المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 26 شباط/2021

اعداد الياس بجاني

  #elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews21/arabic.february25.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مثال الملك الذي أراد أن يحاسب عبيده/حِينَئِذٍ دَعَاهُ سَيِّدُهُ وقَالَ لَهُ: أَيُّهَا العَبْدُ الشِّرِّير، لَقَدْ أَعْفَيْتُكَ مِنْ كُلِّ ذلِكَ الدَّيْن، لأَنَّكَ تَوَسَّلْتَ إِليَّ. أَمَا كَانَ عَلَيْكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تَرْحَمَ رَفيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني

الياس بجاني/بيار رفول يؤكد المؤكد، والمؤكد هو أن عون وصهره وتيارهما الملالوي وكل ربعهما من الوادئع هم جنود في جيش ولاية الفقيه

الياس بجاني/درر زلمة عون المغوار بيار رفول/ بيار رفول زلمة عون يتنكر لكل البنود العشرة لإتفاق معراب بين عون وجعجع

الياس بجاني/المعرابي وحلم إبلس بالرئاسة والصفقة الخطيئة

الياس بجاني/إن كان من مثال للوقاحة والفجور والنرسيسية والطروادية والتفنن في تعهير الكلمة بإبليسية  فهو المخلوق الغير شكل ايلي الفرزلي

الياس بجاني/مقالة لشارل جبور هي رسالة مشفرة من المعرابي لحزب الله تقول ع المكشوف وبدون كفوف: عملوني رئيس جمهورية وخذوا ما يدهشكم/معنص الرسالة المعرابية المكشوفة المرامي والأهداف

 

عناوين الأخبار اللبنانية

لصوص اللقاح/اتيان صقر- ابو أرز

هذا ما أعلنه رفول عن عون... وانتصار محور الممانعة على واشنطن!

الراعي يبحث ملف الحكومة مع الحريري واللواء إبراهيم

غوتيريش يمدد سنتين لعمل «محكمة الحريري»/خصص لها 25 مليون دولار تعويضاً عن نقص مساهمة لبنان

إسرائيل لحزب الله: احذروا تجاوز ألف صاروخ دقيق... وإلا

مؤسسة عامر فاخوري تقدم مساعدة لعائلة رهينة تحتجزه إيران

تحركات رافضة لاتهام محتجي طرابلس بـ«الإرهاب»

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 25/02/2021

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 25 شباط 2021

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

فيديو مقابلة من قناة سكاي نيوز مع السياسي الأميركي المعروف جون بولتون: رغبة بايدن بالعودة للاتفاق النووي كارثية | مواجهة

لبنان: انتقادات لفوضى التلقيح ضد «كورونا/مطالب بالتزام الأولويات وتسريع العملية

«المستقبل»: الحريري حريص على حقوق جميع اللبنانيين بعد لقاء مع المفتي دريان

منير بركات: مصادرة جبهة المقاومة الوطنية وتهديد الكيان في خدمة العدو؟! ‏

الفقر الى اعلى مستوياته، اللبنانيون مشردون في بلدهم، والاطفال بين البرد والجوع... "الن الله"

آلاف اللقاحات بين الإختفاء والسرقة... ونائب مخضرم: أريد أن أتلقّح!

التطوّرات تصدّع العلاقات و"الحزب" يفقد حلفاءه!

تموضع المختارة الجديد.. هل يدلّ على تغيير كبير مقبل؟

بيانٌ حادٌ لمصرف لبنان... وتاريخ مفصليّ!

خطفُ كاهن في زحلة!

إطلاقُ نار وقذيفة صاروخية على منزل نائب "حزب الله"

قطيعة كاملة ولا أمل بالتأليف!

هذا ما تضمّنته المذكرة التي رفعها باسيل الى البابا فرنسيس

وزير الصحة : عن تلقيح النواب.. اتخذت قراراً سيادياً و "ما بدا هلقد"

إحباط خارجي وقلق على لبنان

خطوات في جعبة عون لكسر جمود التشكيل... استشارات جديدة؟

الموت يفجع النائب اسعد درغام بوفاة ابن اخته ابن الـ14 عاماً

خصوم عون يلوحون له بهذا الخيار!

سباق مسيحي إلى الراعي

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

بايدن يقر أول ضربة.. أميركا قصفت فصيلا مدعوما من إيران في سوريا/الضربات دمرت عدة منشآت في نقطة سيطرة حدودية تستخدمها جماعات متشددة

الملك سلمان وبايدن بحثا تعزيز الشراكة و{سلوك إيران المزعزع للاستقرار}

الرئيس الأميركي أكد التزام بلاده مساعدة السعودية في الدفاع عن أراضيها

صواريخ «وكلاء إيران» تعيد تنظيم أولويات أميركا في العراق/واشنطن وبغداد تتفقان على «ضرورة محاسبة المسؤولين» عن الهجمات

اتفق بايدن والكاظمي في اتصال هاتفي بينهما على «ضرورة محاسبة المسؤولين» عن الهجمات الصاروخية ضد أهداف أميركية في العراق

محمد بن سلمان يغادر المستشفى بعد جراحة ناجحة لاستئصال الزائدة

نتنياهو: أبلغت بايدن أنني سأمنع إيران من حيازة سلاح نووي ولا نعول على أي اتفاق مع نظام متطرف كالنظام الإيراني

الاتحاد الأوروبي: قلقون من خطوات إيران الأخيرة.. المنطقة بحاجة لاستقرار

أوروبا: "إجراءات إيران تقيد قدرة الوكالة الدولة للطاقة الذرية على مراقبة أنشطتها النووية"

مصر تدعو لتدخل دولي يمنح مفاوضات السد الإثيوبي «زخماً سياسياً»/أديس أبابا تتجاهل تحذيرات القاهرة وتؤكد استمرار {المرحلة الثانية} من التعبئة

وزارة الخارجية المصرية تطلع سفراء الدول العربية والأوروبية بالقاهرة على تطورات قضية «سد النهضة» (الخارجية المصرية)

رئيس وزراء أرمينيا: أسيطر على الأوضاع.. والجيش لا يزال موالياً لي/الكرملين يعرب عن قلقه من تطورات أرمينيا ويطالب بالتهدئة

احتجاجات الناصرية مستمرة... ووفد الكاظمي يفشل في نزع فتيل الأزمة/شقيق الموسيقار نصير شمة لإدارة مدينة الكوت جنوب العراق

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الفاشية الشيعية، الاوليغارشيات المافيوية وعقدة الأفاعي/شارل الياس شرتوني

كي لا تُصبح بكركي حصان طروادة/المخرج يوسف ي. الخوري/الكلمة أو لاين

لسنا أضاحي على مذبحِ الحروب/سجعان قزي/افتتاحيّةُ جريدةُ النهار

في دلالات واقعة "السطو" على اللقاحات/راغب جابر/النهار العربي

التهريب “قضية”… ومكافحته تنفيذ للقرار 1701؟/أسامة القادري/نداء الوطن

'لماذا التحقيق الدولي؟/سعيد مالك/الجمهورية

وليد جنبلاط... وحيداً في معركة البقاء/علي الحسيني/"ليبانون ديبايت

عون لا يريد الحريري.. والحزب لا يريد الحكومة/خالد البوّاب /أساس ميديا

لو كان في لبنان... شعب!/فارس خشان/النهار العربي

 بايدن لا يحب نتنياهو... ولكن!/محمد قواص/النهار العربي

منطقة «سندريلا» في حالة تمرد/أمير طاهري/الشرق الأوسط

لماذا الحنين إلى الاستبداد والقهر؟/رضوان السيد/الشرق الأوسط

الاتفاق النووي بين انقسامين/مصطفى فحص/الشرق الأوسط

أولويات بايدن التركيز على إيران لإعادتها إلى حدودها!/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

رئيس الجمهورية تابع التسرب النفطي وشدد على مسح شامل للمياه والشاطئ لتحديد الاضرار ومعالجتها واطلع من بانو على معالجة تداعيات انفجار المرفأ

الراعي: طرحنا المؤتمر الدولي لاننا غير قادرين على التفاهم مع بعضنا وندعو كل فريق لوضع ورقة عن مشكلتنا لتقديمها ورقة واحدة الى الامم المتحدة

الراعي استقبل وفدا من التيار الوطني وتلقى اتصالا من باسيل عازار: البطريرك يستعجل تأليف الحكومة ضمن الميثاقية وتواصلنا مع الفاتيكان واجب

الراعي التقى وفد لقاء لبنان المحايد اللواء ابراهيم: نتلاقى استكمالا لجهود تشكيل الحكومة ولن نمل أو نكل

وفد من لقاء سيدة الجبل والتجمع الوطني والمبادرة الوطنية في بكركي: لجبهة وطنية لتحرير الشرعية والحياد الإيجابي والمؤتمر الدولي من أجل الطائف والدستور وقرارات الشرعية الدولية من أجل لبنان

وفد من لقاء سيدة الجبل والتجمع الوطني والمبادرة الوطنية في بكركي: لجبهة وطنية لتحرير الشرعية والحياد الإيجابي والمؤتمر الدولي من أجل الطائف والدستور وقرارات الشرعية الدولية من أجل لبنان

المفتي قبلان في رسالة لمناسبة ولادة الامام علي : نؤكد على شراكة مكونات هذا البلد وعيشه المشترك وسلمه الأهلي ووطن ممنوع على الهيمنة الدولية والإقليمية

الديداخي الديداكية/الأب سيمون عساف

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

مثال الملك الذي أراد أن يحاسب عبيده/حِينَئِذٍ دَعَاهُ سَيِّدُهُ وقَالَ لَهُ: أَيُّهَا العَبْدُ الشِّرِّير، لَقَدْ أَعْفَيْتُكَ مِنْ كُلِّ ذلِكَ الدَّيْن، لأَنَّكَ تَوَسَّلْتَ إِليَّ. أَمَا كَانَ عَلَيْكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تَرْحَمَ رَفيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنا

إنجيل القدّيس متّى18/من23حتى35/قالَ الرَبُّ يَسوع: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ مَلِكًا أَرَادَ أَنْ يُحَاسِبَ عَبِيدَهُ. وبَدَأَ يُحَاسِبُهُم، فَأُحْضِرَ إِلَيْهِ وَاحِدٌ مَدْيُونٌ لَهُ بِسِتِّينَ مَلْيُونَ دِيْنَار. وإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَا يُوفِي بِهِ دَيْنَهُ، أَمَرَ سَيِّدُهُ بِأَنْ يُبَاعَ هُوَ وزَوْجَتُهُ وأَوْلادُهُ وكُلُّ مَا يَمْلِكُ لِيُوفِيَ الدَّيْن. فَوَقَعَ ذلِكَ العَبْدُ سَاجِدًا لَهُ وقَال: أَمْهِلْنِي، يَا سَيِّدِي، وأَنَا أُوفِيكَ الدَّيْنَ كُلَّهُ. فَتَحَنَّنَ سَيِّدُ ذلِكَ العَبْدِ وأَطْلَقَهُ وأَعْفَاهُ مِنَ الدَّيْن. وخَرَجَ ذلِكَ العَبْدُ فَوَجَدَ وَاحِدًا مِنْ رِفَاقِهِ مَدْيُونًا لَهُ بِمِئَةِ دِيْنَار، فَقَبَضَ عَلَيْهِ وأَخَذَ يَخْنُقُهُ قَائِلاً: أَوْفِنِي كُلَّ مَا لِي عَلَيْك. فَوَقَعَ رَفِيْقُهُ عَلى رِجْلَيْهِ يَتَوَسَّلُ إِليْهِ ويَقُول: أَمْهِلْنِي، وأَنَا أُوفِيْك. فَأَبَى ومَضَى بِهِ وطَرَحَهُ في السِّجْن، حَتَّى يُوفِيَ دَيْنَهُ.

ورَأَى رِفَاقُهُ مَا جَرَى فَحَزِنُوا حُزْنًا شَدِيْدًا، وذَهَبُوا فَأَخْبَرُوا سَيِّدَهُم بِكُلِّ مَا جَرى. حِينَئِذٍ دَعَاهُ سَيِّدُهُ وقَالَ لَهُ: أَيُّهَا العَبْدُ الشِّرِّير، لَقَدْ أَعْفَيْتُكَ مِنْ كُلِّ ذلِكَ الدَّيْن، لأَنَّكَ تَوَسَّلْتَ إِليَّ. أَمَا كَانَ عَلَيْكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تَرْحَمَ رَفيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنا؟! وغَضِبَ سَيِّدُهُ فَسَلَّمَهُ إِلى الجَلاَّدين، حَتَّى يُوفِيَ كُلَّ مَا عَلَيْه. هكَذَا يَفْعَلُ بِكُم أَيْضًا أَبي السَّمَاوِيّ، إِنْ لَمْ تَغْفِرُوا، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُم لأَخِيْه، مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُم».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

بيار رفول يؤكد المؤكد، والمؤكد هو أن عون وصهره وتيارهما الملالوي وكل ربعهما من الوادئع هم جنود في جيش ولاية الفقيه

الياس بجاني/25 شباط/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96371/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d9%8a%d8%a7%d8%b1-%d8%b1%d9%81%d9%88%d9%84-%d9%8a%d8%a4%d9%83%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a4%d9%83%d8%af%d8%8c-%d9%88%d8%a7%d9%84/

من يعرف بيار رفول ومدى ذوبانه الكلي فكراً ومنطقاً ونطقاً ومساراً ومصيراً ومواقف وممارسات بشخص ميشال عون يدرك جيداً بأن هذا الرجل هو عملياً لسان عون الحقيقي، وبالتالي هو لا ينطق بكلمة واحدة غير مُلقم به بالكامل من صنمه المعبود ميشال عون.

من هنا لا بد من أخذ ما قالة بيار رفول اليوم لإذاعة صوت المدى بجدية تامة عن أن عون وتياره هما في محور المقاومة وكذلك لجهة تقديسهم لثلاثية “مقاومة وجيش وشعب”.

هنا تعود بنا الذاكرة إلى اليوم الذي وقع فيه عون وجعجع على ورقة نوايا معراب حيث طل بيار رفول في التالي للتوقيع عبر تلفزيون ال “او تي في” ليعلن بأن التيار العوني لم يُغير شيء في قناعاته وهو موجود في موقعه التحالفي مع حزب الله ولم يتنازل مقابل توقيعه الورقة على شيء وأن جعجع هو من جاء ليلتحق بالتيار وليس العكس.

كلام بيار رفول، أو بالأصح رسالة عون عبر كلام بيار تؤكد المؤكد، والمؤكد اقوالاً وافعالاً واجندات سلطوية هو أن عون وصهره وتيارهما وكل الودائع من حولهما هم 100% جنود في جيش ولاية الفقيه ولا علاقة لهم لا بلبنان ولا بكل ما هو لبناني على كافة المستويات وفي كل المجالات.

 في اسفل تعليقي المنشور على موقعي بتاريخ 25 كانون الثاني/2016 الذي تناولت فيه مقابلة لبيار رفول مع ال “أو تي في” بتاريخ 25 كانون الثاني/2016 (رابطها في اسفل) الذي أكد من خلالها تمسك عون بتحالفه مع حزب الله وبثلاثية المقاومة والجيش والشعب عقب توقيع ورقة نوايا معراب.. واليوم يكرر رفول مواقف عون كما كانت وكما لا تزال.

 

اضغط هنا لمشاهدة مقابلة بيار رفول بتاريخ 25 كانون الثاني/2016 وما كتبته تعليقاً على محتواها في نفس التاريخ

http://eliasbejjaninews.com/archives/35752/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%84%d9%8a%d8%b3-%d9%85%d8%b1%d8%a8%d9%83%d8%a7%d9%8b%d8%8c-%d8%a8%d9%84-%d9%85%d9%86-%d8%b1/

 

درر زلمة عون المغوار بيار رفول/ بيار رفول زلمة عون يتنكر لكل البنود العشرة لإتفاق معراب بين عون وجعجع

الياس بجاني/25 كانون الثاني/2016

من يريد أن يتثقف سياسياً ووطنياً ومسيحياً ويعرف محاسن ورقة عون-جعجع، العشرية، ولكن بالمقوب فوقاني وتحتاني، ننصحة وعن جد ما يفوت الفرصة ويتمتع بمشاهدة مقابلة المغوار بيار رفول، زلمة عمنا الجنرال، على قناة معلمه، ال او تي في.

وأيضا وللمزيد من التثقيف الملالوي والمقاوماتي ننصح بمشاهدة مقابلة الفيلسوف الأسدي والمنظر الممانعاتي ايلي الفرزلي على تلفزيون الجديد.

عن بيار رفول وعن عنترياته فحدث ولا حرج، أما أهم ما طرحه هذا المغوار الفذ من أسئلة خلال اطلالته الميمونة السؤال التالي: “ما هي خطيئة العماد عون”؟ هذا الطوباوي والراهب الزاهد بالمال والسلطة!!

الجواب يا شيخ بيار وباختصار يقول: “إن العماد عون هو الخطيئة بذاتها وبشحمها ولحمها”. ويا ألف رضا على الخطيئة مقارنة معه ومع رزم هرطقاته والأوهام.

أما عن ذنوب عونك يا شيخ بيار، وعوننا سابقاً، فهي رزم وشوالات من الأكياس الصفراء والحمراء وما بينهما!!

والرب حاميك وراعيك وحامي جنرالك “الطوباوي” و”السابقنا بالتفكير” “وبالإصلاح والتعتير والتفجير”، والله يكون بعوننا من عوننا الفجور والتعتير والطروادية، نحن الموارنة، وكمان يكون بعوننا من أمثالك ومن أمثال كل من هم من خامتك المغوارية والبوقية.

الرفول البطل والعوني ال غير شكل، وخلال اطلالته الميمونة وبوقاحة وغباء واستكبار ونفخة صدر فارغة من غير “الفجور”، أصر على الإبقاء على ثلاثية العهر، “جيش شعب ومقاومة”، وأكد 100% على حتمية انتصار الأسد خلال 6 أشهر، واعتبر أن الجيش اللبناني عاجز، وأكد استمرارية التصاق جنراله بعباءة حزب الله ومقاومته، وأفاض بشرح محاسين وطوباوية عونه الناسك، ولم يترك موضوعاً وشئناً وطنياً إلا وافاض تنظيراً بأمره عونياً وملالوياً واصلاحياً مع لفحة تشويق بكتم الأسرار التي يعرفها هو ولا يرغب بافشائها الآن!!

ضروري على كل من هلل لترشيح د. جعجع للنائب عون أن يشاهد المقابلة “الرفولية” “والمقاومتية” ليعرف في أي سراب ووهم هي غارقة المصالحىة المستنكرة. الرفول تنكر بوقاحة لكل البنود العشرة لإتفاق معراب بين عون وجعجع.

اضغط هنا لمشاهدة مقابلة بيار رفول بتاريخ 25 كانون الثاني/2016

http://eliasbejjaninews.com/archives/35752/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%84%d9%8a%d8%b3-%d9%85%d8%b1%d8%a8%d9%83%d8%a7%d9%8b%d8%8c-%d8%a8%d9%84-%d9%85%d9%86-%d8%b1/

 

المعرابي وحلم إبلس بالرئاسة والصفقة الخطيئة

الياس بجاني/24 شباط/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96345/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d8%a8%d9%8a-%d9%88%d8%ad%d9%84%d9%85-%d8%a5%d8%a8%d9%84%d8%b3-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a6%d8%a7/

المعرابي جعجع وعلى خلفية غرقه في احلامه الرئاسية الوهم والمرض هو مستقتل أن ينال رضى حزب الله لتحقيق حلمه هذا، وذلك في محاولات باطنية وتشاطرية وذمية مستمرة وبائسة لإستنساخ طروادية ميشال عون مع الحزب وورقة تفاهمه العار معه التي أوصلته إلى بعبدا وكرسي الرئاسة، وما كتبه الإعلامي شارل جبور في 22 من الشهر الجاري في جريدة الجمهورية تحت عنوان”حوار “على المكشوف ومن دون كفوف”هو طرح جعجعي 100% يقول من خلاله لحزب الله عملوني رئيس وخذوا مني ما يدهشكم…

للأسف، فراهناً ليس في وطننا، وطن الأرز والقداسة والقديسين، قيادات وسياسيين محترفين ومحترمين وشرفاء ووطنيين، بل أقزام وأشباه رجال وميليشياويين ومافياويين وتجار وكتبة وفريسيين ليس بإمكانهم الإستمرار في مواقعهم وعهرهم وفجورهم دون ابليسية وطروادية وتجارة بالوطن وأهله..

ولنا في الساقطين في تجارب إبليس عون وجبران ومجموع ربع الوادئع الذين يطبول ويزمرون ويسوّقون لهما خير مثال وهم الذين باعوا البلد لحزب الله وللفرس الملالي ولم يرمش لهم جفن أو يؤنبهم ضمير، وداكشوا الكراسي والمواقع في السلطة المهرهرة بالسيادة والكرامة والهوية والتاريخ والإستقلال والقرار الحر…

والمعرابي والحريري وجنبلاط كانوا من فريق المداكشة التعتير والإستسلامي هذا وهم ولا يزالون في نفس الموقع وغارقين في نفس الثقافة.. ثقافة التجارة والمقايضة.

ربي أحمي لبنان وأهله من رجس وشرور وطروادية كل الإسخريوتيين وتجار الهيكل والكتبة والفريسيين.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني: مقالة لشارل جبور هي رسالة مشفرة من المعرابي لحزب الله تقول ع المكشوف وبدون كفوف: عملوني رئيس جمهورية وخذوا ما يدهشكم/معنص الرسالة المعرابية المكشوفة المرامي والأهداف

المعرابي ووهم كرسي بعبدا ورسالة لحزب الله ع المكشوف وبدون كفوف

الياس بجاني/22 شباط/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96288/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d9%82%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d9%84%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%ac%d8%a8%d9%88%d8%b1-%d9%87%d9%8a-%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d9%85/

نشرت جريدة الجمهورية اليوم مقالة للصحافي شارل جبور المسؤول الإعلامي في شركة حزب قوات سمير جعجع كل ما جاء فيها مكشوف ومفضوح 100% لجهة استعداد جعجع التنازل عن كل شيء لحزب الله مقابل إيصاله إلى قصر بعبدا.

الطرح الوهمي والخيالي “الرسالة” الذي نسبه جبور لمعارضي حزب الله من الشيعة لا وجود ولا أساس له لا من قريب ولا من بعيد، وهو غريب ومُغرب عن كل طروحات المثقفين والناشطين والإعلاميين والسياسيين الشيعة اللبنانيين السياديين والإستقلاليين الرافضين لهيمنة واحتلال وإرهاب وإيدولوجية ومفاهيم ولاية الفقيه الملالوية.

الطرح الإنبطاحي والباطني والإستجدائي هذا هو وباختصار ودون كفوف وع المكشوف رسالة مشفرة لحزب الله من جعجع المتشاطر والمتذاكي والحالم بكرسي بعبدا والموهوم بها والأعمى على كل ما عدها.

هذه الرسالة المفضوحة بمراميها واهدافها من قبل كل من يعرفون تكوين شخصية المعرابي تقول لحزب الله: انا مستعد أن اقبل بمؤتمر تأسيسي كما تريدون، وبالتخلي عن اتفاقية الطائف المرفوضة من قبلكم، وعلى استعداد تام لأعطيكم قيادة الجيش وموقع نيابة رئيس الجمهورية وحبة مسك فوقون بس عملوني رئيس جمهورية..

الرسالة واضحة ومكشوفة المرامي والأهداف وهي تعبر 100% عن فكر واجندة المعرابي..وبس هيك..

ولكن ما تجاهلة جعجع وغاب عن رزم أوهامه الرئاسية والسلطوية في مقاربته الإنبطاحية هو أن حزب الله الملالوي والإرهابي والمذهبي والمؤدلج يريد كل لبنان وكل حكمه وكل مواقعه ليجعله جمهورية ملالوية تابعة لملالي إيران ونسخة عن حكمها.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

دعون للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك. Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link o enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

لصوص اللقاح

اتيان صقر- ابو أرز/25 شباط/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96359/%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%b5%d9%82%d8%b1-%d8%a7%d8%a8%d9%88-%d8%a3%d8%b1%d8%b2-%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%82%d8%a7%d8%ad/

ما أن وصل اللّقاح إلى لبنان حتى إنقضّ عليه لصوص السياسة كما انقضوا قبلاً على أموال الناس في المصارف فغالوا في نهبها، وعلى خزينة الدولة فأفرغوها في جيوبهم حتى آخر فلس.

ساذج او غبي او متخلف عقلياً كل من يراهن بعد على هذه العصابه في إنقاذ البلاد من السقوط المرتقب، بعد أن تأكد للجميع أنها العصابة الاكثر فجعاً ووقاحةً وفجوراً على هذا الكوكب، وأن لا حل معها إلا بإقتلاعها من جذورها على قاعدة آخر الدواء الكي… وان الثورة الشعبية هي المؤهل الوحيد لتنفيذ هذا الحل.

أما ما يُحكى عن مبادرات داخلية او خارجية، فرنسية او غيرها لإنقاذ البلاد من السقوط فهو كلام فارغ وقبضّ ريح.

وعليه فقد إشتاقت لكم الساحات ايها الثوار… ونحن ايضاً.

لبيك لبنان.

اتيان صقر- ابو أرز

 

هذا ما أعلنه رفول عن عون... وانتصار محور الممانعة على واشنطن!

الكلمة أونلاين/25 شباط/2021

أعلن وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بين 2016 و2018، بيار رفول، أن التيار الوطني الحرّ ورئيس الجمهورية في محور المقاومة والممانعة، الذي إنتصر برأيه. إعتبر وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بين 2016 و2018، بيار رفول أن العقوبات بدأت تزول، وأول مؤشر لذلك هو نزع صفة الإرهاب عن الحوثيين والتفاوض معهم بشكل جدي على مصير اليمن. وتابع "الأميركيون وغيرهم سيتحدثون معنا بالنتيجة لأن محورنا هو الذي فاز". وقال رفول في حديث لإذاعة صوت المدى "إن محور المقاومة والممانعة هو الذي ربح"، ووصفه بمحور الشرف لا التبعية. وتابع رفول "نحن طرحنا مثلث "الجيش والشعب والمقاومة"، إنه حصانة لبنان لكن هذا ما لا يريدونه". وأردف "التيار الوطني الحر وفخامة الرئيس في محور المقاومة والممانعة".

 

الراعي يبحث ملف الحكومة مع الحريري واللواء إبراهيم

بيروت/الشرق الأوسط»/26 شباط/2021

أجرى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أمس اتصالاً بالبطريرك بشارة الراعي بحثا خلاله الملف الحكومي، كما استقبل في مقر البطريركية المارونية مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي يتولى جزءاً من المساعي لتذليل العقد أمام تشكيل الحكومة. ووصف اللواء إبراهيم اللقاء بـ«المفيد» وقال: «أي شخص يريد العمل لمصلحة لبنان يأخذ الدفع من غبطته». وأعلن أنه تم البحث في موضوع تشكيل الحكومة، وأضاف: «أنا أتولى جزءا من المساعي، وغبطته يتولى الجزء الآخر لذلك لا بد من التلاقي من حين إلى آخر لاستكمال الجهود على أمل أن تتحسن الأمور». وفي سياق متصل بحراك كتلة «المستقبل» النيابية التي يجول وفد منها على المرجعيات الدينية، ممثلاً الرئيس المكلف سعد الحريري، وبعد زيارة المفتي عبد اللطيف دريان، يزور وفد من الكتلة البطريرك الراعي قبل ظهر الاثنين المقبل. كما سيقوم الوفد بزيارة مماثلة لراعي أبرشية بيروت للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة، وذلك قبل ظهر الثلاثاء المقبل.

 

غوتيريش يمدد سنتين لعمل «محكمة الحريري»/خصص لها 25 مليون دولار تعويضاً عن نقص مساهمة لبنان

واشنطن: علي بردى/الشرق الأوسط»/26 شباط/2021

مدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش التفويض الممنوح للمحكمة الخاصة بلبنان لمدة سنتين إضافيتين اعتباراً من الأول من مارس (آذار) 2021، أو إلى حين انتهاء القضيتين القائمتين أمامها إذا حصل ذلك قبل انتهاء هذه المدة. واتخذ غوتيريش هذا القرار بعدما أبلغ أعضاء مجلس الأمن به وخصص 25 مليون دولار لتمويلها تعويضاً عن النقص في مساهمة لبنان. ولم يبدِ أعضاء مجلس الأمن أي اعتراض على هذه الخطوة الاستثنائية من غوتيريش. وأفاد الناطق باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن الأمين العام «مدّد ولاية المحكمة الخاصة بلبنان من 1 مارس (آذار) 2021 لفترة أخرى، مدتها سنتان، أو حتى الانتهاء من القضايا المعروضة على المحكمة الخاصة، أو إلى أن يحصل ذلك، أو حتى استنفاد الأموال المتاحة، إذا كان ذلك أقرب»، موضحاً أنه «في غضون فترة الولاية المشار إليها، البالغة عامين، يتوقع أن تقوم المحكمة الخاصة بلبنان بخفض نشاطاتها تدريجياً مع اكتمال العمل القضائي قبل انتهاء الدوائر المختلفة» من عملها. ويتصل تفويض المحكمة التي تتخذ من لاهاي مقراً لها بمحاكمة للمتهمين بتنفيذ هجوم 14 فبراير (شباط) 2005 في بيروت، الذي قتل فيه 22 شخصاً، بينهم الرئيس رفيق الحريري، وإصابة 226 آخرين. وبدأت المحاكمة الغيابية لـ4 أشخاص متهمين بارتكاب جريمة القتل في يناير (كانون الثاني) 2014. وفي 18 أغسطس (آب) 2020، أدانت المحكمة سليم جميل عياش بـ5 تهم تتعلق بالهجوم. وفي 11 ديسمبر (كانون الأول) 2020، تلقى عياش 5 أحكام متزامنة بالسجن مدى الحياة. وفي 13 يناير 2021، قدّم المدعي العام والدفاع والممثل القانوني للضحايا المشاركين إخطارات استئناف لا تزال جارية. وتنظر المحكمة كذلك في الهجمات التي نُفذت في لبنان بين 1 أكتوبر (تشرين الأول) 2004 و12 ديسمبر 2005 إذا كانت مرتبطة بهجوم 14 فبراير 2005 وكانت ذات طبيعة وخطورة مماثلة. وبدأت الإجراءات التمهيدية للمحاكمة في عام 2019 ضد عياش فيما يتعلق باغتيال الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي ومحاولة اغتيال الوزيرين السابقين مروان حمادة وإلياس المر. وجدد غوتيريش التأكيد على «التزام الأمم المتحدة دعم المحكمة في جهودها الهادفة إلى وضع حد للإفلات من العقاب من أجل مقاضاة المسؤولين عن الجرائم المندرجة ضمن اختصاصها». وعلقت رئيسة المحكمة، القاضية إيفانا هردليشكوفا: «أنا ممتنة للمجتمع الدولي على دعمه المتواصل لعمل المحكمة، فهذه رسالة عالمية قوية بأن الجرائم الإرهابية لن تمر بدون عقاب». وأضافت: «أنا ملتزمة بشدة مع زملائي في المحكمة بإنجاز ولاية المحكمة في الوقت المحدد وبتحقيق العدالة للمتضررين من خلال إجراءات عادلة وشفافة».وطلبت هردليشكوفا تمديد الولاية لمدة سنتين كي يُتاح للمحكمة تخفيض نشاطاتها تدريجاً وإنهاء العمل القضائي القائم أمام الغرف المختلفة.

 

إسرائيل لحزب الله: احذروا تجاوز ألف صاروخ دقيق... وإلا

العرب اللندنية/25 شباط/2021

هدد الجيش الإسرائيلي حزب الله اللبناني، بقرار من “العيار الثقيل” في حال تجاوز الحدّ المسموح من عدد الصواريخ الدقيقة التي بحوزته، وهي ألف صاروخ. ونقلت صحيفة “يسرائيل هيوم” الخميس، عن قائد لواء أساليب القتال في الجيش الإسرائيلي عيران نيف، قوله “إذا تجاوز حزب الله سقف كمية أو نوعية من السلاح الدقيق، فسنطالب بالعمل ضده. وهذا قرار من العيار الثقيل، ولكن لن نتمكن من التهرب منه”. وأجرت إسرائيل مؤخرا مناورتين عسكريتين تحاكيان قتالا مع حزب الله، ما يشي بأن تل أبيب تضع في حسبانها سيناريو توجيه ضربة لمخازن صواريخ الحزب، الذي سبق وأشارت إلى أنها موجودة ضمن مناطق مأهولة. واعتبر نيف أن صواريخ حزب الله ثاني أكبر تهديد لأمن إسرائيل بعد التهديد النووي الإيراني، وأضاف “هذا هو الحدث الذي تجري حوله تقييمات للوضع، وهذا هو السيناريو في التدريبات، وكل شيء موجه إلى هناك، وفي هذه الأثناء نحاول العمل بطرق مبتكرة أخرى، والتي لا تسمح لهم بالوصول إلى هناك”. ونجح حزب الله المدعوم من إيران خلال السنوات الأخيرة في تعزيز ترسانته العسكرية، ليضم العشرات من الصواريخ القادرة على الوصول وضرب أهداف حيوية داخل إسرائيل، وفق تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية. ونقلت “يسرائيل هيوم” عن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان” اللواء تمير هايمن، أن حزب الله يملك حاليا “بضع عشرات” من المقذوفات والصواريخ الدقيقة. ولفتت الصحيفة، إلى وجود قلق في الأوساط السياسية والأمنية في إسرائيل من جهود حزب الله للتزود بكميات أكبر من الأسلحة الدقيقة، “من أجل استهداف أهداف نوعية في الحرب القادمة، مثل قواعد سلاح الجو، ومنشآت بنية تحتية وطاقة ومؤسسات الحكم”. وأضافت أن الجيش الإسرائيلي استثمر جهودا كبيرة في السنوات الأخيرة من أجل منع تزود حزب الله بصواريخ ومقذوفات دقيقة، وأن “قسما كبيرا من الهجمات المنسوبة لسلاح الجو في سوريا، وُجه من أجل إحباط أو تشويش تهريب أسلحة دقيقة إلى لبنان”.

واستغل حزب الله الحرب المركبة الدائرة في سوريا منذ العام 2012 لدعم ترسانته العسكرية بصواريخ دقيقة الهدف، وقد حاولت إسرائيل منذ العام 2014 إعاقته من خلال شن المئات من الضربات الجوية، على قواعد ومخازن وقوافل أسلحة للحزب وإيران في أنحاء سوريا.

وأوضحت الصحيفة أنه “في إطار جهودهما للالتفاف على الهجمات الإسرائيلية، انتقلت إيران وحزب الله من محاولات لتهريب صواريخ ومقذوفات إلى لبنان إلى تهريب أجهزة تحسين الدقة”، التي “تشمل كمبيوترا صغيرا وجهاز ‘جي.بي.أس’ وأجنحة صغيرة لتوجيه الصاروخ، وبعمل بسيط نسبيا بالإمكان تحويل مقذوفات بشكل أكثر دقة”. وقالت الصحيفة إن “إسرائيل لم تشن أبدا حربا مانعة ضد تسلح دولة ومنظمات معادية، باستثناء التسلح بسلاح نووي”. وأضافت أن “مسؤولين رفيعي المستوى يعتقدون أن على إسرائيل أن تبلور لنفسها خطوطا حمراء واضحة بكل ما يتعلق بمشروع دقة الصواريخ في حزب الله، لأن الحديث يدور عن تهديد تقليدي قد يصل إلى أحجام غير مسبوقة. وذكر المسؤولون كميات 500 – 1000 صاروخ دقيق كسقف أعلى يلزم إسرائيل بالعمل”. ونقلت “يسرائيل هيوم” عن رئيس شعبة “أمان” السابق عاموس يدلين، قوله إنه “يجب دراسة وتعريف التوقيت الصحيح لعملية ضد مشروع الدقة، من خلال الإدراك أنه قد يقود إلى تصعيد واسع النطاق”، وإن “وجود المئات من الصواريخ الدقيقة بأيدي المحور الإيراني، وخاصة بأيدي حزب الله.. هو تهديد إستراتيجي لا يمكن السماح بتطوره”.

وأضاف يدلين “إذا سارع حزب الله في تعظيم قوته، فإن ذلك سيتطلب من إسرائيل دراسة توجيه ضربة مانعة من أجل منع هذه القدرة عنه”. وأضافت الصحيفة أن “جهات أخرى تعتقد أنه يحظر على إسرائيل المبادرة بخطوة كهذه، تقود بشكل مؤكد إلى حرب”، لكن يتعين عليها أن تدرس “استغلال فرصة” تصعيد موضعي عند الحدود الشمالية من أجل استهداف هذه القدرة لدى حزب الله أيضا. ويرى مراقبون أن إسرائيل قد تقدم على توجيه ضربات دقيقة لمخازن الأسلحة للحزب، لكن لا يبدو أنها اتخذت قرارها في هذا الشأن، لاسيما وأن الأوضاع الإقليمية والدولية في علاقة بما يدور حول الملف النووي الإيراني لا تخدمها، لجهة أن مثل هذه الخطوة قد تفهم من قبل الإدارة الأميركية على أنها محاولة لخلط الأوراق. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، حذر في وقت سابق من أنه “إذا تحولت تهديدات حزب الله إلى أفعال، فإن النتيجة ستكون مؤلمة للحزب اللبناني وقيادته وللأسف لمواطني لبنان أيضا، الذين يستخدمهم حزب الله كدروع بشرية عندما يخبئ تحت بيوتهم مخزون أسلحة وصواريخ”.  وأضاف غانتس “سنستمر في تعزيز بلدات خط المواجهة وهذه المنطقة الجميلة من البلاد، وسنمنح أولوية لتحصين الشمال الذي يشكل جزءا من قوتنا مقابل أعدائنا“. وجاء تهديد غانتس على إثر خطاب للأمين العام لحزب الله وجه فيه رسالة إلى رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي، بمناسبة “الذكرى السنوية للقادة الشهداء”، قائلا “إن الحزب لا يبحث عن مواجهة ولا عن حرب ولكن إن فرضت إسرائيل الحرب سيخوضها”. وأضاف نصرالله “إن قصفتم مدينة سنقصف مدينة، وإن قصفتم قرى سنقصف المستوطنات”.

 

مؤسسة عامر فاخوري تقدم مساعدات لعائلة الرهائن التي تحتجزها إيران

عائلة صحفي محتجز بشكل غير قانوني يتلقى مساعدة مالية من مؤسسة تتفهم محنتهم

دوفر ، نيو هامبشاير/26 شباط/2021

 أعلنت مؤسسة عامر فاخوري (AFF) عن تقديم مساعدة مالية لعائلة جمشيد شارحد ، البالغ من العمر 65 عامًا ، المقيم في الولايات المتحدة والصحفي والمعارض الصريح للنظام الإيراني. اختطف شارمهد في يوليو 2020 أثناء وجوده في دبي وهو الآن رهينة محتجز بشكل غير قانوني لدى الحكومة الإيرانية. قالت غيلا فاخوري، رئيسة ومديرة AFF، "بصفتنا أولاد عامر (فاخوري)، نحن نفهم بشكل خاص ليس فقط الإحباط في مواجهة هذه الأعمال غير القانونية من قبل هذه الأنظمة الفاسدة، ولكن أيضًا التأثير النفسي على العائلات". تأسست مؤسسة عامر فاخوري، وهي منظمة غير ربحية مسجلة، رداً على الاحتجاز غير القانوني لوالد غيلا فاخوري ، عامر ، بعد أن قبل دعوة للعودة إلى موطنه الأصلي في لبنان. عند وصوله ، تعرض فاخوري للسجن والتعذيب على يد الحكومة اللبنانية، مما أدى في النهاية إلى وفاته. وتابعت غيلا فاخوري: "لقد بدأت أنشطة جمع التبرعات مؤخرًا فقط ، لكننا مصممون على تقديم المساعدة للعائلات ، مثل شارمحد بقدر استطاعتنا". وأشارت فاخوري أيضًا إلى أنه ، كما هو الحال مع المنحة الدراسية السابقة للشباب في لبنان ، كانت AFF تمنح مائة بالمائة من العائدات الأخيرة من خلال تغطية تكاليف الإدارة. واختتمت غيلا فاخوري بالقول: "هذه الأحداث المأساوية وضعت ضغوطا عاطفية ومالية هائلة على أسرة الضحية. ستتبع مؤسسة عامر فاخوري خطى والدنا من خلال صوتنا و دعم  هذه العائلات خلال أوقاتهم الصعبة ".

