المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 08 نيسان/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.april08.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

الفُقَرَاءُ مَعَكُم في كُلِّ حِين. أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ في كُلِّ حِينٍ مَعَكُم

أَرْسَلْتُ أَسْتَخْبِرُ عَنْ إِيْمَانِكُم، لِئَلاَّ يَكُونَ المُجَرِّبُ قَدْ جَرَّبَكُم، ويَذْهَبَ تَعَبُنَا بَاطِلاً

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 7/4/2017

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة الواقع في 7 نيسان 2017

غارات إسرائيلية على مواقع ومواكب لحزب الله في سوريا/فداء عيتاني/فيسبوك/

احيانا استخدام العنف يخدم السلام اكثر من عدمه/د.منى فياض/فايسبوك

سامي الجميل يسأل عن الملايين وخالد الضاهر يحب حزب الله/منير الربيع/جنوبية

جباية الكهرباء: أموال وفواتير تختفي/خضر حسان/المدن

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

ريفي: نؤيد كل خطوات المجتمع الدولي لإنقاذ سوريا

حزب الله: العدوان الأميركي سيكون فاتحة توتر خطير في المنطقة

المكتب السياسي للمستقبل دان مجزرة خان شيخون :نرحب بأي خطوة تكبح جماح نظام الاسد وحلفائه في ارتكاب المجازر

الحريري عرض التطورات مع السفيرة الاميركية وكوشنير

الأحرار: خطاب الحريري في بروكسل واضح في إثارته اشكاليات النازحين السوريين

جلسـة الاثنين الحكومية بدايـة مواجهة مفتوحـة بيـن "الثنائييـن" وازمة كبرى في الافق بين حدي النسبية ورفض التصويت على القانون

 واشنطن تعيد النفوذ الاميركي: صواريخ مدمرة على قاعدة عسكرية سوريـــة

اسبوع الحسم الانتخابي: جلسة حكومية وتمديد حتمي و"المستقبل" الى النسبية.. درّ

الثنائي المسيحي يواجه تهويل الحزب.. وجلسات المناقشة حملات انتخابيــــة

الصيفي: لا للتمديـد وغير مرتاحين لما يجري في الغرف المغلقـة والكتائب تخوض معركة قانون الانتخاب وترفض "الانفصام" السياسي

المنلا: عن مؤتمر بروكسيل: الأولوية للتنمية والعودة مؤجلة و"الخطة تحصد التأييد واحتمــال عقد مؤتمر خاص بلبـنان"

الجسـر: النسبية الكاملة لا تؤذينـا ولا نســير بالتمديد قبل "التوافـق" و"الثنائي" يحسم "الانتخاب" الاثنين و"حجب نفقات الامن الداخلي" على الطاولة

تهديدات ترافق انتشار "القوة المشتركة" في عين الحلوة

الرئيس أمين الجميـــل: نأمــل الا "يُقحمنـا" حـزب الله" فــي ردّه و"حبذا لو تكون "الضربات الاميركية" بداية "إنفراج" لأزمة سوريا"

انتخابات نقابة المهندسين اليوم: مرشح "القوات" يفسح لمرشح "التيار"

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الخسائر التي تسببت بها الضربة الأميركية في سوريا

 واشنطن بوست": كيف سترد روسيا؟

59 "توماهوك" تفاجئ دمشق والعالم وتعيد واشنطن الى المسرح السوري والدولي وخطوط أميركية حمراء أمام الأسد..وتوتر غير مسبوق بين الكرملين والبيت الابيض

أميركا تهاجم النظام السوري بـ 70 صاروخا/أميركا أطلقت عشرات الصواريخ على قاعدة عسكرية سورية

هكذا ردّت الرئاسة السورية على الضربة الأميركية

المعارضة السورية تدعو لضرب كافة قواعد النظام الجوية

بعد الضربة الأميركية.. روسيا تعزز دفاعات الأسد الجوية

هولاند يدعو لمواصلة الضربات الأميركية ضد الأسد أممياً

تركيا تدعو للإطاحة فوراً بالأسد وإقامة منطقة حظر جوي

الهند تعقد أكبر صفقة في تاريخ الصناعات العسكرية الإسرائيلية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

شظايا الأسد في موسكو وطهران/احمد عياش/النهار

جَلاءُ التاريخ عن "لوحة الـجَـلاء"/هنري زغيب/النهار

"العلوج الأمريكان"/غسان حجار/النهار

"مهزلة" ساحة النجمة لا تحجب مؤتمر بروكسيل لبنان التزم رؤية اقتصادية وتأمين العودة "غير القسرية"/سابين عويس/النهار

«طارت» الإنتخابات... فلنحافظ على الوضع القائم/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

«المستقبل» يقبل بالنسبية... لإيقاع الشرخ بين «التيار» و«حزب الله»؟/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

الضربة تكتية وحذار الانعكاسات على لبنان/روزانا بومنصف/النهار

ترامب لبوتين: لا تمزح معي/جورج سولاج/جريدة الجمهورية

«تـرامب جديد»... في أيام قليلة/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

مجزرة الكيماوي ليست سبب تبدل موقف ترامب من سوريا/محمد قواص/العرب

رسائل وتداعيات الضربة الأميركية في سوريا/د. خطار أبودياب/العرب

المناصفة مطلب مسيحي وباسيل لا يعمل بمعزل عن عون جنبلاط لـ"النهار": فلنتفق في الحكومة وحذار التصويت/رضوان عقيل/النهار

داعش يسعى لاقامة «امارة اسلامية» في عين الحلوة/اسكندر شاهين/الديار

لماذا لا يضغط حزب الله لإجراء الانتخابات؟/هيام القصيفي/الأخبار

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون استنكر استعمال اسلحة الدمار الشامل: لالزام اسرائيل ودول لم توقع معاهدات تحرم استعمالها التقيد بمضمونها

اختتام جلسة مناقشة سياسة الحكومة في مجلس النواب الحريري: نؤكد مسؤوليتنا بالتوصل لقانون انتخاب جديد وتجنيب البلد التمديد والفراغ

النائب سامي الجميل: قد تحصل الحكومة على ثقة المجلس النيابي ولكنها لن تحصل على ثقتنا وثقة الشعب اللبناني

حرب في جلسة مساءلة الحكومة: ما يطرح ليس مشاريع قوانين انتخاب تحقق صحة التمثيل بل مشاريع القضاء على التنوع السياسي

الراعي حضر مسرحية فخر الدين لطلاب سيدة الرسل الروضة: لا تهاجروا فالوطن في حاجة الى مواطنين احرار أمثالكم

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

الفُقَرَاءُ مَعَكُم في كُلِّ حِين. أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ في كُلِّ حِينٍ مَعَكُم

إنجيل القدّيس يوحنّا11/من55حتى57//02/من01حتى11/:"كَانَ فِصْحُ اليَهُودِ قَريبًا، فَصَعِدَ كَثِيرُونَ مِنَ القُرَى إِلى أُورَشَلِيمَ قَبْلَ الفِصْحِ لِيَتَطَهَّرُوا. وكَانُوا يَطْلُبُونَ يَسُوع، ويَقُولُونَ فيمَا بَيْنَهُم، وهُم قِيَامٌ في الهَيْكَل: «مَاذَا تَظُنُّون؟ أَلا يَأْتِي إِلى العِيد؟». وكَانَ الأَحْبَارُ والفَرِّيسِيُّونَ قَدْ أَصْدَرُوا هذَا الأَمْر: عَلى كُلِّ مَنْ يَعْلَمُ أَيْنَ هُوَ يَسُوعُ أَنْ يُبَلِّغَ عَنْهُ، لِيَقْبِضُوا عَلَيْه. قَبْلَ الفِصْحِ بِسِتَّةِ أَيَّام، جَاءَ يَسُوعُ إِلى بَيْتَ عَنْيَا، حَيْثُ كَانَ لَعَازَرُ الَّذِي أَقَامَهُ مِنْ بَينِ الأَمْوَات. فَأَعَدُّوا لَهُ هُنَاكَ عَشَاء، وكَانَتْ مَرْتَا تَخْدُم، وكَانَ لَعَازَرُ أَحَدَ المُتَّكِئِينَ مَعَهُ. وأَخَذَتْ مَرْيَمُ قَارُورَةَ طِيبٍ مِنْ خَالِصِ النَّاردِينِ الغَالِي الثَّمَن، فَدَهَنَتْ قَدَمَي يَسُوعَ، ونَشَّفَتْهُمَا بِشَعْرِهَا، وعَبَقَ البَيْتُ بِرَائِحَةِ الطِّيب. قَالَ يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطيّ، أَحَدُ تَلامِيذِ يَسُوع، الَّذي كَانَ مُزْمِعًا أَنْ يُسْلِمَهُ: «لِمَاذَا لَمْ يُبَعْ هذَا الطِّيبُ بِثَلاثِ مِئَةِ دِينَار، ويُوَزَّعْ ثَمَنُهُ على الفُقَرَاء؟». قَالَ هذَا، لا ٱهْتِمَامًا مِنْهُ بِٱلفُقَرَاء، بَلْ لأَنَّهُ كَانَ سَارِقًا، والصُّنْدُوقُ مَعَهُ، وكَانَ يَخْتَلِسُ مَا يُلْقَى فِيه. فَقَالَ يَسُوع: «دَعْهَا! فَقَدْ حَفِظَتْهُ إِلى يَوْمِ دَفْنِي! أَلفُقَرَاءُ مَعَكُم في كُلِّ حِين. أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ في كُلِّ حِينٍ مَعَكُم».وعَلِمَ جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنَ اليَهُودِ أَنَّ يَسُوعَ هُنَاك، فَجَاؤُوا، لا مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ وَحْدَهُ، بَلْ لِيَرَوا أَيْضًا لَعَازَرَ الَّذي أَقَامَهُ مِنْ بَينِ الأَمْوَات. فَعَزَمَ الأَحْبَارُ على قَتْلِ لَعَازَرَ أَيْضًا، لأَنَّ كَثِيرِينَ مِنَ اليَهُودِ كَانُوا بِسَبَبِهِ يَذْهَبُونَ ويُؤْمِنُونَ بِيَسُوع".

 

أَرْسَلْتُ أَسْتَخْبِرُ عَنْ إِيْمَانِكُم، لِئَلاَّ يَكُونَ المُجَرِّبُ قَدْ جَرَّبَكُم، ويَذْهَبَ تَعَبُنَا بَاطِلاً

"رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل تسالونيقي02/من17حتى20//03/من03حتى05/:"يا إخوَتِي، مَا إِنْ تَيَتَّمْنَا مِنْكُم مُدَّةَ سَاعَة، بِالوَجْهِ لا بِالقَلْب، حَتَّى بَذَلْنَا جَهْدًا شَدِيدًا، وَبِشَوقٍ كَبير، لِنَرى وَجْهَكُم. لِذلِكَ أَرَدْنَا أَنْ نَأْتِيَ إِلَيكُم، أَنَا بُولُسَ على الأَخَصّ، مرَّةً وَٱثْنَتَيْن، ولكِنْ عَاقَنَا الشَّيْطَان. فَمَا هوَ رَجَاؤُنَا أَو فَرَحُنَا أَو إِكْليلُ فَخْرِنَا، في حَضْرَةِ رَبِّنَا يَسُوع، عِنْدَ مَجِيئِهِ، أَفَلَسْتُم أَنْتُم أَيْضًا؟ بَلَى! أَنْتُم مَجْدُنَا وفَخْرُنَا. لِذلِكَ، لَمَّا لَمْ نَعُدْ نُطِيقُ ٱلٱنْتِظَار، إِرْتَضَيْنَا أَنْ نَبْقى وَحْدَنَا في أَثينَا، وأَرْسَلْنَا إِلَيْكُم طِيمُوتَاوُس، أَخانَا، ومُعَاوِنَ اللهِ في إِنْجِيلِ الْمَسِيح، لِيُثَبِّتَكُم في إِيْمَانِكُم ويَعِظَكُم، فلا يَتَزَعْزَعَ أَحَدٌ في هذِهِ الضِّيقَات، وأَنْتُم أَنْفُسُكُم تَعْلَمُونَ أَنَّنَا جُعِلْنَا لِذلِكَ. ولَمَّا كُنَّا عِنْدَكُم، كُنَّا نُنْبِئُكُم أَنَّنَا سَنُعَاني الضِّيقات، وهذَا مَا حَدَث، كَمَا تَعْلَمُون. لِذلِكَ، أَنا أَيضًا، إِذْ لَمْ أَعُدْ أُطِيقُ ٱلٱنْتِظَار، أَرْسَلْتُ أَسْتَخْبِرُ عَنْ إِيْمَانِكُم، لِئَلاَّ يَكُونَ المُجَرِّبُ قَدْ جَرَّبَكُم، ويَذْهَبَ تَعَبُنَا بَاطِلاً."

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 7/4/2017

* مقدمة نششرة أخبار "تلفزيون لبنان"

سجال أميركي - روسي في مجلس الأمن الدولي حول الهجوم الجوي على قاعدة الشعيرات السورية، ونائب الأمين العام للأمم المتحدة جيفري فيلتمان يأمل توحيد الرؤى والمواقف وسط إدانة المندوب الروسي للهجوم وتبرير المندوب الأميركي هذا الهجوم بأنه يأتي تنفيذا لما وعد به الرئيس دونالد ترامب عقب فشل مجلس الأمن في إتخاذ قرار حيال الغارات الكيماوية على خان شيخون.

وفي بيروت سجال نيابي - وزاري في جلسة مناقشة الحكومة على الرغم من أن هذه الحكومة تمثل جميع الكتل في المجلس بإستثناء كتلة واحدة.

والسؤال من يحاسب من؟

كلمات النواب ركزت لليوم الثاني على قانون الإنتخاب ومرت بقضايا الفساد والخدمات والمال والإقتصاد وما يطلبه المشاهدون للجلسة المتلفزة المنقولة على الهواء.

أمنيا اشتباك في مخيم عين الحلوة نتيجة إقدام مجموعة بلال بدر الأصولية على إعاقة انتشار القوة الأمنية المشتركة وقد سمعت أصداء انفجارات القذائف الصاروخية الى مسافة بعيدة وتجري اتصالات لضبط الوضع وإستكمال القوة المشتركة عملية الإنتشار.

إذن مجلس الأمن يبحث في الهجوم الأميركي الجوي على قاعدة للطائرات الحربية السورية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

هي مرحلة دبلوماسية التوماهوك؟ أم هي مشهدية هوليوودية جديدة بتوقيع دونالد ترامب؟

إنه السؤال الذي طغى على كل الأحداث في محيطنا، وبالتالي عندنا، منذ فجر 7 نيسان، وسقوط الصواريخ الأميركية على بقعة ما في حمص السورية... علما أن لكل من الاحتمالين ما يعزز فرضيته...

أن نكون أمام مرحلة حرب أميركية جديدة، يستند إلى شخصية سيد البيت الأبيض... وإلى خطابه... وإلى أزماته الداخلية الباحثة عن متفنسات خارجية... وإلى شرعية انتخابه الساعية ربما إلى شرعية الكاوبوي، على ظهر صاروخ معمد باسم هندي أحمر، أبيد مع شعبه قبل قرون من الزمن...

وفي المقابل، أن نكون أمام مسرحية هوليوودية، فأمر يرتكز أيضا على الجانب الآخر من شخصية دونالد ترامب ... رجل الأعمال والصفقات والمقايضة والبازار ... ودعه يعمل دعه يمر...

لكن بين الاحتمالين، يحبس لبنان أنفاسه... ولا يطلقها ربما إلا وضع قانون انتخابي ميثاقي ديمقراطي عادل... يبني سلطة قادرة على حماية لبنان وشعبه...

بين التوماهوك وقانون الانتخاب، يحبس لبنان أنفاسه... حتى الاثنين المقبل على الأقل.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

لامست ادارة ترامب شعيرات الجنون، فقصفت طائراتها مطار الشعيرات العسكري في حمص بعد ان اطبق الميدان السوري بجيشه وحلفائه على مشاريعها التفتيتية ورغبات حلفائها الانتقامية.. صليات من التوماهوك اطلقت من قواعد دونالد ترامب السياسية المأزومة داخليا وخارجيا، ستزيد من ازمته.

اراد الرد على منتقديه الداخليين حول علاقته مع روسيا، استعرض على الساحة الدولية ولو بضربة عسكرية محدودة وضعت واشنطن على شفا الاشتباك مع موسكو كما قال رئيس وزرائها ديمتري مدفيديف، فاعلنت روسيا تعليق اتفاقية التنسيق الجوي مع الاميركي ردا على العمل الارهابي كما وصفه مجلسها للامن القومي.

قدم الاميركي الدعم الميداني للارهاب بعد سنوات من الدعم التسليحي والسياسي، فاستهدف المطار الذي استخدمته الطائرات السورية لضرب داعش وكسرها في تدمر وملاحقتها الى الرقة ودير الزور. خضع الرئيس الاميركي التائه لرغبات جنرالاته، واظهر للملأ دعم عصابات داعش واخواتها، وامنيات منشئيها من دول عربية واقليمية رحبت بالضربة الاميركية ومولتها، والحكومة العبرية التي استدلت بها على عمق العلاقة الاستراتيجية بين واشنطن وتل ابيب..

عدوان ردت عليه سوريا بخيار الثبات بوجه الارهاب الاميركي كما وقفت بوجه الارهابين الصهيوني والتكفيري، ووصفه حزب الله بالخطوة الحمقاء التي ستكون فاتحة توتر كبير وخطير، ستزيد الاوضاع تعقيدا على مستوى العالم..

على المستوى اللبناني، يومان من الجلسات النيابية لمساءلة الحكومة، ولا جواب حكوميا او نيابيا على اسئلة اللبنانيين عن قانون الانتخاب الذي يكاد يخنق البلاد، وعن الموازنة والسلسلة والفساد مع الضائقة الاقتصادية التي تكاد تخنق العباد.. فغدا ينتهي الاستعراض، وتزداد اعراض الازمة المتفاقمة..

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

بتسعة وخمسين توماهوك فاجأ دونالد ترامب بشار الاسد وحلفائه ردا على مجزرة ادلب مفتتحا عهده بتدخل مباشر بالحرب السورية بقصف قاعدة الشعيرات الجوية واضعا معادلة جديدة مفادها ان ما قبل الضربة العسكرية الاميركية ليس كما بعدها.

ترامب كان واضحا بوصف بشار الاسد بالديكتاتور واعلانه فشل كل المحاولات السابقة لتغيير سلوكه داعيا الدول المتحضرة للانضمام للولايات المتحدة في السعي الى انهاء المجزرة وسفك الدماء في سوريا والقضاء على الارهاب بكل انواعه واشكاله.

ردود الفعل بمعظمها جاءت مؤيدة للضربة العسكرية الاميركية واولها اتى من المملكة العربية السعودية ومعها دول الخليج وكذلك تركيا واوروبا قابلها تنديد روسي وايراني ومن حزب الله.

رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري تحدث عن سياسة اميركية جديدة في المنطقة واعتبر ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب حازم بالضربة التي قام بها على سوريا وخاصة ان هذه الضربة جاءت بعد استخدام النظام لاسلحة كيميائية ضد شعب أعزل وضد الاطفال والشيوخ والنساء.

الرئيس الحريري وعشية جلسة مجلس الوزراء المقررة يوم الاثنين المقبل تطرق الى قانون الانتخابات فقال: اننا منفتحون على جميع الطروحات الانتخابية بما فيها النسبية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

ترامب ضرب ضربته في سوريا، فبدأ العالم يستنتج: هل هي بداية؟ هل هي ردة فعل على خان شيخون؟ هل هي تحول في سياسة ترامب تجاه سوريا؟ قد يكون من المبكر لأوانه استكشاف كل المعطيات، وفي الانتظار، ماذا في اليوم الثاني من الجلسة النيابية لمناقشة الحكومة؟ إذا كان نجم جلسة أمس هو النائب حسن فضل الله وفضيحة العشرة ملايين دولار ثمنا لتوقيع أحد الوزراء، فإن نجم جلسة اليوم هو النائب بطرس حرب وفضيحة الثلاثمئة مليون دولار التي طلبها أحد المسؤولين اللبنانيين من شركة ايطالية للتنقيب عن النفط في مقابل إعطائها الالتزام، والمفاجأة ما اعلنه الرئيس نبيه بري ردا على ما كشفه النائب حرب، إذ اعلن انه أجرى اتصالا بالحكومة الايطالية طالبا معرفة اسم المسؤول الذي طلب عمولة مئات الملايين، واعدا بكشف الاسم حين يصل إليه. ثم ظهر نجم ثان هو النائب سامي الجميل الذي استهل كلمته بصور عن مطمر برج حمود ثم انتقل إلى الكهرباء.

هكذا، الملايين تتطاير في أجواء مجلس النواب: كلفة توقيع وزير تبلغ عشرة ملايين دولار... كلفة إعطاء التزام تنقيب عن النفط تبلغ ثلاثمئة مليون دولار... ألا تكفي هاتان الرشوتان لتمويل جزء من سلسلة الرتب والرواتب؟

بعد هاتين الفضيحتين، هل ما بعد هو كما قبل؟ من سيضع يده على هذه الفضائح؟ هل هي الحكومة؟ هل هي النيابة العامة المالية؟ هل هو ديوان المحاسبة؟

ما جرى في مجلس النواب على مدى يومين كان بمثابة كمين للحكومة، نجح رئيس مجلس النواب في نصبه لها، فوقعت فيه، فهل ستخرج منه؟ وكيف؟ إذا كان شعار الحكومة هو "استعادة الثقة" فإن ما جرى أمس واليوم في مجلس النواب هو "تصديع الثقة" بالحكومة إذا كان ممنوعا "سحب الثقة" بها... ما جرى في مجلس النواب أمس واليوم كشف أن "القلوب الملآنة" من الحكومة ليست مجرد "رمانة" على الإطلاق، هناك احتقان كبير، وهذا الإحتقان بقي تحت الرماد لأن الحكومة على ما يبدو كانت في فترة السماح، ويبدو ان فترة السماح هذه قد انتهت أمس واليوم.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

لليوم الثاني على التوالي تواصل عرض المسرحية المضحكة المبكية في مجلس النواب، فمعظم النواب الذين تعاقبوا على كلام كتلهم الممثلة في الحكومة ورغم ذلك تعاقبوا على الانتقاد ورفع الصوت والاحتجاج من دون ان يقولوا لنا من ينتقدون وضد من يرفعون الصوت ويحتجون، فكتلهم ممثلة في الحكومة، بل هم الحكومة، فعلى ماذا يعترضون وماذا يعارضون؟ مرة اخرى انها الطبقة السياسية الفاشلة في كل شيء الا في التمثيل على المواطنين وخصوصا قبل استحقاقا نيابي ات ولو بدا معلقا حتى اشعار اخر.

مقابل المشهد المضحك لبنانيا، مشهد جديد بدأ يتظهر اقليميا، فالرئيس الاميركي دونالد ترامب حقق مفاجئة جديدة عبر الضربة التي وجهتها قواته ضد قاعدة الشعيرات السورية ردا على الهجوم الكيميائي للنظام، الضربة العسكرية تؤكد من جديد ان اميركا على عهد ترامب لن تكون كما كانت بعهد اوباما، وان هدفها الاول حاليا هو انهاء زمن الاحادية الروسية في الشرق الاوسط كما قد تشكل دليلا على ان الادارة الاميركية الجديدة لا تريد بقاء الاسد في الحكم.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

تفصل بين أميركا وروسيا شعيرات تتأرجح بين الحرب واستيعاب ضربة الفجر. تسعة وخمسون صاروخ توماهوك أفرغت أثقالها في الكرملين مباشرة قبل أن تصيب أحد أكبر مطارات سوريا العسكرية في حمص وتؤدي إلى أضرار سياسية في العلاقات بين موسكو وواشنطن. كل القارئين في العلم الروسي الأميركي يذهبون إلى احتمال تصعيد اللهجة الروسية وامتصاص الضربة التي أجرت الولايات المتحدة من خلالها تثبيت زعامة عسكرية أحادية على الأرض السورية والقول لروسيا وإيران وتركيا: الأمر لي وأنا اللاعب الأقوى، مكرسة دخولها الغابة السورية مباشرة بعدما كانت تقاتل بأدوات تتنوع بين قوات سوريا الديمقراطية والأكراد والعشائر وبعض المعارضة المسلحة المنضوية تحت جناحها. هي صواريخ أتت لترسم الحدود الروسية وتحجم أدوار اللاعبين الآخرين وقد بدأت بمجزرة وانتهت بضربة عسكرية أميركية وأخذت الجميع إلى مجلس الأمن المنعقد الآن على مشروع لم تستطع الأمم تبنيه قبل يومين وسواء بقرارات حاسمة داخل المجلس أم بتعطيل روسي فإن المعادلة في سوريا تغيرت بكيماوي خان شيخون وأجرت أميركا عملية قطع حساب لأزْمة السنوات السبع وهذه العملية أعادت الأسد هدفا أول بعدما اقترب كثيرا في الآونة الأخيرة من طوق النجاة إذ أصبحت لغة إطاحة الأسد هي العملة الرسمية المتبعة من كل حدب غربي وصوب عربي وقهقة إسرائيلية المعادلات تبدلت جو- أرض وسط توقعات لا تزال غامضة عن موقف روسيا وما إذا كانت ستتخذ خطوات أبعد من استعراضها المانع للقرار داخل مجلس الامن . والمجالس ليست بالأمانات تحديدا في مجلس النواب اللبناني الذي اعتقدناه أفرغ كل ملفات الفساد في كلمة النائب حسن فضل الله أمس وإذ بالنائب سامي الجميل يصدر طبعة ثانية من حمولة الفساد التي بدأت من خطة الكهرباء الوارد فيها مسبقا اسم الشركة وتقرر تلزيمها من دون إجراء مناقشة والبقية تأتي.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة الواقع في 7 نيسان 2017

النهار

أصحاب الملايين ...

علّق نائب على كلام زميل له في جلسة المساءلة قائلاً: "لماذا لا يجرؤ أحد على تسمية وزراء خرجوا من وزاراتهم بملايين الدولارات؟".

تراجع التسويات ...

تبيّن أن نسبة عدد السوريين الذين عملوا على تسوية أوراق إقامتهم الشرعية في لبنان تراجعت في العام 2016 عما كانت عليه في 2015.

حرب بيانات ...

تدور في أوساط عائلة يعقوب البقاعية حرب بيانات مدفوعة تارة من النائب السابق حسن يعقوب وطوراً من حركة "أمل".

عهد لحود ...

قال رئيس مجلس إدارة قطاع حيوي إنه بات يشعر كأن الزمن عاد به الى الأيام الأولى لعهد الرئيس إميل لحود.

المستقبل

يقال

إنّ قـــطــباً نيابياً علّق على انتقادات وجّهها إلى الحكومة أعضاء في كتل نيابية ممثّلة في مجلس الوزراء خلال جلسة مجلس النواب أمس بالقول: "الحكومة تُناقش الحكومة".

الجمهورية

إتصل زعيم حزبي برئيس حزب وعبّر عن تضامنه معه في قضية حساسة لها أبعاد أمنيّة وسياسيّة.

بدأت شكوك تُساور فريقاً سياسياً فاعلاً إزاء مدى جدّية أفرقاء آخرين والتزاماتهم في شأن قانون تعوقه مطبّات كثيرة.

رجّح مرجع سابق أن يُتخذ القرار الشافي والوافي في شأن قضية سياسية وطنية كبرى خلال أيام.

البناء

قال صحافيون أميركيون يتابعون عن قرب مناقشات فريق الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول الوضع بعد عملية خان شيخون والحديث عن التفكير بعمل عسكري في سورية إنّ محور النقاش ينقلب بسرعة ليصير ماذا عن موسكو التي لم تكن موجودة في سورية كما هي اليوم يوم قرّر الرئيس السابق باراك اوباما توجيه ضربة لسورية، وذهبت لإطلاق صواريخ تحذيرية على صواريخ أميركية تجريبية بما يشبه الاستعداد لخوض حرب، لتقول المصادر إنّ الأمر يبقى هل ستذهب إدارة ترامب للتفاوض مع موسكو أم للمواجهة معها وليس من حلّ وسط بينهما؟

 

غارات إسرائيلية على مواقع ومواكب لحزب الله في سوريا

فداء عيتاني/فيسبوك/07 نيسان/17

اربع غارات اسرائيلية استهدفت في الليل الماضي مواقع ومواكب لحزب الله على الاراضي السورية، وعلى قلب النظام متل العسل. انو حلال على الاسرائيليين وحرام على ترامب؟ انو الاسرائيليين ما بيمسوا الشعور العروبي والسيادة الوطنية؟ ولك ولا حدا جاب سيرة.

 

احيانا استخدام العنف يخدم السلام اكثر من عدمه

د.منى فياض/فايسبوك/07 نيسان/17

يعلق بعض الاصدقاء – ممتعضا من حبور البعض او اغتباطه من الضربة الجوية اليوم التي عطلت مطار او قاعدة الشعيرات، من ان ترامب لم يفعل ذلك الا من اجل تحسين وضعه الداخلي!! وكأني بهم يقولون لنا ان هناك من افترض انه قام بذلك من اجل حقوق الانسان!! او ان السياسة العالمية تسيرها الاخلاق!! وربما بعضهم لا شك من المدافعين عن "سيد الاخلاق" اوباما الذي ترك الموت يلف سوريا عمدا ولم تحركه لا الاخلاق ولا مصلحة اميركا، الداخلية منها اوالخارجية (دون ان نغفل عن ان سياسة جنابه ساعدت على مجيء ترامب اصلا). وكما لو انهم يقولون لنا ان تعطيل مطار يقتل الالاف غير مهم اذا لم يقم به من يعجبنا!!! ثم لا أشك في ان صور الاطفال المتيبسين حركت مشاعر ترامب. احيانا استخدام العنف يخدم السلام اكثر من عدمه. مع التأكيد ان لا أوهام لدى المغتبطين ولا انتظار لسقوط الأسد غدا.

 

 سامي الجميل يسأل عن الملايين وخالد الضاهر يحب حزب الله

منير الربيع/جنوبية/السبت 08/04/2017

عرف حزب الكتائب كيف يستثمر في جلسة مساءلة الحكومة، الجمعة 7 نيسان. منذ الدعوة إليها، والنائب سامي الجميل يعد الملف تلو الملف، والوثيقة ربطاً بالأخرى، لتكون كلمته بمثابة إخبار إلى الهيئات أجمع في المؤسسات، ولتكون إعلاناً للنفير الشعبي، خصوصاً أنه غمز من التظاهرات الأخيرة التي شارك حزب الكتائب في الدعوة إليها في بيروت، إحتجاجاً على فرض ضرائب جديدة تطاول المواطنين. في سياق ردود فعل النواب على كلام الجميل، اعتبروا أنه أعدّ ملفّه جيّداً، وحرص على عدم طلب الكلام في النظام طوال ساعات الجلسات الثلاث، ليصبّ التركيز على كلمته، ولعدم تشتيت موقفه.

كان الجميل نجم الجلسات الثلاث، بمعزل عن المناوشات والمشاكسات التي تعمّد النواب افتعالها بين الحين والآخر. وأصر على تصويب سهامه بطريقة علمية في اتجاه الجميع. لدى تلاوة الرئيس نبيه بري اسمه، تأبط الجميل ملفه المحضر والمرتب بعناية. ولدى البدء بكلمته وضع بين يدي رئيس المجلس صوراً تظهر التلوث في المتن، الناجم عن رمي النفايات في البحر. منتقداً خطة النفايات، ومطالباً وزير مكافحة الفساد بسماعه جيّداً. كذلك، بالصور والأرقام صوب الجميل إتهاماته إلى القوى السياسية المشاركة في الحكومة، خصوصاً في ملف خطّة الكهرباء، التي وصفها بالفضيحة. وسأل الجميل: "كيف يُطلب تلزيم أغلى مشروع بتاريخ لبنان لشركة محدّدة بالاسم بالتراضي ومن دون مناقصة؟ وكيف تطلب السلطة من الناس أن يثقوا بها وهي تقدم خطة مطلوب فيها تلزيم بواخر بقيمة مليار و886 مليون دولار؟ وكيف يمكن للحكومة ان تستأجر بواخر للكهرباء بثمن يساوي كلفة معملين جديدين؟ وكشف عن أن لبنان يدفع 800 مليون دولار إضافية مقارنة مع أسعار الشركة نفسها في غانا وباكستان. صوّب الجميل بشكل مركز على الحكومة والموازنة التي اقترحتها ولاتزال تخفي أرقامها ولم تسلّمها إلى النواب. وقال: "بما أنّ الموازنة غير موجودة،سأتحدّث عن بعض بنود خطة الكهرباء، ولاسيّما في ما يتعلق بشق استئجار البواخر، معتبراً أن الشركة التي لزِّمت البواخر، كان اسمها معروفاً مسبقاً. ولفت إلى أن الشركة التي يرد اسمها هي شركة محكومة بالرشى بباكستان، وكان قنصل لبنان في تركيا قد نبّه من الأمر، فضلا عن تصريح مدير الشركة خلال زيارة الإعلاميين اللبنانيين تركيا يقول فيه إنه سيتم التمديد  للباخرتين الموجودتين في لبنان كما أننا نحضّر لباخرة جديدة سنرسلها قريباً. وطبعاً، هذا من دون علم الحكومة". وسأل: "طالما أن الباخرة كانت جاهزة منذ 2016، فلماذا انتظرنا إلى آذار لطرح الخطة؟".

وأكد الجميّل أنه في مجلس الوزراء حصل لغط، وبناءً عليه قرّر وزير الطاقة والكهرباء من دون الرجوع إلى مجلس الوزراء، وضع دفتر شروط صغير وطلب من الشركات المهتمّة تقديم عروضها خلال 15 يوماً. ولفت الجميل إلى أن المطلوب اليوم من الشركات تقديم عرض بقيمة مليوني دولار تقريباً". وسأل: "كيف تحضّر الشركات المحترمة ملفّها بمشروع يساوي ملياري دولار وتقدّم عرضها خلال ١٥ يوماً فقط؟".

وقال: "في غياب المناقصة فتشنا وقمنا بتقصي حقائق، فاكتشفنا أن هذه الشركة لها عقود أيضاً في غانا وباكستان، واليوم في لبنان. وعندما قارنّا الأسعار تبيّن لنا أن الشركة تتقاضى 266 ألف دولار على الميغاواط بالسنة في غانا، أي مليار و97 مليون دولار على خمس سنوات، وفي باكستان تتقاضى الشركة 340 ألف دولار كلفة الميغاواط في السنة، أي مليار و402 مليون دولار على مدى 5 سنوات. أما في لبنان فإن الشركة ستتقاضى 457 ألف دولار على الميغاواط الواحد في السنة، أي مليار و886 مليون دولار في 5 سنوات. ما يعني أن الفرق بيننا وبين غانا 800 مليون دولار". وأكد أن سعر الباخرتين الجديدتين: مليار و٨٨٦ مليون دولار على 5 سنوات. وسأل: "كيف يمكننا أن نستأجر بواخر بثمن يساوي كلفة معملين جديدين؟".

هذا الكلام، استدعى ردوداً من كثيرين، وخصوصاً من وزير الطاقة سيزار أبي خليل، الذي قال إن "هناك تشويهاً متعمداً للحقيقة. وهناك مَن لم يطلع على ملفي الكهرباء والنفط قبل التحدث عنهما". طريقة ردّ أبي خليل استفزّت الرئيس نبيه بري، فتوجه إليه بالقول: "بدي اتوجه بنصيحة لك يا معالي الوزير، يجب أن تكون ودوداً في ردّك، وكي تكون ودوداً عليك أن تتوجه إلى النائب بصفته، وتقول له سعادة النائب". موقف بري هذا، فسّره البعض على أن موافقة ضمنية على مواقف الجميل، خصوصاً أن بري يعارض خطة الكهرباء، ووزير المال علي حسن خليل هو من فضح التزوير الذي جرى إقراره في جلسة مجلس الوزراء. وقبيل ردّ أبي خليل، سارع النائب نديم الجميل إلى مساندة إبن عمّه، فطلب الكلام بالنظام، وطالب الحكومة بتقديم جواب رسمي وشفاف عن ما قاله رئيس الكتائب. فردّ بري على الجميل بالقول: "انت ارتاح".

