LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 29 أيلول/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.september29.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

بِمَاذَا أُشَبِّهُ مَلَكُوتَ الله؟ إنَّهُ يُشْبِهُ خَمِيرَةً أَخَذَتْهَا ٱمْرَأَةٌ وَخَبَّأَتْهَا في ثَلاثَةِ أَكْيَالٍ مِنَ الدَّقِيقِ حَتَّى ٱخْتَمَرَ كُلُّهُ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/السرطان هو حزب الله والباقي كله أعراض من سياسيين وحكام وأزمات

الياس بجاني/لا حل للإقتصاد ولا لأي مشكلة بظل احتلال الإيراني وحزبه للبنان

الياس بجاني/بفضل احتلال حزب الله 15 ألف طفل متسول في شوارع لبنان 92% منهم من السوريين

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 28/9/2019

باسيل في الولايات المتحدة: إخفاق للديبلوماسية اللبنانية بسبب الصِّلات المشبوهة التي تجمعه مع “حزب الله”

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 28 ايلول 2019

الذعر... وراء تكديس مليار دولار في بيوت اللبنانيين/ثائر عباس/الشرق الأوسط

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

المحاربون القدامى: إلى الشارع ضد سياسة الفاسدين

شخصيات رسمية لبنانية من الصف الأول مهددة بالعقوبات الأميركية

هل يعيد عشاء "مهنّا" عمشيت داليا داغر الى الواجهة لرئاسة تلفزيون لبنان!

"الفرد رياشي: المراحل الأولى للانهيار قد حدثت"

الفضيحة بالأرقام: تهريب المحروقات الى سوريا يرتفع بشكل غير مسبوق

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

غارة مجهولة تستهدف “الحرس الثوري” بالبوكمال

البنتاغون” يعزز دفاعات السعودية بصواريخ باتريوت و200 جندي

العساف: النظام الإيراني "مارق" ويهدد استقرار المنطقة والمملكة لن تتوانى في الدفاع عن سيادتها

استنكار في بغداد لتهديدات السفير الإيراني باستهداف الأميركيين في العراقLوزارة الدفاع عدتها «مرفوضة»... ولجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان وصفتها بـ«الصلفة

ترامب يكذّب روحاني: رفضت رفع عقوبات إيران مقابل لقاء مسؤوليها

واشنطن تلوِّح برد عسكري حال استمرار طهران في التصعيد وتؤكد أن "صبرها نفد

ترمب يدحض رواية روحاني... وأوروبا تلوّح بالانسحاب من الاتفاق النووي

الرئيس الإيراني قال إنه رفض عرض نظيره الأميركي بشأن رفع العقوبات لتسهيل اللقاء

“الحشد الشعبي” يشكل قوة “انفصالية” في العراق لخدمة إيران وعبد المهدي يريد "قصقصة" أجنحة طهران

أميركا تشترط الإفراج عن سجين للسماح لظريف بزيارة مندوب إيران بالمستشفى

«رويترز»: الناقلة «ستينا إمبيرو» ترسو في دبي وإيران أفرجت عنها بعد احتجازها 10 أسابيع

ترمب يدعو رئيس لجنة الاستخبارات آدم شيف إلى الاستقالة والجمهوريون يبحثون استراتيجية الرد على جهود عزل الرئيس

السعودية تسعى لإعلان وقف جزئي لإطلاق النار في اليمن وتحذيرات من فشل اتفاق الحديدة

السيسي يؤكد صمود مصر في مواجهة سرطان الإرهاب

القضاء على 118 مسلحاً وسط وشمال سيناء… وإحالة 7 متهمين باغتيال رجال شرطة للمفتي

تعرّف على هانتر بايدن... محور أزمة المكالمة بين ترمب وزيلينسكي

السودان يدعو الولايات المتحدة لرفعه من قائمة الإرهاب

من يستمع إلى مكالمات الرئيس الأميركي؟ بعد أزمة الاتصال الهاتفي بين ترمب والرئيس الأوكراني

أفغاني قطعت «طالبان» إصبعه لتصويته في الانتخابات فتحداها مجدداً

بريطانيا: جونسون يواجه فضيحة جديدة بسبب عارضة أزياء أميركية سابقة

الهند تشدد القيود في كشمير بعد خطاب عمران خان

إردوغان يتعهد بمواصلة شراء النفط والغاز من إيران ولا يخشى العقوبات الأميركية بعدما رفض تحميلها مسؤولية هجوم «أرامكو»

30 من زعماء العالم يحضرون مراسم تأبين جاك شيراك

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هذه هي "مروحة الخيارات" امام حزب الله لمواجهة الضغوطات الاميركية"/علي ضاحي/الديار

نزار زكا اللبناني المفرج عنه من سجون إيران: تسليمي لحزب الله كان مجرد تمثيلية/هبة القدسي/الشرق الاوسط

تغيير الإدارة أسهل من البحث عن وطن/غسان الحجار/النهار

مقال الغضب: وقعت البقرة/راجح الخوري/النهار

أدعو سامي الجميّل ورفاقه إلى حلّ حزب الكتائب وتأسيس حزب جديد بأقصى سرعة/إيلي الحاج/فايسبوك

"مجزرة الدامور نكتة أمام ما حصل في صبرا وشاتيلا/يوسف ي. الخوري/ ليبانون ديبايت

"أزمة اخطاء" بين الجيش وحزب الله/ملاك عقيل/"ليبانون ديبايت

أولهم “السلطان” وليس الصهر آخرهم… منذ الأربعينات، ظلّ للرئيس في ظلّ الرئيس/نقولا ناصيف/بيروت انسايت

لبنان قِطارْ العُمِرْ اللي رَحْ يُخْلَصْ/جورج يونس/فايسبوك

تحلّل لبنان سياسة واقتصاداً: إنفلات العونية وهيمنة حزب الله/منير الربيع/المدن

فاقد الشيء لا يعطيه/د.مصطفى علوش/جريدة الجمهورية

الفصل الروسي من "الليل السوري الطويل"/وضاح شرارة/المدن

يشعلون الحرائق ويتحدثون عن الأمل/راجح الخوري/الشرق الاوسط

أفراد عائلتنا مرتهنون في إيران/بابك نمازي وريتشارد راتكليف/الشرق الاوسط

ترمب وإيران... النافذة المغلقة/إميل أمين/الشرق الاوسط

الشعب المصري اليقظ… يدحر فلول “الإخوان”/أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة

نزاع السارقين مع زعيم العصابة على "ملكية" سوريا/يوسف بزي/موقع سوريا

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

مكتب بري: علاقته وحاكم مصرف لبنان جيدة جدا وما يثار خلاف ذلك درس رخيص

باسيل التقى الجالية في ألاباما: صراعات المنطقة تنعكس علينا ونحن صامدون ومن حقكم استعادة الجنسية والمشاركة في الانتخابات النيابية

المحاربون القدامى: إلى الشارع رفضا للمؤامرة على ثروات لبنان وضد سياسة الفاسدين

قاووق: لن يكون انقسام وفتنة في لبنان جراء العقوبات الأميركية ولن يحصدوا إلا الخيبة

المجلس الشرعي الأعلى: للترفع فوق المصالح الشخصية والمناطقية الضيقة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

بِمَاذَا أُشَبِّهُ مَلَكُوتَ الله؟ إنَّهُ يُشْبِهُ خَمِيرَةً أَخَذَتْهَا ٱمْرَأَةٌ وَخَبَّأَتْهَا في ثَلاثَةِ أَكْيَالٍ مِنَ الدَّقِيقِ حَتَّى ٱخْتَمَرَ كُلُّهُ

إنجيل القدّيس لوقا13/من18حتى21/:”قالَ الرَبُّ يَسُوع: «مَاذَا يُشْبِهُ مَلَكُوتُ الله؟ وَبِمَاذا أُشَبِّهُهُ؟ إنَّهُ يُشْبِهُ حَبَّةَ خَرْدَلٍ أَخَذَها رَجُلٌ وَأَلْقَاهَا في بُسْتَانِهِ، فَنَمَتْ وَصَارَتْ شَجَرَة، وَعَشَّشَتْ طُيُورُ السَّمَاءِ في أَغْصَانِهَا». وقَالَ أَيْضًا: «بِمَاذَا أُشَبِّهُ مَلَكُوتَ الله؟ إنَّهُ يُشْبِهُ خَمِيرَةً أَخَذَتْهَا ٱمْرَأَةٌ وَخَبَّأَتْهَا في ثَلاثَةِ أَكْيَالٍ مِنَ الدَّقِيقِ حَتَّى ٱخْتَمَرَ كُلُّهُ».”

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

السرطان هو حزب الله والباقي كله أعراض من سياسيين وحكام وأزمات

الياس بجاني/27 أيلول/2019

لا باسيل ولا عون ولا الحريري ولا جعجع ولا بري ولا كل طاقمنا السياسي هم المشكلة. هودي كلون أعراض للسرطان الذي هو الإحتلال الإيراني.

 

لا حل للإقتصاد ولا لأي مشكلة بظل احتلال الإيراني وحزبه للبنان

الياس بجاني/27 أيلول/2019

حكام يتهمون غيرهم بالتآمر على الإقتصاد والغير هذا يتهمهم فيما الحقيقة هي أن المُتهِمون والمُتَّهَمُون شركاء بالتنازل عن السيادة والإستقلال  مقابل الكراسي وبتسليم البلد للمحتل الإيراني مسبب كل المصائب

 

بفضل احتلال حزب الله 15 ألف طفل متسول في شوارع لبنان 92% منهم من السوريين

الياس بجاني/27 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78842/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d9%81%d8%b6%d9%84-%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d9%84%d8%a7%d9%84-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-15-%d8%a3%d9%84%d9%81-%d8%b7/

هذا ما حصده لبنان واللبنانيين من نتائج وكوارث احتلال حزب الله لوطن الأرز وال 10452 كيلومتر مربع، ومن نتائج تهجيره مع إيران ونظام الأسد 15 مليون سوري وتدمير معظم مدن سوريا.

حقيقة، فلنفرح ونشكر ونمجد اللاهيين والملالي وكل ربعهم عندنا من تجار ومقاولي ومتعهدي وفجار المقاومة والممانعة والتحرير وأصحاب شعارات رمي دولة إسرائيل في البحر.

وعلينا إضافة للشكر والمديح أن لا ننسى منهم أبداً جماعات بقر البطون وقطع الأعناق وبتر الأيدي المتخصصين بالكراهية وبالحقد،

والممتهنين الترويج للتعصب وللمذهبية،

والفنانين في وصم من يريدون، وعلى هواهم، وغب مصالحهم والمنافع والصفقات والسمسرات وصم غيرهم بتهم الخيانة والعمالة.

وكيف ننسى وينسى كل مواطن لبناني شريف وحر ومؤمن بربه وبساعة الحساب بأن هؤلاء هم أنفسهم من أخاف أهلنا في الجنوب عام 2000 ودفعهم بإرهابه وخطابه المتشنج والتخويفي (دخول غرف نومهم وبقر بطونهم وقطع أعناقهم) على الهرب إلى دولة إسرائيل.

ولكن وفي نفس الوقت علينا أن نشكر حزب الله وسيده على الشهادة للحق كما يرونها ويفهموها ودون تكاذب وبشفافية وصراحة متناهية وذلك على تأكيدهم وعلناً وباستمرار بأن الحزب وقادته وإتباعه هم كلهم عسكر في جيش ولاية الفقيه وأن مرجعيتهم هي إيران وبفخر.

وفي ظل الاحتلال اللاهي للبنان علينا وحتى لا نُصنف بالعملاء والخونة ورغماً عن أنوفنا أن نركع ونخضع لثقافة إيران ونتبناها ونمارسها.

وعلينا دون اعتراض أن ندفن ثقافتنا التي عمرها 7000 سنة.

وعلينا أن نكون أدوات ومجرد أدوات طيعة في مشروع الملالي وإمبراطوريتهم الحالم والواهم…الإمبراطورية الفارسية.

نعم علينا أن نطبل لهم ونغني وننشد القرادي والمعنى وكل ما هو زجل ومعلقات لنكف شرهم ولنبعد عنا أذيتهم وغضبهم ولنتجنب اتهاماتهم لنا بالعمالة والخيانة.

ولكن علينا أيضاً ورغم كل ما نواجهه من ظلم وإرهاب وتجني، علينا واجب وطني وأخلاقي وهو أن لا نغض الطرف عن أهم ارتكابات احتلال حزب اللاهي الله للبنان.

وعلينا أن لا ننسى وتحت أي ظرف ولأي سبب كان حقيقة وواقع تكليفه الإيراني المشاركة في ذبح وتهجير السوريين مع كل ميليشيات إيران العراقية والأفغانية وغيرها.

فمن عطايا وانجازات محور الممانعة الكارثية على بلدنا وع سوريا هي تهجير ما يقارب ال 15 مليون مواطن سوري في داخل سوريا وخارجها ونحن في لبنان عندنا منهم مليون ونصف المليون وربما أكثر.

ومن أهم انجازات هذا الحزب الإيراني اللاهي الذي هو إيران في لبنان كما قال لنا أول أمس خطيب ومعمم إيراني بارز وعلنا وبفخر.

من أهم انجازاته الحضارية وجود 15 ألف طفل متسول في شوارع لبنان 92% منهم من اللاجئين السوريين عندنا.

وفي نفس إطار المنطق الأعوج والموروب فإن حكامنا وأطقمنا السياسية الذمية يصرون على لبنانية حزب الله، وعلى أنه من النسيج اللبناني.

في حين أن الحزب نفسه وسيده والملالي هم في غير هذا المنحى التكاذبي ويفاخرون علناً وعلى مدار الساعة بفارسيته وبأنه إيران في لبنان.

هؤلاء الذميون من أهلنا يريدون الحزب اللاهي لبنانياً رغماً عنه.

في حين أن سيده وقادته وإعلاميوه ومناصروه كلهم يؤكدون من لبنان ومن إيران وعلى لسان كل المسؤولين الإيرانيين من عسكر وملالي وإعلاميين بأنه إيران في لبنان.

منتهى التكاذب والذمية من قبل حكامنا وأطقمنا السياسية وأصحاب شركات أحزابنا والإعلام المأجور وأبواقه والصنوج العكاظيون.

أما كل هذا الكم من التكاذب والذمية فهو من أجل الكراسي والمنافع..

من أجل الكراسي والمنافع وذلك على حساب لبنان الدولة وإنسانه والشهداء (الحقيقيين) وكيانه وهويته وتاريخه وحضارته والدستور والقرارات الدولية والحريات وعلاقاته مع كل دول وشعوب العالم وكل حساب كل القيم والأخلاق الإنسانية والحاضر والمستقبل.

أما الغير مفهوم، والغير مقبول، والغير منطقي والغير لبناني والغير دستوري هو أن البعض من قادتنا وأطقمنا السياسية والحكام مستمرون من داخل لبنان ومن خارجه وليلاً نهاراً ودون خجل أو وجل “بتربيحنا جميلي” بأننا نعيش في ظل عهد قوي… وبأن حزب الله هو لبناني وبأن سلاحه هو سلاح مقاومة!!

السؤال هو، قوي بماذا وبمن، وعلى من، وكيف، ولماذا، وما هي مقومات هذه القوة ولمصلحة من؟ وكيف يكون حزب الله لبناني وهو يفاخر بأنه إيراني وإيران في لبنان؟

وفعلاً وفي الواقع فنحن نعيش زمن بؤس وبائسين،

وزمن ذمية وذميين،

وزمن طروادية وطرواديين،

وزمن اسخريوتية واسخريوتيين، وملجمية وملجميين.

ولكن، ولكن… في النهاية، وبالتأكيد الأكيد فإنه لا ولن يدوم غير وجه الله.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 28/9/2019

وطنية/السبت 28 أيلول 2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

تداعيات أزمة الدولار المفتعلة في لبنان، والذي وصل سعر صرفه إلى أعلى مستوياته، إستدعت اتصالات ومشاورات من قصر بعبدا بالمعنيين بالشؤون المالية والإقتصادية والمعيشية، للبحث في قطاعات المحروقات والقمح والأدوية لجهة الاعتمادات بالدولار. فيما وصف الرئيس بري الوضع بالدقيق، ويتطلب علاجات سريعة.

في المقابل، نقلت أوساط عن الرئيس الحريري أن الأزمة محصورة، والدولار موجود، والأمور قيد المعالجة.

وبغض النظر عن الطارئ الإضافي في موقع آخر، والمتمثل بإضافة ضريبة على المولدات الكهربائية، وبعد أزمة المحروقات، أضيف كذلك، إلى انعكاس تداعيات أزمة الدولرة على قطاعات عدة، وما رافقها من سجالات بين الموزعين وأصحاب المحطات، أضيف خلاف بين أصحاب محلات الخلوي، الذين أعلن البعض منهم إغلاق محالهم حتى إشعار آخر، فيما أكد النقيب بول زيتون عدم الإضراب، كاشفا عن اتصالات ستجري هذا الاسبوع مع الرئيس الحريري ووزيري الاقتصاد والإتصالات، الذين وعدوا بحلول إيجابية.

مصدر في شركة "ألفا" نفى أن تكون أسعار البطاقات مسبقة الدفع والأيام قد تغيرت، لافتا إلى أن الأسعار ما زالت كما هي عليه، مشيرا إلى أن هذا يظهر على موقع الشركة الرسمي على الانترنت.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

صحيح أن نيران أزمة المحروقات قد أطفئت بحيث تجاوز لبنان قطوعها الخطير، إلا أن الحل لم يسر على قطاعات أخرى مثل مولدات الكهرباء ومحلات الخلوي وتجار القمح والأدوية، ناهيك عن استمرار اختفاء الدولار.

وإذا كان ثمة رهان على التعميم المنتظر لحاكم مصرف لبنان الثلاثاء المقبل، لتخفيف الضغوط في الأسواق المالية، فإن سباقا واضحا يدور بين المعالجات والشائعات، وإن كان لا أحد ينكر قساوة الوضعين الاقتصادي والمالي في البلاد.

بعض هذه الشائعات طالت العلاقة بين رئيس مجلس النواب وحاكم مصرف لبنان، وقد رد عليها الرئيس نبيه بري في بيان لمكتبه الإعلامي، أكد فيه أن مضمون ما يتناقله البعض عبر شبكات التواصل الاجتماعي وبعض الوكالات الإخبارية لا أساس له من الصحة على الإطلاق، مشددا على أن العلاقة بينه وبين الحاكم رياض سلامة جيدة جدا، وموضحا أن كل ما يثار خلاف ذلك يندرج في سياق الدس الرخيص والمخطط الرامي لاستهداف لبنان واستقراره المالي والاقتصادي.

قبل صدور بيان المكتب الإعلامي للرئيس بري، كانت لرئيس المجلس سلسلة مواقف عبر صحيفة "الجمهورية"، وصف فيها الوضع بأنه دقيق ويتطلب علاجات سريعة، قائلا إن المهم أن هناك عملا يجري واجتماعات مكثفة تحصل وتبحث في سبل المعالجة، وهناك مقررات وضعت في اجتماع بعبدا يفترض أن توضع موضع التنفيذ.

في العالم الافتراضي، عثر على تغريدة جنبلاطية على شكل سؤال، عن المسؤول عن أزمة الدولار في هذا الجو من تقاذف الاتهامات.

أما في العالم القضائي الواقعي، فقد برز إعلان المدعي العام المالي القاضي على إبراهيم أنه سيستمع الأسبوع المقبل إلى ثلاثة وزراء للاتصالات هم: الحالي محمد شقير والسابق جمال الجراح والأسبق بطرس حرب.

أبعد من لبنان، ظلت المعلومات المتصلة بموافقة السعودية على وقف إطلاق نار جزئي قابل للتوسع في اليمن، تتراوح بين التأكيد والنفي، وإن كان "لا دخان من دون نار". في وقت أعلنت فيه القوات اليمنية عن سقوط ثلاثة ألوية عسكرية في محور نجران ووقوع الآلاف في الأسر، من بينهم قادة وضباط وجنود من الجيش السعودي.

الحديث عن وقف النار هذا، استوقف الرئيس بري الذي أوضح أن من شأن هذا الأمر في حال تطوره أكثر، أن يعيد فتح قناة الحوار بين السعودية وإيران، مشيرا إلى أن من شأن هذا التطور إذا سار في هذا الاتجاه أن ينعكس إيجابا في المنطقة كلها وعلى لبنان بوجه الخصوص.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

"نصر من الله" أتمه على يد الجيش اليمني واللجان في نجران، والفتح قريب. والغنيمة الجديدة أكبر من أن يحصيها الميدان، وتداعياتها في قلب هيبة وسمعة، وما تبقى من قدرة لدى أهل العدوان.

أسرى عدوانهم هم قبل ان يأسر الجيش اليمني لهم الآلاف، وألويتهم مكسورة، قبل أن يقع ثلاثة منها بعديدها وعتادها في قبضة الجيش الذي استدرجهم إلى نقطة التحام، فكان له المغنم ولهم تعداد آلاف الأسرى ومئات القتلى، بينهم أعداد كبيرة من ضباط الجيش السعودي وجنوده، والباقون من أتباعه ومرتزقته.

عملية بطولية لن يكثر عليها العويل ولن تقام حولها حلقات التهويل، فليس فيها نفط يصيب الدول المرتزقة على حساب دماء اليمنيين، أما حكام المملكة فقد جفت مدامعهم على "آرامكو"، وبحت أصواتهم وهم يستنجدون، ولم يجدوا إلا من أطال معهم العويل على نفطهم المحترق بفعلتهم، أما الجنود السعوديون فليسوا بحسبان تلك الدول ولا حكامها.. إنها رسالة يمنية جديدة، تؤكد مصداقية وعيدهم إن تمادى أهل العدوان، فهل سيفهموها ويكفوا عن المكابرة قبل فوات الأوان؟.

في آونة زمنية قريبة، رسالة سورية جديدة لكل من أدار حربا كونية عليها، انها تتعافى وتبرئ جراحها ببلسم أهلها وأصدقائها. انها الكهرباء السورية التي عادت إلى كافة مناطق الجمهورية العربية أربعا وعشرين ساعة على أربع وعشرين. ثمان سنين من الحرب وما أطفأت أمل ولا جهد السوريين الذين لم يرهنوا أنفسهم للغرب ولا دولاراته ولا وعوده ولا هباته، وتحملوا الضريبة حربا دفعوا كلفتها الكثير، وكان أول نصر ضمان الاستقلالية وعدم التبعية السياسية ولا الاقتصادية.

رسالة سورية أول من يجب أن يقرأها جيران سوريا اللبنانيون، الذين لا زالوا يستنزفون وطنهم مرتهنين للأميركيين كأنهم قدر محتوم، فهل يعلمون أن الكهرباء السورية أول من أعاد وصلها وحرك النور في خطوطها هي الجمهورية الاسلامية الايرانية؟، إنها سوريا المئة وخمسة وثمانين ألف كيلومتر مربع أو يزيد، ونحن لبنان العشرة آلاف واربعمئة واثنين وخمسين كيلومترا مربعا، فهل من سيختصر الأمتار السياسية لصالح البلد المعلق على خشبة اقتصاديا؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

يبدو أنه مع عطلة نهاية الأسبوع، استراح مروجو الشائعات والأجواء السلبية ومن يقفون وراء حملات إحباط اللبنانيين، فمر اليوم عاديا من دون أزمات مفتعلة ولا بهرجة في غير مكانها.

فبعد أسبوع من الجنون الموصوف، وبعد أيام من الحقن المتمادي هدأت الأمور ولو لحين. صحيح أن لبنان يمر بوضع مالي واقتصادي دقيق ينسى كثيرون أنه إرث سنوات من الفساد، ولا أحد ينكر وجود أزمة، إلا أن الحملات التي شهدناها أخيرا لا تأتي بحل وفائدة، ولا تؤدي إلا إلى زيادة أجواء التوتر لدى المواطنين من قبل الذين اقترفوا ويقترفون في التخطيط والتنفيذ.

لا اتهامات بحق أحد، ولا إضاءات على تواطؤ متكرر إنما تحديد للبوصلة، ليبقى الحتمي أن اليد ممدودة للجميع، والوقت ما زال سامحا لعودة البعض عن مساعيهم المبطنة وملاقاة البعض الآخر في العملية الانقاذية.

وفي اطار الحديث عن الإنقاذ، تستعد الأسواق لتلقي تعميم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة المتوقع الثلاثاء المقبل، والذي من شأنه أن يضع حدا نهائيا لأزمة المحروقات الأخيرة، كما ولقضية الدواء والقمح، فيما لو وافقت النقابات المعنية، باعتبار انه لم يتسن لمسؤوليها لقاء الحاكم سلامة، وكونها تلقت الخبر المذكور بالتواتر حينا عبر وسطاء وأحيانا في تقارير اعلامية.

وعلى هامش الإشاعات المفتعلة، ومنها عن غزوة للمتاجر بغية التمون، وخوفا من ارتفاع الأسعار، كان للـ otv جولة استقصائية أظهرت أن حركة الأسواق طبيعية، وأن الاسعار على حالها وباللبرة اللبنانية، لتسقط ورقة توت جديدة وتعري مطلقيها مرة أخرى، علما أن هذه الشائعة لن تكون الأخيرة في مسلسل يصر صناعه على إعطائه طابعا دراماتيكيا.

وبانتظار ما سيحمله الأسبوع المقبل من حلول، كثف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اتصالاته اليوم على أكثر من صعيد، علما أن الترتيبات ستظهر على أرض الواقع نتيجة هذه الاتصالات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

أزمة الدولار وكل متفرعاتها إلى أين؟، هل هي إلى تفاقم أم أن الأمور ستضبط بدءا من الأسبوع الطالع بحيث يعود الوضع إلى طبيعته؟. أجواء المسؤولين توحي أنهم شعروا أخيرا بالخطر الداهم، بعدما بلغ الوضع الخط الأحمر. لقد ادركوا، ولو متأخرين كالعادة، أن أي تهاون في مواجهة التطورات الاقتصادية والنقدية الدراماتيكية، قد يؤدي إلى انهيار شامل.

وعليه، فإن الأسبوع الطالع سيشهد سلسلة اجتماعات نوعية للخروج من المأزق النقدي. وهذا يمر حكما بعودة العلاقات الطبيعية بين أركان الحكم والمسؤولين الماليين، كما يستلزم فصل القضايا الاقتصادية عن المماحكات السياسية. فهل يكون المسؤولون عندنا مسؤولين حقا ولو لمرة واحدة؟، وهل يملكون جرأة مواجهة الواقع المتردي الذي أوصلونا هم إليه؟.

في العملي، المعلومات تؤكد أن مصرف لبنان لا يزال قادرا على التحكم في السوق، لكنه ينفذ سياسة استباقية في حال لم تصل الأموال الموعود بها لبنان، إن كان عبر مؤتمر "سيدر" أو من خلال الدعم العربي، وخصوصا السعودي. لكن الانتظار لوحده لا يفيد. إذ على الحكومة أن تتخذ اجراءات إصلاحية سريعة، ولا سيما بالنسبة إلى الكهرباء، وإلا فإن المجتمع الدولي لن يصدق الشعارات اللبنانية التقليدية عن الاصلاح ومحاربة الهدر والفساد. فهل الحكومة في هذا الوارد؟.

حتى الآن الكلام الحكومي عن الاصلاحات لم يتبلور في خطة واضحة ومتكاملة، ولا حتى في خطوات عملية. فهل تقدم الحكومة على اتخاذ القرارات الصعبة قبل سقوط الهيكل على رؤوس الجميع؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

إنه weekend إلتقاط الأنفاس، بعد الأسبوع الذي يمكن تسميته خطيرا على المستويين النقدي والاقتصادي.

خلال الساعات الثماني والأربعين هذه، لا بد من طرح أكثر من سؤال والبحث عن أكثر من حل. فما الذي حدث خلال الأسبوع، وكيف وصلنا إلى سعرين لصرف الدولار مقابل الليرة، سعر رسمي لا يتخطى 1520 ليرة للدولار الواحد وسعر في السوق السوداء تخطى الـ 1620 دولارا.

الواضح حتى الساعة نقاط ثلاث يمكن قراءتها: فكم الشائعات التي أطلقت عن تدهور سريع لليرة، ومن خلف هذه الشائعات، أراد إرباك الوضع وإثارة الهلع لدى المواطنين الذين تهافتوا للاستحصال على الدولار بسبب ومن دون سبب، علما أن المعطيات المالية تؤكد توفر العملة الصعبة في المصرف المركزي وسائر المصارف، فهل يشهد الأسبوع المقبل قرارات حاسمة تضبط إدارة هذه السيولة وحسن استعمالها؟.

النقطة الثانية ترتبط بسوق الصيارفة، ودخول المستوردين مباشرة إليه، في محاولة لسحب كل الدولارات المتوفرة في السوق، بغض النظر عن تأثير ذلك على سعر الصرف، ما أدى إلى تفلت الأسعار وارتفاع المضاربات، علما أن الوقائع تشير هنا أيضا إلى أن كل عمليات الصيرفة تشكل 2 في المئة فقط من اجمالي العمليات المالية والمصرفية، ما يجعلها عاجزة عن تحديد سعر صرف الدولار.

فهل يتدخل المصرف المركزي لحماية الليرة، وتأمين الأموال للاقتصاد، عبر التعميم المنتظر لحاكم مصرف لبنان الثلاثاء، والمرتبط باستيراد النفط ومشتقاته والأدوية والقمح، علما أن ما حدث حتى الساعة من ارتفاع في أسعار الصرف، يؤدي حكما إلى اعادة التوازن إلى الميزان التجاري عبر خفض الاستيراد؟.

أما النقطة الثالثة، فهي الأبعاد السياسية الداخلية والخارجية لما جرى، ففي وقت اعتبر فيه معنيون أن لا رابط بين تشديد العقوبات الأميركية والتدهور الذي حصل، إنما مجرد تزامن، توافق أكثر من طرف على اعتبار ما حدث تبادل رسائل سياسية، تقضي بتحميل العهد مسؤولية ما حدث وقد يحدث من تدهور سريع لليرة، في الوقت الذي كثف فيه رئيس الجمهورية العائد من نيويورك اتصالاته مع رئيس الحكومة وحاكم مصرف لبنان ووزير المال، في محاولة لتحديد أسباب وخلفيات ما حدث، والبحث عن وقف للنزيف قبل إعادة فتح الأسواق الاثنين.

أمام كل هذه المعطيات، سيكون الأسبوع المقبل أسبوع إعادة فرض الهدوء في الأسواق المالية، والعمل الحكومي على استعادة ثقة كل الأفرقاء بالدولة وخططها، لا سيما عبر الانتهاء من وضع الموازنة، وتخطي عوائق خطة الكهرباء، والأهم الأهم، استعادة ثقة المواطن الذي بات يكفر بكل القوى السياسية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

إلى الشمال عادت ليالي زمان، في عدية زغرتاوية وصلت نهار إهدن بليلها. هناك حيث التأم جرح المجزرة بزفاف شعبي، فبعث طوني سليمان فرنجية على صورة حفيد. في ليلة من ألف ليلة حزن وليلة، ارتدى القصر ثوب الفرح، وشوهدت فيرا على رأس زفة شعب لنائب، في لحظة استعادت مجد انتخاب سليمان فرنجية الجد.

اليوم كانت العين على الشمال، على مشهد غير مألوف تحول فيه عرس الزين إلى مهرجان، "ولا منام ولا رح نخلي حدا ينام"، والردية زغرتاوية. فما ضر لو كانت صورة لبنان، كل لبنان، على شاكلة فرح إهدن اليوم؟، لكن البلد "تخبزوا بالأفراح"، فالصورة معكوسة في سلطة تستجر الاستقرار بورقة من فئة الدولار، وبلد شرع فيه مسؤولوه فخر التهريب الشرعي، حتى فاق التهريب غير الشرعي في الجودة.

أكلوا ما لقيصر وما لله، من مغارة الجمارك وشاطرها الحسن خليل، إلى دويلات الجمعيات وحريم الزعيم، إلى صفقات بواخر تبحر بلا مناقصات أو بمناقصات، على هيئة رشى وعقود وهمية تشكل عبئا على الدولة وتستبيح مالها العام، إلى أملاك ومشاعات عامة جرت مصادرتها، إلى مبان مستأجرة تثقل الخزينة بمزاج هذا الوزير وذاك، إلى فساد مستشر توزع فيه المغانم بين أركان الحكم وحاشيتهم وتوابعهم وأصهرتهم وأولادهم وملحقاتهم، "وجيل ورا جيل رح بكملوا" على ما تبقى من مقدرات.

القضية ليست قضية انعدام سيولة، ولا هي في سعر صرف لا يتخطى حجم تأثيره الواحد في المئة، بل هي أزمة نهج، والتغيير يبدأ بإصلاح النهج، لا بترميم أزمة رميت في حضن حاكم محكوم بالأمانة على مالية الدولة، حجب الدولار لوضع المعنيين أمام مسؤوليتهم في دعم الإنتاج المحلي وتفعيله وحمايته، لتخفيف الاستيراد الذي يخسر الخزينة ما يقارب تسعة عشر مليار دولار، في مقابل تصدير لا يتخطى خمسة مليارات دولار، وقطع الإمدادات السياسية عن خطوط التهريب من الخارج إلى الداخل.

فتح حاكم مصرف لبنان اعتمادات الوقود والكهرباء والدواء، وما على الدولة إلا أن تفتح اعتماداتها في حماية الناتج المحلي، لا أن تجعل من الفتنة الاقتصادية شماعة للتقصير في محاسبة الفاسدين واسترجاع المال المنهوب، ومن الضغوط الداخلية ممرا غير شرعي لمؤامرة خارجية، كما قال وزير الخارجية، ومثله فعل وزير المال الوصي على الجمارك والمرافق بمظلة إن لم تحم السارقين فهي لم تقدم فاسدا واحدا منهم إلى المحاسبة، وعلى توقيته قدم موازنة مبهمة بفذلكة سياسة للسياسة المالية.

والآتي على عقربين أعظم، في وقت لا تسمح فيه كرامتنا الوطنية بفض عروض شبه مجانية لاستجرار الكهرباء من الأردن، كما اقترح ملكه على رئيس الجمهورية ميشال عون، ولا بمد خطوط الطاقة التركية إلى الأراضي اللبنانية. لا نريد الحلول ولا نسمح باستيراد الحلول... ولكم أن تملأوا الفراغ بالكلمة المناسبة، وإلا فما عليكم إلا أن تقوموا بعملية أسر جماعية للطاقم السياسي بالاتكال على الله أسوة بعملية "نصر من الله"، وبهذه العملية على محور نجران، دخلت أزمة اليمن في مرحلة التفاوض بالنار واحتجاز الرهائن وبينهم ضباط سعوديون، أعلن الحوثيون انهم سيعاملون معاملة الأسرى وفق المبادىء والتقاليد اليمنية.

 

باسيل في الولايات المتحدة: إخفاق للديبلوماسية اللبنانية بسبب الصِّلات المشبوهة التي تجمعه مع “حزب الله”

واشنطن ـ “السياسة” /28 أيلول/2019

بعد موجة العقوبات الأميركية على إيران والتي طالت أذرعها العسكرية ومن ضمنها “حزب الله”، اتجهت الأنظار نحو زيارة وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل إلى الولايات المتحدة الأميركية، ضمن الوفد الرئاسي الذي شارك في اجتماعات الجمعية العامّة للأمم المتّحدة في نيويورك، خصوصاً بعد تداول خبر تحضير الإدارة الأميركية لسلسلة من العقوبات الجديدة ستطال حلفاء الحزب في لبنان، وعلى رأسهم الوزير باسيل. وأكدت مصادرعليمة داخل الإدارة الأميركية، محاولات وزارة الخارجية اللبنانية تنظيم لقاءات رسميّة لباسيل طيلة الفترة الماضية، لكنّها جوبهت دائماً بالرّفض بسبب ما عزته الإدارة إلى “الصِلات المشبوهة” التي تجمع الوزير اللبناني بـ”حزب الله” المُصنّف إرهابياً، كما بسياساته الداخلية والخارجية التي لا تتوافق مع مصالح الولايات المتّحدة. ولم يستطع اللقاءان اليتيمان اللذان عقدهما باسيل خلال زياراته مع كل من وزير الدفاع الأميركي الأسبق تشاك هاغل، والنائب الديمقراطي إليوت إنجل، تعويض النكسة القوية التي منيت بها الديبلوماسية اللبنانية، كون الأوّل لا تأثير له داخل “الإدارة” وهو الذي دُفِع إلى الاستقالة والتخلّي عن مهامه في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، بينما الثّاني تربطه علاقة شخصية قديمة بالرئيس اللبناني ميشال عون، مع العلم أنّ اللقاء به وُضِعَ في الإطار الشخصي لا الرّسمي. وحاول سفير لبنان في واشنطن غابي عيسى، المُقرّب جداً من باسيل، إستثمار موقعه الديبلوماسي ونفوذه لحشد حضور رسميّ رفيع في عشاءٍ نظّمه على شرف “صديقه جبران”، لكن لم تفلح محاولاته إلّا في مشاركة النائبين في مجلس الشيوخ الأميركي داريل عيسى ودارين لحود، لبنانيي الأصل. ولم يكن الإخفاق الكبير الذي رافق زيارات باسيل للولايات المتحدة الأميركية مفاجئا، وتوقّعه أكثر من محلّل وخبير في العلاقات الدولية.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 28 ايلول 2019

وطنية/السبت 28 أيلول 2019

النهار

يغيب وزير قواتي سابق عن الصراع الدائر بين “القوات” و”التيار الوطني الحر” بعدما نعى “تفاهم معراب” وأدرك أن لا أمل في إحيائه خصوصاً في هذه المرحلة المتشنجة.

