المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 28 شباط/2021

اعداد الياس بجاني

  #elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews21/arabic.february28.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

الأحد الثالث من الصوم الكبير: أحد شفاء النازفة/”يا صبيّة، قومي”

 

عناوين تعليقات الياس بجاني

الياس بجاني/الخزي والعار للإسخريوتيين بيار الضاهر وعون وجبران وفرنجية والخاز وكل من يقول قولهم الملالوي

الياس بجاني/الخزي والعار لعون وباسيل وفرنجية والخازن وكل اسخريوتي خانع لإحتلال حزب الله الإيراني والإرهابي. البطريرك شخص المرض السرطاني الملالوي الوثح ووصف العلاج لإستئصاله

الياس بجاني/بيار الضاهر سارق تلفزيون المقاومة المسيحية LBC لم يتجرأ على نقل كلمة البطريرك الراعي يا للعار.اسخريوتي حقير

الياس بجاني/بالصوت والنص: تأملات وجدانية وإيمانية في مفاهيم عجيبة شفاء النازفة

الياس بجاني/أحد شفاء النازفة ونزفنا الإيماني القاتل

الياس بجاني/بيار رفول يؤكد المؤكد، والمؤكد هو أن عون وصهره وتيارهما الملالوي وكل ربعهما من الوادئع هم جنود في جيش ولاية الفقيه

الياس بجاني/درر زلمة عون المغوار بيار رفول/ بيار رفول زلمة عون يتنكر لكل البنود العشرة لإتفاق معراب بين عون وجعجع

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو ونص/كلمة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي في التجمّعِ الشعبيّ في بكركي

رسالة المجموعات السيادية إلى سيد بكركي دعماً لمواقفه الوطنية والخلاصية

بعد مواقف الراعي... تعليق لافت من السيد علي الأمين

من بكركي/مروان الأمين

الكورونا في لبنان اليوم: 42 وفاة و3100 إصابة جديدة

محطّاتٌ تلفزيونية لبنانيّة تَتَجاهت الحدث التاريخي في بكركريل "تحرّك بكركي"

صحيفة بريطانية: لبنان على حافة الإنهيار!

الأحرار: البطريركية تواجه بجرأة يفتقدها كثيرون

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 27/2/2021

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

المحور السوري-الإيراني يشن حملة شرسة على الراعي… وجعجع يحذر من الاغتيالات ويرفض مصادرة قرار السلم والحرب

“المجموعات السيادية”: “حزب الله” بات عبئاً على اللبنانيين …وجنبلاط: كفانا تشكيكاً بشأن التدويل

الراعي مقتنع بأنّ "الوصايات" أوصلت البلد إلى الإنهيار...بكركي تدقّ جرس "الإستقلال الثالث"

تعميم داخلي للتيار حول التظاهر في بكركي غدًا!

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

22 قتيلاً في غارات أميركية على ميليشيات إيران بسورية/بايدن لطهران: "لن تفلتوا من العقاب"

غارات أميركية بأمر من بايدن على «مواقع إيرانية» شرق سوريا/وزير الدفاع يتحدث عن «إفادة» من معلومات عراقية... ودمشق تُدين «العدوان»

السعودية: شراكتنا مع أميركا راسخة قوامها الاحترام المتبادل

السعوديةرفضت الاستنتاجات المسيئة بتقرير "الكونغرس"... وبايدن تعهد للملك سلمان جعل العلاقات الثنائية قوية وشفافة

حملة تضامن واسعة ضد استهداف المملكة من “الأراذل”

تأييد عربي لبيان الرياض وتشديد على أهمية دور السعودية في دعم الاعتدال والوسطية ونبذ العنف

رفض قاطع للمساس بسيادة المملكة وتأكيد محورية مكانتها الدولية

تل أبيب تتهم طهران بالهجوم على سفينة إسرائيلية في خليج عمان

طهران تعلن عن مفاعلين نوويين جديدين وإضافة 1000 جهاز طرد سريع وتهدد بإزالة كاميرات الوكالة الدولية

الفصائل العراقية تُهدد واشنطن برد قاس على هجمات سورية والتحالف الدولي يضع قواته في حالة تأهب

العراق: ذي قار تواصل الانتفاض... ومساعٍ لتأجيل الانتخابات إلى 2022

قتلى ومئات الجرحى خلال 5 أيام من المواجهات في الناصرية/حرق مبنى الحكومة المحلية... والمحتجون يصرون على إقالة المحافظ

السعودية تجدد إدانتها {الجريمة البشعة} ضد خاشقجي... وتشدد على {الشراكة} مع أميركا

مسيحيو العراق... حيرة بين البقاء والرحيل/لا يتوقعون أن تتمخض زيارة البابا عن تحسين أوضاعهم

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

“سبت بكركي” أدى غرضه قبل انعقاده؟/جورج شاهين/الجمهورية

إستفتاء وطني في بكركي... "معك يا سيّدنا ومع تحييد لبنان"/ألان سركيس/نداء الوطن

جنبلاط يحمّل "حزب الله" مسؤولية التعطيل/غادة حلاوي/نداء الوطن

كاهن إنجيلي مصري... آخر ضحايا العصابات في البقاع/لوسي بارسخيان/نداء الوطن

لماذا لن يتنازل الحريري؟/وليد شقير/نداء الوطن

كلام البطريرك... بطريرك الكلام/نديم قطيش/أساس ميديا

الراعي يحفر جبل الإستقلال الثالث/إيلي الحاج/أساس ميديا

مع بكركي، من أجل لبنان/هشام بوناصيف

البطريرك قائداً مسيرة الاستقلال الثالث/أحمد الأيوبي/أساس ميديا

“الحزب” متوجّس من إعادة تجربة صفير مع الراعي/رولان خاطر/الجمهورية

الضاحية وبكركي "على خط الزلزال"/عبدالله قمح/ليبانون ديبايت

سبت بكركي الكبير: حيوية سياسية استثنائية في المجتمع المسيحي/محمد أبي سمرا/المدن

الراعي مُجاهراً برفع الغطاء المسيحي عن حزب الله/قاسم مرواني/المدن

البطريرك يمسك جمرة المصير اللبناني/منير الربيع/المدن

يوم استعادة الدولة: محطات جميلة وعميقة المعاني برزت في خطبة البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي أمس، في يوم مشهود من تاريخ لبنان الحديث، وله ما له على مستوى المشرق العربي أيضاً./إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

القصة أقدم من خاشقجي/طارق الحميد/الشرق الأوسط

تقرير خاشقجي: انطباعات جوفاء بلا قيمة/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

أميركا والخصوصية الإقليمية: الدور الإيراني أنموذجاً/د. خالد بن نايف الهباس/الشرق الأوسط

ألمانيا... صحوة ضد الأصولية/إميل أمين/الشرق الأوسط

بايدن يروّض خامنئي بعقوبات ترمب؟/راجح الخوري/الشرق الأوسط

أميركا وبايدن: هل عادت الأوبامية؟/زهير الحارثي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

كلمة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي في التجمّعِ الشعبيّ في بكركي

الإنجيليون الأربعه/الأب سيمون عساف

قداس في كنيسة سيدة النجاة في ذكرى تفجيرها ووضع إكليلين على نصب الشهداء

العريضي: للتحاور مع الراعي في تفاصيل صرخته بدل التخوين

جعجع: ما فعلوه مع "القوّات" يحاولون تكراره مع الراعي

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

الأحد الثالث من الصوم الكبير: أحد شفاء النازفة/”يا صبيّة، قومي”

إنجيل القدّيس لوقا08/من40حتى56/لَمَّا عَادَ يَسُوع، ٱسْتَقْبَلَهُ الجَمْع، لأَنَّهُم جَميعَهُم كَانُوا يَنْتَظِرُونَهُ. وَإِذَا بِرَجُلٍ ٱسْمُهُ يَائِيرُس، وكَانَ رَئِيسَ المَجْمَع، جَاءَ فٱرْتَمَى عَلَى قَدَمَي يَسُوع، وَأَخَذَ يَتَوَسَّلُ إِلَيْهِ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَهُ، لأَنَّ لَهُ ٱبْنَةً وَحِيدَة، عُمْرُها نُحْوُ ٱثْنَتَي عَشْرَةَ سَنَة، قَدْ أَشْرَفَتْ عَلَى المَوْت. وفِيمَا هُوَ ذَاهِب، كانَ الجُمُوعُ يَزْحَمُونَهُ. وَكانَتِ ٱمْرَأَةٌ مُصَابَةٌ بِنَزْفِ دَمٍ مُنْذُ ٱثْنَتَي عَشْرَةَ سَنَة، وَلَمْ يَقْدِرْ أَحَدٌ أَنْ يَشْفِيَهَا. دَنَتْ مِنْ وَرَاءِ يَسُوع، وَلَمَسَتْ طَرَفَ رِدَائِهِ، وَفَجأَةً وَقَفَ نَزْفُ دَمِهَا. فَقَالَ يَسُوع: «مَنْ لَمَسَنِي؟». وَأَنْكَرَ الجَمِيع. فَقَالَ بُطْرُسُ وَمَنْ مَعَهُ: «يا مُعَلِّم، إِنَّ الجُمُوعَ يَزْحَمُونَكَ وَيُضَايِقُونَكَ!». فَقَالَ يَسُوع: «إِنَّ واحِدًا قَدْ لَمَسَنِي! فَإنِّي عَرَفْتُ أَنَّ قُوَّةً قَدْ خَرَجَتْ مِنِّي!». وَرَأَتِ ٱلمَرْأَةُ أَنَّ أَمْرَها لَمْ يَخْفَ عَلَيه، فَدَنَتْ مُرْتَعِدَةً وٱرْتَمَتْ عَلَى قَدَمَيه، وَأَعْلَنَتْ أَمَامَ الشَّعْبِ كُلِّهِ لِماذَا لَمَسَتْهُ، وَكَيْفَ شُفِيَتْ لِلْحَال. فَقَالَ لَهَا يَسُوع: «يا ٱبْنَتِي، إِيْمَانُكِ خَلَّصَكِ! إِذْهَبِي بِسَلام!». وَفيمَا هُوَ يَتَكَلَّم، وَصَلَ وَاحِدٌ مِنْ دَارِ رَئِيسِ المَجْمَعِ يَقُول: «مَاتَتِ ٱبْنَتُكَ! فَلا تُزْعِجِ المُعَلِّم!». وَسَمِعَ يَسوعُ فَأَجَابَهُ: «لا تَخَفْ! يَكْفي أَنْ تُؤْمِنَ فَتَحْيا ٱبْنَتُكَ!». وَلَمَّا وَصَلَ إِلى البَيْت، لَمْ يَدَعْ أَحَدًا يَدْخُلُ مَعَهُ سِوَى بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا وَيَعْقُوبَ وَأَبي الصَّبِيَّةِ وأُمِّهَا. وكَانَ الجَمِيعُ يَبْكُونَ عَلَيْها وَيَقْرَعُونَ صُدُورَهُم. فَقَال: «لا تَبْكُوا! إِنَّهَا لَمْ تَمُتْ. لكِنَّهَا نَائِمَة!». فَأَخَذُوا يَضْحَكُونَ مِنْهُ لِعِلْمِهِم بِأَنَّها مَاتَتْ. أَمَّا هُوَ فَأَمْسَكَ بِيَدِها وَنَادَى قاَئِلاً: «أَيَّتُهَا الصَّبِيَّة، قُومِي!». فَعَادَتْ رُوحُهَا إِلَيْهَا، وَفَجْأَةً نَهَضَتْ. ثُمَّ أَمَرَ بِأَنْ يُطْعِمُوهَا. فَدَهِشَ أَبَوَاها، وَأَوْصَاهُمَا يَسُوعُ أَلاَّ يُخْبِرَا أَحَدًا بِمَا حَدَث.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

الخزي والعار للإسخريوتيين بيار الضاهر وعون وجبران وفرنجية والخاز وكل من يقول قولهم الملالوي

*الخزي والعار لعون وباسيل وفرنجية والخازن وكل اسخريوتي خانع لإحتلال حزب الله الإيراني والإرهابي. البطريرك شخص المرض السرطاني الملالوي الوثح ووصف العلاج لإستئصاله

يار الضاهر سارق تلفزيون المقاومة المسيحية LBC لم يتجرأ على نقل كلمة البطريرك الراعي يا للعار.اسخريوتي حقير

 

الياس بجاني/بالصوت والنص: تأملات وجدانية وإيمانية في مفاهيم عجيبة شفاء النازفة

http://eliasbejjaninews.com/archives/73024/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d8%ac%d8%af%d8%a7%d9%86/

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني/تأملات وإيمانية في عبر ومفاهيم عجيبة شفاء النازفة/28 شباط/2021/اضغط هنا  للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/nazfa.elias16.wma

بالصوت/فورمات/الياس بجاني/تأملات إيمانية في عبر ومفاهيم عجيبة شفاء النازفة/28 شباط/2021/اضغط على العلامة في أسفل إلى يمين الصفحة للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/nazfa.elias16.mp3

 

أحد شفاء النازفة ونزفنا الإيماني القاتل

الياس بجاني/28 شباط/2021

“فالتفت يسوع فرآها وقال: ثقي يا ابنتي، إيمانك شفاك، فشفـيت المرأة من تلك الساعة”. (متى9/22)

http://eliasbejjaninews.com/archives/73024/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d8%ac%d8%af%d8%a7%d9%86/

من منا لا ينزف بقيمه وعلاقاته وممارساته وإيمانه وأسس ومفاهيم الرجاء في هذا الزمن “المحل” الذي ابتعدنا فيه عن تعاليم الإنجيل المقدس.

نعم ابتعدنا وانحرفنا وتخلينا عن القيم والمبادئ وانغمسنا في مجتمع استهلاكي أغرقنا دون رحمة وحدود وقيود في أفخاخ الأنانية الشيطانية وأصابنا بعاهة “الأنا” القاتلة التي أمست قبلتنا ومرادنا.

مؤسف أننا على مقاس نزوات هذه “الأنا” الخادعة والمضللة نفصل حياتنا، وعلى هداها ننسق تصرفاتنا، وطبقاً لرغباتها نجير أقوالنا وأنشطتنا وعلاقتنا مع الآخرين.

الأنانية القاتلة فككت أواصل العائلة التي هي حجر أساس الأوطان والمجتمعات، وغيبت عن قلوبنا وضمائرنا المحبة فحل الظلام في داخلنا ووقعنا في التجارب وانحرفنا عن طريق الخلاص القويم الذي رسمه لنا السيد المسيح بدمه من على الصليب.

خسرنا كل شيء لأننا خسرنا أنفسنا وتعامينا عن قول المعلم: “ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه”.

نعم وقعنا في فخاخ إبليس وفي تجاربه بسبب قلة إيماننا وبنتيجة انجرارنا الأعمى وراء مقتنيات الدنيا من مال ونفوذ وسلطة. لهذا نحن ننزف دون انقطاع في كل مرة نرتكب فيها الخطيئة التي هي الموت.

ننزف عندما لا نقاوم الشر ونغرق أكثر وأكثر في أطماعنا والشهوات.

ننزف عندما لا نحب ونغفر ونسامح ونعمل الخير ونصلي ونبشر بكلمة الرب وتعاليمه.

ننزف في عقولنا ووجداننا وقلوبنا عندما نبتعد عن الإيمان ونقع في التجارب.

ننزف عندما نرضى أن تستهوينا وتغرينا ملذات هذا العالم الترابي الفاني.

ننزف عندما لا نخاف الله في علاقاتنا مع بعضنا البعض ومع أولادنا وعائلاتنا.

ننزف عندما نبتعد هن جوهر المحبة التي هي الله والتي بأبهى صورها تتجسد ببذل الذات في سبيل الآخرين.

ننزف عندما نسمح لنزوات الطمع والحسد والجشع أن تتحكم في حياتنا.

ننزف عندما نعبد ممتلكات هذه الدنيا الفانية ونبتعد عن عبادة الله ونكفر بتعاليمه.

ننزف عندما لا نحافظ على دم الشهداء ولا نحترم تضحيات الذين قدموا أنفسهم قرابين على مذبح وطننا وشهدوا للحق ولم يتجابنوا.

ننزف لأننا نوالي قادة وسياسيين وأحزاب يتاجرون بمصيرنا ولقمة عيشنا ووطننا.

نزف لأننا قبلنا وضعية العبيد والأغنام ورضينا العيش في الزرائب.

وهل نسأل بعد لماذا تحول وطننا الغالي لبنان إلى ساحة حروب للآخرين وفقدنا استقلالنا وسيادتنا؟

لا خلاص لنا ولا وقف لنزفنا إلا بالتوبة والصلاة والصوم وعمل الكفارات. إن الرب غفور ومسامح ومحب يريد مساعدتنا ووقف نزفنا إن قصدناه وطلبنا منه الشفاء بتقوى وإيمان ورجاء كما فعلت المرأة النازفة.

الرب افتدانا بابنه الوحيد واعتقنا من نير عبودية الخطيئة الأصلية ودلنا على طريق الخلاص، لكنه ترك لنا إما خيار السير عليه لإدراك البيت التي شيده لنا في ملكوته حيث لا وجع ولا عذاب ولا بغض، أو الضياع والإبتعاد عن هذا الطريق وسلوك مسالك الشر حيث يكون المنتهي في الجحيم حيث البكاء وصريف الأسنان والنار التي لا تنطفئ والدود الذي لا يهدأ.

في هذا الأحد دعونا نأخذ العِّبر من إيمان المرأة النازفة فنقوي إيماننا وثقتنا بالله وبقدرته وبمحبته وبنعمة المغفرة التي يعطيها لمن يسعى منا إليها صادقاً وتائباً “هو الذي يغفر جميع آثامك ويشفي جميع أمراضك” (مزمور 103: 3)

لنصلي من أجل خلاص وطننا الغالي لبنان، ومن أجل وقف النزف الذي أصاب مؤسساته، ومن اجل قادته إلى طرق الإيمان والعدل والشهادة للحق.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

http://www.eliasbejjaninews.com

رابط الموقع الألكتروني

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

بيار رفول يؤكد المؤكد، والمؤكد هو أن عون وصهره وتيارهما الملالوي وكل ربعهما من الوادئع هم جنود في جيش ولاية الفقيه

الياس بجاني/25 شباط/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96371/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d9%8a%d8%a7%d8%b1-%d8%b1%d9%81%d9%88%d9%84-%d9%8a%d8%a4%d9%83%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a4%d9%83%d8%af%d8%8c-%d9%88%d8%a7%d9%84/

من يعرف بيار رفول ومدى ذوبانه الكلي فكراً ومنطقاً ونطقاً ومساراً ومصيراً ومواقف وممارسات بشخص ميشال عون يدرك جيداً بأن هذا الرجل هو عملياً لسان عون الحقيقي، وبالتالي هو لا ينطق بكلمة واحدة غير مُلقم به بالكامل من صنمه المعبود ميشال عون.

من هنا لا بد من أخذ ما قالة بيار رفول اليوم لإذاعة صوت المدى بجدية تامة عن أن عون وتياره هما في محور المقاومة وكذلك لجهة تقديسهم لثلاثية “مقاومة وجيش وشعب”.

هنا تعود بنا الذاكرة إلى اليوم الذي وقع فيه عون وجعجع على ورقة نوايا معراب حيث طل بيار رفول في التالي للتوقيع عبر تلفزيون ال “او تي في” ليعلن بأن التيار العوني لم يُغير شيء في قناعاته وهو موجود في موقعه التحالفي مع حزب الله ولم يتنازل مقابل توقيعه الورقة على شيء وأن جعجع هو من جاء ليلتحق بالتيار وليس العكس.

كلام بيار رفول، أو بالأصح رسالة عون عبر كلام بيار تؤكد المؤكد، والمؤكد اقوالاً وافعالاً واجندات سلطوية هو أن عون وصهره وتيارهما وكل الودائع من حولهما هم 100% جنود في جيش ولاية الفقيه ولا علاقة لهم لا بلبنان ولا بكل ما هو لبناني على كافة المستويات وفي كل المجالات.

 في اسفل تعليقي المنشور على موقعي بتاريخ 25 كانون الثاني/2016 الذي تناولت فيه مقابلة لبيار رفول مع ال “أو تي في” بتاريخ 25 كانون الثاني/2016 (رابطها في اسفل) الذي أكد من خلالها تمسك عون بتحالفه مع حزب الله وبثلاثية المقاومة والجيش والشعب عقب توقيع ورقة نوايا معراب.. واليوم يكرر رفول مواقف عون كما كانت وكما لا تزال.

 

اضغط هنا لمشاهدة مقابلة بيار رفول بتاريخ 25 كانون الثاني/2016 وما كتبته تعليقاً على محتواها في نفس التاريخ

http://eliasbejjaninews.com/archives/35752/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%84%d9%8a%d8%b3-%d9%85%d8%b1%d8%a8%d9%83%d8%a7%d9%8b%d8%8c-%d8%a8%d9%84-%d9%85%d9%86-%d8%b1/

 

درر زلمة عون المغوار بيار رفول/ بيار رفول زلمة عون يتنكر لكل البنود العشرة لإتفاق معراب بين عون وجعجع

الياس بجاني/25 كانون الثاني/2016

http://eliasbejjaninews.com/archives/35752/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%84%d9%8a%d8%b3-%d9%85%d8%b1%d8%a8%d9%83%d8%a7%d9%8b%d8%8c-%d8%a8%d9%84-%d9%85%d9%86-%d8%b1/

من يريد أن يتثقف سياسياً ووطنياً ومسيحياً ويعرف محاسن ورقة عون-جعجع، العشرية، ولكن بالمقوب فوقاني وتحتاني، ننصحة وعن جد ما يفوت الفرصة ويتمتع بمشاهدة مقابلة المغوار بيار رفول، زلمة عمنا الجنرال، على قناة معلمه، ال او تي في.

وأيضا وللمزيد من التثقيف الملالوي والمقاوماتي ننصح بمشاهدة مقابلة الفيلسوف الأسدي والمنظر الممانعاتي ايلي الفرزلي على تلفزيون الجديد.

عن بيار رفول وعن عنترياته فحدث ولا حرج، أما أهم ما طرحه هذا المغوار الفذ من أسئلة خلال اطلالته الميمونة السؤال التالي: “ما هي خطيئة العماد عون”؟ هذا الطوباوي والراهب الزاهد بالمال والسلطة!!

الجواب يا شيخ بيار وباختصار يقول: “إن العماد عون هو الخطيئة بذاتها وبشحمها ولحمها”. ويا ألف رضا على الخطيئة مقارنة معه ومع رزم هرطقاته والأوهام.

أما عن ذنوب عونك يا شيخ بيار، وعوننا سابقاً، فهي رزم وشوالات من الأكياس الصفراء والحمراء وما بينهما!!

والرب حاميك وراعيك وحامي جنرالك “الطوباوي” و”السابقنا بالتفكير” “وبالإصلاح والتعتير والتفجير”، والله يكون بعوننا من عوننا الفجور والتعتير والطروادية، نحن الموارنة، وكمان يكون بعوننا من أمثالك ومن أمثال كل من هم من خامتك المغوارية والبوقية.

الرفول البطل والعوني ال غير شكل، وخلال اطلالته الميمونة وبوقاحة وغباء واستكبار ونفخة صدر فارغة من غير “الفجور”، أصر على الإبقاء على ثلاثية العهر، “جيش شعب ومقاومة”، وأكد 100% على حتمية انتصار الأسد خلال 6 أشهر، واعتبر أن الجيش اللبناني عاجز، وأكد استمرارية التصاق جنراله بعباءة حزب الله ومقاومته، وأفاض بشرح محاسين وطوباوية عونه الناسك، ولم يترك موضوعاً وشئناً وطنياً إلا وافاض تنظيراً بأمره عونياً وملالوياً واصلاحياً مع لفحة تشويق بكتم الأسرار التي يعرفها هو ولا يرغب بافشائها الآن!!

ضروري على كل من هلل لترشيح د. جعجع للنائب عون أن يشاهد المقابلة “الرفولية” “والمقاومتية” ليعرف في أي سراب ووهم هي غارقة المصالحىة المستنكرة. الرفول تنكر بوقاحة لكل البنود العشرة لإتفاق معراب بين عون وجعجع.

اضغط هنا لمشاهدة مقابلة بيار رفول بتاريخ 25 كانون الثاني/2016

http://eliasbejjaninews.com/archives/35752/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%84%d9%8a%d8%b3-%d9%85%d8%b1%d8%a8%d9%83%d8%a7%d9%8b%d8%8c-%d8%a8%d9%84-%d9%85%d9%86-%d8%b1/

 

دعون للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك. Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link o enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو ونص/كلمة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي في التجمّعِ الشعبيّ في بكركي

موقع بكركي الألكتروني/السبت 27 شباط 2021

Maronite Patriarch Beshara el-Rahi: International Conference Calls Meant to Face Coup Situation/Naharnet/February 27/2021

Mgr Rahi : « Lorsque certaines personnes se rangent du côté d’un axe régional, les guerres éclatent, l’Etat se divise alors que l’essence de l’entité libanaise indépendante est la neutralité/ANI/Samedi 27 Fevrier 2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96464/%d9%83%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d9%83%d9%84%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d8%af%d9%8a%d9%86%d8%a7%d9%84-%d9%85%d8%a7/

 

رسالة المجموعات السيادية إلى سيد بكركي دعماً لمواقفه الوطنية والخلاصية

27 شباط/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96441/%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ac%d9%85%d9%88%d8%b9%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%b3%d9%8a%d8%af-%d8%a8%d9%83%d8%b1%d9%83/

صاحب الغبطة والنيافة.

ليسَ صدفةً ان يَحُجَ اللبنانييون الى هذا الصرح الوطني الجامع.

كُلنا يعلم علم اليقين, نضال بكركي وبطاركتها في الدفاع عن الكيان والسيادة.

ليس بريئاً ان تُخوَنْ بكركي عند المطالبةِ بالسيادةِ الوطنيةِ، وتُحارب عند وقوع المحظور.

- بكركي هي البطريرك عريضة مقاوم في زمن المجاعة والطغيان.

- بكركي هي البطريرك الحويك المُناضل لخيار لبنان الكبير.

- بكركي هي البطريرك صفير مكرس الطائف والاستقلال الثاني.

اما اليوم بدعوة سيدها لمؤتمر دولي, فقد نشهد لها ولبطريركها الراعي حمايته صيغة العيش المشترك ونهائية الكيان ونضاله من اجل حياد لبنان.

فمًجدُها ليس منةً من أحدٍ، ولم يعطَ لها بالتراضي، بل انتزعته عن حق يوم تكلمت باسم كُل اللبنانيين، وليس باسم جماعة طائفية او مذهبية, فاستحقت "مجد لبنان".

فلكل احتلال بطريركه بكركي التي ترفض الاستقواء. والتحالف والتواطُوء مع هذا أو ذاك على حساب لبنانيين آخرين . كما ترفض حكم الأكثريةً أو الأقليةً انما تقاتل دفاعاً عن كرامة لبنان وكل اللبنانيين.

نحن هنا نقف خلفكم ضد كل من تسول له نَفسَهُ التجروء على هذا الصرح الوطني، لكل أحرار لبنان وسيادييه.

ونعلن أننا معكم في كل مباداراتكم المُتعاقبة واخرها دعوتكم لمؤتمر دولي، لتحريرالشرعية اللبنانية من الوصاية "الايرانية" وهيمنة السلاح غير الشرعي.

هذا السلاح الارهابي الذي يتحكم بكل لبنان, والذي اسقطه في المحاور الخارجية, مما قضى على هويته ورسالته الحضارية. سلاح حزب الله الانقلابي الذي اطاح بلبنان كُلِهِ وفَرَضَ خطوطَهُ الحمراء من مخيم نهر البارد وصولاً إلى شبكة الاتصالات ناهيك عن فرض الفراغات الدستورية وتعطيل المؤسسات بقوة السلاح، ونفذ الاغتيالات التي شق بها طريق دخوله إلى حياة لبنان واللبنانيين حاملاً ثقافة الموت بمواجهة ثقافة الحياة. لقد أصبح هذا الحزب عبئاً على اللبنانيين ، بعدما صار مكشوفاً بتغطيته للفساد والمُفسدين ، وحزب نيترات الأمونيوم التي قتلتنا ودمرت بيروت.

السلاح الذي سخروسيطرعلى القضاء لخدمة اهدافه.

سلاح المعابرغيرالشرعية الذي دمر اقتصادنا وعَيشنا.

السلاح الذي وضعنا في مواجهة مع الشرعية العربية وقرارات الشرعية الدولية الضامنة لسلم وسلامة لبنان واللبنانيين. مما ادى الى عزلنا عن العالم. لذلك تطبيق القرارات الدولية لا سيما 1559 / 1680 / 1701 هو واجب وليس خيارا استنسابيا.

اما للمنتقديين والمتهجمين على هذا الصرح وطروحاته، "نفذوا اولا" التزاماتكم , لجهة تحييد لبنان وتطبيق الدستور ووثيقة الوفاق الوطني.

سيدنا...

إن مبادراتكم هي طوقُ نجاة شعب ووطن ودولة.

ونشد على اياديكم التمسك بها لإعادة لبنان الى حضنه العربي والدولي تحت سقف القانون وبشروط الدستور لمواجهة دويلة ولاية الفقيه. وهذه أولويات وطنية جامعة لإستعادة سيادة لبنان وقراره الحر واعادته على الخارطة الدولية والثقافية والصحية والسياحية والاقصادية.

إن معركة تحرير لبنان من الوصاية الإيرانية وسلاح حزب الله غير الشرعي لا تُخاض إلا بثلاثية ذهبية ترتكز على العيش المشترك والحياد والانفتاح بشروط الدستور حصراً. وهنا نستشهد بكلام مُثلث الرحمات البطريرك صفير يوم قال " قُتِلنا وقاتلنا وتقاتلنا" حتى وصلنا إلى إتفاق الطائف الذي يشكل ضمانة للجميع ومع الجميع, رافضين الاطاحة به او تعديله لمصلحة موازين القوى الداخلية والخارجية.

نعم لسيادة واستقلال لبنان

نعم للبنان الرسالة والحرية والتعددية الثقافية.

نعم للبنان "شركة ومحبة".

 

بعد مواقف الراعي... تعليق لافت من السيد علي الأمين

تويتر/27 شباط/2021

علّق العلاّمة السيّد علي الأمين على كلمة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي اليوم السبت، خلال الحشد الشعبي الداعم لمواقفه. وكتب العلاّمة الأمين على حسابه عبر "تويتر": "مواقف البطريرك الراعي عن حياد لبنان وسيادة الدولة وحصرية السلاح فيه، تعبّر عن مصلحة اللبنانيين بكل طوائفهم، بما في ذلك الطائفة الشيعية، التي لا تختلف في تطلعاتها إلى قيام دولة المؤسسات والقانون، عن تطلعات بقية الطوائف اللبنانية".

 

من بكركي

مروان الأمين/27 شباط/2021

كما شكل نداء المطارنة ٢٠٠٠ شرارة تحرير لبنان من الإحتلال السوري، يشكل خطاب اليوم شرارة تحرير لبنان من الاحتلال الإيراني.

١- بعد انهيار معظم القوى السياسية، ذميين أو مستسلمين أو عاجزين، امام حزب الله،

٢- وبعد ما تسببت به منظومة الفساد والسلاح من انهيار اقتصادي وسرقة للمدخرات وتفجير لبيروت وتهديد للكيان واستمرارية وجود لبنان،

٣- وبعد أن تراجع وهج الثورة التي كانت تعبر عن غضب اللبنانيين وآمالهم بالتغيير، واكتفت بان تكون حالة إعتراض، وفشلت في تقديم رؤية جدية بديلة لمشروع حزب الله والمنظومة الحاكمة،

أخذت بكركي المبادرة من خلال طرح "الحياد والمؤتمر الدولي"، الحياد لإنهاء السلاح، والمؤتمر الدولي لتطوير النظام السياسي وتثبيت نهائية الكيان وإعادة إنتاج سلطة تحمل مشروع إصلاحي انقاذي.

طرح بكركي هو الطرح الوحيد الذي يشكل بديلاً لمشروع حزب الله ومنظومة السلاح والفساد... هذا الطرح هو امتداد لدور بكركي التاريخي في حماية فكرة وجود لبنان.

غريب أمر بعض اليسار و"العلمانيين جداً"

منفاخر بمواقف السيد هاني فحص والسيد محمد حسن الأمين والسيد علي الأمين والشيخ محمد مهدي شمس الدين، وما منذكر ضحايا النظام السوري الا ومنذكر معهم المفتي حسن خالد... بس عندهم اعتراض ع طرح سياسي يصدر عن البطرك حتى لو كان بيتوافق مع رأيهم.

ع أساس إعجابنا بالشخصيات المذكورة كونهم ناشطين بيئيين، والمفتي خالد قُتِل لانه اختلف مع السوريين ع اول أيام عيد الفطر!!!

كفى سطحية وتفاهة

 

الكورونا في لبنان اليوم: 42 وفاة و3100 إصابة جديدة

وزارة الصحخة العامة اللبنانية/27 شباط/2021

أعلنت وزارة الصحة العامّة في تقريرها اليومي حول مستجدات فيروس كورونا اليوم السبت عن "تسجيل3100 إصابة جديدة بكورونا ( 3079 محلية و21 وافدة) ليصبح العدد الإجمالي للإصابات 372775".

ولفتت الوزارة في تقريرها، إلى تسجيل "42 حالة وفاة جديدة، وبذلك يصبح العدد الإجمالي للوفيات 4652".

 

محطّاتٌ تلفزيونية لبنانيّة تَتَجاهت الحدث التاريخي في بكركريل "تحرّك بكركي"

المنسقية/السبت 27 شباط 2021      

تجاهلت المحطات التلفزيونية التالية الحدث التاريخي الذي شهدته بكركي اليوم: "المنار، LBCI ،OTV ،NBN"، بينما تولّت النقل المباشر قناتي الـ"MTV" و"الجديد".

 

صحيفة بريطانية: لبنان على حافة الإنهيار!

الإندبندنت"‏‎ ‎البريطانية/السبت 27 شباط 2021 

نشرت صحيفة "الإندبندنت"‏‎ ‎البريطانية تقريرا بعنوان "انفجرت بيروت قبل ستة أشهر، ولبنان ‏الآن على حافة الانهيار"، مشيرة إلى أن البلاد ذاهبة إلى الانهيار الشامل والتام. وذكرت الصحيفة أن "البلاد تتّجه نحو الانهيار التام، بينما ترزح تحت وطأة أزمة ثلاثية ‏الأطراف: "في أعقاب الانفجار الذي ترك مساحات شاسعة من العاصمة تحت الأنقاض، وزيادة ‏غير مسبوقة في حالات الإصابة بفيروس "كورونا" التي طغت على نظام الرعاية الصحية، ‏وانهيار مالي دفع أكثر من نصف البلاد الّتي يبلغ عدد سكانها 7 ملايين نسمة إلى ما دون خط ‏الفقر"‏.‏ وأوضح التقرير أن "اقتصاد لبنان يرتبط ارتباطا وثيقا باقتصاد سوريا المجاورة التي مزقتها ‏الحرب، والتي تعتمد بشكل كبير على القطاع المصرفي اللبناني"، لافتا إلى "اضطرار الحكومة ‏الموقتة في البلاد، إلى فرض حظر تجول لمدة 3 أسابيع ونصف الأسبوع على مدار الساعة، ‏وهو أحد أصعب عمليات الإغلاق في العالم، لمحاولة وقف انتشار فيروس "كورونا". لكن غياب ‏برامج الدعم المالي القوية، أثار مظاهرات جوع في جميع أنحاء البلاد وفي أفقر مدينة في لبنان، ‏طرابلس، حيث اندلعت اشتباكات دامية بين المحتجّين وقوات الأمن". وبيّن التقرير أنه "على الرغم من إتمام إصلاحات جزئية فقط في بيروت بعد الانفجار، تكافح ‏الحكومة وسط نقص العملة الأجنبيّة اللازمة لشراء الإمدادات، كما أصبح المستشفى الآن مرفقا ‏رئيسيا لعلاج مصابي فيروس "كورونا"، واكتظ بهم"، مركزة على أن "الغضب من عدم وجود ‏إجابات، ورد الفعل السيء للحكومة في أعقاب الانفجار، الذي شهد قيام المواطنين بعملية ‏التطهير، أديا إلى احتجاجات على مستوى البلاد العام الماضي أسفرت عن استقالة الحكومة ‏بأكملها"‏. وخلص التقرير إلى أنه "بعد ستة أشهر، لا زالت الأحزاب اللبنانية الحاكمة غير قادرة على ‏الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة، الأمر الذي ترك البلاد في مأزق سياسي وعَرقل إيصال ‏المساعدات الخارجيّة؛ وتعثّر التحقيق في الانفجار منذ 17 كانون الأوّل الماضي"‏.

 

الأحرار: البطريركية تواجه بجرأة يفتقدها كثيرون

السبت 27 شباط 2021 

وطنية - أكد حزب الوطنيين الأحرار أن "البطريركية ليست فقط مارونية، فهي وطنية وحرة وسيادية، وتواجه بجرأة يفتقدها الكثيرون".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 27/2/2021

وطنية/السبت 27 شباط 2021

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

تحت راية الدعوة الى مؤتمر دولي لإنقاذ لبنان وحياده، منصة وطنية لبنانية رسولية، نصبها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عصر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، وأطلق منها مجموع المواقف الصاروخية الواردة في عظاته الست والثلاثين منذ السادس من تموز الماضي وحتى الآن، مثلما أطلق عبرها ورود الشراكة والمحبة والحرية، وبنود رفض الحالة الانقلابية على الدولة، ونشيد تحرير لبنان- الدولة بعدما حررنا لبنان- الأرض.

وفي الوقت نفسه، شرع الراعي أبواب الصرح، أمام الجميع للتضافر والتضامن والعمل معا من أجل لبنان الرسالة وتلاقي الحضارات، لبنان- الوطن لجميع أبنائه اللبنانيين هنا وفي بلاد الانتشار، لبنان السيد الحر المستقل وال10452 كلم مربع بحدوده النهائية، لبنان الدولة الواحدة، لا لبنان الذي تنضوي فيه أكثر من دولة.

السؤال الآن: ماذا بعد السبت 27 شباط 2021؟، ماذا بعد خطاب البطريرك الراعي، أمام آلاف المحتشدين من حراك مدني ومستقلين ومناصرين للأحزاب التي تؤيد دعوته الى مؤتمر دولي وحياد لبنان، ماذا بعد خطاب الراعي الذي ألقاه في حضور عدد من مشايخ من الطوائف الإسلامية؟، خصوصا أن ما ورد في الخطاب يوضح ما يريده الراعي من خلال الدعوة الى مؤتمر دولي.

وفي سياق ما أراد توضيحه، ورد ما يطمئن الجميع و"حزب الله" ضمنا وأولا. وكذلك حمل تشديدا على رفض تزوير دور لبنان وهويته الحضارية والتاريخية، مشيرا الى أن حيادية لبنان واردة في كل مواثيقه، أقله منذ 1920 مرورا بال1943 وامتدادا الى اتفاق الطائف الذي حالوا دون تطبيق دستوره، وقد استغلوا ثغراته بطريقة سلبية.

كلام الراعي تناول كل الأوضاع السياسية والمالية والاقتصادية والمعيشية المتردية والمزرية، والمؤسسية والكيانية الصعبة، مثلما تناول وبطريقة ثورية، دعوة الناس الى عدم السكوت، على كل ما يصادر القرار الوطني، وعلى عدم تأليف الحكومة، وعلى السلاح غير الشرعي. وعلى مسرى الطبقة السياسية وكل الأوضاع المتدهورة.

إنما البطريرك، مد اليد للجميع من أجل إنقاذ لبنان الوطن والدولة. والآن نكرر السؤال، لا بل الأسئلة: ماذا بعد خطاب الراعي المدوي؟.

نبدأ النشرة من الخطاب الشامل للبطريرك الراعي في بكركي، أمام آلاف المحتشدين، مكررا الدعوة الى عقد مؤتمر دولي من أجل لبنان وتحييده.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

دولار شباط "ما عليه رباط"، فماذا عن آذار؟ هل ستسعر حطباته الكبار نار الدولار أكثر؟

هي ساعات تفصل عن انتهاء مهلة الثامن والعشرين من شباط المحددة للمصارف، بهدف رفع رأسمالها وتأمين نسبة 3 بالمئة من السيولة في المصارف المراسلة، فماذا سيحمل الأسبوع المقبل من تطورات؟، وهل سنشهد تراجعا في سعر دولار السوق السوداء مع انتهاء هذا الإستحقاق؟، وماذا عن عمليات التقليص المحتملة لأعداد المصارف؟، وما مصير أموال المودعين؟.

في الواقع تتزاحم الأسئلة من دون سعر صرف رسمي لها، وتراكم الأزمات من دون حلول مستدامة لها، فيما لا تقريش لكل المساعي المبذولة لتشكيل الحكومة، لا سقف يحد حتى الآن من ارتفاع سعر الدولار، ولا قاع للإنهيار الذي يتفشى كسرطان.

بعد إشكالية رسالة "التيار الوطني الحر" الى الفاتيكان، استبق "التيار" موقف بكركي اليوم بالتأكيد على أنه يشارك البطريركية المارونية هواجسها في حماية الوجود، وسعيها الى إلى تثبيت الشراكة، مشددا على رفض ما وصفه بإقحام لبنان في سياسة المحاور، والتزامه محور لبنان دون غيره مع التأكيد على الانخراط في الصراع مع إسرائيل.

وفي خطاب البطريرك الماروني بشارة الراعي عناوين عالية السقوف، ودعوة الى مؤتمر دولي يثبت الكيان اللبناني وحدوده الدولية ويدعم إعلان حياد لبنان.

عند مدخل محمية شاطئ صور الطبيعية، انطلقت حملة تنظيف الشاطئ الجنوبي من التلوث النفطي الإسرائيلي تلبية للدعوة التي أطلقها الرئيس نبيه بري، بعد اجتماع هيئة الرئاسة في حركة "أمل".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

لا جديد يذكر في المشهد اللبناني اليوم، فالأزمات على حالها وكذلك الخطابات، فيما كان أبرز حدث بدء حملة تنظيف الشاطئ اللبناني من الإعتداء البيئي الصهيوني.

استنفرت جمعيات كشفية وبيئية بالتعاون مع بلديات المنطقة ونوابها، مطلقين حملة تنظيف الشاطئ الجنوبي، بدءا من مدينة صور، حيث وصل النفط اليه، ولكن ليس عبر التنقيب واستخراجه من البلوكات اللبنانية، وإنما عبر تسرب نفطي مصدره العدو الصهيوني.

كورونيا وبالتزامن مع طلب بكركي من وزارة الصحة تأمين لقاح كورونا لكبار السن من مطارنتها، احتشد جموع المحايدين في ساحة الصرح من قواتيين وكتائبيين، حضروا بهتافاتهم دون أعلامهم ومعهم محايدو 17 تشرين، حضروا ليطالبوا بالتدويل والحياد، فوعدهم البطريرك الماروني بشارة الراعي بانه لن يخيبهم. وبخطاب فيه ملخص أقلام بقايا الرابع عشر من آذار، دعا البطريرك الراعي الى تحرير الدولة.

في اليمن تحرير مأرب ما زال خيار أبنائها الذين يكبدون قوات العدوان الاميركي السعودي خسائر فادحة، أما خسائر حاكم السعودية محمد بن سلمان فغير مقدرة بعد، بعدما فتحت إدارة بايدن ملفه على مصراعيه، ابتداء من قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

تقرير الإستخبارات الأميركية الذي سمح الرئيس الأميركي بنشر أجزاء منه، حمل محمد بن سلمان المسؤولية عن مقتل الخاشقجي، وإن لم يدرجه على لائحة العقوبات الاميركية، لكنه أطبق عليه الحصار السياسي والإعلامي.

والسؤال ما هي الخطوة التالية؟، هل حاصر بايدن ابن سلمان ليبتزه ماليا وسياسيا على طريق التسويات؟، أم تركه خارج العقوبات للمبازرة على سمعته وعدم معاقبته مقابل ملكه؟، لا شيء محسوما الى الآن سوى أن مئات المليارات التي دفعها محمد بن سلمان لدونالد ترامب كي يحمي له عرشه قد ضاعت سدى، وكل مسارات التطبيع التي حركها مع الإسرائيليين لم تحمه الى الآن، فعاد الأمر الى بداياته، وسيدفع الشعب السعودي الثمن من جديد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

قالت بكركي كلمتها اليوم، وكان واضحا من حيث الشكل، الحرص على أمرين: الأول، منع محاولة بعض الأحزاب الهيمنة على المشهد، حيث اتخذت تدابير صارمة لمنع تسلل الرايات المختلفة إلى باحة الصرح، على رغم أن أصحابها جابوا الطرق المحيطة، مصرِّين على تلوين مواقف البطريرك الماروني بما لا يريد، من خلال بعض الهتافات.

أما الأمر الثاني، فإصرار الصرح البطريركي على تظهير صورة حوارية جامعة، استكمالا لمسار بكركي التاريخي، ولو أن جزءا أساسيا من المطالب المرفوعة لا يحظى بموافقة مكونات أساسية سياسية ومجتمعية.

وفي مقابل تمسك بعض الأحزاب باستثمار صرخة بكركي لأهداف سياسية محلية، جاء تأكيد الهيئة السياسية في "التيار الوطني الحر" اليوم على أن علاقة "التيار" بالبطريركية المارونية "تقوم على احترام هذا الموقع ودوره تاريخا وحاضرا، فالتيار يشارك بكركي هواجسها في حماية الوجود، وسعيها الى تثبيت الشراكة المتوازنة، ورفضها لكل ما يمس الهوية اللبنانية، حدودا ونسيجا اجتماعيا ونمط حياة"، حيث اعربت الهيئة عن انفتاح "التيار" على مناقشة أي اقتراح من جانب رأس الكنيسة المارونية، انطلاقا من السعي المشترك إلى حماية لبنان، وارتكازا على الثوابت الوطنية، وتأمينا للتفاهم الوطني حول الخيارات الكبرى، تأسيسا لحلول غير منقوصة تجنب لبنان أي أزمات إضافية.

وفي موقف بالغ الوضوح، شددت الهيئة السياسة في "التيار" على رفض إقحام لبنان في سياسة المحاور، والتزام محور لبنان من دون غيره، وتحييده عن أي صراع لا يرتبط بمصلحة الوطن، مع تأكيد الانخراط في الصراع مع إسرائيل. وذكرت الهيئة السياسية في التيار بأب إعلان لبنان دولة محايدة أمر مفيد وطنيا، ويستوجب تحقيق مجموعة شروط، من بينها موافقة اللبنانيين عليه وقبول الدول المجاورة بذلك.

وإذ أكدت الهيئة حرصها على مبدأ التعاون الدولي، وعلى الحفاظ على علاقات لبنان مع الدول العربية والانفتاح على كل دعم خارجي يأتي للبنان، من ضمن احترام سيادته واستقلالية قراره، رحبت بكل ما يساعد اللبنانيين على كشف حقيقة إنفجار مرفأ بيروت، ودعم صندوق النقد والبنك الدولي والدول الشقيقة والصديقة، واستعادة الأموال المنهوبة والمحولة الى الخارج، وتزويد لبنان بأي معلومات مفيدة حول عمليات الفساد التي أدت إلى الانهيار المالي والإقتصادي، إلى جانب تثبيت حقوق لبنان في أرضه وثرواته، والمساعدة على إعادة اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين.

وخلص بيان الهيئة السياسية في "التيار" إلى التحذير في المقابل من أي مشروع دولي يفتح الباب على أزمات داخلية، ويتم استغلاله خارجيا لحل أزمات إقليمية على حساب لبنان، لتوطين اللاجئين والنازحين أو للمس بأراضي لبنان وثرواته وحقوقه.

وبعد كلمة بكركي وبيان "التيار"، يبقى رصد ردود فعل القوى الداخلية، وبينها "حزب الله"، وتلك الخارجية المؤثرة أو المعنية، ليبنى على الشيء مقتضاه. غير ان الأكيد على المستوى المحلي اليوم، أن محاولة بعض القوى المحلية الانقلاب على دور بكركي الجامع للمسيحيين واللبنانيين، قد باءت بالفشل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

السابع والعشرون من شباط: يوم تاريخي واستثنائي في عمر لبنان. أمران يحددان تاريخيته واستثنائيته. حجم الوفود الشعبية التي زحفت الى الصرح البطريركي في بكركي، والخطاب غير المسبوق للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.

إذ ليس سهلا في زمن كورونا،أن يكسر الناس حاجز الحيطة والحذر والخوف، وأن يأتوا الى بكركي تأييدا لطروحات سيدها. المشهد كان مؤثرا ومعبرا: لبنانيون من كل الطوائف والمذاهب ومن اتجاهات سياسية مختلفة، جاءوا الى الصرح الديني_ الوطني، ليبايعوا البطريرك في معركته الوجودية لاستعادة لبنان.

نسوا الكورونا لساعات، غضبهم كان أقوى. قهرهم كان أقسى. ووجعهم من المنظومة السياسية الفاسدة كان أفعل. أرادوا، ومهما كان الثمن، أن يلتقوا وأن يروا وأن يسمعوا من "أعطي له مجد لبنان". أرادوا ان يقولوا له باسم الشركة والمحبة: شكرا على ما تفعله من أجلنا ومن أجل وطننا.

البطريرك الراعي تلقف الرسالة جيدا، واستوعب كل معانيها، فكانت له كلمة مدوية، يصح أن تعتبر وثيقة تاريخية، بل خريطة طريق للمستقبل. كلمة البطريرك اليوم هي بأهمية وبخطورة نداء المطارنة الموارنة الذي صدر في العشرين من أيلول عام 2000، إن لم تكن أكثر أهمية وأخطر.

يومها شكل النداء منطلقا لبدء المعركة السلمية الحضارية ضد استمرار الاحتلال السوري على لبنان. واليوم ينتظر أن تشكل كلمة البطريرك منطلقا لبدء تحرير الدولة من الفساد والتبعيات والارتهانات، ومن السلاح المتفلت ومن ثنائية قرار الحرب والسلم.

بتأن قرأ البطريرك خطابه، تماما كما كتبه بتأن. القاؤه الهادىء والحازم في آن، احتضن روح اللحظة التاريخية وروح الشعب. سبع عشرة مرة توجه البطريرك مباشرة الى الناس قائلا لهم: لا تسكتوا، فبدا كأنه في طليعة الثورة، بل بدا كأنه القامة التاريخية التي تبحث عنها ثورة السابع عشر من تشرين ولم تجدها حتى الآن.

وبحزم متأن أكد الراعي للناس وللمجتمعين العربي والدولي أننا نواجه حالة انقلابية، داعيا الى تحرير الدولة، لأنه لا يصح وجود دولتين في دولة واحدة، ولا وجود جيشين في دولة واحدة. والحل واضح عنده: الحياد الناشط وعقد مؤتمر دولي عن لبنان لتطبيق الطائف نصا وروحا...

والان، ماذا بعد؟، السابع والعشرون من شباط انتهى، والأكيد ان غدا يوم آخر. فما بعد الوثيقة التاريخية للراعي لن يكون كما قبله. مسيرة الاستقلال الثالث بدأت. فكما أن البطريرك عريضة هو عراب الإستقلال الاول عام 1943، وكما أن البطريرك صفير هو عراب الإستقلال الثاني عام 2005، فإن البطريرك الراعي صار اليوم عراب الاستقلال الثالث.

فيا أبانا البطريرك: لبنان الذي أهدروا دمه، وأفقدوه مجده، ينتظر منك أن تعيد إليه مجده المفقود. أنت اليوم لم تعد بطريرك الموارنة فقط، بل صرت بطريرك لبنان، بطريرك الثورة والتحرر. الشعب معك "يا سيدنا"، التاريخ معك، والحاضر والمستقبل معك. لقد علقنا طويلا على الصليب، وتعبنا من ممالك الظلمة والظلم ومن أبواب الجحيم . فلتشرق علينا من جديد شمس الحرية والتحرر .. فلتشرق من جديد شمس لبنان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

بعنوان واحد.. يمكن اختصار كلمة البطريرك الراعي:التصدي للانقلاب.

وهذا الإنقلاب، وهو الثاني من بعد الإنقلاب الاول على اتفاق الطائف، وراءه مخططون نشروا الفوضى وأسقطوا الدولة واستولوا على مقوماتها.

الانقلابيون هؤلاء، رفضوا كل الحلول وجعلوا الحوار الداخلي استحالة، وكي لا يحققوا الإنتصار الأخير على الدولة، رفعت بكركي الصوت مستنجدة بالعالم أجمع.

أنقذوا لبنان الكيان المستقل وما يمثل من خصوصية حضارية في الشرق، عبر مؤتمر دولي يثبت الحياد والحدود، ويؤسس على قوة التوازن وليس توازن القوى.

البطريرك الراعي لم يحدد هوية الانقلابيين، صحيح. وهو شدد في كلمته أكثر من مرة على فشل كل الجماعة السياسية، وعلى التمسك بكل الفئات اللبنانية، إلا أن رسائله لا بد أنها وصلت الى "حزب الله".

فعندما يتحدث عن تحرير الدولة بعد الأرض، يكون يتحدث الى "حزب الله"، وعندما يرفض وجود دولتين وأكثر من جيش ضمن دولة واحدة، يكون يتحدث عن سلاح "حزب الله".

رفع سيد بكركي سقف المواجهة، وفي رسالته أسمع العالم والداخل وجع اللبناني المريض. قال إنه لا يبحث عن المواجهة إنما عن الحل، عبر مقاربة كلمته بروح إيجابية.

فما يريده البطريرك الراعي، هو الخروج من المزرعة الى الدولة، التي قرر اللبنانيون بناءها. هو صارح ولم يجرح، وضع الإصبع على الجرح ولم يغرز سكين تحميل المسؤولية لطرف دون آخر.

فند سيد بكركي الشروط التي تهدم الدولة، تماما كما فند شروط بناء الدولة. وما فعله اليوم، هو دعوة صريحة وواضحة لحوار داخلي يؤسس للبنان جديد، بشروط دولة حقيقية لا قوي فيها ولا ضعيف.

لبنان يستطيع أبناؤه أن يتحاوروا فيحددوا مقومات دولة قابلة للحياة من دون حروب، وأن يصححوا ما لا ينطبق على هذه الدولة بشجاعة. قرع البطريرك جرس الإنذار الذي يكاد أن يكون الأخير ....إذهبوا الى الحوار من دون استقواء ولا شروط مسبقة، وإلا فليأت العالم لنجدة لبنان وانقاذه.

فهل يقرأ الساسة اللبنانيون وعلى رأسهم "حزب الله" بروية وهدوء وحنكة وصدق، نداء الصرح البطريركي؟. وهل يتحرك هؤلاء للبحث عن تطوير النظام ومن ضمنه المسائل الأساسية المرتبطة بالاستراتيجية الدفاعية واللامركزية الإدارية وقيام الدولة المدنية، من دون أي جنوح صوب فرز اللبنانيين او إنقسامهم؟.

قال البطريرك كلمته .. وهو لن يمشي ... فلبنان يكاد يزول، ونحن مع البطريرك الراعي ..نريد للبنان الحياة...

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

هي عظة آخر الدواء في وجه من رهن الدولة وراح يفاوض على ثلثها. وفي خطاب تأكيد الحياد، "لم يكن مطلب المؤتمر الدولي الخاص بلبنان، إلا لأن كل الحلول الأخرى وصلت إلى حائط مسدود، ولم نتمكن فيما بيننا من الاتفاق على مصير وطننا".

جملة هز من خلالها البطريرك الراعي العصا للمعرقلين واختصرها بمخاطبة السياسيين قائلا: "إنكم لم تملكوا جرأة الجلوس على طاولة واحدة وتتحاوروا في شؤون الوطن، وقبل أن نذهب الى الخارج تفضلوا واجلسوا على الطاولة، أما أن تتركوا الشعب يموت فهذا ما لن نقبل به".

ومن نافذة بكركي أطل البطريرك الراعي ملوحا للحشود، موجها رسائل في كل اتجاه. لكن الراعي كان في واد والرعيان في واد، فغلب على الحضور اللون الزيتي الواحد وصورة فولكلورية جامعة لرجال دين من مختلف الطوائف تقدموا جلوسا الصف الأمامي، حيا الراعي جمهورا أراده فعلا من كل المناطق، لكن الشعارات فضحت الانتماء إلى حزب "القوات" الذي دخل بكركي من أبوابها المفتوحة أمام الجميع، اضافة الى وفود تكفلت رفع هتافات تبعدها عن الحياد، من شعارات مسيئة الى عون وباسيل و"حزب الله" وايران.

أراد الراعي شيئا .. وأراد الحاضرون شيئا آخر، ومن باحة الصرح كانت مناسبة للاستفادة من القفز على وتر الخلاف القائم بين رئيس الجمهورية ورأس الكنيسة المارونية على خلفية تشكيل الحكومة، والطعنة التي وجهتها بعبدا إلى مبادرة بكركي.

سمى الراعي الأشياء بأسمائها ومن دون تدوير للزوايا. خاطب كل طرف بما يمثله ونوعا ما بما يطمئنه، مرة بالتحذير وأخرى بتقديم النصح، فسأل وأجاب عما نريد من المؤتمر الدولي؟. "نريد إعلان حياد لبنان فلا يعود ضحية الصراعات والحروب وأرضا للانقسامات بل تأسيس على قوة التوازن لا على موازين القوى، التي تنذر بالحروب، وأن تتخذ جميع الإجراءات لتنفيذ القرارات الدولية المعنية بلبنان، وأن يوفر الدعم للجيش اللبناني ليكون المدافع الوحيد عن لبنان، والممسك بقرار السلم والحرب، وأن توضع خطة سريعة لمنع التوطين ولإعادة النازحين".

وإذ أكد الراعي هوية لبنان قال: "لا نريد من المؤتمر جيوشا ومعسكرات ولا المس بكيان لبنان، فهو غير قابل لإعادة النظر، وحدود لبنان غير قابلة للتعديل والشراكة المسيحية الإسلامية غير قابلة للمس. ديمقراطيته غير قابلة للنقض، دوره غير قابل للتشويه وهويته غير قابلة للتزوير، وكل ما نطرحه من الحياد والمؤتمر الدولي هو لإحياء الدولة اللبنانية المعطلة والمصادرة".

وقال "حررنا الأرض فلنحرر الدولة من كل ما يعوق سلطتها وأداءها، فلا يوجد دولتان ولا دول على أرض واحدة، ولا جيشان ولا جيوش في دولة واحدة، ولا شعبان ولا شعوب في وطن واحد، وإن أي تلاعب بهذه الثوابت يهدد وحدة الدولة، ونحن هنا نواجه حالة انقلابية بكل معنى الكلمة".

فصل الخطاب في كلام الراعي، كان عبر دعوته الى عدم السكوت عن الفساد وسلب الأموال والحدود السائبة وخرق الأجواء، وفشل الطبقة السياسية والخيارات الخاطئة والانحياز، وعدم السكوت عن فوضى التحقيق في جريمة المرفأ وتسييس القضاء.

وعن السلاح غير الشرعي وغير اللبناني وعن سجن الأبرياء وإطلاق المذنبين وعن توطين الفلسطينيين ودمج النازحين ومصادرة القرار الوطني والانقلاب على الدولة والنظام وعن عدم تأليف الحكومة وإجراء الإصلاحات. قال الراعي كلمته وكاد ينهيها ..اللهم فاشهد إني قد بلغت.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

المحور السوري-الإيراني يشن حملة شرسة على الراعي… وجعجع يحذر من الاغتيالات ويرفض مصادرة قرار السلم والحرب

بيروت ـ “السياسة” /27 شباط 2021

في مقابل إصرار البطريركية المارونية على التمسك بعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان، برعاية الأمم المتحدة لإنقاذه مما يتخبط فيه، يزداد “محور الممانعة”، بقيادة “حزب الله”، امتعاضاً واستياء من الدعم السياسي والشعبي لموقف بكركي و”سيدها” البطريرك بشارة الراعي. وعلمت “السياسة”، أن “تعليمات أعطيت لسياسيي الثامن من آذار ووسائل إعلامه، بشن حملة عنيفة على الراعي وداعميه، رداً على تبني عقد مؤتمر دولي، باعتبار أن هذا الأمر، يرى فيه حزب الله والمؤيدون للمحور الإيراني- السوري استهدافاً لهم، ولذلك فإنهم يسعون جاهدين من أجل توسيع حملة الاعتراضات على الدعوة البطريركية، من أجل إفشالها وإسقاطها، توازياً مع توجيه السهام ضد البطريرك وما يمثل، مسيحياً ووطنياً”. من جهته، أشار رئيس حزب “القوات” سمير جعجع، إلى أن “ما فعلوه سابقاً مع القوات يحاولون تكراره حالياً مع الراعي”. وقال، إن “الجميع يعلم كم أن بكركي تؤيد مؤسسات الدولة وتدعمها، ولأنها كذلك بالفعل تحاول حالياً طرح المبادرات، لأن من هم في مؤسسات الدولة يشلونها ويخنقوها، ومن هذا المنطلق تحديداً ذهب الراعي نحو الطروحات التي يطرحها”، معتبراً أن “أكثر من ضرب هذه السيادة في لبنان هم الذين ينبرون لقول كلام مشابه حالياً، فعندما يصادر قرار السلم والحرب في الدولة وعندما يكون هناك سلاح غير شرعي إلى جانب سلاح الجيش اللبناني وعندما تقع عمليات الاغتيالات بالعشرات وقريباً ستلامس المئات”. وكتب رجل الأعمال بهاء الحريري، على حسابه بموقع “تويتر”، قائلاً، “ما زلت أقف إلى جانب البطريرك وأدعم جهوده لإيجاد حل سلمي للأزمة الحالية، حالياً وأكثر من أي وقت مضى، نحن بحاجة إلى دعم المبادرات التي تهدف إلى التعبير عن الحياد الفاعل والتي تجمع اللبنانيين معاً من أجل الاتحاد لإنقاذ بلدنا الحبيب لبنان”. أما منسق عام “التجمع من أجل السيادة” نوفل ضو، فغرد عبر “تويتر”، قائلاً: “قُضِيَ الأمر!”، مضيفاً ان “المَشاهد الدقيقة تحسم وتعبر عن الواقع!”، ومؤكداً أن “مجد لبنان لبكركي، وسيبقى!”.

 

“المجموعات السيادية”: “حزب الله” بات عبئاً على اللبنانيين …وجنبلاط: كفانا تشكيكاً بشأن التدويل

بيروت – “السياسة” /27 شباط 2021

 تقاطرت عشرات الألوف من الوفود اللبنانية من مختلف المناطق، المسيحية والإسلامية، إلى بكركي، أمس، وبمشاركة رجال دين من مختلف الطوائف، من دون حضور شخصيات سياسية بناء على رغبة البطريركية، دعماً لطروحات الراعي، وسط مواكبة أمنية كبيرة وانتشار عسكري على طول الطرق المؤدية إلى الصرح. ورفعت في الباحة الخارجية لافتات، كتب عليها، “لبنان أولاً وأخيراً”، “حياد – سيادة – استقرار”، و”بكركي لكل لبنان”، فيما صدحت “أناشيد وطنية ودينية”. ورفع المشاركون، الأعلام اللبنانية وصوراً للراعي، وبثوا عبر مكبرات الصوت أقواله الداعية إلى الحياد وإلى عقد مؤتمر دولي لدعم لبنان، وأجمعوا على تحميل “حزب الله” مسؤولية وصول الوضع إلى ما وصل إليه، مشددين على أن المؤتمر الدولي ليس موجهاً ضد أحد، وإنما لتخليص لبنان من تداعيات السلاح غير الشرعي. وسلمت “المجموعات السيادية”، التي شاركت في تجمع بكركي، مذكرة إلى الراعي، أيدت فيها طروحاته ومبادراته، “وآخرها دعوته إلى مؤتمر دولي لتحرير لبنان من الوصاية الايرانية ومن السلاح غير الشرعي”، مشددة على أن “حزب الله بات عبئاً على اللبنانيين”. وفي السياق، أكد رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، “دعم تحرك الراعي وندائه إلى المجتمع الدولي، كي يتذكروا أن هناك كياناً اسمه لبنان”. وقال: “كفانا نظريات وتشكيكاً بشأن التدويل”، فمنذ القرار 425 إلى القرار 1701 والقرار المشؤوم 1559، وإلى “باريس 1 و2 و3” إلى “مؤتمر سيدر” وإلى المحادثات التي أُجهضت بشأن موضوع الثروة النفطية في أكثر من مكان وصولاً إلى “اتفاق الطائف”، “فليقولوا لنا ما هي الأمور التي لم يجر تدويلها بعد، ولذلك أعود وأكرر، كفانا تحليلات بشأن التدويل”، مُشيراً إلى أن “كل ما يفعله الراعي، هو التذكير بأن لا يذهب هذا البلد أو يزول بين صراع الفيلة والدببة”.

 

الراعي مقتنع بأنّ "الوصايات" أوصلت البلد إلى الإنهيار...بكركي تدقّ جرس "الإستقلال الثالث"

نداء الوطن/27 شباط 2021

حين واجهت بكركي التهويل على طرح التدويل ونداء التحييد الإيجابي للبلد، وردّت مصادرها على مقولة "ما حدا يمزح بهالموضوع" بالتشديد عبر "نداء الوطن" على أنّ "بكركي ما بتمزح"... لم يكن ذلك تجسيداً إلا لحسّ وطني مسؤول عزّ مثيله تحت قبضة سلطة تكاد بين "المزح والجد" أن تسحق الكيان وتمحق هويته، فكان لا بد من كلمة حق في وجه سلطان جائر، عبّر عنها خير تعبير البطريرك الماروني بشارة الراعي بصلابة وطنية منزّهة عن الحسابات السياسية ودهاليزها الطائفية والمذهبية والفئوية الهدامة لفرص انتشال أشلاء الدولة من كمّاشة الصراعات الداخلية والخارجية.

ولأنّ أهل الحكم استغرقوا في إعلاء نكاياتاهم وأجنداتهم على مصالح الناس والوطن، ولا يزالون يتعامون عن واقع الجوع والوجع الذي يكابده اللبنانيون، إيثاراً لطموحات سلطوية ووصايات عابرة للحدود تجرف الكيانات والهويات الوطنية، آثرت بكركي في المقابل تلقّف راية المسؤولية بعدما تخلى عنها أركان السلطة، فبادرت إلى دق الجرس: وقت "الاستقلال الثالث" حان ولا بد لقيد التعطيل والتهويل والاستقواء على الدولة أن ينكسر! ففي اليوم الخمسمئة لثورة 17 تشرين، سيشهد الصرح البطريركي في بكركي تقاطر حشود شعبية وسياسية ثائرة ضد وصايات الداخل والخارج، متعطشة لاستكمال طريق الاستقلال والحرية والسيادة الذي عبّده البطريرك الماروني الراحل مار نصرالله بطرس صفير في نداء المطارنة الموارنة عام 2000، وعمّده الرئيس رفيق الحريري بدمائه عام 2005، فكان الاستقلال الثاني من الوصاية السورية.

واليوم، على قاعدة "لكل استقلال بطريرك"، يسير البطريرك الراعي على خطى أسلافه ليشق الطريق أمام "استقلال ثالث" يحرر الدولة ودستورها من كل أشكال الوصايات ليستعيد الكيان اللبناني حياده التاريخي عن الصراعات الإقليمية والدولية، فيعود أبناؤه للاجتماع على كلمة سواء، تسمو فيها "المواطنية" على الولاءات الحزبية والطائفية والمذهبية، وتعلو فيها ثلاثية "الشرعية والميثاق والدستور" فوق كل الأحاديات والثنائيات والثلاثيات التي لم تجلب سوى الويل والهلاك للبنانيين. بالشكل والمضمون، ستشكل المحجة السيادية إلى بكركي اليوم رسالة مفصلية فاصلة بين زمنين، الأول زمن إقامة الدولة الجبرية تحت سطوة الدويلات والمحاور، والثاني زمن بناء الدولة الحرة المتحررة من هذه السطوة ومن كل تأثيراتها السلبية على حياة اللبنانيين بأمنهم واقتصادهم ومعيشتهم وعلاقاتهم العربية والدولية. ولأنّ الاجتماع في باحة الصرح سيكون منزوع الولاءات الطائفية ليشمل سياديين من كل الطوائف والمناطق، طامحين إلى إخراج البلد من قبضة المنظومة التي عاثت هدراً وفساداً في خزينة الدولة وأمعنت في رهن مصير اللبنانيين بمطامح سياسية ومطامع خارجية تزيد في قهرهم وإفقارهم، فإنّ البطريرك الراعي سيعبّر في كلمته عن اقتناعه بأنّ الأوضاع السياسية والوصايات والتدخلات الدولية المتلاحقة لعبت الدور الأكبر في ما آلت إليه الأوضاع من انهيار شامل، ومن هنا لا بد للتغيير أن يبدأ من تموضع لبنان وتكريس حياده ليصل حكماً إلى الإقتصاد وإصلاح مالية الدولة. ولن تكون الكلمة التي سيلقيها الراعي أمام الجماهير، حسب معلومات "نداء الوطن" (ص 2)، إلا إستكمالاً للمسار الذي يسلكه منذ تموز الماضي، فهو سيؤكّد على أهمية الحياد وتطبيق الدستور وإنقاذ الدولة وإعادة هيبتها بشتى الوسائل، وسيتوجّه إلى المجتمع الدولي طالباً منه تحمّل مسؤولياته في إنقاذ لبنان بعدما فشل المسؤولون فيه في إنجاز هذه المهمّة.

 

تعميم داخلي للتيار حول التظاهر في بكركي غدًا!

وطنية/27 شباط 2021

اصدرت قيادة" التيار الوطني الحر" تعميما الى المنتسبين الى التيار وكوادره تحت عنوان "توجه سياسي إعلامي" جاء فيه:

"ان بكركي مقام ديني و‏صرح وطني وهي موضع احترامنا والبطريرك الراعي موضع محبّة كبيرة من جانبنا؛ يمنع منعاً باتاً التعرّض له ولبكركي او تناولهما بأي كلمة سوء لاسمح الله، حتى ولو صدر عنهما يوماً ما موقف يتمايز عن موقفنا.

-يطلب إلى المنتسبين والمناصرين في التيار الوطني الحر تجاهل موضوع المظاهرات التي ستشهدها بكركي غداً السبت لأنها موضع استغلال سياسي ضدّنا، وعدم التعليق عليها اطلاقاً.

- ‏إن بكركي تنادي بالثوابت الوطنية وتعبر عن هواجسها على الكيان وحرصها على وجود لبنان واستقلاله ولا يجوز بأي شكل من الاشكال التهجم عليها ولو اسيء التعبير عن موقفها او التفسير له، ولن نسمح للمتربصين بنا وبها شراً استغلال أي موقف ‏لإيجاد شرخ بين التيار وبكركي، فهذا غير مسموح به وهو لن يحصل وعلى الجميع التنبه له وعدم الوقوع في فخه."

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

22 قتيلاً في غارات أميركية على ميليشيات إيران بسورية/بايدن لطهران: "لن تفلتوا من العقاب"

عواصم – وكالات/27 شباط/2021

شنت القوات الأميركية، غارات جوية، استهدفت الميليشيات الإيرانية في شرق سورية، فيما أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن طهران لن تنجو من العقاب. وذكرت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، في بيان، أول من أمس، أن “القوات الأميركية شنت غارات جوية استهدفت البنية التحتية التي تستخدمها الجماعات المسلحة المدعومة من ايران شرق سورية”. وقال المتحدث باسم الوزارة جون كيربي، إن الضربات نفذت “بتوجيهات من الرئيس (جو) بايدن”، و”تمت الموافقة عليها رداً على الهجمات الأخيرة ضد أفراد القوات الأميركية وقوات التحالف في العراق والتهديدات المستمرة لهؤلاء الأفراد”، مشيراً إلى أن الضربات دمرت منشآت عدة تقع في نقطة مراقبة حدودية يستخدمها عدد من المسلحين المدعومين من إيران. وأكد، أن “العملية ترسل رسالة لا لبس فيها أن الرئيس بايدن سيتحرك دائماً لحماية أفراد القوات الأميركية وقوات التحالف”، مضيفاً إن العمليات تهدف أيضاً إلى وقف التصعيد في كل من شرق سورية والعراق. وأشار، إلى أن “طائرتين من طراز أف 15 وجهتا سبعة صواريخ عالية الدقة، ما أدى إلى تدمير تسعة مواقع بشكل كامل وإلى تضرر موقعين آخرين”. وقُتل 22 مسلحاً عراقياً موالين لإيران، جراء الغارات في شرق سورية، في أول عملية عسكرية لإدارة جو بايدن.

وقال بايدن، أول من أمس، إن “الضربات الجوية الأميركية في شرق سورية يجب أن تنظر إليها إيران على أنها تحذير”، مضيفاً “لن تفلتوا من العقاب، احذروا”، موجها تحذيره إلى طهران. من جانبها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، إن “الضربات الجوية الأميركية في سورية استهدفت إرسال رسالة مفادها أن الرئيس بايدن سيعمل على حماية الأميركيين”. وشددت، على أن الضربات، التي استهدفت ميليشيات موالية لإيران “تبعث رسالة لا لبس فيها”، معتبرة أنها “كانت ضرورية لتقليص خطر المزيد من الهجمات”. في غضون ذلك، كشفت تقارير إعلامية، تفاصيل جديدة بشأن الضربة الأميركية، مشيرة إلى إلغاء هجوم ثان قبل تنفيذه مباشرة. وقال مسؤولون أميركيون، إن الهدف الثاني لم يستهدف بعدما كشفت طائرة من دون طيار، عدداً كبيراً جداً من المدنيين حوله. روسيا من جانبها، دانت الضربات الجوية، وأكد مصدر مسؤول، أن موسكو تدين الضربة الليلية، التي نفذتها الولايات المتحدة في سورية، وتعتبرها انتهاكاً غير مقبول للقانون الدولي، فيما وصف النظام السوري الضربات الأميركية بـ”عدوان جبان”، مؤكدة أنه يتناقض مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن الولايات المتحدة لم تبلغ موسكو بخطتها شن غارات جديدة على شرق سورية، إلا قبل خمس دقائق من تنفيذ الهجوم، مشدداً على أن تواجد القوات الأميركية في سورية غير شرعي، ويتناقض مع جميع أعراف القانون الدولي. وفي طهران، قال أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، إن “الضربات الأميركية ترمي إلى تعزيز الأعمال الإرهابية لتنظيم داعش في المنطقة”. وأضاف، إن “الضربات الأميركية بداية عهد جديد للإرهاب المنظم في المنطقة”، مؤكداً أن “إيران لن تسمح وحلفاؤها الذين يواجهون الإرهاب، بإعادة إحياء الإرهاب التكفيري مجدداً في المنطقة”. وأكد، أن “إيران ستواجه الخطط الأميركية لإعادة إحياء الإرهاب في المنطقة”، مشددا على أن “الغارات الأميركية شرق سورية عمل متوحش”. على صعيد آخر، قتل ستة أشخاص وأصيب 12 آخرون، جميعهم يعملون على جمع “الكمأة”، في انفجار لغمين بريف حماة الشرقي. وفي دير الزور، أعلن النظام السوري، أمس، أن أحد خطوط الغاز تعرض لاعتداء، من دون أن تحدد طبيعة الاعتداء. إلى ذلك، أكد المركز الروسي للمصالحة في سورية، أمس، أن الوضع في مخيم “الركبان” للاجئين يستمر بالتدهور بينما تعرقل القيادة الأميركية بمنطقة التنف حل هذه المشكلة، حيث “تتخذ إجراءات إضافية لاحتجاز اللاجئين فيه قسراً”.

 

غارات أميركية بأمر من بايدن على «مواقع إيرانية» شرق سوريا/وزير الدفاع يتحدث عن «إفادة» من معلومات عراقية... ودمشق تُدين «العدوان»

واشنطن: إيلي يوسف/الشرق الأوسط/27 شباط/2021

اعتُبرت الضربات الجوية التي نفّذتها طائرات أميركية على مواقع لميليشيات مدعومة من إيران في سوريا ليل الخميس - الجمعة، وأدت إلى مقتل 22 مسلحاً وجرح عدد آخر، «نصف رسالة تصعيد» وصفعة توازن مع الصفعات التي حاولت إيران توجيهها قبل جلوس الطرفين إلى طاولة المفاوضات.

كان البعض يعتقد أن التصعيد الإيراني المعهود قبيل كل جولة تفاوض، سيمر دون رد من إدارة يراها البعض خصوصاً من الجمهوريين أنها «أوبامية» في إشارة إلى الرئيس الأسبق باراك أوباما، وأن «خطه الأحمر» لا يزال مرسوماً. ورغم ذلك بدا أن تصريحات المسؤولين العسكريين الأميركيين تشير بشكل واضح إلى أن الرد الأميركي محسوب بدقة. فقد أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أنه أوصى بالضربات، مضيفاً: «لقد قلنا مراراً إننا سنردّ بناءً على جدولنا الزمني»، في إشارة إلى تصريحات مسؤولين عسكريين قالوا إن الرد على الهجمات التي جرت في العراق ستكون في الزمان والمكان المناسبين. وقال أوستن خلال زيارته لحاملة الطائرات «يو إس إس نيميتز» قبالة سواحل كاليفورنيا: «أردنا مرة أخرى أن نكون متأكدين من الهدف الصحيح، وسمحنا وشجعنا العراقيين على التحقيق وتطوير المعلومات الاستخباراتية وكان ذلك مفيداً جداً لنا في تحسين الهدف». وفيما لم يصدر عن البيت الأبيض بيان خاص عن الضربة، إلّا أنه كان قد أصدر يوم الثلاثاء الماضي بياناً قال فيه إن بايدن ناقش الهجمات الأخيرة التي جرت في العراق مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، واتفق معه على أنه «تجب محاسبة المسؤولين عنها بشكل كامل».

وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، في بيان: «بتوجيه من الرئيس بايدن، شنّت القوات الأميركية غارات جوية على البنية التحتية التي تستخدمها الجماعات المسلّحة المدعومة من إيران في شرق سوريا. وقد أُعطي الأمر بتنفيذ هذه الضربات رداً على الهجمات الأخيرة ضد أفراد القوات الأميركية وقوات التحالف في العراق، وعلى التهديدات المستمرة الموجهة إلى هؤلاء الأفراد». وأضاف كيربي: «دمرت الضربات عدة منشآت عند نقطة مراقبة حدودية يستخدمها عدد من الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، بما في ذلك كتائب (حزب الله) وكتائب (سيد الشهداء)». وأوضح كيربي أن «الرد العسكري تَرافق مع إجراءات دبلوماسية، بما في ذلك التشاور مع شركاء التحالف، وهي رسالة لا لبس فيها بأن الرئيس بايدن لن يقف ساكناً لحماية أفراد القوات الأميركية وقوات التحالف. وفي الوقت نفسه، فقد تصرفنا بطريقة متعمَّدة تهدف إلى خفض التوتر في كل من شرق سوريا والعراق».

