المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليومي 28 أيلول/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.september28.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

هَا أَنَا أُرْسِلُكُم كَالخِرَافِ بَيْنَ الذِّئَاب. فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالحَيَّات، ووُدَعَاءَ كَالحَمَام

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/الدواعش وحزب الله هم وجهان لإرهاب جهادي واحد

الياس بجاني/كل المطالبين بانتخابات نبيابية بظل حزب الله هو إما غبي أو متآمر

الياس بجاني/غاب عن ماكرون أن إيران وأذرعها الإرهابية والإجرامية وتحديداً حزب الله لا يفهمون غير لغتي القوة والردع

الياس بجاني/الشياطين وشرورههم مصيرهم دائماً الهزيمة

الياس بجاني/المخرج يوسف الخوري غاص في التاريخ والوقائع والأحداث وشهد للحق وللحقيقة ولم يتطاول أو يهين أحد

الياس بجاني/انفجار عين قانا: لحام المرفأ بلش يلحم بالجنوب

 

عناوين الأخبار اللبنانية

في كلمة نارية... ماكرون يحمّل المسؤولين فشل المبادرة...الحريري أخطأ ولا حزب الله ولا حركة أمل يريدان التسوية

كورونا يحصد 1012 إصابة جديدة ويصل إلى قصر بعبدا

انتشار قوة أممية في بيروت.. واليونيفيل توضح

الجيش ينعي العسكريَين اللذين استشهدا بإطلاق النار على أحد المراكز 

الرواية الرسمية للعملية الأمنية في وادي خالد..، أول تعليق لـ "حزب الله"، وما علاقة جريمة كفتون؟!

هجوم إرهابي على مركز للجيش في عرمان - المنية.. واستشهاد عسكريَيْن

بيانٌ لقوى الأمن بشأن عملية وادي خالد

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 27/9/2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

النهار: تداعيات خطيرة للاعتذار والأنظار إلى ماكرون

أديب يعتذر عن تشكيل الحكومة لـ «عدم التزام الكتل وعودها»/الاستشارات النيابية اللبنانية لن تحدد قبل منتصف الأسبوع المقبل

الحريري يحسمها: لن أكون رئيساً للوزراء ولن أسمّي أحداً!

لبنان أمام احتمالين وينتظره المزيد من المخاطر

فريق "8 آذار" دعم "الثنائي الشيعي" لإسقاط مبادرة ماكرون!

أديب قَلَب الطاولة واعتذر.. لبنان يطرق باب جهنّم

المعضلة هي “سلاح” حزب الله وليس المالية فماذا ينتظر المشهد اللبناني ؟

يوسف سلامة: من الجزرة الى العصا الغليظة.. هل من يتعظ؟

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

أرمينيا تعلن حالة الحرب والتعبئة العامة في البلاد

تركيا: أرمينيا دولة إرهابية.. ونقف مع أذربيجان ضدها!

تفاصيل مثيرة... كشف مخطط خطير لتفجير البيت الأبيض وبرج ترامب

السيسي يحذر من مخططات نشر الفوضى وزعزعة الاستقرار في مصر

انتقاد السراج لاستعانته بـ«مطلوب دولي» لفض اشتباكات طرابلس وسط عجز حكومة «الوفاق» وقلق البعثة الأممية

البرلمان العراقي يحاول حل «عقدة» قانون الانتخابات/خلافات بين القوى السياسية حول شكل دوائر الاقتراع

محادثات عراقية ـ إيرانية على وقع تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن

مسؤول محلي في منبج يحذّر من «إسكندرون ثانية»

إسرائيل تتوقع مواجهة مع «حماس» نهاية أكتوبر

هل تُستأنف المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية؟

روسيا تؤكد استمرار الاتصالات مع أميركا حول سوريا/نائب وزير الخارجية يتحدث عن وجود خلافات بشأن التسوية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

