المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليومي 30 أيلول/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.september30.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

وكُلُّ تَجْدِيف، أَمَّا التَّجْدِيفُ عَلى الرُّوحِ فَلَنْ يُغْفَر. مَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلى ٱبْنِ الإِنْسَانِ سَيُغْفَرُ لَهُ. أَمَّا مَنْ قَالَ عَلى الرُّوحِ القُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ، لا في هذَا الدَّهْر، ولا في الآتِي

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/هل يعلم كل من يعتدي على أخيه الإنسان أكان تعذيباً أو سجناً أو افقاراً أو تجويعاً أو اضطهاداً أو تنكيلاً أنه يعتدي على هيكل الله الذي هو الإنسان؟

الياس بجاني/حزب الله سرطان ينخر عظام لبنان ويجره بالقوة إلى القبر

الياس بجاني/الدواعش وحزب الله هم وجهان لإرهاب جهادي واحد

الياس بجاني/كل مطالب بانتخابات نبيابية بظل حزب الله هو إما غبي أو متآمر

الياس بجاني/غاب عن ماكرون أن إيران وأذرعها الإرهابية والإجرامية وتحديداً حزب الله لا يفهمون غير لغتي القوة والردع

الياس بجاني/الشياطين وشرورههم مصيرهم دائماً الهزيمة

الياس بجاني/المخرج يوسف الخوري غاص في التاريخ والوقائع والأحداث وشهد للحق وللحقيقة ولم يتطاول أو يهين أحد

 

عناوين الأخبار اللبنانية

القرار الأممي 1559 بشأن لبنان مثل تاريخي على ضرورة وحدة الموقف تجاه معظم الأزمات في الشرق الأوسط/د.وليد فارس/فايسبوك

نتنياهو: حزب الله يملك "مصنع أسلحة سريا" قرب مطار بيروت

نتنياهو يحذر من حدوث انفجار آخر في بيروت

كارلوس غصن يُحدِّد مشكلة لبنان

السيناتور الأميركيّة جاين شاهين: لإعفاء لبنان من “قانون قيصر”

عون يسعى لعدم تسمية “شخص يفشل في عملية التشكيل”

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 29/9/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 29 ايلول 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

استدعاء أسعد بشاره ونوفل ضو من دون إعلامنا سبب الإستدعاء.

النهار: تداعيات ثقيلة للمأزق وتصريف اعمال مفتوح

كتلة المستقبل: لن نسير بقانون العفو بصيغته المطروحة في جلسة الغد

العفو العام يسقط بضربة غياب التوافق السياسي؟!

أمل”: نستغرب ما ورد على لسان ماكرون من اتهامات

خلف اقترح تعديل المادة47من أصول المحاكمات الجزائية

“التيار” في السفارة السورية… ماذا بين السطور؟

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

وفاة أمير الكويت

الكرملين يحذّر تركيا من التدخل في النزاع الأرميني ـ الأذري/باكو تهدد باستهداف منظومة صاروخية ليريفان... وأنقرة تلوّح بتدخل عسكري في قره باغ

مجلس الأمن يطالب بـ"وقف فوري للمعارك" بين أرمينيا وأذربيجان

بومبيو يدعو إلى «وقف أعمال العنف» في قره باغ

أرمينيا: أذربيجان قصفت وحدة عسكرية بعيدة عن قره باغ

رئيس أرمينيا للعربية: تركيا تدعم أذربيجان عسكرياً

جونسون يهاتف السيسي حول أزمة ليبيا

السعودية تشدد على التعامل الجاد مع تجاوزات إيران النووية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله ومسؤوليته عن انفجار بيروت المروع/محمد آل الشيخ/الجزيرة

المطلوب اتفاق استراتيجي أميركي فرنسي في الشرق...القرار الأممي 1559 بشأن لبنان مثل تاريخي على ضرورة وحدة الموقف تجاه معظم الأزمات في الشرق الأوسط/د. وليد فارس/انديبندت عربية

ماكرون-رعد: عن «الثنائيّ» في المسألة اللبنانيّة/عبّاس مروّه/ميغافون

مسؤولون أمريكيون يتوسطون في محادثات الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان/إهود يعاري, سايمون هندرسون, و حنين غدار/معهد واشنطن/

"موت ولا تحتار حرقنا الأسعار"...إحجز تابوتك قبل نفاد الكمية/زيزي إسطفان/نداء الوطن

"الدولار الطالبي" يسلك طريقه إلى اللجان المشتركة وينتظر قرار الهيئة العامة/القضاء يقونن منع "التحويل إلى الخارج" ويشرّعه كـ... "خدمة"/خالد أبو شقرا/نداء الوطن

عندما تغتال "الثنائية" الشيعية الوطنية... وتسير في "تشييعها"!/علي الأمين/نداء الوطن

"اليونيفيل" في بيروت "بروفا" تدويل إنطلاقاً من العاصمة؟/ألان سركيس/نداء الوطن

لماذا يحذِّر ماكرون من حرب أهلية؟/طوني عيسى/الجمهورية

فرصة شراء الوقت ضاعت... والآن الى أين؟/ايفا ابي حيدر/الجمهورية

سقطت «حكومة المتصرفية» فهل من بديل!؟/جورج شاهين/الجمهورية

لا يصلح العطار الفرنسي ما أفسده جهنم لبنان/د.مصطفى علوش/الجمهورية

عِبرة الاعتذار: الرئيس المكلّف إجراءٌ ثانـوي/ نقولا ناصيف/الأخبار

وقائع حول تهريب العلف المدعوم... وملايين الدولارات تُسرق عبر التخزين/أسامة القادري/نداء الوطن

نصرالله يردّ "التحية" لماكرون: الأمر لإيران/احمد عياش/النهار

الفينيقيون  وحضارة العقل ( محاضرة )/توفيق شومان

الشدياق والإسلام/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

رسالة إلى القيادة الإيرانية عبر سفارتكم حصراً: ماذا تفعلون في وبلبنان؟/جهاد الزين/النهار

الجنرال عون والجبهة الخطأ/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

الصراع بين مشروعين في الشرق الأوسط/نديم قطيش/الشرق الأوسط

علاقة الفرد بالمجتمع تتعدّى التعارض والثنائية/د. منى فياض/النهار العربي

“لولا الحزب لكان داعش اغتصب أختك”/بوناصر الطفار - كاتب ومؤدي راب لبناني/موقع درج

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية نعى امير الكويت: لبنان يفقد بغيابه شقيقا كبيرا وقف الى جانبه في الظروف الصعبة وأعاد اعمار الكثير من مدنه وقراه

الراعي استقبل وفدا من أبرشية طرابلس المارونية

يوسف سلامه: هل تورط تركيا في حروب جانبية مقدمة لاستعادة زمن السلطنة أم لتفتيت ما تبقى منها؟

تكتل الجمهورية القوية: لن نشارك في الجلسة التشريعية والأهمية القصوى في الوقت الحاضر ليست للتلهي باجتراح تشريعات

بري استقبل فوشيه مودعا ووفد البنك الدولي وبحث مع ميكوريا في مشروع اصلاح وتحديث الجمارك وتلقى برقية دعم أفريقية

الراعي استقبل وفدا من الجمهورية القوية ونقيب محامي الشمال أبي اللمع: أكدنا دعمنا للبطريركية المراد: الحياد لابعاد الشر والخراب عن لبنان

مقابلة مع مروان حمادة: صفقة عميقة خطيرة باعت لبنان للمحور الايراني أربابها عون ونصرالله

نصر الله: المطلوب تسليم البلد إلى نادي الرؤساء الـ 4 وإلا فالعقوبات آتية وعلى الفرنسي تحديد المسؤولية في تفشيل المبادرة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

وكُلُّ تَجْدِيف، أَمَّا التَّجْدِيفُ عَلى الرُّوحِ فَلَنْ يُغْفَر. مَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلى ٱبْنِ الإِنْسَانِ سَيُغْفَرُ لَهُ. أَمَّا مَنْ قَالَ عَلى الرُّوحِ القُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ، لا في هذَا الدَّهْر، ولا في الآتِي

إنجيل القدّيس متّى12/من22حتى32/«”حِينَئِذٍ قَدَّمُوا إِلى يَسُوعَ مَمْسُوسًا أَعْمَى وأَخْرَس، فَشَفَاه، حَتَّى تَكَلَّمَ وأَبْصَر. فَدَهِشَ الجُمُوعُ كُلُّهُم وقَالُوا: «لَعَلَّ هذَا هُوَ ٱبْنُ دَاوُد؟». وسَمِعَ الفَرِّيسِيُّونَ فَقَالُوا: «إِنَّ هذَا الرَّجُلَ لا يُخْرِجُ الشَّيَاطِيْنَ إِلاَّ بِبَعْلَ زَبُول، رئِيسِ الشَّيَاطِين». وعَلِمَ يَسُوعُ أَفْكَارَهُم فَقَالَ لَهُم: «كُلُّ مَمْلَكَةٍ تَنْقَسِمُ على نَفْسِها تَخْرَب، وكُلُّ مَدِينَةٍ أَو بَيْتٍ يَنْقَسِمُ على نَفْسِهِ لا يَثْبُت. فَإِنْ كانَ الشَّيْطَانُ يُخْرِجُ الشَّيْطَان، يَكُونُ قَدِ ٱنْقَسَمَ عَلى نَفْسِهِ، فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَمْلَكَتُهُ؟ وإِنْ كُنْتُ أَنَا بِبَعْلَ زَبُولَ أُخْرِجُ الشَّيَاطين، فَأَبْنَاؤُكُم بِمَنْ يُخْرِجُونَهُم؟ لِذلِكَ فَهُم أَنْفُسُهُم سَيَحْكُمُونَ عَلَيْكُم. أَمَّا إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطين، فَقَدْ وَافَاكُم مَلَكُوتُ الله. أَمْ كَيْفَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَ القَوِيِّ ويَنْهَبَ أَمْتِعَتَهُ، إِنْ لَمْ يَرْبُطِ القَوِيَّ أَوَّلاً، وحِينَئِذٍ يَنْهَبُ بَيْتَهُ؟ مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ. ومَنْ لا يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ يُبَدِّد. لِذلِكَ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ خَطِيئَةٍ سَتُغْفَرُ لِلنَّاس، وكُلُّ تَجْدِيف، أَمَّا التَّجْدِيفُ عَلى الرُّوحِ فَلَنْ يُغْفَر. مَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلى ٱبْنِ الإِنْسَانِ سَيُغْفَرُ لَهُ. أَمَّا مَنْ قَالَ عَلى الرُّوحِ القُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ، لا في هذَا الدَّهْر، ولا في الآتِي.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

هل يعلم كل من يعتدي على أخيه الإنسان أكان تعذيباً أو سجناً أو افقاراً أو تجويعاً أو اضطهاداً أو تنكيلاً أنه يعتدي على هيكل الله الذي هو الإنسان؟

الياس بجاني/29 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/2110/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%ac%d8%b3%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d8%b3%d8%a7%d9%86-%d9%87%d9%88-%d9%87%d9%8a%d9%83%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87/

هل يعلم كل من يعتدي على أخيه الإنسان أكان تعذيباً أو سجناً أو افقاراً أو تجويعاً أو اضطهاداً أو تنكيلاً أنه يعتدي على هيكل الله الذي هو الإنسان؟

نعم الإنسان هو ابن الله وقد خلقه على صورته ومثاله ومنحه نعمة الحياة التي هي الروح، وبالتالي من يعتدي على الابن بأي شكل من الأشكال هو حقيقة وواقعاً يعتدي الأب نفسه، أي على الله.

ونعم جسد الإنسان الذي لبسه الله المتجسد والمتأنس هو هيكل الله، وبالتالي كل من يعتدي على هذا الجسد إنما يعتدي على الله وعلى هيكله.

ونعم إن كل حاكم ظالم وكل قيم على مصير وشؤون وأمن وسلامة ومصير الغير في أي موقع كان ولا يحترم قدسية جسد الإنسان ويجله فإنما هو عن جهل أو عن قلة إيمان لا فرق يتحدى الخالق جل جلاله ويدنس هيكله ويتطاول على ابنه، لأن الإنسان هو ابن الله كائن من كان هذا الإنسان.

الكتاب المقدس في العشرات من الآيات يؤكد هذه الحقيقة الدامغة والمقدسة ويؤكد أن الإنسان هو ابن الله وأن جسده هو هيكل الله.

هذه الحقيقة غالباً ما تغيب عن فكر الحكام والمسؤولين وأصحاب الثروات والقيمين على شؤون الغير فيعتدون على أجساد من هم تحت سلطتهم بأشكال مختلفة ومتنوعة.

يقول رسول الأمم بولس في رسالته  إلى أهل (01 كورنثوس/الفصل الثالث/16/23):

“أما تعرفون أنكم هيكل الله، وأن روح الله يسكن فيكم؟ فمن هدم هيكل الله هدمه الله، لأن هيكل الله مقدس، وأنتم أنفسكم هذا الهيكل. فلا يخدع أحد منكم نفسه. من كان منكم يعتقد أنه رجل حكيم بمقاييس هذه الدنيا، فليكن أحمق ليصير في الحقيقة حكيما، لأن ما يعتبره هذا العالم حكمة هو في نظر الله حماقة. فالكتاب يقول: يمسك الله الحكماء بدهائهم. ويقول أيضا: يعرف الرب أفكار الحكماء، ويعلم أنها باطلة. فلا يفتخر أحد بالناس، لأن كل شيء لكم، أبولس كان أم أبلوس أم بطرس أم العالم أم الحياة أم الموت أم الحاضر أم المستقبل: كل شيء لكم، وأما أنتم فللمسيح، والمسيح لله.”

ولأن الله نور لا ظلام فيه على كل إنسان يخاف الله ويؤمن بكتابه المقدس وأن يعيش في النور ويعامل أخيه الإنسان بشفافية ومحبة على أسس مفاهيم الأخوة بكل ما في الكلمة من معنى.

وقد جاء في رسالة يوحنا الأولى الفصل 1/5-10: “وهذه البشرى التي سمعناها منه ونحملها إليكم هي أن الله نور لا ظلام فيه. فإذا قلنا إننا نشاركه ونحن نسلك في الظلام كنا كاذبين ولا نعمل الحق. أما إذا سرنا في النور، كما هو في النور، شارك بعضنا بعضا، ودم ابنه يسوع يطهرنا من كل خطيئة. وإذا قلنا إننا بلا خطيئة خدعنا أنفسنا وما كان الحق فينا. أما إذا اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل، يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل شر. وإذا قلنا إننا ما خطئنا، جعلناه كاذبا وما كانت كلمته فينا”.

فلنصلي من أجل كل إنسان معذب ومضطهد ومشرد وجائع ومسجون ومحروم من حريته وحقوقه ونحص في صلاتنا المسيحيين واليزيديين وغيرهم من الأقليات في العراق وسوريا الذين يعانون من بربرية وهمجية ووحشية مجموعات شيطانية مسلحة مجردة من كل هو إنساني وأخلاقي.

ملاحظة: المقالة في أعلى كانت نشر بتاريخ 20 آب/2014

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

حزب الله سرطان ينخر عظام لبنان ويجره بالقوة إلى القبر

الياس بجاني/28 أيلول/2020

حزب الله محتل إيراني ومجرم وإرهابي ومافياوي ومذهبي وكل لبناني يؤيده ويسبير خلفه ويغطيه لأي سبب هو خائن وعميل وجاحد يجب محاكمته

Hezbollah is an Iranian occupier, a criminal, a terrorist, a mafia, & a bloody sectarian armed militia. Any Lebanese who supports, covers or hails this barbarian occupier for any reason. is a traitor, an agent and an enemy against Lebanon and against every thing that is Lebanese in all levels and in all domains.

 

الدواعش وحزب الله هم وجهان لإرهاب جهادي واحد

الياس بجاني/28 أيلول/2020

داعش وكل متفرعاتها هي فرق احتياط لمحور إيران-سوريا  الشيطاني ويتم تحريكها كلما كان حزب الله في ضيقة وما جرى في الشمال خلال الأيام الثلاثة الماضية يندرج في هذا السياق

ISIS and all its branches are in reality reserve hit teams for the Iranian-Syriaian Evil axis, and they are used by this axis whenever Hezbollah is in trouble. What happened during the last three days in north Lebanon comes in this context.

 

كل مطالب بانتخابات نبيابية بظل حزب الله هو إما غبي أو متآمر

الياس بجاني/27 أيلول/2020

جعجع مريض بوهم كرسي بعبدا ويستجدي حزب الله لتبنيه ومستعد أن يحرق البلد لتحقيق وهمه المرّضي ولهذا يعادي القرار 1559 ومروكب ع باسيل. كل المطالبين بانتخابات نيابية مبكرة من مثل سامي الجميل وجعجع بظل احتلال حزب الله هم إما أغبياء وجهلة أو عملاء للحزب ومتآمرين معه

 

غاب عن ماكرون أن إيران وأذرعها الإرهابية والإجرامية وتحديداً حزب الله لا يفهمون غير لغتي القوة والردع

الياس بجاني/27 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90778/90778/

بداية لا بد من شكر الرئيس الفرنسي ماكرون على اهتمامه الكبير بلبنان وعلى سعيه الصادق ضمن إمكانيات بلاده لمد يد العون لشعبنا المقهور والمضطهد والمعذب بهدف منع الكارثة المعيشية والاقتصادية التي تهدده.

إلا أن المبادرة الفرنسية عملياً ولدت ميتة لأن ماكرون حاول إحياء وضعية أصحاب شركات الأحزاب النتنة (عون وباسيل وبري وجعجع وجنبلاط والحريري وفرنجية) الذين وعلى خلفية طرواديتهم ونرسيسيتهم وفجعهم المالي والسلطوي عقدوا الصفقة الخطيئة سنة 2016 مع حزب الله التي جاءت بعون رئيساً وأنتجت قانوناً انتخابياً مسخاً وملالوياً أعطى حزب الله رئاسة الجمهورية وأكثرية نيابية وحكومات تابعة له ولأسياده في إيران.

توقع ماكرون بأن سلة التنازلات الكبيرة التي قدمتها مبادرته لملالي إيران ولحزب الله المجرم الذي فجر مرفأ بيروت لتهجير المسيحيين وإركاعهم وتغيير ديموغرافية العاصمة بيروت سترضي الحزب والملالي في أسفل بعضها المعروف والمعلن:

* السير في هرطقة وكذبة اعتبار أن لحزب الله جناحين واحد عسكري وآخر سياسي، علماً أن الحزب نفسه يرفض هذا التوصيف.

*اجتماع ماكرون بمحمد رعد في السفارة الفرنسية وإعطاء الحزب شرعية فرنسية ونشر صورة الاجتماع مما يتعارض مع سياسية 59 دولة تضع حزب الله على قوائم الإرهاب.

*الموافقة على مطلب حزب الله بطرح مشروع تغيير النظام اللبناني الديمقراطي والتعايشي والحر بنظام ربما يرضي أجندة إيران التوسعية.

*ربط نزاع مع حزب الله بما يتعلق بسلاحه ودويلته وحروبه ونشاطه الإرهابي في كل أرجاء المعمورة وعدم التطرق لأي منها.

*عدم ذكر المبادرة للقرارات الدولية وفي مقدمها القرارين 1559 و1701…مع أن القوات الفرنسية متواجدة بقوة من ضمن قوات اليونيفل في الجنوب اللبناني المكلفة تنفيذ ال 1701.

*ترك الحرية لحزب الله بإدخال بند المقاومة في البيان الوزاري بالصياغة التي ترضيه، ودون التركيز على القرارات الدولية.

* إغفال ضرورة المداورة والتخصيص في الوزارات.

*حصر مهمة الحكومة التي ستشكل في المجالات المالية والإصلاحية فقط وتغييب السياسة عنها.

*تصويت فرنسا في مجلس الأمن ضد طلب أميركا إجراء تعديلات على القرار الدولي 1701، وبالتالي ترك حزب الله المجرم متحكماً بالجنوب ومبقياً على مخازن أسلحته وتواجده العسكري بعيداً عن صلاحيات اليونيفل.

*تصويت فرنسا ضد المشروع الأميركي في مجلس الأمن المطالب بإبقاء العقوبات التي تمنع إيران من التسلح.

ورغم أن الحريري وبطلب من ماكرون وافق باسم السنة على إعطاء وزارة المالية لشيعي رضوخاً لفجور ووقاحة واستكبار الثنائي بري وسيد أمونيوم، فإن إيران أمرت هذا الثنائي الطروادي بتعطيل تشكيل الحكومة مها حذا بمصطفى أديب على الإعتذار والانسحاب.

إن ما يجب أن يستوعبه ماكرون وغيره داخل لبنان وخارجه، هو أنه لا يمكن تحت أي ظرف أن تُحل أية مشكلة في لبنان صغيرة أو كبيرة وفي أي حقل وعلى أي مستوى طالما أن حزب الله المجرم والإرهابي والملالوي يحتل البلد ويحتفظ بسلاحه وبدويلته ومتحكم برقاب وألسنة كل المسؤولين وأصحاب شركات الأحزاب التعتير بدءً من الرئاسات الثلاثة وبالنازل.

وبما أن حزب الله يخطف لبنان ويأخذه رهينة بقوة السلاح والإجرام والاغتيالات فقد تعطلت إمكانيات اللبنانيين لدرجة كبيرة في القدرة الذاتية على تحرير البلد وفك أسره بغير تنفيذ القرارات الدولية كافة وهي اتفاقية الهدنة مع إسرائيل، وال 1680 وال 1559 وال 1701 وإلا فالج لا تعالج.

في الخلاصة، فإنه على ماكرون وعلى كل قادة الدول العربية والغربية أن يعرفوا جيداً بأن ملالي إيران وأذرعتهم الإرهابية  والمذهبية، وفي مقدمها حزب الله، لا يستجيبون ولا يرضخون لغير لغة القوة والردع، وبالتالي فإن كل تنازل لهم يرونه ضعفاً واستسلاماً ويزيدهم جنوناً وأوهام عظمة وهلوسات.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

الشياطين وشرورههم مصيرهم دائماً الهزيمة

الياس بجاني/26 أيلول/2020

فجور ووقاحة واستكبار وإجرام بري وسيد امونيوم وكل ابواقهما والصنوج من معممين وسياسيين هي أعراض ضعف وخوف وجنون .السقوط لم يعد بعيداً

The immorality, arrogance, criminality of Berri, the ammonium master, and all their political and religious trumpets and cymbals are symptoms of weakness, fear and madness. The fall is imminent

 

المخرج يوسف الخوري غاص في التاريخ والوقائع والأحداث وشهد للحق وللحقيقة ولم يتطاول أو يهين أحد

الياس بجاني/25 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90718/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%ba%d8%a7%d8%b5-%d9%81%d9%8a-%d8%a7/

في الخلاصة، فإن الخوري، ونحن ننشر على موقعنا كل ما يكتبه هو انسان فنان ومثقف وخلوق ومؤدب وعلمي وموضوي إلى أقصى الحدود، كما أنه وبنفس الوقت لبناني عنيد في دفاعه عن الحق وسيادي وحر ويعشق لبنان وكل ما هو لبناني قولاً وأفعالاً .

يبقى، أن الخوري يتميز عن كثر من الكتاب الصحافيين بأنه مطلع بعمق على تاريخ لبنان وعلى كل الأحداث التي شهدها حاضراً وماضياً، وبالتالي فإن كل كتاباته تتصف بالموضوعية وتندرج تحت خانة الدراسات والأبحاث والتوثيق.

لكل من اخافتهم جرأة وصراحة ووطنية وعمق اطلاح الخوري على التاريخ وخفاياه، نقول لهم تعلموا منه وناقشوه وحاوروه بالمنطق والحجج والوثائق بدلاً من أن تخونه وتشتموه وتتهموه بما هو فيكم.

وألف تحية اغترابية ليوسف الخوري الذي نرى فيه وبأمثاله خمائر وطنية وإيمانية ورجائية سوف بإذن الله تخمر كل عجين وطننا الحبيب والجريح والمقهور والمحتل

****
لفتني عدد الردود التي وصلتني تعليقاً على مقالة المخرج يوسف الخوري التي نشرتها على موقعي أول أمس وجاءت تحت عنوان: “حجمكم “شخطة” قلم رصاص بيد بطريرك ماروني”.

معظم ما وصلني وما نشر على عشرات المواقع من فايس بوك وانستغرام وتويتر ومواقع الكترونية كان موضوعياً، إلا أن الكثير منها أيضاً كان عبارة عن شتائم صيغت بلغة شوارعية ولم تتناول ما جاء في المحتوى العلمي والتاريخي للمقالة، “الوثيقة التاريخية”  لا من قريب ولا من بعيد وبالتالي لا تستحق غير الشفقة على أصحابها المغربين عن العلم والمنطق والتاريخ وقبول الرأي الآخر.

وإذا كان الخوري قاسيًا في مقالته تجاه بعض أبناء الطائفة الشيعة الكريمة، فإن الردود عليه خرجت عن الأدبيات لتتناوله شخصيًّا بالشتائم والنعوت البذيئة.

تناولتُ هذه الردود واحدة واحدة، مقالات فضفاضة؛ بوستات مختصرة على صفحات بعض الروّاد؛ وردود مباشرة على صفحة الخوري، وعلى بريدي الألكتروني ومواقعي على صفحات التواصل الإجتماعي كافة؛ فتبيّن لي أنّها ممنهجة وجميعها من خارج السياق ويديرها على يبدو مايسترو واحد! ما يدل على أنّها ممنهجة وتجري بإدارة المايسترو نفسه، وهي ركّزت على النقاط نفسها:

إتّهام يوسف ي. الخوري بأنه وعنصري وطائفي حاقد على الطائفة الشيعيّة ككل.

التركيز على أنّ الخوري هو مُزوّر للتاريخ، وعلى أنّ المؤرخين الذين استند إليهم كمصادر لمعلوماته، هم مشوِّهون للتاريخ وليس عندهم مصداقية.

مهاجمة الخوري بالشتائم والكلام النابي.

أمّا ما جعلني أقول بأِنّ الكثير من الردود جاءت من خارج السياق، هو أنّ أيًّا منها لم يُناقش صحّة المعلومات الواردة في المقالة بالشكل العلمي المعلّل.

أما بالنسبة للتعميم، فقد كان الخوري واضحًا في مطلع مقالته بأنّه يتوجّه إلى شريحتين من الشيعة وليس إلى الطائفة الشيعيّة، وهاتان الشريحتان هما: من جهة، “هؤلاء الذين يضربون على صدورهم وهم يصيحون: تيعا تيعا”، ويقصد بهم الشيعة الذين يُهاجمون ثوار 17 تشرين وهم يصيحون “شيعة شيعة”.

ومن جهة ثانية، هؤلاء “الذين يستقوون بالسلاح” ويقصد بهم ميليشيات حزب الله.

في بحر المقالة وصف الخوري هاتين الشريحتين بـ “شيعة الفقيه” وميّزهما عن الشيعة اللبنانيين.

وأكثر ما لفتني في هذا المكان، هو أنّ الخوري نُعت بالطائفي، بينما هو لم يتطرق إلى المعتقد الشيعي بكلمة واحدة، لا بل في السياسة هاجم الموارنة كما هاجم الشريحتين الشيعيّتين المشار إليهما أعلاه.

بالنسبة لإتّهام الخوري بتزوير التاريخ، فهذا افتراء أكيد، إذ لم أقرأ أيّ ردّ له علاقة بالحقائق التاريخيّة التي أوردها الخوري في مقالته، فالمنهجيّة العلميّة تقضي بأقلّ تعديل، إبراز الوثائق التي تنفي صحّة خبر ما وتناقضه، وهذا الأمر لم يحصل ولو لمرة واحدة في الردود “الشتائمية والغاضبة والإتهامية” التي تابعتها، وهي بالمئات على صفحة الخوري ومن خلال بريدي الألكتروني وعلى مختلف صفحات مواقع التواصل .

في المقابل، إصرارُ معظم الردود على أنّ المؤرخين زوّروا الحقائق حول الطائفة الشيعيّة، وعلى أنّ الموارنة ليسوا هم مَن صنع لبنان، لهو أمرٌ يدعو إلى الخوف والتساؤل عمّا إذا كان “شيعة الفقيه” يسعون إلى طمس الحقائق اللبنانيّة، بغية أخذ لبنان إلى صيغة جديدة مختلفة لا علاقة لها بما سبقها.

لا أستبعد أن يكون “شيعة الفقيه” فعلًا هم بصدد جرّ البلاد وعبادها إلى جمهوريّة إسلاميّة كما ألمح الخوري في المقطع الأخير من مقالته.

أمّا عن الشتائم التي وُجهت بأحقر تعابيرها إلى الخوري، فهي إن تدل على شيء، فتدلّ على ضعف حجّج وقلّة معرفة مطلقيها، خصوصًا أنّ معلومة واحدة مما كتبه الخوري لم يجرِ نقضها أو حتى محاولة مناقشتها.

ماذا كان على الخوري أن يفعل لكي لا يُغضب “شيعة الفقيه”؟ أكان عليه أن يستبدل كلمة بطريرك في عنوان مقالته بكلمة فلاح ليُصبح العنوان: حجمكم “شخطة” قلم رصاص بيد فلاح ماروني!!!؟

وما لفتني ولفت كثر غيري من الناشطين الإغترابيين هو رحابة صدر الخوري، وتقبله للرأي الآخر حتى لو كان هذا الرأي شتائم واهانات واتهامات باطلة. فهو لم يمحي كما لاحظنا ولا شتيمة واحدة من على صفحته، لا بل على العكس حاول الرد على كل من شتمه بأدب وإحترام وشرح لما كتبه.

في الخلاصة، فإن الخوري، ونحن ننشر على موقعنا كل ما يكتبه هو انسان فنان ومثقف وخلوق ومؤدب وعلمي وموضوي إلى أقصى الحدود، كما أنه وبنفس الوقت لبناني عنيد في دفاعه عن الحق وسيادي وحر ويعشق لبنان وكل ما هو لبناني قولاً وأفعالاً .

يبقى، أن الخوري يتميز عن كثر من الكتاب الصحافيين بأنه مطلع بعمق على تاريخ لبنان وعلى كل الأحداث التي شهدها حاضراً وماضياً، وبالتالي فإن كل كتاباته تتصف بالموضوعية وتندرج تحت خانة الدراسات والأبحاث والتوثيق.

لكل من اخافتهم جرأة وصراحة ووطنية وعمق اطلاح الخوري على التاريخ وخفاياه، نقول لهم تعلموا منه وناقشوه وحاوروه بالمنطق والحجج والوثائق بدلاً من أن تخونه وتشتموه وتتهموه بما هو فيكم.

وألف تحية اغترابية ليوسف الخوري الذي نرى فيه وبأمثاله خمائر وطنية وإيمانية ورجائية سوف بإذن الله تخمر كل عجين وطننا الحبيب والجريح والمقهور والمحتل.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

القرار الأممي 1559 بشأن لبنان مثل تاريخي على ضرورة وحدة الموقف تجاه معظم الأزمات في الشرق الأوسط

د.وليد فارس/فايسبوك/30 أيلول/2020

في ربيع 2004، كنت مستشاراً لوفد من الجاليات اللبنانية في العالم كان يزور نيويورك ليطالب بقرار دولي يدعو النظام في دمشق بسحب قواته من لبنان بعد احتلال مباشر لمدة 15 عاماً. واصطدم الوفد بالمجابهة الدولية بين إدارة الرئيس الأميركي حينها جورج بوش ونظيره الفرنسي جاك شيراك، وكانا قد اختلفا بعمق حول الغزو الأميركي للعراق. وكانت المصالح الاقتصادية الفرنسية والألمانية في بغداد قد منعت باريس وبرلين من الانضمام إلى واشنطن ولندن ومدريد في حملتهم لإسقاط صدام حسين. وعندما اجتمع الوفد الاغترابي مع الإدارة الإميركية فهمنا أنه لا يمكن الوصول إلى قرار في مجلس الأمن من دون موافقة باريس. فاقترحتُ أن نجتمع بالفرنسيين ونسعى لتوافق على لبنان. وهكذا حصل، والتفاصيل في المذكرات. عندها وحّد بوش وشيراك موقفهما في موضوع لبنان، وكانت النتجة إصدار القرار 1559 وبعد ذلك إخراج القوات السورية من لبنان عام 2005. هذا مثل تاريخي على ضرورة وحدة الموقف الأميركي - الفرنسي ليس فقط تجاه لبنان بل تجاه معظم الأزمات الشرق أوسطية.

 

نتنياهو: حزب الله يملك "مصنع أسلحة سريا" قرب مطار بيروت

اندبندنت عربية ووكالات /الثلاثاء 29 أيلول 2020

كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن "حزب الله" اللبناني يخزن أسلحة بجوار شركة غاز في حي سكني في العاصمة بيروت، وحث المواطنين على "التحرك الآن" والاحتجاج على هذا المستودع.وفي كلمة مسجلة مسبقاً عبر الفيديو بسبب فيروس كورونا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حذّر نتنياهو من أن مستودع الأسلحة في حي الجناح هو "المكان الذي يمكن أن يحدث فيه الانفجار التالي"، في أعقاب الذي وقع في الرابع من أغسطس (آب) في مرفأ بيروت، وأدى إلى سقوط 200 قتيل.

مصنع أسلحة سري

وفي خطاب ألقاه من القدس الغربية، وبث أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك مساء، عرض نتانياهو خريطة لـ "مصنع أسلحة سري" في الضاحية الجنوبية لبيروت، قرب مطار العاصمة اللبنانية على حد قوله، لافتًا إلى أن هذا المكان يقع على بعد 50 متراً من محطة وقود وشركة غاز.

وقال وهو يشير إلى الخريطة، "أريد أن أظهر لكم مدخل مصنع الصواريخ التابع لحزب الله".

كيف يحشد "حزب الله" بيئته المتململة؟

وبات لبنان على شفا الانهيار بسبب أزمة مالية خانقة وفراغ سياسي أعقب استقالة الحكومة المؤقتة على وقع الانفجار الأخير، والذي أنحت السلطات باللوم فيه على نيترات الأمونيوم شديدة الانفجار التي تم تخزينها لسنوات في ظروف سيئة.

وأضاف نتنياهو، "أقول لسكان الجناح إن عليكم أن تتحركوا الآن. عليكم أن تحتجوا على ذلك، لأنه إذا انفجر هذا الشيء فستكون تلك مأساة أخرى"، وزاد، "أقول لشعب لبنان إن إسرائيل لا تريد لكم أي ضرر، لكن إيران تريد".

صواريخ دقيقة

وتابع، "إيران وحزب الله يعرضانكم أنتم وعائلاتكم لخطر جسيم، وما يتعين عليكم أن توضحوه هو أن ما يفعلونه غير مقبول. يجب أن تقولوا لهم اهدموا هذه المستودعات". وطالب المجتمع الدولي بأن يصر على أن "يكف حزب الله عن استخدام لبنان ومواطنيه كدروع بشرية".

وتتهم إسرائيل "حزب الله" حليف إيران، منذ عامين بتحويل الصواريخ إلى صواريخ دقيقة في منشآت مختلفة في أنحاء عدة من لبنان. وفي كلمة متلفزة للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، مساء الثلاثاء 29 سبتمبر (أيلول)، أعاد التأكيد على شروطه المسبقة في ما يتعلق بتشكيل الحكومة، مكرراً التمسك بوزارة المالية. وقال إن "حزب الله يجب أن يشارك في الحكومة لحماية ظهر المقاومة كي لا تتكرر حكومة 5 أيار 2008، التي اتخذت قراراً خطيراً كان سيؤدي إلى مواجهة بين الجيش والمقاومة"، على حد قوله. وشن هجوما على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤكدا أن جماعته لا توافق على أي حكومة أو أن يتصرف الرئيس الفرنسي مثل حاكم البلاد.

 

نتنياهو يحذر من حدوث انفجار آخر في بيروت

وكالات/29 أيلول/2020

قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: “قد يحدث انفجار آخر في بيروت بسبب مستودعات الأسلحة السرية لحزب الله” وطالب نتنياهو الشعب اللبناني أن يتحرك حفاظاً على أمنه. واتهم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حزب الله بتخزين أسلحة في مناطق سكنية. وأكّد نتنياهو أنّ انتهاكات إيران مستمرة وسيكون لديها ما يكفي من اليورانيوم في الشهرين المقبلين لإنتاج قنبلة نووية، معتبرًا أنّ رفع العقوبات عن إيران سيفتح أمام طهران الأبواب للحصول على المزيد من الأسلحة.

 

كارلوس غصن يُحدِّد مشكلة لبنان

المصدر: سبوتنيك/الثلاثاء 29 أيلول 2020

قال كارلوس غصن، الرئيس السابق لمجمع "رينو- نيسان"، إن مشكلة لبنان الحقيقية، هي الإفتقار إلى الثقة لا إلى الأصول. جاءت تصريحات كارلوس غصن في مؤتمر صحفي في بيروت، لتدشين برنامج للتدريب الإداري في جامعة لبنانية. وقال غصن: "إن التحدي الاقتصادي للبنان هو استعادة الثقة وليس الافتقار إلى الأصول المالية". وتابع كارلوس غصن، "على الورق فإن الأصول موجودة". وأكمل غصن بقوله، "التحدي الذي يُواجه البلد (لبنان)، الذي يعاني من أزمة اقتصادية تشلّ قطاعه المصرفي هو استعادة الثقة".

 

السيناتور الأميركيّة جاين شاهين: لإعفاء لبنان من “قانون قيصر”

مواقع ألكترونية/الثلاثاء 29 أيلول 2020

طلبت عضو “لجنة الشؤون الخارجيّة” السيناتور الأميركيّة عن ولاية “نيو هامبشاير” جاين شاهين بمنح لبنان إعفاء من تداعيات “قانون قيصر” وعقوباته. وقدّمت جاين، في سابقة من نوعها، نصاً إلى مجلس الشيوخ الأميركي يطالب الإدارة الأميركيّة بمنح لبنان إعفاء من تداعيات “قانون قيصر”، ووقّع الطلب مع شاهين كل من السيناتورين كريستوفر ميرفي وتيم كاين. وطالب النص وزارة الخارجيّة الأميركيّة بتقديم إعفاء في مسائل استجرار الكهرباء من سوريا، وأكّد أنّه من أجل التخفيف من أزمة الطاقة في البلاد، فإنّ إعادة بناء شبكة الطاقة أولوية قصوى تتطلب تعاوناً إقليمياً، وحثّ الخارجيّة الأميركيّة على تقديم مساعدة أميركية عاجلة في هذا الشأن. وأشار النص إلى أنّ الإدارة الأميركيّة كانت منحت العراق إعفاء مماثلاً تجاه إيران رغم العقوبات المفروضة على طهران وذلك ضمن آليّة محدّدة، وشدّد على تطبيق آليّة شبيهة في لبنان تتيح له شراء الكهرباء من سوريا خلال فترة إعادة الإعمار.

وكان السفير اللبناني في واشنطن غابرييل عيسى قد طرح فكرة الإعفاءات، وقدّم طلباً رسمياً بذلك لكل من وزارة الخارجيّة والخزانة الأميركية ولـ”أوفاك”. وسعى بالتعاون مع المحامية اللبنانيّة الأميركيّة سيلين عطالله لمناصرة الطلب. وقد تواصلت عطالله، من جهتها، مع مسؤولين بارزين في الخارجيّة الأميركيّة، بالإضافة إلى من عمل على نص قانون قيصر، لهذا الغرض. وتوازياً، عملت المحامية عطالله مع السيناتور جاين شاهين على مسألة الإعفاءات نظراً إلى موقف الإدارة الأميركيّة المتشدّد تجاه لبنان في الآونة الأخيرة. وتجدر الإشارة إلى أنّ السيناتور جاين شاهين، المتأهّلة من المحامي اللبناني الأميركي بيل شاهين، تعتبر صوتاً داعماً باستمرار للبنان في الكونغرس ولاسيّما للقوى المسلّحة اللبنانيّة والجيش اللبناني وقدّمت في الآونة الأخيرة قراراً يشدّد على وجوب استمرار الإدارة الأميركيّة في تقديم الإغاثة للشعب اللبناني بعد انفجار 4 آب.

