المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 20 أيلول/2021

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews21/arabic.september20.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَنا هُوَ ٱلأَلِفُ وٱليَاء، يَقُولُ ٱلرَّبُّ ٱلإِله، ٱلكَائِن، وٱلَّذي كَان، وٱلآتي، ٱلضَّابِطُ ٱلكُلّ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني

حزب الله كارثة حلت على لبنان واعاده إلى ما قبل القرون الحجرية

الياس بجاني/من أرشيف شهر تموز 2021/مقابلة يوتيوب/من تلفزيون سفنتين مع الناشط الإغترابي الياس بجاني

الياس بجاني/موضة اللحى وتأثير الإحتلال

الياس بجاني/زمن السيد.. زمن تعتير ومّحل وحكواتجيي

الياس بجاني/لبنان دولة فاشلة ومارقة ومحتلة ولهذا الحلول من الداخل مستحيلة

الياس بجاني/نداء لرهباننا: أين انتم

الياس بجاني/رسالة عتب إلى الأب جورج حبيقة: اللهجة اللبنانيّة لا تصنع عظة مار بولسيّة...

 

عناوين الأخبار اللبنانية

المتحدثة بإسم الخارجية الأميركية: استيراد النفط من إيران والنشاطات المشابهة تُعرِّضُ لبنان للخطر!

عقوبات أميركيّة على لبنان بسبب الوقود الإيراني؟

العلية لرئيس المجلس الدستوري: لماذا استثنائي ونقلي إلى ملاك مجلس الوزراء بوظيفة رئيس موقت لهيئة الشراء العام؟

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم 19 أيلول 2021

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الصحة العالمية: النظام الطبي في لبنان عرضة للانهيار

جهات عربية تمهل حكومة ميقاتي من شهر الى 3 أشهر

أزمة المحروقات مستمرة... .. الخارجية الإيرانية: شحنة الوقود كانت بطلب من السلطات اللبنانية و مصادر ميقاتي تنفي

جمهور "حزب الله" يحرج عون بمطالبته بتوقيع المرسوم 6433

حقائق عن قوافل "حزب الله" النفطية...و هذا ما قاله مسؤول إيراني بارز

ثقة مريحة لحكومة ميقاتي في البرلمان اليوم

وزارة الخارجية اللبنانية شكوى لمجلس الأمن

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

باريس تتهم كانبيرا وواشنطن بالكذب… ولندن بالانتهازية

شهود مذبحة 88 لقضاة ستوكهولم: جثث الضحايا نُقِلت بسيارات الطعام

معلمو إيران غاضبون... وطهران توجِّه تهم القتل لـ37 شخصية أميركية بينها ترامب وأوباما

طهران تعلن وواشنطن تنفي إجراء مفاوضات في نيويورك ومقتل شخصين في انفجار غامض

العراق يطالب إيران بالعودة لاتفاقية الجزائر لتقاسم مياه شط العرب

ميليشيات إيران تواصل اغتيال النشطاء... وإحباط محاولة لاستهداف زوار أربعينية شمال بابل

البحرين: تحركنا لتوطيد علاقاتنا مع إسرائيل لصالح المنطقة

المنامة وأبوظبي وواشنطن وتل أبيب احتفلت بالذكرى الأولى لتوقيع اتفاقيات إبراهيم

الإمارات وبريطانيا تُوقِّعان اتفاقية لتعزيز التعاون المناخي

القوات الأميركية تنقل عناصر “داعش” إلى قاعدة الحسكة

الأردن والعراق يبحثان مكافحة الإرهاب والتطرف وأمن الحدود

“حماس” و”الجهاد”: أسرى “جلبوع” الستة على رأس صفقة التبادل

شكري لنظيره لابيد: يجب إحياء مسار التفاوض لتجنيب المنطقة المزيد من التوتر

“حماس” و”الجهاد”: أسرى “جلبوع” الستة على رأس صفقة التبادل

شكري لنظيره لابيد: يجب إحياء مسار التفاوض لتجنيب المنطقة المزيد من التوتر

المغرب: “الاستقلال” يوافق على المشاركة في حكومة أخنوش

غضب دولي ومطالبات بمحاسبة الحوثيين على إعدام 9 مدنيين

الحكومة اليمنية: اتفاق ستوكهولم سقط... والإرياني: الجريمة لن تمر دون عقاب

بوتفليقة إلى مقبرة “العالية” … وملك المغرب يعزي

السودان: لدينا 10 ملايين لاجئ والإثيوبيون بالمرتبة الأولى

أفغانستان: قتلى وجرحي في تفجيرات ضد “طالبان” بجلال أباد

استئناف الدراسة من الصف السادس إلى الـ 12... من دون الفتيات

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان في التاريخ.- بقلم المؤرخ جواد بولس/مجموعة الفكر اللبناني

صراع مصالح فرنسي-أميركي.. عون وحزب الله يفتكان بخصومهما/منير الربيع/المدن

لبنان يأخذ النفط الإيراني والغاز المصري و"يضيّع" الترسيم والتنقيب/منير الربيع/المدن

المحامي ادوار حشوة : هل فهم الميقاتي الرسالة الايرانية !؟/المحامي ادوار حشوة

حفّاضات وضفادع وعصافير؟؟ لا تسخروا بل خافوا/نديم قطيش/أساس ميديا

أتُكَلِّمُ أُناساً جَيَّفوا ؟/روني ألفا/جريدة النهار

من يجرؤ على الردّ؟/الياس الزغبي

مهلاً أيها المنتصرون : " ذاب الثلج وبان مرج تقاسم النفوذ في المنطقة"/المحامي لوسيان عون

«ما تحت الأرض» يحكم «ما فوق الأرض» في لبنان/حازم صاغية/الشرق الأوسط

إنّها حكومة الانتخابات لا الإصلاحات/إيلي القصيفي/أساس ميديا

استمرارية لبنان أم استمرارية بشار الأسد؟/راغده درغام/ النهار العربي

بين حكومتين وتجربتين «ما بعد عثمانيتين»… لبنان وألبانيا/وسام سعادة/القدس العربي

وقى الله بلداننا من «الاعتبارات الإنسانية»/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

قصص إيرانية «شيزوفرينية»/سوسن الشاعر/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

كلمة رابطة سيدة إيليج في قداس شهداء المقاومة اللبنانية الذي ترأسه اليوم البطريرك الراعي في كنيسة سيدة ايليج على نية الشهداء وتكريماً لهم

فيديو ونص القداس الإلهي الذي ترأسه البطريرك الراعي اليوم 19 أيلول/2021 في كنيسة سيدة ايليج على نية الشهداء وتكريماً لهم

المطران عوده: ما نشهده في بلدنا هو طغيان حب الأنا

الخبير اللبناني السياسي-الاقتصادي سامي نادر: لا قدرة لحكومة ميقاتي على التفاوض مع صندوق النقد ونزيف الهجرة مُقلق

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أَنا هُوَ ٱلأَلِفُ وٱليَاء، يَقُولُ ٱلرَّبُّ ٱلإِله، ٱلكَائِن، وٱلَّذي كَان، وٱلآتي، ٱلضَّابِطُ ٱلكُلّ

رؤيا القدّيس يوحنّا01/من01حتى08/:”يا إِخوَتِي، وَحْيُ يَسُوعَ ٱلمَسِيح، ٱلَّذي آتَاهُ ٱللهُ إِيَّاه، لِيَكْشِفَ لِعِبَادِهِ ما لا بُدَّ مِن حُدُوثِهِ عاجِلاً، وقَد أَرْسَلَ فَبَيَّنَهُ عَلَى يَدِ مَلاكِهِ لِعَبْدِهِ يُوحَنَّا. ويُوحَنَّا شَهِدَ بِكُلِّ مَا رَآه، أَي بِكَلِمَةِ ٱللهِ وَبِشَهَادَةِ يَسُوعَ ٱلمَسِيح. طُوبَى لِلَّذِي يَقْرَأُ كَلِمَاتِ هذِهِ ٱلنُّبُوءَة، وَلِلَّذِينَ يَسْمَعُونَها وَيَحْفَظُونَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيها، لأَنَّ ٱلوَقْتَ قَرِيب! مِنْ يُوحَنَّا إِلى ٱلكَنَائِسِ ٱلسَّبْعِ الَّتِي في آسِيَا: أَلنِّعْمَةُ لَكُم وٱلسَّلامُ مِنَ ٱلكَائِنِ، وٱلَّذِي كَان، وٱلآتِي، وَمِنَ ٱلأَرْوَاحِ ٱلسَّبْعَةِ ٱلَّذِينَ أَمَامَ عَرْشِهِ، وَمِنْ يَسُوعَ ٱلمَسِيح، ٱلشَّاهِدِ ٱلأَمِين، بِكْرِ ٱلأَمْوَات، وَرَئِيسِ مُلُوكِ ٱلأَرْض! فَلِلَّذِي يُحِبُّنَا، وَقَدْ أَعْتَقَنَا بِدَمِهِ مِنْ خَطايَانَا، وجَعَلَنَا مَمْلَكَةً، كَهَنَةً للهِ أَبِيه، لَهُ ٱلمَجْدُ وٱلقُدْرَةُ إِلى أَبَدِ ٱلآبِدِين. آمين. هَا هُوَ يَأْتِي عَلَى ٱلسُّحُب، وَسَتَرَاهُ كُلُّ عَين، وأَيْضًا ٱلَّذِينَ طَعَنُوه، فَتَنْتَحِبُ عَلَيهِ قَبَائِلُ الأَرْضِ كُلُّهَا. أَجَل! آمين. أَنا هُوَ ٱلأَلِفُ وٱليَاء، يَقُولُ ٱلرَّبُّ ٱلإِله، ٱلكَائِن، وٱلَّذي كَان، وٱلآتي، ٱلضَّابِطُ ٱلكُلّ.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

حزب الله كارثة حلت على لبنان واعاده إلى ما قبل القرون الحجرية

حزب الله ليس فقط محتلاً بل هو مجرماً وقاتلاً وإرهابياً وعدوأً للبنان وللبنانيين ولكل ما هو لبناني وانساني وحضارة وتاريخ وهوية

الياس بجاني/19 أيلول/2021

Hezbollah is not only an occupier, but a criminal, a murderer, a terrorist, and an enemy of Lebanon, the Lebanese, and everything that is Lebanese, human, civilization, history and identity.

 

من أرشيف شهر تموز 2021/مقابلة يوتيوب/من تلفزيون سفنتين مع الناشط الإغترابي الياس بجاني تناولت العديد من الملفات وفي مقدمها احتلال حزب الله للبنان والحكام الراكعين والمستسلمين لإحتلاله الهمجي والبربري ودور الطرواديين من أصحاب شركات الأحزاب التعتير وجريمة فرط 14 آذار والصفقة الرئاسية الخطيئة وضرورة تنفيذ القرارات الدولية

https://www.youtube.com/watch?v=rZw-Lr9kZCM&t=17s

من شهر تموز2021

 

موضة اللحى وتأثير الإحتلال

الياس بجاني/18 أيلول/2021

تأثير احتلال الملالي اللاثقافي والإرهابي ظاهر في لحى الطبقتين السياسية والفنية، كما وفي لحى المواطنين العاديين، وهو تأثير سلبي لاواعي...فارفعوه عن ذقونكم

 

الياس بجاني/قراءة لبنانويّة في مشهدية حفل توزيع جوائز جوائز الموريكس دور… والاحتلال الآخر

الياس بجاني/18 أيلول/2021

قراءة لبنانويّة في مشهدية حفل توزيع جوائز جوائز الـ Murex D’or ... والاحتلال الآخر...

http://eliasbejjaninews.com/archives/102584/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%88%d9%8a%d9%91%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%85%d8%b4%d9%87%d8%af%d9%8a%d8%a9/

لا يعنينا تقييم حفل توزيع جوائز الـ Murex D’or من ناحية التنظيم والشكل وعمل لجان التحكيم، إذ لا نملك الخبرة الكافية في هذه المجالات. لكن، وبتتبّعنا لمجريات الحفل على شاشة mtv، لاحظنا بوضوح نفاذ ما يُسمّى بمحور الممانعة إلى هذا الحدث الثقافي والفني، إذ نال حصّة الأسد من الجوائز فنانو دول المحور المذكور، لبنان سوريا والعراق، مع غياب شبه كامل للحضور المصري والحضور الخليجي، وهو الأمر الذي يؤكّد، أكثر فأكثر، ما نحذّر منه منذ فترة طويلة أنّ لبنان يتعرّض لهجمة شرسة تهدف إلى تغيير وجهه الحضاري وثقافته وتقاليده، إضافة إلى فصله عن محيطة الإقليمي وتجريده من حضوره الدولي. 

المسلسلات الدراميّة التي فازت بالـ Murex، هي تلك التي تجمع في أحداثها خلطة ممثلين لبنانيين وسوريين، والتي في مضمونها تُبرز سطوة السوريين على اللبنانيين وغالبًا بالشكل الذي يوحي بأنّ اللبنانيين عاجزون عن إدارة شؤونهم بأنفسهم، وبأنّ لا حلّ لمشاكلهم إلّا بالحلول التي تأتيهم من السوريين، ما ترجمته في السياسة أنّ لا قيامة للبنان إلّا بانتدابه من السوريين وحلفائهم الفرس كما هو حاصل اليوم.

الممثّلون الفائزون بالجوائز، والكتّاب، والمخرجون، توزّعوا مناصفة بين اللبنانيين والسوريين، وقد بدا لافتًا أنّ اللبنانيين كانوا بمعظمهم من جماعة إثنيّة فاقعة، ومالكي الشركات المنتجة هم بدورهم من هذه الجماعة.

نحن لا نشكّك بتواطؤ منظّمي الحفل مع منظومة الممانعة، كما إنّنا لا نشكّك بنزاهة المحكّمين، لا بل قد يكون من المنصف التأكيد على نزاهة هؤلاء، والإثناء على جهودهم في إضفاء مسحة أمل وفرح على يوميات الشعب اللبناني، لكن حتّى هذه الصدقيّة لا تنفي بأنّ محور الممانعة يعمل بمنتهى الدقة لبلوغ أهدافه، وهو يموّل ويدعم الأعمال التي تخدم ايديولوجيّاته وتوجّهاته لتأتي نتائجها أجود من حيث ضخامة الإنتاج والشكل واستقطاب النجوم، على حساب الإنتاجات اللبنانيّة الصرفة التي تعاني من شحّ في التمويل والإمكانيات خصوصًا في السنتين الأخيرتين، ممّا أخلى الساحة للهجمة الدراميّة الشرسة التي تعمل على تغيير ثقافتنا وتقاليدنا وعاداتنا حتّى النيل من لبنانويّتنا. وما إبراز أعمال مُسيئة للبنان وحضارته في حدث كالـ Murex D’or إلّا بابًا إضافيًّا لاستدامة الهجمة على ما تبقى لنا من تراث فنّي وثقافي وطني. فحذارِ هذا الاحتلال الآخر فهو أخطر من حيازة السلاح وأخطر من وضع اليد على القرار.

 

الياس بجاني: تعليق بالصوت والنص/الله يعاقبنا بجبران وعمه، ودعم جعجع الرئاسي لعون يرقى إلى مستوى الجريمة الوطنية/من أرشيف عام 2016

الياس بجاني/من أرشيف 07 أيلول/2016

نعتبر جدياً أن دعم د. سمير جعجع الرئاسي له تحديداً أنه ليس فقط مبني على حسابات مغلوطة، وغير وطنية، وغير رؤوية، وغير مفهومة، وغير واقعية أو عملية، بل هو دعم مريب وغريب يرقى إلى مستوى الجريمة الوطنية الكاملة الأوصاف بحق لبنان واللبنانيين والسيادة والدستور والاستقلال، وأيضاً هو خطيئة مميتة وشرود ما بعده شرود عن ثوابت صرحنا البطريركي التاريخية.

http://eliasbejjaninews.com/archives/45452/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%8a%d8%b9%d8%a7%d9%82%d8%a8%d9%86%d8%a7/

الله يعاقبنا بجبران باسيل وعون لقلة إيماننا وخور الرجاء

الياس بجاني/07 أيلول/2016

حقيقة ودون مواربة نرى وبصدق وعن قناعة أن النائب ميشال عون، رجل الأسد والنظام الإيراني في لبنان “ربنا يريد الحسد وصيبة العين عنه وعن فريق أصهرته”، نرى انه بحاجة ماسة وعاجلة إلى صحوة ضمير.

صحوة عجائبية تنتشله من عالم الأوهام والهلوسات وأحلام اليقظة، ومن طباع “الهتلريين والستالينيين والقذافيين والصدامين” الأقزام.

إنه ومن خلال نوعية وخامة وثقافة ودركية ونتانة مسلسل هرطقات..”النتاق والهرار” التي يتحفنا بها عون والصهر من عرين “رابيته” الجامعة لجماعات أيتام نظام الأسد الإحتلالي، وربع الانتهازية والوصولية والخراب والتخريب.. من ذاك العرين الملالوي والأسدي يتأكد لنا وللقاصي والداني أن عوننا هذا هو منسلخ عن الواقع ويعيش في عالم من الخيال… بنى قصور هذا العالم الخيالي في أفكاره والمخيلة وأغلق على نفسه وهو في داخلها كل المنافذ من أبواب وشبابيك ولم يعد لا يسمع إلا نفسه ولا يري غير شخصه ولا يفكر بغير أوهامه.

عالم هو بعبقريته الفذة رسم حدوده، وبنى قصوره، وعين رئيسه، واختار شعبه، وكتب دستوره، وانتقى نوابه ووزرائه وعسكره وحكمه ومؤسساته، وفرض نمط الحياة فيه، وفوق كل هذا وذاك قرر بمفرده واعتماداً على أوهامه والهلوسات وضع معايير القوانين وحدود الصح والغلط فيه..

وقد تهيأ له ولصهره جبران باسيل أنهما هما فقط من يمثل المسيحيين في لبنان، وفقط بهما مناط تفسير الدستور والميثاقية، وذلك بتوكيل إلاهي كما هو حال حزب إيران الإلهي عندنا، أما باقي المسيحيين خصوصاً واللبنانيين عموماً فهم في قاموسهم مخلوقات ناقصة وأجراء وغرباء ودخلاء .

بربكم أهكذا سياسي شارد وموهوم وحالم، يعمل بوظيفة طروادي يخدم مصالح حكام إيران ومشروعهم التوسعي المعادي لكل العرب واللبنانيين، وراض بدور كيس الرمل والمتراس لحزب الله الإرهابي، ويحركه الصهر جبران “فلتيت زمانه”، بربكم هل هو جدير أن يتولى موقع وكرسي رئاسة جمهورية وطن الأرز والرسالة والحرف وموطن جبران وبشير والبررة والقديسيين والعباقرة والمجلين؟

لا والله وألف لا… هو ليس جديراً بموقع الرئاسة.

وبالتالي نعتبر جدياً أن دعم د. سمير جعجع الرئاسي له تحديداً أنه ليس فقط مبني على حسابات مغلوطة، وغير وطنية، وغير رؤوية، وغير مفهومة، وغير واقعية أو عملية، بل هو دعم مريب وغريب يرقى إلى مستوى الجريمة الوطنية الكاملة الأوصاف بحق لبنان واللبنانيين والسيادة والدستور والاستقلال، وأيضاً هو خطيئة مميتة وشرود ما بعده شرود عن ثوابت صرحنا البطريركي التاريخية.

أما ملك الميثاقية الصهر الباسيليوس جبران الأول فقد كسر الله سبحانه وتعالي “القالب” بعد أن كونه وخلقه وأرسله إلى لبنان، وذلك ليعاقبنا به نحن الموارنة تحديداً على قلة إيمان وخور رجاء غالبية قادتنا الروحيين والزمنيين، وعلى ضياع كثر من أهلنا وقبولهم داخل الأحزاب الشركات العائلية والتجارية بوضعية الزلم والهوبرجية، وبثقافة غنمية غير مسبوقة في تاريخنا المديد والمجيد.

يبقى، أنه في زمن نوح عاقب الله المرتدين والكفرة والخطأة بالطوفان، وفي مدينتي سادوم وعامورة عقابه كان بالنار والكبريت، وفي بابل بلعنة عدم فهم الناس بعضهم على بعض… وفي زمننا الحالي.. “زمن المّحل” قد يكون عقابنا هو بمصيبتي جبران باسيل وعمه الجنرال الشارد.. والله أعلم وهو وحده القادر على كل شيء..

 

في أسفل آيات انجلية وردت في التعليق

(إنجيل القديس متى 13: 15) لأَنَّ قَلْبَ هذَا الشَّعْب قَدْ غَلُظَ، وَآذَانَهُمْ قَدْ ثَقُلَ سَمَاعُهَا. وَغَمَّضُوا عُيُونَهُمْ، لِئَلاَّ يُبْصِرُوا بِعُيُونِهِمْ، وَيَسْمَعُوا بِآذَانِهِمْ، وَيَفْهَمُوا بِقُلُوبِهِمْ، وَيَرْجِعُوا فَأَشْفِيَهُمْ.

(سفر إشعيا 05/20-30):

ويل للقائلين للشر خيرا وللخير شرا الجاعلين الظلام نورا والنور ظلاما الجاعلين المرّ حلوا والحلو مرّا.

ويل للحكماء في اعين انفسهم والفهماء عند ذواتهم.

ويل للابطال على شرب الخمر ولذوي القدرة على مزج المسكر.

الذين يبررون الشرير من اجل الرشوة واما حق الصدّيقين فينزعونه منهم

لذلك كما يأكل لهيب النار القش ويهبط الحشيش الملتهب يكون اصلهم كالعفونة ويصعد زهرهم كالغبار لانهم رذلوا شريعة رب الجنود واستهانوا بكلام قدوس اسرائيل.

(سفر اشعيا06/10):غلّظ قلب هذا الشعب وثقّل اذنيه واطمس عينيه لئلا يبصر بعينيه ويسمع باذنيه ويفهم بقلبه ويرجع فيشفى.

رسالة يهوذا(الفصل 01/17-22): فاذكروا، أيها الأحباء، ما أنبأ به رسل ربنا يسوع المسيح، حين قالوا: سيجيء في آخر الزمان مستهزئون يتبعون أهواءهم الشريرة. هم الذين يسببون الشقاق، غرائزيون لا روح لهم. أما أنتم أيها الأحباء، فابنوا أنفسكم على إيمانكم الأقدس، وصلوا في الروح القدس وصونوا أنفسكم في محبة الله منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح من أجل الحياة الأبدية. ترأفوا بالمترددين، وخلصوا غيرهم وأنقذوهم من النار، وارحموا آخرين على خوف، ولكن ابغضوا حتى الثوب الذي دنسه جسدهم.

(سفر إشعياء 13: 11): أُعَاقِبُ الْمَسْكُونَةَ عَلَى شَرِّهَا، وَالْمُنَافِقِينَ عَلَى إِثْمِهِمْ، وَأُبَطِّلُ تَعَظُّمَ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَضَعُ تَجَبُّرَ الْعُتَاةِ.

(سفر ملاخي 04: 01):هُوَذَا يَأْتِي الْيَوْمُ الْمُتَّقِدُ كَالتَّنُّورِ، وَكُلُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ وَكُلُّ فَاعِلِي الشَّرِّ يَكُونُونَ قَشًّا، وَيُحْرِقُهُمُ الْيَوْمُ الآتِي، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ، فَلاَ يُبْقِي لَهُمْ أَصْلاً وَلاَ فَرْعًا.

(سفر اشعيا 03/04 و05): واجعل صبيانا رؤساء لهم، وأطفالا تتسلط عليهم، ويظلم الشعب بعضهم بعضا، والرجل صاحبه. يتمرد الصبي على الشيخ والدني على الشريف.

(إنجيل القدّيس متّى05/من43حتى48):قالَ الربُّ يَسوعُ: «سَمِعْتُم أَنَّه قِيل: أَحْبِبْ قَريبَكَ وأَبْغِضْ عَدُوَّكَ. أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُم: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُم، وصَلُّوا مِنْ أَجْلِ مُضْطَهِدِيكُم، لِتَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبيكُمُ الَّذي في السَّمَاوَات، لأَنَّه يُشْرِقُ بِشَمْسِهِ عَلى الأَشْرَارِ والأَخْيَار، ويَسْكُبُ غَيْثَهُ عَلى الأَبْرَارِ والفُجَّار. فَإِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذينَ يُحِبُّونَكُم، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُم؟ أَلَيْسَ العَشَّارُونَ أَنْفُسُهُم يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟ وإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلى إِخْوَتِكُم وَحْدَهُم، فَأَيَّ فَضْلٍ عَمِلْتُم؟ أَلَيْسَ الوَثَنِيُّونَ أَنْفُسُهُم يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟ فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِين، كمَا أَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ هُوَ كَامِل.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

حكام ونواب ووزراء وأصحاب شركات أحزاب أدوات ودمى وعبيد وبلا احساس

الياس بجاني/16 أيلول/2021

لكل صاحب شركة حزب غبي وذمي مروكب ع الإنتخابات بيكفي تعامي ع احتلال حزب الله وشو قيمتك مع النواب وكلكن أدوات وعبيد ورهائن عند الحزب

 

لبنان دولة فاشلة ومارقة ومحتلة ولهذا الحلول من الداخل مستحيلة

الياس بجاني/16 أيلول/2021

أي تجمع سيادي لا تكون اهدافه وضع لبنان تحت وصاية مجلس الأمن وتنفيذ القرارات الدولية وانهاء احتلال وسلاح حزب الله هو جريمة وسيفشل

 

 نداء لرهباننا: أين انتم

الياس بجاني/15 أيلول/2021

نفتقد لدور فاعل لرهباننا. هم ملح لبنان وضميره وملهميه، ودون دور مقاوم وقيادي لهم بمواجهة احتلال إيران سيكون وجود لبنان بخطر حقيقي

 

رسالة عتب إلى الأب جورج حبيقة: اللهجة اللبنانيّة لا تصنع عظة مار بولسيّة...

إننا نفتقد لدور فاعل لرهباننا. هم ملح لبنان وضميره وملهميه ودون دور مقاوم  وقيادي لهم بمواجهة احتلال إيران وجود لبنان سيكون بخطر حقيقي.

الياس بجاني/15 أيلول/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/102433/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d8%b9%d8%aa%d8%a8-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8-%d8%ac%d9%88%d8%b1%d8%ac-%d8%ad%d8%a8%d9%8a/

تابعنا باهتمام ما سيقوله الأب جورج حبيقة في عظته خلال جنازة الرئيس الشهيد بشير الجميل، فكانت النتيجة غير ما توقّعناه. كنّا انتظرنا عظة ترفع المعنويّات وتشدّ عزيمة اللبنانيين السياديين الذين يتعرّضون لحملة تضليليّة ممنهجة لإحباط عزائمهم ولإضعافهم تمهيدًا لتغيير وجه لبنان الحضاري الذي استشهد بشير في سبيل إحقاقه.

أراد الأب حبيقة العظة باللهجة اللبنانيّة التي كان يحب بشير أن يقدّم خطبه بها، لكنّ مضمونها كان خاليًا من قوّة بشير في المواجهة، ومن إرادته في الصمود، ومن عزمه على تحرير لبنان من كلّ احتلال، واكتفت بكلام فضفاض إنشائي، واستشهادات بأقوال أدباء وفلاسفة، تعبّر عن ميزات رجل الدولة التي تمتّع بها بشير، مع العلم أنّ أهمّ ما يجب أن يتمتّع به رجل الدولة هو ترجمة أقواله بالأفعال، وهو الأمر الذ لم يُعطَ لبشير تحقيقه. 

كم كنّا بحاجة لأن يُقدّم لنا الأب حبيقة، وهو الفيلسوف، قراءة إبداعيّة مختلفة عن مسيرة بشير البطوليّة، تُعطينا جرعات إصرار وإقدام على مواجهة المحتل من الداخل، كما وعلى مواجهة التآمر الدولي على استقلالنا، وهما الأمران اللذان ثابر بشير والجبهة اللبنانيّة على دحرهما، بينما كان العالم أجمع متواطِئًا على لبنان.

وأسأل هنا، ما الذي يجعل راهبًا مقدامًا مثل الأب جورج حبيقة يُهادن في وقت نحن في أشدّ الحاجة إلى المواجهة والصمود، أهو سياسة رهبنته اللبنانيّة المارونيّة التي وبحسب علمنا تُحظّر على رهبانها التدخّل في الشؤون العامة وفي السياسة حفاظًا على مصلحتها مع السلطة الحاكمة، وذلك بإيعاز من الفاتيكان، وبموافقة ضمنيّة من بكركي؟ أم هو طلب شخصي من آل الجميّل الذين يتحضّرون ويعدون أنفسهم باستعادة أمجادهم الغابرة في الانتخابات النيابيّة المقبلة؟ وإنّ أخشى ما أخشاه هو أن تكون هذه العظة الوضيعة داخلة في الحسابات الانتخابية الرهبانيّة المقرّرة بعد سنة من اليوم.

فيا عزيزي الأب حبيقة،

عظتك جاءت محبطة وفارغة كالفراغ الذي خلقته رهبانيتك بتقوقعها داخل أديرتها ومؤسساتها، بينما شعبها هو بأمسّ الحاجة إلى تلاحمها به. وضع الاحتلال الإيراني اليوم أشدّ خطورة من "الستاتوكو" الذي كان قائمًا بين اتفاقيّة القاهرة 1969 وحرب الـ75، أَفلَم يحِن الوقت بعد للعودة إلى مقولة الأباتي شربل القسيس: "شعبنا يعتب علينا إذا تركناه وحيدًا في الساحة، ويُطالبنا بالنزول معه إلى الساحة"؟ الملح فاسد يا ابتي جورج، ولا شيء يملّحه إلّا رهبان مرتبطين عضويَّا بمجتمعهم، فلا تخرجوا على شعبكم، في هذه الأيّام الجحاف، بأقلّ من عظات بولسيّة فيها من الإصرار والروحانيّة ما لا تقوى عليه أبواب الجحيم.

يبقى إننا نفتقد لدور فاعل لرهباننا. هم ملح لبنان وضميره وملهميه ودون دور مقاوم  وقيادي لهم بمواجهة احتلال إيران وجود لبنان سيكون بخطر حقيقي.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك. Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link o enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

المتحدثة بإسم الخارجية الأميركية: استيراد النفط من إيران والنشاطات المشابهة تُعرِّضُ لبنان للخطر!

وكالات/19 أيلول/2021

لفتت المتحدثة الإقليمية بإسم وزارة الخارجية الأميركية جيرالدين غريفيث، إلى أن "الادارة الأميركية فرضت عقوبات جديدة على حزب الله بمنعه استغلال الموارد اللبنانية، وتأمين تمويله ونحن نلتزم بتضييق الخناق على الحزب". ورأت غريفيث أن "ما يهمنا ان يكون هناك في لبنان حكومة قادرة على القيام بدورها وتنفيذ الاصلاحات ولا يخفى على احد ما يعاني منه لبنان من أزمة طاقة وغيرها نتيجة سنوات من الفساد وسوء ادارة الموارد". وأكدت أن "الادارة الاميركية سعت لايجاد حلول مستدامة لحل أزمة الطاقة في لبنان، واستيراد المحروقات من دولة خاضعة للعقوبات لا يصبّ في مصلحة لبنان".

وأضافت غريفيث، أن "أميركا تتخذ عدة اجراءات ضد ايران واستيراد النفط غير الشرعي، ونحن مستعدون لمساعدة لبنان للتغلب على أزمة الطاقة، ولكن على السلطات اللبنانية أن تكون على استعداد لتقوم بدورها، واستيراد النفط من ايران والنشاطات المشابهة تعرض لبنان للخطر".

كما أكدت أنّ موقف الولايات المتحدة واضح واستيراد النفط من ايران لا يصبّ في مصلحة الشعب اللبناني، وقالت إن "أميركا على تواصل مع شركائنا في لبنان لتوفير دعم لمساعدة السلطات اللبنانية للقيام بواجباتها". ورأت أنه "من الواضح أن أمام الشعب اللبناني عدة احتياجات ملحة وبعض الاطراف كحزب الله، وبدلا من إيلاء الاولويات لهذه الاحتياجات يخدم انظمة خارجية كإيران". واعتبرت أن "مسألة العقوبات على حزب الله لا تقتصر على أميركا، بل المجتمع الدولي ككل بسبب نشاطاته المزعزعة للاستقرار، ولن نتردد في مساءلة حزب الله على انشطته المزعزعة للاستقرار وعلى حساب الشعب اللبناني".

 

عقوبات أميركيّة على لبنان بسبب الوقود الإيراني؟

الحرة /19 أيلول/2021

رست ناقلة نفط إيرانية محملة بالوقود في البحر الأحمر، الجمعة، في طريقها لإيصال حمولتها إلى لبنان عبر سوريا، بمعاونة حزب الله، فيما يشكل اختبارا للعقوبات الأميركية المفروضة على إيران وسوريا. ووفقا لصحيفة “غارديان”، فإنه من المتوقع أن تصل الناقلة الإيرانية إلى ميناء بانياس السوري، بداية الأسبوع المقبل، في تحدٍ للعقوبات الأميركية التي تحظر على إيران تصدير النفط، كما تحظر وصول الواردات إلى سوريا. وتخضع إيران وسوريا لقيود مشددة فرضتها الولايات المتحدة عليهما، لا سيما بالشؤون التجارية. وبحسب الصحيفة، فإن المرحلة الأخيرة من الرحلة تشكل اختبارا حاسما لعزم واشنطن على الاستمرار في عقوباتها التي أثرت بشكل كبير على إيران، والتي تسعى الإدارة الأميركية لإقناعها بالعودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، وكذلك سوريا التي دمرتها الحرب. ولفتت الصحيفة إلى أن واشنطن أشارت في وقت سابق إلى أنها قد لا تتدخل في رحلة جلب الوقود الذي بات لبنان في حاجة ماسة إليه. ونقلت الصحيفة عن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية قوله إن “الوقود من دولة خاضعة لعقوبات واسعة، كإيران، ليس حلا مستداما لأزمة الطاقة في لبنان”. وأضاف المسؤول أن “لبنان ليس بحاجة للوقود الإيراني. في اليوم الذي أعلن فيه حسن نصر الله استيراد الوقود الإيراني، كانت هناك ناقلتان معبأتان بالوقود خارج مرفأ بيروت. كانتا هناك لأكثر من أسبوع بينما تجادل القادة اللبنانيون فيما بينهم حول أي أسعار صرف يجب استخدامها لاستيراد الشحنات المدفوعة فعلا”. كما نقلت الصحيفة عن العضو في مجلس الشيوخ الأميركي، كريس ميرفي، اقتراحه لخطة تقضي بإرسال الغاز إلى لبنان من مصر عبر الأردن وسوريا، التي قد يتم إعفاؤها من العقوبات في هذه الحالة، إذا رأت الخطة النور. وكانت وسائل إعلام إيرانية قد أشارت، الخميس، إلى أن سفينة إيرانية محملة بالوقود وصلت إلى المياه الإقليمية السورية، حيث من المفترض أن يتم تفريغ شحنتها في ميناء سوري قبل نقلها إلى لبنان. وقالت وكالة “فارس” شبه الرسمية إن “الباخرة الإيرانية المحملة بالمازوت، دخلت المياه الإقليمية السورية الأربعاء”، مضيفة أن “حمولة الباخرة ستُنقل بالصهاريج من سوريا إلى لبنان، بعد تفريغها في أحد الموانئ السورية”. ونقلت الوكالة عن مصادر وصفتها بأنها “مطلعة” لم تكشف عن هويتها، القول إن “سفينتين أخريين ستصلان تباعا بالآلية ذاتها، من دون أن تكشف ما إذا كانت محملة بالمازوت أو بالبنزين أو بالاثنين معا”. وأشارت إلى “احتمال انطلاق سفينة رابعة من إيران قريبا”.