أبلغ أكثر من مصرف زبائنه أن دخول قاعة المطار المخصصة لركاب الدرجتين الأولى والأعمال لم تعد مجانية باعتمادهم بطاقات الائتمان الخاصة بهم بل وفق تعرفة تراوح بين 27 و32 دولاراً.

تراجعت في الاسبوعين الاخيرين أسعار العقارات بشكل كبير في ظل انعدام الطلب عليها وسعي بعض المطوّرين الى اجراء عمليات بيع لتوفير سيولة.

نداء الوطن

قال وزير ناشط لنائب متني: أدفع مليون دولار لأفهم ماذا قصد الوزير السابق الياس المر في مقاله الشهري بعد صدور اتهام المحكمة الدولية لسليم عياش.

لدى سؤال أحد الوزراء المعنيين عما إذا كان لبنان سيستقبل ودائع مصرفية كما تردد فكان جوابه: “وين؟”.

يتساءل سياسيون عن جدية الاصلاحــات التــي ســتقوم بها الحكومة، في حين أن مؤسسة عامة، كان يفـتـرض أن تكــون مــن بين

المؤسسات المرشــحة لإللغاء، تعين الحكومة مجلس ادارة جديدا لها مع أعضاء غير متفرغين أيضا

اللواء

يجري التدقيق في الجهات التي تقف وراء القطوع – الأزمة الليلة ما قبل الماضية، والسيناريو المتوقع، وكيف جرت اتصالات قوية لتطويقه؟

وقع نواب على اقتراح قانون، أقر في الجلسة الأخيرة للمجلس، من دون أن يستوعبوا تماماً حدود تطبيقه، وكيف..

فوجئ أعضاء منتدى بوزير سيادي يجيب على طلب لهم، مكرساً عرفاً برسم علامة صفر بيده اليمنى، كإشارة إلى قطع المخصص الهزيل للمساهمة في تمويل أنشطة المنتدى!

الجمهورية

لا يُخفي محيطون بمرجع مسؤول يأسه مما وصلت اليه الأوضاع وعدم تجاوب الآخرين مع مساعيه لإنقاذ البلد.

نشط أحد الوزراء لتغطية مخالفات مرتكبة في إحدى المؤسسات الواقعة تحت سلطة وصايته.

أبلغ حزب فاعل الى مسؤول كبير رفضه الزيادة على رفع تعرفة الكهرباء والضريبة على القيمة المضافة والبنزين.

 

الذعر... وراء تكديس مليار دولار في بيوت اللبنانيين

 ثائر عباس/الشرق الأوسط/28 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78909/%d8%ab%d8%a7%d8%a6%d8%b1-%d8%b9%d8%a8%d8%a7%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d8%b9%d8%b1-%d9%88%d8%b1%d8%a7%d8%a1-%d8%aa%d9%83%d8%af%d9%8a%d8%b3-%d9%85%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b1-%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a7/

مسؤولون يؤكدون أن لا ضغط في الأسواق المالية رغم إقرارهم بـ«شح البنكنوت»

هاجس واحد يضرب اللبنانيين في الآونة الأخيرة. إنه هذه المرة اقتصادي لا سياسي ولا أمني، وهو يتهدد لقمة عيشهم اليومية عبر تهديد عملتهم الوطنية التي يحافظ مصرف لبنان على ثباتها عند مستوى 1510 ليرات لكل دولار أميركي. وهو رقم يراه بعض الاقتصاديين «غير منطقي»، لكن مصرف لبنان (أي المصرف المركزي) مستمر في المحافظة عليه في المدى المنظور، رغم نشوء سوق موازية لدى الصرافين وصلت إلى نحو 1650 ليرة للدولار.

عملياً، يؤكد مصدر مصرفي لبناني لـ«الشرق الأوسط»، أن لا ضغط فعلياً على الليرة في سوق النقد، وأن مصرف لبنان لا يتدخل بكثافة عالية للحفاظ على استقرار العملة الوطنية، مفضلاً الدفاع عنها من ضمن القيود التي وضعها على عمليات التبادل. إلا أن المصدر يعترف بوجود «شح» في الأموال النقدية في السوق اللبنانية استدعى إجراءات قامت بها المصارف للحفاظ على الأموال النقدية. وهذا الوضع زاد الذعر عند الناس الذين بدأوا منذ أشهر تكديس العملة النقدية في منازلهم بحجم قدره الخبير الاقتصادي البروفسور جاسم عجاقة بنحو 2.5 مليار دولار.

لا أزمة

حاكم مصرف لبنان المركزي، رياض سلامة، كرر القول إن لا وجود لـ«أزمة دولار» في لبنان، مشدداً على أن البنوك اللبنانية تلبي طلب العملاء على الدولار الأميركي، مع إمكانية السحب من أجهزة الصرف الآلي في معظم البنوك. وأضاف سلامة في مؤتمر صحافي: «الدولار متوافر بلبنان، والكلام الذي نراه في وسائل التواصل الاجتماعي، وأحياناً الإعلام، مضخم وله أهدافه». وتابع أن أي إجراءات خاصة بأجهزة الصرف الآلي ترجع لسياسة كل بنك على حدة. واستطرد أن أي معاملة لا يستطيع العميل إجراءها من خلال أجهزة الصرف الآلي يمكن أن تجري من خلال منافذ البنك. هذا، بينما تقول بعض الشركات إنها تضطر للجوء لمكاتب الصرافة لتوفير احتياجاتها من العملة الصعبة، وإنها تدفع سعراً أعلى من السعر الرسمي البالغ 1507.5 ليرة لبنانية للدولار.

سلامة ذكر أن أسباب عدم توافر الدولار في بعض الأماكن «ربما تكون لوجستية»، مضيفاً أنه لم ترد أي شكوى لمصرف لبنان في هذا الصدد. وتابع أن لدى المصرف احتياطيات تتجاوز 38.5 مليار دولار «وهو حاضر في السوق، ولا حاجة إلى إجراءات استثنائية».

جهتان تسحبان الأموال

تعود أزمة الأموال النقدية، في جزء منها، إلى الحرب الاقتصادية التي تشنها الولايات المتحدة لضرب تمويل «حزب الله»، الذي يتعاطى أساساً بالأموال النقدية للهرب من القيود المالية الأميركية. ويقول وزير لبناني بارز لـ«الشرق الأوسط»، إن ثمة مصدرين أساسيين يسحبان العملات النقدية من القطاع المصرفي اللبناني، وهما سوريا و«حزب الله». فالقيود المفروضة على النظام المالي السوري جارٍ تنفيسها من خلال النظام المصرفي اللبناني، أما «حزب الله» فقد عمد إلى الإيعاز لبعض المقربين منه لسحب أموالهم من المصارف تحسباً للعقوبات الأميركية. وتفيد مصادر مطلعة على لقاءات مساعد وزير الخزانة الأميركي لشؤون مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب مارشال بلينغسلي، بأن الأخير نبّه المصارف اللبنانية إلى تعمّد بيع الدولار للتجار السوريين المُدرجين على لائحة العقوبات، لاستخدامه بطرق أو بأخرى للاستيراد، نافياً أن تكون العقوبات الأميركية السبب في هذه الأزمة. في حين قال الباحث الاقتصادي الدكتور مكرم رباح، إن «أحد أسباب الطلب حالياً قيام بعض التجار بتأمين المحروقات للسوق السورية، وكون هذا القطاع يعتمد على الدولار يجبر هؤلاء على شرائه من السوق السوداء، متسبباً بمفاقمة أزمة الدولار». ورأى رباح أن «الشعب اللبناني يدفع فاتورة جشع التجار، ونظام بشار الأسد الذي يستعمل لبنان للهروب من العقوبات». واعتبر أن «فقدان الدولار من أجل خدمة السوق السورية، إضافة إلى الأعباء الاقتصادية على المواطن اللبناني، يدفع بلبنان واقتصاده نحو المزيد من العقوبات، ليس فقط على المصارف والأفراد المتورطين، بل على الدولة والاقتصاد بشكل عام، وبذلك زيارة بلينغسلي الأخيرة لا تنفصل عن موضوع أزمة الدولار الذي يشكل خرقاً للعقوبات المفروضة على (حزب الله) والنظام السوري».

من جهة ثانية، يربط الباحث الاقتصادي الدكتور منير راشد، الأزمة الحالية، بـ«تراكمات عدة بدأت من الركود الذي أصاب الاقتصاد اللبناني، منذ بدء الأزمة السورية، وإغلاق طرق المواصلات، وتقليص السياحة بسبب الوضع الأمني، إضافة إلى وضع مالي محلي سجّل عجزاً كبيراً بسبب تراجع إيرادات الدولة، وتراكم الإنفاق من جوانب عدة». كل هذه العوامل، حسب راشد، إضافة إلى ما يشهده المحيط الإقليمي من نزاعات، «لها انعكاسات على ميزان المدفوعات اللبناني، المرتبط ارتباطاً وثيقاً بعجز المالية العامة، إذ إنه عندما يزداد الإنفاق يتراجع الاحتياطي من العملة الصعبة». ويضيف أن «النشاط الاقتصادي تراجع في القطاعات الأخرى، وارتفعت تكلفة التمويل وتأزم الوضع بعد رفع سلسلة الرتب والرواتب مع نهاية عام 2017، بحيث ارتفعت بنسبة 20 في المائة، ما رافقه ارتفاع في العجز المالي، ليصل إلى أكثر من 11 في المائة من الناتج المحلي مع نهاية عام 2018».

هروب الرساميل

كذلك، حسب راشد، أدى ارتفاع العجز والدين العام إلى تراجع تصنيف لبنان السيادي «ما شجَّع بدوره على هروب المزيد من الرساميل إلى الخارج، أضِف إلى ذلك العقوبات الأميركية وما سببته من ضغوطات على القطاع المصرفي اللبناني... ثم إن تراجع مخزون العملة الصعبة في السوق وانخفاض سعر صرف الليرة لدى الصيارفة، أو ما يعرف بالسوق الموازية، بسبب زيادة الطلب على الدولار، يؤديان حكماً إلى ارتفاع سعر الدولار مقابل الليرة».

ورأى راشد أن على صانعي السياسات النقدية «ترك السوق لقوى العرض والطلب، لتحديد سعر صرف الدولار لدى البنوك والصرافين... أما إصلاح المالية العامة، فالأسهل في الوقت الحاضر معالجة أزمة الكهرباء التي تكلف الدولة سنوياً ملياري دولار، ومليار دولار للمستهلك الذي يدفع كلفة الكهرباء بأكثر مما يلزم».

الخوف من انهيار سعر الصرف

أما الخبير الاقتصادي الدكتور بيار الخوري، فيعترف بوجود «ذعر بل هلع اليوم في الأسواق من احتمال انهيار سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل العملات الرئيسية العالمية، وعلى رأسها الدولار»، ويرد هذا الهلع إلى سلوك المصارف مع الزبائن «الذي بدا مرتبكاً منذ عدة أشهر، في ظل محاولات لا تليق بقطاع مصرفي عريق لثني الزبائن عن تحريك حساباتهم في بلد لم يعتد هذا السلوك تاريخياً». يضاف إلى ذلك التصريحات المبهمة لمصرف لبنان في هذا الإطار، بالإضافة إلى سلوك الإشاعة الذي يهواه اللبنانيون، و«هناك من يتقن صناعته جيداً» منذ بدأت الحملات التي سعرت الليرة على مواقع التواصل الاجتماعي قبل نحو سنتين.

ولكن، بعيداً عن الهلع، يضيف الخوري، هناك أيضاً جذور عميقة للأزمة، حيث لم يعد من الممكن السيطرة على عجز ميزان المدفوعات واستنزاف احتياطات العملات الصعبة لدى لبنان. فتوسع السوق الموازية، وتوقف البنوك عن عمليات صرف العملة للزبائن، ومحاولة المصرف المركزي إيجاد آلية خاصة لترتيبات استيراد السلع الاستراتيجية... دلائل واضحة على أننا دخلنا في حقبة جديدة في سوق القطع. ويتابع: «أعتقد أن القرار بالتحرير التدريجي لسعر الصرف قد اتخذ، وما رأيناه في الأسابيع الماضية هي بروفات لما سيكون عليه المشهد في الأشهر المقبلة. هناك أزمة سيولة في المنطقة ونزيف سيولة في لبنان تختار معه السلطة النقدية الخضوع لمنطق العرض والطلب في سوق القطع بعد 23 سنة من التثبيت النقدي. ربما نصل بالتدريج إلى تحرير كامل لسعر الصرف، كما حصل في مصر، حيث تتوسع السوق السوداء تدريجياً»، ليتم الاعتراف والقبول النفسي بالأسعار الجديدة، وبعدها تصبح كل الخيارات ممكنة.

ويختم الخوري بالقول إن «انكشاف النموذج الاقتصادي اللبناني على الأزمة الإقليمية، التي لا يبدو أن هناك أفقاً إيجابياً لحلها، والعقوبات الأميركية على بعض الأطراف اللبنانية، سيعمق أزمة السيولة أكثر... وعلينا أن نراقب هل سينجح نظام السوقين للقطع في استيعاب الأزمة وحتى متى».

خطوات حكومية

في هذه الأثناء، كانت معلومات «الشرق الأوسط» أكدت أن فريق العمل المالي، الذي يرأسه رئيس الحكومة سعد الحريري، ويضمّ خصوصاً وزير المال علي حسن خليل، وحاكم «مصرف لبنان» رياض سلامة، بدأ فعلياً ببلورة أفكار وآليات ذات طابع مالي، تستهدف خصوصاً تحصين الموجودات الخارجية للبنك المركزي، وإعادة تصويب ميزان المدفوعات الذي عانى من عجز قياسي ناهز 6 مليارات دولار في النصف الأول من العام الحالي. كذلك تمكين وزارة المال من رصد المبالغ الكافية لمقابلة استحقاقات الإصدارات الأقرب وفوائد الإصدارات الأبعد آجالاً، بينما سيتكفل البنك المركزي بتسديد المستحقات المتبقية للعام الحالي، وضمنها إصدار بقيمة 1.5 مليار دولار يُستحقّ في آخر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

ويعول فريق العمل على إقرار مشروع قانون الموازنة لعام 2020، وإحالته إلى المجلس النيابي قبل منتصف الشهر المقبل. وأيضاً على نتائج التحركات الخارجية للرئيس الحريري، بالأخص منها «الباريسية»، كون فرنسا هي الراعية والمنسقة لمؤتمر «سيدر». وهذا ما يمكِّن من إعادة تكوين أرضية إيجابية وأكثر ملاءمة لتحرك مالي خارجي، بالأخص في بلدان الخليج، ولدى الصناديق الاستثمارية التي تديرها بنوك عالمية، بهدف تسويق سندات دين دولية جديدة أو شهادات إيداع لدى «البنك المركزي»، بعوائد استثمارية جاذبة قد تصل إلى 10 في المائة.

ويرجّح، حسب مصادر مالية ومصرفية رفيعة المستوى، أن تبدأ وزارة المال بطرح برنامج أولي بنحو ملياري دولار، على أن يتم توسيعه أو إصدار شرائح مستقلة مماثلة، وبآجال متعددة لا تقل عن 5 سنوات، وذلك في ضوء استجابة الاكتتابات ذات المصادر الخارجية.

ومن المؤمَّل أن تنضم مؤسسات مالية وبنوك دولية إلى هذا الجهد الهادف إلى تمكين الحكومة اللبنانية من «تحييد» الضغوط ذات الصلة بمخزون العملات الأجنبية، والحيلولة دون تخفيضات جديدة في التصنيف السيادي، خصوصاً من قِبَل وكالة التقييم «ستاندرد آند بورز»، التي أمهلت لبنان 6 أشهر قبل اضطرارها إلى خفض تصنيف الديون الحكومية إلى الدرجة «سي»... وهو الإجراء الذي سبق اعتماده من قبل «موديز»، مطلع هذا العام، ثم تبعتها وكالة «فيتش» قبل فترة قصيرة، نتيجة عدم اقتناعها بطلب لبنان للإمهال، والمعزز بالتزامات وبيانات تؤكد جدية الحكومة في بدء الإصلاح المالي المنشود.

هذا، وأقرّ وزير المال بأن لبنان في «وضع اقتصادي ومالي صعب، لكننا لسنا بلداً منهاراً. على المستوى المالي ما زالت لدينا القدرة على القيام بتلبية الاحتياجات. نعم، لا توجد كمية كبيرة من السيولة بالعملات الأجنبية بين أيدي الناس في السوق، لكن سعر صرف الدولار ما زال محافظاً على نسبته وعلى وضعه في المصارف. كل العمليات التي تتم في المصارف التجارية اليوم تتم على أساس التسعيرة الرسمية للدولار، و95 في المائة وأكثر من المعاملات بالدولار تتم في المصارف على هذا الأساس. الذي نشعر به هو أن السيولة بين أيدي الناس غير متوفرة في إطار المعاملات بالمفرق (التجزئة)، عندما لا يتوفر الدولار ويتوجه الناس إلى (الصرافين) الذين يحاولون أن يستفيدوا من هذه العملية للتلاعب بسعر الصرف، لكن يهمنا أن نقول إن هذا الأمر لا تأثير له، ولا يعكس حقيقة الالتزام بتأمين مستحقات الدولار».

وتسعى المصارف إلى احتواء الطلب عبر التشدد، وقيدت غالبية المصارف عمداً عمليات سحب النقد الأجنبي من أجهزة الصرف الآلي بحدود تتراوح بين 500 و2000 دولار، واضطر البعض منها إلى حصر عمليات السحب بزبائن البنك فقط، وحسب توفر السيولة الورقية لدى كل بنك، مع مواصلة إتاحة السحب للبطاقات كافة بالليرة اللبنانية. وبذلك زادت موجات الطلب لدى الصرافين وتجّار العملة، وحصل رفع هوامش التسعير... وهي نتيجة تلقائية بين تقلُّص المعروض ومضاعفة المطلوب.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

المحاربون القدامى: إلى الشارع ضد سياسة الفاسدين

الوكالة الوطنية للإعلام/28 أيلول/2019

دعت “الهيئة الوطنية للمحاربين القدامى” “المتقاعدين العسكريين والمدنيين وكل الروابط والاتحادات المهنية والفلاحين والتجار وأصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة وربات البيوت وكل الشعب اللبناني” إلى “تشكيل جبهة عريضة واحدة والتخطيط والاستعداد للنزول إلى الشارع”، حيث حثت الجميع على “رفض سياسة التجار الفاسدين الموجودين في الحكم، ومطالبتهم بحلول ناجعة، طرحها خبراء المال والاقتصاد”. وأعلنت الهيئة، في بيان، نيتها “تنظيم الصفوف والنزول بقوة وحزم إلى الشارع”، مهددةً “أصحاب النوايا الشيطانية” بـ”الويل إن لم يعيدوا الاستقرار إلى سعر الصرف، ورفع الحظر عن حرية سحب الأموال”، رافضةً “تمرير تدابير الحصول على أموال “سيدر” وزيادة الدين العام بها”. واعتبرت أن “بيانات حماية سعر صرف الدولار لم تعد مقنعة”، مشيرةً إلى أنه “سوف يكون مصرف لبنان والمصارف الأخرى، وكل متلاعب بالاستقرار النقدي هدفا لنا”.

ورأت الهيئة أن “أمام هول المؤامرة على ثروات لبنان، وعلى مدخرات أبنائه وتهريب احتياطه من العملات الصعبة إلى الخارج، وأمام تغاضي السلطة عن عمليات المضاربة بسعر الدولار، لخفض سعر العملة الوطنية، وتدني القيمة الشرائية لرواتب المواطنين، كوسيلة لخفض الإنفاق وعجز الخزينة، على حساب قوت الفقراء وذوي الدخل المحدود، وإزاء التصرف بودائع الناس وأموال الجهات الداخلية الضامنة، لا يسعنا أن نقف مكتوفي الأيدي لتمرير هذه التدابير المدمرة من أجل حصولهم على أموال “سيدر” وزيادة الدين العام”.

واعتبرت أن “بياناتهم عن حماية سعر صرف الدولار لم تعد مقنعة، لأنهم هم من عاثوا في البلاد فسادا، وأوصلوا الحالة الاقتصادية والمالية إلى الدرك الأسفل، لقد فقدوا مصداقيتهم بالاستيلاء على أموال باريس 1 و2 و3، والآن يفعلون المستحيل، لكي يستولوا على الباقي”.

وإذ أكدت أن “لبنان بلدنا، وهو ليس بلدا فقيرا، ولديه طبيعة خلابة نحسد عليها، وثروات كبيرة في البحر والبر، وعندنا رجال مثفقون وناجحون وأصحاب أدمغة، لاقوا أكبر نجاح أينما ذهبوا، وعمر لبنان آلاف السنين، وكان دائما محل أطماع للغزاة”، رأت أن “عمر الأوطان لا يقاس بالسنين، بل بإرادة شعوبها”، مؤكدةً “أننا لن نترك بلدنا في أزمته، كنا ونبقى إن دق النفير، نبذل دونه الأفئدة والمهج، ولن يقف في طريقنا حفنة من السارقين الفاسدين”. وأعلنت “أننا سوف ننظم صفوفنا، وننزل بقوة وحزم، والويل ثم الويل، إذا لم يرتدع أصحاب النوايا الشيطانية، ويعودوا عن ضلالهم ويعيدوا الحال إلى ما كانت عليه، بالتدخل بقوة لإعادة الاستقرار إلى سعر الصرف، ورفع الحظر عن حرية سحب الأموال، الذي أضر بمصالح المواطنين والشركات المتوسطة والصغيرة، ودفعهم إلى الإفلاس والإقفال”، منوهةّ بـ”أصحاب محطات الوقود، الذين عادوا عن إضرابهم، رحمة بالمواطنين، لكن لا تظنوا أنكم تستطيعون أخذنا بالمفرق”. ودعت الهيئة  المتقاعدين العسكريين والمدنيين وكل الروابط والاتحادات المهنية والفلاحين والتجار وأصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة وربات البيوت وكل الشعب اللبناني إلى “تشكيل جبهة عريضة واحدة، والتخطيط المحكم، والبقاء على استعداد للنزول إلى الشارع، تعبيرا عن رفضهم لسياسة التجار الفاسدين الموجودين في الحكم، لمطالبتهم باعتماد الحلول الناجعة المطروحة أكثر من مرة، من قبل خبراء المال والاقتصاد”. وختمت: “ثقوا بأننا لا نهاب الموت، وسوف يكون مصرف لبنان والمصارف الأخرى، وكل متلاعب بالاستقرار النقدي هدفا لنا، وقد أعذر من أنذر”.

 

شخصيات رسمية لبنانية من الصف الأول مهددة بالعقوبات الأميركية

الخبر الجريدة - نيويورك/28 أيلول/2019

كشف مصدر مسؤول في البيت الأبيض أن الرئاسة الأميركية تدرس بجدية فرض عقوبات مالية على شخصيات رسمية لبنانية من الصف الأول، بينها وليس أرفعها، وزير الخارجية رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل. وقال المصدر، لـ «الجريدة» قبل أيّام على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إن شبهات وتقارير تشير إلى أن هذه الشخصيات ساندت «حزب الله» مالياً، بطرق غير مشروعة، وهو الحزب المصنف بحسب القانون الأميركي منظمة إرهابية. وأضاف أن عدة بنوك لبنانية ستدخل ضمن القائمة السوداء؛ لأنها تسهل عمليات نقل أموال لأفراد وكيانات تابعة للحزب، وكذلك تسهل نقل أموال لرجال أعمال ومقربين من الرئيس السوري بشار الأسد. ورفض المصدر الإفصاح عن أسماء البنوك، غير أنه كشف عن أسماء رجال أعمال وكيانات وشركات لبنانية تعمل في لبنان والخارج، و«الجريدة» تحتفظ بتلك المعلومات والأسماء، وستنشرها عندما ترى ذلك مناسباً. وكان وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل تطرق إلى موضوع إدراجه على لائحة العقوبات، موضحاً في حديث له بنيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنه لم يبلغ بمثل هذا الإجراء، وأن على الإدارة الأميركية التعامل معه على أنه وزير خارجية لبنان ولا شيء غير ذلك. وعلمت «الجريدة»، من مصادرها، أن محاولات الوزير باسيل للقاء شخصيات فاعلة في الولايات المتحدة باءت بالفشل، إذ رفض صهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنير وساطة شخصية يهودية أميركية من اصل لبناني لعقد لقاء بينهما.

 

هل يعيد عشاء "مهنّا" عمشيت داليا داغر الى الواجهة لرئاسة تلفزيون لبنان!

خاص "اللبنانية"/28 أيلول/2019

علمت "اللبنانية" بأن عشاء خاصا أقامته الإعلامية داليا داغر في مطعم مهنّا في عمشيت جمعها مع كريمتي الرئيس عون كلودين وشانتال حيث كان الطبق الأساسي إعلاميا وبالتحديد التعيينات في تلفزيون لبنان والوكالة الوطنية.

 

"الفرد رياشي: المراحل الأولى للانهيار قد حدثت"

lbc/28 أيلول/2019

أعلن الأمين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية الدكتور الفرد رياشي بأن المراحل الأولى للانهيار قد حدثت، بداية بتوقف مصرف لبنان عن توفير الدعم لقطاع الإسكان مما أدى إلى تراجع حاد في اسعار العقارات تجاوزت الثلاثين في المئة وتواصلت مع ارتفاع غير رسمي في سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار.

وذكّر رياشي بالتحذيرات المتكررة قبيل انتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والذي كنا من الداعمين الاساسيين لوصوله لسدة الرئاسة وتكررت قبيل تشكيل الحكومة الأخيرة. وأعلن أن الوضع أصبح مفتوحا على جميع الاحتمالات... مشددا على أنه يجب ومن أجل الخروج من المأزق واستدراك الاسوأ، العمل سريعاً على التحضير لمؤتمر دولي تتم فيه مناقشة الطرح الفدرالي مع الحياد الايجابي القائم على احترام الخصوصيات الطوائفية لجميع المكونات من أجل التأسيس لمرحلة يكون عنوانها السلام والازدهار الدائمأن.

 

الفضيحة بالأرقام: تهريب المحروقات الى سوريا يرتفع بشكل غير مسبوق

خاص VDL/28 أيلول/2019

يقول مصدر مصرفي رفيع المستوى لموقعVDLnews ان هناك مشكلة يعاني منها لبنان، وهي تهريب المحروقات من لبنان الى سوريا، فإستهلاك لبنان معروف منذ اعوام وهو لم يتغير كثيرا بسبب الاستقرار في عدد السكان، حتى مع النزوح السوري المليوني الى لبنان ارتفع الطلب قليلا لان غالبية من اتوا لا يملكون سيارات ويقيمون في مخيمات ومن الطبيعي ان يزداد الطلب قليلا. (يمنع نسخ اكثر من 25 بالمئة من المقال مع نشر الرابط تحت طائلة الملاحقة القانونية) ففي العام 2010 اي قبيل انطلاق الحرب السورية، كان لبنان يستهلك 1.57 مليار دولار وهذا الرقم كان مستقرا منذ سنوات، اما في العام 2011 حين انطلقت الحرب السورية ارتفع الطلب قليلا مع بدء النزوح ووصل الى 1.7 مليار دولار وهو امر طبيعي، اما في العام 2012 وحين اشتعلت كل جبهات مدن سوريا ارتفع الطلب بشكل مخيف بنسبة اكثر من مئة في المئة ووصل الى 114 في المئة ووصل الاستيراد المحلي في لبنان الى 3.64 مليار دولار، وفي حينها كان الجيش السوري يعاني من ازمة محروقات وبدأت الصهاريج السورية الكبيرة تدخل الى لبنان من البقاع ومن الشمال بالمئات يوميا لنقل المحروقات ومشتقاتها للإستعمال العسكري، وفي حينها يذكر الجميع حصول مشاكل وعمليات اطلاق نار على الصهاريج، ومن بعدها استمر الامر علنا.

وبقي الوضع كذلك الى العام 2014 وما بعدها عندما بدأت تستقر الاوضاع في سوريا، هبط استهلاك لبنان في العام 2015 الى 1.69 مليار دولار اي الإستهلاك اللبناني الطبيعي، وذلك لان سوريا عادت وبدأت تستورد المحروقات وحسنت اوضاعها مع استقرار غالبية المناطق فيها وانخفض مصروفها العسكري خصوصا، وفي العامين 2016 و2017 كان الاستهلاك مرتفعا قليلا بسبب التهريب مجددا من الحدود للمحروقات، لان سوريا كانت تعاني من مشكلة بالدولار، والاسعار من لبنان باتت ارخص مما هي في سوريا واستهلك لبنان 2.2 مليار دولار من المحروقات ومشتقاتها طبعا، وصولا الى العام 2018 حيث تحسن الوضع السوري كثيرا وعاد الطلب في لبنان الى طبيعته اي الى 1.6 مليار دولار اميركي. ومن ثم وفي بداية العام 2019 تم وضع عقوبات اميركية ودولية على سوريا وخصوصا لمنعها من استيراد المحروقات، وحصل ما كان متوقعا وارتفع الاستيراد اللبناني بشكل مخيف لم يحصل سابقا وبات اليوم قبل نهاية العام 3.33 مليار دولار اي انه شهد ارتفاعا بنسبة 108 في المئة، وهذا الامر تفسيره الوحيد ان لبنان يستورد بالدولار ويهرب الى سوريا نصف صادراته بطريقة غير شرعية لان لا جمارك ولا ضرائب تدفع مقابل هذا الامر، ولبنان يخالف القرارات الاميركية والدولية بالعقوبات على سوريا، حتى ان نزيف الدولارات الى سوريا مستمر يوميا من لبنان عبر الصيارفة وغيرهم من الاقتصاديين، حتى ان رجال اعمال شيعة هربوا اموالهم الى سوريا بالدولار. اي ان المشكلة اساسها معروف، فلماذا لا تتم المعالجة سياسيا واقتصاديا على صعيد عال؟، بحسب المصدر المصرفي رفيع المستوى دائما.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

غارة مجهولة تستهدف “الحرس الثوري” بالبوكمال

دمشق – وكالات/28 أيلول/2019

 تعرضت نقطة تابعة لـ «الحرس الثوري» الإيراني في مدينة البوكمال السورية، لقصف جوي نفذته طائرة مجهولة. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان، أن مضادات الطيران التابعة لـ «الحرس الثوري» استهدفت ليل أول من أمس، «أجساماً مجهولة في سماء منطقة البوكمال» بريف دير الزور الشرقي على مقربة من الحدود السورية – العراقية. وفي السياق، قال مصدر ميداني إن الدفاعات الجوية السورية تصدت لطائرات معادية في محيط معبر البوكمال – القائم، جنوب نهر الفرات. وأضاف ان «طائرات حربية يرجح أنها إسرائيلية، شنت غارات على مواقع عسكرية شمال شرق البوكمال بـ 12 كيلومتراً». وأشار إلى أن «الدفاعات الجوية السورية أسقطت معظم الصواريخ التي أطلقتها الطائرات المعادية على الموقع، في حين تمكنت بعض الصواريخ من إصابة أهدافها»، مؤكداً أن لا خسائر بشرية أو إصابات نجمت عن الغارات وإنما اقتصرت الأضرار على الماديات». من ناحية ثانية، قال المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون أول من أمس، أن على النظام السوري والمعارضة المضي قدماً في عمليات تبادل للأسرى على نطاق واسع، بغرض بناء الثقة قبل عقد أول جولة محادثات بينهما في 30 أكتوبر المقبل. وأضاف إنه «بعد ثماني سنوات ونصف من الحرب والصراع لدينا بعض الأنباء الايجابية»، مشيراً إلى أنه «هذا مجتمع منقسم للغاية… هناك غياب للثقة بين الجانبين كما هو واضح لكن هناك أيضاً افتقاراً للثقة بين النظام والمجتمع الدولي… لذلك نأمل أن تشكل اللجنة الدستورية خطوة أولى بالاتجاه الصحيح». وأوضح أن «أحد الاجراءات المهمة لبناء الثقة… الإفراج عن المختطفين والمعتقلين… في رأيي أن هذا لم يتم على النطاق الذي نحتاجه لإرسال الرسالة الصحيحة». من جانبه، أعلن المبعوث الأميركي الخاص للشأن السوري جيمس جيفري أول من أمس، أن مجلس الأمن سيعقد غداً الإثنين، جلسة سيقدم خلالها بيدرسون إحاطة بشأن اللجنة الدستورية السورية. على صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع التركية تنفيذ الدورية الجوية السابعة في إطار المرحلة الأولى من المنطقة الآمنة بشرق الفرات. إلى ذلك، أكدت السعودية والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ومصر والأردن في بيان، عدم التسامح مطلقاً مع استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية.

 

البنتاغون” يعزز دفاعات السعودية بصواريخ باتريوت و200 جندي

العساف: النظام الإيراني "مارق" ويهدد استقرار المنطقة والمملكة لن تتوانى في الدفاع عن سيادتها

الرياض، عواصم – وكالات/28 أيلول/2019

 أعلنت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، أنها تعتزم ارسال أربعة أنظمة رادار وبطارية صواريخ باتريوت ونحو 200 من أفراد الدعم، لتعزيز دفاعات السعودية. وقال الجيش الاميركي في بيان انه خصص عتادا اضافيا استعدادا لاوامر بنشره، وهو ما يعني امكانية استخدامه بشكل أسرع في حال وقوع أزمة، ويشمل ذلك بطاريتي صواريخ باتريوت ونظام ثاد. وأشار المتحدث باسم “البنتاغون” جوناثان هوفمان، الى أن واشنطن تتوقع من حلفاء اخرين مزيدا من المساهمات العسكرية، قائلا: “انتقدت دول أخرى شرور ايران في المنطقة ونتطلع لمساهمتهم بالمزيد في الجهود الدولية لتعزيز الدفاعات السعودية”.

من جانبه، قال مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى ديفيد شينكر، إن فريقا يضم ممثلين عن الولايات المتحدة وأوروبا والسعودية والامم المتحدة، سيحقق في الهجمات التي وقعت في 14 سبتمبر، مضيفا أن هناك نقاشات تجري مع الاوروبيين حول امكانية المشاركة في تحالف بحري في الخليج. في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية السعودي إبراهيم العساف، أن المملكة لن تتوانى عن الدفاع عن مقدساتها وسيادتها، داعيا المجتمع الدولي لمواجهة الممارسات الإيرانية المهددة للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. وقال العساف في كلمة المملكة في الجمعية العامة للأمم المتحدة الدورة 74، إن نظام طهران تقف وراء الهجمات على منشآت “أرامكو”، مضيفا أن ما حدث في الرابع عشر من سبتمر الجاري من عمل عدواني خطير ينتهك مبادئ وميثاق منظمة الامم المتحدة ويهدد أمن واستقرار ورخاء منطقتنا والعالم، يستلزم منا جميعا موقفاً تاريخياً. وأضاف: “نحن نعلم جيداً من وراء هذا الهجوم، ودعونا خبراء من الأمم المتحدة وخبراء دوليين للتثبت من ذلك بأنفسهم، إن من يقف وراء هذا الهجوم هو من هاجم الناقلات التجارية في خليج عمان في شهري يونيو ويوليو الماضيين، وتبعه عملاؤه بالهجوم على مطار أبها في شهر يوليو وحقل شيبة النفطي في شهر أغسطس”. وأكد أن الهجمات النكراء التي تعرضت لها المنشآت النفطية في المملكة باستخدام 25 صاروخاً مجنحاً، وطائرات بدون طيار، متسببة في انخفاض انتاج النفط بنسبة تقارب 50 في المئة تعادل (5،7) ملايين برميل يومياً، تشكل انتهاكاً صارخاً للقوانين والأعراف الدولية، واعتداءً على الامن والسلم الدوليين وتهديداً كبيراً لإمدادات النفط للأسواق العالمية. وأضاف: “نعرف هذا النظام جيداً منذ أربعين عاماً، فهو لا يعرف سوى التفجير والتدمير، والاغتيال ليس في منطقتنا فحسب، بل في العالم أجمع، هذا النظام هو الذي قام منذ نشأته بأعمال إرهابية في السعودية والبحرين والكويت ولبنان والدول الأوروبية وفي مختلف أرجاء المعمورة”. وقال: إن “هذا النهج مستمر للأسف حتى يومنا هذا، فقد رأينا في الاعوام الأخيرة محاولات هذا النظام الإرهابية في الدنمارك وفرنسا، ونرى كل يوم نهجه الإرهابي في اليمن وسورية والعراق ولبنان وسائر دول المنطقة”. وأضاف: “لقد فضحت الاعمال العدائية والهجمات الأخيرة طبيعة النظام الايراني للعالم أجمع، فنحن أمام نظام مارق وإرهابي، يستمر في تهديد الامن والسلم الدوليين، وأمن الطاقة والاقتصاد العالمي، وتعد الهجمات الاخيرة اختباراً حقيقياً لإرادة المجتمع الدولي”. واختتم قائلًا: “نحن أمام مسؤوليتنا التاريخية اليوم، ومصداقية هذه المنظمة والعالم أجمع على المحك، فعلى النظام الإيراني مواجهة أحد الخيارين إما أن تصبح إيران دولة طبيعية تحترم القوانين والأعراف الدولية، وإما أن تواجه موقفاً دولياً موحداً يستخدم أدوات الضغط والردع بكافتها.