 

عون يسعى لعدم تسمية “شخص يفشل في عملية التشكيل”

إم تي في اللبنانية/29 أيلول/2020

علمت الـ”mtv” ان رئيس الجمهورية ميشال عون يجري اتصالات ويسعى لعدم تكرار التجربة السابقة، أي تسمية “شخص يفشل في عملية تشكيل الحكومة.” وقالت مصادر مطلعة إنّ “عون سيتشاور مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي تحديداً، ليُبنى على الشيء مقتضاه”.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 29/9/2020

وطنية/الثلاثاء 29 أيلول 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

بعد ساعة من الآن يطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ليتناول كل التطورات السياسية والاقتصادية والمعيشية كما الامنية وفي لب إطلالته مسار تأليف الحكومة والرد على ما ورد في كلام صاحب المبادرة الفرنسية المستمرة الرئيس ايمانويل ماكرون الذي وبخ الافرقاء السياسيين اللبناني جميعا" وحمل الثنائي ألشيعي بعض الثقل الإضافي في مسار تعثر التأليف الحكومي...

كلام السيد نصرالله في التطورات المحلية وكذلك الخارجية يرتقب أن يؤدي الى تحريك جمود الساحة المحلية- حيث الآن لا اتصالات ولا مشاورات حيال الملف الحكومي ولا استشارات نيابية ملزمة قريبا" والأجواء الملبدة الموصولة "بقوس قزح الألوان الساخنة" من الشرق الأدنى وليبيا إلى الخليج فالقوقاز أزربيجان-أرمينيا هذه الاجواء توحي بأن لا حكومة لبنانية قريبا"...

وفيما القوى السياسية لا تزال منذ مساء الأحد تحت صدمة الخطاب الماكروني الشديد ومع ترقب رد السيد حسن نصرالله هذا المساء استغربت حركة امل اتهامات الرئيس الفرنسي, وما كاله من مسؤوليات خصوصا "للثنائي الوطني" بحسب مصطلح الحركة واصفة" كلامه بالسقطة السياسية ولا يساعد على إنجاح المبادرة التي نحرص على ان تستمر...

على المستوى التشريعي كتلة المستقبل ترفض مشروع العفو بصيغته الحالية.. كتلة الجمهورية القوية تقاطع الجلسة العامة في البرلمان غدا" مستغربة" الذهاب الى عقد جلسة بينما الأمور في البلاد باتت في الدرك...

في أي حال في ظل التعثر في الملف الحكومي تتخبط البلاد في ازماتها المفتوحة : جنون في الاسعار تحليق للدولار وفقدان سلع وادوية ومحروقات واندلاع النار في اعصاب الناس والأخطر, الهواجس والتوجسات الامنية وفي هذا الاطار حادث أمني سجل ليل الاثنين-الثلاثاء في "حصرايل" قضاء جبيل حيث اشتبه عناصر شرطة البلدية بسيارة من نوع "تاكوما" سوداء من دون لوحات فيها ثلاثة أشخاص دخلت إلى البلدة وعندما حاول شباب البلدية الإقتراب منها للتأكد من هوياتهم أقدموا على إطلاق النار باتجاه الشبان الذين ردوا بالمثل ثم فر هؤلاء بسيارتهم المشبوهة إلى"جدايل" ثم "شيخان" وبعدها إلى جهة مجهولة... لكن لم تمض ساعات معدودة حتى تمكنت قوى الامن من القبض عليهم وتوقيفهم وتبين بعد التحقيقات أن الهدف كان دافعه السرقة(عصابة سرقة) وليس الإرهاب فانفرجت الأنفاس بعدما كانت قد حبست تخوفا" من نموذج كفتون...

قبل الدخول في التفاصيل المحلية

أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح صديق لبنان في ذمة الله عن عمر ناهز الواحد والتسعين عاما....

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون nbn"

هو للانسانية أمير....

للعرب حكيم....

للدبلوماسية عميد.

ولفلسطين ولبنان والقضايا العربية نصير.

أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في ذمة الله.

"هذولا عيالك" على إمتداد الأمتين العربية والإسلامية أصبحوا أيتاما من بعد رحيلك يصبرهم ما تركته من إرث عظيم في لم الشمل وبلسمة الجراح والجمع على كلمة سواء.

لبنان لن ينسى وقفته إلى جانب شعبه في الظروف الصعبة والجنوب لن ينسى إنتسابه إلى اليد الكويتية البيضاء التي استجابت لنداء الجنوبيين عند كل وجع إنماء وماء... حجرا وبشرا.

الرؤساء الثلاثة نعوا الراحل الكبير وبإسم المجلس النيابي والشعب اللبناني تقدم رئيس مجلس النواب نبيه بري بالتعازي من ولي عهده ومن الشعب الكويتي مشيرا إلى أن لبنان برحيله سيفتقد كما الكويت والعالمين العربي والإسلامي والإنسانية جمعاء صوتا ما نطق إلا بالحق.

هذا وأعلن لبنان الحداد العام لثلاثة أيام وتنكيس الأعلام وتعديل برامج الإذاعة والتلفزيون بما يتوافق مع حالة الحداد.

في السياسة من سيحرك المياه السياسية الراكدة وكيف سيكون المشهد بعد مواقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عالية السقف هل سيحدث خرق ما لإنقاذ المبادرة الفرنسية من السقوط ام ان القوى نفسها التي عطلت عملية تشكيل الحكومة ستستمر بنهج التعطيل عينه وبالتالي اقفال الابواب امام اي تسوية لتشكيل حكومة جديدة قادرة على ادارة الازمة المستفحلة.

من المبكر حسم مسار الاتجاهات سلبا ام ايجابا لكن كلام ماكرون الاخير ترك تداعيات خطيرة على المستوى اللبناني في ظل الانقسام والتوتر السياسي الحاد وكأن ماكرون زاد في مواقفه من صب الزيت على النار بدلا من فتح ثغرة في الجدار المسدود.

في اول تعليق على التطورات الاخيرة وكلام الرئيس الفرنسي اعلنت حركة امل في بيان لمكتبها السياسي عن سلسلة مواقف هامة جدا اكدت فيها دعمها وتبنيها للمبادرة الفرنسية المتضمنة خطوات وافكار اصلاحية ضرورية لإنقاذ لبنان، لكن بيان المكتب السياسي افرد حيزا هاما في بيانه للرد على الاتهامات التي ساقها الرئيس ماكرون بحق حركة امل والرئيس نبيه بري واعتبرت الحركة ان هذا الكلام سقطة سياسية لمطلقه لا تساعد على انجاح المبادرة التي تحرص الحركة على ان تستمر.

هذا وسيكون لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الليلة كلمة يتناول فيها الكلام الخطير للرئيس الفرنسي وموقف حزب الله من التطورات والتداعيات التي رافقت اعتذار مصطفى اديب عن تشكيل الحكومة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يرد عند الثامنة والنصف من هذا المساء على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، ووفق مضمون الرد يعرف ما إذا كانت المبادرة الفرنسية قد سقطت ...

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلقي كلمة بلاده في الأمم المتحدة ، وقد توقعت جهات إعلامية اسرائيلية أنه سيكشف عن توزيع اسلحة حزب الله في لبنان . وهذا ما حصل فعلا إذ إن نتنياهو تحدث عن اماكن في بيروت يخزن فيها حزب الله أسلحته .

لكن لبنان منهمك في قضايا أخرى في طليعتها كورونا ، فبعد تمادي التفشي حيث بلغت الإصابات اليوم 1105 إصابات ، توصلت الحكومة إلى إجراء لتقسيم المناطق بحسب درجة الإصابة ، والتقسيم سيكون وفق الألوان : الابيض والأخضر والأصفر والأحمر ، وسيكون شرح واف ل " فيديرالية كورونا " في سياق النشرة

أما ما يقض مضاجع اللبنانيين فهو التخوف من انقطاع المواد الحيوية ، ومع ذلك التهريب شغالٌ والإحتيال ناشط :

هذه دولة ستكافح الفساد ؟ لا تصدقوا

هذه دولة ستكافح التهريب ؟ لا تصدقوا ؟

بعد قليل ، في سياق النشرة ، سنشاهد معا ما لم تشاهده الدولة : صهاريج تهرب من لبنان الى سوريا ، فيما اللبناني " المعتر " ينتظر في صفوف طويلة عله يحظى بغالون بنزين ، من المسؤول؟ الجميع يلقي المسؤولية على الجميع ! أتذكرون جولات العراضات على الحدود ؟ وأن كل ما في الأمر تهريب غالون لا أكثر ؟ كبر الغالون فأصبح صهريجا ، وكانت الفضيحة بحجم غالون فأصبحت بحجم صهريج ... روحوا انضبوا ...

تهريب المحروقات يوازيه احتيال في بيع الدجاج ، " النصب فنون " في لبنان ، فالتجار يفهمون الدعم على ذوقهم : صدر الدجاج مدعوم، فيحولونه إلى " طاووق " وهو غير مدعوم ليستفيدوا من الدعم ، وهكذا صدر الدجاج " مقطوع " فيما الطاووق متوافر ...

وهكذا يثبت أن دعم المحروقات يستفيد منه المهربون ، ودعم بعض السلع الغذائية يستفيد منه التجار .... ومرحبا دولة.

لكن البداية من خبر وفاة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، صديق لبنان ، الراحل عمل على مواكبة الأزمة اللبنانية وسعى إلى معالجتها ، ومن ابرز الأدوار التي لعبها في هذا المجال ترؤسه ، حين كان وزيرا لخارجية بلاده اللجنة السداسية العربية إبان حرب التحرير، وكانت له جهود جبارة سواء في تونس أو في بلاده ، وحاز احترام الجميع على رغم العلاقات العربية المعقدة ولاسيما بين سوريا والعراق وأدوارهما في لبنان آنذاك ، مساعي هذه اللجنة انتهت في تموز من العام 1989 واسست لقيام اللجنة الثلاثية العربية العليا التي اوصلت إلى الطائف .

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

أطفئت كل المحركات السياسية في لبنان، وساد الركود بعد طول صخب ومبادرة فرنسية لم تنتج حكومة، وانما كشفت عدم حكمة ودراية حالت دون ايصالها الى بر الامان.

وبعيدا عن تقييم النوايا، فان من يريد ان ينال احترام كل اللبنانين عليه ان يحسن مخاطبتهم، وأن لا يعمم او يعمق في الاستهداف ، لكي لا يؤدي بموقف انفعالي او مقصود الى مزيد من الازمات بدل المساهمة بحلها.

اذا، على حالها تبقى الامور، وكل الانظار ومعها ساعة انتظار تشخص الى موعد اطلالة فيصل الكلام، الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، ليطل ببيانه وبنانه – عند الثامنة والنصف عبر شاشة المنار، واضعا النقاط على الحروف، وشارحا ما لا يحتمل بعده التأويل ولا التحوير.

وحول خطاب الرئيس الفرنسي اميانويل ماكرون الذي ساوى المسهلين بالمعطلين، وعمم الاتهام لجهة الاستفادة من قبض الاموال، كان بيانٌ للمكتب السياسي لحركة أمل الذي اعتبر كلامه سقطة سياسية لمطلقه لا تساعد على إنجاح المبادرة الفرنسية التي تحرص الحركة على أن تستمر.

اتهامٌ قال فيه رئيس التيار الوطني الحر انه ” ما بيقطع” مع تجديد حرصه على استمرار المبادرة الفرنسية ونجاحها.

وبعد نجاح بادارة دولة رفعها عن وحول بعض الحكام العرب، وتميز بادارة داخلية وخارجية للكويت واهلها، رحل الشيخ صباح الاحمد الصباح امير دولة الكويت الشقيقة، رحل عن عمر ناهز الواحد والتسعين عاما قضى عقودا كثيرة منها في الشأن العام حتى تولى القيادة عام الفين وستة. فخسرته الكويت قائدا والعالم العربي حكيما في زمن عربي ندر فيه الحكماء، وخسره لبنان صديقا صدوقا لم يتخل عن نصرته في شتى المواقف والاحداث.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

على جبهة الانتخابات الاميركية، ساعات قليلة وتبدأ المناظرة الأولى بين المرشحين دونالد ترامب وجو بايدن، في وقت تتقارب الارقام اكثر فأكثر مع كل يوم يمضي حتى الثالث من تشرين الثاني المقبل.

على جبهة أرمينيا-آذربيجان، القتال مستمر والتهديدات التركية ترتفع وتيرتها، في صراع بات يستقطب أنظار العالم.

أما على جبهة لبنان، فهدوء حذر على المحور الحكومي في انتظار كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، التي سبقها موقفان لافتان لكل من رئيس التيار الوطني الحر وحركة أمل من الكلام الاخير للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.

وفي الموازاة، سجل تقدم لافت على محور قانون العفو لمصلحة رافضيه، الذين تصدرهم تكتل لبنان القوي، قبل أن تعلن كتلة الجمهورية القوية مقاطعة الجلسة، وكتلة المستقبل عدم السير بالصيغة المطروحة، لأنها لا تلحظ تخفيض العقوبات لموقوفي أحداث عبرا.

لكن، بعيدا من كل ما سبق، فقد لبنان اليوم صديقا كبيرا، هو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الجابر الاحمد الصباح، الذي فارق الحياة عن عمر ناهز الواحد والتسعين عاما.

وقد نعاه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي عرفه منذ كان وزيرا لخارجية الكويت ومحور اللجنة السداسية العربية التي حاولت انقاذ لبنان في نهاية الثمانينيات، وصولا إلى وقوفه حتى ايامه الاخيرة الى جانب لبنان في محنته. وقد اعتبر الرئيس عون ان الراحل كان شقيقا كبيرا، ومثالا للمروءة والاعتدال والحكمة، وغيابه سيشكل خسارة كبرى، مذكرا بأنه وقف الى جانب اللبنانيين في الظروف الصعبة التي مروا بها واعاد اعمار الكثير من المدن والقرى اللبنانية، واطلق مشاريع انمائية وعمرانية كثيرة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

رياح كويتية حزينة تطايرت فيها برقيات التعزية من العالم العربي إلى الدولي بوفاة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الرجل الذي كان يقيم على حدود متوترة مانعا هذا التوتر من الإقامة في بلاده، شيخ الدبلوماسيين العرب نظم علاقات التوازن الإقليمي.. فكان يتعامل مع إيران بحسن الجيرة وعلى رغم الجرح الذي سببه الغزو العراقي للكويت، فقد مد خيوط الجيرة إليه بعد سقوط صدام، دخل وسيطا في الازمة الخليجية بين قطر والإمارات والسعودية والبحرين.. ناصر القضية الفلسطينية ومات ولم يطبع.. استضاف مفاوضات لردم الهوة بين أهل اليمن لم يتخل عن السودانيين في محنتهم..

لم يقطع مع الدولة السورية وكان الوحيد الذي رفض إرسال قوات للقتال في ميادينها له في كل بلد مأثرة خيرة.. إلا أن كل الخير كان للبنان صديقه ومسقط رأسه الصيفي وكان الوسيط الاساسي في مفاوضات اللجنة الثلاثية التي مهدت لاتفاقية الطائف هنا.. تذكره الجسور والمنتديات والجامعات والقرى المنبعثة من بين ركام الحروب رافع للانقاض السياسية والعمرانية في آن.. رحل بسجل خال من أي تأليب وتشدد وتغليب فريق على آخر وكما توسط نزاعات الدول فإنه اعتدل ضمن الطوائف وبين ناسه بدوا وحضرا.. وعلامة اعتداله كانت في دخوله مسجد وحسينية الإمام الصادق في الكويت لدى تفجيرها إرهابيا عام ألفين وخمسة عشر قائلا للراحلين والأحياء: هؤلاء أولادي أبقى كويته لؤلوة في الخليج وأبعدها عن مراكز التوتر وفتح اقتصادها أمام التجارة العالمية الجديدة ومشروع الحرير لأنه آمن بموارد بديلة تتخطى النفط لضمان مستقبل الأجيال وإلى كل هذا جعل الكويت تتنفس حريات وديمقراطيات غابت عن الساحة الخليجية من مثله يبكى عليه.. ومن لديه مثلنا يبكى علينا حيث يتنازع زعماؤنا الحكم والقرار والاستئثار بالسلطة ويحتجزون الدستور والاستشارات ويعطلون المبادرات.. يخربونها ويجلسون على تلها قبل أن يتمسكوا جميعا بالمبادرة الفرنسية واخر المتمسكين حركة أمل التي رفضت اتهامات ماكرون وعدته مجافيا للحقيقة.. مصوبة على من صادر عملية التأليف من الرئيس المكلف ووضع شروطا وقواعد تتعلق بالمداورة وتوزيع الحقائب والتسميات لمصالحه، متجاوزا حقيقة المبادرة الفرنسية ومن وحي بيان أمل ومقدمة قناة المنار يوم أمس التي وجهت رسالة "إلزم حدودك" يعرف طالع خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله هذه الليلة لن يتخلى نصرالله عن المبادرة الفرنسية، لكن الوضع سوف يبقى على ما هو عليه رئيس الجمهورية يحتجز الاستشارات مرة ثانية..

رئيس مجلس النواب نبيه بري يحتفظ ببند التعطيل ولن يكون متاحا سوى إعادة تعويم حكومة حسان دياب في انتظار أن يقضي الله أمرا كان مفعولا وهذا الامر له اسم وتاريخ ويقع بين تشرينين حيث الانتخابات الفاصلة ترامب عن بايدن التي يفضل الايراني تخصيب ورقتها في الصندوقة الاميركية وليس على عتبات الاليزيه ولن تكون طهران في عجلة من امرها اليوم لبيع الاتفاق اللبناني في الاسواق الفرنسية لكونها تتطلع الى الاصيل لا الى وكيل عاندته اميركا نفسها وعطلت مفاعله السياسي وبين الجمر الدولي لا يلوي لبنان على مجرد اتفاق تشريعي يتعلق بالعفو العام.. وغدا تتقاتل العشائر النيابية تحت قبة الاونيسكو وقد بدأت طلائع المعركة القتالية من الليلة حيث قاطعت القوات الجلسة.. فيما أعلنت كتلة التيار أن قانون العفو غير مغطى ميثاقيا.. واشترطت المستقبل بند خفض العقوبات

وتبعا لمعارك الغد وموادها الاربعين من العفو العام والدولار الطالبي الذي لن يصرف في المصارف فإن نواب لبنان يستعدون لجلسة عنوانها " ناغورني كاراباخ " نيابية .. والخاسر فيها السجناء والطلاب على حد سواء .

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

لم يستفق لبنان بعد ويبدو أنه لن يفعل في القريب العاجل، من صفعتي استقالة مصطفى أديب والبهدلة العنيفة التي وجهها الرئيس الفرنسي للطبقة السياسية . لن يستفيق، لأن المؤسسات المعطلة والطقوس الدستورية المستباحة منعتا رئيس الجمهورية من الدعوة إلى الإستشارت الملزمة لاختيار رئيس مكلف جديد

قد تولدت لديه قناعة مستهجنة تقول بضرورة الإتفاق على الرئيس العتيد وتشكيل الحكومة قبل الإستشارات، بدلا من أن تدفعه الكوارث المتعددة التي تضرب البلاد للجوء الحكمي إلى الدستور الذي وجد ليكون ملاذا آمنا تحتكم إليه الدول في مثل هذه الظروف .

لن تستفيق الدولة من غيبوبتها، لأن حزب الله إعتبر ما حصل فرصة ثمينة لإعادة تعويم حكومة دياب. مرة لسهولة التحكم بها ، ومرة لاستبعاد كابوس الإنتخابات المبكرة ، ومرة للرد ولو من كيس لبنان ، على تطاول ماكرون على الله من خلال التطاول على حزبه . لن يستفيق لبنان من غيبوبته لأن أمراء الطوائف المتحالفين في العمق، لا مصلحة لهم في نجاح المبادرة الفرنسية و لا في قيام حكومة المهمة

كيف يقبلون بها ، و في رأس مهامها إجراء التدقيق الجنائي الذي سيفضح جرائم الفساد والاختلاس المرتكبة بالتكافل والتضامن في ما بينهم في وزارة المال ، هم الذين تبادل رجالهم على خزائنها وتناتشوا دفاترها وزوروها وأحرقوها حتى وصلنا الى ما نحن عليه اليوم من خراب وإفلاس.

وليكتمل النقل بزعرور التعطيل ، يطل السيد حسن نصرالله بعد قليل ، بالأصالة عن نفسه وعن إيران، وبالوكالة المنتزعة بالقوة من الشعب ، يطل ليقول لماكرون، تأدب ، لست بالقوة التي تظن. يمكنك التطاول على الدولة، لكن تطاولك على الدويلة ممنوع ، و لا تهددنا بالحصار فنحن نحاصر البلد منذ السابع من أيار 2008 .

في الأثناء وفيما أزمات الكورونا والدواء والوقود ونزيف تهريب المواد المدعومة على أشده ، يعقد المجلس النيابي جلسة تشريعية غدا ، أهم بندين على جدول أعمالها: قانون العفو المختلف عليه والمرشح لأن يطير الجلسة ، وإلزام المصارف تأمين الدولار الطالبي .

في هذه الأجواء ، فقدت الكويت أميرها و أحد قادتها المؤسسين ، و عميد القادة العرب ، وأحد أصدقاء لبنان الكبار، في زمن البحبوحة وفي زمن الملمات، سمو الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح. وقد اعلن مجلس الوزراء ولي العهد الأمير نواف الأحمد الجابر الصباح أميرا على البلاد

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 29 ايلول 2020

وطنية/الثلاثاء 29 أيلول 2020

صحيفة نداء الوطن

إستعادت الحكومة المستقيلة نشاطها ونُقل عن وزير فيها قوله لزملائه: أيامنا طويلة داخل الوزارة.

سأل مسؤول رفيع في دولة كبيرة إحدى القيادات اللبنانية عن الخيارات المتاحة بعد تنحي أديب ‏وعدم رغبة الحريري بالتكليف، فأتاه الجواب: "إسألوا إيران".

أبدى رئيس تيار انزعاجه من مواقف اتخذها وزير سابق محسوب عليه في الشأن الاقتصادي، ‏واتهمه بالتأثر بأفكار صديق له من تيار سياسي مغاير.

صحيفة اللواء

تحدث دبلوماسي مطلع عن طلبات بين العواصم المعنية بالواسطة، منعاً للإستثمار الإقليمي ‏والدولي في ملفات مفتوحة في أكثر من منطقة..

تبيَّن لكثيرين أن مبادرة مساعدة للمبادرة الفرنسية، لم تكن منسقة، مع أية جهة محلية أو دولية!

سادت حالة من التوتر والارباك سوق القطع بعد اليوم الاول لمؤتمر ماكرون، مع ارتفاع مدروس للدولار ‏رغم عدم توفر الكميات بالحجم المطلوب.

صحيفة البناء

خفايا

قالت مصادر على صلة بمداولات نادي رؤساء الحكومات السابقين إن الرئيس نجيب ميقاتي شغل ‏محرّكاته لتقديم ترشيحه لرئاسة الحكومة بعدما انتهت مهمة تكليف مصطفى أديب بفشل مدروس ‏لتمهيد الطريق لحكومة وصفها ميقاتي بالتكنوسياسية يكون رئيسها وخمسة من وزرائها ‏سياسيين.

كواليس

قالت مراجع أمنيّة تتابع نشاط الجماعات السورية المسلحة العاملة تحت عباءة تركيا إن أربعة آلاف ‏منها تمّ إعدادُها للذهاب إلى أذربيجان وإن التململ في صفوف هذه الجماعات يتناول بعداً مذهبياً ‏لكون الغالبية الآذرية تنتمي للطائفة الشيعيّة إضافة الى أن المبالغ المخصصة محدودة والمخاطر ‏عالية جداً.

‎ ‎ ‎صحيفة الجمهورية

إستغرب قطب نيابي كيف أن أطرافاً لم تستجب للمبادرة الفرنسية وامتنعت عن تسمية مصطفى ‏أديب، هي أكثر من يبدي حسرته عليه بعد اعتذاره.

وصف أحد المسؤولين حال رؤساء الحكومات السابقين بقوله: صاروا متل الفواخرة لا أولى ولا آخرة. ‏كانوا أربعة، فصاروا واحد باليد، و 3 على الشجرة.

إستبعدت شخصية وسطية التوصل الى اتفاق سريع على شخصية سنية لتكليفها تشكيل ‏الحكومة، وقالت: لن يجرؤ أحد على المجازفة.

‎ ‎صحيفة النهار

- لوحظ ان اكثرية سياسية ونيابية بدأت تلتزم الصمت في ظل الهوة الكبيرة التي بدأت تفصلها عن الناس ‏وحتى عن البيئة التي تنتمي اليها .‏

-بدأت أدوية أساسية تنفذ من الصيدليات والأمر عينه لسلع غذائية وخصوصا بعد اعتذار السفير مصطفى أديب ‏والمخاوف من صعود سعر صرف الدولار .

- يقول سياسي مخضرم ان مرجعا حكوميا بارزا لا زال صديقا وقريبا من الرئيس الفرنسي الذي تناوله في مؤتمره ‏الأخير ليكون متوازنا مع جميع القوى في لبنان ولكن ان الأساس سمى الجهة المعطلة .‏

صحيفة الأنباء

*تسريب متعمّد

يتم بشكل متعمّد تسريب أجواء تهويلية عبر بعض الإعلام ربطاً بأحداث أمنية أخيرة، لاستغلالها في البازار السياسي.

‎ ‎‎*خيار التعويم

مع انسداد الأفق أمام خيارات حكومية سريعة يتقدم لدى الفريق الحاكم خيار تعويم حكومة حسان دياب.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

استدعاء أسعد بشاره ونوفل ضو من دون إعلامنا سبب الإستدعاء.

مواقع ألكترونية/29 أيلول/2020

أصدر نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي البيان الاتي: إستدعى مكتب جرائم المعلوماتية الزميلين المسجلين على الجدول النقابي الأستاذين أسعد بشاره ونوفل ضو من دون إعلامهما سبب الإستدعاء.

وبالمناسبة أكرر رفض النقابة القاطع مثل هذه الإستدعاءات من قبل هذا المكتب ، داعيًا  الزملاء إلى عدم المثول أمامه. فالصحافي لا يمثل إلا أمام قاضٍ، وذلك وفقًا لأحكام  قانون المطبوعات الذي نصّ في المادتين ٢٨ و ٢٩ منه، أن محكمة المطبوعات وحدها تنظر في جميع قضايا المطبوعات. وإذا اقتضت الدعوى تحقيقًا فيقوم به قاضي التحقيق . بالمناسبة نكرّر على وجوب إلغاء كلمة جرائم المطبوعات ، لأن الصحافيين والإعلاميين ليسوا مجرمين. وإذا كانت ثمة مخالفة ، فأن سقفها قانون المطبوعات.

وإني آسف لعدم استجابة المراجع العدلية والقضائية لطلب نقابة المحررين  الا تلجأ إلى هذا الأسلوب في الإستدعاء، وأؤكد ما سبق أن طالبت به بوجوب أخطار النقابة قبل لجوئها إلى مثل هذا التدبير . وسوف تواصل نقابة المحررين إتصالاتها لبلوغ هذا الهدف.

 

النهار: تداعيات ثقيلة للمأزق وتصريف اعمال مفتوح

النهار/الثلاثاء 29 أيلول 2020

اشبه ما يكون بارتطام صخرة ثقيلة بمياه ضحلة نزل المؤتمر الصحافي للرئيس الفرنسي ‏ايمانويل ماكرون بوقع صادم على القوى السياسية اللبنانية واقله على غالبيتها ولا سيما ‏منها تلك التي سدد اليها اقسى الاتهامات بتعطيل المبادرة الفرنسية والتسبب باعتذار ‏الرئيس المكلف مصطفى اديب عن استكمال عملية تشكيل الحكومة الجديدة . ولم يكن ‏ادل على الصدمة التي اثارتها نبرة الإدانة والتقريع الاستثنائية وغير المألوفة اطلاقا التي ‏طبعت كلام الرئيس ماكرون عن القوى السياسية والمسؤولين والزعماء اللبنانيين من ‏الصمت غير المعهود اطلاقا الذي ساد مختلف القوى والأوساط المعنية بما عكس على ‏الأقل تريثا وتمهلا واجراء حسابات غير منفعلة قبل الرد او التعليق على المواقف الساخنة ‏التي اطلقها ماكرون غداة اعتذار الرئيس المكلف مصطفى اديب . وإذ ساد اجماع لدى ‏المراقبين والاوساط الراصدة للمجريات اللبنانية في ظل المبادرة الفرنسية بان نقطة ‏الارتكاز الأساسية التي ميزت مواقف ماكرون تمثلت في انتقاداته اللاذعة والقاسية للثنائي ‏الشيعي ولا سيما منه"حزب الله " الذي وضعه الرئيس الفرنسي للمرة الأولى بهذه الطريقة ‏على طاولة التشريح السلبي فان الأوساط نفسها ترصد بدقة الكلمة التي اعلن فجأة امس ‏ان الأمين العام ل"حزب الله " السيد حسن نصرالله سيلقيها في الثامنة والنصف مساء اليوم ‏والتي تأكد انه سيركز فيها على تفنيد ردود الحزب على المؤتمر الصحافي للرئيس الفرنسي ‏وما تناول به الحزب كما على موقف الحزب من المبادرة الفرنسية التي قيل ان نصرالله لن ‏يقطع في النهاية شعرة معاوية معها .

‎ ‎وفي اي حال واذا كان من البديهي ان تتركز الاهتمامات على بلورة ردود الفعل على ‏الانتكاسة الكبيرة التي أصيبت بها المبادرة الفرنسية في جولتها الأولى فان الأهم في ‏الوقت الراهن بلورة الأفق الغامض والقاتم الذي بات يطبق على واقع البلاد في ظل ‏انعدام أي افق واضح للاتجاهات التي يمكن ان تعتمد للخروج من ازمة باتت تتجاوز ‏الاستحقاق الحكومي الى ازمة سياسية واقتصادية ومالية واجتماعية بالغة الخطرة تتهدد ‏لبنان بانهيارات غير مسبوقة . ولعل ما يفاقم المخاوف من مرحلة محفوفة بمزيد من ‏الانهيارات المختلفة ان معظم المعطيات الجادة والعميقة الناشئة عن إصابة المبادرة ‏الفرنسية إصابة جسيمة وتعذر رسم أي خط بياني ثابت وواضح للخطوات الدستورية ‏والسياسية التي ستتخذ بعد اعتذار الرئيس المكلف مصطفى اديب تشير الى مرحلة طويلة ‏ومضنية من تفعيل حكومة تصريف الاعمال برئاسة حسن دياب اذا استمرت المعطيات ‏السياسية الداخلية والخارجية على حالها في المرحلة الطالعة . حتى ان هذه المعطيات ‏تذهب الى التخوف من ان جمود يطبع الاستحقاق الحكومي العالق واستبعاد أي حلحلة ‏للازمة اقله قبل موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في الثالث من تشرين الثاني المقبل ‏وربما ابعد الى نهاية السنة . ولم تكن مصادفة ان يذكر الرئيس الفرنسي في مؤتمره ‏الصحافي ربط القوى التي عرقلت المبادرة الفرنسية بالانتخابات الأميركية بما يسبغ واقعيا ‏مزيدا من الجدية على المخاوف من تداعيات مكلفة للغاية لتطويل مدة تصريف الاعمال ‏في لبنان . وليس ادل على هذا الواقع من ان الأوساط القريبة من رئاسة الجمهورية اكدت ‏امس ان ليس هناك دعوة الى الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف شخصية بتشكيل ‏حكومة جديدة في الأيام القليلة المقبلة . ولا يبدو ان تحديد موعد للاستشارات سيكون في ‏وقت منظور . ولكن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اكد خلال تقليده وساما للسفير ‏الفرنسي برونو فوشيه لمناسبة مغادرته لبنان تمسكه بالمبادرة الفرنسية منوها بالاهتمام ‏الذي يبديه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حيال لبنان واللبنانيين وأسف لعدم تمكن ‏الرئيس المكلف مصطفى اديب من تشكيل الحكومة وفق مندرجات مبادرة الرئيس ‏الفرنسي .

‎ ‎ولم يصدر أي رد عن عين التينة على كلام الرئيس الفرنسي ولكن نقل عن أوساطها انزعاجها ‏من تحميل ماكرون للثنائي الشيعي اكثر مما يجب . اما بالنسبة الى بيت الوسط فنقل عن ‏أوساط قريبة منه تعليقها على قول ماكرون ان الرئيس سعد الحريري ورؤساء الحكومات ‏السابقين وضعوا معايير طائفية على عملية تشكيل الحكومة بالقول ان الحريري بالاتفاق ‏مع رؤساء الحكومات السابقين قرروا السير في القواعد التي حددها الرئيس المكلف والتي ‏تتماشى مع مبدأ المداورة في الوزارات التي وافق عليها رئيس الجمهورية والبطريركية ‏المارونية ومعظم الكتل النيابية وتاليا معظم الافرقاء الداخليين . ولكن عندما اصطدم ذلك ‏بإصرار الثنائي الشيعي على تسمية وزرائهم والمطالبة بحقيبة المال اعلن الحريري التنازل ‏لمصلحة البلد واعترف ماكرون في مؤتمره بإيجابية هذا الامر كما ان الخارجية الفرنسية ‏كانت أشادت بخطوة الحريري ووصفتها بانها شجاعة .

أصداء خارجية

وسط هذه الأجواء الملبدة داخليا برزت أصداء خارجية إضافية عكست تنامي الرصد الدولي ‏للوضع في لبنان في ظل تفاقم الازمة الحكومية والمالية والاقتصادية والمخاوف من مزيد ‏من التداعيات الصعبة في قابل الأسابيع والأشهر . وفي هذا السياق اعرب امس الاتحاد ‏الأوروبي عن قلقه بسبب اعتذار رئيس الوزراء المكلف. وقال مسؤول السياسة الخارجية ‏في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان ان الاتحاد ينظر بخيبة امل وقلق الى اعتذار ‏رئيس الوزراء المكلف مصطفى اديب والملابسات التي أدت الى قراره واعتبر ان على ‏القيادات في لبنان التوحد وبذل كل الجهود لتشكيل الحكومة بسرعة مؤكدا ان التشكيل ‏السريع للحكومة سيكون ضروريا أيضا للتوصل الى اتفاق مطلوب بشكل عاجل مع ‏صندوق النقد الدولي .

‎ ‎كما برز موقف روسي خلال استقبال نائب وزير الخارجية الروسي والمبعوث الخاص للرئيس ‏الروسي فلاديمير بوتين الى الشرق الأوسط وأفريقيا مخائيل بوغدانوف للسفير اللبناني في ‏موسكو شوقي بو نصار اذ اكد بوغدانوف " دعم روسيا الدائم لسيادة لبنان ووحدته ‏واستقلاله وسيادة القرارات في شأن كل المسائل على جدول الاعمال الداخلي وضرورة ‏اتخاذها من قبل اللبنانيين انفسهم من دون أي تدخل او املاء خارجي ". وامل في ان يتمكن ‏اللبنانيون عبر الحوار الوطني الجامع من الاتفاق على تشكيل الحكومة المقبلة المناسبة ‏لحاجاتهم وتطلعاتهم عبر توافقهم الداخلي . كما ابلغ بوغدانوف السفير اللبناني عن زيارة ‏مرتقبة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى لبنان أواخر شهر تشرين الأول المقبل ‏بما يعكس الاهتمام الروسي بدعم لبنان للخروج من أوضاعه الصعبة .

يشار في السياق الداخلي الى ان رئيس حكومة تصريف الاعمال حسن دياب ترأس امس ‏في السرايا اجتماع اللجنة الوزارية لمتابعة ملف كورونا بحضور الوزراء والمستشارين ‏المعنيين . وتقرر للحد من ارتفاع الإصابات اعتماد معيار عدد الإصابات في المناطق نسبة ‏الى عدد السكان للتعامل مع انتشار الوباء واجراء التصنيف الوبائي وفقا لمعايير محددة ‏والتنسيق بين وزارتي الدخلية والصحة لإخضاع المناطق لقرارات الاقفال والعزل.

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة

 

كتلة المستقبل: لن نسير بقانون العفو بصيغته المطروحة في جلسة الغد

وطنية - الثلاثاء 29 أيلول 2020

صدر عن المكتب الإعلامي لرئيسة كتلة "المستقبل" النيابية النائبة بهية الحريري البيان التالي: "عشية انعقاد جلسة الهيئة العامة لمجلس النواب والمدرج على جدول اعمالها موضوع قانون العفو، يهم رئيسة كتلة المستقبل النيابية النائب بهية الحريري ان توضح ان الكتلة لن تسير بمسودة قانون العفو بالصيغة التي ورد فيها والمطروحة في جلسة الغد، كون الصيغة المقدمة لا تحقق مطلبنا ومطلب الأهالي برفع المظلومية والإجحاف الذي لحق بعدد كبير من الموقوفين، وبالتالي فإن الكتلة تصر وتتمسك بأن يلحظ قانون العفو بند تخفيض العقوبات بالصيغة التي تقدمنا بها".

 

العفو العام يسقط بضربة غياب التوافق السياسي؟!

وكالة الانباء المركزية/29 أيلول/2020

يعقد مجلس النواب بدعوة من الرئيس نبيه بري جلسة نيابية تشريعية في الحادية عشرة من قبل ظهر يومي غد الأربعاء وبعده الخميس في “قصر الأونسكو” وعلى جدول أعمالها 40 مشروعاً وإقتراح قانون. ولعل الابرز في جدول اعمال جلسة “تشريع الضرورة” إقتراح قانون العفو الذي بقي معلقاً منذ جلسة 18 أيار الماضي، ويحلّ بنداً ثانياً بعد بند مشروع القانون الوارد بالمرسوم رقم 2490 المتعلق بالاثراء غير المشروع. وأسقط اقتراح قانون العفو مرّات عدة في جلسات تشريعية سابقة بسبب الخلاف بالمواقف بين الكتل النيابية حول نوعية الجرائم التي يشملها العفو، وهو ما يُرجّح ان يتكرر غداً نظراً لغياب التوافق السياسي حول الاستثناءات المطروحة اضف اليها توقيت وضعه على جدول الاعمال، اذ يُطرح في وقت خاضت فيه الاجهزة الامنية معركة شرسة في وادي خالد مع ارهابيين كان رأسهم المُدبّر مسجوناً في سجن روميه وخرج منه قبل مدة.

وحسم تكتل “الجمهورية القوية” موقفه بمقاطعة الجلسة لاعتبارت مرتبطة بقانونيتها، اذ لا يمكن التشريع في ظل وجود حكومة تصريف أعمال. ورأى النائب وهبي قاطيشا في حديث لـ”المركزية” “ان التشريع “الفضفاض” في ظل حكومة مستقيلة امر لا يجوز”. اما بالنسبة لقانون العفو العام، سأل قاطيشا “كيف يُمكن إقراره والعملية الامنية التي حصلت في وادي خالد لا تزال “طازجة” والرأس المُدبّر للخلية الارهابية كان مسجوناً في روميه وخرج حديثاً؟ هل نريد بناء دولة ام لا”؟

وفي حين اوضح “اننا مع تسريع المحاكمات”، لفت الى “ان الظروف السياسية الاستثنائية التي نمرّ بها تستدعي الاسراع في تشكيل حكومة تستعيد ثقة اللبنانيين اولاً والمجتمعين العربي والدولي ثانياً وليس عقد جلسات تشريعية بجدول اعمال فضفاض وكأن شيئاً لم يكن”.