نجم الجلسة الآخر، كان النائب علي عمّار، الذي أراد التوجه إلى اللبنانيين قائلاً: "بكل صراحة، إننا نغشكم ونكذب عليكم ولا نقدم لكم شيئاً. وهذا الوطن لا يمكن أن يستمر بالطائفية البغضاء، ولا تصدقونا فكل الحق معكم أن تشعروا بالملل والضجر والقرف واليأس". أضاف: "أننا حملنا اللبنانيين عناء التسمر أمام شاشات التلفاز، إن كان هناك تسمر على شاشات التلفاز، ليراقبونا. وأتحسس من هنا مستوى وحجم الملل والضجر والقرف". واعتبر أنهم "محقون في ذلك لأنهم يستحضرون في وجدانهم وضمائرهم القول المأثور من جرب المجرب كان عقله مخرب".

ومن مقعده، توجه النائب علي عمار، بالشكر إلى النائب خالد الضاهر، الذي سأل في كلمته "كيف سنبني اقتصاداً وتنمية وتطوراً ونحن لدينا فريق سياسي في لبنان يقوم بالاعتداء على دول عربية وينظم مجموعات إرهابية بعكس سياسة الدولة في النأي بالنفس"، مشدداً على أننا "أمام مشكلة سلاح يضرب صدقية الدولة، فكيف يريدون دعم  لبنان إذا كان هناك من يعتدي على قرار الدولة؟". فقال عمار: "أشكرك على محبتك الفاقعة لحزب الله، وأتمنى مزيداً من المحبة، ولكنني أقول في كلمة موجزة إننا سنكون حيث يجب أن نكون".

وفي الختام، ردّ الحريري على مساءلة النواب، ملتزماً ببيان حكومته، فأكد أنها ستنكب على إنجاز قانون جديد للانتخاب، وتجنيب البلد مخاطر الفراغ. وأكد أن "الموازنة ستكون قريباً أمام مجلس النواب لمناقشتها، والحكومة ستكون على استعداد للإجابة عن أسئلة النواب. ورد الحريري على ما تناوله الجميل في الأوراق التي عرضها قائلاً: "لم تعرض علينا هذه الورقة في مجلس الوزراء"، مشيراً إلى أن "الحكومة عمرها 3 أشهر وحكومتي السابقة قدمت الخطة نفسها وعدلنا فيها ولن أقبل أن لا يكون في هذه الحكومة خطة طارئة للكهرباء. وسآتي بالكهرباء بسرعة للمواطن. وإذا كان الأمر سيكلفنا المال سندفع المال"، مشيراً إلى أن "هناك خطة وضعت قد ينتقدها الناس ونحن نريد انتقادها، وإذا كان هناك أي خطأ نصححه والفقير لن نلمسه ولن نقترب منه، لكن من يستطيع أن يدفع الكهرباء سيدفع الكهرباء.والحكومة ترغب باقرار سلسلة الرتب والرواتب بأسرع وقت، ولا يوجد في الموازنة أي ضريبة على ذوي الدخل المحدود".

 

جباية الكهرباء: أموال وفواتير تختفي

خضر حسان/المدن/السبت 08/04/2017

مع إنجاز الخطوة الأكبر في ملف تثبيت مياومي مؤسسة كهرباء لبنان، تنتفي حجج "التعطيل" التي كانت تختبئ وراءها المؤسسة ومقدمي الخدمات على حد سواء، لتبرير أي تراخٍ أو إهمال، خصوصاً في ما يتعلق بالجباية وتسيير الملف المالي للمؤسسة.

وإذا كانت إضرابات المياومين سبباً لعرقلة سير عمل المؤسسة والشركات، فكيف يمكن تبرير غياب جردات الحسابات في الصناديق المالية لمؤسسة الكهرباء، منذ العام 2010، أي قبل فترة من التعاقد مع مقدمي الخدمات. وغياب الجردات هو نتيجة وسبب في الوقت عينه. فهو نتيجة لفقدان كثير من المبالغ المالية، ومن الفواتير التي يفترض بموجبها إدخال أموال إلى الصناديق. وهو سبب لتضييع مزيد من الأموال والفواتير، ضمن مبدأ الفساد والهدر.

وفي التفاصيل، فإن الجردات القديمة التي كانت تقوم بها المؤسسة قبل وجود مقدمي الخدمات، كانت تخلص إلى إختلال في الأرقام، فيتبين مع الوقت فقدان فواتير كثيرة. وهناك محاضر مثبتة في الرقابة الذاتية للمؤسسة. وهناك ادعاءات على بعض الأشخاص بالتورط، وفق ما تبيّنه مصادر المياومين لـ"المدن".

وتترافق أزمة الحسابات مع موافقة الطبقة السياسية على رفع تعرفة فاتورة الكهرباء، من دون أن تقوم المؤسسة بالتدقيق في حساباتها وضبط مزاريب الهدر، خصوصاً في العلاقة المالية بينها وبين مقدمي الخدمات. فمن دون الضبط، ستختفي الأموال الإضافية التي ستُجبى في حال رفع الفاتورة، كما اختفت سابقاتها. فالفواتير وجردات الحسابات التي تضمن عدم ضياع المال العام، غير موجودة.

جردة الحسابات يفترض أن تكون فصلية. لكن التأخير عرف طريقه إلى المؤسسة. واحتجّت المؤسسة في السابق بعدم وجود عدد كافٍ من الموظفين لاجراء العملية بشكل طبيعي، فباتت الجردات تتأخر عن مواعيدها العادية. إزداد التأخير، وصولاً إلى الإنقطاع، فآخر جردة سجلت قبل إضرابات المياومين في العام 2012. وحتى خلال فترات اجراء الجردات بصورة منتظمة، كانت تختفي أعداد كبيرة من الفواتير، وكان ذلك قبل التعاقد مع شركات مقدمي الخدمات، فما بالنا مع وجود مقدمي الخدمات، ومع وجود كل علامات الإستفهام التي ترافق التعاقد معها؟

من هنا تُسأل الإدارة المالية لمؤسسة كهرباء لبنان عن علامات الإستفهام المطروحة. أما الإجابة، فهي إنكار تلك التساؤلات، إذ تؤكد مصادر في المؤسسة لـ"المدن"، عدم وجود إشكالات في ما يتعلق بالفواتير والوضع المالي عموماً. وتوسّع المصادر نطاق الجدل، لتلفت إلى أن كل ما يتعلق بمقدمي الخدمات، وبسير العمل في ظل وجودهم، يتم "وفق القانون". والعلاقة المالية بين المؤسسة والشركات تسير على أكمل وجه. والمؤسسة لا تبدي أي تهاون في هذا الصدد، إذ "أقدمت مرات عدة على التدقيق في الفواتير المقدمة من الشركات. والشركات لا تتقاضى أي مبلغ دون تدقيق".

في السياق، فإن عدم استدامة اجراء جردات الحساب، تؤدي حكماً إلى عدم وجود قطع حساب لمقدمي الخدمات أو للمؤسسة نفسها. وهو ما يدفع الشركات إلى مزيد من التراخي في تطبيق إلتزاماتها المالية تجاه المؤسسة. فعلى سبيل المثال، لا تُنجز الشركات عملية تحصيل الفواتير بالوتيرة المطلوبة، فمدة التأخير حتى اليوم هي بحدود عام ونصف، أي أن معظم الإصدارات الحالية تعود إلى نهاية العام 2015. أما ما تجنيه الشركات من أموال، فيبقى في حساباتها المصرفية دون تسليم لمؤسسة الكهرباء. وهو ما يعطيها أرباحاً طائلة من الفوائد المصرفية، هي في الأصل من حق مؤسسة الكهرباء.

غير أن مصادر المؤسسة تشير إلى أن التأخير في إصدار الفواتير، "يعود إلى الإضرابات التي نفذها المياومون". لكن مصادر المياومين تعيد السبب إلى فوضى العمل وغياب الرقابة، متسائلة عن سبب وجود أخطاء في الفواتير الصادرة، وبعض الأخطاء يحرم المؤسسة مبالغ مالية كبيرة، تستفيد منها الشركات، أو الموظف الفاسد الذي لا يجد من يحاسبه، لا الشركات ولا المؤسسة.

وهنا تبرز إشكالية إنتماء المياومين، فهل ينتمون إلى المؤسسة أو إلى الشركات؟ فإذا كانت المؤسسة تعتبرهم مياومين لديها، فلماذا لا تحاسبهم، وإذا كانت تعتبرهم مياومين لدى الشركات، فلماذا تدفع للشركات تعويضات عن "الخسائر" التي تكبدتها بفعل إضراب المياومين، خسائر تعدت 100 مليون دولار، وهو المبلغ الذي دفعته المؤسسة للشركات تعويضاً عن إضرابات المياومين؟

عدم إنجاز الجردات المالية وإغفال النداءات والتقارير الرسمية وغير الرسمية، التي تشير إلى ضرورة سد الثغرات المالية، خصوصاً تلك التي تستفيد منها الشركات بغير وجه حق، يشي بأن في الملف المالي جيباً خفياً تذهب إليه مبالغ مالية تقدّر بملايين الدولارات. وتضاف هذه الأموال إلى ما سيُسجل لاحقاً في خانة الهدر، لقاء الفوضى في إصدار الفواتير وجبايتها. وهذا ما يتناقض مع ما يقوله وزير الطاقة سيزار أبي خليل عن تطور في الجباية بمعدل 20%. إذ تسأل مصادر المياومين عن "كيف يصحّ هذا التطور في ظل زيادة عدد المشتركين مقارنة بالعام 2012؟ فهذه الزيادة تستتبع حكماً زيادة للجباية، لأن عدد من يسددون الفواتير ارتفع، فالزيادة لم تأتِ عبر تحسين العمل".

وإذا سلمنا جدلاً بارتفاع النسبة، تتابع المصادر، كيف إستدل عليها الوزير إذا كانت الفواتير المحصّلة حالياً، تصدر عن سنة سابقة، أي أن المشتركين الجدد لم يُلحظوا بعد في الإصدارات الجديدة. وكيف أحصى الوزير الارتفاع إذا كانت قيمة الإصدارات ونسبة الجباية تقل تباعاً، ونسبة الفواتير المرتجعة ترتفع. وهذا التراجع يتكرر في مناطق كانت تُوصَف بأنها من المناطق التي تلتزم دفع الفواتير.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

ريفي: نؤيد كل خطوات المجتمع الدولي لإنقاذ سوريا

الجمعة 07 نيسان 2017 /وطنية - رأى ال وزير السابق اللواء أشرف ريفي في بيان، أن "النظام السوري مستمر منذ العام 2011 بتفيذ مجزرة أودت بحياة مئات الآلاف من الشعب السوري وتهجير عشرات الملايين. وفي العام 2013 إستعمل هذا النظام السلاح الكيميائي، وأفلت من العقاب، وشعر أنه باستطاعته القيام بالمزيد، وكرر جريمته في خان شيخون، وسط صمت العالم وعجزه". وقال: "اليوم بعد الضربة الاميركية، نعلن بوضوح التأييد التام لكل خطوة يقوم بها المجتمع الدولي لإنقاذ سوريا من هذا النظام، الذي لا يمثل سوريا وشعبها. ونضم صوتنا إلى صوت الإئتلاف السوري وجميع الدول العربية ودول العالم، في السعي لوقف المجزرة، وندعو المجتمع الدولي الى العمل الجدي لوقف هذه المأساة، بحيث تعود سوريا لأهلها". وختم: "نقف بإجلال لروح شهداء سوريا الذين سقطوا بالسلاح الكيميائي في خان شيخون، والغوطة، وبالبراميل المتفجرة في سائر المدن السورية، على أمل أن تزهر جراح هذا الشعب إستعادة سوريا لوحدتها ومستقبلها".

 

حزب الله: العدوان الأميركي سيكون فاتحة توتر خطير في المنطقة

الجمعة 07 نيسان 2017 /وطنية - دان "حزب الله" في بيان، "العدوان الأميركي السافر على السيادة السورية من خلال استهداف مطار الشعيرات العسكري بالصواريخ"، ورأى في "هذه الجريمة الجديدة إصرارا من الإدارة الأميركية على المضي في المسار العدواني المستمر الذي تسلكه الولايات المتحدة الأميركية في مواجهة أمتنا، خدمة للكيان الصهيوني وتحقيقا لأطماعه في المنطقة". ورأى أن "مثل هذه الاعتداءات الآثمة لا يمكن أن تؤثر في معنويات الجيش السوري البطل، الذي يحقق الانتصارات تلو الانتصارات على الإرهابيين الذين تدعمهم أميركا وأعوانها في مختلف المناطق السورية، كما أنه لن يكون لها أي انعكاس سلبي على حلف المقاومة والصمود الذي يقف إلى جانب الدولة السورية ويعاضدها في حربها المتواصلة ضد الإرهاب". وأكد أن "هذه الخطوة الحمقاء التي قامت بها إدارة ترامب ستكون فاتحة توتر كبير وخطير على مستوى المنطقة، وستزيد تعقيد الأوضاع على مستوى العالم".

 

المكتب السياسي للمستقبل دان مجزرة خان شيخون :نرحب بأي خطوة تكبح جماح نظام الاسد وحلفائه في ارتكاب المجازر

الجمعة 07 نيسان 2017 /وطنية - عقد المكتب السياسي لـ"تيار المستقبل"، اجتماعه الدوري، برئاسة نائب الرئيس باسم السبع، في بيت الوسط، وأصدر في ختامه البيان الآتي:

"أولا: عبر المكتب السياسي عن ادانته بأشد العبارات، لمجزرة خان شيخون التي ارتكبها نظام بشار الأسد في حق المواطنين السوريين الأبرياء. وشدد على أن هذه الجريمة الوحشية هي حلقة في مسلسل إجرامي دنيء يتواصل منذ سنوات، وتشارك فيه جهات إقليمية ودولية، على مرأى من أنظار العالم، الذي نتطلع الى صحوته من غفوة إنسانية طال انتظارها، فلا يكتفي بعد الان بالإدانة والاستنكار والتفرج على صور الضحايا في وسائل الاعلام، فيقوم بكامل واجباته ومسؤولياته المقابل الانسانية التي تضع حدا لمعاناة الشعب السوري ولمجازر بشار الأسد وشركائه في تدمير سوريا وقتل ابنائها وتهجيرهم في اصقاع الدنيا.

ان "تيار المستقبل"، اذ يضم صوته الى الصرخة التي أطلقها الرئيس سعد الحريري في هذا المجال، يعبر عن تضامنه مع الاشقاء السوريين في وجه الطاغية بشار الأسد وكل من يمده بالعون والتأييد وأدوات القتل والدمار، ويؤكد على الترحيب بأي خطوة تكبح جماح بشار الأسد وحلفائه عن ارتكاب المجازر وتقود سوريا الى السلام الوطني وتنهي مسلسل الآلام الذي يتعرض له شعبها، ويرمي بظلاله علينا في لبنان وعلى العالم العربي واستقرار مجتمعاته.

ثانيا: هنأ المكتب السياسي الرئيس سعد الحريري، بتقليده وسام جوقة الشرف الفرنسي من رتبة كوماندور، في الاحتفال الذي تقدمه الرئيس فرانسوا هولاند، وشكل مناسبة لتظهير موقع الرئيس الحريري ومكانته لدى فرنسا وقيادتها، ودوره المميز في إطلاق عجلة الحوار الوطني وانهاء الفراغ الدستوري في لبنان، وقيادته "تيار المستقبل" ومسيرة الدفاع عن سيادة لبنان وحريته واستقلاله رغم التهديدات التي طاولته والمخاطر التي تعرض لها بسبب مواقفه من النظام السوري.

وإذ توقف عند الجولة الأوروبية التي استكملها الرئيس الحريري بزيارة برلين واجتماعه الى المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، نوه بكلمته أمام مؤتمر بروكسل حول مستقبل سوريا وقضية النازحين، ورأى فيها خارطة طريق واقعية لمواجهة تداعيات النزوح السوري، وخطوة رئيسة في اتجاه تصحيح المسار الذي اختاره المجتمع الدولي لمعالجة هذه المعضلة.

ثالثا: أكد المكتب السياسي على أن "تيار المستقبل" مستمر بانفتاحه الإيجابي على كل الطروحات الانتخابية للوصول إلى إقرار قانون جديد، مع التشديد على حرصه على أن يكون التوافق السياسي بين كل الأطراف جسر العبور إلى هذا القانون، في موازاة حرصه على القيام بما يلزم، لتفادي الوصول إلى أي فراغ في السلطة التشريعية، وما سيترتب عليه من سلبيات من شأنها أن تهدد النظام العام وسلامة المؤسسات الدستورية.

رابعا: شدد المكتب السياسي على مواكبة "تيار المستقبل" للقضايا المطلبية النقابية والشعبية، لا سيما في ما يتعلق بوجوب إقرار سلسلة الرتب والرواتب، وانهاء مسلسل الانتظار الذي بات يشكل عبئا حقيقيا على الأمن الاجتماعي، ويستدعي قرارا حاسما يعيد الحق الى أصحابه ويلبي الحد الممكن من حقوق القطاعات المعنية بالسلسلة .

خامسا: استمع المكتب السياسي الى تقرير خاص، يتصل بعمل المجلس البلدي في بيروت، وشكاوى المواطنين في الأحياء الشعبية تجاه التقصير في تحقيق بعض الخدمات .وقرر في هذا الشأن تشكيل لجنة تتولى متابعة هذا الموضوع، والتواصل مع رئيس بلدية بيروت للوقوف على الشكاوى ورفع تقرير حولها الى رئيس التيار.

سادسا: سجل المكتب السياسي رفضه التام لكل مظهر أمني خارج نطاق المؤسسات العسكرية والأمنية الشرعية، واعتبر العراضة التي شهدتها الضاحية الجنوبية مؤخرا، وبغض النظر عن اسبابها وخلفياتها الحزبية، علامة سوداء من علامات الخروج على القانون وتجاوز حدود السلطة ومسؤولياتها في مكافحة الجريمة ودورها الحصري في ملاحقة الخارجين على القانون .

ان "تيار المستقبل" يحذر من هذا المنحى الخطير، الذي يؤشر لوجود نيات مبيتة، لدى كل فئة تستقوي بحمل السلاح، لبناء منظومة أمنية خاصة تتقنع بشعار حماية المجتمع من اوكار المخدرات وتجارها .فالأمن بكل مستوياته وأسبابه، هو مسؤولية الدولة وسلطاتها الشرعية، وأي جهة تخالف هذا المنطق تسلم مناطقها الى مزيد من الفوضى والاضطراب وعدم الاستقرار، والى الفلتان الاجتماعي الذي لا طاقة للبنانيين على قبوله او التعايش معه.

سابعا: تابع المكتب السياسي الشؤون الخاصة بالورشة التنظيمية، وأقر لائحة العضوية وطلب الانتساب، ولائحة هيئة الإشراف والرقابة".

 

الحريري عرض التطورات مع السفيرة الاميركية وكوشنير

الجمعة 07 نيسان 2017/وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، اليوم في "بيت الوسط"، سفيرة الولايات المتحدة الاميركية اليزابيث ريتشارد وعرض معها اخر المستجدات المحلية والاقليمية والعلاقات الثنائية. واستقبل ايضا وزير الخارجية الفرنسي السابق برنار كوشنير وجرى عرض للاوضاع.

واستقبل الرئيس الحريري وفدا من "مستشفى سان جود" برئاسة ريتشارد شدياق، واطلع منه على نشاطات المستشفى واهداف المؤتمر الاول للمركز الذي يعقد في لبنان للتوعية العامة على مرض السرطان في المركز الطبي للجامعة الاميركية في بيروت.

 

الأحرار: خطاب الحريري في بروكسل واضح في إثارته اشكاليات النازحين السوريين

الجمعة 07 نيسان 2017 /وطنية - عقد المجلس الأعلى ل"حزب الوطنيين الأحرار" اجتماعه الأسبوعي، برئاسة رئيسه دوري شمعون وحضور الأعضاء. وأثنى المجتمعون في بيان "على خطاب رئيس الحكومة سعد الحريري في بروكسل"، مشيرين الى أنه "كان صريحا موضوعيا وواضحا في إثارته كل الاشكاليات المتعلقة بموضوع النازحين السوريين، وخصوصا تركيزه على عدد النازحين بالنسبة الى عدد اللبنانيين من جهة، وانخفاض معدل النمو من 8 الى 1 % وتزايد الدين العام من جهة أخرى". وأملوا "في أن يتم تنفيذ كل القرارات التي اتخذها المؤتمر، وفي مقدمها بذل قصارى الجهد لوضع حد للحرب الدائرة في سوريا وكذلك زيادة المساعدات للدول المضيفة حتى تستطيع الوفاء بالتزاماتها تجاه النازحين"، مناشدين "الدول العربية المطالبة بمزيد من التضامن مع لبنان الذي ينوء تحت عبء اللاجئين من سوريين وفلسطينيين وغيرهم، والذي هو أساسا بلد هجرة يشكو أبناؤه من ضيق العيش وانعدام فرص العمل والاستثمار". وأوضحوا أنه "لم يبق عمليا الا اسبوع واحد لسن قانون الانتخاب في المهل الدستورية، إذ يشكل الخامس عشر من نيسان موعدا حاسما على هذا الصعيد". وقالوا: "لا ندري كيف يمكن، مع تخطي هذا التاريخ ، احترام الثلاثية التي يتوافق عليها كل الاطراف وهي اللاءات الثلاث: لا للتمديد لا للفراغ لا لقانون الستين. هذا مع تأكيد رفضنا تمديد ولاية المجلس تمديدا تقنيا قبل انجاز قانون جديد للانتخاب". أضافوا: "يبقى فرصة أمام الحكومة ومجلس النواب للاقتراع على أحد المشاريع المطروحة وفق الاصول المعمول بها وإلا فالوضع ذاهب الى مزيد من التعقيد بل الى الفراغ الذي يدخل الوطن في المجهول. ونكرر في المناسبة رفض النسبية الكاملة خصوصا على أساس لبنان دائرة انتخابية واحدة لما يشكله من خطر على الصيغة اللبنانية وعلى مبادئ اتفاق الطائف". ودعا المجتمعون "الحكومة الى الوفاء بما وعدت به من دفع خمسة آلاف ليرة على كل صندوق تفاح دعما للمزارعين الذين يعملون بخسارة ويعجزون عن تصريف منتجاتهم"، متمنين "إعادة النظر بروزنامة الاستيراد والتصدير في مختلف القطاعات الزراعية، مع الإشارة الى المنتجات التي تدخل عبر الحدود البرية وذلك بصورة غير شرعية فتسهم في كساد المواسم اللبنانية". وطالبوا ب-"خطة أمنية على مساحة الوطن لمكافحة الجريمة المنظمة وعصابات الاتجار بالممنوعات ومافيات سرقة السيارات"، لافتين الى أن "قوى الأمن الداخلي قدمت شهيدين بفارق يوم واحد، علما أن العصابات تسرح وتمرح رغم الخطط الأمنية الموضوعة للمناطق ومنها البقاع، حيث لم يلمس المواطنون نتيجة على أرض الواقع". وذكروا ب-"ضرورة الضرب بيد من حديد على الخارجين عن القانون وتنفيذ الأحكام من دون التوقف عند أي اعتبار، لا بل معاملة من يتوسطون للمجرمين كمشاركين معهم في الجرائم واتخاذ الاجراءات القانونية في حقهم"، متقدمين بالتعازي من "القوى الأمنية مسؤولين وأفرادا ومن ذوي الشهيدين بأحر التعازي على أمل الا تتكرر المآسي بعد اليوم بفضل التنسيق بين كل الأجهزة الأمنية". كما تمنوا على "المهندسين الاحرار والحلفاء والاصدقاء التصويت للمهندس بيار جعاره المرشح لمركز نقيب المهندسين في بيروت واللائحة التي يرأسها".

 

جلسـة الاثنين الحكومية بدايـة مواجهة مفتوحـة بيـن "الثنائييـن" وازمة كبرى في الافق بين حدي النسبية ورفض التصويت على القانون

المركزية – تستعد القوى السياسية الحكومية للـ"منازلة" الانتخابية الكبرى في جلسة مجلس الوزراء المخصصة لبحث مصير قانون الانتخاب العتيد والاستحقاق برمته الاثنين المقبل. وفيما يجهّز كل طرف "سلاح المواجهة" لصد طروحات الآخر في ظل غياب التوافق على صيغة يمكن ان تشكل مخرجاً لقانون معقول ومقبول، تصف مصادر سياسية مسيحية مطلعة على تفاصيل الملف الواقع المحيط بالقانون بالمأساوي والقاتم نظرا لحال التصلب المتحكمة بمواقف قوى سياسية لا ترى التوافق الا من منظار فرض ما تريد وهو ما تعكسه بوضوح مواقف حزب الله الذي يتمسك بالنسبية من جهة ويؤكد ضرورة التوافق من جهة ثانية فكيف يكون توافق على خيار وحيد لا سبيل للتخلي عنه؟وتقول المصادر لـ"المركزية" ان حزب الله يضغط بقوة لفرض النسبية الكاملة مع ابقاء الباب مفتوحا نصف فتحة على البحث في تقسيم الدوائر لا اكثر. وامام هذا الاصرار تصبح جلسة الاثنين بين موقفين يكبّلان اي امكانية للتوافق، النسبية الكاملة، ورفض مبدأ التصويت باعتبار ان قانون الانتخاب لا يخضع للتصويت، ما يؤشر الى انسداد الافق واتجاه الملف ومعه البلاد الى أزمة كبرى، تتزامن مع تأزم اقليمي دولي في ظل ما يجري على المسرح السوري، فهل ان تبدل المشهد السوري سيبدل المشهد الانتخابي اللبناني؟ وما هي ردة فعل حزب الله عليه؟ هل يضطر الى السير بالقانون المختلط الذي يوافق عليه الجميع باستثنائه لضرورات اجراء الاستحقاق بأي ثمن، تلافيا للفراغ المؤسساتي الذي لا يصب في مصلحته في الظرف الراهن ام ان الضغط المتعاظم الذي يمارسه بأكثر من وسيلة لفرض النسبية سيفعل فعله؟

اوساط القوات اللبنانية، تؤكد في هذا المجال لـ"المركزية" ان التيار الوطني الحر يرفض النسبية المطلقة واعطى ضمانات لعدم السير بها، وتبعا لذلك، واذا بقي الثنائي المسيحي على موقفه هذا، فلن يحقق حزب الله ما يريد ولن يفرض صيغته. واكدت ان معراب تواكب الحملة على التيار بالايحاء انه انقلب على طروحاته السابقة وبات يبَدي القوات على حزب الله ومحاولة وضع الرئيس ميشال عون بين واحد من خيارين حزب الله او القوات اللبنانية. وتضيف ان احد الاهداف الاساسية التي يتطلع اليها الرئيس عون منذ العام 2005 هو تصحيح التمثيل المسيحي انطلاقا من تصحيح الخلل في الواقع الميثاقي، وتاليا ليس في وارد التراجع عن هذا الهدف راهنا، لان النسبية الكاملة "تخردق" الطوائف وتضرب التوازن بين المجموعات الطائفية وتؤدي الى خراب لبنان.

وتشدد على ان حزب الله لا يمكن ان يتجاوز مواقف القوات والتيار ورئيس الجمهورية لفرض قانونه، لكنها تلفت الى ان البلاد ستدخل في ازمة خطيرة اذا لم تصل الامور الى نقطة التقاء، فالفريق المسيحي لن يقبل بالتمديد من دون قانون وليس في وارد الاذعان لتهويل الحزب ومستعد للمواجهة المفتوحة مع النسبية والتمديد. وفي معرض الرد على اتهام المسيحيين بالقبول بالنسبية في اجتماعات بكركي تقول اوساط القوات: لا يحاولنّ احد التلطي خلف بكركي، فعندما اقرت النسبية في بكركي لم تكن خيارا اول بل ثالثا بعد "الارثوذكسي" والدائرة الفردية، ثم ان الظروف انذاك كانت مختلفة تماما عما هي اليوم اذ كانت من طبيعة انقسامية بين 8 و14 آذار، وبين المسيحيين انفسهم، ما يفترض اخذ الامور في سياقها. اما اليوم فالظروف تبدلت بالكامل وانقلب المشهد تماما، اذ بتنا امام مصالحة مسيحية وتبدّل في المشهد السياسي العام. وتؤكد ان بكركي اليوم مع صيغة المختلط واستعادة الدور المسيحي، والتناغم الثلاثي بين بكركي ومعراب وبعبدا كبير جدا، وهذا التكامل حريص على الدور الوطني المسيحي الذي بدأ رئاسيا ليستمر نيابيا من خلال قانون يشكل مصلحة استراتيجية، ولا عودة عن هذا الخيار.

 

 واشنطن تعيد النفوذ الاميركي: صواريخ مدمرة على قاعدة عسكرية سوريـــة

اسبوع الحسم الانتخابي: جلسة حكومية وتمديد حتمي و"المستقبل" الى النسبية.. درّ

الثنائي المسيحي يواجه تهويل الحزب.. وجلسات المناقشة حملات انتخابيــــة

المركزية- اسرع من كل التوقعات، جاء الرد الاميركي المباشر على الهجوم الكيميائي السوري الذي استهدف خان السورية، ليفرض نفسه عنصرا ضاغطا في المشهد الاقليمي المتجه، على ما يشير سياق التطورات، الى مرحلة جديدة من التأزم تنهي زمن الاحادية الروسية المتحكمة بالقرار. واذا كانت المعطيات توحي بأن التدخل الاميركي المباشر في سوريا لن يكون يتيماً، فإن افق التساؤل توسع الى حده الاقصى في شأن الموقف الروسي مما يجري على عتبة التحضير للقاء رئاسي سيجمع الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين يعدّ له وزيرا الخارجية الاميركي ريكس تيليرسون والروسي سيرغي لافروف في موسكو في 11 و12 الجاري لبحث مسار العلاقة بين الدولتين في المرحلة المقبلة.

الضربة المدمرة: فقبل بزوغ الفجر وعلى وقع الموقف الاميركي الملوح باجراءات احادية في سوريا ردا على الهجوم الكيميائي، استهدفت مدمرتان بحريتان أميركيتان قاعدة الشعيرات العسكرية الجوية في ريف حمص بـ 59 صاروخا من طراز "توماهوك"، محدثة أضرارا هائلة فيها ما ادى الى "مقتل وجرح عدد من الاشخاص. وعلى وقع مواقف دولية تراوحت بين التأييد والتنديد بحسب فرز معسكرات الدول، يعقد مجلس الامن الدولي جلسة اليوم لبحث الضربة الاميركية، في حين يعقد مجلس الدوما الروسي بدوره جلسة طارئة لمناقشة التطورات في سوريا، بعدما أشار الكرملين الى ان الضربات تلحق ضررا كبيرا بالعلاقات مع أميركا وهي عقبة خطيرة أمام تشكيل تحالف دولي لمحاربة الإرهاب.

اسبوع الحسم الانتخابي: و"غبار" الصواريخ الاميركية على سوريا لم يحجب الاجواء الانتخابية الداخلية بل قد يترك تداعياته الواسعة عليها نسبة لارتباط لبنان بتطورات المنطقة، اذ تترقّب الساحة الداخلية اسبوعا حاسما على مستوى الواقع الانتخابي، في ثلاث محطات متتالية الاولى قبل ظهر الاثنين، حيث تعقد حكومة "استعادة الثقة" جلسة في الحادية عشرة في بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لمناقشة موضوع قانون الانتخاب، من دون ان تتضمّن الدعوة الرسمية التي وجهتها الامانة العامة لمجلس الوزراء اي اقتراح لمناقشته. اما الثانية، فمساء اليوم نفسه، حيث يعقد الحوار الثنائي بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" جولته الـ 42 التي ستحسم الموقف الانتخابي "المستقبلي" على ما يبدو، وسط توجه للقبول بالنسبية الكاملة بالاستناد الى موقف الرئيس سعد الحريري الذي اكد اليوم الانفتاح على كل الصيغ بما فيها النسبية.

المستقبل... نعم للنسبية: واكد عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر لـ "المركزية" "اننا "تعمّدنا" تحديد موعد الجولة 42 قبل ايام قليلة من تاريخ 15 نيسان ، لتتسنّى لنا معرفة بوصلة مواقف القوى السياسية"، ولم يستبعد "التوافق "بالحد الادنى" على صيغة موحدة لقانون الانتخاب في ربع الساعة الاخير قبل 15 الجاري"، معلناً اننا "كـ "تيار المستقبل" لا نسير "مبدئياً" بالتمديد قبل التوافق على اقرار قانون جديد"، ولافتاً الى "اننا بحثنا صيغة النسبية الكاملة ولبنان دائرة واحدة، وهي "لا تؤذينا" انتخابياً. صحيح اننا نخسر بعض المقاعد في دوائر معيّنة الا اننا "نعوّض" بتحالفاتنا "مع خصوم خصومنا" في دوائر اخرى". ولم يستبعد "ان يحضر ما يحصل بين "المستقبل" و"حركة امل" في شأن حجب وزارة المال النفقات السرية عن قوى الامن الداخلي، على طاولة الثنائي ايضاً".

اما المحطة الثالثة فيوم الخميس 15 نيسان حيث تقف البلاد على مفترق اتخاذ قرار التمديد او الدخول في الفراغ التشريعي، الا ان الامور تبدو رهن نتائج جلسة الاثنين الحكومية لتحديد المسار بين تمديد تقني لستة اشهر وآخر لسنة يصار في خلالها الى الاتفاق على القانون واجراء الانتخابات.

مواجهة ثنائية: في الاثناء، بدأت تلوح في الافق ملامح مواجهة مفتوحة بين الثنائيين المسيحي والشيعي، ولئن ليست مندرجة تحت عنوان طائفي كما يوحي الاسم، بل سياسي بامتياز على خلفية شكل القانون الانتخابي. فحزب الله تحديدا مصر على النسبية الكاملة او التمديد والتسابق مع الوقت قبل حصول تطورات كبرى في المنطقة يترقبها، لضمان موقعه الدستوري الشرعي وتحصينه من خلال واقع نسبي يعيده الى المعادلة الوطنية من الباب العريض في لحظة الهجوم الخارجي على المحور الذي يؤيد. اما الثنائي المسيحي فمتمسك الى الحد الاقصى بالقانون المختلط الذي يعيد، من وجهة نظره، التوازن الى الوطن ويحافظ على التجربة اللبنانية ووجه لبنان. وقالت اوساط القوات اللبنانية لـ"المركزية" ان حزب الله يضغط بكل قوة وعلى مختلف المستويات لحمل الرئيس ميشال عون على السير بالنسبي، الا انها تؤكد انها حصلت على ضمانات من التيار الوطني الحر بعدم الرضوخ لشروط الحزب. واشارت الى ما اعتبرته رسائل تهويل يوجهها الحزب في اتجاه بعبدا لحمل سيدها على اتخاذ موقف يصب في مصلحته. ولفتت الى ان في اطار المسلسل التهويلي نفسه يلوّح الحزب ويحذر من مغبة عدم الاتفاق قبل يوم الاثنين المقبل لأن الآتي أعظم، بما يؤشر الى انه يعدّ لشيء ما. اما القول بأنه سيحمل الى بعبدا صيغة جديدة، فلا اشارات لا الى زيارة ولا الى صيغة، ما دام النائب حسن فضل الله اعلن التمسك بالنسبية امس، مع الاستعداد للبحث في الدوائر ورفض الصوت التفضيلي.