 

استنكار في بغداد لتهديدات السفير الإيراني باستهداف الأميركيين في العراقLوزارة الدفاع عدتها «مرفوضة»... ولجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان وصفتها بـ«الصلفة

بغداد: فاضل النشمي/الشرق الأوسط/28 أيلول/2019

أثارت التصريحات التي أطلقها السفير الإيراني في بغداد، إيرج مسجدي، حول استهداف القوات الأميركية في العراق، في حال استهدفت الولايات المتحدة بلاده، ردات فعل رافضة مستنكرة من قبل وزارة الدفاع العراقية ولجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب. فقد رفض المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية، اللواء تحسين الخفاجي، تصريحات السفير الإيراني، مشدداً على أن «العراق لن يصبح ساحة للصراع بين أي متصارعين». وقال الخفاجي في تصريحات أمس إن «العراق يرفض التهديدات التي تطلقها إيران أو أميركا، وأكدنا أن الأراضي العراقية خط أحمر»، وأضاف أن «العراق لن يكون منطلقاً للاعتداء على إيران، كما لن يسمح بأن يتم تهديد المصالح الأميركية على أراضيه». كان السفير الإيراني قد قال، في تصريحات لقناة تلفزيونية محلية أول من أمس، إن «إيران ستستهدف القوات الأميركية في العراق، في حال تعرضها لأي اعتداء»، وأضاف: «سنقصف الأميركيين في العراق أو أي مكان آخر إذا استهدفت إيران». واتهم مسجدي خلال المقابلة الولايات المتحدة بـ«التدخل في شؤون المنطقة والعراق»، لكنه نفى «تدخل بلاده في شؤون العراق الداخلية». وعد السفير مسجدي، وهو مستشار سابق لقائد «فيلق القدس» الجنرال قاسم سليماني، أن «خروج القوات الأميركية من العراق أو أي نقطة بالمنطقة أمر ضروري». وفيما لم يصدر عن وزارة الخارجية العراقية أي موقف حيال تصريحات السفير الإيراني، استنكرت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي التصريحات، وعدتها «تصريحات وقحة غير مسبوقة». وقال عضو اللجنة ظافر العاني لـ«الشرق الأوسط»: «شخصياً، لا أستغرب أن لدى إيران نية مبيتة لاستخدام الأراضي العراقية لخدمة مصالحها، إنما أستغرب الصلافة الإيرانية التي تدفع سفيرها في بغداد إلى التصريح بهذه الطريقة وهو مطمئن ويعيش وسط بغداد». وبرأي العاني، فإن «صلافة مسجدي ناتجة عن استناده إلى نفوذ بلاده السياسي الواسع في العراق، وهو يعرف أن جهات سياسية وعسكرية مسلحة عراقية ستغطي على تصريحاته، وتعلن ربما اصطفافها معه، ولدى تلك الجهات تصريحات علنية بأنها ستقف إلى جانب إيران، في حال وقعت الحرب بينها وبين الولايات المتحدة الأميركية». وحول دلالة تصريح السفير الإيراني في هذه المرحلة التي تشهد توتراً شديداً في علاقات بلاده مع الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، يرى العاني أن «إيران، وعبر تصريح سفيرها الوقح غير المسبوق، تريد الإيحاء بأن العراق جزء منها في صراعها مع أميركا ودول المنطقة». وطالب العاني الحكومة العراقية بـ«اتخاذ موقف واضح صريح من تصريحات السفير الإيراني، خصوصاً أن العراق أعلن مراراً عن عدم سماحه باستخدام أراضيه بالاعتداء على أي دولة»، وتوقع أن «تقوم وزارة الخارجية باستدعاء السفير، وتسليمه مذكرة احتجاج رسمية، مثلما فعلت من قبل مع تصريحات لمسؤولين أجانب أقل بكثير من تصريحات مسجدي». ومن جهة أخرى، تعرض موقع مستشارية الأمن الوطني العراقي الإلكتروني للاختراق أمس، وظهرت عليه رسالة موقعة باسم جهة تطلق على نفسها اسم «ماكس برو». وتحدث مخترقو الموقع في رسالتهم عن «فساد سيبراني» يحدث باسم جهاز الأمن الوطني (يرأسه فالح الفياض الذي يرأس هيئة الحشد الشعبي أيضاً) على يد موظفين داخل الجهاز، وذكرت أسماء 3 منهم. وذكر المخترقون أن أسماء الموظفين المذكورين «كانت لمدة سنتين تحت أنظارنا، بعد أن غرتهم مناصبهم فحسبوا أنفسهم منيعين لا يقهرون، على حساب ذوي الخبرة الفقراء من باقي العراقيين»، واتهمتهم بـ«استغلال مناصبهم لتمويل مكاتبهم الموجودة في بغداد، لتغذية شخصيات زائفة بموارد حكومية على حساب الدولة وسمعتها، وابتزاز شخصيات عراقية كبيرة، وبينها شخصيات من الوسط الفني والوسط الجماهيري، للترويج لأنفسهم بموارد الدولة». وهدد المخترقون بأنهم سيضعون رسالتهم على موقع جهاز الأمن لـ72 ساعة، وفي حال «لم يتم تكوين لجنة تحقيقية من رئاسة الوزراء بحق العصابة، فسيتخذون إجراءات بحق الشخصيات الإدارية المسؤولة عنهم في حالة تغاضيهم».

 

ترامب يكذّب روحاني: رفضت رفع عقوبات إيران مقابل لقاء مسؤوليها

واشنطن تلوِّح برد عسكري حال استمرار طهران في التصعيد وتؤكد أن "صبرها نفد"

واشنطن، طهران، عواصم – وكالات/28 أيلول/2019

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه رفض عرضا ايرانيا بلقاء الرئيس الايراني حسن روحاني، مقابل رفع العقوبات الاميركية المفروضة على طهران. وناقض ترامب رواية الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي قال «إن الولايات المتحدة عرضت رفع جميع العقوبات، لتسهيل عقد اجتماع معه». وزعم روحاني لدى عودته من اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك، أن «فرنسا وبريطانيا ضغطتا عليه للاجتماع مع ترامب، وأن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حذره من أنها ستكون فرصة ضائعة إذا لم يفعل ذلك. وأشار رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الى أنه ينبغي أن يجازف باتخاذ القرار». بدوره، قال ترامب إن «إيران أرادت مني رفع العقوبات المفروضة عليهم من أجل الاجتماع. وقلت بالطبع لا». من جانبه، لوّح مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد شينكر برد عسكري من جانب بلاده، إذا استمرت إيران في التصعيد وأقدمت على تصرفات أخرى، قائلا إن الصبر الستراتيجي لإدارة الرئيس ترامب قد ينفد. وشدد شينكر على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، على أهمية مواجهة دور طهران واستمرار الضغوط الدولية والمساعي الديبلوماسية، لإجبارها على المجيء لمائدة المفاوضات دون شروط مسبقة، واتخاذ خطوات تمنعها من المضي قدما في التصعيد عسكريا في المنطقة. وقال إن اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة شهدت زخما كبيرا وتنسيقا أميركيا أوروبيا عربيا في إدانة ضلوع إيران في الهجمات على منشآت النفط في أرامكو بالسعودية، مضيفا أن نتائج التحقيقات التي يشارك فيها خبراء من الولايات المتحدة والأمم المتحدة بالتعاون مع المحققين السعوديين، ستخرج قريبا وسيتم تقديمها لمجلس الأمن، ويبقى على المجتمع الدولي اتخاذ قرار تجاه تلك التصرفات الإيرانية. بدوره، قال المبعوث الأميركي الخاص لإيران براين هوك، إنه يجب على طهران أن تبدي تغييرا في سياساتها قبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات. وأضاف أن «إيران انتهكت سيادة دولة أخرى عن طريق الهجوم عليها، وآخر شيء يريده العالم هو دعم السلوك السيئ»، معتبرا أن «الرئيس ترامب كان سخيا جدا في مقاربته الديبلوماسية في آخر عامين ونصف، وإيران ترفض الديبلوماسية»، مشيرا إلى أن المرشد الإيراني أمامه خيار العودة إلى المفاوضات أو أن يراقب انهيار اقتصاد بلاده. وفيما رفضت الخارجية الأميركية السماح لوزير الخارجية محمد جواد ظريف، بزيارة المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي في مستشفى في نيويورك، وربطت الزيارة بالافراج عن أميركي محتجز لدى طهران، انتقد نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إجراء أميركا «غير الإنساني»، بينما أشار متحدث باسم البعثة الإيرانية إلى أن المستشفى التي سعى ظريف لزيارتها تبعد عدة مبان فقط. على صعيد آخر، أعلنت الشركة المالكة للناقلة البريطانية «ستينا امبيرو» أن الناقلة تقترب من الرسو في دبي، بينما قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إن بلاده ستتعاون مع شركائها لحماية النقل البحري، معتبرا أن إيران احتجزت «ستينا امبيرو» على نحو غير قانوني، كجزء جزء من محاولات عرقلة حرية الملاحة». من جهة أخرى، قال مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف، إن مسألة صنع إيران لأسلحة نووية غير ممكنة في الوقت الراهن على الإطلاق. من ناحية أخرى، تحدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العقوبات الأميركية، معتبرا أنه من المستحيل التوقف عن شراء النفط والغاز من ايران، ومؤكدا أن التجارة بين أنقرة وطهران ستستمر.

 

ترمب يدحض رواية روحاني... وأوروبا تلوّح بالانسحاب من الاتفاق النووي

الرئيس الإيراني قال إنه رفض عرض نظيره الأميركي بشأن رفع العقوبات لتسهيل اللقاء

مهرآباد في طهران أمس (أ.ب)/لندن - طهران/الشرق الأوسط/28 أيلول/2019

دحض الرئيس الأميركي، أمس رواية نظيره الرئيس الإيراني بشأن رفض إيران مقترحا يتضمن رفع العقوبات مقابل إجراء محادثات وقال دونالد ترمب إنه رفض طلب إيران رفع العقوبات. وبالتزامن أفادت وسائل إعلام بريطانية أن الدول الأوروبية الثلاث وجهت تحذيرا الأربعاء إلى إيران بالانسحاب من الاتفاق النووي في نوفمبر (تشرين الثاني) إذا ما نفذت إيران تهديدات باتخاذ خطوة جديدة لخفض التزاماتها النووية. وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن الولايات المتحدة «عرضت رفع جميع العقوبات المفروضة على طهران مقابل إجراء محادثات لكن طهران لم توافق على العرض بسبب الأجواء المسمومة الراهنة».

ولم يتأخر رد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي جاء في سياق تغريدة على شبكة «تويتر» قال فيها إن «إيران أرادت مني رفع العقوبات المفروضة عليهم من أجل الاجتماع، وقلت بالطبع لا!». يأتي ذلك بعدما فشلت وساطات على هامش أعمال الجمعية العامة في نيويورك الأسبوع الماضي، للجمع بين ترمب ونظيره الإيراني. وناشدت بريطانيا وفرنسا إيران الإقدام على خوض مفاوضات مع الولايات المتحدة لكن لم يبد أي من الطرفين استعدادا يذكر لمناقشة القضايا الخلافية بينهما. وقال روحاني، متحدثا لدى عودته من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إنه اجتمع هناك مع مسؤولين أميركيين بعد إلحاح من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا. وأضاف أن «العقوبات التي سترفع طُرحت للنقاش وقد قالوا (الولايات المتحدة) بوضوح إنهم سيرفعون جميع العقوبات». ومع ذلك قال إن طهران «مستعدة للمفاوضات لكن ليس في ظل الضغط والعقوبات». وأفادت رويترز نقلا عن روحاني قوله إن «هذه الخطوة لم تجر بطريقة مقبولة مما يعني أنه في ظل مناخ العقوبات واستمرار العقوبات والأجواء المسمومة لسياسة الضغوط القصوى فإننا حتى لو أردنا التفاوض مع الأميركيين في إطار 1+5 فإنه لا يمكن التكهن بالنتيجة النهائية لهذه المفاوضات». وأفادت صحيفة «الغارديان» البريطانية نقلا عن مصادر مطلعة أمس أن الاتحاد الأوروبي وجه تحذيرا إلى إيران من أنه سيضطر للانسحاب من الاتفاق النووي في نوفمبر إذا واصلت طهران اتخاذ خطوة جديدة بعد ثلاث خطوات اتخذتها منذ مايو (أيار) الماضي لخفض التزاماتها في الاتفاق النووي. وتهدد إيران بخفض مزيد من الالتزامات ما لم تحصل على تعويضات من الاتحاد الأوروبي للعقوبات الاقتصادية التي أعاد فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مايو 2018. وبحسب الغارديان، وجهت فرنسا وبريطانيا وألمانيا الأربعاء تحذيرا إلى الإيرانيين بأنها ستلجأ إلى آلية فض النزاع المنصوص عليها في الفقرة 36 من الاتفاق النووي ما لم تمتثل إيران لالتزاماتها ونفذت تهديداتها باتخاذ خطوات أخرى.

ولا يزال الشركاء الباقون ضمن الاتفاق وهم بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا. وقال الأوروبيون إنهم ملتزمون تطبيق الاتفاق لكنها الأسبوع الماضي طالبت طهران بمحادثات جديدة مع القوى العالمية بشأن برامجها النووية والصاروخية وقضايا الأمن الإقليمي.

الأربعاء، أبلغ وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب مجلس العموم البريطاني أن بلاده «لا تزال تأمل في أن تتمكن من العمل مع إيران لخفض التوتر في المنطقة، وحث طهران على العودة للالتزام بالاتفاق النووي». وقال للبرلمان «سجل إيران في احترام القواعد الأساسية للقانون الدولي مؤسف ويزداد سوءا».

الاثنين الماضي، أيدت الدول الثلاث الولايات المتحدة وألقت باللوم على إيران في الهجوم على منشأتي نفط بالسعودية يوم 14 سبتمبر (أيلول) وأصدرت بيانا مشتركا عقب اجتماع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على هامش لقاءات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وقالت ميركل الثلاثاء بأن المطلب الإيراني إنهاء العقوبات عليها كشرط مسبق لإجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة والغرب.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن روحاني أمس قوله إن «المستشارة الألمانية ورئيس الوزراء البريطاني ورئيس فرنسا كانوا هناك (في نيويورك). أصروا على أن يحصل هذا الاجتماع وأن أميركا أيضا تقول إنها سترفع العقوبات». وقال «القضية التالية كانت بشأن العقوبات التي سيتم رفعها... لقد أصروا على أننا سنرفع كل العقوبات». وقال إن بعض المسؤولين الأوروبيين عرضوا أن يطرحوا الأمر «خطياً... هذا (رفع العقوبات) سيحدث». وأضاف الرئيس الإيراني وفق التصريحات التي نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية «قلنا لقادة الدول الأوروبية إننا مستعدون للتفاوض في أجواء حرة وعادلة، وحينما كانوا يتساءلون متى نحن مستعدون للتفاوض مع مجموعة 5+1 أعلنا لهم أننا مستعدون لذلك بعد ساعة من الآن، إذ لو قمتم بتطهير هذه الأجواء المسمومة فإننا مستعدون لحضور الاجتماع بعد ساعة من الآن». واعتبر روحاني «امتثال» إيران لعمليات التفتيش المرتبطة ببرنامجها النووي «يثبت أنها لا تسعى لتطوير أسلحة ذرّية رغم أنها خفضت مستوى التزامها باتفاق 2015». وتابع «كان البعض يقول إن الخطوة الثالثة» التي اتّخذتها الجمهورية في إطار خفض مستوى امتثالها للاتفاق النووي والمتمثلة بـ«تشغيل أجهزة طرد مركزي متقدّمة تعني أنّها تتحرك باتّجاه (تطوير) سلاح نووي». وأضاف «شرحنا أن من يريد (تطوير) سلاح نووي (...) يقيّد عمليات التفتيش الشاملة. لم نحد من عمليات التفتيش».

 

“الحشد الشعبي” يشكل قوة “انفصالية” في العراق لخدمة إيران وعبد المهدي يريد "قصقصة" أجنحة طهران

بغداد – وكالات/28 أيلول/2019

كشفت مصادر سياسية عراقية أمس، عن تشكيل مجلس تنسيقي محدود يضم مجموعة من فصائل “الحشد الشعبي” الأكثر قرباً من طهران، في مؤشر على إمكانية أن تؤدي تلك الفصائل دوراً منفصلاً عن منظومة “الحشد” نفسها، خارج القرار الرسمي للدولة العراقية ككل، ولاسيما مع تزايد المخاوف من اندلاع صدام مسلح بين الولايات المتحدة وإيران.وقالت المصادر إن المجلس الجديد يضم ممثلين وقيادات في ميليشيات مثل “كتائب حزب الله” و”كتائب سيد الشهداء” و”الإمام علي” و”عصائب أهل الحق” و”حركة النجباء” و”سرايا الخراساني” و”حركة الأبدال” و”كتائب جند الإمام”، المرتبطة جميعها بـ”الحرس الثوري” الإيراني.  وأضافت إنه “لم يعلن عن المجلس بشكل رسمي، رغم عقده لقاءات عدة في بغداد أخيراً”. وأشارت إلى أن “المجلس يضم المجلس سبعة أسماء بارزة هم أبومهدي المهندس وقيس الخزعلي وأكرم الكعبي وأبوآلاء الولائي وأبوأكرم الماجدي وعلي الياسري وغيرهم”. من ناحية ثانية، كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أمس، أن الحكومة العراقية تحاول أن “تقصقص” أجنحة الميليشيات المتحالفة مع إيران التي تعمل في العراق، في الوقت الذي تسعى فيه طهران إلى أن يكثف وكلاؤها في الشرق الأوسط الضغط على المصالح الأميركية. وأوضحت أن جهود عبدالمهدي الجديدة في كف يد إيران في العراق، جاءت بعد الضربات التي شهدتها شركة “ارامكو” في السعودية، حيث اجتمع رئيس الوزراء العراقي مع رئيس “الحشد الشعبي” فالح الفياض، حيث طالبه بشكل حازم أن يحل مشكلة التفلت الأمني وإعادة “الحشد” إلى يد الدولة.في غضون ذلك، ردت وزارة الدفاع العراقية أول من أمس، على تصريحات السفير الإيراني في بغداد، والتي قال فيها إن بلاده ستضرب القوات الأميركية في العراق حال تعرضت للاعتداء. وأكد المتحدث باسم الوزارة اللواء تحسين الخفاجي، رفضه أن تصبح بلاده ساحة للصراع بين أي متصارعين، مضيفاً إن العراق يرفض التهديدات التي تطلقها إيران أو أميركا، ومشدداً على أن “الأراضي العراقية خط أحمر ولن نسمح باستخدامها ضد أحد”. من ناحيته، أكد رئيس “تيار الحكمة” عمار الحكيم أمس، أن تياره سيقف ضد أي محاولة تصعيد طائفي أو قومي في البلاد. من جهة أخرى، وافق رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، على فتح معبر القائم الحدودي مع سورية غداً الإثنين.

 

أميركا تشترط الإفراج عن سجين للسماح لظريف بزيارة مندوب إيران بالمستشفى

واشنطن/الشرق الأوسط/28 أيلول/2019

قالت وزارة الخارجية الأميركية والبعثة الإيرانية إلى الأمم المتحدة، أمس (الجمعة)، إن الولايات المتحدة رفضت طلباً من وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف لزيارة سفير بلاده لدى المنظمة الدولية في مستشفى بنيويورك حيث يُعالج من السرطان، بحسب وكالة «رويترز». وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية إنه سيتم قبول طلب ظريف إذا أفرجت إيران عن أحد الأميركيين الذين تحتجزهم. وكانت الولايات المتحدة قد فرضت في يوليو (تموز) قيوداً مشددة على سفر ظريف قبل زيارة للأمم المتحدة هذا الشهر، وكذلك على الدبلوماسيين الإيرانيين وأسرهم في نيويورك. ولا يُسمح لهم سوى بالتنقل في منطقة صغيرة في مانهاتن وحي كوينز ومن وإلى مطار جون كنيدي، وبخلاف ذلك يتعين عليهم الحصول على موافقة مسبقة من واشنطن. وقال علي رضا مير يوسفي المتحدث باسم البعثة الإيرانية إن سفير بلاده مجيد تخت روانجي يُعالَج من السرطان في مستشفى قريب بضاحية أبر إست سايد في مانهاتن. وظريف موجود في نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية: «تحتجز إيران ظلماً عدة مواطنين أميركيين منذ سنوات، ويعتصر الألم أسرهم وأصدقاءهم الذين لا يمكنهم زيارتهم بحرية». وأضاف: «أبلغنا البعثة الإيرانية بأنه سيتم منح إذن السفر إذا أفرجت إيران عن مواطن أميركي».

وثمة خلافات بين الولايات المتحدة وإيران بخصوص عدة قضايا، منها انسحاب واشنطن من اتفاق إيران النووي المبرم عام 2015، واتهامات أميركا لطهران بمهاجمة منشأتي نفط سعوديتين في 14 سبتمبر (أيلول)، واحتجاز إيران مواطنين أميركيين بناء على ما تعتبرها واشنطن تهماً زائفة.

 

«رويترز»: الناقلة «ستينا إمبيرو» ترسو في دبي وإيران أفرجت عنها بعد احتجازها 10 أسابيع

دبي/الشرق الأوسط/28 أيلول/2019

أفادت وكالة «رويترز» للأنباء بأن الناقلة «ستينا إمبيرو» التي ترفع علم بريطانيا واحتجزتها إيران لمدة عشرة أسابيع، رست في ميناء راشد بدبي اليوم (السبت). وغادرت الناقلة «ستينا إمبيرو» ميناء بندر عباس الإيراني أمس (الجمعة)، بعدما احتجزها «الحرس الثوري» منذ يوليو (تموز)، بزعم ارتكابها انتهاكات للقواعد البحرية غداة خطاب للمرشد الإيراني علي خامنئي يتوعد بالرد على احتجاز بريطانيا ناقلة إيرانية قبالة جبل طارق واتهامها بنقل نفط إلى سوريا انتهاكاً لعقوبات الاتحاد الأوروبي قبل أن يفرج عنها في أغسطس (آب). وكانت إيران قد أفرجت في وقت سابق عن سبعة من أفراد الطاقم البالغ عددهم 23. وقال متحدث باسم شركة «ستينا بالك» المالكة للناقلة إن أفراد الطاقم الذين لا يزالون على متن السفينة من الهند وروسيا والفلبين. وأضاف «بطبيعة الحال معنويات الطاقم مرتفعة. سيخضعون للفحص على أيدي إخصائيين في مجال الطب بمجرد الرسو لكن القبطان أبلغنا بأنهم جميعا بصحة جيدة». وتعهدت بريطانيا (الجمعة) بالتعاون مع شركائها لحماية النقل البحري والالتزام بالقوانين الدولية وذلك في أعقاب مغادرة الناقلة «ستينا إمبيرو» التي ترفع علم بريطانيا، المياه الإيرانية بعد أربعة أيام من إعلان طهران الإفراج عنها بعد أن ظلت محتجزة منذ يوليو (تموز) ضمن خلاف مع بريطانيا أجج التوترات في الخليج العربي. وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إن «إيران احتجزت ستينا إمبيرو على نحو غير قانوني»، مشدداً أنه «جزء من نمط محاولات عرقلة حرية الملاحة»، وأضاف: «نعمل مع شركائنا الدوليين لحماية النقل البحري والالتزام بسيادة القانون الدولي». وكانت الحكومة الإيرانية قد أعلنت (الاثنين) الماضي أنّها أفرجت عن ناقلة النفط «ستينا إمبيرو» وقال مسؤولون إيرانيون إن السفينة يمكنها المغادرة فور الانتهاء من الإجراءات. والأربعاء، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي بأنه تم منح الناقلة تصريحاً نهائياً بالمغادرة، بعد إجراءات تمت بالتنسيق بين وزارة الخارجية والقضاء الإيراني وسلطات الميناء والبحرية الإيرانية. وقالت «ستينا بالك» في وقت لاحق إن الشركة لا تتفاوض مع طهران وليس لديها علم بأي اتهامات رسمية موجهة للشركة أو لطاقم السفينة. وأجج احتجاز إيران للناقلة يوم 19 يوليو (تموز) التوتر في المنطقة بعد هجمات على سفن تجارية في مياه الخليج خلال شهري مايو (أيار) ويونيو (حزيران)، ألقت واشنطن مسؤوليتها على طهران التي تنفي ذلك.

 

ترمب يدعو رئيس لجنة الاستخبارات آدم شيف إلى الاستقالة والجمهوريون يبحثون استراتيجية الرد على جهود عزل الرئيس

واشنطن: إيلي يوسف/الشرق الأوسط/28 أيلول/2019

بات من الواضح أن ملف المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تحول إلى مادة سجال يومية بين ترمب ومعارضيه، وحل محل ملف التحقيق في التدخل الروسي الذي حقق فيه روبرت مولر لأكثر من عامين. وأمس الجمعة هاجم ترمب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب آدم شيف، وكذلك «الإعلام المزيف»، وطالبه بالاستقالة فورا من المجلس، متهما إياه بقراءة نص المكالمة الهاتفية مع زيلينسكي بشكل ساخر، في محاولة لقلب الحقائق والتأثير على الرأي العام، بحسب ترمب. وفي سلسلة من التغريدات اتهم ترمب شيف بالكذب وعن طريق الاحتيال بتلاوة نسخة من المكالمة، جعلت الأمر «يبدو فظيعا، والرئيس يبدو «مذنبا». وقال: «من المفترض أنه كان يقرأ النسخة الدقيقة من المكالمة، لكنه غير الكلمات بالكامل لجعلها تبدو مروعة وأنني مذنب». وأضاف ترمب في تغريدة أخرى: «لقد كان يائسا لكنه وقح. كذب آدم شيف على الكونغرس وحاول الاحتيال على الشعب الأميركي. لقد كان يفعل هذا لمدة عامين. أنا أدعوه إلى الاستقالة على الفور من الكونغرس بناء على هذا الاحتيال!» ورد شيف على ترمب بالقول عبر «تويتر» متهما إياه بالانخراط في مهزلة للحصول على أوساخ من بلد أجنبي للانتخابات ومحاولة التستر عليها. وقال شيف: «أنت محق في شيء واحد، كلماتك لا تحتاج إلى السخرية. كلماتك وأفعالك تسخر من نفسها»، مضيفا: «لكن الأهم هنا أن ذلك يعرض بلادنا للخطر». وفيما لا تزال هوية المخبر الذي قدم الشكوى بحق ترمب مجهولة، أكدت مصادر عدة أنه مخبر يعمل في وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه». وهاجم ترمب في لقاء خاص في نيويورك هذا المخبر مستخفا بما كشفه، ووصفه بأنه «أقرب إلى أن يكون جاسوسا» ويحتمل أنه مذنب وخائن. وتم تسريب تصريحات ترمب في تسجيل خلال لقاء خاص له مع موظفي البعثة الأميركية في الأمم المتحدة. وقال ترمب: «أريد أن أعرف من هو الشخص الذي أعطى المخبر تلك التسريبات». ودعا ترمب الجميع إلى الإبلاغ عن المخبرين وأولئك الذين ساعدوه، رغم أن القوانين الفيدرالية المصممة لحماية هويات هؤلاء الأشخاص ومنع الأعمال الانتقامية ضدهم تحظر ذلك.

وكان مسؤولون آخرون أكدوا أنهم لا يبحثون عن هوية المخبر. وقال جوزيف ماغواير القائم بأعمال مدير الاستخبارات الوطنية خلال جلسة الاستماع في مجلس النواب، إنه لا يعرف من الذي كتب الوثيقة، وهو لا يشكك في دوافعه، معربا عن ثقته أنه قام بالشيء الصحيح وأنه اتبع القانون في كل خطوة من الخطوات التي قام بها. وأدان المتحدث باسم البيت الأبيض هوغان غيدلي التسريبات القادمة من البيت الأبيض، ووصفها بأنها «خطيرة». وتساءل خلال مقابلة تلفزيونية على قناة فوكس نيوز عن دوافع أولئك الذين قدموا معلومات إلى المبلغين عن المخالفات.

وقال خلال رده على سؤال عن ملاحظات ترمب أمام موظفي البعثة الأميركية في الأمم المتحدة: «كان يتحدث عن الأشخاص الذين قدموا المعلومات بالفعل للمبلغين عن المخالفات». وأضاف أن تسريب مكالمات ترمب السابقة مع زعيمي أستراليا والمكسيك قد تم تسريبها إلى الصحافة، معتبرا أنها تسريبات خطيرة وأنه لا يعلم سبب حصولها. وأكد غيدلي على أن لا أحد في البيت الأبيض يشعر بالقلق إزاء الكشف في تقرير المبلغين عن المخالفات. ويسعى الجمهوريون إلى تحديد هوية المخبر السري، في محاولة منهم لتحديد ميوله السياسية وعما إذا كان بالإمكان إلقاء تبعات سياسية وقانونية عليه. وفي خضم معركتهم للدفاع عن ترمب، سربت وسائل إعلامية عن مسؤولين في إدارته، أن توترا يسود أروقة البيت الأبيض حول الاستراتيجية التي سيتم اعتمادها للرد على مساعي الديمقراطيين لتحويل المساءلة التي أطلقوها في مجلس النواب إلى عملية تقود إلى عزل للرئيس. في المقابل تداولت وسائل التواصل الاجتماعي تصريحات السيناتور الجمهوري السابق عن ولاية تكساس جيف فلاك ما قاله الخميس، بأن ما لا يقل عن 35 من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين سيصوتون بشكل خاص على عزل ترمب. وقال فليك الذي ينتقد الرئيس بشكل دائم في مهرجان في الولاية: «سمعت أحدهم يقول إذا كان هناك تصويت خاص سيكون هناك 30 صوتا جمهوريا. هذا ليس صحيحا سيكون هناك 35 على الأقل». ومن المعروف أن تصويت مجلس الشيوخ في أي محاكمة لعزل الرئيس سيكون علنيا.

وكانت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي قد أعلنت الثلاثاء عن إطلاق آلية تحقيق قد تؤدي إلى التصويت على عزل الرئيس ترمب في مجلس النواب، بعدما ضمن الديمقراطيون الأصوات الكافية للتصويت على عزل الرئيس، إذا تبين أن ما قام به ترمب يشكل انتهاكا للدستور عبر الاستعانة بدولة أجنبية ضد منافسه الرئيسي جوزف بايدن في الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2020، وخلال مقابلة تلفزيونية صباح الجمعة، قالت بيلوسي إنها تصلي من أجل ترمب، متهمة إياه بخيانة القسم الرئاسي وباستخدام أموال دافعي الضرائب من أجل التأثير على الرئيس الأوكراني، بحسب قولها. كما اتهمت بيلوسي وزير العدل ويليام بار «بالمرارة» في تعامله مع تداعيات مكالمة ترمب مع زيلينسكي. وقالت: «لقد ذهب بشكل مارق وبحسب ما يقوم به أعتقد أنه يريد التستر». وفي السياق قال مراقبون إن اعتماد ترمب على تكتيكاته السابقة عبر مهاجمة خصومه عندما يكون في موقف دفاعي، قد لا تعمل في هذا الملف، الذي تمكن فيه المخبر السري من إنجاز ما عجز عن تحقيقه مولر خلال سنتين بأسبوع واحد. ولطالما اتهم ترمب مولر وغيره من المحققين مرارا وتكرارا، في الملف الروسي بأنهم كانوا غير مخلصين، وأنهم متعاملون مع الديمقراطيين ويشاركونهم في «مطاردة الساحرات» لدوافع سياسية. لكن شكوى المخبر وسرية هويته المحمية بالقانون، تجعل ملفه مختلفا عن ملف التحقيق الروسي، وتجعل من الصعب على ترمب الاعتماد على تكتيك التهجم على الخصوم؛ خصوصاً أن ملف الشكوى الأصلي غير المنقح يعتبره الجميع دليلا قويا على الادعاء الأساسي، فضلا عن سرعة التحول الذي سببته هذه الشكوى في المشهد السياسي في واشنطن. وقال دوغلاس برينكلي، وهو مؤرخ رئاسي في جامعة رايس: «سوف يتم تذكره كباحث عن الحقيقة، عندما يتم الكشف عن هويته سيكون أحد هذه الأسماء في كتب التاريخ الذي ساهم في تحويله إلى الأبد».

 

السعودية تسعى لإعلان وقف جزئي لإطلاق النار في اليمن وتحذيرات من فشل اتفاق الحديدة

عواصم – وكالات/28 أيلول/2019

 أعلنت وكالة “بلومبيرغ” للأنباء أمس، أن المملكة العربية السعودية تتحرك صوب وقف جزئي لإطلاق النار في اليمن. ونقلت الوكالة عن مصادر لم تسمها قولها، إن “قرار السعودية يأتي في أعقاب خطوة مفاجئة قام بها الحوثيون بإعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد في اليمن الأسبوع الماضي”. وأضافت إن “الرياض وافقت على وقف محدود لإطلاق النارفي أربع مناطق، بما في ذلك صنعاء”، مشيرة إلى أنه “إذا بات وقف إطلاق النار المتبادل سارياً في هذه المناطق، فسينظر السعوديون لتوسيع الهدنة إلى أجزاء أخرى من اليمن”. في المقابل، وقال القيادي في جماعة “أنصار الله” محمد الحوثي، إنه لا صحة لأي تسريبات بشأن وقف إطلاق نار جزئي من قبل السعودية. في غضون ذلك، عبرت الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، إلى جانب ألمانيا والكويت والسويد، في بيان مشترك، أمس، عن إدانتها بأقوى العبارات لـ “تزايد حدة هجمات الحوثيين على المملكة العربية السعودية”. واعتبرت هذه الهجمات “تهديداً خطيراً للأمن القومي للمملكة، فضلاً عن تهديد أوسع للأمن الإقليمي، والتهديد بتقويض العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة”. من ناحية ثانية، حذرت وزارة الخارجية اليمنية، من التراخي والسماح للحوثيين بإفشال اتفاق الحديدة، الذي تم توقيعه برعاية الأمم المتحدة في السويد نهاية ديسمبر العام 2018، ولم يتم إحراز أي تقدم في تنفيذه. وأكد الحضرمي خلال لقائه مع المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، في نيويورك، أن قضية قوات الأمن والسلطة المحلية المعنية بحفظ الأمن في مدينة وموانئ الحديدة هي المدخل لإحراز تقدم في تنفيذ الاتفاق. ميدانياً، دمرت مقاتلات التحالف العربي أمس، تجمعات وأسلحة للحوثيين، في معقلهم الرئيس بمحافظة صعدة. وذكر الجيش اليمني في بيان، أن “الغارات استهدفت تجمعات للحوثيين متحصنة بكهوف، وعربات تحمل مقاتلين وأسلحة وذخائر تابعة لهم”، مضيفاً إن “الغارات الجوية أدت إلى تدميرها بالكامل”. وفي الحديدة، دفع الحوثيون أولم ن أمس، بتعزيزات عسكرية كبيرة صوب منطقة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا جنوب المحافظة، فيما فتح المتمردون نيران أسلحتهم صوب المواقع التي يتمركز فيها جنود القوات المشتركة. وفي حجة، استهدف التحالف بغارات جوية مواقع ومخازن أسلحة للمتمردين في مديريتي حرض وبكيل المير.

 

السيسي يؤكد صمود مصر في مواجهة سرطان الإرهاب

القضاء على 118 مسلحاً وسط وشمال سيناء… وإحالة 7 متهمين باغتيال رجال شرطة للمفتي

القاهرة، عواصم – وكالات/28 أيلول/2019

 أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن سرطان الإرهاب لازال يحاول خطف بلاده، “ولكننا صامدون”. وقال السيسي في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي”فايسبوك”، إننا “نحاربه (الإرهاب) بكل ما أوتينا من قوة وإيمان، وإنا لمنتصرون بإذن الله، ثم بفضل جيش مصر القوي الذي كان ولازال العقبة التي يتحطم عليها مطامع وأفكار أصحاب النفوس الخبيثة”. ووجه السيسي نداء للشعب المصري، قائلا: “شعب مصر العظيم، أود أن أؤكد أن معركتنا مع الإرهاب لم ولن تنتهي، بدون إرادة شعبية عازمة على القضاء عليه بشتى أنواعه، سواء كان إرهاب العقول أو الأنفس، ولذلك أود أن تكون غاية أمتنا هي القضاء على الإرهاب وإعلاء مصلحة الوطن”. وعبر “تويتر”، قال السيسي إن “الإرهاب الغاشم نال عددا من أبنائنا الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم الغالية فداء لهذا الوطن”، مضيفا بالقول “سلام على كل من روى بدمائه الزكية تراب هذا الوطن العظيم”.وكان السيسي أكد لدى عودته إلى القاهرة صباح أول من أمس من الولايات المتحدة، أن مصر بلد قوي بالمصريين والاعلام له دور قوي في توعية الشعب، موضحا أنه “ولا يمكن خداع المصريين ولا داعي للقلق”، وأضاف أن هناك محاولة لتزييف الحقائق وخلق صورة مغايرة للواقع. وأناب السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي محمد زكي أمس، لوضع إكليل من الزهور على قبر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، بمناسبة ذكرى رحيله. في غضون ذلك، احتفل عشرات الآلاف في منطقة المنصة بمحافظة القاهرة، لإعلان التأييد للسيسي، وأكد محللون عسكريون أن شعب مصر أرسل رسالة الى العالم، للتأكيد على دعمه لدولته وقيادته وجيشه. في المقابل، فضت قوات الأمن تظاهرتين معارضتين محدودتين، إحداهما في محافظة قنا، والأخرى في منطقة الوراق في محافظة الجيزة، طالب المشاركون فيهما برحيل السيسي، ورددوا الهتافات المنددة بالفساد. وبموازاة ذلك، قتل سبعة جنود ومدنيا واحدا في هجوم أعلن تنظيم “داعش” مسؤوليته عنه، وقع على كمين تفاحة في مدينة بئر العبد. وبينما قال مصدر أمني أن 15 مسلحا من منفذي الهجوم قتلوا بطائرات حربية مصرية، زعم “داعش” في بيان نُشر على وكالة أعماق التابعة له، أن 15 جنديا قتلوا في الهجوم. من جانبه، أعلن الجيش المصري القضاء على 118 إرهابيا، خلال عمليات نوعية نفذت بوسط وشمال سيناء، فضلا عن تدمير 33 مخبا وملجا تستخدمها العناصر الارهابية خلال الفترة الماضية. وذكر في بيان أنه تم تدمير 115 عربة، وتفجير 273 عبوة ناسفة، وتدمير 11 فتحة نفق و37 سيارة و42 دراجة نارية تستخدمها العناصر الارهابية، موضحا أنه “تم استشهاد واصابة ضابط وتسعة جنود اثناء العمليات”. وفي الإطار، أعلن الجيش الإسرائيلي أن قذيفة أطلقت من الأراضي المصرية سقطت على بلدة حدودية في إسرائيل، مرجحا على “تويتر” أن القذيفة أُطْلِقَتْ بشكل غير مقصود من شبه جزيرة سيناء، بينما رجحت تقارير إعلامية، أن قذيفة الهاون قد تكون ناجمة عن أعمال قتال بين مسلحين وقوات الأمن المصرية. قضائيا، أحالت محكمة جنايات القاهرة أوراق سبعة متهمين إلى مفتي البلاد لاستطلاع الرأي الشرعي في اعدامهم، في القضية المعروفة اعلاميا ب “خليتي حلوان والجيزة”.

 

تعرّف على هانتر بايدن... محور أزمة المكالمة بين ترمب وزيلينسكي

كييف/الشرق الأوسط/28 أيلول/2019

يشكل هانتر بايدن الابن الثاني لجو بايدن نائب الرئيس السابق، لب المشكلة بين واشنطن وكييف التي تفاقمت مع نشر مضمون محادثة هاتفية أجراها الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وطلب منه خلالها إجراء تحقيق يطال خصمه الديمقراطي المرجح، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. ويشتبه الرئيس الأميركي بتورط هانتر بايدن بقضايا فساد في أوكرانيا ويتهم نائب الرئيس السابق بأنه طلب إقالة نائب عام أوكراني لحمايته. ودرس هانتر بايدن (49 عاما) الحقوق وتخرج من جامعتي جورجتاون وييل العريقتين. عمل أولا في مكتب للمحاماة في نيويورك ثم شارك في تأسيس شركة للاستشارات الاستثمارية تحمل اسم «روزمونت سينيكا بارتنرز». في 2012، التحق بسلاح البحرية الأميركي بالاحتياط لكنه طرد في 2014 بعدما كشفت تحاليل أنه يتعاطى الكوكايين. وتتحدث الصحف الشعبية الأميركية باستمرار عن مشاكل إدمانه وحياته الشخصية المتقلبة. اعتبارا من أبريل (نيسان) 2014 وعندما كان والده نائبا للرئيس باراك أوباما، انضم هانتر بايدن إلى مجلس إدارة الشركة الأوكرانية «بوريسما». و«بوريسما» الشركة الخاصة الكبيرة المنتجة للغاز، مسجلة في قبرص التي كانت تعد من الملاذات الضريبية، وكان ذلك أمرا عاديا في مرحلة ما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.

وأعلنت الشركة الأوكرانية حينذاك أن هانتر بايدن سيمثلها لدى «المنظمات الدولية». وقد صرح هو شخصيا أنه يريد تقديم النصح للشركة بشأن «الشفافية» بينما كانت واحدة من مهام والده العلاقات مع أوكرانيا. لكن «بوريسما» بحد ذاتها هي شركة مثيرة للجدل. فقد تأسست في 2002 ويملكها رجل الأعمال ميكولا زلوتشيفسكي الذي أصبح في وقت لاحق نائبا في «حزب المناطق» القريب من روسيا. ومن 2010 إلى 2012 أصبح وزيرا للبيئة في عهد الرئيس فكتور يانوكوفيتش الموالي لروسيا. وقال مصدر غربي في كييف لوكالة الصحافة الفرنسية إن أوساط الأعمال دهشت عند تعيين هانتر بايدن في «بوريسما» نظرا للسمعة السيئة لهذه المجموعة التي انتعشت أعمالها فجأة مع تسلق زلوتشيفسكي سلم السياسة. وأضاف هذا المصدر: «أعتقد أن السبب الأول لضم هانتر بايدن إلى مجلس الإدارة هو تحسين سمعة بوريسما»، موضحا أن نشاطاته داخل المجموعة نفسها ليست موضع شبهة. وتابع أن أجرا يبلغ «خمسين ألف دولار شهريا هو الثمن الذي يجب دفعه لشراء سمعة جيدة». ففي فبراير (شباط) 2014. طرد الرئيس يانوكوفيتش من السلطة على أثر حركة الميدان الموالية لأوروبا وتغير الوضع في أوكرانيا. وبسبب تعزيز احترامها تمسكت المجموعة بشخصيتين معروفتين دوليا هما هانتر بايدن والرئيس البولندي الأسبق الكسندر كفاشنيفسكي. وردا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية، قال خبيران أوكرانيان في قطاع الطاقة إنهما لم يجدا أثرا لأي نشاط مشبوه أو غير مشبوه، لهانتر بايدن في أوكرانيا. وتقول بعض وسائل الإعلام إن وجوده في مجلس مراقبة «بوريسما» حتى 2019 يفترض أن يحمي المجموعة من ملاحقات قضائية. ومع وصول قادة موالين لأوروبا إلى السلطة بعد فرار يانوكوفيتش، بدأت التحقيقات بالفساد التي تستهدف السلطات السابقة. وخلال الشهر الذي وصل فيه هانتر بايدن إلى «بوريسما» جمدت لندن 23 مليون دولار من الحسابات البريطانية لزلوتشيفسكي وأطلقت تحقيقات بتهم فساد وغسل أموال في المملكة المتحدة وأوكرانيا. وفي أوكرانيا، قاد التحقيقات النائب العام فيكتور شوكين الذي طلب جو بايدن الذي كان يشجع أوكرانيا بقوة على إجراءات إصلاحات، إقالته بسبب النتيجة الضحلة لعمله ضد الفساد. لكن في نظر ترمب ومحاميه رودي جولياني، لا شك في أن جو بايدن طلب إقالة هذا القاضي لحماية ابنه، في فرضية تعتبر غير مرجحة بشكل واسع في أوكرانيا. فقد كان الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي وجهات أخرى تطالب بإقصاء هذا النائب العام المتهم بالتغطية على الفساد في بلده وتخريب محاولات الإصلاح ومكافحة الفساد.

 

السودان يدعو الولايات المتحدة لرفعه من قائمة الإرهاب

نيويورك – وكالات/28 أيلول/2019

 دعا رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك أمس، واشنطن لرفع السودان من قائمة الإرهاب. وقال حمدوك في كلمة له بالجمعية العمومية للأمم المتحدة، إن شعب السودان لم يكن داعماً أو راعياً للإرهاب ولكن نظامه كان كذلك. وأضاف ان “الثورة السودانية جاءت لتحرر الشعب السوداني من القمع ولتعيد له الكرامة”، معرباً عن شكره للدول التي ساهمت في جعل الثورة السودانية أمراً ممكناً”. وأكد أن السودان عازم على الالتزام بالقانون الدولي والمشاركة في ترسيخ المواثيق الدولية، مشيراً إلى أن السودان واع بالتحديات التي تنتظره وأن حكومته عازمة على بناء دولة القانون والتنمية والسلام. وطلب دعم المملكة العربية السعودية لرفع اسم بلاده من قائمة الإرهاب. من ناحية ثانية، أرجأت محكمة سودانية أمس، محاكمة الرئيس المعزول عمر البشير إلى السبت المقبل، بعد جلسة شهدت سماع إفادات عدد من شهود النفي.

 

من يستمع إلى مكالمات الرئيس الأميركي؟ بعد أزمة الاتصال الهاتفي بين ترمب والرئيس الأوكراني

واشنطن/الشرق الأوسط/28 أيلول/2019

أثارت المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وجرى تسريب تفاصيلها، التساؤلات حول من له الحق في أن يستمع إلى مكالمات الرئيس الأميركي داخل البيت الأبيض. ويواجه ترمب أزمة خطيرة بسبب مكالمة هاتفية أجراها خلال الصيف مع زيلينسكي، حيث أظهر نص المكالمة الذي نشره البيت الأبيض أن ترمب طلب بشكل متكرر من الرئيس الأوكراني المساعدة في تحقيق يتعلق بالمرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية جو بايدن، وابنه هانتر بايدن. وفتح مجلس النواب الأميركي الذي يسيطر عليه الديمقراطيون تحقيقاً بهدف عزل الرئيس «لإساءته استخدامه منصبه»، في وقت تشير فيه استطلاعات الرأي إلى أن نائب الرئيس السابق هو المرشح الديمقراطي الأوفر حظاً لمواجهة ترمب في انتخابات 2020، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وكانت المكالمة بين الرئيس الأميركي ونظيره الأوكراني قد أثارت جدلاً كبيراً خلال الأيام الماضية، وتفاقمت الأزمة بالنسبة لترمب بعدما نشر البيت الأبيض، الأربعاء، محضر المكالمة. وكشفت الوثيقة المنشورة من البيت الأبيض أن ترمب طلب فعلاً من نظيره الأوكراني أن يتواصل مع وزير العدل الأميركي ويليام بار، ومحاميه رودولف جولياني. وقال ترمب: «ثمة كثير مما يقال حول نجل بايدن... بايدن أوقف المحاكمة، والكثيرون يرغبون في كشف هذا الأمر». وصنفت المكالمة بين ترمب وزيلينسكي على أنها «مكالمة سرية»، وفي وقت لاحق أنها «سرية للغاية»، حسب ما ذكرته «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي)، وهذا التصنيف الأخير يعني أن الأشخاص الذين لديهم أعلى التصاريح الأمنية هم وحدهم الذين يمكنهم قراءة مضمون المكالمة.

ويعتقد أن المكالمة بين ترمب وزيلينسكي كانت في مكان سري، وذلك ليس لأسباب تتعلق بالأمن القومي، ولكن لـ«أغراض سياسية».

* من يستمع إلى المكالمات؟

تشير التقاليد داخل البيت الأبيض إلى أنه قبل إجراء أي مكالمة من قبل الرئيس الأميركي مع زعيم أجنبي، يتم الترتيب لجلسة إحاطة، يشارك فيها مسؤولون في مناصب مختلفة، وذلك من أجل إطلاع الرئيس على كل التفاصيل التي تخص موضوع المكالمة قبل إجرائها. و«عادة ما يحضر عضوان على الأقل من مجلس الأمن القومي خلال المكالمة»، بحسب موقع «يو إس إيه توداي» الأميركي. ويذكر الموقع أنه يوجد مسؤولون آخرون في غرفة آمنة بقطاع آخر في البيت الأبيض يستمعون إلى مكالمة الرئيس، ويدونون الملاحظات. وتُعرف ملاحظاتهم باسم «مذكرة المحادثة الهاتفية»، أو اختصاراً «memcon». وتجرى المكالمات الهاتفية عادة في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، لكن في بعض الأحيان يمكن للرئيس أن يجري مكالمات هاتفية من داخل سيارة الرئيس الأميركي الآمنة، المعروفة باسم «الوحش»، وأحياناً تجرى مكالمات من على الطائرة الرئاسية «إير فورس وان». وفي كل الحالات، يكون مستشار الأمن القومي حاضراً خلال المكالمة الهاتفية للرئيس الأميركي. ويتم تحويل مكالمات الرئيس الأميركي مع القادة الأجانب بواسطة أجهزة الكومبيوتر لاحقاً إلى «نسخة مكتوبة»، كما يوضح مسؤولون سابقون في البيت الأبيض، ثم تتم مقارنة الملاحظات التي كتبها المسؤولون من الأمن القومي الذين استمعوا للمكالمة مع النسخة المكتوبة لها، ثم يتم دمج الملاحظات من المسؤولين مع النسخ المكتوبة في نسخة واحدة. وفي حالة المكالمة الهاتفية مع زيلينسكي، تقول شكوى المبلِّغ بها إن 10 أشخاص كانوا يستمعون لهذا الاتصال. ومنذ وصوله إلى منصبه، يستعين ترمب بمسؤولين من مناصب مختلفة، وبخبرات متفاوتة، لإحاطته بآخر المستجدات، وحتى قبل فترة قصيرة من إجراء المكالمة، وفقاً لما ذكره مسؤول سابق في مجلس الأمن القومي لموقع «يو إس إيه توداي». ويشمل النص المكتوب للمكالمات معلومات مثل السيرة الذاتية للزعيم الذي يهاتفه الرئيس الأميركي، ونقاط الحوار التي يتم الحديث حولها.

* كيف يتم تصنيف المكالمة؟

بعد المكالمة، يقرر المسؤولون الذين يعملون في مكتب السكرتير التنفيذي لمجلس الأمن القومي مستوى تصنيف النسخة المكتوبة من المكالمة. ففي حالة كان النص يحتوي معلومات يمكن أن تعرض الأمن القومي أو حياة الأفراد للخطر، يتم تصنيف النسخة المكتوبة للمكالمة على أنها «سرية للغاية»، ليجري بعد ذلك حفظها في مكان آمن. ويعني تصنيف وثيقة المكالمة بـ«سرية للغاية» أن الأفراد الذين يتمتعون بأعلى مستوى من التصريح الأمني فقط هم من يحق لهم الاطلاع على وثيقة نص المكالمة، ومنهم وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه). وفي كثير من الأحيان، يتم تخزين النصوص الخاصة بالمكالمات في أماكن سرية، لكنها غير محمية بمستوى غير مسبوق من الأمان، حسب «بي بي سي». ويعني التصنيف «وثيقة سرية» - أي ليست سرية للغاية - أنه يمكن للمسؤولين مناقشة محتوياتها بشكل أكثر سهولة مع أفراد آخرين يعملون في الحكومة.

وفي سياق متصل، يشير تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية إلى أن القانون الأميركي يحمي العاملين في الاستخبارات الذين يبلغون عن عمل يعد غير قانوني في الإدارات الحكومية، لكن الطريق ضيق جداً أمامهم، والتدابير صارمة إزاء هؤلاء المخبرين، وذلك بعد أن أرسل أحد العاملين في الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) بلاغاً متعلقاً بالمكالمة الهاتفية بين ترمب وزيلينسكي في 25 يوليو (تموز) الماضي. واتبع هذا المخبر الإجراءات الضرورية، مبلغاً المفتشية العامة لأجهزة الاستخبارات بـ«مشكلة طارئة». وحسب قوله، فإن ترمب استغل منصبه لـ«طلب تدخل بلد أجنبي بانتخابات عام 2020 في الولايات المتحدة».

وبموجب القانون، يمكن للمخبر أن يحيل الملف مباشرة إلى لجنتي الاستخبارات في الكونغرس، لكن عليه إبلاغ المفتش العام، و«طلب استشارة» مدير الاستخبارات الوطنية، بهدف أن «يتواصل بشكل آمن» مع اللجنتين. لكن في هذه الحالة، قرر المفتش العام مايكل أتكينسون إبلاغ الكونغرس مباشرة عما أبلغه به هذا المخبر، دون أن يكشف عن فحواه. وهذا سيناريو غير مسبوق، بالنظر لأن القانون لا يشير إلى ماهية الإجراء الذي يتبع، في حال أغلق مدير الاستخبارات الوطنية الملف.

 

أفغاني قطعت «طالبان» إصبعه لتصويته في الانتخابات فتحداها مجدداً

كابل/الشرق الأوسط/28 أيلول/2019

قطعت حركة «طالبان» الإصبع السبابة لناخب أفغاني يدعى صفي الله صفي لأنه أدلى بصوته عام 2014 إلا أن هذا لم يمنعه من التصويت مرة أخرى اليوم (السبت).

وأثار تصرف صفي، وهو رجل أعمال يبلغ من العمر 38 عاما، في انتخابات الرئاسة التي تجرى اليوم حالة من الإعجاب بعد نشر صورة له على «تويتر» تبين إصبعه المفقودة وإصبع السبابة في يده اليسرى وعليها آثار الحبر الفوسفوري ما يشير إلى أنه أدلى بصوته. وتحدى الناخبون الأفغان خطر هجمات المتشددين والتأخير في بعض اللجان للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التي تعد اختبارا مهما لقدرة الحكومة الأفغانية المدعومة من الغرب على حماية الديمقراطية. وأطاحت قوات تقودها الولايات المتحدة بنظام «طالبان» عام 2001 لكن الحركة باتت الآن في أوج قوتها منذ هزيمتها، فهي تستخدم العنف لعرقلة انتخابات الديمقراطية الناشئة وتوقع عقابا شنيعا، يكون مميتا في كثير من الأحيان، على من يشاركون في الانتخابات. وخلال انتخابات الرئاسة التي أجريت عام 2014 قطع مقاتلو «طالبان» أصابع ستة على الأقل من الناخبين. ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن صفي قوله عبر الهاتف «أعلم أنها كانت تجربة مؤلمة ولكنها كانت مجرد إصبع. عندما يتعلق الأمر بمستقبل أبنائي وبلدي فلن أتقاعس حتى لو قطعوا يدي كلها». وحكى صفي كيف أدلى بصوته في انتخابات 2014 قائلاً إنه في اليوم التالي من الاقتراع سافر من العاصمة كابل حيث يعيش إلى مدينة خوست في شرق البلاد وكانت على إصبعه آثار الحبر الفوسفوري. وقال: «أخرجني (مسلحو) طالبان من السيارة وأخذوني بعيدا عن الطريق حيث أقاموا محكمة». وتابع: «قطعوا إصبعي وسألوني عن سبب مشاركتي في الانتخابات رغم تحذيرهم... طلبت مني عائلتي ألا أشارك هذه المرة لكنني أخذتهم جميعا (إلى مراكز الاقتراع) للإدلاء بأصواتنا». وعلى مواقع التواصل الاجتماعي استقبل الأفغان هذا التحدي بحرارة، حيث يخشى كثيرون منهم عودة البلاد إلى حكم «طالبان» ووأد الديمقراطية والحريات التي اكتسبوها بشق الأنفس. وتسيطر «طالبان» حاليا على مساحة من أفغانستان أكبر مما سيطرت عليه في أي وقت منذ عام 2001، وبالنسبة للتصويت في المناطق الخاضعة لسيطرة الحركة، فإن العملية محفوفة بالمخاطر الشديدة والإقبال على التصويت منخفض للغاية. وأغلقت «طالبان» الكثير من مراكز الاقتراع في استعراض لسلطتها.

 

بريطانيا: جونسون يواجه فضيحة جديدة بسبب عارضة أزياء أميركية سابقة

لندن/الشرق الأوسط/28 أيلول/2019

يواجه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون احتمال فتح تحقيق جزائي ضده في قضية تضارب مصالح عندما كان رئيسا لبلدية لندن (من 2008 إلى 2016) بسبب علاقة مع سيدة أعمال استفادت من تمويل حكومي.ونشرت صحيفة «صنداي تايمز» أن عارضة الأزياء الأميركية السابقة جنيفر أركوري حصلت على تمويل حكومي بقيمة 126 ألف جنيه استرليني (141 ألف يورو) واستفادت من امتيازات مخصصة لمهمات رسمية بفضل علاقتها مع جونسون الذي تلقى منذ توليه رئاسة الحكومة في نهاية يوليو (يوليو) ضربات عديدة من البرلمان والقضاء في مواجهة رغبته في مغادرة الاتحاد الأوروبي بأي ثمن. وبعد كشف هذه القضية، أعلنت بلدية لندن الكبرى في بيان أنها طلبت من «المكتب المستقل للشرطة المسلكية»، الهيئة المختصة بهذه القضايا، أن يجري تقييما حول ما إذا كان يمكن فتح تحقيق جزائي بحق جونسون. وجاء في البيان أن اركوري استفادت على ما يبدو من علاقاتها مع جونسون التي مكنتها من المشاركة في بعثات تجارية والحصول على عقود رعاية لم تكن لتستطيع هي او شركاتها، كسبها بطريقة أخرى. ومن هذه العقود اتفاق رعاية أبرم في 2013 بقيمة عشرة آلاف جنيه استرليني وآخر بقيمة 1500 جنيه في 2014 لشركتها «إينوتيك». كما تمكنت من المشاركة في نشاطات في سنغافورة وماليزيا ونيويورك. وذكرت «صنداي تايمز» أن اركوري حصلت أيضاً على 15 ألف جنيه من الأموال الحكومية في 2014 في إطار برنامج مخصص لتشجيع أصحاب الأعمال الأجانب على إنشاء شركات في المملكة المتحدة. وأضافت أنها نجحت في الحصول هذه السنة على مئة ألف جنيه استرليني من الأموال المخصصة لشركات بريطانية، مع أنها انتقلت إلى الولايات المتحدة لتستقر هناك. لكن هذا المبلغ جُمّد بقرار من الحكومة الصيف الماضي.

ونفى جونسون وأركوري أن يكونا قد ارتكبا أي مخالفة.

 

الهند تشدد القيود في كشمير بعد خطاب عمران خان

نيودلهي/الشرق الأوسط/28 أيلول/2019

شددت السلطات في الجزء الخاضع للهند من إقليم كشمير القيود على الحركة، اليوم (السبت)، لمنع أي احتجاجات محتملة بعد خطاب ألقاه رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان. وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس، حذر خان من «حمام دم» بمجرد أن ترفع الهند القيود التي فرضتها في كشمير منذ أن ألغت الشهر الماضي الحكم الذاتي الذي حظيت به المنطقة لعقود، واعتقلت الآلاف. وبعد وقت قصير من الكلمة، ترك المئات من سكان كشمير منازلهم ورددوا الهتافات دعماً لخان في وقت متأخر ليل الجمعة، داعين إلى استقلال كشمير. وقال مسؤولون وشاهدان إن سيارات «فان» تابعة للشرطة، ومزودة بمكبرات للصوت، أذاعت، يوم السبت، نبأ القيود على الحركة في بعض أجزاء كشمير، كما انتشرت قوات إضافية لمنع خروج أي احتجاجات، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء. ومنعت القوات الوصول إلى مركز الأعمال الرئيسي في سريناجار باستخدام الأسلاك الشائكة. وقال مسؤول بالشرطة: «كان هذا لازماً بسبب خروج احتجاجات في أنحاء مختلفة من مدينة سريناجار الليلة الماضية بعد وقت قصير من كلمة عمران خان». وتمثل كشمير ذات الأغلبية المسلمة نقطة للتوتر والخلاف بين الهند وباكستان المسلحتين نووياً، اللتين خاضتا حربين من حروبهما الثلاث بسبب الإقليم. وتحكم كل منهما جزءاً من كشمير وتطالب بالسيادة عليه بالكامل.

 

إردوغان يتعهد بمواصلة شراء النفط والغاز من إيران ولا يخشى العقوبات الأميركية بعدما رفض تحميلها مسؤولية هجوم «أرامكو»

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/28 أيلول/2019

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إنه من المستحيل بالنسبة لتركيا التوقُّف عن شراء النفط والغاز الطبيعي من إيران، رغم العقوبات الأميركية، مشدداً على أن التجارة معها ستستمر، وأن بلاده لا تخشى العقوبات الأميركية. وكانت الولايات المتحدة وقّعت عقوبات مشددة على إيران بعد انسحابها من الاتفاق النووي الموقَّع عام 2015، وتوعدت بخفض مبيعات طهران من الطاقة إلى الصفر. وأكد إردوغان أن بلاده لا ترغب في وقف تعاونها مع إيران، وأنها لا تخشى العقوبات الأميركية المحتملة بسبب التجارة معها. وتعكس تصريحات إردوغان، التي أدلى بها لمجموعة من الصحافيين رافقوه في رحلة العودة من نيويورك عقب مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ونقلتها وسائل الإعلام التركية أمس (الجمعة)، تحولاً في موقف أنقرة التي كانت أغلقت، في مايو (أيار) الماضي، موانئها أمام النفط المقبل من إيران امتثالاً للعقوبات الأميركية. وقال إردوغان: «من المستحيل بالنسبة لنا إلغاء العلاقات مع إيران، فيما يتعلق بالنفط والغاز الطبيعي. سنواصل شراء الغاز الطبيعي من هناك». رغم هذا التعهُّد، أقر إردوغان بأن تركيا واجهت صعوبة في شراء النفط، لأن القطاع الخاص «انسحب بسبب تهديدات الولايات المتحدة»، وفقاً لما أوردته قناة «إن تي في» التركية.

وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أعلن، العام الماضي، انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي متعدد الأطراف المبرم مع إيران، وأعاد فرض عقوبات على قطاع النفط الإيراني. وشدد في أكثر من مناسبة على أن الدول التي ستواصل شراء النفط والغاز الإيرانيين ستتعرض لعقوبات أميركية.

وأكد مسؤولون أميركيون أن الولايات المتحدة تهدف إلى إيصال صادرات إيران النفطية إلى نقطة الصفر، وسيلةً للضغط على طهران كي توقف برامجها النووية والصاروخية، وتتخلى عن زعزعة الاستقرار في دول المنطقة. وأعلنت تركيا في 22 مايو (أيار) الماضي أنها أغلقت موانئها أمام النفط الإيراني امتثالاً للعقوبات الأميركية ضد المستوردين الرئيسيين من طهران، رغم انتقادها لخطوة الولايات المتحدة بإنهاء الإعفاءات وفرض عقوبات، وصفتها بـ«الأحادية» و«غير المقبولة»، على إيران. وكان ترمب قرر، في 22 أبريل (نيسان) الماضي، عدم تجديد قرار إعفاء 8 دول من العقوبات ضد تصدير النفط الإيراني، من بينها تركيا. وأظهرت بيانات تتبع سير ناقلات النفط عدم رسو أي ناقلة نفط إيرانية في الموانئ التركية منذ مطلع مايو (أيار) الماضي، وكشفت إحصاءات رسمية لهيئة تنظيم سوق الطاقة التركية عن أن تركيا استوردت خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام ما معدله 209 آلاف طن من النفط الإيراني، وهو ما يشكل 12 في المائة فقط من إجمالي وارداتها. وأكد وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، فاتح دوناز، أن بلاده ستواصل شراء الغاز الطبيعي من إيران تماشياً مع اتفاق توريد طويل الأمد. وفي مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» الأميركية، بُثّت أول من أمس، أظهر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان دعماً لإيران، داعياً إلى الاحتياط من اتهامها بالوقوف وراء الهجمات الأخيرة التي استهدفت منشأتين للنفط في السعودية، قائلاً: «يجب ألا نحمّل إيران عبء مسؤولية هجوم (أرامكو). لا أعتقد أن إلقاء اللوم على إيران أمر صائب». واعتبر أن «تحميل إيران كل المسؤولية (عن الهجوم) أمر غير صحيح، لأن الأدلة لا توثق ذلك بالضبط». وجاءت تصريحات إردوغان بعدما أعلنت كل من السعودية، والولايات المتحدة، وألمانيا، وفرنسا، وبريطانيا، أن إيران هي التي تقف وراء هجوم «أرامكو».

 

30 من زعماء العالم يحضرون مراسم تأبين جاك شيراك

باريس/الشرق الأوسط/28 أيلول/2019

أعلنت الرئاسة الفرنسية اليوم (السبت) أن حوالى ثلاثين رئيس دولة وحكومة أجنبية بينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعلنوا حضورهم الاثنين مراسم تأبين الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك. وقال الاليزيه إن بين الرؤساء الذين أعلنوا حضورهم الإيطالي سيرجيو ماتاريلا والكونغولي دينيس ساسو نغيسو ورئيسي الوزراء اللبناني سعد الحريري والمجري فيكتور أوربان. وكان الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ورئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال قد أعلنوا نيتهم حضور التأبين. وستجرى هذه المراسم للرئيس الأسبق الذي توفي الخميس عن 86 عاما في كنيسة سان سولبيس عند الساعة 12,00 (10,00 ت غ) من يوم الإثنين.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هذه هي "مروحة الخيارات" امام حزب الله لمواجهة الضغوطات الاميركية"

علي ضاحي/الديار/السبت 28 أيلول 2019

تؤكد اوساط قيادية في تحالف المقاومة، ان حزب الله وجد منذ ما يقارب العام حلولاً جذرية وفعالة لمواجهة الضغوطات المالية والاقتصادية والسياسية والاعلامية التي تواجه "جيشاً" كاملاً من الموظفين والمجاهدين والاستشاريين ومن المتطوعين في قطاعات اجتماعية وثقافية وتربوية ودينية وسياسية وحتى إعلامية وإسلامية. ورغم ان حزب الله لا يحبذ الدخول في لعبة الارقام والاعداد لجهة المنتسبين وطبيعة الادوار التي يقومون بها مع "جيش" مواز من المتطوعين من الاناث والذكور وفي القطاعات المذكورة آنفاً، تؤكد الاوساط ان الاعداد تتراوح بين الـ100 الف و150 الفاً وعليه فإن الالتزامات المادية التي تتوجب على حزب الله شهرياً هي مبالغ هائلة وكبيرة جداً. وفي إحدى إطلالاته منذ فترة كان الامين العام لحزب لله السيد حسن نصرالله صريحاً وشفافاً مع جمهور المقاومة ومع ابناء المقاومة انفسهم من نساء وعائلات الشهداء والمجاهدين وكل المخلصين في درب المقاومة، واكد وجود ازمة مالية طبيعية في ظل هذا الكم الهائل من الضغوطات والحصار ولكنها ليست بالدرجة الكارثية التي "تعطب" الحزب او تمنعه من القيام بواجباته ومهامه الجهادية والسياسية الداخلية والخارجية ولا تجعل عين المقاومة ساهية عن واجباتها وعن الواجب الذي ترفع لواءه، اي الدفاع عن لبنان وخط إمدادات المقاومة وحماية ظهرها. وتقول الاوساط ان سياسة التقشف او الصرف المدروس والمقونن في مالية حزب الله بدأ بالتخلي عن بعض الكماليات او المهام الغير ضرورية بالاضافة الى تخفيض النفقات اليومية والشهرية والتي لا تتسم بالضرورة كالمصارفات الجانبية التي يمكن الاستغناء عنها. وبقي هناك ما يسمى بميزانية الطوارىء في كل قطاع ومؤسسة وهي جاهزة وحاضرة ولا تمس الا عند الضرورة. وفي حل جذري لمواجهة تخفيض النفقات ومحاولة لابقاء الموظفين في حزب الله في حالة اكتفاء مادي، تنقل الاوساط عن بيئة المقاومة ان هناك حالة من الاكتفاء الذاتي بدأت تظهر عبر الاعمال الصغيرة والمشاريع الخاصة التي بدأت تنتشر في القرى والمدن وهي تعزز النسيج الاجتماعي بين الاهالي وتغطي الحاجات الحياتية اليومية لكل بيئة وجمهور وعناصر المقاومة بالاضافة الى العمل اليومي وقطاع الخدمات. وتكشف الاوساط ان خلال عام تقريباً بدأت البيئة الحاضنة للمقاومة تتجاوز الازمة والحصار وتغلبت عليها بالاصرار على تحدي كل انواع العقوبات والضغوط المالية بالاضافة الى ضخ مالي كبير قدمته مؤسسات القرض الحسن المصرفية والتي ضخت مبالغ صغيرة لمئات العائلات مقابل رهن ذهب واستفادت منه لمشاريع صغيرة او لتطوير حياة يومية او لمواجهة الاستحقاقات المدرسية وغيرها.

وتقول الاوساط ان لا مشكلة مالية في حزب الله بالمعنى الدقيق للكلمة او كما يروج خصوم المقاومة والاميركيون وخصوصاً لجهة القول ان حزب الله "يختنق". وتضيف: الامور صعبة لكنها غير مستحيلة، والمقاومة تمول نفسها ذاتياً ومن بيئتها ومن تبرعات محبيها وداعميها، ولكن الهم الاساسي والسؤال الاهم الذي يحضر عند كل لقاء بين الحلفاء اي بين حزب الله وحلفاء المقاومة من احزاب التحالف الواسع في 8 آذار هو كيف سيحمي حزب الله بيئته الحاضنة وكيف سيحمي حلفاءه. وما هي خيارات حزب الله لمواجهة العقوبات الاميركية؟ وكيف سيواجه حزب الله هذه الاجراءات الظالمة الاميركية والمتدحرجة لتطال كل صغير وكبير في الطائفة الشيعية راهناً ولاحقاً كل حلفاء والمقاومة والمؤسسات المالية والاقتصادية والاجتماعية والصحية وحتى الجمعيات؟ وهل ستكون عبر المؤسسات الحكومية ومجلس النواب رغم التقاعس الحاصل في السلطات الدستورية وخصوصاً الحكومة؟ وهل ستكون في الشارع؟ وكيف سيكون شكل التحرك في الشارع؟ على شكل اعتصامات او تظاهرات او مسيرات او لقاءات داعمة للمقاومة ورافضة للعقوبات؟ وهل سيكون بتحرك حقوقي وقانوني تجاه الجهات الدولية؟ واخيراً هل ستكون مروحة حزب الله للمواجهة كل هذه الخيارات جميعاً؟

وتقول الاوساط ان القرار بالمواجهة اتخذ وهناك توجه للقيام بخطوة قريبة او مجموعة خطوات بالتشاور مع الحلفاء ولتحديد الخيارات الناجعة التي ستعتمد مع الاخذ بالحسبان فعالية كل خطوة او تحرك وفاعليته على الارض ونجاعته".

 

نزار زكا اللبناني المفرج عنه من سجون إيران: تسليمي لحزب الله كان مجرد تمثيلية!

هبة القدسي/الشرق الاوسط/السبت 28 أيلول 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78896/%d9%86%d8%b2%d8%a7%d8%b1-%d8%b2%d9%83%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%81%d8%b1%d8%ac-%d8%b9%d9%86%d9%87-%d9%85%d9%86-%d8%b3%d8%ac%d9%88%d9%86-%d8%a5%d9%8a/

نفى نزار زكا اللبناني المفرج عنه من سجون إيران تدخل حزب الله في الإفراج عنه مشيرا إلى أن إيران عمدت إلى تسليمه لحزب الله والرئيس اللبناني ميشال عون بغرض «حفظ ماء الوجه» لكي لا يبدو النظام الإيراني وقد خضع لمطالب الجانب الأميركي في الإفراج عنه.

وأكد زكا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن عملية الإفراج عنه تمت بصفقة أميركية وأن كلا من لبنان وحزب الله كانا مجرد واجهة وتمثيلية. ولمح أن الجانب الأميركي مع مجيء روبرت أوبراين لمنصب مستشار الأمن القومي الأميركي يقترب من إبرام صفقة جديدة للإفراج عن معتقل أميركي آخر في السجون الإيرانية رجح أنه سيكون زيو وينغ، العالم الأميركي في جامعة برينستون الذي كان يدرس اللغة الفارسية في إيران وتم اعتقاله في أغسطس (آب) 2016 واتهامه بالتجسس والحكم عليه بالسجن لعشر سنوات.

ورجح زكا هذا الإفراج القريب خاصة بعد أن قامت إدارة الرئيس ترمب بإخلاء سبيل نيجار غودسكاني الإيرانية الموقوفة في أستراليا وعادت إلى إيران.

وكانت غودسكاني قد أقرت بالذنب بتهمة التآمر لتصدير تكنولوجيا محظورة وتصديرها بطرق غير شرعية من شركات في مينسوتا وماساشوستس إلى إيران وتم توجيه الاتهام لها في عام 2015 واعتقلت في أستراليا عام 2017 وحكم عليها يوم الثلاثاء الماضي بالسجن لمدة 27 شهرا.

وقد رفض وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يوم الخميس مناقشة ملف تبادل المعتقلين بعد الأخبار عن ترحيل غودسكاني إلى إيران واحتمالات أن تفرج طهران عن معتقل أميركي آخر.

وشهدت أروقة الأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع الكثير من الخلاف والاتهامات المتبادلة بين واشنطن وطهران بعد تأكيدات واشنطن والسعودية والدول الأوروبية ضلوع إيران في الهجمات على أرامكو السعودية في 14 سبتمبر (أيلول) الجاري فيما نفت طهران. إلا أن ملف تبادل السجناء كان حاضرا خلف الكواليس.

وشارك نزار زكا الذي أفرجت عنه إيران في يونيو (حزيران) الماضي في «مؤتمر متحدون ضد إيران» وفي اجتماع استمر لساعة ونصف مساء الأربعاء مع روبرت أوبراين مستشار الأمن القومي الجديد وبراين هوك المبعوث الأميركي لشؤون إيران وعدد من المسؤولين لبحث كيفية المضي قدما في ملف تبادل السجناء وفرض مزيد من الضغوط على إيران.

وقال زكا إنه سافر إلى إيران بعد دعوة من نائبة الرئيس الإيراني للمشاركة كمتحدث في مؤتمر في إيران عن تكنولوجيا المعلومات، لكن اعتقل وهو في طريقه إلى المطار عقب انتهاء المؤتمر. وأوضح «كانوا يريدون من القبض علي توصيل رسالة للأميركيين أن هناك فارقا بين توقيع الاتفاق النووي وانفتاح إيران على العالم».

