المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 08 أيلول/2021

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews21/arabic.september08.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ما مِنْ خَفِيٍّ إِلاَّ سَيُظْهَر، وَمَا مِنْ مَكْتُومٍ إِلاَّ سَيُعْلَمُ وَيُعْلَن

 

عناوين تعليقات الياس بجاني

فيديو ونص/قراءة للياس بجاني في خطاب د. سمير جعجع التعموي والطروادي الذي ألقاه أمس في ذكرى الشهداء

الياس بجاني/الإنتخابات بتكون مقبولي ببلد حر وسيد ومستقل، ومش ببلد محتل وحكامه وأحزابه دمى. الإنتخابات بظل احتلال حزب الله تشرعن احتلاله

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الكورونا اليوم في لبنان: 15 حالات وفاة و1148 حالة جديدة مُصابة

بايدن يوقّع مذكرة رئاسية... مساعدات فورية للجيش اللبناني

حزب الله يجول في عكار ويوزع مبالغ مالية لعائلات الشهداء والجرحى

سكان عكار يرفضون وجود “حزب الله” في مناطقهم

جنبلاط كان على علم وزيارة دروز هي لتلميع الاسد

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلاثاء 7/9/2021

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 7 أيلول 2021

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

موقع فرنسي: لبنان سفينة تائهة بلا ربان.. وضخامة السفارة الأميركية تثير التساؤلات

قلق أوروبي حول مصير الإنتخابات النيابية... ماذا قال رئيس وفد برلمان الإتحاد الأوروبي إلى لبنان؟

انتكاسة تواجه تأليف حكومة لبنان: عون يُصرُّ على تسمية الوزراء المسيحيين

جدول حافل في اجتماع عمان لاستجرار الغاز والكهرباء

مذكّرات التوقيف الوجاهية مستمرّة... وبيطار "رايح للآخر"

"قراصنة" الحصص: الحكومة رهينة "عملية تبادل"!

الأحدب: لولا فساد حكامنا لما تسلل الحزب الى صفوفنا ليفرض أجندته الخارجية

القاضي الخوري طلب رد الدفوع الشكلية المقدمة من ضاهر وهزيمة وحسين

عكر التقت وفد لجنة أهالي ضحايا انفجار المرفأ وبحثت مع فهمي وعطية موضوع البطاقة التمويلية

طلبان لتخلية مارون الصقر ورفع بلاغ البحث بحق شقيقه

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

إسرائيل: نضرب إيران أسبوعياً “سراً وعلناً” وقلَّصنا خطرها بالمنطقة

كوخافي: جاهزون بخطط متنوعة لمهاجمتها... وباريس طالبت طهران بتفسيرات للأنشطة النووية السرية

إسرائيل تواصل مطاردة المجهول: الأسرى الستة مطلوبون أحياءً أو أمواتاً

"حماس": قصف غزة محاولة للتغطية على العجز والفشل

“طالبان” تُعلن عن حكومتها “الموقتة” برئاسة الملا محمد حسن

حكومة طالبان أكدت رغبتها بعلاقات طيبة مع جميع دول العالم باستثناء إسرائيل ومن دون السماح بالتدخل في نظامها وشكله

واشنطن تستأنف محاكمة العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر

تركيا تزعم وسورية “تُكذِّب” وجود مفاوضات مشتركة

تمسُّك أمميٌّ بانتخابات العراق و130 خبيراً دولياً للمراقبة

السيسي: ميكنة مصر كلها ولو كلفتنا 100 مليار جنيه

السعودية: توقيف 29 مسؤولاً فاسداً في قضايا بـ 340 مليون ريال

تونس: اتحاد الشغل يرفض الحوار مع “النهضة”

تركيا: موجة اعتقالات جديدة تطول 214 عسكرياً

ليبيا: أخطر قادة “داعش” في قبضة الأمن

محتجون في “أونتاريو” يرشقون رئيس وزراء كندا بالحجارة

السودان: عشرات الجثث من “تيغراي” طافية في النهر

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الحلقة الثامنة من كتاب الكولونيل شربل بركات الجديد: “لبنان الذي نهوى”… بحث سياسي لمرحلة المئة عام من تاريخ لبنان الكبير

إتفاق17 ايار 1983 بين لبنان واسرائيل/اتفاق بين حكومة الجمهورية اللبنانية وحكومة دولة إسرائيل

إيران تعرض على ماكرون تسليم لبنان رسمياً لـ"حزب الله"/فارس خشان/النهار العربي

ضباب دولي حول لبنان: ساحة مواجهة أو حلّ؟/خالد البوّاب/أساس ميديا

معركة النفط والغاز و"الأقليات": جنبلاط متخوّف من تدمير الدولة/منير الربيع/المدن

تحقيقات البيطار: دور موسى هزيمة في المرفأ/نادر فوز/المدن

لبنان و"الانفتاح" على الأسد: أوهام "المنتصرين" منذ هدية ساركوزي/نبيل الخوري/المدن

عون ورياض سلامة: نرحل معاً أو نبقى معاً؟!/ملاك عقيل/أساس ميديا

من استَبق مَن: «الفيول الإيراني» أم «الغاز المصري»؟/جورج شاهين/الجمهورية

كميات المحروقات والحليب المصادرة بقاعاً توزّع بقاعاً..ثلثا حصة بنزين مخازن "الصقر" لزحلة/لوسي بارسخيان/نداء الوطن

إن وُلِدت الحكومة غداً/عماد موسى/نداء الوطن

ماذا يفكِّر الأسد تجاه لبنان؟/طوني عيسى/الجمهورية

ماذا بعد قمة بغداد؟/مسعود معلوف/الجمهورية

في صبيحة اليوم ال691 على بدء ثورة الكرامة/حنا صالح/فايسبوك

فصل من كتاب "الدولة المستضعفة" تجربة حكومة الرئيس تمام سلام/شامل روكز أو لا حكومة/نداء الوطن

إجراءاتها الإستنسابية تتجاوز حدود التأثير على حاضر البلد لتطال مستقبله/المصارف تربح "الليرات" وتخسر ثقة العملاء/خالد أبو شقرا/ نداء الوطن

ماكرون والحوار الإيراني إلى إين؟/رندة تقي الدين/النهار العربي

تأثير "الشراكة مع طالبان" في الداخل الأميركي/"صعّدت المعارضة الجمهورية حملتها على البيت الأبيض متهمة إياه بالتسرع وبتسليم كابول إلى الإرهابيين"/د. وليد فارس/انديبندت عربية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية: الرئيس عون منح قبلان وساما برتبة الوشاح الاكبر

الراعي زار حديقة وكابيلا القديس شربل في بوخارست: نصلي ليحفظ الرب وطننا وسط كل الأزمات التي يعيشها

العبسي يلتقي الرئيس المجري ويشارك في أعمال المؤتمر الافخارستي العالمي في بودابست

الكتائب: لا لتخطي الملفات العالقة بين لبنان والنظام السوري

التيار المستقل: لحكومة عسكرية موقتة تنقذ ما تبقى من الوطن

العمار ترأس قداسا بعيد السيدة العذراء: رجاؤنا بربنا واهلنا القديسين اكبر صعوبات هذه الايام

مجلس كنائس الشرق الأوسط افتتح موسم الخليقة بصلاة مسكونية في الكنيسة الإنجيلية

بري يشارك في مراسم تشييع قبلان ويقلده باسم الرئيس عون وسام الأرز من رتبة الوشاح الأكبر

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

ما مِنْ خَفِيٍّ إِلاَّ سَيُظْهَر، وَمَا مِنْ مَكْتُومٍ إِلاَّ سَيُعْلَمُ وَيُعْلَن

إنجيل القدّيس لوقا08/من16حتى21/:”قَالَ الرَبُّ يَسُوعُ : «لا أَحَدَ يَشْعَلُ سِرَاجًا، وَيُخْفيِهِ تَحْتَ وِعَاء، أَو يَضَعُهُ تَحْتَ سَرِير، بَلْ يَضَعُهُ عَلى مَنَارَة، لِيَرَى الدَّاخِلُونَ النُّور. فَمَا مِنْ خَفِيٍّ إِلاَّ سَيُظْهَر، وَمَا مِنْ مَكْتُومٍ إِلاَّ سَيُعْلَمُ وَيُعْلَن. تَنَبَّهُوا إِذًا كَيْفَ تَسْمَعُون، لأَنَّ مَنْ لَهُ يُعْطَى، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ مَا يَظُنُّهُ لَهُ». وَأَقْبَلَتْ إِلَيْهِ أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ، وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَصِلُوا إِلَيْهِ بِسَبَبِ الجَمْع. وَأَخْبَرُوه: «إِنَّ أُمَّكَ وَإِخْوَتَكَ وَاقِفُونَ في الخَارِجِ يُرِيدُونَ أَنْ يَرَوْك». فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُم: «إِنَّ أُمِّي وَإِخْوَتي هُمْ هؤُلاءِ الَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَعْمَلُونَ بِهَا

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

فيديو ونص/قراءة للياس بجاني في خطاب د. سمير جعجع التعموي والطروادي الذي ألقاه أمس في ذكرى الشهداء

http://eliasbejjaninews.com/archives/102077/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%ae%d8%b7%d8%a7%d8%a8-%d8%af-%d8%b3%d9%85%d9%8a%d8%b1/

عناوين تعليق الياس بجاني

06 أيلول/2021

1-تشاطر وتذاكي سمير جعجع مكشوف ومفضوح، وكل خطابه يوم أمس من معراب كان دعاية انتخابية، وهجومه على عون يفيد عون ويفيده، وعلى خلفية هرطقة وخطيئة، وجريمة تقاسم المسيحيين مغانم وحصص.

2- وكما دائما لم يأتي جعجع على ذكر القرارات الدولية الخاصة بلبنان، ولا هو تناول موضوع المؤتمر الدولي.

3- اعتبار جعجع حزب الله من المنظومة الحاكمة، يخدم أجندة الحزب وهو وأمر يفرحه ويبعد عنه حقيقة احتلاله للبنان.

4-جعجع لم يتعلم أي شيء من أخطائه وأخطاء وخطايا 14 آذار.. ولهذا مرة أخرى يلوك ويمغط بالمطالبة بالحوار مع حزب الله، وهو يعلم جيداً أن سلاح حزب الله مقدس في مشروعه الفارسي التوسعي والملالوي، ولن يتخلى عنه تحت أي ظرف، لأنه إن فعل تنتفي علة وجوده. هذا وكان نصرالله وكل قادة الحزب هددوا مراراً وتكراراً بقطع رؤوس وأعناق وبقر بطون من يقترب من سلاحهم وربطوه بوجود إسرائيل ككيان.

5- اعتذر جعجع لأنه انتخب عون، وهذا اعتذار متأخر 6 سنوات، ولكنه لم يعتذر عن الخطيئة المميتة والأصلية التي ارتكبها هو عون من خلال ورقة معراب، حيث تم الاتفاق بينهما بيوداصية وموت وجدان وضمير وطني ومسيحي على تقاسمنا نحن المسيحيين مغانم وحصص. ولو لم يتخلى عون عن الاتفاق، لكان لا يزال هو جعجع أحباء وأصحاب ونازلين تقاسم، ومن فريق الممانعة، وسمن ع عسل. عيب وألف عيب الاستهزاء بعقول الناس

6- دافع عن غبطة أبينا البطريرك، وانتقد من يهاجمه، وهو عملياً ضد الطرح البطريركي الإنقاذي 100%. الطرح البطريركي أكد ومعه قداسة البابا فرنسيس بأن الوجود بخطر، وأن الحلول الداخلية معدومة، وأن البلد مصادر ومحتل من قوى محلية بأجندة خارجية ولهذا تم طرح المؤتمر الدولي والمطالبة بتنفيذ القرارات الدولية ومن ثم الحياد. جعجع وكما دائماً بينه وبين القرارات الدولية عداء مزمن، وهو لم يأتي على ذكرها، ولا هو تطرق للمؤتمر الدولي. باختصار هو يداهن ويتشاطر ويلعب على عواطف ومذهبية الموارنة بدفاعه عن البطريرك بوجه من يهاجمونه.

7- هلل وفاخر بالطائفة الشيعية، ولم يترك مفردة إطراء وطنية إلا ووصفها بها، وبنفس الوقت عملياً هو باعها، وتنازل عنها، وبارك لحزب الله بعمليتي خطفها وأخذها رهينة. عجيب أمر هذا المتشاطر والواهم .. فهو يريد انتخابات كحل، في حين أن الأطفال والسذج في لبنان يعلمون أن الحزب الإرهابي سيأتي بالقوة وبالإرهاب والمال والمذهبية بكل النواب الشيعة.

8- أولويات جعجع ذاتية ومصلحية وتخدم كما يتوهم أجندته الرئاسية. يريد انتخابات نيابية، ومن ثم انتخابات رئاسية، ومن ثم حوار برئاسة الرئيس الجديد مع حزب الله. لن نقول هذه أولويات غبية، لا بل هي أولويات خيانية لأنها تشرعن احتلال حزب الله وتعطل القرارات الدولية وتفرمل المبادرة البطريركية الإنقاذية.

09- فيما يخص الاغتراب وما يريده والدور المطلوب منه. مطلوب من جعجع وغيره من أصحاب شركات الأحزاب في لبنان أن يحترموا الاغتراب ويدافعوا عن حقوقه وليس فقط أن يجيشوه من ضمن شركاتهم التعتير وتعطيل دوره. المغترب يريد أن يشارك في الانتخابات مثله مثل أي مواطن آخر، وليس من خلال تخصيص 6 نواب له. نحن لا يجب أن نكون مختلفين عن عشرات الدول التي تسمح لمغتربيها بالتصويت في السفارات ومنها دول عربية من مثل العراق ومصر وسوريا.

في الخلاصة: خطاب جعجع أضاع البوصلة السيادية والاستقلالية والدولية، وقفز فوق دماء وتضحيات الشهداء، وتعامى عن الاحتلال، وساوى حزب الله المحتل بباقي عناصر المنظومة الحاكمة، وهو كان ولا يزال من ضمنها... كما أنه لا يزال على عداء مع القرارات الدولية والمؤتمر الدولي، وأجندته ذاتية وسلطوية ونرسيسية تشرعن الاحتلال وتضرب كل القرارات الدولية وتهمش المبادرة البطريركية.

يبقى أننا اليوم في وطن الأرز المحتل لا نعاني فقط من الاحتلال، بل من طروادية واسخريوتية قادة وأصحاب شركات أحزاب من مثل جعجع ، جوعهم للسلطة قاتل ومميت، وأجنداتهم هي العداء بلحمه وشحمه للبنان وللبنانيين.

https://www.youtube.com/watch?v=CelFnr-pjEA

 

الإنتخابات بتكون مقبولي ببلد حر وسيد ومستقل، ومش ببلد محتل وحكامه وأحزابه دمى. الإنتخابات بظل احتلال حزب الله تشرعن احتلاله

الياس بجاني/04 أيلول/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/101978/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a7%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a8%d8%aa%d9%83%d9%88%d9%86-%d9%85%d9%82%d8%a8%d9%88%d9%84%d9%8a-%d8%a8/

إلى أصحاب شركات أحزابنا الذميين: بظل الإحتلال فإن المعارضة والنيابة هما عبودية واستسلام وشرعنة للأمر الواقع اللاقانوني والإستعبادي.

التاريخ يعلمنا بأنه بظل الإحتلال المقاومة بكل اشكالها السلمية والعسكرية هي بس الرد والموقف، وهي فقط الوسيلة الخلاصية المطلوبة والمفيدة، ومن ضمنها العصيان المدني، وبالتأكيد مقاطقة المحتل.

اليوداصيون والطرواديون والسماسرة، وكذلك العميان بصر وبصيرة وسيادة وكرامة، ومعهم كل من لا يحترم عقول وذكاء اللبنانيين، ويضرب عرض الحائط بدماء وتضحيات الشهداء، كل هؤلاء هم اليوم في لبنان المحتل يسوّقون بوقاحة وفجور للإنتخابات النيابية، بظل احتلال حزب الله الإرهابي والمذهبي والفارسي، وذلك طمعاً وفجعاً  ومن أجل مصالح شخصية وأنانية، هي غير وطنية، وعلى حساب السيادة والإستقلال، والكرامات، وحاضر ومستقبل لبنان.

إلى المروكبين ببغائية على لازمة ببغائية الإنتخابات نقول: صحيح بأن الوقحين، والتجار، والعهار، والمارقين، هم احياء يرزقون وما استحوا ولا ماتوا.

اضبضبوا، واخرسوا، وكفوا شروركم الأنتخابية يا تجار الهيكل، ويا جماعة ثقافة الأبواب الواسعة، ويا  أيها الجاحدين والمرتدين جراء قلة الإيمان والرجاء إلى حالة الإنسان الترابي العتيق والغرائزي.

باختصار، مطلوب من أصحاب شركات الأحزاب الخسعين، والراكعين، والفجعانين سلطة، والمستسلمين، واللاهثين لنيل رضى السيد نصرالله، مطلوب منهم أن يستقيلوا ويفسحوا المجال لمن هم قادرين على القيادة  والمقاومة ومواجهة الإحتلال.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك. Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link o enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الكورونا اليوم في لبنان: 15 حالات وفاة و1148 حالة جديدة مُصابة

وزارة الصحة العامة/الثلاثاء 07 أيلول 2021

أعلنت وزارة الصحة العامة، في تقريرها اليومي، "تسجيل 1148 حالة جديدة مُصابة بفيروس "كورونا" المستجد (كوفيد 19) ليوم أمس، ليرتفع العدد التراكمي للإصابات منذ 21 شباط 2020، إلى 609189".

وأوضحت أنّه "تمّ تسجيل 1132 إصابة بين المقيمين و16 حالة بين الوافدين"، مشيرةً إلى أنّه "تمّ تسجيل 15 حالات وفاة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع العدد الإجمالي للوفيّات إلى 8129".

 

بايدن يوقّع مذكرة رئاسية... مساعدات فورية للجيش اللبناني

الكلمة اونلاين/الثلاثاء 07 أيلول 2021

فوض الرئيس الأميركي جو بايدن وزير الخارجية أنطوني بلينكن بتوجيه ما يصل إلى 47 مليون دولار لمساعدة القوات المسلحة اللبنانية، حسبما ذكر البيت الأبيض اليوم الثلاثاء.وقال بايدن في مذكرة إلى بلينكن: "أفوض بموجب هذا وزير الخارجية سلطة توجيه ما يصل إلى 25 مليون دولار من السلع والخدمات من مخزون وموارد أي وكالة تابعة لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية لتقديم مساعدة فورية إلى القوات المسلحة اللبنانية". وأضاف الرئيس الأميركي جو بايدن في مذكرته: "أفوض بموجب هذا أيضا وزير الخارجية بسلطة تخفيض تكلفة تصل إلى 22 مليون دولار على المواد والخدمات الدفاعية من وزارة الدفاع، لتقديم مساعدة فورية للجيش اللبناني". وبعد سنوات من الصعوبات الاقتصادية، شهد الاقتصاد اللبناني مزيدا من التراجع في عام 2019 حيث واجه السكان نقصا في الوقود والإمدادات الطبية وغيرها من المواد الأساسية بينما انخفضت قيمة العملة الوطنية بأكثر من 90%. وتدعم الحكومة الأردنية الجيش اللبناني منذ أشهر عدة، مع وصول آخر شحنة من المساعدات الطبية يوم الاثنين. وتفاقم الوضع مع انتشار متغير "دلتا" لفيروس كورونا الجديد، مما دفع المسؤولين إلى التفكير في تنفيذ جولة جديدة من عمليات الإغلاق.

 

حزب الله يجول في عكار ويوزع مبالغ مالية لعائلات الشهداء والجرحى

الكلمة اونلاين/الثلاثاء 07 أيلول 2021

جال وفد من حزب الله على عدد من العائلات العكارية ووزع عليهم مبالغ مالية تتراوح بين ٣٠ مليون ليرة لعائلة كل شهيد و 15 مليون ليرة للجريح.

 

سكان عكار يرفضون وجود “حزب الله” في مناطقهم

بيروت ـ “السياسة” /الثلاثاء 07 أيلول 2021

رفضت أوساط سياسية شمالية وعكارية، أي وجود لـ “حزب الله” في مناطق عكار والشمال، من خلال سرايا المقاومة التي تواجه رفضاً واسعاً من قبل السكان والأهالي الذين لا يريدون أي تواجد للحزب في مناطقهم. وكانت معلومات أشارت إلى أن “حزب الله” قدم لكل عائلة من ضحايا انفجار بلدة التليل في عكار مبلغ 30 مليون ليرة لبنانية، كما قدم لكل جريح مبلغ 15 مليون ليرة. وغردت الخبيرة في الشؤون السياسية والانتخابية دكتور شانتال سركيس عبر “تويتر”، قائلة: “حزب الله هو من المنظومة الحاكمة ولا يمكن فصله عنها إن لناحية تغطية فسادها أو لناحية التسبب في عزل لبنان، وتوزيع المساعدات على أهل عكار لن يمحي هذا الواقع أو يغيّر فيه”.

 

جنبلاط كان على علم وزيارة دروز هي لتلميع الاسد

مجلة الشراع 7 أيلول 2021

اكد مصدر درزي مطلع ان وليد جنبلاط كان على علم مسبق بزيارة طلال ارسلان الى دمشق تحت عنوان تهنئة بشار بفترة رئاسية رابعة ، وان ارسلان ابلغه بالزيارة عندما عقد اللقاء الدرزي في خلدة منذ اسابيع قليلة .

مصدر اشتراكي قال للشراع ان زيارة دروز من لبنان لسورية ولقاء الاسد لا هدف لها إلا محاولة تلميع بشار الذي يعيش عزلة خانقة ، والذي يواجه انتفاضة في جبل العرب معقل دروز سورية وهم يلقون كل الدعم من الاغلبية الساحقة من دروز لبنان وفلسطين .

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلاثاء 7/9/2021

وطنية/الثلاثاء 07 أيلول 2021

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

التحاور والتشاور والتحادث سمات آدمية بشرية حضارية، وإذا تعطلت هذه اللغات ماذا يحل مكانها؟، أول ما يتبادر الى الذهن لغة العنف او التقاتل ولا سمح الله الحرب. السؤال في لبنان الآن يبدو الآتي:

عندما تتعطل لغات النظام والدستور وتأليف الحكومات، وتتبدد سياسات دعم المجتمع ما الذي سيحصل؟، إذاك أولى وجهات النظر تؤشر الى علامة استفهام عن مصير تطبيق النظام، والثانية عن التغيير في النظام، والثالثة مريبة عن تطيير النظام، والعاشرة عن الانتفاض على السلطات والحكام، والأهم من كل ذلك، كيف يمكن أن يعيش ثمانون في المئة من الشعب اللبناني، الذين أصلا صنفتهم الإسكوا بالفقراء العاجزين عن تأمين استمرارية قوت حياتهم.

حتى الآن عمليا ما يقع في الخانات التعطيلية هو: عدم تأليف حكومة منذ ثلاثة عشر شهرا وحتى الآن بعد تكليف ثلاث شخصيات: السفير مصطفى أديب الذي اعتذر عن التأليف بعد ستة وعشرين يوما على تكليفه، ثم الرئيس سعد الحريري الذي اعتذر بعد تسعة أشهر على التكليف، والرئيس نجيب ميقاتي الذي مر على تكليفه ستة أسابيع حتى الآن، ضمنها ثلاثة عشر لقاء مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

دعائم بنيان الركائز الاقتصادية ودعم المواد الحيوية كما الاستهلاكية للناس تهتز، وضمنها هواجس وقف الدعم عن المحروقات، البنزين والمازوت وسواها. ومعيشة الناس كلها شبه معطلة مع تعثر الخدمات وفي مقدمتها الاستشفائية والحياتية.

بالتوازي ميقاتي لديه خيارات أخرى قبل الوصول الى نقطة الإعتذار، بحسب النائب علي درويش، فهو بحسب مطلعين ماض في خوض مشاورات وصفت بالشوط ما قبل الأخير على مسار الجهود لتأليف الحكومة. وحتى وإن لم يحصل اليوم حراك يذكر يخص التأليف الحكومي بسبب المأتم الكبيرالمهيب للراحل الكبير الشيخ عبد الامير قبلان.

إلا أن المشاورات باقية على حيويتها وهي مشاورات غير مباشرة قائمة على خط قصر بعبدا- بلاتينوم بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، وأبرزها وفي مقدمتها أو جلها قادها وسيعاودها اللواء عباس ابرهيم، ولبها الوصول الى حل العقدة المتعلقة بحقيبة الاقتصاد كي تكون للرئيس ميقاتي، مع البحث عن بديل مقابل في حقيبة، أو حقيبة ومركز ضمن حصة فريق الرئيس عون.

وهكذا دواليك عندما تتبدل وتتعدل أسماء وحقائب يعاد البحث في التركيبة التي لا تزال حتى الآن، ضمن حكومة مفترضة من 24 وزيرا.

لكن ما برز مواكبا في الأيام الأربعة الماضية هو تقاطع الدعوات الخارجية الجدية وتلاقيها في إشارات الحض الإقليمي والدولي للبنانيين المعنيين على الإسراع بتأليف الحكومة اللبنانية الجديدة، خصوصا الإشارات الواردة من مسؤولين في واشنطن وسفيرتها في لبنان ومن باريس وطهران معا على مستوى الرئيسين والسفيرين، وقد أضيف هذا الحض أو التشجيع، الى دعوات من دول وجهات أخرى فاعلة. الكتلة الاشتراكية الاوروبية من جهتها دعت الى معاقبة معطلي حل الأزمة اللبنانية.

في أي حال بعد استراحة نسبية فرضتها أيام الحداد على الراحل الكبير الشيخ عبد الأمير قبلان الذي شيع اليوم، سيشهد مسار المشاورات لتأليف الحكومة زخما مضطردا على رجاء وأمل أن تتوج نهاية الأسبوع بولادة حكومة جديدة.

رئيس مجلس النواب نبيه بري نقل عنه "مستقبل ويب": "ما تقول فول ليصير بالمكيول". واكتفى بالقول ردا على سؤال عن مصير تأليف الحكومة: "لم يعد ينفع إلا الدعاء".

تبقى الإشارة الى أن الكتلة الاشتراكية الاوروبية دعت الى معاقبة معطلي حل الأزمة اللبنانية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

وداعا صوت العقل والحق والحكمة. وداعا عنوان الإنسانية والتواضع والاعتدال. وداعا شيخ الأنقياء والطيبين إمام الفقراء والمجاهدين. وداعا يا ذا القلب الكبير وقد حزمت حقائب العمر ومضيت إلى جنان السماء. بأمان الله يا مولانا الشيخ عبد الأمير. الرحمة لروحك النقية وقد سموت إلى جوار من لا تضيع عنده الودائع. سلام عليك في ترحالك إلى جوار من أحببت من الشهداء والصديقين. إن العين لتدمع والقلب ليخشع. لكن عفوك مولانا من كنته لا يغيب. يبقى متوهجا فكرا رساليا وحدويا حواريا عادلا ومعتدلا. فنم قرير العين يا شيخنا.

الراحل الكبير العلامة الشيخ عبد الأمير قبلان شيع اليوم انطلاقا من المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، بحضور رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي منحه باسم رئيس الجمهورية ميشال عون وسام الأرز الوطني من رتبة الوشاح الأكبر.

موكب التشييع انطلق من مقر المجلس ليوارى الراحل في ثرى روضة الشهيدين في الغبيري، وذلك بعدما صلي على الجثمان الطاهر للرجل، الذي تشارك جميع اللبنانيين في نعيه على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم الدينية والطائفية والسياسية والمناطقية.

سياسيا يبدو الشأن الحكومي في العناية الفائقة وسط حالات من الهبوط حينا والصعود حينا آخر. هذا التأرجح يأتي غداة إشاعة أوساط الأطراف المعنية بالتأليف أجواء إيجابية وصلت إلى حد تحديد يوم غد، موعدا محتملا للولادة الحكومية. على أي حال المؤشر- الفصل لمسار الملف الحكومي ربما يكون معلقا على اللقاء الرابع عشر بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي والذي لم يضرب له موعد حتى الآن.

إقليميا لا تزال إسرائيل أسيرة عملية نفق معتقل جلبوع، التي شكلت صفعة قوية للكيان الصهيوني وجيشه، والذي فشل في منع ستة معتقلين فلسطنيين من تحرير أنفسهم عبر نفق حفروه من داخل زنزانتهم في السجن الشديد الحراسة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

العلامة الشيخ عبد الامير قبلان الى جوار الشهداء، بعد أن شهد الجميع بأنه المجاهر بالحق الذي آمن به، السائر على طريق المستضعفين مدافعا عن المحرومين عاملا لصلاح الدنيا والدين.

شيعه اللبنانيون وهم مجمعون أنه رجل الحكمة والاعتدال، الذي ما عدل في مواقفه بنصرة القضايا المحقة لبنانيا وإقليميا، وأنه من المقاومة ولها، وأنه لم يعر وجهه عن فلسطين بوصلة الأمة وطريق خلاصها.

في روضة الشهيدين في الضاحية الجنوبية لبيروت دفن العلامة المجاهد، وعلى نهجه أكد المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى المسير، وكذلك أبناؤه المجاهدون العاملون لما فيه مصلحة القضية والوطن.

قلده رئيس مجلس النواب نبيه بري باسم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وسام الأرز الوطني من رتبة الوشاح الأكبر، وكرمته الجمهورية الإسلامية الإيرانية بحضور وفد علمائي رفيع برئاسة آية الله الشيخ محمد حسن أختري، وحضر ممثل عن المرجعية الدينية في النجف الأشرف، ومثل الأمين العام ل "حزب الله" سماحة السيد حسن نصر الله، رئيس المجلس التنفيذي السيد هاشم صفي الدين.

لبنان الذي ودع اليوم أحد أعلامه، ما زال ينتظر الحكومة التي لم تكتمل معالمها بعد، والعين على الغد لمعاودة الاتصالات مع انتهاء يوم الحداد.

فطالبان شكلت حكومتها في افغانستان بعد أيام من رحيل الاحتلال، فيما طالبو الحكومة اللبنانية لم ينالوا مرادهم بعد. لعل الحاجة الى التحرر من الاحتلال الخارجي المستوطن في نفوس البعض، وكذلك الاحتلال الداخلي الفارض في نفوس آخرين ضيق الحسابات، عسى أن تتحرر الحكومة الملحة في بلد يقف على حافة الانفجار.

اما الانفجار المدوي الذي زلزل كيان الاحتلال، فما زالت ارتداداته تصيب المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية بالارتجاج، فأبطال الحرية من سجن جلبوع فتحوا الأفق الفلسطيني على أجمل السيناريوهات، فيما الكيان العبري عالق في ذلك النفق الذي تفوق فيه العقل والإرادة الفلسطينيان على كل عنجهية الاحتلال وادعاءاته، فبات الكيان الذي هو أوهن من بيت العنكبوت عالقا في شرنقتها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

حتى عتاة المحللين الاستراتيجيين والخبراء المحلفين بشؤون الكواليس الحكومية وشجونها لم يجدوا ما يقولون اليوم، فلاذوا عن غير عادة بالصمت، عسى أن تثمر حركة المشاورات المستمرة، لتحمل الساعات المقبلة ما يثلج قلوب اللبنانيين بولادة حكومية تنطلق من ثلاثية الدستور والميثاق والمعايير الموحدة الشهيرة، لأنها السبيل الوحيد الى التأليف.

ومساء، نقل عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري تكراره لمقولته المعروفة في الشأن الحكومي: "ما تقول فول ليصير بالمكيول" مكتفيا بالقول ردا على سؤال عن مصير تشكيل الحكومة: "لم يعد ينفع إلا الدعاء". لكن، في الانتظار، وبرسم المكلفين باحباط الشعب اللبناني، بخطابهم السلبي وباوراق النعي: غدا في عمان، اجتماع وزاري رباعي، مصري، أردني، سوري، ولبناني، يبحث نقل الطاقة كهرباء وغازا إلى لبنان.

وفي لبنان أربعة معامل هي دير عمار وصور وبعلبك والزهراني مجهزة وجاهزة لانتاج الكهرباء على الغاز. هذا ما لفت اليه المستشار السياسي والاعلامي لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون انطوان قسطنطين، في وقت عاد القلق ليحتل العقول والقلوب على وقع الاخبار المتواترة عن قرب رفع الدعم بشكل كامل عن المحروقات قبل تأمين البدائل والحلول.

لكن، بعيدا من كل تلك التفاصيل، كل لبنان ودع اليوم الشيخ عبد الأمير قبلان، أنة الفقير ولهفة المسكين وأمل المحتاج وباب السائل وأنيس المكروب، كما وصفه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان.

كل لبنان ودع اليوم رمزا من رموز الاعتدال، الذي لم يسأل عن دين ولا عن ملة، شدد قبلان، فالراحل الكبير هو الشجاع بشدة لحماية لبنان من الفتنة والتقسيم ومذابح الحرب الأهلية. هو ذاكرة الأرض والخنادق والمعسكرات، هو الحدود الملتهبة منذ اليوم الأول للاحتلال. هو صاحب الفقراء في برج البراجنة، في الرمل العالي، في حي السلم، في الضاحية والمصيطبة والخندق الغميق… هو بعلبك-الهرمل والجنوب وعكار وكافة مناطق المحرومين والمعذبين في هذا البلد المظلوم.

هو رفيق الإمام الصدر وأخوه وشريكه في أخطر اللحظات التي كانت تحيط بالبلد والمنطقة، وهو القائل إن العيش المشترك والسلم الأهلي ومشروع الدولة الواحدة بمثابة المسجد للمسلم والكنيسة للمسيحي، وأن من يطعن العيش المشترك إنما يطعن بمواثيق الله. وهو رفيق الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين وشريكه بخلاصة ان الوطن إنسان وأن الضمير دين وأن المسيحية كالإسلام، خلاصة محبة الله ورحمته، وأن العائلة الوطنية شرط ضروري لقيامة لبنان.

وتقديرا لعطاءاته الوطنية والدينية والاجتماعية والانسانية، منحه الرئيس عون وسام الأرز الوطني من رتبة الوشاح الأكبر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

أبشع تجليات المذلة، في واقعنا اللبناني المريض، أن الشعب الذي انتفض ضد المنظومة وظلمها في السابع عشر من تشرين، مطالبا برحيلها ومحاكمتها وسجن أركانها وبتشكيل حكومة اختصاصيين غير حزبيين، هذا الشعب نفسه، يرجوها الآن أن تشكل حكومة من لحمها ودمها بكامل فسادها، ومن رجال يدينون لهذا الزعيم و ذاك، من المنضوين في التركيبة التي أوصلتنا الى المآسي التي نتخبط فيها.

وقمة المذلة والاستخفاف بالناس، أن المنظومة تمانع وتتغنج وتتراقص فوق مقابر الشعب وآلامه ولا تشكل حكومة. وهي بلا خجل ولا وجل تقلب الشعب، يوما على نار خفيفة، ويوما على نار قوية ... ساعة تدعي أن الحكومة سترى النور خلال ساعات ولم يبق سوى هذه الحقيبة أو تلك، وساعة تنسف التشكيلة الوردية، وتشقلب "بازل" الحقائب وترجعنا الى المربع الأول، بل الى ما تحت الصفر.

مخاطر هذه الزئبقية المجنونة أنها ترفع احتمالات انسحاب ميقاتي من التكيلف، وتعيدها الى الواجهة كمخرج لن تبقى تداعياته السلبية منحصرة في شخصه، بل تتعداه الى طائفته، ما سيضع الدولة في أزمة نظام.

ولا نذيع سرا ولا نخبركم بما لا تعرفون، بأن كل المساعي المبذولة من الوسطاء الداخليين وفي مقدمهم اللواء عباس ابراهيم، إضافة الى مصطفى الصلح الوسيط الجديد الذي دخل على خط ميقاتي- باسيل، الى الوسطاء الدوليين وعلى رأسهم الرئيس ماكرون لم تنجح في زحزحة الرئيس عون وفريقه عن المطالبة بالثلث المعطل، بحيث صار الرئيس المكلف يصرف معظم وقته في غربلة الأسماء التي يرسلها الى بعبدا أو ترد اليه من طرفها، والجامع المشترك بين التي ترفض في البلاتينوم أو تفرض من القصر والبياضة هو تبعيتها السياسية، تؤمن الثلث المعطل أم تمنعه؟.

في هذه الظروف، تنعقد في عمان الأربعاء، اللجنة الرباعية لاستجرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن عبر سوريا الى لبنان، لإجراء جردة تقنية ومالية لإمكانات تنفيذ المشروع.

في الانتظار، الثبات في العناد والمحاصصة الفاجرة يقابلهما انهيار شامل وكامل لكل القطاعات والمؤسسات على اختلافها، وسط إجماع كوني على أن أساس الأزمة هو لا أخلاقية المنظومة. يعني طالبان تسعى للحفاظ على الدولة وعلى كابول، وقد شكلت للغاية حكومة تصريف أعمال لتأمين الاستقرار والانقاذ، أما عندنا فلا.

ولقطع دابر الأمل، أعلن الرئيس بري لـ "مستقبل ويب" أنه لم يبق أمامنا في الشأن الحكومي إلا الدعاء. منشان هيك يا لبنانيي، ما تنسوا ترجعو تنتخبون هني ذاتن.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

في افغانستان تشكلت حكومة، وفي لبنان التشكيل متعثر. افغانستان نجحت، على الأقل في تداول السلطة، في تشكيل حكومة بعد يومين من إعلان سيطرتها على كامل أفغانستان.

في لبنان حيث "الله خلقنا وكسر القالب"، وحيث لا نرضى إلا أن نكون " سويسرا الشرق"، وحيث لا نقبل إلا أن نتذكر أننا كنا مستشفى الشرق وجامعة الشرق وسياحة الشرق وفندق الشرق ومطعم الشرق ... في لبنان هذا، نعجز عن تشكيل حكومة منذ ثلاثة عشر شهرا...

كنا نرفض أن نقارن بقندهار! على الأقل في قندهار حكومة، فماذا عندنا نحن؟.

طوابير ذل ومعضلة سنة دراسية وأدوية مخزنة ومواد غذائية مقطوعة، وتجار ومستوردو أدوية ومواد غذائية لا يبيعون إلا بعد سحسوح المداهمات.

بتنا نخجل من المشاهد أن نروي له كل مساء الرواية ذاتها: بالأمس التقيا، اليوم لم يلتقيا .. فلان أعاد تشغيل محركات وساطته بعد جرعة الأوكسيجين التي تلقاها إثر الإتصال بين الرئيس الفرنسي والرئيس الإيراني. الرئيس الفلاني يريد هذه الحقيبة لأنها تدخله إلى اجتماعات صندوق النقد الدولي.

تحلو فجأة حقيبة معينة في عين الرئيس الفلاني، فيتوسط أحد الرؤساء لأقناع الرئيس الذي "طلعت الحقيبة المعينة من حصته" ليتنازل عنها. تعود المشاورات إلى المربع الأول، وجولة جديدة من المماحكات. نقولها كما هي : " زهقتونا وقرفتونا"!