جلسات المناقشة: في غضون ذلك، انطلقت عصراً الجولة الثالثة من مناقشة الحكومة وسط تساؤلات عن جدوى طرح ملفات الفساد والهدر من قبل نوّاب شارك ويشارك وزراء من خطهم الحزبي والسياسي في الحكومة الحالية وسابقاتها . فالاجدى على ما تقول اوساط المجتمع المدني ان "تُثمر" جلسات المناقشة اما عن تشكيل لجنة برلمانية للتحقيق في "سيل" الاتّهامات بالفساد والهدر التي اثارها النواب، واما تحويلها إخباراً الى النيابة العامة لوضع الاصبع على الجرح فعلاً لا قولاً، والا تكون مداخلات النواب مجرّد "عرض عضلات انتخابي" على ابواب استحقاق نيابي ينتظره اللبنانيون لمحاسبة ممثليهم في الندوة البرلمانية.

وتوازيا عقد في وزارة المال اجتماع رباعي ضم كلا من وزير المال علي حسن خليل، وزير الاتصالات جمال الجراح، والنائبين ابراهيم كنعان وجورج عدوان، وجرى البحث في الشؤون المالية. في حين يعقد النائب سامي الجميل مؤتمرا صحافيا يتناول فيه ملفات الهدر والفساد، لا سيما ما يتصل بالكهرباء والخطة الحكومية.

لقاء تضامني: في الاثناء، وفي محطة اخرى "لافتة" في بحر الاسبوع المقبل، تتجه الانظار الى اللقاء التضامني مع قضية الامام المغيّب موسى الصدر الذي تنظّمه السفارة السعودية في لبنان الخميس المقبل في بيت السفير السعودي في اليرزة بمشاركة نخبة من المسؤولين والمثقفين ورجال الدين من الطائفتين السنّية والشيعية ومن عايش مرحلة الامام في لبنان منذ ظهوره على الساحة اللبنانية وحتى تغييبه ورفاقه في العام 1978.

وهذا اللقاء الاول من نوعه الذي تنظّمه السعودية، علماً ان القائم بالاعمال السعودي المستشار وليد البخاري يجول منذ فترة على عدد من الشخصيات السنّية والشيعية لتوجيه الدعوات ، يُشكّل بحسب اوساط متابعة "نقطة تحوّل" يجب التوقّف عند ابعادها في علاقة الرياض "بشيعة لبنان"، اذ ان المملكة تسعى الى "تقوية" الاعتدال الشيعي في لبنان الذي يُمثّل الخط الذي رسمه الامام الصدر، الشخصية الشيعية التي تلقى احتراماً من القوى السياسية والدينية كافة".

 

الصيفي: لا للتمديـد وغير مرتاحين لما يجري في الغرف المغلقـة والكتائب تخوض معركة قانون الانتخاب وترفض "الانفصام" السياسي

المركزية- يبدو أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري سيعود إلى لعب دور مبتكر مخارج اللحظة الأخيرة على الطريقة اللبنانية المعهودة. فأمام تفاقم أزمة قانون الانتخاب بفعل تمترس مختلف اللاعبين خلف مواقفهم المعروفة، والتي كانت الجلسة النيابية أمس مناسبة لإعادة التذكير بها، وبعقم النقاشات في هذا الشأن، حتى الساعة على الأقل، يأمل كثيرون في أن يتمكن بري من سحب فتيل "الانفجار السياسي" في ربع الساعة الأخير، على وقع الكلام عن اتجاه إلى الدعوة إلى جلسة يمدد خلالها نواب الأمة ولايتهم للمرة الثالثة على التوالي، في محاولة لتمديد فرص الإتفاق على صيغة جديدة خصوصا بعدما قطعت المختارة بوضوح الطريق على أي تصويت لتبني قانون جديد. هذه الصورة تجعل الأنظار تتجه إلى الصيفي، حيث يتمسك رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل "بالنطق بلسان الناس"، إلى جانب ما يسميه البعض "حرصا على الدستور وحسن سير الدورة الديموقراطية، بما يدفع كثيرين إلى الاعتقاد أنه سيرفع صوته المعارض في وجه تمديد قد يحرم الناس حقهم في اختيار ممثليهم. وتؤكد مصادر مقربة من نائب المتن لـ "المركزية" أن "الكتائب سترفض التمديد. وإذا كانت كلمة الجميل ستركز على موضوع الفساد وسيبرز فيها أرقاما قد يعتبرها البعض مخيفة، فإننا سنواصل ضغطنا في اتجاه قانون جديد". وفي وقت يتحدث المتشائمون عن أن فرص الاتفاق على قانون جديد لا تزال معدومة، تبدو الصيفي متفائلة، ذلك أن الأوساط الكتائبية تذكر بأن "القانون الذي ندعمه هو ذاك القائم على الدائرة الفردية، وإن لم يقبلوا به، لا يزال خيار اتفاق بكركي (النسبية مع 15 دائرة) متاحا، تماما كما الصيغة القائمة على "صوت واحد لشخص واحد". كل ما يهمنا هو أن يبصر قانون جديد النور، ولا نتمسك كسوانا باقتراح دون سواه، ونحن مستعدون لإنجاز تسوية في سبيل هذا الهدف، إلا أن التسوية هنا لا تعني الصفقة على الطريقة اللبنانية، بل تعني نقاطا مشتركة لنضع قانونا يتيح إجراء الانتخابات بمقتضى الدستور". وتشدد على "أننا سنتخذ المواقف المناسبة في الوقت المناسب، لكن حتى ذلك الحين المطلوب أن يمارس كل فريق دوره طبقا لما يفرضه عليه تموضعه السياسي، لا أن نستمر في لعبة "انفصام في الشخصية" التي تجلت أمس في البرلمان". وعما قد تلجأ إليه الكتائب إن ظلت النقاشات في حلقتها المفرغة، تشير الأوساط إلى أن المعركة الكتائبية اليوم هي معركة القانون، بدليل "أننا سنصر على المطالبة بوضع قانون الانتخاب الجديد لأننا نرفض الفراغ والتمديد وتأجيل الإنتخابات، فيما يتحدث آخرون عن التمديد والتأجيل". وإذا كان البعض قرأ بين سطور المشادة الكلامية بين النائبين نديم الجميل وإبراهيم كنعان قصة قلوب "انتخابية" مليانة بين الرابية والصيفي، فإن الكتائب لا تذهب إلى هذا الحد، من دون أن تنفي أوساطها "أننا غير مرتاحين لما يجري لأنهم يفصّلون قانونا مركبا، وبيننا اختلاف في هذا الشأن، لأنهم يقومون بشيء مخالف لقناعاتنا، ويدرسون قانونا انتخابيا في الغرف المغلقة، بدلا من بحثه في المؤسسات الدستورية". هذا النقاش يأتي عشية جلسة حكومية يفترض أن تغوص في دهاليز قانون الانتخاب للمرة الأولى منذ ولادة الحكومة، فهل يعول الكتائب عليها، تجيب الأوساط لافتة إلى "أننا نؤمن بمسار المؤسسات، ومن المفترض أن تحيل الحكومة قانون الانتخاب إلى مجلس النواب، وإن كنا نعارض هذه الحكومة، فهذا لا يعني أن تتوقف عن العمل. ذلك أننا نعارضها لحثها على الانجاز، وإن لم يتحملوا مسؤولياتهم، فالمحاسبة متاحة في المجلس النيابي، علما أنها لم تقم بواجباتها حتى الساعة، لكن لا يزال في إمكانها المحاولة. وفي انتظار كلمة الجميل في الجلسة النيابية المفترض عقدها اليوم تعلق المصادر على مشهد الأمس، حيث تعرضت الحكومة للجلد من قبل الأفرقاء الممثلين فيها، في مشهد لافت، وتشير إلى أن "بات في مجلس النواب أكثر من 70 نائبا معارضا فيما اشترك الجميع في منظومة الحكم. غير أن المنطق السليم يفترض أن كلاما سياسيا كالذي خرج به نواب الأمة أمس يجب أن يدفع أصحابه إلى واحد من خيارين، إما الاستقالة من الأحزاب السياسية التي ينتمون إليها، إذا كانوا غير مقتنعين بخياراتها، أو طرح الثقة بالحكومة التي يهاجمونها".

 

المنلا: عن مؤتمر بروكسيل: الأولوية للتنمية والعودة مؤجلة و"الخطة تحصد التأييد واحتمــال عقد مؤتمر خاص بلبـنان"

المركزية- أطلق مؤتمر بروكسل صفارة الانذار للمباشرة بتأمين التمويل اللازم للخطة التي عرضها الوفد اللبناني برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري التي تقوم على مساعدة المجتمعات المضيفة والنازحين اضافة لتأهيل البنى التحتية، بعد أن استطاع انتزاع تأييد المجتمع الدولي لورقة لبنان وتأكيد عودة النازحين، في ظل موقف رسمي موحد، يؤمل أن يترجم في الاشهر المقبلة. مستشار رئيس الحكومة سعد الحريري لشؤون النازحين نديم المنلا، أوضح لـ"المركزية" أن "الوفد اللبناني عرض خطة لبنان لمعالجة أزمة النزوح السوري وكانت أصداء الدول المشاركة ايجابية، الامر الذي سنعتمد عليه كركيزة للمرحلة الجديدة التي تقوم على العمل لتأمين التمويل اللازم للخطة بعد أن تقر في مجلس الوزراء، وجولة الرئيس سعد الحريري الى كل من فرنسا والمانيا أتت في هذا السياق"، مشيرا الى أن "المستشارة الالمانية أنجيلا مركل ابدت حماسا لدعم لبنان وتم الاتفاق على عقد اجتماعات مشتركة بين موفدين من البلدين في الاشهر القادمة".

ولفت الى أن "المؤتمر شكل الانطلاقة لمشاريع التنمية للدول التي تتحمل عبء النزوح السوري"، مشيرا الى أن "الهجوم الكيميائي على إدلب كان له تأثير كبير، ما دفع الى التعاطف وإعلان مساعدات لكل المنطقة تفوق الـ 6 مليارات، حصة لبنان منها قد تبلغ الربع"، مضيفا "مؤتمر بروكسل تميز عن سابقه في لندن، بثلاثة طروحات أساسية، الاول على المجتمع الدولي أن يؤمن احتياجات النازحين لعدة سنوات مقبلة بعد أن كانت محصورة بسنة، الثاني يقوم على التأكيد على حاجة الدول المضيفة الى مساعدات تنموية وايجاد فرص عمل بعد أن كانت تقتصر المساعدات على البعد الانساني، والامر الاخير عدم امكانية الحل السياسي في المدى القريب في ظل التأجيج الحاصل في الميدان، الأمر الذي انعكس على طروحات اعادة الاعمار التي لم تناقش خلال المؤتمر". وبالنسبة للمناطق الآمنة، أشار الى أن "نتيجة تزامن الهجوم الكيميائي على إدلب مع انعقاد المؤتمر، ليس هناك في المدى القريب احتمال لإقامة مناطق آمنة"، مضيفا "أما موضوع عودة النازحين الى بلادهم، فتم الاتفاق على السير به عندما تتأمن الظروف على أساس المعايير التي يضعها القانون الدولي". وعن الخطوات المرتقبة في لبنان، قال "على كل وزارة معنية أن تحضّر مشاريعها، بالاشتراك مع مجلس الانماء والاعمار، ليصار الى السعي لتأمين التمويل اللازم الذي يقدر بـ10 مليارات"، مشيرا الى أن "الطروحات لم تتبلور بعد وقد يصار الى تخصيص مؤتمر للبنان".

 

الجسـر: النسبية الكاملة لا تؤذينـا ولا نســير بالتمديد قبل "التوافـق" و"الثنائي" يحسم "الانتخاب" الاثنين و"حجب نفقات الامن الداخلي" على الطاولة

المركزية- يبدو ان "القيامة الانتخابية" ستأتي قبل انتهاء اسبوع الآلام الذي يبدأ الاثنين المقبل. فكلام وزير الخارجية جبران باسيل صاحب "العدّاد الاكبر" في طرح الصيغ الانتخابية الذي رجّح "قيامة قانون الانتخاب المُنتظر قبل نهاية اسبوع الآلام"، "قد" يتحوّل واقعاً انطلاقاً من محطتين مفصليتين: الاولى صباح الاثنين المقبل، اذ سيحضر قانون الانتخاب بصيغته المتعددة وتقسيماته الادارية لاوّل مرّة على طاولة حكومة "استعادة الثقة"، والثانية مساء اليوم نفسه في عين التينة حيث يعقد الحوار الثنائي بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" الجولة 42 برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري، ستكون حاسمة "انتخابياً" لجهة تحديد وجهة "البر" الذي سيرسو عليه موقف الحزب والتيار. واكد عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر لـ"المركزية" "اننا "تعمّدنا" تحديد موعد الجولة 42 قبل ايام قليلة من تاريخ 15 نيسان الفاصل والحاسم على ضفة قانون الانتخاب، ليتسنّى لنا معرفة بوصلة مواقف القوى السياسية، وكلنا امل ان يُحسم هذا الملف قريباً"، ولم يستبعد "التوافق "بالحد الادنى" على صيغة موحدة لقانون الانتخاب في الربع الساعة الاخير قبل 15 الجاري". واذ اوضح "اننا كنواب لم نتبلّغ حتى الان اي دعوة الى جلسة للبرلمان تُعقد الاسبوع المقبل لاقرار التمديد للمجلس النيابي كما يروّج في الاعلام"، لفت الى "ان مداخلة النائب نقولا فتّوش امس خلال جلسة مناقشة الحكومة "مهمة وقيّمة" لجهة تحذيره من الناحية القانونية من مخاطر الفراغ في السلطة التشريعية"، ومعلناً اننا "كـ "تيار المستقبل" لا نسير "مبدئياً" بالتمديد قبل التوافق على اقرار قانون جديد تُجرى على اساسه الانتخابات النيابية"، مستشهداً في هذا السياق بكلمة النائب ابراهيم كنعان امس التي اعتبر فيها "ان لا حاجة الى التمديد اذا توافقنا على اقرار قانون جديد". وحذّر الجسر "من خطورة الفراغ الذي يُدخل البلد في مكان مجهول"، مشيراً الى "ان الخلافات السياسية حول قانون الانتخاب وصيغه المتعددة التي طُرحت، اضافةً الى "شيطنة" قانون "الستين" على رغم ان حجم الكتلة النيابية لبعض القوى السياسية التي رفضته كان سيكبر لو اُجريت الانتخابات على اساسه، ضاعفت مساحات التباعد وقلّصت القواسم المشتركة التي "تسهّل" التوافق على قانون جديد، وما كلمة النائب وائل ابو فاعور التي حذّر فيها من الذهاب الى خيار التصويت على قانون الانتخاب ما يزيد الانقسام في البلد، اضافة الى "تحذير" الرئيس بري منذ ايام من ان فرض قانون الانتخاب ينسف البلد، سوى دليل الى "عمق" هذه الخلافات وحقيقة الصراع حول القانون". واعتبر "ان صعوبة قانون الانتخاب ارتباطه بالطوائف والتقسيمات الطائفية، لكن هذا لا يعني ان التوافق السياسي حوله مستحيل".

ورداً على المعلومات المتداولة عن ان الرئيس الحريري ابلغ الثنائي الشيعي موافقته على السير بالنسبية الكاملة، اوضح الجسر "اننا بحثنا صيغة النسبية الكاملة ولبنان دائرة واحدة، وهي "لا تؤذينا" انتخابياً. صحيح اننا نخسر بعض المقاعد في دوائر معيّنة الا اننا "نعوّض" بتحالفاتنا "مع خصوم خصومنا" في دوائر اخرى". ولم يستبعد "ان يحضر ما يحصل بين "المستقبل" و"حركة امل" في شأن حجب وزارة المال للنفقات السرية عن قوى الامن الداخلي بسبب التعيينات الاخيرة التي اجراها المدير العام اللواء عماد عثمان، على طاولة الثنائي الاثنين"، وقال "لن نخفق في معالجة ما حصل طالما اننا ننجح في حل ازمات اكبر منها".

 

تهديدات ترافق انتشار "القوة المشتركة" في عين الحلوة

المركزية- وسط تهديدات الاسلاميين المتشددين التكفيريين في مخيم عين الحلوة، تنتشر الخامسة عصر اليوم القوة المشتركة التي انبثقت من "اتفاق السفارة" في 3 نقاط في المخيم بقيادة قائدها الفتحاوي العقيد بسام السعد ونائبه الحمساوي صالح الغوطاني، في ظل متابعة حثيثة من القوى الفلسطينية المصرة على الانتشار رغم التهديدات التي يطلقها المطلوبون الخطرون الذين باتوا يسيطرون على نصف مساحة المخيم. وأكدت مصادر فلسطينية متابعة لـ"المركزية" "الإصرار على نشر "القوة" في الموعد المحدد، وفي الأماكن الثلاثة التي جرى تحديدها"، مشيرة الى أن "التهديدات التي تعرضت لها من المطلوب بلال بدر وابو جمرة الشريدي وهيثم الشعبي جدية، لكن الاصرار على الانتشار مؤكد". ومواكبة للانتشار، عقد في مقر الامن الوطني الفلسطيني في مخيم عين الحلوة اجتماع لمسؤولين في فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ضم قائد الامن الوطني اللواء صبحي ابو عرب، عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية صلاح اليوسف، عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين عدنان ابو النايف، ومسؤول حزب الشعب الفلسطيني غسان ايوب. وبحث المجتمعون في اوضاع المخيمات الفلسطينية في لبنان ولا سيما مخيم عين الحلوة وموضوع نشر القوة المشتركة.

 

الرئيس أمين الجميـــل: نأمــل الا "يُقحمنـا" حـزب الله" فــي ردّه و"حبذا لو تكون "الضربات الاميركية" بداية "إنفراج" لأزمة سوريا"

المركزية- اعتبر الرئيس امين الجميل "ان هجوم ادلب الكيميائي والرد الاميركي عليه يُشيران الى اننا امام معضلة جديدة ولا بد من ان تُعالج هذه القضية في شكل جدّي لوقف المآسي التي يعيشها الشعب السوري". ولفت في حديث تلفزيوني الى "ان الاهتراء على صعيد الحلول السلمية كان مدمّراً لسوريا، وآن الاوان لتكون الحادثة الاخيرة حافزاً للجميع من اجل البحث لحل المأساة"، قائلاً "حبذا لو تكون الحادثة في ادلب او ردة فعل الرئيس الاميركي دونالد ترامب منطلقا لبحث جدّي وانهاء المأساة السورية، ونعتقد ان من الصعب ان يبقى هذا النظام السوري في مستقبل سوريا". وشدد على "ان من واجب الامم المتحدة والاطراف الاقليمية والدولية المعنية الانكباب على لبّ المشكلة وان تضع الحلول السياسية والنهائية والبحث عن حل يُؤمّن الاستقرار في سوريا والعيش بحياة ديموقراطية تكفل حياة الانسان". اضاف "لا شك ان "حزب الله" سيكون له موقف حيال ما يحصل، وهو قادر ان يُعطّل ويُعرقل ويتّخذ مواقف سلبية، لذلك من الضروري الانطلاق من هذه الحادثة لوضع حد للمأساة"، مذكّراً "بان لبنان من ضحايا الحرب السورية ان كان لجهة النازحين او التطورات اللبنانية الداخلية التي تأثرت جرّاء الحوادث"، واملاً في "ان يكون الانضباط سيّد الموقف وان يتمتع "حزب الله" بحسّ المسؤولية وان يقف وقفة وجدانية حتى لا يُقحم لبنان في آتون الحرب".وختم الرئيس الجميل "امل ان تكون هذه الحادثة بداية انفراج وان يتّعظ الآخرون من خطورة الوضع في سوريا، والجلوس حول طاولة واحدة لحل المشاكل بالحوار والطرق الدبلوماسية، لان النظام الحالي غير قادر على إعادة الاستقرار الى البلاد المشروط بالانماء واعادة الاعمار".

 

انتخابات نقابة المهندسين اليوم: مرشح "القوات" يفسح لمرشح "التيار"

النهار/8 نيسان 2017/تستعدّ نقابة المهندسين في بيروت لانتخابات مجلس النقابة اليوم، على وقع معركة حزبية بامتياز، فرضت نفسها مع تحوّل التحالف القواتي - العوني إلى منافسة تحالفات حزبية سياسية اخرى، وسط انسحاب مرشّح حزب "القوات اللبنانية" نبيل أبو جودة رسمياً لصالح مرشح "التيار الوطني الحر" بول نجم، في مقابل حصول القواتيين على مقعدين من أصل 5 أعضاء في مجلس النقابة. وإذا لم يحصل الحزب على شروطه، فقد تنقلب المعادلات الانتخابية ويتم خلط الأوراق التحالفية، علما ان مرشح "التيار" يحظى بدعم "حزب الله" و"حركة أمل". ولا يحبذ الحزب الاشتراكي اياً من مرشحي "التيار" أو "القوات"، وإذا وجد نفسه ملزماً بالتصويت، فسيفعل لمصلحة جاد تابت (عن "نقابتي")، في مقابل سحب المرشح جان مخايل ترشيحه بعد ظهر امس. مصادر المرشحين وصفت لـ"المركزية" التحضيرات بمعركة "داحس والغبراء"، في ظل التطورات والتحوّلات المتسارعة عشية الاستحقاق، في حين لا يزال فريق "القوات اللبنانية" يفاوض على مقعدين اثنين، لكنه يجبه بالرفض، لأن لديه أصلاً عضويْن في النقابة، كما أن التيار يطالب بدوره بنقيب وعضو في ما يعني أن الأفرقاء الآخرين سيخرجون خالي الوفاض. وفيما يحاول "تيار المستقبل" تدعيم موقف "القوات" ليحصل على مكاسب، تشير المصادر إلى أن "هناك مَن يراهن على أن "القوات" سيرضى في النهاية بعضو واحد في مجلس النقابة، كما أن "المستقبل" لن يمضي معه في مغامرة أخرى، خصوصاً أنه يحفظ ماء الوجه للانتخابات المقبلة عندما يكون النقيب سنياً". من جهة اخرى، أعلن رئيس "حزب الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون أنه "جدّد تأييد الحزب ترشيح المهندس بيار جعارة لمركز نقيب المهندسين في بيروت"، مشدداً على "أن هذا التأييد لا ينطلق من اعتبارات حزبية أو مصلحية ضيّقة، بل من أن المهندس جعارة يمتلك كل الكفاءات المطلوبة لتولي هذا المنصب، والتي لا تهدف إلا إلى تنظيم النقابة وتحديث أساليب العمل فيها والارتقاء بها نحو الأفضل".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الخسائر التي تسببت بها الضربة الأميركية في سوريا

سكاي نيوز/07 نيسان/17/الجمعة 07 نيسان 2017

تسببت الضربة الأميركية على قاعدة الشعيرات العسكرية في حمص وسط سوريا، الجمعة، بأضرار في الأرواح وأخرى مادية، وفق ما أفادت وسائل إعلام سورية ومسؤولون حكوميون محليون.  وجاءت الضربة الأميركية ردا على استهداف طائرات عسكرية سورية بلدة خان شيخون في إدلب بالغاز السام قبل أيام، مما أدى إلى مقتل 87 شخصا من بينهم 31 طفلا. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، في اتصال هاتفي مع "سكاي نيوز عربية"، إن الضربة الأميركية أدت إلى قتل أربعة عسكريين من لواء الدفاع الجوي، من بينهم ضابط برتبة عميد. وأضاف عبد الرحمن أن مطار الشعيرات، الذي يعتبر ثاني أكبر قاعدة عسكرية للجيش السوري "دمر بشكل شبه كامل، بما فيه من طائرات وقواعد دفاع جوي"، مشيرا إلى أن "مدرج المطار وحظائر الطائرات ومخزن الوقود ومبنى الدفاع الجوي جميعها دمرت بشكل كامل". وأكد عبد الرحمن أن الطائرات التي قصف بلدة خان شيخون بالغاز السام، انطلقت من قاعدة الشعيرات العسكرية، التي يُعتقد بوجود قوات إيرانية فيها. وفي وقت سابق الجمعة، قال محافظ حمص طلال البرازي، إن هناك قتلى وجرحى من جراء الضربة الأميركية، وأكد أن الأضرار المادية كبيرة. وكان المتحدث باسم البنتاغون الكابتن جيف ديفيز قال للصحفيين إن الضربة الصاروخية الأميركية استهدفت طائرات وحظائر طائرات محصنة ومناطق لتخزين الوقودوالإمدادت اللوجيستية ومخازن للذخيرة وأنظمة دفاع جوي وأجهزة رادار. ووصف البرازي الضربات الأميركية في سوريا بأنها تخدم أهداف "المجموعات الإرهابية المسلحة" وتنظيم داعش المتشدد. وأضاف في مقابلة عبر الهاتف مع التلفزيون السوري أن "القيادة السورية والسياسة السورية لن تتبدل، وهذا الاستهداف لم يكن الأولى، وأعتقد أنه لن تكون الأخير". وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أمر بتوجيه ضربات صاروخية على قاعدة الشعيرات في حمص التي انطلقت منها منذ يومين مقاتلات حربية سورية شنت هجوما كيماويا في بلدة خان شيخون بريف إدلب.

وذكر مسؤولون أميركيون أن الجيش الأميركي أطلق العشرات من صواريخ كروز على القاعدة الجوية ردا على الهجوم الذي يعتقد أنه تم باستخدام غاز سام في منطقة تسيطر عليها المعارضة.

 

 واشنطن بوست": كيف سترد روسيا؟

المركزية- على وقع الضربة الأميركية لسوريا، تساءلت صحيفة " واشنطن بوست" "كيف سترد روسيا؟"، مشيرة الى أن "الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد يعمد إلى طمأنة الروس بأن الضربة لم يكن يُقصد منها سوى معاقبة الرئيس السوري بشار الاسد على استخدامه أسلحة كيميائية على بلدة خان شيخون الثلاثاء الماضي، وأن ليس في نيته قلب التوازن في الحرب الدائرة هناك". ولفتت الصحيفة أن "ما يواجه ترامب وقادته العسكريين الآن هو وجود قوات روسية في ساحات القتال وأنظمة دفاع جوي روسية قادرة على إسقاط الطائرات الأميركية". وقال أندرو إكسوم وهو مسؤول عسكري سابق في إدارة أوباما أن "السوريين والروس قد يُفسدون الحرب على الإرهاب في حال توجيه ضربة ضد نظام الأسد، إذ سيكون لديهم من الذرائع للبدء بإطلاق نيران أنظمة دفاعاتهم الجوية على طائرات التحالف الدولي"، مشيرا الى أن "إذا ما أُسقطت طائرات أميركية أو اضطرت للرد على الرادارات السورية والروسية، فإن الولايات المتحدة قد تنجر إلى مستنقع الحرب "الفوضوية" في سوريا".

 

59 "توماهوك" تفاجئ دمشق والعالم وتعيد واشنطن الى المسرح السوري والدولي وخطوط أميركية حمراء أمام الأسد..وتوتر غير مسبوق بين الكرملين والبيت الابيض

المركزية- لم تكد تمضي ساعات على تلويح الولايات المتحدة في مجلس الامن الدولي باجراءات أحادية في سوريا اذا فشلت الامم المتحدة في الرد على الهجوم الكيميائي الذي استهدف خان شيخون السورية، حتى دكّت مدمرتان بحريتان أميركيتان فجر اليوم قاعدة الشعيرات العسكرية الجوية في ريف حمص بـ 59 صاروخا من طراز "توماهوك"، محدثة أضرارا هائلة فيها حتى باتت تقريبا خارج الخدمة، في عملية نوعية أدت الى "مقتل 6 اشخاص وسقوط عدد من الجرحى" وفق ما أعلن الجيش السوري الذي اعتبر "الضربة الاميركية مخالفة لكل القوانين والأعراف الدولية وتسعى للتأثير على قدرات الجيش السوري في مكافحة الإرهاب". خطوة واشنطن العسكرية فاجأت العالم لناحية توقيتها، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، وقد تفاوتت ردود الفعل الدولية عليها فأجمع الاوروبيون والخليجيون والاتراك على الترحيب بها حيث حمّل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل ودول الحلف الاطلسي الرئيس "بشار الأسد "وحده" مسؤولية الضربة الأميركية في سوريا، وقال وزير الخارجية الفرنسية جان مارك ايرولت ان "الضربة الأميركية تحذير لنظام إجرامي". أما وزير الدفاع البريطاني فأشار الى "أننا كنا على اتصال وثيق على كل المستويات مع الحكومة الأميركية في شأن الضربات في سوريا". بدورها، أعلنت الرياض تأييدها "الكامل للعمليات العسكرية الاميركية على أهداف عسكرية في سوريا" في حين وصف نائب رئيس الوزراء التركي الضربة الأميركية بـ"الإيجابية" وقد دعا متحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى اقامة منطقة حظر للطيران في سوريا على وجه السرعة. أما حلفاء النظام، وعلى رأسهم ايران، فدانوا "بشدة" الخطوة العسكرية الاميركية التي كان من أبرز تداعياتها الدوليّة إرساء مناخات متوترة في أجواء العلاقات الأميركية – الروسية. ففيما يعقد مجلس الدوما الروسي جلسة طارئة لمناقشة التطورات السورية، أشار الكرملين الى ان الضربات تلحق ضررا كبيرا بالعلاقات مع أميركا، لافتا الى ان بوتين يعتقد أن الضربات عقبة خطيرة أمام تشكيل تحالف دولي لمحاربة الإرهاب، معتبرا انها انتهاك للقانون الدولي وعدوان على دولة ذات سيادة، ومؤكدا ان الجيش السوري لا يملك أسلحة كيميائية. ووسط تباين هو الاكبر بين الجبارين منذ انتخاب الرئيس الاميركي دونالد ترامب، خصوصا ان الجيش الروسي أعلن أنه سيعزز الدفاعات الجوية السورية، في خطوة تُعد وفق المصادر، تحديا لواشنطن، ومن شأنها تزكية الكباش الحاصل بين العاصمتين على الملعب السوري، يأتي اللقاء الذي يفترض ان يجمع في 11 و12 نيسان الجاري- اذا لم يلغَ- وزير الخارجية الاميركية ريكس تيليرسون ونظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو ليشكل مناسبة لاستشراف المسار الذي ستسلكه العلاقة بين الدولتين في المرحلة المقبلة.

وفي قراءة للضربة الاميركية، تعتبر المصادر ان من شأنها رسم خطوط حمر للنظام السوري يُمنع عليه تجاوزها، كما من شأنها ابلاغ الاسد رسالة مفادها ان تركيز واشنطن على محاربة الارهاب لا يعطيه شرعية ولا يعطيه ضوءا أخضر لقتل المدنيين. وتلفت المصادر الى ان الضربة تشكل عودة للاعب الاميركي الى المعادلة السورية بعد انكفاء الادارة السابقة في شكل شبه تام لصالح الروس، وتريد منها واشنطن البدء بتجميع أوراق القوة لوضعها على طاولة المفاوضات مع موسكو متى دقت ساعة رسم الجانبين، تسوياتٍ لأزمات المنطقة، خصوصا ان روسيا تملك اوراقا كثيرة في جعبتها. واذ تعتبر ان حدود التحرك الاميركي يصعب التكهن بها منذ الآن، ويصعب البت في ما اذا كانت الضربة "موضعية" أم ستستتبع بعمليات أخرى، تؤكد المصادر ان مما لا شك فيه ان موازين القوى الدولية في المرحلة المقبلة آيلة الى تبدل وأن المايسترو الروسي لن يعود وحده يتحكم بمسار الامور في المنطقة.

 

أميركا تهاجم النظام السوري بـ 70 صاروخا/أميركا أطلقت عشرات الصواريخ على قاعدة عسكرية سورية

العربية.نت ووكالات/ الخميس 10 رجب 1438هـ - 6 أبريل 2017م/شنت أميركا هجوما عسكريا على النظام السوري في ساعة مبكرة من صباح الجمعة. وقال مسؤولون أميركيون إنه تم قصف قاعدة جوية سورية  بـ 70 صاروخا، وإن الضربة المحدودة والسريعة انتهت. وذكر المسؤولون أن الضربات في سوريا استهدفت مقاتلات النظام. وأفادت شبكة "ان.بي.سي نيوز" أنه تم  إطلاق العشرات من صواريخ توماهوك العابرة عالية الدقة على مطار "الشعيرات" العسكري قرب حمص. وانطلقت الصواريخ من مدمرات أميركية في شرق البحر الأبيض المتوسط، بحسب ما ذكرت الشبكة الأميركية. ترمب: ضربنا القاعدة التي انطلق منها الهجوم الكيمياوي وقال ترمب في كلمة لاحقة بعد الضربة العسكرية إنه "أمر باستهداف القاعدة التي انطلق منها الهجوم الكيمياوي" على خان شيخون في محافظة إدلب. وأعلن أن "الأسد استخدام غاز الأعصاب لقتل أكبر عدد من المدنيين"، وأن "أميركا انتصرت للعدالة". ودعا الرئيس الأميركي "الدول المحتضرة للسعي لإنهاء المذبحة وإراقة الدم في سوريا". وأوضح ترمب أنه "من مصلحة الأمن القومي لأميركا منع انتشار واستخدام الأسلحة الكيماوية". وشدد على أن "محاولات كثيرة لتغيير سلوك الأسد فشلت"، وأنه "يجب ألا يكون هناك جدل حول استخدام سوريا لأسلحة كيماوية محظورة".

النظام السوري يندد بالضربة

ومن جانبه، ندد الاعلام السوري الرسمي بـ "عدوان اميركي" بعد الضربة على قاعدة "الشعيرات". وذكر تلفزيون النظام السوري أن "عدوانا أميركيا ضرب أهدافا عسكرية سورية بعدد من الصواريخ". ونقل تلفزيون النظام عن مسؤول عسكري أن الضربة "أحدثت خسائر".

ترمب بحث خيارات عسكرية

وفي وقت سابق، أفادت "سي أن أن" نقلاً عن مصادر أميركية بأن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أخبر أعضاء في الكونغرس أنه يفكر بعمل عسكري ضد سوريا. وأعلن البيت _الأبيض أن ترمب تحدث مع عدة زعماء بشأن إقامة مناطق_آمنة في سوريا. وأكد ترمب أنه لم يتحدث بعد مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن الموقف في سوريا، ولكنه قد يفعل. وقال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية اليوم الخميس إن الولايات_المتحدة لم تستبعد رداً عسكريا على الهجوم بالغاز السام في سوريا والذي أودى بحياة عشرات المدنيين وألقت واشنطن بالمسؤولية عنه على النظام_السوري. وأضاف المسؤول أن البنتاغون يجري مناقشات تفصيلية مع البيت_الأبيض بشأن خيارات عسكرية بخصوص سوريا. وأوضح أن الخيارات العسكرية الأميركية بشأن سوريا تشمل منع طائرات النظام_السوري من الطيران وضربات أخرى. وكشف المسؤول أنه من المحتمل أن يناقش ترمب ووزير الدفاع ماتيس الخيارات بشأن سوريا في فلوريدا.

وردا على سؤال عما إذا كان قد تم استبعاد الخيار_العسكري، قال المسؤول "لا". وليس واضحا حجم التخطيط العسكري الأميركي القائم بشأن ضرب أهداف مرتبطة بنظام بشار_الأسد.