تعبئة" تركية في "عين الحلوة"... أبطالها خطباء مساجد/نهلا ناص الدين - أساس ميديا

فوق الكرسي... لا تحته/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

لبنان نحو «مثالثة» بشروط طهران... إلَّا إذا/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

ماكرون يقرّع حزب الله ويترك لبنان معلقاً للانتخابات الأميركية/منير الربيع/المدن

ترسيم الحدود..لإيصال سوريا ولبنان إلى مفاوضات مع إسرائيل؟/منير الربيع/المدن

لبنان بعين العاصفة.. هل يذهب حزب الله إلى تشكيل حكومة مواجهة؟/انديرا مطر/القبس

تغيّر معنى القضيّة الفلسطينيّة: لمَ الاستغراب؟/حازم صاغية/الشرق الأوسط

التحدي الكردي في سوريا/فايز سارة/الشرق الأوسط

ماكرون تشاور مع محمد بن سلمان.. مجرّدا الحزب من صفة "الاحترام"/خالد البوّاب/أساس ميديا

فلسطين، إسرائيل ولبنان: البيضة والجدار/منى فياض/الحرة

دعاة الدولة المدنية يدافعون عن “السلاح الديني”!/محمد بسام الحسيني/الأنباء الكويتة

بؤس مواقف الثلاثي الصيني - الروسي - الأوروبي نحو مشروع إيران للبنان/راغدة درغام/النهار العربي

دائماً بعد فوات الأوان/سوسن الشاعر/الشرق الأوسط

مقاومة الميليشيات العراقية: تقييم الخيارات الأمريكية/مايكل نايتس/معهد واشنطن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون: من حقّي تسمية الوزراء المسيحيين

رئيس الجمهوريّة خضع لفحص كورونا... فماذا كانت النتيجة؟

رئيس الجمهورية دان الاعتداء على الجيش في عرمان ونوه بالانجاز الأمني في وادي خالد

بري: الجميع مدعو لقراءة مشهد الشمال الحزين والبداية من هناك

إصابة باسيل بفيروس "كورونا"

نديم الجميل لماكرون: خذ الثور من قرونه سيدي الرئيس

شيخ العقل: أدنى موجبات المسؤولية أن يتوقف مسار التعطيل والشلل وتقاذف الاتهامات

الراعي: ندعو الى عدم تخصيص أي حقيبة وزارية لاي فريق واتباع قاعدة المداورة الديمقراطية أبي نصر: لا يمكن لاي طائفة مهما كثر عددها وعلا شأنها أن تستأثر بالحكم

المطران الياس عودة: الوقت ليس وقت التمسك بحقيبة وزارية أو التشفي بل للعمل والإنقاذ معيب تلهي السياسيين بتقاسم الحقائب والتعنت والمواطنون على أبواب السفارات

جعجع للمستقبل والإشتراكي: لنستقل.. نحن في المجهول وسنبقى فيه إذا ما لم نذهب لانتخابات نيابية مبكرة

ميقاتي: لاستشارات نيابية سريعة وليسم كل طرف من يريد لرئاسة الحكومة بعيدا عن التوافقات المسبقة

 نص وفيديو المؤتمر الصحفل للرئيس الفرنسي ماكرون الخاص بلبنان: سنبقى دائما الى جانب اللبنانيين في هذه الفترة والفترة طويلة أحيي حس المصلحة الوطنية للجيش اللبناني الذي استمر بالسهر على استقرار لبنان

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

هَا أَنَا أُرْسِلُكُم كَالخِرَافِ بَيْنَ الذِّئَاب. فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالحَيَّات، ووُدَعَاءَ كَالحَمَام

إنجيل القدّيس متّى10/من16حتى25/:”قالَ الربُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «هَا أَنَا أُرْسِلُكُم كَالخِرَافِ بَيْنَ الذِّئَاب. فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالحَيَّات، ووُدَعَاءَ كَالحَمَام. إِحْذَرُوا النَّاس! فَإِنَّهُم سَيُسْلِمُونَكُم إِلى المَجَالِس، وفي مَجَامِعِهِم يَجْلِدُونَكُم . وتُسَاقُونَ إِلى الوُلاةِ والمُلُوكِ مِنْ أَجْلي، شَهَادَةً لَهُم وِلِلأُمَم. وحِيْنَ يُسْلِمُونَكُم، لا تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَو بِمَاذَا تَتَكَلَّمُون، فَإِنَّكُم سَتُعْطَونَ في تِلْكَ السَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِ. فَلَسْتُم أَنْتُمُ ٱلمُتَكَلِّمِيْن، بَلْ رُوحُ أَبِيْكُم هُوَ المُتَكَلِّمُ فِيْكُم. وسَيُسْلِمُ الأَخُ أَخَاهُ إِلى المَوْت، والأَبُ ٱبْنَهُ، ويَتَمَرَّدُ الأَوْلادُ عَلى وَالِدِيْهِم ويَقْتُلُونَهُم. ويُبْغِضُكُم جَمِيْعُ النَّاسِ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي، ومَنْ يَصبِرْ إِلى المُنْتَهَى يَخْلُصْ. وإِذَا ٱضْطَهَدُوكُم في هذِهِ المَدِينَة، أُهْرُبُوا إِلى غَيْرِهَا. فَٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَنْ تَبْلُغُوا آخِرَ مُدُنِ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ٱبْنُ الإِنْسَان. لَيْسَ تِلْميذٌ أَفْضَلَ مِنْ مُعَلِّمِهِ، ولا عَبْدٌ مِنْ سَيِّدِهِ. حَسْبُ التِّلْمِيذِ أَنْ يَصِيْرَ مِثْلَ مُعَلِّمِهِ، والعَبْدِ مِثْلَ سَيِّدِهِ. فَإِنْ كَانَ سَيِّدُ البَيْتِ قَدْ سَمَّوْهُ بَعْلَ زَبُول، فَكَمْ بِالأَحْرَى أَهْلُ بَيْتِهِ؟

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

الدواعش وحزب الله هم وجهان لإرهاب جهادي واحد

الياس بجاني/27 أيلول/2020

داعش وكل متفرعاتها هي فرق احتياط لمحور إيران-سوريا  الشيطاني ويتم تحريكها كلما كان حزب الله في ضيقة وما جرى في الشمال خلال الأيام الثلاثة الماضية يندرج في هذا السياق

ISIS and all its branches are in reality reserve hit teams for the Iranian-Syriaian Evil axis, and they are used by this axis whenever Hezbollah is in trouble. What happened during the last three days in north Lebanon comes in this context.

 

كل المطالبين بانتخابات نبيابية بظل حزب الله هو إما غبي أو متآمر

الياس بجاني/27 أيلول/2020

جعجع مريض بوهم كرسي بعبدا ويستجدي حزب الله لتبنيه ومستعد أن يحرق البلد لتحقيق وهمه المرّضي ولهذا يعادي القرار 1559 ومروكب ع باسيل. كل المطالبين بانتخابات نيابية مبكرة من مثل سامي الجميل وجعجع بظل احتلال حزب الله هم إما أغبياء وجهلة أو عملاء للحزب ومتآمرين معه

 

غاب عن ماكرون أن إيران وأذرعها الإرهابية والإجرامية وتحديداً حزب الله لا يفهمون غير لغتي القوة والردع

الياس بجاني/27 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90778/90778/

بداية لا بد من شكر الرئيس الفرنسي ماكرون على اهتمامه الكبير بلبنان وعلى سعيه الصادق ضمن إمكانيات بلاده لمد يد العون لشعبنا المقهور والمضطهد والمعذب بهدف منع الكارثة المعيشية والاقتصادية التي تهدده.

إلا أن المبادرة الفرنسية عملياً ولدت ميتة لأن ماكرون حاول إحياء وضعية أصحاب شركات الأحزاب النتنة (عون وباسيل وبري وجعجع وجنبلاط والحريري وفرنجية) الذين وعلى خلفية طرواديتهم ونرسيسيتهم وفجعهم المالي والسلطوي عقدوا الصفقة الخطيئة سنة 2016 مع حزب الله التي جاءت بعون رئيساً وأنتجت قانوناً انتخابياً مسخاً وملالوياً أعطى حزب الله رئاسة الجمهورية وأكثرية نيابية وحكومات تابعة له ولأسياده في إيران.

توقع ماكرون بأن سلة التنازلات الكبيرة التي قدمتها مبادرته لملالي إيران ولحزب الله المجرم الذي فجر مرفأ بيروت لتهجير المسيحيين وإركاعهم وتغيير ديموغرافية العاصمة بيروت سترضي الحزب والملالي في أسفل بعضها المعروف والمعلن:

* السير في هرطقة وكذبة اعتبار أن لحزب الله جناحين واحد عسكري وآخر سياسي، علماً أن الحزب نفسه يرفض هذا التوصيف.

*اجتماع ماكرون بمحمد رعد في السفارة الفرنسية وإعطاء الحزب شرعية فرنسية ونشر صورة الاجتماع مما يتعارض مع سياسية 59 دولة تضع حزب الله على قوائم الإرهاب.

*الموافقة على مطلب حزب الله بطرح مشروع تغيير النظام اللبناني الديمقراطي والتعايشي والحر بنظام ربما يرضي أجندة إيران التوسعية.

*ربط نزاع مع حزب الله بما يتعلق بسلاحه ودويلته وحروبه ونشاطه الإرهابي في كل أرجاء المعمورة وعدم التطرق لأي منها.

*عدم ذكر المبادرة للقرارات الدولية وفي مقدمها القرارين 1559 و1701…مع أن القوات الفرنسية متواجدة بقوة من ضمن قوات اليونيفل في الجنوب اللبناني المكلفة تنفيذ ال 1701.

*ترك الحرية لحزب الله بإدخال بند المقاومة في البيان الوزاري بالصياغة التي ترضيه، ودون التركيز على القرارات الدولية.

* إغفال ضرورة المداورة والتخصيص في الوزارات.

*حصر مهمة الحكومة التي ستشكل في المجالات المالية والإصلاحية فقط وتغييب السياسة عنها.

*تصويت فرنسا في مجلس الأمن ضد طلب أميركا إجراء تعديلات على القرار الدولي 1701، وبالتالي ترك حزب الله المجرم متحكماً بالجنوب ومبقياً على مخازن أسلحته وتواجده العسكري بعيداً عن صلاحيات اليونيفل.

*تصويت فرنسا ضد المشروع الأميركي في مجلس الأمن المطالب بإبقاء العقوبات التي تمنع إيران من التسلح.

ورغم أن الحريري وبطلب من ماكرون وافق باسم السنة على إعطاء وزارة المالية لشيعي رضوخاً لفجور ووقاحة واستكبار الثنائي بري وسيد أمونيوم، فإن إيران أمرت هذا الثنائي الطروادي بتعطيل تشكيل الحكومة مها حذا بمصطفى أديب على الإعتذار والانسحاب.

إن ما يجب أن يستوعبه ماكرون وغيره داخل لبنان وخارجه، هو أنه لا يمكن تحت أي ظرف أن تُحل أية مشكلة في لبنان صغيرة أو كبيرة وفي أي حقل وعلى أي مستوى طالما أن حزب الله المجرم والإرهابي والملالوي يحتل البلد ويحتفظ بسلاحه وبدويلته ومتحكم برقاب وألسنة كل المسؤولين وأصحاب شركات الأحزاب التعتير بدءً من الرئاسات الثلاثة وبالنازل.

وبما أن حزب الله يخطف لبنان ويأخذه رهينة بقوة السلاح والإجرام والاغتيالات فقد تعطلت إمكانيات اللبنانيين لدرجة كبيرة في القدرة الذاتية على تحرير البلد وفك أسره بغير تنفيذ القرارات الدولية كافة وهي اتفاقية الهدنة مع إسرائيل، وال 1680 وال 1559 وال 1701 وإلا فالج لا تعالج.