إن بكاء مريض لأنه يحتاج إلى دواء تساوي كل أنانياتكم وتعجرفكم ولا إنسانيتكم ... وكما بكاء المريض كذلك المنتظر على محطة المحروقات، كذلك الأهل الذين ينتظرون على قارعة المدارس لا يعرفون كيف يدبرون الأقساط المدرسية، كذلك العائلات التي أصبح بقاؤها صعبا وسفرها مستحيلا ... ماذا تنتظرون يا عديمي المسؤولية؟.

ليس كثيرا أن يقال عنكم "سلطة البلا مخ"... لو كان فيكم دم لكانت نشرتنا تستهل بتشكيل الحكومة، لكن لا، بفضل تقاعسكم النشرة تبدأ بالبطاقة التمويلية ... إذا أقرت.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

تأثر تشكيل الحكومة بيوم الحداد الرسمي، لكن من دون أن تعلن أي جهة تشييع التأليف الى مثواه الأخير حتى الساعة.

فالاتصالات لم توار في الثرى تاركة الباب مواربا على المراوغة السياسية بجميع أنواع أسلحة التعطيل. وعلى تقويم مكيول الرئيس نبيه بري، فإنه "ما عاد ينفع إلا الدعاء" لكن كل الأيادي المرفوعة إلى السماء تقطعت بها السبل ولكأن هذا البلد "حدن داعي عليه" ومبتلى بحكامه رأسا على عقب، وإذ يختلف الحكام اليوم على تأليف الحكومة فيكف لهم أن يديروها غدا في حال تشكلت؟.

وبغياب الرؤية الموحدة، فإن يوم تشييع رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الامير قبلان، شكل لحظة جامعة التقت عندها طوائف ومذاهب ومواقف سياسية تختلف على كل تفصيل وتجتمع على شخصية قبلان، التي لم تترك وراءها عداوات وخصوما تفرق بين الأديان وتزرع الشقاق المذهبي.

مأتم مهيب ووسام الأرز برتبة الوشاح الأكبر منحه رئيس الجمهورية ميشال عون وقلده إياه على النعش الرئيس نبيه بري، وبانتهاء التشييع الشعبي والرسمي عاد المشاركون في المراسم إلى المآتم السياسية والشعبية، وفي طليعتها استعداد المواطنين لقرار رفع الدعم مع نهاية شهر أيلول، لتنطلق رحلة التسعير بحسب السوق التي أصبحت أكثر من سوداء. وسيراكم هذا الأمر أعباء على اللبنانيين تعزز سير الطوابير التي سينضم إليها موسم باصات المدارس.

وإذا كان هذا القرار قد أصبح محتوما، فإن الأزمة الحقيقة تكمن في غياب إدارته وليس في اتخاذه كخطوة صارت واقعا، لكن السلطة لم تواجهه بأي قرار يجنب اللبنانيين شروره، وأقله بت مسالة البطاقة التمويلية والبدء بتطبيقها. والأيام الموعودة بالسوء لا تهز ضميرا سياسيا واحدا، ولا يسع المرجعيات المقررة سوى رمي سيل التفاؤل بحيث يفتتح النهار على "إغداق الإيجابيات"، لينتهي مساء على شحوب وافتعال عراقيل.

وقد اتخذ قصر بعبدا من انتحال صفة التفاؤل مهنة يومية، ولدى تطبيقها على أرض التأليف يتضح أنها مجرد إبعاد شبهات والحبوب المنشطة التي يتعاطاها أهل القصر تنعكس بدورها على تصريحات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ففي سجل المواقف اليومية تأكيد على تشكيل الحكومة، وآخر آرائه أسداها الى النائب السابق فادي الأعور الذي أعلن أن "الرئيس يعمل ما في وسعه لولادة الحكومة في وقت قريب"، وهو كان أبلغ وفدا شبابيا استمراره في العمل لمحاربة منظومة الفساد. وقال إن "الشعب هو الضحية وليس المرتكب".

وإليها، سالت مواقفه عن ظلم يتعرض له المواطنون وعن حقوق سيستعيدها، منتحلا بدوره صفة النائب السابق المعارض نجاح واكيم، الذي بات يمتلك الحقوق الحصرية لرفع دعوى على الرئيس ميشال عون بجرم استعمال المزور.

فعون من ست عشرة سنة في الحكم، الى خمس سنوات على رأس السلطة الأولى، لن يتاح له اليوم الشكوى والتحدث عن شعب مسروق يتألم يوميا.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 7 أيلول 2021

وطنية/الثلاثاء 07 أيلول 2021

البناء:

خفايا

قالت مصادر على صلة مباشرة بمباحثات المسار الحكومي انّ يوم الأربعاء متفق عليه مسبقاً كموعد لتقييم وجوجلة النتائج وتحديد ما إذا كانت الحكومة قد بلغت مرحلة الولادة، أم انّ الطريق مسدود، أم انّ هناك تقدّماً ينتظر المزيد…؟

كواليس

أكد قادة في حركة طالبان حرصهم على تمثيل الطاجيك والهزارة في الحكومة الجديدة سعياً لعلاقات تعاون مع موسكو وإيران، وانهم حسموا اتخاذ الصين شريكاً استراتيجياً اقتصادياً، وسيمثلون التيار الغربي في قومية البشتون لمحاكاة الغرب وباكستان…

الجمهورية:

كشف أحد الوزراء أن دوائر الدولة أصبحت تعمل ليومين فقط في الأسبوع نتيجة نقص في الموظفين بفعل أزمة البنزين وتداعيات الإنهيار.

من المرتقب أن يعمل حزب بارز على نقل مادة حيوية الى لبنان عبر صهاريج مستأجرة على أن يجري توزيعها أولا المستشفيات في كل المناطق.

ربح مرجع سياسي وحزبي رهاناً كان قد عقده بعدم تنفيذ قانون تم إقراره أخيراً بعدما شكّل البت به تحدياً لمرجع كبير.

نداء الوطن

استمعت النيابة العامة التميزية بصفة شهود الى عدد من رؤساء مجالس إدارة مؤسسات المياه في اطار الإخبار المقدم أمامها بخصوص مخالفات مالية لبعض المستشارين في الوزارة تتعلق بأموال الجهات المانحة المخصصة للاستراتيجية الوطنية لقطاع المياه.

يعاني عدد من الوزارات من نقص المحروقات اللازمة لتشغيل مولداتها الاحتياطية في ظل غياب تام للمديرية العامة للنفط وامتناعها عن تخصيص مخزون احتياطي لسير الوزارات والإدارات والمؤسسات العامة والمقار الرسمية على غرار دول العالم.

اللواء:

همس

كشفت مصادر دبلوماسية أن محادثات إحياء اتفاقية الغاز، كانت أوّل بند على جدول أعمال حكومة الحريري التي لم تبصر النور.

غمز

اتفقت المصارف العاملة على فرض آليات غير مسبوقة في ما يخص إعطاء أصحاب الودائع أو التحويلات بالليرة اللبنانية ما يستحقون..

لغز

تمعن مؤسّسة مياه بيروت وجبل لبنان بإعتماد سياسة التمييز بين أحياء العاصمة، عندما "تتكرم" المؤسسة وتضخها كل أسبوع لدقائق، وعلى نحو غير منتظم!

الجمهورية:

هذا ما كشفه أحد الوزراء

كشف أحد الوزراء أن دوائر الدولة أصبحت تعمل ليومين فقط في الأسبوع نتيجة نقص في الموظفين بفعل أزمة البنزين وتداعيات الإنهيار.

نقل مادة حيوية الى لبنان...

من المرتقب أن يعمل حزب بارز على نقل مادة حيوية الى لبنان عبر صهاريج مستأجرة على أن يجري توزيعها أولاً على المستشفيات في كل المناطق.

رهان سياسيّ!

ربح مرجع سياسي وحزبي رهاناً كان قد عقده بعدم تنفيذ قانون تم إقراره أخيراً بعدما شكّل البت به تحدياً لمرجع كبير.

الأنباء:

*تغريدات وجرعات

تغريدات بجرعات تفاؤلية لم يُفهَم منها كما بدت في ظاهرها رغم المنسوب المفرط في التفاؤل.

*اتصالات بلا ضغط

اتصالات خارجية على خط أزمة داخلية لم تكن توجيهية على قدر ما كانت استطلاعية من دون ممارسة أي ضغط.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية  

موقع فرنسي: لبنان سفينة تائهة بلا ربان.. وضخامة السفارة الأميركية تثير التساؤلات

الكلمة أولاين/07 أيلول/2021

اشار موقع أورويون "21 OrientXXI" الفرنسي في تقرير بعنوان "لبنان سفينة تائهة بلا ربان"، الى انه "بعد نحو عامين لم نعد نعرف أي معجم هو الأنسب لوصف الفرق الطويل للبنان: "انهيار أو سقوط أو ذهاب إلى الهاوية أو انتحار أو تدمير للنفس أو حتى اختفاء". ولفت الى "إن لبنان يغوص أكثر فأكثر في أزمة تعود مسؤوليتها لحد كبير إلى قادته الغارقين في معارك سياسية دنيئة، غير مبالين بالمشهد البائس الذي يعرضونه للعالم وبسوء أحوال سكانه سواء كانوا من الفقراء أو من الطبقة المتوسطة. يُترك اللبنانيون لمصيرهم مع اندلاع أزمة اجتماعية-اقتصادية (ثورة في الشوارع، إفلاس مالي)، محرومين من الكهرباء والبنزين وزيت الوقود. كما تشهد الأسعار ارتفاعا كبيرا ويُسجّل نقص في الأدوية وتعاني المستشفيات من الندرة. وبالتالي، يتواصل نزيف السكان نحو أراض أكثر رحمة". ولفت الموقع الفرنسي الى أنه "في لبنان الذي يقبع تحت تأثير خارجي قوي، لم تستطع لا الزيارتان اللتان قام بهما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ولا الاهتمام الذي أبدته العديد من البلدان، ولا صرخات تحذير البنك الدولي وصندوق النقد الدولي تحريك "الحمار اللبناني"، كما صار الناس يسمون "النومنكلاتورا" التي تسيء إليهم. لأن هذا الحمار أصبح كائنا هجينا كأنه خرج من كتاب الأساطير، ولكنه أصبح حقيقيا مع مرور الزمن". وتسائل "هل يمكن ألا يتهاوى هذا الهرم؟ هل سبق وأن شوهد هذا النوع من فقدان المعنى والمسؤولية؟ من دون شك الإجابة هي لا، باستثناء بعض البلدان المدمنة على الفساد والتي تستمر في العيش كيفما اتفق. هل من المحكوم على لبنان الالتحاق بهذه البلدان المنبوذة؟"، واشار إلى إن حزب الله يريد أن يلجأ لبنان إلى إيران (وإلى آسيا بشكل عام) لتطوير علاقاتها التجارية المتوجهة تاريخيا نحو البلدان الغربية. ولكن ماذا يُنتظر من مسؤولين منقسمين بخصوص كل شيء تقريبا. إذ ندّد رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري بتصريحات امين عام الحزب السيد حسن نصرالله معتبرا أنها تنال من سيادة لبنان. ويعدّ هذا فصلا من المضحكات المبكيات. اضاف الموقع الفرنسي "اما الأميركان فقد فتحوا قبل بضع سنوات ورشة بناء كبيرة ستأوي سفارتهم الجديدة على قطعة أرض مساحتها 174 ألف متر مربع، على جبل مطل على البحر شمال بيروت. ومن المنتظر أن ينتهي بناء هذا المجمع الدبلوماسي ذي المظهر المستقبلي في 2023. وستصبح هذه السفارة الأميركية الأكبر في المنطقة بعد سفارة بغداد، وفق مصمميها. يسمح هذا المثال بالتخمين بخصوص نوايا الأميركيين في لبنان والمنطقة على الرغم من إخفاقاتهم المريرة مؤخرا. هل يبقى لبنان، المُسلَّم لهؤلاء ولغيرهم (سوريا ليست ببعيدة وإسرائيل تراقب)، والذي تخلى عنه قادته الحاليون، ملعونا إلى الأبد".

 

قلق أوروبي حول مصير الإنتخابات النيابية... ماذا قال رئيس وفد برلمان الإتحاد الأوروبي إلى لبنان؟

الكلمة أولاين/07 أيلول/2021

شدد رئيس وفد برلمان الاتحاد الاوروبي إلى لبنان، بيدرو ماركيز، في حديث LBCI، انه "على ما يبدو أن المسؤولين الرفيعين الذين التقيناهم اليوم مقتنعون بأنه يتم اتخاذ خطوات في الاتجاه الصحيح في موضوع تشكيل الحكومة، ونحن نأمل ذلك، لأن لبنان يحتاج الى حكومة لكي تبدأ بتنفيذ الإصلاحات والإجراءات لحالة الطوارئ التي تمر بها البلد". وعن العقوبات الأوروبية التي هدد الاتحاد الاوروبي بفرضها على المسؤولين المتورطين بالفساد، اكد ماركيز أنه "لقد أقر الاتحاد الاوروبي إطار عمل للعقوبات، وفي حال لم يتغير الوضع في لبنان وبسرعة، قد تكون العقوبات الآن خيارًا جيدًا موجهًا نحو الأشخاص الذين يقومون بعرقلة الوضع، والعقوبات لم ترفع من البحث". واشار إلى أنه "إذا لم يتم تشكيل حكومة، نحن ناقشنا هذا الامر مع حكومة تصريف الأعمال، ويبدو أنها جاهزة أو تقوم بالتحضير للانتخابات المقبلة" معربًا عن قلقه بشأن امكانية اجراء الانتخابات المقبلة، مؤكدًا أنه "يجب ان تحصل وأن تكون عادلة ومستقلة" ووصفها بأنها "الفرصة الأكبر والأفضل للبنان، لأنه يحق للشعب أن يقوم بتحويل صوته ومخاوفه إلى أصوات إقتراع"، لافتًا إلى أنه "من جانب البرلمان الأوروبي والاتحاد الأوروبي، سنشدد كثيرًا على اهمية هذه الانتخابات". وعن إمكانية تأجيل الإنتخابات، اكد أن "امر غير مقبول في حال حدوثه، ولبنان لا يحتاج إلى تأجيل، بل هو في حالة طوارئ وهو يحتاج إلى الأفعال سواء من حكومة جديدة او من حكومة تصريف الأعمال"، مشددًا على "ضرورة إجراء الإنتخابات النيابية بشكل طبيعي العام المقبل، وفي حال لم تحدث او تم تأجيلها فيمكننا عندها العودة على المحادثات التي كما نجريها حول العقوبات". ولفت ماركيز أن "السلطات في لبنان طلبت من الاتحاد الاوروبي موارد لتنظيم الانتخابات"، معتبرًا أنه "يجب على لبنان ان يكون لديه موارده الخاصة لتنظيم الانتخابات، ويجب ان لا يحتاج مساعدة من السلطات الدولية"، مؤكدًا استعداد البرلمان الأوروبي على مواصلة مساعدة لبنان ولكن "لن نساعد بدون قيود او شروط، فإذا تم تنظيم هذه الانتخابات مع أي نوع من المساعدة الدولية فيجب ان تكون ظروف هذه الانتخابات عدلة ومستقلة"، موضحًا أنه "لا يمكن للسلطات اللبنانية ان تطلب اي اموال دولية، واذا كانت الاموال ضرورية والظروف ضرورية من قبل المانحين، يجب على لبنان القيام بدوره من خلال تأمين الاجواء المناسبة للانتخابات". واكد أن "الاتحاد الاوروبي سيواصل تحويل الموارد المخصصة لمشاريع وبرامج أخرى باتجاه الأزمة الانسانية التي يواجهها الشعب اللبناني الآن" معربًا عن "استعداد الاتحاد الاوروبي لتقديم مساعدات اكثر الى جانب الامم المتحدة والبنك الدولي في حال بدأت الإصلاحات".

 

انتكاسة تواجه تأليف حكومة لبنان: عون يُصرُّ على تسمية الوزراء المسيحيين

جدول حافل في اجتماع عمان لاستجرار الغاز والكهرباء

بيروت ـ “السياسة” /07 أيلول/2021

غداة الاجواء الايجابية التي تم ضخها أول من أمس، بشأن قرب ولادة حكومة لبنان المنتظرة، عادت، أمس، اجواء الانتكاسة لتفرض سطوتها من جديد، بعدما كشفت مصادر لـ”السياسة”، أن رئيس الجمهورية ميشال عون، طلب أن “يسمي كل الوزراء المسيحيين”، ما قد ينسف الإيجابيات من أساسها.

وفي السياق، توقفت مصادر المعارضة، عند ما أشار إليه “التيار الوطني الحر”، من أن “الذين يدعون دعم الرئيس المكلف ويعرقلون في الوقت نفسه تشكيل الحكومة لدفع الرئيس المكلف للاعتذار، يتحملون المسؤولية عما يترتب على ذلك من انفجار اجتماعي يهدد الأمن والاستقرار”.

وهذا إن دل على شيء، برأي المصادر، فإنما يدل على أن “فريق العهد، يريد أن يرمي كرة التعطيل، عند الطرف الآخر، سعياً من أجل إرغام الجميع على القبول بمطالبه الحكومية، وهذا أمر يتنبه إليه الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، الذي لا يمكن أن يسير بتوجه العهد، للحصول على ما يريد في التشكيلة الجديدة، وفي مقدمها الحصول على الثلث المعطل”. واعتبرت المصادر أن “ما قاله التيار “العوني” من أن “القوى الماضية في مخططها لاسقاط رئيس الجمهورية ستفشل”، “محاولة لذر الرماد في العيون، والتعمية على المشكلة الأساسية، وهي محاولة هذا التيار الإمساك بالقرار الحكومي، والعمل من أجل فرض التشكيلة التي يريد، على غرار الحكومات السابقة التي كانت قوى الثامن من آذار، تتحكم بقراراتها وتفرض أجندتها عليها، خدمة لـ”حزب الله” ولمحور الممانعة”.

إلى ذلك، دعا نائب “القوات اللبنانية” جورج عقيص الرئيس عون للاستقالة، “بسبب كل الأزمات التي شهدها عهده”. وشدد على أن “القوات” لن ترفع السلاح بوجه أحد ولكن لن ترفع الراية البيضاء. وتمنى على “رئيس مجلس النواب نبيه بري أن يلتفت للقوانين التي قدمها تكتل الجمهورية القوية وخاصة قانون رفع الحصانات لتصل التحقيقات بحادثة مرفأ بيروت إلى خواتيمها”.  على صعيد آخر، غرد النائب فريد هيكل الخازن، على “تويتر”: “سيُرفع الدعم الاثنين، ولا حكومة لغاية الآن، جوّعتو العالم، وجوّعتو اللي انتخبوكم واللي ضدكم، وبهدلتو الناس وذليتوهم، وقاعدين بلاطة على قلب كلّ مواطن”.

في الأثناء، قال رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، في كلمة القاها في مؤتمر العمل العربي الدورة 47 “إن هناك حصارا من كارتيلات مرتبطة بالخارج على المحروقات والغذاء والدواء”. وفي خضم الأزمات التي يمر بها لبنان، أكد عضو نقابة أصحاب المحطات جورج البراكس ان “رفع الدعم عن المحروقات سيكون عندما يتوقف مصرف لبنان عن تأمين الاعتمادات على أساس الـ8000 ليرة وهي مسألة أيام فقط لرفع الدعم الكلّي”. وسأل البراكس: “ذاهبون حكماً إلى سعر صفيحة بنزين إلى 300 أو 350 ألف ليرة ولكن السؤال هو هل سيرفع الدعم من دون بطاقة تمويلية؟ وهل نحن ذاهبون إلى رفع الدعم أم تحرير الاستيراد؟”. من جانبها، أعلنت نقابة أصحاب الأفران في الشمال، بعد جلسة عمومية في مقرها في طرابلس، الإقفال ابتداء من اليوم، حتى الحصول على مادتي المازوت والطحين. وأشار المدّعي العام المالي القاضي علي إبراهيم، إلى أن بيع الأدوية للمواطنين بشكل مباشر واجه بعض المشاكل. وتوقع الخبير الاقتصادي جاسم عجاقة هبوطاً في سعر صرف الدولار إلى ما دون الـ 16000 إذا تشكلت الحكومة، كما أشار إلى أنه قد يتدنى إلى ما دون الـ10000 مع البدء بالمشاورات مع صندوق النقد الدولي وتنفيذ الإصلاحات. في سياق آخر، تستضيف العاصمة الأردنية عمان، اليوم، اجتماعاً فنياً رباعياً لوزراء الطاقة في كل من سورية ولبنان ومصر والأردن، لمتابعة استجرار الكهرباء والغاز من مصر إلى لبنان عبر سورية. ويحمل وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر، ملفاً تقنياً إلى الاجتماع الذي سيَطرح بحسب جدول أعماله، خمسَ نقاط تتمحور حول إعادة تفعيل الاتفاقية الموقّعة بين دول خط الغاز العربي المتعلقة بتزويد الغاز الطبيعي للبنان، والتأكد من جهوزية البنية التحية اللازمة لنقل الغاز، في كل دولة من الدول الأربع والمتطلبات الفنيّة المطلوبة، وكذلك، تقديم خطة عمل واضحة، وجدول زمني لإيصال الغاز، إضافة إلى المتطلبات اللوجستية والتقنية والإدارية والفنية والمالية من أجل إنجاح المشروع لكل من الدول الأربع. ومن المرتقب أن يخلص الاجتماع، إلى تشكيل فريق فنّي من الدول المشاركة، لمتابعة كل تلك المواضيع المذكورة.

 

مذكّرات التوقيف الوجاهية مستمرّة... وبيطار "رايح للآخر"

"قراصنة" الحصص: الحكومة رهينة "عملية تبادل"!

نداء الوطن/07 أيلول/2021

عن عمد أو جهل، أُغرق السوق الإعلامي خلال الساعات القليلة الماضية بعملية ضخ ممنهجة للأجواء الإيجابية المتفائلة بقرب الإعلان عن ولادة حكومة نجيب ميقاتي بعد تذليل آخر العقد العونية، فتوالت التغريدات والتسريبات المبشّرة بالتأليف خلال اليومين المقبلين من دون أن ترتكز إلى وقائع ثابتة أو مرتكزات صلبة لصيغة الحل النهائية. فبعد التمحيص عن كثب بصورة المستجدات الحكومية، لم يتم رصد أي معطيات عملية دقيقة تؤكد وصول الأمور إلى خواتيمها في مفاوضات التأليف، بل إنّ العارفين بمجريات هذه المفاوضات ذهبوا إلى حد اعتبار الجو التفاؤلي "مبالغاً به"، وأوضحت مصادر مواكبة أنّ الحكومة لا تزال رهينة "قراصنة" الحصص الوزارية والإفراج عنها مرهون بنجاح "عملية التبادل" في الحقائب التي يطالب بها رئيس الجمهورية ميشال عون للموافقة على التخلي عن وزارة الاقتصاد والقبول بتجييرها إلى حصة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي.

وتعليقاً على ما أشيع سياسياً وإعلامياً حول ولادة الحكومة، شددت المصادر على أنّ "تطورات حصلت على مستوى تذليل بعض العقد وليس جميعها"، لافتةً إلى أنّ "رئيس الجمهورية وافق مبدئياً على حل عقدة حقيبة الاقتصاد لكنه سأل عن "البديل"، لأنه لن يقبل بالتنازل عن هذه الحقيبة من دون ثمن"، مبدية توجّسها من أنّ "المطالبة بإجراء تبديل في الحقائب الأساسية من شأنها أن تحدث تعقيدات جديدة في خريطة التشكيلة الوزارية"، وتردد في هذا المجال أنّ الثمن الذي يطالب به عون للتنازل عن حقيبة الاقتصاد قد يكون المطالبة بنيابة رئاسة مجلس الوزراء ليسمي شخصية قريبة منه تتولى ترؤس وفد لبنان المفاوض مع البنك الدولي وصندوق النقد. وخلصت المصادر إلى التأكيد أنّ "الاتجاهات غير محسومة بعد، لا في ما خصّ عقدة وزارة الاقتصاد ولا في ما يتصل بالجهة التي ستختار الوزيرين المسيحيين، ولا إزاء مسألة الثلث المعطل"، كاشفةً أنّ المدير العام للأمن العام "اللواء عباس ابراهيم حمل لائحة من الرئيس المكلف إلى بعبدا تتضمن أسماء مسيحية ليصار إلى الاختيار من بينها، غير أنّ رئيس الجمهورية جدد تمسكه بأنه هو من يقترح الأسماء وعلى الرئيس المكلف أن يختار منها".

وعليه، نقلت المصادر أنّ اللواء ابراهيم لم تُحسم لديه أي معطيات جدية حول سبل تذليل العقد بشكل نهائي، معربة عن قناعتها بأنّ "معظم ما تم بثه من أجواء إيجابية إنما تقف وراءه شخصيات تدور في فلك بعبدا و"التيار الوطني الحر" كما درجت العادة تمهيداً لتحميل الأطراف الأخرى مسؤولية فشل الجهود في وقت لاحق". وجزمت المصادر بأنّ الساعات الأخيرة "لم تحمل أي مؤشر جديد حاسم باتجاه التأليف لكنّ المشاورات مستمرة وستتكثف استكمالاً لمروحة الاتصالات واللقاءات التي يقوم بها الرئيس المكلف والتي شملت زيارته نهار الاثنين رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعد سلسلة زيارات مكوكية قام بها النائب علي حسن خليل موفداً من بري إلى ميقاتي". وإذ استبعدت أن يحمل اليوم "أي مفاجآت من قبيل زيارة ميقاتي قصر بعبدا"، أكدت المصادر أنّ المعنيين بالتأليف سيتخذون من الحداد الوطني على رحيل رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان "فسحة زمنية إضافية لتكثيف الاتصالات وبلورة صورة المشاورات والوساطات الحكومية أكثر قبل نهاية الأسبوع"، لافتةً بالتوازي إلى أنّ "الاتصالات الخارجية لم تتوقف ولم تنقطع على مدار الساعة مع المسؤولين اللبنانيين لحثهم على تشكيل حكومة، بينما الرئيس المكلف على تواصل شبه يومي مع المسؤولين الفرنسيين للتشاور معهم في أجواء التطورات والعقبات التي لا تزال تحول دون ولادة الحكومة". أما على المقلب الآخر، فكانت مصادر مطلعة على أجواء دوائر الرئاسة الأولى قد نقلت خلال الساعات الأخيرة معطيات تشي بأنّ العدّ العكسي لولادة الحكومة قد انطلق وأنّ "مجرد إعلان الرئيس المكلف عزمه على زيارة قصر بعبدا سيعني أنّ التشكيلة أنجزت وتم الاتفاق على توقيت إعلان مراسيم التأليف". ووفق هذه المعطيات، فإنّ "اتصالات أميركية وفرنسية جرت مع رئيس الجمهورية والرئيس المكلف في الساعات الـ48 الماضية وفتحت باب الحل للعقدة الأخيرة المتمثلة بوزارة الاقتصاد التي يريدها ميقاتي من حصته، فأصبح هذا الأمر مسلماً به ليتركز البحث تالياً حول كيفية إجراء تبادل بين هذه الحقيبة وحقيبة أخرى يصار إلى ضمها لحصة عون بدل وزارة الاقتصاد". وفي ضوء ذلك، أكدت المصادر أنّ "الساعات المقبلة ستشهد توسيعاً لمروحة اللقاءات والاتصالات التي يقوم بها اللواء ابراهيم، بشكل سيطال أكثر من فريق مشارك في الحكومة العتيدة لتأمين الغطاء اللازم لعملية تبادل الحقائب وتثبيت كل ما اتفق عليه، على أن يكون انتهاء فترة الحداد على الراحل الشيخ قبلان، بمثابة "ساعة الصفر" لدخول عملية التأليف مرحلة الاعلان عن ولادة التشكيلة الوزارية".

على صعيد منفصل، استرعى الانتباه أمس استكمال المحقق العدلي في جريمة انفجار المرفأ القاضي طارق بيطار تسطير مذكرات التوقيف الوجاهية بحق مدعى عليهم في القضية، وجديدها مذكرة توقيف بحق مدير العمليات السابق للمرفأ سامي حسين بعد جلسة استماع لإفادته استمرت على مدى عدة ساعات وانتهت إلى توقيفه وجاهياً. وفي هذا السياق، أكدت مصادر قانونية مواكبة للملف أنّ القاضي بيطار "رايح للآخر" في القضية ولا يعير أي اهتمام لكل "حملات التهويل والتضليل التي يمارسها بعض الأفرقاء السياسيين لثنيه عن متابعة تحقيقاته"، كاشفةً أنّ جلسات الاستماع للمدعى عليهم والشهود ستتوالى "ومن يجب توقيفه سيتم توقيفه ومن يتغيّب من دون عذر سيصار إلى إصدار مذكرات جلب بحقه، بمعزل عن أي ضغوطات أو اعتبارات سياسية أو طائفية".

 

الأحدب: لولا فساد حكامنا لما تسلل الحزب الى صفوفنا ليفرض أجندته الخارجية

الثلاثاء 07 أيلول 2021

وطنية - أكد النائب السابق مصباح الاحدب أن "حزب الله يعمل جاهدا وباستمرار على اختراق ساحتنا لمصادرة قرارنا لمصلحة تحالفه الاقليمي، وهو يسعى لتحقيق ذلك من خلال: التحالف مع السياسيين الفاسدين الذين يدعون تمثيلنا وشراء ذممهم وتأمين مصالحهم الخاصة على حساب الدولة، حماية ورعاية المطلوبين الفارين من وجه العدالة واعتبارهم جزءا من المقاومة ومنع أجهزة الدولة من توقيفهم بل الطلب منها حمايتهم، زرع بؤر مسلحة في بيئتنا واستخدامها غب الطلب لتخريب أمن مناطقنا عندما تتطلب مصالحه ذلك وتكريس الأجهزة الامنية لحماية هذه البؤر وتقديم المساعدات الإجتماعية للمحتاجين، كما فعل مع أهالي شهداء وجرحى التليل، حيث قدم لهم مليارا وثلاثمائة مليون ليرة". وتابع الاحدب في بيان: "اذا كان حزب الله حريصا على استقرار البلد، فحري به أن يفتح حوارا جديا مع من لم تلوث أياديهم بالفساد للتأسيس لإعادة بناء وطن يحفظ كرامة كل أبنائه وقابل للعيش، بدل تغطية ودعم قيادات فاسدة لا تهتم الا بمصالحها الخاصة على حساب مصلحة الوطن والناس". اضاف: "لولا فساد حكامنا، لما تسلل الحزب الى صفوفنا ليفرض أجندته الخارجية علينا وعلى البلد". وختم الاحدب: "رسالتي إلى أهلي في الشمال: إن ما وصلتم إليه هو بفعل القيادات السنية المتخاذلة والمتعاقدة مع الحزب لتسليمه مناطقكم، فلا تسمحوا لهم بعد اليوم بمصادرة قراركم".

 

القاضي الخوري طلب رد الدفوع الشكلية المقدمة من ضاهر وهزيمة وحسين

الثلاثاء 07 أيلول 2021

وطنية - طلب المحامي العام التمييزي القاضي غسان الخوري من المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار رد الدفوع الشكلية المقدمة من وكيل الدفاع عن المدير السابق لمخابرات الجيش العميد كميل ضاهر، والذي سيمثل غدا الأربعاء أمام البيطار في جلسة استجواب.

كذلك رد القاضي الخوري الدفوع الشكلية المقدمة من وكلاء الدفاع عن المدعى عليهما المدير السابق لإقليم بيروت في الجمارك بالإنابة موسى هزيمة والمدير السابق للعمليات في المرفأ سامي حسين.

 

عكر التقت وفد لجنة أهالي ضحايا انفجار المرفأ وبحثت مع فهمي وعطية موضوع البطاقة التمويلية

الثلاثاء 07 أيلول 2021

وطنية - إستقبلت نائب رئيس مجلس الوزراء ووزيرة الدفاع ووزيرة الخارجية والمغتربين بالوكالة في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر، وزير الداخلية والبلديات اللواء محمد فهمي ورئيس التفتيش المركزي القاضي جورج عطية، وتم البحث في موضوع البطاقة التمويلية لجهة التواصل وتسريع العمل بين الإدارات المعنية. كما التقت وفدا من لجنة أهالي ضحايا وجرحى إنفجار مرفأ بيروت، وعرضت معهم للمشكلات التي يعانون منها لا سيما في المستشفيات في ظل القانون 196 الذي ينص على إعتبارالأشخاص الذين أصيبوا بإعاقة كاملة أو جزئية من جراء الانفجار مشمولين مدى الحياة بالتقديمات الصحية للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، كما من المعينات والحقوق والاعفاءات التي يستفيد منها أصحاب الاحتياجات الإضافية والتي اقرت بموجب القانون رقم 220.واستمعت عكر إلى معاناة الجرحى جراء الإنفجار إضافة الى عدم شمولهم بالتعويضات، مؤكدة "متابعة كافة المطالب مع الوزراء المعنيين، بعد أن تابعت تنفيذ المادة الأولى من القانون 196 بالكامل والمتعلقة بإعتبار شهداء المرفأ شهداء في الجيش اللبناني ويستفيدون من التعويضات ومعاشات التقاعد والتقديمات التي تسري على عوائل شهداء الجيش".

 

طلبان لتخلية مارون الصقر ورفع بلاغ البحث بحق شقيقه

الثلاثاء 07 أيلول 2021

وطنية - تقدم الوكيل القانوني للأخوين إبراهيم ومارون الصقر المحامي جورج الخوري أمام قاضية التحقيق الاولى بالإنابة في البقاع أماني سلامة، بطلب تخلية مارون الصقر وطلب رفع بلاغ البحث والتحري الصادر بحق إبراهيم الصقر، وقد أحالتهما القاضية سلامة على النيابة العامة لإبداء الرأي.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

إسرائيل: نضرب إيران أسبوعياً “سراً وعلناً” وقلَّصنا خطرها بالمنطقة

كوخافي: جاهزون بخطط متنوعة لمهاجمتها... وباريس طالبت طهران بتفسيرات للأنشطة النووية السرية

طهران، عواصم – وكالات/07 أيلول/2021

 كشف رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيف كوخافي، عن ستراتيجية المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لمواجهة إيران، مؤكداً أن لدى الجيش الإسرائيلي عددا من خطط العمل المتنوعة في حال تقرر الهجوم على إيران، ومشددا على أن عمليات وضربات إسرائيلية تنفذ بشكل أسبوعي، جزء منها سري وآخر علني. وقال كوخافي في مقابلة مع “موقع والا” العبري، إن العمليات الإسرائيلية ضد إيران وأذرعها في الشرق الأوسط، تجري في إطار ما يطلق عليه “المعركة ما بين الحروب”، معربا عن فخره بما حققته الضربات الإسرائيلية في سورية وساحات أخرى، مؤكدا أن العمليات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي لها أهداف عدة، لكن الهدف المركزي هو تقليص التواجد الإيراني في الشرق الأوسط بالتشديد على سورية وأماكن أخرى. وأضاف أن العمليات التي تتم في بقع عدة في الشرق الأوسط، تستهدف أيضا حركة “حماس” الفلسطينية و”حزب الله” اللبناني والإيرانيين “أحيانا”، معتبرا أن الإنجازات التي تحققت حتى الآن، جيدة ولكنها ليست مثالية. وقال إن التواجد الإيراني في الساحة الشمالية انخفض بشكل كبير، مشددا على ان الجيش الاسرائيلي ينشط في عدد من الساحات في المنطقة، ولا يدافع فقط جوا وبحرا وبرا، وإنما يتخطى الحدود وينشط في أماكن أكثر عمقا. في غضون ذلك، طالبت فرنسا، إيران، بتقديم تفسيرات كاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بشأن اكتشاف مواد نووية سرية لديها. وقالت الخارجية الفرنسية في بيان إن مدير عام الوكالة رافائيل غروسي، سيقدم تقريرا حول تعاون إيران منتصف الشهر الجاري، مشددة على ضرورة أن تستأنف إيران دون تأخير التعاون مع الوكالة الدولية، ومؤكدة دعم باريس مع شركائها الدوليين بشكل كامل، عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأعربت عن الأسف للقرار الإيراني أحادي الجانب، بشأن تعليق تطبيق البروتوكول الإضافي وتدابير التحقق المنصوص عليها في اتفاق فيينا منذ فبراير الماضي، داعية طهران لمواصلة تنفيذ البنود الانتقالية للترتيب الفني وعدم إعاقة إطلاع الوكالة على أنشطتها النووية. على صعيد آخر، نقل النائب أحمد علي رضا بيجي، عن قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” إسماعيل قآاني، القول في جلسة مغلقة للبرلمان “إن الخبراء السياسيين والعسكريين يعتبرون الهزيمة الأميركية في أفغانستان، أكثر أهمية من هزيمة الولايات المتحدة في فيتنام”، مضيفا أن “قآاني أكد أن طهران تراقب التطورات من منظور مصالحها الوطنية، وتهتم بمصير أفغانستان”. وأكمل أن شيعة أفغانستان مهمون للغاية، وإيران تحاول حل قضية أفغانستان، لكن ليس بالحرب، وتسعى إلى أن تشارك جميع القبائل الأفغانية في حكم البلاد.

 

إسرائيل تواصل مطاردة المجهول: الأسرى الستة مطلوبون أحياءً أو أمواتاً

"حماس": قصف غزة محاولة للتغطية على العجز والفشل

رام الله، تل أبيب، عواصم- وكالات/07 أيلول/2021

 أعلنت السلطات الإسرائيلية، أمس، عدم تسجيل أي تقدم في عملية تعقب 6 أسرى فلسطينيين فروا من سجن جلبوع شديد الحراسة شمالي البلاد، رغم مرور أكثر من 24 ساعة على هروبهم. وتواصل شرطة الاحتلال، معززة بقوات من حرس الحدود، ووحدة ما يسمى بمكافحة الإرهاب “اليمام”، وقوات من الجيش، مطاردتها لـ6 أسرى تمكنوا فجر أول من أمس، من الفرار من سجن جلبوع. وأفادت مصادر، بأن شرطة الاحتلال أقامت ما يزيد على 260 حاجزا في محاولة لاقتفاء أثر الأسرى الفارين، حيث تدقق في هوية السائقين على الطرقات، كما تفتش السيارات التي تشتبه فيها. وأنشأت الشرطة غرفة عمليات مشتركة مع قوات جيش الاحتلال لتركيز جهود البحث، كما شارك جهاز المخابرات الداخلي المعروف بـ”الشاباك” بكل إمكاناته التكنولوجية في مسعى للوصول إلى طرف خيط يقود إلى مكان هروب الأسرى. من جانبها، وصفت هيئة البث الإسرائيلية الإجراءات التي تبذلها الشرطة والأجهزة الأمنية في ملاحقة الأسرى الفلسطينيين الهاربين من سجن جلبوع، بمطاردة المجهول لعدم تحقيقها أي تقدم. وقال رئيس قسم العمليات في شرطة الاحتلال شمعون نحماني، أن ما يجري يشبه مطاردة المجهول، مشيرا إلى أن الشرطة تغلق المعابر والطرق التي قد تكون مسلكا للأسرى في هروبهم. وتابع نحماني “فحصنا عشرات النقاط، وقمنا بالعشرات من العمليات، ولا يوجد تقدم في المطاردة، الأمر يتطلب الكثير من الصبر لتكوين صورة واضحة، وافتراض عبورهم للحدود بما في ذلك إلى قطاع غزة”. وقالت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية، ان المؤسسة الامنية تعتقد ان البحث عن الاسرى الفلسطينيين الستة، قد يستغرق أسابيع، لكنها واثقة من انه سيتم العثور عليهم وجلبهم في نهاية المطاف “احياء او امواتا”. وحذرت حركة الجهاد، الاحتلال الإسرائيلي من الإقدام على اغتيال الأسرى الستة الذين هربوا من سجن جلبوع. وأكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد خالد البطش، خلال مسيرة جماهيرية في مدينة غزة ابتهاجا بهروب الأسرى الفلسطينيين، أن الاحتلال سيدفع ثمنا غاليا إن أقدم على المساس بالأسرى الهاربين. وناشد أهالي الضفة الغربية حماية هؤلاء الأسرى بكل السبل والوسائل الممكنة.