وزير الخارجية الأميركي: لا دور للأسد في مستقبل سوريا

ومن جانبه، أكد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في كلمة، الخميس، أنه"لا دور لبشار الأسد في مستقبل سوريا، ولكن مغادرته تتطلب إجماعا دوليا". وقال : "أجرينا اتصالات مع دول عدة بشأن ما جرى في سوريا، والمعلومات المتوفرة لدينا تشير إلى أن النظام السوري مسؤول عن هذا الهجوم".

ودعا تيلرسون، روسيا إلى ان "تعيد التفكير في دعمها المستمر للأسد"، مؤكدا أن "واشنطن تدرس ردا مناسبا على هذا الهجوم الكيمياوي الذي انتهك الأعراف".

 

هكذا ردّت الرئاسة السورية على الضربة الأميركية

"سكاي نيوز" - 7 نيسان 2017/قالت رئاسة الجمهورية العربية السورية إن استهداف أميركا لمطار الشعيرات العسكري بضربات صاروخية "تصرف أرعن غير مسؤول". وجاء في بيان للرئاسة السورية "ما قامت به أميركا لا ينم إلا عن قصر نظر وضيق أفق وعمى سياسي وعسكري عن الواقع، وانجرار ساذج وراء حملة وهمية دعائية كاذبة".وتابعت "إقدام أميركا على هذا الفعل المشين يوضح بالدليل القاطع أن تعاقب الإدارات لهذا النظام لا يغيّر من السياسات العميقة المتمثّلة باستهداف الدول وإخضاع الشعوب ومحاولة الهيمنة على العالم". كما ذكرت الرئاسة السورية "إذا كان النظام الأميركي يعتقد أنه بهذا الاعتداء قد تمكّن من دعم عملائه من العصابات والمنظّمات الإرهابية على الأرض، فإن الجمهورية العربية السورية تؤكد أن هذا العدوان زاد من تصميم سورية على ضرب هؤلاء العملاء الإرهابيين وعلى استمرار سحقهم". واستهداف أميركا لمطار الشعيرات جاء ردا على استهداف طائرات عسكرية سورية، انطلقت من المطار نفسه، بلدة خان شيخون في إدلب بالغاز السام قبل أيام، مما أدى إلى مقتل 87 شخصا من بينهم 31 طفلا. وقال المرصد السوري إن مطار الشعيرات العسكري أصبح خارج الخدمة بعد الضربات الأميركية، وأقر الجيش السوري بمقتل 6 من عناصره في الهجوم بينهم ضابط برتبة عميد.

 

المعارضة السورية تدعو لضرب كافة قواعد النظام الجوية

"العربية" - 7 نيسان 2017/دعا رئيس وفد الثورة السورية العسكري وكبير المفاوضيين، محمد علوش، الجمعة، إلى ضربات جوية دولية على كل القواعد الجوية السورية وذلك بعد هجوم صاروخي أميركي على قاعدة الشعيرات في مدينة حمص التي استهدفت بـ 59 صاروخاً. وأضاف القيادي محمد علوش في اتصال مع قناة الحدث "نحن ندعو إلى أن تكون الضربات مشتركة من جميع أنحاء دول العالم في كل المطارات التي يتم استهداف السوريين منها". هذا ورحب الائتلاف السوري المعارض، بالضربة الأميركية التي استهدفت قاعدة الشعيرات العسكرية في وسط سوريا، داعياً إلى استمرارها، وفق ما قال متحدث باسمه.

وقال رئيس الـدائـرة الإعلامية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد رمضان إن "الائتلاف السوري يرحب بالضربة ويدعو واشنطن لتقويض قدرات الأسد في شن الغارات". وأضاف: "ما نأمله استمرار الضربات لمنع النظام من استخدام طائراته في شن أي غارات جديدة أو العودة لاستخدام أسلحة محرمة دولية، وأن تكون هذه الضربة بداية". ويضم المطار السوري المستهدف، وفق رمضان، "مركزاً لتصنيع البراميل المتفجرة، وموقعا لتجهيز صواريخ محملة بمواد كيمياوية". وأضاف المسؤول المعارض أن المطار كان "يستخدم في قتل السوريين، وتسبب في مقتل الآلاف منهم نتيجة القصف". وشنت أميركا هجوما عسكريا على النظام السوري في ساعة مبكرة من صباح الجمعة. وقال مسؤولون أميركيون إنه تم قصف قاعدة جوية سورية بـ 59 صاروخا، وإن الضربة المحدودة والسريعة انتهت.  وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن "59 صاروخ توما هوك استهدفت طائرات وحظائر طائرات محصنة ومناطق لتخزين الوقود والمواد اللوجيستية ومخازن للذخيرة وأنظمة دفاع جوي ورادارات" في قاعد "الشعيرات" العسكرية الجوية قرب حمص. وأضاف مسؤول أميركي أن الصواريخ أصابت أهدافها في الساعة 3:45 صباحا بتوقيت سوريا اليوم الجمعة. وانطلقت الصواريخ من مدمرات أميركية في شرق البحر الأبيض المتوسط.

 

بعد الضربة الأميركية.. روسيا تعزز دفاعات الأسد الجوية

"العربية" - 7 نيسان 2017/أعلن الجيش الروسي، الجمعة، أنه "سيعزز" الدفاعات الجوية للنظام السوري بعد الضربة الصاروخية الأميركية على قاعدة الشعيرات في حمص، وفق ما قال المتحدث العسكري. وقال إيغور كوناشنكوف للصحافة "من أجل حماية البنى التحتية السورية الأكثر حساسية، سيتم اتخاذ سلسلة من التدابير بأسرع ما يمكن لتعزيز وتحسين فاعلية منظومة الدفاع الجوي للقوات المسلحة السورية". وأكد أن 23 صاروخاً أميركياً فقط أصابت قاعدة الشعيرات، فيما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون إطلاق 59 صاروخاً. وقال كوناشنكوف إن هذه الضربة تم التحضير لها "قبل وقت طويل من أحداث اليوم".

وتابع "الإدارة الأميركية تبدلت، لكن طريقتها في شن الحرب لم تتغير منذ عمليات القصف في يوغوسلافيا والعراق وليبيا". فيما أكد الكرملين أن احتمالية الاحتكاك الجوي مع الولايات المتحدة في الأجواء السورية ارتفعت بشكل كبير. واضاف الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفق مع مجلس الأمن الروسي على استمرار الانتشار العسكري في سوريا. من جانبه أكد مسؤول روسي أن قاعدة اللاذقية الجوية وقاعدة طرطوس البحرية محميتان بنظامي أس-300 وأس-400 الصاروخيين. هذا بينت وزارة الدفاع الروسية أن متشددين بدؤوا مهاجمة مواقع للجيش السوري بعد الضربات الأميركية مباشرة.

 

هولاند يدعو لمواصلة الضربات الأميركية ضد الأسد أممياً

"العربية" - 7 نيسان 2017/ دعا الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، الجمعة، إلى "مواصلة" الضربة الصاروخية الأميركية على النظام السوري "على المستوى الدولي". وقال هولاند "أعتبر أن هذه العملية كانت رداً" من الولايات المتحدة، مضيفاً "يجب الآن مواصلتها على المستوى الدولي في إطار الأمم المتحدة إذا أمكن، بحيث نتمكن من المضي حتى النهاية في العقوبات على رئيس النظام السوري بشار الأسد ومنع هذا النظام من استخدام الأسلحة الكيمياوية مجددا وسحق شعبه" فيما قال وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إيروليت، اليوم الجمعة إن فرنسا لا تريد تصعيدا للصراع السوري بعد الضربات الصاروخية الأميركية، وإن دعم روسيا وإيران لنظام الأسد أصبح بلا معنى، وعليهما الانضمام إلى محادثات تهدف للتوصل إلى حل عن طريق التفاوض. وفي كلمة ألقاها بمالي إلى جانب وزير الخارجية الألماني زيجمار جابرييل قال إيروليت "لا نريد تصعيداً. علينا أن نوقف الرياء. إذا كانت روسيا تتصرف بحسن نية فعليها أن تتوقف وتتفاوض."

وأضاف قائلاً "لا نريد أن نزيد المخاطر بل أن نجد حلاً. لا يمكنك التعامل مع الواقع (استخدام أسلحة كيمياوية) باللجوء للدعاية".

 

تركيا تدعو للإطاحة فوراً بالأسد وإقامة منطقة حظر جوي

"العربية" - 7 نيسان 2017/دعا وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، الجمعة، للإطاحة فوراً برئيس النظام السوري بشار الأسد. وقال إنه ينبغي تشكيل حكومة انتقالية، وعبر عن دعمه للهجمات الصاروخية الأميركية، التي نفذت فجر الجمعة على مطار الشعيرات بحمص. وقال تشاووش أوغلو للصحافيين في بلدة ألانيا في تصريحات بثت على الهواء مباشرة "من الضرورة الإطاحة بالنظام في أسرع وقت ممكن من قيادة سوريا". وتابع "إذا لم يكن يريد الرحيل وإذا لم تكن هناك حكومة انتقالية وإذا واصل ارتكاب جرائم ضد الإنسانية فينبغي اتخاذ الخطوات الضرورية للإطاحة به." كما ذكر أن إقامة مناطق آمنة للمدنيين في سوريا أصبحت أهم من أي وقت مضى. وقال إن التحالف أُخطر بالهجوم الصاروخي الأميركي. وأضاف أنه تحدث عبر الهاتف مع نظيريه الفرنسي والألماني لكنه لم يقل متى كان ذلك. وقال أيضاً إن اتصالات جرت مع وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي ريكس تيلرسون.

 منطقة حظر جوي ومناطق آمنة

إلى ذك، قال المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقت لاحق الجمعة إنه من الضروري فرض منطقة لحظر الطيران وإقامة مناطق آمنة في سوريا على وجه السرعة.  ووصف المتحدث، إبراهيم كالين، الضربات الصاروخية الأميركية لقاعدة جوية سورية بأنها رد إيجابي على "جرائم حرب". وأضاف في بيان مكتوب "إن تدمير قاعدة الشعيرات الجوية يمثل خطوة مهمة لضمان ألا تمضي الهجمات الكيمياوية والتقليدية على السكان المدنيين من دون عقاب".

 

الهند تعقد أكبر صفقة في تاريخ الصناعات العسكرية الإسرائيلية

العرب/08 نيسان/17/نيودلهي – أبرمت الهند اتفاقا مع إسرائيل لشراء تكنولوجيا سلاح بقيمة حوالي ملياري دولار في ما وصف بأنه “أكبر صفقة دفاعية” في تاريخ إسرائيل التي تعد من كبار الدول المصدرة للأسلحة. وأفادت شركة “إسرائيل لصناعات الطيران والفضاء” الحكومية في بيان أنها ستزود الهند بمنظومة دفاعية متقدمة من صواريخ أرض-جو متوسطة المدى، وقاذفات، وتكنولوجيا اتصالات. وأضافت أن الاتفاق “يعد أكبر صفقة دفاعية في تاريخ صناعات إسرائيل الدفاعية”. وكانت الهند حتى وقت قريب تتكتم على علاقاتها الدفاعية مع إسرائيل لأسباب ترجع إلى حد بعيد إلى خشيتها من إغضاب الدول العربية والطائفة المسلمة الكبيرة بين سكانها، لكن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يعتبر هو وحزبه ذو النزعة القومية، أن إسرائيل حليف له ضد التشدد الإسلامي، وقد أقام علاقات أكثر دفئا مع إسرائيل ومن المنتظر أن يزورها في وقت لاحق هذا العام.

وستزود الشركة الإسرائيلية نيودلهي كذلك بمنظومة دفاع بحرية، تتضمن صواريخ أرض-جو بعيدة المدى لأول حاملة طائرات هندية لا تزال قيد الإنشاء. وأشارت الشركة إلى أنه سيتم تجميع بعض القطع في الهند، تماشيا مع سعي رئيس الوزراء مودي للحد من اعتماد بلاده على الواردات المكلفة. وتعد الهند إحدى أهم الأسواق للأسلحة الإسرائيلية في وقت تبتعد نيودلهي عن حليفتها التقليدية روسيا في معداتها العسكرية. ورفعت حكومة مودي سقف الاستثمارات الأجنبية في مجال الدفاع كما شجعت على إقامة علاقات بين الشركات الأجنبية والمحلية تحت شعار حملة “صنع في الهند”.

وأبرمت في هذا السياق عددا من الاتفاقيات الدفاعية منذ وصول حزب الشعب الهندي (باراتيا جاناتا) إلى الحكم عام 2014. وتستثمر الهند، أكبر مستورد للمعدات الدفاعية في العالم، عشرات المليارات من الدولارات لتجديد معداتها العائدة إلى الحقبة السوفييتية لمواجهة التوترات مع الصين وباكستان، اللتين تملكان أسلحة نووية. وتشير بيانات الكونغرس الأميركي إلى أن الهند كانت ثاني أكبر مشتر للأسلحة بين دول العالم النامي في الفترة بين 2008 و2015. ووقعت العام الماضي صفقة مع فرنسا بقيمة 7.9 مليار يورو (8.8 مليار دولار) لشراء 36 مقاتلة من طراز “رافال” بعد عدة تأخيرات وعقبات بشأن الكلفة وتجميع الطائرات في الهند، أما إسرائيل فقد باعت أسلحة خلال العام الماضي بقيمة 6.5 مليار دولار.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

شظايا الأسد في موسكو وطهران

 احمد عياش/النهار/8 نيسان 2017

الدقائق الاربع التي استغرقها إطلاق 59 صاروخا من المدمرتين الاميركيتين "بورتر" و"روس" في شرق المتوسط فجر الجمعة 7 نيسان 2017 مستهدفة مطار الشعيرات العسكري التابع للنظام السوري في ريف حمص، دخلت تاريخ الشرق المضطرب لترسم فاصلاً بين ما قبلها وما بعدها بالنسبة الى طريقة تعاطي الادارة الاميركية مع الازمة السورية. وبقدر ما كان دويّ الصواريخ الاميركية عاليا جدا على المستوى الميداني كان دويّها سياسيا أعلى بكثير بدءا من واشنطن التي غيّرت وجه أميركا جذريا مما كان عليه عام 2013 عندما كان الرئيس باراك أوباما في البيت الابيض، وبين عام 2017 حيث اليوم الرئيس دونالد ترامب. وفي خلاصة لهذا التحوّل ثمة إجماع على القول ان الولايات المتحدة الاميركية لن تكتفي بالاقوال فحسب بل هي ستقرنها بالافعال.

السؤال الان الذي لم يلق جوابا بعد: لماذا ردّ الرئيس السوري بشار الاسد على "تحية" الرئيس الاميركي له قبل أيام بأنه ليس على لائحة الاهداف الاميركية في الوقت الراهن بتنفيذ غارة الغاز السام على خان شيخون في إدلب؟ كثير من السياسيين في لبنان والذين تربطهم علاقات مع دمشق وموسكو، قبل غارة الكيماوي، هللوا للموقف الودي الذي أعلنته إدارة ترامب من رأس النظام السوري واعتبرته تحوّلاً يصب في مصلحة النظام لمدة طويلة. وفي المقابل شعر كل مناهضي النظام في لبنان والعالم بالمرارة وتخوفوا من أن يكون ذلك على حساب الحل العادل للأزمة السورية.

قبل غارة خان شيخون، تداولت اوساط قريبة من موسكو معلومات تفيد ان طهران لا تريد ان يكون هناك حل لهذه الازمة قبل أن تستكمل مخطط "سوريا المفيدة" الذي يعني توسيع نفوذ النظام السوري ليشمل المناطق الشمالية المحاذية للحدود مع تركيا. وهذا بطبيعة الحال يشمل محافظة إدلب التي تمثّل آخر معاقل المعارضة السورية الفعلية بكل أطيافها. فهل كان اللجوء الى السلاح الكيماوي بمثابة "الكيّ" الذي يدفع المعارضة الى الاستسلام بسبب عزلتها عن أي دعم فعلي لا سيما بعد التحول الاميركي من الاسد؟

ما استرعى الانتباه ان الضربة الاميركية غير المسبوقة حققت في وقت واحد مجموعة أهداف، أبرزها إقناع موسكو قبل زيارة وزير الخارجية الاميركي الثلثاء المقبل لروسيا، بأن تحترم قواعد السلوك الدولي في سوريا، وإرسال إشارة قوية الى طهران التي سارعت بعد سقوط الصواريخ في حمص الى نفي الانباء عن "مغادرة الديبلوماسيين الايرانيين وعائلاتهم الاراضي السورية". في لبنان، ما زال التفكير جاريا في مغزى التصريحات التي أطلقها الرئيس ترامب بعد غارة الكيماوي والتي تضمنت تهديدات شملت "حزب الله". ما هو ثابت ان شظايا الصواريخ الاميركية التي طاولت الاسد أيقظت النيام في محور حلفاء النظام السوري الممتد ما بين طهران وموسكو مرورا ببيروت. ويبدو أن كل الحسابات القديمة حول أميركا يجري الآن سحبها من التداول.

 

جَلاءُ التاريخ عن "لوحة الـجَـلاء"

هنري زغيب/النهار/8 نيسان 2017

مصعوقاً عاد صديقي من زيارته "صخورَ نهر الكلب" بعد غيابه عن لبنان منذ 1980. وكان قَصَدَ الموقع القديم ليلتقطَ صُوَراً جديدةً يـتـوِّج بها وثائقَ كتابٍ له عن الآثار في لبنان.

الصعقَةُ أَصابتْه من الإِهمال الفاجع اللاحق بــ"الصخور الشواهد": منها ما زالت عنها الكتابات كلّيّاً، ومنها ما أُضيفت إِلى كلماتها القديمة خربشات جديدة من رُعَناء أَغبياء خَطُّوا عليها سخافاتهم الـمُقْرفة وكلماتهم التافهة وأَسماءَهم الحقيرة بدون أَيِّ مسؤُوليةٍ حيال هَيبة التاريخ، ولا اعتبارٍ لأَهمية شواهدَ هي في قلب تاريخنا النابض. ما فائدةُ أَن يَدرُس عنها تلامذتُنا حتى إِذا زاروها صُعِقوا لرؤْيتها حجارةً بين أَدغال، ومزابلَ تقْرف منها حتى المزابل؟

ما فائدةُ أَن نَذْكر في كتب التاريخ ماضينا المحفور على هذه الصخور ما دام حاضرُنا يغتال هذا الماضي بإِهمال الصخور؟

حتى "لَوحةُ الجلاء" (1946) تَـحَـتَّـتَ الطلاءُ الأَسْوَد عن معظم حروفها وباتت غير مقروءة، فما فائدتُها بعد؟

واللوحاتُ الصخرية الباقية متَحَــتِّــتــة كلِّــياً فلا إِمكان لقراءتها، كأَنها صخورٌ عليها شخاريبُ من عوامل الطبيعة، فما فائدة إِبقائها والإِشارة إِليها ولا إِمكان حتى لاختصاصيي اللغات القديمة أَن يقرأُوها؟

أَين مديريةُ الآثار في لبنان لا ترمِّم هذه المحفورات بإِعادة الطلاء الأَسْوَد إِلى جميع حروفها حتى تكون فعلاً آثاراً جديرةً بزيارة السيّاح والمهتمّين والعارفين؟ وما نفعُ آثارٍ في صدارة تاريخنا القديم والحديث حين تَـمّحي عنها شواهدُ التاريخ؟

أَين بلدية ضبيه - زوق الخراب لا تفصل شرطيّاً بلديّاً لحظْر رمي النفايات، وعُمّالاً لتنظيف الموقع؟ ولماذا لا تنسّق مع وزارة الثقافة ومديرية الآثار في هذا الأَمر؟ ما نفع عمل بلدي ينظّم السير في شوارع البلدة ولا يؤَهِّل شارعاً - شارعاً واحداً - في حجم تاريخ لبنان؟

النداءَ النداءَ إِلى مديرية الآثار وبلدية ضبيه - زوق الخراب أَن تُبَادرا سريعاً إِلى تأْهيل موقع نهر الكلب بإِعادة الأَسْوَد إِلى حروف اللوحات، وبتأْمين حراسةٍ تليق بالموقع وبالسيّاح والزوّار ليكون الموقع شَرَفاً يتفرّد به لبنان منذ سحيق التاريخ.

لا المديرية تنفع إِن لم تتحرك بتأْهيل اللوحات التاريخية وإِزالة الوحُول والتراب عنها، ولا البلدية نافعة إِذا تركَت هذا الموقع للطائشين يعبَثون عليها بخربشاتهم، ويرمون أَمامها نفاياتهم، وتعلو حولها وبينها الحشائش والنباتات البرية كأَنها قفر مهجور.

قبل سنواتٍ أَهَّلت "المؤَسسة الوطنية للتراث" هذا المرفق بأَعلى مستوًى حضاري، وتركتْهُ لـمديرية الآثار وبلدية ضبيه - زوق الخراب، على أَن تبادر كلٌّ منهما وفْق صلاحياتها بالحفاظ عليه من الإِهمال. لكنهما لم تبادرا، فعاد الموقع مهجوراً تخجَل به الآثار، وتُشيح عنه مديريةُ الآثار، وبات خـراباً لا يليق حتى بــ"زوق الخراب". يا عيب الشُوم.

 

"العلوج الأمريكان"

غسان حجار/النهار/8 نيسان 2017

هل يصدّق احد إمكان الحسم في سوريا لمصلحة النظام او المعارضة بعدما تحولت الحرب السورية حرباً دولية على المصالح المتعلقة إن بسوريا وخيراتها او بالنفوذ والمصالح في المنطقة ككل؟ نعم يمكن توفير الحل عندما يتفق الكبار على تقاسم جديد للنفوذ والمصالح، فينهون النظام المتعجرف، والمعارضات التي صار اكثرها ارهابياً، اذ ان التعايش مع الطرفين غير ممكن، وحياة الطرفين ايضا غير ممكنة. وما دام الاتفاق على البدائل صعبا ومعقدا وغير متوافر، فان الفصل الاخير للحرب يظل بعيدا.

النظام بعد كل الجرائم التي ارتكبها بحق شعبه لن يكون قادرا، بشكله الحالي، على استعادة زمام المبادرة، وامساك الاقلية العلوية بمقاليد الحكم في ظل بحر هائج من الاكثرية السنية. والمعارضة، بما هي معارضات غير متفقة على الحد الادنى من النظرة والرؤية الى مستقبل سوريا، لا يمكنها تسلم الحكم ونقل انقساماتها وصراعاتها الى المؤسسات لتنفجر من داخلها. امس، كانت غارة اميركية بالصواريخ على مطار عسكري سوري، اعتبر النظام انه كان اقوى منها، اذ صرح بانه افرغ القاعدة الجوية من طائراتها الحربية، وركز على وقوع اصابات مدنية، كأنه بذلك يرد على الرئيس الاميركي دونالد ترامب، ويتهمه بالفشل، وفي هذا شكل اضافي من التعجرف وعدم الواقعية في التعامل مع المستجدات، بل ادارة الظهر لها. الضربة ليست عسكرية بل سياسية، وهي لا تبدل في توازن القوى الميداني، بل تبدل في موازين القوى السياسية، ورسالتها الى النظام وايران و"حزب الله" اكثر منها الى روسيا التي ثبّتت موقعها في المعادلة الاقليمية، ولم يعد ممكنا تجاوزها، بل صار الاتفاق معها ضرورة لأي فريق آخر. المشهد في سوريا لا يختلف كثيرا عما عرفه لبنان خلال الحرب التي امتدت خمسة عشر عاما، رغم كل المؤتمرات، والمبادرات، والادانات، والقرارات العربية والدولية التي ظلت حبرا على ورق الى ان حانت الساعة، ساعة الاتفاق بين القوى العظمى.

المَشاهد بالامس، وفي كل يوم، تعيدنا بالذاكرة إلى أيام "تنذكر وما تنعاد" عشنا فصول مآسيها، لتؤكد ان الوهن أصاب سوريا ولم يعد الخروج من المستنقع امرا سهلا، وقد مرت ست سنوات الى اليوم على تلك الحرب، رغم الإنكار الرسمي الذي سيظل سيد الموقف الى ما لانهاية، مذكرا بوزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف الذي استمر الى اللحظة الاخيرة يصف الاميركيين بالعلوج ويهزأ منهم قبل ان يصمت الى الابد. القراءة الواقعية تفيدنا اكثر مما تفيد السوريين انفسهم، وذلك لإبعاد شبح انتقال الحرب الينا مجددا، والدفع لانسحاب اي فريق لبناني من سوريا، وتحديدا "حزب الله" الذي لعب دور قوات "الردع"، الى لبنان، وهو يدفع اثمانا باهظة، وربما يخرج كما خرجت القوات السورية من لبنان نتيجة اتفاقات دولية لا تقيم له اعتبارا.

 

"مهزلة" ساحة النجمة لا تحجب مؤتمر بروكسيل لبنان التزم رؤية اقتصادية وتأمين العودة "غير القسرية"

 سابين عويس/النهار/8 نيسان 2017

خطفت الكلمات المثيرة (للعجب والاستغراب) التي يتناوب نواب الامة على تلاوتها في إطار جلسة المساءلة للحكومة المنعقدة منذ يومين في المجلس النيابي، الأضواء عن نتائج مشاركة لبنان في مؤتمر بروكسيل المنعقد تحت عنوان متابعة تنفيذ مؤتمر لندن لـ"دعم الصمود وجهود التنمية في البلدان المضيفة للاجئين بفعل الأزمة السورية". كان أجدى للبنانيين أن يطلعوا على ما بذلته حكومتهم من جهود أو مشاورات أجرتها في إطار مؤتمر بروكسيل مع ممثلين لـ70 دولة مانحة ومنظمات ومؤسسات دولية من أجل حصد الدعم الدولي لمواجهة أكلاف أزمة اللاجئين السوريين على بلادهم، بدلا من أن يتسمّروا أمام شاشاتهم لاكتشاف الفضائح التي تجري إثارتها ضمن إطار المساءلة، فيما السؤال الاجدى الذي يدور في أذهان هؤلاء هو: من الأولى بالمساءلة، الحكومة أو النواب؟

باستثناء كلمة رئيس الحكومة أمام المؤتمرين، والنتائج التي اعلنها المؤتمر عن "تعهد سخي من المانحين بلغ 6 مليارات دولار لـ2017، فضلا عن تعهدات متعددة بلغت 3.73 مليارات دولار للأعوام 2018 – 2020، ونحو 30 مليار دولار على شكل قروض بشروط ميسرة أعلنت عنها بعض المؤسسات المالية الدولية، لم يُكشف ما ستكون حصة لبنان من هذا الدعم، وماذا طلب تحديدا من المانحين، علما أن الأمم المتحدة كانت طالبت بنحو 8 مليارات دولار لـ2017 لتغطية حاجات الدعم والحماية داخل سوريا وفي تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر.

في مؤتمر لندن العام الماضي، قدمت حكومة الرئيس تمام سلام ورقة عمل حددت فيها وجهة استعمال التمويل المطلوب والذي بلغ في حينها 10 مليارات دولار، منها 7 مليارات على شكل قروض ائتمانية ميسرة و3 مليارات على شكل هبات. وكانت قدمت لذلك طلبا لتمويل مشاريع بنى تحتية بلغت 14 مشروعا. ولم يحظ لبنان إلا بالتمويل لمشروعين في مجال الطرق والتعليم، فيما تم الاعداد لمشروع صحي لكن لم ينجز بعد. وقد فصَل البيان المشترك الصادر عن لبنان والمانحين المكاسب التي تحققت في هذه المجالات، مع الإشارة إلى ان الدعم الدولي قد بلغ في 2016 ما مجموعه 1,9 مليار دولار.

لكن الواضح أن المقاربة التي اعتمدت في مؤتمر بروكسيل تختلف عن تلك التي اعتمدت في مؤتمر لندن. والسبب أن تنامي ضغط اللاجئين على المجتمعات المضيفة وعلى فرص العمل المتوافرة، بلغ مستويات خطيرة لم يعد في إمكان لبنان تحمل تبعاتها بقدراته الذاتية، وبات في حاجة ملحة إلى الدعم الدولي. فبعدما ركزت الورقة إلى مؤتمر لندن على محوري المساعدات الانسانية والاستقرار والتنمية، حدد لبنان مشكلته اليوم بأولوية البعد التنموي والاستقرار على البعد الانساني، على ما يوضح مستشار رئيس الحكومة لشؤون النازحين نديم المنلا لـ"النهار" في معرض تقويمه نتائج المؤتمر الاخير. ويقول إن لبنان في حاجة إلى توفير 500 ألف فرصة عمل خلال 5 سنوات، مما دفع الحكومة إلى إعداد رؤية عامة لمخطط توجيهي للبنى التحتية، ولم يتسنّ تقديمه بعد، إلا أنه أصبح في مراحله النهائية. وعلى أساسه، سيطلب لبنان من المجتمع الدولي تقديم تسهيلات لتمويله على مدى السنوات السبع المقبلة.

في التقدير الاول لحاجات لبنان التمويلية، يقول المنلا إن الحكومة حددتها بين 10 و12 مليار دولار، في انتظار إنجاز الارقام النهائية، وهذا يشمل كل القطاعات وكل المناطق، بعدما تحول لبنان بمختلف مناطقه إلى مخيم واحد. ويؤكد المنلا أن الرؤية حظيت بتجاوب الاسرة الدولية لأنها الطريقة الفضلى لتوليد فرص العمل. والمعلوم أن كل مليار دولار يستثمر في البنى التحتية يوفر بين 50 و100 الف فرصة عمل، وهذا ما يحتاج اليه لبنان، لأن هذا القطاع يعتمد أساسا على اليد العاملة السورية، وبالتالي ليس في مجال منافسة مع العمالة اللبنانية كما هو حاصل في قطاعات أخرى.

ويلفت المنلا إلى أن الاردن قدم رؤية مماثلة للرؤية اللبنانية، مما أبرز تطابقا في التوجهات نظرا الى التطابق في المشكلات التي يعانيها البلدان على السواء.

لا يتوقع المنلا نتائج فورية للمؤتمر. فالامر يحتاج الى المتابعة في رأيه، ولكن المواكبة الدولية للبنان ستساعد في إنعاش الاقتصاد وإنهاضه من كبوته، وهذا سيؤدي بدوره إلى تنفيس الاحتقان وانتظام الاوضاع ريثما تنتهي الازمة ويعود السوريون إلى بلادهم.

عند هذه النقطة، تبرز الهواجس اللبنانية المتفاقمة مع امتداد أجل الازمة وعدم بروز آفاق انفراج حيال النيات الدولية لتوطين السوريين في لبنان بعد تأمين انخراطهم واندماجهم في المجتمعات اللبنانية الحاضنة، خصوصا أن توفير التعليم وفرص العمل لهم سيؤدي حكما إلى بقائهم في لبنان.

على هذه الهواجس يستعين المنلا بالبند الصادر في البيان المشترك للحكومة والمانحين والذي ينص على "الالتزام الفاعل في إعداد الشروط الملائمة لحل أزمة اللاجئين في لبنان، والتي تمكن هؤلاء من العودة إلى بلدهم وفقا للقانون الدولي ومبدأ عدم الإعادة القسرية". وإذ تذكر حكومة لبنان بنتائج مؤتمر لندن، تؤكد مجددا أن الحل الدائم الوحيد الذي يجري اتباعه بالنسبة الى اللاجئين يقضي بتأمين عودتهم الآمنة إلى بلدهم الأصلي، بما في ذلك أثناء فترة الانتقال، وفقا لقواعد القانون الدولي السارية، ومبدأ عدم الإعادة القسرية، ومراعاة مصالح البلد المضيف".

 

«طارت» الإنتخابات... فلنحافظ على الوضع القائم

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/السبت 08 نيسان 2017

في الجولة التي ستسبق الانتخابات المؤجّلة، حديث عن إخراج لائق للتمديد لمحاولة منعِ التأثير السلبي على الرأي العام، وآخر ما يُتداول هو العمل على تأجيل الانتخابات، لتفادي استعمال تعبير التمديد، فيما التأجيل سيكون حكماً عبر المجلس النيابي.

في انتظار جلسة الاثنين التي ستناقش قانون الانتخاب، لا تزال المواقف على حالها، حيث يعترض «حزب الله» على قانون رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، وهذا الاعتراض سيقود الى منعِ عرضِه للتصويت في مجلس الوزراء، ذلك على الرغم من أنّ تحالف «التيار» و«القوات اللبنانية» يَعتبر أنّ تصويت الثلثين مضمون فيما لو حصل.

وتقول مصادر الثنائي في هذا الإطار إنّ «التيار» مصِرّ على التصويت، كما أنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون هو الآخر سيَترك المجالَ للنقاش وللاتفاق الميثاقي على القانون، لكن لن يكون هناك مهرَب في النهاية من عرضِ القانون على التصويت، الذي سيحصل على ثلثَي أصوات مجلس الوزراء، أي أصوات ثلاثي «التيار» و«القوات» وتيار «المستقبل» ووزراء رئيس الجمهورية.

هذه النظرة المتفائلة تقابلها قراءة واقعية تقول باستحالة تخطّي رئيس الجمهورية سقفَ التفاهم مع «حزب الله»، والذهاب إلى إحراج الحزب على طاولة مجلس الوزراء، كما تقول إنّ الحزب يملك الكثيرَ من الأدوات لاستعمالها إذا ما اتّجَهت الأمور إلى هذا المنحى، وبالتالي ستؤدي جلسة الاثنين أو الجلسات التي يمكن أن تُخصَّص لدرس القانون إلى النتيجة ذاتها، أي إلى عدم حصول اتّفاق في الحكومة، وعندها ستتّجه الأنظار الى مجلس النواب، لتبيانِ كيفية التحضير للتمديد وترجمته واقعياً.

عملياً، يبدو «حزب الله» غيرَ مستعجل لإجراء الانتخابات بأيّ قانون. ولا يبدو أيضاً أنّ أيّاً من القوى الأخرى المؤثّرة يضع إجراء الانتخابات في خانة الأولوية، باستثناء «التيار الوطني الحر» المتضرّر من عدم إجراء الانتخابات في بداية العهد.

فتيار «المستقبل» يتعاطى مع هذا الملف على قاعدة أنّ التأجيل فيه مصلحة أكيدة، وأنّ خيارات الموافقة على الكثير من الصيَغ الانتخابية مفتوحة، وبالتالي يعتبر «المستقبل» أنّ الطابة ليست في ملعبه، بل في ملعب ثنائي «القوات» و«التيار»، كما في ملعب «حزب الله»، اللذين يتواجهان بحكمِ التباين في النظرة لقانون الانتخاب، فيما «المستقبل» يراقب عن بُعد، ولا يَصرف من رصيده السياسي.

أمّا عن عدم استعجال «حزب الله» إجراءَ الانتخابات بأيّ قانون، فتقول مصادر مطّلعة إنّ الحزب الذي كان بإمكانه الضغط أكثر بعد انتخاب

عون لنَيل قانون انتخاب يؤمّن له الأكثرية، تركَ الأمور تسير إلى أن استنفدت الفترة الزمنية الكافية لتحقيق هذا الشرط، وبالتالي وجَد أنّ الخيار الاوّل الذي طرحه وهو إجراء الانتخابات على اساس النسبية، لا خيار ثانياً له إلّا التمديد، خصوصاً أنّه يمسِك بمفاصل السلطة، ولا يخشى من أيّ انقلاب سياسي عليه، بوجود عون رئيساً، وبوجود حكومة هو شريك مقرِّر فيها مع حلفائه. وتشير المصادر إلى أنّ التمديد للمجلس النيابي، لا يُزعج القوى الأخرى ومنها النائب وليد جنبلاط، الذي يحاول قطعَ الطريقِ على أيّ قانون يمسّ بكتلته النيابية، علماً أنّ كلّ القوانين المقترحة تؤثّر بشكل كبير على طبيعة تمثيله النيابي، ويبقى التمديد بالنسبة إليه الخيارَ الأفضل، الذي سيُجنّبه، الاصطدام مرّةً مع الثنائي المسيحي الذي يطرح قانون باسيل، ومرّةً مع «حزب الله» الذي يطرح النسبية. وتَلفت المصادر إلى أنّ الدخول في الترجمة العملية للتمديد سيَحصل فور فشلِ الحكومة في إقرار قانون الانتخاب، أمّا الاعتراض على التمديد فسيبقى ضمن الأطر المسموح بها، ولن يمسَّ بشرعية المجلس النيابي الممدَّد له، في انتظار الجولة المقبلة من عبثية محاولة الاتفاق على قانون جديد. وفي الانتظار فإنّ معظم القوى تتصرّف على أساس أنّ الانتخابات النيابية «طارت»، وأنّ الحفاظ على الوضع القائم يحظى بالأولوية.