وكان وفد من الكونغرس الأميركي قد أكد خلال اختتام زيارته للبنان، الأربعاء، أن “أي وقود يمر عبر سوريا سيتعرض للعقوبات المفروضة من الكونغرس”. وشدد الوفد على أن “حزب الله منظمة تستحوذ على جزء من المال، وهذا لن يحل أزمة الوقود في لبنان”، وتابع “لا أحد يجب أن يعتقد بأن إيران ستحل أزمات لبنان”. وقال وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال بلبنان، ريمون غجر، الأربعاء، إنه لم يتلق طلبا لاستيراد وقود إيراني، مؤكدا بذلك على ما يبدو أن جماعة حزب الله تخطت الدولة في تحركها لاستيراد الوقود من إيران. ويعاني لبنان من أزمة اقتصادية ممتدة قوضت قدرته على استيراد سلع حيوية، بينها المحروقات الضرورية لتشغيل مرافق خدمية. وتنعكس أزمة المحروقات التي يشهدها لبنان منذ أشهر على مختلف القطاعات من مستشفيات وأفران واتصالات ومواد غذائية. وتراجعت خلال الأشهر الماضية قدرة مؤسسة كهرباء لبنان على توفير التغذية للمناطق كافة، ما أدى الى رفع ساعات التقنين لتتجاوز 22 ساعة يوميا. ولم تعد المولدات الخاصة قادرة على تأمين المازوت اللازم لتغطية ساعات انقطاع الكهرباء، ما اضطرها أيضا إلى التقنين ورفع تعرفتها بشكل كبير جراء شراء المازوت من السوق السوداء. وقد رفعت السلطات، منذ حزيران، أسعار المحروقات مرتين في إطار سياسة رفع الدعم تدريجيا عن الوقود، مع نضوب احتياطي الدولار لدى مصرف لبنان، إلا أن ترشيد الدعم لم يخفف من الأزمة، ولا يزال السكان ينتظرون في طوابير لساعات طويلة لشراء البنزين لسياراتهم.

 

العلية لرئيس المجلس الدستوري: لماذا استثنائي ونقلي إلى ملاك مجلس الوزراء بوظيفة رئيس موقت لهيئة الشراء العام؟

الأحد 19 أيلول 2021

وطنية - هنأ المدير العام لادارة المناقصات في التفتيش المركزي جان العلية، في بيان، الشعب اللبناني ب"تحصين قانون الشراء العام، وهو القانون الإصلاحي الأول الذي حاول أصحاب نهج القفز فوق القوانين خنقه بالطعن بالمواد التي تشكل المحاور الإصلاحية فيه". وتوجه إلى رئيس وأعضاء المجلس الدستوري، قائلا: "بموجب قراركم الملزم للسلطات كافة، تم نقل موظفي إدارة المناقصات والعاملين فيها كافة، إلى الملاك الاداري العام لهيئة الشراء العام، كل بحسب فئته ورتبته وراتبه، وهذا من باب حماية الحقوق المكتسبة، ولكم ايضا التهنئة عليه، إنما السؤال الذي تفرض الأخلاقية المهنية الإجابة عليه للرأي العام: لماذا استثناء المدير العام لادارة المناقصات - الموظف في الملاك الاداري العام - إدارة المناقصات - التفتيش المركزي - فئة أولى - من هذا التدبير، ونقله إلى الملاك السياسي الخاص بمجلس الوزراء بوظيفة رئيس موقت لهيئة الشراء العام إلى حين ينهي مجلس الوزراء حياته الوظيفية بتوافق سياسي، ما هي صلة ما تقدم بالدستور؟". أضاف: "نعلم أنكم لستم ملزمين قانونا الإجابة، إنما أخلاقيا ومعنويا وعملا بمبادئ الشفافية وقواعد التعليل والوضوح، وهي في صلب حوكمة العمل القضائي، نسأل لماذا هذا الاستثناء القصاص على مبدأ المساواة، وأين النص على هذا العقاب غير التأديبي الذي لفظتم به". وختم العلية: "صحيح أن الموضوع شخصي باعتبار أن قراركم خالف قواعد الخصومة الموضوعية، ولم يختصم نصا مخالفا للدستور، بل أصاب في الصميم الحقوق المكتسبة لموظف محدد دون سواه، مستهدف من نهج زرع الازلام في المؤسسات، لكن مقاربتي له لن تكون إلا من قاعدة المصلحة العامة التي وحدها تحقق مصالح الأفراد المشروعة. على امل الجواب".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم 19 أيلول 2021

وطنية/الأحد 19 أيلول 2021

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

بعد الثقة التقليدية، تبقى ثقة الشعب الذي يعاني والذي صوت لهؤلاء النواب المنتخبين في 2018، والحكومة بالتالي أمام امتحان كبير، فيما بؤرة البؤس يغرق فيها المواطن أكثر فأكثر، وكل ذلك على مرأى القوى السياسية التي تتفرج على 80 بالمئة من الشعب اللبناني الفقير.

هذه القوى السياسية تقوم بتلطيف الأجواء ببضعة دولارات نزولا، فيما البنزين يحلق وسيحلق أكثر فأكثر، والمازوت بالكاد يغطي حاجات المستشفيات والمراكز الاجتماعية والصحية. وبالتالي فالصورة باتت واضحة وهي استعباد المواطن الذي لا يجد البنزين للذهاب الى عمله وكل متطلبات الحياة البسيطة باتت مفقودة لديه. في المقابل الحكومة تقول إن لديها العزم، وإن غدا لناظره قريب، وما علينا سوى الانتظار لنرى.

وفيما تستعد الحكومة للانطلاق في معالجة المشاكل الاجتماعية والمعيشية الضاغطة بعد نيلها الثقة، برزت خشية لبنان من السطو الإسرائيلي على ثروته على خلفية عقد التنقيب الموقع بين إسرائيل وشركة هاليبرتون الأمريكية للتنقيب عن الغاز في البحر المتوسط، فتحركت الحكومة باتجاه المجتمع الدولي لردع إسرائيل. في السياق يلفت العميد المتقاعد ناجي ملاعب لضرورة أن توقع الحكومة مرسوم تعديل الحدود البحرية وترسله الى الأمم المتحدة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

لم تمر مرور الكرام محاولات العدو الإسرائيلي مد اليد على الثروة البحرية اللبنانية، من خلال منح شركة عالمية عقد تنقيب عن النفط والغاز في منطقة متنازع عليها.

محاولات السطو هذه، تصدى لها الرئيس نبيه بري محذرا من التمادي الإسرائيلي الذي يمثل تهديدا للأمن والسلام الدوليين، وداعيا بالتالي الخارجية اللبنانية إلى تحرك عاجل وفوري. هذه الدعوة تبنتها الوزارة فوجهت شكوى إلى مجلس الأمن وطالبته بالتأكد من أن أعمال التنقيب لا تقع في منطقة متنازع عليها.

وعلى أهمية هذا التحرك من الجدير أيضا مساءلة الشركات المعنية المقصرة بعمليات التنقيب، التي كان من المفترض البدء بها قبل شهور في البلوك الرقم تسعة من الجانب اللبناني للحدود البحري، وهو تلكؤ يطرح تساؤلات كبرى على ما أعلن الرئيس بري. وفي الوقت نفسه مطلوب توحد اللبنانيين في موقف وطني جامع لمواجهة محاولات السطو الإسرائيلية على ثرواتهم وحقوقهم.

على المستوى السياسي الداخلي، تتجه الأنظار إلى الجلسة التي يعقدها مجلس النواب غدا لمناقشة البيان الوزاري للحكومة الميقاتية والتصويت على الثقة. وفي هذا الشأن لا يبدو أن ثمة مفاجآت، إذ تبدي الحكومة ثقتها بالحصول على ثقة وازنة من شأنها تعبيد الطريق أمامها للشروع في ورشة عمل سريعة، لاحتواء الأزمات والملفات الملحة ولا سيما في الشأن الاقتصادي والمالي والمعيشي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

الحكومة على طريق نيل الثقة غدا من المجلس النيابي، على أن استحقاقها التالي نيل ثقة شعبها المغمس بكل أنواع الأزمات، المرتهن عند التجار والمحتكرين والمتحكمين بأمر المال، وعند بعض المحكومين بمواقف سياسية ضمن إيعاز دليلتهم الأميركية.

أما دليل اللبنانيين فهو أوجاعهم ومن يخففها عنهم، وهم يرحبون بوصول المازوت الإيراني الى مولداتهم ومضخات مياههم ومستشفياتهم وأفرانهم، وعدا ذلك كلام لا يسمن ولا يغني من جوع.

ولعل أبلغ الكلام تغريدة لبابا الفاتيكان: "فالعظمة والنجاح في نظر الله يقاسان على أساس الخدمة. ليس على ما يملكه المرء، وإنما على ما يقدمه، فهل تريد التفوق؟ إخدم". هذا ما قاله رأس الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس، وهي أكبر العظات اليوم.

وأكبر تفوق للمقاومة كسر الحصار الأميركي وخدمة أهلها، فهي واصلت توزيع المازوت المجاني اليوم عبر شركة الأمانة للمحروقات لمستحقيه على كافة الأراضي اللبنانية، وفق الأولويات التي حددها سماحة السيد حسن نصر الله، والنصيب الأكبر كان لمضخات المياه الرسمية التابعة لوزارة الطاقة وللمستشفيات الحكومية ودور العجزة والأيتام، والتوزيع مستمر وكذلك قوافل صهاريج النفط الإيراني العابرة من سوريا الى لبنان.

وللحكومة اللبنانية تجديد إيراني بالاستعداد للمساعدة إن طلبت النفط من الجمهورية الإسلامية، كما قال المتحدث باسم خارجيتها سعيد خطيب زاده، مؤكدا من جهة أخرى، أن "النفط الإيراني الذي وصل الى لبنان تم بيعه بالطرق الرسمية لتجار لبنانيين.

أما تجار النفط في لبنان، من متعددي القطاعات والأدوار، فلا يزالون يتلاعبون بأرزاق اللبنانيين وأعصابهم، وما زال البنزين مفقودا رغم رفع الأسعار الى ما يلامس إلغاء الدعم، ولا مبرر للاستمرار بإهانة كرامة اللبنانيين في الطوابير المصطنعة أمام المحطات.

في فلسطين المحتلة، محطة جديدة من النضال والكفاح خاضها المقاومان المحرران (ايهم كممجي ومناضل نفيعات) اللذان أعادت قوات الاحتلال اعتقالهما بعد اثني عشر يوما من انتزاعهما للحرية، والدوس على العظمة المدعاة لأجهزة الأمن والشرطة الصهيونيين. على أن موعدهما ورفاقهما الأربعة مع الحرية مجددا في أول صفقة تبادل تفرضها المقاومة الفلسطينية، كما أكد قادتها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

عندما تهدأ النفوس وتخفت الضوضاء ونخرج من المعمعة الي أدخلتنا فيها سنوات ثلاثون من الفلتان السيادي والسياسي والاقتصادي والمالي والأخلاقي، سيكتب التاريخ عن عهد العماد ميشال عون. وبلا أدنى شك، سيكتب الحقيقة، لأن ميشال عون لن ينهي عهده إلا قويا، كما دائما، بالحق والصدق.

وحقيقة التاريخ الذي سيكتب، لن تنسى أن هذا العهد فرض على طبقة سياسية كاملة في بداية أيامه، أن تقر موازنة عامة، بعدما اعتادت على الصرف العشوائي والنهب والسرقة على مدى أكثر من اثني عشر عاما، ناهيك عن حفظ حق الدولة في قطع الحساب الذي قطعوا نفسه وحسه منذ التسعينات.

وحقيقة التاريخ لن تنسى أن هذا العهد فرض على منظومة مجرمة بأمها وأبيها تدقيقا جنائيا في ما اقترفته يداها، ولم يسمح لها بأن تغسل يديها من دم الإصلاح والمحاسبة والعدالة.

وحقيقة التاريخ لن تنسى أن هذا العهد نجح في تحرير أراض لبنانية من الإرهاب، ووضع حد لمأساة العسكريين المخطوفين التي لم يجرؤ من تناوب على المسؤولية خلال السنوات السابقة، من اتخاذ القرار الحاسم في شأنها، حتى لا نذهب الى اتهامات أبعد.

وحقيقة التاريخ لن تنسى أن هذا العهد منع المجلس النيابي السابق من التمديد لنفسه لولاية ثالثة عبر المادة 59 من الدستور، التي استعملت للمرة الأولى في تاريخ الجمهورية، ومن خلال سابقة قانون الانتخاب الجديد الذي اعتمد النسبية والصوت التفضيلي وكرس انتخاب المغتربين، وهي مطالب كانت منذ أيام الانتداب مجرد أحلام.

وحقيقة التاريخ لن تنسى الميثاق العائد والمناصفة المقدسة والشراكة الوطنية التي لا تنازل فيها، مهما ارتفعت ضغوط الداخل والخارج، من الحكومات الى حراس الأحراش.

وحقيقة التاريخ لن تنسى أن العالم كله اجتمع للمرة الثانية ضد ميشال عون، مع خطف انتفاضة 17 تشرين العفوية الصادقة، ولم يأخذ توقيعه، لا على التوطين ولا على الترسيم، تماما كما لم بأخذ توقيعه على التسليم للوصاية والاحتلال عام 90.

ولكن، ما لنا ولكتابة التاريخ الآن. فلنركز على الدواء والماء والغذاء والكهرباء والمحروقات وسائر بديهيات الحياة المفقودة، وهذا هو جوهر مهمة حكومة معا للانقاذ التي ستنال غدا ثقة النواب، في انتظار ثقة الشعب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

الثقة بحكومة "معا إلى الإنقاذ" هي عنوان المرحلة، والثقة التي نعنيها ليست ثقة المجلس النيابي، فهي لم تكن يوما ولن تكون الآن الثقة التي يعول عليها، لأنها لم تأت يوما نتيجة برنامج أو بيان منمق، وقد أثبت تاريخنا الحديث أن البيانات الوزارية ليست سوى حفلة صف كلام يتم التراجع عنه بعد انتهاء الجلسات.

يضاف إلى ذلك، أن الحكومات لا تأتي نتيجة احترام الأصول الديموقراطية. فحكومات الوفاق الوطني بل حكومات التفتيق الوطني هي نقيض العمل المؤسساتي، إذ تنسف بتركيبتها الإئتلافية الهجينة بين المعارضة والموالاة، مفهوم المراقبة والمحاسبة.

إذا، الثقة التي يجب أن تحظى بها الحكومة يتعين أن تأتي من المجتمع الدولي والعربي، بعد اقتناعهما بالتزامها الصادق والعميق بشروطهما التقنية والإصلاحية للإنقاذ. وما لم يتحقق ذلك، فإننا لن نرى ذرة دعم من الخارج.

والثقة الأصعب التي يفترض بالحكومة أن تكتسبها هي من الشعب اللبناني الذي يتلقى طعنات المنظومة، والحكومة ابنتها الشرعية، فهو يريد أن يتيقن ويعرف وجهة الحكومة ونوعية تدابيرها وبرنامجها، متى يتوقف الإنهيار وما هي الأثمان التي سيترتب عليه دفعها؟ وهل تأتي في إطار مواصلة تشليحه ما بقي له من مقتنيات، أم هي عقاقير وأدوية مرة سيجبر على تجرعها لبدء عملية الشفاء.

هذا في المديين المتوسط والبعيد، أما في المدى القريب، فهو يريد أن يعرف ما إذا كان سيتمكن من الحصول على البنزين والمازوت، والكهرباء والدواء، والغذاء بلا إذلال وبأي ثمن. المسارات التي تسلكها الحكومة حتى الساعة لا تجيب عن اي من هذه التساؤلات المشروعة والمحرقة.

فعلى الصعيد الداخلي الاختلافات لا تزال عضوية وعميقة بين أفرقاء الحكومة وفريق الحكم حول الملفات الأساسية كالطاقة والكهرباء والتدقيق الجنائي وإقصاء موظفين ماليين وأمنيين كبارا من مواقعهم، عن حق أو كيدا.

كل هذا يدل على أن المنظومة حشرت بالتشكيل مسايرة لإلحاح العالم وسعيا الى إطفاء غضب الناس، لكنها تريد حكومة تتحكم بها ولا تحكم. فما رصد من خلافات وسجالات بين مكونات الحكومة يشي بالأسوأ، وطحشة "حزب الله" في استيراد النفط بعد السلاح، وإحراجه الرئيس ميقاتي بلا حرج أمام العالم، وملاقاته من قبل إسرائيل بتلزيمها شركة هاليبرتون Halliburton التنقيب على حدود البلوك رقم 9، يراد منهما التشكيك بسيطرة الدولة على ملفاتها الداخلية وأمنها، وسيادتها على حدودها وثرواتها.

وتكتمل الصورة بالمحاولات الدؤوبة لضرب التحقيق العدلي في انفجار المرفأ، والخطر في هذه المحاولات أنها تجمع أضدادا في السياسة، وقد ألبس عمل القاضي طارق بيطار لبوسا طائفيا، إذ أثارت مذكرات التوقيف التي أصدرها وملاحقاته شخصيات شيعية وسنية من الصف الأول، غضب المرجعيات السياسية والدينية في الطائفتين، والتي باتت تلتقي على ضرورة كف يده وإلحاقه بزميله فادي صوان.

السيد ميقاتي، نعم الحمل كبير ونوايا شركائك مكشوفة وطاولة مجلس الوزراء ستكون متفجرة، لكن مصلحة اللبنانيين أكبر وأبدى، ومصلحة الدولة أعلى وأقدس، فلا تتردد في الانحياز الى لبنان، أما انتم أيها اللبنانيون، فحذار ترجعو تنتخبون هني ذاتن.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

بغالبية نيابية كبيرة، ستنال حكومة "معا للانقاذ" ثقة المجلس النيابي. بعد الثقة، مطلوب أمران: بدء التفاوض مع صندوق النقد الدولي والعمل على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها المقرر في آيار 2022.

التفاوض مع صندوق النقد سهل نظريا، فالصندوق يعرف ماذا يريد، في وقت لا يعرف لبنان ماذا يريد، لأن لا وجود حتى الساعة لفريق مفاوض واحد، بل لفرق لبنانية عدة مفاوضة، وهذا ما يحب حله سريعا منعا لتكرار خطأ حكومة الرئيس حسان دياب، والحل عمليا، يترجم عندما يتفق الرؤساء عون بري وميقاتي على رؤية واحدة تجاه الimf، فتفضلوا الى الحل لأن الوقت ليس لصالحنا.

مهمة الانتخابات أيضا مطلوبة، فالعالم يعتبرها مفصلية، إذ تحدد هوية البلد الذي نريد. وعلى أساس هذه الهوية التي ستتكون ليس فقط عبر الانتخابات النيابية، وإنما أيضا عبر ما ستترجمه خلال الانتخابات الرئاسية، تستعاد الثقة بالسلطة اللبنانية، فيتغير موقف العالم، وحينها فقط، قد تنتهي مرحلة إغلاق دفتر الشيكات على بياض، لتحل مكانها استعادة الحديث عن القروض والمساعدات.

الداخل اللبناني بدوره يراقب. حاجته الملحة اليوم، هي تأمين أدنى مقومات الحياة لعائلات تخطى الفقر عندها الخطوط الحمر، في ظل رفع واقعي للدعم، غير مترافق مع سياسة حماية اجتماعية.

في مسار الحكومة الطويل، وقفات أساسية لكل منها أهميته. أولى هذه الوقفات، ماذا ستفعل الحكومة بمليار ومئة وخمسة وثلاثين ألف دولار، وصلت الى لبنان من مخصصات صندوق النقد الدولي؟ هل ستستثمرها في مشاريع طويلة الأمد كبناء معامل كهرباء، وتخصص جزء منها للبطاقة التمويلية، أم أنها تواصل سياسة السلة المثقوبة، التي أوصلتنا الى الانهيار الكبير؟.

ومن الوقفات أيضا، ماذا ستفعل الحكومة ومعها المصرف المركزي حيال التعميم 151 الذي ينتهي في أيلول الحالي وسط معلومات تؤكد للLBCI، أن التعميم سيمدد على أن يبقى سحب أموال المودعين على سعر ال3900، منعا لتضخم لا يمكن تحمل عواقبه، كما أوحى الكسندر موراديان نائب الحاكم الرابع أمام النواب عندما قال: "المركزي يدرس تأثير الكتلة النقدية المتوقعة على السوق في حال تعديل سعر السحوبات، وهل هي مؤاتية، وعلى هذا الأساس فقط سيتخذ قراره".

واخيرا وليس آخرا، كيف ستحل الحكومة، أيضا مع المركزي كيفية تأمين ملايين الدولارات لتأمين المشتقات النفطية متى رفع الدعم، علما أن هذه الدولارات، مصدرها الوحيد المصرف المركزي، فهل يكون الحل عبر منصة صيرفة؟.

ساعات قليلة، تنال بعدها الحكومة الثقة، ليبدأ العمل الفعلي، في وقت صارت يوميات اللبناني شبه قاتلة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

العالم يرتبك تحت صفقة الغواصات، ولبنان يستعيد أزمة النيترات. مليارات برمائية تتطاير من أستراليا بدفع أميركي إلى بريطانيا، تعويضا عن انسحابها من الاتحاد الأوروبي، لتكون فرنسا خاسرا أول في ميدان يعوم على الغوص فوق المصالح الأميركية.

وبغواصة نيابية يدخل نجيب ميقاتي إلى جلسة الثقة غدا، مبللا بعشرين طنا من الأمونيوم المكتشف في منطقة بعلبك. لكن الأكثر بللا هو الإعلان عن انطلاق باخرة ثالثة من المازوت الإيراني إلى لبنان.

واليوم نفت مصادر الرئيس ميقاتي أن تكون الحكومة قد طلبت أي شحنة وقود من إيران، وذلك ردا على خبر لم تذكره طهران، بل قال المتحدث باسم خارجيتها سعيد خطيب زادة، إن "إرسال الوقود إلى لبنان جاء وفق عملية شراء عادية وطبيعية تماما، من قبل التجار اللبنانيين، وإنه لو أرادت الحكومة اللبنانية أيضا شراء الوقود من إيران، فإنها ستضعه تحت تصرفها على الفور.

غير أن "حزن" ميقاتي على خرق السيادة منعه من التدقيق في التصريح، فكتب الرد "على صحة السلامة" واستكمل خبرته في النأي بالنفس و"التطنيش"، ليس فقط عن وصول قوافل المازوت الإيراني، بل عن ثلث معطل أدخل ملغما إلى الحكومة، ولا يزال حتى اليوم يخضع لفحوص جنائية.

وبالفحوص المخبرية على نيترات الأمونيوم المضبوطة في البقاع، فإن التحقيقات لا تزال في عهدة شعبة المعلومات التي استدعت اليوم مارون الصقر لتبيان صلته بالشحنة، بعد تأكيد أحد الموقوفين أن البضاعة تم شراؤها من آل الصقر وإبراز فاتورة تثبت شراء المواد منهم والتي تحتوي على نسب عالية من الآزوت، متخطية نسبا يستعمل فيها النيترات كأسمدة زراعية.

وعلى ضفة "مجلس النيترات" الأصلي، فإن الثقة تتدلل غدا لتتخطى تسعين صوتا مقتربة من نحو المئة، بينهم تكتل التيار، لكن بغياب رئيسه جبران باسيل، الذي طار من النصاب على متن طائرة خاصة إلى اليونان.

وسفر باسيل قد يكون بابا مهما لفتح أول بنود التدقيق الجنائي، وذلك نزولا عند رغبة التيار وحروبه على هذا الخط الحيوي، لا سيما أن رئيس تكتل لبنان القوي سبق وأدلى بأقوال وتصريحات تؤكد نضاله على مدى خمس عشرة سنة لإقرار التدقيق الجنائي، وأنه مستمر في مكافحة الفساد والمفسدين في الدولة اللبنانية ومن بدأ بنفسه ما ظلمك.

فكيف لباسيل أن يسافر في طائرة خاصة؟، ومن أين له اليخت الذي ينتظره وعائلته في اليونان؟، وحتى الساعة، لم يتم تسجيل اسم جبران باسيل ضمن الحضور في جلسة الثقة غدا، ولم يعرف بالتالي ما إذا كان سينتقل بعد أثينا إلى حل أزمة الغواصات النووية في أستراليا.

لكن الثقة باتت في جيب رئيس حكومة "معا للإنقاذ" والتي اختارها ميقاتي موزعة على القوى السياسية، ويسعى من خلالها للعمل وفق "كاتالوغ" ماكرون، أي حكومة المهمة والمستقلة، وأولى مهام الحكومة ستكون "معا لإنقاذ" التنقيب البحري وثروة النفط والغاز من بين الأطماع الإسرائيلية، ويصادف هذا النهار العيد العاشر لصدور مرسوم ترسيم الحدود والموقع على زمن حكومة ميقاتي حينذاك، وبإمضاء الوزير محمد الصفدي في قبرص، فهل سيبدل رئيس حكومة اليوم ما وقعته حكومته قبل عشرة أعوام؟.

وإذا كانت حكومة تصريف الأعمال سببا لتجميد تعديل المرسوم، فإننا بعد الثقة نكون قد ألغينا كل المعوقات والأسباب، وليس على الرئيس ميقاتي سوى إرسال كتاب من وزارة الخارجية اللبنانية يقيم "ربط نزاع" على المنطقة المتنازع عليها.

وبهذا يكون لبنان قد أوقف أعمال شركة هاليبرتون في التنقيب الإسرائيلي على نقطة كاريش، وما دون هذا القرار فإن لبنان يكون قد رهن نفطه وغازه الى حقل سياسي، نستخرج منه العقوبات المفروضة على شخصيات لبنانية، وذلك بموجب وعد وعهد قطعه رئيس الجمهورية لكل من "الديفدين" شنكر وهيل".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية  

الصحة العالمية: النظام الطبي في لبنان عرضة للانهيار

بيروت- السياسة/19 أيلول/2021

قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أمس: إن القطاع الصحي في لبنان معرض لخطر الانهيار، حيث يصل نقص الوقود في المُستشفيات والمُختصين الطبيين إلى معدل خطير. وأضاف تيدروس في بيان: “منذ انفجار مرفأ بيروت العام الماضي، انزلق البلد وشعبه أكثر في اليأس، الأزمة الاقتصادية الحالية أدت إلى زيادة الفقر في جميع أنحاء البلاد، وجميع القطاعات بما في ذلك الصحة معرضة لخطر الانهيار”.وأوضح البيان أنَّ نقص الوقود دفع المستشفيات للعمل بقدرة 50%، ما يُعرِّض وصول الناس إلى العمليات الجراحية الحيوية للخطر، ومع نقص العملات الأجنبية الذي يحد من الواردات، يصعب العثور على العديد من الأدوية. وذكر البيان أنَّ السبب الثاني للتدهور هو هجرة العقول التي تحدث بسرعة تنذر بالخطر، حيث غادر ما يقرب من 40% من الأطباء المهرة، ونحو 30% من الممرضات المسجلات بالبلاد، إما بشكل دائم، وإما بشكل مؤقت.

 

جهات عربية تمهل حكومة ميقاتي من شهر الى 3 أشهر

الأنباء الكويتية/19 أيلول/2021

أملت مصادر معارضة لو أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، أرفق حزنه لخرق السيادة الوطنية بقوافل المازوت الإيراني، بموقف صريح وحاسم من ذلك الخرق الذي تكرر، كما يبدو، مع دخول قافلة صهاريج ثانية أمس السبت تنقل دفعة أخرى من المازوت الإيراني الى حزب الله. واعتبر المصدر ان يوم الاثنين، سيتبلور رد فعل نواب كتلة الوفاء للمقاومة على تصريح الرئيس ميقاتي المتضمن حزنه على خرق السيادة، مستبعداً ان يصل الأمر إلى حجب الثقة، عن حكومته، كلياً او جزئياً. وكشف المصدر لـ”الأنباء الكويتية” عن مهلة تمتد من شهر الى 3 أشهر أعطتها جهات عربية لحكومة ميقاتي، لتصحيح الأوضاع اللبنانية من مختلف وجوهها المعيوبة، وعلى أمل ألا تجبر الدول الشقيقة على متابعة نهجها في التعاطي كما كان مع حكومة حسان دياب.

 

أزمة المحروقات مستمرة... .. الخارجية الإيرانية: شحنة الوقود كانت بطلب من السلطات اللبنانية و مصادر ميقاتي تنفي

القناة 23/19 أيلول/2021

أشارت الخارجية الإيرانية في تعليق لها على شحنة الوقود المرسلة الى لبنان عبر سوريا أنها "كانت بطلب من السلطات اللبنانية". ثم أوضحت مصادر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن "الحكومة اللبنانية لم تطلب أية شحنة وقود من ايران". وفيما تترقب الأوساط السياسية والشعبية جلسة الثقة فإن الازمات المتراكمة تشتد وترهق كاهل اللبنانيين على أبواب فصل الشتاء والعام الدراسي. مصادر مواكبة توقعت عبر "الأنباء" الالكترونية استمرار أزمة المحروقات حتى نهاية الشهر، الموعد النهائي لرفع الدعم عن المحروقات، وأكدت أنه طالما لم يرفع الدعم نهائيا عن المحرومات فسيبقى التهافت على البنزين والمازوت. المصادر توقفت عند استمرار ارتفاع اسعار المواد الغذائية والاستهلاكية على الرغم من تراجع سعر صرف الدولار الى حدود خمسة عشر الف ليرة، متوقعة قيام الحكومة بخطوات كبيرة لحل أزمة الغلاء بعد نيل الحكومة الثقة. مصادر شركات توزيع المحروقات بررت في اتصال مع "الأنباء" الالكترونية السبب في استمرار طوابير السيارات على محطات المحروقات الى عدم حصول بعض الشركات على مستحقاتها من مصرف لبنان. كما ان هناك العديد من بواخر الشركات لم تفرغ حمولتها بعد. المصادر توقعت ان تحل الأزمة منتصف الأسبوع المقبل بعد ان تكون كل الشركات استلمت كل حصتها من مصرف لبنان. اما الشركات التي لم تفرغ بواخرها حمولتها بعد فإنها ترفض افراغها على سعر 12 الفا للدولار، وهذا الامر في طريقه الى المعالجة، وقد يشهد السوق إرتياحا نسبيا إبتداء من منتصف الأسبوع المقبل وما بعده.

 

جمهور "حزب الله" يحرج عون بمطالبته بتوقيع المرسوم 6433

المدن/19 أيلول/2021

أطلق مؤيدون لـ"حزب الله" وتيار "المردة" حملة افتراضية في "تويتر" تطالب الرئيس ميشال عون بتوقيع المرسوم 6433 المعدل، بغية منع اسرائيل من التنقيب عن الطاقة في بقعة جغرافية متنازع عليها في جنوب لبنان. المرسوم أودعته الحكومة اللبنانية في الامم المتحدة في العام 2010، ويتضمن النقاط الحدودية البحرية مع فلسطين، قبل أن يكتشف لبنان ثغرات فيه، ويرسم احداثيات يطالب بها الوفد اللبناني المفاوض في المفاوضات غير المباشرة مع العدو برعاية الامم المتحدة وبتسهيل ووساطة اميركيين. وكان "التيار الوطني الحر" طالب في وقت سابق وزير الاشغال العامة السابق ميشال نجار بتوقيع المرسوم المعدل، تمهيداً لايداعه في الامم المتحدة، واعتبر أن نجار يتقاعس عن تكريس حق لبنان بمياهه وحدوده البحرية.  لكن نجار وقع المرسوم، وعندما وصل الى الرئيس عون، لم يوقعه منذ شهر نيسان/أبريل الماضي، إثر فشل المفاوضات وتوقفها.

 

حقائق عن قوافل "حزب الله" النفطية...و هذا ما قاله مسؤول إيراني بارز

لبنان 24/19 أيلول/2021

نشرت وكالة "فارس" الايرانية تصريحا عن المتحدث باسم الخارجية الايرانية سعيد خطيب زادة قال فيه إن "ارسال الوقود الايراني الى لبنان جاء وفق عملية شراء عادية وطبيعية تماما من قبل التجار اللبنانيين"، مؤكدا بانه "لو ارادت الحكومة اللبنانية ایضا شراء الوقود من ايران فانها ستضعه تحت تصرفها على الفور". وردا على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي اعتبر ارسال الوقود الايراني انتهاكا لسيادة لبنان، أشار خطيب زادة إلى أن "الجمهورية الاسلامية الايرانية ملتزمة دوما بدعم اصدقائها والحكومات الصديقة لها".  وأضاف: السلام والامن والاستقرار في لبنان مهمة لنا اكثر من اي شيء آخر ونساعد الحكومة اللبنانية ايضا كي تحقق النجاح في هذا المسار. من دون أدنى شك، شكّلت مشهدية الدخول المتواصل لقوافل المازوت الإيراني إلى لبنان انعطافة جديدة بالنسبة لـ"حزب الله"، على الصعيدين السياسي والشعبي. وبشكل فعلي، فإنّ هذا المازوت الذي سيُباع بالليرة اللبنانية سيدخل المنافسة تلقائياً مع المازوت الذي سيُباع في محطات الوقود بالدولار الأميركي. وحتماً، فإن الفارق بالسعر سيكون شاسعاً، وتقول مصادر مقربة من "حزب الله" لـ"لبنان24" أن قيمة صفيحة المازوت التي سيبيعها الحزب قد تتراوح بين 4 و 6 دولارات أي أقل من نصف قيمة صفيحة المازوت التي تبيعها الدولة، والتي يصل سعرها إلى 11 دولاراً.