ونُسبت ثلاث هجمات إلى مجموعات مسلحة موالية لإيران في العراق في الأسبوعين الماضيين، حيث سقطت صواريخ (الاثنين) بالقرب من السفارة الأميركية في بغداد، بينما استهدف قصف (السبت) قاعدة «بلد» الجوية العراقية الواقعة إلى الشمال، ما أدى إلى إصابة موظف عراقي في شركة أميركية مسؤولة عن صيانة طائرات «إف - 16». وفي 15 فبراير (شباط)، أصابت صواريخ قاعدة عسكرية تتمركز فيها قوات التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» في مطار أربيل. وقُتل شخصان أحدهما مقاول مدني أجنبي يعمل مع التحالف.

وأفاد التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل صباح أمس (الجمعة)، عن «عدوان أميركي» استهدف بغارات جوية «مناطق عند الحدود السورية العراقية»، من دون تفاصيل أخرى. وندّدت وزارة الخارجية السورية بالقصف الأميركي، واصفة إياه بـ«عدوان» يشكّل «مؤشراً سلبياً» على سياسات الإدارة الأميركية الجديدة.

وقالت الوزارة في بيان، نقله الإعلام الرسمي، إن سوريا «تُدين بأشدّ العبارات العدوان الأميركي الجبان والموصوف على مناطق في دير الزور»، معتبرةً أنّه «يشكّل مؤشراً سلبياً على سياسات الإدارة الأميركية الجديدة التي يُفترض بها أن تلتزم بالشرعية الدولية». كما أجرى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اتصالاً هاتفياً بنظيره السوري، أمس. وقال موقع «دولت دوت آي آر إير» الحكومي، إن «الجانبين أكدا ضرورة التزام الغرب بقرارات مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا».

وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان 22 قتيلاً من الفصائل العراقية الموالية لإيران، غالبيتهم من «كتائب حزب الله». وكانت حصيلة سابقة قد أفادت بمقتل 17 مسلحاً عراقياً. وقال مسؤول من «كتائب حزب الله» العراقي لوكالة الصحافة الفرنسية: «قُتل أحد مقاتلينا وجُرح عدد قليل منهم بصاروخين من طائرة استهدفت إحدى نقاطنا قرب الحدود السورية العراقية». ودمّرت الغارات، وفق المرصد، ثلاث شاحنات تقل ذخيرة جنوب مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، إن الشاحنات استُهدفت لحظة دخولها إلى سوريا عبر معبر غير شرعي من العراق عند الساعة الواحدة فجراً.

وتخضع المنطقة الممتدة بين مدينتي البوكمال والميادين في ريف دير الزور الشرقي لنفوذ إيراني، عبر مجموعات موالية لها تقاتل إلى جانب قوات النظام السوري. وغالباً ما تتعرّض شاحنات تقلّ أسلحة وذخائر أو مستودعات في المنطقة لضربات تُنسب لإسرائيل، التي تؤكد غالباً عزمها إنهاء «التموضع الإيراني» في سوريا. وسبق للجيش الأميركي أن أعلن نهاية عام 2019 قصف خمس قواعد لـ«كتائب حزب الله» العراقي في كل من سوريا والعراق، بعد مقتل أميركي في هجوم بالصواريخ طال قاعدة عسكرية عراقية.

وتأتي الغارات الأميركية بعد أشهر من هدوء نسبي في إطار هدنة قَبلتها الفصائل الموالية لإيران في مواجهة تهديدات من الولايات المتحدة بإغلاق بعثتها الدبلوماسية في العراق.

وبدت الضربة بمثابة تحذير لطهران في الوقت الذي تحاول فيه إدارة بايدن العودة إلى طاولة المفاوضات مع إيران، حيث أبدت موافقتها على بدء محادثات تقودها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا لمناقشة مستقبل الاتفاق النووي الذي تخلى عنه ترمب. وترفض إيران حتى الساعة العودة إلى التزاماتها والانضمام إلى طاولة المفاوضات قبل رفع الولايات المتحدة كل العقوبات عنها.

ردود الفعل الأميركية على الغارات جاءت مرحّبة خصوصاً من الجمهوريين، الذين كانوا يشككون مع عدد من الديمقراطيين في قيام إدارة بايدن بأي رد على التحرشات الإيرانية، خوفاً من تخريب جهوده لإعادة التفاوض معها.

ورحب النائب الجمهوري مايكل ماكول عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، بالرد، داعياً إلى شن المزيد من الضربات الانتقامية على الميليشيات المدعومة من إيران. وقال في بيان: «مثل هذه الردود هي ردع ضروري وتذكّر إيران ووكلائها وخصومنا في جميع أنحاء العالم بأن الهجمات على المصالح الأميركية لن يتم التسامح معها». وغرّد السيناتور الجمهوري ماركو روبيو قائلاً: «إن الميليشيات المدعومة من إيران شنّت ثلاثة اعتداءات ضد الأميركيين خلال الأسبوعين الأخيرين، هذه الغارات كانت محددة ومتوازنة وضرورية». كما أعرب السيناتور الجمهوري النافذ ليندسي غراهام، عن دعمه الشديد للضربة وقال: «أنا أقدّر جداً الضربة التي نفّذتها إدارة بايدن على الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا. من المهم أن يعلم أعداؤنا أن الهجوم على الأميركيين ستكون له كلفة باهظة». معرباً عن أمله أن تؤدي هذه الضربات «إلى تراجع تلك الميليشيات وغيرها عن القيام بهجمات مماثلة في المستقبل».

وقال باتريك كلاوسن، كبير الباحثين في معهد واشنطن، أن الضربة الأميركية هي رسالة أميركية على محاولات إيران تغيير قواعد اللعبة. وأضاف في حديث مع «الشرق الأوسط» أن إيران أرادت عبر استفزازاتها المتواصلة من الضربات الحوثية على أهداف مدنية ضد السعودية والصواريخ على السفارة الأميركية في بغداد وعلى مدينة أربيل، وعلى اغتيال المعارض اللبناني لقمان سليم، تغيير قواعد اللعبة. وقال إن «تلك الاستفزازات حصلت كلها خلال الشهر الأول من إدارة بايدن، ما أجبر فريق الرئيس على الاقتناع بأن إيران ستضرب المصالح الأميركية رغم إصرار واشنطن على التفاوض معها لاستئناف المحادثات النووية».

وقال مسؤولون أميركيون إن الضربات كانت استجابة عسكرية صغيرة نسبياً ومحسوبة بعناية، لتفادي رد فعل دبلوماسي للحكومة العراقية. وقال كلاوسن إن بايدن يدعم العراق والكاظمي جداً ولا يريد إضعاف دعمه السياسي في الداخل والتسبب في مساءلته من معارضيه، لذلك جاءت الضربات في سوريا مجانية ومن دون أضرار له. وحسب تلك الأوساط، فقد عرض البنتاغون مجموعات أكبر من الأهداف، لكنّ بايدن وافق على خيار أقل عدوانية.

 

السعودية: شراكتنا مع أميركا راسخة قوامها الاحترام المتبادل

السعودية رفضت الاستنتاجات المسيئة بتقرير "الكونغرس"... وبايدن تعهد للملك سلمان جعل العلاقات الثنائية قوية وشفافة

الرياض، عواصم – وكالات/27 شباط/2021

 رفضت السعودية بشكل قاطع، ما تم تداوله بشأن التقرير الذي تم تزويد الكونغرس الأميركي به، بشأن جريمة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، في قنصلية المملكة في مدينة اسطنبول التركية. وشددت وزارة الخارجية السعودية في بيان، على أن الشراكة بين السعودية والولايات المتحدة قوية ومتينة، ارتكزت خلال العقود الثمانية الماضية على أسس راسخة قوامها الاحترام المتبادل، وتعمل المؤسسات في البلدين على تعزيزها في مختلف المجالات، مؤكدة تكثيف التنسيق والتعاون بينهما لتحقيق أمن واستقرار المنطقة والعالم. وأكدت أن “حكومة المملكة ترفض رفضا قاطعا ما ورد في التقرير، من استنتاجات مسيئة وغير صحيحة عن قيادة المملكة ولا يمكن قبولها بأي حال من الأحوال”، كما أكدت أن التقرير تضمن جملة من المعلومات والاستنتاجات الأخرى غير الصحيحة. وذكرت أن الجهات المختصة في المملكة أكدت سابقا، أن هذه جريمة نكراء شكلت انتهاكا صارخا لقوانين المملكة وقيمها، وارتكبتها مجموعة تجاوزت الأنظمة وخالفت صلاحيات الأجهزة التي كانوا يعملون فيها، موضحة أن المملكة اتخذت جميع الإجراءات القضائية اللازمة للتحقيق معهم وتقديمهم للعدالة، حيث صدرت بحقهم أحكام قضائية نهائية رحبت بها أسرة خاشقجي. وتابعت بالقول: “إنه لمن المؤسف حقا أن يصدر مثل هذا التقرير وما تضمنه من استنتاجات خاطئة وغير مبررة، في وقت أدانت فيه المملكة هذه الجريمة البشعة واتخذت قيادتها الخطوات اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الحادثة المؤسفة مستقبلا، كما ترفض المملكة أي أمر من شأنه المساس بقيادتها وسيادتها واستقلال قضائها”. في غضون ذلك، بحث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في اتصال هاتفي، مع الرئيس الأميركي جو بايدن العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط. وذكرت وكالة الأنباء السعودية “واس” أن خادم الحرمين الشريفين، هنأ خلال الاتصال الهاتفي الرئيس بايدن بمناسبة توليه منصبه رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، مضيفة أن خادم الحرمين الشريفين والرئيس الأميركي أكدا عمق العلاقة التي تربط بين البلدين، وأهمية تعزيز الشراكة بينهما بما يخدم مصالحهما ويحقق أمن واستقرار المنطقة والعالم، كما تم استعراض أهم قضايا المنطقة والمستجدات ذات الاهتمام المشترك، وبحث السلوك الإيراني وأنشطته المزعزعة للاستقرار ودعمه للجماعات الإرهابية.

وشكر خادم الحرمين الشريفين الرئيس الأميركي على التزام الولايات المتحدة، الدفاع عن المملكة تجاه مثل هذه التهديدات وتأكيده بأنه لن يسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي. وأشارت الوكالة السعودية إلى أن الرئيس الأميركي أثنى على دعم المملكة لجهود الأمم المتحدة للوصول لهدنة ووقف لإطلاق النار في اليمن، فيما أكد خادم الحرمين الشريفين، حرص المملكة للوصول إلى حل سياسي شامل في اليمن وسعيها لتحقيق الأمن والنماء للشعب اليمني. من جانبه، أفاد البيت الأبيض أن الرئيس بايدن أكد خلال الاتصال، “التزام أميركا الدفاع عن أمن السعودية”، قائلا في بيان على موقعه الالكتروني إن “بايدن والملك سلمان بحثا الإنهاء السلمي للحرب في اليمن والتزام أميركا بمساعدة السعودية في الدفاع عن أراضيها ضد جماعات تساندها إيران”، مشيرا إلى أن “بايدن والملك سلمان بحثا الأمن الإقليمي”.

وبحسب البيان، أكد بايدن الأهمية التي توليها واشنطن لحقوق الإنسان وحكم القانون وتعهد جعل العلاقة بين البلدين أكثر قوة وشفافية. من جانبه، بحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان هاتفيا، مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، العلاقات الثنائية والشراكة الستراتيجية بين البلدين، فضلا عن أوجه التعاون بشأن التحديات الإقليمية والدولية. وكانت وزارة الخزانة الأميركية أعلنت أنها فرضت عقوبات على المسؤول السعودي السابق أحمد حسن محمد العسيري، “زعيم” المجموعة التي قتلت خاشقجي في عام 2018، كما أعلنت فرض عقوبات على قوة التدخل السريع، وهي مجموعة فرعية من الفريق الأمني الخاص بالحماية الشخصية لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وشاركت في مقتل خاشقجي. على صعيد آخر، بحث الممثل الخاص لرئيس روسيا للشرق الأوسط ودول إفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، مع السفير السعودي عبد الرحمن الأحمد، القضايا الإقليمية، حيث تبادلا وجهات النظر حول مجموعة واسعة من القضايا ذات الأولوية، وتطرق الجانبان إلى قضايا الساعة الإقليمية مع التركيز على الوضع في اليمن ومنطقة الخليج العربي والتسوية العربية-الإسرائيلية. وذكر بيان روسي إن المحادثات ناقشت باستفاضة الوضع في ليبيا وحولها، مع التركيز على الحاجة إلى تشكيل سلطات ليبية مشتركة فعالة، من أجل ضمان وحدة ليبيا وسلامة أراضيها وسيادتها، كما تمت مناقشة تطوير العلاقات الروسية السعودية، بما في ذلك الجدول الزمني للاتصالات والأحداث الثنائية ذات الصلة”.

 

حملة تضامن واسعة ضد استهداف المملكة من “الأراذل”

الرياض، عواصم – وكالات/27 شباط/2021

أثار نشر تقرير الاستخبارات الأميركية حول مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، عاصفة من الردود عبر وسائل التواصل الاجتماعي، رفضا لاستهداف المملكة من جانب من أسمتهم العاصفة “أراذل البشر”. وتصدر هاشتاغ “#كلنا_محمد_بن_سلمان” موقع “تويتر” في السعودية، واعتبر المغردون أن التقرير اعتمد على استنتاجات وعبارات ظنية ولم يقدم أدلة، فيما رأى آخرون أنه محاولة لاستهداف الأمير محمد بن سلمان والمملكة.وقال الأمير عبدالرحمن بن مساعد: إن التقرير الذي كان ينتظره “المرتزقة” حول مقتل خاشقجي اعتمد على نعتقد، تقييمنا، غالباً، مضيفا أن التقرير لم يثبت تورط الأمير محمد بن سلمان في مقتله وكل المعلومات الواردة في التقرير معلومات إعلامية من جهات معادية للسعودية، واختتم مؤكدا “كلنا محمد بن سلمان”.أما المغرد سلطان الحارثي، فاعتبر التقرير فضيحة بجميع المقاييس، متسائلا كيف لوكالة مثل الاستخبارات الأميركية التي تعد الأشهر عالميا، تستقي معلوماتها من مصادر مجهولة ولا تحمل دليلا ملموسا يمكن الاستناد عليه، كما قال المغرد خالد الزعتر: إن “القضاء السعودي قال كلمته مبكرا في قضية خاشقجي بحضور ومتابعة أولياء الدم وتحققت العدالة، وتقرير ال سي آي إيه مجرد مادة للاستهلاك الإعلامي. وقال فهد العجلان: إن “استهداف السعودية هو نقطة اتفاق لدى أراذل البشر من أماكن متعددة، اعتدنا مثل ذلك منذ زمن، وازداد ألمهم وصراخهم بعد الإصلاحات التي يقوم بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان”، مضيفا ان “السعودية بتاريخها وعزها وشموخ شعبها وحنكة قادتها ستبقى دولة عظيمة”.

 

تأييد عربي لبيان الرياض وتشديد على أهمية دور السعودية في دعم الاعتدال والوسطية ونبذ العنف

رفض قاطع للمساس بسيادة المملكة وتأكيد محورية مكانتها الدولية

الرياض، عواصم – وكالات/27 شباط/2021

 أثار تقرير الكونغرس الأميركي بخصوص مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي، عاصفة من ردود الفعل الخليجية والعربية، المشددة على أهمية الدور المحوري والمهم الذي تقوم به السعودية بقيادة الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان إقليميا ودوليا، في دعم الاعتدال والوسطية ونبذ العنف والتطرف، والرافضة بشكل قاطع لكل ما من شأنه المساس بسيادة السعودية. وتوالت أمس، ردود الأفعال المؤيدة لبيان الخارجية السعودية عقب صدور تقرير الكونغرس الأميركي، بخصوص مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي، حيث أعلنت وزارة الخارجية الكويتية، أن الكويت تؤيد بيان وزارة الخارجية السعودية، مشددة على أهمية الدور المحوري والمهم الذي تقوم به السعودية بقيادة الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان إقليميا ودوليا، في دعم الاعتدال والوسطية ونبذ العنف والتطرف، ومؤكدة رفضها القاطع لكل ما من شأنه المساس بسيادة السعودية.

كما أيدت الإمارات بيان الخارجية السعودية، وأعربت وزارة الخارجية والتعاون الدولي عن ثقتها وتأييدها لأحكام القضاء السعودي، والتي تؤكد التزام المملكة بتنفيذ القانون بشفافية وبكل نزاهة، ومحاسبة كل المتورطين في هذه القضية، مشددة على “وقوف الإمارات التام مع السعودية في جهودها الرامية لاستقرار وأمن المنطقة، ودورها الرئيسي في محور الاعتدال العربي ولأمن المنطقة”، ورفض أي محاولات لاستغلال هذه القضية أو التدخل في شؤون المملكة الداخلية. وأيد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية نايف الحجرف، بيان الخارجية السعودية، مؤكدا تقديره للدور الكبير والمحوري الذي تقوم به المملكة في تعزيز الأمن والسلم الإقليمي والدولي، ولدورها الكبير في مكافحة الإرهاب ودعم جهود المجتمع الدولي في مكافحته وتجفيف منابعه. وأشار إلى أن التقرير لا يعدو كونه رأيًا خلا من أي أدلة قاطعة، مؤكدًا أن ما تقوم به المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، في دعم الأمن والسلم الإقليمي والدولي وفي مكافحة الإرهاب هو دور تاريخي وثابت ومقدر، معربا في الوقت نفسه عن تأييده لكل ما تتخذه السعودية من أجل حفظ حقوقها وتعزيز مكتسباتها ودعم دورها في تعزيز ثقافة الوسطية والاعتدال. كما أيدت منظمة التعاون الإسلامي بالكامل بيان المملكة، قائلة في بيان: “نؤيد الإجراءات القضائية التي اتخذتها السعودية في قضية خاشقجي”. وأعرب البرلمان العربي عن رفضه القاطع المساس بسيادة السعودية، وكل ما من شأنه المساس بقيادتها واستقلال قضائها، مؤكدا الدور المحوري الذي تقوم به السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، في ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة العربية وعلى المستوى الإقليمي، فضلاً عن سياستها الداعمة لحفظ الأمن والسلم الدوليين، ودورها الرئيسي في مكافحة الإرهاب والعنف والفكر المتطرف، وترسيخ ونشر قيم الاعتدال والتسامح. كما رفضت البحرين المساس بسيادة السعودية، مؤكدة أهمية الدور الأساسي الذي تقوم به، وما تضطلع به من سياسة الاعتدال إقليميا وعربيا ودوليا، وما تبذله من جهود في تعزير الأمن والاستقرار الإقليمي، وتعزيز النماء الاقتصادي العالمي. وأعلنت وزارة الخارجية اليمنية، تأييدها الكامل لما ورد في بيان الخارجية السعودية، معربة عن تضامن اليمن المطلق مع السعودية قيادة وشعبا، ومؤكدة ثقتها بنزاهة القضاء في المملكة والإجراءات والأحكام التي اتخذها لتحقيق العدالة ضد مرتكبي هذه الجريمة.

 

تل أبيب تتهم طهران بالهجوم على سفينة إسرائيلية في خليج عمان

طهران تعلن عن مفاعلين نوويين جديدين وإضافة 1000 جهاز طرد سريع وتهدد بإزالة كاميرات الوكالة الدولية

تل أبيب، واشنطن، طهران، عواصم – وكالات/27 شباط/2021

 اتهمت إسرائيل، إيران، أمس، بالمسؤولية عن الانفجار الذي تعرضت له في خليج عمان، السفينة “هيل يسري” المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي، والتي ترفع علم جزر الباهاما. ونقلت وسائل إعلام عبرية عن مسؤولين إسرائيليين، قولهم إنهم يعتبرون إيران مسؤولة عن الحادث الذي لم يسفر عن وقوع إصابات بين طاقم السفينة المؤلف من 28 بحارا، كما رجحت شركة “درياد جلوبال” المختصة بالأمن البحري أيضا، وقوف القوات الإيرانية وراء الانفجار، وذكرت القناة الـ13 الإسرائيلية أن مسؤولين أميركيين سيتفقدون السفينة في ميناء دبي. وكانت شركة “درياد جلوبال” البريطانية للأمن البحري ذكرت أن السفينة المتضررة، وهي سفينة شحن سيارات، كانت قادمة من السعودية في طريقها إلى سنغافورة يوم الخميس الماضي عندما وقع الانفجار، وقال مالك السفينة رجل الأعمال الاسرائيلي رامي اونجر، إن سفينته تعرضت للاعتداء باستخدام صواريخ أو ألغام بحرية، مؤكدا أن طاقمها سمع دوي الانفجار الذي خلف ثغرات بعرض 1.5 متر في هيكل السفينة، بينما نقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مسؤولين دفاعيين أميركيين، أن الانفجار خلف ثغرتين في الجانب الأيسر من السفينة وثغرتين أخريين في الجانب الأيمن فوق الخط المائي. بدورها، نشرت شركة “أورورا أنتل” المعنية بتقييم المخاطر في مجال الملاحة البحرية، صورا يعتقد أنها توثق حجم الدمار الذي تعرضت له السفينة. من ناحيته، نقل موقع “إسرائيل 24” عن خبير في الاستخبارات الأميركية، أن السفينة لم تصطدم بلغم بحري وإنما أصيبت بضربة من فوق سطح الماء، وأكدت المواقع المختصة بتتبع حركة الملاحة البحرية، أن السفينة الإسرائيلية رست في ميناء دبي، بهدف إجراء أعمال الترميم، حيث أوضح موقع “ماريان ترافيك دوت كوم”، أن السفينة التي تبحر تحت علم باهاماس وتحمل اسم “هيليوس راي” وصلت إلى ميناء دبي في الساعة الـ11 من صباح أمس. في غضون ذلك، واصلت طهران تحدي العالم، حيث أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، أن بلاده بصدد إنشاء مفاعلين نويين جديدين، مهددا بإزالة كاميرات المراقبة من منشآت إيران النووية إن لم يتم رفع الحظر خلال ثلاثة أشهر. وقال إن “طهران تعمل على إنشاء مفاعلين نوويين، بدأت بهما قبل أعوام، باستثمارات بنحو 10 مليارات دولار”، مؤكدا أن بلاده لديها القدرة حاليا على تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المئة خلال 24 ساعة. وقال “قمنا بتخصيب اليورانيوم إلى 20 في المئة في غضون ساعة، ويمكن أن نرفع المستوى إلى 60 في المئة في نفس الفترة الزمنية”، مشيرا إلى إنتاج 25 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة في أقل من شهر، وهي بصدد إنتاج 1000 جهاز طرد مركزي سريع.

على صعيد آخر، اعتبر المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، أن سياسة “الضغط الأقصى” على إيران غير المصحوبة ب”الديبلوماسية” والتي انتهجتها الإدارة الأميركية السابقة أتت بنتائج عكسية، قائلا “لهذا السبب نحن نسير في طريق مختلف يعطي الأولوية لديبلوماسية واضحة ومبدئية وحقيقية”، موضحا أن الضغط الأقصى “بدلا من إخضاع طهران ووكلائها، زاد من جرأة طهران ووكلائها”. من جانبه، حض الاتحاد الأوروبي، إيران، على التراجع عن قرارها وقف تنفيذ البروتوكول الإضافي وخطة الشفافية للاتفاق النووي، معربا في بيان باسم الدول الأعضاء ال 27 في الاتحاد، عن بالغ قلقه من خطوة طهران، فيما حذر الممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية جوزيب بوريل من أن عدم تراجع إيران عن القرار “سيحد كثيرا من قدرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على التحقق من أن المواد والأنشطة النووية في إيران تبقى فقط للأغراض السلمية”. من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الأمن الإندونيسية أن السفينتين اللتين ترفعان علمي إيران وبنما وتم احتجازهما الشهر الماضي، متورطتان بجريمة بنقل الوقود بطريقة غير قانونية، موضحة أن السلطات تعمل في الوقت الحالي على صياغة التهم بهدف الإعلان قريبا عن أسماء المشتبه بهم. وذكرت أن السلطات الإندونيسية تحقق في قيام السفينتين بنقل الوقود بطريقة غير قانونية، وبدخولهما المياه الإقليمية بصورة غير مشروعة، والتخلص من مواد خطيرة في المياه الإقليمية الإندونيسية.

 

الفصائل العراقية تُهدد واشنطن برد قاس على هجمات سورية والتحالف الدولي يضع قواته في حالة تأهب

العراق: ذي قار تواصل الانتفاض... ومساعٍ لتأجيل الانتخابات إلى 2022

بغداد – وكالات/27 شباط/2021

 نددت الفصائل المسلحة العراقية، الموالية لإيران، بالهجوم الجوي الأميركي الأخير ضد مواقع لها على الحدود السورية، مهددة واشنطن بـ”رد قاس”، كما انتقدت بعض المواقف الصادرة عن الحكومة العراقية. ودان الأمين العام لحركة “عصائب أهل الحق” قيس الخزعلي، على حسابه بموقع “تويتر”، الهجوم الأميركي، الذي وصفه بـ”الفعل الدنيء”، مؤكداً أن “خروج القوات الأميركية من العراق هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار”، وأن “الإرادة الشعبية والقرار السياسي وقوة المقاومة كفيلة بتحقيق ذلك”. من جانبها، أكدت “حركة النجباء”، أن العملية الأميركية “لن تمر أبداً من دون عقاب ورد قاس من قبل المقاومة يناسب حجمها”.

بدوره، قال الأمين العام لـ”كتائب سيد الشهداء” أبوآلاء الولائي، “لم يدهشنا العدوان الأميركي على مواقع فصائلنا المقاومة، فهذا أمر متوقع ونحن نخوض حرباً لتحرير أرضنا من احتلال يقول عنه المصابون بعمى الوطنية أنه غير موجود”، مستنكراً تصريحات وزير الخارجية فؤاد حسين الذي نفى وجود “مقاومة” في البلاد. أما “كتائب حزب الله” العراقي، فقد حذرت في بيان، “من مؤامرة تسعى بعض الأطراف الداخلية لدفع واشنطن نحو شن عدوان على مواقع الحشد الشعبي المدافع عن وطنه”، مضيفة إنه “إذا ثبت تعاون جهاز أمني عراقي في تقديم معلومات استخبارية للأميركيين، فهو اعتراف خطير بالدور الخياني، هذا الدور الذي ينبغي أن يحاكم من قام به بتهمة الخيانة العظمى”. رئيس “تحالف الفتح” هادي العامري، طالب بدوره رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، بالتحقيق في الضربة الأميركية في الحدود العراقية – السورية “وفي الرواية الأميركية التي تدعي أن هناك تعاوناً تم بين الحكومة العراقية ووزارة الدفاع الأميركية لتحقيق هذه الضربة”. في المقابل، أفادت قناة “فوكس نيوز” الأميركية، نقلاً عن مصادر مطلعة، قولها، إن التحالف الدولي، بقيادة واشنطن، رفع مستوى التهديد للقوات الأميركية في العراق، ووضع القوات في قاعدة “بلد” في حالة تأهب.

وقالت المصادر، إن الأنشطة الضرورية سيكون فقط مسموحاً بها في قاعدة “بلد”، مع فرض الوسائل الوقائية الإلزامية على أي شخص خارج المباني المحصنة في القاعدة. وفي ظل الضغط على الميليشيات العراقية الموالية لإيران زار وزير الخارجية فؤاد حسين، طهران، أمس. وقال حسين، بعد لقائه أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، إن “إرساء الأمن أولويتنا”. وأضاف، إن “عملية سداد ديون العراق لإيران ستبدأ بعد إزالة بعض العقبات المهمة”. وفي وقت لاحق، التقى حسين مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وبحث معه في العلاقات الثنائية بين البلدين والوضع الإقليمي والدولي وانعكاساته على المصالح المشتركة. من ناحية ثانية، كشف مصدر سياسي عراقي، أمس، عن وجود حوارات سياسية لتأجيل الانتخابات العراقية من جديد إلى العام 2022. وقال، إن “الانتخابات قد تؤجل من جديد لظروف عدة، منها الأوضاع الاقتصادية، وعدم اكتمال الاستعدادات لها، فضلاً عن وجود رغبة سياسية لإجرائها في العام المقبل”، مضيفاً إن “الموعد المقترح للتأجيل الجديد سيكون في أبريل العام 2022”. وكان من المفترض أن تجري الانتخابات المبكرة في السادس من يونيو المقبل، إلا أن الحكومة العراقية أجلتها إلى العاشر من أكتوبر المقبل. على صعيد آخر، أفاد المرصد العراقي لحقوق الإنسان، أول من أمس، بوقوع نحو 120 جريحاً، ونحو عشرة قتلى برصاص الأمن بين المتظاهرين في محافظة ذي قار، فيما دعت المفوضية العراقية العليا لحقوق الإنسان، الكاظمي، لتولي الأمن هناك لوقف نزيف الدم. وحذرت المفوضية، من أن “استمرار الانفلات الأمني وعدم معالجة المشاكل المتفاقمة وقيام الحكومة والمؤسسة الأمنية بدورها في حفظ الأمن والأمان سيؤدي بالنتيجة إلى الفوضى، واستمرار سقوط كم كبير من الضحايا”. وكان محتجون أحرقوا، أول من أمس، مبنى المحافظة، مطالبين بإقالة المحافظ ومدراء الادارات الفاسدين. وفي وقت لاحق، أقال الكاظمي، ليل أول من أمس، محافظ ذي قار ناظم الوائلي، فيما تعهد المحافظ الجديد عبدالغني الأسدي بعودة الهدوء والأمن والاستقرار للمحافظة.

 

قتلى ومئات الجرحى خلال 5 أيام من المواجهات في الناصرية/حرق مبنى الحكومة المحلية... والمحتجون يصرون على إقالة المحافظ

بغداد: فاضل النشمي/الشرق الأوسط/27 شباط/2021

سقط ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص قتلى في المواجهات العنيفة التى وقعت، أمس، بين المتظاهرين وقوات الأمن في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار الجنوبية، إلى جانب إصابة ما لا يقل عن 100 من المتظاهرين وعناصر الأمن، بحسب مصادر طبية في المدينة، ويأتي التطور الخطير بعد يوم واحد من زيارة الوفد الحكومي الذي ترأسه وزير الداخلية عثمان الغانمي لتهدئة الأوضاع في المدينة الغاضبة منذ أشهر طويلة. وتفجرت الأوضاع منذ نحو 5 أيام طالب خلالها المحتجون وأعضاء في البرلمان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بإقالة المحافظ ناظم الوائلي.

وقال عضو مفوضية حقوق الإنسان علي البياتي في تغريدة عبر «تويتر»، إن «الوضع خارج السيطرة في الناصرية، الدماء تسيل والحكومة تتفرج». وذكر أن «حصيلة الأيام الخمسة من الاحتجاجات في المحافظة، هي مقتل 5 وجرح 271، ضمنهم 147 من القوات الأمنية». وفي وقت لاحق أمس، ورد ارتفاع حصيلة القتلى إلى سبعة. ويسبق التصعيد الأخير زيارة البابا فرنسيس للمدينة المقررة مطلع مارس (آذار) الماضي بأيام معدودة، ما قد يؤدي إلى تأجيلها أو إلغائها بحسب مراقبين، غير أن جماعات الحراك في الناصرية تقول إنها لا ترغب في عرقلة الزيارة وستطلب من الحبر الأعظم الصلاة من أجل الحرية والسلام في المدينة.

وشهدت المدينة منذ الساعات الأولى من يوم أمس، حالات كر وفر بين قوات الأمن والمتظاهرين في تقاطع البهو وجسر الزيتون ومبنى المحافظة في الجانب الغربي من المدينة الذي تمكن المتظاهرون من حرق غرفه الخارجية ثم تمكنوا من دخوله. ويقول ناشطون إن قوات الشرطة والأمن استخدمت الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، ما تسبب في سقوط العشرات بين قتيل وجريح. ويتهم آخرون فصائل وجماعات ميليشياوية تعمل تحت غطاء الأجهزة الأمنية بقتل المتظاهرين والسعي لإجهاض الحراك الاحتجاجي، كما هددوا بالتصعيد المناطقي في الأيام المقبلة وجددوا مطلبهم بإقالة المحافظ ناظم الوائلي.

وسبق أن شهدت الناصرية أحداثاً مماثلة سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2019، في ذروة تصاعد الحراك الاحتجاجي ضد السلطة وأحزابها. وقالت مصادر طبية في المدينة إن «مستشفى الحبوبي عجز عن استقبال المصابين الجدد بسبب امتلاء غرفه وردهاته». وأضافت أن «إدارة مستشفى الحبوبي طلبت تحويل الجرحى الجدد إلى المستشفى العام في المدينة، فيما جرى نقل بعضهم إلى مستفشى الأمل الأهلي». وناشد مصرف الدم في الناصرية، الناس للتبرع بالدم لجرحى المظاهرات، وقال معاون مدير مصرف الدم في الناصرية راجي السعد في بيان: «مناشدة لإخوتنا في محافظة ذي قار للتبرع بالدم لجرحى المظاهرات لحاجة مصرف الدم ومن جميع الفصائل». ووقف العشرات من أهالي المدينة في طوابير أمام مصرف الدم للتبرع.

 

السعودية تجدد إدانتها {الجريمة البشعة} ضد خاشقجي... وتشدد على {الشراكة} مع أميركا

الرياض - واشنطن/الشرق الأوسط/27 شباط/2021

أعلنت المملكة العربية السعودية، أمس، رفضها القاطع لـ {استنتاجات مسيئة وغير صحيحة} وردت في تقرير أميركي تناول ملابسات مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي، مجددة إدانتها {الجريمة النكراء} التي استهدفتها، ومشيرة إلى الإجراءات التي اتبعتها المملكة ضد المتورطين.

وأصدرت وزارة الخارجية السعودية أمس بياناً جاء فيها أنها تابعت {ما تم تداوله بشأن التقرير الذي تم تزويد الكونغرس (الأميركي) به بشأن جريمة مقتل المواطن جمال خاشقجي رحمه الله}. وأضاف البيان أن حكومة المملكة {ترفض رفضاً قاطعاً ما ورد في التقرير من استنتاجات مسيئة وغير صحيحة عن قيادة المملكة ولا يمكن قبولها بأي حال من الأحوال، كما أن التقرير تضمن جملة من المعلومات والاستنتاجات الأخرى غير الصحيحة}. ولفت البيان إلى {ما سبق أن صدر بهذا الشأن من الجهات المختصة في المملكة من أن هذه جريمة نكراء شكلت انتهاكاً صارخاً لقوانين المملكة وقيمها ارتكبتها مجموعة تجاوزت كافة الأنظمة وخالفت صلاحيات الأجهزة التي كانوا يعملون فيها، وقد تم اتخاذ جميع الإجراءات القضائية اللازمة للتحقيق معهم وتقديمهم للعدالة، حيث صدرت بحقهم أحكام قضائية نهائية رحبت بها أسرة خاشقجي، رحمه الله}. وتابع بيان الخارجية {إنه لمن المؤسف حقاً أن يصدر مثل هذا التقرير وما تضمنه من استنتاجات خاطئة وغير مبررة، في وقت أدانت فيه المملكة هذه الجريمة البشعة واتخذت قيادتها الخطوات اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الحادثة المؤسفة مستقبلاً، كما ترفض المملكة أي أمر من شأنه المساس بقيادتها وسيادتها واستقلال قضائها}. وأكدت وزارة الخارجية أن {الشراكة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية هي شراكة قوية ومتينة، ارتكزت خلال الثمانية عقود الماضية على أسس راسخة قوامها الاحترام المتبادل، وتعمل المؤسسات في البلدين على تعزيزها في مختلف المجالات، وتكثيف التنسيق والتعاون بينهما لتحقيق أمن واستقرار المنطقة والعالم، ونأمل أن تستمر هذه الأسس الراسخة التي شكلت إطاراً قوياً لشراكة البلدين الاستراتيجية}. وكان مكتب مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية افريل هاينز أصدر تقريراً بشأن ملابسات مقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول عام 2018. ويتضمن ملخصاً لاستنتاجات وتكهنات غير جازمة لمجتمع الاستخبارات الأميركي، ومن ضمنه وكالة الاستخبارات المركزية {سي آي إي}. وفيما لم يأت التقرير بجديد عما كانت نشرته المخابرات التركية، لم يتضمن تأكيداً بشأن ما إذا كانت العملية التي أودت بحياة خاشقجي تهدف إلى اعتقاله أم قتله. وأشار مراسل شبكة {سي أن أن} الأميركية لشؤون الأمن القومي إلى أن التقرير {لم يقدم تفاصيل أو أدلة ملموسة بشأن محتواه مثل رسالة نصية أو مكالمة هاتفية تثبت صحة ما جاء في التقرير الاستخباراتي}.

 

مسيحيو العراق... حيرة بين البقاء والرحيل/لا يتوقعون أن تتمخض زيارة البابا عن تحسين أوضاعهم

الموصل/الشرق الأوسط/27 شباط/2021

لا تزال عبارة «الدولة الإسلامية باقية» مكتوبة بأحرفها كاملة على باب منزل المسيحي العراقي ذنون يحيى؛ كتبها المتشددون الذين احتلوا منزله في الموصل بشمال العراق لثلاث سنوات عندما كانوا يحكمون المدينة. يرفض يحيى محو العبارة انطلاقاً من رغبته في إظهار التحدي للمسلحين الذين هزمتهم القوات العراقية في نهاية المطاف، وللتذكير أيضاً بأن وجود الطائفة المسيحية التي يتوزع أفرادها في أنحاء مختلفة من العراق بأعداد آخذة في التضاؤل لا يزال مهدداً. قال الرجل البالغ من العمر 59 عاماً، في المنزل الذي استرده بعد طرد تنظيم داعش في 2017: «لقد ذهبوا. لم يعد بإمكانهم إيذاؤنا، لكن لم يبقَ منا كثيرون؛ جيل الشباب يرغبون في الرحيل». وحسب تقارير لوكالة «رويترز»، سيكون الخيار الذي يواجه كثيراً من مسيحيي العراق بين البقاء والرحيل حاضراً بقوة في أثناء أول زيارة يقوم بها بابا الفاتيكان للعراق على الإطلاق. وتستمر رحلة البابا فرنسيس من الخامس إلى الثامن من مارس (آذار)، وستكون الموصل إحدى محطاتها. وقد باع يحيى ورشة أشغال معدنية تملكها العائلة كي يدفع فدية عن شقيقه الذي خطفه مسلحو تنظيم القاعدة في 2004، عندما كان المسيحيون يتعرضون للخطف والإعدام. ومنذ ذلك الحين، تحول يحيى إلى شاهد على الرحيل، إذ رأى أشقاءه يسافرون إلى دول أجنبية، فيما يتراجع العمل ويشح الدخل في العراق. ومن بين 20 من الأقارب كانوا يعيشون في الحي، لم يبقَ سوى يحيى وعائلته المكونة من 6 أفراد. وقد عصفت اضطرابات بمسيحيي العراق على مدى قرون، لكن موجة النزوح الجماعي لم تبدأ إلا بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003، وتسارعت وتيرتها في عهد تنظيم داعش الذي لم تفرق وحشيته بين الأقليات والمسلمين. وغادر مئات الآلاف إلى المناطق المجاورة وإلى الدول الغربية. وعبر سهل نينوى في شمال العراق، وهو موطن لبعض من أقدم الكنائس والأديرة في العالم، يعيش أغلب المسيحيين الباقين نازحين في قرى سقطت بسهولة في قبضة «داعش» في 2014، أو داخل جيوب في مدن أكبر، مثل الموصل والمنطقة الكردية القريبة. وانتهى حكم المتشددين الذين اتخذوا الموصل عاصمة لهم على ما يقرب من ثلث أراضي العراق في 2017، بعد معركة مدمرة مع قوات الأمن، لكن لا يزال الدمار المادي والخراب الاقتصادي ماثلاً للعيان. وتواجه السلطات العراقية صعوبات في إعادة بناء المناطق التي دمرتها الحرب، وتتنافس جماعات مسلحة خارجة عن سيطرة الحكومة على الأرض والموارد، بما في ذلك في معاقل المسيحيين. يقول المسيحيون إنهم أمام معضلة: إما العودة إلى منازلهم المدمرة وإما إعادة توطينهم في أماكن أخرى في العراق وإما الهجرة من بلد أثبتت التجارب أنه لا يستطيع حمايتهم. وقال الكاردينال لويس ساكو، رئيس الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق: «في 2014، اعتقد المسيحيون أن نزوحهم سيستمر بضعة أيام فحسب، لكنه استمر 3 سنوات. فقد كثيرون الأمل وهاجروا؛ لا أمن ولا استقرار».