 

«المستقبل» يقبل بالنسبية... لإيقاع الشرخ بين «التيار» و«حزب الله»؟

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/السبت 08 نيسان 2017

تُشكّل رحلة البحث عن قانون انتخاب، معركةً جديدة يخوضها المكوّن المسيحي من أجل تحسين وضعيته في اللعبة الداخلية وعدم تخَطّيه أو تهميشه.

تكتسب هذه المعركة أهميّة كبرى، خصوصاً أنّها تسمح بالمشاركة في القرار، وقد عبَّر عن ذلك بصراحة رئيس «التيار الوطني الحرّ» الوزير جبران باسيل، من أوستراليا التي تضمّ أعداداً هائلة من اللبنانيين، إذ أكّد «أنّنا نريد الفوز بالغالبية النيابية من أجل الحصول على غالبية داخل مجلس الوزراء».

قد يكون هذا الأمر أحد أهمّ معالم المرحلة المقبلة، فالمكوّن المسيحي، وبعد تحالفِ «التيار الوطني الحرّ» و«القوّات اللبنانية» بات أقوى، لكنّ السلاح الأساسي في يده هو امتلاكه «التوقيع» الذي يَسمح له بـ«فركشة» ما لا يريده، أو التفاوض للحصول على حقوق إضافية أعطاه إيّاها «إتفاق الطائف».

وفي هذا الإطار، يؤكّد قياديون في «التيار» و»القوّات» أنّ لعبة شدِّ الحبال في قانون الانتخاب لم تنتهِ بعد، وعنصر القوّة هو رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي لا يتساهل في هذا الأمر ولا يوقّع كما يشاؤون.

ويَعتبر هؤلاء أنّ هذه المعركة هي أساسية في تحديد إطار النظام المقبل، فإذا نجَح المسيحيون في الحصول على قانون عادل، فإنّ العهد الرئاسي سيكمِل بقوّة، أمّا الفشل فيشكّل ضربةً له.

ومن أجل ذلك، تعتمد خطة المواجهة المسيحية بشكل أساسي على التناغم الكلّي بين «القوات» و»التيار» أوّلاً، وهذا ظهرَ من خلال رفضِ النسبية الكاملة التي يقاتل «حزب الله» وحركة «أمل» من أجلها، في وقتٍ أعلنَ رئيس الحكومة سعد الحريري أمس استعداده القبولَ بها، ما اعتُبر ضربة قوية للثنائي الشيعي من حليفه، «التيار الوطني الحر». ونقطة القوّة الثانية، هي اعتماد المسيحيين على عدم ليونة عون، فهو لم ولن يوقّع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة على أساس قانون «الستين»، فيما يرتفع في المقابل سيفُ الفراغ في السلطة التشريعية مع تأكيد الكتلة الموالية لرئيس الجمهورية أنّها لن تقبل بالتمديد، حتّى التقني، في حال لم يتمّ الاتفاق على قانون جديد للانتخاب. وتساعد وحدة الموقف المسيحي، أي رئاسة الجمهورية وبكركي والأحزاب المسيحية الكبرى، على تحسين شروط التفاوض، علماً أنّ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أكّد للرئيس عون أنه يَدعمه في القانون لأنه لم يعد مسموحاً القبول بتهميش فئات كبيرة من المجتمع. وبالتالي، فإنّ الفراغ التشريعي الذي يَلوح في الأفق، يدفع الجميعَ للبحث عن حلول للمأزق، لكنّ المفارقة أنّ الفراغ سيضرب الرئاسة الثانية إذا وقعَ، وهذه ستكون المرّة الأولى بعد «الطائف» التي يحصل فيها مِثل هذا الأمر. وبذلك يكون الفراغ قد جالَ جولتَه على كلّ الرئاسات، خصوصاً بعد الفراغ في رئاسة الجمهورية لمرّتين، ومعاناة تأليف الحكومة، وبقاء البلاد أشهراً مع رئيس حكومة مكلّف غير قادر على التأليف، ورئيس حكومة تصريف أعمال. ومن جهةٍ أخرى، تُمثّل ليونة تيار «المستقبل» في مناقشة الصيَغ الانتخابية المطروحة نقطةً يتعامل معها المكوّن المسيحي إيجاباً، خصوصاً أنّ الحريري حريص إلى أبعد حدود على عدم التصادم مع عون أو فتحِ مشكلة في مجلس الوزراء هو بغِنى عنها.

ويبقى السؤال، هل قبلَ تيار «المستقبل» بالنسبية الكاملة، ولماذا؟ قد يكون من أبرز أسباب الموافقة على النسبية، هو تخوُّف «المستقبل» من تكرار ظاهرة انتخابات طرابلس البلدية، ففي أسوأ الاحتمالات قد يخسَر في النسبية نحو 15 مقعداً ويحافظ على كتلة بحدود العشرين نائباً، وبما أنّه متحالف مع الجميع فإنّ عدد النوّاب ليس أساسياً لعودته إلى رئاسة الحكومة. في المقابل، يرى البعض أنّ «المستقبل» أعلنَ إمكانية قبوله بالنسبية الكاملة بعد رفضِ «التيار» و«القوات» لها، وبذلك، يكون قد أوقعَ الخلافَ بين «حزب الله» و«التيار الوطني الحرّ»، على غرار ما اعتبر البعض أنّه سعى إليه يوم رشَّح رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية في محاولةٍ لإحداث شرخٍ بين عون و«حزب الله». في النهاية، ستُظهر الأيام المقبلة ما إذا كان المكوّن المسيحي قادراً على فرطِ التركيبات والأمور التي لا تناسبه، أو إنه قادرٌ فعلاً على فرضِ رغباته.

 

الضربة تكتية وحذار الانعكاسات على لبنان

روزانا بومنصف/النهار/8 نيسان 2017

النظام السوري ممثلا بالرئيس بشار الاسد قصف شعبه بالغازات السامة، وحلفاؤه ألقوا التبعة على المعارضين من زاوية امتلاكهم مخزونا كيميائيا، كما قالت الرواية الروسية، مما يدفع الى التساؤل عن سبب توقيت مجزرة خان شيخون. والواقع أن للنظام سوابق خلال الحرب التي دخلت سنتها السابعة باستخدام غازات سامة كما حصل مرارا وفق التحقيق الذي اجرته لجنة دولية تألفت باتفاق روسيا واميركا، كما ان هناك اتهامات لفصائل معارضة باستخدام الغاز السام مرة واحدة وفق لجنة التحقيق نفسها. وما يدفع الى هذا الكلام هو نيل النظام ما يشبه التحييد او القبول السلبي باستمراره من المسؤولين الاميركيين الكبار قبل ايام قليلة فقط على المجزرة، وفق ما جاء على لسان وزير الخارجية ريكس تيلرسون في انقرة ومندوبة اميركا في مجلس الامن نيكي هالي، ولو انها صححت موقفها لاحقا. ولذلك كان ابرز التساؤلات: لماذا يقدم بشار الاسد على مجزرة ادلب مسلطا الاهتمام مجددا على وصفه بـ"مجرم حرب"، ومحرجا الادارة الاميركية امام الاميركيين وامام حلفائها في الصمت على استمراره في مقابل الاولوية للارهاب ممثلا بتنظيم "الدولة الاسلامية"، وكذلك محرجا روسيا لجهة نسف ما بنته من دعم لاستمراره ووضع صعوبات امام امكان دعمه في ظل ليس فقط خرقه لاتفاق تسليم الاسلحة الكيميائية لديه، بل لجهة امكان قبوله في ظل مطالبات بمحاكمته وعدم امكان القبول ببقائه. يفترض ان تكون هناك اسباب او اهداف سياسية، لذلك ليست واضحة راهنا وربما تحتاج بعض الوقت، لكنها مثيرة للتكهنات انطلاقا من انتقال الوضع كليا بالنسبة الى الاسد من اسبوع الى آخر من عدم كون الاسد اولوية راهنا بالنسبة الى الادارة الاميركية الى "ان خطوات تتخذ من اجل رحيل الاسد"، كما قال وزير الخارجية الاميركي مساء الخميس، ما لم يكن هناك توريط له في شكل او آخر، خصوصا ان جسمه "لبّيس" كما يقول المثل العامي. فمفاعيل ما جرى قد لا تكون قليلة بدءا من رد الفعل الاميركي الذي يعد رسالة قوية، وان كانت رسالة رمزية محدودة في الزمن وفي المضمون كما في الشكل، وليس عدوانا واسعا مفتوحا، اذ تنسجم الرسالة وما قاله تيلرسون من "ان الضربة الصاروخية التي نفذتها واشنطن دليل على استعداد الرئيس الاميركي للتحرك عندما تقوم دول بتجاوز الخط"، معتبرا ان موسكو فشلت في تحمل مسؤولياتها في سوريا. فالرئيس الاميركي يظهر من جهة انه رئيس قوي وليس على غرار سلفه باراك اوباما على رغم ان التدخل في سوريا لم يكن اولويته، وهو من جهة اخرى يظهر النية، ولو تحت وطأة اتخاذه قرارات داخلية غير ناجحة حتى الآن، وارتباكه تحت وطأة عدم تركيز أسس ادارته بعد، بان تعود الولايات المتحدة لترسم حدودا ويكون لها دور في المنطقة من منطلق ملف قوي له أسسه ومبرراته لدى الشعب الاميركي كما في الخارج، على وقع توجيه رسالة تتصل كما قال في كلمته للاميركيين "بمصلحة الامن القومي الحيوية للولايات المتحدة في ردع انتشار الاسلحة الكيميائية القاتلة واستخدامها"، بما يعني ان الضربة التي وجهها محدودة الهدف. والدعم او التفهم الذي حظي به الاجراء الاميركي باستثناء الدول الداعمة للاسد، من شأنه ان يعطيه دفعا قويا على المستوى الرئاسي، خصوصا اذا تبين انه اغضب روسيا الداعمة الاساسية للنظام السوري، مما يبعد شبهة العلاقات المسبقة مع الرئيس الاميركي فلاديمير بوتين وتدخل روسيا لمصلحته في الانتخابات. فهناك جزء لا يستهان به من الاعتبارات الداخلية الاميركية في ما جرى. وباستثناء كلام تيلرسون عن بداية الخطوات لرحيل الاسد وما يمكن ان يترجمه ذلك، فإن الضربة الاميركية تبدو حصرية في اتجاه استخدام الاسلحة الكيميائية لمنع الاسد من استئناف اعماله الحربية ضد معارضيه او مناطقهم، ولو ان المواقف الاميركية تبدو متناقضة بين حصرية الضربة ومحدوديتها والتحرك لتأمين عملية تغيير سياسي في سوريا لم يحبذها ترامب في اي وقت.

مصادر ديبلوماسية مطلعة أكدت توافر معطيات تفيد عن هدف محدد للضربة الاميركية، وليس بداية حرب موسعة، وتبدي اقتناعها أقله وفق قراءة المعطيات بأن ما حصل ليس تغييرا استراتيجيا يمكن ان يؤدي الى تغيير في المعادلات القائمة. لكن الخشية في رأي هذه المصادر أن تتصاعد الحماسة لدى البعض بحيث تنعكس على الواقع الداخلي في لبنان، علما أنه واقع متوتر أصلا على وقع التجاذب القوي حول قانون الانتخاب وجملة مسائل أخرى، ولا يحتاج الى ما يزيد منه. لذلك تحذر هذه المصادر المطلعة من أن يتزايد التوتر في الواقع اللبناني، فيما يتعين على لبنان ان يحافظ على دمه البارد وتحليل ما يجري ومراقبته في الايام المقبلة. ويكفي ان عدم بروز اختلافات بين الدول الكبرى اي الولايات المتحدة وروسيا والافتقاد الى التوافق حول دور كل منهما يمكن ان يؤدي الى مخاطر كبيرة في المنطقة. واذا كانت الاجواء تصعيدية بعض الشيء في الايام المقبلة في ضوء المواقف الروسية وايضا المواقف الايرانية التي تولت الاعلان ان كلا من روسيا وايران "لن تصمتا ازاء الهجوم الاحمق على سوريا" وفق التعبير الذي استخدمه مسؤول ايراني وعلى وقع ترحيب من دول عربية عدة بالضربة الاميركية، فإن الحذر واجب من ان تكون هناك انعكاسات على لبنان حتى لو ان اللبنانيين اعتصموا بالصمت في حين قد تتفاقم الامور مع تبادل الكلام.

 

ترامب لبوتين: لا تمزح معي

جورج سولاج/جريدة الجمهورية/السبت 08 نيسان 2017

بلغ الاحتقان الذروة. كثرت التحليلات والافتراضات. تنوّعت التكهنات في تحديد المسار العسكري والسياسي في سوريا بعد الضربة الاميركية على قاعدة الشعيرات الجوية، وما تحمله من مخاطر ومعانٍ.

في قراءة دقيقة للمعطيات وخلفياتها وأبعاها، يمكن تسجيل الملاحظات الآتية:

أولاً: سبق الضربة الاميركية اختبار حقيقي لردة فعل الرئيس الاميركي دونالد ترامب في موضوع استعمال غاز السارين في خان شيخون، لتبني روسيا على موقفه سياساتها الجديدة، من سوريا الى اليمن وليبيا واوكرانيا. ثانياً: سارع ترامب الى الرد عسكرياً، موجهاً رسائل في اتجاهات عدة ابرزها روسيا وايران والنظام السوري، ومفاد هذه الرسائل: «أنا لست أوباما. لا تجرّبوني، لا في سوريا ولا في غيرها. ان استعمال السلاح الكيماوي هو خط احمر لن نسمح بتجاوزه بعد اليوم . عليكم ان تحترموا خطوطنا الحمر والاّ سيكون هناك ثمن، وثمن مكلف.

ثالثاً: اعاد ترامب للسياسة الاميركية صدقيتها وللولايات المتحدة هيبتها، بعدما كان اوباما أمعن في الانكفاء والانهزام أمام السياستين الروسية والايرانية في الشرق الاوسط.

رابعاً: وجّه ترامب رسالة قاسية الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فيها ان موسكو تتحمل مسؤولية عدم الالتزام بتعهداتها بتجريد النظام السوري من السلاح الكيماوي في العام 2013، وان واشنطن لن تدخل مجددا في دوامة تحديد المسؤول عن اطلاق الغازات السامة وارسال مراقبين دوليين الى سوريا كما فعل اوباما، كما ان الفيتو الروسي في مجلس الأمن لن يعيق القرار الاميركي عندما يتم تجاوز الخطوط الحمر. خامساً: ان الضربة الاميركية السريعة على قاعدة الشعيرات الجوية فقط دون سواها، تؤكد ان الادارة الاميركية لا تريد اسقاط النظام السوري، ولا قلب موازين القوى العسكرية على الارض، وبالتالي لا توجد مبررات لحرب اوسع، او حتى لمواجهة بين الجيشين الاميركي والروسي في سوريا، على رغم حال الاستنفار الروسية وتعليق المذكرة الروسية الأميركية حول ضمان سلامة التحليقات في سماء سوريا، لأنها تنحصر في اطار البروباغندا ولفترة محدودة.

سادساً: بات من الثابت، بعد الضربة الاميركية المحدودة، ان قواعد اللعبة تغيرت في سوريا وأبعد من سوريا، وان ما بعد ترامب ليس كما قبله، وان الرئيس بوتين لم يعد يملك وحده مفتاح الحل والربط وحرية الحركة جيوسياسياً، ولا هامش المناورة عسكرياً.

لقد أرسل، من أرسل، رسالة جس نبض بغاز السارين الى الادارة الاميركية الجديدة، فرد عليها ترامب بـ 59 رسالة من طراز «توماهوك».

 

«تـرامب جديد»... في أيام قليلة

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/السبت 08 نيسان 2017

لم تكن الضربة الأميركية لقاعدة الشعيرات السورية مفاجئة للعديد من الذين كانوا على تماس مع الإدارة الأميركية. فعقبَ الاجتماع الأمني الذي رئسَه دونالد ترامب لمناقشة الخيارات للرد على «غارة السارين»، نُقلَ عن ديبلوماسي أميركي قوله إنّ بلاده تستطيع القيام بعملياتها العسكرية في الأطلسي والباسيفيك في آن. فما الذي تغيَّر ليكشف ترامب عن وجهِه الجديد، وما هي المبرّرات؟ قبل ساعات قليلة على الضربة الأميركية الصاروخية التي استهدفت فجر الجمعة قاعدةَ الشعيرات السورية الجوية قرب حمص، كان الرئيس الأميركي قد عبَّر عن غضبه أكثر من مرّة خلال 48 ساعة على الغارات السورية على خان شيخون، وعن صدمته من توجّهات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حيال الغارة السورية ومواقفه دفاعاً عن النظام. كان ذلك قد جرى على خلفية المشاهد التي نَقلتها وسائل الإعلام من المنطقة السكنية المستهدفة، ولا سيّما صوَر الأطفال والمدنيين السوريين، والتي حملت إحداها مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي في جلسة مجلس الأمن عندما توجّهت الى الرئيس الروسي لتسأله صراحةً عن شكل الردّ الذي يمكن ان يقوم به تجاه نظام «سبق له ان التزَم بتطويعه وتطبيعه في الفترة الأخيرة». وانتهت الى القول «إنّ بلادها قد تضطرّ إلى الرد بلا تفويض من مجلس الأمن على استخدام الأسلحة الكيماوية مجدّداً في سياق الحرب السورية».

وحيال هذا التطوّر بقيَ أن يقفَ وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون الموقف نفسَه الى جانب الخلية العسكرية والديبلوماسية المكلّفة إدارة الأزمات الطارئة، والتي تضمّ، الى ترامب، وزيرَ الدفاع الجنرال جوزف ماتيس ونيكي هايلي، فسبقهم في تحذيراته من تردّدات العملية وخطورتها، عندما قال: «إنّ من يَدعم الأسد ويدافع عنه، بمن فيهم روسيا وإيران، لا يجب ان تكون لديه تخيّلات حول نواياه».

وأضاف «إنّ مَن يستخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبه لا يَحترم الإنسانَ ويجب أن يحاسَب». فسجّلَ بذلك وفي أقلّ من أيام قليلة تراجعاً قياسياً عن مواقفه السابقة عندما أعلن «أنّ الشعب السوري هو من يُقرّر مصيرَ الرئيس السوري بشّار الأسد»، مؤكّداً أفضلية مواجهة «داعش» والإرهابيين في هذه المرحلة بالذات.

على هذه الخلفيات تحدّثت التقارير التي ورَدت في الساعات الماضية من واشنطن، أنّ الإدارة الأميركية رَصدت بقوّة المتغيرات المفاجئة التي عبّر عنها ترامب، فتحوّل في ساعات قليلة إلى «ترامب جديد» يُندّد بالرئيس الروسي الذي كان يعدّه «صديقاً» يمكن أن يتفاهم معه حول العديد من الملفات والأزمات الدولية وبالنظام الذي يرعاه، مهدّداً ومتوعّداً بالردّ سريعاً وفق الخيارات المفتوحة امام إدارته على اكثر من مستوى عسكري وديبلوماسي.

تقول المعلومات إنّ الإدارة الأميركية وجَدت نفسها في المشهد الذي كان قد عاشَه باراك اوباما في 20 تمّوز 2013 عندما تداوَل الجميع في المعلومات التي تحدّثت عن استخدام الأسد قبل يوم واحد غازات محظورة في القصف على الغوطة الغربية في حينه، فكان القرار بعدم التشبّه بتلك المرحلة ليكون صادقاً مع سلسلة الإنتقادات التي وجّهها في حملته الانتخابية الى إدراة سلفِه وتجاهله القوّة الأميركية لمعالجة الملف السوري وترك الشعب السوري ضحية بطشِ النظام والإرهابيين وخروجهما على القواعد الإنسانية معاً.

وفي هذه الأجواء، عكسَت الإدارة الأميركية الصورةَ تجاه العالم لتقديم نموذج مخالِف للإدارة السابقة، وتقرّر القيام بعمل عسكري أحادي من طرف واحد.

فاختارت على ما يبدو خياراً واحداً من بين الخيارات المتعدّدة أمامها، فوَقعت الضربة على قاعدة الشعيرات الجوّية، ليس لسبب سوى أنّها «القاعدة العسكرية التي انطلقَت منها طائرات النظام في غاراتها على المنطقة المستهدفة في إدلب»، وكان ما كان مِن ظهور عوارض استخدام غاز السارين فيها على أجسام الضحايا الذين زادوا على المئة وآخرين أحصيَ منهم أكثر من 170 مصاباً. وما يؤكّد ذلك - يقول ديبلوماسيون أميركيون - أنّهم تيقَّنوا من استخدام هذه الأسلحة المحظورة بالاستناد الى تقارير طبّية موثوقة. وكشفوا أنّ بعض المنظمات السورية المعارضة نَقلت جثثاً لضحايا الغارة إلى منطقة أنطاليا في تركيا، حيث أخضِعت للتشريح الطبّي على يد أطبّاء شرعيين محلّيين وأمميّين، وتمّ التثبتُ من العوارض السامة التي أصابتهم بمعزل عن النظريتين؛ الروسية التي تقول بوجود هذه الأسلحة في المنطقة المستهدفة، أو الرواية الأخرى الأكثر واقعية والتي قالت باستخدام الطائرات السورية صواريخَ مجهّزة بهذه المواد في غاراتها على منطقة سكنية لا وجود فيها لمواقع المسلّحين وثكناتهم. وعليه، تتوقّع السيناريوهات المتداولة في أروقة وزارة الخارجية الأميركية صدورَ المزيد من الإجراءات الأميركية المتشدّدة تجاه النظام، ومنها فرضُ حظر جوّي على مناطق الشمال ما لم تنجح الإدارة الروسية في نيلِ التعهّدات التي طلبتها الإدارة الأميركية منها لردع النظام السوري بناءً اتفاهمات سابقة. وهو أمرٌ سيَنقله إلى موسكو وزير الخارجية الأميركية الذي سيكون ضيفاً على نظيره الروسي في الساعات المقبلة للبحث في مستجدّات الوضع السوري وتردّدات العملية العسكرية الأميركية على وقعِ ردّات الفعل المختلفة التي ترَكتها في العالمين الغربي والعربي وحلفاء الطرفين، وسط تمايزٍ كبير في الشكل والمضمون يُبرّر الضربة العسكرية بقوّة أو يدينها بشكل ملطّف. وهو أمر لا يمكن تجاهله في قراءة الموقف الصيني الذي دانَ استخدام الأسلحة المحظورة أيّاً كانت الجهة المستخدمة، والموقف الألماني الذي برّر الضربة الأميركية رغم الخلاف بين ميركل وترامب على قضايا متعدّدة. وبناءً على ما تقدّم يبقى على المراقبين انتظار ما ستكون الخطوة الأميركية التالية، فكلّ السيناريوهات متوقّعة ولم تعُد تحمل أيّ منها أيّ مفاجأة، فقد كشفَ ترامب عن وجهٍ جديد تجاه بوتين والأسد على قاعدة أنّ الأميركيين قادرون على شنّ العمليات العسكرية في الأطلسي والباسيفيك أو أيّ منطقة في العالم في آن، فكيف بعمليات قد تستهدف «داعش» والنظام السوري معاً.

 

مجزرة الكيماوي ليست سبب تبدل موقف ترامب من سوريا

محمد قواص/العرب/08 نيسان/17

لم يكذب سفير الولايات المتحدة في سوريا روبرت فورد حين أبلغ وفدا من المعارضة بأن بلاده لن تعمل على إسقاط نظام بشار الأسد وأن عليهم العمل تحت سقف تسوية مع هذا النظام، وأن واشنطن والمجتمع الدولي لن يدعما عملية تسقط نظاما وتقيم آخر يروق للمعترضين.

كان السفير نفسه، الذي استبعد عن هذا المنصب لاحقا، وهو الذي قام رفقة سفيري بريطانيا وفرنسا بزيارة المتظاهرين ضد النظام في مدينة حماة في صيف عام 2011، يتكلم من موقع الصديق والمؤيد لثورة السوريين، محاولا تخفيف أبعاد الزيارة لحماة وعدم تحميلها معاني تتجاوز حدود التضامن الشكلي أو المبدئي مع حراك شعبي سلمي ضد نظام استبداد. تعاملت واشنطن، كما العواصم الغربية، مع الحراك السوري في بادئ الأمر بصفته الرومانسية التي تحكيها الروايات حول انتفاضات الشعوب ضد الطغاة على النحو السوريالي الذي شهدته بلدان أوروبا الشرقية غداة انهيار جدار برلين الشهير.

لم تكن تلك العواصم تحمل ودا لنظام الأسد لكنها لم تكن تخطط لإسقاطه، وجلّ ما قاربته هو مواكبة حراك السوريين وتصويب مسالكه بما لا يحدث انقلابا في توازن المنطقة واستقرارها. كان في ذهن أصحاب القرار في عواصم القرار هدف واحد ومقياس واحد: أمن إسرائيل.

لم تخف اللوبيات القريبة من الدولة العبرية امتعاضها من ثورة السوريين، ليس هياما بالأسد ونظامه بل لأن نظام دمشق احترم منذ عام 1973 خطوط إسرائيل الحمراء ولم يسمح بأي تجاوز يقلق أمن إسرائيل على جبهة الجولان. يتذكر جنرالات إسرائيل أن النظام السوري هو الذي حاصر الصعود الفلسطيني في لبنان من خلال التدخل العسكري السوري في لبنان عام 1967، وهو الذي اصطدم بالفصائل الفلسطينية متحالفا مع الميليشيات المسيحية آنذاك، وهو الذي أشرف ضباطه على إسقاط مخيم تل الزعتر… إلخ.

لم يكن صدفة إبعاد بانون عن مجلس الأمن القومي فذلك مؤشر على تقدم المؤسسات الأمنية والعسكرية التقليدية

ولم يكن السلوك السوري آنذاك دفاعا عن لبنان وسيادته، بل كان فرضا لوصاية دمشق على القرارين اللبناني والفلسطيني معا. وتثمّن تل أبيب أن دمشق قامت باستنزاف القوة الفلسطينية التي كانت تقلق إسرائيل على نحو وبأشكال لم تكن الدولة العبرية قادرة على تحقيقها.

ثم أن استراتيجيي إسرائيل يقدرون لنظام دمشق استكماله الورشة التي باشرتها تل أبيب مع الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 بقيادة آرييل شارون، حين قامت بطرد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات من الأراضي السورية، وقامت باغتيال القيادي الفتحاوي الرفيع سعد صايل (أبوالوليد) في منطقة البقاع اللبناني التي كانت قواتها تشرّف عليها، وصولا إلى محاصرة “أبوعمار” في مدينة طرابلس في شمال لبنان التي لم يكن لينجو منها لولا تدخل سلاح البحرية الفرنسي الذي قام بإجلائه من المدينة، انتهاء بمطاردة واعتقال واضطهاد الفتحاويين في سوريا ولبنان تحت عنوان “الزمر العرفاتية”.

لم تر إسرائيل مصلحة في استبدال نظام في دمشق تعرفه وتدرك مفاتيحه وقواعد العمل معه بآخر قد يكون أكثر قبولا بالنسبة إلى السوريين لكنه أكثر غموضا بالنسبة إليها. عملت منابر إسرائيل في الولايات المتحدة كما في إسرائيل نفسها على الدفاع عن بقاء الأسد بصفته الأكثر ضمانا لأمن الدولة العبرية، ما تداعى على القرار الأميركي في مقاربة المسألة السورية. بدا أن لا مصالح لواشنطن وأوروبا في سوريا، وأن هذه الدول لن يقلقها الحدث السوري على مآسيه طالما أنه لا يمثل قلقا لتل أبيب.

قدرات عسكرية أميركية قوية في محيط سوريا

واشنطن - السطر الأميركي الجديد الذي كتبته الضربات الصاروخية على مطار الشعيرات في محافظة حمص بوسط سوريا لم يكن استكمالا لتحول مفاجئ في موقف واشنطن بعد مجزرة خان شيخون بقدر ما يكشف عن أبعاد سياسات دونالد ترامب الحقيقية والتي كانت تبحث عن غطاء يبرر هذه الانعطافة بعد أن ظلت في السابق حبيسة تركة إدارة أوباما. وكما قال مسؤول أميركي “كان الأمر مجرد مسألة نفض الغبار عنها وتعديلها لتناسب الهدف الحالي والتوقيت”.

وعلى الرغم من أنَّ الولايات المتحدة استهدفت بعض أقوى الدفاعات الجوية في سوريا، فإنّها لم تفعل ذلك بصورة كبيرة خارج الشعيرات، كما لم تستخدم النيران المتواصلة كما هو الحال عادة قبل إطلاق حملة جوية معدّة. وقالت وزارة الدفاع الأميركية إنها بدلا من ذلك، هاجمت “الطائرات ومستودعات الطائرات المحصّنة والمخازن النفطية واللوجستية ومستودعات إمدادات الذخيرة وأنظمة الدفاع الجوي والرادارات” في المطار. وتنشر واشنطن قدرات عسكرية قوية في محيط سوريا. ويمكن للولايات المتحدة أن تعتمد في ضرباتها ضد النظام السوري على بوارج من الأسطول السادس موجودة في نابولي بإيطاليا، وقادرة على إطلاق صواريخ من طراز توماهوك على أهداف على الأرض على بعد أكثر من ألف كيلومتر. وتستخدم الولايات المتحدة قواعد عسكرية عدة في الشرق الأوسط، أقربها إلى سوريا قاعدة إنجرليك في جنوب تركيا، وتقع على بعد حوالي مئة كيلومتر من الحدود السورية. وكان من الممكن أن تستخدم واشنطن هذه القاعدة في ضرب الشعيرات لكن ذلك كان سيتطلب دعم تركيا للهجوم، وهو الأمر الذي لم تكن تريده واشنطن في المرحلة الراهنة. كما تنشر الولايات المتحدة في المنطقة نخبة من قطع سلاحها الجوي من طائرات “إف- 15” و”إف- 16” و”إف- 22”، بالإضافة إلى طائرات التزويد بالوقود في الجو من طراز “كي سي- 135”، وطائرات الرادار من طراز “أواكس” وقاذفات من طراز “بي- 52”.

وتم استخدام طائرة الشبح “إف- 22” للمرة الأولى في سوريا في سبتمبر 2014. كما تجوب طائرات دون طيار من طراز “ريبر” و”بريدايتور” من دون توقف أجواء العراق وسوريا، لمراقبة الوضع على الأرض أو لتنفيذ هجمات بصواريخ “هيلفاير”.

وفي مهاجمة قاعدة الشعيرات فضلت القوات الأميركية إطلاق صواريخ توماهوك من المدمرات الأميركية بدلا من قصفها بالطائرات. ويمكن لصواريخ توماهوك حمل رؤوس حربية وزنها ألف رطل وإصابة أهداف على بعد ألف ميل. وإن احتاجت القوات الأميركية إلى استخدام الطائرات في المستقبل، فلديها طائرات هارير على متن السفن الحربية في البحر المتوسط، كما توجد حاملة الطائرات يو إس إس جورج بوش في الخليج العربي في مهمة دعم للعمليات الجارية ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وتتواجد في شرق المتوسط مدمرتان يو إس إس بورتر ويو إس إس روس وسفينة النقل يو إس إس ميزا فيردي. كما توجد بواخر من الأسطول الخامس الذي يتخذ من البحرين مقرا، في مياه الخليج أو في مياه البحر الأحمر. وعلى الأرض في سوريا، نشرت الولايات المتحدة في شمال شرق البلاد حوالي 900 مستشار عسكري وعناصر من القوات الخاصة ومن سلاح المدفعية. وتساعد مدافع تابعة لسلاح البحرية الأميركي قوة كردية-عربية في تنفيذ هجوم في محافظة الرقة، معقل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

وقام الأميركيون بتجهيز مدرج لهبوط الطائرات في كوباني قرب الحدود مع تركيا ليتمكنوا من استقبال طائرات شحن أميركية من طراز “سي- 17” قادرة على نقل عربات مدرعة. وفي العراق المجاور، نشر الأميركيون أكثر من خمسة آلاف عسكري. وتستخدم القوات الأميركية المدفعية وطائرات هجومية من أجل مساندة القوات العراقية في بعض العمليات. لكن وفيما قال أحد المسؤولين المشاركين في التخطيط إن الهجوم الصاروخي كان ضربة واحدة وليس بداية لحملة متصاعدة، فإن خبراء باتوا يتوقعون العديد من السيناريوهات وأولها الرد العسكري والاستفادة من ترسانة الأسلحة الأميركية في المنقطة.

وذكر مسؤولون بارزون في الإدارة الأميركية أنهم اجتمعوا مع ترامب مساء الثلاثاء وقدموا خيارات تضمنت عقوبات وضغوطا دبلوماسية وخطة عسكرية لضرب سوريا وضعت قبل توليه منصبه. وفي صباح الأربعاء قال مستشارو ترامب إن العسكريين يعلمون القاعدة الجوية السورية التي استخدمت لتنفيذ الهجوم الكيماوي وإنهم تتبعوا الطائرة التي نفذت الهجوم وهي من الطراز سوخوي- 22. وأبلغهم ترامب بأن يركزوا على الخطط العسكرية.

إعادة التموضع

تحركت واشنطن بغضب في عهد الرئيس السابق باراك أوباما حين استخدم النظام السوري أسلحة كيماوية ضد غوطة دمشق عام 2013. يدرك العارفون أن هذا الانزعاج الأميركي الذي كاد يحرّك قطعا بحرية أميركية باتجاه الشاطئ السوري لم يكن وليد حرص على مدنيي سوريا فقط، بقدر ما كان نتاج قلق مما تشكله سابقة استخدام سلاح دمار شامل على أمن إسرائيل. تحركت موسكو استجابة لغضب واشنطن وأشرفت على تسليم نظام دمشق ما زعم أنه كامل سلاح سوريا الكيماوي.أدرك أوباما انسداد الخيارات التي يستطيع سلوكها تحت سقف عقيدته الشهيرة في مقاربة العالم ومقاربة الشرق الأوسط. حصل أنه التقى بنظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة الأمم المتحدة في خريف عام 2015. وحصل أن الأخير حرّك قاذفاته لتصب نيرانها فوق الأراضي السورية بعد ساعات على هذا الاجتماع.

ببساطة لا يمكن فهم ذلك إلا في سياق “وكالة” منحتها واشنطن برضى غربي كامل لروسيا لمعالجة الملف السوري والشروع في الجراحات الضرورية لإعادة استقرار ما إلى هذه الفوضى المنفلتة.

يستنتج الرئيس الأميركي دونالد ترامب هذه الأيام أن إدارة أوباما مسؤولة عن التدهور الخطير الدراماتيكي في سوريا على النحو الذي يسمح بارتكاب مجزرة خان شيخون الكيماوية. يتحدث سيّد البيت الأبيض الجديد عن “فراغ” سببته إدارة السلف على نحو يوحي بأن خططا لملئ هذا الفراغ تعدها إدارة الخلف.