في الخلاصة، فإنه على ماكرون وعلى كل قادة الدول العربية والغربية أن يعرفوا جيداً بأن ملالي إيران وأذرعتهم الإرهابية  والمذهبية، وفي مقدمها حزب الله، لا يستجيبون ولا يرضخون لغير لغة القوة والردع، وبالتالي فإن كل تنازل لهم يرونه ضعفاً واستسلاماً ويزيدهم جنوناً وأوهام عظمة وهلوسات.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

الشياطين وشرورههم مصيرهم دائماً الهزيمة

الياس بجاني/26 أيلول/2020

فجور ووقاحة واستكبار وإجرام بري وسيد امونيوم وكل ابواقهما والصنوج من معممين وسياسيين هي أعراض ضعف وخوف وجنون .السقوط لم يعد بعيداً

The immorality, arrogance, criminality of Berri, the ammonium master, and all their political and religious trumpets and cymbals are symptoms of weakness, fear and madness. The fall is imminent

 

المخرج يوسف الخوري غاص في التاريخ والوقائع والأحداث وشهد للحق وللحقيقة ولم يتطاول أو يهين أحد

الياس بجاني/25 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90718/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%ba%d8%a7%d8%b5-%d9%81%d9%8a-%d8%a7/

في الخلاصة، فإن الخوري، ونحن ننشر على موقعنا كل ما يكتبه هو انسان فنان ومثقف وخلوق ومؤدب وعلمي وموضوي إلى أقصى الحدود، كما أنه وبنفس الوقت لبناني عنيد في دفاعه عن الحق وسيادي وحر ويعشق لبنان وكل ما هو لبناني قولاً وأفعالاً .

يبقى، أن الخوري يتميز عن كثر من الكتاب الصحافيين بأنه مطلع بعمق على تاريخ لبنان وعلى كل الأحداث التي شهدها حاضراً وماضياً، وبالتالي فإن كل كتاباته تتصف بالموضوعية وتندرج تحت خانة الدراسات والأبحاث والتوثيق.

لكل من اخافتهم جرأة وصراحة ووطنية وعمق اطلاح الخوري على التاريخ وخفاياه، نقول لهم تعلموا منه وناقشوه وحاوروه بالمنطق والحجج والوثائق بدلاً من أن تخونه وتشتموه وتتهموه بما هو فيكم.

وألف تحية اغترابية ليوسف الخوري الذي نرى فيه وبأمثاله خمائر وطنية وإيمانية ورجائية سوف بإذن الله تخمر كل عجين وطننا الحبيب والجريح والمقهور والمحتل

****
لفتني عدد الردود التي وصلتني تعليقاً على مقالة المخرج يوسف الخوري التي نشرتها على موقعي أول أمس وجاءت تحت عنوان: “حجمكم “شخطة” قلم رصاص بيد بطريرك ماروني”.

معظم ما وصلني وما نشر على عشرات المواقع من فايس بوك وانستغرام وتويتر ومواقع الكترونية كان موضوعياً، إلا أن الكثير منها أيضاً كان عبارة عن شتائم صيغت بلغة شوارعية ولم تتناول ما جاء في المحتوى العلمي والتاريخي للمقالة، “الوثيقة التاريخية”  لا من قريب ولا من بعيد وبالتالي لا تستحق غير الشفقة على أصحابها المغربين عن العلم والمنطق والتاريخ وقبول الرأي الآخر.

وإذا كان الخوري قاسيًا في مقالته تجاه بعض أبناء الطائفة الشيعة الكريمة، فإن الردود عليه خرجت عن الأدبيات لتتناوله شخصيًّا بالشتائم والنعوت البذيئة.