ويقدر عدد المسيحيين في العراق بنحو 300 ألف، أي 20 في المائة فحسب من مليون ونصف المليون مسيحي الذين كانوا يعيشون في البلاد قبل الغزو الذي أطاح بصدام حسين في 2003. كانوا ينعمون بالتسامح وحسن المعاملة في ظل حكم صدام، لكنهم أصبحوا أهدافاً لعمليات خطف وقتل في العنف الطائفي الذي تفجر منذ منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

ومن المقرر أن يقوم البابا فرنسيس بزيارة تاريخية للعراق استعصت على أسلافه السابقين. وسيصلي على ضحايا الصراع في موقع بالموصل دُمرت كنائسه القديمة التي اتخذ منها تنظيم داعش مقراً لمحاكمه. يرحب المسيحيون بزيارة البابا، لكنهم لا يعتقدون أنها ستتمخض عن الكثير لتحسين أوضاعهم. يقول يحيى: «البابا لا يستطيع مساعدتنا... العون من الرب وحده». عائلة يحيى التي فرت إلى إقليم كردستان خلال حكم «داعش» واحدة من بضع عشرات من الأسر التي عادت إلى الموصل من السكان المسيحيين البالغ عددهم نحو 50 ألفاً، حسب تقديرات رجال دين محليين. ويقدم ابناه المراهقان المساعدة في الكنيسة المحلية، وهي الكنيسة الوحيدة التي رُممت بالكامل في الموصل، والتي يصل عدد الحاضرين فيها إلى نحو نصف طاقتها الاستيعابية في أيام الأحد. ولا يجد ابنه الأكبر فراس عملاً أكثر من يوم واحد في الأسبوع، ولا يرى لنفسه أي مستقبل في الموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق، ويقول: «لو أردت الزواج، سأضطر للرحيل. فالمسيحيات هنا نزحن إلى مناطق أخرى، ولا يرغبن في العودة؛ أفضل شيء هو السفر للغرب». وتفخر بلدة الحمدانية المسيحية القريبة بوجود فصيل مسلح من أبنائها يقول مسؤولون محليون إن وجوده ضرورة بسبب انتشار فصائل شيعية شبه عسكرية تسعى للسيطرة على الأرض، ومقاتلي «داعش» الذين ما زالوا يكمنون في مخابئ بشمال العراق. وقال زعيم للفصيل المسلح المحلي، طلب عدم نشر اسمه: «لولا وجود فصيل مسيحي مسلح هنا، ما عاد أحد. لماذا نعتمد على قوات خارجية لحمايتنا؟!». وفي القرية المجاورة، قال الكاردينال ساكو إن معظم المسيحيين عاجزون عن العودة، أو غير راغبين فيها، خوفاً من الفصائل الشيعية المحلية، ولأن ممتلكاتهم اشتراها آخرون غير مسيحيين في غيابهم. وأبدى بعضهم رغبة في الاستقرار في الحمدانية، لكن مسؤولين محليين يرفضون هذا بشكل عام، خشية أن يترتب عليه إضعاف وجود المسيحيين في العراق. وقال قائم مقام قضاء الحمدانية، عصام دعبول: «إذا انتقل الناس إلى هنا من قراهم، فإن ذلك يفرّغ تلك المناطق من المسيحيين»، وأضاف: «هذا يهدد وجودنا في مناطق عشنا فيها على مر الأجيال».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

“سبت بكركي” أدى غرضه قبل انعقاده؟

جورج شاهين/الجمهورية/27 شباط 2021

أيّاً كانت الصورة التي سيتخذها التجمع الشعبي في بكركي بعد ظهر اليوم فقد أدى غرضه قبل ان ينعقد. بهذه العبارة لخّص مراقبون ما قصد اليه اللقاء ليس دعماً لدعوة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى مؤتمر ترعاه الامم المتحدة لخلاص لبنان فحسب، بل لأنه سيكون رسالة مدوية رفضاً للتمادي في بعض الجرائم التي ترتكب في حق لبنان وعودة سريعة عن بعض التوجهات الخطيرة. وعليه، كيف يمكن تبرير ذلك؟

في انتظار من سيتعاطى مع «سبت بكركي» المقرر تنظيمه الثالثة بعد ظهر اليوم، على طريقة «زوم إن» او «زوم آوت»، فإنّ الدعوة التي التقت عليها معظم الأحزاب اللبنانية مسيحية وغير امسيحية ومعها المجتمع المدني والروابط وجمعيات مختلفة المشارب والأهواء تحت عنوان «بكركي بتجمع» شكّلت تحدياً كبيراً لدواعي التباعد الإجتماعي التي فرضتها جائحة «كورونا»، والتي قد تشكل عائقاً امام حصول مد بشري غير مسبوق.

وفي ضوء هذه المعطيات، تعزز الإقتناع بأنّ «سبت بكركي» سيشكل محطة مؤثرة في التطورات المقبلة على الساحة اللبنانية. فما شهده الصرح البطريركي من حَج سياسي وحزبي خلال الأسبوعين الماضيين يعبّر عن حدة الاحتقان الذي تخطى الساحة المسيحية الى الوطنية منها، وقد بلغ مرتبة قريبة من الذروة نتيجة الاخطاء التي ارتكبت في اكثر من موقع ومحطة. وكنتيجة حتمية لفشل اهل الحكم في إدارة الأزمات المتشابكة على المستوى الحكومي والسياسي كما الاقتصادي والنقدي ومواجهة نتائج انفجار بيروت والنكبة التي حلت بها. فتلاقت الإرادات الرافضة سلوك اهل السلطة على دعم مبادرة «سيد بكركي» رغم الاقتناع غير المكتمل بإمكان الوصول الى ما يرضيها، وتحقيق ما تصبو اليه في مرحلة اختصرها البطريرك بنفسه عندما قال أمس الاول امام وفود زارته انه اضطر الى الدعوة الى هذا المؤتمر بعدما «تعطلت لغة الحوار بين اللبنانيين واقتيد البلد للخروج عن حياده الذي كان يعيشه وعرف خلاله ما عرفه من ازدهار».

وان توسّع المراقبون في قراءة ما يدل اليه التجمع اليوم في بكركي، فإنهم لا يمكنهم إحصاء جميع الأخطاء التي حضّت عليه، وجعلت عدداً كبيراً من المترددين للانضمام اليه والمشاركة فيه. فمسلسل الاخطاء التي ارتكبها البعض بحق لبنان «كوطن لجميع اللبنانيين» وليس مقراً او ممراً او مستقراً للبرامج الاقليمية والدولية التي وضعته على «طريق الفيلة» بدل ان يكون متفرّجاً على رصيف المواجهة الدولية المتناحرة والمتموضعة بين محورين كبيرين يستخدمان ما لديهما من قدرات اقتصادية وعسكرية وديبلوماسية ومالية هائلة تتجاوز تردداتها قدرة الوطن الصغير على التحمّل. وكل ذلك نعيش نماذج منه، وقد يطول الامر ان بقي الحكم مصطفّاً الى جانب أحدهما مدعياً «الإنتصارات الوهمية» في وقت بات فيه الوطن مهدداً بالفوضى العارمة التي لا يمكن لأحد لَجمها والحد من مخاطرها.

وزاد في الطين بلة، ما عبّرت عنه السلطة من انتقادات لتوجهات بكركي من دون ان تتحرك لتلبية ما أرادته لخير لبنان واللبنانيين. ففضّلوا معاندتها وصولاً الى اتهامها بالتقصير في حماية المسيحيين والتوسط لدى دول خليجية لنصرة فريق على آخر ينوي مصادرة حقوق المسيحيين في لبنان وتهديد مستقبلهم. ولم يتوقفوا عند هذه الحدود، فقد راسلوا الفاتيكان للتعبير عن شكوى من مواقف البطريرك على مصير طائفة بكاملها من اجل الاحتفاظ بالمكاسب الآنية المحققة بدلاً من إجراء «التكويعة» المطلوبة لمواجهة حجم الحصار المفروض على المسؤولين في الدولة وإجراء مقايضات لم يكشف في العلن سوى عن السياسي والإداري والمالي والتشريعي منها وإخفاء بعضٍ آخر منها يطرح في الكواليس السياسية والديبلوماسية ولا يتصل بما تحتاجه المرحلة من «وصفات» عاجلة للخروج من المأزق.

على هذه القواعد يتطلّع المراقبون الى تحرك اليوم على انه رد على مختلف الطروحات السياسية والحكومية، وفيه دعوة عاجلة الى وعي مخاطر المرحلة قبل فوات الأوان وخوفاً من بلوغ مرحلة لا يعود ينفع فيها الندم على مجد ضاع وحياة كريمة باتت مهددة بكل مقوماتها. فكل ما هو مطلوب اليوم مراعاة المرحلة قبل فرض مزيد من العقوبات، والتي زادت الدفعة الأولى منها من تهشيم صورتهم التي اهتزّت بمقدار كبير بعد انتفاضة 17 تشرين وصولاً الى الادعاء بانتصارات اقليمية للمحور الذي ينتمون اليه سعياً الى استغلال ما هو مؤقت في ما هو دائم وطويل الأمد على الساحة اللبنانية.

وعليه، فإنه لا يمكن لأهل السلطة الاستمرار في انكار ما حصل الى اليوم في مثل الظروف التي اسقطت لبنان الى اسفل لوائح التصنيف الدولي الذي يبحث عن قروض ومساعدات من البنك الدولي لمواجهة حالات الفقر في البلاد ودعم الأسَر الجائعة، كما لإعادة اعمار ما تهدم ومواجهة الفضائح التي نضح بها الخروج عن برتوكولات برامج اللقاحات في مواجهة «كورونا» بعدما قالت الإحصائيات الاولية وتقرير التفتيش المركزي ما لم يقله أحد بعد من المراجع الدولية التي تلاحق مصير المساعدات المالية التي حصل عليها لبنان لقاء هذه البرامج. فما سجّل من خروج على ما قالت به المنصة الخاصة باللقاح وقواعد التعاطي مع تحصين المجتمع وفق القواعد المعتمدة يهدد ما تبقى من محطات والبلد ما زال في البداية، هذا عدا عن السيناريوهات التي بدأت تتحدث عن «تفقيس» شركات لاستيراد اللقاحات تحاكي الطريقة التي أديرت فيها برامج الدعم للمواد الغذائية والمحروقات والخبز والأدوية والتي تجاوزت المخالفات فيها ما يمكن ان يتوقعه إنسان. وهنا على الجميع ان يدرك مبكراً انّ أي محاولة لتعميم الفساد في هذا القطاع ستعطي رسالة سلبية خطيرة الى المجتمع الدولي الذي لم ينظر الى لبنان منذ فترة طويلة إلّا من النوافذ الانسانية والطبية والإجتماعية، فيما هو يحتاج الى دعم اقتصادي ونقدي لا يمكن الوصول اليه قبل تشكيل حكومة قادرة على مخاطبة المجتمع الدولي والاطلاع بمسؤولية تنفيذ الاصلاحات التي تنهي ادواراً لقيادات وأحزاب نَمت على مبدأ السطو على المال العام واستخدام السلطة في تعزيز المواقع وتكبير الاحجام بما لا يتناسب وما بلغته البلاد من انهيارات واسعة لا يمكن تداركها بغير المعونة الدولية المشروطة بالتغيير الكبير.

وختاماً، فإنّ في كل ما سبق، ما يشجّع على ان يكون تجمع بكركي اليوم رسالة مدوية الى كل من لا يشاطر اهدافه وعناوينه، وهو امر لا يُستعاض عنه ولا يمكن مواجهته إلا بإحياء المساعي لتشكيل «حكومة مهمة» بالمواصفات غير المطروحة لدى اركان السلطة، والتنازل الى الحدود القصوى عن أنانيات وبرامج وهمية، ووقف استخدام المنطق الديماغوجي المعتمد، والذي فعل فعله في إعطاء «سبت بكركي» أهميته قبل ان نشهد على شكله ومضمونه ورسائله.

 

إستفتاء وطني في بكركي... "معك يا سيّدنا ومع تحييد لبنان"

ألان سركيس/نداء الوطن/27 شباط 2021

الصرح استكمل التحضيرات لاستقبال الحشود

يعطي تحرّك اليوم المرتقب في بكركي دلالات عميقة في الحياة السياسية اللبنانية، ويبعث برسائل عدّة إلى من يعنيهم الأمر مفادها بأنه لا يزال هناك صوت صادح في هذا الوطن يقول للمسؤولين: ماذا تفعلون؟

لا تدخل لعبة الأرقام كأحد أهداف تحرّك اليوم، فالمسألة مرتبطة برمزيتها أكثر من القدرة على الحشد، فالبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ليس بحاجة إلى استفتاء شعبي، وهو لا يخوض معركة إنتخابية ويريد أن يُظهر حجمه، بل إن كل ما يريده هو تنفيذ خريطة طريق رسمها بنفسه لهذا البلد وتُشكّل باب إنقاذ لا بدّ منه. يعرف سيّد الصرح أن الفساد وسوء الإدارة ونهب الخزينة العامة وعدم المحاسبة من أهم الأسباب التي أوصلت الوضع اللبناني إلى الإنهيار، لكنّه في المقابل مقتنع بأن الأوضاع السياسية والوصايات والتدخلات الدولية المتلاحقة لعبت الدور الأكبر في ما آلت إليه الأوضاع، لذلك فإن التغيير يبدأ بالسياسة وتموضع لبنان ليصل حكماً إلى الإقتصاد وإصلاح مالية الدولة. قد يكون فيروس "كورونا" أحد أهم العوائق في خفض منسوب المشاركة الشعبية، لكن الأهمية تكمن في أن الدعوة أتت عفوية وليست من جهات سياسية، وإن كانت بعض القوى التي تقف إلى جانب البطريرك ستشارك في التجمع، والأهم من كل هذا أن الحشد لن يقتصر فقط على المسيحيين بل إنه يشمل فئات عدة من المجتمع ومن كل الطوائف، خصوصاً وأن الراعي لا يُطالب بحقوق المسيحيين فقط بل بحقوق كل الشعب اللبناني.

وتحت شعار "بكركي ما بتمزح" و"لكل استقلال بطريرك" ستتقاطر الوفود إلى الصرح البطريركي من كل لبنان، في صورة جامعة تدلّ على أنّ البطريرك ليس متروكاً لوحده بل إن الشعب يلتف حوله من كل الأطياف، كذلك سيُعطي هذا اللقاء صورة واضحة للمجتمع العربي والدولي بأن طروحات الراعي تحظى بمبايعة لبنانية واسعة النطاق ولا تنحصر فقط بأسوار بكركي والإكليروس الماروني. شكّلت مطالبة البطريرك الراعي منذ تموز الماضي بالعودة إلى مبدأ الحياد وفكّ أسْر الشرعية وتحرير لبنان من الوصاية، نقطة انطلاق لحراك محلّي وعربي ودولي باتجاه البطريركية المارونية، وعندما أدرك البطريرك أن الطبقة السياسية تصمّ آذانها عن سماع كلمة الحق وصوت الضمير، رفع السقف مطالباً بمؤتمر دولي خاص لإنقاذ لبنان، وأمام قوّة كلمة بكركي أتى التهديد من السيد حسن نصرالله بأن "لا يمزح أحد في هذا الموضوع"، فأتى الردّ سريعاً من الصرح بأن "بكركي ما بتمزح".

لم ينفع التهديد مع الراعي، فهو قال كلمته ومشى نحو الفضاء الواسع للبحث عن كيفية إيجاد آلية لتطبيق طروحاته، في حين أن الشعب تلقّف المبادرة وتمسّك بها لأنه يريد الخلاص من "جهنم" التي يعيش فيها، لذلك فان المناطق على أهبة الإستعداد للمشاركة في تجمّع اليوم وللقول "نحن معك يا سيّدنا ونحن مع تحييد لبنان عن الصراعات الدولية، ونحن مع المؤتمر الدولي، وأيضاً مع تحرير لبنان من الوصاية الإيرانية والتدخلات الخارجية واستعادة الدولة لقرارها وحصر السلاح بيد الشرعية وتسليم جميع الميليشيات سلاحها وعلى رأسها "حزب الله".

ولن تكون الكلمة التي سيلقيها الراعي أمام الجماهير حسب معلومات "نداء الوطن" إلا استكمالاً للمسار الذي يسلكه منذ تموز الماضي، فهو سيؤكّد أهمية الحياد وتطبيق الدستور وإنقاذ الدولة وإعادة هيبتها بشتى الوسائل، وسيتوجّه إلى المجتمع الدولي طالباً منه تحمّل مسؤولياته في إنقاذ لبنان بعدما فشل المسؤولون فيه في هذه المهمّة وتحريره من الوصايات الخارجية وصون إستقلاله عبر مؤتمر دولي إنقاذي، كذلك ستكون الكلمة عالية السقف تجاه الممارسات التي تحصل والخرق المستمر للدستور وعرقلة تأليف حكومة. واكتملت التحضيرات الشعبية لمواكبة حدث اليوم، في حين أن التخوّف الذي كان سائداً من أن تعمد الأجهزة الأمنية إلى وضع حواجز على مداخل جونية من أجل عرقلة وصول المتظاهرين، في مشهد يشبه ما كان يحصل أيام اللقاءات الشعبية في زمن الإحتلال السوري، تبدّد وسط التأكيدات الأمنية التي تصب في إطار تسهيل مرور المتظاهرين وحمايتهم خصوصاً أن الزمن تغيّر والأجهزة لا تريد الدخول في مواجهة مع الشعب.

 

جنبلاط يحمّل "حزب الله" مسؤولية التعطيل

غادة حلاوي/نداء الوطن/27 شباط 2021

علاقة جنبلاط مع بكركي تاريخية وليست جديدة

من الصعب السؤال عن حكومة فيما الوضع الدولي والاقليمي مقبل على تطورات بدأت تفرضها سياسة الادارة الاميركية الجديدة برئاسة جو بايدن. تطورات دراماتيكية بدأت تظهر معالمها لترسم مساراً مختلفاً للمنطقة وتموضعاتها الجديدة. وأي سؤال عن لبنان وموقعه في السياسة الاميركية لن يجد من يجيب عليه. لا حدث محلياً يستحق التوقف عنده. كل الحاصل مجرد غبار فيما الواقع يرسم خارج الحدود ومن على المنصات الدولية والاقليمية. المشهد الضبابي ينعكس تشنجاً ورهانات، والكل يقف متأهباً في الوقت الحكومي الضائع والمواقف لا تزال هي ذاتها، حيث يبدي رئيس الجمهورية ميشال عون انفتاحه على اي صيغة كانت تحت سقف احترام الميثاق والدستور ومعاملة الكل بالطريقة نفسها، متهماً الرئيس المكلف سعد الحريري بأنه لا يريد التأليف للتهرب من التزام حكومته بالتدقيق الجنائي، مع إصرار عوني على شرط أساسي لتشكيل الحكومة، وهو وجوب عودة الحريري الى أصول التشكيل، على اعتبار أنّ بعبدا ليست بوارد القبول بكسر الصلاحيات أو تجاوز التمثيل الشعبي للرئيس.

أما من ناحية "الحزب التقدمي الاشتراكي"، فالأجواء ملبّدة لا سيما وأنّ رئيسه وليد جنبلاط تبلّغ من رئيس مجلس النواب نبيه بري أنّ احتكاره التمثيل الدرزي في الحكومة صار صعباً، فاتجه إلى رفع سقف المطالب لتحقيق مكاسب إضافية. صعّد جنبلاط مواقفه تجاه "حزب الله" وحمّله مسؤولية عدم تشكيل حكومة لتخلّفه عن المونة على رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل ورئيس الجمهورية الذي أوصله الى قصر بعبدا. صار معروفاً أنّ جنبلاط يرفع السقف ليعبّر عن قلق ضمني ينتابه، يدرك أنّ الأيام المقبلة لن تكون كما كان مرسوماً لها، الادارة الاميركية لم تلتفت للبنان بعد وصديقه الاقرب لا شك نقل اليه اجواء زيارته الاخيرة الى السعودية والتي لا تبشر بالخير. يدرك جنبلاط ان كل المنافذ سدت، والعلاقة مع "حزب الله" سيئة واللجنة المشتركة متوقفة عن الاجتماع. البعض فسّر زيارة الوزير السابق غازي العريضي الى بكركي على انها تعبير عن استياء جنبلاط من تدهور العلاقة مع "حزب الله"، ثم قصد اللقاء مع "سيدة الجبل". بالشكل ضرب عصفورين بحجز واحد، وجّه رسالة الى "حزب الله" قد تكون احرجت بقساوة مضمونها صديقه رئيس مجلس النواب، وأرسل إشارات إلى من يعنيهم الأمر دولياً.

ومع اقتراب تاريخ الرابع عشر من آذار أعاد سلوك جنبلاط التذكير بأدائه في حقبة في 14 آذار وكأنّ الايام التي خلت "عنّت على باله" أو كأن شعور الماضي بالوحدة والاستهداف يغالبه. فهل حنّ إلى منصة 14 آذار؟

لا تجد مصادر "الاشتراكي" ما يبرر الحديث عن منحى جديد لجنبلاط ولا ما يبرر التكهن بمثل ما سبق، علاقته مع بكركي ليست جديدة وتاريخ مصالحة الجبل يشهد، واللقاء مع "سيدة الجبل" لا يعني 14 آذار جديدة وهو سبق أن قالها إن الظرف غير مؤات لهذا النوع من التحركات، وكان واضحاً برفض الذهاب نحو قرارات دولية صادرة عن مجلس الأمن. كل ما يصبو إليه جنبلاط ويطرحه، هو السؤال عن كيفية حماية الدولة مالياً ومؤسساتياً، لكنّ "حزب الله" يرفض الجواب عملياً عن هذا السؤال. التباين بين "الاشتراكي" و"حزب الله" بات مؤكداً، ضمنياً يتهم جنبلاط "حزب الله" بالسكوت أو بغض الطرف عن تصرفات باسيل، ويشعر أنّ هناك دوراً ما مطلوباً من "حزب الله" هنا. يصرخ جنبلاط في وجه "حزب الله" وأصل الوجع كما يرى البعض، تلك السياسة الاميركية الجديدة في المنطقة والتي لم ترسل ما تطمئن القلوب بعد.

 

كاهن إنجيلي مصري... آخر ضحايا العصابات في البقاع

لوسي بارسخيان/نداء الوطن/27 شباط 2021

عند التاسعة من مساء يوم الأربعاء، بينما كان الكاهن الإنجيلي ميخائيل صلاح قيلاده، يجتاز طريق الأوتوستراد السريع لتأدية خدمته في الكنيسة الإنجيلية عند المستديرة التي تعرف بـ"مفرق الرحاب"، نسبة الى أحد المنتجعات الموجودة في مدينة زحلة، فوجئ بثلاثة مسلّحين ملثّمين يستقلّون سيارة "بيكانتو" زرقاء، إعترضوا سيارته "CRV" وألزموه على الترجّل منها الى المقعد الخلفي، حيث جلس الى جانبه أحد الملثمين، ليقودها آخر بإتجاه طريق بعلبك الدولية، ويُطلقونه من بعدها عند مفرق بلدة سرعين، على مسافة قريبة من مخفر طليا، الذي قصده الأخ قيلاده مقدّماً شكوى بخطفه وسرقة سيارته الى جانب مبلغ 4 ملايين و700 ألف ليرة كانت بحوزته. قيلاده مصري الجنسية، موجود في لبنان من ضمن بعثة إنجيلية منذ خمس سنوات. يتردّد الى مقر الكنيسة الإنجيلية المشيّد حديثاً بمحيط مجمع يضمّ أيضاً جامعة الروح القدس الكسليك، وكنيسة مار شربل، ومشاريع سكنية. وبالرغم من سماعه تكراراً أخبار خطف وسرقة مشابهة على الطريق نفسها، لم يخشَ يوماً أن يكون واحداً من الضحايا.

ومع ذلك، لم تشكّل الصفة الدينية لقيلاده رادعاً لعصابات سرقة السيارات والتشليح، التي لا تفرّق بإرتكاباتها بين شاب، سيدة، كهل، رجل دين أو مدني وحتّى عسكري. وإنّما تحدّد صيدها الاسهل، من ضمن السيارات العابرة على طرقات محدّدة في منطقة البقاع، باتت تعرف بمسارح لمثل هذه الإرتكابات المتكرّرة، مستفردة بأصحابها الذين قلّما ينجحون بالإفلات منها، من دون أن يكون هناك رادع أمني فعلي لمثل هذه الإرتكابات منذ سنوات. وتشكّل النقطة التي إصطيد فيها قيلاده تحديداً، بالإضافة الى طريق دير زنون، أسهل المعابر لعصابات التشليح والخطف بإتجاه بعلبك، حيث لا يمكن أن تعترض سوى بحاجز واحد لقوى الأمن الداخلي، لا يعرف الكثيرون المهمّة الأمنية الفعلية له، طالما أنّه لم يشكّل مرّة إعاقة لسارقي السيارات أو الخاطفين.

وعليه، إكتمل مع الأخ قيلاده السيناريو المتكرّر على لسان اكثر من ضحية لهذه العصابات. فهو، كما يقول، لم يُبد مقاومة شديدة بوجه المسلحين، وقد عرف منذ البداية أنّ هدفهم السيارة وما يحمله من مال، وبالتالي لا فرق بالنسبة لهم سواء أكان رجل دين أو غيره، ولكن صفته ربّما تكون سبباً لإطلاقه سريعاً بعد دقائق فقط من خطفه عند مفرق بلدة سرعين، أول قرية على الطريق العام المؤدّية الى بعلبك، وربّما الى وكر العصابات، سواء في بريتال أو حي الشراونة وغيرهما.

وفي سيناريو شبيه أيضاً لما يجري كلّما تعرّض أحدهم لعملية تشليح أو خطف على طرقات البقاع، أقام الجيش اللبناني حواجزه بعيد ساعات من الحادث أمام مفرق الرحاب، ليدقّق بهويات العابرين عليه تحت نور الشمس، فيما بات معلوماً أنّ نشاط مثل هذه العصابات يكثر في الفترة المسائية تحديداً، مع تناقص عدد العابرين للطرقات. أما الأجهزة الأمنية التي توجّه اليها قيلاده بعد إطلاقه، سواء في مخفر طليا أو في زحلة، فلم يعد أحد يتطلّع الى ما يمكن أن تنجزه في مثل هذه الشكاوى المتكررة لديها، بإستثناء مهمة تسجيل الحادثة وتفاصيلها، والتي عادة ينصرف بعدها الضحايا للملمة خسائرهم، ويكون محظوظاً من بينهم من يملك تأميناً "ساري المفعول" يعوّض عليهم بقيمة السيارة. هذا في وقت يحبط تكرّر حوادث السرقة والخطف، وإن بفترات متقطّعة، من ثقة المواطنين بالخطط الأمنية الرادعة التي توضع كلّ فترة وأخرى، والتي يعتبر المطّلعون أنّ فعاليتها هي بالهيبة التي يمكن أن تفرضها الإجراءات الأمنية، خصوصاً أنّ "الحرامي لا يمكن إنتظاره"، وإذا لم يكن الرادع هو خوف العصابات من الوقوع بالقبضة الأمنية، فإنّ لا شيء آخر يمكن أن يردعهم.

 

لماذا لن يتنازل الحريري؟

وليد شقير/نداء الوطن/27 شباط 2021

إطالة الفراغ الحكومي مع وضع الشروط على رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري تشبه عملية إطالة الفراغ الرئاسي بين أيار 2014 وتشرين الأول 2016، التي انتهت بالتسليم برئاسة العماد ميشال عون بحجة إنقاذ البلد من الشلل ومن انهيار مؤسساته واهترائها.

الأسلوب نفسه يجري اعتماده من الفريق نفسه الذي مارس اللعبة قبل سنوات: تحويل الفراغ إلى وضع ضاغط على الفريق الرافض لهيمنة عون - باسيل على الحكومة، ليرضخ ويقبل بما هو مطلوب في تشكيلها. على هذه التجربة يقيس الفريق الرئاسي و"التيار الوطني الحر" ومعهما "حزب الله" الأمور، ويخوضون المنازلة حول صيغة الحكومة وتركيبتها ويقارعون المجتمع الدولي رافضين التنازل أمامه. فهم يرفضون إبعادهم عن مفاصل السلطة لمصلحة الاختصاصيين غير الحزبيين بذريعة إتاحة المجال للإصلاحات المطلوبة.

الفريق المتمسك بتضخيم حصته في السلطة لا يقبل الاعتراف بإجماع الدول المعنية بإنقاذ مالية لبنان، على أن التجاذبات على القرار فيها وفي سائر المؤسسات الدستورية، والتنافس على منافعها المالية والخدماتية ومواقع النفوذ داخلها، هي التي حالت دون الإصلاحات المطلوبة. واختراع المعادلة القائلة "أعطونا الإصلاحات وخذوا الحكومة" لم تخدع الدول التي تنتظر من لبنان تشكيل حكومة فعالة وقادرة على الإصلاح وذات صدقية. فالذي مارس السلطة من أجل شهوات لا طائل لها، معروفة تفاصيلها لدى مسؤولي هذه الدول، ليس قادراً على إيهام المجتمع الدولي الذي بات يدرك أن التنكر بلباس الإصلاح لم يعد يخدع أحداً. ولو لم تكن الدول تدرك زيف هذه المعادلة لما كانت استخدمت قانون ماغنتسكي لفرض العقوبات على المتنكر بزي الإصلاح. بل إن هناك من يعتقد أن فصول ملاحقة من هو متهم بالفساد من الفريق الحاكم لن تتوقف في المرحلة المقبلة، على عكس مراهنة هذا الفريق على رفع العقوبات عن النائب جبران باسيل.

الفارق هذه المرة مقارنة مع العام 2016 أن المراهنة على حسن النية وممارسة سياسة أم الصبي قد أعطت نتائجها العكسية والسلبية. وما سماه الحريري في 2016 "المخاطرة الكبرى" بقراره دعم رئاسة عون، حصد البلد حصيلته خيبة ما بعدها خيبة، لأن الخطر على زوال لبنان وهويته بلغ مرحلة متقدمة. وتجربة التنازل جرى اختبارها ولم يعد مفيداً تكرارها، والحريري غير مستعد للخسارة مرة أخرى بحجة "ميزان القوى"، إذا كان الفريق الذي يعطل التأليف يراهن على تراجعه أمام اقتراحات التنازل من "حزب الله"، التي تحمل في طياتها الثلث المعطل مقنعاً، أو اللجوء إلى وزير أو وزيرين "ملِكين" يستحيل قبولها...

الفارق أيضاً أنه لم يعد من معنى للخشية من انهيار الوضع الاقتصادي واهتراء مؤسسات الدولة وتبرير التنازل بالسعي لتداركه. فالبلد بات في حفرة الانهيار والاهتراء والإفلاس. البطريركية المارونية لم تعد على الحياد في الصراع حول صيغة الحكومة، وتشدد على الاختصاصيين غير الحزبيين، وعدم رهن البلد لمصلحة دول أخرى، رافضة شعارات من نوع حقوق المسيحيين لتبرير الفراغ. الفارق أيضاً أن اللوم بات موجهاً نحو "حزب الله" في الوسط المسيحي، وهو أمر يساهم به الحليف بعدما تراجعت شعبيته، بإعلانه أنه يقبل بما يقبل به "الحزب"، على رغم رفض "الحزب" الثلث المعطل لأي فريق.

الفوارق مع 2016 لا تحصى، منها أن انتفاضة 17 تشرين لم تكن قد اندلعت. وربما توجهت عند إحيائها نحو المعرقل الفعلي لقيام الحكومة هذه المرة.

 

كلام البطريرك... بطريرك الكلام

نديم قطيش/أساس ميديا/الأحد 28 شباط 2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96480/96480/

أخطر الكلام السياسي في لبنان هو أبسطه. هذه المعادلة تعرفها أيضًا المجتمعات التعدّدية، التي تعبّر عن مشاكلها العميقة وأزماتها بكلام بسيط ومباشر..بسلبياته وبإيجابياته. مطلب التقسيم أو مطلب الضم القسري، أو مطلب التطهير أو نقيضة، كلها مطالب عرفتها المجتمعات "المصابة" بالتنوع والتعدد..

يخرج الكلام بسيطًا. هيّنًا. وبمفردات قليلة. وهو ما يكون الكلام الأخطر عادةً، والأكثر تعريفًا بالمشاريع المتصارعة، بصلبها وحقيقتها. هكذا كان كلام البطريرك أمس: كلام بسيط، وكلام خطير في الوقت نفسه. الجمل القصيرة رسائل مباشرة. تضيء حيث يجب، وتؤلم حيث ينبغي، وتحرّض حيث تشعر الكنيسة أنّ الهمة الوطنية فترت بتراكم النكسات والخيبات. أسمح لنفسي أن أستعير من الراحل الكبير رفيق الحريري قوله في نص "السيد" مار نصرالله بطرس صفير: "كلام البطريرك، بطريرك الكلام". هكذا كان صوت الكنيسة أمس بلسان مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك لبنان واللبنانيين، قبل أنطاكية وسائر المشرق وبعدهما.

فلبنان فعلًا "يكون للجميع أو لا يكون. أيوجد أبسط من هذه العبارة؟ أيوجد أخطر منها؟ خلع البطريرك كل القفازات أمس، وتحدّث بما لا يقبل الشكّ عن "محاولة انقلابية" جارية على مصالح اللبنانيين، كل اللبنانيين، ومستقبلهم، ومقدراتهم وموقعهم في المشرق والعالم.

والاهم أنه عاد إلى الأساس، وفق مرتكزَيْن لم تتخلَ عنهما الكنيسة يومًا .

١-  الكيان = الحياد:

لم يراوغ البطريرك وهو يذكّر أنّ لبنان خُلق في إطار وظيفة سياسية وحضارية وثقافية وفكرية عنوانها الحياد، الذي يتيح لهذا البلد الصغير أن يكون المختبر التعدديّ التعايشيّ الذي يجب أن يكونه بين المسلمين والمسيحيين، في شرق ما بعد السلطنة العثمانية وانفجار الهويات..

فالأزمة أزمة كيانية بحسب توصيفه، يتهددها السلاح غير الشرعي في الداخل، والسعي المحموم لربط لبنان بمحور إقليمي محدد بالمعنى العملي والعملياتي، لا بمعنى الرأي والموقف، كما تتهدده أزمات ناتجة عن انهيار الإدارة في الداخل، والنزوح الناتج عن انهيار الدول في محيطه لا سيما الانهيار السوري المهول..

٢- الكنيسة والدولة:

لم يتوقف البطريرك عند كل الكلام الاتهامي الذي رافق الحملة على موقفه من السلاح غير الشرعي بحوزة ميليشيا حزب الله.

عاد إلى أساس موقف الكنيسة الرافض للتمرد، كل تمرد، على الدولة.

بصراحة وبوضوح لن يكون حسن نصرالله أقرب إلى وجدان الموارنة من بشير الجميّل. مع ذلك، يفيد نصرالله أن يتذكر أو يقرأ عن موقف الكنيسة المضاد لبشير. ما كان هذا الموقف يومها صادرًا من موقع الاعتراض على قضية بشير، ولا من موقع مذهبي، بل من موقع واحد وبسيط: الكنيسة لا تغطي أيّ تمرد على الدولة. الكنيسة التي لم تغطِّ تمرد بعض الموارنة على الدولة، لن تغطي تمرد بعض الشيعة عليها..

أما المؤتمر الدولي فهو نابع من الفهم الدقيق والعميق لفكرة الحياد وشروط نجاحه. في الأشهر الأخيرة من حياته، كان الوزير الشهيد محمد شطح يُكثر من شرح فكرة الحياد، بأنها لا تكمن في أن يعلن لبنان حياده. فلبنان بلد صغير ودولة ضعيفة ولا قيمة لما يقرره في هذا المجال. إنّ الحياد إنما يكمن في اقتناع الدول المؤثرة في لبنان بضرورة تحييده، وهو ما لا باب إليه إلا من خلال مؤتمر دولي يضع الجميع أمام مسؤولياتهم.

ليس بلا دلالة في هذا السياق أنّ البند الأول في الرسالة التي كتبها الشهيد شطح، وكان يسعى لأن توجه إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني، المنتخب حديثًا يومها، باسم مجموعة سياسية لبنانية، إما تيار المستقبل وإما أوسع، ينص على التالي:

"التزام معلن من جميع البلدان الأخرى، بما في ذلك إيران، بتحييد لبنان بحسب ما ينص عليه إعلان بعبدا. من الواضح أنه لا يكفي أن يعلن لبنان رغبته في اعتماد الحياد. الأهم هو أنه على البلدان الأخرى أن تلتزم حماية رغبة لبنان الوطنية".

لذلك يفهم البطريرك الماروني أنّ الحياد قرار دولي يلاقي رغبة لبنانية. وكما شطح، المتّقد الذكاء، والرفيع الكفاءة، يفهم أنّ التدويل هو مدخل لحماية لبنان في وجه أكاذيب السيادة والحرية والوطنية، التي ينتحلها البعض لتفريغ البلد من كل مقومات السيادة ومكونات الحريات وعناصر المناعة الوطنية.

أشير هنا إلى الدعوة التي تلقّاها البطريرك الراعي من دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي ينبغي أن تُترجَم زيارةً  قريبة إلى هذه الدولة، عساها تكون فاتحة لحوار حول وحدة الكيان والحياد، وتدعيم الشرعية من باب وضع مزارع شبعا (والحدود البحرية) على طاولة البحث الجِدّي والحاسم. فالإمارات في موقع مثالي بحكم علاقاتها بكل الأطراف المعنية بهذه البقعة، التي يراد منها تأبيد الصراع لتأبيد السلاح، خدمةً لوظائف لا تتعلق بمستقبل اللبنانيين إلا انتحالًا وتزويرًا، ويمكنها من هذا الموقع أن تعين اللبنانيين على بدء رحلة استكمال السيادة والاستقلال..

صوت البطريرك بدأ يجد صداه العربيّ والدولي، باسم أغلبية لبنانية، لا تملك أيّ مشروع احتراب أهلي، بل تتطلع إلى بنيان وطني واحد يتسع للجميع، وينطلق بهم نحو استعادة الجانب المُشرق من التجربة اللبنانية، في الاقتصاد والاجتماع والعلم والمؤسسات، والاقتصاد والازدهار..

فعلًا كان كلام البطريرك .. بطريرك الكلام.

 

الراعي يحفر جبل الإستقلال الثالث

إيلي الحاج/أساس ميديا/الأحد 28 شباط 2021

فرضت كلمة البطريرك الماروني بشارة الراعي في المعارضين المحتشدين أمام صرح بكركي واقعاً جديداً على الحياة السياسية في لبنان لم تكن في حسبان كثيرين، تحديداً"حزب الله" الذي  اطمأنّ إلى تحالفه مع "التيار العوني" بعدما أوصل رئيسه الجنرال ميشال عون ببندقية ما يسمى "المقاومة" إلى رئاسة الجمهورية. وها هي الرعية المارونية تعود إلى الراعي، الذي اختبر الحزب صلابته عندما يقرّر في أكثر من محطة سابقة. لكن المفاجأة الأكبر أنّ البطريرك، الذي أعطى احتجاجات الناس في الشارع غطاء معنوياً، بحضّهم على عدم التراجع وعدم السكوت عن كل شعار ومطلب، لم يتوجه مرّةً من نافذة الصرح الديني القديم إلى المسيحيين أو الموارنة رعيته، بل إلى اللبنانيين جميعاً في خطاب متقدم ووحدوي توافقي وتصالحي بامتياز. وبنبرة هادئة أعاد إلى بكركي دورها في المطالبة بحقوق اللبنانيين جميعاً في حياة كريمة وسلام واستقرار ووطن سيّد حرّ مستقل. والأهم أعاد دور بكركي في  الدفاع عن كيان وطنهم جميعاً، وما اتفقوا عليه منذ بدايات "دولة لبنان الكبير" وصولاً إلى "وثيقة الوفاق الوطني" التي أنهت الحرب ولكنها تعرضت لانقلاب متمادٍ عليها، كما على الدستور والقرارات الدولية  والمطالبة بحقوق اللبنانيين جميعاً. ولم يتضمن خطابه كلمة واحدة ولا أي إشارة إلى ما يناقض العيش المشترك الذي قام عليه لبنان خلافاً لما لهجت به أخيراً تحت هول الأزمة صالوناتٌ سياسية وتجمعاتٌ متفرّقة في الطائفة القلقة. وهو عندما تحدث عن تطوير النظام شدّد على التمسك بالمواثيق.

انتزع الراعي عصا القيادة بثقة وسهولة لا تصدّق ممن كانوا يعتقدون أنّهم يمسكونها في البيئة اللبنانية المسيحية، بعدما ثبت، حتّى لأنصارهم الصلبين، تخبّطهم وعجزهم عن تقديم تصوّر عملي للحلول. في المقابل فتح البطريرك آفاقاً أخرى عبر رفع عناوين حياد لبنان والمؤتمر الدولي لمساعدته في تطبيق الدستور ووثيقة الوفاق الوطني وقرارات الشرعية الدولية. هذه وحدها كافية لتطرح على "حزب الله"، بصفته قوة داخلية تتبع دولة خارجية، معضلةً في التعامل مع فئة من اللبنانيين يدرك أنّها لن تلبث أن تتوسّع في كلّ الاتجاهات، لأنّ هذه العناوين غير طائفية ومحصورة، بل قادرة على النفاذ حتّى في محيطه الأقرب، بعدما وصل  الحزب إلى نقطة استحالة حكم البلاد وتسيير أمورها في آن واحد. فكيف بعدما أضاف الراعي في لاءاته وضوحاً، كضوء الشمس القوي، أن رفض سلاح الحزب وتمسّك بالدولة الواحدة والجيش الواحد والولاء للوطن فوق الولاء للدّين؟

أقل ما يُقال إنه خطاب تاريخي بامتياز، صيغ بعبارات بليغة محض لبنانية. مثلاً معادلة "قوة لبنان في التوازن وليس في توازن القوى"، للكاتب محمد حسين شمس الدين

أقل ما يُقال إنّه خطاب تاريخي بامتياز، صيغ بعبارات بليغة محض لبنانية. مثلاً معادلة "قوة لبنان في التوازن وليس في توازن القوى"، للكاتب محمد حسين شمس الدين. خطاب يوازي بقوّته وصراحته النداء الذي أطلقه البطريرك الراحل نصرالله صفير باسم "المطارنة الموارنة" في 20 أيلول 2000 ، ومهّد لسلسلة من الأحداث تعاقبت من تشكل "لقاء قرنة شهوان" إلى "لقاء البريستول" وصولاً إلى خروج الجيش السوري من لبنان في نيسان 2005.

بل إنّه خطاب مكمّل لنداء صفير ينسجم مع تغيّر الظروف وانكشاف الأدوار. لا يعني ذلك بالطبع أنّ التاريخ سيعيد نفسه، لكنّ تسارع الانهيارات في الدولة والمجتمع يبدو أنّه سيفرض نمطاً أسرع من التطوّرات قد لا تتعدّى أشهراً قبل أن تظهر معالم المؤتمر الدولي الذي يدعو إليه البطريرك، والتي لا تزال غامضة.

على سبيل المثال: أيّ دول أو جهات دولية تدفع في اتجاه عقد هذا المؤتمر؟ هل انعقاده ممكن بخلاف مصالح إيران في ظلّ رئاسة جو بايدن للولايات المتحدة وسعيه للعودة إلى التفاهم النووي معها؟ وهل يبقى أمل في نجاح مؤتمر لإنقاذ لبنان إذا شارك فيه الأفرقاء اللبنانيون، وخصوصاً "حزب الله"، الخبير في الإلتفاف على المبادرات واقتراحات الحلول الإنقاذية الدولية، كما فعل أخيراً مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون؟

الظروف الكارثية على لبنان، بمسيحييه ومسلميه، أجبرت البطريرك الماروني على تغيير أسلوبه المهادن، والمساير بَين بَين الذي انتهجه سابقاً لعلّه يرضي الذئب والغنم، وهو اليوم في مواجهة يسعفه فيها سيلٌ في جبّته من الكلام المسالم والاستيعابي، الجزويتي لمن يريد أن يسيء الظن.

سيجد "حزب الله" بالتأكيد صعوبة في التعامل مع شخصية من وزن الراعي وطبيعته، مصمّم إلى درجة أنه لم يبدر عنه أيّ مؤشر قلق، خلال تداول فكرة تنظيم التجمّع في بكركي، حيال احتمال إطلاق هتافات تصف الحزب الإرهابي وتدعو إلى إخراج إيران من لبنان. بل كان جلّ اهتمامه ألا يؤدي التجمع إلى إصابات بالكورونا.

الحزب أمام شخصية مرتبطة بمرجعية روحية عالمية على الأهبة للقاء أهم مرجعية شيعية عربية، السيد علي السيستاني، خلال أيام، في العراق، تطالبه باحترام موافقته على مبدأ "النأي بالنفس"، أي حياد لبنان الذي وافق عليه الحزب في بعبدا أيام الرئيس ميشال سليمان وانقلب على موافقته لاحقاً. هذه المرة يتعامل الحزب مع موقع يزداد قوّة وتأثيراً كلما هاجمه، ولكلماته عن السلام، أمام الناس الثائرين والمحبطين، وقعٌ في لبنان والمنطقة والعالم، يستدعي من الحزب تأمّلاً طويلاً قبل الاندفاع.   

 

مع بكركي، من أجل لبنان

هشام بوناصيف/27 شباط 2021

لن يغيّر كلام البطريرك اليوم المعطيات الدوليّة، ولا موازين القوى المحليّة والاقليميّة غير المؤاتية للبنان. بيان مجلس المطارنة الموارنة الشهير عام 2000 لم يغيّرها آنذاك بدوره –  وقد انتظر اللبنانيّون خمس سنوات بعده للخلاص من احتلال النظام السوري لبلادهم. ما فعلته الكنيسة اللبنانيّة يومها مثلّث الابعاد: 1) اخراج اللبنانيّين من الهزيمة النفسيّة بعد أن طالت سنوات الاحتلال، ولا أفق. 2) افهام النظام السوري أنّ لبنان لم يرفع الراية البيضاء، ولن يفعل. 3) افهام المجتمع الدولي أنّ لمن يريد مساعدة البلاد محاور واضح. من النظام السوري، الى حزب اللّه ومشغلّيه الاقليميّين، تغيّرت هويّة الخطر على لبنان، ولكن هويّة المدافع عنه لم تفعل. بكركي، مجدّدا، الى الواجهة.  للاشتباك المباشر مع حزب اللّه أكلافه. لا ضروري للتذكير، ودماء الشهيد لقمان سليم لم تجفّ بعد، أنّ بكركي تواجه قتلة. لا ضروري للتكرار أن معالم الدعم الدولي لها غير واضحة. لماذا تأييد بكركي ضروري، مع ذلك؟ لأن أحدا لن يواجه اليوم سواها. لأنّ سكوتها يعني أن استسلام لبنان اكتمل. ولأنّ الظروف غير المناسبة اليوم، يمكن أن تتغيّر غدا : المهمّ ألّا نيأس من بلادنا، لأنّ أحدا لا يهبّ لنجدة شعب ميت. المهمّ، بمعنى آخر، أن تبقى جذوة الرفض اللبناني للاحتلال الايراني بالواسطة، متقدّة. لا نستطيع أن نغيّر سياسات العالم، صحيح. ولكن أحدا لا يستطيع أن يرغمنا على التوقيع على صكّ وفاتنا. بكركي في الساحة يعني أن لبنان على قيد الحياة رغم كلّ شيء. كلبناني، أريد الحريّة لبلادي. كماروني، أشعر بعار أكبر مع كلّ  اطلالة لجبران باسيل على الشاشة، ومع كلّ اشادة عونيّة جديدة ب "سيادة الرئيس" و ب"سماحة السيّد".  لا هذا المنطق منطقنا، ولا هذه الذميّة نحن. فشر. لا أدري كيف أترجم  Native Sons   و  Irredentism الى العربيّة. ولكنّ العبارة الاولى هي ما نحن عليه، والثانية هي ما يسكننا. الهويّة المجتمعيّة متحرّكة، صحيح، ولكن ليس تماما ؛ هذا البعد لهويّتنا محال أن يتغيّر. اليوم، يحيط الخطر بلبنان مجدّدا. بكركي في الميدان، حيث موقعها، ونحن مع بكركي، من أجل لبنان – هو الانتظام الطبيعي للامور، وليكن ما يكون.

 

البطريرك قائداً مسيرة الاستقلال الثالث

أحمد الأيوبي/أساس ميديا/السبت 27 شباط 2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96447/%d8%a3%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%8a%d9%88%d8%a8%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d9%82%d8%a7%d8%a6%d8%af%d8%a7%d9%8b-%d9%85%d8%b3%d9%8a%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84/

"إرفعوا الكِمامات عنكم، دعوني أرى وجوهكم الجميلة، وأتيحوا لنا النظر في عيونكم، فلغتها هي الأجمل".

بهذه العبارة الوجدانية خاطب البطريرك بشارة الراعي زائريه الآتين ضمن وفد "لقاء سيدة الجبل" و"التجمّع الوطني" و"حركة المبادرة الوطنية"، بعد أن استقرّوا في أماكنهم، وكأنّه يعبِّر عن شوقه إلى اللبنانيين وإلى التواصل معهم في ظلّ تساقط الأزمات عليهم من دون توقّف.

لمس الحاضرون أنّ بطريرك لبنان يعيش همّ البلد بكلّ تفاصيله، وهو بكلماته الهادئة الرقيقة اختصر الموقف، وشرع في النقاش حول تداعياتها المصيرية المهدِّدة للكيان، وحول كيفية الخروج من هذا النفق، فكان لا بدّ لبكركي من إضاءة شمعة الاستدلال على الطريق، وكان نداء سيّدها باستدعاء مساعدة المجتمع الدولي، لإخراج بلد الأرز من وضعيّة الرهينة وتحريره لاستعادة عافيته: سيادة، ومؤسسات دستورية واجتماعًا واقتصادًا، وصحةً وثقافة وتعليمًا.

سمع البطريرك باسم وفد "سيدة الجبل" و"التجمّع الوطني" و"المبادرة الوطنية"، على لسان الدكتور رضوان السيد، كلمة وجدانية وطنية جمعت شَتات أفكار اللبنانيين الذين يرزحون تحت وطأة الأزمات المتوالدة، معلنًا الوقوف إلى جانب البطريرك الراعي في مبادرته.

وتلاقى رأي البطريرك والوفد على أهمية حثّ الأسرةِ الدولية على الوفاءِ بالتزاماتها تجاه لبنان، ومنها تنفيذَ القرارات الدولية المتعلّقة بسيادة لبنان، لا سيما القرار 1701 الذي نصَّ في مقدّمتِه على استنادِه إلى مرجعيةِ اتفاقِ الطائف، فضلًا بالطبع عن القانون الدولي.

لمس الحاضرون أنّ بطريرك لبنان يعيش همّ البلد بكلّ تفاصيله، وهو بكلماته الهادئة الرقيقة اختصر الموقف، وشرع في النقاش حول تداعياتها المصيرية المهدِّدة للكيان، وحول كيفية الخروج من هذا النفق

تكتسب مبادرة البطريرك التراكميّة، منذ دعوته إلى تحرير الشرعية، وصولًا إلى الدعوة إلى المؤتمر الدولي، أهميتها من منطلقات عدّة، أهمها التوقيت: فقد جاءت في زمن ساد خلاله اليأس والقنوط من أيّ نهضة وطنية تمتلك أسباب الصمود والاستمرار، بعد الضربات القاصمة التي تلقّتها ثورة 17 تشرين، وبعد تعسّر ولادة جبهة معارضة فاعلة، في ظلّ التنافر الحاصل وسيطرة الحسابات المتناقضة بين القوى والأحزاب المرشحة طبيعيًّا لتشكيل هذه الجبهة.

ومع انكفاء دار الفتوى كمرجعية وطنية لها دورها في المِحن التي تضرب الكيان، أدرك الجميع أنّه لم يعد هناك من سقفٍ جامع وعالٍ سوى بكركي، التي ما زالت تحتفظ بمرجعيتها الدينية وبظلالها الوطنية الوارفة، فكانت مواقف البطريرك الراعي، لحظة وطنية بامتياز، أعادت الأمل بإحياء مواجهة وطنية من أجل قيامة الدولة، بعيدًا عن النزعات الطائفية والمذهبية التي حاول المتضرِّرون من مواقف البطريرك إشاعتها والبناء عليها في السياسة والإعلام.

شاهد البطريرك الراعي كيف تحوّل موقع رئاسة الجمهورية إلى موقع معزول داخليًّا وخارجيًّا، وكيف يتعرّض هذا المقام لفقدان الكثير من هيبته ووقاره عند اللبنانيين، فتجاوز مسألة استقالة رئيس الجمهورية إلى البحث في مصير الجمهورية نفسها، وفي ذلك طيٌّ لمرحلة محاولات الإصلاح المباشرة مع الرئيس ميشال عون، بعد أن وصل إلى القناعة التامة بعدم جدوى محاولاته لحماية الرئاسة من الشطط الحاصل.

وبعدما أطفأ نظام "حزب الله" الحاكم كلّ محطات الاتصال بالعالم الخارجي، وبعد خسارة لبنان علاقاته الدولية، وهي إحدى أهمّ مميزاته التي فقدها بفضل هذا النظام، تحوّلنا إلى جزيرة معزولة، لا يزورها سوى غربان الممانعة، ولم يعد للبنان متنفَّسٌ خارجيّ سوى بكركي، لتعيد إنعاش علاقاتنا بالمجتمع الدولي، وترسل نداء الاستغاثة يستدعي أصدقاء لبنان من أجل مساعدته في الخروج من "برمودا السياسي" الذي يغرق في أمواجه المتلاطِمة.

مع انكفاء دار الفتوى كمرجعية وطنية لها دورها في المِحن التي تضرب الكيان، أدرك الجميع أنّه لم يعد هناك من سقفٍ جامع وعالٍ سوى بكركي، التي ما زالت تحتفظ بمرجعيتها الدينية وبظلالها الوطنية الوارفة

ترجمت بكركي هذا المسار بالمواقف المعلنة، وبفتح أبوابها أمام المجموعات السيادية والناشطين الباحثين عن سقف يستظلّون به، بعيدًا عن الاستقطاب الحزبي أو الطائفي. ولهذا وجدنا أنّ المسلمين يُقبلون على زيارة سيّدها بمقدار المسيحيين، في مشهد يستعيد ذكرى ومواقف البطريرك الراحل مار نصرالله صفير، وهو المشهد الذي يتوقع أن يتجدّد اليوم السبت في لقاء التضامن الشعبي مع سيد بكركي.

بين كلمات السياسة والنقاش حول المصير، كانت عيون البطريرك تبحث عن التلاقي الإنساني العميق مع الذين يؤيّدون أفكاره، ومع من يعارضونها، لكنه يكتشف يومًا بعد آخر، أنّ هناك فئة باتت تتعامل مع لبنان كرهينة لصالح المرجعية التي حوّلتها إلى فئة باغية، لا ترى سوى السلاح وفائض القوة طريقًا لفرض هيمنتها، وصبغ لبنان بلونها الأصفر واستبعاد سائر تلاوين الطيف اللبناني.

كانت معبِّرة جدًّا عبارة البطريرك الراعي، في سياق تقديمه الأسباب الموجبة للدعوة إلى المؤتمر الدولي من أجل لبنان، إذ أعلن أسفه لأنّ اللبنانيين لم يعودوا يستطيعون النظر في وجوه بعضهم. هي عبارة تعني أنّ فريقًا لبنانيًّا لم يعد يرى أنّ أمامه شركاء في الوطن تستوجب الشراكة معهم حوارًا وطنياً جادّاً. ولم يعد هناك مكان للتواصل مع طرفٍ يريد إلغاء الآخر، فكانت إشارة الانطلاق لمسيرة جديدة نحو الاستقلال الثالث "التعبير للوزير السابق نهاد المشنوق".

 

الحزب” متوجّس من إعادة تجربة صفير مع الراعي

رولان خاطر/الجمهورية/27 شباط 2021

لم يكن مشروع البطريركية المارونية منذ نشأتها، مشروعاً للموارنة وحدهم، بل من الأساس كانت تعمل للحفاظ على لبنان الحرّ المستقل، يحمي كل لاجئ ومضطهد وطالب للحرية إلى أي دين انتمى. في تاريخها القديم والحديث، قادت المواجهات في المحن. وعند كل خطر، تنبري، لتصحح المسار، وفق ما سلكه البطاركة الأوائل، فتكون متراساً للدفاع عن الأرض والكيان في وجه الاحتلالات.

لم يصل البطريرك الماروني إلى طرح عقد مؤتمر دولي من أجل لبنان إلا بعدما أقفلت بوجهه كل السبل، وحصد الخيبات من القيّمين اليوم على مقدرات الوطن. وجد أنّ إمكانية إخراج لبنان من أزمته غير متوافرة، خصوصاً أنّ مشكلاته ليست محصورة بأزمة معيشية واقتصادية فقط، بل في رهان البعض مجدداً على التبدلات السياسية في لبنان والمنطقة لتغيير هوية لبنان وضرب كيانه ونظامه، الامر الذي لطالما حذّر منها البطريرك في عظاته.

وقد حاول الراعي في الأشهر الأخيرة الدخول على خط التوتر السياسي، فعمل على طرح مبادرات تبدأ بحل الملف الحكومي، كبداية طريق لإنقاذ الوضع اللبناني برمّته، اقتصادياً ومالياً، وسياسياً، إنطلاقاً من شعور الكنيسة بهموم الناس ومواكبتها للظروف المعيشية للبنانيين، ومن خشيتها ان يؤدي الواقع الاجتماعي والاقتصادي المرير إلى انفجار اجتماعي.

خابت محاولات البطريرك، أقفل السياسيون باب الحل في وجهه. سقطت كل الوساطات، وباتت الحلول محكومة بأجندة خارجية تتخطى المشروع اللبناني في قدسيته ورسالته، وعمقه الايماني، وأجندة داخلية تتمحور حول مصالح شخصية وفئوية، كما يقول مصدر معارض لـ»الجمهورية».

وبعد ان وصلت الأمور الى حائط مسدود دعا الراعي الى مؤتمر دولي بإشراف الأمم المتحدة لأنه وجد عملياً أنّ المسؤولين اللبنانيين إمّا لا يريدون وإمّا عاجزون عن إخراج لبنان من أزمته، وهو يعتبر أنّ هذا الواقع اذا استمر سيؤدي إلى انتقال لبنان من الانهيار الى الانفجار. وتلافياً لهذا الانفجار، ناشد المرجعية الدولية في محاولة لوضع حدّ للانزلاق الوطني الحاصل.

هذه الدعوة أثارت ردود فعل لدى «حزب الله» لأنه يخشى من التدويل، يقول المصدر المعارض. والحزب يتجنّب هذه الخطوة، لا بل يرفضها انطلاقاً ممّا يمكن أن يؤثر سلباً على مشروعه في لبنان والمنطقة أيضاً، خصوصاً انّ الداعي الى هذا المؤتمر الدولي هي بكركي وليس أي طرف سياسي أو حتى الدولة، الخاضعة لوصايته. فالتجربة التي عاشها وعايَشها «حزب الله» مع البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير بين الـ2000 والـ2005، تجعله يتوجّس من بكركي لما لها من مكانة واحترام وقيادة وتأثير في الداخل والخارج، من ان تعيد إنتاج التراكمات ذاتها التي عمل عليها صفير بعد إطلاقه نداء أيلول الشهير والذي دعا فيه إلى إخراج الجيش السوري من لبنان، وكانت مساهمة كبيرة لبكركي بإخراج السوريين، فيؤدي المؤتمر الدولي الذي ينادي به الراعي النتيجة نفسها على الحزب، بطرح سلاحه ودوره على طاولة البحث.

ومن ناحية أخرى، يدرك «حزب الله» انّ المنطقة مقبلة على مفاوضات مع ايران قد لا تكون بعيدة، سيتم فيها البحث في دورها على مستوى المنطقة، وسلاحها الباليستي والنووي. وبالتالي، يتخوّف الحزب من تزامن المؤتمر الدولي من اجل لبنان مع هذه المفاوضات، فيحاول إفشاله، تجنّباً لأي تقاطع دولي وداخلي يفرض تسويات على ايران تضرّ بمشروعه في لبنان، ويكون ثمنها رأس «حزب الله»، كأن يُطلب من ايران الكَف عن استخدام لبنان ساحة بواسطة الحزب وأن تباشر بإسقاط كل المحرمات، ومنها إجراء تعديلات على دوره في لبنان والمنطقة وتسليم سلاحه.

ويؤكد المصدر المعارض أنه «مع الطرح البطريركي الجديد، دخل لبنان مرحلة جديدة. وبالنسبة الى البطريرك لا يمكن للأمور ان تستقيم إلّا بمؤتمر دولي، وهو ذكر أكثر من مرة انّ «اتفاق الطائف» نجح في إنهاء الحرب، لكنه لم ينجح في بناء الدولة. لذا، يجب ان يكون هناك مؤتمر للبنانيين يساهم في بناء دولة لبنانية، لم يتمكن اتفاق الطائف من بنائها، إن نتيجة الاحتلال السوري أو نتيجة سطوة السلاح غير الشرعي». ويضيف: «إنطلق الراعي في مشواره لإنقاذ لبنان ولن يتراجع، بدأه بطرح موضوع الحياد واستكمله مع دعوته الى مؤتمر دولي. هذا التطور يأتي من جهة على وَقع مواقف سياسية كبيرة وعابرة للطوائف تؤيّد طرح بكركي، بالتزامن مع واقع اجتماعي معيشي صعب يخيف اللبنانيين، ما يدفعهم الى أن يكونوا الحاضنة لمشروع البطريرك. فيحظى من جهة بحاضنة سياسية واسعة عبّرت بأكثر من موقف وزيارة عن تأييدها طرحه، وأيضاً بحاضنة شعبية، تقابلها حاضنة خارجية وتحديداً فاتيكانية، وهو ما يخشى منه الحزب، لِما للبطريركية من صلات وثيقة وعمق كبير مع الفاتيكان الذي يمكن ان يؤدي دوراً كبيراً وفعّالاً في الضغط لإنجاح دعوة الراعي وعقد مؤتمر دولي للبنان. وربما، تجعل هذه المعطيات «حزب الله» في موقع المترقّب لِما سيقوله البطريرك الراعي اليوم أمام الحشود الشعبية ليبني على الشيء مقتضاه، كما ذكرت مصادره لـ»الجمهورية».

والراعي في خطوته، كما تعتبر الشخصية المعارِضة، أجرى ربط نزاع مع المجتمع الدولي، لسببين: الأول، من اجل ألّا تكون هناك أي مقايضة حول لبنان وألّا يُصار إلى تسليمه لوصاية دولة اخرى نتيجة اي تسوية كما حصل عام 1990 عندما فُوّض الى سوريا إدارة الملف اللبناني. وثانياً، لأنّ الأمور وصلت إلى مكان لم يعد في الامكان أن تستمر، ما يتطلّب تسوية جديدة ترتكز على «اتفاق الطائف» والدستور والقرارات الدولية. من هنا، يمكن البطريركية أن تستفيد من التحركات الشعبية من جهة، والسياسية من جهة أخرى حتى يكون لصوتها صدى في الصروح الدولية.

فبكركي، تضيف الشخصية المعارضة، أطلقت دينامية، ولو انها لن تتحقق سريعاً، لكن ستكون ككرة الثلج، على غرار الدينامية التي أطلقها البطريرك صفير، التي استلزمت 5 سنوات لتصل إلى نهايتها الايجابية بخروج السوريين من لبنان. لذلك، فإنّ خشية الحزب أن تشكّل الدينامية الجديدة التي أطلقها الراعي في ظل الوضع المأزوم لبنانياً، الى طرح مسألة سلاحه ودوره في أي مؤتمر دولي، خصوصاً انّ هذا السلاح هو الذي يشكل الأزمة الحقيقية لمنع قيام دولة في لبنان ويحول دون تطبيق الدستور والقوانين وأدى إلى نشوء طبقة سياسية فاسدة، تغطي سلاح الحزب ودوره مقابل أن يغطّي فسادها، وهو ما أوصل لبنان إلى مصاف الدولة الفاشلة».

 

الضاحية وبكركي "على خط الزلزال"

بقلم عبدالله قمح/ليبانون ديبايت/27 شباط/2021

حسناً، لنقرأ المشهد بهدوء كل من "حزب الله "وبكركي ليسا في وارد الخوض "بخناقة"، بدليل أن كليهما فعّلا مبدأ الاستثناء التصريحي بحق الآخر، ويتبادلان التواصل، من بعيد وعبر قنوات مفتوحة، كلما قاربت الأمور "لحظة الانفجار"، و لكل منهما مصلحة في بقاء الأجواء مضبوطة. معنى ذلك أن كلاً من الحزب وبكركي، لديهما مصلحة مشتركة ومتبادلة في التعايش تحت سقف واحد، ومنطق القيل والقال لا يجد مكاناً في قاموسهما، إذاً لماذا افتعال كل هذه الجلبة؟

إذا دقّقنا بالمضمون أكثر، لوجدنا أن الضاحية بما تمثل وبكركي بما تمثل، هما الطرفان الأكثر حرصاً على تأمين أجواء تأليف الحكومة، موضع الجدل والجمود حالياً، بدليل أنهما أطلقا مبادرات علاجية لقيت صدى واسعاً ولو أنها لم تسفر عن أي إختراق.

الأمين العام للحزب، وحين ناوب على ذكر مسألة التدويل في خطابه الاخير (موضع الاستقطاب حالياً) من بوابة الانتقاد وإبداء الرأي، لم يكن يقصد بكركي بدليل عدم ذكرها، بل حصر الذكر في مسألة الاعتراض على إقحام الفصل السابع والتي وردت من نائب عضو في كتلة حليفة. وفي الأساس، نصرالله وقيادة "حزب الله"، وطوال فترة نداءات البطريرك الراعي حول الحياد وما إلى ذلك، لم ينطقوا ببنت شفة، بل تركوا المسألة من دون تعليق رغم مراجعتهم من قبل أكثر من طرف، سياسي وإعلامي.

ولو كان ثمة نية للدخول في سجال، لكان مضى أحد ما من قماشة مسؤول إلى التعليق، لكن ذلك لم يحدث، ومع ذلك هناك من يفتعل مشكلة وجلبة من وراء كلام جاء في سياق العموميات!

أضف إلى ذلك، أن نصرالله كما "حزب الله"، يرفضون عادةً الدعوات إلى فرض التدويل أو مجرّد إقتراح درسه، من خلفية قراءة تاريخية لديهم تذكّر بمساوئ هذا الفعل على المجتمع عامة. ومؤخراً استشعروا بنقزة تجاه وجود فئة سياسية، تسعى إلى تأمين أجواء هذا التدويل وتسويقه، من خلفية موقف لديها بأن الحل في لبنان، لا بد أن يحصل عبر قناة التدويل إنطلاقاً من قاعدة موجودة لديهم، تدّعي أن ثمة طرفاً في لبنان هو أقوى من طرف، ويستقوي عليه! ومن سوء الحظ أن ذلك تزامن ودعوة البطريرك لـ"مؤتمر دولي" ترعاه الامم المتحدة، فتمّ التوسع في الموضوع إلى حد جعل الحزب نقيضاً لبكركي، ويهددها!

وقد ورد لاحقاً أكثر من تفسير حول مضمون دعوة بكركي، التي تميل إلى بحث مسألة لبنانية عالقة كتأليف الحكومة مثلاً بحضور دولي، وليس عرض كامل الوضع اللبناني على الطاولة، وهي تشبّه ما تدفع إليه، بمؤتمر الدوحة أو باريس أو سيدر أو غير ذلك، إنما هنالك فرق. ومع ذلك، فإن "حزب الله"، يجد من واجبه، التلويح الدائم بمخاطر التدويل في حال كان الهدف استهداف فئة، كما يحلو لمعراب أن تفعل، من وراء وضعها لرسالة في عهدة الأمم المتحدة تستجدي التدويل كحل!

ولعل الجلبة التي تدور أحداثها حالياً، تنطلق من مسعى لدى البعض في إجراء "هيكلة" على صعيد العلاقة بين الضاحية وبكركي، او إحداث شرخ على مستوى الرؤية المسيحية عامةً للضاحية، ورؤية بكركي من ضمنها، وثمة من يقدّر أن الغاية التي تستبطن كل هذا الهجوم الإعلامي، تهدف لتوسيع دائرة "الشرخ" بين قاعدتي الحزب و"التيار الوطني الحر".

ولعل التيار ثم الحزب ومن خلفهما بكركي افتراضاً، قد استدركوا ما يحصل، لذلك بعث التيار بوفد إلى الصرح، ليوضح من جهة مسألته السياسية وأسباب التأخير في تأليف حكومة ويضعها بعهدة سيّده، ومن جهة أخرى، يحيط سيّد الدار بوجود فئة "تركب" موجة مواقف بكركي الاخيرة، لغاية في نفس التصعيد بوجه الضاحية، وهذا يتطابق مع وجهة نظر "حزب الله"، الذي يجد أن هناك من يتلطى خلف بكركي لإطلاق النار عليه، وتوسيع الشرخ المحتمل إلى أكبر درجة ممكنة، تمهيداً للبناء عليه في مواضيع سياسية لاحقة، أو خلق محورين ذات طابع ديني، وهو ما يمكن استثماره في مجال توسيع الاستقطاب الحاد تحت عناوين مذهبية!

ثم أن مواقف بعض القوى، تُضمر نفساً لـ"تزحيط بكركي" في مشاريع خاصة ذات أبعاد سياسية، أو بأفضل الاحوال جرّها إلى طروحات سياسية تبنتها تلك القوى منذ 17 تشرين ولم تعثر على الآلية لتطبيقها، بينما الآن، فتعتقد أنها قد عثرت على ضالتها تحت خيمة الصرح الماروني العام، على إعتبار أن دعوات البطريرك، من وجهة نظر هؤلاء، تمثل إمتداداً لمشاريع أو طروحات يعملون عليها أو عملوا عليها سابقاً.

لكن بكركي ليست في هذا الجو إطلاقاً، و في داخل الصرح، من يعتقد بوجود محاولات لاستخدامها كمنصّة للانقضاض على آخرين أو تحقيق أهداف سياسية آنية، ولعلّ أبلغ مشهد يقود إلى ذلك، هو فرض "خطوة الزحف البشري" الى الصرح. وعلى الرغم من أن بكركي تقبلتها من زاوية أنها تعبير ديمقراطي يخدم توجهاتها، لكنها كانت واضحة حين أبلغت من راجعها، أنها ليست الجهة صاحبة الدعوة أو الفكرة، بل أن ما جرى أتى من خارج رأيها او مشورتها، بل تركت أصحاب الدعوة يمارسون دعوتهم بحرية ومن دون تدخل من قبلها في أي مجال.

ورغم كل الحملات والمواقف، فما تناهى إلى الضاحية وما أُبلغ من قبلها إلى بكركي، ملؤه إحترام وتسامح، ولعلّ تلك الإشارات تسمح في عودة منطق الحوار إلى مجاريه السابقة.

 

سبت بكركي الكبير: حيوية سياسية استثنائية في المجتمع المسيحي

محمد أبي سمرا/المدن/28 شباط/2021

بعد سنة ونيّف على تشرين الأول 2019، وبعد يوميات حشودها الاحتجاجية المديدة الغاضبة على أحزاب السلطة وزعمائها في لبنان، ماذا يريد المحتشدون في ساحة الصرح البطريركي في بكركي، بعد ظهيرة السبت 27 شباط 2021؟

جاءوا في الغالب من بلادٍ ومناطق مسيحية، إلى صرح له حضوره الرمزي في ذاكرتهم ومخيلتهم واجتماعهم المسيحي الوطني. وهم شطور أو روافد أساسية في 17 تشرين. وقد تكون 14 آذار 2005 مثالاً بعيداً في ذاكرتهم ومخيلتهم. فهتاف "حرية، سيادة، استقلال"، تكرّر مرات على ألسنة جموعهم في ساحة الصرح.

وهم وقفوا في الساحة منتظرين أن يطلَّ عليهم من نوافذ الصرح شخص يعرفونه، ويبصرونه مباشرة بأعينهم من حيث يحتشدون في الهواء الطلق. ومباشرة في الهواء الطلق يخاطبهم ويستمع إلى هتافاتهم، وليس من صورته المرتسمة على شاشة كبيرة يخاطبهم. وهم يريدون أن يُسمعونه أصواتهم، وهو مستعد لسماعها. وقد فعلوا وفعل. وفي هذا شيء من حوار مباشر وحي. والأرجح أنهم ما كانوا يعلمون مسبقاً ماذا سيقول لهم ذلك الشخص من نوافذ الصرح المشرعة التي أطل منها عليهم. والشخص بدوره قال كلاماً، ربما لم يكن يدري تماماً أنه الكلام الذي يريدون سماعه منه. وهم قاطعوه مراتٍ بهتافاتهم، فتوقف وأرجأ مرات كلامه، كي يمنحهم هنيهات لينهوا هتافهم، ويستأنف الكلام.

فبعد انتفاضتهم في 17 تشرين، ربما أرادوا صوتاً جامعاً، يعلو أصواتهم ويوحدها. صوت علني واضح واثق، ويخاطبهم من على منصة يعلمون أن لها مشروعية راسخة في تراثهم وتاريخهم واجتماعهم. ويريدون منها أن ترفع صوتها الذي يعلو أصواتهم الفردية، المنفردة والمتفرقة.

صوت يتبنّى 17 تشرينهم. يتبنى أصواتهم التي بُحّت واختنقت لكثرة ما هتفت في 17 تشرين، وربما خابت لأنهم لم يجدوا صوتاً يجمع شتات أصواتهم، ويمنحها تلقائية ومشروعية وهدفاً واضحاً: "نريد روح السلام الدائم، ونرفض العيش في ساحات القتال الدائم".

وهم بدورهم، في حوارهم المباشر مع هذا الصوت، حوروا واحداً من هتافات 14 آذار 2005: "أي يالله سوريا طلعي برا"، فجعلوه:" أي يالله، بيروت حرّة حرّة، إيران طلعي برا". والهتاف الأخير هذا يخرج على إجماعات 17 تشرين التي كانت اجماعاتها آنية وشبه شكلية، وتستبطن فروقاً وتمايزات كثيرة، أثارت شغباً وصدامات كثيرة عندما خرجت إلى العلن في ساحات الانتفاضة. لكن صوت صاحب الصرح تبنى 17 تشرينهم كلها وجمعها في شعارات جديدة، يعتبرها جامعة وعابرة للطوائف: "حياد لبنان الناشط. وعقد مؤتمر دولي بإشراف الأمم المتحدة، لإنقاذ لبنان. ولا يوجد جيشان أو جيوش في دولة واحدة".

والحق أن الصوت وصاحب الصرح يعلم أن هذه الشعارات ليست جامعة ولا عابرة للطوائف. وهناك طائفة على الأقل ترفضها وتعتبرها "خيانة عظمى".

لكن المحتشدين في باحة صرح بكركي، وسواهم كثيرون من الجماعات اللبنانية ومن منتفضي 17 تشرين، يريدون ويرغبون أن يسمعوا مثل  هذه الشعارات، وكثرة من المنتفضين كانوا يستبطنونها. ومنهم من اكتشف في يوميات الانتفاضة أنها من الشعارات التي يجب إعلانها وعدم التستر عليها. غير أن المهرجان في الصرح البطريركي هو بداية طريق سياسي جديد، قد لا يعلم أحد مساره وإلى أين يفضي. تماماً مثل 14 آذار 2005 التي بدأت غامضة، وعلمنا وذقنا إلى أين أفضت. وتماماً مثل 17 تشرين التي بدأت واتسعت من دون أن نعلم كيف ستكون خاتمتها.

هكذا هي السياسة التي ترسي خطوة أولى وتنتظر استقبال الآتي. لكن الأكيد أن ما حدث في بكركي بعد ظهر السبت 27 شباط، واقعةٌ جديدة في الحياة السياسية اللبنانية، وخصوصاً في المجتمع المسيحي. واقعة جديدة، على الرغم من أن لها ما يماثلها في الوقائع اللبنانية منذ 14 شباط 2005. وربما أيضاً لها ما يماثلها في المجتمع المسيحي تحديداً، منذ وصل الجنرال ميشال عون إلى قصر بعبدا الرئاسي سنة 1988. وربما يؤكد ما حدث في بكركي حيوية سياسية استثنائية في المجتمع المسيحي، مقارنة بما يحدث في المجتمعات الطائفية اللبنانية الأخرى. كأنما المسيحيون اللبنانيون على قلق وتفاعل دائمين مع الحوادث والأطوار المستجدة. وكأن قلقهم يخرجهم في منعطفات واختبارات على ولاءاتهم وخياراتهم السابقة، فيباشرون سعياً جديداً بحثاً عن طريق لقلقهم، وغالباً ما يجدون في صرح البطريركية المارونية ملاذاً وبداية لطريق.