قارب رجل أميركا الأول المسألة السورية بصفتها “وديعة” لدى روسيا سيجري التفاوض حولها من ضمن ورشة إعادة قراءة طبيعة العلاقات المقبلة بين الولايات المتحدة وروسيا. وذهبت الدبلوماسية الأميركية في الأيام الأخيرة إلى إرضاء موسكو بالحديث عن تخلي واشنطن عن أي أولوية لإسقاط الأسد، بما دعّم الأفكار التي تطلقها تيارات اليمين المتطرّف في أوروبا حول هذا الشأن.

كان في ذهن ترامب أن مصير زعيم النظام السوري تفصيل داخل ورش المداولات المقبلة في العالم، لا سيما موقع ووظيفة روسيا داخل الصراع الأميركي الصيني وفق خططه. شيء ما تبدّل سريعا في موقف الولايات المتحدة من الشأن السوري. ليس دقيقا أن مجزرة خان شيخون هي وراء هذا الانقلاب الدراماتيكي في مزاج واشنطن، بل إن تلك المجزرة كانت المناسبة التي توفّرت لإفراج الولايات المتحدة عن تحولاتها.

لم يكن صدفة إبعاد مستشار الرئيس المقرّب ستيفان بانون عن مجلس الأمن القومي، فذلك مؤشر على تقدّم المؤسسات الأمنية والعسكرية التقليدية داخل حلقة القرار الاستراتيجي الأميركي على حساب البيت الأبيض. في ذلك أيضا أن الانتشار العسكري الأميركي في العراق وسوريا والتموضع الأميركي السياسي الاستراتيجي داخل الشرق الأوسط، باتا يستدعيان موقفا شفافا مباشرا يضع خطوطا وعلامات وقواعد وخرائط لعودة الولايات المتحدة بحيوية وقوة للعب الدور الأساسي الأول في الشرق الأوسط.

تغير الموقف من سويا

للمراقب أن يتأمل الجلبة التي يحدثها الزعماء العرب على أبواب البيت الأبيض لاستنتاج خطوط التحالف الأميركي العربي الجاري بناؤه في المنطقة. تحوّل الموقف المصري بشكل حاسم في مسألة إدانة السياسة الإيرانية. وأعادت أرامكو السعودية ضخ النفط إلى مصر، فيما أوقفت الأخيرة عقودا لاستيراده من العراق.

بدا أن المفاعيل الأميركية تخصّب تموضعات وتصوّب مواقف وترتّب اصطفافات على نحو لا يحتمل لبسا أو لغطا أو إنصاف مواقف حذقة. فإذا ما كانت واشنطن ترسل قبل أيام إشارات تسووية إلى روسيا من الشرفة السورية عشية زيارة وزير خارجيتها ريكس تيلرسون إلى موسكو الأسبوع المقبل، فإن واشنطن نفسها بدّلت مضمون الرسائل وذهبت من خلال ضرباتها الصاروخية الأخيرة، خدمة لنفس الزيارة. من على باب البيت الأبيض، وبصحبة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، يعلن دونالد ترامب الأربعاء أن موقفه تبدّل من المسألة السورية بعد خان شيخون. كان بإمكان الرجل أن ينتظر تحقيقا يستغرق أشهرا، وكان بإمكانه أن يشكك في مسؤولية النظام عن ذلك ويتساءل عن مصلحة دمشق في ذلك، وكان بإمكانه أيضا أن يتبنى الرواية الروسية على ركاكتها حول الحادثة، لكنه لم يفعل. بدّلت واشنطن موقفها قبل المجزرة. بدا أن الولايات المتحدة تريد أن تكون فعلا لا رد فعل، وأن تفرض روايتها وتترك للآخرين التفاعل معها. تحدث ترامب عن “فراغ” سببته إدارة أوباما في سوريا والشرق الأوسط و”أنا اليوم سأتحمل مسؤولياتي في هذا الشأن”. كرر الرجل مقته للاتفاق النووي مع إيران بصفته “أسوء اتفاق”. وحين سُئل عمّا ستفعله بلاده ضد الميليشيات الإيرانية في سوريا، أجاب دون تردد “ستصلهم الرسائل”.

يكره ترامب الأمم المتحدة ومجلس الأمن ولطالما أمعن في هجائهما أثناء حملته الانتخابية. قبل أن يدلي ترامب بدلوه بحضور ملك الأردن كانت مندوبته في مجلس الأمن نيكي هالي تكشف عن رسالة مرمّزة يسهل فك رموزها “عندما تفشل الأمم المتحدة باستمرار في مهمتها القاضية بتحرك جماعي، هناك أوقات في حياة الدول نجبر فيها على التحرك بأنفسنا”. الولايات المتحدة توحي بتجاوز المنظمة الأممية والعودة إلى أزمنة التدخل عبر القوات المتعددة الجنسيات. قد لا يكون الأوروبيون بعيدين عن همّة للتدخل لإخماد البركان السوري. أوحى مؤتمر بروكسل حول سوريا بالحاجة الأوروبية للكلام عن إعمار سوريا ووقف تدميرها، وأوحى موقف لندن وباريس من مصير الأسد نفسه بأن علل أوروبا باتت متصلة بالوباء السوري وأن شفاء ذاك بات مرتبطا بعلاج ذلك، حتى لو كان آخر العلاج الكيّ.

 

رسائل وتداعيات الضربة الأميركية في سوريا

د. خطار أبودياب/العرب/08 نيسان/17

فعلها “الدونالد” ولَم يتردد في إحياء الردع الأحادي الأميركي انطلاقا من الساحة السورية في قلب الشرق الأوسط الملتهب. عبر هذه الضربة التحذيرية والمحدودة ضد قاعدة الشعيرات الجوية التي انطلق منها سرب طائرات قامت بالمجزرة الكيميائية في خان شيخون، نلمس تمهيدا لتغيير في قواعد اللعبة إن لناحية عدم إفلات المنظومة الحاكمة من العقاب أو باتجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالذات الذي استفاد من تساهل الإدارة السابقة كي يكرس انتدابا على سوريا بالتناغم مع النفوذ الإيراني. وبالطبع يتوجب الحذر من استنتاجات متسرعة قبل اتضاح مآل الحوار المنتظر بين الجانبين الأميركي والروسي قبل أيام من زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى موسكو. لن تعدل هذه الضربة، التي فيها جانب استعراضي، في أولويات واشنطن. لكن بالإضافة إلى رسائلها المتعددة الاتجاهات، ستلي هـذا التطور على الأرجح بلـورة سياسة أميركية متماسكة وفعالة في الملف السوري.

ما بعد الهجوم الكيميائي في خان شيخون ليس كما قبله، ومما لا شك فيه أن هول الصدمة إزاء الشراسة وقتل الإنسانية وعدم احترام اتفاق العام 2013 دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليعلن من دون مواربة أن “سوريا باتت مسؤوليتي” وسرعان ما تغيرت اللهجة في واشنطن.

لم يعد يسري مفعول تصريحات الأسبوع الماضي عن ترك مصير بشار الأسد معلقا مع إمكان التسليم ببقائه أو بتأهيل نظامه، وبات خيار إزاحتـه في مرحلة لاحقة مطروحا.

وهناك بالطبع من يتساءل عن أسباب إقدام النظام السوري على القيام بهجوم كيميائي، بينما ميزان القوى يميل لصالحه وهو غير مضطر عسكريا إلى ذلك، وعلى الأرجح ارتكب بشار الأسد خطأ في التقدير واعتبر أنه غير خاضع لأي عقاب ممكن وأنه يملك رخصة مفتوحة للقتل بعد تصريح أميركي عن عدم أولوية إسقـاط النظام، وهكذا يشبه هذا الوقوع في المحظور ما ارتكبه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عندما فسر كلام السفيرة الأميركية إبريل غلاسبي في يوليو 1990 بـأنه نوع من الضـوء البرتقالي للمغامرة في الكويت وكانت النتيجة المعروفة. بيد أن تمادي النظام في استخدام كل أساليب القتل ومتاعبه العسكرية في ريف حماة ليس بعيدا عن تمركز حاضنة قاعدته السياسية، ربما يفسر سبب هذا التهور والثقة الزائدة بالنفس.

لن تعدل هذه الضربة، التي فيها جانب استعراضي، في أولويات واشنطن. لكن بالإضافة إلى رسائلها المتعددة الاتجاهات، ستلي هذا التطور على الأرجح بلورة سياسة أميركية متماسكة وفعالة في الملف السوري

مقابل هفوة أو خطيئة المنظومة الحاكمة في دمشق، والتي حصل الكثير مثلها في السنوات الأخيرة، أتت المفاجأة من ردة الفعل الأميركية لأن إدارة دونالد ترامب المتعثرة وجدت ضالتها عند ارتكاب النظام السوري هذه الحماقة كي تتحرك، تماما ولو وفق مقاييس أخرى كما حصل إبان الحرب العالمية الثانية عندما شن الجنرال الياباني ياماموتو هجوم بيرل هاربر الذي كان سبب دخول أميركا الحرب.

إزاء إقلاع صعب للرئيس الجديد إن في موضوع قراراته التنفيذية حول الهجرة وتأشيرات الدخول، أو في موضوع التأمين الصحي الذي أقره باراك أوباما، وأمام حملة الشكوك المحيطة بعلاقة فريق ترامب الانتخابي مع روسيا بوتين وخاصة بعد إقصاء الجنرال مايكل فلين عن مجلس الأمن القومي وإبعاد ستيف بانون المثير للجدل (المستشار الاستراتيجي للرئيس) عن المشاركة في عضويته، أثرت هذه العوامل الداخلية في قرار ترامب الذي انتهز الفرصة كي يثبت بعده عن “بوتين”، وفي نفس الوقت يسترجع هيبة أميركا كما وعد خلال حملته الانتخابية.

ونظرا لأن ترامب وعد أيضا باحتواء إيران ويعمل على فك الارتباط الاستراتيجي بين موسكو وطهران، أراد الرئيس الأميركي من وراء هذه الرسالة العسكرية المحدودة (حتى هذه اللحظة لأن التتمة تتوقف على ردة الفعل الروسية وتفاعلات هجوم التوماهوك) توجيه رسـائل سياسية قـوية عن القيادة الأميركية ومحاولة تبييض الصـورة بالنسبة للـدفاع عـن القيم الإنسانية. ومن رسائل هذه الضربة رسالة واضحة من المؤسسات الأميركية فحواها أن موسكو لا تتحكم لوحدها بالورقة السورية، وأن واشنطن مصممة على استرجاع زخم فقدته إبان إدارة أوباما.

ومن الرسائل الأميركية الأخرى هناك طمأنة واشنطن لحلفائها الإقليميين وتبين ذلك من ردود الفعل المرحبة من المملكة العربية السعودية وتركيا وإسرائيل في آن معا.

بعد أقل من مئة يوم على بدايات صعبة ومتعثرة لولايته، يلبس الرئيس دونالد ترامب ثوب القائد الأعلى ويُقلد سلفه الجمهوري دونالد ريغان حينما أمر بضرب ليبيا في العام 1986، بعد اتهام الرئيس الليبي السابق معمر القذافي بالوقوف وراء الاعتداء على ملهى في برلين الغربية، سقط فيه جنود أميركيون.

وبالطبع ستكون لهذه الضربة ضد مطار الشعيرات مفاعيلها على مدى أسرع مما كانت انعكاسات ضربة ريغان. وفي خطابه بعد الهجوم كان دونالد ترامب واضحا عندما قال “لقد فشلت سنوات من المحاولات السابقة لتغيير سلوك الأسد، وقد فشلت فشلا ذريعا، ونتيجة لذلك، لا تزال أزمة اللاجئين تتفاقم، ولا يزال استقرار المنطقة يتزعزع ويهدد الولايات المتحدة وحلفاءها”. هكذا لم يعد اقتلاع تنظيم داعش ومحاربة الإرهاب الأولوية المطلقة بشكل معزول عن باقي أوجه المأساة السورية. انطلاقا من السيطرة على مطار الطبقة والانطلاق إلى الرقة ودير الزور تأمل واشنطن في التحكم في منطقة حيوية بعد طرد داعش منها، والسعي بعد هذه الرسالة القويـة إلى الحوار مع موسكو لتقليص الدور الإيراني وإبعاد الميليشيات الموالية لإيران. وتحقيق هذين الهدفين يسهل إنجاح العملية السياسية وفق القرار 2254. بيد أن هذا التصور الأميركي الأولي لإستراتيجية عمل في سوريا سيخضع لتداعيات ضربة السابع من أبريل وتفاعلاتها.

أستاذ العلوم السياسية، المركز الدولي للجيوبوليتيك باريس

 

المناصفة مطلب مسيحي وباسيل لا يعمل بمعزل عن عون جنبلاط لـ"النهار": فلنتفق في الحكومة وحذار التصويت

رضوان عقيل/النهار/8 نيسان 2017

لولا جلسة المساءلة والمناقشة النيابية في اليومين الفائتين، لما تمكن اللبنانيون من رؤية وجوه بعض النواب الذين يخافون فقدان مقاعدهم في حال اجراء الانتخابات في موعدها، ولذلك يتمنى هؤلاء حصول تمديد لا مفر منه، وان كانت أكثر القوى في البلد تعمل على اتمام هذا الاستحقاق اليوم قبل الغد لرفع عدد نوابها في الندوة البرلمانية. وقالها باختصار نواب "الثنائي المسيحي"، انهم لم ينفكوا عن تحقيق المناصفة، ولا سيما انهم يشعرون بغبن من خلال عدم تمكن اكبر قوتين مسيحيتين من اختيار ممثليهما الحقيقيين، مع سعيهما الدائم الى انتزاع ما تمكن من المقاعد الموجودة في كنف كتل اخرى.

ومخطئ من يظن ان الوزير جبران باسيل لا يطلع الرئيس ميشال عون على مشاريعه الانتخابية وأفكاره، فكيف اذا كانت في حجم قانون الانتخاب، وان كان يترك له الحسم في التفاصيل بعد حصوله على الضوء الاخضر. لذلك لم يجد الجميع مفرا من حمل هذه الكرة الساخنة الى الحكومة، التي من واجبها اولا تحمل هذه المسؤولية. ولا يخفى في الداخل والخارج ان الخطاب الذي يقدمه ثنائي "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" يعبر عن فئات كبيرة في البيئات المسيحية، وهم يعتبرون انه آن الاوان لتحقيق المناصفة النيابية مع المسلمين، ويقبلون أي مشروع اذا حقق لهم هذا الامر في صناديق الاقتراع. ولا تتحقق المناصفة الكاملة الا بالمشروع الارثوذكسي. ولا يغيب مشهد الجدال النيابي المفتوح على القانون عن دوائر الكنيسة المارونية التي تراقب جيداً ما يحصل، ولا سيما من طرف بكركي التي تراقب بعينين ثاقبتين، الاولى على التشجيع والسعي المتواصل لتحقيق المناصفة بأوسع قدر، والثانية لإبقاء التعايش مع الشريك المسلم، ولا سيما ان المسيحيين لا يخفون قلقهم المتزايد من معدلات الهجرة المرتفعة في صفوف شبابهم، والعمل على بناء مشروع الدولة الجامعة وبناء المجتمع العادل ومحاربة سرطان الفساد الذي نخر اكثر مؤسسات الدولة. وما شاهده اللبنانيون على شاشات التلفزة من خطب تناولت ملف الكهرباء والتنقيب عن النفط

واستدراج الشركات وملفات الفساد، توقف عنده وزير مسيحي سابق في الثمانينيات، شده كلام النائب حسن فضل الله "وقد عبر عني وعما افكر فيه". يبقى ان جلسة المساءلة والمناقشة سلطت الضوء على اهمية بقاء المجلس، حتى لو اتجه الى التمديد المكروه. وأثبتت ايضا ان لا مفر من استمرار هذه المؤسسة، الامر الذي يدفع الحكومة الى الاسراع في التوصل الى قانون، قبل التوجه رسمياً الى التمديد الثالث للمجلس، مع الاشارة الى عنصر إيجابي هو تسلل النسبية الى أكثر المشاريع التي تم عرضها والتي اخذت جهات عدة تقبل بها، وان كانت محرمة قبل اشهر من خلال قول البعض ان النسبية ووجود السلاح لا يستقيمان. كل هذه الافكار والهواجس عند الكثيرين ستطرح في الجلسة المقبلة للحكومة، مع تحذير جهات عدة من السير بخيار التصويت، وهذا ما شدد عليه النائب وائل ابو فاعور، وزاد عليه رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط بقوله لـ"النهار" ان "قضية قانون الانتخاب ليست بالتصويت، بل يجب ان تتم بالتوافق، ولا سيما في القضايا الوطنية والحساسة والمصيرية. ورأينا التصويت الى اين ادى في بعض المعاهدات". يودع جنبلاط رسالته في اذهان كل الوزراء وآذانهم قبل بحثهم في مناقشة اي قانون الاثنين المقبل. ويضيف: "فلنتفق على السير بالتوافق والشركة في انتاج القانون لا اكثر ولا أقل".

 

داعش يسعى لاقامة «امارة اسلامية» في عين الحلوة

اسكندر شاهين/الديار/7 نيسان 2017

في الوقت الذي تعتبر فيه معركة تحرير الموصل من «داعش» على يد القوات العراقية اوشكت على نهايتها وفق الوقائع الميدانية، وفي الوقت التي بدأت طلائع معركة تحرير الرقة بالبروز بعد نجاح «قوات سوريا الديموقراطية» المدعومة من التحالف الدولي في تحرير كثير من البلدات في ريف عاصمة الخلافة المزعومة وصولاً الى مدينة الطبقة حيث سد الفرات الشهير الذي بات مهدداً بالانهيار بعد قصف غرفة التحكم بالسد وارتفاع منسوب مياهه عشرات الامتار واذا حصل وان انهار ستغمر مياهه الرقة ودير الزور ومنطقة البوكمال العراقية لتوقع اكبر كارثة انسانية في التاريخ الحديث، ثمة اسئلة كثيرة تسعى اوساط ضليعة في علم وعالم الامن لايجار اجوبة عنها ولو من باب الافتراض وفي طليعتها اين هي قيادات «داعش» وفي طليعتهم ابو بكر البغدادي الذي اعلن انه خليفة المسلمين وعلى الجميع مبايعته على السمع والطاقة.

 واشارت الاوساط الى ان المخابرات العراقية تؤكد ان البغدادي محاصر في الموصل ويقود المعركة من غرفة عمليات اقيمت في انفاق تحت الارض في المدينة العراقية وانه اعطي اوامره للقيادات الميدانية بالتركيز على القتال التأخيري عبر المجموعات الاجنبية التي تقاتل في صفوف «داعش» ما يسمح لقيادات الصف الاول في الخروج من الموصل والتوجه الى الصحراء الملمين بجغرافيتها كون لجوءهم الى الرقة لا يشكل ضمانة لاعادة شد عصب التنظيم لان الرقة مهددة بخطرين، الخطر الاول يتمثل بقوات «مسد» العسكرية المدعومة من التحالف الدولي، والخطر الثاني يتجسد باحتمال انهيار سد الطبقة واغراق الجميع في مياهه، ووفق المعلومات العراقية ان اوامر البغدادي باللجوء الى الصحراء وخصوصاً البادية السورية تعني ان وجهة قيادات «داعش» وما تبقى من مجموعاتها تسعى للوصول الى جرود القلمون السوري في طريقها الى جرود عرسال حيث نجحت قيادات من الصف الاول في اقامة غرفة عمليات في احدى المغاور تنسق مع غرفة عمليات في مخيم «عين الحلوة». بعد سقوط تدمر وقد اصطحبت القيادات المذكورة معها حقائب من المال وتعمل على تنظيم نقل المقاتلين عبر شبكة مهربين الى مناطق لبنانية جنوبية بهدف التسلل الى «عين الحلوة» للعمل على تحضير الارضية اللازمة لـ«داعش» للسيطرة على المخيم كون التكفيريين باتوا ينتشرون على رقعة توازي 60% من مساحته اضافة الى التواصل مع الخلايا الراقدة في مخيمات النزوح السوري في المناطق اللبنانية والتي يعتبرها البغدادي الاحتياط الاستراتيجي الطبيعي لتنظيمه كون غالبية النازحين من الداعمين للمعارضة السورية، وينقسمون بين متعاطفين مع «داعش» ومتعاطفين مع «جبهة النصرة» حيث تختصر الصورة بوضوح في صراعات التنظيمين في مخيمات النزوح في عرسال.  وتشير الاوساط الى ان لبنان وجهة «داعش» بعد سقوط الرقة وانه لم يغب اطلاقاً عن حسابات البغدادي ولا ينسى المتابعون لايقاع التنظيم التكفيري ان البغدادي في احد خطاباته عبر شريط مسجل وعد «بتحرير الاسلاميين من سجن رومية» كما انه حياً في الشريط نفسه قتيبة الصاطم الذي قام بعملية ارهابية في الضاحية الجنوبية عبر سيارة ملغومة، ولا تستبعد الاوساط ان يكون «داعش» قد خطط لاعلان خلافته بعد سقوط الزقة مخيم «عين الحلوة» وانه سيسعى وفق سيناريو معين تحريك منطقة الشمال اي طرابلس والضنية وعكار وانه اذا حصل اعلان «امارة اسلامية» في «عين الحلوة» سترتبط بسهولة بالشمال اللبناني عبر البحر كون حلم «داعش» كان ولا يزال ايجاد منفذ لديها على البحر، فهل ينجح التنظيم التكفيري في التعويض عن خسارته الموصل والرقة في لبنان ام ان الساحة المحلية ستكون آخر مقبرة له كون الاجهزة الامنية والجيش بالمرصاد خصوصاً ان الحدود اللبنانية - السورية شرقاً وشمالاً ممسوكة بالحد الاقصى الممكن اضافة الى ان القوات السورية وحلفاءها اقاموا سداً منيعاً بين ما يسمى بـ«سوريا المفيدة» والمناطق التي يسيطر عليها التكفيريون.

 

لماذا لا يضغط حزب الله لإجراء الانتخابات؟

هيام القصيفي/الأخبار/07 نيسان/17

بين المشاورات حول قانون الانتخاب، والنقاشات حول مصير الانتخابات، تكمن المفارقة في الكلام عمن له مصلحة في حصول الانتخابات أو إرجائها. ولماذا لا يضغط حزب الله اليوم أكثر لإجرائها؟ قد يكون سمير فرنجية ــــ الحاضر الدائم ــــ وفارس سعيد الذي لا يملّ من ابتداع الأفكار والمؤتمرات، أكثر من يعبران عن مرحلة انتخابات عام 2005 حين اختارا السير بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها آنذاك، مهما كان شكل القانون. اتُّهم الثنائي بأنهما فرّطا في قانون الستين، لمصلحة قانون عام 2000، فدفعا الثمن انتخابياً. لكن حجتهما، كما يقول سعيد، أن إجراء الانتخابات بدعم دولي في تلك المرحلة كان ضرورياً، وإلا كيف يمكن قطف ثمار الاندفاعة الشعبية التي جرت حينها، إن لم تجر الانتخابات في موعدها. العودة الى هذه الواقعة ضرورية للانطلاق الى السؤال الذي يصرّ سعيد على ترداده في هذه الأيام: لماذا لا يقطف حزب الله، في مرحلة حساسة، ثمن اندفاعته الإقليمية وانتخاب حليفه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وتشكيل حكومة بالتوافق مع الرئيس سعد الحريري، فيضغط من أجل إجراء انتخابات نيابية بأي قانون، طالما أنه سيتمكن من تحصيل حصة كبيرة مع حلفائه مسيحيين ومسلمين في المجلس، فيُحكم سيطرته على مفاصل الحياة السياسية؟

ولماذا لا تضغط القوى السياسية كلها لإجراء الانتخابات بأي ثمن، لأن حصولها بعد تمديدين أهم من القانون؟

لا شك في أن المقارنة بين 2005 و2009 وانتخابات عام 2017، إذا حصلت، لا تقتصر فقط على إشكالية القانون في حد ذاته. وهي لا تصبّ في مصلحة استثمار انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة ديموقراطياً، بعدما تغير المشهد السياسي كلياً. فالانتخابات، اليوم، ليست بين موالين ومعارضين، وحكماً ليست بين 8 و14 آذار، طالما أن تيارات أساسية من الفريقين تحالفت في تسوية الرئاسة وتشكيل الحكومة. ولم تعد تحمل الانتخابات عناوين سياسية بالمعنى الذي حملته في الدورتين السابقتين. والأبرز، أيضاً، أن هامش الشريحة المستقلة بين التيارات والأحزاب المتنافسة بات ضيقاً، وسط تأرجح بعض المستقلين بين انتمائهم المذهبي والطائفي وبين الانتماء السياسي للخط الذي يريدون في نهاية المطاف التحالف معه للفوز بالانتخابات، علماً بأن لكل حالة أو شخصية تصور نفسها مستقلة، مسيحياً وسنياً وشيعياً ودرزياً، مستوى معيناً من التحالفات لا بد من أن يفرض نفسه على حساب استقلالية ما.

وضعُ القانون على طاولة الحكومة يعني دفعَ الأزمة إلى حدها الأقصى

فينتفي بذلك حضور المستقلين كحالة عامة تظهر في المجلس النيابي كما كانت الحال في المجلس الذي أفرزته انتخابات عام 2000 وأسس لحالة نيابية في عز الوجود السوري، وانبثقت منه لاحقاً نواة قرنة شهوان وما تلاها من تحرك للمعارضين، ضد السوريين وضد سياسة حكومات الرئيس الراحل رفيق الحريري، وهو ما لا نراه اليوم. وإذا كانت الحالة السياسية الراهنة لا تبشر باحتمال الذهاب الى انتخابات نيابية وفق مشاريع ورؤية محددة كما كانت الحال في انتخابات 2005 و2009، طالما أن الجميع يتحدث عن معارك على أساس الحصص، يصبح السؤال عن الانتخابات مرتبطاً ليس بالقانون، وإنما بالأسباب التي تجعل إمكان إجرائها على المحك. ففي وقت تتقاذف فيه الكتل النيابية كرة القانون من دون أن يتمكن أي فريق من دفع عربة الحل الى الأمام، يكبر الانطباع لدى أكثر من جهة سياسية بأن لا انتخابات في الوقت المنظور. وتريث القوى السياسية في خوض غمار الاستحقاق نابع من ثلاث لاءات: لا قانون، لا مواعيد للانتخابات ولا تحالفات. إذاً، كيف يمكن لأي طرف أن يغامر في حشد الناخبين مبكراً، واستنفاد المال والعصب بلا طائل؟ ولا يمكن القفز فوق مصير الانتخابات في ضوء عاملين: الأول احتمال وضع القانون على طاولة مجلس الوزراء، مع ما يعني ذلك من دفع الأزمة الى حدها الأقصى. لأن طرح القانون في الحكومة سيضع جميع الأفرقاء أمام امتحان خطر، إذ يتعذر عليهم حينها التهرب من مواجهة مثل هذا الاستحقاق، كما يحصل في لجنة الانتخابات المكلفة إجراء الحوارات بين أربع قوى أساسية. والثاني عدم إجراء الانتخابات تحت أي ذريعة سيساهم في الأكل من صحن الرئاسة، لأنه مهما كانت التبريرات، فإن المستهدف الأول سيكون العهد، وليس القوى السياسية التي لبعضها مصلحة فعلية في عدم إجراء الانتخابات في الوقت الراهن، وأولاها تيار المستقبل. وإذا كانت الأكثرية المسيحية غير قادرة على إنتاج قانون انتخاب، بعدما حصرت دورها بمعركة استعادة حقوق المسيحيين، وإذا كان العهد غير قادر أيضاً على فرض إجراء الانتخابات، مثله مثل تيار المستقبل المهادن هذه الأيام تحت سقف ترتيب وضعه والدفاع عن وجوده، كما حال النائب وليد جنبلاط في استعراض المختارة، فما حجة حزب الله الذي يراكم حالياً أوراق تحكمه بمفاصل الحياة السياسية في عدم تعجيل مسار الانتخابات؟. فهل هي انتظارات جلاء المشهد الإقليمي، كما كانت الحال قبل انتخابات الرئاسة، أم هو التموضع في انتظار معرفة مصير الأنظمة ورسم دساتيرها مجدداً، فيكون لبنان سائراً على الطريق نفسه؟ وفي ظل غياب القرار الواضح بإجراء الانتخابات، تبقى كل الأسئلة مشروعة حتى يتضح العكس، من دون تجاهل انطباعات تتعلق بتمسك الحزب بقانون النسبية الكاملة في دوائر متوسطة، واحتمال السير به من دون تراجع والضغط على رئيس الجمهورية لقبوله. وهذه الانطباعات تشير الى احتمال قبول رئيس الجمهورية بالمشروع خلافاً لرأي الأكثرية المسيحية، انطلاقاً من «استشارات» تقول إنه الحكَم بين اللبنانيين، وإنه لم يعد رئيس فريق مسيحي، وإن إجراء الانتخابات أهم من القانون نفسه.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون استنكر استعمال اسلحة الدمار الشامل: لالزام اسرائيل ودول لم توقع معاهدات تحرم استعمالها التقيد بمضمونها

الجمعة 07 نيسان 2017

وطنية - اعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ان "الاعباء الضخمة التي رتبها نزوح اكثر من مليون ونصف مليون سوري الى لبنان، اضافة الى وجود نحو 500 الف فلسطيني على اراضيه، تحتم التجاوب مع حاجات لبنان التي حددها في مؤتمر بروكسل ليتمكن من الاستمرار في تقديم هذه الرعاية وللحد من التداعيات السلبية لهذا الواقع الذي يرزح لبنان تحت عبئه منذ بداية الاحداث في سوريا".

وابلغ الرئيس عون مدير اقليم الشرق الاوسط في منظمة الصحة العالمية الدكتور محمود فكري الذي استقبله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا في حضور نائب رئيس الوزراء وزير الصحة غسان حاصباني، انه "كلما حصلت تطورات عسكرية في سوريا، يشهد لبنان تدفق المزيد من النازحين السوريين الى اراضيه، ما يزيد حجم الاعباء التي تقع على عاتق الدولة اللبنانية للاهتمام بهم وتأمين رعايتهم".

وفي هذا السياق، اكد الرئيس عون للمسؤول الاقليمي في منظمة الصحة العالمية، ان "لبنان الذي وقع على كل الاتفاقات والمعاهدات الدولية التي تحرم استعمال اسلحة الدمار الشامل، يدين ويستنكر استعمال هذه الاسلحة من اي جهة اتى، ويدعو في المقابل المجتمع الدولي الى الزام اسرائيل والدول التي لم توقع هذه المعاهدات، ضرورة التقيد بمضمونها ومفاعيلها واخضاع منشآتها النووية لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

وشكر الرئيس عون الدكتور فكري على "الدعم الذي تقدمه المنظمة لمساعدة لبنان في مجال الرعاية الصحية المستدامة".

فكري

وكان الدكتور فكري عرض للرئيس عون عمل المنظمة، ونوه ب"الدعم الذي تلقاه من وزارة الصحة والهيئات الصحية في لبنان"، واضعا "امكانات المنظمة بتصرف القطاع الصحي اللبناني لمواجهة التحديات الراهنة، لا سيما منها تحديات الطوارىء الصحية والامراض المستعصية والادوية الخاصة بها". واكد ان "المنظمة في صدد تعزيز مكتب بيروت".

الاعور

الى ذلك، شهد قصر بعبدا سلسلة لقاءات تناولت مواضيع سياسية واقتصادية وسياحية واجتماعية.

وفي هذا السياق، استقبل الرئيس عون النائب فادي الاعور الذي اجرى معه جولة افق تناولت "التطورات السياسية الراهنة والاتصالات الجارية للاتفاق على قانون جديد للانتخاب".

وقال النائب الاعور: "بحثت مع رئيس الجمهورية في الاسراع بانجاز ملف المصالحة في كفرسلوان بهدف انهاء ملف المهجرين، ولمست دعما وتأييدا من الرئيس عون لهذه الغاية".

المرشح للرئاسة الفرنسية

واستقبل الرئيس عون المرشح للرئاسة الفرنسية جاك شوميناد، الذي اطلعه على برنامجه الانتخابي وعرض معه العلاقات اللبنانية - الفرنسية، واكد "تمسك الفرنسيين بتعزيز هذه العلاقات وتطويرها في المجالات كافة".

وبعد اللقاء تحدث شوميناد الى الصحافيين، فقال: "اتيت لزيارة الرئيس عون واعبر عن دعمي للبنان الوطن الحر الذي يبقى فوق الاعتبارات السياسية كما نعتبره دائما في فرنسا، ونقدر الدور الذي يلعبه في منطقة الشرق الاوسط وكذلك في العالم. اننا لطالما اعتبرنا ومنذ العام 1989 ان دور العماد عون كبير في هذا المضمار، كونه يتمتع بشجاعة سياسية كبيرة وباستقلالية فكرية. وقد اكدت اليوم في قصر بعبدا، ان على فرنسا ان تساعد لبنان وتقف الى جانب قضيته، لا سيما في ما خص ازمة النازحين السوريين وعلى الصعيد الاقتصادي".

اضاف: "نعلم ان هناك حوالى مليوني ونصف مليون نازح سوري في لبنان، وهذا رقم ضخم بالنسبة لاربعة ملايين ونصف مليون لبناني. وعلى فرنسا ان تساعد بكل قواها في هذا الاطار، والطريقة الفضلى لذلك تكمن في خلق ظروف اقتصادية ملائمة وآمنة والبدء باعمار سوريا. لقد قمنا، على سبيل المثال في فرنسا، بمساندة ودعم شعبيين بعد حرب 1945 باعمار بلدنا. واليوم علينا ان نتوصل الى سلام في سوريا وان نساهم في اعمارها".

ورأى ان "ما جرى صباح اليوم من قصف اميركي لقاعدة سورية، لا يساعد على عودة النازحين او احلال السلام، لا في سوريا ولا في المنطقة".

سئل: كيف تقيم زيارتك للرئيس عون؟

اجاب: "تحدثنا مع رئيس الجمهورية عن لبنان الذي كان يدافع عنه منذ العام 1989، ونحن تابعناه كممثل للبنان البلد الحر وكان الامر بالنسبة الينا مهما. نحن لا نتحدث عن الشخص بل عن دوره وشجاعته، ونظرته كانت صائبة، وقد توصل الى تحقيق ما نراه اليوم من وضع مستقر، وهذا امر اساسي. كذلك، تناولنا الدور الذي تلعبه فرنسا في لبنان ودور الجاليات اللبنانية في العالم، وفي دعم الفرانكوفونية الايجابية الحقيقية، كما كان يراها الجنرال ديغول. وتطرقنا الى المشاكل التي يمر بها لبنان كمشكلة النفايات والخطط التي طبقت في كسروان والمتن والتي هي غير كافية. والمطلوب من فرنسا ان تساعد على هذا المستوى. وقد اشار الرئيس عون الى ان اوروبا بدأت بتقديم المساعدات لحل المشكلة المرتبطة ايضا بالاكتظاظ السكاني بوجود النازحين، ولم نبحث بالقضايا السياسية الفرنسية".

المشاركون في معرض "هوريكا"

الى ذلك، استقبل رئيس الجمهورية وفدا مشتركا من المشاركين في معرض "هوريكا" ونقابة اصحاب المطاعم، لمناسبة تنظيم المعرض الدولي في مجمع "البيال".

سلامة

وتحدثت المديرة الادارية لشركة "هوسبيتاليتي سرفيسز" السيدة جمانة دموس سلامة، عن "اهمية معرض وملتقى "هوريكا" الذي يجمع اختصاصيين بعالم الضيافة والقطاع الغذائي والذي بات ينظم مثله في السعودية والكويت والاردن".

واشارت الى ان "عدد المشاركين هذه السنة بلغ 350 مشاركا، و 500 مهني يشاركون في مباريات يومية بهدف ابراز الصناعة اللبنانية والمطبخ اللبناني والخبرات والمهارات والابتكارات".

الرامي

كما عرض رئيس نقابة اصحاب المطاعم السيد طوني الرامي "أهمية المعرض في نسخته الرابعة والعشرين بعنوان: من لبنان الى العالم"، وقال: "لقد اثبت قطاع المطاعم في لبنان انه دعامة صلبة لقطاع السياحة والضيافة والاقتصاد برمته، حتى ذاع صيت بيروت كعاصمة للذوق والتذوق في العالم كله والمقصد الاول للطعام في العالم في العام 2016- 2017".

وتحدث عن "منح اوسمة لاصحاب عدد من المطاعم اللبنانية العريقة، الذين لم يوفروا اي جهد للمحافظة على الذوق الرفيع والذين دمغوا به المطبخ اللبناني".

غوميز

كما تحدث كبير طهاة قصر الايليزيه غيوم غوميز شاكرا للرئيس عون "استقباله وتشجيعه".

رئيس الجمهورية

ونوه الرئيس عون ب"اهمية المعارض والندوات التي تبرز وجه لبنان السياحي"، معتبرا ان "المطبخ اللبناني هو من ابرز دعائم قطاع السياحة في لبنان الذي يلقى عناية الدولة واهتمامها".

وشدد على "الاستمرار في توفير مقومات الجودة والنظافة والنوعية حتى تتعزز اكثر فاكثر اهمية المطبخ اللبناني ويصبح اكثر انتشارا في العالم".

جمعية مار منصور دي بول-لبنان

واستقبل الرئيس عون وفدا من جمعية مار منصور دي بول برئاسة السيدة الا سلهب بيطار التي عرضت نشاطات الجمعية، وطلبت "مساعدة رئيس الجمهورية لتمكين الجمعية من اعادة ترميم الكنيسة التي تحمل اسم شفيع الجمعية في وسط بيروت".

المخرج خطار

وفي قصر بعبدا، قدم المخرج ميشال خطار للرئيس عون، النسخة الاولى من "معجم المسرح" الذي ترجمه خطار بطلب من المنطمة العربية للترجمة، والذي كتبه بالفرنسية استاذ الدراسات العليا في المسرح في جامعة السوربون في باريس المؤلف العالمي باتريس بافي.

وقد هنأ الرئيس عون المخرج خطار على انجازه.

 

اختتام جلسة مناقشة سياسة الحكومة في مجلس النواب الحريري: نؤكد مسؤوليتنا بالتوصل لقانون انتخاب جديد وتجنيب البلد التمديد والفراغ

الجمعة 07 نيسان 2017

وطنية - اختتم مجلس النواب جلسته بعد يومين من مناقشة سياسة الحكومة تحدث خلالها 32 نائبا على مدى 11 ساعة تناولوا مختلف المواضيع المطروحة والخلافية، من قانون الانتخاب، الى أزمة الكهرباء ومشاريع النفط، وصولا لسلسلة الرتب والرواتب وموضوع الهدر والفساد.

وفي الختام كان رد من الرئيس سعد الحريري على النقاط التي أثيرت وأكد الالتزام بقانون انتخاب قريبا وإقرار قريب لسلسلة الرتب والرواتب.

وكانت المجلس استؤنفت عند الرابعة من بعد الظهر برئاسة الرئيس نبيه بري الذي استهلها بالقول:"تمنيت على الرئيس فؤاد السنيورة والزميل نواف الموسوي أن الذي حصل في جلسة أمس أن يكون ضمن عناية خاصة خارج الجلسة فالشكر لهما للتجاوب.

النائب حسين الموسوي اعتبر "ان الفساد هو ثقافة وثمة من يحمي ثقافة الفساد، ولا يستوي سارق الرغيف مع سارق المال العام، والقضاء على الفساد ليس عملية جراحية عاجلة بل هو مسيرة نحو نظام عادل".

وتطرق الى معاناة المواطن من الوضع المعيشي وغياب فرص العمل، ومعاناته من عدم الاستقرار الأمني، وللمواطن الحق في تعليم أبنائه ومن زراعة لا تصادر معها ينابيع المياه لصالح محميين. ومن حق المواطن بقانون انتخاب يعتمد النسبية المرنة.

وقال:"المترفون الذين ينهبون مال الشعب ويتسببون في هلاك الوطن والشعب، ولا يمكن للوطن أن يستمر إلا بالانحياز للحق والعدل".

النائب جورج عدوان اعتبر ان "المناقشة لسياسة الحكومة تبقى غير مكتملة لأن الكتل ممثلة فيها".

وقال:" ان الدول العربية هي من مصادر اقتصادنا والتعرض لها كمن يطلق النار على رجله، مشيدا بزيارة رئيس الجمهورية الى دول الخليج".

وسأل:" كيف نواجه الفساد فيما يغيب مبدأ النزاهة والكفاية في التعيينات، بحيث لا يعين موظف من دون موافقة المسؤول عن الطائفة".

ورأى ان "مدخل الفساد يبدأ من المناقصات التي لا تتم بطريقة صحيحة"، مشيرا الى "مشروع قانون يدرس للتفتيش المركزي نأمل إعطاءه المسؤوليات وتحميله المسؤولية".

وتوجه الى وزير العدل طالبا أن تكون التعيينات بعيدا عن السياسة.

وفي الموازنة ما جرى درسه ليس موازنة بل ورقة حسابية بسبب تراكم السنوات الماضية، لأن الموازنة تبدأ في نيسان وتنتهي في أيلول لتقدم الى المجلس النيابي، مشيرا الى أن خدمة الدين والرواتب تشكل 72 بالمئة من الموازنة. وقال "للأسف ان كل الوزراء لا يعرفون عدد العاملين وحاجات الوزارات، كل همهم أن يبحثوا كيف يمكن أن يوظفوا أشخاصا لهم".

الوزير غازي زعيتر "أنا بعطيك عدد كل الموظفين في كل الوزارات التي تعاقبت عليها".

وتابع عدوان: "ان تلزيم البواخر للكهرباء وكل التلزيمات أن تتم وفق الأصول وأن تقر في مجلس الوزراء".

وقال "من أعطاها الاذن بالابحار فليدفع لها من جيبه نحن وزراؤنا في الحكومة لن يسمحوا بذلك".

وفي قانون الانتخاب قال "اتفاق الطائف نادى بالمناصفة، وإذا كان البعض يعتبر المناصفة صورية فليقل ذلك. منذ العام 2012 ونحن نخترع الاعذار بعد الاعذار حتى لا نضع قانونا جديدا للانتخاب ونصحح التمثيل.

وطالما ان الجميع يحرص على المناصفة فلتكن المناصفة صحيحة وأن تختار كل طائفة ممثليها، لا أن تختار كل طائفة نصف نواب الطائفة الأخرى.

وقال ليس عبثا طرح الرئيس بري المناصفة فلنبحث عن تحصين بلدنا لأنه إذا سقط الهيكل فلن ينجو أحد، فلنشبك أيدينا لأن الأيام المقبلة دقيقة حتى لا نسقط.

النائب علي عمار رأى ان "كل ما يقال في هذه القاعة لا يثير المواطن الذي يسأل عن ري مزروعاته ولقمة عيشه، وهل يستحق اللبنانيون منا قانون انتخاب لا يحدث أي تغيير ولا يكون مبنيا على الدستور، وكل القوانين، أحيانا مختلط، وأخرى أكثري ودوائر متعددة ودوائر متوسطة.

وأقول أيها اللبنانيون نكذب عليكم اننا لا نستحقكم ولا نعمل شيئا من أجلكم، الوطن لا يعيش في كهوف الطائفية والمذهبية والمحاصصة.

أقول للناس لا تصدقونا، تارة نقول نريد المناصفة أيها المسيحيون أنا نصفكم المكمل وأنتم نصفي المكمل، لبنان يمكن يناصف بالنواب ووظائف الفئة الأولى ولا يمكن أن يناصف لبنان الرسالة.

وتطرق الى الوضع الدولي والغارة على سوريا فقال ان "البعض يراهن على ترامب، على الولايات المتحدة التي ارتكبت المجازر من هيروشيما الى الصومال والعراق وأفغانستان وسوريا ولبنان عبر اسرائيل، لا يمكن المراهنة على الذئب لحماية الحملان والغزلان، الذئب اليوم معك وغدا عليك".

وتناول موضوع الانتخاب فقال "اذا لم تحصل الانتخابات فهل تبقى حكومة أو يبقى أمن واستقرار فيما يلمح البعض الى أن الفراغ فضيلة، الفراغ جريمة الجرائم. ولا يمكن دفع الضرر بضرر أكبر منه".

وقال: "لا يصح أن يبقى أهل عكار والشمال وأهل بعلبك الهرمل بهذا الوضع، وهل يصح أن يبقى الانماء متمركزا في مناطق معينة، علينا أن نستدير نحو هؤلاء المظلومين في عكار وبعلبك الهرمل".

وتناول وضع الضاحية الجنوبية فقال "انها تحت رعاية الجيش والقوى الأمنية، ما حصل في برج البراجنة ان مجموعة شباب خرجوا بالهراوات ولم نقبل بذلك وقد صرحنا وأوضحنا"، مشيرا الى "ان رؤوسا كبيرة من تجار المخدرات سقطت".

ثم ألقى النائب بطرس حرب كلمة تدخل خلالهاالرئيس بري وقال:" بعدما اثير هذا الامر امس طلبت رسميا من الحكومة الايطالية وبدي اعرف الاسم، وعندما يصلني الاسم سأعلنه. وسأل سيرج طورسركسيان هل يعلم وزير مكافحة الفساد؟ فرد الوزير تويني اتصلت بالسفير الايطالي وطلبت الاسم".

وخلال القاء النائب سامي الجميل كلمته اعطى الرئيس بري الكلمة لوزير الطاقة للرد فقال "ان مرسومي النفط نشرا بالعدد 4 من الجريدة الرسمية فكيف يمكن ان يكونا سريين، نموذج عقد الاستشكاف منشور في الجريدة الرسمية وكل المواقع. بالنسبة لعقد المشاركة في الانتاج ولم نقرر المشاركة بالارباح وهناك تشويه للحقيقة.

الرئيس بري " من حق المجلس ان يراقب المراسيم وغيرها وبلهجتك مع المجلس عليك

ان تكون ودودا وهذا لمصلحتك وعليك ان تقول سعادة النائب.

واضاف وزير الطاقة " في موضوع الكهرباء في خطتنا 3 معامل جديدة في الذوق ومعمل جديد في الجية والعمل جار في معمل دير عمار تواجهه مشاكل نحاول معالجتها ومشاركة القطاع الخاص تحتاج لاكثر من ثلاث سنوات".

وقال ان "الورقة التي عرضها النائب سامي الجميل لم تعرض على مجلس الوزراء".

ثم قدم وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني ورقة للرئيس بري اشار فيها الى تجاوب السفارة الايطالية وانها سترسل توضيحا الى المجلس النيابي والى احدى الصحف.

النائب خالد الضاهر تناول موضوع النازحين السوريين وطالب الحكومة بوضع حل لهذا الامر وتأمين اماكن آمنة للنازحين في الاراضي السورية، وطالب بانسحاب حزب الله من سوريا لتأمين عودة السوريين الى مناطق القصير وحمص".

اضاف:"الامر الثاني يتعلق بسيادة لبنان فلا دولة من دون سيادة وعبرت عن هواجس لنواب حزب الله".

الرئيس بري: لا تسم تحدث بالعموم دون تسمية.

الضاهر:كيف نبني لبنان وهناك فريق يعتدي على دول عربية.

بري: هذا الكلام تستطيع ان تقوله ولكن ليس بالمجلس النيابي.

وتابع الضاهر:" كيف نبني دولة في ظل سلاح حوله انقسام بين اللبنانيين وسمعنا زميلا يهون من العرض العسكري، فهل نستطيع نحن ان نقوم بذلك؟ نحن مع القوى الشرعية ولن نقبل بسيادة منقوصة او سلاح غير سلاح الشرعية".

وتطرق لسلسلة الرتب والرواتب داعيا الى "اعتماد الضريبة التصاعدية".

وقال:"سمعنا ان المصارف ربحت 5 مليارات و 400 مليون دولار فهل هذا صحيح والسلسلة تكلف 800 مليون دولار، اطعموا عاملات النحل لتجني العسل. وفي الاملاك البحرية لماذا لا تقوم الدولة بتأجير الارض وفقا للسعر المعتمد في مناطق وجودها. متى نتحمل مسؤوليتنا في رفع الغبن عن الفقراء والشعب اللبناني.

وختم بأنه نقل رسالة من ذوي المعتقلين تتضمن دعوة الى مساواة هؤلاء المعتقلين بعملاء اسرائيل.

النائب علي عمار تحدث بالنظام ورد على الضاهر وقال "نحن سنكون حيث يجب ان نكون".

المداخلة الاخيرة كانت للنائب عماد الحوت قال فيها:" اسأنا التعامل مع سلسلة الرتب والرواتب عندما قدمنا الضرائب على اقرار الرواتب فخوفنا الناس. وارى ان نقر السلسلة خلال مناقشة الموازنة من منطلق وحدة مالية الدولة.

في موضوع الكهرباء وزيادة الاسعار قال:"كيف نزيد فاتورة الكهرباء وهي ذهبت الى اغلى تكلفة من خلال البواخر".

وفي ملف الموقوفين الاسلاميين قال :"لاحظنا انه جرى تخفيف الاحكام عليهم بينما يترك الموقوفون دون محاكمة وبعضهم تم توقيفه تخوفا من ان يقوم بعمل ما".

وتمنى "اعطاء حق المرأة بإعطاء الجنسية لابنائها ورفع اقتراح قانون بهذا الشأن طالما تم استحداث وزارة لشؤون المرأة، وان يكون النقاش حول قانون الانتخاب ليس من منطلق الاحجام السياسية بل صحة التمثيل ووحدة المعايير وافساح المجال للشباب بالاقتراع ووحدة المعايير، بحيث لا ينتخب نائب بعشرة الاف وآخر بخمسين الفا.

وقال النائب علاء ترو "لن اتحدث عن قانون الانتخاب والفساد مستشر والكهرباء، بل اتحدث عن موضوع النفايات حيث تركت مناطق الشوف وعاليه خارج اطار خطة النفايات".

وسأل "الا يوجد حل غير المطامر بقرب المنازل"؟

 

النائب سامي الجميل: قد تحصل الحكومة على ثقة المجلس النيابي ولكنها لن تحصل على ثقتنا وثقة الشعب اللبناني

الجمعة 07 نيسان 2017

وطنية - اكد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، في كلمة القاها في جلسة مساءلة الحكومة، "ان الحكومة قد تحصل على ثقة المجلس النيابي ولكنها لن تحصل على ثقتنا وثقة الشعب اللبناني".

وتوقف عند ملفي خطة الكهرباء وقانون الانتخابات سائلا في الملف الاول "كيف يطلب تلزيم أغلى مشروع بتاريخ لبنان لشركة محددة بالاسم بالتراضي ودون أي مناقصة؟ وكيف تطلب السلطة من الناس ان يثقوا بها وهي تقدم خطة مطلوب فيها تلزيم بواخر بقيمة مليار و886 مليون دولار وكيف يمكن للحكومة ان تستأجر بواخر للكهرباء بثمن يساوي كلفة معملين جديدين؟ كاشفا ان لبنان يدفع 800 مليون دولار اضافية، مقارنة مع أسعار الشركة نفسها في غانا وباكستان".

وفي موضوع قانون الانتخابات، أكد "ان المكان الطبيعي لمناقشة القانون الانتخابي هو مجلس النواب والحكومة"، سائلا: "هل يمكن ان نفكر بقوانين على قياس الناس لا على قياس السلطة؟" مهنئا السلطة لأنها وحدت اللبنانيين من كل الطوائف على رفض أدائها.

وفي مستهل كلمته وضع الجميل بين يدي رئيس مجلس النواب صورا عن تلوث يحصل في المتن الشمالي وهو ناجم عن رمي النفايات في البحر، متوجها الى الحكومة والى كل من ساهم بانشاء المطمر في البحر، وقال: "هذا هو المطمر البيئي ذات المعايير الدولية الذي وعدتمونا به والذي بسببه استقالت الكتائب من الحكومة".

وإذ لفت إلى أننا "كنا بصدد مناقشة الموازنة وقانون الانتخابات وهما اولويات الحكومة الحالية"، قال:"كنا وددنا لو أن الموازنة موجودة لنناقشها ولكن أتانا مثال على ما قد تكون عليه الموازنة عندما اطلعنا على الضرائب التي كانت ستفرض على اللبنانيين".

وأضاف:"في بلد يحترم نفسه وحكومة تحترم الناس كان من المفترض ان تطلعنا على خطتها ورؤيتها الاقتصادية قبل ان تلجأ الى الحديث عن الموازنة وفرض الضرائب اما السؤال الذي يطرح نفسه:"لماذا وضعت الضرائب ولماذا سحبت؟ اذا كنتم مقتنعين بالضرائب وقررتم سحبها فهذه مشكلة وإذا كنتم غير مقتنعين بها وقدمتموها عن سوء دراسة فتلك مشكلة أكبر !".

وتابع الجميل:"بما أن الموازنة غير موجودة سأتحدث عن بعض بنود خطة الكهرباء لا سيما في ما يتعلق بشق استئجار البواخر واتمنى من وزير مكافحة الفساد ان يسمعني جيدا كما الشعب اللبناني لا سيما في حديثي عن الشركة التي لزمت البواخر فانه من غير المقبول بمعايير الشفافية ان تقدم خطة فيها مسبقا اسم الشركة التي طلب منها تنفيذ العقد"، مشددا على انه لا يجوز وضع اسم الشركة مسبقا من دون اجراء مناقصات وسائلا:"كيف يطلب تلزيم أكبر وأغلى مشروع بتاريخ لبنان لشركة محددة بالاسم بالتراضي ودون أي مناقصة؟".

ولفت الجميل الى ان "الشركة التي يرد اسمها هي شركة محكومة بالرشاوى بباكستان وكان قنصل لبنان في تركيا قد نبه من الامر، فضلا عن تصريح مدير الشركة خلال زيارة الاعلاميين اللبنانيين لتركيا يقول فيه انه سيتم التمديد للباخرتين الموجودتين في لبنان كما اننا نحضر لباخرة جديدة سنرسلها قريبا وطبعا هذا من دون علم الحكومة"، سائلا:"طالما ان الباخرة كانت جاهزة منذ 2016 فلماذا انتظرنا الى آذار لطرح الخطة؟".

واكد الجميل انه في مجلس الوزراء حصل لغط وبناء عليه قرر وزير الطاقة والكهرباء من دون الرجوع الى مجلس الوزراء وضع دفتر شروط صغير وطلب من الشركات المهتمة تقديم عروضها خلال 15 يوم، لافتا الى ان "المطلوب اليوم من الشركات تقديم عرض بقيمة مليوني دولار تقريبا"، وسائلا:"كيف تحضر الشركات المحترمة ملفها بمشروع يساوي 2 مليار دولار وتقدم عرضها خلال 15 يوما فقط؟".

وقال:"في غياب المناقصة فتشنا وقمنا بتقصي حقائق فاكتشفنا ان هذه الشركة لها عقود أيضا مع غانا وباكستان واليوم مع لبنان وعندما قارنا الاسعار تبين لنا أن الشركة تتقاضى 266 الف دولار على الميغاواط بالسنة في غانا اي مليار و97 مليون دولار على خمس سنوات، وفي باكستان تتقاضى الشركة 340 الف دولار كلفة الميغاواط في السنة اي مليار و402 مليون دولار على مدى 5 سنوات اما في لبنان فان الشركة ستتقاضى 457 الف دولار على الميغاواط الواحد في السنة اي مليار و886 مليون دولار في 5 سنوات ما يعني ان الفرق بيننا وبين غانا 800 مليون دولار"، سائلا:"كيف تطلب السلطة من الناس ان تثق بها وهي تقدم خطة مطلوب فيها تلزيم بواخر بقيمة مليار و886 مليون دولار؟".

واكد ان سعر الباخرتين الجديدتين: مليار و886مليون دولار على 5 سنوات، سائلا:" كيف يمكننا ان نستأجر بواخر بثمن يساوي كلفة معملين جديدين؟".

وفي موضوع قانون الانتخاب قال الجميل: "الحكومة التي ذكرت أربع مرات قانون الانتخابات في بيانها الوزاري لم تعقد اجتماعا واحدا للبحث في القانون"، مشيرا الى اننا "حذرنا من تطيير الانتخابات والحكومة التي هي حكومة انتخابات تفرجت على المهل تنقضي ولم تعقد اجتماعا واحدا"، مضيفا: "الى الآن لا نعرف كشعب لبنان ما هي المشكلة واين عالق قانون الانتخابات"، سائلا: "على ماذا تختلفون في اجتماعاتكم التي تناقشون فيها قانون الانتخابات؟".

وأكد ان المكان الطبيعي لمناقشة القانون الانتخابي هو مجلس النواب والحكومة، سائلا: "هل يمكن ان نفكر بقوانين على قياس الناس لا على قياس السلطة؟" مشيرا الى ان 90% من دول العالم تعتمد النظام الاكثري مع الدائرة الفردية او النسبية".

ولفت الجميل الى "أننا طرحنا الدائرة الفردية او one person one vote كما وافقنا في بكركي على النسبية مع 15 دائرة"، معتبرا أن "القانون المطروح مركب على قياس الفرقاء وهناك تضارب بين المصلحة السياسية ومصلحة الناس".

وقال رئيس الكتائب: "في اكثرية دول العالم هناك حد أدنى من الحياء اما لدينا "فالشلش طق"، وأردف: "لا سلطة في العالم تحترم الناس بلا رؤية اقتصادية وترفع الضرائب لانها ترفض الاصلاح ومحاربة الهدر، كما ألا سلطة تحترم الناس وتتنصل من ضرائب وضعتها قبل يوم، ولا سلطة تحترم الناس وتبرم عقودا بالتراضي، وترمي النفايات في البحر بمنطقة مكتظة بالناس، وتضع قانونا انتخابيا على القياس، وتسمح بالعراضات العسكرية في الشارع وتعمل على تأجيل الانتخابات لانها تخاف من الناس".

وهنأ الجميل السلطة قائلا: "لاول مرة اشعر انه بسبب الاداء السيئ انكسرت الحواجز بين المسيحيين والمسلمين وبين السني والشيعي والدرزي واتحدوا جميعا رافضين أداء السلطة والنهج المدمر لمستقبل لبنان، خاتما كلمته بالتأكيد على أن الحكومة قد تحصل على ثقة المجلس النيابي ولكنها لن تحصل على ثقتنا وثقة الشعب اللبناني.

 

حرب في جلسة مساءلة الحكومة: ما يطرح ليس مشاريع قوانين انتخاب تحقق صحة التمثيل بل مشاريع القضاء على التنوع السياسي

الجمعة 07 نيسان 2017

وطنية - قال النائب بطرس حرب في مداخلة ألقاها خلال الجولة الثالثة من جلسات مساءلة الحكومة في مجلس النواب: "اسمحوا لي بداية أن أتوجه بالشكر لدولة رئيس مجلس النواب ولمكتب المجلس، لتعيين هذه الجلسة المخصصة للمناقشة العامة لسياسة الحكومة، وذلك إلتزاما بأحكام قانون النظام الداخلي وإفساحا في المجال لمساءلة الحكومة حول سياستها في إدارة شؤون البلاد.

إن جلسات مناقشة سياسة الحكومة ليست، ولا يجوز أن تكون، جلسات استعراضية، بل هي مناسبة لتحمل مسؤولياتنا في ممارسة دورنا وواجبنا في مراقبة الحكومات ومساءلتها ومحاسبتها، حتى لو كان طموحنا في المناقشة اليوم لا يتجاوز المراقبة والمساءلة، لأننا، وبكل أسف، نعيش في ظل حقبة سياسية جمعت معظم القوى السياسية، من أحزاب وتيارات، وبالرغم من كل تناقضاتها وتوجهاتها المتضاربة، في حكومة واحدة تدعمها الأكثرية الساحقة من مكونات هذا المجلس، بحيث لم يبق إلا أقلية منها خارجها، وبحيث لا تخاف الحكومة من معارضة مجلسية قد تواجهها وتحاسبها، وهي ضامنة لأكثرية واسعة لا خيار لها إلا تأييدها ودعم مقرراتها.

غير أن هذا الواقع لا يمكن أن يعني أننا أمام قدر محتوم لا فائدة من مواجهته، لأن الحكم الحقيقي على سياسة الحكومة كان، ولا يزال وسيبقى، الرأي العام اللبناني، وأن مناقشتنا تجري في الملأ، يسمعها ويشاهدها اللبنانيون، الذين يعود لهم الحكم على الحكومة، ولا سيما وأننا على مشارف إنتخابات نيابية تشكل امتحانا يكرم فيها المسؤولون أو يهانون.

أود في مطلع مداخلتي هذه، أن أؤكد رغبتنا وتصميمنا على مساعدة الحكومة على تحقيق ما التزمت به في بيانها الوزاري، وأن نلفت النظر إلى ممارسات تتناقض كليا مع برنامجها.

إلا إنني حائر من أين أبدأ المناقشة، فوزراء يعلنون أن ما تقرر في مجلس الوزراء ليس ما ورد في محضر المقررات الرسمية مثلا، ووزراء يخالفون القوانين، ولا سيما قانون المحاسبة العمومية. فأينما نظرت، وأي ملف فتحت، تتسابق التساؤلات وتزدهم الشبهات، وتفوح روائح الصفقات والفساد ويزداد تذمر الناس الذين يلجأون إلى التواصل الاجتماعي يوزعون عبرها إتهاماتهم للحاكمين، وكل الطبقة السياسية، فيذهب الصالح بعزى الطالح، هذا في الوقت الذي يبدو وكأن آذان المسؤولين مصابة بالصم، فلا تسمع أنين المواطنين والموظفين والعائلات والفقراء والمعوزين، وأن قسما منهم يلهث وراء السلطة والنفوذ والصفقات والالتزامات.

ولتسهيل مهمتي قررت العودة إلى بيان حكومة الذي نالت الثقة على أساسه، وسأكتفي بالتطرق إلى بعض العناوين الأساسية، ضنا بوقت مجلسكم الكريم، والتزاما مني بالوقت المحدد لكل نائب في النظام الداخلي.

عنوان الحكومة كان "استعادة الثقة"، بالوفاق الوطني وبالدولة ومؤسساتها. الثقة بالاستقلال والسيادة وببسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، الثقة بالدستور وبالنظام الديمقراطي، وبقدرتها على تقديم الخدمات الأساسية للبنانيين بإدارة شفافة ونزيهة، وإقرار قانون إنتخاب جديد في أسرع وقت ممكن وتنظيم العملية الانتخابية في موعدها القانوني، ونهوض إقتصادنا الوطني وإقرار الموازنة، وتسريع الإجراءات المتعلقة بدورة التراخيص للتنقيب عن النفط واستخراجه بإصدار المراسيم والقوانين اللأزمة، والعمل فورا على معالجة المشاكل المزمنة بدءا من الكهرباء وغيرها. كما تعهدت الحكومة بوضع استراتيجية وطنية عامة لمكافحة الفساد ورفع اليد السياسية عن الأجهزة الرقابية، وتأمين استقلالية القضاء وتحصينه من التدخلات، بالإضافة إلى تفعيل دور المرأة والشباب.

هذه بالمختصر بعض العناوين الرئيسية التي تضمنها البيان الوزاري، وكلها واعدة كبيرة طموحة مثيرة ومفرحة.

غير أن ما شهدته البلاد من نماذج أولية لعمل الحكومة عامة، ولبعض الوزراء خاصة، ذكرنا بالمثل الشائع: "إقرأ تفرح، جرب تحزن".

وإليكم البيان، مكتفيا ببعض الملفات المهمة الفاضحة.

1- في قانون الانتخابات النيابية والتزام الحكومة بإقراره وتنظيم العملية الانتخابية في موعدها القانوني.

قد يكون من الضروري في بحث هذا الموضوع عرض تاريخي موجز لكيفية إقرار القوانين الانتخابية لتحديد هوية المسؤولين عن إقراره ومساءلته عن عجزه عن ذلك.

منذ إعلان استقلال دولة لبنان دأبت الحكومات المتعاقبة على إقرار قوانين الانتخابات النيابية بمراسيم إشتراعية، تتحمل مسؤولية إقرارها، مستندة في معظم الحالات على تلكؤ مجلس النواب في بتها خلال مهلة الأربعين يوما المحددة لمشاريع القوانين المعجلة التي كانت ترسلها، وذلك عملا بالمادة 58 من الدستور.

إلا أنه، وأثناء وضع يد سوريا على لبنان، وبعد أن تمكنت من تأمين الأكثريات النيابية الموالية لها. لجأت سلطة الوصاية السورية إلى آلية إرسال مشاريع القوانين الانتخابية التي تريد إلى مجلس النواب، المطيع آنذاك بأكثريته الساحقة، ليصار إلى إقرارها. وبسبب السيطرة السورية على القرار السياسي الوطني صدر القانون، المعروف بقانون غازي كنعان، الذي اعتمد الدوائر الكبرى إجمالا مع النظام الأكثري، وهو ما سمح لسلطة الوصاية أن تمنع معظم معارضي وجودها وسيطرتها من دخول مجلس النواب، ما خلا بعض الاستثناءات النادرة التي استطاعت كسر الفيتو الرسمي والعلني، ولي شرف الانتماء إلى هذه الاستثناءات.

إلا أنه، وبعد استشهاد الرئيس الحريري وانسحاب الجيش السوري من لبنان، وضعف نفوذ سوريا السياسي المباشر نتيجة ذلك، عملت القوى الحليفة للنظام السوري على الحؤول دون حصول تغييرات كبيرة في النظام الانتخابي، ما دفع البعض، ومنهم فخامة رئيس الجمهورية الحالي، إلى اعتبار التعديل الذي أدخل على قانون الـ 60 بعد إتفاق الدوحة إنتصارا كبيرا أعاد للمسيحيين حقوقهم ودورهم السياسي، وهو ما كانت سوريا عملت على إضعافه سابقا، باعتبار أن الأكثرية الساحقة من المسيحيين كانت تشكل قوة ممانعة للوصاية السورية.

واليوم نواجه أزمة إقرار قانون جديد للانتخابات يحقق صحة التمثيل الشعبي وفعاليته، بعد اقتناع الجميع بأن قانون الـ 60 المعدل في الدوحة لم يعد ملائما.

وما تجدر الإشارة إليه، أن آلية إقرار قانون الانتخابات النيابية، التي اتبعت تاريخيا، لم تعد صالحة اليوم بعد إقرار وثيقة الوفاق الوطني والتعديلات الدستورية التي دخلت على دستورنا.

لقد ارتكزت التعديلات الدستورية إلى تجارب اللبنانيين وإلى الأزمات التي تعرض لها نظامهم، والتي كادت تطيح بالعيش المشترك، ما دفع المشترع إلى إدخال مقدمة للدستور نصت، في ما نصت عليه، في البند "ي" على أن "لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك". وهو ما تمت ترجمته في مواد دستورية لاحقة كاعتماد أكثرية ثلثي أعضاء مجلس الوزراء كنصاب قانوني لانعقاد مجلس الوزراء، وبفرض أكثريات موصوفة، ثلثي أعضاء مجلس الوزراء أيضا، لإقرار بعض المواضيع الأساسية، كقانون الانتخابات (المادة 65 من الدستور)، على أن تتخذ القرارات توافقيا، وعند تعذر ذلك فبالتصويت.

لقد اعتمدت هذه التعديلات لتفادي تفرد فئة من اللبنانيين، أو طائفة، أو مجموعة مذاهب أو طوائف، في فرض تعديلات تطال أساس النظام، أو قواعد العيش المشترك على مجموعات أخرى، وهو ما يحصن الحياة المشتركة ويحول دون حصول الأزمات الكبرى.

إن هذه التعديلات لم تطل نصاب جلسات مجلس النواب، ولا الأكثريات المعتمدة في المواضيع الأساسية المذكورة في المادة 65 من الدستور، ما يفرض في موضوع خطير كقانون الانتخاب، أن تتحمل الحكومة مسؤولياتها في إرسال مشروع وافقت عليه الأكثرية الموصوفة، توافقيا أو بأكثرية ثلثي أعضاء مجلس الوزراء، إلى مجلس النواب، حيث يصار إقراره أو تعديله، أو رفضه، بالأكثريات العادية.

ما يعني أن تقصير الحكومة في إقرار مشروع لقانون الانتخاب ومحاولة تحميل المجلس مسؤولية إقرار القانون بأكثرية عادية، لا تتجاوز نصف عدد النواب الحاضرين في الجلسة، مع ما يترتب على ذلك من مخاطر تهدد السلم الأهلي والوفاق الوطني، وهو تقصير فاضح وتهرب من مسؤولياتها. وإننا، ومع تسجيلنا لتقصير الحكومة، الذي عطل إجراء الانتخابات في موعدها وفرض تمديدا قسريا جديدا لولاية المجلس، نسجل تعهد رئيس الحكومة بدعوة الحكومة إلى بت قانون الانتخاب في جلسة مجلس الوزراء مطلع الأسبوع المقبل، لكي يبني على الشيء مقتضاه.

في جميع الأحوال، لا بد من تسجيل ملاحظاتنا على سياسة الحكومة في موضوع قانون الانتخاب، تفاديا لاستمرار الوضع المتأزم على ما هو عليه مع ما ينجم عن ذلك من مخاطر قد تعرض كل النظام السياسي للسقوط.

إن عدم إقرار قانون جديد للانتخاب، والامتناع عن تنفيذ القانون النافذ للانتخابات، يشكل خرقا فاضحا للمبادىء الدستورية، ويرتب مسؤوليات دستورية ووطنية وسياسية على الحكومة، لأن ما يجري يشكل ضربا لمبدأ احترام القوانين النافذة ووجوب تنفيذها، واستباحة لأحكامها، وتكريسا لسلطة استنسابية مطلقة في تعليق مفاعيل أي قانون حسب رغبة الحاكمين، ولأن السكوت على ما يجري يشكل سابقة خطيرة قد تطيح بالمبادىء الأساسية التي تقوم عليها دول الحق والقانون.

فإرادة الحكام ليست كإرادة الملوك، ولا تصدر قوانين، ولا تعلق أحكام قوانين نافذة، إذ أن هذه الصلاحية محصورة في مجلس النواب وحده، ودور الحكام احترام القوانين وتنفيذها.

هذا بالإضافة إلى أن ما يطرح من أهل السلطة ليس مشاريع قوانين تحقق صحة التمثيل أو تحقق المناصفة بين المسيحيين والمسلمين، كما يزعمون، ولا تفسح في المجال أمام الشباب لدخول الحياة السياسية وضخ دم جديد في المؤسسات الدستورية، ولا تحمي حقوق المواطنين في اختيار ممثليهم، فهذه شعارات براقة تخفي بشاعات لا توصف وتعتدي على حقوق الناخبين في اختيارهم الحر والفاعل لممثليهم.

إنها مشاريع تهدف إلى تحديد هوية أو توجهات نواب الأمة قبل حصول الانتخابات، تهدف إلى تعيين النواب والالتفاف على حقوق اللبنانيين في اختيار نوابهم. إنها مشاريع توزيع الحصص على كارتيل القوى السياسية الحاكمة المتحالفة. ولنقلها بصراحة، آخر هم لدى طباخي المشاريع رأي المواطن، حق المواطن في اختيار ممثليه، تجديد النخب السياسية في مجلس النواب. إنها مشاريع خصخصة لمجلس النواب ولإرادة المواطنين عبر مصادرة أصواتهم وعبر إغراقها في دوائر إنتخابية مفصلة قصدا لتضييع المواطن وإضعاف قيمة صوته وفعاليته.