 

تحركات رافضة لاتهام محتجي طرابلس بـ«الإرهاب»

الشرق الأوسط»/26 شباط/2021

أجل القضاء اللبناني الاستماع إلى موقوفين شاركوا في احتجاجات طرابلس في شمال لبنان قبل أسابيع، بسبب عطل في الإنترنت، وهو ما دفع عائلاتهم إلى الشارع رفضاً للتأجيل ولاتهام أبنائهم بالإرهاب والسرقة، بالتزامن مع موقف من «الحزب التقدمي الاشتراكي» للتهم، معتبراً أنها تندرج في إطار «التلفيق والانتقام». وسادت حال من الغضب بين أهالي موقوفي أحداث طرابلس والبقاع أمام المحكمة العسكرية، بعد قرار تأجيل جلسات الاستجواب التي كانت مقررة أمس مع الموقوفين إلى اليوم الخميس، وسط تعزيزات أمنية مكثفة. وأقفل المحتجون الطريق في الاتجاهين بالأسلاك الشائكة.

وأوضح المحامي علي عباس أنه «كان يجب الاستماع إلى 19 موقوفاً ولكن تم تأجيل الجلسات بسبب عطل في (الإنترنت)»، متمنياً «أن يكون هناك اهتمام أكبر». وطالب بـ«فرز الملفات لأن معظم الموقوفين لا دخل لهم بالتهم الموجهة ضدهم». وادّعت المحكمة العسكرية في لبنان يوم الاثنين الماضي بجرم الإرهاب والسرقة، على 35 شاباً من الموقوفين ومن أخلي سبيلهم على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها مدينة طرابلس (شمال لبنان) نهاية الشهر الماضي. وجدد المعتصمون أمس في كلمات رفضهم «تهم الإرهاب والسرقة الموجهة ضد الموقوفين»، واعتبروا أنها «توضع في خانة الترهيب لمنعهم من الاحتجاج وإجهاض تحركاتهم، ولكنهم مستمرون حتى الإفراج عن الشباب الموقوفين». وتنظر قوى سياسية إلى التهم القضائية على أنها مسيسة، وهو ما أوحت به «مفوضية العدل والتشريع» في «الحزب التقدمي الاشتراكي» التي قالت في بيان، إن «هذا العهد، على جَري عادته، يواصل تهديم ما تبقّى من مؤسسات في هذا البلد، وها هو يُسقط القضاء بضربة تلو الأخرى جاعلاً منه أداة يحرّكها ساعة يشاء لأغراض انتقامية، وكوسيلة يستطيع من خلالها ممارسة التضليل والتسويف إخفاءً للحقيقة». وإذ رفض «التقدمي» التهم الموجهة إلى الناشطين، قال إن «إحالة المنتفضين إلى المحكمة العسكرية هي أمر مخالف للقانون، ولا يدخل أساساً ضمن الصلاحيات الاستثنائية للمحكمة العسكرية المحددة حصراً». ورأى أن مضمون القرار «يجعله صورة عن فرمانات العصور الوسطى البعيدة عن كل ما أقرته الأنظمة الديمقراطية التي كفلت الحرية، لا سيما أن القرار رأى في التعبير عن الضيق من الجوع والعوز والحرمان انقلاباً على النظام، ليبدو وكأن هناك تعليباً جاهزاً بقصد النيل من المعارضين لهذا العهد وقمع حقوقهم». وعدّ الحزب الاتهام الجماعي الذي تضمنه القرار «طعنة من الطعنات العديدة والمتكررة والمقصودة التي وجهها هذا النظام للعدالة في لبنان». وقال إن «الادعاء على المنتفضين بتهمة الإرهاب وتشكيل العصابات يفتقد للأساس القانوني الصحيح ويدخل في إطار التلفيق والانتقام، وهذا يشكل تهديداً واضحاً للعمل السياسي وحرية الرأي والتعبير والتحرك، وإنْ حصلت تجاوزات إلا أنه مرفوض إلصاق تهمة الإرهاب لخلفيات معلومة».

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 25/02/2021

وطنية/الخميس 25 شباط 2021

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون البنان"

انشغلت أوساط سياسية بمضمون الاتصال الهاتفي بين الرئيس الحريري والبطريرك الراعي بعد لقاء البطريرك الماروني وفدا من التيار الوطني الحر ويقول بعض هذه الأوساط إن العين متجهة الى واشنطن وطهران لمتابعة الأجواء المتعلقة بمصير التفاوض حول الاتفاق النووي الأمر الذي يرخي بظلاله على مسألة الوضع الحكومي اللبناني وتشير الأوساط نفسها الى تحركين (2) للرئيس الفرنسي بإتجاه طهران وآخر للبابا عن طريق زيارة لبنان بعد العراق.

وفي الشأن الإقليمي تتابع المحافل الدبلوماسية نشر الإدارة الأميركية تقرير الCIA المتعلق بمقتل الصحافي جمال خاشقجي وموقف الرئيس بايدن من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بما يعكس شعاعا كبيرا في الإقليم.

محليا استياء شعبي من الفقراء من الكلام على رفع تعرفة سيارات الأجرة الى 5000 آلاف ليرة لبنانية الأمر الذي نفاه وزير النقل دون أن تنفيه نقابة السائقين العموميين وفي رأي مراكز سياسية أن الوضع المعيشي والإقتصادي سيشهد مزيدا من الإنهيار إذ لم تشكل الحكومة.

اذن الانظار شاخصة نحو الصرح البطريركي الذي شهد صباحا وفدا من التيار واتصالا من رئيسه يؤكد استمرار التواصل مع الراعي.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ان بي ان"

لا حراك سياسيا جديا ولا كلام ولا سلام بين المعنيين بالشأن الحكومي ولا وجود لأي إشارة أمل بالخروج من نفق التأليف المقفل.

ابرز ما رصد في السياسة اليوم كان اطلاق تيار المستقبل تحركا نحو المرجعيات الاسلامية والمسيحية انطلاقا من دار الفتوى وتوجه التيار الوطني الحر نحو بكركي.

في دار الفتوى ابلغ التيار الأزرق مفتي الجمهورية بأن الرئيس سعد الحريري يعمل إستنادا إلى الدستور وهو حريص على حقوق جميع اللبنانيين الذين نبذوا اللغة الطائفية والمذهبية.

وفي الصرح البطريركي لمس التيار البرتقالي حرص البطريرك بشارة الراعي على إنجاز الاستحقاق الحكومي بأسرع وقت ووقف القواعد الميثاقية والدستورية.

ووفق قواعد التفلت من كل القواعد والضوابط تتناسل الأزمات الاقتصادية والمالية والنقدية والمعيشية الممتدة من الليرة المقهورة امام الدولار مرورا بالبنزين الملتهبة أسعاره وصولا إلى الكهرباء الغائب "تيارها" على مساحة ساعات الليل والنهار.

وارتباطا بموضوع الكهرباء اعلن اليوم عن اجراء ثلاث مناقصات في نيسان المقبل لشراء كميات من الفيول أويل والغاز أويل.

وفي الإطار أشار المدير العام لإدارة المناقصات جان العلية للـ NBN إلى أن دفتر الشروط بصيغته السابعة الذي وصل إلى إدارة المناقصات يراعي المقتضيات الاقتصادية والتنافسية وحقوق الدولة المالية وضبط الشركات اللبنانية التي تستوفي الشروط المطلوبة.

ولفت العلية إلى تخفيض رقم الأعمال المطلوب إلى ملياري دولار بينما كان في السابق يتم الإصرار على تلزيمها لتحالف شركات كل شركة منه يبلغ رقم أعمالها أربعة وعشرين مليار دولار.

في اليوميات الكورونية استأنف منسوب الإصابات ارتفاعه بعد انخفاض نسبي في الأيام القليلة الماضية.

أما منسوب الضجة المفتعلة حول تلقيح بعض السياسيين فقد سجل إنخفاضا بعد ما تبين من معطيات أعلنها وزير الصحة.

وليس بعيدا من ذلك ظهرت بشائر واعدة من خارج الحدود عكستها منظمة الصحة العالمية عندما أعلنت ان السيناريو الأسوأ الذي سببه الفيروس انتهى مؤكدة انه بحلول العام 2022 لن تكون هناك حاجة إلى قيود الإغلاق المفروضة في بعض الدول.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "أم تي في"

كل الطرق تؤدي الى بكركي. فالصرح البطريركي تحول في الايام الاخيرة مزارا وطنيا ومحور التقاء اللبنانيين. ففي ظل إفلاس السياسة وعقم السياسيين والممارسات الفاجرة لمنظومة حاكمة فاسدة، وفي ظل تدهور أوضاع اللبنانيين على كل المستويات، عادت البطريركية المارونية لتلعب الدور المنذورة له تاريخيا: فهي منذ نشأتها خشبة الخلاص للوطن المعلق على الصليب، وترسم للجمهورية الصغيرة علامات الرجاء والانتصار.

أمس كان تكتل الجمهورية القوية والحزب التقدمي الاشتراكي في المقر البطريركي، واليوم جاء دور تكتل لبنان القوي ولقاء سيدة الجبل والتجمع الوطني وحركة المبادرة الوطنية. ومن لم يأت اتصل هاتفيا، اذ سجل اتصالان بارزان: الاول لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري والثاني لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.

كل اللقاءات والاتصالات تمحورت حول طروحات البطريرك المتعلقة بالحياد والسلاح المتفلت والمؤتمر الدولي من أجل لبنان، كما تمحورت حول مسيرة السبت التي ستؤم بكركي تأييدا لسيدها ولطروحاته. طبعا، التيار لن يشارك في مسيرة السبت، وربما لهذا السبب حضر استباقيا الى بكركي ليشرح للراعي موقفه مما يحصل.

اما بالنسبة الى سيد الصرح فالرؤية واضحة. ووفق معلومات ال "ام تي في" فان الراعي سيؤكد مواقفه امام الجماهير المحتشدة، مشددا على انه يطرح حلولا للازمة اللبنانية لا مشاكل جديدة، وان هدفه من كل طروحاته هو نقل الواقع من مرحلة السلبية الى مرحلة الايجابية، وزرع الثقة والطمأنينة بين اللبنانيين بدلا من الخوف والقلق والريبة.

في هذا الوقت، الحكومة مكانك راوح. فعون وباسيل على موقفهما، كذلك الحريري، والموقفان حتى الان خطان مستقيمان لا يلتقيان. وفيما المراوحة تستمر وتتجذر، فان ظلمة الكهرباء الشاملة تقترب. وقد سجل اليوم تطور درامتيكي جديد تمثل في شح الدولار نتيجة خفض الكميات التي تسلم الى الصرافين ونتيجة الطلب الكثيف والمتزايد على العملة الخضراء .

اقليميا، الزيارة التي تردد ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يعتزم القيام بها الى السعودية بين الثالث والرابع من آذار اجلت على ما يبدو الى موعد آخر. التأجيل يعني ان الظروف لم تنضج بعد امام الحراك الفرنسي سواء اقليميا او محليا.

الا يعني هذا ان الوضع في لبنان سيبقى في غرفة الانتظار حتى اشعار آخر، وان تشكيل الحكومة العتيدة سيبقى تشكيلا نظريا، اي... مع وقف التنفيذ؟

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"

بلد المليار ونصف مليار انسان – اي الصين – تعلن التغلب على اخطر الاوبئة والآفات – اي الفقر، فيما فقراء السياسة في بلد الامراض والمعضلات – اي لبنان – الخائفون من المرابي الاميركي، يتدلعون على اليد الصينية الممدودة للمساعدة بانقاذ البلد الذي عجزت عن تقييم ازماته كل المؤشرات الاقتصادية.

وما زلنا نبحث عن اعتمادات مدعومة للكهرباء المقطوعة، والحاكم بامر المال ممتنع عن التسديد، ونتشاجر بل نتناحر بالسياسة على اللقاح، ولقاح الصين يغزو كل العالم، ونبحث عن سد بين المزايدات السياسية لتأمين المياه للبنانيين العطاشى، فيما انهارنا استحالت مجاري، والصيني حاضر للتنظيف والتكرير.

وما زلنا نعاني من النقل المشترك، ويعاني السائقون العموميون ومعهم الفقراء ، وتعرفة النقل عالقة في بورصة يتلاعب بها ارتفاع البنزين وسعر الرغيف، فيما أكبر الشركات الصينية تنتظر جهابذة الفكر اللبنانيين للبت بالعروض حول انشاء سكك حديدية ونقل مشترك واتوسترادات عصرية .

اما الازمة اللبنانية العصية على كل مساعدة الى الآن، فهي التشكيلة الحكومية، رغم استيلاد الافكار والمبادرات ومعاودة حركة الوسطاء ، فيما اعتبرت كتلة الوفاء للمقاومة ان ضرر التأخير في التشكيل أصبح أكثر بكثير من ضرر أي تنازل من شأنه أن يسهم في تسريع ولادتها التي باتت أكثر من ضرورة .

في الاقليم أضرار بدأت تصيب ايتام دونالد ترامب، والجديد كشف نووي خطير في ديمونا الصهيوني، وجريمة تلاحق ولي عهد السعودية .

وكالة اسوشييتد برس الاميركية نشرت صورا التقطها الاقمار الصناعية لمفاعل ديمونا النووي في كيان الاحتلال، تظهر عمليات التحسين والتطوير فيه. وفيما رفضت الحكومة الصهيونية التعليق، علق خبراء ومحللون على الصور داعين الحكومة العبرية للكشف عن برنامجها النووي السري بدل التحريض على الملف النووي الايراني.

وبلا تحريض وقع محمد بن سلمان في شر افعاله، وعاد ليغرق بدماء الصحافي السعودي جمال الخاشقجي مع الاستعداد لكشف تقرير الاستخبارات الاميركية الذي يشير الى تورطه في العملية. اما الجريمة الموثقة امام العالم أجمع، فهي مشاهد آلاف الاطفال والنساء والشيوخ اليمنيين الذين قطعهم محمد بن سلمان بآلة القتل الاميركية ؟

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"

هدأت على جبهة تلقيح عدد من النواب، من دون أن تنجح محاولات التبرير في تبديد الالتباس، وعادت الأنظار إلى ملف تشكيل الحكومة، من باب تتبع اخبار اللقاءات والاتصالات، التي لا يبدو أنها ستثمر جديدا خلال وقت قريب.

واليوم لفتت زيارة وفد من التيار الوطني الحر لبكركي، سبقها اتصال بين رئيس التيار والبطريرك الماروني. وصبت الزيارة في سياق منع اللعب على وتر الخلاف، وتكريس التواصل الدائم لتوضيح الأمور، علما ان البطريرك الراعي الذي التقى لاحقا المدير العام للأمن العام، تلقى اتصالا من رئيس الحكومة المكلف، في وقت زارت السفيرة الفرنسية النائب جبران باسيل، وتطرق البحث بين الجانبين إلى ‏تشكيل ‏الحكومة وتنفيذ الإصلاحات، وكل ما هو مطلوب من لبنان على الصعد السياسية والمالية والاجتماعية، انطلاقا من المبادرة الفرنسية، وتم التأكيد على استمرار التواصل بين الجانبين.

أما في بعبدا، التي لا يغيب الشأن الحكومي عن يومياتها، فتابع رئيس الجمهورية بشكل خاص اليوم قضية التسرب النفطي، علما أن وزير الخارجية شربل وهبة يطل مباشرة في سياق النشرة للإضاءة أكثر على الموضوع.

وفي غضون ذلك، لا يزال الهم المعيشي في صدارة أولويات الناس، حيث كشفت دراسة للدولية للمعلومات اليوم ان الحد الأدنى للاجور في لبنان بات بين الادنى عالميا. وفي الموازاة، تتابع الاوتيفي اليوم تدقيقها التشريعي في القوانين الاصلاحية العالقة، والوقفة الثالثة اليوم مع قانون الكابيتال كونترول في تقرير للزميلة نانسي صعب.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

كيف السبيل إلى مطالبة وزير مستقيل، بأن يستقيل؟

هذا ما ينطبق على وزير الصحة المستقيل حمد حسن.

كان يمكن لأخطاء هامشية أو ثانوية، أن تمر، لكن خطأ "دليفري" لقاح كورونا إلى قصر بعبدا وإلى مجلس النواب، يجب الا يمر، والتسلح بأن الحكومة مستقيلة ولا يمكن مطالبته بالإستقالة، لا يفيد، فبإمكانه أن يعتكف، أو أن تكف يده ويتسلم أحد غيره ملفا هو من أخطر الملفات، وهناك سابقة ليست بعيدة في الزمان. فحين لم ينجح وزير البيئة في حكومة الرئيس تمام سلام، محمد المشنوق في ملف النفايات، طلب التنحي عن الملف وسلم إلى الوزير أكرم شهيب. ماذا يمنع اليوم أن تكف يد الوزير حمد حسن الذي يبدو أن لديه "منصة" مغايرة للمنصة الرسمية وأوقع الحكومة اللبنانية في أكثر من حرج خصوصا أنه برر فعلته بأنه أراد أن يكافئ مجلس النواب على عمل هو من أدنى واجباته. فعلى سبيل المثال لا الحصر، بعد إقرار قرض البنك الدولي للعائلات الأكثر فقرا، هل يمكن أن يخرج وزير المال ليقول ان هناك "كوتا من القرض" للسادة النواب الذين تعبوا في إقراره؟

وغدا، "إذا طلع في غاز" في البحر، هل يعطى من سنوا القانون جزءا من "البلوك المكتشف" تقديرا لجهودهم؟

أحد ما يجب أن يضع حدا لهذه المهزلة، كل وزير "فاتح قانون على حسابو"، وكل مقر يجتهد في تطبيق القانون والقرارات: في مجلس النواب، هناك نواب تعبوا، في قصر بعبدا توسع التلقيح ليشمل الأشخاص اللصيقين، علما أنه اينما كان هناك أشخاص لصيقون، فماذا يقال عن المرافقين والسائقين؟

حضرات الرؤساء، الوزراء والنواب، "مش ظابطة"!

سلموا مفتاح مخزن اللقاحات لمن لا يفسر القرارات وفق أهوائه.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

على التأليف المخطوف دارت محركات اللواء عباس ابراهيم وفيما تيمم الوفود وجهها شطر بكركي كان المدير العام للأمن العام يزور الصرح في مهمة تحرير الحكومة من خاطفيها على أن يرأس البطريرك الراعي قيادة هذا التفاوض بالشراكة مع ابراهيم، وكل في اتجاه.

هي مبادرة المحاولة الأخيرة والمرفوعة على الصليب وقد تستلزم لقاءات مع المرجعيات المقررة بالتشكيلة الحكومية المحبوسة. وقد اختصر ابراهيم مهمته بإعلانه أنه سيتولى جزءا من المساعي، فيما غبطته يتولى الجزء الآخر ولذلك لا بد من التلاقي من حين الى آخر لاستكمال الجهود على أمل أن تتحسن الأمور.ورأى ابراهيم أن من يريد العمل من أجل مصلحة لبنان عليه أن يأخذ الدفع من غبطته وإذ أكد أن العالم قائم على الرجاء والأمل قال : نحن لن نكل ولن نمل وسنكمل العمل الذي نقوم به واستطلاعا للمبادرة الجديدة كانت الكنيسة تتلقى وتستقبل اتصالات بينها من الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي شرح أسباب غيابه عن وفد التيار واعدا بلقاء قريب فأجابه الراعي "البيت بيتك". ولكن " خراب البيوت" لن يكل أيضا ولن يمل هدم منازل التأليف بموازين ومعايير وإحداثيات وميثاقيات ودساتير بنيت على ضفاف الدستور. فهل يسمح للمبادرة الحديثة بالتحرك؟

وآلية المبادرة سوف تستدعي الاستجابة من المعنيين سواء على الجهة التي تولتها بكركي والمتصلة بالمقررين المسيحيين أو على الجهة المقابلة التي سيكون ابراهيم فاعلا فيها وتستوجب من حزب الله أن يكون شريكا لا مراقبا وسطيا.

وإذا ما صفيت النيات فإن الحلول ممكنة وقد لخصها البطريرك الراعي اليوم بجمليتن : أنهم يختلفون على عبارة "يوقع رئيس الجمهورية تشكيل الحكومة بالاتفاق مع الرئيس المكلف" " وشوفوا لحد وين يا عمي "

ولفت إلى "أننا وصلنا إلى مكان لا نستطيع التفاهم مع بعضنا لذلك كان طرحنا لمؤتمر دولي". ودعا الراعي كل فريق إلى "وضع ملاحظاته بالمشكلات لتقديمها كورقة واحدة إلى الأمم المتحدة من دون الرجوع إلى أي دولة".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 25 شباط 2021

وطنية/الخميس 25 شباط 2021

النهار

تراجع احد النواب عن عقد مؤتمر صحافي لتوضيح مجريات عملية التلقيح التي جرت واخذت ضجة كبيرة.

يُتوقّع أن يشارك تنظيم سياسي جنوبي قديم في التحركات المطلبية المقبلة بعد مواقف رئيسه

يقول أحد النواب البارزين إنّ قوى 14 آذار عادت إلى الواجهة من خلال المواقف السياسية وليس عبر التنظيم الذي كان يجمع جميع القوى المنضوية في هذا الفريق.

اعتبر وزير سابق ان مذكرة "التيار الوطني الحر" الى الفاتيكان تأتي في اطار تباعده مع بكركي وتبرز كمحاولة التفاف على البطريركية المارونية ما يعمق هذا التباعد

يقول مسؤول سياسي في احد الاحزاب المسيحية ان حزبه لا يزال مترددا في خوض الانتخابات النيابية الفرعية اذا حصلت في مواعيدها وهي تفضل تأجيل الاستحقاق لعدم وقوعها في الاحراج.

الجمهورية

لا تزال القطيعة قائمة بين مرجع حكومي ووزيرة في حكومته بسبب ما يصدر عنها من مواقف متسرعة ومتناقضة تحرج العديد من زملائها لتدخّلها في أمور من إختصاصهم وصلاحياتهم.

يعمل محيطون بمرجعية روحية على تزكية مواقفه لدى جهات دولية ليكون صوته مسموعاً وله تأثير كبير في الأيام المقبلة.

نفت أوساط مسؤول كبير خبراً سرّبته مصادر وزارة معنية معتبرةً أن هذه الوزارة تحاول تخبئة فضيحتها برمي التهمة على الآخرين.

اللواء

سجلت بعض المصارف ذات الامتداد الإقليمي والدولي أرباحاً كبيرة، خلال العام "الكورونالي" المنصرم!

طُلب من النواب الذين تلقوا اللقاح، الإسراع إلى إصدار تغريدات أو بيانات، تشدّد على ان اسماءهم أُدرجت على المنصة!

تعتقد مصادر دبلوماسية غربية ان عاصمة نافذة في المنطقة، لا ترغب برؤية تقدّم في مبادرة دولة كبرى، على خلفية خلافات ناشئة في ما خص ملفات معروفة.

نداء الوطن

أظهر تقرير المفتشية الصحية والاجتماعية في التفتيش المركزي ان مستشفى رياق الحكومي الذي أعلنت وزارة الصحة انها أوقفت اعتماده كمركز للتلقيح، لم يكن مدرجاً من الأساس ضمن مراكز التلقيح ما طرح تساؤلات حول مدى التزام الوزارة بقائمة المراكز المعتمدة.

تردد أنّ ردة فعل أحد المعنيين إزاء تلقيح بعض النواب، جاءت رداً على اعتراض اللجان النيابية على بنود الاتفاقية مع البنك الدولي حول دعم الأسر الأكثر فقراً وتخفيض العمولة من 6% إلى1%.

أثيرت بلبلة في قصر العدل بعد استدعاء عدد من الصيارفة، إثر اعتراض البعض على قرار تركهم من دون الاستحصال على النشرة القضائية لهم وفقاً للأصول المتبعة.

الأنباء

حركة سياسية نشطة محورها مواقف زعيم سياسي ومرجع روحي، باتت تشكل قلقاً متزايداً لدى فريق الحُكم.

تنمّر مستغرب بحق ممثل رفيع لمؤسسة دولية في لبنان من قبل مسؤول رسمي يفترض به أن يكون اكثر رصانة في تصريحاته.

البناء

قال مصدر دبلوماسي إن المساعي الإماراتيّة مع السعودية حول الحكومة اللبنانية بناء على رغبة الرئيس إيمانويل ماكرون والرئيس سعد الحريري توقفت عند جواب سعودي يطلب تدخّل حزب الله لدى أنصار الله لوقف هجوم مأرب والتوقف عن قصف المواقع السعودية وأن أحداً لم يجرؤ على مفاتحة حزب الله خشية ظهور الأمر كفضيحة سياسيّة تسقط كل الاتهامات لحزب الله بربط الحكومة بقضايا إقليميّة بينما العكس هو الذي يحدُث.

قال مصدر مالي في الاتحاد الأوروبي إن ودائع إيرانيّة تقارب الـ 20 مليار دولار ستكون قد حرّرت من مصارف غير أوروبيّة قبل توجيه الدعوة لاجتماع غير رسميّ يضم طهران وواشنطن ضمن منصة الـ 5 + 1 بدعوة أوروبية وإن الآلية الأوروبيّة ستبدأ بالعمل بعد الاجتماع وصولاً للعودة الكاملة للاتفاق ورفع العقوبات خلال ثلاثة شهور.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

فيديو مقابلة من قناة سكاي نيوز مع السياسي الأميركي المعروف جون بولتون: رغبة بايدن بالعودة للاتفاق النووي كارثية | مواجهة

https://www.youtube.com/watch?v=zgNTkZWHMXA

 

لبنان: انتقادات لفوضى التلقيح ضد «كورونا/مطالب بالتزام الأولويات وتسريع العملية

بيروت الشرق الأوسط»/25 شباط/2021

يتواصل الجدل في لبنان حول الفوضى التي اعترت خطة التلقيح ضد «كورونا» والتجاوزات وعدم احترام الأولويات ولا سيما بعد تلقيح عدد من النواب قبل أن يحين دورهم حسب الخطة الوطنية لتوزيع اللقاح والتي تخصص المرحلة الأولى للطواقم الطبية وكبار السن فوق الـ75 عاماً. وبرر وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن تلقيح النواب بأن أسماءهم مسجلة على المنصة التي أطلقتها الوزارة لتسجيل أسماء الراغبين في تلقي اللقاح وأنهم من الفئات المستهدفة فضلا عن تقدير دورهم المسؤول في التشريعات المتعلقة بتسهيل استيراد اللقاح. ولفت حسن إلى أنه «ليس من وصاية دولية على الخطة الوطنية للتلقيح، بل هناك تنسيق مع اللجنة المكلفة من البنك الدولي لضمان منع تهريب اللقاح أو بيعه واستثماره، أما الأمور التفصيلية والتطبيقية فهي قرار سيادي، ومن صلب مرجعية الوزارة»، مضيفاً: «إذا ما اعتبر البعض أن ثمة ثغرة حصلت بتلقيح النواب، فنحن سنأخذ الأمر في الاعتبار وهذا سيخفف عنا الكثير من الضغط على المستويات كافة». وكان المدير الإقليمي للبنك الدولي في الشرق الأوسط ساروج كومار أشار إلى أنه عند تأكيد الانتهاك في عملية توزيع اللقاح يجوز للبنك الدولي تعليق تمويل اللقاحات ودعم استجابة لفيروس كورونا في كل أنحاء لبنان. وفي هذا الإطار أشار، رئيس لجنة اللقاح ضد «كورونا» في لبنان عبد الرحمن البزري إلى أن «لقاءً حصل بين كومار جاه ووزير الصحة حمد حسن لمناقشة التجاوز الحاصل في خطة التلقيح سيليه لقاء معه لتسجيل الملاحظات». واعتبر البزري أن ما حصل في المجلس النيابي إساءة للصورة التي دأبت اللجنة على رسمها لعملية التلقيح حول الشفافية واعتماد المعايير والأولويات، آملا «ألا يتكرر هذا التجاوز للتوصيات العلمية التي توافقت عليها جميع السلطات». هذا ولفت نقيب الأطباء في بيروت شرف أبو شرف إلى أن التجاوزات مستمرة لخطة التلقيح فيما المطلوب الالتزام بالأولويات وتسريع العملية، مشيراً إلى أن «عدد الذين تلقوا اللقاح لا يزال قليلاً فيما المطلوب الوصول إلى مناعة مجتمعية تفوق الثمانين في المائة قبل أن يتحور الفيروس ولا يعود اللقاح فعالاً عليه. وشدد أبو شرف على ضرورة إشراك القطاع الخاص في عملية التلقيح. من جهة أخرى، بحث وزير الصحة أمس مع رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني حسن منيمنة في موضوع تلقيح اللاجئين الفلسطينيين. وطرح منيمنة إمكانية استيراد مجموعة من 300 ألف لقاح للاجئين الفلسطينيين يتم تمويلها من الجهات المانحة وتوزيعها على مراكز تلقيح قريبة من المخيمات وداخل بعض المخيمات.

 

«المستقبل»: الحريري حريص على حقوق جميع اللبنانيين بعد لقاء مع المفتي دريان

بيروت: «الشرق الأوسط»/26 شباط/2021

أكدت كتلة «المستقبل» حرص رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري على حقوق جميع اللبنانيين الذين نبذوا اللغة الطائفية والمذهبية التي دمرت البلاد، وذلك خلال زيارة وفد من الكتلة ترأسته النائبة بهية الحريري، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى. وقال النائب وليد البعريني إن الزيارة تمت بتكليف من الرئيس الحريري «حيث استمعنا إلى نصائح المفتي دريان وتزودنا بتوجيهاته، التي تدعو إلى التضامن والوحدة بين اللبنانيين في هذه الظروف الصعبة لمواجهة الأزمة التي يمر بها لبنان». وقال إن الكتلة أبلغت دريان أن الحريري ومنذ تكليفه، «عمل جاهداً للوصول إلى حكومة مهمة من أصحاب الاختصاص غير الحزبيين، المشهود لهم بالكفاءة لإجراء الإصلاحات الضرورية، ووقف الانهيار وإعادة إعمار ما دمره انفجار المرفأ». وأكد الوفد أن الحريري «يعمل استناداً إلى الدستور، وهو حريص على حقوق جميع اللبنانيين الذين نبذوا اللغة الطائفية والمذهبية التي دمرت البلاد». كما أبلغ الوفد دريان أن الحريري «كرَّس كل علاقاته الخارجية وهو يقوم بزيارات عدة لدول شقيقة وصديقة، لتأمين شبكة دعم عربية ودولية للبنان، تساعده في تخطي المشاكل التي يعيشها». وتأتي الزيارة في ظل تجاذب سياسي داخلي حال دون تشكيل الحكومة اللبنانية منذ تكليف الحريري في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

 

منير بركات: مصادرة جبهة المقاومة الوطنية وتهديد الكيان في خدمة العدو؟! ‏

الكلمة أونلاين/25 شباط/2021

كتب "رئيس الحركة اليسارية اللبنانية" منير بركات: "عندما صادرت المقاومة الاسلامية دور جبهة المقاومة الوطنية اللبناتية ضد الاحتلال الاسرائيلي (جمول) بقرار سوري ايراني بعد تحريرها الاراضي اللبنانية المحتلة وصولا الى الشريط الحدودي استفاد العدو الاسرائيلي من تورط حزب الله في القتال الداخلي في لبنان وسوريا والغراق واليمن مما ادى تعميق الانقسام الحاد السني الشيعي مما دفع بمعظم العرب بسبب التهديد الايراني الى التطبيع مع اسرائيل. وبعد مصادرة الدولة اللبنانية وعزلها دوليا وعربيا، والهيمنة على كل مفاصل البلاد وتهديد الكيان ووثيقة الوفاق الوطني، مما يدفع معظم اللبنانيين من داخل السلطة وخارجها لا سيما المرجعيات الدينية والحراك الشعبي الى التدويل وصولا طلب الحماية الدولية."

 

الفقر الى اعلى مستوياته، اللبنانيون مشردون في بلدهم، والاطفال بين البرد والجوع... "الن الله"

القناة الثالثة والعشرون/25 شباط/2021

مهما نصت الاتفاقيات الدولية والمحلية على حقوق لحماية النساء والاطفال والعمال والناس اجمالا، فإن التغيير غير ممكن ما لم يتغير النظام الاقتصادي الاجتماعي الحاكم في البلاد. وما دامت الانظمة قائمة على اللاعدل في الحكم وتوزيع الثروات ، فليس من المستغرب مشاهدة أحزمة البؤس والتشرد والفقر والجوع مكدسين على جوانب الطرقات.  وإذ لا نستغرب الشيء لا يعني أن لا نستنكره ونحاربه في خطاباتنا اليومية ومقالاتنا ومنشوراتنا ونضالنا باللحم الحي ضد السلطة القائمة على فقرنا وجوعنا. لم يعد الشعب اللبناني حملٌ لأي مشكلة او ازمة اضافية، ومع هذا تشعر وكأن مشاكل العالم تأبى الا ان تصيبنا. في لبنان، الفقر والجوع أصبحا واقع نعيشه يوميا ونخاف اشتداده في المستقبل، والأبشع من كليهما هو أن تجد المواطنين بلا سقف يأويهم تحته، فترى المتشردين من ابناء جلدتك ينامون تحت جسر الكولا مثلا، تصطدم بأولادهم وأنت تمشي الى عملك.. يطالبوك برغيف خبز (الذي يُتوقع أن يرتفع سعره مجددا)، او بلحاف يحميهم من وحشية البرد في الشتاء. ترى النساء يحاولن اخفاء أثدائهن لاطعام اطفالهن الرضَّع، ترى الرجال يلحقون بأولادهم خوفًا من أن تدهسهم احدى السيارات غير المبالية. يُطالعك احدهم بنظرياته الفلسفية فيقول "يخففوا ولاد"، ويحوّر القضية من قضية رأي عام فيها واجب على السلطة بتأمين السكن على الاقل، الى قضية عنصرية وتنظير فوقي على الفقراء. لا شك أن الانجاب يجب أن يُدرس، لكن التنظير على أناس لا يملكون حق رغيف خبز ليس واردًا! الجهود يجب ان تُصب على من بيده الحل ولا يحرّره، على من هو المشكلة اساسا! فبدل من لوم الضحايا، لندرس هذه الظاهرة الحقيرة في بلدنا! اتخيل أن لا تجد في بلدك "خبزة وزيتونة" وسقف يحميك! تخيل أن تضطر للنوم على الطرقات في بلد لك الحق فيه بالمسكن والاكل والشرب والطبابة والتعليم! تخيّل اليوم قبل النوم، أن رغم وجود آلاف الابنية والبيوت المهجورة التي لا تحتاج للكثير من المال لترميمها فتصبح صالحة للسكن، ما زال آلاف المواطنين مع عائلاتهم يضطرون على النوم في الطرقات معرضين حياتهم وحياة اولادهم للمخاطر! تخيّل قبل النوم، أن الاولاد الذين يطالعوك يوميا على شبّاك سيارتك فتنزعج منهم، يعملون بأحلك الشوارع وبأحقر الاعمال وأذلها! تخيل أن هؤلاء الاطفال يجبرون على بيع المخدرات وبيع أجسادهن للدعارة والاعمال الشاقة الرخيصة!

مهما صوبنا على الضحايا وحملناهم ثقل مشاكلهم، المجرمون معروفون يقبعون في قصورهم ينامون على الريش والحرير يتقاتلون على المناصب والكراسي! المجرمون معروفون، والانظمة غير العادلة واضحة بوقاحتها... فلنتصرف الآن قبل فوات الاوان، قبل أن نرى أنفسنا بلا سقف فوق رأسنا.

 

آلاف اللقاحات بين الإختفاء والسرقة... ونائب مخضرم: أريد أن أتلقّح!

ليبانون ديبايت/25 شباط/2021

لم تبرُد "قضية" تلقي عدد من النواب اللقاح داخل المجلس النيابي، حتى انتشرت تقارير للتفتيش المركزي تُثبت اختفاء آلاف اللقاحات وتضع وزارة الصحة في دائرة الإتهام. وفي التفاصيل، أشارت تقارير التفتيش المركزي إلى أن "الأسبوع الأول من خطة توزيع اللقاحات، شهد توزيع 30% منها خارج المنصة، حيث بلغ العدد التراكمي للملقّحين المسجلين على المنصة 9619، في حين بلغ العدد التراكمي للملقّحين في تقرير حركة المخزون 15241، أي تمّ تلقيح 6239 شخصا من خارج المنصة." ويكشف رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي، في حديث عبر "ليبانون ديبايت"، عن "مشكلة تقنية حدثت في المنصّة، ولكن تمّ علاجها وتحديث المنصّة، والذين تلقّوا اللقاح من خارجها ولم تظهر أسماءهم للسبب التقني الذي ذكره، تمّ اختيارهم بحسب أعمارهم". وقال: "لا فكرة لديّ عن لقاحات مسروقة، فعندما سألتُ المعنيين في وزارة الصحة عن الأمر، أكدوا لي أن ما من سرقة". وعن النواب الذين تلقوا اللقاح في المجلس النيابي، قال عراجي: "أنا فقط أُقدّم إستشارات طبية وإرشادات للنواب في كيفية إستخدام المنصة الإلكترونية، بحكم دوري كطبيب"، لافتاً إلى أن "كل النواب الذين تلقحوا اللقاح تتراوح أعمارهم بين 70 و75 سنة". وقال عراجي: "هناك نائب مخضرم طلب أن يتلقّى اللقاح، لكن طلبه قوبِلَ بالرفض لأن سنّه أصغر من السن المحدد، وفق الآلية المعتمدة من وزارة الصحة". ولفت إلى أنه كان يفضّل أن "يحصل تلقيح النواب في المستشفيات، وذلك أفضل من الناحية الطبية"، مشيراً إلى أنه "يحق لمجلس النواب، وبشكل قانوني، أن يسجّل موظفيه ليتلقوا اللقاح، لكن الخطأ الذي حصل أن مكان التلقيح كان مجلس النواب".

وعن احتمال تنفيذ البنك الدولي لتهديده وتجميد تمويله لدعم اللقاحات في لبنان، قال عراجي: "لا أظنّ، ولكن من المؤكد أنه سيتمّ الإضاءة على هذه الثغرة التي حصلت"، لافتاً إلى أن "تمويل اللقاحات هو قرض وليس هبة".

 

التطوّرات تصدّع العلاقات و"الحزب" يفقد حلفاءه!

المركزية/25 شباط/2021

تركت المستجدات السياسية والشعبية والمعيشية التي شهدتها ولا تزال الساحة المحلية، منذ انفجار 17 تشرين الى اليوم، تداعيات سلبية على العلاقات بين القوى المحلية كلّها. باستثناء الحلف بين الثنائي الشيعي حزب الله - امل، التحالفات كلّها تصدّعت وتزعزعت. حتى ان أهمّها، وعنينا التسوية الرئاسية بين الفريقين الازرق والبرتقالي من جهة، وتحالف مار مخايل بين التيار الوطني الحر وحزب الله من جهة ثانية، لم يصمد بعد ان اهتزت الرمال تحتها بقوة، تحت اقدام الناس في الشارع وتحت وطأة الازمات القاتلة اقتصاديا ومالياً. مصادر سياسية مطّلعة، تتوقّف عبر "المركزية" عند ما اصاب الضاحية جراء هذه الموجة. فتوضح انها تعرّضت، كسواها من الاطراف، لخضّات وازنة، تتخذ بعدا مضاعفا في الميزان السياسي، كون الحزب يعتبر قائد فريق 8 آذار...  في الاسابيع الماضية، خرج الى العلن تباين بينه والتيار الوطني الحر الذي طالب علنا بضرورة مراجعة تفاهم مار مخايل لانه لم ينجح في بناء الدولة. وقد قال الفريق البرتقالي في ذكرى توقيع الوثيقة ان "التفاهم جنّب لبنان شرور الانقسام، ولكنه لم ينجح في مشروع بناء الدولة وسيادة القانون"، معتبراً أنّ "الذكرى السنوية للتوقيع تعتبر مناسبة للتمعن في هذا التفاهم". الكلام من فوق السطوح لم يرُق للحزب، تتابع المصادر، الذي فضّل بحسب ما اعلن منذ ايام امينه العام السيد حسن نصرالله ان النقاش يُستحسن ان يحصل خلف الكواليس. وقد قال في السياق " لا نوافق على خروج بعض الملاحظات السلبية حول تفاهم مار مخايل في بيان التيار الوطني، فهي تعطي مادة للمتربصين"، مضيفا "هناك قناعة بتطوير تفاهم مار مخايل"، مؤكداً على "متانة العلاقة مع التيار الوطني الحر".