ورغم أن الدولة خالفت قانون النقد والتسليف بشأن التسعير بالدولار، فإنّ "حزب الله" لم يدفع أيضاً رسوماً جمركية عند إدخاله المازوت، والأمر هذا محسوم لأنه في حال حصوله، ستعتبرُ شحنات المازوت "شرعية" في سجلات الدولة، الأمر الذي سيعرضها لعقوبات سريعة. كذلك، فإنّ الحكومة السورية ستتكفل بشكل كامل بتكاليف النقل من مصفاة بانياس إلى لبنان وذلك بالاتفاق مع "حزب الله". ووفقاً لمعلومات "لبنان24"، فإنّ حمولة الباخرة الأولى هي لـ750 صهريجاً وتبلغ سعة كل واحد 50 ألف ليتراً، ومن المتوقع أن تصل الباخرة الثانية خلال أيام.

استمالة للشارع؟

وبعيداً عن لعبة الأرقام والتشريعات، فقد يرى البعض أن ما يقوم به "حزب الله" سيُساهم حكماً في استمالة الشارع نحوه، أقله في المرحلة الحالية، وهو أمرٌ يريده بالدرجة الأولى. فوسط عجز الدولة عن توفير المحروقات للناس بالشكل المطلوب، ومع السعر المرتفع للمازوت الذي يعتبر حيوياً، فإنّ أوساط الحزب ترى أنه سيكون "قِبلة" الكثيرين من مختلف المناطق للتزود بالمازوت، وقد بات هذا الأمرُ يبرز في الأوساط الشعبية المناوئة له. وواقعياً، فقد بدأ كلام يبرز بشكل كبير عن أن "حزب الله" استطاع توفير المازوت بسعر منخفض في وقتٍ لم تستطع الدولة القيام بذلك. كذلك، لوحظ لدى الكثيرين استعداد كبير لشراء المازوت الإيراني نظراً لتكلفته المتدنية ولتوفره بشكل سريع ومُنظّم. وعلى سبيل المثال، فإنه خلال الساعات الماضية، وصلت قوافل المازوت إلى مناطق غير تابعة سياسياً لـ"حزب الله"، مثل إقليم الخروب المعروف بانتمائه السياسي لـ"تيار المستقبل" و "الحزب التقدمي الإشتراكي". وهناك، جرى تفريغ الحمولة في محطة "الأمانة" عند الأوتوستراد الساحلي الذي يعتبرُ نقطة أساسية للاحتجاجات في الماضي. كذلك، فإن المناطق المسيحية بإمكانها الحصول على المازوت الإيراني في حال أراد السكان ذلك، وقد توفرت الآلية لتزويدهم بتلك المادة الحيوية. ومع هذا، كشفت معلومات "لبنان24" عن صدور توجيهات داخلية في الحزب من قبل الأمين العام السيد حسن نصرالله تشيرُ إلى وضع مناطق طرابلس وعكار في صدارة الأولويات، ووجوب تلبية المنشآت هناك التي تطلب المازوت قبل البقاع. وواقعياً، تعتقد أوساط "حزب الله" أيضاً أنّ قرار عدم حصر المازوت بمناطقه سيلقى قبولاً شعبياً أيضاً، في حين أن الآلية المعتمدة للتوزيع قد تكون أكثر تنظيماً من الآلية التي تعتمدها الدولة خصوصاً في الأزمة الحالية.

وفي المقابل، فإنّ شريحة واسعة من الناس ترى أن ما يقوم به "حزب الله" يندرج في إطار توسّعي ولا يخدم سوى مصالح سياسية وانتخابية وديموغرافية ستبرز لاحقاً مع السنوات القادمة. وبشكل أو بآخر، فإنّ الكثيرين يعتبرون أن المازوت الذي دخل إلى لبنان هو مقابل المازوت الذي يُتّهم "حزب الله" بتهريبه إلى سوريا، في حين أنّ البعض يرى أن كلام "حزب الله" عن كسر الحصار ليس إلا شعارات لا أساس لها، لأن لبنان غير ممنوع من استيراد النفط واستقدام البواخر والمشكلة تتعلق بالسيولة فقط. واليوم، فإن العبرة بالتنفيذ بالدرجة الأولى، خصوصاً بالنسبة للمؤسسات الخاصة التي قد لا تبادر للاعلان عن حصولها على المازوت الإيراني، مثل المستشفيات ودور الرعاية وغيرها. وحتماً، قد تخشى تلك المؤسسات أي علامات استفهام بشأنها، في حين أنه من المفترض أن تكون قاعدة البيانات الخاصة بعمليات توزيع المازوت لدى "حزب الله"، خاضعة لسرية معينة لن يتم الاعلان عنها. كذلك، فإن هناك مشكلة تتعلق بالأفراد وأصحاب المنشآت الحيوية في مناطق مناوئة لـ"حزب الله". وبشكل أو بآخر، قد يشعر هؤلاء بـ"الحرج" في حال تمت معرفة أمر استقدامهم للمازوت الإيراني، وقد يجري تصوير أنهم قبلوا بنفوذ الحزب. إلا أن الحُجة حالياً قد تكون اقتصادية، والمهرب من المساءلة قد يكون في عدم وجود قدرة على شراء المازوت الذي توفره المحطات وذلك بسبب سعره المرتفع.

ماذا عن الاستمرارية؟

ووسط كل ذلك، فإن عدم قدرة الدولة على دعم المحروقات وشح السيولة للدفع للشركات، جعل الحزب يبرز كقوة مالية أخرى يمكنها تأمين المحروقات للناس، ولكن السؤال يرتبط باستمرارية ذلك، وإلى أي مدى سيواصل "حزب الله" استجرار المازوت إلى لبنان بهذه الطريقة التي لم تعرض لبنان لعقوبات.

وفي هذا الإطار، تقول مصادر مقربة من "حزب الله" لـ"لبنان24" إن "الحزب مستمر باستقدام البواخر النفطية طالما الأزمة قائمة"، موضحة أنه "قيادة حزب الله لن تتراجع حالياً عن هذا الخيار في حين أن الدولة عاجزة عن تأمين المازوت بالشكل المطلوب، كما أن القدرة الشرائية للمواطنين لا تسمح لهم بشراء المازوت بسعر باهظ". وهنا، فإن بقاء الحزب على هذا الطريق سيساهم في تعزيز نفوذه الشعبي، وهو أمرٌ تخشاه الولايات المتحدة بالدرجة الأولى. وكما بات معروفاً، فإن ما حصل على صعيد المازوت دفع الإدارة الأميركية أكثر لتقديم تسهيلات للبنان لاستصلاح الكهرباء بشكل أساسي، خصوصاً أن الطلب على المازوت ازداد بسبب عجز "كهرباء لبنان" عن توليد الطاقة الكهربائية للمواطنين. وبشكل واضح، فإن النفط العراقي واستجرار الكهرباء عبر الأردن وحصول لبنان على الغاز المصري، كلها عوامل قد تساهم في جعل لبنان يحظى بقدرة كهربائية معينة. وعملياً، فإنّ لبنان مع كل هذه التسهيلات "الكهربائية" لن يحصل على أكثر من 12 ساعة من الطاقة، الأمر الذي لن ينفي الحاجة إلى المازوت للمولدات، مع العلم أن شبكة كهرباء لبنان ستساهم في إضاعة الطاقة التي سيجري تحميلها عليها وذلك بسبب اهترائها الشديد.

 

ثقة مريحة لحكومة ميقاتي في البرلمان اليوم

بيروت ـ السياسة/19 أيلول/2021

تُمثل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، اليوم، أمام مجلس النواب لنيل الثقة على أساس برنامجها الوزاري، حيث يتوقع حصولها على ثقة مريحة، تقارب التسعين صوتاً، على ما قالته أوساط نيابية لـ”السياسة”، في حين ستحجب كتلة “الجمهورية القوية” التي تمثل نواب حزب “القوات اللبنانية”، إضافة إلى بعض النواب المستقلين الثقة عن الحكومة. ويفترض أن تزيد الثقة النيابية، المسؤوليات المُلقاة على عاتق الحكومة الجديدة، لناحية الالتزام ببرنامجها الوزاري، وتحديداً ما يتصل بعملية التصحيح الاقتصادي والمالي، لإخراج لبنان من مأزقه، إضافة إلى العمل من أجل إيجاد حلول لأزمتي الكهرباء والمحروقات، وما يتصل بمشكلات الدواء والاستشفاء.

 

وزارة الخارجية اللبنانية شكوى لمجلس الأمن

بيروت ـ السياسة/19 أيلول/2021

وجهت وزارة الخارجية اللبنانية شكوى لمجلس الأمن، إثر ورود أنباء عن منح إسرائيل، هذا الأسبوع عقود لتقديم خدمات تقييم تنقيب آبار غاز ونفط، في البحر لشركة هاليبورتن، في ما يسمى “حقل كاريش” في المنطقة والحدود البحرية المتنازع عليها، طالبة من المجلس في الرسالة التأكد من أن أعمال تقييم التنقيب لا تقع في منطقة متنازع عليها بين لبنان وإسرائيل، بغية تجنب اي اعتداء على حقوق وسيادة لبنان. كما طالبت بـ”منع أي أعمال تنقيب مستقبلية في المناطق المتنازع عليها وتجنباً لخطوات قد تشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين”. إلى ذلك، لم تكتف إيران بانتهاك السيادة اللبنانية من خلال إدخال “حزب الله” صهاريج محروقاتها، عبر المعابر غير الشرعية، بل أنها عمدت إلى محاولة توريط لبنان، وتعريضه لعقوبات دولية، بالقول، على ما صدر عن وزارة الخارجية الإيرانية، في بيان، من أن “شحنة الوقود المرسلة للبنان كانت بطلب من السلطات اللبنانية”، وهو الأمر الذي نفاه رئيسها نجيب ميقاتي.

وأكدت مصادر سياسة معارضة لـ”السياسة”، أنه “مهما تعددت الروايات بشأن النفط الإيراني، فإن الثابت والأكيد أن لا دولة في لبنان، وأن “حزب الله” هو من يمسك بزمام الأمور، ومن بيده الحل والربط في كل الأمور، وهذا أمر بالغ السلبية، وسيترك عواقب وخيمة على البلد، وعلى علاقاته مع الدول الشقيقة والصديقة”.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

باريس تتهم كانبيرا وواشنطن بالكذب… ولندن بالانتهازية

باريس، عواصم – وكالات/19 أيلول/2021

 مع تراجع العلاقات بين فرنسا والولايات المتحدة إلى أدنى مستوياتها منذ عقود، برزت بريطانيا كفائز غير متوقع في تحالف أمني بحري أثار الغضب والاتهامات عبر ثلاث قارات، حيث لعبت دورا مبكرا في التوسط من أجل إنشاء التحالف الثلاثي مع الولايات المتحدة وأستراليا “أوكوس”، لنشر غواصات تعمل بالطاقة النووية في المحيط الهادئ، وفقًا لمسؤولين في لندن وواشنطن. إلى ذلك، أعلنت باريس أن الرئيسين الأميركي جو بايدن، والفرنسي إيمانويل ماكرون سيتحدثان هاتفيا على وقع أزمة الغواصات، وذلك في الوقت الذي ما زالت فيه الصفقة الجديدة مع الولايات المتحدة وبريطانيا تثير أزمة ديبلوماسية متعددة الجنسيات. وقال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية غابرييل أتال، أمس، أن بايدن طلب التحدث إلى ماكرون بعد إلغاء أستراليا لصفقة غواصات مع فرنسا لصالح الولايات المتحدة، لافتا إلى أن “مكالمة هاتفية ستجرى بينهما في الأيام المقبلة”. وأضاف: إن ماكرون “سيطلب توضيحا” مضيفا: “نريد تفسيرات حول ما يبدو تقويضا كبيرا للثقة”، وذلك بعدما استدعت فرنسا الجمعة سفيريها في الولايات المتحدة وأستراليا. بالمقابل، كشف وزير الخارجيّة الفرنسي جان إيف لودريان أنّ الأوروبيين قرّروا منذ 3 أيّام اعتماد ستراتيجيّة خاصّة بهم في المحيطين الهندي والهادئ. وقال: إن ما جرى في قضية الغواصات “أزمة خطيرة ستؤثر على مستقبل حلف الناتو” داعيا الحلف إلى أخذ هذه الأزمة في الاعتبار. واتهم الوزير الفرنسي أستراليا والولايات المتحدة بالكذب، كما اتهم بريطانيا بالانتهازية الدائمة. وفي ما بدا أنها رسالة للحلفاء، قالت الخارجية الفرنسية، أمس، إن باريس ونيودلهي اتفقتا على العمل على برنامج لترسيخ “نظام دولي تعددي بحق”. وفي تطور آخر، قال رئيس وزراء أستراليا سكوت موريسون، أمس، أن بلاده تتفهم خيبة أمل فرنسا ، مشددا أن بلاده تتخذ القرارات التي تصب في مصلحتها. وقال موريسون: “أبلغنا المسؤولين الفرنسيين قبل أشهر بأن لدينا مخاوف كبيرة حول الغواصات وأنها ربما لن تلبي مصالحنا الستراتيجية”. وبرر موريسون قراره بـ “تغير طبيعة احتياجات أستراليا العسكرية”، التي تريد الاستحواذ على غواصات ذات دفع نووي بدلا من الغواصات التقليدية.

 

شهود مذبحة 88 لقضاة ستوكهولم: جثث الضحايا نُقِلت بسيارات الطعام

معلمو إيران غاضبون... وطهران توجِّه تهم القتل لـ37 شخصية أميركية بينها ترامب وأوباما

ستوكهولم، طهران، عواصم – وكالات/19 أيلول/2021

 فجر السجين السياسي أكبر بندلي وهو أحد الناجين من مجزرة‌ 1988 المروعة التي ارتكبها نظام الملالي ضد أنصار “مجاهدي خلق والمعتقلين السياسيين، مفاجآت وروى تفاصيل مروعة أمام المحكمة السويدية المختصة بالجرائم الدولية، والتي استأنفت جلساتها في ستوكهولم لمحاكمة المسؤول السابق في السجون الإيرانية حميد نوري، عن ارتكابه جرائم ضد الإنسانية ولدوره في تنفيذ إعدامات جماعية راح ضحيتها 30 ألف سجين سياسي غالبيتهم من منظمة “مجاهدي خلق” المعارضة عام 1988. وأكد بندلي خلال شهادته أنه شاهد جثث الضحايا تنقل في سيارات نقل المواد الغذائية، وتحدث عن مشاهداته عن جرائم نوري في سجن “جوهر دشت” بمدينة‌ كرج الواقع غرب طهران، حيث كان معتقلاً هناك في أغسطس 1981 بتهمة دعم ونصرة منظمة “مجاهدي خلق” الإيرانية. وأمضى الشاهد 13 عاماً في سجون النظام وأفرج عنه عام 1994، بعدما تعرض للتعذيب وحكم عليه بالسجن 15 عاما، تنقل خلالها في سجون جمشيدية، وغزل حصار، وإيفين فضلا عن سجن جوهردشت. في غضون ذلك، تتواصل الوقفات الاحتجاجية اليومية في العاصمة السويدية أمام محكمة ستوكهولم، للمطالبة بمحاكمة قادة النظام بمن فيهم المرشد علي خامنئي والرئيس إبراهيم رئيسي بسبب تورطهما في مجزرة عام 1988، التي شهدت إعدام نحو 30 ألف سجين سياسي، 90 في المئة منهم من أعضاء وأنصار منظمة “مجاهدي خلق”. على صعيد آخر، خرج عشرات المعلمين بمسيرات في عدد من المدن الإيرانية أمس، احتجاجاً على الأوضاع المعيشية. وتجمع المعلمون في مدن أصفهان وفارس والبرز وكوهكيلويه وبوير أحمد، احتجاجًا على ظروفهم المعيشية، والوضع الاقتصادي، فضلا عن عدم تلبية مطالبهم برفع الأجور، وتحسين أوضاعهم، بحسب ما نقلت شبكة إيران إنترناشيونال.

من جهة أخرى، وجهت محكمة إيرانية تهم لـ37 شخصية أميركية بينهم الرئيسين السابقين باراك أوباما ودونالد ترامب، في قضية مقتل علماء إيرانيين بين عامي 2010 و2012. وتضمن محضر الاتهام إلى حانب أوباما وترامب، ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون وكيانات تابعة للولايات المتحدة منها وزارة الدفاع والمصرف الفيدرالي، حيث تم إبلاغ السلطات الأميركية بمحضر الاتهام من خلال مكتب رعاية المصالح الإيرانية في واشنطن.وقال قاضي المحكمة سلمان بور مريدي: “لم تشكل محاكم في العالم لإدانة جرائم الولايات المتحدة، والولايات المتحدة وعدد من محاكمها أصدرت أحكاما ضد إيران والمواطنين الإيرانيين وجمدت الأصول الإيرانية”، زاعما “في المقابل هذه المحكمة الوحيدة في إيران التي تملك صلاحيات للنظر في قضايا لها أبعاد دولية، ونحاول إدانة السلطات الأميركية ونعتبر إسرائيل ذراعا للولايات المتحدة في المنطقة وبما أننا لا نعترف رسميا بهذا الكيان الغاصب، لم نذكره في محضر الاتهام”. وأضاف أن “البلاغ تم تقديمه من قبل عوائل العلماء النوويين الذين وقعوا ضحايا أعمال إرهابية رعتها الولايات المتحدة، وتم إبلاغ السلطات الأميركية بهذا الأمر مرتين ولكن لم نتلق أي رد أو لائحة دفاع من قبل واشنطن”. من جانبها، قالت محامية أسر الضحايا: “البلاغ مقدم ضد شخصيات وسلطات أميركية منهم الرئيس الأسبق أوباما والرئيس السابق ترامب لتورطهم في الأعمال الإرهابية التي استهدفت العلماء الإيرانيين”، مضيفة أن “الشهداء النوويين تم اغتيالهم أمام أعين عائلاتهم في عمليات إرهابية جبانة، ومحضر الاتهام مكون من 400 صفحة ونسعى لأخذ التعويضات من الولايات المتحدة بسبب الأضرار المالية والنفسية التي لحقت بأسر الضحايا”.

 

طهران تعلن وواشنطن تنفي إجراء مفاوضات في نيويورك ومقتل شخصين في انفجار غامض

واشنطن، طهران، عواصم – وكالات/19 أيلول/2021

 فيما أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده أمس، أن بلاده ربما تجرى محادثات بشأن استعادة الاتفاق النووي، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل، نفت مندوبة أميركا في الأمم المتحدة السفيرة الأميركية ليندا توماس جرينفيلد، وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ليس لديه أي خطط للقاء نظيره الإيراني الجديد، حسين أمير عبداللهيان، الأسبوع المقبل في الاجتماع السنوي لزعماء العالم في الأمم المتحدة بنيويورك. وقالت إن مفاوضات فيينا ستستمر، لكنها أضافت: “لم نضع أي خطط مباشرة لعقد اجتماعات ثنائية أثناء وجود الوفد الإيراني هنا، لكن هذا لا يعني أننا لا نرى قيمة في إجراء مناقشات مع الإيرانيين، لأننا نريد المضي قدمًا في القضايا المتعلقة بخطة العمل الشاملة المشتركة”. من جانبه، قال زادة إن وزير الخارجية أمير عبداللهيان سيغادر إلى نيويورك اليوم الإثنين، وسيلتقي وفود الدول المشاركة في الاتفاق النووي “إذا كان هذا مهما”.وأول من أمس، أعلن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي من طاجيكستان حيث حضر قمة شنغهاي، أن بلاده تسعى لحل الملف النووي من خلال الحوار، لكنه أضاف أن بلاده “لا تريد المفاوضات من أجل المفاوضات بل تسعى إلى محادثات تؤدي إلى حل القضية والوصول إلى نتيجة”. في غضون ذلك، قتل اثنان في انفجار غامض في شركة نفطية في مدينة الحويزة غرب الأهواز في أنبوب غاز، وذلك بعد ساعات من اشتعال حريق كبير عند مدخل مدينة بوشهر التي تضم محطة “بوشهر” النووية، في حادث جديد يُضاف إلى سلسلة الحرائق التي تتعرض لها إيران مؤخراً. وقالت الحكومة الإيرانية إنه “لم يعرف سبب اشتعال النيران حتى الآن التي اندلعت ضمن المنطقة البحرية التابعة للجيش الإيراني في مدينة بوشهر”. على صعيد آخر، أكد نائب سفير كوريا الجنوبية في طهران بارك سو دوك، أن بلاده لا يمكنها الإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة لديها والتي تبلغ سبعة مليارات دولار، قائلا: “كل ما استطعنا فعله هو دفع 16 مليون دولار كرسوم اشتراك إيران في الأمم المتحدة، و50 مليون دولار لشراء بعض المستلزمات لتلبية الاحتياجات الإنسانية”.

 

العراق يطالب إيران بالعودة لاتفاقية الجزائر لتقاسم مياه شط العرب

ميليشيات إيران تواصل اغتيال النشطاء... وإحباط محاولة لاستهداف زوار أربعينية شمال بابل

بغداد، عواصم – وكالات/19 أيلول/2021

 دعا وزير الموارد المائية العراقي مهدي الحمداني إلى العودة إلى اتفاقية الجزائر الموقعة عام 1975 والمتعلقة بتقاسم مياه نهر شط العرب، لحل مشكلة شح تدفق المياه من إيران، ورأى أن ممارسات إيران بتحويل مجرى المياه مخالفة صريحة للمواثيق الدولية. وقال الحمداني إن بلاده فعّلت مذكرة تفاهم مع تركيا أبرمت عام 2009 وعدلت عام 2014، وتتيح للعراق الحصول على حصة كاملة، لافتا إلى أن هناك لجنة مشتركة مع تركيا مقرها العراق للتنسيق بشأن مسألة المياه. في غضون ذلك، وتحت عنوان “الميليشيات الإيرانية تتسبب بفوضى في كربلاء وتواصل اغتيالها للنشطاء العراقيين في وضح النهار”، سلطت صحيفة “نيويورك تايمز” الضوء على قصة اغتيال أحد نشطاء الاحتجاجات العراقية الذي اغتيل في شوارع كربلاء المقدسة وأمام منزله. وقالت في تقريرها في إحدى الليالي في شهر مايو، استيقظت سميرة عباس كاظم متأخرة تنتظر ابنها الناشط إيهاب الوزني، وأخرجت رأسها من بوابة منزلهم الصغير وبحثت عنه في الشارع الضيق. وبعد خمس دقائق، بينما كانت في المطبخ، قُتل برصاصة في منتصف الشارع. وأوضحت أن الوزني واحد من عشرات قادة الاحتجاجات المناهضين للحكومة، الذين يُعتقد أنهم قتلوا على أيدي مقاتلي الميليشيات وقوات الأمن منذ تصاعد المظاهرات قبل عامين، لكن قتله يبرز على أنه هجوم هز مدينة كربلاء أقدس المواقع الشيعية والتي كانت تعتبر ذات يوم واحدة من أكثر المدن أمانًا في العراق. وقالت إن كربلاء التي تستقطب مزاراتها الحجاج الشيعة من جميع أنحاء العالم، أصبحت نقطة اشتعال في الصراع الداخلي في العراق بسبب وجود عشرات الميليشيات القوية المدعومة من إيران، والتي تهاجم الأعداء بما في ذلك الميليشيات المتنافسة والمواقع العسكرية الأميركية والمتظاهرين المناهضين للحكومة. واعتبر التقرير أن الميليشيات انتصرت هناك بغياب الشرطة والجهود الحكومية غير المجدية إلى حد كبير لتقديم قتلة النشطاء إلى العدالة، وأنه تقريبا كل الميليشيات الرئيسية لها وجود في كربلاء.

وقد سارت حركة الاحتجاج هناك إلى حد كبير تحت الأرض، وتعرضت للتهديدات والاعتقالات وقتل قادتها مثل الشاب الوزني. على صعيد آخر، أعلنت خلية الإعلام الأمني عن إحباط محاولة لاستهداف زوار أربعينية الإمام الحسين شمال محافظة بابل، قائلة إن وكالة الاستخبارات ومن خلال عملية نوعية ومعلومات استباقية دقيقة، تمكنت من ضبط حزامين ناسفين وعبوة ناسفة كانت معدة للتفجير لاستهداف مسيرة الزوار إلى مدينة كربلاء، كما أعلنت عن اعتقال إرهابي حاول الدخول إلى محافظة الأنبار. وفيما هددت إيران بمواصلة ضرب إقليم كردستان، قال النائب عن لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي عبدالخالق العزاوي إن “كردستان العراق لا يحتاج إلى حماية القوات الإيرانية، كما أن الإقليم لديه من يحميه”، واصفا تصريحات رئيس الأركان الإيراني محمد حسين باقري بتوسيع عملياتها العسكرية بأنها للتصعيد الإعلامي”، معلناً أن “الحكومة العراقية غير قادرة على الرد على الإعتداءات الإيرانية على الإقليم”.

 

البحرين: تحركنا لتوطيد علاقاتنا مع إسرائيل لصالح المنطقة

المنامة وأبوظبي وواشنطن وتل أبيب احتفلت بالذكرى الأولى لتوقيع اتفاقيات إبراهيم

المنامة، عواصم – وكالات/19 أيلول/2021

 أكد وزير الخارجية البحريني عبداللطيف الزياني أن بلاده تحركت بسرعة لتوطيد علاقاتها مع إسرائيل، واغتنام الفرص الجديدة التي أوجدتها لصالح البلدين والمنطقة، مشيرًا إلى أن أول سفير للبحرين في تل أبيب قدم أوراق اعتماده إلى الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، مما سيكون له دور كامل في تطوير العلاقات البحرينية الإسرائيلية. وخلال مشاركته في الندوة الافتراضية التي تم تنظيمها في واشنطن بدعوة من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بمناسبة مرور عام على توقيع الاتفاق الإبراهيمي وإقامة علاقات ديبلوماسية بين كل من البحرين والإمارات وإسرائيل، شكر الزياني وزير الخارجية الأميركي، على استضافة الحدث الافتراضي للاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لتوقيع اتفاقيات إبراهيم، معربًا عن تطلعه للمضي قدمًا لتحقيق سلام واستقرار وازدهار منطقة الشرق الأوسط لخير وصالح شعوبها. وقال: إن العام الماضي أظهر بوضوح أنه بالرغم من التحديات فإن التغيير ممكن في منطقتنا، وأنه يمكن حقًا أن يكون هناك طريق نحو الأمن والتعاون للجميع، مشيرًا إلى أن التعاون بين دولنا بدأ يؤتي ثماره من خلال التوقيع على مجموعة من الاتفاقات ومشاريع التعاون بين البلدان المعنية. وأعرب عن اعتزاز البحرين بكونها كانت في طليعة هذه العملية التاريخية، التي تبرز قيمنا الراسخة في الحوار والاحترام المتبادل والتعايش، وما يمكن أن تظهره من فرق حقيقي وعملي على الصعيدين الإقليمي والدولي. وقال: “إننا في حاجة إلى مضاعفة جهودنا لتسليط الضوء على فوائد تعاوننا، سواء على الصعيد الثنائي أو متعدد الأطراف بين البلدان المعنية، وإظهار ما يمكن أن يعنيه السلام الإقليمي الحقيقي والاعتماد المتبادل والازدهار عمليًا في الحياة اليومية لجميع شعوب الشرق الأوسط”، مضيفًا: “أننا بحاجة إلى دفعة حقيقية لحل القضايا الأساسية التي تؤثر على المنطقة، وأبرزها أهمية التوصل إلى حل عادل وشامل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي”. وأوضح أن هذا كله يتطلب مشاركة ودعمًا حقيقيين من أصدقائنا وحلفائنا في جميع أنحاء العالم ليس فقط أولئك المنخرطين في عملية اتفاقات إبراهيم، ولكن جميع البلدان التي لديها مصلحة حقيقية في بناء شرق أوسط يسوده السلام والأمن والاستقرار. في المقابل، اعتبرت حركة “حماس” أن إقامة علاقات تطبيع بين الدول العربية وإسرائيل، يمثل مشروعا إسرائيليا أميركيا يستهدف دمج الدولة العبرية في المنطقة واستبدال أولويات الصراع.

 

الإمارات وبريطانيا تُوقِّعان اتفاقية لتعزيز التعاون المناخي

أبوظبي، عواصم – وكالات/19 أيلول/2021

 وقعت الإمارات والمملكة المتحدة اتفاقية لتعزيز التعاون الثنائي من أجل تسريع العمل المناخي وحماية البيئة، وتشمل إطار عمل لتعاون واسع النطاق بين الهيئات الحكومية والشركات ومؤسسات البحوث دعماً لتحقيق أهداف مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ “كوب 26، الذي تستضيفه المملكة المتحدة بمدينة غلاسكو في نوفمبر المقبل. وقع الاتفاقية وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والمبعوث الخاص للتغير المناخي الإماراتي سلطان الجابر، ووزير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للمملكة المتحدة جيمس كليفرلي، وبموجبها تتعاون الإمارات والمملكة المتحدة لإنجاز مستهدفات اتفاق باريس، من خلال خفض الانبعاثات ليبقى الاحتباس الحراري في حدود 1.5 درجة، وتسهيل المزيد من الأعمال بشأن التكيف مع التغير المناخي، وحشد التمويل للعمل المناخي والتعاون لخفض الانبعاثات، وتعزيز النمو بالتزامن مع الحد من تداعيات تغير المناخ. وتركز الاتفاقية على تسهيل تبادل المعلومات حول السياسات والبرامج والتشريعات ونماذج الأعمال التي تدعم الجهود المشتركة بشأن العمل المناخي.

 

القوات الأميركية تنقل عناصر “داعش” إلى قاعدة الحسكة

دمشق – وكالات/19 أيلول/2021

 نقلت القوات الأميركية العشرات من عناصر تنظيم “داعش” المحتجزين في سجون قوات سورية الديمقراطية “قسد” بمنطقة القامشلي إلى مقر القاعدة الأميركية في الشدادي جنوب محافظة الحسكة. وقالت مصادر خاصة لوكالة “سانا”، إن “حوامتين أميركيتين مخصصتين لنقل الجنود هبطتا في القاعدة الأميركية في مدينة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي وكان على متنهما نحو 60 إرهابيا من تنظيم “داعش” تم جلبهم من سجن ما يسمى “نافكر” بمدينة القامشلي بعد تطعيمهم باللقاحات المضادة لفيروس كورونا”. وأضافت المصادر إن “أغلب الإرهابيين الذين تم نقلهم يحملون الجنسية العراقية والتونسية من بينهم متزعم ما يسمى “الشرطة” في دير الزور ومتزعم “قطاع التعليم” و”مسؤول السجون” في التنظيم”.

 

الأردن والعراق يبحثان مكافحة الإرهاب والتطرف وأمن الحدود

عمان، عواصم – وكالات/19 أيلول/2021

 بحث وزير الداخلية الأردني مازن الفراية، مع نظيره العراقي عثمان الغانمي في العاصمة الأردنية عمان أمس، تعزيز أواصر التعاون الثنائي بين البلدين في مجالات مكافحة الإرهاب والتطرف وأمن الحدود، ومكافحة عمليات التهريب والاتجار بالبشر. وناقش الجانبان تبادل المعلومات وتطوير عمليات التبادل التجاري عبر معبر الكرامة الحدودي “طريبيل” والاستثمار، وتنشيط الحركة السياحية، وتسهيل إجراءات الإقامة ومنح التأشيرات، إضافة إلى بعض الأمور المتعلقة بالطلبة والجالية العراقية في عمان. وأكد وزير الداخلية الأردني أن العلاقات الأردنية العراقية تجاوزت العلاقات البينية القائمة بين الدول، إلى آفاق اكثر تقدما وانفتاحا وتطورا على المستويين الرسمي والشعبي، قائلا إن التوجيهات الملكية للحكومة تركز باستمرار على التوسع في مجالات التعاون بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات وخاصة الأمنية والاقتصادية، وبما يحقق مصالحهما المشتركة، مؤكدا أن هذه الزيارة تكتسب معاني خاصة ودلالات معينة تعكس حجم العلاقات الراسخة والمتجذرة بين البلدين؛ قيادة وحكومة وشعبا، وأن الأردن والعراق يمثل كل منهما رئة للآخر. من جانبه، قال الوزير العراقي إن الأردن والعراق يرتبطان بعلاقات قديمة وراسخة، وأواصر تاريخية تستدعي باستمرار المضي قدما لتطويرها عبر التنسيق والتشاور المشترك في مجالات تبادل الخبرات التدريبية والمعلوماتية والأدلة الجنائية واستخدام التكنولوجيا الأمنية، مؤكدا أن العراق بدأ بالتعافي والعودة إلى محيطه العربي والإقليمي.

 

“حماس” و”الجهاد”: أسرى “جلبوع” الستة على رأس صفقة التبادل

شكري لنظيره لابيد: يجب إحياء مسار التفاوض لتجنيب المنطقة المزيد من التوتر

رام الله، تل أبيب، عواصم – وكالات/19 أيلول/2021

 بعد مطاردة استمرت نحو أسبوعين، أعلنت إسرائيل، فجر أمس، إعادة اعتقال آخر اثنين من الأسرى الفلسطينيين الستة الفارين من سجن جلبوع، وهما، أيهم كممجي، ومناضل نفيعات، في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية. وعلق رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، على العملية بقوله: “ما حدث هذا الصباح، يشكل مثالاً رائعًا، من أجل استعادة قوة الردع، ثم القيام بإصلاح داخلي لكل ما يجب إصلاحه”.وكانت القوات الإسرائيلية، حاصرت، منزلا في جنين وطالبت جميع الموجودين فيه بالخروج من المبنى والاستسلام قبل أن تبدأ اشتباكات مسلحة تم نتيجتها اعتقال الأسيرين. وأفادت مصادر عبرية بأن العسكريين الإسرائيليين اعتقلوا كذلك اثنين من مساعدي الأسيرين. وأشارت وسائل الإعلام إلى أن العملية لم تسفر حتى الآن عن إصابات في صفوف القوات الإسرائيلية لكنها تعرضت لاعتداءات من قبل السكان المحليين الذين رشقوها بالحجارة والزجاجات الحارقة.