إنها مشاريع تصفية الحسابات والأحقاد، إن لم أقل تصفية المنافسين السياسيين وإلغاء المستقلين من الحياة السياسية، بحيث لا يبقى صوت اعتراضي واحد.

إنها بمجملها مشاريع القضاء على التنوع السياسي والرأي الحر وتصنيف اللبنانيين بين مواطنين درجة أولى بسبب إنتمائهم السياسي إلى أهل السلطة وولائهم لهم، ومواطنين درجة ثانية، يعاقبون لأنهم بقوا أحرارا غير تابعين، مستقلي الرأي والموقف، وهي مشاريع تبنى على قياس مصالح بعض النافذين، وبعد دراسة النتائج المرتقبة لها من قبل مؤسسات استطلاع الرأي، ومن هنا عجقة المشاريع التي لا تركب على قوس قزح.

ولنقلها صراحة، إنها مشاريع القضاء على الحياة الديمقراطية والحريات والاختلاف في الرأي. فإما تتبع وتقف في الصف منضبطا وتسكت وتصفق للحكام، أو تزول. والمطلوب تحويل اللبنانيين من مواطنين أحرار إلى قطيع غنم حائر مستسلم.

بقي أن نسأل، ألم نتعظ من تجارب حروب إلغاء الآخرين السابقة المرة؟ ألم تفشل كل دعوات عزل فريق سياسي عن الحياة السياسية؟

بصراحة كلية، أين حق المواطن في التمثيل الصحيح وأين دوره في الاختيار؟ المطلوب ضرب حق المواطن في اختيار ممثليه وفرض المحادل والبوسطات عليه، (كما ذهب إليه الزميل حسن فضل الله)، ولو أدى ذلك إلى تغييب النخبة وأصحاب الرأي عن مجلس النواب. فهل يعتقد المخططون العباقرة أن اللبنانيين سيرضخون ويقبلون بمصادرة حقوقهم وحرياتهم الدستورية. إنهم يجهلون أصالة شعبنا وتراثه الديمقراطي، وإن لغده قريب.

في مواجهة هذا الواقع المأزوم دستوريا وسياسيا، وبالنظر ليتحول مجلس النواب من سلطة تشريعية تراقب الحكومة وتسائلها وتحاسبها إلى مؤسسة مشكوك بشرعيتها ومعطل دورها، بت أتساءل عن جدوى استمراري كنائب قبل إجراء إنتخابات جديدة.

ووصلت إلى اقتناع، بأنني كنت لأستقيل فورا لو أن استقالتي مفيدة، ولو أنها لن تحرمني من إبقاء صوت من أمثل مرتفعا في مجلس النواب، لكشف ما يجري من ممارسات شاذة، ولأسائل الحكومة عن أعمالها، ولتقديم اقتراحات قوانين ضرورية والمشاركة في مناقشتها والتصويت عليها وكاقتراع رفع السرية المصرفية عن حسابات متولي الخدمة العامة مثلا.

لذلك، قررت الاستمرار في تحمل مسؤولياتي كنائب للأمة والتنازل عن تعويضاتي عن فترة التمديد الحتمية المقبلة والتبرع بها للخزينة العامة، مساهمة متواضعة مني في تسهيل إقرار قانون سلسلة الرتب والرواتب التي تعود بالخير على ربع الشعب اللبناني. وأتمنى لو أن حضرة الزملاء يبادرون إلى اتخاذ الموقف عينه.

الزميلات والزملاء،

ندرك جميعا حالة الرفض الشعبية لما يسمى الطبقة السياسية، والتي طالت، بكل أسف، الجميع، دون تمييز بين صالح وفاسد وبين الضحية والجلاد. وكل من يتابع وسائل التواصل الاجتماعي يعلم جيدا أن الثقة أصبحت مفقودة بين الرأي العام والمسؤولين.

ولا أجد بدا في هذا الجزء من مداخلتي من أن أعنونها بعنوان قصيدة أحد الشعراء العرب المعاصرين الأمير عبد الرحمن بن مساعد وهو "إحترامي للحرامي" وقد ورد فيها ذكر من "جاب هالثروة المخيفة من معاشه في الوظيفة" "وما يخاف من العقوبة صار بالصف الأمامي"، وهي قصيدة منتشرة ومتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي في لبنان. وإنني أدعو المسؤولين في لبنان الذين لم يسمعوها ويشاهدوها أن يفعلوا.

ولقد قال الإمام علي: "من وضع نفسه مواضع التهمة فلا يلومن من أساء الظن به".

إنها مقدمة وجدت أن لا بد منها لبحث القسم الثاني من مداخلتي والتي قسمتها إلى ثلاثة عناوين: التنقيب عن النفط والغاز، خطة الكهرباء، مكافحة الفساد.

2- في إقرار مراسيم التنقيب عن النفط والغاز:

وسؤالنا اليوم كيف أقرت المراسيم؟ وما هو محتواها؟ واسمحوا لي بادىء الأمر، أن أسأل أصحاب المعالي الوزراء، من منكم استطاع قراءة المراسيم ودرسها والتدقيق في نصوصها قبل إقرارها؟ فعدد صفحاتها 472 صفحة معقدة فنيا وماليا واقتصاديا وقانونيا. فأي إنسان، ومهما بلغت درجة ذكائه واستيعابه وعلمه، يستطيع أن يدرسها ويكون رأيا سديدا مسؤولا عنها في مهلة لا تتجاوز الـ 48 ساعة، باستثناء الوزيرين اللذين يعملان عليها منذ سنوات؟

إن المراسيم تتعلق بتحديد البلوكات البحرية ونموذج الاتفاقات المزمع عقدها مع الشركات المعروفة دوليا عقود التنقيب والاستخراج. Exploration and production agreement E.P.A

فالمسألة تتعلق بشروط استثمار أكبر ثروة وطنية تعود ملكيتها للشعب اللبناني، الذي يعود له حق معرفة هذه الشروط القانونية والمالية والضريبية والبيئية والإدارية وضوابطها، كما يحصل في كل بلدان العالم الديمقراطية، حيث تناقش الأمور علنا وتعقد حولها الندوات العلمية والاقتصادية والقانونية.

بعكس ذلك لقد وافقتم على نص المادة 35 من مسودة إتفاقية مع شركات استكشاف واستخراج الغاز والنفط، وهي التي تؤكد وجوب "أن تبقى هذه الاتفاقية وجميع المعلومات والبيانات والتحليلات والتفسيرات التي تم جمعها... سرية ولا يجوز إفشاؤها أو نقلها من قبل أصحاب الحقوق إلى أي شخص ثالث..."

وسؤالي كيف يمكن التوفيق بين إقراركم السرية المطلقة لمحتوى الصفقة، وبين توفير الشفافية الكاملة في أعمال النفط والغاز، كما ذهب إليه الزميل محمد قباني رئيس اللجنة النيابية المختصة.

لقد جاء قانون الموارد البترولية في المياه البحرية رقم 132/2010 مقتضبا للغاية، متضمنا الخطوط العريضة لبعض المبادىء العامة، كما أنشأ هيئة لإدارة قطاع البترول خاضعة لوزير الطاقة، ولم يرد فيه أي رقم أو إشارة للأحكام العملية الخاصة بشتى الأوجه الفنية والمالية والضريبية والاقتصادية التي يجب أن تخضع لها صناعة البترول والغاز، وترك الأمر للمراسيم التطبيقية التي سلقت سلقا كما ذكرت أعلاه، وأقرت نظاما للاستثمار يخالف أكثر من مادة في القانون 132/2010 تشير إلى تبني نظام الاستثمار المعروف عالميا بنظام تقاسم الإنتاج "Production Sharing Agreement أو P.S.A، الذي يوفق بين مصلحة الدولة المضيفة التي تريد المحافظة على حقوقها السيادية على مواردها الطبيعية وتحتاج للرساميل والخبرات الأجنبية من جهة، وبين مصلحة الشركات العالمية التي تملك الرساميل والخبرات اللازمة لذلك من جهة ثانية.

ويقوم هذا النظام على منح الشركة الأجنبية حقوق التنقيب وتحمل مخاطره على نفقتها، وفي حال اكتشاف قابل للاستثمار، يدخل البلد المضيف كشريك بنسبة لا تقل عادة عن 40- 50%، ويدفع حصته من الكلفة تدريجيا، ثم يصار لتقاسم نفقات تطوير الحقل وتقاسم الإنتاج وتسويقه بالنسب عينها.

علاوة على ذلك، يترتب على الشريك الأجنبي دفع أتاوة (Royalty)، بالإضافة إلى دفعه ضريبة على الأرباح التي يجنيها ورسوم مختلفة وعلاوات، تؤدي في النهاية إلى حصول البلد المضيف على نسبة تتراوح عادة بين 60 و90% من الأرباح. ناهيك عن أن نظام تقاسم الإنتاج يؤمن للبلد المضيف إمكانية المشاركة الفعلية في الأنشطة البترولية والغازية، عبر شركة وطنية تمثل الدولة، وتدريب الكوادر البشرية الوطنية واكتساب الخبرات اللازمة، وهو سبب إنتشار هذا النظام في عشرات دول العالم بما فيها أعضاء منظمة أوبيك وروسيا وشتى دول أفريقيا وآسيا وأميركا الجنوبية.

لقد استعاضت المراسيم المتسرعة عن نظام تقاسم الإنتاج بتبني نظام تقاسم الأرباح Profit Sharing Agreement، وهو مفهوم مبتكر يؤدي عمليا إلى العودة إلى نظام الامتيازات القديمة التي انتهت كل الدول العربية والدول المنتجة الأخرى منها بعمليات التأميم في سبعينيات القرن الماضي.

إن نظام تقاسم الأرباح هو على طرفي نقيض مع نظام تقاسم الإنتاج وذلك لعدة جوانب جوهرية، أهمها:

1- إن هذا النظام يلغي كليا دور الدولة المحوري في استثمار ثرواتها وإمكانية مساهمتها الفعلية مع الشريك الأجنبي في الأنشطة البترولية، ولا سيما في المشاركة الفعلية في سير وإدارة ومراقبة صناعة البترول والغاز في لبنان، كما يؤدي إلى إقصائها عن الإشراف الفعلي على الشركات العاملة، وحصر صلاحياتها في إطار حق طلب تعيين "مراقب" لها في بعض اللجان المذكورة، كما ورد في المادة 16، وذلك بدلا من أن تحل في مكانها الطبيعي في موقع الصدارة بصفتها صاحبة حقوق السيادة والملكية على ثروات البلاد الطبيعية.

2- يعطي عمليا حق ملكية كل ما يتم اكتشافه من البترول والغاز للشركة العاملة، لا للدولة، التي تصبح مجرد متفرج على ما تقوم الشركة الأجنبية وحدها بكل الأنشطة من البئر إلى أسواق الاستهلاك.

3- يؤدي إعتماد هذا النظام إلى تحمل الدولة لخسائر مالية فادحة، لأنه يعني أن على الدولة إنتظار ما تعلن عنه الشركة الأجنبية من نفقات وإيرادات وأرباح، وكلها عناصر تتحكم بها الشركة، بدل أن تستلم الدولة، عبر شركتها الوطنية، حصتها من الإنتاج فورا وتسويقها محليا، أو عالميا، وتقاضي قيمتها مباشرة حسب نظام تقاسم الإنتاج.

- أما الأخطر فهو إقصاء الدولة كليا عن مواقع المشاركة والمراقبة في عمليات استثمار البترول والغاز في دورة التراخيص الأولى والذي أقرته المادة الخامسة من مسودة الاتفاقات مع شركات الاستكشاف والإنتاج والتي تنص حرفيا على أنه:

"لن يكون للدولة مشاركة في دورة التراخيص الأولى".

وهي مادة لا يمكن فهم خلفياتها إلا من خلال إعلان هيئة البترول رسميا في آذار 2013 عن موافقتها على "تأهيل مسبق" لـ 46 شركة للحصول على حقوق استكشاف وإنتاج، وإعلان وزير الطاقة الأسبوع الماضي عن بلوغ عدد الشركات المؤهلة 52 شركة.

كما لا يمكن فهم خلفياتها إلا عندما يتبين أن لائحة هذه الشركات المؤهلة والمفترض أن يكون لديها القدرة والخبرة والإمكانيات للقيام بعمليات حفر وإنتاج في مياه بحرية يصل عمقها إلى أكثر من 2000 متر، تضم علاوة على شركات عملاقة معروفة عالميا، شركات أخرى متوسطة أو صغيرة، ليس لها أدنى خبرة في هذا المجال، منها ما يسمى في الأوساط البترولية "بالهوليكان"، أي الشركات المارقة بسبب سجلها الحافل بعمليات الاحتيال والملاحقات القضائية في بعض الدول المنتجة، يضاف إليها شركات وهمية لا وجود لها على الإطلاق إلا على الورق، وقد تم تسجيلها، في لبنان وخارجه، خلال الأسابيع التي سبقت عملية التأهيل الرسمي.

ولا يخفي على أحد، أن المقصود من ذلك هو تمهيد الطريق لشركات صورية أو صغيرة، تعود لأفراد ولمصالح خاصة، لتحل محل الدولة وشركتها الوطنية في مشاركة الشركات العالمية للحصول على حقوق استكشاف وإنتاج، بما فيها حقوق ملكية لقسم من مجموع كميات البترول والغاز التي يتم اكتشافها. ومن هنا نفهم شرط حصر طلب رخصة تنقيب وإنتاج "بشراكة تجارية غير مندمجة" تضم على الأقل ثلاث شركات سبق تأهيلها منها شركة تقوم بدور المشغل (Operator) بحصة 35% على الأقل. وشركتين غير مشغلتين (Non Operators) بحصة 10% على الأقل لكل منهما.

وهو ما يسمح لصاحب صلاحية منح حقوق التنقيب والإنتاج في لبنان إمكانية "نصيحة" الشركات الكبرى الجدية، التي تود القيام بدور المشغل، أن تتخذ كشريك لها واحدة أو أكثر من الشركات الصغيرة الأخرى، أو حتى الشركات الوهمية، التي لم تتردد هيئة البترول في الإعلان رسميا أنها مؤهلة للقيام بهذه المهمة.

وإنني أعرض على سبيل المثال، ولتوضيح ضخامة الفضيحة الحال الآتية:

لنفترض أنه تم إكتشاف حقل ما قيمته 20 مليار دولار مثلا، فتكون الحصة التي تعود لإحدى هذه الشركات الوهمية 10% أي 2 مليار دولار، بالإضافة طبعا إلى العمولات والأرباح على أنواعها طيلة 30 أو 40 سنة.

ومن هنا نفهم ما صدر عن شركة "ENI" الإيطالية، وهي إحدى أكبر شركات تنقيب واستخراج النفط في العالم، من أنها انسحبت من المشاركة بدورة التراخيص في لبنان بعد أن طلب إليها مسؤولون في لبنان وفي وزارة الطاقة دفع مئات ملايين الدولارات، وصلت إلى 10% من أرباحها، لكي تمنحها رخصة تنقيب واستخراج. ولقد سبق لي وأثرت هذه الفضيحة إعلاميا دون أن يتحرك مسؤول أو نيابة عامة للتدقيق في صحة الخبر. وأنني أثير مجددا هذا الموضوع طالبا اعتبار ما ورد في وسائل الإعلام حوله إخبارا رسميا.

وأخيرا لا بد من الإشارة إلى أن تحديد الأتاوة التي تعود للدولة بـ 4% من إنتاج الغاز، أي أقل من ثلث نسبة 12,5 % الأكثر إنتشارا في العالم، ما يؤدي إلى أن معدل نصيب الدولة لن يتجاوز في أحسن الحالات 45-50 %، أي أدنى بكثير من الحد الأدنى التي تحصل عليه الدول المنتجة، والذي يتراوح بين 60 إلى 80 % أو حتى 90 كالنروج.

أما كيفية تقاسم الأرباح، حسب المادة 24 من المسودة، فتعتمد آلية المزايدة التي لا يحدد عناصرها القانون أو المرسوم، بل تخضع للتفاوض مع كل شركة على حدة وراء أبواب موصدة، بما يتعارض كليا مع الشفافية التي تحتاجها الشركات المعنية الجدية، كما تتعارض مع المصلحة العامة في البلد المضيف، وهو ما يفتح كل مزاريب الرشاوى والفساد.

الزميلات والزملاء،

دولة رئيس الحكومة،

إن المعلومات التي سردت ليست من نسج خيال، بل هي مضمون دراسة أعدها اختصاصيون في عالم النفط والغاز سبق لهم لفت نظر المسؤولين إليها، وصولا إلى فخامة رئيس الجمهورية. إلا أنه لم يتوقف عندها أحد بكل أسف.

وإنني، إذ أثيرها اليوم، فبقصد لفت النظر، وطلب التدقيق فيها ولوقف جريمة العصر التي ترمي إلى الاستيلاء على ثروة لبنان واللبنانيين النفطية. فالوقت لم يفت بعد، والجريمة لم تتم بعد، إنما عدة ارتكابها حاضرة، فحذار من تركهم يسلبون اللبنانيين. فالمسؤولية كبيرة جدا والأجيال المقبلة ستكون الضحية. فبالله عليكم أوقفوا المخطط قبل أن يفوت الأوان.. ففي الأمر مليارات المليارات من الدولارات، وهي ملك لكل اللبنانيين لا يجوز أن يسلبها أحد.

3- في الكهرباء والحلول التي اعتمدتها الحكومة.

في بلد قريب جدا من لبنان حصل إنفجار كبير في باخرة محملة ذخيرة وأسلحة راسية قرب معمل إنتاج كهرباء، فدمر المعمل بكامله. هذا خبر عادي نعم، إنما ما قامت به حكومة قبرص من تدابير سمحت لها بإعادة بناء المعمل بكامله وتشغيله في فترة زمنية لم تتعد الستة أشهر هو نوع العمل وسرعته الذي يتوق إليه اللبنانيون.

هذا ما جرى في قبرص الغارقة في أزمات اقتصادية ومالية خانقة. أما في لبنان، الذي يبعد ماية ميل فقط عن قبرص، فلا نزال نتخبط في أزمة الكهرباء، ندور على أنفسنا، ننفق مليارات الدولارات دون أي تقدم ودون حل لمشكلة الكهرباء.

لن أعود كثيرا إلى الوراء، وسأنطلق في عرضي من سنة 2010، أيام حكومة الرئيس الحريري الأولى، حين قررت الحكومة، ووافق مجلس النواب، على صرف مبلغ 1,200 مليار دولار أميركي لتنفيذ خطة إنقاذية لوضع الكهرباء، وكان من المفترض أن يؤدي تنفيذ الخطة إلى توفير الطاقة 24 ساعة كل يوم خلال ثلاث سنوات، ولقد ربط القانون 181، الصادر آنذاك، الخطة بالسعي لتمويل الخطة من الصناديق الدولية والعربية وبإنشاء هيئة منظمة وبتشكيل مجلس إدارة لمؤسسة كهرباء لبنان، بالإضافة إلى صيانة معملي الجيه والذوق فاستبشر اللبنانيون خيرا.

وبعد مرور سبع سنوات تفاقمت الأزمة، وبعد تكبد اللبنانيين حوالي الـ 22 مليار دولار لدعم الكهرباء، وبدلا من حصولهم على الكهرباء 24 ساعة في اليوم، تدنت ساعات التغذية إلى ما دون 12 ساعة.

ودون الدخول في جدل عقيم حول هذه القضية، أود أن أؤكد على الوقائع الآتية:

1- يوم تقدمت الصناديق العربية بعرض لتمويل إنشاء معامل الإنتاج بقروض ميسرة بفوائد دون 2 % ولآجال طويلة لا تقل عن خمس وعشرين سنة مع فترات سماح طويلة أيضا تتراوح بين 5 و10 سنوات، رفض الوزير المسؤول العرض، زاعما أنه لا يحتاج إلى تمويل، هذا مع معرفته أن الفوائد التي تدفعها الدولة اللبنانية تبلغ 8 %، وهو ما لا يمكن تبريره إلا برغبة وزارة الطاقة بإبعاد أية رقابة من هذه الصناديق على أعمال التنفيذ.

2- لم تنشأ الهيئة المنظمة للكهرباء التي نص عليها القانون.

3- لم يعين مجلس إدارة لمؤسسة كهرباء لبنان وهو ما نص عليه القانون أيضا.

4- لم ينته العمل في معملي الجيه والذوق، ولم يوضعا حتى اليوم في الخدمة حتى الآن.

5- أما بالنسبة لإنشاء معمل الإنتاج في دير عمار، فحدث ولا حرج. فلقد أقدمت الوزارة على تلزيم إنشاء معمل إنتاج للطاقة بمواصفات محددة بدفتر شروط. حصلت المناقصة فرست على شركة وطنية تقدمت بأدنى سعر بلغ 650 مليون د.أ. إلا أن الوزير المختص تمنع عن السير بالمناقصة بحجة أن الاعتماد المتوفر لديه هو دون المبلغ الذي رست عليه المناقصة.

فاوض الشركة التي فازت بالالتزام لتخفيض عرضها. أنزلت الشركة عرضها من 650 مليون إلى 580 مليون دولار. إلا أن المبلغ بقي أعلى من الاعتماد المخصص فألغى مجلس الوزراء المناقصة. فقام الوزير بتغيير مواصفات المعمل بإزالة بعض عناصر المعمل كتخفيض علو الداخون وإلغاء خط إمداد المعمل من البحر... وبدلا من تخفيض ثمنها من الإلتزام والسير بالمناقصة، قرر إجراء مناقصة جديدة ففازت شركة "G.P. Avax" القبرصية اليونانية، ووقع خلاف بين الوزارة وديوان المحاسبة حول توجب الضريبة على القيمة المضافة للالتزام وتوقف المشروع.

وإذا ما سألت عن الأسباب يقولون ان قوى سياسية عرقلت المشروع، كما ذهب إليه البارحة الزميل ابراهيم كنعان.

إلا أن النتيجة أن البلاد بقيت دون كهرباء، ما اضطر المواطنين لدفع فاتورتي كهرباء واحدة لمؤسسة كهرباء لبنان والثانية لأصحاب المولدات الكهربائية.

واليوم جاءنا وزير الطاقة بخطة طارئة إنقاذية للكهرباء لصيف 2017، تتضمن تنفيذ اللجوء إلى البواخر لتوليد ما بين 800 و1000 ميغاوات يمكن الاستفادة منها خلال 3 أشهر، وذلك لمدة خمس سنوات وبكلفة 4,250 مليار دولار، ومشروع إنشاء معامل إنتاج يفترض أن تصبح جاهزة خلال 3 سنوات على أبعد حد، بالإضافة إلى معامل لتحويل الغاز السائل المستورد إلى غاز طبيعي عبر محطة تغويز عائمة، بالإضافة إلى مد خط ساحلي لنقل الغاز الطبيعي إلى المناطق، وإنشاء معامل لإنتاج طاقة بقدرة 1000 ميغاوات، من خلال الطاقة الشمسية.

واللافت في الخطة أن وزير الطاقة طرح استئجار معامل عائمة لإنتاج الكهرباء وفق شروط واضحة يتبين منها أنها نوقشت مع شركة معينة معروفة، سبق لوزارته أن تعاقدت معها، وهي شركة "Karandenyz" التركية، وما يدلل على أن الوزير يقترح عمليا عقدا بالتراضي مع هذه الشركة، محضر سابقا للموافقة عليه، مموها باستدراج عروض عالمي شكلي، مع دفاتر شروط مجهزة مسبقا، وبإعلانات في الصحف المحلية تدعو للسخرية وخارج إطار إدارة المناقصات ورقابة مجلس الوزراء.

أما الملاحظة الثانية فهي حول مدة العقد الممتدة لخمس سنوات والتي ستكبد الدولة والشعب اللبناني 4250 مليار دولار أميركي.

أما بالنسبة لما ورد في المشروع حول إنشاء معامل لتحويل الغاز السائل المستورد إلى غاز طبيعي، وهو مشروع جيد مبدئيا بالنسبة للوفر الذي يؤمنه، فإنني أسأل ما هي التدابير الوقائية التي تقترحها الحكومة لئلا تتحول هذه المعامل إلى قنابل موقوتة تعرض محيطها وسكانه للخطر بالنظر لأن أي إنفجار لها يوازي في مفاعيله مفاعيل قنبلة ذرية صغيرة. ولنا في ما يصدر من دراسات علمية حول أخطار هذه المعامل، ولا سيما في بلد كلبنان لا يزال في حالة حرب مع إسرائيل وتحوط به منظمات إرهابية لا يردعها ضمير ووجدان. ولنا في التدابير التي تتخذها إسرائيل لحماية شعبها من مخاطر معمل الأمونياك خير دليل.

أما بالنسبة لخطة إنشاء معامل فوتوفولتية بقدرة 1000 ميغاوات، فيتبين من عرض الوزير أنه يعلم مجلس الوزراء بموافقته على عرض إحدى الشركات من أجل تصميم وتركيب وتشغيل معامل فوتوفولتية، زاعما أن الأسعار التي تقدمها الشركة تنافسية مع أنظمة الإنتاج الأخرى، لكنه لم يبين لمجلس الوزراء تنافسية الأسعار التي تقدمها الشركة مع أسعار الشركات الأخرى التي تقدم هذه الخدمة بالذات، ما لم يسمح لمجلس الوزراء دراسة صحة الأسعار المقترحة وعدالتها وملاءمتها. هذا بالإضافة إلى أن الإلتفاف على مبدأ المناقصات واستدراج العروض الدولية وعلى موافقة مجلس الوزراء تثير الشكوك والريبة.

وما بلغنا أن عددا كبيرا من الوزراء رفض إقرار هذا المشروع، ما دفع الوزير المختص إلى سحب المشروع، بعد إفتضاح الأمر.

إن الشعب اللبناني يطالب بحل مشكلة إنقطاع التيار الكهربائي واضطراره لدفع فاتورتين للكهرباء، وهو مستعد للقبول برفع التعرفة لمؤسسة كهرباء لبنان إذا لم يعد بحاجة إلى دفع فاتورة للمولدات في الأحياء. إلا أنه ليس على استعداد لتحميل الدولة نفقات غير مجدية وزيادة العجز وديون الدولة لكي يستفيد بعض المسؤولين والسماسرة.

ومن هذا المنطلق، أتساءل عن سبب استئجار البواخر لإنتاج الكهرباء لخمس سنوات ودفع مبلغ 4250 مليار دولار في الوقت الذي تلتزم الحكومة بإنشاء معامل إنتاج الكهرباء التي تغطي كامل إحتياجات لبنان خلال 3 سنوات كحد أقصى؟

ويتساءل الشعب اللبناني لماذا نستأجر البواخر ولا نشتريها فتبقى ملكا للدولة بدل دفع إيجار باهظ لها à fond perdu، وقد يكون ثمنها أرخص من بدل استئجارها.

ويتساءل الشعب اللبناني عن خلفيات إختيار شركة "Karandenyz" مسبقا، وتغطية ذلك بمسرحية الإعلان في الصحف المحلية عن حاجة الوزارة لاستئجار بواخر لإنتاج الكهرباء، في الوقت الذي يجب أن يوجه الإعلان للشركات الدولية وفي الصحف الأجنبية.

لقد شبعنا مواربة وتحايلا وتذاكيا. وأنصح من بيدهم الأمر أن يدركوا أن شعبنا على بينة من حقيقة ما يجري، وبأنه لا يمكن أن يقبل بعقد صفقة مفضوحة على حسابه، لكي يستفيد منها بعض المسؤولين والسماسرة والوكلاء.

فليس هكذا تستعيدون ثقة الشعب بدولتهم، عيب ما يجري ولا يجوز أن يمر. ترفعون شعار مكافحة الفساد وتسمحون لبعضكم بطرح مشاريع مليئة بالإفساد والإثراء على حساب سلسلة الرتب والرواتب العائدة لهم لعدم توفر العائدات التي تغطي كلفتها. ونحن لا يمكن أن نقبل بتمرير هذه الصفقات، ولن نسكت، وأن يوم الحساب سيحل ولن يفلت المتورطون فيها من العقاب.

4- في مكافحة الفساد:

قال نجيب محفوظ: "عندما يأمن الموظف من العقاب سيقع الفساد".

1- إن مكافحة الفساد ليس قصيدة أو لازمة نطلقها ونتغنى بها. إنها قرار ومسار والتزام وتجرد وترفع فكيف يكافح الفساد وتتسابق القوى السياسية على ملء الشواغر في الدولة بأزلامها ومحاسبيها، مع إقرارنا ببعض الخيارات الجيدة لبعض الأشخاص في مراكز أمامية هامة، ولا سيما في أجهزة الرقابة من رئاسة التفتيش القضائي والتفتيش المركزي.

2- وكيف نصلح الحال إذا لم نبدأ بإصلاح القضاء عبر تكريس استقلاليته، وإطلاق يد مجلس القضاء في إجراء تشكيلات قضائية تعتمد الكفاية والنزاهة والمسلكية الصحيحة، وعدم عرقلتها أو تأخيرها، كما يحصل اليوم بمشروع التشكيلات التي أقرها مجلس القضاء الأعلى بكل أسف، والمبادرة إلى تعديل المادة 5 قضاء عدلي باعتبار التشكيلات نافذة دون مرسوم من السلطة التنفيذية، ولنا الثقة والأمل بأن يبادر وزير العدل إلى أخذ المبادرة بالنظر لكونه محاميا ممارسا يفترض به أن يدرك تماما مكامن الخلل وطرق معالجتها.

3- إعتماد مبدأ مناصرة رأي الأجهزة الرقابية (من خدمة مدنية وديوان المحاسبة) متى اختلفت مع الوزراء، والعودة إلى ما كان جاريا أيام المرحوم الرئيس شهاب الذي كان يقف دائما إلى جانب الأجهزة الرقابية ضد السياسيين، وهو ما أسس سابقا لإدارة سليمة وما سيساعد على مكافحة الفساد اليوم.

4- أوقفوا كل الصفقات بالتراضي، وعززوا إدارة المناقصات لكي تصبح قادرة على إجراء كل مناقصات الدولة بالسرعة المطلوبة.

5- تعالوا نتنازل عن الحق بالسرية المصرفية كمتولين للخدمة العامة، والسير باقتراح القانون الذي تقدمنا به والذي لا يزال جامدا في أدراج المجلس، ولم يحل بعد إلى لجنة الإدارة والعدل لإقراره رغم تقديمه منذ أشهر.

فمكافحة الفساد تبدأ من رأس السلم، من الحكومة بالذات، لأنه إذا صلح القائد فمن يجرؤ على الفساد، كما قال كونفوشيوس فإذا كنتم عاجزين عن طرد اللصوص من الهيكل، فعبثا تبشرون بمكافحة الفساد. وعبثا نأمل بالخير لأن "شبكة الفساد تكون أصبحت أكبر من شبكة الصرف الصحي" كما قال جلال عمر".

 

الراعي حضر مسرحية فخر الدين لطلاب سيدة الرسل الروضة: لا تهاجروا فالوطن في حاجة الى مواطنين احرار أمثالكم

الجمعة 07 نيسان 2017 /وطنية - رعى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عرض مسرحية "فخر الدين" للاخوين رحباني والسيدة فيروز، لطلاب الصفوف النهائية في مدرسة راهبات سيدة الرسل - الروضة، في حضور رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، النائبين البطريركيين المطرانين بول عبد الساتر وخليل علوان، رئيس اساقفة جبل لبنان للسريان الارثوذكس المطران جورج صليبا، المطران طانيوس الخوري، الامين العام للمدارس الكاثوليكية الاب بطرس عازار، قائمقام المتن مارلين حداد ورؤساء بلديات ولفيف من الكهنة وشخصيات رسمية واجتماعية.

وحضر ايضا الرئيسة الاقليمية لراهبات سيدة الرسل الاخت ماري شربل يمين وحشد من الراهبات، مدير الدروس في القسم الثانوي شربل ابو جوده، رئيس لجنة الاهل ايلي تنوري واعضاء اللجنة، واعضاء الهيئتين التعليمية والادارية والطلاب والأهالي.

ابو جوده

استهل الاحتفال بكلمة تعريف لمدير الدروس ابو جودة رحب فيها بالبطريرك الراعي والمطارنة، مثنيا على "مشاركة الراعي في الاحتفال باعتباره الاب الروحي للجميع"، ومعتبرا "تجسيد الطلاب المسرحية في هذه الظروف الدقيقة التي يمر فيها الوطن ما هو الا دليل على الدعوة الى التمسك بالوطن والذود عنه والشهادة من اجله لكي يبقى ويستمر".

يمين

ثم القت الاخت يمين كلمة رحبت فيها بالبطريرك الراعي والمطارنة، معتبرة "ان تجسيد المسرحيات التاريخية هو من اسس التربية الوطنية التي وجب علينا تلقينها لاولادنا لينشأوا على محبة الوطن، وخصوصا تلك المتعلقة بتاريخنا المجيد المليء بالانتصارات والبطولات، وما احوجنا اليها في هذه الاوقات"، واشادت ب"اهتمامه بالشبيبة والطلاب"، مؤكدة "ان المدرسة ستبقى منارة في القيم والثقافة والتربية".

تنوري

وبدوره، رحب رئيس لجنة الاهل ايلي تنوري بالبطريرك الراعي والحضور، مستذكرا قولا للبابا القديس يوحنا بولس الثاني "ان الشبيبة هي الجيل الصاعد وجسر العبور افقيا وعموديا"، وهذا القول يترجمه البطريرك الراعي مع الشبيبة".

واثنى على "مواقف البطريرك الراعي الكنسية والوطنية التي تؤكد دعم البطريركية المارونية للشبيبة والوقوف الى جانبها". وشكر استاذة المسرح سمر الياس ابو رزق على "جهودها في تدريب الطلاب وصقل مواهبهم، ومديرة المدرسة والراهبات على تفانيهم في المحافظة على القيم الوطنية والاخلاقية وافساح المجال امام الطلاب لابراز مواهبهم التمثيلية والفنية".

ثم كان عرض المسرحية التي فاق عدد المشاركين فيها اكثر من مئة طالب، ادوا ادوارهم بكفاية وتميز، اضافة الى الاخراج المحترف والملابس التي جسدت الحقبة التاريخية لهذه للمسرحية.

الراعي

ثم القى البطريرك الراعي كلمة وصف فيها المسرحية ب"الوطنية بامتياز"، وأثنى على "جهود الطلاب وموهبتهم في تجسيد الشخصيات بحرية وطلاقة في التعبير والتحرك على المسرح"، مهنئا اياهم على "عملهم الجبار". ودعا البطريرك الطلاب الى "التمثل بما قام به فخر الدين بالدفاع عن الحرية والوطن وبذل الروح من اجلهما"، داعيا اياهم الى "الثبات في الوطن وعدم الهجرة لان الوطن في حاجة اليهم وعدم السعي الى الحصول على "الفيزا" الاجنبية والتمسك بالهوية اللبنانية دائما وابدا"، معتبرا اياهم "خشبة الخلاص للوطن"، وداعيا اياهم الى "التحرر من الخوف، لأن الوطن في حاجة الى مواطنين احرار يؤمنون بوطنهم ويحافظون على ارضهم". وحيا المدرسة والاهالي على "تفانيهم في توفير التربية الصالحة"، واصفا الطلاب ب"الابطال لانهم جسدوا في المسرحية الوطنية الخالصة والحقيقية"، داعيا اياهم "الى الثبات وعدم الهجرة لانهم يشكلون قيمة غالية لوطنهم". بعد ذلك، قدمت الاخت شربل هدية تذكارية الى البطريرك الراعي كناية عن كتاب عن الفاتيكان وهدية الى المطران مطر، وقدم رئيس لجنة الاهل دروعا تكريمية الى الراعي ومطر وابو رزق. وفي الختام، قطع قالب حلوى وشرب الجميع نخب المناسبة.