو ما يعني استمرار الانكفاء الأميركي، وقبول الإدارة ببقاء الأسد في أي حل سياسي للأزمة السورية. كل ذلك مع بقاء الدعم الإيراني، وغض النظر عن الميليشيات الداعمة له، وتراجع الدعم للمعارضة. تمكن الأسد بفضل ذلك من تفادي هزيمته وإسقاطه. كان في إمكانه استثمار هذه التحولات لمصلحته بتبني التهدئة، وفرز القوى الإرهابية عن المعارضة المعتدلة، وتعزيز خيار الحل السياسي. لكنه لم يفعل. الدهشة من هذا السلوك قد تكون مفهومة، لكنها ليست مبررة. الأسد لم ولن يفعل ما يتوقعه منه البعض. بالنسبة إليه الموقف الأميركي قبل الضربة الأخيرة مع الدعم الروسي يعطيه ضوءاً أخضر دولياً مفتوحاً للإمعان في ارتكاب المزيد من جرائم الحرب لترويع المدنيين وإخضاع المعارضين لفرض نصر عسكري يحلم به، وبالتالي فرض الحل السياسي كما يرتئيه هو. حقيقة الأمر أن بشار الأسد لا يستطيع القبول بحل سياسي بعد انفجار الثورة وتداعياتها. كان هذا ممكناً إلى حد ما قبل ست سنوات. حينها لم تكن هناك ثورة بقدر ما كانت احتجاجات جماهيرية تطالب بإصلاحات، وليس بإسقاط النظام. تحولت الاحتجاجات في شكل مطرد إلى ثورة أمام تصاعد القمع الدموي لها. عندها أدرك الأسد أن الحل السياسي المطلوب سيقود في نهاية المطاف إلى نهاية حكمه كأول وآخر وريث لمشروع حكم السلالة - الطائفة. لا يستطيع الاعتراف بأنه المسؤول الأول عن هذا المآل الذي انتهت إليه الأمور، ووضعه في قلب المأزق. لا يملك التراجع، ولا يمكنه قبول الخيارات المطروحة. لديه دائماً شيء مضمر في سلطته وحكمه وسلوكياته وخطاباته. يلجأ كثيراً للمطولات والسفسطة والكذب المباشر. يقول الشيء، وهو يضمر عكسه تماماً. يقول إنه مع الحل السياسي، ومع خيار الشعب، والديموقراطية، وهو يفعل العكس تماماً. هذه معادلة سياسية لا يستطيع الأسد البقاء من دونها. كان في إمكانه، وقبله كان بإمكان والده فرضها على السوريين قبل الثورة من خلال أكثر من 17 مؤسسة أمنية. جاءت الثورة وعنجهية التعامل الدموي البشع معها لتنسف المعادلة وتجعلها من مخلفات ماضٍ انقضى. مأزق الأسد الآن أنه يصر على إمكان ترميم ما لم يعد بالإمكان ترميمه ولا حتى بالسلاح الكيماوي. أربعة عوامل تحول دون ذلك. الأول أن الأسد لم يعد سيد المشهد في سورية كما كان قبل الثورة. جيشه في حال إنهاك بعد ست سنوات من الحرب. وفوق ذلك تحول إلى ميليشيات أخرى هدفها حماية الرئيس وطائفته، قبل أي شيء آخر. العامل الثاني أن الذي يبقي الأسد في مكانه قوى وميليشيات أجنبية، وليس الجيش السوري أو الشعب السوري. ثالثاً أن السلوك العسكري لقوات الأسد في الحرب، وتحالفاته المحلية والإقليمية أظهرا على السطح حقيقة النهج الطائفي للنظام الذي يتربع على سدته. وهو ما يتضح من سياسة التهجير والتغيير الديموغرافي لمكونات المجتمع السوري، وأن الطائفة السنية هي الهدف الرئيس لهذه السياسة، ولعمليات القتل والتدمير التي ينتهجها الأسد وحلفاؤه الإيرانيون. أمام هذا الواقع لم يعد أي حل سياسي ممكن من دون قبول غالبية الشعب السوري بذلك طوعياً. وهذا ما يؤرق الرئيس. المفارقة أن هذه الغالبية كانت قابلة لرئاسته ورئاسة والده لما يقرب من نصف قرن. وها هو يكافئهم بالقتل والتهجير وتدمير مدنهم على رؤوسهم، واستهدافهم بالسلاح الكيماوي. رابعاً أن تدويل الأزمة ربط حلها بمصالح إقليمية ودولية، ولم يعد في إمكان الرئيس فرض حل على الداخل والخارج معاً كما كان في إمكانه أن يفعل قبل الثورة. هنا تبدو أوهام الحل السياسي مع الأسد. الرجل وريث تقليد لا يعترف بالسياسة أصلاً، ولا بالحلول السياسية خارج حدود القمع والإكراه والاستهتار بحياة وحقوق شعبه. الحل الوحيد الممكن بالنسبة إليه يقتضي العودة للمعادلة القديمة. يعتبر أن أي حل آخر إنما يعبر عن موقف عدواني تجاهه، ومتعاطف مع «الإرهابيين». الحل بالنسبة الى الأسد معادلة صفرية: إما أن يبقى هو، أو أن تذهب سورية كلها للجحيم. وهذا تماماً ما يعبر عنه قولاً وفعلاً منذ ما قبل الثورة وحتى هذه اللحظة. ينظر البعض إلى استخدام رئيس السلاح الكيماوي ضد شعبه من زاوية أخلاقية، أو سياسية مع شيء من العقلانية. يغيب عن هؤلاء أن استخدام الأسد الأسلحة التقليدية ضد شعبه لا يقل فتكاً وبشاعة ولا أخلاقية من استخدامه السلاح المدمر. وأغلب ضحايا الأسد قضوا أو هجروا بالسلاح التقليدي. الرئيس ينظر إلى الموضوع بحسابات سياسية باردة. الأمور بالنسبة إليه تقاس بنتائجها وليس بأدواتها. لا فرق لديه بين سلاح تقليدي أو مدمر. إما أن يبقى هو أو تذهب معه سورية. وهذا ما قاله في شكل مباشر في آخر حديث له قبيل ضربة خان شيخون. كان يتحدث لصحيفة «فيسيرنجي ليست» الكرواتية. وكما نقلته صحيفة «تشرين» السورية الخميس الماضي كان حديثه منصباً في أغلبه على شجب الأميركيين والأوروبيين، وكل الدول التي تدعم «الإرهابيين». لم يستثنِ من ذلك كما هي عادته إلا روسيا وإيران. عبر في هذا الحديث عن شعور عميق بالعزلة، وأنه مستهدف ليس فقط من معارضيه، بل من أغلب العالم. لكن أهم وأخطر ما قاله، كما نقلته الصحيفة السورية، بالنص هو أنه «لا يوجد لدينا خيار سوى أن ننتصر... إن لم ننتصر في هذه الحرب فهذا يعني أن تُمحى سورية من الخريطة. لا يوجد خيار آخر في مواجهة هذه الحرب، لذلك نحن واثقون ونحن مستمرون ونحن مصممون». ومعنى أنه «لا يوجد لدينا خيار سوى أن ننتصر» هو أن جولات المفاوضات في جنيف وآستانة بالنسبة الى الرئيس السوري ليست أكثر من لعبة لكسب الوقت. وهو يعبر بذلك بكل دقة عن حقيقة موقفه الرافض للحلول المطروحة. والأخطر قوله إنه «إنْ لم ننتصر في هذه الحرب، فهذا يعني أن تمحى سورية من الخريطة». ومعنى هذا من دون مداورة أنه إذا لم يسمح للأسد بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، ومعها إعادة العمل بالمعادلة السياسية القديمة، فإنه ذاهب إلى خيار تقسيم سورية، وبالتالي قبول محوها من الخريطة.