من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، أن إسرائيل لا ترغب في تعطيل حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، لكن إذا حاولت المنظمات رفع رؤوسها “سنتصرف بحزم”. في سياق متصل، أكد الجيش الإسرائيلي وضع منظومة “القبة الحديدية” في منطقة غلاف غزة، على أهبة الاستعداد، تخوفا من إطلاق القذائف والصواريخ من قطاع غزة، بعد اعتقال الأسيرين الفلسطينيين الهاربين. في المقابل، وجهت حركة حماس، أمس، التحية والتقدير للأسرى الفلسطينيين الستة الذين نجحوا في الهروب من سجن جلبوع الإسرائيلي، رغم إعادة اعتقالهم. وقال المتحدث باسم حماس، حازم قاسم، “رغم إعادة اعتقال أبطال نفق الحرية، ستبقى هذه العملية دليلا دامغا على هشاشة وضعف المنظومة الأمنية الصهيونية وعدم صمودها أمام إرادة المقاتل الفلسطيني”. وأكد قاسم أن “ما فعله الأسرى الستة كان بطولة عظيمة وجهادا كبيرا وإنجازا عظيما سيسجل بأحرف من نور في سجل جهاد ونضال شعبنا الفلسطيني”. وشدد المسؤول في الحركة على أن كتائب القسام، الذراع العسكرية للحركة، على عهدها ووعدها بأن يكون الأسرى الفلسطينيين الستة على رأس صفقة التبادل، وأن يخرجوا مرفوعي الرأس من السجون الإسرائيلية، وأن “يفتح السجان الصهيوني بنفسه أبواب زنزانتهم”، مشيرا إلى أن العمل على تحرير الأسرى سيظل على رأس أولويات المقاومة.

هذا وقالت حركة الجهاد الفلسطينية، أمس، إن “المعركة لا تزال مستمرة، والحساب لن يغلق بعد، ولن يغلق إلا برحيل العدو عن كل شبر من أرضنا”. كما دعت الحركة “الأجنحة العسكرية للمقاومة إلى البقاء في حال استنفار وجاهزية عالية، للذود عن الأسرى الأبطال”. وحملت الحركة “العدو الصهيوني المسؤولية الكاملة عن المساس بحياة الأسرى من أبطال كتيبة جنين، وإخوانهم الأسرى داخل السجون وفي العزل الانفرادي”. وقالت في بيانها إن “إعادة اعتقال كممجي وانفيعات لن تمحو أثر الهزيمة التي تلقاها العدو بنجاح كتيبة جنين في اجتياز تحصيناته والعبور بقضية الأسرى نحو مسار جديد”. واعتبرت أن “تحرير الأسرى واجب من أهم الواجبات وأكثرها الحاحا وأولوية”. سياسيا، أجرى وزير الخارجية المصري، سامح شكري، مكالمة هاتفية مع نظيره الإسرائيلي، يائير لابيد، أوضح فيها موقف القاهرة إزاء تسوية النزاع في الشرق الأوسط. وقالف المتحدث باسم الخارجية المصرية، أحمد حافظ، أمس، أن شكري خلال المكالمة “أكد على ضرورة إحياء مسار التفاوض بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وخلق أفق سياسي بالتوازي مع مناخ مستقر يضمن ذلك، وعلى نحو يرسخ ركائز الاستقرار في المنطقة ويجنبها موجات التصعيد والتوتر”.

 

الروس في مصر يدلون بأصواتهم في انتخابات “الدوما”

القاهرة – وكالات/19 أيلول/2021

 صرح السفير الروسي لدى مصر غيورغي بوريسينكو، أمس، بأن كل الروس المقيمين في مصر لديهم الفرصة للتصويت في مراكز الاقتراع المفتوحة في مصر. وقال السفير الروسي، لوكالة سبوتنيك: “يعيش العديد من المواطنين الروس في مصر، بالإضافة إلى أن آلاف السياح الروس يتواجدون الآن في مصر في إجازة أو لزيارة المعالم السياحية المصرية، وجميعهم لديهم الفرصة للتصويت في مراكز الاقتراع المفتوحة في البلاد”. وأضاف بوريسينكو: “نحن ممتنون للغاية للسلطات المصرية لأنها قدمت لنا المساعدة اللازمة لفتح مراكز الاقتراع”. وأوضح أن عملية التصويت تجري في السفارة بالقاهرة وكذلك القنصليتين العامتين في الإسكندرية والغردقة.

 

المغرب: “الاستقلال” يوافق على المشاركة في حكومة أخنوش

الرباط – وكالات/19 أيلول/2021

 قرر حزب الاستقلال المغربي المعارض، المشاركة في الحكومة الجديدة ليصبح بذلك ثاني حزب يوافق على المشاركة في حكومة عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي تصدر نتيجة الانتخابات البرلمانية مؤخرا. وجاء قرار حزب الاستقلال وهو من أعرق الأحزاب المغربية خلال انعقاد الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني الاستثنائي ليل أول من أمس، في الرباط. وفوض المجلس الوطني للحزب في دورته الاستثنائية، الأمين العام للحزب نزار بركة تدبير المفاوضات المتعلقة بتشكيل الحكومة بتشاور كامل مع أعضاء اللجنة التنفيذية. وحلّ حزب الاستقلال في المرتبة الثالثة في الانتخابات التشريعية التي جرت في 8 سبتمبر الجاري، وحصل على 81 مقعدا برلمانيا.

 

غضب دولي ومطالبات بمحاسبة الحوثيين على إعدام 9 مدنيين

الحكومة اليمنية: اتفاق ستوكهولم سقط... والإرياني: الجريمة لن تمر دون عقاب

عدن، عواصم – وكالات/19 أيلول/2021

 وسط موجة غضب دولية عارمة، وصف وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني إعدام الحوثيين تسعة مدنيين بينهم طفل بدم بارد، بعد سنوات من إخفائهم قسريا وتعذيبهم بشكل وحشي، بالجريمة المروعة، مؤكدا أنها لن تسقط بالتقادم ولن تمر دون عقاب، وأن المتورطين فيها من قيادات وعناصر الميليشيا سيقدمون للمحاسبة في القريب العاجل. من جانبها، قالت الحكومة إن الجريمة تنهي اتفاق ستوكهولم بشكل علني، خصوصا البند المتعلق بالإفراج عن كل المختطفين والأسرى، واستنكرت وزارة الشؤون القانونية وحقوق الانسان إعدام المواطنين بموجب “حكم غير قانوني وجائر”، مؤكدة أن “المحاكمة باطلة وتفتقد لأبسط مقومات العدالة من قبل محكمة غير قانونية”، وداعية مجلسي الأمن وحقوق الانسان ومنظمات الأمم المتحدة الى التحرك الفوري لوقف الإعدامات الجماعية المستمرة التي ترتكبها ميليشيات الحوثي بحق السياسيين والصحفيين، والكف عن تعذيب الأسرى والافراج الفوري عن المختطفين.

بدوره، دعا البرلمان اليمني المجتمع الدولي إلى إدانة الجريمة البشعة ومحاسبة مرتكبيها، واصفا إياها بأنها فاجعة ودليل على تسييس القضاء من قبل الحوثيين. من جهتها، استنكرت وزارة حقوق الإنسان اليمنية، مطالبة المجتمع الدولي ومجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان والهيئات والمنظمات والأمم المتحدة بالتحرك فورا من أجل وقف مجزرة الإعدامات الجماعية المستمرة من قبل ميليشيا الحوثي. من ناحيتها، أدان المركز الأميركي للعدالة، والبرلمان العربي، ومنظمات محلية يمنية، الجريمة الحوثية “بأشد العبارات”، معتبرة الجريمة “بداية لارتكاب جرائم وإعدامات جماعية أخرى، ما يستوجب تدخل المجتمع الدولي بشكل عاجل”، وداعية الأمم المتحدة ومبعوثها لليمن إلى التحرك العاجل والضغط على الحوثيين لإيقاف عقوبة الإعدام والمحاكمات الزائفة والجائرة، وإلغاء قرارات الإعدام الظالمة وإطلاق سراح كل المختطفين والمعتقلين تعسفيا من المدنيين السياسيين والصحافيين. وشدد البرلمان العربي على ضرورة التكاتف الدولي والعمل الجاد من أجل “ردع هذه الميليشيا الإرهابية التي لا تبالي بأي قوانين دولية”، محذرا من أن تقاعس المجتمع الدولي سيشجع هذه الميليشيا الانقلابية على “الاستمرار في أعمالها الإرهابية”. على صعيد متصل، أكدت لجنة الحقوق والإعلام بمحافظة الجوف اليمنية أن الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها ميليشيا الحوثي الإرهابية، تسببت في مقتل وإصابة 910 أشخاص بينهم نساء وأطفال بمحافظة الجوف خلال الفترة من أكتوبر 2018 إلى أغسطس 2021.

 

بوتفليقة إلى مقبرة “العالية” … وملك المغرب يعزي

الجزائر – وكالات/19 أيلول/2021

 شيعت الجزائر، أمس، جثمان الرئيس السابق الراحل، عبدالعزيز بوتفليقة، بمقبرة العالية، إلى جانب أبطال الثورة التحريرية، بالعاصمة الجزائر. وجرت مراسم الدفن، بعد صلاة ظهر أمس، في مربع الشهداء بمقبرة العالية، حيث يرقد جميع أسلافه، إلى جانب شخصيات كبيرة والشهداء الأبرار والمجاهدين، لكن دون إقامة كل مراسم التكريم التي حصل عليها الرؤساء الجزائريون السابقون الآخرون. إلى جانب ذلك، قرّرت السّلطات الجزائرية السماح لشقيقه سعيد بوتفليقة المسجون بتهم فساد، بحضور مراسم الدفن. في السياق، أعرب ملك المغرب محمد السادس، إلى الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، عن أحر تعازيه، في وفاة الرئيس الجزائري السابق عبدالعزيز بوتفليقة. وأضاف ملك المغرب في برقيته: “أستحضر الروابط الخاصة التي كانت تجمع الفقيد بالمغرب، سواء خلال فترة النشأة والدراسة بمدينة وجدة، أو في مرحلة النضال من أجل استقلال الجزائر الشقيقة، كما يسجل التاريخ أنه طبع مرحلة هامة من تاريخ الجزائر الحديث”.

 

السودان: لدينا 10 ملايين لاجئ والإثيوبيون بالمرتبة الأولى

الخرطوم – وكالات/19 أيلول/2021

 تتزايد أعداد اللاجئين في السودان بشكل كبير، وفي حين لا توجد إحصاءات دقيقة، فإن التقديرات تشير إلى أن بين 8 إلى 10 ملايين لاجئ يعيشون في الأراضي السودانية، رغم الظروف الاقتصادية والأمنية الصعبة التي تعيشها البلاد، والتي دفعت ملايين السودانيين للهجرة أو اللجوء خلال العقود الثلاثة الماضية.ويأتي الإثيوبيون في المرتبة الأولى من بين الجنسيات الأكثر لجوءا للسودان، إذ تتراوح أعدادهم بين 3 إلى 4 ملايين، يليهم اللاجئون من جنوب السودان الذين يقد عددهم بنحو 3 ملايين. وإضافة إلى الإثيوبيين والجنوبيين يحتضنن السودان أعداد كبيرة من اللاجئين اليمنيين والسوريين.

 

أفغانستان: قتلى وجرحي في تفجيرات ضد “طالبان” بجلال أباد

استئناف الدراسة من الصف السادس إلى الـ 12... من دون الفتيات

كابول، عواصم – وكالات/19 أيلول/2021

 لليوم الثاني على التوالي، وقع قتلى وجرحي في سلسلة تفجيرات ضد مقاتلي حركة طالبان في جلال أباد، وأشارت أصابع الاتهام إلى ضلوع تنظيم داعش في تنفيذ الهجمات. وقُتل مدنيان وأُصيب أحد عناصر حركة طالبان في التفجير، الذي وقع صباح أمس بالقرب من محطة حافلات كابول بالمنطقة الثانية في جلال أباد”. وكان قد وقع انفجاران في ولاية ننغرهار، شرقي أفغانستان، أول من أمس، أسفرا عن مقتل مدنيين اثنين، وإصابة 19 آخرين. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم على الفور، لكن أصابع الاتهام تشير إلى تنظيم داعش الذي ينشط شرقي البلاد. إلى ذلك، رفض أهالي 10 قتلى في غارة أميركية بطائرة مسيرة في كابول الشهر الماضي اعتذار واشنطن. واعتبر أقارب المدنيين الذين قتلوا “خطأ” في الهجوم أن الاعتذار الذي قدمته واشنطن “غير كاف” واصفين ما حدث بأنه جريمة حرب، ومطالبين بمحاسبة المسؤولين بموجب القانون الدولي. داخليا… استؤنفت الدراسة في جميع مناطق أفغانستان للمرحلتين الإعدادية والثانوية بعد توقف دام شهرا. واقتصر الحضور في المدارس على الطلاب الذكور تنفيذا لقرار وزارة التعليم، حيث دعت طالبان التلاميذ من الصف السادس إلى الـ 12 لاستئناف تعليمهم، دون الفتيات، ولكنها قالت إنها ستسمح للفتيات بمتابعة التعليم الثانوي. وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد: “إننا نقوم بمعالجة ذلك لإنشاء نظام نقل آمن للفتيات من الصف السادس إلى الـ 12”. وأضاف: “هناك قواعد معينة خلال وقت الفصل الدراسي يجب العمل عليها، ونعمل على ذلك، وستكتمل العملية قريبا” مشيرا إلى أنه تم السماح للطالبات بمواصلة الدراسة في الفئات العمرية الأخرى، مؤكدا وجود فتيات يواصلن تعليمهن في كل من الجامعات الممولة من الحكومة والخاصة. وفي السياق، أمرت سلطات طالبان موظفات حكومة مدينة كابول بالبقاء في المنزل، مع السماح فقط للنساء اللاتي لا يمكن استبدالهن برجال بالاستمرار في عملهن، وفقا لرئيس بلدية العاصمة الأفغانية المؤقت، الذي أعلن، أمس، القيود الجديدة المفروضة على النساء. ونظمت أكثر من 12 امرأة احتجاجا، أمس، خارج الوزارة، ورفعن لافتات تدعو إلى مشاركة المرأة في الحياة العامة. وكتب على إحدى اللافتات: “المجتمع الذي لا تنشط فيه النساء هو مجتمع ميت”. واستمر الاحتجاج لنحو 10 دقائق. وبعد اشتباك لفظي قصير مع رجل، استقلت النساء السيارات وغادرن، فيما كان جنود يراقبون المظاهرة من سيارتين عن قرب.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة       

لبنان في التاريخ.- بقلم المؤرخ جواد بولس

Lebanonism.com مجموعة الفكر اللبناني/19 أيلول/2021

- المقاومة ليست في الهوبرة والشعارات الفارغة واجترار حوادث انتصارات الأمس الغابر بل بالثقافة ومعرفة التاريخ ومعرفة الذات.  المقاومة الفكرية هي ام واساس كل مقاومة أخرى وكل مقاومة لا تبنى على الفكر  والثقافة ومعرفة الذات هي مقاومة زائلة وغير فاعلة وايلة الى الذوال.

قمة المعرفة والمقاومة هي معرفة الذات والتاريخ ومن لا يعرف تاريخ بلده وشعبه لا يمكنه ان يقاوم ليحررهما فليس من شخص يقاوم ويجتهد من اجل شيء لا يعرفه الا اذا كان من مقاومي الشعارات والهوبرة.  اعرف تاريخك تكون خطوة اول خطوة نحو المقاومة وتكون أنشأت الاساس الذي ستقيم عليه قلعة لا تخترق اسمها لبنان. اقراء تاريخك لتقاوم.  السلاح بيد جاهل هو سلاح مجرم لا سلاح مقاومة. واذا اردنا ان نرجع الى الينابيع واصل الفكر المقاوم لا بد لنا من البدء من فكر احد اهم أعمدة الفكر المقاوم المؤرخ الكبير الراحل الأستاذ  جواد بولس.  

لبنان في التاريخ.

بقلم المؤرخ جواد بولس

لم يعد جائزاً بعد ان تعممت المعارف التاريخية والعلمية على انواعها ، لاسيما في الوقت الحاضر حيث هبت الثقافة الغربية بمختلف رياحها على لبنان والشرق والعالم ، ان يبقى لبنان موضع تساؤل ، او ان تكون هويته التاريخية موضع خلاف.

ان لبنان ، كباقي بلدان العالم ، هو وليد الجغرافية والتاريخ ، اي الارض والزمان. ذلك ان كيان البلدان مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالعوامل الجغرافية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتاريخية ، التي تطبع المجتمع ، على اختلاف المذاهب ، بطابع خاص، يظهر شخصيته الجماعية ويميزه عن غيره من المجتمعات البشرية .

فلبنان الحاضر، كلبنان الماضي، يشكل وحدة جغرافية واضحة ، مؤلفة من جبال شامخة تنحدر نحو ارياف خصبة شرقاً وشطوط بحرية عامرة غرباً . فهذه الجبال كانت ولا تزال قلعة جبارة تحمي هذا البلد من الاخطار الخارجية وتنشط عند سكانه غريزة الحرية الفردية وروح الاستقلال . اما البحر، وهو طريق مفتوح على العالم الخارجي ، فقد مكن اللبنانيين ، منذ اقدم العصور ، من الاتصال بالبلدان الواقعة على شواطئه ، فساعد على انماء روح التساهل والتسامح وحب التعامل مع البلدان الغربية وتبادل المنافع والافكار مع سكانها .

ان هذه العوامل الطبيعية ، وهي اشد فعالية من كل عامل آخر ، قد كونت وتكون دوما ، في هذا البلد ، وحدة اقتصادية واجتماعية وثقافية ونفسية وتاريخية ، لها شخصيتها الجماعية والقومية والسياسية الخاصة ، الممثلة في الكيان او الوطن اللبناني ، المستمر منذ اقدم العصور . بالرغم من كافة النكبات . وهذه العوامل قد طبعت اللبنانيين المعاصرين والاقدمين ، من اي اصل او دين كانوا ، باخلاق وسجايا نفسية واجتماعية خاصة ، كانت ولا تزال ، العامل الاكبر الذي يجمعهم مع بعضهم البعض ويمييزهم عن غيرهم من الشعوب القريبة والبعيدة .

ان لبنان ، كمجتمع بشري خاص ، بدأ مع التاريخ ، وله في هذا القسم من العالم تاريخ خاص به . وهذا معنى عبارة “لبنان في التاريخ”، عنوان كلمتي هذه . وقد تسنى لنا ، بعد ثلاثين سنة من الدرس والتنقيب ، ان نبين ذلك بوضوح في مجلداتنا الخمسة ، تلك التي تؤلف ” تاريخ شعوب وحضارات الشرق الادنى ، منذ القدم حتى ايامنا هذه ” .

ان الحاضر الذي نعيش يعكس الماضي . والماضي يضيء امامنا سبل المستقبل ، ويسهل علينا فهم الظروف التي نمر بها . وكلاهما يشكلان تحدياً للذين يقيسون عمر لبنان بعمر دولة لبنان الكبير الذي انشيء 1920 او الجمهورية اللبنانية التي تأسست سنة 1936. اذ ان اختلاف شكل الانظمة السياسية وحتى فقدان الاستقلال لا يعنيان فقط انقطاع التاريخ في بلد ما . فهذه الاحداث ، في ضوء تاريخه ، ليست اكثر من ثوب يرتديه شعبه . وفقا لظروف حصلت في حقب معينة .

ان لبنان اليوم ، كما كان عليه بالماضي البعيد والقريب ، يتوسط وادي الرافدين – سوريا والعراق – ووادي النيل . وهكذا يشكل موقعه الجغرافي التقاء حضارياً محورياً . في وسط منطقة الشرق الادنى . التيّ تعرف انها كانت مهد الحضارة . اما مركزه على مفترق قارات ثلاث فقد جعل منه جسرا اقليمياً وعالمياً تتنقل بواسطته الحضارات والثقافات والتجارة والشعوب . والدور الوسيط الذي يضطلع به شعب لبنان لدور قام به منذ آلاف السنين . واستطاع ان يصمد في وجه الكوارث التاريخية بسبب الازدواجية الجغرافية التي هي من صنع الطبيعة. والطبيعة هي من صنع الله . اذ عندما سدت في وجهه سبل البحر في الماضي انحسر اهله. على اختلاف مذاهبهم الدينية ، في جباله العالية فحافظوا على عزلتهم وعلى اكتفائهم الذاتي . خوفاً من ان ينال من حريتهم واستقلالهم اي غزو خارجي .

ان ما ندلي به الآن لا ينم عن انطباع آني او رغبة او غاية . انما اكده لنا المؤرخون الكلاسيكيون منذ ما قبل العصر اليوناني . اذ ليس ثمة مؤرخ يوناني او لاتيني دون تاريخ الاحقاب التي سبقته او التي عاصرها الا وجاء على ذكر تاريخ لبنان . وبرغم اطلاق تسمية ” فينيقيا ” عليه . فترة من الزمن . لقد ظلت تسميته الاصلية ، النابعة من تراثه . تلازمه منذ ما قبل سنة 2000 قبل الميلاد حتى اليوم .

وفي طليعة هؤلاء المؤرخين المعروفين يأتي هيرودوتس الذي يعتبر ابا التاريخ ويليه بوليبوس وسترابون وديودوزس الصقلي وبليتوس ومارينوس الصوري من صور وغيرهم ، فضلا عن كتاب ” الثوراة ” . وقد ايدت ما جاء به المؤرخون والجغرافيون القدامى النقوش والآثار المكتشفة في اماكن مختلفة في الشرق الادنى . كما عرف لبنان من خلال النصوص التي خلفها المؤرخون البيزنطيون .

وجدير بالتنويه هنا انه ، في ضوء عدم وجود تسمية بلا مسمى لقد كانت الحدود الحالية للبنان ، على وجه التقريب ، الحدود الكلاسيكية المعروفة منذ سنة 1200 قبل الميلاد . واهم مدنه كانت صور وصيدون وبيروت وجبيل وطرابلس وارواد . وكانت هذه المدن المسيطرة على البحار طيلة اجيال ، تؤلف كل منها دولة مستقلة في اطار نوع من الاتحاد الكونفدرالي ، وفي حقبة طويلة من الزمن كانت طرابلس عاصمة هذا الاتحاد الفينيقي .

والمؤرخون الجغرافيون المسلمون والعرب انفسهم كالبلاذري والهمذاني وابن بطوطة وابن جبير وابن ياقوت وابن عساكر وغيرهم اشاروا الى لبنان وحدوده .

وهناك حديث شريف ” ان لبنان من جبال الجنة ” . أما في أواخر العهد العثماني ، فكما تعلمون ، قد سلخت المدن الساحلية وبعض الملحقات عن لبنان بموجب تدبير فرضه البروتوكول الدولي الموقع من الباب العالي وبعض الدول الاوروبية 1861 – 1864 . فنتج عن ذلك كيان سياسي يتمتع بنوع من الاستقلال الداخلي باسم ” متصرفية جبل لبنان “.

انه برغم الاختلاف والتناقض حول الحدود التفضيلية للبنان بين المؤرخين والجغرافيين الكلاسيكيين والرواة والرحالة العرب والمسلمين ، وهي أمور ثانوية ، تبدو الحقيقة التاريخية الواقعية عن لبنان جلية تماماً . لقد اتضحت معالم الشخصية اللبنانية المميزة عبر الاجيال على الرغم من تبدل العهود وتوالي الغزاة في هذا الممر العالمي .

قد يستطيع كاتب او سياسي او أي انسان ان يتجاهل مواضي تاريخ أمة ما . فيبدأ تفكيره فيها أو حديثه عنها انطلاقا من حقبة معينة ، وذلك على مسؤوليته بما يقع فيه من خطأ وشطط ، لكن من يتوخى الحقيقة الراهنة لا يستطيع ان يتجاهل الحقب التي سبقت تلك الحقبة . اننا ، شئنا او ابينا ، حصيلة التاريخ ونحن نعيشه ، والتاريخ ، الذي هو تدوين لاحداث حصلت فعلا ، بوعي او بغير وعي ، فردية او اجتماعية ، هو استمرار تفاعل يعكس ماضيه في حاضره في مستقبله .

وبصورة عامة ، لقد لازمت الازدواجية الجغرافية للبنان ازدواجية بشرية . تدين بحضارتين متميزتين قبل ان تكون ثمة مسيحية واسلام حضارة بحرية وحضارة برية او قطرية .

ونقول: لا خوف من هذه الازدواجية وما يتفرع عنها لانها تشكل في الواقع علة وجود التفاعل والنشاط الفكري الديناميكي والمركب البشري اللبناني المميز. ان الثقافة الصحيحة لا يمكنها ان تنكمش على نفسها او تنعزل عن غيرها دون ان يدركها الانحطاط. ” اطلبوا العلم ولو في الصين ” وأيضاً ” بقدر لغات المرء يكثر نفعه فكل لسان بالحقيقة انسان “.

أنه لمبدأ أولي أن نعي . ونحن في خضم أحداث خطيرة، ان للقومية مرتكزات جغرافية واقتصادية وارادية مشتركة ، تبقى دونها المرتكزات الدينية والثقافية .

فمسألة تعدد الطوائف الدينية أو المذهبية في لبنان ، كما المحنا، قديمة العهد، عاصرت الفينيقيين أجيالاً عديدة . وقد أعطت دوماً الدليل على وجود مناخ للحرية في هذا البلد نتيجة طبيعته الجبلية . فتطبع سكانه ، على اختلاف طوائفهم وميولهم ومعتقداتهم ، بطابع التعلق الشديد بالحرية والاستقلال .

ويبقى امام اللبنانيين ان يدفعوا بعجلة التطور الى الامام . عن طريق التآخي والتعاون والعلم العلمي الحديث. ذلك حتى لا يبقوا في تخلف شكل التقدم الغربي بالنسبة اليه تحدياً اقربه الينا التحدي الاسرائيلي ، في مختلف الميادين وعلى أرفع المستويات .

ان الجدال في هوية لبنان ، ذي الكينونة الحية الثابتة البارزة منذ أقدم العصور ، لجدال عقيم لا يجدي . فالمجدي حقاً في مثل هذه الظروف هو تنمية شعب لبنان تنمية شاملة ، عن طريق توفير الامن والعدل والحرية والازدهار ولا سيما العيش الافضل لكل مواطن ، يقيه من مخوف الحاضر وأخطار المستقبل.

 

صراع مصالح فرنسي-أميركي.. عون وحزب الله يفتكان بخصومهما

منير الربيع/المدن/20 أيلول/2021

لا يكاد لبنان يستشعر فرصاً وظروفاً لسلوك طريق الخروج من أزمته، حتى تتزايد في طريقه العقبات والمعوقات. وهناك عواصف قابلة للتجدد على إيقاع الخلاف الكبير بين الأميركيين والفرنسيين. وهو خلاف استراتيجي ستكون انعكاساته واضحة على البلاد. وقد يحاكي مرحلة تكليف مصطفى أديب، التي تخللتها خطوة فرض عقوبات أميركية على علي حسن خليل ويوسف فنيانوس. وهي عقوبات صنفتها باريس في خانة عرقلة واشنطن المبادرة الفرنسية يومها.

باريس-واشنطن: صراع مصالح

ونجحت باريس حالياً في تمرير التشكيلة الحكومية، بناء على توافق مع إيران وما يُعتبر غض نظر أميركي. لكن ما هي إلا أيام على تشكيل الحكومة حتى انفجر الخلاف الأميركي - الفرنسي واسعاً: كسبت فرنسا صفقة 27 مليار دولار في العراق بالتفاهم مع إيران، لكنها خسرت بضربة أميركية قاسمة صفقة 90 مليار دولار مع أستراليا. ويوضح هذا الخلاف أو الصراع جملة مسائل خلافية بين فرنسا وأميركا في لبنان: الخلاف الأول يتعلق بموضوع الطاقة والتنقيب عن النفط. فإذ كانت فرنسا تسعى إلى تكرار تجربتها العراقية مع إيران في لبنان، ساعية إلى دور في ملف ترسيم الحدود، فإن واشنطن سارعت إلى دعم إسرائيل بعد فوز شركة أميركية في عمليات التنقيب عن النفط في المناطق المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل. وهنا تضع أميركا شرطاً واضحاً على لبنان: إما أن يلتزم باتفاق الإطار والشروط الموضوعة، وإما لن ينجح في الترسيم ولن يبدأ بالتنقيب. الخلاف الثاني هو حول مشروع إعادة إعمار المرفأ والفوز بمشاريع متعددة تسعى باريس إلى تحقيقها في لبنان. وهناك معلومات تؤكد أن الأميركيين لن يسمحوا بذلك حالياً، ولا يمكن لأي جهة أن تربح عملية إعادة الإعمار من خارج الشروط الأميركية. والخلاف الثالث والقابل للتجدد محوره مهام عمل قوات اليونيفيل في جنوب لبنان. ولطالما كانت واشنطن تضع شروطاً أساسية لاستمرارها في تمويل اليونيفيل كي تتبع عملها. وسابقاً كانت واشنطن تريد تقليص عديد القوات الدولية وتخفيض ميزانيتها، في حال عدم توسع مهامها وصلاحياتها وتعزيزها عسكرياً وتقنياً. لكن باريس كانت تتدخل لمنع ذلك. ونجحت في تمرير مشروع التمديد بدون أي تعديل. وحالياً المرجح أن يستجد خلاف كبير، لأن واشنطن قد تعتبر أنه من غير الملائم الاستمرار في تمويلها النسبة الأكبر من مخصصات اليونيفيل، فيما القوة الأكبر فيها فرنسية. وتتحدث بعض المعلومات عن خلاف حول خطة التطبيع الاقتصادي مع سوريا والتي توافق عليها واشنطن، بينما باريس ليست شريكة فيها، وهي تسعى للتطبيع مع إيران.

توافق أميركي–روسي

هذه الخلافات كلها ستنعكس بقوة كبيرة على الواقع اللبناني. ولا سيما على مسار الحكومة التي تعتبر نتاجاً لتسوية إيرانية – فرنسية، بغض نظر أميركي. واللافت أكثر هو الصمت الروسي حول كل هذه التطورات النفطية في المنطقة. ما قد يشير إلى توافق روسي - أميركي حول لبنان وسوريا. ويمكن قراءة هذا التوافق في إتفاق درعا. وهو في حقيقته اتفاق روسي - أميركي - إسرائيلي. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن التقاطع الروسي - الأميركي يتقدم حتماً ويغطّي على التقاطع الإيراني - الفرنسي.

وتشير المعطيات المتوفرة إلى ألغام كثيرة قابلة للانفجار في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي. وهي في الأساس ولدت مفخخة بطريقة وظروف تشكيلها، وبخلافات كثيرة حول ملفات متعددة ستتناولها.

حزب الله: المرفأ ونيترات البقاع

فحزب الله مثلاً، وبناء على ما نجح في تحقيقه على صعيد استقدام النفط الإيراني إلى لبنان، يعمل على توسيع مروحة الصادرات الإيرانية، لتشمل الدواء والمواد الغذائية. ويستند الحزب إياه على ما تحقق بين باريس وطهران لجعل إيران حاضرة أكثر نفطياً في لبنان. وبعد انتهائه من مشكلة تشكيل الحكومة ومسألة النفط، يتفرغ حزب الله أكثر فأكثر لملف تفجير المرفأ، فيقوم بهجوم مضاد على خصومه، ولا سيما الذين اتهموه وحملوه مسؤولية التفجير. وأولى البوادر تظهر في عملية اكتشاف شاحنة نيترات أمونيوم في البقاع، وطريقة اكتشافها وتوقيتها وتوجيه التهم فوراً إلى آل الصقر. والمقصود القوات اللبنانية من خلفهم. وهنا يلتقي حزب الله ورئيس الجمهورية على الإيقاع بالقوات اللبنانية وتوجيه ضربات قاسمة لها.

عون يطارد خصومه

أما عون فينشغل بالهجوم عبر الحكومة على خصومه الآخرين: في ملف التدقيق الجنائي ومحاسبة حاكم مصرف لبنان، وفي استهداف سعد الحريري ونبيه بري. ولا يمكن فصل هذا عن توجه قوة من جهاز أمن الدولة إلى منزل حسان دياب لإحضاره، مع العلم أنه موجود خارج لبنان. وهذه الخطوة تشير إلى حجم التصعيد الذي يستخدمه عون، ولو بشكل غير مباشر ضد "السنة"، ولا سيما رؤساء الحكومة السابقين. وهذا يشكل إحراجاً لميقاتي ويضعه بين خيار من إثنين: إما أن يلتزم بالإملاءات التي يفرضها عون، وإما يُطوّق أكثر فأكثر، وتفتح ضده ملفات كثيرة. فعون يستغل حكومة ميقاتي لتصفية حساباته مع الحريرية السياسية وسواها، واضعاً الجميع في سوية واحدة. وحسان دياب خائف من العودة إلى لبنان خشية توقيفه. ولن يكون قادراً على العودة إلا إذا اتخذ حزب الله قراراً بإخراجه من المطار على عاتقه وتأمين حماية وحراسة لمنزله. وهنا يعزز الحزب وضعه سنياً، فيتخذ دور المدافع عن موقع رئاسة الحكومة. وهذا كله ستكون له ارتداداته السياسية كبيرة يسعى حزب الله إلى تثبيتها واستثمارها عندما يحين موعد التسويات.