تناولتُ هذه الردود واحدة واحدة، مقالات فضفاضة؛ بوستات مختصرة على صفحات بعض الروّاد؛ وردود مباشرة على صفحة الخوري، وعلى بريدي الألكتروني ومواقعي على صفحات التواصل الإجتماعي كافة؛ فتبيّن لي أنّها ممنهجة وجميعها من خارج السياق ويديرها على يبدو مايسترو واحد! ما يدل على أنّها ممنهجة وتجري بإدارة المايسترو نفسه، وهي ركّزت على النقاط نفسها:

إتّهام يوسف ي. الخوري بأنه وعنصري وطائفي حاقد على الطائفة الشيعيّة ككل.

التركيز على أنّ الخوري هو مُزوّر للتاريخ، وعلى أنّ المؤرخين الذين استند إليهم كمصادر لمعلوماته، هم مشوِّهون للتاريخ وليس عندهم مصداقية.

مهاجمة الخوري بالشتائم والكلام النابي.

أمّا ما جعلني أقول بأِنّ الكثير من الردود جاءت من خارج السياق، هو أنّ أيًّا منها لم يُناقش صحّة المعلومات الواردة في المقالة بالشكل العلمي المعلّل.

أما بالنسبة للتعميم، فقد كان الخوري واضحًا في مطلع مقالته بأنّه يتوجّه إلى شريحتين من الشيعة وليس إلى الطائفة الشيعيّة، وهاتان الشريحتان هما: من جهة، “هؤلاء الذين يضربون على صدورهم وهم يصيحون: تيعا تيعا”، ويقصد بهم الشيعة الذين يُهاجمون ثوار 17 تشرين وهم يصيحون “شيعة شيعة”.

ومن جهة ثانية، هؤلاء “الذين يستقوون بالسلاح” ويقصد بهم ميليشيات حزب الله.

في بحر المقالة وصف الخوري هاتين الشريحتين بـ “شيعة الفقيه” وميّزهما عن الشيعة اللبنانيين.

وأكثر ما لفتني في هذا المكان، هو أنّ الخوري نُعت بالطائفي، بينما هو لم يتطرق إلى المعتقد الشيعي بكلمة واحدة، لا بل في السياسة هاجم الموارنة كما هاجم الشريحتين الشيعيّتين المشار إليهما أعلاه.

بالنسبة لإتّهام الخوري بتزوير التاريخ، فهذا افتراء أكيد، إذ لم أقرأ أيّ ردّ له علاقة بالحقائق التاريخيّة التي أوردها الخوري في مقالته، فالمنهجيّة العلميّة تقضي بأقلّ تعديل، إبراز الوثائق التي تنفي صحّة خبر ما وتناقضه، وهذا الأمر لم يحصل ولو لمرة واحدة في الردود “الشتائمية والغاضبة والإتهامية” التي تابعتها، وهي بالمئات على صفحة الخوري ومن خلال بريدي الألكتروني وعلى مختلف صفحات مواقع التواصل .

في المقابل، إصرارُ معظم الردود على أنّ المؤرخين زوّروا الحقائق حول الطائفة الشيعيّة، وعلى أنّ الموارنة ليسوا هم مَن صنع لبنان، لهو أمرٌ يدعو إلى الخوف والتساؤل عمّا إذا كان “شيعة الفقيه” يسعون إلى طمس الحقائق اللبنانيّة، بغية أخذ لبنان إلى صيغة جديدة مختلفة لا علاقة لها بما سبقها.

لا أستبعد أن يكون “شيعة الفقيه” فعلًا هم بصدد جرّ البلاد وعبادها إلى جمهوريّة إسلاميّة كما ألمح الخوري في المقطع الأخير من مقالته.

أمّا عن الشتائم التي وُجهت بأحقر تعابيرها إلى الخوري، فهي إن تدل على شيء، فتدلّ على ضعف حجّج وقلّة معرفة مطلقيها، خصوصًا أنّ معلومة واحدة مما كتبه الخوري لم يجرِ نقضها أو حتى محاولة مناقشتها.

ماذا كان على الخوري أن يفعل لكي لا يُغضب “شيعة الفقيه”؟ أكان عليه أن يستبدل كلمة بطريرك في عنوان مقالته بكلمة فلاح ليُصبح العنوان: حجمكم “شخطة” قلم رصاص بيد فلاح ماروني!!!؟

وما لفتني ولفت كثر غيري من الناشطين الإغترابيين هو رحابة صدر الخوري، وتقبله للرأي الآخر حتى لو كان هذا الرأي شتائم واهانات واتهامات باطلة. فهو لم يمحي كما لاحظنا ولا شتيمة واحدة من على صفحته، لا بل على العكس حاول الرد على كل من شتمه بأدب وإحترام وشرح لما كتبه.

في الخلاصة، فإن الخوري، ونحن ننشر على موقعنا كل ما يكتبه هو انسان فنان ومثقف وخلوق ومؤدب وعلمي وموضوي إلى أقصى الحدود، كما أنه وبنفس الوقت لبناني عنيد في دفاعه عن الحق وسيادي وحر ويعشق لبنان وكل ما هو لبناني قولاً وأفعالاً .

يبقى، أن الخوري يتميز عن كثر من الكتاب الصحافيين بأنه مطلع بعمق على تاريخ لبنان وعلى كل الأحداث التي شهدها حاضراً وماضياً، وبالتالي فإن كل كتاباته تتصف بالموضوعية وتندرج تحت خانة الدراسات والأبحاث والتوثيق.

لكل من اخافتهم جرأة وصراحة ووطنية وعمق اطلاح الخوري على التاريخ وخفاياه، نقول لهم تعلموا منه وناقشوه وحاوروه بالمنطق والحجج والوثائق بدلاً من أن تخونه وتشتموه وتتهموه بما هو فيكم.

وألف تحية اغترابية ليوسف الخوري الذي نرى فيه وبأمثاله خمائر وطنية وإيمانية ورجائية سوف بإذن الله تخمر كل عجين وطننا الحبيب والجريح والمقهور والمحتل.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

انفجار عين قانا: لحام المرفأ بلش يلحم بالجنوب

الياس بجاني/22 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90639/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%86%d9%81%d8%ac%d8%a7%d8%b1-%d8%b9%d9%8a%d9%86-%d9%82%d8%a7%d9%86%d8%a7-%d9%84%d8%ad%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1%d9%81/

لأن “من يحفر حفرة لأخيه يقع فيها”، ها هو اللحام اللاهي الذي فجر مرفأ بيروت ينتقل من بيروت ومعه عدة التلحيم ويبدأ عمله التلحيمي والأمونيومي في الجنوب حيث “الخلد” الذي هو حزب الله الأمونيومي لم يترك مؤسسة أو مدرسة أو مستشفى أو حتى منزل ولم يخزن فيه سلاحه وذخائره.

إن انفجار عين قانا اليوم هو بالتأكيد ناتج عن عملية تلحيم مماثلة لتلك التي فجرت مرفأ بيروت ودمرت المناطق المسيحية المقاومة.

ويبدوا بأن معلم التلحيم هذا مصمم على أن يمارس مهنته “التلحيمية” في كل المناطق اللبنانية على قاعدة 6-6 مكرر ما غيرها.

لا نتمنى لا للجنوب ولا لأي منطقة من مناطق لبنان أن تذوق ما ذاقته مناطق بيروت الشرقية، ولكن ما دام معلم التلحيم هذا حر وطليق ودون محاسبة فإن كوارثة التلحيمية لن توفر أية منطقة في لبنان، وخصوصاً قرى وبلدات ودساكر ومدن الجنوب التي حولها الحزب الأمونيومي وسيد أمنويم إلى جحور وانفاق ومخازن اسلحة.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

في كلمة نارية... ماكرون يحمّل المسؤولين فشل المبادرة...الحريري أخطأ ولا حزب الله ولا حركة أمل يريدان التسوية (وقائع المؤتمر بالكامل موجدة في نهاية هذه النشرة)

