المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 29 آذار/2021

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews21/arabic.march29.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ كُنْتُم تُؤْمِنُونَ ولا تَشُكُّون، فَلَنْ تَفْعَلُوا مَا فَعَلْتُ أَنا بِالتِّينَةِ فَحَسْب، بَلْ إِنْ قُلْتُم أَيْضًا لِهذَا الجَبَل: إِنْقَلِعْ وَٱهْبِطْ في البَحْر، يَكُونُ لَكُم ذلِكَ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني

الياس بجاني/مبدأ الإعتراف بالجميل يفرض علينا اعطاء جيش لبنان الجنوبي حقه وتقدير كل تضحياته

الياس بجاني/بالصوت والنص: تأملات إيمانية في عبر ومفاهيم احد الشعانين

الياس بجاني/أحد الشعانين: المعاني والعبر

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفهوم التجربة انجيلياً، وفي عبر ودروس تجربة يسوع في البرية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من تلفزيون الجديد مع الأب مروان خوري يشرح من خلالها بالتفصيل قيم ومعاني ورموز أحد الشعنينة

هُوشعنا: الربّ يخلّصنا/الأب د. نجيب بعقليني

لقاءات لعائلة عامر فاخوري مع السيناتور كروز وفي الخارجية الاميركية

فضيحتان جديدتان لوزير الصحة.. لقاحات غير معتمدة ولجان للتلقيح بـ«الكيلو»!

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 28/3/2021

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

“الحراك الشعبي” يحيل الدواء الإيراني إلى النيابة

السفير السعودي لجنبلاط: لن نترك لبنان وسنبقى إلى جانبه

لبنان بدأ مرحلة العدّ العكسي... الإنهيار الكلّي آتٍ!

هربًا من تجنيد إيران.. سوريون ينضمون الى القوات الروسية

العريضي: لا يحقّ لعون سحب تكليف الحريري

حزب الله بحاجة إلى “green card” من الخارج لتشكيل حكومة

التيار يضبط قيادييه...رئاسة الجمهورية حلماً بعيد المنال لجبران باسيل

الحراك الديبلوماسي تابع.. المبادرة الفرنسية أم مبادرة نصرالله؟

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

طهران تقبل بشروط بكين لـ«تعاون استراتيجي» مدته 25 سنة/الاتفاق تعرض لانتقادات من أحمدي نجاد

تفجير انتحاري يهز كنيسة في إندونيسيا

كندا تشهد حادث طعن جماعياً

محافظ المركزي الإيراني يقر بعجز الموازنة بسبب الفساد

رجوي: إيران على برميل بارود والشعب سيُقاطع الانتخابات الرئاسية/مشرعون أميركيون حذروا بايدن من كابوس الاتفاق مع طهران وسلوكها المزعزع للاستقرار

الدستورية” التركية تحرم الرئاسة من بعض الامتيازات

طوابير الوقود تعود إلى سورية مُجدداً والنظام يتحجج بقناة السويس/فوضى وانفلات في "الهول" واعتقال العشرات من عائلات "الدواعش"

بكين: لا أمن ولا أمان في العالم دون استقرار الشرق الأوسط/طرحت على منتدى التعاون العربي ـ الصيني مبادرة من 5 نقاط... وسفير الإمارات لدى إسرائيل: نتطلع للسلام

بريطانيا: مهاجمة منشآت النفط السعوديةتصعيدٌ خطير/المبعوثان الأميركي والأممي بشأن اليمن في الرياض بعد مسقط

الكاظمي يصف زيارته المرتقبة إلى السعودية بـ “الفرصة الكبيرة”/الاستخبارات أحبطت مخططاً إرهابياً استهدف قضاة بكركوك وشنت حملة في جبال حمرين

تهريب 350 مليار دولار من العراق في 17 عاماً

تونس: دعوات لفتح تحقيق قضائي في ثروة الغنوشي

البرهان والحلو يتمسكان بالسلام في السودان

إسرائيل: أصوات “ليكودية” تدعو لتشكيل حكومة بدعم “العربية الموحدة”

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

صراحة واجبة الاعلان/د. حارث سليمان

الكيان اللبناني في خطر/جورج حايك

الصين-إيران: الإنقلاب البركاني/توفيق الهندي/المركزية

رعب المسيحيين من الفدائيين: حارة حريك والكحالة وحزب الكتائب/محمد أبي سمرا /المدن

انتخابات إسرائيل: وقائع الرتابة/محمد قواص/سكاي نيوز

سائق الجمهوريّة/نديم قطيش/أساس ميديا

بلينكن يمهّد للقيادة الأميركية عالمياً ويوكل لفرنسا إدارة أزمة لبنان/راغدة درغام/النهار العربي

من ينقذ لبنان من نفسه؟/هشام ملحم/النهار العربي

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عظة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي في أحد الشعانين: لم يكن هذا الصرح البطريركيّ يومًا مؤيدًا لأي مسؤول ينأى بنفسه عن إنقاذ لبنان وشعبه.

المطران عوده: من المعيب أن يتوقف تشكيل حكومة بسبب أداء قبلي

مار نرساي/الأب سيمون عساف

جعجع: عون فشل لا الرئيس القوي وانتخابه كحرب الإلغاء

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ كُنْتُم تُؤْمِنُونَ ولا تَشُكُّون، فَلَنْ تَفْعَلُوا مَا فَعَلْتُ أَنا بِالتِّينَةِ فَحَسْب، بَلْ إِنْ قُلْتُم أَيْضًا لِهذَا الجَبَل: إِنْقَلِعْ وَٱهْبِطْ في البَحْر، يَكُونُ لَكُم ذلِكَ

إنجيل القدّيس متّى21/من17حتى21/تَرَكَ يَسُوعُ الجُمُوعَ وخَرَجَ مِنَ المَدِيْنَةِ إِلى بَيْتَ عَنْيَا وبَاتَ هُنَاك.وبَيْنَمَا هُوَ رَاجِعٌ عِنْدَ الفَجْرِ إِلى المَدِيْنَة، جَاع. ورَأَى تِينَةً عَلى جَانِبِ الطَّريق، فَذَهَبَ إِلَيْهَا، ولَمْ يَجِدْ علَيهَا إِلاَّ وَرَقًا فَقَط، فَقَالَ لَهَا: «لا يَكُنْ فَيكِ ثَمَرٌ إِلى الأَبَد!». فَيَبِسَتِ التِّينَةُ حَالاً. ورَأَى التَّلامِيذُ ذلِكَ فَتَعَجَّبُوا وقَالُوا: «كَيْفَ يَبِسَتِ التِّينَةُ حَالاً؟». فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ كُنْتُم تُؤْمِنُونَ ولا تَشُكُّون، فَلَنْ تَفْعَلُوا مَا فَعَلْتُ أَنا بِالتِّينَةِ فَحَسْب، بَلْ إِنْ قُلْتُم أَيْضًا لِهذَا الجَبَل: إِنْقَلِعْ وَٱهْبِطْ في البَحْر، يَكُونُ لَكُم ذلِكَ. وكُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ في الصَّلاةِ بِإيْمَان، تَنَالُونَهُ». وجَاءَ يَسُوعُ إِلى الهَيْكَل، وبَينَمَا هُوَ يُعَلِّم، دَنَا مِنهُ الأَحْبَارُ وشُيُوخُ الشَّعْبِ وقَالُوا لَهُ: «بِأَيِّ سُلْطَانٍ تَفْعَلُ هذَا ؟ ومَنْ أَعْطَاكَ هذَا السُّلْطَان؟». فَأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «وأَنَا أَيْضًا أَسْأَلُكُم سُؤَالاً وَاحِدًا، فَإِنْ أَجَبْتُمُونِي قُلْتُ لَكُم أَنا أَيْضًا بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَفْعَلُ هذَا. مَعْمُودِيَّةُ يُوحَنَّا مِنْ أَيْنَ كَانَتْ؟ مِنَ السَّمَاءِ أَمْ مِنَ النَّاس؟». فَأَخَذُوا يُفَكِّرُونَ في أَنْفُسِهِم قَائِلين: «إِنْ قُلْنَا: مِنَ السَّمَاء، يَقُولُ لَنَا:فَلِمُاذَا لَم تُؤْمِنُوا بِهِ؟ وإِنْ قُلْنَا: مِنَ النَّاس، نَخَافُ مِنَ الجَمْع، لأَنَّهُم كُلَّهُم يَعْتَبِرُونَ يُوحَنَّا نَبِيًّا». فَأَجَابُوا وقَالُوا لِيَسُوع: «لا نَعْلَم!». قَالَ لَهُم هُوَ أَيْضًا: «ولا أَنَا أَقُولُ لَكُم بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَفْعَلُ هذَا”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

مبدأ الإعتراف بالجميل يفرض علينا اعطاء جيش لبنان الجنوبي حقه وتقدير كل تضحياته

الياس بجاني/28 آذار/2021

كل لبناني لا يرى بجيش لبنان الجنوبي مقاومة هو إما جاهل أو مغرر به أو عدو للبنان وتابع لحزب الله ولجماعات الإحتلال المتنوعة

 

الياس بجاني/بالصوت والنص: تأملات إيمانية في عبر ومفاهيم احد الشعانين

http://eliasbejjaninews.com/archives/38308/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86/

أحد الشعانين: المعاني والعبر/الياس بجاني/28 آذار/2021

بالصوت/فورماتWMA /الياس بجاني:تأملات إيمانية في عبر ومفاهيم احد الشعانين/من أرشيف عام 2015/اضغط هنا للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/elias%20chaanien.wma

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: تأملات إيمانية في عبر اومفاهيم عيد الشعانين/من أرشيف عام 2015/للإستماع للتأملات اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias%20chanien.mp3

من أرشيف 2015

 

أحد الشعانين: المعاني والعبر

الياس بجاني/28 آذار/2021

“هوشعنا مبارك الآتي باسم الرب ملك إسرائيل” (المزمور 118/26)

في ختام الصوم الكبير، تحتفل الكنيسة المارونية بدخول السيد المسيح إلى أورشليم، وإعلانه ملكاً بعفوية الشعب والأطفال. من خلال هذا الاحتفال تبيّنت ملامح ملوكيته في جوهرها التي أشركنا فيها بالمعمودية ومسحة الميرون. في مسيرة الصوم والصلاة والتوبة والتصدّق يفترض بنا أن نكون قد جددنا رسالتنا الملوكية القائمة على إحلال الحقيقة والمحبة والحرية والعدالة. وبلغنا إلى الميناء، لندخل مع المسيح إلى عالم متجدد هو العائلة والرعية، المجتمع والوطن.

يسوع يدخل أورشليم لآخر مرة ليشارك في عيد الفصح اليهودي، وكان مدركاً اقتراب ساعة آلامه وموته. وخلافاً لكل المرات، لم يمنع الشعب من إعلانه ملكاً، وارتضى دخول المدينة بهتافهم: “أوصنا لابن داود، مبارك الآتي باسم الرب أوصنا في الأعالي” (متى9:21)”. دخل أورشليم ليموت فيها ملكاً فادياً البشر أجمعين، وليقوم من بين الأموات ملكاً إلى الأبد من اجل بعث الحياة فيهم. هذا يعني انه اسلم نفسه للموت بإرادته الحرّة.

نذهب إلى الكنائس يوم أحد الشعانين برفقة أولادنا وأحفادنا وهم يحملون الشموع المزيّنة بالزنابق والورود، كما نحمل سعف النخل وأغصان الزيتون، ونسير كباراً وصغاراً مع جموع المؤمنين رافعين الصلاة والترانيم في رتبة زياح الشعانين التي تتميز بالفرح والتواضع والمحبة.

دخول يسوع إلى أورشليم مدون في الأناجيل الأربعة، (متى21/1-17)، و(لوقا 19/29-40)، و(يوحنا 12/12-19)، و(مرقص 11/01-11) . في إنجيل القديس يوحنا وردت الواقعة على النحو التالي (12/12-19): وفي الغد، سمعت الجموع التي جاءت إلى العيد أن يسوع قادم إلى أورشليم. فحملوا أغصان النخل وخرجوا لاستقباله وهم يهتفون: المجد لله! تبارك الآتي باسم الرب! تبارك ملك إسرائيل! ووجد يسوع جحشا فركب عليه، كما جاء في الكتاب: “لا تخافي يا بنت صهيون: ها هو ملكك قادم إليك، راكبا على جحش ابن أتان”. وما فهم التلاميذ في ذلك الوقت معنى هذا كله. ولكنهم تذكروا، بعدما تمجد يسوع، أن هذه الآية وردت لتخبر عنه، وأن الجموع عملوا هذا من أجله. وكان الجمع الذين رافقوا يسوع عندما دعا لعازر من القبر وأقامه من بين الأموات، يشهدون له بذلك. وخرجت الجماهير لاستقباله لأنها سمعت أنه صنع تلك الآية. فقال الفريسيون بعضهم لبعض: “أرأيتم كيف أنكم لا تنفعون شيئا. ها هو العالم كله يتبعه”.

نسمي يوم دخول السيد المسيح إلى مدينة القدس “أحد الشعانين” وهو بداية أسبوع الآلام المقدس والأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد الفصح المجيد أي عيد القيامة.

كما يسمى هذا الأحد أيضاً “أحد السعف” والسعف في اللغة العربية هي أغصان النخيل وكان العرب في الجاهلية يحتفلون بما يعرف “بيوم السباسب” وهو كما يذكر بعض المؤرخين كان عيدا للمسيحيين يعرف باسم عيد الشعانين.‏

“هوشعنا مبارَك الآتي باسم الربّ ملك إسرائيل”. هذا ما هتف به أهل أورشليم عندما دخل الرب يسوع إلى مدينتهم برفقة تلاميذه وأتباعه راكباً على ظهر جحش ابن أتان. دخل بمحبة ووداعة دون سلاح ومسلحين، ودون أبهة وجاه ومرافقين، ودون حراس ومراسيم. دخل بتواضع مبشراً بالسلام والتوبة والرجاء. ما دخل المدينة ليحارب وينتقم ويحكم ويحاكم، بل ليقدم ذاته فداءً عن الإنسان حتى يغفر له خطيئته الأصلية.

الفاتحون والعظماء والحكام كانوا في الأيام الغابرة يدخلون إلى المدن بكبرياء وتعالي واستكبار ممتطين الأحصنة أو واقفين على عربات تجرها الأحصنة، لأن الحصان في مفهوم العالم القديم كان يجسد معاني الحرب والعنف والقتل والاستكبار. أمّا يسوع فدخل بوداعة وتواضع وفرح. وقبل أن يدخل أورشليم توقّف في بيت عنيا حيث كان يسكن لعازر الذي أقامه من القبر مع شقيقتيه مريم ومرتا.، “بيت عنيا”، تعني بالعبرية “بيت الفقير، ودخول يسوع إليها قبل أورشليم هو علامة لقبوله الفقر وإفراغ الذات. فهو الفقير الذي افتقر لأجلنا وجاء ليقيم بين الفقراء، وليقيم الفقراء ويدخلهم ملكوته. لذا أضحت بيت عنيا الفقراء بشارة تذيع بالغنى الإلهي الذي حلّ فيها. ثمّ من بيت عنيا بالذات، كما في إنجيل لوقا، صعد الربّ إلى السماء حاملاً الفقراء ليجلس بهم عن يمين الله الآب.

بعد استراحة بيت عنيا دخل يسوع إلى أورشليم ليتمِّم كل النبوءات وكل عمل الرب أبيه منذ فجر التاريخ وكلّ مقاصده. كل هذه المقاصد اكتملت باستقرار الربّ يسوع لا على العرش السماوي، بل على عرش الحبّ المتمثِّل بالصليب. من هناك، من على الصليب، إذ كان على أهبة أن يسلم الروح قال: قد تمّ! قصد الله تمّ واكتمل. ثمّ أحنى رأسه وأسلم الروح.

سار الناس وراء يسوع عند دخوله أورشليم لتتم إحدى نبوات العهد القديم الواردة في سفر زكريا القائلة: “ابتهجي جداً يا صهيون، اهتفي يا بنت أورشليم. هوذا ملكك يأتي إليك، هو عادل ومنصور، وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان” (زكريا 9:9) . تبعته الجموع لأغراض كثيرة، بعضهم استمع إلى تعاليمه وآمن به، والبعض الآخر تبعه لغاية الشفاء وسد الاحتياج، لاسيما بعد أن سمعوا عن قدرته على صنع العجائب. فكان في نظرهم الشخص المناسب لسد احتياجاتهم المادية. والبعض الآخر اعتقد بأن المسيح سيأتي ملكاً أرضياً يخلّص الناس من حكم الرومان، ويجعل النصرة للأمة اليهودية، ولكن خاب ظن هؤلاء عندما قال لهم يسوع إن مملكته ليست من هذا العالم.

دخل المسيح إلى أورشليم لكي يموت فيها، وكان أعلن: “ينبغي ألاّ يهلك نبي خارج أورشليم” ( لو13/33)، لأنها العاصمة الدينية والسياسية للشعب اليهودي، ولان فيها قُتل جميع الأنبياء، بسبب تسييس الدين المترجم بالنظام السياسي التيوقراطي. وقد انذرها بقوله: “أورشليم، يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها. كم مرة أردت أن اجمع بنيكِ، كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها، فلم تريدوا. هوذا بيتكم يترك لكم خراباً. فاني أقول لكم: لا ترونني بعد اليوم حتى تقولوا: مبارك الآتي باسم الرب” (متى23/37-39)

يسأل البعض لماذا هتفت الجموع، “أوصنا في الأعالي، مبارك الآتي باسم الرب” والجواب لأن المسيح هو من نسل داود، لذلك يُشار إليه بابن داود. وأما معنى كلمة أوصنا في الأعالي فهو: “لتصرخ الملائكة في العلاء منادية لله، خلّصنا الآن”، وهي دعوة شعب متضايق يطلب من ملكه أو إلهه أن يهرع إلى خلاصه. ومعنى كلمة أوصنا بحد ذاتها هو خلصنا الآن، وهي مقتبسة من المزمور 118: “آه يا رب خلص، آه يا رب أنقذ” (مزمور25:118). أما معنى بقية التحية، “مبارك الآتي باسم الرب”، فهي أيضاً اقتباس من المزمور 118 “مبارك الرب الذي يأتي إلى أورشليم” (مزمور26:11)

أما فرش الثياب وأغصان الأشجار في الطريق أمام المسيح فكان طقس تقليد في العهد القديم يشير إلى المحبة والطاعة والولاء. ويذكر الكتاب المقدس في سفر الملوك الثاني أن الجموع فرشوا ثيابهم وأغصان الشجر وسعف النخل أمام “ياهو” أحد رجال العهد القديم عندما نصّب نفسه ملكاً (2ملوك13:9). وأيضاً عندما دخل سمعان المكابي وهو قائد ثورة المكابيين إلى أورشليم بعد انتصاراته على الحاكم (انتيخوس أبيفانوس) الذي نجّس الهيكل وذبح الخنازير على المذبح وجعل أروقته مواخير للدعارة، وكان ذلك سنة 175 قبل الميلاد.

في عيد الشعانين نجدد الثقة بالفادي الإلهي “يسوع المسيح سلامنا” (افسس 2/14)، ونلتمس منه السلام الآتي من العلى. إننا نلتزم بان نكون فاعلي السلام، ومدافعين عن كرامة الشخص البشري وحقوقه الأساسية، ومساهمين في تعزيز انسنة حقيقية شاملة للإنسان والمجتمع. وهكذا ندرك أن “الشخص البشري هو قلب السلام” (البابا بندكتوس السادس عشر).

لما أسلم الروح أكد أنّ الله محبّة، وأنّ الله نور، وأنّ الظلمة لم تدركه.

لما أسلم الروح نفخ الروحَ القدس في العالم فانشقّ حجاب الهيكل ومنذ تلك اللحظة لم يعد هناك ما يفصل الإنسان عن الله. لذا قال بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومة 08: “إنّي متيقّن أنّه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوّات ولا أمور حاضرة ولا مستقبَلة ولا علْو ولا عمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبّة الله التي في المسيح يسوع ربِّنا”. الحجاب انشق وروح الله انسكب على العالَمين وبات بإمكان أيّ كان أن يصعد إلى ملكوت السموات بإيمان ابن الله، الذي هو الربّ يسوع إيّاه.

رموز أحد الشعانين

كلمة الشعانين: “هو شعنا”، أو “أوصنا” كلمة عبرية تعني، الله هو الذي أنارنا والذي لا يتركنا وهي هتاف شعبي يقول، “إن مجيء المسيح هو خلاص للعالم”.

اغصان (السعف) النخل وأغصان الزيتون: كان الناس يلوحون بأغصان النخل علامة للفرح، وقد اختلط النخل بأغصان الزيتون وكأن روح النصر قد امتزجت بروح السلام. سعف النخيل هي شعار للمدح وتعني الإنتصار. فقد كان الرب قادماً للانتصار على الموت بالموت، وأغصان الزيتون تشير إلى نبوات العهد القديم التي تفرش لنا طريق دخول المخلص إلى قلبنا، وشجرة الزيتون هي شجرة السلام في حين أن زيتها في العهد القديم اعتبره مقدساً وكان يمسح به الملوك علامة للخلود والأبدية.

تبارك ملك إسرائيل: لأنه هو في الحقيقة ملك سلام دون أي طمع أرضي ومملكته ليست من هذا العالم. بقيامته من بين الأموات نصّبه الآب ملكاً على جميع البشر.

أما تسميته “ملك إسرائيل” فهي ترمز إلى الملوكية عند اليهود. فاليهود ينتظرون يهوه ليملك العالم ورجاؤهم من هذا كان التحرير من الاحتلال الروماني. على كل حال مملكة الله ليست مكاناً ولكنها علاقة مميزة بين الله والبشر وبنوع خاص الفقراء.

صهيون: هي تلة في أورشليم، أما “بنت صهيون” فهو تعبير مرادف لأورشليم “الفردوس” في بعدها الديني والتي ترمز إلى السماء..

جحش ابن أتان: الحمار حيوان غبي وضعيف ودنيء ومثقل بالأحمال. هكذا كان البشر قبل مجيء المسيح إذ تلوثوا بكل شهوة وعدم تعقل وكانوا مثقلين بالأحمال يئنون تحت ثقل ظلمة الوثنية وخرافاتها. الأتان الأكبر سناً ترمز لمجمع اليهود إذ صار بهيمياً. لم يعطى للناموس اهتماماً إلا القليل، أما الجحش الذي لم يكن بعد قد استخدم للركوب فيمثل الشعب الجديد الحديث الولادة من الأمم.

مشهد الشعانين: يرمز بكلّيته إلى الدينونة الأخيرة وهو استباق لها، ففي الأيقونات خاصةً البيزنطية نشاهد السيد المسيح على جحش لكنه جالس بالمواجهة يتكلم مع المشاهد كأنه على عرش للمحاكمة ونرى التلاميذ على يمينه والفريسيين عن يساره.

“أيها الرب يسوع، أعطنا اليقين إننا: عندما نكون في الضيق، نشعر بأننا أقرب إليك؛ عندما يسخر منا الناس، أنت تشرّفنا؛ عندما يحتقرنا الناس، أنت ستمجدنا؛ عندما ينسوننا، نشعر بأنك تتذكرنا؛ عندما يهملوننا، نشعر بأنك تقرّبنا إليك. وأنت يا مريم، إياك نعظّم، لأنك قدّمتِ بين يديك للعالم الكلمة النور والهداية للعقول، واليوم تقدمينه للعالم قربان فداء وخبزاً للحياة الجديدة. للثالوث المجيد الذي اختارك كل مجد وشكر إلى الأبد آمين”.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفهوم التجربة انجيلياً، وفي عبر ودروس تجربة يسوع في البرية/من أرشيف عام 2015

http://eliasbejjaninews.com/archives/18221/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%85

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفهوم التجربة انجيلياً، وفي عبر ودروس تجربة يسوع في البرية/من أرشيف عام 015//للإستماع للتأملات اضغط هنا أو على الرابط في أسفل

http://www.clhrf.com/elias.editorials15/elias.temptation27.03.15.wma

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفهوم التجربة انجيلياً، وفي عبر ودروس تجربة يسوع في البرية/من أرشيف عام 2015/للإستماع للتأملات اضغط هنا أو على الرابط في أسفل

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias.temptation27.03.15.mp3

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفهوم التجربة انجيلياً، وفي عبر ودروس تجربة يسوع في البرية/من أرشيف عام 2015

http://eliasbejjaninews.com/archives/18221/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%85

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك. Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link o enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من تلفزيون الجديد مع الأب مروان خوري يشرح من خلالها بالتفصيل قيم ومعاني ورموز أحد الشعنينة

https://www.youtube.com/watch?v=FO6uONF90QI

هنا بيروت .. معاني ورموز الشعنينة و أسبوع الآلام مع الأب مروان خوري

 

هُوشعنا: الربّ يخلّصنا

الأب د. نجيب بعقليني/النشرة/28 آذار/2021

هُوشعنا: الربّ يخلّصنا

تمرّ الكُرة الأرضيّة في هذه الأيّام، بمرحلةٍ عصيبةٍ وصعبةٍ وخَطرةٍ، بسبب تفشّي فيروس (وباء) “كورونا”(Covid 19)، الذي وضع أبناء الأرض جميعًا في “سلّةٍ واحدةٍ”، أمام خياراتٍ صعبةٍ وتحدّياتٍ جمّةٍ، وتساؤلاتٍ كثيرةٍ ومتشعّبةٍ، حتّى وصل الشَّك بقُدرة خلاص الرَّب لشعبه من هذه المحنة، أو بتجاهله لآلام وأحزان ومصائب البشريّة، المُتأتّي بسبب تفشّي هذا الفيروس، غير الظَّاهر للعَيان، والذي فاجأ الكُرة الأرضيّة، بشراسته وتداعيّاته المُؤذية على جميع الصُّعُد. نعم، بالرُّغم من عدم الاحتفال بتطواف الشَّعانين (الاكثرية الساحقة من المؤمنين)، وإن لمرّةٍ واحدة، بل المُشاركة الفاعلة، غير المباشرة، من المنازل، حيث تجتمع العائلة معًا للصَّلاة (العائلة كنيسة بيتيّة)، سيكون الرَّب ناظرًا إلى قلوبنا “يا ابني أعطني قلبك” (أم ٢٣: ٢٦)، ونوايانا الصَّادقة “أُريد رحمةً لا ذبيحة […] فإنّ الإنسان هو سيّد السّبت” (متّى ١٢: ٧-٧)… وتبقى الأعيُن موجّهةً نحو مَلِكِ المجد مُعلنةً “افرحي وتهلّلي بكلّ قلبكِ يا بنتَ أورشليم، فقد ألغى الرَّبُ الحُكمَ عليكِ وأبعدَ عدوَّكِ[…] في وسطك مَلِكُ إسرائيل الرَّب، فلا ترينَ شرًّا من بعدُ. لا تخافي يا صِهيون […] في وسطك الرَّب […] الَّذي يخلّص ويُسَرُّ بكِ فرحًا، ويُجدّدُكِ بمحبّته، ويبتهج بكِ بالتّهليل، كما في أيّام العيد” (نبؤة صنفيا ٣: ١٤-٧٧).

لنُصلّي معًا، من أجل خلاص البشريّة من تداعيات فيروس (وباء) “كورونا”، السَّلبيّة والكارثيّة على جميع الصُّعُد، مُتمسّكين بالرَّجاء والأمل والحبّ والعطاء، بالانتصار على هذا الوباء، بأقلِّ ضررٍ.

نستقبلكَ أيّها المَلِك بأغصان الزَّيتون رمز السَّلام، وبسعَف النَّخل رمز الظَّفر، آملين العيش بالسَّلام الحقيقيّ الَّذي يولِّد الفرح والغبطة والعكس صحيح. لنحاول أن نخرج من تعاستنا وبؤسنا، وإحباطنا وغربتنا وأنانيّتنا؛ ونزرع الفرح ونمتلك الرَّجاء قدر المُستطاع، بالرُّغم من إزدياد الشَّر وفقدان مفهوم القِيَم والمبادئ في عالمنا المُنحرف نحو الأهواء، والقضاء على المحبّة والمُساواة والعدالة الإجتماعيّة. نعم، يأتي إلينا مَلِكُ المجد والسَّلام عند الشدَّة واليأس والحزن، "إبتهجي جدًّا يا ابنة صهيون إهتفي يا بنتَ أورشليم، هوذا مَلِكٌ يأتي إليكِ" (يو 12: 15 – زكريا 9: 9).

لنكن في حالة إستعدادٍ دائمٍ، لإستقبال المسيح المَلِك في حياتنا، أي في قلوبنا وضمائرنا، مثل بساطة ضمير وطهارة قلب أطفال أورشليم، "بأفواه الأطفال والرُّضَّع أسَّستَ تسبيحًا" (مز 8: 2 و متى 21: 16).

لنبني السَّلام، سلام الرَّبّ يسوع، الَّذي ينتزع الخوف من النُّفوس، "لا تخافي يا صهيون [...] في وسطك الرَّبّ [...] ويُسرُّ بكِ فرحًا، ويجدِّدكِ بمحبّته، ويبتهج بكِ بالتهاليل، كما في أيّام العيد" (صف 3: 16-17). إنّه سلام المحبّة والغفران والمُصالحة.

امنحنا يا ربّ قلبًا نقيًّا مثل قلب أطفال الشعانين، الذين يفرحون ويعبّرون عن فرحهم بصيحات التسبيح والتمجيد والفرح، والتي تعبّر عن البراءة والتسامح والعفويّة والصدق، "بأفواه الأطفال والرضّع أسّست لكَ تسبيحًا" (مز 8: 2، ومتى 21: 16)

" هوشعنا! مباركٌ الآتي باسم الربّ، ملك إسرائيل (يو ١٢ : ١٣). "إنه عيد البهجة والفرح والمجد. إنه عيد السلام والخلاص والانتصار. لنسر وراءك أيها المخلص. لنسر وراءك أيها الاله الرحيم. هبنا السلام والعيش والرحمة.

شعنية مباركة".

 

لقاءات لعائلة عامر فاخوري مع السيناتور كروز وفي الخارجية الاميركية

الكلمة أو لآين/28 آذار/2021

في خبر من واشنطن،تمّت دعوة ممثلين عن مؤسسة عامر فاخوري (AFF) إلى مبنى الكابيتول(The Capitol) لمشاركة قصة اعتقال المواطن الأمريكي عامر فاخوري وتعذيبه في لبنان وما نتج عنه من موت. تألف وفد AFF من بنات فاخوري الأربع ، اللواتي شاركن في تأسيس المؤسسة بإسمه في لقاء مع السناتور تيد كروز (تكساس). وقد شكر وفد AFF السناتور كروز لعمله مع السناتور شاهين (نيو هامبشاير) في تأمين حرية السيد فاخوري في نهاية المطاف.وتضمنت المناقشة مشاركة قصة فاخوري وكيف يمكن أن يعمل كل من AFF والسناتور كروز لتقليل نفوذ حزب الله في لبنان. وصرّح السيناتور كروز: "نحن نتشارك نفس القيم والرؤية ، ونريد العمل معكم لمشاركة قصة عامر". بعد ذلك ، التقى وفد AFF بمسؤولي وزارة الخارجية الأمريكية بما في ذلك السفير روجر كارستينز ، المبعوث الرئاسي لشؤون الرهائن ، وكارلوس ديجوانا ، نائب المدير لشؤون الأردن ولبنان. بالإضافة إلى مشاركة تفاصيل التعذيب والمعاملة السيئة التي تلقّاها عامر فاخوري في لبنان ،وتمّ إطلاع كليهما على عمل المؤسسة ، بما في ذلك دعم عائلات الرهائن عاطفياً ومالياً. وطلب السفير كارستينز مساعدة AFF في تطوير دليل لعائلات ضحايا الرهائن.وتضمن اللقاء مزيداً من النقاش في الوضع الحالي والسياسة المستقبلية وتأثير حزب الله في لبنان. كما تحدثت AFF عن الأزمة المالية المترتبة على ذلك والتي تؤثر على الشعب اللبناني. كما شاركت AFF وجهة نظرها المباشرة حول فساد الحكومة اللبنانية بما في ذلك تكرار قيام المسؤولين الحكوميين بتحويل أموال المساعدات لمصالح شخصية.وأشاد السفير كارستينز والنائب ديجوانا بشغف مؤسسي AFF بمساعدة الرهائن الأمريكيين ، فضلاً عن المناصرة القوية للشعب اللبناني الذي وقع ضحية لحكومته الفاسدة. كما كشف وفد قسم الشؤون الخارجية عن الثغرات الموجودة في العمليات الحالية التي تبطئ عودة الرهائن. وأعرب كلا المسؤولَين عن رغبتهما في العمل مع AFF من أجل تحسين النظام الحالي.

 

فضيحتان جديدتان لوزير الصحة.. لقاحات غير معتمدة ولجان للتلقيح بـ«الكيلو»!

جنوبية/28 آذار/2021

استفاق اللبنانيون على خبر تأليف لجنة رقابية وتنفيذية برئاسة مستشارة رئيس الحكومة للشؤون الصحية الدكتورة بترا خوري، في ظل وجود لجنة الحملة الوطنية للتلقيح التي يرأسها الدكتور عبد الرحمن البزري. وبعد أخذ ورد اعلامي وتصريحات متعددة للبزري، تبين ان حسن هو من شكل اللجنة الثانية واعطاه صلاحيات تنفيذية اوسع من لجنة البزري علماً ان اللجنتين مشكلتان بقرار من حمد حسن وحسان دياب، فحسن لم يحل الاولى ليؤمر الثانية عليها ويمكنها توقيف اي قرار صادر عنها.

الامر المثير ايضاً والذي اعلن عنه البزري ان هناك اعضاء مشتركين بين اللجنتين. وتخلص مصادر طبية لـ”جنوبية” مما تقدم الى القول ان ما يجري عقاب للجنة البزري وتهديده بالاستقالة بعد فضيحة التلقيح السياسي في مجلس النواب وانتقاده لقرارات دياب وحسن فكان العقاب بالتهميش والاحراج للاخراج واجباره على الاستقالة وهو ما هدد به البزري اليوم. اما الجانب الاخطر من قرار حسن بتشكيل لجنة ثانية فهي تعديل خطة اللقاحات وتمرير كل ما يمكن من تلقيح سياسي واستنسابي ومنع اي كان من الاعتراض او ابداء رأي مختلف وهو يوحي بأن هناك ما تخطط له الحكومة المستقيلة والتي تبعث برسائل انها لا زالت قائمة وتمارس عملها الكامل في تصريف الاعمال وايضاً تقدم اعتمادات لمشغليها بتقديم الخدمات واللقاحات طالما هي باقية ومل تشكل حكومة جديدة. “قنبلة اللقاحات” وفي فضيحة ثانية اليوم، أكد  حسن في مقابلة عبر الـ LBCI  ان:” كل لقاح يدخل الى لبنان هو معتمد من منظمة الصحة العالمية وفي حال لم تكن اللقاحات معتمدة كاللقاحين الروسي والصيني نحن كحكومة لن نسمح بإدخاله الى البلد”. ومن ثم اعادت القناة بث تصحيح او توضيح عما قصده حسن عن اللقاحين الروسي والصينية، فقال حسن :” ان لا يمكن للحكومة شراء اللقاح الصيني والروسي من قرض البنك الدولي لأنه غير معترف بهما من منظمة الصحة العالمية، غير اننا سمحنا للشركات الخاصة باستيرادهما”. وفي سياق المقابلة، يشرح حسن انه سيذهب الى موسكو لتوقيع استيراد اللقاح الروسي سبوتنيك v رغم سماحه لاكثر من شركة خاصة بإستيراده. وهنا تسأل المصادر عن التناقض في كلام حسن، فكيف لا تعتمد منظمة الصحة العالمية اللقاحين الروسي والصيني ولا يمكن للبنان استيراده رسمياً وعبر الدولة ووزارة الصحة عن طريق قرض البنك الدولي، ولماذا يسمح باستيراده من القطاع الخاص، اليس في الامر محاصصة وتنفيعات وتجارة وخصوصاً ان الكثير من الجهات باتت تسوق للمنتج الروسي وانه بـ38 دولاراً، فأين وزارة الصحة من هذه التجارة والسمسرات؟ وحسن يوضح! ولاحقاً اوضح المكتب الإعلامي لحمد حسن، في بيان أن “وزارة الصحة أعطت إذن الاستخدام الطارئ للقاحين الروسي والصيني بعد مراجعة الملفات العلمية العائدة لهما، وذلك بهدف شرائهما بعقد مباشر مع المصنع أو الشركة المنتجة بتمويل من الموازنة العامة أو بطريقة غير مباشرة عبر القطاع الخاص، بدليل أن إحدى الشركات الخاصة قد استوردت كمية من لقاح سبوتنيك قبل يومين في سياق المبادرات الخاصة، كما أن الوزارة في انتظار هبة من اللقاح الصيني قريبا، إضافة إلى أن عددا من الشركات الخاصة يستكمل المحادثات لاستيراد هذا اللقاح”.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 28/3/2021

وطنية/الأحد 28 آذار 2021

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

لم يبق أمام اللبنانيين سوى التضرع الى الله في أيام الصيام المباركة، التي تكاد تتزامن هذا العام لدى الطوائف المسيحية والمسلمة على السواء، عل القداديس والصلوات تلين من عناد المسؤولين في بلدنا، فيفرجون عن حكومة مخطوفة عشية أحد العيدين الفصح والفطر، لتكون عيدية الشعب المقهور.

ولأن الأفق ظل مقفلا بالرغم من محاولات الدول وسفرائها في بيروت على امتداد الأيام الماضية، كان لافتا سؤال وليد جنبلاط عن نوع الألغام او العقوبات التي تحول دون تشكيل الحكومة.

وفي أحد الشعانين، أدان البطريرك الراعي كل مسؤول سياسي "أوصل دولة لبنان وشعبه إلى هذه الحالة المأسوية". فيما وصف المطران عودة أداء المسؤولين السياسيين "بالقبلي الذي يكون على حساب تجويع الملايين من الناس".

والى الأزمة السياسية، شبح العتمة الذي وعد اللبنانيون بقدومه آخر آذار الحالي لاح في سماء الجنوب اليوم، بعد تسريب معلومات عن إطفاء معمل الزهراني كليا جراء نفاذ مادة المازوت، وتجري اتصالات للاستعانة بمخزون منشآت الزهراني، ريثما يتم الاتفاق على إفراغ حمولة الباخرة المنتظرة في عرض البحر.

على صعيد جائحة كورونا، وفيما يهدد الفايروس العالم بموجة ثالثة تتحسب لها دول بخطط جديدة للمواجهة، يغرق لبنان في سجال مرير حول توزيع اللقاحات ومصادرها. وكان لافتا تحذير رئيس اللجنة العلمية عبد الرحمن البزري من تفش أكبر للفيروس في المرحلة المقبلة، ومن خلق لجنة موازية تتفرد باستثناءات على الإقفال على الطريقة اللبنانية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

بإنتظار القيامة اللبنانية بدءا من تشكيل حكومة إنقاذية تضع حدا لدرب الجلجلة والآلام، وفي أحد الشعانين، بين عهد قديم وعهد جديد، هوشعنا تحولت إلى نداء استغاثة بعد أن كانت نداء فرح، هي تعبير عن الرجاء الذي لا يجب أن يكون بعيدا، بل هنا، الآن يطرق أبواب الناس الموجوعة، الجائعة، التي تضيء شمعة في زمن العتمة.

وفي موقف غير مسبوق، أعلن البطريرك الماروني بشارة الراعي أن الصرح البطريركي "لم يكن يوما مؤيدا لأي مسؤول ينأى بنفسه عن إنقاذ لبنان وشعبه، ولم يكن يوما مؤيدا لجماعات سياسية تعطي الأولوية لطموحاتها الشخصية على حساب سيادة لبنان واستقلاله".

هكذا، وعملا بالتوقيت الصيفي، قدم لبنان ساعته ساعة واحدة، لكن التوقيت السياسي ما زالت عقاربه تعرقل أكثر قضاياه ملحاحية: تأليف حكومة. من عوامل العرقلة هجوم تصعيدي يجر ردا على الهجوم بمثله، إلى ان يقضي الله أمرا كان مفعولا.

في المقابل، مساع لبلورة المشهد الحكومي يتولى جانبا مهما منها رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي أعاد تشغيل محركاته، فهل تساعده القوى السياسية على إنجاز مهمته لما فيه خير البلاد والعباد الذين يواجهون لائحة طويلة من الأزمات، منها مثلا العيدية التي قدمها أهل الكهرباء للبنانيين اليوم، حيث علمت ال"NBN" أن معمل الزهراني الكهربائي الذي يغذي ثلث لبنان، تم إطفاؤه بالكامل، بسبب نفاد مادة المازوت رغم أن باخرة الفيول موجودة، أما السبب، وبلا عجب، فهو خلاف في الوقت الضائع قبل التعتيم الشامل على اختبارات المواصفات بين المديرية العامة للنفط ومؤسسة كهرباء لبنان التي استندت إلى تقرير شركة "سيمنز" لناحية عدم مطابقة الشحنة للمواصفات.

ولاحقا أصدرت مؤسسة كهرباء لبنان بيانا أكدت فيه ما كانت قد كشفته ال"NBN" من معطيات، والأهم من ذلك التأكيد على العتمة التي قد تشمل خلال الساعات المقبلة المناطق التي يغذيها أيضا معمل دير عمار.

في الشأن التشريعي، جلسة عامة لمجلس النواب غدا، في رصيدها اقتراحا قانونين: الأول يرمي إلى اعطاء مؤسسة كهرباء لبنان سلفة خزينة للعام 2021، والثاني الى استرداد الأموال المنهوبة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

لا حلول وسطا في لبنان، فإما ضجة صاخبة وشغل بال، وإما صمت يزيد الريبة والحذر..

هذه الأيام يعيش اللبنانيون مجبرين بين متاريس المواقف، ولا ينالهم إلا الإصابات النفسية وزيادة في الإرباك والركض لتحصيل ما يقيهم الجوع والمرض..

مجددا، لا شيء في الأفق يوحي باقتراب الحل الحكومي في ظل فقدان الليونة السياسية، وإصرار البعض على التنكر للنصيحة فلا يبدل ما في نفسه، ولا ما في اجندته، دافعا البلد الى انتظار طويل وضبابية كثيفة.

من أين سياتي الحل، وكيف لبلدنا أن يصمد بعد فيما مؤشرات الشلل التام ترتفع، وكذلك علامات السقوط التدريجي والدخول أكثر في العتمة، مع توقف معمل الزهراني عن انتاج الكهرباء بسبب نفاد مادة الفيول، فيما الكميات الموجودة منه تنتظر في البحر بانتظار الفحوصات المخبرية. أما العتمة الشاملة فعدم الوصول إليها رهن بعودة الحركة الى قناة السويس ووصول باخرة فيول كويتية الى معمل دير عمار، على ما اكدت مصادر متابعة للمنار.

وأمام تردي الوضع المالي للدولة، وعجزها عن تلبية حاجات بلدياتها، وإداراتها ومؤسساتها في المناطق، يمد "حزب الله" اليد مساعدا في ملفات على تماس مع المواطنين وحاجاتهم، كما الحال في البقاع حيث أعلن "الحزب" اليوم عن دعم وإنجاز سلسلة مشاريع تنموية وتقديم هبات لمشاريع أخرى صحية وتربوية، كي لا يحتل العطش والمرض البلدات والمنازل، وكي يجد الطلاب المتسربون من المدارس مقاعد لهم في ظل الأزمة الإقتصادية والمعيشية الحالية.

في المنطقة، يسود ترقب شامل حيال نتائج إتفاق التعاون الاستراتيجي بين إيران والصين الذي يبدل وجه الخريطة الإقتصادية في آسيا، ويسود وجه أميركا والكيان الصهيوني الذي يحاول القبض على مسارات التجارة باتفاقيات التطبيع المذلة.

وفي مواجهة هذه المشاريع المدمرة تقف شعوب المنطقة - كما كل العالم - مستحضرة في هذه الليلة، وفي مناسبة ولادة الإمام المهدي المنتظر عليه السلام، معاني الصبر والتحمل وتطوير الإمكانات والقدرات على طريق العدالة الموعودة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

في النهاية، لا حكومة في لبنان إذا كان تشكيلها يتجاوز الدستور ويضرب الميثاق، ولا يعتمد معايير واحدة تساوي بين اللبنانيين.

ما سبق ليس استشرافا ولا تنبؤا ولا معلومة، ولا حتى قراءة معينة لمشهد إقليمي ودولي معقد، بل استنتاج منطقي انطلاقا من الوقائع السياسية التي أفرزها انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية عام 2016، وهي وقائع لا يزال يتعامى عنها كثيرون، محاولين تخطيها مرحليا، وعاملين على مختلف الخطوط الداخلية والخارجية، في محاولة لقلب الموازين على المدى الأبعد، والعودة بالبلاد ليس فقط الى ما قبل 2016، بل الى مرحلة ما قبل 2005، بعيوبها الميثاقية وشوائبها التشاركية المعروفة.

وفي كل الاحوال، كلا، الحديث عن الميثاقية ليس طائفية، بل العكس هو الصحيح. وكلا، التمسك بصلاحيات رئيس الجمهورية ليس خروجا على الطائف، بل العكس هو الصحيح، خصوصا في ضوء التصريحات والمقابلات والتغريدات التي لم تعد تخفي هدف تحويل رئاسة الدولة، الى مجرد منصب شكلي وبروتوكولي.

وهذا هو بالضبط ما رفضه البطريرك مار بشاره بطرس الراعي في عظة عيد الشعانين، حيث أكد أن "رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف محكومان بالتشاور وبالإتفاق وفقا للقاعدة التي جرت منذ التعديلات الدستورية عام 1990 ما بعد الطائف، إذ كانا يحددان معا المعايير ويختار كل منهما وزراء، ثم يتفقان على التشكيلة برمتها".

وما شدد عليه الراعي اليوم هو بالتحديد ما لم يكن حاصلا منذ خمسة أشهر الى الآن، حيث كان هناك من يسعى بصراحة تامة، الى منع الرئيس من المشاركة في انجاز التشكيلة كاملة، وحصر دوره باختيار عدد صغير من الوزراء، وصولا الى محاولة فرض تشكيلة كاملة سيئة بكل المعايير عليه وعلى الشعب اللبناني، ومحاولة تخيير الجميع بين الموافقة عليها كما هي، او تحمل المزيد من التدهور السياسي والمالي والمعيشي،…وهو بطبيعة الحال ما لم يمر، لا بل ما دفن بالكامل مع الصيغة الحكومية المرفوضة.

فهل من صحوة ضمير اليوم، في ضوء ما يحكى عن مبادرات جديدة؟.التجارب غير مشجعة، لكننا كشعب لبناني لم نتعود يوما على فقدان الأمل، فتاريخنا محاولات مستمرة لتحويل أزماتنا الى فرص وواحات أمل.

وفي حال كانت النية جدية هذه المرة، فلتصمت الأبواق، وليعلو صوت الحق. والحق تختصره اليوم كلمات ثلاث: الدستور والميثاق والمعايير،… والباقي تفاصيل في سياق نشرة الأخبار.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

التسريبات الإعلامية كثيرة حول مبادرات لتشكيل الحكومة، لكن لا شيء مؤكدا حتى الآن. التسريبة الأبرز اليوم تتحدث عن صيغة حكومية جديدة تردد أنها تلقى قبولا عند الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط. ترتكز الصيغة على تشكيل حكومة من أربعة وعشرين وزيرا، ليس فيها ثلث معطل لأحد.

ولأن رئيس الحكومة ونائبه في التشكيلة المقترحة بلا حقيبة وزارية، فإن عدد الوزراء الفعليين هو اثنان وعشرون يتولى كل واحد منهم وزارة واحدة تدخل ضمن اختصاصه. لكن السؤال الذي يطرح: هل الرئيس بري قادر على تسويق هذه الصيغة؟.

رئيس مجلس النواب قد يستطيع إقناع الرئيس الحريري بالصيغة المقترحة، ويتردد أن الحريري لم يعارضها عندما عرضها عليه بري في الغداء الأخير الذي جمعهما. لكن في المقابل رئيس مجلس النواب لا يستطيع إقناع رئيس الجمهورية، ومن خلفه "التيار الوطني الحر".

أكثر من ذلك: "حزب الله" يقول عندما يسأل عن التشكيلة: إن أحدا لم يفاتحه بها، وبالتالي هو غير معني بما تتضمنه من طروحات. كما أن الأجواء الإقليمية المتوترة لا توحي أن "الحزب" وبالتالي إيران، في وارد التساهل في ملف تشكيل الحكومة، ما يعني أن كل ما يطبخ في الغرف المغلقة مجرد طبخة بحص.

إذا: رغم كل بالونات الإختبار، فإن لا حكومة في القريب العاجل، علما أن الصورة ستتضح أكثر بدءا من منتصف الأسبوع الطالع، أي مع عودة اللواء عباس ابراهيم من زيارته إلى فرنسا. ووفق المعلومات فإن ابراهيم سيبحث مع كبار المسؤولين الفرنسيين في ثلاثة مواضيع أساسية: التعاون الأمني بين البلدين، ملف جورج عبد الله، وتشكيل الحكومة وما يعترضه من عقبات وعراقيل.

توازيا: البلد يغرق أكثر فأكثر في الهموم الإقتصادية - الإجتماعية التي يخشى أن تتحول فوضى في الشارع. وهو أمر بحث بالتفصيل في الجلسة الأخيرة للمجلس الأعلى للدفاع، حيث حذر قادة الأجهزة الأمنية من فوضى شاملة نتيجة الأزمة التي يتخبط فيها الناس، كما حذر أحد قادة الأجهزة الأمنية من عمليات اغتيال لشخصيات محددة تؤثر على المسار العام للأحداث. نحن إذا في سباق بين تشكيل حكومة وبين الإنهيار، فأيهما يسبق؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

"شعنينة مباركة"...في يوم إضاءة الشموع، لم يكن ينقص اللبناني سوى خبر إطفاء معملي الزهراني ودير عمار بسبب نفاذ المحروقات وبسبب الخلاف على اختبار المواصفات بين مؤسسة كهرباء لبنان ومديرية النفط، وأخيرا وليس آخرا بسبب تعطل حركة عبور السفن في قناة السويس، وإحدى البواخر المحتجزة وجهتها لبنان ...

تعددت الأسباب والعتمة واحدة ... اللبناني لا يعرف من أين يأتيه العقاب: من صراع مؤسسة كهرباء لبنان ومديرية النفط، من تعطل عبور السفن في قناة السويس ومسؤولية الطقس أو ربان السفينة العالقة ... من تدحرج كل القطاعات على طريق انهيارها، بدليل عدد المؤسسات التي أقفلت أو الآيلة إلى الإقفال، ما جعل معظم العاملين ينتقلون إلى ضفة العاطلين عن العمل، من دون بزوغ أي مؤشر أو أمل في ظل انسداد كل آفاق المعالجات السياسية والحكومية.

فحكومة تصريف الأعمال تترنح بين التفعيل والإعتكاف، والحكومة العتيدة تترنح بين الشروط والشروط المضادة، من دون وجود أي مؤشر إلى قرب ولادتها على رغم لعبة الأرقام والأعداد والأحجام: من 18 إلى 20 إلى 24. من دون أن يكون أي حجم مضمون حتى الآن.

ولا تقف المعاناة عند هذا الحد، بل هناك المعاناة مع وباء كورونا، في ظل المواجهة المفتوحة بين إجراءات الحكومة واعتراضات القطاعات، الذين يعتبرون أن الخروقات في تطبيق الإجراءات هي أحد الأسباب الوجيهة في ازدياد أعداد الإصابات، وليس عدم الإقفال الآتي الأسبوع المقبل.

واليوم بلغ عدد الوفيات ثمان وثلاثين وفاة، فيما بلغ عدد الأصابات ألفين وأربعمئة وأربع وعشرين وفاة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

كحال السفينة العالقة في قناة السويس وتعطل إنتاجها الحيوي اليومي.. يقف مسؤولون لبنانيون "ويعومدون" عالقين بين رمال محلية وإقليمية.. ويمنعون العبور إلى الحل.

وفي أحد الشعانين كان التأليف كما "هوشعنا..في الأعالي".. ولبنان مؤسسة يتناوب عليها لصوص الهيكل..أما قيامته فمعلقة على بضع محاولات قد لا تبصر سبت النور، وعلى نية هذه القيامة صلبت الكنائس الكاثوليكية والأرذوكسية على حد سواء..

السلطة بكل مكوناتها وحجب البطريرك الراعي عنها أي غطاء.. وقال: "لم يكن هذا الصرح يوما مؤيدا لأي مسؤول ينأى بنفسه عن إنقاذ لبنان وشعبه، ولم يكن مؤيدا لسلطة تمتنع قصدا عن احترام الاستحقاق الدستوري وتعرقل تأليف الحكومات، كما أنه لم يؤيد جماعات سياسية تعطي طموحاتها الشخصية الأولوية على حساب سيادة لبنان واستقلاله.

ومنعا لحصرية الدفاع عن حقوق المسيحيين.. رأى المطران الياس عودة أن المسيحي "يضع نفسه بين يدي خالقه المدافع الوحيد عنه ولا يعمل بطرق ملتوية.. مسميا طرقه دفاعا عن حقوق المسيحية والمسيحيين.. فالمسؤول... خصوصا المسيحي يكون مسؤولا عن الجميع لا عن أتباعه ومناصريه والمهللين له فقط، ومن المعيب في بلد أن يتوقف تشكيل حكومة بسبب أداء قبلي".

ضربتان من عمق الوجدان المسيحي.. واضحتا المعالم، وهما أعطتا رسما تشبيهيا انطبق على "قبيلة" رئيس الجمهورية ميشال عون وصحبه من "التيار الوطني الحر" الذي يختصره جبران باسيل. شعنينة سياسية مباركة من الراعي وعودة. لكن هل ستؤدي إلى رفع سعف النخيل؟.

يتوقف ذلك على ثلاث محاولات ستسير على درب الجلجلة، أولى هذه المحاولات ما يخوضه الراعي شخصيا على خطوط عدة.. وليس آخرها في اجتماعه بالرئيس سعد الحريري وهو أبدى ارتياحا لكون الرئيس المكلف أعطى أمامه الانطباع في أنه مستعد للانفتاح على كل مبادرة، لكن تحت سقف رفضه الثلث المعطل. وفهم من الراعي بحسب المطلعين على لقاءاته، أن سيد الصرح أصبح على قناعة بأن الأسماء التي قدمها الرئيس المكلف لا غبار عليها.. وأنه منسجم في الأساس مع المبادرة الفرنسية وحكومة الاختصاصيين بعيدا عن فتح شهية الأحزاب.

وهذه القناعة لدى الراعي قد تقوده إلى رفع السقوف في الهجاء الكنسي، وتحميل المسؤوليات.. وعدم التلطي وراء تمثيل المسيحيين لتبرير التعطيل، وما بين الصرح وبعبدا، تستمر أيضا حركة النائب إبراهيم كنعان لتكوين حاصل سياسي وتقريب المسافات البعيدة.. إلا إذا اصطدمت وساطته بسفينة قناة السويس فرع ميرنا الشالوحي. وعلى الخط الثالث يتم "تعويم" مبادرة الرئيس نبيه بري والتي تستلزم رافعات وقاطرات تساهم في إنقاذ سد الممر الحكومي.

وتقوم مبادرة بري على توسعة الحوض الحكومي إلى أربعة وعشرين وزيرا، برئاسة الرئيس سعد الحريري، ووفق صيغة "الثلاث ثمانات"، من دون أن تنال أي جهة ثلثا معطلا أو نصفا زئدا واحدا. لكن كل هذه المحاولات قد يستعاض عنها بموقف من السلالة السياسية المتحورة للقوات اللبنانية.. إذا ما قرر رئيس حزبها سمير جعجع هذا المساء أن يعلن عن خطوة قد تؤمن اللقاحات السياسية من معراب.

وبين المبادرات المحلية.. يتحرك الغرب على خط لبنان.. وينعقد غدا اجتماع أوروبي يدخل إليه مشاركا الرئيس الأميركي جو بايدن عبر تقنية الزووم.. وقد تم وضع لبنان على جدول أعمال هذا الاجتماع من ضمن ملفات النووي الإيراني وأزمات النازحين السوريين.

في التأليف نحن ننتظر.. صعقة دولية تعيد لبنان الى صحته الحكومية. أما "على صحة السلامة" فإن مسار التلقيح دخل بازار الفساد اللبناني، حيث وقع الإنقلاب على اللجنة الوطنية التي يرأسها الدكتور عبد الرحمن البزري.. في وقت كانت هذه اللجنة..العلامة الوحيدة الفارقة عن زواريب الحصص والزبانئية والنفعية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

“الحراك الشعبي” يحيل الدواء الإيراني إلى النيابة

بيروت ـ”السياسة/28 آذار/2021 

: يتقدم المحامون، مجد حرب وإيلي كيرللس وأمين محمد بشير، من “الحراك الشعبي”، اليوم، ببلاغ أمام النيابة العامة التمييزية في بيروت، بشأن إدخال أدوية إيرانية الصنع إلى لبنان، بشكل مخالف لمعايير منظمة الصحة العالمية وللأصول والاجراءات القانونية والادارية المعتمدة لتسجيل الادوية والمستحضرات الصيدلانية في لبنان، وبغياب المعلومات العلمية الكافية حول جودتها وسلامة محتوياتها وصحة استعمالها، ما قد يتسبب بوفاة المرضى وتعريض النظام الصحي الوطني لخطر أكيد نتيجة المضاعفات والتداعيات السلبية لهذه الأدوية. وفي سياق غير بعيد، أكد وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن، ان “وزارة الصحة تلقت يوم الثلاثاء الماضي عددا كبيرا من الاتصالات تؤكد حصول نقص في الأوكسجين”، موضحاً ان “لبنان يقوم باستيراد الأوكسجين من الخارج والعديد من البواخر تأتي من الخارج وخاصة من الأردن وتركيا، ولكن ليلة الثلاثاء تأخرت الباخرة التي ستأتي من تركيا، لذا لم يكن أمامنا خيار سوى الذهاب إلى سورية من أجل تأمين الأوكسجين لمدة ثلاثة أيام لحين وصول الباخرة، وسورية أعطتنا الأوكسجين من حصتها الصحية بالرغم من الأوضاع الصعبة لديهم، وقدمت لنا هذه الهبة دون أي قيد أو شرط، وهو ما جنب لبنان العديد من الأحداث السيئة، ولا داعي بتاتاً “للنكايات”.

 

السفير السعودي لجنبلاط: لن نترك لبنان وسنبقى إلى جانبه

بيروت ـ”السياسة” /28 آذار/2021 

 في موازاة التحرك الديبلوماسي المكثف الذي يقوم به سفير خادم الحرمين الشريفين وليد بخاري، في إطار الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية للتخفيف من معاناة اللبنانيين، علمت “السياسة”، أن السفير بخاري أكد لرئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط أن بلاده لن تترك لبنان وستبقى إلى جانبه في الظروف الصعبة التي يمر بها، لكنه اعتبر في الوقت نفسه أن تشكيل الحكومة شأن سيادي لبناني لن تتدخل المملكة به، بقدر ما يهمها الإسراع في تشكيل الحكومة التي يتوافق اللبنانيون عليها، لإنقاذ الوضع الاقتصادي الذي يواجه ظروفاً صعبة للغاية، مشيداً بجهود النائب السابق جنبلاط لإخراج الوضع من المأزق . وكشفت معلومات “السياسة”، أنه ستكون للسفير البخاري هذا الأسبوع، سلسلة لقاءات مع شخصيات لبنانية وديبلوماسية عربية وأجنبية، تصب في إطار العمل من أجل توفير الأجواء التي تساعد في مساعدة الشعب اللبناني على تجاوز المرحلة الصعبة التي يمر بها .

 

لبنان بدأ مرحلة العدّ العكسي... الإنهيار الكلّي آتٍ!

لبنان 24/28 آذار/2021 

يمكن القول إن لبنان قد دخل فعلياً في مرحلة الانهيار الكلي بعد كل ما أصابه ويصيبه يوماً بعد يوم. فلبنان الذي كان قبلة الشرق وبابه نحو الغرب، تحوّل اليوم الى بؤرة فقيرة يتآكلها الفساد، على وقع تموضعه في خانة الثانوية على طاولة المفاوضات والاجندات العالمية والاقليمية على حد سواء. تميز لبنان في السنوات الماضية باربعة قطاعات شكّلت رافعة لإقتصاده من دون منازع، و هي: المصارف، الطبابة، السياحة والمرفأ. هذه القطاعات باتت اليوم في خبر كان على وقع التأزم السياسي الحاصل والضربات التي نتعرض لها منذ ما قبل تحركات ١٧ تشرين الأول وحتى اليوم.  ولعل اولى القطاعات التي تعرضت لأكبر ضربة في هذه الفترة كان القطاع المصرفي، الذي خسر المصداقية والثقة بعد الخسارات التي مني بها عندما قررت حكومة حسان دياب تأجيل دفع سندات "اليورو بوند"، غير آبهة بما قد يحصل نتيجة هذا الامر. وحتى اليوم وعلى الرغم من كل التعاميم الصادرة عن مصرف لبنان لم تعد المصارف قادرة على النهوض، ولا حتى على استعادة الثقة المحلية قبل الدولية، لتتحول الى نوع من صرّاف للعملة ومصدراً لليرة اللبنانية، إذ لم يعد أحد قادراً على فتح أي اعتماد، ولم  تعد المصارف قادرة أيضاً على تمويل أي مشروع إستثماري، لأن الاموال مفقودة والسيولة "شاحة"، حتى ان الممولين العرب الذين خسروا اموالهم المودعة في المصارف لن يعودوا اليها اليوم. أما في القطاع الصحي، وكما بات معلوماً، لم يعد لبنان" مستشفى الشرق"، بل بات الاطباء يهجرونه في إتجاه الدول العربية، وتحوّلت المستشفيات اللبنانية الى مركز تصدير للطاقات الطبية والتمريضية الذين باتوا عملة نادرة لا سيما مع أزمة كورونا والانهيار الطبي الكبير الذي اصاب القطاع.  ومن كان بوابة لبنان ومنطقة الشرق الاوسط الاقتصادية الى العالم، ونقصد هنا مرفأ بيروت، تحول الى ركام بعد الانفجار الكارثة  في الرابع من آب من العام الماضي.  وبغض النظر عن الأسباب التي أدت الى هذا الانفجار فهو أتى بالتوقيت الخطأ لا سيما في الوقت الذي كان فيه مرفأ حيفا يستعيد شبابه ونشاطه الاقتصادي ليتحوّل إلى بوابة الشرق بعد توقيع اكبر الدول العربية لمعاهدات السلام مع اسرائيل، وبالتالي لم يعد عنوان"العدو" مظلة لعدم التعامل العربي مع اسرائيل.  ومن هنا لم يعد أمام لبنان سوى السياحة  لكي يبنى عليها لضخ fresh dollars في السوق اللبنانية، لا سيما أن لبنان بات بلدا "رخيصا" اذا جاز التعبير نتيجة تدهور سعر صرف عملته مقابل الدولار، والتي ستكون نقطة جذب للسياح وللجالية اللبنانية في فصل الصيف لاعادة انعاش الاقتصاد، اذا ما سمحت اسرائيل بهذا الامر على وقع ارتفاع الحديث والتهديدات بضربة عسكرية يتم التحضير لها ضد "حزب الله" ما سيشكل الضربة القاضية والنهائية للكيان.

 

هربًا من تجنيد إيران.. سوريون ينضمون الى القوات الروسية

قناة العربية.نت/28 آذار/2021 

اشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، الى أنّ 7 أشخاص من أبناء الميادين بريف دير الزور الشرقي، عمدوا إلى الالتحاق في صفوف “الفيلق الخامس” الموالي لموسكو بمنطقة غرب الفرات، خوفاً من سحبهم إلى التجنيد في صفوف ميليشيا “لواء الشيخ” الموالية لطهران. واضاف المرصد أنه في الوقت ذاته توجه شابان اثنان إلى مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية في الطبقة بريف الرقة قادمين من مناطق النفوذ الإيراني غرب الفرات، هرباً من سحبهم إلى “الخدمة الإلزامية” ضمن جيش النظام، حيث تعد هذه العمليات دورية وتجري بين الفترة والأخرى لشبان ورجال بغية عدم الالتحاق بالخدمة الإلزامية.وأتت هذه التطورات بعد شهر من اجتماع قائد لواء “الشيخ” التابع لـ”الحرس الثوري الإيراني”، بشيوخ ووجهاء عشائر القبائل المنتشرة في مضافته الواقعة بشارع الكورنيش قرب محطة المياه في مدينة الميادين لإبلاغهم بأن إيران كلفته شخصياً بدعوى عشائر المنطقة لتشكيل قوة رديفة لـ “الحرس الثوري” الإيراني، قوامها أبناء عشائر المنطقة، وأضاف أن قيادة “الحرس الثوري” ستتكلف بتقديم الدعم العسكري والمادي لأبناء هذه العشائر. كما زعم أن مهمة القوة العشائرية ستكون مؤازرة الميليشيات الإيرانية فقط في عملياتها العسكرية بالمنطقة، منهياً اجتماعه حينها بتقديم وعود للقبائل بتنسيق اجتماعات بينهم وبين قيادة “الحرس الثوري” الإيراني بشكل مباشر.

 

العريضي: لا يحقّ لعون سحب تكليف الحريري

إم تي في اللبنانية/28 آذار/2021 

شدد الوزير السابق غازي العريضي إلى أنّه “لا يحق دستورياً لرئيس الجمهورية ميشال عون سحب التكليف من الرئيس المكلف سعد الحريري والأخطاء مشتركة بينهما”، مشيراً إلى أنّه “بإمكاننا إنتاج تفاهم داخلي لذلك طالب رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط بالتسوية والخلاف السياسي عميق وسمعنا كلاما عبر وكالات أنباء عالمية ومسؤولين دوليين يحذّرون من “الإنزلاق إلى الأسوأ” لذلك يجب التفاهم”. ورأى، في حديث لـ”بيروت اليوم” عبر mtv، أن “جنبلاط إنطلق من تجارب ومعموديات سياسية ولا بد من تركيبة حكومية في أسرع وقت وكل الإعتبارات تسقط أمام تشكيل حكومة تطبق الإصلاحات التي هي من واجبنا القيام بها يوميا”، معتبراً أنّ “المطلوب البحث عن تفاهمات وفريقا عون والحريري تجاهلا الدستور عندما كان التفاهم بينهما قائماً وعون من الأساس لا يُريد الحريري”. وأشار العريضي إلى اننا “نتعرّض للتأنيب والقمع من رؤساء الدول كأنّنا لسنا على قدر المسؤوليّة أمام بلد ينهار”، سائلاً: “لماذا “عيب” على رئيس الحزب الإشتراكي وليد جنبلاط أن يقول كلمة “تسوية”؟” وحذّر من أنّ “لبنان أمام خطر فلتان وفوضى وجوع والحكومة لن تحقّق المعجزات والجميع ما زال وراء المتاريس من دون تحقيق أيّ تقدّم”.

 

حزب الله بحاجة إلى “green card” من الخارج لتشكيل حكومة

القناة 23/28 آذار/2021

أكد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب زياد الحواط أن حراك السفراء اليوم نتيجة الخوف الكبير على الانفجار التام في لبنان وبالتالي هم يتحركون لحث السياسيين على تشكيل حكومة فوراً توحي بالثقة للرأي العام والمجتمع الدولي وإلا نحن ذاهبون إلى انفجار أمني كبير. ورأى الحواط في حديث عبر “صوت كل لبنان” أن تشكيل الحكومة، فالشعب اللبناني انهار، الطاقات تهاجر، والعسكر في حالة انهيار فمن سيضبط الأمن والعسكري معاش العسكري يوازي 70$ تقريباً؟ ووشدد على أن ‏المجتمع الدولي لا يريد انهيار لبنان فمن له مصلحة من الانهيار الكلي؟ وقال، “‏هناك مشكلة جوهرية مع حزب الله ولا يستطيع أن يأخذنا معه في مشروعه الذي لا يشبه مشروع اللبنانيين”. وأضاف، “هناك سياسة تعطيل غير مقبولة، أنا أفهم بتعطيل المعارضة الحكم ولكن ما لا أفهمه هو كيفية تعطيل أصحاب الحكم تشكيل الحكومة كونه يشكل تلاقي عوني – حزب الله”. وأكد أن ‏حزب الله يعطل تشكيل الحكومة بسبب ملفات خارجية والتيار يعطل ليستمر سياسياً. وأشار الحواط إلى أن “‏التيار” يريد حكومة على قياسه لاستمراره في الحياة السياسية وحزب الله بحاجة إلى “green card” من لتشكيل حكومة و‏في ملف التدقيق الجنائي، قال، “التيار يقوم بحملة إلكترونية على ‏هذا الموضوع، فليتفضلوا ويطلبوا من شركة أجنبية للبدء بالتدقيق ‏الجنائب”. في ملف الكهرباء، أضاف، “أنا شخصياً أفضل العتمة على السلفة فيجب تخفيف الهدر وتركيب العدادات الذكية وبناء معامل فالوزيرة السابقة ندى البستاني وعدت بهذا الكلام ولكنها لم تنفذ شيئاً من وعودها وعمل هذا التيار فقط على أساس المحسوبية”. وتابع، “‏لينطفئ القطاع الكهربائي الفاشل فوراً ولتعمل المولدات فهم يقومون بعملية ابتزاز للشعب اللبناني فلم لا يستيقظوا على هذا الابتزاز قبل أيام قليلة من نفاد النفط”. وأكد أنه ‏لن يستقيم البلد قبل أن نرى مسؤولين كبار وراء القضبان، ‏”الحرامي ما بينّطر” وسيظل لديهم منافذ ليسرقوا”.وقال الحواط، “‏إن لم يخرج البلد من اصطفاف حزب الله لن يستقيم وإن لم ننتهي من الغطرسة الحكومية لن يقف البلد على رجليه”. وأضاف، “منذ اليوم الأول قلنا إن هذا الثنائي سيعطل أي مسار لمعالجة أمور البلد ولن يشكل حكومة”. وتابع، “‏من دمّر وعطّل على مدى عشرات السنوات نتيجة ارتهانات الخارج لن يستطيع معالجة الأمور”.

 

التيار يضبط قيادييه...رئاسة الجمهورية حلماً بعيد المنال لجبران باسيل

لبنان 24/28 آذار/2021

عمد "التيار الوطني الحر"، بالتوازي مع تحسن علاقته مع "حزب الله"،  الى تنظيم وضبط اطلالات قيادييه والمقربين منه اعلامياً. وقالت المصادر ان التيار يعمل بشكل واضح على الحد من اي تمايز او تصريحات معادية لحزب الله او منتقدة له من داخل التيار او من المحيطين به. كما اعتبر النائب والوزير السابق عن حزب الكتائب، ايلي ماروني، «ان رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف لتشكيل الحكومة سعد الحريري، مسؤولان عن تعطيل التشكيل والتأليف للحكومة، لأن قرار التأليف بأيديهما، متى ما تجردا من الالتحاق كل بمحوره، لاسيما رئاسة الجمهورية، عبر الالتصاق بمواقف حزب الله، حيث بدا خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن مهددا ومتوعدا وغير متحملا لمسؤولية مصير الوطن الذي وصل الى قعر الهاوية». وقال ماروني في تصريح لـ «الأنباء»: «نأسف لهذا الوضع الذي وصلت اليه البلاد، ولعدم التوصل بين الرئيسين عون والحريري الى تشكيل الحكومة خلال لقائهما الأخير في بعبدا، على الرغم من ان جميع اللبنانيين اهتموا بهذا اللقاء، وبنوا عليه آمالا كبيرة، فلبنان بحاجة الى حكومة لإنقاذ الأوضاع الاقتصادية والصحية والمالية والسياسية والأمنية، لكن ما جاء في خطاب السيد نصر الله عن تفضيله تأليف حكومة تكنو سياسية، قد يكون نسف كل الإيجابيات، وأعادنا الى نقطة الصفر، خصوصا وان الرئيس المكلف متمسكا بالمبادرة الفرنسية، التي تقوم على حكومة اخصائيين بعيدا عن الحزبية والسياسية، لذلك نأمل ان ينتصر الوعي ويتحمل الرئيسان عون والحريري مسؤولية الوطن والشعب». وردا على سؤال، قال ماروني: «ان عهد الرئيس عون قارب على النهاية دون اي انجاز، بل تجلى بخيبات كبيرة على كل الأصعدة الإنمائية والمالية والاقتصادية والمصرفية والصحية، اني اعتبر ان وحده لا يتحمل كل المسؤولية، لكن هذا عهده ويحمل اسمه»، معتبرا ان رئيس التيار الحر النائب جبران باسيل، فقد معظم أدواره، وهو على خلاف مع جميع الفرقاء اللبنانيين، ويحملونه الكثير من المسؤوليات، من هنا فقد أي إمكانية للوصول الى رئاسة الجمهورية التي أصبحت له حلما بعيد المنال. وأضاف ماروني «ان المنظومة السياسية الفاسدة مسؤولة عن كل الانهيارات، ويأتي هذا العهد الخالي من اي انجاز، ليزيد في اهتراء الوطن، ما جعل اللبناني يعيش اسير الجوع والفقر وضياع امواله والامراض والبطالة دون اي مؤشر لأي حل ممكن، «ورأى» ان لبنان بحاجة الى احترام مبادرات الخارج تجاهه، لاسيما المبادرة الفرنسية والذهاب بسرعة نحو تشكيل حكومة مستقلين وأخصائيين، فنحن بحاجة الى كل المبادرات الاقليمية والدولية لمساعدة لبنان على تخطي أزماته الخانقة».وردا على سؤال حول زيارة وفد حزب الله لروسيا، قال: «هذه الزيارة العلنية، قد تكون لإعادة تنظيم دور الحزب في سورية ولبنان، لكن حتى الساعة لم تظهر اية إيجابيات او تسهيلات ومؤشرات ناتجة عن هذه الزيارة، لاسيما لجهة تسهيل تأليف الحكومة، بل على العكس ذهبنا الى مزيد من التصعيد». وعن مبادرة البطريرك الماروني بشارة الراعي لمؤتمر دولي، أكد ماروني «انها المبادرة الوحيدة على الساحة لجهة الحياد والرعاية الدولية، وهذا حل وحيد متوافر، وهناك شبه اجماع لبناني حوله، لأن منطلقاته وطنية ولبنانية، وغايتها انقاذ لبنان واللبنانيين، بعدما وصلنا الى جهنم كما أراد رئيس جمهورية لبنان».

 

الحراك الديبلوماسي تابع.. المبادرة الفرنسية أم مبادرة نصرالله؟

لبنان 24/28 آذار/2021

بعد الاشتباك الاخير الذي حصل بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، والذي ادى الى تراشق اعلامي كبير، لم تحصل اي تطورات حكومية بل سادت المراوحة من دون اي افق، لكن الساعات الماضية شهدت نشاطا ديبلوماسيا واسعا اوحى بإمكانية الوصول الى نتائج ايجابية. وبحسب مصادر مطلعة فإن الحراك الذي يقوم به سفراء اميركا وفرنسا والسعودية يهدف الى ايجاد حلول سريعة للازمة الحكومية، وهذا ما بدأ عبر نقاشات مغلقة بينهم. وترى المصادر ان الاطراف الدولية الثلاثة توافقت على ضرورة تعويم المبادرة الفرنسية بشكلها الاساسي مع السعي الى تخفيف سقف الشروط بين الاطراف السياسية اللبنانية بمن فيهم الرئيس سعد الحريري. وتعتبر المصادر ان المساعي التي تقودها واشنطن بشكل اساسي والتي تهدف الى تقديم دعم واضح للفرنسيين في لبنان جاءت لمنع حصول الانهيار في لبنان ووصوله الى حد اللاعودة وبالتالي فتح الباب واسعا امام "حزب الله" لكي يملأ الفراغ السياسي والاقتصادي عندها. وتشير المصادر الى ان هناك ثغرة اساسية بالحراك الديبلوماسي الحالي يقوم على نظرية تقول بأن فشل المبادرة الفرنسية سببه الوحيد عدم وجود دعم دولي واقليمي كامل لها، في حين ان هناك اسباب داخلية ايضاً لا يبدو ان ترميم المبادرة يشملها. وتلفت المصادر الى ان دخول رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط على خط المشاورات يعود الى هذا السبب بالذات، اذ يرغب جنبلاط بالمساهمة بتدوير الزوايا ومن هنا يأتي طرحه حكومة 24 وزيرا. وتؤكد المصادر ان ما يسعى اليه جنبلاط هو، بطريقة او بأخرى، احياء لاقتراحات الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في خطابه ما قبل الاخير عندما طرح توسيع الحكومة مقابل تخلي رئيس الجمهورية عن فكرة الثلث المعطل، على ان تكون وزراة الداخلية من حصة تيار المستقبل. وتقول المصادر انه وبالرغم من الحيوية المستجدة في الساعات الماضية غير انه لا يزال من المبكر الحديث عن انفراج حكومي واضح وسريع.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

طهران تقبل بشروط بكين لـ«تعاون استراتيجي» مدته 25 سنة/الاتفاق تعرض لانتقادات من أحمدي نجاد

لندن: «الشرق الأوسط»/28 آذار/2021

بعد انتقادات واسعة من قبل مسؤولين إيرانيين، وقعت طهران وبكين اتفاقاً للتعاون الاستراتيجي لمدة 25 سنة، فسره معارضون على أنه قبول بـ«الشروط الصينية للشراكة وإعطاء بكين امتيازات بعضها سري». ووقع «اتفاقية التعاون الاستراتيجي لمدة 25 عاماً»، كما سماها التلفزيون الرسمي، التي لم تنشر تفاصيلها بعد، وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ونظيره الصيني وانغ يي، الذي يزور طهران، كما أفاد صحافي وكالة الصحافة الفرنسية. وحسب وكالة «إرنا» الرسمية، فقد تم الانتهاء من التفاصيل النهائية للاتفاقية في الصباح خلال اجتماع بين «وانغ وعلي لاريجاني مستشار المرشد الأعلى (الإيراني علي خامنئي) والممثل الخاص لإيران للعلاقات الاستراتيجية مع جمهورية الصين الشعبية». ولم تكشف الخطوط العريضة والتفاصيل العامة للاتفاق، لكن مسودة منها سربت قبل أسابيع تضمنت الحديث عن استثمارات بحوالي 400 مليار دولار أميركي وامتيازات للصين وشركاتها في البنية التحتية والتجارة والمجال العسكري والموانئ والمطارات، الأمر الذي أدى لصدور بيانات من شخصيات إيرانية تنتقد الاتفاق بينها الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد. ويظهر توقيع هذه الاتفاقية الأولوية المعطاة للعلاقات مع «الشرق» (أي بالنسبة إلى إيران مع دول مثل الصين والكوريتين والهند واليابان وروسيا) بما يتوافق مع التحول الذي عبر عنه خامنئي عام 2018. والصين هي أكبر شريك تجاري لإيران، وكانت مستورداً رئيسياً للخام الإيراني قبل إعادة فرض العقوبات الأميركية على قطاع الطاقة الإيراني في 2018 ما أدى إلى تراجع صادرات النفط من طهران.

وحسب الخارجية الإيرانية، فإن الاتفاقية الموقعة السبت هي «خريطة طريق متكاملة» تتضمن مجالات مختلفة منها «السياسية والاستراتيجية والاقتصادية لـ25 عاماً من التعاون بين إيران والصين». وبالنسبة إلى بكين، فهي جزء من مشروع «طرق الحرير الجديدة» الضخم للبنية التحتية الذي أطلقته بالتعاون مع أكثر من 130 بلداً. وأفاد الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، في تصريح للتلفزيون الرسمي، بأنه سيتم توقيع «الوثيقة الشاملة للتعاون»، السبت، خلال زيارة لوزير الخارجية الصيني وانغ يي، الذي وصل مساء الجمعة إلى طهران، مشيراً إلى أن الاتفاقية تتضمن «خريطة طريق متكاملة وذات أبعاد اقتصادية وسياسية». وأوضح خطيب زاده أن الاتفاقية تركز على «الأبعاد الاقتصادية التي تعد المحور الأساس لها، ومشاركة إيران في مشروع (الحزام والطريق)»؛ الخطة الصينية الضخمة لإقامة مشاريع بنى تحتية تعزز علاقات بكين التجارية مع آسيا وأوروبا وأفريقيا.

وأشار إلى أن مشروع الاتفاقية يعود إلى زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ لطهران في يناير (كانون الثاني) 2016، حيث التقى «المرشد» علي خامنئي. وتعهد البلدان في ذلك الحين في بيان مشترك بـ«إجراء مفاوضات لإيجاد اتفاق تعاون موسع لمدة 25 سنة» ينص على «تعاون واستثمارات متبادلة في مختلف المجالات، لا سيما النقل والموانئ والطاقة والصناعة والخدمات». وقال خامنئي وقتها إن «إيران حكومة وشعباً تسعى كما فعلت على الدوام لتوسيع علاقاتها مع الدول المستقلة والموثوق بها كالصين»، معتبراً أن المشروع الصيني - الإيراني «صائب»، ووصفه بأنه «شراكة استراتيجية شاملة».

ويأتي تقارب طهران مع بكين في مناخ من عدم الثقة المتزايد في إيران تجاه الغرب، وخلال فترة تشهد توترات بين واشنطن من جهة، وطهران وبكين من جهة أخرى. فانسحاب واشنطن الأحادي الجانب عام 2018 من الاتفاق النووي الإيراني الدولي وعجز الأوروبيين عن مساعدة طهران في تجاوز العقوبات الأميركية التي أعيد فرضها في ذلك العام، أقنعت السلطات الإيرانية بأن الغرب ليس شريكاً «جديراً بالثقة»، على حد تعبير خامنئي. في يوليو (تموز) 2020، أثير جدل على مواقع التواصل الاجتماعي الإيرانية بعد تصريحات أدلى بها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، للتنديد بالمفاوضات الجارية «لإبرام اتفاق جديد مع بلد أجنبي لمدة 25 سنة» بدون علم الشعب، على قوله. وعقب ذلك، أعلن ظريف في خطاب أمام النواب وسط صيحات استهجان أن «لا شيء سري» في المفاوضات الجارية مع بكين بشأن الاتفاق، مؤكداً أنه سيتم إطلاع الأمة «عند التوصل إلى اتفاق». وفي مقال نشرته وكالة «إرنا»، أشار السفير الإيراني لدى الصين محمد كشاورز زاده، إلى أن بكين هي «الشريك التجاري لإيران منذ أكثر من 10 سنوات». لكنه لفت إلى أن «فرض عقوبات شديدة» من واشنطن و«القيود المرتبطة بفيروس كورونا قللت بشكل كبير من التجارة بين البلدين».ونقلت وكالة «إيلنا» عن رئيس الغرفة التجارية الصينية - الإيرانية في طهران ماجد رضا الحريري، قوله إن حجم التجارة بين بكين وطهران تراجع إلى «16 مليار دولار» في عام 2020 مقارنة بـ51.8 مليار في عام 2014.

 

تفجير انتحاري يهز كنيسة في إندونيسيا

جاكرتا – وكالات/28 آذار/2021

 أكدت الشرطة الإندونيسية، أمس، أن انفجاراً وقع خارج كنيسة كاثوليكية في مدينة ماكاسار. وقال المتحدث باسم شرطة ساوث سالاويزي، إن عدداً من المواطنين كانوا داخل الكنيسة وقت الانفجار، مضيفاً “رأينا ضحايا وأشلاء بشرية، لا نعرف ما إذا كانت لمنفذ الانفجار أم لأفراد كانوا قربه”. وأشار، إلى أن “الانفجار يعتقد أنه ناتج عن قنبلة”، مضيفاً إن “الانفجار كان على الأرجح تفجيراً انتحارياً وأن المشتبه به قتل في الانفجار”. وأضاف، إن “الجثة التي عثر عليها في مكان الحادث يعتقد أنها تعود للانتحاري”، مشيراً إلى إصابة 14 شخصاً بينهم عاملان في الكنيسة. وأظهرت لقطات تلفزيونية الشرطة وهي تفرض طوقاً أمنياً حول الكنيسة وسيارات متضررة في الموقع، في حين ذكرت قناة “كومباس” الإخبارية، أنه يشتبه في ان الانفجار ناتج عن هجوم انتحاري. في غضون ذلك، قال القس فيلهلموس تولاك الذي كان يترأس القداس عندما انفجرت القنبلة ، إن “صوتاً مدوياً صدم المصلين الذين كانوا قد أنهوا لتوهم القداس”. وأشار، إلى أن حراس الكنيسة اشتبهوا في شخصين كانا يريدان دخول الكنيسة حيث فجر أحدهم عبوته الناسفة وقتل قرب البوابة بعد أن تصدى له الحراس، مضيفاً إن الهجوم لم يسفر عن سقوط ضحايا بين رواد الكنيسة. وتعليقاً على التفجير، دان الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو بشدة التفجير، وقال في كلمة مصورة، “أدين بشدة هذا العمل الإرهابي، وأمرت قائد الشرطة بإجراء تحقيق شامل في شبكات الجناة وتقويض تلك الشبكات حتى جذورها”. وحض، المواطنين على التحلي بالهدوء، مؤكداً أن الحكومة ستعمل على ضمان تأدية الجميع لعباداتهم “من دون خوف”. في غضون ذلك، دعت السفارة الروسية لدى إندونيسيا، المواطنين الروس، لتجنب زيارة الأماكن المزدحمة، وذلك بعد تفجير انتحاري وقع قرب كنيسة كاثوليكية في مدينة ماكاسار بجزيرة سولاويزي.

 

كندا تشهد حادث طعن جماعياً

أوتاوا – وكالات/28 آذار/2021

 تسببت عملية طعن عشوائية في مقتل امرأة وإصابة ستة أشخاص، أمس، في منطقة مزدحمة بشمال فانكوفر بالغرب الكندي. ووقع الحادث، داخل مكتبة “لين فالي” وخارجها، التي كانت مليئة بالمتسوقين في عطلة نهاية الأسبوع. وذكرت الشرطة الكندية، في بيان، أنه تم القبض على أحد المشتبه بهم، مضيفة أن المهاجم كان يتصرف بمفرده على ما يبدو. وأظهر مقطع فيديو من مكان الحادث رجلاً يصيب نفسه بسكين قبل أن يتم احتجازه لدى الشرطة، فيما قال شهود عيان، إن المشتبه به بدأ في طعن الأشخاص داخل المكتبة قبل الانتقال إلى الخارج. من جانبها، قالت الشاهدة شايلا دايسون، إنها شاهدت رجلاً يطعن امرأة، ولم يظهر أن هناك أي رابط بينهما مع استمرار المهاجم بالطعن بشكل عشوائي. في سياق متصل، قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، على حسابه بموقع “تويتر”، إن “قلبي في شمال فانكوفر، إلى كل من تضرر من هذا الحادث العنيف في وادي لين، اعلم أن جميع الكنديين يتمنون الشفاء العاجل للمصابين”.

 

محافظ المركزي الإيراني يقر بعجز الموازنة بسبب الفساد

طهران، عواصم – وكالات/28 آذار/2021

 أقر محافظ البنك المركزي الإيراني عبدالناصر همتي، بأن الحكومة قامت بطباعة النقود خلال الـ 24 شهرا الماضية لتغطية أجزاء من ميزانيتها، مما سيؤدي إلى حدوث تضخم، قائلا إنه “بالنظر إلى عجز الميزانية، لم يكن بوسعنا فعل أي شيء آخر”. وكشف همتي أحدث سلسلة من الفساد والمحسوبيات في بلاده، قائلا: “إن إجمالي ديون البنوك لـ11 شخصا بلغ 90 ألف مليار تومان”، مضيفا: “تمكنا من استعادة نحو 30 ألف مليار تومان فقط”، وهو الإعلان الذي يفتح الباب واسعا من جديد على حجم الفساد في إيران، حيث صنفت منظمة الشفافية الدولية، في أحدث تقرير لها عن مؤشر الفساد في الدول سنويًا لعام 2020، إيران في المرتبة 149 من أصل 180 دولة.

 

رجوي: إيران على برميل بارود والشعب سيُقاطع الانتخابات الرئاسية/مشرعون أميركيون حذروا بايدن من كابوس الاتفاق مع طهران وسلوكها المزعزع للاستقرار

عواصم – وكالات/28 آذار/2021

 دعت الرئيس المنتخبة من جانب المعارضة الإيرانية مريم رجوي، أوروبا، بحسم مواقفها تجاه نظام الملالي الحاكم في طهران، مشددة على أن إيران على برميل بارود والشعب سيقاطع الانتخابات الرئاسية. وخلال مؤتمر عبر الإنترنت نظمه المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بمناسبة رأس السنة الإيرانية الجديدة “النوروز”، شددت رجوي على أن النظام الإيراني ما زال بعيدا عن تغيير سياسته تجاه أزماته متعددة الجوانب، موضحة من مقر إقامتها في اوفيرسور أوز الفرنسية، أن تصريحات المرشد علي خامنئي الأخيرة تدل على عدم رغبته في تغيير سياساته، مؤكدة أن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية وضعت خامنئي في مأزق، مشيرة إلى أنه غير قادر على إيجاد الحلول. وقالت إنه على الرغم من أزمة “كورونا” عبّر المجتمع الإيراني مرارًا عن غضبه وتمرده في السجون، ومن خلال التجمعات الاحتجاجية التي قامت بها مختلف فئات المجتمع، مشبهة الوضع ببرميل بارود يمكن أن ينفجر في أي لحظة، مضيفة أن الشعب الإيراني يطالب بمقاطعة ما يسمى الانتخابات الرئاسية المقبلة ويطالب بإقامة جمهورية حرة ديمقراطية، مشيرة إلى موجة واسعة من انضمام الشباب إلى المقاومة رغم الاعتقالات الواسعة في معاقل الانتفاضة في جميع أنحاء البلاد. واعتبرت انتهاك مزيد من بنود الاتفاق النووي بعد شهرين من تسلّم الرئيس الأميركي جون بايدن مقاليد الإدارة، دليل على عدم تخلي النظام عن سعيه لامتلاك القنبلة الذرية، مشيرة إلى تكثيف الهجمات الصاروخية على القواعد الأميركية في العراق، وهجمات الميليشيات التي تعمل تحت سيطرة قوات “الحرس الثوري” في اليمن ضد السعودية، مؤكدة استمرار النظام في الاعتماد على القمع داخل إيران من جهة وتصدير إرهابه وتدخلاته في المنطقة من جهة أخرى. وأكدت أن الشعب الإيراني يتوقع تبني أوروبا سياسة حازمة تجاه النظام، وأن تدعم مطالبه بالديمقراطية وحقوق الإنسان.، وأن تتخذ فرنسا والاتحاد الأوروبي إجراءات ضد جهاز النظام الإرهابي في أوروبا وسفاراته التي تستخدم مراكز إسناد للأعمال الإرهابية. من جانبها، انتقدت وزيرة الدولة السابقة للشؤون الخارجية والعدل ميشال أليو ماري، سياسة الابتزاز التي يتبعها نظام الملالي في التعامل مع المجتمع الدولي بشأن برنامجه النووي، كما دانت لعبة النظام مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتكتمه على المواقع النووية. واستنكرت الدور الإقليمي التخريبي لنظام الملالي في اليمن، معتبرة أن أوروبا لم تظهر التصميم الكافي في التعامل مع إرهاب الملالي ووصفت ذلك بأنه سياسة خاطئة. بدوره، دعا جيلبرت ميتران نجل الرئيس الفرنسي الراحل ورئيس مؤسسة “فرانس ليبرته”، إلى إنشاء لجنة مستقلة لتحقيق العدالة لضحايا قمع نظام الملالي. من جهتها، شددت الوزيرة الفرنسية السابقة لحقوق الإنسان راما ياد على أنه “لا يمكن التفاوض مع مثل هذا النظام”، معربة عن تأييدها للرئيسة رجوي والمجلس الوطني للمقاومة وأملها في أن يكون العام الجديد عام إحداث التغيير في إيران. على صعيد متصل، حذر أعضاء كبار في مجلس الشيوخ الأميركي الرئيس جو بايدن، من أن الصفقة النووية قد تسمح لإيران بالحصول على أسلحة نووية، وأن ذلك سوف يشكل كابوسا للعالم، بخلاف سلوك إيران المزعزع لاستقرار الشرق الأوسط والذي يستهدف حلفاء أميركا في دول الخليج. وفي رسالة مشتركة من عدد كبير من أعضاء مجلس الشيوخ تزعمتهم السيناتور الجمهورية جوني إرنيست، حذر الأعضاء من سلوك طهران الخبيث في المنطقة، معربين عن قلقهم بشأن التهديدات التي تتعرض لها المصالح الأميركية في العراق وأماكن أخرى في المنطقة، والهجمات على شركاء الأمن الأميركيين المهمين.

 

الدستورية” التركية تحرم الرئاسة من بعض الامتيازات

أنقرة – وكالات/28 آذار/2021

 ألغت المحكمة الدستورية في تركيا، الامتياز الممنوح لمؤسسة الرئاسة للحصول على الخدمات من المؤسسات العامة بالمجان، بما في ذلك خدمات شركة خطوط الطيران التركية. وبناءا على دعوى أقامها حزب “الشعب الجمهوري”، يطالب فيها بإلغاء بعض أحكام قانون ميزانية الحكومة المركزية، ألغت المحكمة الدستورية امتياز الرئاسة لدى الخطوط الجوية التركية، حيث تستفيد 13 طائرة مدنية وثلاث طائرات هليكوبتر من عدم دفع أي رسوم، موضحة أن تلقي الرئاسة بعض الخدمات من المؤسسات العامة من دون مقابل يتعارض مع الدستور، ومشيرة إلى أن خطوط الطيران التركية التي خسرت 5.6 مليارات ليرة في العام 2020، ستأخذ من القصر الرئاسي نظير الخدمات التي قدمتها. في سياق آخر، أكد رئيس حزب “الشعب الجمهوري” كمال كيليتشدار أوغلو، أن بلاده قد تشهد انتخابات مبكرة في خريف العام الحالي. وقال، إن “النظام الحاكم بات غير قادر على الإدارة، وبالتالي فإنه مضطر لإجراء انتخابات مبكرة، على الأرجح ستكون في الخريف”، مضيفاً ان “حال الشعب التركي بات صعباً، كما أن البلاد باتت في أزمات مع العالم كله”.

 

طوابير الوقود تعود إلى سورية مُجدداً والنظام يتحجج بقناة السويس/فوضى وانفلات في "الهول" واعتقال العشرات من عائلات "الدواعش"

دمشق – وكالات/28 آذار/2021

 منذ سنوات وحتى اليوم، تعاني سورية من أزمة محروقات خانقة، إلا أنها تشتد بين الحين والآخر لتتراكم طوابير السيارات أمام محطات البنزين في مناطق سيطرة النظام. وعاد مشهد الطوابير الذي بات مألوفاً لدى الجميع، حيث وقفت طوابير السيارات أمام المحطات، خصوصاً في دمشق وضواحيها. وعللت وزارة النفط السورية، في بيان، عودة الطوابير على محطات الوقود، بتأخر وصول ناقلة كانت تحمل النفط ومشتقاته إلى البلاد بسبب تعطل حركة عبور قناة السويس، كاشفة أنها “تعمد إلى ترشيد توزيع الكميات المتوافرة من المشتقات النفطية” لتجنب انقطاعها، متناسية تماماً أن أزمة النفط أضحت ظاهرة تشغل حياة السوريين بشكل يومي تقريباً وقبل فترة كبيرة من أزمة قناة السويس، التي لم يمر عليها سوى أيام قليلة. وذكرت، أن تعطل حركة الملاحة في قناة السويس “انعكس على توريدات النفط إلى سورية، وتأخر وصول ناقلة كانت تحمل النفط ومشتقاته”، مشيرة إلى أنها سترشد توزيع الكميات المتوافرة من المشتقات النفطية، إلى حين عودة حركة السفن إلى طبيعتها عبر قناة السويس. من ناحية ثانية، وفي وقت تعمد فيه الميليشيات الإيرانية إلى تجنيد السوريين في صفوفها، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن سبعة أشخاص من أبناء الميادين بريف دير الزور الشرقي، عمدوا إلى الالتحاق في صفوف “الفيلق الخامس”، الموالي لموسكو بمنطقة غرب الفرات، خوفاً من سحبهم إلى التجنيد في صفوف ميليشيا “لواء الشيخ”، الموالية لطهران. على صعيد آخر، عاد مخيم “الهول” الواقع في ريف الحسكة إلى الواجهة مجدداً، بعدما انتشرت الفوضى وسط انفلات أمني كبير، أدى لتراكم الجثث وارتفاع أعداد القتلى. وذكر “المرصد”، أن “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، بدأت فجر أمس، حملة أمنية كبيرة في المخيم، ضد أذرع تنظيم “داعش”، التي تعيث فساداً في المخيم، من حيث الفلتان الأمني الكبير وتنفيذ خلايا التنظيم لاغتيالات وجرائم قتل كبيرة هناك، مشيراً إلى اعتقال العشرات من أسر التنظيم. وأضاف، إن “الحملة التي يشارك فيها نحو خمسة آلاف عنصر من قسد، وشملت لاجئين عراقيين ونازحين سوريين بالإضافة لقسم زوجات الدواعش الأجانب”. في غضون ذلك، أنجزت قوات الشرطة العسكرية الروسية عملية وساطة بين “قسد”، والفصائل “التركمانية”، الموالية للجيش التركي، أفضت إلى تبادل جثث القتلى بين الطرفين بمحيط مدينة عين الستراتيجية بريف الرقة.