 

لبنان يأخذ النفط الإيراني والغاز المصري و"يضيّع" الترسيم والتنقيب

منير الربيع/المدن/19 أيلول/2021

أبدى ديبلوماسي أميركي استغرابه من كلام رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، حول إدخال حزب الله للمحروقات الإيرانية إلى لبنان. واعتبر أن موقف ميقاتي ينطوي على تناقض. فكيف يقول إن ما جرى هو خرق للسيادة، ويستطرد بجملة ثانية أن ذلك لن يؤدي إلى فرض عقوبات على الحكومة اللبنانية، لأن لا علاقة لها بذلك؟

السيادة وقانون قيصر

مدعاة الاستغراب نقطتان، الأولى هو كيف يمكن اعتبار الأمر الذي يمس بالسيادة في دولة معينة لا يكون له علاقة بالحكومة، ولا يستدعي العقوبات. أما الغرابة الثانية، فهي أن ميقاتي ومنذ تكليفه برئاسة الحكومة، كان يقول إنه حصل على موافقة أميركية، وأن لواشنطن دوراً بتمرير تكليفه وإنجاح تأليفه للحكومة. وهو يعلم أكثر من غيره أن تسوية الحكومة كانت نتاج لمقدمات تسوية أوسع، عبرت من اتفاق الغاز مع مصر والكهرباء مع الأردن، عبر سوريا. وزيارة وفد لبناني إلى دمشق، وتطبيع العلاقات مع النظام السوري، والحصول على موافقة مبدئية أميركية بمنح استثناءات لإعفاء لبنان من قانون قيصر. ولذلك، لم يكن من داع ليتحدث ميقاتي بهذا الموضوع. وفي الوقت الذي كان يعلن فيه ميقاتي موقفه هذا على قناة "سي. أن. أن" الأميركية، كانت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي تعقد اجتماعاً، تستمع فيه لباربرا ليف مرشحة الرئيس الأميركي جو بايدن لمنصب مساعد وزير الخارجية الأميركي. صحيح أن ليف اعتبرت خطوة حزب الله هي محاولة من حزب الله لتحسين سمعته. لكن هذا الموقف ليس ذات أهمية بقدر الموقف الأميركي الواضح، والذي يشير إلى تساهل واشنطن مع إدخال المحروقات الإيرانية، وصولاً إلى البحث في منح استثناءات للبنان من عقوبات قانون قيصر. وهو موقف أكده أيضاً رئيس اللجنة الديموقراطية في المجلس بوب منينديز، الذي عبر عن انفتاحه على الموافقة على بعض الإعفاءات من قانون قيصر، في سبيل مرور الغاز والكهرباء إلى لبنان عبر سوريا.

ترسيم الحدود

لذا، لا بد من اعتبار أن تسوية تشكيل الحكومة كانت قد مرّت من بين هذه الخطوط والنقاط كلها، وصولاً إلى طرح سؤال أساسي حول المقايضة بين تشكيل الحكومة وإدخال النفط الإيراني وإنجاز اتفاق الغاز المصري والكهرباء الأردنية إلى لبنان، وبين ملف ترسيم الحدود، الذي يغيب كلياً عن الاهتمامات الأميركية واللبنانية أيضاً. وهو ملف على ما يبدو أنه مؤجل داخلياً لحسابات إقليمية ودولية، ولحسابات مصلحية سياسية وشخصية. أما خارجياً، فيبدو أنه مؤجل لحسابات استراتيجية. وتأخر لبنان عن التنقيب عن النفط والغاز في مياهه بسبب الخلافات على المساحات، مقابل مسارعة إسرائيل إلى التنقيب والاستخراج من مناطق قريبة ومحاذية للمياه الإقليمية اللبنانية. وكأن لبنان سيحصل على إمدادت الغاز المصري والكهرباء الأردنية، مقابل عدم الذهاب إلى التنقيب في مياهه، بسبب تأجيل البت في ملف ترسيم الحدود وإنجازه. ففي لحظة توجه الوفد اللبناني إلى دمشق، ومن ثم عقد الاجتماع الرباعي في العاصمة الأردنية عمان، كان في لبنان من لديه قناعة أن هذه الخطوات ستؤدي إلى تأجيل البت في ملف ترسيم الحدود البحرية. خصوصاً أن زيارة وفد الكونغرس الأميركي إلى لبنان التي حصلت قبل فترة، لم تأت على ذكر ملف ترسيم الحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية الخالصة في المياه اللبنانية. أي لا تداول في ملف التنقيب عن النفط والغاز. واكتفى أحد أعضاء الكونغرس بالإعلان عن استعداد واشنطن لتوفير البدائل من النفط والغاز للبنان. ما يعني إطالة أمد ملف الترسيم والتنقيب، أو طي صفحته في هذه المرحلة، وتأجيل البحث فيها. على أن يستعيض لبنان عن ذلك باستجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية.

 

المحامي ادوار حشوة : هل فهم الميقاتي الرسالة الايرانية !؟

المحامي ادوار حشوة /19 أيلول/2021

اعلنت ايران أن شحنة المازوت الى لبنان  والتي تمت عبر سورية كانت بناء على طلب السلطات اللبنانية. رئيس الحكومة اللبنانية الميقاتي رد نافيا ان تكون السلطات اللبنانية قد طلبت ذلك !.

ايران ردت على النفي بأن ما تم هو جزء من عملية تجارية مع تجار لبنانين وان ايران تدعم الدول الحليفة لها وتساعدها وهي مستعدة لارسال المحروقات الى لبنان لحل أزمته!.

ما يلفت النظر في هذا الموضوع ان التصريح الاول الايراني بأن المازوت أرسل بناء على طلب السلطات اللبنانية صحيح لان حزب الله الذي طلبها هو السلطة الفعلية وكل ما يسمى سلطات أخرى هو ديكورات تحت الامر الايراني .!

في التصريح الثاني للمتحدث الايراني بأن ارسال المازوت كان بناء على طلب تجار لبنانين يكون قد كذب حسن  نصرالله الذي اعلن في تصريح علني متلفز انه هو الذي طلب المازوت والبانزين من ايران وليس التجار. فأيهما الاكذب؟

بقي ان ادعاء حسن نصرالله انه يفك بمساعدة ايران الحصار الاميركي على لبنان هو كذب آخر لأنه لا يوجد حصار على لبنان وعلى استيراد المحروقات وسفن المحروقات موجودة في السواحل اللبنانية تنتظر شركاتها اصدار دفع الثمن لتفرغ موجوداتها ويتعذر ذلك بسبب عدم وجود الدولارات في المصرف المركزي اللبناني  ما عدا اموال المودعين التي لا يجوز استخدامها بدون قانون  لم يصدر لان استخدامها يعني مصادراتها وادعاء الحصار اكذوبة انتخابية! المازوت المستورد خارج الشرعية وخارج المعابر الشرعية وعلنا هو انتهاك مستمر لسيادة لبنان التي ينتهكها حزب الله ودولته الايرانية ليل نهار. جاء المازوت قبل ان يحصل الميقاتي على الثقة (بعد تقديمه الاعتراف بالمقاومة في البيان الوزاري عبر عبارات لا تخفى على احد) جاءت شحنة كرسالة الى الميقاتي ليعرف حجمه وحدود سيادته قبل ان يباشر. فهل فهم الرسالة ؟ هذا هو السؤال

 

حفّاضات وضفادع وعصافير؟؟ لا تسخروا بل خافوا

نديم قطيش/أساس ميديا/الإثنين 20 أيلول 2021

وزراء المخيّلة الضحلة، يُفترض بهم مواجهة أزمة تفوق الخيال تضرب لبنان. السكتة الاقتصادية والماليّة والنقدية التي أُصيب بها لبنان تفوق الخيال.. أن يتحوّل اللبنانيون إلى فقراء بلمح البصر أمر يفوق الخيال. أن ينفجر المرفأ ويدمّر ثلث العاصمة، ويحصد أكثر من مئتيْ قتيل و6000 جريح أمر يفوق الخيال..

بيد أنّ الفارق شاسعٌ بين ما يفوق الخيال هذا، وبين مخيّلة فقيرة بدائية عبّر عنها وزراء الحكومة الجديدة، بكلّ ما أُوتوا من ضفادع وعصافير وحشرات وسماوات ملبّدة.. بين مجاز الضفادع ومجاز العصافير، فكرة سياسية خطيرة مفادها أنّ اللبنانيين مسؤولون كناس وكمواطنين عمّا حلّ بهم، وثمّة من يبتزّهم اليوم

الخيال في السياسة ليس مسألة بسيطة. المخيّلة السياسية هي القدرة على تخيّل المستقبل السياسي، وتجاوز معطيات الواقع الراهن. وهي، كأيّ مخيّلة بشكل عامّ، تحتلّ مركزاً متصدّراً في آليّة إنتاج المعرفة وتوليد الحقائق الجديدة. وحدث أيضاً أن أنتجت المخيّلة السياسية كمّاً من المآسي الفظيعة على مرّ التاريخ، حين فتحت مسارب المخيّلة الطريق لبناء أيديولوجيّات صلبة، غالباً ما تعيد صياغة تاريخ سحيق ما لتقديمه كهويّة جديدة لجماعة أو شعب، ودوماً عبر لغةٍ تُخاطِب المشاعر اللاواعية للجمهور وغرائزه. لذلك لا مخيّلة من دون مجاز لغويّ(metaphore)  بوصف المجاز جسراً بين فكرة صعبة وأخرى مفهومة.. بين فكرة مجرّدة لم تتجسّد بعد ومعطى واقعيّ مَعيش، مع كلّ ما ينطوي عليه ذلك من ادّعاء التماثل بين شيئين لا علاقة ذاتيّة بينهما، كالربط بين الوطن والأمومة أو الأرض والشرف أو "جسد" الدولة وجسد البشر. إنّه مكر المجاز كما يسمّيه محمود درويش.

وقد يكون الخمينيّون هم النسخة السياسية الأحدث لمآسي المخيّلة السياسية التي أعادت توليف تاريخ عاشوراء وتقديمه للناس كهويّة جديدة يختصرها قائد مُلهَم يقودهم إلى خلاص جديد.

لذلك من الضروريّ جدّاً، في السياسة تحديداً، فهم المجاز كبنية تفكير قبل فهمه كآليّة تعبير. فكرة المجاز لا العبارات التي صيغ بها هي ما يهمّ التقاطه في تحليل النصّ السياسيّ الذي تنطق به المخيّلة. وهنا خطورة المخيّلة السياسية التي عبّر عنها وزراء الحكومة الجديدة.الجامع بين سرديّة "الحفّاضات" وقصص "الضفادع والعصافير والغيوم" هو موقف سياسيّ خطير، يعمل بشكل ممنهج على تزوير الأزمة وطبيعتها وتحميل الناس أنفسهم مسؤوليّة ما آلت إليه أوضاعهم. وموقف ينطوي على تبرئة الطبقة السياسية، بإحالة كلّ ما حلّ باللبنانيّين على واحدٍ من أمرين: إمّا سلوكيّات اللبنانيين وأنماط استهلاكهم (الحفّاضات، وضوضاء اعتراض اللبنانيين)، وإمّا أنّ ما حدث هو نتيجة كارثة خارج قدرة أحد على التحكّم بها (حريق الغابة والعصفور)، وهو ما لا طاقة على مواجهته إلا بالصبر والمثابرة والتعاون. وزير الضفادع يقول ببساطة إنّ ضوضاء الاعتراض عند الناس هي المسؤولة عن سدّ الأبواب أمام الحلّ، وهو ما يستوجب أن تتلبّس الحكومة شخص "الضفدع الطرشاء"، وأن لا تستمع لأحد، كي تنصرف إلى عملها وتؤمّن "خروجنا" من البئر، لا أن تنخرط في لعبة المناكفات، "ونغرق" كما غرقت الضفدع غير الطرشاء. وزير العصافير والحرائق والغيوم يذهب بفكرته إلى حدود نزع السياسة عمّا يلمّ باللبنانيين، باعتبار ما نزل بهم كارثة طبيعية وليس نتيجة مسار سياسي محدّد وسياسات محدّدة ومسؤولين محدّدين. وأمّا ما يقترحه من حلّ فهو التحلّي بالإرادة الملهمة، والتوحّد، كما فعل العصفور، علّنا بذلك نُلفت نظر غيوم المجتمع الدولي فتأتي لتمطر عندنا حلولاً.

بين مجاز الضفادع ومجاز العصافير، فكرة سياسية خطيرة مفادها أنّ اللبنانيين مسؤولون كناس وكمواطنين عمّا حلّ بهم، وثمّة من يبتزّهم اليوم، طالباً سكوتهم وخضوعهم للسلطة السياسية وإقرارهم بأنّ المحاسبة خطرة، وإلّا نغرق في البئر أو تزداد الحرائق شراسة. وأمّا الدليل الدامغ المرفوع في وجوه اللبنانيين، والمُثبِت لمسؤوليّتهم عمّا آلت إليه الأمور، فهو "وزير الحفّاضات" الذي أذهله أنّنا شعباً نتطاول على الصين وأنماط استهلاكها بأن ندّعي أنّنا نستحقّ ما لا تجرؤ عليه "الإمبراطورية الاقتصادية الصينية". ترسم هذه المجازات حدود الضحالة التي تميِّز منتجات المنظومة السياسية، والتي ما عادت قادرة على إعادة تدوير وزرائها الأشاوس، ومع ذلك تصرّ على "الدعس على الناس"... وترسم هذه المجازات، وهذا الأخطر، العقل السياسي المستمرّ في حكم اللبنانيين، بوصفهم خطأة دائمين لا مناصَ لهم إلا بطلب الغفران من منظومة سياسية أوصلتهم إلى ما أوصلتهم إليه. نحن المنظومة السياسية هنا، باقون ومتجذّرون، وأنتم تدفعون ثمن تمرّدكم علينا.. تدفعون ثمن شتيمة جبران باسيل في الساحات، وثمن رفع المشانق، وسيل الإهانات التي ما انفكّت تزدهر منذ 17 تشرين الأول 2019. إمّا أن تخضعوا وإمّا الغرق في البئر أو الذوبان في الحرائق.. هذا هو البيان الوزاري الحقيقي، وأمّا البقيّة فتفاصيل ولغو وثرثرة فوق جثّة لبنان.

 

أتُكَلِّمُ أُناساً جَيَّفوا ؟

روني ألفا/جريدة النهار/19 أيلول/2021

الجوعُ كافِر عند الناس. في أوقاتِ المِحل يَنهَشُهُم الدّهرُ فيتناهَشون. نراهُم يَتقاتَلونَ على جيفَة أَنتَنَت. لا حَولَ ولا قوّةَ مَع هؤلاء. قالَ عنهم الحَديثُ الشّريفُ " أتُكَلِّمُ أُناساً جَيَّفوا؟ " شاهِدوهُم يَقتَنِصونَ الفُرَص. بنزينٌ ومازوتٌ وغازٌ وخبزٌ ودواءٌ تَخزيناً واحتكاراً وتَهريباً. لَم تنفَع معهم نشراتُ الأخبار التي دَندَلَتهُم وسَلسلتهُم وبَهدَلتهُم وأنَّبَتهُم ولا العِظاتُ ولا الخِطَبُ في الكَنائسِ والمساجِد. الزّعرَنَة في لبنان دِيانَةٌ ولاهوتٌ وناسوت. دِيانَة لَها قداديس خاصّة وعِبادات محدّدَة وشَعائِر. أُبلِغتُ منذُ أيّام عَن طقسٍ مِن طقوسِها الذي يَدورُ رَحاه على مَحطّات الوقود. تِسعون بالمِئَة تقريباً مِن الطوابير تخدمُ التّجارَةَ في السّوق السّوداء. ما تبقّى أي عشرَة بالمئَة تَقريباً أيضاً للإستهلاك الضّروري. فانات متخصّصة تنقلُ ما يتمُّ شفطهُ من خزانات السيارات بعد تفريغِهِ في غالونات بلاستيكيَّة وتسلِّمُه إلى تجّار السوق السوداء. قِسمَة الأُخوَة تَقتَضي تَوزيع غلَّة حَوالي عشرَة ملايين ليرَة يومياً بين السائِق والفان والتاجِر. ثلاثَة ملايين ليرَة لبنانيَّة لكلٍّ منهم كلّ يَوم. يَعني ما يوازي راتباً شَهرياً لِمدير شرِكَة. يَعني أيضاً " بتِحرِز النَّطرَة ". الجوع كلُّه إيمان عندَ الطبقَة السياسيَّة. إيمانُ رموزِها ساطِعٌ في بحرِ الليل. طُغاةٌ وجَدوا في النّظامِ الطّائِفي تِرساً فأفقَروا العِباد وأفلسوا البِلاد. يُصَوَّبُ عليهم اليوم مسدَّسُ ألفاريز أند مارسال. حتّى الآن الرّصاصَةُ في بيتِ النّار جاهِزةٌ للإطلاق. إحتمالان في مسارِ المَقذوفَة. إما أن تُطلَقَ بعيداً عَن المَرمَى فتتحوّل إلى قنبلة صَوتيَّة وإمّا تُطلِقُها ألفاريز على نفسِها إنتحاراً.

مَحو مَعالِم الجريمَة جَريمَة. يُظهِرُ أوَّلاً حجمَها وثانياً الإعترافَ بِها وثالثاً الإصرارَ على حصدِ خيراتِها. ليسَ أسوأ وأخطَر مِن الحَرامي سِوى الحَرامي المصرّ على عَفافِه والذي يرفضُ رَدَّ المَسروق. أن نتوقَّعَ مفاجأةً تعرقِلُ مهمّةَ ألفاريز هوَ ضمن المَخاطِر المحدِقَة بالتّدقيقِ الجنائي. الحَرامي مستَعِدٌّ لإشعالِ حَربٍ أهليَّة لِتغطيَة إرتكاباتِه. عَلى مَدى عُقود استُبيحَ المصرِفُ المَركَزي لآلِهَة السياسَة فنَهَلوا مِنهُ كأنهم ينهَلون مِن خزناتِ مدَّخراتِهِم في البيوت فموَّلوا حَملاتِهم وأعيادهم ومهرجاناتِهِم وسدّدوا قَروضَهَم وملأوا صناديقَهُم ومجالِسَهم ونقاباتِهِم وجمعياتِهِم بأموال المَركَزي قبلَ أن يعتَمِدوا على باريس واحِد إلى أربعَة ثمّ إلى سيدر ثمَّ إلى الوَدائِع الكويتيَّة والسّعوديَّة ليغطّوا السماوات بالقبَوات شأنُهُم شأن مَن أئتُمِنَ على إدارَةِ دَكّانٍ فسرَقَه وجعَل التّدقيقَ في حساباتِه مستَحيلاً خالِطاً البرغلَ بالحمّصِ بالأرزِّ وبالعَدَسِ حتى يختَلِطَ على صاحبِ الدكّان السّببَ الذي أَوصَله إلى الإفلاس. بشيءٍ من التحسّرِ استَمَعتُ إلى تَصريحِ رئيس الدّولَة يؤكّدُ إنطلاقَ عَجَلاتِ الإصلاح في نِهايَة ولايَتِه. لَن تلقَى حربُهُ مقاوَمَةً مِن الخارِج. سيحاوِلُ الحَراميَّةُ من الداخل تَنظيمَ صفوفِهِم وقصفَ القَصر بأشدّ مما تعرّضَ لَه قبلَ أن يُسَوّى على الأرض في 13 تشرين. مَع إحتِدامِ المَعارِك سيتمُّ إبتِزازُ العَهد بالإنتخابات. إمّا سقوط ألفاريز شَهيدَةً على طَريق شارِع المَصارِف في وسط بيروت وإمّا لا إنتخابات.  أيُّ إصلاح يمكن أن يتمَّ إقناعُ العالَم بِهِ إن لَم يكن العَهدُ قادِراً على تأمين هذا الإستحقاق المثَّلث بلدياً وتشريعيّاً ورئاسياً؟ التّركيزُ على تَعطيل هذا المثّلث سيكون مِحوَرَ الصراع السياسي في المرحَلَة المقبِلَة. إمّا ينفذُ الحَرامي بالمسروقات وإمّا لا إنتخابات. مركَزُ إقامَة ألفاريز وزارَةُ الماليَّة. مشوارُها اليَومي سيراً على الأقدام نحوَ شارِع الحَمرا يستغرِقُ نحوَ عشر دَقائِق. سيكونُ علينا حِمايَةَ ألفاريز بِشفارِ العيون حتّى تصِلَ سالِمَةً إلى الفئران القاضِمَة. بعدَها يَجِب أن يَكون لَدى لبنان قَضاءٌ قويٌّ ومستقلٌّ وشجاعٌ ليلاحِقَ ويَدَّعي ويُحاكِمَ القَوارِضَ دونَ أن يأتَمِر بالسياسة وآلهَتِها.  هَل لَدى رئيس الدّولَة كلَّ هذه التّرسانَة جاهِزَةً لإندلاع حَرب مكتملَةٍ في بلدِنا؟ بلا قَضاء سيكونُ كلامُنا موجَّهاً لأُناسٍ جيَّفوا كما أشارَ الحَديثُ الشّريف لا يَنفعُ معهم ألفاريز ولا تَدقيقُ الله عَزَّ وجَلّ.

 

من يجرؤ على الردّ؟

الياس الزغبي/فايسبوك//19 أيلول/2021

"شهادة" الاحتلال الإيراني للبنان جاءت هذه المرة، بوضوح سافر، من وزارة الخارجية التي قرّرت من تلقاء نفسها أن شحنات المحروقات  "كانت بطلب من السلطات اللبنانية"! والمعروف والمعلن أن السلطة اللبنانية، على الأقل بلسان وزير الطاقة السابق ريمون غجر، نفت ان تكون قدمت طلباً لاستيراد النفط من إيران.

وكذلك فعل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بإعرابه عن الحزن لخرق السيادة اللبنانية عبر إدخال المحروقات بدون موافقة الدولة. هذه " الوقاحة الدبلوماسية" من الخارجية الإيرانية تعني أمراً واحداً: هو أن طهران تعتبر، بكل صفاقة، أن "حزب اللّه" يختصر السلطة اللبنانية، هو طلب النفط فلبّت. وهذا الاعتداء المباشر على السيادة اللبنانية ليس الأول من نوعه. يكفي أن نذكّر بإعلان قاسم سليماني غداة الانتخابات النيابية في لبنان ٢٠١٨ أن إيران تملك عبر حلفائها ٧٤ نائباً، أي الأكثربة. يبقى أن يخرج صوت رسمي واحد من لبنان يرد على الاعتداء الإيراني الجديد. وهذا الصوت يجب أن يكون، قبل الرؤساء،

من  وزير الخارجية الجديد... فهل يجرؤ؟

                            

مهلاً أيها المنتصرون : " ذاب الثلج وبان مرج تقاسم النفوذ في المنطقة"

المحامي لوسيان عون/19 أيلول/2021

خبر نزل كالصاعقة على من فتىء يطبل ويزمر ويهلل احتفاء بتحقيق انتصارات وهمية بالأمس القريب، خبر يضاهي احتلال مزارع شبعا وتلال كفرشوبا بأشواط ويدفن ملف ترسيم الحدود تحت المياه الإقليمية.

نكاد نقول وداعاً لبصيص أمل ضئيل لاح في الأفق وهو ترسيم الحدود وكاد يكسبنا ما يفوق الألفي كيلومتر من المساحة البحرية التي كان يعوّل لبنان على إعادة ضمها إلى مساحته السيادية، علماً أن المثلث موضوع الخلاف بحراً بين لبنان وإسرائيل كان يبلغ ٨٥٠ كيلومتراً مربعاً وأضيف إليه مساحات مضاعفة ،ولكن... لا ندري لماذا اوقف رئيس الجمهورية اللبنانية السير قدماً بإبلاغ المرسوم الصادر بهذا الخصوص الأمم المتحدة بغية إجراء المقتضى سنداً لما تنص عليه النظم المرعية الإجراء، لا ندري سبب هذه القطبة المخفية، وما هي العراقيل التي دفعت إلى ما وصلنا إليه ،

ولماذا لم يتطرق مؤخراً وفد الكونغرس الأميريكي الذي حضر الى بيروت والتقى رئيس الجمهورية إلى ملف ترسيم الحدود البحرية رغم كون هذا الملف كان سابقاً يتصدر أولويات المحادثات بين الدولة اللبنانية وأميركا ، وأن الاخيرة أرسلت موفدين ابرزهم هيغ وشينكر خصيصاً إلى لبنان وحضر بعضهم الاجتماعات في الناقورة لدفع المحادثات قدماً، فيما لاذت الولايات المتحدة الصمت لاحقاً الى حد إعلانها أن الملف اللبناني لم يعد مدرجاً في سلم أولوياتها اليوم.

البارحة أعلنت إسرائيل رسمياً تلزيم شركة هالبيرتون الأميريكية التنقيب عن النفط ضمن المنطقة المتنازع عليها إنفاذاً لعقد طويل الأمد معها ما يشكل أكبر تعد على سيادة لبنان من قبل الدولتين لأكثر من ٢٤٠٠ كيلومتر مربع مع كل ما يحمله من مخاطر شفط نفط وغاز عدد من البلوكات النفطية اللبنانية المحاذية تحت أعماق البحار  فيما التعدي على مزارع شبعا وتلال كفرشوبا لا يتعدى الكيلومترين مربعين وهي اراض مشكوك بلبنانيتها او تبعيتها للاراضي السورية.

وبذلك يصبح من الهشاشة والسذاجة الجزم ان اميركا انسحبت من لبنان في حين تبحث وتستثمر ضمن الاراضي اللبنانية ما يضطرها لاجراء كل مقتضى لحماية هذه المصالح في لبنان بينها قد يكون إجراءات على اليابسة، وهي التي تعمل لحماية مصالح إسرائيل في الشرق الأوسط، وهذا مؤشر لغوصها أكثر فأكثر في التحولات اللبنانية وتأكيد على أن تقاسم النفوذ والمصالح وتوزيعهما  قد تم بين كل من أميركا وروسيا وإسرائيل في هذا الشرق ، وأن قضية شبعا وكفرشوبا لم تعود تمثل إلا إبرة في كومة القش المتناثر على أرض لبنان،

تزامناً مع تطور الحدث وما يستتبعه من بناء المنصات النفطية العائمة وما تتطلب من حماية عسكرية على قطر واسع درءاً من قصفها وتدميرها من قبل القوى الممانعة فإن إحراج حزب الله تعاظم بليلة لا ضوء قمر فيها وباتت مصداقيتها على المحك حيث ستصبح في مواجهة تعد صارخ يمتد على مساحة ٢٤٠٠ كلم من لبنان، فيما قصفها من أسهل مايكون وهو يتطلب صاروخاً واحداً كافياً لنسفها ، وإلا فإن الخصم الأول للحزب سوف يكون جمهور المقاومة إياه الذي سيقف متسائلاً عن سبب الإنكفاء عن التصرف وتدمير هذه المنشآت ، عندها سيتهم الحزب بصفقة وتسويات على حساب القضية الأم وهو تحرير القدس الموعود! وبين اليوم الأول " النكسة" الفرنسية من الولايات المتحدة في صفقة الغواصات مع فرنسا  تبعها في اليوم الثاني نكسة إعلان دفن ما عرف بترسيم الحدود تحت أعماق البحار والذي شكل صفعة للسلطة اللبنانية التي تبحث في كوة القش عن إنجازات تزيد من رصيدها قبل صفعة الحزب الذي يرفع شعارات تحرير القدس وتحرير شبعا وكفرشوبا من الاحتلال وادخال المحروقات الى لبنان وكسر الحصار الأمريكي، تأتي عملية اقتطاع ما يقارب ربع مساحة لبنان لتُضم الى الاراضي الاسرائيلية بعد ضم الجولان التي يرزح تحتها أضخم مخزون نفطي في العالم ،فيزيد من إحراج كل من الدولة اللبنانية وحزب الله وسوريا معاً ،ويثبت أن لا إسرائيل هزمت بل هي المنتصر الأوحد في الشرق الأوسط ولا أميركا انسحبت من لبنان، بل الشعب اللبناني خسر مدخراته وودائعه وأدنى مقومات عيشه مما يتمتع به أكثر شعوب العالم فقراً بفعل حكام تخلوا عنه وعن مبادئهم، وهو ينتظر على باب السفارات للهجرة والرحيل، ولا تبقى سوى بعض الشعارات المخملية الطنانة والرنانة، وبعض من الارز المسوس لنثره على الانتصارات الوهمية، والصواريخ لاطلاقها احتفاء بوصول صفائح المحروقات الإنتخابية ، وتبقى ثرواته قسم منها هدايا مجانية للعدو، وأخرى أموالاً منهوبة ومهربة للخارج دون معرفة مصيرها.

 لقد ذاب الثلج وبان المرج، فظهرت للتو التسويات الكبرى الإقليمية وتقاسم النفوذ بين الجبابرة، قوامها بلوكات النفط وإعادة إعمار الدول المنكومة التي أنهكتها الحروب ، وتطبيع العلاقات مع إسرائيل، لتدرك شعوب البلاد المفلسة الفقيرة أن نظرية الشرق الأوسط الجديد بوشر بترتيبه عام ٢٠٢٠ بضرب الأنظمة التوتاليتارية تمهيداً لاعداد العدة لترتيب التسويات الكبرى على حساب الشعوب المنهكة، وها هي مرحلة التنفيذ تشق طريقها بخطى ثابتة على قواعد تقسيم النفوذ وتوزيع المصالح، وقد لا يبقى للانظمة الصغيرة الا الفتات.

 

«ما تحت الأرض» يحكم «ما فوق الأرض» في لبنان

حازم صاغية/الشرق الأوسط/19 أيلول/2021

يلاحظ كثيرون من اللبنانيّين أنّ التردّي في نوعيّة الوزراء يتعاظم. كلّ حكومة تفوق في الرداءة الحكومةَ التي سبقتها. كلّ حكومة تُشكّل تزداد فيها نسبة الوزراء المصابين عميقاً بالرثاثة. هذا ما يقوله بطرق شتّى أغلب الناس في التبادل الشفويّ بينهم، لكنّهم يقولونه أيضاً في الصحف القليلة وفي وسائل التواصل الاجتماعيّ. نسبة السخرية من الوزراء تجعل النِكات أبرز التعليقات عليهم. نسبة «الهفوات» الفضائحيّة التي يرتكبها هؤلاء الوزراء في تزايد أكبر. طريقة التفخيم والتعظيم في مخاطبة الوزراء في لبنان، والتي تعكس بالأصل ثقافة تزلّم وتملّق بائدة، لم يبق منها إلاّ كونها مهزلة.

فوق هذا كلّه، صهاريجُ «الخلاص» الإيرانيّة جاءت تحرم الوزراءَ الجدد البعض القليل من السلطة الفعليّة التي قد يتمتّعون بها. أمّا ما نُقل عن خضوع هؤلاء الوزراء، قبل توزيرهم، لامتحان الصهر جبران باسيل فلا ينمّ إلاّ عن كونهم من وزن الريشة.

إذاً، الوزراء الحاليّون أشبه ما يكونون بممثّلي أحزاب «الجبهة الوطنيّة التقدّميّة» في البلدان التي يحكمها حزب واحد. وظيفتها الوحيدة أن تزيّن حكم هذا الحزب وأن تحجب عن الأنظار أنّه واحد. هذا التردّي جزء من التردّي العامّ الذي يشمل كلّ شيء وكلّ مستوى في لبنان الحاليّ. ومع التناقص في ما هو معروض في السوق على الأصعدة جميعاً، يتراجع عدد الكفاءات المستعدّة أن تخدم النظام الفعليّ (هذا علماً بأنّ نسبة الكفاءات كانت مرتفعة جدّاً في لبنان، قبل أن تبدأ موجة الهجرة الجديدة بخفضها).

على أنّ السبب الأهمّ وراء التردّي أنّ الوزير لم يعد مهمّاً تبعاً لتراجع وزن الدولة اللبنانيّة وضمور فعاليّتها. إنّها ليست مصدر النفوذ والتأثير. إنّها مصدر التوقيع الأخير على عمل قام به آخرون وهي لا تستطيع إلاّ أن تمحضه بتوقيعها. أمّا الأصل في ذلك فكامنٌ في تقسيم عمل يجعل الحكومة تنتمي إلى ما هو فوق الأرض، فيما السلطة الفعليّة إنّما تقيم تحت الأرض. معادلة كهذه لا بدّ من فهمها بشيء من المرونة: فالوزير سوف يبقى له هامش استقلاليّة ظاهريّة بفعل تمثيله المفترض لطائفة ما، وبالتالي بفعل المراعاة الضروريّة للتوازن بين الطوائف. حتّى نظام الوصاية السوريّ سبق له أن راعى هذا الاعتبار إلى حدّ ما، ويومها كان عدد الطموحين الناهدين إلى العلى من ذوي الكفاءة، أكبر كثيراً ممّا هو اليوم. إذاً، سوف تبقى مخاطبة الوزير مسبوقة بكلمة «معاليك» ومرفقة ببضع منافع ووجاهات.

مع هذا، فالذين هم فوق الأرض يبقون بلا تأثير جدّيّ. إنّهم الظاهر والمعلن. تحت الأرض هو ما يهمّ، تماماً كما كانت عنجر وفندق البوريفاج ما يهمّ في سنوات الوصاية السوريّة.

لكنْ ما هو بالضبط تحت الأرض؟ بالطبع ليس المقصود بالتعبير ما يُقصد به في بلدان أخرى، أي القوى المعارضة والمنشقّة التي يحرّم النظام عليها العمل السياسيّ فتلجأ إلى العمل السرّيّ. تحت الأرض، في لبنان، هو ما قد يعادل «الدولة العميقة» في تركيّا أو في بلدان أخرى.

تحت الأرض، في لبنان، هو سلطة بعينها وممارسات بعينها. موادّ هذا العالم السفليّ تتألّف من أشياء كثيرة هي كلّها قاتلة، أو متسبّبة بالقتل، على نحو أو آخر: قيادة «حزب الله» الفعليّة تقيم تحت الأرض، ومعها صواريخها المَصونة. أيضاً تقيم تحت الأرض موادّ ملتهبة برسم التهريب والسوق السوداء، خصوصاً منها البنزين، ما يجعل حياة السكّان فوق الأرض قليلة الأمن والطمأنينة. تحت الأرض هو كذلك شبكة واسعة من عدم الثقة وعدم الموثوقيّة يحتلّ فيها النظام المصرفيّ «الغامض» موقعاً متصدّراً. تحت الأرض هو قضاء ممنوع من أن يكشف «الأسرار» الكبرى، من تفجير مرفأ بيروت، إلى اغتيالات كاغتيال المثقّف لقمان سليم، إلى أعمال الفساد على عمومها. تنضاف إلى عالم تحت الأرض تلك الترتيبات الإقليميّة والدوليّة التي لا يفهم اللبنانيّون كيف تُصنع من وراء ظهرهم، مُغذّيةً لديهم أسوأ الأفكار التآمريّة. وبالتأكيد، وكما في أمكنة كثيرة أخرى، يبقى تحت الأرض احتمالاً كبيراً للزنازين.

عناصر الدمار هذه، بالقائم منها والمؤجّل، لا تعوزها الشرعيّة التي تتمتّع بها المقاومة وصواريخها كما يتمتّع الفساد وتهريبه. وحين لا تتوافر الشرعيّة يمكن، بكلّ طيبة خاطر، أن يوفّرها الوزراء الذين تقيم سلطتهم الشكليّة فوق الأرض.