 

الراعي مُجاهراً برفع الغطاء المسيحي عن حزب الله

قاسم مرواني/المدن/28 شباط/2021

أراد البطريرك الماروني، الكاردينال بشارة بطرس الراعي، من الحشد الجماهيري في بكركي، تأمين غطاء شعبي لدعوته إلى حياد لبنان وإلى مؤتمر دولي يساعد على الخروج من المأزق اللبناني، كما يساعد الدولة على بسط سلطتها على كامل أراضيها، كما قال في كلمته، تمليحاً إلى نزع سلاح "حزب الله" أو وضعه تحت سلطة الدولة، معتبراً أن لبنان يواجه "حالة انقلابية"، ولا يجوز، بحسبه، وجود دولتين ولا جيشين على أرض واحدة. استشعر الراعي خطراً على الكيان اللبناني، في حال استمرت الأزمة على مسارها الحالي، على المسيحيين خصوصاً، فـ"حزب الله" ليس متأثراً بالأزمة مع استمرار الدعم الإيراني المالي له، إضافة إلى الموارد و"النشاطات" المدرة للأرباح التي يمارسها الحزب، لا سيما تلك العابرة للحدود. وهو الذي قال أمينه العام، حسن نصر الله، في خطابات سابقة أن سبب الأزمة هو "الحصار الأميركي على الحزب". وعليه، وجد الراعي أن المسيحيين يدفعون ضريبة  صراع  لا يد لهم فيه. وتهدد الأزمة ودعوات التوجه شرقاً، وجودية الكيان اللبناني الذي نشأ، بحسب البطريرك، ليكون كياناً حيادياً يشكل صلة وصل بين الشرق والغرب. لقيت دعوة الراعي ترحيباً من الأحزاب المسيحية المعارضة لحزب الله، وعلى رأسها حزب "القوات اللبنانية" الذي انطلق مناصروه إلى بكركي من مناطق لبنانية متفرقة دعماً للراعي ومبادرته، كما انتشرت في مواقع التواصل الإجتماعي، منشورات داعمة تحت وسوم متعددة، منها "بكركي بتجمع" و"لكل احتلال بطريرك". وأمام السقف العالي الذي تحدث به البطريرك الراعي، لم تكن هتافات "حزب الله إرهابي" من قبل الجماهير، غريبة، ولم يُبد الراعي أي امتعاض أو ردّ فعل عليها.

بعكس ذلك، أتى اعتراض المجتمع المدني على دعوة الراعي، من باب رفض تدخل الدين في السياسة، على اعتبار أن المؤسسات الدينية لطالما كانت داعمة للنظام اللبناني الطائفي وجزءاً منه. نظرية يدعمها الغطاء الذي أعطاه الراعي لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة إبان تظاهرات 17 تشرين الأول/أكتوبر 2019. وفي حين التزم جمهور "حزب الله" والناشطون التابعون له، الصمت، بانتظار خطبة البطريرك، ونظراً لحساسية موقع الراعي، إلا أن "التيار الوطني الحر" اعتبر أن التحرك نحو بكركي، موجه ضده بالدرجة الأولى، قبل أن يكون موجهاً ضد حزب الله. فالتيار هو الداعم الرئيسي للحزب، وهو الذي أمّن له غطاء شعبياً مسيحياً، بينما ساعد الحزب التيار في التغلغل في إدارات الدولة، وصولاً إلى رئاسة الجمهورية. واعتبر العونيون إن المسيرات إلى بكركي هدفها التصويب على تحالف الحزبين والفصل بينهما.

على عكس المجتمع المدني، رأى الناشطون العونيون أن السياسة تتدخل في الدين، على اعتبار أن بكركي، بالنسبة إليهم، ترزح تحت ضغط "القوات اللبنانية" وتنصاع لمطالبه. رفع الراعي سقف خطابه بوجه "حزب الله"، وقابل دعوات الجمهور المحتشد في بكركي إلى إسقاط الرئيس ميشال عون، وهتافات "حزب الله إرهابي"، بابتسامة. لم يحرك يده ليُسكت الجمهور، ويبدو أن الغطاء المسيحي لحزب الله بدأ ينزاح شيئاً فشيئاً، مبشراً بمرحلة مقبلة يُخشى أن تكون أخطر من الوضع الراهن.

 

البطريرك يمسك جمرة المصير اللبناني

منير الربيع/المدن/28 شباط/2021

لم يعد لدى بكركي أي مجال للتراجع. لقد قال البطريرك ما قاله. الزخم السياسي والشعبي الذي اندفع بحماسة خلف مواقف الراعي، من شأنه إضفاء المزيد من التقدم في الخطوات التي تم الإعلان عنها، سعياً إلى عقد مؤتمر دولي لحلّ الأزمة اللبنانية. رفع الراعي السقف الذي كان يتوقعه الآخرون، لا سيما من بادر إلى توجيه نصائح له بالتهدئة وتخفيف لهجته. طلب البطريرك الماروني من جهات متعددة العمل على إعداد أوراق سياسية وأوراق عمل، ليتم دمجها فيما بعد بوثيقة سياسية واضحة المعالم والمعاني، ويتم تسليمها إلى الأمم المتحدة والدول الكبرى والفاعلة، وإلى الفاتيكان أيضاً. خصوصاً أن الراعي يراهن إلى حدّ بعيد على دور الفاتيكان في توفير الحماية للبنان، ويستند على كاثوليكية الرئيس الأميركي جو بايدن، التي قد تدفعه إلى التواصل أكثر مع البابا، وهو أمر قابل للاستثمار في لبنان.

لا 1559 ولا فصل سابع

ما يقصده الراعي واضح، هو لا يريد صدور قرار دولي عن الأمم المتحدة بشأن الأزمة اللبنانية، ولا يريد تكرار تجربة الـ1559، لأن كل هذه القرارات الدولية لم يتم تطبيقها. وهو حتماً لا يفكر بفصل سابع، ولا بمجيء الجيوش الأجنبية إلى لبنان. إنما المقصود بالمؤتمر الدولي هو عقد لقاء موسع للقوى اللبنانية، بحضور الدول الفاعلة والمؤثرة والمتدخلة والمتداخلة بالملف اللبنانية، كالولايات المتحدة الأميركية، فرنسا والاتحاد الأوروبي، الدول الخليجية والعربية، وإيران. يكون عنوان اللقاء البحث في أزمة لبنان، وفي كيفية تحييده عن الصراعات، وعدم تركه ساحة يتم استخدامها في الصراعات الدولية والإقليمية. ويمكن لأي طرح أن ينطلق من مقررات الحوار الوطني الذي عقد في العام 2006 وحصل حوله إجماع، في مسألة الحدود، السلاح، وغيرها من الملفات الأساسية، وتطبيق القرارات الدولية التي أقرت سابقاً. وهذا بحد ذاته مؤشر إلى تصاعد وتيرة خطاب البطريرك، وإعادة طرح معادلة سياسية جديدة.

الاستياء من باسيل

إلى جانب المواقف الداخلية التي أيدت البطريرك وتمحست لمواقفه، يسعى الراعي إلى كسب كم أكبر من التأييد الخارجي لمبادرته. هو مرتاح للموقف العربي، وخصوصاً المصري والسعودي. وهو ليس بعيداً عن المبادرة الفرنسية التي أعلن سابقاً أنها المبادرة الوحيدة المطروحة على الطاولة. ويعتبر أن جوهر هذه المبادرة يرتكز على حماية لبنان الكيان والدستور. في المقابل، لا يزال الراعي على انزعاجه الكبير من تصرفات رئيس التيار الوطني الحرّ، جبران باسيل، الذي أرسل رسالة إلى الفاتيكان، تتضمن شكوى من تصرفات الراعي ومواقفه. لم يعد استياء الراعي من باسيل خافياً، لكن حسب ما تنقل مصادر قريبة من البطريرك، فإن مواقفه منسقة بشكل كامل مع الفاتيكان، الذي لا يريد أن يكون في واجهة الأحداث. لكنه يفوض الراعي القيام بكل المبادرات التي يراها مناسبة للحفاظ على لبنان وعلى الوجود والدور المسيحي فيه. ولذلك، لن يكون لرسالة باسيل أي أثر على موقف الفاتيكان. ولكن في موازاة محاولات باسيل لتغيير وجهة مبادرة بكركي، لا يزال حزب الله أيضاً يبحث عن كيفية الدخول على خطّ المبادرة، وإعادة إحياء التواصل مع البطريرك، لعدم التركيز على مسألة المؤتمر الدولي، والذي قد يطرح خلاله ملف السلاح.

السلاح والرئاسة

التقط حزب الله موقفين في كلام الراعي، وهو حماية النظام والدستور أو الطائف. وهو سيحاول البناء على هذين الموقفين لتعزيز العلاقة مع الراعي، بتركيز الحوار على حماية الدستور من دون إثارة ملف السلاح. وهذا قابل لأن يتحقق من خلال مؤتمر حوار وطني شامل. هذا جزء من الرسالة التي حملها اللواء عباس إبراهيم إلى بكركي قبل يومين، سعياً إلى نقاط مشتركة بين الطرفين. والجزء الآخر من الرسالة التي حملها إبراهيم إلى البطريرك هي بالتمني عليه عدم السماح لأي طرف من زوار بكركي بإطلاق مواقف تهاجم رئيس الجمهورية وتدعوه للإستقالة. رسالة تؤكد أن وجهة النظر السياسية اللبنانية لا تزال قاصرة جداً عن مواكبة تطورات الأزمة وأبعادها الخطيرة.

 

يوم استعادة الدولة: محطات جميلة وعميقة المعاني برزت في خطبة البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي أمس، في يوم مشهود من تاريخ لبنان الحديث، وله ما له على مستوى المشرق العربي أيضاً.

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/28 شباط/2021

كان أمس، يوم استعادة الدولة من الدويلة «التدويلية» الطابع، وإنقاذ الهوية من العاملين على تغييرها، وتأكيد الحد الأدنى من تعايش لم يسبق أن تهدّد في الصميم كما هو مهدّد حالياً.
http://eliasbejjaninews.com/archives/96474/%d8%a5%d9%8a%d8%a7%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%b4%d9%82%d8%b1%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b1%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d8%b3%d8%b7-%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%b9%d8%a7%d8%af%d8%a9/

محطات جميلة وعميقة المعاني برزت في خطبة البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي أمس، في يوم مشهود من تاريخ لبنان الحديث، وله ما له على مستوى المشرق العربي أيضاً.

عبارات أرقى من البلاغة اللفظية قالها البطريرك، مثل: «نريد قوة التوازن لا توازن القوى» و«وُلدنا لنعيش في مروج السلام الدائم لا ساحات القتال الدائم». كذلك كان صريحاً ومباشراً في دفاعه عن الوفاق والشراكة والتدويل، عندما قال إن «اتفاق الطائف» لم ينفذ بكامله، وهو اتفاق وقّع برعاية «عربية ودولية».

الرسالة واضحة لأن الخطر واضح... ومصدر الخطر معروف. ولئن كان الكلام يصيب في الصميم لبنان، الصغير والمتنوع والمحتل «تدويلياً» بقوة السلاح، فهو يتسع أيضاً ليعني الخطر الإقليمي على كيانات المنطقة ودولها وتعايش مكوّناتها.

لبنان، بحدوده الحالية، حالة قد تكون خاصة في المشرق العربي لكنها ليست فريدة. فهو ليس الكيان الوحيد الذي تعيش فيه أقليات دينية وطائفية وعرقية في «الهلال الخصيب». إلا أنه، حتى اللحظة، حافظ نسبياً أكثر من غيره على تنوّعه وتعدديته من الكيانات المجاورة. ولعل ما أسهم في ثقافة لبنان التعددية تعرّضه لجرعات من «التدويل» عبر العقود والقرون. ولقد كان إقرار كيان «متصرفية جبل لبنان» (1861م) أول خطوة لـ«مأسسة» التنوع والاعتراف به رسمياً في صيغة «تدويلية» شاركت في رسمها القوى الكبرى يومذاك، ومنها فرنسا وبريطانيا وروسيا... بجانب الدولة العثمانية.

بعد ذلك، عام 1920، أُقرّ كيان «لبنان الكبير»، أي لبنان بحدوده الحالية، في «مؤتمر باريس» المنعقد في أعقاب نهاية الحرب العالمية الأولى، وهزيمة الدولة العثمانية في تلك الحرب، أيضاً نتيجة «التدويل». إذ إن حدوده رسمت بتفاهم دولي انتهى بوضعه تحت سلطة انتدابية فرنسية أشرفت على انطلاق الدولة الوليدة. ثم إن هذه «الدولة» ما كانت دائماً تحت رئيس ماروني، بل ترأسها أيضاً أرثوذكسيان وبروتستانتي. ثم إنه ما كان هناك نص دستوري عن الهوية الدينية أو الطائفية لشاغلي الرئاسات، بل جرى اعتماد ذلك وفق العرف.

أيضاً، جاء استقلال لبنان وسوريا عام 1943 في خضم حال «تدويل» هي الحرب العالمية الثانية. ثم عام 1958، بعد «الثورة» المدعومة من الرئيس المصري جمال عبد الناصر ضد حكم الرئيس كميل شمعون المدعوم في حينه من «حلف بغداد»، أنهي النزاع الداخلي بصيغة «حياد» بين التيارين العربيين المتصارعين. وفي حينه، انتخب الرئيس فؤاد شهاب بمساعٍ عربية ودولية لعبت فيها الولايات المتحدة دوراً محورياً. وبعدها، أنقذ لبنانَ «حيادُه» الرسمي... فحال دون خسارته أي جزء من أراضيه خلال حرب 1967، ثم 1973.

علاقات لبنان العربية والدولية المتوازنة أسهمت أيضاً في حمايته من آثار صراعات العالم العربي السياسية والعسكرية، رغم استضافته عدداً كبيراً من اللاجئين الفلسطينيين في مخيماته، وتحوّل مؤسساته التعليمية والثقافية والإعلامية إلى منابر - بل قل المنبر الأبرز - للقضية الفلسطينية. وكان من ثمار التوازن «الحيادي» والاعتدال وتحاشي الانجراف في «صراع المحاور»... بحبوحة اقتصادية ومكانة إقليمية غير مسبوقة.

كل هذا، تصدّع وانتهى بعد «اتفاق القاهرة» لتنظيم العمل الفدائي الفلسطيني من جنوب لبنان، ثم أحداث الأردن في خريف 1970، التي انتقل بعدها زخم الكفاح الفلسطيني المسلح إلى لبنان. وكما هو معروف، أدى هذا الواقع الجديد إلى نشوء سلطة فلسطينية مسلحة في البلد موازية للدولة اللبنانية، ترى أن لها الحق في حماية نفسها، وتسليح قوى لبنانية تؤمّن دعمها وتغطيتها سياسياً. وأكثر من هذا، بسبب التردّد الطويل لبعض الأطراف اللبنانية الطائفية في إصلاح ثغرات النظام السياسي وتطويره، شعر فريق لبناني كبير بأن له الحق في الاستقواء بالسلاح الفلسطيني. وهكذا، نشأ تحالف بين بيئة لبنانية حاضنة وبؤرة فلسطينية ثورية، سرعان ما شق المكوّنات اللبنانية عندما اندفعت البيئة اللبنانية المقابلة للاستقواء بالخارج ضد الفلسطينيين.

هذا الفرز أدى إلى اشتباكات 1973، ثم خلال سنتين فقط، اندلاع «الحرب اللبنانية» (1975 - 1990)، التي بالكاد أحجمت جهة عربية أو إقليمية أو دولية عن التدخل فيها بطريقة أو بأخرى. وفي نهاية المطاف، لم تنتهِ تلك الحرب التي شهدت «احتلالات» متنوعة، إلا بجهود عربية ودولية، توّجت بـ«اتفاق الطائف» الذي أعاد تأسيس صيغة... كان يؤمل أن تكون قابلة للحياة لو صدقت النيات في تطبيقها. غير أن النظام السوري - حينذاك - منع تنفيذ الاتفاق كاملاً، مكتفياً فقط بتطبيق ما يخدم مساومات دمشق «التعايشية» الدائمة مع إسرائيل. وفي ظل هيمنة النظام الأمني السوري على لبنان - كما هو معلوم - رسّخت إيران الخمينية نفوذها، جاعلةً من «حزب الله» اللبناني أداتها العسكرية الإقليمية الفعالة.

هذه الحقيقة سها عنها اللبنانيون حتى مارس (آذار) 2005... عندما تبيّن لهم أن النظام السوري لم يكن سوى حاضنة وجسر للهيمنة الإيرانية على لبنان وعموم المشرق العربي. وبعدها، تأكدت تماماً مع تجاهل «حزب الله» وجود الدولة عام 2006، ثم تعطيلها لمدة سنتين. ولاحقاً، بعد 2011، شارك الحزب والميليشيات الإيرانية الأخرى في قمع الثورة السورية، ودعم الانقلاب الحوثي في اليمن بالتسليح والتدريب والتأهيل الإعلامي.

كلمة أخيرة. قبل عقود كان قطاع واسع من اللبنانيين يتردد في تقبل مفهومي «الحياد» و«التدويل» لسببين: الأول، أن بعض الداعين لـ«الحياد» كانوا رافضين لفكرة أن لبنان كيان عربي. والثاني، أن العامل الديني أو الطائفي (المسيحي، بالذات) كان محرّكاً أساسياً لمساعي الاستقواء بالقوى الدولية الأوروبية... ضد المشرق «الإسلامي».

هذا الأمر ما عاد قائماً، لأن «العروبة» الجريح لم تعد الخطر الداهم على هوية لبنان، بل - على العكس من ذلك - غدت عنصر تآلف وجمع للبنانيين في وجه مخطط هيمنة إيرانية مذهبية يهدّد استقلال لبنان وسيادته وتعدّديته وعلاقاته العربية. وبالفعل، جاء الحضور الغفير أمس - رغم التباعد الاجتماعي - في ساحة مقر البطريركية المارونية ببكركي (شمال شرقي بيروت) ليؤكد القلق المشترك على المصير المشترك. القلق من هوية دخيلة على النسيجين الإسلامي والمسيحي تفرضها سطوة السلاح... ومصالح طهران ومطامعها التوسعية في المنطقة.

لهذا، كان أمس، يوم استعادة الدولة من الدويلة «التدويلية» الطابع، وإنقاذ الهوية من العاملين على تغييرها، وتأكيد الحد الأدنى من تعايش لم يسبق أن تهدّد في الصميم كما هو مهدّد حالياً.

 

القصة أقدم من خاشقجي

طارق الحميد/الشرق الأوسط/28 شباط/2021

محتوى تقرير المخابرات الأميركية حول مقتل جمال خاشقجي يظهر لنا أن القصة أقدم من مقتل خاشقجي؛ ومقتله كان جريمة بكل المقاييس حاكمت الدولة مرتكبيها، وتحملت المسؤولية الأخلاقية، كونه مواطناً لها. إلا أن محتوى تقرير المخابرات، خصوصاً أنه مجرد تحليل وتكهنات لا ترقى للنشر حتى بصفة مقال في صحيفة محترمة، حيث لا أدلة ولا وقائع تستوجب حتى التوقف أمامها، يظهر لنا أن القصة أقدم وأكثر تعقيداً. القصة بدأت تحديداً منذ قدوم الرئيس الأسبق باراك أوباما للحكم، ورغبته الواضحة في الانسحاب من المنطقة، وإبرام اتفاق نووي، والحقيقة أنه كان أكبر حتى من اتفاق نووي، مع إيران.

أراد أوباما الخروج من المنطقة بالاعتراف بإيران قوة لها حق تقاسم المنطقة، وإقامة علاقات معها، وتمكين الإسلاميين بحجة اعتدالهم، أي «الإخوان المسلمين»، وذلك وفق آيديولوجيا، وليس استراتيجية، وهو ما جوبه بموقف سعودي. وقتها، اتخذت السعودية موقفاً حاسماً للدفاع عن مصر الدولة، وعبور الجسر لإنقاذ البحرين، وقت ما عرف زوراً بالربيع العربي، وكان ذلك ضد مواقف إدارة أوباما أيضاً، مما أدى إلى انطلاق حملة منظمة لشيطنة السعودية.

نعم، مقتل خاشقجي جريمة، لكن الموقف ضد السعودية كان مبكراً، حيث انطلقت حملة شيطنة السعودية بعد موقفها من الاتفاق النووي المجحف مع إيران، والموقف الأوبامي المتهور بالربيع العربي، وميله للموقف التركي الإخواني، وخذلانه الثورة السورية إرضاء لإيران. ولذا، لا غرابة في أن ينطوي تقرير المخابرات الأميركية على تكهنات وتحليل من دون إيراد معلومة، إذ كتب بلغة تهدف إلى شيطنة السعودية، مما أدى إلى صدمة حتى لدى بعض الإعلام الأميركي المعروف عنه تحريضه ضد السعودية، وليس العقلاء وحسب. والواضح الآن هو أن الإدارة الأميركية الجديدة صدمت بأن إدارة ترمب كانت على حق عندما قالت إن التقرير لا ينطوي على شيء مهم، لكنها (أي إدارة بايدن) تورطت في الوعود الانتخابية وضغوط اليسار. ولذا، قررت نشر التقرير ليحصل على ما يحصل عليه من ضوضاء، لتفي بوعودها الانتخابية، وتحيد اليسار هناك، ثم تمضي قدماً للتعامل مع الرياض بشكل طبيعي، لكن وفق الخطة الأوبامية نفسها، وهي شيطنة السعودية. وعليه، علينا أن نكون حذرين لهذه اللعبة القديمة الجديدة، وهي شيطنة السعودية، لأن أهدافها آيديولوجية، والدليل الموقف اليساري بأميركا أيضاً ضد إسرائيل بسبب الموقف من إيران، مع إضافة مصر. والأمر واضح، حيث تلام السعودية على ملف حقوق الإنسان رغم كل الإصلاحات الثورية بالسعودية التي تلام أيضاً على ممارسة حقها المشروع بالدفاع عن نفسها أمام العدوان الحوثي بدعم إيراني، وتنفيذها للقرار الأممي بعودة الشرعية في اليمن. يحدث كل ذلك بينما نجد حملات إعلامية يسارية بأميركا تدفع لضرورة التقارب الأميركي مع إيران التي تحتل أربع عواصم عربية، وتقوم بإعدام حتى المصارعين، وليس الصحافيين والمعارضين، هذا عدا عن تصفية معارضي إيران في العراق ولبنان وسوريا. وعليه، فإن القصة هي قصة شيطنة السعودية، وهي أقدم من قصة خاشقجي، وهذا يتطلب عملاً سعودياً دؤوباً في واشنطن، ومزيداً من الحوار والتواصل، وليس التصعيد أو الانكفاء.

 

تقرير خاشقجي: انطباعات جوفاء بلا قيمة

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/28 شباط/2021

نشرت المخابرات الأميركية تقريراً عن مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي، وهو تقرير لطالما نسجت حوله الأساطير من كل أعداء المملكة العربية السعودية وخصومها، وأنه يحتوي على حقائق ومعلومات دقيقة حول الجريمة ومن أمر بها ومن يقف خلفها، ثم خرج التقرير خالياً من هذا كله.

«تمخض الجبل فولد فأراً» هذا مثل عربي كرره السعوديون كثيراً بعد خروج التقرير، فقد اتضح أنه تقرير بلا حقائق ولا معلومات، بل هو مجرد «تقديرات» و«انطباعات» وكلام مرسلٌ يعبر عن خصومة سياسية، وليس فيه معلومة أمنية واحدة ولا حجة قانونية متماسكة، وإخراج هذا التقرير المهترئ شكل فضيحة لكل خصوم السعودية الذين راهنوا عليه. تقرير مرفوض رسمياً وشعبياً، والموقف الرسمي عبرت عنه صراحة وزارة الخارجية السعودية، أما الموقف الشعبي فهو ملء السمع والبصر قبل التقرير وبعده، ومشكلة من تبنوا هذا التقرير أنهم لا يعرفون السعودية الجديدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، ولا الأجيال الشابة في السعودية، ولا يعقلون الدور القائد والرائد للسعودية ولأميرها الشاب القائد المحنك.

كيف يمكن أن تعمى أجهزة استخبارات ذات صيتٍ ومكانة دولية عن حجم المحبة والولاء المبنية على القرارات والأفعال، والرؤية التي يقودها الأمير محمد لدى الشعب السعودي؟ وكيف يمكن أن تعشى عن التغييرات التاريخية التي جرت على يديه والرهان على المستقبل الذي يقوده، فهذا الأمير لا يمثل حلماً للسعوديين فحسب، بل رأت فيه الشعوب العربية قائداً تتمناه لبلدانها، وتهتف باسمه في الأماكن العامة والإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.

أخطأ كثيراً من تغافل عن كل هذه القوة المعنوية الداعمة له، عن كونه رمزاً وحلماً وطموحاً للشباب العربي كقبسٍ من ضياء ينير الدروب ويحطم المشكلات ويقضي على التحديات، تغافل عن هذا بناء على تقرير ظهر أنه أوهن من بيت العنكبوت ولا يساوي الحبر الذي كتب به.

لا جديد فعلياً في هذا التقرير، وما قاله سبق أن قالته تركيا قبل سنوات، وكأنه يسير حذو القذة بالقذة مع كل الخطوات التي اتخذتها الدول المعادية للسعودية من قبل، نفس التشكيك وذات التخرصات الجوفاء وعين الادعاءات العارية من الصحة، وأهم من هذا أنها فشلت فشلاً ذريعاً في السابق، وهي تفشل اليوم بدرجة أكبر لأن تكرار الفشل يزيده خساراً.

فشلوا ويفشلون لأن لا أحد يستطيع التفريق بين الدولة السعودية وقيادتها مهما حاولوا، فشلوا ويفشلون لأن لا أحد يستطيع التفريق بين القيادة السعودية والشعب السعودي، فشلوا ويفشلون لأن لا أحد يستطيع التفريق بين ملك السعودية وولي عهده، وتجريب المجرب فشل بحد ذاته.

يعرف الجميع مكانة السعودية في المنطقة والعالم، ويعلم الكل قيمتها السياسية والدينية والاقتصادية، فهي فضلاً عن كونها دولة ذات سيادة كاملة، تتمتع بكل هذه القوة التي تضاعفت بعد «رؤية 2030» التي يقودها ولي العهد بحزمٍ لا يلين وعزٍ لا ينثني، وأي دولة في العالم تسعى للاستقرار وتفتش عن التنمية وتحارب الإرهاب، لا تستطيع التخلي عن التحالف مع السعودية.

السعودية ليست جمهورية موزٍ تهزها التهديدات أو تؤثر بها التصريحات، وهي قادرة على قلب موازين القوى في المنطقة والعالم، وهي بقوتها الذاتية وتحالفاتها القوية تمثل رقماً صعباً لا يمكن تجاوزه، أو الاستهانة به بأي حالٍ من الأحوال.

بيان الخارجية السعودية جاء مواكباً للحدث وقوياً وثابتاً، فهو رفض رفضاً قاطعاً استنتاجات التقرير وإساءاته للدولة والقيادة، وأكد الإجراءات القضائية المحكمة التي قامت بها السعودية وقرارات قيادتها بهذا الخصوص، وترحيب أسرة الراحل بهذا كله، ثم أكد البيان على الشراكة المتينة التي تربط السعودية بأميركا منذ أكثر من ثمانية عقودٍ.

نقل موقع «العربية نت» تصريحات لبعض المراسلين الإعلاميين المتخصصين في وسائل إعلام أميركية، أشارت بوضوح إلى أن هذا التقرير لا يمت إلى الأدلة والبراهين بأي صلة، ولا يوجد فيه دليل واحد على أي شيء مما جاء فيه، وهو ما سيتتابع في الأيام المقبلة من شخصيات وجهات أكبر وأكثر تأثيراً.

التصريحات الأميركية بقوة الشراكة السعودية الأميركية صحيحة، ويمكن البناء عليها، ومن الخطأ السياسي نقل معارك الداخل الأميركي لتؤثر على العلاقات الخارجية والتحالفات التقليدية والشراكة طويلة الأمد، وقد كانت علاقات السعودية بأميركا ثابتة وقوية في كل الملفات الكبرى في العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وإلى اليوم، وكانت مع إدارات ديمقراطية وجمهورية على حدٍ سواء.

السعودية الجديدة هي التي تقود العالم في مواجهة النظام الإيراني الثيوقراطي، نظام الملالي المتطرف، يستخدم كل المحرمات الدولية في حربه ضد الدول العربية وضد العالم، ويكفي مقارنة سياسات هذا النظام بعد شهرٍ من تسلم الإدارة الأميركية الجديدة بسياساته قبلها، حين كان خائفاً يترقب رعديداً يتبرأ من أي فعلٍ إرهابي قد ينسب إليه، وهو يعيش الآن مرحلة من «الدلال» من قبل دول غربية، جعلته يفرغ كل الشرور والإرهاب الذي اضطر مرغماً على التوقف عنه في السنوات الماضية، ولعل الضربة الأميركية ضد ميليشياته في سوريا تكون منهجاً يوقفه عند حده.

أي مقارنة علمية بين هذا التقرير السطحي، وبين ما صنعته السعودية تجاه القضية ذاتها يظهر بوضوح حجم الاحترافية السعودية المبهرة في كافة التفاصيل، وحجم التسطيح والانطباعات العاجلة وغير العلمية في التقرير الاستخباري لـ«سي آي إيه».

الصراعات الدولية قوية وتوازنات القوى في المنطقة تغيرت والاقتصاد العالمي يتداعى، والكل يخطب ود السعودية في العالم، ومن الخطأ الكبير التفريط فيها لأسباب آيديولوجية لا تمت للسياسة بصلة، ووسائل الإعلام اليسارية الليبرالية التي شاركت في الحملة الظالمة ضد السعودية آن لها أن تعتذر من قرائها ومتابعيها، عن افتقادها للمهنية الصحافية وانحيازها السافر ضد السعودية في هذه القضية، التي طويت بأحكام قضائية نهائية.

أخيراً، كتب هنري كيسنجر قائلاً: «يجب على أميركا أن تعمل على استقطاب فهمٍ مشتركٍ مع بلدٍ (السعودية) هو الجائزة المحورية الأخيرة المستهدفة من قبل كلٍ من صيغتي الجهاد السنية والشيعية على حدٍ سواء، بلدٍ ستكون جهوده ومساعيه... أساسية وجوهرية في رعاية أي تطورٍ إقليمي بناء».

 

أميركا والخصوصية الإقليمية: الدور الإيراني أنموذجاً

د. خالد بن نايف الهباس/الشرق الأوسط/28 شباط/2021

ثمة حديث مستمر في الأوساط السياسية حول المشهد السياسي الإقليمي، لا سيما في ظل إدارة أميركية جديدة في البيت الأبيض، واضح أنها تتبنى نهجاً خارجياً مختلفاً عن الإدارة السابقة فيما يتعلق بالتعاطي مع الأزمات والقضايا الإقليمية. والواقع أن هذا التعاطي المختلف لا يقتصر على الشأن الإقليمي بل يشمل أيضاً الدور الأميركي على الساحة الدولية، وهو ما سماه الرئيس بايدن «الدبلوماسية أولاً» و«عودة أميركا»، وجميعهما يأتيان بديلاً لسياسة ترمب المعروفة «أميركا أولاً».

لكن ما يتوجب الإشارة إليه في هذا السياق، هو أن «الأقاليم الجغرافية» لها دينامياتها الخاصة، التي عادةً ما يكون لها تأثير كبير على مجمل التطورات السياسية فيها، بما في ذلك كيفية تعاطي القوى الدولية معها، وكيفية صوغ سياساتها نحوها، والتي يتوجب أخذها في عين الاعتبار. ولعل منطقة الشرق الأوسط إحدى أكثر مناطق العالم «خصوصية»، من ناحية ثقافية وديموغرافية وتاريخية وجيوستراتيجية واقتصادية؛ بمعنى آخر، هي منطقة لها طابعها الخاص فيما يتعلق بأنماط التعاون أو الصراع، وما شهدته هذه المنطقة من حروب وصراعات وأزمات، وما شهدته أيضاً من أحلاف وأطر للتعاون. ولعلنا نَسوق هنا، على سبيل المثال، إيران ودورها المزعزع للاستقرار في المنطقة، خصوصاً في ظل الحراك الدولي الدائر حالياً حول ملفها النووي.

فمنذ الثورة الإيرانية قبل أكثر من أربعة عقود وإيران تنتهج سياسة خارجية توسعية، أسهمت بشكل كبير في زيادة حدة التأزم الإقليمي، وجعلت أزمات المنطقة أكثر تعقيداً، بل دعمت الإرهاب، وخلقت كثيراً من الميليشيات المسلحة خارج إطار وسلطة الدولة التي توجد فيها، حيث أصبحت هذه الميليشيات أذرعاً توظفها طهران لتنفيذ أجندتها التوسعية والتخريبية في المنطقة وخارجها. وأصبح ذلك كله أوراق ضغط تستخدمها طهران في مفاوضاتها مع المجتمع الدولي.

ورغم تأكيد الحكومات الغربية، خصوصاً الإدارة الأميركية، المتكرر حول الدور الإيراني المزعزع للاستقرار، لم نَرَ أي تحرك فاعل للحد من ذلك، بل أصبح الدور الإيراني أكثر خطورة في الوقت الحاضر مما كان عليه في السابق. فلم تنجح سياسة «الاحتواء المزدوج» التي تبناها الرئيس كلينتون، ولا سياسة «محور الشر والدولة المارقة» بالنسبة للرئيس جورج بوش الابن، ولا سياسة «اليد الممدودة أو إشراك الخصوم» بالنسبة للرئيس أوباما، ولا سياسة «الضغوط القصوى» للرئيس ترمب، في حمل إيران على تغيير سياساتها في المنطقة. ونعتقد أن الرئيس بايدن وسياسته القائمة على «الدبلوماسية أولاً» لن تضع حداً للعبث الإيراني، ولن تقلم أظافر إيران في المنطقة.

بل إن ما يدور حالياً بين واشنطن وطهران يمكن وصفه بلعبة «شد الحبال»، والهدف منها تحديد السقف الذي يمكن وفقاً له البدء بالمفاوضات. فإيران ترفع السقف لتحقيق أكبر قدر من المكاسب، مستلهمة في ذلك تجربتها السابقة في المفاوضات حول ملفها النووي مع إدارة الرئيس أوباما، والاتفاق الذي تم التوصل إليه في منتصف عام 2015، وما حققته من مكاسب جراء ذلك. ويمكن هنا فهم زيادة تخصيب اليورانيوم، وزيادة عدد أجهزة الطرد المركزي، والإيعاز لميليشياتها في المنطقة للقيام ببعض الأعمال العدائية في مكان أو آخر، ووقف العمل بالبروتوكول الإضافي، بما في ذلك تصريح المرشد الأعلى مؤخراً حول إمكانية زيادة إيران لنسبة التخصيب إلى 60%.

فيما تسعى الإدارة الأميركية من جانبها للاحتفاظ بأوراق الضغط التي ورثتها من عهد الرئيس ترمب، ليس من باب الإيمان بها، ولكن لرفع سقف المفاوضات بالنسبة إليها، رغم الرسائل الإيجابية التي تبعث بها واشنطن من خلال حلفائها الأوروبيين تجاه إيران، وبعض القرارات التي تصبّ في خانة تشجيع إيران على تبني أسلوب أكثر انفتاحاً على المفاوضات، كما في سحبها عبر مجلس الأمن طلب إدارة الرئيس ترمب إعادة فرض كل العقوبات الأممية على إيران، ورفع القيود على بعض الدبلوماسيين الإيرانيين المعينين لدى الأمم المتحدة.

وبالنسبة إلى الدول العربية المعنية بشكل أكبر بهذه التطورات فإن الأمر الأهم يدور حول إلى أي مدى ستذهب واشنطن في الربط بين المفاوضات المتوقعة مع إيران وبين دورها الإقليمي وبرنامج صواريخها الباليستية. الدول العربية المعنية مُحقّة في مطلبها ضرورة إشراكها في المفاوضات الدولية المتوقعة مع إيران، وأهمية تلافي الخطأ الذي وقعت فيه إدارة الرئيس أوباما بتجاهل هذه الدول، التي هي المتضرر الأكبر من سياسات إيران التدخلية وتسليحها للميليشيات التابعة لها في المنطقة. كما أن حصول إيران على السلاح النووي، فيما لو تحقق ذلك، سيجرّ المنطقة إلى سباق نووي يدفع القوى الإقليمية، العربية وغير العربية، إلى السير في هذا الطريق لتحقيق «التوازن» أو «الردع» النووي، خصوصاً في ظل هشاشة الاتفاق النووي عام 2015.

إيران لم تكن لتستطيع تعزيز نفوذها الإقليمي لولا استغلالها تقاطعات المشهد الإقليمي وتداخل ملفاته، وتباين معطياته المذهبية والسياسية والجيوستراتيجية، خصوصاً الفراغ الأمني والسيولة السياسية التي أصبحت من العلامات الفارقة للمنطقة في العقدين الأخيرين بشكل أوضح. والقوى الإقليمية والدولية دائماً ما تتبنى سياسات معينة في المنطقة، تهدف في المقام الأول إلى تحقيق مصالحها في ظل مشهد إقليمي معقَد ومركَب، دون مراعاة لمقتضيات الاستقرار الإقليمي وخصوصياته، حتى وإن رأى البعض أن حالة عدم الاستقرار هذه تجعل القوى الأجنبية، الإقليمية والدولية، أكثر قدرة على تحقيق مصالحها، بغضّ النظر عن مصالح دول المنطقة العربية.

هذا يقودنا للقول بأن أي إغفال من إدارة الرئيس بايدن لمشاغل وهموم الدول العربية تجاه الدور الإيراني، وتجاه القضايا الإقليمية الأخرى، سيجعل سياستها تجاه المنطقة عاجزة عن حلحلة مشكلاتها بشكل فاعل، بل سيجعلها ليست سوى مجرد تكرار لما سبقها من استراتيجيات، وإنْ بتكتيك جديد، لأن لأزمات المنطقة وقضاياها «حتميتها السياسية» النابعة من «خصوصيتها الإقليمية»، التي إن أغفلتها استراتيجيات القوى الكبرى فإن دوامة «التأزم الإقليمي» ستستمر، وسيظل المشهد الإقليمي يكرر نفسه.

- الأمين العام المساعد للشؤون السياسية بجامعة الدول العربية

 

ألمانيا... صحوة ضد الأصولية

إميل أمين/الشرق الأوسط/28 شباط/2021

خلال الأيام القليلة الماضية، نفذت الشرطة الألمانية عمليات مداهمة وتفتيش في عدة أحياء في برلين وبراندنبورغ، للقبض على عناصر أصولية، بعضها سلفي، والآخر ينتمي مباشرة إلى «داعش»، وقد جاءت المداهمات بعد أن أصدرت الحكومة المحلية بولاية برلين حظراً ضد جماعة الجهاد السلفية، والمعروفة أيضاً باسم جماعة برلين. يعن لنا أول الأمر التساؤل كيف أضحت ألمانيا الدولة الثانية المفضلة للتيارات الأصولية، بدءاً من الإخوان المسلمين، وصولاً إلى الدواعش؟

الشاهد أنه لا يمكن الجواب عن علامة الاستفهام المتقدمة من غير التوقف أمام كتاب الكندي إيان جونسون، والمعروف باسم «مسجد في ميونيخ»، حيث يضع يدنا على بداية الطريق المؤلم لألمانيا مع الإخوان المسلمين على نحو خاص.

تفاصيل الكتاب تكشف لنا الخطيئة الكبرى للغرب، الذي تلاعب على المتناقضات، من أوروبا إلى أميركا، ومنذ زمن بعيد، فقد استغل هتلر الوجود التركي على الأراضي الألمانية، ولاحقاً تبين لنا أن الفوهرر فتح اتصالات واسعة مع الإخوان المسلمين في القاهرة بزعامة حسن البنا، وقد وجد الأخير أن هناك فرصة جيدة لتكوين جيش داخل مصر من أعضاء الجماعة يصل قوامه إلى خمسين ألف عضو، وإن لم يقدر للفكرة أن تمضي قدماً، فإنها كشفت عن الاستعداد المبكر للإخوان المسلمين للتعامل مع الغرب أو الشرق أو أي جهة كانت لتحقيق الأهداف الرئيسة بالنسبة لهم، أي التمكين والسيطرة على مقدرات البلاد، وهو الأمر الذي حاولوا بالفعل تنفيذه العام 2012 في مصر.