هذا كله واضح من تاريخ النظام السوري قبل وبعد الثورة. ما ليس واضحاً هو الموقف الروسي. هل يعقل أن موسكو مغيبة عن سياسة الأسد في استخدام السلاح الكيماوي، وهو استخدام تكرر كثيراً منذ ما قبل صيف 2013، هي عراب ما سمي صفقة تسليم السلاح الكيماوي للأسد. واستمر استخدامه بعد الصفقة، ما يعني أن موسكو تعرف أنه لم يتم تسليم هذا السلاح بالكامل. ثم إنها تستهدف بطائراتها المدنيين بنفس بشاعة استهداف النظام. إصرار موسكو على حماية الأسد والدفاع عن ممارساته، وتهديدها بالصدام مع واشنطن في سبيل ذلك يوحي بأن روسيا تعرف مسبقاً باستخدام النظام السلاح الكيماوي، وأنها بسبب ذلك لا تدافع عن الأسد فقط، بل تدافع عن سياساتها ومكاسبها في سورية. وما ليس واضحاً أيضاً هو موقف إدارة ترامب. هل ضربتها الصاروخية الأخيرة قاعدة الشعيرات مجرد رسالة لوقف استخدام الكيماوي؟ أم بداية لانعطافة في اتجاه استراتيجية تختلف عن السياسة التي ورثتها من إدارة باراك أوباما؟ الأمر الثالث الذي ليس واضحاً يخص الدول العربية وموقفها مما يحدث لسورية والمنطقة. صحيح أن الأسد حوّل بلده إلى ساحة لصراعات إقليمية ودولية فقد فيها شرعيته وتحول إلى ورقة تفاوضية في يد الروس. لكن الدول العربية تراجع دورها أيضاً في هذه الساحة أمام أدوار الروس والأميركيين والإسرائيليين والأتراك والإيرانيين. بلد عربي أصبح بفعل رعونة ووحشية قيادته مسرحاً لنفوذ ومصالح دول غير عربية. للدول العربية رأي في ذلك، وتعرف أكثر مما هو على السطح.

والمدهش في هذا السياق ليس استخدام الرئيس السوري السلاح الكيماوي ضد شعبه. الأكثر إثارة للدهشة أن بعض الدول العربية تؤيد بقاء الأسد، وتتمسك بوهم أنه لا حل سياسياً من دون ذلك. لكنها لا تتجرأ على إعلان هذا الموقف. وهذا علامة على الضعف وفقدان رؤية بحجم الدولة كخيار والمنطقة كملاذ. وبقدر ما أن هذا مدهش، إلا أنه مخيف، لأن ما بدأ في سورية قد لا يتوقف وينتهي هناك.

 