لتحت الأرض، إذاً، سلطة الحياة والموت، السياسة والاقتصاد، الحرب والسلام. لفوق الأرض... المعالي.

 

إنّها حكومة الانتخابات لا الإصلاحات

إيلي القصيفي/أساس ميديا/الأحد 19 أيلول 2021

لم تستجرّ دموع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي فور إعلان تشكيل الحكومة حماسةً شعبيّة لتأييدها. حتّى في طرابلس قوبل إعلان ولادة الحكومة ببرودة شعبية كما لو أنّ رئيسها ليس طرابلسيّاً 24 قيراط، أو أنّ العزم الذي لطالما بشّر به الميقاتي أصبح اليوم موضع اختبار وتشكُّك.

لكنّ الأمر لا يتّصل بميقاتي حصراً، إذ إنّ السخط الشعبي ضدّ المنظومة الحاكمة ما عاد يعبّر عن موقف سياسي وحسب، بل وعن غضب إزاء الخسارات الكبرى التي تكبّدتها غالبية اللبنانيين خلال السنتين الماضيتين، ولذلك فهو سخط عميق ومتجذّر.

لقد وُلدت الحكومة الجديدة بعد 13 شهراً من تعطيل العهد والوزير جبران باسيل وحزب الله لولادتها. 13 شهراً كانت كافية لوصول 75 في المئة من اللبنانيين إلى تحت خطّ الفقر، ولوقوفهم ساعات وساعات أمام محطات البنزين والأفران، إضافة إلى فقدان الأدوية الأساسيّة والغلاء الفاحش. وعلى الرغم من ذلك فإنّ 13 شهراً من التعطيل لم تكن بالنسبة إلى رئيس الجمهورية مضيعة للوقت، ولذلك نصح الوزراء الجُدد بفائض أُبُوّته لهم وللّبنانيّين الجياع بعدم إضاعة الوقت، إذ "لم يعد لدينا ترف البطء والمماطلة". وهي نصيحة لم تفُت ميقاتي الذي قال لوزرائه أيضاً إنّ "الوقت ثمين، ولا مجال لإضاعته".

ستكون الوظيفة السياسيّة للحكومة إعداد أرضية سياسيّة وشعبية تضمن للائتلاف الحاكم، أي الحزب والعهد، الحفاظ على الغالبية النيابية في المجلس الجديد، وإلّا فإنّ الانتخابات لن تُجرى في موعدها ولا في غير موعدها

لكن إذا كان الرئيسان قد تماثلا في الحكمة في الجلسة الحكومية الأولى، فإنّ فهم الممارسة السياسية في لبنان بات يستوجب فهم فلسفة الوقت عند رئيس الجمهورية وصهره. فأن يكون 40% من عهد عون فراغاً بفراغ، ثمّ فجأة يضخّ الرئيس الاستعجال في شرايين الوزراء الجدد، فهذا أمرٌ أعصى على الفهم مِن تصريحات بعض الوزراء الجُدد الذين يذكّرون بشخصيّات مسرحيّة "شاهد ما شافش حاجة"، ما عدا وزير الإعلام الذي لا يخفى عليه شيء.

والحال هذه، هل كان يُتوقّع أن يرشّ اللبنانيون على رئيس الحكومة ووزرائه الورود والأرزّ لإعلان ولادة الحكومة؟

يُفهَم من حرص رئيس الجمهورية على عدم إضاعة الحكومة الجديدة الوقت أنّه يتوقّع أن ينسى اللبنانيون تعطيل الأشهر الـ13 الماضية وأضراره الكارثية مع إتمام تشكيل الحكومة الجديدة! يطمح الرئيس أن يسامح الشعب العهد عن كلّ المآسي التي عاشها طوال هذه الأشهر الأسوأ في تاريخ لبنان. أوليس "المسامح كريماً" بحسب عنوان برنامج الوزير جورج قرداحي؟

لكنّ البرودة والسخط الشعبيّيْن اللذين رافقا ولادة الحكومة أظهرا أنّ اللبنانيين المتضرّرين إلى الحدّ الأقصى من سياسات السلطة الحالية غير مستعدّين للعفو عمّا مضى. حتّى لو استطاعت الحكومة، بالدعم الذي حصلت عليه من صندوق النقد والبنك الدوليّيْن، التخفيف من حدّة الأزمة، فإنّها لن تكون قادرة على تعويض خسائر اللبنانيين الفادحة التي ازدادت فداحة خلال الأشهر الـ13 الماضية. فهل يُراد من اللبنانيين أن يؤمنوا أنّ الجهات التي أوصلتهم إلى جهنّم هي نفسها التي ستخرجهم منها كما بشّرَ الرئيس عون؟!

وإذا كان تشكيل الحكومة بتواطؤ الداخل والخارج ضربةً قاضيةً لكلّ المسار السياسي الشعبي لانتفاضة 17 تشرين 2019 فإنّ التشكيك المطلق في المنظومة الحاكمة الذي أطلقته هذه الانتفاضة قد بنى جداراً عالياً بين الثورة السلطة. ولذلك السلطة والثورة هما الآن معزولان أحدهما عن الآخر، بل ويكنّان العداوة بعضهما للبعض الآخر، بحسب تعبير البطريرك بشارة الراعي.

كلّ مناورات النواة الحاكمة تهدف إلى طمس هذه الحقيقة ما دامت عاجزة عن تغييرها، وعن قلب عداء النواة الشعبية لها إلى تأييد. وإذا كان التيار الوطني الحرّ غارقاً في محدوديّة هامش حركته بالنظر إلى السخط الكبير الذي استجرّته سياسات العهد والوزير باسيل عليه، فإنّ الحزب قادرٌ حتّى الآن على الاستفادة من الانهيار. بل إنّ استراتيجيّته للداخل اللبناني قائمة على الاستفادة من الانهيار بشتّى الطرق، ومن ذلك استقدامه ناقلات النفط الإيرانية، وتوزيع حمولتها وفق الآليّة التي كشف عنها السيّد حسن نصرالله، معلناً دخول الحزب السوق النفطية اللبنانية، إلى جانب تكريسه معادلات الردع مع العدو الإسرائيلي!

هكذا  يعملُ الحزب بجهدٍ عنه وعن حلفائه العاجزين، وفي مقدّمهم التيار الوطني الحرّ، في محاولة لتغيير المعادلة الشعبية العميقة التي كرّستها انتفاضة 17 تشرين، أي لمحاولة كسر حالة العداء الكامنة بين النواة الشعبية والنواة الحاكمة. هذه المهمّة لن يتولّاها الحزب لوحده، بل سيقحم الحكومة الجديدة فيها، ولذلك يمكن تسميتها منذ الآن حكومة انتخابات ربيع 2022.

الحزب قادرٌ حتّى الآن على الاستفادة من الانهيار. بل إنّ استراتيجيّته للداخل اللبناني قائمة على الاستفادة من الانهيار بشتّى الطرق، ومن ذلك استقدامه ناقلات النفط الإيرانية

انطلاقاً ممّا سبق، ستكون الوظيفة السياسيّة للحكومة إعداد أرضية سياسيّة وشعبية تضمن للائتلاف الحاكم، أي الحزب والعهد، الحفاظ على الغالبية النيابية في المجلس الجديد، وإلّا فإنّ الانتخابات لن تُجرى في موعدها ولا في غير موعدها. وهذا تحدٍّ رئيسٌ للرئيس ميقاتي. فإلى أيّ حدّ يمكنه القبول أو تحمّل أن تكون حكومته غطاءً للسياسات الانتخابية للحزب، وبالأخصّ للعهد المهزوم؟! وماذا عن فرنسا الراعية الدولية لهذه الحكومة، والتي بشّرت باكراً جدّاً بالانتخابات النيابية مدخلاً إلى التغيير السياسي في لبنان؟ هل تقبل بتحوّل الحكومة الميقاتية أداةً بيد العهد والحزب لحسابات انتخابية ورئاسية؟ وهل تنسى باريس بعد عودة الحرارة إلى علاقاتها مع طهران أنّ أولويّتها هي التغيير في لبنان؟ أم يكون الرئيس إيمانويل ماكرون الذي يستعدّ للانتخابات الرئاسية الفرنسية مطلع الربيع المقبل مهيّأً للتضحية بالانتخابات اللبنانية لكي لا يُغضب إيران التي ابتزّته سنة كاملة عبر إخضاع مبادرته اللبنانية لشروطها؟

لكن إذا كانت خطّة العهد والحزب معروفة، فما هي خطّة المعارضة، أو بالأحرى خطة الوطنيين اللبنانيين الذين يرفضون أن تكون الحكومة الميقاتية مدخلاً لتكريس الاحتلال الإيراني للبنان؟

لا ريب أنّ البرودة الشعبية في استقبال حكومة ميقاتي شكّلت الإشارة السياسية الشعبية الأولى إلى رفض النواة الشعبية العميقة للحكومة الجديدة بوصفها حكومة أمر واقع دولي - إقليمي لا تمتّ إلى تطلّعات الشعب اللبناني إلى التغيير بصِلة. هذه البرودة هي ركيزة الفعل السياسي المعارض للحكومة التي تعكس ظروف ولادتها رغبة طهران في جعلها مدخلاً لتكريس هيمنتها على لبنان ربّما بتواطؤ فرنسي مشروط، إذ وضع ابتزاز الحزب وإيران لإدارة ماكرون لأكثر من سنة باريس في موقف ضعف تجاههما، وهذا واقع لن تقبل طهران بتبديله. لكنّ ضمان الحزب وإيران الموقف الفرنسي، وربّما الأميركي لاحقاً، لن يجعلهما يُقلعان عن محاولات ضمان أو خنق النواة الشعبية التي لا تزال حتّى الآن رافضة لهما. ومحاولات الحزب والعهد هذه هي المعطى السياسي الأساسيّ لعمل الحكومة وصولاً إلى موعد الانتخابات، والمعطى الحاكم لإجراء الانتخابات أو عدمه.

في المقابل، يُفترض أن تكون هذه المحاولات المعطى السياسي الرئيس الذي على أساسه تتبلور المعارضة السياسية الشعبية في مواجهة الحكومة ورعاتها الإقليميين والدوليين، على قاعدة أنّ هذه الحكومة ليست حكومة إصلاحات، بل حكومة انتخابات لتكريس الاحتلال الإيراني للبنان.

استمرارية لبنان أم استمرارية بشار الأسد؟

راغده درغام/ النهار العربي/19 أيلول/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/102602/%d8%b1%d8%a7%d8%ba%d8%af%d9%87-%d8%af%d8%b1%d8%ba%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%85%d8%b1%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a3%d9%85-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%85%d8%b1%d8%a7/

بلغ تعويم سوريا وإعادة تأهيل رئيسها بشار الأسد عتبة مفصليّة في الأسابيع والأشهر القليلة الماضية بتفاهمات دولية واقليمية. كلمة السر في هذه التفاهمات هي إسرائيل. الراعي الرئيسي لها هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. اللاعبون الآخرون يشملون الولايات المتحدة ودولاً أوروبية. الجمهورية الإسلامية الإيرانية لاعب خلفي لكنه موجود ميدانياً بامتياز. مصر والأردن متواجدتان على الساحة بقوة فيما دول خليجية رائدة تعمل من وراء الستار. العراق معلّق. لبنان الذي لطالما اعتبرته سوريا عمقاً استراتيجياً لها بحلَتّه التقليدية بكل ما فيها من فساد الصفقات والمحاصصات موجود كلاعب ثانوي وكساحة للاختبار. "حزب الله" هو الذي في صميم المقايضات التي قد تؤدي، كأمر واقع، الى نزع منطق سلاحه ومفعوله. فالكل يجلس الى طاولة رسم الاستراتيجيات في ضوء غموضٍ هنا وتنافسٍ هناك وسط خيبة أملٍ مدوية للبعض وفسحة تنفس الصعداء لدى البعض الآخر. فهذه ليست مرحلة الوضوح والارتياح، ولا هي مرحلة الخيارات المتعددة. انه زمن "عض اللسان" للاستفادة قليلاً، إذا كان ذلك في الإمكان بكثير أو قليل من التنازلات.

بشار الأسد ليس في وارد الكثير من التنازل لأنه يعتبر نفسه منتصراً داخلياً وإقليمياً وباقياً في الرئاسة بلا حدود زمنية. تحالفه مع روسيا وإيران و"حزب الله" نقله من الضعف الى القوة، وهو عازم على استخدام سلطته المدعومة ميدانياً بهذا التحالف في وجه المعارضة الداخلية كما نحو الولايات المتحدة وتركيا.

في المعلومات، ما اتفق عليه الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والسوري بشار الأسد أثناء لقائهما هذا الأسبوع في موسكو شمل التالي، بحسب مصادر روسيّة مطّلِعة:

أولاً، اتفقا على ان الوقت ملائم الآن "لتحرير ما تبقّى من الأراضي السورية"، والمقصود هو الأراضي الواقعة تحت السيطرة الأميركية وتلك تحت السيطرة التركية.

أميركياً، تقديرهما أن القوات الأميركية والغطاء الجوي الأميركي باقيان حتى إذا تم سحب القوات الأميركية من العراق أو تقليص التواجد الأميركي في سوريا. وعليه، إن الاستراتيجية الروسية - السورية يجب أن تقوم على تصعيد المطالبة بخروج القوات الأميركية كاملة وإنهاء "الاحتلال".

ثانياً، وبحسب المصادر نفسها، تم الاتفاق على التحضير لعمليات جديدة في إدلب لأن الوقت ملائم نظراً الى التهاء تركيا بتطورات أفغانستان ولتعاظم الأزمات الداخلية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان. ما نقلته المصادر عن الأسد هو انه يريد استرجاع خريطة سوريا الأصلية وهذا يتطلّب استعادة ما يوازي 10 في المئة من الأراضي السورية الخارجة عن سيطرته.

ثالثاً، كرّس اللقاء بين بوتين والأسد بقاء روسيا في سوريا الى أجلٍ غير مسمّى وتم الاتفاق على تفاصيل تقنيّة تبقى القوات الروسية بموجبها في سوريا بامتيازات غير مسبوقة.

رابعاً، اتفق الرئيسان على إحياء العملية السياسية الداخلية لسوريا التي تحمل عنوان "أستانا" أو "سوتشي"، لكن الأسد أصرّ على شرط مسبق هو أن له هو فقط القرار الداخلي بصفته رئيساً منتخباً. بكلام آخر، إن ما يريده الأسد هو ما يجب أن يؤخذ في قمة الاعتبار - وهذا يعني أن لا مساواة بينه وبين المعارضة السورية في أي عملية سياسية.

خامساً، اتخذ بوتين والأسد قراراً حاسماً بأن العلاقة الثلاثية trilateral بين روسيا وسوريا والجمهورية الإسلامية الإيرانية يجب أن تستمر كاستراتيجية وكعلاقة دائمة.

سادساً، في ما يخص إسرائيل، قالت المصادر إن الرئيس الروسي طلب من نظيره السوري أن يتم بحث المسألة الإسرائيلية لاحقاً وبصورة منفصلة إنما يجب على سوريا أن تتجنّب أي اعتداء أو أية مواجهة مع إسرائيل كي لا تستفزّ رداً اسرائيلياً عدائياً. الطرح السوري كان أنه يجب تحرير أراضي سوريا من جميع الأعداء، إن كان ذلك تنظيفها من "داعش" و"القاعدة" أو إن كان استعادة "الجولان". فأتى الرد الروسي أن النصيحة الروسية للرئيس السوري هي ألا يطرح مسألة الجولان.

روسيا حسمت أمرها عندما قال وزير خارجيتها سيرغي لافروف قبل أسبوعين أن موسكو تعتبر أمن إسرائيل "من أهم الأولويات بالنسبة الينا في القضية السورية وغيرها من النزاعات". الإسرائيليون عبّروا للروس عن مخاوفهم من تداعيات الانسحاب الأميركي من سوريا في أمرين هما: تقوية إيران في سوريا، وتقوية يد الأسد في الجولان. لذلك، طلب بوتين من الأسد أن يُترَك أمر إسرائيل للبحث لاحقاً وبصورة منفصلة.

المواقف الروسية لجهة ضمان أمن إسرائيل توازي ما يسمى بتغيير قواعد اللعبة Game changer. فروسيا اليوم هي شريكة للولايات المتحدة في ضمان أمن إسرائيل. كلام لافروف "إننا لا نريد أن تُستَخدَم الأراضي السورية لمهاجمة إسرائيل" يُطبَّق على الجبهة اللبنانية وليس السورية فقط. وإذا كان قرار مهاجمة إسرائيل من سوريا قراراً سوريّاً، إن قرار مهاجمة "حزب الله" إسرائيل من الجبهة اللبنانية هو قرار إيراني وليس قرار الدولة اللبنانية.

منطقيّاً، هذا يفيد بأن الحليف الإيراني لروسيا وافق على ضبط تفعيل "حزب الله" الجبهة اللبنانية ولجمه عن أيّ هجمات جدّيّة ضد إسرائيل. (راجع المقال بتاريخ 15 آب / أغسطس تحت عنوان: منع المواجهة "الضخمة" بين إيران وإسرائيل والسماح بـ"عضّات" "حزب الله") هذا بدوره يعني أن ترسانة أسلحة "حزب الله" التي يقول الحزب إن هدفها هو مقاومة إسرائيل وتحرير الأراضي العربية باتت اليوم مجمَّدة في "البرّاد" الروسي - الإيراني وباتت دعائية بحتة. هذا في النهاية يعني وجود اتفاق ضمني بين الدول الكبرى -يشمل إيران - على تحييد سلاح "حزب الله" في المعادلة مع إسرائيل. وهذا تطوّر جذري.

تشخيص وضع "حزب الله" وتموضعه داخلياً وإقليمياً ودولياً ليس أمراً سهلاً وهناك، أقلّه، رأيان: رأي ينظر الى التفاهمات الإيرانية مع الدول الأوروبية وروسيا والصين - والضمنيّة منها مع إدارة بايدن - بأنها تدشين لصوغ أدوار جديدة لـ"حزب الله" الذي هو الساعد الأطول والأقوى لطهران وبالذات لـ"الحرس الثوري" المسؤول الأول عن السياسة الخارجية الإيرانية.

ينظر القائلون بهذا الرأي الى تشكيل الحكومة اللبنانية برئاسة نجيب ميقاتي، بالرغم مما تخلّل عملية التشكيل من محاصصات ومساومات وتثبيت للطبقة السياسية وصفقات فرنسية - إيرانية - أميركية وراء الكواليس وتحايل على مبدأ حكومة التكنوقراطـ، بأنه قفزة من نفق اختفاء لبنان الى ضوء استمراريته.

يقرّ أصحاب هذا الرأي بأن لا إصلاح جدّياً في الأفق لأن هذا الطاقم الذي يستبدّ بالبلد لا يحاسب نفسه بنفسه وسيعرقل دائماً المساءلة والمحاسبة. لكنه يعتبر أن لبنان خرج من مشروع حرب وانهيار يأخذ به الى المجهول، وبالتالي إن تشكيل الحكومة هو إنجاز استمرارية لبنان. رأي هؤلاء أن التغيير لن يأتي من الخارج وسيستغرق طويلاً وأن أولى محطاته هي الانتخابات النيابية بمراقبة دولية وبمشاركة شعبيّة جدّيّة... وليس بالثورات التي أثبتت عدم قدرتها على الاستدامة.

ماذا عن سيطرة "حزب الله" على لبنان وماذا عن سلاحه؟ يأتي الجواب الأول بأن الحزب لن يستطيع السيطرة كاملاً بمفرده لأن تركيبة لبنان تحول دون ذلك. فهو لن يسيطر على منطقة زغرتا، مثلاً، مهما فعل وبالتالي إن سيطرته محدودة ومقيّدة.

أما سلاحه فبات مقنّناً في التفاهمات الدولية والإقليمية وبات لا معنى لهذا السلاح في معادلة منع الحرب مع إسرائيل بموافقة طهران- صاحبة قرار الحرب والسلم والتهادنية. بكلام آخر، انتهى معنى سلاح "حزب الله" ومنطقه وأصبح سلاحاً لا يفيده. انتهت صلاحية هذا السلاح وانتهت معادلة الحرب العسكرية لتحل محلها حرب المصالح والتموضع اقتصادياً ضمن الخطة الإيرانية الأكبر للنهضة في كامل المنطقة.

والسؤال هو: ماذا سيكون مصير سلاح "حزب الله" في سوريا مع ازدياد ثقة بشار الأسد بنفسه وبتحالفه الاستراتيجي مع روسيا؟ واضح أن روسيا أصبحت شريكاً مع الولايات المتحدة في ضمان أمن إسرائيل انطلاقاً من الساحة السورية. فهل ستكون تلك نواة التغيير الجذري في مهام "حزب الله" الإقليمية؟

بكلام آخر، إن سيّد الكرملين هو الذي يرسم خطوات حلفائه في سوريا بدءاً برئيسها، وصولاً الى "حزب الله". فالشراكة شيء والتسلسل الهرمي hierarchy شيء آخر. وفي ذهن الدبلوماسية الروسية خرائط طريق عديدة تأخذ بأدوارها الى الشرق الأوسط الأكبر والخليج حيث تريد موسكو أن ترعى تفاهمات أمنية بين إيران وإسرائيل والدول العربية. وفي مثل هذه الحال، إن احتواء "عضّات حزب الله" يصبح جزءاً من الاستراتيجية، فتنحسر الحاجة الى خدماته إقليمياً.

لعلّ ذلك يجعل "حزب الله" لبنانياً بدل أن يبقى أداة إيرانية بإرادته ويبقى بذلك عامل توتّر وانعدام ثقة بالذات لدى أصحاب الرأي الآخر الذي ينظر الى المسألة برمّتها من زاوية مشروع الهلال الفارسي الممتد عبر العراق وسوريا الى لبنان. وجهة نظره هي أن لبنان وقع عمليّاً تحت احتلال ايراني ينفّذه "حزب الله" بسيطرته على كل مرافق الدولة ونسفه السيادة اللبنانية. رأي هؤلاء هو أن الثيوقراطية الإيرانية ستحسن التلاعب على الأوتار الروسية - الأميركية بالحذاقة الفارسية، لكنّها ستحتفظ بأوراقها الثمينة كيفما كان. وبالتالي، سيزيد "حزب الله"من تسلّطه على لبنان بتسهيلات أميركية - فرنسية، وسيستمر بمصادرة قرار الحرب والسلم رهن الإشارة من "الحرس الثوري" الإيراني. والأهم، أن "حزب الله" وجمهوره سيتمختران بزي الانتصار وهما يحتفيان بوصول صهاريج النفط الإيراني من سوريا رافعين علم الجمهورية الإسلامية وصور بشار الأسد، وليس علم لبنان.

بشار الأسد يبتسم بل "يضحك في عبِّه" لأن الإمدادات النفطية الإيرانية وامدادات الكهرباء والغاز التي تنقل الغاز من مصر الى الأردن الى سوريا الى لبنان إنما هي بموجب هدية من إدارة بايدن الى دمشق معلّبة تحت عنوان المساعدات الإنسانية للبنان. واقع الأمر هو أن إدارة بايدن تحطّم العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب وهي وجدت إخراجاً للتحايل على "قانون قيصر" الذي أقرّه الكونغرس، فكانت من أبرز رعاة مرور الغاز الآتي على الأرجح من إسرائيل بموجب اتفاقية الغاز المصرية - الإسرائيلية عبر الأردن الى سوريا حيث تتم إعادة تأهيل بشار الأسد فعليّاً وعملياً، بقرار أميركي بالدرجة الأولى، بحجة إنقاذ لبنان.

 

بين حكومتين وتجربتين «ما بعد عثمانيتين»… لبنان وألبانيا

 وسام سعادة/القدس العربي/19 أيلول/2021

من الصعوبة بمكان تقديم ألبانيا، هذا البلد الجبلي البلقاني المطلّ على البحرين الأدرياتيكي والأيوني، على أنّها نموذج للدولة الوطنية الناجحة، أو للعقد الإجتماعي الحيوي، أو للديمقراطية الوطيدة، أو للاقتصاد القوي. مع ذلك، ومن لبنان، ستفرض نفسها مقارنة واقع الحال. هذا عندما يحدث أن يتعاقب عليك خبران.

أحدهما عن تشكيل حكومة لبنانية جديدة، بعد عام كامل على استقالة سابقتها، وبتخفيض عدد النساء فيها من ستة إلى واحدة الآن. والثاني خبر نيل ثالث حكومة «يسارية» ألبانية يرأسها ادي راما الثقة من البرلمان الذي ترأسه امرأة. وبتشكيلة من 12 وزيرة من بين 17. وبما لا يبقي من «ثلث معطّل» للرجال، اذا ما شئنا الاستعانة بالاستعارة اللبنانية. ستتذكر حينها جملة أشياء من بينها أن ألبانيا أقل قليلاً من ثلاثة أضعاف مساحة لبنان، وعدد سكان لبنان ضعفي مثيله في ألبانيا، والأرقام حول نصيب الفرد من الناتج الاجمالي ونسبة الفقر كانت أرأف حالاً بلبنان منها بألبانيا، قبل أعوام الانهيار الشامل الأخيرة.

يشترك البلدان في ميراث أربعة قرون قضاها القاطنون في هاتين المساحتين ضمن دولة واحدة، الإمبراطورية العثمانية، كما أن قسماً من عائلات المدن اللبنانية من أصول ارناؤوطية، أي ألبانية، زد على أن مغامرة الألباني ابراهيم باشا في بلاد الشام والأناضول، وارتداد ذلك بتقويض الإمارة الشهابية في جبل لبنان هو الذي أسس عملياً لظهور المسألة اللبنانية.

في القرن الماضي، شاع لفترة تقديم ألبانيا على أنها سويسرا البلقان، ولبنان على انه سويسرا الشرق. ما غاب في المقابل هو المقارنة بين لبنان وألبانيا، بين هاتين السويسرتين المتخيلتين. خاصة وأن نسبة عدد المسيحيين الى المسلمين متقاربة في البلدين دون أن تحتاج ألبانيا الى إقامة دولة طائفية على الطراز اللبناني. وفي حين أنه لم يعد من الممكن تقدير نسب دقيقة عن توزع الطوائف في لبنان لأن آخر احصاء رسمي يعود لمطلع الثلاثينيات من القرن الماضي، فإن ما يعقّد المسائل الاحصائية ألبانيا هو أن نسبة الملحدين وغير المؤمنين والذين لا يتعرفون على أنفسهم في الهوية الدينية تتخطى ثلث الألبانيين.

لا يعني أن التعاشق هو السائد في المجتمع الالباني. استقلال البلد عن السلطنة العثمانية عام 1912 قوبل بردة فعل شعبية عنيفة عام 1914، وثورة فلاحية ذات نفحة دينية تطالب بتولية عثماني على بلاد الأرناؤوط بدلاً من أمير ألماني. اصطدمت تلك الثورة بالطريقة البكتاشية وبالمسيحيين وبالدول المجاورة وقمعت بشكل رهيب. لم تكن التجربة الألبانية خالية من الصراع الديني اذاً. لكنها عرفت العجب العجاب أيضاً. كمثل رئيس الجمهورية الأولى أحمد زوغو الذي سيطيح بالجمهورية ويعلن نفسه ملكاً ويعدل اسمه من أحمد الى الملك «زوغ الأول» تبرؤاً من اسمه الأول، ويعلن العلمنة مع نفحة تأثر بالفاشية الايطالية، قبل أن يلتجئ في النهاية عند الملك الألباني الأصل فاروق في مصر.

ثم الشيوعي الستاليني أنور خوجة الذي سيغلب أهل الجنوب من «التوسك» على أهل الشمال من «الغيغ» ويفرض لسان أهل التوسك لغة وطنية. مزايدة خوجة على كل شيوعيي الكوكب خارج ألبانيا، ترافقت مع خطاب ألباني متشدد قومياً، الى حد منع تسمية الأطفال باسماء دينية او عربية الأصل كاسمه هو، وايثار اسماء مستحضرة من الميثولوجيا القومية» الايلليرية». أضف الى تغليب اهل وثقافة جنوب البلد على شماله. والقسمة بين اليسار واليمين في ألبانيا اليوم هي الى حد كبير قسمة بين يسار متحدر من الجنوب، منطقة التوسك حيث شاعت البكتاشية بشكل أكبر، وبين يمين من الغيغ الأكثر محافظة في الشمال، تماما مثلما أن مسيحيي الشمال كاثوليك والجنوب أرثوذكس. لم تحتج ألبانيا رغم كل هذا الى نظام محاصصة بين مكوناتها الدينية على الطريقة اللبنانية، ولو أن النظام فيها كان أول نظام يحظر بشكل رسمي كل الديانات أواخر الستينيات. عرفت ألبانيا أعتى انواع الديكتاتورية. ثم تراها منذ ثلاثة عقود تخطو بصعوبة في الاتجاه الديمقراطي. لكنها تخطو. ولم يعد من الممكن قول الأمر نفسه بالنسبة الى لبنان، الذي لم يعرف سابقاً من نظير لحكم أنور خوجة، لكنه حبيس أشباح انور خوجة منذ سنين.

ثم تعود بعد كل ذلك الى الإستدراك رأساً. وهو أن حكومة الحزب الإشتراكي الألباني، الذي هو تدوير لحزب العمل الألباني بعد تخليه عن الماركسية اللينينية مطلع التسعينيات، هي حكومة لا تقل نيوليبرالية عن الحكومة اللبنانية الحالية. بل أن سياسات الخصخصة المحمومة التي اتبعها ادي راما في حكومتيه السابقتين دفعت حتى بصندوق النقد الدولي إلى نصحه بالتروي والإعتدال. تضاؤل الإنفاق العمومي، وبالأخص الإنفاق الإجتماعي، هو الشغل الشاغل لحكومات اليسار الألباني، في حين أنّه يتعرّف على يساريته اقتصادياً بمعيار القدرة على تخفيض نسبة البطالة ليس إلا.

في المقابل، لبنان كان يرطن بالليبرالية الإقتصادية يوم كانت ألبانيا الشيوعية متصلّبة تحت قيادة أنور خوجة، بل دولة تكفّر كل أنماط تطبيق الأيديولوجيا نفسها في البلدان الأخرى، بدءاً من يوغوسلافيا المجاورة ثم الاتحاد السوفياتي ثم الصين. مثلما أن لبنان عرف عملية إعادة إعمار وتحديث بنى تحتية بعد الحرب وهندسات مالية لا تريد سماع أي شيء لا عن الدولة الإجتماعية، ولا عن العدالة الضريبية، ولا عن مصالح العدد الأكبر من الناس الحياتية. ومع ذلك، فنموذجه الأوليغارشي، الذي يريد تدفيع السواد الأكبر من شعبه ما أوتي من فواتير الانهيار، أشبه على الصعيد المالي بنظام «جبهة وطنية» من المصارف الخاصة تحت قيادة المصرف المركزي، وهو نموذج لا يزال مقيّداً ـ أو متترّساً ـ بقطاع عام ضخم، ولم تتغلغل الخصخصة الى مرافقه الا بشكل متواضع ومحدود للغاية، ومن ضمن ما يمكن أن تسمح به المحاصصة. ولا مكان جدياً في صيغته الاقتصادية كما الادارية لحيوية تنافسية تتفلت من مثلث المحاصصة والاحتكارات والوكالات الحصرية.

يضاف الى ذلك، أن انهياراً مالياً شاملاً بنتيجة الوقوع في مصيدة سلسلة بونزي للهرم الإحتيالي، عرفته ألبانيا بشكل فاقع عام 1997، قبل أن يعود لبنان ويسجن نفسه في نوع أكثر خطورة من نموذج سلسلة بونزي هذا، سيما أن «الإحتيال» في سياقه جاء أعلى كعباً، ومتداخلاً مع انتفاخة مريعة في المديونية العامة، وتحوّل جيش المودعين الى دائنين للدولة يعيشون عملياً على حساب سنواتهم الآتية، الى أن أتت تلك السنوات وحل بهم الخراب. أدى الانهيار المالي عام 1997 في ألبانيا الى نشوب انتفاضة شعبية ونوع من حرب أهلية صغيرة (ألفا قتيل) وعودة الشيوعيين السابقين من يومها للإمساك بالحكم، إنما على حساب هويتهم الأيديولوجية السابقة. الانهيار اللبناني اكتفى بالانتفاضة الشعبية لأسابيع، وبدلاً من أن يزكي يساراً حتى على الطريقة الألبانية، عادت الروح لشعارات معاداة اليسار بأسلوب هذياني وعلى نحو استباقي. كي لا يُسمَح ليسار جديد بالظهور وتحريض المودعين على مصارفهم «الأمينة».

الاستدراك الثاني هو بخصوص الأكثرية النسائية الساحقة في الحكومة الألبانية الحالية. هنا أيضاً تبرز حاجة للتدقيق.

في نيكاراغوا، لجأ زعيم الساندينيين الرئيس دانييل أورتيغا الى ما شاعت تسميته «نسوية الدولة» بدءا من زوجته الشاعرة روزاريو «نائبة الرئيس» ووصولا الى أكثرية أعضاء حكومته، خاصة في مواجهة موجة من الاحتجاجات الشعبية. مضاعفة عدد الوزيرات في نيكاراغوا وألبانيا يختلف اذاً عن رجحان الكفة للنساء في حكومتي فنلندا والسويد. «تحسين صورة» رئيس الوزراء الألباني بوجه اتهامات له ولحزبه بالتسلّط هو جزء من المقصد، وفوق ذلك تعمّده تصوير الأمر على أنه بمثابة «تحطيم رقم قياسي». هذا من دون أن تترافق زيادة عدد الوزيرات بهذه النسبة مع مقدار من تحسّن أحوال الألبانيات وتحقيقهن العدالة والمساواة في شروط وأجور العمل، وعلى كافة الصعد الحياتية. لا يلغي ذلك ان ذيوع خبر من نوع أن حكومة في العالم، في البلد الذي يوسم بالتأخر على مستوى القارة الأوروبية، باتت بأكثرية نسائية تزيد على الثلثين، هو خبر تحفيزي عندما يتواتر من مكان الى مكان، بالتجاوز على الوقائع الألبانية المباشرة، وعلى كون حقائب الداخلية والدفاع والعدل بقيت للرجال في هذه الحكومة.

كبلدين «ما بعد عثمانيين» ثمة مجال فعلي لاستجماع خيوط متشعبة للمقارنة بين التجربتين، اللبنانية والالبانية. ألبانيا التي لم تأسر نفسها بثنائيتها الاسلامية المسيحية رغم انها خلصت للاعتزاز بها، ولبنان الذي أسر نفسه بهذه الثنائية بشكل تبديدي للعمران فيه لأوسع حد.