استفادت جماعة الإخوان المسلمين، طليعة الجماعات الإرهابية كافة، من الاتصالات المبكرة مع الألمان لتعزيز حضورهم المؤسساتي في ألمانيا، ولم يكن يدور بخلدهم أن الحرب الباردة سوف تقدم لهم أكبر وأهم خدمة في طريق نشر رؤيتهم الأصولية... ما الذي حدث؟

باختصار غير مخل، كانت رؤية الولايات المتحدة للاتحاد السوفياتي أو إمبراطورية الشر، على حد وصف الرئيس الأميركي رونالد ريغان، الرجل الذي قدر له أن يفكك تلك الأسطورة، هي احتواء الاتحاد السوفياتي، وقد قدم له الأخوان دالاس، نظرية «لاهوت الاحتواء»، وفحواها أن يقوم الغرب بشقيه الأوروبي والأميركي، بتفعيل البعد الديني الإسلامي تحديداً لمجابهة الشيوعية، لا سيما أن العالم الإسلامي كان يكره الإلحاد والمادية، وبقية طروحات وشروحات ماركس وإنجلز ولينين.

شرعت الولايات المتحدة في انتهاج المنحى النازي ذاته والإفادة من الأصوليين الموجودين على الأراضي الألمانية، وقد تم استخدامهم رأس حربة في مواجهة الشطر الآخر من ألمانيا وما وراءها من حلقات يسيطر عليها الاتحاد السوفياتي.

قدمت ألمانيا وأميركا، منذ الستينيات، الكثير جداً من التسهيلات لتلك الجماعات الأصولية الإخوانية، والتي سيقدر لها لاحقاً أن تفرخ عناقيد من الإرهابيين، لا سيما حين جاءت الفرصة الكبرى من خلال غزو الاتحاد السوفياتي لأفغانستان، وقد ملأ الشحن العاطفي القلوب والرؤوس العربية، فيما كان الهدف الرئيس بالنسبة للغرب، العمل على إيقاع موسكو في فخ لا يقدر لها أن تخرج منه لاحقاً.

هنا يمكن للمرء أن يجد إجابات عن علامات الاستفهام الأكثر إثارة والتي تتبدى للعين، من عينة كيف يجد الإخوان المسلمون على الأراضي الألمانية تلك الأريحية الكبرى، والنفوذ الأكبر لا سيما في دوائر المؤسسات السياسية، وبعض من نظيرتها الاستخبارية، أما عن مجال المال والأعمال، فحدث ولا حرج، خاصة بعد أن أزهرت وأينعت مؤسساتهم، وبعضهم قدر لمؤسساته أن تتجاوز مليارات الدولارات، كما استطاعوا نسج شبكات حول القارة الأوروبية، استغلت لتكون ستاراً لمشروع الأستاذية الحاكم في عقولهم والخاص بنشر المشروع الإخواني الأكبر حول العالم.

هل ارتكبت ألمانيا أخطاء أخرى جعلت أراضيها مرتعاً لـ«القاعدة» من قبل، والدواعش اليوم؟

حكماً، حدث ذلك خلال السنوات القليلة الماضية، لا سيما بعد عقد الربيع العربي المغشوش، فقد تمكنت عناصر إرهابية عديدة من الوصول إلى ألمانيا، والحصول على حق اللجوء السياسي، وهنا غابت أو غيبت الأعين الاستخبارية الألمانية، فقد كان ولا يزال بعض من ديدن السياسات الأوروبية اللعب على تلك المجموعات الأصولية، وإعادة تدويرها واستخدامها كخناجر في خواصر الدول العربية، عند الحاجة إلى ذلك.

أخطأت ألمانيا أيضاً حين فتحت قنواتها المتلفزة، ومواقعها الإلكترونية، لجماعات أصولية، تبث السم الناقع، تحت عناوين حرية الرأي، والتعبير عن النفس، فيما كان خطاب الكراهية يعم الأجواء، ويبدد رياح التسامح.

استفاقت ألمانيا، مؤخراً، بعد أن أدركت أن عناصر «داعش»، أحفاد الإخوان المسلمين، يقومون باتخاذ بعض المساجد، مثل مسجد هيلدسهايم، في ساكسونيا السفلى، لتجنيد الإرهابيين، وإرسال مقاتلين من ألمانيا إلى سوريا والعراق.

الكارثة التي باتت تواجه الألمان اليوم لم تعد تتمثل في تجنيد العناصر الأجنبية من عرب وآسيويين وأفارقة، بل باتت تمتد إلى نشر الأفكار الجهادية في عقول الأجيال الألمانية الشابة، تلك التي باتت مفرغة من جراء العلمانية الجافة، والأوضاع الاقتصادية المتردية، ولم تعد تجد لنفسها تحت سقف ألمانيا، سوى القوميات المتطرفة أو تجربة الجهاد المغرية خارج البلاد.

لقد تغاضت ألمانيا عن النصائح التي قدمت لها من العالم العربي، حول كارثية استضافة تلك الجماعات تحت لواء حقوق الإنسان، وبالقدر نفسه تغافلت عن الإخفاق الأميركي في التعامل مع الجماعات عينها، وبينهما تسربت خلايا إرهابية كبّدت الألمان خسائر بشرية فادحة، فيما الخسارة الأكبر تتمثل في الأفكار الجهادية التي باتت تطير بأجنحة عبر الفضاء الألماني.

هل تأخرت ألمانيا في المواجهة؟ في كل الأحوال أن تصل متأخراً خير من ألا تصل أبداً.

 

بايدن يروّض خامنئي بعقوبات ترمب؟

راجح الخوري/الشرق الأوسط/27 شباط/2021

يحتاج الرئيس جو بايدن إلى صبر أيوب في سياسته لإعادة النظام الإيراني إلى حدود الانضباط، الذي لطالما ظنت واشنطن وشركاؤها الأوروبيون أنه سيضع حداً لطموحات طهران النووية والصاروخية والتخريبية المزعزعة للاستقرار في المنطقة.

لم يكن هذا في حساباته على ما يبدو، خصوصاً عندما كان أول قرار يتخذه هو تعيين روبرت مالي مستشار السياسة الخارجية، أيام إدارة باراك أوباما مبعوثاً خاصاً إلى إيران، وهو ما عده المراقبون خطوة تراجعية إلى الوراء أمام التصعيد الإيراني على كل الجبهات، النووية تخصيباً، والصاروخية تطويراً، والإقليمية تدخلاً سلبياً من اليمن إلى غزة مروراً بالعراق وسوريا ولبنان، خصوصاً أن مالي كان أحد كبار المفاوضين الذين عملوا لإنجاح الاتفاق النووي عام 2015 وكان يومها عضواً في مجلس الأمن القومي.

مجرد إعلان قرار تعيينه ترك في إيران، وخصوصاً عند الرئيس حسن روحاني، إحساساً بأن بايدن سيكون، تماماً مثل أوباما، متهافتاً على الاتفاق مع إيران، خصوصاً أن الخلاصات السياسية في طهران كانت تدور في إطار القول إن مَن صبر أربعة أعوام وتجاوز عقوبات دونالد ترمب ولو كانت مؤلمة، يستطيع الآن أن يحصل على الكعكة التي يشتهيها، خصوصاً أن جو بايدن كان دائماً من كبار منتقدي سياسة ترمب علانية حتى في حملته الانتخابية، خصوصاً في موضوع الانسحاب من الاتفاق مع إيران وفرض عقوبات قاسية عليها.

وكان في حسابات روحاني أن بايدن سيكون نسخة منقحة عن أوباما، في التهافت على العودة إلى الاتفاق، وقد كان نائبه، ولا بد أنه تذكّر يوم كان واقفاً إلى جانبه داخل المكتب البيضاوي في البيت الأبيض يوم 29 سبتمبر (أيلول) من عام 2013، عندما كان روحاني في طريقه إلى المطار لمغادرة نيويورك بعد مشاركته في الجمعية العامة للأمم المتحدة، عندما رن هاتف السفير الإيراني في السيارة وطلب أوباما الحديث مع روحاني، حيث أبدى رغبة في فتح الباب أمام الاتفاق، رغم أن روحاني كان قد رفض يومها أن يجتمع معه بحجة «عدم التنسيق وليس تحقير واشنطن» كما أعلن بالحرف، ولقد سمع بايدن كل هذا وكان شريكاً في توقيع الاتفاق، الذي لم تلتزم إيران ببنوده وضاعفت من تدخلاتها التخريبية في المنطقة.

ولكن ما الذي تغيّر لكي تعود طهران إلى مربع الانضباط الذي يحدده اتفاق 2015، وفي المقابل ما الذي سيقوله بايدن لشركائه الأوروبيين وللرأي العام الأميركي إذا قام بوقف العقوبات أولاً للعودة إلى حدود الاتفاق، الذي تجاوزته إيران كثيراً، خصوصاً في ظل وضعها الآن للعودة إليه شرط رفع كل العقوبات، حتى القديمة منها التي بدأت عام 2008 واستمرت أيام أوباما وتلك التي اتخذها ترمب؟

إذاً صارت المعادلة منذ أسابيع: مَن يكسر مَن؟ ومَن يجلس إلى طاولة الإذعان أولاً؟

كان الرهان واضحاً تقريباً، أي إن خسارة ترمب الانتخابات ستعني حتماً اضطرار عودة بايدن إلى موقف أوباما المتهافت على الاتفاق مع إيران، ولهذا كان من الطبيعي أن ترفع طهران من شروطها سلفاً عشية الانتخابات، وفي السياق نفسه ليس من عبث أن يكون وزير الخارجية محمد جواد ظريف قد نشر في موقع «فورين أفيرز» في 22 يناير (كانون الثاني) الماضي مقالاً على شكل رسالة إيرانية واضحة وصريحة إلى بايدن وشركائه الأوروبيين الموقّعين على اتفاق 2015، وفيها أن أمامهم فرصة واحدة لإنقاذ الاتفاق النووي، وهي إلغاء كل العقوبات ومن دون أي شروط، وأن طهران لن تقبل بأي شكل من الإشكال، الخوض في أي مفاوضات حول الملف الصاروخي أو النفوذ الإقليمي كشرط للعودة إلى المفاوضات.

أمام هذا التصعيد الإيراني فلم يكن في وسع بايدن ولا في وسع شركائه الأوروبيين فرنسا وبريطانيا وألمانيا وحتى روسيا والصين، التعامي عن زيادة طهران نسبة تخصيب اليورانيوم الذي وصلت إلى 20%، مع تلميح بالتراجع عن فتوى المرشد علي خامنئي بأن إيران لن تمتلك سلاحاً نووياً، وزيادة تطوير القدرات الصاروخية الباليستية، التي باتت تشكّل تهديداً واضحاً للدول الأوروبية، وهكذا طرحت إيران شعار «إذا عدتم عدنا»، ليرد بايدن بشعار «احترام كامل من أجل الاحترام الكامل»!

لكن إيران لم تبدِ أي احترام لعرض بايدن وواصلت التمسك بشروطها التي قرنتها بعمليات تصعيد سافرة، سواء في اعتداءاتها الصاروخية، عندما قصفت السفارة الأميركية في بغداد يوم الثلاثاء الماضي على يد أذرعها العسكرية، وقبلها باستهداف قاعدة البلد الجوية الأميركية شمال بغداد، بعد قصف أربيل قبل عشرة أيام. يوم الثلاثاء الماضي جاء التصعيد من المرشد خامنئي شخصياً عندما قال إن «إيران ترفع مستوى التخصيب النووي إلى 20% حالياً، وحتى إلى 60%، ولن نتراجع في المجال النووي»، وفي الوقت عينه صوّت البرلمان الإيراني بالإجماع على رفض اتفاق روحاني مع الوكالة الدولية للطاقة النووية، الذي يقضي باستمرار التفتيش الإلزامي والمراقبة مدة ثلاثة أشهر، وقال مجتبى ذو النور رئيس لجنة الأمن القومي، إن الاتفاق بين الحكومة والوكالة الدولية يجب أن يُمزَّق، وإلا فإن الرئيس روحاني سيواجه المحاكمة لأنه احتال على قانون البرلمان.

أكثر من هذا وصل التصعيد الإيراني إلى حد التلويح «بعزل» بايدن والولايات المتحدة، عندما قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، إن طهران تدرس مقترح مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، لعقد اجتماع مشترك بين إيران والدول الأعضاء في الاتفاق ولكن بشرط مشاركة أميركا فيه بصفة ضيف!

صارت أميركا «ضيفاً» مع سياسة بايدن، في وقت لم يتوقف التحدي الإيراني هنا، بل أعلن مجلس خبراء القيادة أن «عودة أو عدم عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي ليست مفيدة بل مضرّة، وأن الدعوة للعودة إلى الاتفاق قبل رفع العقوبات خط أحمر بالنسبة إلى النظام».

واشنطن اكتفت بتحميل إيران مسؤولية هذه الهجمات، ولكن من الواضح أن إدارة بايدن تتعامل مع كل هذا التصعيد الإيراني، على أنه صراخ وجع من العقوبات، ولهذا هوّن مسؤول أميركي من تصريحات خامنئي عن رفع نسبة التخصيب، بالقول إن واشنطن تنتظر عند حدود موقفها المعروف، أي عودة إيران إلى التزاماتها التي تجاوزتها، لكي نعود إلى الاتفاق ونرفع العقوبات، وحتى ذلك الوقت سيسعى الطرفان لاتخاذ مواقف لتشديد اللهجة، بينما تقول واشنطن: «دعنا نرَ إذا كانوا سيوافقون على العودة إلى طاولة المفاوضات»، بما يعني أن بايدن سيبقى متمترساً وراء عقوبات دونالد ترمب، ومتعامياً عن صراخ الوجع في طهران وتصعيدها في العراق وسوريا، وحتى في لبنان الممنوع من تشكيل حكومة جديدة، وكل ذلك في انتظار أن تلوي العقوبات ذراع إيران فتعود عن التزاماتها حيال الاتفاق، التي تجاوزتها كثيراً تخصيباً نووياً وتطويراً صاروخياً وتخريباً متمادياً من اليمن إلى غزة!

 

أميركا وبايدن: هل عادت الأوبامية؟

زهير الحارثي/الشرق الأوسط/27 شباط/2021

هل نحن بحاجة للتذكير بمقولة إن إيران هي جزء من المشكلة لا الحل في منطقتنا؟ لن نذهب بعيداً، فالعقلية الإيرانية السياسية توسعية ولا تؤمن بالاستقرار بل بالفوضى. نظرتها استعلائية لدول الجوار من رؤية طائفية وليست من مفهوم الدولة، ولذا ما يجري من نقاشات ومناورات حول ملفها النووي يؤكد حقيقة إمعانها في عدم الاستجابة لما هو مطلوب منها ومحاولتها شراء الوقت. هناك خشية من أن تكون سياسة بايدن مشابهة لنهج سياسة أوباما الاستسلامية في المنطقة، التي أضرت بمفاعيل استقرارها، فالتردد والتقاعس والتباطؤ الأميركي فسرته طهران آنذاك بأنه ضعف، وهو ما أغراها اليوم لتفكر في ذات الاتجاه وتبتز الرئيس الجديد في الدول التي لها فيها نفوذ. إدارة جديدة في البيت الأبيض، ولكنها - كما يبدو - تعيش حالة من التلكؤ وربما تراجع وعدم وضوح رؤية، في حين بدأ المسلسل الإيراني الشهير بالتسويف والمماطلة والتصريحات النارية ولعبة الابتزاز السياسي وتبادل الأدوار. مارس النظام الإيراني تلك الأساليب من قبل ويطبقها اليوم مع إدارة بايدن وبامتياز في ظل سلوك شبيه بما فعله الرئيس الأسبق أوباما. الاستفزاز الإيراني تجاه الولايات المتحدة ليس جديداً، ولكن حالة الخدر السياسي للإدارة التي نشهدها هذه الأيام لا يوجد تفسير منطقي لها، بدليل أن هناك كثيراً من الحرج، خاصة عند مقارنة ما قامت به إدارة الرئيس السابق ترمب في تحجيم النظام الإيراني. طهران اليوم تصعد لغتها كما تشاء ومثلما جاء على لسان خامنئي، الذي لوّح برفع تخصيب اليورانيوم إلى 60 في المائة، وكذلك تحذير روحاني من المساس باتفاقهم مع وكالة الطاقة، فضلاً عن تجاهل النظام لقيمة الخطوات الأميركية الأخيرة الإيجابية تجاهه، بل بالعكس أرسلت بالأمس صواريخ تجاه السفارة الأميركية في بغداد بعد الهجمات التي استهدفت القاعدة الأميركية (حرير) في أربيل، كمؤشر على واقع تصعيد عسكري عن طريق ميليشياتها في العراق. ومع كل ما حدث ويحدث لا تجد إلا ردوداً أميركية باردة ولغة ناعمة وشيئاً من التغاضي تجاه تلك البلطجة الإيرانية. الأمر المضحك والمدهش أيضاً أن واشنطن ما زالت تنتظر موافقة إيران على حضور اجتماع (5+ 1)، ناهيك عن تعرض واشنطن لضغوط خارجية وليس العكس، كما تلحظ أن طهران تبحث عن تعويضات لخسائرها فيما مضى ولا تفكر في تضخيم مسألة رفع العقوبات، لأنها لا تريد دفع أي ثمن مقابله، خصوصاً مع حالة المزاج الأميركي الحالية ومرحلة الانقسام داخل إدارة بايدن في التعاطي مع الملف الإيراني.

من المهم أن يستشعر الرئيس بايدن المخاطر الحقيقية التي تتعرض لها دول الخليج ودور الحلفاء وخطورة الأعداء. وكان محقاً وزير الخارجية السابق مايك بومبيو عندما أكد أن نظام إيران لا يفهم إلا لغة القوة. كنا نتوقع أن يوظف بايدن العقوبات التي أعاد ترمب فرضها على إيران لإرغامها على التفاوض على مسائل لم يتم إدراجها في خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015، كالصواريخ الباليستية والتدخلات في شؤون دول الجوار، ومع ذلك تقول واشنطن إن لصبرها حدوداً، ولكن لا جديد تحت الشمس.

السنوات الثلاث الأخيرة من فترة رئاسة أوباما كانت كارثية بكل ما تعنيه هذه الكلمة، حيث كانت من الضبابية والغموض لدرجة أنها أربكت المشهد السياسي، فهل يقع بايدن في نفس الفخ؟ تراجعت مكانة واشنطن خلال فترة رئاسة أوباما وصدر تقرير مهم عن مركز التقدم الأميركي آنذاك، مشدداً على البيت الأبيض أن يتخلى عن أسلوب إدارة الأزمة بالانتقال لمفهوم القيادة الفاعلة، ما يعني الانخراط في المنطقة عسكرياً ودبلوماسياً واقتصادياً، فهل يكرر بايدن أخطاء أوباما الفادحة أم يتفادها بإعادة صياغة السياسة الخارجية؟ التعاطي الأميركي آنذاك مع قضايا المنطقة كان مدعاة للسخرية، فواشنطن سلمت العراق وأفغانستان على طبق من ذهب لإيران، ورهاناتها فشلت من دعمها للإخوان المسلمين إلى تراجع عملية السلام مروراً بانهيار المساعي الدبلوماسية في الملف السوري وانتهاء بعدم التزام إيران الدقيق في اتفاقها مع الغرب بشأن ملفها النووي. في الحقبة الأوبامية لم تلتزم الولايات المتحدة بتنفيذ وعودها التي تعهدت بها لدول الخليج، وفي مقدمتها السعودية، إلا أن العلاقة البراغماتية المرتبطة بالمصالح قادرة على أن تُعيدها إلى مكانها الطبيعي، ذلك أنه بطبيعة الحال من غير المقبول أن تفرط الدولتان في علاقة تجاوزت ثمانية عقود، لا سيما وقد نجحتا في الماضي في تجاوز فترات من التوتر.

الخليجيون لا يريدون إلغاء الاتفاق النووي، بل إن ما يطالبون واشنطن به هو مشاركتهم في المفاوضات، لأنهم معنيون في المقام الأول، وكذلك تطبيق العقوبات في حال انتهاك طهران لأي من بنودها.

بايدن أعلن بلسانه أن أميركا ستعود إلى العالم وأن فترته لن تكون نسخة مكررة من مرحلة أوباما. كلام جميل ومهم وبحاجة إلى أفعال ولا نريده كالمثل الشعبي المصري الذي يقول «أسمع كلامك أصدقك أشوف أفعالك أستعجب».

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

كلمة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي في التجمّعِ الشعبيّ في بكركي

موقع بكركي/السبت 27 شباط 2021

عاش لبنان واحدًا موحدًّا، حياديًّا ناشطًا، سيّدًا مستقّلًا، حرًّا قويًّا، مستقرًّا: لبنان شركة ومحبّة.

1. أتيْتم من كل لبنان، أتيتم من كل الأعمار. نساءً ورجالًا أتيتم، رغمَ أخطار كورونا، لتدعموا طرحَ الحيادِ والمؤتمرِ الدوليّ الخاصّ بلبنان. وبكلمة أتيتم تَطلبون إنقاذَ لبنان. إنّنا معًا، نعم معًا، سنُنقذُ لبنان. شكرًا لكم على محبّتكم، شكرًا لكلّ الذين نظّموا اللقاء وسخوا بمالهم ووقتهم وراحتهم. تحيّة لكلّ الذين يشاركوننا من مختلف العواصم. حماكم الله جميعًا من وباء كورونا وشفى كلّ المصابين. نقف الآن دقيقة صمت عن أرواح ضحايا هذا الوباء، وضحايا إنفجار مرفأ بيروت.

2. جئتم لكي تدعموا المطلب بإعلان حياد لبنان الإيجابي الناشط.

 لا يختلف اثنان على أن خروج الدولة أو قوى لبنانية عن سياسة الحياد هو السبب الرئيس لكل أزماتنا الوطنية والحروب التي وقعت في لبنان. لقد أثبتت التجارب التاريخية، القديمة والحديثة، أن كلما انحاز البعض إلى محور إقليمي أو دولي، انقسم الشعبُ وعُلّق الدستور، وتعطلت الدولة وانتكست الصيغة اللبنانية، واندلعت الحروب. إن جوهر الكيان اللبناني المستقل هو الحياد. بل إن الهدف من إنشاء دولة لبنان الكبير هو خلق كيان حيادي في هذ الشرق يشكل صلةَ وصل بين شعوب المنطقة وحضاراتها، وجسرَ تواصل بين الشرق والغرب. واختيار نظام الحياد هو للمحافظة على دولة لبنان في كيانها الحالي الذي أساسه الإنتماء بالمواطنة لا بالدين، وميزته التعدّديّة الثقافيّة والدينيّة، والإنفتاح على كل الدول وعدم الإنحياز. ونحن نجدد معكم الدعوة إلى اقرار حياد لبنان لكي نعطي للحياد صفة دستورية ثابتة بعدما ورد ذكره بأشكال شتى وتعابير مختلفة في وثيقة إنشاء دولة لبنان وفي خطب رؤساء الجمهوريّة وفي بيان حكومة الاستقلال وبيانات سائر الحكومات المتتالية وصولا إلى إعلان بعبدا في 11 حزيران 2012.

3. وجئتم لتدعموا المطالبة بمؤتمرٍ دوليٍّ خاصٍّ بلبنان.

نحن معكم لم نطالب به إلا بعد أن بلغت كل الحلول الأخرى الى حائط مسدود، ولم نتمكن في ما بيننا من الاتفاق على مصير وطننا. حتى ان السياسيين المعنيين لم يتمكنوا من الجلوس على طاولة واحدة للتحاور وتيقّنا أنَّ كلَّ ما طُرحَ رُفض لتبقى الفوضى، وتسقطَ الدولة، ويتمَّ الاستيلاءُ على مقاليد السلطة. أما ان يتركوا الامور كما هي فيفتقر الشعب وتنهار الدولة فهذا ما لا نقبله. نحن نواجه حالةً انقلابيّة بكل معنى الكلمة على مختلف ميادين الحياة العامة، حالة انقلابية على المجتمع اللبناني وعلى ما يمثله وطننا من خصوصية حضارية في هذا الشرق. وكان الإنقلاب الأوّل على وثيقة الوفاق الوطني التي أقرّها مؤتمر الطائف سنة 1989، وقد إنعقد برعاية دوليّة وعربيّة. ولكنّه لم يُطبّق حتى اليوم بكامل نصّه وروحه؛ وعُدّل الدستور على أساسه، فظهرت فيه ثغرات أثّرت في العمق على حياة الدولة حتى أصيبت بالشلل. فلو تمكّنت الجماعة السياسيّة عندنا من إجراء حوار مسؤول لتحصين وثيقة الوفاق الوطني، ومعالجة الثغرات في الدستور، لما طالبنا بتاتًا بمؤتمر دوليّ برعاية الأمم المتّحدة، يساعدنا على حلّ العقد التي تشلّ المؤسّسات الدستوريّة.

ماذا نريد؟

4. نريد من المؤتمر الدولي أن يثبِّتَ الكيانَ اللبنانيَّ المعرَّض جديًّا للخطر، وأن يعيدَ تثبيتَ حدودِه الدولية.

نريد من المؤتمر الدولي أن يجدّدَ دعم النظام الديمقراطي الذي يعبّر عن تمسّك اللبنانيّين بالحرّية والعدالة والمساواة.

نريد من المؤتمر الدولي إعلانَ حيادِ لبنان فلا يعود ضحية الصراعات والحروب، وأرض الانقسامات، وبالتالي يتأسّس على قوّة التوازن، لا على موازين القوى التي تنذر دائمًا بالحروب.

نريد من المؤتمر الدولي أن يّتخذ جميع الإجراءات لتنفيذ القرارات الدولية المعنية بلبنان، والتي لم تُنفَّذ أو نُفّذَت جزئيا. فتنفيذ هذه القرارات من شأنه أن ينقذ استقلال لبنان وسيادته ويسمح للدولة اللبنانية أن تبسط سلطتها الشرعية على كامل الأراضي اللبنانية من دون أي شراكة أو منافسة.

نريد من المؤتمر الدولي أن يوفّر الدعم للجيش اللبناني، ليكون المدافع الوحيد عن لبنان، والقادر على استيعاب القدرات العسكرية الموجودة لدى الشعب اللبناني من خلال نظامٍ دفاعي شرعي يُمسك بقرار الحرب والسلم.

نريد من المؤتمر الدولي أن يحسمَ وضعَ خطة تنفيذية سريعة لمنع التوطين الفلسطيني ولإعادة النازحين السوريين آمنين إلى ديارهم.

لا نريد من المؤتمر الدوليّ جيوشًا ومعسكرات.

لا نريد المسّ بكيان لبنان فهو غيرُ قابلٍ لإعادةِ النظر، وحدودُ لبنان غيرُ قابلةٍ للتعديل. شراكتُه المسيحيّةُ/الإسلاميّة غيرُ قابلةٍ للمسّ، وديمقراطيّتُه غيرُ قابلةٍ للنقض. دورُه غيرُ قابلٍ التشويهَ، وهويّتُه اللبنانيّة غيرُ قابلةٍ للتزويرَ. إنَّ أيَّ تطويرٍ للنظام، وهذه سُنّةُ التقدّم، لا يجوز أن يكونَ على حسابِ ما اتّفقنا عليه منذ تأسيسِ دولةِ لبنان. التطويرُ لا يعني النقضَ، بل التحسين. التطويرُ لا يعني إلغاءَ المواثيق الدستوريّة، بل توضيحَ الملتَبِسِ فيها لتتكامل السلطاتُ الدستوريّة. التطويرُ لا يعني محوَ الماضي، بل تحصينَ الثوابت التاريخية. حقّنا أن نعيشَ حياةً كريمةً في وطننا.

لقد وُلدنا لنعيشَ في مروجِ السلامِ الدائم، لا في ساحاتِ القتال الدائم. وجميعُ مشاكلِ الشعوبِ صارت قابلةَ للحلِّ بالحوار والتفاوض والعلاقات السلمية. قدرُ الإنسانِ أن يخلقَ أصدقاءَ لا أعداء. وأن يَحملَ المحبّةَ لا الأحقاد. ورسالةُ لبنان أن يكونَ مثالَ العلاقاتِ الإنسانيّةِ السلميّة. ومهما طال الوقت، لن ينجح أحد في أن يَقضيَ على هذا اللبنان وهذه الرسالة.

لبنانُ الرسالة التي تحدث عنها من لبنان القديس البابا يوحنا بولس الثاني، وقداسة البابا فرنسيس الذي يولي قضية لبنان أهمّيةً خاصّةً وعبّر عن ذلك في رسالتين متتاليتين وفي اتصالاته مع الدول الصديقة لدعم لبنان وعدم توفير أي مسعى لبناني أو دولي لإنقاذه، فإلى قداسة البابا فرنسيس نوجه معًا تحيّةَ شكر ومحبة.

ايها الاحباء؛

5. كل ما نطرحُه اليوم، من ناحيةِ إعلانِ حيادِ لبنان وعقدِ مؤتمرٍ دوليٍّ خاصٍّ به، إنما هو لتجديدِ وجودِنا الحرّ والسيّد والمستقل والمستقرّ. كلُّ ما نطرحُه هو لإحياءِ الدولةِ اللبنانيّةِ المبعثَرةِ والمعطّلةِ والمصادرة. حرّرنا الأرضَ، فلنُحرِّر الدولة. فلنحررها من كلِّ ما يعيقُ سلطتَها وأداءَها. إنَّ عظمةَ حركاتِ التحرّرِ والمقاومةِ في العالمِ هي أن تصبَّ في كنفِ الدولةِ وشرعيّتها. وإن عظمةَ الدولةِ أن تخدمَ شعبها. نتساءل أين نحن من هذه العظمة؟ الدولة هي الكيان الأسمى، ولأنها كذلك لا تتقبّلُ الدولةُ المحترمَةُ الالتباسَ والازدواجيّة والاستضعاف. فلا يوجد دولتان أو دولٌ على أرضٍ واحدة، ولا يوجدُ جيشان أو جيوشٌ في دولةٍ واحدة. ولا يوجدُ شعبان أو شعوبُ في وطنٍ واحد. إن أيَّ تلاعبٍ بهذه الثوابت يهدد وحدةَ الدولة.

6. نحن في هذا الصرح البطريركي نطرحُ مشاريعَ حلولٍ لا مشاريعَ مشاكل. والحلول هي لكل لبنان ولكل لبناني ولبنانية. فالحلُّ الحقيقيُّ هو حلٌّ لكلّ الشعبِ لا لفئةٍ منه دون سواها. ونحن اللبنانيّين مدعوون إلى مقاربةِ الأفكارِ بروحٍ إيجابيّة بعيدًا عن السلبيّة، خاصّةً حين تَصدر عن هذا الصَرح البطريركي، لأنّنا هنا لا نُفكِّرُ إلا إيجابيًّا، ولا نُفكّر إلا وطنيًّا، ولا نُفكّر إلا بكلِّ لبنانيٍّ ولبنانيّة. اللبنانيون جميعُهم أحباؤنا. في هذا الصرح، كلّف الزعماء المسيحيّون والمسلمون البطريرك الياس الحويّك برئاسة الوفد اللبنانيّ إلى مؤتمر السلام في Versailles سنة 1919، والتكلّم باسم جميع اللبنانيّين والمطالبة بدولة لبنان الكبير. وفي هذا الصرح، عقدت الشخصيّات اللبنانيّة المسيحيّة والإسلاميّة مؤتمرًا في 25 كانون الأوّل 1941حول البطريرك أنطون عريضة للمطالبة "بأستقلال لبنان التام والناجز والمضمون من الدول".

ايها الاحباء؛

إنّ الدم اللبنانيّ الساري في عروقكم هو الذي قادكم اليوم عفويًّا بالرغم من كل الاخطار إلى هذا الصرح البطريركيّ بالذات، لن نخيّب آمالكم.

7. أنتم الـذين هُنا، والذين هناك وراء البحار تشاركوننا هذه اللحظات عبر محطات التلفزيون. أنتم كلكم، تُشكّلون مصدرَ ثقتِنا بالمستقبل. أنتم مستقبلُ لبنان ولبنانُ المستقبل. لبنان للجميع أو لا يكون، والجميعُ للبنان أو لن يكونوا. مجيئُكم اليومَ من كلِّ مكانٍ يُجدّد الأملَ ويطردُ الإحباط. مجيئُكم يؤكّد أنَّ ما من حقٍّ يموتُ ووراءه مطالِبٌ ومواطنةٌ ومواطنٌ ومناضلٌ ومقاومٌ وثائرٌ وشعب.

8. انني أفهمُ تمامًا صرختَكم وغضبَكم، وأفهمُ انتفاضتَكم وثورتكم.

لا تَسكُتوا عن تعدّدِ الولاءات، لا تَسكُتوا عن الفساد، لا تسكتوا عن سلب أموالكم، لا تَسكُتوا عن الحدودِ السائبة، لا تَسكُتوا عن خرقِ أجوائِنا، لا تَسكُتوا عن فشلِ الطبقةِ السياسيّة، لا تَسكُتوا عن الخِياراتِ الخاطئة والانحياز، لا تَسكُتوا عن فوضى التحقيقِ في جريمةِ المرفأ، لا تَسكُتوا عن تسييسِ القضاء، لا تَسكُتوا عن السلاحِ غيرِ الشرعيِّ وغيرِ اللبنانيّ، لا تَسكُتوا عن سَجنِ الأبرياءِ وإطلاقِ المذنِبين، لا تَسكُتوا عن التوطين الفلسطيني ودمج النازحين، لا تَسكُتوا عن مصادرة القرار الوطني، لا تَسكتوا عن الانقلابِ على الدولةِ والنظام، لا تَسكُتوا عن عدمِ تأليفِ حكومة، لا تَسكُتوا على عدمِ إجراءِ الإصلاحات، ولا تَسكُتوا عن نسيان الشهداء. شهداؤنا ذخيرةُ وجودِنا الروحيِّ والوطنيّ. وويلٌ لمن يَنسى شهداءَه ويُقايض عليهم.

9. لبنان شعبٌ وليس أفرادًا، وأنتم، أنتم شعبٌ لبنان. أنتم لبنان بما يمثّلُ من رسالةٍ وقيمٍ وروحٍ، ومن تعدديّةٍ ثقافيّةٍ ودينيّة. والبطريركُ لا يفرق بين لبنانيٍّ وآخَر، لأن التضامنَ أساسُ وِحدتنا، ووِحدتُنا في لبنانَ واحدٍ هو مشروعنا التاريخيّ.

10.أيّها الأحبّاء، الآتون من مختلف المناطق اللبنانيّة ومن مختلف الطوائف والأحزاب، يجمعنا لونٌ واحد هو لبنان، إليه ننتمي بالمواطنة وليس بالدين، اي لبنان الدولة المدنية الفاصلة بين الدين والدولة فلنحافظ عليه. فلبنان  فخرُنا وإعتزازنا بما يمثّل من درّةٍ ثمينة، وجسرٍ ثقافيّ وحضاريّ وإنسانيّ بين الشرق والغرب على ضفّة المتوسّط.

عشتم! وعاش لبنان!

#البطريركية_المارونية #البطريرك_الراعي #شركة_ومحبة #حياد_لبنان #لبنان_الكبير #الراعي #بكركي #معك_لمجد_لبنان

 

الإنجيليون الأربعه

الأب سيمون عساف/27 شباط 2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96452/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8-%d8%b3%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%b9%d8%b3%d8%a7%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d8%ac%d9%8a%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b1%d8%a8%d8%b9%d9%87/

المبشر هو الشخص الذي يسعى إلى التبشير، أي "إعلان الخبر السار" لأشخاص آخرين. "الأخبار السارة"، بالنسبة للمسيحيين، هي إنجيل يسوع المسيح. في العهد الجديد، يُعتبر الرسل مبشرين، كما هو الحال في المجتمع الأوسع للكنيسة الأولى التي منها خرجوا "لتلمذة جميع الأمم". نرى انعكاسًا لهذا الفهم الواسع للإنجيلي في الاستخدام الحديث للبعض. 

ان " المبشر" على وجه الحصر، خلال القرون القليلة الأولى من المسيحية، هو من الرجال الذين نسميهم الإنجيليين الأربعة - مؤلفي الأناجيل الكنسية الأربعة: متى  ومرقس ولوقا ويوحنا.

اثنان (متى ويوحنا) كانا من بين اثني عشر مسيحيا من رسل المسيح ؛ وكان الاثنان الآخران (مرقس ولوقا) من رفاق القديس بطرس والقديس بولس. تشكل شهاداتهما الجماعية على حياة المسيح (إلى جانب أعمال الرسل ، التي كتبها القديس لوقا) الجزء الأول من العهد الجديد.

القديس متى ، الرسول والإنجيلي

تقليديا ، يتم ترقيم الإنجيليين الأربعة كما تُظهر إناجيلهم في العهد الجديد. هكذا القديس متى هو أول مبشر. القديس مرقس الثاني القديس لوقا الثالث. والقديس يوحنا الرابع.

كان القديس متى جامع ضرائب (جابي)، ولكن وراء هذه الحقيقة، لا يُعرف عنه سوى القليل نسبيًا. تم ذكره خمس مرات فقط في العهد الجديد، وفقط مرتين في إنجيله. ومع ذلك، فإن دعوة القديس متى (متى 9: 9) ، عندما دعاه المسيح إلى حظيرة تلاميذه، هي واحدة من أشهر مقاطع الأناجيل. إنه يؤدي إلى إدانة الفريسيين للمسيح لتناول الطعام مع "محصلي الضرائب والمذنبين" (متى 9: 11) ، والذي يرد عليه المسيح قائلاً: "لم آت لأدعو البارين بل الخطاة" (متى 9: 13). أصبح هذا المشهد موضوعًا متكررًا لرسامين عصر النهضة، وأشهرهم كارافاجيو.

بعد صعود المسيح، لم يكتب متى إنجيله فحسب، بل أمضى ربما 15 عامًا في نشر الأنباء السارة إلى العبرانيين، قبل أن يتجه إلى الشرق، حيث عانى، مثل كل الرسل (باستثناء القديس يوحنا)، من الشهادة.

القديس مرقس، المبشر، استوعب في كتابة الإنجيل؛ أمامه حمامة، رمز السلام.

لعب القديس مرقس ، الإنجيلي الثاني ، دورًا مهمًا في الكنيسة المبكرة، على الرغم من أنه لم يكن أحد التلاميذ الاثني عشر، وربما لم يسبق له أن قابل المسيح أو سمع به يعظ. كان ابن عم برنابا، ورافق برنابا والقديس بولس في بعض رحلاتهما، وكان رفيقًا متكررًا للقديس بطرس أيضًا. في الواقع، قد يتم استنباط إنجيله من خطب القديس بطرس، والتي يزعم يوسابيوس، مؤرخ الكنيسة العظيم، أن القديس مرقس قد كتبها.

يعتبر إنجيل مرقس تقليديًا أقدم الأناجيل الأربعة، وهو الأقصر في الطول. نظرًا لأنها تشترك في تفاصيل معينة مع إنجيل لوقا، يُنظر إلى الاثنين على أنهما مصدران مشتركان، لكن هناك أيضًا سبب للاعتقاد بأن مرقس، بصفته رفيقًا متنقلًا للقديس بولس، كان هو نفسه مصدرًا لوقا، الذي كان تلميذًا لبولس. رأى السيد المسيح وجالسه وعاش معه، بل أنه كان من ضمن السبعين رسولًا، لذا لقبته الكنيسة: "ناظر الإله".

كان القديس مرقس أحد السبعين رسولًا الذين اختارهم السيد للخدمة، وقد شهد بذلك العلامة أوريجينوس والقديس أبيفانيوس.