وانطلقت مسيرة شارك فيها مواطنون فلسطينيون وممثلون عن عدد من الفصائل، من بينها الجهاد وحركة فتح، من مخيم جنين وجابت شوارع المدينة دعما للأسرى الستة الذين فروا من سجن جلبوع. وعبر مشاركون في المسيرة عن فرحتهم، وأكد عدد من ممثلي الفصائل أن الشعب الفلسطيني سيكون حاضنة للأسرى الستة، محذرين إسرائيل من المساس بهم. من جانبه، قال الناطق باسم حركة “حماس”، حازم قاسم، إن القصف على قطاع غزة محاولة من الاحتلال للتغطية على عجزه وفشله في مواجهة نضال شعبنا. وأضاف قاسم، أن ذلك يأتي بعد العملية البطولية التي انتزع فيها ستة من مناضلي شعبنا حريتهم من سجن جلبوع. وكان سلاح الجو الإسرائيلي شن ليل أول من أمس، سلسلة غارات جوية على عدة مواقع شمال قطاع غزة، ردا على إطلاق بالونات حارقة من القطاع على جنوب إسرائيل. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، “إن طائرات حربية أغارت، على موقع لإنتاج قذائف صاروخية تابع لمنظمة حماس الإرهابية”. ميدانياً، اقتحم عشرات المستوطنين، أمس، المسجد الأقصى المبارك، بينهم المتطرف يهودا جليك، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي. في حين أغلقت السلطات الإسرائيلية، جميع أروقة وساحات الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل أمام المصلين لتأمين احتفال المستوطنين بـ”عيد رأس السنه العبرية”.

 

“طالبان” تُعلن عن حكومتها “الموقتة” برئاسة الملا محمد حسن

حكومة طالبان أكدت رغبتها بعلاقات طيبة مع جميع دول العالم باستثناء إسرائيل ومن دون السماح بالتدخل في نظامها وشكله

كابول، عواصم- وكالات/07 أيلول/2021

 أعلن المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد، أمس، أن رئيس الحكومة الجديدة، هو “الملا” محمد حسن، على أن يتسلم عبدالغني برادر منصب نائب رئيس الوزراء. فيما أوليت حقيبة الدفاع إلى مولوي محمد يعقوب، نجل الملا عمر مؤسس الحركة، بينما تولى سراج الدين حقاني، نجل جلال الدين حقاني، مؤسس شبكة حقاني التي تصنفها أميركا إرهابية، وزارة الداخلية. وجاء تشكيل حكومة “طالبان”، على النحو التالي: النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء: مولوي عبد السلام حنفي، وزير الخارجية: أمير خان متقي، وزير الثقافة والإعلام المكلف: الملا خيرالله خيرخوا، وزير الاقتصاد بالوكالة: قاري الدين محمد حنيف، وزير العشائر والحدود بالوكالة: نور الله نوري، وزير المالية بالوكالة: الملا هداية الله بدري، القائم بأعمال وزير التوسع القروي: يونس أخوند زاده، وزير الرفاه المكلف: الملا عبد المنان العمري، وزير المعادن والبترول بالوكالة: الملا محمد عيسى اخوند، وزير المياه والكهرباء المكلف: الملا عبد اللطيف منصور، وزير التعليم العالي بالوكالة: عبد الباقي حقاني، وزير شؤون المهاجرين بالوكالة: خليل الرحمن حقاني، رئيس الشؤون الإدارية بالوكالة: أحمد جان أحمدي، وكيل وزارة الدفاع المكلف: الملا محمد فاضل مظلوم، رئيس الأركان بالوكالة: القاري فصيح الدين، وكيل وزارة الخارجية بالوكالة: شير محمد عباس ستانكزي، وكيل وزارة الداخلية بالوكالة: مولوي نور جلال، وكيل وزارة الثقافة والإعلام المُكلف: ذبيح الله مجاهد، القائم بأعمال النائب الأول للرئاسة العامة للاستخبارات: الملا تاج مير جواد، القائم بأعمال النائب الإداري للرئاسة العامة للاستخبارات: الملا رحمة الله نجيب، وكيل وزارة الداخلية المكلف لمكافحة المخدرات: الملا عبد الحق أخوند.

أما في ما يتعلق بالتظاهرات التي شهدتها العاصمة، أمس، فدعا مجاهد المواطنين إلى عدم التظاهر في العاصمة قبل التنسيق مع الجهات الأمنية.

وعن بنجشير، أكد أن الوضع مستقر بعد أن بسطت الحركة سيطرتها، مشددا على أن المعارك انتهت. أما عن الاعتراف الدولي بحكومة “طالبان” أو ما تطلق عليها الحركة بـ”الإمارة الإسلامية”، فشدد على أن “طالبان” تريد علاقات طيبة مع جميع الدول الغربية ودول المنطقة، دون السماح بالتدخل في نظامنا وشكله. ومن جانبه قال سهيل شاهين وهو متحدث آخر باسم طالبان إن الحركة تسعى لعلاقات جيدة مع جميع الدول بما فيها الولايات المتحدة التي احتلت أفغانستان لمدة 20 عاما. ولكنه شدد على أن “طالبان” لن تقيم علاقات مع إسرائيل. وأضاف شاهين “نريد علاقات مع جميع دول العالم، ونود أن تكون لدينا علاقات مع جميع دول المنطقة والدول المجاورة وكذلك الدول الآسيوية، وإسرائيل ليست من بين هذه الدول، وبالطبع لن تكون لنا أي علاقة معها”. وأتى ذلك، وسط تحذير المجتمع الدولي لطالبان من ضرورة أن يكون نظام الحكم الجديد أو السلطة التي ستتولى شؤون البلاد شاملة لا تستثني أحدا من الأطراف الأفغانية. ووجهت الحركة دعوة إلى كل من تركيا والصين وروسيا وإيران وباكستان وقطر لحضور مراسم الإعلان عن تشكيل الحكومة، كما وجهت دعوة خاصة للمستشارة أنغيلا ميركل لزيارة أفغانستان. وشهدت العاصمة الأفغانية، أمس، تظاهرات مطالبة بحكومة مستقلة، حيث نظّمت ثلاث مسيرات على الأقل في أنحاء كابول، في خطوة تعبير عن المعارضة لسياسة “طالبان”. فيما أفيد بإطلاق عناصر الحركة النار نحو المتظاهرين لتفريقهم. وحول الموقف الدولي من حكومة “طالبان”، صرّح الرئيس الأميركي جو بايدن بأن اعتراف بلاده بحكومة طالبان في أفغانستان لا يزال بعيدا. وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، “أننا تواصلنا مع طالبان في الساعات الأخيرة، وهم سيسمحون لمن معهم وثائق سفر بالسفر بحرية، ونحن سنلزمهم بذلك”. وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره القطري، محمد بن عبدالرحمن، أعرب بلينكن عن امتنان بلاده “العميق” لقطر، قائلا: “كثير من البلدان ساعدت في عمليات الإجلاء من أفغانستان، لكن لم يقم أحد آخر أكثر مما قامت به قطر”. بدوره، قال وزير الخارجية القطري: “بحثنا عمليات الإجلاء من أفغانستان وشددنا على أهمية فتح الممرات الإنسانية”، ودعا طالبان إلى “العمل معنا لتسهيل عمليات وصول المساعدات الإنسانية”. وكشف أنه “لم يتوصل لاتفاق بعد بشأن كيفية إدارة مطار كابول”.

 

واشنطن تستأنف محاكمة العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر

واشنطن- وكالات/07 أيلول/2021

: انطلقت مجددا، أمس، محاكمة العقل المدبر لاعتداءات 11 سبتمبر، خالد شيخ محمد، وأربعة أشخاص آخرين، حيث يواجه المتهمون الخمسة أمام محكمة جرائم الحرب عقوبة الإعدام بتهم القتل والإرهاب. وعقب تعليق الجلسات لمدة 17 شهرا بسبب وباء كوفيد-19، بدأت إجراءات المحاكمة من حيث انتهت، وسط محاولات هيئة الدفاع لاستبعاد معظم الأدلة التي قدمتها الحكومة باعتبارها أخذت بالتعذيب الذي تعرض له المتهمون على أيدي وكالة الاستخبارات المركزية. وبوجود عشرات الالتماسات لطلب الأدلة التي يرفض المدعون العسكريون تسليمها، أشار محامو الدفاع إلى أن مرحلة ما قبل المحاكمة قد تستمر لعام آخر، ما يبعد أكثر أي أمل بمحاكمتهم أمام هيئة محلفين وصدور أحكام بحقهم.

 

تركيا تزعم وسورية “تُكذِّب” وجود مفاوضات مشتركة

دمشق، عواصم – وكالات/07 أيلول/2021

 في تراشق سوري تركي، خرج بالخلاف المحتدم بين البلدين من السر إلى العلن، زعمت أنقرة أمس، وجود مفاوضات مع دمشق حول قضايا أمنية، بينما سارعت دمشق بالرد، نافية الأمر “جملة وتفصيلا”، واتهمت تركيا بأنها التي “خزان” للتطرف وتغذي الإرهاب بسورية. وزعم وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، أنّ “أنقرة تتواصل مع دمشق حول قضايا أمنية”، مشيرا إلى أنه “لا مفاوضات سياسية مباشرة مع دمشق، وإنما مفاوضات تتعلق بالأمن ومكافحة الإرهاب، وهي تجري على مستوى الأجهزة الخاصة والاستخبارات”. وقال إن الوجود الأميركي في سورية مرتبط بوجود حقول النفط هناك، أما تركيا فموجودة هناك لأن لها حدودا مشتركة وتريد مكافحة الإرهاب، مشددا على أنه “يجب على الأميركيين أن يعلموا أنهم ليسوا في سورية بدعوة منها وليست لديهم حدود مشتركة”، مضيفا: “نحن ندعم وحدة أراضي سورية وتقديم المساعدات الإنسانية لها”. في المقابل، نفت الخارجية السورية وجود أي نوع من التواصل أو إجراء مفاوضات مع الجانب التركي في قضايا أمنية ومكافحة الإرهاب. وقال مصدر بالوزارة، “إن القاصي والداني يعرف أن نظام أنقرة هو الداعم الرئيسي للإرهاب، وجعل من تركيا خزانا للتطرف الذي يشكل تهديداً للسلم والاستقرار في المنطقة والعالم، ويخالف بشكل فاضح قرارات الشرعية الدولية حول مكافحة الإرهاب”.

وبينما أصدر نظام الأسد قرارا بصرف منحة مالية للمتطوعين العسكريين، بمقدار راتب مقطوع، قالت وكالة “سانا” السورية إن القوات الأميركية نفذت إنزالا جويا في محيط تل حميس بريف القامشلي الجنوبي واختطفت على إثره عددا من المدنيين. ونقلت “سانا” عن مصادر محلية، أن مروحية تابعة للجيش الأميركي نفذت إنزالا جويا بمساندة مجموعة من “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) في قرية النفايل جنوب ناحية تل حميس إلى الجنوب من القامشلي، وداهم عناصرها منازل في القرية واختطفوا عددا من المدنيين واقتادوهم إلى جهة مجهولة. في سياق أخر، ندّدت منظمة العفو الدولية، أمس، بتعرّض العشرات من اللاجئين الذين عادوا أدراجهم إلى سورية لأشكال عدة من الانتهاكات على أيدي قوات الأمن، بينها الاعتقال التعسفي والتعذيب وحتى الاغتصاب. وناشدت المنظمة في تقرير جديد بعنوان “أنت ذاهب الى موتك”، الدول الغربية التي تستضيف لاجئين سوريين ألا تفرض عليهم العودة “القسرية” الى بلدهم، منبّهة إلى أن سورية ليست مكاناً آمناً لترحيل اللاجئين إليها. من جانبها، أعلنت المحكمة العليا الفرنسية، أمس، أنه “يجب التحقيق مع شركة لافارج بتهم التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية في سورية”، ملغية قرارا سابقا بإسقاط تهمة التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية ضد شركة الإسمنت بسبب تعاملاتها في سورية، لافتة إلى أنه “يتعين على القضاة إعادة النظر في هذه المزاعم. وفي السويد، قال ممثلو الادعاء، إن المتشدد أسامة كريم، الذي سيحاكم اليوم بتهم تورطه بهجمات باريس 2015 يخضع أيضا للتحقيق في بلاده بتهمة ارتكاب جرائم حرب في سورية، على رأسها جريمة حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، حيث تعرف المحققون عليه، بوصفه أحد منفذي إعدام الطيار الأردني.

 

تمسُّك أمميٌّ بانتخابات العراق و130 خبيراً دولياً للمراقبة

بغداد، عواصم – وكالات/07 أيلول/2021

 فيما ينتظر آلاف العراقيين الانتخابات المقبلة في أكتوبر، معلقين آمالهم على تغيير المشهد السياسي والاقتصادي والمعيشي، أكدت ممثلة الأمم المتحدة جينين هينيس بلاسخارت أمس، أن الاستحقاق سيكون مختلفا، مشددة على تمسك الأمم المتحدة بانتخابات ذات مصداقية، مع اعتماد تدابير إجرائية لعدم حصول عمليات تزوير. وقالت في مؤتمر صحافي إن عدد موظفي الأمم المتحدة خمسة أضعاف ما كانوا عليه في الانتخابات السابقة، وهناك 130 خبيرا موجودون من أجل المراقبة والمساعدة الانتخابية، مشددة على أن الحكومة جادة في إجراء الانتخابات بموعدها، وداعية العراقيين للمشاركة الواسعة فيها، معتبرة أن الأهم يأتي بعد الانتخابات، لا سيما تشكيل الحكومة. من جانبه، أكد الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، أن وجود عراق مستقر ومزدهر لن يعود بالفائدة على شعبه فقط، ولكن على المنطقة الأوسع والاتحاد الأوروبي. وقال إن الاتحاد الأوروبي عازم على دعم هذه الجهود الإقليمية ودعم برنامج الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي الطموح الذي يطالب به الشعب العراقي. ميدانيا، أعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة يحيى سول، مقتل مفرزة كاملة لعناصر “داعـش”، حاولت التعرض للقوات الأمنية في كركوك، بينما أعلنت خلية الإعلام الأمني توقيف ستة سوريين اجتازوا الحدود المشتركة بين البلدين، وكشف مدير دائرة شؤون الألغام بوزارة البيئة ظافر محمود، أن فريقا من الغواصين المحليين شرع بعملية إزالة الألغام من تحت المياه في مشروع ميناء الفاو شمال الخليج بمحافظة البصرة.

 

السيسي: ميكنة مصر كلها ولو كلفتنا 100 مليار جنيه

القاهرة – وكالات/07 أيلول/2021

 قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس، إنه يريد أن تتم “عمل ميكنة كاملة لمصر”. وتابع الرئيس خلال تفقده ميناء الاسكندرية البحري وعمليات التطوير فيه، أن السبيل للقضاء على الفساد، هو “التعامل مع الماكينات وليس البشر”، مشيرا إلى أن “الفساد مش هيتواجه غير كده”.

وأكد الرئيس أنه يريد ميكنة كل القطاعات حتى لو تكلفت 100 مليار جنيه”

 

السعودية: توقيف 29 مسؤولاً فاسداً في قضايا بـ 340 مليون ريال

الرياض، عواصم – وكالات/07 أيلول/2021

 أعلن مصدر مسؤول في هيئة الرقابة ومكافحة الفساد السعودية أن الهيئة تباشر 20 قضية فساد بملايين الريالات، تورط فيها ضباط وموظفون حكوميون. ونقلت وكالة الأنباء السعودية “واس” عن المصدر قوله إن “الهيئة باشرت عدداً من القضايا خلال الفترة الماضية، الأولى كانت بالتعاون مع وزارة الحرس الوطني، حيث تم التحقيق مع ضابط برتبة لواء وثلاثة ضباط متقاعدين برتبة لواء لحصولهم خلال فترة عملهم على نحو 212 مليون ريال، من مالك إحدى الشركات المحلية والممثل لشركات أجنبية مقابل تمكين الشركات الأجنبية من التعاقد مع الوزارة. وأشار المصدر إلى توقيف مدير إدارة المشاريع بشركة مقاولات كبرى، دفع 24 مليون ريال نقداً على دفعات، و500 ألف مصاريف سفر لموظفين حكوميين وعائلاتهم، مقابل التلاعب في الكميات والمواصفات المطلوبة في مشاريع حكومية. ولفت إلى إيقاف مقدم متقاعد وموظف متقاعد على المرتبة الثالثة عشر من وزارة الداخلية، وعميد متقاعد من رئاسة أمن الدولة، وجاءت باقي القضايا، التي تورط في معظمها ضباط برتب مختلفة، مشابه لتلك التي تم الإعلان عنها ولكن بمبالغ أقل من مليون ريال.

 

تونس: اتحاد الشغل يرفض الحوار مع “النهضة”

تونس- وكالات/07 أيلول/2021

 رفض اتحاد الشغل في تونس، دعوة حركة النهضة الإخوانية للحوار، مؤكدا أن الحوار لم يعد له معنى بعد أحداث 25 يوليو الماضي. وقال الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل، سمير الشفي، في حوار له مع “إذاعة شمس إف إم” التونسية: “إن حركة النهضة كانت أول من ناور من أجل معارضة دعوة الاتحاد إلى حوار شامل، واليوم أصبحت تنادي بضرورة الحوار”. وشهدت تونس في يوليو الماضي، تطورات سياسية بالغة الأهمية، تزامنا مع الذكرى الـ64 لإعلان الجمهورية، بدأت باحتجاجات سببتها أزمة سياسية بين الحكومة والرئيس والبرلمان، وانتهت بقرارات أصدرها الرئيس التونسي إثر اجتماعه بقيادات عسكرية وأمنية.من جهته، اقترح الرئيس التونسي الأسبق، المنصف المرزوقي، خارطة طريق للخروج من الأزمة الحالية في تونس.ودعا المرزوقي، رئيس مجلس النواب راشد الغنوشي للاستقالة وتغيير عمل المؤسسة البرلمانية، مؤكدا أن الشرعية لا تكتسب إلا بعودة البرلمان. وأقر بضرورة محاسبة كل الفاسدين في البرلمان من خلال مقاضاتهم وبالقانون، مشددا على ضرورة وضع حكومة شرعية، كما دعا إلى تنظيم انتخابات تشريعية سابقة لأوانها وفقا لقانون انتخابي جديد.

 

تركيا: موجة اعتقالات جديدة تطول 214 عسكرياً

أنقرة- وكالات/07 أيلول/2021

 تجددت الاعتقالات التي تقوم بها السلطات التركية بحق أشخاص تتهمهم بالانتماء إلى رجل الدين التركي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن. وألقت السلطات التركية، امس، القبض على 214 عسكرياً بتهمة الانتماء إلى غولن، وذلك في 41 ولاية. في التفاصيل، تواصلت العمليات ضد ما تصفه أنقرة بـ “الهيكل السري لمنظمة غولن الإرهابية” في القوات المسلحة التركية. وألقت السلطات القبض على 44 عسكرياً مازالوا في الخدمة العسكرية، و145 آخرين تم فصلهم بعد محاولة الانقلاب. كذلك، شملت الاعتقالات عدداً من الضباط بينهم عقيد ومقدم، و7 برتبة نقيب، و7 منهم برتبة ملازم أول، و7 برتبة ملازم، و41 من ضباط الصف، و5 منهم برتبة رقيب، وفق ما نقلته وكالة الأناضول التركية.

 

ليبيا: أخطر قادة “داعش” في قبضة الأمن

طرابلس – وكالات/07 أيلول/2021

: بعد سنوات من الفرار والاختباء، أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، القبض على امبارك الخازمي، أحد أخطر قادة تنظيم داعش في ليبيا. واعتقلت القوة الأمنية المشتركة – مكافحة الإرهاب، فجر أمس، القيادي الداعشي في منزله بمدينة بني وليد، خلال عملية أمنية، تمّت بالتنسيق مع مكتب النائب العام الليبي. واعتبر الدبيبة في تغريدة نشرها على صفحته الرسمية بموقع “تويتر”، أن العملية هي “نجاح كبير للقوات الأمنية وقوة العمليات المشتركة، التي ستستمر في مكافحة الإرهاب أينما كان في أرض الوطن”. إلى ذلك، يعتبر امبارك الخازمي من أخطر القيادات الإرهابية في ليبيا، حيث كان مسؤولاً عن مضافة “تنظيم داعش” في مدينة بني وليد، وهو المتهم الأول في عمليات التفجير التي حدثت داخل المنطقة الوسطى لليبيا. وأبرز تلك التفجيرات، تفجير معسكر زليتن للشرطة الذي حدث في يناير من عام 2016 ونتج عنه مقتل 67 شخصا على الأقل من الطلبة المتدربين، وكذلك الهجوم الانتحاري على بوابة مسلاتة الذي حدث في شهر نوفمبر من عام 2015، واستهدف نقطة تفتيش للشرطة العسكرية، وأدى لمقتل 7 أشخاص. كذلك يأتي القبض على الخازمي بعد يوم واحد من إعلان الجيش الليبي، اعتقال أحد قيادات “داعش” وعددا من الأفراد التابعين له، في مدينة مرزق جنوب البلاد، إثر عملية عسكرية شنتها كتيبة “العاصفة”. وكشف مصدر أمني،عن تنفيذ إحدى سرايا لواء طارق بن زياد، عملية نوعية اخرى في مدينة مرزق أسفرت عن تصفية عدة إرهابيين وإصابة آخرين، مشيرا إلى أن أحدهم يحمل الجنسية التشادية.

 

محتجون في “أونتاريو” يرشقون رئيس وزراء كندا بالحجارة

أوتاوا- وكالات/07 أيلول/2021

 رشق محتجون رافضون لإجراءات الإغلاق والتطعيم المرتبطة بفيروس كورونا، أمس، رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، أثناء جولة انتخابية في مقاطعة أونتاريو. ورفض المحتجون الذين ألقوا بالحجارة على ترودو القيود الصحية، وسياسة التطعيم التي تتخذها الحكومة ضد فيروس كورونا. وكان ترودو يغادر حدثا انتخابيا، عندما كان محاطًا بمتظاهرين غاضبين، وألقى بعضهم حفنة من الحجارة الصغيرة على زعيم الحزب الليبرالي الكندي. ورفع بعض أفراد الحراسة أيديهم لمحاولة حماية ترودو من التعرض لأذى أثناء ركوبه في حافلة حملته. وعلى متن طائرة الحملة الانتخابية الليبرالية، أخبر ترودو المراسلين أن بعض الحجارة “ربما أصابت كتفه”.

 

السودان: عشرات الجثث من “تيغراي” طافية في النهر

الخرطوم- وكالات/07 أيلول/2021

 يبدو أن فصلاً جديداً من الصراع في إقليم تيغراي الإثيوبي بدأ مؤخراً مع اكتشاف مجموعة من الجثث لنساء ورجال وحتى أطفال وعليها آثار التعذيب في نهر سيتيت شرق السودان، ما قد يعني أن مرحلة جديدة من التطهير العرقي دخلت في حرب الإقليم. فقد أكد شهود والسلطات المحلية في السودان، وجود عشرات الجثث التي وصلت إلى مصب النهر، وفق شبكة “سي إن إن”. وأشارت الأدلة إلى أن القتلى من إقليم تيغراي، وقال شهود إن الجثث تحكي قصة مظلمة عن الاعتقالات والإعدامات الجماعية والإعدامات عبر الحدود في بلدة حميرة في الإقليم. وكشفت التحقيقات أن عمليات الاحتجاز وقتل سكان تيغراي على أساس عرقي، تحمل سمات الإبادة الجماعية وفق القانون الدولي.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الحلقة الثامنة من كتاب الكولونيل شربل بركات الجديد: “لبنان الذي نهوى”… بحث سياسي لمرحلة المئة عام من تاريخ لبنان الكبير

07 أيلول/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/102133/%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%84%d9%82%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d8%a7%d9%85%d9%86%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84/

عناوين حلقة اليوم

*اتفاق 17 ايار

*نتائج عدم ابرام الاتفاق

اتفاق 17 ايار

في الخامس عشر من ايلول حدث انفجار في بيت الكتائب بالأشرفية والذي كان مقر انطلاقة الشيخ بشير بعد ظهر ذلك اليوم الذي كان يودع فيه الشيخ بشير اصدقاءه الذين رافقوه حقبة من الزمن خاصة في بدء انطلاقته.

أهم ما كان الرئيس الشيخ بشير الجميل قد جهزه للمئة يوم الأولى من حكمه على المستوى السياسي كان “تشكيل حكومة توحي بالثقة وإعطائها صلاحيات اشتراعية استثنائية، ومن ثم اعلان حالة الطوارئ، وإثارة مبدأ التمثيل الديبلوماسي مع سوريا. أما في المجال الأمني فقد كان التشديد على ضبط أوضاع المقيمين على الأرض اللبنانية، والبدء بترحيل الغرباء وبخاصة الفلسطينيين الذين جاؤوا بعد العام 1948 من الدول العربية سواء برضاهم أم قسراً”.

كان الشرتوني الذي وضع المتفجرات فوق سطح بيت الكتائب يتردد على المبنى الذي كانت تقطن فيه شقيقته ويقال بأنه هو من نقل هذه العبوات وزرعها في سقف المبنى.

لم يعلن التحقيق مع الشرتوني عن نوع المتفجرات التي استعملت ولا الكمية، ولكن قوة الانفجار ومفاعيله تدل على استعمال كمية كبيرة من المتفجرات العادية، أو أنواع من المتفجرات الحديثة التي يمكن أن تمرر بدون ملاحظتها وبنفس الوقت لها مفاعيل تدميرية كبيرة، ولم يكن من الممكن وجودها بسهولة في أيدي المنظمات الصغيرة أو الأحزاب اللبنانية على اختلافها، كما يمكن أن توضع بين أكياس الرمل التي استعملت للحماية من القصف، بدون أن يتنبه أحد لوجودها. ولكن من الذي خطط ونفّذ وجنّد الشرتوني لا يزال مبهما. إنما ما نعرفه أنه انتمى إلى الحزب القومي السوري كما أشيع وأنه فور دخول القوات السورية في 1990 إلى المنطقة الشرقية واحتلالها القصر الرئاسي ووزارة الدفاع أطلقت سراح الشرتوني، ما يدل على أنها تدين له بالجميل أو أنها من كلفه بالمهمة، لا بل فقد عومل وكأنه أحد الأبطال. ولا يزال طليقا حتى اليوم بالرغم من صدور قرار حكمه بالاعدام لقتله الرئيس الشيخ بشير الجميل ومن كان حاضرا من رفاقه عمدا.

بعد استشهاد الرئيس المنتخب في بيت الكتائب في الأشرفية انتخب شقيقه الشيخ أمين ليخلفه في الرئاسة التي لم يتسلمها. وكان الشيخ أمين في شخصيته وتصرفاته يختلف كثيرا عن شقيقه. ولذا، وبالرغم من محاولته كسب القوات اللبنانية لجانبه واعلانه بأنه لا يملك اي مشروع، وسوف يحمل حقيبة بشير ومشروعه، إلا أنه تصرّف بشكل اعتبر مخالفا تماما لطروحات شقيقه الرئيس الشهيد. فقد كان بشير قام، وبلسان الرئيس سركيس، بشكر القوات المتعددة الجنسية فور الانتهاء من خروج القوات السورية وعرفات وجماعته من بيروت الغربية وسمح بدخول القوات الاسرائيلية إليها للتاكد من انسحابهم واسلحتهم الثقيلة، كما قلنا، ولكن الاسرائيليين تجنبوا الدخول إلى المخيمات. وكان قرار الرئيس بشير بسط سلطة الدولة كاملة على كافة المناطق اللبنانية، ومن ضمنها المخيمات الفلسطينية، ومنع ابقاء اي بؤر مسلحة في لبنان.

من هنا وبعد يومين على استشهاد الرئيس بشير اجتمع مجلس الأمن الدولي في 16 ايلول 1982 وأصدر القرار رقم 520 الذي شدد فيه على أهمية فرض سيادة الدولة اللبنانية وحدها على كامل أراضيها كما طالب بعودة الاسرائيليين إلى خطوط ما قبل 14 أيلول1982 ونشر مراقبين دوليين يشرفون على ذلك.

وكان مقتل بشير وبالشكل الذي جرى فيه، إدى إلى انتشار وحدات من القوات اللبنانية في محيط بعض المخيمات الفلسطينية. ما جرّ إلى تعديات قيل بأنها طالت مدنيين استغلها اليسار الاسرائيلي وبعض دور الاعلام العالمية التي تعودت على أن تخدم سياسة عرفات، كما سبق وأشرنا. فأطلقت حملة شعواء على شارون وبيغن حول قيام مذابح في صبرا وشاتيلا، ما حوّل النصر الاسرائيلي، بالقضاء على عرفات ومنظمته الارهابية، لعنة على اليمين الاسرائيلي، الذي كان قد قطف السلام على الجانب المصري ويكاد أن يكمله بسلام مع لبنان، بعد القضاء على مراكز تخطيط وتنفيذ الارهاب الفلسطيني فيه، وتأمين مستقبل زاهر من العلاقات الطبيعية كانت تباشيره بادية من كمية اللبنانيين الذي دخلوا إلى اسرائيل، والطريقة التي استقبل فيها الشيعة في الجنوب ومن ثم السنة في بيروت الجيش الاسرائيلي، الذي اعتبر علامة خلاص من الوضع الذي عاشه لبنان طيلة السنوات الست الماضية.

فور تسلم أمين مقاليد الرئاسة طلب عودة القوات المتعددة الجنسية لتشرف على خروج الجيش الاسرائيلي من بيروت. ومن ثم بدأ بمحادثات مع الاسرائيليين للتوصل إلى اتفاق يسمح بخروجهم من كل لبنان.

وكان من المفترض أن تتم هذه المحادثات بسرعة كونه لا يوجد ضرورة لاطالتها طالما كانت اسرائيل ترغب بالخروج من لبنان بعد اتمام مهمتها فيه بينما تسعى الحكومة اللبنانية لتسلم الأمن في المناطق التي تخليها اسرائيل. وكانت المطالب تنحصر بمراقبة منع عودة استخدام جنوب لبنان كعاعدة انطلاق لمهاجمة اسرائيل.

كان الوفدين الاسرائيلي واللبناني بالاضافة إلى وفد الولايات المتحدة المراقب يجتمعان دوريا في لبنان واسرائيل ويبحثان كافة التفاصيل المتعلقة بالانسحاب وما بعده من علاقة بين دولتين جارتين تحكمها اتفاقية لوقف الأعمال العدائية نهائيا بين البلدين والعمل على حل كافة الأمور العالقة، ومنها مثلا حقوق مواطني البلدين في كل منهما، ولجنة مراقبة واشراف على سير الاتفاق من قبل حكومتي البلدين تعمل عبر الحدود وتنهي أي خلافات قد تحصل مستقبلا.

ومن هنا قررت قيادة الجيش انشاء لواء اقليمي يتألف من عناصر الجيش اللبناني المنضوين إلى جيش لبنان الحر ومن يريد أن يتطوع من أبناء المنطقة بالاضافة إلى ضباط وعناصر آخرين لتنظيم هذا اللواء الذي لن يشكل عائقا للتفاهم مع الاسرائيليين حول الأمن عبر الحدود كون أغلب هذه العناصر يعرفون أهمية هذا الأمن وقد مارسوه لمدة أربع سنوات تحت قيادة الرائد حداد.

وهكذا فقد صدر قرار بتشكيل هذا اللواء وتشكيل كتائب اقليمية في المناطق اللبنانية كافة من السكان المحليين أبناء المناطق تتبع كلها لقيادة الجيش. وكلف العقيد الياس خليل البدء بالتحضير لقيام هذا اللواء، وقد قام بالفعل بزيارة المنطقة الحدودية عدة مرات من أجل هذه الغاية واجتمع بالرائد حداد ومعاونيه.

في أثناء الاجتماعات بين الوفدين وعند زيارته لمدينة كريات شمونة الحدودية تشارك رئيس الوفد اللبناني السفير فتال الخبز والملح مع حاخام المدينة اشارة إلى أنه “صار بيننا خبزا وملحا” على الطريقة الشرق أوسطية، ما يعني بأنه لم يعد بيننا عداوة. وقد حاول الاسرائيليون تأمين مستقبل العلاقات بزج موضوع خروج الجيش السوري من لبنان كليا لكي لا يعود الوضع إلى التازم كلما أراد من في دمشق تعكير الأجواء. ولكن الرئيس الجميل، والذي كان يصرّ على اشراك السوريين بكل تفاصيل المحادثات خوفا من ردة فعلهم، رفض الاشارة إلى ذلك، معتبرا بأنه بعد الانتهاء من الاتفاق على خروج الاسرئيليين سوف يقوم باجراء محادثات مع السوريين لخروج قواتهم ايضا. ولكن الاسرائيليين، الذين يعرفون تقلب رأي السوريين ومحاولتهم استغلال الأوضاع، كما جرى بعد حرب الليطاني حيث قبلوا أولا بقرار مجلس النواب اللبناني المرتكز على البنود الستة في التوصية التي تقدمت بها لجنة من النواب يومها كلفت دراسة تنفيذ القرار الدولي 425 والتي اقرها المجلس بالاجماع، ثم ما لبثوا أن انقلبوا عليه فور خروج الاسرائيليين من لبنان سنة 1978، أرادوا تضمين هذا القلق للاتفاق خطيا، ما جعل الاميركيين يقبلون باضافة رسالة ملحقة تتعلق بتعهّد الولايات المتحدة خروج الجيش السوري بعد انتهاء خروج القوات الاسرائيلية، وهذه الرسالة كانت في صالح لبنان كليا. ولكن الرئيس الأسد، الذي تظاهر بقبول بنود الاتفاق على مضض، اعترض على الرسالة الجانبية.

بعد انتهاء المفاوضات اللبنانية الاسرائيلية، التي طالت مدتها بدون سبب ما أعطى السوريين الوقت لاستيعاب الضربة التي تلقوها وتجميع بعض الدعم من قبل حلف وارسو واكتشاف المزيد من نقاط الضعف لدى الرئيس الجميل، ارسل الاتفاق إلى مجلس الوزراء الذي كان الرئيس شفيق الوزان يواكبه في كافة مراحله، فاجتمع المجلس وأقر الاتفاق في 14 ايار ومن ثم أرسل إلى مجلس النواب الذي اجتمع في 16 ايار في جلسة استماع مغلقة ناقش فيها كافة البنود بحضور 80 نائبا ووافق عليه بالاجماع وسمح بتوقيعه، وقد كان للرئيس كامل الأسعد رغبة خاصة بضبط الحدود الجنوبية مع اسرائيل والعودة إلى فترة الهدوء الذي سبق اتفاق القاهرة. عندها قام وفد لبنان بتوقيع الأتفاق في 17 أيار سنة 1983. ومن ثم اجتمع المجلس النيابي في 13 و14 حزيران بجلسة مناقشة مفتوحة حضرها 72 نائبا تم بعدها التصويت على القرار بأغلبية 65 صوت وامتناع ثلاثة نواب عن التصويت مع صوتين معارضة وصوت متحفظ. وهكذا أقر المجلس النيابي الاتفاق رسميا أيضا ولم يبق سوى أن يبرمه رئيس الجمهورية كونه يرجع له حق ابرام المعاهدات الدولية بحسب الدستور.

في هذه الأثناء قامت سوريا أو حلفائها، وللضغط على الرئيس الجميل، بتنفيذ محاولة اغتيال لمبعوث الرئيس الأميركي السفير فيليب حبيب اللبناني الأصل والذي عمل جاهدا على دفع التفاوض بين البلدين. وقد استعمل في العملية، التي جرت في الثامن عشر من نيسان 1983 وطالت السفارة الأميركية، لأول مرة سلاح الانتحاريين، حيث فجّر أحد خريجي تدريبات الحرس الثوري نفسه بسيارة ملغومة داخل السفارة، ما أدى إلى انهيار المبنى وسقوط 63 قتيلا من الأميركيين واللبنانيين لم يكن بينهم السفير حبيب كونه لم يحضر الاجتماع. هذه العملية جرت إذا قبل التوقيع على اتفاق انسحاب القوات الاسرائيلية من لبنان. ثم قامت المدفعية السورية بقصف ساحل كسروان في أول ايار 1983 وفي الثاني منه دخلت قوافل من المقاتلين الفلسطينيين من سوريا وتمركزت في البقاع اللبناني.

كانت رؤية الرئيس أمين تختلف كثيرا عن رؤية بشير الذي أحب المواجهة والتحدي. وقد غاص أمين في خوف من ردة فعل السوريين، خاصة على صعيد الاستقرار في البلد ككل، انقلب إلى تردد جعلهم، وهم يعرفون نقاط صعفه، يضغطون عليه أكثر فاكثر لعدم ابرام الاتفاق. وقد رأى بأن هؤلاء لم يهابوا الولايات المتحدة عندما فجروا سفارتها. وبدل أن يهرب إلى الأمام ويتمسك باتفاق علني مع الاسرائيليين يلزمهم بالمساعدة ولو مخابرتيا للتخلص من الضغوط السورية، أظهر الشيخ أمين عن ضعف كبير في اتخاذ القرارات، وعلى ما يبدو فإن الرئيس الأسد، والذي كان يعرفه جيدا، لعب على تردده مهددا أحيانا ومسمعا بثقته بأنه لن يقدم على ابرام الاتفاق.