على ضفة حزب الله، كتلة “الوفاء للمقاومة” ستشارك بالجلسة انطلاقاً من ضرورة استمرار عمل المؤسسات. اما بالنسبة لقانون العفو العام، فاوضحت مصادره لـ”المركزية” “ان القانون لم يعد عاماً وانما بات قانون عفو بإستثناءات كثيرة تطال جرائم الارهاب والتعامل وتجارة المخدرات واعمال السرقات”. وفي حين اعتبرت المصادر “ان قانون عفو مع هذه الاستثناءات سيُشعل الشارع مجدداً، لاسيما في البقاع الذي ينتظر اهله ان يشمل جرائم المخدرات، بإعتبار ان القسم الاكبر من المطلوبين والموقوفين متّهمون بالمخدرات”، رجّحت “ان يخضع القانون لمزيد من التعديلات نظراً لتعارض مواقف الكتل النيابية بشأنه”.

من جهته، يشارك تكتل “لبنان القوي” في الجلسة التشريعية الممتدة على يومين كما اعلن النائب الان عون لـ”المركزية”. الا انه اكد “ان التكتل لن يصوّت على قانون العفو في تكرار لمواقفه السابقة بشأنه”. بدوره، اوضح عضو كتلة “المستقبل” النائب سامي فتفت لـ”المركزية” “ان الكتلة ستشارك في الجلسة التشريعية”. اما قانون العفو العام المُدرج على جدول الاعمال، فاشار فتفت الى “ان الهدف منه ليس اخلاء سبيل متّهمين بالارهاب ممن تعدّوا على الاجهزة الامنية او من يتاجرون بالمخدرات. نحن نريد عفواً عاماً عن من لم يأخذوا حقهم بمحاكمة سريعة، لان إبقاءهم في السجن من دون محاكمة سيؤدي بهم الى سلوك طريق الارهاب، وهو ما نريد تجنّبه”.

واضاف فتفت “تحدّي كورونا يجب ان يُشكّل دافعاً لدينا من اجل تخفيف الاكتظاظ داخل السجون في لبنان، لان الفيروس ينتشر بين المساجين، طبعاً مع حفظ الامن بالبلد من خلال عدم العفو على مجرمين كبار ومتورّطين باعمال ارهابية وتجارة مخدرات”.

ورداً على سؤال عن رفض كتل نيابية مسيحية لقانون العفو ما يُسقط عنه غطاء الميثاقية، دعا الى “انتظار المشاورات التي قد تحصل غداً اثناء الجلسة، مع العلم ان الاتصالات بين الكتل النيابية في هذا الشأن “خجولة”. على جهة الحزب “التقدمي الاشتراكي”، فإن مصادره اكدت لـ”المركزية”المشاركة في الجلسة التشريعية. اما عن طرح قانون العفو العام، فاشارت الى “اننا أيّدناه في المرة الماضية، وسنؤيده هذه المرة ايضاً، اولا من منطلق وطني، وثانياً والاهم انه يخفف من اكتظاظ السجون في هذه الظروف الصعبة، حيث انتشار وباء “كورونا”، وثالثاً لفتح باب التلاقي الوطني، خصوصاً لناحية المظلومية التي يتعرّض لها البعض وما تسببه من تشنّج كي لا نقول تطرفاً عند اهلهم، أكان في موضوع الاسلاميين ان صح التعبير او الاتجار او ترويج المخدرات وبعض المخالفات العادية الاخرى”.

 

أمل”: نستغرب ما ورد على لسان ماكرون من اتهامات

المؤسسة اللبنانية للإرسال/29 أيلول/2020

اعتبر المكتب السياسي لحركة أمل ان “الحركة كانت السباقة في إعداد ورقة اصلاحات، إنطلاقاً من الوقائع الاقتصادية والمالية والادارية، وقدمتها في لقاء قصر الصنوبر، ولهذا تبنت ودعمت المبادرة الفرنسية في نصها الواضح المتضمن خطوات وافكار لقرارات اصلاحية ضرورية لإنقاذ البلد، والتزم الرئيس نبيه بري بتسهيل اقرار القوانين اللازمة لهذه الإجراءات في المجلس النيابي.”

ولفت البيان الى أن “الحركة ما زالت على موقفها الملتزم والداعم لهذا النص الذي يعبر عن حاجة وطنية بالموازاة مع اهمية الرعاية والدعم الخارجي له.

وشدد على “أن موقف الحركة في تكليف مصطفى اديب تشكيل الحكومة كان واضحاً في دعم قيام حكومة قادرة وقوية تضم افضل الكفاءات والاختصاصيين، وتلتزم برنامج الاصلاح، وموقفها خلال مفاوضات التشكيل كان منسجماً الاصول الديمقراطية التي تحترم مواقف الكتل السياسية، ولا تتنكر لنتائج الانتخابات البرلمانية” معتبراً أن “هذا ما حاول من صادر عملية التأليف من الرئيس المكلف تجاوزه ووضع شروط وقواعد تتعلق بالمداورة وتوزيع الحقائب والتسميات لمصالحه متجاوزاً حقيقة المبادرة الفرنسية ومسخراً لها لإرساء اسلوب جديد في تشكيل الحكومات.”

وقال ان “الحركة مع احترامها للدور الذي لعبه الرئيس الفرنسي ماكرون، تستغرب ما ورد على لسانه من اتهامات وتحميل المسؤوليات خاصة للثنائي الوطني (حركة أمل وحزب الله)، بعيداً عن الحقائق ووقائع النقاشات مع الرئيس المكلف مذكرة بأن رئيسها دولة الرئيس نبيه بري كان وما زال في طليعة الحريصين على الحفاظ على إستقرار لبنان ووحدة ابنائه، وانتظام عمل مؤسساته السياسية والدستورية، والسبّاق إلى إدارة الحوار الداخلي بين مختلف القوى وفي ظروف سياسية معقدة، والداعي إلى قيام الدولة المدنية.”

ورفضت الحركة “بأي شكل ما جاء من كلام اتهامي معمم على الاطراف كافة لجهة الاستفادة وقبض الاموال” معتبرةً أنه “كلام يجافي حقيقة ان الحركة في طليعة من ينادي بالمحاسبة والتدقيق، وإقرار القوانين المتعلقة بذلك، وتعتبر هذا الكلام سقطة سياسية لمطلقه لا تساعد على انجاح المبادرة التي نحرص على ان تستمر وتحقق الغايات المطلوبة منها في مساعدة لبنان.”

 

خلف اقترح تعديل المادة47من أصول المحاكمات الجزائية

وطنية - الثلاثاء 29 أيلول 2020

أصدر نقيب المحامين في بيروت ملحم خلف بيانا تضمن تعديلات اقترحها على المادة 47من أصول المحاكمات الجزائية، جاء فيه: "تنص المادة 47 من أصول المحاكمات الجزائية على الحقوق الأتية:...يتمتع المشتبه فيه أو المشكو منه، فور احتجازه لضرورات التحقيق، بالحقوق الآتية:

1- الاتصال بأحد افراد عائلته أو بصاحب العمل أو بمحام يختاره أو بأحد معارفه.

2-مقابلة محام يعينه بتصريح يدون على المحضر دون الحاجة الى وكالة منظمة وفقا للأصول.

3- الإستعانة بمترجم محلف اذا لم يكن يحسن اللغة العربية.

4- تقديم طلب مباشر، أو بواسطة وكيله أو احد افراد عائلته الى النائب العام، بعرضه على طبيب لمعاينته...

على الضابطة العدلية أن تبلغ المشتبه فيه، فور احتجازه، بحقوقه المدونة آنفا وأن تدون هذا الاجراء في المحضر".

إن نقابة المحامين في بيروت هي حريصة دوما على هذه الحقوق وعلى أحقية منحها لأي مشتبه به وعلى حسن تطبيق المادة أعلاه، لا سيما على حق مقابلة المشتبه به أو المشكو منه لمحام، وفي سياق نشاطها الدائم لتعزيز دور المحامي ورسالته في تأمين حق دفاع كامل لكل فرد، نعلمكم:

أولا- أن نقابة المحامين واكبت إقتراح تعديل هذه المادة بشكل يضاف إليها حق للمشتبه به أو المشكو منه، بحضور محاميه الى جانبه خلال الاستماع إليه من قبل الضابطة العدلية، وبمواكبة المحامي لكل التحقيقات الأولية، الأمر الذي لم يكن متوفرا في ضوء نص المادة الحالي.

ثانيا- أن نقيب المحامين في بيروت حضر، ممثلا النقابة، جلسات المناقشات العديدة للجنة الإدارة والعدل في مجلس النواب، مشاركا في بلورة إقتراح التعديل المذكور.

ثالثا- أن لجنة الإدارة والعدل أنجزت النص النهائي للقانون الذي يعدل نص المادة 47 أصول المحاكمات الجزائية، بما ذكر أعلاه، آخذة بكل ملاحظات نقابة المحامين في بيروت، وقد أحيل هذا الإقتراح أمام الهيئة العامة لمجلس النواب لعرضه وإقراره في أول جلسة تشريعية مقبلة.

إذ نشكر كل معني ساهم أو يساهم في إتمام هذا العمل التشريعي، نعول بشكل كبير على إقرار هذا القانون، في أسرع وقت، الذي سيشكل، لا محال، لحظة مفصلية تاريخية في مسار تحصين حقوق الإنسان في لبنان، وسيعزز دور المحامين في تأدية رسالتهم كاملة، وسيؤمن حق دفاع كامل لكل مواطن أو فرد، وكم نحتاج الى الثلاثة في هذه الظروف العصيبة".

 

“التيار” في السفارة السورية… ماذا بين السطور؟

وكالة الانباء المركزية/29 أيلول/2020

فيما أعاد المؤتمر الصحافي “المكهرب” للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الجميع إلى دائرة الفراغ الحكومي والسباق مع الزمن لاستلحاق الجولة الثانية من المبادرة الفرنسية والوفاء بالتزاماتهم في انتظار الانتخابات الأميركية في 3 تشرين الثاني المقبل، يبدو أن التيار “الوطني الحر” اختار ملء الوقت الحكومي الضائع والمرشح لأن يكون طويلا، بأمور ذات طابع ديبلوماسي. فحط وفد منه في السفارة السورية في بيروت يوم الأحد الفائت، والتقى السفير السوري علي عبد الكريم علي.

وفي وقت لا يستغرب كثير من المراقبين خطوة من هذا النوع من جانب التيار، الذي كان رفع في مراحل سابقة لواء التنسيق مع دمشق، وهو موقف كرره رئيس “التيار” النائب جبران باسيل، قبل أيام من انطلاق الثورة العام الفائت، فإن بعضا آخر قد يقرأ بين سطور هذه الزيارة رسائل سياسية معينة في اتجاه خصوم “التيار”، لاسيما منهم أولئك المناهضون لإعادة العلاقات بين بيروت ودمشق إلى طبيعتها، خصوصا في ظل غياب حكومة “أصيلة” من المفترض أن تضع على رأس سلم أولوياتها مسألة العلاقات الديبلوماسية.

غير أن نائب رئيس “التيار” لشؤون العمل الوطني الوزير السابق طارق الخطيب أوضح لـ “المركزية” أن “التيار” لا يقفز فوق الحكومة اللبنانية في هذا المجال، بل يؤكد انفتاحه على كل الدول العربية، بما فيها سوريا، كدولة شقيقة”.

وشدد على أن “من مصلحة لبنان أن يكون هناك حوار مع سوريا، مستنكرا استخدام كلمة “تطبيع” عند الكلام عن العلاقات بين بيروت ودمشق. “ذلك أن سوريا هي رئة لبنان شئنا أو أبينا”.

ولفت إلى أن “مع السوريين، هناك ملفات مشتركة أكثر من سائر الدول العربية، كقضية النازحين ومعابر الشاحنات”، مشيرا إلى أن “زرنا سفارات دول عدة بينها العراق وسلطنة عمان، ودول المغرب العربي كالجزائر وتونس والمملكة المغربية”، كاشفا أن الموعد المقرر مع سفير مصر تأجل لظروف معينة، لكننا ننتظر تحديد موعد لاجتماع جديد”. أما في ما يخص العلاقة مع السعودية، أوضح الخطيب أننا “طلبنا موعدا من السفير وليد البخاري ولنا الشرف في لقائه متى حدد.

أما على صعيد علاقات “التيار” الداخلية، في ضوء النزاع الحكومي الحاد، فأكد أن “أمنية من يريدون خلافا بيننا وبين “حزب الله” لن تتحقق، ذلك أنه حليفنا الاستراتيجي، على رغم بعض التباينات الطبيعية في ملفات معينة، مشددا على أن اتفاق مار مخايل أبدي وسرمدي”.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

وفاة أمير الكويت

سكاي نيوز عربية/29 أيلول/2020

أعلنت الكويت “وفاة أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي كان يخضع للعلاج بإحدى المستشفيات في الولايات المتحدة الأميركية منذ تموز الماضي”. وقطع التلفزيون الكويتي الحكومي بثه المباشر في وقت سابق، وبدأ في إذاعة آيات من القرآن. وكانت وكالة الأنباء الكويتية قد ذكرت في تموز الماضي، أن “الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وصل إلى الولايات المتحدة لاستكمال العلاج”، مضيفة وقتها أنه “في حالة صحية مستقرة”.وتولى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الحكم في الكويت في 29 كانون الثاني 2006 ويبلغ من العمر 91 عامًا، وهو الأمير الخامس عشر للبلاد والابن الرابع للشيخ الأحمد الجابر الصباح.

 

الكرملين يحذّر تركيا من التدخل في النزاع الأرميني ـ الأذري/باكو تهدد باستهداف منظومة صاروخية ليريفان... وأنقرة تلوّح بتدخل عسكري في قره باغ

موسكو: رائد جبر - أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/30 أيلول/2020

دخلت المواجهة الأذرية - الأرمينية في مرتفعات قره باغ المتنازع عليها، منعطفاً خطراً أمس، بعد الإعلان عن إسقاط مقاتلة أرمينية بنيران طائرة حربية تركية، ما أسفر عن مقتل قائدها، وهدد التطور بانتقال الطرفين إلى استخدام أسلحة هجومية وتوسيع نطاق المعارك، خصوصاً على خلفية تلويح باكو باستهداف منظومات «إس 300» الروسية الصنع التي تمتلكها يريفان في حال استخدامها. وفيما لوّحت تركيا علناً بالتدخل عسكرياً لمصلحة أذربيجان، تزامنت التطورات الميدانية مع أقوى تحذير روسي لأنقرة من مواصلة التدخل المباشر في النزاع بين الجارين. ودعا الكرملين الجانب التركي إلى «المساعدة في التهدئة بدل تأجيج الصراع». ودخلت إيران أيضاً على خط المواجهة، بعد إسقاط طائرة مسيّرة عبرت من طريق الخطأ مجالها الجوي.

وفي أول رد فعل رسمي روسي على تكرار القيادة التركية إعلان دعمها الكامل لأذربيجان، فضلاً عن المعطيات عن إرسال مقاتلين وتقنيات عسكرية إلى منطقة النزاع، قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن «تصريحات الدعم العسكري لأطراف الصراع حول قره باغ من شأنها أن تعقّد الموقف أكثر»، وزاد أن على تركيا المساعدة في إيجاد تسوية سلمية للأزمة، بدل تأجيج الصراع.

وشدد بيسكوف على أن روسيا «تدعو جميع الدول، وخاصة الشركاء في تركيا، إلى بذل قصارى الجهد لإقناع الأطراف المتحاربة بوقف إطلاق النار والعودة إلى تسوية سلمية لهذا الصراع الطويل الأمد (بين أرمينيا وأذربيجان) بالوسائل السياسية والدبلوماسية».

وأصدر مجلس الدوما الروسي (النواب)، أمس، بياناً دعا فيه الأطراف المتصارعة للعودة إلى المفاوضات. وشدد البرلمان الروسي على ضرورة إعلان وقف فوري لإطلاق النار، ومنع تصعيد المواجهة في المنطقة، مشيراً إلى أنه لا بديل عن التسوية السلمية للوضع. ودعا نواب الدوما الأطراف إلى العودة إلى المفاوضات في أقرب وقت ممكن، معرباً عن استعداد روسيا لتقديم المساعدة في الوساطة من أجل ضمان استعادة استقرار الوضع. وكانت الاشتباكات العسكرية بين البلدين الجارين تواصلت أمس، وأعلنت وزارة الدفاع في أذربيجان أنها شنت هجوماً مضاداً على طول خط التماس في قره باغ، وأعلن جيشها عن تدمير 12 منظومة مضادة للطائرات تابعة لسلاح الجو الأرميني.

في المقابل، نفت يريفان صحة معطيات قدمها العسكريون الأذريون، وقالت إن قوات الدفاع عن إقليم قره باغ نجحت في صد عدة هجمات على مواقع على طول خط الجبهة. وكانت وزارة الدفاع الأرمينية نشرت مقطع فيديو قالت إنه لصاروخ دفاعي وهو يسقط مروحية عسكرية تابعة للجيش الأذري.

وقال آرتسرون هوفهانيسيان، ممثل وزارة الدفاع الأرمينية، إن الجيش الأرميني أسقط طائرة هليكوبتر تابعة للقوات المسلحة الأذرية في منطقة الصراع في كاراباخ.

وبحسب وزارة الدفاع الأرمينية، فإن قره باغ «تعرضت لهجمات مكثفة جوية وصاروخية».

لكن التطور الميداني الأبرز جاء مع الأنباء عن إسقاط مقاتلة أرمينية من طراز «سوخوي 25». وأكدت السكرتير الصحافي لوزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان أن مقاتلة تركية من طراز «إف - 16» أسقطت المقاتلة داخل المجال الجوي لأرمينيا. أوضحت الناطقة أنه «أثناء قيامها بمهمة قتالية أثناء المعارك المضادة للطائرات والمعارك الجوية، أسقطت مقاتلة متعددة الوظائف من طراز إف - 16 تابعة لسلاح الجو التركي طائرة هجومية من طراز سوخوي - 25 تابعة لسلاح الجو الأرميني ما أدى إلى مقتل الطيار».

وبرغم أن وزارة الدفاع التركية نفت صحة معطيات يريفان وقالت إن مقاتلاتها لم تقم بإسقاط أي طائرة أرمينية، بدا أن التطور قد ينقل المواجهات إلى مستوى جديد، خصوصاً مع تبادل التهديدات من الجانبين الأذري والأرميني باستخدام تقنيات عسكرية صاروخية وطائرات هجومية. وكان لافتاً أمس، تهديد وزارة الدفاع الأذرية، بتدمير منظومات صواريخ من طراز «إس - 300» الأرمينية، قالت باكو إن يريفان تقوم بنقلها حالياً إلى مواقع في قره باغ. ولفت عسكريون روس إلى أن هذه المنظومة الصاروخية الروسية الصنع ستغير مسار المواجهات في حال تم تفعيلها لأنها قادرة على إسقاط الطائرات المغيرة أو الصواريخ الموجهة نحو الإقليم. ووفقاً للناطق باسم وزارة الدفاع الأذرية واقف دركاهلي، فإن معطيات باكو تؤكد أن «أنظمة صواريخ إس - 300 المضادة للطائرات التي تحمي أجواء يريفان، قد أزيلت من الخدمة القتالية وتتجه حالياً نحو الأراضي المحتلة». وأضاف: «نعلن أنها ستواجه مصير معدات الجيش الأرميني العسكرية التي تم تدميرها في قره باغ... المعارك الأخيرة تظهر مرة أخرى أن أسطورة الجيش الأرميني الذي لا يقهر لا تقوم على أي أساس».

في المقابل، ذكرت وزارة الدفاع الأرمينية أن «قواتها مضطرة لاستخدام أسلحة ذات تدمير واسع النطاق في الحرب الدائرة في قره باغ». وقالت شومان ستيبانيان إن «وزارة الدفاع تحذر من أن القوات المسلحة الأرمينية مضطرة لاستخدام وسائل تدمير ومعدات عسكرية ذات تأثير ناري واسع النطاق للقضاء على القوات والمعدات العسكرية على مساحات شاسعة». وأوضحت المسؤولة أن هذا الأمر يرجع إلى حقيقة أن القوات الأذرية تستخدم أنظمة راجمات صواريخ ثقيلة ومدفعية من العيار الثقيل وقاذفات صواريخ «سميرتش»، مما «يغير منطق وحجم الأعمال القتالية ويأخذها إلى مستوى جديد».

في غضون ذلك، دخلت إيران على خط المواجهات أمس، بعدما أسقطت الدفاعات الجوية الإيرانية طائرة مسيرة قرب مدينة ملكان بمحافظة أذربيجان الشرقية. وأفادت مصادر عسكرية للتلفزيون الرسمي الإيراني، بأن «الدفاعات الإيرانية أسقطت الطائرة المسيرة المعادية أثناء اختراقها أجواء البلاد شمال غربي البلاد في محافظة أذربيجان الشرقية». ولم تحدد المصادر هوية المسيرة التي تم إسقاطها. وكانت قوى الأمن الداخلي الإيراني، حذرت الاثنين، أذربيجان وأرمينيا، من سقوط أي قذائف هاون بالخطأ قرب الحدود الإيرانية خلال الاشتباكات الجارية بينهما.

وفي أنقرة، فتح مسؤولون أتراك الباب أمام احتمالات التدخل العسكري المباشر في المعارك بين أذربيجان وأرمينيا. وأكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن بلاده تقف إلى جانب أذربيجان سواء في الميدان أو على طاولة المفاوضات، منتقداً عدم قيام مجموعة مينسك بدورها في حل المسألة. وزار جاويش أوغلو رفقة نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم، نعمان كورتولموش، سفارة أذربيجان لدى أنقرة، أمس (الثلاثاء) حيث التقيا السفير، هازار إبراهيم. وقال الوزير التركي إنه تم تجديد دعم بلاده حكومة وشعباً لباكو مرة أخرى.

واعتبر جاويش أوغلو أن حل مسألة إقليم قره باغ المحتل «أمر بسيط»، قائلاً إن التسوية تكمن في «انسحاب أرمينيا من أراضي أذربيجان، ولا يمكن التسوية دون ذلك». وتابع: «فلتتحرر أراضي أذربيجان المحتلة وليعود قرابة مليون من أشقائنا الآذريين الذين اضطروا إلى الهجرة من بيوتهم».

وقال جاويش أوغلو إن تركيا بذلت جهوداً كبيرة لحل المسألة بشكل سلمي في السنوات السابقة، مضيفاً: «جميعهم (دون تحديد من يقصد) يدعمون وحدة أراضي أوكرانيا وجورجيا... هذا أمر صائب ولكن عندما يتعلق الأمر بأذربيجان فإنهم يساوون بين أذربيجان وأرمينيا المحتلة، وهذه مقاربة خاطئة وغير محقة».في طهران، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده إن بلاده «لن تسمح بأي حال من الأحوال» باستخدام أراضيها لنقل الأسلحة والذخيرة إلى منطقة النزاع بين أذربيجان وأرمينيا. وجاء نفي المتحدث بعدما تداول ناشطون فيديو يظهر عبور شاحنة محملة بعربة عسكرية تشبه راجمة صواريخ كاتيوشا، من نقطة نوردوز الحدودية بين إيران وأرمينيا في شمال غربي البلاد. ولم يتضمن الفيديو أي إشارة إلى تاريخ تسجيله. وذكرت وكالة «إيسنا» الحكومية أن خطيب زاده قال رداً على سؤال حول تقارير عن ترانزيت الأسلحة والمعدات العسكرية من الأراضي الإيرانية باتجاه أرمينيا إن «عبور الشاحنات والسلع غير العسكرية بين إيران ودول الجوار، مستمر بشكل اعتيادي والشاحنات المشار إليها تعمل في هذا الإطار حصرا». وقال إن إيران «فضلاً عن عملية المراقبة والإشراف على عبور البضائع، لن نسمح باستخدام أراضينا لنقل الأسلحة والذخيرة».

 

مجلس الأمن يطالب بـ"وقف فوري للمعارك" بين أرمينيا وأذربيجان

الامم المتحدة (الولايات المتحدة) - فرانس برس /29 أيلول/2020

طالب مجلس الأمن الدولي في بيان صدر، مساء الثلاثاء، بإجماع أعضائه، بـ"وقف فوري للمعارك" المتواصلة لليوم الثالث في إقليم ناغورنو كاراباخ، المتنازع عليه بين أذربيجان وأرمينيا. وقال أعضاء المجلس في البيان إنّهم يعبّرون عن "دعمهم لدعوة الأمين العام الجانبين لوقف القتال على الفور، وتهدئة التوتّرات والعودة بدون تأخير إلى مفاوضات بنّاءة". وصدر البيان الرئاسي في ختام اجتماع طارئ عقده المجلس تلبية لطلب الدول الأوروبية الأعضاء فيه وهي: بلجيكا وإستونيا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا. وأضاف البيان أنّ أعضاء المجلس "يدينون بشدّة استخدام القوة، ويأسفون للخسائر في الأرواح والخسائر البشرية في صفوف المدنيين". كما أعرب أعضاء مجلس الأمن "عن قلقهم إزاء التقارير بشأن أعمال عسكرية واسعة النطاق على طول خط التماس" في الإقليم. وفي نهاية البيان "أعرب أعضاء مجلس الأمن عن دعمهم الكامل للدور المركزي للرؤساء المشاركين لمجموعة مينسك (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا) التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وحثّوا الجانبين على العمل الوثيق معهم من أجل استئناف الحوار بصورة عاجلة وبدون شروط مسبقة". ووفقاً لدبلوماسيين، فإن البيان الذي أقرّه المجلس بعد اجتماع استمر زهاء ساعة اقترحه الرؤساء المشاركون الثلاثة لمجموعة مينسك، ممّا سهّل اعتماده.

ومنذ الأحد، تخوض القوات الأرمينية، والقوات الأذربيجانية، في إقليم ناغورنو كاراباخ، معارك دموية هي الأعنف في المنطقة منذ 2016.

 

بومبيو يدعو إلى «وقف أعمال العنف» في قره باغ

أثينا: «الشرق الأوسط أونلاين»/29 أيلول/2020

دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، اليوم الثلاثاء، طرفي النزاع في ناغورني قره باغ، إلى «وقف أعمال العنف»، والعودة إلى المفاوضات «بأسرع وقت».وأعلن بومبيو، الذي يقوم بزيارة إلى اليونان: «على طرفي النزاع وقف أعمال العنف، والعمل إلى جانب مجموعة (مينسك) من أجل استئناف المفاوضات البالغة الأهمية بأسرع وقت». من جهتها، دعت روسيا تركيا للعمل من أجل وقف لإطلاق النار في هذه المنطقة أيضاً.وأسفرت معارك بين انفصاليين أرمن والقوات الأذربيجانية عن سقوط أكثر من مائة قتيل منذ الأحد.  ويدور نزاع منذ عقود بين يريفان وباكو بشأن الإقليم ذي الغالبية الأرمنية، واندلعت بينهما اشتباكات دامية في يوليو (تموز) الماضي وعام 2016. وأعلن الإقليم استقلاله عن أذربيجان في أعقاب حرب مطلع التسعينات الماضية أودت بنحو 30 ألف شخص.

 

أرمينيا: أذربيجان قصفت وحدة عسكرية بعيدة عن قره باغ

يريفان - موسكو: «الشرق الأوسط أونلاين»/29 أيلول/2020

أعلنت وزارة الدفاع في أرمينيا إن القوات الأذربيجانية قصفت وحدة عسكرية أرمينية في بلدة واردنيس الحدودية على مسافة أميال من منطقة ناغورنى قره باغ المنشقة التي كانت مسرح اشتباكات في الأيام القليلة الماضية. وذكرت الوزارة في بيان أن النيران اشتعلت في حافلة مدنية بعد أن أصابتها طائرة أذربيجانية مسيرة. من جهة أخرى، نفت أرمينيا تقريراً أصدرته وزارة الدفاع الأذربيجانية بأن جيشها قصف منطقة داشكسن على الحدود بين البلدين. وفي سياق متصل، ذكرت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء اليوم، نقلاً عن رئيس أذربيجان إلهام علييف أن عشرة مدنيين قضوا منذ بدء القتال مع قوات أرمينيا يوم الأحد، بسبب منطقة ناغورني قره باغ. وتتبادل قوات أرمينيا وأذربيجان الاتهامات بإطلاق النار على مواقع حدودية وأماكن مدنية في ناغورني قره باغ في قتال من أعنف ما دار من معارك منذ التسعينات.

 

رئيس أرمينيا للعربية: تركيا تدعم أذربيجان عسكرياً

العربية.نت، وكالات/29 أيلول/2020

أكد رئيس أرمينيا، أرمين سركيسيان، لقناة "العربية" أن تركيا تدعم أذربيجان عسكرياً بـمقاتلات "إف 16".وأشار إلى أن "تدخل تركيا" في شؤوننا ليس جديداً، متعهداً "بمنع تركيا من مواصلة التعدي" على بلاده. وقال إن "أذربيجان هي من بدأت بالعدوان علينا"، وإنه "كان أفضل لتركيا تقديم النصح بدلا من الدعم العسكري لأذربيجان".هذا وأعلنت أرمينيا، الثلاثاء، أن تركيا أسقطت إحدى طائراتها العسكرية، علما أن يريفان تتهم أنقرة بالتدخل في المعارك المستمرة بين أذربيجان والانفصاليين الموالين لأرمينيا في إقليم ناغورنو كاراباخ، فيما نفت وزارة الدفاع في أذربيجان إسقاط أي طائرة أرمينية. وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية، شوشان ستيبانيان، عبر "فيسبوك": إن "طائرة سو-25 أرمينية أسقطتها مقاتلة إف-16 تركية أتت من الأراضي الأذربيجانية"، موضحة أن الطيار الأرميني "سقط شهيدا". إلا أن وزارة الدفاع في أذربيجان نفت إسقاط طائرة إف-16 تركية لطائرة أرمينية سوخوي-25. كما نفت تركيا زعم أرمينيا إسقاط طائرة إف-16 تركية طائرة حربية أرمينية. وقال مدير الإعلام في الرئاسة التركية فخر الدين التون: "لا صحة إطلاقا للمزاعم القائلة إن تركيا أسقطت مقاتلة أرمينية".ولا تزال المعارك على جبهة إقليم ناغورنو كاراباخ متواصلة. فقد نشرت القوات الأرمينية والأذربيجانية المدفعية الثقيلة في المنطقة. وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية، في بيان، إن معارك دارت حول مدينة فيزولي، فيما قصف الجيش الأرميني منطقة داشكسان على الحدود بين البلدين، على بعد أميال من ناغورنو كاراباخ. أرمينيا من جهتها نفت هذه التقارير لكنها أبلغت عن القتال طوال الليل وقالت إن جيش ناغورنو كاراباخ صد هجمات في عدة اتجاهات على طول خط التماس، متهما أذربيجان بتوسيع عدوانها بدعم عسكري وسياسي من تركيا.وقالت أرمينيا وأذربيجان إنهما نشرتا مدفعية ثقيلة، اليوم الثلاثاء، في أحدث جولات القتال بينهما بسبب منطقة ناغورنو كاراباخ المنفصلة.

 

جونسون يهاتف السيسي حول أزمة ليبيا

دبي - العربية.نت/29 أيلول/2020

تلقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء، اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.

وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بأن الاتصال تناول التباحث وتبادل وجهات النظر حول تطورات عدد من الملفات الدولية والإقليمية وفى مقدمتها الوضع في ليبيا، حيث أكد السيسي موقف مصر الاستراتيجي الثابت تجاه الأزمة الليبية والهادف الي استعادة الاستقرار والامن، ودعوة كافة الاطراف الليبية الي التفاعل الايجابي البناء في المسارات المختلفة المنبثقة من قمة برلين وإعلان القاهرة وذلك للوصول للانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستدشن بداية مرحلة جديدة للشعب الليبي نحو تحقيق السلام والاستقرار واستعادة أركان الدولة الوطنية، وإنهاء فوضى انتشار الجماعات الإرهابية

وقد اعرب رئيس الوزراء البريطاني عن دعمه للجهود المصرية الملموسة والمقدرة لتسوية الازمة الليبية، وتوافق الجانبان بشأن استمرار التشاور والتنسيق المشترك في هذا الصدد.

وعلى صعيد عملية السلام فى الشرق الأوسط، تم التوافق على اهمية دفع العمل الدولى الجماعى في هذه المرحلة نحو استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلي.

كما تطرق الاتصال إلى قضية سد النهضة، حيث شدد الرئيس المصري على الأهمية القصوى لقضية المياه بالنسبة للشعب المصري باعتبارها مسألة أمن قومى، ومن ثم تمسك مصر بحقوقها المائية من خلال التوصل إلى اتفاق قانونى يضمن قواعد واضحة لعملية ملء وتشغيل السد، ويحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف. وأضاف المتحدث الرسمي أن الاتصال تناول بحث بعض الموضوعات الخاصة بالعلاقات الثنائية، خاصةً على الصعيد الأمني والعسكري والتجاري والسياحي، وذلك في ضوء المستوى المتنامي لعلاقات البلدين خلال الفترة الأخيرة، حيث أشار جونسيون إلى حرص بريطانيا على تطوير التعاون المشترك مع مصر في مختلف المجالات.

 

السعودية تشدد على التعامل الجاد مع تجاوزات إيران النووية

دبي - العربية.نت/29 أيلول/2020

أكد مجلس الوزراء السعودي، في جلسته الأربعاء، عبر الاتصال المرئي، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أن المملكة شددت خلال المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي موقفاً حازماً تجاه إيران والتعامل الجاد حيال تجاوزاتها المرتبطة ببرنامجها النووي، وكذا أعربت المملكة عن تأييدها للمبادرات الإيجابية الداعية لإيجاد مناطق جغرافية خالية من الأسلحة النووية، والعمل مع المجتمع الدولي على جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من هذه الأسلحة، نقلا عن وكالة الانباء السعودية (واس).

وتناول مجلس الوزراء السعودي ما صدر عن الاجتماع الطارئ لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة الذي دعت إليه المملكة، من مطالبة بإجراءات عاجلة لتفادي كارثة بيئية محتملة جراء عدم صيانة الناقلة النفطية (صافر) الراسية قبالة ميناء رأس عيسى النفطي في البحر الأحمر منذ خمسة أعوام، ودعوة جميع الدول العربية والإقليمية والدولية إلى ضرورة التعاون واتخاذ الخطوات اللازمة المؤدية لمعالجة الوضع، الذي يشكل تهديداً خطيراً لكل الدول المطلة على البحر الأحمر خاصة المملكة واليمن، وفقا لما أعلنه الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي.

كما أشار المجلس إلى ما عبرت عنه المملكة من قلق واهتمام بتطورات الأوضاع بين أرمينيا وأذربيجان، مجددا حث الطرفين على وقف إطلاق النار، وحل النزاع بالطرق السلمية وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله ومسؤوليته عن انفجار بيروت المروع

محمد آل الشيخ/الجزيرة/29 أيلول/2020

يجب أن تتحسس طول أذنيك إذا صدقت أن ميليشيا حزب الله الإرهابي ليس له علاقة بانفجار ميناء بيروت المروع، والذي دمر ثلث بيروت. فكل المؤشرات والدلائل والشواهد، وكل المضبوطات من المتفجرات والأسلحة، تثبت بما لايدع مجالا للشك أن هذه الميليشات، ومن ورائها ملالي الصفويين الفرس، هم من حولوا لبنان إلى مستودع ضخم للأسلحة والمتفجرات، وتقوم ميليشيات الحزب بدورها في تزويد خلايا الإرهاب الصفوية لتنفيذ ما يأمر به الملالي في طهران. ميليشيا حزب الله، وكما يعترف أمينها العام حسن نصر الله علناً، وببجاحة، وعلى رؤوس الأشهاد، أنه يعمل لأن تكون لبنان (ولاية) من ولايات ملالي طهران، ومنه يتلقى (مصرياته) وأسلحته، وكل ما يحتاجه من أموال وعتاد، هي من إيران، وبالتالي فإن ما يقترفه هذا الحزب من جرائم، ومنها انفجار ميناء بيروت، هو في حقيقته امتداد لما يتلقاه من أوامر طهران، وغني عن القول إن ملالي الفرس الصفويون يهدفون إلى تفريغ لبنان، وسوريا والعراق من غير الشيعة الصفويين، لكي يُلحقونها كولايات من ولايات إيران الصفوية.

ولا يمكن في هذا السياق تبرئة الرئيس باراك أوباما من مسؤولية ما وصلت إليه مؤخراً إيران الملالي من تمدد وتنمر وتوسع وإرهاب، جعل منطقة الشرق الأوسط برمتها على صفيح ساخن، وعربدة إيرانية، من خلال هذا الحزب، الذي هو الذراع الأهم بين أذرعة إيران الإرهابية. وأغلب دول العالم اليوم يجرمون هذا الحزب، بشقيه السياسي والعسكري، لكنهم لا يذهبون إلى المنبع نفسه وتجفيفه، وهو دولة الملالي الصفوية، والسبب لأن أغلب دول أوربا، يتعمدون تجاوز هذه الحقيقة، لأنهم يطمعون في اقتناص الفرص التجارية والاستثمارية في إيران، فيما لو فاز المرشح الأمريكي بايدن، وأعاد تفعيل الاتفاقية الإيرانية النووية مع طهران.

اللبنانيون جميعهم بلا استثناء بما فيهم الشيعة يحملون ميليشا حزب الله مسؤولية انفجار المرفأ، لكنهم لا يصرحون بذلك علناً، لأنهم يعلمون أنهم لو فعلوا فإن التصفية في انتظارهم كما هو أسلوب هذا الحزب الإرهابي مع من يختلفون معه، كما أن القضاة اللبنانيون لا يجرؤون على توجيه أي اتهام له، الأمر الذي جعل النخب اللبنانية تكتفي بالمطالبة بتحقيق دولي لأنهم يدركون أن القضاء المحلي أضعف من أن يتعامل بعدل وشفافية مع هذا الوحش الدموي الكاسر.

وأغلب اللبنانيين، ومنهم عقلاء المنطقة، يخشون من أن يتبوأ المرشح الديمقراطي بايدن المقعد الرئاسي في البيت الأبيض، لأن هذا المرشح سيكمل مسيرة الرئيس أوباما، ويطلق يد ملالي الفرس في المنطقة، وبالطبع سيعوم مسؤولية الإيرانيين عن انفجار الميناء اللبناني، الأمر الذي سيعطي ملالي الفرس الإرهابيون الضوء الأخضر ليعيثوا إرهابا وفسادا في المنطقة، ويكررون غلطة الرئيس الأمريكي بوش الابن عندما قدم لجمهورية الملالي العراق على طبق من ذهب. والسؤال: هل تعلم المنظرون الأمريكيون من غلطتهم الشنيعة أم أن وراء الأكمة ما ورائها؟

إلى اللقاء

 

المطلوب اتفاق استراتيجي أميركي فرنسي في الشرق...القرار الأممي 1559 بشأن لبنان مثل تاريخي على ضرورة وحدة الموقف تجاه معظم الأزمات في الشرق الأوسط

د. وليد فارس/انديبندت عربية/29 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90865/%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b7%d9%84%d9%88%d8%a8-%d8%a7%d8%aa%d9%81%d8%a7%d9%82-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%ac%d9%8a-%d8%a3%d9%85/

    في ربيع 2004، كنت مستشاراً لوفد من الجاليات اللبنانية في العالم كان يزور نيويورك ليطالب بقرار دولي يدعو النظام في دمشق بسحب قواته من لبنان بعد احتلال مباشر لمدة 15 عاماً. واصطدم الوفد بالمجابهة الدولية بين إدارة الرئيس الأميركي حينها جورج بوش ونظيره الفرنسي جاك شيراك، وكانا قد اختلفا بعمق حول الغزو الأميركي للعراق. وكانت المصالح الاقتصادية الفرنسية والألمانية في بغداد قد منعت باريس وبرلين من الانضمام إلى واشنطن ولندن ومدريد في حملتهم لإسقاط صدام حسين.