ويذكر التقليد أن القديس مرقس كان حاضرًا مع السيد في عرس قانا الجليل، وهو الشاب الذي كان حاملًا الجرة عندما التقى به التلميذان ليُعدا الفصح للسيد (مر 14: 13-14؛ لو 22: 11). وهو أيضًا الشاب الذي قيل عنه أنه تبع المخِّلص وكان لابسًا إزارًا على عريه فأمسكوه، فترك الإزار وهرب منهم عريانًا (مر 14: 51-52). هذه القصة التي لم ترد سوى في إنجيل مرقس مما يدل على أنها حدثت معه.

استشهد القديس مرقس في الإسكندرية، حيث ذهب للتبشير بإنجيل المسيح. يعتبر تقليديا مؤسس الكنيسة في مصر، والليتورجية القبطية تحمل اسمه تكريما. منذ القرن التاسع، كان مرتبطًا بشكل متكرر بالبندقية بإيطاليا، بعد أن قام تجار البندقية بتهريب معظم آثاره من الإسكندرية ونقلهم إلى البندقية.

القديس لوقا المبشر

مثل مرقس، كان القديس لوقا رفيقًا للقديس بولس، ومثل متى، بالكاد يذكر في العهد الجديد، على الرغم من أنه كتب أطول الأناجيل الأربعة وأعمال الرسل.

يُعتبر القديس لوقا تقليديًا أحد التلاميذ الـ 72 الذين أرسلهم المسيح في لوقا 10: 1-20 "إلى كل بلدة والمكان الذي ينوي زيارته" لإعداد الناس لاستقبال وعظه. توضح أعمال الرسل أن لوقا سافر على نطاق واسع مع القديس بولس، ويسرده التقليد باعتباره مؤلفًا مشاركًا في الرسالة إلى العبرانيين، التي تُنسب تقليديًا إلى القديس بولس. بعد استشهاد بولس في روما، استشهد لوقا وفقًا للتقاليد، لكن تفاصيل استشهاده غير معروفة.

بالإضافة إلى كونه أطول الأناجيل الأربعة ، فإن إنجيل لوقا حيٌّ وغني بشكل غير عادي. توجد تفاصيل كثيرة عن حياة المسيح ، خاصة طفولته ، فقط في إنجيل لوقا. استلهم العديد من الفنانين من القرون الوسطى وعصر النهضة أعمالهم الفنية المتعلقة بحياة المسيح من إنجيل لوقا. قيل أنه عاش بتولًا، وتذكر بعض التقاليد القديمة أنه استشهد في سن الرابعة والثمانين، وأنه مات مصلوبًا على شجرة زيتون في أيلوي Eloea ببلاد اليونان. وأن الإمبراطور قسطنطينوس الثاني قد نقل رفاته إلي القسطنطينية عام 357 مع رفات اندراوس الرسول - نقلت من بترا Petrae في أخائية إلى كنيسة الرسل في القسطنطينية، وفي عام 1177 م. نقلت إلى Padau بإيطاليا

القديس يوحنا ، الرسول والإنجيلي، المبشر، الرائي والحبيب patmos، جزر dodecanese، Greece.

كان المبشر الرابع والأخير، القديس يوحنا، مثل القديس متى، أحد الرسل الاثني عشر. واحد من أوائل تلاميذ المسيح ، عاش أطول من الرسل، توفي بموت طبيعي في سن 100. ومع ذلك ، تقليديا، لا يزال يعتبر شهيدا للمعاناة الشديدة والنفي الذي تحمله من أجل المسيح.

مثل القديس لوقا ، كتب يوحنا كتبًا أخرى من العهد الجديد بالإضافة إلى رسائله الإنجيلية (يوحنا الأولى ، يوحنا الثانية ، يوحنا 3) وكتاب الوحي. في حين أن جميع كتاب الأناجيل الأربعة يطلق عليهم اسم الإنجيليين، إلا أن يوحنا كان يحمل تقليديا لقب "الإنجيلي" بسبب الثراء اللاهوتي الملحوظ لإنجيله، الذي يشكل أساس الفهم المسيحي (الثالوث ، من بين أشياء أخرى كثيرة) الطبيعة المزدوجة للمسيح كإله وإنسان ، وطبيعة القربان المقدس كجسد المسيح الحقيقي، وليس الرمزي.

الأخ الأصغر للقديس يعقوب الأكبر، ربما كان عمره 18 عامًا في وقت وفاة المسيح، مما يعني أنه ربما كان عمره 15 عامًا فقط عند دعوته للمسيح. كان يُطلق عليه (ويسمى نفسه) "التلميذ الذي كان يسوع يحبه"، وقد عاد هذا الحب ، عندما أخذ يوحنا، الوحيد من التلاميذ الذين وجدهم عند اقدام الصليب، السيدة العذراء مريم في رعايته. يقول التقليد أنه عاش معها في أفسس، حيث ساعد في تأسيس كنيسة أفسس. بعد وفاة مريم، تم نفي يوحنا إلى جزيرة باتموس ، حيث كتب كتاب الوحي ، قبل أن يعود إلى أفسس ، حيث مات.

 

قداس في كنيسة سيدة النجاة في ذكرى تفجيرها ووضع إكليلين على نصب الشهداء

السبت 27 شباط 2021

وطنية - أقامت منسقية كسروان في حزب "القوات اللبنانية" لمناسبة ذكرى مرور 27 عاما على تفجبر كنيسة سيدة النجاة - ذوق مكايل، قداسا على نية الشهداء ولبنان بعنوان "نجاة وطننا أمانة". ترأس الذبيحة الالهية الأب إيلي خياط، في حضور عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب شوقي الدكاش ممثلا رئيس الحزب الدكتور سمير جعحع، رئيس بلدية ذوق مكايل الياس بعينو، رئيس جهاز العلاقات الخارجية في حزب "القوات" الوزير السابق ريشار قيومجيان، منسق كسروان في الحزب شربل زغيب، وأعضاء من المجلس المركزي في القوات ومحازبين. بعد الإنجيل المقدس، ألقى الأب خياط عظة جاء فيها: "في هذا اليوم نذكر شهداء الكنيسة، وكل الشهداء شهداؤنا من عليائهم يطلبون منا فحص ضميرنا من جديد كي نكمل المسيرة للوصول إلى الملكوت السماوي، الشهداء يقولون لنا أن لا وطن بدون حرية ولا موارنة من دون حرية، ولا مقاومة من دون حرية ولا حرية من دون مقاومة". أضاف: "رحم الموارنة والحرية هو لبنان والأرض ومساحة الوطن، الحرية إنها شعلة الأبطال والشهداء الذين هم ضمانة الحرية والفكر والوطن، الوطن من دون شهداء ومقاومة مثل الأرض من دون نور وحرارة ومياه، الحرية هي أن نكون أبناء الأرض والأرض هي الرسالة والرسالة هي إذهبوا وأخبروا أن لبنان هو طائر الفينيق لا ينكسر ولا يموت، الحرية والشهادة هما الصخرة وعلى هذه الصخرة كانت ولا تزال الكنيسة المارونية نبض المقاومة الصحيح ومجد لبنان أعطي لها بطاركة أبطال شهداء ومقاومين آخرهم البطريرك السادس والسبعين". وختم: "المسيرة مكملة والبطاركة هم أبطال قنوبين والوادي المقدس وجبل لبنان، إنهم القطار الأبدي بين لبنان والموارنة والحرية والشهادة".وبعد القداس، ألقى جعجع كلمة متلفزة، بعدها وضع الدكاش وقيومجيان إكليلين من الزهر على نصب شهداء التفجير في باحة الكنيسة بإسم جعجع ومنسقية كسروان.

 

العريضي: للتحاور مع الراعي في تفاصيل صرخته بدل التخوين

صوت كل لبنان/السبت 27 شباط 2021

اعتبر الوزير السابق غازي العريضي، تعليقاً على الفوضى في توزيع لقاح "كورونا" وإعطائه لعددٍ من النواب في المجلس النيابي، أن الفوضى سمة من سمات المرحلة للأسف، وهي لامست هذا الأمر الحساس والدقيق. البلد ليس فيه سر، وفي الوقت ذاته فيه الكثير من المبالغات. وأقول مبالغات لسبب أنه ثمة عدداً من النواب، وفي أعمار متقدمة أعلم أنهم أخذوا اللقاح في المستشفيات وليس في المجلس النيابي، ووفقاً للمنصة. ثمّ السن يدل على أصحابه، ولذلك يجب وضع الأمور في نصابها الصحيح. اللقاح هو لكل اللبنانيين دون استثناء، وبعد إقرار المنصة يجب احترامها واحترام كل بنودها ومعاييرها، لكن كما نعلم ثمة عدد كبير من الناس جاؤا باللقاح من الخارج لهم، ولأنصارهم، ومحيطهم، بحدود معينة وثمة من يأتي به بصفة شخصية. كان من الأفضل أن يكون هناك تشدد في تطبيق المنصة بعيداً عن الحسابات السياسية، سواء لناحية التراخيص لشخصيات أو قوى سياسية تمنح عبر شركات، أو للشركات المصنفة والتي يحق لها بذلك. وقد شاب ذلك  أيضاً أخطاء عدة، عسى أن تنظم الأمور، والأهم هو أن يتوجه الناس لأخذ اللقاح. وقال العريضي في حديثٍ لـ"صوت كل لبنان": يجب تحديد معنى كلمة تدويل، وما المقصود بها. وإذا كان المقصود الحركة الدولية القائمة وتعاطي الدول مع لبنان فنحن في قلب هذا التدويل. الملاحظة الوحيدة أن هذه الحركة الدولية لم تصل بعد من قبل أصحابها إلى نقاط تلاقٍ ليجتمعوا حول صيغةٍ ما أو اتفاقٍ ما، أو مشروعٍ ما، يأتي باللبنانين إلى طاولة ويقدم لهم. واليوم إذا أخذنا الولايات المتحدة الأميركية فهي متابعة ومتدخلة، وإذا أخذنا فرنسا فهي صاحبة مبادرة ومتابعة لأدق التفاصيل وصولاً إلى الوقوف على أسماء الوزراء المقترحين للحكومة، وقنوات الاتصال مفتوحة علناً مع القوى السياسية اللبنانية برموزها المختلفة بدءاً من رئيس الجمهورية إلى آخر شخص معني بهذه العملية. وإذا نظرنا إلى الألماني، أو السويسري، أو الى الإنجليزي، أو إلى الاتحاد الأوروبي مجتمعاً لوجدنا أن هذا التعاطي والتواصل، وهذا التدخل والتداخل، قائم.

وأضاف: إذا نظرنا إلى المنطقة هنا، فإيران في قلب هذه العملية بشكل مباشر وغير مباشر. وإيران بتواصلها مع قوى دولية كبرى مثل روسيا وغيرها تتناول الشأن اللبناني بأدق التفاصيل وصولاً إلى إبداء الرأي بالثلث المعطل مع أو ضد. وإذا ذهبنا إلى الدول العربية فكلها متابعة وكلها متدخلة بطريقة أو بأخرى، وتركيا أيضاً. وفي المنطقة إسرائيل ترصد وتتابع وتدخل على الخطوط باتجاهات مختلفة محاولةً الاستفادة مما يجري. فإذا قرأنا هذا المشهد بهذا الشكل لوجدنا أنه ثمة تواصلاً ومتابعةً وتدخلاً دولياً لكل ما يجري في لبنان. فهذه الحركة المتعددة الاتجاهات والخلفيات والأهداف لم يصل أصحابها إلى نقطة تلاقٍ معينة يمكن من خلالها إنتاج برنامج ما، لذلك هذا هو التدويل. أما الحديث عن التدويل بمعنى صدور قرارات دولية جديدة، فأنا أستبعد ذلك تماماً.

وتابع بالقول: "البطريرك بشارة الراعي عندما أشار إلى هذه المسألة، وسبق وقلتها في بكركي، وأعتقد أن ما قلته كان دقيقاً وواضحاً ومعبّراً عن حقيقة ما يجري، والدليل أن غبطة البطريرك قال كلاماً في اليوم التالي من الزيارة كان في منتهى الوضوح، ولمن يريد أن يقرأ وأن يسمع، ولمن يريد أن يتابع، أن يقف على الحقيقة لا أن يذهب إلى الانفعالات والتحليلات المسبقة والاتهامات والتخوين، عليه أن يقرأ ما قاله البطريرك أمام فئاتٍ مناصرة وليس الخصوم فقط، فالبطريرك قال: نحن لأننا فشلنا في التواصل بين بعضنا البعض نريد مساعدة الدول لجمعنا. وأكّد على أن أي لقاء ينطلق من وثيقة الوفاق الوطني يريد أن يسعى إلى تطبيق الدستور، فبالتالي كل هذه المخاوف ليست تابعة إلى فريق. داعياً للتحاور مع البطريرك الراعي في تفاصيل صرخته بدل اللجوء الى التخوين".

وأضاف: "رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، أكد في حواره مع لقاء سيدة الجبل على الاستراتيجية الدفاعية، وترسيم الحدود مع سوريا والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات. وهذه المسائل تعني ما تم الاتفاق عليه بالإجماع على طاولة الحوار في آذار عام 2006، بإدارة الرئيس نبيه بري في المجلس النيابي، وبالتالي كلمة "تدويل" كبيرة جداً لكن مضمونها محدد فيما يخص من أطلق هذه الفكرة، أو هذه المبادرة، أي غبطة البطريرك بشارة الراعي ، ونحن في هذا المعنى لا نرى مشكلة في هذا الأمر لأنه لا يخرج عن إطار ما اتفق عليه اللبنانيون سواء على طاولة الحوار، أو وثيقة الوفاق الوطني واحترام الدستور".

وأشار العريضي إلى أنه في الموضوع الحكومي وربطاً بالواقع الاقتصادي الاجتماعي المالي الخطير المتدهور، هل يمكن أن نستمر في مشاهدة لبنان ينهار بهذا الشكل ولا نستطيع أن ننتج حكومة ونصل إلى تفاهم أو تسوية مع بعضنا البعض حول هذا الموضوع؟ ولو وصلنا إلى إتفاق لما كانت هناك دعوة إلى مساعدتنا من قبل الدول المعنية.  وهل هناك عاقل في البلد يقول أن ثمة مؤتمراً دولياً يمكن أن يؤدي إلى قرارات استثنائية في لبنان فيما يخص إرسال جيوش، والحديث عن فصل سابع أو وصاية دولية؟؟ والمشكلة هي أننا لا نتفق على شيء في لبنان، فالهيئة الناظمة للكهرباء حتى الأن لم يصدر القرار بها، وكانوا عندما أقرت أقاموا حفلات وفولكلورات متنقلة هنا وهناك بأنهم أحرزوا إنجازاً وهي لم ترَ النور بعد، ولم تبدأ عملها وهذا مثل بسيط".

وقال العريضي: "فيما يخص الثلث المعطل، قالها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، إنهم ليسوا مع الثلث المعطل. وعندما اقترحت هذه الصيغة على التيار الوطني الحر "البعض" رفضها، وهذا بعد كلام السيد نصرالله لأنهم قالوا نريد ثلثاً معطلاً صافياً".

ورداً على سؤال حول اقتراح زيادة عدد الوزراء؟؟ قال: السؤال هو: هل ثمة حكومة؟؟ عندما نصل إليها نعلق عليها. لكن في الشهرين الأولين كان ثمة تأكيد على الالتزام بحكومة 18 بالكامل. ولنفترض أن الحكومة كانت ستولد في الشهرين المذكورين، ماذا كان سيفعل هذا الفريق؟ هل كان سيقبل ويؤكد التزامه بحكومة 18، أم أنه كان يخبئ لغماً ليضعه أمام الرئيس المكلف في لحظة معيّنة، فماذا تغيّر حتى تثار هذه المسألة؟

وأضاف: لا يحاولنَّ أحدٌ أخذ المشكلة إلى مكان آخر، فالمشكلة هي لدى الفريق الذي لا يريد تشكيل حكومة إلا بشروطه. لافتاً إلى أن مسألة الثلث المعطل وصلت إلى موسكو وباريس وغيرها من العواصم، ولم تبق فقط في زواريب بيروت، أو أروقة وكواليس السياسة اللبنانية.

وكرر العريضي موقفه من أن رئيس الجمهورية لا يريد سعد الحريري رئيساً للحكومة، مؤكداً أن هذا الكلام قاله عون أكثر من مرة أمام المقربين منه وطرحت اسئلة حول كيفية سحب التكليف.

ولفت إلى أنه يتم استحضار المعيار الواحد غب الطلب، والدستور غب الطلب، وشعارات حول الميثاقية غب الطلب، وما جرى من أربع سنوات كان إتفاق مصالح، ولم أتحدث يوماً عن تسوية سياسية. فهل راعى اتفاق المصالح المعيار الواحد والدستور؟

وأضاف: "كلام رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط مبني على مقرارات الحوار في 2006" .

وتعليقاً على خوف حزب الله من الذهاب الى المطالبة بتطبيق الـ 1559 وصولاً الى نزع سلاحه، قال العريضي ان رئيس الحزب وليد جنبلاط اكد انه لا يتحدث عن القرار 1559 بل عن مقررات الحوار عام 2006 والتي كان اجماع حولها ومنها القرار المتعلق بضرورة اقرار استراتيجية دفاعية وقد كان السيد نصرالله شخصيا على طاولة الحوار. ونحن كنا أول فريق قدم مشروعاً متكاملاً حول رؤيتنا للاستراتيجية الدفاعية، وهذه الرؤية كما وردت منطلقة من أن إسرائيل عدو ويجب امتلاك عناصر القوة لمواجهة أي عدوان محتمل من قبلها ضد لبنان. الموقف اليوم من طرح البطريرك ليس عملية نزع سلاح او التفاف عليه نحن  ذهبنا لنؤكد على ما أجمعنا عليه كلبنانيين، وإذا كان ثمة من يريد أو أراد الخروج نهائياً من هذا الأمر هذا شأنه، لكنه لا يستطيع أن يخرج ويضعنا أو يضع أي طرف لبناني آخر في خانة الاتهام، أو في خانة التخوين. متسائلاً: " لماذا لم يبادر رئيس الجمهورية ميشال عون حتى الآن بالدعوة إلى طاولة حوار لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية بهدف خلق مناخ في لبنان لمناقشة القضايا الأساسية وهو كان قد التزم بذلك ؟؟

وشدد العريضي على أن هناك حركة دولية، ولكن ليس ثمة اتفاق، أو تلاق دولي حتى الآن. ولنفترض، وبأسوأ الاحتمالات، أو أحلى التمنيات بالنسبة الى البعض، أننا وصلنا إلى الامم المتحدة، هل البطريرك يصوت في مجلس الأمن، أو نحن، أو أي طرف لبناني يصوّت في مجلس الأمن؟؟ ثمة قوى لا يمكن أن تذهب بهذا المذهب. ولو كان ثمة توافق أو تلاق لكانت المسألة بسيطة، لافتاً إلى أن الصراع هذا سيبقى، والتنافس سيبقى، وستبقى هذه الخلافات الدولية قائمة حتى يصلوا إلى اتفاق، والمنطقة كلها اليوم ليست على جدول الأولويات. لكن هل هذا يُسقط حق الناس بالدعوة إلى التلاقي لتشكيل حكومة؟ فلنعتبر أننا امام ضرورة حوار وتواصل بين اللبنانيين حول هذه المسائل، ولا بد من مناقشة هذه القضايا، وعندما لا نناقش الأمور وعندما يكون الفراغ هو سيد الساحة السياسية، حيث ليس هناك تواصل ولا نقاش ولا أفكار، فهل يعقل أن نسمع الآن في وسائل الإعلام، وأن نسمع أكثر وأكثر وأخطر في الكواليس السياسية، كلاماً عن الفراغ المقبل بعد سنتين إلّا شهر أو شهرين مع الانتخابات الرئاسية، وربما على صعيد المجلس النيابي، كما يحلو للبعض أن يفكر؟؟ هل معقول أن تكون حساباتنا على أساس أننا ذاهبون إلى الفراغ ؟؟ فهذا الفشل والفراغ الداخلي يؤديان إلى طرح مثل هذه الأسئلة والأفكار.

واعتبر العريضي أن المسؤولية بالدرجة الأولى لبنانية . هل نرمي كل المسؤولية على الآخرين، وهل نستقيل من تحمّل مسؤولياتنا في معرفة كيفية التعاطي مع هذه التطورات والتغيرات الدولية؟؟ أحياناً كثيرة يذهب البعض إلى تحليلات التمنيات، ويرى نفسه ممسكاً بالقرار الدولي وكأن أميركا بتصرفه أو كأن هذه الدولة أو تلك بتصرفه، فلن نحصد إلا الخيبات والصدمات. لعبة الدول بين بعضها البعض تبحث عن مصالحها، ولو أحسنّا إدارة شؤوننا الداخلية لما وصلنا إلى ما نحن عليه.

وتطرق العريضي إلى كلام قداسة الحبر الأعظم بالقول: "ماذا ننتظر من بابا الفاتيكان أن يقول عن لبنان ؟؟ هو مؤتمن على الوجود المسيحي في العالم بالدرجة الأولى. لكن هل هو الذي يدير الشؤون السياسية في هذه الدولة أو تلك؟؟ ذهب البعض إلى استغلال كلامه وكأنه الرئيس الفخري لتيارٍ سياسي ما، وتجاوز هذا البعض أن البابا الحالي ذهب إلى المغرب وإلى الإمارات العربية المتحدة، ووقع وثيقة الأخوة والإنسانية مع الأزهر، وسوف يزور العراق بعد أيام وسيلتقى المرجع الأعلى السيد علي السيستاني . وجهته أوسع وفكره أوسع وقراءته أوسع. وانطلاقاً من هذه السعة وهذا الإطلاع الكبير يحاول من خلالها حماية الوجود المسيحي.

وتعليقاً على كلام الوزير السابق بيار رفول عن انتصار محور الممانعة، قال العريضي: باسم من يتحدث، باسم فريق، أو باسم رئيس الجمهورية ؟؟ هذه الطريقة من التعاطي "إننا انتصرنا بقوة ايران وعليكم أن تقبلوا" ، وهم غارقون حتى في بيئتهم  .هذا الكلام أسقط كل المعايير الواحدة التي ينادي بها فريقه السياسي والشعارات المزعومة حول الشراكة في لبنان الكبير.

 

جعجع: ما فعلوه مع "القوّات" يحاولون تكراره مع الراعي

وطنية/27 شباط/2021

لفت رئيس حزب "القوّت اللبنانيّة" سمير جعجع إلى أننا "اليوم نحيي الذكرى 27 لتفجير كنيسة سيّدة النجاة ولم يُعرف بعد أي شيء عن خيوط هذه الجريمة، شأنها شأن جريمة انفجار مرفأ بيروت التي منذ بضعة أيام كانت ذكرى مرور 6 أشهر على وقوعها، وهذا ناهيكم عن أنه ما بين العامين 2005 و2010 شهدنا قرابة الـ20 عمليّة اغتيال ومحاولة اغتيال لشخصيات لبنانيّة، سياديّة، فكريّة، اجتماعيّة وسياسيّة، وأيضاً وأيضاً لم يتوصّل التحقيق إلى أي شيء في هذه الجرائم". وأكّد جعجع أن "سلسلة تجهيل الفاعل في كل هذه الجرائم لم تكن محض صدفة وإنما، وبكل صراحة، مردّها هو أن السلطة في جوهرها في لبنان لا تزال هي نفسها، منذ العام 1994 عندما تم تفجير كنيسة سيّدة النجاة حتى 4 آب 2020 عندما وقع انفجار مرفأ بيروت، باعتبار أنه حتى لو تغيّرت بعض الوجوه حيث أن بدل إميل لحود لدينا اليوم ميشال عون إلا ان السلطة في جوهرها هي نفسها تلك السلطة الأمنيّة السوريّة - اللبنانيّة التي ما بعد العام 2005 حلّ مكان "السوريّة" "حزب الله".

كلام جعجع جاء في كلمة متلفزة له عقب قداس أقامته منسقيّة كسروان في حزب "القوّات اللبنانيّة" في كنسية سيّدة النجاة - ذوق مكايل، وذلك في الذكرى 27 على انفجار هذه الكنيسة، بحضور: عضو تكتل "الجمهوريّة القويّة" النائب شوقي الدكاش، رئيس جهاز "العلاقات الخارجيّة" في حزب "القوّات اللبنانيّة" الوزير السابق ريشار قيوميجيان، رئيس بلدية ذوق مكايل ايلي بعينو، مختارة ذوق مكايل جوزيان خليل، الأمين المساعد لشؤون المناطق جوزيف أبو جودة، منسّق كسروان شربل زغيب، رئيسة جهاز تفعيل دور المراة مايا الزغريني، رئيس مصلحة المعلمين رمزي بطيش، المنسّق السابق لكسروان جوزيف خليل، أعضاء منسقيّة كسروان، وعدد من الرفاق من مركز ذوق مكايل.

وشدد جعجع على ان "النظام الأمني السوري - اللبنانيّ قام في حينه بتفجير كنيسة سيّدة النجاة لسبب بسيط جداً وهو إيجاد حجّة بهذا الحجم من أجل حلّ حزب "القوّات اللبنانيّة" ويقوم باعتقال قادته وكان مهتماً جداً بالقيام بذلك لأنه يعرف يقين المعرفة، جراء التجارب التي وقعت ما بين العامين 1975 و1995، أن "القوّات" حزب سيادي بامتياز ويريد استقلال وحريّة لبنان وقيام دولة فعليّة فيه وبالطبع هذه السلطة بجوهرها الفعلي إن كان بشقها السوري أو "المقاوماتي" لا تريد حريّةً أو سيادةً أو استقلالاً أو قيام دولة فعليّة في لبنان".

واستطرد جعجع: "ما فعلوه سابقاً مع "القوّات" يحاولون تكراره في الوقت الراهن مع غبطة أبينا البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى، على خلفيّة الطروحات التي تقدمها بكركي اليوم الهدف منها هو الوصول بالفعل إلى حريّة واستقلال وسيادة لبنان وقيام دولة فعليّة فيه".

وأوضح جعجع أن "الجميع يعلم كم أن بكركي تؤيّد مؤسسات الدولة وتدعمها ولأنها كذلك بالفعل تحاول اليوم طرح ما تطرحه من طروحات، لأن من هم في مؤسسات الدولة اليوم يشلونها ويخنقوها ومن هذا المنطلق تحديداً ذهب غبطة أبينا الكاردينال نحو الطروحات التي يطرحها إن كان بتحييد لبنان أو البحث عن مجموعة دوليّة لمساعدة اللبنانيين على النهوض مجدداً بعد كل ما مرّ عليهم". ورداً على من يدّعي أن طرح البطريرك لمؤتمر دولي يتعارض مع السيادة اللبنانيّة، قال جعجع: "أكثر من ضرب هذه السيادة في لبنان هم الذين ينبرون لقول كلام مشابه في الوقت الراهن. فعندما يصادر قرار السلم والحرب في الدولة وعندما يكون هناك سلاحغير شرعي إلى جانب سلاح الجيش اللبناني وعندما تقع عمليات الإغتيالات بالعشرات وقريباً ستلامس المئات وعندما تقع عمليّات التفجير وعندما تستباح الحدود اللبنانيّة السوريّة وغيرها من الحدود، هذا كلّه لا يعدّ بالنسبة لهم استباحة للسيادة إلا أنه حينيستعين لبنان بأصدقائه في المجتمعين الدولي والعربي لينهض مجدداً وليعود المواطن اللبناني للعيش بحد مقبول من الكرامة فهذا عندها يكون بنظرهم تعدياً على السيادة".

ووجّه جعجع تحيّة إلى "غبطة أبينا البطريرك بشارة الراعي على كل ما يقوم به اليوم من أجل أن يكمل عمل أسلافه، من البطريرك مار يوحنا مارون وصولاً له، وذلك إعلاءً لشأن بكركي كي تبقى منارة لبنان وحريّة واستقلال وسيادة وهناء شعبه، كلّ شعبه".

وتوجّه جعجع بوعد لـ"الشعب اللبناني وخصوصاً أهالي شهداء تفجيري كنيسة سيّدة النجاة ومرفأ بيروت بأنه لو مرّ ليس فقط 27 سنةً على تفجير الكنيسة، لو مرّت 270 سنةً، ولو مرّ ليس فقط 6 أشهر على تفجير المرفأ، لو مرّت حتى 6 سنوات، فنحن لن نألوا جهداً وسنناضل بكل قوانا من أجل معرفة الحقيقة ومنذ بضعة أيام قمنا بإرسال عريضة نيابيّة وقّع عليها جميع نواب "تكتل الجمهوريّة القويّة" إلى الأمين العام للأمم المتحدة للمطالبة بتشكيل لجنة تقصي حقائق دوليّة والتي هي السبيل الوحيد لمعرفة الحقيقة في ما يتعلّق بتفجير المرفأ أما بالنسبة لتفجير كنيسة سيّدة النجاة فلا بدّ أن يأتي يوماً يكون لدينا فيه حدّ أدنى من القضاء في لبنان وهناك سيكون البكاء وصرير الأسنان لأنه سيظهر المرتكب الحقيقي لهذا التفجير".

وختم جعجع: "أحييكم جميعاً، وأؤكد لكم أننا مستمرون في النضال، ونحن في هذه المرحلة أكثر ما نحن بأمس الحاجة إليه هو الصلابة والإيمان اللتين نتمتّع بهما بفعل تجاربنا السابقة والأجيال التي سبقتنا وكل ما مرّ علينا منذ أيام الأجداد حتى اليوم، لذا سنستمر بهذه الصلابة والإيمان حتى الوصول إلى شاطئ الأمان والسلام". ولفتت اللجنة التنفيذية في منسقيّة كسروان، إلى أن "احياء هذه الذكرى، واجب وطني وأخلاقي لما تعنيه في قلوب اللبنانيين، والقواتيين تحديدًا، ولا بد لنا كمؤتمنين على هذه القضية أن نساهم ولو بالقليل لذكرى الشهداء عبر الصلاة عن راحة أنفسهم من مكان الحدث المشؤوم".

وترأّس الذبيحة الإلهية الكاهن الياس خيّاط واستهل عظته، بالعودة إلى إنجيل "المنزوفة" في الاسبوع الثالث من الصوم، وقال: "عندما نسمع هذا الانجيل، ونرى كيف سأل يسوع المسيح: "من لمسني!" رغم انّ كثيرين كانوا يتجمّعون حوله، نفهم أهميّة تحلّي كل إنسان بالجرأة والإيمان. وأضاف: "هذه القصّة توكّد أنّ خلاص لبنان لا يتحقّق ب"العجقة" ولا بالصريخ أو حتّى  بكثرة الصلاة عشوائيًا، انّما فقط بالإيمان وبالحديث الصادق والتفاعل الحقيقي مع الربّ." وأردف: "تذكّروا، الربّ يريد منّا ان نكون مواطنين حقيقيين، ومسيحيين حقيقيين".

وذكر الأب خيّاط بعظته، شهداء كنيسة سيدة النجاة وكل الشهداء، وتأمّل مع المصلّين، بما يمكن ان يطلبه الشهداء من عليائهم، من المواطنين اليوم: "فهم بالتأكيد يقولون، لا وطن بدون حرية، ولا موارنة بدون حرية ولا مقاومة بدون حرية، كما لا حرية بدون مقاومة.

وأضاف،"الشّهداء يأتمنونكم على هذا الوطن الحرّ؛ والحرية، هي الحبّ، والابداع والعلم  والثقاقة والفن والانفتاح على الحياة وعلى الآخر!"  مذكّرًا أنّ مع الحرية والشهادة كانت الصّخرة التي عليها بُنيت كنيستنا ومازالت مستمرّة مع المسيح، المقاوم الاول والمناضل الاول الذي علّمنا ان نناضل من اجل الحرية والعيش بكرامة."  وختم: "نحن ابناء الحياة وليس الموت، فتشجّعوا، ولا تخافوا، الرب معنا، وشهداؤنا هم الملائكة الذين يشجعوننا!"

ورفع المصلّون، في النوايا، الصلاة على نية شهداء كنيسة سيدة النجاة وجميع الشهداء الذين سقطوا على أرض الوطن وكل ضحايا الغدر والإهمال والفساد والترهيب في لبنان. وعلى نيّة المتألمين جسديًا ونفسيًا وتعزية كل حزين وتشجيع كل من فقد الأمل في غدٍ أفضل. وذُكرت أيضًا صلاة للعائلات لكي تتوحّد بالمحبة والسلام وتتثبت بالإيمان العميق والرجاء المسيحي. وعلى نية لبنان الجريح وشعبه من أجل تحقيق العدالة وعودة منطق الشرعية الى الدولة، واضعين بين يدي الرب كل مبادرة تقوم بها الكنيسة لمساعدة لبنان وخلاصه وعلى رأسها مبادرة بكركي، وكان الشكر على نعمة الصبر من أجل الصمود خلال الظروف الصعبة شاكرين الله على حزب القوات اللبنانية الذي لم يتنصل مرّة من خياراته التاريخية أو من مسؤولياته تجاه المجتمع". وختاماً، وضع المشاركون أكاليل باسم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ومنسقيّة كسروان عند النصب التذكاري لشهداء كنيسة سيدة النجاة في ذوق مكايل.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليوم 27 و28 شباط/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

الياس بجاني/بالصوت والنص: تأملات وجدانية وإيمانية في مفاهيم عجيبة شفاء النازفة

http://eliasbejjaninews.com/archives/73024/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d8%ac%d8%af%d8%a7%d9%86/

 

أحد شفاء النازفة ونزفنا الإيماني القاتل/الياس بجاني/28 شباط/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/73024/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d8%ac%d8%af%d8%a7%d9%86/

 

The Bleeding Women’s Miracle: Faith & Hope/Elias Bejjani/February 28/2021
(John 6:68): “Lord, to whom would we go? You have the words of eternal life”

http://eliasbejjaninews.com/archives/36973/elias-bejjani-the-bleeding-women-faith-hope/

 

فيديو ونص/كلمة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي في التجمّعِ الشعبيّ في بكركي

موقع بكركي الألكتروني/السبت 27 شباط 2021

Maronite Patriarch Beshara el-Rahi: International Conference Calls Meant to Face Coup Situation/Naharnet/February 27/2021

Mgr Rahi : « Lorsque certaines personnes se rangent du côté d’un axe régional, les guerres éclatent, l’Etat se divise alors que l’essence de l’entité libanaise indépendante est la neutralité/ANI/Samedi 27 Fevrier 2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96464/%d9%83%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d9%83%d9%84%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d8%af%d9%8a%d9%86%d8%a7%d9%84-%d9%85%d8%a7/

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 27 شباط/2021

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

http://eliasbejjaninews.com/archives/96435/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-985/

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/February 27/2021

#LCCC_English_News_Bulletin

http://eliasbejjaninews.com/archives/96437/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-february-27-2021/

 

الياس بجاني: ادعوكم لزيارة موقعي الألكتروني للإطلاع كل ما له علاقة بالتطورات اللبنانية باللغتين العربية والإنكليزية/ نشرات أخبار يومية ومختارات من التعليقات والتحاليل

Elias Bejjani/Visit My LCCC Web site/All That you need to know on Lebanese unfolding news and events

http://eliasbejjaninews.com/

 

بيار رفول يؤكد المؤكد، والمؤكد هو أن عون وصهره وتيارهما الملالوي وكل ربعهما من الوادئع هم جنود في جيش ولاية الفقيه

الياس بجاني/25 شباط/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96371/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d9%8a%d8%a7%d8%b1-%d8%b1%d9%81%d9%88%d9%84-%d9%8a%d8%a4%d9%83%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a4%d9%83%d8%af%d8%8c-%d9%88%d8%a7%d9%84/

 

شكراً بيار رفول/طوني فرنسيس/نداء الوطن/27 شباط 2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96449/%d8%b7%d9%88%d9%86%d9%8a-%d9%81%d8%b1%d9%86%d8%b3%d9%8a%d8%b3-%d8%b4%d9%83%d8%b1%d8%a7%d9%8b-%d8%a8%d9%8a%d8%a7%d8%b1-%d8%b1%d9%81%d9%88%d9%84/

 

The Danger of Appeasing the Mullahs/ Majid Rafizadeh/Gatestone Institute/February 27/2021
 
د.مجيد رافيزادا/معهد كايتستون: اخطار استرضاء الملالي والتملق لهم
 http://eliasbejjaninews.com/archives/96439/dr-majid-rafizadeh-gatestone-institute-the-danger-of-appeasing-the-mullahs-%d8%af-%d9%85%d8%ac%d9%8a%d8%af-%d8%b1%d8%a7%d9%81%d9%8a%d8%b2%d8%a7%d8%af%d8%a7-%d9%85%d8%b9%d9%87%d8%af-%d9%83%d8%a7/

 

يوم استعادة الدولة: محطات جميلة وعميقة المعاني برزت في خطبة البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي أمس، في يوم مشهود من تاريخ لبنان الحديث، وله ما له على مستوى المشرق العربي أيضاً.

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/28 شباط/2021

كان أمس، يوم استعادة الدولة من الدويلة «التدويلية» الطابع، وإنقاذ الهوية من العاملين على تغييرها، وتأكيد الحد الأدنى من تعايش لم يسبق أن تهدّد في الصميم كما هو مهدّد حالياً.
http://eliasbejjaninews.com/archives/96474/%d8%a5%d9%8a%d8%a7%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%b4%d9%82%d8%b1%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b1%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d8%b3%d8%b7-%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%b9%d8%a7%d8%af%d8%a9/

 

 

كلام البطريرك... بطريرك الكلام

نديم قطيش/أساس ميديا/الأحد 28 شباط 2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96480/96480/

أخطر الكلام السياسي في لبنان هو أبسطه. هذه المعادلة تعرفها أيضًا المجتمعات التعدّدية، التي تعبّر عن مشاكلها العميقة وأزماتها بكلام بسيط ومباشر..بسلبياته وبإيجابياته. مطلب التقسيم أو مطلب الضم القسري، أو مطلب التطهير أو نقيضة، كلها مطالب عرفتها المجتمعات "المصابة" بالتنوع والتعدد..

يخرج الكلام بسيطًا. هيّنًا. وبمفردات قليلة. وهو ما يكون الكلام الأخطر عادةً، والأكثر تعريفًا بالمشاريع المتصارعة، بصلبها وحقيقتها. هكذا كان كلام البطريرك أمس: كلام بسيط، وكلام خطير في الوقت نفسه. الجمل القصيرة رسائل مباشرة. تضيء حيث يجب، وتؤلم حيث ينبغي، وتحرّض حيث تشعر الكنيسة أنّ الهمة الوطنية فترت بتراكم النكسات والخيبات. أسمح لنفسي أن أستعير من الراحل الكبير رفيق الحريري قوله في نص "السيد" مار نصرالله بطرس صفير: "كلام البطريرك، بطريرك الكلام". هكذا كان صوت الكنيسة أمس بلسان مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك لبنان واللبنانيين، قبل أنطاكية وسائر المشرق وبعدهما.

فلبنان فعلًا "يكون للجميع أو لا يكون. أيوجد أبسط من هذه العبارة؟ أيوجد أخطر منها؟ خلع البطريرك كل القفازات أمس، وتحدّث بما لا يقبل الشكّ عن "محاولة انقلابية" جارية على مصالح اللبنانيين، كل اللبنانيين، ومستقبلهم، ومقدراتهم وموقعهم في المشرق والعالم.

والاهم أنه عاد إلى الأساس، وفق مرتكزَيْن لم تتخلَ عنهما الكنيسة يومًا