بحسب المصادر، ثمة اتصالات تدور اليوم خلف الكواليس بين الجانبين لترميم العلاقات، ظهرت نتائجها في الخطاب الاخير لرئيس التيار جبران باسيل الاحد الماضي. على اي حال، وفي وقت يقال ان جزءا كبيرا من تصعيد "البرتقالي" في وجه "الاصفر"، هو لدفع الاخير الى الوقوف الى جانبه بقوة في مطالبه الحكومية، تلفت المصادر الى ان ثمة قوى اخرى كانت محسوبة على الفريق الممانع وتدور في فلكه، فترت علاقتها به في الآونة الاخيرة، خاصة بعد اغتيال الناشط المعارض لقمان سليم. من هؤلاء، تذكر المصادر التنظيم الشعبي الناصري برئاسة النائب اسامة سعد وعددا من الصحافيين والاعلاميين. فبعد ان أبدوا رفضهم للجريمة وطالبوا بمحاسبة الفاعلين، تم تخوينهم من قبل الجمهور الممانع.  وكان التنظيم دان في بيان "جريمة اغتيال سليم"، معزياً "عائلته وأصدقاءه ومحبيه"، مؤكداً "رفض الاغتيال السياسي والإرهاب والتهديد والتخوين ومواجهة نهج القمع والهيمنة والإقصاء"، داعياً إلى "التنوع الفكري والسياسي وحماية الحريات العامة"، معتبراً أن "الحرية والتنوع هما من الشروط الأساسية للديموقراطية، أما الإقصاء وقمع الرأي الآخر فيقودان إلى الاستبداد والتصحر السياسي"، محذراً من "خطر أساليب العنف والقمع والاغتيال على الأمن والاستقرار والتفلت الأمني وغياب حكم القانون على وحدة لبنان".

وهنا، تقول المصادر ان اتصالات تدور بعيدا من الاضواء لرأب الصدع بين الحزب والتنظيم. هي قد تنجح في وقف التصعيد، الا ان الهوة باتت كبيرة بين الجانبين تتابع المصادر، خاصة وان سعد بات بوضوح في صف الثورة التي ترفع شعار كلن يعني كلن، وجمهوره يشارك بقوة في مختلف تحرّكاتها.

 

تموضع المختارة الجديد.. هل يدلّ على تغيير كبير مقبل؟

المركزية/25 شباط/2021

منذ أسابيع تقريبا، وعلى خلفية تعثر عملية تأليف الحكومة، اتخذت مواقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط نبرة جديدة، أكثر حدة وصلابة، تجاه حزب الله. الزعيم الدرزي كان اعتمد حتى الامس القريب سياسة ربط نزاع واضحة المعالم مع الضاحية، لامست حد الهدنة الشاملة. فغاب اي انتقاد من قبل جنبلاط او فريقه، ضد الحزب، باستثناء بعض الملاحظات التقنية في عدد من الملفات اليومية المعيشية. غير انه، ومنذ شهر ونيّف، وبحسب ما تقول مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية، تبدّل واقع التهدئة هذا، وعاودت المختارة القنص على حزب الله معتبرا انه يريد الامساك بالبلد وبقراره ووضعه تحت تصرّف الجمهورية الاسلامية الايرانية، داعيا الرئيس المكلف سعد الحريري الى ترك المركب وتسليم إمرة قيادته الى الحزب وحليفيه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والتيار الوطني الحر، منفردين، وليتحمّلوا وحدهم مسؤولية الغرق المحتّم للسفينة اللبنانية المشلّعة التي تتلاطمها أمواجُ الازمات المالية والاقتصادية والمعيشية والصحية والرياحُ الاقليمية. ومع ان الرجل عاد وتراجع عن دعوته هذه للحريري، معلنا اثر 14 شباط، دعمه الكامل لزعيم "المستقبل" في كل خياراته وتوجهاته الحكومية، الا انه حافظ على اللهجة القاسية عينها تجاه حزب الله، لا بل رفعها أكثر، بعد ان رأى هجمة مَن يدورون في فلك الضاحية على البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي منذ ايام، وعلى طرح بكركي تحييد لبنان عن الصراعات الخارجية والذهاب نحو مؤتمر دولي يبحث الوضع اللبناني لمحاولة إنقاذه، وقد بلغت هذه الحملة حد تخوينه واتهامه ببيع الوطن والسيادة ورهنه للخارج، وقد لوّح الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بحرب اهلية في حال تم السير بهذا الاقتراح. وهنا، بدت لافتة الزيارة التي قام بها امس الوزير السابق غازي العريضي الى الصرح البطريركي داعما سيّده، قبل ان يخرج من اللقاء ليردّ على نصرالله، سائلا: هل سمع أحد البطريرك يتحدث عن الفصل السابع؟ المؤتمر الدولي الهدف منه تلاقي دول على دعم لبنان كما حصل في أكثر من مؤتمر من سان كلو إلى الطائف وغيرهما. وعشية الزيارة هذه، بدا لافتا ايضا، التواصل الذي حصل بين سيد المختارة ووفد من لقاء سيدة الجبل، الشبيه الى حد كبير بلقاء قرنة شهوان. هذا في الشكل. اما في المضمون، فذكّر جنبلاط خلاله بمقررات الحوار الوطني الذي انعقد في 2 آذار 2006 والتي تم التوصل اليها بالإجماع آنذاك ومنها المحكمة الدولية وتحديد الحدود اللبنانية- السورية وترسيمها ومسألة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات. واعتبر ان تلك القرارات تصح لأن تشكل ركيزة هامة لمعالجة عدد من القضايا التي لا تزال عالقة وتؤثر على الواقع الداخلي اللبناني. وجدد جنبلاط رفضه للطروحات المتتالية المتعلقة بالمؤتمر التأسيسي معتبراً أنها تهدف لإسقاط اتفاق الطائف وصيغة المناصفة التي أرساها تمهيداً لاستبدالها بالمثالثة، مجدداً تمسكه بـ"الطائف" بكل مندرجاته التي لم تطبق جميعها لا سيما منها الغاء الطائفية السياسية وتطوير النظام السياسي اللبناني ليحقق المساواة المفقودة بين المواطنين. واذ تشير الى ان جنبلاط معروف بـ"أنفه" وأنتيناته السياسية التي لا تخطئ، تسأل المصادر ما اذا كانت انعطافته الجديدة وقوامُها "التصعيد ضد الحزب والشبك مع بكركي وطروحاتها"، تأتي لاستشعاره بأن ثمة تغييرا كبيرا قادما الى بيروت، كذاك الذي حصل عام 2005 وتمثل بالانسحاب السوري، لا بد من مواكبته بلقاء شبيه بلقاء البريستول؟ لننتظر ولنرَ.

 

بيانٌ حادٌ لمصرف لبنان... وتاريخ مفصليّ!

وكالات/25 شباط/2021

علن مصرف لبنان في بيان, أنّه "خلافاً لما يتم تداوله في العديد من المقالات والتحليلات، يؤكد على وجوب تقيد المصارف بالمهل كافة المنصوص عليها في تعاميمه لزيادة رأس المال وتأمين السيولة الخارجية دون أي تعديل". كما أوضح المصرف، أنه "بعد تاريخ 28 شباط 2021، يتوجب على المصارف ارسال كافة بياناتها الى لجنة الرقابة على المصارف التي تقوم بدورها بالتدقيق بها وإرسال التقارير المتعلقة بها الى مصرف لبنان". وأكّد مصرف لبنان، أنّه "ووفقاً لنص المادة 70 من قانون النقد والتسليف، فإن استقرار القطاع المصرفي هو من واجباته وأولوياته، وبالتالي فإن مقاربته ستكون هادفة الى اتخاذ كافة الاجراءات الآيلة الى معالجة وضع المصارف وصولاً الى تعزيز استقرار الوضع المصرفي وضمانة اموال وحقوق المودعين". ووفق البيان، "سيتم التنسيق ما بين مصرف لبنان ولجنة الرقابة والهيئة الخاصة وهيئة الاسواق والهيئة المصرفية العليا باشراف حاكم مصرف لبنان بغية انجاح التعميم 154 بكل بنوده".

 

خطفُ كاهن في زحلة!

الوكالة الوطنية للاعلام/الخميس 25 شباط 2021      

تمَّ الإفراج عن الكاهن م.ص.ق (مصري الجنسية)، على طريق ضهور العيرون في سرعين، بعدما كان خطف من زحلة ليلًا، وتمّض سلب سيارته من نوع بيكانتو وما يقارب 4700000 ليرة كانت في حوزته. وقد باشرت القوى الأمنية تحقيقاتها لمعرفة هوية الفاعلين.

 

إطلاقُ نار وقذيفة صاروخية على منزل نائب "حزب الله"

الوكالة الوطنية للاعلام/الخميس 25 شباط 2021      

أطلق شبان مسلحون عند ساعات الفجر الاولى، قذيفة صاروخية على منزل عضو كتلة " الوفاء للمقاومة" النائب إيهاب حمادة في محلة التل عند أطراف مدينة الهرمل أرفقوها بإطلاق نار، واقتصرت الاضرار على الماديات. وعلى الأثر، سير الجيش دوريات في شوارع المدينة، وأقام حواجز متنقلة عند مداخلها. ووضع النائب حمادة الذي كان موجودا مع عائلته في بيروت، الحادثة "في عهدة الأجهزة الأمنية والقضاء"، مطالبا بـ "محاسبة الفاعلين"، معلناأنه تقدم بـ "شكوى لدى مخفر الهرمل". وأشار إلى أن "ما حصل هو نتيجة للتفلت الامني".

 

قطيعة كاملة ولا أمل بالتأليف!

الجمهورية/25 شباط/2021

يؤكّد كل المعنيين بملف تأليف الحكومة، أن الامور مقفلة نهائياً، لا كلام في السياسة ولا في الحكومة، ولا احد يتكلم مع احد، ولا أحد يقبل بطرح احد، هناك تسليم قاطع على كل المستويات بأنّ البلد انهار بالكامل، لم يبق فيه شيء، ومع ذلك هناك من يصرّ على إشهار أنانيته.

وأشار مسؤول كبير لـ”الجمهورية”، إلى أنه “بطبعي لا اميل الى التشاؤم، ولطالما كنت مقتنعاً انّ ابواب المخارج والحلول ليست مقفلة، ولكنني مع الأسف اعترف الآن أنني لأول مرة اشعر بهذا القدر من التشاؤم، واستطيع ان اؤكّد، صورة الملف الحكومي سوداوية بالكامل لا يُرى فيها بصيص امل بإمكان توافق الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري على التفاهم على الحكومة. ومع الأسف ايضاً انّ الحاكم لملف التأليف هو اللاعقلانية واللاموضوعية واللاشعور بالمسؤولية”. كما لفت إلى أن “كل الامور قابلة لأن تطوّع وان تلين امام ما وصل اليه حال البلد بما فيها الصلاحيات، وكل ذلك يحصل بالتفاهم إن صفت النيات، فالدستور وضع كناظم للبلد وللعلاقات بين السلطات، ولم يوضع ليعطل هذا لذاك، او لنصب متاريس بين الرئاسات على ما هو حاصل اليوم. والذي وصل فيه اطراف التأليف الى نقطة افتراق تكاد تتجاوز الخصومة الى العداوة، فرئيس الجمهورية حدّد مطالبه ولاءاته، والرئيس المكلّف حدّد سقفه وكلاهما قرّرا الّا يتراجعا، فيما البلد امام ناظريهما ينهار، ما يفرض عليهما أن يبادر كل منهما الى التقدّم ولو خطوة واحدة في الاتجاه الصحيح وتأليف حكومة يجمع العالم بأسره على انّها الوصفة الوحيدة لكي يوضع لبنان على سكة الإنفراج”.

 

هذا ما تضمّنته المذكرة التي رفعها باسيل الى البابا فرنسيس

نداء الوطن/25 شباط/2021

يستلحق "التيار الوطني الحر" اليوم صورته على الساحة المسيحية بعدما بدت واضحة مقارعة رئيسه جبران باسيل لطروحات الراعي وإسهامه بشكل واضح في إجهاض مبادراته الإنقاذية الداخلية للوضع الحكومي، بحيث سيقوم وفد من "التيار" اليوم بزيارة "رفع عتب" إلى بكركي في محاولة لركب موجة التأييد الشعبي والسياسي المتعاظم لنداءات الراعي، بالتوازي مع محاولة باسيل في المقابل استمالة الفاتيكان إلى طروحاته وأجندته السياسية والسعي إلى "القوطبة" على طرح بكركي عقد مؤتمر دولي داعم للحل اللبناني برعاية الأمم المتحدة، وهو ما يعارضه "التيار" تماهياً مع معارضة "حزب الله" لأي طرح تدويلي يفتح الباب أمام تكريس حياد لبنان عن صراعات المنطقة. وأشارت معلومات "نداء الوطن" في هذا الإطار، أنّ المذكرة التي رفعها رئيس "التيار الوطني الحر" إلى البابا فرنسيس عبر السفير البابوي في لبنان، تضمّنت مناشدة باسيل للبابا وضع يده على الملف اللبناني ورعاية حل لأزمته انطلاقاً من كونها "أزمة وجودية مسيحية" تشكل تهديداً لحقوق المسيحيين في البلد، شاكياً في الوقت عينه إلى البابا مسألة النازحين واللاجئين وداعياً إياه إلى العمل مع المجتمع الدولي على إخراجهم من لبنان لكونهم يشكلون العبء الأثقل على خزينته العامة والتحدي الديموغرافي الأكبر لمسيحييه، ومتجاهلاً في الوقت نفسه ان حكومة حسان دياب الموالية للتيار و8 آذار لم تفعل شيئاً مع حليفتها دمشق في هذا الاطار.

 

وزير الصحة : عن تلقيح النواب.. اتخذت قراراً سيادياً و "ما بدا هلقد"

وكالات/25 شباط/2021

قال وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن، في حديث لتلفزيون لبنان إنه "اتخذ قرارا سياديا وارتأى بان تتوجه الفرق الطبية الى مجلس النواب من اجل اجراء عملية التلقيح للنواب تقديراً لجهودهم، لان المجلس النيابي اجتمع خلال 7 ايام بشكل متتالي واقر قانون الاستخدام الطارئ للقاح". وأضاف الوزير حسن: هناك عيادة نقالة في وزارة الصحة ستنتقل بين المؤسسات، واسمح لنفسي بالذهاب إلى مجلس النواب وإعطائهم اللقاح بعدما أنجز النواب خلال ٧ ايام قانون تأمين اللقاح، وكما سأزور المرجعيات الروحية لاعطائهم اللقاح كما أعطيت اللقاح للنواب. حسن وفي حديث لتلفزيون لبنان، قال: لم نتجاوز المنطق في اعمار النواب وما حصل من ردات فعل فيها مبالغة وما بدا هالقد.. وهناك صلاحية للجنة الوزارية

 

إحباط خارجي وقلق على لبنان

الجمهورية/25 شباط/2021

كشفت مصادر في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب لـ”الجمهورية”، عن لقاءات جرت في الآونة الاخيرة مع عدد من السفراء والديبلوماسيين الأجانب في بيروت، عكست شعوراً بالإحباط مما وصف بـ”التعطيل غير المبرر لتأليف الحكومة في لبنان، في الوقت الذي بلغ فيه الوضع اعلى درجات الخطر، على شعبه ووجوده”. كما لفتت المصادر، الى انّ الجو الديبلوماسي بصورة عامة متضامن مع لبنان، نافياً بشكل قاطع وجود اي عامل تعطيل من الخارج، خلافاً لما يذهب اليه بعض القوى السياسية في لبنان، وخصوصاً انّ المجتمع الدولي، بدءًا بالولايات المتحدة الاميركية والاتحاد الاوروبي وسائر الدول الصديقة للبنان، أبلغت المستويات السياسية والرسمية في لبنان ضرورة حصول توافق بين اللبنانيين على تشكيل حكومة، تباشر بمهمة الإنقاذ والإصلاح. وأفادت المصادر في هذا السياق، بأنّها تلقت من سفير دولة كبرى معنية بالشأن اللبناني، جاء فيه “انّ دول الاتحاد الاوروبي تدعم من دون تردد كل المبادرات الرامية الى ايجاد حلّ للازمة في لبنان، وهي من ضمن هذا السياق، تتمنى أن يُفسَحَ المجال أمام تبادل الآراء المكثّف بين كلّ المجموعات السياسيّة حول إيجاد تسوية ينتجها اللبنانيّون، ولقد سبق لنا أن أبلغنا الجميع في لبنان، أنّ الأزمة اللبنانيّة يجب أن يكون حلّها سريعاً، والمبادرة الفرنسية وضعت لتحقيق هذه الغاية لمصلحة لبنان واللبنانيّين.. انّ الخطر يتزايد على لبنان، وهذا امر ينبغي ان ينتبه له اللبنانيون لأنّه سيؤدي الى نتائج شديدة الصعوبة إذا ما استمر الحال على ما هو عليه”. أما اخطر ما اشارت اليه مصادر اللجنة الخارجية، فهو ما تصفها بالإشارات غير المطمئنة التي تبلّغتها من مسؤولين كبار في احدى المؤسسات المالية الدولية، والتي تؤكّد انّ وضع لبنان صار مهدّداً بوضع أسوأ، في ظل انعدام وسائل علاج ومواجهة الأزمة التي تعصف به. وتعكس تلك الإشارات “الشعور العارم بالإحباط لدى المهتمين بلبنان، وانتقاداً جارحاً في حق القادة في لبنان، الذين يتعاملون مع أزمة هي الاخطر في تاريخه، بتجاهل غير مفهوم».

 

خطوات في جعبة عون لكسر جمود التشكيل... استشارات جديدة؟

المركزية /25 شباط/2021

ليست بعبدا مرتاحة للاوضاع المأساوية التي تمر فيها البلاد، ولم يكن هذا هدفها مع وصول الرئيس ميشال عون صاحب شعار "الاصلاح والتغيير" الى سدة الرئاسة الاولى. ابسط مقومات المنطق تفترض ان اي رئيس جمهورية يتطلع الى ازدهار البلاد في عهده وتخليد اسمه في سجلات التاريخ، وكل ما يقال خلاف ذلك خارج عن المنطق والفكر السليم. بيد ان سبحة الازمات التي ولدت ونمت وتجذرت في الدولة منذ اكثر من ثلاثين عاما انفجرت دفعة واحدة حائلة دون تحقيق اي انجاز، لا بل تسببت بالانهيار الذي يسعى الرئيس عون لفرملته مقاوما جبال العقبات التي ترفعها قوى سياسية مستفيدة من الواقع الحالي في وجه العهد.

المناخ هذا، ينقله زوار القصر الرئاسي عن الرئيس عون الذي يدرج ملف تشكيل الحكومة راهنا في خانته. فيؤكدون لـ"المركزية" انه يسعى جاهدا الى اخراج البلاد من حال المراوحة القاتلة التي تستنزف العهد ورئيسه ولكن، من دون ان يعني ذلك السماح للبعض باستغلال الواقع والخطوة الدستورية هذه، لفرض اعراف جديدة من خارج الدستور. فالمواد الدستورية المتعلقة بتشكيل الحكومة واضحة، تؤكد على وجوب الاتفاق، اي الشراكة. ولا يمكن في ضوئها لاي من الشريكين في مسار التشكيل الاستئثار والتصلب بمواقفه، بل التعاون والتنسيق بين رئيس الجمهورية الذي اولاه الدستور حق توقيع مرسوم التشكيل مع الرئيس المكلف بعد الاتفاق، والا لما اورد النص ذلك اساسا. ويؤكدون ان بمراجعة جهات حقوقية قانونية، تبين وجود ثغرات في الدستور اشار اليها رؤساء جمهورية ما بعد الطائف. اذ كان على المشترع ان يحدد مهلا للتسمية والتكليف والتشكيل ومنح الثقة. فلا يبقى التكليف في جيب من كلف الى ما شاء الله، في غياب اي مرجعية للحسم، حتى التشكيل او الاعتذار من دون مهل، معلقا البلاد على حبال المماطلة والعرقلة. هذا الوضع، يضيف الزوار، تنبه اليه التيار الوطني الحر منذ زمن وسعى لتحديد مهل للخطوة الدستورية، الا ان محاولاته سرعان ما اجهضت في مهدها، بعدما صورتها جهات سياسية ودينية على انها اعتداء على صلاحيات رئيس الحكومة ومسّ بحقوق طائفة، مصرّة على ابقاء المهل "مفتوحة". ازاء هذا الواقع، وانعدام فرص التغيير، يلفت زوار بعبدا الى ان الرئيس عون لن يبقى مكتوف اليدين متفرجا على الانهيار الدراماتيكي للبلاد بل يعتزم الاقدام، على الارجح، من نافذة التشاور مع الكتل النيابية، باعتبارها جهة شرعية دستورية، لا سيما التي سمت الرئيس سعد الحريري في الاستشارات النيابية الملزمة، وبناء عليه تم تكليفه، واستمزاج ارائها في ما يمكن اتخاذه من خطوات لكسر حلقة الجمود الحكومي ووضعها امام مسؤولياتها الوطنية حيال خطورة استمرار الفراغ الحكومي الشرعي والدستوري، لتحدد في ضوء هذه الخطورة موقفها وتتحمل مسؤولياتها في سد الثغرة الدستورية التي ادت الى هذا المأزق وما قد يترتب جراءه، ما دام من أولوه ثقتهم فشل في المهمة.

 

الموت يفجع النائب اسعد درغام بوفاة ابن اخته ابن الـ14 عاماً

المنسقية /25 شباط/2021

فجع عضو تكتل "لبنان القوي" النائب أسعد درغام بوفاة إبن شقيقته الشاب سامر درغام عن عمر 14 عاماً، عقب إصابته بمرض عضال. أقيمت مراسم الدفن اليوم الخميس عند الساعة الثالثة بعد الظهر في كنيسة "القديس جيورجيوس" في بلدة هيتلا محافظة عكار.

 

خصوم عون يلوحون له بهذا الخيار!

- لبنان 24/25 شباط/2021

أكدت مصادر مطلعة "ان خصوم الرئيس ميشال عون سيعملون بشكل اساسي على زيادة الضغط عليه من اجل فرض تنازلات في موضوع الحكومة". واشارت المصادر "الى ان الضغوط هذه المرة ستتمثل بالتلويح بإجراء انتخابات فرعية الامر الذي يعتقد خصوم عون انه سيشكل انتكاسة للعهد لان النتائج لن تكون لصالح التيار بسبب تراجعه الشعبي".

 

سباق مسيحي إلى الراعي

جريدة اللواء/25 شباط/2021

تتالى وصول الوفود المسيحية إلى بكركي عشية التحضير لحشد شعبي كبير السبت امام الصرح لدعم مبادرة البطريرك مار بطرس بشارة الراعي، ودعوته إلى عقد مؤتمر دولي من أجل لبنان، فبعد زيارة وفد القوات اللبنانية الذي أيد عقد مؤتمر دولي، يزور من التيار الوطني الحر بكركي عند العاشرة من صباح اليوم الخميس للقاء الراعي، في لقاء هو الثاني خلال أسبوع، للإيحاء بأن لا خلاف بين الطرفين، وربما بناءً على رغبة بابوية. وكشفت مصادر سياسية لـ”اللواء”، عن أن أي مؤتمر دولي يجب أن تتوافر فيه الشروط لانعقاده كي يخرج بنتائج وأولى شروط انعقاده أن تكون ثمة دعوة دولية للبنان أو للفرقاء السياسيين في لبنان للاجتماع، وثانيا التوافق على جدول الأعمال، أو إقتراح جدول الأعمال وثالثا الحل الدولي ليس جغرافيا وليس أن ننتقل إلى الدوحة أو الطائف أو سان كلو أو لوزان مؤكدة أن المؤتمر الدولي يفترض أن ثمة مبادرات للحل لكن اين هي بوادرها في ظل الانقسامات القائمة في الإقليم والعالم. كما لفتت إلى أن المبادرة الفرنسية يتم توسلها لغايات ويتم النسيان أنها مبادرة انقاذية اجتماعية واقتصادية ومالية بأمتياز، مشيرة إلى أنه حتى المسؤولين الدوليين قد يسألون عن ماهية المطالبة بمؤتمر دولي وفي ميثاق الأمم المتحدة وفي إطار أي فصل تتم المطالبة.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

بايدن يقر أول ضربة.. أميركا قصفت فصيلا مدعوما من إيران في سوريا/الضربات دمرت عدة منشآت في نقطة سيطرة حدودية تستخدمها جماعات متشددة

دبي - قناة العربية، واشنطن - رويترز/26 شباط/2021

كشف مسؤولون أميركيون لوكالة رويترز، الجمعة، أن الولايات المتحدة نفذت ضربة جوية استهدفت هيكلا تابعا لفصيل مدعوم من إيران في سوريا. وقال المسؤولون إن الرئيس الأميركي، جو بايدن، أعطى موافقته لشن غارة على الفصيل الإيراني في سوريا. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مصرع 17 مقاتلاً موالياً لإيران في غارات أميركية في سوريا. وتجيء الضربة بعد سلسلة هجمات صاروخية على أهداف أميركية في العراق. وذكرت مصادر أن استهداف الفصيل الإيراني في سوريا "مرتبط بالهجمات على أهداف أميركية في العراق". ومن جانبها، أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في بيان أن "الغارة رسالة واضحة بأن بايدن سيتحرك لحماية الأميركيين والتحالف". وكشف البنتاغون أن الغارة دمرت عدة مواقع تستخدمها ميليشيا "كتائب حزب الله" و"كتائب سيد الشهداء". وذكر أن "الغارة الأميركية في سوريا تأتي بمثابة رد على استهداف التحالف والأميركيين في العراق". وقال المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، في بيان، إنه "بناء على توجيهات الرئيس بايدن، نفذت القوات العسكرية الأميركية مساء الخميس ضربات جوية استهدفت بنية تحتية تستخدمها جماعات متشددة مدعومة من إيران في شرق سوريا". وأضاف: "سيعمل الرئيس بايدن على حماية الجنود الأميركيين وقوات التحالف. كما أننا تحركنا على نحو محسوب يهدف لعدم تصعيد الوضع في كل من شرق سوريا والعراق". وذكر أن الضربات دمرت عدة منشآت في نقطة سيطرة حدودية تستخدمها جماعات متشددة مدعومة من إيران ومنها "كتائب حزب الله" وكتائب "سيد الشهداء". وفي فبراير الماضي، أفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان من ريف دير الزور الشرقي، عند الضفاف الغربية لنهر الفرات، أن الميليشيات الموالية لإيران عمدت مجدداً إلى إعادة التموضع في المنطقة في إطار محاولتها المستمرة للتمويه بغية تفادي الاستهدافات المتصاعدة على مواقعها سواء من قبل إسرائيل بالدرجة الأولى أو التحالف بدرجة أقل. وقامت تلك الميليشيات بنقل مقرات قديمة إلى مواقع جديدة، ونقل سلاح وذخيرة إلى مستودعات جديدة في منطقتي البوكمال والميادين وأطراف مدينة دير الزور. وتعمد الميليشيات الموالية لإيران إلى التمويه بالغطاء المدني خوفاً من القصف المتكرر، والذي تكبدت فيه خسائر بشرية ومادية فادحة لاسيما في الآونة الأخيرة. وتستغل الميليشيات معابر عسكرية غير شرعية بين العراق وسوريا للتنقل بين البلدين وإدخال الأسلحة.

 

الملك سلمان وبايدن بحثا تعزيز الشراكة و{سلوك إيران المزعزع للاستقرار}

الرئيس الأميركي أكد التزام بلاده مساعدة السعودية في الدفاع عن أراضيها

الرياض – واشنطن/الشرق الأوسط/25 شباط/2021

شدد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الأميركي جوزيف بايدن، في اتصال هاتفي بينهما أمس (الخميس)، على {تعزيز الشراكة} بين المملكة والولايات المتحدة. وأكد الرئيس الأميركي التزام بلاده مساعدة السعودية {في الدفاع عن أراضيها في الوقت الذي تواجه فيه هجمات من الجماعات المتحالفة مع إيران}. وفيما وصفت مصادر بالبيت الأبيض الاتصال الهاتفي بأنه كان جيداً، أفادت وكالة الأنباء السعودية (واس) بأن خادم الحرمين الشريفين هنأ الرئيس الأميركي بمناسبة توليه منصبه، مضيفة أن الزعيمين أكدا خلال الاتصال {عمق العلاقة التي تربط بين البلدين، وأهمية تعزيز الشراكة بينهما بما يخدم مصالحهما ويحقق أمن واستقرار المنطقة والعالم}. وتابعت: {تم استعراض أهم قضايا المنطقة والمستجدات ذات الاهتمام المشترك، وبحث السلوك الإيراني في المنطقة وأنشطته المزعزعة للاستقرار ودعمه للجماعات الإرهابية}. وأضافت أن خادم الحرمين الشريفين شكر الرئيس الأميركي {على التزام الولايات المتحدة الدفاع عن المملكة تجاه مثل هذه التهديدات وتأكيد فخامته بأنه لن يسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي}. وفيما أثنى الرئيس الأميركي على {دعم المملكة لجهود الأمم المتحدة للوصول لهدنة ووقف لإطلاق النار في اليمن}، أكد خادم الحرمين الشريفين {حرص المملكة للوصول إلى حل سياسي شامل في اليمن وسعيها لتحقيق الأمن والنماء للشعب اليمني}، بحسب {واس}. بدوره أعلن البيت الأبيض، في بيان، أن الرئيس بايدن والملك سلمان عرضا في الاتصال {الشراكة طويلة الأمد بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية}، مضيفاً أن النقاش ركز على الأمن الإقليمي بما في ذلك {الجهود الدبلوماسية المتجددة التي تقوم بها منظمة الأمم المتحدة والولايات المتحدة لإنهاء الحرب في اليمن}. وأكد بايدن للملك سلمان {التزام الولايات المتحدة بمساعدة المملكة العربية السعودية في الدفاع عن أراضيها في الوقت الذي تواجه فيه هجمات من الجماعات المتحالفة مع إيران}، مشدداً أيضاً على الأهمية التي توليها الولايات المتحدة لحقوق الانسان العالمية وسيادة القانون. كما أكد بايدن للملك سلمان انه سيعمل على جعل العلاقات الثنائية قوية وشفافة، مشدداً على الطبيعة التاريخية للعلاقة وأهمية العمل معاً في القضايا ذات الاهتمام المشترك.

 

صواريخ «وكلاء إيران» تعيد تنظيم أولويات أميركا في العراق/واشنطن وبغداد تتفقان على «ضرورة محاسبة المسؤولين» عن الهجمات

اتفق بايدن والكاظمي في اتصال هاتفي بينهما على «ضرورة محاسبة المسؤولين» عن الهجمات الصاروخية ضد أهداف أميركية في العراق

بغداد - واشنطن/الشرق الأوسط/25 شباط/2021

بدا، أمس، أن الصواريخ التي سقطت على أربيل في 15 فبراير (شباط) الحالي، أو على المنطقة الخضراء في بغداد، في العشرين منه، أيقظت اهتمام الرئيس الأميركي جو بايدن بالعراق، ووضعه ضمن سلم أولوياته في المنطقة، إلى جانب اهتمامه المنصبّ على الملف النووي الإيراني. وأجرى الرئيس الأميركي مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، ليل أول من أمس. وعكس البيانان الصادران من البيت الأبيض ومكتب الكاظمي، بالإضافة إلى تغريدة لرئيس الوزراء العراقي، اهتمام الإدارة الأميركية الديمقراطية بما يجري في العراق، خصوصاً بعد استئناف إطلاق الصواريخ من قبل الجماعات المسلحة التي توصف بأنها من «وكلاء إيران» في العراق، رغم نفيها ضلوعها بمثل هذه الأعمال. وجاء في بيان البيت الأبيض أن بايدن أكد للكاظمي «دعم الولايات المتحدة لسيادة العراق واستقلاله وأشاد بقيادة رئيس الوزراء. وناقش المتحدثان الهجمات الصاروخية الأخيرة ضد القوات العراقية وقوات التحالف، واتفقا على ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الهجمات بشكل كامل. وناقشا أهمية دفع عجلة الحوار الاستراتيجي بين بلدينا وتوسيع التعاون الثنائي في القضايا الرئيسية الأخرى. ووافق الرئيس على البقاء على اتصال وثيق مع رئيس الوزراء خلال الأيام والأسابيع المقبلة».

من جهته، أعلن مكتب الكاظمي في بيان مماثل أن رئيس مجلس الوزراء تلقى اتصالاً من بايدن «جرى خلاله بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، ومناقشة الأوضاع في العراق والمنطقة، فضلاً عن بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك». كما بحث الجانبان، وفقاً للبيان، تعزيز التعاون المشترك بين بغداد وواشنطن وسبل تطويره في مجالات متعددة، في مقدمتها التعاون الاقتصادي والأمني وفي مجال مكافحة الإرهاب. وبحث رئيس مجلس الوزراء والرئيس الأميركي خلال الاتصال، استئناف الحوار الاستراتيجي بين البلدين، بالشكل الذي يسير بالعلاقة قدماً، على أساس المصالح المشتركة وتعزيز السيادة الوطنية العراقية». ولفت البيان إلى إنه «تم التأكيد على أهمية حماية البعثات الدبلوماسية في العراق، ورفض محاولات زعزعة الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة». الكاظمي، من جهته، كتب في تغريدة له على «تويتر»: «بحثت في اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي جوزيف بايدن تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز الشراكة بما يخدم مصلحة البلدين والعمل على دعم الأمن والسلم في المنطقة واستمرار التعاون في محاربة (داعش)». وأضاف: «كما أكدنا العمل لمواصلة الحوار الاستراتيجي بين بلدينا على أساس السيادة الوطنية العراقية».

يُشار إلى أن هذا الاتصال يأتي بعد يومين من تعرض المنطقة الخضراء والسفارة الأميركية إلى هجمات بالصواريخ، الاثنين الماضي. وفي هذا السياق يقول الدكتور حسين علاوي أستاذ الأمن الوطني في كلية النهرين ورئيس مركز أكد للشؤون الاستراتيجية والدراسات المستقبلية لـ«الشرق الأوسط» إن اتصال بايدن بالكاظمي «يدل على اهتمام الحكومة الأميركية في العراق وهي رسالة إلى دول منطقة الشرق الأوسط في ظل الـ100 يوم الأولى من عمر الحكومة الأميركية». وأضاف علاوي أن «الحوارات تدل على تبادل وجهات النظر باتجاه الشراكة الأمنية والاقتصادية لمواجهة المجموعات الخاصة التي تستهدف البعثات الدبلوماسية وتحرج التزامات الحكومة العراقية باتجاه توفير الأمن للبعثات الدبلوماسية وضرورة محاسبة الجناة وفقا للقانون العراقي». وأوضح أن «الولايات المتحدة الأميركية ملتزمة بدعم سيادة العراق وأمنه القومي في ظل الصراع المحتدم ما بين الجانبين الأميركي والإيراني»، مبيناً أن «العراق بات يمثل نقطة محورية في فريق الأمن القومي الأميركي نتيجة الخبرة والقدرة على تفهم المشكلة العراقية لكون الجميع عمل أو لامس أو شارك في الملف العراقي». في غضون ذلك، نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن محللين أن الهجمات الصاروخية المتجددة ضد منشآت أميركية في العراق، تحمل مؤشراً على تصعيد من جانب الفصائل الموالية لإيران على حكومة بغداد، على خلفية نفاد صبر طهران تجاه الإدارة الأميركية الجديدة. وسجلت ثلاث هجمات بالقذائف الصاروخية على مصالح غربية في العراق خلال أسبوع بعد هدوء استمر أربعة أشهر. وقال مسؤول عسكري أميركي كبير في العراق لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أول من أمس (الثلاثاء)، غداة إطلاق قذائف صاروخية في اتجاه السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء في بغداد: «يبدو أننا عدنا إلى أحداث العام الماضي». واستهدفت السبت قاعدة بلد شمال بغداد، بهجوم صاروخي أدى إلى إصابة متعاقد عراقي في شركة أميركية مكلفة بصيانة طائرات «إف - 16» التي حصل عليها العراق من الولايات المتحدة، وفق ما أفادت به مصادر أمنية. وسبق ذلك هجوم مماثل استهدف الأسبوع الماضي قاعدة جوية في كردستان العراق في شمال البلاد، تؤوي جنوداً أميركيين، ما تسبب بمقتل مدني عراقي ومتعاقد مدني أجنبي وجرح آخرين، بينهم عسكري أميركي. وقال المسؤول الأميركي للوكالة الفرنسية إن الحوادث الأخيرة تشبه الهجمات التي وقعت العام الماضي، واستخدمت فيها عشرات الصواريخ من طراز 107 ملم التي تُطلق من مركبات صغيرة. لكن اللافت للنظر الآن أن المجموعات المتهمة بتنفيذ هذه الهجمات كانت أول الجهات المستنكرة لها، لكن المصادر الأمنية لا تبدو مقتنعة بهذا التنديد.

وقال المسؤول الأميركي: «المؤشرات تدلّ على أن الهجمات تعتمد الأسلوب السابق»، مضيفاً أن «المعلومات الاستخباراتية تقول بأن هناك المزيد في المستقبل». ويرى محللون وخبراء أن استئناف الهجمات ضد المصالح الأميركية في العراق مرتبط بعوامل محلية ودولية. على المستوى المحلي، تتحدى الفصائل المسلحة العراقية رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الذي كان وعد بضبط هذه الفصائل، وفق ما تقول أنيسة البصيري من المعهد الملكي لخدمات الأمن والدفاع. وتوضح لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يريدون أن يذكّروا الجميع بأنهم موجودون وأن يظهروا لرئيس الوزراء أنهم يملكون حرية التحرك متى شاءوا». وتسعى هذه الفصائل التي لها ممثلون في البرلمان، إلى إبراز عضلاتها مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة التي يجري التحضير لها في أكتوبر (تشرين الأول). وتضيف البصيري: «الانتخابات المقبلة تلعب دوراً مفصلياً. وهذه المجموعات تستعدّ لها». وتشير إلى أن الصواريخ قد تحمل أيضاً رسالة من طهران إلى واشنطن حيث تسعى إدارة الرئيس جو بايدن إلى إحياء الاتفاق النووي، الذي نقض في عهد الرئيس دونالد ترمب في 2018. وتقول البصيري إن «الهجمات المتجددة قد تكون محاولة من المقربين من إيران لزيادة نفوذ حليفتهم في ضوء المحادثات التي تلوح في الأفق مع الولايات المتحدة».

 

محمد بن سلمان يغادر المستشفى بعد جراحة ناجحة لاستئصال الزائدة

الرياض/الشرق الأوسط/25 شباط/2021

أعلن الديوان الملكي السعودي في بيان، أن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، أجريت له عملية جراحية بالمنظار لاستئصال التهاب الزائدة الدودية صباح أمس الأربعاء، في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض.

وأكد الديوان أن العملية تكللت بالنجاح، حيث غادر ولي العهد المستشفى في وقت لاحق أمس.

 

نتنياهو: أبلغت بايدن أنني سأمنع إيران من حيازة سلاح نووي ولا نعول على أي اتفاق مع نظام متطرف كالنظام الإيراني

دبي - قناة العربية/25 شباط/2021

صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للقناة 13، الخميس، بأنه أبلغ الإدارة الأميركية عزمه على منع إيران من امتلاك سلاح نووي. وقال نتنياهو: "أبلغت الرئيس الأميركي جو بايدن أنني سأمنع إيران من حيازة سلاح نووي باتفاق أو بدونه". ووسط تصعيد إيراني من جهة، ومساعٍ أوروبية للعودة إلى الاتفاق النووي المتهاوي، شدد نتنياهو، الثلاثاء، على أن بلاده لن تسمح للنظام الإيراني، الذي وصفه بالمتطرف والعدواني بامتلاك الأسلحة النووية. وقال: "لا نعول على أي اتفاق مع نظام متطرف كالنظام الإيراني. سنبذل كل ما بوسعنا من جهود في سبيل منع تزود إيران بأسلحة نووية بغض النظر عما إذا كان هناك اتفاق من عدمه". وأبدت الإدارة الأميركية ليونة تجاه العودة إلى طاولة المفاوضات الأوروبية مع إيران حول الاتفاق النووي، مشترطة تراجع طهران عن كافة انتهاكاتها قبل رفع أي من العقوبات الأميركية التي فرضت سابقا.