واتهم زكا «الحرس الثوري» الإيراني بممارسة التعذيب الجسدي والنفسي على مدى عام ونصف، مشيرا إلى أنه قابل مهدي هاشمي، نجل الرئيس السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني المعتقل في أفين ونائب أحمدي نجاد وعددا من المعتقلين العراقيين والعالم الأميركي الصيني في جامعة يرنستون زيو وينغ، في زنزانة صغيرة تابعة لـ«الحرس» تضم حوالي 24 شخصا. وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد لمح أول من أمس إلى إطلاق سراح زكا بموجب صفقة مع الإدارة الأميركية وذلك على خلاف رواية تتبناها إيران وحزب الله اللبناني.

وقال زكا في هذا الصدد، «كانت تمثيلية من الجانب الإيراني لحفظ ماء الوجه، فالمفاوضات تمت من قبل الأميركان وكان إطلاق سراحي بجهود أميركية حيث كان هناك خمسة معتقلين أميركيين في السجون الإيرانية. وأطلقت إيران سراحي تحت الضغط الأميركي وقامت بإخراج قصة وتمثيلية أن الإفراج تم بوساطة وجهود حسن نصر الله لأني لبناني حتى لا تظهر للرأي العام أنها خضعت للضغط الأميركي».

والتقى زكا وعدد من المعتقلين السابقين في إيران وذوي المعتقلين الحاليين مع مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين والذي كان مسؤولا عن ملف المعتقلين ومع السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت والمبعوث الأميركي الخاص بإيران، برايان هوك لبحث أوضاع المعتقلين والتعرف على ظروف اعتقالهم في السجون وسبل الضغط على إيران للإفراج عنهم. وقال زكا إنه أوصى باتخاذ موقف موحد من الولايات المتحدة والدول الأوروبية مجتمعة للضغط على إيران واتخاذ إجراءات عقابية للإفراج عن المعتقلين، مشيرا إلى تلاعب إيراني فيما يخص مصير المعتقلين من جنسيات مزدوجة وقال إنها «تريد التفاوض مع كل دولة على حدة». خاصة أن إيران تمارس لعبة في إطلاق سراح معتقلين ثم القبض على أجانب آخرين.

ويوجد حاليا ما بين 12 إلى 14 معتقلا أجنبيا في سجون إيران من النمسا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة. وأشار زكا إلى أن الإدارة الحالية ترفض الإفراج عن معتقلين إيرانيين مقابل إعطاء أموال لإيران على غرار إدارة أوباما مضيفا أن ملف الرهائن ليس ملفا معقدا كبقية الملفات المتعلقة بالبرنامج النووي والصاروخي وغيرها ويمكن للإدارة الأميركية «تحقيق انتصار سهل وسريع فيه خاصة». واعتبر زكا أن «ما تقوم به الإدارة الأميركية من تشديد العقوبات هو أفضل السبل للضغط على إيران لأن النظام الإيراني ماهر في التهرب والالتفاف على العقوبات». وتابع أن الإدارة الأميركية «تصرفت بحكمة في الرد على الهجمات على أرامكو وتعاونت مع السعودية والدول الأوروبية للظهور بموقف موحد من إدانة إيران». وعن استراتيجية أقصى الضغط التي تتابعها الإدارة الأميركية للتوصل إلى اتفاق جديد مع إيران قال زكا «إيران في وضع لا تحسد عليه، ولبنان أيضا في وضع اقتصادي صعب وحزب الله يعاني شح الموارد المالية». وتابع أن «الوضع داخل إيران سيئ للغاية والشعب الإيراني يعاني الجوع والضائقة ليس بسبب العقوبات الأميركية وإنما بسبب أن الحرس الثوري يستحوذ على موارد الدولة ويحولها إلى فيلق القدس وحزب الله بدلا من ضخها في الاقتصاد لصالح الشعب الإيراني».

 

تغيير الإدارة أسهل من البحث عن وطن

 غسان الحجار/النهار/28 أيلول/2019

الوضع اللبناني ليس على ما يرام. العهد يبلغ منتصفه في أسوأ حال، وقد ينتهي من أسوأ العهود، رغم تكرار سيده في معظم اللقاءات، انه لا يمكنه وحيداً انقاذ بلد غارق في وحول ثلاثين عاماً مضت. الحكومة متعثرة ومترنحة، ورئيسها يصارع الامواج وحيداً، فيما معظم مكوناتها غارقة في صراعات داخلية مصلحية على التعيينات وبعض المكاسب. مجلس النواب ليس في معزل عن محيطه. اعضاؤه يتمنون ويصرّحون بضرورة أو بوجوب فعل شيء. يؤكدون عجزهم عن ابتكار حلول وفرضها على الحكومة، ويقعون في تداعيات تشريعاتهم الناتجة غالباً من مزايدات مواسم الانتخابات. وزير المال تُرمى عليه مسؤولية تعبّر عن غياب السياسات المالية للدولة. موقع وزارة المال مخترق الكترونياً ومعنوياً. حاكم مصرف لبنان متروك لمصيره ممن يتمنون إحراقه ليرثوه ولو تحت وطأة الانهيار. لكن هؤلاء، بمعظمهم، لا يتحملون أعباء الأزمة الزاحفة على المواطنين. معظمهم ضَمِن “رزقه” وراكم املاكاً، وحسابات مصرفية، خصوصاً في الخارج. وقد قرأت بالامس للزميل واصف عواضه انه في العام 1992 وقبيل الانهيار المالي، وضمن مهلة عشرة ايام فاصلة عن اعلان مصرف لبنان عدم قدرته على الدفاع عن الليرة، كيف عملت مجموعة معيَّنة من الناس على تحويل اموالها الى الدولار، وحصلت على قروض بالليرة اشترت بها دولارات، بالتعاون مع بعض المصارف، وحققت ارباحاً طائلة، على حساب صغار المودعين والموظفين والمواطنين العاديين الذين اصابتهم الكارثة في اموالهم وصحتهم وحياتهم. ويبدو ان الطبقة السياسية الى اليوم لم ترتدع، بل تحاول ان تحمّل المواطن مسؤولية الازمة. مجلس النواب اقر سلسلة الرتب والرواتب، ثم ارتفعت الاصوات بأن السلسلة ستتسبب بكارثة مالية. يجاهر مجلسا الوزراء والنواب بمحاربة الفساد، فيما يمرر هذا وذاك، الصفقات العابقة بروائح الفساد، ويوفران الغطاء السياسي لأصحابها. يحتاج الوضع الى ضرائب جديدة على المحروقات، ورفع تعرفة الكهرباء، والضريبة على القيمة المضافة بنسبة عالية مع الغاء الرسوم الجمركية لمنع التهريب، واجراءات اخرى، يمكن ان يتقبلها المواطن اللبناني اذا وثق بان العائدات لا تدخل سلة مثقوبة، وان الاموال لا تهدر في صفقات مشبوهة، وان الرقابة على الصرف باتت مشددة بالفعل لا بالكلام. معطيات اليوم تبدلت عن العام 1992، فمصرف لبنان يملك احتياطاً كبيراً، ولبنان مقبل على التحول بلداً نفطياً، ومشاريع “سيدر” ليست بعيدة، شرط الالتزام ببعض الاصلاحات الضرورية، والتي يكرر المسؤولون انهم يقومون بها لا تحت ضغط المطالب الفرنسية، وانما لاقتناعهم بضرورة تنفيذها، علماً ان كذبهم مفضوح، لانهم لم يقوموا بها قبل اليوم، ولو فعلوا لما كنا بلغنا الحضيض الذي نعيشه.

يقول لي رئيس جمعية المعارض والمؤتمرات الصديق ايلي رزق: “لسنا بحاجة إلى مساعدات ولا إلى هبات. في استطاعتنا أن نجذب استثمارات تساهم في تكبير حجم الاقتصاد شرط توافر عوامل الثقة المحلية والدولية بحسن إدارة مؤسسات الدولة. لبنان يمتلك مقومات تؤهّله لأن يكون دولة رابحة، لكنه للأسف يُدار بشكل سيئ. والأسهل تغيير الإدارة عوض عن البحث عن وطن آخر”. فمَن يفعل؟

 

مقال الغضب: وقعت البقرة؟

راجح الخوري/النهار/28 أيلول/2019

إن لم تكن قد وقعت فإنها تترنح، كان ذلك واضحاً منذ زمن، ولم يكن هذا البلد التعيس في حاجة الى النرابيش في محطات البنزين تهدد برفع العشر إستسلاماً، فقبلها كان المواطنون قد رفعوا العشرين وشقوا الحناجر، ولكن لم يكن هناك من مسؤولية، من مسؤول واحد، من مرجعية واحدة، تسمع الصراخ وترى ان الطريق التي تسلكها دولة السرقات والسمسرات وتقاسم الحصص والتي تأكل البلد، يتنبه الى ان الوضع سيدفع بالشعب الى الجحيم.

ها هو الجحيم يقرع أبوابك أيتها الشعوب اللبنانية، التي تتناحر على نية الطوائف والمذاهب، وهذا ما جنته أصواتك الانتخابية : من جديد محطات البنزين تعوّي فقد عدنا الى زمن الوقوف بالصف، للحصول على صفيحة قد تكون مهربة غداً. وها نحن على شفير العودة الى صفوف الشحاذين، يقفون طوابير أمام الأفران للحصول على رغيف لأطفال جائعين. وسنعود غداً الى ذرف الدموع للحصول على حبة دواء، وهو ما لم نعرفه في عز أيام الحرب السوداء. وها هم أصحاب المولدات يرفعون العشر، ويرفعون عصا العتمة في وجه البلد الكالح أصلاً، مع هذه الخردة المليارية المسماة شركة كهرباء، والتي كانت تفقس الصيصان كما قيل، وكل هذا لم نعرفه حتى في أيام الشرقية والغربية لا أعادها الله قط وها هم الأولاد المساكين يعودون مطرودين من المدارس لأن الوالد التاعس لا يملك القسط ولا يتقاضى راتبه أو لا يجد عملاً. ها هي البقرة تترنح أينما كان وتكاد ان تقع في أي لحظة، ولكن بالله عليكم أيها المواطنون السعداء هل شاهدتم يوماً إجتماعاً لرعاة الشعب لهؤلاء المسؤولين من وزراء ونواب ولم تكن ضحكة كل منهم رطلاً، كما يقال. على مَ يضحكون، فعلاً كيف يضحكون، كيف يستطيعون ان يضحكوا؟

كيف يستطيعون الضحك والبلد يبكي. كيف يتراشقون بالإبتسامات واللبنانيون يتراشقون بالقهر والقلق والشكوى. كيف يذهبون الى المطاعم وهناك أطفال يبحثون عن فتات خبزة في القمامة. كيف يرقصون ويغنون والبلد طيور مذبوحة من الألم؟

لن أكمل في طرح الأسئلة التي سيجدونها سخيفة حتماً، فهل نسيتم أيها اللبنانيون النقّاقون، أننا في حال طوارئ إقتصادية، وفي حالات الطوارئ يجوز لكم أكل الجرذان مثلاً؟ وبكثير من الجد، كيف يمكن الحكومة ومجلس النواب من غير شرّ، ان يجتمعا ويتناقرا على المشاريع مسيحية وسنية وما الى ذلك، وكل المسيحيين والمسلمين والدروز والمكتومين والطفّار على متن تايتانيك الغارقة. كيف يعود الرئيس سعد الحريري من إجتماعه مع ايمانويل ماكرون، وبعد الحديث عن مضبطة مطالب رقابية وشروط وضعتها الدول المانحة وهيئتها الرقابية [المشكورة والضرورية]، لا نقفل الأبواب في اجتماعات مفتوحة، ونتفق بهدوء ومسؤولية على ما تفرضه الطوارئ الاقتصادية التي قرعنا طبولها، هل من الضروري ان نتخانق وان نرسل الى الغرب صورة عن مدى تحسسنا وحرصنا على معالجة موقفنا الإقتصادي الرث؟ أوليس في كل هذا الطقم السياسي الموقر، من يملك القدرة على القول لمن وظّفه أخيراً كرشوة إنتخابية إعطنا عرض أكتافك. وماذا تفعل دربكات كل هذه “المجالس الوطنية” وتنفيعاتها سوى الهبج وقبض الرواتب. من الذي يسهر على المعابر شرعية وغير شرعية، ونحن دولة المسخرة نختلف على عدد موظفينا وعلى عدد المعابر إلينا وفينا؟! يا جماعة، البقرة وقعت ولم تعطونا إسماً واحداً من أسماء الذين حلبوها وسلخوها وأكلوا لحمها والعظام، إسماً واحداً فقط، أم تحسبون أننا شلعة من البقر، نسرح في برية يؤججها سعير جهنم التي قد تأكلنا وتأكلكم بإذن الله؟!

 

أدعو سامي الجميّل ورفاقه إلى حلّ حزب الكتائب وتأسيس حزب جديد بأقصى سرعة

إيلي الحاج/فايسبوك/28 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78901/%d8%a5%d9%8a%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%a7%d8%ac-%d8%a3%d8%af%d8%b9%d9%88-%d8%b3%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%85%d9%8a%d9%91%d9%84-%d9%88%d8%b1%d9%81%d8%a7%d9%82%d9%87-%d8%a5%d9%84/

أدعو سامي الجميّل ورفاقه إلى حلّ حزب الكتائب وتأسيس حزب جديد بأقصى سرعة،

لأن الكتائب في خدمة لبنان

ولأن لبنان أهم من الكتائب

ولبنان يلزمه حزب جديد، حديث ديمقراطي ويجذب الشباب.

في فرنسا نشأ حزب "إلى الأمام" ووصل إلى الحكم في سنة واحدة

مَن قال أن شباب لبنان أقل وعياً وعلماً وحباً لوطنهم من الفرنسيين؟

الحاصل اليوم أن السلطة القابضة على الحكم والدولة قد أفلست، والأحزاب المشاركة والمتواطئة فيها ضمناً وعلانية قد سقطت وطنياً وأخلاقياً، عند المسيحيين كما عند المسلمين.

وهذه الأحزاب ضائعة تفتش عن سبيل للتوفيق بين مصالح زعمائها وبين ضرورة بقاء هيكل الدولة المتداعية، باعتبارها صارت مصدر ثرائهم ونفوذهم ووجاهاتهم الفارغة الخالية من مضمون.

يلزم لبنان حزب جديد ديمقراطي حديث وشبابي ولا أرى غير سامي الجميّل ورفاقه قادرين على هذا الدور.

حزب الكتائب صار "تقّالة". تاريخيته تحوّلت حاجزاً بينه وبين التفاعل مع بقية اللبنانيين، غير الكتائبيين،

ولتبقَ من الحزب القديم الروح الوطنية، الشعارات والرموز وتذكارات حقبة مضت.

القديم لأنه تأسس سنة ١٩٣٧ زمن الأحزاب القومية المتشددة. وقد بلغ عمره ٨٢ سنة من الصعود والهبوط.

٨٢ سنة نضالات وانتصارات وخسائر.

فليؤدِّ الكتائبيون ومعهم من شاء من اللبنانيين لها التحية، ويمضوا إلى صنع زمن جديد.

وبدل الجهد المبذول في محاولات استعادة مجد حزب لن يعود، لأن لبنان تغيّر، تغيّر كثيراً من أيام الإنتداب الفرنسي في ١٩٣٧، فليتركز السعي والإبداع على إنشاء حزب جديد متخفف من أثقال الماضي، وعابر فوق الحواجز النفسية والتاريخية والمناطقية والدينية التي تحاصر حزب الكتائب اليوم وتقسّم اللبنانيين.

والحال بكل بساطة أن أي شخص يرث عن جدّه أو والده سيارة قديمة (مرسيدس ١٨٠ طراز ١٩٥٧، مثلاً) يستحيل أن يستطيع إنزالها إلى الطرق والسير بها كبقية السيارات، إلا موقتاً. وحتى لو أخضعها لنفضة حدادة وميكانيك، مكانها المتحف.

القاعدة نفسها تنطبق على العلاقات بين الناس.

يمكننا تخيّل الحيرة وقلة الحيلة لدى أي شاب هذه الأيام يقف في قريته، حيثما كانت ويقول إنه قرر الانخراط في الكتائب. سيواجهه أحفاد خصوم لجده وأحفاد أعداء وأحفاد ضحايا لمواجهات وقتالات وعداوات لا دخل له بها وبالكاد يدرك بوقوعها فكيف بظروفها. وستقوم في وجهه تحزبات وحساسيات وحسابات محبطة يمكن أن تجعل خطوته فدائية، ولكن بلا كبير تأثير في بيئته.

حزب جديد يعني منتسبين شباباً جدداً، ومسؤولين جدداً من كل لبنان يأخذون بين أيديهم المبادرة، وعقلية جديدة تواكب العصر والتحولات والمتغيرات في لبنان والعالم.

أكتب ذلك ولم ألتقِ سامي الجميّل من زمن بعيد، وأعترف بخشيتي احتمال أن يظن أنني أريد لي شيئاً من مواقع أو أدوار وما شابه.

دافعي الوحيد، أنا غير الكتائبي، هو اقتناع نابع من مراقبة يومية للأوضاع والحركة السياسية أن لا بد من حزب كتائب قوي في خدمة لبنان، خصوصاً بعدما سلبت قوى إقليمية ودولية دولتنا استقلالها وسيادتها وقرارها.

وبعدما رأيت أحزاباً كان المفترض أن تقوم بواجبها في الدفاع عن السيادة والاستقلال تتلكأ وتدخل في صفقات وبازارات مع قوى الاحتلال المتعددة الوجه.

وبعدما تشخصنت أحزاب وانحرفت وتمحورت عقيدتها على عبادة القائد- الإله، وصار الرئيس هو الحزب والحزب هو الرئيس المالك سعيداً، فيما أجيال لبنان الشابة لم يعد لها همّ غير تدبير أوراق الهجرة أو الحلم بها تمهيداً للهجرة.

حزب جديد يقف سدّاً في وجه يأس الشباب.

ولأن أياماً أسوأ تنتظرنا.

آملاً من كل من يقرأ ما كتبت هنا تغليب احتمال حسن النيّة.

 

"مجزرة الدامور نكتة أمام ما حصل في صبرا وشاتيلا

يوسف ي. الخوري/ ليبانون ديبايت/28 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78904/%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d9%85%d8%ac%d8%b2%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%af%d8%a7%d9%85%d9%88%d8%b1-%d9%86%d9%83%d8%aa%d8%a9-%d8%a3%d9%85%d8%a7%d9%85-%d9%85/

"مجزرة الدامور نكتة أمام ما حصل في صبرا وشاتيلا"... فلما التمييز بين المجزرتين طالما أنّ مرتكبهما هو نفسُه؛ "الفلسطينيون وأعوانهم؟!".

أخبرني ذات مرّةً الآباتي شربل القسيس في الواقعةَ التالية:

"لما احتل الفلسطينيون دير مار جرجس الناعمة عام 1975 ثمّ أُجبروا على الخروج منه نتيجة ضغوط كبيرة قمت بها، توجّهت إلى المكان للاطلاع على حقيقة الوضع، فوجدت أن قسمًا من الدير تمّ حرقه، وأن موجوداته بُعثرت وسُرقت. وبينما كنت أجول في أرجائه وقع نظري على ورقة ممزوقة نصفين، فتناولتها عن الأرض وقرأتها، وإذا بتاريخها يرجع إلى العام 1948 وهي مُرسلة من رئيس عام الرهبانية الأب يوحنا العنداري إلى رئيس دير الناعمة الأب اغناطيوس أبي سليمان للطلب منه تعليق دروس المبتدئين – كان دير الناعمة مركزًا للمبتدئين - وفَتْح أبواب الدير لاستقبال الأطفال الفلسطينيين المشرّدين من بلادهم. حينذاك كنت مبتدِئًا في هذا الدير وتعاونت مع إخوتي الرهبان على تأمين الظروف المعيشيّة الملائمة لكل هؤلاء الأطفال".

دمعت عينا الآباتي قسيس، ثمّ تنهّد تنهيدة طويلة متابعًا الكلام بحسرة وهو يقول:

"آآآآخ لو يعرف هؤلاء الفلسطينيون ماذا مزّقت أيديهم!"

(انتهى حديث الآباتي قسيس)

بالكاد مرّ شهران على حادثة الناعمة أعلاه، حتى ارتكب الفلسطينيّون بمؤازرة أحزاب الحركة الوطنية اللبنانية مجزرةً في بلدتي الدامور والجيّة القريبتين، حيث راح ضحيّتها 582 شهيدًا من المدنيين الأبرياء، وهُجِّر عشرات الآلاف من الأهالي المسيحيين الذين هربوا بحرًا إلى مناطق آمنة شمال بيروت. لا داعي للتوقّف عند هذه المجزرة "النكتة" - كما يُسَرّ ناشطو اليسار في لبنان بوصفها - لأن الانتهاكات الوحشيّة التي مورست خلالها من حصار، وتجويع، وانتهاك للحُرُمات، وتهديم للكنائس، ونحر للأطفال والمسنّين، واغتصاب للنساء، كلها مُثبتة وموّثّقة ولا أحد يُنكرها، لا بل المعتدي نفسه يُفاخر بها ويقلّل من أهمّية جريمته لدرجة اعتبارها نكتة!

عام 1982، لم تكن مجزرة صبرا وشاتيلا التي حصلت غداة اغتيال الرئيس بشير الجميّل بحقّ فلسطينيين ومواطنين شيعة لبنانيين، أقلّ فظاعة! لكنّها تختلف عن مجزرة الدامور بأنّها استُغَلَّت إعلاميًّا بما يكفي لحجب الحقيقة القاطعة حولها، وذلك لكثرة ما أثير من أخبار متضاربة عنها. فعن المنفّذين هناك مَن يقول إنّهم الكتائب، وآخر يقول إنّهم القوات اللبنانية. شهود عيان يؤكّدون أن طائرة هليكوبتر إسرائيلية أنزلت أربعة ضباط من جيش لبنان الحر في مطار بيروت ليلة المجزرة وتوجهوا مباشرة إلى صبرا وشاتيلا. مراسلة التلفزيون السويدي ادّعت أنّهم الإسرائيليون إذ رأتهم يعتمرون قلانيس مُخرّمة!!

في الموازاة؛ برّأت جريدة السفير الكتائب في عددها الصادر بتاريخ 19 أيلول 1982، إذ ورد على متن صفحاتها: "سكان بيروت الغربيّة لا يُلقون المسؤوليّة على الكتائبيين". صائب سلام صرّح: "ليس للكتائبيين صلة بهذا الأمر" (André Botar – L’Express, Nov. 1982 ). القوّات اللبنانية بقيادة فادي افرام استغلّت إشاعة وجود عناصر من جيش لبنان الحر وعملت على التوسّع بنشرها، ما دفع بالناطق باسم الجيش الإسرائيلي إلى نفي هذا الخبر قائلًا: "إن كل الأخبار المتعلّقة بوجود رجال سعد حدّاد في المخيّمات لا أساس لها" (Alain Ménargues - Les secrets de la guerre du Liban, p. 493).

لم يتّفق مصدران اثنان على نفس عدد الضحايا جرّاء هذه المجزرة، مما يدفع إلى الشك بالحجم الفعلي للجريمة، ويكفي القارئ أن يستخدم محرّك البحث Google للاطلاع على حصيلة القتلى في مجزرة صبرا وشاتيلا، كي يقع على عشرات التقارير والأرقام التي تبدأ من 400 قتيل وصولًا إلى 13000 و 15000 قتيل، حتى أن لجنة كاهان الإسرائيليّة التي كُلّفت بالتحقيق في القضيّة لم تتوصل إلى رقم نهائي للضحايا، إذ جاء في تقريرها: "تراوح عدد الضحايا بين 460 و 700 إلى 800 قتيل". مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكريّة آنذاك القاضي أسعد جرمانوس يقول إن عدد القتلى 460، وهذه المعلومة سمعتها شخصيًّا منه بعد أن اختفى تقريره حول هذا الموضوع في ظروف غامضة!

هناك فقط حقيقتان ثابتتان عمّا جرى في صبرا وشاتيلا بين 16 و 18 أيلول 1982، الأولى هي أن هناك مجزرة حصلت بحقّ أبرياء، والثانية هي أن تقرير مفوّض الحكومة تبخّر. حقيقة ثالثة لا يُمكن اخفاؤها بالرغم من محاولات تغطيتها وهي أن عناصر تابعة لجهاز الأمن في القوات اللبنانية الذي كان يرأسه ايلي حبيقة نفّذت اعمال التصفيات، بحسب ما يؤكّده روبير حاتم (كوبرا) المرافق الشخصي لحبيقة والمقرّب من وزير الدفاع الإسرائيلي آرييل شارون، في كتابه From Israel to Damascus، ويؤكّده أيضًا Alain Ménargues في كتابه Les secrets de la guerre du Liban، كما بالإمكان استنتاجه من تقرير كاهان الذي حمّل "مسؤولية غير مباشرة لشارون في المجزرة المرتكبة"، أي أنّ الأخير قد يكون غضّ النظر لتسهيل ارتكاب المجزرة، أو أوعز إلى فريق ما بارتكابها. مجلّة الـ Time أشارت بوضوح في عددها الصادر في شباط 1983 إلى مَن هو هذا الفريق، كاشفةً النقاب عن ملحق سرّي لتقرير لجنة كاهان يُفيد بأنّه حين زار شارون بكفيّا للتعزية ببشير الجميّل، تحدّث أمام أفراد من العائلة عن "ضرورة الثأر لمقتل بشير"، وهو الأمر الذي استدعى عام 1985 قيام دعوى تشهير في نيويورك من شارون ضد الـ Time. إن أيّ متابع لسير أعمال محكمة نيويورك يلاحظ أن منفّذي المجزرة هم القوات اللبنانية، فالجو الذي كان مخيّمًا على المحكمة يُمكن اختصاره كالتالي: إذا فاز شارون تكون القوات قد ارتكبت المجزرة بقرارها الذاتي، وإذا فازت الـ Time يكون شارون هو مَن أوعز للقوات بتنفيذ المجزرة. إذًا كيفما برمت تكون القوات اللبنانية هي من ضغطت على الزناد!

لكن... لماذا بهذا الأسلوب الذي أشعل القنوات الإعلاميّة والديبلوماسيّة العالميّة والمحلّيّة؟!

بعد انسحاب منظمة التحرير الفلسطينيّة والجيش السوري من بيروت الغربية نتيجة الحصار والحرب اللذين شنّهما الإسرائيليون ضد هذه المنطقة، ومن ثمّ انتخاب بشير الجميّل رئيسًا واغتياله بعدها، تحوّل الاهتمام إلى ضرورة إبعاد مَن تبقّى من فلسطينيين في بيروت الغربيّة. الجيش الإسرائيلي لم تشأ قيادته التورّط بعملية الإبعاد، فأصدر رئيس أركانه رافائيل ايتان أمرًا رقمه 6 يمنع فيه هذا الجيش من دخول المخيّمات، مشيرًا إلى أن عمليّة "تنظيف" مخيّمي صبرا وشاتيلا ستكون على عاتق الكتائب و/أو الجيش اللبناني. الجيش اللبناني بدوره أبعد عنه كأس المخيّمات، فلم يبقى إلا القوات اللبنانية. فادي افرام قائد هذه القوات، نقل المهمّة إلى رئيس جهاز استخباراته ايلي حبيقة باعتبار أن المهمّة ليست عسكرية وهي من اختصاص جهازه، ولم يوضح أحد بشكل واضح لحبيقة طبيعة عمليّة "التنظيف"، وهو الأمر الذي أوصل إلى فلتان الزمام من يد الجميع.

من هم الفلسطينيون الذين بقوا في المخيمات بعد انسحاب منظمة التحرير؟ هم غالبًا من غير المتورّطين بالأعمال العسكرية ضد اللبنانيين، أو من المناهضين لياسر عرفات فآثروا عدم مغادرة بيروت مع فصائله. الإسرائيليون يقولون إنّهم "ارهابيون". أنا أقول إنهم الفُراطة التي توزّعت على اللاعبين لتصفية الحسابات فيما بينهم. إنّهم الضحية! لكن ضحيّة على مذبح من؟

يقول كوبرا في كتابه المذكور أعلاه (p. 45 - 48): "أبلغني حبيقة بأنّه كُلّف بإجلاء 2000 إرهابي من مخيمي صبرا وشاتيلا، وأن ليس لديه أكثر من 48 ساعة لجمع الشباب والتنفيذ..... تمّت التحضيرات في المهلة المحددة وانتقلت برفقته إلى مبنى عالٍ مجاور للمدينة الرياضية حيث مركز آرييل شارون وحيث يمكننا متابعة عمليّة الإجلاء، لكنّي سرعان ما اكتشفت (والكلام دائمًا لكوبرا) أن الأوامر المُعطاة للشباب هي أوامر بالإبادة ومسح أبنية المخيّم.... قابلنا شارون الذي كان غاضبًا من أفعال شباب حبيقة، فصرخ بوجه الأخير قائلًا: أنا لم أطلب منك ارتكاب مجزرة، ولو كنت أريد ذلك لفعلته بدباباتي. سوف تدفع الثمن غاليًا مقابل خطأك هذا!... (ثمّ تابع كوبرا) عدنا إلى الطابق العلوي، وبينما كنّا نتابع الأحداث من على التراس، ورد إلى حبيقة اتصال من شخص يُدعى بول يسال ماذا يفعل بعشرات النساء والأطفال والعجّز الذين يحتجزهم، فأجابه حبيقة بنبرة: أوامرك معك, تابع ولا تعاود الاتصال بي يا...!" مضمون رواية كوبرا الشاهد الأخيرة، يُشبه إلى حدّ كبير رواية Ménargues الذي اطّلع لاحقًا على التسجيل الصوتي لتنصّت الموساد على اتصال حبيقة مع المدعو بول.

ما الذي جعل حبيقة يتخطّى الاسرائيليين ويذهب بعيدًا بفعلته؟

للغوص بهذه الجدلية علينا أن نحدّد من المستفيد من فعلة حبيقة:

الإسرائيليون؟.. بالتأكيد لا, كون الشارع الإسرائيلي بدأ الاحتجاجات على تورّط جيشه في لبنان، وجهاز الاستخبارات العسكرية "آمان" كثُرت تقاريره المحذّرة من العلاقة مع القوات، والأهم من هذه وتيك كون حزب الليكود، الذي من صفوفه آرييل شارون ورئيس الوزراء مناحيم بيغن، بدأت شعبيّته تتراجع في إحصاءات الانتخابات البرلمانية نتيجة أعماله وتحالفاته في لبنان.

السوريّون؟.. ربما, لأن المجزرة من شأنها دفع فلسطينيي المخيّمات إلى أحضان سوريا، وتورّط شارون وتعرّض مستقبله السياسي، وتؤثّر على وضع الليكود في الانتخابات. كوبرا شبه يؤكّد أنّ السوريّين هم خلف حبيقة ويكشف أن حبيقة التقى مرّتين سرًّا بعبد الحليم خدّام في النصف الأول من العام 1982.

العرفاتيون؟.. هو الاحتمال الأقرب، إذ تخدم المجزرة عرفات إستراتيجيًّا بنفس ما خدمت به السوريّين، إضافة إلى أنّها تُريحه ممن بقوا في المخيّمات لأنّهم في الغالب من المناوئين لمنظّمته.

بعد هذا العرض، ولنكون أكثر موضوعيّة، لا يُمكننا إسقاط احتمال أن يكون حبيقة قد قام بكل ما قام به بقرار ذاتي انتقامًا لمقتل قائده بشير الجميّل وانتقامًا لكل المجازر التي ارتكبها الفلسطينيون بحق المسيحيين، وهي بالعشرات، من دير عشاش إلى العيشية والخيام مرورًا بدير مار جرجس الناعمة والدامور حيث يُقال أن خطيبة حبيقة وكامل أفراد عائلتها قُتلوا على أيدي المهاجمين الفلسطينيين. وفي هذا الاحتمال يكون الفلسطينيون هم من جنوا على أنفسهم بقتل أنفسهم، مع التأكيد على رفضي المطلق لمقابلة الوحشية بوحشيّة مماثلة.

في المحصّلة، لولا الاختفاء اللغز لتقرير القاضي أسعد جرمانوس المتضمّن، إضافةً الى الاستجوابات، وقائع الكشف الفوري على مسرح المجزرة، لكانت كل الأجوبة حاضرة أمامنا الآن. جرمانوس سلّم نسخة من تقريره إلى كل من رئيس الجمهوريّة في وقتها أمين الجميّل ومدير الاستخبارات العسكريّة في الجيش اللبناني جوني عبده. أمين الجميّل صرّح لأحقًا لصحيفة L’Orient le Jour بأن تقرير جرمانوس احترق ضمن موجودات بيت المستقبل خلال حرب الإلغاء!

قال لي مرة الشيخ أسعد جرمانوس إنّه "من خلال استجواب ايلي حبيقة حول مجزرة صبرا وشاتيلا، تبيّن لنا أن ياسر عرفات كان ضالعًا في هذه الجريمة"، وهو تصريح يجرّني إلى التساؤل عن اختفاء تقرير هذا القاضي الشجاع والنزيه: فما الذي أتى بهكذا مستند إلى بيت المستقبل بينما كان يجب أن يُحفظ في أرشيف تابع للدولة اللبنانية؟ وماذا عن نسخة التقرير التي استلمها جوني عبده؟ ولماذا لا توجد نسخة ثالثة في دروج المحكمة العسكرية؟

من جهة ثانية وللإقفال على الموضوع – أو ربّما لإعادة فتحه -، بماذا كان يُريد ايلي حبيقة مفاجأتنا عندما أعلن قبل اغتياله عن توجّهّه إلى محكمة حيث سيُفشي بحقائق غير معروفة حول المجزرة؟ هل كان سيكشف من كان خلف فعلته في صبرا وشاتيلا؟ إذا كان الأمر كذلك فبالتأكيد ما كان حبيقة يريد استهداف شارون لأن هذا الأخير مورّط ومتّهم بأنّه المحرّض! وما كان سيُدلي بحقائق تستهدف السوريين لأنه كان لا يزال ينعم بأحضانهم!... إذًا, لا يبقى سوى ياسر عرفات! فإذا كان تقرير جرمانوس قد تمّ إخفاؤه لطمس الحقيقة وحرماننا من معرفة من كان وراء فعلة حبيقة في صبرا وشاتيلا، يُمكن الاستعانة بتقرير التحقيق باغتيال حبيقة نفسه، لأن مَن اغتال حبيقة هو نفسه الذي كان خلفه في مجازر صبرا وشاتيلا، ولذا كان يجب التخلّص منه قبل أن يتكلّم في لاهاي.

"مجزرة الدامور نكتة أمام ما حصل في صبرا وشاتيلا"

ليبانون ديبايت - يوسف ي. الخوري، استاذ جامعي ومخرج سينمائي مجزرة الدامور نكتة أمام ما حصل في صبرا وشاتيلا ... فلما التمييز بين المجزرتين طالما أنّ مرتكبهما هو نفسُه؛ ا...

 

"أزمة اخطاء" بين الجيش وحزب الله!

ملاك عقيل/"ليبانون ديبايت/السبت 28 أيلول 2019

معظم من تابع خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في 20 ايلول الماضي، والذي تضمَّن في شقٍ كبيرٍ منه مسألة عودة العميل عامر الفاخوري الى لبنان، خرج بخلاصة واضحة، أن لا نية لدى الحزب بفتحِ مواجهةٍ مع أحد على خلفية ملفٍ لم يتردّد عنه محيط المقاومة برمته، إضافة الى قوى وشخصيات سياسية عدّة، على اعتباره "فضيحة لا يجوز السكوت عنها".

وبكلامه عن الجيش الذي وصف علاقة الحزب به بـ "الممتازة"، بدا لافتًا تكرار نصرالله تحذيره لجمهور المقاومة وتنبيهه من مغبّة الانسياق في ردود الفعل. وهنا تحديداً تقصَّد القول بأنّ جزءًا مما شهدته مواقع التواصل الاجتماعي استبطن استهدافًا للقيادة العسكرية "حيث أنّه في حادثة من هذا النوع، حتى لو هناك خطأ من جانب الجيش يجب أن يُعالج في حدوده"، مسلّمًا بوجود "من يريد أن يدخل على الخط ليمزق كل شيء"، ويحوّل الأمر الى مشكلة بين الجيش وجمهور المقاومة، "ما يخدم الاسرائيلي".

مع العلم، أنها المرة الثانية في غضون نحو شهرين، التي يصوِّب فيها أمين عام حزب الله باتجاه الجيش لكن بتوازنٍ، بالاشارة الى "أخطاءٍ" يرتكبها وذلك كما فعل في خطابه آب الماضي في الذكرى الثانية لعملية فجر الجرود حين تطرَّق الى أداء الجيش الامني في بعلبك - الهرمل، قائلاً "فلنفترض أنه أخطأ، أو بتقديرنا أخطأ، لكن الخطأ يجب أن لا يتحوّل إلى رفع الغطاء الشعبي عن الجيش لأن هذا ما يريده المجرمون في المنطقة".

هكذا قرّر نصرالله في ملف الفاخوري عدم تحميل المسؤولية لأي جهة سياسية أو أمنية أو عسكرية، وإن بدا "شفّافًا" بشكلٍ واضحٍ حين جاهر بالقول، أنّ "عودة الفاخوري اضاءت جانبًا كلنا ما كنا منتبهين إلو وغافلين عنو ويتطلّب معالجة قانونية"، قاصدًا، ضرورة تعديل القوانين بما يكفل عدم صدور أحكام هزيلة بحق العملاء وعدم تطبيق واقع مرور الزمن على من ارتكب أعمالًا إجرامية واضحة.

لكن كلام نصرالله الأخير، وان عكس "نفسًا" استيعابيًا للخضة التي سبّبتها عودة الفاخوري ورفضًا لتحويلها الى أزمة مع القيادة العسكرية، فإنّه لم يحجب ما يدور في الكواليس من "مناخاتٍ" لو قُدِّر لها أن تجد مكانًا لها في النقاش السياسي العام لكان الداخل اللبناني أمام "أزمة ثقة" فعليّة بين أركان أساسيين في السلطة، خصوصًا، أنّ "الاتهامات" من جانب محسوبين على حزب الله تبدأ من رأس الهرم في الدولة وصولاً الى أذرعه السياسية والعسكرية والدبلوماسية.

أما من جانب موالين للعهد، فتسمع تأكيدات بأنّ "ثمة من لا يريد للمسيحيين أن يبقوا في أرضهم في الجنوب وكأنّ المقصود دومًا "ترهيبهم" لإبعادهم، الأمر الذي لطالما نفاه حزب الله الى درجة قول السيد نصرالله في خطابه الأخير "من عام 2000 لم نقتل "صوصًا" (في منطقة الشريط الحدودي الجنوبية) ولم نُبعد أحد بل من هربوا قاموا بذلك بإرادتهم، ونحن سلّمنا الجميع الى المخابرات والقضاء".

بمطلق الأحوال، ما حاول السيد نصرالله التركيز عليه، أي البعد القانوني للقضية، يُترجَم من خلال أكثر من زاوية: سعي لتعديلات على القوانين النافذة ما يسقط واقع مرور الزمن عن أحكام متعلقة بالعملاء، المسار القضائي من خلال ما يشير اليه مطلعون، بأنه سيؤدي الى إعادة محاكمة الفاخوري بناء على الاتهامات المساقة بحقه، والدعوى المقدّمة من قبل مركز الخيام، أمام النيابة العامة التمييزية بحق الفاخوري.

وكان لافتًا، عدم استحواذ الرسالة التي بعثت بها عائلة الفاخوري الى "اللبنانيين ووسائل الاعلام" مساحة من المشهد العام للقضية مع العلم أنها شدّدت، على أنّ "الفاخوري لم يكن عميلاً ولم يخطئ بحق أي لبناني". واعتبرت أنّ "توقيفه ما هو إلا عمليّة استغلال سياسي وخلط مريب بين ما قام به هو مع ما قام به غيره".

لكن ما أدلى ويدلي به الاسرى المحررون أمام قاضية التحقيق العسكري نجاة أبو شقرا، إضافة الى الدعوى المقدّمة، سيتكفّل وحده بدحض كل ما ورد في الرسالة، لكن من دون إمكان توقع حتى الان المصير الذي سينتهي اليه "عميل الخيام".

في الشق الامني، وفيما قدَّم الجيش ما لديه إن كان رسميًا عبر البيان الوحيد الصادر عنه حتى الآن على خلفية الصورتين المسرّبتين لقائد الجيش مع الفاخوري في واشنطن وموضوع العميد ا.ي، أو عبر التسريبات بصيغة "المصادر"، والذي كشف أنّ السياق الذي تعاطى فيه الجيش مع هذا الملف لا يحمل خلفيات سياسية وبتعبير آخر ليس هناك من دكانة أمنية فتحها الجيش "على حسابه" بايعاز سياسي مع وصول ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، فهناك أحاديث داخلية لا تزال تحاول القول بأنّ الملف يحمل أبعادًا أكبر بكثير "لا تبدأ بالتنسيق غير المرئي بين رئاسة الجمهورية، واستطرادًا الوزير جبران باسيل، وقيادة الجيش وصولاً الى سفير لبنان لدى واشنطن غابي عيسى لإنهاء جزء من ملف العملاء في الخارج، ولا تنتهي بالتأكيد على أنّ الاميركيين همّ الأكثر حضورًا في هذا الملف، مرورًا بتأثيرات الاستحقاق الرئاسي ضمن إطار تجميع أوراق القوة للمرشحين المفترضين".

ولا يدلّ كلام قائد الجيش مؤخرًا بإشارته الى "الاشاعات والتخوين والتجني"، سوى التسليم بوجود من يستهدف قائد الجيش مباشرة، لكن لأسباب مرتبطة قبل أي شئ آخر بأسلوب العماد جوزاف عون في "إدارة أزمة" التصويب عليه وعلى المؤسسة العسكرية، يآثر الردّ على طريقته، وإن "بالصُوَر"، محاذرًا فتح أبواب المواجهة السياسية و"تجهيل الفاعل" حتى إشعار آخر...

 

أولهم “السلطان” وليس الصهر آخرهم… منذ الأربعينات، ظلّ للرئيس في ظلّ الرئيس

نقولا ناصيف/بيروت انسايت/28 أيلول/2019

للعميد ريمون اده، العازب المشهور، قول مأثور هو ان على رئيس الجمهورية ان يكون عازباً، وفي احسن الاحوال ان لا يكون لديه ابناء ولا انسباء.

وقد شهد لبنان ثلاث تجارب رئاسية قريبة مما توخاه العميد. اما الآخرون، فاقترنت عهودهم، قبل اتفاق الطائف وبعده، بأنسباء من داخل البيت صعد نفوذهم الى حد ان يصيروا ظل الرئيس.

ليس اصهار العهد ـ والمقصود رئيس الدولة ـ تجربة جديدة في الحياة السياسية اللبنانية. لا يعودون بالضرورة وحصراً الى مرحلة ما بعد اتفاق الطائف، رغم انهم واكبوا معظم العهود المتتالية ابانه. ليسوا استثناء ايضاً اذا كان لا بد من مقاربة اوسع لظاهرة صعود القريبين في العائلة من عدد من رؤساء الجمهورية المتعاقبين. لم يُمسِ الصهر حاجة ملحة الا عندما يُفتقد دور الابن، من غير ان تختلف مهمة احدهما عن الآخر في ما يُعهد اليه. اول اللاعبين كان شقيقاً، ثم كان إبناً، قبل ان يستقر على الصهر. ما يعني في الاصل ليس حتمية هذا الدور فحسب، بل المغالاة في استخدامه واستغلاله والاجتهاد في ممارسة السلطة والسطوة وتحوّله مكانة مساوية احياناً لرئيس الجمهورية.

للعميد ريمون اده، العازب المشهور، قول مأثور هو ان على رئيس الجمهورية ان يكون عازباً، وفي احسن الاحوال ان لا يكون لديه ابناء ولا انسباء، كأنه يطلب رئيساً مقطوعاً من شجرة.

ثلاث تجارب رئاسية قريبة مما توخاه العميد: رئيسان لم يُرزقا ابناء هما فؤاد شهاب وشارل حلو، ورئيس عازب هو الياس سركيس. اما الآخرون، فاقترنت عهودهم، قبل اتفاق الطائف وبعده، بانسباء من داخل البيت صعد نفوذهم الى حد ان يصيروا ظل الرئيس، يحظون بدعمه، واحياناً يتجاوزونه من دون علمه، وفي كل مرة يرمون الى ان يصنعوا مستقبلهم السياسي هم من خلاله. بالتأكيد جاء الرؤساء بهؤلاء على انهم الاقربون اليهم كمساعدين، قبل ان يصبحوا ـ في الغالب ـ عبئاً عليهم.

منذ العهد الاستقلالي الاول ولدت السابقة. افتتحها بشارة الخوري من خلال شخصيتين متباينتين تماماً كانتا مؤثرتين بتفاوت، غير متشابهتين ابداً، ولا متكافئتين حتى، الا انهما كانتا تمتان بصلة مباشرة الى الرئيس وتحظيان برعايته: سليم الخوري شقيق الرئيس الذي وصف بـ”السلطان”، وشقيق زوجة الرئيس ميشال شيحا. لم يكن للثاني دور الاول النافذ في التدخّل في الشؤون السياسية حتى ادق تفاصيلها والتلاعب بها، وعُدَّ على الدوام العقل السياسي والفكري والاقتصادي للعهد، ذا تأثير فاعل في قرارات الشيخ بشارة وخياراته، من غير أن يضطلع شيحا بأي منصب رسمي إلى جانب صهره الرئيس. بيد انهما افترقا عام 1948 عندما عارض شيحا رغبة رئيس الجمهورية في تجديد ولايته، وانقطع عنه الى حد الانفصال مذ نصحه بعدم الإقدام على ما لا يجيزه له الدستور.

أما “السلطان” فشأن مختلف تماماً. صعد نفوذ سليم الخوري في منتصف الولاية الاولى عندما ترشح للنيابة عام 1947 مترئساً لائحة في مواجهة اثنتين اخريين اولى ضمت تحالف كميل شمعون وكمال جنبلاط وثانية ترأسها اميل اده. كان سليم الخوري الفائز الوحيد في لائحته، بينما حصدت لائحة شمعون وجنبلاط المقاعد الاخرى كلها. بانتهاء الانتخابات ارتفعت ضجة اتهمته بتزوير النتائج والضلوع في تكوين غالبية من حول الرئيس لفرض تجديد انتخابه السنة التالية، ما حمله على الاستقالة في آب 1948. في الانتخابات التالية عام 1951 ترأس مجدداً لائحة الموالاة في مواجهة تحالف شمعون وجنبلاط، ونجح في انتزاع نصف مقاعد دائرة الشوف عاليه.

اقترن اسم “السلطان” بفساد شاب العهد وتوظيف المحسوبين عليه ومنحهم امتيازات، ونُسبت اليه، تعبيراً عن غطرسته، عبارة ان في البلاد “سرايا فرن الشباك”، حيث يقيم، و”سرايا البرج” مقر رئاسة الحكومة في اشارة واضحة الى الحجم الذي اتخذه تدخله في الحياة السياسية اللبنانية. سهّل انتفاخ دوره تآكل هيبة شقيقه الرئيس، أب الاستقلال، وهيبته واثارة الشكوك والظنون والاتهامات حتى بالتورّط في الفساد. لم يكن الشيخ بشارة غافلاً عن كل ما كان يقال عن “السلطان”، بيد انه عزا تردده في لجم اندفاعه الى ضعفه بإزاء شقيقيه: سليم الذي احتاج الى وقوفه الى جانبه، وفؤاد المالك الفعلي لقصر القنطاري بعدما استأجرته منه الحكومة اللبنانية. ما لبث ان تهاوى نفوذ سليم الخوري عندما ارتأى الرئيس اخيراً ان يستقيل من منصبه عام 1952.

على مرّ العهود الرئاسية المتعاقبة مذذاك، مثّل “السلطان” سليم نموذجاً لم يتكرّر. لم يسع فؤاد شمعون، المفوض في الامن العام، الاضطلاع بدور مماثل قرب شقيقه كميل شمعون ما بين عامي 1952 و1958، وشاع عن الحقبة تلك احاطة الرئيس بعدد وافر من الاصدقاء والمعاونين الضروريين، من غير ان يمسي اي منهم ظله، كسليم الخوري، ولا تعريض سمعته لشبهات او تجاوزه، اذ ظل صاحب الكلمة الفصل.

مذذاك كان يقتضي انتظار عهد سليمان فرنجيه عام 1970 كي تتكرّر تجربة الشيخ بشارة بمنحى مختلف كلياً. لم يكن ثمة ظل له، لكنه كان وراء نفوذ العائلة في الحكم وتداخل دوريهما الى حد غير مسبوق. رغم الكثير الذي قيل عن عهدي فؤاد شهاب وشارل حلو عن تدخّل الجيش والاستخبارات العسكرية في الحياة السياسية والتأثير الفاعل فيها، ظلت سمعة العهدين نظيفة، خالية من شائبة الفساد، مع ان المعارضين المتشددين للرئيسين لم يروا غضاضة في ان يعزو الى ضباط الشعبة الثانية استغلال مواقعهم لممارسة النفوذ. وقد تكون عبرة شهاب حيال شقيقه شكيب اسطع مثال على الفصل الكامل ما بين الحكم والعائلة.

على اثر انتخاب رئيس جديد للجمهورية عام 1958، شاع لدى اهالي جونيه ان الرئيس المنتخب هو “اخو المير شكيب”. بلغت العبارة الى مسمع شهاب فاستهجن. افصح ذلك عن عدم معرفة كثيرين من اهالي مسقطه به لانكبابه، كقائد للجيش، على عمله وابتعاده عن الاضواء والعلاقات الاجتماعية والانخراط في السياسة. ناهيك بحياة شخصية منغلقة، خلافاً لشقيقه شكيب، قنصل لبنان في مصر آنذاك، الاكثر انفتاحاً على الناس بأن راح يفتح ابوابه لهم كلما عاد في اجازة لاستقبالهم والعمل على مساعدتهم وحل مشكلاتهم. بانتخاب شقيقه، عاد شكيب وعائلته الى لبنان للاستقرار فيه، الا ان الرئيس اتخذ قراراً بإبعاده مجدداً الى القنصلية اللبنانية في الاسكندرية، وحال دون ترقيته طوال السنوات الست من الولاية، ولم يسمح له بالعودة الا عام 1965 بحجة انه لا يريد لأخيه استخدام النفوذ والسلطة وتكرار تجربة “السلطان”.

خلافاً لظاهرة سليم الخوري الذي رَامَ الاضطلاع بدور رديف الرئيس الى جانب الرئيس، ومن خلاله ادرج طموحاته السياسية، من غير ان يتردد مرة انه كان يطمح الى خلافته، بل التحوّل الى الرجل القوي في العهد، سلك فرنجيه بعد انتخابه رئيساً عام 1976 منحى مختلفاً ذا بعد عائلي محض.

لم يكن قد انقضى شهران عندما جرى انتخاب فرعي في زغرتا لملء المقعد الذي شغر بانتخاب فرنجيه رئيساً. كان نجله الاكبر طوني المرشح الوحيد له، فشغله بالتزكية. بدت تلك اولى علامات رغبة الرئيس في تحضير خلافة ابنه له في زعامة زغرتا اولاً. في خطوة لاحقة على تكريس الزعامة العائلية والسياسية، في موازاة النيابة، سارع الى توزيره في ثلاث حكومات متعاقبة عامي 1973 و1974، في الحقيبة نفسها البرق والبريد والهاتف. تسبب اصرار الرئيس على توزير نجله في افتراقه عن حليف السنوات المنصرمة في تكتل “الوسط” صائب سلام، وبات شرط موافقته على تكليف اي رئيس جديد للحكومة دخول فرنجيه الابن الى صفوفها، فسلّم امين الحافظ وتقي الدين الصلح ورشيد الصلح تباعاً بهذا الشرط.

قبل ذلك دعم فرنجيه انتخاب صهره عبدالله الراسي نائباً عن عكار، ونُسجت احاديث وفيرة عن صعود دوري زوجته ايريس وابنته صونيا زوجة الراسي في العهد، ناهيك بفتح ابواب الادارة امام الزغرتاويين على نحو قاد ريمون اده الى وصف المرحلة تلك ـ بعدما اضحى في المقلب الآخر من فرنجيه ـ بأنه “عهد كول وإشكور”. لم يتقدّم في العائلة احد دور نجل الرئيس، طوني، الذي تصرّف على انه اكثر من مساعد لوالده، وفي الوقت نفسه الزعيم الجديد للعائلة وزغرتا. في جانب آخر، لم يُتح لصهر الرئيس نائب عكار ان يصبح وزيراً الا بعد سنوات من انقضاء عهد فرنجيه، ابان ولاية امين الجميل عام 1984، بصفته ممثلاً عن الطائفة الارثوذكسية بعدما حالت الظروف حينذاك دون تمثّل فرنجيه، زعيم موارنة الشمال، بوزير ماروني. مذ فقد نجله في اغتيال بشع عام 1978 بات الراسي معاوناً رئيسياً لعمّه، من غير ان يكسبه ذلك حيثية سياسية مستقلة شأن “السلطان” سليم في ما مضى، وشأن ابن عمّه طوني. لم يتعدَّ ما فعله الرئيس السابق سوى تأمين انتقال الزعامة في البيت والعائلة والمنطقة.

منذ اتفاق الطائف، من دون الخروج على تقاليد الوراثة السياسية الحتمية، اضحت ظاهرة الصهر اكثر تعميماً وتجريباً، بل حالاً شبه مستقرة ومستمرة، وبات على اللبنانيين ان ينتظروا ظهور الصهر مقدار انتخاب الرئيس.

فور انتخابه اختار الياس هراوي صهره فارس بويز مستشاراً له في بدايات العلاقة والحوار مع سوريا والافرقاء الآخرين ما بين عامي 1989 و1990، قبل ان يعيّنه وزيراً للخارجية ويواظب على هذا المنصب ثماني سنوات بلا انقطاع، فبدا الرجل الاقرب الى الرئيس، المسموع الكلمة، ثم لاحقاً مرشحاً طبيعياً للرئاسة اللبنانية من غير ان يكون بالضرورة مرشح عمّه. بعد هراوي أحل الرئيس الخلف اميل لحود صهره هو الآخر الياس المر في وزارة الداخلية ما بين عامي 2000 و2004، قبل ان يُجبر على التخلي عنه، بقرار من دمشق، كي يحل في الحقيبة نفسها سليمان فرنجيه، ما لبث المر ان انقلب على عمّه واضحى في فريق 14 آذار مذ تعرّض لمحاولة اغتيال عام 2005. لأنه ارثوذكسي، لم يكن في وسعه ان يصل الى ابعد من حقيبة وزارية. لعل القاسم المشترك بين بويز والمر ان دوريهما النافذ والمتشعب في ظل عمّيهما لم يحجب قاعدة جوهرية هي ان رئيس الجمهورية هو صاحب القرار. لم يسع اي منهما، رغم تأثيره، الحلول محل الرئيس او التصرّف بالنيابة عنه، او الاجتهاد اكثر من النطاق المجاز له استخدامه، كأن يكون هو الرئيس الظل في ظل الرئيس الاصل.

الدور الذي اضطلع به ولا يزال ثالث صهر بعد اتفاق الطائف: جبران باسيل في عهد ميشال عون.

قد يكون من الحتمي وضع باسيل في منزلة مختلفة عن الظواهر المتعاقبة تلك. مع عمّه الرئيس هو اكثر من “سلطان”، واكثر من مستشار وصاحب كلمة مسموعة. بارادة الرئيس منذ وصل الى قصر بعبدا، يريده ان يكون خلفه. ولذا لا يشبه باسيل بويز، سلفه في وزارة الخارجية، عندما يجول بصفته هذه على القارات لعقد لقاءات حزبية وتعميم صورته كمرشح محتمل للرئاسة ويتعرف الى قيادات الدول ويستنفر اللوبيات اللبنانية ويحرّض الجاليات على الولاء لتياره. لا يشبه المر اذ اضطلع بدور الوسيط المعني بـ”غسل القلوب” كلما نشأت ازمة بين عمّه ورئيس الحكومة او رئيس البرلمان، بل يجتهد باسيل في ادارة دوره، وافتعال الازمات احياناً من اجل ان يعثر هو على حلولها. ولذا عُدَّ عن حق الشريك الحقيقي لرئيس الحكومة في السلطة، وإبرة توازن النظام، وميزان ممارسة الصلاحيات احياناً والاعراف حيناً. بغطاء كامل من رئيس الجمهورية، يضفي على نفسه صورة اكبر من الرئيس الظل ليمسي اقرب الى الرئيس المفترض. غالباً ما نصح عون قيادات لبنانية طلبت الاحتكام اليه بأن احالها على التفاهم مع صهره فقط. ربما بسبب هذا الجموح احاط الرجل نفسه بأوسع مروحة من الخصوم.

 

لبنان قِطارْ العُمِرْ اللي رَحْ يُخْلَصْ...

جورج يونس/فايسبوك/28 ايلول 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78898/%d8%ac%d9%88%d8%b1%d8%ac-%d9%8a%d9%88%d9%86%d8%b3-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%82%d9%90%d8%b7%d8%a7%d8%b1%d9%92-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%8f%d9%85%d9%90%d8%b1%d9%92-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%8a-%d8%b1/

مسموح نموت ونشحَذ ونِتْسَمَمْ ونُمْرَضْ

مسموح ناخًذْ إدوية أعصاب ونشتري دولار، مسعرو مصرف لبنان بِ 1520، بِ 1700

مسموح نُقْعُدْ ساعات بالشمس تندفع ضرايب وحدهم بيستفيدو منها

مسموح نْبَخِرْ زعما الحرب اللي خربونا وسرقونا وأفلسونا

مسموح نُقْعُدْ بلا شغلا لأننا ما منقرب حدا من العِيَلْ الحاكمة

مسموح نِتْشَفَعْ لالله وللأنبياء والقديسين ونُطلب معونتهم

مسموح نُنْصُبْ اذا كنا عم نشيل حصة لأحد أمراء هالايام التعيسة

مسموح نوقف ع بوابهم ونعيش مع الزبالة ونشِمْ هواء ملوث

مسموح نوَدِعْ كل يوم أهلنا ورفقاتنا بسبب طرقاتنا المظلمة والخطرة

مسموح ندفع أغلى فاتورة موبايل لأسوأ خدمة

مسموح ندفع ثلاث فواتير ماء وفاتورتين كهرباء

مسموح نسوق كلنا "بيكانتو" لأنو ما بقى في حمير تنساق غيرنا بالبلد

مسموح نروح بكمين كرمال هالقريعات، ويجو يدفنونا وهني عم بدخنو سيغار وضِحكِتهم رَطِلْ

مسموح ندفع بالمحكمة مخالفات مش مبلغيننا فيها بعد ما نعطِلْ كل شغلنا

مسموح ندفع أغلى فاتورة طبابة بمستشفى محتلة غرفو الفيروسات

مسموح نِتبَهدَلْ ساعات بسبب طوفان الطرقات بالشتي

مسموح إنو ولادنا يتركو المدارس والجامعات الخاصة لولادهم

مسموح إنو نْهِجْ من البلد كرمال هني يحتلو ويصادرو خيراتو

مسموح إنو نتقشف كرمال هني يعيشو عيشة ملوك ونعيم ورحلات سندبادية

مسموح تسكر ثلاث ارباع المحلات والمطاعم والشركات بأسواقنا لأنو روادها ما معهم بقى ياكلو

مسموح نبيع حالنا لعهرهم وعمالتهم ومصالحهم وكملو ليبطل يخلص الحكي...

اللي مش مسموح إنو نعلي صوتنا أو نعترض، أو نقول آخ ونبكي لأننا موجوعين. مش مسموح إنو نسحب أموال أتعابنا من بنوكي هني أصحابها وإذا سحبونا بدفعونا عليها عمولة بدون موافقتنا. مش مسموح نوقف سياراتنا بدون ما ندفع باركينغ لشركاتهم، مش مسموح يكون عنا كرامة، مش مسموح نسافر بدون ما نسدد ضريبة الخروج، مش مسموح نسبح إلا بمنتجعاتهم المصادرة من املاك شعبنا، مش مسموح نتظاهر لأنو زعرانهم بيجتمعو علينا...

هيك ومن وراهم صرنا نعرف شو يعني أخر الدني، وشو يعني إنو هتلر ونيرون وهولاكو كانو عادلين مع شعبهم مقارنةً بأعمالهم، بس الله كبير والموقدة عندو عم تكبر مساحتها وحراس النار ناطرين ابطال الظلم من عنا تحتى يولعولهم أكبر موقدة.

هلقد بحبك يا لبنان

 

تحلّل لبنان سياسة واقتصاداً: إنفلات العونية وهيمنة حزب الله

منير الربيع/المدن/29 أيلول/2019

بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري - وهو كان يسعى إلى تكريس نموذج لبناني يتخطى صراعات الطوائف، وينطلق برؤية اقتصادية عصرية تحدث تغييراً جوهرياً في التركيبة اللبنانية وبنيتها - استعاد لبنان غرقه في منطق الصراعات الطوائفية والمذهبية، وتكرّس في انقسام عمودي حادّ. حينذاك حصل التحالف بين حزب الله والتيار العوني، فدخل لبنان في حقبة السطوة الشيعية السياسية. التيار العوني أقدم على ذلك التحالف لتعزيز موقعه ودوره، فاستفاد من حزب الله وأفاده في ما حققه طوال السنوات الماضية، وصولاً إلى تسوية العام 2016. وفي الأثناء وظّف حزب الله مشاركته في المقتلة السورية إلى جانب نظام الأسد، وجنى ثمارها "الانتصارية" أخيراً في الداخل اللبناني. قبل التسوية الرئاسية، كانت الصراعات اللبنانية، الطائفية - المذهبية، ببعدها السياسي قائمة ومحتدمة. لكن السنّة والمسيحيين من معارضي حزب الله، وجدوا أنفسهم في حال تراجع على إيقاع مسار الثورة السورية. أما حزب الله والتيار العوني فتقدما في خيارهما السياسي الطائفي لتحقيق "الانتصار" الذي تجلّى في تسوية انتخاب ميشال عون. وكأنما اغتيال الحريري حقق مبتغاه. فدخل لبنان حقبة جديدة من الصراعات المذهبية والطوائفية، تصدرها هذه المرّة التيار العوني بخطابه الشعبوي المسيحي المتعصب. وهذا عرّى الصراع "الطائفي والمذهبي" اللبناني من أبعاده السياسية، وسلّم  الجميع لحزب الله بإدارة البلاد، سياسياً، أمنياً، عسكرياً، واستراتيجياً.

سياسة الهستيريا والشائعات

عندما يغيب الصراع السياسي، تصبح الأوضاع والصراعات اللبنانية خطرة: تندفع الجماعات اللبنانية، المعبأة والمجيّشة طائفياً ومذهبياً، في حال العصاب الهستيري الذي يُفرق الجماعات إياها في سعار من الشائعات والسخف والتفاهة. فتقدّس كل ملّة أو طائفة قائدها أوزعيمها.

وفي هذه الحال تظهر المواقف الآلية المستلبة، التلقائية أو المسبقة، الشبيهة بما يمكن تسميته "الجيوش الإلكترونية" التي تغيّب أي منطق نقدي عقلاني، وتنزع عن المواقف طابعها السياسي المفهوم. وهكذا يصبح الانتماء عصابياً أعمى، مثل الدفاع عن النفس، أو الهجوم على الآخرين، فيبلغ الهذيان درجة الحضيض. ينسحب هذا كله على أهل السياسة الذين يضطرون وفق هذه القواعد، إلى مجاراة نوازع جمهورهم الهذيانية، فتطفو على السطح حملات عشوائية، تنتقل البلاد أو أجزاء وجماعات منها، من أزمة إلى أزمة، منها: تملك الشيعة واستئجارهم البيوت في بلدة الحدث المسيحية، إلى الصراع بين "عملاء ومقاومين"، إلى الخلاف المستجد على "ترسيم الحدود" بين الضنية وبشرّي، وصولاً إلى الأزمة المالية والنقدية التي يلابسها الغموض، وتختلط فيها الشائعات بالوقائع. هذه الحال الانحدارية تحول البلاد حارات وزواريب ودساكر. والحال هذه انتقلت أخيراً إلى مجلس النواب في جلسته الأخيرة، التي أثبتت سقوط السياسة والانحدار إلى قاع سحيق، تجاوز فيه التيار العوني والقوات والكتائب كل خلافاتهم، واتحدوا "مذهبياً" ومناطقياً، من دون أي نقاش عقلاني. إنه الترهل الذي يستدعي الحاجة إلى مجاراة النوازع الشعبوية، والابتعاد عن الحسابات السياسية لصالح حسابات ضيقة ومنغلقة. وهذا ما يجدد الجدل الأزلي: من يسوس الآخر؟ الناس وعصبياتهم يسوسون الساسة، أم أن العصبيات تسوس الناس والساسة والزعماء معأ وفي آن واحد؟ أم أن السياسيين الذين عليهم لجم نوازع أتباعهم، هم من يطلقونها؟.

الحريري خارج السرب

هنا لا بد من تسجيل ملاحظة: رئيس الحكومة سعد الحريري، هو من النادرين الذين لا ينجرّون خلف نزعات جمهوره، على الرغم من كل الملاحظات والاعتراضات على أدائه. فهو يلتزم بكلمة جامعة، على خلاف القوى السياسية الأخرى. لكن مشكلته تتجلى في عزوفه عن جبه حالات التحريض التي يتبعها الآخرون: مثلاً، ما لا يتوقف عنه جبران باسيل من تحشيد عصبي غوغائي،  وكذلك ما حصل في جلسة مجلس النواب الأخيرة، حين غلبه "الزعل" فغادر القاعة، بدلاً من المجاهرة والمواجهة بموقفه. وحقيقة ما جرى، هي أن هناك قوانين لاستكمال مشاريع طرق في بعض المناطق في المتن وجبيل، تمولها خزينة الدولة. قال الحريري ليس من أموال حالياً لاستكمال هذه المشاريع، فجرى تجاوزها. وحين وصل النقاش إلى قرض كويتي لاستكمال مشروع في الضنية، اعترض النواب العونيون ومعهم الكتل المسيحية الأخرى، على قاعدة 6 و6 مكرر. لكن مشروع الضنية يموله قرض من خارج الموازنة. عزف الحريري عن شرح وجهة نظره، وصوّر التيار العوني الأمر بأنه خلاف طائفي ومذهبي! هذا مؤشر على حال الجنون المعمم في البلاد. فلم يعد "المشرِّعون" يختلفون عن أصحاب الرؤوس الحامية في الطرق والزواريب، أولئك الذين يعتبرون أنفسهم في حروب وجودية. وتوسع الخلاف الذي حصل في الجلسة إلى خارجها وبعدها، فانفجر على وسائل التواصل الاجتماعي حملات طائفية على الحريري الذي اعترض على هذه المشاريع، انسجاماً مع الشروط الفرنسية لتخفيض الانفاق، وإطلاق مؤتمر سيدر. وهذا موقف فرنسي كان الحريري قد سمعه بوضوح خلال لقائه ماكرون. وما دفع الحريري للعودة إلى القاعة العامة في مجلس النواب، هي تداعيات اللقاء بين ماكرون والوفد اللبناني في نيويورك، إذ كان الرئيس الفرنسي واضحاً تمام الوضوح في انتقاداته الإدارة اللبنانية. ملاحظات ماكرون هي التي عززت موقف الحريري من هذه "التفاصيل"، فرضخ نواب التيار العوني في مجلس النواب، لتستمر الحملات السياسية على الحريري في خارجه، انسجاماً مع التوجه الشعبوي للجمهور العوني.

الابتزاز العوني

تؤكد هذه التفاصيل خلاصة مرّة: تعيش البلاد أسوأ أيامها على صعيد التعصب المذهبي والطائفي، الذي قد تصل إلى حافة الانفجار. وهنا ثمّة مفارقة لا بد من تسجيلها، حول التنازلات التي يقدّمها سعد الحريري باستمرار، والمتصلة برؤيته لـ"الاجتماع السياسي" والتسوية وتهدئة الخواطر في البلاد. فهو تعرّض على مدى سنوات لأعنف الحملات من التيار العوني في السابق: إنه يريد أكل حقوق المسيحيين، وأسلمة البلد، بينما كان التيار يمدح حزب الله القوي الذي يقدّم نفسه حريصاً على المسيحيين ودورهم. في خلفية تفكير الحريري، أن المسيحيين يمثلون اهتماماً جلياً لدول الغرب، ولا بد من تعزيز أوضاعهم وتحسين العلاقة معهم. وهذا المنطق اتبعه حزب الله، ويُطلق عليه تحالفاً استراتيجياً مع التيار العوني، بسبب حاجته إلى الغطاء المسيحي. هذا المنطق، هو الذي دفع الحريري إلى محاولة استنساخ تلك التجربة على قاعدة احترام "الأقوياء" في طوائفهم، وعدم حرمان المسيحيين. وهكذا وصل إلى خيار انتخاب عون، وقدّم تنازلات قاهرة. لكن المفارقة أن الرجل الذي يتودد دائماً، ويحرص على الجمع، يقابل بنكران دائم، أو بحملات مستمرة لإضعافه، أو للحصول منه على المزيد. لكن منطق "الخوف المسيحي" الذي يعممه العونيون، لانتزاع المزيد من المكتسبات في لعبة المصالح، يحتاج دائماً إلى خصم يمثّل تهديداً وجودياً. وهذا ما يبقي التيار العوني في حال حرب دائمة، مع "الآخر"، بمعزل عن حربه الدائمة على القوى المسيحية المعارضة له. وهكذا يجد التيار العوني في الحريري "الضرع الحلوب" الذي يحتاج إليه للوصول إلى رئاسة الجمهورية، ولإبرام الاتفاقات معه في رئاسة الحكومة. لذا يصير الحريري الطرف الأكثر عرضة للابتزاز بحثاً عن تنمية شعبية التيار العوني، تحت شعار استعادة الحقوق والصلاحيات، وطمعاً بالمزيد من التنازلات، وإلا يكون مجدداً في خانة من "يستهدف المسيحيين". أما حزب الله فيقدّم تنازلاته شكلياً للعونيين، ومن تحت الطاولة، فيسلفهم مواقف مخاتلة، على غرار قضية فايز كرم أو العملاء، أو غيرها من الملفات المشابهة.

 

فاقد الشيء لا يعطيه

د.مصطفى علوش/جريدة الجمهورية/السبت 28 أيلول 2019

«هَبوني عيداً يجعل العُرب أمّة    وسيروا بجثماني على دين برّهم

فقد مزّقت هذي المذاهب شَملنا    وحَطّمتنا بين نابٍ ومنسم

سلامٌ على كُفر يوحّد بيننا    وأهلاً وسهلا بعدها بجهنّم»

(الشاعر القروي سليم الخوري)

عندما كنتُ أدرس في الجامعة العربية الأميركية في بيروت، أي من حوالى أربعة عقود تقريباً، فاجأتني أستاذة الأدب العربي الدكتورة وداد القاضي بتصريح ناتج من بحث معمّق في الشعر العربي الجاهلي!

التصريح هو أن تغني ذاك الشعر بالشهامة وغضّ الطرف والمروءة وإلى ما هنالك من صفات حميدة، لا تعني وجودها في حياتهم بشكل يومي، بل على العكس فإنها تعبّر منطقياً عن نُدرة هذه الصفات في تلك الأيام. فالمنطق أيضاً يقول انّ التغَنّي يكون عادة بما هو نادر، وفي المنطق أيضاً فإنّ مجتمعاً قَبلياً من البدو الرحّل، حيث أنّ الغزو والإغارة وما يُقال عن وأد البنات لحفظ عرض القبيلة كلها تشير الى أن الحياة اليومية كانت قائمة على الغدر والخيانة والثأر والاستقواء والاغتصاب. أما عكس تلك الصفات فقد كان استثناءً.

بالطبع، وأنا مَن عشتُ طفولتي على أساطير العرب والعروبة، لم يعجبني ذاك الحديث رغم منطقيته، ففجأة ومن دون تمهيد، سقط البرج العاجي عن الماضي التليد والإرث المجيد، وأصبح شعار الأمة العربية الواحدة ينقصه وجود رسالة خالدة!

الواقع أنه مرّت سنوات قبل أن أقرأ كتاب طه حسين «في الشعر الجاهلي»، وفيه بحث ينفي بالكامل حتى وجود شعر جاهلي كما وصلنا، مؤكداً أنّ هذا الشعر هو جزء من نَسج الأسطورة التاريخية للعرب، وأنّ الشعر المسمّى جاهلياً وُضِع في العصر العباسي.

والواقع أنّ غياب الوثائق المنسوبة لتلك الحقبة قد يدفع للشكّ بكل ما قيل عن الشعر في تلك الفترة، ومن ضمنها طبعاً المعلّقات السبع، وغيرها من الأمور المتعلقة بسبق التاريخ في المعاني. وهذا الموضوع على كل الأحوال مدار بحث أكاديمي في أيامنا لا نعلم إلى أين سيؤدي، وللأسف فإنّ الباحثين بأكثريتهم من غير العرب.

ما لنا ولكل تلك الإطالة، ولكن الشيء بالشيء يُذكر، فإنّ جزءاً من الأسطورة الوطنية اللبنانية منسوج على مقولات وشعارات عظيمة لدرجة أنها تتردد على لسان كل سياسي ومسؤول يرغب في ملء الفراغات في منطق خطابه، وهي كثيرة لدرجة تشبه الجبنة السويسرية، لكنّ اعتماد هؤلاء على جَهل السامعين من جهة، وعلى شخصيتهم الآسرة من جهة أخرى، سمحت لتلك الخطَب العصماء بأن تمر من دون نقد أو تمحيص.