 بعد الضربة الأميركية: السيادة في أطوارها المتغيرة

حسام عيتاني/الحياة/09 نيسان/17

تعيد الضربة الصاروخية الأميركية على مطار الشعيرات السوري مستوى القتل الأسدي إلى الحيز المقبول دولياً، أي باستخدام الأسلحة التقليدية والبراميل المتفجرة، وصولاً إلى غاز الكلورين، الأخف عبئاً على ضمير المجتمع الدولي الذي أزعجه استخدام السارين في خان شيخون. ولا تغيير في المشهد العام ما لم تتبن إدارة دونالد ترامب استراتيجية سياسية وعسكرية لاحداث انعطافة حادة في مسار الصراع في سورية. الصواريخ التي انهمرت قرب حمص لن تجنب إدلب وريفها المصير المرسوم لهما كحلقة مكملة لحلب ما لم يقتنع العالم بأن بشار الأسد، المحكوم بتوازنات إيرانية - روسية، ليس قادراً على إنجاز حل سياسي من أي نوع، وأن المفاوضات مع موسكو في هذا الشأن غير ذات مغزى ما دام فلاديمير بوتين هو من يحدد إيقاعها ووتيرة تقدمها والأفق البعيد الذي ستصل إليه. هذا المصير الذي انتهى إليه حكم آل الأسد كمندوب لاحتلالين خارجيين، والمناقض تماماً للصورة التي بذل حافظ الأسد وأجهزته الأمنية والدعائية جهوداً مضنية في رسمها كقوة إقليمية كبرى تتحكم بقرارات الحرب والسلم في منطقة تفوق حجم سورية بمراحل، يكشف بين أمور أخرى الخواء الفظيع الذي صنعته سلطة البعث والعائلة منذ أكثر من خمسة عقود.

أخيراً ظهرت «عبقرية» الأسدين على حقيقتها بعد احتكاكها بمعارضة المواطن السوري أولاً وبضرورات القوى الكبرى ثانياً. الامتناع الدائم عن الرد على الاعتداءات الإسرائيلية، والاستشراس في قتل المعارضين سواء السوريين أو اللبنانيين أو الفلسطينيين، يتمّ اليوم على مقياس أكبر كثيراً. أدرك حافظ وبشار الأسد خطر اللعب مع قوة متمكنة من أساليب الحرب والسياسة في العالم المعاصر كإسرائيل وتفرغا لتأديب من يشبههما من السياسيين في سورية ومحيطها، ناهيك باعتماد الوحشية العارية في التعامل مع شعوب المنطقة.

تطور همجية نظام الأسد وارتقائها بين أحداث أواخر السبعينات وعقد الثمانينات وبين اندلاع الثورة في 2011، وانتقال الهمجية تلك من حملات «المماليك الجدد» (والتشبيه لميشال سورا) المتضمنة أعمال النهب والاغتصاب والتدمير، إلى تصنيع القتل و «منهجته» على ما بيّن تقرير منظمة العفو الدولية في شباط (فبراير) الماضي عن مسلخ صيدنايا البشري، وحصد الأرواح جماعياً كما فعل في هجومه الكيماوي على الغوطة في آب (أغسطس) 2013، يستحقان دراسة مفصلة عما يعكسان من تبدلات في آليات السيطرة السياسة والاجتماعية للطغمة الحاكمة في دمشق.

بيد أن ذلك ينبغي أن يسير مع دراسة ترصد تصاعد دموية النظام مع تقلص قدرته التفاوضية مع رعاته الخارجيين وتحوله إلى مجرد جلاد للمعارضين العزل ومن يدفعه سوء حظه إلى الوقوع بين يدي أجهزة أمن الأسد مقابل فقدانه القدرة على الدفاع عن نفسه أمام أي تهديد عسكري جدي، على ما بدا في مراحل مختلفة من الثورة السورية، حيث كان يلجأ إلى إيران وميليشياته ثم إلى روسيا وطيرانها، كلما بدا أن وضعه الميداني ميؤوس منه كما حصل في أواخر 2012 ثم في 2015 بعد سقوط إدلب وجسر الشغور وانتقال القتال إلى جبل الزاوية والمناطق المتاخمة للساحل.

قايض بشار الأسد همجيته نحو الداخل بخضوعه الكامل لموازين القوى الخارجية، ليس حيال الرعاة فحسب، بل أيضاً حيال كل من يبدي قدرة على إلحاق الأذى الجدي به وبنظامه. عشرات الغارات الإسرائيلية منذ 2011، لم يرد سوى على آخر واحدة منها لأسباب تتعلق بإيران وليس بالنظام. الأمر ذاته أمام التهديدات الأميركية بتوجيه ضربات جوية بعد جريمة الغوطة في 2013، حيث ظهر ضيق هامش المناورة عند الاسد واقترابه من الانهيار لولا الصفقة التي رتبتها موسكو مع واشنطن لتسليم الترسانة الكيماوية إلى المفتشين الدوليين.

آفة التذاكي التي زرعها ورعاها حافظ الأسد لا بد أنها وسوست إلى المحيطين ببشار لإعادة إنتاج السارين الذي قصف به خان شيخون، بعد نشوة الانتصارات في حلب والاستعدادات الدولية لطرد «داعش» من الرقة، ما فسره النظام بأنه فوز آخر له، وبأن حملات إبعاد المقاتلين من وادي بردى وداريا وتشديد الحصار على الغوطة والتلويح باقتحامها مسألة أيام. جمّل التذاكي هذا فكرة التلاعب بحقيقة تسليم السلاح الكيماوي السوري. وبعد عشرات الهجمات بالكلورين الذي قال بشار الأسد في إحدى مقابلاته إن مكوناته موجودة في «كل بيت سوري»، انتقل إلى السارين الذي لا توجد مكوناته إلا في مستودعات النظام.

لكــــن الأهم أن اعتماد بشار الأسد الكلي على إيران وروسيا للبقــــاء على كرسيه، وسماحه مقابل ذلك لهما بالتدخل حتى في التركيبة الديموغرافية والهندسة السكانية وتفاصيل القـــرارات الاقتصادية والمالية، جعل من فكرة النظام السوري عـــن السيادة والاستقلال فضيحة مجلجلة في عالم السياسة والديبلوماسية. ذلك ان السيادة لا تطبق إلا عند فرض رسوم جـــديدة لاستصدار جوازات السفر ومنع عودة اللاجئين إلى بيوتهم المنهوبة، في حين أن كل رطانة السيادة والحفاظ على الوحدة الوطنية تختفي ما أن يبرز أبسط تلويح بتهديد خارجي. ففي نهاية المطاف، لا تزيد مقولة السيادة في المصطلحات الأسدية عن أداة للهيمنة الداخلية، شأنها شأن كل الشعارات التي رفعها هذا النظام منذ نشوئه.