 

الاتحاد الأوروبي: قلقون من خطوات إيران الأخيرة.. المنطقة بحاجة لاستقرار

أوروبا: "إجراءات إيران تقيد قدرة الوكالة الدولة للطاقة الذرية على مراقبة أنشطتها النووية"

دبي - العربية.نت/25 شباط/2021

يتزايد القلق الفرنسي مما تصفه مصادر دبلوماسية في باريس "المرحلة الدقيقة" التي وصل إليها البرنامج النووي الإيراني خصوصاً منذ بدء إنتاج طهران معدن اليورانيوم الشهر الماضي رغم تحذيرات الثلاثي الفرنسي الألماني البريطاني من هذه الخطوة في ثلاثة بيانات متلاحقة مؤخراً. وتركّز الدول الثلاث وعلى رأسها فرنسا، وبالتفاهم مع الولايات المتحدة، على جعل الأمن الإقليمي واحداً من أولويات سياستها في الشرق الأوسط. وفي هذات الإطار عبر المتحدث باسم خارجية الاتحاد الأوروبي، بيتر ستانو، عن قلق الاتحاد إزاء خطوات إيران الأخيرة. وفي حديثه للعربية والحدث، أوضح ستانو أن "الوقت الآن هو للدبلوماسية ولحل المشاكل مع إيران عبر المفاوضات". وتابع: "الوقت ليس لصالحنا، ويجب استعجال المسار الدبلوماسي مع إيران". وأضاف: "أولويتنا هي أن تمتنع إيران عن أي خطوات أحادية إضافية تقوض الاتفاق"، مشيرا إلى أن "المنطقة بحاجة إلى استقرار ولا بد من جهد شامل لإرسائه". واعتبر الاتحاد الأوروبي أن "إجراءات إيران تقيد قدرة الوكالة الدولة للطاقة الذرية على مراقبة أنشطتها النووية"، معربا "عن قلقه الشديد من تعليق إيران التزامها بالبروتوكول الإضافي". وقال "إجراءات إيران تحرم الوكالة الدولية من مراقبة أنشطة التخصيب". واعتبر الاتحاد الأوروبي أن "خطوات إيران تمنع وصول الوكالة الدولية لمعلومات عن المنشآت الحيوية"، مجددا مطالبة إيران بالتراجع عن انتهاكاتها للاتفاق النووي، مشيرا الى أن "التعاون الكامل مع الوكالة الدولية حيوي لمراقبة أنشطة إيران النووية". وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية قال في مقابلة مع هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية "إن إتش كي" اليابانية: "إذا لم تتفق إيران والقوى العالمية بما في ذلك أميركا على برنامج طهران النووي فإن المجتمع الدولي سيواجه وضعاً جديداً". يأتي ذلك فيما أعلن المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، الأربعاء، أن صبر الولايات المتحدة على إيران بشأن عودتها للمناقشات حول الاتفاق النووي لعام 2015 "له حدود". من جهته، صرح البيت الأبيض لـ"العربية"، الأربعاء، أن الولايات المتحدة لن ترفع أي عقوبات عن إيران قبل التزامها بالاتفاق النووي. من جانبه، شدد عضو مجلس الشيوخ، الجمهوري، توم كوتين، في تغريدة على تويتر الأربعاء على أن "إيران يجب أن تخضع للعقوبات الكاملة ما دامت تسعى وراء السلاح النووي وتدعم الإرهاب وتعتقل الرهائن".

 

مصر تدعو لتدخل دولي يمنح مفاوضات السد الإثيوبي «زخماً سياسياً»/أديس أبابا تتجاهل تحذيرات القاهرة وتؤكد استمرار {المرحلة الثانية} من التعبئة

وزارة الخارجية المصرية تطلع سفراء الدول العربية والأوروبية بالقاهرة على تطورات قضية «سد النهضة» (الخارجية المصرية)

القاهرة: محمد عبده حسنين الشرق الأوسط/25 شباط/2021

دعت مصر، أمس، لتدخل دولي واسع في قضية «سد النهضة» الإثيوبي، الأمر الذي من شأنه أن يعطي مسار المفاوضات المتعثرة «زخماً سياسياً»، ويؤكد اهتمام المجتمع الدولي بهذا الملف. واستقبل السفير حمدي سند لوزا، نائب وزير الخارجية المصري للشؤون الأفريقية، أمس، سفراء الدول العربية والأوروبية في القاهرة، لإطلاعهم على المستجدات ذات الصلة بملف سد النهضة الإثيوبي، وإحاطتهم برؤية مصر حول مستقبل المفاوضات، التي تهدف للتوصل لاتفاق عادل ومتوازن وملزم قانوناً حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة. ووفق بيان أصدرته الخارجية المصرية، فإن نائب وزير الخارجية المصري، أعرب عن ترحيب بلاده باضطلاع جمهورية الكونغو الديمقراطية بمهمة قيادة مسار المفاوضات الجارية حول سد النهضة برعاية أفريقية، على ضوء تولي الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي رئاسة الاتحاد الأفريقي، مؤكدا ثقة مصر في «حكمة فخامته وقدرته على تحقيق اختراق في هذه المفاوضات في ظل الرئاسة الكونغولية للاتحاد الأفريقي». وأكد نائب الوزير أهمية التوصل إلى اتفاق على ملء وتشغيل سد النهضة في أقرب فرصة ممكنة من خلال عملية تفاوضية فعّالة، وأوضح أن مصر تؤيد المقترح الذي طرحه السودان والداعي لتطوير آلية التفاوض الأفريقية من خلال تشكيل رباعية دولية تشمل الرئاسة الكونغولية للاتحاد الأفريقي بجانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، للتدخل في المفاوضات كوسطاء، الأمر الذي من شأنه أن «يعطي مسار المفاوضات زخماً سياسياً ويؤكد اهتمام المجتمع الدولي بهذا الملف وإدراكه لخطورته على مصالح دول المنطقة». وكان السودان اقترح آلية جديدة للمفاوضات بإشراك أطراف دولية للتوسط بشأنه، بعدما فشل الاتحاد الأفريقي، الذي يرعى المفاوضات منذ يوليو (تموز) الماضي، تحت رئاسة دولة جنوب أفريقيا، في الوصول إلى توافق. وتطالب القاهرة والخرطوم باتفاق قانوني مُلزم ينظم عمليتي ملء وتشغيل السد، بما يحقق التنمية الإثيوبية المنشودة ودون أضرار جسيمة على دولتي المصب، بينما ترفض إثيوبيا إضفاء طابع قانوني على أي اتفاق يتم التوصل إليه يلزمها بإجراءات محددة لتخفيف حدة الجفاف. في المقابل، تجاهلت الحكومة الإثيوبية تحذيرات القاهرة، وأعلنت وزارة الخارجية الإثيوبية، مساء أول من أمس، أنها مستمرة في بناء السد وتعبئة مرحلته الثانية، بعيداً عن المفاوضات الجارية مع مصر والسودان. وقال المستشار القانوني بالخارجية الإثيوبية، إبراهيم إدريس، إنه «من حق إثيوبيا بناء السد وفقا لوثيقة وقعتها مصر وإثيوبيا والسودان»، مشيرا إلى أن أديس أبابا ستقوم بتعبئة المرحلة الثانية من السد، بعيداً عن المفاوضات الجارية بين الدول الثلاث. وسبق أن أعلنت إثيوبيا عزمها على البدء في المرحلة الثانية من ملء الخزان بنحو 13.5 مليار متر مكعب منتصف العام الحالي. وكانت قد أنهت المرحلة الأولى في يوليو (تموز) الماضي، بنحو 5 مليارات متر مكعب، في إجراء قوبل باحتجاج مصري - سوداني. وأشار إدريس إلى أن بلاده ستمضي في بناء السد رغم المحاولات المصرية والسودانية التي وصفها بأنها «غير مقبولة». وتشيّد أديس أبابا السد على الرافد الرئيسي لنهر النيل منذ عام 2011. وقد بلغت نسبة بناء السد 78.3 في المائة، حسب وزارة المياه والري والطاقة الإثيوبية. وتقول مصر إن السد يهدد بتقليص حصتها من المياه التي تبلغ نحو 55.5 مليار متر مكعب، ولا تفي باحتياجاتها الأساسية.

 

رئيس وزراء أرمينيا: أسيطر على الأوضاع.. والجيش لا يزال موالياً لي/الكرملين يعرب عن قلقه من تطورات أرمينيا ويطالب بالتهدئة

العربية.نت، وكالات/25 شباط/2021

أعلن رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، أن جيش بلاده لا يزال موالياً له، على الرغم من إصدار هيئة الأركان العامة بياناً طالبت فيه باستقالة الحكومة. وشدد باشينيان، في كلمة ألقاها أمام أنصاره المتظاهرين في ميدان الجمهورية أمام مقر الحكومة وسط العاصمة يريفان، على أن الجيش الأرميني لا يزال يخضع لأوامره وللشعب، مؤكداً أنه وأفراد عائلته لا ينوون مغادرة البلاد. وأقر رئيس الوزراء بأن الوضع الحالي في أرمينيا متوتر، لكنه لا يزال "قابلا للإدارة"، مشددا على أهمية التوصل إلى اتفاقيات تتيح تفادي النزاعات. ووصف باشينيان بيان هيئة الأركان العامة بأنه كان "رداً عاطفياً"، مبدياً استعداده لمناقشة أي مسائل قائمة داخل البلاد، وقال: "ليس لدينا أعداء في داخل أرمينيا". وبعد اختتام كلمته، ترأس باشينيان مسيرة نظمها مؤيدوه وسط يريفان، فيما دعا تحالف "الحركة من أجل إنقاذ الوطن" المعارض أنصاره إلى التظاهر في ميدان الحرية وسط المدينة. وأصدرت هيئة الأركان العامة للجيش الأرميني في وقت سابق من اليوم الخميس بيانا طالبت فيه باستقالة حكومة باشينيان، محملا إياها المسؤولية عن "الإدارة غير الفعالة والأخطاء الجسيمة التي ارتكبتها السلطات الحالية في مجال السياسة الخارجية أودت بالبلاد إلى حافة الهاوية". في المقابل، وصف باشينيان بيان هيئة الأركان بأنه محاولة انقلاب عسكري، وأعلن عن إقالة قائد هيئة الأركان أونيك غاسباريان. وتأتي هذه التطورات على خلفية التوترات المتصاعدة، حيث تنظم المعارضة مظاهرات شعبية مطالبة برحيل باشينيان، محملة إياه المسؤولية عن فقدان أرمينيا السيطرة على أجزاء واسعة من كاراباخ خلال الجولة الجديدة من النزاع مع أذربيجان. يأتي ذلك فيما أعرب الكرملين عن قلقه من تطورات أرمينيا ويطالب بالتهدئة. وذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء أن القوات المسلحة في أرمينيا طالبت في بيان، اليوم الخميس، باستقالة رئيس الوزراء نيكول باشينيان وحكومته. ودعا باشينيان في بيان نشرته محطات تلفزة أنصاره للتجمع أمام مقر الحكومة. وتظاهر الآلاف في العاصمة الأرمينية "يريفان"، الثلاثاء الماضي، للمطالبة باستقالة رئيس وزراء البلاد، نيكول باشينيان، على خلفية اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعه مع أذربيجان لإنهاء القتال الأخير بين الجانبين.وذكرت قناة "إيه بي سي" الأميركية أن قوات الشرطة حاصرت المباني الحكومية قرب ميدان الجمهورية، واصطحبت رئيس الوزراء، بينما أطلق المتظاهرون هتافات متهمة إياه بالخيانة. وبدأت سلسلة التظاهرات ضد رئيس الوزراء في نوفمبر الماضي بعد توقيعه اتفاق وقف إطلاق للنيران مع أذربيجان، لوقف الحرب التي استمرت ستة أسابيع حول إقليم "كاراباخ"، حيث يقول المتظاهرون إنه تخلى عن أراضٍ تسيطر عليها القوات الأرمينية لصالح أذربيجان. وذكرت وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية، أن الشرطة الأرمينية قامت باعتقالات واسعة النطاق أمام مبنى مجلس الوزراء في العاصمة يريفان. وأوضحت أن السلطات الأمنية قامت باعتقال العشرات من المحتجين، الذين توافدوا إلى مبنى مجلس الوزراء في العاصمة الأرمينية يريفان، وهتفوا بشعارات منددة بسياسة رئيس الوزراء نيكول باشينيان، متابعة أن الشرطة حاولت اعتقال المراسل التابع لها في أرمينيا، خلال تغطيته للأحداث في العاصمة، إضافة إلى اعتقال نحو 25 محتجاً ينتمون إلى أحزاب المعارضة للحكم. وقامت السلطات الأرمينية بتعزيز أعداد قواتها في العاصمة، بعد دعوات للاحتجاج من قبل الأحزاب المعارضة.

 

احتجاجات الناصرية مستمرة... ووفد الكاظمي يفشل في نزع فتيل الأزمة/شقيق الموسيقار نصير شمة لإدارة مدينة الكوت جنوب العراق

بغداد: فاضل النشمي الشرق الأوسط/25 شباط/2021

تجددت الاحتجاجات في مدينة الناصرية بمحافظة ذي قار، أمس، بعد ساعات قليلة من مغادرة وفد حكومي أرسله رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، لنزع فتيل الأزمة. واستخدمت الأجهزة الأمنية الغازات المسيلة للدموع لتفريق المحتجين، ما أدى إلى مقتل متظاهر وإصابة 36 آخرين بينهم عناصر من الشرطة، حسب مصدر طبي في المدينة الجنوبية. وذكر المصدر لـ«شبكة أخبار الناصرية» المحلية، أن الصدامات التي ازدادت حدتها أسفرت عن «استشهاد» متظاهر وإصابات 26 آخرين بجروح بينهم 10 من منتسبي الشرطة. وتسعى حكومة رئيس الوزراء العراقي لحل «معضلة» الاضطرابات والاحتجاجات المتواصلة في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار الجنوبية، منذ الأحد الماضي، وسط مخاوف من تأثير ذلك على الزيارة المرتقبة لبابا الفاتيكان فرانسيس إلى هذه المدينة ومحافظات أخرى، مطلع مارس (آذار) المقبل. ويطالب المحتجون بإقالة المحافظ ناظم الوائلي واعتقال الذين يقفون وراء خطف الناشطين ووقف استخدام العنف المفرط من قبل الأجهزة الأمنية. في غضون ذلك، نجحت جماعات الحراك في تعيين نبيل شمة، شقيق الموسيقار نصير شمة، في إدارة ملف مدينة الكوت عاصمة محافظة واسط (180 كلم) جنوب العاصمة بغداد. وفي إطار مساعي الحل، بعث الكاظمي، أمس، وفداً حكومياً رفيعاً يمثله وزير الداخلية عثمان الغانمي، ورئيس جهاز الأمن الوطني عبد الغني الأسدي، للوقوف على آخر التطورات في المحافظة. وأجرى الوفد جولة لقاءات واسعة مع شيوخ عشائر المحافظة وممثلين عن جماعات الحراك وبعض القيادات الأمنية. وهذه ليس المرة الأولى التي يصل فيها وفد حكومي إلى المدينة، إذ سبق وأرسلت وفداً مماثلاً، برئاسة مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وكلفته بإدارة «لجنة لتقصّي الحقائق»، حول ما يحدث في المحافظة وعمليات القتل والاختطاف التي طالت ناشطين، إلا أنها لم تحقق أهدافها وظلت التوتر قائماً، ومطلع الأسبوع الحالي، أرسلت الحكومة رئيس جهاز الأمن الوطني عبد الغني الأسدي، بهدف التهدئة، ولم يحالفه النجاح هو الآخر، ومن غير المستبعد إخفاق وفد عثمان الغانمي الجديدة في مهمته، خاصة أن الصدامات بين القوات الأمنية والمحتجين تواصلت في المدينة، أمس، وأثناء اجتماع أعضاء الوفد الحكومي بممثلين عن الحراك الاحتجاجي.

ومع حالة عدم الثقة القائمة بين السلطات المحلية والاتحادية من جهة والمحتجين من جهة أخرى، فإن مراقبين يستبعدون حلاً قريباً لحالة التوتر والاستقطاب الدائمة في الناصرية، خاصة مع لهجة التصعيد التي تتبناها جماعات الحراك هذه الأيام، وإصرارها على إقالة المحافظ ناظم الوائلي. واندلعت، منذ الأحد الماضي، موجة احتجاجات جديدة حاصر خلالها المحتجون مبنى المحافظة في الجانب الغربي لمدينة الناصرية، مطالبين بإقالة المحافظة، وفي مسعى من قوات الشغب لفض الاعتصام، وقعت صدامات بين الجانبين أدت إلى مصرع متظاهر وجرح أكثر من عشرين شخصاً، ما دفع الحراك إلى التصعيد وقطع بعض الجسور الرابطة بين شطري المدينة وإمهال حكومة الكاظمي أسبوعاً واحداً لإقالة المحافظ. ويرى الناشط عباس الناصري أن «مشاعر الإحباط وعدم الثقة بين صفوف الشباب بشكل عام تغذي حالة الغضب المتواصلة منذ أشهر طويلة في الناصرية».

ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «يشعر كثير من المحتجين أن الوفود الحكومية تسعى إلى الاحتواء، ولا تفكر في حل ومعالجة أسباب الغضب، وهذا ما يجعل من زياراتها المتكررة غير مفيدة، ولن تتمكن من وقت الاحتجاجات». ويضيف الناصري أن «مطالب الاحتجاج واضحة وصريحة وتتمثل بمحاسبة قتلة المحتجين وإيقاف حالات الاختطاف والاغتيال ضدهم وإقالة المحافظ، إلى جانب توفير فرص العمل والخدمات الأساسية، ولم تنجح وفود الحكومة في تلبيتها حتى الآن، بل إن مصادر من الوفد الحكومي تتحدث عن عدم إجراء أي تغييرات في المواقع الإدارية في المحافظة». ويرى أنه «من الصعب جداً معالجة الآثار الكارثية لدماء المحتجين التي سالت وتسيل في الناصرية منذ اندلاع انتفاضة تشرين عام 2019». وعرف محتجو الناصرية بمواجهتهم الشرسة للقوى والأحزاب والميليشيات وقاموا بحرق وتجريف معظم مقراتها هناك خلال مراحل عديدة من الحراك الاحتجاجي الذي انطلق في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، واستمر لأكثر من عام، وفيما تراجعت حركة الاحتجاجات في معظم محافظات الوسط والجنوب، ظلت نيران الاحتجاج في الناصرية تشتعل تحت الرماد. وعلى وقع الاضطرابات المتواصلة في الناصرية، يخشى كثيرون من تأثير ذلك على الزيارة المرتقبة للبابا فرانسيس إلى المدينة التاريخية ومسقط رأس النبي إبراهيم مطلع مارس (آذار) المقبل. لكن المتحدث باسم شرطة المحافظة العميد فؤاد كريم نفى ذلك، وقال في تصريحات إن «قيادة العمليات المشتركة أعدت خطة أمنية خاصة بزيارة بابا الفاتيكان، وستشترك فيها قوات من شرطة المحافظة».

وأشار إلى أن «ما يحدث من احتجاجات وأحداث في الأيام الأخيرة، لن يؤثر على هذه الزيارة التاريخية، فأبناء المحافظة حريصون على سمعة مدينتهم». وفي تطور آخر يتعلق بالحراك الاحتجاجي في محافظة واسط المحاذية لذي قار، نجح الحراك هناك في افتتاح ديوان المحافظة، وتعيين نبيل شمة، شقيق الموسيقار نبيل شمة في أدارة شؤون مدينة الكوت عاصمة المحافظة. وقال بيان صادر عن «ساحة ثوار واسط»، يخاطب سكان المحافظة أمس: «حُرصاً منا على أمن المحافظة، ومصالح أهلنا، نفتتح اليوم باتفاقٍ أولي مبنى ديوان المحافظة بشروط أبنائكم المتظاهرين، على أن تُسلّمَ الإدارة فيها إلى من يرتضيهِ أبناء المحافظة ويُفوض الصلاحيات اللازمة لذلك». وقال الناشط سجاد سالم لـ«الشرق الأوسط» إن «المحتجين قبلوا بفتح ديوان المحافظة وتسليمه إلى المهندس نبيل شمة، بعد اتفاق تم بين المحتجين وممثلين عن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي». وأضاف أن «رئيس الوزراء تعهد بإيجاد حل لمطلب إقالة المحافظ في الأسابيع المقبلة، وقبلنا من جهتنا بتفويض إدارة مدينة الكوت إلى الإدارة الجديدة، نعتقد أن ذلك يمثل مكسباً مهماً للحراك الاحتجاجي».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الفاشية الشيعية، الاوليغارشيات المافيوية وعقدة الأفاعي

شارل الياس شرتوني/25 شباط/2021

*ان المكابرة التي تحكم الاداء الشيعي، والرصيد الاخلاقي الساقط للاوليغارشيات المتحالفة وتشبث اقفالاتها، يحتم تدويل الازمة اللبنانية ووضعها في دائرة التحكيم الدولي الذي أمسى خيارا لا مفر منه.

*ان سياسة حزب الله الانقلابية ووضع اليد على مقدرات البلاد العامة والخاصة، من خلال سياسة القضم المشتركة مع نبيه بري، وادخال البلاد في خضم ديناميكيات نزاعية اقليمية مفتوحة، هو مسار مدمر لا يملك أحد ناصيته.

*جمهورية الطائف سقطت بفعل ثغراتها السياسية والدستورية البنيوية، واقفالاتها الاوليغارشية، ومفارقات تموضعاتها الاقليمية القاتلة

*خيارات حزب الله تعنيه ولن يستطيع فرضها على سواه دون الدخول في متاهات النزاعات المفتوحة وتداعياتها.

http://eliasbejjaninews.com/archives/96357/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%a7%d8%b4%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%b9%d9%8a%d8%a9%d8%8c-%d8%a7%d9%84-4/

ان مجرد متابعة اداءات هذه الطبقة السياسية بمختلف اجنحتها تحيل الناظر الى هذا المسرح البشع الى مشاعر حزن وغضب حيال دناءة هذه المنظومة الحاكمة.

لا يمكن تصور التعاطي مع هذه الاوليغارشيات دون الاحساس بالمهانة والسقوط في سلم العلاقات الانسانية مع أناس لا يملكون، ولو بالحد الادنى، احساسا أوليا، أو مفهومًا أخلاقيًا بدائيا يؤهلهم التمييز بين المقبول وغير المقبول.

لا سبيل للتخلص من هكذا مناخات خارجا عن مراجعات تطال البنية السياسية اللبنانية، ومصادر الثقافة السياسية والمدنية، وامكانية التعايش المتحضر بغياب أفق قيمي جامع يخرجنا من متاهات العلاقات المضطربة والمهينة للكرامة الانسانية بكل مندرجاتها.

السؤال المطروح دوما هو كيفية التعايش مع هذا الكم من العنف والكذب والاستباحة المعنوية، وانعدام الحس الاخلاقي والمهني، واحترام الذات والغير.

ان الخلاف مع هذه المناخات هو، أولا وآخرا، أخلاقي وهذا ما يفسر استحالة بناء علاقات سوية بين أناس ينتمون الى عوالم اخلاقية متباينة، ومكرهة على التعاطي مع بعضها البعض، في مجتمع سياسي مبني على هذا القدر من العنف المعنوي والفعلي والرداءة الاخلاقية كما تظهرها الاشكاليات الحالية.

-ان الادارة الكارثية للازمة الصحية، سواء لجهة ادارة التواصل الاجتماعي، والتدابير الوقائية والبروتوكولات العلاجية واللقاحية، وادارة الحياة الاقتصادية والتربوية، والمواصلات، والتنسيق مع القطاعات الصحية والاستشفائية والمهنية والاهلية والمدنية والحكومات والمؤسسات الدولية، تنبىء عن انعدام أهلية في مجالات الحوكمة وتدبير الموارد، والاحساس بالمسؤولية الاخلاقية والمدنية خاصة وسط تكاثف الأزمات المتنوعة وما رافقها من انهيارات بنيوية ناشئة عن سياسات النهب، وتدمير المستشفيات الجامعية الكبرى بعد عملية المرفأ الارهابية، والهجرة المتنامية في الاوساط الطبية والتمريضية.

ان اعطاء النواب اللقاح بشكل تفاضلي وعلى حساب بقية المواطنين، وخلافا للبروتوكولات المعتمدة والمشترطة من قبل البنك الدولي الذي أخذ على عاتقه تأمين اللقاحات، من ضمن سياسة مساعدة البلاد في هذه الأزمنة الحرجة، تنبىء الكثير عن نوعية الرباطات التي تجمع اللبنانيين بهذه الطبقة السياسية: القهر، الزبائنية، الاستغلال، التبعية، انتفاء المساواة الاخلاقية والمدنية، والاستباحة بكل أشكالها. ناهيك عن أهلية الوزراء التي تثير العجب أمام هذه النسبة من انعدام الكفاية المهنية، والمعرفة بالسياسات العامة، والنضج الانساني والاهلية السياسية، كما ظهرها اداء حمد حسن المخزي.

– ان التصرف بملفات الجريمة الارهابية التي دمرت مرفأ بيروت والشق الشرقي من العاصمة، وما رافقه من تلاعب بمسرح الجريمة، وممانعة في مجال اشراك الهيئات القانونية والجنائية الدولية في عمليات التحقيق، وهزالة الآلية القضائية والجنائية المحلية التي أولجت التحقيق، وما تبعها من اعتقالات مشبوهة واغتيالات وتعيينات قضائية بديلة، واملاءات حسن نصرالله حول حيثيات ومستقبل التحقيق القضائي، تنبئنا عن احوال سلطة قضائية فاسدة وتابعة لمراكز النفوذ السياسية، ودورها في تغطية وتخريج سياسات الفساد والسيطرة، وتفكيك ما تبقى من دولة القانون في هذا البلد المستباح في كيانه الوطني والدولتي، وكرامة وحقوق وحريات مواطنيه، من قبل الاوليغارشيات المافياوية ومرجعياتها الاقليمية.

ان سياسة الترهيب المعلنة التي تمارسها الفاشيات الشيعية هي بأساس الممانعات التي حالت دون التحقيق الجنائي بعد انقضاء سبعة أشهر على العملية الارهابية ( ٢٠٠ ضحية، ٧٠٠٠ مصاب بينهم اصحاب إعاقات دائمة ، ٣٠٠٠٠٠ مسكن متضرر ومهجر ، تدمير البنيات التحتية والاستشفائية والتربوية والمهنية، وانسحاب الدولة من كل اعمال الانقاذ والمساعدة واعادة الاعمار، ومن التضامن بحدوده الاخلاقية الدنيا …)، وسوف تحول في المستقبل القريب والأبعد دون التعاطي المهني الشفاف مع هذا الملف، لذا لا بد من الذهاب الى محكمة الجرائم الدولية من أجل كسر مؤامرة الصمت التي فرضتها الفاشيات الشيعية. أما تواطؤ مختلف اجنحة الطبقة السياسية فينعقد على خط تقاطع المصالح الاوليغارشية التي توحد بينهم على الرغم من التباينات التي تحيلنا الى الازمات السياسية والدستورية البالغة التي تعيشها البلاد.

– تحيلنا الأزمة السياسية والدستورية المفتوحة الى آلية التحالفات السياسية منذ بدايات حكم الطائف، في مرحلتيه السورية والايرانية، وما نشأ عنها من تفاهمات بين الاوليغارشيات التي حكمت في ظل تحكيم سياسة النفوذ السورية، وما تولد عنها من مقايضات طاولت استقلال البلاد وسيادتها على شؤونها الداخلية والخارجية، وحقوق اللبنانيين وحرياتهم، لحساب المقاطعات السلطوية والمحاصصات، والسياسات الريعية، والحيازات، وتحويل القطاع العام الى مساحة للزبائنيات، ومورد لترفيد ثروات الاوليغارشيات من خلال وضع اليد على القرار العام، السياسي والاداري، وعلى آليات المقاولات العامة، في ظل التسليم الارادي وغير المشروط بأحكام السيادة المعطلة والاستنسابية والمحدودة.

لقد قامت جمهورية الطائف على قاعدة المقايضات السيادية والريعية الملتئمة على خط التواصل بين سياسات النفوذ السنية والشيعية والدرزية ومواليها في الاوساط المسيحية، والمحاور الاقليمية الناظمة للعبة السياسية الداخلية.

الاستثناء الوحيد الذي شكلته ثورة الأرز ما لبث أن انتهى لحساب وصاية ايرانية خلفت الوصاية السورية، وتموضعات متجددة للاوليغارشيات داخل المنظومة السلطوية حفاظا على مكتسباتها، وريوعها، فكان الاتفاق الرباعي، وطاولات الحوار، وتفاهم بعبدا، والتسليم باستثناءات حزب الله السيادية والريوع والحيازات الشيعية والسنية، وسياسة توزيع المسالب على الموالين في الاوساط المسيحية، من خلال مداخلات سورية أو تحالفات انتهازية او مقايضات مناطق نفوذ ( وليد جنبلاط في الشوف، نبيه بري وحزب الله في بعض مناطق شرق صيدا واقليم التفاح والجنوب الاعلى…)، او استتباعات ريعية تمتد من زمن رفيق الحريري، الى زمن التحالفات الانتهازية لحزب الله داخل النسيج المذهبي السني والدرزي والحيز السياسي المسيحي، من خلال التحالف مع ميشال عون على قاعدة مقايضات سياسية ومالية، انهت الكيان المعنوي والدستوري للجمهورية اللبنانية لحساب المصالح الاوليغارشية وسياسات النفوذ الشيعية، كنماذج عن تحول المدى السلطوي الى حيز مصادر من الاوليغارشيات العائلية (عائلات الحريري، بري، جنبلاط، الميقاتي الصفدي، وامتداداتهم المذهبية).

كما أن سياسة اللعب على الحبال، والمواقف المزدوجة، والتسويات المصلحية القصيرة الأمد التي اعتمدتها الاوليغارشيات حيال الثنائي الشيعي (سعد الحريري، وليد جنبلاط، سمير جعجع، نجيب الميقاتي …) على أساس سياسات توزيع المسالب والمحاصصات السياسية والمقايضات المشبوهة، قد دمرت ما تبقى من كيان دستوري ومعنوي لجمهورية متهاوية .

-تضع مسألة اعادة رسملة المصارف موضع المساءلة قدرة هذه الدولة الصورية، لجهة نية اصحاب المصارف في استعادة الاموال المهربة، وتفكيك شبكات شفط وتبييض الاموال التي أوجدوها من خلال مصارف وهمية، واللجوء الى البلف من خلال احتساب ودائع دفترية فارغة، وبيع فروع لهم في الخارج، واعتماد تقسيم عمل جديد للعمل المصرفي على قاعدة الدمج والتملك، وقدرة المصرف المركزي على انفاذ قرار اعادة الرسملة، وما تثيره مناورات جمعية المصارف وما يظللها من تفاهمات اوليغارشية، وتواطوءات مصلحية مع سياسات النفوذ الشيعية الناظمة للعبة المالية القائمة، سواء لجهة تقييد سياسات الاصلاح المصرفي التي تفرضها اتفاقيات بازل الثلاث، وشفط الاموال من خلال تنازل العمل المصرفي المعلن لحساب مافيات الصيرفة التي تدير معظمها المافيات الشيعية بمعرفة وزير المال غازي وزني، والمدعي العام المالي علي ابراهيم، ومهندس سياسة شفط الاموال الاوليغارشية، رياض سلامة.

سياسة اعادة الرسملة ترتبط باعادة بناء الحيثية المعنوية والدستورية لدولة صورية، تتماثل مع واقع الحسابات الدفترية، واجراء تحقيق جنائي مالي شامل يؤسس لعمل المقاضاة ومصادرة الاموال المنهوبة، على خط التقاطع بين المؤسسات الدولية والعمل الاصلاحي الداخلي.

-ان ربط لبنان بحسابات سياسات النفوذ الشيعية التي وضعها النظام الايراني على الصعيد الاقليمي هو شأن شيعي ولا شأن لبقية اللبنانيين به، وليس عليهم التأقلم مع املاءاته.

على اللبنانيين الشيعة ان يبتوا به اذا ما كان للمشروع الوطني اللبناني من مكان له بعد اليوم في وجدانهم. هذا السؤال تستحثه المناخات الشمولية المطبقة في الاوساط الشيعية(مع التحفظ الشديد حيال التعميم) وما تستدعيه من تطرف واستباحة للحقوق والحريات، والعنف المطبع من خلال سياسات الاغتيال السياسي، وتعمم العمل الاقتصادي المنحرف، واستثمار الموارد العامة، والتطاول على الاملاك العامة والخاصة (الغزو العشائري)…،.

ما هو السبيل لاعادة بناء دولة القانون في ظل ثقافة ومناخات نافية لها، وما تستدعيه من راديكاليات سنية مضادة تستظل سياسات النفوذ السنية المتواجهة على غير محور (تركية، قطرية، سعودية، ارهابية جهادية).

هذه مسائل قديمة-جديدة تستعاد مع كل السياسات التوسعية التي دفعت بها مراكز القوى الاقليمية المتوالية منذ زمن العروبيات الى زمن الاسلاميات بتصريفاتها المتنوعة، مع فارق اساسي هو نهاية النظام الدولتي العربي ومتكآته الايديولوجية والجيوپوليتيكية لحساب فراغات استراتيجية متنامية، واندثارات فوضوية، وعدمية تحول الديناميكيات السياسية الاقليمية الى دورات عنف وسياسات سيطرة مفتوحة لا أفق لها. خيارات حزب الله تعنيه ولن يستطيع فرضها على سواه دون الدخول في متاهات النزاعات المفتوحة وتداعياتها.

عقدة الحيات لا تلتئم الا على الشر المبيت والمقاصد الشريرة الارادية التي تختصر فحوى السياسات النزاعية التي دمرت هذه البلاد على مدى ستة عقود متتالية.

ان نهاية هذه الحلقات الجهنمية غير ممكنة في ظل المعادلات السياسية، والجيوسياسية، والثقافات السياسية النزاعية التي سادت في هذه البلاد، واستهدفت مرتكزات الاجتماع السياسي التعددية والليبرالية والديموقراطية لحساب سياسات سيطرة وسيطرة مضادة، ونزاعات اقليمية ودولية بديلة، ومشاريع توتاليتارية ذات منابع شتى.

جمهورية الطائف سقطت بفعل ثغراتها السياسية والدستورية البنيوية، واقفالاتها الاوليغارشية، ومفارقات تموضعاتها الاقليمية القاتلة.

هذه الخلاصة الاستقرائية لا تعني مساءلة ارادة السلم الاهلي ولا رفض المقاصد الوفاقية التي مهدت لها، بل تستحث عملا متجددا من أجل هندسة دستورية وسياسية يبنى على أساسها عقد اجتماعي جديد مع بداية المئوية الثانية، اذا ما قيضت لها الحياة.

لن تستطيع البلاد بناء حيثية وطنية ودولتية متجددة ما لم يصار الى بلورة تفاهمات تفصيلية في المجالات السياسية والعامة والجيوسياسية تخرجنا من دائرة العنف، الى سياق تاريخي يجدد الولاء للقيم الليبرالية والتعددية والديموقراطية التي انطلق منها المشروع الوطني اللبناني بمندرجاته القيمية والسياسية.

ان سياسة حزب الله الانقلابية ووضع اليد على مقدرات البلاد العامة والخاصة، من خلال سياسة القضم المشتركة مع نبيه بري، وادخال البلاد في خضم ديناميكيات نزاعية اقليمية مفتوحة، هو مسار مدمر لا يملك أحد ناصيته.

ان المكابرة التي تحكم الاداء الشيعي، والرصيد الاخلاقي الساقط للاوليغارشيات المتحالفة وتشبث اقفالاتها، يحتم تدويل الازمة اللبنانية ووضعها في دائرة التحكيم الدولي الذي أمسى خيارا لا مفر منه، اذا ما اردنا صيانة وتحصين السلم الاهلي والاقليمي، ووضع اصول لتسوية ديموقراطية وخيارات اصلاحية خلاصية الطابع تدخلنا في المئوية الثانية، ان شاء اللبنانيون ذلك.

 

كي لا تُصبح بكركي حصان طروادة

المخرج يوسف ي. الخوري/الكلمة أو لاين/25 شباط/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96361/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d9%83%d9%8a-%d9%84%d8%a7-%d8%aa%d9%8f%d8%b5%d8%a8%d8%ad-%d8%a8%d9%83%d8%b1%d9%83%d9%8a/

الحلُّ لا يكونُ في الذهاب إلى مؤتمرٍ دَولي من أجل لبنان، إنّما الحلّ يكمُنُ في نوعيّة النُخبِ اللبنانيّة التي ستُشارك في هذا المؤتمر. وإلّا فنحن ذاهبون إلى “دَوحَة” جديدة.

أبانا صاحب الغبطة، أمران يُقلقاننا في دعوتكم إلى مؤتمر دَولي.

الأوّل هو أنّ دعوتكم الأمم المتحدة للتدخّل لإنقاذ لبنان، هي بغاية “حمايتنا وليس إدارتنا”.

والثاني هو أنّ بعض مَن يأزرون دعوتكم إلى المؤتمر الدولي، هم من المُصدّقين أنّ إتّفاق الطائف، إذا طُبّق، من شأنه أن يُقيم لبنان من تعثّره.

“حمايتنا وليس إدارتنا”؟!!

وما العَيْب يا سيّدنا في اللجوء إلى الأمم المتحدة لإدارتنا؟

وهل نحن قادرون على إدارة شؤوننا الداخليّة في حال تأمّنت حمايتنا؟

وهل ستتحقّق حمايتنا بنشر قوات دولية على مساحة لبنان، أم بتلزيم لبنان لدولة جارة أو دولة صديقة، كي تضبط سلاح حزب الله، من دون نزعه، على غرار ما حصل في زمن الوصاية السوريّة؟

“حمايتنا وليس إدارتنا” هو مسعىً ضبابيّ، في الوقت الذي جميعُنا يعلم أنّه لا يسعُنا اللجوء إلى الأمم المتّحدة إلّا بمطالب واضحة.

نحن بحاجة إلى أكثر من حماية دَوليّة. نحن بحاجة إلى آليّة إجرائية، بذراعٍ أمميّة، تنفّذ القرارات الدوليّة، ولاسيّما تلك المُتعلقة بحصر كل السلاح بيد السلطة الشرعيّة.

ونحن أيضًا، نفتقر إلى القدرة على إدارة شؤوننا، خصوصًا إذا بقي البلد ممسوكًا من الفاسدين المحميين بقوّة السلاح الإلهي، والمتسلّحين بـِ “الشرعية” بحجّة أنّه مُعترف بها دوليًّا.

أمّا في حال نجح المؤتمر الدولي بكفّ يدِ الفاسدين عن التحكّم بالعباد والبلاد، ونقَلَ السلطة إلى طبقة جديدة ذات خبرة ونظافة كف، فهذه الطبقة ستحتاج بدورها إلى مواكبة دولية لأدائها، ضمانًا لعدم سقوطها أمام إغراءات السلطة، ولعدم تحوّلها إلى وجه متجدّد للفساد.

إذًا، لا يجب علينا حملُ المُعضلة اللبنانية إلى الأمم المتّحدة، إلّا في حال كنّا قادرين على انتزاع إجراءين نهائيّين:

تحرير لبنان من كل سلاح غير شرعي، وأوّلًا بأوّلٍ، بِدءًا من سلاح حزب الله،

وتحرير اللبنانيين من الطبقة الفاسِدة والمُفسِدة العاجزة حتّى عن التخاطب بعضُها مع بعض.

أمّا عن القول “إنّ إتّفاق الطائف إذا طُبّق، فهو الكفيل بأن يُقيم لبنان من تعثّره”، فهذا فخّ قد نقع فيه لثلاثين سنة جديدة في حال كان مشروعكم إلى الأمم المتّحدة، يا صاحب الغبطة، هو “إحياء إتّفاق الطائف”.

هذا الإتّفاق لم يوضَع ليطبّق يا سيّدنا، ولم يرقَ يوما إلى مستوى أن يكون دستورًا للبلاد، والبرهان، تضارب الصلاحيّات وتضارب عمل السلطات الناجمان عنه، والثغرات التي يحتويها من حيث يُمكن تفسير البند الواحد فيه بأكثر من تفسير، وانتفاء وجود سلطة واحدة لحسم السجالات حوله!…

أوَلا يكفينا أنّ حسين الحسيني ما زال يُخفي عن اللبنانيين، ومن دون أيّ وجه حقّ، محاضر جلسات الطائف؟ وما الحاجة في الأصل لاحتفاظه بها؟! لو لم يكن مُدرِكًا أنّ إتّفاق الطائف غير مكتمل، لَكان أحرق محاضره وتخلّص منها فور إعلانه!

ولو كان إتّفاق الطائف دستورًا ناجزًا بالفعل، لَمَا كنّا، في كلّ أزمة، نستذكر محاضره ونطالب بكشفها، ولَمَا كانت أضيفت على صلاحيّات رئيس المجلس النيابي صلاحيّة إضافيّة، عنَيْنا بها “تدوير الزوايا”.

وإتّفاق الطائف يا سيّدنا هو مصدر قوّة حزب الله ومصدر تحكّم سلاحه بمصيرنا، إذ بمجرّد أنّ معظم بنوده هي قابلة للتأويل، فهذا يعني أنّ الخلافات ستظلُّ قائمة بين اللبنانيين حوله، والحسم فيها سيبقى للأقوى على الساحة، والأقوى هو مَن بيده السلاح، أو مَن هو متحالف مع هذا السلاح ويُتقن لعبة “تدوير الزوايا” لصالحه!

قد يُغالي البعض بإيهام غبطتكم بأنّ إتّفاق الطائف يحافظ على المناصفة بين المسيحيين والمسلمين، وبأنّه علينا التمسّك به كي لا يُطالب الشيعة بـ “المثالثة”!

كيف يجنّبنا هذا الطائف مُطالبة الشيعة بـِ “المثالثة” وهو لو كان يُطبّق، أو يُعمل به، لكان حسم هذا الأمر منذ ثلاثين سنة، من خلال إلغاء الطائفيّة السياسيّة الواردة في سياقه، ومن خلال تطبيق اللامركزيّة الإدارية؟!

أمّا وإنّه غير قابل للتطبيق، فهو، بحدّ ذاته، مصدر الخطر الأساسي على مستقبل لبنان بصيغته التعدّدية، إذ من دون دستور واضح يحمينا، لن يقتصر الأمر على فرض “المثالثة”، بل سنواجه أزمة وجودية لا سبيل أبدًا إلى حلِّها: الزوال.

أمّا والحالة على ما هي عليه، فحذارِ يا صاحب الغبطة، الذهاب إلى المؤتمر الدولي وفي نيّتكم حماية اللبنانيين من السلاح غير الشرعي، بينما في يدكم مشروع إحياء إتّفاق الطائف الذي يُشرّع ويحمي هذا السلاح، وله الباع الطويل في ما يتعرّض له اللبنانيون اليوم من مآسٍ جِمام.

ويا سيّدنا، بدأ قلقنا يزيد في الأيّام الأخيرة، حين صرنا نشاهد في بكركي رموزًا من الطبقة الفاسَدة وقد حضروا لتأييد دعوتكم إلى مؤتمر دولي من أجل لبنان. وأخشى ما نخشاه هو أن يتسلق هؤلاء على طرحكم ” المؤتمر الدولي” بغاية تعويم أنفسهم في ظلّ عباءتكم، فيلطّخون مجد لبنان بسوئهم، ويفوّتون على اللبنانيين فرصة الخلاص. فحذارِ من هؤلاء “الطرواديين”، كي لا تُصبح بكركي حصان طروادة.

سيّدنا صاحب الغبطة،

فلنذهب إلى الأمم المتّحدة ونصب أعيننا تحرير دولتنا وتعزيزها، ولا تتعزّز دولة إلا بإستقلال شعبها عن الخارج، وهذا بالتحديد ما فهمناه من دعوة غبطتكم إلى “الحياد”. كما ولا تتعزّز دولة إلا بتحقيق سيادتها في الداخل، وهذا يتطلب أولويّة في تحرير لبنان من السلاح غير الشرعي، والإيديولوجيّات الغريبة عن ثقافته وحضارته.

فلنذهب إلى الأمم المتّحدة من دون مراعاة خواطر، ومن دون خجل. ولنعُد بالتغيير الجذري، النهائي، وليس بالترقيع. لنعُد بالخلاص. لنعُد بلبنان.

ملاحظة: مقالة مستوحاة من نقاش حصل في الندوة اللبنانيّة الجديدة حول دعوة البطريرك الماروني إلى مؤتمر دولي من أجل لبنان.

راجعتها ونقّحتها: الصحافيّة والأستاذة الجامعيّة نضال أيّوب

 

لسنا أضاحي على مذبحِ الحروب

سجعان قزي/افتتاحيّةُ جريدةُ النهار/25 شباط 2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96365/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d8%a7%d9%81%d8%aa%d8%aa%d8%a7%d8%ad%d9%8a%d9%91%d8%a9%d9%8f-%d8%ac%d8%b1%d9%8a%d8%af%d8%a9%d9%8f-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%87%d8%a7%d8%b1-%d9%84%d8%b3/

لبنانُ حاليًّا على خطِّ التماس بين حلِّ مشاكلِه سلميًّا وحضاريًّا فيَحفَظُ وِحدتَه، أَو حلِّها عسكريًّا وهمجيًّا فيتبَعثرُ جغرافيًّا.

ما عاد الرهانُ بين اللبْننةِ والتدويل: اللبْننةُ وراءَنا والتدويلُ أمامَنا، بل بين السلمِ والحرب. من جهتِنا لا نخافُ الحربَ، ونُفضِّلُ السِلمَ ونعملُ له. ومَن يريدُ أن يَـجرَّنا إلى الحربِ عليه أن يُدركَ أنْ ليس هو مَن يُقرِّرُ نتيجتَها ونهايتَها.

ليس هذا القولُ تهديدًا بل حصيلةُ مراجعةٍ بين الـمُنطلَقِ والـمُنتهى لـجميعِ الحروبِ التي دارت في لبنان منذ 1975 إلى اليوم. والمراجعةُ تُظهِر واقعَين: الأفرقاءُ اللبنانيّون الذين تَقاتلوا في ما بينَهم تَصالحوا بعدما مات من مات.

والأفرقاءُ اللبنانيّون الّذين قاوموا، عن حقٍّ، اعتداءً غريبًا أو احتلالًا اضْطرّوا إلى قَبولِ شروطٍ قاهرةٍ لوقفِ الحربِ:

الجبهةُ اللبنانيّةُ قَسَت على نفسِها وتَجرَّعت دخولَ القوّاتِ السوريّةِ سنةَ 1976.

منظمةُ التحريرِ الفِلسطينيّةُ أذْعنَت وسلّمَت ما بَقي من سِلاحِها وانسحبَت من لبنانَ سنة 1982.

إسرائيل أُكرِهَت على مغادرةِ الجنوب سنةَ 2000 من دون اتّفاق سلام.

سوريا أُجِبرت على الانسحابِ سنةَ 2005 تنفيذًا للقرارِ الدوليِّ 1559.

وحزبُ الله انتصرَ على نفسِه ورَحّب بالقرارِ 1701 لوقفِ حربِ 2006. وبالتالي، يَصلُحُ أن يُردِّدَ الجميعُ مع السيد حسن نصرالله: “لو كنتُ أعلم”…

أنا أعلمُ أنَّ إسرائيلَ وسوريا دَخلتا سابقًا إلى لبنانَ المنقسِمِ، وانسَحبتا مِن لبنان الموحَّدِ. لكنّهما، إذا عادتا مرّةً أُخرى، فلن تَنسحِبا من لبنانَ المبعثَر. ضمانُ عدمِ عودتِهما هي وِحدةُ لبنان. وِحدةُ لبنان أقوى من السلاحِ، ومِن سلاحِ حزبِ الله تحديدًا. وسلاحُ حزبِ الله الذي كان يُفترضُ أن يكونَ عنصرَ الوِحدةِ الجديدةِ بعد تحريرِ الجنوب سنةَ 2000، تحوّل، مع الأسف، حالةً تقسيميّةً في البلادِ ومُشجِّعةً الآخرينَ على التفكيرِ في ما إذا كانت وِحدةُ لبنان مسألةً فيها نَظر. وِحدةُ لبنان لم تَعد تَحصيلَ حاصلٍ، ولا هي قائمةٌ. عددُ المؤمنين بها من كلِّ الطوائف قَلَّ، وسارعوا إلى “وقفِ العدّ” لئلّا يُصبحوا أقليّة.

تَوحّدَ لبنانُ سنةَ 1920 ليكون بلدًا حرًّا ومستقلًّا وديمقراطيًّا وحضاريًّا. قبلَ الدستورِ والطائفِ الميثاقِ، الحريّةُ هي ما تَحفظ الشراكةَ الوطنيّة. لا قيمةَ للشراكةِ خارجَ مُندرجاتِ الحريّة، ولا قيمةَ للحريّةِ خارجَ كنفِ الديمقراطيّة. خلافَ ذلك تَفقِدُ وِحدةُ لبنان مُبرِّرَ وجودِها. قبل توحيدِه كان لبنان قِبلةَ الحضارةِ في هذا الشرقِ، فكيف أصبح، بعد توحيدِه، علامةَ الجهالةِ؟ هل العددُ فَعل بنا ذلك؟

إذا كان التقسيمُ حُلمَ بعضِ الشعوبِ، فهو كابوسٌ بالنسبةِ إلينا وتحاشينا تشريعَه حتّى الآن. زارنا مرّاتٍ وطَردْناه، لكنّه يَعود ُكلما تَنشَّقَ رائحةَ سلاحٍ أو تناهى إليه خبرُ إصابةِ الوِحدةِ بوباء. الوِحدةُ ليست فعلَ إيمانٍ فقط، بل مشروعُ حياة. الحياةُ في لبنانَ معطّلةٌ. لذلك يسألُ اللبنانيّون عن مدى وجودِ أملٍ بعدُ بإنقاذِ وِحدةِ كيانِ لبنان ـــ على الأقلِّ وِحدتِه المركزيّة ــــ في ظلِ سقوطِ الدولة المركزية؟

لو أردنا وِحدةَ القطيع ما كنا أنْشأنا لبنانَ الكبير، وما كنا رَفضْنا كلَّ أشكالِ الوَحَدات الأخرى. الخطورةُ اليوم أنَّ المطروحَ على اللبنانيّين ليس مدى قَبولِـهم بالانضمامِ إلى وِحدةٍ سوريّةٍ أو عربيّةٍ، بل مدى قَبولِـهم بالانضمامِ إلى بعضِهم البعض.

هكذا صارت المثالةُ أن نختارَ بين لبنانَ الكبير والمتصرفيّةِ والقائمقاميّتين. هزيمةٌ أن نعودَ إلى المتصرفيّةِ، وخيبةٌ أن نرجِعَ إلى القائمقاميّتين، وصعبٌ أن نَبقى في لبنانَ الكبير في حالتِه الحاضرة.

للوِحدةِ المركزيّةِ شروطٌ ومقتضياتٌ وأصولٌ وآداب، وهي غيرُ محترَمة. كان يُمكن التغاضي عن عدمِ احترامِ آدابِ الوِحدةِ لو حَصل الأمرُ سهوًا أو خطأً عابرًا عَبرَ المئةِ سنةٍ من عمرِ دولةِ لبنان الكبير، لكنَّه يَحصُل كلَّ يومٍ عن سابقِ تصوّرٍ وتصميم. هذا واقعٌ يَستحيل القَبولُ به، فحياتُنا وحياةُ أولادِنا وأحفادِنا وأجيالِنا ليست أضاحي على مذبحِ حروبٍ غابرةٍ وفتوحاتٍ داثرةٍ وعقائدَ دخيلةٍ على مجتمعِنا، بل هي برسمِ الحياةِ والفرح والإبداعِ والسلام.

والأخطرُ من ذلك أنَّ القضاءَ على وِحدةِ لبنان يَتمُّ باسمِ الدستورِ، والدستورُ منهم بَراء. وباسمِ حقوقِ الطوائفِ والمذاهبِ، وحقوقُ الطوائفِ والمذاهبِ منهم بَراء، وباسمِ العددِ، والعددُ لا يَصنَعُ أمّة. قيمةُ المواطنين بولائهم لدولة لبنان وبإخلاصهم للشراكة الوطنية. الأقليّةُ هي التي تخرج عن الدولة ولو كانت أكثريّةً، والأكثريّةُ هي التي تبقى في كنفِ الدولةِ ولو كانت أقليّة.

غالبيّةُ الشعوبِ التي، في الشرق والغرب، مرت في ما نمر فيه اليوم، اختارت التقسيم (الهند، باكستان، بنغلاديش، قبرص، صربيا، كرواتيا، تشيكيا، أوستيا الجنوبية، السودان، إقليم كردستان، إلخ…).

من جهتنا رَفضنا هذا الخيارَ لأنَّ قدَرَنا وإرادتَنا أن نبقى معًا نَشهَدُ في الشرقِ والعالم للرسالتَين: رسالةُ الأديان، ورسالةُ الحريّةِ الحضاريّة. من هنا أَنَّ المسَّ بالكيانِ اللبنانيِّ جريمةٌ يُعاقب اللهُ عليها لا الشعبُ فقط.

ربما كان يُفترض بدولةِ لبنان أن تَنشأ فدراليّةً سنةَ 1920 لأنها جَمعت مناطقَ وجماعاتٍ من مشاربَ مختلفةٍ. هكذا فَعلت دولٌ عديدةٌ في أوروبا الشرقيّةِ والوسطى حين كانت تتكوّن فدراليًّا لا مركزيًّا. لو فعلنا ذلك لرّبما كانت وِحدُتنا أمتنَ ووفَّرنا مشاكلَ كثيرة.

لقد تَبيّن مع الزمنِ أنَّ الفكرةَ اللبنانيّةَ، المجسَّدةَ في لبنانَ الكبير، هي الفكرةُ الوحيدةُ القابلةُ التطبيقِ، ولو بتضحياتٍ كبيرة. في حين أَنَّ الفكرتَين السوريّةَ والعربيّةَ غيرُ قابلتين التطبيقَ في دولةٍ واحدة. لكنَّ البعضَ يُريد أن يُحقِّقَ سنةَ 2021 ما كان غيرُه يَنوي تحقيقَه سنةَ 1975.

فما نَشهدُه اليومَ هو مشروعُ إسقاطِ “الفكرةِ اللبنانيّةِ الممكنةِ” وجعلِها مستحيلةَ التطبيقِ على غرارِ الفكرتين الوِحدويّتين السوريّةِ والعربيّة. واقعٌ يَضعُ اللبنانيّين أمامَ مستحيلات. الصراعُ مع المستحيلِ يؤدّي إلى البحثِ عن أيِّ ممكنٍ آخَر خارجَ الممكنِ المثالي.

هناك مَن يدفعُ اللبنانيّين الّذين ناضلوا وقاوموا من أجلِ لبنانَ الواحدِ إلى اعتمادِ المنطقِ التالي: طالما أنَّ سعرَ الوِحدةِ مُكلِفٌ ومردودَها قليلٌ، من الأفضلِ الانكفاءُ إلى وطنٍ سِعرُه أقلُّ ومردودُه أكبر.

ظنّي أن هذا المنطقَ لا يَنسجمُ مع التضحيات التي قدّمناها دفاعًا عن السيادة والاستقلال. وجُلُّ ما يُمكنُ الإقدامُ عليه هو تعديلُ البنيَةِ الداخليّةِ من دولةٍ مركزيّةٍ حصريّةٍ إلى أخرى لامركزيّةٍ موسَّعةٍ، والعملُ على اعتمادِ الحيادِ وعقدِ مؤتمرٍ أمميٍّ خاصٍّ بلبنان ليبقى لنا لبنانٌ خاصٌّ بنا.

 

في دلالات واقعة "السطو" على اللقاحات

راغب جابر/النهار العربي/25 شباط/2021

مسألة خرق مجموعة من النواب اللبنانيين بروتوكول التلقيح ضد كورونا وقوطبتهم على الإجراءات المعلنة التي تعهدتها وزارة الصحة للحصول على تمويل البنك الدولي للقاحات، تحمل مدلولات معبّرة، على الرغم من كونها عملياً "حادثة" محدودة جداً من جملة " الحوادث" التي يعيشها هذا البلد المنكوب والمبتلي يومياً.

أولى الدلالات أن أهل السياسة، في السلطة وفي المعارضة، يعيشون في عالم منفصل تماماً عن الواقع الشعبي، وكأن لا شيء يحدث في البلد منذ سنة ونصف السنة. حال التجاهل هذه التي تحمل في ثناياها الكثير من الاحتقار لمشاعر الناس واللامبالاة تجاه ما يمكن أن تكون ردود فعلهم، تعكس إما انفصاماً تاماً أو جهلاً أو تعالياً يصل الى حد إنكار الوجود. ثانية الدلالات أن العقلية التي تدير البلد ما زالت هي هي لم تتزحزح قيد أنملة. عقلية تخطي المؤسسات والأصول والتعدي على الصلاحيات واعتماد مبدأ "الأوامر من فوق" لتسيير المرافق. بالمشبرح، إنها عقلية "السلبطة" والتسلط. فعبثاً يحاول وزير الصحة واللجنة الوطنية لمكافحة كورونا، وضع أطر وقواعد ويدعيان الحزم في تطبيقها. الجالسون فوق وفي الغرف "المعروفة المجهولة" يرفعون سماعة الهاتف ويأمرون بلا مناقشة ويقفلون الهاتف وما على "المعنيين" إلا التنفيذ. الدلالة الثالثة أن كلهم في الرياء سواء. فالباقة الملقحة من النواب تشمل مروحة من الأطياف المتصارعة سياسياً والتي لا تلتقي على شيء. وصلوا تباعاً، تلقوا اللقاح المجاني، ربما تسايروا قليلاً على فنجان قهوة، متناسين خطاباتهم في العفة والإصلاح، ثم غادروا وكأن شيئاً لم يكن، ليعودوا الى صراعاتهم العبثية المدمرة وتنظيراتهم المعقدة غير ذات الجدوى وتبريراتهم الوقحة المخاتلة. الدلالة الرابعة هي تفاقم حال الاستكانة العامة في البلاد التي وصلت الى حد الاستسلام، وهو ما يدركه السياسيون جيداً ويستغلونه الى أقصى الحدود. مر الحدث مع بعض الجلبة والاعتراض وكثير من الثرثرة على مواقع التواصل الاجتماعي. غاب المتورطون قليلاً عن الواجهة وغداً يعودون من أبواب واسعة وكأن شيئاً لم يكن، فيخطبون في الجماهير ويطلون في برامج الحوارات السياسية وبرامج الفضائح والمنوعات وحتى في برامج التنجيم. السياسيون في لبنان عامة ما أشطرهم! إنهم يملكون كل شيء. المال والسطوة والدهاء والخبرة وقلة الضمير. الدلالة الخامسة، وهي دلالة إيجابية، لكن تأثيرها قليل الفاعلية حتى الآن، هي اليقظة الإعلامية والجرأة التي تميّزت بها المحطات التلفزيونية في تسمية الأشياء بأسمائها وكشف المستور. هذه الجرأة "فشّت خلق الناس"، ولعلها، مرة بعد مرة، وفضيحة بعد فضيحة، تخلق رأياً عاماً متحركاً. نعم هناك رأي عام لبناني عارم ضد الفساد والتجاوز، لكنه رأي عام سلبي ونائم لن يصبح إيجابياً إلا إذا أدى الى ثورة حقيقية. نعم. كان الحدث محدوداً وضرره كذلك، لكنه يرقى الى مستوى الفضيحة بمقاييس الأخلاق والمناقبية واحترام حقوق الإنسان. لماذا لا نقارن أنفسنا بأسباني أو بأي دولة استقال مسؤولون كبار فيها لأنهم حاولوا أخذ اللقاح بغير دورهم بدل تبرير الخطأ بخطأ أفظع.

 

التهريب “قضية”… ومكافحته تنفيذ للقرار 1701؟

أسامة القادري/نداء الوطن/25 شباط/2021

في الشكل العام عند الحدود الرسمية اللبنانية ـ السورية، كلّ شيء يوحي بأنّ الحدود مقفلة أمام المواطنين العاديين، بناء على قرار الحكومة الصادر منذ نحو سنة في مواجهة فيروس “كورونا”، ولم تفتح الا في أوقات محدّدة، بناء على قرار يحدّد مسبقاً لعبور اللبنانيين القادمين من سوريا، سوى أمام سيارات حزبية معدودة وشبه يومية. هذا الاقفال لا يعكس المشهد عند الحدود البرّية غير الشرعية، والتي تُعتبر مزراب هدر المال العام، خصوصاً أن عمليات التهريب تتمّ عبرها بشكل يومي، لتُنقل من لبنان الى سوريا آلاف الاطنان من السلع المدعومة عبر عشرة معابر غير شرعية من أصل 125 معبراً، تعمل على خطّها أكثر من 130 شاحنة وصهريجاً من أحجام متفاوتة، فيتمّ نقل المازوت والبنزين بأكثر من 70 صهريجاً، تتراوح حمولة الواحد منها بين الـ 15 الفاً والـ 20 الف ليتر، ونحو 12 شاحنة تنقل قوارير الغاز، و50 شاحنة تحمل مواد غذائية (سكر ورز وطحين وحبوب) واعلاف الابقار والدواجن، وكلّها سلع مدعومة.

في المقابل، تعتبر قوى الأمر الواقع أنّ مكافحة التهريب وسدّ المنافذ غير الشرعية مع سوريا هو استكمال للقرار الأممي 1701. هكذا نجحت هذه القوى في أن تطوّر التهريب من مشكلة حدودية بين لبنان وسوريا الى “قضية” تقلق مضاجع اللبنانيين عموماً، وتساهم في استعصاء الازمة الاقتصادية والمعيشية بأقسى شكل منذ تأسيس دولة لبنان الكبير، وتستمرّ باستنزاف ما تبقّى من المال العام، كما استطاعت أن تحوّل التجّار مهرّبين معروفين بالأسماء، عمدوا الى احتكار السلع المدعومة، من مواد غذائية ومحروقات تستورد بموجب اعتمادات مصرفية بسعر صرف دولار 1515، وجزء آخر بسعر صرف 3900 ليرة، فيما المواطن اللبناني يئنّ من الجوع والغلاء ويشتريها بسعر صرف السوق السوداء 10 آلاف ليرة.

ويجهد أحد الأحزاب في تحويل مكافحة التهريب عبر الحدود البرّية غير الشرعية قضية تهدّد أمنه الحزبي ووجوده، واعتبار أيّ تحرك للجيش اللبناني ـ فوج الحدود البريّة الثاني (مقرّه بعلبك) والثالث (مقرّه ابلح)، تحرّكاً يخدم القرار 1701، ويطيح بكل انجازات “التغيير الديموغرافي” ومسرحيات المشاكل الامنية التي وقعت منذ 2012 حتى اليوم. وأكّد مصدر امني لـ”نداء الوطن” أنّ المشكلة “ليست في التهريب الذي عهدناه سابقاً، انما بالإسلوب وتوسّع المعابر وتطويرها لاعتماد الشاحنات والصهاريج، بدل البغال والدراجات النارية التي كانت تعتمد”. وأوضح أنّ عدد المعابر 125 معبراً، 70 منها تتعرّض بين الفترة والاخرى للاقفال من قبل فوج الحدود البرّية للجيش، ولا يزال بعضهم يعتمد على الدواب والدرّاجات النارية، وهذا لا يشكّل 10% من الكمّيات الضخمة التي تهرّب عبر المعابر المستحدثة حديثاً”. وأعاد ارتفاع عدد المعابر الى فترة بدء الازمة السورية، “وغالبيتها شقّتها قوى الأمر الواقع وأقامت فيها نقاطاً امنية لتسهيل الانتقال بالاتجاهين الى الداخل السوري”. وأكّد المصدر “أنّ مكافحة التهريب على طول السلسلة الشرقية، بدءاً من جبل الشيخ في الجنوب اللبناني عند الحدود مع الجولان المحتلّ عبر شبعا، مروراً بالحدود الجبلية في منطقة راشيا ونقطة المصنع الحدودية حتى وادي عنجر، جميعها معابر وعرة يحتاج عبور المهرّبين عليها لمشقّة لم تصل الحال فيها لاستعمال الشاحنات، وصولاً الى عرسال حيث استطاع الجيش ضبط الحدود بنسبة عالية جداً، فيما بقيت الحدود من اللبوة وصولاً الى وادي خالد في عكّار، هي المركز الرئيسي للتهريب بكمّيات كبيرة، حيث يركّز ثقل التهريب بين النقطتين في البقاع الشمالي، وذلك لأنّ مكافحة التهريب اصبحت مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالقرار السياسي قبل الامني، فلا يمكن للجيش من دون قرار سياسي ضبط اقفال المعابر لأنّ أحد الاحزاب يعتبرها خطوطه الدفاعية، منها وبمحاذاتها تعبر الشاحنات والصهاريج من والى سوريا”.

وعن المساعدات البريطانية لمكافحة التهريب قال المصدر: “بريطانيا قدّمت مئة آلية مخصصة للاماكن الوعرة، وعتاداً وخبراء ومظلّيين ومدرّبين، كلّ ذلك جيد، ولكنّ الأهمّ، انه بقدر حاجة الجيش للمساعدات والعتاد والتدريب في ضبط الحدود، فهو بحاجة ايضاً لقرار سياسي من قوى الامر الواقع وإخراج الحدود من دائرة الأمن بالتراضي”.

أحد المهرّبين في البقاع الشمالي، وهو من المتضرّرين الذين يعتمدون الدواب والدراجات النارية يقول: “إن التهريب بالصهاريج والشاحنات سرقة، وجريمة، ما يحصل على الحدود ليس تهريباً نحن نهرّب كمية صغيرة لاناس بسطاء اما هم فيهربون لدولة بكاملها على حساب الفقراء”.

ويضيف: “نحن نعتمد التهريب لوجودنا في القرى الحدودية ولغياب فرص العمل، لكي نستطيع العيش لا للإغتناء. في اليوم ننقل نقلة واحدة على البغال، وفي افضل الحالات تكون نقلتنا حمولة لـ 15 بغلاً، طبعاً لـ 15 شخصاً، وبالتالي في افضل الحالات يستطيع البغل نقل ما زنته برميل مازوت واحد، وفي حال كانت مواد غذائية لا تصل الى مئتي كيلوغرام. ودائماً نتعرّض للتوقيف من قبل الجيش اللبناني ومن الجهة الاخرى من الهجّانة السورية، فيما معابر الشاحنات تدخل بمؤازرة امنية من الجانبين”. ويشرح بأنّ الشاحنات يتمّ تجهيزها في المنطقة بعد تجميع البضاعة في مستودعات ومخازن، ويقول: “نحن نشتري المازوت والبنزين من المحطات باسعار السوق السوداء، فيما التجار واصحاب الصهاريج يشترونها مباشرة من الشركات، اما المواد الغذائية فنشتريها من بعض التجّار في المنطقة”، ويلفت الى انه “حتى اثناء العاصفة الثلجية الاخيرة، ولتخطّي قرار سير الشاحنات والصهاريج خلالها، سلكوا طريق بيروت ـ الجنوب ـ النبطية ـ راشيا البقاع لتصل المنطقة حيث تمّ تفريغها في خزّانات وصهاريج معدّة للتهريب، فتمّ ادخالها بعد توقف العاصفة حيث قامت جرّافات حزبية بفتح هذه الطرقات. كذلك تمّ اعتماد طريق عكّار ـ البقاع الشمالي لتزويد اللصوص والتجّار بالمازوت والبنزين لكي لا يلفتوا الانتباه في البقاع الاوسط”.

ويوضح أن المعابر التي تعتمد هذه الفترة “هي معابر جنتا، تصل الى دمشق وريفها عبر الشعرة، وعطيب الى الزبداني ومعدر، جميعها تعتبر عسكرية بحماية الحزب، منها تعبر شاحنات تهريب بالاتجاهين، وكذلك في القلمون هناك معبر البريج – القاع، وطريقا قارة بعلبك واللبوة، ومعبر الزمراني والجريجير ونحلة، عدا عن معبر فليطة عرسال، وغيرها معابر كثيرة كمعبر حوش السيد علي”.

من جهته عضو تكتّل “الجمهورية القوية” النائب جورج عقيص والذي اثار نهاية العام الفائت ملفّ التهريب من خلال عرضه فيديو يوثّق ارتالاً من الصهاريج والشاحنات تعبر الحدود البرية غير الشرعية عند السلسلة الشرقية الفاصلة بين الحدود اللبنانية ـ السورية، يؤكّد لـ”نداء الوطن” بأنها “فضيحة متمادية ومستمرّة منذ زمن، اسمها تهريب المواد المدعومة عبر المعابر الشرعية وغير الشرعية في لبنان”، ويطالب القوى الامنية والعسكرية والجيش اللبناني بـ”أن يصارحوا الشعب اللبناني، من هي الجهات التي تخالف القوانين اللبنانية التي تقهر الشعب اللبناني، وتهرّب مواده الاساسية المدعومة ليُحرم منها، وبدل ان تُعطى للشعب اللبناني، ويستفيد منها الجائع والفقير الذي ذهبت امواله وصودرت منه ليتم تهريبها الى خارج الحدود من أجل الربح المادي”. ويختم عقيص: “المطلوب فعلاً مصارحة ومكاشفة تحتاج الى جرأة كبيرة، لأنّ هناك دولاً عدّة وآخرها بريطانيا قدّمت للجيش اللبناني تجهيزات عديدة ليتمكّن أكثر من ضبط الحدود، ونتمنّى ان يتم توظيف هذا العتاد لوقف التهريب، لان هناك ملايين الدولارات هُدرت حتى الآن لمصلحة فئات معينة نتمنّى فضحها أولاً وتوقيفها وجلبها الى العدالة واجبارها على التعويض”.

بدوره، رئيس اللجنة الاقتصادية في غرفة تجارة وصناعة وزراعة زحلة والبقاع طوني طعمه، أكد “ازدياد نسبة التهريب الى سوريا عن المراحل السابقة بعد عملية الدعم، وهذا ما أثّر سلباً على خزينة الدولة والاحتياطي الدولاري في البنك المركزي، وكذلك انعكس على برنامج الاصلاحات الذي قدمته الحكومة السابقة الى صندوق النقد الدولي”. وتابع: “أهم بند كان هو مكافحة التهريب، وسدّ 125 منفذاً غير شرعي، لأن التهريب عقّد الاصلاحات فالمستفيد الاكبر منه هو النظام السوري و”حزب الله” على حساب المال العام اللبناني”.

واعتبر طعمه “أن احد عوائق ضبط التهريب تكمن بعدم ترسيم الحدود، ما يصعّب الأمور على الجيش رغم ما يقوم به جاهداً”، وكشف “أن اكثر الأصناف التي تهرّب الى سوريا هي المازوت والبنزين والطحين والمواد الغذائية المدعومة، مثلاً كان لبنان يستورد سنوياً 8 ملايين ليتر من البنزين فيما حاجة السوق 4 ملايين. ولذلك يتم استنزاف الخزينة بما لديها من احتياطي الدولارات”. وختم طعمه: “الدعم لا يحتاج الى ترشيد بقدر حاجته الى حماية، لذلك نرى ان الحلّ يكون بالبطاقة التموينية لكل مواطن لبناني بـ 300 ألف ليرة، هكذا يصل الدعم مباشرة للمواطن ويخفّف الهدر”.

 

'لماذا التحقيق الدولي؟

سعيد مالك/الجمهورية/25 شباط/2021

في الثامن عشر من شباط الحالي، أصدرت جانب محكمة التمييز الجزائية – الغرفة السادسة – قرارها الذي حمل الرقم /5/ لعام /2021/ وقضى بقبول طلب نقل الدعوى من تحت يد المحقق العدلي القاضي فادي صوّان، ورفع يده عنها، على أن يتولّى النظر فيها مُحقق عدلي آخر، يُعيّن وفق أحكام الفقرة الأخيرة من نص المادة /360/ من قانون الأصول الجزائية. وقع هذا القرار على ذوي الشُهداء والضحايا وقوع الصاعقة، خصوصاً أنّ ملف التحقيق قد قارب مُعطيات جديدة وحاسمة، وأدخل أسماء وشخصيّات لُبنانية وأجنبيّة فَلَك المُلاحقة والمُساءلة.

طَرَحَ هذا القرار كثيراً من علامات الاستفهام، أوّلاً بالنسبة إلى فقهاء القانون:

كَيف لِمحكمة التمييز الجزائية أن تُنحّي المُحقق العدلي، المُعيّن بِقرار وزير العدل (المُستنِد إلى مرسوم إحالة الدعوى إلى المجلس العدلي)؟

كيف يُصار إلى تنحية المُحقق العدلي، خلافاً لِقاعدة الموازاة في الصيغ والأشكال (Parallelisme des formes)؟ فَكَما يُعيّن يُعْزَل، وكما يُكلّف يُنحّى.

وماذا إذا تقدّم أحدهم مُستَقبلاً بِطلب نقل الدعوى من تحت يد المجلس العدلي، ورفع يده عنها، على أن يتولّى مجلساً آخر مهمّة مُتابعة النظر بالدعوى؟.

علماً أنّ المجلس العدلي يُعيّن بِمرسوم يُتّخذ في مجلس الوزراء، بناءً على اقتراح وزير العدل، وموافقة مجلس القضاء الأعلى، سنداً للمادة /357/ من قانون الأصول الجزائية.

أمّا القول، انه سبق وأن رُفِعت يد القاضي الياس عيد عن تحقيقات جريمة اغتيال الشهيد رفيق الحريري، وإستُبدِل بالقاضي صقر صقر، كذلك في خصوص جريمة إخفاء المُغيّب الإمام موسى الصدر. لا يستقيم، كَوْن أي قرار مُخالف للقانون، لا يُبرّر قرارات شبيهة ومُتلاحقة ومُماثلة.

مع الإشارة أيضاً إلى أنّ القرار المذكور (الصادر عن جانب محكمة التمييز الجزائية) قد جاء مُخالفاً لِنصّ الفقرة «هـ» من مقدّمة الدستور، والتي تنصّ على أنّ النظام اللبناني قائم على مبدأ الفصل بين السُلطات.

وبالتالي، ما جرى أن السُلطة الإجرائية خضعت للسُلطة القضائية، بقبولها قرار نقل الدعوى ورفع يد القاضي فادي صوّان والذهاب نحو تكليف مُحقّق عدلي بديل.

علماً أن معالي وزيرة العدل كان في إمكانها رفض القرار القضائي الذي اعتدى على صلاحيّاتها، والإصرار على استمرار القاضي فادي صوّان في مهماته، كَون قرار تعيينه إستند إلى مرسوم الإحالة إلى المجلس العدلي، الذي هو عمل حكومي (acte de gouvernement) لا يُمكن الطعن به على الإطلاق.

أمّا بالنسبة إلى المُراقبين والعامة وذوي الشُهداء والضحايا، فالسؤال الأهمّ الذي طرحوه، ما خلفيّة صدور هذا القرار؟ هل لأن المُحقق العدلي تجاوز الخطوط الحُمر؟ هل لأن المُحقق العدلي فتح كوّة في جدار التحقيق، وبات على مَقرُبة من الفاعلين والمُرتكبين؟.

لا شكّ أن حضرة المُحقّق العدلي، أبلى بلاءً حسناً في مهماته (رغم بعض التحفُظات وزلّات القَدَمْ) لكن المؤكّد أنّه شكّل إزعاجاً إن لم نَقُلْ تهديداً مُباشراً لفريقٍ من المُجرمين والقَتَلة والمُرتكبين، وكان القرار بإبعاده.

تَكثُر التحليلات وتختلف القِراءات، لكن الثابت أنّ التحقيق المحلّي إصطدم بِمَعوقات وعوائق. فالعِلّة ليست ببعض الهفوات في الإجراءات، إنما بِعدم السّماح لهذا التحقيق أن يتوصّل إلى أيّ نتائج، أو أن يَصِلْ إلى أي خواتيم. فالقرار مُتّخذ أن تقتصر المُساءلة على بعض الأفراد والضُبّاط الصِّغار، وسَتُميّع التحقيقات، وستُزهق الحقوق من دون أدنى شك.

وتسألون لماذا المُطالبة بالتحقيق الدولي؟

لأنّ ما شهدناه طيلة نيّفٍ ونصف عام من الزمن، يؤكّد أنّ القضاء اللبناني، رغم ثقتنا الكبيرة به، غير قادر وعاجز عن مواكبة جريمة بهذا الحَجم والمقدار.

لأننا نُدرك أنّ المُحقق العدلي المُعيّن حديثاً القاضي طارق البيطار سيصل عاجلاً أم آجلاً إلى طريق مسدود في تحقيقاته، كَونه لن يُسمَح له بتجاوز المحظور.

فهل المُشكلة كانت مع القاضي فادي صوّان (المشهود له بعلمه وجرأته) أم المشكلة في عدم الإجازة له بالوصول إلى مقامات وشبكات ومنظومات؟

لِنتكلّم بِصراحة ومن دون قفّازات، هل أصحاب القرار على اقتناع أنّ في إمكان أي مُحقق عدلي يُعيّن تَسمية الأمور بأسمائها وكما هي؟

فَمَصيره عندها إمّا التنحية وإمّا…

صارحوا ذوي الشهداء والضحايا ولَوْ لِمرّة.

صارحوهم أنّنا لن نتمكّن مِن كَشف الحقيقة لأنّها صعبة.

صارحوهم أنّ دماء أبنائهم قد ذهبت هدراً.

صارحوهم أنّ جريمة المرفأ ستبقى جريمة من دون عقاب.

وإن أردتم الحقيقة، وإن سَعَيتُم إلى العدالة، ليس من سبيل إلّا اللجوء إلى لجنة تقصّي حقائق دولية، بمُبادرة من أركان الدولة، أو من دونهم. فالحقيقة يجب أن تظهر، والفاعل يجب أن يُكشَف، والمُجرِم يجب أن يُعاقب.

أمّا لماذا رفض اللجوء إلى لجنة تحقيق دولية؟ لأنّ هذه اللجنة ستقول الحقيقة. والفيلسوف أفلاطون يقول: «أكثر شخص مكروه عند الناس هو الذي يقول الحقيقة»، فَمَن ارتكب جريمته سيسعى جاهداً لإخفائها، ومَن شارك فيها سيسعى بدوره إلى ذلك.

لكن إعلموا أن لا حق يموت ووراءه مُطالب، والحقيقة ستظهر عاجلاً أم آجلاً.

 

وليد جنبلاط... وحيداً في معركة البقاء

علي الحسيني/"ليبانون ديبايت/الخميس 25 شباط 2021       

يزداد الوضع الداخلي تأزّماً، ومعه تتراجع حظوظ الإصلاحات المُنتظرة عند أعتاب أصحاب القرار في لبنان وأبواب السفارات المعنيّة بشكل مباشر بعملية تأليف الحكومة، والتي تتأرجح بدورها على "لعبة" المطالب من أجل تحقيق المكاسب. وعند هذا الوضع المجهول المصير، تصدر عن رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، هواجس عدة بشكل شبه يومي، يُعبّر فيها عن تخوّفه من الأسوأ، خصوصاً في ظل حالة الفلتان السياسي التي تسود البلد والتبعيّة العمياء التي يُمارسها أكثر من فريق. ومن خلال تغريداته اليوميّة والمواقف التي يطلّ بها عبر الإعلام بين الحين والآخر، يُمكن للمتابع لشؤون البلاد، أن يلمس مدى خطورة الوضع الذي يستشعره جنبلاط في هذه المرحلة بالإضافة إلى الخوف الذي يُجاهر به، على مصير البلد وهويته في ظل إمعان البعض وإصراره على الإرتهان للخارج، وإبقائه مُكبّلاً ضمن مشاريع إقليمية وورقة تفاوض تُستخدم لتحسين الشروط.

يشعر وليد جنبلاط اليوم وكأنه وحيداً في ساحة حرب مفتوحة إقليمياً ومحليّاً، وعلى الرغم من غياب صوت الرصاص والقذائف في هذه الحرب، إلّا أن حالة الإلغاء والتفرّد التي يستشعرها بحقّه، تبدو أخطر بكثير من زمن كانت فيه التصفيات الطائفية والمذهبية وقضم بضعة مساحات جغرافية، خياراً وحيداً للحفاظ على البقاء والوجود. ويبرز هذا الشعور بالوحدة في المواجهة لدى "البيك"، من خلال غياب الدعم الدولي وانكفاء "العرب" في المواجهة مع المحور الإيراني الذي ما يزال يسرح في الساحة على هواه، ويفرض إيقاعه السياسي والعسكري على الجميع من دون استثناء.

والمُلاحظ أن وليد جنبلاط يُحاول قدر الإمكان اليوم، تغيير قواعد الإشتباك التي كان يتبعها في مرحلة سابقة، والتي كان يتجاوز فيها كل الخطوط الحمر من قبيل "يا بيروت بدنا التار من لحود ومن بشّار" و"تريدون الحرب أهلاً وسهلاً بالحرب" و "لا مشكلة بالسلاح ولا مشكلة بالصواريخ، نأخذ الصواريخ منكم". فهذه القواعد استبدلها جنبلاط بأدبيات تصل في أقصى حدودها إلى التحذير مما هو قادم وما يُمكن أن يطال الجميع وليس جهة واحدة.

مؤخراً، دقّ جنبلاط ناقوس الخطر، إنطلاقاً من ملف تفجير المرفأ الذي يتم تمييعه، وكأن هناك عملية التفاف على أي قرار قضائي يُمكن أن يصدر فيه خصوصاً في ظل وجود خيوط متكاثرة ومتداخلة تصبّ جميعها في خانة تأكيد وجود علاقة للنظام السوري، مما يوحي له بأن هذا النظام لا يزال على حالة الفلتان التي كان عليها خلال فترة وصايته في لبنان، وما يزال مُغطّىً ومحميّاً من الجهات نفسها في الداخل اللبناني. وكل ذلك يعني بالنسبة إلى وليد جنبلاط، أن البلد قد دخل فعلاً في المجهول في وقت يبدو فيه المسؤولون وكأنهم في رحلة استجمام مفتوحة.

من الهمّ الوطني إلى الهمّ الدرزي تتنقّل هواجس جنبلاط حيث يظهر حجم تخوّفه على "البيت الداخلي" من خلال "التنازلات" التي يُقدّمها في موضوع الحكومة، في وقت يستغلها خصومه من البيت نفسه، لتحقيق مصالحهم الشخصيّة واستغلالها لصالح الحلف الذي يجمعهم تحت العباءة الإيرانية ـ السورية، على الرغم من أن الجو الدرزي العام، يميل اليوم إلى "ميزان" "البَيك"، وذلك من خلال إرثه السياسي أولاً، وثانياً من خلال الخدمات والمساهمات التي قدّمها وما زال يعمل على توفيرها وتأمينها داخل وخارج حدود طائفته.

بعد "لقاء خلدة" الذي اجتمع فيه خصوم جنبلاط من داخل "البيت الدرزي"، كثُرت الأسئلة المُوجّهة إلى زعيم المختارة من المُحبّين والمقرّبين والمُحازبين، ولعلّ أبرزها: لماذا السماح لكل هؤلاء المُجتمعين بالمُزايدة عليك "درزيّاً"؟، ولماذا مسايرة بعض الجهات السياسية على حساب الطائفة الدرزية في موضوع تأليف الحكومة؟ ويسأل هؤلاء جنبلاط: طالما أن للنائب طلال إرسلان حجماً سياسياً يعلمه القاصي والداني، فلماذا يُعطى مقعداً وزارياً على "حسابنا"، ولماذا لا تسير بحكومة من 16 وزيراً يكون لك فيها مقعد واحد، وليُقلّع البعض شوكه بيده؟

في هذه المرحلة، يُحاول جنبلاط التقليل من الخطابات والشعارات، مع الإحتفاظ بمساحة واسعة للتغريدات المُعبّرة على قاعدة "صورة وكلمة"، على أمل أن يكون لهذه القاعدة التي لا يزال يُحافظ عليها، وقعاً في نفوس الداخل والخارج، أقوى من وقع الرصاص والقذائف المتعدّدة والمتنوّعة، وأبرزها تلك التي تم إهداؤها ذات يوم للنائب جبران باسيل. وفي مقابل كل هذا، يبدو "البَيك"، وكأنه قرّر المضي قُدماً في مواجهته هذه، مُستعيراً عنواناً لأحد كتب "المُعلّم".. "نكون أو لا نكون".

 

عون لا يريد الحريري.. والحزب لا يريد الحكومة

خالد البوّاب /أساس ميديا/الجمعة 26 شباط 2021

يشكل رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل، عنوانًا جذابًا لحصر تهمة تعطيل تشكيل الحكومة بهما. بناءً على تجارب سابقة، كان عون وباسيل يتبجّحان خلالها بتعطيل الاستحقاقات في سبيل تلبية شروطهما. لكنّ السؤال الأساسي الذي يطرح نفسه، هو: لو كان هناك إرادة فعلية داخليًّا وخارجيًّا تقود إلى تشكيل الحكومة، هل بإمكان عون وباسيل عرقلتها؟ أم إنّ حزب الله لا يزال يعرف كيفية الاختباء خلف الرجلين، لعدم إظهار موقفه الحقيقي؟

القاعدة المنطقيّة تفيد بأنه يستحيل على طرف واحد تعطيل مسار التشكيل لو وُجدت الإرادة، أبرز الأمثلة على ذلك، رفض الرئيس نبيه بري إلى جانب سليمان فرنجية، انتخاب ميشال عون رئيسًا للجمهورية، لكنّ الانتخابات حصلت، وهنا لا حاجة للمفاضلة بين أهمية بري بالنسبة إلى حزب الله وبين أهمية باسيل.

من الشواهد أيضًا على عدم قدرة طرف واحد على التعطيل، هو موقف حزب الله المؤيد لتكليف الحريري برئاسة الحكومة، ما أرغم عون على إجراء الاستشارات النيابية التي أدت إلى تكليف الحريري، لكنه استبقها بتوجيه رسالة تحذير إلى المجلس النيابي من تداعيات اختياره. في الخلاصة، عون لا يريد الحريري رئيسًا للحكومة، أما حزب الله فيريده رئيسًا مكلفًا فقط في هذه المرحلة، ولذلك أسباب كثيرة.

القاعدة المنطقيّة تفيد بأنه يستحيل على طرف واحد تعطيل مسار التشكيل لو وُجدت الإرادة، أبرز الأمثلة على ذلك، رفض الرئيس نبيه بري إلى جانب سليمان فرنجية، انتخاب ميشال عون رئيسًا للجمهورية، لكنّ الانتخابات حصلت

أولًا، عون لا يريد الحريري لأنّه قال له سابقًا إنّه جاء إلى التسوية الرئاسية مع جبران باسيل، ولا بد أن يستمرّا معًا او يغادرا معًا، عندها قال الحريري لعون جئت بتسوية معك يا فخامة الرئيس ونغادر معًا. لا يزال عون يضع الحريري في مقابل باسيل، إما أن يكونا معًا داخل الحكومة أو يخرجا سويًّا، والاحتمال الوحيد الذي فتحه عون للتسهيل، هو الاستعاضة عن وجود باسيل شخصياً داخل الحكومة، بثلث +1. كل المسار الذي ينتهجه عون يؤكد أنّه لا يريد للحريري تشكيل حكومة إلا بشروطه الكاملة والنهائية.

ثانيًا، ما يدل على عدم قدرة طرف واحد على التعطيل، هو أنّ عون رضخ للأمر الواقع في تكليف الحريري. الأمر نفسه انطبق على باسيل في مؤتمره الصحافي الأخير، حين قال: "نريد الحريري لرئاسة الحكومة ولكن بشروط"، وهذا موقف متحوّل عن مواقف سابقة، يأتي بفعل ما تمكن الحريري من تحصيله في جولاته الإقليمية والدولية، لا سيما وأنّ هناك موقفًا روسيًّا، ومصريًّا، إماراتيًّا، وفرنسيًّا واضحًا في دعم رئيس تيار المستقبل بتشكيل الحكومة.

لكن هناك أسباب أخرى قادرة على عرقلة التشكيل هي الآتية:

1 - الحريري يتمسك بشروطه وهو لا يزال يفضّل الإمساك بورقة التكليف وعدم الوصول إلى التأليف، إلا بعد توافر ظروف لإنضاج تسوية حقيقية تحظى بدعم دولي. وبعدما كسب ورقة التكليف، ها هو يريد الإمساك بها بانتظار أن تنفجر كل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية بوجه عون وباسيل وحكومة تصريف الأعمال، ولن يكون جاهزًا لترؤس حكومة انتخابات تبدأ باتخاذ قرارات غير شعبية قد تقود إلى انفجار اجتماعي.

2 - عون وباسيل لا يريدان الحريري رئيسًا للحكومة، إلّا وفق شروطهما التكتيكية وهي الصراع على الحصص، وشروط سياسية بعيدة المدى، تتعلق بتوفير المستقبل السياسي لجبران باسيل، وإجبار الحريري على الدخول في تسوية سياسية جديدة لها أبعاد مستقبلية، مثل الذي حصل قبل الوصول إلى تسوية 2016.

3 - هنا السبب الأهم، وهو موقف حزب الله الذي لا يضيء عليه أحد: فهل الحزب يريد تشكيل الحكومة حاليًّا، أم يفضل الانتظار؟ في العلن يُظهر الحزب مرونة وتسهيلًا، لكنّه بالتأكيد يقف خلف رئيس الجمهورية ميشال عون، ولا يريد كسره على الرغم من تمسّكه بالحريري. هكذا يبدو أنّ الحزب يفضّل انتظار التطورات الإقليمية، خصوصًا أنّ المطالب الأساسية التي دونها رفض تقديم المساعدات للبنان، هي اشتراط عدم مشاركة الحزب في الحكومة. ولم يقتنع حزب الله بهذا الموقف، بل يفضّل الانتظار ريثما تتغيّر الظروف وتسلك المفاوضات الإيرانية الأميركية طريقها، فيكون هناك تسهيل في استيعاب الحزب داخل الحكومة، بالتمثّل بوزراء من قماشة حمد حسن أو جميل جبق، أي تابعين للحزب لكن من خارج جسمه التنظيمي.

الحريري يتمسك بشروطه وهو لا يزال يفضّل الإمساك بورقة التكليف وعدم الوصول إلى التأليف، إلا بعد توافر ظروف لإنضاج تسوية حقيقية تحظى بدعم دولي

ما يدلّ على وجود هذا الجو لدى حزب الله، هو عدم تسليمه لائحة مقترحة بأسماء قابلة للتوزير، ليختار الرئيس المكلف من بينها من يراهم مناسبين. ورفض الحزب تسليم اللائحة، تحت عنوان أنّه لن يفعل طالما رئيس الجمهورية غير موافق، بحجّة أنّ تسليم أسماء مقترحة يعني إحراجًا لعون وإظهاره معرقلًا وحيدًا لعملية التشكيل. لكن من يعرف كيف يتعاطى الحزب في هذه الملفات، يدرك أنّ عدم تسليم الأسماء ينطوي على التمسك بمسألة أساسية وهي أن يسمّي وزيرين حصرًا في الحكومة، لا أن يقدم لائحة يتم الاختيار منها كما فعل الرئيس برّي.

في الخلاصة، لا مؤشراتٍ على احتمال تشكيل الحكومة قريبًا. الصورة من الخارج بالغة السوداوية. لا يوجد ما يشير إلى إمكان تحقيق أيّ خرق إيجابي، قبل حصول ما يشبه التفاهم الإقليمي الدولي على جوانب متعددة من المسارات اللبنانية، تبدأ بتشكيل الحكومة، ولا تنتهي بملف ترسيم الحدود والبحث بملف الصواريخ، وضبط المعابر بين لبنان وسوريا. الحكومة مؤجّلة. حزب الله ينتظر تحسين شروطه الحكومية. عندها فقط يقتنع عون بأنّه لا مناص من الحريري. لكنّ الأخطر أن تطول الأزمة إلى ما بعد انتهاء الولاية الرئاسية لعون، وهذا احتمال بدأت دوائر ديبلوماسية في دراسة كيفية التعامل معه.

 

لو كان في لبنان... شعب!

فارس خشان/النهار العربي/25 شباط/2021

قبل أن يُنهي الاتصال الهاتفي المُثقل بشرح الوقائع المرّة التي يعاني منها اللبنانيون، قال لي: "لو أنّ هناك شعباً، لكان تحرّك". كدتُ، لوهلة، أن أوافقه على استنتاجه، ولكنّني تمهّلت، فمحدثي مواطن لبناني، يقيم في لبنان، ويعاني ما يعاني منه اللبنانيون، أي أنّه جزء مكوّن للشعب الذي يُعلن انتفاء وجوده.

حاولتُ تعميق تأمّلي، فلربما هو "محبط" من تركه وحيداً في الساحات التي كان قد سبق له أن ناضل فيها، ولكن تبيّن أنّه لم يحمل يوماً لافتة، ولم يشارك في تظاهرة. ومع توالي الأيّام، ظهر بوضوح أنّ ما قاله لي محدّثي، هو لازمة تتردد على ألسنة كثيرة، حتى بدا أنّ جزءاً مؤثّراً من الشعب اللبناني لا يعتبر نفسه من الشعب الواجب عليه أن "يتحرّك"، بل يعتبر أنّ "التحرّك" مسؤولية غيره، حيث إنّ هناك طبقات شعبية عدّة: واحدة تتحرّك، ثانية تراقب، ثالثة تراهن، رابعة تتمذهب، وخامسة تستغل. ولعلّ هذه "الطبقية الشعبية" هي التي يُراهن عليها المتحكّمون بالقرار الوطني، حتى يتجرّأوا، في ظل الكوارث التي ينتجونها، على التمسّك بمناصبهم و"تأبيد" سيطرتهم والتحكّم باللعبة السياسية. ويرى الضالعون في العلوم الاجتماعية أنّ "الطبقية الشعبية" موجودة في معظم دول العالم، ولكن ليس لها تأثير سلبي إلّا حيث يتم الانقضاض على المبادئ الديموقراطية، من خلال تحطيم سلّم القيم، كما هو حاصل في لبنان.

ففي الدول الديموقراطية، لا تُقاس التظاهرات الشعبية، سواء كانت مطلبية أو غاضبة، بعدد المشاركين فيها فحسب، بل بنسبة المواطنين المؤيّدين لها، أيضاً. وفي هذا المجال، وفي سياق تظاهرات "السترات الصفر" في فرنسا، لم تكتفِ وسائل الإعلام بتعداد هؤلاء الذين افترشوا الطرق، بل ذهبت، من دون أي تسييس، الى قياس نسبة المواطنين المؤيّدة لهم. لم تصل نسبة المشاركين في التظاهرات، في أوجها، الى اثنين بالمئة من الفرنسيين، في حين أنّ نسبة المؤيدين لهم، في المراحل الأولى، تخطّت الثمانين في المئة من مواطنيهم. وبناءً على هذا التأييد، تراجعت الحكومة الفرنسية عن كل القرارات التي سبق أن اتخذتها وأشعلت الاحتجاجات في البلاد. إنّ هذا القياس للتوجّه الشعبي الذي يلغي التأثير السلبي لـ"الطبقية الشعبية"، غير متوافر في لبنان، مثلاً، بل إنّ الجميع يتستّرون بعدد المتظاهرين، لمنع إحداث التغيير المطلوب.

وهذا التستّر يخلق هوة شاسعة بين المواطن والمسؤول، وبين مواطن وآخر، وبين الشعب ومصالحه، وبين الدولة واستقرارها، وبين فئة سياسية وأخرى. ويصبح هذا القياس للتوجّه الشعبي العميق أكثر ضرورة، متى تعطّلت أدوات الديموقراطية الفعّالة، مثل مجلس نيابي فعّال، وسلطة قضائية مستقلة، ووسائل إعلام موضوعية، في ظل استفحال الترهيب والقتل والاعتقال والاضطهاد والتبعية وارتهان الخدمات العامة وإثارة الغرائز المهدّمة للاستقامة السياسية، مثل المذهبية والطائفية والمناطقية. وتهديم سلّم القيم الذي تقوم عليه الديموقراطية، وحده يسمح للشعب بأن ينقسم بين مؤيّد ومعارض لقاتل موصوف، ولحزب مستتبع للخارج، ولحاكم يحمي أنانيته بتخويف طائفته، ولسلطوي فاسد يتخلّص من "الأوادم" بنسب عيوبه إليهم. وسلّم القيم هذا هو الذي يمنع قاضياً، مثلاً، من أن ينقضّ على منصب زميل له، جرى استبعاده لأسباب يعرف أنها اضطهادية وواهية، وهي التي تتيح للنوّاب أن يقبلوا أن تتمّ معاملتهم بطريقة مميّزة عن المعاملة التي يخضع لها ناخبوهم، وهي التي تعطي الفاسد مكانة مرموقة في صناعة القرار، وتسمح للفاشل بأن يكون رائداً في تكوين السلطات. إنّ محاولة فهم الدور الذي يلعبه الشعب في دولته، لم يعد تَرفاً ذهنياً في حالة لبنان، بل أصبح حاجة ملحّة لتجسيد الحلم بالإنقاذ، ذلك أنّ مسؤولاً فرنسياً، سُئل عن موقفه من الجدال المحتدم في لبنان، في موضوع تشكيل الحكومة الذي هو حجر الزاوية في "المبادرة الفرنسية"، فأجاب: "على الشعب اللبناني أن يحسم هذا الموضوع، بما يوفّر له مصالحه، فنحن بادرنا، وتوسّطنا، وفضحنا، ونصحنا، ولكن كل جهدنا ذهب هباءً، وحان الوقت للشعب اللبناني ليقول كلمته، ويُنقذ نفسه من هذا الهراء الذي يقتله، ونحن وراءه". كلام صحيح في المبدأ، ولكنه يتضمن ثغرات كثيرة، لا يردمها إلّا شيء من التدويل الذي يطالب به البطريرك الماروني بشارة الراعي، فالاتحاد الأوروبي الذي تلعب فيه فرنسا دوراً مؤثّراً، لم يتعاطَ، على سبيل المثال لا الحصر، مع اغتيال لقمان سليم كما يتعاطى مع ملف المعارض الروسي أليكسي نافالني، ولا اعتمد في نظرته الى التظاهرات اللبنانية المعايير التي اعتمدها في نظرته الى التظاهرات في روسيا البيضاء، ولا وجد في استتباع لبنان لأجندة "الحرس الثوري الإيراني" ما وجده في استتباع روسيا لجزء من أوكرانيا. إنّ الشعب اللبناني، مهما قيل عنه وفيه، موجود بقوة، ولكنّ المعايير التي تُعتمد في النظرة اليه هي التي تحاول إلغاءه.

 

 بايدن لا يحب نتنياهو... ولكن!

محمد قواص/النهار العربي/25 شباط/2021

لا تعترف إسرائيل رسمياً بأنها تمتلك السلاح النووي، ويتحدث معلقوها وصحافيوها عن الأمر بصفته احتمالاً لا يقين به. ومع ذلك فإن روايات حرب 1973 تحدثت عن أن القيادة الإسرائيلية بحثت في الأيام الأولى للحرب خيار استخدام السلاح النووي، فيما تناولت تقارير دولية ذلك السلاح والأعداد المحتملة للقنابل التي تمتلكها إسرائيل من دون أن يصدر أي  تأكيد رسمي. ليس مهماً أن تقر إسرائيل بالأمر، لا بل إن تقصّدها وضع هالة من الغموض على الأمر يهدف إلى تعظيم القوة الجبارة لديها. كما أن عقائد الأمن لديها وخطاب الخوف من المحيط، منحت الاحتمال النووي الإسرائيلي "تفهماً" تبريرياً دولياً.  

إسرائيل هي جزء من النادي النووي في العالم شأنها في ذلك شأن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، كما شأن الهند وباكستان وكوريا الشمالية. وإذا ما كان لحكايات اقتناء القنبلة النووية ظروف وشروط (خصوصاً في مرحلة الحرب الباردة)، فإن إسرائيل تبدو متعايشة على نحو صامت مع أعضاء النادي النووي، وتمتلك هذه الحصرية في الشرق الأوسط. قد يعود عدم اعتراف إسرائيل بواقعها النووي إلى سعي لتجنب علنيةٍ قد تشرّع في المنطقة سباق تسلح نووي محتمل. وهي إن حافظت دائماً على هذا الاستثناء النووي فدمّرت أي منشآت نووية ناجزة أو طامحة في العراق وسوريا، فإن عملية إزالة أي خطر عسكري نووي في إيران هي مسألة حاسمة لدى الطبقة السياسية، بكل أطيافها، كما لدى مؤسسات الأمن والجيش، وهي مسألة لن تعارضها أي قوى دولية، وخصوصاً الولايات المتحدة. وفق هذه المسلّمة ذهب المجتمع الدولي، لا سيما أوروبا قبل الولايات المتحدة، الى ممارسة كل الضغوط لضبط البرنامج النووي الإيراني وإزالة احتمالاته العسكرية. ووفق تلك المسلّمة أيضاً انخرطت إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما في مباحثات خلفية ثنائية مع طهران أسست لتفاهمات التحقت بها دول أخرى لإبرام اتفاق فيينا عام 2015.
بهذا المعنى، فإن الهدف الأساسي للاستثمار في الدبلوماسية من جانب المجتمع الدولي لإنتاج الاتفاق النووي الشهير هو استبعاد احتمال الاستثمار في الحرب. فالمنظومة الغربية، لا سيما الولايات المتحدة، وفق تجارب سابقة، ستدعم إسرائيل من دون تردد في أي حرب تخوضها ضد إيران لمنع الأخيرة من إنتاج قنبلتها النووية. وإذا ما كان أوباما أراد تجنيب بلاده الانجرار إلى تلك الحرب المحتملة من خلال توفيره لإسرائيل آلية دولية لضبط برنامج إيران النووي، فإن الأمر لم يختلف هذه الأيام، وأي مقاربة أميركية لإدارة الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن ستأخذ في الاعتبار دائماً، في شكل وحيثيات ومضمون أي اتفاقات جديدة مع إيران، مصلحة إسرائيل ورؤاها في مسائل الأمن الاستراتيجي. بناءً على التزام الولايات المتحدة الدفاع عن أمن إسرائيل، تحركت إدارة أوباما عام 2013 (وكان حينها بايدن نائباً للرئيس) وهددت بالتحرك العسكري ضد النظام السوري إثر اتهامه باستخدام الأسلحة الكيماوية في غوطة دمشق. ولأن إخراج النظام السوري أسلحة الدمار الشامل من مخازنها آنذاك يمثل تهديداً لأمن إسرائيل، تولّت روسيا الإشراف على سحب المخزون الكيماوي وإخراجه من سوريا. وعلى هذا فإن القوى العظمى، على تناقض مصالحها وتضارب أجنداتها، مجمعةٌ، من خلال مجموعة الـ 5+1 (بما فيها روسيا والصين)، على ضمان وحماية إسرائيل وأمنها.

والحال أن المنطقة العربية، بما في ذلك المجموعة الخليجية، لطالما اعتبرت أن السجال حول البرنامج النووي الإيراني هو شأن يخضع لحسابات دولية لا تأخذ مصالحهم بعين الاعتبار. وفي هذا إقرار مبطن بأن للورشة الأميركية الدولية في هذا الصدد هماً إسرائيلياً من دون أي اكتراث بما يمكن للاتفاق (2015) أن يوفره لإيران من عوامل قوة واستقواء على بلدان المنطقة. حتى أن أوباما حاول من خلال "عقيدته" الشهيرة (2016) دفع بلدان المنطقة للخضوع لـ"قدر" الاتفاق والبحث عن "شراكة" مع إيران. لا يحمل جو بايدن الود نفسه الذي كان يكنّه الرئيس السابق دونالد ترامب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. يتذكر بايدن الوقاحة التي تعامل بها نتنياهو مع أوباما في فترتي رئاسته، وتنكشف البرودة الحالية في علاقة الرجلين بتأخر بايدن في الاتصال بنتنياهو 4 أسابيع فيما اتصل ترامب به بعد يومين فقط من دخوله البيت الأبيض.

كل ذلك تفصيل. لبايدن تاريخ عريق في الدعم المطلق لإسرائيل، وهو صاحب التصريح الشهير بأنه صهيوني حتى لو لم يكن يهودياً، ما يجعل من العامل الإسرائيلي أساسياً في سياساته تجاه إيران. ويمكن لهذا الواقع أن يفسر إصراره على تكراره أن الملف النووي هو المهم والأهم، في حين تأتي الملفات الأخرى، على أهميتها، رديفة ملحقة. والحقيقة أن إيران نفسها تدرك هذه الحقيقة وتعرف جيداً استحالة السماح لها، إسرائيلياً قبل دولياً، باقتناء السلاح النووي. أما التلويح بالقنبلة النووية الإيرانية فهدفه القبول بالتمدد الإيراني في المنطقة، وتأمين إقرار دولي يضمن أمن نظام الجمهورية الإسلامية. وعلى هذا يظهر يوماً بعد آخر أن إيران، التي لا ترد على ما تتكبده من ضربات إسرائيلية موجعة في سوريا، ستكون مستعدة للتعاون في ما هو مطلوب منها نووياً طالما أنه ملف يقلق إسرائيل، إلا أنها ستماطل وترفض وتعرقل أي ضغوط تتعلق ببرنامجها للصواريخ البالستية ونفوذها في بلدان المنطقة طالما أن تلك الملفات ليست أولوية إسرائيلية.

واقع الحال أن تصعيد إيران إلى حد وقف العمل بالبروتوكول الإضافي ليس لعباً على حافة الهاوية، ذلك أنها بعيدة جداً عن أي هاوية. طهران ما برحت منذ سنوات تقوم باحتجاز ناقلات النفط وتهدد الملاحة الدولية وتضرب القواعد الأميركية في العراق وتقف وراء صواريخ تنسب للحوثيين ضد السعودية وتعتقل زائرين أجانب أو غربيين من أصول إيرانية وتؤكد كل يوم نفوذها في "العواصم الأربع" من دون أي رد دولي رادع. وفي ذلك أن في الأمر ما يراد منه تعظيم خطورة إيران لتبرير الاتفاق المقبل معها وتمريره. يبقى هنا أن على دول المنطقة أن تتنبه مبكراً إلى ما هو جدي وعرضي في حديث واشنطن (وباريس أخيراً) عن ضرورة مشاركة الحلفاء في المنطقة في أي اتفاق مع إيران. فإذا ما استنتج أوباما من اتفاقه الإيراني شراكة عربية إيرانية في المنطقة، فإن في ثنايا تفهم إيران أوليات إسرائيل الأمنية (الضربات في سوريا مثالاً) ما قد يؤسس لشراكة خبيثة صامتة بين إسرائيل وإيران ليست روح الـ"إيران غيت" بعيدة عن ظلالها.

 

منطقة «سندريلا» في حالة تمرد

أمير طاهري/الشرق الأوسط»/26 شباط/2021

«كأنها ساحة معركة»... هكذا وصف شهود العيان المشهد في «سارافان» بعد يومين من العنف الاثنين والثلاثاء الماضيين، حيث لقي عدد غير محدد من الضحايا حتفهم بينما فقدت السلطات المحلية السيطرة لفترة وجيزة على المدينة. ورغم أن طهران زعمت أن شخصين قد قتلا وأصيب خمسة آخرون، فقد ذكرت تقارير محلية أن عدد القتلى بلغ 37 إضافة إلى عشرات الجرحى. وبسبب فجوة المصداقية المرتبطة بالنظام وخصومه، وغياب التغطية الصحافية العادية، فإنه من الصعب بمكان التيقن من الأرقام، ومن الصعب أيضاً معرفة كيف بدأ العنف. وتقول طهران إن الطلقات الأولى جاءت من القوات الباكستانية التي تحرس الحدود التي تفصل بين بلوشستان الإيرانية والباكستانية، لكن الباكستانيين ينفون تورطهم ويلومون «الحرس الثوري» الإيراني على التسبب في المأساة بالاستخدام المفرط للقوة. تقع منطقة سارافان في أقصى الجزء الشرقي من اليابسة الإيرانية، على بعد نصف منطقة زمنية عن بقية البلاد. وكان ما يعكس هذه الحقيقة أن إيران، بقيادة رضا شاه، أضافت 30 دقيقة إلى منطقتها الزمنية المحسوبة بتوقيت غرينتش. وبحسب كلمات الأغنية الشعبية البلوشية، «عندما تصل الشمس إلى إيران، فإنها تقبّل سارافان أولاً».

تسرد «سارافان»، ومعها بقية بلوشستان، حكاية معاناة دامت 42 عاماً من حكم الخمينيين. ومن المؤكد أنه حتى قبل استيلاء الملالي على السلطة، كانت بلوشستان - التي تعتبر إدارياً جزءاً من سيستان وبلوشستان وهي أكبر مقاطعات إيران البالغ عددها 31 مقاطعة - تُعامل دائماً كسندريلا.

عندما زرت المقاطعة لأول مرة في عام 1969 للحصول على سلسلة من المقالات لصحيفة «كيهان إنترناشيونال» اليومية، شعرت لوهلة أنني دخلت آلة الزمن التي أعادتني إلى العصور الوسطى. فبعد أقل من عقد من الزمان تغيرت الأمور إلى حد ما مع استيقاظ المقاطعة النائمة على عشرات المشاريع التنموية، بما في ذلك بناء قواعد جوية وبحرية على خليج عمان. ودخلت مدن مثل «خاش»، و«إيرانشهر»، «ونكشهر» وفوق ذلك «زاهدان» عاصمة المقاطعة، عصر الازدهار الاقتصادي الذي غذته عائدات النفط الإيرانية المتزايدة. ولكن حتى في ذلك الوقت، لم تتخل بلوشستان، رغم حصولها على ملابس جديدة، عن وضع سندريلا. في ذلك الوقت كان المخططون الاقتصاديون الإيرانيون مهووسين بمعدل النمو الاقتصادي. وبعد أسطورة «الإقلاع» التي روّج لها الاقتصادي الأميركي دبليو دبليو روستو، جادلوا بأن الدول النامية مثل إيران يجب أن تركز على أجزاء من أراضيها تكون قادرة على تحقيق أعلى وأسرع عائد على رأس المال المستثمر. وفي حالة إيران، كان ذلك يعني عودة سريعة لمناطق مثل خوزستان، وأذربيجان، وقبل كل شيء، طهران نفسها.

كان بعد بلوشستان سبباً آخر لجعلها تبدو سندريلا. فلم يكن للمقاطعة أي ارتباط بشبكة السكك الحديدية الوطنية، وكان بها مطار واحد فقط قادرا على التعامل مع الطائرات الصغيرة. حتى السفر براً لم يكن سهلاً. فقد يستغرق عبور ممر قصير لكن عابر للمقاطعات يُعرف باسم «ريغ سباكيه»، وهو امتداد يشبه الأفعى من الرمال المتحركة، أياماً بدلاً من ساعات. كان الافتقار شبه الكامل لمرافق الضيافة حتى منتصف السبعينات يعني أنه رغم الجمال المذهل وتنوع طبيعتها لم تتمكن بلوشستان من دخول سوق السياحة المحلية بشكل مزدهر. فقط قلة من الإيرانيين سمعوا عن بحيرة «جاز موريان» المهيبة، ونهر «جاكيغوفار» حيث تزدهر التماسيح أو «بركان تفتان»، البركان الوحيد الذي لا يزال نشطاً في الهضبة الإيرانية. كما ظل الخط الساحلي الرائع لخليج عمان بشواطئه الرملية ومناخه الشبيه بالربيع على مدار العام غير معروف. سبب آخر لإهمال بلوشستان هو أنها تمثل حدود إيران الأكثر أماناً. فبحلول عام 1973 كانت الحدود بأكملها، حوالي 1000 كيلومتر، تحت حراسة أقل من 300 من رجال الدرك، بينما تم سحب الحامية الوحيدة للجيش الوطني في «خاش».

ظلت إمكانات بلوشستان للتنمية الزراعية غير مستغلة كما فعلت مواردها المعدنية الغنية، بما في ذلك مناجم اليورانيوم. بعد نقاش في دوائر صنع القرار في طهران، اعترفت الحكومة بأنه لا ينبغي إدارة بلد ما كشركة خاصة، حيث تكون العودة السريعة هي الشاغل الأكبر. كان من المنطقي الاستثمار في بلوشستان حتى لو كان ذلك يعني عائداً أصغر وأبطأ. وبحلول ذلك الوقت في عام 1977 عندما أكملت طهران خطتها «التوجه شرقا» لتحويل «سيستان - بلوشستان» إلى قطب إنمائي رئيسي، كانت البلاد تتجه إلى منطقة الاضطراب التي أدت إلى استيلاء الملالي على السلطة.

مرة أخرى، جرى إرسال سندريلا إلى غياهب النسيان. فقد كان لدى الملالي سبب آخر لإهمال البلوش، ومعظمهم من المسلمين السنة المتشككين دوما في نظام قائم على آيديولوجيا إمامية متشددة. فخلال العقود الأربعة الماضية، دفع تراكم المظالم بالبلوش إلى مزاج متمرد.

وأدى انتشار الفقر وإهمال البنية التحتية المتواضعة بالفعل والتحويل القسري إلى النسخة الخمينية من المذهب الشيعي وانعدام الأمن وما يُنظر إليه على أنه إذلال ثقافي إلى هجرة جماعية، غالبيتها إلى باكستان، ومن ثم ظهور عصابات متمردة مسلحة مرتبطة أحياناً بتجار المخدرات والسوق السوداء ومهربي البشر.

في عام 2017 زعمت طهران أن أكثر من 80 فرقة مسلحة متمركزة في باكستان تعمل ضد إيران. وفي عام 2016 صدمت مساعدة الرئيس حسن روحاني لشؤون الأسرة إيران بالكشف عن أنه خلال جولة واسعة في بلوشستان وجدت أنه في العديد من القرى والبلدات الصغيرة علمت أن معظم العائلات قد فقدت آباءها أو قُتلت في معارك بالأسلحة النارية مع «الحرس الثوري» الإيراني أو تم إعدامهم بوصفهم مهربي مخدرات. ووفقاً لدراسة أجرتها وزارة الداخلية، فإن ما يقرب من 30 في المائة من أحكام الإعدام التي تجعل من الجمهورية الإسلامية ثاني دولة لديها أكبر عدد من الإعدامات في العالم بعد الصين، قد تم تنفيذها مع البلوش الذين يمثلون 1.8 في المائة من سكان إيران. ووفقاً للمصدر نفسه، فإن أكثر من 3000 بلوش، بمن فيهم مدرسون دينيون وطلاب، يقبعون في السجون الإيرانية. على مدى العقود الماضية، قُتل العشرات من حرس الحدود الإيرانيين وأفراد الأمن الآخرين، من بينهم ضباط رفيعو المستوى بمن فيهم الجنرال شوشتاري، في اشتباكات مسلحة مع تلك العصابات. القوة العسكرية الوحيدة التي تستشهد بها طهران للجنرال قاسم سليماني هي الاشتباك الذي دام أربعة أسابيع مع متمردي البلوش قبل حوالي 30 عاماً. في عام 2018، قام «الحرس الثوري» الإيراني بتسليم حراسة الجزء من الحدود الذي يمس أفغانستان للجيش النظامي. كما طالب «الحرس الثوري» الإيراني أيضاً بـ4000 رجل إضافي وميزانية تكميلية قدرها 100 مليون دولار سنوياً لتأمين الجزء الذي يمس باكستان. وبقدر ما يمكننا الجزم بعدم تلبية أي من الطلبين، حيث تواجه طهران مشكلة تدفق نقدي أدت أيضاً إلى تخفيضات في رواتب «حزب الله» و«حماس» وبشار الأسد.

الغطرسة والجهل والقمع هي السمات الرئيسية لنهج طهران تجاه مشكلة اجتماعية وسياسية واقتصادية معقدة تتطلب الفهم والرحمة والبراغماتية، وهي مفاهيم لا مكان لها في قاموس الملالي، فقد حولت سخافاتهم بلوشستان إلى برميل بارود.

 

لماذا الحنين إلى الاستبداد والقهر؟

رضوان السيد/الشرق الأوسط»/26 شباط/2021

وسائل الإعلام والاتصال والفضائيات والتحركات على الأرض نقاشاتٌ وأحاديثُ ومقابلاتٌ، إن دلّت على شيء، فعلى الضياع الكامل. انشغلنا أولاً بآثار ما صار يُعرف بالربيع العربي، وبالسياسات التي يمكن أن تؤول إليها الإدارة الأميركية الجديدة. ومع أنّ المقاربات ظلت في غالبها سريعة وتخمينية، قلنا لا بأس، فموضوع التغيير الذي أثارته تحركات الجمهور في المشارق والمغارب عام 2011، يستحق المراجعة وإعادة التقويم باعتباره تفكيراً في المستقبل. أما التحسُّب لما تفعله أو قد تفعله إدارة بايدن، فأمرٌ يستحق الاهتمام بالفعل، بالنظر للمصائب التي أنزلها بالبلاد العربية التدخل الإيراني ثم التدخل التركي، وبالنظر لما نزل بالقضية الفلسطينية وغيرها من القضايا العربية أيام أوباما وترمب! لكنّ الأمور ما لبثت وخلال وقتٍ قصير، أن تردّت حتى وصلت إلى حدّ انشغال العالم كله بالهجمات الحوثية على مأرب، وبالاستعصاء في سوريا، وبعودة التظاهر إلى الجزائر، وعدم القدرة على تشكيل حكومة في كلٍ من لبنان وتونس. وحتى إلى الخلاف الساطع بشأن مقابلة أجرتها قناة «العربية» مع رغد بنت صدام حسين! إنّ هذه الظواهر من كبيرها إلى صغيرها، جوهرها أمرٌ واحدٌ هو المقارنة بين الماضي والحاضر، وتفضيل الماضي عليه. في اليمن، وبعد حرب السنوات الستّ، وأمام إصرار الحوثيين على تخريب كل شيء، وقتل كل الناس، عاد الإعلاميون والسياسيون لتفضيل عهد علي عبد الله صالح على الوضع الحاضر. وفي سوريا يقول بشار الأسد إنه هو الأوحد، وإنه هو ووالده كانا الأفضل لسوريا، وإنّ التفكير في غيره يعني المأساة الكاملة. إلى ذلك يقال إنّ عهد زين العابدين بن علي كان الأفضل لتونس، مقارنة بزمن ما بعد الثورة وظهور راشد الغنوشي على الساحة السياسية، وكذلك الأمر مع عهد القذافي الذي استمر لاثنين وأربعين عاماً، ويكثر اليوم الترحم عليه، بل والتطلع إلى ابنه! أما في لبنان فيبلغ اليأس مما وصلت إليه الأحوال حدود دعوة البطريرك الراعي إلى مؤتمرٍ دولي لاستعادة الدولة والاستقرار، بعد العجز ليس عن تشكيل حكومة فقط؛ بل وحتى العجز عن توزيع اللقاحات ضد «كورونا» بطرائق شفافة ومنصفة! وكل هذه المقارنات والمقاربات تعجز عن الوصول إلى ما وصلت إليه رغد بنت صدام بالزعم أنّ عهد والدها العظيم أفضل بكثير من وضع العراق بعد عام 2003 وحتى اليوم! والمأمول ألا يضطر جزائريون للذهاب إلى أنّ عهد بوتفليقة كان أفضل من الوضع الراهن! ما الذي تعنيه هذه الظواهر جميعاً؟ إنها تعني العجز الكامل، والضياع الكامل إلى حدّ تخيُّل فضائل للأزمنة التي مضت ولم تنق، فلماذا وصلت الأحوال العربية إلى هذا المآل؟ إنه ليكاد المرء أن يذهب إلى أنّ الأوضاع العربية في بؤسها الشامل فريدة من نوعها في العالم المعاصر، لولا انقلاب الجنرالات في بلدٍ مماثلٍ في بؤسه هو ميانمار (بورما سابقاً)!

نعم، قبل حركات التغيير عام 2011، كان المراقبون الدوليون يتحدثون تارة عن الاستثناء الإسلامي، وطوراً عن الاستثناء العربي. وكانوا يعنون بذلك تارة أنّ الإسلام ضد الديمقراطية، أو أنّ «الجينات» العربية لا تعرف غير القائد والعربة. نعم، لقد ظهرت انطباعاتٌ إيجابية عن شباب التغيير. وما كانت تلك انطباعات المراقبين الخارجيين فقط، بل وانطباعات «الشارع العربي» إذا صحَّ التعبير. لكنّ ذلك ما استمر لأكثر من سنتين أو ثلاث. وذلك لثلاثة أسباب: تفاقم «الظاهرة الإسلامية» واستيلاء العنف والإرهاب في أوساطها، والتدخلات الإقليمية والدولية وتغلغلها في الدواخل، إما بحجة الدفاع عن الأنظمة القديمة أو الخوف على أمنها - وقلقُ الناس المشروع من استمرار الاضطراب والتوجُّس من اللادولة. وفي حين بدا أنّ تونس وحدها توشك أن تنجو فتستعيد الدولة قوامها؛ فإنّ البلدان الأُخرى وقعت في أسوأ الحلول: الإيرانيون والروس أبقوا على بشار الأسد، واللبنانيون انتخبوا للرئاسة الجنرال عون وقد ظلوا يتجنبون راديكاليته لنحو عشرين عاماً، والعراقيون آثروا العبادي على المالكي لمقاتلة الإرهاب بمساعدة الأميركان، والجزائريون صبروا على بوتفليقة الذي كان ينبغي أن يذهب عام 2013. أما اليمنيون الذين ظنوا أنهم تخلصوا من صالح، فإنّ الجنرال عاد إليهم وقد امتطاه الميليشياويون الحوثيون الذين كادوا ينجحون في الاستيلاء على البلاد، لولا تدخل الجيران الخليجيين من أجل حماية اليمنيين، وحماية أمنهم هم من إيران ومذهبياتها، لكنّ الحرب ما تزال مستعرة.

بعد عشر سنوات على «زلزال الربيع» صارت الأمور - باستثناء مصر - أشدّ سوءاً وهولاً. فقد كانت للأنظمة الاستبدادية القديمة التي قيل إنها تمثل استثناءً سلبياً غربياً أو إسلامياً، فضيلة واحدة ووحيدة هي الاستقرار الذي كان مفروضاً، لكنه استقرارٌ على أي حال. وهي الفضيلة التي ما عادت موجودة في أي مكان.