من تلك المقولات مثلاً وليس حصراً: «الوحدة الوطنية، والعيش المشترك، والشراكة الوطنية، والتعايش، أو المسيحي والمسلم أخوة...» لكن إن كان ذلك كله صحيحاً ويمثّل حقيقة حياتنا اليومية، فلم الحديث عنه؟ ولِمَ تكرار الحديث عمّا يؤكد عكسه ويناقضه مثل: «وأد الفتنة المذهبية، قطع الطريق على الفتنة الطائفية، لعن الله من أيقظَ الفتنة النائمة، وكنّا على شفير الإنفجار الطائفي»؟

وإن كان الكل في حال وحدة، فما جدوى هاجس الوحدة المسيحية، والوحدة الإسلامية والوحدة السنية والدرزية والشيعية؟ وما معنى شعار «أوعى خيّك»، مع اعتذاري لصديقي ملحم الرياشي المغرَم بالتعابير الوجدانية؟

فإن كان شعار المصالحة المؤقتة التي بَدت أنها مجرّد زواج متعة بين حزب «القوات» والتيار «الوطني الحر» هو «أوعى خيّك»، فهذا يعني منطقياً بأنّ الأخ هو المسيحي، أمّا الآخرون فبطبيعة الحال ليسوا من فصيلة الإخوة. وإن كان المقصود بـ«أوعى خيّك» هو تحاشي أذيّة الأخ المسيحي، فهل يعني جَواز أذيّة الآخرين من «الغويم» مثلاً؟

وإذا كان لبنان وماؤه وبحره وجبله ملك الجميع، فما هذا الجدل السخيف على بركة القرنة السوداء؟

وكيف تحوّل ذاك الجبل أرضاً مقدسة لأنها «تحوي دماء شهداء مسيحيين»؟ وكيف أصبحت أرضاً مقدسة إسلاميّاً بعد صلاة الجماعة هناك؟ كان يكفي اللجوء إلى القانون والمنطق، وبحث وجوب إقامة البركة والمصلحة والضرر منها، بَدل قيامة القيامة والتهييج والتجييش بإسم الدين، والذي يُبادر به عادةً مَن نَدر وجوده في صلاة الأحد أو الجمعة إلّا على عيون الناس، وإن وجدوا فهم يبالغون بالتعبير عن التقوى.

وما جدوى اتهّام رئيس الحكومة بالطائفية لمجرد أنه سعى لإقرار مشروع لمنطقة فيها مسيحيين ومسلمين ولم يُقرّ لأخرى؟ مع العلم أنّ هذا الرئيس بالذات متّهم من قبل طائفته بقِلّة حرصه على مصالحها!

«عصفورية» بكل معنى الكلمة، وليعذرني قداسة البابا الذي أحبّ هذا البلد وزارَه، فلبنان الرسالة هو مجرّد تَمن.

لكنّ المفارقة المثيرة للشفقة فهي كوننا نعطي اليوم دروساً ونصائح، ونوهِم العالم بأننا نستحق أن نكون «مركز أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار» فيما نحن عاجزون عن الحوار في ما بيننا!

عفواً سيدي، إنّ فاقد الشيء لا يعطيه.

 

الفصل الروسي من "الليل السوري الطويل"

وضاح شرارة/المدن/28 أيلول/2019

"توّج" الإحجام الأميركي والغربي عن الرد على تجاوز بشار الأسد حظر استعمال السلاح الكيماوي، وقصفه غوطة دمشق الشرقية في صيف 2013، الفصلَ الأول من "الحروب" السورية الأهلية والاقليمية المتمادية (مقال الكاتب في المدن، الليل السوري الطويل... في رواية سياسية متماسكة، تعليقاً على كتاب سفير فرنسا في دمشق الليل السوري الطويل). وترتب على الإحجام والتجاوز انعطاف المواجهات العسكرية، على طول الأراضي السورية وعرضها، نحو نزاع أهلي ومذهبي تخطى الحدود السورية إلى لبنان (استيلاء "حزب الله" على القصير والقلمون) والعراق (استيلاء تنظيم "الدولة الاسلامية" على الموصل بعد الرقة وإعلانه "دولته")، وإلى الأردن وتركيا على وجوه متفرقة. وبين أوائل 2014 وأيلول/سبتمبر 2015، تاريخ انخراط روسيا بوتين في حماية "دولة" بشار الأسد وبداية الفصل الروسي من الحروب الدائرة، تعاقبت حوادث متفاوتة الخطورة أدى بعضها إلى تعقيد المسألة السورية فوق تعقيدها السابق.

فحين زحفت قوات "داعش" على كوباني الكردية، على الحدود بين سوريا وتركيا، وصدتها قوات "حماية الشعب" الكردية، وتولى طيران الدول الغربية المتحالفة ترجيح كفة المدافعين وهزيمة المهاجمين، المنتصرين إلى يومها، نفخ الانتصار في نفوس الكرد المحليين، وكرد البلدان الأربعة الاقليمية التي تتقاسمهم، الأمل في إنشاء كيان قومي خاص على صورة من الصور الحقوقية والسياسية المتاحة. فأثارت الواقعة- وهي توجت الروافد الكردية مجتمعة، من العراق القريب ومن الجوار التركي، إلى سوريا وإيران، بأكاليل الشجاعة والصمود والمناعة- حفيظة تركيا وخوفها من الشقاق الكردي والمسلح الداخلي. وظهرت على السياسة التركية الداخلية والإقليمية، علامات تصلب حملتها على تيسير دخول الداعشيين، المتقاطرين من أوروبا والمغرب وآسيا الوسطى والقوقاز الروسي، الأراضي السورية من بوابة تركيا.

ولم يحُل ذلك، في مرحلة أولى، دون تماسك الجيش السوري الحر، وإعلانه الحرب على "الدولة". وأسعفه اعلان الحرب ووحده وشد أواصره المتراخية، وأمكنه من انتزاع إدلب وحلب من الاسلاميين الغلاة. ويلاحظ دوكلو، آسفاً، أن هذا الانجاز لم يدعُ من يسميهم "الغربيين" إلى تقدير الجيش الحر حق قدره، ومساواته بالمقاتلين الكرد. وأتاحت الصواريخ المضادة للدروع، من طراز تاو، التي تفضلت بها قوى إقليمية على الجيش الحر، ولم يعارض الأميركيون تسليمها، اعتراض تقدم قوات النظام، ودخول إدلب، وإنشاء "جبهة الجنوب" برعاية أردنية. ولم يدم التموين الأميركي البخيل وقتاً طويلاً. ويعزوه بعضهم إلى تحفظ شطر من إدارة أوباما على سياسته السورية. فجف تدريجاً، واشترط أصحابه على السوريين قصر قتالهم على "الدولة" وترك قتال أنصار "دولة" بشار الأسد.

وتعود عولمة الحرب في سوريا إلى هذا الفصل. وعواملها ستة:

1) بروز تهديد "جهادي" عالمي (من ثمراته المباشرة العمليات الارهابية التي طاولت فرنسا وبلداناً أخرى في أوائل 2015).

2) إقدام الولايات المتحدة وبعض حلفائها على قصف وادي الفرات قصفاً متصلاً.

3) فتح جبهة حرب "تركيا على الكرد".

4) إرسال الحرس الثوري الإيراني آلاف "المتطوعين"، بعد انخراط جماعات عراقية شيعية في القتال منذ 2012، واشتراك "حزب الله" اللبناني وبعض الهزارة الأفغان في 2013.

5) توزيع أطراف غربية وتركية وعربية مساعدات عسكرية وغير عسكرية على منظمات مقاتلة متفرقة.

6) إتمام التدخل العسكري الروسي الضخم، في أواخر صيف 2015، التوجه إلى عولمة "الحروب السورية".

ويعلل "أصدقاء" السفير الفرنسي السابق "الروس" (يكتب: "أصدقائي الروس"، ص 122)، انخراط بوتين في الحرب الدائرة منذ 4 سنوات ونصف السنة بأسباب، متضافرة يلخصها على النحو التالي: إنقاذ بشار الأسد المتهاوي، واستباق الفوضى العارمة ("سيناريو كابول"، في 1992) التي يتوقع أن تعقب سقوط دمشق وأن ينجم عنها حرية تنقل "الجهاديين" الناطقين بالروسية بين القوقاز وآسيا الوسطى والمشرق، واختبار القوات المسلحة الروسية قدراتها الميدانية بعد تحديثها منذ الحرب على جورجيا (في آب/أغسطس 2008)، وأخيراً رد الاعتبار إلى مكانة موسكو الديبلوماسية التي امتحنها ضم القرم في 2014، ونفخ في عُظامها، وعزلها بعض الشيء معاً. ولعل بوتين لم يتوقع الحصاد الكبير الذي جناه من انخراطه، غير أنه راهن من غير شك على ربح أكيد يترتب على "عودة" روسية طرفاً في أزمة إقليمية ودولية متفاقمة.

وأدرك بوتين أن ضعف إدارة أوباما واستحواذ همّ قتال "الجهاديين" على الغربيين، فرصة في مستطاعه انتهازها من غير مخاطرة. وكان الرد الغربي الأول على التدخل الروسي هو السعي في عقد اتفاق يقضي بتجنب الصدام بين قوات الطرفين. وبسط الروس سريعاً سيطرتهم على المجال الجوي السوري، واضطر الغربيون إلى رهن طلعاتهم ومهماتهم بموافقة الروس وشروطهم. وهذه حال بالغة الغرابة إذا احتسب المراقب الخلل الكبير في ميزان القوتين: فقوة الغربيين تفوق بما لا يقاس القوة الروسية، محلياً، في الشرق الاوسط، ودولياً.

والحرب في سوريا حرب قذرة، على نحو من العسير تصوره في القرن الواحد والعشرين. فـ"دولة" بشار الأسد تتوسل بالتعذيب على نطاق قلّ نظيره، وتجوّع السوريين وتضرب الحصار على المدن على ما كان الفاتحون يصنعون في قرون ماضية، وتطهر البلاد التي تستردها تطهيراً سياسياً وإتنياً لا هوادة فيه. وسمع السفير الفرنسي السابق، على ما يروي، شخصيات بارزة تعلن أسفاً بالغاً على سكوت أقطاب عرب ومسلمين عن فظائع حرب اختصرها هؤلاء في تورط إيران وتوريطها. ولاحظ آخرون أن الإيرانيين رموا في أتون الحرب آلاف المساكين الشيعة، من باكستانيين وعراقيين وهزارة أفغان ولبنانيين، لقاء مرتب شهري يعين أسرهم على البقاء. وعلى المثال الشيشاني السابق، تكيف الروس مع حرب متوحشة، فقصفوا الأبنية المدنية والعسكرية قصفاً مدمراً، واستهدفوا أولاً الجيش السوري الحر وتشكيلاته، والمستشفيات والمدارس. وأدى القصف إلى نزوح السكان المقيمين في مناطق المعارضة. ووسع قوات الأسد، والميليشيات الشيعية المناصرة، الاستيلاء على آخر أحياء حمص في كانون الأول (ديسمبر)، وعلى داريا في آب 2016، ومعظم "سوريا المفيدة" (محور دمشق-حمص-حلب إلى الساحل المتوسطي)، تحت العباءة العسكرية الروسية.

وغاب عن الغربيين، في الأثناء، خروج السوريين على الطاغية. وعلق بأذهانهم وعقول أصحاب القرار منهم اقتصار الحرب على "داعش" وصدارة هذه الحرب. واضطرت الجماعات التي تؤيدها الولايات المتحدة وبعض الدول الاقليمية إلى كف حربها على "الدولة" ونظامها، وتحولت "حرس حدود" لبعض دول المنطقة، على قول مقاتلين من هذه الجماعات. وسيطرت كتائب الجيش الحر وجبهة النصرة (جبهة تحرير الشام) على محافظة إدلب وتحالف الفريقان نهاراً واقتتلا ليلاً.

وجمع بوتين في الحرب الهجينة التي يخوضها القوات النظامية إلى القوات غير النظامية، والعمليات العسكرية إلى العمليات الاعلامية، والقوة الخشنة إلى القوة الناعمة. وشن هجوماً ديبلوماسياً في نيويورك في موازاة هجمات طيرانه على المدن والسكان وبعض جماعات المسلحين. ونقل المفاوضات واللقاءات من جنيف إلى فيينا. وأسهم نشاط جون كيري، الأميركي، في تشبيه عمل سياسي دولي. ولاحق وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، وألح في كتابة القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن في 8/12/2015. وكان كوفي أنان، ممثل الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص يومها، استصدر في حزيران/ يونيو 2012 قراراً يلزم الحكم بمرحلة "انتقالية"، مؤداها الفعلي رحيل بشار الاسد. وعلى خلاف قرار 2012، خلا قرار 2015 من الاشارة الى "انتقال" السلطة وإجلاء الطاغية عنها.

ومذ ذاك، اقتصرت القرارات التالية على دعوات إلى وقف النار. وتوالت الاتفاقات في هذا الشأن، وتوالت انتهاكاتها بعد أسابيع قليلة وأحياناً بعد أيام. وانتهت مفاوضات عسيرة بين الاميركيين والروس، في النصف الثاني من 2016، إلى رسم إطار عريض يرعى هدنة متدرجة. وارتكب سلاح الجو الأميركي خطأ قضى جراءه عشرات من جنود النظام، ورد الروس بقصف قافلة إغاثة. فتخفف الفريقان من الاتفاق، ومهد التخلي عنه الطريق إلى الهجوم النظامي- الروسي - الايراني على حلب، وسقوطها في الشهر الأخير من 2016.

وأعقب الانخراطُ التركي الانخراط الروسي. وشهدت علاقات الدولتين بين تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، تاريخ إسقاط سلاح الجو التركي طائرة عسكرية روسية، وبين منتصف تموز/يوليو 2016، تاريخ محاولة الانقلاب على أردوغان، تجاذباً حاداً وعقوبات روسية كادت تؤدي إلى القطيعة على رغم حجم المصالح المشتركة الكبير. واستعجل بوتين إظهار انحيازه إلى أردوغان آن تلكأ الغربيون. والتقى الرئيسان في آب. وفي أواخر الشهر دخلت القوات التركية أراضي سورية، وبلغت عفرين، وحالت بين الكرد وبين توسيع إقليمهم، وسقطت حلب في الأثناء، وانضمت الفصائل السورية المرابطة هناك إلى الحملة التركية، وقصد بعض المحاصرين في حلب إدلب ومحافظتها.

وغداة حلب، لم يبق شاغل للغربيين غير الحرب على "دولة" الإسلاميين. وافتقروا إلى أضعف مقومات استراتيجية في المسألة السورية والحرب الأهلية الدائرة على الأرض وفي بعض الجوار. ومضى بوتين على جمع المعالجة السياسية إلى المعالجة العسكرية. فساند الأسد في بسط سيطرته على الأراضي التي ينتزعها من المعارضة. وشق مسار آستانا، ونسق بين سياسات إيران وتركيا وروسيا، وأخرج الغربيين من مناقشة المسألة السورية. وتولى ثلاثي آستانا "ضمان" خفض التصعيد في دمشق ودرعا والرستن (أيار/مايو 2017)، ورعى "مصالحات" أنكرها النظام، ووَسِع "الضامنين" التنصل منها حال وصف فريق من مقاتلي المعارضة بـ"التكفير" أو "الإرهاب".

ونجاح موسكو العسكري لم يوازه ولا كافأه نجاح سياسي (والقرينة اليتيمة على خطوة سياسية هي الانتهاء، قبل أسبوع واحد من نشر المدن هذه العجالة، من تشكيل اللجنة الدستورية المنتظرة منذ أوائل 2018، تاريخ انعقاد مؤتمر سوتشي، ولكن الفراغ من الإجراء لا يضمن أداء اللجنة وظيفتها الحائرة: تعديل الدستور "المعدل" في 2012 أم كتابة دستور جديد). ومع سقوط الغوطة ودرعا، في ربيع 2018، أنجز الروس وضع يد "دولة" الأسد على "سوريا المفيدة". ونظير هذا، حرر الائتلاف المناهض لـ"داعش" الرقة في تشرين الأول 2017. ويعتصم الكرد بوطن روجافا. ومنذ أوائل 2018 تَصلي أطراف آستانا بعضهم بعضاً مباشرة أو بالواسطة، معارك فرعية تخوضها قوات النظام والميليشيات الكثيرة المؤتمرة بأمر الأقطاب. وفي الأثناء، يشن سلاح الجو الاسرائيلي هجمات متصلة على مواقع إيرانية منتشرة على الاراضي السورية، ومنذ وقت وجيز على الأراضي العراقية واللبنانية المتاخمة. وعلى هذا بلغت عولمة "الحرب" السورية مدى لا تحصره قوة واحدة، ولا ائتلاف قوى. وبلغت حداً من التعقيد يفيض عن الخطوط الاستراتيجية المتماسكة والمقدرة.

ولعل مصائر "الحروب" السورية في الأعوام الثمانية- التسعة المنصرمة تمثيل على مآلات النزاعات في عالم متعدد الأقطاب، خَلَف عالم "القوة القصوى" الذي تربعت الولايات المتحدة في سدته طوال العقد ونصف العقد تقريباً. ولا يخفى أن دعاة تعدد الأقطاب- ويتصدرهم دعاة روس فيهم ألكسندر دوغين، أحد "مرشدي" بوتين الاوراسي، والمحاضر في بيروت تلبية لدعوة جهة أو جهات قريبة من "حزب الله"- يحملون التعدد الذي يتصدرون الدعوة إليه على علاج الظلم الفادح الناجم عن السيطرة الغربية. ولكنهم يسكتون عن أن "الأقطاب" الخارجين على الامبراطورية (الأميركية) هم امبراطوريات شرهة وساحقة. ويترتب على "تحررهم" من الغرب، على المثال الإيراني الضعيف وقبله المثال الروسي القوي الجلف، سحق جوارهم القريب، واحتلاله واستنزافه، وتصديع مقومات اجتماعه السياسي ومجتمعه أولاً.

 

يشعلون الحرائق ويتحدثون عن الأمل!

راجح الخوري/الشرق الاوسط/السبت 28 أيلول 2019

كان استقبالاً فاجعاً ذلك الذي لاقاه الرئيس حسن روحاني في نيويورك، ليس لأن الحكومة الأميركية فرضت قيوداً على تحركاته، وهو ما سبق أن تم فرضه على فيدل كاسترو مثلاً عندما ذهب إلى الأمم المتحدة، بل لأن الشرعية الدولية أجمعت خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، على تظهير موقف عالمي يدين إيران ويقف وراء الرئيس دونالد ترمب في سياسة الضغط على النظام الإيراني.

ليس خافياً أن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف، خططا قبل الوصول إلى الولايات المتحدة، التي ماطلت في إعطائهما تأشيرة الدخول، تأكيداً على أن ترمب ليس متهافتاً على لقاء روحاني، كما سبق أن فعل باراك أوباما عام 2015، خططا لإظهار إيران في موقف إيجابي، عبر مناورتين مكشوفتين تماماً، وصفهما أحد الدبلوماسيين الأجانب بأنهما من النوع المثير للسخرية!

الأولى أن روحاني قال عشية سفره إنه يحمل مبادرة لأمن الخليج، ولم يتردد في أن يطلق عليها اسم «الأمل»، رغم انقطاع أمل دول العالم بأن إيران يمكن أن تخرج من جلدها السياسي المثير للقلاقل والمزعزع للاستقرار. وكان واضحاً أن روحاني اختار منبر الأمم المتحدة للحديث عن الأمن والأمل، رغم معرفة دول العالم كله، أن الأمر لا يحتاج إلى مبادرات خيالية، بل إلى وقف تدخلات إيران السلبية ضد دول المنطقة، منذ رفعت شعار «تصدير الثورة» الذي بدأ بالحرب مع العراق [1980 – 1988].

عندما يقول روحاني إن أمن الخليج يأتي من الداخل وأمن مضيق هرمز يأتي من الداخل، فإنه يقصد طبعاً «الداخل الإيراني»، الذي يحاول أن يفرض هيمنته الإقليمية عبر زعزعة الاستقرار وإشعال الحرائق، والغريب أن حديثه عن مد يد الأخوة والصداقة وهو ما سماه مبادرة «الأمل»، يأتي قبل أن ينجلي دخان الحريق، الذي نتج عن العدوان الإيراني على منشأتي أرامكو في بقيق وخريص، وفي وقت تتصاعد الإدانات الدولية التي اعتبرت أن الهجوم يستهدف دول العالم والاستقرار الاقتصادي العالمي.

عندما كان روحاني يتحدث عن «الأمل»، كان محمد جواد ظريف يواجه استهجان الصحافيين في الأمم المتحدة، ليس لأن الحديث الإيراني عن إقامة تحالف الأمل، بدا وكأنه رد على مساعي الولايات المتحدة والدول الأوروبية، إقامة حلف دولي من خمسين دولة لحماية الأمن وإمدادات النفط في الخليج، بعد مسلسل الاعتداءات الإيرانية على الناقلات، بل لأن معظم الدول التي قال إنها يمكن أن تتحالف مع طهران، تتعرض عملياً، للتدخلات التخريبية الإيرانية، كالعراق والسعودية والبحرين والإمارات وعمان والكويت وقطر واليمن.

لا تقف حدود السخرية من الحديث عن مبادرة «الأمل» الإيرانية عند حدود مزاعم المسؤولين الإيرانيين، أن بلدهم هو مركز الاستقطاب الإقليمي، وأنهم يسيطرون على أربع عواصم عربية وهي بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت، ولا لأن ذلك اقترن في الوقت عينه، بتصريح المبعوث الأميركي الخاص بريان هوك، عن أن واشنطن ترفض العقلية التي تتبعها إيران في المنطقة، وأن طهران تتحدث دائماً عن الدبلوماسية وتقوم بالإرهاب، وأن آخر عملياتها الإرهابية الهجوم على أرامكو، بل أيضاً لأن إمام مدينة مشهد كان في الوقت عينه يقول كلاماً مناقضاً كلياً لروحاني وظريف ولكل ما له علاقة بالأمل.

فقد أعلن آية الله أحمد علم الدين عضو مجمع الخبراء المُكلف تعيين المرشد والإشراف على عمله وحتى إقالته، أن مساحة إيران هي أكبر من حدودها الجغرافية لأن الفصائل المسلحة التي تدعمها إيران في الشرق الأوسط هي جزء من إيران، ولهذا كان السؤال مشروعاً تماماً:

عن أي صداقة وأخوة وأمل يتحدث روحاني عندما يخاطب علم الدين المملكة العربية السعودية بالقول «هل تعلمون أين تقع إيران أليس جنوب لبنان إيران، أوليس (حزب الله) إيران، جنوبكم وشمالكم إيران»؟، مؤكداً أن «الهجوم على أرامكو جاء من الشمال، وأن إيران اليوم ليس فقط إيران، ولا تُحدّ بحدودها الجغرافية فـ(الحشد الشعبي) في العراق إيران، و(أنصار الله) في اليمن إيران، و(قوات الدفاع الوطني) في سوريا إيران، و(الجهاد الإسلامي) و(حماس) في فلسطين إيران».

ويتحدثون عن «الأمل»؟!

أما الموضوع الثاني الذي حمله روحاني، فكان مجرد محاولة مكشوفة للالتفاف على عقوبات ترمب، هدفها إغراقه في مفاوضات هامشية خادعة وسطحية لكسب الوقت، في انتظار نتائج الانتخابات الأميركية، فقبل أن يلقي روحاني كلمته في الأمم المتحدة، قال متحدث باسم حكومته إن طهران مستعدة لتقديم تطمينات، بعدم سعيها لامتلاك أسلحة نووية ولقبول تغييرات بسيطة على الاتفاق النووي المبرم، هذا إذا عادت واشنطن إلى هذا الاتفاق ورفعت العقوبات، وكان واضحاً تماماً أن التعديل الإيراني المقترح يدعو، أولاً إلى إذعان الولايات المتحدة ورفع العقوبات ثم الحديث عن التعديلات البسيطة المشار إليها!

لكن الأمور كانت في مكان آخر تماماً، عشية كل هذه المناورات الإيرانية، عندما وقفت الدول الأوروبية وراء الرئيس ترمب ضد إيران، فقد توافق إيمانويل ماكرون وأنجيلا ميركل وبوريس جونسون، مع وصول روحاني إلى نيويورك، على تحميل إيران مسؤولية الهجوم على أرامكو، ودعوا طهران إلى تغليب خيار الحوار على الاستفزاز بما يعني في وضوح أن الاستفزاز يأتي من إيران.

البيان المشترك عن محادثات الزعماء الأوروبيين الثلاثة، دعا إيران إلى الانخراط في الحوار ووقف الاستفزاز والتصعيد وأنه «حان الوقت لإيران كي تقبل بإطار مفاوضات طويل الأمد حول برنامجها النووي، وأيضاً حول على القضايا الأمنية الإقليمية، والتي تشمل برامجها الصاروخية».

وهكذا من الواضح أن هذا البيان، يتبنى الموقف الأميركي المعروف، الذي سبق أن حدده وزير الخارجية مايك بومبيو، عشية بدء العقوبات في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، في النقاط الـ12، التي يجب على إيران الالتزام بها، ولعل ما يزيد من إحباط روحاني، ما نقله الصحافيون الذين رافقوا ماكرون الذي يقوم بالتوسط بين واشنطن وطهران، من أنه قال بالحرف: «أنا لست متزوجاً من خطة العمل المشتركة الشاملة»، وهو الاسم الذي يطلق على الاتفاق النووي لعام 2015.

في نيويورك أخذت الأمور اتجاهات متناقضة، ليس لأن ترمب بدا حازماً أكثر عندما رفض وساطة ماكرون، قائلاً «ماكرون صديقي لكننا لا نبحث عن وسطاء»، بل لأنه بعد الاجتماع بين ماكرون وروحاني يوم الثلاثاء لمدة ساعة ونصف الساعة، خرج الرئيس الفرنسي، ليعلن أنه يعتقد بأن الظروف باتت مهيأة لإجراء حوار بين الولايات المتحدة وإيران، لكن الصحف الأميركية أشارت صباح الأربعاء، إلى أن ماكرون بذل جهوداً كبيرة لعقد اجتماع، لكن محاولته واجهت الفشل بسبب تمسك الجانب الإيراني، بأن تبدأ أميركا أولاً برفع العقوبات كشرط للقاء، وهو ما اعتبره ماكرون إضاعة الإيرانيين فرصة للحلّ.

كان واضحاً تماماً أن ترمب الذي ذهب كل هذا الطريق في العقوبات لن يقبل التراجع عن موقفه، ولهذا لم يكن مفاجئاً أن يعلن بومبيو يوم الأربعاء أن إيران هي المعتدية على أرامكو، وهي التي تبث الفوضى عن طريق دعمها للحوثيين والأسد وميليشيات شيعية في العراق وأنها لا تستجيب بالتالي إلا للقوة.

وفيما بدا أنه تعليق على خطاب روحاني في الأمم المتحدة قال بومبيو «إنه بائس، إيران تكذب عندما تزعم أنها هزمت الإرهاب»، وأن الدبلوماسية الأميركية لفتت انتباه المجتمع الدولي إلى خطر إيران على السلم العالمي، وتأكيداً على سياسة ترمب المضي في الضغط أعلنت واشنطن الأربعاء عن إرسال مزيد من قواتها إلى المنطقة لدعم السعودية، واتخذت عقوبات جديدة على شركات صينية بتهمة نقل النفط من إيران!

 

أفراد عائلتنا مرتهنون في إيران

بابك نمازي وريتشارد راتكليف/الشرق الاوسط/السبت 28 أيلول 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78920/%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d9%83-%d9%86%d9%85%d8%a7%d8%b2%d9%8a-%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%aa%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d8%af-%d8%b1%d8%a7%d8%aa%d9%83%d9%84%d9%8a%d9%81%d8%a3%d9%81%d8%b1%d8%a7%d8%af-%d8%b9%d8%a7%d8%a6/

حضر الرئيس الإيراني حسن روحاني، في نيويورك، الاجتماعات السنوية للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة. وقبيل مغادرته إيران، اشتكى من «التصرفات الظالمة والقمعية» التي يجري تنفيذها ضد الجمهورية الإسلامية، واصفاً زيارته إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة بأنها «فرصة للإعلان عن وتوضيح وجهات نظر الأمم، لا سيما الأمة الإيرانية العظيمة». تحول التركيز العالمي صوب الاهتمام بإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني، وتقليص فجوة الصراع القائم بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية، لكن العالم قد تجاهل تماماً إحدى الحقائق الصارخة المتمثلة في الاستغلال الإيراني الرهيب لاحتجاز الرهائن كإحدى الأدوات الأساسية في سياساتها الخارجية. وخلال السنوات القليلة الماضية وحدها، اعتقلت الحكومة في طهران رعايا من الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وكندا، وأستراليا، والنمسا، وفرنسا، والسويد، وهولندا، ولبنان. وحري بالأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وقادة العالم الذين اجتمعوا في الجمعية العامة مؤخراً، أن يبعثوا برسالة واضحة إلى الرئيس الإيراني مفادها: أن الدول المتحضرة لا تحتجز الرهائن وتعذبهم بصورة ممنهجة من أجل الاستفادة من أو التأثير على العلاقات الدبلوماسية الدولية، وأن هذا من السلوكيات التي لا يمكن التسامح بشأنها.

بالنسبة إلينا، نحن لسنا من السياسيين، وإنها تعتبر مسألة حياة أو موت؛ إذ يقبع أحباؤنا رهن الاعتقال في السجون الإيرانية منذ ما يربو على أربع سنوات، وكل يوم يمر علينا يثير ذكريات الألم والشجن والأسى لغياب من نحبهم عن عالمنا وهم على قيد الحياة.

السيدان سياماك وباقر نمازي هما من المواطنين الأميركيين ذوي الأصول الإيرانية، وهما قيد الاحتجاز القسري لدى النظام الإيراني منذ أكتوبر (تشرين الأول) عام 2015، ثم فبراير (شباط) عام 2016، على التوالي. ولقد أدين كل منهما باتهامات مصطنعة من شاكلة «التعاون مع حكومة أجنبية معادية»، في إشارة إلى الولايات المتحدة، وحكم عليهما بالسجن لمدة 10 سنوات. ويُحتجز السيد سياماك نمازي حالياً في سجن «إيفين» الإيراني سيئ السمعة في العاصمة طهران، في حين أن السيد باقر نمازي، وهو مسؤول متقاعد سابق في منظمة اليونيسف، قضى عامين كاملين في هذا السجن الرهيب، ولكنه قيد الاحتجاز الطبي شديد الحراسة حالياً.

أما السيدة نازانين زاغاري - راتكليف، فهي مواطنة بريطانية من أصول إيرانية، ولقد ألقي القبض عليها في أبريل (نيسان) من عام 2016 أثناء زيارة عائلية في إيران. وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، أدانتها المحكمة الإيرانية باتهامات أمنية غير مُفصح عنها، وصدر الحكم عليها بخمس سنوات في السجن. كما رُفعت ضدها قضية ملفقة أخرى، مما حال بصورة فعالة دون تأهلها للإفراج المشروط وفق القانون الإيراني. ولقد وصفتها منظمة العفو الدولية بأنها سجينة من سجناء الرأي. وهي قيد الاحتجاز راهناً في سجن «إيفين» الرهيب أيضاً.

ويبدو أن النظام الإيراني لا يكفيه سجن أفراد عائلتنا بطريقة غير مشروعة فحسب، وإنما يصمم على تحطيم معنوياتهم وتعريض سلامتهم وحياتهم للخطر المستمر؛ إذ جرى اقتياد السيدة نازانين قسراً إلى جناح الأمراض النفسية، وهي قيد الحبس الانفرادي هناك مكبلة بالقيود والسلاسل إلى فراشها. كما قيدت إدارة السجن من تواصلها مع أفراد عائلتها، بما في ذلك ابنتها البالغة من العمر خمس سنوات. ولقد قرر الطبيب النفسي في السجن أنها غير مؤهلة لاستمرار حبسها.

تعرض السيد سياماك نمازي للضرب، والصعق الكهربائي، والتعذيب البدني. واقتيد السيد باقر نمازي، البالغ من العمر 83 عاماً، إلى الحبس الانفرادي لفترات طويلة مع معاناته الواضحة من العديد من المشكلات الصحية التي تهدد حياته، بما في ذلك أمراض القلب، ونوبات الصرع، وانسداد الشرايين الرئيسية في المخ. ورغم أنهم سمحوا له مؤخراً بالعفو الطبي المؤقت، لا يزال النظام الإيراني يرفض السماح له بالسفر خارج البلاد لتلقي العلاج اللازم مع التدهور الواضح في حالته الصحية.

ومثل تلك الظروف ليست بالجديدة أو الفريدة على عائلاتنا؛ إذ أقرت مجموعة عمل الأمم المتحدة المعنية بالاحتجاز القسري بأن هناك «نمطاً ناشئاً يشمل الحرمان التعسفي من الحرية للمواطنين الحاملين الجنسيات المزدوجة في إيران»، وأعلنت المجموعة أن احتجاز سياماك، وباقر، ونازانين احتجاز غير قانوني، ويطالبون بإطلاق سراحهم. ولقد أشار المقرر الخاص بالأمم المتحدة بشأن إيران كذلك إلى المحنة الخاصة بالمواطنين مزدوجي الجنسية والرعايا الأجانب الرهائن لدى النظام الإيراني، وذكر أسماء سياماك، وباقر، ونازانين. كما أعلنت منظمة «هيومان رايتس واتش» في عام 2018 أن إيران «صعدت من استهداف المواطنين الإيرانيين من مزدوجي الجنسية والرعايا الأجانب بقرارات الاحتجاز القسرية». ومع ذلك، يواصل النظام الإيراني احتجاز الرهائن بلا رحمة أو هوادة.

لقد وجدت إيران في احتجاز الرهائن ميزة تكتيكية فعالة. لقد استعانت الحكومة الإيرانية مراراً بأداة احتجاز الرهائن في التفاوض بشأن تبادل الأسرى، والاستحواذ على الأسلحة، وتأمين الحصول على مبالغ مالية كبيرة، أو غير ذلك من صور التنازلات المالية الأخرى.

ولقد أبلغت السلطات الإيرانية، السيدة نازانين، أنها قيد الاحتجاز لديهم لممارسة الضغوط على بريطانيا بشأن تسوية النزاع طويل الأجل وقيمته مئات ملايين الدولارات بين الحكومتين الإيرانية والبريطانية. وفي حالة سياماك وباقر نمازي، أفصحت وسائل الإعلام الإيرانية الموالية للنظام الحاكم أن الحكومة تسعى للحصول على مليارات الدولارات مقابل الإفراج عنهما. وتعد مثل هذه التكتيكات انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي مع تعارضها المباشر مع أبسط حقوق الكرامة الإنسانية.

ومن بين المقاصد الأساسية لمنظمة الأمم المتحدة، وفقاً للميثاق الأممي المعروف، هو توحيد بلدان العالم للحفاظ على السلام والأمن الدوليين، وتعزيز وحماية حقوق الإنسان. وإننا نضم أصواتنا إلى أسر المتضررين حول العالم في دعوة مفتوحة للمطالبة بالإفراج الفوري عن سياماك وباقر ونازانين، وعن كل الرهائن المحتجزين قسراً لدى النظام الإيراني. كما أننا نناشد قادة وزعماء العالم لأن يحذوا حذونا في ذلك.

* بابك نمازي هو شقيق سياماك نمازي ونجل باقر نمازي. *ريتشارد راتكليف هو زوج السيدة نازانين زاغاري - راتكليف، وكلهم قيد الاحتجاز القسري في إيران

* خدمة «نيويورك تايمز»

 

ترمب وإيران... النافذة المغلقة

إميل أمين/الشرق الاوسط/السبت 28 أيلول 2019

بلغة هادئة ونبرات واثقة هكذا تكلم الرئيس الأميركي دونالد ترمب من فوق منصة اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حول أميركا والعالم، ومستقبل الكوكب الأزرق بآلامه وآماله، في الحاضر والمستقبل.

بدا الرئيس ترمب جاكسونياً إلى أبعد حد ومد، بمعنى أنه فضّل إعادة فكرة أميركا الاستثنائية، أميركا الحلم الكبير، وإن غلّف الحلم بما يراه متسقاً مع أمن بلاده وأمانها.

خلا خطاب الرئيس ترمب من عبارات الفوقية الإمبريالية الإمبراطورية التقليدية، وثيقة ولصيقة الصلة بأميركا الجيفرسونية، وبدا وكأنه مرة أخرى أقرب إلى الويلسنية، وإن لم يستغرق في الخطاب اليوتوبي، وبالقدر نفسه باعد بينه وبين نبرة الثأر والانتقام وسيادة العالم للمحافظين الجدد.

ترى هل كان رحيل جون بولتون عاملاً مؤثراً في توجهات ترمب؟

لا يهم الأمر من حيث التنظير الآيديولوجي، بل الأهم هو طريق أميركا لإقامة تحالفات جديدة، وبحلفاء يثقون بها، ولا سيما إذا كان ديدنها العدالة الأممية التي تناولها ترمب في سطور خطابه، الذي تجاوز المدة المحددة لبقية كلمات زعماء العالم.

يضيق المسطح المتاح للكتابة عن مناقشة ما ورائيات ما صرح به سيد البيت الأبيض، وإن كان يعنينا بنوع خاص قضايا وملفات الشرق الأوسط والخليج العربي، وبأكثر تحديداً موقفه من إيران السادرة في الغي والسعي للهيمنة وبسط سيطرتها على دول الجوار، كما قال ترمب تصريحاً مرة وتلميحاً مرات كثيرة.

يلفت النظر أمران في شأن ترمب؛ إذ في تصريحات له مباشرة قبل كلمته أكد أن بلاده لا تسعى إلى الصراع أو الصدام مع أي دولة أخرى، لكنه في الوقت ذاته وبلغة الواثق شدد ترمب على أن ذلك لا يعني عدم الدفاع عن الصالح والمصالح الأميركية حول العالم.

عبر عقود طوال كانت المملكة العربية السعودية خير صديق وحليف للولايات المتحدة؛ ولهذا يعد خطاب ترمب في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، اعترافاً أميركياً رسمياً بأن إيران هي التي تقف وراء الاعتداءات الإرهابية على منشآت «أرامكو» النفطية.

تعبيرات ومفردات ساكن البيت الأبيض تجاه طهران ونظام الملالي لم تعزها الدقة، فقد وصفت في حقيقة الحال المشهد خير توصيف؛ إذ اعتبرها نظاماً قمعياً، ينشد استراتيجية الموت، ويصدّرها للعالم من حوله، ولا سيما لجيرانه، ناهيك عن كونه أكبر داعم للإرهاب في سوريا واليمن.