ولكن هل من شك بأن اسرائيل قامت بال1982 بضرب سوريا بكل قوتها في لبنان، وأنهت سلاح طيرانها، وخسّرتها كامل أسلحتها التي كانت تنشرها في مناطق الشوف والجنوب، وهي التي تطالب بخروج سوريا من لبنان؟ من هنا كان التمسك باتفاق مع الاسرائيليين يمكن أن يعطي الرئيس الجميل ولبنان فرصة الوقوف بوجه الرئيس الأسد وفرض خلاص لبنان من قبضته بدل الخوف والتردد وعدم المبادرة؟ وقد كان الكنيست الاسرائيلي وقّع على الأتفاق بالاجماع وأبرمه الرئيس الاسرائيلي، ليبقي بكل اسف، في جارور مكتب الرئيس الجميل بدون أي قرار.

ماذا كان بمقدور الشيخ أمين أن يفعله لو أنه أتخذ توجها مخالفا؟ وكيف كان يمكن أن تسير الأمور لو أنه تصرف على طريقة بشير؟

كان من المفروض على الشيخ أمين أن يبادر إلى مهادنة الاسرائيليين واقناعهم بأن لبنان يدين لهم بتخليصه من عبئ المنظمات الفلسطينية التي تسببت بكل المعاناة للبنانيين ومن ثم للاسرائيليين. ثم الاعتماد على طاقم من الوزراء يؤمن بضرورة الاتفاق على خروج الاسرائيليين باسرع وقت ولكن بقناعة بأن لبنان شاكرا ومقدرا لمعاناتهم معه منذ 1969 من جراء اتفاق القاهرة. وبالتالي العمل على الغاء هذا الاتفاق في مجلس النواب كخطوة أولى. ثم اجراء محادثات سريعة مع الاسرائيليين للبدء بتنفيذ انسحابهم، بالتنسيق مع الجيش وقوى الأمن اللبنانية لتتسلم الأرض وتشرف على الأمن فيها على مراحل تضمن خلالها سيطرتها، وبنفس الوقت ضبط القوى التي تتسلم الأمن والتأكد من ولائها للدولة والتزامها بالعمل الوطني لا الفئوي. والأهم من كل ذلك عدم اطلاع السوريين على اي تفاصيل حول الاتفاق لكي يبقى لديهم الاعتقاد بأن لبنان مسنودا من إسرائيل ومن القوى الغربية والأمم المتحدة وليس بلدا ضعيفا. ومن جهة أخرى مقاربة العرب خاصة السعوديين للعمل على ضبط السوريين ريثما ينتهي من الاتفاق حول انسحاب الاسرائيليين ومراحل تنفيذه. وفور الانتهاء من توقيع الاتفاقيات مع الاسرائيليين وبدء الانسحابات وتسلم المناطق الواحدة تلو الأخرى، يبدأ العمل على اجراء مفاوضات مع السوريين، بمشاركة الولايات المتحدة واشرافها، كما جرى أثناء التفاوض من الاسرائيليين. وهنا يمكن اشراك السعودية كمراقب عربي لكي تضمن مواصلة بعض الدعم المالي الذي سيحل محل أموال عرفات التي ستسحب بدون شك من المصارف اللبنانية بأقرب وقت كعملية رد على الغاء اتفاق القاهرة وخروج عرفات وقواته من لبنان. وفي اثناء التفاوض مع السوريين حول جدولة انسحابهم، يمكن استعمال العصا الاسرائيلية والتهديد الغير مباشر بعرقلة انسحابهم. المهم أن يشرف الجيش اللبناني في نهاية الأمر على الحدود بين لبنان وسوريا كما سيشرف على الحدود بين لبنان واسرائيل. وإذا كانت مخاوف الرئيس الجميل الطبيعية من تصرف السوريين في موضوع الترانزيت نحو الخليج الذي يفيد البلدين، ولكن السوريين يستعملونه للضغط في أي موضوع، فإن الاتفاق مع الاسرائيليين كان يمكن أن يتضمن اماكانية استعمال طريق داخل الجولان السوري من المجيدية نحو حدود الأردن في منطقة منابع اليرموك حيث تصبح هذه الطريق أقصر وأسهل على الشاحنات وتمر في الأراضي السورية المحتلة التي تشرف عليها قوات الأمم المتحدة دون أن تمر بالاراضي الاسرائيلية. وهنا يمكن أن نتذكر بأن النفط السعودي بقي يمر داخل الجولان هذا نحو لبنان حوالي عشر سنوات بعد احتلاله من قبل اسرائيل في 1967 وحتى توقيف الضخ في 1976.

النقطة المهمة كانت في طاقم الرئيس الجميل الذي لم يتضمن اي من مساعدي بشير. فلماذا مثلا استعين بإيلي سالم لوزارة الخارجية وليس بالفرد ماضي؟ ولماذا لم يتسلم فيصل ارسلان مثلا وزارة الدفاع فيسعى لمحو آثار الخلاف في الجبل، أو أحد الضباط السابقين الذين لهم الفضل بالدفاع عن لبنان؟ ولماذا لم يتسلم سجعان القزي مثلا وزارة الاعلام؟ وليعين رجالات من الشيعة الموالين للأسعد أو كاظم الخليل في وزارات مهمة لكي يشعروا بأن لهم يد في بناء الوطن وتحمّل المسؤولية. ومن ثم وبعد أن يستتب الأمن وتبدأ عمليات المصالحة بين اللبنانيين في كل المناطق يمكن البدء باشراك الكل مثل جماعة جنبلاط أو بري وحتى بقية الأحزاب، لأن أساسات البناء يجب أن تكون صلبة وبعدها يمكن الاستعانة بالكل.

نتائج عدم ابرام الاتفاق

هذا الوضع المحزن والمبكي الذي وضع فيه اللبنانيون كدولة وشعب، خاصة بعد كل النضال والأيام الصعبة التي مروا بها، ووضعت فيه إسرائيل ايضا، دولة وشعب يفاخر بأنه أثبت وجوده بين الأمم وقام باتخاذ خيارات تاريخية وتضحيات كبرى لكي يصل إلى امكانية توقيع سلام كامل بينه وبين مصر ومن بعدها امكانية قيام اتفاقات مع لبنان ليصبح ثاني دولة مرشحة لتلتحق بقطار السلام، جاء تردد الرئيس الجميل ليعطل معه التطلعات ويوئد الأحلام بقيام سلام داخلي يعتمد على القرار الثابت والواضح وعدم الخوف من ابتزاز السوريين ومخططاتهم، ومن ثم منع أي تعدي عبر الحدود لتنتهي معه مشاكل لبنان ومعاناة شعبه ويمكّن أهله أن يبدأوا التخطيط لمستقبل زاهر.

المشكل الأكبر أن الرئيس الجميل كان يحاول تجنب الانقسام خوفا من استغلاله من قبل السوريين لنسف الاستقرار وإذا به وبتردده وعدم وضوح الرؤية والقرار يزيد من التفسخ ويعطي مجالا لضرب الاستقرار ويمنح السوريين الذريعة بأن لبنان لم يقبل بعد بالاتفاق ولذا فنحن سوف نعمل على الغائه.

للأسف فإن الشيخ أمين لم يعط بيار الجميل الأب ولا بشير أو مايا أو غيرهم من أفراد العائلة، إذا لم نكن نريد التعميم لكل شهداء الكتائب أو شهداء لبنان، أن ترتاح عظامهم في قبورهم بأن لبنان الذي ضحوا بحياتهم من أجله يمكن أن يقوم ويعود إلى لعب دوره في هذه المنطقة من العالم، لا بل قد يكون أسس بتصرفه هذا لقتلة ابنه الوزير بيار لأن يغتالوه بدم بارد وفي قلب جديدة المتن جهارا وبدون خوف من أية عواقب. وقد فاخر دوما بأنها مركز الاقليم الكتائبي الذي رئسه طيلة فترة الحرب وقبل أن يعتلي سدة رئاسة الجمهورية.

وفي التحاليل استنادا إلى الأوضاع الاستراتيجية الكبيرة هناك من يعتقد بأن السوفيات الذين كانوا خرجوا من افغانستان بخسائر فادحة لا بل بامكانية نقل التطرف الاسلامي عبر افغانستان هذه إلى الجمهوريات السوفياتية المسلمة، والذي رايناه لاحقا بعد سقوط الاتحاد السوفياتي في الشيشان وداغستان، وقد اعتبروا بأن هذه الهجمة الدينية المتطرفة من عمل المخابرات الأميركية كرد على خروج أميركا المذل من فيتنام، وبعد تقدم مشروع الرئيس ريغان لحرب النجوم والذي شل امكانية نجاح الصواريخ السوفياتية العابرة للقارات بتهديد الغرب، ما أفسح بالمجال أيضا لبدء التدخل الغربي في دول المنظومة الشيوعية، وبعد خسارة لبنان كقاعدة لتصدير الثورة العالمية والتي كانت تشكل تهديدا متواصلا للغرب باعمال ارهابية تقوم بها منظمات يتركز أغلبها في لبنان، وبعد خسارة سوريا التي تنسق معهم لدورها الفاعل في المنطقة حيث يكاد الأسد أن يفقد سيطرته فيها بدون الحاجة لأية ضربة جديدة، قامت ال كا جي بي باستعمال الحرس الثوري الإيراني، كحليف مستقبلي في الصراع القائم بالمنطقة، لتزويدها بالانتحاريين وضرب مشروع حلف شمالي الأطلسي في لبنان. وقد يكون بروز ايران، كقوة مسلمة مختلفة عن السنة الذين حاربوهم في افغانستان، هي الرد من قبل السوفيات على الخطة الأميركية، وهذا ما سنراه لاحقا، بتزويد أيران بالمفاعلات النووية، ومن ثم بالمشاركة سوية في حرب سوريا، وعدم سماح روسيا الجديدة بضرب حكم الملالي في ايران.

وهكذا زاد تخوف الرئيس الجميل من انفجار السفارة الذي اعتبر تحديا للولايات المتحدة وبداية تهديد جدي للاستقرار ولقدرة القوات المتعددة الجنسية على المساعدة لفرضه، وقد جاء قبل حوالي الشهر من انتهاء المشاورات حول الاتفاق.

كانت الأهداف الكبرى للرد السوفياتي المزعوم على الهجمة الغربية التي بدأت بعملية سلامة الجليل الاسرائيلية ومن ثم سقوط كل المنظومة، تتدرج كما يلي؛ أولا اغتيال بشير، كونه نقطة مركزية في التفاهم مع الاسرائيليين وقد كان كسب أيضا ثقة الغرب وحتى العرب، ثانيا خلق بلبلة بين اللبنانيين واسرائيل بمواكبة من الأسد وعملائه، وقد ظهرت قدرته باللعب على مشاعر الرئيس الجميل وردة فعله، ثالثا ضرب المخابرات الأميركية، ما جرى بتدمير السفارة ومعها طاقم كبير من كوادر السي آي أي، ومن ثم الاطباق على القوات المتعددة الجنسية في لبنان وتكبيدها خسائر تنسي السوفيات خسائرهم في أفغانستان وتجعل الغرب يحسب ألف حساب قبل أن يقدم على التحدي من جديد. من هنا يفسّر البعض هروب حلف شمالي الأطلسي من المواجهة وتبلبل الوضع الذي كانت فيه اميركا وشركائها تحسد عليه، وذلك لعدم الرغبة في الانجرار وراء الخطة السوفياتية وتفشيل بقية التحضيرات لانهاء الاتحاد السوفياتي من الداخل. وهكذا بدأت الأوراق تسقط من يدها في لبنان الواحدة تلو الأخرى.

وقد أدى تردد الرئيس الجميل ومحاولته مهادنة سوريا إلى انسحاب الجيش الاسرائيلي من الجبل بدون تنسيق مع الدولة اللبنانية في الرابع من أيلول 1983، بينما يقول الاسرائيليون بأن تأجيل الانسحاب كان قد تم عدة مرات قبل ذلك التوقيت بطلب من الحكومة اللبنانية. ولكن في كل الحالات وبدون أن يبرم الاتفاق لم يكن ممكنا أن تنسق اسرائيل كل حركة قواتها مع الدولة اللبنانية بدون أن تكون هذه ملتزمة باي اتفاق، ومن هنا قصر النظر اللبناني في تقييم أهمية هذا التنسيق. وقد أعطى هذا التطور، اي اعلان البدء بانسحاب الاسرائيليين إلى جسر الأولي، السوريين فرصة العودة إلى لعب دور أساسي في لبنان، وأربك القوات المتعددة الجنسية التي كانت جاءت لتشرف على الانسحابات ومساعدة الدولة اللبنانية على بسط سيطرتها، وإذا بهكذا تصرف يوقعها بآتون جديد من حروب الاستنزاف التي لا بد أن يستعملها السوريون، الذين كانوا خسروا حتى ماء الوجه، وكل الزمرة التي تدور في فلكهم. ومن هنا عودة جنبلاط وبري اللذين كانا غادرا البلاد بانتظار الحلول النهائية. ولكنهما، بعد الخلاف الغير مبرر مع الحلفاء الاسرائيليين الذي فرضه تردد الشيخ أمين، وجدا الفرصة سانحة للعودة إلى الحضن السوري والظهور بمظهر الابطال.

كانت نتائج التردد في المواقف من جهة، والتسرع في معاداة الاسرائيليين من جهة أخرى، كبيرة جدا. وكان أولها القرار بدخول الجيش الضاحية الجنوبية وتنظيفها من بقايا الجماعات المسلحة، وهو عمل مقبول من حيث المبدأ، ولكن عندما أصدر الرئيس قرارا متسرعا على ما يبدو بهدم جامع الرسول الأعظم الذي كان يشكل خطرا على ممر هبوط الطيران في مطار بيروت، قامت قيامة البعض ما أضطره للعدول عن هذا القرار، ليصبح هذا التراجع أول اشارات ضعف الموقف. من هنا فقد فشلت خطة السيطرة على بيروت. وإذا بالاسرائيليين يسرّعون خروجهم من الجبل بدون اي تنسيق مع الجيش حيث قامت القوات اللبنانية المنتشرة هناك بمحاولة الصمود ومنع السوريين وأعوانهم من السيطرة مجددا. ولكن ضعف موقف الشيخ أمين تجاه الاسرائيليين، حيث للطائفة الدرزية موقع مهم وتأثير، يضاف إلى الغضب الناتج عن هذا الموقف واستعمال عودة جنبلاط إلى الساحة، جعل الدروز يميلون صوب السوريين ويقومون معهم بمحاربة القوات اللبنانية، التي بقيت وحيدة في الساحة لمواجهة، ليس فقط السوريين وأعوانهم من فلسطينيين ولبنانيين، أنما وبحسب تصاريح لجورج حاوي، بعض المرتزقة من دول حلف وارسو والذين شكلوا سوية مع السوريين وأعوانهم ما يشبه المحدلة السوفياتية، ولم يبادر الجيش إلى مساندة القوات اللبنانية كما يجب، ولا فعلت القوات المتعددة الجنسية التي كانت تطلق في مرحلة ما قنابل صوتية. فسقط الجبل سقوطا عظيما جعل مشاكل سنة 1860 تبدو صغيرة مقارنة مع هذه.

أول صفعة إذا كانت في الضاحية الجنوبية أما الضربة الكبيرة فقد كانت بسقوط الجبل وتهجير سكانه. ومن ثم بدأت عملية التخطيط لعودة السوريين إلى بيروت الغربية وقطع الطريق عن الجنوب مجددا. في هذا الوقت بقيت منطقة الشحار الغربي تحت سيطرة القوات اللبنانية. ولكنها، وبعد الانسحاب من دير القمر بحماية الاسرائيليين، سلمتها للجيش اللبناني.

في هذه الأثناء بدأت مراكز التدريب، التي اقامها الحرس الثوري الإيراني في البقاع بمباركة السوريين، ترسل أتباعها إلى ضاحية بيروت لمحاولة تطويع ما أمكن من الشيعة اللبنانيين لصفوف الثورة الايرانية، والتي كانت تعاني في حربها الضروس مع نظام صدام حسين على الجبهة العراقية، هذه الحرب التي كانت بدأت سنة 1980 بعد نجاح ثورة الخميني واطلاق مشروعه لتصدير الثورة إلى المحيط.

كان شيعة حركة أمل، الذين ساعدوا الاسرائيليين بتنطيف الجنوب من بقايا عرفات ومنظماته، ضائعين بين المضي بالتنسيق مع هؤلاء الاسرائيليين ومع حليفهم الجنوبي “جيش لبنان الحر”، وبين الردة التي يمارسها الاستاذ نبيه بري بالتصاقه بالسوريين ومحاولة العودة إلى بيروت الغربية تحت مظلتهم. وكان بعض القادة في حركة أمل أصبحوا منظورين وموثوق بهم في مراكز مخابرات الجيش الاسرائيلي، ومن هنا أسرعت اسرائيل بخروجها من المنطقة قبل أن تتداخل الأمور وينقلب الموالون إلى أعداء تحت تأثير السوريين من جهة والايرانيين من جهة أخرى، وقد بدأ هؤلاء دفع مرتبات شهرية للنساء اللواتي يلبسن الزي الاسلامي كمقدمة لنشر ثقافة جديدة بين الشيعة اللبنانيين المتحررين من كل علامات الماضي، وحتى المتدينين منهم لم يكونوا يشددون على المظاهر والأزياء.

كانت الخطة السورية تجريد الرئيس الجميل من كل أصدقاء لبنان ووسائل القتال التي قد يستعملها للدفاع عن منصبه وهيبة الدولة، بعد أن زرعوا الشقاق بينه وبين الاسرائيليين. من هنا فقد شددوا على رحيل القوات المتعددة الجنسية بعد أن كانت سفنها وطائراتها تملأ البحر وتشكل رمزا لسلطة الدولة. فكان التركيز على هذه القوات بعد محاولة اغتيال السفير حبيب اللبناني الأصل وضباط المخابرات المركزية الأميركية سي آي أي العاملين في الشرق الأوسط بتفجير السفارة في عين المريسة.

كان انفجار السفارة هذا بمثابة الشرارة التي أطلقت سلسلة الاعمال الانتحارية في لبنان كما قلنا، وقد تلاه عملية مزدوجة في مركزي قوات المارينز الأميركي والمظليين الفرنسيين في الثالث والعشرين من تشرين أول 1983، ما نتج عنه مقتل 241 جندي أميركيا و58 جندي فرنسيا وتدمير المركزين بواسطة هذا السلاح الجديد الذي سيطلق ما يسمى المقاومة الاسلامية في لبنان، نتاج تدريبات الحرس الثوري الايراني والتفاهم مع السوفيات، على ما يبدو.

إذا كان تسلسل خسارة الفرصة قد بدأ؛ أولا بعدم ابرام الاتفاق على انسحاب الاسرائيليين، ما أعطى أعداء لبنان أملا بامكانية عودتهم للعب دور في البلد، ومن ثم فشل عملية تنظيف الجيوب والبؤر المسلحة، ابتداء من ضاحية بيروت الجنوبية، ثم الانسحاب الاسرائيلي الغير منسق والذي أدى إلى مجازر الشوف وتهجير الجبل وخسارة السند المحلي المتمثل بالقوات اللبنانية. أما الثالث فكان ضرب القوات المتعددة الجنسية.

في هذا الجو من الخسائر المتتابعة قرر الشيخ أمين فتح حوار في جنيف بوجود السوريين والسعوديين وبعد اقل من اسبوع على عملية المارينز والمظليين الفرنسيين ما بدى وكأن الرئيس الجميل وقع في نوع من الهلع ولم يعد ينفذ خطة محددة. وبالطبع كان هدف السوريين الاساسي فرض الغاء اتفاق السابع عشر من ايار لاخراج الاسرائيليين من اللعبة والتفرد مجددا بادارة الازمة في لبنان.

هذا التحول في تحرك الرئيس الجميل، من التصرف كرئيس دولة يمثل كل اللبنانيين ويؤمن بخطه الصحيح الذي يتجمع حوله الزعماء كلما أظهر عن ثباته وقدرته، جعله يبدو غير واثق بطروحاته ما أخاف البعض وخاصة عندما حاول التقرب من السوريين واعتبارهم جهة مساعدة أو وصية. وقد ظهر هذا الضعف في مؤتمر جنيف الذي فرض عليه فيه التخلي عن فريق عمله والمقربين منه اي الرئيس الوزان والرئيس الأسعد كرموز للفريق المتعاون معه.

كان الرئيس الجميل يسعى لأن يكون الحكم بين اللبنانيين ولكنه وعندما دعى الجبهة اللبنانية المتمثلة بالرئيس شمعون والشيخ بيار والرئيس فرنجية وهي لم تكن على راي واحد منذ اغتيال طوني فرنجية ، لتمثل الفريق المسيحي ومع تخليه عن الحلفاء السنة والشيعة فقد جعل كل الباقين من اللبنانيين يصبحون جزء من “الفريق الآخر” الذي يعتبر بأن سوريا تمثله، وبذلك خسر تمثيله لكل اللبنانيين. ومنذ أن قبل بوصاية سورية ضمن وفد يرأسه نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام ويحضر كل الجلسات بالاضافة إلى وفد سعودي مراقب، فقد حشر نفسه في مأزق بمواجهة سوريا بدون أي نوع من التوازن. فلا وجود للاسرائيلي مقابل السوري، ولا وجود لأي من الدول الغربية، المفترض أن تكون حليفته أو على الأقل لا تشكل طرفا في الصراع. من هنا ومنذ ارسال الدعوات كان الرئيس الجميل قد خسر هذه المبادرة التي ستقضي على ما تبقى له من هيبة. ولذا كان قرار القوات المتعددة الجنسية الخروج باقل خسائر ممكنة من هذا الوضع السيء. وقد شعر السوريون بضعف موقف الرئيس أمين وبقاؤه وحيدا في الساحة فقاموا بهدم آخر مقومات السلطة لديه، وهو الجيش الذي كان يحمي وزارة الدفاع في سوق الغرب وجزء من الطريق الساحلي مدخل الجنوب في منطقة الشحار والمشرف والدامور. وبعد سقوط الشحار وانقسام الجيش مجددا قرر الرئيس ريغان سحب القوات الأميركية من لبنان وتبعته ايطاليا ومن ثم فرنسا وبريطانيا، وتابعت الألوية الباقية من الجيش الالتحاق بقياداتها الطائفية لتسقط ورقة التين التي كانت تغطي عورة الحكم قبل أن تقرر اسرائيل سحب قواتها من منطقة الأولي.

في هذه الأثناء وبنتيجة اليأس من الوضع الذي وصل إليه لبنان، بعد كل الأمل بتحريره من الهيمنة السورية والفلسطينية، دبّ المرض بجسم الرائد سعد حداد، الذي كان شعاره الوصول إلى بيروت وتحرير عاصمة لبنان من سيطرة عرفات وزمرته. وقد حصل ذلك، ولكن للأسف أضيعت الفرصة بقصر نظر من يجلس على الكرسي. وقد توفي الرائد حداد بعد أشهر على مرضه، ما حدا بالاسرائيليين والجبهة اللبنانية التفتيش عمن يتسلم قيادة جيش لبنان الحر في هذه المرحلة تجنبا لوقوع مجازر تشبه ما حصل في الشوف، لأن الاسرائيليين مصممين على الانسحاب الكلي من لبنان.

كان اللواء أنطوان لحد المشهود له بالقيادة الحكيمة وحسن التصرف والمعرفة بشؤون لبنان ومشاكله، كونه خدم في كافة المناطق اللبنانية؛ وكان قائد لمنطقة الجنوب ومنطقة الشمال ومنطقة البقاع على التوالي، وهو من أعاد تنظيم الجيش أثناء الحرب وتجميع العسكريين في ثكنة صربا مع مساعده ابراهيم طنوس، وكون طنوس اصبح قائدا للجيش، وهو أدنى منه رتبة، استقال لحد برتبة لواء، ومن هنا كانت امكانية الطلب منه للقيام بمهمة قيادة جيش لبنان الحر لخبرته وحكمته وأهمية الموقع، في اثناء انسحاب الاسرائيليين وتجنب وقوع المزيد من المآسي. وعند الاتصال به، اشترط لحد على الاسرائيليين نقطتين: وهما بأن لا يكون لاسرائيل مطمع في الأرض أو المياه. وكان جواب وزير الدفاع آرينز يومها والذي قابله، بأن اسرائيل لا ترغب إلا بالخروج من لبنان بدون أن تترك مشاكل خلفها للسكان، خاصة الذين رحبوا بها أو تعاونوا معها، ومن هنا ضرورة تسلّم المسؤولية والعمل على تنظيم الجيش والدفاع عن المواطنين بشكل يؤمن هذا الهدف. وهكذا قبل اللواء لحد بالمهمة، وأول ما قام به تغيير اسم الجيش من “جيش لبنان الحر” إلى “جيش لبنان الجنوبي”، وذلك كاشارة بأن مهمة هذا الجيش لم تعد “تحرير لبنان” انما تنظيم المناطق الجنوبية لتجنب وقوع مجازر بانتظار أن تقوم الدولة وتعود لاستلام هذه المنطقة بعد خروج الاسرائيليين.

 

إتفاق17 ايار 1983 بين لبنان واسرائيل/اتفاق بين حكومة الجمهورية اللبنانية وحكومة دولة إسرائيل

خلدة، كريات شمونة، 17 / 5 / 1983

إن حكومة جمهورية لبنان و حكومة دولة إسرائيل

دراكا منهما لأهمية وتعزيز السلام الدولي القائم على الحرية والمساواة والعدالة واحترام حقوق الإنسان الأساسية،

تأكيداً لايمانهما بأهداف شرعة الأمم المتحدة ومبادئها وإقرارا بحقهما وواجبهما في العيش بسلام مع بعضهما ومع جميع الدول داخل حدود آمنة ومعترف بها،

بناء على اتفاقهما على إعلان إنهاء حالة الحرب بينهما،

رغبة منهما في إقامة أمن دائم ما بين بلديهما وتلافي التهديد واستعمال القوة فيما بينهما،

رغبة منهما في إقامة علاقاتهما المتبادلة وفقا لما نص عليه هذا الاتفاق،

وبعد ان زودتا مندوبيهما المفوضين الموقعين أدناه بصلاحيات مطلقة لتوقيع هذا الاتفاق، بحضور ممثل الولايات المتحدة الأميركية،

إتفقتا على الأحكام الآتية:

المادة 1

1. – يتعهد كل من الفريقين باحترام سيادة الفريق الآخر واستقلاله السياسي وسلامة أراضيه، ويعتبر أن الحدود الدولية القائمة بين لبنان وإسرائيل غير قابلة للانتهاك.

2. – يؤكد الفريقان أن حالة الحرب بين لبنان وإسرائيل أنهيت ولم تعد قائمة.

3. – عملا بأحكام الفقرتين الأولى والثانية، تتعهد اسرائيل بأن تسحب قواتها المسلحة من لبنان وفقا لملحق هذا الاتفاق.

المادة 2

في ضوء مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، يتعهد الفريقان بتسوية خلافاتهما بالوسائل السلمية وبطريقة تؤدي الى تعزيز العدالة، والسلام والأمن الدوليين.

المادة 3

رغبة في توفير الحد الأقصى من الأمن للبنان ولإسرائيل، يقيم الفريقان ويطبقان ترتيبات أمنية، بما في ذلك إنشاء منطقة أمنية، وفقا لما هو منصوص عليه في ملحق هذا الاتفاق.

المادة 4

1. – لا تستعمل أراضي أي من الفريقين قاعدة لنشاط عدائي أو إرهابي ضد الفريق الآخر، أو ضد شعبه.

2. – يحول كل فريق دون وجود أو إنشاء قوات غير نظامية أو عصابات مسلحة، أو منظمات أو قواعد أو مكاتب أو هيكلية تشمل أهدافها أو غاياتها الإغارة على أراضي الفريق الآخر أو القيام بأي عمل إرهابي داخل هذه الأراضي، أو أي نشاط يهدف الى تهديد أو تعريض أمن الفريق الآخر أو سلامة شعبه للخطر. لهذه الغاية، تصبح لاغية وغير ملزمة جميع الاتفاقات والترتيبات التي تسمح ضمن أراضي أي من الفريقين بوجود وعمل عناصر معادية للفريق الآخر.

3. – مع الاحتفاظ بحقه الطبيعي في الدفاع عن النفس وفقا للقانون الدولي، يمتنع كل من الفريقين:

أ ) عن القيام أو الحث أو المساعدة أو الاشتراك في تهديدات أو أعمال حربية أو هدامة، أو تحريضية أو عدوانية أو الحث عليها ضد الفريق الآخر، أو ضد سكانه أو ممتلكاته، سواء داخل أراضيه أو انطلاقاً منها، أو داخل أراضي الفريق الآخر.

ب ) عن استعمال أراضي الفريق الآخر لشن هجوم عسكري ضد أراضي دولة ثالثة.

ج ) عن التدخل في الشؤون الداخلية أو الخارجية للفريق الآخر.

1. – يتعهد كل من الفريقين باتخاذ التدابير الوقائية والإجراءات القانونية بحق الأشخاص والمجموعات التي ترتكب أعمالا مخالفة لأحكام هذه المادة.

المادة 5

إنسجاماً منهما مع إنهاء حالة الحرب يمتنع كل فريق، في إطار انظمته الدستورية، عن أي شكل من أشكال الدعاوة المعادية للفريق الآخر.

المادة 6

فيما عدا حق العبور البريء وفقا للقانون الدولي، يمنع كل فريق دخول أرضه أو الانتشار عليها أو عبورها لقوات عسكرية أو معدات أو تجهيزات عسكرية عائدة لأية دولة معادية للفريق الآخر، بما في ذلك مجاله الجوي وبحره الإقليمي.

المادة 7

باستثناء ما هو منصوص عليه في هذا الاتفاق وبناء على طلب الحكومة اللبنانية وموافقتها، ليس هناك ما يحول دون انتشار قوات دولية على الأرض اللبنانية لمؤازرة الحكومة اللبنانية في تثبيت سلطتها. ويتم اختيار الدول المساهمة الجديدة في هذه القوات من بين الدول التي تقيم علاقات دبلوماسية مع الفريقين.

المادة 8

1-

أ ) عند دخول هذا الاتفاق حيز التنفيذ، ينشئ الفريقان لجنة اتصال مشتركة تبدأ ممارسة وظائفها من وقت انشائها وتكون الولايات المتحدة الأمير كيه فيها مشاركا. يعهد الى هذه اللجنة بالاشراف على تنفيذ هذا الاتفاق في جميع جوانبه.وفيما يخص القضايا ذات العلاقة بالترتيبات الأمنية، تعالج هذه اللجنة المسائل غير المفصول بها والمحالة اليها من قبل لجنة الترتيبات الأمنية المنشأة بموجب الفقرة (ج) أدناه. تتخذ اللجنة قراراتها بالإجماع.

ب ) تهتم لجنة الاتصال المشتركة بصورة متواصلة بتطوير العلاقات المتبادلة بين لبنان وإسرائيل، بما في ذلك ضبط حركة البضائع والمنتوجات والأشخاص، والمواصلات الخ.

ج ) في إطار لجنة الاتصال المشتركة تنشأ لجنة الترتيبات الأمنية المحدد تشكيلها ووظائفها في ملحق هذا الاتفاق.

د ) يمكن إنشاء لجان للجنة الاتصال المشتركة حينما تدعو الحاجة.

هـ ) تجتمع لجنة الاتصال المشتركة في لبنان وإسرائيل دوريا.

و ) لكل من الفريقين، إذا رغب في ذلك، وما لم يحصل أي اتفاق على تغيير الوضع القانوني، أن ينشئ مكتب اتصال على أراض الفريق الآخر، للقيام بالمهام المذكورة أعلاه في إطار لجنة الاتصال المشتركة وللمؤازرة في تنفيذ هذا الاتفاق.

ز ) يرئس أعضاء كل فريق في لجنة الاتصال المشتركة موظف حكومي رفيع المستوى.

ح ) تكون جميع الشؤون الأخرى المتعلقة بمكاتب الاتصال هذه، وبموظفيها، وكذلك بالموظفين التابعين لأي من الفريقين والموجودين على أرض الفريق الآخر لسبب ذي صلة بتنفيذ هذا الاتفاق، موضوع برتوكول يعقد بين الفريقين ضمن لجنة الاتصال المشتركة، وبانتظار عقد هذا البروتوكول تعامل مكاتب الاتصال والموظفون المشار اليهم وفقا للأحكام المتصلة بهذا الموضوع المنصوص عليها في اتفاقية الأحكام المتعلقة بالامتيازات والحصانات. وهذا دون المساس بموقف الفريقين من تلك الاتفاقية.

1. – خلال فترة الستة أشهر التالية لانسحاب القوات المسلحة الإسرائيلية من لبنان وفقا للمادة الأولى من هذا الاتفاق، وبعد الاعادة المتزامنة لبسط السلطة الحكومية اللبنانية على طول الحدود الدولية بين لبنان وإسرائيل، في ضوء إنهاء حالة الحرب، يشرع الفريقان، في إطار لجنة الاتصال المشتركة، بالتفاوض، بنيه حسنة، بغية عقد اتفاقات حول حركة السلع والمنتجات والأشخاص وتنفيذها على أساس غير تمييزي.

لمادة 9

1. – يتخذ كل من الفريقين، في مهلة لا تتعدى عاما واحدا من دخول هذا الاتفاق حيز التنفيذ، جميع الاجراءات اللازمة لإلغاء المعاهدات والقوانين والأنظمة التي تعتبر متعارضة مع هذا الاتفاق، وذلك وفقا للأصول الدستورية المتبعة لدى كل من الفريقين.

2. – يتعهد الفريقان بعدم تنفيذ أية التزامات قائمة تتعارض مع هذا الاتفاق وبعدم الالتزام بأي موجب أو اعتماد قوانين أو أنظمة تتعارض مع هذا الاتفاق.

لمادة 10

1. – يتم إبرام هذا الاتفاق من قبل الفريقين طبقا للأصول الدستورية لدى كل منهما، ويسري مفعوله من تاريخ تبادل وثائق الإبرام، ويحل محل الاتفاقيات السابقة بين لبنان وإسرائيل.

2. – تعتبر جزءا لا يتجزأ من هذا الاتفاق كل المرفقات له ( الملحق والذيل، والخريطة والمحاضر التفسيرية المتفق عليها).

3. – يمكن تعديل هذا الاتفاق أو تنقيحه أو استبداله برضى الفريقين.

المادة 11

1. – تجري تسوية الخلافات الناجمة عن تفسير هذا الاتفاق أو تطبيقة بطريقة التفاوض ضمن لجنة الاتصال المشتركة. وكل خلاف من هذا النوع تعذرت تسويته بهذه الطريقة يجري طرحه للتوفيق. وإذا لم يحل، يصار إلى إخضاعه لإجراء يتفق عليه للفصل فيه بصورة نهائية.

المادة 12

يبلغ هذا الاتفاق إلى أمانة الأمم المتحدة لتسجيله وفقا لأحكام المادة 102 من ميثاق الأمم المتحدة.

حرر في خلدة وكريات شمونة في اليوم السابع عشر من أيار 1983 على ثلاث نسخ بأربعة نصوص رسمية باللغات العربية والعبرية والانكليزية والفرنسية. في حال أي اختلاف بالتفسير يعتمد على حد سواء النصان الانكليزي والفرنسي.

عن حكومة الجمهورية اللبنانية

انطوان فتّال

عن حكومة دولة إسرائيل

دايفيد كمحي

 

إيران تعرض على ماكرون تسليم لبنان رسمياً لـ"حزب الله"!

فارس خشان/النهار العربي/07 أيلول/2021

الأحد الأخير، سُجّل ثاني اتصال هاتفي بين الرئيسين الفرنسي ايمانويل ماكرون والإيراني ابراهيم رئيسي. الاتصال الأوّل بين الطرفين، كان في التاسع من آب (اغسطس) المنصرم. المعلومات الفرنسية الرسمية عن الاتصال الثاني شحيحة للغاية، لكنّ الرئاسة الإيرانية بدت "أكرم من اللازم"، بحيث عَرضت، بشكل واف، لبرنامج "شراكة" تقترحه على باريس. صاغت إيران بيان المعلومات الذي وزّعته بعد الإتصال الهاتفي، بأدبيات "واثقة"، بحيث بَدت متأكّدة من أنّها تملك مفاتيح الأقفال التي تحكم إغلاق الحلول التي تطمح فرنسا الى ولوجها، سواء في الملف النووي العالق مع "استثماراته"، أو في الخوف من أزمة نزوح أفغانية، أو في استقرار طموحاتها العراقية، أو في حلحلة الأوضاع اللبنانية. ولا تنبع ثقة إيران من العدم، ففرنسا كما غالبية دول الاتحاد الأوروبي، عادت، في ضوء طريقة الإنسحاب الأميركي من أفغانستان، ووضعت "الاستقلال العسكري" عن الولايات المتحدة الأميركية، بكل انعكاساته السياسية، على طاولة البحث.

وفرنسا، لولا "مساهمة إيران" لم تكن قد جلست، دون غيرها من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن"، الى مائدة "مؤتمر قمة بغداد لدول الجوار" وما أعقبها من توقيع اتفاق ضخم بين العراق من جهة وشركة "توتال إنيرجي"، من جهة أخرى، بقيمة ٢٧ مليار دولار للإستثمار في صناعات الغاز والنفط والطاقة الشمسية.

وتدرك إيران أنّ فرنسا تحتاج إليها في لبنان. طالما سعت باريس سابقاً الى الحصول على مساعدة طهران، لكنّ المسؤولين الإيرانيين كانوا يغسلون أياديهم. هذه المرّة، وضع رئيسي شروطه على الطاولة: نحن و"حزب الله" نسهّل تشكيل الحكومة التي نراها تناسب "لبناننا"، وأنت يا ماكرون تُسهّل "رفع العقوبات وتوفير المساعدات". وبمراجعة العقوبات المفروضة على لبنان، تَظهر واشنطن، التي تلاحق "حزب الله" وبعض الشخصيات السياسية المرتبطة به، مثل جبران باسيل وعلي حسن خليل ويوسف فنيانوس، وبعض المصارف اللبنانية وكان آخرها، قبل الانهيار الكبير، مصرف "جمّال ترست بنك".

وإشارة رئيسي الى تشكيل ما وصفه بـ"حكومة قوية"، أبدى استعداده لتشكيلها بالتعاون مع "حزب الله" وفرنسا، لا تخرج عن المفهوم الذي سبق أن حدّده الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، حين قال إنّ لبنان يحتاج الى حكومة سياسية فيها اختصاصيون.

والأهم في كلام رئيسي أنّه لا يُقيم وزناً لأيّ شريك لبناني في عملية تشكيل الحكومة، إلّا لـ"حزب الله"، بحيث بدا واثقاً بأنّ الأطراف السياسية الأخرى التي يُنسَب إليها التعطيل المستمر منذ نحو ثلاثة عشر شهراً ، ليست ذات قيمة. هذا ينطبق على رئيس الجمهورية ميشال عون وتياره الحزبي، وعلى رؤساء الحكومة وأحزابهم، وعلى رئيس مجلس النواب نبيه برّي و"حركة أمل" وحلفائها.

توجُّه رئيسي هذا، والذي حصر فيه تشكيل الحكومة اللبنانية بلاعب محلي واحد هو "حزب الله"، أظهر أنّ "الشباب" في لبنان يتسلّى بعضهم بالبعض الآخر، في عملية تقطيع للوقت، حتى تنضج الظروف المؤاتية لتفرض إيران المعايير التي تناسبها.