وعندما اجتمع الوفد الاغترابي مع الإدارة الإميركية فهمنا أنه لا يمكن الوصول إلى قرار في مجلس الأمن من دون موافقة باريس. فاقترحتُ أن نجتمع بالفرنسيين ونسعى لتوافق على لبنان. وهكذا حصل، والتفاصيل في المذكرات. عندها وحّد بوش وشيراك موقفهما في موضوع لبنان، وكانت النتجة إصدار القرار 1559 وبعد ذلك إخراج القوات السورية من لبنان عام 2005. هذا مثل تاريخي على ضرورة وحدة الموقف الأميركي - الفرنسي ليس فقط تجاه لبنان بل تجاه معظم الأزمات الشرق أوسطية.

الملفات الساخنة والمتفجرة الآن في شرق البحر المتوسط وجنوبه جميعها تحتاج إلى توافق إن لم يكن تفاهم بين واشنطن وباريس ضمن حلف الأطلسي. طبعاً لأميركا حجم أكبر وقدرات أوسع على الأصعدة العسكرية والمالية واللوجستية، وكذلك على صعيد الانتشار الاستراتيجي عالمياً. إلا أن لفرنسا أدوار تكميلية بإمكانها أن تلعبها إلى جانب الولايات المتحدة، منها ما يتعلق بتعبئة ألمانيا وأوروبا الغربية إما داخل مجلس الأمن وحتى أحياناً على الأرض في إفريقيا وليبيا ولبنان.

نرى واشنطن تواجه الانفلاش الإيراني في المنطقة من العراق إلى البحر المتوسط، بالإضافة إلى الخليج. ربما المشاركة الفرنسية المباشرة ليست ضرورية إلا أن التأييد الفرنسي في مجلس الأمن حيوي، وهذا ما تحتاج إليه أميركا، ولا توفره باريس وشركاؤها الأوروبيين بسبب التزامهم بالاتفاق النووي الإيراني. وقد رأينا كيف أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لم تتمكن من انتزاع قرار أممي في نيويورك لإعادة عقوبات "سناب باك" على طهران من دون ضغط أوروبا على روسيا.

بالمقابل شاهدنا جهود فرنسا الدبلوماسية تجاه الأزمة في لبنان ومحاولات الرئيس إيمانويل ماكرون ليضغط على حزب الله لحمله على تغيير سلوكه تجاه آلية السلطة في بيروت. و الواضح أنه من دون ثقل الولايات المتحدة لن يكون هنالك أي تغيير استراتيجي في لبنان، لا على الأرض ولا في مجلس الأمن. إن معادلة القرار 1559، التي شاركنا في هندسته جزئياً، هي المعادلة الثابتة حتى إشعار آخر. واشنطن وباريس سويةً لكي تنجح.

وكذلك وقفت فرنسا بقوة أمام الاندفاع العسكري التركي في ليبيا، إلى جانب الجيش الوطني الليبي والتحالف العربي. ووقفت مصر والإمارات إلى جانب باريس لمواجهة الميلشيات الإخوانية. كما نشرت فرنسا واليونان قطعهما البحرية في المتوسط لتمنع بحرية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من سيطرة مطلقة في بحر إيجة وشرقي المتوسط. إلا أن كل التعبئة الفرنسية العسكرية والدبلوماسية لم توقف التمدد التركي من قبرص إلى طرابلس الغرب لأن أميركا لم تضع ثقلها في الميزان، ولم تتصد للتحرك التركي على أي من الجبهات. بل بحسب البعض، فاللوبي الإخواني في وشنطن هو الذي يضعف التفاهمات الأميركية - الفرنسية عبرالمتوسط والشرق الأوسط. لذا، منطقياً، وكما اختبرتُ شخصياً في 2004، فان هذه الملفات تحتاج إلى تفاهم فرنسي أميركي كبير وعميق. فإذا حصل، سيأتي بالإوروبيين إلى هذا المعادلة ويأتى بالتحالف العربي أيضاً، بالإضافة إلى إسرائيل والحلف الاطلسي، إلى محور فولاذي يضع حداُ للانفلاش الإيراني والإخواني في الشرق الأوسط الكبير والمتوسط.إلا أن هكذا معادلة جديدة استراتيجية بين أميركا وفرنسا ثمنها كبير للبلدين. فهي تتطلب من فرنسا أن تتخلى عن الاتفاق النووي الأيراني مع كل ما يدرّ من مداخيل، ويعني أيضاً أنه ينبغي على الولايات المتحدة أن تتخلى عن تأثير اللوبي الإخواني الاقليمي في واشنطن. أميركا تترك المحور القطري، وفرنسا تترك المحور الإيراني ويتم استبدالهما بتحالف أميركي فرنسي يقود المنظومات الأوروبية والعربية والشرق أوسطية ضد الارهاب والتطرف. وهو ما دعونا إليه في عام 2008 في كتابي "المواجهة" قبل أن تأتي إدارة باراك حسين أوباما إلى البيت الابيض، وتُجمد هكذا تصور لثمانية سنوات.

 

ماكرون-رعد: عن «الثنائيّ» في المسألة اللبنانيّة

عبّاس مروّه/ميغافون/29 أيلول/2020

لعلّ ما سُرِّب من لقاء ماكرون- رعد خير دليل على المشكل الأساس في العلاقات اللبنانية- اللبنانية، وخير مؤشّر إلى الحائط المسدود الذي وصلت إليه المبادرة الفرنسيّة.

فأن يقول ماكرون مخاطباً حزب الله بأننا نعرف دوركم وعلاقاتكم، ولكن هل أنتم معنيّون ولديكم الرغبة بإنقاذ لبنان؟ هو واحد من تلك الأسئلة التي لا بدّ من نقاشها مع هذا الحزب ومناصريه، واستلحاقاً مع «أمل» ومناصريها. ولكن لكي يستقيم النقاش مع الثنائي، علينا أن نبتعد عن لغة اعتدناها من المحور السياسيّ المقابل وفهم تكوين هذَيْن الحزبَيْن في بيئتهما، لفهم طبيعة النقاش وتداخلاته. مَن كان على تماس مع هذه البيئة يمكنه تقسيم المركّبات العامة لعلاقتها مع ظاهرتَيْ حزب الله وأمل إلى ثلاث نزعات:

أوّلاً، نزعة المساواة

لم يكن أهل جبل عامل ضمن الخارطة الأساسية لدولة لبنان الكبير (شأنهم شأن أهل أطراف أخرى)، ولكنهم استُلحقوا به. يروي الجنوبيون عن أجدادهم كيف كانوا يعرّجون على الشمال الفلسطيني لقضاء احتياجاتهم. فقد كانت تلك المنطقة امتداداً طبيعياً لهم إلى أن أصبحت فلسطين محتلّة.

فرض عليهم هذا التغيّر اللجوء إلى بيروت حيث عانوا شتّى أنواع التمييز، ولا سيما الطبقي. هذه اللا مساواة كانت سبباً في التحاق الكثير منهم بالأحزاب اليسارية حيث حاكت بعض قيمها كالعدالة الاجتماعية شعور الغبن المعاش.

ثانياً، نزعةٌ تحرُّريّة

باحتلال جزء كبير من الجنوب اللبناني من قبل إسرائيل، تهجّرت غالبية سكان هذه المنطقة وانقطع الكثيرون منهم عن أراضيهم فتوزّعوا على مداخل بيروت يعيشون في بيوت فقيرة تاركين وراءهم زراعتهم وبيوتهم وأراضيهم. في تلك المرحلة، انخرط جزء ليس بقليل منهم بحركات المقاومة الفلسطينية وغيرها من حركات التحرّر، ليس فقط لاقتناعهم بأحقية القضية الفلسطينية، بل أيضاً لانتزاع ما لم توفّره لهم الدولة اللبنانية، إضافةً لشعورهم بخطر التهديد الإسرائيلي المباشر على طبيعة حياتهم.

ثالثاً، نزعةٌ دينيّةٌ ومذهبيّة

عُرف عن شيعة جبل عامل، منذ مئة عام وأكثر، نشاطهم الفقهي بما يخص المذهب الجعفري. فانتشرت في قرى الجنوب مدارس وعوائل فقهية كآل الأمين وشرف الدين وغيرهم، إلى أن شكّل ظهور موسى الصدر بداية تبلور مشروع سياسي. بخطاب إنساني وحقوقي وديني، حفَّز الصدر جزءاً كبيراً من شيعة لبنان للعمل السياسي والمطلبي والتفلُّت من الإقطاع المتمثّل بآل الأسعد وحمادة وعسيران وغيرهم.

مع اختفاء الإمام  الصدر العام 1978، دخلت «أمل» ومناصروها  بصفتهم الطائفية لا الإقطاعية إلى دائرة القرار السياسي تحت إشراف نبيه بري. ووجه ظهور حزب الله بمعارضة عنيفة في بيئته، وذهب نتيجة ذلك أكثر من ألفَيْ قتيل في معارك «الإخوة الأعداء». لاحقاً، ومع ضمور الاتحاد السوفياتي وأفول نجم الأحزاب اليسارية، استطاع حزب الله السيطرة على النزعة التحرّرية، كما استطاع  تحويل النزعة المذهبية في اتجاه آخرَ. فقد كان لتقديم ولاية الفقيه في الأدبيات المذهبية الشيعية بالغ الأثر في اختلاط النزعات الثلاث وتعقيدها. وأدّى استبدال المرجعيات الفقهية العاملية أو النجفية بالمرجعية الفقهية الإيرانية إلى تداخل الدين بالسياسة بالحماية والتحرير والسيطرة.

حن هنا إذاً بصدد ثلاثة مفاهيم: المساواة والحماية والمذهبية.

في المسألتين الأولى والثانية، هناك هامش كبير للنقاش، إلا إن الصعوبة تكمن في المسألة الثالثة. فقد حوّل البُعد العقائدي لولاية الفقيه وظيفة الحماية إلى أداة لاستدامة التبعية، كما حوّل مطلب المساواة إلى قوّة هيمنة. فلو كان حزب الله حزباً متعدّد الطوائف مموَّلاً داخلياً، لما كانت المسألة بتعقيد كونه حزباً ذا لون مذهبي واحد، تقبع مرجعيّته الفقهية والمالية على رأس الهرم في دولة أخرى.

وعليه، وبالرغم ممّا يمكن اعتباره خصومةً ومآخذ على سلاح تمتلكه فئة من اللبنانيين حصراً، إلا أنّه علينا حين نودّ مناقشة دوره وحدوده ومستقبله أن نأخذ النزعات الآنفة الذكر بالحسبان. فأن تكون ولدتَ في وسط مهمّش، وأن تكون من منطقة احتُلَّت وحُرِّمَت عليك لعقدين من الزمن، وأن تكون قد رأيتَ أهلك وذويك يقفون في شمس الصيف في ساحة القرية بانتظار عميل مقنَّع ليفتن ببعضهم، فهذه ليست قصصاً متخيَّلة. إنّها قصص عاشها أهل الجنوب وقاوموها لفترة طويلة، فرسخت في أذهانهن وأذهان أبنائهم.

بيد أنّ ما يجعل النقاش مُنهِكاً هو ذلك التوجّس القاتل لدى جماهير الثنائي ممَّن يحاول مساءلة ممارساتهما. فإذا سلّمنا جدلاً بأنه ليس بمقدور أحد اليوم، ولا ضمن أجندته، نزع السلاح بالقوة،

كيف لنا أن نفتح مع حزب الله نقاشاً حول مفهوم المساواة والحماية؟

كيف لنا أن نفصل في العمل السياسي بين ما هو ديني وما هو دنيوي في مجتمع متعدّد المعتقدات؟

كيف لنا أن نغضّ النظر عن أموال تأتي من الخارج لتدفع ثمن سلاح ورواتب مقاتلين دون أن نسأل عن الأثمان في المقابل؟

كيف لنا أن نقبل ممارسةً أقلّ ما يقال فيها بأنها فوقية بالتعامل مع من يختلفون معهم بالرأي؟

لعلّ كلّ هذه الأسئلة افتتحها ماكرون بسؤاله: هل تعتبرون أنفسكم معنيّين بإنقاذ لبنان؟

إنّها أسئلة ليست سهلة، ولا شكّ أنّ صعوبتها تزداد حين تُطرَح مِن قِبَل لبنانيّين يريدون العيش مع من ينتظرون منهم إجابات، وليس مِن قِبَل زائر يرى فينا فرصة في سياقات دولية.

 

مسؤولون أمريكيون يتوسطون في محادثات الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان

إهود يعاري, سايمون هندرسون, و حنين غدار/معهد واشنطن/29 أيلول/2020

بعد ما يقرب من عقد من الجهود الدبلوماسية الحثيثة، نجحت الولايات المتحدة في التوسط لإبرام اتفاق بين إسرائيل ولبنان لبدء مفاوضات رسمية بشأن ترسيم الحدود البحرية بينهما. وباستثناء حدوث تغيير في موقف بيروت في اللحظة الأخيرة، من المقرر أن تبدأ المحادثات في أوائل تشرين الأول/أكتوبر بعد انتهاء الأعياد اليهودية. وبرعاية وفد أمريكي، سيلتقي ممثلو الدولتين في مقر "قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان" ("اليونيفيل") في الناقورة. كما سيحضر الجلسات مقرر للأمم المتحدة بناء على إصرار لبنان، لكن ملاحظاته لن تُرفع إلى الأمم المتحدة بسبب اعتراض إسرائيل.

وتم تحقيق الانفراجة بعد أن قام مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر بزيارة القدس وبيروت في وقت سابق من هذا الشهر. وللتغلب على الخلافات المستمرة بين الطرفين بشأن الأساس القانوني وشكل المفاوضات، أرسلت الحكومة الأمريكية خطابات جانبية قدّمت فيها ضمانات لكلا البلدين. وتتعلق إحدى المشاكل العالقة بإمكانية الربط بين القرارات البحرية والترسيم النهائي للحدود البرية بينهما، خاصة فيما يتعلق بالمنطقة الصغيرة التي تسميها إسرائيل جبل دوف، بالقرب من مزارع شبعا على سفوح جبل الشيخ.

وكان قد تم أساساً تفويض وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس بإبلاغ لبنان بأن حكومته مستعدة لتقسيم 860 كيلومتر مربع من الأراضي البحرية المتنازع عليها بنسبة 58:42 لصالح بيروت. ويتطلع اللبنانيون إلى شركة "توتال" الفرنسية لبدء عمليات الحفر في "البلوك رقم 9" المجاور للمنطقة المتنازع عليها، بينما تُعدّ إسرائيل مناقصات دولية في بلوك "ألون د" المجاور.

انقر على الخريطة للحصول على نسخة أكبر.

إن المتحدث الرئيسي باسم الجانب اللبناني في هذه العملية هو رئيس مجلس النواب المسلم الشيعي نبيه بري، الذي تصرَّف بموافقة الرئيس ميشال عون، ويفترض أيضاً بالموافقة الضمنية لـ «حزب الله». ومن المرجح أن الانهيار المالي الذي يشهده لبنان أدى إلى تسريع الجهود التحضيرية لوزارة الخارجية الأمريكية. ومن ناحية أخرى، يعتقد المسؤولون الإسرائيليون أنه بمجرد الموافقة على خط ترسيم الحدود وبدء لبنان في التنقيب عن الغاز الطبيعي، فسوف يتضاءل الخطر على منصات الغاز البحرية الإسرائيلية بشكل كبير.

وبينما تتعاون مصر والأردن مع إسرائيل في مشاريع الغاز منذ بعض الوقت، شكّل التعامل مع لبنان معضلة. فتحديات الحدود البحرية هي ذات طبيعة قانونية وجيولوجية على السواء. ويتمثل الشرط الاعتيادي الأول في الاتفاق على الحدود البرية من أجل تحديد مكان التقائها بالبحر. لكن في هذه الحالة، لا تزال النقطة الحدودية (الفاصلة) ذات الصلة - "روش هنيكرا"/"رأس الناقورة" - منطقة متنازع عليها من الناحية الفنية وتنتهي بجرف أبيض شاهق من دون شاطئ.

فضلاً عن ذلك، وفي حين أن قبرص المجاورة لها حدود بحرية متفق عليها مع إسرائيل، إلا أن محاولاتها للوصول إلى اتفاق مشابه مع لبنان تعثرت بسبب الضغوط التركية على بيروت. ورداً على ذلك، قررت نيقوسيا المستاءة رسم حدودها مع إسرائيل من الجهة الجنوبية للخط الذي كانت تأمل في رسمه مع لبنان. ومن وجهة نظر بيروت، فإن ما يسمى بـ "النقطة الثلاثية" التي تلتقي فيها المناطق الاقتصادية الخالصة للدول الثلاث تقع أبعد من ذلك جنوباً. وبالتالي، ستتم مناقشة هذا الجزء المتنازع عليه من الأرض خلال المحادثات المقبلة.

ولم تقم إسرائيل بعد بالتنقيب في المنطقة المتنازع عليها، لكن الاستكشافات القريبة في الجنوب أضفت تفاؤلاً باحتمال وجود مكامن موارد هيدروكربونية بكميات تجارية في أعماق قاع البحر. وعلى الرغم من أنه قد ينتهي الأمر بمثل هذه المكامن بتجاوز أي حدود بحرية قد يتمّ التوصل إليها خلال الأسابيع المقبلة، إلا أن هذه التعقيدات تنشأ في العديد من الأماكن حول العالم، وهناك نماذج قانونية للاستغلال المشترك.

وبالنظر إلى الوضع المالي السيئ في لبنان، تُعتبر المحادثات بمثابة خبر سارّ للبلاد لأن الحدود المتفق عليها يمكن أن تعود بالفائدة على الاقتصاد على المدى الطويل. ومع ذلك، قد يتم إبطال هذه الفوائد إذا ما سُمح لـ «حزب الله» بالحفاظ على نفاذه الحالي إلى معظم الوزارات الرئيسية في لبنان، لأن الحزب وحلفاءه سيستفيدون من دون شك من تحقق أي عائدات من النفط والغاز. فمن ناحية إذاً، من المهم حماية اتفاق ترسيم الحدود البحرية من الضغوط الأمريكية المتعلقة بعملية الإصلاح السياسي في لبنان. ومن ناحية أخرى، من الضروري أن تفهم واشنطن أن الطبقة السياسية الفاسدة هي التي ستستفيد فقط من الاتفاق ما لم يتم إجراء تغييرات جادة في الهيكل السياسي للبنان - مما يعني دعم الانتخابات المبكرة وسن قانون انتخابي جديد، فضلاً عن تنفيذ الإصلاحات المنصوص عليها خلال اجتماع باريس في كانون الأول/ديسمبر الماضي ومؤخراً أيضاً.

ولطالما أجاد «حزب الله» شراء الوقت عندما يكون محاصراً. ومع تراكم العقوبات ضد الحزب وحلفائه المحليين وإيران، يخشى بعض المراقبين في لبنان من أن تكون المحادثات البحرية مجرد آخر محاولة لتعطيل أي إصلاحات فعلية وتجميد المزيد من الضغوط الخارجية. لذلك يجب على واشنطن أن تواصل جهودها لفرض عقوبات على أفراد من الطبقة السياسية الفاسدة وأن تُظهِر للشعب اللبناني أن هذه الصفقة تصبّ في مصلحته وليس في مصلحة محور «حزب الله».

وأخيراً، من المهم ملاحظة أن الدافع نحو إبرام اتفاق بحري محتمل لا يندرج ضمن عملية التطبيع الأخيرة بين إسرائيل ودول عربية أخرى. ومن وجهة نظر «حزب الله» والحكومة اللبنانية الحالية، لن يعكس ترسيم الحدود البحرية أي تغيير في موقفهما تجاه إسرائيل أو الحدود البرية لـ "الخط الأزرق" الذي رسمته الأمم المتحدة في أعقاب حرب تموز/يوليو عام 2006. ومع ذلك، قد يزيل خطراً واحداً على الأقل، وهو: أن أي مواجهة مستقبلية مع «حزب الله» ستطال بالضرورة حقول الغاز البحرية لإسرائيل.

*إيهود يعاري "زميل ليفر الدولي" في معهد واشنطن ومعلق محنك في التلفزيون الإسرائيلي. سايمون هندرسون هو "زميل بيكر" في المعهد ومدير "برنامج برنستاين لشؤون الخليج وسياسة الطاقة". حنين غدار هي "زميلة فريدمان" في " برنامج غيدولد للسياسة العربية".

 

"موت ولا تحتار حرقنا الأسعار"...إحجز تابوتك قبل نفاد الكمية

زيزي إسطفان/نداء الوطن/29 أيلول/2020

عزيزي المواطن اذا كنت تشعر انك تكاد تموت فقعاً وقهراً وقرفاً من هذا البلد وما آلت إليه حاله، او تشعر ان سياسيينا يحفرون قبرك ويقودونك نحو الهلاك بأيديهم، فالفرصة متاحة أمامك اليوم للاستفادة من عروضات قد لا تتكرر ومن تحطيم أسعار يجعلك تموت راضياً مطمئن البال، بأنك أخيراً استطعت ان تتحدى الدولار وغلاء الاسعار وأنك اقتنصت فرصة لا تعوض، قد لا تتاح لسواك لتنعم بواسطتها بآخرة فاخرة يحسدك عليها كثيرون.

لمسات أخيرة

قد تتساءل عزيزي المواطن ما الداعي لجلب سيرة الموت الآن في خضم محاولاتنا البائسة للخروج من إحباطنا وهزائمنا وبحثنا عن بصيص ضوء تعدنا به الأم الحنون؟ القصة وما فيها أن الفرصة سانحة امامنا جميعاً نحن الذين نتكوّى على نار الموت البطيء ان نستفيد من سحق أسعار على التوابيت الخشبية، التي ستضمنا حين يضمحل كل شيء من حولنا ويموت الجسد بعد ان ماتت الأحلام والآمال. نعم تحطيم اسعار في عرض مغر لا مثيل له أطلقته مؤسسة عازار للوفيات في زحلة، وقامت بتنزيلات كبيرة على الصناديق الخشبية لتتيح للجميع الحصول على صندوق العمر الضائع بأنسب الأسعار.

الإعلان المثير للإهتمام

أسعار تشجيعية

هل هي تصفية نهاية الموسم؟ موسم الموت المجاني والقتل الجماعي؟ ام هو أوكازيون لتصريف بضاعة بات يصعب على المشترين اقتناءها رغم الحاجة الملحة إليها؟ الجواب عند جوزيف عازار صاحب مؤسسة عازار للوفيات الذي لم يجد حرجاً من نشر خبر على صفحته الخاصة على فيسبوك، يعلن فيه عن حرق اسعار الصناديق (وهي الإسم التقني للنعوش او التوابيت) وبيعها بالـ"رسمال" بدءاً من 800000 ليرة لبنانية للسطح العادي وصولاً الى 1،500،000 للذي يحمل رسم العشاء السري، مروراً بـ 1،200،000 لرأس المسيح او رأس العذراء... تشكيلة واسعة من الصناديق مع صورها يعرضها عازار على صفحته في حملة تسويقية اثارت الكثير من التعليقات الساخرة كما الشاجبة كان أبرزها "مع عازار موت وما تحتار، ما تخاف من الغلا، حرقنا الأسعار". كثر سألوا بسخرية إن كان بالإمكان حجز الصندوق اليوم ودفع ثمنه الآن في انتظار حلول الساعة، أو إذا كان من الأفضل ان يموت المرء قبل انتهاء العرض وتساءلوا حتى متى يبقى العرض قائماً لمعرفة كم لديهم من وقت للإفادة منه. الموت حق، يقول عازار، وكلنا على هذا الدرب سائرون، صحيح ان الإعلان كان صادماً بعض الشيء لكنه اخذ ضجة كبيرة، والهدف منه كان إنسانياً بحتاً. ويشرح عازار ان أحد اصدقائه يملك كمية كبيرة من الخشب أراد بيعها بداعي السفر، فحصل هو عليها بسعر مناسب جداً واراد أن يعمم الخير على الجميع فلا يستفيد منه وحده بأنانية وطمع. لجأ الى تحويل الخشب صناديق بمساعدة نجار يتعامل معه عادة واستطاع بذلك توفير الكثير من كلفتها وبيعها بأسعار مخفّضة. نسأله هل حجز أحدهم منها مسبقاً ليستفيد من العرض؟ يضحك قائلاً: لا أحد "يتموّن" صناديق في لبنان لكن في أميركا حيث يعمل أخي في المصلحة نفسها، يتهافت الناس ما إن تجري محلات دفن الموتى او السوبر ماركت عرضاً خاصاً على حجز التوابيت ودفع ثمنها ليضعوها في المستودع، تخطيطاً لدفن قد لا يتواجد فيه إلا صاحبه في غياب "اللمة" العائلية التي تميزنا في لبنان.

مَوتُ اللبناني بـ"اللبناني"

ولكن إذا كانت الأسعار المذكورة على الصفحة أسعاراً محروقة فكم تبلغ الكلفة الحقيقية للصناديق؟ الكلفة تتوقف على نوعية الصندوق وما إذا كان محلياً أو مستورداً. فالمستورد بحسب السيد متري الفلوطي صاحب أقدم وأشهر مؤسسة لدفن الموتى في بيروت يأتي من كندا أو إيطاليا، وسعره بالدولار يتراوح بين 3500 و 6000 دولار للصندوق الواحد، لكن هذا النوع من الصناديق صار "لوكس" قلة من المقتدرين يمكنها تحمل كلفته بالعملة الصعبة، لذا يقول الفلوطي لم نعد نشحن صناديق حالياً من الخارج لعدم قدرتنا على الدفع بالدولار ونحاول تصريف ما عندنا. هل تسعر الصناديق بالليرة ام بالدولار نسأل وكيف يدفع الناس ثمنها وكلفة الدفن ككل؟ لا شك أن الثمن بات بالليرة اللبنانية ولكن وفق سعر الدولار بالسوق السوداء، فالموت ليس مدعوماً من مصرف لبنان رغم إنه اكثر السلع إلحاحاً على ما يبدو. لكن الفلوطي وتحسساً منه مع الناس يقيس وضع الزبون ويحتسب الدولار ما بين 2500 او 4000 ليرة حسب قدرة هذا الأخير المادية. لكنه قادر على تأمين كافة لوازم الدفن للفقير بمبلغ لا يتخطى 150$ أي ما يعادل 1,750,000 وصولاً حتى 2,500,000. كل اللوازم ارتفع سعرها ولا سيما الصناديق والورق المستخدم في "أوراق النعوة" والباقات والأكاليل التي ارتفع فيها سعر الأزهار والإسفنج والحشائش.

المستورد نزل عن الرف

نعود الى عازار لنسأله عن سوق الصناديق المستوردة في زحلة، علّهم هناك ما زالوا متمسكين بتقاليد الدفن ومستوياته. فيؤكد ان "سوق المحلي أقوى من سوق الأجنبي" وأن الصناديق المستوردة قد "نزلت عن الرف" ولم يعد أحد يشتريها، ولا سيما وأنه لا يخفض من سعرها مطلقاً نظراً لكلفتها العالية ومصاريف شحنها وجمركها ولا يبيعها إلا بالدولار، "باللبناني ما بتوفّي معه"، ولا يمكنه استيراد غيرها في بلد يمكن ان يصل فيه الدولار الى 50000 ليرة. ألا يشتريها اغنياء المنطقة؟ "يلي معه مصاري ما بيموت"، يقول عازار، "والدليل على ذلك كل السياسيين في لبنان...".

كلفة الدفن والتعازي صارت لا شك مرتفعة جداً فكل اللوازم ارتفعت اسعارها بشكل جنوني. القهوة، الماء، السندويشات، المشروبات الغازية، المحارم الورقية وما الى ذلك من مستلزمات تضاعفت اسعارها مرات عدة، وبات أهل الفقيد يفتشون عن وسائل للتوفير والاقتصاد ما فكروا يوماً ببلوغها. فالدفن، بحسب عازار، بات أخيراً اشبه بالزفاف لما يتضمنه من "عنطزة"، بحسب قوله، او مبالغة حسب قولنا: نشر ستاندات الأزهار الكبيرة المكلفة، تسيير أربع او خمس سيارات سوداء خلف الفقيد، اعتماد اشهر المطاعم لتأمين "لقمة الرحمة" وما الى ذلك من مظاهر بذخ وترف.

الوداع الأخير

في السنة المنصرمة يؤكد عازار انه التزم دفناً تجاوزت كلفته 18000 دولار على تسعيرة 1500، اما اليوم فدفن مماثل قد تتخطى كلفته 150 مليون ليرة... لكن مع تنامي أزمة الليرة تبدل الأمر وتغيّرت الحال وبات الاختصار والتوفير سيّدَي الموقف. السندويشات تُلف في البيت ومياه الشرب من الغالونات البلاستيكية الكبيرة والتعازي ليوم واحد فقط، اما أوراق النعوة فيلصقها اهل الفقيد وأصدقاؤه بأنفسهم على الأعمدة والجدران ومداخل البنايات... ولأن المصائب يمكن ان تأتي بالخير احياناً فإن ازمة كورونا وفرت على الناس الكثير من مصاريف الدفن، والعزاء الذي بات يقتصر على يوم واحد وعدد مختصر جداً من المشاركين فكأن الله سبحانه وتعالى "يضرب بيد ويستلقي باليد الأخرى". على الرغم من كل التخفيضات والعروضات ما زال هناك الكثير من الفقراء المعدمين الذين لا يستطيعون تحمل كلفة فقدان حبيب او قريب وأعدادهم الى تزايد مضطرد، فماذا يفعل هؤلاء وكيف يدفنون موتاهم؟ العالم لا يزال بألف، خير يقول عازار والفلوطي. فمن لم يكن قادراً على تحمل تكاليف الدفن يجد دائماً من يقف الى جانبه من رجال دين و"أولاد حلال" ومؤسسة دفن الموتى. الكل يتساعد ويقدم خدماته مجاناً، والعونة معروفة في لبنان، شرط ان تكون العائلة محتاجة حقاً والفقيد معدم. فإكرام الميت دفنه، كما يقال، ولا يمكن ان يُترك أحد من دون تأمين دفن لائق ولو بأدنى مستوياته. ولعل بادرة عازار قد تفتح الباب للجمعيات الخيرية الكثيرة العاملة اليوم في بيروت لمطالبة الجهات المانحة بإرسال الأخشاب للصناديق بدل الألمنيوم والزجاج لترميم البيوت.

 

"الدولار الطالبي" يسلك طريقه إلى اللجان المشتركة وينتظر قرار الهيئة العامة/القضاء يقونن منع "التحويل إلى الخارج" ويشرّعه كـ... "خدمة"

خالد أبو شقرا/نداء الوطن/29 أيلول/2020

هل يُقر "الدولار الطالبي" قبل اقفال باب التسجيل في الجامعات الاجنبية؟

لا شيء يمنع المصارف اليوم من تسديد مستحقات مودع ما بالدولار نقداً. كما لا شيء يردعها من رفض اعطاء عميل آخر دولاراً واحداً من حسابه بالعملة الأجنبية، واستبدال طلبه بشيكٍ مصرفي بالدولار أو بالليرة اللبنانية مضروبة بـ 3900 ليرة، إلى حد معين شهرياً. هذه الاستنسابية غير المحكومة بقوانين، تربك المودعين وتدفعهم إلى عمل المستحيل لتحصيل حقوقهم عبر القضاء، الذي لم ولن يستجيب في ظل وجود ثغرة في قانون النقد والتسليف تسمح للمصارف النفاذ منها. التحويل الى الخارج

معلّق قضائياً

قبل أيام رفضت محكمة الامور المستعجلة في بعبدا دعوى تقدم بها مودع بحق بيبلوس بنك، أراد منها الزام المصرف تحويل 6010 يورو من حسابه إلى جامعة في بلجيكا لتسديد قسط ابنته السنوي، بالاضافة إلى تسديد 431 يورو شهرياً كبدل ايجار مسكن. الدعوى أرفقت بكل المستندات المطلوبة وبتحذير من الجامعة بامكانية فقدان الحق بالانتساب اليها إن لم يُدفع المبلغ قبل 15 أيلول، وتحميل الطالبة غرامات عن كل يوم تأخير.

بعيداً من سرديات الدعوى وتفاصيلها، فان القضاء لم يرَ ان المصرف مذنب. فالاخير أبدى استعداده لتسليم المدعي المبلغ المطالب به بموجب شيك مصرفي. وان الشيك المصرفي برأي المحكمة "يعتبر وسيلة ايفاء مبرئة لذمة المدين، ولا يرد على ذلك بان الايفاء بتلك الوسيلة لا يتمتع بالصفة المبرئة في الوضع الراهن كونه لا يؤمن للدائن السيولة اللازمة، ولا يؤدي إلى ايفاء دينه في الخارج. لان من شأن ذلك ان يجرد الشيك من قيمته كوسيلة ايفاء أقرّها القانون". كما ان الطلب لا ينطبق عليه تعميم مصرف لبنان 153 الذي يسمح للمصارف بتحويل الاموال من الحسابات الجارية بالدولار إلى الخارج لصالح الطلاب. ذلك لكون الطالبة لم تكن مسجلة ومقيمة في الخارج قبل العام 2019. وهي برأي القضاء "تقدمت بالطلب وهي على علم بصعوبة اجراء التحاويل المالية. ولا يمكنها التذرع بالعجلة القصوى كونها هي من وضعت نفسها بمعرفتها الكاملة في حال الاستعجال".

التحويل خدمة قد تفلس المصارف

النقطة الأبرز برفض الدعوى كان ارتكاز الحكم على ان "العقد بين المصرف والمودع لا يتضمن أي موجب يلزم المصرف اجراء عملية التحويل المطلوبة رغماً عنه في حال رفض اجراءها". وبحسب المحامي المتخصص في الشأن المصرفي عماد الخازن فان "عملية تحويل الاموال إلى الخارج تعتبر خدمة تندرج ضمن نطاق الخدمات المصرفية التي يقدمها البنك. وهي تشبه اصدار بطاقة الاعتماد أو ارسال الرسائل النصية وغيرها الكثير من الخدمات. وبالتالي إذا لم يكن عقد العميل مع المصرف يتضمن هذه الخدمة فان للمصرف كامل الحق بعدم تنفيذها". وبحسب الخازن فان "عدم وجود تعامل تجاري متتابع مع المصرف او تحويل متكرر لاقساط دراسية مثلاً كل فترة، هي ضعف حجة العميل في حال أراد تحويل مبلغ على شكل فجائي". ومن وجهة نظر الخازن فان "المصارف لا ترفض التحويل بشكل اعتباطي وشامل، بل تمتنع عن تحويل مبلغ من الحساب بالذات ولا ترفض على سبيل المثال تحويل الاموال النقدية الطازجة في حال احضرها العميل". أما السبب برأيه فهو "عجزها عن تلبية كافة الطلبات وتراجع السيولة لديها بالعملات الاجنبية الى الحدود الدنيا، خصوصاً بعدما استنزفت خلال الاشهر الماضية كل الاموال وحتى اموالها الموجودة لدى المصارف المراسلة في الخارج".

إنطلاقاً مما تقدم فان "الحكم لصالح المودع مرة قد يفتح على المصارف الباب أمام آلاف الدعاوى التي قد تتسبب بانهيار القطاع المصرفي"، يقول الخازن. وهذا ما يعرف بالـ "raison d'ιtat" حيث تغلب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة حتى لو اتت الاحكام والقرارات غير عادلة بحق المودعين".

الدولار الطالبي يصل إلى اللجان المشتركة

بالنظر إلى عدد المودعين الهائل في المصارف اللبنانية وحجم الودائع بالدولار الاميركي الذي يتجاوز 120 ملياراً، نرى ان الاكثرية قد توقفت عن محاولة تحصيل اموالها بالعملات الأجنبية عنوة. وقد لجأت بدلاً عن ذلك إلى التحايل الشرعي لتحصيل اموالها عبر شراء العقارات والاراضي والاصول، أو غير الشرعي من خلال شراء السلع المدعومة بالليرة اللبنانية واعادة بيعها إلى سوريا للحصول على الدولار الطازج. أما القلة المتبقية فلا تطلب اكثر من تأمين الامور الاساسية كالايجارات والضرائب في الخارج وأكلاف الاستشفاء والتعليم. ومن هؤلاء برزت أخيراً "لجنة أهالي الطلاب اللبنانيين الموجودين في الخارج" التي رفضت قرار مصرف لبنان الاساسي رقم 13257 تاريخ 19/8/2020. فالتعميم يسمح للمصارف إجراء تحويل اموال من حسابات عملائها الجارية بالعملات الاجنبية فقط الى الخارج لتأمين سداد اقساط تعليمية وبدل ايجار بسقف 10 آلاف دولار سنوياً. يشترط ان يكون الطالب مسجلاً في مؤسسة تعليمية ومقيماً في الخارج قبل العام 2019.

هذا الغبن دفع مجموعة من النواب إلى تقديم قانون معجل مكرر لتأمين الدولار الطالبي على سعر 1515 للجميع من دون استثناء. القانون المعجل المكرر أقر اليوم (الأمس) حديثاً في اللجنة الفرعية المصغرة في مجلس النواب المولجة دراسته. وقد نص على حق كل طالب مسجل في الخارج قبل العام 2019 ويملك أو ذووه حساباً مصرفياً بالدولار أو الليرة بتحويل 10 آلاف دولار إلى الخارج على سعر 1515 لتسديد الاقساط وتأمين المعيشة. وبحسب عضو اللجنة النائب د. بلال عبدلله فان "حصر القانون بالطلاب القدامى مرده إلى اخذ اللجنة ظروف البلد الاقتصادية وقدرات المصارف بعين الاعتبار". أما عن استثناء من لا يملك حساباً مصرفياً من تحويل الاموال على سعر 1515 فاعتبر عبدالله ان "هذه الفئة من الاهالي نسبتها قليلة جداً بالمقارنة مع من يملكون حسابات مصرفية. وعلى الرغم من حقهم بالاستفادة من الدولار الطالبي المدعوم، إلا ان اقرار هذه النقطة كان من شأنه تطيير القانون وحرمان الشريحة الاكبر من الطلاب من إكمال تعلّمهم في الخارج".

"الكابيتال كونترول" مؤجل

أمام هذا الواقع يبرز السؤال عن جدوى استمرار تأخير قانون "الكابيتال كونترول" الذي من شأنه أن يضع حداً لكل التجاوزات ويوزع الخسارة بشكل عادل على جميع المودعين. وبحسب أحد المصادر فان "أسباب عدم اقراره هي سياسية بامتياز، وتتعلق بوجود مصلحة عند بعض الجهات المؤثرة ببقاء الامور كما هي عليه". أما من الناحية التقنية فيرى الخازن ان "عدم قدرة المصارف على تطبيقه مهما كان قاسياً يشكل عائقاً جدياً امام وضعه موضع التنفيذ. فالنظام المصرفي في الظروف الحالية وفي حال عجز الدولة عن تسديد مستحقاتها، سيكون عاجزاً حتى عن تحويل الجزء الذي يجيزه "الكابيتال كونترول" لصالح المودع".

بين الحق الشخصي والمصلحة العامة، يغرق البلد كل يوم اكثر من الذي سبقه في دوامة من الفشل والانهيار. فيما الحل المتمثل في الاصلاحات في القطاع العام والمصرفي يقف على بعد خطوة واحدة. فهل تمتلك الطبقة السياسية الجرأة لتخطو باتجاه الاصلاح أم تترك الناس فريسة دوامة الانهيار الشامل؟

 

عندما تغتال "الثنائية" الشيعية الوطنية... وتسير في "تشييعها"!

علي الأمين/نداء الوطن/29 أيلول/2020

المشهد السافر الذي ظهر مع اعتذار السفير مصطفى أديب عن تأليف الحكومة، هو أن الثنائية الشيعية بقيادة "حزب الله" تختطف لبنان وتمنع انقاذه من الانهيار الشامل الذي يتهدده.

غير ان التلاعب اللاأخلاقي وحتى اللاشرعي بمصير الطائفة كان بدأ منذ عقود، مع هيمنة الوصاية السورية الايرانية على لبنان لعقود مضت، وهي رسخت المحاصصة الطائفية التي استغلتها الثنائية أخيراً للاستئثار بحقيبة المالية وبالتالي تعطيل المبادرة الفرنسية.

آثرت "الثنائية الشيعية" استبعاد الأبناء عن طائفتهم الوطنية وتصفيتهم و"تشييعهم" كرمى لولاية الفقيه من اجل أحقاد وغايات ومآرب لا علاقة لها بالتشيع ولا بالمذهب الشيعي الجعفري.

تحول لبنان الى ورقة كما تحول الشيعة اللبنانيون في مسرح السلطة الى ورقة بيد الديكتاتور ومشغليه، لم يسبق ان كانت الطائفة على هذا القدر من التردي السياسي، جرى افراغها من كل ما يتصل بمفهوم التنوع والحيوية السياسية والاجتماعية، ايّ من جوهر ميزة التشيّع قبل ولاية الفقيه، اي الاجتهاد.

ما تعرضت له الطائفة هو الترسيخ الخبيث لمفهوم الأقلوية في وجدان ابنائها، عبر تعزيز ثقافة سياسية مذهبية، ترسخ فيهم مفهوم الانفصال عن المحيط، والخوف من كل ما يحيط بهم، والتحول الى كتلة بشرية مسوّرة بزنار من السلاح.

لعل الهزيمة الفعلية هي في هذا السقوط المريع والذي سيكون مدوياً في المدى القريب، سقوط نظرية السلاح بكل ما احاط بها من ديماغوجية واستقواء واستعراض، وتغييب لكل حيوية فكرية او سياسية ثقافية طالما كانت الجماعة الشيعية مسرحاً لتفاعلها منذ نشأة دولة لبنان الكبير والى ما قبل استحكام الأحادية بالجماعة الشيعية بمظلة ولاية الفقيه والاستقواء بالسلاح. انه سقوط لمقولة ان "القوة هي في امتلاك السلاح والصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة".

‏المواطن السوري الموالي لنظام الأسد، يبحث عن كسرة خبز فلا يجدها، ولكن يجد بشار الاسد منتصراً ومنتشياً، انها الهزيمة بعينها، حين يفصل رئيس الدولة بين قصره وحاشيته الفاسدة من جهة وبين شعبه المنكوب والجائع، ما معنى ان تكون رئيساً ومسؤولاً لشعب منكوب، ان تزيد من جوعه والمه وتشرده؟ على هذا المنوال يسير اللبنانيون في طريق سلطة الفساد والافساد والنهب، لقد جرى تدمير الاقتصاد والدولة تحت ظلال السلاح.

لا معنى لكل الشعارات والادعاءات بالمقاومة حيناً ومحاربة الارهاب حيناً آخر، اذا كان المستقوون بها على شعبهم، لا يستفزهم نهب المال العام ولا الفساد والافساد، بل يبررونه ويمارسونه بذريعة الوحدة والمقاومة، بل يبتهجون بضعف الدولة واضعافها وتعظيم الدويلة.

هنا البؤس والانهيار والهزيمة.

حين يأنس الديكتاتور بالمصفقين له، وهذا وصف متساهل لنماذج حكامنا في لبنان، حتى لا نقول رؤساء عصابات ومافيات، تغويه لعبة التصفيق والتأليه والتنزيه، وهكذا تتحول السلطة الى فعل اشباع للأنا القاتلة، ولعل المأساة اللبنانية، شاهد على هذا النزوع لدى متزعمي الطوائف "المعصومين" المعتدّين بانهم أقوى من الدستور والقانون وأعلى من قواعد الدولة وشروطها.

على هذا المنوال جرى اختزال المواطنين والطوائف والمذاهب، ولكن المأساة الكبرى تكمن في ما آلت اليه الطائفة الشيعية التي صارت "ببراعة" زعيمها ومعاونه محاطة بالاعداء من كل صوب، لا رأي ولا عقلاء ولا اجتهاد، ولا تبصر ولا حكماء ولا رأي فيها لعاقل او حكيم، لا مجلس فيها ولا رفيق يؤنس وحدة الزعيم، لعل ابرز ما يميّز مسار استحكام الأحادية في الطائفة الشيعية ومصيرها ومسارها، ان ما يمكن ان نطلق عليه النخبة الشيعية اصطلاحاً، باتت اما خارج البلاد، او منكفئة امام سلاح التكفير والتخوين والغوغاء، ولعل المفارقة أنه في زمن صعود السلطة الدينية، يفتقد الشيعة اليوم اي حضور لأي نموذج في هذه المسيرة لشخصية تحظى بحضور عربي أو اسلامي وحتى لبناني، يتجاوز حدود العزلة وثقافتها.

يفتح مشهد ما يسمى الثنائية الشيعية، بمعنى ادق الأحادية الشيعية، في زمن سيطرتها ونفوذها، على واقع فيه الكثير من الخداع والالتباس، بل على حقيقة الجدار الذي وصلت اليه، وهي تقف امام الحقيقة العارية، تلك الحقيقة وبعد اربعين عاماً على بدء صعودها، تجد ان ما قدمته من نماذج على صعد بناء الدولة والحياة، امام فراغ هائل، يملؤه وهم القوة المذهبية التي لا تنتج الا استقواء على بقية المواطنين، وتراكم خوف مقيم من كل ما يحيط بها.

 

"اليونيفيل" في بيروت "بروفا" تدويل إنطلاقاً من العاصمة؟

ألان سركيس/نداء الوطن/29 أيلول/2020

مرّ خبر إنتشار "اليونيفيل" في بيروت مرور الكرام، ومنذ انفجار 4 آب حطّت قوات تابعة لدول عدّة في العاصمة اللبنانية لتأمين الدعم اللوجستي والتقني.

"نشرت قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل) مفرزة تضم قوة متعددة الجنسيات في بيروت لمساعدة السلطات اللبنانية"، بهذا الشكل أتى الخبر يوم الأحد على الموقع الإلكتروني لـ"اليونيفيل"، في سيناريو ذكّر البعض بانتشار قوات الردع العربية العام 1976 في بيروت والمناطق بعد حرب السنتين وذلك من أجل إعادة فرض الأمن. قد يكون الخبر عادياً لولا كلام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وتلميحه الى أن المواجهة مع "حزب الله" والمكوّن الشيعي واستبعاده عن السلطة، قد تؤدّي إلى حرب أهلية لا يريدها أحد وعندها لا تستطيع فرنسا أو أي قوات دولية حماية الشعب اللبناني، وهذه التلميحات أتت مع كلام عالي السقف لماكرون بأن ميليشيا "حزب الله" لا يمكنها الإستمرار بهذا الشكل من عدم احترام الشعب اللبناني.

لا شكّ أن هناك شقاً تقنياً لقدوم "اليونيفيل" إلى بيروت، لكن البعض يسأل عن سبب تأخر السلطات اللبنانية نحو 54 يوماً لطلب الإستعانة بهذه القوات، في حين أن مثل هكذا كارثة كانت تتوجب طلب المساعدة الفورية.

وفي السياق، فان مصادر دبلوماسية تؤكّد لـ"نداء الوطن" أن السيناريوات المخيفة التي تُطرح للبنان بعد إفشال المبادرة الفرنسية تستوجب أقصى درجات الحيطة والحذر، وكل الإحتمالات مفتوحة، لذلك فان التدخل الدولي غير مستبعد في حال تطوّرت الأمور نحو الأسوأ.

وتشدّد على أن خيار تدويل الأزمة مطروح دائماً، لكن الموضوع يحتاج إلى توافق دولي، في حين أن الأميركيين يركزون حالياً على انتخاباتهم الرئاسية، ما يعني أن أي بحث من هذا القبيل يستوجب إنقشاع الصورة في واشنطن.

وتلفت المصادر النظر إلى أن البحث كان يدور سابقاً حول توسيع مهام "اليونيفيل" قبل التجديد لها نهاية الشهر الماضي، لكن التطورات التي حصلت بعد انفجار المرفأ أجّلت البحث في الموضوع، ما يعني أنه لم تُصرف الأنظار عن هذه الفكرة.

وتؤكّد المصادر الدبلوماسية أن هناك بحثاً جدّياً دار في فترات سابقة ولا يزال موجوداً ويتعلّق بتوسيع مهام "اليونيفيل" في منطقة جنوب الليطاني، وانتشارها على طول السلسلة الشرقية والحدود الشمالية، إضافةً إلى ضبط المعابر الشرعية مثل المطار والمرافئ وعلى رأسها مرفأ بيروت، الذي يستخدمه "حزب الله" لأغراضه التجارية والعسكرية وتأمين تمويل لنشاطاته.

من هنا، فان الدول الكبرى وعلى رأسها أميركا وفرنسا لن تترك لبنان ساحة لـ"حزب الله" والنفوذ الإيراني، وما خطوة إنتشار "اليونيفيل" في بيروت إلا دليل على أن هذه القوات قد تتوسّع مهامها في مرحلة ثانية لتشمل العاصمة بيروت والمعابر الشرعية، لكن ليس راهناً لأن انتشار الأحد هو بهدف المساعدة الإنسانية.

وأمام هذه الوقائع، يبقى الإنتظار سيد الموقف خصوصاً مع فشل المبادرة الفرنسية وفتح اللعبة اللبنانية على المجهول، ما قد يدفع الوضع نحو سيناريوات خطيرة لا يعرف أحد كيف تنتهي، خصوصاً أن الأميركي لا يزال يراقب الوضع اللبناني وغير راضٍ على أداء "حزب الله"، وهذا يجعل الدول الكبرى تفكّر بحلول غير الحلول الدبلوماسية، والإتجاه نحو تدويل الأزمة اللبنانية بعد فشل الطبقة السياسية في حماية الإستقلال والإستقرار.

 

لماذا يحذِّر ماكرون من حرب أهلية؟

طوني عيسى/الجمهورية/30 أيلول/2020

هناك مسألة أصرَّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على إثارتها في إطلالاته اللبنانية منذ انفجار 4 آب. إنها «الحرب الأهلية». وأحياناً، جاءت مقاربته لهذا الملف مرتَبِكة ومتناقضة. وهذا ما دفع المتابعين إلى التقصّي عن الخلفيات: هل يمتلك ماكرون معلومات أمنية خطرة ولا يحاول البَوْح إلّا بجزء بسيط منها، أم انه يستخدم «فزّاعة» الحرب الأهلية لدفع الجميع، ولا سيما منهم «حزب الله»، إلى الشعور بحجم المسؤولية والتنازل؟

في زيارته السابقة لبيروت، جزمَ ماكرون بوجود مخاطر اندلاع حرب أهلية في لبنان، إذا لم تنجح المبادرة الفرنسية. ويومذاك، صدرت أصوات عدّة تستنكر هذا الاستنتاج الفرنسي وتعتبر أنه غير واقعي، وأنه مثير للهواجس بنحو غير مبرَّر.

وفي الإطلالة الأخيرة من باريس، قبل يومين، أراد ماكرون تكرار تحذيره، ولكن بطريقةٍ تجنِّبه ردود الفعل السلبية. فطمأن إلى أنه لا يخشى اندلاع حرب أهلية، لكنه استدرك محذّراً من أنّ «الأمور ربما تقود إليها إذا بقيت الطريق مقفلة أمام الحلول». وذكَّر بحرب العام 1975، وقال: «الوضع في لبنان حالياً لا مثيل له منذ تلك الحرب»، التي بدأت في شكل معيّن واتَّخذت أشكالاً أخرى واستمرت سنوات.

البعض اعتبر أنّ ماكرون يغرِّد خارج السياق الواقعي، فلا أحد في الداخل يمتلك الرغبة أو القدرة على الدخول في حرب. وحتى «حزب الله»، بترسانته الهائلة وتنظيمه العسكري والأمني، يدرك أنّ أي انزلاق منه نحو الحرب الداخلية سيؤدي إلى غرقه في الرمال اللبنانية ويمنح القوى الخارجية مبرِّر المطالبة بنزع سلاحه.

إفتراضاً، إذا عادت التنظيمات الطائفية والمذهبية إلى تنظيماتها الميليشيوية (وهذا أمر صعب التحقيق حالياً)، فإنّ «حزب الله» سيكون تلقائياً ميليشيا الشيعة، وهذا أمر لا يناسبه إطلاقاً. فالعنوان الذي على أساسه يتمتَّع «الحزب» بامتياز التسلّح، هو أنّ مهمَّته ليست في الداخل بل على الحدود مع إسرائيل.

وحتى في المرّات القليلة التي نزل فيها «الحزب» بسلاحه إلى الشارع الطائفي أو المذهبي، كما في 7 أيار 2008، نرى أنه اتَّكلَ على «وَهْجِ السلاح» لا على السلاح نفسه. وحتى اليوم، استطاع «الحزب» أن يسيطر على غالبية القرار اللبناني باستخدام «الوَهج» لا أكثر. وإذا كان «الوهج» كافياً، فلماذا المخاطرة باستخدام السلاح نفسه؟

لكنّ البعض، في أوساط «حزب الله»، يردّد مقولة أخرى. ففي رأيه أنّ هناك قوى ربما تخطّط لحرب أهلية تشغل «الحزب» وتُظهره ميليشيا طائفية ومذهبية لا أكثر. وفي هذه الحال، يصبح مبرراً إنهاء دوره كما انتهى دور سواه من ميليشيات في أوقات سابقة.

في المقابل، هناك مَن يعتقد أنّ تحذيرات ماكرون من حرب أهلية لا تنطلق من فراغ، ومردّها امتلاكه معلومات دقيقة عمّا يجري على الأرض، وقراءة واقعية للسيناريوهات المحتملة في الأشهر المقبلة.

فليس عبثياً أن يكون المعني بتنفيذ المبادرة في باريس هو المدير العام لجهاز الاستخبارات الخارجية برنار إيمييه، الذي كان أيضاً سفيراً في بيروت. ومن خلال هذين الموقعين، هو مطَّلع بعمق على كثير من الخفايا الأمنية والسياسية في لبنان.

بعض المطلعين يقولون إنّ باريس تخشى أن يؤدي الاهتراء المالي والاقتصادي والاجتماعي في لبنان إلى اهتراء أمني حتمي، خصوصاً في ظل المواجهة الكبرى الجارية بين الولايات المتحدة وإيران. فقد يقرِّر الطرفان - أو أحدهما - أن يذهبا في هذه المواجهة إلى الحدّ الأقصى وأن يستخدما كل الأسلحة المتاحة لهما.

لكنّ الأخطر هو المعطيات التي تتوافر للفرنسيين عن تحرُّك الجماعات الإرهابية، في لحظات التأزم السياسي الداخلي. فاللافت أنّ خلايا «داعش» بادرت إلى افتعال عمليات إرهابية متلاحقة في الشمال، وإلى التخطيط لأخرى في العاصمة، بعد انفجار 4 آب، وفق ما كشفت الأجهزة العسكرية والأمنية.

فهذه الجماعات استفاقت بنحو مفاجئ بعدما كانت تلتزم السكون في نحو واضح، منذ أن تلقّت ضربات الجيش وخرجت من جرود عرسال في صيف 2017. ويثير الهواجس احتمال دخول هذه الجماعات على خط الأزمة لإشغال القوى العسكرية والأمنية وخَلق حالٍ من التوتر، تنفيذاً لأجندات غامضة.

ويدرك الفرنسيون أنّ التوافق السياسي هو الباب الحتمي لوقف الانهيار المالي والاجتماعي والأمني. ويراهنون على نجاح اتصالاتهم برعاة الحلّ الإقليميين والدوليين، ولا سيما منهم إيران والولايات المتحدة.

حتى الآن، تبيّن لهم أنّ إيران تحتاج إلى لبنان بقوة ليكون ورقة على الطاولة في أيّ مساومة من أجل صفقة محتملة مع واشنطن. أمّا الإدارة الأميركية فهي تتفق مع باريس في السعي إلى صون الدولة في لبنان، لكنها ليست مستعدة للتنازل لإيران بأي ثمن. ولذلك، هي ترفع منسوب الضغط إلى درجة عالية جداً، خصوصاً من خلال العقوبات.

وفي تقدير الأميركيين أنّ طهران ستستخدم كل أوراقها للدفاع عن مكتسباتها في لبنان، وأنها ستحاول ملء الفراغ إذا حصل انهيار مؤسسات الدولة. ولهذا السبب، هم في صدد رفع مستوى الدعم للجيش، والرهان عليه، في اعتباره ضماناً لاستمرار المؤسسات.

إذاً، هناك مرحلة مواجهات صاخبة آتية، يتداخل فيها المحلي بالإقليمي والدولي، ويصبح فيها مبرَّراً خوف باريس من ارتفاع الحرارة في العلاقات «الإنترطوائفية» في لبنان. ويرتبط هذا الكلام بما قاله وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، قبل شهرين، عن احتمال تعرّض لبنان الدولة والكيان للزوال.

وليس سرّاً أنّ الفرنسيين يترقبون عن كثب احتمال أن تتعرَّض خرائط الشرق الأوسط للاهتزاز، وسط الكلام عن انتهاء مرحلة سايكس- بيكو التي كانوا عرّابيها لقرنٍ مضى، والتحضير لمرحلة أخرى بعرّابين جدد.

وهذا التغيير قد لا يتمّ «على البارد» في كثير من الكيانات، وهذا واضح. فهل تنجح «الأم الحنون» في إنقاذ وَليدها لبنان من هذه الكأس المُرَّة؟

 

فرصة شراء الوقت ضاعت... والآن الى أين؟

ايفا ابي حيدر/الجمهورية/30 أيلول/2020

فرصة تلو الاخرى يهدرها لبنان لإعادة انتظام حياته المالية والاقتصادية والسياسية. فبعد اعتذار الرئيس المكلف مصطفى اديب، أُعيد خلط الاوراق، ولبنان مجدداً امام فرصة لتأليف حكومة خلال 4 الى 6 اسابيع حددها الرئيس الفرنسي. فهل فرص الانقاذ لا زالت سانحة؟ وهل كان من المتوقع لمبادرة ماكرون ان تنقذ الاقتصاد كما يروّج له ام اننا مع او من دون مبادرة سائرون بخطى ثابتة نحو الهاوية؟ يؤكد الباحث في التمويل والمصارف في جامعة كلية دبلن محمد فاعور انّ مبادرة ماكرون لم تكن تهدف الى انقاذ الاقتصاد، إنما وفق أفضل تقدير كانت ستعطي لبنان مزيداً من الوقت ربما اشهر او سنة او سنتين على ابعد تقدير، لأنّ ماكرون ما كان ليتدخل بكل تفاصيل الحياة السياسية، بينما المشكلة الاساسية هي في الممارسة، إذ كان يمكن تطبيق إصلاحات شكليّاً فقط، وهناك امثلة كثيرة على نهج التذاكي للتحايل على الاصلاحات الذي اعتمدته الحكومة، منها مراسيم مكافحة الفساد التي أفرغت من مضمونها.

إنطلاقاً من ذلك، إستبعد فاعور ان تؤدي مبادرة ماكرون الى انقاذ فعلي للاقتصاد، مشدداً على انها كانت ستشتري مزيداً من الوقت على غرار ما كان يحصل إثر باريس 1 وباريس 2 وباريس 3 التي أعطت للبنان الوقت لا أكثر ولا أقل.

وعمّا اذا كان لبنان أضاع فرصة الانقاذ بتعثّر تشكيل الحكومة، قال: الأصح انّ لبنان أضاع فرصة شراء الوقت مجدداً، واعطاء مهلة 4 الى 6 اسابيع لتشكيل حكومة هو ببساطة ترف في الوقت لا يملكه المواطن اللبناني، وقد لاحظنا كيف ارتفع سعر صرف الدولار في السوق السوداء إبّان اعتذار الرئيس المكلف مصطفى اديب من 7500 الى 8200 ليرة او حتى اكثر. وبالتالي، إذا كان هذا هو المسار الذي سيتبعه سعر الدولار اعتباراً من الآن، فسنصل الى اسعار صرف خيالية في وقت قريب. أضاف: انّ ارتفاع سعر الصرف متوقع نهاية العام بعد رفع المصرف المركزي الدعم عن المحروقات والدواء والقمح، لأنّ التجار سيضطرّون الى تأمين الدولارات من السوق السوداء، امّا بدء ارتفاعه من الآن فسيُسرّع في الانهيار.

ورداً على سؤال، قال فاعور: لا يمكن التكهّن بالسعر الذي يمكن ان يصله الدولار في السوق السوداء، لأنها صغيرة. وبالتالي، انّ أصغر عملية بيع وشراء للدولار تحرّك السوق بشكل واسع، ولا يمكن تقدير ما اذا كان السعر سيرتفع قليلاً قبل ان يعاود الانخفاض ام سيسير في منحى تصاعدي، إنما الأكيد انّ المواطن اللبناني وحده من يدفع ثمن إهدار الوقت عن طريق فقدان القيمة الشرائية لِما تبقّى من مدخوله بنتيجة انهيار سعر الصرف.

وشدّد فاعور على انّ ما حصل هو ضياع فرصة شراء الوقت وليس فرصة الانقاذ الاقتصادي، وبالتالي انّ الخسارة ليست كبيرة اذا ما أخذنا بعين الاعتبار انّ التعطيل والشلل كانا سيحصلان حتى لو تشكّلت الحكومة، على غرار ما حصل في حكومة حسان دياب.

وعمّا اذا كان لبنان قد وصل الى القعر، يقول فاعور: للأسف انّ لبنان ما زال يَهوي وهو لم يصل الى القعر بعد لا بل انّ الآتي أعظم، لافتاً الى انّ حجم الكارثة سينكشف عندما يرفع مصرف لبنان الدعم عن السلع والمتوقّع مع نهاية العام. حتى لو شكّلت حكومة خلال 4 الى 6 اسابيع، انّ رفع الدعم سيتم خلال 3 اشهر أو اقل، اي انه امام الحكومة الجديدة شهر واحد فقط لإيجاد حل، وهي فترة قصيرة جداً لن تكفي لِلَجم تَبعات رفع الدعم. واشار الى انّ خفض الاحتياطي الالزامي من 17.5 مليار دولار الى 15 او 12 مليار دولار هو احتمال وارد ولا شك انها حيلة جديدة لشراء الوقت، على أن يصدر في مقابل هذا الخفض شهادات إيداع للمصارف على الاحتياطي غير الالزامي، وفي هذه الخطوة استكمال لمنهجية العمل التي كانت سائدة.

مصير الخطة الاقتصادية؟

أمّا عن مصير الخطة الاقتصادية، فيقول فاعور: انّ الخطة كانت مبنية على فرضيّات جداً متفائلة لم تأخذ بعين الاعتبار كورونا ولا تداعيات انفجار مرفأ بيروت، واستناداً الى تقييم عدد من الخبراء فمن المتوقع ان تصل نسبة الركود الاقتصادي الى 25% مع نهاية هذا العام بينما كان يتوقع ان تصل في الخطة الاقتصادية الى 17%، وقد يتخطى هذه النسبة نظراً لحالة الشلل التي نعيشها ولتضييع الفرص التي سيكون لها الاثر السلبي على حجم الركود، وبالتالي قد ترتفع هذه النسبة الى 30%. من دون ان ننسى انّ الفرضية التي بنيت عليها الخطة الاقتصادية كانت مبنية على سعر صرف مختلف عمّا هو عليه اليوم، الى جانب الفرضيات حول انّ حجم الهيركات الذي كان سيتم التفاوض عليه مع الدائنين سيزيد، إذ انه وفق الخطة كان سيتمّ التفاوض على نسبة 75% ومن المتوقع ان يرتفع الآن الى حجم اكبر بكثير بحيث من الممكن ان يصل الى 85%. كل هذه الفرضيات تعني انّ الحكومة التي ستأتي ستبدأ بعملها من الصفر، لا سيما في ما يتعلق بالتوقعات الماكرو اقتصادية لأنها تغيرت جميعها. وبالتالي، يجب إعادة النظر فيها. وشدد فاعور على انّ السياسات الاقتصادية والمالية المطلوب تطبيقها للجم الانهيار معروفة بشكل عام، لكنّ المشكلة الاساسية هي في عدم وجود النية السياسية لتطبيقها.

 

سقطت «حكومة المتصرفية» فهل من بديل!؟

جورج شاهين/الجمهورية/30 أيلول/2020

لم يكن معظم اللبنانيين ينتظرون التوصيف الذي قدّمه الرئيس الفرنسي للوضع في لبنان، ولا تفسيره للادوار التي لعبها القادة، بعدما تباهى البعض بقدراتهم الخارقة. فما كان ينقصهم ان يتجرأ احدهم على تلاوة مثل هذه الأحكام، في حق من اوصلوا البلاد الى ما نحن فيه. وعليه، لم يكن صعباً شرح الأسباب التي عطّلت ولادة «حكومة المتصرفية» التي يحتاجها لبنان. فكيف ولماذا؟

كان واضحاً انّ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قد بالغ في رهانه على مجمل التعهدات والوعود اللبنانية التي نالها من القيادات السياسية والحزبية ورؤساء الكتل النيابية، التي جمعها حول الطاولة المستديرة في قصر الصنوبر، محترماً كل المعايير البروتوكولية في توزيع مقاعدهم عصر الثاني من ايلول. كان يعتقد انّ مواقفه المتوازنة من مختلف الاطراف التي اطلقها من بيروت، وما عقده من خلوات جانبية مع البعض منهم، كافية لعبور حقل الألغام بنجاح، وتحاشي ارتكاب اي خطأ في حق اي من القوى الداخلية ورعاتهم الاقليميين، المتربصين تارة بالساحة اللبنانية وتارة أخرى بالمبادرة الفرنسية، على خلفية النزاع القائم بين المحاورالكبرى التي تتحكّم بمجريات الاحداث في المنطقة.

على هذه الأسس، انطلقت المبادرة الفرنسية، وجنّد لها ماكرون طاقمه السياسي والديبلوماسي المتمرس بالملفات الاقليمية التي تؤثر في مجرى الاحداث اللبنانية، وتحديداً ما بين طهران والرياض وواشنطن وموسكو وغيرها من العواصم، بالإضافة الى مجموعة اللجان المالية والنقدية والادارية، وتلك التي ترعى تنفيذ مقررات مؤتمر «سيدر»، للإحاطة بالملفات المطروحة في اكثر من قطاع، الى ان تشابكت الأمور وتعقّدت مجدداً، بعد اعلان الولايات المتحدة الأميركية دفعتها الجديدة من العقوبات، التي طاولت اقرب المقرّبين الى حليفي «حزب الله» شريكه في الثنائي الشيعي رئيس حركة «امل» ورئيس تيار «المردة».

وعلى رغم من الاتفاق الذي اعقب الاعلان عن العقوبات، للحؤول دون اي تردّدات سلبية لها على عملية التشكيل، والذي شكّل انجازًا للديبلوماسية الفرنسية، بعدما نالت موافقة المعنيين بها وبنتائجها، لعزل الإنعكاسات السلبية المحتملة على خريطة الطريق الفرنسية كاملة. وكان الجانب الفرنسي، ومعه كثر، على إقتناع تام بأنّ ما سبق أن سلّفه ماكرون للثنائي الشيعي، ولـ»حزب الله» تحديداً، كان يجب ان يوفّر الحماية لخطة العزل. لكن حسابات الارض لم تظهر على بيدر المتابعة، فانفجرت أزمة حقيبة وزارة المال، ومعها تفرّد الثنائي الشيعي بتسمية وزرائه الثلاثة، إن بقي العرض قائماً في حكومة من 14 وزيراً.

وبمعزل عن كل ما حصل، فقد كانت النتائج واضحة، بعدما تبين انّ ما قدّمه ماكرون وخصّ به الثنائي الشيعي، قد تبخّر بين ليلة وضحاها. فوقوف ماكرون متصلباً في وجه المواقف الدولية الكبرى تجاه «حزب الله»، واصراره على التعاطي معه كحزب لبناني يمثل شريحة واسعة من اللبنانيين، رافضاً كل اشكال التصنيف الدولية والاوروبية له كـ «مجموعة ارهابية»، لم تعد تكفي لمبادلته في تسهيل تأليف «حكومة المهمّة»، بعدما كانت الاتصالات قد قطعت شوطاً كبيراً.

ويعترف زوار باريس، وممن تابعوا كواليس عملية التأليف من بيروت، انّ معظم الأسماء التي رشحت للتركيبة الوزارية، كانت قد وُضعت في الكواليس الفرنسية واللبنانية، بمن فيهم هوية وزير المال وعدد آخر من الوزارات الحساسة، بعدما نالت رضى الاطراف المؤثرة، ولا سيما منها رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي حظي برعاية فرنسية متمايزة عن البقية، ليس بصفته الشخصية فحسب، وما هو مطلوب منه كرئيس للسلطة التشريعية في المرحلة التي تلي ولادة «حكومة المهمّة»، بل لأنّه بكل بساطة كان يتعاطى معهم كجزء من الثنائية. وهو أمر ينسحب على رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري والرئيس المكلّف تشكيل الحكومة السفير مصطفى اديب، اللذين كانا على اتصال مباشر بباريس، وان لحق بعض التقصير في اطلاع المسؤولين الآخرين على ما يجري تداوله، وكان قد طاول كثراً، وفي مقدّمهم رئيس الجمهورية الذي كان منسجماً مع الطروحات الفرنسية ومكمّلاً لها، مطمئناً الى سير العملية من خلال زيارات الرئيس المكلّف لبعبدا، وما يجريه السفير الفرنسي برنارد فوشيه من اتصالات يومية معه او مع فريقه، الى ان استحق وسام الارز الوطني من رتبة «ضابط اكبر» الذي منحه عون ايّاه امس.

وتزامناً مع عملية البناء في تركيبة الحكومة، وما أُنجز من اسماء أُسقط بعضها على الحقائب دون ان يتسرّب اي منها الى ما هو ابعد من الكواليس الضيّقة، فقد اعتُبرت سابقة لم تشهدها العقود الماضية. وبقي الوضع قائماً الى ان سقطت «اسوار الحماية» عن الحكومة العتيدة، ومعها كل التعهدات والوعود السابقة، كما انقلبت المواقف. فمن راهن عليهم ماكرون وفريقه باتوا في المقلب الآخر. حتى انّ اعلان الرئيس سعد الحريري عن تدخّله لدى الرئيس المكلّف لإعطاء حقيبة وزارة المال للطائفة الشيعية بات جريمة، وان كان تلبية لرغبات فرنسية ولوسطاء سبق لهم ان ناقشوا الخطوة مع بري قبل موعد العقوبات الأميركية بساعات قليلة، وما كانت تحتاج اليه لاتمامها بقي محصوراً بقبول الحريري وموافقته بما ومن يمثل من رؤساء الحكومات السابقين. وبدلاً من ان يُعمّم الترحيب الفرنسي بخطوة بيت الوسط، وضعها الثنائي الشيعي على لائحة «الأخطاء» التي ارتكبها الرجل، لمجرد اصراره على اعتبارها «لمرة واحدة»، وليست عرفاً يُبنى عليه في المستقبل، ولتشكّل مخرجاً لإنقاذ مهمة الرئيس المكلّف.

وبعيداً من كثير مما يمكن قوله، يعترف زوار باريس انّ الفرصة التي شكلتها «حكومة المهمّة» كانت غالية جداً، خصوصا انّ جميع من سمّاهم ماكرون في مؤتمره الصحافي، واتهمهم بـ «الخيانة الجماعية» وحمّلهم المسؤولية عما آلت اليه التطورات، كانوا قد وافقوا على «حكومة متصرفية» كما سمّاها احدهم، بعد اطلاعه على معظم اسمائها، ولا سيما المكلّفين الحقائب «الحساسة». فقد كان واضحاً انّ عملية تجميع كبيرة جرت للإتيان بوزراء اختصاصيين وحياديين، جُمعوا من لبنان واكثر من عاصمة، كما اختير رئيسها من المانيا، لتنفيذ المهمّة العاجلة التي أُنيطت بها.

ولذلك، فالاخطر اعتبار ما حصل انّه «بات خلفنا»، وبات البلد مشرّعاً اكثر من اي وقت مضى على مجموعة من «السيناريوهات السيئة» على اكثر من مستوى سياسي ونقدي واجتماعي وربما امني، مع الاعتراف الشامل بصعوبة اي خيار يقود الى الإنقاذ سريعاً. فالوقت لم يفت بعد، واستدراك الأمر بات على همّة المسؤولين اللبنانيين، ان اتعظوا من كلام ماكرون وقراءته لكل التطورات المحيطة بما جرى. فهم على قاب قوسين او ادنى من التجربة الصعبة، التي تخضع لاحتمالي النجاح او الفشل.

 

لا يصلح العطار الفرنسي ما أفسده جهنم لبنان

د.مصطفى علوش/الجمهورية/30 أيلول/2020

«وكنتم أعبدا أولاد غيل    بني آمرن على الفساد

لقد أسمعت لو ناديت حيّا  ولكن لا حياة لمن تنادي

ولو نار نفختُ بها أضاءت  ولكن أنت تنفخ في رماد»

عمرو بن معدي كرب بن ربيعة الزبيدي

كثيرة هي الأمثال الشعبية عمّن يفقد الفرصة ليقوم بالشيء ولا يُقدم إلّا بعد فوات الأوان، يعني أنه، بعد أن يفشل، يحاول استدراك ما فاته، فلا يجد إليه سبيلاً.

أشهر النوادر تلك الدعاية التي ظهرت يوماً في التلفزيون عندما أطلّ رجل فقد أسنانه ليقول: «هلّق عم تحكيلي على الليسترين؟»، على أساس أنّ الليسترين كان يمكنه أن يمنع تساقط الأسنان لو أنّ الرجل علم به منذ وقت ما سابق لتساقط أسنانه. لكن لا أحد يعلم أصلاً إن كان الليسترين فعلاً يمنع تساقط أسنان ذاك الرجل بالذات، أم أنّ تساقط أسنانه سببه أمر آخر مَرضي أو بنيوي فيه بالذات. ولا أحد يعلم في أي عمر كان عليه أن يستعمله وكيف حتى يتجنّب تساقط الأسنان.

وبالتأكيد، فحتى لو علم صاحبنا بالليسترين، أو أنّ أحداً ما نصحه به، فهذا لا يعني بالتالي أنه سيذهب فوراً لشرائه واستعماله حسب الأصول. لكن ما هو مطلوب من الأساس هو العناية بالأسنان منذ البداية، بغضّ النظر عما هو محتمل حدوثه، فحتى ولو كان سقوط الأسنان حتمياً لسبب ما غير العناية بها، فإنّ هذه العناية كانت في الأساس ستحسّن من الوضع وتؤخّر المحتوم، وتتجنّب الأسباب الأخرى للمرض!

بعد سماعي، البارحة، كلام الرئيس المكلوم ماكرون، ما فاجأني هو إعلانه عن خيبة أمله من القادة اللبنانيين، وهو العليم بالحال، ومع صغر سنه، لكن لا بد أنّ مخابرات بلده كانت قد شرحت له واقع هؤلاء القادة وعدم قدرتهم على تغيير نهج متواطئ مع الجماهير، هو الذي جعل منهم قادة. فلا داعي للتعبير عن خيبة الأمل لأنها ستكون بالتأكيد محاولة غير ناجحة لدفع من خاب الرجاء فيهم لِيستحوا، في حين أنهم لم يستحوا لا البارحة ولا قبله، ولو استحوا لَما كانت هناك حاجة لرئيس فرنسا أن يأتي من قصر الاليزيه ليسكن قصر الصنوبر في محاولة لتجربة الليسترين على من تخلخلت أسنانه!

«حزب الله» سمع الكلام ولن يعيره أيّ اهتمام، فـ»ليسترينه» يأتي فقط من طهران، حتى وإن كان لم يصرح له للاستعمال رسمياً، مثل تلك العقارات التي تسرّبت على حين غفلة إلى الأسواق بهدف دعم المقاومة. وقد يقول نصر الله شيئاً في خطابه بهذا الخصوص، تقية أو دفاعاً أو هجوماً. فالقضية مرتبطة حصراً بما يصدر عن الولي الفقيه، وحده من دون شركاء، فلا دخل للغير بشؤون المستعمرة.

أمّا السيد الجنرال، رئيس الجمهورية، راعي الدستور، والحكم والحكيم، المتفاجئ من كلام ماكرون، سمعته لأول مرة منذ أيام يتحدث بكلام دستوري واضح. لا بل أكثر من ذلك، فقد ذهب لقراءة النص بشكل مباشر من على الأوراق التي وضعت بين يديه. قال إنه لا يوجد أي شيء دستوري في مطالبة طائفة أو جهة حزبية بحقيبة ما كحق مكتسب لها، وهو كلام حق، وما أحوَجنا إلى من ينطق بالحق اليوم في عز أزمتنا القاتلة، ونحن نترنّح على حافة هاوية جهنم، كما صرّح الرئيس. لكنّ الحق المتأخّر مثله مثل الباطل عندما يأتي بوقته، عندما يفوت الزمن ويحدث الباطل ما يحدثه من ضرر، فلا يعود لقول الحق أي تأثير على ما حصل. فمن يتحدث عن الدستور ويعطي النصائح لا يكسر الدستور باتفاقات تشرّع السلاح خارج الدستور ويتغاضى عن خرق السيادة واستباحة الحدود والموانئ والمعابر والمطار من قبل الميليشيات المسلحة والممولة من دولة أجنبية. ومن حمل هم الدستور لا يقبل بأن يعطّل تأليف الحكومات وهو يقول باستهتار «لعيون صهري ما تتألف حكومة». ومن أراد المحافظة على الدستور وحفظ تداول السلطات واحترام موقع الرئاسة الأولى، ما كان ليعطّل انتخاب الرئيس من أجل شخصه، وكأنّ البلاد لا تحتاج لرئيس أصلاً، أي سيّان إن كان أم لم يكن هناك رئيس. ومن أراد الحفاظ على هيبة الدولة ما كان تعامل باستهتار فاضح مع الجرائم المتتالية بحق قادة وسياسيين وأمنيين أصبح مَن اغتالهم معروفاً للقاصي والداني، وبقي الرئيس على تحالفه معهم. ومن هو رئيس يحافظ على العهود لا يتنكّر لها عند وصوله لما يريد، فينكر على من اتفق معه حقوقه. ومن هو مؤتمَن على الدستور لا يطرد الإعلام أو يقفل أبواب قصر الشعب أمامهم، وكأنه ملكه الخاص. ومن كان حامي الدستور ما كان يعطي ولي عهده الفرصة للتنكيل بكل شيء حتى وصل الناس إلى أبواب جهنم.

قد يكون من الظلم بمكان أن نحصر مسؤولية ما وصلنا إليه برئيس الجمهورية وحده، فهو جزء من كل، والكل يعني الكل، أي المسؤولين والشعب على حد سواء! لكن ليس من حق رئيس الجمهورية أن يخرج ليقول إن لا دخل له بما يحصل، أو أنهم لم «يخلّوه» أن يقوم بواجباته، وبدل أن يَعد الناس بجهنم، عليه أن يتنحّى ليعطي فرصة لِمن يعد الناس بفرصة في المطهر على الأقل. لذلك، فلست أدري كيف يعود ويرحّب بمبادرة فرنسية اتهمته هو مع سائر السياسيين بتعطيل مبادرة هي النافذة الوحيدة المعروضة اليوم لتجنّب جهنم. برأيي انه تعلّم ما يكفي من التقية من الحلفاء ليقول «إنّ السماء تمطر، ليس إلّا!».

 

عِبرة الاعتذار: الرئيس المكلّف إجراءٌ ثانـوي

 نقولا ناصيف/الأخبار/الثلاثاء 29 أيلول 2020

بعد التأنيب الجماعي المهين الذي وجّهه الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الكتل السياسية اللبنانية، المعتادة جلودها على ما كان أكثر إبّان الحقبة السورية، كأنّ أحداً لم يحكِ، وكأنّ أحداً تقريباً لا يفكر في ما بعد. كل ما حدث أن مصطفى أديب أُخرِج من اللعبة

إذا كانت قاعدة أن الأسباب نفسها تؤدّي إلى النتائج نفسها، فإنّ مصير أيّ رئيس مكلف ما بعد السفير مصطفى أديب - وقد فقد لقب «الرئيس» الذي لم يصدر بمرسوم - سينتهي الى المشكلة ذاتها: إذا رشّحه الرؤساء السابقون للحكومة وأملوا عليه شروط تأليف الحكومة ومواصفاتها ووزراءها، سيُواجه بالثنائي الشيعي الذي سيعاود طرح شروطه نفسها، إن لم تكن مزيدة في المرّة المقبلة. بذلك ينتقل تأليف الحكومة من المرجعين الدستوريين المباشرين الى فريق مستجدّ لا تنقصه التجربة هو الثنائي السنّي - الشيعي.

منذ اتفاق الدوحة عام 2008 تسري هذه المعادلة. أرغمت الرئيس ميشال سليمان أولاً، ثم بات يواجهها الآن الرئيس ميشال عون. وهو مغزى ردّه في 23 أيلول، غداة موقف الرئيس سعد الحريري بالتخلّي عن حقيبة المالية، أن تأليف الحكومة يجري بالتشاور بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف تبعاً لأحكام الدستور. صواب كلام الرئيس لا يجعله بالضرورة نافذاً أو معمولاً به. لأن اتفاق الطائف بات مدفوناً في كهف بحجر كبير، يبدو من الصعب الخوض في أي تكليف جديد، ومن ثمّ تأليف الحكومة، على نحو منفصل عن جملة الأعراف التي لا تزال سارية، أرساها اتفاق الدوحة على أنقاض اتفاق الطائف. الطارئ في الأعراف المستجدّة أنّ من المتعذّر توقّع تأليف حكومة جديدة في ضوء التجاذب السنّي - الشيعي غير الجديد، بيد أنه صار الآن أكثر احتداماً.

رفع الرؤساء السابقون السقف على نحو غير مألوف، بأن أعطوا لأنفسهم اختصاص ترشيح رئيس مكلف بات على الأكثرية النيابية التسليم به، وتحوّلهم من ثمّ إلى مرجعية التأليف وتسمية الوزراء وفرض المسوّدة على رئيس الجمهورية. تخلّيهم عن محاولة ترسيخ هذا العرف يُفقدهم دورهم والمرجعيّة التي يُراد أن تكون هي ممثّلة الزعامة والمؤسّسة السنّية، وليس الزعيم السنّي الأقوى أو الأول. منذ عام 2018، مع إبصار تجمّعهم الثلاثي النور (الرؤساء: نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة وتمام سلام) شكّلوا ظهيراً للحريري الذي صعد الآن في مركبتهم كي يتساوي معهم بما يوازي الربع، وليس الأول بالضرورة. ذهب الرئيس حسان دياب ضحية هذا الموقع عندما قاطعه الرؤساء السابقون تماماً، وساهموا في إبعاد دار الإفتاء عنه، مثلما ذهب الرئيس المكلف المعتذر أخيراً ضحيّتهم بإصرارهم على إظهاره دمية، لا يملك أن يقرّر ولا أن يتعهّد ولا أن يفعل، ما خلا أن يخرج.

على نحو مماثل، يملك الثنائي الشيعي ما يكفي كي يمنع تأليف أي حكومة لا يوافق عليها، سواء تمثّل فيها أو عزف. يُميّزه عن تيار المستقبل أنه - كثنائي - يقصر تمثيل الطائفة عليه وحده. لذا لم تحل مقاطعة التيار حكومة الرئيس نجيب ميقاتي عن ممارسة الحكم ثلاث سنوات (2011 - 2014). كذلك تأليف حكومة دياب التي لم تسقط بإرادة سنّية، بل من حلفائها بالذات، وتحديداً دعوة الرئيس نبيه برّي إياها إلى المثول أمام مجلس النواب. الأمر نفسه بالنسبة إلى وليد جنبلاط الذي يحدث أن لا يُوزَّر في حكومة كحكومة دياب، أو من قبل ينحني لموازين القوى فيشارك في حكومة ميقاتي عام 2011 المنبثقة من غالبية نيابية، رأس حربتها الثنائي الشيعي. أمسى الثنائي الشيعي الفريق الوحيد القادر على الحؤول دون تأليف حكومة لا يشارك فيها، مثلما هو قادر على توجيه مسار التأليف والمواصفات.

منذ اعتذار أديب في 26 أيلول، أضحى الخوض في تكليف أيّ خلف له يخضع لمقتضيات لعبة من طراز مختلف:

1 - لأن اللافت، مذ تنحّى، أن سارع الأفرقاء جميعاً إلى تأكيد تمسّكهم بالمبادرة الفرنسية، بدا خروج الرجل هامشياً غير ذي معنى، كأنه لم يكن الحدث. لم يتحدّث أحد عن المرحلة التالية، ولا عن ظروف فشله في تأليف الحكومة، وإن هي معلومة تماماً. لم يوحِ لأحد حتى أنه كان موجوداً. مؤدّى ذلك أنّ على أيّ رئيس مكلف لاحق الاتّعاظ من أنّ مهمّته ليست منوطة بصلاحياته الدستورية، بل الأخذ بموازين القوى على الأرض، وبناء خياراته عليها. في وسع الرؤساء السابقين تسميته مكلفاً، لكن ليس رئيساً لحكومة.

ليس سرّاً أن حكومات ما بعد اتفاق الدوحة كلّها، استقبلت الرئيس المكلّف في كل منها بأوسع تأييد، ووفّرت له الغالبية القانونيّة لتسميته، ثم تركته يواجه موازين القوى المشاركة إياه فعليّاً في تأليف الحكومات، حقائب ووزراء ونصاباً معطّلاً وحصة لرئيس الجمهورية. من دون اتفاق هذه، كان يستحيل عليه وضع مسوّدة يحملها إلى رئيس الجمهورية كي يوافق على ما وافقت عليه تلك الموازين. وقد يكون مغزى ما حدث مع أديب، أن الانتصار الذي اعتقد الرؤساء السابقون للحكومة أنّهم حقّقوه بفرض رئيس مكلّف على طريق فرض حكومة يسمّون هم وزراءها، ذهب هباءً بعدما اصطدم بالجدار الشيعي.

لا صلة لحقيبة الماليّة بميثاقيّة كرّست

لا صلة لحقيبة الماليّة بميثاقيّة كرّستها الرئاسات الثلاث قبل 77 عاماً

2 - قد لا يكون مقنعاً لأحد حجّة الثنائي الشيعي في تمسّكه بحقيبة الماليّة على أنها تمثّل ميثاقية مشاركته في المراسيم الى جانب رئيس الجمهورية الماروني ورئيس مجلس الوزراء السنّي. وقد لا يكون الثنائي الشيعي نفسه مُصدِّقاً ومقتنعاً بجدّية حجّته هذه لتبرير المثالثة الميثاقية القائمة عرفاً بالفعل منذ 77 عاماً، عندما اكتملت بلا انقطاع وإن بُنيت تدريجاً: عام 1934 انتخب أول ماروني للرئاسة، عام 1937 أضحت رئاسة الحكومة للمرّة الأولى عند السنّة مع خير الدين الأحدب، منذ عام 1943 صارت رئاسة مجلس النواب في حصة الشيعة بعدما تقلّب عليها سنّة وأرثوذكس. مذذاك، دونما نصّ ووفقاً لعرف أضحى أقوى من النصّ، تكرّست ميثاقيّة المشاركة بين الرئاسات الثلاث. وهو مصدر مأخذ السنّة عامَي 1952 و1988 على تعيين ماروني رئيساً للحكومة إبّان شغور رئاسي، ومغزى أن لا تناط بنائب رئيس الحكومة الأرثوذكسي صلاحيات رئيسها السنّي كبيرها وصغيرها، ولا بنائب رئيس البرلمان الأرثوذكسي صلاحيات رئيسه في غيابه، وإن نصّ النظام الداخلي عليها ورقياً ليس إلا. ليس له أن يدخل إلى مكتبه في غيابه.

ما يدير لعبة النظام في الوقت الحاضر ليست الميثاقية التي لا يحتاج الثنائي فعلياً إليها، بل موازين القوى والاحتدام السنّي - الشيعي الذي يحمل طرفيه على تفادي الوصول الى الفتنة والاشتباك، فينتهيان الى التسويات الموقتة.

3 - لم تكن حقيبة المالية - ولن تكون مع أيّ رئيس مكلّف جديد إذا حضر - هدفاً في ذاته لطمأنة الثنائي الشيعي إلى دوره في المعادلة الداخلية. كذلك الأمر تسمية الوزراء الشيعة ليست الهدف في ذاته، بل مراعاة الأحجام السياسية على نحو يحقق التوازن في ما بين أدوارها. ليس خافياً أن الثنائي الشيعي يعرف أن وزير المالية لا يصنع الميثاقيّة التي تستمدّ موقعها من رئيس البرلمان بالذات، كقوة وازنة يتعذّر تجاوزها أو عرقلة دورها. هو وزير ليس إلا. لا يملك ولاية على سواه من زملائه كي يتقدّم عليهم، ويصبح توقيعه ملزماً في كل المراسيم. لذا، لا يوقّعها كلها بالضرورة.

احتدام التجاذب السنّي - الشيعي يجعل اكتشاف رئيس مكلّف جديد صعباً

لا بد من أنّ في جوارير الثنائي قراراً أصدره مجلس شورى الدولة في 16 كانون الأول 1991، رقمه 22، عن هيئة حاكمة ترأّسها رئيس المجلس القاضي جوزف شاوول، في دعوى رفعها القاضي منيف عويدات على وزارة المالية. قال القرار: «(...) بما أنّه لا يوجد أي نصّ في الدستور أو في القوانين والأنظمة الماليّة والإدارية يجعل من وزير المالية قيّماً ومراقباً على أعمال سائر الوزراء. ذلك أنّ المادة 64 القديمة من الدستور، أو المادة 66 في فقرتها الثانية من الدستور المعدّل عام 1990، جعلت من كل وزير القيّم على شؤون وزارته أسوة بسائر الدساتير المعمول بها في الأنظمة البرلمانية في كل بلدان العالم».

استند القرار الى اجتهاد العالم الدستوري جوليان لافيريير (Julien Laferriere) في كتابه عن القانون الدستوري (ص 1055): «في الحكومات البرلمانية الوزراء جميعاً - بما أنّهم متساوون في المسؤوليّة - متساوون دستورياً».

 

وقائع حول تهريب العلف المدعوم... وملايين الدولارات تُسرق عبر التخزين

أسامة القادري/نداء الوطن/29 أيلول/2020

قد لا تجد صاحب محل لبيع لحوم الدواجن، أو صاحب مزرعة لتربية الدواجن، الا ويؤكد أن الدعم الذي يثقل كاهل خزينة وزارة الإقتصاد "لم ينالوا من جمله الا اذنه"، لأنّ الدعم المصروف على العلف كما باقي المواد الأساسية كالمازوت والسكر والبنزين، يهرّب الى سوريا عبر شاحنات يتخطى عددها يومياً الـ30 شاحنة وأكثر، تتراوح حمولة الواحدة منها بين الـ15 طناً الى 30 طناً، فيما الجزء الآخر من قيمة الدعم يذهب الى مخازن التجار وكبار مربي الدواجن الذين يقومون بتخزين العلف الى مرحلة ما بعد رفع الدعم. ولا يتبقى للبنانيين سوى النفايات والملوثات البيئية التي تصب في نهر الليطاني لتتحول الى سموم، بعدما توقفت غالبية المسالخ والمزارع عن معالجة نفاياتها، في المقابل يستمرون ببيع منتجاتهم بأسعار حرة. وفي هاتين المخالفتين، الخاسر الأكبر هو المواطن اللبناني الذي يدفع مرتين مرة ثمنها غلاء من جيبه وأخرى ضريبة. وهذا ما يدل على أن حكومة حسان دياب تثبت يوماً بعد يوم فشلها في حل الأزمات، وتسرعها في اصدار قرارات شعبوية على حساب المال العام من دون ارفاقها بقرارات اجرائية، لضمان وصول الدعم للاسر الاكثر عوزاً.. "فبين حانا التهريب ومانا الاحتكار"، يضيع الدعم عبر تقاذف المسؤولية بين مستوردي العلف ومربي الدواجن. فالطرف الأول ينفي التهريب ويضع اللوم على "المربين الفجعانين"، الذين يخزنون البضاعة، فيما الثاني يعاجل الى المطالبة برفع الدعم، لأنه يتحوّل الى جيوب المستوردين والمحميات السياسية والحزبية وعصابات التهريب. هكذا، يتم استغلال حاجة السوق، ويصير المربون أصحاب المصالح المتوسطة والصغيرة الحجم (نحو ألفي عائلة يستفيدون من هذا القطاع) على شفير اقفال مؤسساتهم ليتسنى لمؤسسات النافذين التحكم بالسوق. وبحسب المستندات الجمركية وشهادات مربي الدواجن، إنّ كل أنواع العلف التي يتم استيرادها مدعومة، وبالتالي أي علف يباع على أساس أنه حر هو سرقة موصوفة للمال العام، وان كميات العلف التي تضاعف استيرادها في الآونة الأخيرة حتى بلغت آلاف الاطنان تكفي السوق اللبناني لاكثر من ستة أشهر. وتكشف مصادر مطلعة لـ"نداء الوطن" أن إحدى المؤسسات المشهورة بهذا القطاع، وبفضل ضغوط سياسية من رئيس تيار سياسي، استطاعت أن تستورد 90 ألف طن من العلف، بموجب اعتماد مصرفي مدعوم من مصرف لبنان على سعر 3900 ليرة أي بدعم نحو 16 مليون دولار، وهي لا تبيع غراماً واحداً من العلف للمزارعين انما تخزنه في مخازنها، فيما يبلغ سقف استهلاكها في وقت الذروة 120طناً. لذا استطاعت الشركة طرح البيض في السوق بسعر 12500 ليرة للكرتونة ليصدر وزير الاقتصاد راوول نعمة لائحة بالاسعار بناء على طلب "الهوا"، من دون دراسة تفصيلية متوافق عليها بين جميع اصحاب المزارع، للوصول الى آلية دعم تحرص على وصوله لصاحبه. تم اعتماد المحسوبيات السياسية في توزيع الاعتمادات المصرفية، وعلى هذا الأساس حصل تجار مقربون من "حزب الله" وحركة "أمل" و"التيار الوطني الحر" على إعتمادات مصرفية للعلف. وتقول المصادر إن "هناك هجمة على استيراد الأعلاف بغية الاستفادة من الدعم قبل رفعه في نهاية العام الحالي ومطلع العام المقبل".

التهريب

بحسب مصدر لـ"نداء الوطن" فإن كميات كبيرة من العلف خصوصاً الصويا وبزر القطن يتم تهريبها الى سوريا، عبر العديد من المعابر غير الشرعية، محملة بشاحنات تدخل الى سوريا عبر معبر قوسايا المستحدث منذ اربع سنوات من قبل أحد الاحزاب النافذة، وأيضاً من خلال معبري جنتا وحوش السيد علي في البقاع الشمالي. ويؤكد أن سعر الذرة المدعومة لدى وصولها الى مرفأ بيروت يبلغ 170 دولاراََ، على أساس سعر صرف الدولار 3900 ليرة، فيما الوزارة تسجل سعره 235 دولاراً، اي ثمة ربح يصل الى 65 دولاراً للطن الواحد، ليتم بيعه في سوريا بـ235 دولاراً على أساس سعر صرف السوق السوداء. لذلك يمتنع التجار عن تسليم المزارعين العلف المدعوم فيضطرون لشرائه بالسعر الحر ليوقعوا على الجداول بالسعر المدعوم. وبسبب التهريب انقطع من السوق بزر القطن بشكل ملحوظ، بسبب الطلب السوري الكثيف والملحّ عليه.

ويتابع المصدر ان نسبة الارباح في الصويا وبزر القطن تفوق ضعف ثمنها الحقيقي، لتصل الى المزارع في سوريا بـ500 دولار فيما سعره على المستورد اللبناني 244 دولاراً مع ارباحه. ويدخل يومياََ من لبنان الى سوريا أكثر من 800 طن من العلف غالبيته من الصويا بحسب المصدر. ويشكل 47% من مجمل الاستهلاك العام الذي يصل الى 1800 طن يومياً حاجة دواجن لبنان.

إلتفاف على قانون "قيصر"

يكشف أحد تجار العلف السوريين أبو يزن الحمصي لـ"نداء الوطن" عن سبب ارتفاع اسعار البيض واللحوم في سوريا، وذلك لأن السوق السورية بحاجة ماسة لكميات كبيرة من علف الدواجن، وهذا ناتج من النقص الحاد وعدم قدرة الانتاج المحلي السوري على تلبية المداجن، وقال: "بسبب الأحداث والعقوبات تراجعت نسبة مربي الفروج والبياض هذا العام، وبنتيجته توقف العديد من معامل العلف المحلية عن العمل، هذا ما دفعنا لأن نستعين بالمستورد، ولأن جميع هذه الحبوب العلفية مستوردة من الولايات المتحدة وبسبب قانون "قيصر" يمنع استيرادها من قبل السوريين، لذا نستعين بشرائها من السوق اللبناني. لا هم لدينا إن كانت مدعومة او حرة انما المهم ان تبقى مزارعنا قائمة، رغم الكلفة العالية خاصة في الصويا وبزر القطن". ولا يخفي مصدر أمني أن ملف التهريب عبر المعابر غير الشرعية أصبح عبئاً ثقيلاً بعدما تحولت معابر التهريب عبر الدواب الى طرقات تعبر منها شاحنات وصهاريج، فيما توقيفها او منعها يحتاج الى قرار سياسي من قبل قوى الأمر الواقع. وأكد أن ملف التهريب بحجمه الضخم هو بحاجة الى توافق سياسي على ضبط الحدود ومنع عبور سيارات وشاحنات تتذرع انها بمهمات حزبية، وقال: "نكون كمن يغطي الشمس بغربال إن لم نقل الأشياء كما هي، ويزداد كل يوم التهريب وترتفع أعداد العاملين فيه بسبب الوضع الاقتصادي السيئ، لا يمكن أن تتحمل المؤسسة العسكرية والاجهزة الامنية والجمركية كامل المسؤولية فلا يمكن ان نضع على طول الحدود مع سوريا عند كل متر جندياً، ما لم يكن هناك قرار بحماية تحركها لاقفال المعابر التي استحدثتها الاحزاب النافذة في المنطقة".

احد العمال يضع العلف للدواجن

مربو الدواجن

لا ينكر المزارع داوود فيلو أحد كبار مربي الدجاج في البقاع أن العلف يتعرض الى نهب الدعم وبيعه الى المهربين، وقال: "انا أول من طالب وأطالب وزير الاقتصاد برفع الدعم عن العلف لوقف مزاريب السرقة والهدر"، باعتبار أن "الدعم لا يذهب الى المواطن ولا يصل الى المزارع من الجمل الا اذنه، بل الى المحاسيب والأزلام". وعن تخزين المزارعين لكميات من الاعلاف قال: "ليس للمزارعين قدرات مالية لتخزين كميات ضخمة، لأن أوضاعهم المالية لا تسمح لهم لما يتعرض قطاعنا للخسائر". وأشار إلى أن المشكلة بالمحسوبيات السياسية، "هناك مَزارع لإنتاج البيض والفروج نتساوى معها في الانتاج، ونتيجة نفوذ تيار سياسي حصلت شركة معروفة على موافقات باستيراد 90 ألف طن من العلف المدعوم، وآخرون حصلوا على 30 ألفاً وآخرون 50 الف طن، تم تخزينها في مستودعاتهم ولا يبيعون منها غراماً للمزارع الاخرى وهذا ما يهدد العشرات بالاقفال"، يتابع: "لا يعقل ان يستمر الدعم طالما سعر الصويا في سوريا 500 دولار، وعندنا في لبنان 244 دولاراً. من الطبيعي ان ينشط التهريب. في ظل فتح ابواب التهريب على مصراعيها واحتكاره لمن يستطيع تأمين اعتماد مصرفي مدعوم". يكشف فيلو: "عندي 240 الف دجاجة تبيض، تحتاج في الشهر 900 طن، حصلت على قسيمة لـ800 طن علف مدعوم، وبعد الضغوطات حصلت على 400 طن فقط، وأمنت الـ500 طن الباقية بسعر صرف السوق السوداء". لا يخفي أنه غالباً ما يشتري العلف المدعوم بسعر يزيد عن مليون وثلاثمئة ألف ليرة للطن انما يسجل على الجدول 900 الف ليرة للطن، بفارق 400 ألف ليرة عن سعره المحدد، عدا عن المتممات الغذائية التي لا يشملها الدعم، فتصبح كلفة الطن المخلوط 1575000 ليرة.

مستوردو الأعلاف

من جهته، المستورد شكرالله المعلوف يعتبر المشكلة التي تواجه المزارعين ناتجة من الآلية المعتمدة في التوزيع، نافياً أن يكون السبب التهريب الى سوريا بكميات كبيرة، وذلك بسبب كلفة النقل التي تجعل من سعر العلف موازياً لسعر المنتج السوري، وأردف ان وزير الزراعة يجب أن يولي موضوع الدعم اهتماماً أكبر. وقال: "يفرض علينا جدول نسلمه للوزارة، يدون فيه اسم المزارع، ورقم القسيمة واسم التاجر"، ليشرح أنه "ليس سهلاً التلاعب بكمية العلف المدعوم المباعة او المتبقية". ويعتبر أن المشكلة تكمن في "المزارعين الفجعانين، يريدون كميات أعلاف مضاعفة للكميات المستهلكة يشترونها بسعر صرف مدعوم ويخزنونها لما بعد رفع الدعم، وهذا يضع السوق أمام شح يزيد الطلب ويرفع السعر". وفي هذا السياق، عقد وزير الزراعة في حكومة تصريف الاعمال عباس مرتضى اجتماعاً مع مستوردي الأعلاف المدعومة في اطار مساعي الوزارة لاعادة تنظيم الدعم لايصاله الى مستحقيه من مربي الماشية والدواجن. وتم التوافق خلال الاجتماع على وضع آلية جديدة تتضمن تحديد تجار الأعلاف في القرى والبلدات، الذين سيزودون المستوردين بأسماء المربين المستحقين الاستفادة من الدعم عبر بطاقات تعريفية جديدة ستصدرها وزارة الزراعة لهذه الغاية، على ان تتم احالة المخالفين الى النيابة العامة المالية.

 

نصرالله يردّ "التحية" لماكرون: الأمر لإيران

احمد عياش/النهار/29 أيلول/2020

مسارعة “حزب الله” الى الرد على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر إطلالة تلفزيونية لأمينه العام السيد حسن نصرالله مساء اليوم الثلثاء، تدلّ على التأثير الكبير الذي أحدثته مواقف سيد الاليزيه من الحزب، ما شكّل انقلابا كاملا للتوجهات الفرنسية منذ إنطلاقة مبادرة باريس في بداية الشهر. فبعد “الود” الذي ميّز مواقف الرئيس ماكرون من الحزب خلال زيارتيه في 6 آب الماضي والاول من أيلول الجاري، أطل في مؤتمره الصحافي بوجه “متشدد” حيال الحزب. فهل هناك أسباب غير معلنة حتى الآن أدت الى هذا التحول في الموقف الفرنسي والذي ستكون له آثار بعيدة المدى على المستويين الداخلي والخارجي؟

في معلومات لـ”النهار” من اوساط قريبة من موسكو، ان المحاولات الاخيرة التي جرت لإنقاذ المبادرة الفرنسية، وتجلّت بخطوة الرئيس سعد الحريري بالتراجع عن مطلب المداورة في توزيع الحقائب الوزارية في ما خصّ حقيبة المال لمرة واحدة من خلال إسنادها الى وزير شيعي، كانت بدفع فرنسي خلافا لما قاربه الرئيس ماكرون عندما قال “ان سعد الحريري أخطأ عندما أضاف معيارا طائفيا في توزيع الوزارات”، والسبب الذي دفع الحريري الى هذه الخطوة والتي وصفها بعبارة “تجرّع السمّ”، هو فتح المسار المغلق مع الثنائي الشيعي الذي كان متمسكا ولا يزال بحقيبة المال وبحق تسمية الوزراء الشيعة. وتضيف هذه المعلومات ان رئيس مجلس النواب نبيه بري، أحد ركنَيّ الثنائي، كان مجارياً لخطوة الرئيس الحريري، لكن “حزب الله” سارع الى رفض مبادرة الأخير بالمطلق، ما جعل الرئاسة الفرنسية تلجأ الى الضغط الدولي. وهنا تتحدث الأوساط عن ان الرئيس ماكرون أجرى اتصالاً بنظيره الروسي فلاديمير بوتين كي يتوسط لدى القيادة الايرانية بما لديه من نفوذ لدى هذه القيادة كي تستجيب لمتطلبات تشكيل حكومة لبنانية خالية من نفوذ الاحزاب، وتكون “حكومة مهمة” كما وصفتها باريس.

وبناء على الاتصال الفرنسي – الروسي رتبت موسكو على عجل زيارة لوزير خارجية إيران محمد جواد ظريف الذي أجرى محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف. وقد تولى الاخير شرح اهمية ان تنجح المبادرة الفرنسية في توفير استقرار في لبنان في هذه المرحلة المضطربة في المنطقة، ما يعود بالنفع على القوى الفاعلة فيها ومن بينها الجمهورية الاسلامية. لكن الجانب الروسي فوجئ عندما أبلغه الوزير ظريف ان طهران متمسكة بمشاركة “حزب الله” في أية حكومة يتم تشكيلها في صورة مباشرة وليس مواربة. وفهم الجانب الروسي من الجانب الايراني انه لا ضير من انتظار شهر تقريبا يفصلنا عن الانتخابات الاميركية بعد مرور نحو اربعة اعوام من المواجهات الاميركية – الايرانية، وبالتالي لا داعي للعجلة في هذه المرحلة الدقيقة من المواجهات. وتخلص هذه الاوساط الى القول ان باريس تبلّغت فورا نتائج زيارة ظريف فيما كانت طهران تبعث بمحضر عن نتائج هذه الزيارة الى “حزب الله” الذي مارس طرقا ديبلوماسية في التعامل مع مساعي تأليف الحكومة، الى ان جاءه النبأ عن محادثات ظريف في موسكو، فانبرى عندئذ الى إشهار التصلب الذي سرى أيضا على الرئيس بري نفسه.

لم يتأخر وزير الخارجية الإيراني شخصيا عن خفض التوقعات بشأن محادثاته في موسكو، فنفى قبل الذهاب اليها أن تكون فرنسا تقدمت بطلب إلى طهران للتفاوض مع روسيا بشأن الوضع في لبنان. وقال ظريف بحسب ما نقلت عنه “وكالة أنباء الطلبة الإيرانية”، عقب وصوله إلى موسكو: “الفرنسيون لم يطلبوا من إيران التفاوض مع الروس بشأن الوضع في لبنان”. لكنه أضاف أن “من الممكن أن نتحدث مع أصدقائنا الروس بشأن لبنان خلال زيارتنا لموسكو، لكن ذلك ليس مسألة ذات أولوية على جدول أعمالنا”.

في سياق متصل، لم يكن كلام الرئيس ماكرون عن الرئيس بري آتياً من فراغ عندما قال ان “الرئيس بري أقر بأن ذلك (التمسك بحقيبة وزارة المال) كان شرطا من حزب الله”. أما في المقلب الايراني فقد صدر أمر عمليات إعلامي لإسقاط المبادرة الفرنسية. ومن عيّنات “أمر العمليات” هذا، ما ورد في مقالات الصحف الايرانية الصادرة السبت الماضي، أي بعد محادثات ظريف في موسكو، إذ كتبت صحيفة “خراسان” تحت عنوان “مخطط ماكرون لتجريد حزب الله من السلاح” تقول: “ان وراء ضغوط ماكرون وتهديداته بشأن تشكيل حكومة لبنانية بوصفة غربية، هدفاً يتمثل بتجريد حزب الله من السلاح. نعم فرنسا والولايات المتحدة تتحدثان عن ضرورة اجراء اصلاحات جذرية في لبنان عبر تشكيل حكومة تكنوقراط وتربطان تحقيق ذلك بتقديم المساعدات والقروض له، ولكن وراء كل هذا الكلام هدف يرتبط بإعادة الهيمنة الغربية على لبنان لمصلحة الكيان الصهيوني عبر تجريد حزب الله من السلاح، ومن هنا لم يكن من باب الصدفة ان تنظم التيارات الداخلية المعروفة بولائها للغرب تظاهرات تطالب الامم المتحدة بتفعيل قرار حصر السلاح بيد الجيش اللبناني وتجريد حزب الله من السلاح وذلك بالتزامن مع تلويح باريس وواشنطن بضغوط قريبة على لبنان في حال عدم تشكيل الحكومة اللبنانية”.

أما صحيفة “جوان” وتحت عنوان “المساعدات للبنان مشروطة بإصلاحات اميركية”، فكتبت: “تتحرك اميركا وفرنسا لإيجاد هيكلية جديدة لنظام الحكم في لبنان تنسجم مع الرؤية والنيات والمصالح الغربية، وفرنسا هي التي تقود هذا التحرك ولكن بإشراف اميركا وتوجيهها، مستخدمة سياسة عصا العقوبات وجزرة المساعدات والقروض، وذلك لدفع الامور باتجاه تشكيل حكومة لبنانية جديدة على اساس وصفة تتلخص بعزل قوى المقاومة وتهميشها بحجة تتحدث عن تشكيل حكومة خبراء محايدة، أي لا ترتبط بأحزاب ولا تضم مسؤولين ونواباً حاليين أو سابقين. ان كل هذا التركيز الفرنسي – الاميركي لا يرتبط بالحرص على مصالح لبنان ومستقبله ابدا، بل بضمان مصالح الكيان الصهيوني واهدافه وبإعادة لبنان الى دائرة النفوذ الغربي بإضعاف المقاومة”.

قالت طهران كلمتها في المبادرة الفرنسية وحققت مرادها. ولن يقول نصرالله إلا ما قالته طهران وهو: “الأمر لإيران ونقطة على السطر”!

 

الفينيقيون  وحضارة العقل ( محاضرة )

توفيق شومان/29 أيلول/2020

في البداية أود  أن  أشير إلى إشكاليتين مختصرتين : الأولى : للعلامة ول ديورات إذ يقول : حين نتكلم عن التاريخ والحضارات يعني أننا لا نتكلم عن علم منجز، فألف عام على سبيل المثال لا يمكن أن نختصرها بألف صفحة.

 المسألة الثانية ترتبط بمصطلح السامية وهذا المصطلح أول من ابتكره وأشاعه  كما يعرف الجميع هو العالم الألماني اوغست شلوستر عام 1781، مستندا الى الإصحاح العاشر من سفر التكوين في التوراة، إذ ذُكِر هذا الاسم فيه للدلالة على مجموعة من الأنساب المنحدرة من سام بن نوح.

في الواقع لا نملك مصطلحا بديلا عن هذا المصطلح، وفيما يعترض  بعضهم عليه باعتباره مصطلحا استشراقيا، لكن هذا الإعتراض لايؤسس علميا لمصطلح بديل، يمكن أن يسهل دراسة وقراءة تاريخ الشعوب وحضاراتها.

نحن العرب نعترض كثيرا ولكننا لا نقدم بدائل، هذه مادة لنقاش آخر ومسهب طويل.

 مكمن الإعتراض الأساس: بأن العرب الحاليين كقومية وعرق، هم امتداد عضوي للعرب السابقين منذ آلاف السنين.

طبعا لا دليل على ذلك.

الدلائل بحسب رأيي المتواضع أن العرب الحاليين هم آخر دورة اجتماعية وحضارية ولغوية للشعوب السامية التي عاشت في هذه المنطقة واختلطت مع غيرها وأخذت من غيرها وأعطت لغيرها.

بهذا المعنى استبعد صفاء العرق وصفاء اللغة.

كيف؟: لنتذكر هنا على عجالة: قبل الدخول في صلب الموضوع: الفرسـ اليونانـ ثم الرومان، كل هذه الشعوب استقرت في منطقتنا مئات السنوات، وحين نقول إنها استقرت في المنطقة مئات السنوات، فلنا أن نتخيل حالات التخالط والتزاوج التي نجمت عن ذلك بين السكان المحليين والشعوب الوافدة أو الشعوب الغازية.

لا شك ، هناك اختلاف على الموطن الأول للساميين، لكن الرأي الغالب ان موطنهم في الجزيرة العربية، وهناك رأي آخر لا يقل أهمية ويقول بأن موطن الساميين الأول كان في القرن الأفريقي.

هذا الجدال لن أتوقف عنده ،واستشهد بما يقوله العلامة الفرنسي غوستاف لوبون: نحن مضطرون لتوسيع كلمة المعرفة لأننا نعرف بعض المعرفة، وقد يأتي يوم لنعرف أكثر.

هنا: دعونا نأخذ بالرأي الغالب لموطن الساميين الأول، وهو الجزيرة العربية 

ـ 1: بعض من هذه السلالة انتقل الى الحبشة، القرن الفريقي، لغاية الآن اللغة الأثيوبية ثمة من يعتبرها من أصول سامية مع ملاحظة التطور الذي رافقها وأدى إلى استقرارها الحالي.

ـ 2: قسم من هذه السلالة جاء إلى بلاد الرافدين: العراق الحديث، وهم الآكاديون (2500 ق. م ) وهم أول سلالة سامية جاءت إلى العراق، واندمجت بالسومريين، ولغة السومريين غير سامية كما يقول العلامة العراقي طه باقر، ويجاريه في ذلك إبن موطنه وزميله في الأبحاث الحضارية فاضل عبد الواحد، إذ يقولان إن اللغة السومرية لغة التصاقية أشبه بلغات بعض أهل منطقة القفقاس في آسيا الوسطى: يعني مثلا: لوكال وتعني ملك، وهي نتيجة إدماج مفردتين: لو وتعني رجل، وكال وتعني عظيم، أي الرجل العظيم، وكذلك: اي كال: اي وتعني بيت، كال وتعني عظيم، ويصبح المعنى الجديد بعد الدمج: البيت العظيم ويعني القصر.

ـ اللغة الآكادية هي أول لغة سامية مكتوبة.

ـ 3 : بعض ثالث من هذه السلالة وهم الكنعانيون جاؤوا إلى بلاد الشام، وهناك من يقول إن الكنعانيين جاؤوا من العراق إلى بلاد الشام، لكن لا يتفق المؤرخون على ذلك، ومن بين الذين يخالفون هذا الرأي: ول ديورانت وأرنولد توينبي وغوستاف لوبون وموسكاتي، فيما صموئيل كريمر من أنصار النسب العراقي للحضارات الأولى وخصوصا بما يتعلق بالسومريين .

لكن ثمة وجهة نظرة أخرى جديرة  بالتوقف عندها ولا أدري لماذا لا يتم التوقف عندها : وهي نظرية سنخونياتن البيروتي ( الف قبل الميلاد )  وهو  سبق هيرودوتس الإغريقي الموصوف بأبي التاريخ ،  وقد ترجم كتابه من الفينيقية  إلى اليونانية ، فيلون الجبيلي (القرن الأول قبل الميلاد ) ، وفي هذا الكتاب الذي أكدت حفريات رأس شمرا على الساحل السوري عام 1929  صحة ودقة ما احتوته صفحاته ،  يورد سنخونياتن أن الفينيقيين هم أهل الساحل الفينيقي ، ولم يذكر أنهم جاؤوا من مكان آخر ، فيما المؤرخون أخذوا عن هيرودوتس قوله بأن أهل فينيقيا   قدموا من البحرالأريتري ، وليس معروفا إذا قصد هيرودوتس بالبحر الأريتري السواحل العربية أم السواحل الأفريقية ، وأما لماذا أخذ المؤرخون من هيرودوتس ولم يأخذوا من سنخونياتن البيروتي كمؤرخ محلي ، مع أنه يسبق  هيرودوتس بما لا يقل عن 500 سنة ، فذلك متروك لجدال ليس آوانه الآن .

على أي حال :  نحن أصبحنا بعد هذا السرد أمام مشهدين :

ـ أ : مشهد آكادي ثم كلداني ثم أشوري ثم بابلي في العراق .

ـ ب : مشهد كنعاني ـ آرامي ـ فينيقي في بلاد الشام .

علماء اللغة والحضارات : ول ديورانت ـ ارنولد توينبي ـ غوستاف لو بون ـ اسرائيل ولفنسون ـ كارل بروكلمان ـ الإيطالي موسكاتي ـ طه باقر ـ فاضل عبد الواحد ـ حامد عبد القادر ـ حتى العروبيين منهم  مثل محمد جميل بيهم أو عمر فروخ (وأضيف فيليب حتي وانطون سعادة ) يجمعون على ان هذه الأصول المتحولة إلى فروع فأصول مستقلة أو شبه مستقلة راكمت كل منها من الأخرى : يعني كما نجد عشتروت عند الفينقيين نجد عشتار في بلاد الرادفدين ، وكما نجد أدونيس في بلاد الفينيقيين  نجد تموز في بلاد الرافدين .

حول اللغة يقول البلاذري في " فتوح البلدان ": " اجتمع ثلاثة نفراء من طي ببقة ، وهم : مرامر بن مرة وأسلم بن سدرة وعامر بن جدرة ، فوضعوا الخط وقاسوا هجاء العربية على هجاء السريانية ".

و حول اللغة أيضا  فإن القديس اغسطينوس  حين كان يجول في شمالي أفريقيا في القرن  الميلادي الرابع كان يتكلم اللغة الفينيقية ، أو يستعين بمترجمين يتقنون الفينيقية للتبشير بتعاليمه.

وفي هذا الجانب ، لا بد من المرور أيضا ، بالفيلسوف  الفينيقي فورفوريوس ( ت ـ 305) إبن مدينة صور اللبنانية ، وهو كاتب سيرة  ومترجم أعمال استاذه الفيلسوف أفلوطين ( ت ـ 270 م)  أحد أهم  أركان الفلسفة اليونانية المحدثة ، ومن خلال " تاسوعاء أفلوطين "  وكتابات فورفوريوس ، يمكن الوقوف على أرضية واسعة لأصول الكتابات الفلسفية المسيحية والإسلامية .

قبل الختام ، من الأهمية القصوى  القول بحسم وجزم ، إن اللهجات الحالية في لبنان وسوريا وفلسطين ، يغلب على مفرداتها طابع  اللغة السريانية بمفرداتها وأفعالها وتصاريفها ، وكذلك  أغلب أسماء القرى والمدن ، وفي العراق يغلب الطابع الآرامي والكلدوـ أشوري ، مع الأخذ بالإعتبار فروق اللهجات  وتطورها  الذاتي ما بين العراق وبلاد الشام خصوصا بما يتعلق بالآرامية التي عُرفت في بلاد الشام بالسريانية في وقت لاحق .

ختاما ، ما يمكن قوله ، إن الدورة الحضارية العربية التي انطلقت عجلتها مع الدولة الأموية ، ووصلت في عصرها الذهبي مع الدولتين العباسية والأندلسية ، هي دورة مضافة على دورات حضارات سامية سابقة لها ، أول مبتدؤها كان مع الدورة الحضارية الآكادية  في بلاد الرافدين (إذا استبعدنا السومرية عن السامية )  ثم تلتها الكلدانية فالأشورية فالبابلية ، وفي المقلب الشامي ، كان الكنعانيون وفرعهم الفينيقي المبتكر أبجدية وتجارة وحضارة بناء المدن  التي قامت على التوسع السلمي الثقافي والتجاري ، ولذلك قيل : إن الفينيقيين هم الأمة الوحيدة في التاريخ التي توسعت بالعقل ولم تتوسع بالسيف .

تحياتي

وإلى اللقاء

 

الشدياق والإسلام

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/29 أيلول/2020

كان أحمد فارس الشدياق واحداً من كبار اللغويين العرب. واعتبره مارون عبود (أبو محمد)، وهو من شيوخها، كبيرهم من دون جدل. وفي الحالتين فإنها منزلة لم ينزلها كثيرون من شغفاء اللغة وعلمائها في لبنان، ما بين أوائل القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، وهي المرحلة التي ظهرت خلالها القواميس والمناجد والمجامع (مجمع البحرين) والترجمات الكبرى. وكان معظم المشتغلين بعلم اللغة من المسيحيين، ومنهم من اعتنق الإسلام، وأشهرهم أحمد فارس الشدياق، الذي تنقل كاتباً ومترجماً في مصر وتونس ومالطا ولندن.

كُتب عن دخول الشدياق الإسلام الكثير. والرواية الأكثر شيوعاً أنه فعل ذلك انتقاماً من اضطهاد الكنيسة لشقيقه بعدما اتجه هذا إلى الطائفة البروتستانتية، ومن ثم مات قهراً. وقيل إنَّ فارس بغض بعض التعصب الماروني فأشهر إسلامه تحت اسم أحمد.

عبر السنين لم أجادل هذه النظرية، ولا كنت أملك ما يمكنني من ذلك. لكنني وجدت أسباباً أعمق وأبعد في دراسة للأستاذ محمد الهجرسي (تراث الإنسانية) يرد فيها تحول الشدياق إلى تأثره بالسنوات التسع التي عاشها في مصر بجوار الأزهر. هناك اختلط بالأزهريين وتقرب منهم وأفاد من علومهم. لكن عندما تقرأ الشدياق نفسه تجد أنه تأثر بالحياة بين عموم المصريين، وراقت له معاملتهم للغرباء وفيما بينهم.

هل قرأت ما قاله هيرودوتس اليوناني، الملقب أبا التاريخ، في وصف رحلته إلى مصر والشعب المصري؟ سوف تجد نسخة مطابقة تقريباً كتبها الشدياق بعد ألفي عام. يقول: أين القلم والدواة حتى أصف (القاهرة)، هذه المدينة السعيدة الجديرة بالمدح من كل من رآها، لأنها بلد الخير ومعدن الفضل والكرم. أهلها ذوو لطف وأدب وإحسان إلى الغريب، وفي كلامهم من الرقة ما يغني الإنسان عن التطريب، إذا حيوك فقد أحيوك، وإذا سلموا عليك فقد سلموك، وإن زاروك زادوك شوقاً لرؤيتهم، وإن زرتهم فسحوا لك صدورهم فضلاً عن مجالسهم. أما علماؤها فإن مدحهم قد انتشر في الآفاق، وفات فخر من سواهم وفاق، «بهم من لين الجانب، ورقة الطبع وخفض الجناح وبشاشة الوجه، ما لا يمكن المبالغة في إطرائه».

وينقد الأستاذ الهجرسي الذين اتهموا الشدياق بالغرض في إسلامه قائلاً إن الإسلام انتقل إلى بنيه بعد ذلك، ولم تتزوج ابنته من ضابط بريطاني أحبها إلا بعد أن أشهر إسلامه، وانتقل الإسلام إلى الأحفاد.

 

رسالة إلى القيادة الإيرانية عبر سفارتكم حصراً: ماذا تفعلون في وبلبنان؟

جهاد الزين/النهار/29 أيلول/2020

اخترعت المخيلة اليونانية تراجيديا قتل الإبن لأبيه. قتل أوديب لأبيه. لكن المخيلة التاريخية الفارسية اخترعت  تراجيديا قتل الأب(رستم) لابنه (سوهراب).

أحاول أن أتأمل إلى أي  تراجيديا تنتمي رمزياً التراجيديا اللبنانية اليوم؟

أين تقع هذه التراجيديااللبنانية الجارية بين تلك الأسطورتين العقدتين. لن يقتل لبنان "أباه" الفرنسي الذي أنجبه قبل مائة عام وعاد إليه لينقذه في عمر المائة لأن الإبن بات يرغب في علاقة سوية بل وصائية مع الأب الفرنسي، وهو الأب المتوفِّر !، لكن الأرجح أننا سنكون أقرب إلى التراجيديا الفارسية  عندما سيقتل (النظام الديني) الإيراني "ابنه" الذي يدّعيه  نَسَباً أو يرغمه بأشكال "رضائية" مختلفة على الانتساب إليه (الشيعة اللبنانيون)... سيقتله في الإصرار على قيادة هؤلاء الشيعة  في مغامرة سياسية عسكرية تودي بهم إلى نوع من الانتحار الأكيد أمام الأفق المسدود المحلي الإقليمي الدولي الذي تأخذهم إليه وتأخذ معهم بقية اللبنانيين؟ سؤال الرئيس الفرنسي هو، وليس بالصدفة، سؤال الكثيرين من اللبنانيين والكثيرين من داخل الطائفة الشيعية منذ فترة طويلة: إلى أين تأخذون الشيعة؟ وهو، أي الرئيس الفرنسي، كان صارما مع كل فساد الطبقة السياسية كما كشف أيضا تجاوزات الطبقة المصرفية وتهريبها الأموال خارج لبنان.

لا يمكن استمرار التوتير والضغط على اللبنانيين ( واللبنانيين الشيعة ضمنهم) إلى ما لانهاية.

بعيدا عن الأيديولوجيا والخطاب التعبوي بلغ السيلُ الزبى في رهن لبنان ضمن سياسة الصراع مع الولايات المتحدة الأميركية وجزء كبير  من العرب وإسرائيل. والآن تُضمّ فرنسا إلى مسلسل غامض من استهدافات الضغط التي يشكّل اللبنانيون مادتها والشيعة منهم حصانها السهل.

انفجار مرفأ بيروت الذي دمّر جزءا كبيرا من العاصمة بيروت ولاسيما في شرقها ووسطها المطلَّيْن مباشرة على المرفأ في 4 آب، هو نقطة تحوّل في مدى ما يستطيع لبنان أن يتحمّل من نتائج هذا الرهن الإيراني لحاضره وبالتالي لمستقبله. إنها نقطة تحوّل يجب أن تكون في الدرجة الأولى أخلاقية بالنسبة للقيادة في طهران وهي تدير سياستها "اللبنانية" على مسافة ألف وخمسمائة كيلومتر تفصلها عن بيروت وباتت في الواقع طريقاً من ألف وخمسمائة كيلومتر من الحروب الأهلية والفلتان والجيوش الغازية  والقبائل والطوائف المتذاهلة الرعب والمتناهبة النفط والغاز  والدول المنهارة.

ليس لديّ  ما يحمّل طهران مسؤولية الانفجار المباشرة، لديّ مثل الكثيرين غيري شكوك في كون تخزين هذه المادة المنفجرة كل هذه السنين له صلة ما بشبكة الخروج على القانون التي أصبحت الدولة اللبنانية تحت أسرها، وفيها من هم زبائن لإيران  وفيها من هم أخصام لكم أيضا. مع العلم أن الشكوك الأهم تدور حول التخزين  لاالتفجير، الأدق القول التخزين الذي سمح بالتفجير أياً يكن المفجِّر فاسدا أو عدوا أو غبياً.

المسألة المطروحة على القيادة الإيرانية هنا هي ضرورة أخذ مبادرة جادة للتخفيف على اللبنانيين، والشيعة من ضمنهم، من عبء حضور إيران السياسي والأمني والتعبوي والعسكري والمالي، هذا الحضور الذي تخطّى منذ زمن طويل كونه أحد عناصر تنوع لبنان ليصبح تنظيما ورموزا ومشروعا ما يمكن اعتباره، ولا أبالغ، خروجا أكيدًا عن النسيج اللبناني الذي هو رغم هشاشاته نسيج حقيقي بمحصلات سوسيولوجية وسياسية ونمطية.

لسان حال أي مخاطبة لصانعي السياسة الإيرانية أنهم يجب أن يُصدّقوا ويصْدقوا هذا النوع من الكلام. هذا ليس كلام ضعف لأن اللبنانيين بمختلف مناطقهم  وطوائفهم ودياسبوراهم بما تعنيه من مهاجرهم القديمة والجديدة، والشيعة اللبنانيون من ضمنهم   من النجف إلى واشنطن، لديهم طاقات فردية  وجماعية على استيعاب مخاطر القسر أكان تغييرا داخليا أو إحلالاً داخليا أو احتلالا خارجيا. الإيرانيون في مزيج حضورهم الأمني الثقافي الذي نقل إلينا خبرات إرث هضبة آسيا الوسطى في التنظيم السري وكفاءاته  يمثًّلون اليوم نوعاً من الإحلال الذي لا يزال يجعل من الذراع الأهم لديهم في لبنان تنظيما سريا بالمعنى الكامل للسرية حتى لو كان يقوم بمهمات علنية، إلا أن الفلسفة الإيرانية للعلنية تعتبر هذه العلنية حقلا من الغموض الذي تتداخل فيه تقاليد عريقة ومتنوعة في القِدَم.

النسيج اللبناني الهجراوي المركنتيلي الجبلي المطل على البحر المتوسطي والسهلي العربي  المفتوح على مرافئ صحراوية  ، والشيعة من ضمنه، والمبني على شبكة من المؤثِّرات الثقافية التي لم تعد تدور على نفسها منذ وضَعَنا الفرنسيون ونخبة تعليمية اقتصادية من المسيحيين الشرقيين في بوتقة اندماج صراعي، هذا التركيب حتى وقد وجدت السياسة الإيرانية  مظاهر قاعدة اجتماعية واسعة داخله، هي مظاهر مقبوضٌ عليها ويجري تجديدها يوميا لأنها خارج النسيج الطبيعي للأشياء والاجتماع المتوسطي. كل أنهارنا تصب في بحار قريبة مجاورة، النهر الإيراني ومياهه الجوفية يصبّان في بحار بعيدة وراء الصحارى.

المفارقة  التي تحجبها معادلات علاقات الدول وجيوبوليتيك المنطقة أننا بهذا النوع من الحساسية اللبنانية، الديموقراطية بالنتيجة، أصبحنا جزءا من حركة الاعتراض على النظام الأيديولوجي الرجالْ ديني الإيراني داخل إيران وهو الذي فرّغ شحنات إيران المعاصرة واليوم يعاني في العمق جفافاً في مياهه الجوفية التي تملّحت في أفواه وعقول ملايين الشباب والشابات الإيرانيين كما يكاد ينضب نهر زاينده رود في أصفهان ويهدد معنى وجمال وفائدة جسوره المميزة.

علًمتنا تجربة الاتحاد السوفياتي أنه لا يمكن لنظام سياسي مهما اتسع نفوذه أن يعيش ويستمر وهو يخاف من إضراب هنا أو هناك أو تظاهرة هنا أو هناك. هذه هي قوة الغرب التي تجعله قادرا على المرونة والتكيف مع الاعتراض بصفة هذا الاعتراض تعبيرا تكوينيّاً يوميا عن حركة الحياة السياسية والاجتماعية. مظلومية الفلسطينيين التي تعرضوا لها من إسرائيل ولا زالوا لا تلغي ولا يجب أن تلغي حقيقة اعترافِنا بِ وفهْمِنا لقوة الغرب الهائلة بصفتها قوة تفوّقِه الحضاري الذي يجعل الشارع الاعتراضي من هونغ كونغ وبيكين إلى طهران وعبادان إلى موسكو وبطرسبرغ حليفا تلقائيا للغرب.

تضعكم النخب الليبرالية اللبنانية المتعددة الطوائف في خانة السلطات الخائفة من شوارعها لأن الواقع هو كذلك. أداتكم التنظيمية الأولى في لبنان، ومادتها الخام لبنانية عربية، وخبراتها وثقافتها ونجاحاتها الأمنية والسياسية إيرانية، هذه الأداة كانت صامتة بمعنى غير متعاطفة مع الحركة الإصلاحية الشعبية التي شهدتها إيران عام 2009 وبالتالي متواطئة ضدها، ستجد نفسها مع وصول "الربيعين" الإيراني والعربي إلى لبنان في 17 تشرين 2019 في موقف مضاد في العمق للثورة الشبابية البادئة يومها بل أكثر من ذلك في خط الدفاع الأول عن المنظومة السياسية الحزبية المسيحية والمسلمة، الطائفية والميليشياوية، التي استنفدت طاقات وموارد الدولة اللبنانية ونَهَبَتْها وأوصَلَتْها إلى الإفلاس.

هكذا نشأت مفارقة أخرى مذهلة هي كون أداتكم التنظيمية باتت جزءا من النسيج السلطوي البشع بل باتت حاميةً له فيما هي تغرِّد ثقافيا وأمنيًا وسياسيا خارج النسيج الاجتماعي اللبناني. هذه المفارقة هي جزء من التباسات التاريخ وأوجهه غير المنبسطة والمعقّدة. والدهاء الإيراني قادر ليس فقط على فهم التعقيدات ولكن أيضا على إنتاجها فيما أنتم كنظام سياسي رجالْ ديني عشتم وتطمحون إلى تكرار تجربة التفاهم مع الولايات المتحدة الأميركية من حيث أنكم وأنتم تسعون من خلال هذا التفاهم إلى رفع العزلة الاقتصادية الخانقة عنكم وتكريس بعض مكاسبكم الجيوسياسيّة، تَسْعون أيضا إلى إرضاء أكثرية شبابية مدينية إيرانية تريد أكثر من الهدنة مع الغرب، تريد التفاهم معه لأنها موالية له ثقافيا وأنتم تدركون ذلك. أنا أظن ولا أزال أن الاتفاق النووي الإيراني كان يعني بصورة ما قبول نظامكم بالخروج من الصراع مع إسرائيل مقابل مكاسب الإفراج الاقتصادي عنكم وقبول بعض امتداداتكم الإقليمية الأساسية أو التي تعتبرونها أساسية. دمّر دونالد ترامب كل شيء وربما أنقذكم كنظام وليس كبلد!! بينما نحن في لبنان مهددون ومستضعفون بالمعنى الكامل للكلمة، خارجيا من صراع مصالح عملاقة تدوسنا، وداخلياً من طبقة سياسية فاسدة وقوية.

هذه معضلة نظامكم. نحن معضلتنا معكم، كلبنانيين، أنكم فضلاً عن المغامرات العسكرية الخطرة والتدميرية التي تُدخلوننا بها رغم كوننا بلدا صغيرا فإنكم تساهمون في تبطيئ (إبطاء) التحاقنا بركب التقدم التاريخي وتفرضون علينا نمطاً من الانحياز الذي يمنع مساهمتنا السلمية الأصيلة والخلاقة والضرورية في دعم القضية العادلة للشعب الفلسطيني الشقيق.

أخاطب هنا ما أظن أنه الدهاء الإيراني لا خطابكم الأيديولوجي.

للشاعر الإيراني العظيم حافظ غزلية تقول: "من أجل قبلةٍ من شفتيكِ أنا مستعدٌ للتضحية بخراج مصر". وقد دقق مصدرَها برجاء مني قبل سنوات  المرحوم الدكتور فيكتور الكك عالم اللغة الفارسية الماروني اللبناني المعروف.

نعرف أنكم غير مستعدين للتضحية بخراج لبنان قبل القبلة الأميركية.. لكن هل يمكن تخفيف هذه الضريبة وقد بات هناك من الناحية السياسية خياران يمكن فصلهما: خيار سلاح حزب الله وخيار امتداد هذا السلاح إلى النزاعات العربية. ما صار يسمّى الانسحاب من سوريا واليمن. والكثيرون يعرفون أن هذه الفتوى الأخيرة - الفصل بين السلاح بذاته ووظيفته - هي موضع وستكون موضعَ مقايضات خبيثة ومضنية لاحدود لها وأرجو أن لا تكون لا طائل منها.

أخيرا سأختم برباعية لعمر الخيام من ترجمة الشاعر الصافي النجفي، وهي على الأرجح الترجمة الأفضل للرباعيات إلى اللغة العربية(ربما تفوقُها يعود إلى أن النجفي كان الأكثر إتقانا للغة الفارسية بين كل مترجميها إلى العربية ولشاعريته  المميّزة أيضا).

الرباعية هي التالية:

لو كان لي كالله في فلكٍ يدٌ         

لم أُبْقِ للأفلاك من آثارِ

وخلقتُ أفلاكاً تدور مكانها

 وتسير حسب مشيئة الأحرارِ

 

الجنرال عون والجبهة الخطأ

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/29 أيلول/2020

لبنان ما قبل تفجير نترات الأمونيوم ليس لبنان ما بعده، و«حزب الله» بوجوده كقوة وسلطةِ أمرٍ واقعٍ فوق سلطة القانون، أصبح مرفوضاً من الشارع الشيعي قبل السني في لبنان ومن أغلب القوى السياسية، فلبنان بنكهة السياسي الطائفي أصبح مرعباً ومخيفاً، لذا فهو مرفوض من الشعب والقوى الوطنية فجميعهم هتفوا للبنان «موحَّداً وخالياً من الطائفية». ويبقى لتحقيق مطلب الشارع نقاء لبنان من الطائفية، نزع مخالب ميليشيا «حزب الله»، الأمر الذي أصبح مطروحاً للنقاش، فحزب نصر الله المسمى «حزب الله» الذي تغوّل وتحول إلى قوة ضاربة ليس داخل لبنان، بل أصبح يصدر الفوضى والعبث إلى خارج لبنان، يعد التحالف معه والتستر عليه أو تمرير مشاريعه وقوفاً في الجبهة الخطأ. الرئيس الجنرال عون، هو في الأصل عسكري نظامي سابق وابن المؤسسة العسكرية المنضبطة، وبالتالي يعرف معنى العسكرية والانضباط، الأمر المفقود عند الميليشيات التي ولاؤها خارج سلطة الدولة، وبالتالي يعد تناغم الجنرال عون مع ميليشيا نصر الله لا يمكن فهمه من جنرال عسكري بحجم عون، ولا يمكن فهمه أو تفسيره إلا في إطار تقاطع مصالح سياسية قد تكون أشبه بمغامرة سياسية غير محسوبة النتائج، خصوصاً أنه سبق لعون اتهام ميليشيا نصر الله بالمسؤولية عن اغتيال الرئيس الحريري.

الدولة اللبنانية التي عانت من حرب أهلية في السبعينات من القرن الماضي انتهت باتفاق الطائف، الذي ضمن تقاسم السلطة من دون الحاجة للجنرال عون وحزبه وطائفته رغم رفضه التوقيع في حينها، ولهذا ليس في حاجة اليوم لمغازلة ميليشيا «حزب الله» من أجل مكاسب سياسية تنتهي بارتهان إرادة لبنان عند ميليشيا «حزب الله» ومن وراءها.

اصطفاف الجنرال عون مع ميليشيا «حزب الله» يعد مخالفة صريحة لاتفاق الطائف، الذي جاء بعون رئيساً للبنان في 2016 رغم رفضه له في عام 1988، فاتفاق الطائف ضَمِن للطائفة المارونية التي يتحدر منها الجنرال عون، منصب رئيس الجمهورية، كما ضمن للطائفة السنية منصب رئيس الحكومة، ومنصب رئيس البرلمان للطائفة الشيعية فيما عُرف بالرئاسات الثلاث، وأي اصطفاف بين طرفين سيكون بالتأكيد موجَّهاً ضد الطرف الثالث. الجنرال عون بمغازلته «حزب الله» وضع رئاسة الجمهورية اللبنانية في خندق واحد مع ميليشيا مسلحة لا تأتمر بأمر الدولة، والدليل تدخلها العسكري والعلني خارج حدود لبنان في سوريا والعراق واليمن وحتى في غزة وليبيا، الأمر الذي يضع الدولة اللبنانية أمام مسؤولية قانونية حيال ما يرتكبه «حزب الله» بوصفه شريكاً سياسياً في السلطة في لبنان، وما يصدر عنه يعد كما يصدر عن سلطة حاكمة. كان على الجنرال ميشال عون التحرر من عباءة «حزب الله»، الذي يسعى لحكم لبنان بروح إيرانية، وحتى لا يصبح عون شريكاً للحزب في ميراث كبير جداً من الدماء التي تسبب فيها الحزب في سوريا والعراق واليمن. ميليشيا «حزب الله» كانت دائمة التبرير لسلاحها، بحجة المقاومة التي لم تحقق شيئاً حتى للبنان، سوى الدمار كما حدث في حرب يوليو (تموز) باعتراف نصر الله نفسه، ولا تزال مزارع شبعا محتلة، بينما الحزب لم يحقق سوى تصدير إرهاب لدول الجوار اللبناني، ستتحمل تبعاته الدولة اللبنانية ما دامت أعلى سلطة في الدولة ترى «حزب الله» شريكاً سياسياً. أعتقد أنه على الجنرال عون تصحيح موقفه من ميليشيا «حزب الله»، والتخلي عنها حتى لا يتحمل لبنان تبعات عبث الحزب وزعيمه، داخل لبنان وخارجه.

 

الصراع بين مشروعين في الشرق الأوسط

نديم قطيش/الشرق الأوسط/29 أيلول/2020

تحالف صعب يشق طريقه إلى واجهة الشرق الأوسط الجديد تقوده تركيا وإيران. الاجتماع السادس للمجلس الأعلى للتعاون الاستراتيجي بين البلدين، الذي انعقد عبر تقنية «الفيديو كونفرانس»، الأسبوع الفائت، كان الخطوة الأحدث في بحث الدولتين عن ترتيب جبهة تخدم مصالحهما الاستراتيجية، وتعالج أزماتهما المتشابهة، الممتدة من الأمن إلى الاقتصاد إلى العزلة السياسية. بيد أن ما نحن بإزائه يتجاوز في الواقع تحالف متضررين إلى محاولة جادة لفرز الدول في المنطقة بين مشروعين:

المشروع الآيديولوجي للإسلام السياسي بشقيه الشيعي بقيادة إيران، والسني بقيادة تركيا، ومشروع الدول الوطنية المتخففة من أثقال الآيديولوجيات، التي تتصدرها دول كمصر والإمارات والمملكة العربية السعودية.

تفسر ليبيا، كموضوع حديث لارتجال مساحة مشتركة بين إيران وتركيا، بعضاً من مرتكزات هذا الانقسام الجديد بين دول المنطقة. فالموقف الإيراني المعلن هو دعم حكومة فايز السراج الذي تدعمه تركيا، وتعترف الأمم المتحدة بحكومته، في مقابل دعم الإمارات ومصر والسعودية وفرنسا وروسيا لبرلمان طبرق والجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر. وفي الشق العسكري للتعاون الإيراني التركي في ليبيا كان لافتاً رصد سفينة إيرانية، في أبريل (نيسان) 2019، محملة بالأسلحة ومتجهة إلى ميناء مصراتة الليبي الذي تسيطر عليه ميليشيات مدعومة من تركيا.

صحيح أن ليبيا مهمة لإيران كبوابة رئيسية على أفريقيا، ومساحة للعب بالمزيد من ملفات التناقض العربي، كملف الأمازيغ في مقابل العرب في شمال القارة، إلا أن الموقف الإيراني في ليبيا نابع في الأساس من الالتقاء مع تركيا حول الخصم المشترك، وهو المحور العربي السعودي المصري الإماراتي.

وفي هذا السياق، لفت تقرير لموقع «جادة إيران»، المتخصص في الشأن الإيراني، إلى أن طهران في طريقها لتشكيل حلف إقليمي مع تركيا لمواجهة آخر تقوده السعودية والإمارات، بدافع من التغيرات الإقليمية التي طرأت مؤخراً، في إشارة لاتفاقي السلام بين الإمارات والبحرين من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى.

وكان سبق لممثل حركة «حماس» خالد القدومي، أن لمَّح إلى أن حكومات تركيا وإيران وقطر قد تبرم اتفاقية سياسية واقتصادية، في تصريحات لصحيفة «طهران تايمز» الإيرانية. وهنا بيت القصيد.

الأدلة على محاولات بناء جبهة عريضة للمشروع الآيديولوجي للإسلام السياسي (ولاية الفقيه هي إخوان الشيعة عملياً) في مقابل الدول الوطنية مكتوبة على الجدران.

فحين انتقلت موجة «الربيع العربي» من تونس إلى مصر، سارع علي خامنئي لوصف ما يحصل بأنه «ربيع إسلامي»، مراهناً ضمناً على وصول «الإخوان» إلى الحكم. وكانت زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، إلى القاهرة، في فبراير (شباط) 2013 كأول زيارة يقوم بها رئيس إيراني للبلاد منذ نحو 34 عاماً، للقاء الرئيس المصري الإخواني محمد مرسي التعبير العلني السياسي عن هذا التلاقي لقطبي الإسلام السياسي.

يتزامن هذا التلاقي بين أركان مشروع الإسلام السياسي مع محاولات حثيثة لتجريد الدول الوطنية من مشروعياتها الإسلامية، تماماً كما كانت آيديولوجيا القومية العربية منصة للطعن في لا شرعية «الأقطار» الوطنية، أو إضعاف شرعياتها لصالح الوعاء الآيديولوجي العربي الأوسع.

من الأمثلة على ذلك التقاء إيران وتركيا على دعم تكوين «منبر الدول الإسلامية» في كولالمبور كمحاولة لإحلاله مكان «منظمة التعاون الإسلامي» التي تتمتع فيها الرياض بنفوذ جاد ومقرها في جدة.

اللافت يومذاك أن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، الذي لعب دوراً مركزياً في الدفع لعقد هذا الاجتماع، ما لبث أن امتنع عن الحضور في اللحظة الأخيرة.

بيد أن محاولات توسعة قوس دول الإسلام السياسي في مواجهة الدول الوطنية، لا سيما العربية، لم تتوقف، وهو ما ينبئ به الغزل المتصاعد بين إردوغان وعمران خان، وآخر الإشارات عليه تصريحات للرئيس التركي رجب طيب إردوغان إيجاد حل لقضية كشمير «بما يلبي تطلعات شعب كشمير»، مشيراً إلى «الأهمية المحورية لهذه القضية من أجل الاستقرار والسلام في جنوب آسيا»، ومنتقداً «إلغاء السلطات الهندية الوضع الخاص لإقليم (جامو وكشمير) والخطوات التي أعقب ذلك» بوصفها خطوات «أدت إلى مزيد من التعقيد في هذه القضية». وكان خان هنأ إردوغان بمناسبة إعادة فتح «آيا صوفيا» للصلاة، ووصف إقامة أول صلاة منذ 86 عاماً في مسجد «آيا صوفيا» بـ«التاريخي».

ومن أمارات الاختراق التركي للوعي الباكستاني على أسس عقائدية إسلامية وإمبريالية، ما تظهره بيانات موقع «غوغل» من أن وتيرة عمليات البحث عن كلمة «عثماني» في باكستان ارتفعت بشكل حاد هذا العام، وهو ما يُعزى بجزء كبير منه إلى الشعبية الهائلة التي يحظى بها في باكستان المسلسل التلفزيوني التركي التاريخي الخيالي «أرطغل»، والد السلطان عثمان الأول، مؤسس الدول العثمانية، الذي لا يعرف الكثير عن حياته وأنشطته.

وبموازاة ذلك تجتهد إيران لتعزيز علاقاتها بإسلام آباد، مستفيدة من كل حدث، لا سيما في حقل المواقف «الإنسانية» التي لا تكلف إيران أكثر من الكلام، ومستندة إلى تاريخ مديد، ولو متقطع، من العلاقات الاستراتيجية الإيرانية الباكستانية، قبل الثورة الإيرانية، وبعدها، وقبل الحرب الباردة، وبعدها، وخلال الحرب العراقية الإيرانية، وبعدها، وحتى يومنا هذا. ويبدو لي أن المحرك الأساس لهذه العلاقات في صيغتها الراهنة هو محاولة محاصرة الرياض وعموم محور الرياض - القاهرة - أبوظبي، كأولوية تعلو على أي أولويات أخرى.

لا ينبغي التقليل بالطبع من التحديات التي تواجه هذا الطموح لتركيب محور دول الإسلام السياسي، لا سيما بين تركيا وإيران، وخلافاتهما المعلنة في الملف السوري، أو المكتومة في الملف النووي، ولا فيما يتعلق بحسابات خاصة لدول كباكستان، التي تتمتع بعلاقات تاريخية استراتيجية مع السعودية والإمارات.

بيد أن ما يطغى على كل التحديات التي تعترض تكون واستقرار هذا المحور، هو التلاقي الاستراتيجي بين أجنحة محور الإسلام السياسي في مواجهة محور الدول الوطنية، كمحورين وكاقتراحين متناقضين لمستقبل المنطقة.

ففيما تحاول الدول الوطنية إدارة مصالحها، بالاستناد إلى محددات واقعية عملية، تعتمد دول الإسلام السياسي محددات آيديولوجية صارمة.

وفيما تبدو الدول الوطنية مشدودة نحو المستقبل، بكل تحدياته العملية، في الاقتصاد والعلم والصحة والأمن، تبدو الدول الآيديولوجية مشدودة أكثر نحو التاريخ بحثاً في خرائطه، وحقبه، ومثالاته عن أمجاد يُراد إعادة تكوينها، ولو بالحديد والنار!

 

علاقة الفرد بالمجتمع تتعدّى التعارض والثنائية

د. منى فياض/النهار العربي/29 أيلول/2020

يثار مؤخراً بإلحاح الحديث عن الدولة المدنية والعلاقة بين الفرد والجماعة.

 الدولة المدنية حيادية تجاه المعتقدات والايديولوجيات التي يعتنقها المواطن وتحفظ التنوع والتعدد في كل اشكاله. وحين تنتهك حقوق الأفراد، كأفراد وليس كجماعات، ولا تضمنها الدولة، تسود العبودية. ان أهم مبدأ للديموقراطية عدم انتهاك حقوق أي فرد من فرد آخر.

 في بروز الفرد

لقد سبق وعالجت موضوع بروز الفرد والفردانية في كتابين، الأول فخ الجسد، حيث عالجت فيه بروز الفرد المترافق مع بروز الجسد والاهتمام به وتحرره من القيود الاجتماعية او الجماعية بمعنى آخر. اما في كتابي أقنعة الثقافة العربية، فعالجت موضوع بروز الفرد انطلاقا من علاقته بتغير أنظمة القيم التي تترافق مع تغير الشروط الاجتماعية. فالعديد من البحوث تشير الى عمق تأثير البنى الاجتماعية على بنية الشخصية. كما ان التغير في تنظيم وانتاج وتوزيع الثروات يغير في بنية الفرد النفسية كما يؤثر في مجموع احكامه القيميّة والتربوية. ان أي تغير على المستوى النفسي يسبقه تغيير في منظومة القيم الاجتماعية. 

حين نتتبع حيثية الظروف التي أدت الى بروز الفرد في المجتمع الغربي في المرحلة التي عرفت بالثورة البورجوازية التي تمخضت عن عصر الانوار، لا بد من التوقف عند عالم الاجتماع الالماني فرديناند تونيس الذي لم يأخذ مؤلفه " Sociιtι et communautι" عندما نشره للمرة الأولى عام 1887 أهميته، كما حصل لاحقا. ويعتبر الآن من اهم المراجع التي ابرزت مفهوم "الجماعة المحلية communautι وعلاقة الفرد بها. 

بالنسبة إلى تونيس، يتشكل المجتمع من ارتباط البشر في ما بينهم. والفرد هو الوحدة الأصغر في البناء الاجتماعي الإنساني، مقارنة بالجماعة والمجتمع والحشود. لكن بالنسبة إليه "النحن" حاضرة في كل "أنا"، بمقدار ما ان "الأنا" الفردية متشكلة بواسطة أفعال الآخرين في سيرورة التنشئة الاجتماعية. الأمر الذي برز لاحقا مع نوربير إلياس في اعماله في سياق انتقاده للالتماس الثنائي الشائع والذي يميز الفرد، كحامل للأنا خاصته من ناحية، بمعزل عن المجتمع؛ والمعتبر غالبا كبرّاني ومعاد للفرد. مستخدما مصطلح habitus ليوضح الجزء المنبثق عن هوية النحن في الشخصية.

 بهذا نجد أن إلياس يفكر في العلاقة بين الفرد والمجتمع بطريقة مختلفة متبنيا ضرورة القطع مع الرؤية الثنائية المسيطرة على هذه العلاقة. يرى انه علينا ان نرمز الى المجتمع كمجموعة راقصين في حلبة رقص. فالحركات التي يؤديها كل راقص تنتظم مع خطوات الراقصين الاخرين. أما اذا اعتبرنا كل شخص من المشاركين في الرقص على حدة، فلن نفهم وظيفة الحركات التي يقوم بها. ان طريقة تصرف كل فرد في هذه الحالة تتحدد في علاقته مع الراقصين وعلاقتهم جميعا في ما بينهم. ويرى ان هذا الامر ينطبق على سلوك الافراد عموما في المجتمع. فالعلاقات بين الأشخاص، سواء أكانوا أعداء أو أصدقاء، أهل او أبناء، مديرين او موظفين، تتحدد تصرفاتهم كأفراد انطلاقا من علاقاتهم السابقة او الحالية مع الآخرين. ويظل هذا الامر صحيحا حتى ولو عاشوا كنساك وبعيدين من البشر. ان حركات الابتعاد - الاقتراب تتم انطلاقا من العلاقة بالآخرين.

 نعود لتونيس، بالنسبة اليه يرتكز المجتمع بداية على الجماعة المحلية. ولكي يحدد كيفية انتماء الفرد الى كل من الطائفة والمجتمع يستخدم الالتماس النفسي. فيجد ان هناك نوعان من إرادة الانتماء، احداهما الإرادة العضوانية والثانية الإرادة المعتمدة على التفكير.الأولى تتعلق بالحياة العاطفية وتظهر عبر المشاعر والعادات والذاكرة. وهي تميز انتماء الفرد الى الجماعة المحلية. أما الثانية، فهي نتاج صاف للعقلانية من ضمن توجه الفرد نحو الخارج. وتظهر عن طريق التفكير واتخاذ القرار. وهي تميز انتماء الفرد الى المجتمع بمختلف مؤسساته.

 تولد الجماعة المحلية انطلاقا من الاسرة (سيرورة عملية التنشئة الاجتماعية (socialisation)، فالاقتصاد الجماعي هو اقتصاد منزلي ووحدته (ιunit) البيت الريفي. وتتجسد الإرادة العضوية للجماعة المحلية في هذه البيئة. فالاخلاق هي السمة التي تميز سلوك الافراد وتظهر عبر التعلق والعاطفة التي يكنها الفرد للأسرة (روابط الدم)، والصداقة (الجيرة والبلدة) اضافة الى والايمان. وتعاش جميعها في شكل مكثف. بينما العكس في المجتمع، الممتلكات والافراد يكونون منفصلين عضويا. والتبادل التجاري وحده المعتمد في الحياة الاجتماعية.

 في الحياة والعلاقات الاجتماعية على مستوى الأفراد، نجد ان لكل فرد أفكاره. على عكس الاخلاق الجماعية (اسمنت الجماعة المحلية). الفرد يدخل في المنافسة، وتحديدا الاجتماعية والاقتصادية، مع الآخر. من هنا نشهد نمو الفردانية. ويرى تونيس ان التقدم العمراني يساهم في نمو الجماعة المحلية وتطورها نحو تشكيل المجتمع الأوسع. ويعتبر ان النشاط التجاري، الذي يعد احد مميزات المجتمع هو دافع الفرد في السعي نحو الربح. وقد اهتم تونيس بالسياق التاريخي الذي سمح بالمرور من الاتحاد (جماعة عائلية)، الى اتحادات اكبر (روابط وكنائس واخويات). ثم الاتحادات في المجتمعات الفردية الى ان وصل الأمر الى حد إيجاد الاتحاد الذي حاول إعادة خلق شبه - بالجماعات الأهلية بواسطة استعادة تدابير تعيد التوزيع، كالتعويض عن البطالة وغيرها.

 ولكل مجتمع خصوصياته التي هي أكثر من اجتماع للأفراد سوياً. والمثال على ذلك انه يمكن ان يتلاقى فردان على المستوى الشخصي ويجدان انهما متشابهان ومتفقان تماماً، مع انتمائهما الى مجتمعين شديدي الاختلاف. فكما يؤكد إلياس، الجميع يعلم ان المجتمع مكون من أفراد، فهو اجتماع كثرة من الأشخاص. لكن اجتماع مثل هذه الكثرة في الصين تنتج مجتمعا مختلفا عنه في إنكلترا او أميركا. كما ان كثرة من الاشخاص في أوروبا القرن الثالث عشر هي غيرها في القرن العشرين. مع ان كل مجتمع يكون مكونا من كثرة من الأفراد المعزولين، لكن المرور الى شكل جماعي معين لا يكون مبرمجا من أي من هؤلاء الافراد. والمجتمعات تتطور في شكل لم يكن يريده أي فرد من هؤلاء الافراد الذين يشكلون المجتمع، مأخوذا على حدة، ولا فكر به او خطط له كما يحصل في الواقع.

 مسألة الفرد في علاقته بالمجتمع تتعدى التعارض والثنائية التقليديين.

 

“لولا الحزب لكان داعش اغتصب أختك”

بوناصر الطفار - كاتب ومؤدي راب لبناني/موقع درج/يناير 9, 2020

لا يكاد يخلو نقاش محتدم حول تدخّل "حزب الله" العسكريّ في سوريا من الجملة الرنّانة التي يستعملها مؤيدوه لحسم الجدل، "لو ما الحزب فات على سوريا كان داعش اغتصب أختك وأمك ومرتك".

لا يكاد يخلو نقاش محتدم حول تدخّل “حزب الله” العسكريّ في سوريا من الجملة الرنّانة التي يستعملها مؤيدوه لحسم الجدل، “لو ما الحزب فات على سوريا كان داعش اغتصب أختك وأمك ومرتك”، أو “لولا الحزب لكان داعش عم يغتصبك هلّق يا ش******”، حين يكون الحديث موجّهاً لأي امرأة تنتقد هذا التدخّل، أو على الأقل تبدي أي تعاطف مع الشعب الذي سالت دماؤه وقاسى أفظع المجازر في ثورته. قبل “داعش” كانت “جبهة النصرة” هي من سيغتصب أخواتنا، وقبل “الجبهة” كان سيفعلها الجيش الحرّ إلخ…. يشعرنا هؤلاء في منطقهم ولغتهم بأنّهم يخوضون حرب اغتصاب واغتصاب مضاد ليس إلّا.

من أين أتت هذه المقاربة وما هي دلالاتها؟ ولماذا يكرّرها الممانعون اللبنانيون دوماً في أيّ نقاش مفتوح أو مكتوب على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي؟

سوّق “حزب الله” بداية الأمر تدخّله لدعم النظام السوري على أنه حرب استباقيّة على الإرهاب والتكفيريين قبل أن يأتوا هم إلى عقر دارنا. وتدرّج الموقف تدريجيّاً، من الإنكار بداية الأمر ثمّ الانتشار المحدود على الحدود إلى إعلان السيد نصر الله عن استعداده للذهاب شخصياً للقتال في المعركة، ورفع مقاتلي الحزب راياتهم فوق أنقاض القرى والمدن السوريّة. وقد استعمل الحزب في دعايته الحربيّة عشرات الحجج والذرائع أخذ معظمها طابعاً استباقيّاً بصيغة لو لم نفعل كذا لحصل كذا. ومن منّا لم يسمع أو يقرأ مقولة أنّه لولا دخول الحزب إلى سوريا لغزا تنظيم “داعش” لبنان واغتصب نساءه؟

نشير بداية إلى أن مقولة كهذه تضرب على وترين حسّاسين لدى جمهورها المستهدف. فهي من جهة تحمل تلامس غريزة الفحولة وتهدّد بالعرض والشرف الذي تختصره هذه الثقافة بطهر النساء وسجلهنّ الجنسيّ. وتلامس من جهة أخرى غريزة مذهبيّة، لأن المغتصب ينتمي إلى التنظيم الإسلاميّ المتطرّف الذي يجاهر عناصره بتكفيرهم وعدائهم للشيعة. يا للهول! يصبح المقاتل حينها بطلاً على جبهتين.

قبل “داعش” كانت “جبهة النصرة” هي من سيغتصب أخواتنا، وقبل “الجبهة” كان سيفعلها الجيش الحرّ إلخ…

حضرت المرأة بقوّة في شعارات المعركة لدى كلّ الأطراف، ولم تخرجها لغة الميدان من كونها مجرّد غنيمة حرب ووسيلة إذلال للخصم، أو في أحسن الأحوال حلقة المجتمع الأضعف التي لا يجوز زجّها في المعركة. فهي كما قيل حرب للدفاع عن العرض والأرض المغتصبة، حرب الفتاة التي تعود إلى بيتها الساعة الثالثة فجراً، حرب الفوز بالحور العين ومضاجعتهنّ في الجنّة، حرب الحرائر، حرب التهديد بالسبي والاغتصاب إلخ… حرب الشعار الذي تهدّمت على وقعه مدن كاملة ولن تُمحى بسهولة من ذاكرة الناس جملة: لن تسبى زينب مرّتين!

شعار كهذا هو ضربة معلّم من ماكينة الحزب الإعلاميّة لما فيه من استفزاز للعصب المذهبيّ والذكوريّ على حدّ سواء، وكأنّه كان مقدّمة لتمنين النساء بحمايتهنّ من الاغتصاب. وقد شهدنا جميعاً نتائج هذه التوليفة المرعبة على الأرض. كلّ معارض لها سيكون حكماً مع من قتل الحسين وسبى العقيلة زينب ابنة عليّ عليهم السلام، وكل من يحمله مقاتل كربلائيّ يستكمل معركة الحسين ضدّ الكفر منذ أكثر من 1400 سنة. زرع الحزب هذه البذور في أرض بيئته الحاضنة، بخاصة في قرى البقاع الشمالي الخصبة، خطوط المعركة الأماميّة التي يشكّل الشيعة الأغلبية الساحقة من أهلها، وتسيطر العشائر الكبرى على الأمر الواقع حاملة قيم الثأر والسلاح والرجولة التي لا تمسّ. خطاب مذهبيّ – ذكوريّ يدغدغ الفحولة التي يتربّى عليها المرء ويجعل منه بطلاً أمام نفسه والناس.

أصبح الحديث إذاً عن الديكتاتوريّة والقمع وتصفية الناس في الشوارع وأقبية التعذيب حديثاً تافهاً لا قيمة له. قصف المدن المأهولة ببراميل الموت العشوائية، خنق أهل الغوطة بالسلاح الكيماوي، حصار الناس وموتهم جوعاً في اليرموك ومضايا… كلّ ذلك صار ضرورات حرب لا بدّ منها، فالحرب وسخة كما نعلم وما يحدث هو أكبر منّي ومنك بكثير. لا قيمة لأي شيء آخر الآن، سوى منع الإرهابيين القادمين لسبي نسائنا كما سبوا سيّدة نساء العالمين وبيع أخواتنا في سوق الرقيق، كما باعوا النساء الأيزيديّات في العراق. وبذلك يتم تناسي سلوك الجيش السوري ومخابراته أيّام الوصاية السوريّة في لبنان وتطاول عناصره في الحواجز والنقاط العسكريّة على أهلنا من دون تمييز بين امرأة ورجل.

سوّق “حزب الله” بداية الأمر تدخّله لدعم النظام السوري على أنه حرب استباقيّة على الإرهاب والتكفيريين قبل أن يأتوا هم إلى عقر دارنا.

ألا يحقّ لنا أن نسأل أيّ امرأة لبنانية حماها “حزب الله” من الاغتصاب كي يمنّنا جمهوره بذلك من دون توقّف؟ هل هي المرأة التي دعاها السيّد سامي خضرا إلى التستّر واستبدال صورها الشخصية بصورة شجرة على مواقع التواصل الاجتماعي؟ أم أنها المرأة التي اعتذر هو نفسه من العرب والمسلمين عن الصورة السيّئة الموبوءة التي نقلتها بمشاركتها في التجّمعات والتظاهرات التي يشهدها لبنان منذ شهور، بعدما كان العرب يتصلون به راغبين في الزواج من “نساء لبنان المقاومات” بحسب قوله؟ هل هي المرأة التي عليها وضع الحجاب وستر مفاتنها في سنّ التاسعة؟ هل هي المرأة المطلقّة التي قال نعيم قاسم إنّها لا تمتلك الأهليّة ولا الصلاحيّة لتعليم البنات في المدارس أو حتّى إعطاء أيّ نصيحة عن الحياة وكيفيّة مواجهة صعوباتها؟ هل هي نفسها المرأة التي رفض السيّد نصر الله إعطاءها مقعداً في كتلته النيابيّة لأنّه “ليس لدى الحزب نساء يقمن بدور النائب وتلبية الواجبات الاجتماعية” وأنّ الأمر سيبقى كذلك “إلى حين عودة النائب إلى دوره الطبيعي كعضو لجان وتشريع وجزء من مؤسسة سياسيّة حقيقيّة”؟ هل حمى “حزب الله” من الاغتصاب المرأة اللبنانيّة التي تحرمها المحاكم الدينية بقوانينها الجائرة من أبسط حقوقها الإنسانيّة في قضايا العنف الأسري والحضانة؟ هل هي المرأة نفسها التي ضربها مناصرو الحزب في ساحات الثورة على وقع هتاف “شيعة شيعة شيعة” و”الشعب يريد 7 أيار جديداً”؟ هل هي المرأة التي تواجه يوميّاً على صفحات التواصل الاجتماعي أقسى حملات الإهانات والتهديدات والتدخّل في الحياة الخاصة، وتواجه لسورياليّة القدر التهديد المستمرّ بالاغتصاب العلنيّ! (لم تعد هذه الرسائل سرّاً بعدما تشجّعت كثيرات على نشرها كما حدث مع الرفيقة مروى علّيق منذ فترة).

لطالما كانت المرأة إذاً مكسر عصا المتحاربين. ولطالما كان فعل اغتصاب النساء الشنيع مرافقاً لكلّ حروبهم القذرة ووسيلة الانتقام التي يلجأون إليها في غزواتهم لترهيب العدوّ وكسره. لكنّ الأمر هنا قد حدث بصيغة مختلفة تماماً. هو منطق يخيفنا دوماً من “الاغتصاب المفترض لنسائنا” والذي اضطرّ جرّاءه الحزب إلى المشاركة في إبادة استباقيّة لشعب بكامله وإذلال من نجا منه في الوطن والغربة على حدّ سواء، وقمع ثورة شعب على نظامه الذي ينهش لحمه منذ عقود. سلوك استباقي يذكّرنا في دلالاته وتفاصيله بتعاليم الحاخام الصهيوني الشهير “إسحق شابيرا” والذي دعا في كتاباته العنصريّة إلى إبادة العرب من دون استثناء، بمن فيهم الأطفال الرضّع قبل أن يكبروا ويصبحوا إرهابيين، قبل أن يكبروا ويغزوا إسرائيل ويغتصبوا نساءها.

شيعة السفارة: “أني منّي فدا صرماية حدا” 

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة

رئيس الجمهورية نعى امير الكويت: لبنان يفقد بغيابه شقيقا كبيرا وقف الى جانبه في الظروف الصعبة وأعاد اعمار الكثير من مدنه وقراه

وطنية - الثلاثاء 29 أيلول 2020

اعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن المه الشديد "لغياب امير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عن عمر قضاه في خدمة بلده وشعبه والدول العربية الشقيقة وقضاياها، وكان مثالا للمروءة والاعتدال والحكمة". وقال الرئيس عون: "يفقد لبنان بغياب الشيخ صباح شقيقا كبيرا وقف الى جانب اللبنانيين في الظروف الصعبة التي مروا بها خلال الأعوام الماضية. ولم يوفر جهدا الا وبذله في سبيل استقرار لبنان ووحدته وسيادته كما كان يسارع دائما الى دعم الشعب اللبناني الذي لن ينسى ما قدمه الراحل الكبير في المحن التي توالت على الوطن الصغير، فاعاد اعمار الكثير من مدنه وقراه التي تهدمت، وساهم في اطلاق مشاريع عمرانية وانمائية كثيرة. وقبل كل ذلك، كان الراحل الكبير الصوت الصارخ في المحافل الإقليمية والدولية دفاعا عن الحق العربي عموما وعن القضايا العادلة وفي مقدمها قضية فلسطين. وعندما اعتدي على الكويت، قاد الراحل الكبير مسيرة تكللت بتحرير أراضي الكويت وعودة السيادة كاملة من دون نقصان". وختم الرئيس عون: "اني اذ انعي الى اللبنانيين الشيخ صباح، الشقيق المحب والغالي الذي يشكل غيابه خسارة كبيرة، أتقدم من نائب امير الكويت وولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح والاشقاء الكويتيين باحر التعازي سائلا للفقيد الغالي الرحمة ولهم جميعا الصبر والعزاء".

 

الراعي استقبل وفدا من أبرشية طرابلس المارونية

وطنية - الثلاثاء 29 أيلول 2020

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الديمان، وفدا من أبرشية طرابلس المارونية برئاسة راعي الأبرشية المطران جورج بو جودة، وتم عرض أوضاع الأبرشية وسبل الدفاع عن وحدتها.

 

يوسف سلامه: هل تورط تركيا في حروب جانبية مقدمة لاستعادة زمن السلطنة أم لتفتيت ما تبقى منها؟

وطنية - الثلاثاء 29 أيلول 2020

سأل الوزير السابق يوسف سلامه في بيان، "هل تورط تركيا في حروب جانبية مقدمة لاستعادة زمن السلطنة أم لتفتيت ما تبقى منها؟ من يجتر تاريخه لبناء حاضره يغامر بالحاضر والمستقبل معا، نادرا ما تسير عقارب الساعة إلى الوراء ولا يمكن بناء المستقبل بذهنية الماضي". اضاف: "تجازف تركيا في لعبة الأمم، ميزان القوى تغير. في المقابل، يعاني لبنان من لعنة الجغرافيا ووجع التاريخ، يقع بين دولتين، دولة لم تعترف به أصلا ودولة لم يعترف هو بها، وجوده على تقاطع قارتين جعله محط أنظار العالم وقبلة المقتدرين، نستخلص، على لبنان أن يلاقي موقعه الجغرافي، وتنوع شعبه، وتراكم ثقافاته، حياده وفدرلته ينقذان وحدته".

 

تكتل الجمهورية القوية: لن نشارك في الجلسة التشريعية والأهمية القصوى في الوقت الحاضر ليست للتلهي باجتراح تشريعات

وطنية - الثلاثاء 29 أيلول 2020

صدر عن تكتل "الجمهورية القوية" البيان الآتي: "يرى التكتل أنه أمام الانزلاق المتواصل للوضع في لبنان من السيء إلى الأسوأ، وأمام غياب المعالجات المطلوبة للتدهور المالي غير المسبوق، وأمام جريمة المرفأ التي هزت ضمائر العالم، والكارثة المعيشية والاجتماعية، والمخاطر المحدقة بلبنان من جراء الخفة في مقاربة الأزمات المتلاحقة، وبعد أن هبت فرنسا بشخص رئيسها إيمانويل ماكرون في محاولة مشكورة لمساعدة لبنان بتشكيل "حكومة مهمة" تضع البلد على سكة الإصلاح والأمان والاستقرار والإنقاذ، في أسرع وقت ممكن، فجرى اجهاضها بمنطق المحاصصة نفسه الذي خرب البلاد، ولما كنا نعيش في ظل حكومة مستقيلة، ولما كان من الثابت عدم وجود بنود على جدول الأعمال تتصف بالضرورة، لذلك، يرى التكتل ان الأهمية القصوى في الوقت الحاضر ليست للتلهي باجتراح تشريعات، وهي كثيرة لدينا، ولم يطبق منها شيء، إنما للدفع باتجاه إما انتخابات نيابية مبكرة بأسرع وقت ممكن، وإما لتشكيل حكومة إنقاذ مختلفة عن سابقاتها لاتخاذ الخطوات الإصلاحية المطلوبة في أسرع وقت ممكن، بما يجنِب لبنان الانزلاق نحو قعر الهاوية والتحضير للانتخابات المبكرة، لذلك، فإن تكتل "الجمهورية القوية" يعلن عدم مشاركته في الجلسة التشريعية المقررة يومي الأربعاء والخميس القادمين في 30/9 و1/10".

 

بري استقبل فوشيه مودعا ووفد البنك الدولي وبحث مع ميكوريا في مشروع اصلاح وتحديث الجمارك وتلقى برقية دعم أفريقية

وطنية - الثلاثاء 29 أيلول 2020

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة سفير فرنسا في لبنان برونو فوشيه في زيارة وداعية، لمناسبة انتهاء عمله الديبلوماسي في لبنان. واستقبل الرئيس بري الامين العام للمنظمة للمنظمة العالميه للجمارك الدكتور كونيو ميكوريا، في حضور رئيس المجلس الاعلى للجمارك العميد أسعد طفيلي. ووضع ميكوريا وطفيلي الرئيس بري في اجواء صيغ التعاون بين المنظمة والجمارك اللبنانية واطلاق مشروع اصلاح وتحديث الجمارك اللبنانية. والتقى بري وفدا من البنك الدولي برئاسة مدير دائرة المشرق في البنك الدولي ساروج كومار جاه، وتم عرض للوضعين المالي والاقتصادي. وسلم كومار جاه رئيس المجلس دراسة أولية حول الكلفة المالية لاعادة اعمار ما تهدم جراء انفجار مرفأ بيروت واستعداد البنك للاستمرار في تقديم المساعدة للبنان في مجالات عدة خاصة في التربية والصحة لاسيما مجابهة جائحة كورونا . من جهة ثانية، تلقى الرئيس بري، برقية من رئيس مجلس النواب في جمهورية افريقيا الوسطى لورن نغوم بابا، أعرب فيها عن "تضامن ومؤازرة بلاده للبنان في محنته التي المت به جراء انفجار مرفأ بيروت".

 

الراعي استقبل وفدا من الجمهورية القوية ونقيب محامي الشمال أبي اللمع: أكدنا دعمنا للبطريركية المراد: الحياد لابعاد الشر والخراب عن لبنان

وطنية - الثلاثاء 29 أيلول 2020

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الديمان، وفدا من "تكتل الجمهورية القوية" ضم النائبين ماجد ابي اللبمع وزياد الحواط والوزير السابق ملحم رياشي ورئيس مكتب التواصل مع المرجعيات الروحية في الحزب انطوان مراد، في حضور مسؤول الاعلام في الصرح المحامي وليد غياض . بعد اللقاء، تحدث النائب أبي اللمع باسم الوفد وقال:"جئنا اليوم موفدين من الدكتور سمير جعجع لتأكيد دعمنا للبطريركية ولابينا البطريرك الراعي ولنجدد له وقوفنا الى جانبه وبطروحاته التي تثبت الايام صوابيتها ان لجهة الحياد الايجابي للبنان او لجهة اصراره على التمسك بالدستور والميثاق ووثيقة الوفاق الوطني والعودة اليهم نصا وروحا في مختلف الازمات والخلافات السياسية التي تطرأ، لأن عملية خلق اعراف غير موجودة اساسا كالتمسك بحقائب وزارية غير منصوص عنها في الدستور اصلا لا يمكن التفرد بها من دون اعتراف الاخرين. ونشد على ايادي غبطته في ما يقوله عن ضرورة ان تلتف المكونات اللبنانية حول بعضها من دون ان يتغلب فريق على آخر لأن قدرنا ان نعيش مع بعضنا في الافراح والاتراح. فلبنان وطننا وطن الحرية ولا قيمة للانسان من دونها ولن نرضى نحن الذين دفعنا اثمانا كبيرة في سبيلها ان نخسرها وسنقوم بكل التضحيات اللازمة للحفاظ عليها".

نقيب محامي طرابلس

واستقبل الراعي نقيب محامي طرابلس والشمال محمد المراد مع وفد من النقباء السابقين ضم: الوزير السابق رشيد درباس، انطوان عيروت، بسام الداية، ميشال خوري وعضوي النقابة ريمون خطار ونشأت فتال.

وأكد النقيب مراد للبطريرك "تأييد طرحه للحياد الناشط وكافة مواقفه الوطنية"،وقال: الزيارة لهذا الصرح تقليدية، خلال وجود البطريرك في الديمان، مع وفد من النقباء واعضاء مجلس النقابة في الشمال، والحديث مع غبطته كما العادة كان وديا وصريحا. ونحن كنقابة محامين، نؤمن بالدستور، ليس من باب الايمان والاعتقاد فقط، بل من باب الدفاع. ومطالبة البطريرك وتمسكه بالدستور ووثيقة الوفاق الوطني.العمود الفقري لكيان لبنان، لانه الباب للدفاع عن لبنان وكيانه ومؤسساته الدستورية. وفي هذا السياق نحن نعلم ان هناك صراعات تناحرية في المنطقة ، من شأنها ان ترتد سلبا على لبنان والوضع فيه، ونرى اليوم ما يحصل بصورة واضحة. لذا فان فكرة الحياد هي فكرة جوهرية للحياد عن هذه الصراعات كي لا تعود بالشر والخراب على لبنان. ومن هنا رفع غبطته الصوت عاليا من باب حرصه على لبنان وهوالذي ينادي بالكلمة الجامعة ووحدة اللبنانيين ولهذا يجب علينا جميعا كلبنانيين ان نتحمل المسؤولية في هذا الاتجاه. وقد عرضنا مع غبطته موضوع المبادرة الفرنسية التي اطلقها الرئيس ماكرون والتي اجمع اللبنانيون على انها الفرصة الاخيرة لانقاذ لبنان وعدم الالتزام بهذه المبادرة يعني الدخول الى المجهول ونشكر الرئيس ماكرون لانه عاد والتقط من جديد المبادرة لعلها تنقذ لبنان. وبالتالي نحن ذاهبون الى مرحلة صعبة اكد عليها البطريرك كما أكد ان خلاص لبنان هو بوحدته والتمسك بدستوره والذهاب الى الحياد على قاعدة منع الضرر عن لبنان". وعن موضوع الحياد في ظل العداء مع اسرائيل اكد النقيب مراد :"ان ما من نقاش حول هذا الموضوع. فالعداء لاسرائيل أمر نهائي بالنسبة لكل اللبنانيين وهي التي تشكل الضرر على لبنان وعندما لا تذكر في كل خطاب العداوة معها فهذا لا يعني الخروج عن الايمان والقناعات بنهائية العداء مع اسرائيل بالنسبة للمسيحيين كما جميع اللبنانيين".

زوار

واستقبل الراعي رئيس بلدية اميون السابق غسان كرم الذي عرض للبطريرك موضوع حادثة كفتون و"ضرورة تعزيز الامن بعد الحوادث الامنية الاخيرة". واكد "دعم مواقف البطريرك الوطنية لا سيما لجهة حياد لبنان"، متمنيا "أن يكون عاملا لجمع اللبنانيين وليس لتفرقتهم".

 

مقابلة مع مروان حمادة: صفقة عميقة خطيرة باعت لبنان للمحور الايراني أربابها عون ونصرالله

مقابلة  مع مروان حمادة/برنامج “صوت الناس” مع الاعلامي ماريو عبود عبر “صوت بيروت انترناشونال”

الثلاثاء 29 أيلول 2020

استذكر الوزير السابق مروان حمادة محاولة اغتياله في تشرين الاول من عام 2004 وكلّ محاولات الاغتيال اللاحقة،قائلا: "في 4 آب لحظة عشت فيها كلّ الاغتيالات فقد كنت في صحيفة "النهار" وكأن 16 عاما وكل هذه السنوات لم تمرّ".

وقال، في حديث إذاعي: "محاولة اغتيالي كانت رسالة مزدوجة للرئيس الشهيد رفيق الحريري ولوليد جنبلاط".

وردا على سؤال حول علاقته بجنبلاط، قال: "لا زلت من اقرب المقربين اليه".

من جهة أخرى، قال حمادة: "لا اتصوّر ان الرئيس نبيه بري يريد أو يستطيع الخروج من عباءة حزب الله ولكنني لا اخلط الحزب بحركة أمل بالرئيس بري".

وردّا على سؤال حول انتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية، قال حمادة: "لا الوم جنبلاط على انتخاب الرئيس عون بل ألوم القوات وسعد الحريري فجنبلاط كان امامه وحدة موقف مسيحي وخيار سنّي".

وتابع: "أنا قلت لجنبلاط أن خيار ميشال عون خيار خاطئ، وهذا ما رآه بوضوح بري الذي قال انتبهوا نحن ننتخب رئيسين وكان يقصد عون وباسيل".

واعتبر حمادة أن الرئيس عون "خلفنا" مع كلّ الناس باستثناء الفرنسي عبر الدفاع عن حليفه حزب الله.

وقال: "لو كنت رئيسا للجمهورية لما كنت لأغطي دخول حزب الله الى سوريا ولا سيما إن كنت ميشال عون وكنت قد سلفت الحزب كلّ هذه المواقف من حرب 2006 وما بعدها".

واعتبر أن هناك "صفقة عميقة خطيرة باعت لبنان للمحور الايراني اربابها ميشال عون وحسن نصرالله".

ورأى أن "الراعي وضع اصبعه على الجرح بموضوع الحياد"، واضاف قاصدا حزب الله: " لا يريدون الحياد لا للبنان ولا لمؤسساته".

وعن الدور الفرنسي والمبادرة، قال حمادة: "لا قدرة لفرنسا للهيمنة على لبنان ولا قدرة انقاذية خارقة وهي حاولت لعب دور الهيئة الناظمة".

وسأل حمادة:هل نعرف من يحكم لبنان اليوم؟ ومن يحكم غدا؟ وهل سيبقى للبنان حكم؟ وهل سيبقى لبنان كيانا حقيقيا؟

ورأى أن المبادرة الفرنسية أخطأت بالتكتيك، قائلا: "هل في لبنان من يصدق أن ايران لا علاقة لها بالعرقلة التي حصلت للمبادرة الفرنسية؟ لا الايراني قدّر للفرنسيين انهم لا يزالون الوحيدين الذين يتحدثون معه ولا ماكرون قدّر الخبث الايراني".

واعتبر أن ماكرون اتى ليقول لنا "انتم تنتحرون".

 واشار الى ان "فرنسا وضعت مذكرة تفاهم تقوم على انقاذ الشعب أولا من المجاعة والفقر والاندثار والهجرة ومن ثمّ خلق مناخ يسمح بحوار فعلي خارج هيمنة السلاح".

وقال: "في البداية واكب الاميركيون المبادرة الفرنسية وهذا ما سمعته من هيل ثمّ من شينكر ولكن الأخير حذّر الفرنسيين قال لهم "هؤلاء" وقصد الحزب لن يفيوا بوعودهم".

وردّا على سؤال حول طرح الصيغة الجديدة، قال: "حتى ماكرون قال أننا يجب أن نبني على اتفاق الطائف لتطويره واساسا الاتفاق لم يكن علبة مغلقة".

وعن المخاوف في الموضوع الامني، قال: "أخاف من الدم في الشارع والدم من الخارج والناس ستقتل بعضها وما بقي من مؤسسات و"منيح يلي بعد في جيش وقوى أمن وانشاالله يبقوا"".

واعتبر انه "ما عادت واقفة على الوزارة وكلّو ما عاد الو معنى" وذلك لأن الدولة تقهقرت والبلد بحاجة الى ثورة حقيقية ثقافية أوّلا".

ولفت حمادة الى ما ورد في حديث ماكرون عن فرصة لبنان بالازدهار، قائلا: "الازدهار مرتبط باعادة الثقة الى لبنان واعادة لبنان الى سكّة النهوض".

واضاف: "فترة  النقاهة التي وضعها لبنان الى فترة الـaudit وكثيرون اليوم يهربون من المشاركة في الحكومة لأن الحمل كبير".

وردا على سؤال حول هرب سعد الحريري من المشاركة، قال: "لسعد الحريري تجربة مريرة فالعقلية في بعبدا عقلية تخريبية للبنان ولا يستطيع أحد أن يتفاهم مع عون.. "مش حسّان دياب؟ ما تفاهم معو".

وتابع: "لا يمكن الحكم بهكذا عقلية عبثنا بنفسنا قبل أن تسقط المصارف فنحن ساهمنا في سقوط المصارف".

واضاف: "حاولوا القضاء على رياض سلامة ثمّ دخلوا معه في صفقات والهندسات المالية جهتان اساسيتان استفادتا منها جهة الحريري وجهة باسيل".

ورأى حمادة ان "اللبنانيين اليوم منقسمون أكثر من أيام الحرب الاهلية ويوحدهم اليوم فقط الجوع والثورة ضدّ الطبقة السياسية".

واشار الى أن "جنبلاط ساعد كثيرا في المبادرة الفرنسية وهو حاول الاتصال بالحريري وبري وميقاتي وكلّ الفئات لانجاح المبادرة الفرنسية".

وقال:"لن ارمي الزيت على النار" ولكن الرئيس بري مضغوط وكذلك الرئيس الحريري والجو السني معاد لأي شيء يقلّ عن المداورة".

وشدد على انه "يجب خلط الاوراق بسرعة ولا يجب ان نأخذ الـ4 الى 6 أسابيع".

وأضاف: "انتزعت" طبخة التكنوسياسية لأن الوزراء السياسيين سيديرون الجميع فإذا فلنعد الى الاتفاق الثلاثي ونعد الى المجلس الرئاسي".

وتابع: "برأيي فلتكن حكومة منزّهة من السياسة تكنوقراط كليّا واذا تشكلت حكومة طابعها سياسي تغلب السياسية على التكنوقراط ولو كانت السياسيون فقط 3".

وعن باسيل قال: "جبران باسيل "هشّل العالم" وطيّر الجامعة الثقافية في العالم ولم يكن يريد اغترابا من اجل لبنان بل لأجل جبران باسيل".

وعن قانون العفو قال: "المستقبل لا يريد قانون العفو على ما هو عليه والقوات لن تشارك والتيار لا يشارك الحزب وأمل بالنظرة الى قانون العفو ولكلّ حزب آخر نظرته للقانون وبالتالي فإنّ جلسة الغد قد تكون خطرا على المجلس النيابي نفسه".

وتابع: "إن فشل المجلس النيابي في اقرار اي قانون له علاقة بالاصلاح العميق في لبنان يذهب المجلس".

واضاف: "نحن ذاهبون الى العنف إن بقي الوضع على ما  هو عليه والعقوبات نوع من العنف الخارجي"، مضيفا: "أخاف من الكلام الذي قاله ماكرون عن انه بغياب الحلول الدستورية يكون هناك خوف من وسائل غير دستورية والتي هي الثورة الانقلاب وصاية مجلس الامن.. أيّ شيء آخر ونأمل الّا يحصل شيء من هذا ولا زالت الاوراق بين أيدينا".

 

نصر الله: المطلوب تسليم البلد إلى نادي الرؤساء الـ 4 وإلا فالعقوبات آتية وعلى الفرنسي تحديد المسؤولية في تفشيل المبادرة

وطنية - الثلاثاء 29 أيلول 2020

ألقى الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله، كلمة متلفزة عبر "قناة المنار"، تطرق فيها لآخر المستجدات السياسية.

وتحدث نصر الله عن "أحداث مهمة في الأسابيع لقليلة، وتوجه في بدايتها الى تقديم العزاء برحيل أمير الكويت الى الحكومة، ومجلس الأمة والشعب الكويتي فردا فردا"، متوقفا عند "دور الأمير الراحل الشخصي في إنهاء الحرب الاهلية اللبنانية، أواخر الثمنينات من القرن الماضين، وأيضا في وقوفه إلى جانب لبنان في حرب تموز 2006، ومساهماته المادية في إعادرة إعمار ما تهدم، وكذلك في وقوف الكويت ضد الضغوط لإلحاقها بموجة التطبيع، حيث ما زالت تحتفظ بهذا الموقف لشريف من قضية فلسطين"، سائلا الله ان "يحفظ الكويت في هذه المرحلة".

ومن ثم تطرق الى ما حصل من احداث امنية في منطقة الشمال، بدءا بحادثة بلدة كفتون، ومن ثم اشتباكات في مواجهات في منطقة وادي خالد، وفي مقدمة المواجهة كانت شعبة المعلومات"، منوها بـ "هذه التضحيات وتوجه بالتعازي الى قيادة الجيش العائلات التي فقدت عناصر من الجيش"، وأيضا موجها التحية إلى أهالي الشمال في مساندتهم هذه". وكذلك توقف أمام ما وصفه بالـ "سلاح الاخطر وهو الصواريخ، التي امتلكتها هذه المجموعت الارهابية"، داعيا إلى انتظار نتائج التحقيقات، وما ستسفر عنه من بلاء كان سيحل بلبنان"، مبديا أسفه لـ "ما ورد قبل فترة عندما اطلقت تحذيراتي من وجود هذه المجموعات لأن الردود كانت حقودة". وربط بين "عودة داعش الى العراق وسوريا وغيرها على يد الاميركيين لتبرير وجودهم في المنطقة، ومن الطبيعي ان يتحرك هؤلاء في لبنان"، مؤكدا ان "لبنان جزء من المنطقة، وعندما يتم احياء داعش فسيحصل ذلك في كل المنطقة"، مشددا على "ضرورة الحذر مما يحضر للمنطقة من جديد، والى ضرورة الوقوف خلف المؤسستين العسكرية والأمنية". وتوقف نصر الله امام "ما يحصل عند الحدود الجنوبية"، وقال: "ما زال العدو مترقبا ولكنه لا يجرؤ على الحركة، ونحن ما نزال نتابع ونصبر لأن المهم أن نحقق الهدف وسنرى ما سيحصل في الأيام والاسابيع المقبلة".

وأشار الى ما ورد على لسان نتنياهو (رئيس حكومة العدو الإسرائيلي) قبل قليل، عن "وجود سلاح لحزب الله في مكان يقع بين بيروت والضاحية، مدعيا أنها ستنفجر"، وكشف نصر الله عن ان "الوحدة الاعلامية ستدعو وسائل الاعلام إلى دخول هذه المنشأة لاكتشاف كذب نتنياهو على الهواء، وقد قبلنا باللجوء الى هذا الأسلوب، لأننا بعد انفجار المرفأ وما حصل من افتراءات وكذب ضدنا. فمن يريد من وسائل الاعلام في هذه اللحظة التوجه الى هناك اي المنطقة التي ادعى نتنياهو وجود صواريخ لنا فيها، يمكنه التوجه الى هناك".

ملف التشكيل

ومن ثم تطرق السيد نصر الله الى موضوع الحكومة فقال: "بعد انفجار المرفأ واستقالة الرئيس حسان دياب، وزيارة الرئيس الفرنسي ماكرون، والاجتماع الذي جرى في قصر الصنوبر مع قادة الاحزاب، يومها قلنا ندعم المبادرة الفرنسية، والخطوة الأولى تكليف رئيس لتشكيل الحكومة. وقد ابدينا ترحيبا بالرئيس الحريري اذا رغب، او من يسميه، ولكن في هذه الفترة تشكل نادي رؤساء الحكومات الأربعة السابقين، في غياب الرئيس الحص أطال الله في عمره، وقد قدموا ثلاثة أسماء مع ترجيح اسم مصطفى أديب، ونحن سألنا عنه ولم نضع شروطا، ولم نطلب ان نجتمع به تسهيلا لتشكيل الحكومة، وان الحكومة ستكون على قاعدة أوسع دعم، والكل كان مرتاحا، وبعدها أتى الرئيس الفرنسي في زيارة ثانية". وأضاف: "بعد تكليف أديب - وهو رجل محترم ودمث الأخلاق - تم الطلب إليه ان يتروى، وألا يجري لقاءات مع رؤساء الكتل بما فيهم رئيس الجمهورية، مع ان له الحق الدستوري في أن يتناقش أديب معه (ملف التشكيل)"، لافتا إلى أن "الأمر كان في إطار ان تعرض حكومة أمر واقع مع الرئيس عون".وغمز من قناة الاتجاه إلى "الإطاحة بحق رئيس الجمهورية في التشاور في شأن تشكيل الحكومة، غير أن التشاور حصل معنا، وذهبنا الى النقاش، ولم يكن الرئيس المكلف، ولم تكن لدينا مشكلة"، كاشفا عن ان "الرئيس سعد الحريري هو الذي كان يناقش معنا".

وكشف عن "خلافات حصلت من البداية وتتعلق بالمداورة في الحقائب وتوزيع الحقائب وتسمية الوزراء"، واصفا ذلك بأن "علينا فقط ان ناخذ علما بالتشكيلة"، ولكن نحن ناقشنا ورفضنا هذه الطريقة في تسمية الوزراء وتوزيع الحقائب المناقضة لما جرى العرف عليه منذ حكومة الرئيس نجيب ميقاتي العام 2005، وهذا تعزيز لموقع رئاسة الحكومة، ولكن بقيت مواقف نادي الرؤساء على حالها فتعقدت الحالة".

أعراف جديدة

وسأل نصر الله: "لماذا اعتماد اعراف جديدة تلغي دور رئيس الجمهورية ورؤساء الكتل النيابية، وهذا خلاف للديمقراطية التي يقول فيها الرئيس ماكرون". واشار الى "ضغوط تمت ممارستها"، متسائلا "هل كانت المبادرة الفرنسية تقول بتشكيلة من 14 وزيرا؟، وان يتم حصر الدور بنادي الرؤساء الاربعة؟، وكانوا يقولون لنا: كلا لا تقول المبادرة بهذه الأمور، فكان ان أبدى الفرنسي تفهما، ولكن ان يسمي الرئيس المكلف الوزير الشيعي. واقترحنا حينها أن نسمي نحن الوزير ولكن تم رفض الفكرة بالمطلق من نادي الرؤساء الاربعة، الى ان اعلن الرئيس سعد الحريري موقفه الذي قال فيه انه سيتجرع السم، ونحن لا نتمنى له ذلك ونقول له: سلامة قلبك". وتابع السيد نصر الله: "بعد ذلك اعتذر الرئيس المكلف، معلنا انه كان سيصار الى تشكيل حكومة أمر واقع تجبر الرئيس عون على التوقيع"، مشيرا الى ان الرئيس المكلف كان شريفا في موقفه والتزامه بعدم تشكيل حكومة مواجهة".

وتابع: "بعد الاعتذار، حصل اتهام حزب الله وحركة أمل والرئيس عون بالتعطيل، فغضب الفرنسيون، وعقد الرئيس ماكرون مؤتمرا صحافيا"... وعلق نصرالله موضحا أن "ما كان معروضا هو ليس تشكيل حكومة انقاذ، وإنما كان المطلوب من الكتل النيايبة ورئيس المجلس والرئيس عون تسليم البلد إلى نادي الرؤساء الاربعة بلا قيد ولا شرط وإلا العقوبات آتية". وعلق السيد نصرالله على مؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيس ماكرون وقال: "عليك ان تفتش من عمل على تفشيل تشكيل الحكومة وبغطاء فرنسي وضغط منه، وهذا يعني أنها ليس مبادرة فرنسية وانما سيطرة على البلد، وما عليكم سوى تصحيح ما جرى، وعليكم تحديد بالضبط من يتحمل المسؤولية". ولفت الى "انزعاجه" من تحميل المسؤولية لكل القوى السياسية، بما فيها رئيس الجمهورية الذي لم يتم التشاور معه في تأليف الحكومة. وأكد "إصرار (حزب الله) على منع أخذ البلد الى السيء". وسأل عن "العهود التي تقدمنا بها ولن نف بها يا سيد ماكرون؟، بخاصة وأنكم تحدثتم عن حكومة وحدة وطنية، ومن ثم حكومة مستقلين، وألا تسمي الأحزاب وزراءها، ولكن أليس سعد الحريري ونجيب ميقاتي رؤساء الأحزاب".

وقال: "نحن يا فخامة الرئيس الفرنسي لنا صدقية عند العدو والصديق وكيف نفي بوعودنا".

واستطرد: "ما تطلبه منا يا رئيس ماكرون يناقض الديمقراطية، ولكن انت تطلب من الغالبية النيابية تسليم البلد الى أقلية نيابية، ونحن لم نعتد على أحد، بل الصهاينة هم من احتل بلدنا ويهددوننا دائما. ونحن ذهبنا الى سوريا لقتال المجموعات الارهابية بموافقة الحكومة السورية، وذهبنا الى سوريا لقتال هؤلاء الارهابيين، وليس لقتال المدنيين، كما اننا لسنا جزءا من الفساد، فلدينا أموالنا، ونحن نرفض أن تتكلم معنا بهذه الطريقة". واعلن: "نحن مع التسهيل وليس الاستسلام، واننا لا نخيف بسلاحنا أحدا في لبنان، على رغم كل الشتائم والاتهامات ضدنا كل يوم في لبنان ولم نقم بتخويفه، مع اشارتنا الى الحكومات العربية التي تدعمها فرنسا، في حين أن من غير المسموح الاعتراض على كلمة واحدة تصدر عن جهة ما". وأكد: "نحن في (حزب الله) وفي (حركة أمل)، ومع حلفائنا، لم نعمل على تعطيل شيء بأمر من ايران"، نافيا "حصول اتصالات ايرانية -اميركية".

وتابع: "يا سيد ماكرون اذا اردت ان تعرف من عمل على تفشيل تشكيل الحكومة فعليك التفتيش عن دور اميركا والملك سلمان". واعلن رفضه "تهمة ماكرون لنا بالخيانة، ولا باستخدام هذه اللغة"، وتابع: "نرفض التشكيك بنا أو اتهامنا بالفساد، ونحن نقبل بتحويل أي مسؤول عندنا اذا كان فاسدا الى القضاء". واشار الى ترحيب "حزب الله" بالمبادرة الفرنسية وبزيارة ماكرون، ولكن ليس على اساس ان يكون واليا على لبنان. ورفض نصر الله ان يكون الرئيس الفرنسي ولا سواه وصيا على لبنان، وكرر ترحيبه بالمبادرة الفرنسية وقال: "ما نزال مستعدين للنقاش مع الفرنسيين، ولكن الطريقة التي حصلت الشهر الماضي لا يمكن القبول في استمرار ها"، مشددا على "أهمية الاحترام لأن ما حصل قبل يومين هو مس بالكرامة الوطنية لأنه لا يجوز التعميم والاتهامات". ولفت الى أننا "نعرف دماثة الفرنسيين ولكن لا اعرف ما الذي حصل قبل يومين"، وكشف عن انه لا يرغب في طرح افكار هذه الليلة، "لأننا ما نزال نرغب في التفاهم مع الجميع".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليوم 29-30 أيلول/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

هل يعلم كل من يعتدي على أخيه الإنسان أكان تعذيباً أو سجناً أو افقاراً أو تجويعاً أو اضطهاداً أو تنكيلاً أنه يعتدي على هيكل الله الذي هو الإنسان؟

الياس بجاني/29 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/2110/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%ac%d8%b3%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d8%b3%d8%a7%d9%86-%d9%87%d9%88-%d9%87%d9%8a%d9%83%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87/

 

فيديو ونص كلمة نتنياهو بالإنكليزية أمام الأمم المتحدة: أقول للبنانيين إيران من يريد لكم الأذى وليس إسرائيل

Benjamin Netanyahu’s full speech at the United Nations/Video & Text/To the people of Lebanon, Israel means you no harm. But Iran does…

http://eliasbejjaninews.com/archives/90859/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d9%83%d9%84%d9%85%d8%a9-%d9%86%d9%8a%d8%aa%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7%d9%87%d9%88-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d9%83%d9%84%d9%8a%d8%b2%d9%8a%d8%a9/

 

المطلوب اتفاق استراتيجي أميركي فرنسي في الشرق…القرار الأممي 1559 بشأن لبنان مثل تاريخي على ضرورة وحدة الموقف تجاه معظم الأزمات في الشرق الأوسط

د. وليد فارس/انديبندت عربية/29 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90865/%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b7%d9%84%d9%88%d8%a8-%d8%a7%d8%aa%d9%81%d8%a7%d9%82-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%ac%d9%8a-%d8%a3%d9%85/