لماذا ضيّع الناس الأمل وصار بعضُهم يصغي حتى إلى أوهام أمثال رغد بنت صدام؟ لأنه وبعد عشر سنواتٍ تنتشر الميليشيات التابعة للخارج في كل مكان، وهناك ملايين القتلى، وملايين المهجرين، وخراب الإنسان والعمران. وإلى ميليشيات الخراب والقتل والتهجير، هناك الانهيار المالي والاقتصادي والأمني. وسيقول قائل: لكن ليس في تونس والجزائر ميليشيات! وهذا صحيح، لكنّ السياسيين والعسكريين المتنفذين يعملون كأنما هم ميليشيا، أبرز صفاتها: الإصرار على التسلط مرة باسم الانتخابات، ومرة من دون حجة! ولنتأمل الأوضاع الاقتصادية في بلدين غنيين مثل العراق والجزائر، لنجد أنّ الحكم غير الرشيد لا يحتاج إلى ميليشيا من أجل تبرير الإفلاس الاقتصادي والأخلاقي. فكيف إذا اجتمع الأمران: الميليشيا ونهب المال العام، في بلد كان غنياً مثل لبنان!

الجمهور الساخط اليوم في بلدان الاضطراب والقتل والتهجير هو جمهور القتلى والمعتقلين والمهجرين والمشردين والذين فقدوا كل شيء في ديارهم وخارجها. وهؤلاء وأمثالهم وهم بعشرات الملايين، يكون من الطبيعي أن يتذكروا الماضي القريب والبعيد. لكنهم على المظلومية الهائلة التي وقعت عليهم، ليسوا هم الأقدر على التفكير في المستقبل. فالحلّ ليس في أمثال صدام وابنته، ولا القذافي وابنه، ولا الأسد وأخيه، ولا عون وصهره. ونحن لسنا في مضيقٍ بين عون وباسيل ونصر الله. بل لا بد من التفكير في خيارٍ ثالثٍ ليس فيه طغاة ولا قتلة ولا مافيات سياسية. لقد سمعتُ المتظاهرين الجزائريين يطالبون بالحكم المدني الرشيد، من دون عسكر ومن دون فساد سياسي. وهو الأمر الذي نحن جميعاً محتاجون إليه! ولو من دون شعارات كالديمقراطية والحريات! أرأيتم كم انخفضت التوقعات؟!

 

الاتفاق النووي بين انقسامين

مصطفى فحص/الشرق الأوسط»/26 شباط/2021

يعاني الاتفاق النووي الإيراني من انقسامين؛ الأول أميركي، والثاني إيراني، لا تبدو طريقهما سالكة نحو المفاوضات، بعد انقسام كل طرف على نفسه. ففي واشنطن يواجه فريق الرئيس بايدن الإيراني أزمة تعوق حصوله على تغطية كاملة من إدارة البيت الأبيض، فيما يواجه الأخير عوائق عدة وضعتها أمامه مؤسسات الدولة الأميركية؛ في مقدمتها الكونغرس، حيث يمسك الحزب الديمقراطي بأغلبية هشة غير مضمونة، كما أن وزارتي الدفاع والخارجية تميلان إلى التصلب في مواجهة طهران، خصوصاً بعد هجوم مطار أربيل ومعاودة استهداف السفارة الأميركية في بغداد.

فعلياً نجحت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في تحويل إيران إلى قضية أميركية داخلية، تفرض على الديمقراطيين مراعاة الحساسيات الأميركية الداخلية والمصالح الخارجية، فالتقدير الخاطئ مع طهران سيغذي الانقسام العمودي بين النخب السياسية وستستثمره القوى الراديكالية الجديدة المؤيدة لترمب في التصويب على إدارة بايدن؛ الأمر الذي يعزز الانقسام داخل مؤسسات صنع القرار ويؤدي إلى مزيد من الشرخ، وهذا ما يؤرق جو بايدن الذي يحتاج إلى دعم الحزبين في مواجهته المفتوحة مع الصين وروسيا ومن يدور في فلكهما. فالإدارة الجديدة التي تعمل على ردم الهوة بينها وبين حلفائها التقليديين في أوروبا وآسيا، وتريد إعادة دور الولايات المتحدة في قيادة العالم، لا يمكن أن تتنازل في ملف له انعكاسات على هيبتها وهيمنتها. فمما لا شك فيه أن الانقسام الأميركي سيخفف من اندفاعة فريق بايدن الإيراني نحو إجراء المفاوضات مع طهران وسيؤثر في مضمونها، وسيضع حداً لرغبة بعضهم في إنجاز اتفاق يراعي إلى حد ما تطلعات طهران النووية والصاروخية والإقليمية، فهذه الإدارة في سنتها الأولى لا يمكن أن ترضخ للشروط الإيرانية أو تقدم لطهران انتصاراً، ولو معنوياً، يمكن أن يستفيد منه الحزب الجمهوري في الانتخابات النصفية بعد سنتين وحتى في المنافسة الرئاسية سنة 2024.

أما في طهران؛ فقد وصل الانقسام حول الملف النووي والمفاوضات مع واشنطن إلى ذروته؛ إذ اتُّهم الرئيس حسن روحاني وفريقه التفاوضي بالخيانة، فبعد أقل من يومين على الاتفاق بين الحكومة الإيرانية والوكالة الدولية للطاقة الذرية حول تمديد العمل بـ«البروتوكول الإضافي» لثلاثة أشهر، أعلن مجلس الشورى رفضه الاتفاق، وطالب 221 نائباً محافظاً بنقل الملف إلى القضاء بهدف محاسبة الحكومة، مما دفع بالمرشد علي خامنئي إلى التدخل مباشرة من أجل حماية قرار الحكومة، واحتواء الأزمة، وطالب الحكومة والبرلمان بحل النزاع بينهما حتى لا يظهر أن في البلاد انقساماً في الآراء، لكن روحاني؛ الذي حصل على دعم المرشد، لم يتردد في الهجوم على البرلمان، وقال أثناء اجتماع حكومته إن «محاولات النيل من الاتفاق المؤقت بين الحكومة والوكالة الدولية لعبٌ في ملعب الأعداء، ومن الواضح أنها تحقق أهداف الآخرين».

الخلاف حول المفاوضات لم يعد سياسياً فقط، فما جرى في أربيل وبغداد من المرجح أن يكون قراراً اتخذته جهات أمنية أو عسكرية تعمل بمفردها أو بعيداً عن أعين السياسيين في التيارين، وهي لا تلتزم بقواعد العمل الدبلوماسي وليست معنية ببنود الاتفاق الذي جرى، وترى أن أسلوبها الخشن قد يرغم واشنطن على تقديم التنازلات، وهي مصرة على اختبار مدى رد الفعل منها الذي يبدو حتى هذه اللحظة مشجعاً لهذه القوى على الاستمرار في عملية الاستفزاز. وليس من الضروري أن تكون هذه الجهات الأمنية أو العسكرية قد نسقت مع أطراف أمنية أو عسكرية أخرى معنية بالقرار التفاوضي أو بالقرار العراقي، فمنذ مقتل قاسم سليماني ظهرت إلى العلن التباينات داخل «الحرس» وما بين أجهزة الدولة الأمنية والدبلوماسية، حول كيفية معالجة هذه الأزمة وما يرتبط بها، رغم أن القرار النهائي يعود إلى المرشد.

وعليه؛ فإن ما يدور في الأروقة الإيرانية الداخلية من نزاعات بين مراكز القوى يعزز الاعتقاد بأن حجم المنافسة بين هذه الأطراف لم يعد ممكناً إخفاؤه، فالانقسامات لم تعد محصورة بين تيارين (محافظ، وإصلاحي أو معتدل)؛ بل إن طموحات مراكز القوى داخل التيار المحافظ في الهيمنة على القرار الإيراني، أظهرت الانقسام داخله، حيث تتجه أنظار الجميع نحو انتخابات الرئاسة المقبلة.

 

أولويات بايدن التركيز على إيران لإعادتها إلى حدودها!

هدى الحسيني/الشرق الأوسط»/26 شباط/2021

الكل يريد أن يعرف أجندة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن المتعلقة بالشرق الأوسط.. يبدو أنه يريد الالتزام بوعود الحملة الانتخابية، ودراسة السياسات الحالية وإلغاء بعض السياسات التي أقرها الرئيس السابق دونالد ترمب. أعلنت إدارة بايدن أنها لن تدعم عمليات التحالف العسكرية في اليمن، وعيّنت ممثلين خاصين للمساعدة على إنهاء الصراع هناك، كما تتوجه للعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، وأعادت الاتصال مع الفلسطينيين، ولم يعطِ بايدن الأولوية لإجراء مكالمات هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (جرت المكالمة الأسبوع الماضي) أو غيره من قادة الشرق الأوسط خلال أسابيعه الأولى في البيت الأبيض؛ مما يشير إلى نهج مختلف تجاه إسرائيل على الرغم من قول الإدارة الأميركية إنها لا تزال ملتزمة بأمن إسرائيل، كما أنها أدانت هجمات الحوثيين على السعودية والتزمت علناً بمساعدة السعودية في الدفاع عن أراضيها. أما بالنسبة إلى إيران، فقد قالت هذه الأخيرة إنها لن تلتزم بالاتفاق النووي حتى يتم رفع العقوبات. في المقابل، صرح الرئيس بايدن بأن أميركا لن تعود إلى الاتفاق حتى تمتثل إيران للقيود المنصوص عليها في اتفاق عام 2015. إذن، ماذا يعني كل هذا فيما يتعلق بالسياسة الأميركية الجديدة تجاه الشرق الأوسط؟

لدى كبار مسؤولي السياسة الخارجية في إدارة بايدن مواقف معروفة بشأن القضايا الإقليمية، لكن تغيرت قنوات الدبلوماسية مع المنطقة. إذ مع رحيل جاريد كوشنر، سيتم التعامل مع القنوات التقليدية وتقوم بالمهمة وزارة الخارجية الأميركية على اعتبار أن هذا سيعطي استقراراً في العلاقات، لكن من المرجح أن يسبب هذا نهجاً أكثر حذراً لا يمكن أن ينتج تحولات جذرية مثل اتفاقات إبراهيم، أو جهوداً جادة لمواجهة الاعتداءات الإقليمية الإيرانية.

في اتصال مع مرجع أمني أميركي قال: في اعتقادي أن دول الخليج وإسرائيل تعتقد أن الإدارة ستكون أقل عدائية مما أوحت به لهجة الحملة الانتخابية. ستواصل واشنطن تقديم المساعدة الدفاعية، لكن البيت الأبيض لا يسعى إلى علاقات عميقة مع القادة الإقليميين. يشعر الخليج بالقلق من أنه يتم الضغط عليه عندما تكون إيران ووكلاؤها في أقصى درجات العدوانية ضده، أيضاً الأردن سيصاب بالقلق من إبعاد إبقاء إيران في سوريا، ويتوقع العراقيون ألا تواجه أميركا إيران فوق أراضيها، لكن بعض العراقيين متخوفون من أن يترك هذا لإيران حرية التحرك كما تشاء في العراق، وسيرى البعض في ذلك فرصة لتجنب عدم الاستقرار الذي يصاحب مثل هذه المواجهة.

يضيف، ستفضل إدارة بايدن التعامل مع قضايا استراتيجية أكثر من إيران، لكن طهران تظل متشابكة في معظم القضايا الأكثر صعوبة في المنطقة وتواصل الضغط من أجل الهيمنة الإقليمية. من المرجح أن يواصل «فيلق القدس» الضغط عبر وكلائه من أجل إنهاء الوجود الأميركي في العراق، لكنه سيعدل في خططه قليلاً لتسهيل المحادثات النووية والإقليمية. يقول: سيكون من الصعب التعامل مع مطالب سوريا، أو غزة، أو العراق، أو اليمن من دون التعامل مع تأثير عمليات «فيلق القدس». أما فيما يتعلق بالمسألة النووية فقد صعّدت إيران من ضغوطها النووية على وتيرة أسبوعية تقريباً، ولم تبذل أي جهد لإخفاء ما هو ابتزاز نووي واضح. ربما تعتقد إيران أن بإمكانها وضع قائمة بالقضايا التي يمكن أن تستخدمها للتفاوض من أجل إغراءات مالية وسياسية، أو على الأقل للحد من تمديد القيود النووية الحالية. يعتقد محدثي أن القيادة الإيرانية تظن على الأرجح أن واشنطن والأوروبيين سيخضعون لحملة الضغط التي تشنها. يجب أن نتوقع من إيران أن تستمر في عرض مزيج من التحدي مع تلميحات بين الحين والآخر لحل وسط.

علانية، ستظل تصريحات مسؤوليها متشنجة، لكن سراً ستخفف من ارتفاع الجعجعة. كلا التكتيكين يسمح لها بتخفيف الضغط المتعدد الأطراف.

واسأله عن أكبر اهتماماته بشكل عام في المنطقة.. يجيب: لقد قبل المجتمع الدولي بطريقة أو بأخرى بالدول المفككة والصراعات الحربية الهجينة وصار يعتبرها أمراً طبيعياً، جديداً ومقبولاً «من المؤكد أن يستشهد مؤرخو المستقبل بهذا، باعتباره نقطة انعطاف مظلمة في حياتنا. أعتقد أن نظام الأمن الجماعي لم يشهد مثل هذا الهجوم منذ منتصف ثلاثينات القرن الماضي». يوضح: إسرائيل تحارب وحدها ضد جهود إيران لإقامة وجود عسكري لها في سوريا، وفي دول الخليج فإن البحرين مثلاً تحصل على القليل من الدعم عندما تتعرض لهجمات مدعومة من إيران.

اسأله، هل ترى بداية لعملية سلام بين إسرائيل والفلسطينيين؟ يجيب: سيكون هذا صعباً جداً. إذ يتم تعريف كل طرف بديناميكية سياسية معقدة لا تكافأ بالتنازلات. السلطة الفلسطينية في حاجة إلى قيادة جديدة وعلينا أن نترك السياسة تأخذ مداها في إسرائيل وبين الفلسطينيين. إن اتفاقيات إبراهيم تقدم بعضاً من الديناميكية الجديدة التي نحتاج إليها، لكنني لست متأكداً من أن هذا سيكون كافياً. وعلى سبيل المثال، ستؤدي عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الإيراني إلى إنهاء العقوبات؛ مما يوفر لـ(الحرس الثوري) موارد إضافية للوكلاء مثل (حماس)».

وأصل مع محدثي إلى سوريا، فيقول إنه ليس متأكداً من أن الإدارة قررت شكل السياسة. يعتقد احتمال أن تبقى القوات الأميركية وتتحسن العلاقات مع الأكراد السوريين، لكنه يرى أن أميركا ستحتاج إلى إيجاد طريقة للعمل مع روسيا وتركيا. «من المرجح أن يجادل البعض أنه يجب علينا حتى إشراك إيران في هذا الصراع، وسوف تزعم إيران وروسيا أن كل ما تسعيان إليه هو إجراء انتخابات وطنية، لكن في الواقع ستهدفان إلى انتخابات تدعم بشار الأسد». يرى أن تركيا ستتردد في الانسحاب مما تعتقده منطقة عازلة ضد الإرهاب الكردي، وموطئ قدم في أراضٍ كانت تسيطر عليها من قبل.

واسأله: ماذا سيكون تأثير الموقف الأميركي من المملكة العربية السعودية من اليمن؟ يقول: على المدى القريب سيُسر خصوم السعودية، لكن هذا الموقف لن يفعل شيئاً لإنهاء الصراع؛ إذ لا يمكن للرياض أن تقف مكتوفة الايدي بينما يرسل الحوثيون الصواريخ والطائرات المسيّرة ضد مدنها. لقد أعلنت السعودية ما لا يقل عن وقفين لإطلاق النار، لكن الحوثيين تجاهلوهما، ولاحظنا أن رد إدارة بايدن على هجمات الحوثيين المستمرة كان لفظياً فقط. ويضيف، أن أولئك الذين يصرون على أنه يمكن تبليغ السعودية بالابتعاد ببساطة عن هذه المعركة، لم يجيبوا عما إذا كنا سنفعل الشيء نفسه إذا ما وقع هذا الصراع على حدودنا الجنوبية، ثم لم يعد سراً في واشنطن أن السعودية والأمم المتحدة عرضتا خطط سلام سخية متعددة خلال العامين الماضيين، لكن الحوثيين رفضوا كل هذا. وقد تضاعفت عدوانيتهم منذ إعلان القرار الأميركي الأخير. لن يتحقق السلام إلا عندما يظهر اليمنيون قدرتهم على تشكيل حكومة تتجاوز السياسات القبلية والمحلية.

وهل من آفاق لمؤتمر إقليمي تشارك فيه دول الخليج وإيران؟ أسأل فيقول، إن الاحتمال ليس قوياً الآن. قد ترحب إيران بمنتدى للتأكيد على أهميتها، وتتوق إلى فرض هيمنتها مع استمرار تطلعها إلى إنهاء الوجود الأمني الغربي في المنطقة. ثم لا يوجد سبب للاعتقاد بأن لدى إيران أي نية لتقليص دور «فيلق القدس» في إدارة سياستها الخارجية الإقليمية. إن أي مؤتمر ناجح يتطلب تنازلات إيرانية، كأن تنهي دعمها للحوثيين بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، وبخلاف العودة إلى علاقات تجارية ودبلوماسية، لا أرى الكثير مما يمكن أن تفعله دول الخليج في الوضع الحالي.

أخيراً، ما نصيحتك للإدارة الجديدة؟ يجيب: نحتاج إلى التأكيد على الشراكة بين الحزبين في سياستنا الخارجية؛ لأن آخر شيء نحتاج إليه في وضعنا الحالي (وباء ووضع اقتصادي منهك)، هو جدل مسموم آخر حول إيران. ستتعزز قدرتنا على المساعدة في حل مشاكل الأمن الإقليمي، إذا احترمنا المخاوف الأمنية الإقليمية المشروعة. إذا كنا نؤمن بالتعددية لا يمكن أن يكون شركاؤنا حلفاءنا الأوروبيين فقط. ولا يمكننا أن ننسى أنه مثلما كان صحيحاً أن حلفاءنا الأوروبيين عارضوا انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، أن هذا القرار حظي بتأييد واسع بين الدول التي تعتبر نفسها ضحية للعدوان الإيراني، وهي كثيرة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

رئيس الجمهورية تابع التسرب النفطي وشدد على مسح شامل للمياه والشاطئ لتحديد الاضرار ومعالجتها واطلع من بانو على معالجة تداعيات انفجار المرفأ

الخميس 25 شباط 2021

وطنية - تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم، المعطيات المتوافرة عن التسرب النفطي الذي حصل في الشواطئ في الاراضي المحتلة، والاجراءات الواجب اتخاذها للحد من تأثيره السلبي على الساحل اللبناني، لا سيما بعد ظهور بقع سوداء متفرقة على الشاطئ الجنوبي وصولا الى الرملة البيضاء".

وشدد الرئيس عون على "ضرورة إجراء مسح شامل للمياه الاقليمية اللبنانية من الجنوب حتى الشمال بحثًا عن اي بقع ملوثة، وكذلك الكشف على الشاطئ اللبناني للغاية نفسها لتحديد الاضرار والعمل على معالجتها".

سفير تركيا

الى ذلك استقبل الرئيس عون، سفير تركيا هاكان كاكيل في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء مهمته الدبلوماسية في لبنان، وشكره على "الجهود التي بذلها خلال عمله لتعزيز العلاقات اللبنانية - التركية وتطويرها في المجالات كافة"، متمنيا له "التوفيق في مهامه الجديدة".

بانو

واستقبل الرئيس عون نائب بيروت الاولى عضو "تكتل لبنان القوي" العميد انطوان بانو وعرض معه الاوضاع العامة في البلاد والتطورات الحكومية والاوضاع الاقتصادية.

واوضح النائب بانو انه اطلع الرئيس عون على "العمل القائم لمعالجة تداعيات الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت والاضرار التي لحقت بسكان الاحياء المتضررة بفعل الانفجار، سواء لجهة التعويضات المالية التي توزع على المتضررين او لجهة اصلاح الاضرار"، لافتا الى "ضرورة الاسراع في اعادة الاعمار، لا سيما في الاحياء التي اصيبت بأضرار بالغة". واشار النائب بانو الى ان "المبالغ التي خصصها فخامة الرئيس للتعويض، والتي تجاوزت الـ150 مليار ليرة لبنانية، ساهمت في معالجة تداعيات الانفجار. علما ان الرئيس عون يعمل مع الحكومة على تأمين اعتمادات اضافية لاستكمال دفع التعويضات التي يتولاها الجيش بالتنسيق مع محافظة بيروت". ودعا الى "الاهتمام باصحاب المحال التجارية الصغيرة الذين توقفت مواردهم بفعل الاضرار من جهة، وحالة التعبئة العامة من جهة اخرى"، واوضح ان "عملية التدقيق المالي الجنائي في مصرف لبنان هي الخطوة الاساسية على طريق الاصلاحات وعملية النهوض الاقتصادي والتي لا تراجع عنها لانها بالنسبة الى فخامة الرئيس، المدخل الطبيعي لاعادة عملية النهوض الاقتصادي التي يفترض ان تتولاها الحكومة العتيدة التي ستشكل على اسس العدالة والشراكة والميثاقية والمعايير الموحدة، كي تتمكن من القيام بمسؤولياتها الوطنية والانقاذية في المرحلة المقبلة".

 

الراعي: طرحنا المؤتمر الدولي لاننا غير قادرين على التفاهم مع بعضنا وندعو كل فريق لوضع ورقة عن مشكلتنا لتقديمها ورقة واحدة الى الامم المتحدة

الخميس 25 شباط 2021

وطنية - أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "ان طرحنا لمؤتمر دولي جاء لاننا غير قادرين على التفاهم ولا على قيام اي حوار او اتفاق مع بعضنا"، معتبرا ان "ان المجتمع الدولي مسؤول عن عضو فاعل ومؤسس في الامم المتحدة وعليه ان يمد يد المساعدة رسميا وجديا". ودعا "كل فريق الى وضع ورقة حول مشكلتنا في لبنان لتقديمها ورقة واحدة الى الامم المتحدة".

مذكرة

كلام الراعي جاء خلال استقباله وفدا من "لقاء سيدة الجبل" و"التجمع الوطني" و"حركة المبادرة الوطنية"، قدم له مذكرة تلاها الدكتور رضوان السيد، وجاء فيها ما يلي:

"أتينا اليوم نحن هذه النخبة من "لقاء سيدة الجبل" و"التجمع الوطني اللبناني" و"حركة المبادرة الوطنية" ومعنا جمهور كبير إلى هذا الصرح الوطني الكبير في بكركي، لتقديم التحية والتأييد لمبادرتكم، بل مبادراتكم الشامخة في سماء الوطن والمنطقة. نحن المواطنين اللبنانيين نعرف شيمكم الشخصية العالية وقد انضويتم في تقليد أسلافكم البطاركة العظام، الذين قادوا وحموا جماعات المؤمنين، ورعوا استقلال هذا الكيان، بوصفه وطنا نهائيا لجميع أبنائه، عربي الهوية والانتماء وحامل رسالة سامية في محيطه وله وللعالم.

سيدي صاحب الغبطة والنيافة،

لقد كنتم وما زلتم، كما هو شان بطاركة بكركي، نموذجا للراعي الصالح يسدد الخطى، ويدعو لرعاية الخير العام بدعوة سائر المسؤولين للتمسك بثوابت لبنان التأسيسية، وتحييده عن لعبة الأمم القاتلة، والعودة إلى المعنى النبيل للسياسية بوصفها فنا راقيا لخدمة الانسان والمواطن لا لخدمة شخص بعينه، كما سبق لكم القول قبل سنوات. وما أزال أذكر إلحاحكم على الشراكة الوطنية، البعيدة عن الاستئثار والتبعية. وعندما رأيتم ما يحدث بخلاف ذلك كله، كأنما نحن محكومون بحكومة عدوة أو أنها تحكم شعبا عدوا، أعلنتم الاعتراض بإسم المواطنين وباسم الوطن، ولا أحد أولى بذلك من بكركي.

صاحب الغبطة والنيافة،

لقد دعوتم إلى تحرير الشرعية، وإلى الحياد، وإلى الإنقاذ الوطني وتباشيره حكومة أخصائيين غير حزبيين. ووصلتم أخيرا للمناداة بمؤتمر دولي لإنقاذ لبنان، يساعد في استعادة الثوابت والأصول وعلى رأسها وثيقة الوفاق الوطني والدستور، وقرارات الشرعية الدولية.

إننا نقف معكم وخلفكم في الدعوة التي نفهمها ونثق بها نداء صادقا ومسؤولا في اتجاهين:

- في اتجاه جميع اللبنانيين، كي يتضامنوا في تحرير الشرعية من تعددية السلاح والاستئثار بالقرار، وحماية الدولة من مصائر الفشل والإفلاس السياسي والمالي والأخلاقي، والإصغاء لصيغة عيشهم المشترك بحماية وثيقة الوفاق الوطني والدستور.

- وفي اتجاه الأسرة الدولية، للوفاء بالتزاماتها تجاه لبنان ومنها تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بسيادة لبنان، لا سيما القرار 1701 الذي نص في مقدمته على استناده إلى مرجعية اتفاق الطائف، فضلا بالطبع عن القانون الدولي.

كيف يقال إنكم تسعون للحرب والتدويل وتجاوز العقد الوطني، وقد صغتم في عظتكم الأخيرة مطلبكم في جملة هي فصل الخطاب: "نريد مؤتمرا دوليا خاصا بلبنان، لحماية وثيقة وفاقنا الوطني ودولتنا الواحدة السيدة المستقلة".

نعم لجبهة وطنية عريضة لتحرير الشرعية، والحياد الإيجابي، والمؤتمر الدولي من أجل الطائف والدستور وقرارات الشرعية الدولية من أجل لبنان.

دمتم يا صاحب الغبطة والنيافة للبنان الذي ينهض بهمتكم وهمم كل الوطنيين المخلصين".

وقد ضم الوفد: أحمد فتفت، إدمون رباط، أسعد بشارة، أمين بشير، أنطوان قسيس، ايلي الحاج، ايلي القصيفي، ايلي كريللس، أيمن جزيني، أحمد الأيوبي، أنطوان إندراوس، بدر عبيد، بديع سنو، بهجت سلامة، بول منير، جورج كلاس، جوزف كرم، حامد الدقدوقي، حسن عبود، حسان قطب، حسين عطايا، خليل طوبيا، راويه حشمي، رلى دندشلي، رضوان السيد، رودريك نوفل، زياد عيتاني، زياد الغوش، سامي شمعون، سوزي زيادة، سيرج بوغاريوس، سيمون جورج كرم، شربل عازار، طوني حبيب، عادل جابر، عامر أرناؤوط، عبد الرحمن المبشر، علي حماده، عطالله وهبه، فادي أنطوان كرم، فارس سعيد، فجر محمد ياسين، فؤاد مكحل، قاسم يوسف، كمال الذوقي، لينا التنير، ماجد كرم، ماجدة الحاج، ماريان رنو، محمد العره، منى فياض، مياد حيدر، نبيل يزبك، هشام عليوان، هشام قطب.

الراعي

ورد البطريرك بكلمة رحب فيها بالمشاركين "في هذا اللقاء الجامع"، وقال: "نشكر الجميع الذين شرفونا اليوم، في هذا اللقاء الجامع اليوم يشعر الصرح البطريركي بوطنيته ولبنانيته عندما تشرفونه بهذه الوحدة المتنوعة، لان هذا هو لبنان، واذا لم يكن هكذا فمعناه اننا أضعنا هويتنا".

واضاف: "ان المواضيع الاساسية التي تفضل بها الدكتور رضوان والتي هي لغة الجميع، اريد ان اتوقف عند نقطتين، لماذا نتحدث عن الحياد وعن مؤتمر دولي. نتكلم عن الحياد لان طبيعة لبنان انه بلد حيادي، كون نظامه تعدديا، اي التعددية الدينية والثقافية، نظامه الانفتاح على كل الدول شرقا وغربا، نظامه ليبرالي، نظام حريات عامة وديموقراطية، وهذا معناه ان لبنان دولة التلاقي والحوار، وهذا اصبح كمكسب تطالب الدول العربية به، وهم الذين يقولون اننا عندما نأتي الى لبنان، نشعر اننا نعيش في وطن الحريات والتلاقي".

وتابع: "ولان لبنان هكذا ووضعه التاريخي والسياسي والجغرافي يمكن ان يسمح له ان يخوض حروبا لان مساحته صغيرة جدا، نؤكد ان لبنان بطبيعته وجغرافيته ليس للحروب، وفي المرحلة التي مر بها لبنان وتاريخه قبل ان يصبح دولة، لم تحصل فيه اي حروب انما جميع من سكنوه قاموا باتصالات وروابط اقتصادية ومالية وتجارية، واصبح لبنان بحد ذاته وواقعه التاريخي والسياسي والجغرافي جسرا حضاريا وثقافيا بين الشرق والغرب. وكل الدول دخلت الى هذا المشرق من خلال لبنان، لذلك فانه بطبيعته حيادي. عشنا هذا الحياد منذ العام 1920 الى حين بدء الحرب الاهلية في العام 1975، ومر لبنان بعد ذلك باحتلالات وظهور ميليشيات وبتنا نتخبط ولا نزال حتى اليوم".

وقال: "اذا، نحن نستعيد هويتنا ولسنا بصدد خلق شيء جديد، هذه هي هويتنا اللبنانية عندما كنا نعيش زمن الحياد دون كلمة الحياد، وهذا موجود في كل بيانات الحكومات السابقة، والسياسة الخارجية للبنان هي عدم الانحياز، او الحياد، او التحييد. وكلها مذكورة في البيانات الوزارية. في الفترة ما قبل العام 1975، كان لبنان يعيش الازدهار والتقدم، وخسرنا هذه الامور كلها عندما اصبحنا خارج الحياد، وفرض علينا الا نكون حياديين، في حين اننا لسنا كذلك. وهذا هو السبب الذي من اجله نطالب بالحياد".

واضاف: "عندما تكون مريضا تذهب الى الطبيب لتطالب باستعادة صحتك وعافيتك. والمؤتمر الدولي برعاية الامم المتحدة لاننا وصلنا وللاسف الى وقت لا نستطيع التفاهم مع بعضنا، وليس هناك من حوار او اتفاق. ولانتخاب رئيس للجمهورية بقينا سنتين ونصف السنة دون رئيس، وكذلك اليوم بالنسبة لتشكيل الحكومة تكرر الامر، ونحن اليوم منذ سنة وأربعة اشهر بدون حكومة فعلية، اي منذ استقالة الرئيس سعد الحريري في 17 تشرين ونحن لا نزال نتخبط. وبعدها تشكلت حكومة الرئيس حسان دياب ولم يعترف بها الا الداخل وليس الخارج، الى حين تقديم استقالتها بعد انفجار المرفأ. وتمت تسمية السفير مصطفى اديب بعد ذلك واعتذر، وكلف الرئيس الحريري كمنقذ وكشخصية، وهو غير قادر على التأليف فماذا نفعل، واين اصبح البلد؟ نحن غير قادرين على التفاهم على اي شيء وغير قادرين حتى على قيام حوار او اي اتفاق، لهذا قلنا ان لبنان عضو مؤسس وملتزم وفاعل في الامم المتحدة وفي جامعة الدول العربية ولا يجب ان نتركه يموت امام انظارنا، لذلك قلنا ان المجتمع الدولي مسؤول عن عضو فاعل ومؤسس وعليه ان يمد يد المساعدة رسميا وجديا، ومن هنا كان طرحنا لمؤتمر دولي".

ورأى "ان معاناتنا تنطلق من 3 ثوابت، الاولى: وثيقة الوفاق الوطني التي صدرت عن اتفاق الطائف ولا يتم تنفيذها لا روحا ولا نصا. الثانية: الدستور حيث نحن اليوم في مكان والدستور في مكان اخر، وهذا معناه ان هناك شيئا في الدستور اسمه ثغرات يتم تجاوزها والاتفاق عليها، والدليل على ذلك اننا لا نستطيع ان نتفاهم مع بعضنا، وكل ما يجري الخلاف عليه اليوم في الداخل هو بسبب التدخلات الخارجية والداخلية. واليوم، بالنسبة لتأليف الحكومة هناك خلاف على قراءة النص الذي يقول ان رئيس الجمهورية يوقع بالاتفاق مع رئيس الحكومة، وابسط الامور نختلف عليها. وعلينا ان نقول بجرأة ان هذه هي قصتنا بالنسبة لوثيقة الوفاق الوطني وهذه هي الامور التي هي الاساس في مشاكلنا. اما الثالثة فهي الميثاق الوطني الذي حدده اتفاق الطائف، ميثاق العيش معا، وان لبنان هو وطننا النهائي، وهذا يجب ان نعيشه سويا مسلمين ومسيحيين، لا ان نعيشه كشيعي وسني ودرزي وماروني وروم كاثوليك و... العيش المشترك هو بين المسلمين والمسيحيين ويبنون البلد معا" .

ودعا البطريرك الراعي "كل فريق الى وضع ورقة حول مشكلتنا في لبنان لتقديمها ورقة واحدة الى الامم المتحدة من دون الرجوع الى اي دولة للسؤال عن الحل ورأيها به، انما من خلال طرح المشكلة وطلب المساعدة لها". وقال: "الناس لم يعد باستطاعتها تحمل كل الازمات المالية والاقتصادية والسياسية، لم يصل اي بلد في العالم الى ما وصلنا اليه، لذلك لا نستطيع البقاء مكتوفي الايدي ومشاهدة ابنائنا يعانون الفقر والعوز".

 

الراعي استقبل وفدا من التيار الوطني وتلقى اتصالا من باسيل عازار: البطريرك يستعجل تأليف الحكومة ضمن الميثاقية وتواصلنا مع الفاتيكان واجب

الخميس 25 شباط 2021

وطنية - بكركي - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم في بكركي، وفدا من "التيار الوطني الحر"، ضم النواب: سيزار ابي خليل، سليم عون، روجيه عازار، جورج عطاالله، وسليم خوري. وتلقى خلال اللقاء اتصالا من رئيس "التيار" النائب جبران باسيل.

بعد اللقاء الذي استمر ساعة، قال النائب عازار باسم الوفد: "تشرفنا اليوم بزيارة غبطة ابينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وتزودنا رؤيته لمسار الامور. ونقلنا اليه تحيات رئيس "التيار"، وتقديره لمقام بكركي ودورها الوطني والديني. وكانت مناسبة للبحث مع غبطته في المستجدات السياسية والهموم العامة، وفي مقدمها الاستحقاق الدستوري المتصل بتأليف حكومة قادرة بتركيبتها وبرنامجها على تحقيق الاصلاح المطلوب واكتساب ثقة اللبنانيين قبل كل شيء. وقد لمسنا حرص أبينا البطريرك على ان يتم الاستحقاق في أسرع وقت من ضمن الاصول والقواعد الميثاقية والدستورية وعلى اساس الشراكة الوطنية الكاملة. واستمعنا باهتمام الى طروحات صاحب الغبطة في شأن توفير الظروف الدولية الداعمة للبنان بهدف اخراجه من الازمات الضاغطة ولا سيما منها الازمة الاقتصادية. ولمسنا منه حرصه على تثبيت الشراكة والسيادة الوطنية وإعلاء شأن الدولة ونحن نتفق معه على هذه المبادئ. وأبلغناه ان "التيار الوطني الحر" على استعداد للبحث والمساعدة في اي طرح يعزز هذه الاهداف على قاعدة الحوار الشامل بين اللبنانيين. وأضاف: أما المصطادون في الماء العكر، فنقول لهم إن هذا الصرح اكبر وأنقى من ان تطاوله سهام الكيد والسلبية. وما بينه وبين "التيار الوطني"، قيادة وجمهورا، لن تقوى عليه ألسنة السوء والايام شواهد". وختم: "نريد ان نؤكد ان من الطبيعي ومن واجبات "التيار" ان يتواصل مع الكرسي الرسولي وكل المرجعيات الدينية الوطنية والخارجية، ولا احد سينجح في تصوير اي لقاء او مراسلة وكأنه موجه من احد ضد احد آخر، وهذا ما نعانيه في كل عمل او في كل كلمة خير ويقابل بسوء. واطلعنا غبطته على تفاصيل الكتاب الذي وجهناه الى قداسة البابا عبر لسفير البابوي في لبنان".

أسئلة واجوبة

سئل: لماذا لم يحصل اي حوار بينكم وبين "القوات اللبنانية" حتى الساعة؟

اجاب: "بحثنا مع غبطته في هذا الموضوع، ونأمل ان تكون لدى "القوات" أي ورقة مكتوبة يوجهونها الى سيدنا البطريرك، وبالتالي ان نقوم نحن بدورنا بأمر مماثل من اجل تقريب وجهات النظر بيننا في موضوع التدويل الذي يعمل عليه غبطة البطريرك".

وعن اتصال باسيل بالبطريرك خلال اللقاء، قال: "بالتأكيد هناك اتصال دائم بين غبطته والوزير باسيل وهذه الاتصالات لم تنقطع يوما، والاتصال اليوم امر عادي، وهذا الصرح هو بيتنا ونأتي اليه ساعة نريد، وليس هناك من بروتوكول بيننا وبينه، ومن دون التحضير للقاء او اتصال مسبق، لان البطريركية المارونية هي لكل اللبنانيين وللمسيحيين ايضا، وواجبنا زيارة غبطته لسؤال خاطره من دون اي اتصالات مسبقة".

سئل: هل يشارك "التيار الوطني" في تحرك السبت المقبل في اتجاه بكركي؟

اجاب:" كما فهمنا ان الاحزاب لن تشارك في هذا التحرك، ويجب الا نشارك نحن او غيرنا في الاضراب ولتكن مشاركة شعبية، وهذا هو الافضل".

 

الراعي التقى وفد لقاء لبنان المحايد اللواء ابراهيم: نتلاقى استكمالا لجهود تشكيل الحكومة ولن نمل أو نكل

الخميس 25 شباط 2021

وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد ظهر اليوم، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، الذي قال بعد اللقاء: "زيارة غبطة البطريرك دائما مفيدة وتعطي دفعا، ومن يريد العمل للبنان ومصلحته عليه أن يأخذ الدفع من غبطته. لقد قلت لغبطته إن العالم قائم على الرجاء والأمل، ونحن لن نمل أو نكل وسنكمل بالعمل الذي نقوم به. وتحدثت مع غبطته عن موضوع تشكيل الحكومة حيث أتولى أنا جزءا من المساعي وغبطته يتولى الجزء الآخر، لذلك لا بد من التلاقي من حين الى آخر لاستكمال الجهود على أمل أن تتحسن الأمور".

"لقاء لبنان المحايد"

بعد ذلك، التقى الراعي الوفد المؤسس "للقاء لبنان المحايد" الذي أبدى تأييده للمواقف الوطنية للبطريرك الماروني. وألقى سيمون سمعان كلمة باسم الوفد، قال فيها: "أتينا اليوم وفد من لقاء لبنان المحايد لزيارة صاحب الغبطة، ومن الطبيعي وسط هذا الأسبوع الزاخر بالزيارات المتضامنة مع البطريرك أن يكون لقاء لبنان المحايد الذي يحمل في اسمه وشعاره مشروع الحياد، بين الزائرين. وخلال الزيارة أطلعنا البطريرك الراعي على الخطوات التي يقوم بها اللقاء على المستويين الدبلوماسي والإغترابي، لتحقيق الحياد، والمؤتمر الدولي. وسلمناه مذكرة مفصلة في ذلك. واستمعنا الى توجيهات غبطته، الذي وضعنا بجو الظروف التي تحيط بحركته على هذا الصعيد". أضاف: "النقطة الثانية التي يركز عليها اللقاء، هي أنه لا يجوز أن تبقى الدعوة إلى الحياد والمؤتمر الدولي مقتصرة على جماعات ونخب وافراد، فضلا عن البطريركية المارونية. على كل اللبنانيين أن يكونوا اليوم في هذا الصف داعمين لمشروع الحياد والمؤتمر الدولي، بهدف إنقاذ لبنان مما هو فيه من درك عميق". وختم: "هناك أهمية للوقوف الى جانب البطريرك، فالمسألة باتت مسألة وطنية مصيرية كيانية، ولم تعد دعما لمرجعية. ليست المسألة اختلافا في وجهات النظر أو خلافا بين مرجعيتين، إنما أن يبقى لبنان وطنا كريما لأبنائه أو ورقة تفاوض للآخرين".