إذن، باختصار، فإنّ الطرح الإيراني بما يختص في الشأن اللبناني هو الآتي: في مقابل سعي فرنسا لدى واشنطن لإسقاط عقوباتها على "حزب الله" والشخصيات السياسية المرتبطة به، توافق طهران على إشراك باريس في عملية تشكيل حكومة يتولّاها، في لبنان، "حزب الله".

 ولكن، هل فرنسا مستعدّة لذلك، وماذا عن موقف واشنطن؟  من دون شك، تسعى فرنسا، منذ مدة الى تحييد "حزب الله" عن تهمة التورّط بالعرقلة الحكومية، وتكتفي بتوجيه لومها نحو الأطراف المحلية الأخرى، لافتة الانتباه إلى أنّ الحزب، في وضعية، مَن يرفض "إغضاب" حلفائه، لا أكثر ولا أقل. وتُنهي النقاش هنا.

وقد فسّر كثيرون هذا المنحى الفرنسي، ومنذ مدة غير قصيرة، بأنّه يهدف الى إبقاء الباب مفتوحاً لتعاون "مثمر" مع إيران في لبنان.

وإذا ما جرى عطف كلام رئيسي عن فحوى اتصاله بماكرون، على هذا النهج الفرنسي، يتضح أنّ باريس موافقة على أن تكون في لبنان شريكة لإيران، بغض النظر عن بعض التفاصيل الصادمة التي يمكن تدوير بعض زواياها.

 وممّا لا شكّ فيه أنّ فرنسا وإيران، في ضوء إعطاء واشنطن "البايدنية" الضوء الاخضر لتمرير الكهرباء والغاز الى لبنان، عبر سوريا، مسقطة لهذه الجهة، مندرجات "قانون قيصر"، تشتبهان بتراجع أميركي نوعي عن سياسات الضغط التي وضعتها إدارة دونالد ترامب.

وعليه، فإنّ فرنسا التي نالت الضوء الأخضر من رئيسي لتلعب دور الوسيط في موضوع الملف النووي الإيراني، ستحاول أن تُقنع واشنطن باتخاذ خطوات "تريّح" شراكتها الاحتمالية مع إيران في لبنان.

وهذا لا يعني إسقاط العقوبات الأميركية، بل "غضّ الطَرف" عن التشدّد في العقوبات المفروضة من جهة، والامتناع عن فرض عقوبات جديدة، من جهة أخرى.  إنّ "محور الممانعة" يترك لفرنسا أن تنتظر الموقف الأميركي من الطرح الإيراني . هو، من جهته، افتتح موسم الاحتفالات بالانتصار "المحتمل"، ورأّس بشّار الأسد اللجنة المُشرفة على المهرجانات التي بدأت فاعلياتها، بإهانة الرمزية اللبنانية، بحيث تمّ تغييب العلم اللبناني عن اجتماع وفدي البلدين للبحث في استجرار الغاز المصري والكهرباء الاردنية، ومن ثمّ بدأ باستدعاء وفود معروفة صلتها التبعية بدمشق، ليلقي عليها الأسد طروحاته المعروفة عن مفهومه المشوّه لحقيقة الشعب اللبناني ومشاعره وتطلّعاته.

 

ضباب دولي حول لبنان: ساحة مواجهة أو حلّ؟

خالد البوّاب/أساس ميديا/الأربعاء 08 أيلول 2021

دخل لبنان مدار الصراع الأكبر والأوسع.

إنّها معركة الوجود والهويّة والدور. ولن تكون زيارة الوفد الوزاري الرسمي إلى سوريا الخطوة الأولى على طريق الحلّ الذي ينتظره البلد. إنّما هي الإمعان في صراع المحاور أكثر، معطوفاً على توهّم تغيّر الرؤية الأميركية أو سياسة واشنطن في المنطقة.

يستند الزوّار والمراهنون على متغيّرات استراتيجية بعد الزيارة إلى غطاء أميركي لها. المسألة أبعد من ذلك بكثير وأعقد. ومن غير المعروف كيف سيخرج لبنان من مدار هذا الصراع.

الخطوة الأميركية ستكون لها تبعات بعيدة المدى، بغضّ النظر عن التفاصيل الصغيرة التي يحاول بعض المتوهّمين اللبنانيين البناء عليها، وتتعلّق بانتصار بشار الأسد وعودة لبنان إلى سوريا محتاجاً، مقابل عودة سوريا إلى لبنان

لنعُد إلى البداية:

- أوّلاً: أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله استقدام النفط الإيراني إلى لبنان. فالمشروع أبعد من مجرّد كسر الحصار أو مدّ البلد باحتياجاته النفطية. إنّه مشروع إيصال النفط الإيراني إلى البحر الأبيض المتوسط. بذلك تكتمل معالم المشروع الإيراني في المنطقة، خصوصاً أنّ المسؤولين الإيرانيين سبق أن أعلنوا سيطرتهم على طريق تربط الأراضي الإيرانية بالأراضي اللبنانية مروراً بالعراق وسوريا. وهذه الطريق الاستراتيجية تعبر عليها كلّ قوافل السلاح والمساعدات من طهران إلى حلفائها. صحيح أنّ باخرة النفط الإيرانية قد تأخّرت، ولكنّ السبب وراء ذلك سياسيّ، وهو تكتيك إيراني أوّلاً، ومن صنيعة حزب الله ثانياً. فطهران تستغلّ هذا البند في إطار مفاوضاتها مع الأميركيين والغرب، وحزب الله يفضّل الانتظار لمعرفة ما يمكن تحقيقه من مكاسب، بعضها يرتبط بمسار تشكيل الحكومة، وبعضها الآخر يرتبط بإعادة تعويم النظام السوري.

- ثانياً، في ردّة فعل أوّليّة على مشروع الحزب، أعلنت السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا عن السماح الأميركي للبنان بالحصول على الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر سوريا. وهذا يقتضي استثناءات من قانون قيصر. فدخل لبنان أكثر في مدار الصراع الإقليمي والدولي.

الخطوة الأميركية ستكون لها تبعات بعيدة المدى، بغضّ النظر عن التفاصيل الصغيرة التي يحاول بعض المتوهّمين اللبنانيين البناء عليها، وتتعلّق بانتصار بشار الأسد وعودة لبنان إلى سوريا محتاجاً، مقابل عودة سوريا إلى لبنان متحكّمة.

وللمشروع الأميركي هذا أكثر من احتمال:

1- مقاربة الأمر بشكل بسيط وبحسن نيّة، تقود إلى اعتبار أنّ واشنطن لا تريد للبنان أن ينهار، وتحاول تغيير بعض مساراتها السياسية لتوفير حدّ أدنى من الحماية له، فتكون خطوة حزب الله وردّة الفعل الأميركية عامليْ تقوية للبلد. وسينجم عن ذلك حتماً متغيّرات سياسية كثيرة.

سيكون المسار طويلاً ومعقّداً، تتداخل فيه عوامل متناقضة ومتضاربة، بانتظار لحظة التسوية الكبرى التي سيطول جدّاً الوصول إليها

2- مقاربة الأمر من منظور المواجهة الإيرانية الأميركية، تعني أنّ الردّ الأميركي يهدف إلى استقدام النفط العربي مع تبعاته السياسية والاستراتيجية في مواجهة النفط الإيراني، ولقطع الطريق عليه. وهذا سيؤسّس للمزيد من الانقسامات والصراعات، خصوصاً أنّ خطّ الغاز المصري يرتبط بشكل مباشر بخطّ الغاز الإسرائيلي. وهنا لا بدّ من التذكير بالتحالف النفطي بين دول شرق المتوسط الذي يضمّ إسرائيل، مصر، الأردن، قبرص واليونان. وقد نشأ هذا التحالف في مواجهة خطّين آخرين: الخطّ التركي القطري الذي يصل إلى ليبيا، والخط التحالفي الآخر الذي تمثّله إيران. في هذه المعادلة أصبح لبنان بين نارين، وداخل صراع كبير على الوجهة السياسية التي سيختارها. سوريا لن تكون بعيدة أيضاً، خصوصاً في حال وافقت على تلك الخطة. وهذا سينتج مشكلة سورية إيرانية، وروسية إيرانية.

3- المقاربة الثالثة لهذه التطوّرات تنطلق من نظرية المؤامرة، ومفادها أنّ الطرح الإيراني يقابل الطرح الأميركي، لكنّهما يقودان إلى نتيجة واحدة، وهي إيقاع لبنان وسوريا أكثر فأكثر تحت سيطرة طهران، برضى أميركي دافعه الوصول إلى اتفاق نوويّ. وهذا هو السياق الذي تركِّز عليه الجماعات المتحمّسة لزيارة سوريا، والتي تؤكّد أنّها حصلت على الغطاء الأميركي اللازم.

الخلاصة من كلّ هذه الاحتمالات هي عدم وضوح الرؤية في الفترة المقبلة، إذ يحتاج إصلاح شبكة الكهرباء الأردنية وأنابيب الغاز المصري إلى أشهر طويلة، وهو سيسير على إيقاع تطوّرات سياسية وعسكرية في المنطقة ستؤدّي إلى متغيّرات كثيرة. الأهمّ في ذلك هو توافر عناصر الاستقرار للتمكّن من نقل الغاز والكهرباء إلى لبنان، ولا سيّما أنّ هذه الأنابيب والشبكة عرضة للتفجير، كما حدث في العراق أخيراً. سيكون المسار طويلاً ومعقّداً، تتداخل فيه عوامل متناقضة ومتضاربة، بانتظار لحظة التسوية الكبرى التي سيطول جدّاً الوصول إليها. تحت هذا السقف، يستمرّ بعض المتوهّمين في تخيّل أدوار متعاظمة لبشار الأسد، علماً أنّهم يسارعون إلى مناقضة أنفسهم بالقول إنّ الزيارة الرسمية كانت بناء على غطاء أميركي.

 

معركة النفط والغاز و"الأقليات": جنبلاط متخوّف من تدمير الدولة

منير الربيع/المدن/الأربعاء 08 أيلول 2021

تتجه الأنظار إلى الأردن الذي يشهد اليوم الأربعاء اجتماعاً هو الأول من نوعه بين وزراء الطاقة في لبنان، سوريا، ومصر، إلى جانب وزير الطاقة الأردني، للبحث في نقل الغاز المصري والكهرباء الأردنية إلى لبنان عبر الأراضي السورية.

ويشكّل اللقاء علامة فارقة ومقدمة لتحوّل سياسي، في حال توصله إلى اتفاقية واضحة المعالم، لا تقتصر نتائجها على الجانب التقني أو ما يرتبط بالنفط. لكن التحول السياسي بدأت تداعياته تبرز من الساحة السورية: زحف لبناني إلى دمشق، وفد رسمي وبعده وفد درزي، وتحضير لزيارات أخرى. وهذا تطور يحاول كل طرف استغلاله لصالحه، فتتضارب المصالح ووجهات النظر بين القوى السياسية المختلفة.

بين جنبلاط ونصرالله

وكان وليد جنبلاط أول من استبق هذه التطورات: زار الأردن والتقى الملك عبد الله الثاني، واتخذت الزيارة طابعاً مهماً لارتباطها بجملة مسائل: أولها البحث في المعضلة اللبنانية وكيفية الحفاظ على الاستقرار، وتقديم الدعم والمساعدات للجيش والقوى الأمنية. وثانياً البحث في التطورات السياسية في المنطقة، وخصوصاً إعادة إحياء خط النفط العربي. وثالثاً البحث في أوضاع الجنوب السوري وتطورات معركة درعا، وتوفير المزيد من الحماية للسويداء برعاية أردنية. وكان جنبلاط استشرف آفاق هذه المرحلة وأبعادها، ربطاً بالتطورات السياسية والميدانية، لا سيما وضع درعا والذي يراد حسمه لتوفير الاستقرار وإصلاح أنابيب الغاز وشبكة الكهرباء. وسبق البحث في إحياء هذا المشروع، إعلان نصر الله عن استقدام النفط الإيراني إلى لبنان. والملك الأردني بحث في الأمر مع الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال زيارته واشنطن قبل أسابيع. وخطوة نصر الله عجّلت في الإعلان عن إطلاق المشروع، فبرزت معلومات تحدثت عن غطاء أميركي له، هو ما أنتج زيادة الضغط على المعارضين في درعا للوصول إلى اتفاق، فأصبحوا بين خيارين: إما الرضوخ للضغط العسكري وتسليم سلاحهم، أو خوض معركة تؤدي في النهاية إلى إخراجهم نحو شمال سوريا.

خوف جنبلاط وتشاؤمه

وأبدى جنبلاط تخوفه من احتمال عرقلة المشروع الأردني-المصري، من خلال تعديات على شبكة الأنابيب واستهدافها أو تفجيرها، لارتباطها بتوازنات سياسية. فجنبلاط يتخوف دوماً من لعبة الأمم وانعكاساتها، ويراقب التطورات ويطرح أسئلة كثيرة عن آلية التعاطي مع الأزمتين اللبنانية والسورية. وهو يبدو متشائماً بالنظر إلى الوقائع التي تشير إلى المزيد من التحلل وتكريس معادلة اللادولة. فما يجري ليس أقل من تدمير ممنهج لكل ما له علاقة بالدولة المركزية ومؤسساتها، وبكل ما كنت ترمز إليه. ووجهة لبنان وسوريا تسيران في هذا الاتجاه. لبنانياً، يطرح جنبلاط أسئلة كثيرة حول آليات المساعدات المقدمة، وشمولها مناطق معينة من دون أخرى. ويأسف للواقع السياسي الذي يجعل السنّة متروكين ومهمشين، منذ ما قبل مجزرة التليل العكارية وتعمُّد اللبنانيين تناسيها، فيما ذهب وفد من حزب الله لتقديم واجب العزاء وتخصيص مبالغ مالية للمساعدة، وسط غياب مرجعيات السنّة الدينية والسياسية عن المشهد. وهذا ينذر بمخاطر كبيرة. وطرح جنبلاط أسئلة كثيرة عن تخصيص المساعدات للمجتمع المدني، واحتكارها من قبل جهات سياسية معروفة، وكأن لبنان يتبع لهؤلاء فقط من دون الآخرين. أما عملية تشكيل الحكومة، فيبدو أنها خاضعة للمزاجية والازدواجية التي لا تقود إلا للتدمير الممنهج للبنان المعروف، وصولاً إلى تغيير وجهه وهويته على المثال السوري. ويقول جنبلاط إن ليس لديه أي شرط لتشكيل الحكومة. والمهم تشكيلها لوضع إطار مؤسساتي قادر على التعاطي مع الأزمات، بدلاً من ترك البلاد فالتة ومفتوحة على جماعات قادرة على التحكم بأعناق اللبنانيين ومصائرهم، وسط سكوت ديبلوماسي ودولي عما يجري، والعزوف عن إجراءات من شأنها أن تحقق التوازن.

أقلوية لبنانية وسورية

وجاء الردّ على زيارة جنبلاط إلى الأردن سريعاً: تنظيم زيارة درزية إلى سوريا. فاستقبل رئيس النظام السوري بشار الأسد الوفد الدرزي، بعد إعلانه الموافقة على مرور الغاز والكهرباء من الأراضي السورية. وفي الحسابات اللبنانية والسورية تعتبر هذه الخطوة فرصة انتهزها النظام السوري للقول إنه لا يزال قادراً على التأثير في الساحة اللبنانية. ويستغل حلفاؤه الدروز زيارتهم والتطورات الحاصلة لفرض وقائع سياسية جديدة درزياً، على مشارف انتخابات شيخ العقل. وفي اللقاء بين الوفد الدرزي والأسد كان كلام عن دور الأقليات في الوطن العربي. وهذه العبارة تستفز جنبلاط كثيراً، فيرفضها منذ البداية ويعلن خصومته ولها وقطيعته معها.

ولن يقتصر دور النظام السوري على تظهير حضوره في البيئة الدرزية. وهو يسعى إلى توسيعه ليطال حلفاءه في البيئتين السنية والمسيحية، وتعزيز تواصله مع رئيس الجمهورية وتياره. وهذا ما يستغله هؤلاء الأفرقاء اللبنانيين في الحسابات الداخلية، انطلاقاً من مسار تشكيل الحكومة والتمسك بالشروط استناد إلى الموقف السوري، متوهمين أنه مؤثر في المجريات.

معركة ضد البرلمان

وفي هذا الإطار فتحت معركة جديدة عنوانها المجلس النيابي. فالمقربون من رئيس الجمهورية يراهنون على الموقف السوري في معركتهم ضد الرئيس نبيه برّي. وهم يعلنون المعادلة التالية: إما تشكيل الحكومة بشروطهم، أو عدم تشكيلها والذهاب إلى خوض معركة إسقاط المجلس. ولا تزال المعركة في بدايتها. من الوصول إلى اتفاق حول كيفية تمرير الغاز المصري والكهرباء الأردنية، والثمن السياسي الذي يطالب به النظام السوري، وأوله تعويمه عربياً، ومنحه استثناءات من قانون قيصر، وصولاً إلى تجديد نشاطه في لبنان.

ولا بد من انتظار موقف طهران من هذه التطورات: قد تستغل تعويم النظام السوري وتسوية درعا وإخراج المسلحين منها لصالحها، من دون تحقيق نتائج جوهرية تتعلق بخط النفط العربي. وهذا ربما ما دفع طهران إلى تأخير وصول النفط الإيراني إلى لبنان في انتظار التطورات وما يمكن تحقيقه. ولا يمكن فصل تطور هذه الملفات عن مسار العلاقة الأميركية-الإيرانية. والاتفاق بين الطرفين قد يؤدي وحده إلى تسهيل الاستحقاقات في لبنان وسوريا.

عون وميقاتي

وفي انتظار وضوح الصورة، يعمل كل طرف في لبنان على اعتبار التطورات في صالحه. فعون يعتبر نفسه منتصراً ويطالب بالثمن السياسي في عملية تشكيل الحكومة. وميقاتي يعتبر العكس: يتعرض عون إلى ضغوط قاسية يجبر في نهايتها على تقديم تنازل لتشكيل الحكومة. وخطوتا حكومة تصريف الأعمال في رفعها الدعم ووفدها إلى سوريا، تريحان ميقاتي. وبعدها يشكل حكومة وفق ما يشتهي، محررة من كل الأثقال والأعباء. في هذه المعادلة والتخبط اليومي المستمر، يبقى حزب الله الوحيد القادر على قطف ثمار سياسية من معادلة إدخاله النفط الإيراني، إلى معادلة التطبيع مع دمشق وغرق خصومه في حسابات ضيقة وإمعانهم في الضياع.

 

تحقيقات البيطار: دور موسى هزيمة في المرفأ

نادر فوز/المدن/الأربعاء 08 أيلول 2021

من المقرّر أن يمثل عند العاشرة من صباح غد الأربعاء المدير السابق لمخابرات الجيش، العميد كميل ضاهر، أمام المحقق العدلي القاضي طارق البيطار. وعند الواحدة من بعد الظهر، موعد استجواب مدير إقليم بيروت في الجمارك بالإنابة سابقاً، موسى هزيمة، في ملف انفجار مرفأ بيروت. ضاهر وهزيمة مدّعى عليهما في الملف، نظراً للمواقع الوظيفية والإدارية التي كانا يشغلانها. وسبق لوكيليهما القانونيين أن تقّدما بالدفوع الشكلية، وأشارا إلى عدم وجود أي شبهة أو مسؤولية على المدعى عليهما. لكن، تمّ إسقاط الدفوع، ومن المفترض أن يمضي البيطار في الاستجوابين.

موسى هزيمة

إذا كان دور العميد ضاهر واضحاً للجميع كمدير للمخابرات العسكرية، فإنّ هزيمة كان مدير مصلحة الجمارك في مطار رفيق الحريري الدولي منذ عقود. تم تعيينه مديراً لإقليم بيروت في الجمارك بالإنابة بين 2012 و2014 لحين تعيين هاني الحاج شحادة (مدعى عليه وموقوف في ملف المرفأ) مديراً أصيلاً لهذا الموقع. ثم تابع مهامه الاعتيادية في المطار لحين خروجه إلى التقاعد. تم الادعاء عليه، من قبل المحامي العام التمييزي في ملف انفجار مرفأ بيروت يوم 24 تشرين الثاني 2020.

الحقيبة الزهرية

بعد عشرين يوماً على مجزرة المرفأ، انشغلت بعض أحياء بيروت بخبر عن وجود عبوة ناسفة في منطقة ساقية الجنزير. قيل حينها إنّ العبوة رسالة تهديد إلى هزيمة على اعتبار أنّ "العبوة" المفترضة موجودة تحت منزله. لكن بعد الكشف عليها، تبيّن أنّ العبوة المزعومة عبارة عن حقيبة زهرية تحتوي على ملابس، وقد نساها أحد المواطنين في المكان. لكن استمر اعتبار "الحقيبة الزهرية" رسالة أمنية إلى هزيمة، وكان ذلك يوم 24 آب 2020.

الدنانير العراقية

ولدى البحث عن هزيمه، يتضّح أن اسمه يرد في ملف التحقيقات بقضية "الدنانير العراقية" (إدخال 5.19 مليار دينار عراقي إلى بيروت عام 2004)، وقد استجوب النائب العام التمييزي حينها عدنان عضوم هزيمة في هذا الملف. وتم بعد التحقيقات، إعادة نقل الدنانير (التي تساوي قرابة 12 مليون دولار حينها) إلى العراق بحضور هزيمة وممثل عن مكتب مكافحة الجرائم المالية وتبييض الأموال والقائم بأعمال السفارة العراقية في لبنان تحسين عليان عينا.

في المرفأ

خلال توليّه إدارة إقليم بيروت، يرد اسم هزيمة وتوقيعه في بعض المراسلات المتعلّقة بالباخرة "روسوس" وشحنة نيترات الأمونيوم. وفي الوثائق (أدناه) التي عرضها الزميل رياض قبيسي قبل أيام، يتّضح أنّ هزيمة لم يقم بإحالة الرسالة الموجهة من قبل العقيد جوزيف سكاف إلى الجهات الإدارية العليا في مديرية الجمارك، أي المدير العام للجمارك حينها (شفيق مرعي) الذي يقع على عاتقه أيضاً إحالتها إلى المجلس الأعلى للجمارك. فاكتفى هزيمة بتحويل المراسلة إلى "رئاسة المصلحة في بيروت ورئاسة الضابطة في بيروت في سبيل العلم وإجراء المقتضى"، وهذا يوم 22 شباط 2014. وبالتالي بقيت مراسلة سكاف ضمن إطار السلطة الجمركية الضيّقة في المرفأ.

خرق الصلاحيات

بعد رسالة سكاف، أجرت الجمارك تحقيقاً في ملف الباخرة "روسوس" وشحنة النيترات، تم اقتراح غض النظر عن المخالفة الحاصلة في ما يخص لائحة المانيفست، وعدم ذكر وجود مادة نيترات الأمونيوم. اقترح رئيس إدارة المانيفست حينها، الموقوف بدري ضاهر، هذا الأمر على رئيس المصلحة، ومنه إلى هزيمة مدير إقليم بيروت بالإنابة، الذي يوافق على هذا الاقتراح خارج إطار صلاحياته. إذ أنّ قيمة البضاعة وقيمة الرسوم المتوجّبة عليها لا تخوّل هزيمة في موقع مدير إقليم بيروت البتّ بها، بل تقع ضمن صلاحيات المدير العام أو حتى المجلس الأعلى.

الهرب من التحقيق

تداولت بعض الأوساط المتابعة لتحقيقات المرفأ، معلومات وأجواء بإمكانية تهرّب هزيمة من المثول أمام المحقق العدلي. منها ما أشار إلى احتمال تواري هزيمة عن الأنظار، أو حتى تم طرح سيناريو مغادرته الأراضي اللبنانية. مع العلم أنّ أفراد أسرة هزيمة يحملون جوازات سفر أجنبية. لكن من شأن خطوة مماثلة أن تثبّت على هزيمة الشبهة والادعاء القائم ضدّه. كما أنّ هروبه أو مغادرته لبنان، من شأنه أن يضع سائر المدعى عليهم الآخرين تحت مجهر القضاء، تحديداً لجهة قرارات بحجز جوازات سفرهم أو إصدار مذكرات بمنعهم من السفر. لكن هزيمة لا يزال في بيروت.

لن يتهرّب

يؤكد نجل موسى هزيمة، لؤي، في اتصال مع "المدن" على أنّ "والدي لا يزال على الأراضي اللبناني وقد التقيت به قبل ساعات في بيروت أيضاً، والدي تحت القانون وسيحضر إلى جلسة الاستجواب، لكن المهم أنّ يبقى القانون قانوناً". ولدى السؤال عن العبارة الأخيرة يشير لؤي إلى أنّ "موسى هزيمة لم يعد له أي صلاحية في مرفأ بيروت اعتباراً من 23 حزيران 2014، وفي 27 حزيران صدر قرار القاضي جاد معلوف بتعويم السفينة وإفراغها". وبالتالي، يقول إنّ هزيمة حين كان مسؤولاً بالإنابة عن إقليم بيروت كانت لا تزال الباخرة روسوس في البحر وبضائعها على متنها.

ورقة المرض

وفي السياق، يجيب لؤي رداً على سؤال بالقول إنه "إذا تم توقيف الوالد غداً فسيكون قراراً سياسياً"، رافضاً في الوقت نفسه ما أشيع حول والده بأنّه "رجل حزب الله الأول". يضيف أنّ موسى هزيمة "خدم في الجمارك والدولة 43 سنة، ويبلغ من العمر اليوم 70 عاماً ومصاب بالسرطان ويتلقّى دورياً علاجه". يسأل "إذا حصل طارئ صحي وتوفى والدي وهو قيد التوقيف من يحصّل له حقه"؟ وفي متابعة "المدن" لهذا السؤال، تجيب مصادر قانونية على هذا التساؤل مشيرةً إلى أنه بإمكان "القضاء احتجاز الموقوفين الذين يعانون من حالات صحية في المستشفى مع حراسة أمنية".

إن قرّر القاضي البيطار توقيف موسى هزيمة أو أطلق سراحه، من المفترض أن يكون للمدعى عليه أو نجله مؤتمراً صحافياً في الأيام المقبلة لتفسير موقف العائلة من الموضوع. يبقى الأهمّ أنّ المحقق العدلي يمضي في قراراته الواضحة المعالم والإثباتات والأدلة، والتي يُغرق فيها من يحضرون للاستجواب. هذا حتى باعتراف وكلاء قانونيين عن مدعى عليهم في مجزرة 4 آب.

 

لبنان و"الانفتاح" على الأسد: أوهام "المنتصرين" منذ هدية ساركوزي

نبيل الخوري/المدن/الأربعاء 08 أيلول 2021

مقاربة الانفتاح على نظام بشار الأسد، ستبقى ملتبسة، ما لم تؤخذ في الحسبان تجربة الانفتاح في عهد الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، عام 2008، والدروس المستخلصة منها. بعد سياسة تصادمية مع دمشق، أجبرتها على الانسحاب من لبنان عقب جريمة اغتيال رفيق الحريري عام 2005، بادرت فرنسا إلى الانفتاح على سوريا. تجسد ذلك بدعوة الأسد للمشاركة في افتتاح المؤتمر التأسيسي لمنظمة إقليمية ولدت ميتة، هي "الاتحاد من أجل المتوسط"، في 13 تموز 2008، ثم لحضور العرض العسكري بمناسبة العيد الوطني الفرنسي في 14 تموز، على جادة الشانزيليزيه. وأتت الالتفاتة الفرنسية الإيجابية بعد أحداث أيار الدامية في بيروت والجبل وبعد اتفاق الدوحة. وكذلك بعد مشاركة سوريا في مؤتمر أنابوليس للسلام في الشرق الأوسط في 27 تشرين الثاني 2007، بدعوة أميركية، في عهد جورج بوش الإبن.

انفتاح مشروط

دلّ كل ذلك على أن الغرب مستعد للانفتاح على هذا النظام، لكن بشروط. آنذاك، لم تُفتَح أبواب باريس للأسد من دون مقابل. أحد الأثمان المهمة التي دفعها، تمثّل في الاعتراف الدبلوماسي السوري بلبنان، تطبيقاً للقرار 1680، الصادر في 17 أيار 2006. ينص هذا القرار على ترسيم الحدود نهائياً بين البلدين و"إقامة علاقات وتمثيل دبلوماسي كاملين" بينهما. شكّل ذلك مكسباً رمزياً للبنان، على الرغم من عدم ترسيم الحدود بعد، ومن الطابع الصُوَرِي لهذه العلاقات الدبلوماسية.

معضلة النظام السوري

لكن سياسة الانفتاح لم تتحول إلى تطبيع دائم مع النظام السوري. ولم يتمكن هذا النظام من الاستفادة غير المحدودة من هذا الانفتاح الغربي. طبيعة النظام نفسها لا تسمح بتوفير شروط تطوير هذا الانفتاح باتجاه التطبيع الكامل. فهو إنْ أقدم على تطبيق إصلاحات ديموقراطية سيمهد لنهايته. وإنْ بقي من دون إصلاحات، لن يحصل من الغرب على تعاون وانفتاح كاملين.هذه المعضلة كانت قائمة قبل اندلاع الثورة السورية عام 2011. ومع هذا الحدث التاريخي الكبير، زاد وضع النظام تعقيداً. سلوكه القمعي والوحشي أدى إلى تراكم الملفات التي تمنع حصول انفتاح دولي فعلي عليه. أبرزها يتعلق بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. والإفلات من العقاب مستحيل.

رسالة أميركية

كذلك على المستوى السياسي، يصطدم نظام الأسد بموقف أميركي وغربي متصلّب بشأن الحل السياسي في سوريا. لعل أبلغ رسالة أتت على لسان المبعوث الأميركي الخاص السابق إلى سوريا، جيمس جيفري، في مقابلة مع صحيفة "العربي الجديد" في 6 أيلول 2021. فهو استبعد أي تبدل جذري في سلوك واشنطن مع دمشق وأي تطبيع معها "ما لم يتم التوصل إلى حل وسط بشأن قرار مجلس الأمن رقم 2254 وتقليص الوجود الإيراني وتغيير سياسات الأسد، بشكل يضمن عودة اللاجئين ويعيد اندماج المعارضة في إدلب، وقوات سورية الديمقراطية (قسد) في الشمال الشرقي".

التمسك بحل سياسي يستند نسبياً إلى القرار 2254، الصادر في 18 كانون الأول 2015، يعني أن الحد الأدنى المطلوب والمقبول أميركياً هو كناية عن تسوية تُنْصف القوى المعارضة للأسد، وانتخابات بإشراف أممي. المطلوب إذاً، إطلاق عملية سياسية جديدة، قد لا تنهي الأسد، ولا تتجاهل الحيثية الطائفية التي يتلطى خلفها، ولكنها تعزز وضعية وتمثيل بقية المكونات السورية في السلطة. وتوفر مناخاً آمناً لعودة اللاجئين السوريين. وهذه تنازلات يرفض الأسد تقديمها حتى الآن، مستقوياً بروسيا وإيران.

انفتاح ظرفي ومؤقت

إذاً، شروط التطبيع الدولي والغربي مع سوريا لم تنضج بعد. ومهما قدّم الغربيون من تنازلات تكتيكية في تعاطيهم مع نظام الأسد، لن يُقدِموا على أكثر من انفتاح ظرفي ومؤقت. وأي اجتماعات وعمليات تنسيق علنية (أو سرية) تحصل هذه الأيام بين حكومات إقليمية والنظام السوري، تبقى ضمن سقف محدد، أدنى من التطبيع غير المشروط مع دمشق. سقف تفرضه حاجات اقتصادية هنا، وضرورات أمنية هناك، فضلاً عن الحالات الطارئة الإنسانية التي تفرض منذ بداية الأزمة السورية تنسيقاً أممياً مع النظام.

مبالغة بشأن لبنان

وعليه، ثمة مبالغة في تصوير الضوء الأخضر الأميركي لنقل الغاز المصري والكهرباء الأردنية إلى لبنان عبر الأراضي السورية، بوصفه انتصاراً نهائياً لنظام الأسد ومحور الممانعة. طبعاً، لا يمكن إنكار أن هؤلاء حققوا مكاسب، أقلها أن النظام السوري بات اليوم في وضعية المتحدث الذي يتم التفاوض معه بشأن بعض مجالات التعاون. ومن الممكن أن يستعيد هذا النظام دوراً سياسياً معززاً في لبنان. وأن يعيد الإمساك بمزيد من الأوراق البرلمانية اللبنانية. ويجوز التساؤل هنا عن احتمال وجود حسابات أميركية جديدة (قديمة) تجعل واشنطن تستسيغ أو تفضل إعادة تعزيز دور نظام الأسد في بيروت، اعتقاداً منها بأن من شأن ذلك الحد من التأثير الإيراني؟ كأن يصبح النظام السوري متحدثاً ثانياً إلى جانب النظام الإيراني خلال إدارة المباحثات بشأن الملف اللبناني؟ وهكذا تقوده حساباته الخاصة إلى تعامل مختلف عن التعامل الإيراني؟ أكثر "مرونة" أو أقل تعنتاً منه؟

مصير عمر البشير؟

بمعنى آخر، يمكن أن يتعايش اللبنانيون مجدداً مع مشهد سياسي يتسم بتعزيز نفوذ نظام الأسد. مع العلم بأن النفوذ السياسي السوري لم يضمحل يوماً رغم تراجعه أمام النفوذ الإيراني. لكن كل ذلك لن يؤدي إلى نتيجة مختلفة عن تلك التي خلّفتها هدية ساركوزي لصالح نظام الأسد عام 2008. حينها، تصالحت السعودية معه. وعاد الحديث عن معادلة "سين - سين"، أي الإدارة السعودية-السورية المشتركة للملف اللبناني، بما يكرس الاستقرار الأمني والسياسي. وذهب سعد الحريري ووليد جنبلاط إلى دمشق عام 2010. لكن في المحصلة، عجز نظام الأسد عن توظيف مظاهر الانفتاح وعن تحويله إلى تطبيع دائم مع سوريا. أولاً بسبب ثقل النفوذ الإيراني الأمني والاقتصادي الذي كان قد تعزز في دمشق. وثانياً، بسبب عدم استعداده لتطبيق إصلاحات سياسية وإدارية واقتصادية، كانت ستنهي أو ستقلّص هيمنة المجموعة الأقلية، العائلية والأمنية، على السلطة في سوريا. وهذا ما أدى إلى انفجار الثورة الشعبية ضد النظام. فما الذي تغيّر، أو سيتغيّر، حتى لا يواجه بشار الأسد، عاجلاً أم آجلاً، مصيراً مشابهاً لعمر البشير في السودان؟

 

عون ورياض سلامة: نرحل معاً أو نبقى معاً؟!

ملاك عقيل/أساس ميديا/الأربعاء 08 أيلول 2021

ما لا يعرفه كُثُر أنّ رئيس الجمهورية ميشال عون يواجه ضغطاً هائلاً لتأليف حكومة "فوراً"، ليس فقط من الأميركيين والفرنسيين وحزب الله، بل ومن عائلته الصغيرة، وتحديداً بناته الثلاث.

أكبرهنّ، ميراي عون الهاشم، ابتعدت نهائياً منذ نحو سنتين عن الواجهة، وغادرت موقعها مستشارةً رئيسيةً لوالدها براتب ليرة واحدة شهرياً. لكنّها علّقت قرارها بالاستقالة من أيّ مسؤولية رسمية وعلنية حين رافقت والدها، ضمن الوفد الرسمي، إلى نيويورك لافتتاح أعمال الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العمومية للأمم المتحدة في أيلول 2019 قبل أسابيع قليلة من اندلاع ثورة 17 تشرين... و"هيّ كانت"، باستثناء التوجّه إلى الكويت لتقديم واجب العزاء بأميرها الراحل.

يتفيّأ ميشال عون حليفاً واحداً ثابتاً هو حزب الله. البقيّة من دون استثناء هم في المقلب المعادي، وضمنهم مَنْ يدّعي وقوفه إلى جانب عون "للآخر"

منذئذٍ لم تتوجّه الطائرة الرئاسية إلى أيّ دولة أخرى عربية أو غربية. بالتأكيد، كان ميشال عون الأقلّ نشاطاً في زياراته الخارجية مقارنة بإلياس الهراوي وإميل لحود وميشال سليمان.

وما لم تسجّله عهود ما بعد الطائف، باستثناء "العهد القوي"، رَصد الطائرة الخاصة لرئيس مكلّف، هو سعد الحريري، تتنقّل بين عواصم العالم على مرأى من رئيس الجمهورية، وزيارة غير مألوفة للسفيرتين الأميركية والفرنسية دوروثي شيا وآن غريو إلى الرياض "للبحث في الملفّ الحكومي". وفوق كلّ ذلك، يغطّ موفدون دوليون في بيروت و"يبهدلون الكبير والصغير" في ظلّ صمتٍ مريبٍ على الإهانة من أعلى المستويات الرئاسية.

بدا العهد في سنتيْه الأخيرتين معزولاً تماماً. بعد زيارة الرياض وقطر وإيطاليا وموسكو ونيويورك ومصر... أدار المجتمع الدولي ظهره له، مع العلم أنّ فاتحة زياراته كانت إلى السعودية في كانون الثاني 2017 بهدف ترميم العلاقات الثنائية عقب تعليق المملكة هبة الثلاثة مليارات دولار، وهي مساعدات عسكرية للجيش والقوى الأمنيّة مقدّمة من الفرنسيين بتمويل سعودي.

ليست العزلة خارجية فقط. فإذا كان "المَشكل" الأول والأصعب بدأ من داخل جدران البيت الرئاسي بالتحاق كلودين عون وزوجها النائب شامل روكز بسرب المعارضين على خلفيّة ذوبان الرئاسة الأولى في "مشروع" جبران باسيل السياسي، ومعهم مجموعات إعلامية وسياسية وكوادر ابتعدت عن بعبدا بصمت، وأخرى بضجيج، وقبل كلّ هؤلاء قيادات عونية

من أيّام النضال "قرفِت وفلّت"، وعلى رأسهم ابن شقيقه نعيم عون... فإنّ "مشكل" صمود العهد حتى آخر ساعة منه هو الأكثر كلفة على "الجنرال" وعنوان معركته الأخيرة. مَن التقى ميشال عون أخيراً لمس لديه صلابة غير معهودة في رجل، باعترافه، خَسر حتّى الآن حربه الكبرى أمام رجالات "المنظومة". وحين يُسأل عن تأثير باسيل على قراراته يردّ: "أنا الرئيس، وأنا صاحب القرار الأوحد"

ظلّ الحليف الوحيد

يتفيّأ ميشال عون حليفاً واحداً ثابتاً هو حزب الله. البقيّة من دون استثناء هم في المقلب المعادي، وضمنهم مَنْ يدّعي وقوفه إلى جانب عون "للآخر". حتّى من بين هؤلاء نواب حاليون في التيار الوطني الحر ووزراء سابقون باتوا يجاهرون بفشل العهد ومسؤولية باسيل عن جرّ "المعلّم" إلى الانتحار، قاصدين رئيس الجمهورية. وهذا ما يفسِّر عدم قبول بعض هؤلاء الظهور في برامج سياسية للدفاع عن سياسات العهد ورئيس تكتّل لبنان القوي. لكنّ مَن التقى ميشال عون أخيراً لمس لديه صلابة غير معهودة في رجل، باعترافه، خَسر حتّى الآن حربه الكبرى أمام رجالات "المنظومة". وحين يُسأل عن تأثير باسيل على قراراته يردّ: "أنا الرئيس، وأنا صاحب القرار الأوحد". أمّا محيطه فينقل عنه قرار عدم الاستسلام مهما كانت الكلفة. بهذا المعنى، ليس شدّ الحبال بينه وبين الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي مسألة أسماء وحقائب فقط، بل معركة وجوده "الأصلية" بعد حربه ضد سوريا "المحتلّة": التدقيق الجنائي.