لدى الرئيس ترمب قناعة مطلقة بأن طهران تسعى للحصول على سلاح نووي، وبقدر القناعة بدا الرفض المطلق من قبل رئيس الولايات المتحدة لهذه الفكرة المجنونة التي لا يقبل بها محبو السلام في شمال المسكونة وجنوبها.

ولعله من المثير أن التلاعب الإيراني قد حاول أن يشاغل ويشاغب الرئيس الأميركي، عن طريق الالتفاف على الأهداف، ومحاولة سرقة الأضواء، وتسويف الوقت، غير أن الساعة كانت قد تجاوزت الحادية عشرة بالفعل.

قبل كلمة الرئيس ترمب، كانت وكالات الأنباء تفيد بأن الرئيس الإيراني حسن روحاني، الممنوع أن تطأ قدماه أراضي مدينة نيويورك، يعلن عن أن بلاده مستعدة لمناقشة إدخال إضافات أو تعديلات على الاتفاق النووي، إذا رفعت العقوبات.

من يصدق طهران إذا تحدثت، ومن يثق بالملالي إذا وعدوا؟

قبل نحو شهر من الزمن القريب كانت طهران تتحدث عن رغبتها في تفاهم إيراني - خليجي مشترك من أجل حماية أمن المنطقة، وفي أقل من أسبوعين كانت تحيل المنطقة برمتها إلى جحيم مقيم، تتبدى من خلاله نواياها الساكنة تحت الجلد منذ زمان وزمانين.

أغلق ترمب نافذة التحايل الإيراني مرة وإلى أن تغير طهران سلوكها، وإلا فالأقسى والأقصى حاضران، فمع أنه رئيس لا يفضل الصدام أو الصراع، إلا أنه يعلن وبكل جرأة أن جيش بلاده هو الأقوى عالمياً في اللحظة الراهنة، ولا سيما بعدما أنفق تريليونين ونصف تريليون من الدولارات لإعادة بناء الجيش، ليضحى حائط الصد الأول داخلياً وخارجياً.

هل بلغت الرسالة خامنئي وحرسه الثوري؟

أغلب الظن أنهم في طريق تخطيطهم الآن لفخاخ جديدة لاستدراج جيش ترمب لمواجهة لا يفضلها الرجل الساعي إلى فترة رئاسية ثانية، غير أنه وبكل تأكيد وتحديد سيجد نفسه عما قريب في مواجهة ردات فعل إيرانية ضمن سياق الاندفاع الجنوني للهرب من ضغوط الداخل الإيراني، وتصدير الإشكالية برمتها إلى الخارج. ستستمر عقوبات أميركا، بل وتتعزز يوماً تلو الآخر، طالما بقي العنف الإيراني من دون مبرر، هذا هو جواب ترمب على الإيرانيين، الذين تطلعوا منذ بضعة أسابيع إلى لقاء في كواليس الأمم المتحدة مع ترمب، لقاء ييسر من رفع بعض العقوبات ويفتح المساقات لبناء اتفاقية نووية جديدة.

لم تعد اتفاقية أوباما مع إيران لتقنع أحداً، وها هي المواقف الأوروبية تتحول تدريجياً، والجميع يدرك أن إيران أضحت خطراً داهماً على الأمن والسلم الدوليين، وأن التهاون أو التلكؤ في المواجهة ستكون أكلافه عالية وغالية.

إيران في مواجهة المجتمع الدولي برمته، وليس أميركا وحدها... فانظر ماذا ترى؟

 

الشعب المصري اليقظ… يدحر فلول “الإخوان”

أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/28 أيلول/2019

يُسجَّل للشعب المصري تأكيده صوابية الخيارات التي ذهب إليها الرئيس عبدالفتاح السيسي في إعادة بناء ما هدمته حركات الفوضى بعد 25 يناير 2011، وأدت الى تخريب الاقتصاد الوطني، كما أدخلت مصر في متاهة الإرهاب، وكان هدف جماعة “الاخوان” منها -وبدعم من قوى دولية- تخريب العالم العربي لفشلها في اعتلاء أنظمة الحكم فيه وإقامة دولتها من خلال صناديق الاقتراع. لم تستسغ تلك القوى تعافي “هبة النيل” بعد إسقاط حكمها، فحاولت عبر إثارة الفوضى في الأسبوعين الماضيين تأكيد قدرتها على إحداث بلبلة، غير أن الرد جاء من المصريين الذين لم ينجروا خلف الشعارات الكاذبة التي خبروا زيفها وزيف مطلقيها في السنوات الماضية. لا شك أن القوى الظلامية تلك تدرك جيدا أن تعافي مصر وتعزيز قوتها يعني النهاية لها، لهذا حاولت التشويش من خلال العمليات الإرهابية، وإظهار البلاد بأنها دولة ترزح تحت عبء أزمة معيشية كبيرة، متناسية أن المشاريع الكبرى التي تحققت – لا سيما في ما يتعلق بالمدن الجديدة، والمصانع، وتحرير الدولار، وغيرها – شواهد على القدرة الوطنية في إحباط أي مخطط جهنمي يتهدد مصر، وتالياً العالم العربي.

في السنوات الست الماضية خاضت مصر، بقيادة الرئيس السيسي، معارك على جبهات عدة، اقتصادية، وسياسية، وأمنية، وحققت فيها كلها نجاحات كبيرة، لأن من يتولى دفة الأمور قائد يعمل لمجد بلاده وليس مجده الشخصي، ويعلم أن بلد المئة مليون تحتاج الكثير من الجهود الجبارة، لأنها حجر الزاوية في العالم العربي، وهي إذا عطست أصيبت الدول العربية كافة بالانفلونزا.

هذه الحقيقة يجب أن تكون ماثلة في أذهان المصريين كافة، والعرب أيضا، وأن يدركوا جيدا أن هذا المخطط لم يكن الهدف منه الديمقراطية الحقيقية بقدر إعادة استنهاض القوى الظلامية عبر مشروع باراك أوباما المعروف بـ”عقيدة أوباما”، الذي يقوم على إعادة تركيب الأنظمة بما يتناسب مع مصالح قوى محلية تخدم الهدف الستراتيجي لإدارة أوباما، ومنخرطة في مشروع تفكيك هذه الدول لجعل اسرائيل القوة الأكبر المتحكمة في مصائر العرب، وأن تكون قطب الرحى في المستقبل الاقتصادي العربي، وهو ما أكدته وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون في العام 2011، بقولها:” إن الولايات المتحدة الأميركية لن تتخلى عن الربيع العربي، وستبقى تعمل من أجل تعزيز الديمقراطيات الناشئة، ولن يضيرها أن قلة من المتطرفين تمارس الإرهاب، أضافة الى أن على الفلسطينيين في قطاع غزة أن يقبلوا بأن يكون جزء من سيناء وطنا لهم”. في السنوات الماضية عملت مصر، بقيادة عبدالفتاح السيسي، على دحر هذا المشروع، بعدما ثبت أن محمد مرسي وأعضاء مكتب الإرشاد انغمسوا في ذلك المخطط، وأجروا اتصالات كثيرة مع الاسرائيليين في هذا الشأن، وكادوا يحققون الهدف، لولا الثورة الحقيقية في 30 يونيو 2013 التي ضربت المسمار الأخير في نعش مشروع أوباما التخريبي في العالم العربي عامة، لهذا فإن تجديد التأييد لمشروع الرئيس السيسي في التجمعات الجماهيرية الكبيرة التي جاءت رداً على تظاهرات شراذم “الإخوان” وفلولهم كانت الردّ الحقيقيّ على أنَّ مصر تعافت وأصبحت قادرة على دحر هذا المشروع.

 

نزاع السارقين مع زعيم العصابة على "ملكية" سوريا

يوسف بزي/موقع سوريا/28 أيلول/2019

ما تفوه به رجل الأعمال المصري (والممثل) محمد علي عن استفحال فساد النظام المصري، ورد الرئيس عبد الفتاح السيسي عليه علناً بما يخص بناء القصور الرئاسية، تزامن تقريباً مع نشوب النزاع "العائلي" بين أقطاب النظام السوري ورجال أعماله، والذي يدور حول عشرات المليارات من الدولارات.

وهذا التزامن جاء بعد قليل من محاكمة الرئيس السوداني السابق عمر البشير بتهم السرقة والاختلاس والفساد، وتواقت مع محاكمات لعصبة السلطة الجزائرية من أقرباء عبد العزيز بوتفليقة، التي تذكرنا أيضاً بما لحق من تهم ومحاكمات لأبناء القذافي ولحسني مبارك وزوجته وأبنائه، ولزين العابدين بن علي وزوجته ليلى طرابلسي وأقاربهما..إلخ

وهذه الوقائع كلها تعيدنا إلى الموجة الأولى من الثورات التي اندلعت في مصر وليبيا وتونس واليمن والبحرين وسوريا في مطالع العام 2011، وأتت بعدها بقليل احتجاجات دون مطلب "إسقاط النظام" في العراق ولبنان والأردن والمغرب..ثم أتت الموجة الثانية في السودان والجزائر، وربما تلتحق بها مجدداً دول أخرى.

وتُختصر تلك الحركات والثورات بدافع واحد: استفحال فجور الأنظمة وفسادها. فالجامع المشترك السياسي ضعيف بين مواطني كل هذه الدول، والتفاوت الاقتصادي أو الجغرافي أو في نمط الحكم، والاختلاف في طبيعة الدساتير والتركيبة الاجتماعية وتجاربها التاريخية.. يحول دون توحدها على هذا النحو الذي دفعها سوية إلى الخروج على أنظمتها. لكن "الفساد" المشترك والمتشابه بين الأنظمة، وميلها الشره إلى تمركز الثروات في يد أهل السلطة (أسرة حاكمة على الأغلب)، واعتماد النهب المنظم والسطو على مقدرات الدولة والثروات الوطنية، جعل مواطني تلك الدول يرزحون تحت وطأة المصيبة ذاتها، بما يوحدهم في شكواهم وغضبهم.. وثورتهم تالياً.

وتماثلت دول الثورات في سلوك الأنظمة خيار "التوريث". وهو خيار يتصل أولاً باستمرار الملك على معنى حصر إرث الثروة وديمومتها في العائلة الواحدة. أي أن إصرار مبارك والقذافي وبن علي وحافظ الأسد وعلي عبدالله صالح وبوتفليقة على توريث السلطة للأبناء، رغماً عن أي دستور أو أصول حكم، لم يكن نابعاً من رغبة بقاء "النظام السياسي" وحسب، بل من غريزة صون الميراث، طالما أن البلاد وما عليها وما فيها وبباطنها هي بظنهم ملك عقاري وعياني ومادي.

هذا النوع من الأنظمة لا يشبه حتى الأنظمة الملكية أو السلطانية، التي كانت باستمرار مقيدة بحقوق التجار والنبلاء والجند والإقطاعيين وبقوانين المكوس والضرائب وحقوق الرعية المكتوبة فقهاً أو لاهوتاً أو أعرافاً ثابتة.

وهذا النوع من الأنظمة لا يشبه حتى الأنظمة الملكية أو السلطانية، التي كانت باستمرار مقيدة بحقوق التجار والنبلاء والجند والإقطاعيين وبقوانين المكوس والضرائب وحقوق الرعية المكتوبة فقهاً أو لاهوتاً أو أعرافاً ثابتة.. فقد جنحت السلطة في البلاد العربية إلى نمط غير معهود من "المصادرة" السياسية والحقوقية والاقتصادية، أتاح لها الاستيلاء الشامل وغير المقيّد على مصادر الثروة، وراحت تكدسها نهباً محموماً. وهي في الأثناء، ضربت في مجتمعها وفي مؤسسات الدولة تحولاً أخلاقياً سمته البارزة "الزبائنية" المتكسّبة، وسلوكها الدائم الفساد والاختلاس والرشوة، كسبيل وحيد للاسترزاق أو لتحصيل مكانة أو نيل وظيفة وعمل. وعلى هذا الانحلال، استتب فجور استبدادي وطغيان بوليسي أحال الجيوش إلى قوة غاشمة موقوفة على القمع وحراسة النظام وحسب، مقابل حصة وازنة من مكاسب الفساد وامتيازات التسلط والتشبيح والسرقة.

باختصار نُكبت كل دولة عربية أشرنا إليها بـ"عصابة"، بالمعنى الحرفي للكلمة، دأبها اللصوصية والإجرام والسطو والاعتداء والانتهاك. ومع امتداد بل تأبّد بعض هذه العصابات في الحكم، جذّرت فساداً سياسياً واقتصادياً وأخلاقياً وثقافياً أشبه بمرض عضال يستلزم علاجه آلاماً ومعاناة لزمن طويل.

في العام 2008 كانت ثروة رامي مخلوف تُقدر بنحو ستة مليارات دولار. وفي العامين الأخيرين، ورغم كل ما أنفقه لتمويل حرب بشار الأسد، باتت ثروته تناهز 26 ملياراً. أما سامر فوز ورغم عدم وجود تقدير محدد لثروته، إلا أنه لا يقل اكتنازاً للمليارات عن مخلوف. وإلى جانبهما، هناك أبناء أعمام الأسد وأقاربهم، إضافة إلى الإخوة والأصهرة، عدا بشار نفسه وزوجته. هؤلاء جميعهم يحوزون ما يفوق كل الناتج الوطني السوري وما في خزينة الدولة وممتلكاتها.

تهيمن هذه العصابة على كل تفاصيل وأوجه النشاط الاقتصادي: السيارات، السياحة، العقارات، مواد البناء، الصيد البحري، شركات الطيران، النفط والغاز، القطاع المصرفي برمته، الإعلام، التعليم، معظم الصناعات، الاستيراد والتصدير، الوكالات الحصرية.. لا يوجد أي نشاط ربحي ليس في حوزتهم.

على المنوال الأسدي وبأوجه متفاوتة، حدث الأمر ذاته في اليمن ومصر وتونس وليبيا والجزائر..إلخ. وهذا ما حاوله أيضاً ولي العهد السعودي، حين "استضاف" كبار رجال الأعمال والأمراء في فندق الكارلتون – ريتز.

ويبدو أن بشار الأسد حذا حذو الأمير السعودي أخيراً، إذ بدأ وزوجته حملة استيلاء محمومة على ما جمعه أفراد العصابة من الأقارب والمقربين، ضماناً لحصر الثروة والمنهوبات بيد ذرية أسماء الأسد ووراثتهم ملكية سوريا، فوضع في الإقامة الجبرية بعضهم وطارد البعض الآخر وسجنهم، أو رضخ آخرون فسلموه ما يملكون. وهذه أصلاً في سيرة كل عصابة، أي أن ينهش أفرادها بعضهم بعضاً.

ونقمة بشار وأسماء على شركائهما ليست وليدة خلاف "مجلس إدارة" أو نزاع على الحصص. فأولئك الشركاء المليارديريون، عملوا وحصّلوا أموالهم بدعم مباشر من أجهزة المخابرات وبأوامر من القصر الرئاسي وبإرادة الرئيس نفسه. النقمة وليدة رغبة الزوجة بنقل "ملكية" سوريا إلى أبنائها دون سائر أفراد العصابة، الذين إن بقوا على ثرواتهم قد يحوزون قوة ونفوذاً تحفزهم على الطمع بالسلطة نفسها.

صرخ ريتشارد الثالث (شكسبير): "مملكتي مقابل حصان" طلباً للهرب والنجاة. وهذا ما حاوله القذافي وبن علي ومبارك وصالح والبشير وبوتفليقة.. وأقاربهم. هذا ما حاوله "رجال أعمال" وأمراء. بل هذا ما صرخه ذات يوم رفعت الأسد وأبناء جميل الأسد، وها هم من حول بشار الأسد الآن في المقايضة ذاتها.

مصيبتنا أن نهاية "ريتشارد الثالث" عندنا غالباً ما تؤذن بقدوم ريتشارد أسوأ، وما يلي نهاية فجور هو ابتداء فجور أفحش وأشره

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

مكتب بري: علاقته وحاكم مصرف لبنان جيدة جدا وما يثار خلاف ذلك درس رخيص

وطنية - السبت 28 أيلول 2019

نفى المكتب الاعلامي لرئيس مجلس النواب نبيه بري، ما يتم تداوله من أخبار حول العلاقة بين رئيس المجلس النيابي وحاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة. وجاء في بيان أصدره المكتب: "ان مضمون ما يتناقله البعض عبر شبكات التواصل الاجتماعي وبعض الوكالات الاخبارية، لا أساس له من الصحة على الاطلاق. وان العلاقة بين رئيس المجلس وسعادة حاكم مصرف لبنان جيدة جدا، وكل ما يثار خلاف ذلك يندرج في سياق الدس الرخيص والمخطط الرامي لاستهداف لبنان واستقراره المالي والاقتصادي".

 

باسيل التقى الجالية في ألاباما: صراعات المنطقة تنعكس علينا ونحن صامدون ومن حقكم استعادة الجنسية والمشاركة في الانتخابات النيابية

وطنية - السبت 28 أيلول 2019

وصل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، إلى مدينة برمينغهام في ولاية ألاباما الأميركية، حيث تقيم جالية من اللبنانيين منذ ما يقارب المئة عام. وأجرى باسيل لقاء مع مجموعة من أبرز المحامين المتحدرين من أصل لبناني في الولاية، وذلك بدعوة من رئيس المحكمة القاضي جوزيف بو عكر، الذي استعاد جنسيته اللبنانية بموجب القانون، واستمع منهم إلى شرح عن النظام القضائي الأميركي، وعن آليات تطبيق القوانين". وفيما أبدى أبناء الجالية استعدادهم لاستعادة الجنسية، وزيارة لبنان وتقديم خبراتهم، قال باسيل: "نريدكم أن تكونوا معنا، لتساهموا في تطويرالديمقراطية ودولة الحق والمؤسسات في وطنكم الأم".

وخلال عشاء أقامه على شرفه، القنصل الفخري للولاية جوي شبير، توجه باسيل إلى أبناء الجالية بكلمة، شدد فيها على "أهمية إعادة ربطهم بلبنان، ودورهم في تعزيز التبادل بين لبنان وولاية ألاباما، على جميع الصعد الاقتصادية والفكرية، خصوصا أن الجالية اللبنانية في الولاية، تحتل مراكز رفيعة ونافذة، في مجالات الطب والهندسة والقضاء والصناعة".

كانفيلد

وألقى وزير التجارة في الولاية غريغ كانفيلد كلمة، أبدى فيها استعداده "للتعاون في المجال الصناعي، ولا سيما في قطاع الصناعات الإلكترونية مع لبنان، على غرار ما هو حاصل مع دولة الإمارات العربية المتحدة". وتحدث عن "إمكانية كبيرة، لخلق فرص تبادل يستفيد منها لبنان، الذي نتشارك معه منظومة من القيم". وشارك باسيل أبناء الجالية فطورا، أقامته الكنيسة المارونية في برمينغهام، وألقى كلمة، نوه فيها ب"قدرة اللبنانيين على الاندماج في المجتمعات، التي تستضيفهم". وقال: "إن صراعات المنطقة تنعكس علينا، ومع ذلك نحن صامدون، وأدعوكم إلى إعادة الارتباط بلبنان، من خلال استعادة جنسية أجدادكم، والمشاركة في الانتخابات النيابية، فهذا حق لكم، كما نريدكم أن تقيموا مع لبنان علاقات اقتصادية تستفيدون منها، وتفيدون لبنان، من خلال استيراد منتجاته الغذائية والصناعية والاستثمار فيه". أضاف: "لبنان يعاني اقتصاديا، لكننا لم نأتكم لطلب الأموال، لأنكم أصلا، دفعتم الثمن بهجرتكم، إنما لتحافظوا على لبنانيتكم، وتتمسكوا بأرضكم"، موجها دعوة للجميع للمشاركة في مؤتمر الطاقة الاغترابية، الذي يعقد في لبنان، في تموز المقبل، لمناسبة مرور مئة عام على ولادة لبنان الكبير.

 

المحاربون القدامى: إلى الشارع رفضا للمؤامرة على ثروات لبنان وضد سياسة الفاسدين

وطنية - السبت 28 أيلول 2019

دعت "الهيئة الوطنية للمحاربين القدامى"، في بيان، المتقاعدين العسكريين والمدنيين وكل الروابط والاتحادات المهنية والفلاحين والتجار وأصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة وربات البيوت وكل الشعب اللبناني إلى "تشكيل جبهة عريضة واحدة والتخطيط والاستعداد للنزول إلى الشارع"، وحثت الجميع على "رفض سياسة التجار الفاسدين الموجودين في الحكم، ومطالبتهم بحلول ناجعة، طرحها خبراء المال والاقتصاد"، وأعلنت نيتها "تنظيم الصفوف والنزول بقوة وحزم إلى الشارع"، مهددة "أصحاب النوايا الشيطانية، بالويل إن لم يعيدوا الاستقرار إلى سعر الصرف، ورفع الحظر عن حرية سحب الأموال"، رافضة "تمرير تدابير الحصول على أموال سيدر وزيادة الدين العام بها"، معتبرة أن "بيانات حماية سعر صرف الدولار، لم تعد مقنعة"، مشيرة إلى أنه "سوف يكون مصرف لبنان والمصارف الأخرى، وكل متلاعب بالاستقرار النقدي هدفا لنا".

ورأت الهيئة أنه "أمام هول المؤامرة على ثروات لبنان، وعلى مدخرات أبنائه وتهريب احتياطه من العملات الصعبة إلى الخارج، وأمام تغاضي السلطة عن عمليات المضاربة بسعر الدولار، لخفض سعر العملة الوطنية، وتدني القيمة الشرائية لرواتب المواطنين، كوسيلة لخفض الإنفاق وعجز الخزينة، على حساب قوت الفقراء وذوي الدخل المحدود، وإزاء التصرف بودائع الناس وأموال الجهات الداخلية الضامنة، لا يسعنا أن نقف مكتوفي الأيدي، لتمرير هذه التدابير المدمرة من أجل حصولهم على أموال سيدر وزيادة الدين العام".

واعتبرت أن "بياناتهم عن حماية سعر صرف الدولار، لم تعد مقنعة، لأنهم هم من عاثوا في البلاد فسادا، وأوصلوا الحالة الاقتصادية والمالية إلى الدرك الأسفل، لقد فقدوا مصداقيتهم بالاستيلاء على أموال باريس 1 و2 و3، والآن يفعلون المستحيل، لكي يستولوا على الباقي".

وإذ أكدت أن "لبنان بلدنا، وهو ليس بلدا فقيرا، ولديه طبيعة خلابة نحسد عليها، وثروات كبيرة في البحر والبر، وعندنا رجال مثفقون وناجحون وأصحاب أدمغة، لاقوا أكبر نجاح أينما ذهبوا، وعمر لبنان آلاف السنين، وكان دائما محل أطماع للغزاة"، رأت أن "عمر الأوطان لا يقاس بالسنين، بل بإرادة شعوبها، ونحن لن نترك بلدنا في أزمته، كنا ونبقى إن دق النفير، نبذل دونه الأفئدة والمهج، ولن يقف في طريقنا حفنة من السارقين الفاسدين".

وأعلنت "سوف ننظم صفوفنا، وننزل بقوة وحزم، والويل ثم الويل، إذا لم يرتدع أصحاب النوايا الشيطانية، ويعودوا عن ضلالهم ويعيدوا الحال إلى ما كانت عليه، بالتدخل بقوة لإعادة الاستقرار إلى سعر الصرف، ورفع الحظر عن حرية سحب الأموال، الذي أضر بمصالح المواطنين والشركات المتوسطة والصغيرة، ودفعهم إلى الإفلاس والإقفال"، منوهة ب"أصحاب محطات الوقود، الذين عادوا عن إضرابهم، رحمة بالمواطنين"، لافتة "لكن لا تظنوا أنكم تستطيعون أخذنا بالمفرق".

ودعت المتقاعدين العسكريين والمدنيين وكل الروابط والاتحادات المهنية والفلاحين والتجار وأصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة وربات البيوت وكل الشعب اللبناني إلى "تشكيل جبهة عريضة واحدة، والتخطيط المحكم، والبقاء على استعداد للنزول إلى الشارع، تعبيرا عن رفضهم لسياسة التجار الفاسدين الموجودين في الحكم، لمطالبتهم باعتماد الحلول الناجعة المطروحة أكثر من مرة، من قبل خبراء المال والاقتصاد". وختمت "ثقوا بأننا لا نهاب الموت، وسوف يكون مصرف لبنان والمصارف الأخرى، وكل متلاعب بالاستقرار النقدي هدفا لنا، وقد أعذر من أنذر".

 

قاووق: لن يكون انقسام وفتنة في لبنان جراء العقوبات الأميركية ولن يحصدوا إلا الخيبة

وطنية - السبت 28 أيلول 2019

إعتبر عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق "أن العدو وبعد أن يئس من الحروب العسكرية والتكفيرية، يشن علينا حروبا مالية وإقتصادية، ولن يحصدوا من عقوباتهم المالية والإقتصادية إلا الخيبة والحسرة"، واصفا مواقف الرئيس ميشال عون في نيويورك ب"الوطنية الشريفة والشجاعة". كلام قاووق جاء خلال حفل تأبيني في حسينية بلدة ميدون في البقاع الغربي، حضره فاعليات بلدية واختيارية وحزبية وحشد من الأهالي. وقال: "رغم كل أشكال الضغط على مؤسسات وأشخاص وعلى شعب بأكمله، ورغم كل ذلك لن يستطيعوا النيل من عزم وإرادة المقاومة شيئا، ولن يغيروا شيئا من مواقفنا، وإنما سنكمل طريقنا رغم الصعوبات وننتصر الانتصار تلو الإنتصار". وتابع: "في زمن ذروة العقوبات الأميركية ردت المقاومة على العدوان وأجبرت العدو أن يختبئ أكثر من أسبوع وراء الجدران، بل ثبتت المعادلات التي كانت في ال2006 وصنعت معادلات جديدة تتصل بإسقاط المسيرات الإسرائيلية، يعني في ذروة العقوبات المقاومة تراكم الإنجازات الجديدة مما يعني فشلا ذريعا لكل الرهانات على العقوبات المالية والإقتصادية على حزب الله". ووصف قاووق مواقف الرئيس عون في نيويورك ب"الوطنية والشريفة والشجاعة، إذ وضع النقاط على الحروف وقطع على الأميركيين طريق إستثمار العقوبات فأصابهم باليأس"، مضيفا "لن يكون في لبنان إنقسام وفتنة من وراء العقوبات الأميركية، وهم لن يحصدوا إلا الخيبة وهذه العقوبات كل يوم تفضح عجزهم وضعفهم أمام المقاومة". ولفت الى "أن أخطر الأزمات في لبنان اليوم هي اهتزاز ثقة اللبنانيين بالليرة، حيث بات هاجسهم اليومي الخوف من تدهور سعر الليرة وهذا يشكل خطرا على جميع اللبنانيين، حيث لم يمر على لبنان أزمة اقتصادية كالتي نمر بها اليوم، وهي الأزمة المالية الأصعب منذ استقلال لبنان، لكن على اللبنانيين أن يعلموا أن الحرب الإقتصادية والمالية على لبنان قد ساعدت وفاقمت وسرعت في تفاقم هذه الأزمة المالية الحالية، من أزمة بالعملة الصعبة وأزمة الليرة اللبنانية وهذا يزيد من مخاطر الإنهيار، فيما المعالجات لا تزال بطيئة وقاصرة ولا تزال مالية الدولة تستنزف بالهدر والفساد، هناك حالة طوارئ تستلزم أن يتحمل الجميع المسؤولية الوطنية والسياسية بعدم إضاعة الفرصة لإنقاذ البلد، لأن الوقت ليس لصالح لبنان أبدا". وختم قاووق: "بعدما يئس العدو من الحرب العسكرية يشن علينا اليوم حربا اقتصادية، ولكن من كان يعشق الحسين لا يتخوف من العقوبات والحصار الاقتصادي ولم ولن يحصدوا من العقوبات الاقتصادية الا الخيبة والحسرة".

 

المجلس الشرعي الأعلى: للترفع فوق المصالح الشخصية والمناطقية الضيقة

وطنية - السبت 28 أيلول 2019

عقد المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، جلسة برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان وحضور الأعضاء، وقد بحث المجلس في الأوضاع الاقتصادية والمالية الصعبة التي يواجهها لبنان، وفي انعكاساتها الاجتماعية المؤلمة على العائلات اللبنانية جميعها. وبعد الجلسة أصدر المجتمعون بيانا تلاه عضو المجلس القاضي الشيخ عبد الرحمن شرقية، لفت فيه الى "ان المجلس أمام المعالجات التي تقوم بها الحكومة سواء على صعيد ضبط الإنفاق ومكافحة الهدر والفساد، او على صعيد تنفيذ مقررات مؤتمر سيدر"، معربا عن تمنياته ب"أن تتكلل هذه المساعي بالنجاح المرجو مما يمكن لبنان من الخروج من المأزق الذي يعاني منه". وأعرب البيان عن "الالم الشديد جراء الإنقسامات المناطقية التي اتخذت طابعا طائفيا بغيضا حتى من مشاريع تنموية عامة" مبديا أسفه "لإرتفاع حدة اللغة الطائفية في الوقت الذي تقر فيه الأمم المتحدة مشروع إعلان لبنان مركزا دوليا للحوار". وقال: "ان التناقض بين شعار لبنان الرسالة والمواقف والتصريحات ذات المضمون الطائفي الانقسامي البغيض، يبعث على الألم الشديد، ويعطل ليس فقط محاولات الإنعاش الاقتصادي، ولكنه يعطل أيضا دور لبنان الرسالة". ودعا القيادات الوطنية المختلفة الى "الترفع فوق مصالحها الشخصية والمناطقية الضيقة، والعمل معا بصدق وإخلاص وتفان من أجل إنقاذ لبنان من محنته، ومن أجل التأكيد على صدقية رسالته ودوره، وطنا واحدا لجميع أبنائه". ولمناسبة العيد الوطني للمملكة العربية السعودية، أعرب المجلس عن "أصدق التهاني للمملكة، ملكا وحكومة وشعبا"، متمنيا لها "التوفيق في خدمة القضايا الاسلامية والعربية"، ومشيدا ب"المساعدات المعنوية والمادية التي تقدمها للبنان دولة ومجتمعا".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 28-29 يلول/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

 

Click on the link below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for September 29/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78928/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-september-29-2019/

 

Zakka to Asharq Al-Awsat: Iran Freed Me as Part of Deal with US
 New York - Heba El Koudsy/Asharq Al-Awsat/Saturday, 28 September, 2019
 http://eliasbejjaninews.com/archives/78896/%d9%86%d8%b2%d8%a7%d8%b1-%d8%b2%d9%83%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%81%d8%b1%d8%ac-%d8%b9%d9%86%d9%87-%d9%85%d9%86-%d8%b3%d8%ac%d9%88%d9%86-%d8%a5%d9%8a/

 

الذعر... وراء تكديس مليار دولار في بيوت اللبنانيين

 ثائر عباس/الشرق الأوسط/28 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78909/%d8%ab%d8%a7%d8%a6%d8%b1-%d8%b9%d8%a8%d8%a7%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d8%b9%d8%b1-%d9%88%d8%b1%d8%a7%d8%a1-%d8%aa%d9%83%d8%af%d9%8a%d8%b3-%d9%85%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b1-%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a7/

 

"مجزرة الدامور نكتة أمام ما حصل في صبرا وشاتيلا

يوسف ي. الخوري/ ليبانون ديبايت/28 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78904/%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d9%85%d8%ac%d8%b2%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%af%d8%a7%d9%85%d9%88%d8%b1-%d9%86%d9%83%d8%aa%d8%a9-%d8%a3%d9%85%d8%a7%d9%85-%d9%85/

 

أدعو سامي الجميّل ورفاقه إلى حلّ حزب الكتائب وتأسيس حزب جديد بأقصى سرعة،

إيلي الحاج/28 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78901/%d8%a5%d9%8a%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%a7%d8%ac-%d8%a3%d8%af%d8%b9%d9%88-%d8%b3%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%85%d9%8a%d9%91%d9%84-%d9%88%d8%b1%d9%81%d8%a7%d9%82%d9%87-%d8%a5%d9%84/

 

لبنان قِطارْ العُمِرْ اللي رَحْ يُخْلَصْ...

جورج يونس/28 ايلول 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78898/%d8%ac%d9%88%d8%b1%d8%ac-%d9%8a%d9%88%d9%86%d8%b3-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%82%d9%90%d8%b7%d8%a7%d8%b1%d9%92-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%8f%d9%85%d9%90%d8%b1%d9%92-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%8a-%d8%b1/

 

نزار زكا اللبناني المفرج عنه من سجون إيران: تسليمي لحزب الله كان مجرد تمثيلية!

هبة القدسي/الشرق الاوسط/السبت 28 أيلول 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78896/%d9%86%d8%b2%d8%a7%d8%b1-%d8%b2%d9%83%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%81%d8%b1%d8%ac-%d8%b9%d9%86%d9%87-%d9%85%d9%86-%d8%b3%d8%ac%d9%88%d9%86-%d8%a5%d9%8a/

 

Zakka to Asharq Al-Awsat: Iran Freed Me as Part of Deal with US
 New York - Heba El Koudsy/Asharq Al-Awsat/Saturday, 28 September, 2019
 http://eliasbejjaninews.com/archives/78896/%d9%86%d8%b2%d8%a7%d8%b1-%d8%b2%d9%83%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%81%d8%b1%d8%ac-%d8%b9%d9%86%d9%87-%d9%85%d9%86-%d8%b3%d8%ac%d9%88%d9%86-%d8%a5%d9%8a/

 

الذعر... وراء تكديس مليار دولار في بيوت اللبنانيين

 ثائر عباس/الشرق الأوسط/28 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78909/%d8%ab%d8%a7%d8%a6%d8%b1-%d8%b9%d8%a8%d8%a7%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d8%b9%d8%b1-%d9%88%d8%b1%d8%a7%d8%a1-%d8%aa%d9%83%d8%af%d9%8a%d8%b3-%d9%85%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b1-%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a7/

 

Panicked… The Lebanese Hide a Billion Dollars Inside Their Homes
 Beirut- Thaer Abbas/Asharq Al-Awsat/Saturday, 28 September, 2019
 http://eliasbejjaninews.com/archives/78909/%d8%ab%d8%a7%d8%a6%d8%b1-%d8%b9%d8%a8%d8%a7%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d8%b9%d8%b1-%d9%88%d8%b1%d8%a7%d8%a1-%d8%aa%d9%83%d8%af%d9%8a%d8%b3-%d9%85%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b1-%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a7/

 

ثائر عباس/الذعر... وراء تكديس مليار دولار في بيوت اللبنانيين/الشرق الأوسط/28 أيلول/2019
Thaer Abbas/Panicked… The Lebanese Hide a Billion Dollars Inside Their Homes/ Asharq Al-Awsat/Saturday, 28 September, 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78909/%d8%ab%d8%a7%d8%a6%d8%b1-%d8%b9%d8%a8%d8%a7%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d8%b9%d8%b1-%d9%88%d8%b1%d8%a7%d8%a1-%d8%aa%d9%83%d8%af%d9%8a%d8%b3-%d9%85%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b1-%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a7/

 

Panicked… The Lebanese Hide a Billion Dollars Inside Their Homes
 Beirut- Thaer Abbas/Asharq Al-Awsat/Saturday, 28 September, 2019
 http://eliasbejjaninews.com/archives/78909/%d8%ab%d8%a7%d8%a6%d8%b1-%d8%b9%d8%a8%d8%a7%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d8%b9%d8%b1-%d9%88%d8%b1%d8%a7%d8%a1-%d8%aa%d9%83%d8%af%d9%8a%d8%b3-%d9%85%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b1-%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a7/

 

أفراد عائلتنا مرتهنون في إيران

بابك نمازي وريتشارد راتكليف/الشرق الاوسط/السبت 28 أيلول 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78920/%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d9%83-%d9%86%d9%85%d8%a7%d8%b2%d9%8a-%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%aa%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d8%af-%d8%b1%d8%a7%d8%aa%d9%83%d9%84%d9%8a%d9%81%d8%a3%d9%81%d8%b1%d8%a7%d8%af-%d8%b9%d8%a7%d8%a6/

 

Our Family Members Are Being Held Hostage in Iran
 Babak Namazi and Richard Ratcliffe/The New York Times/September 28/2019
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/78920/%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d9%83-%d9%86%d9%85%d8%a7%d8%b2%d9%8a-%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%aa%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d8%af-%d8%b1%d8%a7%d8%aa%d9%83%d9%84%d9%8a%d9%81%d8%a3%d9%81%d8%b1%d8%a7%d8%af-%d8%b9%d8%a7%d8%a6/

 

بابك نمازي وريتشارد راتكليف: أفراد عائلتنا مرتهنون في إيران..لسيدان سياماك وباقر نمازي هما قيد الاحتجاز القسري في إيران منذ عام 2015

Babak Namazi & Richard Ratcliffe: Our Family Members Siamak & Baquer Namazi Are Being Held Hostage in Iran since 2015

http://eliasbejjaninews.com/archives/78920/%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d9%83-%d9%86%d9%85%d8%a7%d8%b2%d9%8a-%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%aa%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d8%af-%d8%b1%d8%a7%d8%aa%d9%83%d9%84%d9%8a%d9%81%d8%a3%d9%81%d8%b1%d8%a7%d8%af-%d8%b9%d8%a7%d8%a6/