المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 08 آذار/2021

اعداد الياس بجاني

  #elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews21/arabic.march08.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أنَّ مَنْ يَزْرَعُ في الشِّحّ، في الشِّحِّ أَيْضًا يَحْصُد، ومَنْ يَزْرَعُ في البَرَكَات، في البَرَكَاتِ أَيضًا يَحْصُد. وزَّعَ وأَعْطَى المَسَاكِين، فَبِرُّهُ دَائِمٌ إِلى الأَبَد

فَلْيُعْطِ كُلُّ واحِد، كَما نَوَى في قَلْبِهِ، بِلا أَسَفٍ ولا إِكْرَاه، لأَنَّ ٱللهَ يُحِبُّ المُعْطِيَ الفَرْحَان

 

عناوين تعليقات الياس بجاني

من هو مع مطالب البطريرك الراعي لا يطالب بانتخابات رئاسية أو نيابية لأن البلد محتل ويعيش حالة انقلاب

الياس بجاني/بالصوت والنص: تاملات إيمانية في معاني وعبر مثال عودة وتوبة الولد الشاطر

الياس بجاني/يا ست بيلبقلك كرسي الرئاسة..هيك قلها بري

الياس بجاني/المشكلة هي حزب الله المحتل والحكام والنواب والوزراء والأحزاب خيالات مآتم وخدم عندو وبأي انتخابات بظل الإحتلال ما بيجي إلا يلي ع مسطرتون الطروادية

الياس بجاني/الحوار مع حزب الله الإرهابي جريمة وطنية وغباء وجهل

الياس بجاني/على خلفية وهمه الرئاسي المرّضي المعرابي سمير جعجع مروكب ع هرطقة الانتخابات النيابية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الكورونا في لبنان اليوم: 33 وفاة و2377 اصابة جديدة

فريق عون يتبع سياسة “الهروب إلى الأمام”

لهذه الأسباب… “الحزب” لن يضغط على عون

في اليوم العالمي للمرأة.. نصب تذكاري للشهيدة سحر فارس

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 7/3/2021

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

دور عون في التقريب بين بكركي و"الحزب"

ناجي حايك مع "القوات"... وينتقد "عنجهية الحزب"!

حزب الله يعمل للتخفيف من اندفاعة الراعي بإعادة التواصل معه

“حكومة عشرينية”… إبراهيم يتحرّك حكوميًا

“لقاء مطوّل” بين البخاري وجعجع في معراب

هذا هدف دياب من “الاعتكاف”

السلطة تخلّت عن مهامها… التخبط السياسي واضح

لبنان على قاب قوسين من الانفجار!

 الاحتجاجات على الأزمة المعيشية تقطّع أوصال لبنان

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

زيارة البابا أزعجت طهران

البابا التقى والد الطفل الكردي الذي قضى في ال2015 أثناء محاولة العبور إلى أوروبا

روح جديدة تسري في الموصل

البابا يتجول بسيارة صغيرة بين أحياء الموصل المدمرة

البابا فرنسيس من الموصل: تناقص مسيحيي الشرق ضرر لا يمكن تقديره

التغيير الديمغرافي هاجس سكان سهل نينوى/مسيحيو المنطقة يعلقون آمالهم على زيارة البابا لوقفه

 عائلة مسيحية واحدة كانت في انتظار البابا بالناصرية/ماهر طوبيا يأمل أن تحسن الزيارة أوضاع أحد معاقل الحراك

البابا والسيستاني بحثا في النجف التحديات المشتركة... ووجها نداء من أجل السلام

بابا الفاتيكان حقق حلمه بزيارة أور... وشدد على العمل معاً من أجل مستقبل أفضل

رسالة للبابا من الموصل...و هذا ما أدهشه

استهداف شركة أرامكو وأهداف بالسعودية بـ14 طائرة مسيرة و8 صواريخ بالستية من قبل الحوثيين

احتجاجات في إيران بسبب تردي الوضع المعيشي

إيران: تدمير حيفا وتل أبيب تحوّل إلى خطّة بانتظار إشارة خامنئي

إنزال جوي أميركي في الحسكة وغارات روسية بالبادية السورية/مقتل أربعة مدنيين بقصف على جرابلس

بايدن يتهم إيران بـ«العدوانية» ويمدد حالة الطوارئ معها واعتبرها تدعم الجماعات الإرهابية وتشكل «تهديداً استثنائياً» للولايات المتحدة

 إسرائيل تضغط على إدارة بايدن لتبني «مسار حازم» مع طهران

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

اعادة احياء لجان الحوار التي لم تفلح مرة ما هي إلا كسب وقت لإيران ومرتزقتها … بعد خطاب صاحب الغبطة في بكركي الأسبوع الماضي لم يعد هناك مجال لما يسمى حوار، لا مع الطغمة الحاكمة ولا مع حزب السلاح./الكولونيل شربل بركات/

سقوط "مبادرة" عون: برّي عتبَ.. فرنسا نصحتْ والسعودية تشدّدتْ/منير الربيع/المدن

البطريرك ممنوع من مغادرة لبنان؟/زياد عيتاني/أساس ميديا

في مقابلة لم تُنشَر سابقاً... لقمان سليم: حزب الله يمتلك "ماستر كي" يفتح به أبواب الأحزاب المدنية/فراس حمية/موقفع درج

ظاهرة مُتجدّدة في لبنان ببصمة كورونيّة/كريستال النوار/أم تي في

لبنان في قبضة الفوضى “المتناسلة” وجنون الدولار/وسام أبو حرفوش وليندا عازار/الراي الكويتية

خيانة البطريرك وعماء حزب الله وخطيئة العلمانيين/منى فياض/الحرة

"المبادرة الفرنسية" في اتصال فرنسي "غير معهود"/فارس خشان/النهار العربي

 توأمة الدّبلوماسية والدّيموقراطيّة في استراتيجيّة بايدن الأمنيّة/راغدة درغام/النهار العربي

الضّرب "حلال" في النّظام اللبناني الميت/راغب جابر/النهار العربي

إيران لن تذهب أبعد من «ربط النزاع» وسط تحديات تسلّل «القوة الناعمة» إلى الداخل/رلى موفّق/القدس العربي

«القناة السرية» بين أميركا وروسيا في فيينا... تفاهمات عسكرية وخيبات سياسية/«الشرق الأوسط» تنشر تفاصيل المفاوضات غير العلنية بين الطرفين في السنوات الماضية/إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط

رسالة العراق والمنطقة إلى البابا... شرعية الدولة وحدها تحمي الأقليات/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

إيران التي تُفني بلدان المشرق: الأمر لم يعد أقلّ من ذلك!/حازم صاغية/الشرق الأوسط

حكم الانذال/د. حارث سليمان

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الراعي عرض الاوضاع مع وزير الخارجية فريد الخازن: لحكومة بأسرع وقت ودعم مبادرة بكركي

فيديو ونص/أحد الإبن الشاطر: عظة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي: خير ان ينفجر الشعب ويبقى الوطن من أن ينفجر الوطن ولا يبقى الشعب/يا ربّ، إليك نكل وطننا، وهو أرض مقدّسة، ثقافتها المحبّة والتآخي والإنفتاح، لا ثقافة العداوة والحديد والنار.

عوده يحذر المسؤولين من الثورة: كيف تنامون والمواطنون يماتون كل يوم؟

سامي الجميل: هناك مساران للحل الاول عربي ودولي والثاني داخلي

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أنَّ مَنْ يَزْرَعُ في الشِّحّ، في الشِّحِّ أَيْضًا يَحْصُد، ومَنْ يَزْرَعُ في البَرَكَات، في البَرَكَاتِ أَيضًا يَحْصُد. وزَّعَ وأَعْطَى المَسَاكِين، فَبِرُّهُ دَائِمٌ إِلى الأَبَد

فَلْيُعْطِ كُلُّ واحِد، كَما نَوَى في قَلْبِهِ، بِلا أَسَفٍ ولا إِكْرَاه، لأَنَّ ٱللهَ يُحِبُّ المُعْطِيَ الفَرْحَان

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس09/05حتى15/:”يا إخوَتِي، أَمَّا في شَأْنِ خِدمَةِ الإِعَانَاتِ لِلقِدِّيسِين، فقَد رَأَيْتُ مِنَ الضَّرُورِيِّ أَنْ أَطْلُبَ مِنَ الإِخْوَةِ أَنْ يَسْبِقُونِي إِلَيْكُم، فَيُرَتِّبُوا تَقْدِمَاتِ بَرَكَتِكُمُ الَّتي وَعَدْتُم بِهَا، لِتَكُونَ مُهَيَّأَةً لا كَتَقْدِمَةِ بُخْلٍ بَلْ كَبَرَكَة! وٱعْلَمُوا هذَا أَنَّ مَنْ يَزْرَعُ في الشِّحّ، في الشِّحِّ أَيْضًا يَحْصُد، ومَنْ يَزْرَعُ في البَرَكَات، في البَرَكَاتِ أَيضًا يَحْصُد. فَلْيُعْطِ كُلُّ واحِد، كَما نَوَى في قَلْبِهِ، بِلا أَسَفٍ ولا إِكْرَاه، لأَنَّ ٱللهَ يُحِبُّ المُعْطِيَ الفَرْحَان. وٱللهُ قَادِرٌ أَنْ يَغْمُرَكُم بِكُلِّ نِعْمَة، حَتَّى يَكُونَ لَكُم في كُلِّ شَيءٍ وفي كُلِّ حِينٍ كُلُّ مَا يَكْفِيكُم، فَتَفِيضُوا بِكُلِّ عَمَلٍ صَالِح، كَمَا هوَ مَكْتُوب: «وزَّعَ وأَعْطَى المَسَاكِين، فَبِرُّهُ دَائِمٌ إِلى الأَبَد». والَّذي يَرزُقُ الزَّارِعَ زَرْعًا، وخُبْزًا يَقُوتُهُ، هُوَ يَرزُقُكُم ويُكَثِّرُ زَرْعَكُم، ويَزِيدُ ثِمَارَ بِرِّكُم! فَتَغْتَنُونَ في كُلِّ شَيء، لِيَكُونَ سَخَاؤُكُم كَامِلاً ويُثْمِرَ عَلى يَدِنَا فِعْلَ شُكْرٍلله؛ لأَنَّ قِيَامَكُم بِهذِهِ الخِدْمَةِ المُقَدَّسَةِ لا يَسُدُّ عَوَزَ القِدِّيسِينَ فَحَسْب، بَلْ أَيْضًا يُفيضُ فيهِم أَفْعَالَ شُّكْرٍ لله. فإِنَّهُم سَيُقَدِّرُونَ خِدْمَتَكُم هذِهِ، فَيُمَجِّدُونَ ٱللهَ عَلى طَاعَتِكُم وٱعْتِرَافِكُم بإِنْجِيلِ المَسِيح، وعَلى سَخَائِكُم في مُشَارَكَتِكُم لَهُم وَلِلْجَميع. وهُم يَتَشَوَّقُونَ إِلَيْكُم رَافِعِينَ الدُّعَاءَ مِنْ أَجْلِكُم، بِسَبَبِ نِعْمَةِ ٱللهِ الفائِقَةِ الَّتي أَفَاضَهَا عَلَيْكُم. فَٱلشُّكْرُ للهِ عَلى عَطِيَّتِهِ الَّتِي لا وَصْفَ لَهَا!”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

من هو مع مطالب البطريرك الراعي لا يطالب بانتخابات رئاسية أو نيابية لأن البلد محتل ويعيش حالة انقلاب

الياس بجاني/07 آذار/2021

المطالب بانتخابات نيابية ورئاسية بظل احتلال حزب الله هو ضد طروحات البطريرك الراعي الذي أكد الحالة الإنقلالبية المفروضة على لبنان

 

الياس بجاني/بالصوت والنص: تاملات إيمانية في معاني وعبر مثال عودة وتوبة الولد الشاطر

http://eliasbejjaninews.com/archives/73259/73259/

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: تاملات إيمانية في مثال وعبرعودة وتوبة الولد الشاطر/07 آذار/2120/اضغط هنا للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias.new. lostson19.wma

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: تاملات إيمانية في مثال وعبرعودة وتوبة الولد الشاطر/07 آذار/2021/اضغط هنا للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias.new. lostson19.mp3

قراءة في معاني أحد الابن الشاطر

الياس بجاني/07 آذار/2021

الصوم هو زمن التغيير والولادة الجديدة والرجوع إلى الجذور الإيمانية ومراجعة الذات والأفعال والتوبة وطلب المغفرة وعمل الكفارات. أن الله الذي هو أب رحوم وغفور ومحب قادر على تحويل كل شيء وتبديله فهو الذي حول الماء إلى خمر وهو إن طلبنا منه التوبة قادر على أن يحول عقولنا وضمائرنا من مسالك الخطيئة إلى الخير والمحبة والتقوى،  وهو وقادر في الوقت عينه أن يمنحنا رؤية جديدة بقلب متجدد ينبض بالمحبة والحنان والإرادة الخيرة. هذا الأب الذي تجسد وقبل الصلب والعذاب من اجل خلاصنا حول الأبرص صاحب الجسد المشوه إلى حالة السلامة والعافية وطهره ونقاه، وهو كذلك قادر أن يخلص وينقي النفوس الملطخة بالخطيئة إن طلبت التوبة بصدق وإيمان وثقة. بقدرته ومحبته أوقف نزف المرأة النازفة التي هي رمز كل نزيف أخلاقي وقيمي وروحي واجتماعي نعاني منه جميعاً أفراداً وجماعات وهو دائماً مستعد لقبول توبتنا ولاستقبالنا في بيته السماوي حيث لكل واحد منا منزل لم تشده أيدي إنسان وحيث لا حزن ولا تعب ولا خطيئة. تعلمنا الأناجيل أن الخلاص من الخطيئة والتفلت من براثنها لا يتم بغير التوبة والصلاة وعمل الكفارات وبالعودة إلى الله الذي هو محبة ونور. في الأحد الرابع من آحاد الصوم تحدثنا الكنيسة عن واقعة الولد الشاطر/الضال أو المبذر/الذي شطر أي اقتسم حصته من ميراث أبيه ومن ثم وقع في التجربة وغرق في أعمال السوء والملذات حتى أضاع كل شيء. وعندما أقفلت كل الأبواب في وجهه وعرف معنى الجوع والذل والغربة عاد إلى أبيه طالباً السماح والغفران. من هذه الواقعة الإنجيلية نستخلص مفاهيم ومعاني الخطيئة والتجربة والضياع الأخلاقي والإيماني وكذلك التوبة والمصالحة وثمارها.

 

يا ست بيلبقلك كرسي الرئاسة..هيك قلها بري

الياس بجاني/06 آذار/2021

آخر خبرية غير شكل: طلع من برنيطة بري أرنب نفخ ريش الست وقلها بيلبقلك تكوني انت رئيسة الجمهورية ومش هوي.. صدقت الست وطلع البخار ع راسها وعم تطالب عون يستقيل تا تقعد محلو..تعتير وغباء ونرسيسية قاتلة

 

المشكلة هي حزب الله المحتل والحكام والنواب والوزراء والأحزاب خيالات مآتم وخدم عندو وبأي انتخابات بظل الإحتلال ما بيجي إلا يلي ع مسطرتون الطروادية

الياس بجاني/06 آذار/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96690/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b4%d9%83%d9%84%d8%a9-%d9%87%d9%88-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%aa%d9%84/

المطالبات باستقلالة عون وبانتخابات مبكرة أو مؤجلة رئاسية أو نيابية بظل احتلال حزب الله وارهابه ودويلته واجرامه، هودي كلن مطالب ذمية وجبانة وغبية وبيخدموا مشروع الحزب الملالوي وبيشرعوا احتلاله.

هيك مطالبات جوهرها هو “قوم تا اقعد محلك”، ويا الف مرحبا بحزب الله وبدنا رضاه تا نوصل ع السلطة ونقعد ع الكراسي.

يا ذميين، يا أصحاب شركات الأحزاب التعتير والبهدلي والذل والإستسلام والنرسيسية والصفقات والسمسرات …

بيكفي ركض وراء اجندات شخصية، وبيكفي عهر التعامي الجريمة والخطيئة عن واقع الإحتلال الإيراني المدمر.

ايدوا وتبنوا كل مطالب البطريرك الراعي التدويلية والحيادية والسيادية والوطنية ومعها القرارات الدولية يلي ذكرها بخطابه التاريخي ووقفوا هبل الأوهام  السلطوية ..

استحوا وسكروا حنفية نغمة ببغائية واجترارالانتخابات والإستقالات…

باللبناني المشبرح نقبروا تضبضبوا.

يا اغبياء ويا اسخريوتيين افهموها بقا…

المشكلة كلها هي بالإحتلال… فهموها اذا بدكن تفهموا!!!

بس ع الأكيد الأكيد ما بدكن تفهموا لأنو الضمائر عندكن مخدرة، والكرامات صايرا مماسح، والعقول باجازة، والرؤية الوطنية والسيادية تحت الصفر.

يا ويلكن من ساعة حساب الآخرة.. ع جهنم دركبي.

وفي نفس السياق الإستسلامي، تأكدوا بأن لا مجال لحل أي مشكلة في لبنان كبيرة أو صغيرة وفي أي مجال وعلى أي مستوى بظل إحتلال حزب الله الإرهابي والمجرم ..

أما الحوار مع الحزب فهو ليس فقط خطئاً جسيماً، بل جريمة وطنية وجهل وغباء. التحاور مع حزب ع شو وهو جيش إيراني وعدو للبنان ولشعبه ولهويته ولتاريخه ولرسالته ولحضارته ولتعايش وسلم ومستقبل اللبنانيين؟

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الحوار مع حزب الله الإرهابي جريمة وطنية وغباء وجهل

الياس بجاني/05 آذار/2021

لا مجال لحل أية مشكلة في لبنان كبيرة أو صغيرة وأي مجال كان بظل إحتلال حزب الله الإرهابي والمجرم أما الحوار معه فهو ليس فقط خطأ جسيماً بل جريمة وطنية وجهل وغباء. يُحاور ع ماذا وهو جيش إيراني وعدة للبنان ولشعبه ولهويته وتاريخه ورسالته وحضارته وتعايش اللبنانيين؟

 

على خلفية وهمه الرئاسي المرّضي المعرابي سمير جعجع مروكب ع هرطقة الانتخابات النيابية

الياس بجاني/03 آذار/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96609/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%ae%d9%84%d9%81%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d9%87%d9%85%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a6%d8%a7%d8%b3%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85/

تغريدة سمير جعجع اليوم على تويتر: “الطريق الاقرب والاقصر للخروج من الازمة هي الانتخابات النيابية المُبكرة، الى جانب حل التدويل. لذا ادعو باقي النواب الى الاستقالة من المجلس النيابي وللذهاب الى انتخابات نيابية مبكرة، ومع الانتخابات ستتغير الاكثرية النيابية وسنذهب الى انتخاب رئيس جديد وحكومة جديدة.” “الحل إمّا باستقالة الاكثرية النيابية واستقالة رئيس الجمهورية، او استقالة اكبر عدد من النواب والذهاب الى انتخابات مبكرة”.

يؤكد المعرابي سمير جعجع يوماً بعد يوم بأنه منسلخ عن الواقع السيادي والوطني والإستقلالي، ومتعامي عن حقيقة احتلال حزب الله للبنان وذلك عن سابق تصور وتصميم مرّضي.

ويؤكد المعرابي أيضاً وعلى مدار الساعة بأنه يعيش في عالم أوهامه الذي بناه وأغلق أبوابه ونوافذه حتى لا يسمع غير صوته، وملأه بالمرايا حتى لا يرى فيه غير نفسه، وذلك على خلفية هوسه النرسيسي الجارف والهادف للوصول إلى كرسي بعبدا والجلوس عليه حتى لو لم يبقى لا لبنان ولبنانيين ولا استقلال ولا سيادة ولا من يحزنون.

الرجل هذا الغارق في أوهامه المرّضية المزمنة والتي لا شفاء منها ع “الأكيد الأكيد” هو “مروكب” على طرح الانتخابات النيابية لأنه في تحاليله “الإنكشارية” والتونالية (TUNNEL VISION) يرى أنه سوف يرث بعض مقاعد نواب الساقط في كل تجارب إبليس ميشال عون، وبذلك يصبح الزعيم المسيحي الأقوى نيابياً على الساحة اللبنانية مما يؤهله ويسهل وصوله إلى قصر بعبدا.

وفي سياق هذا الجنون السلطوي الهادر بشروده الهلوسي كان المعرابي قبل عدة أيام وعبر مسؤول الإعلام في شركة حزبه “التعتير” شارل جبور بعث برسالة مشفرة إلى حزب الله مغطاة بما سماه مطالب الشيعة المستقلين (رابط نص الرسالة وتعليقنا عليها في أسفل الصفحة) أبدى من خلالها استعداه للتنازل لحزب الله عن كل شيء مقابل نيل رضاه وإيصاله لبعبدا كما كان أوصل من قبله الشارد عن كل ما هو سيادة واستقلال ميشال عون بعد توقيع ورقة “تفاهم مار مخايل” الجريمة والخطيئة الوطنية.

ونشير هنا إلى أنه وفي نفس سياق هذا المسلسل من الأوهام الرئاسية كان المعرابي وقع مع عون وصهره الإسخريوتي “تفاهم معراب” على أمل أن يرث عون وشركة حزبه وشعبيته، وداكش حزب الله مع رفيقيه في الاستسلام والذل وليد جنبلاط وسعد الحريري من خلال “الصفقة الرئاسية” الخطيئة، داكشوا السيادة والاستقلال بالمواقع السلطوية والنيابية وسلموه حكم البلد بعد أن نحروا ثورة الأرز، وخانوا وكالة الناس لهم، وفرطوا تجمع 14 آذار، وارتضوا مساكنة الاحتلال ودويلته وحروبه واحتلاله، وانتخبوا عون رئيساً، وأقروا قانوناً انتخابياً ملالوياً مفصل على مقاس مشروع ولاية الفقيه.

اليوم وبدلاً من وقوف هذا المعرابي الواهم إلى جانب كل ما جاء في خطاب سيدنا البطريرك الراعي لجهة الحياد والتدويل والقرارات الدولية والعمل على رفع سقف مطالبه وتصويبها والإصرار على وضع لبنان تحت الفصل السابع وإعلانه دولة فاشلة ومارقة وتنفيذ القرارات الدولية (اتفاقية الهدنة مع إسرائيل و1559 و1701 و1680)، ها هو يعود إلى أفخاخ وأوحال أوهامه وهرطقاته ويكرر مطالبته بانتخابات نيابية ورئاسية.

يتعامى هذا الموهوم والغارق في نرسيسية أجندته الرئاسية بأنه ولو حصل على 128 نائباً فلن يكون لهم أية فائدة، وسوف يبلهم ويشرب زومهم العفن كما حاله اليوم مع زوم ال 15 نائباً الصور والدمى التابعين له.

يبقى أن من يخاف من أصحاب شركات الأحزاب الذين يدعون باطلاً الوطنية من أمثال المعرابي أن يجاهر رسمياً بأن حزب الله هو محتل وإرهابي ويجهد لنيل رضاه والتملق له فهو مخصي سياسياً ووطنياً وقراراً وحاضراً ومستقبلاً ولا أمل ولا رجاء منه..ونقطة ع السطر.

في الخلاصة، لا خلاص للبنان من الاحتلال الإيراني دون إعلانه دولة مارقة وفاشلة ووضعه تحت إشراف الأمم المتحدة، وإلا فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك. Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link o enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الكورونا في لبنان اليوم: 33 وفاة و2377 اصابة جديدة

وزارة الصحة العامة/07 آذار/2021

أعلنت وزارة الصحة العامّة في تقريرها اليومي حول مستجدات فيروس كورونا اليوم الأحد, عن 33 وفاة  وتسجيل 2377 إصابة جديدة بكورونا (2363 محلية و14 وافدة) ليصبح العدد الإجمالي للإصابات 395588".

ولفتت الوزارة في تقريرها، إلى تسجيل "33 حالة وفاة جديدة، وبذلك يصبح العدد الإجمالي للوفيات 5046".

 

فريق عون يتبع سياسة “الهروب إلى الأمام”

محمد شقير/الشرق الأوسط/07 آذار/2021

قال مصدر مقرب من رؤساء الحكومات السابقين إن من يتهم الرئيس سعد الحريري بتأخير تشكيل الحكومة بذريعة أنه ينتظر الحصول على «ضوء أخضر» من الخارج، يسعى جاهداً إلى صرف الأنظار عن رمي مسؤولية التعطيل على رئيس الجمهورية ميشال عون ووريثه السياسي رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، وإلى حد ما «حزب الله» الذي لم يحرّك ساكناً لإعادة الثقة المفقودة بين الأطراف الرئيسية المعنية بولادتها. وأكد المصدر أن تأخير تشكيل الحكومة يعود إلى أن عون وفريقه السياسي ليسا حتى الساعة في وارد التعايش مع تكليف الحريري برئاسة الحكومة، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن دعوة عون للنواب لتحكيم ضميرهم، التي جاءت عشية دعوتهم للاشتراك في الاستشارات النيابية المُلزمة التي يجريها لتسمية الرئيس المكلف بتأليفها لم تكن بريئة، وانطوت على تدخّل مباشر منه، للضغط على النواب، وصولاً إلى تسمية رئيس آخر.

وكشف أن عون لم يكن مرتاحاً لموقف «الثنائي الشيعي» الذي رشّح الحريري لتولي رئاسة الحكومة، مع أن «حزب الله» لم يسمّه، بخلاف تسميته من قبل رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي قاتل من أجل تكليفه تشكيل الحكومة، وكان له دور في تعديل مواقف حلفائه باتجاه تسميته، من دون أن يعترض الحزب على تدخّل بري. ولفت المصدر إلى أن عون وباسيل أثارا في لقاءاتهما، بقياديين من «حزب الله»، في إطار التشاور في عملية تأليف الحكومة، مسألة انحياز «الثنائي الشيعي» لمصلحة تسمية الحريري بدلاً من أن يتناغم معهما ويضغط علي بري لقطع الطريق على تسميته، وقال إن «حزب الله»، وإن كان امتنع عن ترشيح الحريري، فإنه في المقابل ارتأى الوقوف على الحياد، لئلا يترتّب على معارضته ردود فعل تدفع في اتجاه رفع منسوب الاحتقان السنّي – الشيعي. وسأل المصدر نفسه عون: «إذا كنت ترمي المسؤولية على الحريري في تعطيل تشكيل الحكومة ولأسباب خارجية، فما الذي يمنعك من الموافقة على التشكيلة الوزارية التي سلّمك إياها ولا يزال ينتظر منك الجواب عليها لاختبار مدى جديته؟ وبالتالي للتأكد من استقلاليته في اتخاذ قراره أو رهنه بالخارج؟». وقال إن عون وفريقه السياسي يصرّان على رمي المسؤولية على غيرهما، وهذا ما حصل مع حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، الذي “أُخضع” إلى تحقيق في بعبدا عندما التقاه عون، على خلفية تحديد المسؤول عن ارتفاع سعر الدولار، فسياسة الهروب إلى الأمام من قبل الفريق السياسي المحسوب على رئيس الجمهورية باتت مكشوفة، والجزء الأكبر من المسؤولية يقع على عاتق مَن يصر على «احتجاز» عملية تأليف الحكومة. ورأى المصدر أن عون هو من يعطّل تشكيلها بطلب من باسيل، إضافة إلى أنه لا يخفي انعدام الكيمياء السياسية بينه وبين الحريري، وهذا ما يلمسه السفراء الأجانب لدى اجتماعهم به، غير آبه للنصائح الفرنسية بضرورة سحب شروطه التي تؤخر ولادتها، حتى إن بعضهم يستغرب الانتقادات التي يستهدف بها الحريري، وبعضها من «العيار الثقيل».

 

لهذه الأسباب… “الحزب” لن يضغط على عون

الشرق الاوسط/07 آذار/2021

لفتت مصادر دبلوماسية عربية وأجنبية إلى أن «حزب الله» ليس في وارد الضغط على عون، وإن الاقتراح الذي تقدّم به الأمين العام لـ”الحزب” حسن نصرالله لتسوية الخلاف حول تشكيل الحكومة غير قابل للتسويق، وعزت السبب إلى أمرين: الأول أن الحزب يراعي عون إلى أقصى الحدود؛ ليس للحفاظ على تحالفهما الاستراتيجي فحسب، وإنما يتوخّى من وقوفه على «الحياد» الإمساك بالورقة اللبنانية من خلال ترحيل تشكيل الحكومة لاعتبارات إقليمية تتعلق بتمكين إيران من الإمساك بأوراق في المنطقة في مفاوضات الدبلوماسية الحامية مع الولايات المتحدة، من دون أن يقلل ذلك من رهان طهران على أن واشنطن تملك القدرات للتعويض عليها، في مقابل إفراجها عن الورقة اللبنانية، بخلاف باريس التي لا تملك ما يؤهلها لتكون البديلة عن واشنطن. أما الأمر الثاني، كما تقول المصادر نفسها، فيعود إلى أن «حزب الله»، وإن كان ينظر إلى الأزمة اللبنانية من زاوية إقليمية بخلاف الآخرين، فإنه في المقابل لا يحبذ الضغط على عون، ويسعى من حين لآخر إلى رمي مسؤولية التأخير على الخارج في محاولة لتبرئة ذمة حليفه من جهة، ولتفادي الدخول معه في مشكلة إذا قرر الضغط عليه لتسريع تشكيل الحكومة. وأضافت المصادر أن مجرد مبادرة الحزب للضغط على عون، فإن الأخير سيتعاطى بريبة مع ضغطه، خوفاً من أن ينسحب هذا الضغط على معركة رئاسة الجمهورية، ويكون بمثابة مؤشر على ابتعاده تدريجياً عن تبنّي ترشيح باسيل للرئاسة. وبكلام آخر، يعتبر الحزب (بحسب المصادر) أن مجرّد الضغط على عون يمكن أن يفتح الباب أمام الاختبار المبكر لموقفه حيال معركة الرئاسة، وهذا ما لا يريده، لئلا ينظر عون إلى انحياز الحزب لمصلحة تشكيل حكومة مهمة بغير شروطه على أنه يتحضّر للوقوف ضد مرشح آخر. وعليه، فإن تشكيل الحكومة يمكن أن يوفر الشروط لوقف الانهيار المالي والاقتصادي، وإصرار عون على تبرئة ذمته سيأخذ البلد إلى انفجار شعبي كبير يمكن أن يخرج عن السيطرة، وهذا ما بدأت تحذّر منه المصادر الدبلوماسية التي تنصح بتدارك الانفجار اليوم قبل الغد.

 

في اليوم العالمي للمرأة.. نصب تذكاري للشهيدة سحر فارس

الوكالة الوطنية للإعلام/07 آذار/2021

رعى محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود، لمناسبة اليوم العالمي للمرأة، احتفال إزاحة الستار عن النصب التذكاري، لـ”أول شهيدة أنثى في السلك العسكري” المسعفة العريفة سحر فارس، بدعوة من عائلتها وخطيبها، مقابل ثكنة فوج إطفاء بيروت – الكرنتينا. وألقى عبود كلمة طلب فيها “الرحمة لشهداء فوج إطفاء بيروت”. وأشار إلى أنه “منذ اليوم الأول لاستلامي مهامي، جئت الى هذا المبنى وتعرفت على الشهداء الأبطال وقلت لهم بإني بجانبهم. ان فوج اطفاء بيروت وحرس بيروت هما من أولوياتي وأنظر اليهما نظرة الأب الى أبنائه، وهذه النظرة ليست للشهداء والعسكريين فقط بل الى عائلاتهم وأحبائهم، فكل شهيد غال على قلبنا”. وأضاف عبود أنه “كانت بيروت تتزين شوارعها سابقا باسم زعماء ووزراء ونواب، ولكن من الآن وصاعدا لن تكون شوارعها مزينة إلا بأسماء الفقراء والشهداء ومن أعطوا هذه الأرض، فهل هناك أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه شهيدا عن أرضه ومدينته؟ هناك صور متوارثة عن المرأة كأم وأخت وكمريم العذراء، ولكن لم تكن المرأة ولا مرة هي الشهيدة”. كما أكد أنه “الآن ننظر الى نمط جديد من النساء هن الشهيدات، لهذا قررنا وبناء على طلب العائلة وموافقة أهالي شهداء فوج إطفاء بيروت إنشاء نصب للشهيدة سحر فارس على مدخل بيروت، لكي يعرف كل من يدخل الى بيروت قصة هذه المدينة وهذه الشهيدة. وأعدكم بأننا لن ننسى باقي الشهداء، فلكل واحد منهم محبته وتقديره، وسأكون بجانبكم وسأنفذ ما تطلبونه لتخليد ذكرى أبنائكم”. وختم “نحن في صدد إنشاء نصب كبير كلفت به أكبر الفنانين اللبنانيين ويعمل عليه لتخليد شهداء فوج الإطفاء وكل شهداء مدينة بيروت، فالتكريم يليق بهؤلاء الشهداء”.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 7/3/2021

وطنية/الأحد 07 آذار 2021

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الشارع ملتهب بتحركات متجددة ومفتوحة، ماذا تنفع التحليلات والتوقعات والمناشدات ما دام أهل الحل والربط، ليسوا على السمع.

تواصلت التظاهرت عشية إعادة فتح البلد، وقطع العديد من الطرق في بيروت والمناطق، في وقت تحدثت أوساط سياسية عن مبادرة يعتزم الرئيس بري طرحها لتسهيل تشكيل الحكومة، وينتظر أن تتم غدا اتصالات في هذا الخصوص، أيضا في خصوص الحؤول دون اعتكاف رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب.

محليا أيضا، سأل البطريرك الراعي: كيف لا يثور هذا الشعب والدولار بات 12 ألف ليرة والحد الادنى للاجور يقارب السبعين دولارا اميركيا؟.

السؤال أرفقه البطريرك بدعوة السياسيين للتصالح مع شعبهم، وكذلك المطران عودة حذر السياسيين من ثورة الجياع.

وعلى عكس تيار الصراعات والحروب، اليوم مضى قداسة البابا برسالة السلام والغفران، رسالة رددها أمام الناجين من حروب العراق في اليوم الثالث لزيارته، متنقلا بين المناطق العراقية التي نزفت تهجيرا وذبحا على أيدي تنظيم القاعدة والقوى التكفيرية، وتناشتها القوى المتصارعة قبل أن يعيد العراقيون بناء بلدهم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

الناس تقاتل لتوفير شيء مدعوم من المأكل للبقاء على قيد النجاة، والمدعوم ما زال يبحث عن حصة هنا وهناك تمكنه من عزف مواله منفردا، ولو على ركام وطن يتآكل.

الناس تبحث عن لقمة عيش لإسكات أمعاء خاوية، وهناك بدين لم يشبع بعد رغم تخمة ما إلتهمه. هي قصة مواطن مسه الجوع في سنوات عجاف، مقابل رواية من لا يشبع، وكلما أكل جاع دهرا وطالب بالمزيد.

الشارع بلغ درجة ما بعد الغليان، الدولار بأكثر من عشرة آلاف والوضع تحت الصفر، وهم يساجلون ويتعاطون ببرودة ولكأنهم يعيشون في مجاهل سيبيريا.الشارع يشتعل وهم يتصرفون وكأن الحريق في كوكب آخر.

الشارع يوقد الدواليب غضبا مما به حل، وهم يضعون طمعا العصي في دواليب أي مبادرة للحل.الوطن بات في العراء وهم غريب أمرهم، همهم، كل همهم لا يتجاوز أطراف ردائهم.

هم بإختصار يشيدون سدودا من اللا مبالاة، ينقبون عن آبار الأزمات يطفئون آخر شمعة ويلعنون الظلمات، يلمسون الرغيف فيتحول إلى فتات. هم نكبة النكبات وإن كان ثمة للديماغوجية أب، فهم لها كل الأمهات وما همهم إن عاش وطن أو مات.

في وقت تواصلت فيه التحركات الإحتجاجية وقطع الطرقات على مساحة لبنان، تم تسجيل حالات تخريب وشغب بعيدا عن العناوين المطلبية، كما حصل على سبيل المثال عند دوار الكفاءات، وهي أفعال نفت قيادتا "حركة أمل" و"حزب الله" أي علاقة لأنصارهما بها، وطالبتا الأجهزة الأمنية والقضائية بملاحقة ومقاضاة كل من تعرض للأملاك العامة والخاصة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

الكل غاضب والكل مستاء، والكل موجوع ومنتظر بصيص أمل وسط هذا الركام.الحال صعبة وتزداد صعوبة على الجميع: على من يقطع الطرقات، على من هو عالق عليها في السيارات، على من يصرخ في الشارع، واولئك الصامتين في المنازل.

الصخب والغضب يعمان البلاد، فيما سياسيوها في غير مكان، يضيقون أفق الحلول ويولدون أزمة من أزمة، حتى تكاد الحكومة المنتظرة من سابع المستحيلات إن بقيت على حالها المعطيات.

بورصة السياسة في هبوط حاد، وبورصة الدولار في ارتفاع جنوني، وجنون البعض في الشارع زاد الأزمة على نفسه وأهله.من المحرك؟ هل الدولار هو من يدفع نحو الشارع أم أن هناك محركا واحدا لكليهما، تارة يضارب بلقمة عيش المواطن وطورا براحته وأمنه؟.

باختصار بدها حلم الله ورحمته..المسافات تتباعد بين أطراف التأليف، فهل من يؤلف بين قلوبهم؟. وهل من يرقق قلوبهم على اللبنانيين الغارقين بنتائج مناكفاتهم وعنادهم؟، الوساطات الداخلية لم تفلح في ذلك حتى الان، وكذلك الخارجية التي تتحرك بحسن نيه.

فماذا عن التحركات الخارجية المشبوهة على الساحة الداخلية؟، ماذا عن اللقاء المطول الذي جمع مساء أمس في معراب السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، ورئيس حزب القوات سمير جعجع؟. فالغارق بالعدوان على اليمن وأهله ماذا سيحمل الى لبنان؟.

غارات مكثفة شنتها اليوم طائرات العدوان السعودي- الأميركي على العاصمة اليمنية صنعاء، محملة بمزيد من الحقد والدمار. غارات وحصار وحشي لن يمنعا من وصول الخبر اليقين والوشيك الى العاصمة من مأرب، ولا شك أن الهدهد سيخبر قريبا عن رجال يتوضأون عند السد لصلاة شكر بتحرير المدينة، بكل ما يحمله ذلك من دلالات وتغيير معادلات في الحرب المفروضة على اليمن.

أما في العراق، فكان بابا الفاتيكان يؤدي صلاة الشكر في الموصل، المدينة التي أرادها داعش عاصمة لإمارته المزعومة.البابا فرنسيس تفقد الخراب والدمار الذي أحدثه التنيظم الإرهابي في الكنائس، واصفا ما جرى بالعاصفة اللا إنسانية، العاصفة التي فقئت عينها على أيادي الجيش العراقي والحشد الشعبي بمهندسه الشهيد أبو مهدي، وبجنرال الحروب ضد الطواغيت الشهيد قاسم سليماني.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

من مع التدقيق الجنائي، ومن ضده؟ كل اللبنانيين يعرفون ضمنا الجواب على هذا السؤال، لكن قلة من بينهم تعلن الأمر.