 

الإخوان واليمن… ونكران الجميل

خيرالله خيرالله/العرب/09 نيسان/17

هناك خدمات كبيرة إلى درجة لا يمكن الردّ عليها إلّا بنكران الجميل. هذا مثل فرنسي قديم زاد عليه الإخوان المسلمون عبارة “توجيه الإساءات”. لا يكتفي الإخوان المسلمون بنكران الجميل. صاروا يتجاوزون ذلك إلى الدخول في توجيه الإساءات. هذا ما ينطبق تماما على ردود الفعل التي صدرت عن “التجمع اليمني للإصلاح” بعد حملات الإغاثة والمساعدات والاستثمار في مشاريع التنمية التي قدّمتها دولة الإمارات العربية المتحدة إلى اليمن وإلى الجنوب تحديدا وإلى جزيرة سقطرى على وجه الخصوص. يريد الإخوان المسلمون، بفرعهم اليمني، الذي عاد بكل أنواع الكوارث على اليمن، تصفية حساباته مع الإمارات من منطلق أنّها كشفتهم باكرا على حقيقتهم. كشفت بشكل خاص شبقهم إلى السلطة واستعدادهم لكلّ شيء من أجل السلطة، بما في ذلك تدمير اليمن حجرا حجرا. من يشنّ حملات على دولة الإمارات بسبب ما قدمته إلى اليمن إنّما يريد تجاهل الحقيقة والواقع. هناك أرقام تتكلّم بنفسها من دون حاجة إلى شهادة من أحد عن حجم المساعدات الإماراتية إلى سقطرى وكلّ المناطق اليمنية. ففي الوقت الذي كانت فيه نيران الحرب تشتعل في كلّ الاتجاهات، كانت المساعدات الإماراتية تجوب كلّ المحافظات والمدن والقرى في سياق مشروع إنساني يستهدف إنقاذ اليمنيين.

هناك مساعدات إماراتية وصلت إلى عدن وأبين ولحج والمخا وكل منطقة عانت من آثار الحرب الدائرة في هذا البلد منذ العام 2011 بسبب رغبة الإخوان المسلمين في وراثة علي عبدالله صالح. اعتقد هؤلاء أنّ كلّ شيء بات معدّا لذلك وأنّ الساحة خلت لهم في ضوء الثورة التي أشعلها شباب يمني متحمّس كان يمتلك كلّ النيّات الطيّبة، أراد التخلص من النظام القائم في سياق “الربيع العربي”. لم يفطن الإخوان المسلمون إلى أنّهم سيكونون أداة يستخدمها “أنصار الله” الذين تقف وراءهم إيران من أجل الوصول إلى وضع اليد على صنعاء والانطلاق منها في السعي إلى التمدد في اتجاه عدن وكل المحافظات الأخرى، مع تركيز خاص على ميناء المخا.هذا الميناء الذي يسمح بالتحكّم بالملاحة في باب المندب ذي الأهمّية الإستراتيجية لكل التجارة العالمية نظرا إلى أنّه المدخل إلى البحر الأحمر وإلى قناة السويس.

"المصلح" يغيث لا يخرب

هناك حملة يشنّها الإخوان في اليمن على الإمارات بحجة أنّها تريد تسهيل عملية إقامة قاعدة عسكرية أميركية في سقطرى. قبل كلّ شيء، هل تحتاج دولة مثل الولايات المتحدة إلى إذن من الإمارات لإقامة مثل هذه القاعدة في سقطرى أو غير سقطرى، هذا إذا كانت أميركا مهتمّة فعلا بمثل هذه القاعدة؟ يكفي طرح هذا السؤال للتأكّد من أن كلّ الأمر إشاعات بإشاعات وحملات إعلامية لا هدف منها سوى التغطية على فشل الإخوان على كلّ صعيد، عسكريا وسياسيا. هناك فارق كبير بين الوهم والحقيقة. كلّ ما في الأمر أن الإخوان المسلمين يخشون من التوصل إلى تسوية سياسية في اليمن. خوفهم من ألاّ يكون لهم مكان في هذه التسوية، لذلك نراهم يعملون مع “أنصار الله”، أي الحوثيين على استمرار الحرب. هناك تركيز من الجانبين على الدور الإماراتي نظرا إلى أن ما قامت به تلك الدولة منذ بدء “عاصفة الحزم” يصبّ في خدمة مشروع واضح كلّ الوضوح يستهدف إنقاذ اليمن واليمنيين. ليس سرّا الدور الإماراتي في استعادة عدن ووضعها في أحضان الشرعية، كذلك الأمر بالنسبة إلى المكلا عاصمة حضرموت. ليس سرّا أيضا الدور الإماراتي في مأرب وفي معركة المخا. هناك دور إماراتي في استعادة ميناء الحديدة. سيتبلور هذا الدور عاجلا أم آجلا. من يتابع ما تقوم به الإمارات منذ ما قبل انطلاق “عاصفة الحزم” يكتشف أن هناك خطة مدروسة لإنقاذ اليمن وانتزاعه من براثن الحوثيين. يكتشف أيضا أنّ الإخوان المسلمين ممثلين بـ”الإصلاح” يعملون كلّ ما في وسعهم من أجل قطع الطريق على أيّ حل سياسي.

إذا كانت هناك رغبة لدى الجنوبيين في الانفصال فإنّ هذه الرغبة عائدة إلى ما ارتكبه الإخوان في المحافظات الجنوبية منذ العام 1994 عندما شاركوا في الحرب التي وقعت بين علي عبدالله صالح والحزب الاشتراكي الذي أراد الانتهاء من الوحدة. كان اسم تلك الحرب “حرب الانفصال”، وانتهت بانتصار علي عبدالله صالح. لكنّ المشكلة تكمن في أنّ الإخوان تصرّفوا في عدن وفي المحافظات الجنوبية تصرّف الغزاة. استولوا حتّى على منزل علي سالم البيض في عدن. هل هناك من يريد أن يتذكّر ذلك وأن الرغبة في الانفصال لدى أهل الجنوب زادت بعد الانتصار على الانفصاليين! ما الذي يريده الإخوان المسلمون في اليمن؟ الواضح أنّهم لا يريدون للحرب أن تنتهي. لذلك يخوضون حربا على كلّ من يسعى إلى إنهاء الحرب وتطويق “أنصار الله” وحصرهم في منطقة واحدة في انتظار أن يأتي وقت التسوية السياسية التي ستشمل الجميع، بما في ذلك “أنصار الله” والقوة الحزبية (المؤتمر الشعبي العام) التي يمثلها علي عبدالله صالح.. شرط أن يأخذ كل طرف حجمه الحقيقي وشرط انحسار النفوذ الإيراني الذي يرمز إلى أطماع تستهدف كلّ دولة من دول الخليج، على رأسها المملكة العربية السعودية.

ما هو ملفت حاليا أنّه حيث يوجد “التجمع اليمني للإصلاح” هناك جمود عسكري. من لديه شكّ في ذلك يمكن إحالته إلى جبهة نهم والمناطق القريبة من صنعاء.. أو إلى مدينة تعز والمناطق المحيطة بها. ليس بالتهجّم على الإمارات يمكن للإخوان المسلمين الهرب من الأزمة التي أدخلوا اليمن فيها. لعبوا دورا أساسيا، بل الدور الأساسي في خطف ثورة الشباب في العام 2011 وتحويلها إلى ثورة الفرقة الأولى/مدرّع بقيادة علي محسن صالح على الألوية التي كانت موالية لعلي عبدالله صالح ونجله أحمد.

بكلام أوضح، نقلوا المعركة في اليمن إلى داخل أسوار صنعاء، فكانت تلك الضربة الحقيقية للوحدة اليمنية، كما كانت الفرصة التي استغلّها “أنصار الله” من أجل التمدد إلى خارج صعدة وعمران وطرد آل الأحمر منها والوصول إلى صنعاء في الواحد والعشرين من أيلول-سبتمبر 2014 تمهيدا لبلوغ عدن.

ليس بنكران الجميل يمكن الردّ على ما قدّمته الإمارات لليمن. لم تكن مساعدة الإمارات منّة في يوم من الأيّام. لو كانت للإمارات أطماع في اليمن لما كان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، سارع إلى مساعدة اليمن في ثمانينات القرن الماضي وصولا إلى إعادة بناء سدّ مأرب من ماله الخاص. وقد افتتح السدّ فعلا في أواخر العام 1986. فعلت الإمارات كلّ ذلك من أجل اليمن واليمنيين. إذا كانت لها مصلحة فهذه المصلحة هي في استقرار اليمن، لا لشيء سوى لأنّه يخدم استقرار المنطقة كلّها بعيدا عن الحسابات الصغيرة والسمجة للإخوان المسلمين.

هؤلاء، بغض النظر عن الاسم الذي يحملونه في هذا البلد أو ذاك، لم يمتلكوا في يوم من الأيّام بعضا من شجاعة الإقدام على عملية نقد للذات تبدأ بالتساؤل لماذا تلك الرغبة في إلحاق كلّ هذا الخراب باليمن ولماذا كلّ هذا الحقد على من يريد الخير لليمن؟

 

موسكو: لم نسقط الصواريخ الاميركية لكي لا نضرّ بلبنان

دينا أبي صعب/المدن/السبت 08/04/2017

بات المشهد بعد أيام على استهداف البحرية الأميركية لقاعدة الشعيرات العسكرية في مدينة حمص السورية واضحاً في مقر الأمم المتحدة في جنيف، وأيضاً في مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل، بأن الضربة الاميركية لن تكون صفحة جديدة في الازمة السورية، رغم التصعيد السياسي والدبلوماسي الحاد بين روسيا والدول الغربية. يرتكز هذا الاستنتاج أولا إلى التطورات الأخيرة في المواقف الأوروبية، التي جددت التأكيد على التمسك بالحلول السياسية، مقارنة مع التصريحات الحادة التي خرجت بعد الإعلان عن الضربة الأميركية فوراً، من خلال دعم الضربة الأميركية والمطالبة باستمرارها، وثانياً ما دار في الاجتماع الطارئ لمجموعة العمل الدولية الخاصة بمراقبة وقف إطلاق النار الذي عقد في جنيف بدعوة من موسكو، ورأسه المبعوث الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا. وبحسب المعلومات التي تسربت من هذا الاجتماع، فقد شرح الجانب الروسي للمجموعة التي تضم ممثلين عن أكثر من عشرين دولة، من بينها الولايات المتحدة الاميركية، كيف حصل الهجوم الأميركي، وكيف اختارت البحرية الأميركية سواحل وسماء لبنان معبراً لمرور صواريخ "التوماهوك"، بدل السواحل والسماء السورية كي لا تصطدم بالدفاعات الروسية المتمركزة في طرطوس وباقي مدن الساحل السوري.

وتشير المعلومات أيضاً إلى أن الجانب الروسي أبلغ المجموعة الدولية بأن روسيا فضلت عدم مواجهة الصواريخ الأميركية بالصواريخ المضادة فوق الأراضي اللبنانية "منعاً لحدوث أضرار وسقوط ضحايا من اللبنانيين في حال انفجار الصواريخ ومضاداتها فوق أماكن سكنية لبنانية، وبسبب عدم وجود اتفاقيات بين لبنان وروسيا تسمح باستخدام الاجواء اللبنانية من قبل القوات العسكرية الروسية"، كما برر الروس عدم اعتراض الصواريخ الأميركية، بحسب المصادر، بأن قصر المسافة بين الحدود اللبنانية الشمالية ومطار الشعيرات منع الدفاعات الروسية من التصدي للصواريخ الاميركية.

وتعتبر قاعدة الشعيرات قاعدة عسكرية سورية-روسية مشتركة، يتواجد فيها عدد من الضباط الروس والجنود بشكل دائم، يتشاركون مع السوريين في الطلعات الجوية، لكن أحداً من هؤلاء لم يصب بأذى جراء الهجوم الأميركي، كما معظم القوة السورية والطائرات الحربية العاملة، ومعظم الطائرات التي جرى الحديث عن تدميرها كانت خارج الخدمة، ما يعني، بحسب الاوساط الدبلوماسية المشاركة في اجتماعات المجموعة الدولية في جنيف، أن الروس كانوا على علم بالضربة قبل حدوثها بوقت قليل، وكان لديهم الوقت الكافي لإخلاء القاعدة العسكرية وإبعاد الطائرات العاملة، علماً ان المندوب الروسي في مجموعة العمل الدولية نفى قيام واشنطن بإعلام موسكو بحدوث الضربة. وتشير المصادر في جنيف إلى أن الجانب الروسي وجّه اللوم إلى الدول الاوروبية الحاضرة في اجتماع المجموعة الدولية، بسبب "تبعية القرار الاوروبي لأي مبادرة أميركية بغض النظر عن العواقب"، لكن البيان الصادر عن وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني، بعد مرور 12 ساعة على الهجوم الأميركي، عاد إلى لغة التهدئة خلافاً لتصريحات المسؤولين الأوروبيين الصباحية، إذ تحدث البيان عن أن واشنطن أبلغت الاتحاد الأوروبي بالضربة مسبقاً وبأن "الاميركيين يعتبرون هذه الضربة رداً على استخدام المواد الكيماوية في خان شيخون". وحافظ البيان الذي صدر باسم الاتحاد الأوروبي، خلافاً للبيانات السابقة لموغريني، على نسبة عالية من الحياد مطالباً منظمة حظر الاسلحة الكيماوية والأمم المتحدة القيام بتحقيقات لتحديد هوية المسؤول عن هجمات "خان شيخون"، وكرر، كما كافة البيانات التي صدرت عن الدوائر الاوروبية لاحقاً، بأن الجانب الأميركي شدد على أن هذا الهجوم هو هجوم وحيد ومنفرد ومرتبط فقط بالهجوم الكيماوي على "خان شيخون". وبحسب ما نقل عن دي ميستورا خلال اجتماع المجموعة الدولية، فإنه برغم التعقيدات الجديدة التي ستواجه العملية السياسية، يبدو أن الجميع مايزال مصراً على أن المسار السياسي في جنيف هو السبيل الوحيد لحل الازمة السورية وأن اللقاءات المقررة خلال الأيام والأسابيع القليلة المقبلة لا تزال قائمة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

طلاب القوات أحيوا ذكرى استشهاد طوني ضو برعاية جعجع

السبت 08 نيسان 2017 / وطنية - أقامت دائرة المتن وبيروت - قطاع المهنيات في مصلحة طلاب "القوات اللبنانية"، قداسا في ذكرى استشهاد الشاب طوني ضو، برعاية رئيس حزب القوات سمير جعجع، في قاعة المعهد الفندقي - الدكوانة تحت شعار "إستشهادي ضو لبلادي"، في حضور والدة الشهيد طوني ضو، منسق منطقة بعبدا سمير بو يونس، منسق منطقة المتن جان أبو حيدر، منسق منطقة بيروت بول معراوي، رئيس مصلحة الطلاب جاد دميان، منسقي مناطق ومراكز بحزب القوات، رئيس دائرة المتن بيروت في مصلحة الطلاب ماريو طنوس ومدريرين وأساتذة التعليم المهني، بالاضافة إلى عدد من طلاب دائرة المتن وبيروت. بعد الاحتفال بالذبيحة الالهية عن راحة نفس الشهيد ضو، تم عرض فيديو تضمن أرشيف ذكرى إستشهاده من العام 2007 وحتى اليوم.

حبشي

ثم ألقى رئيس قطاع المهنيات في طلاب القوات دايفد حبشي كلمة حيا فيها الشهيد وقال: "طوني ضو وكل شهيد سقط على أرض لبنان حملنا مشروع مكتوب بالدم، وأن الجميع مدعو على الحفاظ على هذا المشروع لبناء وطن كان حلم شهدائنا من خلال طلابنا الناجحين والمتفوقين".

ضو

ثم ألقت والدة الشهيد ليندا ضو كلمة أوصت فيها رفاق الشهيد أن يتذكروا دائما أنه "لولا تضحيات شهدائنا وإيمانهم بقضية لبنان قضي 10452 كلم مربع على غرار إبني لما بقي لبنان لنبقى ونستمر".

دميان

وختم دميان بالقول: "عندما يوجد من يقدم ويعطي حياته قربانا على مذبح هذا الوطن يبقى لنا وطن، وهذا اكبر دليل ان الذي نقوم به هو الصحيح، وما نقوم به هو أن نتعب ونلتزم بحزبنا ونعمل من اجل غيرنا حتى نكون في راحة واطمئنان على اهلنا ووطننا".

 

الاحرار استنكر جريمة الدامور: لانزال اشد العقوبات بالمرتكبين

السبت 08 نيسان 2017 /وطنية - استنكر حزب الوطنيين الاحرار "الجريمة البشعة المروعة التي استهدفت اهلنا في الدامور امس وكان ضحيتها المواطنان الياس ابوفيصل وزوجته مريام ياغي"، معتبرا "ان هذه الجريمة انما تستهدف المواطنين الابرياء اينما وجدوا وهي اعتداء فاضح يستهدف كل لبناني من خلال استهداف اهلنا في الدامور". وقال في بيان: "اننا اذ نتوجه لاهلنا في الدامور ولعائلة الضحيتين بأحر التعازي القلبية نطالب الدولة اللبنانية بتحمل مسؤولياتها تجاه مواطنيها واستنفار كافة اجهزتها لاكتشاف الفاعلين وسوقهم الى العدالة وانزال اشد العقوبات بهم ليكونوا عبرة لمن اعتبر".

 

قائد الجيش تفقد الوحدات في عرسال: الوضع على الحدود تحت السيطرة والجيش سيذود عنهم مهما كلفه ذلك من أثمان وتضحيات

السبت 08 نيسان 2017 / وطنية - تفقد قائد الجيش العماد جوزاف عون على رأس وفد من ضباط القيادة، الوحدات العسكرية المنتشرة في جرود عرسال، حيث جال في مراكزها القتالية المتقدمة، واطلع على إجراءاتها الميدانية لمواجهة المجموعات الإرهابية والحفاظ على استقرار المنطقة. وقد نوه العماد عون خلال لقائه بالضباط والعسكريين بجهودهم وتضحياتهم للحفاظ على أمن المنطقة وضبط الحدود من تسلل الإرهابيين، مشددا على "مواصلة ضرب تجمعاتهم وأوكارهم، والتصدي الفوري بمختلف أنواع الأسلحة لأي نشاط أو تحرك يقومون به"، لافتا إلى "تلازم مهمة الدفاع عن الحدود الشرقية في مواجهة التنظيمات الإرهابية مع مهمة الدفاع عن الحدود الجنوبية في مواجهة العدو الإسرائيلي، لأنهما ينعكسان مباشرة على مهمة حفظ الأمن في الداخل"، وأشار إلى أن "احتدام الأزمات الإقليمية بفعل صراع الإرادات وتشابك المصالح الدولية فوق أرض المنطقة، يحتم على الجيش البقاء في أعلى درجات الجهوزية"، مؤكدا أن "أولوية الجيش في هذه المرحلة الدقيقة هي حماية الاستقرار الوطني، وسيتصدى بكل حزم لأي إخلال بالأمن". وختم مطمئنا أهالي المناطق الحدودية إلى أن "الوضع على الحدود تحت السيطرة الكاملة للجيش، الذي سيبقى إلى جانبهم وسيذود عنهم، مهما كلفه ذلك من أثمان وتضحيات".

 

بارود رافضا تحميل عون مسؤولية قانون الانتخاب: لا يجوز تعطيل التشريع بسبب السعي الى الاجماع

السبت 08 نيسان 2017 / وطنية - رفض الوزير السابق للداخلية والبلديات زياد بارود، "تحميل رئيس الجمهورية كل المسؤولية في مسألة قانون الانتخاب نتيجة عدم توقيعه دعوة الهيئات الناخبة، في وقت ترفض قوى سياسية عدة لا بل تشكل ممانعة لافتة ضد اقرار قانون انتخاب جديد، هذا فضلا عن أن كل القوى السياسية مجتمعة تتحمل مسؤولية عدم إقرار قانون منذ سنوات". وشدد على أن "صلاحية توقيع رئيس الجمهورية مرسوم دعوة الهيئات الناخبة، تنطبق أيضا على صلاحية عدم التوقيع"، لافتا الى أن "التوقيع هنا هو خيار سياسي، فلو وقع الرئيس عون المرسوم، لكنا توجهنا نحو تطبيق قانون الستين لا محال". واستبعد بارود إجراء الانتخابات النيابية قبل العشرين من حزيران المقبل بعد انقضاء المهل القانونية، مؤكدا مرة جديدة أن "قانون الستين غير مأسوف عليه فصحة التمثيل فيه مشكوك بها الى أقصى حد". وإذ أكد ضرورة منع الوصول الى الفراغ الذي يؤدي الى خلل هائل على مستوى البنية الدستورية كون المجلس النيابي هو أم المؤسسات الدستورية، شدد بارود على "أن ذلك لا يعني أن البديل عن الفراغ هو التمديد الثالث، فالتمديد غير دستوري"، مشيرا الى "أننا هنا لا نتحدث عن تمديد تقني، اذ لا يكون كذلك إلا في حال إقرار قانون جديد للانتخاب. حتى أن نائبا التقيته بالأمس قال لي أنه سيكون تمديدا قسريا". ورأى أن "المشكلة الحقيقية التي تحول اليوم دون التوصل الى صيغة واحدة لقانون الانتخاب، تكمن في استحالة الإجماع. فلا يمكن تشكيل قانون تجمع عليه كل القوى السياسية، هذا مستحيل"، معتبرا أنه "لا يجوز تعطيل التشريع بسبب السعي الى الاجماع، والدستور لم يذكر في أي مادة من مواده ضرورة الإجماع". ولفت بارود الى أن "الرئيس سعد الحريري، بعد تأييده النسبية، رفع عن نفسه مسؤولية إفشال قانون الانتخاب الذي يبدو واضحا أن هناك سعيا الى إفشال أي محاولة لإقراره". واعتبر أن "الوزير جبران باسيل لا يتمسك فقط بالقانون المختلط، بل قد يوافق على أي قانون منطقي يطرح"، مضيفا "طالما أن النظام الأكثري هو نظام لوائح، فلا شك أنه لن يعطي نتيجة صحيحة"، مشيرا الى أن "مصلحتنا تكمن دائما باعتماد الأفضل بين النظامين، الأكثري والنسبي، وذلك بهدف تعزيز التمثيل الصحيح". وفي حين لم ينف أن يكون جزءا من الممانعة لإقرار قانون الانتخاب، يهدف الى إضعاف عهد الرئيس عون في بدايته، شدد بارود على "ضرورة حماية موقع الرئاسة وعلى أهمية أن ينجح العهد الحالي"، سائلا: "اذا لم يتمكن شخص بحجم العماد عون، بما يمثله من شرعية شعبية وكتلة نيابية ومن تاريخ وتصميم، اذا لم يتمكن هو من أن يحدث الفرق، فمن غيره سيتمكن؟". وختم بارود: "أن المسؤولية كلها لا تقع فقط على الرئيس، فنحن لسنا في نظام رئاسي، بل إن السلطة التنفيذية اليوم هي بيد مجلس الوزراء مجتمعا، الجميع يتحمل المسؤولية".