 

وقى الله بلداننا من «الاعتبارات الإنسانية»

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/19 أيلول/2021

مَن يتابع مثلي بشغف القنوات التلفزيونية الأجنبية المتخصصة بالتحقيقات الجغرافية والتاريخية، لا يقطع عليه لذة المتابعة سوى الإعلانات الخيرية والإنسانية التي تكثر على مثل هذه القنوات. وتتراوح هذه الرسائل الإعلانية بين مكافحة الأمراض المستعصية والأوبئة المتوطنة، إلى الفقر والجوع... مروراً بالمناشدة إلى تأمين مياه الشرب النقية وحماية الحيوانات المهددة بالانقراض أو التي تعاني من القسوة. شخصياً، لا مانع عندي أبداً من دعم الأهداف السامية لهذه الرسائل الإعلانية، وبالأخص ما تعده مؤسسات دولية مرموقة كصندوق الطفولة الدولي «اليونيسيف» أو «صندوق حماية البيئة البرية» وغيرهما. لكن ما يعنيني، رغم تعاطفي وتأييدي المطلقين لها، أن بعضها من دون قصد يغيّب الجهات المسؤولة عن عدد من حالات المعاناة التي لا يجوز التعامل معها كأنها كوارث طبيعية. كمثال، أنا لا أطالب منظمة دولية مثل «اليونيسيف» بالسكوت عن المعاناة الناجمة عن أزمة الجوع في اليمن، أو المياه الآسنة في دول أفريقية مضطربة، لكن التعامل مع حالات كهذه كما لو كانت نتائج لزلازل أو أعاصير... تعامل قاصر. ومع أن التبرع لضحايا أزمات سياسية المنشأ قد يخفّف المعاناة مرحلياً، فهو فعلياً يسهم في عمليتي إلهاء وتخدير خطيرتين، تتغاضيان عن واقع يتوجب وقفه عند حده. فلن تجدي نفعاً المناشدات الأممية الإنسانية لإغاثة أهلنا في اليمن، عندما تفشل المؤسسات الأممية السياسية والأمنية في وقف مخطط كالمخطط التوسعي الإيراني في جنوب البحر الأحمر، وخاصةً أن أثمان الصواريخ الباليستية والطائرات المُسيّرة التي يستخدمها الحوثيون ضد الشعب اليمني وأراضي جيرانه كافية لمعالجة محن الفقر والجوع والمرض في اليمن الحبيب.

وبما أن الشيء بالشيء يذكر، أمامنا التبرير الرسمي الأميركي لكسر الحظر على التعامل الاقتصادي مع نظام بشار الأسد في سوريا... وذلك بالسماح بتوريد الغاز المصري إلى لبنان عبر الأراضي السورية.

لقد برّرت دوروثي شاي، سفيرة الولايات المتحدة في بيروت، كسر الحظر - المدعوم بعقوبات «قانون قيصر» - بـ«الحاجة الإنسانية» للبنانيين الرازحين تحت هيمنة «حزب الله» - أي إيران -، وسط شحّ الوقود الذي يهدد قطاعات النقل والاستشفاء والتعليم وغيرها. وهنا أزعم أنه لكون الولايات المتحدة «دولة مؤسسات» فإن قراراً من هذا النوع اتخذ على أعلى المستويات في وزارتي الخارجية والدفاع ومباركة البيت الأبيض.

وكحال اليمن، حيث اهتم معظم الموفدين الأمميين بكل تفاصيل الأزمة اليمنية ما عدا الدور الاستراتيجي الذي يلعبه التمرد الحوثي في جنوب غربي شبه الجزيرة العربية، فإن «إنسانية» المبادرة الأميركية - وقبلها المبادرة الفرنسية - تجاهلتا عمداً السبب المباشر للأزمة السياسية، وتالياً الإنسانية، في لبنان. وهكذا، أضحى الموضوع «الإنساني» على ما يبدو «ورقة التوت» التي تستر عورة المقاربات السياسية الدولية المُلتبَسة... بمواكبة المفاوضات النووية مع إيران في فيينا.

من جهة أخرى، لا تختلف المقاربات في سوريا والعراق كثيراً عنها في اليمن ولبنان إلا في التفاصيل. ففي سوريا، تنحّت باريس تاركةً حماية الأقليات المسيحية «المشرقية» في عهدة موسكو. وغيّرت واشنطن تعريف «سوريا المفيدة» لاعتبارات نفطية من الغرب إلى الشرق، فصبّت اهتمامها على مناطق شرق الفرات. وكانت القيادة الأميركية من قبل، إبان عهدي باراك أوباما ودونالد ترمب، أيضاً قد غيّرت أولويّاتها السورية من ردع نظام دأبت على وضعه على قوائمها للدول الداعمة للإرهاب... إلى التصدي حصراً لتنظيم «داعش».

وبالتالي، حلّ «التصدي لداعش» في سوريا محل «الاعتبارات الإنسانية» في لبنان من أجل تبرير صرف النظر عن لب المشكلة وأساسها. وهذا، مع أن واشنطن، من واقع وجودها في مناطق شرق الفرات تشهد على عمليات التغيير الديموغرافي، لا سيما في جنوب دير الزور (البوكمال والميادين) تأميناً للممر الإيراني من طهران إلى بيروت. ثم إنها، لا شك، على اطلاع تام من الحليف الإسرائيلي على جهود مماثلة تُبذل في الجنوب السوري، سواءً في محيط العاصمة دمشق، أو في المحافظات الحدودية الجنوبية الثلاث: القنيطرة ودرعا والسويداء.

ونصل إلى العراق، الذي يتأهب لانتخابات يستبعد كثرة من المراقبين أن تحمل حلولاً جدية في ظل استمرار الاستعصاء السياسي، والزحف الدؤوب لتنظيمات «دويلة» الحشد الشعبي على «الدولة» العراقية. وهذا هو الواقع المؤلم رغم محاولات رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي للمحافظة على شرعية الدولة وهوية العراق الوطنية وعلاقاته العربية. وهنا، أيضاً، تطل بوتيرة «موسمية» عمليات «داعش»، كأنه مخطّط لها أن تشدّ العصب المذهبي الشيعي، وتؤمّن الذريعة والذخيرة لـ«الدويلة» كلّما تراجع نفوذها على شارعها.

ثم هناك الانسحاب الأميركي المبرمج من العراق، الذي يتوقع كثيرون أن يتحقق في ظل عقد الحكومة العراقية «هدنة» مع ميليشيات إيران العراقية تحول دون استهداف هذه الميليشيات أماكن تمركز القوات الأميركية. «الهدنة» تأتي ضمن اتفاق استراتيجي وقعته بغداد وواشنطن أواخر يوليو (تموز) الماضي. وهنا يأمل مراقبون عراقيون أن يشكل الاتفاق نصراً سياسياً للكاظمي... يعزز من جهة وضعه في معركة رئاسة الحكومة المقبلة، ومن جهة أخرى «يرفع أسهمه» في طهران مع القيادة الإيرانية المتعجلة انسحاب الأميركيين.

إزاء هذا المشهد الشرق أوسطي المقلق، يتضح الانشغالان الأميركي والأوروبي في التفاصيل تفادياً للتطرق إلى القضايا الأساسية، ربما لأنه لا توجد توافقات بالعمق عليها. ولعل هذا ما تكشفه ثلاث حالات:

- الأولى، تقاطع المصالح وسقوف النفوذ الخارجي في سوريا، وبالأخص نفوذ إيران الذي يسعى الجميع إلى تفادي بحثه، وحصر التفاوض مع طهران في الشق التقني من الاتفاق النووي.

- الثانية، شكل الانسحاب الأميركي من أفغانستان الذي صدم حلفاء واشنطن الأطلسيين، ووجه رسائل إنذار بالجملة حول مستوى التزام واشنطن وفهمها لمصالحها التكتيكية.

- الثالثة، الخلاف الأميركي - الفرنسي المفاجئ الذي فجّره إلغاء أستراليا صفقة غواصات فرنسية، وانضمامها إلى تحالف في شرق آسيا يضم الولايات المتحدة وبريطانيا ويهدف للتعامل مع الخطر الصيني في شرق آسيا وحوض المحيط الهادي.

منطقة فيها هذا القدر من التعقيدات والمشاكل، لا تُختصَر تحدياتها بالقضايا «الإنسانية»، التي رغم أهميتها تظل «الحصيلة» لا «السبب». وطالما تخلّت القوى العظمى عن مسؤولياتها، وانهمكت في مصالحها الضيقة، فإنها قد لا تنجو طويلاً من تداعيات سوء مقاربات معاناة الآخرين.

 

قصص إيرانية «شيزوفرينية»

سوسن الشاعر/الشرق الأوسط/19 أيلول/2021

ليس هناك نظام يعاني من «الشيزوفرينيا» يصرح بالشيء ويعمل نقيضه من دون أن يرف له جفن كالنظام الإيراني، وعنده - ما شاء الله - قدرة وتمكن في التزام الجدية ورسمها على وجوه مسؤوليه حين يطلقون تصريحاتهم المتناقضة مع أفعالهم، فتكاد تصدق ما يقولون، أعتقد أن هناك دورات تدريبية لوزرائهم ،لأنهم يحتاجون إلى مهارات خاصة كي يتمكنوا من رسم هذه الجدية على وجوههم، أو مهارات خاصة لاختيار وانتقاء الكلمات في التصريحات التي يعرفون أنها لا تمت للواقعية بصلة.

- القصة الأولى

فنكتة الموسم كانت في تصريح وزير خارجية إيران عبد اللهيان (طُرد من البحرين حين كان سفيراً فيها) وهو ينصح «طالبان»؛ فهذا التصريح جمع أطنان التناقضات الموجودة في العالم؛ إذ يقول اللهيان لـ«طالبان»، إن حكومتكم «غير منصفة»؛ لأنها لا تشمل المكونات الأخرى من المجتمع الأفغاني، وطبعاً هو يقصد أنها لم تضم ولا وزيراً من «الهزارة» فكلهم «بشتون»! إيران تنصح الآخرين بالتعددية؟ إيران التي لم تسمح ببناء مسجد للسنة في طهران تطالب بالتعددية، إيران التي ينص دستورها على احتكار السلطة لأبناء مذهب واحد تنصح الآخرين بالتعددية، هل صادفتم شيزوفرينيا أكثر من هذه؟ من رد عليه؟ رد عليه عضو برلماني إيراني سابق يدعى علي مطهري، فكتب تغريدة قال فيها «قصة نصح مسؤولينا لحركة (طالبان) بتشكيل حكومة شاملة تعد مزحة»، تقول «طالبان» رداً على اللهيان «لقد رأينا انتخاباتكم الحرة وحكومتكم الشاملة في الواقع نحن نسير في طريقكم، نحن صادقون وأنتم تتظاهرون، فاقد الشي لا يعطيه».

أما المتحدث الرسمي الأفغاني، فكفى ووفي، وقال له منكم نستفيد، أنتم أساتذة احتكار السلطة ونتعلم منكم ونستفيد من خبراتكم في إقصاء الآخرين.

القصة الثانية متعلقة بما ذكرته صحيفة «وول ستريت جورنال» عن التحرش الجنسي المتعمد لرجال الشرطة الإيرانية بمفتشات الوكالة الدولية للطاقة الذرية!

إذ نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن دبلوماسيين، أن مسؤولي الأمن في إيران قد تحرشوا بعدد من ممثلات الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال الأشهر القليلة الماضية، وأن الولايات المتحدة دعت إيران إلى وقف هذا السلوك على الفور. وبحسب الصحيفة، فقد قال الدبلوماسيون «إن المضايقات التي حدثت في منشأة نطنز لم يتم الإعلان عنها من قبل شملت ملامسة المفتشات جسدياً، من قِبل عناصر الأمن الذكور وأمرهم لبعض المفتشات بخلع بعض ملابسهن». مع أنها جمهورية «إسلامية»، ورغم أن شرطتهم النسائية أكثر من الهم على القلب، لكنها الشيزوفرينيا التي اتسم بها هذا النظام الذي لا يصدق في أي شيء وقادر على فعل الأمر ونقيضه، ونصح الآخرين بالنهي عن منكر ويقوم به من دون أن يرف له جفن.

أما القصة الثالثة، فهي حجم وبشاعة الفظائع والجرائم التي ارتكبها نظام الملالي والتي تكشف عنها محاكمة حميد نوري في السويد هذه الأيام، ومقارنتها بادعاء هذا النظام أنه نصير الضعفاء ومحاميهم.

فروايات شهود العيان تقشعر لها الأبدان؛ فقد كانت الإعدامات تتم في مواقع عدة لكثرتها، وأحد تلك المواقع كان المسارح، فقال رمضان فتحي «لا أعرف عدد المجموعات التي تم نقلها إلى خشبة المسرح للإعدام، لكنني رأيت حميد نوري يوزع الحلوى، وفي الممرات رأيت ناصر منصوري على نقالة، لأنه يعاني بسبب مشكلة بالحبل الشوكي بظهره وتم اقتياده بهذه الحالة إلى فرقة الموت»، ثم أضاف «كنت أسمع صوت نقل جثامين المعدومين وإلقائهم في السيارة، وفي الليلة الأولى نقلوا 30 جثة خارج السجن».

الجدير بالذكر، أن إبراهيم رئيسي، وهو رئيس جمهورية إيران (المنتخب) أشرف بنفسه على تلك المحاكمات التي أعدمت ما يقارب من 33 ألف إيراني عام 1988.

أما القصة الرابعة، فهي عربية، لكن لها علاقة بإيران...

فالشيزوفرينيا الأكبر والأشد فتكاً تتمثل في طابور المعجبين بهذا النظام من العرب، فهم متعلقون به لأنه يمثل بالنسبة لهم الإسلام الصحيح، ويمثل العدل ويمثل الإنصاف ونصرة الضعيف، في حين أن عدد من يعارض هذا النظام من الإيرانيين وشهاداتهم وشهادات الأحوازيين وشيعة العراق الثائرين وشيعة الجنوب اللبناني الثائرين الذين جربوا وعانوا من ظلمه واستبداده تغطي عين الشمس، لكنها كلها لم تكفِ لتفتح عيون وعقول معجبي هذا النظام من العرب... أي انفصام أكبر من هذا؟... عجبي!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

كلمة رابطة سيدة إيليج في قداس شهداء المقاومة اللبنانية الذي ترأسه اليوم البطريرك الراعي في كنيسة سيدة ايليج على نية الشهداء وتكريماً لهم

ميفوق - القطارة /19 أيلول/2021

"خمس وعشرون سنة لم نسكت فيها عن نسيان الشهداء لكأن صدى كلماتك أبينا البطريرك يتردد في هذا الوادي المقدس منذ ربع قرن، كان صدى كلماتك يتردد مع تنهدات كل أم شهيد أمعنوا في تشويه شهادة إبنها، مع غصة كل أب شاهد إبنه يساق إلى السجن كالمجرمين، مع إعتقال كل مقاوم رفض الإذعان للمحتل، مع كل صرخة ألم أطلقها المقاومون تحت التعذيب، مع غضب الشهداء الذين طاولتهم يد القمع في رقادهم، فخلعت أبواب مساكنهم الأبدية وانتهك رفاتهم". "حال من الإحباط كاد أن يلامس اليأس أصاب مجتمعنا، فكان خيارنا أن نشهد ونقاوم، نقاوم اليأس والعوز والإعتقالات والتعذيب، وأن نشهد بالكلمة، بالعلم، بالقيم، بالعرق والصبر، فنحن أبناء الرجاء والقيامة، سلاحنا الإيمان بالرب يسوع الذي قال لنا: لا تخافوا أنا معكم، ومن هذا الدير وبرعاية سلطانة الشهداء سيدة إيليج، صدحت صرخات الحرية والوفاء وأطلق العهد:"إن ننسى لن ننسى".

الدولة التي أرعبها قداس العام 2000، أقدمت في العام 2001 على اعتقال رفاق لنا، هم بيننا اليوم، وساقتهم إلى المعتقلات والسجون، ووقفوا أمام القضاة كالمجرمين، واتهمتهم بإحياء قداس سيدة إيليج، نعم، أيها السيدات والسادة، الأمر لا يصدق أن تقوم الدولة اللبنانية الممسوكة من الإحتلال والتي ينص دستورها على حفظ حرية المعتقد باعتقال شبان ومحاكمتهم لأنهم يقيمون قداسا لرفاقهم الشهداء. أن نتهم بالوفاء لدماء رفاقنا هو فخر لنا، ووسام شرف علق على صدورنا، ووصمة عار على جبين كل من اتهمنا. وهذا الأمر قد يتكرر إذا لم نقاوم الإحتلال الجديد".

"غبطة أبينا البطريرك، لقد أخطأت قوى سياسية، عن قصد أو عن غير قصد، حين ظنت أن لبنان تحرر بانسحاب الجيش السوري، وأخطأت آنذاك حين تخلت عن روح المقاومة ونهجها ودخلت لعبة تقاسم حصص في مواقع السلطة، وانزلقت إلى تفاهمات ومصالحات وتسويات على حساب المبادئ والقيم، كما على حساب سيادة الدولة على قرارها وأراضيها، فساهمت في ترسيخ احتلال مقنع، سيطر على مؤسسات دولتنا، بواسطة لبنانيين يحملون الهوية اللبنانية ولكنهم في الواقع ينفذون أوامر دول خارجية ويتفاخرون بكونهم جنودها يتلقون منها المال والسلاح، غير مبالين بحياة اللبنانيين الذين باتوا متسولين، وأمست دولتهم مرمية على قارعة الأمم نتيجة لهذا الإحتلال". "غبطة أبينا البطريرك، السلطة المرتهنة والفاسدة لم يهزها تفجير المرفأ وتدمير نصف العاصمة بيروت، وها هي تحاول إخفاء جريمتها وتساعد المطلوبين للتحقيق في التهرب من الوقوف أمام القاضي برفضها إسقاط الحصانات عنهم، وهي لم تستجب صرخات أهالي الضحايا واللبنانيين كافة المطالبة بالعدالة، كما لم يهزها من قبل نزول آلاف مؤلفة من اللبنانيين إلى الشارع، رافضين هذه المنظومة التي أوصلتهم إلى الحضيض لما قامت به من سرقات، ولم تنفع معها نداءاتكم المتكررة واحتضانكم لمطالب الشعب اللبناني منذ 17 تشرين، فكانت صرختكم الموجهة إلى شعب لبنان، ودعوته إلى التصدي للقوى الإقليمية والمحلية - التي تتبع لها هذه السلطة - بما أوتي من قوة ومهما بلغت التضحيات، فأضحى من الواجب الإنتقال من الثورة إلى المقاومة، لذلك ندعو إلى قيام مقاومة لبنانية حضارية حرة، تتصف بالمحبة والحكمة والجرأة والتواضع، وتضم جميع اللبنانيين على تنوع طوائفهم ومذاهبهم، على قاعدة رفضهم للاحتلال، وفي شكل خاص ناشطي الحراك ومجموعاته، مقاومة تأبى الخضوع للأمر الواقع، وتستلهم مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ووثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك في مناهضتها للاحتلال ومفاعيله، الفكرية، الثقافية، الإجتماعية، الإقتصادية، العسكرية والأمنية. وتعمل معكم في المطالبة بعقد مؤتمر دولي يقر حياد الدولة اللبنانية ويشرف على تطبيق القرارات الدولية". "غبطة أبينا البطريرك، بعد مسيرة خمسة وعشرين عاما من الوفاء للقضية وشهدائها، نجدد العهد أمام سلطانة الشهداء سيدة إيليج، وبالقرب من مدافن رفاقنا بأننا لن ننسى، لن نركع، لن نتزعزع، لن نساوم، لن نهادن، سنقاوم ونقاوم ونقاوم، ولن يهدأ لنا بال قبل أن يتحرر وطننا. وكما طرقنا أبواب رفاقنا حيث يرقدون كي نزف لهم بشرى زوال الإحتلال، هكذا وفي يوم نعمل كي يكون قريبا، سنطرق أبوابهم من جديد ونرش الزهور هاتفين: إندحر الإحتلال ولبنان بخير".

 

فيديو ونص القداس الإلهي الذي ترأسه البطريرك الراعي اليوم 19 أيلول/2021 في كنيسة سيدة ايليج على نية الشهداء وتكريماً لهم

https://www.facebook.com/maronite.patriarchate.bkerki/videos/547009466411273

الراعي : لاجراء الاصلاحات وانتشال لبنان من سياسة المحاور إلى رحاب الحياد

الأحد 19 أيلول 2021

 وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداسا احتفاليا في كنسية سيدة ايليج سلطانة الشهداء ميفوق - القطارة قضاء جبيل، بدعوة من رابطة سيدة ايليج، بعنوان "لا تسكتوا عن نسيان الشهداء" تكريما لشهداء المقاومة اللبنانية، ولمناسبة مرور 25 سنة على تأسيس الرابطة، عاونه فيه راعيا أبرشيتي جبيل المارونية المطران ميشال عون والبترون المطران منير خيرالله ورئيس دير سيدة ميفوق الاب يوسف متى، وشارك فيه النائب فادي سعد، رئيس لقاء سيدة الجبل النائب السابق فارس سعيد، النائب السابق سامر سعادة، رئيس بلدية ميفوق القطارة هادي الحشاس، مختارا ميفوق والقطارة انطوان سلامة وكمال الحشاش، رئيس رابطة سيدة ايليج سعود أبو شبل والاعضاء وأهالي الشهداء وحشد من المؤمنين.

عون

بداية، ألقى المطران عون كلمة رحب فيها بالبطريرك الراعي في الابرشية التي خدمها لسنوات طوال، مثمنا الشهادة من أجل حرية واستقلال وسيادة الوطن، وأمل أن "تحمل الايام المقبلة الحلول للمشاكل التي يرزح تحت وطأتها الشعب اللبناني"، مؤكدا "أهمية أن تبقى ثقتنا بوطننا كبيرة".

العظة

بعد الانجيل المقدس ألقى البطريرك الراعي عظة بعنوان "هل تستطيعان أن تشربا الكأس التي أشربها أنا؟ وأن تتعمدا بالمعمودية التي أتعمد بها أنا؟" (مر 10: 38) وقال: "الكأس التي شربها يسوع تعني صلبه، وقد سماه كأسا لأنه شربها بملء إرادته، على ما نقرأ في الرسالة إلى العبرانيين (راجع 12/ 2). والمعمودية التي يتعمد بها يسوع تعني موته الذي ولجه بكليته وغسل بدمائه خطايا العالم، كما نقرأ في رسالة القديس بولس إلى الرومانيين: أو ما تعلمون أننا نحن الذين اعتمدنا بيسوع المسيح، إنما بموته اعتمدنا؟ وبعمادنا بموته، دفنا معه؟ (روم 6/ 3-4).

إن نبوءة يسوع عن مشاركة يعقوب ويوحنا في شرب كأسه، والإعتماد بمعموديته تكشف مصير الإضطهاد والاستشهاد الذي خضعا له بعد العنصرة وحلول الروح القدس. فيعقوب مات شهيدا، ويوحنا منفيا في جزيرة باتموس".

أضاف: "شهداء المقاومة اللبنانية الذين نحيي اليوم ذكراهم السنوية الخامسة والعشرين، في هذه الليتورجيا الإلهية، شربوا كأس الوطن بما تحملوا من آلام في أجسادهم ونفوسهم، واعتمدوا بمعمودية الوطن باستشهادهم من أجل حمايته وبقائه وكرامته وسيادته. نلتمس لهم من الله إكليل المجد في السماء، ولعائلاتهم العزاء، ولرفاقهم العزم على مواصلة المقاومة اللبنانية الحضارية السلمية، والصمود بقوة الإيمان والرجاء، على مثال بطاركتنا القديسين الذين قادوا هذه المسيرة في إيليج كما في يانوح وهابيل وكفرحي وعمشيت وقنوبين والديمان وبكركي وفي المقار البطريركية التي كانوا يلجأون إليها بحسب ظروف العهود، وعروشهم على ظهورهم.

ونود أن نوجه التحية إلى رابطة سيدة إيليج التي تدعو إلى هذه الذبيحة الإلهية ككل سنة، والذكرى اليوم بلغت يوبيلها الفضي. كما نحيي رئيس دير سيدة ميفوق وجمهور الآباء، شاكرين تعاونهم مع رابطة سيدة إيليج لإنشاء غابة شهداء المقاومة اللبنانية، وتسمية سيدة إيليج سلطانة الشهداء. ونشكر من خلالهم الرهبانية اللبنانية المارونية الجليلة التي حافظت عبر القرون على هذا المقر البطريركي المقدس، واستقبلت في محيطه أضرحة شهداء المقاومة اللبنانية".

وتابع الراعي: "إختارت الرابطة موضوعا لهذا العام: خمس وعشرون سنة لم نسكت فيها عن نسيان الشهداء، ونعم الاختيار. فالذاكرة التي تعني عدم النسيان ضرورية للغاية من أجل جعل إراقة دماء الشهداء لا مجرد ذكرى لماض حدث، بل حاضرا يتفاعل في ضمائرنا جيلا بعد جيل، ويعطي دماءهم ثمنها الغالي، إذ ماتوا لنحيا وفقا لآمالهم. عندما أسس ربنا يسوع المسيح، ليلة آلامه وموته، سر القربان بتقدمة ذاته ذبيحة فداء لمغفرة الخطايا، ووليمة روحية لحياة العالم، أمر كهنة العهد الجديد قائلا: "إصنعوا هذا لذكري" (لو 22: 19-20). فكانت الذكرى في آن تذكارا لماض، وتحقيقه في الحاضر، واستمراريته في المستقبل حتى مجيئه الثاني بالمجد (راجع 1 كور 11: 26)".

ولفت الى أن "الشهداء يحيون كلما تابعنا المسيرة الوطنية، من أجل السيادة والاستقلال وحرية القرار. لا تخافوا ولا تيأسوا، فكل ما ترونه اليوم مرحلة صعبة وتمضي، بالصلاة والصمود، بحسن الخيار والتمسك بالثوابت، بوحدة الصف والعمل الوطني الدؤوب، بتغيير الواقع بالوسائل الديموقراطية، برفض الهيمنة. إن مسيرة التغيير التي بدأت مع الانتفاضة الشعبية مستمرة. منذ اتفاق الطائف، في بداية التسعينات، والدولة تعد الشعب بمعالجة الأزمات التي تسببت بالصراع الوطني والحروب، لكن الأزمات ازدادت، والصراع الوطني تعمق، والولاء للبنان انحرف حتى دخلنا عتبة الانهيار. لذلك، إن مطالبتنا بمعالجة واقع الانهيار يهدف إلى المحافظة على وحدة لبنان وهويته لأن تفاقم الوضع صار يشكل خطرا عليهما".

وقال: "أمام أضرحة شهدائنا، وغابة أرزهم المهيبة والناطقة، نتذكر أن ما حققه آباؤنا وأجدادنا والجيل المقاوم، كان بعرق الجبين ودم الشهداء، بالصمود والمقاومة، بالعلم والإبداع. لم يقاتل أحد عنا. العمالة ليست من مكونات الشخصية التاريخية المسيحية في لبنان. من يقاوم ويستشهد في سبيل قضية لا يتقبل العمالة وتعددية الولاءات. ومن يسترجع التاريخ، القديم والحديث، يكتشف أن المسيحيين في لبنان، وبخاصة الموارنة، ما تعرضوا للحروب والاضطهاد إلا لأنهم رفضوا العمالة والخضوع وآثروا الصداقة والتحالف على أسس الكرامة الشخصية والسيادة الوطنية".

وأضاف: "لقد شكرنا الله على خروج لبنان من أزمة الحكومة التي استمرت ثلاثة عشر شهرا، وعلى تشكيل حكومة جديدة اتخذت شعار: "معا للانقاذ". إننا إذ نجدد لها تمنياتنا بالنجاح، نأمل أن تعمل كفريق وطني واحد يعكس وحدة الدولة لوقف التدهور، والتصدي للعمليات المتواصلة لضرب هيبة الشرعية وكرامة الدولة ككل والمس بنظامها الديموقراطي الليبرالي. فلا يمكن أن تستقيم الدولة اللبنانية مع ممارسات أو مواقف تتنافى وكيانها ومؤسساتها، ويسمونها بكل بساطة نقاطا خلافية، وكأن حلها غير ضروري، من مثل حياد لبنان وعدم انحيازه، وتصحيح الممارسات المنافية للدستور واتفاق الطائف، والطريقة التي تم فيها إدخال صهاريج المحروقات بالأمس القريب، وإعاقة التحقيق في جريمة انفجار مرفأ بيروت والتشكيك الممنهج بقاضي التحقيق، كأن المطلوب إيقاف التحقيق في أكبر جريمة".

وختم الراعي: "ما يعزز أملنا هو أن الظروف الداخلية والإقليمية والدولية التي استولدت هذه الحكومة تسمح لها بالقيام بالملح الذي يحتاجه الشعب منها، وهو على الأخص:

- إجراء الإصلاحات في الهيكليات والقطاعات، واستنهاض الحركة المالية والاقتصادية والمصرفية.

- تأمين العام الدراسي، بكل ما يلزمه، ودعم المدرسة الخاصة على غرار الرسمية فلا يدفع المواطن ضريبتين.

- حل أزمة المحروقات والكهرباء، وإغلاق معابر التهريب على الحدود اللبنانية - السورية، ومكافحة الإحتكار والتلاعب بالأسعار.

- معالجة قضية برادات التفاح منعا من إتلافه.

- إنتشال لبنان من سياسة المحاور إلى رحاب الحياد في إطار لبنان الواحد، واللامركزية الموسعة.

- دعم القضاء اللبناني لينجز التحقيق في جريمة تفجير مرفأ بيروت، بحيث يتم وفقا للقوانين ومستلزمات العدالة، ولا أحد أغلى من دماء الشهداء، ودموع الأهل، وآلام الجرحى والمعوقين، وعاصمة لبنان بيروت.

- إننا نبتهل إلى الله، بشفاعة سيدة إيليج وسلطانة الشهداء، لتتمكن هذه الحكومة من أن تشق طريقها وتعالج القضايا الملحة، وأن تعيد الحياة إلى علاقات لبنان العربية والدولية، وتقدم موحدة على التفاوض مع الدول والمؤسسات المانحة، إذ يصعب أن يستعيد لبنان دورته الحياتية والاقتصادية والمصرفية، ويخرج الشعب من الإذلال اليومي من دون مساعدات خارجية سخية".

ابو شبل

وبعد القداس ألقى أبو شبل كلمة الرابطة قال فيها: "25 سنة لم نسكت فيها عن نسيان الشهداء لكأن صدى كلماتك أبينا البطريرك يتردد في هذا الوادي المقدس منذ ربع قرن، كان صدى كلماتك يتردد مع تنهدات كل أم شهيد أمعنوا في تشويه شهادة إبنها، مع غصة كل أب شاهد إبنه يساق إلى السجن كالمجرمين، مع إعتقال كل مقاوم رفض الإذعان للمحتل، مع كل صرخة ألم أطلقها المقاومون تحت التعذيب، مع غضب الشهداء الذين طاولتهم يد القمع في رقادهم، فخلعت أبواب مساكنهم الأبدية وانتهك رفاتهم".

أضاف: "حال من الإحباط كاد أن يلامس اليأس أصاب مجتمعنا، فكان خيارنا أن نشهد ونقاوم، نقاوم اليأس والعوز والإعتقالات والتعذيب، وأن نشهد بالكلمة، بالعلم، بالقيم، بالعرق والصبر، فنحن أبناء الرجاء والقيامة، سلاحنا الإيمان بالرب يسوع الذي قال لنا: لا تخافوا أنا معكم، ومن هذا الدير وبرعاية سلطانة الشهداء سيدة إيليج، صدحت صرخات الحرية والوفاء وأطلق العهد:"إن ننسى لن ننسى".

الدولة التي أرعبها قداس العام 2000، أقدمت في العام 2001 على اعتقال رفاق لنا، هم بيننا اليوم، وساقتهم إلى المعتقلات والسجون، ووقفوا أمام القضاة كالمجرمين، واتهمتهم بإحياء قداس سيدة إيليج، نعم، أيها السيدات والسادة، الأمر لا يصدق أن تقوم الدولة اللبنانية الممسوكة من الإحتلال والتي ينص دستورها على حفظ حرية المعتقد باعتقال شبان ومحاكمتهم لأنهم يقيمون قداسا لرفاقهم الشهداء. أن نتهم بالوفاء لدماء رفاقنا هو فخر لنا، ووسام شرف علق على صدورنا، ووصمة عار على جبين كل من اتهمنا. وهذا الأمر قد يتكرر إذا لم نقاوم الإحتلال الجديد".

وتابع أبو شبل: "غبطة أبينا البطريرك، لقد أخطأت قوى سياسية، عن قصد أو عن غير قصد، حين ظنت أن لبنان تحرر بانسحاب الجيش السوري، وأخطأت آنذاك حين تخلت عن روح المقاومة ونهجها ودخلت لعبة تقاسم حصص في مواقع السلطة، وانزلقت إلى تفاهمات ومصالحات وتسويات على حساب المبادئ والقيم، كما على حساب سيادة الدولة على قرارها وأراضيها، فساهمت في ترسيخ احتلال مقنع، سيطر على مؤسسات دولتنا، بواسطة لبنانيين يحملون الهوية اللبنانية ولكنهم في الواقع ينفذون أوامر دول خارجية ويتفاخرون بكونهم جنودها يتلقون منها المال والسلاح، غير مبالين بحياة اللبنانيين الذين باتوا متسولين، وأمست دولتهم مرمية على قارعة الأمم نتيجة لهذا الإحتلال".