فالتدقيق الجنائي اليوم، هو السقف الأعلى للإصلاح، ومن الناحية العملية، لا أحد يرفع هذا المطلب ويؤيده تشريعيا وتنفيذيا، بعدما طرحه منذ التسعينيات، إلا شخصا واحدا، هو رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ومعه تكتل نيابي وتيار، يجهد الآخرون لتصويرهما متساويين مع سائر القوى في الفساد، فيما الوقائع تثبت العكس.

فميشال عون هو وحده الدخيل، إذا جاز التعبير، على الطبقة السياسية المتحكمة بالبلاد، ليس فقط منذ الطائف بل منذ النصف الثاني من الثمانينات، بدليل الأسماء التي تتكرر في المشهد السياسي، وفي مختلف المجالس النيابية والحكومات أربعين سنة.

خلال الحرب، اختلف ميشال عون مع الجميع. قال لهم: فلنحرر الأرض ثم نتفاهم في ما بيننا، فأجابوه بالمدافع. ولما أبلغهم أن الطائف كما أقروه ليس مشروع حل، بل مشاريع أزمات في المستقبل، أتى جوابهم جميعا بالتكافل والتضامن مع الخارج، عملية الثالث عشر من تشرين، ثم المنفى حيث ظل مختلفا مع الجميع.

هو طالب بالحرية والسيادة والاستقلال، أما هم فطبلوا آذان اللبنانيين بوحدة المسار والمصير، وبالضروري والشرعي والمؤقت، وأرسوا قواعد منظومة سياسية وإدارية واقتصادية ومالية وإعلامية فاشلة وفاسدة، استفادوا منها جميعا قبل أن ينقلب المشهد رأسا على عقب عام 2005، فينقلبوا هم معه، ولو إلى حين.

عاد ميشال عون من الإبعاد بعد خمس سنوات على الإنسحاب الإسرائيلي، وعشرة أيام على الخروج السوري. وعلى الفور شهروا سيوف الإلغاء في وجهه: تحالفا رباعيا، وحصارا سياسيا لمن حصد سبعين في المئة من أصوات المسيحيين، ومنعا له من المشاركة في الحكومة الأولى بعد خروج الوصاية.

أما هو، فظل مختلفا معهم غريبا عنهم، لا يشبههم في شيء. هم سعوا إلى التصادم،أما هو فخاطر بكل شيء، كي يحفظ كل شيء…بالتفاهم. هم مددوا للسياسات الاقتصادية والمالية الخاطئة، أما هو فظل ضدها مناديا مئات المرات في خطابات ومقابلات مسجلة بالصوت والصورة، بالاقتصاد المنتج لا الريعي، وبالتصحيح المالي وبإقرار الموازنات وبقطع الحسابات، وطبعا بالتدقيق الجنائي.

حاولوا منعه من المشاركة في انتخابات 2005 بإبقائه في الإبعاد، لكنه عاد. حاولوا أن يهزموه في انتخابات 2009 مصورين إياه تابعا لنظام قاوم احتلاله للبنان، فيما هم كانوا ينبطحون، ومواليا لدولة إقليمية لطالما تسابقوا على زيارته، فهزمهم، وحافظ على تكتله النيابي المسيحي الأكبر في تاريخ لبنان.

أما رئاسيا، ففعلوا المستحيل حتى لا ينتخب. وفي النهاية صار هو الرئيس. صار رئيسا بقوته الشعبية أولا، وبدعم حلفائه ثانيا، وبتضارب خصومه السياسيين في ما بينهم في المصاف الثالث.

منذ انتخابه كان "بي الكل". والمقصود بذلك، "بي" جميع المكونات وجميع المواطنين، لا يميز بين لبناني وآخر، تماما كما فعل منذ بداية مسيرته العسكرية والسياسية. أما هم، فكانوا الذئب المتنكر بزي الحمل. وظلوا يعرقلون محاولات الإصلاح ويعطلون المشاريع، حتى كان السابع عشر من تشرين.

صرخ الشعب يومها صرخة محقة، فتبنوا هم الصرخة وأخذوها في الاتجاه الخاطئ. فجأة صار هو المذنب، وكل مرتكبي الموبقات منذ الثمانينات والتسعينات هم الابرياء والانقياء، وأرباب الإصلاح ودولة القانون.

تلك هي الكذبة.أما الحقيقة، فهي أنهم يستغلون حاجات الناس اليومية، وهي محقة وصحيحة، كي يفلتوا من الحساب. والتدقيق الجنائي اليوم هو عنوان الحساب. الحساب العادل، الذي لا مدخل سواه لبناء دولة حقيقية كلهم يرفضونها، إلا هو. واللبنانيون جميعا يعرفون أن هذه هي الحقيقة.

وبداية النشرة مع فقرة تدقيق تشريعي، وموضوعها اليوم اقتراح الرئيس ميشال عون عام 2013، بإنشاء محكمة خاصة بالجرائم المرتكبة على المال العام.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

رائعة كانت هذه المسحة القدسية التي خيمت على العراق، وظللت دول الجوار ووصلت أصداؤها إلى العالم. في موقع المجزرة وهول الدمار في الموصل، أقام البابا مذبحه ورفع الصلاة، وأزهرت دماء الضحايا كالسيوف في وجوه قتلتهم، ومن سبوا عائلاتهم.

غريب على من لا يعرف، ومستفز لمن ينكر على البابوات، تماما كما ينكر على بطاركة لبنان، هذه الهالة الروح - قدسية التي تنبثق من إطلالالتهم، وكلمات الحق التي تصدح بها حناجرهم، في أزمنة المآسي والحروب والظلم، علما بأن لا صواريخ عابرة ولا دقيقة لديهم ولا دبابات ولا جيوش. لكن من يعرف سيرهم وأدوارهم عبر التاريخ لا يستغرب ولا يستفز، بل يخشع ويتضع ويمجد الرب.

هكذا واجه أحبار الكنيسة وقديسوها بالكلمة والصلاة الطغاة، فهم ما حلوا في أرض قهر شعبها، إلا وأشعلوا شموع الأمل في قلوب المؤمنين، وجاءتهم الحرية واستعادوا كرامتهم ولو بعد حين.

"لقد تأخرت في زيارتنا، لا تتركنا يا سيد السلام"، سمعها فرنسيس المتواضع من العراقيين. وأجابهم: "لا يهم أن أكون هنا، أنتم في قلبي وفي صلب صلواتي حيثما أكون". هذه الجملة سمعها سلفه القديس يوحنا بولس الثاني في بولونيا يوم زارها، وأجاب المنتفضين على الظلم: "لا تخافوا أنا معكم، صلوا وناضلوا وستنتصرون"، وانتصرت بولونيا على جلاديها وتحررت.

هذا في العراق، أما في لبنان فالبطريرك الراعي لا يكف عن زرع حبوب الحنطة في الأرض، ويواصل التقريع للسلطة الغاصبة التي تجلب بعنادها وإنكارها، المرض والجوع والخراب على شعبها المنتفض المتألم في الساحات.

لكن الحصاد سيتأخر على ما يبدو، ودرب الجلجلة طويل، طالما يواصل رئيس حكومة تصريف الأعمال عروض "الستاندآب كوميدي" المبكية، ويواصل الرئيس المكلف أسفاره شاكيا سارقي التشكيلة. وطالما تواصل المنظومة تراشقها الطائش، وتدفع أفاعيها على حفافي خطوط التماس، وتهول بالحرب لكسب موقع تافه ولو مات الناس، وهم يموتون، أو دمرت الجمهورية، وقد دمرت.

في الخلاصة سؤال ودعاء: متى يا قداسة البابا ستقيم مذبح الخلاص في أرض لبنان وترفع صلاة الشكر لنجاته، ويكون قد تخلص من دواعشه المحليين والإقليميين؟. لما لا في أرض المرفأ المدمر، المجسم الصارخ للجمهورية الشهيدة، حيث صلى سلفك القديس يوحنا بولس الثاني ذات يوم؟ ... هل ترانا نطلب الكثير؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

ممكن استبدال اسم evelyne وسمير بأي اسم آخر، ومن أي مذهب او طائفة اخرى، ومن أي من بلدان الشرق الاوسط.

فـevelyne وسمير يمثلان كل سكان العراق وسوريا ولبنان، وكل المدنيين في أرض الأنبياء. هما يمثلان الأمل في مواجهة اليأس، والصمود في مواجهة الخوف، والإنغراس في الأرض في مواجهة التهجير، والسلم في مواجهة العنف.

اليوم، قال العراقيون شعبا وحكومة للعالم: انتصر الحق على الباطل. وقال البابا فرانسيس للعالم: "لا يجب أن نسمح بنور السماء أن تغطيه غيوم الكراهية.

من أرض الرافدين، التي اجتاح شمالها تنظيم داعش من العام 2014 الى العام 2017، رسالة: لا علاقة للدين بالإرهاب، والمواطنون يجب ألا يسكتوا عندما يسيء الإرهاب للدين. "فالعداء والتطرف والعنف، لا يصدر عن نفس مؤمنة"، كما قال البابا فرانسيس.

غدا، عندما يطوي البابا فرانسيس صفحة زيارته التاريخية للعراق، هناك من يجب أن يتمسك بهذه الرسالة، ليس للعراق فحسب، بل لكل دول المنطقة، لكل من يريد لها ان تحيا مجددا، فيعيد الأمن لأبنائها والعمران لمشرديها، وفي مواجهة كل من يريد ان تبقى الزيارة تاريخية غير عملانية، فيجعل من سيف الخوف مسلطا دائما، ويضع كل هذه البلدان تحت رحمة صراعات الكبار.

ومن بين هذه البلدان، لبنان الذي يموت اقتصاديا، من دون أي بارقة أمل. فالوضع الى منزلقات خطيرة، وتأليف الحكومة في موت سريري. وحتى التحركات على الارض لم تفعل فعلها في الضغط في اتجاه تشكيل الحكومة.

فلا فريق بعبدا و"التيار الوطني الحر" ومن خلفهما "حزب الله" في طور الإسراع في التأليف، ولا فريق الرئيس الحريري ومن خلفه، في طور تقديم التنازلات تحت ضغط الشارع.

أما الشائعات والدعوات الى التظاهر وإغلاق الطرق، التي بدأت عفوية، قبل أن يدخل اليها بعض الأحزاب، فهي تحت السيطرة وأشكالاتها محدودة، والجيش يتعامل معها بتكتيك مرن، لا سيما أن كل المعلومات تشير الى مزيد من الكباش السياسي والتدهور الاقتصادي، والجيش ليس في طور استنزاف قدراته باكرا.

بين رسالة السلام، وضعف الأمل في ابتكار حل للبنان، تبقى الأولوية للعراق وأهله هذه الليلة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

لبنان بلاد مقطعة الأوصال.. بمسؤولين يندى لهم الجبين، لا يختلفون عن شوارعهم "المقطعة الموصلة". حالة نكران ونأي بالنفس عن الحل ورمي مسؤوليات.. فيما سيسجل التاريخ أن الجميع فاعل ومشارك في الأزمة..

ويمكن لأي مجتمع دولي أن يحاكم السلطة اللبنانية بمكوناتها كافة، بتهم ترتقي إلى جرائم حرب، لأنهم سيتسببون بإبادة شعب. وهو الشعب الذي اعتلى اليوم أيضا المذبح الكنسي وقال فيه البطريرك الراعي للمسؤولين: "إنكم بددتم ماله وآماله ورميتموه في حالة الفقر والجوع والبطالة، ولم يعد له سوى الشارع. فنزل يطالب بحقوقه، التي تستحق أن يدافع عنها، وأن توضع في رأس معايير تأليف الحكومة. وبعد، هناك من يتساءل لماذا ينفجر الشعب؟، من وراءه؟".

"يا لطيف"... التي قالها الراعي بحسرة وعلى صوت كنسي ناقم، كان المطران الياس عودة يحذر المسؤولين من "ثورة شعب لم يبق لديه ما يخسره"، ومع قرع الأجراس الكنسية.

سياسيا.. فإن زوار الصروح ينقلون النداءات المستعجلة.. وبينها كلام النائب فريد هيكل الخازن بعد لقائه الراعي اليوم، ومناشدته رئيس الجمهورية والرئيس المكلف بكل إصرار، وإلى درجة الرجاء أن يذهبا ويشكلا حكومة لإنقاذ لبنان، لكن الرجاء يذهب هباء..

رئيس الجمهورية يجلس على مقعد الثلث المعطل.. جبرانه يقيم زياحا للشروط ويطوب نفسه راهبا في تأليف الحكومات.. رئيس مجلس النواب "يحيك ويزيك" لميشال عون بدراجات نارية ترمي السلام على بعبدا، ولا تقرب من القصر.. رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب بدا أعقلهم برفع البطاقة الحمراء في الملعب الحكومي.. أما الرئيس المكلف سعد الحريري "مسافر زاده الخيال".. يتمسك بشروطه ويطير من دون أن يغط على الأرض اللبنانية الملتهبة، لمعالجة الذيول عن كثب.

ومن بين هذه المفاتيح السياسية، فإن "حزب الله" لاعب في منطقة الوسط، وينسجم في الدور غير المقرر.. لا يريد الضغط على جبران باسيل ومن خلفه ميشال عون.. ولن يبرق برسائل من الأرض نحو بعبدا. أما رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط فبعدما ملأ تويتر وشغل الناس بحكومة "ال ما شي" التي كان يطلقها على حسان دياب.. فقد "استحلى" هذه الحكومة اليوم مقارنة بالانهيار، ودعا دياب "وفي غياب الحكومة الجديدة نتيجة حسابات خاطئة، إلى تفعيل تصريف الأعمال فوق الخلافات السياسية والسجالات السياسية".

وفي عطلة بيانات بعبدا، كان النائب زياد أسود يسد الفراغ، ويعلن أن "رئيس الجمهورية لن يرحل".. ويرى أن من هم في الشارع ليسوا الناس الجياع، إنما حركة حزبية منظمة تصوب على العهد. وأضاف "إن المسيحيين ليسوا لقمة سهلة"، واصفا الحريري ب- "الولد".

وفي التقييم السياسي لكل ما سبق وكل الوجوه الفاعلة والمقررة.. فإن البلاد يحكمها أولاد وليس ولدا واحدا.. ومع فراغ المواقع من شاغيلها، فإن صوت البطريرك الراعي وحده سحب المرجعية، وتحديدا المسيحية، إلى صرحه وبات ينطق باسم الناس وقهرهم ومن دون تنصيب سياسي أصبح سيد الكنيسة.. سيدا في الجمهورية والحكومة معا.

وسلام الراعي الذي اراده لوطن ينزف .. يواكبه سلام مثلث العبارات أطلقه البابا فرنسيس اليوم من الموصل .. وخلفه صلى مسلمون ومسيحيون، تحدثوا عن معاناتهم تحت الحكم الوحشي لتنظيم الدولة الإسلامية. وبارك البابا عزمهم على النهوض من وسط الرماد. وقال لهم إن "الأخوة أقوى من قتل الإخوة".

وسار البابا بين أطلال بيوت مهدمة وكنائس إلى ساحة كانت يوما قلبا نابضا للمدينة القديمة هناك. وجلس محاطا بأنقاض المباني وبقايا الدرجات الخرسانية والكنائس العتيقة المهدمة، وهي مبان معظمها في حالة لا تسمح بالدخول إليها لخطورتها.

وصلى البابا، الذي بدا عليه التأثر بحجم الدمار المحيط به، لكل من فقدوا أرواحهم في الموصل. قال البابا للحشد "العراق سيبقى دائما معي.. في قلبي". واختتم حديثه بالقول باللغة العربية "سلام..سلام..سلام".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

دور عون في التقريب بين بكركي و"الحزب"

الجريدة الكويتية/07 آذار/2021

أفادت صحيفة "الجريدة" الكويتية أن رئيس الجمهورية ميشال عون أجرى اتصالات كثيرة مع "حزب الله"، وكذلك فعل رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، لإعادة إحياء التواصل بين حارة حريك وبكركي، لأن عون لا يريد مراكمة المزيد من الخسائر، في حين أنه غير قادر على مواجهة بكركي، وحريص على علاقته بـ"حزب الله". إلى ذلك، أكدت مصادر البطريركية المارونية، لـ"الجريدة" أن مواقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ستستمر على حالها، ولن يتراجع، فهو يتحدث انطلاقاً من مبدأ الحفاظ على لبنان الدولة، وعدم ذوبانه في سياسة الدويلة، لافتة إلى أن البطريرك الراعي منفتح على الحوار مع "حزب الله"، بشرط أن يعود الحزب إلى لبنان، بشروط الدولة اللبنانية، لا أن يفرض عليها شروطه ومشاريعه السياسية. وأشارت إلى أن البطريرك الراعي يعمل على إعداد ورقة سياسية تفصيلية يتم تسليمها إلى المجتمع الدولي لرعاية وضع لبنان، مؤكدة أن الراعي في تحركه مدعوم من الفاتيكان، ومن جهات دولية وعربية متعددة.

 

ناجي حايك مع "القوات"... وينتقد "عنجهية الحزب"!

الكلمة أونلاين/07 آذار/2021

أشار الناشط في "التيار الوطني الحر" ناجي حايك، إلى أنه يختار رئيس الجمهورية ميشال عون على الرئيس داني شمعون، الذي بعد ان استشهد لم يعد حزب "الوطنيين الأحرار" موجوداً"، موضحاً أن "الرئيس عون يمثل جزءاً كبيراً من المسيحيين ومن اللبنانيين". وفي حديث تلفزيوني، قال حايك "لا يمكنه أن أختار بين الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، فالإثنان لم يكونا جيدين للبنان". وأفاد بأن "الرئيس الأسد كان أفضل لشعبه من الرئيس ياسر عرفات، والأخير كان البادي في أذية لبنان". وشدد على أنه يختار "إيران على تركيا، فتاريخنا المؤسف والدموي كان مع تركيا وإجرامها على لبنان كان لا مثيل له، لذلك أنا طبعاً أقول أنني أفضل إيران، وروحانية شعبها يبقي فيه شيء أفضل من الأداء التركي". كما أكد أن "مشروع ولاية الفقيه فيه ضرر كبير على لبنان، ولسوء الحظ المشروع الذي يؤديه "حزب الله" يظهر أنه مرتبط بأجندة إسمها ولاية الفقيه". وفي السياق، اختار حايك "القوات اللبنانية" على "حزب الله"، قائلا "القوات ليست عدوة، لكن هناك تنافس سياسي معها، ونحن الآن في مرحلة التنافس. أما "حزب الله" فهو حليفنا "على الحفة"، وأصبح لديه فائض قوة وعنجهية في أدائه تجاه شركائه في الوطن كله، ونحن منهم. وهو يعتبر انه لولا وجوده كمظلة على لبنان كانت نساؤنا سبايا".وتابع: "نحنا أحفاد يوحنا مارون، وأحفاد المقاومة اللبنانية، ويمكننا أن نقاتل وندافع عن أنفسنا ونقاتل إذا اضطررنا، كما أننا لدينا الجيش اللبناني يدافع عنا. وأنا إذا كان هناك من سيأتي ليقتلني، آخد سلاح من إسرائيل، من أميركا، من سوريا، من السعودية، من الأردن، من أي كان".وشدد حايك على أن "رئيس الجمهورية ميشال عون يحمل حالياً صلاحيات مبتورة". وأوضح أن "سلاح المقاومة مغطى بالحكومات اللبنانية، وأنا لا زلت مع وثيقة التفاهم مع "حزب الله"، ولكن يجب تطويرها". وأكد أنه لا يعرف من قتل الناشط لقمان سليم.

 

حزب الله يعمل للتخفيف من اندفاعة الراعي بإعادة التواصل معه

السياسة الكويتية/07 آذار/2021

في وقت يتوقع أن يؤكد البطريرك بشارة الراعي في عظته المقررة تمسكه بدعوة الأمم المتحدة لعقد مؤتمر دولي خاص لإنقاذ لبنان من واقعه، بدا أن “حزب الله”، الذي لمس إصرار بكركي الحازم على السير بهذه الفكرة، يحاول إعادة مد الجسور مع الراعي، في محاولة منه للتخفيف من اندفاعه، إذا ما أمكنه ذلك، حيث كشفت المعلومات أن لقاء للجنة الحوار بين بكركي والحزب، سيعقد الثلثاء، وهو الأول من نوعه بعد قطيعة استمرت سنوات.

 

“حكومة عشرينية”… إبراهيم يتحرّك حكوميًا

الأنباء الكويتية/07 آذار/2021

همدت حركة الاتصالات على الصعيد الحكومي إلا حركة المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم المكلف بإقناع الأطراف بحكومة «عشرينية»، ترضي رئيس الحمهورية ميشال عون، الذي سيسمي 6 من وزرائها، أي اقل من الثلث المعطل، وفي هذا ترضية للرئيس المكلف سعد الحريري في آن واحد. أما الوزيران الاضافيان فهما درزي وكاثوليكي وكلاهما، سيؤول حكما الى حصة عون الوزارية، ما يعني في نظر “المستقبليين”، العودة الى الثلث المعطل، زائدا اثنين بدلا من واحد، فالوزيران الاضافيان سيكونان من خيار عون شخصيا او على الاقل من خيار فريق “الممانعة”.

 

“لقاء مطوّل” بين البخاري وجعجع في معراب

إم تي في اللبنانية/07 آذار/2021

عقد لقاء مطوّل مساء السبت في معراب بين رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع والسفير السعودي في لبنان وليد البخاري، بحسب موقع الـ”mtv”. وشارك في اللقاء، الذي تخلله عشاء، النائب ستريدا جعجع والنائب بيار بو عاصي.

وتركّز البحث “حول جوانب الأزمة الحالية كافة في لبنان، كما مختلف جوانب الأزمة في الشرق الأوسط”.

 

هذا هدف دياب من “الاعتكاف”

صحيفة العرب اللندنية/07 آذار/2021

أشارت أوساط لبنانية لـ”العرب اللندنية” إلى أن “الهدف من تلويح رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب بالاعتكاف وترك البلاد للمجهول هو الضغط على معرقلي تشكيل الحكومة، ودفعهم إلى تجاوز الحسابات الحزبية ومصالحهم مع جهات خارجية، وفتح الطريق أمام الخروج من حالة الفراغ السياسي في البلاد”.

 

السلطة تخلّت عن مهامها… التخبط السياسي واضح

جريدة الأنباء الإلكترونية/07 آذار/2021

رأت أوساط اقتصادية، في اتصال مع جريدة “الأنباء” الإلكترونية، أن “خيار الإعتكاف الذي يهدد به رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب لن ينزع عنه تهمة إيصال البلاد إلى هذا الدرك من الفوضى بسبب القرارات الإرتجالية والهمايونية التي إتخذتها حكومته بالتمنّع عن دفع سندات “اليوروبوند”، وثانياً عزل لبنان عربياً ودوليًا”، مضيفة “ربما كان دياب يعتقد أن على هذه الدول أن تقدم له أوراق إعتمادها بعد أن أصبح رئيسا للحكومة حتى يكلف خاطره ويتصل برؤسائها أو على الأقل بسفرائها المعتمدين”. وقدّرت أن “دياب على الأرجح مصاب بعقدة الأنا، وهي التي منعته من القيام بالمبادرات الإنقاذية، فالبلد أصبح على شفير الإنهيار وأصحاب السلطة يتفرجون عليه وهو يحترق تماما كما فعل نيرون عندما إحترقت روما”. في السياق، أشار الخبير الاقتصادي جاسم عجاقة، في حديث مع “الأنباء” الإلكترونية، إلى أن “السلطة تخلت عن مهامها”، سائلاً: “أين نعيش، وأين الأجهزة الأمنية، ولماذا لا يتم توقيف التجار والمهربين ولا تتم ملاحقتهم ولا ملاحقة الصرافين، وأين هي الحكومة؟”، مشيرا إلى “الفوضى التي تحدث في المولات والسوبرماركت، فالناس يتخانقون على علبة الحليب، أهكذا أصبح لبنان؟”، متحدثاً عن “تخبط سياسي وصراع سياسي واضح، فلم نعد نستطيع أن نتحدث عن أي حل إقتصادي بغياب السلطة السياسية، هناك مع الأسف تجار معروفين بالإسم فلماذا لا يتم إعتقالهم وسوقهم إلى القضاء”، مطالبا “الأجهزة الأمنية بأن تفرض نفسها وكل شخص يثبت قيامه بالتهريب يجب أن يدفع الثمن”. وقال عجاقة: “حسنا فعل مدعي عام التمييز غسان عويدات بإعطاء الأمر للأجهزة الأمنية لملاحقة الصرافين، فهذا الأمر يجب أن يتم بأسرع وقت لأننا لا نستطيع أن ننتظر إستقرار الدولار للقيام بهذه المهمة، وكلما غابت السلطة كلما أصبحت السيطرة أصعب بكثير أمنيا وإقتصاديا ونقديا وإجتماعيا ومعيشيا، لذلك لا يمكن الإستمرار بما نحن عليه”، محملا المسؤولية بالدرجة الأولى “نتيجة غياب الحكومة حتى بتصريف الأعمال، فالحكومات تفرض هيبة الدولة”، مطالبا “بإستعادة هيبة الدولة كي يشعر الصرافون بأنهم ملاحقون، ويجب أن نرى المهربين بالسجون، فكل مشكلة إقتصادية تنتهي بمشكلات اجتماعية وتطور لمشكلات أمنية”.

 

لبنان على قاب قوسين من الانفجار!

جريدة الأنباء الإلكترونية/07 آذار/2021

رأت مصادر مراقبة لما يجري أن “البلد على قاب قوسين أو أدنى من الإنفجار الحقيقي الذي ينتظره لبنان”. ووصفت، في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، كلام رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب عن الإعتكاف بـ”غير البريء ويخفي في طياته مخاطر جسيمة ترتب المزيد من الارتكابات بحق البلد الذي فعلته هذه الحكومة غير المأسوف عليها، فهي اساسا لم تقدم أي حل للبلد بل فاقمت الأزمة بأضعاف مما كانت عليه لحظة تشكيلها”. وذكرت المصادر أن سعر الدولار كان 2000 ليرة في كانون الثاني من العام الماضي، وفي الأيام الأولى من آذار الجاري لامس الـ11,000 ليرة دون تحديد سقف واضح له، وقد يصل نهاية الشهر إلى 15,000 ليرة”. وحذّرت أيضاً من “أحزاب وتيارات تعمل على تجييش العصبيات في الشارع للإستفادة مما يجري ومحاولة إستغلال الفرصة، وهو ما أشارت إليه بياناتهم بالنداءات التي توجهوا بها إلى أنصارهم ومحازبيهم لحماية مراكزهم الحزبية مما وصفوه محاولات لاقتحام تلك المقرات على حد تعبيرهم”. وفيما يرى البعض أن ما يجري في الشارع وتعميم الفوضى “الهدف منه الضغط على مبادرة البطريرك الماروني مار بشارة الراعي بموضوع المؤتمر الدولي وهو ما يزعج حزب الله”، تحدثت المصادر عن “طوابير خامسة وسادسة يمكن إدخالها بين المحتجين للقيام بالشغب لشيطنة التظاهرات وإبعادها عن مسارها”، سائلة عن “دور السلطة والأجهزة الأمنية من كل ما يجري”.

 

 الاحتجاجات على الأزمة المعيشية تقطّع أوصال لبنان

الشرق الأوسط/07 آذار/2021

قطعت الاحتجاجات المستمرة على تدهور الوضع المعيشي وارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية أوصال لبنان، في أوسع وأكبر تحرّك احتجاجي منذ أشهر، وشملت مختلف المناطق اللبنانية في الشمال والجنوب والبقاع والعاصمة بيروت، فيما عملت القوى الأمنية والجيش اللبناني على محاولة فتح الطرقات.

وسجل الدولار أعلى مستوى السبت في مقابل الليرة اللبنانية، حيث وصل سعر الصرف في السوق السوداء إلى 10500 ليرة مقابل الدولار، ما دفع بعض المحال التجارية إلى إقفال أبوابها منعاً لتسجيل خسائر جراء البيع بأسعار لا تتناسب مع الصعود الكبير لسعر صرف الدولار. وتجّمع عدد من المتظاهرين في ساحة رياض الصلح وانطلقوا بعدها إلى مجلس النواب، تنديدا بالأوضاع المعيشية التي يمر بها اللبنانيون. وقطع عدد من المحتجين السير على جسر الرينغ في وسط بيروت بالاتجاهين، كما قُطِعَ تقاطع بشارة الخوري في بيروت، وامتدت الاحتجاجات إلى طريق قصقص وطريق المدينة الرياضية، التي قطعها عدد من المحتجين بالإطارات المشتعلة ومستوعبات النفايات، كما قطعوا طريق سليم سلام بمستوعبات النفايات وأشعلوا النيران فيها. ونفّذ محتجّون اعتصاما أمام مبنى «مونتي ليبانون» في نهر الموت، معتبرين أن «التحركات الشعبية الوسيلة الوحيدة لإيصال الصوت». وفي الشمال، قطع المحتجون الطريق الدولي عند مفرق رأس بعلبك احتجاجاً على الغلاء، بالإضافة إلى قطع السير على طريق عام المصنع راشيا، أما في الشمال فقد أقدم محتجون على قطع الطريق الرئيسية قبالة خيمة الاعتصام في وسط مدينة حلبا بالعوائق، احتجاجا على ما بلغته الأوضاع الحياتية والمعيشية، بفعل ارتفاع سعر صرف الدولار والغلاء الفاحش. وأفادت مندوبة «الوكالة الوطنية للإعلام» في طرابلس بأن عددا من المحتجين قطعوا الطريق عند مستديرة جبل محسن، فيما قطع آخرون الطرق المؤدية إلى ساحة عبد الحميد كرامي، والطريق الدولية الجنوبية عند نقطة البالما على المسلكين.

ونفذ آخرون اعتصاما عند دوار بيستاشيو بالميناء، مرددين هتافات تطالب باستقالة جميع المسؤولين، مؤكدين أنهم سيستمرون بتحركاتهم التصعيدية، «في ظل ارتفاع سعر صرف الدولار الجنوني والأزمة الاقتصادية الصعبة». وفي كسروان، عمد عدد من المحتجين إلى التجمع بسياراتهم عند مستديرة طريق عام عجلتون كسروان وقطعوا الطريق، أما في عاليه في جبل لبنان، فقطع المحتجون الطريق الدولية، عند مفترق بلدة العبادية في اتجاه بيروت. وعلى طريق الجنوب، تعالت صرخات المواطنين الذين ألزمهم قطع الطرقات بالمكوث لساعات على الأوتوستراد الساحلي، بموازاة إشعال عدد من المحتجين الإطارات المطاطية عند وسط ساحة مدينة صيدا، احتجاجا على الأوضاع المعيشية، ما تسبب بعرقلة حركة السير عند التقاطع. كما تم قطع السير على أوتوستراد الناعمة بالاتجاهين. وتوسع قطع الطرقات إلى أوتوستراد الزهراني ومنطقة مرجعيون. وتضرم مجموعات المحتجين النيران بإطارات السيارات لإغلاق الطرق في جميع أنحاء البلاد بشكل يومي منذ أن هوت العملة اللبنانية إلى مستوى منخفض جديد يوم الثلثاء الماضي، ما أثار غضب المواطنين الذين يشعرون منذ فترة طويلة بالذعر من الانهيار المالي في البلاد. وكان انهيار قيمة الليرة اللبنانية، التي هبطت إلى عشرة آلاف مقابل الدولار يوم الثلاثاء، هو القشة الأخيرة لكثيرين ممن شهدوا ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية مثل حفاضات الأطفال والحبوب إلى نحو ثلاثة أمثالها منذ بدء الأزمة.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

زيارة البابا أزعجت طهران

قناة العربية.نت/الشرق الأوسط/07 آذار/2021

لاقت زيارة البابا فرنسيس للعراق ترحيبا واسعا من قبل الشعب العراقي، سواء في الشوارع أو حتى عبر مواقع التواصل، حيث استلهموا من كلمته هاشتاغ #لتصمت الأسلحة . وكان للقاء البابا بالمرجع الشيعي علي السيستاني، وحديثه معه عن السلام والصداقة بين الأديان، انتصارا كبيرا لمرجعية النجف، وإزعاجا للنظام الإيراني برز في تجاهل الإعلام الإيراني للزيارة. ولم تغطي صحف رئيسية مثل “كيهان” التابعة لمكتب المرشد الأعلى علي خامنئي، أو “جوان” التابعة للحرس الثوري أو ” خراسان” و” جام جم” وغيرها، الزيارة، بل أن بعضها هاجمت الزيارة، وانتقدت المرجع السيستاني لعدم استقباله رئيس السلطة القضائية الإيراني إبراهيم رئيسي الذي زار العراق الشهر الماضي. لكن صحيفة مثل “فرهیختكان” التي يديرها علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد للشؤون الدولية، وصفت زيارة بابا الفاتيكان بـ”المؤامرة”، وكتبت أنها ” تأتي في إطار المحاولات الرامية إلى ترسيخ وجود إسرائيل بحجة نشر خطاب السلام”. كما زعمت الصحيفة أن البابا جاء إلى العراق بهدف “نشر المسيحية وتوسيع نفوذ المسيحيين في العراق”. ويشار إلى أن النظام الإيراني منزعج من هذا الحدث لعدة أسباب، ليس أولها سجله الحافل بقمع الأقليات، وليس آخرها نتائج تدخلاته الكارثية في العراق ودول المنطقة تحت شعار “طريق القدس يمر عبر كربلاء”. ورأى العديد من المراقبين، أن من أهم نتائج زيارة البابا للسيستاني هي عودة المركزية الشيعية إلى النجف، حيث لطالما اعتبر النظام الإيراني نفوذ السيستاني إضعافا له وانحسارا لمكانة حوزة قم.

 

البابا التقى والد الطفل الكردي الذي قضى في ال2015 أثناء محاولة العبور إلى أوروبا

الأحد 07 آذار 2021

وطنية - الفاتيكان - التقى البابا فرنسيس بعد انتهاء القداس الإلهي في ملعب أربيل، بالسيد عبد الله كردي، والد الطفل الصغير آلان، الذي غرق مع شقيقه ووالدته على الساحل التركي في أيلول 2015، بينما كانت العائلة تحاول العبور الى أوروبا.

أمضى البابا وقتا طويلا معه، وبمساعدة المترجم، تمكن من الاستماع إلى آلام والده لفقدان عائلته والتعبير عن مشاركته العميقة ومشاركة الرب في معاناة الإنسان. وأعرب عبد الله عن امتنانه للبابا "على كلمات التقرب من مأساته ومأساة جميع المهاجرين الذين يسعون إلى البحث عن حياة أفضل".

 

روح جديدة تسري في الموصل

نورة بنت محمد الكعبي/الشرق الأوسط/07 آذار/2021

في يوليو (تموز) 2017، وبعد سقوط دولة الإرهاب التي أسسها تنظيم «داعش» في مدينة الموصل العراقية، بدأت قصص الألم تخرج من تحت رماد الحرب والقتل لتظهر للعالم مدى بشاعة الكراهية التي مارسها التنظيم ضد البشر والحجر، ضد المسجد والكنيسة، المسلم والمسيحي، وضد الإنسانية والحياة.

ولأن روح الموصل أوجعها الإرهاب والظلام، لم يتأخر الأمل ليشع من أبوظبي ويشرق على المدينة عبر مبادرة «إحياء روح الموصل» التي أطلقتها اليونيسكو، فكانت الإمارات أول المبادرين وأسرعهم إلى المساهمة في إعادة إعمار الجامع النوري ومنارته الحدباء في عام 2018. ولأن المبادئ الإنسانية لا تتجزأ ولا تقبل التفرقة والعنصرية، وبعد زيارة البابا فرنسيس التاريخية إلى الإمارات في عام 2019 تم توسيع المشروع، ليشمل ترميم وإعادة إعمار كنيستي الطاهرة والساعة، في مبادرة أمل وتسامح هدفها إعادة المكانة التاريخية لمدينة الموصل وتراثها الإنساني الذي لم يفرق يوماً بين إنسان وإنسان، على أساس دين أو عرق أو لون.

واليوم تحتفي الموصل والعراق كله بزيارة البابا فرنسيس، لعلها تعطي دفعة جديدة للأخوة الإنسانية التي انطلقت كلماتها الأولى من أبوظبي، تعزيزاً للتلاحم الاجتماعي والوئام الإنساني، وترسيخاً لقيم الوسطية والاعتدال والتسامح وقبول الآخر، والعيش المشترك الذي هو السبيل الوحيد لتطور البشرية ونهضتها.

إن زيارة البابا للموصل التي تحمل شعار «أنتم جميعاً إخوة» تجسيد حي لوثيقة «الأخوة الإنسانية» التي وقعها البابا فرنسيس مع فضيلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، في أبوظبي عام 2019، تلك الوثيقة التي مثلت رسالة إلى العالم بأن الحوار بين أتباع الديانات ولغة التسامح والتنوع الثقافي والحضاري هو خيارنا، وخيار الإنسانية، وهو الرد الإنساني القوي على الأفكار الظلامية والإرهابية التي تدعو إلى التناحر والصراعات بين بني البشر.

في الموصل أخذت تسري روح جديدة، مغايرة تماماً لتلك الروح السوداء التي حاول تنظيم «داعش» زرعها في نفوس شباب المدينة وعقولهم، فاليوم نرى المسيحيين يساهمون في إعادة إعمار مسجد النوري ومنارته الحدباء، فيما يساهم المسلمون في ترميم وإعمار كنيستي الطاهرة والساعة، يكتشفون معاً (من دون تفرقة) إرثهم الموصلي العريق الذي تأسس على التماسك والتعاضد بين الثقافات والأديان والصداقة بين الأفراد من مختلف الطوائف الدينية، في صورة حضارية تمثل روح «الأخوة الإنسانية»، والهدف السامي الذي سعت إليه الوثيقة الموقعة في أبوظبي.

إن شراكة الإمارات مع اليونيسكو في هذا المشروع الحضاري المهم، جاءت بهدف إحياء ثلاثة مواقع في الموصل تشكل مجتمعة تراثاً إنسانياً وإرثاً حضارياً للبشرية وشاهداً على عظمة الإنسان ورقيه، وفي الوقت ذاته خلق فرص عمل لأبناء الموصل، والمساهمة في التنمية المستدامة عبر التأسيس لبيئة جاذبة للسياح من مختلف دول العالم لتكون رافداً اقتصادياً لأهل المدينة، وذلك بعد انتهاء عمليات إعادة الإعمار والترميم واستقرار الوضع السياسي في المنطقة.

لقد كان دعم مبادرة «إحياء روح الموصل» امتداداً لنهج الإمارات الحضاري وحفاظها على الإرث الإنساني، بعيداً عن أي اعتبارات دينية أو طائفية أو جغرافية، فقد ساهمت الإمارات منذ عشرات السنين في العديد من مشاريع ترميم التراث العالمي، منها ترميم قبة الصخرة في الحرم القدسي الشريف، ومسجد عمر بن الخطاب، وكنيسة المهد في بيت لحم، ومسرح الشيخ خليفة بن زايد - قصر فونتينبلو الإمبراطوري سابقاً في باريس، ومتحف الفن الإسلامي في مصر، وإحياء مكتبة الإسكندرية القديمة، وإعادة بناء سد مأرب في اليمن، ومكتبة ماكميلان التاريخية في نيروبي، و«نُزُل السلام» في مدينة المحرق البحرينية، وغيرها العديد من المشاريع والمبادرات الحضارية والثقافية. نرحب بالبابا فرنسيس في منطقتنا العربية، وسنواصل تعزيز وترسيخ رسالة «الأخوة الإنسانية»، رسالة الوئام والمحبة التي نسعى إلى أن تسود العالم، ليكون الإنسان عوناً لأخيه الإنسان، ويكون البشر شركاء في الرفاه والتقدم، بدلاً من الصراعات والحروب والكراهية والتناحر.

* وزيرة الثقافة والشباب - دولة الإمارات العربية المتحدة

 

البابا يتجول بسيارة صغيرة بين أحياء الموصل المدمرة

روسيا اليوم الشرق الأوسط»/07 آذار/2021

تجول البابا فرنسيس، اليوم الأحد، بسيارة صغيرة وسط ركام مدينة الموصل التي زارها اليوم، بعد أربع سنوات على تحريرها من تنظيم “داعش”. وبعد إلقاء كلمته في “حوش البيعة” تجول البابا فرنسيس بسيارة صغيرة مكشوفة في أجزاء من مدينة الموصل القديمة التي شهدت معارك ضارية خلال فترة تحريرها من تنظيم “داعش” عام 2017.

 

البابا فرنسيس من الموصل: تناقص مسيحيي الشرق ضرر لا يمكن تقديره

أكد البابا فرنسيس، أثناء ترؤسه الصلاة في ساحة حوش البيعة في الموصل، أنّ "التناقص المأسوي في أعداد مسيحيي الشرق الأوسط يُشكّل ضرراً جسيماً لا يُمكن تقديره". وقال: "الهوية الحقيقيّة لهذه المدينة هي العيش المشترك، ونؤكد قناعتنا بأن الاخوة أكبر من صوت العنف والكراهية"، لافتاً إلى أنّ "الأمل في المصالحة ما زال ممكناً ولنصلّي معاً من أجل جميع ضحايا الحرب وحتّى نعيش في وئام وسلام متجاوزين الانتماءات الدينيّة".

 

التغيير الديمغرافي هاجس سكان سهل نينوى/مسيحيو المنطقة يعلقون آمالهم على زيارة البابا لوقفه

أربيل الشرق الأوسط»/07 آذار/2021

يترقب مسيحيو سهل نينوى زيارة بابا الفاتيكان التاريخية لمناطقهم اليوم، حاملين آمالهم وتطلعاتهم التي في مقدمتها ضرورة تدخله لوقف التغيير الديمغرافي الممنهج في مناطقهم على يد المجاميع المسلحة، معتبرين في أحاديث لـ«الشرق الأوسط» زيارته آخر فرصة لإنقاذ وجود المكون المسيحي الذي بات على وشك الانتهاء في العراق بشكل عام ومناطق نينوى بشكل خاص. بشارة وردة، مطران كنيسة الكلدان الكاثوليك، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «وجود خمسة فصائل مسلحة مختلفة في منطقة سهل نينوى يولد لدى المواطن المسيحي انطباعاً بعدم الأمان، ففي حال نشوب أي خلاف بين هذه الفصائل ذاتها سيتحول إلى نزاع مسلح يحرق مناطق وجود المسيحيين في نينوى»، مضيفاً أن «هذا الوجود يعطي انطباعاً باللادولة، فالميليشيات هي العقدة الدائمة في العملية السياسية في أي مكان بالعالم». وردة أضاف أن «المكون الشبكي الذي يضم معظم هذه المجاميع يسعى بكل الأشكال إلى التوسع على حساب الوجود المسيحي بطرق قانونية وغير قانونية»، موضحاً أن «هناك عملية تغيير ديمغرافي ممنهجة تبدأ من شراء منازل المسيحيين بأسعار مضاعفة وتوزيع الأراضي في المنطقة على المكونات الأخرى، وصولاً إلى استهداف المسيحيين لدفعهم إلى الهجرة ومغادرة المنطقة». وعن سبب توجه الفصائل الشيعية إلى منطقة سهل نينوى، قال الناشط المدني أكرم البغديدي (وهو اسم مستعار) لـ«الشرق الأوسط» إن «تمركز فصائل الحشد الشعبي في منطقة سهل نينوى هدفه إكمال خطة السيطرة على ما يسمون (الهلال) الذي تروم إيران وحلفاؤها تأمينه لضمان استمرار الطريق من إيران إلى سوريا عبوراً بنينوى»، مبيناً أن «حلفاء إيران من الفصائل المسلحة تستخدم جميع الوسائل لإتمام سيطرتها على هذه المناطق، وبشكل خاص قرقوش وبرطلة»، مضيفاً: «إن لم يتدخل البابا لوقف هذا التغيير الديمغرافي الممنهج سنكون أمام نهاية وجود المكون المسيحي في نينوى والعراق عامة». وكانت فصائل مسلحة قامت باستهداف مطار أربيل الدولي بإطلاق مجموعة من الصواريخ من قاعدة متحركة في منطقة برطلة التي يسيطر عليها «اللواء 30» في الحشد الشعبي في سبتمبر (أيلول) 2020، وتبعتها عملية استهداف ثانية للمطار الشهر الماضي، تسببت بمقتل وإصابة العشرات، أكدت الأجهزة الأمنية في إقليم كردستان تورط فصائل «سيد الشهداء» فيها بعد أن عرضت اعترافات أحد المشتبهين الذي أُلقي القبض عليه من قِبل القوات الأمنية. وسام أبو فراس (وهو اسم مستعار) من مواطني برطلة قال، لـ«الشرق الأوسط»، إن «مواطني سهل نينوى يواجهون توسعاً شرساً من قبل مكونات أخرى مدعومة من الميليشيات، فأصبحوا يستهدفونهم بشتى الطرق، تبدأ من إسكان أناس من خارج المنطقة يختلفون بالعادات والتقاليد، يزعجون سكان المنطقة من المسيحيين بتصرفاتهم الغربية مثل تربية المواشي داخل الأحياء السكنية والتحرش بالنساء المسيحيات دون مراعاة أي عادات وتقاليد وأصول للجيرة». أما خالد يوشع، وهو تاجر من منطقة سهل نينوى، نزح إلى أربيل فقال إن «نقاط التفتيش التابعة لفصائل الحشد الشعبي تبتز المسيحيين بشكل مباشر من خلال فرض إتاوات على كل سيارة تعبر إلى المنطقة، إضافة إلى عمليات الإزعاج التي تهدف إلى دفعهم لترك المنطقة»، مبيناً أن «الأمل كبير في أن يكون لزيارة البابا تأثير على تغيير الحال في المنطقة، ووقف عملية استهداف المسيحيين التي ستؤدي إلى إنهاء وجودهم إلى الأبد». من جهته، نفى النائب عن المكون الشبكي قصي عباس أن يكون هناك أي تغيير ديمغرافي في المنطقة، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «منطقة سهل نينوى هي الموطن الأصلي للمكون الشبكي وليس لديهم أي موطن آخر غيره في العراق»، مبيناً أن «بعض الإخوة المسيحيين يوجّهون بين الحين والآخر اتهامات للمكون الشبكي بالتوسع على حسابهم، وهذا غير صحيح، فالشبك شركاء لباقي المكونات ووجودهم تاريخي في المنطقة». عباس أضاف أن «قوات الحشد الشعبي الموجودة في المنطقة ليست مهمتها التغيير الديمغرافي، إنما تعمل على توفير الأمن والأمان للمواطنين بجميع انتماءاتهم، وتضم في صفوفها عناصر من كل المكونات، من ضمنها الحشد المسيحي وقوات بابليون». بدوره، يقول جوني، ناشط سياسي، إن «لزيارة البابا أهمية كبيرة من الناحية العقائدية لجميع المسيحيين، إلا أن سكان منطقة سهل نينوى يأملون في أن يكون لهذه الزيارة تأثير إيجابي لتغيير الحال بشكل واقعي، وذلك بتدخله من خلال حثِّ السلطات العراقية والمرجعية الدينية على إبعاد الفصائل المسلحة من مناطقهم، ووقف عملية التغيير الديمغرافي الممنهج الذي يتعرضون له، ليكون ذلك أملاً جديداً للمسيحيين في البقاء بمناطقهم، ووقف نزيف الهجرة المستمر عن أرض آبائهم وأجدادهم».

 

 عائلة مسيحية واحدة كانت في انتظار البابا بالناصرية/ماهر طوبيا يأمل أن تحسن الزيارة أوضاع أحد معاقل الحراك

الناصرية الشرق الأوسط»/07 آذار/2021

اختار البابا فرنسيس زيارة مدينة أور، مسقط رأس النبي إبراهيم وفق التقليد، ضمن محطات زيارته إلى العراق، لكنه لم يجد في محافظة ذي قار في جنوب العراق، التي مركزها الناصرية، إلا عائلة مسيحية واحدة. ويؤكد ماهر طوبيا (53 عاما) لوكالة الصحافة الفرنسية أن عائلته هي آخر العائلات المسيحية في المحافظة حيث موقع أور الأثري، ويحقق حضور البابا بالنسبة إليه حلماً كبيراً. ذلك أن زيارته هي «أساسا رسالة محبة وسلام»، كما يقول من غرفة الجلوس في منزله في الناصرية. قبل الحصار الاقتصادي على العراق في التسعينات، كانت الناصرية تضمّ ما بين «عشرين إلى ثلاثين عائلة مسيحية»، وفق طوبيا. لكن اليوم لم تبق إلا عائلته وعائلة شقيقه. وقد تراجع عدد المسيحيين على مراحل لا سيما بعد الغزو الأميركي للعراق في عام 2003. وقتل قبل أسبوع في المنطقة ستة متظاهرين خلال احتجاج على أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية. وكان البابا تضامن مع الانتفاضة الشعبية التي قادها شباب في العراق ابتداء من نهاية 2019 ضد الطبقة السياسية والفساد، ودعا إلى عدم قمعها. وقتل خلال تلك التحركات 600 شخص وأصيب ثلاثون ألفا بجروح. ومع البابا فرنسيس الأرجنتيني الأصل الذي يأتي إلى العراق حاملاً «رسالة صداقة وسلام»، كما قال، يثق طوبيا بـ«تحسن الأوضاع» في الناصرية. وخلال العامين الماضيين، شهدت هذه المدينة تظاهرات احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية في العراق والفساد، تخللها عنف مع قوات الأمن راح ضحيته العشرات. ويتابع طوبيا: «يمكن أن تكون لها انعكاسات كبيرة». وبدأ البابا الجمعة زيارة إلى العراق تنتهي الاثنين، وهي أول زيارة بابوية على الإطلاق لهذا البلد، ومن شأنها تقديم دعم معنوي مهم للمسيحيين الذين تعود جذورهم في بلاد الرافدين إلى تاريخ طويل، ولكنهم عانوا في التاريخ الحديث من استهداف وصعوبات دفعت العديد منهم إلى الرحيل. وتراجع عدد المسيحيين تدريجيا في العراق لا سيما بعد الاجتياح الأميركي في عام 2003 الذي تلته حروب طائفية. ويروي طوبيا أن أباه كان رجل أعمال استقر في المدينة حينما كانت تحت ظلّ الحكم العثماني. وعلى مر العقود التي تخللتها حرب عالمية ثانية وسقوط الملكية في العراق وصعود نظام حزب البعث، لم تبارح عائلة طوبيا المدينة. لكن غياب فرص العمل و«إهمال الدولة» بالدرجة الأولى، وفق طوبيا، دفع آخرين إلى المغادرة. ويضيف: «من كان لديه مشروع كمطعم مثلاً، غادر بسبب الضيق المادي». وغادر المسيحيون إلى بغداد أو شمال العراق، وفق طوبيا، أو إلى الخارج مع مرور الأيام. وبات عدد المسيحيين العراقيين ما بين 300 إلى 400 ألف، بعدما كان مليون ونصف المليون قبل عام 2003. ويحلم كثيرون ممن لا يزالون في العراق بالرحيل بدورهم في ظل الأزمة الاقتصادية التي يغرق فيها العراق وعدم الاستقرار السياسي والأمني. إلا أن ماهر طوبيا متعلق بجذور عائلته في المدينة التي تعود إلى أكثر من مائة عام، ويقول: «نحن في ذي قار منذ عام 1900 تقريباً». وتخلو مدينة الناصرية من الكنائس، لذلك يتوجه طوبيا إلى بغداد أو البصرة في الجنوب، للأعراس والجنازات. مع ذلك، فهو يؤكد أن لديه «انتماء» إلى مدينته يدفعه إلى البقاء فيها، رغم كل شيء. ويتمنى أن تفتح الزيارة البابوية الباب أمام قدوم مزيد من الحجاج إلى هذه المنطقة المقدسة. ويقول: «هذا حدث كبير، قد يرفع المستوى المعيشي في المنطقة... قد يفتح الباب أمام مزيد من الزوار... شرط تأهيل المناطق السياحية». كما يأمل أن تدفع الزيارة إلى «بناء كنيسة في ذي قار» أيضاً.

 

البابا والسيستاني بحثا في النجف التحديات المشتركة... ووجها نداء من أجل السلام

بابا الفاتيكان حقق حلمه بزيارة أور... وشدد على العمل معاً من أجل مستقبل أفضل

بغداد الشرق الأوسط»/07 آذار/2021

حقق البابا فرنسيس بابا الفاتيكان ورأس الكنيسة الكاثوليكية حلماً طالما راود سلفه البابا يوحنا بولس الثاني، الذي كان رغب عام 1999 في القيام بالرحلة نفسها التي تحققت أمس (السبت)، بالحج إلى مدينة أور مسقط رأس النبي إبراهيم عليه السلام. فبعد اللقاء التاريخي الذي جمعه على مدى ساعة تقريباً في مدينة النجف مع المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني توجه الحبر الأعظم إلى مدينة أور في محافظة ذي قار جنوب العراق. وفي الموقع الذي انطلق منه النبي إبراهيم خاطب البابا جمعاً من المسؤولين ورجال الدين من مسلمين وإيزيديين وصابئة قائلاً: «من هذا المكان هنا بدأ الإيمان والتوحيد أرض أبينا إبراهيم». وأضاف أن «الإرهاب والعنف لا يأتيان من الدين، ولا ننسى أن الإرهاب يستغل الدين والأمر متروك لنا لصيانة الدين ضد من يستخدمه كغطاء». وأشار البابا إلى أن «هذا البلد دمرته الحروب والجميع عانوا، نتذكر على وجه الخصوص الإيزيديين الذين مات كثير منهم، وأسيئت معاملة كثير من النساء والأطفال، كان هناك عنف يمارس ضدهم». وأكد أن «الإرهاب عندما هاجم هذا البلد هاجم جزءاً من التاريخ؛ وهي الكنائس والأديرة، ولكن بهذه الفترة المظلمة أشرقت النجوم والمسيحيون والمسلمون بدأوا ببناء السلام وعملوا معاً لتجاوز هذا الأمر». وقال الحبر الأعظم: «تعلمنا أنه لن يكون هناك سلام دون التعايش السلمي، لو فكر الآخرون في أنفسهم دون أن يفكروا بنا لن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط»، مشدداً على أنه «ينبغي أن نعمل معاً من أجل مستقبل أفضل، ونفتح المجال أمام الشباب لتحقيق أحلامهم التي تتأثر بسبب الصراعات». إلى ذلك، استأثر اللقاء الذي وصف بالتاريخي بين البابا فرنسيس والمرجع السيستاني باهتمام خاص، سواء من قبل الجانبين اللذين أصدرا بيانين حول اللقاء أو عبر الإعلام العربي والعالمي. فطبقاً لما قاله مكتب السيستاني في بيان بمناسبة اللقاء الذي استمر 45 دقيقة، فإن اللقاء بين المرجعين دار الحديث فيه «حول التحديات الكبيرة التي تواجهها الإنسانية في هذا العصر ودور الإيمان بالله تعالى، وبرسالاته، والالتزام بالقيم الأخلاقية السامية في التغلب عليها». وأضاف البيان أن السيستاني «تحدث عمّا يعانيه الكثيرون في مختلف البلدان من الظلم، والقهر، والفقر، والاضطهاد الديني والفكري، وكبت الحريات الأساسية، وغياب العدالة الاجتماعية، خصوصاً ما يعاني منه كثير من شعوب منطقتنا من حروب وأعمال عنف وحصار اقتصادي، وعمليات تهجير وغيرها، لا سيما الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة». وأوضح البيان أن السيستاني أشار «إلى الدور الذي ينبغي أن تقوم به الزعامات الدينية والروحية الكبيرة في الحد من هذه المآسي، وما المؤمل منها من حثّ الأطراف المعنيّة، لا سيما في القوى العظمى على تغليب جانب العقل والحكمة ونبذ لغة الحرب، وعدم التوسع في رعاية مصالحهم الذاتية على حساب حقوق الشعوب في العيش بحرية وكرامة». وجدد السيستاني طبقاً للبيان، اهتمامه بأن «يعيش المواطنون المسيحيون كسائر العراقيين في أمن وسلام وبكامل حقوقهم الدستورية». أما الفاتيكان، فقد وصف اللقاء بين الحبر الأعظم والمرجع الشيعي بأنه كان «فرصة للبابا لتقديم الشكر إلى آية الله العظمى السيستاني، لأنه رفع صوته مع الطائفة الشيعية في مواجهة العنف والصعوبات الكبيرة في السنوات الأخيرة، دفاعاً عن الأضعف والأكثر اضطهاداً مؤكدين قدسية الحياة البشرية وأهمية وحدة الشعب العراقي». وحول أهمية هذه الزيارة التي يقوم بها بابا الفاتيكان إلى العراق، تقول النائبة السابقة في البرلمان العراقي عن المكون الإيزيدي فيان دخيل لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذه الزيارة مهمة جداً للعراق بشكل عام وكردستان بشكل خاص، حيث إن كردستان كانت على مدى التاريخ ملاذاً آمناً للأقليات، سواء كانت مسيحية أم إيزيدية بل وحتى المسلمين ممن تعرض منهم للاضطهاد تحت أي اسم من قبل العصابات الإرهابية، سواء كانت (داعش) ومن قبله (القاعدة)»، مضيفة أن «هناك تعايشاً سلمياً واضحاً جداً بين كل المكونات في الإقليم بصرف النظر عن أي انتماء ديني أو مذهبي، حيث إن كل الأعياد الدينية لكل الأقليات تعد بمثابة عيد وطني رسمي وهو أمر له دلالاته المهمة». ورداً على سؤال بشأن ما تعرضت له النساء الإيزيديات من اغتصاب وخطف وتهجير واهتمام البابا بهذا الأمر، تقول دخيل إن «معاناة الإيزيديات التي بدأت على نطاق واسع منذ عام 2014 لا تحتاج في الواقع إلى إعادة تذكير للبابا، لأنه يعرف ذلك وسبق له أن قابل عدداً منهن في الفاتيكان، كما أنه ذكر معاناة الإيزيديين في كلمته في أور وسوف يقابل في كردستان شخصيات من مختلف الأديان ومن بينهم إيزيديون، ولكون البابا رجل سلام ونحن طلاب سلام، فإن كل ما نريده أن يعم السلام في ربوع بلدنا»، مبينة أن «ذلك لن يتحقق إلا حين تكون هناك سيادة قانون، وحين يكون هناك سلام داخلي يشمل الجميع». من جهته، يرى أستاذ الإعلام في كلية أهل البيت بالكوفة الدكتور غالب الدعمي في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن «زيارة البابا ببعدها السياسي حققت وستحقق نتائج لا يمكن حصرها، حيث إن العالم يصنف الحكومة العراقية الحالية من ضمن الحكومات المدنية»، مبيناً أن «هذا يعني أنها ستُدعم من مصادر القرار الدولية، فضلاً عن أنها رسالة واضحة للداخل بأن الحكومة العراقية ماضية في إعادة العراق إلى مكانته العربية والعالمية التي تجسدت برؤية جديدة، بدأ العالم يدركها بأن العراق هو البلد الوحيد الذي له المقدرة في تحقيق التأثير الإقليمي لو حظي بالدعم العالمي الحقيقي».

 

رسالة للبابا من الموصل...و هذا ما أدهشه

سكاي نيوز عربية الشرق الأوسط»/07 آذار/2021

نقل بعض الإعلاميين الذين يتولون نقل وقائع الزيارة البابوية للعراق أن البابا فرنسيس أعرب عن دهشته من تواضع منزل المرجع الديني العراقي علي السيستاني. والمعروف أن السيستاني يقطن منزلًا مستأجرًا من شخص من آل "شبر" منذ العام 1970. قال البابا فرنسيس، الأحد، في مدينة الموصل شمالي العراق، إن تناقص أعداد المسيحيين في العراق وشتى أنحاء الشرق الأوسط، ضرر جسيم لا يمكن تقديره. ودعا البابا في كلمة ألقاها في ساحة حوش البيعة وأمام كنيسة مدمرة في الموصل، المسيحيين إلى العودة إلى المدينة. وتابع: "الأمل في المصالحة لا يزال ممكنا ونرحب بدعوة المسيحيين للعودة إلى الموصل ونرفع صلاتنا من أجل جميع ضحايا الحرب". وأردف: "نؤكد قناعتنا بأن الأخوّة أقوى من صوت الكراهية والعنف"، مضيفا "يجب تجاوز الانتماءات الدينية للعيش بسلام ووئام". وأوضح "ملامح الحرب واضحة بالموصل، من المؤسف أن بلاد الحضارات تعرضت لهذه الهجمة الارهابية". وكان البابا وصل في اليوم الثالث من زيارته إلى العراق إلى مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، قبل أن ينتقل بطائرة مروحية إلى مدينة الموصل، حيث ألقى كلمته هناك. وكان المدينة التي اجتاحها تنظيم "داعش" عام 2014، قد ازدانت بالأعلام والصور الترحيبية بالحبر الأعظم، في تعبير عن سعادة السكان زيارة البابا إليهم. وبعد الموصل، سيتوجه البابا إلى مدينة قرقوش المسيحية قرب الموصل التي عانت من "داعش". ومحافظة نينوى وعاصمتها الموصل، تشكّل مركز الطائفة المسيحية في العراق، حيث تعرّضت كنائسها وأديرتها الضاربة في القدم لدمار كبير على يد "داعش". وفي وقت لاحق، سيأم البابا قداسا في الهواء الطلق سيحضره الآلاف في مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق. وكان البابا وصل العراق، الجمعة، في زيارة تاريخية إلى البلاد التي عانت كثيرا من الحروب والصراعات. تستمر زيارة البابا فرنسيس التاريخية الى العراق، لتبلغ يومها الثالث، فماذا في تفاصيل هذا النهار، وما هي ابرز محطاته؟

وصل البابا فرنسيس اليوم  إلى مدينة الموصل للصلاة في عاصمة محافظة نينوى شمالي العراق، التي كانت يوما ما معقلا لتنظيم داعش، حيث لا يتجاوز عدد المسيحين الآن سوى بضع عشرات الأسر.

دعوة المسيحيين للعودة

وقال البابا فرنسيس إن تناقص أعداد المسيحيين في العراق وشتى أنحاء الشرق الأوسط، ضرر جسيم لا يمكن تقديره. ودعا البابا في كلمة ألقاها في ساحة حوش البيعة وأمام كنيسة مدمرة في الموصل، المسيحيين إلى العودة إلى المدينة. وتابع: "الأمل في المصالحة لا يزال ممكنا ونرحب بدعوة المسيحيين للعودة إلى الموصل ونرفع صلاتنا من أجل جميع ضحايا الحرب". وأردف: "نؤكد قناعتنا بأن الأخوّة أقوى من صوت الكراهية والعنف"، مضيفا "يجب تجاوز الانتماءات الدينية للعيش بسلام ووئام". وأوضح "ملامح الحرب واضحة بالموصل، من المؤسف أن بلاد الحضارات تعرضت لهذه الهجمة الارهابية". وبعدما أنهى الحبر الأعظم كلمته، ترأس البابا صلاة على أرواح ضحايا الحرب. وتمت مراسم الكلمة في ساحة يلفها الدمار من كل حد، بعد أن دمر داعش 14 كنيسة في المدينة، منها 7 تعود إلى القرون الخامس والسادس والسابع، كما لا توجد ملاعب في المدينة بسبب الدمار الهائل الذي لحق بها. وجهزت السلطات العراقية منصة للبابا من أجل الصلاة وإلقاء كلمة في المدينة، في مكان لا يزال يحمل آثار الحرب التي دارت هنا، بين القوات العراقية وداعش قبل سنوات. وكان البابا وصل في اليوم الثالث من زيارته إلى العراق إلى مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، قبل أن ينتقل بطائرة مروحية إلى مدينة الموصل، حيث ألقى كلمته هناك.

وكانت المدينة التي اجتاحها  تنظيم داعش الإرهابي عام 2014، قد ازدانت بالأعلام والصور الترحيبية بالحبر الأعظم، في تعبير عن سعادة السكان زيارة البابا إليهم. وبعد الموصل،توجه البابا إلى مدينة قرقوش المسيحية قرب الموصل التي عانت من داعش.

ومحافظة نينوى وعاصمتها الموصل، تشكّل مركز الطائفة المسيحية في العراق، حيث تعرّضت كنائسها وأديرتها الضاربة في القدم لدمار كبير على يد داعش .

 الاحتفال بالقداس الالهي

واحتفل قداسة البابا بالقداس الالهي بالهواء الطلق في مدينة أربيل  وحث البابا فرانسيس مسيحيي العراق الذين طالت معاناتهم على الصفح عن المظالم التي يرتكبها المتطرفون بحقهم، ومواصلة المثابرة على إعادة بناء البلاد بعد سنوات من الحرب والصراعات الطائفية. وجه البابا فرانسيس النداء، الأحد، خلال زيارة سعيدة لطائفة قرقوش المسيحية في سهل نينوى شمالي العراق. وخلال حديثه إلى جمهور كنيسة الطاهرة الكبرى (الحبل بلا دنس) المزدحمة، قال البابا فرانسيس إن كلمة "المغفرة" هي كلمة أساسية للمسيحيين. وأضاف "قد يكون الطريق إلى الشفاء الكامل طويلاً، لكنني أطلب منكم، من فضلكم، ألا تثبطوا عزيمتكم. ما نحتاجه هو القدرة على التسامح، ولكن أيضًا الشجاعة لعدم الاستسلام ". وتحدث البابا بعد أن روت له دوحة صباح عبد الله، إحدى سكان قرقوش، كيف قُتل ابنها وشابان آخران في قصف بقذائف الهاون في 3 أغسطس 2014. وقالت دوحة: "كان مقتلهم تحذيرًا واضحًا. لولاهم لبقي أهل قرقوش وسقطوا حتماً في أيدي داعش. وفاة ثلاثة أنقذت المدينة بأكملها. على الناجين محاولة مسامحة المعتدي". واحتشدت الجماهير المبتهجة في الطريق الرئيسي للترحيب به بينما مر موكبه ببطء، متجها إلى الكنيسة، وقام البابا فرانسيس بإنزال زجاج سيارته والتلويح للحشود من سيارته المدرعة، بينما أحاطت به قوات أمن العراق والفاتيكان. واستقبل موكبه بترحيب كبير من مسيحيين عادوا إلى بلدتهم بعد 3 سنوات من التهجير، وقد حملوا سعف النخيل وارتدوا ملابس تقليدية. وسيؤدي البابا صلاة التبشير الملائكي في الكنيسة.ويزور البابا فرانسيس المجتمع المقيم في سهول نينوى حيث لم يعد سوى جزء صغير من العائلات بعد فرارها من الهجوم في عام 2014.

 

استهداف شركة أرامكو وأهداف بالسعودية بـ14 طائرة مسيرة و8 صواريخ بالستية من قبل الحوثيين

وكالات/07 آذار/2021

أعلن المتحدث باسم جماعة أنصار الله الحوثية اليمنية، العميد يحيى سريع عن أنه "بعونِ اللهِ تعالى تمكنَت القوةُ الصاروخيةُ وسلاحُ الجوِ المسيرُ من تنفيذِ عمليةٍ هجوميةٍ واسعةٍ ومشتركة في العمقِ السعوديِّ بأربعَ عشرةَ طائرةً مسيرةً وثمانيةَ صواريخَ بالستية، منها عشرُ طائراتٍ مسيرةٍ نوع صماد3 وصاروخ "ذو الفقار"، استهدفت شركةَ أرامكو في ميناءِ رأسِ التنورةِ وأهدافاً عسكريةً أخرى بمنطقةِ الدمامِ في "عمليةِ توازُن الردعِ السادسة". وأوضح في بيان أنه "تم استهدافُ مواقعَ عسكريةً أخرى في مناطقَ عسيرَ وجيزانَ بأربعِ طائراتٍ مسيرةٍ نوع قاصف 2k وسبعة صواريخ نوع "بدر" وكانتِ الإصابةُ دقيقةً بفضل الله.

 

احتجاجات في إيران بسبب تردي الوضع المعيشي

قناة العربية.نت/07 آذار/2021

نقلت مواقع إيرانية إخبارية أنباء عن “احتجاجات للعمال المتقاعدين على تردي الوضع المعيشي في طهران وتبريز وأصفهان”. وانتقد المتظاهرون إنفاق النظام الإيراني، أموال البلاد على ميليشيات في الخارج، بينما الوضع الاقتصادي الداخلي آخذ في تعميق التردي الاجتماعي والاقتصادي بسبب الفساد المالي. وتؤدي العقوبات، والفساد المالي، إلى تآكل قيمة العملة الإيرانية، وارتفاع أسعار الحاجات الأساسية والغذائية في الداخل الإيراني. وكانت مدن إيرانية شهدت احتجاجات مماثلة في أعقاب التردي الواضح في إدارة الدفة المالية للبلاد، والفساد في البورصة واستقالة مديرها.

 

إيران: تدمير حيفا وتل أبيب تحوّل إلى خطّة بانتظار إشارة خامنئي

روسيا اليوم/07 آذار/2021

رد وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي على التهديدات الإسرائيلية، قائلا: “تدمير حيفا وتل أبيب تحول إلى خطة بانتظار إشارة من المرشد الإيراني علي خامنئي لتنفيذها”. وأضاف: “سنسوي حيفا وتل أبيب بالأرض في حال ارتكاب إسرائيل أي حماقة ضد إيران”، لافتا إلى أن “إسرائيل تهدد بما هو أكبر من قدراتها، وأن هذا ناجم عن اليأس الذي تعيشه”. وختم: “إسرائيل ليست بالقدرة التي تؤهلها لتوجيه التهديدات العدوانية لإيران”، مشيرا إلى أن “طهران  توصي الإسرائيليين بعدم إطلاق حتى التهديدات الكلامية، لأنهم ليسوا قادرين على تنفيذها”.

 

إنزال جوي أميركي في الحسكة وغارات روسية بالبادية السورية/مقتل أربعة مدنيين بقصف على جرابلس

القامشلي: كمال شيخو - بيروت:/الشرق الأوسط»/07 آذار/2021

نفذت قوات التحالف الدولي عملية إنزال جوي برفقة «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) فجر الجمعة الماضي في ريف الحسكة الجنوبي، أسفرت عن مقتل قيادي بارز في تنظيم «داعش». وقالت مصادر عسكرية من القوات «إن مروحيات عسكرية تابعة للتحالف تحركت نحو قرية عب التين بريف الحسكة استهدفت مقر القيادي صباح الإبراهيم الملقب بأبو أسامة وقتل بعد اشتباكات عنيفة»، وذكرت المصادر بأن «الإبراهيم كان يحمل الجنسية العراقية يترأس ما يسمى (ولاية البادية) وعمل في صفوف التنظيم منذ بداية تأسيسه صيف 2014 وقاتل في العراق وسوريا». في السياق، قال المركز الإعلامي لقوات «قسد» إن وحداتها الخاصة ألقت القبض منذ بداية الشهر الحالي على 9 عناصر موالين لـ«داعش»، بعد عمليات أمنية في مدينة الرقة وريف الحسكة ومناطق دير الزور الشرقية، وكانت «هذه الخلايا تعمل على تنفيذ عمليات إرهابية واغتيالات وصناعة المفخخات، إلى جانب التحشيد الإعلامي للتنظيم».

وقصفت طائرات حربية روسية بأكثر من 60 غارة جوية جيوبا متقطعة خاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» في البادية الشامية ضمن مثلث حلب - حماة - الرقة في وسط سوريا. وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الغارات قتلت 11 من مسلحي التنظيم وإصابة عشرات بجروح متفاوتة. واستأنفت الطائرات الروسية قصفها على مواقع «داعش» في قرى وبلدات ريف دير الزور بعد توقف استمر ثلاثة أيام، وبحسب حصيلة نشرها الحساب الرسمي لـ«المرصد السوري» بأعداد القتلى في العمليات الروسية منذ مارس (آذار) 2019، بلغت 1353 قتيلاً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سوريا وأجنبية، من بينهم جنديان روسيان. كما قتل 145 من الميليشيات الإيرانية والفصائل العراقية واللبنانية الموالية، إضافة إلى مقتل 809 من مسلحي التنظيم خلال الفترة نفسها. من جهة ثانية، أطلقت سفن حربية روسية قذائف طالت مصافي للنفط بريف محافظة حلب الشرقية ليل الجمعة - السبت الماضية، تسببت بحريق كبير في المنطقة الخاضعة للجيش التركي والفصائل السورية الموالية لها. وأكدت مصادر محلية أن أربعة أشخاص قتلوا وأصيب 24 آخرون بجروح متفاوتة الخطورة بالقرب من بلدة جرابلس، والتهمت نيران الحريق 30 خزاناً ومصفاة بدائية قبل وصول فرق الإنقاذ للسيطرة على الحريق، وتكرر استهداف المنشآت النفطية في الأجزاء التي تسيطر عليها تركيا وفصائل موالية لكن موسكو ودمشق لم تنف شن الهجوم أو تؤكده. وفي بلدة منبج، قال المركز الإعلامي لـ«مجلس منبج العسكري»، الذي يعمل في صفوف «قوات سوريا الديمقراطية»، إن الجيش التركي استهدف بمدافع الهاون قرى «الدندنية» و«الصيادة» و«أم عدسة» الخاضعة للقوات وتقع شمال غربي المدينة، «حيث استمر القصف من السابعة والنصف مساءً وحتى التاسعة بقذائف الهاون التي بلغ عددها نحو 40 قذيفة»، بحسب بيان المركز.وقال محمد علي العبو رئيس المجلس التشريعي لبلدة منبج إن «هجمات الاحتلال التركي تهدف إلى ضرب الأمن والاستقرار الذي انعكس على الواقع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي»، ولفت إلى أن القوات النظامية ردت على الهجمات: «لكن هذا الرد كان خجولاً لا يرقى إلى المسؤولية التي تتحملها الدولة تجاه سيادة الأراضي السورية». وطالب العبو من روسيا لعب دور بارز للحفاظ على اتفاقيات وقف إطلاق النار التي عقدت مع الجانب التركي نهاية 2019. وقال: «يجب على الضامن الروسي لعب دوره الأساسي الذي وُجد من أجله بمناطق شمال شرقي سوريا، بالحفاظ على التزام الأطراف بوقف إطلاق النار وتثبيته، وهذا ما لا تفعله موسكو بالشكل المطلوب».

 

بايدن يتهم إيران بـ«العدوانية» ويمدد حالة الطوارئ معها واعتبرها تدعم الجماعات الإرهابية وتشكل «تهديداً استثنائياً» للولايات المتحدة

واشنطن: علي بردى/الشرق الأوسط/07 آذار/2021

أبلغ الرئيس الأميركي جو بايدن المشرعين في الكونغرس أنه مدد لعام آخر «حال الطوارئ الوطنية» لإبقاء العقوبات الأميركية الشاملة على إيران باعتبارها «لا تزال تشكل تهديداً استثنائياً» للولايات المتحدة، مشيراً إلى عدوانية النظام الإيراني، ودعمه للجماعات الإرهابية، فضلاً عن «النشاطات الخبيثة» لما يسمى «الحرس الثوري».ووجه بايدن رسالة إلى رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي يعلمها فيها أنه وقع قراراً تنفيذياً جديداً في شأن تجديد «حال الطوارئ الوطنية» التي أقرت للمرة الأولى في 15 مارس (آذار) 1995 بقرار من الرئيس عامذاك بيل كلينتون. وبذلك مدد بايدن هذه الإجراءات لمدة عام آخر اعتباراً من 15 مارس 2021، كاتباً في قراره التنفيذي أن «إجراءات الحكومة الإيرانية وسياساتها - بما في ذلك نشرها وتطويرها للصواريخ وغيرها من القدرات في الأسلحة التقليدية وغير المتكافئة، وشبكتها وحملتها العدوانية الإقليمية، ودعمها للجماعات الإرهابية، والنشاطات الخبيثة للحرس الثوري ووكلائها - تواصل تشكيل تهديد غير عادي واستثنائي للأمن القومي والسياسة الخارجية والاقتصاد في الولايات المتحدة». وقال: «لهذا السبب توصلت إلى استنتاج مفاده بأن حال الطوارئ الوطنية فيما يتعلق بإيران التي أعلنت في القرار التنفيذي الرقم 12957 ستستمر»، مضيفاً أنه «رداً على هذا التهديد ستبقى العقوبات الشاملة على إيران سارية».

ومنذ إعلان «حال الطوارئ الوطنية» مع إيران عام 1995، جددها جميع الرؤساء الأميركيين سنوياً، علما بأن الرئيس كلينتون أقرها بعدما اتهم إيران بـ«دعم الإرهاب وتقويض عملية السلام في الشرق الأوسط والسعي إلى امتلاك أسلحة دمار شامل». وبناء عليها، حظر كلينتون أولاً التعاون التجاري والاستثماري للولايات المتحدة وللمواطنين الأميركيين في صناعة النفط والغاز الإيرانية. وبعد شهرين قرر أن تشمل العقوبات أيضاً أي نوع من التجارة مع إيران. ويجب تجديد هذا القرار في غضون 90 يوماً قبل موعد انتهائه (15 مارس من كل عام) لمدة سنة أو يجري إبطاله تلقائياً.

في غضون ذلك، أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس أن «العرض» الذي قدمته الولايات المتحدة مع شركائها الأوروبيين «لا يزال قائماً» من أجل الجلوس مع إيران على طاولة المفاوضات في إطار الدعوة التي وجهها الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمن المشترك جوزيب بوريل لعقد اجتماع لـ«مجموعة 5 + 1» للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين بالإضافة إلى ألمانيا تمهيداً للعودة المتزامنة بين واشنطن وطهران إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، أي الاتفاق النووي. وجدد استعداد المسؤولين الأميركيين «للانخراط في الدبلوماسية المباشرة» التي تتسم بـ«الوضوح والمبدئية والمباشرة» مع إيران.

 

 إسرائيل تضغط على إدارة بايدن لتبني «مسار حازم» مع طهران

واشنطن: هبة القدسي - تل أبيب/الشرق الأوسط/07 آذار/2021»

تضغط إسرائيل على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لتبني مسار أكثر حزماً في النقاشات لإحياء «الاتفاق النووي» الإيراني، على الرغم من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يريد تجنب صدام مع البيت الأبيض، إذ أبلغ نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس «رغبته» في التفاهم مع واشنطن حول الخطوات «الأكثر نجاعة» لمواجهة الأنشطة الإيرانية، في حين كشف وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، النقاب عن تحديث خطط لضرب مواقع نووية إيرانية، معرباً عن استعداده لـ«العمل بشكل مستقل». ووجه غانتس، في تصريحات لشبكة «سي إن إن»، رسالة واضحة إلى الداخل الأميركي، عندما لوح بتوجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية، وقال: «يجب وقف التطلعات النووية الإيرانية، ولن تسمح إسرائيل أبداً لإيران بأن تصبح قادرة على امتلاك أسلحة نووية». وفي تحذير صريح، قال: «إذا أوقف العالم الإيرانيين، فهذا جيد جداً، وإلا سنتصرف بشكل مستقل، وسندافع عن أنفسنا بأنفسنا». وأضاف غانتس: «نحن مستعدون للقتال، وإسرائيل تعمل باستمرار على تحسين قدراتها على الدفاع عن نفسها»، لافتاً إلى توسيع نطاق القدرات النووية في جميع أنحاء البلاد «من أجل استخدامها أو التلويح باستخدامها للحصول على تنازلات في خضم المفاوضات المحتملة مع واشنطن». ونوه غانتس بأن «(حزب الله) اللبناني يملك مئات الآلاف من الصواريخ»، مقدماً للمذيع ما بدا أنه خريطة سرية للبنان، تشمل مراكز القوات البرية، والمقرات التابعة لـ«حزب الله»، ومواقع إطلاق الصواريخ. وحذر من عدم مناقشة العدوان الإيراني الإقليمي. وفسر محللون أميركيون تصريحات الوزير الإسرائيلي بأنها إشارة واضحة إلى أن إسرائيل يمكن أن تتصرف دون التنسيق مع واشنطن. وتأتي تحذيرات غانتس بعد أسابيع من التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، من هجمات على القوات الأميركية والعراقية من قبل ميليشيات مدعومة من إيران، وضربة جوية أميركية في سوريا، بينما تحاول إدارة بايدن إبقاء الصراع الإقليمي منخفضاً، في مسعى لإحياء الاتفاق النووي. وجاء التحذير الإسرائيلي بعد ساعات من تراجع الثلاثي الأوروبي عن قرار لتوبيخ إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وفي وقت لاحق، هاتف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، لمناقشة عدة قضايا بين الطرفين، وكان الموضوع الرئيسي يتعلق بالتزام الولايات المتحدة بضمان أمن إسرائيل، في إطار المناقشات حول إيران وبرنامجها النووي، وتطرق الحديث إلى تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية. وقد تزايدت زيارات المسؤولين الإسرائيليين إلى واشنطن منذ تولي الرئيس الأميركي جو بايدن سدة الحكم، ودفع عدد من المشرعين الأميركيين من الحزبين، وعدد من خبراء المراكز البحثية الأميركية، للتوصية بأخذ مخاوف إسرائيل على محمل الجد، والتحذير من أن يعيد التاريخ نفسه، بتكرار المسار الدبلوماسي الذي اتخذنه إدارة أوباما تجاه برنامج إيران النووي. وخلال زيارة رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية، تامير هيمان، إلى واشنطن الشهر الماضي، قدم للمسؤولين الأميركيين تقديرات وتفاصيل حول التقدم الذي أحرزته إيران في برنامجها النووي، وناقش المطالب الإسرائيلية في أي اتفاق مستقبلي يبرمه بايدن مع طهران، بما يضع قيوداً «ذات مغزى» على مسار إيران الاستراتيجي والجيوسياسي. وقد أعاد نتنياهو نشر تغريدة على حسابه على «تويتر»، صباح أمس، يقول فيها إنه تحدث مع هاريس حول «موضوع مكافحة كورونا، وقرار محكمة الجنايات في لاهاي التحقيق في ممارسات إسرائيل في المناطق الفلسطينية، والاتفاق النووي مع إيران». وعدت مصادر سياسية في تل أبيب أن الملف الإيراني هو «الأهم» بين ملفات ناقشها نتنياهو مع هاريس، وأن نتنياهو أكد رغبة حكومته في التفاهم مع واشنطن حول الخطوات الأفضل والأكثر نجاعة لمواجهة الممارسات الإيرانية «بحيث لا يتاح لطهران تضليل المجتمع الدولي، والاستمرار في المشروع النووي في الساحة الخلفية». وقال نتنياهو، في بيان له أمس: «إننا سنواصل تعزيز التعاون الاستخباري والأمني مع الولايات المتحدة. وأنا، بصفتي رئيس وزراء دولة إسرائيل، ملتزم كلياً بمنع إيران من تطوير سلاح نووي يهدف إلى إبادتنا».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

اعادة احياء لجان الحوار التي لم تفلح مرة ما هي إلا كسب وقت لإيران ومرتزقتها … بعد خطاب صاحب الغبطة في بكركي الأسبوع الماضي لم يعد هناك مجال لما يسمى حوار، لا مع الطغمة الحاكمة ولا مع حزب السلاح.

الكولونيل شربل بركات/08 آذار/2021

على جميع الذين يحاولون التوسط بزيارة بكركي وتقديم مشاريع حلول أن يفهموا بأن صبر اللبنانيين قد نفذ والسقف الذي رسمه صاحب الغبطة غير قابل للتعديل ولا للتأويل ومن له أذنان سامعتان فليسمع…

http://eliasbejjaninews.com/archives/96751/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d8%b9%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d8%ad%d9%8a%d8%a7%d8%a1-%d9%84%d8%ac%d8%a7%d9%86/

بعد خطاب صاحب الغبطة في بكركي الأسبوع الماضي لم يعد هناك مجال لما يسمى حوار، لا مع الطغمة الحاكمة ولا مع حزب السلاح. كون الأولى سقطت في امتحان السلطة وافقرت البلاد، ولم تنجح حتى في التخلي عن انانياتها للقيام بدور المساهم في اختيار حكومة مقبولة من الشعب ودول العالم الصديقة، التي لا تزال تسعى لمساعدة لبنان على الخروج من أزمته.

أما موضوع حزب السلاح فهو أكثر من واضح؛ فهذا الحزب يتباهى مسؤولوه بأنهم يتلقون الرواتب والأموال والسلاح والعتاد والأوامر من الولي الفقيه ولا دخل لهم بلبنان وبأهله، وهم سبق وقاموا بحرب كلفت لبنان 2000 قتيل وخراب مناطق بكاملها. وقد أتحفنا زعيمهم بأن سليماني نفسه قاد هذه الحرب ولم يقبل بوقفها حتى اقتنع بأن الجنوبيين قد خسروا كل شيء ولم يعد لديهم القدرة على الاعتراض.

وقد رسم البطريرك خارطة الطريق التي لا يمكن الرجوع عنها. وتقوم على مسلمات اساسية؛ أهمها أن القرارات الدولية لم تنفذ بالكامل ويجب تنفيذها. وأولها القرار 1559 الذي يطالب بتسليم كافة الأسلحة بدأً بحزب السلاح ومرورا بالمخيمات الفلسطينية والمعسكرات التابعة لسوريا وكل البؤر الخارجة عن سلطة الدولة. أما القرار 1680 فيفصّل موضوع الحدود ويمنع اي مخالفة لها أو تجاوزها من قبل اي دولة أو فئة أو عصابة أو فصيل. وتطبيقه سيمنع بالطبع سكك التهريب التي يقوم بحمايتها الحزب المسلح نفسه وأسياده من جماعة الحرس الثوري.

والقرار 1701 الذي يستند على القرار 1559 ويطالب بتطبيقه، يمنع اي اعتداء عبر الحدود الدولية مع اسرائيل ما يبطل مقولة المقاومة كليا. وما كان يمكن أن يصلح قبل حرب 2006 من اختراع ما يسمى “استراتيجية دفاعية” يعطى فيها دور لما كان يسمى “مقاومة” في اي خطة دفاعية عن لبنان، قد بطل عند نشوب تلك الحرب. وقد جاء القرار 1701 ليمنع أي مجال لمناقشته. ولا يوجد عند الدولة اللبنانية سوى خيار الالتزام بأحكام هدنة 1948 التي حمت حدود لبنان من اي اعتداء مدة عشرين سنة (1949 – 1969)، وعندما سقطت، بتوقيع لبنان على اتفاقية القاهرة، بدأت مشاكل اللبنانيين في الجنوب والشمال وسائر المناطق اللبنانية. إذاً العودة إلى هذه الهدنة بمساعدة قوات الأمم المتحدة يمنع اي اعتداء على لبنان وينفي الحاجة حتى إلى زيادة قدرات الجيش نفسه، وبالتالي ما سمي بالمقاومة وكافة مصاريف التسلح المطلوبة في خطط المواجهة والاعتداء على الغير خاصة في الوضع الاقتصادي المذري الذي تعاني منه البلاد.

أما المطلب الثاني في خطاب البطريرك فقد كان مواجهة “الانقلاب” الحاصل والذي أدى إلى وقف العمل في كافة المؤسسات وانهى الأمل بنهوض الدولة واستعادة عافيتها. وقد شدد هنا على الحاضرين أن يستمروا بمواجهة السلطة ومن يديرها، وهي سلبتهم حقوقهم وآمالهم وأفقرتهم، وهدمت نصف العاصمة لتهجيرهم ومنعت التحقيق وملاحقة المسؤولين. ولا تزال تمنع قيامة الوطن وتحرر ابنائه. وقد قتلت الأحرار منهم، وأخرهم لقمان سليم أبن الضاحية الجنوبية والمقاوم الحقيقي لأسلوب الطغيان وعصابات الملالي، والذي رفض أن يترك بيته وأرض أبيه وجده وواجههم بالكلمة الحرة. كما كان جبران التويني وسمير قصير وغيرهما قد فعلوا سابقا. وكما كان رفيق الحريري ورفاقه من الوزراء والنواب وقادة الراي حاولوا أن يقوموا به، فكان مصيرهم الاستشهاد في سبيل كرامة لبنان. وبكل وقاحة ابطل القتلة مفاعيل التحقيق الدولي وتمنعوا عن تسليم المسؤولين عن هذه الاغتيالات.

المشكل اليوم أن يتنطح البعض وينادي بتفعيل لجان الحوار وكأن هذه اللجان قامت بما عليها في مشكل أصغر بكثير، يوم منع الفلاحون مثلا من زراعة أراضي المطرانية في لاسا، أو يوم تمنّع من يحتمون تحت سلاح هؤلاء المرتزقة وصادروا الكنيسة في نفس البلدة. فأين كان أصحاب السيادة والمساعي الحسنة في تلك الظروف؟ وماذا يقدرون أن يغيروا عندما يدّعي من يحمل لقب المفتي الممتاز بأن لبنان أرض الشيعة والموارنة استولوا عليه؟ وهو لا يعرف بأن الموارنة وبطريركهم كانوا يسكنون ويدافعون عن لبنان قبل أن يحمل يزيد، الذي أمر بقتل الحسن والحسين أبناء الامام علي، سيفا. وقد كان والده معاوية دفع الجزية لهم ليكفوا عن هجماتهم على عاصمته دمشق.

إن الحوار مهم جدا في اية مناسبة واي موضوع ولكن بهذا الخصوص يمكن البدء بالحوار فقط حول رزنامة تسليم السلاح ومواقع تجميعه وكيفية التخلص من أخطاره. وهذه مهمة اساسية يجب أن يقوم بها خبراء عسكريين. ولكن لا باس أن يبدأ أصحاب السيادة وغيرهم من المتعاونين على الخير بالكلام على المباديء التي يجب أن تتبع وعلى المراحل التي سيسير عليها موضوع تسليم الأسلحة، وعند الاتفاق على هذه المباديء يتم تشكيل لجان من العسكريين لكي تتابع تفاصيل جمع هذه الأسلحة وحفظ ما يحتاجه الجيش منها وتلف ما يشكل خطرا على المواطنين. ومن ثم تدعى الأمم المتحدة للتأكد من التنفيذ لكي يصار إلى اعتبار القرار 1559 نافذا. واي كلام آخر يعتبر غير ضروري ولا يؤدي إلى اية نتيجة. من هنا على جميع الذين يحاولون التوسط بزيارة بكركي وتقديم مشاريع حلول أن يفهموا بأن صبر اللبنانيين قد نفذ والسقف الذي رسمه صاحب الغبطة غير قابل للتعديل ولا للتأويل ومن له أذنان سامعتان فليسمع…

 

سقوط "مبادرة" عون: برّي عتبَ.. فرنسا نصحتْ والسعودية تشدّدتْ

منير الربيع/المدن/08 آذار/2021

يذهب لبنان أكثر فأكثر إلى الفوضى. العبثية تتحكم بكل المفاصل السياسية. لا مبادرة تبدو قادرة على النجاح. في الأسابيع الثلاثة الماضية، ظهرت مبادرة جديدة، لم يرض بها الرئيس سعد الحريري لأنه اعتبرها مناورة، وليست عرضاً رسمياً. عشية مغادرته إلى دولة قطر، زار اللواء عباس إبراهيم بيت الوسط، التقى الحريري، وقدّم له عرضاً، نقلاً عن لسان رئيس الجمهورية، بأنه يرضى بحكومة من 18 وزيراً بلا ثلث معطل، بشرط الحصول على وزارة الداخلية. اعتبر الرئيس المكلف ما يجري مناورة على غرار مناورة وزارة المال أيام تكليف مصطفى أديب بتشكيل الحكومة، فينتزع عون الداخلية ومن ثم تثار عقد أخرى. لم تكن هذه العقدة وحدها التي تتحكم بمصير تشكيل الحكومة، على الرغم من بقائها في صيغة الـ18، فهناك خلاف أساسي حول الحقائب وكيفية توزيعها، ومسألة أسماء وزراء حزب الله. ولكن كانت المبادرة جيدة نسبياً، خصوصاً أن ابراهيم قد أبلغ حزب الله بها، وكذلك الرئيس نبيه برّي. عُرض على الحريري أن يقبل بمنح الداخلية لعون، ولكن أن يبقي ورقة القبول بإسم الوزير المقترح في جيبه. وحينها لا يتمكن عون من تعيين وزير لا يرضى به تيار المستقبل. بهذا المنطق تمت محاولة إقناع الحريري بالموافقة. لكنه قال إنه ذاهب إلى قطر ويناقش المقترح بعد عودته.

ثلاثة أسئلة

في هذا الوقت كانت تطرح تساؤلات كثيرة حول حقيقة موقف عون وحزب الله والحريري من مسألة تشكيل الحكومة. السؤال الأول الذي طُرح، هل حزب الله جاهز لتشكيل الحكومة أم يفضل بقاء الأمر معلقاً بانتظار المفاوضات الإيرانية الأميركية؟ الجواب السريع على ذلك أتى أن الحزب إذا ما أراد التأجيل، فذلك لأنه لن يكون قادراً على فرض شروطه. أما بحال تشكلت حكومة تراعي شروطه ولن تكون قادرة على مواجهته، فهو لا يمانع. وبذلك يكون قد كسب ورقة قبل المفاوضات، ويستخدمها أكثر في مرحلة لاحقة. السؤال الثاني، هل رئيس الجمهورية يريد الحريري في رئاسة الحكومة؟ الجواب البديهي هو أن عون لا يريد الحريري من دون باسيل. ولكن بعد ضغوط وجملة نقاط حققها الحريري وسجلها في صالحه، رضخ عون وباسيل للأمر الواقع. لكن عون يقبل تشكيل حكومة بحالة واحدة، وهي عدم التنازل وعدم الخروج خاسراً. هنا، يتطور النقاش إلى مسألة الثلث المعطل، والذي رفضه حزب الله، وإيران وروسيا. أمام هذا الواقع، أصبح من المستحيل على عون الحصول على هذا الثلث لوحده. وبالتالي، يعزز حصته في الحقائب، وقادر على امتلاك الثلث "الضامن" (أو بالأحرى "المعطل") بناء على علاقته بالحزب. وهو يعرف أن حزب الله لن يخذله، خصوصاً بعد مواقف البطريرك الماروني. السؤال الثالث، هل يريد الحريري تشكيل حكومة في هذه الظروف، والبلد يذهب نحو الانفجار؟ الجواب البديهي الأول، أن الرجل أذكى من أن يخوض مواجهة في حكومته مع الشارع، أو في ظل ارتفاع سعر صرف الدولار، واتساع مدى النقاش في رفع الدعم. هو يمسك ورقة قوية وهي التكليف. لا أحد غيره سيكون رئيساً للحكومة. وعندما يحين الوقت يكون جاهزاً. جواب ثان يقول، إن الحريري لن يخطئ الحساب، ولن يقدم أي تنازل يؤدي إلى خسارته شعبياً، خصوصاً أنه يحظى بدعم عربي ودولي، مصري، إماراتي، فرنسي وروسي. هنا ثمة من طرح سؤالاً عن حقيقة موقف السعودية، وهل أن الحريري سيشكل حكومة من دون رضى المملكة ومن دون زيارتها؟ يأتي الجواب بأن ذلك يرتبط بشكل الحكومة ومضمونها، وما يمكن أن تحرزه من ثقة أمام المجتمعين العربي والدولي.

مناورة.. واستياء سعودي

ركز حزب الله وعون الهجوم على الحريري، باعتبار أنه ينتظر إشارة سعودية. ما دفعه إلى الخروج ببيان غاضب، اتهم فيه حزب الله بأنه هو الذي ينتظر التوجيهات الإيرانية، بينما هو لا ينتظر قراراً لا من السعودية ولا من غيرها. كان كلام الحريري جديداً من نوعه، ومرتفع السقف جداً تجاه الحزب وتجاه السعودية أيضاً، خصوصاً أن بعض المعلومات تفيد عن استياء سعودي من هذا التصريح، طالما أنه تقصد تسمية المملكة بالإسم. ولكن لماذا هذا الانفعال؟ الحريري شعر أولاً بتعرضه لمناورة. اعتبر أن حزب الله يذهب باتجاه عون أكثر منه. وثانياً، لا يريد أن يتحمل هو المسؤولية ويتعرض لحملة إعلامية تركز على هذه النقطة. وثالثاً، كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يحاول أن يتواصل مع السعوديين لتليين موقفهم. لكن الخلاف السعودي الفرنسي استمر. ولذلك، تأجلت زيارة ماكرون إلى السعودية لأجل غير مسمى. ورابعاً، استاء الحريري من طريقة تعاطي عون وباسيل مع المبادرة التي تقدم بها رئيس الجمهورية، لأنه بعد مفاتحته بها، سأل عن موقف باسيل منها، فقيل له إنه لا يمانع بحال حصل اتفاق بين رئيسي الحكومة والجمهورية. هنا سأل الحريري عن ثقة تكتل لبنان القوي، وقال إذا وافق التكتل على إعطاء الثقة للحكومة، يكون لعون 6 وزراء، أما بحال رفض التكتل ذلك، فتكون حصة عون 3 وزراء وليس 6. خصوصاً أن الحريري يعتبر أن وزراء عون يعني وزراء باسيل.

رسالة بري ونصيحة الفرنسيين

تصاعد منسوب السجال والخلاف. أرسل الرئيس نبيه بري رسالة إلى الحريري، مفادها أنه أخطأ في طريقة التفاوض. فأولاً، هو كان يرفض التفاوض مع باسيل وحصر تفاوضه مع رئيس الجمهورية. بطرح هذه المعضلة من جديد، سيعيد باسيل إلى واجهة التفاوض. ثانياً، كان باسيل قد أعلن أنه لا يريد المشاركة. بناء على طرح الحريري، سيدفع باسيل إلى التركيز على نقطة أنه لا يريد المشاركة والحريري هو الذي يصر على مشاركته، وعلى تحصيل ثقة نواب تكتله. كان ذلك يحدث على وقع تصريحات أطلقها نائب الأمين العام لحزب الله، وبعد أن تلقى الحريري اتصالاً فرنسياً يسأله عن حقيقة المبادرة التي تقدم بها عون.

اعتبر الفرنسيون أن الحريري لم يخبرهم بهذه المبادرة. وعندما سألوه، قال إنها مناورة وفخ ينصب له. لكن الفرنسيين نصحوه أن لا يخسر الفرصة. وكذلك تلقى نصائح من قوى عديدة بأنه في حال كان يعتقد أن عون يمارس التقية معه، فليبقى وراءه ويلاحقه إلى النهاية. اتصال باتريك دوريل بالحريري، جاء بعد اتصال أجراه بعون، وباسيل، واللواء عباس إبراهيم، والرئيس نبيه بري، ووليد جنبلاط. في هذا الوقت، كان السفير المصري السابق في لبنان، نزيه النجاري، والذي أصبح معاوناً لوزير الخارجية المصري، قد زار باريس، والتقى مسؤولين في الخارجية الفرنسية بحث معهم الملف اللبناني. وكان الموقف المصري داعماً للحريري بوضوح.

الفوضى تتقدم

لم تنجح المبادرة. مساء السبت، وعلى وقع تحركات احتجاجية في الشارع، أجرى المستشار في قصر الإيلزيه باتريك دوريل سلسلة اتصالات جديدة بالمسؤولين اللبنانيين، مشدداً على أن لا مخرج من دون تشكيل حكومة، وإلا فحركة الشارع ستكون أعنف. وفي مقابل الشارع الذي يغلي، والدولار الذي يطير، تبدو القوى السياسية عاجزة عن إدارة الانهيار، أو التحكم فيه، على الرغم من كل محاولات ركب موجة مواكبته. الفوضى تتقدم، ووحدها التي ستكون متحكمة بالمسار والمصير. أقصى ما يمكن للقوى السياسية أن تفعله هو الإنهماك فيها، بظل عدم إقدام أي طرف من أطرافها على التنازل، والتخلي عن جزء من سلطاتها، فيما هي ترى أن أي تخلّ أو تنازل، سيكون مقتلاً بالنسبة إليها.

 

البطريرك ممنوع من مغادرة لبنان؟

زياد عيتاني/أساس ميديا/الأحد 07 آذار 2021

... مسؤول حزبيٌّ ممانع وفي جلسة خاصة قال حاسمًا: "لن نسمح بتدويل الأزمة اللبنانية. وإن قرّر البطريرك الراعي الذهاب إلى الولايات المتحدة، فسيجد آلاف الناس المعترِضة تقفل المطار معطّلةً الملاحة الجوية". يتعامل حزب الله مع العظة الوطنية التي ألقاها البطريرك بشارة الراعي من شبّاك الصرح البطريركي في بكركي، أمام الحشود الشعبية التي حضرت مؤيّدة له في 27 شباط، كما تتعامل المنظومة الحاكمة المتعاقبة مع الإصلاحات ومشاريع القوانين الإصلاحية، وذلك عبر تشكيل لجان لدراسة تلك المشاريع، وعلى قاعدة أنّ اللجان مقبرة المشاريع والقوانين. يسعى حزب الله إلى تحويل عظة البطريرك وموقفه التاريخي، لبند على جدول لجنة الحوار بين الحزب وبكركي، والمتوقع أن تلتئم لجنة الحوار بين الحزب وبكركي كما يبدو الثلاثاء المقبل في 9 آذار بالمجلس الشيعي الأعلى، والتي في أحسن أحوالها ستُفضي إلى أن يقول الحزب لممثّلي بكركي، أخذنا علمًا بما قاله البطريرك ونقطة على السطر. يتعامل حزب الله مع العظة الوطنية التي ألقاها البطريرك بشارة الراعي من شبّاك الصرح البطريركي في بكركي، أمام الحشود الشعبية التي حضرت مؤيّدة له في 27 شباط، كما تتعامل المنظومة الحاكمة المتعاقبة مع الإصلاحات ومشاريع القوانين الإصلاحية

يدرك حزب الله خطورة موقف البطريرك استنادًا إلى الوقائع التالية:

1- البطريرك الراعي من دون كافة أو معظم القيادات المسيحية السياسية باختلاف توجّهاتها، مؤيّدة او معارِضة، هو الصوت المسيحي اللبناني الذي ما زال مسموعًا في الداخل والخارج، لجهة التأثير والفاعلية، بحيث لا يمكن للمجتمع الدولي تجاهله كما المجتمع المسيحي في الداخل.

2- تمكّن البطريرك من خلال موقفه من نزع الشرعية المسيحية بدايةً عن الرئيس ميشال عون وتياره، وأيضًا عن الأطراف المسيحية في الضفة الأخرى، والتي وجدت أنّ البطريرك قد تقدّم عليها آلاف الكيلومترات.

3- القراءة التاريخية لمسار الصرح البطريركي، يشير إلى أنّ التحولات الكبرى في الداخل اللبناني تبدأ دائمًا من عند البطريرك. وُلد لبنان الكبير عام 1920 من حَراك البطريرك إلياس الحويك. وبزغ فجر الاستقلال من إصرار وصمود البطريرك أنطوان عريضة عام 1943، كما كان البطريرك مار نصر الله بطرس صفير بطريرك الاستقلال الثاني عام 2005.

تمكّن البطريرك من خلال موقفه من نزع الشرعية المسيحية بدايةً عن الرئيس ميشال عون وتياره، وأيضًا عن الأطراف المسيحية في الضفة الأخرى، والتي وجدت أنّ البطريرك قد تقدّم عليها آلاف الكيلومترات

...على خلفية هذا الإدراك السياسي التاريخي عند حزب الله، فإنّ كل التحرّكات التي نشهدها، من الشارع والفوضى المفتعلة، إلى الترهيب الإعلامي عبر موقع "قناة العالم" الإيرانية، وصولًا إلى الحوار المنشود عبر اللجنة القديمة الجديدة، والتي لم تثمر ماضيًا، ولن تثمر مستقبلًا، كلّ ذلك يحصل بهدف وقف عجلة التاريح والمنطق، التي تقول إنّ بكركي لا تمزح، بل تقود التحوّلات الكبرى في لبنان.

يحاول حزب الله دغدغة أحلام وطموحات بعض المحيطين بالبطريرك من المدنيين، إن بحلم رئاسة الجمهورية، أو بأحلام التوزير لمن يسمّيه وما شابه ذلك من مناصب. هي محاولات قد تنجح بالشكل مع هؤلاء، لكن من غير المحتمل أن تنجح في تغيير المسار، حتى لو وصلت الوعود افتراضًا بأن يُنتخب البطريرك رئيسًا للجمهورية. صورة لبنان التي رُسمت في العظة الوطنية في 27 شباط، لا يمكن لحزب الله تجاوزها، كما لا يمكن للبطريرك سحبها، خصوصًا أنه يسعى كما سعى أسلافه، لوضع صورته أمام الأجيال القادمة في مقدمة احتفالية ذكرى مرور المئة الثانية لقيام دولة لبنان الكبير.

التلويح بإقفال المطار لمنع البطريرك من مغادرة لبنان، لن يجدي بدفعه لمغادرة لبنان الذي تحدّث عنه في عظته الوطنية!

 

في مقابلة لم تُنشَر سابقاً... لقمان سليم: حزب الله يمتلك "ماستر كي" يفتح به أبواب الأحزاب المدنية

 فراس حمية/موقفع درج/07 آذار/2021

المفتاح لفهم موضوع استتباع حزب الله للأحزاب المدنية في لبنان "ليس في البحث حول العلاقة بين هذا ‘السوبر حزب’ وبين كل حزب من هذه الأحزاب... بل هو كمفتاح السارق، أو ‘الماستر كي’، الذي يفكّ كل المغاليق والأبواب المقفلة... هو العداء مع إسرائيل، ويندرج تحته مفهوم المقاومة، ورفض التطبيع، وزوال إسرائيل، ومحاربة ‘الشيطان الأكبر’". هذا مما قاله الباحث والناشر والناشط السياسي اللبناني لقمان سليم في حوار أجري معه في آذار/ مارس 2019، ولم يُنشَر قبل الآن، مضيفاً أن بعض الأحزاب "وتحديداً اليسار والقوميين والبعثيين" والتي لديها نظرياً مشروع اجتماعي أو قومي مضاف إليه العداء لإسرائيل "أفلست مشاريعها المجتمعية والقومية وبقي من برنامجها فقط العداء لإسرائيل". واغتيل سليم قبل أيام في الرابع من شباط/ فبراير، في إحدى قرى جنوب لبنان وعُثر على جثمانه داخل سيارة مركونة على جانب الطريق وتبيّن من تقرير الطبيب الشرعي إصابته بست رصاصات، خمس في رأسه وواحدة في ظهره.

في المقابلة، يتحدث سليم عن كيفية تجيير حزب الله الديني للأحزاب المدنية والعلمانية في لبنان لصالحه، وعن الأسس التي تحكم هذه العلاقة.

ـ ما هو المفتاح لفهم العلاقة بين حزب الله الديني والأحزاب "المدنية" و"العلمانية" في لبنان؟

في البداية تجدر الإشارة إلى أن هنالك نوعين من الأحزاب أو ثلاث فئات: الأحزاب ذات النزعة اليسارية، وريثة إيديولوجيا الماركسية؛ والأحزاب القومية كحزب البعث والحزب السوري القومي الاجتماعي؛ والفئة الثالثة تتضمن بعض التنظيمات الفلسطينية، العلمانية منها والتي تزعم العلمانية، وهؤلاء، حتى وإنْ كانوا غير لبنانيين، لكن وجودهم في لبنان يصيّرهم لاعبين لبنانيين.

ما هي طبيعة العلاقة التي أتاحت استتباع الأحزاب غير الدينية لمصلحة حزب ديني حتى النخاع الشوكي، على الأقل بدليل اسمه فهو حزب ينسب نفسه إلى الله؟ المفتاح لفهم الموضوع ليس في البحث حول العلاقة بين هذا "السوبر حزب" وبين كل حزب من هذه الأحزاب. المفتاح الذي يفسّر هذه العلاقة والذي يمكن أن يفسّر علاقة الاستتباع التي تجمع حزب الله بأحزاب كانت منه في موقع العداء في يوم من الأيام، هو كمفتاح السارق، أو "الماستر كي"، الذي يفكّ كل المغاليق والأبواب المقفلة، وهذا المفتاح السحري هو العداء مع إسرائيل، ويندرج تحته مفهوم المقاومة، ورفض التطبيع، وزوال إسرائيل، ومحاربة الشيطان الأكبر.

هنالك بعض الأحزاب تركيبتها الإيديولوجية معادية لإسرائيل، وتحديداً اليسار والقوميون والبعثيون، ولديها مشروع اجتماعي أو قومي مضاف إليه العداء لإسرائيل. هذه الأحزاب أفلست مشاريعها المجتمعية والقومية وبقي من برنامجها فقط العداء لإسرائيل، والتنازل عن هذا المشروع يُعتبر الطلقة الأخيرة أو الزفرة الأخيرة التي تطلقها هذه الأحزاب في مسار إندثار فاعليتها، ولكي تبقى حيّة صارت مضطرة لأن تلعب داخل مساحة حزب الله أو داخل المساحة التي يسمح بها حزب الله.

حزب الله وجد أن هذه الأحزاب والتيارات، بعدما أفلست مشاريعها، أصبحت كالقط بدون مخالب، وعملياً لم يعد هنالك وجود لمشكلة إيديولوجية بينه وبينها، واعتبر أنه هو وكيلها الحصري بفعل قوة خطابه وصعوبة مواجهة هذا الخطاب المقاوم المعادي لإسرائيل في الشارع اللبناني.

العلاقة بين الأحزاب المدنية وبين حزب الله الديني ليس لها أي أساس فكري أو طرح نظري مشترك غير العداء لإسرائيل. وأيضاً، يجب النظر إلى العلاقة من زاوية مختلفة، إذ يجب البحث في كيف يرى كل طرف الطرف الآخر. فالعلاقة ليست باتجاه واحد بل لها اتجاهان، فحزب الله لا ينظر إلى كل هذه التشكيلات والفصائل النظرة نفسها.

 كيف يمكن أن نصف العلاقة بين الحزب الشيوعي وحزب الله؟

إذا أخذنا نموذج الحزب الشيوعي، فما يعني حزب الله في دعمه في بعض المحطات هو إبقاء صمام أمان تنفيسي في بعض المناطق، فحزب الله يعرف بوجود مزاج غير موالٍ لنهج التديّن عند شريحة كبيرة من الشيعة، لذا يترك هامش مناورة ضيّق، وتحديداً في جنوب لبنان، ولكنه يأخذ من الشيوعيين ما هو أكبر بكثير ومن جملة ذلك: تثبيت صورته كطرف يحترم التعددية السياسية. وفي المحطات الانتخابية يستخدمهم لمصلحته.

يعرف الحزب الشيوعي أن حزب الله هو موزّع الفساد في لبنان ويتغاضى عن ذلك بذريعة المقاومة والعداء لإسرائيل أولاً، ولعدم قدرته على الخوض في مواجهة سياسية معه، إذ ستكون نتائجها الشعبية مدوّية وتفكيكية للحزب الشيوعي.

هكذا، أصبح الحزب الشيوعي لمالكه حزب الله، وكل مَن يغرّد خارج السرب في هذا الحزب يُفصَل، خاصة إذا كانت لديه أفكار معارضة لحزب الله أو لديه رؤية بديلة مختلفة عمّا يحدده حزب الله للمقاومة والعداء لإسرائيل. وللدلالة على ذلك: هل يمكن للحزب الشيوعي أو لأي حزب يدّعي المدنية والعلمانية والوطنية أن يقوم بأي نشاط داخل المناطق المسيطر عليها من حزب الله بدون إذنه؟ أو هل يمكن للدولة اللبنانية أن تقوم بأي نشاط دون إذن حزب الله في مناطقه؟ إذا كانت الدولة اللبنانية غير قادرة على ذلك فهل يملك أي حزب آخر القدرة على فعل ذلك، كالدعوة إلى تحركات شعبية وتظاهرات أو إنشاء مراكز حزبية أو وضع لافتات أو توزيع منشورات سياسية أو قطع طرقات وإقامة مهرجانات حزبية في الضاحية أو القرى الجنوبية أو في بعلبك الهرمل، إلا فيما ندر؟!

لقمان سليم في مقابلة لم تُنشر سابقاً: "لا يمكن رؤية حزب الله إلا من خلال المنظور العسكري الحربي، فالحزب لا يمكنه أن يبقى ويستمر دون حروب، تماماً كالسمكة لا يمكنها العيش خارج الماء، والبيئة الحاضنة لحزب الله ليست جمهوره بل هي الحرب"

إذاً، يستثمر حزب الله في السياسة كما يستثمر في أي شركة، فهو شركة قابضة متعددة الجنسيات عملها إدارة شركات صغيرة ولديه كل الأدوات اللازمة الإيديولوجية والقوة العسكرية والاقتصادية والمالية.

في دعوة تأبين أقامها الحزب الشيوعي قبل فترة، وضع على نص الدعوة آية من الذكر الحكيم... في هذا وفي وقائع أخرى شبيهة دلالات على أن عقائد الأحزاب اليسارية، والشيوعي بشكل خاص كونه من أوسع هذه الأحزاب المدنية انتشاراً على مساحة لبنان، أخذت بالتبدد وتغلغلت داخلها عقيدة حزب الله الدينية.

والآن، للحزب الشيوعي رصيد من النوستالجيا المبعثرة في عشرات القرى ولدى مئات الناس وتعود إلى عهده الذهبي، لذلك يُسمح له بأن يكون راعيها لكن ضمن ما هو مسموح. يترك حزب الله مساحات لهذه الأحزاب لتلعب فيها دون أن يكون لها قدرة على تشكيل وحدة متماسكة.

ـ من الأحزاب المدنية العلمانية المؤثرة في المشهد السياسي اللبناني نجد الحزب السوري القومي الاجتماعي، فما الذي يحكم علاقته مع حزب الله؟

الحزب السوري القومي الاجتماعي من أعرق الأحزاب اللبنانية، ومع خروج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان صار هذا الحزب موالياً لسوريا، ومن أحد الألغاز عدم إيجاد رابط إيديولوجي بينه وبين حزب الله الديني.

يكتفي الحزب السوري القومي من الغنيمة بما يعطيه له حزب الله وذلك عبر تقديم أولوية الصراع مع إسرائيل على أي شيء آخر، إضافة إلى الهروب من طرح إشكاليات تتعلق بالتوافق الإيديولوجي بينه وبين حزب الله. وما يجمعهما أيضاً التنظيم الحديدي، ويجمعهما التحاقهما بالنظامين الإيراني والسوري.

في الانتخابات النيابية الأخيرة (2018)، لم يخرج الحزب السوري القومي الاجتماعي عن طوع حزب الله والتحق بلوائحه لأن لديه رصيد ما، ويعتبر حزب الله أن هذا الحزب من الاحتياط الاستراتيجي الذي يستثمره ويفرض شروطه عليه... ويفضّل حزب الله أن يدعم مرشحي هذا الحزب لأن له شعبية ما في بعض المناطق ويمثّل حساسية في بعض المناطق.

ـ ماذا عن حزب البعث السوري؟

حزب البعث السوري لم تَعُد لديه قيمة شرائية على الساحة الانتخابية، ولذلك يُستثنى من الدخول في لوائح حزب الله، بالرغم من كونه جزءاً من الحزب الحاكم في سوريا، دون أن يملك حزب البعث أي بديل آخر. كانت له فترة عزّ في ظل الوجود السوري وفقد شعبيته. وكان له حضور في عكار لكنه فقده والسبب في ذلك يعود إلى غلبة الحس المذهبي في لبنان على باقي الانتماءات الأخرى القومية والعروبية.

وحتى على المستوى الإيديولوجي، فإن فكرة العروبة فقدت بريقها وأفلست الأحزاب الداعية إلى القومية العربية، وأكثر بكثير من إفلاس الأحزاب اليسارية، لأن الأحزاب اليسارية تتمكن من التسلل من خلال عناوين اجتماعية. يجد حزب الله باعتباره شركة أن حزب البعث فقد ربحيته، وأصبح مثل سلّة العقارب إذ تتناتش قياداته في ما بينها من الداخل، مثل الخلاف بين فايز شكر والوزير عاصم قانصوه، وهنالك اتهامات متبادلة داخل الحزب.

كذلك، أعاد حزب الله إحياء "المرابطون"، وذلك من أجل تأمين جسر عبور ضمن السنّة. يكتنف الضباب بعض هذه الأحزاب فهي تدّعي أنها أحزاب مدنية وعلمانية لكنها تتحرك ضمن حيّز مذهبي واحد فقط لا غير وليست لها أي امتدادات عابرة للطوائف. تخاطب هذه الأحزاب الوجدان السنّي من منطلق الناصرية، لكن اليوم ما هو التعريف السياسي والمشروع السياسي للإيديولوجية الناصرية؟ من شبه المستحيل تعريف ماذا تعني الناصرية الآن. إنها تشبه الآثار إلى حد ما.

ويستخدم حزب الله "سرايا المقاومة"، وهي جناح عسكري تابع له ويخدم أهدافه، وتتم عملية استتباع الأحزاب اليسارية والقومية عبر إعطائها دور ما في هذه السرايا، ويمد لهم حزب الله يد العون، كنسور الزوبعة (تنظيم عسكري تابع للحزب السوري القومي الاجتماعي) وغيرها.

أوجد حزب الله أطر عمل لكل هذه الأحزاب إذ تجتمع وتُصدر بيانات. ليس لها أي دور أصيل وإنما هي نوع من الواجهة التي تصب في تلميع صورة حزب الله. وخلق حزب الله إطاراً لهذه الأحزاب الصغيرة، عام 1997، أسماه تجمع الأحزاب والقوى الوطنية، ويضمّ أكثر من 20 حزباً في لبنان.

التنظيم الشعبي الناصري برئاسة النائب أسامة سعد لديه حيثية صيداوية موروثة لا يمكن المرور دونها، لأن لهم تاريخ في المقاومة. أما حركة الشعب فلم تستطع تجيير أصوات انتخابية وفشلت في إيصال نجل نجاح واكيم إلى البرلمان.

ويجمع أيضاً حزب الله من حوله مجموعات من المجتمع المدني مستخدماً ذات الاستراتيجية وتحت عنوانين "عنوان المقاومة وعنوان أخلاقي في مواجهة إسرائيل" وهكذا يبقي هذه التجمّعات مدينة له ومرهونة له بسبب صعوبة معارضة هذه الاستراتيجية والتحرر منها.

ـ ما السبب الذي يجعل من الشيعة نواةً للأحزاب المدنية في لبنان؟

الشيعة هم الأكثر تأثيراً داخل الأطر التنظيمية لأغلب الأحزاب المدنية والعلمانية وذلك لأسباب تاريخية جعلت منهم الأرض الخصبة لهذه الأحزاب. ولمقاربة ذلك يجب العودة إلى جذور الحزب الشيوعي في مطلع حياته أو بداياته، إذ كان قوياً عند الطائفة الأرمنية حين كانوا الطائفة أو الجماعة المستضعفة. لذا، من الطبيعي أن يجد الحزب الشيوعي نواته الصلبة وضالته داخل الطائفة الشيعية كفئة مهمشة بحاجة إلى تمثيل سياسي وتطوير لأوضاع أبنائها الاجتماعية، وكانوا يدفعون أثمان بقاء النظام.

لقمان سليم في مقابلة لم تُنشر سابقاً: "اليسار والقوميون والبعثيون لديهم مشروع اجتماعي أو قومي مضاف إليه العداء لإسرائيل. هذه الأحزاب أفلست مشاريعها المجتمعية والقومية وبقي من برنامجها فقط العداء لإسرائيل، ولكي تبقى حيّة صارت مضطرة لأن تلعب داخل مساحة حزب الله"يُضاف إلى ذلك أن الجنوب اللبناني هو مَن كان في خط المواجهة مع إسرائيل في فترة وجود منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان. تغرف هذه الأحزاب من الوسط الشيعي لأن نشوء دولة إسرائيل عام 1948 أدى إلى إقفال الحدود وبدأت هجرة الشيعة من الجنوب وهذا معطى ديموغرافي لا يمكن القفز فوقه وتناسيه.

ـ كيف يمكن ربط ما تقوله بالأرقام الانتخابية المستقاة من انتخابات 2018 النيابية؟

في الانتخابات النيابية الأخيرة، كانت نتائج كل بقايا اليسار غير مشرّفة على الإطلاق، واستفاد حزب الله من أصوات الشيعة العلمانيين، حتى أولئك الذين ينادون بالدولة المدنية الديمقراطية، فقد صوتوا لحزب الله الديني تحت شعار المقاومة.

وهذه الأرقام الهزيلة لها مدلولاتها في السياسة وفي كيفية تبعية مَن إلى مَن في السياسة اللبنانية. فحزب الله حاز على 343 ألف صوت وحركة أمل على 204 آلاف صوت، مع الإشارة إلى أن حزب الله جيّر أصواتاً لصالح رئيس حركة أمل نبيه بري، علماً أنه سيرث حركته بعد وفاته.

أما حزب البعث الاشتراكي، ممثلاً بفايز شكر، فقد حصل على 1159 صوتاً، وحصد مرشحو الحزب السوري القومي الاجتماعي، الفائزين والراسبين، على 20651 صوتاً في كل لبنان. أما الحزب الشيوعي اللبناني فلم يجمع سوى 10119 صوتاً ورسب كل مرشحيه، فيما حاز أسامة سعد على 9880 صوتاً تفضيلياً، ولم تنجح حركة الشعب ممثلة بعمر نجاح واكيم سوى بالحصول على 476 صوتاً لا غير.

ـ الشيعة في لبنان، إلى أين؟ وهل هنالك دور تلعبه حركة أمل باعتبارها ذات أساس مدني؟

الرئيس نبيه بري هو الوريث الحقيقي للزعامة الأسعدية التي كانت تمسك العلاقة مع الجمهور بواسطة مصالح الناس المباشرة، وحركة أمل تريد الدولة ولكنّها تريد أن تحلب الدولة حتى العظم، وتستخدم العصبية الشيعية حسب الظروف في حين أن حزب الله تعبئته مستمرة ودائمة، في السلم تعبئة وفي الحرب تعبئة.

حزب الله يتمتع بإمكانية صناعة القائد، والعقيدة تلعب دوراً أساسياً في هذا المضمار وتعطي أفضلية له على حركة أمل وباقي الأحزاب المدنية التي تدور في فلكه، فالأمين العام لحزب الله حسن نصر الله هو نائب الولي الفقيه وظله في لبنان، والولي الفقيه ظل للإمام المهدي. هنالك لعبة ظلال مترابطة والوجدان الشيعي وجدان ديني بامتياز وهنالك ربط للوعي الشيعي بالأسطورة الدينية وهذا ما يتفوق فيه حزب الله على حركة أمل وباقي الأحزاب المدنية.

ما ينادي به الرئيس بري في خطاباته حول إلغاء الطائفية السياسية (وهو بند من بنود ميثاق حركة أمل) أصبح أضغاث أحلام، ودوائر القرار في الحركة تدرك ذلك جيداً لأن أجندة حزب الله هي الأجندة المعبّرة عن غالبية الوجدان الشيعي، كذلك فالأوضاع في المنطقة تؤشر إلى مزيد من التطرف والعصبية والتقوقع ومن هنا استحالة قيام مجتمعات مدنية في المنطقة، فالعالم ذاهب إلى تطرف أكثر.

حزب الله "تنظيم مقفل"، قالها نصر الله بمعنى مديح السرية، فالحزب يمكن تخيّله كآلة تعمل أوتوماتيكياً بينما حركة أمل جسم بشري قابل للعطب. ولا وجود لعقيدة لدى حركة أمل وليس لديها مشروع مجتمع رديف على غرار المجتمع الرديف الذي شيّده حزب الله.

ولربما نتفاءل بالقول إن حركة أمل تحمي بعض الشيعة من التطرف ولكن إذا تحدثنا عن الجماعة الشيعية ككل عموماً فلا شك أنهم كما غيرهم من الجماعات في هذه المنطقة ذاهبون إلى مزيد من التطرف وهذه حالة عامة. فبمقدار ما يرتفع الحنق السنّي سوف يقابله حنق شيعي ومسيحي ودرزي، إلخ.

ومَن يريد أن يبيع من اللبنانيين مقولات كالاعتدال والتسامح يجب أن يبدأ بالقول علناً إنه ضد حرب الله وضد التعبئة وضد الأحادية وضد تعليق الحياة المدنية في لبنان. فأي طرف يوافق، قناعةً أو تقيةً، على منطق استمرار الحرب مع إسرائيل أو مع غيرها في سوريا واليمن والعراق والبحرين هو شخص لا يعوَّل عليه. فسلام جائر أفضل من استمرار حالة الحرب، وسلام يسمح بأن تتفتح حياة سياسية ومدنية أفضل مئة مرة من استمرار حالة حرب تبرر التضييق على الحريات وزيادة القمع وبالتالي خنق الشخصية الفردية للمواطن العربي.

الموقف الرئيسي لحزب الله ليس محاربة إسرائيل وإنما استمرار حالة التعبئة الحربية، أياً تكن الوجهة الحربية، لأن هذا الحزب يفقد دوره ومبرر وجوده خارج حالة التعبئة الحربية. فحزب الله يقتات على الحروب سواء كانت حروباً مع عدو داخلي أو مع عدو خارجي.

وحزب الله سوف يبقى في حالة شغل دائمة لتوسيع حصته داخل حركة أمل وداخل المزاج الشيعي ككل وداخل الأمزجة الأخرى من الجماعات المختلفة في لبنان كالمزاج السنّي واليساري والمدني. ولا يمكن رؤية حزب الله إلا من خلال المنظور العسكري الحربي، فالحزب لا يمكنه أن يبقى ويستمر دون حروب، تماماً كالسمكة لا يمكنها العيش خارج الماء، والبيئة الحاضنة لحزب الله ليست جمهوره بل هي الحرب.

 

ظاهرة مُتجدّدة في لبنان ببصمة كورونيّة

كريستال النوار/أم تي في/07 آذار/2021

تغلغل بيننا فيروسٌ لم نشهد له مثيلاً في التاريخ الحديث، وبات التخلّص من تأثيراته أكثر صعوبةً من الإصابة به ومن مضاعفاته الصحّية بالنسبة إلى البعض. فليس جديداً كمّ المشاكل النفسيّة الذي ظهر أخيراً بعدما فقد معظم الناس كلّ قدرة على التواصل السليم والصحّي مع المجتمع والمحيط، فبانت إلى العلن مجموعة من الأمراض النفسيّة والعقليّة والاضطرابات “الخفيّة”. وتقول الاختصاصية في علم النفس والمعالجة النفسيّة شارلوت الخليل لموقع mtv إنّه “بعد خبرة 14 عاماً في هذا المجال، هذه السنة لا تشبه أيّاً من سابقاتها على صعيد الحالات والتّعب النفسي”.

ولفتت إلى ظاهرة نفسيّة غير جديدة ولكنّها باتت أكثر شيوعاً، وهي “الإكتئاب المُبتسم”، موضحةً أنّه “غير مذكور في الدليل التشخيصي للإضطرابات النفسيّة، إلا نّه موجود ويُستعمل للتعبير عن المُصابين بالاكتئاب اللانمطي. وهو حالة يبدو فيها الشّخص سعيداً ويعيش حياةً طبيعيّة بينما يُعاني في الحقيقة من عوارض اكتئاب داخليّة”. إذاً، بحسب الخليل، تكمن خطورة الاكتئاب اللانمطي في أنّه غير ظاهر وقد لا يُشخَّص بسهولة خصوصاً وأنّ عوارضه موجودة لدى غالبيّة الناس في ظلّ ما نعيشه من ضغوط اجتماعيّة واقتصاديّة”. ومن أبرز هذه العوارض، الإفراط في تناول الطعام أو الإمتناع عنه، الشعور بالتعب والضعف العام، الحساسية النفسيّة المفرطة تجاه الرفض أو الانتقاد والمعاناة من اضطرابات النوم. وتقول: “القناع الذي يضعه المصابون بالاكتئاب اللانمطي يُخفي وراءه فقدان المتعة في ممارسة المفضّلة واليأس والحزن، بينما كلّ ما يظهر إلى العلن الابتسامة والحماس والمتعة في الحديث مع الآخرين، وهذا ما يجعل هؤلاء أكثر عرضة للإنتحار”. وتزامناً مع الحجر المنزلي وتأثيره على مختلف تفاصيل حياتنا اليوميّة، هذا النّوع من الاكتئاب بات أخطر. وهذا يتطلّب وفق الخليل، أخذ بعض العلامات بعين الاعتبار “هل ما زال الشخص قادراً على الحفاظ على علاقاته الاجتماعية كالسابق؟ وهل هو قادر على القيام بالأعمال الموكلة إليه مهنّياً؟ وهل يهتمّ بصحّته؟”. أمّا عن عوامل الخطر التي تزيد من انتشار “الاكتئاب المُبتسم”، فتذكر الخليل أبرزها وهي “الصدمات النفسية المتكرّرة، الـ High Expectations التي تمنع الشخص من إظهار ضعفه أو حاجاته، إنكار المشاكل ثمّ التراكمات ثمّ الاكتئاب المبتسم، المعايير الاجتماعية التي تتطلب من الناس إخفاء المشاكل النفسيّة السلبيّة، خصوصاً وأنّنا نعيش في مجتمعٍ يفرض علينا البقاء أقوياء وتجنّب الحديث عن مشاكلنا وضعفنا”. المُعاناة النفسيّة قد تضاهي تأثير الفيروس وفاقت أسوأ التوقّعات. نحن بأمسّ الحاجة للحياة الاجتماعيّة، للإحتكاك بالبشر والخروج من العزلة.

 

لبنان في قبضة الفوضى “المتناسلة” وجنون الدولار

وسام أبو حرفوش وليندا عازار/الراي الكويتية/07 آذار/2021

إنها الفوضى. عبارةٌ تختصر الواقعَ في لبنان الذي «تحتضر» كل مقوّمات الدولة فيه والذي يَمضي في النزول إلى أسفل السلّم المعلّق فوق «فوهة جهنّم» مالية – نقدية – اقتصادية – اجتماعية، فيما «الترياق» السياسي أسير «شياطين» أزمة تأليف الحكومة والمُكاسَرة «الظاهرية» حول التوازنات والحقائب والتي ليست إلا أشبه بـ «صراعٍ افتراضي» وواجهة لـ «الملعب الحقيقي» الذي تدور عليه «اللعبة – الأم» المتصلة بملفات المنطقة. ولم تَعُدْ أوساطٌ ديبلوماسيةٌ، تُخْفي التوجّسَ الكبيرَ من «القفزات إلى الوراء» المتوالية التي يسجّلها الوضع وبوتيرةٍ متسارعةٍ على وقع ارتسامِ «أرضيةٍ» ساخنةٍ صار يتحرّك على وهجها المأزقُ الحكومي، يتقاسمها جنونُ الدولار الذي «يفترس» الليرة في السوق السوداء حيث يحطّم الأرقام القياسية تباعاً (ناهز أمس 10500 ليرة)، وأفواجُ محتجين يفترشون الطرق ويقفلونها في مناطق عدة من بيروت والشمال والجنوب والبقاع والجبل، في موازاة إطارين للحل يتسابقان:

أوّلهما معلَن ورسمه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بدعوته لمؤتمر دولي حول لبنان برعاية الأمم المتحدة على قاعدة الحياد. وثانيهما «مستتر» يرتبط بمآلات التفاوض الأميركي – الإيراني وما قد يُفْضي إليه من مقايضاتٍ وفق موازين القوى الاقليمية و«الميدانية» في ساحات النفوذ.

وفي انتظار تَبَلْورِ «السكة» التي سيسلكها لبنان خروجاً من النفق المخيف وإذا كان ذلك سيكون وفق استراتيجية «الأرض المحروقة» لتكريس «دفن» مرتكزات دور «بلاد الأرز» في الطريق نحو «لبنان آخَر» تكون للأقوى أفضليةٌ في تحديد وجهه (نظاماً وتوازنات) ووجهته الاستراتيجية، طغتْ مَظاهِرُ فوضوية كبيرة على المشهدِ الداخلي حجبتْ العنوان الحكومي الذي بات يختصره ما يشْبه «القنابل المضيئة» التي تُرمى في الساحات المتقابلة وكأنها لـ «كشْف نياتٍ» وتقاذُف مسؤوليات حول ما وصفه رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب «حافة الانفجار بعد الانهيار» التي بلغتْها البلاد.

وفي ظلّ تمتْرس رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه مقابل الرئيس المكلف سعد الحريري وسط دوران أزمة التأليف في مكانها ومختصرها الجديد، أن الأخير لا يوافق على أن يأخذ الأول إلا 3 وزراء بحال كان «التيار الوطني الحر» لن يمنح الثقة للحكومة، وذلك بعد الحديث عن مبادرةٍ بدت حتى الساعة «إعلامية» وافق بموجبها عون على 6 وزراء في حكومة من 18 (أي بلا ثلث معطل) على أن ينال حقيبة الداخلية، لم يكن عابراً تلويح دياب أمس «بأن الوضع قد يطرح أمامي خيار الاعتكاف وقد ألجأ إليه رغم أنه يخالف قناعاتي للضغط نحو تشكيل الحكومة».

وتساءل «ما ذنب اللبنانيين حتى يدفعوا ثمن الأطماع والحرتقات السياسية؟ بلغ لبنان حافة الانفجار بعد الانهيار». كما عكستْ مواقف «التيار الحر»، المراوحة في الملف الحكومي، إذ اتهم الرئيس المكلف «بالاستهتار المتمادي» وبأن ما يطرحه «فيه تغييب كامل للمكوّن المسيحي وهذا يسقط عن الحكومة ليس فقط ميثاقيتها بل كينونتها، وفيه تخطٍ لكل الحدود المقبولة الى ضرب الميثاق وإسقاط الدستور».

وفي حين بدا أن الحريري، الموجود خارج لبنان والذي تردّد أنه سيزور موسكو قريباً، يسعى لوضْع «حزب الله» أمام مسؤولية إثبات أنه ومن خلفه إيران لا يحتجزان التأليف واستقرار لبنان في انتظار التفاوض الإيراني – الاميركي، ازداد منسوب الغضب في الشارع الذي بدا واضحاً أنه يتجه إلى موجات تصعيد على صعيد قطع الطرق وغيرها من أشكال الاعتراض التي يغذيها «جنون» الدولار ومشاهد مؤلمة تعكس حجم وطأة احتراق الليرة على اللبنانيين وليس أقلّها «عِراكٌ» في أحد السوبرماركات بين زبونين حول علبة حليب بودرة «مدعومة»، وصُوَرٍ تَسابُقٍ على الحصول على زيت مدعوم في آخر، وطوابير من المواطنين اصطفت أمام ثالث ما أن شاع أنه وضع في التداول مواد بسعر المنصة (أي الدولار بـ 3900 ليرة). وانفلشتْ عمليات قطع الطرق أمس غداة تسجيل احتكاكاتٍ ومواجهات بآلات حادة في بعض المناطق بين محتجين ومناصرين لأحزاب أو مواطنين كانوا يريدون العبور بسياراتهم، وسط مخاوف من ترْك لعبة الشارع تأخذ مداها في ظل إشاراتٍ لنزول «شوارع» عدة، بما يعزّز الشكوك من وجود محاولاتٍ ستتزايد لتوظيف حِراك الأرض في لعبة «مَن يصرخ أولاً» حكومياً. وفي موازاة ذلك، وفيما كانت الفوضى السياسية تتمدّد لتُسجَّل سابقةٌ شكّلها إعلانُ وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال طارق المجذوب «الإضراب» ووقف التدريس عن بُعد في كل المدارس والمعاهد الرسمية والخاصة لمدة أسبوع اعتباراً من الغد في خطوة بدت موجهة نحو وزير الصحة حمد حسن في ضوء وضع القطاع التربوي في آخر سلّم أولويات التلقيح ضدّ فيروس كورونا المستجد، يشهد الأسبوع الطالع استئناف لجنة الحوار بين الكنيسة المارونية و«حزب الله» اجتماعاتها بناء على طلب الحزب، وذلك بعد «عاصفة» ما وُصف بنداء بكركي التاريخي السبت الماضي واحتواء تداعيات «المقال التخويني» للبطريرك الذي نُشر على موقع قناة «العالم» الإيرانية، متهماً الراعي «بالسير على النهج العار للدول التي اتخذت قرار التطبيع مع إسرائيل». وسيكون المقال الذي تنصّلت منه المحطة محور «الاستدعاء» الذي قام به وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة للسفير الإيراني محمد جلال فيروزنيا، غداً «وسيكون الكلام بصراحة وصدق، انطلاقاً من الصداقة القائمة بين الجانبين».

 

خيانة البطريرك وعماء حزب الله وخطيئة العلمانيين

منى فياض/الحرة/07 آذار/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96749/%d8%af-%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d8%ae%d9%8a%d8%a7%d9%86%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d9%88%d8%b9%d9%85%d8%a7%d8%a1-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84/

سأل الصحفي سليم اللوزي، الذي اغتيل في (4 مارس 1980)، سماحة الإمام موسى الصدر عن علاقته بإيران ومدى إرتباطه بها؟ وأجابه: بصراحة ووضوح "...الشيعة في لبنان، لبنانيون عرب قبل كل شيء، والرابط السياسي بينهم وبين أي بلد غير لبنان لا سيما البلاد غير العربية خطر كبير بل خطيئة، وهل نشكو في لبنان من قلة الولاءات حتى نحاول إضافة محور سياسي جديد؟

لم يقدّر بعد حزب الله، وحليفه العوني، حجم ومدى الغضب المتراكم وخصوصا المسيحي، بعد انفجار 4 أغسطس. يتعامل مع المسألة باستخفاف معتقدا أن أدواته التقليدية ستنفع. وهذا ما برهنت عليه الشعارات التي رفعت في تظاهرة 8 أغسطس رافضة لسلاح الحزب وللعهد وسياسييه، الذين علقت لهم المشانق، وتجرأوا على وضع السيد نصرالله بينهم. في تظاهرات، يوم الثلاثاء الماضي، التي أشعلت لبنان، وربما أريد لها عكس ما حصل، إذ رفع المتظاهرون بوجه الحزب والعهد: خيي انتم تتحركون انطلاقاً من تكليف شرعي اليس كذلك؟ ونحن أيضاً نتحرك مثلكم بتكليف شرعي، البطريرك قال لا تسكتوا!! ألا يحق لنا التصرف مثلكم؟

لا شك أن مواقف البطريرك الراعي فاجأت حزب الله وأربكته، فهو قطع الطريق على الفيدرالية وعلى المؤتمر التأسيسي، وقال: نريد تطبيق الدستور، ولبنان الطائف وطن نهائي للجميع. أعادنا إلى خطاب البطريرك الحويك: نريد دولة ينتسب إليها المسيحي والمسلم كمواطنين. وما غذّى المشهد الذي رأيناه في بكركي، بتاريخ 27 فبراير،  الرد المتسرع للسيد نصرالله باعتباره خطاب الراعي مزحة، مهدداً: أنه إعلان حرب. فواجههم الجمهور ولسان حالهم: أي وضع لن يكون أسوأ مما نحن فيه.

ما يحصل بلغ درجة من الاستهتار السوريالي الذي يفوق الخيال. تحوّل لبنان إلى أدنى درجات السلم بكل مقياس ممكن أو معروف عالميا وعلى جميع الأصعدة.

يتعامل الحزب، بواسطة مقربين منه، مع مطلب الحياد بخفة. يردّ عبر الشيخ صادق النابلسي: الحياد مطروح لتفجير البلد لأنه يعني الحماية والوصاية. بالطبع سيرفض الحياد من يرسل ميليشياته، بأمر من إيران، لتقاتل من سوريا إلى اليمن مرورا بالعراق. وبالطبع سيعلمنا الشيخ قبلان "أن الحياد خيانة والمؤتمر الدولي إذا كان بنسخة "سايكس بيكو" فنحن ضده". وهو سبق ان رفض دولة لبنان الكبير لعام 1920. هذا يؤكد أنهم ضد الكيان اللبناني أصلا إلا إذا كان لخدمتهم. اما استغلال مرجعية "سايكس بيكو"، فتثبت المقولة البعثية إن "لبنان كيان مصطنع". وتعني أنهم مع "هدم الحدود المصطنعة" بين سوريا ولبنان وصولا إلى إيران.

وبالتالي لا معنى لمزايدة الشيخ النابلسي، على من سمّاهم "بقايا 14":  بكيف يستقيم رفع شعار الحياد مع شعار الحرية والسيادة والاستقلال"؟ هو مجرد لغو ممن يعتدي على السيادة في كل لحظة. ومبادرة البطريرك بمؤتمر دولي برعاية الامم المتحدة هو تحديدا لاستعادة السيادة.

ثم ما معنى رفضهم للمؤتمر الدولي الذي يطالب به البطريرك لدعم استقلال لبنان ووثيقة الإتفاق الوطني، التي انقلبوا عليها وعلى الدستور اللبناني، ورفض تنفيذ قرارات الشرعية الدولية خصوصا 1559،1680 و 1701، بينما هم يعيشون في كنف هذا التدويل وفي رعاية القرار 1701؟

هل خرج لبنان يوما، في كل مرة تعرّض فيها لأزمة وطريق مسدود، إلا عن طريق التدخل الدولي؟ منذ إنشائه إلى مؤتمر الطائف إلى تفاهم أبريل عام 1996 إلى وقف الأعمال العدائية عام 2006 وصدور القرار 1701 الشهير الذي ناشد رئيس الجمهورية، في الصيف الماضي، باسم حزب الله، الأمم المتحدة لتطبيقه، مروراً بمؤتمر الدوحة!!

كل ذلك ليس تدويلاً!! لكن مطالبة الأمم المتحدة التدخل لإنقاذ لبنان من دوامة الانهيار، هو تدويل وخيانة. لم يستوعب بعد حزب الله أن أوراق التين سقطت جميعها بالنسبة للبنانيين منذ انفجار 4 أغسطس المشؤوم. لا يريد أن يصدّق أن الشعارات التي أطلقت في بكركي وفي التظاهرات التالية: "إيران برا، وحزب الله إرهابي"، هي لسان حال معظم اللبنانيين؛ فيتوهم ان اساليبه التقليدية في التهديد والتخوين ستنفعه. لم يعرف أنه بعد أن أوصل، مع حلفائه، اللبنانيين إلى درجة التعارك على علبة حليب للأطفال! تجعل تهديداته أخف وطأة مما ينتظرهم من كوابيس.

نعم الشعب اللبناني في خطر ويحتاج لحماية صحته وحياته ومعيشته وماضيه ومستقبله من سلطة عدوة تحكمه. أصبح لبنان مساحة يعيش فيها اللبناني كما في البراري. دولة سائبة بلا حدود ولا مؤسسات. في ظل سلطة خزنت مواد ممنوعة متفجرة في المرفأ وبين السكان في قلب العاصمة. ومن تجرأ واشار الى خطرها، إما رميت تحذيراته في الادراج، وإما سجن وإما قتل. وهي تماطل منذ 7 أشهر في التحقيق لتمييعه. حتى أن السيد نصرالله أعلن انتهاء التحقيق والتزمت السلطة بعرقلة التحقيق. قرروا شراء الناس بتعويضهم بحفنة ليرات بلا قيمة.

التفجيرات المماثلة لا تزال تهدد حياة اللبنانيين. فالفيديوهات والأنباء تشير إلى مناطق بعينها تخزن فيها الأسلحة ومصانع الصواريخ المعرضة للانفجار، كما حصل في عين قانا، في قلب بيروت وبين السكان. ولا تعليق. بعد جولة الصحافيين إثر فيديو نتنياهو ليقوموا، سرّبت صوراً لأكياس أمونيوم نسبت لبجاني الذي اغتيل قرب بيته؛ هذا ولم تتجرأ زوجته، التي تخاف على حياتها الآن، على دحض ما يشاع في أن لا علاقة له بالمرفا وليس مصوراً أصلاً. سوى بعد اغتيال لقمان سليم.

ورد اسم لقمان سليم على لائحة سميت "شيعة السفارة" لهدر دمهم كخونة، ومن ثم قتل!! وألحقت باثنتين جديدتين. فهل فكرت نياباتنا العامة أو نقابة المحامين أو أي جهاز قضائي أو أمني على مساءلة الجهة التي صدّرت هذه اللائحة وما تلاها مع أسماء جديدة؟ هل وجدوا المسدس الذي قتله بدل ملاحقة اسرته وشيطنتها بمسلسل الهاتف؟

وبعد كل ذلك يخوّنون مبادرة البطريرك الانقاذية؛ لأنهم ويخافون من إشارته للسلاح غير الشرعي ومن مطالبته بالسلام بصيغة القمة العربية في بيروت عام 2002.

أما العلمانيين الذين جرح شعورهم "تدخل البطريرك كرجل دين بالسياسة"، فيا سادة، هذا ما يحصل عندما تفشل الطبقة السياسية بالقيام بواجبها، يقوم رجال الدين بما عجزوا عنه. ثم لماذا تغضون الطرف عن تعليمات وتهديدات السيد نصرالله، أليس رجل دين؟

أيها "العلمانيون"، لقد جعلتم من العلمانية ديناً متعصباً.

العلماني شخص ليس لديه أي تحفظ ضد أي معتقد كان. حرية المعتقد حق مقدس. سواء كان إيمانيا دينيا أو إلحادا، عقائديا حزبيا أو أيديولوجيا، يؤمن بالله أو بالصدفة... ومن المستغرب أن يرفض مؤمنا بنظريات فرويد أو ماركس أو نيتشة أو داروين للمتدين إيمانه بالله، كما لا أجد أن الايمان بـ"الطبيعة الأم" يختلف في شيء عن الإيمان بخالق. في الحالتين لن نعرف السبب ولا ماذا يوجد قبل البيغ بانغ، لذا لا فرق بين المعتقدات مهما كانت: دين إبراهيمي أو أي من أديان آسيا من بوذية وكونفوشية وغيرها، حتى الغنوصية.

ما هو غير مقبول أن يجبرني هذا الآخر على الإيمان بمعتقداته أو اتباعها، سواء بالقوة والسلاح أو بالحيلة أو بالرشوة. أما فيما يتعلق بخطاب البطريرك الراعي التاريخي، فأؤيده لأنه يعبر عن موقفي كمواطنة لبنانية همها إنقاذ لبنان أولا قبل أي شيء آخر.

ولا يوجد حتى الآن طريقا آخر لبلوغ ذلك.

ففي زمننا الحالي يا سادة لا وجود لكم خارج هوية وجنسية لبلد معين. إن اي شخص من دون وطن وجنسية هذا الوطن يعني أنه غير موجود، غير موجود على أي سجل معترف به دوليا ولا يملك اي حق، مطلق حق، لا يتطبب ولا يتعلم ولا يسافر ولا يعمل. اللهم إلا عبداً في زريبة أحدهم. الراعي عبر عن موقف فئة وازنة من اللبنانيين ومن جميع الطوائف والمناطق والانتماءات ... هو موقف وليس قانونا يلزمك بطاعته وليس دينا يقتلك إذا ارتددت عنه، وليس تهديدا يرفع إصبعه ليخيفك به أو يرفقه بـ"سنقتلكم" عندما نخالفه.

إنه موقف ورأي ولكل شخص حرية قبوله أو رفضه، لكن أن يرفض لأن صاحبه رجل دين ولا يحق له التدخل في السياسة! فهذا موقف مجحف وغير مقبول. لرجل الدين الحق بإبداء رأي سياسي، ما لا يحق له إجباري على طاعته. إن ما نطالب به فصل الدين عن الدولة، وليس منع رجال الدين من اتخاذ مواقف غير ملزمة لأحد إلا باختياره الحر.

من الملاحظ أن بعض المعترضين باسم العلمانية أو الشيوعية يقبلون من يلوح لهم بلاءاته وهو مدجج بالسلاح الديني المقدس ولا يجرؤ على الاعتراض، مع أنه يلزم الدولة جميعها ويلزمهم شخصياً بخياراته ويجبرهم على الخضوع لسلاح ممول من دولة أجنبية تتبجح باحتلالها لبنان.

يمكنك أن تكون ضد موقف البطريرك، لكن كن ضده بالسياسة وبشجاعة ولا تتلطى خلف معتقدك الذي لا أرى أنه يختلف عن الإيمان الديني الذي ترفضه.

هل يمكن لعلماني موضوعي وعاقل أن يرفض كلام وموقف البطريرك الذي يطالب بتطبيق الدستور اللبناني الذي يحفظ حق مواطنيه بحرية المعتقد؟ أي أن يكون مسلما أو مسيحيا، ملحدا أو علمانيا أو بهائيا أو يهوديا أو بوذيا؟

 

"المبادرة الفرنسية" في اتصال فرنسي "غير معهود"

فارس خشان/النهار العربي/07 آذار/2021

تلقيتُ، يوم أمس اتصالاً غير معهود، من شخصية فرنسية سبق أن اعتمدتها مصدراً معلوماتياً لي، بفعل ثبوت صدقيتها.  ما هو غير معهود في هذا الإتصال أنّ الشخصية التي كانت تشكو، ماضياً، من كثرة اتصالاتي ووفرة أسئلتي، تريد أن تعرف أسباب انقطاعي، راهناً، عن مراجعتها.

أربكني هذا الإستفسار، ذلك أنّ انحراف جوابي عن جادة الدبلوماسية، يمكنه أن يُفقدني مصدراً مهماً ألوذ به، كلّما تعقّد فهمي للتطورات في الملفات التي أهتم بها.  ويبدو أنّ حالة الإرباك التي نالت منّي، سهلّت عليّ المهمة، فقال لي المتصل: "فهمتُ الآن. أنتَ لم تعد تعتبر أنّ ما تقوم به الإدارة الفرنسية، في ما يختص بالشأن اللبناني، أيّ معنى. لقد أسقطتها من حساباتك".

 ضحكتُ، وسألتُه:" وهل تجدني مخطئاً في ذلك؟".

 - "لا أعرف". أجابني قبل أن نُنهي المخابرة في الحديث عن شؤون الكورونا وشجونها التي تحتل مرتبة الأولية في الاهتمام الفرنسي.

 فكرتُ مطوّلاً في مغزى هذا الإتصال، فوجدتُ أنّ هذه الشخصية رأت في انقطاعي عن التواصل معها مؤشراً إلى انهيار رهان شريحة واسعة من اللبنانيين، على المبادرة الفرنسية التي سبق أن أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

 وبالفعل، فقدت المبادرة الفرنسية قيمتها الإنقاذية، في تلك اللحظة التي أصبحت فيها رهينة الخلاف الذي يُبعد الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة سعد الحريري عن رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، إذ إنّ العمل الفرنسي انصبّ ولا يزال على جمعهما، على اعتبار أنّ ذلك هو الوسيلة الوحيدة للحصول على توقيع رئيس الجمهورية ميشال عون على التشكيلة الحكومية المرجوّة.

 ولهذا السبب، لم يعد الإتصال بالدوائر الفرنسية لمعرفة دينامية المبادرة الإنقاذية، إلّا استطلاعاً لتطوّر الخلاف بين الحريري، من جهة وبين عون وباسيل، من جهة أخرى فيما لبنان ينهار، يوماً بعد يوم، وكفاءاته تهاجر، وشعبه يئن، واحتياطاته النادرة تُستنزف، والفوضى تدق الأبواب، واليأس يتعمّم.

 بطبيعة الحال، لا تتحمّل فرنسا مسؤولية الإنهيار في لبنان، ولكن لا يمكنها، وهي التي بادرت ووعدت، أن تنتقل إلى موقع "شيخ صلح" بين شخصيات سياسية متباينة الأهداف والتطلعات والحساسيات والأنانيات والطموحات، بعدما كانت قد تعهّدت أن تكون الوسيط النزيه بين مطالب الشعب اللبناني التي تبنّتها وبين الطبقة السياسية التي عوّمتها بعد كل ما أصاب هذه الطبقة من ضرر وتشتت، في ضوء ثورة 17 تشرين الأوّل (أكتوبر) 2019 وانفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب (أغسطس) 2020.

 في هذه الحالة، هل يعود ثمة فرق بين الدور الذي يلعبه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وبين ذاك الذي يقوم به، بين فترة وأخرى، المدير العام للأمن العام اللواء عبّاس إبراهيم؟

 إنّ قيمة دخول الدول على خط أيّ أزمة وجودية، كتلك التي يعاني منها لبنان، تكمن، حصراً، في ما تختزنه من أوراق ضغط على من يخرق تعهّداً أو يُعرقل مساراً، فيما فرنسا مزّقت، منذ اليوم الأول، لانطلاق مبادرتها، أوراق الضغط هذه. إنّ مشهدية "بهدلة" ماكرون لمراسل صحيفة "لوفيغارو" جورج مالبرونو، بسبب مقال نشره عن احتمال إنزال عقوبات، بمن يتخلّف عن تعهداته الواردة في المبادرة الفرنسية، كانت كافية، ليلتقط من يعنيه الأمر نقطة الضعف الجوهرية، في حركة الرئيس الفرنسي، ويؤسّس عليها "انقلابه" الذي زاد الدمار دماراً والإنهيار انهياراً والإحباط إحباطاً.

 إنّ "المبادرة الفرنسية" تقوم على معادلة ضعيفة، وهي أنّ الإلتزام بها يمد لبنان بحاجته الى الأموال الإنقاذية، فيما الإخلال بها، يقفل الأبواب أمام هذه الأموال.

 وهذا يعني أنّ فرنسا تهدّد الطبقة السياسية بحرمان لبنان ممّا يحتاجه، ظنّاً منها أنّ هذه الطبقة التي هي اتّهمتها بالفساد والعجز والتبعية، تهتم، فعلاً، بمصير البلاد، متجاهلة أنّها كانت قد أهدرت، من دون أن يرف لها جفن، كلّ ثروات البلاد ومدّخرات العباد، وردّت على غضب الناس، بالتهديد والرصاص والإعتقالات وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية.   وعليه، لم تعد "المبادرة الفرنسية" سوى مادة من مواد السجال السياسي المحتدم في لبنان، فالجميع يتّهم الجميع، بالعمل ضدها، فيما صاحب المبادرة صامت عموماً، وعندما يتكلّم يكتفي بالعموميات التي يفسّرها كل طرف، وفق هواه.

 إنّ وقائع الأسبوع الذي مضى، بيّنت أنّ فرنسا لم تعد في الحسبان الحقيقي، فكل طرف يتحدّث عن دولة معرقلة، خصوم الحريري يتهمون المملكة العربية السعودية، ومريدو الحريري يتّهمون الجمهورية الإسلامية في إيران، فيما البطريرك الماروني، ومعه شريحة واسعة من اللبنانيين، بات ينظر الى دور لا يمكن أن تقوم به إلّا منظمة الأمم المتحدة، الأمر الذي أثار غضب "حزب الله" الذي كان مرتاحاً الى المشهدية الفرنسية "الرخوة" و"غير المنتجة".  مصدري الفرنسي الذي اتصل بي، يقرأ اللغة العربية ويفهمها. سوف أرسل له هذه المقالة، ففيها الجواب الكافي عن استفساره.

 

 توأمة الدّبلوماسية والدّيموقراطيّة في استراتيجيّة بايدن الأمنيّة

راغدة درغام/النهار العربي/07 آذار/2021

انزلقت الجمهورية الإسلامية الإيرانية في وثيقة "استراتيجية الأمن القومي المرحلية" التي نشرها الرئيس الأميركي جو بايدن هذا الأسبوع، من مرتبة تهديد الأمن القومي الأميركي بحسب تصنيف الرئيس الأسبق دونالد ترامب، حيث أتت مباشرة بعد الصين، واستقرّت في خانة "الردع" بأدوات الدبلوماسية والديموقراطية. ستردع إدارة بايدن تهديدات إيران سيادة الدول الأخرى في المنطقة وسلامتها "لكننا لا نعتقد أن حل مشكلات المنطقة هو استخدام القوة العسكرية، ولن نعطي شيكاً على بياض لشركائنا الذين يتبعون سياسات تتعارض مع المصالح والقيم الأميركية في الشرق الأوسط، ولهذا السبب سحبنا دعم الولايات المتحدة للهجمات في اليمن"، قال الرئيس بايدن في وثيقته. هذا فيما كانت إدارته وكان شركاؤه الأوروبيون يدينون الهجمات الحوثيّة المتكرّرة على السعودية بدعم إيراني وأسلحة إيرانية - باعتراف كبار المسؤولين العسكريين الأميركيين - إنما الإدانة البالغة الحذر تجنّبت عمداً تحميل إيران المسؤولية. فالأوروبيون يعيدون تكرار ما فعلوه عام 2015 عندما هرولوا لتلبية شروط طهران وغضّ النظر عن سلوكها الإقليمي ضد سيادة الدول العربية، متذرّعين بأولوية التوصّل الى اتفاقية نووية مع إيران. وإدارة بايدن جاهزة لإعادة ضبط وتعديل reset العلاقات الأميركية بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، بما يضمن لها النجاح الذي تنشده في السياسة الخارجية، حتى وإن لبّت طهران وشروطها عبر البوابة الأوروبية.  وثيقة بايدن تخلو من أدوات التأثير والنفوذ الملموس، وتكاد لا تأتي على ذكر الأدوات التي ميّزت إدارة ترامب، أي العقوبات والضغوط القصوى. أدوات بايدن، كما حددها في استراتيجيته، هي دبلوماسية بامتياز، بحيث تعكس اقتناع إدارته بأن الدبلوماسية التقليدية، بعيداً عن العقوبات أو التهديد باستخدام القوة العسكرية، ستضمن حماية المصالح الأميركية على المستوى العالمي.

 العقوبات التي تؤمن بها إدارة بايدن مفصّلة وليست مبدأً عاماً، إذ إنها تطبّق على دول معينة مثل روسيا. رأي بايدن وفريقه هو أن "الديموقراطية" تشكّل سلاحاً في وجه "الاستبدادية"، ما سيمكّن الولايات المتحدة من الانتصار على الأنظمة التي تنفرد بالسلطة بحكم مُطلق مثل الصين وروسيا.

الديموقراطية، بحسب الرئيس بايدن، هي "الفضيلة الأساسية لمصلحتنا" our most fundamental advantage في "خضمّ النقاش حول مستقبل العالم" بين مسار الديموقراطية ومسار الاستبدادية "ويجب علينا أن نثبت أن نموذجنا ليس رفاتاً في التاريخ" relic of history.

الديموقراطية والدبلوماسية هما توأمان في استراتيجية الأمن القومي الأميركي، كما يراها الرئيس جو بايدن بعد مرور 45 يوماً على توليه منصبه، وكما دوّن في وثيقته التي أسماها "مرحلية" interim ما قد يحفظ له خط الرجعة إذا أتت عليه صدمة الواقعية. هذان عنوانان جميلان، لكن استخدامهما كأدوات تحفيز أو تأثير مع الأنظمة الاستبدادية autocracy والأنظمة التي تتبنى منطق الاستبدادية - الدينية theocracy ليس مقنعاً.

فإما أن يكون في ذهن الرئيس الأميركي الجديد وإدارته غضّ النظر عن ممارسات الأنظمة المستبدّة، اضطراراً، حرصاً على المصالح الأميركية الكبرى في المعادلات الجغرافية - السياسية. أو أنه سينتقي معاركه مع هذه الأنظمة بصورة لا تؤثّر في صلب الاعتبارات الأمنية والجغرافية - السياسية. أو أنه سيتراجع عمليّاً بعد أن يواجه فعلياً استحالة اعتماد توأم الديموقراطية والدبلوماسية كركنٍ أساسي في السياسة الخارجية الأميركية. هذه الخيارات لا تنطبق فقط على الصين وروسيا اللتين تشكلان أكبر تهديدين للولايات المتحدة، بحسب وثيقة بايدن، وإنما أيضاً على شتّى دول العالم.

التمسّك بالمحاسبة على انتهاكات حقوق الإنسان مع الحرص على مؤازرة الناشطين في تحدّي السلطوية والاستبدادية يتطلّب أكثر من مجرّد البيانات والإدانة. يتطلّب أن يكون جزءاً من استراتيجية وليس مُسكّناً لتحويل الأنظار. فإذا كان في ذهن إدارة بايدن محاسبة دول الشرق الأوسط على خروقات حقوق الإنسان، عليها عدم استخدام ورقة التين للتغطية على ممارسات كل دول الشرق الأوسط، العربية منها، وإسرائيل، وتركيا، وإيران. تطبيق "القيم" التي تحدّث عنها الرئيس بايدن في وثيقة الأمن القومي، إذا كان انتقائياً، فإنه قد يسيء أكثر مما يفيد.

قد يكون مفيداً لإدارة بايدن أن تفكّر خارج الصندوق وتدقّق في انتهاكات السلطة في لبنان لحق الشعب اللبناني في الحصول على معونة دولية لوقف الانهيار والاستنزاف بقرار من "حزب الله" ومن رجال الحكم الفاسدين برمّتهم. في وسع إدارة بايدن أن تتخذ من لبنان نموذجاً لاهتمامها بحقوق الإنسان، بدءاً بحق الناس بالحياد والحق بتحقيق دولي حول ارتكاب جريمة ضد الإنسانية بتخزين مواد النترات المتفجرة في مواقع مدنية، وانتهاءً بعدم السماح بالإفلات من العقاب للضالعين في تفجير مرفأ بيروت المروّع، من خلال تقصّي الحقائق وبمساعدة مباشرة من الـFBI الذي اطّلع على مأساة المرفأ. هذه ليست مسألة تغيير النظام في لبنان. إنها مسألة انتهاكات صارخة لحقوق الناس بالخلاص من تسلّط السلطة الحاكمة العازمة على المضي بانتهاكاتها، لأن ما يسمّى بالأُسرة الدولية ترفض محاسبتها وتسمح لها بالإفلات من العقاب. سوريا متورّطة. روسيا متورّطة. الدول الأوروبية تترك المسألة لفرنسا التي تتخبّط كعادتها في سياساتها المتأرجحة. إدارة بايدن قادرة على إحداث علامة فارقة في سعيها وزعمها أنها حريصة على حقوق الناس. المؤسف أنها على الأرجح لن تفعل، وذلك لأنها، شأنها شأن الأوروبيين، منغمسة في أولوية إرضاء إيران. وطهران لن تسمح لا للولايات المتحدة ولا للدّول الأوروبية بأن تتعاطى مع ملف لبنان لأن لبنان في قبضتها. وهذا مجرّد مثال على أسباب رفض الجمهورية الإسلامية الإيرانية أيّ محاولة للبحث في السلوك الإيراني الإقليمي عند التحدّث عن إحياء الاتفاقية النووية. هكذا فعلت عام 2015 وثم أسهبت في مشروعها الإقليمي في العراق وسوريا ولبنان واليمن. وهكذا تنوي أن تفعل بمباركة أميركية وأوروبية.

وثيقة بايدن لا تتحدّث عن إيكال مهام تفاوضية للدول الأوروبية كجزء من استراتيجية الأمن القومي الأميركي، لكنها عمليّاً تفعل ذلك تماماً بتعاطيها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وكوسيلة للتفاوض بين واشنطن وطهران. خُلاصة الفكرة المتَّفق عليها مسبقاً هي تقليص المطالب من إيران الى العلاقة بينها وبين الوكالة الدولية للطاقة الذرية. لا غير. هكذا يمكن لإدارة بايدن أن تلبّي الشروط الإيرانية. وهكذا يمكن للقيادات الإيرانية أن تضمن تلبية إدارة بايدن شروطها عبر القناة الأوروبية.

بدعة الأوروبيين الأخيرة تجسّدت في مشروع قرار إدانة إيران أمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ما لبثت أن سحبته كي تتمكن طهران من التراجع، مقابل السحب، عن رفضها الموافقة الأميركية على إجراء محادثات حول إحياء الاتفاقية النووية JCPOA بموجب طروحات أوروبية. إنها مسرحية شد الحبال. والى حين وضوح وإيضاح المواقف والتصريحات المتضاربة لأقطاب إدارة بايدن، يحبس العالم أنفاسه وينتظر نتائج المبارزة الأميركية - الإيرانية، لأن تداعياتها مصيرية، لا سيّما للدول الرابضة تحت سيطرة الحرس الثوري الإيراني الرافض طرح السلوك الإقليمي على طاولة المفاوضات.

فلا إيران ولا الصين ولا روسيا ولا كوريا الشمالية ارتجفت خوفاً مما أعلنه الرئيس الأميركي في وثيقة "استراتيجية الأمن القومي الموقّتة" هذه، استراتيجية توأمة الديموقراطية والدبلوماسية في التصدّي لدول تقهقه على الفكرة بحد ذاتها. فالمسألة وجودية لهذه الأنظمة، واستراتيجياتها قد تكون عقائدية أساساً، لكنها براغماتية بامتياز. فهي لن تستهتر بالولايات المتحدة الأميركية بسبب وثيقة بايدن الموقتة، وذلك لأنها تؤمن بأن الولايات المتحدة الأميركية لا تديرها إدارة منتخبة لأربع سنوات وإنما المؤسسة الحاكمة أو ما تسميه الدولة العميقة. ففي رأي هذه الدول، أن سذاجة الوثيقة هدفها التغطية على سياسات أميركية خبيثة.

 القيادات الإيرانية متمسّكة بشرط رفع إدارة بايدن "جميع العقوبات" عن إيران وهي تعتمد على الدبلوماسية الأوروبية ذات العصب الطري لتضمن الليونة الأميركية والخضوع لرفع العقوبات مباشرةً أو عبر البوابة الأوروبية، بدفعة كبرى أو بدفعات. فطهران لن تتراجع. إنها مقتنعة بأن إدارة بايدن هي المضطرة للصفقة مع إيران، لا العكس. فالثقة عارمة بين أركان النظام في إيران، الثقة بالنفس والثقة بخضوع الأوروبيين للاستراتيجية الإيرانية، والثقة بأن توأمة الدبلوماسية والديموقراطية في استراتيجية الأمن القومي لإدارة بايدن إنما تقع تماماً في المصلحة الإيرانية.

 

الضّرب "حلال" في النّظام اللبناني الميت

راغب جابر/النهار العربي/07 آذار/2021

لم يعد النظام اللبناني قابلاً للحياة، لا بصيغة الميثاق الوطني القديمة ولا بصيغة ‏اتفاق الطائف التجميلية. هذا المسمى نظاماً ولد مريضاً وهشاً واستفحل مرضه حتى ‏بات البلد في حال موت دماغي. لبنان اليوم ينازع بين الحياة والموت، الوضع ‏أخطر من حرب السنتين عام 1975 وما تلاها من حروب داخلية وخارجية ‏بتداخلاتها السورية والفلسطينية والإسرائيلية والإقليمية.  منذ البداية ركب هذا النظام على خلاف بين اللبنانيين. خلاف على الهوية والانتماء ‏والدور، كما على تقاسم الثروات والمكاسب والعلاقات مع المحيط ومع العالم، ولم ‏تفلح التفاهمات الشفوية والتوافقات بين زعماء الطوائف النافذة وبرعاية الدول ‏الغربية الفاعلة، فرنسا وبريطانيا أولاً، ثم الدول الإقليمية تالياً، مصر والسعودية ‏وسوريا قبل أن تنتقل قوة التأثير الى تركيا وإيران، في وضع نظام صلب على ‏أسس علمية وقانونية معاصرة. كل التفاهمات كانت أشبه بمعالجة بالمسكن لعلة ‏تحتاج استئصالاً تاماً. ‏

 هذا النظام يلفظ اليوم أنفاسه الأخيرة، لم تعد المكابرة تنفع، ولا ترداد معزوفة ‏التعايش والمواطنية والوطنية والشراكة وما شابه من مفردات القاموس اللبناني ‏الفريد من نوعه في العالم. لم تعد الأكاذيب تجدي نفعاً. المجاملات والتنميقات ‏الكلامية صارت لعبة ممجوجة لا تقنع أحداً، حتى مردديها، وساعة الحقيقة أزفت ‏ولا بد من مواجهتها بجرأة وبعقل، ولكن الأهم بالاعتراف. اعتراف الجميع بأنهم ‏جميعاً أخطأوا، ومن دون هذا الاعتراف، ولو ضمناً، لا إمكان للبحث في أي مسار ‏إنقاذي.‏

 ليس الأمر سهلاً في واقع شديد التعقيد تعصف به رياح الشرق والغرب وتقذف به ‏في لجة صراعات وحروب ومصالح كبرى لدول عظمى، وأقل عظمة، لا ترى في ‏هذا البلد الهجين إلا كرة تتقاذفها الأرجل لتسجيل إصابة في هذا المرمى أو ذاك. ‏ويزداد الأمر تعقيداً مع "نخبة" حاكمة عاجزة ومكبلة ولا تملك، مجتمعة، ‏وبالمفرق، رؤية علمية وعملية للبلد الحائر في هويته وانتمائه برغم تثبيت هويته ‏العربية نصاً في اتفاق الطائف الشهير. ‏

 لقد كان اتفاق الطائف تسوية لوقف الحرب المدمرة وصيغة تحسينية لميثاق 1943، لكنه بُني على الأسس التسووية نفسها وحمل بين سطور فقراته أسباب تعثره. ‏كان لبنان يحتاج الى تغيير جذري وجاء اتفاق الطائف أقل من ذلك بكثير، برغم ‏بعض الجوانب الإصلاحية فيه. ‏

 واقع الحال يقول إن الطائف لم ينفذ كما يجب وكاملاً، وتبدو الطائفية كنظام ‏سياسي، أقوى بكثير من الطائف والدستور المنبثق منه وهنا بيت القصيد. لم يكن ‏السوريون وحدهم من أعاقوا تطبيق الطائف ولا الموارنة وحدهم ولا السنّة وحدهم ‏ولا الشيعة وحدهم. جميعهم اعتبروا الطائف تسوية مرحلية يمكن القفز فوقها في أي ‏ساعة والتحصن وراء متاريس الطائفة. يضرب الطائف كل يوم ويستحضر عند ‏الحاجة لمآرب خاصة، سياسية وطائفية ومذهبية.‏  أي دعوة الى تعديل الطائف أو إلغائه اليوم لن تنجح في إيجاد بديل ما دامت هي دعوة ‏ضمنية الى تعديل موازين القوى الطائفية في البلد. لن ترضى أي طائفة ‏بالانكسار والتسليم. الطبقة السياسية اللبنانية، وبكل شفافية، عاجزة عن إدارة ‏مدرسة في قرية مختلطة فكيف يمكنها الخوض في تعديل دستوري بهذا الحجم. ما الدعوات العلنية والمضمرة من هنا وهناك الى مؤتمر تأسيسي سوى تلميحات ‏وعمليات ضغط. هذا البلد، منذ نشأته، تعوّد أن يكون محاطاً برعاية الأصدقاء ‏والأقرباء ولم يبلغ سن الرشد بعد، ولن يبلغه ما دام لا عقل ولا علم ولا أخلاق ‏تحكمه.‏ المشكلة اللبنانية اعمق وأعقد بكثير من مجرد خلاف على وزير او منصب اداري ‏او على شركة كهرباء. ولانها كذلك تحتاج الى ما هو أكبر من تسوية طائفية، فأي ‏تسوية على قاعدة المحاصصة الطائفية ستعمق الإنقسامات. وتقتضي الجرأة القول ‏ان الانقسامات في البلد هي إنقسامات طائفية ومذهبية على علاقة بالإقليم وما بعده.‏  لبنان يحتاج ثورة تقتلع كل هذا الهيكل وترميه في البحر. لكنها ليست آتية. لأن ‏الثورة تحتاج مفكرين وثوارا من خارج هذه المنظومة وهؤلاء غير موجودين بعد.‏

 

إيران لن تذهب أبعد من «ربط النزاع» وسط تحديات تسلّل «القوة الناعمة» إلى الداخل

رلى موفّق/القدس العربي/07 آذار/2021

باختصار، الصراع بين الولايات المتحدة وإيران «الخمينية» طويل جداً. الحديث هنا عن أيديولوجيتين متناقضتين إلى حدود التصادم. في الأساس، قامت «ثورة الخميني» الدينية على قاعدة العداء لأمريكا. وحتى لو طغت المصالح المشتركة للطرفين، وتخطى التصادم طبيعية النظام، فثمة اختلاف عميق في التكوين العقائدي. التغيير المفاهيمي خطر على النظام الذي يحرسه بقوة الولي الفقيه، «العَالِم بأمور زمانه» في غيبة الإمام المهدي المنتظر. يقول لصيقون بـ»محور إيران» إن القائد الثاني للثورة علي خامنئي، الذي لا يمكنه فكرياً الوثوق بأمريكا والغرب، يحمل نظريات القضاء على ما يُسمى تأثّر إيران بالحضارة الغربية كموروث تاريخي من زمن الشاه، والاستدارة نحو الشرق، والاقتصاد المقَاوِم، وهي نظريات ستستظل أي اتفاقات أو تفاهمات يمكن لإيران أن تصيغها مع الولايات المتحدة، ولا سيما بعد التجربة المريرة مع ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب.

العودة إلى الاتفاق النووي هي مسألة وقت، قد يقصر أو يطول. والتوقعات تذهب إلى مدى زمني ما بين صيف 2021 وصيف 2022 وسط قرار إيراني جازم باللعب على حافة الهاوية لحين الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وعليه سيشهد طريق التفاوض تصعيداً مدروساً في ساحات نفوذ طهران من قبل أذرعها العسكرية، على غرار ما يحصل في اليمن والعراق راهناً، رغم رسائل الودّ والإغراء التي تُرسلها إدارة جو بايدن.

المحللون المرتبطون بالمحور الإيراني يرون أن «أقصى ما يطمح إليه الإيرانيون مع أمريكا، بالتفسير السياسي الدقيق، هو ربط نزاع؛ فالاتفاق النووي أساساً كان ربط نزاع». استندَ الـمُسَـوِّغ الأمريكي – الغربي إلى الحاجة لاحتواء إيران لمنعها من الحصول على القنبلة، وارتكز الـمُسَـوِّغ الإيراني على الحاجة لرفع العقوبات وتنمية الاقتصاد، ولا يزال الـمُسَـوِّغان صالحين للعودة إلى الاتفاق. غير أن طهران لن تذهب إلى فتح اقتصادها للغرب من دون حسابات متأنية لأنها تُدرك في العمق أن الغرب يلتفُّ في الأداة من دون أن يُغيّـرَ الهدف المتمثل، في الحد الأدنى، بـ»ترويض» النظام، وتقويضه من الداخل، في الحد الأقصى. فهي تدرك خطر «تسلّل» الثقافة الغربية إلى الداخل الإيراني من بوابة «القوة الناعمة». لم يُنظر كثيرون إلى الاتفاق النووي الإيراني عند توقيعه في 2015 بوصفه اتفاقاً على برنامج وأنشطة نووية، بل تأسيساً لجغرافيا سياسية جديدة وإعادة ترتيب لموازين القوى في المنطقة، ورسماً لتحالفات سياسية واقتصادية فيها. بالأمس، أعلن بايدن في «وثيقة استراتيجية الأمن القومي المؤقتة» أن الوجود العسكري الأقوى للولايات المتحدة سيكون في منطقة المحيط الهادئ وأوروبا، بينما سيكون في الشرق الأوسط بما يكفي لتلبية احتياجات معيّنة. ولتحقيق ذلك، لا بدّ من تبريد مع طهران عبر اتفاق يُؤمّن، في العمق، هدف واشنطن الأول في الشرق الأوسط وعنوانه حماية إسرائيل التي هي «الغدّة السرطانية» الواجب انتزاعها، وفق عقيدة الخميني.

الطرفان عائدان إلى الاتفاق النووي. يُسوّق أمريكياً على أن الاتفاق النووي سيفتحُ الباب للولوج إلى ملف الصواريخ الباليستية. لكن درب التفاهمات على الصواريخ سيكون طويلاً وشاقاً ومعقداً، وسيأخذ سنوات طويلة جداً، ذلك أن طهران لن تتنازل بسهولة عن ذراعها الصاروخية التي أمّنت لها توازناً إزاء التفوّق الجوي لـ»الأعداء» وتُشكّل عامل الردع ومصدر القوة لأذرعها العسكرية في ساحات الصراع، لا بل إنها عملت على تطويرها تحت مسمّى «الصواريخ الدقيقة» التي شكّلت تحولاً استراتيجياً، وأمامها أشواط عديدة لتقطعها في هذا المجال. يتمّ الحديث عن مزيدٍ من تطوير تقنيات المسيّرات المفخخة والصواريخ المجنّحة، وما ستحمله من رؤوس متفجرة بوقود صلب أو سائل. تلك التقنيات استُخدمت في استهداف منشأتين نفطيتين لشركة «أرامكو» في المملكة العربية السعودية في أيلول/سبتمبر 2019 استهدافٌ تبنّت جماعة «الحوثي» في اليمن إعلان تنفيذه. وأعلن الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله أن «المقاومة» – الذراع العسكرية الإيرانية في لبنان – باتت تمتلك الصواريخ الدقيقة. هذه الذراع الصاروخية الإيرانية هي أهم من القنبلة النووية. القنبلة تُصنع كي لا تُستخدم، لكن تلك الصواريخ تُصنع وتُستخدم وتقلب موازين القوى استراتيجياً.

النفوذ الإقليمي الإيراني

إدارة بايدن تنطلقُ من أن العودة إلى الاتفاق النووي ستكون مقدمة لبحث ملف النفوذ الإقليمي الإيراني. وهنا تبدو إمكانات التوصل إلى «تفاهمات متفرعة» من «ملف النفوذ» مفتوحة. من وجهة نظر «المحور» قد يكون اليمن ساحة الاختبار للنوايا بتنصيب «الحوثي» لاعباً أقوى، ولكن هناك أيضاً ساحات اختبار أخرى في لبنان عبر تكريس سلطة «حزب الله» وفي سوريا بضمان عودة بشار الأسد واستعادة سلطته على الجغرافيا السورية، وفي العراق من خلال تعزيز قوة الجماعات المحسوبة عليها كصاحبة التأثير الأكبر ضمن الواقع الشيعي، في مسعى دؤوب منها لإضعاف مرجعية النجف تحقيقاً لمشروعها بقيادة الشيعة في العالم، والنطق باسمهم كمرجعية أولى وأخيرة. ومهما تكن النتائج المتوخاة من العودة إلى الاتفاق النووي، فإن الإيرانيين يُراهنون على باعهم الطويل وصبرهم، إلى حد أنهم يتوقعون أن تأتي وتذهب إدارات أمريكية عدّة قبل الانتهاء من التسويات النابعة من تسوية النووي. الخطوة الأسرع ستكون العودة إلى اتفاق 2015 وما بعدها مسألة أخرى. لعبة الكباش وعضّ الأصابع ستتواصل. لدى إيران مفهوم راسخ بأن «الصراع الكبير» سيتسمر لأجيال، وأنها ستُوظّف، من موقعها «الجيوسياسي» التناقضات وتُسخّرها لمصلحتها. يريدُ المرشد الإيراني «أن تلتقطَ بلاده الفرصة الأمريكية مع بايدن لكن ليس على حساب التحالف مع الصين وروسيا، الذي يدخل في صلب رؤيته الاستراتيجية للدور المرسوم أن تلعبه الجمهورية الإسلامية الإيرانية ونفوذها وتأثيرها كلاعب من اللاعبين الكبار».

ويريدُ الإصلاحيون بعضاً من الانفتاح، لكن المعطيات لا تشي بأن لديهم حظوظاً في الانتخابات الرئاسية في حزيران/يونيو المقبل. على العكس، يتمّ الرهان على أن يقود المحافظون المرحلة المقبلة بما يُشكّل تحصيناً قوياً للنظام في وجه أي محاولات لاستخدام الغرب الانفتاح الاقتصادي في التأثير على المشهد الإيراني الداخلي. بالطبع ستخفت أصوات إدارة الديمقراطيين في الحديث عن القيم الديمقراطية، وعن حقوق الإنسان، وحرية التعبير في إيران مهما وصلت حدود القمع، ومهما كان توق الإيرانيين إلى الحرية. ستكون المنطقة أمام إعادة ترتيب. وهذه تشتملُ على درجات ومستويات تتراوح بين ربط النزاع وتوزيع المصالح والصفقة الكبرى. لا أحد يتوهم أننا أمام عودة إلى صراع ما بين القطبين الشرقي والغربي ونهائيات الصفقات الكبرى لتقسيم العالم. جل ما يمكن الوصول إليه هو «ربط نزاع» قد يدوم لأربع سنوات وربما أكثر، وقد يكون مفتوحاً للانتقال إلى مستوى جديد من دون أن يكون محسوماً كفّة من ستكون الراجحة.

 

«القناة السرية» بين أميركا وروسيا في فيينا... تفاهمات عسكرية وخيبات سياسية/«الشرق الأوسط» تنشر تفاصيل المفاوضات غير العلنية بين الطرفين في السنوات الماضية

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائهما على هامش «قمة العشرين» في أوساكا اليابانية في يونيو 2019 (غيتي)

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/07 آذار/2021

دقائق، أربع أو خمس، فصلت بين إبلاغ الجيش الروسي وشن طائرات أميركية غارات على «مواقع إيرانية» على الحدود السورية - العراقية في 26 فبراير (شباط) الماضي. «المهلة» الأميركية لروسيا كانت سابقاً أطول. وصلت إلى ساعات، قبل قصف «مواقع سوريا» في أبريل (نيسان) 2017 أو 2018.

تتأمل روسيا، بعسكرييها ودبلوماسييها، هذا «العنصر السوري». مؤشر يُضاف إلى «سلة» العقوبات الأميركية بسبب قضية المعارض ألكسي نافالني وانتقادات رسمية تأتي من واشنطن. مرحلة جديدة في العلاقات بين موسكو واشنطن في عهد إدارة الرئيس جو بايدن عبر عنها في خطابه الافتتاحي، بالقول إن أميركا يجب أن «تكون موجودة في مواجهة تقدم الاستبداد، خصوصاً الطموحات المتزايدة للصين ورغبة روسيا في إضعاف ديمقراطيتنا». وزاد: «لقد قلت بوضوح للرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين، وبشكل مختلف جداً عن سلفي، إن الزمن الذي كانت تخضع فيه الولايات المتحدة لأفعال روسيا العدوانية (...) قد ولّى».

كان بايدن يقصد، السنوات السابقة التي شملت لقاءات رسمية واسعة بين الأميركيين والروس في مقدمهم الرئيسان دونالد ترمب وبوتين ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظرائه المتعاقبين من هيلاري كلينتون وجون كيري إلى ريكس تيلرسون ومايك بومبيو. وللتركيز على الملف السوري، جرت لقاءات بين القادة العسكريين في «مسار فيينا» و«مفاوضات غير معلنة» بين الطرفين خصوصاً بين نائب وزير الخارجية الروسي ومسؤول الملف السوري السابق سيرغي فرشينين مع المبعوث الأميركي السابق جيمس جيفري في عامي 2019 و2020 وقبل ذلك، إضافة إلى اتصالات «المسار الثاني» بين مسؤولين وعسكريين ودبلوماسيين سابقين وخبراء من الجانبين في السنوات الماضية.

تنشر «الشرق الأوسط» اليوم خلاصة المفاوضات الرسمية وغير الرسمية في السنوات الماضية، مع دخول العلاقات بين الطرفين في نفق صعب منذ تسلم بايدن:

أميركا منذ عهد باراك أوباما، كانت محكومة بـ«عقدة العراق». تدخلت تحت مظلة دولية مثقوبة تخص أسلحة الدمار الشامل. غامرت بالعراق فملكته بمشاكله ومآسيه من دون مفاعيل «الدومينو» و«نشر الديمقراطية» في الشرق الأوسط. لم ينفع الجرح الأميركي، القيادة من الخلف لدى تدخل حلفائها واشنطن الغربيين في ليبيا. هاتان التجربتان، كانتا «عقدتين» لازمتا سلوك أميركا في سوريا. وإذا أضيف إلى ذلك، «هوس» فريق أوباما بالملف النووي لإيران دون بحث تمددها الإقليمي، تردد باراك أوباما باستخدام القوة بعد «مجزرة الغوطتين» في أغسطس (آب) 2013 كما كان تردد بقبول عروض إقامة منطقة آمنة. جاءه عرض الرئيس فلاديمير بوتين بعد «الكيماوي» على طبق من فضة وتوصلت الدولتان إلى اتفاق يتعلق بالبرنامج الكيماوي في سبتمبر (أيلول) 2013.

قبل ذلك، صاغ لافروف وكلنتون وآخرون «بيان جنيف» في يونيو (حزيران) 2012 ونص على تشكيل «هيئة انتقالية تنفيذية» لكنهما اختلفا على تفسيره. وفي مايو (أيار) 2013 اتفق لافروف وكيري على تسريع العملية السياسية لتنفيذ «بيان جنيف» وكلفا المبعوث الأسبق الأخضر الإبراهيمي الذي تسلم منصبه في سبتمبر 2012 خلفاً لكوفي أنان، عقد مؤتمر «جنيف 1» الدولي في مونترو في بداية 2014.

الاتفاق بين لافروف وكيري للتخلص من الترسانة الكيماوية في سبتمبر 2013. تطابق برنامج تنفيذه مع مواعيد دمشق للانتخابات الرئاسية في منتصف 2014. وترجم الاتفاق بالقرار الدولي 2118 الذي شرعن «بيان جنيف». هذا الاتفاق شكل نقطة انعطاف في أكثر من اتجاه، بينها اتساع سيطرة «داعش» في سوريا وتقهقر «الجيش الحر» مع بقاء برنامج سري أميركي بدعم إقليمي لتسلح المعارضة في الأردن وتركيا. الدعم الإيراني لم يسعف تراجعات قوات النظام التي تلقت ضربات في ربيع 2015. خسرت إدلب وريف درعا، واقتصرت مناطق السيطرة على نحو 15 في المائة من سوريا.

في منتصف 2015 استنجدت إيران، التي وضعت كل إمكاناتها لدعم النظام، بالجيش الروسي في وقت كان بوتين ينتظر اللحظة للانقضاض على «فريسته». هذا ما كان. تدخلت سوريا في سبتمبر 2015. وملكت سوريا ومفتاحها ومدت ذراعها في بطن الشرق الأوسط. بعدها باتت روسيا «الوكيل الحصري» للعملية السياسية وتبلور ذلك بإطلاق «عملية فيينا السياسية» بمشاركة جميع الدول المنخرطة بالنزاع، «المجموعة الدولية لدعم سوريا»، وتوصلها إلى مسودة القرار 2254 في نهاية 2015. انتزعت روسيا في هذا القرار «سلسلة تراجعات» و«اختراقات»، بعضها: الانتقال بالمرجعية السياسية من «الهيئة الانتقالية» إلى «الحوكمة» بفضل «صيغة ملتفة» روج لها المبعوث الأممي السابق ستيفان دي ميستورا، توسيع أطر تمثيل المعارضة السورية لتشمل منصتي القاهرة وموسكو وعدم الاكتفاء بـ«هيئة التفاوض»، وإدخال عنصر «محاربة الإرهاب»، الذي شكل أساساً لعمليات عسكرية واسعة ضد «معارضة معتدلة»، رغم أنه حدد الفصائل الإرهابية. وصلت سوريا المتعبة من القصف والنزوح واللجوء إلى منتصف 2016. كان كيري لا يزال مهتماً بالتوصل إلى «تفاهمات» مع لافروف. توصلا إلى اتفاق وقف النار بعد مفاوضات ماراثونية. اتفاق تضمن الكثير من الألغام بينها إيصال المساعدات إلى حلب الشرقية المحاصرة، وتشكيل «خلية التنفيذ المشتركة» بين الجيشين الأميركي والروسي لوقف النار وتبادل الخرائط والمعلومات الاستخبارية لبدء استهداف «فتح الشام» (جبهة النصرة) قبل أن تصبح «هيئة تحرير الشام» وتنسيق الحرب ضد «داعش» وبقاء الطائرات السورية في قواعدها بالتوازي مع إطلاق مفاوضات السلام في جنيف. العنصر الأهم، كان غياب آلية الرقابة. مضى الوقت. استمر القصف والمعارك. وصلنا إلى نهاية 2016. فكان التفاهم الأبرز هو بين موسكو وأنقرة، بالتخلي عن شرق حلب مقابل توغل تركيا في جيوب شمال سوريا وتشكل «درع الفرات».

استعادة دمشق لحلب كان نقطة انعطاف أخرى في الصراع. تقدمت موسكو وأنقرة وطهران. تجلى ذلك، ببدء عملية آستانة في بداية 2017 بين «الضامنين» الثلاثة التي شكلت أربع مناطق «خفض تصعيد»، هي: غوطة دمشق، وريف حمص، وإدلب وجوارها، ودرعا وجوارها. هذا المسار وفر مناورة لاستعادة مساحات واسعة من مناطق معارضة كانت تئن تحت الحصار والقصف. مسار عسكري، ألبسته روسيا لبوساً سياسياً وإنسانياً إلى حد طغى على المنافس اللدود المتمثل في مسار جنيف، ذي الرعاية الأممية والكعب السياسي العالي، أعلى من سقف دمشق وموسكو.

- منع الصدام

اهتمام أميركا كان منصباً على منطقتين: شرق الفرات ضمن عمليات التحالف لمحاربة «داعش» وجنوب غربي سوريا القريبة من إسرائيل والأردن. اجترعت واشنطن لكل «داء» علاجاً. إضافة إلى اللقاءات العلنية بين وزيري الخارجية ثنائياً أو جماعياً خلال السنوات الماضية، كانت تعقد اجتماعات غير معلنة بين الطرفين أغلبها في فيينا (البعض في جنيف ونيويورك). هذه اللقاءات، كانت المصدر الأساسي للتفاهمات الكبرى التي حصلت بين الطرفين في الملف السوري. منها ولد التفاهم العسكري لـ«منع الصدام» في منتصف 2017 واعتبار نهر الفرات هو خط التماس بين الطرفين، بحيث جرى تأسيس خط عسكري لتبادل المعلومات وتزويد المعطيات لمنع أي أشكال بين طائرات البلدين خلال نشاطها في سوريا: شرق الفرات للتحالف الدولي بقيادة أميركا وغرب النهر لروسيا وحلفائها. هذا حصل بعد تجاوز عقبة قانونية في أميركا تحظر التعاون مع الجيش الروسي وريف «الجيش الأحمر» السوفياتي.

في يوليو (تموز) من عام 2017. أعلن ترمب وبوتين عن اتفاق وقف إطلاق النار بين القوات الحكومية السورية وقوى المعارضة. وكان ترمب - قبل إبرام ذلك الاتفاق - أوقف تماماً جهود وكالة الاستخبارات الأميركية (سي أي إيه) في تمويل قوى المعارضة السورية، مما يعد موافقة ضمنية من جانبه على السماح للجانب الروسي بالحفاظ على اليد العليا في الشأن السوري.

في مايو (أيار) 2017 قصفت القوات الأميركية في قاعدة التنف «فصائل إيرانية» وفي فبراير (شباط) 2018 قصفت أميركا شرق سوريا «مرتزقة فاغنر» الروسية. كانت المعلومات العسكرية يجري تبادلهما لمنع تصاعد الأمور عبر بنود «منع الصدام». كما هو الحال لدى الغارة الأميركية الأخيرة على «فصائل إيرانية» قرب البوكمال في 26 الشهر الماضي. غالباً، ما كان يتم «تبادل الرسائل» عبر القصف والتوتر الميداني خلال جولات التفاوض في فيينا.

أيضاً، أن «اتفاق الجنوب» في منتصف 2018. كان وليد «مسار فيينا» بين الطرفين ونص على عودة قوات الحكومة إلى ريف درعا والقنيطرة مقابل إبعاد ميليشيات إيران عن الجنوب واستئناف عمل «القوات الدولية لفك الاشتباك» (أندوف) في الجولان. وفي سبتمبر 2018، كشف الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف تفاصيل التفاهمات. وقال إن تم «انسحاب جميع القوات الموالية لإيران وأسلحتها الثقيلة من مرتفعات الجولان إلى مسافة آمنة بالنسبة لإسرائيل وهي 140 كيلومتراً شرق سوريا». وأضاف أنه انسحب من هذه المنطقة 1050 عسكرياً و24 راجمة صواريخ ومنظومة صاروخية تكتيكية تعبوية، و145 وحدة سلاح. كما سيرت «أندوف» دورية في 2 أغسطس لأول منذ عام 2012 برفقة الضباط الروس الذين وصلوا إلى خط وقف إطلاق النار المتفق عليه منذ عام 1974. في دلالة إلى عودة الترتيبات إلى قبل عام 2011.

في «مسار فيينا»، الذي شارك فيه مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد ساترفيد والمسؤول الأميركي في التحالف ضد «داعش» بريت ماغورك والمبعوث الأميركي السابق لسوريا مايكل راتني مع نظرائهم الروس، وافق الجانب الأميركي على «تفكيك» قاعدة التنف ضمن عناصر «اتفاق الجنوب». لكن سرعان ما جرى التراجع عن هذا البند بسبب ضغوطات إسرائيلية. عليه، حتى عندما كان الرئيس ترمب يتحدث عن الانسحاب من شرق سوريا في 2018 و2019. كان مفهوماً أن «الانسحاب لا يشمل قاعدة التنف، التي ستبقى».

وبعد قرار ترمب سحب قواته من حدود سوريا مع تركيا ما أعطى الضوء الأخضر لتوغل تركي بين تل أبيض ورأس العين في أكتوبر (تشرين الأول) 2019. جرت تغييرات كبيرة على انتشار القوات في شرق الفرات. صارت قوات الروس والأتراك والحكومة السورية موجودة هناك. جرت أكثر من ملاحقة عسكرية بين دبابات وآليات الطرفين. هذا الأمر استدعى الكثير من التفاهمات العسكرية بين الأطراف، إضافة إلى اتصالات بين القادة. كما استدعى أن تنشر أميركا معدات جديدة بينها آليات «برادلي» لحماية النفط وتجنب «التحرشات» الروسية. وفي النصف الثاني من ديسمبر (كانون الأول) 2019. عقد اجتماع بين رئيسي الأركان الروسي فاليري غيراسيموف والأميركي مارك ميلي في مدينة بيرن السويسرية لـ«منع وقوع اشتباكات بين بلديهما خلال تنفيذ العمليات العسكرية في سوريا».

- «المستنقع السوري»

بعد تسلم جيفري ونائبه جويل ريبرن الملف السوري بشقية السياسي والخاص بالتحالف ضد «داعش» (ماغورك كان المبعوث الخاص التحالف حتى 2018)، حصل تغيير في النهج الأميركي مع سوريا. كان هناك استئناف للمفاوضات الرسمية غير المعلنة في فيينا واستكمال لمسار خبره ماغورك، لكن أضيفت إليه بعض العناصر من ضمنها الحديث في ملفات سياسية وإنسانية ومحاولة طرح مقاربة «خطوة - خطوة» أو «كثير مقابل كثير، وقليل مقابل كثير». في إحدى الجلسات بين جيفري وفرشينين التي عقدت في فيينا في صيف 2019. قدم الأميركيون لأول مرة، أوراقاً ومقترحات خطية لبعض الخطوات المتبادلة التفصيلية، تتعلق بتجميد فرض عقوبات وتقديم مساعدات لمناطق الحكومة وإصدار بيان وتمويل نزع الألغام في سوريا وإقناع الأردن بتزويد جنوب سوريا بالكهرباء، مقابل طلبات مثل تبني قرار دولي للمساعدات الإنسانية عبر الحدود وتفعيل العملية السياسية وتشكيل اللجنة الدستورية وبدء عملها والاتفاق على معاير سلوكها (هذا حصل في نهاية أكتوبر 2019)، إلى ملفات جيوسياسية مثل تطبيق «تفاهم الجنوب» الذي يعود إلى منتصف 2018 بما يضمن إبعاد إيران عن «خط فك الاشتباك» في الجولان وحدود الأردن لمسافة 85 كلم والتزام اتفاق نزع السلاح الكيماوي الموقع بين لافروف وكيري في سبتمبر 2013. وكانت الورقة الأميركية تمهيداً لقمة بوتين - ترمب على هامش اجتماع «قمة العشرين» في اليابان في يونيو 2019. حصلت خيبة متبادلة. توقف «مسار فيينا» في نهاية 2019 وعلى خلفية تدهور الوضع الاقتصادي وخروقات هدنة إدلب في بداية 2020. أبدى الروس اهتماماً باستئناف هذا المسار، وعقدت جولتان بين جيفري وفرشينين في فيينا في يوليو (تموز) وفي جنيف في أغسطس العام الماضي. (لم يشارك فرشينين في الجولة الثانية لأنه كان مصاباً بــ«كورونا» ثم بات الملف السوري في عهدة نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف). الاهتمام الروسي، كان مدفوعا أيضاً بـ«خيبة» موسكو من نتائج زيارة لافروف إلى واشنطن في نهاية 2019. التي لم تفلح في تجميد «قانون قيصر» ومسار «العزلة القصوى» من واشنطن لدمشق. في جولة يوليو، كان واضحاً أن الوفد الروسي كان مقتنعاً بعمق الأزمة الاقتصادية و«تحليل الوضع السياسي»، لكن أيضاً كان منزعجاً من بدء تنفيذ «قانون قيصر» في يونيو (حزيران)، إضافة إلى عرقلة واشنطن لمحاولات موسكو إقناع دول عربية وأوروبية عدة بـ«التطبيع» مع دمشق واستمرارها فرض العقوبات. واختلف الوفدان في تقييم نتائج أعمال «الدستورية». بالنسبة إلى الوفد الروسي، كانت هدنة إدلب صامدة بفضل التعاون في تركيا في «مسار آستانة». ليست هناك أي ضرورة لعملية عسكرية شاملة من دمشق في إدلب. هناك تعويل من موسكو على التعاون مع أنقرة. وهناك تصعيد باللهجة من أن الوجود الأخير «غير شرعي» وتحذير من «الانفصاليين» الأكراد وقلق على وحدة سوريا.

سياسياً، تبلغ الأميركيون في أغسطس الماضي، رفض موسكو لمقاربة «خطوة - خطوة»، معتبرين أن اللجنة الدستورية السورية يمكن أن تواصل العمل لسنوات، وأنه لا أجندة زمنية لوصولها إلى نتائج. وقيل في صيف 2020، إن الانتخابات الرئاسية السورية منتصف عام 2021. هي فرصة، بالنسبة للروس، لعودة دول عربية وغربية كي تعترف بنتائج الانتخابات و«شرعية الأسد». هذه الانتخابات ستحصل بموجب الدستور الحالي لعام 2012. ولا علاقة بينها وبين أعمال اللجنة الدستورية في جنيف وتنفيذ القرار 2254.

في المقابل، واصلت أميركا أجندتها: تعزيز الوجود العسكري شرق الفرات لـ«ردع» روسيا وإيران، مبادرات لـ«ترتيب البيت الداخلي» للأكراد وبقاء التحالف الدولي لقتال «داعش»، إصدار قوائم من العقوبات الجديدة بموجب «قانون قيصر» لزيادة العزلة على دمشق والأزمة. منع التطبيع السياسي مع دمشق ومنع المساهمة بإعمار سوريا. استمرار الغارات الإسرائيلية. الرهان وقتذاك، أن هذه «الأدوات» ستجلب روسيا. في ذهن الفريق الأميركي، وخصوصاً جيفري، هناك إمكانية لتكرار تجربة الغرق الإيراني في جنوب العراق خلال الحرب بين 1980 و1988 وغرق الاتحاد السوفياتي في أفغانستان، إذ إن الأميركيين بـ«قليل من الجنود والتكلفة المالية والبشرية، قادرون على تحقيق نتائج استراتيجية ضد إيران وروسيا وفي مجال العملية السياسية السورية». أي، أن روسيا أمام خيارين: «ملكية بلد مدمر ومنبوذ ومحاصر ومعزول أو التوصل إلى اتفاق مع أميركا يتضمن تنازلات جيوسياسية وحلاً للأزمة الداخلية».

لم يبق وقت لعقد جلسات من «مسار فيينا» نهاية العام الماضي قبل الانتخابات. خرج ترمب وفريقه. جاء بايدن وشكل جزءاً من فريقه السوري في وقت تجري مراجعة للسياسة السورية وتصعيد ضد روسيا.

إلى الآن، سوريا ليست أولوية للإدارة الجديدة التي لم تعين بعد مبعوثاً لسوريا كما كان الأمر سابقاً. واضح أنها تركز على «داعش» وملاحقة خلاياه. أيضاً، أن بعض العاملين في إدارة أوباما عادوا إلى إدارة بايدن. بعضهم حمل «خيبات» أوباما و«الدروس المستفادة» من السنوات السابقة. بعضهم آخر يتذكر «لسعات» الجانب الروسي في أميركا وسوريا والعالم.

ماغورك، كان مسؤولاً في إدارة أوباما وعاد لتسلم منصب رئيسي في إدارة بايدن ويلعب دوراً محورياً في مراجعة السياسة عن سوريا، ما يطرح سؤالاً كبيراً عن السياسة المرتقبة بين التركيز فقط على المصالح الأميركية خصوصاً محاربة «داعش» والهجرة والسلاح الكيماوي وهموم إسرائيل ومحاولات لخفض دور إيران والاكتفاء بتقديم المساعدات الإنسانية وبين التركيز على المسار السياسي وتنفيذ 2254 وطرح موضوع المساءلة ومعالجة «جذور الأزمة السورية».

الشيء الوحيد الواضح، أن «الفريق السوري الجديد» في إدارة بايدن عندما ترك هذا الملف في 2018، كان الحديث في دمشق وموسكو عن «انتصار عسكري كامل» واستعادة السيطرة على كامل البلاد و«تطبيع» سياسي وتدفق مالي من دول عربية وأوروبية وإعادة أعمار. هم عادوا إلى بلاد فيها ثلاث «مناطق نفوذ» وخمسة جيوش، أميركا وروسيا وإيران وتركيا وإسرائيل، وتعاني من انهيار اقتصادي وتحت عقوبات أوروبية وأميركية وبنود «قانون قيصر».

- عروض أميركية... و«غموض» روسي

> عقدت بين روسيا وأميركا في فيينا الكثير من جلسات التفاوض غير المعلنة عامي 2019 و2020، شارك فيها المبعوث الأميركي إلى سوريا جيمس جيفري ونائب وزير الخارجية سيرغي فرشينين، ولعل أبرز ما يميز هذه الجلسات التي عقدت آخر جلستين منها في فيينا في يوليو (تموز) وجنيف في أغسطس 2020 (غاب فرشينين عن آخرها بسبب فيروس «كورونا»).

وبعد قرار الرئيس دونالد ترمب الانسحاب من قسم من شمال شرقي سوريا في أكتوبر (تشرين الأول)، ما فسر الرئيس رجب طيب إردوغان أنه «ضوء أخضر» للتوغل بين تل أبيض ورأس العين، جرى تغيير كبير في خريطة انتشار القوات شرق الفرات، خصوصاً مع دخول قوات روسيا وتركيا وسوريا. هذا استدعى تفاهمات ميدانية بين الفرقاء بعد خفض حصة «قوات سوريا الديمقراطية» حلفاء أميركا شرق الفرات. عقد لقاء غير علني في فيينا في نهاية العام بين الطرفين، مهد لاجتماع بين رئيسي الأركان الروسي فاليري غيراسيموف والأميركي مارك ميلي في مدينة بيرن السويسرية في النصف الثاني من ديسمبر (كانون الأول) 2019. لـ«منع وقوع اشتباكات بين بلديهما خلال تنفيذ العمليات العسكرية في سوريا».

هذه المفاوضات، منذ إطلاقها قبل سنوات بمشاركة عسكريين وسياسيين ودبلوماسيين وأمنيين، تتناول أموراً عملياتية وسياسية وعسكرية. غالباً ما كان الجانب الأميركي يقدم المقترحات والأفكار والأوراق، كانت أبرزها ورقة قدمها جيفري في ربيع 2019. وتضمنت خريطة واضحة لمطالب أميركا و«إغراءاتها» لموسكو تمهيداً لقمة الرئيسين دونالد ترمب وفلاديمير بوتين في «قمة العشرين» في اليابان في يونيو (حزيران) 2019.

ماذا تريد أميركا من روسيا؟ هي مهتمة بإخراج إيران وجميع القوات التي دخلت سوريا بعد 2011 عدا الروسية، ونزع أسلحة الدمار الشامل وخصوصاً «الكيماوي» ومحاربة «داعش» ودفع العملية السياسية وفق القرار 2254، وتحريك عملية اللجنة الدستورية، وقف نار شامل على مستوى سوريا، توفير إجراءات لعودة حرة وكريمة وآمنة للاجئين، ووقف الاعتقالات وإطلاق معتقلين.

ماذا تقدم في المقابل؟ إعفاءات من العقوبات، التوقف عن فرض عقوبات، رفع قيودها على التطبيع مع دمشق، أموال لإعادة الأعمار، تزويد سوريا بالكهرباء من الأردن، تقديم مساعدات لمناطق الحكومة السورية، تمويل عمليات نزع الألغام. أيضاً، تقدم إمكانية لتوسيع التعاون بين الجيشين رغم الشكوك الكبيرة والقيود القانونية في أميركا لأي تعاون مع وريثة الاتحاد السوفياتي.

المثير، أن الأفكار كانت تفصيلية بحيث تتضمن خطوات تنفيذية متبادلة وجداول زمنية. الرد الروسي، كان الاكتفاء بإعطاء إشارات غامضة وكلمات ملتبسة... و«وعود خلبية».

- «مناطق النفوذ»... نموذج روسي لسوريا و«العالم الجديد»

> في موازاة المفاوضات الرسمية بين روسيا وأميركا، كانت تعقد جلسات «المسار الثاني» بين الجانبين بمشاركة شخصيات قريبة من الكرملين ووزارتي الدفاع والخارجية ونظرائهم الأميركيين. بين هذه المسارات مبادرة من «مركز جنيف للدراسات الأمنية»، حيث أعلنت الباحثة الزائرة فيه منى يعقوبيان قبل أيام خلاصة عملها في مفاوضات بدأت في أكتوبر (تشرين الأول) 2018. وقالت: «في ظل الافتقار إلى خيارات أفضل، يبدو أن روسيا تتبع نموذج (مناطق النفوذ) في نهاية لعبتها في سوريا، وهو النموذج الذي يتطلب تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ إقليمية تحت وصاية الرعاة الخارجيين المتنافسين، حيث ستسيطر موسكو على المنطقة الغربية وتركيا في الشمال، والولايات المتحدة في الشرق، وهو ما سيتم على مضض بالنسبة لروسيا». وزادت: «نظراً للطبيعة الأكثر سرية لنفوذها في البلاد، فإن إيران لن تمارس سيطرتها على مجال نفوذ إقليمي محدد، ولكن بدلاً من ذلك، فإن طهران ووكلاءها سيظهرون نفوذهم في مناطق استراتيجية تحت سيطرة نظام الرئيس السوري بشار الأسد». وقالت: «تبني هذا النموذج بمثابة ضرورة وليس اختياراً، حيث تؤكد الظروف الداخلية الروسية، لا سيما الاقتصاد المتعثر، بجانب الانتقاد الدولي الموجه ضد نظام الأسد، وتعقيد الصراع السوري، والانهيار الكارثي لاقتصاد دمشق، على الصعوبات الصارخة التي تواجه استراتيجية نهاية اللعبة الروسية».

بالنسبة إلى منى يعقوبيان، فإن «مناطق النفوذ» في سوريا هو «بمثابة نموذج لنهج موسكو الأوسع في الشرق الأوسط، وربما أبعد من ذلك أيضاً، فرغم أنه من غير المرجح أن تتكرر تفاصيل التدخل الروسي في سوريا في أي مكان آخر، فإن عناصر استراتيجية نهاية اللعبة قد تشكل نموذجاً لسياسة موسكو الخارجية في عالم القرن الحادي والعشرين الذي يزداد تعقيداً»، إذ يعتبر بعض المحللين الروس سوريا على أنها «أول نجاح لروسيا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي» كما ينظرون إليها باعتبارها حالة اختبار لعالم «ما بعد الغرب» متعدد الأقطاب الذي يتميز بتآكل النظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، كما تطمح استراتيجية «مجالات النفوذ» الروسية إلى تنفيذ رؤية «ما بعد الغرب» والتي تلعب فيها موسكو الدور المهيمن، وذلك جنباً إلى جنب مع القوى الإقليمية الأخرى (على سبيل المثال، تركيا وإيران)، وهي الرؤية التي يتضاءل فيها نفوذ الولايات المتحدة بشكل كبير.

لماذا إذن تتحدث روسيا عن «سيادة سوريا على كافة أراضيها»؟ تقول منى يعقوبيان: «كانت هذه ذريعة التدخل في سوريا، وهي أيضاً لإرضاء خطاب النظام السوري الذي يتحدث عن استعادة كل الأراضي».

من جهتها، كانت رندا سليم منسقة مشاركة للحوار الروسي - الأميركي الذي نظمه «معهد الشرق الأوسط» و«مركز الشرق الأوسط وجنوب آسيا» في الجامعة العسكرية لشؤون الدفاع منذ 2016 بمعدل جلستين كل سنة كانت آخرها في بداية العام الحالي، وبمشاركة نحو سبعة خبراء ومسؤولين سابقين من الطرفين.

وهي ترى أن الهدف من «المسار الثاني» مواكبة المفاوضات الرسمية، حيث كان التركيز على مناطق خفض التصعيد والوصول إلى «ترتيبات أمنية» في شمال شرقي سوريا وشؤون مكافحة الإرهاب واقتراح «آليات لتكريس التعاون» بين الطرفين، مع مناقشات حول تطوير نموذج اللامركزية في سوريا. وترى رندا سليم أن الروس مهتمون باستمرار «الحوارات الخلفية»، لكنهم غير معنيين بـ«اختبار ممرات جديدة للتعاون مع بايدن حالياً، خصوصاً في المجال السياسي وقبل الانتخابات الرئاسية السورية» نهاية مايو (أيار) المقبل.

 

رسالة العراق والمنطقة إلى البابا... شرعية الدولة وحدها تحمي الأقليات

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/07 آذار/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96740/%d8%a5%d9%8a%d8%a7%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%b4%d9%82%d8%b1%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b1%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d8%b3%d8%b7-%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a7/

تاريخيةٌ زيارة البابا فرنسيس للعراق، إلا أن العبرة بالنتائج، رغم وجود رأس كبرى الكنائس في العالم على أرض إحدى أقدم حضارات البشرية وأعرقها... بلاد أبي الأنبياء والديانات التوحيدية الثلاث، ومهد الحضارة المسيحية المشرقية، نسطورية ويعقوبية، وأحد المكانين اللذين كُتب فيهما التوراة وقامت فيها أبرز المعاهد اليهودية وأهمها مكانة. في العراق، حيث حل بالأمس البابا فرنسيس، ثاني بابا كاثوليكي غير أوروبي بعد غريغوريوس الثالث ابن سوريا (القرن الميلادي الثامن)، قامت مملكة مسيحية عربية عاصمتها الحيرة. ثم اختُطت وأسست الكوفة والبصرة حاضرتين إسلاميتين... وبعدهما ولدت المكانة الدينية المميّزة لكل من النجف وكربلاء. وفي العراق أيضاً نحو 20 ديانة وطائفة ومذهباً... عدد منها نبتت في ترابه وشرب من رافديه وما وُجد حتى الأزمنة الحديثة إلا فيه. المناسبة إذن تاريخية بلا أدنى شك. ولكن عند هذه النقطة يجب تُنحّى العواطف والمثاليات جانباً ليبدأ الكلام الواقعي، وما أقبح الواقع في بلادنا.

تجمّع أمام البابا الزائر في أور ممثلون عن المكوّنات، وكان الكلام طيباً كما النيات. إلا أنه خلف هذا المشهد النقي حقائق بشعة وتراكمات سوداء ومستقبل غامض. وبعض المكوّنات التي تكلم ممثلوها هاجر معظم أبنائها إلى كل قارات العالم، بعدما دفعوا ضريبة باهظة لفقدان الحكم الرشيد، وتقاطع الأطماع، ونزعات الكيد والإلغاء. أيضاً التقى البابا، الآتي بلغة المحبة والتواضع، بأشخاص وتنظيمات مسلحة تجيد لغة مختلفة تماماً. وفي بعض حالات العبثية المغلفة بـ«شطارة» العلاقات العامة، جرى التعريف عنها بأنها «أسهمت بحماية المسيحيين!».

هذه الحالات العبثية، للأسف، ليست حكراً على العراق، بل هي حالة سياسية معممة على مستوى المنطقة، وجارٍ توسيع إطارها إلى أجزاء من شبه الجزيرة العربية واليمن.

إن ما حصل في العراق من عام 1979، ويتكرر منذ 2003، يفترض أن تستوعب دوائر القرار العالمية أبعاده الجيو سياسية والاقتصادية. وأزعم أن للفاتيكان، كمرجعية في العالم المسيحي، «شرعية» تعوّض بقوتها الأخلاقية الناعمة ما تفتقر من آليات البطش والقهر والاحتلال.

ومن ثم، إذا كان ثمة مجال لفتح صفحة جديدة من التعايش بين الغرب والشرق، فمن باب أولى تجاوز اللياقات الدبلوماسية، ونقل الحوار بين «الشرعيات» الدينية من المناسبات الاحتفالية والتسابق على إبداء حسن النية... إلى ترجمة كل ذلك على أرض الواقع.

لقد علّمنا تاريخ منطقتنا المُوغل في القِدم، كيف سادت حضارات ثم بادت، وتعاقبت دول وتعّدد المحتلون، واقتُلعت شعوب ووُطنت شعوب أخرى، وتكاملت ثقافات، واستُنسخت لغات، و«ابتكرت» هويات وولاءات. ومنطقتنا، كما تشهد على ذلك أحقادها وحروبها وموجات جنونها، تئن اليوم تحت وطأة محنة كبرى... الخوف كل الخوف أن يتغلب فيها اليأس على الأمل... والبغض على المودة والرغبة في العيش المشترك.

العراق، البلد الذي حباه الله بثروات طبيعية وإنسانية هائلة، يترنح راهناً على هاوية «الدول الفاشلة». وبالطبع، حال كل من سوريا ولبنان وما تبقى من فلسطين لا يقل سوءاً، إن لم يكن أسوأ. أما الحل المأمول، الذي يمكن أن يحمله البابا إلى العالم بأسره، فهو التأكيد على أن إنقاذ المشرق العربي يحتاج إلى ترسيخ مفهوم «الدولة». هذا الأمر متعذّر الآن لسبب جوهري، هو أن قوى «الأمر الواقع» المهيمنة على العراق، والمتسلطة على سوريا، والمتحكمة بلبنان... لديها تعريفها الخاص لـ«الدولة». وهي عملت وتعمل بلا كلل على استنساخه في كل مكان سقط بأيدي ميليشياتها الطائفية.

هذا التعريف يقوم على تجربة «الحرس الثوري» الإيراني. فلقد ابتُكر «الحرس الثوري» كقوة شعبية رديفة للقوات المسلحة النظامية «دفاعاً عن الثورة الإسلامية». إلا أنه سرعان ما غدا الكيان السلطوي الحقيقي في إيران، فتوسّع من المجال العسكري إلى المجال السياسي (بما فيه العلاقات الخارجية)، ثم المجال الاقتصادي والتصنيعي. واليوم يشكل «الحرس الثوري» إحدى ركائز المؤسسة العسكرية والسياسية والاقتصادية في البلاد. وله دور كبير في إدارة اللعبة السياسية داخلياً، وترجمة غايات إيران الاستراتيجية خارجياً.

وهكذا، عُممت تجربة «الحرس الثوري» في لبنان عبر «حزب الله»، ثم العراق عبر «الحشد الشعبي»، واليمن عبر الحوثيين، وأخيراً في سوريا. وكما كان إضعاف «الدولة» لمصلحة «الحرس» بحاجة إلى شعار برّاق مثل «حماية الثورة» ثم «تصدير الثورة»... و«تحرير فلسطين»، طُبِّق المنطق نفسه في العراق ولبنان وسوريا واليمن. في لبنان كانت المهمة سهلة لكونه متاخماً لإسرائيل، ولأن إسرائيل حتى عام 2000 كانت تحتل جزءاً من الأراضي اللبنانية... وبالتالي، حصل «حزب الله» على شعار «المقاومة».

إلا أن الأمر، كان يحتاج إلى ذرائع أكثر جدّية من أجل ضرب «الدولة» في العراق وسوريا واليمن... وكانت الضالة المنشودة جماعات التطرف الإسلامي السني، بدءاً بتنظيم «القاعدة» ووصولاً إلى تنظيم «داعش».

وحقاً، سهّل نظام دمشق عبور مسلحي «القاعدة» الحدود السورية العراقية لمناوشة القوات الأميركية من أجل التعجيل بانسحابها وتسليم العراق لإيران. وتركت حكومة نوري المالكي مدينة الموصل لتسقط بلا مقاومة أمام هجوم شنته قوة قليلة العدد من «داعش».

وفي سوريا، تعمّد النظام ترك «داعش» يعبث ويدمر في أرض منبسطة مفتوحة لسلاح الطيران - كمناطق الرقة وتدمر والبادية السورية - بينما كان طيرانه الحربي يدك المدن السورية الآهلة بالسكان. وجاء أبلغ تبرير لهذه السياسة قول سياسي لبناني من خط دمشق، خلال مقابلة تلفزيونية قبل ضرب «الجيش السوري الحر»، إن استراتيجية دمشق «تقوم على التخلص من الخطر المباشر الذي يشكله الجيش الحر، ومن ثم مواجهة العالم بخيارين... إما النظام أو داعش!». وبالفعل، تجاهل العالم المجازر والسلاح الكيماوي، وحصر مهمته بالتصدي لخطر «داعش»... المصنّع إقليمياً واستخباراتياً.

نعم زيارة البابا فرنسيس مهمة، لكن الأهم ألا تتيح - من منطق النيات الحسنة - أن تأتي بمفعول معاكس. وصحيح إن المشرق العربي بحاجة إلى السلام والتآخي والتنوع والتعايش، لكن الأقليات لا تُحمى بسلاح الميليشيات... بل بشرعية الدولة.

إن الضمانة الوحيدة للأقليات، كل الأقليات مسيحية وغير مسيحية، وفي العراق وغير العراق، هي الدولة العادلة القادرة على حماية الاستقلال والسيادة والدستور وحكم القانون... أي بديل آخر خطأ فظيع ينذر بمزيد من الظلم والغبن... والمآسي.

 

إيران التي تُفني بلدان المشرق: الأمر لم يعد أقلّ من ذلك!

حازم صاغية/الشرق الأوسط/07 آذار/2021

بعد الحرب العالميّة الأولى أنشئت الدول في منطقة المشرق العربيّ. السلطنة العثمانيّة كانت قد انهارت في تلك الحرب وكان لا بدّ للمنتصرين فيها من ملء هذا الكمّ الكبير من البشر والأرض في أوعية الدول. المنتدبون البريطانيّون والفرنسيّون أخطأوا هنا وأصابوا هناك، وغلّبوا مصالحهم على الواقع مرّةً وانحنوا أمام آمر الواقع مرّة أخرى. الأهمّ من ذلك كلّه أنّنا كسبنا أوطاناً ودولاً: بها وحدها نستطيع أن نحضر في العالم وأن نفعل، ومن دونها يُقفَل في وجهنا باب المعاصرة.

سكاكين كثيرة استُلّت لذبح هذا التطوّر الكبير: الذين أبت عليهم كرامتهم الخضوع للأجنبيّ، والذين أبت عليهم ذاكرتهم نسيان الزمن العثمانيّ، والذين أبت عليهم حياتهم المألوفة قبول نمط آخر للحياة، والذين أبى عليهم تعصّبهم قبول المساواة بسواهم من المواطنين... هؤلاء كلّهم رفضوا تلك الدول غير آبهين بأنّهم يرفضون الإرادة التي تواضعَ عليها منتصرو الحرب العالميّة الأولى و»عصبة الأمم» التي أسّسوها. ما زاد البؤس بؤساً، فيما الدولة الشريفيّة في دمشق تذوي وتتعفّن، غياب أيّ بديل قد يطرحه كارهو الدول «المفتعلة» التي أقيمت.

مع ذلك شكّل رفض الدول تلك والدعوة إلى دمج واحدتها بالأخرى روحَ الأحزاب التي نشأت والأفكار التي سادت في المشرق العربيّ. ولم يكن لقيام إسرائيل في 1948، إلاّ أن ضاعف قوّة ذاك الرفض: ذاك أنّ الوحدة – على ما رأى الوعي الحسابيّ البسيط – أقدر من التجزئة على محق ذاك الكيان الجديد.

هذا «الحلم» بالوحدة تحقّق في 1958 حين دُمجت سوريّا ومصر في كيان واحد يشكّل كماشة حول إسرائيل، كما قيل يومذاك بكثير من الحماسة. لكنّ الفرحة الواسعة بتذويب الدولة والكيان السوريّين لم تعش طويلاً. لقد تبدّى في 1961، حين انفصلت سوريّا، أنّ الوحدة أكثر افتعالاً بكثير من الدول الموصوفة بالافتعال.

مذّاك تراجعت الحرب على الوطنيّة المشرقيّة وكان حظّ المحاولات اللاحقة أقلّ كثيراً من حظّ الوحدة المصريّة – السوريّة، كما كانت شعبيّتها أضعف بلا قياس. هكذا حلّت محلّ الأحلام أوهام تتبخّر لحظة ولادتها: في 1963 أخفق بعثا سوريّا والعراق في توحيد بلديهما. في 1965 لم يُقلع الاتّحاد المصريّ – العراقيّ. في 1971 تحوّل «الاتّحاد الثلاثيّ» المصريّ – السوريّ – الليبيّ إلى مزاح سمج. في هذه الغضون تولّت المقاومة الفلسطينيّة، في الأردن ولبنان، مهمّة إضعاف الوطنيّات، عاملةً على تدمير ما هو قائم في سبيل موعودٍ يستحيل أن يأتي هو تحرير فلسطين. فوق هذا، كانت تلك المقاومة ممرّاً للأنظمة العسكريّة والأمنيّة، خصوصاً منها السوريّ والعراقيّ والليبيّ، كي تمعن في تصديع البلدان الأصغر. وتتالت على مدى سنوات حروب أهليّة متفاوتة الحجم، واكبَها تعاظم الاستبداد هنا والتعرّض للاحتلالات هناك. هكذا خرج من اهتراء متراكم كهذا ذاك المسخ المعروف بـ «داعش» والذي أخذ على عاتقه استئناف مهمّة الحرب على وطنيّات المشرق. وبالفعل تمكّنت «داعش» في 2014 من دمج أجزاء من سوريّا في أجزاء من العراق والعكس بالعكس. لكنّ تلك الحرب وجدت طرفاً أشدّ قوّة وأكثر تماسكاً ومواظبة من «داعش» التي ما لبثت أن انحسرت «دولتها». هذا الطرف هو إيران الخمينيّة التي بدأت، منذ ثورتها في 1979 وبشعار «تصدير الثورة»، تتمرّن على أداء الوظيفة هذه. والحال أنّنا نرى اليوم أوطاناً بكاملها تتعرّض للمحو والاندثار في ظلّ التضامن المعلن بين الإمبراطوريّة الخمينيّة وكلّ من أنظمة الاستبداد وواقع التناحر الطائفيّ. والأمر ليس أقلّ من ذلك مطلقاً: إنّه يطال الإقامة والنزوح والاقتصاد والتعليم، مثلما يطال التعرّض للاحتلالات والوصايات واستشراء الوعي الطائفيّ، فضلاً عن حدود البلدان التي يتمّ تخليعها. إنّه، بالتالي، أمر وجود، وليس أمر نظام بعينه أو سلوك سياسيّ بذاته. ذاك أنّ الوطنيّة تغدو اليوم، أقلّه في لبنان وسوريّا والعراق، مساوية لمقارعة النفوذ الإيرانيّ الذي يفكّك كلّ ما تحقّق على مدى قرن، كما يغدو التصدّي لنفوذ طهران هو المعنى الأوّل، إن لم يكن الأوحد، للوطنيّة. وهذا التصوّر لم يعد في الوسع ابتزازه بإسرائيل التي يقلّ شرّها كثيراً عن الشرّ الهاجم من الشرق، ولا بأنواع التخوين الأخرى التي يطلقها من باعوا أوطانهم لإيران. أمّا الحريصون في عواصم العالم الكبرى على استقرار المنطقة فسوف يبقى حرصهم قليل المردود ما لم يدركوا هذه المعادلة: إمّا أن ينتصر النفوذ الإيرانيّ وتندحر الأوطان والوطنيّات في منطقة المشرق، أو أن تنتصر الوطنيّات المشرقيّة ويندحر النفوذ الإيرانيّ.

 

حكم الانذال

د. حارث سليمان/07 آذار/2021

1. ان يسعى احدهم لنيل وظيفة  عامة عبر متنفذ او سياسي او حزب، لينال راتبا شهريا، على وظيفة غير موجودة، او ان يكون الدوام فيها لا وجود له، فذلك تكسب غير مشروع من اموال عامة، من جهة اولى، وصرف نفوذ وزبائنية سياسية من جهة ثانية تنال المتنفذ او الحزب او السياسي.

تلك هي ممارسات سادت خلال عشرات السنوات، وانتجت الاف الوظائف الوهمية في الوكالة الوطنية للاعلام والبلديات والمنتدبين في التعليم الثانوي من التعليم الاساسي، كما في ملاكات وزارة الزراعة والصحة والاسكان او مؤسسة الريجي ومصالح المياه، اضافة لشركة سكك حديد الدولة وملاكات مصفاتي النفط في طرابلس والزهراني حتى غدا في هيكل الادارة العامة والتعليم والمؤسسات العامة؛ بنيتان؛

· بنية تعمل وتنال رواتب مجحفة،

· وبنية اخرى لا تداوم الا قليلا ولا تعمل وتتقاضى نفس الرواتب.

2. ان يأتي احدهم الى منصب مسؤولية عامة يشغله باسم الناس ليرعى مصالحهم ويدير شؤون حاجاتهم ويؤمن ضرورات عيشهم، لكنه يهمل كل ذلك ويكتفي من المنصب بجاهه، ومن الوظيفة بعائدها او راتبها المالي....يحدث ذلك في الملاكات العليا، في مؤسسة كهرباء لبنان ومصالح المياه المنتشرة في كل محافظات واقضية لبنان وفي قطاع النقل والاتصالات الهاتفية ،ارضية كانت او خلوية، وفي البريد والمطار والمرفأ وفي دوائر نفوس الاحوال الشخصية، وفي ادارة الضمان الاجتماعي والمؤسسة الوطنية للاستخدام، وهو امر يشل هذه القطاعات ويخفض مستوى وجودة خدماتها، ويجعل من موازنات التجهيزات والبنى التي اقيمت لتسييرها واستثمارها، اموالا لا تجني عوائدها ولا تلبي بكفاءة مقاصدها.  وتوصيف ذلك أنه اهمال وظيفي وتهرب من مسؤولية يعاقب عليها قانون الوظيفة العامة وتستدعي تأديبا يصل الى حد الصرف من الخدمة والتسريح من المنصب.

3. ان يتبوأ شخص ادارة مرفق عام يقدم خدمات اساسية لكل لبنان عبر مؤسسة عامة، تمتلكها الدولة، فيستنكف عن وضع خطة لتطوير المؤسسة، واستشراف افاق توسعها وتطويرها، لتلبي الحاجات الجديدة المتولدة عن زيادة الطلب وتوسع السوق، ويدير المؤسسة كيفما اتفق، فتتردى خدماتها وتتعطل نشاطاتها، وتتدنى انتاجيتها، فلا يبالي او يهتم لذلك، بل يمعن في حشر الاف المحاسيب ضمن ملاكاتها الادارية، دون اي حاجة لهم او عمل مطلوب منهم، فذلك هدر موصوف لاملاك عامة، وتعطيل اجرامي لمرفق وطني تطاول خدماته كل فئات الشعب وطبقاته،  وهي جريمة موصوفة  بتعطيل وتخريب المرفق العام والتنكر لحقوق المواطن وخدماته.

الفساد الموصوف اعلاه هو فساد المساكين، الساعين الى الارتزاق، الذين لا يطمعون بأكثر من مردود عمل او وظيفة لا يستحقون اجرها او كل اجرها، لانهم لا يؤدون كل مستلزماتها وشروطها وواجباتها، وهو فساد البسطاء، طالبي السترة ومعتنقي صفة القناعة وتجنب الطمع  والبطر والتشبيح وهؤلاء، رغم كثرتهم العددية وتواجدهم في كل المناطق والجهات، لا صوت يسمع لهم ولا حراك يجمعهم ولا يشكلون عامل ضغط او غضب او قوى انقلاب.

4. ان ياتي احدهم الى تسلم وظيفة مفتاحية مالية, لها عائد رشوة جارية تتعلق بإنجاز معاملات الناس المالية، في تقدير الضريبة واستيفاء  الرسوم المختلفة، كالجمارك ودوائر السجلات العقارية واستصدار براءات الذمة المالية والبلدية، ورسوم تسجيل وميكانيك السيارات ومعاملات صرف مساعدات الضمان الاجتماعي والصحي، وتراخيص البناء في البلديات وتسوية مخالفاتها مع هيئة التنظيم المدني، ونسخ محاضر ووثائق رسمية، واحكام وتنفيذ تبليغات في الشأن القضائي، وغض نظر مخافر الدرك والقوى الامنية عن الاعمال غير القانونية في البناء وحفر الابار الارتوازية الخ ... فتلك ممارسات شائنة لانها تندرج ضمن جريمة التربح من الوظيفة العامة، والاثراء غير المشروع من السلطة، وتستوجب هذه الاعمال الطرد من الوظيفة ومصادرة اموال المرتكب وممتلكاته وايداعه السجن كعقوبه....

ينتمي هذا النوع من الفساد الى فئة فساد الازلام والمحاسيب، وهم فئة تستسهل تغيير الانتماء عند كل منعطف سياسي، فإن كانت السلطة بيد سياسي يميني كانوا مع اليمين، وإن كانت السلطة بيد إقطاعي انحازوا الى الإقطاع، وان كانت السلطة بيد طائفي اصبحوا حماة طائفتهم وحراس مصالحها، وان كانت السلطة سورية، اقاموا على ابواب مفارز مخابراتها، مع الفلسطيني كانوا فلسطينيين، وعندما اجتاح الاسرائيلي لبنان، لم يخجلوا من استقباله، حين كانت الموجة يسارية او تقدمية تلبسوا اقوال لينين وماتسي تونغ وانور خوجه، هؤلاء لا مبدأ لهم ولا فكرة ولا قناعة، سلوكهم يتلخص بقولين شعبيين: الأول "امشي مع الراعي وكول من زوادته" اما عن الولاء فيتلخص بالثاني " كل من تجوز امي يصبح عمي"!!!

هؤلاء يصح تشبيههم بعلقات طفيلية دأبها الكسب الرخيص من اي جسم حي، وفساد هؤلاء فساد بنيوي لايعالج، الا بدولة مؤسسات واجهزة رقابية من هيئات تفتيش وسلطات تأديبية تنتمي لدولة تستحق اسمها وتنفذ سيادة قوانينها.

وعلى الرغم من اتساع طبقات الفساد وانواعه المذكورة اعلاه، ومن خطورتها واثارها المدمرة على الاموال والممتلكات والخدمات العامة، الا ان هذا الجانب الخطير من الفساد ليس الجانب الاخطر والاكثر ايلاما وتدميرا...فثمة فساد آخر ادهى وأمضى وافدح ضررا وتأثيرا....وهو فساد ثلاث فئات اخرى تتولى كل شريحة منها اختصاصا تختص به، بشكل شبه دائم، وتديمه محميا ومستقرا وعلنيا:

5.    فساد رجال الاعمال والتعهدات وهم فئة من اصحاب الشركات التي تمتلك مؤسسات لديها رخص وموظفين ومعدات كاي مؤسسة ناشطة ومشروعة، لكن بنى هذه المؤسسات الشرعية، والقانونية، موصولة بمرجعية سلطوية نافذه في القرار السياسي والاجرائي، تؤهلها لتكون شريكة بالمناقصات والتعهدات وان تنفرد بنتائجها، لكي يتم ترسيتها عليها، اما من خلال عقود بالتراضي، واما من خلال مناقصات صورية، حيث تنافس كل شركة نفسها او نسخة شريكة منها، وتشكل هذه الشركات ورجال الاعمال هؤلاء، شركاء وغطاء للمرجعيات السياسية الاساسية في لبنان، وقد تكرست عمليات تقاسم التعهدات والالتزامات هذه، الى واقع، ان اصبحت اعمال كل وزارة او مؤسسة حكومية، مربوطة بجهة واحدة منفردة، تتولى مناقصاتها وتعهداتها، بشكل شبه دائم ومستمر عبر عشرات السنين... وقد نتج عن فساد بيئة الاعمال هذه ثلاثة أمور بالغة الضرر والخطورة؛

·الاول ان المناقصات والتعهدات لم تعد تراعي كلفة حقيقية او جودة خدمة أومواصفة، تدرج في دفتر شروط، او تتوجب في لجنة استلام!

·الثاني ان رجال الاعمال هؤلاء، اصبحوا تابعين اذلاء لدى مرجعياتهم السياسية، بدلا من ان تكون شركاتهم اطارا للعمل والكفاءة والتنافسية والجودة.

· الامر الثالث في فساد بيئة الاعمال هذه ان الاستثمارات الجديدة لاي صاحب مشروع جديد، في اي منطقة من مناطق لبنان اصبح مرهونا، بموافقة سياسي نافذ في المنطقة، يقتطع من ارباحه اتاوة وحصة اكراهية في عديد العاملين فيه ويأخذ نسبة دون وجه حق من ارباح الاستثمار وعائداته.

6. فساد الاحتكارات : يتغنى ارباب النظام اللبناني بان نظام لبنان هو رأسمالي حر، ديناميته تقوم على المبادرة الفردية، ويتناسى هؤلاء ان ضمان التنافس في السوق الراسمالية هو عنصر التوازن الضروري لنجاح النموذج وكفاءته، لكن رأسمالية لبنان تقوم على الاحتكار، وفي ميادين أساسية من سوقه التجاري.

 وهذا كشف باحتكارات السوق اللبنانية التي تشرع فساد الاحتكار وفساد نمطنا الرأسمالي:

· ‏#كارتيل_الأسمنت هو كارتيل إنتاج محلي محمي من سنة 1993 عبر منع الإستيراد ويتحكم بالإسعار حيث ان سعر الطن في السوق المحلي :200 م $ أما سعرطن الترابة المعد للتصدير الى الخارج فهو أرخص (حتى ٦٠٪) من الطن في السوق المحلي، أما الكارتيل فهو مؤلف من:

أ_الترابة الوطنية (ال ضومط) : 41% من السوق

ب_هولسيم( شركة سويسرية) : 40% من السوق

ج_سبلين (بنك ميد، جنبلاط) :16% من السوق.

· #كارتيل_سوق_الحديد_والفولاذ في لبنان:

قيمة تجارة الحديد 179 مليون $ وكميته 350 إلى 500 الف طن. فيما تبلغ قيمة الحديد+ الفولاذ :750 مليون $  أما معدل ربحيته فهو بين 100 إلى150 $/ في الطن، تسيطر 5 شركات على السوق :

أ_شركة دمكو (آغوب دمرجيان (50%)

ب_    Tannous SLM (طنوس سالم)

ج_ الموسوي( علي الموسوي)

د_-شركة رشاد قاسم

ه_ شركة جان يارد.

· #كارتيل_القمح_والطحين

‏حجم إستيراد القمح : 150 مليون $/

‏حجم استيراد الطحين:20 مليون $

‏نسبة الربح بين 30 ٪و100٪

‏هناك 5 لاعبين كبار من المطاحن :

‏شبارو، سنو،،...و5 أفران كبرى تسيطر على السوق:

‏"شمسين" 25%

‏"وودن بايكري" 15%.. القمح المدعوم للخبز يستعمل في صناعة الحلويات!!!

·#كارتيل_الدواء في لبنان:

حجم السوق المحلية 1.3 مليار $، 7% منها تصنيع محلي أي 50 مليون$ 5 شركات تسيطر على اكثر من نصف السوق وهي  : فتال، ابو عضل، أبيلا، كتانة، كافتاغو / نسبة الأرباح : بين 7% و 100% ،5000 نوع دواء مسجل!!! معظمها جنريك، من دون الإحتكار نستطيع توفير 230 مليون $

· #كارتيل_السيارات:

بلغ حجم السوق17 مليار$ بين 2005 و 2019 بمعدل يفوق ال 1.3 مليار سنويا وأكثر من 60 الف سيارة في العام، الوكلاء الحصريين ال 5 الكبار (66٪ من السوق):

أ_داغر حايك وشركة ناتكو :27.1%

ب_رسامني يونس وشركة ريمكو:14.3%

ج_ وليد رسامني وسنتري موتور12.7%

د_ بستاني ماشينري:12٪

ه_ بسول وحنينة:6%.

·       #كارتيل_لحم_البقر_والعجل

نسبة أرباحه في بعض الأحيان  200٪ أما قيمة تجارته فتبلغ 500 مليون $ كإستيراد اللحم والمواشي. والشركات التي تحتكر السوق هي  :

أ_ راسم ترايدنغ

ب_نابلسي إخوان

ج_خليفة ترايدنغ

د_مصري للمواشي

ه_سيدرز ترايدنغ

و_ أحمد توفيق سليمان.

7. فساد الجريمة المنظمة او النهب البدوي

وتشمل هذه الفئة رؤوس النظام السياسي وشخصيات نافذة في الدول الاقليمية الراعية لمنظومة الفساد اللبناني وتتناول اعمال هذه الفئة الاستيلاء على الرمول والكسارات والشواطى واحواض الانهر وردميات البحر واقامة المرافئ والمنتجعات السياحية خلافا للقانون واستثمار الملكيات البلدية والعامة دون وجه حق، وسرقة الاثار والسيطرة على عائدات المرافق السياحية، والاتجار بالمخدرات وادارة اعمال تزوير صناعة السيجار وتبييض الاموال وغيرها من صنوف الجريمة المنظمة.

فوق هذا الهرم الممتد لهذا الفساد المتشعب المتدرج المتشابك، المبني بصلات وقنوات تفضي كل حجرة من حجراته، الى الحجرة الاعلى منها مرتبة، والاقرب الى مركز السلطة والقرار، كان يجري سحب عوائد الفساد نحو المركز الاعلى، كما كان يجري ضخ ثروات اللبنانيين وجنى اعمارهم الحلال لتتجمع في ايدي فئة قليلة من الانذال، كان الفاسد الاصغر يستطيب فساده ويبرر فساد الارقى منه مرتبة، لانه كان يعتقد ان يسرق معه ويشاركه، في لحظة الافلاس الشامل وتبديد الودائع وذهابها الى عالم الذكرى والحنين، ادرك الفاسد الصغير ان عائد فساده ذهب الى زعيمه، هكذا تشكلت  حلقة متصلة بين امراء احزاب الطوائف و"رجال اعمالهم" و"محاسيبهم" وادارات "مصارفهم"، وجعلت من افلاس شعب لبنان اكبر عملية سطو في التاريخ، قامت بها فئة هي نفسها بوجوه عديدة، وصفة واحدة وسيماء وجه واحد: النذل

والنذل لغة حسب لسان العرب : النذل والنذيل من الناس الذي تزدريه في خلقته وعقله، وفي المحكم الخسيس المحتقر في جميع أحواله، والجمع أنذال ونذول ونذلاء، وقد نذل نذالة ونذولة، الجوهري النذالة اي السفالة، وقد نذل بالضم، فهو نذل ونذيل أي خسيس.

وسينهض شعب لبنان اليوم او غدا وسيسقط حكم الانذال

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الراعي عرض الاوضاع مع وزير الخارجية فريد الخازن: لحكومة بأسرع وقت ودعم مبادرة بكركي

الأحد 07 آذار 2021

بكركي - إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة، وكانت مناسبة لعرض التطورات الراهنة. بعدها استقبل الراعي النائب فريد هيكل الخازن الذي اشار الى أن "الجميع يعلم ان هواجس الراعي والكرسي البطريركي وهواجسنا واحدة من دون استثناء، وهي ليست مخفية على أحد، وهي لقمة العيش والاقتصاد، كرامة الناس، والوطن والكيان". ورأى أنه "أمام هذا التدهور المتردي وهذه الأزمة المعيشية الكبرى والركود الاقتصادي، والشلل في المؤسسات الدستورية، ندعو الى تشكيل حكومة مهمة بأسرع وقت ممكن تلبي المبادرة الفرنسية، وتقوم بإنعاش الاقتصاد وتعيد إعمار بيروت والثقة بلبنان"، معتبرا أنه "لا يمكن لغبطة البطريرك ولأي وطني حريص على لبنان وعلى الشعب اللبناني أن يبقى متفرجا، لذلك لا بد من الوقوف دائما الى جانب كل المحبين في هذا البلد، وتحديدا غبطة البطريرك، خصوصا في هذه المبادرة التي يقوم بها اليوم من أجل إنقاذ البلد".

ودعا رئيس الجمهورية وجميع القوى السياسية الى "تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن لانقاذ ما تبقى من لبنان". واعتبر الخازن أن "ما طرحه الراعي أساسي على صعيد الحياد والمؤتمر الدولي، ويجب أن تكون نقاطه موضع حوار وطني صادق يخدم مصلحة لبنان ويساهم في عملية الانقاذ، ويضع حدا للنزف الذي يعيشه البلد". وعن الاتصالات الجارية بين بكركي و"حزب الله" قال الخازن: "نحن جميعا نعلم أن النوايا طيبة، وهناك اجتماع سيعقد يوم الثلثاء للجنة المشتركة، ونأمل أن يؤدي الى بداية حوار جدي يحقق النتائج المرجوة، وجميعا نعلم أنه منذ فترة ليست بقصيرة انقطع هذا الحوار، وربما لم تكن هناك قطيعة بين بكركي وحارة حريك، بل كان هناك انقطاع للحوار، لذلك نأمل في الاجتماع يوم الثلثاء المقبل أن يكون بداية مثمرة لتحقيق ما يخدم مصلحة لبنان".

 

فيديو ونص/أحد الإبن الشاطر: عظة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي: خير ان ينفجر الشعب ويبقى الوطن من أن ينفجر الوطن ولا يبقى الشعب/يا ربّ، إليك نكل وطننا، وهو أرض مقدّسة، ثقافتها المحبّة والتآخي والإنفتاح، لا ثقافة العداوة والحديد والنار.

موقع بكركي/الأحد 07 آذار/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96737/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d8%a3%d8%ad%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%a8%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%a7%d8%b7%d8%b1-%d8%b9%d8%b8%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1/

"فرجع إلى نفسه" (لو 15: 17)

1.لـمّا أنفق الولد الأصغر كلّ حصّته من ثروة أبيه، بالبذخ والطيش، أصبح فقيرًا جدًّا وراح يتوسّل من أحد أهل تلك المنطقة البعيدة رعاية الخنازير، لكي يقتات من الخروب الذي كانت الخنازير تسبقه على أكله. ولمّا تذكّر البحبوحة في بيته الوالديّ، وأدرك في أعماق نفسه الكرامة الإنسانيّة التّي خسرها، "رجع إلى نفسه" (لو 15: 17)، وقرّر العودة إلى أبيه للإعتراف بخطيئته والتماس المصالحة، وللتعويض عن كرامته المهدورة، طالبًا أن "يعامله كأحد أجرائه" (لو 15: 19). الصوم الكبير هو زمن "الرجوع إلى الذات" والوقوف أمام الله، واكتشاف الأخطاء، والتماس المغفرة، واتخاذ مبادرات التعويض، كما فعل ذاك الإبن الضالّ. فما من أحد معصوم عن الخطأ والخطيئة. إنّ التائب الحقيقي يختبر أنّ محبّة الله ورحمته أكبر بكثير من خطاياه. فلنصلّ كي ننعم جميعنا بفرح المصالحة مع الله، ومع بعضنا البعض.

2. يسعدني أن أحيّيكم جميعًا وأن نواكب معًا بصلاتنا في هذه الليتورجيا الإلهيّة قداسة البابا فرنسيس في زيارته الرسوليّة التاريخيّة إلى العراق العزيز والجريح بمسيحيّيه ومسلميه. قداسة البابا يزور في هذا اليوم الثالث مدينة إربيل بإقليم كردستان، والموصل وسهل نينوى وقراقوش التي إجتاحها إرهاب داعش وطرد منها المسيحيّين وهدّم الكنائس والأديار وقتل وعذّب عددًا منهم. وقد زرناهم في أوائل أيّام تهجيرهم ولجوئهم إلى إربيل، وحملنا إليهم المساعدات الماليّة من محسنين ومن البطريركيّة. فكانت توصيتهم المحافظة على لبنان لأنّهم يرون فيه صخرة خلاصهم. فيا ليت اللبنانيّين، مسيحيّين ومسلمين ، يدركون هذه المسؤوليّة!

لا يأتي البابا فرنسيس إلى العراق ليعزِّزَ الوجودَ المسيحيَّ فيه وحسب، بل ليعزّزَ السلامَ الذي هو ضمانةُ الوجودِ الحرِّ لجميعِ مكوّنات العراق بمن فيهم المسيحيّون. و"السلامُ الضمانةُ" مبدأٌ يَنطبقُ على جميعِ المجتمعاتِ والدول. صحيحٌ أنَّ الاضطهادَّ في العراق طالَ المسلمين واليزيديّين مثلما طالَ المسيحيّين، لكن اضطهادَ الجماعات التكفيريّة والجهاديّة للمسيحيّين اتّخذ طابَعَ الإبادةِ. إنَّ مسيحيّي العراق عراقيّون منذ السنوات الأولى للمسيحيّة. ومن هناك انطلق التبشيرُ بالانجيل في بلادِ الرافدَين وبلادِ فارس وآسيا الصغرى. والكنيسة لا ترى شرقًا من دون المسيحيّة المؤسِّسةِ لحضارتِه والمتآلِفةِ مع الحضارة الإسلاميّة؛ ولا ترى وجودًا مسيحيًّا من دون الآخرين وعلى حساب الآخرين. لذلك ندعو الجماعة المسيحيّة أن تصمدَ في أرضِها، وتواجِهَ الإرهاب، وتَشهَدَ للقيمِ والحريّة وكرامةِ الإنسان.

وإنّنا نشكر الله على الثمار الوفيرة التي تؤتيها زيارة البابا فرنسيس النبويّة للعراق وشعبه عامّة، وللمسيحيّين خاصّة، ولشدّ أواصر الأخوّة الإنسانيّة بين المسيحيّة والإسلام.

3. في الذكرى الاربعين لوفاة شقيقي المرحوم شكري، إنّي أدعوكم أن تصلّوا معي ومع عائلة الحاضرة معنا. فإنّي باسمكم أجدّد التعازي للعائلة العزيزة، ومعكم نقدّم هذه الذبيحة الإلهيّة لراحة نفسه. حفظكم الله جميعًا، وأطال بأعماركم.

4.بالعودة إلى مثل الإبن الضال في الإنجيل، يعلّمنا الربّ يسوع ثلاثًا: الخطيئة ونتائجها، التوبة والندامة، المصالحة وثمارها.

أ- الخطيئة متمثّلة في ما ارتكب الإبن الأصغر تجاه أبيه والعائلة. إنّها تعلّق بعطايا الله ونسيانه هو المعطيها. وبالتالي هي إبتعاد عن الله وعن سماع كلامه، وعن الكنيسة وممارسة الأسرار وسائر الأفعال الليتورجيّة المقدّسة حاملة النعمة الإلهيّة التي تقدّس النفوس. أمّا نتائج الخطيئة فهي الإفتقار من القيم الروحيّة والأخلاقيّة والإنسانيّة، وفقدان كرامة أبناء الله.

ب-التوبة تبدأ بالرجوع إلى الذات، إلى سماع صوت الله من خلال الضمير الذي هو صوت الله في أعماق الإنسان. لـمّا غاب الإبن الأصغر عن أبيه، فأبوه لم يغب عنه، وظلّ ينتظر عودته لإستعادة الحياة الكريمة في بحبوحة البيت، وكرامته الإنسانيّة المفقودة. هكذا التوبة هي عودة إلى الذات والوقوف في حضرة الله، فيكتشف التائب أخطاءه وفقدان كرامته كإبن لله، فيندم، ويقرّر العودة إلى الله من أجل الخروج من حالته المذرية الروحيّة والأخلاقيّة والإنسانيّة، وينفّذ قراره.

ج-المصالحة هي جواب الله على توبة الخاطئ، تمامًا كما فعل أبو ذاك الإبن الضال العائد. فكان أبوه ينتظره بحنانه، وما إن رآه من بعيد حتى سارع وقبّله طويلًا ولم يشأ أن يسمع منه كلمات إعترافه وطلبَ إعتباره أجيرًا من أجل العدالة. إنّ رحمة الله تجاه التائب تتجاوز مقتضيات العدالة. فيُلبسه حلّة النعمة، ويضع في إصبعه خاتم عهد البنوّة، ويفتح أمامه طريقًا جديدًا.  ويدعو إلى وليمة الفرح، وليمة جسد المسيح ودمه للحياة الإلهيّة فينا. فالخاطئ التائب "كان ميتًا فعاش وضالًا فوُجد" (لو 15: 32).

5. كلّ كلام الله نور يسطع على جميع جنبات حياتنا، لأنّنا بدونه نهيم في الظلام. عدم الإستنارة بالكلام الإلهيّ هو أساس كلّ الأزمات والخلافات سواء في العائلة أم في المجتمع أم في الدولة أم في الكنيسة. ذلك أنّ الإنسان يحجب عنه هذا النور الإلهيّ الذي ينير العقل والقلب والضمير. بدونه تطغى على الإنسان ظلمة مصالحه وحساباته الصغيرة وارتهاناته وأنانيّته وكبريائه.

لا تأتي مشكلة الإبن الضال، المتمثّل فيه كلّ إنسان يخطأ ويضلّ ويُخطئ، من كلام الله الموحى في كتبه المقدّسة، بل من مخالفته الكلام الإلهيّ. هكذا في لبنان: ليس اللبنانيّون في أزمةِ نظامٍ، بل في أزمةِ انتماءٍ إلى جوهر الفكرة اللبنانيّة. لو وَقعَت الأزماتُ بسببِ تطبيقِ الدستورِ لقُلنا إنها أزمةُ نظام، لكنّها وَقعَت بسببِ عِصيان النظام وصولًا إلى امتلاكِ الدولة والعبث بالوطن والمواطنين. إنّ ما يجري على صعيدِ تأليفِ الحكومةِ لأكبرُ دليل على ذلك، ولا علاقة له بالموادِّ الدستوريّةِ، لاسيّما المادتين 53 و 64 المتعلّقتين بطريقة التكليف والتشكيل والتوقيع، بل العلاقة بهويّة لبنان الواحد والموحِّد والحيادي والديمقراطيّ والميثاقي وذي السيادة في الداخل وتجاه الخارج، وبالثقة المتبادلة التي هي روح الميثاق الوطني والتعاون في الحكم والإدارة.

وإلا لمَ هذا التأخيرُ المتعمّدُ في تأليف الحكومة؟ لقد كنّا في مرحلةِ شروطٍ وشروطٍ مضادة، فصرنا في مرحلة تحديات وتحديات قاتلة تودي بالبلاد والشعب والكيان. لقد ترك لنا الآباءُ والأجدادُ هذه الأمّةَ اللبنانيةَ المترامية على شاطئِ المتوسط والمطلِّة على العمق العربي أمانةً للتواصل الثقافيّ والحضاريّ والإقتصادي بين شرق وغرب. الشعب ونحن لن ندعَ أحدًا يَستولي عليها عنوة ويُشوّهُها. لبنان بيت اللقاءِ يُدعى لا بيتَ التفرقة. فلأنّ الجماعة السياسيّة والسلطة عاجزة عن معالجة أزماتنا الداخليّة المؤدّية إلى الموت، دعونا إلى مؤتمرٍ دوليٍّ خاص بلبنان نهيّئه نحن اللبنانيّين كاشفين عللنا المتأتية من عدم تطبيق وثيقة الوفاق الوطني بكامل نصّها وبروحها، ومن مخالفات الدستور بخلق أعراف وعادات سببها ثغرات فيه بحاجة إلى نقاش، ومن ميثاق العيش المشترك الذي هو أساسس الثقة الوطنيّة وشرعيّة السلطة، كما تنصّ مقدّمة الدستور (ي).

6. لـمّا رجع ذاك الإبن الأصغر إلى نفسه ثمّ إلى دفء البيت الوالديّ، كانت فرحة المصالحة. تصالحوا أيّها المسؤولون مع السياسة، ومع الشعب الذي بدّدتم ماله وآماله ورميتموه في حالة الفقر والجوع والبطالة. وهي حالة لا دين لها ولا طائفة ولا حزب ولا منطقة، ولم يعد له سوى الشارع. فنزل يُطالبُ بحقوقِه، التي تَستَحِقُّ أن يُدافعَ عنها وأن توضعَ في رأسِ معاييرِ تأليفِ الحكومة. كيف لا يثورُ هذا الشعبُ وقد أخذ سعرُ صرفِ الدولار الواحد يتجاوز الــــ 10000 ليرة لبنانيّة بين ليلةٍ وضحاها؟ كيف لا يثور هذا الشعبُ وقد هَبطَ الحدُّ الأدنى للأجورِ إلى 70 دولاراً؟ كيف لا يثورُ هذا الشعبُ وقد فرغ جيبه من المال، ولا يستطيع شراءَ خبزِه والموادِّ الغذائيّةِ والدواء، وتأمينَ التعليم والطبابة؟ كنا نتطلّع إلى أن يصبحَ اللبنانيّون متساوين في البحبوحة، فإذا بالسلطة الفاشلةِ تساوي بينهم في الفَقر. كيف تعيش مؤسّساتٌ تتعثّر وتُقفَلُ، وكيف يعيش موظّفون يُسَرَّحون، ورواتبُ تُدفع محسومةً أو لا تدفع. وبعدُ، هناك من يتساءل لماذا ينفجرُ الشعب؟ من وراءه؟! فخيرٌ أن يَنفجِرَ الشعبُ ويبقى الوطن من أنْ يَنفجرَ الوطنُ ولا يبقى الشعب! لكنّنا باقون، والشعب أقوى من المعتدين على الوطن، مهما عظمت وسائلهم!

7. يا ربّ، إليك نكل وطننا، وهو أرض مقدّسة، ثقافتها المحبّة والتآخي والإنفتاح، لا ثقافة العداوة والحديد والنار. نلتمس منك بشفاعة قدّيسيه وسيّدة لبنان، حمايته وحماية شعبه، لكي يستمرّ في رفعِ المجد والتسبيح إليك، أيّها الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين.

#البطريرك_الراعي #شركة_ومحبة #البطريركية_المارونية

 

عوده يحذر المسؤولين من الثورة: كيف تنامون والمواطنون يماتون كل يوم؟

الأحد 07 آذار 2021

وطنية - ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت.

بعد الإنجيل المقدس، ألقى عظة قال فيها: "نسمي هذا الأحد في كنيستنا أحد مرفع اللحم أو أحد الدينونة. لقد عرفتنا كنيستنا المقدسة في الأحدين الماضيين على عنصرين مهمين يجعلان الصوم مقبولا، هما التواضع والتوبة. مع إنجيل اليوم، يزاد عنصر مهم آخر هو الرحمة. لا يقدم النص الإنجيلي اليوم مثلا بل تصويرا نبويا للدينونة الأخيرة، وكأن الإنجيلي متى يراها بعينيه على ضوء كلام الله. سوف يأتي ابن الإنسان في مجده كالملك فيدين جميع الشعوب ويزن سلوكهم في ميزان أعمال الرحمة التي يكونون قد مارسوها أو لم يمارسوها تجاه كل محتاج. لقد تماهى يسوع في الماضي مع التلاميذ، وها هو يتماهى مع كل تعساء الأرض. وهو لا يدين المؤمنين فقط بل جميع البشر، انطلاقا من هذه المحبة العملية. لقد صور لنا النص ابن الإنسان كديان نهاية الأزمنة، وهو يأتي من السماء ليدين الأرض كلها. يقول الإنجيل: وتجمع إليه كل الأمم".

أضاف: "يصف النص الإنجيلي أعمال الرحمة التي يمكننا جميعا القيام بها كل يوم. وهذه الأعمال لا تتوقف على الثروة أو القدرة أو الذكاء، بل هي أعمال بسيطة، تقدم مجانا، تقوم على المحبة والرحمة، ولا عذر لنا في عدم القيام بها، أي إهمال من هم في حاجة، ولا يمكننا أن نترك هذه المسؤولية على الآخرين. إن كلمة إخوتي المستعملة في النص تشير إلى المتألمين والمحتاجين في كل مكان، وباستعمال ضمير المتكلم: لأني جعت فأطعمتموني، وعطشت فسقيتموني، وكنت غريبا فآويتموني، وعريانا فكسوتموني، ومريضا فعلتموني، ومحبوسا فأتيتم إلي... الحق أقول لكم بما أنكم فعلتم ذلك بأحد إخوتي الصغار فبي فعلتموه. يفهمنا الرب أن انتظاره، والعمل بمشيئته، يكونان في ممارسة المحبة الأخوية تجاه الذين يعيشون على هامش المجتمع".

وتابع: "يقول القديس باسيليوس الكبير: إنك ربما لا تأكل لحما لكنك تنهش أخاك. ويقول القديس غريغوريوس النيصصي: ماذا ينفعك أن تصوم وتحرم نفسك من اللحوم، إن كنت بعد ذلك كله لا تقوم سوى بنهش أخيك بدناءتك؟ أي فائدة تجني، أمام الله، من عدم أكلك مما هو لك، إن كنت بعد هذا، وبتصرف غير عادل، تنتزع من يد الفقير ما هو له؟ أما القديس يوحنا الذهبي الفم فيقول: إذا كان الصوم عن اللحم يجعلك تأكل لحم أخيك، فلا تصم عن أكل اللحم ولكن كف عن أكل لحم أخيك. تشكل هذه الأقوال نموذجا عن فكر آبائنا القديسين، الذين يتفقون جميعا على أن الصوم غير المقترن بمحبة الآخر وخدمته ليس صوما حقيقيا".

وقال: "اليوم نرفع اللحم عن الموائد، لكن الأهم هو أن نرفع قلوبنا إلى فوق، مثلما تدعونا الكنيسة في القداس الإلهي، وعندما نرفع قلوبنا نحو الله، نملأها محبة حقيقية، وهذه المحبة تظهر من خلال تعاطينا مع الآخر، كائنا من كان. المحبة الحقيقية لا يمكنها أن تبقى مستترة، بل تخرج إلى العلن، من خلال الأعمال. والصوم هو طريق لإظهار المحبة بالأفعال، من خلال انقطاعنا عن المأكل في سبيل مساعدة الآخر بما نوفره من ثمن ما انقطعنا عنه. هذا ما يريد الرب أن يعلمنا إياه من خلال نص إنجيل اليوم. يريد تذكيرنا أن كل إنسان مخلوق على صورة الله ومثاله، ويجب علينا أن ننظر إلى كل شخص كأننا ناظرون إلى الرب. فمثلا، لا يمكنني أن آتي بالقرابين إلى الهيكل لتقديمها، وإذا رأيت شخصا جائعا في طريقي أتجاهله، بل ينبغي أن أعطيه مما أحمل، وهذه التقدمة سيثمنها الرب وستريح الراقد الذي قدمنا القرابين من أجل راحة نفسه".

أضاف: "يعلمنا الآباء القديسون أننا متى أضفنا محتاجا، إنما نضيف الرب نفسه. هذا هو المعنى العميق لإنجيل اليوم، القائل على لسان الرب يسوع إننا متى أطعمنا الجائع، وسقينا العطشان، وآوينا الغريب، وكسونا العريان، وزرنا المريض والمسجون، إنما نفعل كل ذلك بالرب. رفع اللحم عن الموائد هو تمرين يساعدنا على التوقف عن نكران الآخر أو تجاهله أو تعذيبه أو سرقته أو عدم محبته، لأن الحياة المسيحية لا تكتمل إلا بسلوكين: السلام مع الله، والسلام مع الآخر. الرب يسوع، إبن الإنسان، هو الديان العادل، الذي يقول عنه متى الإنجيلي: إن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته، وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله (16: 27). هنا نسأل: هل تتذكرون أن الديان العادل سوف يجازيكم على ما فعلتم بإخوته الصغار؟ هل تدركون أنكم تؤلمون الرب كلما تألم بسببكم إنسان، مخلوق على صورة الله ومثاله؟ هل يدرك المسؤولون عن هذا البلد أنهم إن أساءوا إلى شعبهم إنما هم يسيئون إلى الخالق الذي سيحاسبهم يوم الدينونة على كل عمل قاموا به. هل يدركون أنهم إن سلموا من عدالة الأرض بألاعيبهم لن يسلموا من عدالة السماء؟ ليت المسؤولين، كل المسؤولين، يصغون إلى صوت الناس عوض الإصغاء إلى مستشاريهم والمحيطين بهم والمطبلين لهم. ليت المسؤولين ينزلون من أبراجهم، ويخالطون الشعب ويسمعون أنينه. ليت المسؤولين يستفيقون من سباتهم وإنكارهم للواقع أو تعاميهم عنه، ويتنازلون كل من جهته عن تعنته وشروطه، وعوض أن ينفض كل واحد منهم يده مما يحدث، ليتهم يتنادون ويتلاقون ولا يتفارقون قبل التوصل إلى حل يرضي ضمائرهم أولا وشعبهم ثانيا".

وتابع: "في 17 تشرين انفجر الغضب الشعبي بسبب ضيق الأفق واسوداد الرؤية. اليوم، بعد سنة ونصف السنة، يتمنى الشعب لو أن الأوضاع السياسية والمعيشية ما زالت كما كانت يومها، لأن الوضع تفاقم، والليرة فقدت قيمتها، والسياسيون كفروا الناس بالسياسة، وانفجار بيروت أفقد الشعب ما تبقى من أمل، واكتملت المصائب بالعتمة التي تزيد الظلام ظلاما، والغلاء الذي يلتهم ما تبقى من أموال، والتلاعب بسعر الدولار الذي لم يبق للعملة الوطنية قيمة، والاستهتار العام عند الجميع، والركود والبطالة والعزلة التي نعيش فيها... حتى أصبحت الحياة في هذا البلد كمن يكتوي بنار جهنم".

وقال: "إحذروا ثورة الجياع التي بدأت بوادرها تلوح. إحذروا ثورة شعب لم يبق له ما يخسره، بعد أن سلبتموه حتى كرامة العيش. هؤلاء هم الذين سماهم الرب إخوتي. إنهم الشعب المقهور والمحروم الذي أصبح بفضلكم يشتهي قطرة ماء تبل رمقه. يا حكام بلادي، المحبة ليست نظريات وخطابات. الدفاع عن الإنسان وحقوقه يبدأ باحترامه ومحبته وتأمين عيش كريم له. ويل لكم من دينونة الرب العادل الذي سيقول لكم: إذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته، لأني سلمتكم مسؤولية شعب فجعلتموه جائعا، عطشانا، فقيرا، مريضا، عائشا في الظلمة، مشردا، مفجرا، عريانا... الويل لكم لأنكم استعبدتم شعبا خلقته حرا، مكرما، فنزعتم عنه كرامته، وأعملتم به تنكيلا. كفاكم شعارات ومهاترات عبثية والشعب يذل يوميا. أنتم قسمتم الشعب إلى فئات طائفية لكي تبقوا على استعبادكم له. إن كنتم تعملون من أجل حقوق المواطنين، فلماذا أهلكتم المواطن وأثقلتم كاهله بألاعيبكم السياسية والاقتصادية والمالية حتى خسرتموه أمواله وممتلكاته والأمل بغد أفضل؟ عن أي حقوق تتحدثون في بلد لا يستطيع المواطن فيه، المسيحي كما المسلم، أن يشتري ربطة خبز يسد بها جوع أطفاله؟"

أضاف: "أسألكم باسم الشعب المتألم: كيف تنامون والمواطنون يماتون كل يوم؟ ربما تستطيعون أن تهربوا من دينونة الشعب لكم، لكن الرب لا ينعس ولا ينام على حسب قول كاتب المزامير: أرفع عيني إلى الجبال من حيث يأتي عوني. معونتي من عند الرب، صانع السماء والأرض. لا يدع رجلك تزل، لا ينعس حافظك، إنه لا ينعس ولا ينام... الرب حافظك... الرب يحفظك من كل شر، يحفظ نفسك. الرب يحفظ دخولك وخروجك من الآن وإلى الدهر".

وتابع: "يا مسؤولي بلادي، إن عوننا الحقيقي هو من الرب، لهذا لا نخشى شرا تتسببون به، لأن حافظ حقوقنا الحقيقي، الرب، لن يرضى بأن يغلب الشر شعبا آمن به وتوكل عليه وسلمه أمره".

وقال: "أخيرا، اليوم، في أحد الدينونة، نرفع الدعاء إلى الديان العادل، ونصلي من أجل أن ينشر عدالته على أرض هذا الوطن الذي ابتعد المسؤولون فيه عن كل طريق مؤدية إلى الحق والعدل. نقرأ في سفر الحكمة: لأن رجاء المنافق كغبار تذهب به الريح، وكزبد رقيق تطارده الزوبعة، وكدخان تبدده الريح، وكذكر ضيف نزل يوما ثم ارتحل... الإثم يدمر جميع الأرض، والفجور يقلب عروش المقتدرين. كما نسمع على لسان والدة الإله: حط المقتدرين عن الكراسي ورفع المتواضعين، أشبع الجياع من الخيرات وأرسل الأغنياء فارغين. إيماننا أن الرب سيجري عدله على الأرض، ويبلسم جراح كل أم وأب وطفل وأخ وأخت فقدوا عزيزا إن بسبب التفجير الآثم، أو بسبب الوباء، أو لأي سبب آخر كان وراءه مسؤول غير مسؤول".

وختم عوده: "بارككم الرب، وبارك كل العاملين الصامتين، الذين يعملون حقا من أجل إخوتهم البشر، من أطباء، وممرضين، وعاملين في المختبرات الطبية، وقوى أمن ودفاع مدني ومسعفين، وقضاة نزيهين، وحكام عادلين وسواهم من الذين يستحقون لقب مسؤولين".

 

سامي الجميل: هناك مساران للحل الاول عربي ودولي والثاني داخلي

الأحد 07 آذار 2021

وطنية - أكد رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل أن "الوقت قد حان للنواب الذين يقفون حاجزا أمام التغيير، لأن يستقيلوا ويفسحوا في المجال أمام انتخابات جديدة للخروج من الكارثة"، مشيرا إلى أن "السلطة أمام خيارين إما تشكيل حكومة مستقلة تعمل مع صندوق النقد والجهات المانحة وترمم صورة لبنان وإما الرحيل وليتركوا مجالا للشعب". وعلق في حديث عبر قناة "الحدث"، على كلام رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، وقال: "حكومة حسان دياب أصلا متوقفة عن العمل ولا تقوم بشيء والقرار بيد حزب الله والمنظومة المتعاونة معه التي تمسك بمجلس النواب وتعطل تشكيل الحكومة الجديدة لانقاذ البلد".

وأكد أن "الانهيار الاقتصادي حاصل حتى بوجود تصريف الاعمال فالامور تتدهور والمواطن يفقد القدرة الشرائية، وحكومة تصريف الاعمال لا يمكنها إيقاف هذا الامر فهي عاجزة لان القرار بيد حزب الله والمنظومة، وطالما أن المجلس النيابي مسيطر عليه فلا امكان للانقاذ".

ولفت إلى أن "المجلس النيابي هو من يشكل التوازنات التي تشكل بدورها حكومة، وهو من يسمي رئيس الحكومة ويعطي الثقة وينتخب رئيسا"، وقال: "بالتالي المشكلة تبقى في المجلس حيث أساس البدء، لكن طالما حزب الله يسيطر على هذا المجلس فهو يسيطر على المؤسسات مع المنظومة التي قامت بالتسوية". وقال: "لو رأينا أن هناك إمكان للتغيير لم نكن لنستقيل من مجلس النواب". وشدد على أن "العقدة هي أن "هناك فريقا يريد السيطرة على البلد ولن يتوقف الا بعد تدمير ما تبقى من دولة والتعطيل المستمر هدفه ضرب ما تبقى من مقومات الدولة في لبنان لان البديل عنها هو الميليشيات وقوى أمرالواقع اي حزب الله". ورأى أن "ثمة مسارين للحل في لبنان، الاول عربي ودولي لرفع الوصاية لأن لا إمكان للبنانيين للمعالجة بمفردهم، كما أن هناك قرارات دولية أممية على الشرعية الدولية أن تشرف وتؤكد تنفيذها لاستعادة السيادة. أما المسار الثاني فهو داخلي وعلى الشعب ان ينتفض ويدفع باتجاه التغيير عبر الانتخابات النيابية". وإعتبر الجميل أن "الفقر يصيب كل اللبنانيين كما أن الازمة الاقتصادية تطال كل فئات المجتمع وحسب المعطيات هناك تحركات داخل الشارع الشيعي وغضب من الواقع المعيشي"، وسأل: "ماذا سيقول حزب الله لجماعته؟ فهؤلاء أيضا يريدون أن يعيشوا فهل يقول لهم لا تنتفضوا لكرامتكم؟"، وشدد على أن "الشعب غاضب ويريد حلا والنقمة حقيقية على كل رؤوس المنظومة السياسية، ومن ضمنهم بري ونصرالله". وأشار إلى أن "انتفاضة الشعب العابرة للطوائف والمناطق أمر طبيعي وسبيل واضح للضغط في اتجاه تغيير حقيقي في لبنان ولا قدرة لنصرالله لتجييش شارعه ضد مصلحته المعيشية".

وقال "ما من شك أن الشعب تعرض لتحديات كبيرة كإنفجار المرفأ والازمة الاقتصادية ووباء كورونا، وهناك عودة وانتفاضة جديدة نشهدها منذ أيام وهي مرشحة لتتطور وتكبر اذا استمرت الامور بالتدهور، في المقابل السلطة لا تقوم بشيء لإيقاف الازمة، ولا خيار آخر للشعب الا النزول إلى الشارع والمواجهة، فالمنظومة تريد ان تخمد الشارع". ودعا الى "العودة الى المؤسسات عبر انتخابات نيابية مبكرة تسحب التعبير من الشارع الى المؤسسات". وختم الجميل: "بالنسبة لنا من يريد مساعدة لبنان فهناك قرارات دولية اتخذت بإجماع مجلس الامن مثل ال1559 و1701 وهما ينصان على تجريد الميليشيات من السلاح وضبط دخوله، فلتأخذ الدول القرارين وتضغط في اتجاه تنفيذهما، إنما هذا الشيء ليس بيدنا". وختم: "نحن موجودون على الأرض ونواجه ونصمد ونقاوم وضع اليد على القرار اللبناني ونتمنى من المجتمع الدولي أن يساعد الشعب على استعادة قراره وحقه بتقرير مصيره والاشراف على التغيير الديموقراطي".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي  07-08 آذار/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

Values That We Can We Learn From “The Lost Son” Parable
 Elias Bejjani//March 07/2021
 http://eliasbejjaninews.com/archives/73276/elias-bejjani-values-that-we-can-we-learn-from-the-lost-son-parable/

 

الياس بجاني/بالصوت والنص: تاملات إيمانية في معاني وعبر مثال عودة وتوبة الولد الشاطر

http://eliasbejjaninews.com/archives/73259/73259/

 

المشكلة هي حزب الله المحتل والحكام والنواب والوزراء والأحزاب خيالات مآتم وخدم عندو وبأي انتخابات بظل الإحتلال ما بيجي إلا يلي ع مسطرتون الطروادية

الياس بجاني/06 آذار/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96690/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b4%d9%83%d9%84%d8%a9-%d9%87%d9%88-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%aa%d9%84/

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 07 آذار/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96725/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-993/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/March 07/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96728/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-march-07-2021/

 Elias Bejjani//March 07/2021

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 06 آذار/2021

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

http://eliasbejjaninews.com/archives/96686/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-992/

 

فيديو ونص/أحد الإبن الشاطر: عظة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي: خير ان ينفجر الشعب ويبقى الوطن من أن ينفجر الوطن ولا يبقى الشعب/يا ربّ، إليك نكل وطننا، وهو أرض مقدّسة، ثقافتها المحبّة والتآخي والإنفتاح، لا ثقافة العداوة والحديد والنار.

موقع بكركي/الأحد 07 آذار/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96737/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d8%a3%d8%ad%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%a8%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%a7%d8%b7%d8%b1-%d8%b9%d8%b8%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1/

موقع بكركي/الأحد 07 آذار/2021

 

A Pope’s Visit Amidst the Ruins/ Charles Elias Chartouni/March 07/2021
 
شارل الياس شرتوني: زيارة قداسة البابا فرنسيس وسط الدمار والأنقاض
 http://eliasbejjaninews.com/archives/96731/charles-elias-chartouni-a-popes-visit-amidst-the-ruins-%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%b2%d9%8a%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d9%82/

 

Interview with Lukman Slim That was not published/Lokman Slim: Hezbollah Controls Lebanon’s Civil and Political Parties/Firas Hamieh/Raseef Web Site/February 07/2021

في مقابلة لم تُنشَر سابقاً… لقمان سليم: حزب الله يمتلك “ماستر كي” يفتح به أبواب الأحزاب المدنية/فراس حمية/موقفع درج/07 آذار/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96742/%d9%81%d9%8a-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%84%d9%85-%d8%aa%d9%8f%d9%86%d8%b4%d9%8e%d8%b1-%d8%b3%d8%a7%d8%a8%d9%82%d8%a7%d9%8b-%d9%84%d9%82%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%b3%d9%84%d9%8a%d9%85/

 

خيانة البطريرك وعماء حزب الله وخطيئة العلمانيين

منى فياض/الحرة/07 آذار/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96749/%d8%af-%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d8%ae%d9%8a%d8%a7%d9%86%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d9%88%d8%b9%d9%85%d8%a7%d8%a1-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84/

 

عائلة ماهر طوبية هي العائلة المسيحية الوحيدة الباقية في بلدة الناصرية العراقية وكانت في استقبال البابا/Maher Tobia’s Family Is the only remaining Christian Family That Remains in the city of Nasiriyah-Iraq

http://eliasbejjaninews.com/archives/96760/%d8%b9%d8%a7%d8%a6%d9%84%d8%a9-%d9%85%d8%a7%d9%87%d8%b1-%d8%b7%d9%88%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d9%87%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d8%a6%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%8a%d8%ad%d9%8a%d8%a9-%d8%a7/

 

اعادة احياء لجان الحوار التي لم تفلح مرة ما هي إلا كسب وقت لإيران ومرتزقتها … بعد خطاب صاحب الغبطة في بكركي الأسبوع الماضي لم يعد هناك مجال لما يسمى حوار، لا مع الطغمة الحاكمة ولا مع حزب السلاح.

الكولونيل شربل بركات/08 آذار/2021

على جميع الذين يحاولون التوسط بزيارة بكركي وتقديم مشاريع حلول أن يفهموا بأن صبر اللبنانيين قد نفذ والسقف الذي رسمه صاحب الغبطة غير قابل للتعديل ولا للتأويل ومن له أذنان سامعتان فليسمع…

http://eliasbejjaninews.com/archives/96751/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d8%b9%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d8%ad%d9%8a%d8%a7%d8%a1-%d9%84%d8%ac%d8%a7%d9%86/