 

بكين: لا أمن ولا أمان في العالم دون استقرار الشرق الأوسط/طرحت على منتدى التعاون العربي ـ الصيني مبادرة من 5 نقاط... وسفير الإمارات لدى إسرائيل: نتطلع للسلام

أبوظبي، عواصم – وكالات/28 آذار/2021

 بكين: فيما أكدت الصين أنه لا أمن ولا أمان من دون استقرار الشرق الأوسط، أكد ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، حرص بلاده على تعزيز علاقات التعاون المتميزة مع بكين، بما يخدم السلام والتنمية في العالم، وبحث الشيخ محمد بن زايد مع وزير خارجية الصين وانغ يي، الشراكة الستراتيجية الشاملة والخاصة التي تجمع البلدين، إضافة إلى المستجدات الإقليمية والدولية، وتطورات جائحة “كورونا”، وأكدا أهمية تعزيز التعاون الدولي والتضامن الإنساني لمواجهة تداعياتها. من جانبه، أكد وانغ يي أنه لا يجوز أن يتخذ المجتمع الدولي قرارات بشأن منطقة الشرق الأوسط بدلًا من شعوب المنطقة، ولا يمكنه أيضًا أن يقف مكتوف الأيدي عما يحدث، طارحا على الدورة التاسعة للاجتماع الوزراي لمنتدى التعاون العربي- الصيني، مبادرة من خمس نقاط، بشأن تعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.وتشمل المبادرة الصينية الدعوة إلى الاحترام المتبادل، والالتزام بالعدالة والإنصاف، وتحقيق عدم انتشار الأسلحة النووية، والعمل سويا على تحقيق الأمن الجماعي، وتسريع وتيرة التنمية والتعاون. وأكد وزير الخارجية الصيني خلال الاجتماع الذي عقد افتراضيًا، أن “الجانب الصيني يدعم بكل ثبات جهود دول الشرق الأوسط في الدفاع عن سيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها، واستكشاف الطرق التنموية التي تتفق مع ظروفها الوطنية، وترفض أي تدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة مهما كانت الحجة”. على صعيد آخر، أكد وانغ يي في أبوظبي، أن “الصين ودول الشرق الأوسط شريكان في تحقيق التنمية المشتركة. ويرى الجانب الصيني أهمية القضاء على منبع الاضطرابات في المنطقة من خلال تحقيق التنمية، وندعو إلى إيلاء اهتمام أكثر للتنمية والتركيز على معيشة الشعب ودفع إعادة الإعمار”، مشيرا إلى دخول الصين مرحلة جديدة من التنمية بما سيوفر مزيدا من الفرص للشرق الأوسط. وأكد أن الإمارات صديق وثيق للصين في الشرق الأوسط والخليج والعالم العربي والإسلامي، وهناك حرص مستمر على التواصل والتعاون الدائم على الساحة الدولية، مشيرا إلى أهمية زيادة تعزيز التعاون في بناء “الحزام والطريق” وفي مجالات الطاقة والاقتصاد والتجارة والنفط والغاز والطاقة المتجددة والنووية، والتكنولوجيا المتقدمة والحديثة وفي مجالات تقنية الجيل الخامس والبيانات الكبيرة والذكاء الاصطناعي والطيران والفضاء، ورفع مستوى التعاون في القطاعات المالية والاستثمارية، والعمل سويا على إنشاء بورصة “الحزام والطريق” الدولية. من جهة أخرى، أكد سفير الإمارات لدى إسرائيل محمد محمود آل خاجه، أن بلاده تتطلع دائما للسلام ، مشيرا إلى أن الديبلوماسية تعد إحدى أبرز الأدوات التي تسهم في إيصال قيم الإمارات إلى العالم. واعتبر في جلسة نقاشية تفاعلية استضافتها أكاديمية أنور قرقاش الديبلوماسية، ثقة القيادة الإماراتية لاختياره للمنصب التاريخي كأول سفير لبلاده لدى إسرائيل، شرف عظيم، متعهدا حمل ما تعتمده الإمارات من قيم السلام والتعايش والتسامح كجزء من مرحلة جديدة من التعاون في المنطقة، ومعربا عن تفاؤله بدوره الجديد.

 

بريطانيا: مهاجمة منشآت النفط السعوديةتصعيدٌ خطير/المبعوثان الأميركي والأممي بشأن اليمن في الرياض بعد مسقط

عواصم – وكالات/28 آذار/2021

 أكدت بريطانيا، أمس، أن الأسلحة التي تستخدم في مهاجمة السعودية، هي إيرانية، مشددة على دعم المملكة في دفاعها عن نفسها ضد هجمات الحوثيين”، فيما دمر التحالف العربي طائرتين مسيرتين مفخختين وزورقين مفخخين. وقال السفير البريطاني لدى السعودية نيل كرومبتون، أن بلاده تدرك أن الأسلحة التي تستخدم في مهاجمة السعودية إيرانية، مؤكداً أن مهاجمة منشآت النفط في السعودية تصعيد خطير. وأضاف، “نعرف أن هذه الأسلحة التي تساند الحوثيين تأتي من إيران، وهذا يعتبر تصعيداً خطيراً من الحوثيين، ما يزيد من أهمية المبادرة السعودية لحل الأزمة في اليمن، والتي رحبنا بها”. وأكد أهمية المبادرة السعودية كونها تعكس موقف المملكة تجاه الأزمة اليمنية من الناحية السياسية والإنسانية، فضلاً عن إعادة فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة، مطالباً المجتمع الدولي بممارسة الضغط على الحوثيين للمشاركة في تنفيذ تلك المبادرة لكي يحل الأمن والسلام في اليمن. وشدد، على أهمية العلاقات بين بريطانيا والسعودية القوية والتاريخية، مضيفاً إنها شهدت تطوراً في السنوات الأخيرة. وفجر أمس، أعلن التحالف العربي، اعتراض مسيرتين مفخختين أطلقتا تجاه المنطقة الجنوبية في المملكة، مشيراً أيضاً إلى تدمير زورقين مفخخين قبالة الحديدة. وفي وقت لاحق، هدد الحوثيون، السعودية، “بضربات قوية وموجعة لم تعهدها من قبل”، مضيفين إن “العام الجاري سيشهد الإعلان عن منظومات صاروخية جديدة”. على صعيد آخر، أكد مصدر ديبلوماسي، أن المبعوثين إلى اليمن الأممي مارتن غريفيث والأميركي تيم ليندركينغ، وصلا الرياض لبحث الأزمة اليمنية، بعد محادثات أجرياها في مسقط، وذلك وسط استمرار المعارك في مأرب وتعز. من جانبه، شدد وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك، خلال لقائه المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، على أن هجمات الحوثيين الأخيرة تؤكد ارتهانها لأجندة إيران المزعزعة لأمن واستقرار المنطقة، معتبراً أن رد الحوثيين على مبادرة السعودية عبر تصعيد الهجمات يؤكد تبعيتها. من ناحيته، أكد غريفيث مواصلة الجهود الديبلوماسية لإنهاء الحرب والتخفيف من آثار الأزمة الإنسانية التي يعاني منها اليمنيون. في سياق متصل، التقى بن مبارك، أيضاً المبعوث الأميركي تيم ليندركينغ، وأكد أن الدعم والاستجابة للمبادرة السعودية خطوة مهمة نحو تحقيق السلام. وكان وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي وغريفيث بحثا في آفاق السلام في اليمن. ميدانياً، حرر الجيش اليمني، أمس، عدداً من المواقع والجبهات بمحافظة تعز، بعد معارك عنيفة مع الحوثيين، مشيراً إلى مقتل وإصابة 32 من الانقلابيين خلال المعارك. في غضون ذلك، نعت وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة بالجيش اليمني، في بيان، قائد المنطقة العسكرية السادسة اللواء أمين الوائلي. وذكرت، أن “الوائلي قتل وهو يؤدي واجبه الوطني في جبهات القتال بين محافظتي الجوف ومأرب ضد الحوثيين، كما أنه وضع نواة إعادة تأسيس المنطقة العسكرية السادسة، وتشكيل وحداتها وقياداتها”. وفي سياق آخر، توفي القائد العسكري الحوثي مستشار ما يسمى “المجلس السياسي الأعلى” اللواء يحي محمد الشامي، في صنعاء، أمس، جراء إصابته بفيروس “كورونا”. ويعد الشامي، المطلوب رقم 11 في القائمة التي أعلنها التحالف العربي في نوفمبر العام 2017، والتي تضم 40 قيادياً حوثياً.

 

الكاظمي يصف زيارته المرتقبة إلى السعودية بـ “الفرصة الكبيرة”/الاستخبارات أحبطت مخططاً إرهابياً استهدف قضاة بكركوك وشنت حملة في جبال حمرين

بغداد – وكالات/28 آذار/2021

 أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أمس، أنه يستعد لزيارة السعودية قريباً، واصفا دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بأنها “فرصة كبيرة”. وقال الكاظمي في مقابلة متلفزة “نحن في العراق منفتحون على كل إخواننا وأشقائنا في الخليج العربي، وفي المحيط العربي، وفي الجوار”، مضيفا “سنكون قريباً في الرياض، والعمل على تطوير الاستثمارات، لأن فيها فرصة كبيرة لإعادة التنمية وخدمة الشعب العراقي، وكذلك فرصة للمستثمر السعودي والخليجي أن يكون موجوداً في العراق”. وشدد على أن “العراق عربي ويبقى عربياً وسيبقى عربياً، ولكن هناك نظام سياسي جديد، وهناك صراع على السلطة أكثر مما هو صراع على بناء الدولة، وهناك من يبحث عن اللادولة، فيخرجون بتصريحات ومحاولات لإبعاد العراق عن واقعه الجغرافي والتاريخي، ولن نسمح بذلك”، مشددا على أن الانتخابات ستجرى في موعدها ولا تراجع عن مشروع بناء الدولة. وفي سياق آخر، اعتبر الكاظمي، الاستعراض العسكري لحركة “ربع الله” في بغداد، “أكثر من حجمها وهي محاولة بائسة لإرباك الوضع في العراق”، مضيفاً أن “ما حدث من هذه الميليشيا هو محاولة بائسة من مجموعة من الشباب من أجل إرباك الدولة وتصفية الخلافات معي، وليس مع أطراف أخرى”. من جانبه، دعا الرئيس برهم صالح إلى ضرورة تأمين إجراء انتخابات نزيهة وعادلة، بمختلف مراحل إجرائها وبما يبعد الشكوك والهواجس عنها، والتي كانت سبباً في عزوف المواطنين عن المشاركة فيها. وشدد صالح خلال استقباله رئيس وأعضاء المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، والممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت، وفريق المساعدة الانتخابية في العراق (يونامي) ومستشار رئيس الوزراء لشؤون الانتخابات، على أهمية الانتخابات المقبلة، باعتبارها “انتخابات مفصلية واستحقاقاً وطنياً”، مؤكدا “أن الحاجة ماسة لتوفير بيئة آمنة ومستقرة، ومنح الفرصة للناخبين في اختيار ممثليهم بعيدا عن التزوير والتلاعب والضغوط”. على صعيد آخر، أعلنت وكالة الاستخبارات،أمس، إحباط مخطط إرهابي لاستهداف قضاة محكمة تحقيق كركوك، مضيفة إنها شنت حملة تفتيش للقرى في سلسلة جبال حمرين بمحافظة ديالي، فيما عثرت الشرطة على مقذوفات وعتاد من مخلفات تنظيم “داعش”، وذلك خلال عملية تفتيش في إحدى القرى بقضاء تكريت.

 

تهريب 350 مليار دولار من العراق في 17 عاماً

بغداد – وكالات/28 آذار/2021

 قدرت لجنة النزاهة النيابية، الأموال العراقية المهربة من قبل بعض الفاسدين في عهد النظام السياسي القائم منذ العام 2003، وحتى الآن، بنحو 350 مليار دولار، أي ما يعادل 32 في المئة من إيرادات العراق خلال 17 عاماً. وقال عضو اللجنة طه الدفاعي، إن الأموال المهربة تقدر بين 300 و350 مليار دولار، في الأعوام التي أعقبت الغزو الأميركي للعراق، مشيرا إلى أن دعوة رئيس الجمهورية برهم صالح لاسترداد الأموال تتمثل بتنفيذ القوانين. وأضاف، إن العراق يمتلك دائرة لاسترداد الأموال المنهوبة تعمل على استرداد أموال الشعب، مشيراً إلى أن دعوة صالح تتمثل بتوقيع اتفاقات مع البلدان وزيادة التعاون مع الشرطة الدولية “الإنتربول”، والأمم المتحدة.

 

تونس: دعوات لفتح تحقيق قضائي في ثروة الغنوشي

تونس- وكالات/28 آذار/2021

: أثار تحقيق صحافي بشأن فضيحة الثروة الطائلة لزعيم حركة النهضة، المتأتية من تبييض الأموال والأعمال الإرهابية وتهريب الأسلحة، ضجة عاصفة في تونس، وخلفت دعوات بتحرك النيابة العمومية وفتح تحقيق قضائي. ووصف رئيس لجنة المالية في البرلمان هيكل المكي، ما نشرته إحدى الصحف بالمعطيات الخطيرة، قائلا إن “راشد الغنوشي ليس رجلا فوق القانون، وإن كان شجاعا وحقيقة بريء فليتقدم بنفسه إلى القضاء” . ودعا المكي النيابة العمومية إلى التحرك وفتح تحقيق، خاصة فيما يتعلق بالأموال المتأتية من التوسط في إرسال شحنات سلاح إلى ليبيا، والتورط في عمليات تسفير المرتزقة إلى بؤر التوتر مقابل عمولات ضخمة. ومن جانبه أكد رئيس لجنة الإصلاح الإداري ومكافحة الفساد في مجلس نواب الشعب، بدر الدين القمودي، أن ما نشر “معلومات تمس الأمن القومي لتونس والنظام العام في البلاد، والنيابة العمومية مخوّل لها إثارة الدعوى والتحقيق بجدية في كل هذه الشبهات”. وذكر النائب بأنه تم التقدم بطلب إلى الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد لكشف مدى الالتزام بتطبيق التشريع المتعلق بالتصريح بالمكاسب والمصالح لعدد من الأشخاص حسب ما يقتضي القانون.

 

البرهان والحلو يتمسكان بالسلام في السودان

الخرطوم- وكالات/28 آذار/2021

 شدد رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، أمس، على أهمية تحقيق السلام في البلاد. وقال خلال مراسم التوقيع على إعلان مبادئ بين الحكومة والحركة الشعبية شمال، برئاسة عبد العزيز الحلو: “سنقاتل من أجل تحقيق وحماية هذا السلام”. وأضاف أن هذا التوقيع هو بداية حقيقية إلى التغيير الذي سيقود إلى سلام يصنع بلادا للجميع، مشيرا إلى أن الشعب السوداني أمة واحدة، وهمه واحد هو السلام. من جهته، شكر الحلو البرهان على موقفه الذي وصفه بالشجاع، بعد التوقيع على هذا الإعلان. ويأتي هذا الاتفاق بعد سلسلة من الاجتماعات عقدت خلال الشهر الجاري تحت رعاية رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت. ووفقاً لنص إعلان المبادئ، اتفق البرهان والحلو على توطيد سيادة السودان واستقلاله وسلامة أراضيه، كما أقر الطرفان بالتنوع العرقي والديني والثقافي لسكان البلاد.

 

إسرائيل: أصوات “ليكودية” تدعو لتشكيل حكومة بدعم “العربية الموحدة”

تل أبيب – وكالات/28 آذار/2021

 دعا النائب عن حزب “الليكود” أيوب قرا، “أصدقاء اليمين” الإسرائيلي للتفريق بين “القائمة العربية الموحدة” برئاسة منصور عباس، و”القائمة المشتركة” ذات الغالبية العربية برئاسة أيمن عودة. وشدد قرا، عقب اجتماعه مع عباس، أول من أمس، على أن الأخير لا ينفي حق إسرائيل في الوجود ويريد أن يكون جزءا من القرارات التي لها تأثير وطني، معتبرا أن “الموحدة تحولت إلى بديل للمشتركة المتطرفة”. وقال قرا، مخاطبا زعماء اليمين الإسرائيلي المتطرف: “الوسط العربي ليس كتلة سياسية واحدة وهو كما شعب إسرائيل، فيه آراء مختلفة، ويجب احتضان التيار البراغماتي لمنصور عباس وعدم المس به وإيذائه بتصريحات عقيمة”. إلى ذلك، أفادت هيئة البث الإسرائيلية “كان”، بأن السلطات الإسرائيلية رفضت طلب عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” حسين الشيخ، لزيارة مروان البرغوثي في سجن هداريم. يأتي ذلك بعدما كان الشيخ قد التقى البرغوثي قبل عدة أسابيع، لبحث ملف الانتخابات الفلسطينية، على أن يستمرا بالتشاور في قائمة حركة “فتح” للانتخابات التشريعية المقبلة قبل إعلانها. من جهتها، أكدت لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية أن باب الترشح لانتخابات المجلس التشريعي مفتوح حتى مساء يوم الأربعاء المقبل الموافق 31 مارس الجاري، وأنها تسلمت حتى تاريخه 4 طلبات ترشح.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

صراحة واجبة الاعلان

د. حارث سليمان/28 آذار/2021 

اخيرا اتفقت المنظومة السياسية على أن المشكلة هي عند الطائفة الشيعية ولا دخل للباقين لما وصل اليه البلد من انهيار، وحتى الثنائي الشيعي يبدو غير منزعج من هذه الخلاصة. فهذا يؤكد هيمنة هذا الثنائي على البلد وضرورة الاستجابة لمطالبه ومصالح إيران من خلفه ضمن صفقة لم يحن اوانها.

  الا ان هؤلاء يتناسون ان الشيعة كناس ومواطنين هم أكثر الجميع تضررا من عملية الافلاس النقدي والانهيار المالي. المهاجرون الشيعة جعلوا من لبنان خزنتهم حيث اودعوا جنى العمر في المصارف اللبنانية.  الشيعة والفلسطينيون هم الأكثر تضررا إضافة إلى السوريين الذين هربوا أموالهم من سوريا بسبب الحرب الاهلية. فكفى التعامل مع الطائفة الشيعية وكأنها الطائفة المنتصرة والخلط بين القيادات الشيعية التي لها دورا رائدا، في الفساد والنهب وبين الطائفة التي نُهبت أموالُها ويُطارد افرادُها في مختلف الدول. هذا ما اورده الصديق محمد فران على صفحته على احدى وسائل التواصل الاجتماعي وهو محق بذلك! وانطلاقا من نصه، توسعت لكي استكمل هذه المقالة الى حيث تفضي!؟ قد يكون الثنائي الشيعي المسؤول الأساسي عن حالة البلد وهو مسؤول عن تردي العلاقة مع معظم الدول العربية والعالم الغربي، وقد يتحمل جزءا من مسؤولية انفجار المرفأ حيث على الاقل، تواطئ مع نظام الاسد في تسهيل توريد النيترات الى النظام السوري لاستعماله في البراميل المتفجرة، كما أستعمل هذا المرفأ كمستودع لوجستي ووسيلة لتصدير  مكونات عسكرية وكيماوية او استيرادها.

 وقد يكون مسؤولا عن كوارث واهتراءات مخيفة في أجهزة الدولة. وهذه التهم لن تهزه ولن تسيء اليه،  فتخزين الذخائر والمتفجرات وتصديرها ليست بتهمة أخطر من تصدير المقاتلين والصواريخ والمتفجرات إلى عدد من الدول العربية والعالمية، ومأساة المرفأ على كارثيتها تظل اقل فداحة من تهجير واقتلاع ٦ ملايين سوري من بيوتهم، ومن المشاركة في مذبحة ذهب ضحيتها ٨٠٠ الف سوري قتلى... ومن يتجاسر على المشاركة او على الاقل، تبرير قصف بيت الله الحرام في مكة وقبلة المسلمين جميعا، لن يشعر بحياء أو وجل، من توجيه اتهامات التخوين لكل خصومه، أو حاملي مشاريع سياسة مناهضة لسياسته، حتى لو كان صاحب الصرح البطريركي نفسه.

ولكن هذا الواقع لم يكن له ان يحصل لولا مشاركة الجميع في صنعه والتغطية عليه.

 فساد الطبقة السياسية ونذالتها وارتهانها هي التي مكنت هذا الثنائي من السيطرة على السلطة واختطاف شرعية دولتنا والتلاعب بها كرهينة او حقيبة مقايضة...

 ماذا نسمي اتفاق مار مخايل بين التيار الوطني الحر وحزب الله؟ غير مقايضة تقول" خذ الرئاسة واترك لنا قرارات السلطة ومفاتيح السيطرة على خياراتها؟ ثم ماذا يعني حيازة التيار العوني على نسبة اصوات تخطت ال٥٠% من المقترعين في المناطق المسيحية؟ خلال الانتخابات النيابية في دورتي ٢٠٠٥ و ٢٠٠٩ والنسبة الاولى على الساحة المسيحية في انتخابات ٢٠١٨!؟ غير ان هذا الخيار الذي ارسل لبنان وشعبه الى اتون جهنم، كان خيارا جماهيريا وشعبيا، ليس في الساحة الشيعية فحسب، بل في الساحة المسيحية!!. ماذا يعني قانون الانتخاب الارثوذكسي الذي لم يجرؤ اي حزب مسيحي رئيسي على معارضته، رغم انه قانون فصل عنصري وفدرالي المضمون؟! ويخالف نص وروح الدستور بصيغتيه قبل اتفاق الطائف وبعده!؟  ماذا يعني قانون الانتخابات النيابية الذي نسب الى المحامي جورج عدوان الذي اكتفى بزيادة حصة القوات ٦ نواب ليسلم الاكثرية النيابية لحزب الله وحلفائه!؟

ماذا يعني اتفاق معراب بين التيار العوني وحزب القوات اللبنانية، غير السعي لقيام ثنائية مسيحية، تحاكي الثنائية الشيعية، وتتقاسم الحصص بين الفريقين على حساب بقية القوى المسيحية؟

 وماذا يعني الاتفاق الرئاسي بين التيار العوني وتيار المستقبل سوى" خذ الرئاسة واعطنا رئاسة الوزراء؟"

 هذا هو النظام السياسي وهذا هو العهد القوي، هو عهد قائم على المحاصصة والتفريط بالسيادة والارتهان للخارج. أما بقية القوى فلم تكن الا ملتحقة درجة ثانية وثالثة بعربة الفساد؛ هي قوى تم ارضاؤها بوزارة هنا وموقع على الاملاك البحرية تم تحويله الى منتجع هناك، ومصالح نفطية هنالك، ومعمل ترابة في مكان رابع، وكسارات تدمر البيئة في موقع خامس. سطوة الثنائية الحزبية الشيعة باتت أزمة صنعتها الاطراف جميعها بجشعها وفسادها ووهن عزيمتها، فلا يجوز تبرئة احد من مسؤوليته، عن تنمية المشاكل حتى باتت كوارث، والشيعة العاديون هم الأكثر تضررا حتى ولو هتف بعض الجهلة وبعض المنتفعون منهم، شيعة... شيعة بأعلى اصواتهم. من مفارقات المأساة الحالية هجرة شباب لبنان وكفاءاته الى الخارج، وحدهم شباب الشيعة وكفاءاتهم لا يهاجرون، ليس لأن الازمة لا تطالهم، او لأن حزب الله وأمل يلبون احتياجاتهم ويحمونهم من الازمة وتداعياتها، بل لان سياسات حزب الله قد سدت عليهم كل ابواب الرزق والعمل واجازات السفر الى كل دول المعمورة.

ترك المواطنون الشيعة خلال ٤٠ سنة تحت الفرامة الاسرائيلية ثم الفرامة السورية الاسدية وفرامة حزب الدعوة العراقية واخيرا فرامة ايران وولاية الفقيه، لم يهتم احد لا من العرب ولا من الاطراف الغربية واللبنانية الاخرى، بما يحصل من اعادة فك وتركيب عنفي للاجتماع السياسي الشيعي، في نهاية سبعينات القرن الماضي وصولا الى نهاية القرن، اليوم هناك استعصاء لبناني، نتيجته "ان لا قيامة ل لبنان بوجود سيطرة حزب الله على مفاصل الدولة".  الاستعصاء اللبناني هذا اصبح ممكنا وقائما كحقيقة، كنتيجة للاستعصاء الشيعي، وايجاد حل للاستعصاء اللبناني أصبح مشروطا بحل الاستعصاء الشيعي، وحل هذا الاخير مرهون بإعادة تكوين الاجتماع السياسي الشيعي،  عبر تغيير موازين القوى داخل الطائفة ذاتها، عبر جهد منسق يشترك فيه اضافة للنخب الشيعية والعائلات السياسية التقليدية والقوى المدنية في الواقع الشيعي، الاطراف اللبنانية الاخرى، اضافة الى دول عربية ودولية متموضعة في مواجهة تمدد النفوذ الايراني.

ببساطة ووضوح تغيير ميزان القوى داخل الطائفة الشيعية، لصالح خيار وطني لبناني مدني وديموقراطي، عبرت عنه ثورة ١٧ تشرين، هي مهمة احرار الشيعة ونخبها المدنية وعائلاتها السياسية وشخصياتها الدينية المتنورة، لكنها ايضا مهمة وطنية لبنانية جامعة، كما هي شأن عربي بامتياز....

تنبري اطراف عربية ولبنانية  لملامة المستقلين الشيعة والنخب المدنية لعدم قدرتهم على هزيمة ثنائية حزب الله_ حركة امل، وتظهر الملامات تلك في كل مفصل سياسي، تتبدى لهذه الاطراف خطورة الاستعصاء الشيعي على اوضاعهم، ويتفجر المأزق البنيوي في علاقتهم بالساحة الشيعية، الاستفاقة تلك موسمية متقطعة، سرعان ما ينسى اصحابها دعواتهم عند اول تسوية يبرمونها مع الثنائية،  يتبرمون حين يستفيقون، ويتناسون عندما يتوافقون فيستكينون!!، يريدون تفكيك سيطرة منظومة استثمر في بنائها امكانيات هائلة، ويستسهلون، دون نجاح، استحضار ساحر حذق، بقدرته ان  ينجز انقلابا خلال اسابيع قليلة او اشهر ضئيلة، وان يفكك بنية استوفى بناؤها اربعون سنة!!

أما دول اوروبا وخاصة فرنسا، كما ظهر من خطاب الرئيس الفرنسي فهي اسيرة نظرة استشراقيه، لا ترى في الشيعة سوى صورة نمطية لعصبية طائفية ابدية الطبيعة والتكوين.

المشكلة في الساحة الشيعية، لم تولد يوم استفاق العرب والعالم وبقية الاطراف اللبنانية من سباتهم العميق، واكتشفوا ان لا حل للاستعصاء اللبناني الا بحل الاستعصاء الشيعي... فهذه الاستفاقة تأخرت ٤٠ سنة كاملة، كانت خلالها ، مهمة ادارة واعادة تشكيل الاجتماع السياسي الشيعي مكلف بها نظام الاسد بغطاء عربي ودولي،  ونظام الاسد هذا بشراكته مع طهران ،  ادار حصار وتهميش القوى التقليدية الشيعية والبيوتات السياسية، وارتكب مجزرة متمادية، تم فيها عبر سنوات اختطاف الطائفة الشيعية وتطويعها،  عبر تصفية الاف الكوادر الشيعية المدنية  واليسارية  والديموقراطية، الذين كانوا يشكلون نخبة الاتجاه الوطني التحرري في الساحة الشيعية واللبنانية وتم قتلهم، تارة بحجة يساريتهم واخرى بحجة بعثيتهم او قوميتهم، او مناصرتهم  لفلسطين وفصائلها. كما يتجاهل هؤلاء تقاسم جماعة ١٤ اذار وتفضيلهم وغرامهم الدائم برئيس حركة امل، وتخليهم في اجتماع البريستول (٣) عن حبيب صادق ركيزة اليسار في الجنوب اللبناني، تمهيدا لصفقة الحلف الرباعي في انتخابات ٢٠٠٥.  لا يكفي هؤلاء، دولا عربية واطرافا لبنانية، الاغتسال بماء الندامة، لإعلان براءتهم من كل آثام شراكاتهم ب سورية الاسد ومحاصصاتهم اللبنانية، مع امل وحزب الله، ولا تواجه الازمة، بالتلطي بضعف المعارضة الشيعية وعدم قدرتها على هزيمة الثنائية، فلستم احسن حالا من هذه المعارضة في كل مكان وكل ساحة، من عبادان الى الناقورة، يكفي ان هذه المعارضة تساجل وتناضل وتقاوم عارية وباللحم الحي، وانجازاتها لا تقل عن انجازاتكم، واخفاقاتها اقل من اخفاقاتكم، رغم اختلاف وسائل الدعم وامكانيات الحراك، وقد آن الاوان لمغادرة المياومة السياسية، عبر مشروع جدي يتحمل فيه كل بحسبه، مسؤولياته وواجبه، من اعباء مواجهة المشروع الامبراطوري الايراني، مشروع وطني لبناني ومشروع عربي رحب، يدافع عن مصالح الاوطان ويحمي مستقبل الشعوب.

 

الكيان اللبناني في خطر

جورج حايك/28 آذار/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/97432/%d8%ac%d9%88%d8%b1%d8%ac-%d8%ad%d8%a7%d9%8a%d9%83-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%ae%d8%b7%d8%b1/

على الرغم من كل الاحتلالات للبنان لم يسبق أن تهدد كيانه السياسي، الاقتصادي والاجتماعي لخطر كما هو مهدد اليوم بسبب هيمنة حزب الله المسلّح على مؤسساته الدستورية ومصادرته القرار اللبناني الرسمي ووضعه في خدمة المشروع الايراني الطامح للسيطرة على دول الشرق الأوسط وتغيير نمط عيشها وفق شرائعه الدينيّة والمذهبية، وتحدياته الاقليميّة التي اساءت إلى كل مبادئ السلام والاستقرار في محيطنا العربي، بعد تدخل ايران في اليمن والعراق وسوريا ولبنان وتخبط هذه الدول بالحروب والفقر والانهيار الاقتصادي والتخلف الاجتماعي والفوضى العارمة. المؤسف أن لبنان اليوم بات ضحية لصراع إيران مع المجتمعين العربي والدولي، بل حوّلته ورقة تساوم عليها في مفاوضاتها مع عواصم القرار في ملفها النووي، وكان مستحيلاً أن يحصل ذلك لو لم يكرّس حزب الله نفسه أداة لضرب الكيان اللبناني على نحو منهجي مستمر منذ عام 2005 وحتى اليوم، وكل من حاول أن يُدافع عن الكيان كان مصيره الاغتيال والاستشهاد!

كثر يتساءلون كيف تمّ الانقضاض على الكيان؟

الدولة الضعيفة: من علامات الدولة الضعيفة أن يكون فيها تنظيماً مسلحاً إلى جانب القوى الشرعية أي الجيش اللبناني، قوى الأمن الداخلي، الأمن العام وأمن الدولة… والاسوأ أن قرار هذا التنظيم المسلّح في الخارج وليس في يد الدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية، أي في الحالة التي نعيشها يأخذ حزب الله قرار السلم والحرب في لبنان من مرجعيته في ايران التي تمدّه بالمال والسلاح وكل ما يحتاجه، بالمقابل لا استقلالية للقرار الرسمي اللبناني بل وضعه الحزب في خدمة محور الممانعة الذي تقوده ايران في مواجهتها مع العالم الحر، وحتماً سيطرة الحزب على القرار ليست من العدم إنما بفرض قوة السلاح والتهويل بالويل والثبور لكل من يعارض خيارات الحزب وفق ما تقتضيه مصلحة ايران أكان في مواجهتها مع اسرائيل أو في مواجهتها للعالم العربي السنيّ في سوريا واليمن والعراق. إضافة إلى أنشطته في مختلف دول العالم وصولاً إلى مجتمعات غير مستقرة في أميركا الجنوبية، مما جعل بعض الدول تدرج الحزب على لوائح التنظيمات الارهابية في العالم. هذا ما أدى إلى اضعاف لبنان وبالتالي وجّهت أول ضربة للكيان اللبناني الذي لا يمكن أن ينمو ويتطور أو حتى أن يعيش باستقرار من دون دولة قوية وفعلية تخرجه من خط الزلازل الشرق أوسطية.

تغيير وجه لبنان: عُرِفَ جوهر الكيان اللبناني كموئل حوار بين الشرق والغرب من دون تمييز، وبالتالي هذا هو دوره على مرّ التاريخ ولا يمكنه أن يكون في خصومة مع الشرعيتين العربية والدولية، كونه عضو مؤسس في الأمم المتحدة وعضو فاعل في الجامعة العربية، انما ما حصل منذ العام 2005 حتى اليوم هو ضرب حزب الله لدور لبنان وتعكير علاقاته مع الدول العربية والخليجية الصديقة من جهة والولايات المتحدة واوروبا من جهة أخرى، إذ كل ما يريده هو استبدال هذه العلاقات التي غالباً ما شكّلت عاملاً اقتصادياً مزدهراً للبنان، بعلاقات مع المعسكر الشرقي وفق رؤية حزب الله، وهنا نقصد ايران واصدقاءها الصين وسوريا وفنزويلا وصولاً إلى روسيا، أي الدول المعادية نظرياً للولايات المتحدة. هذه السياسة أدت إلى عزل لبنان وحجب المساعدات المالية عنه وخصوصاً بعد تكريس معادلة السلاح والفساد، أي أن السلاح يغطي المسؤولين السياسيين الذي يعيثون في البلد فساداً، والمسؤولون السياسيون يغطون سلاح حزب الله ويروّجون له سياسياً! لم يعد لبنان موجوداً على الخارطة الدولية، وبات الكيان مهدداً في وجهه الحضاري الذي عرف به تاريخياً منذ نشأة لبنان الكبير العام 1920 وتعزز بعد الاستقلال العام 1943.

موت الاقتصاد: صحيح أن الاقتصاد اللبناني كان يعاني من عطب أساسي وهو اعتماده على الاقتصاد الرعائي لا الانتاجي على مدى عهود طويلة، لكن ذلك لم يؤد يوماً إلى أزمة اقتصادية تهدد بضرب الكيان اللبناني على هذا النحو، والأسباب عديدة أهمها حروب حزب الله المتتالية التي افقدت الاقتصاد اللبناني مقوّماته، ممارسة المسؤولين اللبنانيين سياسة التعطيل للمؤسسات والاستسلام للفراغ، سيطرة حزب الله على السلطة وعدم قدرته على التفاعل مع الاقتصاد العالمي نتيجة رفض دول العالم التعاطي معه بسبب تصنيفه ارهابياً وفق لوائحها، انتشار الفساد وعدم جديّة السلطة في لبنان في مكافحته واشتراط أكثرية الدول الكبيرة تأليف حكومة اختصاصيين مستقلة تنفّذ الاصلاحات المعروفة وخصوصاً في قطاع الكهرباء الذي يشهد منذ 10 أعوام هدراً وصفقات وسمسرات، ووقف التهريب على الحدود وخفض عدد الموظفين في القطاع العام وغيرها. هذا كله أدى إلى اقتصاد معزول، فارتفع سعر صرف الدولار في الأسواق اللبنانية وفقدت الليرة اللبنانية قيمتها، وأفلست الكثير من المؤسسات وهربت الماركات العالمية من لبنان وانتشرت البطالة وارتفعت اسعار السلع بشكل جنوني، مما يهدد لبنان بانفجار اجتماعي، وقد يؤدي إلى اندلاع حرب أو فوضى أمنية، وبالتالي هذا الأمر شكّل ضربة كبيرة للكيان واحتمال تفتته إلى كيانات متعددة.

انتهاك الدستور: أبشع ما يحصل للكيان اللبناني هو انتهاك صمام الأمان له أي الدستور، فيما المطلوب قراءة دستور الوطن وفهم روحه لا نصّه وحسب، بدقة وبعد نظر، انسجاماً مع الاستقلال والسيادة والميثاقية والصيغة لا اجتزاءه، وقراءة كل مكوّن ما يحلو له قراءته، ورمي ما لا يعجبه ولا يصبّ في مصلحته في سلة المهملات، والخطر على الدستور هو السلاح لأن لا يوجد بنداً فيه يجيز لتنظيم أو لحزب معيّن بامتلاك السلاح، بل بالعكس ينص اتفاق الطائف “على الإعلان عن حل جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وتسليم اسلحتها إلى الدولة اللبنانية خلال ستة أشهر تبدأ بعد التصديق على وثيقة الوفاق الوطني…”. هذا ما لم يحصل وكان أساساً قد تُرك السلاح مع حزب الله بحكم الأمر الواقع تحت ذريعة مقاومة الاحتلال الاسرائيلي، وبقرار من السلطة اللبنانية المتعاونة مع الاحتلال السوري. لكن بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي العام 2000 والجيش السوري العام 2005، لم يعد هناك مبرراً لاستمرار هذا السلاح، وعلى الدولة اللبنانية تطبيق ما اتفق عليه في وثيقة الوفاق الوطني وإلزام حزب الله بتسليم سلاحه ليتحوّل حزباً سياسياً فقط، واستكمال تطبيق البنود الأخرى في اتفاق الطائف.

وتأتي دعوات بعض القوى السياسية ولا سيما حزب الله من وقت إلى آخر، إلى مؤتمر تأسيسي بهدف تغيير الدستور كرغبة في ضرب الميثاقية والمناصفة بين المسلمين والمسيحيين لتصبح مثالثة بين السنّة والشيعة والمسيحيين، وهذا ما يضرب جوهر ما قام عليه الكيان وفرادته من خلال فرض وقائع ديمغرافيّة مختلفة ومجحفة بحق عدد من الطوائف والمذاهب لصالح طائفة واحدة، وقد تنشأ بسببها صرعات على النسب داخل الكتلة المسيحيّة والكتلة المسلمة من غير الشيعة، أو صراع مستجد كلّما تغيّرت النسب بين الكتل أو ضمن الكتلة الواحدة، والذهاب إلى الأكثرية العددية، وسيصبح التعطيل بيد ثلاث كتل كبيرة.

الحل هو بتطبيق الدستور بمفهوم الشراكة الوطنية والميثاقية والالتزام بالمناصفة بين المسلمين والمسيحيين من دون أي محاولة استقواء طرف على آخر، وانصهار الطوائف ببعضها وتعزيز مفاهيم المواطنة، وهذا ما يفترض حسن النيّة عكس ما يحصل الآن.

نزيف الهجرة: بعد حالة الانهيار التي يتخبط فيها لبنان وانسداد الآفاق اقتصادياً ومعيشياً وسياسياً وفرض نمطاً اجتماعياً عنوانه الذل للشعب اللبناني نتيجة فشل منظومة الأكثرية الحاكمة في اجتراح الحلول، اختار كثيرون الهجرة وبكثافة. صحيح أن لبنان شهد موجات هجرة متتالية عبر التاريخ، لكن هذه النزعة كبرت وباتت حلماً لكثير من الشباب اللبناني البائس، وهذا ما سيؤدي إلى خلل ديموغرافي كبير وتحويل المجتمع اللبناني إلى مجتمع كهل عاجز، لا طاقات شبابية فيه.

تشكّل الهجرة نزيفاً كبيراً للكيان اللبناني الذي يعيش ويتنفّس من أدمغة وكفاءات شبابية، الا أن ما يتعرّض له لبنان هو تفريغ لفئة كبيرة من الشباب المتعلّم والمثقّف لمصلحة فئة من الشباب استغلت وعُبِئَت لخوض المواجهات والحروب لحساب دولة أخرى، فهل هكذا تنمو الدول والحضارات في القرن الحادي والعشرين؟

أصبح الوضع في لبنان محزناً بل يدعو إلى القلق نتيجة التدهور السريع للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وفشل العهد في اخراج لبنان من محنته نتيجة تحالفه مع حزب الله ومشروعه الممانع الكبير الذي يبدو فيه لبنان حلقة صغيرة من حلقات كبيرة، تؤثّر على استمرارية كيانه ونموّه واستقراره، مما دفع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى رفع الصوت واطلاق مبادرة انقاذية كبيرة تقوم على الحياد الايجابي للبنان ومؤتمر دولي لتثبيت الكيان اللبناني ودستوره وتنفيذ القرارات الدولية، وتبدو الفكرة الحيادية اليوم حاجة وطنية لإنقاذ لبنان من الانهيار الاقتصادي ولمساعدة شعبه المهدد بالفقر والجوع التي تسببت بهما سياسة الانحياز التي اعتمدتها الدولة فعلياً بدفع من حزب الله، وهي ربطت لبنان بمحور الممانعة، وهذا الربط عزل لبنان عن المدى الحيوي المفيد له بين أشقائه واصدقائه. واللافت أنه لا توجد علاقة بين اعلان الحياد وبين العداء لإسرائيل، وهذا العداء يحظى بإجماع من القوى السياسية كافة، وتكفله القوانين اللبنانية التي تمنع أي تعامل مع العدو الاسرائيلي. وللتذكير بأن هذا الحياد قديم وليس بجديد، وقد جاء في ميثاق 1943 ان لبنان جسر تواصل بين الشرق والغرب، وتسوية العام 1958 تحت شعار لا غالب ولا مغلوب في إشارة إلى عدم انتصار محور على محور آخر. أما اتفاق الطائف الذي أنهى الحروب الداخلية العام 1989، فقد تحدث عن لبنان العربي الهوية والانتماء والمنفتح على كل الثقافات، وهو ملتزم بميثاق جامعة الدول العربية وبعضويته في منظمة الأمم المتحدة. وثوابت وردت في اتفاق الطائف وفي اعلان بعبدا الذي وقعت عليه كافة القوى اللبنانية في 11 تموز 2012. ولبنان ايضاً انضم إلى مجموعة دول عدم الانحياز بعد العام 1961. في لحظة مصيريّة، فلنقف جميعنا خلف مبادرة البطريرك الراعي المدعوم فاتيكانياً، لأنها الفرصة الوحيدة لإنقاذ لبنان وسط هياج اقليمي في أوجّه، وهو يُهدد بحروب ونزاعات كبيرة قد تطيح بسيادة واستقلال دول بكاملها.

 

الصين-إيران: الإنقلاب البركاني

توفيق الهندي/المركزية/28 آذار/2021

ثمة سهولة للدول الشمولية من عقد إتفاقيات إستراتيجية طويلة الأمد، لا تزول إلا بزوال أحد الطرفين المتعاقدين. لا شك أن الإتفاقية اللإيرانية-الصينية تعبر عن الإتجاه نحو الشرق، وهي ممهورة بختم المرشد الأعلى علي خامينئي، على نقيض سياسة الخميني التي بنيت على مبدأ "لا شرق ولا غرب".

من المهم الملاحظة أيضا" أن نصر الله، وتماشيا" مع توجهات إيران الإستراتيجية، يسعى إلى تحويل لبنان شرقا". في البداية، طرح هذا الخيار كخيار غير حصري تبرره الضرورة ليحوله في مرحلة لاحقة، من وجهة نظره الإستراتيجية، إلى خيار أوحد، يكرس وضع لبنان في إطار مجموعة الدول التي تدور في فلك إيران (على غرار حلف فارسو أيام الإتحاد السوفياتي) ، وصولا" في مراحل لا حقة إلى تحقيق الهدف النهائي للجمهورية الإسلامية في إيران، ألا وهو أسلمة العالم على قاعدة ولاية الفقيه التي تشكل منظور الخميني للإسلام الشيعي الإثني عشري.

لا شك أن الإتفاقية الإستراتيجية الإيرانية-الصينية تدعم موقع إيران في المنطقة في هذه المرحلة المفصلية، وإعلانها في هذا التوقيت له دللاته. إنه يكرس موقع ودور الصين في المنطقة في وقت يتراجع دور الغرب الأوروبي "العجوز" ودور أميركا-بايدن المردد التي توحي أنها تريد إخلاء ساحة الشرق الأوسط. ولا بد هنا من الملاحظة أن جائحة كورونا ضربت بشدة إقتصاديات الدول الغربية في حين أن الصين، المسؤولة عن تفشي الفايرس القاتل،خرجت منها متعافية. هذا أيضا" ما يفسر ردود إيران الراديكالية ميدانيا" (اليمن، العراق، سوريا، لبنان) والتشدد في المواقف إزاء سياسة إدارة بايدن التي تتسم بالتراخي وإبداء حسن النيات في موضوع العودة إلى الإتفاق النووي. ولا بد من الإشارة أيضا" أن الصين، روسيا وإيران تتجه إلى التخلص من هيمنة الدولار على النظام الإقتصادي العالمي بالتعاطي فيما بينها بالعملات الوطنية. فتخرج نفسها من تحت سياسة العقوبات الأميركية. وليس صدفة أن يقترح السيد نصر الله شراء البترول من إيران بالليرة اللبنانية. طهران متسلحة بإتفاقها الإستراتيجي مع بيكين قد لا تكون راغبة بالعودة إلى هذا الإتفاق وصولا" إلى إنتاج السلاح النووي وبالتمسك ببرنامجها الصاروخي وبالتأكيد بسياسة تمددها في المنطقة والعالم، كون تصدير الثورة هو علة وجود النظام الإسلامي في إيران.

في مطلق الأحوال، أوروبا قد تكون على طريق التيقن أنها خسرت آمالها في عقد الصفقات الإقتصادية الدسمة مع إيران. يبقى أن يتيقن الغرب، ومعه حلفائه وأصدقائه، أن العالم دخل في مسار تحولات كبرى وأن ليس له أملا" في إدخال إيران في النظام العالمي المضطرب وأن يبني على الشيء مقتضاه.

 

رعب المسيحيين من الفدائيين: حارة حريك والكحالة وحزب الكتائب

محمد أبي سمرا /المدن/28 آذار/2021

روى هذه الشهادة شخص ولد في حارة حريك سنة 1964. وكانت "المدن" قد نشرت شهادة سابقة له الإثنين 22 آذار الجاري عنوانها الطائفية ومسرحها الهزلي في حارة حريك الستينات.

دبيب الخوف: 1967

تفتحتُ على الدنيا في حارة حريك، وكان يخيِّم عليها التوجُّس والقلق والخوف من الفلسطينيين، فينكِّد هبوب سُحُبها على حياة أهلها وسكانها -المسيحيين على وجه الخصوص والتحديد- من مخيم برج البراجنة الفلسطيني على تخومها الجنوبية، هناك حيث كان بيت عمتي القديم والمنفرد وسط بستانها الكبير.

لكن لماذا كان المسيحيون يتوجسون ويخافون من الفلسطينيين؟

بعد مرور سنوات كثيرة على تهجيرنا من حارة حريك سنة 1976، قرأت وسمعت أخبارًا وروايات كثيرة وسّعت إدراكي لتجربتي الحياتية المريرة، وفهمتُ منها ما يمكنني تسميته: "مركب الكراهية والرعب العصابي" المسيحي اللبناني من الفلسطينيين المسلمين. وهو مركب شديد التعقيد، وصلته حميمة بتاريخ لبنان السياسي والاجتماعي، وبعلاقات القوة بين مسيحييه بمسلميه، وتخترقه عوامل وحساسيات طبقية وديموغرافية، دينية وطائفية، تمازجها مشاعر عنصرية بدائية متبادلة بين الجماعات وسردياتها لأصولها وهوياتها وتواريخها.

فمنذ لجوئهم إلى لبنان سنة 1948، كان فلسطينيو المخيمات قد عاشوا في ما يشبه غيتوات بائسة، فقراء محاصرين، مختنقين مهمشين وغير مرئيين تقريبًا، إلا كأيدي عاملة رخيصة، ومحتقرة أحيانًا. لكن حالهم هذه تبدلت تمامًا منذ ظهور منظماتهم المسلحة في مخيماتهم الكثيرة المنتشرة بلبنان، رافعة شعار تحرير فلسطين والأمة العربية. وحدث ذلك وسط التماع بريق صورة الفدائي الفلسطيني الشبحيّة، شبه الأسطورية أو الخرافية الساحرة والخارقة في وجدان المسلمين اللبنانيين العروبيين، متداركين بها خذلانهم وضياعهم وتيههم غداة هزيمة جيوش الدول العربية في حرب 5 حزيران 1967. وهذا بالضبط ما أقلق المسيحيين اللبنانيين وأخافهم على مصيرهم، ومصير بلدهم ودولتهم الوطنية وأمنها واستقرارها. فالمسيحيون، على خلاف المسلمين، لم يكترثوا بتلك الهزيمة. بل إن بعض زعمائهم وجمهورهم شمتوا بالعرب المسلمين، وأثلجت هزيمتهم صدورهم. فكتموا سرورهم بها ثأرًا من موالاة المسلمين زعامة عبد الناصر القومية العروبية، ومن انجرافهم في تيارها الجماهيري الصاخب منذ العام 1956، وانسحارهم بخطابة الزعيم الخالد وبالوحدة المصرية السورية الناصرية التي ألهبت توقهم إلى إلحاق لبنان بركبها. وهذا ما أخاف المسيحيين، بل أرعبهم وأدى إلى شقاق 1958 الإسلامي - المسيحي وحوادثه الدامية في لبنان.

واستفاق القلق والخوف المسيحيان غداة بروز الفدائيين الفلسطينيين بعيد هزيمة حزيران 1967، ثم تضاعفا لمّا انسحر وهام المسلمون اللبنانيون بالفدائيين وسلاحهم العروبي وشهدائهم، نكايةً بالدولة والجيش اللبنانيين. وسرعان ما اتخذ قلق المسيحيين وخوفهم طابعًا ماديًا ووجوديًا مباشرًا في تجمعاتهم السكانية القريبة من المخيمات الفلسطينية والمتاخمة لها.

وهذه كانت حال أهالي حارة حريك الذين أشعرهم المسلحون الفلسطينيون في مخيم برج البراجنة القريب بتهديد أمنهم ووجودهم المادي، فوق شعورهم بأن القوة الفلسطينية المسلحة وتماهي جيرانهم المسلمين بها وانتصارهم لها، تمزق نسيج مجتمعهم البلدي بوتيرة متسارعة.

ولا شك في أن والدي، المولود وجدي قبله في الحارة، أخذه القلق والخوف، كسواه من أهلها المسيحيين، منذ نشوء مخيم اللاجئين الفلسطينيين سنة 1948 في برج البراجنة. لكنني لا أدري إن كان زمن الستينات اللبناني السعيد، في عهد فؤاد شهاب وبعد شقاق 1958، قد أنساه ذينك القلق والخوف، أم أن يتمه، انطواءه وقلة مخالطته الناس، وطبعه المسالم الكتوم، حملته على كتمانهما ومواراتهما في نفسه، فلم ينقلهما إلينا، أختي وأنا، ولا حدّثنا عنهما قط في طفولتنا.

طبعًا مسَّ والدي ووالدتي ذلك الخوف، الداهم والمسموم، الذي أصاب السكان المسيحيين بعد 1967، أكثر بكثير من جيرانهم الشيعة. لكن استكانته وحسن طويته ومسالمته وغلبتها على نظرته إلى الناس والدنيا من حوله، حملته على التعايش مع خوفه ومواراته بعيدًا في نفسه. فهو لم يكن يتخيل لحياته موطنًا ومكانًا سوى في بلدته الساحلية التي ولد فيها وأهله من قبله. وربما لم يكن يتخيل كسواه من أهلها أن الحوادث الداهمة فيها ستشتد وتقوى على تمزيق وئام العيش فيها ونسيجه الاجتماعي، وتشتت مسيحييها تشتيتًا مريرًا.

وها أزيز الطائرات، دوي رصاص المضادات الأرضية، زعيق صفارات الإنذار، وهبوطنا مسرعين إلى الملاجئ، بدأت تقطع إيقاع حياتنا وتبتره فجأة في أوقات كثيرة. بل هي عرّضت للخوف والخطر سكينة حياتنا الأسرية وطمأنينتها في طفولتي، ليس في البيت وحده، بل أثناء انتقالي بين بيتنا في الحارة ومدرستي في شارع بدارو. ولا أزال أذكر مشهداً للطائرات محلِّقة في الجو فوقنا، نحن التلامذة الواقفين في ملعب مدرسة سيدة الملائكة في بدارو، فقيل لنا إنها تقصف في صبرا وشاتيلا. ولأن رصاصات المضادات الأرضية المنطلقة نحو الطائرات، كانت تسقط أحياناً في جهات بدارو، حيت تكثر ثكنات الجيش اللبناني ومؤسساته، راحت إدارة مدرستنا تسارع في إدخالنا إلى قاعات الدرس، لئلا تصيبنا الرصاصات المتساقطة في حال بقائنا في الملعب. وهذا ما حدث، قبل تعطيل الدروس أيامًا في مدرستنا أثناء اشتباكات الجيش اللبناني والفدائيين الفلسطينيين في أيار 1973.

قبل ذلك كله كان أبي يصطحبنا في سيارته في نزهات على طريق المطار، فرأينا مرة جماعة من الفدائيين الفلسطينيين يتدربون على تخوم مخيمهم في برج البراجنة. ولا أزال أذكر مشهدهم يمتشقون البنادق الحربية، ويقفزون فوق حبل تحته نيران مشتعلة في فسحة رملية. والآن أقول: يا لسذاجتنا حين وقفنا، والدي وأمي وأختي وأنا، نتفرج عليهم مبهورين بما لم نره قط من قبل، غير مدركين أن ما يقومون به سيؤدي إلى تسميم حياتنا.

ظهور حزب الكتائب

أمي الرقيقة القلب -وهي كانت تبكيها صور الناس الجائعين في بيافرا إذا ما شاهدتها في نشرات الأخبار التلفزيونية- راحت تخرج من بيتنا إلى ناصية الشارع، وتنتظر بصبرها ومنتهى خوفها عودتي وأختي من المدرسة، كلما سمعتْ أزيز طائرة ومضادات أرضية؛ وكلما حصل إطلاق نار في المخيم الفلسطيني وعلى تخوم الحارة، وكلما علمتْ أن استنفارًا حصل هناك أو قد يحصل. وحين كان الجيران يرونها واقفة على ناصية الشارع، قلقة مضطربة، صاروا يعلمون أن شيئًا ما مقلقًا قد حدث أو في طريقه إلى الحدوث. فهي كانت تعلم أن أوتوكار مدرستنا في بدارو يمر في أحياء الشياح والغبيري وشاتيلا وبرج البراجنة، ليوصل تلامذة إلى بيوتهم في هذه الأحياء، قبل بلوغه حارة حريك. ذلك أن نحو 70 في المئة من تلامذة مدرسة سيدة الملائكة في بدارو، كانوا من العائلات والأسر المسلمة المحلية والوافدة، مثل سليم وكنج وحاطوم وسوبرة وغلاييني ودبوق، وسواها الكثير.

ومرة كنت ورفيق لي من آل حاطوم في أوتوكار المدرسة، حينما رأينا مسلحين فلسطينيين مستنفرين بين المخيم وحارة حريك. كانوا ملثمين ويحملون بنادقهم الرشاشة، حذرين متربصين. وما أن نزلنا -أختي وأنا- من الأوتوكار قرب بيتنا، حتى سمعنا أزيز الرصاص. وكانت أمي واقفة بقلقها المعتاد على ناصية الشارع، منتظرة وصولنا، فقلت لها: لقد رأيتهم قبل قليل يتقافزون بأسلحتهم من مكان إلى آخر. وفي المساء علمنا أن الاستنفار والاشتباك حصلا بين منظمات فلسطينية كثيراً ما كانت تشتبك في المخيم وعلى تخومه، قبل تمدُّد استنفاراتها واشتباكاتها إلى نواحي حارة حريك، التي راحت تشتد وتائر خوف سكانها ممزوجًا بالتذمر والسخط والغضب والحقد.

وفي أعقاب تواتر مثل هذه الحوادث وتكاثرها، دبت الحياة في مقر حزب الكتائب اللبنانية الذي غالباً ما كنت أراه، قبل ذلك، مقفل الأبواب والنوافذ في الطبقة الأولى من المبنى القديم فوق استديو المصور الفوتوغرافي، قرب بيتنا. وسرعان صار الشيخ بيار الجميل، زعيم الكتائب، يزور مركز حزبه، فنرى الكتائبيين الذين كانوا قلة، يتراكضون للاصطفاف أمام المقر، فيستقبلونه ويؤدون له التحية العسكرية الحزبية. ومن بين هؤلاء شقيق المرأة التي من آل الشويفاتي، وقد تكون أمها حلبية الأصل، وتزوجت الخياط المسيحي الذي وفد من حلب وأقام في حيّنا. وكان شقيق المرأة سائق سيارة تاكسي، شرس الطبع، وخطف امرأة من عين الرمانة وتزوجها، فلم تعش معه أكثر من أسبوع واحد، اختتمته بهربها وعودتها إلى أهلها.

1969: حادثة الكحالة

لا أذكر إلا كمنام ما حدث في تلك الليلة من شتاء 1969، عندما كنت في الرابعة من عمري، لمّا اقتحمت مجموعات من الفدائيين الفلسطينيين حارة حريك، رداً منهم على حادثة الكحالة الشهيرة. لكن ما سمعته وقرأته لاحقًا من روايات كثيرة عن ذلك الاقتحام وعن الحادثة التي سبقته في الكحالة بيوم واحد، وتسببت به، مكنني من تلخيص الحادثتين على النحو التالي: قبل "اتفاق القاهرة" الشهير في تشرين الثاني 1969 (وقيل آنذاك إنه أُبرم "لتنظيم علاقة المنظمات الفلسطينية المسلحة في لبنان بالسلطات اللبنانية الرسمية"، لكن الرأي العام المسيحي اللبناني، لم يرَ فيه سوى استباحة للدولة اللبنانية وتخلِّيها عن سلطاتها وقرارها المستقل، وإذعانها لإرادة السلاح الفلسطيني) تكرر في بلدة الكحالة المسيحية مرور مواكب تشييع فدائيين فلسطينيين، متجهة من بيروت إلى دمشق، لدفنهم في سوريا حيث يقيم أهلهم. وكان يحدث ذلك بعد مقتلهم أثناء رد الجيش الإسرائيلي على عمليات الفدائيين في جنوب لبنان. وغالبًا ما كانت مواكب التشييع تطلق الرصاص العشوائي، غضبًا واحتفالًا ونكاية بأهالي الكحالة، فيشتعل غيظهم وغضبهم من الفلسطينيين وحقدهم عليهم.

وقتل رصاص عشوائي أُطلق في موكب تشييع فدائي عابر في الكحالة، امرأة من نسائها. ولمّا عبر بعد مدة موكب مماثل في البلدة المسيحية إياها، كان بعض مسلحيها قد كمنوا على سطح مبنىً فيها، وأطلقوا رصاص ثأرهم وأحقادهم على موكب التشييع العابر، فسقط من المشييعين عدد من القتلى والجرحى. وربما في ليلة النهار الذي تلا تلك الحادثة، شن فدائيون فلسطينيون هجومًا مسلحًا على حارة حريك ثأراً لقتلاهم في الكحالة، فأسفر عن سقوط ستة قتلى و18 جريحاً من أهالي الحارة، من غير أن يصاب أي من المهاجمين الذين استمر هجومهم حتى ظهيرة النهار التالي، وخلفوا وراءهم على بعض جدران منازل الحارة الشعارات الآتية: "50 شاباً سقطوا في الكحالة برصاص العمالة والخيانة"، و"جريمة الكحالة لن تمر دون عقاب"، و"أنتم البادئون في الكحالة ونحن نثأر لشهدائنا".

ونقلاً عن صحف تلك الأيام، قرأت هذه الشعارات في كتاب لأحد أبناء برج البراجنة، فيصل جلول، عنوانه "نقد السلاح الفلسطيني، برج البراجنة أهلاً وثورة ومخيماً". وأسفر عن الهجوم الثأري على حارة حريك، نزوح بعض أهلها المسيحيين، تاركين بيوتهم فيها على نحو تدريجي. فأقاموا في أحياء الضواحي المسيحية شبه الصافية والمتجانسة طائفياً، كالحدث القريبة بلدتهم. وهناك تكاثف انتماء النازحين من أبناء الحارة إلى حزب الكتائب، طلباً للحماية والثأر. وكانت قد سبقت موجة النزوح هذه موجات أخرى، اتجه بعضها إلى منطقة كسروان، حيث اشترى بعض أهالي الحارة قطع أرض، فشيدوا عليها بيوتاً راحوا يصطافون فيها ويلجأون إليها كلما اضطرب الأمن وتوسع نفوذ السلاح الفلسطيني في بلدتهم، واشتد خوفهم على وجودهم ومصيرهم. يتبع

 

انتخابات إسرائيل: وقائع الرتابة!

محمد قواص/سكاي نيوز/الأحد 28آذار/2021

خلال عامين خاضت إسرائيل أربع انتخابات تشريعية. جرت الأخيرة الأسبوع الماضي (23 مارس)، ويروج حديث عن انتخابات خامسة إذا تعذرت حياكة ائتلاف سياسي لتشكيل حكومة مستقرة. ولئن يهتم ذوو الاختصاص الفلسطينيون والعرب، فقط، بهذه المناسبات، فذلك أن تلك الانتخابات باتت شأنا محلياً جوانياً قلما حظي بانشغال العامة في المحيط. أصحاب الشأن أنفسهم في إسرائيل يخوضون الانتخابات وفق أجندات وعناوين بيتية. يتسابق المتسابقون على خطب ودّ الناخبين من خلال إطلاق وعود تنموية اقتصادية "بليدة"، شأن الحملات الانتخابية التي تخاض في بلدان "عادية"، ذلك أن مواقف الجميع في قضايا الاستيطان والعلاقة مع الفلسطينيين واحدة لا يلاحظ الناخب فيها أي محفز سلبي أو إيجابي. صحيح أن الشأن الأمني، وبالتالي ارتباطه بموقع إسرائيل في المنطقة والعالم، ما زال هاجسا للناخب والمُنتخب، إلا أن الأمر ليس مادة تنافس تذكر طالما أن كافة التيارات السياسية، باستثناء القوى العربية، مجمعة على خطاب واحد في الوعد بالدفاع عن أمن البلد بوسائل القوة القصوى، ومجمعة أيضا، على استبعاد أي مخيلة تتحدث عن عملية سياسية أو مشروع سلم مع الفلسطينيين، ذلك أن تلك البضاعة، التي انتعشت في عقود سابقة (أثمرت "كامب دايفيد" و "اسلو" و "وادي عربية")، لا تجد سوقا لها لدى الكتلة الناخبة اليهودية في العقود الأخيرة.

واللافت أن الاستحقاقات الانتخابية المتعددة المتتالية لا تؤسس لأي تحول في العقلية السياسية الحاكمة في إسرائيل، يتماشى، على الأقل، مع تحولات المنطقة منذ "ربيعها" المزعوم، أو يستبق تلك المقبلة المتوقعة في الشرق الأوسط.

تبدو إسرائيل جامدة في عقائدها، فيما العالم شديد الدينامية حولها. تراقب التحولات من موقعها الثابت، ومن ذلك الثبات تتعامل مع المتحول. وفق تلك الآلية تقارب علاقتها مع الإدارات المتعاقبة في واشنطن، وتدير يوميات حركتها حيال المستجد في سوريا ولبنان، وتواجه في داخل إيران وداخل ميادين امتداداتها في المنطقة كل الأخطار التي تعتبرها تهديدا لأمنها الاستراتيجي. يجري الأمر برعاية وتفهم وتواطؤ خارجي شبه شامل، لم تحظ به إسرائيل في عقود سابقة، حتى في مواسم حروبها الكبرى مع العرب. ولئن لا تهمل مؤتمرات الأمن الإسرائيلية، لا سيما ذلك الشهير السنوي في هرتسيليا، ما يطلق عليه بـ "القنبلة الديمغرافية الفلسطينية"، إلا أن الاستحقاقات الانتخابية خلال العامين الأخيرين كشفت عن وقائع يجدر تأملهما، وإن كانت ليست بالضرورة نهائية في صيرورتها. الواقع الأول، يتعلق بحقيقة أن الكتلة العربية الناخبة والبرلمانية (حتى بانقسامها) باتت رقما صعباً أو مربكاً داخل المشهد السياسي الإسرائيلي، لناحية الإمساك بمفاتيح أساسية في تعطيل أو تسهيل تشكيل حكومة في إسرائيل. الواقع الثاني، أن المنظومة السياسية الإسرائيلية، بجل تياراتها الأساسية، ما زالت، وحتى يثبت العكس، عازمة وقادرة على منع واستبعاد المكون العربي من أن يكون شريكا في أي تشكيلة حكومية، حتى لو أدى الأمر إلى خوض انتخابات أخرى متعددة دون أي حرج. وربما مفاوضات الليكود مع "القائمة العربية الموحدة" بقيادة منصور عباس (صاحبة أكبر تمثيل عربي في الانتخابات) ستشكل تطورا، يُدرس في حينه، إذا ما أثمرت مآلاته. الواقع الثالث، وهذا ظهر جليا خلال الاستحقاق الانتخابي الأخير، يكشف أن الحالة العربية الداخلية، التي يرفضها العقل السياسي الإسرائيلي، هي ظاهرة متعددة متباينة الأهداف والتكتيكات والخيارات، بحيث تبدو وحدتها، التي ظهرت في الاستحقاقات الانتخابية الثلاث السابقة من خلال "القائمة المشتركة"، استثناء يسهل إرجاعه إلى عادية انقسامه في أول مناسبة تتضارب داخلها مصالح الفرقاء. كما بدا أن الحالة العربية باتت "ملحقة باليسار الإسرائيلي ومؤخرا باليمين"، وفق تعبير الأكاديمي الفلسطينيين البروفسور أسعد غانم. الواقع الرابع، يلفت إلى أن إسرائيل تخوض انتخاباتها المتتالية وفق مفردات وتعابير وبرامج لا تربكها أي ديناميات فلسطينية مقلقة في الضفة الغربية وقطاع غزة. حتى أن الفلسطينيين أنفسهم باتوا يتعاملون مع الانتخابات الإسرائيلية بصفتها حدثا يساهمون بالتعليق عليه بالدراسة والتحليل، ولا يعلقون على نتائجها أي آمال لإحداث تغيير داخل "مسلمة" الشلل والجمود في يوميات قضيتهم. كما أنهم يئسوا، ربما، من استخدام الحدث مناسبة لافتعال ضجيج، سياسي أو ميداني، بإمكانه التسبب بتأثير ما على مزاج الناخبين. الواقع الخامس، يؤكد أن مسألة اتفاقات السلم التي عقدتها إسرائيل مع أربع دول عربية، على أهميتها، بدت شأنا يسوق له المرشح بنيامين نتنياهو بصفته إنجازا شخصيا يعوّل عليه لإحداث فارق انتخابي نوعي. بيد أن نتائج نتنياهو تدل أيضا أن الإنجاز محدود التأثير ولا يقلب موازين القوى على النحو الذي كان نتنياهو يتخيله ويبالغ في التعويل عليه. وما يمكن المغامرة في استنتاجه هو أن أزمة الحكم في إسرائيل لا تعود بالضرورة إلى نظامها الانتخابي والسياسي أو إلى تشظي مكوناتها الفسيفسيائية الحزبية. المعضلة تكمن في ظاهرة الإجماع وليس في ظاهرة الانقسام. لا يجد الناخب اليهودي في إسرائيل فروقا هوياتية كبرى تدفعه للاندفاع إلى تعظيم شأن عائلة سياسية على حساب أخرى. كما أن الكتلة الناخبة، التي يتم تخويفها من أخطار إيران وامتداداتها اللبنانية السورية، واثقة من ذلك الإجماع بين كل المكونات المتنافسة في مسائل الدفاع عن الأمن والوجود. ناهيك عن أن غياب التحدي الفلسطيني الكبير، في بعديه داخل أراضي 48 وخارجها، معطوفاً على تبدل أولويات المحيط العربي، يجعل من الانتخابات في إسرائيل نميمة لا تنشغل في جلبتها إلا بمستقبل نتنياهو ومصيره.

 

سائق الجمهوريّة

نديم قطيش/أساس ميديا/29 آذار/2021 

http://eliasbejjaninews.com/archives/97441/%d9%86%d8%af%d9%8a%d9%85-%d9%82%d8%b7%d9%8a%d8%b4-%d8%b3%d8%a7%d8%a6%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%85%d9%87%d9%88%d8%b1%d9%8a%d9%91%d8%a9/

طالب الأمين العامّ لحزب الله حسن نصرالله أن يُمنَح حزبه نسبةً محدّدةً من المسؤوليّة عمّا آلت إليه أوضاع البلاد. عدّه ظلماً أن يُقال إنّ الحزب وسلاحه مسؤولان عن الانهيارات الاقتصاديّة والاجتماعيّة والأمنيّة. حتّى مطالبته هذه جاءت من باب المنّة لا أكثر، وعلى سبيل المحاججة المنطقيّة، تنازل وقَبِل أن يتحمّل نسبةً ما.. يشبه الأمر سائقاً اجتاح مدرسة أطفال وراح يطالب بتحمّله مسؤوليّة نسبيّة فقط عن الحادث. فبناء المدرسة تشوبه مخالفات، وإشارات السير أمامها يعلوها الصدأ، وعدد المسجّلين فيها يفوق العدد المسموح به.. وراح يضيف أسباباً أخرى للحادث المروّع ليس بينها أنّه كان يقود سيارة مسروقة بسرعة 260 كلم في الساعة باتجاه معاكس لوجهة السير وهو لم ينم في الليلة السابقة.

ارحمنا يا عمّ الحاج!

سائق الجمهوريّة هو إذاً مطمئنٌّ لتشوّه النقاش السياسيّ والوطنيّ في لبنان وتمحوره حول نزاع الصلاحيّات بين رئاسة الجمهوريّة ورئاسة الحكومة. فمشكلة لبنان، بحسبه، هي مشكلة نظام سياسيّ وتوزيع صلاحيات أنتجت واقعاً "لا يمكننا الاستمرار فيه". ويعنيه كثيراً أن يظلّ واقع الاشتباك في لبنان متّصلاً بهذه العناوين وأن لا يتعدّاها إلى العنوان الأساس، وهو وجود حزب الله عقيدةً وممارسةً سياسيّةً وجهاديّةً عابرةً للحدود الوطنيّة من خلال ارتباط عضويّ بمشروع ثوريّ معلن في المنطقة. في خطابه الأخير بدا نصرالله معنيّاً بأمر واحد، وهو تنظيم قواعد الاشتباك في الشارع في ظلّ عدم وجود حلول سياسيّة في الأفق: "لا تشكّلوا حكومة إن شئتم، وأنا من جهتي لن أضغط على حليفي المسيحيّ لتقديم تنازلات قاسية، ولكن من الآن حتّى تجدوا حلّاً أحذّركم من الاستمرار في لعبة قطع الطرق، ولا سيّما طريق الساحل بين الجنوب وبيروت". هذا هو فحوى رسالة نصرالله الأخيرة. وبموازاة ذلك عاد في النقاش حول الحكومة إلى المربّع الأوّل، أي مربّع التفكير في الصيغ والمعادلات. ففيما جدّد موافقته على حكومة اختصاصيّين، دعا إلى معاودة التفكير في حكومة تكنوسياسيّة.. أيْ عاد إلى مربّع التفكير، الذي يعني عمليّاً تجميد الحلول.

إنّه واقعُ حالٍ واحدٌ من صنعاء التي رفض الحوثيّ فيها مبادرة الحلّ السعوديّة قبل الاطّلاع على بنودها، بل اكتفى بتويت للسفير الإيراني في صنعاء "حسن إيرلو" حدد فيها دفترة شروط وقف الحرب . إلى بيروت التي عاد نصرالله فيها إلى مربّع التفكير والتمحيص والتحليل.

مجدّداً المشكلة في مكان آخر تماماً. وللأمانة يحدّد المسؤولون الإيرانيّون أحياناً بمنتهى الجدّيّة والشفافيّة طبيعة الأزمة والصراع اللذين يختطفان لبنان. ففي تغريدة لحسين أمير عبداللهيان، مساعد رئيس البرلمان الإيرانيّ للشؤون الدوليّة، وأحد رجال اللواء المقتول قاسم سليماني، يقول: "تنتهج كلّ من الولايات المتّحدة وفرنسا والسعوديّة سياسةَ عدم وجود حكومة قويّة، والانقسام، وإضعاف المقاومة، وهي الوجه الثاني من تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيونيّ وإضعاف لبنان".

الصياغة الإيديولوجيّة لا تخفي إلا قليلاً دقّة توصيف الأزمة في لبنان. لنترك جانباً مسألة التطبيع مع إسرائيل كهدف لإضعاف لبنان، فهذه دونها تفاهمات كبيرة في المنطقة، ولا سيّما بين سوريا، أيّ سوريا، وإسرائيل. ولنترك جانباً افتراض وجود نهجٍ أميركيّ فرنسيّ وسعوديّ فاعل بالاتجاه الذي أشار إليه عبداللهيان، إذ لا دليلَ حقيقيّاً على مشروع مشترك بهذا المعنى أو سياسة يمكن تعريفها بوضوح، بقدر وجود تجاهل سعوديّ للبنان، ومبادرة فرنسيّة متعثّرة، وموقف أميركيّ يقارب لبنان من زاوية مكافحة الإرهاب بالمعنى التقنيّ والاستخباريّ، وبلا أيّ مضمون سياسيّ حقيقيّ.

ما يبقى من تغريدة عبداللهيان هو ما يسمّيه "إضعاف المقاومة"، أي ميليشيا حزب الله المندرجة في صراع أوسع وأكبر من طاقة ومصالح لبنان ضمن فلك إيديولوجيّ ثوريّ مركزه طهران.

بصراحة وبوضوح أنا أتّفق مع عبداللهيان في كون إضعاف حزب الله مقدّمةً ضروريةً لقوّة لبنان ومنعته، وأنّ ضعف لبنان هو نتاج موضوعيّ لقوّة حزب الله. هذه المعادلة الصفريّة هي التي تعطّل أيّ حلّ حقيقيّ ومستدام للبنان يسمح له بتفعيل إمكاناته وطاقاته الكامنة وعودته الى خارطة الدول الناجحة.

لنتخيّل أنّ حزب الله اختفى من الحياة السياسيّة اللبنانيّة. سيكون بإمكان لبنان أن يتحايل على كلّ ما هو غير واضح في الدستور لناحية توزيع الصلاحيّات والأدوار لأنّه بكل بساطة لن تكون هناك قوّة قاهرة يتسلّح بها طرف ضد آخر كما يتسلّح عون اليوم بعضلات حزب الله.. وسيكون بإمكان لبنان أن يستدرج كمّاً من المساعدات والقروض الميسّرة والاستثمارات الأجنبيّة الراغبة في العودة إلى لبنان. وستكون قدرة القوى المحليّة على معاندة الإصلاحات المطلوبة أقلّ بكثير.

كيف؟ عبقريّة الشرّ اللبنانيّة تربط قوّة الغطاء المتوافر لحزب الله بقوّة صاحب الغطاء. ثم تربط قوّة صاحب الغطاء بقدرته على تكبير حصّته من الكعكة اللبنانيّة. وتربط حصّته من الكعكة بملفّات تقنيّة محدّدة مثل الكهرباء. وتربط حلّ الكهرباء بأكثر السبل المدرارة للمال، مثل حلّ البواخر أو السدود أو المعامل وفق رؤية تحاصصيّة ناهبة للمال العامّ. وفق عبقريّة الشرّ اللبنانيّة يصير الطريق إلى القدس يمرّ عبر باخرة "فاطمة غول". هكذا ينمو التحالف بين المافيا والميليشيا. في غياب الميليشيا تتضاءل فجاجة المافيا بلا شكّ.

أصاب عبداللهيان، وتغريدته هي ما يجب أن يكون محور السجال السياسيّ في لبنان، فلا مهمة وطنيّة تعلو على مهمّة إضعاف حزب الله وإنهاء حال الشذوذ الوطنيّ الذي يشكّله بسلاحه ومشروعه تحت ستار المقاومة المزيّفة.

أما من سيضعف حزب الله، وللأسف معه لبنان، فهو هذا الإهمال الأمميّ الممنهج لبلد صغير قرّر بعض من فيه أنّه قادر على "صناعة المعادلات في المنطقة وتغييرها".. وقرّر العالم في المقابل أن يفضح الحيلة اللبنانيّة البسيطة، التي ملخّصها أنّ "العالم يموّلنا ويرعانا لنكون أداة عدوان عليه".. حسناً لقد تغيّر الوضع. جوعوا أيّها الأحبّة وواصلوا تغيير العالم بأمعاء خاوية، وليطعمكم حسن نصرالله عزةً وكرامة.

 

بلينكن يمهّد للقيادة الأميركية عالمياً ويوكل لفرنسا إدارة أزمة لبنان

راغدة درغام/النهار العربي/28 آذار/2021 

نجح وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن في إصلاح العلاقة الأميركية مع الدول الأوروبية ومعظم أقطاب حلف شمال الأطلسي خلال زيارته أوروبا هذا الأسبوع، كما عمّق التفاهم مع دول مهمّة مثل الهند واليابان وأوستراليا في ما يبدو أنه بداية لصوغ نظام عالمي جديد تقوده الولايات المتحدة برضا الحلفاء والشركاء. الأولويات في السياسة الخارجية التي ستتولّى واشنطن صوغها بشراكة مع الحلفاء هي العلاقات مع الصين وروسيا والتطورات في منطقة آسيا - باسيفيك ثم يليها الشرق الأوسط بتركيز على إيران وإسرائيل وعلى الدول الخليجيّة العربية.

بعض الأزمات الإقليمية والنزاعات المحلية التي تريد إدارة بايدن معالجتها سيتم تنسيقه بعمق مع الأمم المتحدة مثل ملف اليمن، وبعض آخر سيتم إيكاله الى قيادة دولة أوروبية مثل ملف لبنان الذي تتأبّطه فرنسا بدعم أميركي. ما اكتشفته إدارة بايدن بسرعة هو صعوبة تحقيق تقدّم في المسألتين الأساسيتين اللتين جعلت منهما، سهواً، شبه امتحانٍ لها لتحقيق إنجاز سريع في السياسة الخارجية الأميركية، هما إيران واليمن. لذلك تعيد النظر في وتيرة التوقعات وتعود الى طاولة رسم الاستراتيجيات. وهذا يشكّل فرصة للتفكير خارج الصندوق، ليس فقط لأقطاب إدارة بايدن، وإنما أيضاً للدول الأوروبية والآسيوية الحليفة كما للأقطاب المحلية في نزاعات خطيرة كتلك التي في لبنان حيث الصين وروسيا وإيران عكفت على صوغ أدوارها مستغِلّة الفراغ الذي كان خلّفه عدم الاهتمام الأميركي قبل زيارة بلينكن الأوروبية.

 قبل الخوض في خلفية ما حدث في بروكسيل أو في مصير المبادرة الفرنسية للبنان، من الضروري التوقف عند المؤتمر الصحافي الأول للرئيس جو بايدن الذي كان غريباً في استبعاده السياسة الخارجية باستثناء سؤالين عن العلاقة مع الصين وعن اختبار صاروخي جديد لكوريا الشمالية. التركيز على كوفيد-19، وأزمة الحدود مع المكسيك، والتوتّر بين الحزبين الديموقراطي والجمهوري أمر مفهوم. أما عدم التطرّق إطلاقاً الى روسيا أو إيران أو إسرائيل، على سبيل المثال، فإنه ليس مفهوماً، أقلّه من منطلق حرية الصحافة في طرح السؤال. فإذا كان البيت الأبيض "حذف" الأسئلة حول المسائل الساخنة في السياسة الخارجية كما يقال، أو إذا كان صحافيو البيت الأبيض وافقوا على استثناء هذه القضايا رضوخاً للبيت الأبيض، فالأمر خطير ويدخل في خانة فرض الرقابة والخضوع لها. ثم هناك رسالة مُقلِقة وراء أداء الرئيس بايدن في مؤتمره الصحافي الأول حيث قرأ معظم الأجوبة. فإذا كان فريق البيت الأبيض خائفاً من كيفية تناول الرئيس لهذه المسائل، لا سيّما الصين وإيران، فإنه صوّره بذلك قائداً ضعيفاً عندما يتعلّق الأمر بالسياسة الأميركية الخارجية غير قادرٍ على التفكير السريع عند الحاجة.

أتى ذلك وسط ازدياد الكلام عن إيلاء السياسة الخارجية الى نائبة الرئيس كمالا هاريس التي ستقوم بالزيارات الخارجية باستثناء زيارة بايدن نفسه الشرق الأوسط هذه السنة. وكما قال أحد المراقبين "هو سيرسل الدعوات للقادة ليزوروا واشنطن، وهي ستقوم بالرحلات الى الخارج"، مشيراً الى أوامر الأطباء حمايةً للرئيس الأميركي البالغ من العمر 78 عاماً والذي، كما قال في مؤتمره الصحافي، ينوي الترشّح لولاية ثانية في سن 82.

صنع السياسة الخارجية يقع الآن في أيدي وزير الخارجية أنتوني بلينكن الذي يعمل من دون فريق متكامل نظراً لمخاوف إدارة بايدن من عدم مصادقة الجمهوريين على الأسماء المقترحة. لذلك يتم وضع ملفات فائقة الأهمية مثل العلاقة مع إيران ومستقبل الاتفاقية النووية JCPOA في أيدي مجلس الأمن القومي حيث لا حاجة الى تصديق الكونغرس هناك.

بلينكن يتقن اللغة الفرنسية وشخصيته ليست صداميّة ما ساهم في النقلة النوعية في العلاقات التي كانت سائدة مع الدول الأوروبية في عهد الرئيس الأسبق دونالد ترامب والتي تميّزت بالتوتر والمحاسبة والمفاجأة. اليوم، هناك نبرة جديدة في التعاون والتنسيق بين واشنطن وبروكسيل وبرلين وباريس وغيرها، وهناك عزم على التلاقي والصلابة في المواقف نحو الصين وبالذات هونغ كونغ كما نحو روسيا.

الغائب هو وضوح السياسة policy رغم ما تم التوافق عليه في الجولة الأولى. وبحسب المصادر المطّلِعة، أن العناوين العريضة للمرحلة المقبلة في ما يتعلّق بمنطقة الشرق الأوسط ستنطلق في الأسابيع القليلة المقبلة بمقترحات أميركية حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وفي غضون أسبوعين، سيتم اتخاذ القرارات في شأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية انطلاقاً من المواقف الإيرانية إزاء إصرار إدارة بايدن على تنفيذ طهران التزاماتها النووية بكل وضوح.

المؤشرات الميدانية والسياسية لا تبشّر باعتزام طهران التنازل عن شروطها رفع العقوبات قبل العودة الى الحديث عن الاتفاقية النووية، أو بإبراز حُسن النيّة عبر الملفّات الإقليمية مثل اليمن. لذلك، تتوقع الأوساط المقرّبة من التفكير الإيراني أن يلجأ "الحرس الثوري" الى رفع وتيرة سياسة "الاستفزاز والابتزاز" بما في ذلك في مياه الخليج كما في اليمن ولبنان وسوريا.

 إدارة بايدن قرّرت عدم سحب القوات الأميركية من سوريا تحسّباً وأبدت أخيراً بعض الاهتمام بما يحدث في لبنان بعدما أدركت أن الوقت ليس لمصلحتها هناك، وأن خسارة لبنان كليّاً لإيران هي انتحارٌ استراتيجي يقارب الغباء. أدركت أن الاستهتار ببلد تقع سوريا على شماله وإسرائيل على جنوبه وتخترقه تركيا عبر الأراضي السورية إنما هو مُكلف على مستويات عدّة وملفّات تمتد من تنمية الإرهاب بمختلف طوائفه الى امتداد الهجرة منه نحو أوروبا الى حرب أهلية مدمِّرة الى حرب بالنيابة غير مباشرة بين إيران وإسرائيل ينفّذها "حزب الله" في لبنان. لذلك استيقظت إدارة بايدن قليلاً عبر تفعيل الوسائل الدبلوماسية، لكنها حتى الآن ما زالت بلا سياسة واضحة ذات أسنان. فالخطر ما زال وسيبقى طالما لا ينطوي تناول ملف لبنان على أداة العقوبات وطالما تعتقد إيران أن لبنان مِلكٌ لها وورقة ثمينة في المفاوضات.

الخبير النووي الإيراني في جامعة برنستون والناطق السابق لإيران في مفاوضاتها النووية، سيد حسين موسافيان، شارك هذا الأسبوع في الحلقة الافتراضية الـ31 لقمّة بيروت انستيتيوت في أبو ظبي سويّة مع مانيويل لافون رابنوي مدير مركز التحليل والتخطيط والاستراتيجي في وزارة الخارجية الفرنسية، وزياد بارود وزير الداخلية الأسبق في لبنان، وبراين كاتوليس المقرّب من أقطاب إدارة بايدن والزميل في مؤسسة "أميركان بروغرس". (https://m.youtube.com/watch?v=ujJXu_v2cSo).

أطروحات موسافيان كانت لافتة وانطوت على رسائل ليس واضحاً إن كانت طهران تسوّقها أو تختبرها، من ضمنها قوله إن لا مجال اليوم للتفاهم أو التقارب مع واشنطن والعواصم الأوروبية، ولا وسيلة لتناول قضايا المنطقة سوى عبر حوار ثنائي إيراني - سعودي، وأن حل أزمة لبنان يقتضي دعوة إيران الى المشاركة في الجهود الدولية لحل الأزمة. وقال إن "بايدن ضعيف جدّاً حالياً ما لا يمكّنه من اتخاذ القرار الكبير والشجاع والجريء الذي يعيد الصفقة النووية الى التنفيذ، ثم البدء بالقضايا الأوسع. إنهم (الأميركيون) ضعيفون جدّاً". وأضاف انه لا يرى أفقاً "للتقارب rapprochement مع إدارة بايدن الحالية" وأن "علينا أن نفكر ونعتمد أكثر على التقارب بين دول المنطقة بدلاً من انتظار الولايات المتحدة". وتابع قائلاً إن "في وسع إيران والسعودية، القوتين الأساسيتين في المنطقة، أن تجلسا معاً لإدارة علاقتهما وأمن الخليج الفارسي وحتى إيجاد الحلول في الدول الإقليمية مثل اليمن"، بدءاً "بإجراءات بناء الثقة". وقال أيضاً موجّهاً كلامه الى فرنسا انه إذا كانت هناك مبادرة دولية في شأن لبنان "وانكم تعتقدون أن إيران لاعب أساسي، يجب عليكم أن توجّهوا الدعوة الى اللاعب الإقليمي الأساسي ليأتي الى الطاولة".

رابنوي رد قائلاً إن المطلوب هو التمكّن من تشكيل حكومة في لبنان، والقيام بإصلاحات، وتقوية الجيش "للدفاع عن سلامة أراضي لبنان بدلاً من القول إن هذه مسؤولية حزب الله أو غيره"، وتعزيز المجتمع المدني للبحث في مستقبل "النموذج للبنان" Lebanese model. وتابع قائلاً إن "المطلوب هو حكومة تتجاوب مع الناس وليس مع "اقتسام السُّلطات" على نسق "ادعوني للجلوس الى الطاولة أوّلاً لأنني لاعب إقليمي أساسي". وقال أيضاً إن إجراءات بناء الثقة تتطلّب التحدّث حول كيفية بناء "الأمن الجماعي حيث يكون الأمن الإقليمي غير قابل للتجزئة indivisible وليس مجرّد ملحق لاعتبارات الأمن القومي".

ما دعا اليه رابنوي هو mobilization "تعبئة الأُسرة الدولية، إنما الوقت حان أيضاً للضغط على اللاعبين اللبنانيين لأن هذه مسؤوليتهم أولاً". دعمه في ذلك زياد بارود مشيراً الى "مصلحة الأُسرة الدولية ألّا يسقط لبنان في حال انهيار الدولة كليّاً وكاملاً لعدة أسباب" ذكر منها "الإرهاب واللاجئين" ومذكّراً "بضرورة التنبه الى تداعيات التفاهمات الإقليمية، إذا حدثت، على التوازن الداخلي اللبناني الهش". وقال إن "العقوبات وغيرها من الإجراءات يمكن أن تساعد، إنما التناول الشامل هو ما نحتاجه الآن"، وأضاف أن مع مجيء "إدارة أميركية جديدة غير تصادمية، أمامنا فرصة لتطوّر الأمور إيجابياً واني أؤمن بأن أي تعاون وتنسيق بين فرنسا والولايات المتحدة سيؤدّي الى نتائج جيّدة"، مؤكِّداً أن "لا خيار أمامنا سوى المبادرة الفرنسية".

براين كاتوليس شدّد على أنه "ليس في مصلحة الولايات المتحدة أن تضع المسألة على الموقد الخلفي" نظراً الى الوضع الرديء والخطير في لبنان. ووافق الآخرين على ضرورة تعاون إدارة بايدن مع فرنسا على المستويات كافة من أجل التصدّي للفساد الحكومي في لبنان ومنع تحوّل لبنان دولة فاشلة. وعبّر عن قلقه من مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة وإيران، وقال إن إدارة بايدن تبذل قصارى جهدها لمعالجة الخلافات مع إيران وتدرس الخيارات "إنما هذا سيستغرق وقتاً".

ما تحتاجه الدبلوماسية الأميركية وكذلك الفرنسية هو التفكير خارج الصندوق في شأن إيران واليمن وسوريا والعراق وكذلك لبنان الذي يهوي الى الحضيض طالما ليس هناك انخراط دولي وإقليمي جاد، ولا هناك محاسبة للفاسدين في السلطة الحاكمة، ولا توجد سياسة واضحة لإبلاغ رسالة جدّيّة الى "الحرس الثوري" الإيراني في شأن "حزب الله" وخططهما للبنان.

جميل أن يتفاهم انتوني بلينكن مع نظرائه الأوروبيين في جولة وجدوه فيها ساحراً وجذاباً وهادئاً وعاقلاً، لكن هذا لا يكفي لأن إدارة بايدن ما زالت تبحث عن سياسة ذات معالم واضحة. ليس عيباً إيكال ملف كلبنان الى فرنسا طالما لا تنوي إدارة بايدن الاختباء وراء المبادرة الفرنسية لتزداد تقاعساً أو للتهرّب مما عليها أن تفعله والذي يشمل حشد الدعم الأوروبي والعربي وراء المبادرة الفرنسية. على إدارة بايدن، مهما كرهت إدارة ترامب، أن تستعيد في سياساتها نحو لبنان أدوات التحفيز وأدوات العقاب. عدا ذلك سيندم انتوني بلينكن وإدارة بايدن برمتها عندما يسقط بلد كلبنان كلّيّاً في أحضان إيران بعدما ينهشه فساد الطبقة الحاكمة الفاسدة. وهذا اليوم، للأسف، ليس ببعيد في لبنان.

 

من ينقذ لبنان من نفسه؟

هشام ملحم/النهار العربي/28 آذار/2021

لبنان "على حافة الانهيار"، لبنان في طريقه لأن يصبح "دولة فاشلة"، لبنان يواجه "العاصفة المثلى" - ترجمة العبارة الإنكليزية التي تصف وضعاً كارثياً خطيراً نتيجة تضافر عوامل عدة سلبية للغاية - لبنان يقترب من "نزاع أهلي"، لبنان أصبح "فنزويلا على المتوسط"، لبنان "غير قابل للإصلاح"، لبنان "يشهد تظاهرات، وقطع طرق وإضرابات"، لبنان "يواجه انعدام الأمن الغذائي" - عبارة مهذبة لوصف الجوع. هذه عيّنة من الجمل والعناوين، والعبارات التي تُستخدم في وكالات الأنباء، ونشرات الأخبار وتعليقات المحللين لوصف الأوضاع المتردّية في لبنان منذ خريف 2019.

وتحظى الطبقة السياسية – المالية بنعوت وأوصاف تعكس حقيقتها السافرة، مثل "الطبقة الفاسدة"، و"الطبقة المفترسة"، و"الطبقة العبثية"، والبعض يضيف كلمات مثل "الإقطاعية" و"الانتحارية" و"الانغلاقية" لوصف ميول ونزعات حكام لبنان أو الذين نصّبوا أنفسهم أوصياء عليه من سياسيين، وأمراء حرب سابقين وحاليين، ومصرفيين واحتكاريين ورجال دين...

كل هذه الأوصاف أو النعوت صحيحة الى حد بعيد، وتعكس حقيقة ما يحدث على الأرض اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً منذ عقود، وإن أصبحت هذه الأوصاف والنعوت سافرة وملحة في الأشهر والأسابيع الماضية مع استمرار الانهيار البطيء الذي يرى الكثيرون في لبنان وخارجه أنه وصل الى مرحلة اللاعودة.

هذه هي المرة الأولى التي يواجه فيها لبنان كارثة اقتصادية – مالية، ومأزقاً سياسياً ليس مرشحاً لأي حلول قريبة، مع جائحة لا ترحم، وانفجار هائل من أكبر الانفجارات غير النووية في العالم. هذه الكوارث المجتمعة جاءت على خلفية انحسار اهتمام الدول العربية والأوروبية والولايات المتحدة بلبنان لأسباب عديدة، ليس أقلها عجز الطبقة السياسية اللبنانية الفاسدة عن تحمل مسؤولياتها عن انهيار لبنان، ولاستمرار هيمنة ميليشيا "حزب الله" والقوى الأخرى المتواطئة معه مثل ما يسمى بـ"التيار الوطني الحر" على لبنان. الليرة في انهيار مستمر مقابل الدولار (يتراوح السعر بين 12000 و15000 لليرة مقابل الدولار)... أسعار المواد الغذائية تزداد يومياً، وأحياناً أكثر من مرة في اليوم، البطالة وصلت الى مستويات غير معهودة، وتوفر الأدوية (الغالية أصلاً) لم يعد مضموناً. في الصيف الماضي قدّرت الأمم المتحدة نسبة الفقراء في لبنان بأكثر من 55 في المئة من اللبنانيين، أي ضعف عددهم عن العام الذي سبقه. وقدّرت عدد الذين يعانون الفقر المدقع بـ23 في المئة. وكل المؤشرات تقول إن هذه النسب سوف تزداد وبسرعة، إذا لم تُتخذ إجراءات جذرية وسريعة لوقف الانهيار.

وبما أن لبنان دولة لا تنتج معظم ما تستهلكه، وتستورد أكثر من 80 في المئة من حاجاتها، فإن انهيار الليرة أمام الدولار يفسّر الى حد كبير عمق المأزق اللبناني. ممارسات المصرف المركزي المشبوهة وقروضه للسياسيين والتجار اللبنانيين النافذين، وتضليله للمودعين بشأن قوة الليرة وتوفر الاحتياط المالي من العمليات الصعبة، مسؤولة الى حد كبير عن الوضع المالي الكارثي الذي جعل المصارف اللبنانية تتصرف وكأن ودائع اللبنانيين أصبحت رهينة لديها.

وعلى الرغم من الغضب الشعبي العارم الذي تُرجم على الأرض بتظاهرات شاملة جلبت الى الشوارع والساحات أعداداً ضخمة من اللبنانيين من مختلف الطبقات والمناطق والمطالبة بمساءلة المسؤولين عن الكارثة ومحاسبتهم، إلا أن كل هذه المحاولات أجهضتها السلطة الحاكمة، وتحديداً "حزب الله" والمتواطئين معه من خلال استخدام البطش والترهيب ومن خلال استغلال الولاءات الطائفية والمذهبية. وحتى الآن لم تتم محاسبة مسؤول واحد سياسي أو مصرفي عن الأوضاع الكارثية. انعدام المسؤولية يبدو نافراً من خلال مراجعة المسرحية العبثية لما يُسمى تشكيل الحكومة الجديدة والاجتماعات والتصريحات والتهديدات المقززة الصادرة عن رئيس الجمهورية ميشال عون، والرئيس المكلف سعد الحريري.

هناك من يعوّل في لبنان، في أوساط الطبقة الفاسدة الحاكمة، على الخلاص، ولو الموقت من الخارج. ولكن هؤلاء لا يريدون الاعتراف بأن العالم القريب منهم والبعيد عنهم لا يضع لبنان ومستقبله بين أولوياتهم. وحتى أولئك الذين يريدون مساعدة لبنان، في فرنسا، أو حتى في الولايات المتحدة على سبيل المثال، يواصلون الإصرار – عن حق – على قيام اللبنانيين أنفسهم أولاً بتحمل مسؤولياتهم عن إيصال لبنان الى هذا المأزق التاريخي، واتخاذ بعض الإجراءات الإصلاحية التي تبين وجود الحد الأدنى من الرغبة باعتماد بعض الشفافية في القرارات السياسية والمالية، قبل مطالبة المجتمع الدولي بمساعدة لبنان. هذا "المجتمع الدولي" الذي كان يعوّل عليه لبنان هو عملياً وتقليدياً كان يعني بعض دول الخليج العربية، وبعض الدول الأوروبية، وتحديداً فرنسا، والولايات المتحدة، التي كانت تساعد لبنان في السابق إما مباشرةً أو من خلال المؤسسات المالية الدولية مثل صندوق النقد والبنك الدوليين. هذه الدول والمؤسسات تعرف جيداً مدى فساد الطبقة السياسية – المالية الحاكمة في لبنان وليس لديها أي أوهام بهذا الشأن. وهذه الأطراف، إذا فكّرت جدياً بالمساعدة، فلأنها لا تريد أن ترى انهياراً أمنياً وسياسياً واجتماعياً شاملاً، يؤدي الى موجة جديدة من اللاجئين، أو الفراغ الذي يمكن أن تملؤه تنظيمات إسلامية إرهابية مثل القاعدة، أو "داعش" وغيرها.

هناك حقيقة مؤلمة للبنانيين، وهي أن لبنان لم يعد دولة مهمة في الشرق الأوسط، كما كان في السابق مركزاً ثقافياً يجذب اليه قادة الفكر والفنون في العالم العربي لينشروا مؤلفاتهم، أو لعرض مسرحياتهم وأعمالهم الفنية، أو للدراسة في جامعات لبنان، أو مركزاً سياحياً يجلب اليه ملايين العرب والأوروبيين ليكتشفوا لبنان أو للتعرف على بعضهم البعض في بيروت الليبرالية والكوزموبوليتانية التي كان يعيش فيها آلاف العرب والغربيين. هذا اللبنان المنفتح، قبل هيمنة سوريا و"حزب الله" عليه، هو الذي كان يجلب اليه السياسيين العرب للاصطياف أو لإرسال أبنائهم للدراسة في جامعاته، خصوصاً الجامعة الأميركية. هذه العلاقة الحميمة بلبنان من آلاف العرب، خاصة من المشرق من سياسيين ورجال فكر وأعمال، لم تعد موجودة، وبدأت بالانحسار التدريجي مع تضييق الخناق السوري والإيراني عبر "حزب الله" على لبنان. في أكثر من مناسبة، كنت أسمع من وزير الخارجية السعودي الراحل الأمير سعود الفيصل، وهو من أكثر الدبلوماسيين العرب ذكاءً ودماثة خلق، عن اهتمامه الصادق بلبنان، وعن علاقاته الودّية والمتينة مع شخصيات لبنانية عديدة من مختلف الخلفيات. وهذا ما كنت أسمعه من شخصيات سياسية وفكرية إماراتية وكويتية وعراقية وأردنية ومصرية ومغربية كنت ألتقيها في واشنطن أو في مؤتمرات دولية أو في زياراتي للدول العربية. الجيل الجديد من القادة العرب لا يعرف لبنان، ولم يدرس في بيروت الليبرالية، ولا تربطه علاقات صداقة مع شخصيات لبنانية، مثل تلك التي كان يفتخر بها الأمير سعود الفيصل على سبيل المثال.

 هذا الأمر ينطبق أيضاً على السياسيين والدبلوماسيين الأميركيين الذين تعاملت معهم في العقود الماضية. الرعيل الذي كان يعرف بيروت جيداً، وخاصة أولئك الذين درسوا اللغة العربية في لبنان، ليحضّروا أنفسهم للخدمة في العواصم العربية، أو الذين التحقوا بالجامعة الأميركية، أسسوا علاقات حميمة مع الكثير من اللبنانيين من مختلف القطاعات والخلفيات. دبلوماسيون مثل ريتشارد مورفي، وتالكوت سيلي (من مواليد بيروت)، وديفيد نيوتن، وديفيد ماك، وكريستوفر روس وديفيد ساترفيلد، وديفيد ويلش، ورايان كروكر، وإدوارد دجيرجيان، وجيفري فيلتمان، وبعضهم يجيد العربية بطلاقة، كان لبنان، كدولة وكمجتمع مدني، يعني الكثير لهم. اليوم، معظم المسؤولين الأميركيين المعنيين بلبنان لا يعرفون لبنان كما كان يعرفه أسلافهم ولا تربطهم تلك العلاقات الحميمة التي ربطت الجيل السابق من الدبلوماسيين الأميركيين بالكثير من اللبنانيين. ربطتني علاقات مهنية جيدة مع الرعيل الأول من هؤلاء السفراء والدبلوماسيين، حين غطيت نشاطاتهم في واشنطن، وطوّرت علاقات صداقة قوية مع معظمهم بعد تقاعدهم، وتبين لي من رصدي لعملهم، أن تفانيهم في خدمة بلادهم ومصالحها، لم يمنعهم من تطوير اهتمام حقيقي بمصالح ومستقبل الدول والمجتمعات العربية التي خدموا وعاشوا أو درسوا فيها. هذا الاهتمام الدبلوماسي الأميركي القديم بلبنان انتهى بلا رجعة.  اللبنانيون يعيشون اليوم أحلك اللحظات في تاريخهم الحديث، وهم بأمسّ الحاجة الى علاقات إقليمية ودولية سليمة وصحية، ولكن ذلك لم يعد متوفراً، بسبب جشع الزمرة السياسية – الاقتصادية الحاكمة وفسادها، التي ترفض تحمل مسؤولياتها في إيصال لبنان الى الحضيض، وتحديداً بسبب هيمنة "حزب الله" والمتواطئين معه على دولة تشارف على الاحتضار... تُرى، من ينقذ لبنان من نفسه؟

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عظة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي في أحد الشعانين: لم يكن هذا الصرح البطريركيّ يومًا مؤيدًا لأي مسؤول ينأى بنفسه عن إنقاذ لبنان وشعبه.

لم يكن هذا الصرح يومًا مؤيدًا لسلطة تمتنع قصدًا عن احترام الاستحقاق الدستوريّ وتعرقل تأليف الحكومات.

لم يكن هذا الصرح يومًا مؤيدًا لجماعات سياسية تعطي الأولوية لطموحاتها الشخصية على حساب سيادة لبنان واستقلاله.

فيا ليت المسؤولين السياسيّين عندنا، الممسكين بسلطان الحلّ والربط بشأن تأليف الحكومة، والبدء بالإصلاحات وعمليّة الإنقاذ الإقتصاديّ والماليّ، يسمعون لصوت الله الذي لا يسكت بل يبكّت ضمائرهم

موقع بكركي/الأحد 28آذار/2021

"إستقبل الشعب يسوع ملكًا بأغصان النخل"

1.كانت الجماهير من مختلف المناطق مجتمعة في أورشليم للإحتفال بعيد الفصح اليهوديّ الواقع يوم السبت التالي. فصعد يسوع أيضًا إلى العيد ليحتفل بالفصح الأخير مع تلاميذه، ويقيم فصحه الجديد الذي هو سرّ موته وقيامته لخلاص العالم وفداء البشريّة جمعاء. في الفصح الجديد يسوع هو الحمل الذي يُذبح ويؤكل في ليلة الإستعداد لمراسيم الفصح اليهوديّ فأسّس سرّ القربان الذي هو ذبيحة ذاته غير الدمويّة من جهة، مستبقًا ذبيحته الدمويّة في الغد، ومن جهة أخرى هو وليمة جسده ودمه للحياة الإلهيّة فينا.

2. إستقبله الشعب كبارًا وشبيبة وأولادًا بصورة عفويّة ونبويّة: عفويّة لأنّ صيته أصبح مالئ أرضهم، وبخاصّة إنتشار خبر إحيائه مؤخّرًا لعازر من القبر بعد أربعة أيّام من موته؛ ونبويّة لأنّ الجمع إستقبله بأغصان النخل وأعلنه ملكًا عليه، هاتفين "هوشعنا يا ربّ خلّص، مبارك الآتي باسم الربّ ملكنا". وكان في ذهنيّة الشعب أنّ يسوع ملك زمنيّ يخلّصهم من السلطة الرومانيّة الوثنيّة المحتلّة لأرضهم، أرض يهوه أي أرض الله، ويحرّرهم من نير رؤسائهم الثقيل. لكنّ يسوع ليس ملكًا زمنيًّا، بل ملك من نوع آخر، "ومملكته ليست من هذا العالم" (يو 18: 36).

3. وقع الخلاف في النظرة إلى يسوع بين الشعب ورؤساء الدينيّين من فريّسيّين وكتبة ورؤساء كهنة الذين اعتبروه مناوئًا لهم، وعميلًا للرومان.

ففي الواقع، أظهر الشعب بعفويّته أنه يعرف يسوع على حقيقته أكثر من قادته، على ما يقول القديس أغسطينوس، ويشرح: "الغنى والسلطة يقضيان على المتعلّقين بهما. فالغنى يقود إلى خفّة العقل، لمن يعتقد أنَّ الغنى غاية لا وسيلة؛ والسلطة تقود إلى الطمع إذا مورست من أجل المصلحة الخاصّة لا الخير العام". جاء المسيح يعلن قوّة المحبّة التي تفوق قوّة المال والسلطة، وتعطيهما معنًى وروحًا.

في حركة الجمع نرى كيف أنّ الجمهور المحكوم سليم العقل والقلب، أمّا الحكّام ففاسدون. الجمهور آمن بيسوع، أمّا الحكّام فلم يؤمنوا. الجمهور مشى مع يسوع نحو سرّ موته وقيامته،. أمّا الحكّام فبدأوا يفكّرون بإهلاكه حسدًا وسخطًا "لأنّ العالم كلّه قد تبعه" (يو 12: 19). في قلب الجمهور سادت المحبّة للمسيح، أمّا في قلوب الحكّام فحقدٌ وحسدٌ وبغض.

4. صحّح يسوع النظرة، إذ دخل أورشليم وهو يمتطي جحشًا (يو 12: 14). لم يكن يمتلك هذا الجحش، ما يدلّ على ملوكيّته المتواضعة والفقيرة. لم يدخل على جواد ومركبة، بالبطش والقوّة، كالملوك الزمنيّين الذين غالبًا ما كانوا ظالمين وطمّاعين، ويخضعون شعوبهم بالحروب. يسوع الملك الجديد لم يدخل المدينة على رأس جيش، بل بالحبّ والسلام والطمأنة: "لا تخافي، يا ابنة صهيون! هوذا ملكك آتٍ راكبًا على جحش ابن آتان" (يو 12: 15)، بحسب نبوءة زكريّا (9:9).

"لا تخافي" كلام موجّه إلى كلّ شعب أورشليم، وبخاصّة إلى الذين رفضوه، وهم مصرّون على قتله. غفران الله ومحبّته ورحمته أكبر من خطاياكم ومن جميع خطايا البشر. هذا المسيح، ابن الله الملك يقول لأمّته: "لا تخافي" فدمي سيمحو خطاياكِ ويفتدي حياتك (القدّيس أغسطينوس).

بالمعموديّة والميرون أشركنا المسيح في ملوكيّته، وبحكم هذه المشاركة، نحن كمسيحيّين ملتزمون بروح التواضع والفقر والتجرّد، وبإعطاء عالمنا علامات رجاء وطمأنينة، وبإنتزاع الخوف من القلوب، وزرع الثقة فيها.

5. في رواية الحدث نجد لدى القدّيس متى كيف إغتاظ رؤساء الكهنة والكتبة من هتافات الأولاد "هوشعنا لإبن داود"، فأجابهم يسوع: " أما قرأتم في المزمور:من أفواه الأطفال والرّضع أعددت تسبيحًا؟" (متى 21: 15-16). وعندما طلب الرؤساء من يسوع أن يُسكت تلاميذه، أجابهم: "أقول لكم :" إن سكت هؤلاء صرخت الحجارة" (لو 19: 39-40).

فيا ليت المسؤولين السياسيّين عندنا، الممسكين بسلطان الحلّ والربط بشأن تأليف الحكومة، والبدء بالإصلاحات وعمليّة الإنقاذ الإقتصاديّ والماليّ، يسمعون لصوت الله الذي لا يسكت بل يبكّت ضمائرهم! ويا ليتهم يسمعون لصوت الشعب الذي لا يسكت وهو مصدر سلطتهم وشرعيّتهم، ويا ليتهم يسمعون صوت المليوني فقير من شعبنا الذين لا يسكتون عن حقّهم في كفاية العيش الكريم! ويا ليتهم يسمعون لصوت شبابنا الذين لا يسكتون مطالبين بمستقل لهم في الوطن لا في البلدان الغريبة!

6. لقد كان بمقدور الجماعةِ السياسيّة أن تغيّرَ نظرةَ الشعب إليها وتعوّم دورها، لو استيقظت على الواقع وعدّلت بسلوكها وعملت على إنقاذ لبنان، وخصوصًا بعد تفجير مرفأ بيروت. لكن معظم المسؤولين تمادوا في الخطأ والفشل واللامبالاة، حتى أن بعضهم أعطى الأولوية لمصالح دول أجنبية ولم يسألوا عن مصير الشعب الذي انتخبهم، فسقطوا وأكدوا أنهم غير صالحين لقيادة هذا الشعب الذي ضحّى في سبيل لبنان، واستشهد أفضل شبابه وشاباته من أجل هذا الوطن.

نحن نرفض هذا الواقع وندين كل مسؤول سياسي أوصل دولةَ لبنان وشعب لبنان إلى هذه الحالة المأسوية. لم يكن هذا الصرح البطريركيّ يومًا مؤيدًا لأي مسؤول ينأى بنفسه عن إنقاذ لبنان وشعبه. لم يكن هذا الصرح يومًا مؤيدًا لسلطة تمتنع قصدًا عن احترام الاستحقاق الدستوريّ وتعرقل تأليف الحكومات. لم يكن هذا الصرح يومًا مؤيدًا لجماعات سياسية تعطي الأولوية لطموحاتها الشخصية على حساب سيادة لبنان واستقلاله.

7. ايها الاخوة والاخوات الاحباء، يأتي عيد الشعانين على عائلاتنا حزينًا بسبب حالة اليُتم التي أوقعها فيها المسؤولون السياسيّون. كانت هذه العائلات تنتظر هديّة العيد، حكومةً إنقاذيّة غير حزبيّة، مؤلّفة من خيرة الإختصاصيّين في العلوم والخبرة والإدارة، أحرارًا من كلّ لون حزبيّ وسياسيّ ومن كل ارتهان، قادرين على القيام بالإصلاحات والنهوض بالبلاد. نرجو الّا يحرموا عائلاتنا من هذه الهديّة في عيد الفصح.

نرجو، لكي تتحقّق الهديّة، أن يدرك رئيس الجمهوريّة ورئيس الحكومة المكلّف إنّهما،إنطلاقًا من الثقة المتبادلة والمسؤوليّة المشتركة، محكومان بالتشاور وبالإتفاق وفقًا للقاعدة التي جرت منذ التعديلات الدستوريّة عام 1990 ما بعد الطائف، إذ كانا يحدّدان معًا المعايير ويختار كلٌّ منهما وزراء، ثمّ يتّفقان على التشكيلة برمّتها (راجع زياد بارود في نداء الوطن 25 آذار 2021).

8. إنّنا إذ نهنّئكم جميعًا بالعيد ولا سيّما شبيبتنا واطفالنا، نسأل الله، الذي أوصلنا ليتورجيًّا و روحيًّا إلى الميناء، كما سنحتفل برتبة الوصول هذا المساء، أن يجعله أسبوعًا مقدّسًا بذكرى آلام ربّنا يسوع المسيح، فنبلغ به حالة العبور الفصحيّ إلى حياة روحيّة وإجتماعيّة ووطنيّة أفضل، لمجد الثالوث القدّوس، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين.

#البطريرك_الراعي#شركة_ومحبة#البطريركية_المارونية #بكركي

 

المطران عوده: من المعيب أن يتوقف تشكيل حكومة بسبب أداء قبلي

الأحد 28 آذار 2021

وطنية - ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت.

بعد الإنجيل المقدس، قال في عظته: "خصصت كنيستنا المقدسة الأحد الثاني من الصوم لتذكار القديس غريغوريوس بالاماس، رئيس أساقفة تسالونيكي. ولد القديس غريغوريوس في القسطنطينية سنة 1296، في عائلة مؤمنة. بعد موت أبيه، ربته أمه، منذ صغره، مع إخوته وأخواته، على درب المسيح. لما بلغ غريغوريوس سن العشرين قرر الدخول في الحياة الرهبانية. ولما فاتح والدته بالأمر، جمعت أولادها كلهم وأقنعتهم جميعهم بالإنضمام إلى دعوة أخيهم الأكبر قائلة: ها أنذا والأولاد الذين أعطانيهم الله. هكذا أصبح جميع أفراد عائلته، حتى خدام منزله، رهبانا وراهبات، فذهبت أمه وأختاه والخدام إلى أديرة في القسطنطينية، أما غريغوريوس وأخواه فذهبوا إلى الجبل المقدس آثوس. أصبح غريغوريوس مثالا في التوبة الحقيقية، فكان يصرخ إلى الرب دائما: أنر يا رب ظلمتي!. كان يشعر دوما بأنه ممتلئ أهواء وخطايا، وبأنه محتاج إلى الرحمة والاستنارة ليدرك مشيئة الله القدوسة ويعمل بها. بعدما عاش النسك عدة سنوات، غادر غريغوريوس الجبل المقدس برفقة إثني عشر راهبا، بسبب غارات القراصنة الأتراك، إلى تسالونيكي، حيث ساعد في نشر ممارسة صلاة الرب يسوع بين الناس: ربي يسوع المسيح إرحمني أنا الخاطئ. كان القديس غريغوريوس يقول: في الإسم القدوس طاقة إلهية تخترق قلب الإنسان وتغيره متى انبثت في جسده. في سن الثلاثين، سيم كاهنا، وانتقل ليعيش في مغارة على مثال النساك القدماء. بعد خمس سنوات، عاد مجددا إلى جبل آثوس بسبب غارات الصربيين، وهناك باشر عمله الكتابي. عام 1347، أصبح غريغوريوس رئيس أساقفة تسالونيكي، لكنه وقع في الأسر على يد قراصنة أتراك، خلال رحلة من تسالونيكي إلى القسطنطينية، ثم أطلق سراحه بعد زمن بفضل تقي من الأغنياء دفع فدية لتحريره. عاد غريغوريوس إلى مهامه في تسالونيكي، إلا أنه عانى من مرض شديد، رقد بسببه في 14 تشرين الثاني 1359".

أضاف: "في الأصل، كان الأحد الثاني من الصوم مخصصا للقديس بوليكاربوس أسقف إزمير، لكن، بعد إعلان قداسة القديس غريغوريوس، قررت الكنيسة التعييد له في 14 تشرين الثاني، كما حدد له تذكار آخر في الأحد الثاني من الصوم كتعييد ثان لانتصار الرأي القويم، إذ رأت الكنيسة وجوب الاحتفال بانتصار إيمان القديس غريغوريوس القويم على رأي المبتدع برلعام، الذي انتقد الحياة النسكية الهدوئية. لقد علم قديسنا الناس كيف يصلون كالعشار: يا الله ارحمني أنا الخاطئ، فيتوبون كالابن الشاطر، ويدينون أنفسهم، كما فعل هو معتبرا نفسه خاطئا، قبل أن تأتي دينونة الله فيطردوا من فردوس النعيم. هكذا انتصر إيمان غريغوريوس القويم، وها نحن نعيد له اليوم بعدما عيدنا لانتصار استقامة الرأي في الأحد الماضي. يا أحبة، الإيمان مهم جدا في حياة المسيحي. فبسبب إيمان الأربعة الذين أحدروا مخلع إنجيل اليوم من السقف، شفي المخلع وعاد يمشي مجددا. يقول القديس بوليكربوس أسقف إزمير: اقتدوا بالرب، وكونوا أشداء في الإيمان، ثابتين، محبين لإخوتكم ولبعضكم بعضا، مشتركين في الحق، محتملين بعضكم بعضا بحنان الرب، ولا تحتقروا أحدا. الإيمان القوي والثابت لا يخلص صاحبه فقط، بل يساهم في خلاص الجميع. يقول الرب يسوع: إن كنت تستطيع أن تؤمن، فكل شيء مستطاع للمؤمن (مر 9: 23). الخاطئ الذي لا يؤمن برحمة الرب يصيبه اليأس، فيقع في هوة عظيمة لا خلاص منها. لهذا يقول الرب للقديس سلوان الآثوسي: إحفظ نفسك في الجحيم ولا تيأس، أي إن الرب يدعونا إلى التشبث بالإيمان به، حتى نحصل على الخلاص والقيامة. يقول الرسول يعقوب: إن كان أحدكم تعوزه حكمة... ليطلب بإيمان، غير مرتاب البتة، لأن المرتاب يشبه موجا من البحر تخبطه الريح وتدفعه (يع 1: 6). الإيمان لا يكون في المناسبات فقط، أو عندما أكون محتاجا لأمر ما. التعاطي مع الرب لا يكون لمصلحة، فإما أن تؤمن، أو لا. المسيحي يصرخ دوما إلى الرب قائلا: أؤمن يا رب فأعن عدم إيماني (مر 9: 24)، فيتدخل الرب ليشدده ويقوي إيمانه، ويجعله معاينا للنور الإلهي، وللقوى الإلهية غير المخلوقة التي تحدث عنها القديس غريغوريوس بالاماس".

وتابع: "من هنا، يضع المسيحي نفسه بين يدي خالقه، المدافع الوحيد عنه، ولا يعمل بطرق ملتوية، مسميا طرقه دفاعا عن حقوق المسيحية والمسيحيين. من يريد أن يعمل حقا، فليدافع عن الجائع والعطشان والعريان والمظلوم والمنكوب والمشرد كائنا من كان، لأن إيماننا ينص على أن الإنسان مخلوق على صورة الله ومثاله، والإنسانية لا لون لها ولا مذهب ولا قبيلة. هكذا، فالمسؤول، خصوصا المسيحي، يكون مسؤولا عن الجميع، لا عن أتباعه ومناصريه والمهللين له فقط، لأن الوطن هو لجميع مواطنيه، وكذلك من كان مسؤولا فيه. ولأن الوطن للجميع، كذلك مؤسساته، وإداراته، ووزاراته. من المعيب في بلد أن يتوقف تشكيل حكومة بسبب أداء قبلي، كل واحد فيه يريد حصة قبيلته ومصلحتها قبل مصلحة البلد والمجتمع، حتى ولو كان هذا على حساب تجويع الملايين من الناس وإيقاف عمل مئات المؤسسات، وإفلاس عشرات القطاعات. في أي عصر نعيش؟ علينا كسر الطوق الطائفي والمذهبي إن كنا نريد الخلاص. الحل في استظلال راية الوطن. منطق الاستقواء مرفوض كائنا من كان من يقوم به. كفى تقديم المصالح الخاصة على مصلحة الشعب. لا يجوز أن يتفرد أحد في لبنان بمصير البلد وناسه، كائنا من كان".

وقال: "في الماضي القريب أتحفونا بالديموقراطية التوافقية. لم يجوز التوافق في أزمنة ولا يجوز في أخرى؟ لغة التحدي والتهويل مرفوضة في وقت مطلوب فيه التنازل عن المصالح، والاتفاق بين المسؤولين، والالتفاف حول فكرة الوطن الواحد الحر والمستقل، للخروج من الأزمة. الاستقواء لا يدوم. الوطن هو الثابت. لذا مطلوب الكف عن الكلام والتراجع عن المحاصصة وتقاسم السلطة وتشكيل حكومة تنكب على العمل ليل نهار، والبدء بسلسلة إصلاحات تطمئن الشعب والخارج، عوض نعي ما وصلنا إليه. ولنبعد لبنان عن صراعات المنطقة في هذا الظرف الصعب، كي لا ندفع ثمن صراعات الآخرين. لبنان هو وطننا، واستقلاله وحريته واستقراره وإبعاده عن كل ما يجري خارج حدوده يعود بالمنفعة على الجميع. المطلوب تفاهم وتعاون لا تصفية حسابات يدفع المواطن وحده ثمنها من أمنه واستقراره ولقمة عيشه ومستقبل أولاده. نخاطب ضمائركم مرة جديدة: ضعوا انتماءاتكم وطموحاتكم ومكاسبكم جانبا وشكلوا حكومة تجري الإصلاحات الضرورية، وتعمل على إنقاذ ما تبقى من لبنان. يبدو أن اهتمام العالم بلبنان أكبر من اهتمام المسؤولين به. أي صورة عن لبنان نعطي للعالم؟ كلنا عاينا ما أوصلتنا إليه السياسة والسياسيون. لنترك الخبراء وأصحاب الإختصاص يعالجون ما أفسده السياسيون بأنانياتهم ومحاصصاتهم، لأن مصلحة لبنان قبل مصلحة الحكام، المرجو منهم تنازلات على قدر عظم المأساة".

أضاف: "ثبتوا إيمانكم بالله وحده، ولا تلقوا آمالا على أشخاص يبدون مصالحهم الشخصية على المصلحة العامة. المسيح تنازل وقبل الصلب من أجل خلاص الشعب، ونحن لا نجد مسؤولا يتنازل، لا عن كرسي، ولا عن مكسب، من أجل الشعب، وفي المقابل يطالعوننا بمعلقات عن المسيحيين وحقوقهم. لنتعلم المسيحية من المسيح كما يقول بولس الرسول: تمثلوا بي كما أنا بالمسيح (1كور11: 1)، ولنطبقها بالأفعال، لا بالأقوال والشعارات، من أجل إنقاذ شعب أكله اليأس بسبب الوعود الفارغة".

وختم عوده: "في النهاية، نسأل الرب إلهنا أن يرحمنا بواسع رحمته، ويشرق في قلوبنا نوره غير المخلوق، فنشعر بوجوده في حياتنا، ويتشدد إيماننا، علنا نصل إلى القيامة البهية".

 

مار نرساي

الأب سيمون عساف/28 آذار/2021

مار نرساي (بالسريانية: ܢܪܣܝ)‏، كان أحد أهم الشعراء واللاهوتيين السريان ويعد بالإضافة إلى يعقوب السروجي وأفرام السرياني من أهم الأعلام في تاريخ المسيحية السريانية.

وبالرغم من اندثار وضياع معظم أعماله إلا أن تأثيره لا يزال قويا في الليتورجية السريانية الشرقية الخاصة بكنيستي المشرق الآشورية والكنيسة الكلدانية.

ولد مار نرساي ب-"عين دولبا" بمقاطعة "ملطة" بمحافظة دهوك حاليا، وقد فقد والداه وهو صغير فدعاه عمه إلى التحاق بدير بالقرب من بيث زبداي ودرس بمدرسة الرها اللاهوتية فأصبح رئيسا لها غير أن خلافا مع أسقف المدينة دعاه إلى الرحيل إلى نصيبين حيث أعاد تأسيس مدرسة نصيبين بمعية أسقفها بار صوما. وعندما امر الإمبراطور البيزنطي بإغلاق مدرسته القديمة سنة 489، التحق طلابها بمار نرساي لتصبح مدرسته الأشهر بين السريان. توفي مار نرساي بنصيبين ودفن بالكنيسة التي تحمل اسمه بها.

حياته:

أبصر نرساي النور في قرية عين دلبي (أدلب) القريبة من معلثاي المجاورة لدهوك الحالية في شمال العراق. ويختلف المؤرخون في تاريخ ولادته ووفاته. ويُعتقد أنه ولد سنة 399.

تلقى نرساي العلم في مدرسة القرية وهو في السابعة من عمره على يد أستاذ سرعان ما انزوى بتلاميذه في الجبال الشمالية هربًا من اضطهاد المجوس. ولمّا عاد نرساي إلى القرية كانت يد المنون قد اختطفت والديه. فاضطر إلى الذهاب إلى دير كفر ماري في مقاطعة بيت زبدى عند عمّه عمانوئيل الذي كان رئيسًا للدير وكان من خريجي مدرسة الرها الشهيرة. وبعد شتاء قضاه بالقرب من عمّه، أرسله هذا إلى الرها حيث تلقى العلوم مدة عشر سنين ثم رجع إلى كفر ماري (ويُقال أيضًا إلى قريته) ليمارس مهنة التعليم. ولكن سرعان ما عاوده الحنين إلى الرها وإلى بيئتها العلمية الراقية، وتاق إلى ارتشاف المزيد من العلوم. فشدّ الرحال إليها ثانية، ومكث هناك إلى أن استدعي إلى سرير عمّه المدنف في دير كفر ماري. وأقيم نرساي، بعد موت عمّه، رئيسًا للدير خلفا له، غير أنه ما عتم أن عاد إلى الرها سنة 435، تاركاً الدير والرئاسة. وحينئذ توجه – على ما يُقال – مع زميليه برصوما وأقاق إلى مدينة المصيصة لزيارة تيودولس تلميذ ديودورس وخلف تيودورس المصيصي في إدارة مدرسة تلك المدينة. ويظهر أن تيودولس أطلق على نرساي إذ ذاك لقب "لسان المشرق" و "باب الديانة المسيحية" و "شاعر المسيحية". وقد سمّاه آخرون "قيثارة الروح القدس". أمّا خصومه المنوفيزيوّن فقد دعوه "نرساي الأبرص". وفي سنة 437، حينما توفى قيورًا مدير المدرسة، استقر الرأي على انتخاب نرساي خلفاً له في هذا المنصب الخطير. فقام بأعباء وظيفته في الرها عشرين سنة، أي حتى وفاة هيبا أسقف الرها الذي كان صديقا حميمًا له. وقد فتح نرساي الباب واسعًا أمام التعاليم النسطورية لكي تتسرب في مدرسة الرها. وكان مذهب الطبيعة الواحدة أيضًا قد وجد له مناصرين كثيرين في هذه المدرسة. وسرعان ما لاحت بوادر الخلاف بين الأساتذة والطلاب من جرّاء هذه الآراء المتباينة. وظهر هذا الخلاف واضحًا بعد موت هيبا 457، لمّا استوى على الكرسي الأسقفي نونا ثانية، فاضطهد النساطرة وناصبهم العداء. فغادر نرساي الرها هاربًا إلى نصيبين حيث استوقفه برصوما صديقه الذي كان قد أصبح مطرانا لهذه المدينة، وطلب إليه أن يؤسس فيها مدرسة تواصل مهمة مدرسة الرها. فرضي نرساي بهذا العرض وقام بإدارة هذه المدرسة أربعين سنة تقريبًا حسبما جاء في برحذبشبا عربايا والتاريخ السعردي. أما ماري وابن العبري فيقولان خطأ أنه كان رئيسًا لهذه المدرسة مدة خمسين سنة... غير أن خلافا وقع خلال تلك السنين بينه وبين برصوما بسبب سرية (راهبة) جلبها برصوما إلى نصيبين. فلامه نرساي على ذك، وكانت النتيجة أن ترك نرساي المدرسة خمسة سنوات قضاها في دير كفر ماري. ويقول أدي شير أن الراهبة ماموي التي تزوج بها برصوما كانت السبب في هذا النزاع، إذ اتفق أن ماموي اجتازت ذات يوم على باب نرساي ورأت الجموع مزدحمة عليه فحسدته وأوغرت صدر برصوما عليه، فأبغضه وطرده من نصيبين، فذهب نرساي إلى بلاد قردو. وهناك ألف ميمرين بديعين تكلم فيهما بغاية البلاغة عن تقلبات الزمان وخيانته وعن خبث النساء وشرّهن. ويُقال إن برصوما ندم على فعلته هذه، لا سيما بعد أن قرأ مقالتي نرساي، ومطلع الأولى: "مسكين هو الزمان الذي لاقيته في غربتي... وزهيد هو فيه مكسب الحياة الروحية..."، والثانية: "حواء المعين الذي منه جرت الحياة للبشر، قلبت شرابه العذب إلى مرارة الموت". فأرجعه إلى منصبه الأول، واستمر في عمله التعليمي إلى أن مات بشيخوخة متقدمة، في نحو سنة 492. ويقول بومشترك إن نرساي ربما لم يتجاوز الثالثة والتسعين من سنِّه، وإن برحذبشبا عربايا جعل إقامته في الرها مرتين عوض مرة واحدة لمدة عشر سنين. ودُفن نرساي في كنيسة من كنائس نصيبين كانت تحمل اسمه حتى القرن السابع. ويقول برحذبشبا عربايا إن نرساي كان يذم قورلس الإسكندري بكلام قاس، لذا غضب عليه قورا مطران المدينة وساويرا ويعقوب السروجي وأرادوا أن يحرقوا صومعته ويقضوا عليه فيها. ولكن أناسًا أخبروه بالمكيدة، فخرج نرساي من المدينة والتجأ إلى أحد الأماكن المجاورة وهو يقول هذين النشيدين: "يا رب اكلأ الإيمان" و "المسيح الذي صالح بمشيئته". لكن هذه رواية لا يُعتمد عليها، لأن قورا لم يصبح مطراناً على الرها قبل سنة 471، وكان نرساي قد غادر المدينة منذ سنة 457، ولأن ساويرا لم يأت إلى الشرق وإلى الرها إلا سنة 512، أي بعد وفاة نرساي. فنونا هو الذي اضطهد النساطرة في الرها وهو الذي ناصب نرساي العداء وأراد القضاء عليه وإحراقه حيًا لرفضه الطاعة والرضوخ لمذهبه، وذلك قبل سنة 457، فاضطر إلى مغادرة المدينة وتوجه شطر البلاد الفارسية، كما أسلفنا، فاستوقفه صديقه برصوما وعينه رئيسًا لمدرسة نصيبين التي كانت مزعمة أن تقوم بدور كبير في حياة الكنيسة الفارسية مدة طويلة.

 كتاباته:

بوسعنا أن نقسم تآليف هذا الملفان الكبير إلى ثلاث فئات: منها شروح الكتاب المقدس، ومنها مواضيع لاهوتية، والبعض منها يتناول الطقوس الكنسية ومقالات أدبية. وإليك ما جاء في فهرس عبديشوع الصوباوي عن مؤلفات نرساي: "نرساي كنارة الروح وضع شرح سفر التكوين الخروج والأحبار والعدد ويشوع والقضاة والجامعة وأشعيا والأنبياء الاثني عشر الصغار وإرميا وحزقيال ونبوءة دانيال. وثلاثمئة وستين مقالة باثني عشر مجلدًا. وله ليتورجيا وتفسير للقداس والعماد وتعاز وتراجم وتسابيح وخطب ونصائح وكتاب في فساد السيرة. ويقول التاريخ السعردي إن نرساي "عمل ثلاثمئة وستين ميمرًا على عدد أيام السنة في اثني عشر كتابًا ناقض فيها يعقوب السروجي فيما عمله وكشف عورات مذهبه. وعمل كتابًا في سوء الإدارة ذكر فيه ما يفعله كهنة الهراطقة ورهبانهم. وفسّر التوراة وأيشوع برنون وشبطا (القضاة) وقوهلث واشعيا والاثنين عشر وإرميا وحزقيال ودانيال، وعمل تعازي...".

1) شروح الكتاب المقدس: إن الشروح التي يذكرها عبد يشوع الصوباوي في فهرسه والتي تشمل أهم أجزاء العهد القديم، قد أتى عليها الزمان ولم يبق منها إلى النزر القليل، ومنها يظهر أن نرساي قد استعمل التفسير الحرفي، ومنه كان يتدرج إلى التفسير المعنوي. ومن الجدير بالذكر أن برحذبشبا عربايا لا يتكلم عن تفاسير الكتاب المقدس التي قام بها نرساي، بل عن ميامر لأيام السنة وعن كتاب فساد الأخلاق. وقد شك أدي شير في وجود هذه الشروح التي جاءت لائحة مماثلة لها في التاريخ السعردي. ولم ترد في غيرها من الكتب ولا في كتاب جنة النعيم الذي يُعتبر الكتاب الرسمي للشرح النسطوري.

2) اللاهوت: يتجلى المذهب النسطوري فيما بقي لدينا من 360 مقالة وضعها نرساي. فإن هذه المقالات الباقية زاخرة بالكلمات المشينة والعبارات النابية والإهانات المرّة ضد قورلس بطريرك الإسكندرية، إذ يسميه بالجاهل والغبي والمصري والكلب الأخرس ولجيون...، بينما يقبل ويتبنى ويدعم مذهب النساطرة الذين يعترفون بأقنومين وطبيعتين وشخص واحد في المسيح. ومما قاله: "إن الطبائع منفصلة بأقانيمها ودون امتزاج، بإرادة واحدة وشخص واحد لبنؤة واحدة. إن واحد في لاهوته وناسوته، لأن الناسوت واللاهوت شخص واحد. فسيدنا هو طبيعتان وإقنومان في شخص واحد للاهوت والناسوت. إذ هكذا تعترف كل الكنيسة الأرثوذكسية، وهكذا علم أيضًا ملافنة الكنيسة الجمعاء ديودورس وتيودورس ومار نسطوريوس". أمّا كتاب "فساد السيرة" فقد يكون تلك المقالة التي تبتدئ بـ "مسكين هو الزمان" التي كتبها تنديدًا بسيرة صديقه برصوما أسقف نصيبين بعد أن تزوج بماموي. وقد نشر القس ألفونس منكنا هذه المقالة والأخرى في غشّ النساء مع بقية ميامر نرساي.

3) الطقوس الكنسية والمقالات الأدبية: يقول عبد يشوع الصوباوي إن نرساي وضع تفسيرًا لذبيحة القداس ولسرّ العماد المقدس وألف تعازي وتراجم وأناشيد ومواعظ ونصائح وكتابًا في فساد السيرة. غير أننا قد حُرمنا من هذه النفائس، إلا الأخيرة. وقد لا يكون تفسير ذبيحة القداس وسر العماد إلا مقالتين طويلتين، أولاهما "في أسرار الكنيسة" وفيها يشرح نرساي شيئاً فشيئاً كل صلوات القداس المسمى بقداس الرسل، ومطلع ثانيتهما "من يستطيع"، وفيها يتطرق المؤلف إلى سرّي العماد والكهنوت ويشرحهما.

وقد نالت تآليف نرساي حظوة كبيرة في طقس النساطرة والكلدان. فأخذوا منه أغلب الردّات التي جاءت في الحوذرة، وكل القالات وكل التسابيح، ونخص بالذكر منها "الشكر للصالح" و "نور ظهور المسيح" مع ما يتبعها في الأنشودة التي تقال صباح كل أحد وعيد، وأنشودة "اختار له الكهنة" وغيرها... وأغلب النبذ الغريبة. ولنرساي أيضًا المقالات البديعة التي تقال في اليوم الأخير من صوم نينوى مثل "يا من يصوّر الكون" وصلاة تقديس المذبح في كتاب الحبريات ص64.

أما النوع الآخر من المقالات المسمى "سوغيثا" أي الحوار، ويُنسب إليه عدد كبير منها، فجاء بعضها في المروج النزهيّة بين مريم والملاك وبين مريم والمجوس، ومنها التي تقال في عيد القيامة. ونسبة كثير منها إليه مشكوك فيها، كالقصيدة التي جاءت عن يوسف ويعقوب والتي نشرها الأب بولس بيجان في آخر كتاب الرؤساء لتوما المرجي، بعد كتاب العفة لايشوعدناح البصري.

أما أسلوبه فحدث عن طلاوته ولا حرج! فإننا حقا لندهش من سموّ أفكاره وفيض حكمه وطلاوة أسلوبه وسحر منطقه، حتى إذا قابلناه مع القديس أفرام الملفان نلاحظ أن أسلوب نرساي يفوق أسلوب القديس أفرام جمالا وطلاوة. أمّا أشعاره فأكثرها منظومة على البحر الاثني عشريّ الذي يُسمى بالقراءة الثانية أو القراءة النرساوية (ويسمى عند السريان الغربيين بالوزن السروجيّ نسبة إلى يعقوب السروجيّ). ومنها ما جاء أيضًا بالقراءة السابعة أي الأفرامية. ويُقال إنه كان يحب كثيرًا البحر السداسيّ، ولكننا لم نعثر إلى اليوم على تآليف له بهذا الوزن.

ولكن ما يدعو إلى الأسف الشديد هو أنه لم يبق من المجلدات الاثني عشر التي صنفها نرساي إلا مجلد واحد في برلين وآخر في روما. وهناك نسخة في أورميا ونسخة القلاية البطريركية الكلدانية المنقولة على نسخة دير السيدة. وقليل هو ما طبع من تآليف هذا الملفان الكبير. إن كتيب "الفتات" الذي قامت بطبعه الإرسالية البروتستانتية في أورميا سنة 1898 يحتوي على المقالة في السرافيم الذي رآهم أشعيا، وعلى المقالة في بلبلة الألسنة. ونشر الأب جبرائيل القرداحي مقالة أخرى لنرساي عن التجسد. أما الأب جيسموندي، فقد نشر في نحوه نصف مقالة نرساي في يوحنا المعمدان. وقام العالم كرابوسكي بطبع مقالة في يوسف (وهي ليست لنرساي في الحقيقة) وذلك في برلين سنة 1889. ونشر الأب مارتن في الجريدة الآسيوية مقالة نرساي في الملافنة اليونانيين الثلاثة أي ديودورس وتيودورس ونسطوريوس. ونشر كذلك عبديشوع في المطبعة الكلدانية، في كتاب الهجاء الذي وضعه، مقالة نرساي ضد اليهود، ومطلعها: "هلم أيها اليهودي". أما العالم الألماني "فيلدمن" فقد نشر سنة 1896 تباعًا كل السوغيثات التي نُسبت إلى نرساي. ونشر القس يعقوب أوجين منا بعضًا من مقالات نرساي في المروج النزهية. غير أن المهمة الرئيسية في هذا المضمار اخذها القس ألفونس منكنا على عاتقه. فقد طبع في الموصل سنة 1905 مجموعة من مقالات نرساي بجزئين يحتويان على 47 مقالة، مذيلة بعشرة أناشيد استقاها النار من مخطوطات كانت في حوزته وكانت تتضمن أيضًا بعضًا من المقالات، وقد نقلها عن مخطوطات أخرى قديمة عثر عليها، على حد قوله، في تياري في منطقة كردستان. وتعمد الناشر ترك المقالات التي له صبغة نسطورية واضحة أو تلك التي تتلفظ بعبارات مشينة ضد أشخاص نخصهم بالتقدير والإجلال، مع أن الناشر في المقدمة اللاتينية التي وضعها لهذه المقالات يسرد عناوين 81 مقالة وجدها هنا وهناك في المخطوطات الباقية في أورميا والبطريركية الكلدانية وفي دير السيدة بالقرب من ألقوش. غير أن جميع هذه المخطوطات تقريبًا تعود إلى عهود متأخرة نسبيًا.

 

"مطبّات" القضاء اللبناني: غادة عون نموذجاً

فارس خشان/النهار العربي/28 آذار/2021

ناقشتُ، في السنتين الأخيرتين، مع عدد من القضاة اللبنانيين، "ظاهرة" المدعي العام الإستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون، ولاحظتُ أنّ أحداً من هؤلاء لا يبدي أيّ تعاطف معها، ويذهب جميعهم، بأسلوب يليق بكبار الدبلوماسيين، إلى التلويح بأنّ ثمة هوّة عميقة تفصل بين أفعالها من جهة، والقانون من جهة أخرى.  وأخطر تهمة جرى توجيهها الى غادة عون، وفق القاموس القضائي، تكمن في تقديمها ما يكفي من أدلّة على أنّها مجرد أداة طيّعة في "عملية دعائية" يقودها رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل الذي يستقوي بتوقيع رئيس الجمهورية ميشال عون.

وباتت القاضية غادة عون من أشهر القضاة، في الدوائر الدولية المعنية بلبنان، لأنّها تحمل الإسم الذي أوردته التقارير الدبلوماسية في تعدادها أبرز الأسباب التي دفعت بالرئيس عون الى منع صدور التشكيلات والمناقلات القضائية التي أجراها مجلس القضاء الأعلى، في مناخ من الضغط الدولي لإصلاح القضاء وتحصين استقلاليته، كبند ملح من بنود برنامج إنقاذ لبنان الذي وضعته "الدول المانحة" ولم تنسه المبادرة الفرنسية.

وينظر مجلس القضاء الأعلى نظرة قاسية الى غادة عون، لأنّها، خدمة لميولها السياسية، تتجاوز صلاحياتها القانونية، وتُثير معارك سياسية، وتخرق واجب التحفّظ، مستندة، في ما تقوم به، الى حماية رئيس الجمهورية.

وعجز مجلس القضاء، مراراً وتكراراً، مستعملاً الوسائل القانونية المتوافرة لديه، عن ردع القاضية عون، فتركها لمصيرها ممّا أدخلها، في معركة مفتوحة، مع الأطراف التي تُلاحقها، وهي أطراف تملك ما يكفي من قوة إعلامية ومالية وسياسية.

وظهر لغادة عون أنّ الحماية السلطوية التي توفّرت لها لا تستطيع سوى منع نقلها من مركزها، ولكنّها أعجز من أن تحميها معنوياً، لأنّ تمادي هذه الجهة، في الدفاع الإعلامي عنها يزيد "ورطتها" لدى الرأي العام.

وهذه الحقيقة، دفعت بالقاضية عون الى ممارسة ضغوط على زملائها، من أجل مناصرتها، متوسّلة إطلالات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي التي لا تتناسب، بطبيعة الحال، و"واجب التحفّظ"، ولكنّ الجميع، يتقدمهم مجلس القضاء الأعلى، إلتزموا الصمت، على خلفية أنّ معركتها ليست معركة قضائية بل سياسية.  قد تكون أهداف القاضية عون ونياتها سليمة، في بلد يشكو من قضاء يصمت عن الفساد والهدر وسرقة المال العام، ولكنّ مشكلتها الجوهرية أنّها أفسدت مكافحة الفساد بالتسييس، متغافلة عن حقيقة ساطعة، وهي أنّ أساس العلّة في القضاء اللبناني هو التسييس، وهذا ما ينكب على علاجه الإصلاحيون في لبنان والخارج، فالمطالب المتكررة بوجوب التوصل الى قانون يوفّر استقلالية القضاء، هدفه توفير الدواء الناجع لداء القضاء المميت، أي "التسييس".

إنّ القاضية غادة عون وقعت في فخ الشعارات الكبرى، فإذا كانت الجهة التي تميل إليها تحترف إطلاق الشعارات، فهي احترفت ملاحقات بخلفية شعاراتية، لا أكثر ولا أقل، إذ إنّ كلّ الملفات التي فتحتها، وغالبيتها، بوجه خصوم "العهد"، لم تحقق أيّاً من أهدافها، بل أتت بنتائج عكسية، بحيث أضرّت بمصالح الدولة من دون أن تُضر، فعلاً، بالمستهدفين بها.

يحتاج لبنان، من دون أدنى شك، إلى عملية "الأيادي البيضاء"، ولكنّ هذه العملية لا تبدأ بنائب عام إستئنافي في جبل لبنان يعمل لمصلحة فريق سياسي إشكالي، بل تبدأ بتنظيف القضاء وتنزيهه واستقلاليته، ليتمكن من أن يكون شاملاً في ملاحقاته، ونزيهاً في تحقيقاته، ومستقلاً في أحكامه.

وهذه الإستقلالية المنشودة قد يكون توفيرها في لبنان أصعب من المس بالنظام الدستوري القائم، لأنّ قضاء مستقلاً ونزيهاً، لا يترك ميليشيا تعبث بمصالح البلاد العليا، ولا يرضى بمنطقة تحكم نفسها، وفق "شريعة الغاب"، ولا برجال سلطة ودين يضعون خطوطاً حمراء على هذا أو ذاك، ولا بسياسيين يحملون في جيوبهم مفاتيح السجون، ولا بأمن يحوّل الزنزانات الى معتقلات.  وبهذا فإنّ القاضية غادة عون، في واقع الحال، لا تدفع، وفق شكواها، ثمن ملاحقة الفاسدين، بل هي تدفع ثمن "تسليع" وظيفتها القضائية لطرحها في البازار السياسي، حيث تجري أكبر عملية تهديم لدولة وتجويع لشعب.

كان على القاضية عون أن تكون نموذجاً لقضاء يطمح إليه اللبنانيون كما المجتمع الدولي، ولو خفتت نجوميتها، بدل أن تكون نموذجاً عن القضاة الذين لا يمكن معهم بناء سلطة قضائية مستقلة تعلو بميزانها، فوق كل هوى وجنوح ورغبة.

 

جعجع: عون فشل لا الرئيس القوي وانتخابه كحرب الإلغاء

موقع القوات اللبنانية/28 آذار/2021

https://www.youtube.com/watch?v=PBuH5WKgLsg&t=12s

https://www.youtube.com/watch?v=trKnb85yzqo&t=677s

أكّد رئيس حزب القوّات اللبنانيّة سمير جعجع أنه “منذ عام ونصف المنحى الذي تأخذه الأمور سيء إذا خسرنا كل العالم ولم نخسر نفسنا يمكننا أن نستعيد العالم ولكن إذا ما خسرنا نفسنا فنحن لن نستطيع من استعادة أي شيء، نحن أكثر حزب على تماس مع الشعب في لبنان فكل شيء على المستويات كافة منهار ولكن هذا يجب ألا يدفعنا وألا نسمح لهم بدفعنا إلى الإحباط أو الهجرة وفي هذا الإطار أذكر بمجاعة جبل لبنان التي فقط فيها جبل لبنان ثلث سكانه إلا أننا عدنا وبنينا وطناً، لا شك في أننا في عمق الهاوية اليوم إلا أن ما لا شك فيه أننا قبل أن نصبح هنا في الهوّة كنا على طريق لذا لا شك في أننا سنعود يوماً ما إلى وطن كالذي نتذكّره وأدعو الجميع أن يتذكروا لبنان كيف كان فمقومات لبنان لا تزال هي هي إلا أنها مخطوفة بسلطة موجودة لا قلب لها ولا عقل ولا تزال مصرّة على أن توصلنا إلى أماكن أعمق وأعمق في الهوّة فنحن لا نزال نفس الشعب ونفس البلد وجل ما فيه هو أننا يجب أن نخرج من الهوّة”.

ولفت جعجع، في مقابلة ضمن برنامج “وهلّق شو” عبر “الجديد”، إلى أنني “لم أكن يوماً في تاريخي السياسي كنت بائع أحلام بالرغم من أن المحيطين بي كانوا ينتقدوني على ذلك، إلا أن ما أقوله اليوم هو حقيقة شعوري نحن في ظروف سوداء وإذا ما نظرنا إلى الأفق نراه مسدود إلا أن هذا لا يعني أننا لم نعد موجودون، سرقوا ودائعنا التي بإمكاننا استعادتنا ولكن يجب ألا ندعهم يسرقوننا ويجب أن نتمالك أنفسنا لأن البلاد قادرة أن تعود إلى ما كانت عليه وفي هذا الإطار يجب ألا ننسى أننا وصلنا إلى ما جنت أيدينا فنحن من انتخبنا”.

وفي موضوع الحكومة، قال، “الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري صديقنا ونحن في تواصل دائم إلا أننا لم نصوّت لصالحه لأن الواقع هو كما هو عليه وعبث المحاولة مع السلطة القائمة، لم نتفاجأ في ما آلت إليه الأمور في موضوع التأليف للأسف فهذا الأمر لن يصل إلى مكان مع هذه السلطة ولا حل سوى بتغييرها ولا سبيل لذلك سوى عبر الانتخابات النيابيّة المبكرة. وبما أننا يهمنا بالدرجة الأولى هو معيشة الناس نطرح الانتخابات النيابيّة المبكرة وذلك لأنه مهما كانت الحكومة التي ستتشكّل لن نصل إلى أي نتيجة وعلى سبيل المثال حكومة الرئيس حسان دياب التي تشكّلت من فريق واحد ولم تستطع القيام بأي شيء ولم نقدّم أي شيء للشعب لذا الحل الوحيد هو تغيير هذه السلطة”.

وشدد على أنه “يجب أن يلتفّ كل الخيرين وأصحاب الرأي حول هذا المطلب، فإذا ما اجتمع الجميع حول مطلب الانتخابات النيابيّة الفوريّة من الممكن أن نحققه ولكن إذا ما استمر كل يغني على ليلاه فلن نحقق أي شيء. فبعد 17 تشرين، كنا نطالب بحكومة اخصائيين مستقلين باعتبار اننا كنا نعتبر أن بعد ما حصل ستتعلّم السلطة وستعمل على تشكيل حكومة مماثلة من أجل رفع العار عنها إلا أننا رأينا أنهم يتصرفون عكس ذلك لذا توقّفنا عن المطالبة به وانتقلنا إلى مطلب الانتخابات النيابيّة المبكرة”.

وعن تشكيلة الحريري، قال، “مع احترامي لكل الأسماء التي قرأناها في لائحة الرئيس المكلّف إلا أنه ليس كل تقني لديه الحجم ليكون وزيراً، ومشاركتنا في هذه الحكومة ونحن أكثر من وزّر تقنيين فعليين ليس مدخلاً للحل، نحن كان لنا 4 وزراء في الحكومة الأولى والثانيّة إلا أنهم “فطسوهم” وفي الأشهر الأخير من حكومة الرئيس الحريري الثانية كان كلما رفع إصبعه وزيراً من عندنا يقولون سجلوا له اعتراضاً ويكملون بما يقومون به، فنحن كنا على اتفاق مع حلفائنا في الأمور السياديّة فقط وليس الأمور غير السياديّة، فتشكيلة الحريري فيها شبهة سياسيّة وفي مكان آخر فيها شبهة بأن بعض الأسماء ليست بمستوى أن تتوزّر وهي كناية عن محاولة وأنا سأطرح الأمور كما هي فأنا لست دياناً والناس هي عليها أن تعرف وتقيّم”.

ولفت جعجع إلى أن “الدور الذي نحاول لعبه في حزب القوّات اللبنانيّة هو دور الإنقاذ فأقصى طموح الأحزاب السياسيّة المشاركة في السلطة ونحن قمنا بذلك في السنوات الأربعة الماضية وأصبح لدينا يقين أنه مع السلطة الموجودة لا يمكن الوصول إلى أي مكان، فعلى سبيل المثال الرئيس الحريري مكلّف منذ 5 أشهر ولم تتشكّل الحكومة في حين كان يجب أن تتشكّل في 5 أيام، لذا لا أمل يرجى ولا إنقاذ مع هذه المجموعة”.

وأشار إلى أننا “نتعاون مع حلفائنا عندما يكون هناك مقاربة من الممكن أن تصل إلى نتيجة وليس أن نقوم بإضاعة وقت الناس والمزيد من التدهور، المقاربة الوحيدة التي تنقذ البلاد اليوم هي الانتخابات النيابيّة المبكرة ونقوم بإعادة التفاهم مع الحريري إذا ما قمنا بالاستقالة الجماعيّة وضغطنا في هذا الاتجاه”.

أما بالنسبة لما أشيع عن أن البطريرك الراعي طرح على “القوات” المشاركة في الحكومة العتيدة، قال جعجع، “أتناقش وأتداول مع غبطة أبينا البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى دائماً ولم نقم بمناقشة مسألة المشاركة في الحكومة وأنا لا أريد الكلام عن غبطته إلا أنه موقفه قريب من موقفنا، وإذا ما طلب منا المبادرة نتناقش وإياه في الموضوع”.

ورداً على ما قاله الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله عن أننا بحاجة لحكومة تكنو- سياسيّة في هذه الآونة، قال، “ممثل نصرالله كان يجلس معنا إلى الطاولة مع الرئيس الفرنسي ووافق على المبادرة الفرنسيّة وجل ما تحفظ عليه هو الانتخابات النيابيّة المبكرة، ونحن منذ اللحظة الأولى قلنا أن هذا الحل لن يصل إلى أي مكان، ونحن التزمنا بدعم القوانين التي ستعمل عليها الحكومة في مجلس النواب إذا ما كان في اتجاه الإصلاح، أما بالنسبة لدعوة السيد حسن لتشكيل حكومة تكنو- سياسيّة فنحن منذ 10 سنوات ونشكّل حكومات مماثلة ورأينا أين وصلنا فهل هذه الحكومات على هذا الشكل ستكون هي الحل اليوم بالطبع لا”.

أما بالنسبة لطرح البطريرك لعقد مؤتمر دولي، فقال، “لدينا مشاكل كبيرة في لبنان وهي في أن هناك دويلة إلى جانب الدولة تقدمها وتسيطر على قرارها الاستراتيجي ومشكل الحدود إلخ… وغبطة البطريرك أتى ليقول للمجتمع الدولي أنتم وافقتم بما فيكم روسيا والصين على قرارات دوليّة كـ1701 و1559 وإذا ما تم تطبيقها نحل قسماً كبيراً من مشاكل لبنان يبقى أمامنا مشكلة الفساد”.

وعن المطالبة باستقالة رئيس الجمهوريّة، أكّد أن “الضغط من أجل استقالة الرئيس فهذا الأمر لن يغيّر أي شيء وإنما علينا تغيير الأكثريّة الحاكمة، فإذا ما استقال الرئيس اليوم بشكل من الأشكال فما يحصل هو انتخاب رئيس آخر من قبل هذه الأكثريّة إذا لم يكن بنفس السوء فأسوأ ولديه شرعيّة على مدى ستة سنوات، في 17 تشرين ضغط الشارع وإنا لو كنت مكانه لكنت استقلت ولكن هذا الضغط أدى إلى استقالة الحريري ولم يستقل عون فما هو الضغط أكثر؟ الجيش والقوى الأمنيّة خطّ أحمر”.

وعن اتهامه من قبل رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط في أن مطالبته باستقالة الرئيس خجولة، قال، “صديقي وليد بيك يصوّب على مكان آخر، فهو لا يريد الانتخابات النيابيّة المبكرة”.

وعن اتهامه بان مطالبته بالانتخابات النيابيّة المبكرة هدفها أنها السبيل لوصوله إلى رئاسة الجمهوريّة، أوضح أن “رئاسة الجمهوريّة ليست شغلي الشاغل وبحكم موقعي من الطبيعي أن أكون مرشحاً ولكن من هو يعمل للوصول إلى الرئاسة لا يقوم بما أقوم به وإنما يساير الجميع، وبطبيعة الحال أنا لن أخرب الأرض لأصل إلى الرئاسة وجل ما قوله يجب تغيير الأكثريّة من أجل الإتيان برئيس من طينة أخرى وهذه الموصفات تنطبق على الكثيرين وليس علي أنا فقط”.

وعن جدوى المطالبة بانتخابات نيابيّة مبكرة في حين أن الأجدى المطالبة بإجرائها في موعدها، لفت جعجع إلى أن “العمل على “فركشت” الانتخابات النيابيّة في موعدها فهذا أمر آخر لان هناك أمور يمكن أن تقبل إلا أن هناك أمور غير مقبولة، ومن الحرام إطالة أمد عذاب الشعب ومن حقّنا أن نطالب برحيل هذه السلطة بعدما حصل في البلاد والحل الأنسب والقانوني والديمقراطي والسلمي هو الانتخابات النيابيّة المبكرة”.

وعن الانتخابات الفرعيّة والقول بأن “القوات” لا تطالب بها باعتبار أن المقاعد الشاغرة ليست في مناطقها، قال، “هل عدم الذهاب إلى الانتخابات النيابيّة الفرعيّة ليس الخرق الوحيد للدستور الذي ترتكبه هذه السلطة فمن المعابر غير الشرعيّة إلى السلاح غير الشرعي إلخ خروقات لوثيقة الوفاق الوطني والدستور. اما بالنسبة لأن المقاعد ليس في مناطق لـدى “القوات” شعبيّة فيها فهذا غير صحيح فهذه المقاعد في الأشرفيّة وكسروان والمتن على سبيل المثال التي لنا فيها تمثيل قوي”.

أما بالنسبة لما إذا كان العهد يعمل لتحصيل حقوق المسيحيين، قال، “أكثر من ضرب حقوق المسيحيين في لبنان هو التيار الوطني الحر وإنا لا أتكلم عادةً بهذه الطريقة ولكن عندما يصل الفجور إلى هذا الحد فيجب وضع النقاط على الحروف، سياسة المسيحيين معروفة وهي التناغم مع الغرب والتفاهم مع الدول العربيّة ومنذ وصول “التيار” ذهب عكس التيار تماماً، وأسمع دائماً من غربيين لا يتعاطون السياسيّة أن أغرب ما حصل هو أن يصل مسيحيي لبنان إلى مناصرة بشار الأسد وإيران. متى عند المسيحيين كان هناك فساد بهذا الحجم، يحكى عن السلطان سليم في عهد بشارة الخوري فهو مبتدئ صغير أمام ما يحصل اليوم، أكثر ما تضرر المسيحيين على أيام عون من المدارس إلى الجامعات إلى الودائع والمصارف فهو أكثر من ضرب المسيحيين اما بالنسبة لمن يطل ليقول هو أتى في نهاية الانهيار الذي بدأ قبله نقول إذا لم يعد هناك من يستطيع الإنقاذ فلماذا نبقى هنا”.

وتابع، “يتكلمون عن حقوقهم هم، والتي هي تعيين جميع جماعاتهم في الدولة ونحن من وضع قانون التعيينات الذي طعن به الرئيس عون، هذه حقوق المسيحيين التي يريدونها في حين التعن دين رب المسيحيين في زمن عون، أما بالنسبة لشرب الأنخاب التي ترددونها فانتخاب عون مثله مثل حرب الإلغاء فهذه قرارات لم تتخذها القوات وإنما اضطرت لاتخاذها من موقع دفاعي وليس من موقع المبادر فنحن وصلنا إلى أن الرئيس سيكون من 8 آذار ووقفنا أمام خيار هناك مرشح لديه تمثيل مسيحي شعبي للأسف فقسم كبير من المسيحيين انتخبوه هناك بعض القرارات التي لا تتخذها كما تريد، ومن هنا بالنسبة لتحميل مسؤوليّة من تنتخب فمن أوصل الأكثريّة النيابيّة الحالية إلى البرلمان أليس الناس فهل يتحمل الناس ما وصلت إليه الأمور بالطبع لا، نحن ساهمنا في وصوله ولكن هل نتحمّل مسؤوليّة تصرفاته بالطبع لا”.

اما بالنسبة لما إذا كانت قد سقطت نظريّة الرئيس القوي مع تجربة عون، قال جعجع، “عون هو من فشل إلا أن الرئيس القوي لم يفشل فإذا ما عاد بعجيبة ما رفيق الحريري فهل نقول يجب ألا نأتي به إلى رئاسة الحكومة لأنه الأقوى في طائفته فقط لأن عون فشل؟ بالطبع هذا غير مقبول”.

واستهل جعجع المقابلة بتوجيه معايدة لجميع المسيحيين الذين يتبّعون التقويم الغربي بحلول أحد الشعانين المبارك.

 

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 27-28 آذار/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

الياس بجاني/بالصوت والنص: تأملات إيمانية في عبر ومفاهيم احد الشعانين

http://eliasbejjaninews.com/archives/38308/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86/

أحد الشعانين: المعاني والعبر/الياس بجاني/28 آذار/2021

 

Jesus’ Victorious Entry into Jerusalem -Palm Sunday/Elias Bejjani/March 28/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/38277/elias-bejjani-jesus-victorious-entry-into-jerusalem-palm-sunday/
(Psalm118/26): “Hosanna! Blessed is He who comes in the name of Yahweh! We have blessed You out of the house of Yahweh”.
On the seventh Lantern Sunday, known as the “Palm Sunday”, our Maronite Catholic Church celebrates the Triumphal Entry of Jesus into Jerusalem. The joyful and faithful people of this Holy City and their children welcomed Jesus with innocent spontaneity and declared Him a King. Through His glorious and modest entry the essence of His Godly royalty that we share with Him in baptism and anointing of Chrism was revealed. Jesus’ Triumphant Entry into Jerusalem, the “Palm Sunday”, marks the Seventh Lantern Sunday, the last one before Easter Day, (The Resurrection).

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/March 28/2021

#LCCC_English_News_Bulletin

http://eliasbejjaninews.com/archives/97420/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-march-28-2021/

#LCCC_English_News_Bulletin

 

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 28 آذار/2021

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

http://eliasbejjaninews.com/archives/97418/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1013/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

سأقرأ ما بعد بعد روسيا…/المخرج يوسف ي. الخوري/27 آذار/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/97374/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%b3%d8%a3%d9%82%d8%b1%d8%a3-%d9%85%d8%a7-%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d8%b1/

“وفي مدّة لا تتجاوز العشرين شهرًا، أخرج الفاتح المقدوني الفرس من البلاد السوريّة كلّها، كما أخرج الأحلاف الترك في هذا الزمان. أجنبي يُنقذنا من أجنبي على الدوام!” (النكبات – أمين الريحاني)

 يا سيّدهم حسن، قد لا يكون لحزبك، حزب الله، أيُّ دخلٍ في الانهيار العضال الذي وصل إليه لبنان. وقد يكون حزبك بريئًا من كل ما حصل من دمار وتعطيل للاقتصاد خلال الحروب الإسرائيلية على لبنان. وبريئًا أيضًا من الويلات التي جرّتها علينا “الحرب الكونيّة” ضدّ سوريا…

بَبَر-1: وحتّى لو كان حزبك بريئًا ممّا سبق ذكره، فالبراءة لا تُسوِّغُ له أن يحتفظَ بسلاحه. المسألة ليست إذا كان سلاحك يؤثّر على الداخل اللبناني أم لا، بل المسألة هي باختصار: “دَعْ سلاحك من دون نقاش، وامشِ”. وللمشي اليوم في لبنان طريقان: مشيٌ إلى الأَمام، ومشيٌ إلى الإِمام.

الأوّل، “مشيٌ إلى الأمام” بفتح الـ “أَ”، عنوانه بلاد الأرز، وتترافق خلاله مع اللبنانيين الأحرار. الثاني، “مشيٌ إلى الإِمام” بكسر الـ “إِ”، وُجهتُه خامنئي إيران، فترحل عنّا، من غير أسف، مترافقًا مع كل شيعي في لبنان، وقبله كل ماروني “مشرقي”، يريد أن يتّخذ الفقيه وليًّا.

 

نص عظتي البطريرك الراعي والمطران عودة في أحد الشعانين/

عظة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي في أحد الشعانين: لم يكن هذا الصرح البطريركيّ يومًا مؤيدًا لأي مسؤول ينأى بنفسه عن إنقاذ لبنان وشعبه.

لم يكن هذا الصرح يومًا مؤيدًا لسلطة تمتنع قصدًا عن احترام الاستحقاق الدستوريّ وتعرقل تأليف الحكومات.

لم يكن هذا الصرح يومًا مؤيدًا لجماعات سياسية تعطي الأولوية لطموحاتها الشخصية على حساب سيادة لبنان واستقلاله.

فيا ليت المسؤولين السياسيّين عندنا، الممسكين بسلطان الحلّ والربط بشأن تأليف الحكومة، والبدء بالإصلاحات وعمليّة الإنقاذ الإقتصاديّ والماليّ، يسمعون لصوت الله الذي لا يسكت بل يبكّت ضمائرهم

موقع بكركي/الأحد 28آذار/2021

المطران عوده: من المعيب أن يتوقف تشكيل حكومة بسبب أداء قبلي

http://eliasbejjaninews.com/archives/97422/%d9%86%d8%b5-%d8%b9%d8%b8%d8%aa%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b7%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%b9%d9%88%d8%af%d8%a9-4/

 


 Erdoganistan: The New Islamic Superpower?/ Giulio Meotti/Gatestone Institute/March 28, 2021
 
جوليو ميوتي من معهد جيتستون/أردوغانستان هي القوة الإسلامية العظمى الجديدة؟
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/97429/giulio-meotti-gatestone-institute-erdoganistan-the-new-islamic-superpower-%d8%ac%d9%88%d9%84%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%8a%d9%88%d8%aa%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d9%85%d8%b9%d9%87%d8%af-%d8%ac%d9%8a%d8%aa%d8%b3/

 

الكيان اللبناني في خطر/جورج حايك/28 آذار/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/97432/%d8%ac%d9%88%d8%b1%d8%ac-%d8%ad%d8%a7%d9%8a%d9%83-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%ae%d8%b7%d8%b1/

 

صراحة واجبة الاعلان

د. حارث سليمان/28 آذار/2021 

http://eliasbejjaninews.com/archives/97434/%d8%af-%d8%ad%d8%a7%d8%b1%d8%ab-%d8%b3%d9%84%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d8%ad%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d8%ac%d8%a8%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b9%d9%84%d8%a7%d9%86/