 

وفد من لقاء سيدة الجبل والتجمع الوطني والمبادرة الوطنية في بكركي: لجبهة وطنية لتحرير الشرعية والحياد الإيجابي والمؤتمر الدولي من أجل الطائف والدستور وقرارات الشرعية الدولية من أجل لبنان

الخميس 25 شباط 2021

وطنية - زار وفد من "لقاء سيدة الجبل" و"التجمع الوطني" و"حركة المبادرة الوطنية" البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وقدم له مذكرة تلاها الدكتور رضوان السيد، وجاء فيها: "أتينا اليوم نحن هذه النخبة من "لقاء سيدة الجبل" و"التجمع الوطني اللبناني" و"حركة المبادرة الوطنية" ومعنا جمهور كبير إلى هذا الصرح الوطني الكبير في بكركي، لتقديم التحية والتأييد لمبادرتكم، بل مبادراتكم الشامخة في سماء الوطن والمنطقة. نحن المواطنين اللبنانيين نعرف شيمكم الشخصية العالية وقد انضويتم في تقليد أسلافكم البطاركة العظام، الذين قادوا وحموا جماعات المؤمنين، ورعوا استقلال هذا الكيان، بوصفه وطنا نهائيا لجميع أبنائه، عربي الهوية والانتماء وحامل رسالة سامية في محيطه وله وللعالم.

سيدي صاحب الغبطة والنيافة، لقد كنتم وما زلتم، كما هو شان بطاركة بكركي، نموذجا للراعي الصالح يسدد الخطى، ويدعو لرعاية الخير العام بدعوة سائر المسؤولين للتمسك بثوابت لبنان التأسيسية، وتحييده عن لعبة الأمم القاتلة، والعودة إلى المعنى النبيل للسياسية بوصفها فنا راقيا لخدمة الانسان والمواطن لا لخدمة شخص بعينه، كما سبق لكم القول قبل سنوات. وما أزال أذكر إلحاحكم على الشراكة الوطنية، البعيدة عن الاستئثار والتبعية. وعندما رأيتم ما يحدث بخلاف ذلك كله، كأنما نحن محكومون بحكومة عدوة أو أنها تحكم شعبا عدوا، أعلنتم الاعتراض بإسم المواطنين وباسم الوطن، ولا أحد أولى بذلك من بكركي.

صاحب الغبطة والنيافة، لقد دعوتم إلى تحرير الشرعية، وإلى الحياد، وإلى الإنقاذ الوطني وتباشيره حكومة أخصائيين غير حزبيين. ووصلتم أخيرا للمناداة بمؤتمر دولي لإنقاذ لبنان، يساعد في استعادة الثوابت والأصول وعلى رأسها وثيقة الوفاق الوطني والدستور، وقرارات الشرعية الدولية.

إننا نقف معكم وخلفكم في الدعوة التي نفهمها ونثق بها نداء صادقا ومسؤولا في اتجاهين:

- في اتجاه جميع اللبنانيين، كي يتضامنوا في تحرير الشرعية من تعددية السلاح والاستئثار بالقرار، وحماية الدولة من مصائر الفشل والإفلاس السياسي والمالي والأخلاقي، والإصغاء لصيغة عيشهم المشترك بحماية وثيقة الوفاق الوطني والدستور.

- وفي اتجاه الأسرة الدولية، للوفاء بالتزاماتها تجاه لبنان ومنها تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بسيادة لبنان، لا سيما القرار 1701 الذي نص في مقدمته على استناده إلى مرجعية اتفاق الطائف، فضلا بالطبع عن القانون الدولي.

كيف يقال إنكم تسعون للحرب والتدويل وتجاوز العقد الوطني، وقد صغتم في عظتكم الأخيرة مطلبكم في جملة هي فصل الخطاب: "نريد مؤتمرا دوليا خاصا بلبنان، لحماية وثيقة وفاقنا الوطني ودولتنا الواحدة السيدة المستقلة".

نعم لجبهة وطنية عريضة لتحرير الشرعية، والحياد الإيجابي، والمؤتمر الدولي من أجل الطائف والدستور وقرارات الشرعية الدولية من أجل لبنان.

دمتم يا صاحب الغبطة والنيافة للبنان الذي ينهض بهمتكم وهمم كل الوطنيين المخلصين".

وقد ضم الوفد: أحمد فتفت، إدمون رباط، أسعد بشارة، أمين بشير، أنطوان قسيس، ايلي الحاج، ايلي القصيفي، ايلي كريللس، أيمن جزيني، أحمد الأيوبي، أنطوان إندراوس، بدر عبيد، بديع سنو، بهجت سلامة، بول منير، جورج كلاس، جوزف كرم، حامد الدقدوقي، حسن عبود، حسان قطب، حسين عطايا، خليل طوبيا، راويه حشمي، رلى دندشلي، رضوان السيد، رودريك نوفل، زياد عيتاني، زياد الغوش، سامي شمعون، سوزي زيادة، سيرج بوغاريوس، سيمون جورج كرم، شربل عازار، طوني حبيب، عادل جابر، عامر أرناؤوط، عبد الرحمن المبشر، علي حماده، عطالله وهبه، فادي أنطوان كرم، فارس سعيد، فجر محمد ياسين، فؤاد مكحل، قاسم يوسف، كمال الذوقي، لينا التنير، ماجد كرم، ماجدة الحاج، ماريان رنو، محمد العره، منى فياض، مياد حيدر، نبيل يزبك، هشام عليوان، هشام قطب.

 

الوفاء للمقاومة: ضرر التأخير بتشكيل الحكومة أكبر من ضرر أي تنازل لتسريع ولادتها ولا يجوز استمرار توقيف أبرياء في قضية الانفجار

الخميس 25 شباط 2021

وطنية - أشارت كتلة "الوفاء للمقاومة" في بيان اثر اجتماعها الدوري بمقرها في حارة حريك، برئاسة النائب محمد رعد، الى أنه "بصبر المؤمن المحتسب يمضي هذه الأيام أنيس النقاش ولا يغادر، وكأن شهر شباط من كل عام صار موعدا سنويا لقادة شهداء المقاومة ومحبيهم، وفي زمن أكبر انتصارات الأمة الناهضة في هذا العصر، انتصار الثورة الإسلامية في إيران ضد طواغيت هذا الزمان وجبابرته". وتقدمت الكتلة بـ"أحر التعازي لعائلة الفقيد ولكل أبناء المقاومة بإبن عاصمة النضال بيروت، وعاشق فلسطين، والرائد الباحث والمضحي من أجل التحرير والحرية والعدل والحق والكرامة، أنيس النقاش له أرصدة حب وتقدير مدخرة عند كل قوس نصر للأمة وعند كل تحول مفصلي واستراتيجي تصنعه المقاومة. لسماحة الشيخ المقاوم عباس حرب إمام بلدة الحلوسية في جنوب لبنان، والذي ودعناه بالأمس، وهو الذي تشهد بواكير أيام التصدي للاحتلال الصهيوني على جرأته وبأسه وصموده وصبره، كما للأخ المجاهد والمسؤول الأستاذ أحمد قمر ابن سحمر البقاع الغربي، أحد أوتاد الصمود والتحدي للاحتلال الصهيوني، ومن إخواننا الأوائل في حزب الله الذين يتصدون للشأن العام ولخدمة الناس في مناطقهم ومحيطهم. لهما معا نرفع آيات التقدير والوفاء، ولأهلهما ومحبيهما جميل الصبر والأجر والسلوان".

وفي الشأن اللبناني الداخلي، لفتت الكتلة الى "مراوحة مثقلة بتراشق تهم ومسؤوليات تفضح عيوب منهج المحاصصة وعقمه عن إنتاج حكومة تلتزم برنامج نهوض تحاسب على أساسه". وشددت على "أهمية حملة التلقيح ضد الكورونا، وضرورة تشجيع المواطنين للتعاون وتسجيل أسمائهم وفق البرنامج المعتمد الذي يعود تطبيقه بالخير والصحة على الجميع"، مرحبة بـ"تحرك وزارة الصحة لتأمين أنواع اللقاحات الأخرى المطلوبة وتنظيم ذلك، والتعاون والتنسيق مع القطاع الخاص الذي يبدي جهوزية عالية في هذا المجال".

وأشارت الكتلة الى أنها "إثر الملاحظات التي أبدتها والكتل النيابية الأخرى حول قرض البنك الدولي لتعزيز شبكة الأمان الاجتماعي للبنانيين، وبعد التفاهم على الصيغ التي تم التوصل إليها في اللجان المشتركة وتعهد الحكومة بالسعي لإقناع البنك الدولي بالتزامها، وبانتظار نتائج المسعى الحكومي ليبنى على الشيء مقتضاه"، فإنها تلفت إلى أن "حاجة لبنان الطبيعية إلى القرض لا تجيز أن تدفعه لاستسهال الموافقة على شروط الدائن كيفما كانت، خصوصا عندما تتعارض مع المصلحة العليا للبنان واللبنانيين. فمن المؤكد أن القوانين والأعراف المعمول بها دوليا توفر لطالب القرض تسهيلات وفرصا تقتضي من الدائن مراعاتها خلال مناقشة اتفاقية القرض". وأكدت على "وجوب التوصل بسرعة إلى تفاهم يفضي لولادة حكومة جديدة فاعلة ومنتجة لا تكون أسيرة عدد من جهة ولا مهددة بعدم التوازن من جهة أخرى"، معتبرة أن "ضرر التأخير في تشكيل الحكومة أصبح أكثر بكثير من ضرر أي تنازل من شأنه أن يسهم في تسريع ولادتها التي باتت أكثر من ضرورة". وطالبت الكتلة "مع تعيين قاضي تحقيق عدلي جديد في قضية انفجار مرفأ بيروت، بأن يصار إلى المتابعة الدقيقة والوازنة لمعرفة كامل الحيثيات ولتحديد مستوى المسؤولية للمعنيين على تفاوت مواقعهم واختصاصاتهم"، مؤكدة "أولا وآخرا على نشر التحقيق التقني الذي أنجز واستكمل من قبل الأجهزة المختصة وبالتعاون والتشاور مع أجهزة دولية مثيلة". ولفتت إلى أن "الموقوفين الأبرياء لا يجوز، تحت أي ضغط كان، أن يستمر توقيفهم رغم ثبوت براءتهم، فإن في ذلك ظلما غير مبرر، لا أخلاقيا ولا قانونيا".

ورأت "ضرورة قيام لبنان عبر حكومته والوزارات المختصة كالبيئة والدفاع والسياحة والخارجية والإعلام، بحملة في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية للتحرك من أجل معالجة التسرب النفطي الوافد من الجانب الصهيوني إلى شواطىء لبنان كافة، لما يمثل ذلك من اعتداء بيئي تقع مسؤوليته ومهمة رفع أضراره الكاملة على عهدة العدو الصهيوني الذي يهدد باستمرار معايير السلامة البيئية في منطقتنا". وأوضحت الكتلة الى أنها "أنجزت عددا من اقتراحات القوانين الإصلاحية التي تتصل بالشأن الإداري والاقتصادي والمصرفي ومنها اقتراح قانون المنافسة واقتراح تعديل بنية هيئة التحقيق الخاصة واقتراح قانون تنظيم الضم والفرز لمنطقة بعلبك الهرمل، فضلا عن عدد من اقتراحات القوانين الإصلاحية الأخرى التي تشاركت في إعدادها ومناقشتها مع كتل نيابية وزملاء آخرين في المجلس كاقتراح قانون الشراء العام واقتراح قانون الاعلام واقتراح قانون انشاء أبنية سكنية وفق نماذج معدة سابقا"، لافتة الى أنها "ستواصل العمل في هذا الاتجاه، أملا في توفير قواعد انطلاق لإصلاح قانوني جاد في البلاد يستجيب لتطلعات اللبنانيين ويتلاءم مع متطلبات الحياة العامة".

 

المفتي قبلان في رسالة لمناسبة ولادة الامام علي : نؤكد على شراكة مكونات هذا البلد وعيشه المشترك وسلمه الأهلي ووطن ممنوع على الهيمنة الدولية والإقليمية

الخميس 25 شباط 2021

وطنية - وجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، رسالة الى اللبنانيين، لمناسبة ولادة الإمام علي بن أبي طالب، جاء فيها: "في مثل هذا اليوم المبارك من الله على البشرية بولادة وصي النبي الأعظم وخليفته الأكبر الامام علي بن أبي طالب ، الذي ملأ الدنيا علما وعدلا وحكمة وزهدا، وعظم الإنسان وكرامته، وأطر السلطة بالعدل وأولويات الانسان، ووظف وجودها على طريقة الكمال الانساني، وأصر على المبادئ المحمدية الربانية من قبيل شرعية السلطة من شرعية حقوق الناس، وأعلن بطلان السلطة الفاسدة وأدان الطاغوتية وكرس المرجعيات الإنسانية الحاكمة فوق التعدد الدولي من قبيل قداسة الانسان بما هو إنسان، والناس شراكة في الوجود والمنافع والكرامة، وفق مبدأ الانسان نظير الانسان، وأن السلطة سلطة مشروعة بمقدار تأمين مصالح الناس، وأن الانسان أخو الانسان وبعضه وشريكه، وأن الانسان للانسان كالرأس من الجسد، وأن العدل أساس شرعية الدول، ومصالح الخلق سبب مشروعية السلطة، وأن إختلاف الملة والدين واللون والعرق والتفكير لا يمنع شراكة الناس وتعاونهم وتكاملهم وسعة صيغة مشروع الدولة لهم، وأن قداسة الإنسان وخاصة الطبقات الضعيفة والفقيرة أكبر أولويات السماء، لذلك في يوم أمير المؤمنين علي، نؤكد شعاره بعدالة الدولة وعدالة صيغتها ومشروع انسانها وحماية مواطنها، ونصر على تطوير أدوات السلطة وصيغتها وبرامجها، بما يؤكد قداسة الانسان والمواطن بعيدا عن الطائفية والصيغة الفاسدة، التي حولت إنسان هذا البلد الى عبد في مزرعة اقطاعي بعيدا عن رحمة الله بخلقه وناسه، كما نؤكد على شراكة مكونات هذا البلد وعيشه المشترك وسلمه الأهلي كبلد جامع لعائلة واحدة ووطن ممنوع على الهيمنة الدولية والإقليمية، ونستذكر رحمة الله ومحبته التي اختصها الله بالمصطفى محمد وعيسى المسيح، وذخر بها الولي العطوف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، لتكون عنوان العائلة اللبنانية ومرجع محبتها وطيبتها، وباعث قدرتها على محاربة الطبقات الفاسدة لانتشال هذا البلد من أزمته الكارثية، لأن أكبر مبادئ الامام علي في يوم الامام علي تبدأ وتنتهي بحماية الانسان والاوطان من أفاعي الفساد والخراب وفتنة الطوائف وضياع الأوطان".

 

الديداخي الديداكية

الأب سيمون عساف/25 شباط/2021

الكلمة اليونانية διδαχή (ديداخى) وبالإنجليزية Didach - Didache تعنى "تعليم". وهى وثيقة قديمة هامة اسمها في اليونانية "تعليم الرسل الاثني عشر"، والعنوان الشائع لها هو: "تعليم الرسل"، أما العنوان الطويل لها فهو: "تعليم الرب للأمم بواسطة الاثني عشر رسولًا".

ويعود تاريخ تدوين هذه الوثيقة إلى نهاية القرن الأول الميلادي أو بداية الثاني، ويُظن أنها أقدم من إنجيل القديس يوحنا.

وتُعد الديداخى "أول تنظيم كنسي" وصل إلينا، فهي من أهم وأقدم الوثائق في التعليم الديني والتشريع الكنسي، إذ تحوى أقدم نصوص ليتورجَّية بعد أسفار العهد الجديد. وتحتل بذلك مكانًا متوسِّطًا بين أسفار العهد الجديد وكتابات الآباء الرسوليين.

اكتُشِفت هذه الوثيقة في مخطوط يوناني وحيد عام 1871 ميلادية. وكان لاكتشافها في أواخر القرن التاسع عشر، دويٌّ هائل في الأوساط العلمية الكنسيَّة. فالآباء العلماء كانوا يعرفون أنه يوجد ما يُسمى "تعليم الرسل" دون أن يتمكَّنوا من العثور على أي أثر له حتى ذلك الوقت.

وتحتوى الديداكية على ستة عشر فصلًا هي:

(أ) فصل 1 -6: السلوك المسيحي (الطريقان، أي طريق الحياة وطريق الموت). وهى فصول تحوى اقتباسات من العظة على الجبل. ويبدو أن مؤلفها هو يهودي متنصِّر، أو مسيحي اعتمد في تدوينها على مصدر يهودي.

(ب) فصل 7 – 10: وهو القسم الليتورجي أو الطقسي ويشمل الحديث عن توجهات في المعموديَّة، وإعداد طالبي العماد (فصل 7)، الصوم والصلاة (فصل 8)، وليمة الأغابي وكسر الخبز (الفصلان 9، 10).

(ج) فصل 11 – 15: الرتب الكنسيَّة، وكيفية معاملة الأنبياء والاعتراف بسلطتهم بعد الرسل، وذكر الأنبياء المتجوِّلين يحتل مكانًا هامًا حيث يُعتبرون كهنة عظام..  وكذلك سلطة المعلمين. ومعاملة الأساقفة والشيوخ والشمامسة. ولم يرد فيها ذكر واضح للقسوس.

(د) فصل 16: نبوة عن ضد المسيح، وانتظار مجيء الرب الثاني.

أما المؤلف وزمان ومكان التأليف فهي أمور مجهولة. وهناك وجه تشابه بين الديداخي ورسالة برنابا وراعى هرماس. والديداخي تحوى الكثير مما يستهوي الباحثين في دراسة الليتورجيات المبكرة وشكل الحياة الكنسيِّة في أواخر القرن الأول وأوائل الثاني.

يشدّد الكتاب على الهاوية السحيقة التي تفصل طريق الحياة عن طريق الموت، الأمر الذي نحن بأمس الحاجة إليه لنضعه نصب أعيننا اليوم لكي نعيش وفقا لوصايا الرب. وبالرغم من أنه غير مدرج ضمن كتب الإنجيل، إلا أنه مفيد جدا للحياة الروحية. وإليكم النص الكامل للكتاب:

يوجد طريقان: طريق الحياة وطريق الموت. وشتَّانَ ما بينهما. فطريق الحياة كالآتي: أولا، أحبب الله خالقك؛ ثانيا، أحبب قريبك كنفسك. ولا تعامل غيرك بما لا تحب أن يعاملك به!

والآن، إليك ما يعنيه هذا التعليم: باركو لاعنيكم، صلوا من اجل أعدائكم. وصوموا من أجل مضطهديكم، لأنه أي فضل لكم إن أحببتم الذين يحبونكم؟ أليس الوثنيون أيضا يفعلون كذلك؟ أما أنتم فأحبوا مبغضيكم، فلا يكون لكم أعداء. وابتعدوا عن شهوات الجسد. ومَنْ لطمك على خدك الأيمن فحول له الأخر أيضا، وسوف تكون كاملا. ومَنْ سخرك ميلا واحدا فاذهب معه اثنين. ومَنْ يأخذ ثوبك فأترك له الرداء أيضا. ومَنْ يأخذ ما هو لك فلا تسأله لكي يرده، ومن أراد أن يقترض منك فلا ترده، لأنك لا تقدر على فعل ذلك على أية حال. وكل من سألك فأعطه، ولا تطالبه أبدا بالمقابل، لأن مشيئة الآب أن يتشارك الجميع في الهبات التي أُعطيت لنا.

طوبى للذي يعطي حسب الوصية، إذ هو بلا لوم. والويل لمن يأخذ. ولو أخذ أحد عن عَوَز فيحسب بلا لوم، بالتأكيد. أما لو أخذ عن غير عَوَز فسوف يُحاسب عن السبب والهدف اللذين من أجلهما أخذ. وسوف يُلقى في السجن، ويجري التدقيق مليّا في أعماله، ولن يُطلق سراحه حتى يوفي الفلس الأخير. لكن قيل أيضا في هذا الصدد: لِتَعْرَق في يديك الصدقة النابعة من القلب لغاية أن تجد من هو أولى لإعطائها له.

والوصية الثانية في التعليم هي كالآتي: لا تقتل. ولا تزنِ. ولا تفسد صبيان. ولا تسرق. ولا تمارس السحر. ولا تخلط سموما. ولا تقتل طفلا بالإجهاض أو طفلا حديث الولادة. ولا تشته مُقْتَنى غيرك. ولا تحلف باسم الله بالباطل. ولا تشهد بالزور. ولا تتفوّه بالشرّ عن الآخرين. ولا تكن ناقما. ولا تكن متقلب الرأي ولا مرائيا. لأن الرياء شرك مميت. ولا يكن كلامك كاذبا أو تافها، بل اِملأه بمغزى نافع، ومُبَيَّن بأفعالك. ولا تكن جشعا، ولا تطمع دائما إلى المزيد، ولا تكن مخادعا. ولا تكن خبيثا، ولا تتصور نفسك بأنك إنسان عظيم. ولا تضمر الشرّ لقريبك. ولا تكره أي إنسان. وقُم بتوبيخ الناس [ليتوبوا عن آثامهم]، وصَلِّ من أجلهم، وأحببهم أكثر من حياتك.

يا ابني، اُهرب من كل شرّ، ومن كل ما يشابهه. ولا تغضب، لأن الغضب يفضي إلى القتل. ولا تكن حادّ الطبع أو مشاجرا أو تمتلئ غيظا، لأن كل هذه الأمور تلد القتل. يا ابني لا تكن شهوانيا، لأن الشهوة تؤدي إلى الزِّنى. ولا تكن ناطقا بكلام بذيء، ولا تنظر نظرات شهوانية، لأن جميع هذه الأمور تؤدي إلى الفجور. يا ابني لا تتنبأ عن المستقبل من خلال رموز الطبيعة، لأن ذلك يقود إلى عبادة الأوثان. ولا تستخدم وصفات سحرية أو تنجيمية أو تعاويذ لفك السحر، بل يجب عليك أن لا ترغب حتى في مشاهدة مثل هذه الأمور، لأنها كلها تلد عبادة الأوثان. يا ابني لا تكذب، لأن الكذب يؤدي إلى السرقة. ولا تكن محبا للمال، ولا تقع فريسة المجد الباطل، لأن كل هذه الأمور تؤدي إلى السرقة. يا ابني لا تتذمر، لأن هذا يقود إلى التجديف. ولا تكن عنيدا أو سيء النية، لأن كل هذه الأمور تؤدي إلى التجديف. وكن وديعا، لأن الودعاء يرثون الأرض. وكن صبورا وذا قلب محبّ. وكن إنسانا بسيطا وصادقا وغير مراوغ. وكن هادئا وصالحا، وليرتعش كيانك خشوعا من جميع التعاليم التي سمعتها. ولا تعظّم ذاتك. ولا تجعل قلبك فظّا أو متغطرسا على الآخرين. ولا تدع قلبك يتعلق بالمتعاظمين والمتجبرين، بل التفت إلى الناس الصالحين والمتواضعين. وتقبّل كل ما يحدث لك أو كل ما يصيبك بأنه خير. عالما أن لا شيء يحدث إلا بإذن الله.

اُذكر يا ابني ليلا و نهارا من يتكلم معك بكلمة الله. وأكرِمه كما تكرم الرب. لأن الرب ذاته موجود في المكان الذي تُعلن فيه ألوهيته. واطلب يوميا عِشرة أولئك المُكرِّسين حياتهم لله لتنتعش بكلامهم. ولا تزرع الانقسامات والتفرقة، بل صالِح المتخاصمين. وكن عادلا في أحكامك. ولا تنحاز في تأديب المذنبين وانتهار المعاصي. ولا تساورك الشكوك والتردد في وجوب عمل ذلك بدون محاباة.

لا تكن مَنْ يفتح يديه عند الأخذ ويطبقها عند العطاء. ولو كسبت شيئا من عمل يديك فتكرّم به بمثابة التكفير عن خطاياك. ولا تتردد في العطاء، ولا تتذمر حينما تعطي، لأنك سوف تعرف المعطي الممجد الذي سيجازيك. ولا تصرف وجهك عن المحتاجين، بل شارك إخوتك في كل شيء. ولا تدّعي أنك تملك شيئا لنفسك، لأنه إن كانت لكم شركة في الأمور الأبدية فكم بالحري في الأمور الفانية!

لا تنسحب وتتهاون في تربية ابنك أو بنتك بل علمهما على مخافة الله منذ نعومة أظفارهما. ولا تأمر بغضب أو باستياء عبدك أو عبدتك لأنهما يرجوان الإله نفسه، لئلا يفقدا مخافة الله الذي هو سيدكم جميعا، لأن الله لا يأتي ويدعو الناس بمحاباة؛ وإنما يجيء إلى أولئك الذين هيأهم بروحه القدوس. وأنتم أيها العبيد، أطيعوا أسيادكم كما لصورة الله، بخوف ورهبة. وابغضوا كل ما يجلب العار وكل ما لا يرضي الرب. ولا تنصرفوا عن وصايا الرب. واحرسوا ما تلقيتموه، فلا تزيدوا عليه ولا تحذفوا منه شيئا. اعترفوا بخطاياكم في الكنيسة. ولا تذهبوا إلى الصلاة وضميركم يحسّ بالذنب ومثقّل بالخطايا. فهذا هو طريق الحياة.

أما طريق الموت فيتضمن الآتي: فأول كل شيء، وفوق كل شيء، إنه طريق لعين ومليء بالشرور: قتل، زِنى، شهوة اقتناء، فجور وعلاقات غير شريفة، سرقة، عبادة أوثان، أعمال سحر، تسميم سحري، سطو، شهادات زور، رياء، غش، خيانة وغدر، غرور، خباثة، تكبُّر، جشع، كلام بذيء، حسد، قلة حياء، عجرفة، تَبَجُّح ومباهاة. إنه طريق أولئك الذين يضطهدون الصالحين ويكرهون الحقّ، الذين يحبون الكذب ولا يعرفون جزاء الحياة الصالحة البارّة، الذين لا يتمسكون بالخير ولا بالأحكام العادلة، الذين لا يتعبون أبدا في إتِّباعهم للشرّ بدلا من الخير، الذين لا يعرفون الطيبة والصبر، الذين يحبون التباهي ولا يعملون شيئا إلا للحصول على الثناء، الذين لا يتعاطفون مع الفقراء ولا يناصرون المظلومين، الذين لا يعرفون خالقهم، الذين يقتلون أطفالهم ويدمرون خليقة الله، الذين يديرون ظهورهم للفقراء ويظلمون المتألمين، الذين يدافعون عن الأغنياء ويحكمون بالظلم على العمال. إنهم خطأة في كل شيء! فيا أبنائي، خلصوا أنفسكم من كل هذه الأشياء!

اِحترزوا من أن يُضِلُّكم أحد عن طريق هذا التعليم، وإلا سيأخذكم بتعاليمه بعيدا عن الله، لأنه لو كان بوسعكم أن تحملوا نير الله بالكامل لأصبحتم كاملين؛ أما لو لم يكن بوسعكم ذلك، فافعلوا على قدر استطاعتكم. وبالنسبة إلى مسائل الأكل فامتنعوا عنه وصوموا على قدر استطاعتكم، لكن امتنعوا كليا عن أكل اللحوم المُقدمة للأوثان، لأنها تمثل عبادة آلهة ميتة.

والآن، وفيما يخص المعمودية فعمِّدوا كالآتي: فبعد أن تُعلِموا طالبي المعمودية كل ما تقدم من تعاليم، عمِّدوهم في مياه جارية، باسم الآب والابن والروح القدس. وإن لم توجد مياه جارية بالقرب منكم، فعمِّدوهم بالتغطيس في مياه أخرى. وإن لم تقدروا أن تفعلوا ذلك في مياه باردة فافعلوا ذلك في مياه دافئة. وإن لم يكن هناك لا هذا ولا ذاك متوافرا، قوموا بصبِّ الماء على الرأس ثلاث مرات، باسم الآب والابن والروح القدس. ويجب أن يصوم قبل المعمودية كل من المُعمِّد وطالب المعمودية، بالإضافة إلى مؤمنين آخرين لو كان بوسعهم ذلك. وقوموا بِحَثّ طالب المعمودية على الصوم ليوم أو ليومين. وينبغي لصومكم أن لا يحصل مع أيام المرائين، لأنهم يصومون في اليوم الثاني والخامس بعد السبت. أما أنتم فصوموا بدلا من ذلك في اليوم الرابع وفي اليوم السابق للسبت. ولا تصلوا كما يصلي المراؤون، بل صلوا كما علمنا الرب في إنجيله، هكذا:

أبانا الذي في السموات،

ليتقدس أسمك

ليأت ملكوتك،

لتكن مشيئتك

كما في السماء كذلك على الأرض،

أعطنا خبزنا كفافنا اليوم،

وأغفر لنا خطايانا،

كما نحن أيضا نغفر لمن أخطأ إلينا،

ولا تدخلنا في تجربة،

لكن نجنا من الشرير.

لأن لك القوه والمجد إلى أبد الآبدين.

وصلّوا هكذا ثلاث مرات يوميا.

وفيما يخص الاحتفال بالعشاء الرباني أو وليمة الشكر، فقدموا شكركم بهذه الطريقة، أولا بالكأس:

يا أبانا نشكرك من أجل الكرمة المقدسة التي لداود خادمك، لقد أعلنتها لنا بيسوع ابنك. المجد لك أبد الدهور.

ثم بالخبز المكسور:

نشكرك يا أبانا، من أجل الحياة والمعرفة، اللتين أعلنتهما لنا بيسوع ابنك، المجد لك أبد الدهور! وكما أن هذا الخبز المكسور، كان مرة [قمحا] مبعثرا على التلال، وقد جُمِع ليصير [خبزا] واحدا، فهكذا سوف تجمع كنيستك من أقاصي الأرض في ملكوتك. لك المجد والسلطان بيسوع المسيح أبد الدهور.

لا تدعوا أحدا يأكل أو يشرب من العشاء الرباني إلا الذين اعتمدوا باسم الرب. ففي هذا يقول الرب أيضا: «لا تعطوا القدس للكلاب.» وبعدما تشبعون، اشكروا هكذا:

نشكرك أيها الآب القدوس، من أجل اسمك القدوس، الذي أسكنته في قلوبنا، ومن أجل ما أعلنته لنا، من معرفة وإيمان وخلود، بيسوع ابنك. المجد لك أبد الدهور! أنت أيها السيد القدير، أسست الكون لمجد اسمك، وأعطيت الناس طعاما وشرابا ليفرحوا، في سبيل أن يشكروك. أما نحن فقد أعطيتنا طعام الروح القدس وشراب الروح القدس ووهبتنا حياة أبدية بواسطة ابنك. ونشكرك فوق كل شيء لأن لك القوة والجبروت. المجد لك أبد الدهور! واذكر يا رب كنيستك، لتُنجيها من كل شرّ ولتجعلها كاملة في محبتك. فاجمع الكنيسة المقدسة، من الرياح الأربعة إلى ملكوتك الذي أعددته لها. لأن لك المجد والسلطان أبد الدهور.

لتحلّ النعمة، وليمضِ العالم!

ولينتصر عون إله داود!

من كان مقدسا فليأتِ؛ ومن لم يكن، فليغير كيانه كله ابتداء من جذوره!

تعال يا ربنا!

نعم إنه آتٍ!

لتكن لكم ثقة بالأنبياء في أن يقدموا الشكر بالقدر الذي يرغبون فيه.

ومَنْ جاء وعلمكم بكل ما سبق فاقبلوه. أما لو كان معلما كاذبا وينادي بتعليم آخر يقود إلى الانحلال فلا تستمعوا إليه؛ لكن لو كان تعليمه يزيِّد ويصلح العدل ويزيد المعرفة بالرب، فرحِّبوا به مثلما ترحِّبون بالرب.

أما عن الرسل والأنبياء، فتصرفوا بحسب تعليم الإنجيل. فكل رسول يقوم بزيارتكم يجب أن ترحبِّوا به كما الرب. غير أنه يجب ألا يمكث أكثر من يوم، وعند الضرورة يبقى يوما آخرا. أما لو مكث لمدة ثلاثة أيام، فهو نبيّ كاذب. ثم إنه ينبغي أن لا يقبل أي شيء عند انصرافه ما عدا ما يكفيه من خبز للطريق لغاية وصوله إلى مكان مبيته التالي. أما لو طلب مالا فهو نبيّ كاذب.

وبالنسبة إلى كل نبيّ يتكلم بالروح، فيسري ما يلي: لا تجادلوه ولا تنتقدوه! لأن كل خطيئة تُغفر إلاّ هذه الخطيئة. ومع ذلك، فليس كل من يتكلم بالروح نبيّا، ما عدا الذي على منوال الرب. وعليه، فيمكن التعرّف على النبيّ الكاذب والنبيّ الحقيقي من خلال طريقة حياتهما. ولا يوجد نبيّ يتكلم عن الروح القدس ويأمر بإعداد مائدة طعام له إلا وكان نبيّا كاذبا. وعلاوة على ذلك، فإن كل نبيّ يعلِّم الحقّ ولا يعمل بما هو يعلِّم فهو نبيّ كاذب. غير أنه عندما يقوم نبيّ حقيقي مُجرَّب بتقديم عمل معين له علاقة بالسرّ الكوني للكنيسة، ولا يعلِّم الآخرين أن يعملوا شيئا عظيما مماثلا كما هو فعل، فلا ينبغي إدانته عندكم. فأمره متروك لله ليحكم فيه، فهكذا سلك أنبياء العهد القديم. أما لو سأل أحدهم بالروح: «أعطني مالا» أو أي شيء آخر، فلا تستمعوا إليه. إلا أنه لو طلب إعطاء شيء ما إلى المحتاجين، فلا يدينه أحد.

كل من يأتيكم باسم الرب اقبلوه. وسوف تختبرونه عندئذ وتعرفونه، لأنه سوف يكون لديكم الفهم للتمييز بين اليمين واليسار. ولو كان القادم إليكم مسافرا، فساعدوه على قدر استطاعتكم، لكن ينبغي أن لا يمكث بينكم أكثر من يومين أو ثلاثة إذا لزم الأمر. ولو كان أحد يريد أن يستقر في وسطكم، فليعمل في مجال عمله لكسب قوته. ولو لم تكن لديه حرفة أو صنعة فاستعملوا حكمتكم للتأكّد من عدم وجود أي مسيحي متقاعس يعيش بينكم. ولو لم يتصرف بحسب الأصول، فهو يريد أن يتاجر بالمسيح. فاحترزوا من أمثاله.

كل نبيّ حقيقي يريد أن يستقر بينكم فإنما هو مستحق طعامه. وكذلك المعلم الحقيقي فهو يستحق طعامه كالعامل. لذلك، خذوا دائما باكورة نتاج معصرة العنب والبيادر، ومواليد الأبقار والأغنام، وقدموها إلى الأنبياء، لأنهم رؤساء كهنتكم. ولو لم يكن عندكم نبيّا فقدموها إلى الفقراء. وعندما تخبزون شيئا فقدموا باكورته حسب الوصية. وبالمثل، عندما تفتحون جرِّة جديدة من النبيذ أو الزيت، فقدموا باكورتها إلى الأنبياء. ويسري هذا أيضا بالنسبة إلى المال والملابس وكل الأشياء القيِّمة، فخذوا الباكورة وفقا لما ترتؤونه صائبا، وقدموها إليهم وفقا لهذه الإرشادات.

وفي يوم الرب اجتمعوا، واكسروا الخبز وقدّموا الشكر، لكن اعترفوا أولا بخطاياكم لكي تكون تقدماتكم طاهرة. ومهما يكن من أمر، فلا يحقّ للمؤمن الذي على خلاف مع صديقه الانضمام إليكم والاشتراك في الاحتفال بالعشاء الرباني، إلى أن يتصالحا، لكي لا تكون تقدماتكم مدنّسة. لأن هذا ما قاله الرب: «في كل مكان وزمان، قَرِّبْ لأسمي تقدمة طاهرة، لأني ملك عظيم، يقول الرب، واسمي مهيب بين الأمم.»

اِختاروا لكم مشرفين للكنيسة وخداما جديرين بالرب، رجالا ودعاء غير محبين للمال، وأمناء ومشهودا لهم، لأنهم، بخدمتهم لكم، فإنهم يقدمون لكم الخدمة والرعاية التي يقدمها لكم الأنبياء والمعلمين. لذلك لا تهمِّشونهم، لأنهم من الرجال المكرمين عندكم إلى جانب الأنبياء والمعلمين. وليوبِّخ بعضكم بعضا، لا بغضب بل بسلام، كما ترونه في الإنجيل. وبالإضافة إلى ذلك، فإن أخطأ أحد في حق آخر، فلا يكلمه أحد، ولا يسمع منكم أية كلمة إلى أن يتوب. ولتكن صلواتكم وعطاياكم القلبية وكل ما تفعلونه بحسب ما موجود في إنجيل ربنا.

اسهروا على حياتكم! ولا تدعوا مصابيحكم تنطفئ، ولا أحقاءكم تنحَلّ؛ بل كونوا مستعدين، لأنكم لا تعرفون الساعة التي يأتي فيها ربنا. واجتمعوا باستمرار واسعوا إلى ما يهم أرواحكم لأن طيلة زمان إيمانكم لا تنفعكم ما لم تكونوا كاملين في الساعة الأخيرة. لأنه سيظهر عدد كبير من الأنبياء الكذبة والمفسدين في الأيام الأخيرة. وستتحول الخراف إلى ذئاب، والمحبة إلى كراهية. ثم إنه وبسبب تزايد المعصية، سيكره ويضطهد ويسلِّم الناس بعضهم بعضا. وسيظهر عندئذ مُضَلِّل العالم على شبه ابن الله. وسوف يصنع آيات وعجائب؛ وتصبح الأرض في قبضة يديه؛ وسيرتكب أعمالا فظيعة بشكل غير مسبوق. بعدئذ ستدخل البشرية إلى نار الامتحان، وستطيح تلك النار بالكثيرين بسبب شدّتها فيهلكون. أما الذين يثبتون في إيمانهم فسوف يجري اختطافهم في الوقت المناسب من مُضَلِّل العالم، ذلك اللّعين. عندئذ تظهر علامات الحقّ: أولها علامة الذراعين الممدودتين في السماء؛ ثم علامة صوت البوق؛ وثالثا قيامة الأموات، لكن ليس جميعهم، وإنما كما قيل: «ويأتي الرب إلهي وجميع القديسين معه.» ثم سيرى العالم الرب آتياً على سحاب السماء.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليوم 25 و26 شباط/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

بيار رفول يؤكد المؤكد، والمؤكد هو أن عون وصهره وتيارهما الملالوي وكل ربعهما من الوادئع هم جنود في جيش ولاية الفقيه

الياس بجاني/25 شباط/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96371/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d9%8a%d8%a7%d8%b1-%d8%b1%d9%81%d9%88%d9%84-%d9%8a%d8%a4%d9%83%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a4%d9%83%d8%af%d8%8c-%d9%88%d8%a7%d9%84/

 

اضغط هنا لقراءة نشرة أخبار المنسقية العامة المفصلة، اللبنانية والعربية ليوم 25 شباط/2021

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

http://eliasbejjaninews.com/archives/96351/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-983/

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/February 25/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96354/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-february-25-2021/

 

الياس بجاني: ادعوكم لزيارة موقعي الألكتروني للإطلاع كل ما له علاقة بالتطورات اللبنانية باللغتين العربية والإنكليزية/ نشرات أخبار يومية ومختارات من التعليقات والتحاليل

Elias Bejjani/Visit My LCCC Web site/All That you need to know on Lebanese unfolding news and events

http://eliasbejjaninews.com/

 

كي لا تُصبح بكركي حصان طروادة/المخرج يوسف ي. الخوري/الكلمة أو لاين/25 شباط/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96361/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d9%83%d9%8a-%d9%84%d8%a7-%d8%aa%d9%8f%d8%b5%d8%a8%d8%ad-%d8%a8%d9%83%d8%b1%d9%83%d9%8a/

 

لصوص اللقاح/اتيان صقر- ابو أرز/25 شباط/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96359/%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%b5%d9%82%d8%b1-%d8%a7%d8%a8%d9%88-%d8%a3%d8%b1%d8%b2-%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%82%d8%a7%d8%ad/

 

لسنا أضاحي على مذبحِ الحروب/سجعان قزي/افتتاحيّةُ جريدةُ النهار/25 شباط 2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96365/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d8%a7%d9%81%d8%aa%d8%aa%d8%a7%d8%ad%d9%8a%d9%91%d8%a9%d9%8f-%d8%ac%d8%b1%d9%8a%d8%af%d8%a9%d9%8f-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%87%d8%a7%d8%b1-%d9%84%d8%b3/

 

مؤسسة عامر فاخوري تقدم مساعدة مالية لعائلة جمشيد شارحد، الرهينة المحتجز في سجون نظام إيران الإرهابي

Amer Fakhoury Foundation Delivers Aid To Jamshid Sharmahd’s Family Who Is Held Hostage By The Iranian Oppressive Regime

February 26/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/96393/%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a9-%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%b1-%d9%81%d8%a7%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%aa%d9%82%d8%af%d9%85-%d9%85%d8%b3%d8%a7%d8%b9%d8%af%d8%a9-%d9%85%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d8%b9/