 

الوزير بيار بو عاصي: نحن متمسكون بصيغة باسيل للمختلط وسندق جرس الانذار في جلسة الاثنين للبت بقانون الانتخاب

السبت 08 نيسان 2017 / وطنية - أكد وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي ان "هناك مشكلة امنية تتفاقم داخل مخيم عين الحلوة"، معتبرا أنه "يجب الانتهاء من السلاح خارج المخيمات وداخلها". وإذ شدد على "رفض الفلتان في مخيم عين الحلوة"، حذر من "خطر انتشاره وتمدده الى الجوار"، مذكرا ان "عين الحلوة في لبنان والجيش اللبناني مسؤول عن امن الوطن". وأشار في مقابلة عبر قناة "mtv"، الى انه "لا بد من اتخاذ قرار سياسي قريبا، برفع الغطاء وحسم مشكلة السلاح في عين الحلوة"، لافتا الى ان "منظمة فتح تحاول ان تحسم الاشتباكات". وفي ما يتعلق بقانون الانتخاب، قال: "جلسة مجلس الوزراء الاثنين ستعطي مؤشرا واضحا عن المنحى، الذي سيسلكه قانون الانتخاب"، لافتا "منذ 10 سنوات ونحن نطالب كقوات لبنانية، بقانون انتخاب جديد". اضاف "لتتوضح الامور، فمن لا يريد قانونا جديدا، فليقلها علنا، والذي يريد قانونا فليحدده. اليوم، نحن متمسكون بصيغة الوزير جبران باسيل الثانية للقانون المختلط. نريد الوصول الى نتيجة، ومن لديه حلول اخرى فليطرحها، ولنصوت، سندق جرس الانذار في جلسة الاثنين، للبت بقانون الانتخاب وليتحمل الجميع مسؤولياته". وتابع "الرئيس سعد الحريري لم يعلن انه قبل بالنسبية، بل ما قاله، ان لا مشكلة لديه بالنسبية، اي انه ليس الخيار الاول لديه"، مشيرا "قانون الانتخاب يصنع في البرلمان ويراعي مصالح القوى السياسية"، سائلا "اين المشكلة اذا وافقنا على صيغة تؤمن حسن التمثيل"، مؤكدا "لقد اثبتنا كقوات تاريخيا، اننا نختار دائما الوطن على حساب السلطة". واردف "اذا لم يبت موضوع قانون الانتخاب في الجلسة الاثنين، يجب ان نعقد جلسات متتالية، وصولا الى قانون جديد، أكان بالتصويت او بالاتفاق. وهذا القانون تحدد فيه مهل جديدة ولا للتمديد. نريد ان نأخذ البلد الى الانتخابات، لا الى الفراغ، وحكما لا الى التمديد، ونحن عندما نستفز نعرف جيدا كيف نتعامل. نحن حريصون على لبنان ولكن لا احد يحاول استفزازنا، وندعو من يزايد علينا الى قراءة التاريخ". وعن المحسوبيات ووضع وزارة الشؤون الاجتماعية، قال: "وزارة الشؤون الاجتماعية ستعطي لكل ذي حق حقه، وصفتي الحزبية اخلعها عند باب الوزارة، واستردها بكل فخر واعتزاز عند الباب. الشؤون الاجتماعية لكل اللبنانيين، ومن له حق سيحصل عليه، ومن ليس له حق، لا شيء له مهما حصل ومهما كانت الظروف". وأكد "هناك دور للناس والاعلاميين والسياسيين لضبط مواضيع الفساد"، مطالبا ان "يخضع كل قرش قبل دخوله الى لبنان لمعايير الشفافية"، مشددا على ان "لا شيء اسمه مالا عاما، إنما مال الناس، ويجب ان نكون حريصين عليه". وتطرق إلى ملف النازحين السوريين وامكان عودتهم الى بلدهم، فقال: "موضوع النازحين طرح قبل ذهابنا الى بروكسل، والمهم ان لبنان تقدم بموقف واحد، فالتجاذبات الداخلية تبقى داخلية. الجميع متفق أن مكان النازح السوري في سوريا، ويجب مساعدتهم انسانيا كما يجب مساعدة المواطن اللبناني مباشرة، عبر خلق مشاريع استثمارية تحسن وضع البلد المضيف ومعه اللاجئ السوري". وردا على سؤال، أجاب: "هناك جزء من الحكومة مع التنسيق مع الحكومة السورية بشأن النازحين، لكن القوات بكل وضوح ضد التنسيق مع نظام الاسد، الذي لا يريد عودتهم، خلافا لما يقول، وهذا ما لمسته من لقاءاتي في بروكسل".