وتابع: "غبطة أبينا البطريرك، السلطة المرتهنة والفاسدة لم يهزها تفجير المرفأ وتدمير نصف العاصمة بيروت، وها هي تحاول إخفاء جريمتها وتساعد المطلوبين للتحقيق في التهرب من الوقوف أمام القاضي برفضها إسقاط الحصانات عنهم، وهي لم تستجب صرخات أهالي الضحايا واللبنانيين كافة المطالبة بالعدالة، كما لم يهزها من قبل نزول آلاف مؤلفة من اللبنانيين إلى الشارع، رافضين هذه المنظومة التي أوصلتهم إلى الحضيض لما قامت به من سرقات، ولم تنفع معها نداءاتكم المتكررة واحتضانكم لمطالب الشعب اللبناني منذ 17 تشرين، فكانت صرختكم الموجهة إلى شعب لبنان، ودعوته إلى التصدي للقوى الإقليمية والمحلية - التي تتبع لها هذه السلطة - بما أوتي من قوة ومهما بلغت التضحيات، فأضحى من الواجب الإنتقال من الثورة إلى المقاومة، لذلك ندعو إلى قيام مقاومة لبنانية حضارية حرة، تتصف بالمحبة والحكمة والجرأة والتواضع، وتضم جميع اللبنانيين على تنوع طوائفهم ومذاهبهم، على قاعدة رفضهم للاحتلال، وفي شكل خاص ناشطي الحراك ومجموعاته، مقاومة تأبى الخضوع للأمر الواقع، وتستلهم مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ووثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك في مناهضتها للاحتلال ومفاعيله، الفكرية، الثقافية، الإجتماعية، الإقتصادية، العسكرية والأمنية. وتعمل معكم في المطالبة بعقد مؤتمر دولي يقر حياد الدولة اللبنانية ويشرف على تطبيق القرارات الدولية".

وختم: "غبطة أبينا البطريرك، بعد مسيرة خمسة وعشرين عاما من الوفاء للقضية وشهدائها، نجدد العهد أمام سلطانة الشهداء سيدة إيليج، وبالقرب من مدافن رفاقنا بأننا لن ننسى، لن نركع، لن نتزعزع، لن نساوم، لن نهادن، سنقاوم ونقاوم ونقاوم، ولن يهدأ لنا بال قبل أن يتحرر وطننا. وكما طرقنا أبواب رفاقنا حيث يرقدون كي نزف لهم بشرى زوال الإحتلال، هكذا وفي يوم نعمل كي يكون قريبا، سنطرق أبوابهم من جديد ونرش الزهور هاتفين: إندحر الإحتلال ولبنان بخير".

ثم قلد البطريرك الراعي ميدالية سيدة ايليج الى أهالي شهداء قرطبا في تفجير مرفأ بيروت شربل ونجيب حتي وشربل كرم.

بعد ذلك، بارك الراعي يرافقه المطارنة والكهنة لوحة إيمان وعهد على مدخل مدافن الشهداء، ورفعت صلاة البخور في مدافن شهداء المقاومة اللبنانية.

http://eliasbejjaninews.com/archives/102605/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d8%a7%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%84%d9%87%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a-%d8%aa%d8%b1%d8%a3%d8%b3%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%a8/

 

المطران عوده: ما نشهده في بلدنا هو طغيان حب الأنا

الأحد 19 أيلول 2021

وطنية - ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس. بعد الإنجيل، قال في عظته: "عيدت كنيستنا المقدسة في الرابع عشر من أيلول لعيد رفع الصليب الكريم المحيي. هذا العيد مناسبة للتأمل في سر الفداء الذي أتمه الرب على الصليب. إن الرب يسوع هو الرب الغالب الموت، إلا إنه أيضا الفادي المصلوب الذي بذل نفسه فداء عن البشرية ليعتقها من براثن الشيطان والشر. لقد مات على الصليب لإصلاح ما أفسدته الخطيئة، وهل من حب أعظم من أن يموت الإنسان فداء عن أحبائه؟ إذا العلاقة بين المحبة والصليب وثيقة. لو لم تكن المحبة الدافع الأول لقبول الصلب لكان الصليب خشبة عادية، لكن محبة الله غير المحدودة تجلت على الصليب لذلك الصليب عندنا نحن المخلصين قوة الله (1 كو 1: 18)". أضاف: "نحن نذكر آلام الرب وصلبه بفرح ورجاء كبيرين لأنه بالصليب قد حصل خلاص العالم. لذلك وضعت الكنيسة عيد رفع الصليب في بداية السنة الطقسية لكي ترشدنا إلى رأس خلاصنا وتوجهنا نحو الأهم في حياتنا، نحو الفصح المقدس الذي يبتدىء بالصلب. فلا قيامة بدون صليب ولا صليب بدون التضحية والمحبة. على الصليب قدم السيد المسيح نفسه ذبيحة من أجل خطايانا، لذلك أصبحت علامة الصليب الإشارة المشتركة بين جميع المؤمنين كرمز للخلاص. عندما بسط الرب يسوع يديه على الصليب، لم يعد الصليب رمزا للخزي والعار والموت، بل صار نبعا للحياة الأبدية. بالصليب اختفت اللعنة وبادت الخطيئة، وتقهقر الشيطان، وانحلت رباطات الجحيم. بالصليب حصلت المصالحة بين الله والإنسان، لأن المصلوب عليه قهر مملكة الجحيم، وحرر البشر من سلطان الموت، وأعتقهم من عبودية الخطيئة. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: الصليب هدم العداوة بين الله والناس، صنع السلام، جعل الأرض سماء... الصليب رمز المحبة الإلهية لأن الله هكذا أحب العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية (يو 3: 16)".

ورأى أن "أعياد الصليب يجب أن تكون للمؤمن فرصة للتأمل في موت المخلص كفارة عن خطايانا، وفي الصلة بين الصليب والمحبة. كما يجب أن تكون مناسبة للتأمل في حياتنا وفي ضرورة أن نردد مع بولس الرسول: أما أنا فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به صلب العالم لي وأنا صلبت للعالم". وتابع: "اليوم هو الأحد الذي يلي عيد رفع الصليب الكريم المحيي. يعلمنا الرب يسوع في إنجيل اليوم أن الخلاص لا يأتي بالراحة بل بالكد وحمل الصليب، فيقول: من أراد أن يتبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني، لأن من أراد أن يخلص نفسه يهلكها، ومن أهلك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل يخلصها. إلا أن التعب الذي يتحدث عنه الرب هنا ليس تعبا وجهدا في سبيل ربح مادي، بل من أجل ربح ملكوت السماوات: فإنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟. أما القسم الثاني من إنجيل اليوم، فيحملنا مسؤولية الشهادة للرب في هذا العالم، بلا خجل، لئلا يستحي بنا ابن البشر في ملكوته. المسيح، قبل أن يصل إلى الآلام والصلب، وصف حياة تلاميذه مستخدما صورة المحكوم عليه، الذي يحمل صليبه. من يريد أن يتبعه عليه أن ينكر نفسه، الأمر الذي يعني أن ينكر جذر كل الأهواء، أي الأنانية، ثم أن يحمل صليبه، أي أن يجاهد من أجل حفظ وصايا المسيح. إتباع المسيح يعني الإقتداء بحياته، واللحاق به إلى جلجلة المحبة. الصليب هو المحبة التي أصبحت ذبيحة ليعيش العالم حياة حقيقية، وفيما يتحرر الإنسان من أغلال الأنانية وحب الذات، يتقدم في معرفة المسيح ويرى بوضوح جحود العالم، عندئذ يعيش مأساة الكون شخصيا، فينوح ويصلي من أجل العالم، ويحمل صليب إخوته الذين لا يفصلهم عن نفسه". ولفت إلى أن "كتابات القديسين وسير حياتهم تصف خبرة الذين يتبعون المسيح بإخلاص، وتبين كيف يتوجب على الإنسان أن يأخذ صليبه ويتبع المسيح. حمل الصليب هو طريقة حياة المؤمنين الحقيقيين جميعا، بغض النظر عن أنماط حياتهم الخارجية. فحياة الصليب ليست حكرا على الرهبان أو النساك، بل هي أيضا سمة أصحاب المهن وأرباب العائلات، والذين لديهم مراكز مسؤولية ويمارسون السلطة في المجتمع، لأن المسيحي الحقيقي يعيش مسيحيته أينما وجد، ويمارس الفضائل في كل وقت".

وقال: "مجتمعنا يعاني كثيرا من جهة العائلة، إذ يكون صليب العائلة ثقيلا على البعض فلا يستطيعون حمله، لأنهم يكونون مجبرين على نبذ الأنا، ويختارون تركه وهدم الشركة العائلية بحثا عن الراحة الشخصية. كل إنسان هو شخص فريد لا يتكرر وجوده، ولديه تاريخه الخاص وتراثه. اجتماع شخصين بالزواج هو تصادم عضوي لتراثين مختلفين. عادة، عندما يفقد الزوجان حماستهما الخارجية الأولى، ويعبر الزواج إلى مرحلة أعمق، تظهر خلافات وانشقاقات تتطلب نضوجا كبيرا ليتخطياها. الكنيسة، من خلال نعمة سر الزواج وتعليمها، المعبر عنهما في طقس الزواج، تمنح الزوجين مساعدة جوهرية. لا تفحص الأمور وكأن كلا من الزوجين هو مركز كل شيء، لذلك تعطي أكثر من مخرج حيث يرى المنطق البشري مأزقا. الكنيسة تشق العلاقة الثنائية للزوجين وتجعلها ثلاثية، لأن المصلحة الشخصية دائما تتدخل بين الإثنين، لكن عندما تضفي الكنيسة بعدا روحيا على العلاقة بين الزوجين، عندئذ تأخذ العلاقة مضمونا آخر، فتكتسب اتجاها روحيا. لا يبقى مرجع ارتباط الاثنين في شخصيهما ولا في علاقتهما، بل في الشركة مع الكنيسة، وسر الشكر أي مع المسيح. في سر الزواج، تتقوى علاقة الزوجين ضمن الشركة مع الكنيسة، ويكون هدفها كمال الزوجين في المسيح، وتجاوز التركيز الشخصي، والتمرس في المحبة. الزواج ليس أمرا سهلا ولا مجرد عقد قانوني، بل هو نير وسر عظيم، يتطلب صلبا، ويحتاج حمل الصليب بقوة نعمة الله. وإذا كانت علاقة الزوجين الحقيقية صليبا، فالصليب يصير أثقل عند ولادة الأولاد".

أضاف: "إذا أراد الأهل أن يكون أبناؤهم فاضلين، عليهم أن يدركوا أن الأولاد يتمثلون بسيرة حياتهم. المحبة والصدق أساسيان في التربية، والصليب الذي يحمله الأهل في التربية هو التضحية وإقران القول بالفعل، على حسب قول الرب: من عمل وعلم يدعى عظيما في ملكوت السماوات (مت 5: 19). على الأهل أن يعرفوا أن الأولاد ليسوا ملكا لهم، بل هم أشخاص أحرار، يخصون الله، وينبغي أن ينموا علاقتهم الشخصية به، كما أنهم يخصون المجتمع والكنيسة، والأهل مؤتمنون عليهم. لذا، مهمة الأهل هي مساعدة الأولاد في المحافظة على صورة الله فيهم طاهرة، وفي التقدم إلى ما هو على مثال الله. أيضا، على الأهل أن يعطوا الأولاد إمكانية اكتساب علاقات صحيحة بالكنيسة، وهذا يحصل إن عاشوا هم أولا في الكنيسة بشكل صحيح. اليوم، جل ما يسمعه الأولاد في المنازل هو الكلام البطال النابع من خبرات قد لا تكون إيجابية، ومن الكبرياء والحقد والحسد وما شابه. فبدلا من العيش بعيدا من الفضائل، يمكن للأهل أن يحملوا صليب التواضع ويصلوا بخشوع جاعلين من بيتهم كنيسة صغيرة. الأولاد ليسوا أصناما أو ملكا لأحد. البعض يجعلون من أبنائهم مركزا لحياتهم، إلى درجة الإحاطة بهم بشكل مبالغ به، الأمر الذي يمنع نضوجهم الروحي والنفسي. مرارا كثيرة يأتي هذا نتيجة فشل الزوجين في علاقتهما، فيتحولان نحو الأولاد لملء فراغهما العاطفي، وهذا يؤذي صحة الأولاد النفسية. إذا، العائلة يجب أن تكون محلا للشهادة الطوعية، وصلبا لحب الذات، وعيشا لإنجيل السلام. حينئذ تصبح مسكنا للمحبة والحرية والرحمة والتفاني والنمو الطبيعي. عليها أن تكون طريقا إلى المشاركة في صليب المسيح الذي منه ينبع الغفران والقيامة للعالم أجمع".

وتابع: "مثلما هي العائلة، كذلك هو الوطن. ما نشهده في بلدنا هو طغيان حب الأنا، إذ إن كل طرف يريد مصلحته الشخصية فقط، على حساب عائلة الوطن. هذا ما جعل من العلاقة العائلية، بين الشعب والمسؤولين علاقة فاشلة، فاقدة للمحبة، مليئة بالكراهية والنزاعات. كل ما ينطبق على العائلة الصغيرة ينطبق على الكبيرة، وخصوصا من جهة حضور الله في العلاقات، والحرية التي يجب أن يتحلى بها أبناء الشعب الذي لا يعيش حاليا سوى الإحباط، والشعور بفقد الكرامة. عندما يكون الله حاضرا في حياة جميع مكونات الوطن من زعماء ومسؤولين ومواطنين، وعندما تسود المحبة والتواضع والصدق والوفاء للوطن، وتعم الفضائل يصبح البلد فردوسا أرضيا. لذا، ندعو الجميع إلى العودة إلى الله، عندئذ يستقيم عمل الجميع وننجو جميعا من الهلاك".

وختم عوده: "في النهاية، على المسيحي أن يكون جاهزا دوما لحمل الصليب، في كل أعماله، جاهزا للموت المحيي الذي يدفع الإنسان إلى الكرامة الممنوحة من الله، وألا يخجل من أن يعيش مسيحيته أينما حل، لأن الشهادة للرب وإنجيله تحتاج إلى جرأة على مثال الأنبياء والرسل والشهداء والمعترفين، الذين لم يهابوا موتا ولا أحدا أو شيئا، بل كان جل هدفهم أن يخلصوا البشر من الشيطان المتربص بهم".

 

الخبير اللبناني السياسي-الاقتصادي سامي نادر: لا قدرة لحكومة ميقاتي على التفاوض مع صندوق النقد ونزيف الهجرة مُقلق

حاورته: رلى موفق/القدس العربي/19 أيلول/2021

لا يبدو الخبير السياسي-الاقتصادي والأكاديمي د. سامي نادر على كثير من الثقة بأن الحكومة الجديدة برئاسة نجيب ميقاتي قادرة على القيام بالإصلاحات المطلوبة من أجل وضع لبنان على سكة التعافي. لدى نادر شكوك بنجاح حكومة ميقاتي في التفاوض مع صندوق الدعم، ذلك أن الفرقاء السياسيين الذين فشلوا في الاتفاق خلال حكومة سلفه حسان دياب على أرقام الخسائر وكيفية توزيعها هم أنفسهم يُشكّلون هذه الحكومة، ولا مجال لأن يتّفقوا على مقاربة موحّدة.

هو على يقين بأن الحكومة هي حكومة الحد الأدنى أو حكومة المليار والـ600 مليون دولار، المتأتية من السحوبات الخاصة من صندوق النقد والمال المرصود نتيجة أزمة كوفيد العالمية، والتي ستعمل على تحريرها كونها غير مشروطة بإصلاحات. وهذا من شأنه أن يمكّنها من احتواء الوضع لفترة من الزمن، بعدما بات التغيير الجذري غير ممكن بانتظار الانتخابات النيابية.

يرى أن الصمت الذي ساد داخلياً حيال إدخال «حزب الله» للنفط الإيراني إلى لبنان عبر الطرق غير الشرعية من سوريا من دون إذن السلطات اللبنانية وعلى مرأى السلطات الأمنية هو دليل على عدم وجود الدولة وتقزيمها.

ويعبّر مدير «معهد المشرق للشؤون الاستراتيجية» عن اعتقاده بأن فرص الاتفاق على الملف النووي باتت ضئيلة، وأن إيران لم تعد مستعجلة بعدما راكمت أوراقاً إضافية في يدها. وهو إذ يستبعد حصول حرب مع إيران، يتوقع أن تلجأ واشنطن إلى العقوبات كبداية للخيارات التي تحدث عنها الرئيس الأمريكي بأنها موجودة على الطاولة.

وهنا نص الحوار:

هل الحكومة الجديدة التي تشكّلت برئاسة نجيب ميقاتي هي حكومة الـ8 أشهر التي تفصلنا عن الانتخابات التشريعية، وبالتالي ما المطلوب منها أن تُنجزه؟

• أتمنى أن تكون حكومة الـ8 أشهر! أما المطلوب منها فهو أن تُحضّر للانتخابات التي يُفترض أن تُجرى بعد8 أشهر وهذه هي مهمتها الأساسية بالإضافة إلى مهمة ثانية وهي تحرير مبلغ المليار والـ600 مليون دولار تقريباً، الذي هو سحوبات خاصة بقيمة مليار و135 مليوناً، إضافة إلى قرضين من البنك الدولي تمَّ إقرارهما ولم يتم تحريكهما لغاية الآن، الأول بقيمة 240 مليوناً والثاني بقيمة 320 مليوناً، هذا ما يستطيع لبنان الحصول عليه حالياً لأن هذه القروض غير مشروطة بإصلاحات. وأنا عندي شكوك بنجاحها بذلك، مع تمنياتي بأن يستطيعوا الذهاب إلى صندوق النقد والبدء بالتفاوض معه.

أعطتك الحكومة انطباعاً بأن هناك ذهنية مختلفة في إدارة البلاد، ولا سيما في التفاوض مع صندوق النقد؟

• حسب قراءتي لن تكون لديهم القدرة على التفاوض مع صندوق النقد لأن القوى السياسية الحاكمة لم تتغيّر. تغيّرت الأسماء فقط. موازين القوى في الحكومة السابقة فشلت في التفاوض مع صندوق النقد لأن مصالحها متضاربة، وهذا تجلّى بالخطوات التي قامت بها وقتذاك، بدءاً بالخطة الاقتصادية. لقد وضعوا الخطة الاقتصادية الأولى التي اسمها «لازارد» مع أرقامها، لكن فريقاً آخر من داخل السلطة نفسها ناقض هذه الخطة لأنهم اختلفوا على الخسائر ولتضارب مصالحهم! كان هناك فريق مدعوم من مصرف لبنان وربما من رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي لديه نظرة مختلفة عن نظرة «حزب الله» الذي يريد أن يُحمّل الخسائر للمصارف، و»التيار العوني» الذي يريد تحميلها للمصرف المركزي وحاكمه رياض سلامة. لم يتفقوا على حجم الخسائر لأنهم غير متفقين ضمناً على كيفية توزيعها ومن سيتحملها، وهذه هي النقطة المفصلية.

كل أزمة لها ثمن، وحتى نخرج من هذه الأزمة علينا أن نتفق على كيفية توزيع هذه الكلفة. نحن نتكلم عن أربع دعامات: الحكومة، والقطاع المصرفي، ومصرف لبنان، والمواطنين. هذه هي الدعامات الأربع، وفي غياب الاتفاق فإن الذي دفع الثمن هو المواطن اللبناني في قدرته الشرائية ومدخراته التي احتُجرت. لذا، أنا أرى، وأتمنى أن أكون مخطئاً، أن هذه السلطة بتناقضاتها، لن تستطيع التوصل إلى ورقة موحدة لم تتوصّل إليها سابقاً، ولا تنفيذ الإصلاحات المطلوبة والتي بدأنا نلاحظ حالياً التنافس حول كيفية تنفيذها.

ماذا ستنجز إذاً؟

• حكومة الـ8 أشهر يمكن وصفها أيضاً بـ»حكومة المليار و600 مليون دولار» أو «حكومة الحد الأدنى» وبالتالي لن تستطيع وضع خطة إنقاذية مع صندوق النقد، ولا القيام بالإصلاحات المطلوبة، بل ستذهب إلى هذه السحوبات الخاصة غير المشروطة، والمرتبطة بكورونا. هذا هو سقف الحكومة وآفاقها. وسيكون عليها أن تتدبر الأمور بهذا المبلغ لأن لا أحد من الكبار يريد انفراط العقد، ولأنها شكلت الحد الأدنى لتسوية إيرانية – فرنسية. هي تسوية، لكن عناصر استدامتها غير متوفرة.

وبرأيك سيعكس البيان الوزاري تلك التسوية؟

• يُفترض أن يعكس خطة عملها، ما تسرّب منها فضفاض في المضمون وفي التعابير على قاعدة تجنّب الاشتباك، ولكن الاشتباك سيحصل لاحقاً ضمن مجلس الوزراء لأن لا وضوح في الرؤية ولا اتفاق على خطة. لا قرار واضحاً في اتجاه رفع الدعم؟ الاستمرار بالدعم يعني الإبقاء على نزيف الاحتياط وضرب العملة الوطنية والتبديد السريع للآثار الإيجابية لتأليف الحكومة وللأموال الآتية من صندوق النقد على سعر الصرف. ماذا تعني عبارة «إعادة هيكلة القطاع المصرفي حيث يلزم»؟ ببساطة تعني أن لا مقاربة واحدة. على كل، لم نحصل بعد على الصيغة النهائية للبيان الوزاري، لكنني غير متفائل.

البعض يقول: أعطوا الحكومة فرصة؟

• طبيعي أن نُعطيها فرصة وألا ننتقدها من اليوم الأول، ولا سيما أن هناك أشخاصاً مشهود لهم بأخلاقهم وكفاءاتهم في عداد أعضائها. أما لماذا أُشكّك؟ لأن ليس بإمكانها أن تحقّق الإصلاحات ولأنها ليست مختلفة عن سابقتها. هي تضمُّ نفس القوى السياسية ونفس موازين القوى، وبالتالي سنحصل على نفس النتائج. لن تكون هناك إصلاحات ولا خطة ولا نجاح في التفاوض. وكل ما ستفعله الحكومة هو تحرير السحوبات الخاصة من صندوق النقد لأنها ليست مشروطة بإصلاحات بالإضافة إلى المال المرصود نتيجة أزمة كوفيد العالمية، التي ستمكنها من احتواء الوضع لفترة من الزمن. وبالتالي الكل أجمع على أنه لا بد اليوم من احتواء الوضع في لبنان. التغيير الجذري غير ممكن اليوم، فلننتظر الانتخابات النيابية.

رهان المجتمع الدولي على استحقاق الانتخابات النيابية لولادة طبقة جديدة هو رهان واقعي أم أنه نوع من ترحيل للأزمات؟

• هم مسؤولون عن إيصالنا إلى هذا الخيار. المبادرة الفرنسية تحديداً هي التي عوّمت هذه السلطة لكنها اصطدمت بها لاحقاً، وظهر في ما بعد أنها كانت مبادرة خاطئة وجاءت على حساب الشعب اللبناني الذي أطاح بحكومتين. السلطة كانت على شفير الانهيار بعد انفجار المرفأ في 4 آب/أغسطس 2020 فأتى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعوّمها مستخدماً نظرية أن الشعب اللبناني هو مَن أتى بالطبقة الحاكمة عبر صناديق الاقتراع وبالتالي أمامه فرصة للتغيير في الانتخابات المقبلة.

هل هو رهان واقعي؟ بمعنى هل يمكن أن نرى تغييراً؟

إذا كان المجتمع المدني مدعوماً، فإن إمكانية حصول خرق كبيرة إن لم أقل مؤكدة. وهذا سبق أن رأيناه في دول أخرى ومنها دول عربية.

ولكن هناك خمودا لشارع 17 تشرين الأول/أكتوبر ولقواه، هل هذا الخمود هو جمر تحت الرماد أو عجز نتيجة استرداد السلطة المبادرة؟

السلطة هي سلطة مجرمة استخدمت كل الوسائل لقمع الانتفاضة. أطلقت على الناس الرصاص الحيّ، وفَـقَـأتْ عيونهم بالرصاص المطاطي وهدّدتهم. الانتفاضة كانت حيّة وبريئة وطبيعية، قُمعت وجاءت ضربة المرفأ لتُحبطها، وكذلك ضربة الكوفيد. أنا قلق من نزيف الهجرة. أنا من الأشخاص الذين يعوّلون على الانتخابات، وخوفي من أن نصل إلى موعد الانتخابات من دون وجود أناس تُدلي بأصواتها. غالبية المواطنين بين الـ20 سنة والـ40 سنة تركوا البلاد، وأيضاً كثر من الناشطين في الثورة غادروا لبنان. وهذا عائد إلى الإحباط وأثار الأزمة الاقتصادية. الإنسان يحب بلاده ولكن ليس أكثر من نفسه.

بعد وصول حمولة السفينة الأولى من المازوت الإيراني إلى لبنان… أي «رمزيات» لهذا التطوّر؟

• لا بد للمراقب من أن يُقيم علاقة بين تمرير النفط الآتي من إيران وعملية استجرار الغاز من مصر إلى لبنان عبر الأراضي السورية واستجرار الكهرباء من الأردن عبر الأراضي السورية ورفع العقوبات الجزئي المتعلق بقانون قيصر عن النظام السوري. وبالتالي أعتقد أن هناك توازياً بين النفط الإيراني الآتي إلى لبنان وبين استجرار الغاز. مشروع استجرار الغاز المصري كان يُحضّر من قبل صندوق النقد الدولي، ويشكل حلاً لأزمة الكهرباء لأنه يوفّر على الخزينة اللبنانية 60 في المئة من كلفة إنتاج الطاقة، فإنتاجها من خلال الغاز أرخص بكثير من إنتاجها عبر الفيول أويل أو من المازوت المستقدم من إيران.

أميل إلى القول إن هناك «تبادلاً ما» وهي خطوة مقابل خطوة. هناك خطوات إيجابية قامت بها إيران بمسألة المفاوضات حول النووي، حيث سمحت لمفتشي الوكالة الذرية العالمية باستبدال ذاكرة الكاميرات في المواقع النووية. أعطى الإيرانيون شيئاً على مستوى مراقبة نشاطهم النووي، فسهّل الأمريكيون مرور بواخر النفط.

ولكن يمكن القول إن محور إيران سجل انتصاراً في كسر الحصار؟

• هناك انتصار إعلامي أو محاولة تلميع للصورة في الإعلام. بالنسبة لسوريا، الحصول على استثناءات لقانون قيصر هو خطوة تُسجّل لها. في العمق لم يتغيّر شيء. البواخر كانت تأتي إلى بانياس تحت حماية روسية، حاملة كميات قليلة ومدفوعة الثمن ولم تُخفّف من حدة أزمة المحروقات في سوريا. أما القول إن البواخر كسرت الحصار على لبنان، فهذه تعمية ومواربة للحقيقة والواقع.

هناك أزمة محروقات في البلاد، ولكنها نتيجة الأزمة الاقتصادية-المالية، وليست نتيجة الحصار على لبنان. السفن المحمّلة بالنفط ترسو مقابل الشواطئ اللبنانية وتحتاج فقط فتح الاعتمادات لتقوم بتفريغ حمولتها ولكن الدولة اللبنانية لا تملك السيولة الكافية للاستمرار بدعم هذه المواد.

اجتازت الصهاريج الحدود عبر معابر غير شرعية وسط صمت مطبق سياسي وأمني، وصمت الحكومة ورئيسها، ماذا يعني ذلك؟

• هذا تقزيم للدولة، والسؤال الكبير هو أن هناك طرفاً في الداخل اللبناني يقوم باستيراد النفط من إيران قافزاً فوق العقوبات الأمريكية المفروضة من دون ترخيص. وزارة الطاقة هي التي تُنظم هذه السوق وتُصدر لائحة الأسعار، فيأتي طرف سياسي لديه الغلبة على المستوى العسكري، ولديه موقع قوي في السلطة التنفيذية، ليقوم باستيراد المحروقات من دون إذن السلطات الرسمية ومن دون دفع ضرائب. والأغرب أنه ساعة دخولها إلى الأراضي اللبنانية، يتمّ اتخاذ قرار برفع الدعم بشكل كامل عن المازوت، وكأنه يُقدّم هدية لـ»حزب الله». «الحزب» يقول إنه سوف يقوم ببيع هذه المواد بالليرة اللبنانية، لكن كيف سيُسدّد إلى الطرف الإيراني؟ هل بالليرة اللبنانية أم سيقوم بشراء الدولار من السوق المحلية… وما أثر ذلك على الليرة اللبنانية؟ هذه السوق ليست محررة، وبالتالي هناك أسئلة أيضاً عن مصير سوق الطاقة بعد أشهر من الآن: هل سنكون أمام كارتل جديد بالإضافة إلى كل «الكارتلات الأخرى» الموجودة، أم هي عملية محدودة زمنياً؟

ولكن أين الدولة… وكيف سينعكس ذلك على الحكومة؟

• الدولة حتى اليوم هي الصامت الأكبر، وهي الأكثر تضرراً لأنها تُرسل الإشارات بأنها غير موجودة. فعلاً، هناك سوريالية في المشهد. كانت هذه المواد تُهرّب من لبنان إلى سوريا، وهذا هو السبب الرئيسي في الأزمة التي وصل إليها لبنان نتيجة سياسة الدعم القائمة والتي تشجّع على تهريب مادة المازوت من لبنان إلى سوريا، واليوم نراها تدخل من الأراضي السورية إلى لبنان.

هل فعلاً وصل الاختلال بموازبن القوى داخلياً إلى حد الصمت المطبق والمريب… ولماذا؟

• هناك تحجيم لموقع الدولة الذي بات هامشياً ولا وجود له. الموجودون اليوم على الساحة هم اللاعبون الأساسيون في الصراع، أي إيران وحلفاؤها من جهة، وخصوم إيران وحلفاؤها من جهة ثانية.

لم نسمع كلمة من خصوم إيران؟

• لأن الموضوع برمته ليس أولوية. هناك غض طرف من قبل أمريكا وحلفائها الآن. جرى التبادل على قاعدة خطوة بخطوة، وانتهى الأمر. ليس الملف اللبناني أولوية. صحيح أنه يمكن أن تكون هناك سياسة تجاه لبنان لها أهدافها، وهناك استراتيجية لملاقاة الوضع في لبنان، لكن ذلك يندرج ضمن سياسة احتواء إيران أو سياسة مواجهة إيران. بمعنى أنه ليس هناك اليوم شيء اسمه سياسة لبنانية.

ألا تتوقع ردّة فعل أمريكية، هل يمكن أن نرى عقوبات؟

• لا أعتقد أن هناك عقوبات سوف تُفرض على إيران حول موضوع النفط. العقوبات على إيران قد تُفرض إذا تعطلت المفاوضات القائمة معها. واشنطن قالت بعد لقاء الرئيسين الأمريكي والإسرائيلي إنه إذا فشل المسار التفاوضي هناك خيارات أخرى على الطاولة، وأرجّح العقوبات كخيار أولي.

ربما نرى عقوبات على «حزب الله» في هذا السياق. وإذا انطلقنا من أن ثمة توازياً بين بواخر النفط الإيراني واستجرار الغاز من مصر والكهرباء من الأردن إلى لبنان، فهذا يعني أنه كان وما زال بإمكان «حزب الله» أن يعرقل هذا المسار في أية لحظة، خصوصاً إذا رأت إيران أنها ليست مستفيدة من هذه الصفقة كونها خارج هذا الاتفاق الرباعي: مصر، الأردن، النظام السوري ولبنان. وعرقلتها يمكن أن تحصل عبر استهداف بعض شبكات البنى التحتية.

كيف قرأت تحميل الاتحاد الأوروبي «حزب الله» مسؤولية ما جرى في لبنان؟ هل من تناقض بين اندفاعة ماكرون باتجاه إيران و»حزب الله» وبين موقف الاتحاد الأخير؟

• أعتقد أن هناك استياء أوروبياً من الدور الفرنسي، وهذا مرشح للازدياد. هذه القنوات الفرنسية المفتوحة مع إيران وسعي باريس للتمايز عن شركائها الأوروبيين لا يطمئنان. هناك التباعد على أشده بين واشنطن وباريس يُذكر بالتباعد الذي حصل في 2003 قبل غزو العراق. انعكس التباعد في إلغاء صفقة الغواصات الأسترالية التي اعتبرتها باريس طعنة في الظهر، وفي التحالف الأمريكي-البريطاني-الأسترالي لمواجهة الصين الذي أُعلن عنه أخيراً، وهو تحالف ستنضم إليه دول أوروبية الشرقية الناشئة الحليفة لأمريكا لأنها لا تشعر بالارتياح للدور الفرنسي.

هل يمكن أن نشهد تصعيداً إيرانياً-أمريكياً، وإلى أي حد يمكن أن تصل الخيارات حول النووي ولا سيما أن ثمة تقارير تتحدث عن مدة شهر تفصلنا عن إنتاج إيران قنبلة نووية؟

• إيران استفادت بشكل كبير خلال الثلاثة أشهر الفاصلة بين انتخاب بايدن ودخوله البيت الأبيض. زادت التخصيب وخلقت وقائع جديدة. كما أنها أعلنت عن اتفاقها التاريخي مع الصين، ويمكن ضمّها لـ»مجموعة شنغهاي». أرى أن الاتفاق النووي بات بعيداً. أمريكا لن تعود إذا لم يكن الاتفاق صلباً، وإيران لم تعد مستعجلة للعودة إليه. بالطبع هي تريد أن ترفع العقوبات، إنما باتت بيدها أوراق إضافية عن قبل. الخيارات ليس بالضرورة أن تكون حرباً. هناك مزيد من العقوبات، وهناك الضربات السيبرانية والضربات المحدودة، لا بد من تحضير عدّة الشغل، أنا لا أرى في حقيقة الأمر رؤوساً حامية بالاتجاه نحو الحرب.

هل ما نراه لبنانياً هو تداعيات القرار الأمريكي بالانسحاب من المنطقة؟

• الأمريكيون لم يقرروا الانسحاب من المنطقة كلياً. هم خرجوا من سياسة بناء الأوطان والحروب الاستباقية التي كانت سائدة خلال جورج بوش الابن. تبدّلت أولوية أمريكا. أولوياتها الآن هي احتواء الصين والتغيير المناخي، إضافة إلى مشكلة احتواء إيران. الإمبراطوريات الكبرى تلعب على التوازنات. تعلمت من الإمبراطورية الرومانية. فحين تنشر العسكر تضعف الخاصرة لأنها مُكلفة ولا قدرة على الاستدامة فيها، وهذا جليّ في تجربة العراق وأفغانستان. نحن نشهد بروزاً لقوى إقليمية لم تكن على الساحة الشرق أوسطية مثل روسيا وتركيا نتيجة الانكفاء الأمريكي. وفي العقيدة الأمريكية الجديدة هي تريد بناء تحالفات على قواسم مشتركة وكخيار بديل عن سياسة بوش الابن السابقة، ولكننا نرى ان أمريكا تعود للعب بهذه التحالفات.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 19-20 أيلول/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/September 19/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/102596/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-september-19-2021/

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 19 أيلول/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/102594/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1184/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية