المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 01 آذار/2021

اعداد الياس بجاني

  #elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews21/arabic.march01.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

قَوُّوا الأَيْدِيَ المُسْتَرْخِيَة، والرُّكَبَ الوَاهِنَة، وٱجْعَلُوا لأَقْدَامِكُم سُبُلاً قَوِيْمَة، لِئَلاَّ يَزِيغَ العُضْوُ الأَعْرَجُ عنِ السَّبِيل، بَلْ بِالحَرِيِّ أَنْ يُشْفَى”. يَا بُنَيّ، لا تَرذُلْ تَأْدِيبَ الرَّبّ، ولا تَسْأَمْ تَوبِيخَهُ. فَإِنَّ الَّذي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، ويَجْلِدُ كُلَّ ٱبْنٍ يَرْتَضِيه.

 

عناوين تعليقات الياس بجاني

الياس بجاني/الخزي والعار للإسخريوتيين بيار الضاهر وعون وجبران وفرنجية والخاز وكل من يقول قولهم الملالوي

الياس بجاني/الخزي والعار لعون وباسيل وفرنجية والخازن وكل اسخريوتي خانع لإحتلال حزب الله الإيراني والإرهابي. البطريرك شخص المرض السرطاني الملالوي الوثح ووصف العلاج لإستئصاله

الياس بجاني/بيار الضاهر سارق تلفزيون المقاومة المسيحية LBC لم يتجرأ على نقل كلمة البطريرك الراعي يا للعار.اسخريوتي حقير

الياس بجاني/بالصوت والنص: تأملات وجدانية وإيمانية في مفاهيم عجيبة شفاء النازفة

الياس بجاني/أحد شفاء النازفة ونزفنا الإيماني القاتل

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الراعي وضع خريطة طريق للإنقاذ … وبكركي ترفض إبقاء لبنان رهينة

"حزب الله" للبطريرك: التدويل خطر وجودي ... وقبلان: الحياد في زمن إسرائيل و"داعش" خيانة!

سعيد: “حزب الله” أقفل الحوار مع الراعي… وجرمانوس: إما الافتراق حبياًوإما قهرياً

احتفال عسكري للقومي في ضهور الشوير!

خطاب الراعي عرّى “الكتلة الوطنية” ومجموعات تدّعي الثورة!

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 28/2/2021

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

حملة “شرسة” من المحور السوري-الإيراني على الراعي

الخارجية تدين الاعتداء الصاروخي على السعودية: انتهاك للقوانين

مسيرة دراجات نارية حاشدة تجوب شوارع "الضاحية"

لقاء في بيت المحامي مع أهالي ضحايا 4 آب

رداً على الراعي... "حزب الله": التدويل يشكل خطرا وجوديا على لبنان

الجيش الإسرائيلي يعتقل شخصًا تسلل من الأراضي اللبنانية

يوم “حماية لبنان” في بكركي… الرسالة واضحة

"مخازن بكركي الوطنية مليئة بالمفاجآت"

لبنان يفقد دوره..."وصلنا إلى الأسوأ"

تخوف أمني من إستغلال مواقف بكركي .. "الحزب" : "ما حدا فاضي هالإيام" ... فهل إستمع "حزب الله" إلى كلام الراعي؟

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

غارات إسرائيلية تستهدف مقرات تابعة لإيران وميليشياتها جنوب دمشق

كثّفت إسرائيل في الأشهر الأخيرة وتيرة استهدافها لمواقع عسكرية تابعة لإيران وميليشياتها في مناطق عدة في سوريا (المرصد السوري)

بايدن يحذّر إيران من عواقب مهاجمة القوات الأميركية وقال إن بلاده ستواصل حماية مواطنيها

قلق في إسرائيل من الموقف الأميركي إزاء السعودية

10 أعوام على «صفقة إيران ـ الجولان»/«الشرق الأوسط» تكشف تفاصيل «مسودة أميركية» لاتفاق سوري ـ إسرائيلي في 2011

التحالف يدمر «مسيّرة» أطلقها الحوثيون تجاه خميس مشيط

دول ومنظمات عربية وإسلامية تؤيد السعودية وترفض ما يمسُّ سيادتها

خاتمي يُحذِّر خامنئي من تصدُّع نظام الملالي

إسرائيل تجمع المعلومات الاستخباراتية للردِّ على استهداف سفينتها في خليج عُمان

واشنطن تُوسِّع تواجدها العسكري باليونان تحسُّباً لمواجهة أنقرة

غارات على مصافي النفط بريف حلب والانفجارات تهز دير الزور/دمشق: ندرس مع الحلفاء كيفية الرد على العدوان الأميركي

انتفاضة بلوشستان تشتعل والنظام يقمعها بالمحاكم العسكرية/قطع الإنترنت واعتقالات واسعة في صفوف المتظاهرين

كُتّابٌ سعوديون لبايدن: سيادتنا خط أحمر ولسنا جمهورية موز

إجماع إسلامي وعربي على دور السعودية كركيزة لأمن المنطقة/57 دولة إسلامية دانت التقرير الأميركي وسط رفض واسع لتصاعد الإرهاب ضد المملكة

تشاور عراقي ـ إيراني إزاء «قواعد اللعبة» الأميركية الجديدة/ظريف يدعو بغداد إلى كشف منفذي الهجمات على المصالح الغربية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

كلام السيد البطريرك/الكولونيل شربل بركات

لبنان مرشّح لفوضى عارمة... إلّا إذا!/فارس خشان/النهار العربي

البطريرك يمسك جمرة المصير اللبناني/منير الربيع/المدن

رجاء لا تنقذونا ... "الحق على المواطنين"/د. حارث سليمان

خطاب البطريرك الراعي االمنعطف، قراءة في مدلولاته/شارل الياس شرتوني

أي لبنان وأية دولة؟ وأي عقد وطني جديد؟/فؤاد سلامة

«حقوق المسيحيين»... مسيحية سياسية متخيَّلة/سام منسى/الشرق الأوسط

خطة حزب الله وباسيل: الشقاق الطوائفي لتجويف مواقف الراعي/منير الربيع/المدن

عن موقف بعض العلمانيين من البطريرك الراعي/د. منى فياض

“التيار” في مأزق بين الصدام مع الراعي والتحالف مع “الحزب”/كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/

ملفّات لبنانيّة دخلت في سباتٍ عميق…/كريستال نوار/أم تي في

ثورة ١٧ تشرين هي الاصل وحراك بكركي ثمرة من ثمارها/د حارث سليمان/جنوبية

من يحمي الدعوة البطريركية من أعدائها الكُثر؟/إيلي القصيفي/أساس ميديا

لحوار بدل التخوين: استراتيجية دفاعية وإلغاء الطائفية/محمد بركات/أساس ميديا

بكركي تواجه السلاح والإنقسام: انتهاء "العونية" شعبياً/رضوان السيد /أساس ميديا

رد على المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان/خليل حلو

مؤتمر دولي دون مشاركة اللبنانيين فيه!!/د. توفيق هندي/28 شباط/2021

استيعاب إدارة بايدن/مأمون فندي/الشرق الأوسط

صواريخ إيران وقميص خاشقجي/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

تقرير خاشقجي/ممدوح المهيني/الشرق الأوسط

الضربات الأميركية الأخيرة بعثت بالرسالة الصحيحة إلى طهران/جيمس ستافريديس/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

أحد المنزوفة: عظة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي: دعونا الى مؤتمر دولي بسبب عجز السياسيين عن التفاهم والحوار و15 ألف شخص احتشدوا لدعم إعلان حياد لبنان

المطران عودة: السياسة ليست طريقا إلى التحكم برقاب الناس وعلى المسؤول خدمة الشعب لا استغلاله

شرح لعبر ومفاهيم ورسائل احد النازفة/الأب سيمون عساف

الخارجية استنكرت الكلام في حق سفيرة سويسرا ودعت وسائل الاعلام الى توخي الدقة

أحمد قبلان: الحياد في زمن الاحتلال الاسرائيلي وداعش خيانة والمؤتمر الدولي إذا كان بنسخة سايكس بيكو فنحن ضده

عطالله: تحرك أمس أقل من عادي على المستوى الشعبي

إميل لحود ردا على جعجع: نفتخر بعلاقتنا بالمقاومة

الشيخ الغريب للراعي : بالله عليكم ..أي أرض حررتموها حتى تعودوا لتحرير الدولة؟

أرسلان: التدويل المطروح بحاجة الى إجماع بين اللبنانيين...و الغريب: لا للتقسيم لا للإنقسام ولا للتدويل

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

قَوُّوا الأَيْدِيَ المُسْتَرْخِيَة، والرُّكَبَ الوَاهِنَة، وٱجْعَلُوا لأَقْدَامِكُم سُبُلاً قَوِيْمَة، لِئَلاَّ يَزِيغَ العُضْوُ الأَعْرَجُ عنِ السَّبِيل، بَلْ بِالحَرِيِّ أَنْ يُشْفَى”. يَا بُنَيّ، لا تَرذُلْ تَأْدِيبَ الرَّبّ، ولا تَسْأَمْ تَوبِيخَهُ. فَإِنَّ الَّذي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، ويَجْلِدُ كُلَّ ٱبْنٍ يَرْتَضِيه.

الرسالة إلى العبرانيّين12/منمن01حتى13/:”يا إخوَتِي، نَحْنُ أَيْضًا، الَّذِينَ لنَا مِثْلُ تِلْكَ السَّحَابَةِ مِنَ الشُّهُودِ المُحِيطَةِ بِنَا، فَلْنُلْقِ عَنَّا كُلَّ عِبْءٍ، والخَطِيئَةَ الَّتي تُحَاصِرُنَا، وَلْنُبَادِرْ ثَابِتِينَ إِلى الجِهَادِ المُعَدِّ لَنَا. فَلْنَنْظُرْ إِلى رَائِدِ إِيْمَانِنَا ومُكَمِّلِهِ يَسُوع، الَّذي ٱحْتَمَلَ الصَّلِيبَ بَدَلَ الفَرَحِ المُعَدِّ لَهُ، وٱسْتَخَفَّ بِالعَار، وجَلَسَ عَن يَمِينِ عَرْشِ الله. فتَأَمَّلُوا مَلِيًّا في ذلِكَ الَّذي ٱحْتَمَلَ مِثْلَ تِلْكَ المُقَاوَمَةِ لِشَخْصِهِ مِن قِبَلِ الخَطَأَة، لِئَلاَّ تَضْعَفُوا في نُفُوسِكُم وتَنْهَارُوا. فَإِنَّكُم لَمْ تُقَاوِمُوا بَعْدُ حَتَّى الدَّمِ في جِهَادِكُم ضِدَّ الخَطِيئَة. ونَسِيتُم كَلامَ التَّشْجِيعِ الَّذي يُخَاطِبُكُم كَمَا يُخَاطِبُ الأَبْنَاء: «يَا بُنَيّ، لا تَرذُلْ تَأْدِيبَ الرَّبّ، ولا تَسْأَمْ تَوبِيخَهُ. فَإِنَّ الَّذي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، ويَجْلِدُ كُلَّ ٱبْنٍ يَرْتَضِيه». إِذًا فَٱحْتَمِلُوا تَأْدِيبَ الرَّبّ، فهوَ يُعامِلُكُم مُعَامَلَةَ الأَبْنَاء: وأَيُّ ٱبْنٍ لا يُؤَدِّبُهُ أَبُوه؟ ثُمَّ إِنَّ آباءَنَا في الجَسَدِ كانُوا يُؤَدِّبُونَنَا، فَنَخْجَلُ مِنْهُم. أَفَلا نَخْضَعُ بالأَحْرَى لأَبِي الأَروَاحِ فَنَحْيَا؟ أَمَّا إِذَا كُنتُم لا تَقْبَلُونَ التَّأْدِيب، الَّذي يَشْتَرِكُ فيهِ الجَمِيع، فَتَكُونُونَ دُخَلاءَ لا أَبْنَاء. فأُولئِكَ كانُوا يُؤَدِّبُونَنَا لأَيَّامٍ قَلِيلَةٍ كَمَا يَشَاؤُون، أَمَّا اللهُ فَيُؤَدِّبُنَا لِفَائِدَتِنَا، لِكَي نَشْتَرِكَ في قَدَاسَتِهِ. فَكُلُّ تَأْدِيبٍ لا يَبْدُو في سَاعَتِهِ أَنَّهُ لِلفَرَحِ بَلْ لِلحُزْن، أَمَّا في مَا بَعْدُ فَيُؤتِي الَّذِينَ تَرَوَّضُوا بِهِ ثَمَرَ بِرٍّ وسَلام. لِذلِكَ قَوُّوا الأَيْدِيَ المُسْتَرْخِيَة، والرُّكَبَ الوَاهِنَة، وٱجْعَلُوا لأَقْدَامِكُم سُبُلاً قَوِيْمَة، لِئَلاَّ يَزِيغَ العُضْوُ الأَعْرَجُ عنِ السَّبِيل، بَلْ بِالحَرِيِّ أَنْ يُشْفَى”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

الخزي والعار للإسخريوتيين بيار الضاهر وعون وجبران وفرنجية والخاز وكل من يقول قولهم الملالوي

*الخزي والعار لعون وباسيل وفرنجية والخازن وكل اسخريوتي خانع لإحتلال حزب الله الإيراني والإرهابي. البطريرك شخص المرض السرطاني الملالوي الوثح ووصف العلاج لإستئصاله

يار الضاهر سارق تلفزيون المقاومة المسيحية LBC لم يتجرأ على نقل كلمة البطريرك الراعي يا للعار.اسخريوتي حقير

 

الياس بجاني/بالصوت والنص: تأملات وجدانية وإيمانية في مفاهيم عجيبة شفاء النازفة

http://eliasbejjaninews.com/archives/73024/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d8%ac%d8%af%d8%a7%d9%86/

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني/تأملات وإيمانية في عبر ومفاهيم عجيبة شفاء النازفة/28 شباط/2021/اضغط هنا  للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/nazfa.elias16.wma

بالصوت/فورمات/الياس بجاني/تأملات إيمانية في عبر ومفاهيم عجيبة شفاء النازفة/28 شباط/2021/اضغط على العلامة في أسفل إلى يمين الصفحة للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/nazfa.elias16.mp3

 

أحد شفاء النازفة ونزفنا الإيماني القاتل

الياس بجاني/28 شباط/2021

“فالتفت يسوع فرآها وقال: ثقي يا ابنتي، إيمانك شفاك، فشفـيت المرأة من تلك الساعة”. (متى9/22)

من منا لا ينزف بقيمه وعلاقاته وممارساته وإيمانه وأسس ومفاهيم الرجاء في هذا الزمن “المحل” الذي ابتعدنا فيه عن تعاليم الإنجيل المقدس.

نعم ابتعدنا وانحرفنا وتخلينا عن القيم والمبادئ وانغمسنا في مجتمع استهلاكي أغرقنا دون رحمة وحدود وقيود في أفخاخ الأنانية الشيطانية وأصابنا بعاهة “الأنا” القاتلة التي أمست قبلتنا ومرادنا.

مؤسف أننا على مقاس نزوات هذه “الأنا” الخادعة والمضللة نفصل حياتنا، وعلى هداها ننسق تصرفاتنا، وطبقاً لرغباتها نجير أقوالنا وأنشطتنا وعلاقتنا مع الآخرين.

الأنانية القاتلة فككت أواصل العائلة التي هي حجر أساس الأوطان والمجتمعات، وغيبت عن قلوبنا وضمائرنا المحبة فحل الظلام في داخلنا ووقعنا في التجارب وانحرفنا عن طريق الخلاص القويم الذي رسمه لنا السيد المسيح بدمه من على الصليب.

خسرنا كل شيء لأننا خسرنا أنفسنا وتعامينا عن قول المعلم: “ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه”.

نعم وقعنا في فخاخ إبليس وفي تجاربه بسبب قلة إيماننا وبنتيجة انجرارنا الأعمى وراء مقتنيات الدنيا من مال ونفوذ وسلطة. لهذا نحن ننزف دون انقطاع في كل مرة نرتكب فيها الخطيئة التي هي الموت.

ننزف عندما لا نقاوم الشر ونغرق أكثر وأكثر في أطماعنا والشهوات.

ننزف عندما لا نحب ونغفر ونسامح ونعمل الخير ونصلي ونبشر بكلمة الرب وتعاليمه.

ننزف في عقولنا ووجداننا وقلوبنا عندما نبتعد عن الإيمان ونقع في التجارب.

ننزف عندما نرضى أن تستهوينا وتغرينا ملذات هذا العالم الترابي الفاني.

ننزف عندما لا نخاف الله في علاقاتنا مع بعضنا البعض ومع أولادنا وعائلاتنا.

ننزف عندما نبتعد هن جوهر المحبة التي هي الله والتي بأبهى صورها تتجسد ببذل الذات في سبيل الآخرين.

ننزف عندما نسمح لنزوات الطمع والحسد والجشع أن تتحكم في حياتنا.

ننزف عندما نعبد ممتلكات هذه الدنيا الفانية ونبتعد عن عبادة الله ونكفر بتعاليمه.

ننزف عندما لا نحافظ على دم الشهداء ولا نحترم تضحيات الذين قدموا أنفسهم قرابين على مذبح وطننا وشهدوا للحق ولم يتجابنوا.

ننزف لأننا نوالي قادة وسياسيين وأحزاب يتاجرون بمصيرنا ولقمة عيشنا ووطننا.

نزف لأننا قبلنا وضعية العبيد والأغنام ورضينا العيش في الزرائب.

وهل نسأل بعد لماذا تحول وطننا الغالي لبنان إلى ساحة حروب للآخرين وفقدنا استقلالنا وسيادتنا؟

لا خلاص لنا ولا وقف لنزفنا إلا بالتوبة والصلاة والصوم وعمل الكفارات. إن الرب غفور ومسامح ومحب يريد مساعدتنا ووقف نزفنا إن قصدناه وطلبنا منه الشفاء بتقوى وإيمان ورجاء كما فعلت المرأة النازفة.

الرب افتدانا بابنه الوحيد واعتقنا من نير عبودية الخطيئة الأصلية ودلنا على طريق الخلاص، لكنه ترك لنا إما خيار السير عليه لإدراك البيت التي شيده لنا في ملكوته حيث لا وجع ولا عذاب ولا بغض، أو الضياع والإبتعاد عن هذا الطريق وسلوك مسالك الشر حيث يكون المنتهي في الجحيم حيث البكاء وصريف الأسنان والنار التي لا تنطفئ والدود الذي لا يهدأ.

في هذا الأحد دعونا نأخذ العِّبر من إيمان المرأة النازفة فنقوي إيماننا وثقتنا بالله وبقدرته وبمحبته وبنعمة المغفرة التي يعطيها لمن يسعى منا إليها صادقاً وتائباً “هو الذي يغفر جميع آثامك ويشفي جميع أمراضك” (مزمور 103: 3)

لنصلي من أجل خلاص وطننا الغالي لبنان، ومن أجل وقف النزف الذي أصاب مؤسساته، ومن اجل قادته إلى طرق الإيمان والعدل والشهادة للحق.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

http://www.eliasbejjaninews.com

رابط الموقع الألكتروني

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك. Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link o enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الراعي وضع خريطة طريق للإنقاذ … وبكركي ترفض إبقاء لبنان رهينة

"حزب الله" للبطريرك: التدويل خطر وجودي ... وقبلان: الحياد في زمن إسرائيل و"داعش" خيانة!

بيروت ـ “السياسة”: /الأحد 28 شباط 2021

وضعت المواقف، الرسائل المدوية التي أطلقها البطريرك بشارة الراعي، أول من أمس، خريطة طريق لإنقاذ لبنان من الأزمات التي يتخبط بها، وحدد للمسؤولين كيفية الخروج منها، لحماية السيادة والاستقلال من العابثين الذين يريدون إبقاء لبنان ورقة على طاولة التجاذبات الإقليمية والدولية. وأكدت مصادر البطريركية المارونية لـ”السياسة”، أن “البطريرك قال ما يجب قوله، وهو كفى عبثاً بلبنان، ولا يمكن الاستمرار بهذا النهج الذي أدى إلى تدمير البلد وإفلاسه، وأنه لا بد من عملية إنقاذ شاملة سريعاً، من أجل استعادة السيادة والاستقلال، وعدم الاستمرار في وضع البلد رهينة للآخرين الذين يريدون وضع أيديهم على مؤسساته، إذا ما نجحوا في إتمام الانقلاب الذي تحدث عنه البطريرك” . من جانبه، أكد متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، أن “وطننا يعاني أزمةً لم يعـرف مثيلاً لها في تاريخِه، “لكن المسؤولين فيه يتجاهلون الواقع المرير، ويعتمدون تدميراً ممنهجاً لمفهوم الدولة، بتقويض ثقافة الديمقراطية فيها، وعدم احترام الدستور، وابتكار أســس جديدة تتماشى مع مصالحهم وتلبي طموحاتهم”. بدوره، اعتبر الرئيس ميشال سليمان، في بيان، أن “كلمة الراعي شكلت المظلة لكل من يطالب بتطبيق الدستور ولكل من يناضل في سبيل الحفاظ على لبنان الكيان ولكل من يعمل جاهدا لتحييد لبنان عن صراعات المحاور”. ودعا، القوى السيادية الفاعلة الى مواكبة مواقف الراعي والالتفاف حوله والعمل لإنقاذ لبنان من “المجهول المخيف”.

أما النائب فريد هيكل الخازن، فقال إن “من يقصده الراعي بالانقلاب هو غالبية الطبقة السياسية التي لم تعرف كيف تتعامل مع وثيقة الوفاق والدستور”، مضيفاً إن “الراعي يعتبر ان مسألة سلاح حزب الله احدى المشاكل بالبلد لكنها ليست المشكلة الوحيدة وهو لا يستهدف اي فريق لبناني”. وفي السياق، قال العلامة علي الأمين، إن “مواقف الراعي عن حياد لبنان وسيادة الدولة وحصرية السلاح فيه، تعبر عن مصلحة اللبنانيين بكل طوائفهم، بما في ذلك الطائفة الشيعية، التي لا تختلف في تطلعاتها إلى قيام دولة المؤسسات والقانون، عن تطلعات بقية الطوائف اللبنانية”. في المقابل، رد “حزب الله”، عبر عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله، على الراعي، فأشار إلى أنه “بالنسبة لنا فإن الشتم والسباب هي نتيجة العجز والضعف، وهم لا يملكون الحجة والدليل، وكنا نتوقع تصرفا مختلفا بشأن ما حصل في بكركي، واعتبر أن هناك من يتلطى خلف بكركي”. وشدد، على أن “حزب الله يرى بأن التدويل يشكل خطراً وجودياً على لبنان”، متسائلاً “ماذا فعل التدويل في سوريا وليبيا والعراق؟، ومن يريد التمسك باتفاق الطائف يجب أن لا يدعو الدول إلى لبنان لحل أزمتنا، رغم أن هذه الدول ليس لديها الوقت لأحد”، مؤكداً أن “المعالجة تبدأ من الداخل”. وقال، “نحن نحترم مرجعية بكركي لفئة

من اللبنانيين، وهناك من حاول استغلال بكركي لتكريس التباعد والانقسام الطائفي، ولكن السؤال حالياً إذا لم نستطع التفاهم في الداخل نسلم نفسنا للخارج؟” . وشدد، على أن “سياستنا لا تقوم على المقاطعة بل على التلاقي والنقاش، ونحن لدينا أدلتنا وحجتنا”، مشيراً إلى أن “التواصل مع بكركي لم ينقطع”.

 

سعيد: “حزب الله” أقفل الحوار مع الراعي… وجرمانوس: إما الافتراق حبياًوإما قهرياً

بيروت ـ “السياسة” /الأحد 28 شباط 2021

 اعتبر النائب السابق فارس سعيد أن ما حصل في بكركي هائل شعبيا، و”ما حدا زجّ البطريرك بشي” فالكنيسة مؤتمنة على القضية اللبنانية منذ بدايتها، مضيفا أن “كلمة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي أخرجت لبنان من المربّع الطائفي، وأحدٌ لا يستطيع أن يمنع الراعي من التكلّم”. وشدد على أن “ما سمعناه خطاب شهابي بنبرة شمعونية، ولم يكن حدثاً مسيحياً على الإطلاق و”حزب الله” أقفل باب الحوار مع البطريرك الراعي. ولفت إلى أن “هناك مَن يريد إلغاء الجمهورية اللبنانية، ولجمع أوسع شريحة حول البطريرك الماروني والشرط الوحيد للدعوة إلى الحوار هو قوّة التوازن”. ورأى أن “الدوائر الدوليّة كافّةً سمعت كلام البطريرك البارحة وهناك اقتناع واسع بالمضمون”. وتوجه إلى المفتي أحمد قبلان بالقول: “ما بقى تتطاول على البطريرك” من جانبه، وفي موقف لافت، قال مفوض الحكومة السابق لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس، إن “الطلاق بين قوى المحور والتيار السيادي واقع لا محالة، ومن يدعو المسيحيين لمحاربة أميركا والغرب وضرب جامعاتهم ومدارسهم ومستشفياتهم، كمن يدعوهم الى الانتحار طواعية”، مضيفا أن من يدعو السنة لمعاداة أهل مكة والمدينة كمن يقطع الماء عن الزرع”، ومتابعا “وصلنا الى مفترق الطرق فإما يكون الافتراق حبيا وإما قهريا”.

 

احتفال عسكري للقومي في ضهور الشوير!

أي أم ليبانون/الأحد 28 شباط 2021

مشهد غير لبناني في منطقة ضهور الشوير، فرقة في عرض عسكريّ للحزب السوري القومي الاجتماعي، أما المناسبة فهي ذكرى ميلاد مؤسسه انطون سعادة، الذي تم إعدامه في 8 تموز 1949. رفع الحزب “السوري” أعلامه وسط أناشيده وسط استعراض ببذات عسكرية، في محاولة للإيحاء بأن الهاجس الأمني لا يزال قائماً، وهناك قوى سياسية تمتلك أجهزة عسكرية أو شبه عسكرية تستطيع أن تؤثر على الاستقرار الأمني. مشهد أثار حفيظة الكثيرين، الذين رأوا أن أي مظهر عسكري خارج إطار الدولة هو مرفوض من أي من كان، مطالبين الدولة ببسط سلطتها على كامل أراضيها ومنع التجمعات العسكرية المشبوهة.

 

خطاب الراعي عرّى “الكتلة الوطنية” ومجموعات تدّعي الثورة!

أخبار اليوم/الأحد 28 شباط 2021

اشارت مصادر من داخل مجموعات الثورة الى انه بعد خطاب رأس الكنيسة المارونية البطريرك مار بشارة بطرس الراعي السبت سقطت أوراق التوت التي كانت تستّر عورات بعض الأحزاب ومدعي الثورة، خصوصاً بعدما تبيّن أن كل ما كانوا يفعلونه وكل الشعارات التي كانوا يرفعونها ليست أكثر من خدمات مجانية يقدمونها بشكل او بآخر لـ”حزب الله” ومحور الممانعة من أجل إسقاط آخر دعائم وجود لبنان، تمهيداً لإدخال البلد في محور الممانعة، على قاعدة إفقار شعبه عبر اعتماد شعارات غوغائية ومحاولة تهديم كل ما يمكن تهديمه. وفي تقييمها لسبت بكركي خلال اجتماع عقد مساء امس، لفتت الى أنه “لعل في طليعة الساقطين الذين ظهروا حزب “الكتلة الوطنية” بالرمزين اللذين يحرّكانه وهما الأمين العام للحزب بيار عيسى والنائب السابق روبير فاضل اللذين يعملان جاهدين منذ أشهر لتأمين مصالح محور الممانعة في داخل البيئة المسيحية، بما جعلهما أشبه بحصان طروادة في هذه البيئة.” وفي هذا الإطار سألت مصادر متابعة عن أسباب امتناع “الكتلة الوطنية” بشخصي بيار عيسى وروبير فاضل عن الدعوة إلى المشاركة في تظاهرة بكركي السبت؟ وكيف يمكن لهما ادعاء تأييد بعض مطالب البطريرك الماروني في أنهما عملا بجهد من أجل حث مجموعات داخل الثورة لعدم المشاركة في تحرّك بكركي الذي دعت إليه المجموعات السيادية في الثورة؟ ولماذا رفعا في عدد من الاجتماعات الداخلية لمجموعات في الثورة شعار رفض تدخل رجال الدين في السياسة من أجل التحريض على رفض المشاركة في سبت بكركي؟ وتؤكد المصادر أن توجه “الكتلة الوطنية” كان واضحاً في التماهي مع موقف الوزير السابق شربل نحاس والمجموعات الموغلة في تلطيها خلف اليسار لتأييد مواقف “حزب الله” وأمينه العام، ما يطرح أسئلة مشروعة عن الأدوار التي يلعبها كل من بيار عيسى وروبير فاضل تحت ستار الثورة والمجتمع المدني في خدمة “حزب الله” والمشروع الإيراني، بحيث يعملان على التحريض وضرب ما تبقى من مكامن قوة وصمود في المجتمع اللبناني إفساحاً في المجال أمام سيطرة “حزب الله” على كل مفاصل الداخل اللبناني. وتختم بالتأكيد أن ما بعد سبت بكركي لا يمكن أن يكون كما قبله، وأنه بات واجباً فضح كل من يعمل لخدمة المشروع الإيراني من داخل مجموعات الثورة، بما يؤمن تلاقي ثورة 17 تشرين مع السقف السيادي الذي رسمته بكركي، وخصوصاً بعدما تأكد أن لا إصلاحات ممكنة ولا نهضة مالية واقتصادية قبل إنجاز تحرير لبنان من هيمنة السلاح.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 28/2/2021

وطنية/الأحد 28 شباط 2021

 * مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

في خضم الأوضاع المعيشية المزرية، والسياسية المقيتة، والإقتصادية الصعبة، والمؤسساتية المتردية، والكورونية البغيضة، ولغة التخاطب شبه الخشبية، دقت بكركي الناقوس وقالت كلمتها أمس، فبدأت المواقف حيالها تتوالى بديهيا بين فئتين: مؤيد وداعم ومبارك، ومتحفظ ومتوجس ومعارض...

وفيما أفادت معلومات من أوساط سياسية عليمة أن مسارا من التواصل بين الصرح البطريركي وحزب الله فتح أو بالأحرى يستأنف مطلع آذار، بعدما كان قد تفرمل أسابيع عدة، لفت اليوم ما ورد على لسان النائب حسن فضل الله، من أن باب الحوار غير مقفل مع بكركي وسيدها...

الأوساط لم تستبعد كما لم تؤكد، أن ما سيجري على هذا المستوى في الأيام القليلة المقبلة، سيؤدي على سبيل المثال الى جعل مواقف المعنيين مباشرة بتأليف الحكومة مرنة أو أن يصار الى تغيير هؤلاء من نمطية ومنهجية مقاربة موضوع التأليف الحكومي ...

في الغضون، تم تنظيم مسيرة تحت شعار "إرادة اللبنانيين ضد الفساد والمطالبة بإسترداد أموال المودعين" من ساحة الشهداء امتدادا الى راشيا، وصولا الى حاصبيا.

وإذ تزدحم الإستحقاقات بين عدادين (2) على أبواب مرحلة جديدة مع انطلاق الفصل الثالث من التعبئة العامة غدا، والتشدد الموعود بالتزام برنامج اللجنة الصحية لمواصلة التلقيح من جهة، وانطلاقِ المرحلة المصرفية بتطبيق تعميم المصرف المركزي للمصارف، الذي سيحمل تغيرات جمة.

من جهة ثانية، فإن أول ما يهم المواطن هو ما إذا كان سيتم لجم تفلت سعر الدولار في السوق الموازية، التي تتضاعف بفعلها أسعار المواد الغذائية وسواها، وحتى بما يتجاوزها بأضعاف من دون أي حسيب او رقيب، ومن دون أي عذر لدى السلطة في عدم المراقبة.

حدوديا، وعلى عادتها بين حين وآخر، تطلق الحكومة الإسرائيلية من تهديداتها العدوانية ضد لبنان، آخرها قبل يوم من تسلل مواطن لبناني من بلدة الهبارية الى داخل الحدود الفلسطينية المحتلة... والد المتسلل أفاد "تلفزيون لبنان" أن فعلة ابنه ليلة السبت، ربما حصلت نتيجة الوضع المعيشي الصعب جدا.

في محيط كل ذلك، التراشق الإقليمي على أشده، حيث التخاطب الإيراني -الأميركي بين "شد ورخي"، وساحة اليمن-السعودية تشهد تسخينا لافتا، فيما حاولت الرياض امتصاص نتائج التحقيقات المعلنة في قضية مقتل الصحافي الخاشقجي.

تفاصيل النشرة نبدأها من تحول مالي -مصرفي، ستشهده المصارف اللبنانية بدءا من الغد، فأين تتجه الأمور في موضوع إعادة الرسملة والدمج، وما هو تأثيرها على مصير ودائع اللبنانيين؟.الخبير الاقتصادي أديب طعمة تحدث ل- "تلفزيون لبنان" في الفقرة الاقتصادية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

خواء مطبق على المستوى السياسي عموما، والحكومي خصوصا، وكأن البلاد بألف خير ولا مشاكل فيها ممتدة من الاقتصاد والمال إلى المعيشة والصحة.

هذا الخواء أفسح المجال أمام ما شهدته بكركي أمس، من باب استدراج المزيد من ردود الفعل على مضامين الكلمة التي ألقاها البطريرك بشارة الراعي، والتي عدت عالية السقف.

وإذا كان البطريرك قد أبدى في عظة الأحد ارتياحه لمشهد خطبة السبت، فإن كلمته التي وضعت في ميزان التقييم لدى القوى السياسية، حصدت مواقف تراوحت بين مؤيد لما صدر عن الراعي، متحدثا عن السبت التاريخي والسبت الكبير. وبين معترض عليه، معتبرا ان التدويل يشكل خطرا وجوديا على لبنان ويتطلب أصلا إجماعا من اللبنانيين.

بعيدا من السياسة، يواجه لبنان امتحان إعادة فتح القطاع التجاري غدا، وسط مخاوف من الموجة الرابعة لفيروس كورونا.

أما بالنسبة لعمليات التلقيح، فإنها على المسار بحسب المعنيين، وسط توالي وصول شحنات لقاح فايزر، فيما نفت وزارة الصحة أن تكون قد عرضت أي برنامج لحملة تلقيح استثنائية لمرجعيات روحية أو سياسية أو نقابية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

ليل طويل عاشته المملكة السعودية، لا شك سيفاقم حالة القلق والترقب التي يعيشها محمد بن سلمان، بعد صدور قرار "السي أي ايه" حول ضلوعه بجريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي.

وإن كان ملفه مع الأميركي عرضة للتسويات، فإن اليمنيين يؤكدون أن لا مساومة على مطلب وقف العدوان. صاروخ بالستي وخمس عشرة طائرة مسيرة ضربت في العمق السعودي، أوقعت خسائر أكبر بكثير من تلك المادية. تثبيت لمعادلة الردع في نسختها الخامسة، وتأكيد على الاستمرار بهذه العمليات النوعية وتوسيعها، ولا حياد أمام عدوان أميركي سعودي استباح كل المحرمات يؤكد الشرفاء في اليمن.

وكذلك في لبنان، "لا حياد مع وجود الاحتلال الإسرائيلي وداعش، فالحياد يرقى الى الخيانة"، يؤكد المفتي الشيخ أحمد قبلان، فشرعية السلاح مصدرها التحرير وحماية الوطن وليس الشعارات، والسلام المفقود سببه واشنطن وتل أبيب ولعبة الأطلسي. أما التدويل فيدخل لبنان في لعبة الأمم.

عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله، يؤكد على موقف "حزب الله" أن التدويل "يعقد المشكلة لا كما يرى البطريرك بأنه الحل، لأن ما يهم الدول هو مصالحها والولايات المتحدة المؤثر الأساسي في الأمم المتحدة، لا تنظر للامور إلا من زاوية المصالح والأطماع الإسرائيلية"، أضاف النائب فضل الله في مقابلة تلفزيونية. وسأل: "هل حمى التدويل المسيحيين في العراق وسوريا وليبيا؟. النائب فضل الله استنكر التعرض لموقع رئيس الجمهورية والشتم والسب لشريحة من اللبنانيين على مسمع البطريرك.

وعلى مسمع ومرأى وصمت من الأمم المتحدة، يواصل لبنان تنظيف رماله الجنوبية من آثار الاعتداء البيئي الإسرائيلي.

أما الخبر الصادم، فمن الرمال الجزائرية، فبعد مرور 61 عاما على ذكرى التجارب النووية الفرنسية في صحراء الجزائر، فإن تداعياتها الصحية والبيئية مستمرة. خبراء فرنسيون يؤكدون أن الرياح التي هبت مؤخرا على فرنسا قادمة من افريقيا، حملت معها رمالا مشعة نووية.

نتيجة تنفي صحة الادعاءات الفرنسية آنذاك، بأن النشاط الإشعاعي النووي في الصحراء الجزائرية غير مؤذ بتاتا. فالخبر يعود بنا الى البداية، فماذا يقول الحياديون بالتهديد الذي يشكله مفاعل ديمونا الإسرائيلي، على العرب مطبعين وغير مطبعين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

أمس، جدد البطريرك الماروني إعلان مواقفه بصراحة. وبالصراحة عينها كررها اليوم في عظة الاحد، ومن المتوقع أن يفعل الشيء نفسه في حلقة تلفزيونية مقررة غدا.

وفي الموازاة، بدأت تباشير الردود الصريحة أيضا تلوح، وأول الغيث، بيان للمفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان الذي أعلن أن "الأزمة الوطنية بلغت حد الاشتباك الخطأ والتوصيف الخطأ". واعتبر أن "الحياد في زمن الإحتلال الإسرائيلي وداعش ليس وطنيا"، مضيفا: "أعتقد أنه ما زال خيانة"، وأكد أن "بكركي رمز شراكة وطن وعيش مشترك وسلم أهلي،…كانت وما زالت وستظل ما دام لبنان"

وفيما لم يصدر أي موقف من جانب حركة "أمل" حتى اللحظة، قال نائب "حزب الله" حسن فضل الله: "لغبطة البطريرك أراؤه، ونحن لدينا آراؤنا، فهو يرى في التدويل حلا لمشكلة لبنان، ونحن نرى في هذا الطرح تعقيدا للمشكلة"، لكنه شدد على أن سياسة الحزب "لا تقوم على المقاطعة نتيجة الإختلاف في الرأي، فنحن أهل الحوار والتلاقي والوصول إلى تفاهمات وطنية"، شدد فضل الله.

وفي وقت اقتصر موقف "تيار المستقبل" اليوم على تغريدة مؤيدة يتيمة للنائبة رلى الطبش، يزور وفد من كتلة "المستقبل" برئاسة النائبة بهية الحريري الصرح البطريركي الحادية عشرة من صباح الغد.

أما على الخط الدرزي، فصمت جنبلاطي قد لا يطول، في مقابل موقف مبدئي ارسلاني مفاده أن "التدويل المطروح بحاجة الى إجماع بين اللبنانيين وإلا سيبقى مفخخا وسيزيدنا شرذمة".

وفي المقابل، ظلت أصداء المواقف الإيجابية "للتيار الوطني الحر" من طرح رأس الكنيسة المارونية تتردد على لسان مسؤوليه على مختلف المستويات، على أن تترجم تزخيما واستكمالا للتواصل مع بكركي في الساعات والأيام المقبلة، بما يحمي ما طرحه البطريرك الراعي بدافع من حرصه الوطني على لبنان واللبنانيين، من أيدي بعض العابثين، الفاشلين في كل شيء، إلا الشعارات الفارغة والشتائم وتسعير الأحقاد بين اللبنانيين والمسيحيين.

يبقى استكمال مشهد المواقف على الساحة الوطنية، ولا سيما على صعيد المرجعيات الروحية والمسيحية والإسلامية، وسائر القوى المعنية والمؤثرة، وصولا الى المجتمع الدولي المنهمك إقليميا بملف التفاوض النووي الأميركي-الإيراني، والمترقب لتطور مسار العلاقة بين واشنطن والرياض، في ضوء التقرير المتعلق باغتيال جمال الخاشقجي، علما أن موقفا أميركيا يرتقب في الساعات المقبلة في هذا الإطار.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

بعدما دخل كلام البطريرك عميقا في القلوب وحرك صورة الوطن المغيَّب في وجدان الأحرار التواقين الى لبنان الأفضل، لا بد لمحبيه ولمعارضيه من قراءة معمقة في مضامينه.

الى معارضيه قال: لقد حررنا الأرض، وهنا عنى بأن لبنانيين حرروها من الإحتلالين الفلسطيني عام 1982، والسوري في 26 نيسان 2005 وسلموا سلاحهم الى الدولة. فيما حرر لبنانيون الأرض من الإحتلال الإسرائيلي في 25 أيار من عام 2000، لكنهم احتفظوا بسلاحهم.

هنا أراد البطريرك توجيه رسالة الى الفريق الذي لا يزال يحتفظ بسلاحه فحواها: أن كل مقاومة تحتفظ بسلاحها بعد التحرير، تتحول في الحد الأدنى الى حال انقلابية قهرية، وفي الحد الأقصى الى احتلال. وما دعوة البطريرك الى مؤتمر دولي ورعاية دولية إلا نتيجة شعور عميق تكون لديه، بأن التعطيل ومنع تشكيل حكومة يصبان في منحى انقلابي مكتوم يتحصن بهذا السلاح.

وفي السياق أراد البطريرك إسماع الكنة غير المسلحة التي تغطي الفعل الإنقلابي، وتتماهى معه لغايات سياسية شخصية وآنية، وتغطيه بردائها الشرعي والطائفي، بأن ما تقوم به خطير ومدمر للكيان.

في المقابل لم يوفر البطريرك المريدين الذين صعدوا أمس الى بكركي، إذ قال لهم: "لقد تعاطفت معكم وتبنيت طروحاتكم ورسمت لكم خريطة الطريق الى الخلاص وضبطت البوصلة، ومن هون وبالطالع، إن لم تتوحدوا وتتأطروا وتضعوا الخطة التنفيذية، تكونون شركاء لا إراديين للمنظومة، وإذا نظمتم صفوفكم، فإني سأحمل صوتكم الى كل العواصم والمحافل والمنابر تحقيقا للمشروع الإنقاذي المنشود".

أما للشخصيات المشككة بنيات البطريرك والتي عرضت خدماتها لتغطية الشواذ، ومن بينها للأسف من هم في رتب عليا مدنية ودينية، فهي تعرف بأن كلامها مردود ولا يشكل تأشيرة صالحة ولا أوراق اعتماد مشرفة الى اي موقع أو حظوة، بل يثير الاستهجان والأسف، فالبطريرك لا يخون بل يواجه بالمنطق والحجة والبرهان.

في اليوميات، لا جديد على صعيد تشكيل الحكومة، والوضعان المالي والاقتصادي الى مزيد من التدهور، أما في الشأن الصحي فالتخبط والبطء في إيصال اللقاحات والتعجل الفوضوي في تخفيف الإقفال، فيما نسبة الإصابات اليومية مرتفعة والمستشفيات تغص بالمرضى، ينذران بانتشار مخيف وخطر للفيروس.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

ماذا بعد "نداء بكركي 27 شباط" للبطريرك الراعي؟.

هذا المسار الذي بدأ في "عظة الحياد" الأولى في الخامس من تموز الفائت، وبلغ ذروته أمس في نداء الحياد والمؤتمر الدولي واللاءات السبع عشرة، هو الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل، ولا يعرف كم ستستغرق ...

ومسارات كهذه لا تتحقق في يوم أو يومين، بل تستغرق شهورا وربما سنوات، وتفتش عن ظروف ملائمة محلية وإقليمية ودولية، لكن ما هو أكيد أن هناك دورا متعاظما سيكون لبكركي وللبطريرك الراعي تحديدا، تماما كما دور البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير منذ نداء الأول من أيلول 2000، والذي شكل الخطوة الأولى في تغيير المعادلات آنذاك.

ومن الجيد التذكير، أنه حين صدر نداء بكركي منذ عشرين عاما تعرض للكم ذاته من الإنتقادات والتشكيك والتخوين، على رغم أنه لم يكن هناك آنذاك جيوش إلكترونية، بل كم من الألسنة تتلقى "نشرة الدكتيلو" فتنطلق التصريحات المستنكرة والمنددة...

وبين الدكتيلو والجيوش الإلكترونية، بكركي على ثباتها، وما كانت لتتحرك لو لمست تحركا ومعالجات ومبادرات من أمكنة أخرى، لكن حين تلمس، على سبيل المثال لا الحصر، أن تعيين مأموري أحراش يحتاج إلى سنوات، وتثبيت متطوعي الدفاع المدني يحتاج إلى سنوات أيضا، وتشكيل حكومة قد يحتاج إلى سنوات ضوئية، فهل تكتفي بأن تبقى مكتوفة الأيدي؟.

ما هو مؤكد أن رأس الكنيسة المارونية قرر المبادرة والتحرك، وفي معلومات حصلت عليها ال "ال بي سي آي" أن هذا التحرك سيبدأ أولا بشرح المبادرة، وسيشمل قيادات الداخل وعواصم القرار والعواصم المعنية، سواء شخصيا أو عبر موفدين علمانيين ورجال دين، وأن هناك مجموعات ستنتظم تحت سقف بكركي لشرح مبادرتها في المغتربات، على أن يكون الطرح وطنيا لا فئويا.

وتتابع المصادر: إن ما طرحه البطريرك الراعي في النداء - المبادرة يشكل ضوءا في قلب النفق، الذي ما زال مظلما منذ 17 تشرين 2019، وازداد إسودادا في 4 آب 2020، وبدايات ال 2021 ليست مشجعة.

وتذكر المصادر بأن البطريرك الراعي لم يبق مكتوف اليدين في أزمة تشكيل الحكومة، بل قام بأكثر من مسعى بين بعبدا وبيت الوسط وميرنا شالوحي، لكنه اصطدم بتعنت جعله يحجم عن متابعة مسعاه، خصوصا أن فئة وازنة جدا في البلد اتخذت قرارا بمقاطعة الصرح منذ أكثر من سنة.

اليوم وصلنا إلى هنا، وبكركي تعتبر أن ما بعد 27 شباط ليس كما قبله، والبطريرك الراعي سائر في مبادرته إلى النهاية، آملا أن تكون هذه النهاية ترجمة لها.

وإذا كانت مبادرة بكركي خطت الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل، فإن البلد يغرق في الأرقام وفي الآلاف في رحلة كورونا، التي يبدو أن لا شيء يوقفها حتى الساعة، فاليوم تم تسجيل أربعين حالة وفاة وألفين ومئتين وثماني وخمسين إصابة. في ظل هذه الأرقام التي هي ليست وجهة نظر على الإطلاق، فإن التحدي الأكبر يتمثل بإعادة فتح قطاعات إضافية غدا، بعد سبعة أسابيع من الإقفال، فكيف سيكون المشهد اعتبارا من غد، خصوصا أن الخروقات في الأسابيع الماضية كانت بالمئات.

وما يدعو إلى التنبه جيدا، أن أعداد من أخذوا اللقاح خجولة جدا، وهي وصلت إلى خمسين ألفا معظمهم من الأطقم الطبية وكبار السن. وهذا العدد القليل جدا يدعو إلى أقصى درجات التنبه والوقاية، مع إعادة فتح البلد.

قبل الدخول في هذه التفاصيل، نشير إلى تطور خليجي بارز: أمير قطر يتصل بولي العهد السعودي، ويأتي هذا الإتصال بعد سلسلة اتصالات أجراها قادة خليجيون مع الأمير محمد بن سلمان، بعد التقرير الأميركي عن مقتل المعارض السعودي جمال خاشقجي.

بالتزامن مع هذا التطور، تشدد إيراني، فقد نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن دبلوماسيين كبار قولهم اليوم: إن إيران رفضت عرضا لإجراء محادثات نووية مباشرة مع الولايات المتحدة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

تسببت هزة بكركي بارتدادات، نقلت الحدث من التأليف الحكومي إلى تشكيلات سياسية على خطين. وفي عظة الأحد كرر البطريرك الراعي إفادته، وأضفى عليها عامل الجمهور الذي قدر حشوده بخمسة عشر ألفا، جاؤوا لدعم موقف البطريركية المطالبة بدعم المجتمع الدولي لإعلان حياد لبنان، لكي يتمكن من القيام برسالته كوطن لحوار الثقافات والأديان.

وحوار الثقافات هذا، تجلى ببهاء ونقاء في منصات التراشق الاجتماعي والتي أقامت الحضارات من عزها، وفي الرد من صرح إلى صرح، كان المفتي الجعفري الممتاز أحمد قبلان يرى أن "الحياد في زمن الاحتلال الإسرائيلي وداعش ليس وطنيا، بل أنه ما زال خيانة" فيما توجه الشيخ صادق النابلسي إلى البطريرك الراعي بالقول: "لا يا سيد بكركي، لا تكرر أخطاء من سبقك".

أما الرد الأقرب إلى الرسمي من جانب "حزب الله"، بعد حملة تنظيف الشواطئ، فقد أسند إلى النائب حسن فضل الله، الذي قرأ خطاب الراعي وفند الملاحظات السياسية عليه.. لكنه توقف أمام مظاهر الشتم، وسأل: "يناسب بكركي والبطريرك ما جرى أمامه من تعرض لرئيس الجمهورية الذي هو رئيس البلاد.. وبحسب العرف يمثل المسيحيين في السلطة، وكذلك إطلاق الشتائم ضد فئة واسعة من اللبنانيين تمثلهم المقاومة.. وهذا لا يختص فقط بجمهور "حزب الله"، كنا نتوقع تصرفا مختلفا بشأن ما حصل أمام البطريرك، ولم نر أي رد فعل، وهذه الهتافات لم تتبرأ منها القوات اللبنانية، لكنها قالت إنها لم تكن بإيعاز منها.

وقال النائب فادي سعد "للجديد": "إنها ليست المرة الأولى التي نشارك في تظاهرات، لكن الهدف واضح، فكلام البطريرك كان بمثابة نداء لا سيما بشأن السلاح.. فلا سلاح للحزب ولا لغيره، وكلام الراعي لاقته مبايعة سياسية من جانب فريق يتعدى القوات إلى الكتائب فالمستقلين"..

وبرزت دعوات لوضع آلية للتحرك صوب المجتمع الدولي، لكن المجتمع المحلي.. على هبوطه واستقرار طريقه غير المتعرج باتجاه جهنم المفروشة بكورونا.. وقطع طرقات بسبب أزمة الكهرباء، والاستعداد اعتبارا من الغد لاستقبال دفعات جديدة من الوباء، مع بدء افتتاح المتاجر والمراكز التجارية. وهذا ما كون صورة سوداء لدى فراس الأبيض.. إذ قال مدير مستشفى الحريري: "إن وضع الكورونا في لبنان ليس إلى تحسن تدريجي، ونحن نخدع أنفسنا على أقل تقدير، إذا لم نعترف بهذا الواقع".

وخداع النفس ينسحب على التأليف الحكومي المستمر في تسجيل الإصابات.. وينذر بارتفاع الوفيات، أو على الأقل بموت سريري لحكومة لم يصلها في شهر تكليفها الخامس أي لقاح، فعداد اللقاءات توقف عند الإجتماع السادس عشر.. وطرفا بعبدا وبيت الوسط وحدهما يطبقان الدعوة إلى "الحياد".. وكل في اتجاه.

مقدمة الـ"LBC" عن لقاء بكركي

بعنوان واحد.. يمكن اختصار كلمة البطريرك الراعي :

التصدي للانقلاب .

وهذا الانقلاب , وهو الثاني من بعد الانقلاب الاول على اتفاق الطائف , وراءَه مخططون نشروا الفوضى وأسقطوا الدولة واستولوا على مقوّماتها .

الانقلابيون هؤلاء , رفضوا كلّ الحلول وجعلوا الحوار الداخلي استحالة , وكي لا يحققوا الانتصار الاخير على الدولة , رفعت بكركي الصوت مستنجدة بالعالم اجمع .

انقذوا لبنان الكيان المستقل وما يمثل من خصوصية حضارية في الشرق عبر مؤتمر دولي يثبّت الحياد والحدود , ويؤسس على قوة التوازن وليس توازن القوى .

البطريرك الراعي لم يحدد هوية الانقلابيين , صحيح , وهو شدد في كلمته اكثر من مرة على فشل كل الجماعة السياسية , وعلى التمسك بكل الفئات اللبنانية ,الا ان رسائله لا بد انها وصلت الى حزب الله .

فعندما يتحدث عن تحرير الدولة بعد الارض , يكون يتحدث الى حزب الله , وعندما يرفض وجود دولتين واكثر من جيش ضمن دولة واحدة , يكون يتحدث عن سلاح حزب الله .

رفع سيد بكركي سقف المواجهة , وفي رسالته اسمع العالم والداخل وجع اللبنانيّ المريض .

قال إنه لا يبحث عن المواجهة , انما عن الحل , عبر مقاربة كلمته بروح ايجابية .

فما يريده البطريرك الراعي , هو الخروج من المزرعة الى الدولة, التي قرر اللبنانيون بناءها .

هو صارح ولم يجرِّح , وضع الاصبع على الجرح ولم يغرز سكين تحميل المسؤولية لطرف دون آخر .

فند سيد بكركي الشروط التي تهدم الدولة , تماما كما فند شروط بناء الدولة.

وما فعله اليوم , هو دعوة صريحة وواضحة لحوار داخلي يؤسس للبنان جديد , بشروط دولة حقيقية لا قويّ فيها و لا ضعيف .

لبنان يستطيع ابناؤه ان يتحاوروا فيحددوا مقومات دولة قابلة للحياة من دون حروب, وأن يصححوا ما لا ينطبق على هذه الدولة بشجاعة .

قرع البطريرك جرس الانذار الذي يكاد ان يكون الاخير ....

اذهبوا الى الحوار من دون استقواء ولا شروط مسبقة , والا فليأت العالم لنجدة لبنان وانقاذه .

فهل يقرأ الساسة اللبنانيون وعلى رأسهم حزب الله بروية وهدوء وحنكة وصدق نداء الصرح البطريركي ؟

وهل يتحرك هؤلاء للبحث عن تطوير النظام ومن ضمنه المسائل الاساسية المرتبطة بالاستراتيجية الدفاعية واللامركزية الادارية وقيام الدولة المدنية , من دون اي جنوح صوب فرز اللبنانيين او انقسامهم ؟

قال البطريرك كلمته .. وهو لن يمشي .....فلبنان يكاد يزول ..ونحن..مع البطريرك الراعي ..نريد للبنان الحياة ..

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

حملة “شرسة” من المحور السوري-الإيراني على الراعي

السياسة” الكويتية/الأحد 28 شباط 2021

في مقابل إصرار البطريركية المارونية على التمسك بعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان، برعاية الأمم المتحدة لإنقاذه مما يتخبط فيه، يزداد “محور الممانعة”، بقيادة “حزب الله”، امتعاضاً واستياء من الدعم السياسي والشعبي لموقف بكركي و”سيدها” البطريرك بشارة الراعي. وعلمت “السياسة”، أن “تعليمات أعطيت لسياسيي الثامن من آذار ووسائل إعلامه، بشن حملة عنيفة على الراعي وداعميه، رداً على تبني عقد مؤتمر دولي، باعتبار أن هذا الأمر، يرى فيه حزب الله والمؤيدون للمحور الإيراني- السوري استهدافاً لهم، ولذلك فإنهم يسعون جاهدين من أجل توسيع حملة الاعتراضات على الدعوة البطريركية، من أجل إفشالها وإسقاطها، توازياً مع توجيه السهام ضد البطريرك وما يمثل، مسيحياً ووطنياً”. من جهته، أشار رئيس حزب “القوات” سمير جعجع، إلى أن “ما فعلوه سابقاً مع القوات يحاولون تكراره حالياً مع الراعي”. وقال، إن “الجميع يعلم كم أن بكركي تؤيد مؤسسات الدولة وتدعمها، ولأنها كذلك بالفعل تحاول حالياً طرح المبادرات، لأن من هم في مؤسسات الدولة يشلونها ويخنقوها، ومن هذا المنطلق تحديداً ذهب الراعي نحو الطروحات التي يطرحها”، معتبراً أن “أكثر من ضرب هذه السيادة في لبنان هم الذين ينبرون لقول كلام مشابه حالياً، فعندما يصادر قرار السلم والحرب في الدولة وعندما يكون هناك سلاح غير شرعي إلى جانب سلاح الجيش اللبناني وعندما تقع عمليات الاغتيالات بالعشرات وقريباً ستلامس المئات”. وكتب رجل الأعمال بهاء الحريري، على حسابه بموقع “تويتر”، قائلاً، “ما زلت أقف إلى جانب البطريرك وأدعم جهوده لإيجاد حل سلمي للأزمة الحالية، حالياً وأكثر من أي وقت مضى، نحن بحاجة إلى دعم المبادرات التي تهدف إلى التعبير عن الحياد الفاعل والتي تجمع اللبنانيين معاً من أجل الاتحاد لإنقاذ بلدنا الحبيب لبنان”. أما منسق عام “التجمع من أجل السيادة” نوفل ضو، فغرد عبر “تويتر”، قائلاً: “قُضِيَ الأمر!”، مضيفاً ان “المَشاهد الدقيقة تحسم وتعبر عن الواقع!”، ومؤكداً أن “مجد لبنان لبكركي، وسيبقى!”.

 

الخارجية تدين الاعتداء الصاروخي على السعودية: انتهاك للقوانين

الأحد 28 شباط 2021

وطنية - دانت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان، "الاعتداء الصاروخي الباليستي والمسيرات على أهداف مدنية في المملكة العربية السعودية الشقيقة ومنها في العاصمة الرياض، كما استنكرت "أي استهداف للمدنيين الابرياء"، واعتبرت هذا الاعتداء "انتهاكا للقوانين الدولية التي تحرم التعرض للمدنيين".

وأعلنت الوزارة شجبها أي اعتداء على "سيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة"، معربة عن "كامل تضامنها معها بوجه محاولات تهديد سلامتها واستقرارها وأمنها".

 

مسيرة دراجات نارية حاشدة تجوب شوارع "الضاحية"

وكالات/الأحد 28 شباط 2021

جابت شوارع الضاحية الجنوبية مساء اليوم الأحد، مسيرة دراجات نارية حاشدة تحمل أعلام حزب الله وحركة أمل، وذلك إستنكاراً ورفضا للاساءات التي حصلت بالأمس في صرح بكركي. وردد المشاركون في المسيرة هتاف: " لبيك يا نصرالله" على وقع أناشيد لحزب الله.

 

لقاء في بيت المحامي مع أهالي ضحايا 4 آب

الأحد 28 شباط 2021

وطنية - عقد لقاء تشاوري في بيت المحامي في بيروت، مع أهالي وذوي ضحايا 4 آب. تخلل هذا اللقاء، شرح من نقيب المحامين الدكتور ملحم خلف وأعضاء مكتب الإدعاء في نقابة المحامين لتفاصيل المسار القضائي في هذه القضية، واستراتيجية نقابة المحامين في مواكبة كل المراحل في أوجه الملف العديدة، كما تخلل اللقاء الوقوف عند استفسارات وأسئلة الأهالي، على أن يتبعه لقاءات دورية في هذا الصدد.

 

رداً على الراعي... "حزب الله": التدويل يشكل خطرا وجوديا على لبنان

مواقع ألكترونية/الأحد 28 شباط 2021

قال عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" اللبنانية، النائب حسن فضل الله، اليوم الأحد 28 شباط، إن التدويل يشكل خطرا وجوديا على بلادنا. ونقلت "النشرة" اللبنانية، صباح اليوم الأحد، عن فضل الله، أن الحزب يرى بأن التدويل يشكل خطرا وجوديا على لبنان، متسائلا "ماذا فعل التدويل في سوريا وليبيا والعراق؟".

وجاءت تصريحات فضل الله ردا على خطاب البطريرك الماروني، بشارة الراعي، مساء أمس السبت، الذي طالب فيه بعقد مؤتمر دولي حول لبنان. وتابع فضل الله: "من يريد التمسك باتفاق الطائف يجب أن لا يدعو الدول إلى لبنان لحل أزمتنا، رغم أن هذه الدول ليس لديها الوقت لأحد، والمعالجة تبدأ من الداخل.

وأكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" اللبنانية، أنه "بالنسبة لنا فإن الشتم والسباب هي نتيجة العجز والضعف، وهم لا يملكون الحجة والدليل، وكنا نتوقع تصرف مختلف حول ما حصل في بكركي أمس"، معتبرا أن هناك من يتلطى خلف بكركي". وأضاف حسن فضل الله "نحن نحترم مرجعية بكركي لفئة من اللبنانيين، ونحن لا نريد أي انقسام بين اللبنانيين، وهناك من حاول استغلال بكركي لتكريس التباعد والانقسام الطائفي، ولكن السؤال اليوم "إذا لم نستطع التفاهم في الداخل نسلم نفسنا للخارج؟". وذكر أنه منذ العام 1948 وإسرائيل لم تحيدنا عن الحروب والأزمات، كما أن تنظيم "داعش" لم يحيدنا. وشدد على أن "سياستنا لا تقوم على المقاطعة بل على التلاقي والنقاش، ونحن لدينا أدلتنا وحجتنا، والتواصل مع بكركي لم ينقطع، ولقد كان هناك تواصل مباشر حتى مرحلة كورونا، واليوم هناك تواصل هاتفي، وقبل ما حصل أمس في بكركي بيومين، كان هناك اتصال مباشر من قيادة حزب الله". وكان البطريرك الماروني، الكاردينال بشارة بطرس الراعي، قد قال، مساء أمس السبت، إننا طالبنا بمؤتمر دولي خاص بلبنان، لأننا تأكدنا من أن كل ما طرح تم رفضه لبقاء الفوضى وسقوط الدولة، والاستيلاء على مقاليد السلطة. وتابع من بكركي، أن بلاده بصدد مواجهة حالة انقلابية بكل ما للكلمة من معنى، وكان الانقلاب الأول على وثيقة الوفاق الوطني.

 

الجيش الإسرائيلي يعتقل شخصًا تسلل من الأراضي اللبنانية

مواقع الأكترونية/الأحد 28 شباط 2021

علن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن “قوات جيش الدفاع اعتقلت مشتبهًا فيه تسلل من داخل لبنان”. وأضاف، عبر “تويتر”: “رصدت استطلاعات جيش الدفاع خلال ساعات الليلة الماضية مشتبهًا فيه تسلل من داخل لبنان الى داخل إسرائيل في منطقة جبل روس حيث هرعت القوات الى المكان، والقت القبض عليه ونقلته للتحقيق لدى قوات الأمن”.

 

يوم “حماية لبنان” في بكركي… الرسالة واضحة

الأنباء الإلكترونية/الأحد 28 شباط 2021

يوم “حماية لبنان” كان في بكركي السبت، حيث حمل الحشد الشعبي إلى خطاب البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي رسالةً واضحة المعاني والمقاصد، كرّست المسار الذي انتهجته بكركي حيال الأزمة الراهنة لناحية مطالبتها بحياد لبنان عن الصراعات الخارجية، وبعقد مؤتمر دولي من أجل لبنان برعاية الأمم المتحدة، أو لناحية الخطاب الرصين الواضح في تسليط الضوء على المشكلة اللبنانية وعلى عجز المعنيين عن معالجتها. وقد نجح سيد بكركي بتشخيص الداء الذي يعاني منه اللبنانيون منذ سنوات، متمنيًا على أشقاء لبنان وأصدقائه مدّه بالدواء الشافي ويد العون لمساعدته في عمق ما يعانيه من عقمٍ جراء تراكمات ليس آخرها التعطيل الحاصل بتأليف حكومة جديدة، وهو ما سعى لمعالجته البطريرك جاهدا عبر محاولته تدوير الزوايا بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري لكنه وصل الى حائط مسدود. وفي حين لاقى كلام البطريرك ترحيباً من القوى السياسية التي تتلاقى معه على القناعة بإنقاذ الكيان اللبناني رغم تباينات عرضية في بعض المضامين، فإن ما تسرّب عن “حزب الله” مواربةّ أو عبر قناة “المنار” الناطقة باسمه، أعطى انطباعاً واضحاً عن الموقف السلبي من مشهد بكركي. مصادر مواكبة أشارت عبر جريدة “الأنباء” الالكترونية إلى مجموعة عناصر ساهمت في نجاح رسالة، أولها فشل السلطة على مدى السنوات الأربع في ايجاد الحلول للأزمة الاقتصادية التي تفاقمت جدا بعد 17 تشرين وما تلاها من أزمات متتالية، وفشل حكومة حسان دياب بمقاربة الملفات الأساسية بل انتهاجها سياسة كيدية وبالأخص في الشقين المالي والاقتصادي، ما أوقعها في عزلة عربية ودولية لم تكن تتوقعها، ثم فشلها في معالجة أزمة ودائع المواطنين وتردّي القيمة الشرائية لليرة اللبنانية أمام ارتفاع سعر صرف الدولار وانعكاس كل ذلك على معيشة اللبنانيين. وثاني هذه الأسباب اعتماد الاستنسابية في التعاطي مع جائحة كورونا واتخاذ قرارات ارتجالية في طريقة اقفال المرافق العامة، وثالثها الكارثة التي خلّفها انفجار المرفأ، ومحاولة تجهيل الفاعل منذ اليوم الأول ولغاية الآن، اضافة الى إعلان أمين عام حزب الله حسن نصرالله انتهاء التحقيق في انفجار المرفأ وضرورة الانتقال الى التعويض على المتضررين واقالة القاضي فادي صوان، ورابعاً التعامل بخفة مع المبادرة الفرنسية ووضع العصي في دواليب تشكيل الحكومة التي أوصلت البلد الى ما هي عليه. ثم تدخّل الراعي شخصيا لحل الأزمة وفشله في جمع الرئيسين عون والحريري ما جعله ينتقل من المطالبة بحياد لبنان الى المطالبة بعقد مؤتمر دولي لأجل لبنان بعد وصول الأمور الى حائط مسدود. هذه العوامل المعلنة وتلك غير المعلنة أسهمت بحسب المصادر الى حد كبير بنجاح يوم بكركي، يضاف اليها مقاربة الراعي المدروسة للملفات التي عرضها. وانطلاقا من ذلك، توقعت المصادر ان تلقى مطالبة الراعي أصداء إيجابية على المستوى الدولي أقلها بما يعيد لبنان الى واجهة الاهتمام الدولي كما حصل أثناء انعقاد مؤتمر الطائف أو في الدوحة.

 

"مخازن بكركي الوطنية مليئة بالمفاجآت"

موقع ليبانون ديبايت/الاحد 28 شباط 2021   

إعتبر منسق عام التجمع من أجل السيادة نوفل ضو في تغريدة على حسابه عبر "تويتر", أن "الرسائل "الدقيقة" التي وجهها البطريرك الراعي زرعت القلق في نفوس أعداء السيادة والحرية والاستقلال!". وقال: "مخازن بكركي الوطنية مليئة بالمفاجآت الكفيلة بتأمين الحماية المطلوبة للكيان اللبناني وردع المتطاولين عليه!".وأضاف, "ولّى زمن الصفقات والتسويات ورموزهما، وجاء زمن تحرير القرار والمؤسسات

 

لبنان يفقد دوره..."وصلنا إلى الأسوأ"

ليبانون ديبايت/الاحد 28 شباط 2021 

اعتبر مصدر دبلوماسي، أنّ "لبنان بدأ يزيح عن خط الدول الفاعلة والمؤثرة في المنطقة وبدأ دوره يتضاءل شيئاً فشيئاً بعد الفشل السياسي والاقتصادي الذي وقع فيه نتيجة سوء الإدارة أولاً، وثانياً إصرار فئة محددة من السياسيين على تقديم مصالحها السياسية والطائفية على مصالح البلد وشعبه". ورأى المصدر نفسه، أن "مشكلة هذه الطبقة السياسية، أنها تعتقد بأن الدول البعيدة والقريبة مُنشغلة به، بينما الواقع يؤكد أن لبنان أصبح بمثابة حجر عثرة للعديد من الدول وبات يُشكّل عبئاً ثقيلاً عليها". كما رأى نائب حالي، أن "اللبنانيين وصلوا إلى أسوأ مرحلة يُمكن الوصول اليها وان ما يُصرّح به البعض حول مستقبل غامض ينتظر هذا البلد، ليس سوى محاولة للتخفيف من الاحتقان الشعبي الحاصل".  وأشار، إلى أن "الوضع الاقتصادي والمعيشي، أدى الى ارتفاع نسبة الجرائم وخصوصاً السرقات التي أصبحت تُرتكب في وضح النهار، وكل الخوف اليوم أن يُصبح هذا النوع من الجرائم أمراً عادياً ضمن يوميات المواطن اللبناني".

 

تخوف أمني من إستغلال مواقف بكركي .. "الحزب" : "ما حدا فاضي هالإيام" ... فهل إستمع "حزب الله" إلى كلام الراعي؟

وكالات/الاحد 28 شباط 2021

تتمسك البطريركية المارونية المشرقية، عبر التاريخ، بتكريس دورها كمرجعيةٍ على مستوى اللبناني، وليس على المستوى الماروني أو المسيحي حصراً. وغالباً تتماهى بكركي مع السياسات الدولية تجاه لبنان، وأبرز الشواهد التاريخية على ذلك، عندما إستضاف البطريرك الراحل بولس مسعد (1806 – 1890)، في مقر البطريركية في كسروان، بتاريخ 18 كانون الثاني 1867، قناصل الدولة الأجنبية، وممثل وزير الخارجية العثمانية داود باشا، وأعيان البلاد، لإبلاغ البطل اللبناني الإهدني الذائع الصيت يوسف بك كرم، بضرورة مغادرة البلاد، والإقامة في الجزائر، بناءً على عرضٍ مقدمٍ من السلطان العثماني آنذاك. وأكد المجتمعون في المقر البطريركي في حينه، "أن إبعاد كرم عن بلده، يهدف الى حقن دماء اللبنانيين"، ولكن كان الهدف الحقيقي والمستتر، هو إخماد المقاومة التي قادها كرم في وجه المحتل التركي، ورفضه لنظام "المتصرفية 1861"، الذي فرض حاكماً أجنبياً على جبل لبنان، بموافقةٍ دوليةٍ، نتيجة تدويل الأزمة اللبنانية، أثر مجازر 1860 بين الدروز والموارنة في لبنان وسورية .

وكذلك حذا البطريرك الراحل نصرالله صفير، حذو البطريرك مسعد، عندما تماهى مع السياسات الدولية أيضاً، بعد موافقته على إتفاق الطائف في العام 1989، الذي كرّس الوصاية الخارجية على لبنان، وأفضى الى إبعاد القائد اللبناني الماروني السائر على نهج كرم، والعابر للطوائف والإيديولجيات في لبنان، والرافض للوصاية عليه أيضاً، العماد ميشال عون الى منفاه الفرنسي في آب 1991، بعد محاولة الإجهاز على حركته التحريرية الوطنية في 13 تشرين الأول 1990. وكان ثمن الموافقة على الطائف، هجرة 900 ألف لبناني من وطنهم ما بين العام 1990 والعام 2005، تاريخ خروج القوات السورية من لبنان، وكان جلّ هؤلاء المهاجرين من المسيحيين.

ولم يشهد لبنان "حالة هجرة مسيحية" كهذه، حتى في زمن جمال باشا السفاح العثماني. أضف الى ذلك، فقد أقصى نظام الطائف المسيحيين عن موقع القرار في الدولة، بعد نفي الرئيس، كذلك أقدم أهل "الطائف" على إبعاد المسيحيين عن مختلف مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية والإدارية، من خلال فرض قوانين إنتخابية، أدت الى وصول أحدى النائبات عن بلاد جبيل الى البرلمان، وهي مهى الخوري بـ 41 صوتاً في العام 1992، هذا على سبيل المثال لا الحصر.

وفي السياق عينه، حاول "أهل الطائف" تحصين مواقعهم السياسية والشعبية، من خلال تناتش المواقع الإدارية المخصصة للمسيحيين في الدولة بحسب الدستور، وإسنادها لمحاسيبهم وأزلامهم. أمام هذا الواقع المتردي المذكور آنفاً، أطلق المطارنة الموارنة نداءهم الشهير في 20 ايلول من العام 2000، طالبوا فيه بتطبيق الطائف، خصوصاً لجهة البند المتعلق بانسحاب القوات الأجنبية من لبنان. وكما في السابق، كذلك اليوم، عند كل المحطات المصيرية والمفصلية والأزمات التي تشهدها البلاد، تؤكد البطريركية المارونية حضورها ودورها وموقفها كمرجعيةٍ لبنانيةٍ ومسيحيةٍ مستقلةٍ، علماً أن بات للمسيحيين زعيماً ومرجعاً، وهو رئيساً للبلاد راهناً، بإقرار من البطريرك صفير في العام 2005. فلاريب أن وصول العماد عون الى الرئاسة الأولى، من خلال نضاله وتفاهماته وتحالفاته الداخلية والخارجية، خصوصاً تحالفه مع فريق المقاومة، أعاد التوزان الوطني بين السلطات.

أثر ذلك، بذل ويبذل فريق الرئيس عون والتيار الوطني الحر، قصارى جهودهم في سبيل إستعادة حقوق المسيحيين، فإتحد "أهل الطائف" وأدواته مجدداً، لمواجهة العماد عون وفريقه. والمقلق اليوم، هو إستغلال هؤلاء الأدوات، وفي مقدمهم "القوات"، لمواقف البطريرك بشارة الراعي، الداعية الى ضرورة حل الأزمة اللبنانية، تحديداً الشق السياسي منها، من خلال تدويلها، عبر الطلب من المجتمع الدولي التدخل على خط هذه الأزمة، لتنفيذ أجنداتهم. وما يثير الريبة، هو إتخاذ قادة الميلشيات والمحاور كسمير جعجع وأشرف ريفي لمواقف "بكركي"، غطاءً لمواجهة الرئيس عون وحلفائه، ودفع البلاد الى المجهول، خصوصاً أن هؤلاء عقدوا آمالهم على نجاح خطة وزير الخارجية الأميركية السابق مايك بومبيو، التي تهدف الى إحداث إنهيار إقتصادي، يلحقه إنهيار أمني، يؤديان الى فراغ سياسي في لبنان، ويمهد ذلك الى تدخلٍ دوليٍ، لإنهاء حال المقاومة فيه، بحسب رأي مرجع في فريق المقاومة. ويرجّح أن تكون زيارة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الى بكركي في الساعات الفائتة، لضرورة تنبه البطريرك من إستغلال أي طرف لمواقفه، واللعب بالورقة الأمنية، على حد تعبير المرجع.

وفي هذا الصدد، يؤكد مصدر مسؤول قريب من موقع القرار في حزب الله، احترام الحزب لخصوصية مختلف المكونات اللبنانية، ومراجعهم الدينية، مشبهاً "حركة البطريرك الراعي" الراهنة، بأنها محاولة لإحياء حركة البطريرك الراحل صفير ما بين العام 2000 و2005، مروراً برعاية "قرنة شهوان"، مع فارق ٍ كبيرٍ في هذه المرحلة، هوأن لبنان ليس في سلم أوليات السياسة الخارجية الأميركية والغربية في المنطقة، معتبراً أن الأولوية هي، لإعادة تفعيل الإتفاق النووي الإيراني، وترتيب الوضع في اليمن، والعلاقة مع المملكة السعودية، بالتالي "ما حدا فاضي هالإيام"، يختم المصدر.

حسان الحسن - الثبات

مَن إستمع إلى كلام البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، في "سبت بكركي"، أدرك أن هذا الكلام لم يكن نتيجة ظروف آنية أو ابن ساعته، بل هو موقف ثابت للبطريركية المارونية بإعتبارها تنطق بإسم جميع اللبنانيين، الذين يؤيدون حياد لبنان عن الصراعات الخارجية، ويدعمون الدعوة إلى مؤتمر دولي لإعادة الحياة إلى الوطن الصغير المسلوبة إرادته بفعل الخلافات الداخلية، التي لم توصل سوى إلى الحائط المسدود.  

قال البطريرك الماروني بالأمس كلامًا تاريخيًا وكانت مواقفه لافتة، خصوصًا أنها لم تأت في إطار تحدّي أي مكّون من المكونات اللبنانية، مع أنه وضع النقاط على الحروف في كل المسائل، التي تتعلق بالسيادة ووحدة الشعب والمؤسسات، وتوقّف عند المفاصل الأساسية، التي تجعل لبنان يتراجع إلى الوراء بدلًا من أن يتقدّم خطوات إلى الأمام، وكان واضحًا في الأمور التي لا تقبل "المزاح" والمسايرة، فكان كلامه حفرًا وتنزيلًا، خصوصًا عندما تحدّث عن "أننا نواجه محاولة إنقلاب على إتفاق الطائف"، الذي أنهى الحرب في لبنان.

 فـ "يوم سبت بكركي" قد تقابله أيام أخرى لغير طرف لبناني، سواء أكان مؤيدًا لطروحات البطريركية المارونية أو من يخالفها الرأي، وبالأخص "حزب الله"، الذي يعارض من حيث المبدأ حياد لبنان والدعوة إلى مؤتمر دولي. وفي الإعتقاد أن قادة الحزب الذين إستمعوا إلى كلام الراعي بدقة وتمعن، أعادوا الإستماع إليه مرّة وأثنتين، وذلك من أجل التأسيس عليه، بإعتباره كلامًا لا يُقال كل يوم، وإن كانت القناعات ثابتة اليوم وأمس وغدًا، وهو سيكون مدار مناقشة داخلية وفي إطار التقييم، تمهيدًا للردّ عليه من خلال تعاميم داخل كوادر الحزب للإلتزام به، مع العلم أن ثمة جوًّا يوحي بأن الحزب يتجه إلى التعاطي مع كلام الراعي بموضوعية، مع الإقرار بأن ما يجمع بين اللبنانيين أكثر مما يفرقهم، على رغم عدم موافقة الحزب على موضوعي الحياد والمؤتمر الدولي، وذلك إنطلاقًا من ثوابت كل مكّون من المكونات اللبنانية.

 وان قول الراعي بأن لبنان لجميع أبنائه أو لا يكون، يمكن أن يؤسس عليه لمرحلة مستقبلية بعيدًا عن منطق الإستقواء بالخارج على بعض الداخل، على أساس أن جميع اللبنانيين متساوون أمام القانون، وأن لا صيف وشتاء فوق سطح واحد، وأن لا أحد يتقدّم على الآخر من منطلق أن ثمة مواطنين درجة أولى والآخرين درجة ثانية وثالثة ورابعة. بعد 27 شباط لن يكون كما قبله، إذ يمكن إعتبار هذا التاريخ مفصليًا بين المئوية الأولى من عمر لبنان الكبير، والتأسيس لمئوية ثانية، مع الإستفادة من أخطاء الماضي لتلافيها وتجّنبها، وذلك إستنادًا إلى تجارب الماضي وما فيه من إضاءات وعثرات، من دون إغفال دور لبنان في الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، وهو كان عضوًا مؤسسًا لهما، وهو دور غير الأدوار الأخرى.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

غارات إسرائيلية تستهدف مقرات تابعة لإيران وميليشياتها جنوب دمشق

كثّفت إسرائيل في الأشهر الأخيرة وتيرة استهدافها لمواقع عسكرية تابعة لإيران وميليشياتها في مناطق عدة في سوريا (المرصد السوري)

الشرق الاوسط/الأحد 28 شباط 2021

استهدفت صواريخ إسرائيلية، اليوم (الأحد)، المنطقة المحيطة بالسيدة زينب جنوب العاصمة السورية دمشق، التي تعد معقلًا لـ”الحرس الثوري” الإيراني و”حزب الله” اللبناني. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، رصده لانفجارات عنيفة هزت العاصمة دمشق ناجمة عن تصدي دفاعات النظام الجوية لصواريخ إسرائيلية تستهدف محيط العاصمة. وبحسب المرصد السوري، استهدفت الصواريخ الإسرائيلية (بعد منتصف ليل الأحد-الاثنين)، مقرات تابعة للفرقة الرابعة في الجبال المحيطة بطريق دمشق-بيروت والمعروف باسم (طريق بيروت القديم)، حيث تتواجد هناك مستودعات للأسلحة وصواريخ تابعة للإيرانيين والمليشيات الموالية لها، كما جرى استهداف الفرقة الأولى التابعة للنظام السوري ومحيطها في منطقة الكسوة، بالإضافة لاستهداف مواقع أخرى غرب وجنوب غرب العاصمة دمشق، إذ استمر القصف الإسرائيلي لنحو نصف ساعة، مشيراً إلى أن القصف الإسرائيلي خلف خسائر مادية من حيث تدمير مستودعات صواريخ وأسلحة في المناطق المذكورة، بالإضافة لخسائر بشرية، مؤكداً مقتل 6 أشخاص «على الأقل» من جنسيات غير سورية، 4 منهم قتلوا في قصف المستودعات على طريق بيروت القديم، واثنين قتلا بالقصف الذي طال الفرقة الأولى ومحيطها. من جهتها أعلنت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري، «تصدي الدفاعات الجوية السورية الأحد لصواريخ إسرائيلية فوق دمشق وإسقاط عدد منها». وكثّفت إسرائيل في الأشهر الأخيرة وتيرة استهدافها لمواقع عسكرية وأخرى للقوات الإيرانية والمجموعات الموالية لها في مناطق عدة في سوريا. وأوقعت غارات إسرائيلية في 13 يناير (كانون الثاني) الحالي على مخازن أسلحة ومواقع عسكرية في شرق سوريا، 57 قتيلاً على الأقل من قوات النظام ومجموعات موالية لإيران، في حصيلة تُعدّ الأعلى منذ بدء الضربات الإسرائيلية في سوريا. ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، لكن الجيش الإسرائيلي أورد في تقريره السنوي أنّه قصف خلال العام 2020 حوالى 50 هدفاً في سوريا، من دون أن يقدّم تفاصيل عنها. وتكرّر إسرائيل أنها ستواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا. وفي منتصف فبراير (شباط) أجرت إسرائيل مناورات عسكرية قرب الحدود مع لبنان، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي على حسابه في «تويتر»، إن الهدف منها «فحص جاهزية وتعزيز قدرات سلاح الجو في مواجهة أي سيناريو قتالي على الجبهة الشمالية».

 

بايدن يحذّر إيران من عواقب مهاجمة القوات الأميركية وقال إن بلاده ستواصل حماية مواطنيها

واشنطن: إيلي وسف/الأحد 28 شباط 2021

واصلت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، إطلاق تحذيراتها لإيران والميليشيات التي تدعمها في كلٍّ من العراق وسوريا، في أعقاب الغارات التي شنتها طائرات أميركية على مواقع تابعة لميليشيات عراقية في سوريا صباح أول من أمس (الجمعة). وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن، أن الضرباتِ الجوية التي نفّذتها بلاده فجر الخميس - الجمعة ضد مواقعَ للميليشيات الإيرانية شرق سوريا «كانت ضرورية لتقليل خطرِ المزيدِ من الهجمات». وتَحمِلُ رسالة مُفادُها أن الإدارة الأميركية «تصرُّ على حماية مواطنِيها»، محذّراً إيران من توقع إمكانية الإفلاتِ من العقاب. وقال بايدن إن تلك الضربات يجب أن تنظر إليها إيران على أنها تحذير وتحمل رسالة مفادها أن إدارته تصرّ على حماية مواطنيها. وأضاف خلال زيارته ولاية تكساس يوم الجمعة، لتفقد أضرار العاصفة الثلجية التي ضربتها، موجهاً حديثه إلى إيران: «لن تُفلتوا من العقاب. احذروا». وفي اليوم نفسه قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، خلال مؤتمرها الصحافي اليومي، إن بايدن «يبعث برسالة لا لبس فيها بأنه سيتحرك لحماية الأميركيين. وعندما يتم توجيه التهديدات، يكون له الحق في اتخاذ إجراء في الوقت والطريقة اللذين يختارهما». وقُتل مسلحون موالون لإيران جراء قصف أميركي استهدف، ليل الخميس - الجمعة، بنى تحتية تابعة لهم في شرق سوريا، في أول عملية عسكرية لإدارة بايدن رداً على هجمات طالت مؤخراً قوات أميركية وأخرى تابعة للتحالف في العراق.

وجدّد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) جون كيربي، مساء الجمعة، شرح الضربات الجوية والأهداف التي أصابتها. وأعلن أن طائرتي «إف - 15 إي إيغلز» أسقطتا سبع ذخائر موجهة بالليزر، على 11 مبنى في شرق سوريا تستخدمها مجموعات مسلحة يُعتقد أنها مسؤولة عن الهجمات التي وقعت في العراق خلال الأسبوعين الماضيين. وقال كيربي في مؤتمر صحافي عقده في البنتاغون إنه تم تدمير 9 مباني بشكل كامل وإصابة مبنيين بأضرار جسيمة أخرجتهما عمليا من العمل. وأكد أن تلك المباني الموجودة عند نقطة مراقبة دخول الإرهابيين في البوكمال الواقعة بالقرب من الحدود السورية العراقية على الجانب السوري، تُعرف بدورها في تسهيل نشاط الميليشيات المتحالفة مع إيران. وأضاف أن الهجمات أدت إلى مقتل وجرح عدد من المسلحين، رافضاً الدخول في تفاصيل عن عددهم وكذلك عن طبيعة الأهداف المقصوفة وما كانت تحويه. كان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قد أحصى مقتل 22 مسلحاً وجرح عدد آخر من فصائل عراقية موالية لإيران، غالبيّتهم من «كتائب حزب الله». وجدد كيربي تأكيد أن الضربة الجوية نُفّذت بعد التأكد من المعلومات الاستخبارية والتحقيقات التي قامت بها السلطات العراقية، وبأنها احترمت القانون الدولي الذي يسمح لطرف تَعرّض للاعتداء بالدفاع عن نفسه. وقال وزير الدفاع لويد أوستن، إنه واثق من أن الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران استهدفت القوات الأميركية وقوات التحالف في العراق بهجمات صاروخية. وكانت وزارة الدفاع العراقية قد نفت أن تكون قامت بتقديم إي مساعدة للأميركيين في تنفيذ الغارات، قائلة إن التعاون مع القوات الأميركية هو لمقاتلة تنظيم «داعش». وأضاف كيربي أنه تم تنفيذ هذه الضربات بالتنسيق والتشاور مع الحلفاء والشركاء، فضلاً عن قيام البنتاغون بإخطار الكونغرس الأميركي بالعملية قبل تنفيذها. وقال إن الوزارة ستقدم إحاطة كاملة للكونغرس الأسبوع المقبل حول تفاصيل العملية وما أدت إليه. ووصف محللون الهجوم بأنه رد محسوب على إطلاق الصواريخ على المنشآت الأميركية في العراق، لكن من المحتمل أن يكون له تأثير ضئيل، بسبب تجنبه المناطق الأكثر حساسية التي تسيطر عليها الميليشيات المدعومة من إيران، سواء في سوريا أو العراق.

وتابعت وسائل إعلام أميركية وعدد من مراكز الأبحاث الضربة الجوية، حيث أعلنت محطة «سي إن إن» أنها رسالة محددة من الرئيس بايدن إلى إيران، بأنها لا يمكنها التصرف في المنطقة من دون التعرض للعقاب، وعليها أن تكون حذرة. ورغم أن المواقع التي قصفتها الطائرات الأميركية لم تكن مرتبطة بشكل مباشر بالهجمات التي وقعت في العراق، فإن المسؤولين الأميركيين أكدوا أن ضربها كان ضرورياً، لعدة أسباب، سياسية ولوجيستية. وأجمعت التعليقات على وصف الضربة بالاختبار الأوّلي الحاسم لإدارة بايدن، في محاولة منه لإقامة توازن مع إيران التي بالغت في تقدير حصانتها من التعرض لعقاب، مراهنةً على حرصه على العودة إلى الاتفاق النووي معها. لكن تلك الضربة قد لا تُثني إيران عن مواصلة تكتيكاتها واستفزازاتها، ما دامت لم تتلقَّ حتى الآن عرضاً مقنعاً. وأكد تقرير لمعهد «بروكينغز» أن هجمات الميليشيات الموالية لإيران كانت اختباراً حقيقياً لإدارة بايدن، وأن الرد الأميركي كان مرحّباً به ومدروساً جيداً، لأنه يوازن بين الحاجة إلى الرد على الهجمات التي تنفذها الميليشيات بالوكالة عن إيران، مع ضمان عدم غرق دول مثل العراق في عنف واسع النطاق وعدم استقرار يمكن لإيران وحلفائها استغلاله لتعزيز نفوذهم. وقال التقرير: «ليس من الضروري أن تتبنى إدارة بايدن السياسة التي اعتمدتها إدارة الرئيس ترمب تجاه إيران، ولكن يمكنها أن تمارس استخدام القوة ضد الجهات التي تهدد الأفراد الأميركيين، وأن ذلك يمكن أن يعزز المفاوضات الدبلوماسية حول برنامجها النووي.

 

قلق في إسرائيل من الموقف الأميركي إزاء السعودية

قناة الحرة/الأحد 28 شباط 2021

لفتت صحيفة “جيروازلوم بوست” الى أنّ هناك مخاوف لدى عدد من المسؤولين الإسرائيليين إزاء “الضغوط المتزايدة” للإدارة الأميركية على السعودية، وهو ما من شأنه أن يساهم في تعزيز موقف إيران، وزعزعة التقارب الحاصل في العلاقات بين السعودية وإسرائيل، بحسب التقرير. واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية أنّ المواقف الأميركية الأخيرة من الرياض “تضعف التحالف الإقليمي ضد إيران في وقت تظهر فيه الولايات المتحدة استعدادا أقل لمواجهة نظام آية الله”، في إشارة إلى عزم إدارة بايدن العودة إلى الاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس السابق، دونالد ترامب، في عام 2018. وأشار التقرير إلى أن إسرائيل ستراقب بحذر ما ذكرته إدارة بايدن بأنها لن ترفع العقوبات حتى تتقيد طهران بواجباتها التي تنصلت منها في الاتفاق النووي، وقالت “الوقت سيحدد ما إذا كان ذلك سيحدث” وذكرت الصحيفة أنّ العلاقات السعودية الإسرائيلية نمت في السنوات الأخيرة، بشكل وثيق، لدرجة أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو “التقى سرا” بولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في المملكة. وأوضحت أنّ “السعودية، من دون مساعدة واشنطن، لن تكون متحمسة للتقارب مع إسرائيل”، التي عمقت علاقاتها مع دول عربية على رأسها الإمارات. وأكدت أن السعوديين والإسرائيليين سيواصلون التقارب في مواجهة “عدو مشترك” في إيران.

 

10 أعوام على «صفقة إيران ـ الجولان»/«الشرق الأوسط» تكشف تفاصيل «مسودة أميركية» لاتفاق سوري ـ إسرائيلي في 2011

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/01 آذار/2021

في 28 فبراير (شباط) من عام 2011. بلغت الدبلوماسية الأميركية نقطة حاسمة وواعدة في جهودها لتحقيق السلام بين سوريا وإسرائيل. وصرح الرئيس السوري بشار الأسد آنذاك أنه يعتزم قطع العلاقات العسكرية مع كل من إيران، و«حزب الله»، وحركة «حماس»، مع تحييد كافة التهديدات الناشئة من سوريا والموجهة ضد إسرائيل، شريطة أن تلتزم إسرائيل بإعادة كافة الأراضي التي استحوذت عليها في يونيو (حزيران) من عام 1967 إلى السيادة السورية. وبعد مرور أيام من إبلاغه بالتزامات الرئيس السوري المشروطة، أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بجدية جهود الوساطة، ووجه الأوامر إلى فريقه بالمضي قدماً صوب المعاهدة، استناداً إلى مشروع المسودة الأميركية ذات الصلة.

بعد مرور أسبوعين، وبرغم كل شيء، بدأت تلك الفرصة تتحول إلى أمر مريع. فلقد فتحت قوات الأمن السورية النار على المتظاهرين السلميين في البلاد. ولقد أثارت حالة انعدام القانون الحكومية تساؤلاً جوهرياً: هل لا يزال بشار الأسد يملك الحق بالحديث باسم الأمة السورية في شأن قضية مهمة مثل إقرار السلام مع إسرائيل؟ اتسع نطاق المظاهرات في كافة أنحاء البلاد مع مواصلة قوات الأمن الحكومية في ممارسة أعمال العنف المميتة. وصارت إجابة السؤال واضحة للعيان: كلا، لم يعد بشار الأسد يملك هذا الحق المذكور. فإن مجريات انعدام القانون الحكومية قد عصفت تماماً بشرعيته الرسمية كرئيس للدولة السورية.

وبعد مرور عشر سنوات، لا تزال سوريا قابعة في أصل الخراب، ويستغل مواردها ضباط عسكريون روسيون يحصدون الأموال الطائلة من وراء تعاقدات يشرف عليها بشار الأسد والنشطاء الإيرانيون الذين يستخدمون سوريا كهمزة وصل برية مع تنظيم «حزب الله»، الوكيل الإيراني القوي في لبنان. وما يزال تنظيم «القاعدة» وشراذم تنظيم «داعش» الإرهابيين راسخة أقدامهم في البلاد التي شجع رئيسها من وجودهم وانتشارهم لاتخاذهم ذريعة للزعم بمحاربة الإرهاب فضلاً عن ممارسة إرهاب الدولة ضد المدنيين السوريين. وأسفر فساد الأسرة الحاكمة وحاشيتها، وانعدام الكفاءة في إدارة البلاد، عن دمار عميق لحق بالاقتصاد السوري. ونزح أكثر من نصف سكان سوريا لما قبل الحرب في داخل البلاد، وإلى خارجها كلاجئين. ولا يدري من أحد عدد المدنيين العزل الذين سقطوا صرعى الصراع المريع، وأغلبهم جراء القصف الدموي من المدفعية، والغارات الجوية، والبراميل المتفجرة من قوات بشار الأسد، تلك المجازر المتتابعة التي استكملتها الضربات الجوية الروسية المعاونة. إنها الزمرة الحاكمة العمياء تماماً عن معاناة الشعب السوري والتي جعلت من دمشق توصف بأنها «بيونغ يانغ» بلاد الشام بكل أسف.

كان دمار سوريا لا معنى له على الإطلاق. ويبدو أن الرئيس السوري، المفترض التزامه باستعادة الأراضي المحتلة من إسرائيل في مقابل إعادة تنضيد الاستراتيجية السياسية السورية، قد أطاح بكل شيء إلى الهاوية. ولأجل أي شيء؟ أجل، إنه يواصل رفقة حاشيته امتصاص ما تبقى من الدماء السورية لتغذية المنافع الشخصية المجردة. ولكن، هل الترؤس على أطلال من الحطام أفضل مما كان يمكن أن يكون؟ ألم تكن هناك وسيلة تتسم بالكرامة والسلمية بديلاً لبشار الأسد عن شن الحرب الشنيعة على شعبه؟ وهل كانت الفوائد الاقتصادية المحتملة للسلام منعدمة القيمة حقا؟

ربما يعد «التساؤل البديل» غير قابل للإجابة فعلاً. كان بمقدور الرئيس السوري، وقرينته السيدة الأولى الشهيرة للغاية، أن يذهبا سوياً إلى محافظة درعا في مارس (آذار) من عام 2011، وإعادة الأطفال المسجونين والمضروبين إلى ذويهم، وتقديم التعويضات إلى المظاليم، وإصدار الأوامر للقوات بالبقاء في الثكنات، مع ترافق كل تلك الجهود بمطالب حازمة لعودة النظام والاستقرار. غير أن حالة «اللاعنف»، والتعامل بأساليب اللياقة، والسخاء، واحترام كرامة الإنسان لم تكن على الإطلاق من بين أدوات بشار الأسد في التعامل مع أبناء شعبه.

ومن بين الاحتمالات القائمة أن بشار الأسد قد تعمد اللجوء إلى العنف بُغية إلغاء التزامات السلام المشروطة سابقاً والفرار من الوساطة الأميركية الجدية. ولم يجبره من أحد على التقدم بتلك الالتزامات. فلقد طرح الالتزام بها كلها خلال اجتماع استغرق 50 دقيقة. ويتساءل أحدنا ما إذا كانت لدى بشار الأسد، خلال الأسابيع التالية على تعهده بإعادة التوجيه الكامل للاستراتيجية السورية، أفكار أخرى بشأن ردة الفعل الإيرانية المحتملة مع التداعيات السياسية المحلية للسلام. وعلى أي حال، فلقد قدم لإسرائيل كل شيء ما عدا الأرض التي قال أنه يريد إعادتها إلى السيادة السورية. ومن شأن مسمى «مرتفعات الأسد” أن يكون أسما أفضل لمستوطنة جديدة تقيمها إسرائيل في الجولان من مسمى «مرتفعات ترمب».

وهناك احتمال آخر يفيد بأن قادة الأمن قد طلبوا من بشار الأسد توجيه الأوامر بالعنف ضد السكان، أو أنه وجه الأوامر من تلقاء نفسه، إثر خشيته أن يوصف بالرئيس الضعيف في مواجهة شعبه. ومع ذلك، فإن فكرة تفضيل الأسد لحالة «اللاعنف» بصفة خاصة تبدو متناقضة تماماً مع تصرفاته الواضحة منذ ذلك الحين. فلقد سمح باستخدام الأسلحة الكيماوية العسكرية ضد المدنيين، بما في ذلك الأطفال منهم. واستندت استراتيجيته للبقاء على رأس السلطة السياسية إلى ممارسة القتل الجماعي للمدنيين. ثم إنه روج للمتطرفين الإسلامويين أصحاب المنهج العنيف بأنهم أعداؤه المختارون. فهل كان لمثل هذه الشخصية أن تفكر في بديل إنساني آخر لإدارة الصراع قبل عشر سنوات مضت؟

والآن، تنظر الإدارة الأميركية الجديدة فيما ينبغي فعله إزاء أطلال الحطام المحترقة في سوريا. ويحاول بشار الأسد - عبر مناوراته المكوكية المستمرة ما بين وزارة الخارجية الروسية، وكبار قادة الجيش الروسي، والحكومة الإيرانية - التوضيح لجميع الأطراف، لا سيما مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا، أن التسوية السياسية للأزمة السورية ليست من الخيارات المطروحة على أجندة أعماله السياسية. فذلك الرجل، الذي لم ينبس ببنت شفة من الندم أو الأسى على ما حل ببلاده وشعبه، ما يزال عاقداً العزم على الاحتفاظ بكرسي الرئاسة بصرف النظر تماماً عن الثمن. وحتى تلكم الزمرة التي أيدته على مضض عبر سنوات يدركون عن كثب حقيقة ذلك الثمن: تلك الأرواح التي جرى التضحية بها على مذبح الشراكات التجارية العائلية، ثم الخراب الاقتصادي السوري المشهود.

وبعد مرور عشر سنوات، لا يزال الأسد يأمل أن تتفاعل الحكومة الأميركية معه دبلوماسياً، بل وأن تنفق عليه وعلى حاشيته بتعاقدات وأموال إعادة الإعمار السخية. والرؤية الواضحة تفيد بأن تلك الآمال محض أوهام وخيالات.

يدرك عدد كبير للغاية من المسؤولين النافذين في فريق الرئيس جوزيف بايدن الجديد أن الخطوط الحمراء التي جرى محوها تماماً في عام 2013. فضلاً عن النصيحة الرئاسية في 2016. بأنه على العرب «مشاركة الجوار» مع إيران، قد ألحقتا الأضرار بالأمن الغربي، ودمرتا مصداقية الولايات المتحدة فيما وراء الملف السوري. إن الإدارة الأميركية الجديدة ستدرس خياراتها بعناية فائقة. ومن المستبعد بصورة كبيرة أن يكرر الرئيس بايدن نفس سلسلة الإخفاقات السياسية السابقة بالتخلي عن الانتقال السياسي السوري - الذي أقره مجلس الأمن الدولي - كأساس لسياسته المعتمدة حيال الأزمة السورية. بعد عشر سنوات كاملة من المعاناة والعذاب الذي لا طائل من ورائه، ذلك الذي فرضه بشار الأسد بصورة جوهرية، سقط أكثر من 80 في المائة من المواطنين السوريين في هاوية الفقر، الأمر الذي أسفر عن القضاء شبه التام على الطبقة الوسطى الصغيرة، وإنما المنتجة، من الشعب السوري. فضلاً عن سقوط مئات الآلاف من الصرعى المدنيين. وتعرض عدد لا يُحصى من السوريين للتشوه والصدمات الجسدية والنفسية المريعة. وما يزال عشرات الآلاف الآخرين قابعين رهن غرف التعذيب التابعة لإدارة النظام الحاكم في سوريا. وكل ذلك بهدف وحيد يتمثل في المحافظة على الشراكة التجارية العائلية، تلك الأعمال التجارية التي ربما تكون قد ازدهرت وتطورت من الناحية السياسية إلى كيان أكثر شمولية وتمثيلاً إن كانت قد اتخذت خيارات عملانية وأكثر إنسانية قبل عشر سنوات من الزمان. ولكن، هل كانت الزمرة الحاكمة وحاشيتها قادرة فعلاً على اتخاذ تلك الخيارات من قبل؟ تشير الأوضاع السورية الراهنة في عام 2021 أن الإجابة هي الرفض التام.

*السفير فريدريك هوف، يحاضر في كلية بارد في نيويورك. وكان وسيطاً سياسياً بين سوريا وإسرائيل من عام 2009 حتى مارس (آذار) 2011. ثم عمل مستشاراً لدى وزارة الخارجية الأميركية بشأن الانتقال السياسي في سوريا حتى سبتمبر (أيلول) من عام 2012. وله كتاب قيد النشر حالياً حول وساطات السلام بين سوريا وإسرائيل.

- خاص بـ«الشرق الأوسط»

 

التحالف يدمر «مسيّرة» أطلقها الحوثيون تجاه خميس مشيط

الشرق الأوسط/01 آذار/2021

أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، أمس، اعتراض وتدمير طائرة بدون طيار «مفخخة» أطلقتها الميليشيا الحوثية الإرهابية باتجاه خميس مشيط. وقال العميد الركن تركي المالكي، المتحدث الرسمي لقوات التحالف، في بيان نقلته وكالة «واس»، إن الطائرة المسيّرة أطلقتها الميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران بطريقة ممنهجة ومتعمدة لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية تجاه مدينة خميس مشيط، حيث تمكنت قوات التحالف صباح أمس من اعتراضها وتدميرها. وأوضح العميد المالكي أن محاولات الميليشيا الحوثية الإرهابية بالاعتداء على المدنيين والأعيان المدنية بطريقة متعمدة وممنهجة تمثل جرائم حرب، مؤكداً أن قيادة القوات المشتركة للتحالف تتخذ وتُنفذ الإجراءات العملياتية اللازمة لحماية المدنيين والأعيان المدنية، وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية.

 

دول ومنظمات عربية وإسلامية تؤيد السعودية وترفض ما يمسُّ سيادتها

واشنطن: علي بردى//الشرق الأوسط/01 آذار/2021

حظي البيان السعودي بشأن ما ورد في تقرير أميركي من «استنتاجات مسيئة وغير صحيحة» حول مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي، بتأييد عربي وإسلامي وشعبي واسع، حيث أكدت دول خليجية وعربية ومنظمات إسلامية ودولية رفضها القاطع المساس بسيادة المملكة وكل ما من شأنه المساس بقيادتها واستقلال قضائها، مؤكدة دور الرياض المحوري والمهمّ في إرساء الأمن والاستقرار إقليمياً ودولياً. وأيّدت الإمارات ما جاء في بيان وزارة الخارجية السعودية، معربةً عن ثقتها وتأييدها لأحكام القضاء في السعودية التي تؤكد الالتزام بتنفيذ القانون بشفافية وبكل نزاهة، ومحاسبة كل المتورطين في هذه القضية، مؤكدة في بيان لوزارة خارجيتها وقوفها التام مع المملكة في جهودها الرامية لاستقرار وأمن المنطقة، ودورها الرئيسي في محور الاعتدال العربي ولأمن المنطقة، مشددةً على رفض أي محاولات لاستغلال هذه القضية أو التدخل في شؤون المملكة الداخلية. كما أكدت الكويت والبحرين تأييدهما للبيان السعودي ورفضهما القاطع لكل ما من شأنه المساس بسيادة المملكة. وأكدت وزارة الخارجية الكويتية في بيان أمس، أهمية الدور المحوري والمهم الذي تقوم به المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، إقليمياً ودولياً في دعم سياسة الاعتدال والوسطية ونبذ العنف والتطرف وسعيها الدائم لدعم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم أجمع.

بينما شددت وزارة الخارجية البحرينية في بيان لها، على أهمية الدور الأساسي للمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين، وما تضطلع به من سياسة الاعتدال إقليمياً وعربياً ودولياً، وما تبذله من جهود في تعزير الأمن والاستقرار الإقليمي، وتعزيز النماء الاقتصادي العالمي.

كما أعربت سلطنة عمان عن تضامنها مع السعودية في موقفها بشأن التقرير، مثمّنة جهود وإجراءات السلطات القضائية المختصة بالمملكة تجاه القضية وملابساتها.

في حين أعرب اليمن عن تضامنه المطلق مع المملكة قيادة وشعباً، وتأييده الكامل لما ورد في بيان وزارة الخارجية السعودية. وأكد عبر وزارة خارجيته دور المملكة الريادي بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، وحرصهما الشديد على أمن واستقرار المنطقة والسلام العالمي. كما أعربت جيبوتي عن تأييدها للبيان، وشددت على رفضها القاطع لكل ما من شأنه أن يمس بسيادة المملكة أو يمثل تدخلاً في شؤونها الداخلية، مؤكدة في الوقت ذاته محورية الدور الذي تضطلع به المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين في إرساء الأمن والاستقرار على الصعيد الإقليمي والدولي، ومكافحة الإرهاب ونبذ العنف والتطرف، وترسيخ قيم التسامح والوسطية والاعتدال. من جانبها شددت منظمة التعاون الإسلامي على الرفض القاطع للاستنتاجات غير الصحيحة الواردة في التقرير الذي يخلو من أي أدلة قاطعة، مؤكدة في الوقت ذاته رفض المساس والإساءة لقيادة المملكة وسيادتها واستقلال قضائها، معربةً عن تأييد جميع الإجراءات القضائية التي تم اتخاذها ضد مرتكبي الجريمة الذين تم تقديمهم للعدالة وصدرت بحقهم الأحكام القضائية النهائية. وأشاد الدكتور يوسف العثيمين، الأمين العام للمنظمة، بالدور الريادي الذي تضطلع به المملكة بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز رئيس القمة الإسلامية، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، تجاه صون الأمن والسلم الإقليمي والدولي ومكافحة الإرهاب، والعمل على تعزيز الاعتدال والوسطية.

بدوره ثمّن مجلس التعاون الخليجي دور المملكة الكبير والمحوري الذي تقوم به في تعزيز الأمن والسلم الإقليمي والدولي ودورها الكبير في مكافحة الإرهاب ودعم جهود المجتمع الدولي في مكافحته وتجفيف منابعه. وأكد الدكتور نايف الحجرف، الأمين العام للمجلس، أن التقرير لا يعدو كونه رأياً خلا من أي أدلة قاطعة، مؤكداً أن ما تقوم به المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين في دعم الأمن والسلم الإقليمي والدولي وفي مكافحة الإرهاب، هو دور تاريخي وثابت ومقدّر، معرباً في الوقت نفسه عن تأييده لكل ما تتخذه المملكة من أجل حفظ حقوقها وتعزيز مكتسباتها ودعم دورها في تعزيز ثقافة الوسطية والاعتدال.

كما أعرب البرلمان العربي تأييده للبيان الصادر عن وزارة الخارجية السعودية، مشدداً على الدور على الدور المحوري الذي تقوم به المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، في ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة العربية وعلى المستوى الإقليمي، فضلاً عن سياستها الداعمة لحفظ الأمن والسلم الدوليين، ودورها الرئيسي في مكافحة الإرهاب والعنف والفكر والمتطرف، وترسيخ ونشر قيم الاعتدال والتسامح على المستويات كافة.

وعلى الصعيد الشعبي، امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بروّاده من المتابعين، معربين عن رفضهم واستيائهم من التقرير الأميركي الذي تم تزويد الكونغرس الأميركي به ورفضهم المساس بسيادة المملكة واستقلال قضائها، مؤكدين الفخر والاعتزاز بالسعودية وقيادتها ودورها المحوري في ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم أجمع. من جهتها، أكدت رابطة العالم الإسلامي تأييدها الكامل لبيان وزارة الخارجية السعودية، وشدد الشيخ الدكتور محمد العيسى، الأمين العام للرابطة رئيس هيئة علماء المسلمين، على رفض الرابطة باسم مجالسها وهيئاتها ومجامعها الاستنتاجات التي تضمّنها التقرير، مع التأييد التام لبيان وزارة الخارجية بالمملكة الذي أكد ما سبق أن صدر من الجهات المختصة بالمملكة.

وأكدت الرابطة، عبر البيان، ثقة العالم الإسلامي بقيادة السعودية في كل ما تتخذه من إجراءات، ومن ذلك ما يتعلق بحقها في هذا الشأن السيادي وغيره، مع الرفض القاطع لأي تدخل من شأنه المساس بهذا الحق تحت أي ذريعة.

إلى ذلك، أعرب مجلس وزراء الداخلية العرب عن تأييده لما ورد في بيان وزارة الخارجية السعودية، مشيداً بما تضمّنه من حقائق تُثبت دون أدنى شك دور المملكة المشهود وقيادتها الرشيدة في تعزيز قيم الحق والعدل، مقدّرة الاستقلال التام الذي يتمتع به القضاء في المملكة وتعاطيه مع تلك الجريمة بكل نزاهة وحيادية.

من ناحيته، أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن السلطات القضائية السعودية هي المعنية وحدها بمحاسبة المتورطين في قضية «جمال خاشقجي».

وأعرب أبو الغيط في بيان أصدره، مساء أمس، عن «تأييده للبيان الذي أصدرته الخارجية السعودية والذي تضمن رفضاً لاستنتاجات تقرير وكالة المخابرات المركزية الأميركية بشأن القضية»، مشيراً إلى أن «الأخيرة ليست جهة حُكم أو قرار دولية، وإلى أن قضايا حقوق الإنسان لا ينبغي تسييسها».

من جانبها، أعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أنها تدرك «المصالح الكبيرة» بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، وهي تتطلع إلى «إعادة ضبط» هذه «العلاقة المهمة».

وجاء هذا الإعلان غداة إصدار مجتمع الاستخبارات الأميركي تقريره حول مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن «العلاقة مع المملكة العربية السعودية مهمة»، مشيراً إلى أن «لدينا مصالح كبيرة مستمرة. ونظل ملتزمين بالدفاع عن المملكة». ولكن في الوقت ذاته «نريد أيضاً التأكد -وهذا ما قاله الرئيس منذ البداية- أن العلاقة تعكس بشكل أفضل مصالحنا وقيمنا». ووصف الإجراءات الأخيرة بأنها «إعادة ضبط لتكون أكثر انسجاماً مع اهتماماتنا وقيمنا»، معتبراً أن هذا النهج أدى إلى «نتائج» تتعلق بالجهود المشتركة مع المملكة العربية السعودية لإنهاء الحرب في اليمن. وحضّ على التأكد من أن العلاقة مع السعودية «تمضي إلى الأمام بطريقة تعكس مصالحنا وقيمنا بشكل أفضل». ولفت بلينكن إلى استمرار التشاور مع الكونغرس بهدف العودة إلى «النظام المعتاد، ليس فقط مع المملكة العربية السعودية بل مع أي دولة نتعاون معها -ونقوم ببيع الأسلحة وتقديم المساعدة الأمنية لها»، واصفاً ذلك بأنه «مهم للغاية». وأضاف أن العلاقة كبيرة مع المملكة العربية السعودية، مشيراً إلى المحادثات الهاتفية الرئيس بايدن مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، ووزير الدفاع الأميركي الجنرال لويد أوستن، مع ولي العهد نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، فضلاً عن المكالمات التي أجراها بلينكن نفسه مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان. وتحدث عن «سياسة جديدة» ستطبَّق بغية «تقييد وإلغاء التأشيرات لأي أفراد يُعتقد أنهم متورطون في نشاطات خارج الحدود القانونية تستهدف المعارضين أو الصحافيين، في محاولة لمضايقتهم أو مراقبتهم أو إيذاء ذويهم»، مضيفاً أنه بصرف النظر عن الدولة أو الجهة أو الأفراد الذين يقومون بذلك «فإن هذه الممارسة، وهذا السلوك (...) غير مقبول على الإطلاق، ولدينا الآن أداة جديدة لمقاومة ذلك». وأوضحت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي، أن «نيتنا هي إعادة ضبط العلاقة» بين إدارة بايدن والحكومة السعودية. وقالت: «نريد إنهاء الحرب في اليمن. نريد أن نضمن معالجة الأزمة الإنسانية» هناك، مضيفة أن الرئيس «لن يتراجع» عن ذلك. وأشارت إلى أن المسؤولين الأميركيين «سيواصلون التعبير عن القلق واتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان».

 

خاتمي يُحذِّر خامنئي من تصدُّع نظام الملالي

طهران – وكالات/الأحد 28 شباط 2021

 بعث الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي، رسالة تتكون من 37 صفحة إلى المرشد الايراني علي خامنئي، تحذره من تصدع النظام الإيراني من الداخل، وتقترح حل مشاكل البلاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية عبر آلية المصالحة مع التيار الإصلاحي الإيراني. وحذر خاتمي في رسالته إلى خامنئي، من تراجع شعبية النظام الإيراني بين شرائح واسعة من المجتمع، بسبب انتشار الفقر والبطالة وعدم المشاركة السياسية في انحصار إدارة البلاد بيد تيار محدد، مما سيدفع الشارع الإيراني بالانفصال عن نظام بلاده. وذكر موقع “رويداد 24” أن خاتمي طلب من خامنئي حل المشاكل في البلاد، مشددا في رسالته على أنه لم يكن أبداً ضد الثورة والقيادة والحكومة، وأن الإصلاحيين هم قوى موالية لخامنئي والنظام الإيراني، وأنهم (تيار الاصلاحيين) بذلوا قصارى جهدهم للحفاظ على النظام الإيراني. وأشارت الرسالة إلى قضايا مثل المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، وانتخابات 2021 الرئاسية، والحصار لقادة الحركة الخضراء مير حسين موسوي ومهدي كروبي، حيث قال خاتمي إنه إذا تم تأجيل هذه القضايا دون حل، فإن ذلك سيترك مشاكل صعبة بالنسبة للنظام الايراني في المستقبل. من جانبه، أكد عضو مجلس مدينة طهران محمد جواد حقشناس، صحة أنباء رسالة خاتمي لخامنئي.

 

إسرائيل تجمع المعلومات الاستخباراتية للردِّ على استهداف سفينتها في خليج عُمان

طهران، عواصم – وكالات/الأحد 28 شباط 2021

 فيما اعتبره مراقبون استعداد لرد إسرائيلي مرتقب على الاعتداء الذي تعرضت له سفينة إسرائيلية في بحر عمان، أمر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، الجيش الإسرائيلي بتوسيع نطاق جمع المعلومات الاستخبارية حول إيران بشكل عام، والمشروع النووي بأكمله. وأفاد الموقع الإلكتروني الإخباري “واللا” أمس، بأن غانتس أمر بتوسيع نطاق جمع المعلومات حول الاتفاق النووي الإيراني، بهدف كشف انتهاكات العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، والأنشطة الإيرانية المختلفة، وذلك كله بعيدا عن أعين مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال غانتس، إن “تقييمه المبدئي أن إيران” تقف وراء الهجوم على السفينة، موضحا “تشير التقديرات إلى أنهم إيرانيون، لكن لا يزال يتعين الفحص”. وأكد الموقع أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، قسَّم عملية جمع المعلومات حول الاتفاق النووي الإيراني بالتنسيق مع غانتس إلى مستويات عدة، المستوى الأعلى يتعلق بتعديل الستراتيجية، بهدف التعاطي مع التطورات الجارية بين الإدارة الأميركية الجديدة وإيران، على أن يكون هذا التنسيق بين مكتب رئيس الوزراء ووزارة الدفاع ووزارة الخارجية معا. وأشار إلى أن الفترة الراهنة، وحتى إجراء الانتخابات البرلمانية للكنيست الـ”24، المقررة في 23 من مارس المقبل، لن يتم اتخاذ أي قرار عسكري أو سياسي يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني، بسبب وجود خلافات حقيقية بين نتانياهو وغانتس، وكذلك مع وزير الخارجية غابي أشكنازي. من جانبها، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، عن اعتزام إسرائيل بحث كيفية الرد على استهداف سفينتها في خليج عمان، كاشفة أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أجرى محادثات مكثفة ومضنية مع كبار أعضاء مؤسسة الدفاع في بلاده، بشأن كيفية التصرف في مواجهة الأضرار التي لحقت بالسفينة الإسرائيلية. بدورها، كشفت صحيفة “هآرتس” أن وفدا من مسؤولي الأمن الإسرائيليين تم إرسالهم إلى دبي، لتفقد السفينة، حيث يعتقد المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون أن إيران كانت وراء الهجوم على السفينة.

 

واشنطن تُوسِّع تواجدها العسكري باليونان تحسُّباً لمواجهة أنقرة

عواصم – وكالات/الأحد 28 شباط 2021

 نشرت الولايات المتحدة، 110 مروحيات من طراز “بلاك هوك”، و25 مروحية هجومية من نوع “أباتشي”، وعشر مروحيات نقل ثقيلة من طراز “شينوك”، ونحو 1800 عربة عسكرية، في ألكسندروبوليس، عاصمة مقاطعة إفروس، المتاخمة للحدود اليونانية – التركية.

وبحسب الصحافة التركية، فإن نشر واشنطن مئات المروحيات الحربية والعربات العسكرية في قاعدتها البحرية في ألكسندروبوليس اليونانية، التي تبعد 20 كيلومتراً عن الحدود التركية، تستهدف تركيا، ضمن السباق الإقليمي على التنقيب عن الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط.

وذكرت، أن الولايات المتحدة لا تحشد قواتها في ألكسندروبوليس فحسب، بل أيضاً في جزيرة كريت، وذلك من أجل السيطرة على شرق “المتوسط”. من جهة أخرى، أكد النائب التركي المعارض جورسيل تكين، أمس، أن بلاده بحاجة ماسة وعاجلة لاجراء انتخابات نيابية مبكرة، مضيفاً إن الوضع الحالي الذي تشهده تركيا لا يمكن تجاوزه بسهولة بسبب التوترات الكبيرة في السياسة الداخلية والخارجية.

 

غارات على مصافي النفط بريف حلب والانفجارات تهز دير الزور/دمشق: ندرس مع الحلفاء كيفية الرد على العدوان الأميركي

دمشق – وكالات/الأحد 28 شباط 2021

 تجدد مشهد استهداف مصافي تكرير النفط غير الشرعية التابعة للتنظيمات التركمانية، المسلحة، الموالية لتركيا بريف حلب، عبر قصف مجهول استهدف مصافي النفط “الحراقات” الواقعة في محيط قرية المزعلة، قرب الحدود السورية – التركية بريف منطقة جرابلس شمال شرق حلب. وأفادت مصادر محلية، ليل أول من أمس، بأن طائرة مسيرة مجهولة الهوية، أطلقت صواريخ عدة على منطقة تجمع المصافي “الحراقات”، في محيط قرية المزعلة، قبل أن تغادر المنطقة. وقالت، إن الاستهداف أدى إلى وقوع انفجارات عدة ضخمة هزت المزعلة والقرى المجاورة لها، قبل أن تندلع النيران ضمن مسافات واسعة في محيط القرية، وسط تسجيل حالة استنفار قصوى من قبل المسلحين الموالين لتركيا، والذين سارعوا إلى فرض طوق أمني مشدد بشأن مكان الاستهداف. وأضافت، إن الاستهداف أدى إلى تدمير عدد كبير من “الحراقات”، فيما ألحقت النيران التي اشتعلت بفعل القصف، أضرارا كبيرة بباقي الحراقات وبعض الأراضي المجاورة، في حين لم ترد أي معلومات عن وقوع قتلى أو جرحى بين المسلحين القائمين على العمل ضمن “الحراقات” المستهدفة. وفي دير الزور، هزت انفجارات عنيفة بادية البوكمال، الخاضعة لسيطرة القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها بريف دير الزور الشرقي، أمس. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الانفجارات تزامنت مع تحليق لطيران مسير في الأجواء. من ناحية ثانية، قال السفير السوري في موسكو رياض حداد، أمس، إن دمشق تدرس مع الحلفاء “كیفیة الرد على العدوان الأميركي”، وذلك بعد قصف أميركي استهدف مواقع شرق سورية. وأضاف، إن “سورية تملك الحق المشروع في الرد على تلك الانتهاكات كما تملك الحق في مقاومة الاحتلال الأميركي للأراضي السورية”. وأشار، إلى أن “تطورات الموقف بعد هذا العدوان ستتم جميعها بالتنسيق بين الحلفاء وبما يخدم مصلحة سورية ويحافظ على السيادة السورية، بشكل يخدم تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والذي تحاول الولايات المتحدة زعزعته من خلال مثل هذه الاعتداءات”.

من ناحيته، قال وزير الدفاع لدى النظام السوري العماد علي الله أيوب، إن بلاده باتت حالياً أكثر قوة وصموداً و حضوراً وفعالية وتسير بخطى واثقة نحو الانتصار. على صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن مروحية تابعة لها نفذت هبوطاً اضطرارياً لأسباب فنية شمال شرق سورية، مؤكدة أن أفراد طاقم المروحية على قيد الحياة. وفي الحسكة، لقي ثلاثة أشخاص على الأقل مصرعهم، وأصيب آخرون، أول من أمس، جراء اندلاع حريق في مخيم الهول.

 

انتفاضة بلوشستان تشتعل والنظام يقمعها بالمحاكم العسكرية/قطع الإنترنت واعتقالات واسعة في صفوف المتظاهرين

طهران، عواصم – وكالات/الأحد 28 شباط 2021

 أعلنت “حملة نشطاء البلوش في إيران” استمرار الاحتجاجات في عدد من مدن إقليم بلوشستان، على الرغم من تصريحات المسؤولين الإيرانيين بإخمادها.

وأظهرت مقاطع فيديو تم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، استمرار التظاهرات في مدن أسد آباد بهره وآشار، بينما أعلنت السلطة القضائية الإيرانية عن إقامة دعوى ضد المحتجين في محاكم عسكرية. وقال النائب العام في بلوشستان علي رضا موسايي، إن أحداث مدينة سراوان، التي قُتل خلالها 10 من ناقلي الوقود برصاص “الحرس الثوري” أحيلت إلى المحكمة العسكرية، واصفا اقتحام المحتجين مكتب قائم مقام مدينة سراوان بـ”الهجوم المسلح”، زاعما أن ذلك كان “من صنع الأشرار والمعارضين المسلحين”. من جانبها، أفادت “حملة النشطاء البلوش”، التي تغطي انتهاكات حقوق الإنسان في بلوشستان، باعتقال عدد كبير من مواطني مدينة زاهدان، وكذلك من بين المتظاهرين في بلدتي شورو وكورين، بما في ذلك “بعض الجرحى” الذين أصيبوا بالتظاهرات والذين تم اختطافهم من المستشفيات. بدورها، قالت منظمات حقوقية إنه بالرغم من الاتهامات التي وجهتها السلطات للمتظاهرين، تظهر مقاطع الفيديو التي تم نشرها خلال الأيام القليلة الماضية عدم وجود أي مشاهد تدل على وجود مسلحين بين المحتجين السلميين. من جهتهم، اعترف المسؤولون الإيرانيون رسمياً حتى الآن بوفاة أربعة أشخاص، بينهم ثلاثة من تجار الوقود وضابط شرطة، في حين وثقت منظمات حقوقية مقتل 15 تاجر وقود وجرح 10 آخرين خلال الأيام الأخيرة، بينما قال عضو التكتل السني في مجلس الشورى الإيراني النائب جلیل رحیمي جهان‌ آبادی، إن مقتل بائعي الوقود “مجزرة متعمدة”، عازيا الاحتجاجات إلى انتشار الفقر في هذه المناطق، قائلا في مقال نشرته وكالة أنباء الطلبة “ايسنا” إنه: “لايمكن أن نتوقع سكوت الناس عند تعرضهم للإذلال والإهانة، وعندما يتم إطلاق النار عليهم وقطع سبيل عيشهم الوحيد”، مضيفا أن “سكان هذه المناطق يشعرون بالتهميش وأن استمرار القمع سينعكس سلباً على المدى الطويل، مما يجعل المنطقة في مواجهة تحديات أمنية أكثر حدة”. على صعيد متصل، أفادت وسائل إعلام ومنظمات حقوقية بأن سلطات إيران ألغت الإنترنت في محافظة سيستان وبلوشستان، حيث ذكرت وكالة “أسوشيتد برس” أن عددا من المنظمات الحقوقية أكدت أن الحكومة شطبت اعتبارا من الأربعاء الماضي الوصول إلى الإنترنت عبر الهواتف المحمولة في المحافظة، لافتة إلى أن هذا الإجراء يحرم 96 في المئة من السكان المحليين من فرصة الوصول إلى الشبكة العالمية.

كما أشارت منظمة “نت بلوكس” المعنية بمتابعة الوصول إلى الإنترنت في مختلف أنحاء العالم، إلى رصد اضطرابات في أنشطة شبكة الإنترنت الإقليمية استمرت أربعة أيام على خلفية التظاهرات، مؤكدة أن جولة جديدة من الاضطرابات في الوصول إلى الإنترنت بدأت اعتبارا من ساعات متأخرة من ليل أول من أمس. في سياق متصل، أدانت “مراسلون بلا حدود” قطع الإنترنت منذ يومين في إقليم بلوشستان، بغية حرمان الناس من المعلومات المستقلة حول الانتفاضة، ولتتمكن السلطات الإيرانية من قمع الناس بدون شهود.

كما أكدت 4 منظمات هي “العفو الدولية و”أرتيكل 19 و”اكسس نآو” ومجموعة “ميان”، انقطاع شبكة الإنترنت في بلوشستان منذ بداية اندلاع الاحتجاجات يوم الثلاثاء الماضي، بينما أفادت شبكة “نت بلوكس” أن تشويشاً وتعطيلاً كبيراً عرقل الوصول إلى الشبكة، موضحة أن التشويش وقطع الإنترنت لا يزال مستمرا. في غضون ذلك، وبعد أسبوع من اندلاعها، تجددت تظاهرات المتقاعدين في المدن الإيرانية أمس، احتجاجاً على أوضاعهم المعيشية الصعبة، ونسبة الفقر العالية التي وصلت إليها البلاد نتيجة التضخّم. ونظّم المتقاعدون في طهران، وتبريز، ومشهد، وأصفهان، وشيراز، ويزد، وكرج تظاهرات، رددوا خلالها “عدونا هنا في إيران”، و”يكذبون عندما يقولون أميركا هي العدو”، و”مطلبنا الرئيسي، مرتبات تتناسب مع التضخم”، و”تكفي الوعود، موائدنا فارغة”، و”المتقاعدون يموتون ولا يقبلون التمييز”، و”استولى اللصوص على صندوق التقاعد”، و”سفينة المتقاعدين رست على الطين”. على صعيد آخر، لقي شرطيان مصرعهما جراء قيام مجهول بإطلاق النار على نقطة تفتيش للشرطة الإيرانية على جسر جوميشان في إيلام، غرب إيران، على الحدود مع العراق، في حين لم تتبن أي جهة العملية.

 

كُتّابٌ سعوديون لبايدن: سيادتنا خط أحمر ولسنا جمهورية موز

الرياض، عواصم- وكالات/الأحد 28 شباط 2021

 أكد مُعلِّقون سعوديون أنَّ سيادة المملكة خط أحمر، وكتب خالد المالك في صحيفة “الجزيرة” السعودية: إن “أميركا ليس لها الحق في أن تستقوي على الحليف الستراتيجي لها بالمنطقة، وليس من مصلحتها أن توظف خلافاتها الداخلية في الإضرار بمصالحها ومصالح شركائها، دون أن تفكر بتداعيات أي تصرف غير مسؤول يصدر عنها”. وأوضح أن السعودية التي تعتمد على الولايات المتحدة في الدفاع عن نفسها، ومن ذلك ما حدث خلال حرب الخليج الأولى وبعد الهجمات التي وقعت على بنيتها التحتية النفطية عام 2019، قد تتجه إلى الصين أو روسيا للحصول على السلاح. من جانبه، قال عبد الله بن بجاد العتيبي في صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية: إن المملكة أقدم حلفاء واشنطن من العرب “ليست جمهورية موز تهزها التهديدات أو تؤثر بها التصريحات، وهي قادرة على قلب موازين القوى في المنطقة والعالم، وهي بقوتها الذاتية وتحالفاتها القوية تمثل رقما صعبا لا يمكن تجاوزه، أو الاستهانة به بأي حال من الأحوال”. وفي صحيفة “عكاظ” كتب فهيم الحامد يقول: “إذا كانت إدارة بايدن تريد إعادة بوصلة العلاقات مع المملكة وإعادة تأطيرها فهذا من حقها السيادي، ونحن كدولة ذات سيادة ننظر إلى الأمور من نفس الزاوية ونرغب في تعزيز هذه الشراكة الضاربة في الجذور، ولكن ليس على حساب استقلالية القرار والمساس بالسيادة”، مضيفاً: إن “قضاءنا وقرارنا خطوط حمراء، ولا ننتظر تبرئة من أحد، لأنه ليس لدينا ما نخفيه”.

 

إجماع إسلامي وعربي على دور السعودية كركيزة لأمن المنطقة/57 دولة إسلامية دانت التقرير الأميركي وسط رفض واسع لتصاعد الإرهاب ضد المملكة

الرياض، واشنطن، عواصم – وكالات/الأحد 28 شباط 2021

 تواصلت أمس، موجة الإدانات العربية والدولية للتقرير الأميركي، الذي تضمن تكهنات وادعاءات واتهامات باطلة بحق المملكة، حيث رفضت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء، البيان الأميركي، معربة عن تضامنها الكامل ووقوفها التام مع بيان وزارة الخارجية الرافض له، موضحة أن التقرير لم يبن على أي أدلة أو حقائق، ومؤكدة ثقتها التامة فيما اتخذه القضاء بشأن القضية، معتبرة تعقب الأحكام القضائية يعد إساءة للنظام العدلي بالمملكة، والذي يحظى باستقلالية تامة. وأوضحت أن شعب المملكة يقف خلف قيادته، مشيرة إلى أن المملكة بثقلها العربي والإسلامي والدولي ركيزة أساس في حفظ حقوق الإنسان، ودعم الأمن، والاستقرار في العالم، بما تتبناه من سياسة الاعتدال والوسطية، ونبذ العنف والتطرف. من جانبها، أعلنت 57 دولة مسلمة رفضها القاطع ما ورد في تقرير الاستخبارات الأميركية، واصفة إياه بأنه “استنتاجات غير صحيحة تخلو من أي أدلة قاطعة”. وأكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين، تأييده للبيان الصادر عن وزارة الخارجية السعودية، مشددا على الرفض القاطع للاستنتاجات غير الصحيحة الواردة في التقرير الذي يخلو من أي أدلة قاطعة، ومؤكداً رفض المساس والإساءة لقيادة المملكة وسيادتها واستقلال قضائها”. بدورها، أيدت جامعة الدول العربية بيان وزارة الخارجية السعودية، وأكد الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط أن السلطات القضائية السعودية هي المعنية وحدها بمحاسبة المتورطين في هذه القضية، مضيفا أن الوكالة الأميركية ليست جهة حكم أو قرار دولية، وأن قضايا حقوق الإنسان لا ينبغي تسييسها. من جهته، دعا رئيس البرلمان العربي عادل العسومي، الدول العربية والإسلامية، إلى التضامن الكامل مع المملكة في مواجهة مخططات استهدافها والمساس بسيادتها، ودعمها في كل ما تتخذه من إجراءات لمنع التدخل في شئونها الداخلية. وأكد أن السعودية تمثل عمقا ستراتيجيا ثابتا وركيزة أساسية لأمن الدول العربية، معتبرا التقرير الأميركي، يمثل تدخلاً سافرًا وغير مقبول في عمل السُلطات القضائية المستقلة، ومحذرا من مخاطر تسييس قضايا حقوق الإنسان واتخاذها ذريعة للابتزاز وللتدخل في الشؤون الداخلية، وهو ما يتعارض بشكل صارخ مع الأنظمة والقواعد الدولية المستقرة التي تنظم العلاقات بين الدول، وفي مقدمتها الاحترام التام لسيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وحذر من أن هذه المخططات لن تقف عند حدود استهداف السعودية فقط، خاصة وأن أمن السعودية هو ركن الزاوية لأمن الدول العربية، وإنما تمثل بداية مخطط يستهدف الدول العربية كافة، ويستهدف إعادة إنتاج مخططات التآمر على أمنها القومي، وهو ما يستوجب توحدها وتعزيز تضامنها في مواجهة ما يحيط بها من أجندات ومخططات خارجية تستهدف أمنها واستقرارها. من ناحيتها، أعربت سلطنة عمان عن تضامنها مع المملكة، مثمنة جهود واجراءات السلطات القضائية المختصة السعودية تجاه القضية وملابساتها. كما أعربت موريتانيا عن دعمها الثابت للدور المحوري، الذي ما فتئت السعودية تضطلع به على المستويين الإقليمي والدولي في خدمة السلم والتنمية، مؤكدة ثقتها الكاملة في القضاء السعودي وفي الإجراءات التي يتخذها من أجل أن تأخذ العدالة مجراها. على صعيد متصل، قلل مسؤول في البيت الأبيض من أهمية إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن المرتقب اليوم بشأن السعودية، قائلا إن الإدارة الأميركية لن تتخذ إجراءات كبيرة. وأوضح قائلا “اتخذت الإدارة الأميركية مجموعة من الإجراءات الجمعة الماضي. الرئيس يشير إلى أن وزارة الخارجية ستقدم المزيد من التفاصيل عن هذه الإجراءات، لكن لا إعلانات جديدة”.

 

تشاور عراقي ـ إيراني إزاء «قواعد اللعبة» الأميركية الجديدة/ظريف يدعو بغداد إلى كشف منفذي الهجمات على المصالح الغربية

بغداد/الشرق الأوسط/01 آذار/2021

في تصريح له في طهران، حيث يزورها ليوم واحد، أعلن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أن بلاده ستبدأ بتسديد المستحقات المترتبة عليها إلى الحكومة الإيرانية. هذا التصريح، طبقاً للمراقبين السياسيين، لم يكن بحاجة إلى أن يشد وزير الخارجية الرحال إلى إيران كي يبشرهم بقرب تسديد مستحقاتهم من قيام العراق باستيراد الكهرباء والغاز. الزيارة التي يقوم بها حسين، والتي طبقاً لما أعلنه المتحدث الرسمي باسم الوزارة أحمد الصحاف ستتناول العلاقات الثنائية، والملفات المشتركة بين طهران وبغداد، لا تبدو كذلك طبقاً للمستجدات في المنطقة، حيث إنها تأتي بعد نحو أسبوعين من آخر زيارة كان قد قام بها الوزير العراقي إلى طهران. الجديد الذي يرى المتابعون أنه ستتطرق له مباحثات حسين، سواء مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف أو المسؤولين، هو التطورات المفاجئة على ساحة المواجهة التي لم تكن محتملة بهذا الوقت المبكر من وصول إدارة بايدن إلى البيت الأبيض. فؤاد حسين، بعد لقائه أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وهو الشخص الأول الذي التقاه عقب وصوله طهران، حتى قبل نظيره جواد ظريف، قال إن «الأمن والاستقرار هما أساس التنمية الاقتصادية والازدهار، خاصة لبلد مثل العراق يحارب الإرهاب وانعدام الأمن لسنوات، والأمن هو الأولوية». وأشار إلى أنه «مع الجهود المستمرة للقطاعين المالي والمصرفي والمؤسسات الاقتصادية الإيرانية، فإن العراق أزال بعض المعوقات المهمة. وانطلاقاً من النموذج المتفق عليه بين البلدين، تبدأ عملية سداد الديون».

وترك فؤاد حسين الأوضاع ملتهبة على صعيد كيفية التعامل مع النتائج التي تترتب على توجيه واشنطن ضربات بدت موجعة على فصائل عراقية موالية لها داخل الأراضي السورية قريبة من الحدود العراقية. وفي الوقت الذي تحاول فيه حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي العمل على تخفيف حدة التوتر بين طهران وواشنطن، لكي لا يكون العراق ساحة لتصفية الحسابات بين الطرفين، فإن الضربة الأميركية غيرت قواعد اللعبة، لا سيما أن الفصائل المسلحة توعدت بالرد على الأميركيين. وفي السياق ذاته، فإن إعلان واشنطن أنها استفادت من معلومات استخبارية عراقية لغرض تنفيذ الضربة الأخيرة، طالب كثير من الأطراف العراقية، وفي المقدمة منها تحالف الفتح بزعامة هادي العامري، الكاظمي بإجراء تحقيق بشأن حقيقة ادعاءات واشنطن. لكن الأخير تراجع في الوقت المناسب، بعد أن أعلن المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، في تغريدة له على «توتير»، أن «الحكومة العراقية كانت تحقق في هوية الجهات التي أطلقت صواريخ على أراضيها في الأيام والأسابيع الأخيرة، لكننا لم نستخدم المعلومات العراقية لتحديد أهداف لهجماتنا تلك الليلة». وتوعدت فصائل عراقية الولايات المتحدة بالانتقام من الغارة الأميركية التي استهدفت مواقع لتلك الفصائل في سوريا. وقال الأمين العام لحركة «عصائب أهل الحق»، قيس الخزعلي، إن «خروج القوات الأميركية من العراق هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار»، وإن «الإرادة الشعبية والقرار السياسي وقوة المقاومة كفيلة بتحقيق ذلك».

ومن جانبها، أكدت «كتائب حزب الله» العراقي، في بيان لها، إنه إذا «ثبت تعاون جهاز أمني عراقي في تقديم معلومات استخبارية للأميركيين، فهو اعتراف خطير بالدور الخياني، هذا الدور الذي ينبغي أن يحاكم من قام به بتهمة الخيانة العظمى». وقالت «حركة النجباء» إن العملية الأميركية «لن تمر أبداً دون عقاب ورد قاس من قبل المقاومة يناسب حجمها». وقال الأمين العام لـ«كتائب سيد الشهداء»، أبو آلاء الولائي: «لم يدهشنا العدوان الأميركي على مواقع فصائلنا المقاومة، فهذا أمر متوقع، ونحن نخوض حرباً لتحرير أرضنا من احتلال يقول عنه المصابون بعمى الوطنية إنه غير موجود»، مستنكراً تصريحات وزير الخارجية العراقي الذي نفى وجود «مقاومة» في البلاد. أما رئيس «تحالف الفتح»، هادي العامري، فقد «طالب رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة بالتحقيق في الضربة الأميركية، وفي الرواية الأميركية التي تدعي أن هناك تعاوناً تم بين الحكومة العراقية ووزارة الدفاع الأميركية لتحقيق هذه الضربة». وأضاف أن «المعلومات المتوفرة لدينا دلت على أن ذلك استهداف لقوات (الحشد الشعبي) المتمركزة في الحدود العراقية - السورية، وليس كما تدعي وزارة الدفاع الأميركية، من أنه استهداف لفصائل المقاومة الإسلامية العراقية في الأراضي السورية».

إلى ذلك، دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الحكومة العراقية إلى كشف منفذي الهجمات الأخيرة على مصالح غربية، معتبرا خلال استقباله نظيره العراقي فؤاد حسين، السبت، أن الهدف منها قد يكون الإساءة للعلاقات بين طهران وبغداد.

ووصل حسين إلى طهران، في زيارة تأتي بعد أقل من 48 ساعة على قصف أميركي في شرق سوريا، استهدف بنى تحتية لفصائل عراقية تعدها واشنطن «مدعومة من إيران». وعقد ظريف اجتماعا مع حسين، اعتبر خلاله أن الهجمات الأخيرة «مشبوهة، يمكن أن يكون قد خطط لها بهدف الإخلال بالعلاقات الإيرانية - العراقية وضرب أمن واستقرار هذا البلد»، وفق ما أفادت الخارجية الإيرانية في بيان. وأكد «ضرورة قيام الحكومة العراقية بالعثور على مسببي هذه الحوادث». وكرر ظريف إدانة القصف الذي نفذه الطيران الأميركي على أهداف لفصائل عراقية في شرق سوريا. وتأتي الضربات في ظل تجاذب بين طهران وواشنطن بشأن الملف النووي الإيراني وإعادة إحياء الاتفاق الذي انسحبت منه واشنطن أحاديا عام 2018 خلال ولاية الرئيس السابق دونالد ترمب. وأدان ظريف «التحرك الأميركي الخطير في الاعتداء على القوات العراقية في المناطق الحدودية بين العراق وسوريا»، معتبرا «هذه الهجمات غير القانونية انتهاكا لسيادة البلاد»، وفق البيان. وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده أعرب الجمعة عن إدانة إيران «بشدة الهجمات العدوانية وغير القانونية للقوات الأميركية»، معتبرا إياها «انتهاكا صارخا لسيادة ووحدة الأراضي السورية، وخرقا للقوانين الدولية، ومن شأنها تصعيد المواجهات العسكرية والمزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

كلام السيد البطريرك

الكولونيل شربل بركات/28 شباط/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96493/96493/

خاطب صاحب الغبطة أمس اللبنانيين المجتمعين في ساحة بكركي، بالرغم من اخطار الكورونا، بكل صراحة وجرأة واصرار على تخليص لبنان، بعد أن دخل البلد في دوامة من قلة الاخلاق في ممارسة السياسة، خاصة ممن يدعون الحفاظ على حقوق الطوائف وهم براء منها.

لقد أدعى هؤلاء بأن هناك تهديد للوطن من قبل دولة جارة تستمر باحتلال جزء من الأرض، فإذا بهم يجيّرون البلاد بكاملها لنظام أقل ما يقال فيه بأنه مستفذ يعمل للسيطرة على جيرانه بالقوة ونشر الحقد والتفرقة.

وقالوا بأنهم يخدمون طائفتهم المظلومة والمهدورة الحقوق، فإذا بهم يهدرون كل حقوق اللبنانيين بما فيه الأئمة والأحرار في طائفتهم بالذات، وكل من خالفهم الراي فيها، ويمعنون بفرض طقوس غريبة وعزلة قاسية وعقلية رجعية أين منها انفتاح اللبنانيين على المحيط والعالم. فيعادون كل الجيران ويحاربون كل الأنظمة التي لا تخضع لأسيادهم الجدد.

وقد صادروا حق النضال في سبيل الوطن وادعوا بأنهم يقاتلون لتحريره، ولكنهم قاتلوا أصحاب الأرض ومنعوهم من العودة إلى حضن الدولة، وتمسكوا بمن سموه عدو لتغطية تفردهم بالسلاح وسيطرتهم على ارادة الشعب.

ثم عملوا على فرض شريعة الغاب وتغييب القانون والشهامة والاخلاق في ممارسة السلطة، فإذا بهم يطلقون يد الفاسدين، ويجعلون هذا الفساد قاعدة لتحالفاتهم شوهت وجه لبنان الحضاري وأسقطت ثقة العالم به، وهو راس مال اللبنانيين الوحيد، فتمرّغ البعض بخيرات سرقة المال العام، ووقعت الأغلبية تحت خط الفقر.

السيد البطريرك كان واضحا وكلامه لا يحتمل التأويل، فلبنان لا يمكنه أن يعادي أحدا من دول المحيط، لأن اللبنانيين يعملون في هذه الدول ومنها يسترزقون. ولكنهم ليسوا عملاء لأحد ولا ينفذون سياسات مرسومة في جحور المخابرات، بل إن سعيهم من أجل الرزق هذا واضح على رؤوس الأشهاد، وهم بكل كرامة يسهمون بتطور المحيط، ويشكلون دعامة للاستقرار تخالف بالطبع مهمة هؤلاء بالهدم والتبعية. ولن يكون لبنان بلد الاستعداء ولا منطلقا لسياسات الحقد والبغض التي لا تشبهه، فهو بلد الانفتاح بلد التعاون ومدرسة التسامح والرقي، ولن يكون ابدا بؤرة الشر أو موطن الحقد الأعمى. فالشر والحقد أمراض معدية تتفشى سريعا من حول حاملها فتؤذي بيئته قبل أن تصل إلى الآخرين.

والسيد البطريرك الذي حاول التقرب من الجميع محاولا استيعابهم في صدر لبنان الرحب، لم يعد بقادر على السكوت وقد هدمت أصرحة الوطن ومؤسساته، وجاعت الناس بسبب معاداة هؤلاء للكبير والصغير، واستيلائهم بقوة السلاح على مقدرات البلاد، واستعمالهم نشر الفساد على نطاق واسع تسهيلا للسيطرة على البلاد والعباد. ومن هنا كانت صرخته أمس للمطالبة بتنفيذ القرارات الدولية بشكل كامل، وعلى رأسها قرار مجلس الأمن 1559 الذي يطلب تسليم اسلحة كل البؤر والتنظيمات الخارجة عن سلطة الدولة، إن في المخيمات والمعسكرات أو في الدويلة بكل أجهزتها ومداها، وذلك قبل اي محاولة اصلاح أو تغيير، لأن السبب الأساسي في عدم احترام القوانين وانتشار الفساد قائم في ظل ازدواجية السلطة وتعميم الفوضى المسلحة. وقد عانى اللبنانيون من كم الأفواه بسلسلة الاغتيالات التي وقعت بعد ثورة الأرز واستهدفت قادة الراي، ثم قادة التحقيق والضباط الأبطال الذين أبطلوا أفلامهم في نهر البارد وأعادوا ثقة المواطنين بالمؤسسة العسكرية التي وحدها تحمي الوطن.

السيد البطريرك قالها بالفم الملآن، أننا نواجه حالة انقلابية بكل معنى الكلمة، والاطباق على الدولة ومؤسساتها قد تم بمساعدة من ادعى حماية حقوق الطوائف، لمد اليد على ثروات البلاد واسقاط النظام المصرفي، درة تاج اقتصاد لبنان الحر، والذي بني على مدى مئة عام من الكفاح والمعرفة والتوازن بين الخدمات والارباح لكسب ثقة النظام المصرفي العالمي.

إن صاحب الغبطة البطريرك سئم من الانتظار لكي يصحى ضمير من باع شرفه، وقرر الاستنجاد بدول العالم الحر التي كان لبنان يشكل أحد أركانها، لكي تسهم في عودة الحياة إلى هذا البلد، الذي لا ينقصه شيء ليكون على راس الدول الناجحة عالميا. وهو واضح بمطالبه من أجل خلاص لبنان، فتنفيذ كامل القرارات الدولية هو حجر الأساس في اي بناء للدولة، لأنه أولا يمنع ازدواجية السلطة، ثم يحمي الحدود من التهريب أو التجاوزات، ومن ثم يحترم سيادة الدولة على كامل أراضيها ويمنع اي تجاوز لقرارات حكومتها، فلا يعود هناك من يهدد في اي وقت بفتح حرب من أراضيها والاعتداء على أحد ما يستجلب اعتداءات على لبنان. ولا يتبجح من يدّعي بأنه يحمي اللبنانيين من أخطار هو وأسياده اخترعوها لهدم دول المحيط واعادتها إلى الأزمان الغابرة، بل وحده جيشه القادر يحمي تراب الوطن وحياة المواطنين بدون منة أو ادعاء.

وإن التشديد على حياد لبنان عن صراعات المنطقة وفرض احترام هذا القرار على كل الدول هو بحد ذاته خشبة خلاص من الغوص في أعماق أزمات لا تمت للبنان بصلة.

وإن مطالبته بالمؤتمر الدولي وعرضه لإيجاد حل لمشكلة المخيمات الفلسطينية والنازحين السوريين ضرورة، لأن هذه المشاكل تتعدى الحدود ولا يمكن للبنان مواجهتها وإيجاد الحلول لها وحده، فهي مهمة دولية على الجميع تحمل تبعاتها.

ولكن في كلام السيد البطريرك ايضا هناك أمل بمستقبل لا يعود فيه لبنان منصة للتهجم على الآخرين، ولا ساحة للصراعات الشرق أوسطية كما أرادها له كل حيرانه منذ خمسين سنة، يوم قبل من في الحكم باتفاق القاهرة، الذي ابطل مفاعيل الهدنة وأدخلنا في متاهات الحروب طيلة هذه المدة. فلبنان لن يكون ساحة بعد اليوم ويحق للبنانيين أن يتمتعوا "بمروج السلام الدائم بدل ساحات القتال الدائم".

فهل إن صاحب الغبطة والذي يتمتع برؤية واضحة قادر على دفع الأمور نحو التخلص من هذا العبئ الذي يثقل كاهل لبنان؟ وهل ينهض الشعب اللبناني يدا واحدة لدعم مثل هذه المبادرة فيتخلص من كل مشاكل الحروب والفوضى وكل نتائجها من الفساد والسرقة وهدم ما تعمر؟ وهل تكون دماء شهيد الكلمة الحرة لقمان محسن سليم آخر العنقود في مآسي الوطن؟ أم أننا على موعد مع تعنت جديد وتفسيرات لخطاب صاحب الغبطة، كما راينا بالأمس، تعيدنا إلى دائرة الحكام الفاسدين، الذين لم يعرفوا من السلطة سوى تقاسم المغانم وتوزيع الأرباح، على حساب أموال المواطنين وموازنة الدولة، التي يهدرون بدون وجل كونهم ينعمون بظل حماية السلاح؟         

 

لبنان مرشّح لفوضى عارمة... إلّا إذا!

فارس خشان/النهار العربي/28 شباط/2021

عندما تنتهي من قراءة ملخص الدراسة التي نشرها خبراء "صندوق النقد الدولي" عن أحوال دول العالم، بعد انحسار جائحة كوفيد-19، لا يمكنك إلّا أن تدقق في ما سيؤول إليه مصير دول كثيرة تعاني تشوّهات خطرة سابقة للجائحة، كلبنان، مثلاً ونموذجاً.

وفق هذه الدراسة التي اعتمد واضعوها على أسبقيات تاريخية، بدءاً بـ"طاعون جوستينيان" مروراً بـ"كوليرا باريس" وصولاً الى "الإنفلونزا الإسبانية"، كما على تشريح راهن للمتغيّرات، يتبيّن "أن الوباء يمكن أن يكشف أو يفاقم الصدوع التي يعاني منها المجتمع، مثل شبكات الأمان الاجتماعي غير الملائمة، أو عدم الثقة في المؤسسات، أو تصور اللامبالاة أو عدم الكفاءة أو الفساد من جانب الحكومة". 

وتعتبر الدراسة أنّه "أثناء الجائحة وبعدها مباشرة، قد لا تظهر سريعاً الآثار الاجتماعية العميقة التي تتخذ شكل اضطرابات. فواقع الأمر أن الأزمات الإنسانية يُرجح أن تعوق سبل الاتصال والنقل اللازمة لتنظيم أي احتجاجات كبيرة. وبالإضافة إلى ذلك، فمن المحتمل أن يفضِّل الرأي العام التماسك والتضامن في أوقات الخطر. وفي بعض الحالات، قد تغتنم الأنظمة أيضاً فرصة الطوارئ لتعزيز سلطتها وقمع الآراء المخالفة".

لتنتهي دراسة "صندوق النقد الدولي" الى استنتاج مفاده "أنّ الاضطرابات قد تظهر مجدداً حين تخف حدة الجائحة. وقد تكون التهديدات أكبر، في الحالات التي تكشف فيها الأزمة عن مشكلات سابقة عليها، كالافتقار إلى الثقة في المؤسسات أو ضعف الحوكمة أو الفقر أو عدم المساواة، أو تتسبب في تفاقم هذه المشكلات".

إنّ التدقيق في هذا التشخيص يُظهر لبنان في طليعة الكيانات المرشّحة لحدوث تغييرات جوهرية فيها، فور أن تضع جائحة كوفيد 19 أوزارها، ذلك أنّ مشكلاته سبقت انتشار "كورونا" وتفاقمت في ظل هذا الفيروس، وبمعزل عنه، في حين أنّ المواصفات السيئة الموصوفة في الدراسة، متوافرة فيه، بقوة.

ويظهر بوضوح، على سبيل المثال لا الحصر، أنّ عجز الطبقة السياسية عن تشكيل حكومة ذات مصداقية، مستقل عن تأثيرات الجائحة التي هزّت أركان العالم، كما أنّ انفجار مرفأ بيروت الكارثي، لا صلة له بها، كما هي عليه حال التحقيقات المرتبطة بهذا الانفجار، ناهيك عن انهيار النظام المصرفي والعملة الوطنية وإفلاس الخزينة العامة، والانقسام حول موضع البلاد، في حمأة استتباعها لأجندة "الحرس الثوري الإيراني" بقوة سلاح "حزب الله".

ومن يضع ما ورد في دراسة "صندوق النقد الدولي" على ميزان ما ورد في خطاب البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، يكتشف أنّ الهوّة الهائلة التي تفصل "الجماعة السياسية" عن الطبقات الشعبية لا صلة لها بجائحة كوفيد- 19، بدءاً بتوريط لبنان في صراعات "الجمهورية الإسلامية في إيران"، وفي خلق كيانات محمية بالميليشيات موازية للدولة ومنافسة لها، مروراً بالفساد، وصولاً الى انعدام الكفاءة لدى غالبية الطبقة الحاكمة المنتجة، في منهجية "زبائنية" للقضاة والإداريين والقادة الأمنيين.

ولهذا، فإنّ لبنان يعتبر من الدول النموذجية التي يمكن أن تتحقق فيه النبوءات التي يمكن استخلاصها من التجارب التاريخية.

وهذا يعني أنّ الغضب الشعبي الذي انطلق قبل جائحة كوفيد 19 ميدانياً، وتفاعل، بأساليب مختلفة، في أثنائها، سوف ينفجر، بقوة كبيرة، مع بدء خفوتها.

ولا يمكن لبنان التعاطي مع الدراسات التي يعتمدها "صندوق النقد الدولي" في تقييم مستقبل الدول، على أساس أنّها نظريات عابرة، لأنّ هذه الدراسات تكون من الأركان الأساسية التي تبلور نظرة هذا الصندوق الى أيّ دولة في العالم.

و"صندوق النقد الدولي"، بالنسبة للبنان، مهم للغاية، لأنّ كل المساعدات الدولية الموعودة أو المرتقبة، رهن بما سوف تنتهي إليه، يوماً، المفاوضات المعلّقة راهناً، مع هذا الصندوق.

ولا تعتبر الدراسات التي ينكبّ الخبراء على إنجازها قدراً محتوماً، بل هي بالنسبة الى الدول الحيّة، بمثابة "جرس إنذار" حيناً ودليل عمل وقائي، أحياناً أخرى، بحيث يتم الاسترشاد بما تتضمّنه من تحذيرات، من أجل إنقاذ المجتمعات المعنية بها، من مصير غير مرغوب فيه.

إنّ الطبقة السياسية في لبنان يفترض أن تكون معنية بهذه الدراسة، لأنّ "الهامش" الذي توفّره لها جائحة كوفيد 19 سيتحوّل، في المستقبل القريب، إلى هوّة تبتلعها وتبتلع لبنان معها.

ولم يكن من باب كثرة الكلام بدء الدراسة، بسرد واقعة تاريخية تعود الى ما حصل في باريس عام 1832 ضد ملكها.

وتورد الواقعة التاريخية الآتي:

"ضربت جائحة الكوليرا الكبرى باريس عام 1832 (...) وسرعان ما بدأت مشاعر العداء والغضب تتجه إلى الملك الذي يفتقر إلى الشعبية. وكانت جنازة الجنرال لامارك – ضحية الجائحة والمدافع عن قضايا الشعب – هي الشرارة التي أطلقت تظاهرة كبيرة مناهضة للحكومة في الشوارع المحصنة بالمتاريس، وكلها مشاهد خلّدها فيكتور هوجو في روايته الشهيرة البؤساء. ويشير المؤرخون إلى أن تفاعل الجائحة مع التوترات السابقة لظهورها كان سبباً أساسياً لما أصبح معروفاً باسم "انتفاضة باريس" لعام 1832، وهو ما يمكن أن يفسر بدوره ما أعقب ذلك من قمع حكومي وتمرد شعبي في العاصمة الفرنسية في القرن التاسع عشر".

وليس سرّاً أنّ لبنان الحالي هو أشبه بباريس عام 1832، فـ"الملك" يفتقد الشعبية، وداعموه يثيرون الكراهية، والطبقة السياسية تجذب النقمة، والأداء السياسي يفاقم الغضب، بدليل ردود الفعل المستهجنة إعطاء أولوية التلقيح للنواب على حساب المستحقين من الشعب.

إنّ أخذ العبرة من "صندوق النقد الدولي" يفرض على جميع اللاعبين السياسيين أن يسارعوا، قبل فوات الأوان، الى اتخاذ القرارات الآيلة الى إصلاح حال الدولة، ليس بموجب ركائز "المبادرة الفرنسية" التي طوتها التطورات، بل وفق مقتضيات مشهد الصرح البطريركي الأخير، الذي ظهّر، بوضوح، أنّ مشكلة لبنان العميقة ليست تقنية فحسب، بل سيادية أيضاً.

ولكن، وفق ما يعلّق الواقعيون على كل طرح جاد: "على من تقرأ مزاميرك يا داود؟".

ذلك أنّ المتحكّم بهذه الطبقة السياسية مطمئن الى ما يمتلكه من قوة قمعية، وهو لا يأبه بدروس التاريخ، بقديمه وحديثه، حيث يظهر أنّ للقوة حدوداً، فهي إمّا تخبو أمام غضب الناس، وإمّا تقود الى مواجهات منتجة للفوضى حيناً، وللحروب أحياناً.

 

البطريرك يمسك جمرة المصير اللبناني

منير الربيع/المدن/28 شباط/2021

لم يعد لدى بكركي أي مجال للتراجع. لقد قال البطريرك ما قاله. الزخم السياسي والشعبي الذي اندفع بحماسة خلف مواقف الراعي، من شأنه إضفاء المزيد من التقدم في الخطوات التي تم الإعلان عنها، سعياً إلى عقد مؤتمر دولي لحلّ الأزمة اللبنانية. رفع الراعي السقف الذي كان يتوقعه الآخرون، لا سيما من بادر إلى توجيه نصائح له بالتهدئة وتخفيف لهجته. طلب البطريرك الماروني من جهات متعددة العمل على إعداد أوراق سياسية وأوراق عمل، ليتم دمجها فيما بعد بوثيقة سياسية واضحة المعالم والمعاني، ويتم تسليمها إلى الأمم المتحدة والدول الكبرى والفاعلة، وإلى الفاتيكان أيضاً. خصوصاً أن الراعي يراهن إلى حدّ بعيد على دور الفاتيكان في توفير الحماية للبنان، ويستند على كاثوليكية الرئيس الأميركي جو بايدن، التي قد تدفعه إلى التواصل أكثر مع البابا، وهو أمر قابل للاستثمار في لبنان.

لا 1559 ولا فصل سابع

ما يقصده الراعي واضح، هو لا يريد صدور قرار دولي عن الأمم المتحدة بشأن الأزمة اللبنانية، ولا يريد تكرار تجربة الـ1559، لأن كل هذه القرارات الدولية لم يتم تطبيقها. وهو حتماً لا يفكر بفصل سابع، ولا بمجيء الجيوش الأجنبية إلى لبنان. إنما المقصود بالمؤتمر الدولي هو عقد لقاء موسع للقوى اللبنانية، بحضور الدول الفاعلة والمؤثرة والمتدخلة والمتداخلة بالملف اللبنانية، كالولايات المتحدة الأميركية، فرنسا والاتحاد الأوروبي، الدول الخليجية والعربية، وإيران. يكون عنوان اللقاء البحث في أزمة لبنان، وفي كيفية تحييده عن الصراعات، وعدم تركه ساحة يتم استخدامها في الصراعات الدولية والإقليمية. ويمكن لأي طرح أن ينطلق من مقررات الحوار الوطني الذي عقد في العام 2006 وحصل حوله إجماع، في مسألة الحدود، السلاح، وغيرها من الملفات الأساسية، وتطبيق القرارات الدولية التي أقرت سابقاً. وهذا بحد ذاته مؤشر إلى تصاعد وتيرة خطاب البطريرك، وإعادة طرح معادلة سياسية جديدة.

الاستياء من باسيل

إلى جانب المواقف الداخلية التي أيدت البطريرك وتمحست لمواقفه، يسعى الراعي إلى كسب كم أكبر من التأييد الخارجي لمبادرته. هو مرتاح للموقف العربي، وخصوصاً المصري والسعودي. وهو ليس بعيداً عن المبادرة الفرنسية التي أعلن سابقاً أنها المبادرة الوحيدة المطروحة على الطاولة. ويعتبر أن جوهر هذه المبادرة يرتكز على حماية لبنان الكيان والدستور. في المقابل، لا يزال الراعي على انزعاجه الكبير من تصرفات رئيس التيار الوطني الحرّ، جبران باسيل، الذي أرسل رسالة إلى الفاتيكان، تتضمن شكوى من تصرفات الراعي ومواقفه. لم يعد استياء الراعي من باسيل خافياً، لكن حسب ما تنقل مصادر قريبة من البطريرك، فإن مواقفه منسقة بشكل كامل مع الفاتيكان، الذي لا يريد أن يكون في واجهة الأحداث. لكنه يفوض الراعي القيام بكل المبادرات التي يراها مناسبة للحفاظ على لبنان وعلى الوجود والدور المسيحي فيه. ولذلك، لن يكون لرسالة باسيل أي أثر على موقف الفاتيكان. ولكن في موازاة محاولات باسيل لتغيير وجهة مبادرة بكركي، لا يزال حزب الله أيضاً يبحث عن كيفية الدخول على خطّ المبادرة، وإعادة إحياء التواصل مع البطريرك، لعدم التركيز على مسألة المؤتمر الدولي، والذي قد يطرح خلاله ملف السلاح.

السلاح والرئاسة

التقط حزب الله موقفين في كلام الراعي، وهو حماية النظام والدستور أو الطائف. وهو سيحاول البناء على هذين الموقفين لتعزيز العلاقة مع الراعي، بتركيز الحوار على حماية الدستور من دون إثارة ملف السلاح. وهذا قابل لأن يتحقق من خلال مؤتمر حوار وطني شامل. هذا جزء من الرسالة التي حملها اللواء عباس إبراهيم إلى بكركي قبل يومين، سعياً إلى نقاط مشتركة بين الطرفين. والجزء الآخر من الرسالة التي حملها إبراهيم إلى البطريرك هي بالتمني عليه عدم السماح لأي طرف من زوار بكركي بإطلاق مواقف تهاجم رئيس الجمهورية وتدعوه للإستقالة. رسالة تؤكد أن وجهة النظر السياسية اللبنانية لا تزال قاصرة جداً عن مواكبة تطورات الأزمة وأبعادها الخطيرة.

 

رجاء لا تنقذونا ... "الحق على المواطنين"

د. حارث سليمان/28 شباط/2021

نعم لا ترسلوا الى لبنان طحينا من اجل توفير الخبز لعائلات لبنان، فالكميات ستباع بالسوق السوداء، وستخزن في المدينة الرياضية ليطال بعضها الماء والمطر والسيل، فيتلف بعضها قصدا، فتموه السرقة بالتلف، لتتداخل وتختلط الكمية التالفة بالكمية الاكبر المسروقة ويضيع الحساب.

لا ترسلوا نفطا ووقودا ومازوتا الى لبنان لتسهيل استيراد المحروقات الى لبنان، لان تخزينه في خزانات الجية والزهراني لن يكون الا محطة، تنتقل بعدها الكميات الى شبيحة ميليشيات الامر الواقع، توزع على محطاتها وصهاريجها، لتباع في السوق السوداء سعيا وراء ارباح غير مشروعة...

لا ترسلوا مستشفيات ميدانية الى لبنان فيها مئات الاسرة وعدة مئات من أجهزة الاوكسجين، ولا تحددوا أمكنة اقامة هذه المستشفيات الميدانية في صور وطرابلس، لأنها سيتم تفكيكها وتوزيعها قبل أن تصل وجهتها، حيث ينهبها ويتحاصصها اصحاب القرار والنفوذ لتذهب الى مستشفيات خاصة تخصهم.... ولن يطلب من اهالي صور وطرابلس الا ان يسجنوا داخل بيوت فقرهم وعوزهم... ان خرجوا يسعون لرزق ضئيل... فالملامة جاهزة " الحق على المواطنين"

لا تسألوا عن مستشفيات تم انجازها واتمام تجهيزها منذ سنوات كالمستشفى التركي لمعالجة الحروق في صيدا والمستشفى المقدمة من دولة الامارات العربية المتحدة في شبعا، والتي لاتزال متوقفة، لا تعمل منذ سنوات لان اقتسام وظائفها والنفوذ بها، لم تتم تسوية صفقته، بين منظومة الفساد والتفاهة....

لا تسألوا عن لائحة السلع الغذائية والاستهلاكية المدعومة وعديدها، وهل هي من الاساسيات او من الكماليات، فهي مخصصة لفائدة التجار ووكلاء الماركات الغذائية يستوردونها بدولار مدعوم من مصرف لبنان ويعيدون تصديرها الى افريقيا او الكويت...

لا تسألوا عن الدولارات المخصصة لاستيراد الادوية من احتياط مصرف لبنان، فهي قد ضاعفت فاتورة استيراد الدواء بما يساوي ضعفي فاتورة السنة الماضية، مع ذلك فالأدوية مقطوعة في الصيدليات، واخبار تهريبها الى مصر ونيجيريا، تبدأ من مضبوطات جمارك المطار وصولا الى مستودعات حليب الاطفال وأدوية الأمراض الدائمة التي تكتشف من حين لآخر. فيما يتقاذف مسؤولية هذه الجنايات مستوردي الادوية ومسؤولي وزارة الصحة ونقابة الصيادلة، ليخرجوا بنتيجة مفادها " الحق على المواطنين".

لا تسألوا عن الحكمة في نظام تسيير السيارات حسب ارقام لوحاتها مفردة ومجوزة، فذلك تدبير فريد في الدنيا ولا يمت لضبط انتشار جائحة الكورونا بأية صلة، لكنه يوفر استهلاك المشتقات النفطية في لبنان ليتاح تهريب الكميات المتبقية الى سورية، بقوافل تعد مئات الصهاريج والشاحنات وبحماية امنية لبنانية، لان حدود لبنان سائبة منذ القدم و"الحق على المواطنين"

لا ترسلوا لقاحات الى لبنان لا تبرعا عبر منصة منظمة الصحة العالمية ولا عبر شركات الادوية العملاقة او تقديمات دول عربية شقيقة، فلن تحسن طبقة الفشل التي تحكمنا لا توزيعها، ولا حفظها ولا تخزينها، بل ستستعملها خدعة لتبييض وجوهها السوداء واعادة البريق الى سلطتها الفاسدة. وفي كل حال لن تكون اللقاحات في لبنان مجدية عبر المنظومة السائدة وسيقولون معذورين" الحق على المواطنين". لا توافقوا على قرض بقيمة ٤٢٦ مليون دولار بدعوى او ذريعة اعتماد سياسةً لحماية الفئات الفقيرة والمهمشة، فالأمر لا يتعدى السعي لتسول قرض من البنك الدولي بدعوى الاغاثة الانسانية، وهي محاولة مكشوفة ومتكررة لسرقة اموال جديدة بدعاوى زائفة، هدفها الحقيقي اعادة تمويل شبكة الزبائنية السياسية لمنظومة الفساد بعد ان استنزفت هذه المنظومة مالية الدولة وعائداتها. فربع قيمة القرض سيقتطعها مصرف لبنان، وما يساوي ثلاثة ارباعه بالليرة اللبنانية سيكون تمويلا لمحاسيب السلطة ورعاع امراء الطوائف.

فاذا كان خلق شبكة رعاية اجتماعية للفئات الضعيفة امر ضروري وملح، وهو كذلك، فان شرط نجاح هذه الشبكة وتحقيق مبتغى قيامها، لا يمكن ان يكون تنفيذه من خلال المنظومة الفاسدة وهيكلياتها، بل من خلال الية دولية مباشرة، لا تمر ببنى السلطة واجهزتها.

لا تجهزوا المؤسسات الامنية والعسكرية لانه فشلت بالملموس بحماية امن لبنان وصون حقوق مواطنيه، وتطبيق القانون وممارسة حقها في تامين سيادة دولة تستحق اسمها، ارجوكم يا اصدقاء شعب لبنان لا تنقذونا عبر سلطتنا، بل ان شئتم انقذونا منها.

 

خطاب البطريرك الراعي االمنعطف، قراءة في مدلولاته

الخطاب هو دعوة  لانعطافة أساسية في مرحلة مأسوية لم تعد تسمح بواقع التلاعب بمصير اللبنانيين، هذا إن ما كان من مجال للتوارد الاخلاقي في هذه البلاد بعد اليوم.

شارل الياس شرتوني/28 شباط/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96498/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%ae%d8%b7%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b9/

"نحن سفراء في المسيح وخدمة المصالحة بين البشر" (رسالة بولس الرسول الثانية الى اهل كورنتس، الفصل الخامس، 18-20)

ان خطاب البطريرك الماروني هو علامة فارقة في زمن الضحالة السياسية والاخلاقية التي احيلت اليها البلاد منذ ثلاثة عقود، بفعل الاحتلالات المتوالية واصطناع النخب السياسية والتقاطع بين الاثنين، وما أدوا اليه من تحول الدولة اللبنانية الى اداة استلاب ضربت الشرعية الوطنية والمقومات السيادية، وقوضت دولة القانون لحساب تشريع الاحتلالات، وتزوير الارادة الوطنية، وتطبيع نهب الاموال العامة، وتثبيت الاقفالات الاوليغارشية، واستهداف مرتكزات الاجتماع السياسي اللبناني، لجهة الخيارات السيادية والتعددية والليبرالية والديموقراطية، التي بقيت وحدها حية وفاعلة من خلال مجتمع مدني يتمتع بالاستقلالية المعنوية والادائية تجاه بنية دولتية نافية لها وتستهدفها.

يندرج الهجوم المركز على مداخلة البطريركية المارونية في خانة الاستهدافات الثابتة التي طالت الكيان اللبناني في شرعيته الوطنية، وخياراته المنشئة، وأمنه الوطني، والمكتسبات الديموقراطية والليبرالية والتحديثية التي رافقت مساره في منطقة حكمتها الانظمة السلطانية، والمشاريع التوتاليتارية، والدول البوليسية، وغياب الحقوق والحريات الاساسية.

ان سوء النية وفقدان الموضوعية، والروح الميثاقية والديموقراطية، الذي تظهر مع مواقف المرجعيات الدينية الشيعية، وصمت المرجعيات الدينية السنية وتيار المستقبل خلافا للحراكات المدنية في أوساطهم، وترقب الزعامات الدرزية، وانصياع تيار ميشال عون لاملاءات الفاشية الشيعية التي تحكم اداءه، والبلف الايديولوجي الغبي لليسار الذي قام منذ نشأته على فكرة تدمير الخصوصية التاريخية اللبنانية في كل مندرجاتها، هي مؤشرات ثابتة للعداوة الايديولوجية التي تكنها هذه التيارات، على تنوع تعبيراتها، لما أسس له الكيان الوطني اللبناني في هذه المنطقة من خيارات فارقة ومناقضة لكل ما اتسمت به على مدى مئة عام من مناخات ظلامية وانظمة ديكتاتورية ومشاريع سيطرة دمرت فكرة الحداثة بكل مندرجاتها، وأحالت مجتمعاتها الى مستنقع راكد تتوالى عليه الانظمة السلطانية.

هذه هي مدلولات الرفض التي تناولت الموقف البطريركي الماروني الذي سوف اتناول خلفياته:

أ-  لقد حرصت البطريركية المارونية منذ نشأة لبنان الكبير على حماية الكيان الوطني اللبناني الذي كانت وراء نشأته، على خط التواصل مع إرث الحكم الذاتي الذي تأسس مع  تجربة الإمارة (١٥١٦-١٨٤١)، والقائمقامتين (١٨٤٢-١٨٦١)، والمتصرفية ( ١٨٦١-١٩١٤)، ومع حيثيات إنشاء الكنيسة المارونية (٤٥١-٧٤٦) الرافضة لأحكام دار الإسلام والثقافة السياسية الناشئة عنه، ما يعني أن دورها نابع من ارث تاريخي له مسوغاته وليس من اعتبارات نفوذ سياسية طارئة وانتهازية. لقد انطلقت المداخلة المعاصرة من مقولة عبر عنها البطريرك الياس الحويك عند نشأة الكيان السياسي اللبناني عندما اعتبر هذه التحول عبورا من "الوطنية الدينية الى الوطنية السياسية"، التي تأسست مع دولة لبنان الكبير (١٩٢٠) على أسس الحكم الدستوري ومبادىء دولة القانون وما تفترضه من مفاهيم ومعايير واداءات ناظمة. التزمت البطريركية دورها التاريخي على قاعدة التمييز الضنين بين موجبات عملها الخدمي ككنيسة، وموجبات التمييز المبدئي بين الدين والسياسة الذي عبر عنه الدستور اللبناني عبر عدم تبني أي خيار ديني أو ايديولوجي، كتعبير عن حياد الدولة وضمانها لتعددية المعتقدات ضمن الاصول الدستورية الناظمة (مبدأ الجمهورية الاجرائية)، واندرجت مداخلاتها في المجال العام على قاعدة الدفاع عن الكيان الوطني، وحماية الخيارات الديموقراطية والليبرالية التي اتسمت بها الحياة السياسية اللبنانية. لقد لعبت دورها من منطلق التزامها بدورها التاريخي، ولكونها فاعلا في المجتمع المدني من خلال اعمال الكنيسة الخدمية( التربية، الصحة، العمل الاجتماعي والثقافي والرياضي … ) وكمرجعية معيارية تساهم كما سواها من مؤسسات المجتمع المدني في النقاش العام حول اشكاليات الحياة العامة ( راجع، مذكرات مجلس الاساقفة، والرسائل البطريركية، ونصوص المجمع الماروني ،١٩٩٦).  هذه التوضيحات أساسية من اجل تبديد الالتباسات التي تعبر عن جهل الكثير من المعترضين لمسوغات العمل الكنسي، والعمى الذي يكتنف بؤس اليسار الايديولوجي ومصادر الهاماته التوتاليتارية، ومواقف الاسلام السياسي والكلاسيكي التمييزية بحق غير المسلمين، وتجاه اي شكل من أشكال التعددية ورؤيته الشمولية للانتظام السياسي. الأصوليات الاسلامية الشيعية والسنية واليسار التوتاليتاري يلتقيان على خط تقاطع منازعة شرعية الكيان الوطني اللبناني، والخيارات التعددية والليبرالية  والديموقراطية التي تلازم الاجتماع السياسي اللبناني.

ب- مداخلة البطريرك الحالية قد تمت على خلفية السياسات المتقاطعة على خطوط نزاعات الداخل والخارج، وتعطيل الدولة من قبل سياسات النفوذ الشيعية والسنية والدرزية وملحقاتها في الاوساط المسيحية واليسارية نتيجة لسياسات التدمير المنهجي لاقتصاد ما بعد الحرب من خلال السياسات الريعية، والنهب المنهجي للاموال العامة والخاصة من قبل هؤلاء، واستهداف السلم الاهلي، والتوازنات البنيوية للاجتماع السياسي اللبناني لجهة قيمه الليبرالية والديموقراطية والاستقرار الامني من خلال الاغتيالات المتتالية، وعملية المرفأ الارهابية التي توخت من خلال عمل التدمير الشامل تبديل الديناميكيات المدينية  والسياسية والاقتصادية والاجتماعية على نحو يضرب قدرات المجتمع المسيحي اللبناني، ويؤدي الى هجرة سريعة في أوساطه، كما أكدته المداخلات العقارية والتصريحات التي تلت الانفجار (سماسرة رندى بري، وتصريحات نبيه بري  ووسطه حول ضرورة تنظيم الخلاف الشيعي-السني في ظل هجرة المسيحيين، وفي الحالين لم يصدر اي تكذيب …).  مداخلة البطريرك كانت من منطلق الواجب الاخلاقي والخدمي والمسؤولية التاريخية الذي يمليه عليه عمله الكنسي، والتزاماته المواطنية كفرد ورئيس لمؤسسة كبيرة من مؤسسات المجتمع المدني وممثل لمجموعة تاريخية أساسية في البلاد، والدعامة الأساسية لمناعته تجاه كل محاولات تطويع حرياته واستقلاله عن دوائر النفوذ السلطوية الداخلية والخارجية. ان اي تقاعس من جانبه في هذا الصدد هو تراجع  وخيانة لموجبات عمله الخدمي، وواجباته داخل المنتدى المدني لجهة بلورة النقاش العام وأطره التشاركية. يلتئم حزب الله والاصوليات الجهادية واليسار الفاشي حول هدف مشترك، تدمير الكيان الوطني اللبناني، وتفكيك أوصال دولة القانون، وادخال لبنان في انفاق الصراعات العربية والاسلامية، التي استهدفت على عقود النموذج الانساني والسياسي والحضاري الذي كان بأساس الصيغة اللبنانية، وسر صمودها على مدى عقود ستة استهدفت حيثياتها الوطنية والمجتمعية وخياراتها الليبرالية. ان تواجد سيدات محجبات في بكركي ورفعهن لشعارات مؤيدة لمبادرة الكرسي البطريركي (بما فيها صورة البطريرك) هي على قدر كبير من الرمزية التي تقول دون مواربة، نحن مع من يحاكي الامنا ومعاناتنا وتطلعاتنا من أجل غد افضل، والخروج من واقع  الاستباحة السياسية لحقوقنا ولقمة عيشنا وحرياتنا، من قبل طبقة سياسية لم تترك قيمة انسانية وديموقراطية الا وداستها.

ج- لقد رفع الخطاب البطريركي مستوى النقاش السياسي والعام  في البلاد الى حد ظهر وفضح هزال ودناءة الاداء السياسي والسياسيين في هذا البلد المنكوب باوليغارشيات بنت كياناتها السياسية والمعنوية وثرواتها على حساب دولة القانون، وحقوق اللبنانيين الأساسية وكرامتهم الانسانية وأمنهم وحرياتهم الوجودية، ومشاركتهم بالحياة العامة من خلال مؤسسات تمثيلية وحكومية حقيقية وغير تابعة لمراكز النفوذ التي فصلوها على قياس مصالحهم. ان مهزلة تشكيل الحكومة بين اعضاء الاوليغارشيات المحاصصة تنبىء عن درجة احتقارهم للتداول الديموقراطي، وتجاهلهم غير الموارب للحراكات المدنية والآفاق التغييرية التي استحثتها، واخذ لبنان رهينة لسياسات نفوذ اقليمية متضاربة ومشاريع انقلابية لا ترى في لبنان سوى منطلقا لاهدافها في ظل انهيارات اقليمية معممة.

إن تركيز الخطاب على الالهامات الاخلاقية والروحية التي تستوي على خط التداخل بين قيم الخير العام والشراكة والمحبة والصداقة واحترام أسس واتيكيات دولة القانون، والتمييز المبدئي بين الدين والسياسة، والتمسك بالتعددية، وبقيم الاعتدال المبدئي والاحتكام الى الحوار بديلا عن سياسات التطويع، ودعوة المواطنين الى حمل مسؤولياتهم الديموقراطية والمدنية لجهة الدفاع عن حقوقهم وحرياتهم العامة والخاصة، والتحقيق المالي الجنائي، وشفافية التحقيقات العائدة لجريمة المرفأ الارهابية، والاغتيالات السياسية، كافية  للتدليل عن طبيعة هذه المداخلة ودورها الاستثنائي في بلورة نقاش ديموقراطي جدير بهذه التسمية وسط هذا الاسفاف السياسي العميم، والانحطاط الاخلاقي الذي يلف كل هذه الطبقة السياسية برمتها.

لا سبيل لكل ذلك كما قال البطريرك الا في ظل مؤتمر دولي يحمي حرية التداول بين اللبنانيين ويضمن دستوريا استقلالهم عن سياسات المحاور التي دمرت لبنان، على نحو دوري، على خط تقاطع الصراعات الاقليمية المفتوحة.

ان الخطاب المدني الراقي يتطلب رقيا مماثلا يسمح لهذه البلاد الانتقال من حالة النزاعات المفتوحة الى التداول الديموقراطي الحر والساعي الى حلول فعلية في مرحلة مأساوية، حيث تكاثف الازمات الحياتية يحيلنا الى استحالات لم نعهدها.

ان سوء النية والاقفالات الايديولوجية وسياسات السيطرة المعلنة، التي تعبر عنها سياسات الفاشية الشيعية الانقلابية وخطابات الكراهية والاستباحة المعنوية، من خلال الكذب وتشويه الحقائق التي تختزل مواقف الحركات التوتاليتارية الاسلاموية واليسارية، هي مشاريع حروب أهلية دائمة تسعى الى احتجازنا ضمن مقولاتها المضللة وآفاقها النزاعية المستديمة.

هذا الخطاب هو دعوة  لانعطافة أساسية في مرحلة مأسوية لم تعد تسمح بواقع التلاعب بمصير اللبنانيين، هذا إن ما كان من مجال للتوارد الاخلاقي في هذه البلاد بعد اليوم.

 

أي لبنان وأية دولة؟ وأي عقد وطني جديد؟

فؤاد سلامة/28 شباط/2021

"المعركة" الفكرية محتدمة اليوم بين علمانيين يساريين وعلمانيين غير يساريين في لبنان.

العلمانيون اليساريون يعتبرون أن المعركة اليوم في لبنان مفتوحة ضد تحالف رجال الدين وكبار الرأسماليين وكبار الموظفين الفاسدين (زعماء) المسؤولين عن الانهيار المالي الاقتصادي.

العلمانيون غير اليساريين يعتبرون أن لبنان دخل في نفق جهنمي قاتل ومدمر والخروج من النفق يقتضي تأجيل الخلافات السياسية الصغرى والتركيز على الأخطار الوجودية(تفكك الوطن وانحلال الدولة وصراع المحاور المدمر).

يبدو من الصعب أن يتفق العلمانيون أنفسهم وأن يتوحدوا، رغم أنهم بمجموعهم مهمشون ولا يشكلون كتلة اجتماعية كبيرة.

برأيي المتواضع أنه توجد غشاوة أيديولوجية على عيون العلمانيين اليساريين تمنعهم من رؤية المخاطر الضخمة التي تواجه وطنهم وشعبهم. هم يعتقدون أن الصراع الطبقي والفكري والأخلاقي له الأولوية اليوم على ما عداه.

أعتقد أن السبب في هذه الغشاوة الأيديولوجية يرجع إلى أنهم غير مدركين لضخامة الكارثة التي نحن في خضمها. بالنسبة إليهم إنها مسألة صراع أفكار ومصالح ومطالب فقط، كما أثناء حراك ٢٠١٥، بينما هو اليوم صراع وجود/لاوجود، حياة/موت.

جميع اللبنانيين اليوم يواجهون خيار الموت جوعاً أو الهجرة، وليس خيار دولة طائفية فاسدة أو دولة علمانية. علماً أن خلاص لبنان لن يكون إلا بدولة مدنية حديثة ديمقراطية سيدة مستقلة فعلاً لا قولاً. السيادة والاستقلال هما بأهمية العلمانية والحداثة بل شرطهما.

مهما جمع العلمانيون من قوة فلن يستطيعوا المشاركة في التفاوض من أجل عقد وطني جديد ما لم يوحدوا رؤيتهم لأسباب الصراع ووسائل مقاربة الحلول.

 

«حقوق المسيحيين»... مسيحية سياسية متخيَّلة

سام منسى/الشرق الأوسط/01 آذار/2021

مع تردد شعار «حقوق المسيحيين» وسط خضمّ التجاذبات والأزمات التي يمر بها لبنان، سأل أحد الدبلوماسيين الغربيين المخضرمين: هل يُعرف حقاً ماذا تريد كل طائفة أو كل مكوّن من المكوّنات اللبنانية؟ جاء هذا السؤال في وقت يحار فيه المراقب في معرفة أي اتجاه يحظى بإجماع داخل كل طائفة، هذا إذا افترضنا أن الإجماع مطلب في حد ذاته.

‏إذا راجعنا تاريخ الطوائف في لبنان، لعلنا نرى أن كلاً منها مرت أقله في مرحلة تأسيس مشروعها السياسي بفترة بَدَت فيها أنها تُجمع على رؤية واحدة. لكن سرعان ما تبدد انطباع الوحدة الظاهرة وأنها على قلب سياسي واحد، ليتبين أن الطائفة ليست كتلة متراصة صماء، أو كما قال القيادي اليساري الراحل محسن إبراهيم، لا يمكن وصفها بأنها الطائفة - الطبقة. ليس من إجابة جاهزة صحيحة عن سؤال الدبلوماسي الحائر لدى أيٍّ من الأفرقاء، أولاً لأنه من الغرابة افتراض إجماع طائفة على رأي واحد إزاء مروحة من القضايا المصيرية المعقدة، وثانياً لأن كل الطوائف باتت مرتهَنة لزعماء وقادة ممسكين ومتمسكين بمفاصلها إلى حدود بات يصعب معها الفصل بين الزعيم وحزبه والطائفة، أو بين الطائفة والمظلة السياسية التي تحتضنها. فهل مواقف كل الطائفة موحدة إزاء معضلات البلاد وأبرزها: حقوق الطائفة والمشاركة في السلطة والنظام السياسي بشكل عام، والسيادة وحيازة السلاح خارج الشرعية، والعلاقات الخارجية والسياسة الدفاعية، إلى كل المشكلات البنيوية بجديدها وقديمها مثل الاقتصاد المنهار والأزمة المالية والمصرفية والفساد واستقلالية القضاء، وغيرها الكثير الذي لا يتسع المجال لذكره.

لا بد من الإشارة بدايةً إلى أن الكثير من اللبنانيين، ومنهم كاتب هذه السطور، غير معنيين بالانتماء إلى مكون طائفي باعتبار أن الإيمان والأديان ليسا هوية بقدر ما هما علاقة شخصية بين الفرد وما يؤمن به. فالطائفة أو الدين ليسا حزباً أو تنظيماً أو ميليشيا أو نادياً أو جمعية يُنتمى إليها. ولتشعب هذا الموضوع، سنقتصر في هذه المساحة على المسيحيين مثالاً على بقية الطوائف في لبنان. هل تعرف الطائفة المسيحية فعلاً ما تريده؟ وهل هي بمذاهبها وأطيافها كافة متفقة على طريقة الوصول إلى ما تريده؟ إن مراجعة سريعة لمواقف هذه الأطياف تُظهر تبايناً فيما بينهم، ويصعب على جهة مهما ادّعت التمثيل القول إنها تنطق باسمهم جميعاً. فهناك بين المسيحيين مَن انقلب جذرياً على تاريخه القريب وبات يرضى بما تتعرض له الدولة وسيادتها من انتهاكات، ويقبل بممارسات «حزب الله» وسطوته في الداخل وتدخلاته في الخارج. هذا الفريق عاد إلى قمقم حلف الأقليات، فنسي ممارسات الاحتلال السوري وفظاعاته على مدى أكثر من 40 سنة ويستعيد بعضه مآثره بزهو، والبعض الآخر بات معجباً بالنموذج الإيراني وقابلاً لما يروِّج له وكيلُه اللبناني من عادات مستجدة وممارسات وشعائر اجتماعية، متشدقاً بأن لبنان بات جزءاً من محور الممانعة والمقاومة.

وهؤلاء راضون بازدواجية السلاح واحتكار ميليشيا له خارج القوات الشرعية ولا يرون في ذلك انتهاكاً للسيادة أو احتلالاً أجنبياً للبلاد، علماً بأن هذه الميليشيا «تأكل وتشرب وتتمول» من دولة أجنبية هي إيران. وهم يتحفظون تالياً على حياد لبنان وعلى تدويل أزمته بوصفه خرقاً للسيادة ولا موجب له لأن البلاد غير محتلة، وباتوا كالأنظمة المعجبين بها، صوتاً واحداً تعزف آلاته على الوتر نفسه في مسعى لبلورة مسيحية سياسية تماثل الإسلام السياسي على الرغم من استحالة أمر كهذا أقله استناداً إلى مفهوم المسيحية الحقّة.

وهناك من المسيحيين مَن يقف على المقلب الآخر معتبراً أن البلد محتل وسيادته منتهَكة، ويرى في سلاح «حزب الله» سلاحاً غير شرعي مصوَّباً إلى الداخل ومستخدماً في الخارج للدفع بطموحات إيران التوسعية، وأن البلاد رهينة تُستغل كورقة مقايضة في لعبة النفوذ الدولية. يدين هؤلاء إبعاد لبنان عن محيطه العربي وعزله عن المجتمع الدولي، ويطالبون بحياده وعودته إلى المظلة العربية وتدويل أزمته. لكن خلافاً للفئة الأولى، لا تشكّل هذه الفئة بوتقة واحدة، وهذا من جهة أمر صحي على مقياس الديمقراطية والتعددية، وغير صحي إذا ما تمعنّا في أسباب بعض التمايز التي تعود لحرب خاضها جميع اللبنانيين خطأً. ويستدعي ذكر الحرب أن نُذكّر بأن إيلام الطائفة على نفسها كان أشد من إيلام الطوائف الأخرى عليها. فقضى خلال الحرب الأهلية من المسيحيين على أيدي المسيحيين في معارك بينهم، أكثر مما قضى منهم على يد الأطراف الأخرى. وهو ما حصل بين المسلمين إبان الحرب نفسها.

إلى هذا، ظهّرت المتغيرات التي خبرتها البلاد مؤخراً شرائح جديدة أبرزها اثنتان: الأولى هي شريحة المثقفين من أبناء كل الطوائف غير المعنيين بالهوية الطائفية، وبينهم مسيحيون، يتحلقون حول هوية لبنانية وطنية وقيم الحرية الفردية والحداثة وحقوق الإنسان. والأخرى شريحة عمرية من الشباب تضم أيضاً كل الطوائف، لها رؤى وقيم ومعايير تختلف عن الشرائح العمرية الأخرى، وما يعد مقبولاً وعادياً عند كبار السن بات عندها مرفوضاً ومستهجناً وفي أحيان كثيرة فاسداً.

قد يجيب هذا السرد عن سؤال الدبلوماسي الأجنبي المخضرم: المسيحيون في لبنان ليسوا بوتقة واحدة لتكون لهم مطالب واحدة ورؤية سياسية واحدة وحتى مفهوم واحد لما يُحكى عن «حقوق المسيحيين»، وكل ذلك من دون الدخول في الجدل حول ما إذا كانت المسيحية «ديناً ودنيا» تفرز لاهوتاً سياسياً أم لا. وينسحب ذلك على الطوائف الأخرى لا سيما السُّنة والدروز، وبدرجة أقل الشيعة لأسباب عدة أبرزها تجذر «حزب الله» في البيئة الشيعية على مدى أربعين سنة وأكثر، بحيث نشأت أجيال على فكر وممارسات وشعائر وخدمات يصعب تجاهلها أو القفز فوقها، تضاف إليها أساليب الإلغاء والنفي والترهيب والاغتيال التي استخدمها الحزب ضد الأصوات النافرة.

واستطراداً، لعل الخلاف والاختلاف في صفوف الطوائف رحمة في الحالة اللبنانية، لأنه قد يسمح بتبلور هوية جامعة بين المتفقين من كل المكونات كانت قد تظهّرت بدايةً في انتفاضة 14 مارس (آذار) 2005 والتي شكّلت لحظة تاريخية قد لا تُعوّض، وثانيةً خلال انتفاضة 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2019 قبل أن تسقط في شَرَك الطوائف وتجاذباتها. الانتفاضتان أُجهضتا بفعل الارتهان لطبقة سياسية طائفية مكيافيلية فاسدة، وعامل استقواء ميليشياوي غير مسبوق لوكيل شرعي لقوى خارجية.ويكمن الالتباس الأكبر في استعصاء الإجابة عن هذه الأسئلة: هل يمكن اختصار الطوائف بزعاماتها السياسية؟ وهل من مسافة بين هؤلاء وأبناء الطوائف؟ وإلى أي مدى يعبّرون فعلاً عن رغباتهم وطموحاتهم؟ لعل بين فائض كلام الزعماء وفائض صمت الشعب بطوائفه كافة جواباً شافياً لوقوف الطرفين عند نقيضين. الدالّة المهمة والمأساوية تكمن في سؤال الدبلوماسي أكثر من الإجابة عنه، لأنه يُظهر أن الخارج يتطلع إلينا كمجموعات مبعثَرة من الطوائف لا كشعب في دولة وطنية واحدة، وينظر إلى جل «الزعماء» على أنهم كالبهلوانات التي تُبكي أكثر مما تُضحك، تنقلب على مواقفها وتتشقلب بين الارتهانات لا لسبب إلا كيدها وتضخم أناتها وغبائها. والمصيبة الأكبر أن بعضهم يلهث لتحصيل «حقوق المسيحيين» من خلال مسيحية سياسية متخيَّلة من دون أن يعي أنه يبدد الكثير منها.

 

خطة حزب الله وباسيل: الشقاق الطوائفي لتجويف مواقف الراعي

منير الربيع/المدن/01 آذار/2021

لا يريد حزب الله لحركة البطريرك الماروني بشارة الراعي أن تستمر. وهو ينتظر "مرور العاصفة" وتهدئة المواقف. واتخذ الحزب إياه قراراً بعدم الردّ على البطريرك، وعدم الدخول في سجال سياسي معه. لأن ذلك يؤدي إلى تزخيم مواقفه، وتوسيع الجبهة أكثر فأكثر ضد حزب الله.

خطة حزب الله

لكن الرد سيتخذ طريقة مناسبة ومتدرجة من مرحلة إلى أخرى، وفي مناسبات متعددة. إجراءات الإحتواء الأولى تجلت بتجديد تواصل اللجنة المشتركة بين بكركي وحارة حريك.

وتشير المعلومات إلى اتصال أجراه أبو سعيد الخنساء (رئيس بلدية الغبيري التابعة لدزب الله) بالأمير حارث شهاب، بحثاً عن تهدئة واستعادة للتواصل وإحياء الحوار. لكن موعد اللقاء لم يحن بعد. وهناك جهات عديدة تعمل على الخطّ بين الطرفين، إلى جانب اللجنة المشتركة. وهناك تحرك يقوم به النائب فريد هيكل الخازن. ويركز الحزب على تجويف طرح الراعي ومسعاه السياسي. وذلك بتركيزه على تصنيف الجهات التي دعت إلى الاحتشاد في الصرح البطريركي، معتبراً (أي حزب الله) أنه يقتصر على طرف سياسي واحد، معروفة مواقفه المعارضة لحزب الله. وهذا يعني أن التركيز في المرحلة المقبلة يكون على اعتبار الراعي طرفاً سياسياً في مواجهة طرف آخر. والطرف الآخر لا يمثل حزب لله فقط بل رئيس الجمهورية وتياره العوني. أي أن الانقسام وتعزيز يقتصر على المسيحيين. وسيلجأ حزب الله إلى الاستثمار في هذه اللعبة إلى أقصى الحدود، لكن بطريقة هادئة ومن خلال مواقف حلفائه.

وحليفه المسيحي

لذا لن يتأخر التيار العوني عن الدخول على هذا الخط لتعزيزه، بتغذيته تحت شعار الانتفاض لكرامة رئيس الجمهورية، صاحب أعلى موقع مسيحي في الشرق. وذلك بنشر دعاية المساس به والتعرض له من بكركي، التي يفترض أن تحمي موقع الرئاسة ومن يمثلهم. وهذه لعبة تتجدد دوماً، وتمرس بها التيار العوني منذ العام 1988. وحزب الله يجيدها، وهو خبير باستخدام حلفائه فيها بدلاً من أن يدخلها مباشرة. وبناء عليه - وكحاله في تعاطيه مع المعضلات السياسية اللبنانية، ومنها تشكيل الحكومة – يترك حزب الله المعركة تدور بين رئيس الجمهورية وتياره من جهة، الرئيس المكلف سعد الحريري من جهة أخرى. ليمسك هو العصا من وسطها. والردود العونية المتوقعة على كلام البطريرك ستبدأ بالظهور في الأيام المقبلة، كجزء من معركة بمفعول رجعي. أي بعد مرور عاصفة المواقف التي أطلقها الراعي، لتعود اللعبة السياسية إلى قواعدها.

ماذا يفعل باسيل؟

وعموماً هناك طريقتين للرد على الراعي: الأولى قوامها تنشيط الدعايات والمواقف التي تصور مواقفه مسيحية صرفة ضد الشيعة. وبناء عليه، يعمل حزب الله على شد عصب بيئته، ويحيي شعاراته الدائمة والمتواترة عن تعرضه لمؤامرة خارجية تتورط بها جهات داخلية. والطريقة الثانية تقوم على اعتبار مواقف بكركي مسيحية وتستهدف جهة مسيحية. وهي تصور أن ما يجري يفتح الطريق لإحياء الانقسام المسيحي - المسيحي. لكن اللعبة بحذافيرها أصبحت مكشوفة الوسائل والأهداف. وفي ضوء مواقف رئيس التيار العوني المعروفة، لا بد لجبران باسيل أن يبادر إلى تعزيز خطابه عن مظلوميته المسيحية، والمظلومية المسيحية عموماً: إما بمحاولته الدخول على مواقف الراعي واستمالته لصالحه، وإما من خلال بطريقة مشابهة لرسالة إلى الفاتيكان، وتجاوز بكركي بها، وتسويقه وجة نظر تفيد أن السفير البابوي في لبنان غير مؤيد لموقف البطريرك.

 

عن موقف بعض العلمانيين من البطريرك الراعي

د. منى فياض/28 شباط/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96509/%d8%af-%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d8%b9%d9%86-%d9%85%d9%88%d9%82%d9%81-%d8%a8%d8%b9%d8%b6-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%84%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84/

ليس لدي اي تحفظ ضد أي معتقد كان. حرية المعتقد حق مقدس. سواء كان ايمان ديني او الحاد، حزبي او علماني، تؤمن بالله او بالصدفة... ومن المستغرب على مؤمن بنظريات فرويد او ماركس او نيتشة أو داروين ان يرفض للمتدين إيمانه بالله. كما لا اجد ان الايمان ب "الطبيعة الام" يختلف في شيء عن الايمان بخالق. في الحالتين لن نعرف السبب ولا ماذا يوجد قبل البيغ بانغ. لذا لا فرق بين المعتقدات مهما كانت: دين ابراهيمي او اي من اديان آسيا من بوذية وكونفوشية او غنوصية أو غيرها. ما هو غير مقبول ان يجبرني هذا الآخر على الايمان بمعتقداته أو  اتباعها، سواء بالقوة والسلاح او بالحيلة او بالرشوة.

فيما يتعلق بخطاب البطريرك الراعي التاريخي، اؤيده لانه يعبر عن موقفي كمواطنة لبنانية همها انقاذ لبنان اولا قبل اي شيء آخر.

ولا يوجد حتى الآن طريقا آخر لبلوغ ذلك.

يا سادة، في زمننا الحالي لا وجود لكم خارج هوية وجنسية لبلد معين. ان اي شخص من دون وطن وجنسية هذا الوطن يعني انه غير موجود، غير موجود على اي سجل معترف به دوليا ولا يملك اي حق، مطلق حق، لا يتطبب ولا يتعلم ولا يسافر ولا يعمل. اللهم إلا عبداً في زريبة أحدهم.

الراعي عبر عن موقف فئة وازنة من اللبنانيين ومن جميع الطوائف والمناطق والانتماءات ...

هو موقف وليس قانوناً يلزمك بطاعته وليس دينا يلزمك باتباعه وليس تهديدا يرفع اصبعه ليخيفك به.

ولا يرفقه ب"سنقتلكم اذا خالفتمونا".

انه موقف ورأي ولكل شخص حرية قبوله او رفضه. لكن ان يرفض لأن صاحبه رجل دين ولا يحق له التدخل في السياسة! فهذا موقف مجحف وغير مقبول.

لرجل الدين الحق بإبداء رأي سياسي، ما لا يحق له اجباري بطاعته على ذلك.

ان ما نطالب به فصل الدين عن الدولة، وليس منع رجال الدين من اتخاذ مواقف غير ملزمة لأحد الا باختياره الحر.

من الملاحظ ان بعض المعترضين باسم العلمانية او الشيوعية يقبلون من يلوح لهم بلاءاته وهو مدجج بالسلاح الديني المقدس ولا يجرؤ على الاعتراض، مع انه يلزم الدولة جميعها ويلزمهم شخصياً بخياراته ويجبرهم على الخضوع لسلاح ممول من دولة اجنبية تتبجح باحتلالها لبنان.

يمكنك ان تكون ضد موقف البطريرك ، لكن كن ضده بالسياسة وبشجاعة ولا تتلطى خلف معتقدك الذي لا ارى انه يختلف عن الايمان الديني الذي ترفضه.

هل يمكن لعلماني موضوعي وعاقل ان يرفض كلام وموقف البطريرك الذي يطالب بتطبيق الدستور اللبناني الذي يحفظ حق مواطنيه بحرية المعتقد؟ اي ان يكون ملحداً او علمانيا او بهائيا او يهوديا او بوذيا؟ .... او اي دين آخر

 

“التيار” في مأزق بين الصدام مع الراعي والتحالف مع “الحزب”

كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/28 شباط/2021

في خضم الاصطفاف المسيحي الحاصل في لبنان خلف مواقف البطريرك الماروني بشارة الراعي، يحاول «التيار الوطني الحر» إمساك العصا من الوسط في محاولة لعدم الخروج عن تحالفه مع «حزب الله»، الذي أعلن صراحة رفضه طروحات الراعي، تحديداً تلك المتعلقة بالحياد وعقد مؤتمر دولي بشأن لبنان، وبين موقع «التيار» كحزب أساسي في البيئة المسيحية، وبالتالي فإن خروجه عن هذا الاصطفاف قد يؤدي لانعكاسات سلبية عليه.

ومع هذا الانقسام الذي ظهر جلياً في مواقف الأطراف في الأيام الأخيرة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، يؤكد مسؤولو «التيار» أن لا خلاف بينهم وبين الراعي، إضافة إلى لقاءات نواب من كتلته النيابية مع الراعي في الأسبوعين الأخيرين، من دون أن يعلن مواقف واضحة لا من طرح الراعي ولا من موقف «حزب الله» الذي شن هجوماً على دعوة البطريرك، كما أن «التيار» لم يسجل دعوة، وإن غير حزبية، لمناصريه للمشاركة في التحرك الذي نظم أمس دعماً للراعي.

والسبت عاد «التيار» وأعلن رفضه ما وصفه بـ«التشويش» على علاقته مع بكركي، وأكد أنه منفتح على النقاش في أي اقتراح طرحه الراعي، رافضاً في الوقت عينه «إقحام لبنان في سياسة المحاور والتزامه محور لبنان دون غيره وتحييده عن أي صراع».

لكن هذه المواقف لا يجد فيها النائب في حزب «القوات اللبنانية» عماد واكيم، أهمية ما دامت لا تقترن بالأفعال. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «(التيار الوطني الحر) كحزب مسيحي، ليس في موقعه الطبيعي اليوم حيث يتحالف مع (حزب الله)، الذي يجسد الدويلة داخل الدولة ويقوم بهدمها، بينما طالما كان هو ينادي بالسيادة والحرية والاستقلال، وبالتالي فإن كل الكلام والمواقف التي يصدرها التيار، إضافة إلى أن زياراته الشكلية إلى بكركي لا تنفع ما دامت لم تقترن بخطوات عملية على الأرض تثبت ذلك»، ويسأل: «أين التيار من هجوم حليفه (حزب الله) على طروحات الراعي، فليعلن على الأقل موقفه ومعارضته لهذا الأمر ليثبت ما يقوله في البيانات والتصريحات». وفيما يعتبر واكيم أن التيار اليوم في مأزق لا يحسد عليه، يقول «هذه المواقف ليست إلا محاولة لتجميل صورته في البيئة المسيحية، فهو من ناحية غير قادر على فك تحالفه مع (حزب الله)، ومن ناحية أخرى لا يمكنه أن يصطدم مع بكركي، علماً بأن قوة (حزب الله) داخلياً، ليست بقوة سلاحه إنما بالغطاء المسيحي الذي يؤمنه له التيار»، معتبراً «أن هذا الأمر بدأ ينعكس سلباً عليه في الساحة المسيحية، وهو ما يفترض أن يظهر في الانتخابات النيابية المقبلة». وفي موقف مباشر لـ«الوطني الحر» على من يعتبر أنه يخالف أو يقف ضد طروحات بكركي، أكدت الهيئة السياسية لـ«التيار» بعد اجتماعها الدوري برئاسة النائب جبران باسيل، أمس، «أن العلاقة مع البطريركية المارونية تقوم على احترام هذا الموقع ودوره تاريخاً وحاضراً، فالتيار يشارك بكركي هواجسها في حماية الوجود وسعيها إلى تثبيت الشراكة المتوازنة بين اللبنانيين في الحكم، ورفضها كل ما يمس الهوية اللبنانية حدوداً ونسيجاً اجتماعياً ونمط حياة». وطمأنت «أن محاولات التشويش على هذه العلاقة لن تنفع فهي مبنية على حوار صادق وعميق»، وأكدت «انفتاح التيار على مناقشة أي اقتراح من جانب البطريرك الراعي انطلاقاً من السعي المشترك الصادق لحماية لبنان ارتكازاً على الثوابت الوطنية وتأميناً للتفاهم الوطني حول الخيارات الكبرى، لكي تؤسس حلولاً غير منقوصة وآنية وتجنب لبنان أي أزمات إضافية».وشددت على «رفض التيار إقحام لبنان في سياسة المحاور والتزامه محور لبنان دون غيره، وتحييده عن أي صراع لا يرتبط بمصلحة لبنان مع التأكيد على الانخراط في الصراع مع إسرائيل»، مذكرة بأن «إعلان لبنان دولة محايدة أمر مفيد وطنياً، ويستوجب تحقيق مجموعة شروط من بينها موافقة اللبنانيين عليه وقبول الدول المجاورة بذلك»، مؤكدة «حرصها على مبدأ التعاون الدولي وعلى الحفاظ على علاقات لبنان مع الدول العربية وانفتاحها على كل دعم خارجي يأتي للبنان من ضمن احترام سيادته واستقلالية قراره».

 

ملفّات لبنانيّة دخلت في سباتٍ عميق…

كريستال نوار/أم تي في/28 شباط/2021

لا يملّ حكّامنا من “نبش” الملفّات واستنباط أخرى لإلهاء اللبنانيين وإبقائهم في حالةٍ دائمة من القلق والخوف.

ومع استفحال الأزمات في لبنان أخيراً، بات الحديث عن انفجارٍ اجتماعي وشيك أكثر واقعيّة من السابق. فتخيّلوا بلداً مثل لبنان بهذا الكمّ من المشاكل، وأتى تفشّي فيروس كورونا ليكشف النقاب عن الثّغرات في كافة المؤسسات والمواضيع الاجتماعية والصحيّة.

وفي جولة بسيطة على بعض الملفات التي تنتشر كالنار في الهشيم تارةً وتنطفئ إلى غير رجعة طوراً، يمكننا ملاحظة وجود نياتٍ مبيّتة أو أهدافٍ محدّدة خلف هذه الحركة.

– النفايات:

هل تذكرون أزمة النفايات التي وصلت أصداؤها إلى الصحافة العالميّة؟ هذا الملفّ يُعدّ واحداً من أبرز المواضيع العالقة التي فشلت الحكومة على مرّ السنوات بوضع حدّ لها وإيجاد خطّة بيئيّة مستدامة تحمي صحّة اللبنانيين، وذلك رغم الدراسات والاقتراحات التي قُدّمت في هذا الإطار. وهذا الملفّ منذ العام 2015 حتى الآن “بينطفي وبيطلع” رغم التحرّكات الاحتجاجيّة التي حاولت الضّغط في سبيل حلّ الأزمة.

– بورصة أسعار المحروقات:

في كلّ مرّة تعود أزمة المحروقات إلى الواجهة من جديد من دون أيّ سبب أو مبرّر، حتّى باتت لا تغيب عن الساحة. فلا يمرّ أسبوعان أو ثلاثة حتّى نتفاجأ بمشهد طوابير السيارات أمام المحطات مع رفع الخراطيم وإعلان عدم توفّر البنزين والمازوت.

– الدعم:

ظهر في محطّات عدّة متتالية ثمّ قلّ الحديث عنه ليستقرّ في “الجارور” حيث يقبع عددٌ لا يُعدّ ولا يُحصى من الملفّات المتنوّعة.

– مشاكل القطاع التربوي:

حدّث ولا حرج. سنة كاملة مرّت على بداية جائحة كورونا ويُعتبر هذا القطاع من أكثر المتضرّرين، بعدما خرجت نقاط ضعفه إلى العلن. فما بين التخبّط في التعلّم عن بُعد وطرح التعليم المدمج كحلّ موقّت ومشاكل الانترنت والكهرباء وارتفاع أسعار الأجهزة الالكترونيّة الذي يهدّد الطلاب بالحرمان المدرسي والجامعي، يظهر أخيراً اشتباكٌ بين وزارة التربية وبعض الجهات التعليميّة وصل إلى حدّ ضياع المناهج التربويّة في المدارس. ناهيك عن مشاكل الجامعة اللبنانية التي بدأت سابقاً، ولا تنتهي.

– فضائح القطاع الصحّي:

لا يُخفى على أحد الهمّ الذي يضطلع به كلّ لبناني عند مواجهته خطر الدخول إلى المستشفى. هذا الهمّ أصبح كابوساً مع تردّي الأوضاع الاقتصاديّة والمعيشيّة وزيادة فاتورة الاستشفاء، بالإضافة إلى زيادة أسعار الأدوية، هذا إن وُجد النّوع المطلوب في الصيدليّات. ونسمع أخيراً عن خلافٍ مستجدّ بين المستشفيات والمؤسسات الضامنة بالنسبة الى القرار الذي اتّخذه بعض المستشفيات على رفع التعرفة لمرضى المؤسسات الضامنة بسبب انخفاض الليرة، والذي يُهدّد بفوضى استشفائية وانهيار بعض المؤسسات الضامنة بسبب عدم قدرتها المالية.

– الكهرباء:

استنزف قطاع الكهرباء الخزينة اللبنانية ولم تتمكّن السلطات المتعاقبة من إيجاد حلّ مستدام لهذه الأزمة، كما أنّ التغذية بالتيار الكهربائي إلى تراجعٍ مستمرّ. و”مع كلّ شتوة ودعوا الكهربا”.

في ظلّ كلّ هذه المواضيع الشائكة، والتي لم ومن المستبعد أن تُحلّ في المستقبل القريب، تحتلّ المشاكل الصحّية – الاجتماعيّة – الاقتصاديّة سلّم أولويات الناس وتُرعبهم. أمّا السّياسة في بلدنا والتي “تنبت” يوميّاً فساداً وكذباً وغشّاً وملفّاتها فإبداعاتها “ما بتخلص”، على أمل أن يأتي يوم القيامة بالمحاسبة.

وهذه السّطور ليست لـ”النقّ عاللبناني”، إنّما للتذكير بما يجب تذكّره، بدل التلهّي بتراشقات سياسيّة من هنا وشعارات فضفاضة من هناك “ما بتطّعمي خبز”.

 

ثورة ١٧ تشرين هي الاصل وحراك بكركي ثمرة من ثمارها

د حارث سليمان/جنوبية/28 شباط/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96504/%d8%af-%d8%ad%d8%a7%d8%b1%d8%ab-%d8%b3%d9%84%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d9%a1%d9%a7-%d8%aa%d8%b4%d8%b1%d9%8a%d9%86-%d9%87%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b5%d9%84-%d9%88%d8%ad%d8%b1/

شكل خطاب البطريرك الراعي والحشد الذي حضر لتأييد موقفه، حدثا بارزا في مسار الازمة اللبنانية الراهنة، كما شكل خطابه نصا سياسيا يحدد توجهات بكركي كمركز ثقل سياسي فاعل، ينتزع من رئاسة الجمهورية كل تغطية مسيحية ويسقط خطوط الحماية الطائفية عن اي موقع سلطوي مسيحي يأتلف مع سياسة العهد وينفذ توجهاتها، فالبطريرك الماروني الذي احتضن واطلق نظرية الرئيس القوي وحصر عضوية الترشيح للموقع الرئاسي بأربع شخصيات مارونية ثم باثنتين، ليصل عبر هذا المسار ميشال عون الى بعبدا، البطريرك الراعي ذاته يستعيد ما أعطاه من بركة ودعم، معلنا مواقف لافتة تضع التيار الوطني الحر في قاعة العري السياسي، وتكشف ظهر حزب الله من اي تغطية خارج جمهور أنصاره المحدد، في قلب الطائفة الشيعية.

 وقد شكل خطاب البطريرك الذي شخص اصل الازمة بالقول:" لا يختلف اثنان على أنّ خروج الدولة أو قوى لبنانية عن سياسة الحياد هو السبب الأساس لكلّ أزماتنا الوطنية والحروب التي وقعت في لبنان ... مكررا ؛ " الدعوة إلى إقرار حياد لبنان كصفة دستورية ثابتة. ومحددا وسيلته لذلك في " مطلبنا مؤتمر دولي خاص بلبنان ...لأننا تأكدنا أن نواجه حالة انقلابية في مختلف ميادين الحياة العامة،... وعلى اتفاق الطائف.

مضيفا " لو تمكنت الجماعة السياسية عندنا من إجراء حوار مسؤول لما طالبنا بتاتًا بمؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة...نريد من المؤتمر الدولي حسم وضع خطة تنفيذية سريعة لمنع توطين الفلسطينيين وإعادة النازحين السوريين آمنين إلى ديارهم....

ومعتبرا ردا على دعوات متكررة لعقد مؤتمر تأسيسي، تعاطى مع فكرته جبران باسيل في خطابه الاخير واشار اليه في مقالة حديثة مسؤول اعلام حزب القوات، رد قائلا: ان " اي تطوير للنظام اللبناني لا يجوز ان يكون على حساب ما اتفقنا عليه،...مهما طال الوقت لن ينجح احد في ان يقضي على لبنان الرسالة...حررنا الارض فلنحرر الدولة

وفي ما يشبه التوجه الى الشباب في الثورة قال : لا تسكتوا عن ما طالبتم به في الثورة وتابعوها.... لا تسكتوا عن السلاح .... أنتم لبنان بما يمثل والبطريرك لا يفرّق بين لبناني وآخر...يجمعنا اليوم ودوما لون واحد هو لبنان إليه ننتمي بالمواطنة لا بالدين، أي لبنان الدولة المدنية الفاصلة بين الدين والدولة. وفي هذه الاشارة دعما صريحا لمطلب اقامة الدولة المدنية التي رفعتها ثورة ١٧ تشرين...

 ليست عبارة تحرير الدولة توصيفا انشائيا اقتضته محاكاة  حماسة الحشد الكبير الذي صنع مهابة الاحتفال، بل هو تأكيد لما سبق عن تحرير الشرعية من قيودها، ومتصل تماما بما اعلنه عن بدء مواجهة "حالة انقلابية  تريد تغيير مختلف اوجه الحياة العامة والانقلاب على الطائف".

وفيما تشكل مبادرة بكركي  رفضا قاطعا لهيمنة حزب الله على مقاليد السلطة في لبنان، وعلى نمط العيش الذي يتدرج في ارسائه،  واحتجاجا صارخا على الخيارات التي طبعت ممارسات الطبقة السياسية وحكومة دياب في الشهور الماضية، فان مبادرة بكركي تحاصر التيار العوني ورئيسه الوزير جبران باسيل في اضيق مساحات حركته وعلاقاته، وتجعل من اضعافه وسيلة من وسائل ردع حزب الله وتعرية تكتيكاته.

ولذلك فان حزب الله يجد نفسه محرجا في خوض معركة مواجهة سياسية مكشوفة لا حلفاء له بها، لذلك لم يجد ردا يواجه بطريرك الموارنة الا بمفتي المجلس الاسلامي الشيعي، الذي تبنى خطابا مستعادا ومكررا من سنوات السبعينات حول رفض التدويل، وهو سجال جرى خلال الحرب اللبنانية حيث كان النظام الاقليمي العربي مازال قائما وفاعلا، وكانت سورية ومصر والسعودية تشكل عماد هذا الدور العربي وركيزته، فيما كانت ايران الشاه منكفئة عن اي دور لبناني مباشر.

 أما اليوم فقد جرى في مجاري هذا الشرق مياه كثيرة غيرت كل المعالم والمفاهيم، فلا امكانية ولا رغبة لأي دولة عربية، بتبني حل في لبنان او رعايته، بعد انهيار النظام الاقليمي العربي، والصراع اليوم هو بين الأيرنة والفرنسة، فيما تدير بقية الدول العربية ظهورها للبنان وتشيح بنظائرها عن الام شعبه.

 الأمر الآخر الذي جرى في المشرق، أن التدويل حاصل في لبنان من زمن بعيد منذ صدور القرار عن مجلس الامن الدولي رقم ٤٢٥ ، بعد اجتياح اسرائيل لجنوب لبنان سنة ١٩٧٨، فتشكيل قوات اليونيفل تدويل ، ورسم خط الانسحاب الاسرائيلي الى الخط الازرق سنة ٢٠٠٠ تدويل، وانشاء المحكمة الخاصة باغتيال الرئيس الحريري سنة٢٠٠٥  تدويل، وقرار مجلس الامن رقم / ١٧٠١/ لانهاء حرب تموز ٢٠٠٦تدويل، والمبادرة الفرنسية وزيارات ماكرون تدويل، وتدخل ايران في لبنان وسوري  تدويل، وسلوك حزب الله التابع لفيلق القدس الايراني على مدى السنوات العشر الاخيرة تدويل، وقرض البنك الدولي لمساعدة الاسر الاكثر فقرا تدويل، والمحادثات مع صندوق النقد الدولي لتعويم المالية اللبنانية العامة تدويل، وعدم تأليف الحكومة بانتظار الانتخابات الاميركية، تدويل، وتصريحات ظريف برفض تدخل ماكرون، تدويل، وقانون قيصر ضد الاسد تدويل، وتطبيق العقوبات على جبران باسيل بموجب قانون ماغنسكي تدويل،  واخيرا تطبيق العقوبات على الوزيرين علي حسن خليل وفنيانوس بموجب قانون الاوفاك تدويل أيضا.

واذا كانت كل هذه الامور تخضع للتدويل ومنذ سنوات، فيصبح  الاعتراض على سعي البطريرك للتدويل ليس انحيازا لسيادة دولة ، بل ذريعة  سياسية وخدعة يراد بهما انتقاء تدويل يناسب البعض، خلافا لتدويل اخر يناسب البعض الاخر.

على جانب آخر تطرح مبادرة بكركي ودعوتها، على ثورة ١٧ تشرين وقواها تحديات او اشكاليات ثلاثة:

الاشكالية الاولى هي ما هو موقف ثورة ١٧ تشرين، من حراك بكركي وكيف تتفاعل معه سلبا او ايجابا؟، وبالتحديد كيف تنفصل عنه، لكي تستمر الثورة في مطالبها ومبادراتها مستقلة عن اي مرجعية دينية، وقادرة ان تحدد بشكل مستقل اهدافها وشعاراتها، وتقيم تحالفاتها ومبادراتها، وكيف تتصل بحراك بكركي، وتستفيد من مفاعيله في ظل مسالتين هامتين : الاولى تبني بكركي لأغلبية مطالب الثورة، وشعاراتها، بل ومطالبتها مجموعات الثورة بعدم السكوت في كل الملفات المطروحة، والمسألة الثانية والتي لا تقل أهمية عن الاولى، وهي ان حركة بكركي اذا ما استمرت ستضعف السلطة الحاكمة وتنهكها، وستؤثر في سلوك الجيش والقضاء والاجهزة الامنية، بحيث ستضعف قدرتها على القمع والمواجهة مع الثوار ومظاهراتهم، وأما الامر الثالث في هذه الاشكالية، فهي متعلقة ببعض قوى الثورة من اليسار التقليدي، التي تحصر خصومتها بقسم من الطبقة السياسية، وتحاول جاهدة تحييد حزب الله وتجنب الخصومة معه، تارة بتنزيهه عن الفساد، واخرى بحجة العداء لإسرائيل وضرورة ومقاومتها، ويطرح موقف بكركي الذي يحمل حزب الله المسؤولية الاولى عن الازمة، يطرح على هذه الفئة من الثورة تحديا جديا ومحرجا للتعامل مع موقف بكركي والاستفادة منه.

الاشكالية الثانية هي امكانية تحلق جزء كبير من القوى السياسية المرتبطة  بسلطة الفساد والفشل والارتهان للخارج، حول حركة بكركي في مشهد يعيد رسم انقسام ٨ و١٤ آذار، بما ينزع عن ثورة ١٧ تشرين طابعها الوطني العابر لهذا الانقسام، ويعيد تعويم جزء من الطبقة السياسية التي يتوجب اسقاطها، وعلاج هذه النقطة ان الوصل مع حراك بكركي لن يتعدى تقاطع اهداف ومبادرات، دون ان يتحول الى اي اطار تحالفي او جبهة سياسية، واصلا بكركي لن تتحول الى جبهة سياسية او أن تقود ائتلاف احزاب، وبالتالي فان التعامل ايجابا مع حراك بكركي لن يتحول انخراط في تحالف او جبهة قد تضم احزاب من السلطة الفاسدة.

اما الاشكالية الثالثة فمتعلقة باعتبار مبدئي يرتكز الى ان الثورة التي طالبت بالدولة المدنية وتجاوزت الطائفية وصولا في طروحات بعض مجموعاتها الى تبني العلمانية، فكيف تتعامل هذه الثورة ايجابا مع موقع ديني يمارس عملا سياسيا، فكيف يمكن ان تتعايش ممارسة المرجعية الدينية للسياسة باعلى درجاتها مع ثورة مدنية  تريد بناء وترسيخ مفاهيم المواطنة الحديثة؟

والنقاش هنا مطلوب ومشروع، الا ان حراك بكركي ليس متوجها لتحديد طبيعة الدولة علمانية او دينية او طائفية، بل ان  النقاش يتركز بسؤال محدد؛  هل لدينا وطن له حدود ؛ جيوسياسية، جغرافية، جمركية، هل نحكم من داخل المؤسسات ام من خارجها؟ هل يعم وطننا سيادة قانون كل قانون واحتراما لدستور؟ هل تدار مؤسساتنا ومرافقنا بشكل طبيعي وطبقا لحدود المصلحة الوطنية العامة، هل تضمن سلطاتنا امن مجتمعنا ويؤمن القضاء حقوق شعبنا، هل لدينا دولة قائمة تستحق اسمها، عندها يصبح التدويل انتهاكا لهذه الدولة.

اما قضية رجال الدين وضرورة منعهم من التدخل في السياسة فهو امر مقبول لكنه يجب ان يصدر عن من رفض اولا تدخل حسن نصرالله وغيره من مشايخ حزب الله في السياسة، ولمن لم ينتقد حزب الله المنظومة الدينية السياسية البحته، لا يكتسب انتقاده موقع البطريرك الديني اي مصداقية لان الذي لا يرى عصا حزب الله في اعيننا لا يستطيع الشكوى من قشة البطريرك. الثورة تبصر وادارة، قبل ان تكون فعاليات وحشود وحراك بكركي، لا يجب ان يكون بديلا عن الثورة، او قيادة رديفة لها، لكن حراك بكركي سعي في الاتجاه الصحيح، وقد يضعف السلطة ويعزز مصداقية الثوار ويمدهم بزخم جديد، والاستحقاق الثوري الملح هو تطوير الثورة وتنشيطها عبر اقامة قيادة سياسية جامعة واجندة نضال واضحة.

 

من يحمي الدعوة البطريركية من أعدائها الكُثر؟

إيلي القصيفي/أساس ميديا/الإثنين 01 آذار 2021

يومًا بعد يوم تكبر كرة الثلج حول دعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى طرح "قضية لبنان في مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة".

هذا الإقبال الشعبي والسياسي على الدعوة البطريركية يعكس أمرين: أوّلهما ثبات الثقة التاريخية لدى شرائح واسعة ومتنوعّة من اللبنانيين بالبطريركية المارونية، لاسيّما في وقت الأزمات الكبرى، وثانيهما انعدام الثقة الكبير والآخذ بالاتّساع بالسلطة السياسيّة الحالية بتراتبياتها الدستورية كافة. والحال فقد تحوّل التداعي السياسي المتزامن مع انهيار مالي واقتصادي غير مسبوق، إلى دافع سياسي وشعبي باتجاه البطريركية المارونية التي لا شكّ أنّها باتت تشعر بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقها كمرجعية وطنية، تتطلّع غالبية اللبنانيين إليها بوصفها اليد التي تمتدّ إليهم لإنقاذهم من اللجّة العميقة التي دُفعوا إليها. البطريرك منفتح على تصوّرات كلّ الأفرقاء اللبنانيين للحلّ، لتضمينها في ورقة واحدة تُرفع إلى الأمم المتحدة لطلب مساعدتها في رعاية حلّ للأزمة. بمعنى أنّ البطريرك ينطلق من الداخل إلى الخارج وليس العكس

ولعلّ عجز السلطة، ولاسيّما رئيس الجمهورية بحكم موقعه السياسي والمعنوي، عن استنباط حلول للأزمة، في وقت يتواصل الخلاف على الحصص السياسيّة والطائفيّة داخل السلطة وكأنّ شيئًا لم يكن، كلّ ذلك زاد من الحافزيّة الشعبية والسياسية نحو الصرح البطريركي.

لقد بتنا إذًا بإزاء ديناميّتين متّصلتين بالطرح البطريركي، الأولى عن آفاق الطرح نفسه وتفاعله مع المشهد السياسي المحلّي والإقليمي والدولي، والثانية عن طبيعة الالتفاف السياسي والشعبي حول هذا الطرح. وهاتان الديناميتان مترابطتان إلى حدّ بعيد، أي أنّ واحدتهما تؤثّر في الأخرى وبالعكس. لذلك فإنّ المعيار الذي على أساسه يتفاعل الوسط السياسي والشعبي مع الدعوة البطريركية، هو محدّد أساسي لآفاقها ولاتّساعها لتشمل أوسع فئات من المجتمع.

أي أنّ هذا المعيار هو في خروج المشهد البطريركي الحالي عن النمطية السياسية التي حكمت المشهد السياسي والوطني، لاسيّما منذ التسوية الرئاسية في العام 2016 والتي كرّست الاصطفاف الطائفي، بوصفه أمرًا صحيًّا لا بل صوّرته أنّه صنوُ الاستقرار وانعكاس لضرورات الميثاق الوطني.

بالتالي فإنّ التحدّي الرئيسي أمام الطرح البطريركي، هو في الخروج على هذه النمطية التي رتّبت وما تزال نتائج كارثية على البلد، باتجاه إعادة صياغة سردية سياسيّة تعيد التأكيد على الدستور ووثيقة الوفاق الوطني، كناظمين وحيدين للحياة السياسية، لكي لا تبقى أسيرة موازين القوى المرتكزة على قوّة السلّاح، وأسيرة نظرية أن لا حلّ وطنيًّا لجميع اللبنانيين، بل هناك حلّ طائفي لكلّ طائفة على حدة.

فإذا كانت البطريركية المارونية مرجعية مسيحية عامّة ومارونية على وجه التحديد، فإنّ الرهان الأساسي اليوم، هو ألّا يجري تحويل دعوتها إلى مسيحية أو مارونية، بل أن تبقى وطنية عابرة للطوائف. فهذا عنصر نجاحها الأوّل وهذه الطريق الوحيدة لحمايتها من جهود إجهاضها ومنها إقحام البطريرك من جديد في المسألة الحكومية. وهو إقحام الغاية منه رسم حدود لدعوة الراعي وتقييدها في اللعبة الحكومية المسمومة.

فالدعوة البطريركية لا تعادي أحدًا لكن مع ذلك فإنّ أعداءها كثر.

إذّاك فقد شكّلت زيارة وفد من "لقاء سيدة الجبل" و"التجمّع الوطني" و"حركة المبادرة الوطنية" برهانًا على وطنية الدعوة البطريركية، إذ وصفّها أستاذ الدراسات الإسلامية الدكتور رضوان السيّد، في كلمته باسم الوفد، بأنّها ذات اتجاهين:

في المحصّلة وأيًّا تكن المسارات التي سيسلكها الطرح البطريركي، فهو رسم معالم إطار سياسي وطني يرتكز على الدستور ووثيقة الوفاق الوطني، في مقابل الدعوات والمساعي الحثيثة للانقلاب عليهما

- اتجاه جميع اللبنانيين: كي يتضامنوا في تحرير الشرعية من تعددية السلاح والاستئثار بالقرار، والإصغاء لصيغة عيشهم المشترك بحماية وثيقة الوفاق الوطني والدستور.

- وفي اتجاه الأسرة الدولية: للوفاء بالتزاماتها نحو لبنان، ومنها تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بسيادة لبنان، لا سيما القرار 1701 الذي نصّ في مقدمته على استناده إلى مرجعية اتفاق الطائف.

وسأل الدكتور السيّد: "كيف يقال إنّكم تسعَوْن للحرب والتدويل وتجاوز العقد الوطني، وقد صِغتم في عظتكم الأخيرة مطلبكم في جملة هي فصل الخطاب: "نريد مؤتمرًا دوليًّا خاصًّا بلبنان، لحماية وثيقة وفاقنا الوطني ودولتنا الواحدة السيدة المستقلة".

هذا الكلام أثنى عليه البطريرك بتأكيده ارتكاز دعوته على ثلاث ثوابت: "الأولى وثيقة الوفاق الوطني التي صدرت عن اتفاق الطائف، ولا يتم تنفيذها لا روحًا ولا نصًّا، الثانية الدستور، أمّا الثالثة فهي الميثاق الوطني الذي حدّده اتفاق الطائف، ميثاق العيش معًا، وأنّ لبنان هو وطننا النهائي".

هذه الثوابت الثلاث لخّصها الراعي في جملة مفادها: "أنّنا نستعيد هويتنا ولسنا بصدد خلق شيء جديد". وهو بذلك يؤّكد على انطلاق دعوته إلى مؤتمر دولي لطرح قضية لبنان من ثوابت وطنية قوامها الأساسي وثيقة الوفاق الوطني. أي أنّ الهدف من دعوته ليس البحث عن حلّ للأزمة اللبنانية بدفتر شروط خارجي، يُترجم في البحث عن صيغة حكم جديدة، بل إنّ غايتها تحصين الدستور و"اتفاق الطائف" كنصّين وحيدين ناظمين للحياة السياسية والوطنية أي للعقد الاجتماعي بين اللبنانيين.

ومن ذلك دعوة البطريرك "كلّ فريق إلى وضع ورقة حول مشكلتنا في لبنان لتقديمها ورقة واحدة إلى الأمم المتحدة، من دون الرجوع إلى أيّ دولة للسؤال عن الحلّ ورأيها به، إنّما من خلال طرح المشكلة وطلب المساعدة لها". وهو بذلك أوضح مرّة إضافية أنّ اللجوء إلى المجتمع الدولي ليس للطلب إليه إيجاد حلّ للأزمة اللبنانية، بل لطلب مساعدته للتوصّل إلى هذا الحلّ.

أي أنّ البطريرك منفتح على تصوّرات كلّ الأفرقاء اللبنانيين للحلّ، لتضمينها في ورقة واحدة تُرفع إلى الأمم المتحدة لطلب مساعدتها في رعاية حلّ للأزمة. بمعنى أنّ البطريرك ينطلق من الداخل إلى الخارج وليس العكس. لكنّ السؤال: هل يمتلك الأفرقاء تصوّرًا للحل؟ وتحديدًا هل يمتلك تصوّرًا للحلّ حزبُ الله الذي كان عالي الصوت في رفض دعوة البطريرك؟

لذلك فإنّ الدعوة البطريركية امتحان لجدّية القوى السياسية في سعيها للخروج من الأزمة.

وفي المحصّلة وأيًّا تكن المسارات التي سيسلكها الطرح البطريركي، فهو رسم معالم إطار سياسي وطني يرتكز على الدستور ووثيقة الوفاق الوطني، في مقابل الدعوات والمساعي الحثيثة للانقلاب عليهما.

 لذلك فإنّ الدعوة إلى جبهة وطنية عريضة لتحرير الشرعية، والحياد الإيجابي، والمؤتمر الدولي من أجل الطائف والدستور، وقرارات الشرعية الدولية من أجل لبنان، هي دعوة ترتكز على أسباب موجِبة وعلى قابلية وطنية قوامها الطرح البطريركي.

وهذا ما يفسّر الحملة على الدعوة البطريركية التي، وإن خفتت إعلاميًّا، إلا أنّ هذا لا يعني أنّها توقّفت، بل إنّ مساعي خصومها مستمرّة لإجهاضها، ولذلك يجب حمايتها من قبل البطريركية نفسها ومن جانب المؤيّدين لها، وذلك بتأكيد وطنيتها المرتكزة على الدستور واتفاق الطائف.

هذا هو التحدّي السياسي والوطني الأساسي الآن.

 

لحوار بدل التخوين: استراتيجية دفاعية وإلغاء الطائفية

محمد بركات/أساس ميديا/الإثنين 01 آذار 2021

حزب الله اتّخذ قراراً بمواجهة بكركي. فأطلق رشقات استطلاعية من فم المفتي أحمد قبلان، وطلقات تحذيرية من جسر الرينغ أمس الأوّل، بعد ساعات من كلمة البطريرك بشارة الراعي. وكانت تلك المرّة الأولى التي "يحتلّ" شبّان حزب اللهيون جسر "الثورة" ويحرقون عليه إطارات سيارات.

لكنّ الأوان لا يزال مبكراً قبل الحكم على أنّ هذه هي سياسة الحزب بمواجهة دعوات الراعي إلى الحياد والمؤتمر الدولي. الراعي الذي حاول قدر الإمكان أن يدوّر الزوايا مع الحزب، وأن يطمئن حزب الله بجمل واضحة منها مطالبته المؤتمر الدولي الذي ينادي به "بوضع خطة تنفيذية سريعة لمنع التوطين الفلسطيني ولإعادة النازحين السوريين آمنين إلى ديارهم"، وبقوله: "لا نريد من المؤتمر الدوليّ جيوشًا ومعسكرات".

لكنّ ردّ المفتي أحمد قبلان جاء قاسياً، وباللغة العسكرية، فهو استعمال "غير متناسب" للقوّة. إذ ذهب إلى أنّ "الحياد في زمن الاحتلال الإسرائيلي وداعش ليس وطنياً، بل أعتقد أنّه ما زال خيانة".

حزب الله فهم أنّ بكركي لم تكن بوارد المزاح. ويريد الحزب من ردّ قبلان القول إنّه متوتّر من هذه الدعوة. لكن لا سبيل إلا بالحوار. حوار مباشر مع بكركي، التي هادنت الحزب في تخلّيها عن مطلب "تحرير الشرعية"

قاسٍ هذا الكلام، خصوصاً إذا كان موجّهاً إلى بكركي وبطريركها. بكركي التي كانت وراء إنشاء لبنان، ووقفت بوجه محاولات تقسيمه، ووافقت على اتفاق الطائف حين رفضه المسيحيون كلّهم تقريباً، وتقول اليوم كلاماً متوازناً عن الحياد. فما هكذا يكون الردّ، وليس بهذه اللغة التخوينية التي لم ولن تؤدّي إلى أيّ حلّ في لبنان. والبطريرك ليس مسؤولاً عن الهتافات التي حُمّلت لنصّه. النقاش يكون حول النصّ الذي قاله بعيداً عن الـ"contexte" البصري والسمعي.

لكنّ كلام المفتي قبلان الذي سبق كلمة "خيانة" في سياق النقاش. قال: "من يريد تثبيت الكيان اللبناني يقبل بدولة مواطنة، وبرأس تنفيذي واحد لا برؤوس وطوائف، وتجديد النظام الديمقراطي يبدأ بانتخابات نيابية شعبية بعيداً من القيد الطائفي".

هكذا كلّما رفع بعض اللبنانيين مطلب "الحياد" أو ذهبوا إلى مناقشة السلاح، يرفع قادة الشيعة شعار "إلغاء الطائفية السياسية" في ما يشبه التهديد غير الجدّي.

لكن بعد عقود من هذا التراشق، بات جليّاً أنّ التسوية الكبيرة التي يمكن أن تنتج، التسوية التاريخية، هي مزيج من هذين المطلبين، تحت عنوان تأسيسي جديد للبنان، على الأقل من وجهة نظر شيعية.

لا بكركي خائنة، ولا المفتي قبلان يمكن رمي كلامه في سلّة مهملات السياسة اللبنانية ما عدا تعبير الخيانة. وإن كان كلام قبلان ممزوجاً باستقواء وانتفاج في أوداج اللغة، سببه الصواريخ والمقاتلين المدجّجين في بيئته، في حين أنّ كلام بكركي يعكس مدى التردّد الذي أصاب فريق 14 آذار. فريق يقف الراعي على قمّته دون أن يكون إلى جانبه أيٌّ من قادة "الحرية والسيادة والاستقلال" السياسيين، علناً على الأقل ما عدا سمير جعجع وفارس سعيد.

حماية "القوّة" التي يملكها حزب الله يكون بتحويلها إلى رصيد لبناني، وحماية السلاح تكون بالتفكير في كيفية التفاف اللبنانيين من حوله، وذلك بالاتفاق على استراتيجية دفاعية وطنية

الأهمّ أنّ حزب الله فهم أنّ بكركي لم تكن بوارد المزاح. ويريد الحزب من ردّ قبلان القول إنّه متوتّر من هذه الدعوة. لكن لا سبيل إلا بالحوار. حوار مباشر مع بكركي، التي هادنت الحزب في تخلّيها عن مطلب "تحرير الشرعية". وهو ما يعني تراجعها عن احتمال انضمامها إلى المطالبين باستقالة رئيس الجمهورية ميشال عون. ومع تراجع بكركي خطوة، على حزب الله أن يلاقيها بالتراجع خطوة. والحوار يجب أن يضمّ اللبنانيين كلّهم، لا أن يكون ثنائياً بين بكركي وحارة حريك. فهذا شأن تأسيسي وليس ثنائياً.

أما الحديث عن داعش فهو ملتبس وغير مبرّر لأنّ داعش باتت "غبّ الطلب". لكنّ حماية لبنان من العدوّ الإسرائيلي مطلوبة وضرورية. وهي لا تكون بتكديس الصواريخ، ولا بالمشاركة في الحروب والاعتداءات على الدول العربية، ولا باستعمال السلاح في الداخل اللبناني... بل أوّلاً وأخيراً بإيجاد بيئة تحمي السلاح وتجمع اللبنانيين حول "فكرة"، لطالما كانت موجودة قبل العام 2000. ومن كان يرفضها إما كان يخفيها، أو كان يهمس بها خجلاً من دماء المقاومين ومن الأراضي اللبنانية التي كانت مُحتلّة.

حماية "القوّة" التي يملكها حزب الله يكون بتحويلها إلى رصيد لبناني، وحماية السلاح تكون بالتفكير في كيفية التفاف اللبنانيين من حوله، وذلك بالاتفاق على استراتيجية دفاعية وطنية. فليس المطلوب تسليم السلاح، ولا استسلام حزب الله، ولا الذهاب إلى حروب أو اعتداءات تحت الفصل السابع، ولا المزيد من القتل والاغتيالات والتقاتل. بكركي ليست خائنة. وعمامة المفتي قبلان ليست إرهابية. من هذه النقطة يبدأ النقاش. والنقاش حول استراتيجية دفاعية وحول البدء بمسار إلغاء الطائفية السياسية هو الطريق الوحيد الممكن حالياً وسط كلّ الانهيارات التي نعيشها.

 

بكركي تواجه السلاح والإنقسام: انتهاء "العونية" شعبياً

رضوان السيد /أساس ميديا/الإثنين 01 آذار 2021

يوم 27 شباط 2021 بجماهيره الزاحفة إلى بكركي للاستماع إلى خطاب البطريرك بشارة الراعي، أعلن عن أمرين مهمين:

- خروج الجمهور المسيحي على الفيلم الذي صنعه الجنرال وأراده أن يكون واقعاً قفصياً للمسيحيين إلى الأبد.

- الخروج من الخوف من السلاح غير الشرعي ووهجه، بسبب الاستمرار في استخدامه في أسر البلاد وتعطيل حياتها السياسية، وتدمير اقتصادها وسلمها الأهلي، وعلاقاتها بالعرب والعالم.

قامت زعامة الجنرال على اعتبار أنّ المسيحيين محاصَرون بالواقع الإسلامي الكثيف، وبالدستور الذي مثّل هذا الواقع. وفي خضمّ حملاته على هذا "الواقع" عمل بحماسة منقطعة النظير على تثبيت الانعزال والانفصال بالاندفاع نحو تحالف الأقليات: مع التنظيم المسلَّح من جهة، ومع نظام آل الأسد من جهةٍ ثانية. وتحت وطأة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وتفكك 14 آذار بسبب الأنانيات التي سادت في صفوف قادتها، وبسبب الخوف من الاغتيال، وبسبب انقلاب المشهد في المنطقة بعد اتجاه الأميركيين إلى الانسحاب من العراق لصالح إيران... فإنّ انطوائيات التحريض على الكراهية والانفصال صارت تياراً رئيسياً في البيئات المسيحية.

في خطاب بكركي التاريخي بالفعل حرصٌ هائلٌ على السلم الأهلي، وعلى ثوابت لبنان في العيش المشترك والطائف والدستور، ورفضٌ للانهيار والفساد ودواعيهما، وللسلاح وحروبه، واتجاهٌ إلى العالم المعاصر الذي نريد أن نبقى فيه نحن اللبنانيين، ويريد الزعيم إرغامنا على مغادرته

ذكّرتْني الاندفاعة الجماهيرية للجنرال بكتاب المفكر اللبناني وضّاح شرارة في بدايات الحرب الأهلية في السبعينات من القرن الماضي، بعنوان: "خطّ اليمين الجماهيري". أما في العقدين الأخيرين فهو خطّ الشعبوية الراديكالية.

فقد استند منطق وممارسات الانعزال والكراهية إلى تحالف رفاق السلاح مع الحزب والنظام السوري باعتبارهما الداعم والحامي والضامن. حتّى أنّ رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ذكر في حديثه الأخير أفضال النظام الأسدي (وليس الحزب المسلَّح فقط) على المسيحيين في لبنان: أنّ الرئاسة باقية لهم، ولو لم يبقَ منهم غير واحد. تصوّروا الأمجاد. هو  يتخيّل أنّ "الواحد" الأوحد هو جبران إلى جانب بشار الأسد.

ما كان يمكن أن يُخرج المسيحيين واللبنانيين من هذا القفص الذي وضع الجميع فيه الجنرالُ المهضوم والزعيمُ المعصوم، بعد وقوع الجميع أسرى أفكار العهد وممارساته والاعتقاد بضرورة المزايدة عليه والعجز عن ذلك، غير البطريرك وبكركي. وقد أخرجتهم بثورتها السلمية، خلال شهور من شعبويات الجنرال والهواجس، من سطوة الحزب والسلاح.

وما فعلته البطريركية ما كان سهلاً ولا ممهَّداً. إذ من خلال عظات البطريرك المتوالية، والثائرة من جهة على الواقع المستحيل والانهيار الشامل، ومن الجهة الأخرى على الطبقة الحاكمة، أحدثت تحوّلاً فكرياً وسياسياً باتجاه العودة إلى وثيقة الوفاق الوطني والدستور، وباتجاه الانفتاح على العرب والعالم بالمضيّ بثقة إلى المجتمع الدولي لطلب المساعدة. 

نعم، البطريركية قامت بالأمرين: الانفتاح على الداخل من خلال ثوابت وثيقة الوفاق الوطني والدستور، في مواجهة الحزب والعهد اللذين لا يقولان بهما فيعطلون الآن، من أجل التبديل غداً، والانفتاح على العالم الذي اعتبره الجنرال واعتبره الزعيم عدوّاً ينبغي الانعزال عنه ولو باتجاه الصين.

الجماهير التي تحشّدت في بكركي عندما أعلنت عن انتهاء العونية الشعبوية، أعلنت أيضاً عن رفض الخضوع لمزاح الحزب وحروبه، وعن الثبات مع اللبنانيين الآخرين من وراء وثيقة الوفاق الوطني والدستور، وقرارات الشرعية الدولية

لقد تردّدت الطبقة السياسية كلها، المعارضون فيها، والمنضوون في دعم خطاب البطريركية. ليس بسبب شعبوية الجنرال التي تصدّعت، بل بسبب التهيُّب من مواجهة السلاح غير الشرعي مع استمرار السطوة والاغتيالات. لكنّ زعيم الحزب لم يصبر على هذا التحدّي له ولحليفه، والذي ما عاد يشهده من سنوات، فاعتبر من جهة أنّ ما يفعله البطريرك "مُزاح"، وهو أيضاً إعلانٌ للحرب. ولذلك فإنّ الجماهير التي تحشّدت في بكركي عندما أعلنت عن انتهاء العونية الشعبوية، أعلنت أيضاً عن رفض الخضوع لمزاح الحزب وحروبه، وعن الثبات مع اللبنانيين الآخرين من وراء وثيقة الوفاق الوطني والدستور، وقرارات الشرعية الدولية.

إنّ ظروف الموقف البطريركي اليوم، أفضل بكثير مما كانت عليه عام 2000 عندما صدر بيان الموارنة الكاثوليك متضمّناً مطلب خروج الجيش السوري من لبنان . فوقتها، وحتّى عندما تطوّر موقف البطاركة من خلال تجمّع "قرنة شهوان"، ما كان الواقع الاقتصادي والمعيشي بهذا السوء، ولا كانت الظروف الإقليمية بذاك التوتر. أما اليوم فإنّ تحالف الاقليات أفضى إلى الانهيار الشامل الذي ما عاد ممكناً الصبر عليه، كما أنّ مواقف البطريرك حظيت بتأييدٍ واسعٍ من معظم فئات الشعب اللبناني. وهذا ما قلته للبطريرك عندما زرناه مع زملاء كثيرين يوم 25 شباط 2021، أي قبل يومين من"الفزعة" الكبرى في بكركي.

في خطاب بكركي التاريخي بالفعل حرصٌ هائلٌ على السلم الأهلي، وعلى ثوابت لبنان في العيش المشترك والطائف والدستور، ورفضٌ للانهيار والفساد ودواعيهما، وللسلاح وحروبه، واتجاهٌ إلى العالم المعاصر الذي نريد أن نبقى فيه نحن اللبنانيين، ويريد الزعيم إرغامنا على مغادرته.

 

رد على المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان

خليل حلو/28 شباط/2021

ورد في تصريح اليوم للمفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان ما يلي:

1) إن سيادة لبنان تمر بدولة مواطنة لا دولة طوائف ... ونحن معه مئة في المئة في هذا الطرح ونلفت نظره أن المواطنة لا تنسجم مع سلاح آت من الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع عقيدة بعيدة كل البعد عن المواطنة.

2) إعلان بعبدا أراد عزل لبنان عن المنطقة لا المنطقة عن لبنان ونحن نقول له أن إعلان بعبدا أصبح وثيقة دولية معتمدة من الأمم المتحدة وأنه كان يهدف إلى تحييد لبنان عن صراعات المنطقة وقد قبل به حزب الله في حينه عندما كان متطوعون لبنانيون يتوجهون إلى سوريا للقتال إلى جانب المعارضة السورية، ولكن عندما تورط حزب الله في الحرب السورية بات إعلان بعبدا مرفوضاً بالنسبة له .

3) العجز بالقدرات الدفاعية للجيش الوطني اللبناني (الذي نعته بالفرقة الموسيقية في آخر تصريحه ... وهذا معيب كون رعاياه وأبناء طائفته في جيشنا وهم شرفاء بواسل) سببه واشنطن وخطوط تل أبيب الحمراء ... ونحن نقول له أن أكذوبة عجز الجيش في عقول الناس هي وليدة تواطؤ بعض السلطة مع وسائل إعلام الممانعة وصمت الجيش وترداد أمثاله لهذه المعزوفة الكاذبة والسنوات العشرين السابقة شاهدة على عكس ما يدّعي.

4) تحرير لبنان تم بالشهداء وليس بالقرار 425، هذا صحيح جزئياً، ولكن انسحاب اسرائيل من لبنان في العام 2000 أتى بعد مفاوضات سرّية بين إسرائيل وإيران ونتحداه أن يكذب ذلك.  

5) القرار 1701 إنما استجلب الجيوش على لبنان وليس على الطرف المحتل من الأرض. ونحن نذكره أن القرار 1701 كان مطلباً لحزب الله وأتى بعد جهد فرنسي أميركي مع إسرائيل وإيران ولولاه لما توقف عدوان تموز على نهر الليطاني ونذكره أن عشية وقف إطلاق النار في آب 2006 كانت إسرائيل تحتل المنطقة الواقعة جنوب الليطاني بالكامل كما أوضحت قيادة الجيش أمام لجنة الدفاع النيابية في حينه وفقاً لخرائط مرفقة، وهذه المنطقة كانت جماعة الممانعة تمنع دخول الجيش إليها منذ انسحاب اسرائيل بحجة أن الجيش لا يجب أن يكون حرس حدود لإسرائيل بينما الحقيقة هي أن الممانعين أرادوا أن تكون هذه المنطقة فتيل لإشعال الحروب.

6) من دفن وثيقة الوفاق الوطني هو القوة الدولية المهيمنة التي تريد لبنان دولة بلا سلطة أو قوة ... وهو يقصد بذلك أن الولايات المتحدة هي القوة المهيمنة وهي قوة مهيمنة صحيح ولكن ليست الوحيدة، بينما الصحيح هو أن إيران هي قوة مهيمنة أخرى وأكثر

7) من يريد تثبيت الكيان اللبناني يقبل بدولة مواطنة ... ونحن معه مئة في المئة فلنبدأ إذن بتطبيق المواطنة وتعليمها في المدارس التي يمون عليها حيث البرامج التربوية لا تشجع على المواطنة 

8) وبرأس تنفيذي واحد لا برؤوس وطوائف ... ونحن معه مئة في المئة وليبدأ ذلك بجعل المواطنين متساوين دون أن تتحكم فئة برقاب فئة أخرى بقوة سلاحها الآتي من الخارج

9) تجديد النظام الديمقراطي يبدأ بانتخابات نيابية شعبية بعيدا من القيد الطائفي ونحن نقول له أن يبدأ بتطبيق المادة 95 من الدستور التي تنص على انشاء الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية وهذا الأمر بيد رئيس مجلس النواب وفقاً للدستور فليسأله لماذا لم يطبق هذه المادة طيلة 28 سنة

10) الحياد في زمن الاحتلال الإسرائيلي وداعش ليس وطنيا، بل أعتقد أنه ما زال خيانة, كما أن الحياد في زمن حرائق المنطقة واضطراباتها أيضا ليس وطنيا، بل ليس لصالح البلد ... فليسمح لنا سماحته المحترم إذ هو ليس في موقع يسمح له بتوزيع شهادات التخوين على الشرفاء ولا سيما على البطريرك بشارة الراعي بطريرك لبنان، وهذا لا يستأهل رداً لأن الرد يصغـّر صاحبه.  

... عاش لبنان

 

ماذا تعني دعوة غبطة البطريرك الراعي الى مؤتمر دولي من أجل لبنان؟

مؤتمر دولي دون مشاركة اللبنانيين فيه!!

د. توفيق هندي/28 شباط/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96501/%d8%af-%d8%aa%d9%88%d9%81%d9%8a%d9%82-%d9%87%d9%86%d8%af%d9%8a-%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d8%aa%d8%b9%d9%86%d9%8a-%d8%af%d8%b9%d9%88%d8%a9-%d8%ba%d8%a8%d8%b7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a/

أريد في هذا المقال أن أوضح ماذا تعني دعوة غبطته الى مؤتمر دولي من أجل لبنان، وذلك لما سمعته في هذين اليومين من تأويلات عن معنى دعوته هذه، ربما عن حسن نية عند البعض وعن غاية في نفس يعقوب عند البعض الآخر.

أخطر هذه التفسيرات ذهبت في إتجاه تصوير دعوة غبطته وكأنها دعوة مكونات الطبقة السياسية المارقة إلى حوار فيما بينها تحت إشراف دولي، وكأن هدف المؤتمر الدولي هو إجبارها على التحاور تحت إدارة الأمم المتحدة.

هذا ما حصل في الطائف عام 1989 وفي الدوحة عام 2008. في تلك المرحلتين، لم تكن القوى السياسية قد فقدت مشروعيتها الشعبية، فتم الحوار فيما بينها تحت رعاية خارجية ضاغطة تطالبها بالتوصل إلى إتفاق.

أما اليوم فقد باتت القوى السياسية بأغلبيتها فاقدة للمشروعية السياسية وخاضعة لإحتلال إيراني مقنع لبنانيا من خلال حزب الله. وإذا ما تم المؤتمر الدولي بمشاركتها، لن تقبل إيران إلا المشاركة فيه إسوة بكافة الأطراف الخارجية المؤثرة في الوضع اللبناني، وذلك على شاكلة الحال في سوريا مثلا.

ولرفع اللبس عن كلام غبطته والحيلولة دون إستنتاجات خاطئة حول ما قاله، لا بد من إيراد الملاحظات الآتية:    

تربط غبطته وقوى الثورة علاقة مزمنة ومتينة، وما شهدناه في بكركي ليس إلا تظهيرا لهذه العلاقة وتكريسا لقيادة البطريرك للثورة. والحال هذه، لا يعقل أن تكون غاية دعوته للمؤتمر الدولي إعادة تعويم هذه الطبقة السياسية الفاقدة لأي مشروعية شعبية والمسؤولة عمدا عن وصول لبنان إلى هذا الدرء والتي تطالب الثورة بإزاحتها ومحاكمتها.

أوضح غبطته أن السبب الرئيسي لدعوته لمؤتمر دولي نابعة من يأسه من هذه الطبقة السياسية المارقة الفسادة والغير كفوءة والتي ضربت عرض الحائط الدستور والكيان والميثاق والتي أذلت الشعب وأفقرته، فلا يعقل أن يكون هدف غبطته الدفع نحو تحاور مكوناتها فتعود بالنتيجة إلى الإمساك مجددا" بالسلطة.

وأشار صاحب الغبطة والنيافة إلى حزب الله بدون أن يسميه. وهنا بعض مما قاله: تحدث عن "مواجهة حالة إنقلابية" ورفع سقف مواقفه الداعية إلى حياد لبنان، وتحدث عن عقد مؤتمر دولي لإنقاذ لبنان وتحريره، وشددً على ضرورة عدم السكوت عن السلاح غير الشرعي، ورفض وجود جيشين في دولة واحدة... فمن السذاجة بأن يعتقد البعض أن يسلم حزب الله سلاحه من خلال محاورته تحت مظلة دولية. وللختام، لا بد من الإشارة أن حوارا بين مكونات الطبقة السياسية المارقة بما فيها حزب الله، ولو تحت إدارة الأمم المتحدة، لا يمكن أن يكون طريق الخلاص للبنان الشعب والكيان والدولة. بل العكس هو الصحيح لأن هذه الطبقة لن تغير من طبيعتها. الحل إذن هو بالحياد الإيجابي والناشط ومؤتمر دولي من أجل لبنان لخلاصه وليس لإندثاره. وهذا مؤتمر، لكي ينجح يجب أن يكون دون مشاركة اللبنانيين فيه. 

أما لماذا التدويل ممكن؟ أوضحت هذا الأمر مرارا في السابق. بإختصار، لأن الشعب اللبناني بات عاجزاعن حكم نفسه بنفسه في هذه المرحلة وهو بحاجة إلى مرحلة نقاهة ولأن "صوملة" لبنان سوف تحوله الى قنبلة موقوتة تضرب الإستقرار والأمن والسلام في المنطقة والعالم ولأن هذا الأمر يعرض مصالح الدول إلى الخطر.

 

استيعاب إدارة بايدن

مأمون فندي/الشرق الأوسط/01 آذار/2021

كلمة «استيعاب» في عنوان المقال قصدت بها معنيين اثنين: الأول بمعنى الفهم، والآخر بمعنى الاحتواء وتحمُّل الصدمات. في الكتابات العربية عن السياسة الأميركية قليل مما يثير الاهتمام نتيجة لعدم الاستيعاب والفهم لطبيعة النظام الأميركي مجملاً ولطبيعة تفاعلات الأطراف في واشنطن، أو حتى طبيعة اللغة التي تكتب بها واشنطن أو تتحدثها. ولنبدأ بمثال يوضح ما قلته للتوّ، فمثلاً في حديث وزير الخارجية الأميركي مع نظرائه في العالم، من بريطانيا إلى فرنسا إلى إسرائيل أو مصر، نجد عبارة «حليف استراتيجي» (strategic ally) عندما يتحدث عن بريطانيا، ونجد أيضاً تعبير «شريك استراتيجي» (strategic partner) عندما يتحدث عن مصر. وفي الترجمات العربية نتحدث كأن المصطلحين لهما المعنى ذاته، ولكنّ الحقيقة أنهما مختلفان تماماً، فالحليف هو مصطلح قانوني في المقام الأول مبنيّ على اتفاقيات ومعاهدات دولية ذات صبغة قانونية، أما الشريك فهو مجرد تعاون بحكم المصالح ومن دون أي التزام قانوني. فكل كلمة تصدر عن واشنطن محسوبة بدقة. المثال الآخر والأساسي هو مسألة الديمقراطية وحقوق الإنسان. يخطئ مَن يظن في منطقتنا أننا نحن المقصودون بالديمقراطية وحقوق الإنسان، فهناك جائزة أكبر منّا وأهم بالنسبة إلى الإدارة الأميركية وهي الصين ومعها روسيا بالتبعية، فلهزيمة النموذج الصيني ليس لدى إدارة بايدن مفهوم استراتيجي آخر غير الديمقراطية وحقوق الإنسان، آيديولوجيا جديدة أقرب إلى تلك التي أدت إلى هزيمة الاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة. نحن لسنا مقصودين، ولكنْ أمامنا اختيار: فهل نحن مع تحالف الديمقراطيات الجديد أم سننحاز إلى الكتلة الديكتاتورية كما انحاز عبد الناصر من قبل؟ هذان مجرد مثالين على أننا نخطئ أحياناً في فهم لغة واشنطن، ويجب علينا تعلمها وتعلّم سبل تأويلها كي لا نتوه في مواقفنا وأفعالنا مع الإدارات الأميركية.

ثانياً، يمكن القول إن أي إدارة أميركية هي عبارة عن ثلاث مجموعات أساسية: البيت الأبيض وما يصدر عنه، والكونغرس وما يُشرع فيه، وجماعات المجتمع السياسي المختلفة من وسائل إعلام متنفذة ومراكز أبحاث ذات سطوه علمية ونشطاء سياسيين وجماعات ضغط مؤثرة (lobbies). تفاعُل كل هذه الأطراف هو الذي يرسم ملامح أي قضية ستُطرح على الطاولة المركزية للنقاش في الولايات المتحدة الذي يسبق اتخاذ أي قرار بشأن دولة ما في العالم أو في ملف ما، سواء أكان الملف النووي الإيراني أو ملف تغير المناخ. في هذا المقال سأحاول أن أقدم قراءة لإدارة بايدن من ذلك الطرف الأخير من قطعة القماش التي تبدو كأنها خيوط على الهامش، وسأحاول توضيح أهمية هؤلاء اللاعبين ودورهم الذي ما يلبث في لحظة أن يشكّل مركزية القرار وجوهر القصة. اللاعبون الأساسيون في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن معروفون للجميع تقريباً، سواء أكان وزير الخارجية أنتوني بلينكن، أو وزير الدفاع لويد أوستن، أو رئيس المخابرات المركزية ويليام بيرنز، مع أن استيعابنا لقدرات بيرنز ما زال ناقصاً باستثناء مَن عملوا معه بشكل مباشر عندما كان سفيراً لأميركا لدى الأردن، أو عندما كان نائباً لوزير الخارجية في عهد أوباما، وبيرنز يتحدث ويقرأ ثلاث لغات بطلاقة إحداها العربية. ومن الصعب جداً تضليله، فهو يعرف المنطقة مثلما يعرف كفّ يده.

قراءة إدارة بايدن من أطرافها تكشف لنا الكثير عن عملية نسج القصة الأميركية عن الشرق الأوسط. وأبدأ بشخصية تبدو هامشية وهي سمانثا بور، المسؤولة عن المعونة الأميركية... سمانثا بور ليست ككل من سبقها في إدارة المعونة الأميركية التي كانت مجرد إدارة تابعة للخارجية الأميركية؛ إذ تم في عهد بايدن رفع مستوى هذه الإدارة إلى وزارة، وتجلس سمانثا بور على طاولة الحوار السياسي برتبة وزير وناشطة حقوق الإنسان، وسفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة في إدارة باراك أوباما. وبهذا يصبح ربط بايدن المعونة الأميركية بحقوق الإنسان وقوة المجتمع المدني والديمقراطية، أمراً لا يقبل الجدل أو المماطلة أو التنصل، فهو جزء أصيل من أعمدة خيمة بايدن السياسية.

أما الشخص الثاني الذي يبدو كأنَّه مسؤول هامشي في السياق الوزاري أو سياق صناعة القرارات فهو روبرت مالي، مسؤول الملف الإيراني ورئيس مجموعة الأزمات السابق. قراءة من الهامش قد تكشف لنا الكثير عن طبيعة ومادة نسيج القصة الشرق أوسطية في إدارة بايدن.

من نافلة القول إنَّ القراءة السياسية لأي مشهد تكون ناقصة إذا ما انصبَّ التركيز كله على اللاعبين، فهناك مؤسسات النظام وكذلك السياق المحيط. وكما أسلفت، ففي واشنطن ثلاث مجموعات تشكّل القصة الأساسية: الإدارة، والكونغرس، ومجتمع مراكز الأبحاث المختلفة، ومع ذلك يبقى التفسير السياسي ناقصاً، إذا لم تكن لدينا قراءة كافية للاعبين المحرّكين للأحداث أو مَن لديهم القدرة على فرض سرديات قصة جديدة.

سمانثا بور وروبرت مالي قادمان من الفئة الثالثة، وهو مجتمع الأبحاث والصحافة، وكلاهما له توجه آيديولوجي تجاه قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان، التي أصبحت ركيزة أساسية في السياسة الخارجية لإدارة بايدن. وفي حالة سمانثا بور يتَّضح اهتمام المرأة بقضايا حقوق الإنسان من قضايا الإبادة الجماعية من البلقان إلى أفريقيا، ويتَّضح من كتابها الأخير عن «تعليم الإنسان المثالي» وتجربتها الشخصية كمهاجرة آيرلندية يتضح نهج المثالية في العلاقات الدولية كنقيض للمدرسة الواقعية.

الجزئية الخاصة بأصولها الآيرلندية مهمة لتقاطعها مع خلفية الرئيس جو بايدن نفسه الذي يعتز أيضاً بأصوله الآيرلندية والكاثوليكية. ومن هنا يكون لصوت سمانثا بور صدى مسموع في أذن الرئيس.

روبرت مالي اليهودي من أصول مصرية له حساسية خاصة تجاه حقوق الأقليات والديمقراطية في الشرق الأوسط، تفرضها عليه تجربة والده الذي كان مراسلاً لجريدة «الجمهورية» المصرية في نيويورك حتى نُزعت عنه الجنسية المصرية، رغم أنه كان يسارياً مسانداً لقضايا العالم الثالث خصوصاً حملة عبد الناصر ضد الاستعمار في أفريقيا.

تعرفت على روبرت في واشنطن عندما كان يعمل في مجموعة الأزمات الدولية، ورغم أنه على المستوى الشخصي لم يَرُق لي، فإن هذا لم يمنعني من تقدير ذكائه وقدراته كباحث جاد ودبلوماسي متميز صُنع في جامعات مرموقة، «أكسفورد» كانت إحداها. روبرت جزء من مجتمع أوسع يهتم بالديمقراطية وحقوق الإنسان، مجتمع كان له دور في وصول بايدن إلى البيت الأبيض. ومن هنا سيكون لصوته تأثير مهم في نسج قصة الإدارة الجديدة وآيديولوجية علاقاتها الدولية.

شخصيتان من هامش الإدارة ستشكّلان الحكاية التي تحتلّ منتصف الطاولة في الفترة القادمة من إدارة الرئيس جو بايدن فيما يخص الشرق الأوسط.

رؤية كل من سمانثا بور، وروبرت مالي ستنعكس على قرارات بايدن فيما يخص الشرق الأوسط جملةً، ما قد يقلّص الدعم الأميركي للمنطقة على المستويات العسكرية والاقتصادية وربطها بمجال الحريات وحقوق الإنسان. استجابة دول المنطقة أو استيعابها بالمعنى الثاني (أي استيعاب الصدمات) قد تكون سبباً أكبر إما في توسيع الفجوة وإما في رأب الصدع.

معظم دول الشرق الأوسط منذ ستينات القرن الماضي تتنازعها رؤيتان؛ واحدة تقول إنَّ أميركا غير مهمة ونحن أدرى بشؤوننا، والأخرى ترى أنَّ الانحناء للعاصفة أمر عملي. وفي معظم الأحيان تتسيد الرؤية غير العقلانية ورؤية المواجهة والعنتريات، وللأسف تكون النتائج كارثية كما رأينا في هزيمة 1967.

بايدن سيحكم من الهامش نتيجة تحكم الجناح التقدمي للحزب الديمقراطي في مقدرات الحزب (جمهور السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز)، وفيما يخص الشرق الأوسط يكون التركيز على الشخصيات الهامشية في الإدارة، مثل بور ومالي، ضرورة لأي محاولة لكسب المعركة الأولى مع الإدارة الجديدة.

 

صواريخ إيران وقميص خاشقجي

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/01 آذار/2021

من مفارقات القدر أن يتزامن صدور التقرير الاستخباراتي الأميركي عن قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، مع سيل من الهجمات بالصواريخ الباليستية الإيرانية والطائرات المسيّرة، مُطلَقة من اليمن، ضد المدن السعودية، وبعضها وصل إلى العاصمة الرياض. وأنا، بصفتي من سكّان الرياض، سمعت دويّ الانفجارات من سماء العاصمة، وهو المشهد الذي عاد بي للوراء عام 1991 وصواريخ «سكود» التي أطلقها صدام حسين على العاصمة نفسها، في أثناء احتلال الجيش العراقي للكويت، ويا للمفارقة، أيضاً، فنحن في ذكرى تحرير الكويت هذا الشهر 26 فبراير (شباط)!

خلال ساعتين من الزمن فقط، هوجمت السعودية، بدفعات من الصواريخ والمسيّرات، نجحت الدفاعات الجوية السعودية في اعتراضها وإسقاطها، بل ترافقت هجمات إيران هذه، مع ختام حدث رياضي عالمي بالرياض، حضره ولي العهد السعودي، شخصياً، في مضمار الدرعية، لسباقات سيارات الفورمولا.

تعليقاً على ليلة الهجمات الإيرانية - الحوثية، قال العميد تركي المالكي، المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن، في اتصال مع شبكة «العربية» إنَّ الدفاعات الجوية السعودية، اعترضت بنجاح، في حصيلة السنوات الأخيرة: «حتى الآن 526 طائرة مسيّرة و346 صاروخاً باليستياً»... هل ثمة دولة في العالم اليوم تعرّضت لمثل هذا... وظلّت صامتة؟!

بكّرت الجهات المعادية للسعودية، من «معاتيه» اليسار ولوبيات «الإخوان» وإيران -نعم إيران- الفاعلة في الغرب، لحلب قضية مقتل جمال خاشقجي، بشكل فجّ ومنافق. نَصِفه بالنفاق لأنَّ هذه الجهات نفسها، تغضّ الطرْف عن جذع الجرائم الإيرانية في عيون العالم، وتُبصر القذى في عيون السعودية. تريد نصب المقاصل السياسية والقانونية للسعودية على حادثة «شاذّة» عن العوائد السياسية السعودية، مَن فعلها من بعض موظفي الاستخبارات وغيرهم حُكم عليهم بمدد سجن طويلة، إضافةً لأحكام بالإعدام، تنازل عنها أسرة وأنجال جمال شخصياً، في موقف «نبيل» قدّرهم عليه كل السعوديين، وفي مقدمة النبلاء من آل خاشقجي هؤلاء، نجله الأكبر، الاقتصادي المعروف الأستاذ صلاح خاشقجي. يزبد معاتيه اليسار هؤلاء، والمضحك أنْ يزبدَ معهم أنصار النظام الخميني، على هذه الفعلة الشاذّة، في حين يصمُّون سمعهم ويستغشون ثيابَهم عن حوادث القتل والسحل والخطف لمئات، بل آلاف، الصحافيين والمعارضين، أجرم بحقهم حرّاسُ النظام الإيراني وعصاباتهم في العراق ولبنان واليمن وسوريا، وآخر هؤلاء الضحايا، لقمان سليم في لبنان وهشام الهاشمي في العراق وروح الله زم في إيران... كيف؟!

أيّدت الإمارات والكويت والبحرين وعُمان والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس وزراء الداخلية العرب، وغيرهم من الأطراف الإقليمية والدولية، ما جاء في بيان وزارة الخارجية السعودية الذي رفض إساءات بيان الاستخبارات الأميركية، والتقرير الفارغ إلا من «الاستنتاجات» الانطباعية مع تذكير الخارجية السعودية بالعلاقة التاريخية «المحترمة» بين واشنطن والرياض. كان التركيز في كل هذه المواقف الداعمة للسعودية على التذكير بدور السعودية «الأساسي» إقليمياً ودولياً بترسيخ وصناعة: الاعتدال العربي والإسلامي وصون أمن المنطقة، بل العالم من خلال جهودها الأمنية و«المعنوية» بصفتها مهدَ الإسلام، ومثوى النبي محمد، عليه الصلاة والسلام، ومحجَّ المسلمين. لا علاقة لحملات هؤلاء تحت عنوان جمال خاشقجي، بطلب العدل المجرّد من الخبث السياسي والأجندة اليسارية الموتورة المتحالفة مع أجندة «الإخوان» وإيران ضد السعودية. الحكاية واضحة؛ حكاية ابتزاز وتصويب منهجي على المشروع السعودي الطموح للقيادة والريادة بقيادة محمد بن سلمان... الباقي مجرد ذرائع مفتعَلة.

 

تقرير خاشقجي

ممدوح المهيني/الشرق الأوسط/01 آذار/2021

صفر معلومات و100 في المائة تحليلات، كما قال أحد المعلقين الغربيين. هذا ما يمكن أن يوصف به تقرير الـ«سي آي إيه» عن مقتل خاشقجي، فقد احتوى على مزيج من التحليلات والتصورات غير المستندة على أي حقائق واضحة. التقرير لا يمكن أن يصمد أمام أي اختبار حقيقي، حتى الذين احتفلوا بالتقرير من الصعب أن يزعموا بأنهم حصلوا على وثيقة حقيقية. إنها مجرد تقديرات صحافية طوقت لوقت طويل بالسرية. كل هذا يقودنا لنتيجة منطقية وهي أن كل التسريبات والمعلومات السرية عن قضية خاشقجي التي مررت لوسائل إعلام على مدار ثلاثة أعوام، كانت قائمة من الأساس على مجرد تكهنات. ومن هنا نفهم كيف تم تسييس القضية على نطاق واسع لتحقيق أهداف حزبية وآيديولوجية في المقام الأول. قضية خاشقجي ليست القضية الوحيدة التي تم تسريب كمية من المعلومات غير الصحيحة عنها، ولكن لنتذكر مثلا قضية العلاقة بين إدارة ترمب وعملاء روس، حيث قامت صحف معادية للرئيس الأميركي السابق بنشر معلومات مسربة من الاستخبارات الأميركية عن تواطؤ سري بين حملة ترمب والحكومة الروسية، ما جعل الرئيس السابق للاستخبارات جون بيرنان يتهم ترمب علنياً بالخيانة والعمالة. القصة بعد ذلك معروفة حيث فتح تحقيق موسع قام به المحقق الخاص روبرت مولر كلف ما يقارب 50 مليون دولار، وساق عددا كبيرا للتحقيقات وكشف في النهاية براءة ترمب من كل هذه الاتهامات التي انطلقت من الاستخبارات لدوافع سياسية محضة.

قبل حتى أن يبدأ جاريد كوشنر بتسلم مهامه حتى تم تسريب معلومات من الاستخبارات تم الكشف عنها بعد ذلك أنها مجرد تحليلات لا تستند على أي حقائق. فقد قالت المعلومات إنه شكّل قناة اتصال سرية مع الروس في المرحلة الانتقالية لتبادل المعلومات. القصة كلها كانت تحليلية مختلقة ومرة أخرى لتحقيق أهداف سياسية محضة بأدوات استخباراتية. لقد تم توظيفها ليس من أجل قوى خارجية، ولكن حتى ضد من يسكن البيت الأبيض نفسه في بعض الأحيان.

ولهذا أثارت مثل تلك التحليلات والتخمينات انتقادات رؤساء أميركيين جمهوريين وديمقراطيين مثل نيكسون الذي أطلق على هؤلاء المحللين مجموعة من المهرجين، والرئيس ليندون جونسون الذي تساءل مرارا عن ماذا يفعل هؤلاء المحللون في مبنى الـ«سي آي إيه». ولنتذكر أن الرئيس ترومان الذي تأسست الاستخبارات الأميركية في عهده انتقدها لاحقاً في مقال شهير في الواشنطن بوست نشره عام 1963، حيث كتب عن أهم التصرفات التي يجب تصحيحها ومن أبرزها استخدام الاستخبارات لدفع الرئيس أو التأثير عليه لاتخاذ قرارات غير حكيمة. كان يرى أن الاستخبارات تحولت لشيء آخر، ويجب أن تعود كما كانت مؤسسة استخباراتية موضوعية وهادئة ولا تخدم أي أجندات. لقد دعا أيضا إلى أن يحصل الرئيس مباشرة على معلومات خالصة بدون أن تمر على مؤسسات حكومية أخرى قد تعدل عليها. أي إنه أراد عزل الجهاز عن الأجندات السياسية والحزبية حتى لا ترضخ للضغوط، وتنساق للرغبات والتحيزات الشخصية حيث يسهل بعد ذلك تمرير المعلومات المتسقة مع الرواية النهائية المطلوبة. وفي تقرير خاشقجي رأينا كل ذلك بوضوح حيث يبدو التقرير وكأنه إعادة صياغة مسيسة للتسريبات المكشوفة، التي نشرت سابقا في صحف دعائية مثل التركية يني شفق. ولهذا ينتقد مراقبين هذه المؤسسة وعلى عكس مؤسسات أخرى محصنة باتت مركزا للتسريبات غير الدقيقة ومكانا لأصحاب الأهواء الآيديولوجية. ولهذا تصبح فريسة سهلة حتى لأجهزة استخباراتية خارجية تعرف ماذا تريد، فتقوم بتزويدها بالمعلومات التي تبحث عنها وتخدم مصالحها في نهاية المطاف.

إنها قصة لها تاريخ وليست جديدة وتقرير خاشقجي واحد منها. ثلاث صفحات تحتوي على حفنة من التقديرات التي تفوح منها رائحة السياسات الحزبية الداخلية. ومع هذا لم يحقق التقرير أي خدمة للراغبين في تخريب العلاقة التاريخية بين الرياض وواشنطن التي لعبت عملياً الدور الأكبر طيلة 8 عقود لصياغة النظام الإقليمي في المنطقة الذي نعرفه اليوم (لنتخيل أنها ليست موجودة... سنعيش في عالم مختلف جدا). وهذا كشفت عنه تصريحات المسؤولين الأميركيين بعد التقرير عن المصالح الكبرى التي تجمعهم بالسعودية، وبيان الخارجية السعودية الذي رفض التقرير، وأكد على العلاقة الراسخة القديمة بين البلدين.

 

الضربات الأميركية الأخيرة بعثت بالرسالة الصحيحة إلى طهران

جيمس ستافريديس/الشرق الأوسط/01 آذار/2021

شنَّت المقاتلات الأميركية يوم الخميس الماضي، هجوماً بالقنابل الموجهة فائقة الدقة ضد مجمع للبنية التحتية يقع عند مفترق الطرق في شرق سوريا، ذلك الذي تستخدمه الميليشيات المدعومة من إيران. وبحسب التقارير التي وردت أنَّ الغارة قد أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن فرد واحد، ولا يزيد على 20 فرداً من الميليشيات مع سقوط جرحى آخرين، واشتملت على استخدام 7 من قنابل الهجوم المباشر المشترك فائقة الدقة.

تعد الغارة الأميركية، من حيث مستوى القوة العسكرية المستخدمة، من قبيل الاختيارات المعتدلة من جانب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن، وكان الغرض منها واضحاً للغاية، ويتمثل في البعث برسالة إلى الحكومة الإيرانية، بدلاً من التسبب في إلحاق الأضرار الفادحة والخسائر الجسيمة. عكست الهجمة الأميركية الأخيرة الردَّ العسكريَّ المناسب والمبرر على الهجمات الصاروخية التي شُنت أخيراً على القواعد الأميركية في العراق، والتي تعمل فيها القوات الأميركية وقوات التحالف جنباً إلى جنب مع المتعاقدين المدنيين على تدريب القوات العسكرية العراقية. وتسببت تلك الهجمات الصاروخية في مقتل وإصابة جندي أميركي واحد على الأقل. وبصفة عامة، يمكن اعتبار الأمر برمته جزءاً من جولة التصعيد التي بدأت باغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في يناير (كانون الثاني) من العام الماضي، الذي كان قد وجَّه كثيراً من الضربات والهجمات التي أسقطت كثيراً من القوات الأميركية في المنطقة. وأظن أنَّ رسالة الإدارة الأميركية تفيد: «إنكم تحصدون ما زرعتم في النهاية».

وقال جون كيربي المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الأميركية إنه قد تمَّت الموافقة على شن الغارة رداً على الهجمات الأخيرة التي تعرضت لها القوات الأميركية وقوات التحالف في العراق، فضلاً عن التهديدات المستمرة على أرواح هؤلاء الجنود. ثم أضاف قائلاً: «جرى تنفيذ هذا العمل العسكري المتناسب بالتنسيق مع الإجراءات الدبلوماسية المعهودة، بما في ذلك التشاور مع شركاء التحالف. وتبعث الغارة الأخيرة برسالة واضحة للغاية: الرئيس جوزيف بايدن معنيٌّ تماماً بالتحرك لحماية جنود الولايات المتحدة وقوات التحالف. وفي الوقت نفسه، تصرفت الإدراة الأميركية بصورة متعمدة وحازمة، تهدف إلى تهدئة التصعيد على الموقف بأكمله في شرق سوريا وفي العراق». ما التفكير وراء الهجوم الأميركي الأخير، وهل سوف يؤدي فعلاً إلى خفض التصعيد وتهدئة حدة المواجهة مع إيران في المنطقة؟

كنت قد وجَّهت الأوامر بشن كثير من الضربات، بصفتي قائداً عسكرياً على مدار سنوات خدمتي في القوات البحرية الأميركية، غير أنَّ حالة واحدة منها هي الأكثر أهمية بالنسبة لي. وكان ذلك في أواخر صيف عام 1998، ضد أحد معسكرات التدريب التابعة لتنظيم القاعدة في باكستان، وذلك عندما كنت قائداً قتالياً بحرياً في المجموعة القتالية الضاربة المرافقة لحاملة الطائرات لينكولن. وجاء الهجوم انتقاماً لتفجير السفارات الأميركية في شرق أفريقيا آنذاك. وفي حين أنَّ صواريخ توماهوك الموجهة قد دمَّرت الهدف المقصود فإنها أخطات في اغتيال عدد من قادة تنظيم «القاعدة» المهمين. ولقد سمعنا عن تنظيم «القاعدة» مرة أخرى في هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) لعام 2001، وكنت على وشك أن أكون بين القتلى في مبنى وزارة الدفاع الأميركية ذلك اليوم، إذ وقع الهجوم في مكان بالقرب من مكتبي على جانب المبنى الذي اصطدمت به الطائرة.

كانت الضربة التي شنتها القوات تحت إمرتي في عام 1998، مثل تلك التي شنتها القوات الأميركية يوم الخميس الماضي في سوريا، من حيث اتصافها بالملائمة، والمعقولة، والتنفيذ الجيد والضروري لإثبات أنَّ الإدارة الأميركية لن تتسامح أبداً مع الهجمات ضد جنودها الذين يخدمون في الخارج. ومع ذلك، فإنَّ ضربتي الأولى لم تردع تنظيم «القاعدة»، بل ربما أنَّها حفزت التنظيم الإرهابي على شن مزيد من الهجمات، تلك التي بلغت ذروتها في عام 2001. ومما يؤسف له، وكقاعدة عامة معروفة في العلاقات الدولية، أنَّ الهجوم الأول غالباً ما يسفر عن هجوم آخر. كان الإيرانيون يتسلقون سلم التصعيد بخفة ومرونة واضحتين. فلقد شنوا، أو هم أشرفوا، على شن الهجمات بالطائرات المسيرة ضد حقول النفط السعودية، ودعموا، ولا يزالون، المتمردين الحوثيين في اليمن الذين شنوا الهجمات الصاروخية بعيدة المدى ضد الرياض، ثم إنَّهم استولوا على كثير من سفن النقل التجارية، بما في ذلك ناقلة تابعة لكوريا الجنوبية لا تزال محتجزة عندهم حتى اليوم، وقد شجعوا ميليشياتهم في سوريا والعراق على مهاجمة القواعد والمنشآت العسكرية الأميركية هناك.

وإنَّهم مستمرون في شن الهجمات هنا وهناك، نظراً لأنَّهم يرزحون تحت وطأة العقوبات الاقتصادية الشديدة ويرغبون بشدة في الخروج من فوهتها الضيقة للغاية. وتشهد الأوضاع تفاقماً مستمراً بسبب الضغوط السياسية الداخلية في إيران والناجمة عن قرب موسم الانتخابات الرئاسية المقرر انعقادها في يونيو (حزيران) المقبل. ولا يعد فريق الرئيس بايدن غريباً عن استخدام القوة العسكرية في منطقة الشرق الأوسط. فلقد كان وزير الدفاع الأميركي الحالي، وهو الجنرال المتقاعد لويد أوستن، قائد القيادة المركزية الأميركية خلال الفترة التي شنَّت فيها وزارة الدفاع عدداً لا حصر له من الضربات العسكرية في المنطقة. كما شهد وزير الخارجية أنتوني بلينكين كلا طرفي المعادلة العسكرية الدبلوماسية في إدارة الرئيس الأسبق أوباما، أولاً بصفته مستشاراً للأمن القومي لنائب الرئيس بايدن آنذاك، ثم بصفته نائباً لوزير الخارجية فيما بعد. وكان بايدن، باعتباره نائباً للرئيس أوباما، في مكان يطلع منه على كثير من المناقشات بشأن استخدام القوة العسكرية من ليبيا إلى سوريا، وحتى الغارة التي أسقطت أسامة بن لادن زعيم تنظيم «القاعدة». وهم ليسوا غافلين عن تبعات مثل هذه الضربات العسكرية، وليسوا مفرطين في التفاؤل بشأن ما يتمخَّض عنها من نتائج على المدى البعيد.

ينبغي أن يكون واضحاً، سواء من واقع الهجمات الإيرانية على القواعد الأميركية وهذا الرد العسكري المتواضع، أن المسار أمام إيران سوف يكون معقداً ومشحوناً للغاية. ولقد قال كيربي، وهو أدميرال متقاعد وأحد أكثر المتحدثين الرسميين خبرة وكفاءة على الإطلاق في الصعود إلى منصة وزارة الدفاع الإعلامية، كل ما يمكن قوله من الكلمات الواصفة الصحيحة: «الرد الملائم»، و«التشاور مع شركاء التحالف»، و«الرسالة الواضحة للغاية». والرسالة التي جرى إرسالها بسيطة للغاية: أوقفوا التصرفات الرعناء ودعونا نبدأ الحديث معاً.

* بالاتفاق مع «بلومبرغ»

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

أحد المنزوفة: عظة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي: دعونا الى مؤتمر دولي بسبب عجز السياسيين عن التفاهم والحوار و15 ألف شخص احتشدوا لدعم إعلان حياد لبنان

بكركي- 28 شباط 2021

"إيمانك أحياكِ ... لا تخف، يكفي أن تؤمن" (لو 8: 48 و50)

1.هذه اللوحة الإنجيليّة هي مشهديّة إيمان دلّت على قدرته، عندما يسكن قلب الإنسان، ويتمّ التعبير عنه بالمسلك والموقف. فللمرأة المنزوفة التي لمست طرف رداء يسوع، إيمانًا منها أنّها تشفى من نزيف دمها المزمن، قال جهارًا أمام الجمع كلّه: "يا ابنتي، إيمانك أحياكِ، إمضي بسلام" (لو 8: 48). ولرئيس المجمع الذي بلغه خبر وفاة ابنته وهو في الطريق إلى البيت مع يسوع ليشفيها، قال يسوع: "لا تخف، آمن فقط، وابنتك تحيا" (لو 8: 50). بإيمان المرأة توقّف نزف دمها المزمن، وبإيمان يائيروس عادت الحياة إلى إبنته الصبيّة بعد موتها.

ما أقدر الإيمان وأفعله على قلب الله! إيمان صامت عند المرأة أوقف، بلمس طرف رداء يسوع، نزيف دمها الذي كانت تعاني منه منذ إثنتي عشرة سنة، وتنفق من مالها على الأطبّاء من دون جدوى. وإيمان ملتمس عند رئيس المجمع، ثمّ مصدّق لكلام الربّ، أحيا ابنته من الموت.

نصلّي في هذه الليتورجيا الإلهيّة كي يحي الله فينا هبة الإيمان المصحوبة بالرجاء والمحبّة. "فمن يؤمن يرجو، ومن يرجو يحبّ"، على ما يقول القديّس أغسطينوس.

2. نحيّي بيننا عائلة المرحوم الصحافيّ جورج بشير الذي ودّعناه منذ شهر ونصف مع إبنيه وشقيقيه وأنسبائه، ومع نقابة الصحافة اللبنانيّة ونقابة المحرّرين، والرابطة المارونيّة، ومستوصف سيّدة لورد في بلدة غدير العزيزة، فترك فيها كلّها صفحات غنيّة. نذكره وعائلته في هذه الذبيحة الإلهيّة، راجين له السعادة الأبديّة في السماء، ولأسرته وأنسبائه العزاء الإلهيّ.

كما نحيّي بيننا عائلة المرحوم سعيد يميّن الذي قُصف عنهم بوباء كورونا منذ حوالي الأربعين يومًا، وهو والد السيّدة ريتا زوجة المهندس سليم خوري اللذين يعاوناننا في مكتب راعويّة الزواج والعائلة التابع للدائرة البطريركيّة. وهما يتفانيان للغاية في هذه المسؤوليّة. وفيما نجدّد التعازي القلبيّة لزوجته وابنه وبناته وعائلاتهم نصلّي في هذه الذبيحة الإلهيّة لراحة نفس المرحوم سعيد.

ونحيّي أيضًا عائلة المرحوم يوسف بطرس عبّود الخوري الذي ودّعناه منذ ثلاثة أسابيع مع زوجته وأبنائه وإبنته وأنسبائه في بجّة العزيزة. مع تجديد تعازينا لهم جميعًا نصلّي في هذه الذبيحة الإلهيّة لراحة نفس فقيدهم المرحوم يوسف، ونسأل العزاء لعائلته.

3. إنّ المرأة المنزوفة شهدت بفعلتها لألوهيّة يسوع، ويسوع بشفائها أراد أن يشهد لإيمانها. وهكذا بشفائه إمرأة يراها الجمع، مكّنهم من رؤية لاهوته الذي لا يُرى. شهادة متبادلة، المرأة تشهد لألوهيّة يسوع، ويسوع يشهد لإيمانها. وهكذا بالنسبة إلى يائيروس، لقد آمن بألوهيّة يسوع القادر على إحياء إبنته من الموت، فكافأه يسوع بإحيائها لأنّه آمن بكلامه.

لقد تفوّق الإيمان العظيم على معالجات الطب وفنونه. وهذا تأكيد لنا ولكلّ مريض ومتألّم في جسده أو روحه أو معنويّاته أو كرامته، أنّ المسيح الربّ هو الشافي والمعزّي والمقوّي، والمتضامن معنا في آلامنا التي يعطيها قوّة خلاصيّة.

4. تبدأ هذه اللوحة الإنجيليّة بالقول أنّه "لمّا عاد يسوع إستقبله الجمع، لأنّهم جميعهم كانوا ينتظرونه" (لو 8: 40). من بين المنتظرين كان يائيروس والمرأة المنزوفة. إنتظراه بإيمان كبير بألوهيّته التي تتعدّى مظهره البشريّ. من الضروري أن نبحث نحن عنه بدورنا، فهو في حضور دائم بيننا بنتيجة قيامته من بين الأموات. يعلّم المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني "أنّ يسوع حاضرٌ دائمًا في كنيسته، وبالأخصّ في الأفعال الليتورجيّة. فهو حاضرٌ في ذبيحة القدّاس سواء في شخص الكاهن خادم هذا السرّ الذي يقدّم ذبيحة الربّ المقدّمة دمويًّا مرّة واحدة على الصليب، وأسراريًّا في الخبز والخمر المحوّلين إلى جسده ودمه. وهو حاضرٌ في كلامه، بحيث أنّه هو الذي يتكلّم عندما تقرأ الكتب المقدّسة في الكنيسة. وهو حاضرٌ عندما الكنيسة تُصلّي وتُسبّح الله، بحسب قوله:" إذا اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي، أكون أنا بينهم" (متى 18: 20؛ في الليتورجيا المقدّسة، 7). كما أنّه حاضر في الجائع والعطشان والعريان والغريب والمريض والسجين (راجع متى 25: 35-36). أجل، في هذا الحضور المتنوّع ينبغي أن نبحث عنه لنشفى من معاناتنا، ونشهد لمحبّته.

5. المسيح حاضر في وسط الجماعة وهو مصدر فرحها. هذا ما عشناه أمس السبت في الصرح البطريركيّ حيث إحتشد خمسة عشر ألف شخص، لدعم موقف البطريركيّة المطالبة المجتمع الدولي بإعلان حياد لبنان الإيجابيّ الناشط، لكي ينقيّ هويّته ممّا إنتابها من تشويهات، ويستعيد بهاءها، ولكي يتمكّن من القيام برسالته كوطنٍ لحوار الثقافات والأديان، وأرضٍ للتلاقي والعيش معًا بالمساواة والتكامل والإحترام المتبادل بين المسيحيّين والمسلمين، ودولة الصداقة والسلام المنفتحة على بلدان الشرق والغرب، ودولة الحريّات العامّة والديمقراطيّة السليمة. هذا الحياد يمكّن لبنان من تجنّب الأحلاف والنزاعات والحروب إقليميًّا ودوليًّا، ويمكّنه من أن يحصّن سيادته الداخليّة والخارجيّة بقواه العسكريّة الذاتيّة.

كما إحتشدوا لدعم المطالبة بعقد مؤتمر دوليّ خاص بلبنان برعاية الأمم المتّحدة، بسبب عجز الجماعة السياسيّة عندنا عن اللقاء والتفاهم والحوار وتشخيص المرض الذي شلّ الدولة بمؤسّساتها الدستوريّة وخزينتها واقتصادها وماليتها، فتفكّكت أوصالها، ووقع الشعب الضحيّة جوعًا وفقرًا وبطالة وقهرًا وحرمانًا. فكان لا بدّ للمجتمع اللبنانيّ الراقي والمستنير من أن يشخّص هو بنفسه أسباب هذا الإنهيار وطرق معالجته، بالإستناد إلى ثلاثة: وثيقة الوفاق الوطنيّ والدستور وميثاق العيش معًا، استعدادًا لهذا المؤتمر.

وقد شارك مئات الألوف في هذا اللقاء الداعم بواسطة محطّات التلفزيون والإذاعات والفيسبوك ووسائل الإتصال الإجتماعيّ، في لبنان والبلدان العربيّة وبلدان الإنتشار. فإنّا نحيّيهم جميعًا.

6. لقد رأينا بأمّ العين فرح المحتشدين، أثناء اللقاء وبخاصّة عند مغادرتهم، فيما قلوبهم ممتلئة رجاءً وشجاعة وأملًا، وشعلة الثورة إتّخذت وهجًا مغايرًا جديدًا.

وقرأنا على وجوههم، وقد أتوا من كلّ المناطق والطوائف والأحزاب، ارتياحهم وشعورهم بأنّ وجودهم في بكركي وجود في بيوتهم وبين أهلهم، وبأنّ الصرح البطريركيّ صرح وطنيّ لجميع اللبنانيّن. فعندما يأتون إليه، يشعرون بدفء العاطفة والطمأنينة لكونه المكان المميّز للحوار الصادق الذي تنيره الحقيقة الحرّة والمجرّدة.

7. إلى عناية الله، بشفاعة أمّنا مريم العذراء، نكل وطننا لبنان وكلّ شعبنا، ملتمسين للوطن الخلاص من أزماته، ولشعبنا إستعادة العيش بكرامة. للثالوث المجيد الآب والإبن والروح القدس الشكر والتسبيح الآن وإلى الأبد، آمين.

#البطريركية_المارونية #البطريرك_الراعي #شركة_ومحبة #حياد_لبنان #لبنان_الكبير #الراعي #بكركي #معك_لمجد_لبنان

 

المطران عودة: السياسة ليست طريقا إلى التحكم برقاب الناس وعلى المسؤول خدمة الشعب لا استغلاله

الأحد 28 شباط 2021

وطنية - ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، قداسا إلهيا في كنيسة مار جاورجيوس في المطرانية، بعد الانجيل، ألقى عظة قال فيها: "بعدما سمعنا الأحد الماضي مثل الفريسي والعشار، وتعلمنا أهمية التواضع وعاينا بشاعة الكبرياء، نسمع اليوم مثل الإبن الشاطر، أو الإبن الضال، الذي طالب أباه بحصته من الميراث، وذهب ليستمتع بملذات الحياة، فجاع بسبب ابتعاده عن البيت الأبوي، ولحاقه بالماديات والوقتيات الزائلة".

أضاف: "مع بداية فترة التهيئة للصوم الأربعيني المقدس، ترنم كنيستنا المقدسة ترتيلة: إفتح لي أبواب التوبة يا واهب الحياة، لأن روحي تبتكر إلى هيكل قدسك، آتيا بهيكل جسدي، مدنسا بجملته، لكن بما أنك متعطف نقني بتحنن مراحمك، تتبعها ترتيلة: سهلي لي مناهج الخلاص، يا والدة الإله، لأني قد دنست نفسي بخطايا سمجة، وأفنيت عمري كله بالتواني، لكن بشفاعاتك نقيني من كل رجاسة". تحمل هاتان الترنيمتان المعنى الأعمق للصوم، والذي تهيئنا له هذه الآحاد الأربعة. التواضع لا يكتمل إلا بوجهه العملي، أي بالتوبة والشعور بأننا قد عصينا الله ووصاياه، والعودة إليه بثقة تامة برحمته العظمى. هذا ما فعله الإبن الضال بعدما أفنى عمره بأدناس الجسد، ثم استفاق من سبات الخطيئة لا بل موتها، بعدما فقد كل شيء، وقرر العودة إلى والده، لا كإبن بل كعبد. ظن أن أباه سيتعامل معه مثلما تعاملت معه الخطيئة التي استعبدته، حين ظن أنه أصبح سيدا بامتلاكه الأموال، لكنه سرعان ما تحول إلى عبد للذاته التي أنفق أمواله عليها. رحمة الأب حررت الإبن من نير عبودية الخطيئة، فعاد، بواسطة التوبة، إبنا يتمتع بكامل صفات البنوة، وكان ميتا فعاش".

وتابع عودة: "يقول الآباء القديسون إننا، لو فقدنا الكتاب المقدس بأكمله، ولم يبق لدينا سوى مثل الإبن الشاطر، لكان ذلك كافيا لندرك مدى محبة الله للبشر. يظهر لنا هذا المثل كيف يتصرف البشر تجاه الرب، مطالبين إياه دوما بما يغتنون به، وعندما يحصلون على مرادهم ينسون الرب. مع هذا، تبقى محبة الله غير متبدلة تجاه خليقته، مهما فعلوا، فيقبلهم مجددا عندما يعودون إليه، مهما كان سبب عودتهم ومهما كانت خطيئتهم. إن عطف الله واستقامته وصلاحه وطول أناته لها غرض واحد هو قيادتنا إلى التوبة. يقول الرسول بولس: أم تستهين بغنى لطفه، وإمهاله، وطول أناته، غير عالم أن لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة (رو 2: 4). الله يحتملنا رغم أننا نحيا في التهاون ولا نحسب لوجوده أي حساب، ويطيل أناته علينا، لكي يأتي بنا إلى التوبة، كونه يريد خلاصنا. الله لا يريد أن يهلكنا كما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم "لأنه لو شاء ذلك لما كان أخبرنا عن طريق الخلاص، ولكان تركنا نعيش كما يحلو لنا، فنذهب أخيرا إلى الهلاك".

وأردف: "لقد أسس الرب سر التوبة والإعتراف، وسلمه لتلاميذه، وقد وصل إلينا عبرهم. أسس الرب هذا السر قبل أن يفتدينا بدمه على الصليب، لأنه يعرف أن الإنسان يجنح نحو الخطيئة، لذا أمن لنا طريقا للعودة، لكننا نتناسى وجوده أيضا. التوبة هي ركيزة الوصايا وجوهرها. صحيح أن هناك عدة وصايا، إلا أن جميعها موجود في التوبة. يقول القديس غريغوريوس بالاماس: "يوصينا الله بالتوبة. فكما أن الله، عندما خلق الجبلة الأولى ووضعها في الفردوس، لم يعطها عدة وصايا، إنما وصية واحدة فقط، وقد عصت هذه الجبلة الوصية، هكذا بعد السقوط يعطي الله البشر وصية واحدة هي التوبة". يستحيل أن يبغض الإنسان أو يتكبر أو يحقد وهو في حالة التوبة، كما يستحيل ألا يكون مسالما وألا يساعد الآخرين. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: "إعترف واذرف الدموع وتب وما تبقى أهبك إياه أنا من خيراتي". يتفق الكتاب المقدس والآباء جميعا على أن الإنسان لن يعاقب ولن يهلك لأنه خاطئ، فالله يعلم ذلك وقد أتى ليخلصنا. سيعاقب الإنسان لأنه لم يتب في الوقت الذي يمنحه الله فيه الغفران والخلاص".

وقال: "مؤسف ومحزن أن يتعامى إنسان عن واجبه وعن مشيئة الله. أقول هذا فيما يعاني وطننا أزمة لم يعرف مثيلا لها في تاريخه، لكن المسؤولين فيه يتجاهلون الواقع المرير، ويعتمدون تدميرا ممنهجا لمفهوم الدولة، بتقويض ثقافة الديموقراطية فيها، وعدم احترام الدستور، وابتكار أسس جديدة تتماشى مع مصالحهم وتلبي طموحاتهم. الشعب يعاني من الوباء المتفشي، ومن البطالة والجوع والعوز وهم يتنافسون على الهيمنة وتحصيل المكاسب وتقاسم منافع السلطة. ويطالعوننا بشعارات ومحاضرات عن مكافحة الفساد واستعادة الحقوق وتحقيق العدالة. ألم يسمعوا أن المواطنين يريدون استرجاع حقوقهم منهم، واسترجاع السلطة منهم، لأن اللبنانيين شبعوا شعارات ووعودا، ويدركون أن الفساد لا يحارب بالشعارات والخطابات إنما بالأفعال، وأن حقوق المسلمين وحقوق المسيحيين تكون بإعطاء اللبنانيين حقوقهم، وإعادة أموالهم دون تمييز بينهم، وببناء دولة قوية عادلة لا تميز بين مواطن وآخر بغض النظر عن دينه وطائفته وانتمائه. حقوق اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين، تكون في بناء إقتصاد متين، وتطبيق الإصلاحات الضرورية من أجل إنقاذ الدولة، وتحديث إدارتها، وتطهيرها من كل مستغل وفاسد، وفي تحصين القضاء، وإبعاد سلطة السياسيين عنه. لقد طالبنا منذ أسبوعين بانتفاضة القضاء على السياسة، فإذا بالسياسيين ينقلبون على القضاء ويمعنون في غيهم". أضاف: "الكارثة التي حلت بالعاصمة كانت كبيرة جدا، وخلفت مئات الضحايا والجرحى وآلاف البيوت المنكوبة. ألا يحق للمواطن أن يطلب تفسيرا؟ ألا يحق لذوي الضحايا أن يطالبوا بالحقيقة؟ وأن يتوخوا تحقيقا شاملا واضحا لا يميز بين المذنبين ولا يتستر على أحد؟ ألا يحق لهم أن ينادوا أن لا كبير أمام القانون، وأن موقع أي مسؤول ليس أغلى من دم أبنائهم؟".

وتابع عودة: "من حق المفجوعين بفلذات أكبادهم أن يعرفوا الحقيقة. من حقهم ومن حق أهل بيروت المقهورين أن يعرفوا من كان سبب الفاجعة التي ألمت بهم. من حقهم أن يعرفوا من استقدم المواد التي فجرت بيوتهم وأبناءهم، ومن وافق على تخزينها في المرفأ سبع سنوات دون أن يؤنبه ضميره، أو من تغاضى عن تخزينها، ومن قصر في اتخاذ الإجراءات أو تحمل المسؤولية. لقد استبشروا خيرا عندما عين محقق عدلي استشفوا من سلوكه عناد في العمل من أجل كشف الحقيقة، لكن خيبة الأمل لم تتأخر إذ أبى من استدعوا من السياسيين إلى المثول أمامه الاستجابة لطلبه مستظلين حصانتهم، وكأن الحصانة درع لحماية المذنب، أو كأن المركز، مهما علا، حصن له. ألا يخجل السياسيون من الإختباء وراء حصاناتهم؟ وأين حصانة المواطن المجروح أو المنكوب؟ أما البريء فلا يهاب شيئا. ولكي يعاقب السياسيون القاضي الذي تطاول على حصاناتهم أقصوه، وكأن الحقيقة تقف عند خطوط حمراء لا يجوز تجاوزها. إن غابت العدالة في بلد انهار، لأن غياب القضاء العادل المستقل، يعني غياب المحاسبة. عندها تغيب الحقيقة والإصلاح ومكافحة الفساد، وتسود الفوضى، وتعم شريعة الغاب. هل يعاقب قاض قام بواجبه؟ هل يعقل السكوت عن بركان على كتف العاصمة، فجرها وفجر أهلها؟ بعدما ضاع كل الوطن هل تريدون تضييع الحقيقة؟ أملنا أن لا يخشى المحقق الجديد إلا ربه، وأن لا يجعل الصغار فدية عن الكبار. وطوبى للقاضي العادل الذي يحكم بالحق ولا يسخر ضميره مقابل مركز أو رشوة. أما إذا لم يتمكن القضاء اللبناني من الوصول إلى الحقيقة، فلا نلومن اللبنانيين إذا تطلعوا إلى الخارج".

ولفت الى أن "السياسة ليست طريقا إلى الشهرة أو الثروة أو التحكم برقاب الشعب وجني المكاسب، بل هي عمل شاق ومتعب، لأنه يستنفد طاقات العقل والجسد من أجل الخدمة والخير العام. إن من اختار العمل في الوزارة أو النيابة أو في أية وظيفة عامة هو موظف عند الشعب، واجبه خدمة الشعب لا استغلاله. لكن العمل في الحقل العام عندنا هو باب للاسترزاق واستغلال النفوذ والتحايل على الدستور وعلى القوانين، وإلا كيف دخلت المواد المتفجرة إلى المرفأ، ولماذا تمييع التحقيق؟ ولماذا يتم تعطيل المؤسسات؟ ولم لم تشكل حكومة وعدنا بها منذ أشهر وما زالت في غياهب المجهول؟".

وقال: "في العالم الراقي يستقيل المسؤول بعد فاجعة بحجم انفجار المرفأ، أو بعد خطأ أو تقصير أو فضيحة، أو عند عجزه عن القيام بواجباته الوطنية. ألا يحرقكم دم الطفلة ألكسندرا، والشاب الياس، ودماء رجال الإطفاء، ودماء الممرضات وكل ضحايا الانفجار المجنون؟ ألا يخجلكم منظر أحياء بيروت المدمرة؟ ألا يقض مضاجعكم أنين اللبنانيين؟ تتلهون منذ شهور بجدالاتكم العقيمة، ومطالبكم وشروطكم، والبلد ينهار. هل فقدتم إنسانيتكم؟ أليس في صدوركم قلوب تخفق وتتألم وتدمى؟ عودوا إلى ضمائركم إن كان هناك من ضمير. عودوا عن أخطائكم. توبوا إلى ربكم.الإنسان، حين يتوب حقا، يشعر بالسعادة التي أحس بها الإبن الضال عندما استقبله والده بفرح عظيم وذبح له العجل المسمن. هل يرفض أحد سعادة كهذه ويعود إلى ذل استعباد الخطايا؟ طبعا، تكمن الصعوبة في الخطوة الأولى التي على الإنسان القيام بها نحو الإعتراف بخطيئته، تماما مثلما حدث مع الإبن الأصغر في مثل اليوم، إلا أنه لما تجرأ على العودة عاد سيدا".

وأضاف: "سبب عذاب الإنسان ومأساته استعماله حريته بشكل خاطئ، مريدا أن يؤله ذاته ويتمرد، ويأخذ ما يستطيع من الله مستعملا إياه حسب رغبته ومشيئته، وفي النهاية يصيبه الذبول. الله ينتظر بشوق ومحبة، لأنه يحب خليقته ويريد خلاصها، لكنه يحترم حرية الإنسان ويتركه يتحرك بحرية تامة، وبعد أن يمر الإنسان بصعوبات كثيرة، قد يعود إلى ذاته كما فعل الإبن الشاطر، إلا أن هذا لا يحدث دائما.

كل منا هو شاطر أو ضال إلى حين مجيء الساعة التي يرجع فيها إلى ذاته متذكرا نوعية الحياة بجانب الآب وبعيدا عنه. عدة أمور كانت لتعيق الإبن الشاطر عن العودة، أولها الخجل. فقد رحل بوقاحة بعد أن طالب بحصته من الميراث ولم يقم اعتبارا لأبيه، فكيف يعود؟ عندما يرجع الإنسان إلى ذاته يتذكر أن الله رحوم وعطوف وصالح وغفور يقبل الخطأة عندما يتوبون ويرجعون. لكن العودة يجب أن تكون بلا كبرياء أو تذمر أو تبرير للذات، بل بتواضع وإيمان.الإبن الأكبر لم يرحل مثل أخيه، لكنه لم يكن قرب أبيه حبا به، كما لم يشعر بمحبته وحنانه. محزن أن تكون ملاصقا لنبع المحبة دون أن تشعر به. الإبن الأكبر لم يغادر، وفي الوقت عينه لم يرغب في عودة أخيه وتذمر من معاملة الأب له. الأب لم يغضب من الولدين، بل قبل الصغير، وشرح للكبير، كل ذلك تم مع احترام حرية كل منهما، فدخل الضال إلى الفرح، أما الذي كان أصلا يتمتع بالفرح فأخرج نفسه خارجا بسبب عدم محبته لأخيه".

وختم عودة: "دعوتنا اليوم أن نثق بمحبة الله الواسعة، وبرأفته العظيمة. علينا ألا نخجل إذا سقطنا، بل علينا الإسراع في العودة بتوبة حقيقية وتواضع، والله سيكون منتظرا إيانا بشوق. علينا ألا ندع اليأس يحبسنا خارج فرح البيت الأبوي. إن أبواب الفردوس مفتوحة دائما أمام الجميع، وكل منا حر في العودة والدخول، أو في الخروج. لنتذكر دوما قول الآباء أن القديسين هم الخطأة التائبون، ولنسع إلى القداسة سائرين في طريق التوبة، آمين".

 

شرح لعبر ومفاهيم ورسائل احد النازفة

الأب سيمون عساف/28 شباط/2021

إنّه الأحد الثالث من زمن الصوم، ومعه نقترب تِباعا من ميناء الخلاص ويوم القيامة.

• في الرسالة الثانية إلى أهل قورنتوس، نصغي إلى مار بولس يدعونا لتحويل كلّ حزنٍ في حياتنا إلى فرصةٍ للتوبة الصانعة للخلاص.

• أما في الإنجيل، فيحدّثنا لوقا البَشير عن حزنين تحوّلا إلى فرحٍ يوم وُضِعا بين يدي يسوع بإيمان جاعِلا المنزوفة تشفى والراقدة تقوم!!

نحن مدعوون إذاً، للتأمُّل في مدى الرجاء الساكن فينا وفي مدى إيماننا بقدرة الله المحرّرة والمخلّصة! فلنعلم اننا سنؤدس حسابا عن اعمالنا، صلوا.

في قراءة هذا الأحد نَرَى الجُموع التي تُرَحِّب بِهِ وَلطالما انتظروه... وسط هذه الحشود يَحدُثُ طَلَبٌ وَاختِلاس:

رَئيس المَجمَع  يَسهَر على تَطبيق الشّريعة ومَنزوفة التي تَنفيها الشّريعة

رَئيس المَجمَع الذي يَرتَمي على قَدَمَي المُعَلِّم لِيَطلُب أمام الجَميع شفاء ابنته المُشرِفَة على المَوت المنزوفة تُدَبدِبُ على الأرض، لِتَلمُس طَرَف ثَوب المُعَلِّم

إبنة اثنَي عَشْرَةَ سَنَة تَموت (مَوتٌ ظاهِر)... يَستَعجِل المُعَلِّم وسط الزّحمَة نَحوَ بَيتِها إبنَة تَموت مُنذُ اثنَي عَشرَة سَنَة (مَوت مَخفي) استفادت من هذا الإستعجال وسط الإزدِحام لتلمس طرف ثوبه

إبنَةٌ مَحبوبة طاهِرَة (الجميع يقرعون صدورهم لوفاتها) إبنة منبوذة نَجِسَة (لم يرها أحد ولم يحسبوا لوجودها حسابا

ولكن:)

- فيما يُعلِن يَسوع لرئيس المجمع أنّ الإيمان هو الأساس لتحيا الصبية، كانت المنزوفة مُفعَمَة بالإيمان وقد أتت لتأخذ الحياة

- فيما يَسوع ذاهب لإعطاء الحياة للصبية الميتة، خرجت المنزوفة بحياة جديدة

- فيما كان يسوع يُعلِن الكَلِمَة حصلت المَنزوفة على مُبتَغاها (يا ابنتي، إيمانُكِ خَلَّصَكِ فاذهَبي بِسلام)، كانت كَلِمَة يَسوع هِيَ الواهِبَة الحَياة (يا صَبِيَّة، قومي).

ونحن:

- كَيفَ نَعيش إيماننا؟ هل بالشريعة التي تفصل بين النَجِس والطاهِر؟ أم التي تَجمَع الجَميع في كنف الكَلِمَة الشّافِيَة، كَلِمَة المَحَبَّة؟ هَل نُدرِك أنَّنا هَياكِل الله على ما جاء في رسالة القدّيس بولس التي تتلى على مَسامِعِنا اليَوم؟

- إنَّ الإرتِماء على القَدَمَين ليس فقط للتّوَسُّل، بَل للتَّتَلمُذ... فَلِمَن نتتلمذ فنرتمي على قَدَمَيه؟ للمُعَلِّمين الكَذَبَة الذين تَكَلَّمَ عَنهُم بولس الرَّسول؟ أم للمُعَلِّم الأوحَد الذي يُحيي الفرح والرَّجاء بِكَلِمَتِهِ؟

- ما هُوَ المَوت الذي يَضرب نُفوسنا وداخِلنا؟ هَل نُخفي مَوْتَنا وَخَطيئَتنا مُعتَقِدين أنَّها غَير قابِلَة للشِّفاء؟ أم نَحمِل الثِّقَةَ وَالإيمان بِأنَّ يَسوع يَحمِل لنا الشِّفاء مَهما كانت خَطايانا؟ هَل نَحزَن بخَطيئَتِنا، أم نَبتَحِج لأنَّنا خَطَأة مَغفورٌ لَنا وَمَدعوون لِنَأتِي إلى المُعَلِّم وَنَأخذ الغُفران الذي يَهَبهُ لَنا بالإعتراف؟

- هَل نُعَوِّل على رَأي النَّاس بِنا لِنَشعُر بِبُنُوَّتنا للآب؟ أم نَتَّكِل فقط على رحمة الآب التي تَغسِل الأدران، ظاهِرَةً كانت أم مخفِيَّة؟

هَل للكَلِمَة –للكتاب المُقَدَّس- مَكان في حَياتنا؟ هَل نُؤمِن بالقوّة الشِّفائِيَّة التي تحملها الكَلِمَة لِنُفوسِنا؟ هَل نَفهَمها وَنَتَشَرَّب مِنها لِتَبرَأ نُفوسنا ونَعود إلى الجماعة شُهود لها، ذائِعين للخلاص، مُشَدَّدين بالإيمان والرَّجاء، مُفعَمينَ بالمَحَبَّة؟

من لمسني

صبيّة في عمر كورد يتفتح، علامة نضوج الحياة فيها، نراها تموت، في وقتٍ كانت المرأة النّازفة تبحث عمّن يوقف دفّق الدم الخارج عن نطاقه الطبيعيّ.

– الأولى ترقد على رجاء قيامةٍ لم تُختَبَر بعد. والثانية حيّة لكنّها منساقة نحو موتٍ حتميّ تبحث عن شفاء.

– الأولى إبنه أهل الوعد و"الشّعب المختار" قد ماتت، والثانية إبنة الشعوب الاُمَمِيّة، لم تحصل على عهد المصالحة بعد.

– الأولى تمثّل أورشليمنا الشخصيّة التي حسبناها ملكنا فتملّكنا عليها وأغلقنا، فهجرها الإيمان والرّجاء، ومات الحبّ فيها.

والثانية تمثّل الآخر في البشرية جمعاء، التي ما زالت تسير باحثةً عن خلاصٍ حقيقي وتتمنّى لو تصل إليه فتلمس "هدب" ثوبه، فتحصل على النعمة، وتستريح.

– في الأولى، نجد أنفسنا اليوم في غيبوبةٍ روحيّة عميقة تلبس الموت في كفنٍ أبيض يتحرّك متباهيًا إنّما دون حياة... وفي الثانية توقٌ للشفاء من مرضٍ مجهول الهويّة، يُشعِر غالبيتنا بغصّة في الأعماق، وبحاجةٍ إلى شيءٍ ما لا نستطيع تحديده لملء فراغٍ مخيف، يبحث كي يتعرّف إلى صاحب ذاك الثّوب المنير الشّافي، صاحب طريق الإيمان والحياة.

أنفقت... ولم تُشْفَ

كم ننفق من أوقاتنا وأموالنا باحثين عن دواءٍ لشفاءِ جراحاتنا وانكساراتنا النفسيّة الّتي ترمينا في نزيف العفن الدّاخليّ، والدموع القلبيّة المريرة، والألم الممزِّق لأحاسيسنا؟

قد لا نضَيِّع فرصةً توهمنا بالسعادة والحياة الهنيئة إلاّ ونركض وراءها كي نستقرّ، فتصطادنا هي بدل أن نصطادها، وتعمّق الأسى فينا بدل الطمأنينة والسّلام، فيبقى النزف مستمرًا، مضعِفًا فينا الحبّ والفرح إلى أن نموت فيه، إلاّ إن جدّينا ولمسنا ثوب الحبيب. ربّما نُماثِل المرأة النازفةِ في لمس الهدب من الخلف خجلاً من مواجهة الحبيب، وخوفًا من أسئلةٍ ننتظر: "كنت أبحث عنك، أين كنت طوال السنين الماضية؟ لِما لم تأتني إلاّ متأخّرًا؟...." ولكن أيًا من كلّ تلك الأسئلة لن يطرح علينا ولن يعاتب، مهما تأخّر وقت لمسنا لثوبه؛ جُلَّ ما يريده، أن نُقبِلَ إليه واثقين ننتزع منه الشفاء، فيُسَرّ ويفرح لفرحنا!

يريدنا أن نكون ذا رجاءٍ وإيمان كي ينسكب كلّ الحبّ فينا، شافيًا النفس منّا قبل الجسد. هو الوحيد القادر أن يعيد لنا بهاء صورته وهو الوحيد الّذي يعيد لنا ذاتنا المفقودة في النزيف.

يا لعظمة يسوع! هو العالم بمشكلة تلك المرأة، فكيف يشير إلى ما فعلته في العلن فاضحًا أمرها؟

إن غصنا في باطن تلك المرأة، ورغم ظاهرها المرتعب، نرى هناك ما يتراقص مع نغمات القلب فرحًا ويقول:" أنا هي تلك الّتي كانت مائتة النفس وعاشت. أنا هي تلك الّتي كانت فاقدة القيمة والمكانة بين الأهل والنّاس. أنا تلك الباكية بصمتٍ والمنازعة بالآهات المخنوقة في حنجرة الحياة. أنا هي ! وليس سِواي!"

أمّا بسؤاله هذا وكأنّه أعطاها أمام الجموع كلِّها، صكّ براءةٍ من المرض وشهادة تفيد بنجاحها الإيمانيّ في استعادة كلّ ما فقدته في كلّ مكانٍ وزمانٍ ومع أي كان!

هذا هو يسوع، هذا هو الحبّ المنسكب حتّى الرمق الأخير... أفلا يستحقّ منّا الإيمان العظيم، هذا الّذي طلب أن يكون لنا منه مقدار "حبّة الخردل"؟

 

الخارجية استنكرت الكلام في حق سفيرة سويسرا ودعت وسائل الاعلام الى توخي الدقة

الأحد 28 شباط 2021

وطنية - علقت وزارة الخارجية والمغتربين  في بيان، على ما صدر في أحد الحوارات على شاشة محطة تلفزيونية بحق سفيرة سويسرا مونيكا شموتز كيرغوتس وتناولته وسائل التواصل الاجتماعي، ودعت وسائل الاعلام الى "توخي الدقة لدى تناول مواضيع تخص الديبلوماسيين والى عدم التطاول والتهجم على سفراء وممثلي الدول والمنظمات المعتمدين لدى لبنان خلال قيامهم بواجبهم الدبلوماسي، بخاصة بالنسبة لما تم تداوله عن سفيرة سويسرا التي تقوم بنشاطاتها الديبلوماسية بكل احترام من أجل تعزيز وتقوية علاقات بلادها بلبنان، وهي تمثل أيضا دولة صديقة للبنان، تربطه علاقات تاريخية من التعاون والاحترام المتبادل معها".

وشددت على "أهمية التقيد بالاصول والاعراف في ما يخص علاقات لبنان الدبيلوماسية، في هذه الظروف التي يحتاج فيها لبنان الى دعم المجتمع الدولي ومؤازرته". وبهذه المناسبة، أكدت الوزارة "حرصها على حسن تطبيق المعاهدات الديبلوماسية والأصول والاعراف ذات الصلة"، وذكرت بما نصت عليه تلك المعاهدات لجهة "ضرورة التحفظ وعدم الدخول في سجالات داخلية، والتزام الأصول في حصر التواصل عبر القنوات الرسمية".

 

أحمد قبلان: الحياد في زمن الاحتلال الاسرائيلي وداعش خيانة والمؤتمر الدولي إذا كان بنسخة سايكس بيكو فنحن ضده

الأحد 28 شباط 2021

وطنية - رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن "الأزمة الوطنية بلغت حد الاشتباك الخطأ والتوصيف الخطأ، وسط انهيار وسقوط مروع سببه معروف ومصدره معروف للبنانيين"...مشيرا إلى أن "سيادة لبنان تمر بدولة مواطنة لا دولة طوائف، وإعلان بعبدا أراد عزل لبنان عن المنطقة لا المنطقة عن لبنان، ولبنان يقع على خط زلزال يستبيح الإسرائيلي عبره البحر والجو فضلا عن البر، والعجز بالقدرات الدفاعية للجيش الوطني اللبناني سببه واشنطن وخطوط تل أبيب الحمراء، وتحرير لبنان تم بالشهداء وليس بقرار 425، والقرار 1701 إنما استجلب الجيوش على لبنان وليس على الطرف المحتل من الأرض، ومن دفن وثيقة الوفاق الوطني القوة الدولية المهيمنة التي تريد لبنان دولة بلا سلطة أو قوة". وأكد في بيان، أن "من يريد تثبيت الكيان اللبناني يقبل بدولة مواطنة، وبرأس تنفيذي واحد لا برؤوس وطوائف، وتجديد النظام الديمقراطي يبدأ بانتخابات نيابية شعبية بعيدا من القيد الطائفي، والحياد في زمن الاحتلال الإسرائيلي وداعش ليس وطنيا، بل أعتقد أنه ما زال خيانة. كما أن الحياد في زمن حرائق المنطقة واضطراباتها أيضا ليس وطنيا، بل ليس لصالح البلد والسيادة والقرار الوطني. ولبنان كما هي الحال في فلسطين وحرائق سوريا وليبيا واليمن والعراق وغيرها ضحية الجلاد الدولي وليس العكس".

وتابع: "أما قوة التوازن فإنها تمر جبرا بإلغاء الطائفية السياسية المقيتة، وبسط سلطة الدولة من الناقورة للعاقورة يحتاج دولة شعب بلا قيد طائفي، لا دولة طوائف وجدران، والدفاع عن لبنان وظيفة القرار السياسي أولا، ثم القرار العسكري، إلا أن تاريخ مجازر صبرا وشاتيلا والدبابات الإسرائيلية التي سيجت المقار الكبرى للدولة له تفسير آخر، وقرار السلم والحرب لا ينتظر جمعية خيرية أو تسول في الأمم المتحدة، بل ينتظر قوة وطنية يحسب لها الإسرائيلي ألف حساب، لأن زمن الفرقة الموسيقية انتهى إلى غير رجعة".

ولفت إلى أن "شرعية السلاح مصدره التحرير ومنع العدوان وحماية الوطن، وليس الشعارات والدعايات. والسلام المفقود سببه واشنطن وتل أبيب ولعبة الأطلسي، وليس من بذل ويبذل فلذات الأكباد لحماية السلام والوطن، وشهداء التحرير شهداء الجميع لأنهم شهداء الحرية والسيادة والاستقلال وليس قتلى شوارع، ومن لا يملك قوة الدفاع عن السلام سيظل طيلة الدهر محتلا كما هي الحال مع القدس وبيت لحم ومعلولا وفلسطين وغيرها"... مؤكدا أن "الخيار الكبير سلام لبنان والمنطقة وليس القتال إلا إذا كان القتال ثمنا للسلام، أما العيش المشترك الذي نؤمن به في لبنان فهو دين وعقيدة وخيار، وواقع لبنان الجغرافي يلزمه بصداقة الجار لا المحتل. والمؤتمر الدولي إذا كان بنسخة الصين فنحن معه، أما إذا كان بنسخة سايكس بيكو وبلفور وحلف الراغبين، فنحن ضده ولن نفرط بذرة من سيادة وقرار لبنان".

وختم قبلان: "بكركي رمز شراكة وطن وعيش مشترك وسلم أهلي كانت وما زالت وستظل ما دام لبنان".

 

عطالله: تحرك أمس أقل من عادي على المستوى الشعبي

الأحد 28 شباط 2021

وطنية - شدد النائب جورج عطالله على أن "دور بكركي وطني مرجعي جامع يجب الحفاظ عليه"، واصفا تحرك أمس ب "أقل من عادي على المستوى الشعبي". وفي حديث الى برنامج "لقاء الأحد" عبر "صوت كل لبنان 93,3"، أكد أن "مواقف البطريرك الراعي متقدمة جدا على صعيد تأييد مواقف التيار الوطني الحر والتقاطع معها"، محذرا من "استغلال البعض لهذه المواقف للإيحاء بأن هناك سعيا لتدويل القضية اللبنانية أو استهدافا لرئيس الجمهورية". واعتبر أن "تقزيم هذا الخطاب على قياس بعض الطروحات السياسية يؤدي إلى افقاده معناه الوطني". ورأى أن "الانقلاب على رئاسة الجمهورية بدأ قبل 17 تشرين بهدف افشال المشروع الإصلاحي"، لافتا الى أن "المنظومة التي حكمت لبنان على مدى ثلاثين عاما لا تريد لهذا العهد أن ينجح". وإذ أعلن أن التواصل والتشاور بين بكركي وميرنا الشالوحي مستمر ولم ينقطع يوما، أشار الى أن التيار "يتحضر لبعث رسائل إلى 14 دولة لمطالبتها بمساعدة لبنان في موضوع الأموال المهربة إلى الخارج". وعن الملف الحكومي، أكد عطالله عدم قدرة سعد الحريري على تشكيل الحكومة "طالما هو ينتظر مباركة السعودية"، منتقدا موقف الرئيس نبيه بري في موضوع تشكيل الحكومة "بعدما حصل على ما كان قد طالب به من حقائب ووزارات". وشدد على أن "المعادلة واضحة لجهة التعطيل الخارجي، لأن لبنان ليس أولوية بالنسبة للدول"، معتبرا أن "رئيس الجمهورية يملك الحق الدستوري والميثاقي بالمشاركة في تأليف الحكومة الجديدة ولا يمكن التعاطي معه بفوقية". وقال عطالله إن "تعنت الرئيس المكلف بحكومة من 18 وزيرا مريب، ويهدف إلى ضرب التمثيل الدرزي"، مشيرا الى أن هناك "أزمة ثقة كبيرة بين رئيس الجمهورية والحريري.

 

إميل لحود ردا على جعجع: نفتخر بعلاقتنا بالمقاومة

الأحد 28 شباط 2021

وطنية - رد النائب السابق إميل لحود في بيان، على كلام رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في الذكرى ال 27 لتفجير كنيسة سيدة النجاة، وقال: "سمعنا من سمير جعجع كلاما تعرض فيه للرئيس السابق العماد اميل لحود، لجهة علاقته بسوريا والمقاومة، وهي علاقة لم نخجل بها يوما، على عكس علاقاته في ماضيه وبعض حاضره". وأضاف لحود: "نفتخر بعلاقتنا بالمقاومة التي حررت لبنان من الإسرائيلي الذي تعامل معه جعجع وراهن عليه، وحمت لبنان من الإرهاب ولولاها، ولولا سوريا وروسيا، لكان أبو بكر البغدادي يجول في لبنان، وربما يقيم خيما في معراب، ولكان جعجع، الذي يفاخر بالبزة الزيتية، يضع لفة على رأسه وخنجرا على وسطه رافعا شعار فليحكم الإخوان". وتابع: "أما عن العلاقة مع سوريا، فقد سبقنا جعجع بسنوات إليها، وزار القرداحة، ولم نكن حينها نعرف مسؤولا سوريا. ولكن الفرق بيننا أننا نثبت على تحالفاتنا ومبادئنا، أما هو فحول نفسه الى واش لدى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على من يفترض أنه صديقه، أي سعد الحريري". وأبدى لحود أسفه على "استخدام جعجع كلاما يدغدغ مشاعر المسيحيين، بينما المطلوب في هذه المرحلة الترفع عن الخطاب الطائفي الذي أسهم في إيصال البلد الى ما وصل إليه. ولكننا نذكر من فقد الحكمة التي لقب بها، كما غيره من أصحاب الذاكرة الضعيفة، بأنه في عهد الرئيس لحود كان لبنان بألف خير، وكان المجرم في السجن والفاسد خارج السلطة". وختم: "كنا نتمنى على جعجع، بدلا من خطبه وتغريداته اليومية المتشابهة، أن يبذل جهدا في هذه المرحلة، معتمدا على علاقاته الحميمة مع أكثر من دولة خليجية، لتأمين لقاحات، أقله لمناصريه، فنسجل له نقطة بيضاء في مسيرته في مقابل الكم الهائل من النقاط السوداء التي، إن احتجنا للتذكير بها، لاحتجنا الى مجلدات لا الى بيان. لكن مشكلة الرجل أنه يفضل اللون الأسود، من تاريخه وجر".

 

الشيخ الغريب للراعي : بالله عليكم ..أي أرض حررتموها حتى تعودوا لتحرير الدولة؟

وكالات/ الأحد 28 شباط 2021

دعا الشيخ نصرالدين الغريب، في بيان، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وكل رؤساء الطوائف إلى "تحكيم العقل وتوحيد الكلمة والصف، فالهيكل إذا سقط سيسقط على رؤوس الجميع". وقال: "كنا ننتظر من مجد لبنان كما يقال، أن يأتي بجديد لحل الأزمة الوطنية العالقة وأن يكون خطابه توحيديا لجميع الأفرقاء، ويدعو إلى لقاء وطني جامع بعد التباعد الحاصل، وأن يسكت الأصوات الشاذة التي تدعو إلى الفيديرالية وتقسيم لبنان. كنا ننتظر كلاما صادرا عن الحكمة والعقل يبعد شبح الحرب الأهلية التي لم يتعلم بعض السياسيين من ويلاتها". أضاف: "ما يحصل من أزمات، لم يكن سببها رئيس الجمهورية ولا العهد، فالرئيس كان الرئيس الحكيم الذي يحافظ على لبنان ويبعد عنه الطائفية البغيضة باتفاقه مع سيد المقاومة، فقطع الطريق على من يصطاد بالماء العكر". وختم: "نرجو ألا تكون بكركي منصة لإطلاق الصواريخ على فئة معينة من لبنان، فهذا لم يزد الأزمة إلا تعقيدا، ولمن يطالب بالتدويل نقول: رأينا المؤتمرات الدولية وما نتائجها، فها هو القرار 425 الذي أخذه مجلس الأمن بالإجماع ولم تخرج إسرائيل من لبنان إلا بقوة السلاح. قيل إنهم حرروا الأرض وهم في صدد تحرير الدولة. بالله عليكم، أي أرض حررتموها حتى تعودوا لتحرير الدولة؟"

 

أرسلان: التدويل المطروح بحاجة الى إجماع بين اللبنانيين...و الغريب: لا للتقسيم لا للإنقسام ولا للتدويل

وكالات/ الأحد 28 شباط 2021

رأى رئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" طلال أرسلان في بيان، أن "الانقسام بين اللبنانيين يزيد بشكل كبير ومريب ... أزمات اقتصادية ومالية واجتماعية تطال المجتمع اللبناني بأكمله دون حسيب او رقيب ... الجوع بدأ يفتك بعائلاتنا من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب من دون تحريك ساكن ... هل أصبحنا في مجتمع لا يستحق الحياة ولا يستحق هوية وطنية واحدة تجمعه ... قلنا ونكرر بأننا في نظام ودولة تلفظ أنفاسها الأخيرة ولا حل بنظرنا الا بالمعالجة السريعة باعادة بناء الدولة على أسس وطنية مدنية جامعة نرفع عن كاهلها الانقسامات الطائفية المذهبية العنصرية البغيضة لحساب تعزيز روح المواطنة الحقيقية التي تقوم على أساس وحدة المعايير في الحقوق والواجبات بين المواطنين كافة ... على أسس جديدة في كافة المؤسسات الدستورية وغير الدستورية من قضائية وتشريعية وتنفيذية وإجرائية وإعلامية في البلد ...". وتابع: "بدورنا ندعو لحوار سريع وجدي وقريب تبحث فيه نقاط الضعف الحقيقية في إدارة بلدنا ولنسير جميعا على خط متواز بالتدقيق الجنائي ليعرف اللبنانيون أين ذهبت أموالهم ومدخراتهم وهذا حق طبيعي للناس يجب أن يعرفوه من دون تذاك وتحايل وذر الرماد بالعيون وتحويل المشكلة الى أماكن أخرى لا تليق بنا كلبنانيين ... واذا لم نقم بهذه الخطوات سريعا سيدخل لبنان الى المجهول ولن نعرف كيف سينتهي بنا الامر وبأية كلفة باهظة سنضطر الى دفعها عاجلا أم آجلا...".وختم أرسلان: "التدويل المطروح بحاجة الى إجماع بين اللبنانيين وإلا سيبقى مفخخا وسيزيدنا شرذمة وانقساما على حساب كل شيء وسنخضع الى المزيد من الحسابات الاقليمية والدولية التي سنكون رهينتها أكثر وأكثر وحساباتنا الداخلية ستختلف كليا عن حسابات الآخرين سنعرف كيف ندخل لكن لن نعرف كلفة وشكل الخروج منها".

غرّد الوزير السابق صالح الغريب عبر حسابه على "تويتر" قائلاً: "نأسف لما سمعناه بالأمس من خطاب تقسيمي يحاكي الأيام السوداء من تاريخ هذا الوطن، فكنا نأمل أن نسمع خطابا وحدويا وطنيا جامعا بعيدا عن الانقسامات والتدويل". وتابع: "إنصافاً للحقيقة، لم يستعد لبنان أرضه ومجده إلا بمقاومته التي طردت الاحتلال وهزمت داعش وحفظت كرامة الوطن". وختم بالقول: "لا للتقسيم لا للإنقسام ولا للتدويل، بل لحوار وطني جامع يحمي البلد وقدراته وشعبه ويجنبه الإنقسامات والحروب العبثية".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليوم  28 شباط و01 آذار/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

الياس بجاني/بالصوت والنص: تأملات وجدانية وإيمانية في مفاهيم عجيبة شفاء النازفة

http://eliasbejjaninews.com/archives/73024/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d8%ac%d8%af%d8%a7%d9%86/

 

أحد شفاء النازفة ونزفنا الإيماني القاتل/الياس بجاني/28 شباط/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/73024/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d8%ac%d8%af%d8%a7%d9%86/

 

The Bleeding Women’s Miracle: Faith & Hope/Elias Bejjani/February 28/2021
(John 6:68): “Lord, to whom would we go? You have the words of eternal life”

http://eliasbejjaninews.com/archives/36973/elias-bejjani-the-bleeding-women-faith-hope/

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 27 شباط /2021

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

http://eliasbejjaninews.com/archives/96435/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-985/

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/February 27/2021

#LCCC_English_News_Bulletin

http://eliasbejjaninews.com/archives/96437/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-february-27-2021/

 

الياس بجاني: ادعوكم لزيارة موقعي الألكتروني للإطلاع كل ما له علاقة بالتطورات اللبنانية باللغتين العربية والإنكليزية/ نشرات أخبار يومية ومختارات من التعليقات والتحاليل

Elias Bejjani/Visit My LCCC Web site/All That you need to know on Lebanese unfolding news and events

http://eliasbejjaninews.com/

 

أحد المنزوفة: فيديو ونص عظة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي: دعونا الى مؤتمر دولي بسبب عجز السياسيين عن التفاهم والحوار و15 ألف شخص احتشدوا لدعم إعلان حياد لبنان

Al-Rahi Salutes ‘Hundreds of Thousands’ who Backed His Stances

Maronite Patriarch, Cardinal Bechara Boutros Al-Rahi defends his position on holding international conference, neutrality

 http://eliasbejjaninews.com/archives/96512/%d8%a3%d8%ad%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b2%d9%88%d9%81%d8%a9-%d8%b9%d8%b8%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d8%af%d9%8a%d9%86%d8%a7%d9%84-%d9%85/

 

كلام السيد البطريرك/الكولونيل شربل بركات/28 شباط/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96493/96493/

 

ماذا تعني دعوة غبطة البطريرك الراعي الى مؤتمر دولي من أجل لبنان؟/مؤتمر دولي دون مشاركة اللبنانيين فيه!!/د. توفيق هندي/28 شباط/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96501/%d8%af-%d8%aa%d9%88%d9%81%d9%8a%d9%82-%d9%87%d9%86%d8%af%d9%8a-%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d8%aa%d8%b9%d9%86%d9%8a-%d8%af%d8%b9%d9%88%d8%a9-%d8%ba%d8%a8%d8%b7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a/

 

ثورة ١٧ تشرين هي الاصل وحراك بكركي ثمرة من ثمارها/د حارث سليمان/جنوبية/28 شباط/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96504/%d8%af-%d8%ad%d8%a7%d8%b1%d8%ab-%d8%b3%d9%84%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d9%a1%d9%a7-%d8%aa%d8%b4%d8%b1%d9%8a%d9%86-%d9%87%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b5%d9%84-%d9%88%d8%ad%d8%b1/

 

عن موقف بعض العلمانيين من البطريرك الراعي/د. منى فياض/28 شباط/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96509/%d8%af-%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d8%b9%d9%86-%d9%85%d9%88%d9%82%d9%81-%d8%a8%d8%b9%d8%b6-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%84%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84/

 

خطاب البطريرك الراعي االمنعطف، قراءة في مدلولاته/الخطاب هو دعوة  لانعطافة أساسية في مرحلة مأسوية لم تعد تسمح بواقع التلاعب بمصير اللبنانيين، هذا إن ما كان من مجال للتوارد الاخلاقي في هذه البلاد بعد اليوم.

شارل الياس شرتوني/28 شباط/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96498/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%ae%d8%b7%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b9/