يقول عارفوه إنّها "ثاني أكبر معركة يخوضها بعد إقرار قانون الانتخاب. وهو مستعدّ للمواجهة الكبرى في حال أصرّت قوى معروفة على تعديل القانون الانتخابي بما يطيح بالمكتسبات التي أعادت للمسيحيين جزءاً كبيراً من حقوقهم في القانون النسبي". وقد تلمّس عون منذ البداية مشروع تواطؤ فاضحاً ضدّه من محور بري-الحريري-ميقاتي بطرح اليد اليمنى والعقل الباطني لرياض سلامة ومدير العمليات في مصرف لبنان يوسف خليل وزيراً للمال. حتّى اللحظة يرفض ميشال عون الاسم، وهو إحدى القطب الصامتة التي تصعّب ولادة الحكومة، وترفع من منسوب الاحتقان داخل حكومة مطلوب منها أن "تشتغل" بعقل مالي اقتصادي إصلاحي منسجم فيما بينه. وينسحب الرفض على اسم وزير الاقتصاد "إذا كان ممثّلاً لعقل المنظومة الحاكمة".

أكثر من ذلك، اتّخذ ميشال عون وجبران باسيل القرار معاً باستكمال ما تبقّى من عمر العهد من موقع المعارضة في مواجهة الحكومة ونبيه بري وسعد الحريري ووليد جنبلاط وسمير جعجع، وإذا اقتضى الأمر حزب الله، في كلّ ما يتعلّق بالملفّات الداخلية الإصلاحية.

لا يتردّد "جنرال بعبدا" في تأكيد استخدامه كلّ الأسلحة لمواجهة "مشروع إفشال كلّ ما حاولت فعله منذ عودتي من المنفى". لكن هل سيسمّي عون بالاسم مَن اتّهمهم قبل أيام "بمنع تأليف حكومة، وعرقلة الإصلاحات، ورفض مكافحة الفساد، وضرب صدقيّة الدولة، وتجويع اللبنانيين وإفقارهم"؟

في واقع الأمر، فإنّ مَن يتّهمهم ميشال عون هم "شركاء" العهد في مشروع "حكومة الإصلاح"، ويتقدّمهم "قائد أسطول" تكريس واقع الانهيار الشامل، وفق توصيف بعبدا، رياض سلامة، الذي يستعدّ لقطع حنفيّة الدعم نهائياً عن بواخر استيراد المازوت والبنزين المدعوم. والأخير هو العقدة غير المرئية في ولادة الحكومة، حيث يبرز إصرار من جانب رئيس الجمهورية على إنهاء ولايته الممدّدة حتى 2023 بمرسوم موقّع منه عام 2017، وتعيين آخر مكانه. ويؤكّد العارفون أنّ "ميشال عون لن يرحل من قصر بعبدا ورياض سلامة لا يزال يداوم في مكتبه في المصرف المركزي".

 

من استَبق مَن: «الفيول الإيراني» أم «الغاز المصري»؟

جورج شاهين/الجمهورية/07 أيلول/2021

تتجّه الأنظار الى لقاء عمان الرباعي الذي سيُعقد غداً على مستوى وزراء الطاقة في مصر، الاردن، سوريا ولبنان لإحياء خط الغاز المصري عبر الأراضي السورية الى لبنان واستيراد الطاقة الاردنية. وإنّ كل ما سبق هذا اللقاء لم يكن ضرورياً، خصوصاً زيارة الوفد اللبناني الى دمشق التي فُرِضت لأسباب سياسية ودعائية شكلية، فلبنان أقل المستفيدين من المشروع قياساً على ما يَجنيه الأطراف الآخرون الثلاثة. كيف ولماذا؟  بمعزلٍ عن الرسائل المدوية التي أُريدَت من زيارة الوفد الوزاري الى دمشق والملاحظات القاسية التي رافقتها، بما فيها غياب العلم اللبناني عن يمين نائبة رئيس الحكومة في أثناء استقبالها في صالون الشرف على الحدود السورية الذي أثار جدلاً طويلاً أتاحَ للمعترضين على الزيارة استثمار الصورة الى أقصى الحدود، خصوصاً انّها أحيت الشكوك في ذاكرة اللبنانيين الذين لم يرتاحوا اليها في توقيتها وشكلها ومضمونها وطريقة تعاطي دمشق مع المسؤولين اللبنانيين بطريقة توحي انّ العلاقة لم تَستوِ يوماً.

وإن توغّلَ المعترضون على الزيارة، وهم أكثر من قبل، فإنّهم يتوزّعون على أكثر من موقع رسمي وحكومي وحزبي في قراءتهم للعلاقة بين البلدين، فيرون انّ تبادل السفارات لم يغيّر شيئاً في العلاقة بين البلدين. فوجود سفيرين - مسألة فيها نظر - ذلك انّ في بيروت سفيراً معروفاً لدى جميع اللبنانيين والسلك الديبلوماسي، ولا يغيب عن الشاشات اللبنانية يُقدّم النصح والآراء الى حدود التدخّل في كثير من القضايا الداخلية، وآخر كُلّف مهمة في دمشق ولكن من الصعب معرفة مقر إقامته أكان في سوريا ام في لبنان منذ ان قدّم اوراق اعتماده، ولولا زيارة الوفد الوزاري الاخيرة لما تَذكّره كُثر.

وإن عاد المراقبون الى موضوع الزيارة، لا بد من تسجيل بعض الملاحظات عند البحث في أهميتها ومضمونها لجهة إتمام التفاهمات الغازية والكهربائية بعدما تحدثت «الزيارة ـ الغارة» عن شكلها المطلوب، والتي نفّذت على عجل ولساعات قليلة. وعند البحث في النتائج وشكل الاتفاقيات والوثائق المتبادلة ومضمونها، تبيّن انّ تصريح الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني ـ السوري نصري خوري بسطوره القليلة كان كافياً للكشف عنها، ومفاده انّ سوريا وافقت على إحياء خط الغاز عبر أراضيها وتركَ الجانبان للتقنيين ترجمة التفاهمات المتبقية.

هذا في الشكل، امّا في المضمون، وإن قال قائل انّ الزيارة كانت «لزوم ما لا يلزم» ولم تتعدّ إطارها الشكلي، فقد كان لا بد منها في السياسة ومن خارج الإطار الحكومي الكامل. فرئيس حكومة تصريف الاعمال لم يقل كلمته في الخطوة سلباً او ايجاباً، لأنّ المهم سيأتي من «لقاء عمان الرباعي» غداً، والذي يجب انتظار ما يمكن ان ينتهي إليه عملياً. ففيه «بيت القصيد»، حيث ستتقرّر مختلف المراحل التنفيذية والخطط اللازمة، بما فيها توزيع الحقوق والواجبات، بعدما فَصَلت الولايات المتحدة الاميركية بين المشروع وبرامج العقوبات المفروضة على سوريا بموجب «قانون قيصر» وأبعدته عنها.

وعلى هذه الخلفيات، يمكن الاشارة الى كثير من الحقائق التي ما زالت خافية على كثير من اللبنانيين، فالفكرة في حد ذاتها ليست ابنة ساعتها، ومَن فَتحَ الموضوع ليس الجانب اللبناني ولا السفيرة الاميركية في بيروت دوروتي شاي التي أبلغت الى رئيس الجمهورية قرار إدارتها إعطاء الضوء الاخضر للمشروع قبل خطوة الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله باستيراد الفيول الايراني وبعدها. وعليه، لا يمكن لأحد من العارفين بتفاصيل المشروع تَجاهُل دور الأردن السَبّاق في إحيائه. فتجديد العمل بالمشروع كان بمبادرة أردنية، قبل ان يكون للبنان او لأي طرف آخر اي دور في إحيائه بعدما وُضِع على لائحة المشاريع التي اقترحها الملك عبدالله على الرئيس بايدن لمساعدة لبنان على تجاوز واحدة من أزماته. فالقمة الأردنية - الأميركية التي عقدت في 18 تموز الماضي شَكّلت في توقيتها أولى الزيارات لرئيس دولة عربية يلتقي بايدن منذ دخوله البيت الأبيض. وهي قمة تناوَلت، من ضمن ما تناولته من ملفات إقليمية ودولية، ملف الربط الرباعي الكهربائي لتزويد لبنان الطاقة الكهربائية لِتَعذّر إحياء المشروع الذي توقف العمل به قبل عقد من الزمن، وكان يقوم على الربط السداسي الذي يضيف العراق وأراضي السلطة الفلسطينية الى مجموعة الدول الاربع التي ستلتقي في عمان يوم غد.

 وفي التفاصيل انّ الاردن هو مَن تولّى هذه المهمة، بعدما اجرى ما يمكن إجراؤه من الاتصالات الضرورية مع النظام السوري للتخفيف من آثار الحصار عليه قبل القمة، واعداً إيّاه بهذا الاستثناء من مقتضيات العقوبات ولائحتها. فسوريا من الدول المستفيدة منه كبقية الدول الثلاث ولبنان آخر المستفيدين، قياساً على حجم ومردود المشروع المالي عليها. بطبيعته، تقول انّ مصر اكبر المستفيدين في اعتبارها مَنشأ للمادة الغازية وانّ تسويقها له مردوده المالي الصافي، والاردن ثانيها كما سوريا فلهما حصة كبيرة من الرسوم لقاء العبور بالخط عبر أراضيها. وعَدا عن حجم المساهمة في زيادة إنتاج الطاقة الكهربائية لتفيض عن الاردن لِبَيعها الى الدولتين الأخريين، فسوريا ستستفيد من الرسوم والغاز معاً، وتعزيز إنتاجها قبل لبنان الذي عليه دفع فاتورة الاستيراد بلا أي رسوم. فيُعدّ عندها من اقل الرابحين باستثناء ما سيوفّره له ما يحتاجه من الطاقة بكلفة زهيدة قياساً على ما يتكبّده اليوم.

عند هذه المعطيات المتوافرة يمكن القول انّ من يعتقد انّ استجرار الفيول الايراني هو مَن أحيا هذا المشروع لا يعدو كونه انتصاراً وهمياً لا اساس له. فهو، وإن تزامَن الاعلان عنه مع انجاز الصفقة الاردنية ـ الاميركية، لم يقدّم أو يؤخّر في مساعي الأردن ومصر لإحياء المشروع. وعندها، يصح القول ان مبادرة «حزب الله» هي التي شكّلت رد فعل على ما تحقق من المبادرة الاردنية التي كشف عنها الرئيس سعد الحريري يوم اعتذاره عن مهمة التأليف في 18 تموز الماضي، تزامناً مع عقد قمة عبدالله - بايدن في واشنطن وليس العكس. وهو ما يُنهِي مَقولة انّ الباخرة الايرانية «الضائعة» هي التي قادت الى الموافقة الاميركية استباقاً لوصولها وأخواتها التي سَتليها. ففي حال توافرت هذه البواخر وبالحجم الاقصى المتوقّع، ان دخلت الى الاسواق اللبنانية بأي شكل من الاشكال، فهي لا تساوي ما تستورده اصغر شركة لبنانية من المشتقات النفطية في أقل من اسبوع.

وبناء على ما تقدم، لا يمكن تجاهل هذه العناوين لتتجه الأنظار الى لقاءات عمان غداً، مع اليقين انّ برامج العقوبات الاخرى على سوريا لن تتأثر بما تمّ استثناؤه في الأمس القريب. وما على اللبنانيين سوى تَرقّب البرنامج المتوقّع لإحياء المشروع، وهو عملية قد تستغرق أشهراً عدة، لكنّ نتائجها البعيدة المدى قد تساهم في حل مشكلة الطاقة في لبنان لفترة توازي التحضيرات التي على الحكومة العتيدة القيام بها لاستعادة إنتاجها بما يكفي لبنان والنازحين السوريين والفلسطينيين المقيمين على أرضه.

 

كميات المحروقات والحليب المصادرة بقاعاً توزّع بقاعاً..ثلثا حصة بنزين مخازن "الصقر" لزحلة

لوسي بارسخيان/نداء الوطن/07 أيلول/2021

فيما كان النائب العام الإستئنافي في البقاع القاضي منيف بركات يشرف على خطوات السلامة العامة المتخذة في محيط مستودعات ابراهيم الصقر بعد ضبط كميات مخزّنة من البنزين والمازوت تمهيداً لطرحها في السوق اللبناني، كانت وزارة الصحة توزع مجاناً صباح امس كميات حليب الأطفال التي صودرت من مخزنين في زحلة وتعنايل الأسبوع الفائت. وحول كميات المحروقات المصادرة، أوضحت مصادر قضائية أن شركة "مدكو" أبدت إستعداداً لإستخراجها من مخازنها وإدارة عملية بيعها، وهي لهذه الغاية إستعانت بمتخصصين ومهندسين سيشرفون على عملية نقل المحروقات، بما يتناسب مع شروط السلامة العامة.

وقد منع الدخول والخروج الى الموقع لغير المسموح لهم، حيث باشرت شركة "مدكو" بتركيب مضخاتها، على أن تباع الكميات المستخرجة بالسعر المحدد من وزارة الطاقة، علماً أنها ستوزع بنسبة ثلثين على محطات زحلة وثلث على محطات القضاء، وهو ما يتوافق مع طلب النائب جورج عقيص، بلدية زحلة، ومجلس أساقفة زحلة والبقاع بأن تبقى الكميات في زحلة طالما أنها صودرت من زحلة. وأكدت المصادر القضائية أن عائلة الصقر لم تبد أي مقاومة لعملية سحب المخزون، متوقعة إنتهاء الأعمال خلال أيام.

في المقابل، فقد تهافت الأهالي من لبنانيين وسوريين الى مستشفى الياس الهراوي الحكومي للحصول على عبوة حليب لكل طفل، وهو ما تسبب بفوضى دفعت بإدارة المستشفى لطلب المؤازرة الأمنية في تنفيذ القرار الذي أصدره وزير الصحة والقاضي بأن تخصص كميات الحليب للعائلات اللبنانية فقط، ممن لديها أطفال دون السنة، بعد إبراز السجل الصحي لأطفالهم. وعليه، عبثاً ذهبت محاولات أمهات سوريات، بعضهن قلن إنهن حضرن منذ ساعات الصباح الأولى طلباً للحليب، بعدما عجزن عن إيجاده في الصيدليات. وقد أدى ذلك الى توتر الاجواء بينهن وبين الأمهات اللبنانيات اللواتي تمسكن "بأولوية" أولادهن في ظل الأزمة الحادة التي يمر بها لبنان وصعوبة تأمين الغذاء لأولادهن. وطلبت القوى الأمنية من السوريات اللواتي أصرين على الإنتظار بأن يراجعن الأمم المتحدة حول حاجتهن لكميات الحليب، وسط إصرار أطقم وزارة الصحة على تطبيق قرار الوزير بتخصيص الكميات للبنانيين فقط، معللين ذلك بكون الكميات لا تكفي الجميع، علماً أن الكمية المصادرة بلغت أربعة آلاف مجمع، جرى توزيعها على محافظتي البقاع وبعلبك. وقد عكس تهافت الأهالي اللبنانيين والسوريين الشح الكبير الذي تعانيه الصيدليات في تأمين كميات الحليب، وهو ما يدفع البعض كما قالوا الى بيعه في السوق السوداء.

 

إن وُلِدت الحكومة غداً

عماد موسى/نداء الوطن/07 أيلول/2021

تقاطعت معلومات اللواء جميل السيد ونائب زحلة سليم عون أن الحكومة ستبصر النور في الساعات الـ 24 الآتية. الزميل سالم زهران، لم يقل كلمته بعد. وئام وهاب، كان يمكن أن يعلن بنفسه عن التشكيلة لكنه لا يزال تحت تأثير سحر الديكتاتور طائراً من السعادة. يهبط وهّاب على سطح الأرض بعد 36 ساعة و25 دقيقة و13 ثانية. عطوفة المير سيتأخر هبوطه لأنه حلّق عالياً جداً بعدما أجلسه الأسد إلى يمينه. إن وُلِدت الحكومة غداً، أو بعد غد، أو في خلال الشهر الفضيل، سيغنّي لها وليد توفيق "أبوكي مين يا صبية؟"، وسيعجز من فيها عن الإجابة كونها حكومة مش معروف لا مين بيّها ولا مين أمها ولا من هم عرّابوها. وزراؤها على الأغلب لن يكونوا سوى دزينتي قطط صغيرة عمياء، مجهولي الآباء، والمعروف أن الهرة في خلال الدورة الشبقية، تسلّم نفسها لأكثر من هرّ وبالتالي سيستحيل التعرّف هيدا البسين لمين وتلك البسينة لمين.

وإن وُلدت الحكومة في الأيام المقبلة، سيجلس الآباء على "بنك" طويل وهم بحسب الترتيب الأبجدي، من اليمين إلى اليسار: آغوب بقرادونيان، أسعد حردان، إيمانويل ماكرون، جبران باسيل، حسين الخليل، سعد الحريري، رياض سلامة، سليمان فرنجيه، سليم جريصاتي، طلال إرسلان (إذا نزل من القمر)، عباس ابراهيم، عبد الفتاح السيسي، ميشال عون، نبيه بري، نجيب ميقاتي، وفيق صفا ووليد جنبلاط، ويتقبلون التهاني القلبية من المحبين، تقبيلاً ومصافحةً و"مشالحة".ولن تكون الحكومة بالتأكيد، أجمل، كخلقة وكجمال وكبهاء، من حكومة البروفسور دياب وليس فيها من النساء من يقلنَ للقلب: "طق". ومن ناحية جمال الروح، ستكون على شاكلة الآباء. أعتقد ممثل فرنسا الحرة سيكون أفضل الوزراء المختارين. وإن ولدت الحكومة قريباً، لن تشيل الزير من البير، فإن ضرب وزير الطاقة الجديد عصاه في البلوك رقم 4 لن يخرج الغاز، وإن ضرب يده على رأسه لن تخرج فكرة لحل أزمة المحروقات، ولن يتمكن وزير العدل من إعادة الحياة إلى ملف التشكيلات القضائية المسجّى في غرفة نوم الرئيس ولن يُسمح لصاحب المعالي بإقامة صلاة البخور، لن يجد وزير السياحة على مكتبه، بعد التسليم والتسلّم، دعوة لرعاية انتخاب حتى... "مس بيكيني" فيما سيجد زميله وزير البيئة سلال المهملات والنفايات في انتظاره، داخل مكاتب الوزارة. وقس على ذلك. إن ولدت الحكومة في شهر المدارس والكوارث، لن يقبل السيد الرئيس إدخال أي وزير إلى الصف قبل إحضار ولي أمره، للتعهد أمامه أن الوزير لن يشاكس ولن يضج ولن يرفع صوته ولن "يجأمر" و"يتنمرد". أما بالنسبة للكوستوم فتتم مراجعة الإدارة في بعبدا!

 

ماذا يفكِّر الأسد تجاه لبنان؟

طوني عيسى/الجمهورية/07 أيلول/2021

حدث ما توقَّعه الخبراء الجدِّيون، وما كان يكابر كثيرون بإنكار حدوثه بسبب الجَهل أو التجاهل: لبنان يتخلّى عن تحفظاته. وبكامل إرادته، يخطو الخطوة الأولى للعودة رسمياً إلى سوريا. بل هو يتوسَّل إلى الرئيس بشّار الأسد أن يتجاوب ويقبل بإنقاذه من الكارثة، عملياً... بأي ثمن. والآن، سيكون أمام الأسد وقتاً طويلاً جداً للتفكير في هذا الثمن وأساليب القبول. والبقية تأتي.  هل هناك تدبير مخططٌ له، جعل من دمشق وكأنّها في لحظة معينة ممرّاً إضطرارياً لبقاء لبنان على قيد الحياة، أم هي المصادفة؟ وأي انقلاب هذا الذي يحدث اليوم على خط بيروت - دمشق، وأي تحوُّلات إقليمية ودولية هي التي تسمح بحصوله؟

في الظاهر، بدا وكأنّ لبنان تُرِك حتى يكاد يموت، بفقدان كل أنواع الطاقة (من البنزين والمازوت والغاز إلى الكهرباء) لتأتيه الطاقة عبر سوريا: الإيرانيون سيأتون ببواخر البنزين والمازوت إلى مرفأ سوري، ومنه تُنقل بالصهاريج إلى لبنان. وكذلك، بدأت مفاوضات لبنانية - سورية لإمرار الكهرباء من الأردن والغاز من مصر عبر سوريا. المثير طبعاً هو أنّ واشنطن هي التي دفعت إلى المفاوضات، وتخلّت ظرفياً عن عقوباتها وحصارها على نظام الأسد... من أجل لبنان، أو من أجل قطع الطريق على النفط الإيراني. وفي المقابل، بدا الأسد وكأنّه كان ينتظر هذا الموقف من واشنطن، ما يوحي أنّ شيئاً يحصل في الكواليس.

خصوم النظام السوري في لبنان الذين كان يفترض أن يعترضوا بقوة، ولو كلامياً، لم تُسمع منهم سوى أصوات اعتراض قليلة جداً ومنخفضة السقف. والسبب هو أنّ أحداً لا يملك القدرة على التصدّي لواشنطن ودمشق في آن معاً. وأما حلفاء دمشق فينتظرون هذه اللحظة منذ سنوات، ويستعدون لـ"تصحيح خلل" انسحاب قواتها وإعادة تفعيلها على الساحة اللبنانية.

ولكن، مَن سيجيب عن أسئلة حسّاسة مطروحة: هل سمحت واشنطن بانفتاح لبنان الرسمي على الأسد مقابل وعدٍ بمنع وصول البواخر الإيرانية إلى سوريا؟ وهل يكون هذا الأمر جزءاً من تفاهم إقليمي، يشمل حتى المملكة العربية السعودية وإسرائيل، لضبط التوسُّع الإيراني؟

هناك مَن يستبعد هذه الفرضية. فمن دون شك، الأسد حريص على تحالفه الاستراتيجي مع طهران. والإيرانيون ما زالوا منغمسين في القتال داخل سوريا دفاعاً عن نظامه. وهم ما زالوا ينشرون الخبراء والمقاتلين والأسلحة في مواقع حيوية هناك، بالتنسيق مع جيش الأسد. ومن غير المنطقي، وسط هذه المعطيات، أن يتصدّى الرئيس السوري لبواخر النفط الإيرانية. إذاً، ماذا ستفعل واشنطن وحلفاؤها إذا إستقبل الأسد البواخر الموعودة وعمَد إلى نقلها برّاً إلى لبنان، فيما هو في الوقت نفسه منخرط في المفاوضات التي أرادها الأميركيون، من أجل استجرار الكهرباء والغاز من الأردن ومصر؟

وفق بعض المتابعين، مسألة البواخر، من أساسها، قد تكون مناورة اعتمدتها إيران ونجحت فيها، لدفع لبنان مجدداً إلى حضن الأسد، بتشجيع غربي. وبالنسبة إليها، وعلى رغم أنّ موسكو باتت صاحبة القرار الوازن في دمشق، فإنّ الأسد يبقى ركيزة إيرانية على المتوسط، شأنه شأن «حزب الله» في لبنان.

فإذا تمكّن الرئيس السوري من استعادة الرصيد الذي خسره في لبنان، العام 2005، سيكون ذلك انتصاراً لإيران أيضاً. ولذلك، في أي حال، يبدو الأسد على وشك تسجيل أرباحٍ بالنقاط في لبنان، سواء كانت مسألة البواخر جدّية أو مجرد مناورة.

ولكن، هناك مؤشرات أخرى تستدعي التأمل. فالمتابعون يسجّلون انعطافات واضحة في بعض البيئات اللبنانية نحو المناخ الذي كان قائماً قبل 2005. طبعاً، ليس المقصود هو عودة القوات السورية، بل الوزن الذي تتمتع به دمشق سياسياً في لبنان، مباشرة ومن خلال المحسوبين عليها.

وهنا يجدر التدقيق في أبعاد زيارة الوفد الدرزي لتهنئة الأسد بولايته الجديدة. فصحيح أنّ من البديهي أن يقوم وفد، على رأسه الوزيران السابقان، الحليفان، طلال إرسلان ووئام وهاب، بهذه الخطوة. لكن اللافت هو حجم الوفد الموسَّع، وما يُحكى عن أجواء تنسيق داخل الطائفة سبقت الخطوة. وفي الأيام الأخيرة، بدا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط حريصاً على العودة إلى التموضع الوسطي. وعلى هامش زيارة الوفد، يُفترض التدقيق ملياً في حديث السفير السوري علي عبد الكريم علي عن تغيُّر في المناخ السياسي بين لبنان وسوريا. وفي هذه العبارة تأكيد واضح للترابط الوثيق بين ما هو اقتصادي وما هو سياسي.

يعني ذلك أنّ خطوة لبنان، الذهاب إلى دمشق تحت عناوين اقتصادية، ستليها خطوات تحمل العناوين السياسية أيضاً. وغداً الأربعاء سينطلق البحث الرباعي في عمان (مصر والأردن وسوريا ولبنان) لاستجرار الطاقة. لكن السوريين سينطلقون منه لتذكير الجميع، ولبنان خصوصاً، بمطالبهم السياسية التي تراكمت على مدى سنوات. وبالتأكيد، لن يُمرِّر الأسد مطالب لبنان بسرعة وسهولة. وأمامه الوقت الكافي لقطف الثمار الاقتصادية لإمرار الغاز والكهرباء في أراضيه، بالمال أو بحصة من الإنتاج، وأيضاً لقطف الثمار السياسية في اللحظة اللبنانية الصعبة. وفي ألف باء المطالب تعويم اتفاقية التعاون والتنسيق التي أُبرمت في العام 1991. والرسالة واضحة منذ اللحظة الأولى: اختيار الأمين العام للمجلس الأعلى نصري خوري لتلاوة البيان الرسمي. ويدرك الجميع، بمن فيهم السوريون، أنّ الاتفاقات التي تمّ إبرامها بين لبنان ودمشق، تحت غطاء التعاون والتنسيق، كانت إجمالاً راجحة لمصلحتهم. وهكذا، فإنّ لبنان يهرول طائعاً نحو مكانٍ يتكرَّر فيه كثير من مشاهد فيلم قديم.

 

ماذا بعد قمة بغداد؟

مسعود معلوف/الجمهورية/07 أيلول/2021

في الثامن والعشرين من شهر آب المنصرم، عُقدت في العاصمة العراقية بغداد قمة جمعت الى جانب رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، رؤساء فرنسا ومصر وملك الأردن وأمير دولة قطر، وقد تمثلت الكويت والإمارات العربية المتحدة برئيس وزراء كل منهما، كما حضرت كل من تركيا وإيران والسعودية ممثلة بوزير خارجيتها. هذه القمة، التي تَشارَك في تنظيمها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، كانت الغاية منها تنقية الأجواء الملبدة بالخلافات بين دول منطقة الشرق الأوسط، والسعي الى إيجاد حلول لحرب اليمن، ومعالجة الأوضاع السياسية والإقتصادية المتأزمة جدا في لبنان، الى جانب أزمة المياه التي تعانيها المنطقة عموماً.

الدوافع الأساسية لتنظيم هذه القمة من قبل فرنسا والعراق كانت، من الجانب الفرنسي، سعي الرئيس ماكرون الى لعب دور متزايد قد يؤدي الى نتائج إيجابية في المنطقة بعد فشله في حلحلة الأزمة السياسية في لبنان رغم زيارتين قام بهما الى هذا البلد بُعيد تفجير مرفأ بيروت واجتماعات عقدها مع جميع قادة الأحزاب والتيارات السياسية، ورغبته في تعزيز دور بلاده بعد أن تراجع بعض الشيء داخل الإتحاد الأوروبي، وكذلك تعزيز الدور العراقي في المنطقة على حساب التوسع الإيراني عبر دعم رئيس الحكومة العراقية الكاظمي الذي أثبت قدرته على الحكم بعيداً عن التجاذبات الطائفية والإقليمية كما قام بدور فعّال في تنظيم لقاءات في بغداد بين السعودية وإيران لتخفيف النزاعات القائمة بينهما، والرئيس ماكرون ربما يأمل أيضاً أن ينعكس نجاحه المحتمل في هذه القمة على زيادة حظوظه في الإنتخابات الرئاسية التي ستبدأ في نيسان من العام المقبل في ظل تراجع التأييد له في الداخل الفرنسي.

أما من الجانب العراقي، فإن الرئيس الكاظمي يأمل من هذه القمة أن تعزّز مكانة العراق في المنطقة، وتخفّف بعض الشيء من التجاذبات الإيرانية-السعودية التي تتفاعل داخل العراق، وأن تقوّي حظوظه في الإنتخابات التي ستحصل الشهر المقبل.

وبالرغم من ان هذه القمة لم تسجل خروقات دبلوماسية تذكر، وهذا الأمر كان متوقعاً، إلاّ أن نتائجها ستظهر في المستقبل القريب على أكثر من صعيد.

أولاً: على صعيد العلاقات المصرية القطرية

شهدت العلاقات المصرية القطرية تأزماً قوياً منذ العام 2013 على أثر الثورة التي أطاحت الرئيس المصري محمد مرسي واتهام مصر لقطر بدعم «الإخوان المسلمين»، ما أدّى لاحقاً الى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 2017، ولم تعد هذه العلاقات إلاّ في مطلع السنة الحالية، وقد حصلت بعض اللقاءات على مستويات مختلفة بما فيها وزراء الخارجية، إلاّ أن اللقاء الذي حصل بين الرئيس المصري وأمير دولة قطر على هامش اجتماعات قمة بغداد وضع حداً للخلاف، وأعاد العلاقات الثنائية إلى سابق عهدها من التآلف والتعاون بين الدولتين، ويشكّل ذلك بحد ذاته تطوراً إيجابياً ونتيجة مهمة لقمة بغداد.

ثانياً: على صعيد السعودية وإيران

مع أنه لم يعقد أي لقاء جانبي ثنائي بين وزيري المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية، إلا أن وجودهما في قاعة الإجتماعات ومشاركاتهما في النقاشات بطرق إيجابية من شأنها أن تخفّف من أجواء الإحتقان القائمة بين البلدين على خلفية حرب اليمن. وقد سبق للعراق أن ساهم في تحقيق تحسن نسبي لهذه العلاقات عندما استضاف لقاءات منذ شهر نيسان المنصرم لموظفين كباراً من كلا البلدين، وقد صرح وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في نهاية أعمال القمة أنّ «الطرفين أبديا رغبة كبيرة للوصول الى نتائج إيجابية لحل المشاكل العالقة بين البلدين». وقد أكدت إيران استعدادها لجولة رابعة من المفاوضات مع السعودية بعد ان تنتهي من تشكيل الحكومة الجديدة.  ويرى البعض أنه في حال نجاح هذه اللقاءات الثنائية بين السعودية وإيران، يصبح من الممكن إنهاء حرب اليمن التي هي الآن في عامها السابع مع ما خلّفته من خسائر فادحة في الأرواح وفي اقتصاد اليمن الذي هو أصلاً أحد أفقر دول العالم، كما أن من شأنها، في حال نجاحها، تخفيف النزاعات السنية-الشيعية في المنطقة، وتكون قمة بغداد قد ساهمت في هذه التطورات الإيجابية.

ثالثا: على صعيد إيران ودول الخليج

لقد شهدت قمة بغداد أيضاً لقاءات بين وزير خارجية إيران حسين أميرعبداللهيان ونظرائه من كل من الكويت والإمارات العربية المتحدة، وفي ذلك مؤشر واضح على أن إيران، في ظل رئاسة ابراهيم رئيسي، تود تحسين العلاقات المتوترة منذ فترة مع دول الخليج، خصوصاً أن الرئيس الإيراني الجديد، الذي وصِف بالمتشدد منذ بداية حملته الإنتخابية، يستطيع أن يتخذ مواقف منفتحة مع الدول المتخاصمة مع إيران، من دون أن يخشى مزايدات او انتقادات، خلافاً للإدارة الإيرانية السابقة التي كانت موصوفة بالإعتدال، والتي كانت تتعرض لانتقادات قوية من المتشددين كلما حاولت القيام بأي تقارب مع دول الخليج، إذ كان المتشددون يتهمونها بالضعف وبالتساهل مع أخصام الدولة الإسلامية.

رابعا: على صعيد العلاقات في ما بين دول مجلس التعاون الخليجي

بدأ خلاف قوي داخل هذه الدول عام 2014 عندما اتهمت السعودية والإمارات والبحرين دولة قطر بدعم حركات المعارضة في هذه الدول الثلاث وتمويل جماعة الإخوان المسلمين، فسحبت هذه الدول سفراءها من الدوحة، ثم اشتد هذا الخلاف وتطور الى قطع العلاقات الدبلوماسية والإقتصادية مع قطر، ما أدى إلى تقارب قطر مع كل من تركيا وإيران وازدياد الخلاف بينها وبين سائر دول مجلس التعاون الخليجي. في مطلع العام الحالي، حصل بعض الحلحلة بعد تدخل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في نهاية ولايته وانطلاقاً من استعداد المملكة السعودية للتعاطي مع رئاسة جو بايدن الذي كان انتقد المملكة وولي عهدها في حملته الإنتخابية على أثر مقتل الخاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول، فقررت المملكة وحلفاؤها في مجلس التعاون الخليجي رأب الصدع داخل المجلس، ودعت قطر للمشاركة في قمة دول مجلس التعاون المنعقد في محافظة العلا في السعودية حيث تم مبدئياً وظاهرياً إنهاء الخلاف مع الدوحة، إلا أن عدم التطرق مباشرة لمعالجة أسباب الخلاف مع دولة قطر ربما أبقى رواسب سلبية في العلاقات بين قطر وسائر الدول الخليجية. وقد جاءت قمة بغداد لتعيد العلاقات الطبيعية فيما بين هذه الدول، خاصة بعد اللقاء الناجح الذي حصل على هامش القمة بين رئيس وزراء دولة الإمارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن راشد آل ثاني. وبذلك يمكن القول ان إحدى نتائج قمة بغداد الإيجابية كانت تحقيق التقارب بين دولة قطر وسائر دول مجلس التعاون الخليجي، وهذا من شأنه تأمين بعض الإستقرار في المنطقة، وفي ذلك نجاح واضح للدبلوماسية العراقية بقيادة رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي.

 

في صبيحة اليوم ال691 على بدء ثورة الكرامة

حنا صالح/فايسبوك/07 أيلول/2021

إذا مش الإثنين الخميس! يا بتخيب يا بتخيب! الصراع على أشده على المحاصصة الوزارية وما من جهة تتوقف لحظة أمام حجم الإنهيارات وتداعياتها على الناس! واللافت هنا أن المشترك بين كل منظومة الفساد المتحكمة، التلاقي الموضوعي على ازدراء مطالب الناس وحقوقها، وعدم الإلتفات إلى أوجاعها! خصوصاً مع تفاقم كبير في أزمة المحروقات، شهدته الساعات الماضية عندما أقفلت طوابير السيارات المدخل الشمالي للعاصمة، الى استمرار غياب الدواء وشح مياه الشرب وغيرها وغيرها لكن لا حياة لمن تنادي!

ضخ ممنهج لأجواء إيجابية بشأن تأليف الحكومة، أطلقها المقربون من الرئاسة والتيار الوطني، ساد بعد ظهر أمس لينحسر لاحقاً، فتبرد المعطيات الحقيقية تلك التوقعات، ويتبين أن لا موعد محدداً بعد لزيارة ميقاتي قصر بعبدا، الذي لن يزور القصر إلاّ لإعلان التشكيلة الحكومية. وقد منح يوم الحداد على الشيخ قبلان فرصة إضافية للمشتغلين على التأليف، علّهم يتفقون على مخارج للحصص الوزارية والتسميات والثلث المعطل! أما الرهان على دفعٍ لعملية التأليف وفرته الإتصالات الخارجية الفرنسية – الإيرانية، فلا يبدو أنه في مكانه، ولم تحدث تلك الإتصالات الأثر الكافي، فطهران تحاول الاستفادة من تردد في الموقف الأميركي بعد الإنسحاب الفوضوي من أفغانستان وتداعياته، ولا تملك باريس الإغراءات التي تعوض ما تريده طهران من واشنطن! وبالتالي يمكن التنبه إلى أن تأليف الحكومة اللبنانية وهو بيد طهران منذ التسوية المشينة في العام 2016، ليس أولوية لصناع السياسة الإيرانية في ضوء المكاسب التي يقولون أنهم يحققونها في الوقت الراهن! وفي عودة لقراصنة التحاصص والانفصام عن الواقع وهمومه، يقولون أن عون وافق على التنازل عن حقيبة الإقتصاد لميقاتي لكنه قال ما الثمن فما من تنازل مجاني! وبدا أنه قد عاد يطالب بنيابة رئاسة الحكومة كي يقود التفاوض مع صندوق النقد الدولي.. وبعد التمحيص والتدقيق تبين أن لا شيء محسوماً، لا تبادل الحقائب، ولا كيفية تسمية الوزيرين المسيحيين، ولا تبديل بشأن الثلث المعطل، ليتبين كما كل مرة أن هاجس بعبدا من إشاعة موجة التفاؤل، التمهيد لتحميل الطرف الآخر (ميقاتي) ثمن الجمود وفشل جهود التأليف! وقد ردت أوساط ميقاتي على كل موجة التسريبات بالتذكير أن مشكلة الرئيس المكلف كانت أنه يتشاور مع رئيس الجمهورية أول يوم ويتفقان، ويعود ثاني يوم ليتفاجأ بمطالب مستجدة تعجيزية!

بالتوازي، يتابع قاضي التحقيق العدلي في جريمة تفجير المرفأ التحقيقات الشائكة وكشفت الساعات الأخيرة أنه ماضٍ في مهمته لن يتوقف عند ترهيب وترغيب وتهديد، وقد سطر أمس مذكرة توقيف وجاهية بحق سامي حسين مدير العمليات السابق للمرفأ بعد جلسة تحقيق فاقت الأربع ساعات وانتهت بمذكرة توقيف وجاهية بحقه، كمدعى عليه بجناية القصد الإحتمالي بالقتل. وتبين المعطيات أنه كان للموقوف حسين، الدور الأساسي في التخزين في العنبر رقم 12 خلافاً لتقارير جهات أخرى، طلبت الكشف المسبق على العنبر الذي لا يحتوي على أجهزة إنذار وإطفاء للحريق، كما أنه لم يلتفت إلى التحذيرات بشأن خطورة "النيترات".

روزنامة التحقيقات واسعة، والموعد يوم غد محدد أولاً لمدير المخابرات العسكرية السابق العميد كميل ضاهر، ويليه المدير العام للجمارك بالإنابة موسى هزيمة.. وتتلاحق مواعيد جلسات التحقيق وأبرزها أيضا موعد التحقيق مع العماد جان قهوجي في 13 الجاري، وفي 16 منه مع يوسف فنيانوس الذي زعم أن الظلم اللاحق به شبيه بظلامة الذين استشدوا أو أصيبوا بعاهات أو دمرت منازلهم(..)، وفي العشرين منه الموعد سيكون مع حسان دياب.. وتبقى ملاحقة النواب زعيتر وخليل ومشنوق معلقة حتى سقوط الحصانات، والتكهنات كثيرة بشأن إدعاءات جديدة بضوء التحقيقات والتوقيفات الجارية.

وعلى مقلب أهل الضحايا فالإتصالات والتحضيرات انطلقت للقيام بتحرك واسع يوم 13 الجاري، لكن يبقى التحرك الأكبر لحماية مسار العدالة، ودعم قاضي التحقيق ورفض استهدافه، يوم 20 الجاري الذي يصادف يوم التحقيق مع رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، الذي تقول العديد من الأوساط أنه سيمتنع عن الحضور ما قد يدفع لإصدار مذكرة توقيف غيابية بحقه! وبعد البعد، تحية حب لأبطال من فلسطين. 6 رجال اخترقوا عتم سجن جلبوع، أكثر السجون الإسرائيلية تحصيناً، وحفروا وحفروا وشقوا طريقهم إلى الحرية، وقد عرفت الأرض أهلها وحماتها فاحتضنتهم وأخفتهم عن عيون العسس والإرهاب ويعرفون حجم ما أنجزوه! وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن.

 

فصل من كتاب "الدولة المستضعفة" تجربة حكومة الرئيس تمام سلام/شامل روكز أو لا حكومة

نداء الوطن/07 أيلول/2021

العميد شامل روكز والسعي إلى قيادة الجيش

بقاء مجلس الوزراء أصبح عائقاً أمام ما يسعى إليه العماد ميشال عون لفرض تعيين قائد الجيش الذي يريد وفرض انتخابه رئيس الجمهورية. وجد مع التيار الوطني الحر أن خطتهم هذه لا تتقدم وأرادوا إطلاق النار على جهة معينة، فاستهدفوا الرئيس تمّام سلام. لم يكن لديهم مانع في فرط الحكومة من أجل فرض مناخ شلل في البلاد يؤدي إلى انتخاب عون. هذا الفصل من كتاب "الدولة المستضعفة" يتحدث عن السعي إلى تعطيل الدولة والمؤسسات من دون ندم. لم تسجّل الذاكرة اللبنانية حدثاً كذلك الذي شهدته ساحة الشهداء مساء الخامس عشر من تشرين الأول 2015، حين تجمّع مئات المواطنين في ما سُمّي "وقفة شكر" لضابط في الجيش اللبناني أحيل على التقاعد. بدعة غير مسبوقة قام بها مناصرو التيار الوطني الحرّ، لإكمال الصورة الأسطورية المرسومة لقائد فوج المغاوير السابق العميد شامل روكز، الذي ملأ اسمه الدنيا وشغل الناس وكاد يطيح الحكومة ويهزّ استقرار البلاد، منذ أن بدأ الحديث في ربيع ذلك العام عن تعيينات لقادة المؤسسات العسكرية، ورُشِّح لتولّي منصب قائد الجيش من قبل والد زوجته العماد ميشال عون. اشتغلت آلة إعلامية كبيرة في الترويج للرجل وتوسيع دائرة الضوء حوله. بالغ العونيون، كعادتهم في كلّ شيء، في تحويله إلى أيقونة. نسبوا إليه "أخلاق الفرسان" وكتبوا أنه "إنسان لم تلوّثه أمراض العصر" وواحد من "رجال ترتجف الصخور إن مشوا عليها". ووصل الأمر بأحدهم، وهو اسم مشهور في عالم الفن، أن شبّه روكز، ابن بلدة شاتين البترونية، بالثائر الأرجنتيني تشي غيفارا الذي ساهم في انتصار الثورة الكوبية وبات رمزاً لها في العالم. والواقع أن العميد روكز، الوسيم الطلعة الذي يبدو للمراقب أقرب إلى الشخصية الخجولة، عُرف بأنه رجل دمث وضابط مشهود له بالكفاءة، لكن بعض العسكريين السابقين يوجّهون انتقادات إلى أدائه في المعارك الكبرى التي خاضها على رأس فوج المغاوير، وتحديداً مواجهات نهر البارد مع تنظيم "فتح الإسلام" ومعركة عبرا مع جماعة الشيخ أحمد الأسير.

كتاب "الدولة المستضعفة"

وبخلاف النزاهة الشخصية والسمعة العسكرية الجيّدة، التي يشاطره إياها العشرات، بل المئات من ضباط الجيش اللبناني، لم يُعرف عن شامل روكز أيّ شيء آخر، يبرّر محاولة تخطّيه ثلاثة عشر من رفاقه العمداء الذين يسبقونه بالتراتبية والأقدمية، ويتمتعون بصفات وخبرات تخوّلهم تولّي منصب قائد الجيش.

ومع ذلك، تحوّل شامل روكز في مطلع أيار 2015 عنواناً في معركة جديدة من معارك العماد ميشال عون هدفها المعلن إجراء تعيينات على رأس الأسلاك العسكرية والأمنية، وغايتها المضمرة قطع الطريق على احتمال التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي، وإخراجه من دائرة المرشحين الجدّيين لرئاسة الجمهورية.

التقى عون الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله مطلع أيار، وأخذ منه وعداً بالوقوف إلى جانبه في معركة ما سُمّي ملف "التعيينات الأمنيّة". تسلّح بهذا الموقف وبدأ يلوّح بخطوات لتعطيل أيّ قرار حكومي بالتمديد لقادة الأجهزة الأمنية والعسكرية، من بينها استقالة وزرائه من الحكومة.

رئيس مجلس الوزراء كان يعرف أنّ ملفاً على هذه الدرجة من الحساسية تحسمه القوى السياسية في ما بينها، ولا يبتّ داخل حكومته التي تجتمع بالكاد لتصريف ما أمكن من شؤون العباد. ولذا جاء ردّ فعله على هذه التهديدات هادئاً. دعا إلى مقاربة الموضوع بروحية وطنية وبمسؤولية تتجاوز المصالح الفئوية، وقال إنّ التعيين أفضل من عدمه، ولكن إذا تعذّر ذلك فيجب عدم التفريط بالاستقرار. زاره نادر الحريري في الثامن عشر من أيار 2015 في السراي، ليبلغه أنّ الرئيس الحريري يفكّر في الموافقة على تعيين شامل روكز قائداً للجيش، شرط أن تجري الانتخابات الرئاسية قبل ذلك. وأوضح نادر أنه حتى لو تأخرت الانتخابات إلى ما بعد ذهاب روكز إلى التقاعد في أواخر العام، فبالإمكان استدعاؤه من الاحتياط لتعيينه قائداً للجيش كما حصل في الماضي مع العماد إسكندر غانم والعماد حنا سعَيْد. ومما قاله نادر الحريري إنّ سعداً يريد موافقة سلام على الاقتراح قبل المضي به، علماً أنّه ما زال مجرد فكرة لم يطَلع عليها أحد في محيط الحريري.

أبدى رئيس الوزراء تحفّظاً على هذا الأمر، لكنه قال في الوقت نفسه إنه لن يقف في وجه أيّ خطوة تتوافق عليها القوى السياسية وتساعد على تحسين المناخ العام في البلاد. وحذّر سلام من المضي في تنازل من هذا النوع من دون التأكد من تحقيق أي فائدة منه، كذلك نصح بدراسة المسألة جيداً قبل طرحها في التداول.

لم تبصر هذه الفكرة النور لأسباب عديدة، وبقيت الأمور تراوح مكانها.

الرئيسان تمام سلام وسعد الحريري

بدأ الموقف العوني يشهد منحىً تصعيدياً محمّلاً كالعادة بالبعد الطائفيّ. قال جبران باسيل بكل وضوح: "لن تكون هناك حكومة لا تقوم بتعيينات أمنية ولا تعيينات أمنية لا تكون لنا الكلمة فيها... موقع قائد الجيش ماروني والموارنة لهم الكلمة الأولى فيه... نحن بقينا في هذا البلد لأننا أصحاب كرامة وعنفوان. ممنوع أن يمسّ أحد بدورنا".

ميشال عون ذهب أبعد من ذلك. قال أمام وفود شعبية إنّ "قيادة الجيش ورئاسة الجمهورية وكلّ الوظائف الأولى حقّ لنا، وأغلبية المسيحيين نحن نعيّنهم والحكومة تثبّت تعيينهم، ومن لا يعجبه فليضرب رأسه بالحائط".

بدا أن الحكومة مقبلة على مرحلة من الشلل، وبدأت الاتصالات بين القوى السياسية لبحث كيفية إدارة المرحلة في حال اعتكاف الوزراء العونيين. ارتفعت وتيرة التصعيد درجة إضافية، وقال تكتّل "التغيير والإصلاح" بعد اجتماع له منتصف حزيران إنّ رئاسة الجمهورية "مصادرة من قراصنة يتنكرون لمن يمثّل المكوّن المسيحي أوزن تمثيل". بعد توقف دام ثلاثة أسابيع، دعا الرئيس تمّام سلام إلى جلسة لمجلس الوزراء، سجّل خلالها في مرمى التيار نقطة لمصلحة حكومته عبر إصراره على تمرير بند يتعلق بدعم كلفة النقل البحري للصادرات الزراعية والصناعية، رغم اعتراض العونيين وحلفائهم، الذين طالبوا بعدم بحث أيّ بند قبل إقرار التعيينات الأمنية. سبقت الجلسة خطوة غير مألوفة أقدم عليها الوزير إلياس بو صعب حين أرسل كتاباً إلى رئاسة الوزراء يرفض فيه جدول أعمال الجلسة الذي أرسله سلام، معتبراً أن هذا الرفض هو واحدة من صلاحيات رئيس الجمهورية التي انتقلت إليه وكالة كعضو في مجلس الوزراء. وجاء الردّ من رئيس الحكومة في أثناء الجلسة قاسياً. قال: "...معالي الوزير (بو صعب) لأول مرة في تاريخ انعقاد مجلس الوزراء، لأول مرة، يرد كتاب مكتوب ويوجد فيه اعتراض على جدول الأعمال. فقط للمعلومة. ثانياً، إن الدستور واضح. إنّ رئيس مجلس الوزراء يطلع رئيس الجمهورية (على جدول الأعمال). لا يتوقف لا عند موافقته ولا عند عدمها. إنّه يطلعه، ولا يوجد وصف لشيء آخر. وأنتم اطّلعتم عليه لا قبل 72 ساعة، ولكن قبل ثلاثة أسابيع. وبالتالي - اسمح لي معالي الوزير - إنّ الكتاب الذي أرسلته والذي تقول فيه بأنكم غير موافقين، ولا يوم بتاريخ مجلس الوزراء، رئيس الجمهورية نفسه لم يوافق.

الياس بو صعب ومحاولة المزايدة على سلام

ليس الوكلاء اليوم سيأخذون صلاحيات أو أدواراً لرئيس الجمهورية لم يكن يأخذها، فاسمح لي. نحن ولا يوم من الأيام أعطينا 96 ساعة كي ترد رسالة بأننا غير موافقين على كل جدول الأعمال. لا. نحن أعطينا للاطلاع، وقلنا إذا كان أحد الوزراء لديه ملاحظة أو لديه أي أمر يريد إضافته فإنه مرحب به، ولكن ليس بهذا الإطار. أن نأخذ الموضوع إلى سابقة دستورية، ولا إلى عرف حتى، بأن نرسل كتاباً وبأن نقول هذا الكلام في الكتاب. لا. اسمح لي معالي الوزير. إنني أعتقد أن هناك تمادياً في ذلك. دستورياً هو غير مقبول ولا عرفاً هو مقبول. إنني أتمني أن يكون هذا الكلام واضحاً. وطبعاً لسنا مضطرين لا أن نتفاعل ولا أن نتجاوب مع مثل هذه الرسالة....

اسمح لي أن أقول إنه من غير المقبول، لا الأسلوب ولا هذه الطريقة غير المسبوقة بكتاب، ولا القول بأننا لا نوافق على جدول الأعمال. فإنها لم تحدث بتاريخ لبنان... يا معالي الوزير، أنت لا تتكلم فقط باسمك. أنت تتكلم باسم تكتل. وأنتم ذهبتم إلى مكان من غير المطلوب أن يذهب إليه أحد، وآمل أن نعتبر هذه المسألة كأنها لم تكن لأنه إذا أردتم أن تصرّوا عليها وأن تتمسّكوا بها، فإن هناك تعارضاً كاملاً مع صلاحيات رئيس مجلس الوزراء".

وفي نهاية الجلسة طرح سلام موضوع دعم الصادرات الزراعية والصناعية، طالباً إقراره في مجلس الوزراء لأهمّيته. وانطلاقاً من الموقف الرافض لعدم بحث أي بند في المجلس قبل إقرار التعيينات الأمنية، اعترض جبران باسيل وإلياس بو صعب وساندهما وزيرا "حزب الله" محمد فنيش وحسين الحاج حسن. طلب رئيس الوزراء تسجيل الاعتراض والمضي في القرار، ودار سجال حاد بينه وبين الوزيرين العونيين انتقد فيه سلام ما سمّاه "البكائية" الدائمة التي يلجأ إليها التيار الوطني الحرّ داخل مجلس الوزراء وخارجه. ومما قاله:

"لا أحد أعطى بقدر ما أعطيت... لا أحد يأخذ ما تأخذونه يا معالي الوزير (باسيل) من يوم تأليف الحكومة... كفى نبكي ونقول إننا مظلومون ونحن سُحِب من طريقنا ونحن لا أحد يسمع لنا. لا. إننا نسمع مرة واثنتين وثلاث وأربع وأنت تعرف معالي الوزير (باسيل)... لقد سمعتها من كل الزملاء، لماذا تساير فقط جبران ولا تسايرنا... فإذاً إن هذه البكائية، بأننا نحن لا أحد يسيّر لنا ولا أحد معنا، لا اسمحولي فيها. لست أنا أولاً مسؤولاً عنها ولكنني لا أَقرأها بهذه الطريقة أيضاً ولا أراها بهذه الطريقة. أنا أرى شيئاً أهمّ مرحلياً، هو مسألة أن نعطي إشارة لهذا البلد بأننا لم نتخلّ عنه، وبأننا لن نسمح لأنفسنا أن ننتحر... ليسجل الاعتراض، وسيخلق أشكالاً وسيخلق أزمة، ليخلق... أنا لا أريد أن أكون مسؤولاً عن استمرار الحالة الانتحارية في البلد وليكن غيري مسؤولاً...

...إن كل المقاربة خلال سنة الشغور كانت وما زالت خاضعة للأخذ والعطاء... والمقاربة تدرّجت من التفاهم إلى التوافق الذي ذهب إلى الإجماع إلى أن بدأ التعطيل... واليوم اسمحوا لي أيضاً أن أتخذ موقفاً أو أن آخذ خطوة باتجاه مزيد من تخفيف التعطيل... أنا اليوم عندما أواجه بكلام مثل الكلام الذي ووجهت به، بأننا نرفض كل جدول الأعمال. لا. إن هذا تعطيل ولم يعد رأياً. لم يعد رأياً يستحق النقاش. هذا تعطيل لن أشرف عليه ولن أوافق عليه. أنا أمارس حقوقي وأمارس حقوق مجلس الوزراء. فتفضلوا إذا سمحتم. هذا هو الواقع... لا تستطيعون أخذ دوري. اسمحوا لي. أنا أقرّر ما يحصل على الطاولة".

ورفع الرئيس سلام الجلسة وسط اعتراض باسيل وبو صعب اللذين اعتبرا أنّ رئيس الوزراء فرض قراراً بالقوة ثم انسحب من الجلسة. وهذا ما كرّره العماد ميشال عون لاحقاً، مكرّراً لازمة "الاعتداء على الحقوق"، ومحذراً من الذهاب إلى "انفجار كبير".

كانت هذه الجلسة، التي كسر فيها تمّام سلام جدار التعطيل المفتعل، بمثابة الشرارة التي أشعلت موجة جديدة من التصعيد تميّزت بنبرة طائفية أعلى وبهجوم غير مسبوق على شخص رئيس الوزراء الذي بات يوصف بـ"الداعشي".

في احتفال لهيئة التيار الوطني الحر في المتن في الثالث من تموز 2015، لوّح العماد عون بالنزول إلى الشارع. لم يتردّد في القول إنّ المسيحيين في لبنان "معرضون لخطر وجودي" وإنّهم "مدعوون إما للسكوت والاضمحلال أو للتهجير بالسيف". وقال أيضاً: "يحاولون وضع اليد على مواقع المسيحيين في الدولة لكي تحزموا حقائبكم وترحلوا... ذنبنا أنّ المسيحيين عاشوا مع الكلّ والمسلمين لم يعيشوا مع بعضهم بعضاً". أما باسيل فتحدث عن "داعش السياسية"، وقال: "في غياب الرئيس يسعون إلى القضاء على ما تبقى من صلاحياته واختزال رئاستي الجمهورية والحكومة في شخص رئيس الوزراء ليكون الآمر الناهي. هذا أمر لا يمكن القبول به وهو مسألة حياة أو موت بالنسبة لنا. رئيس الحكومة هو رئيس حكومة، ونحن الوزراء وكلاء عن رئيس الجمهورية وعليه احترام هذه المعادلة. أنا سأتصرف في مجلس الوزراء كأنني رئيس جمهورية". ردّ سلام بهدوء قائلاً إن عون "يوجّه اتهامه إلى العنوان الخاطئ. أنا بالكاد أمارس صلاحياتي كرئيس حكومة فكيف أتّهم بالاستيلاء على صلاحيات رئيس الجمهورية؟". ومع ذلك استمر الهجوم الشخصي عليه. ولكن لماذا تركّز الهجوم على تمّام سلام شخصيّاً وكأن هناك حرباً عليه من التيار الوطني الحرّ، علماً بأن المعركة كانت في مكان آخر؟ الجواب هو أن بقاء مجلس الوزراء أصبح عائقاً أمام ما يسعون إليه لفرض تعيين قائد الجيش الذي يريدون وفرض انتخاب رئيس الجمهورية الذي يريدون. وجدوا أن خطتهم هذه لا تتقدم وأرادوا إطلاق النار على جهة معينة، فاستهدفوا تمّام سلام. لم يكن لديهم مانع في فرط الحكومة من أجل فرض مناخ شلل في البلاد يؤدي إلى انتخاب عون.

دعا سلام إلى جلسة جديدة لمجلس الوزراء. استبقها العونيون بمسيرات سيارة في ما بدا أنه عملية إحماء لتحركات في الشارع. وقبل ساعات من الموعد، أقدم باسيل على خطوة غير مألوفة حين عقد في مقرّ وزارة الخارجية اجتماعاً حزبياً ضمّ وزراء التيار الوطني و"حزب الله" وتيار المردة وحزب الطاشناق لتنسيق المواقف. وأعلن في تصريح نشر صبيحة اليوم المحدّد للجلسة "اليوم يوم مفصلي يقرّر اتجاه البلد". وبالفعل، كان التاسع من تموز 2015 يوماً مختلفاً.

 

إجراءاتها الإستنسابية تتجاوز حدود التأثير على حاضر البلد لتطال مستقبله/المصارف تربح "الليرات" وتخسر ثقة العملاء

خالد أبو شقرا/ نداء الوطن/07 أيلول/2021

أحد المصارف يعتذر عن عدم توفر خدمة السحب بسبب تعذّر وصول "الكاش" قبل أن تُطفِئ الأزمة شمعتها الثانية بأيام قليلة، أطفأت "شعلة" الاقتصاد اللبناني ومفخرته بالصناعة المصرفية على مدار العقود السبعة الأخيرة. فبعد 13 يوماً من الاغلاق عقب ثورة 17 تشرين، فتحت البنوك على فصل جديد، عنوانه: انعدام الثقة. وبدلاً من العمل طيلة الفترة الماضية على استعادة ما فقدته من علاقة قويمة مع عملائها، "غرقت" أكثر في "وحول" الأزمة. إذا سلمنا جدلاً بان إجراءات إعادة هيكلة القطاع المصرفي، وتصفية البنوك الرديئة، والتوزيع العادل للخسائر، بعد الاعتراف بها، مرتبطة بتشكيل حكومة انقاذية والاتفاق على الخطة الاصلاحية، فان لا شيء يبرر للمصارف عدم المحافظة على معايير العمل المصرفي البسيطة، وحصول عملائها بشكل مريح ومن دون تعقيدات على أبسط حقوقهم من الخدمات. فالعملاء "رضوا" بفقدان ودائعهم بالعملة الأجنبية وتقاضيها بأقل من 85 في المئة من قيمتها نتيجة توظيفها من قبل المصارف بشكل خاطئ، و"لم ترضَ" الأخيرة، فاستمرت بالاستنسابية في ما خص التعامل بالشيكات، ووضع العمولات العشوائية، ورفض فتح حسابات جديدة، وتوقيف صرافاتها الآلية وتقليص عدد موظفيها.

حادثتان مختلفتان في الشكل ومتصلتان في المضمون

مع بداية هذا الشهر توجّه عميل لواحد من أكبر المصارف لسحب راتبه، فلم يجد صرافاً آلياً ATM واحداً تابعاً للمصرف يعمل، في بقعة جغرافية كبيرة في العاصمة بيروت. فهنا الماكينة فارغة من النقود. وهناك مقطوعة عنها الكهرباء... وهكذا دواليك حتى وصل إلى أحد المجمعات التجارية. وبعد انتظار دوره للسحب بـ "الطابور" وراء المصّطفين الذين حُشروا لسحب الأموال من صرافات آلية متجاورة، تفاجأ بان عملية سحب 400 دولار على التعميم 151، أي مليون و560 ألف ليرة، قُبلت ولكنه لم يحصل على النقود رغم تلقيه رسالة نصية بسحبه للمبلغ. وبعد العديد من الاتصالات مع خدمة العملاء، اقرّوا بالخطأ لكنهم رفضوا اعادة المبلغ إلى حساب الدولار. فاقترحوا فتح حساب بالليرة ووضع المبلغ به رغم عدم امتلاك العميل لحساب بالليرة. ومع رفض العميل والكثير من الأخذ والرد، والتهديد باللجوء إلى المحاكم رضخ المصرف.

بحادثة أخرى، وضع أحد المصارف حظر block على حساب عميل لأنه رفض توقيع أوراق تجديد المعلومات التي تتضمن بنداً يسمح للبنك بالتصرف بالحساب كما يرتأي، بناء على التفويض الموقع أمام أحد كتاب العدل، وتغيير الاحكام والشروط من دون الرجوع إلى العميل بشكل مباشر. فالمصرف أعطى العميل الحق بالاعتراض في مهلة 15 يوماً من تغيير الشروط. إلا أن المفارقة أن المصرف لا ينشر التغييرات على الموقع مثلما قال للعميل، إنما يجب على الأخير الإطلاع عليها مباشرة في الفرع. وإن حدث ولم يعلم بالتغييرات، وهذا الاحتمال الأكبر، لا يعود يحق له الاعتراض على أي تغيير يجريه المصرف على العقد بعد انقضاء المهلة الزمنية المحددة. وبعدما باءت كل المفاوضات بالفشل لتعديل هذين البندين، ونظراً لاعتماده على هذا الحساب الوحيد في معيشته، توجه الزبون إلى قضاء العجلة لرفع دعوى تجبر المصرف على فك الحظر عن الحساب. إلا أن المحكمة لم تقبل دعوى العجلة، بحجة أن المشاكل مع المصارف لم تعد تأخذ طابع العجلة. الأمر الذي اضطره إلى سلوك دعوى مدنية تتطلب الكثير من الوقت والكلفة.

المودع عبء و"فريسة" في آن

لا يمكن فهم سلوك وتصرفات بعض المصارف تجاه مودعيها، إلا بالتفكير من وجهة نظرها التي "أصبحت تعتبر الزبون عبئاً وفريسة في آن معاً"، تقول عضو فريق المحامين في رابطة المودعين المحامية ديالا شحادة، "فمن جهة "تفترس" المصارف أرباحاً غير مشروعة من خلال تسليم الودائع بالدولار (تشكل أكثر من 80 في المئة من مجمل الودائع) بالليرة اللبنانية، وبسعر أقل بكثير من سعر الصرف الحقيقي، أي بمعدل لا يتجاوز 1/5 من قيمتها الحقيقية. ومن الجهة الأخرى، تسعى للتخلص بأي شكل من الأشكل من عبء صغار ومتوسطي المودعين الذين لا يكفون عن المطالبة بحقوقهم ويرفعون الدعاوى القضائية في لبنان والخارج في وجهها". من هنا يمكن الملاحظة أن "معظم التعاميم الصادرة عن مصرف لبنان منذ بداية الأزمة (148 – 151 – 158) تستهدف بشكل أساسي التخلص من صغار المودعين الذين يشكلون نحو 80 في المئة من مجمل المودعين واقفال حساباتهم بشكل نهائي"، بحسب شحادة. فيما تضغط المصارف من جهتها لفرض عمولات مرتفعة على حسابات التوطين ومنع الافراد والشركات من فتح حسابات جديدة من اجل تقليص أعداد عملائها من صغار المودعين وأصحاب الرواتب الموطنة. فلا يبقى لديها إلا "أصحاب الرساميل الكبيرة الذين يتشارك بعضهم مع أصحاب البنوك في المشاريع في الداخل والخارج، وليس من مصلحتهم قلب الطاولة على المصارف وجرجرتها في المحاكم. والجزء الآخر المتبقي يسهل التفاوض معه على تسويات في ما بعد"، من وجهة نظر شحادة.

الربح على حساب المودعين

هذه "الجرائم المستمرة بحق المودعين"، بحسب توصيف شحادة، "تترافق مع تحقيق أصحاب المصارف أرباحاً هائلة حتى في ظل الازمة. فعلى الرغم من تراجع أرباحهم الصافية من 2 مليار دولار في العام 2018، فقد استطاعوا تحقيق ربح ولو أقل بكثير في العام 2020. إلا أنه بمجرد تحقيقهم ربحاً صافياً سواء كان بالدولار أو الليرة في عز الأزمة، فهذا يعني أن الخسائر يتكبدها المودع بشكل أساسي". الهدف كان، ولا زال، حماية أصحاب المصارف لثرواتهم المحققة على مدار السنوات الماضية، وعدم التفريط بالارباح التي ما زالوا يحققونها اليوم في معركتهم في وجه "خصومهم" المودعين. إلا أن تواطؤ السلطة التنفيذية ومصرف لبنان مع المصارف ساهم في "قنص المودعين أكثر"، برأي شحادة. "ترافق ذلك مع عدم وجود استجابة كافية على المستوى القضائي لتمكين وتقوية المغبونين". وعن رفض المحاكم إقامة الدعاوى أمام قضاء العجلة، اعتبرت شحادة أن "لا شيء يمنع اليوم من الاستمرار في تقديم الدعاوى في وجه قضاء العجلة. فالأخير ليس قضاء حكم، بل يتخذ تدابير احتياطية لحماية الحق موقتاً ريثما يصدر الحكم. وواحدة من شروطه أن يكون الضرر الذي يلحق بمقدم الدعوى يتطلب أخذ تدبير فوري لوقف الاجراء المسبب للضرر، خصوصاً إن كان لا يمكن جبر أو تصليح الضرر الناتج في ما بعد. وقد طبقت هذه الحالة على دعوى تحويل اقساط الطلاب إلى الخارج وتسديد فواتير طبية... وغيرها. إلا أن معظم قرارات قضاء العجلة استأنفت، وهي ما زالت عالقة في القضاء من دون بت لغاية اللحظة.

حرمان المودعين العاديين لمصلحة "السوبر" تجار

من وجهة نظر مصرفية يعتبر أحد الخبراء أن تشفي المصارف بحق المودعين، وتعمد خرقها لمعايير العمل المصرفي السليم يعود إلى أسباب أعمق. فحصة المصارف الشهرية من الليرات يحددها مصرف لبنان لكل مصرف على حدة. ويستند بتحديد هذا السقف على عدد الفروع والصرافات الآلية والرواتب الموطنة بالليرة. إلا أن مصارف عدة تعمد إلى تجيير جزء من حصتها بالليرة لزبائنها التجار العاجزين عن احضار مبالغ نقدية من الخارج من أجل شراء الدولار على منصة صيرفة، كما ينص تعميم مصرف لبنان. لهذا السبب تقلصت قدرتها على تلبية طلبات زبائنها "غير المحظيين" من أصحاب الرواتب الموطنة لمصلحة بعض التجار أصحاب "السوبر" واسطة. وعليه من مصلحتها تقليل نسبة السحوبات النقدية عبر فروعها وصرافاتها إلى الحد الأدنى بأي شكل من الأشكال للمتابعة في مخططها. المشكلة أن إجراءات المصارف لا تؤثر على حاضر البلد فحسب إنما تطال مستقبله. فاذا كان من المستحيل تأمين نهضة الاقتصاد من دون قطاع مصرفي قويم، قوي وسليم، فان استمرار تغييب القوانين الرادعة، وضعف المتابعة من لجنة الرقابة على المصارف وعدم تعيين رؤساء مستقلين لمجالس الإدارة سيفاقم المشكلة، ويجعل من الصعوبة استعادة دور لبنان في مجال الصناعة المصرفية على صعيد المحيط والعالم.

 

ماكرون والحوار الإيراني إلى إين؟

رندة تقي الدين/النهار العربي/07 أيلول/2021

خلال لقائه وزير الخارجية الإيراني الجديد أمير عبد اللهيان في بغداد طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من الوزير الإيراني أن يتحاور باستمرار مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان، وأبلغه ضرورة دفع تشكيل الحكومة في لبنان، كما تحدث عن لبنان مع وزير خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان.

وجرى اتصال هاتفي بين لودريان وعبد اللهيان بعد أيام قليلة من لقاء ماكرون - عبد اللهيان في بغداد. وحث لودريان عبد اللهيان على العودة الى الاتفاق النووي. وكان ماكرون تحادث مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي مرة ثانية بعد الأولى التي هنأه فيها بانتخابه رئيساً ليحثه على العودة الى التزام إيران بواجباتها بالنسبة الى الملف النووي طالباً منه دفع تشكيل الحكومة في لبنان. ورد الرئيس الإيراني بأنه يؤيد تشكيل حكومة في لبنان للخروج من أزمته.

واعتبرت أوساط الرئيس الفرنسي أن قول الرئيس الإيراني عن لبنان صحيح لأن ليس هناك مطالب إيرانية معينة تمثل شروطاً لتشكيل الحكومة وأن المعطل الحقيقي هو رئيس حزب "التيار الوطني الحر" جبران باسيل الذي يريد كل شيء له وأن "حزب الله" لا يستجيب للطلب الفرنسي الضغط على باسيل لأنه لا يريد الاختلاف مع الرئيس عون والتيار العوني الذي أعطاه تغطية مسيحية. ومما لا شك فيه أن ماكرون يحاول لعب دور في منطقة الشرق الأوسط ومع الحليف الأميركي الرئيس جو بايدن عبر دفع علاقته وحواره مع إيران.

ويعتبر ماكرون أن الأولوية هي لإعادة إيران الى طاولة المفاوضات في فيينا والى التزاماتها إزاء الملف النووي لأنها اقتربت جداً من تطوير السلاح النووي ولأن دول الاتحاد الأوروبي بحاجة الى التوازن في الدبلوماسية مع إيران، خصوصاً بعد تسلم "طالبان" الحكم في أفغانستان مع ترقب تدفق اللاجئين الى أوروبا عبر الحدود الإيرانية والتركية.

فور الانسحاب الأميركي الكارثي من أفغانستان قال ماكرون إنه ينبغي التحاور مع تركيا وإيران للتصدي لموجة اللجوء الأفغاني المتوقعة الى أوروبا وهو بحاجة الى إيران من أجل الملف النووي وللتصدي لموجة النزوح الأفغاني الى أوروبا التي ترعب فرنسا ودول أوروبا وأيضاً لدفع عملية تشكيل الحكومة في لبنان. وحرصت باريس باستمرار على التحاور مع وكيل إيران في لبنان "حزب الله" وامتنعت عن اعتباره إرهابياً كما فعلت ألمانيا وبريطانيا للإبقاء على نافذة التحاور معه. وكان ماكرون حاور ممثل الحزب في لبنان محمد رعد خلال لقائه رؤساء الأحزاب في قصر الصنوبر في أيلول (سبتمبر) 2020 بعد انفجار مرفأ بيروت، وحتى أنه التزم له أن فرنسا لن تطلب تحقيقاً دولياً في تفجير مرفأ بيروت، علماً أنه حتى اليوم لم يأتِ أي تحقيق محلي بنتجية، وباريس تلح على السلطات اللبنانية لتعلن نتائج التحقيق. وقد حرصت باريس باستمرار على وضع الحزب في صورة ما تقوم به من تحركات مثلما حصل بعد زيارة السفيرتين الفرنسية والأميركية في لبنان للسعودية. 

ويؤمن ماكرون بدبلوماسية متوازنة في المنطقة ما دفعه الى تشجيع رئيس الحكومة العراقي مصطفى الكاظمي الى عقد اجتماع بغداد بحضور وزيري خارجية السعودية وإيران. وماكرون تحاور مع الوزير السعودي حول لبنان رغم أنه يعلم أن السعودية ترفض للتدخل في لبنان. وهو واثق بأن الحوار مع إيران مفيد ولو أن هذا الحوار الفرنسي الإيراني لم يعطِ أي ثمار حتى الآن، ولذلك هو مستمر من أجل دفع تشكيل حكومة في لبنان ومساعدة البلد رغم كل التعطيل الحاصل.

لدى توليه الرئاسة وبعد انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني مع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن زائد المانيا في أيار (مايو) 2018، بذل الرئيس الفرنسي جهداً كبيراً للعب دور الوسيط بين الرئيسين الإيراني حسن روحاني والأميركي دونالد ترامب على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في أيلول (سبتمبر) 2019. كان ماكرون رتب لقاء بين الرئيسين وانتظر روحاني ليلاً في باحة الفندق ولكن الأخير لم يظهر بعد أن كان وافق على مبدأ اللقاء. فقد منع المرشد الأعلى علي خامنئي روحاني من لقاء ترامب لتفشل مهمة ماكرون.

بعد انتخاب إبراهيم رئيسي رئيساً لإيران اتصل ماكرون لتهنئته واستمر على اتصال معه منذ انتخابه لأن ماكرون مقتنع أن بإمكانه لعب دور مع إيران عبر حوار مستمر مع القيادة الجديدة، خصوصاً أنها قيادة مؤلفة من المتشددين الذين ينتمون الى "الحرس الثوري" والمقربين من المرشد الأعلى ويملكون نفوذاً وتأثيراً في المرشد أكثر من سابقيهم. وكان  لافتاً أنه أصر على القول إنه الرئيس الفرنسي الأول الذي يقوم بزيارة مزارٍ شيعي في العراق. عدد من دبلوماسيي فرنسا يرون أن إيران بلد كبير مع تاريخ عريق وثقافة واسعة وأن توجه ماكرون قد يعطي دوراً لفرنسا في المنطقة، علماً أن كل المحاولات فشلت حتى الآن لأن النظام الإيراني يريد الهيمنة في منطقة الشرق الأوسط، في سوريا والعراق ولبنان، ولا يريد منافسة أي دولة غربية لدوره في هذه الدول. والمرجح أن الحوار مع نظام خامنئي سيبقى حواراً مع طرشان لأن ما يهم إيران هو رفع كل العقوبات الأميركية عن البلد لتبقى داعمة لوكلائها في المنطقة ولأعمال "الحرس الثوري" الإيراني معهم.

 

تأثير "الشراكة مع طالبان" في الداخل الأميركي/"صعّدت المعارضة الجمهورية حملتها على البيت الأبيض متهمة إياه بالتسرع وبتسليم كابول إلى الإرهابيين"

د. وليد فارس/انديبندت عربية/07 أيلول/2021

لا تزال الأكثرية الشعبية تستوعب الصدمة الناجمة عن الانقلاب في السياسة الأميركية الذي أدى إلى التضحية بالديمقراطية الشابة في أفغانستان وتسليمها إلى حركة "طالبان"، فالأميركيون العاديون الذين رافقوا الحرب على الإرهاب في أفغانستان، وأيدوا قواتهم المسلحة لعشرين عاماً، وضحّوا بأبنائهم وبناتهم، وبتريليونات من الدولارات، لا يفهمون حتى الآن ما معنى حرباً أعادت العدو الأساسي إلى السلطة من دون أن يغير هذا الأخير بأنملة في عقيدته المسؤولة عن هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، والحروب التكفيرية في العالم (المعروفة بالجهادية في الغرب). "طالبان" لا تزال إرهابية، وحامية للشبكات الإقليمية للتكفيريين، وللميليشيات الإخوانية، وأهم من ذلك، أن قيادتها لم تقم بنقد ذاتي، ولم تعلن أية إصلاحات لا فكرية ولا سياسية، لكي يمكن اعتبارها "شريكة" بأي شيء ولكن، الأهم أنها سيطرت على البلاد بعملية عسكرية تشبه الانقلاب أكثر من ثورة مسلحة. كل ذلك لم يستوعبه معظم الأميركيين حتى الآن، على الرغم من الشعار الشعبوي المؤثر، وهو "إنهاء الحروب اللامتناهية" الذي رفعه دونالد ترمب، وأعاد رفعه جو بايدن، الحالة النفسية لدى الرأي العام في الولايات المتحدة هي في تضعضع، وضيعان، وغضب، وخوف، لا سيما أن بايدن لم يهيئ الشعب الأميركي لهكذا زلزال. فما هي يا ترى تداعيات الانسحاب الأميركي الفاشل، وإحكام سيطرة "طالبان" على أفغانستان؟

أفغانستان والذاكرة الأميركية

يشعر معظم الأميركيين أن حرب أفغانستان باتت جزءاً من ذاكرتهم الجماعية منذ عشرين عاماً، كما كتبنا سابقاً، فالشعب الأميركي يشعر أنه قدّم الكثير، والكثير، لعقدين من أجل حماية بلاده من هجمات إرهابية، وبناء ديمقراطية شابة لتدافع عن نفسها ضد العدو المشترك نفسه، وليس انهيار الوضع في أفغانستان في خلال أسبوع بشكل دراماتيكي إلا صفعة نفسية عميقة لعامة الشعب، لا سيما أن آلاف العائلات قد فقدت أبناء وبناتاً خلال خدمتهم في أفغانستان، وعشرات الآلاف أصيبوا وفقدوا رجلاً أو ذراعاً أو عيناً في تلك الحرب الطويلة. أضف إلى ذلك، أن مئات الآلاف من الأميركيين قد خدموا في القوات المسلحة على الأراضي الأفغانية، لذلك، فإن أفغانستان باتت جزءاً من الاختبار الشخصي لملايين الأميركيين، بخاصة أن كل الإدارات الأميركية قد دعمت هذا الجهد، ديمقراطيون وجمهوريون. وبنظر الرأي العام، حتى إدارة باراك أوباما التي أقامت شراكة مع "الإخوان المسلمين"، اعتبرت أفغانستان "جبهة أساسية ضد الإرهاب". لذا ما يسمى "بالشارع الأميركي"، (وهي أكثر عبارة عربية منها أميركية)، لا يفهم ما حصل تحت إدارة بايدن: لماذا هكذا انسحاب أدى إلى سقوط تلك البلاد كلياً "تحت سلطة الإرهابيين الذين حاربتهم أميركا عشرين عاماً"؟ من هنا، فإن الداخل الأميركي قد دخل ضباباً نفسياً وسياسياً للأشهر الآتية، وقد يكون لذلك تأثير في الوضع السياسي بما فيه الانتخابات الهادرة العام المقبل والانتخابات الرئاسية في 2024.

فريق بايدن يعلل

كما أشرنا في مقالات ومقابلات سابقة، إدارة بايدن انخرطت في مشروع الانسحاب، آملة أن تحظى بتأييد الشعب الأميركي، بسبب ما اعتبرته شعوراً عارماً بضرورة "إنهاء الحروب الأبدية"، إلا أن الرياح هبّت بما لم تشتهيه سفينة بايدن، فـ "طالبان" شبّت على المدن والعاصمة، وبدأت بممارساتها المعروفة فوراً، لا سيما ضدّ النساء، والأقليات، والمعتدلين، وباشرت القتال في "بنجشير"، وجاء ذلك أولاً على واقع دراما اللاجئين في منطقة المطار في كابول. فانتشر الاستياء العارم في أميركا ضد الإدارة، وسارع فريقها للدفاع عن قرار الانسحاب متحججاً بأن هذه الحروب يجب ألا تتحول إلى حروب أهلية، فردّ المنتقدون أن حرب أفغانستان لم تكن أهلية بل مقاومة ضد الإرهاب، وقد تتحول الآن إلى أهلية بفضل مواجهة "طالبان" مع المجموعات الإثنية في الشمال. ورد فريق بايدن أن ترمب هو المسؤول عن الانسحاب الذي تفاوض حوله مع الحركة في الدوحة، ووقعه في بداية 2020، فردت المعارضة أن اتفاق الدوحة الأول شمل اتفاقاً مع الحكومة الشرعية المنتخبة في أفغانستان، وليس اجتياحاً "طالبانياً" لكابول ومؤسساتها، ما فتح باب المساءلة حول علم فريق بايدن بالانقلاب مسبقاً، وأسباب عدم تصدي واشنطن للاجتياح الميليشياوي للبلاد.

الجمهوريون

ومع تصدع معللات الإدارة، صعّدت المعارضة الجمهورية حملتها على البيت الأبيض متهمة إياه بالتسرع وبتسليم أفغانستان إلى الإرهابيين، وطالبت بإقالة أو استقالة وزراء الدفاع والخارجية ومستشار الأمن القومي وغيرهم. ويأمل المعارضون بأن تستمر حملة الضغط إلى نهاية العام حيث تبدأ الحملات الانتخابية للانتخابات التشريعية النصفية، كما يأمل الجمهوريون بأن تشكل أزمة الانسحاب مادة تفرض أكثرية في مجلس الشيوخ والمجلس النيابي تعارض بايدن، وتحد من سياساته، كما حدث مع جورج بوش في 2007، ومع أوباما في 2011، ويأمل أنصار ترمب بأن انتصاراً في الكونغرس في 2022 قد يساعد على انتصار في انتخابات 2024 الرئاسية.

المحور الأوبامي

المعسكر الأوسع المؤيد لبايدن، والذي يقوده عملياً الرئيس السابق باراك أوباما، يعتقد أنه مع مرور الوقت، وضغط الحياة اليومية، والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، سينسى المواطن العادي مسألة أفغانستان، ولا يأبه للشراكة مع "طالبان"، ويغطي الإعلام الليبرالي اليساري على أخطاء بايدن، ويساعد في عملية النسيان، قصر عمر التركيز "short attention span" للأميركيين، فالصحافة قادرة على صنع الحدث، وقادرة على محوه من الأذهان، بتقدير المؤسسة الحاكمة.

ينسون أو لن ينسوا؟

صحيح أن الثقافة الأميركية استهلاكية إلى أبعد الحدود، وللأكاديميا والإعلام "Mainstream"، التأثير الحاسم في إدارة النقاش وتوجيه الناس. ونعرف جيداً كيف أن مواضيع مثيرة، "sensational" قادرة على جرف ملفات الأمن القومي بسرعة، فتدفع شعوباً ودولاً عبر العالم الثمن لإبعاد الأضواء عنها. إذاً، احتمال النسيان لدى أكثرية المواطنين الأميركيين كبير. إلا أن مسألة أفغانستان أكبر من النسيان، لأنها دخلت إلى قلب العائلات لعقدين، فالذين خدموا، والذين فقدوا أحباء، والذين صلوا لعودة الأحباء، والذين سمعوا عن المهمة، أي أفغانستان منذ ولادتهم، وهم في العشرين من عمرهم، من الصعب أن ينسوا.

في الخلاصة، احتمالان لا ثالث لهما، إما أن ينجح فريق بايدن بأن يفتح ملفات أكثر إثارة أو أكبر ضجة من تداعيات الخروج من أفغانستان، ويبقي على التوازن السياسي الحالي ليدخل العام 2022 الانتخابي، ويستفيد من آلة أوباما الإعلامية الهائلة ليدافع عن أكثريته في الكونغرس، أو يستمر جمر المشاعر الأميركية تجاه نكبة أفغانستان حتى العام المقبل، فينفجر كوكب غضب يطيح بالأكثرية الحالية، ويمهد لإدارة جمهورية في 2024، أياً كانت التطورات، سيكون لسيطرة "طالبان" وقع مدوّ في السياسة الداخلية للولايات المتحدة الأميركية، عاجلاً أم آجلاً.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية: الرئيس عون منح قبلان وساما برتبة الوشاح الاكبر

الثلاثاء 07 أيلول 2021

وطنية - أعلن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية في بيان، أن الرئيس ميشال عون "منح الراحل الكبير رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى العلامة الإمام عبد الأمير قبلان وسام الأرز الوطني من رتبة الوشاح الأكبر تقديرا لعطاءاته الوطنية والدينية والاجتماعية والانسانية. وسيوضع الوسام على نعش الفقيد الكبير خلال تشييعه اليوم".

 

الراعي زار حديقة وكابيلا القديس شربل في بوخارست: نصلي ليحفظ الرب وطننا وسط كل الأزمات التي يعيشها

الثلاثاء 07 أيلول 2021

وطنية - يواصل البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي مشاركته في المؤتمر القرباني العالمي ال52 في العاصمة المجرية بودابست، يرافقه المطران بولس صياح ومسؤول الاعلام والبروتوكول وليد غياض، وقد زار بعد ظهر أمس حديقة القديس شربل في بوخارست، يرافقه سكرتير الحكومة لشؤون المساعدات وبرنامج Hungary helps السيد Tristan Azbej وسفيرة لبنان جوانا قزي. ثم توجه الى كابيلا القديس شربل في رعية سيدة الملائكة حيث استقبله كاهن الرعية مرحبا بكلمة باسم ابناء الرعية. وهناك القى الراعي كلمة قال فيها: "سر شربل القديس، من جوهر سر القربان الأقدس، سر الإفخارستيا، لأنه عندما كان يرفع القربان بين يديه، كان يستمد منه كل القوى الروحية والجسدية وحتى المعنوية حتى بات الجسد الأقدس قوته اليومي شبه الوحيد، فأضحى به في حالة هيام وانخطاف حتى النفس الأخير الذي لفظه وهو يرفع جسد ودم الرب إبان احتفاله بالذبيحة الإلهية حسب الليتورجية المارونية، وكان يردد شربل إقبل يا رب قرباننا، وسقط أرضا ميتا". أضاف: "وها نحن اليوم نلتمس شفاعة شربل قديس لبنان في وطنه الأم كما في العالم، في الشرق والغرب، وهذه هي مفاعيل سر الإفخارستيا العظيم الذي نكرمه اليوم في المؤتمر القرباني العالمي في بودابيست وفيه دعوة لكل مؤمن أن يجدد إكرامه لسر القربان الأقدس القوت الأرضي والزاد السماوي. ونحن معكم في هنغاريا، نتعظ أن تكون أوطاننا مثالا كما أنتم اليوم للشهادة على إيماننا الكاثوليكي القويم، وكلنا نعلم كل الصعاب والعقبات الإيمانية التي تمر بها بلادكم كما العالم؛ لذلك نكل القديس شربل نوايانا كي يشدد قوانا وإيماننا فنتوق إلى الرب وحده ونشتاق دوما للتسلح بجسده ودمه المقدسين". وتابع: "البارحة عاينا في القداس آلاف المؤمنين يصلون معنا بحضور المسيح في القربان ومعكم نصلي لأجل هنغاريا والعالم ونصلي أيضا على نية السلام في وطننا الحبيب لبنان وطن شربل والقديسين. حسب ما قاله البابا القديس يوحنا بولس الثاني، إنه أكثر من وطن، هو رسالة للشرق والغرب، ونحن نصلي كيما يحفظ الرب وطننا في هويته الرسالة، ويحفظ عيشه المشترك وهويته الديمقراطية وسط كل الأزمات التي يعيشها اليوم، وكلنا ثقة أن الرب يسمع". ومساء التقى الراعي على هامش افتتاح معرض يجسد المأساة التي مر بها العراق، نائب رئيس الحكومة المجرية الدكتور zsolt Semjen، وكان بحث في سبل التعاون المشترك لتخفيف عبء الازمة الاقتصادية والاجتماعية التي ترهق لبنان. وقد اكد الدكتور شميان استمرار وقوف هنغاريا الى جانب لبنان آملا تكاتف الجهود الدولية لإنقاذه.

 

العبسي يلتقي الرئيس المجري ويشارك في أعمال المؤتمر الافخارستي العالمي في بودابست

الثلاثاء 07 أيلول 2021

وطنية - المتن - شارك بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي في افتتاح المؤتمر الافخارستي العالمي ال52 الذي يعقد في العاصمة المجرية بودابست، بدعوة من رئيس أساقفة هنغاريا الكاردينال بيتر اردو. كما شارك في اجتماعات المطارنة البيزنطيين الكاثوليك في أوروبا الذي يعقد بالتوازي مع المؤتمر الإفخارستي. والتقى العبسي الرئيس المجري يانوش آدر خلال حفل الافتتاح الذي عبر فيه عن التزام المجر علاقتها مع كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك، وفي المقابل شكر العبسي لرئيس الجمهورية الدعم الذي تقدمه المجر للمؤسسات الكنسية. كما زار أمانة سر الدولة الخاصة بالمسيحيين المضطهدين وبرنامج Hungary helps حيث عقد اجتماعات مع المسؤولين في الحكومة الهنغارية حول الأزمات القاهرة التي تمر بها سوريا ولبنان بشكل خاص وسبل المساعدة لتخفيف آلام شعوب البلدين. وعبر العبسي عن امتنانه لبرامج الدعم التي تقدمها هنغاريا في مختلف مناطق العالم، "اقتناعا منها بضرورة حل النزاعات حيث هي، بدلا من تمديد الأزمات وفرض الهجرة على الشعوب".

 

الكتائب: لا لتخطي الملفات العالقة بين لبنان والنظام السوري

الثلاثاء 07 أيلول 2021

وطنية - عقد المكتب السياسي الكتائبي، اجتماعه الدوري برئاسة رئيس الحزب سامي الجميل، وأصدر المجتمعون بيانا، توقفوا فيه عند الزيارة التي قام بها الوفد اللبناني الى دمشق، تحت شعار مناقشة استجرار الغاز المصري عبر الأردن وسوريا، والتي تسجل حولها مجموعة ملاحظات، معتبرين أن "قبول الوفد تغييب العلم اللبناني عن الاجتماعات هو إهانة للبنان واللبنانيين، ويدل على استمرار النظام البعثي بنهجه الذي لا يعترف بلبنان دولة سيدة ومستقلة، إضافة إلى إعادة إحياء المجلس الأعلى اللبناني السوري، رمز من رموز مرحلة الاحتلال والذي أطاحت به انتفاضة الاستقلال".

وأعربوا عن رفضهم "تخطي الخلافات الكبيرة والملفات العالقة بين لبنان والنظام السوري، وهي: ملف المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، ترسيم الحدود بين البلدين، عودة النازحين السوريين، إضافة الى مذكرات التوقيف الصادرة عن القضاء اللبناني بحق سوريين ومن بينهم رئيس جهاز الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك بتهمة نقل متفجرات من سوريا الى لبنان بهدف قتل سياسيين ورجال دين، وتلك الصادرة عن القضاء السوري بحق قيادات لبنانية". وحذروا من "تحميل الزيارة أبعادا ليست مطروحة، كمثل تطبيع العلاقات على بياض لأخذ لبنان واللبنانيين أكثر نحو محور العزلة والأنظمة القمعية الزائلة".

أضافوا: "وفيما يستمر اللبنانيون في ملاحقتهم المضنية لأساسيات حياتهم اليومية من محروقات وخبز ودواء، من دون حلول جذرية ولا حتى البطاقة التمويلية الانتخابية التي ابتلع التضخم والغلاء الفاحش رصيدها، تطالعنا لجنة المال والموازنة باجتماعاتها الاستعراضية، لتعديل سعر الدولار للسحوبات المصرفية، وهي بذلك تعترف ضمنا بحق ممارسة الهيركات وسرقة النسبة الأكبر من المدخرات، بدل العمل على وقف هذه الدوامة. فلا عجب من لجنة أقرت الموازنات الوهمية المتعاقبة التي أوصلت البلد الى ما وصل اليه، أن تعمد الى خطوة انتخابية غير مدروسة ستنتهي كما غيرها الى مزيد من الكوارث المالية والاقتصادية". وتوقف المجتمعون عند "استمرار هذه الطبقة في تعمية حقائق الجرائم التي تلاحق اللبنانيين بسبب إهمالها وتواطئها، وبعد محاولات عرقلة التحقيقات في انفجار المرفأ وتهريب المتهمين من وجه العدالة، تعمل على تعمية نتائج التحقيقات في انفجار التليل الكارثي، فلا معلومات رسمية الى الآن عن المسببات الحقيقية للانفجار ولا هوية المحتكرين ومن يقف وراءهم". وشددوا على "ضرورة إصدار وزارة الداخلية والبلديات توضيحات رسمية بشأن مواعيد الانتخابات النيابية المقبلة ونشرها على موقعها، وعدم الاكتفاء بالتسريبات المشبوهة مع التأكيد مرة جديدة على ضرورة إجرائها في موعدها بمراقبة دولية تضمن نزاهتها وديموقراطيتها وتسمح للبنانيين بإيصال ممثليهم الحقيقيين". وجددوا مطالبتهم "بإلغاء المقاعد الستة المخصصة للاغتراب، لضرورة مساواة اللبنانيين في حقوق الانتخاب، فلا يحجب عن المغتربين حقهم في المشاركة الكاملة في الحياة السياسية، هم المتحررون من كل الاغراءات والضغوط وبمقدورهم التأثير في مسار التغيير لانتشال لبنان من الأسر والتدمير".

 

التيار المستقل: لحكومة عسكرية موقتة تنقذ ما تبقى من الوطن

الثلاثاء 07 أيلول 2021

وطنية - عقد المكتب السياسي في "التيار المستقل"، اجتماعه الاسبوعي الكترونيا برئاسة اللواء عصام ابو جمرة، وأصدر المجتمعون بيانا، استهل بتقديم التعازي للشعب اللبناني عامة وللشيعة خاصة، بوفاة العلامة الشيخ عبد الامير قبلان، "رجل الحوار والاعتدال الوطني، والعيش الواحد، حيث شكل غيابه بهذا الزمن الصعب خسارة كبيرة لكل لبنانيين". وإذ استنكروا "الاهمال والاستخفاف في انفجاري المرفأ وعكار، وما احدثاه من ضحايا واضرار مادية"، دعوا الى أن "ترفع الحصانة عن الجميع واستجوابهم لاحقاق العدل وملاحقة المخطئين ومساءلتهم حفاظا على كرامة الابرياء وحقوق الشعب المنكوب". ورحب المجتمعون بقرار وزير الصحة بمنح المزيد من الشركات تراخيص انتاج الدواء، مطالبين المسؤولين ب"التشدد بالمراقبة وتفعليها الى اقصى الحدود، كي لا يتحول الامر الى تجارة غالية ويخسر بسببها المواطن صحته وحياته". وناشدوا من هم ومن سيصبحون بموقع المسؤولية "التحرك لتفعيل التحقيق الجنائي المالي ومحاسبة مسؤولي المصارف، بدءا بحاكم البنك المركزي وإدارات المصارف كافة ووزيري المالية والاقتصاد وغيرهم من المعنيين". وختاما، دعا المجتمعون الى "تأليف حكومة عسكرية موقتة تنقذ ما تبقى من الوطن".

 

العمار ترأس قداسا بعيد السيدة العذراء: رجاؤنا بربنا واهلنا القديسين اكبر صعوبات هذه الايام

الثلاثاء 07 أيلول 2021

وطنية - الشوف: ترأس راعي ابرشية صيدا المارونية المطران مارون العمار قداسا احتفاليا بمناسبة عيد مولد السيدة مريم العذراء، في كنيسة سيدة الخلاص في بيت الدين، وعاونه فيه النائب العام الخورأسقف مارون كيوان، والخوري ريمون عيد، ولفيف من كهنة الشوف. والقى المطران العمار عظة ركز فيها على معنى العيد، وقال: "اننا في هذه المنطقة بشفاعة العذراء، ابطال ايمان وحضارة ومحبة، ومن خلال عيد مولد السيدة العذراء نحتفل ونأتي لتكريمها من كل مكان ونهنئ انفسنا بهذا العيد". وتوقف العمار عند "صفات السيدة العذراء التي اكثر قديس له كنائس على اسمه في العالم، وحاضر بالانسانية، ويكرمه بني البشر، وكرمه السيد يسوع المسيح، الى الكثير من الصفات التي تؤكد قداسة الام العذراء، الى صفة التفتيش على يسوع المسيح وحضوره فيها. واننا نفتش عن ربنا ونريده حاضرا معنا ولهذا السبب كثر من اهلنا قديسين على منوال امنا العذراء". واضاف: "نشكر السيدة مريم العذراء على مثالها الدائم امامنا وكل اهلنا، مثال الايمان وكل الاشخاص الذين صلوا ووضعوا بين يدي العذراء ومار شربل ومار شليطا بشفاعة القديس لعيش المحبة، ورغم كل المشاكل والصعوبات الامر الذي يجعلنا لا نفقد الامل والرجاء. وهذا الايمان الذي تعلمناه من اهلنا ان ارضنا وضيعنا وكنائسنا وبيوتنا مقدسة يجب ان نحافظ عليها وعدم ترك هذا التراث امام صعوبات ولو كانت كبيرة. رجاؤنا بربنا واهلنا القديسين اكبر بكثير من الصعوبات التي تواجهنا هذه الايام، فالانسان المؤمن والقريب من الرب يكون مسرورا رغم كل الظروف، باعتبار الاهم موجود وهو محبة الله، وهذا معنى الوجود والرجاء. ينعاد عليكم بايمان كبير لكل اهلنا وبصعوبات اقل وامل اكبر اننا حراس هذه المنطقة وكنائسنا وضيعنا".

 

مجلس كنائس الشرق الأوسط افتتح موسم الخليقة بصلاة مسكونية في الكنيسة الإنجيلية

الثلاثاء 07 أيلول 2021

وطنية - إفتتح مجلس كنائس الشرق الأوسط "أيام موسم الخليقة" 2021 وللمرة الأولى في الشرق الأوسط، بصلاة مسكونية في الكنيسة الإنجيلية الوطنية في بيروت، برعاية رئيس الإتحاد الإنجيلي الوطني في لبنان رئيس مجلس كنائس الشرق الأوسط عن عائلة الكنائس الإنجيلية القس الدكتور حبيب بدر وحضوره.

شارك في الصلاة كل من النائب الأسقفي لشؤون التربية والمدارس في لبنان المونسنيور أنطونيو واكيم ممثلا بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للموارنة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، النائب البطريركي لكنيسة الأرمن الكاثوليك في لبنان المطران جورج أسادوريان، النائب البطريركي العام للسريان الكاثوليك في بيروت المطران مار ماتياس شارل مراد، راعي أبرشية جبل لبنان للسريان الأرثوذكس المطران جورج صليبا، النائب الرسولي اللاتيني في بيروت المطران سيزار أسايان، الأب يوسف خالد ممثلا راعي الكنيسة الكلدانية في لبنان المطران ميشال قصارجي، راعي الأقباط الكاثوليك في لبنان الأب أنطونيوس مقار إبراهيم، الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط الدكتور ميشال عبس، إضافة إلى أعضاء من لجنة العدالة البيئية وفريق مجلس كنائس الشرق الأوسط، وجمع من المؤمنين من مختلف العائلات الكنسية.

إستهل اللقاء بكلمة ترحيبية للقس بدر عرف خلالها بمشروع "موسم الخليقة" العالمي، داعيا إلى "الحفاظ على البيت المشترك وكل ما فيه من مخلوقات". بعدها ألقى عبس كلمة أضاء فيها على هبة الخالق والظلم البيئي، محذرا من أن "الإنسان قد أبدع في تسخير الطبيعة وإستخدامها لتسديد حاجاته وتقدمه ورفاهه"، ومضيفا "هو يحب البيئة وفي الوقت نفسه، يمارس بحقها كل أشكال التنكيل والأذية. هو يخترع الوسائل لتطويرها وصيانتها وفي الوقت نفسه، يتفنن بالفتك بها".

وأشاد عبس بدور الكنيسة تجاه البيئة "فهي أيضا لم تبق صامتة، بل رفعت الصوت عاليا ضد هذا التعنيف المنهجي والمستمر للبيئة، عطية الرب للانسان. دفاعها عن البيئة يأتي في سياق دفاعها عن الإنسان وحياته ومصيره، في سياق إرساء العدالة وإحقاق الحق".

وتابع: "لقد استجابت الكنيسة للتحديات التي أثارتها القضايا البيئية من خلال التأكيد على حاجة كل فرد وكل أمة للقيام بدورها، وترتكز مقاربتها بأن للخلق قيمة لأنها تكشف شيئا عن الله الخالق. الكنيسة كمؤسسة إجتماعية ورعاياها بصفتهم أبناء المجتمع، لديهم مسؤولية إجتماعية وأخلاقية للمشاركة في الحفاظ على البيئة. كما أن الطريقة التي تهتم بها الكنيسة بالبيئة تشير إلى دورها الريادي وإحترامها للخالق".

تخللت صلاة الإفتتاح خدمة الصلاة المسكونية الخاصة ب"موسم الخليقة" ووقفات موسيقية وتراتيل قدمتها جوقة كوسان التابعة لمركز هاماسكاين، جوقة كاتدرائية مار الياس للروم الملكيين الكاثوليك في وسط بيروت، وجوقة شبيبة بعبدات، لبنان.

كما وقدمت مسؤولة لجنة العدالة البيئية في المجلس القسيسة الدكتورة ريما نصرالله عظة روحية حول موضوع "موسم الخليقة" لهذه السنة وعنوانه "بيت لنا جميعا تجديد بيت الرب".

واختتمت صلاة الإفتتاح بكلمة شكر من عضو لجنة العدالة البيئية رئيس رابطة معاهد وكليات اللاهوت في الشرق الأوسط الأب طانيوس خليل دعا فيها الجميع إلى "الصلاة معا في خدمة صلاة ختام "أيام أسبوع الخليقة" في دير سيدة الزيارة قي عينطورة - كسروان". ثم كانت صورة تذكارية، وزعت بعدها شتلة صعتر على المشاركين.

 

بري يشارك في مراسم تشييع قبلان ويقلده باسم الرئيس عون وسام الأرز من رتبة الوشاح الأكبر

الثلاثاء 07 أيلول 2021

وطنية - شارك رئيس مجلس النواب نبيه بري، في مراسم تشييع رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، فقيد العلم والعلماء، الشيخ عبدالأمير قبلان في مقر المجلس ظهر اليوم، الى جانب ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن، ممثل رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب الوزير في حكومة تصريف الأعمال عماد حب الله، ممثل وزيرة الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر وقائد الجيش العماد جوزاف عون اللواء مالك شمص، ممثل الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله السيد هاشم صفي الدين، الشيخ محمد حسن اختري على رأس وفد يمثل الجمهورية الاسلامية الايرانية، ممثل المرجع الديني السيد علي السيستاني في لبنان حامد الخفاف، وعدد من الشخصيات الوزارية والنيابية والديبلوماسية والقضائية والحزبية والدينية وعلماء الدين ووفود من مختلف المناطق وأعضاء الهيئة الشرعية والتنفيذية للمجلس وأسرة الفقيد.

وقلد بري الراحل باسم رئيس الجمهورية وسام الأرز الوطني من رتبة الوشاح الأكبر، تقديرا لجهوده وعطاءاته في خدمة الوطن، على الجثمان في مقر المجلس.

بدأت مراسم التشييع بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، وألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان كلمة استهلها بقوله: "الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون - أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون".

أضاف: "لا قول لنا ظاهرا أو باطنا في هذا المصاب الجلل إلا قول الله تعالى بلسان اهل الحسبان إنا لله وإنا إليه راجعون. لا شك في أنه يوم صعب، لحظة أليمة، وموقف مفجع سيصحبني طيلة العمر حتى ألقى الله سبحانه وتعالى، لأن المحمول في هذا اليوم حمل تاريخ هذا البلد بكل آلامه وأوجاعه ونيرانه، ولأن الحامل كلنا والأمانة عظمى وكأساس لما سأقوله وبمختصر، واسمحوا لي حتى لو أخرتكم قليلا ومن دون ألقاب لوالدي الشيخ عبدالأمير قبلان، كما عشته وعايشناه وأخوتي وكما عرفه العالم والكثير منكم، الشيخ عبدالأمير أنة الفقير ولهفة المسكين وأمل المحتاج وباب السائل وأنيس المكروب".

وتابع: "نعم، لم يسأل عن دين ولم يسأل عن ملة. هو صلاة ليل، هو بكاء طويل في محارب الظلام هو راهب في صومعة، هو قائد في ميدان هو خطيب على منبر وطن هو حمل أشلاء ودماء، هو كافل ثكالى وأيتام، هو شجاع بشدة لحماية لبنان من الفتنة والتقسيم ومذابح الحرب الأهلية. هو ابن بيت أول ما علمه جدي الشيخ محمد علي أن الفتنة أكبر من القتل وأن الحرب الأهلية طاعون الأوطان. هو مفتي المقاومين، هو شيخ المجاهدين الأوائل، هو ذاكرة أرض، هو خنادق ومعسكرات هو حدود ملتهبة منذ اليوم الأول للاحتلال هو صاحب الفقراء في برج البراجنة، في الرمل العالي، في حي السلم، في الضاحية والمصيطبة والخندق الغميق، هو بعلبك الهرمل والجنوب وعكار وكافة مناطق المحرومين والمعذبين في هذا البلد المظلوم. هو رفيق الإمام الصدر أخوه وشريكه في أخطر اللحظات التي كانت تحيط بالبلد والمنطقة وهو القائل إن العيش المشترك والسلم الأهلي ومشروع الدولة الواحد بمثابة المسجد للمسلم والكنيسة للمسيحي، وأن من يطعن العيش المشترك إنما يطعن بمواثيق الله سبحانه وتعالى. نعم هو رفيق الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين وشريكه بخلاصة ان الوطن إنسان وأن الضمير دين وأن المسيحية كالإسلام خلاصة محبة الله ورحمته، وأن العائلة الوطنية شرط ضروري لقيامة لبنان".

وقال: "أيها الإخوة المؤمنون، لم يهتم لكاميرا وكلكم تعلمون ذلك، لم يهتم لبروتوكول، لم يهتم لدعاية، لم يهتم للرد على متهم أو نمام أو مغتاب لأن قوله دائما حسبي الله يوم آتيه وهو العالم بحالي وأسراري وما أنا عليه من مظلومية ووجع. نعم، كان مطمئنا على الطائفة وكان يراهن على أمر واحد هو شراكة وأخوة ومحبة دولة الرئيس بري والسيد حسن نصرالله، وقال فيهم حماية الشراكة بين الرئيس بري والسيد حسن ليس بالضرورة للشيعة فقط بل هي ضرورة لحماية لبنان من العواصف الآتية، وما أكثر العواصف التي تضرب لبنان. أيها المؤمنون، أيها الأحبة، للشيخ عبدالأمير مما قاله إذا جمعنا القرآن بالإنجيل بخصوص الناس، نخرج بأمر واحد وهو ان الناس وصية الله وخدمتهم طاعة وشرف كبير في الدنيا والآخرة، وأشار إلى لبنان وقال هذا البلد ميدان معارك والعالم غابة مصالح والسياسات الدولية تعتمد على القوة للحق، لذلك المطلوب حماية لبنان من العالم حتى لا يتمزق لبنان بطوائفه وأديانه".

أضاف: "نعم أيها الاخوة، أشار الى الإمام الصدر فقال أخي الإمام الصدر كان يجمع بين الكنيسة والمسجد لأن كليهما محراب الله وضمير الإنسان. أشار إلى أن لبنان بلد متنوع دينيا وطائفيا تماما كتنوع هذا الكون، ولا عيب بالتنوع الديني، إنما العيب استغلال الدين والسياسة. نعم أوصانا وأوصاني الوطن أمانة، والناس أمانة. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمد روحه الطاهرة فسيح جنانه وأن يسكنها مع من أحب وتولى بحد الجنون مع مولاه علي بن أبي طالب سلام الله عليه. نعم أيها الأخوة، العهد يا ابي، أن نبقى على الأمانة التي حملتنا إياها، العهد لك يا من حمل وجع لبنان، يا من حمل دموع الفقراء والمظلومين والمحرومين، وها انت تغادرنا الآن الى حيث مقرك الأبدي، أن أكون عند حسن ظنك، أن أكون انا وإخوتي وأهلي وأحبتي عند حسن ظنك، خادما للفقراء، عونا للمساكين والأيتام والمظلومين والمحرومين، نصيرا للحق، متفانيا بالدفاع عن هذا البلد، وفيا للمحرومين وعذاباتهم، شريكا للمقاومة، وأن أحفظ هذا البلد وشراكته وسلمه الأهلي ووحدته الوطنية والإسلامية بكل جروحي، وأن أخدم قضايا المسيحيين قبل المسلمين وأن أصلي بالكنيسة والجامع، وكفى بذلك وعدا وعهدا أمام الله".

وختم: "شكرا لكم أيها الأحبة من أين ما حضرتم. شكرا لكم على مواساتكم. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يلهمنا صبر زينب على فراق أخيها المنحور، أن يلهمنا قدرة زينب لكي نكمل هذه المسيرة التي هي مسيرة محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين. رحم الله موتاكم وموتانا والشهداء والعلماء والمراجع العظام ولا سيما الى المرجع الكبير الذي أبى الا أن يرحل معه في اليوم عينه السيد محمد سعيد الحكيم رحمة الله عليه. إليهم جميعا نهدي ثواب الفاتحة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

الخطيب

وألقى نائب رئيس المجلس الشيخ علي الخطيب كلمة تأبينية قال فيها: "إنا لله وإنا اليه راجعون، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. يعز علي أن أقف في هذه اللحظات مؤبنا لكبير منا افتقدناه في أصعب اللحظات من تاريخنا وفي أحلك الليالي وأكثر الأوقات حاجة اليه والى حكمته وسداد رأيه وتجربته وخبرته العميقة، واضطلاعه بالمسؤولية في مواجهة الأزمات والمحن التي مر بها بلدنا العزيز الى جانب قائد هذه المسيرة الإمام السيد موسى الصدر، أعاده الله سالما، والإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين، رضوان الله عليه، مستفيدا من كل ذلك في العمل على توجيه السفينة نحو شاطىء الأمان وفي إعطاء الرأي السديد تجنبا للوقوع في الأشراك التي نصبها العدو الإسرائيلي للبنانيين وجرهم الى الحروب الداخلية والفتن المذهبية، فكنت على الدوام أيها الراحل الكبير يا سماحة الإمام أيها الشيخ الجليل داعية حوار وتفاهم ووحدة ووئام بين كل الأطياف والمذاهب والأطراف، تدعو بالحكمة والموعظة الحسنة، فلم تكن الا كذلك، في كل مواقفك أبا عطوفا لكل اللبنانيين وأخا نصوحا حريصا ألا يصدر منك كلمة واحدة تخدش كرامة أحد أو تؤذي مشاعرهم او تعطي لهم انطباعا بأنك متحيز لأحد على حساب الحقيقة والحق، دون أن يكون في ذلك أي انتقاص له أو تخل عنه، بل إصرار على تحقيق ما ترى فيه مصلحة اللبنانيين جميعا ومصلحة المسلمين".

أضاف: "ينبع ذلك من ايمانك العميق وصراحتك المعهودة في قول كلمة الحق دون مواربة، وفي دعم القضايا العربية والإسلامية المحقة، وبالأخص القضية التي اعتبرتها قضية العرب والمسلمين الأولى، وهي الثابتة التي كانت المنطلق لك في كل مواقفك وآرائك ومعالجاتك للقضايا الداخلية والخارجية، وهو الموقف من القضية الفلسطينية كما الإمام الصدر والإمام شمس الدين في اعتبار العدو الإسرائيلي شرا مطلقا يجب الوقوف في وجهه، فكنت السند الأكبر للقضية الفلسطينية والداعم الأكبر للمقاومة رفدتها بمواقفك، ولم تبخل في أي فرصة سنحت لك في شرح مبرراتها وضروراتها لحفظ لبنان ووحدته وسيادته من دون استفزاز لمشاعر أحد بل بأسلوب الحريص على اللبنانيين جميعا ومصلحتهم ومصلحة بلدهم ودعوتهم للحفاظ عليه وعدم التفريط به".

وتابع: "فوداعا أيها الإمام الراحل. وداعا يا أبا الفقراء والمساكين والمستضعفين الذي لم يستنكف يوما عن السعي في قضاء حاجة محتاج منهم دون تمييز. أيها الإمام الراحل الذي تواضع لكل الناس فلم يقفل بابه أبدا في وجه من أتاه طالبا حاجة أو متظلما أو مشتكيا، فلم أره يوما متأففا في وجه ملح إنما مبتسما صاغيا ملبيا ما أمكنه. وداعا أيها الإمام الراحل الذي وقف بجانب أهله الذين تعرضوا للعدوان الإسرائيلي في كل المراحل، وخصوصا بعد العدوان الغاشم الذي طاول كل لبنان، مبلسما جراحهم، مسخرا مؤسسات المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وإمكاناته لإعادة إعمار ما هدمه العدو في الضاحية الأبية وغيرها. ويكفي أن أقول فيك في ختام هذه الكلمات ما قاله امير المؤمنين علي (ع): ألسنة الناس أقلام الحق، سنبقى مقصرين في تعداد صفاتك مهما قلنا فيك، وتبقى أكبر من كل الكلمات فجرح فراقك لن يلتئم، وقد كان أملك وأملنا أن يعود الإمام الصدر واخويه من هذا الغياب الطويل لتلتقيه قبل هذا الفراق الأبدي: إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا ابا علي لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا".

وختم: "إلى رحمة الله يا أبا علي وإلى جنان الخلد نشيعك مع احبائك وإخوانك الذين اجتمعوا اليوم لوداعك في هذه اللحظات الأليمة إلى جانب أنجالك المكلومين، وكلنا مكلوم بفراقك وخصوصا سماحة اخي المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، نتوجه إليهم بأحر التعازي سائلين المولى عز وجل أن يجعلهم من الصابرين الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا اليه راجعون. أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون: وان يحفظهم جميعا من كل سوء وأعظم الله أجوركم جميعا وجزاكم خير الجزاء ولا أرانا فيكم مكروها وانا لله وانا اليه راجعون".

وبعد تلاوة مجلس عزاء حسيني، أم الخطيب الصلاة على الجثمان، وانطلق موكب التشييع الرسمي والشعبي من مقر المجلس سيرا، وحمل النعش على الأكف في مسيرة حاشدة ليوارى الجثمان الطاهر الثرى في روضة الشهيدين في الغبيري.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 07 -08 أيلول/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 07 أيلول/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/102130/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1172/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/September 07/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/102128/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-september-07-2021/

#LCCC_English_News_Bulletin

 

 

الحلقة الثامنة من كتاب الكولونيل شربل بركات الجديد: “لبنان الذي نهوى”… عناوين حلقة اليوم: اتفاق 17 ايار/نتائج عدم ابرام الاتفاق/نص الإتفاق باللغتين العربية والإنكليزية

07 أيلول/2021

عناوين حلقة اليوم

*اتفاق 17 ايار

*نتائج عدم ابرام الاتفاق

http://eliasbejjaninews.com/archives/102133/%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%84%d9%82%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d8%a7%d9%85%d9%86%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84/

في الخامس عشر من ايلول حدث انفجار في بيت الكتائب بالأشرفية والذي كان مقر انطلاقة الشيخ بشير بعد ظهر ذلك اليوم الذي كان يودع فيه الشيخ بشير اصدقاءه الذين رافقوه حقبة من الزمن خاصة في بدء انطلاقته.

أهم ما كان الرئيس الشيخ بشير الجميل قد جهزه للمئة يوم الأولى من حكمه على المستوى السياسي كان “تشكيل حكومة توحي بالثقة وإعطائها صلاحيات اشتراعية استثنائية، ومن ثم اعلان حالة الطوارئ، وإثارة مبدأ التمثيل الديبلوماسي مع سوريا. أما في المجال الأمني فقد كان التشديد على ضبط أوضاع المقيمين على الأرض اللبنانية، والبدء بترحيل الغرباء وبخاصة الفلسطينيين الذين جاؤوا بعد العام 1948 من الدول العربية سواء برضاهم أم قسراً”.

كان الشرتوني الذي وضع المتفجرات فوق سطح بيت الكتائب يتردد على المبنى الذي كانت تقطن فيه شقيقته ويقال بأنه هو من نقل هذه العبوات وزرعها في سقف المبنى.

روابط الحلقات السابقة