وكالات/27 أيلول 2020

في كلمة نارية اعتبر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أن الصداقة الفرنسية اللبنانية تم احتجازها من قبل طبقة سياسية متهمة بالفساد والإرهاب، مشيرا الى أن الوضع في لبنان لم يشهده منذ الحرب الأهلية. ولفت في مؤتمر صحافي إلى أن قوى السلطة قررت ان تخون التعهد والالتزام ووجدت انه من الافضل تفضيل مصلحتها على مصلحة البلد.أضاف: "القوى اللبنانية ومن يقود المؤسسات رفضوا بكل وضوح احترام الالتزام أمام فرنسا والمجتمع الدولي". وأوضح أن حزب الله لا يمكنه أن يكون جيشا محاربا لإسرائيل وميليشيا الى جانب سوريا وحزباً محترما في لبنان وقد اظهر العكس في الايام الاخيرة، مضيفا: "حزب الله وحلفاؤه لم يريدوا تقديم تنازلات لتشكيل الحكومة". واتهم بعض القوى السياسية بأنها نصبت أفخاخا في طريق تشكيل الحكومة. وأضاف: "أمل و"حزب الله" قرّرا ألاّ يجب أن يتغيّر شيء في لبنان وفهمت أنّ "حزب الله" لا يحترم الوعد الذي قطعه أمامي والفشل هو فشلهم ولا أتحمّل مسؤوليّته". وقال ماكرون: "الكل اراد ان يخلص نفسه ومصالح حزبه اولا، ولم يلتزم احد بتعهداته. وهذه خيانة ورفض للالتزام بنية حسنة بالمبادرة الفرنسية، والمسؤولية ستكون ثقيلة". ورأى أننا ندخل مرحلة جديدة باتت فيها المخاطر أكبر في لبنان أو المنطقة وخارطة الطريق الفرنسية هي الخيار الوحيد المتاح ولا تزال مطروحة. وحمّل ماكرون مسؤولية الفشل لكل القادة اللبنانيين وعلى رأسهم الرئيس عون. ورأى ماكرون أن الرئيس سعد الحريري كان مخطئا بإضافة شرط طائفي إلى تشكيل الحكومة وطريقة عمله في الاسابيع الاخيرة كانت خاطئة. وقال: "فات الأوان على تغيير التوازنات في لبنان وأخجل بما يقوم به الزعماء في لبنان".ولا احد سيضع مالاً في لبنان طالما ظلت الأمور على حالها والحل الوحيد هو حكومة مَهَمة وان تكون كل طائفة ممثلة فيها ولكن دون أن يكون الوزراء رهائن طائفتهم وأمهل زعماء لبنان أربعة إلى ستة أسابيع أخرى لتشكيل حكومة في إطار المبادرة الفرنسية وإلا الحرب الاهلية او العودة الى حكومة المستفيدين,

 

كورونا يحصد 1012 إصابة جديدة ويصل إلى قصر بعبدا

المدن 28 أيلول/2020

يستمر وباء كورونا بتسجيل أرقام مرتفعة، ويتزامن هذا مع ارتفاع عدد الحالات في أقسام العناية الفائقة. وأعلنت وزارة الصحة العامة عن تسجيل سبع وفيات و1012 إصابة جديدة بالفيروس ، ما رفع عدد الوفيات إلى 347 وفاة، عدد الإصابات إلى 36240 من بداية الأزمة.

ووصل عدد الفحوص إلى 12936، فيما بلغت نسبة الحالات الموجبة منها إلى 8.3 في المئة. ووصل عدد الإصابات في القطاع الصحي اليوم فقط إلى 13 حالة، ما رفع عدد الإصابات الكلية في القطاع إلى 962 حالة. ووصل عدد الحالات في المستشفيات إلى 574 بينها 173 حالة في قسم العناية الفائقة.

كورونا في قصر بعبدا

وبعيدا من التحذيرات من انتشار الوباء، انشغل اللبنانيون بخبر إصابة رئيس التيار العوني جبران باسيل بكورونا، وبالفحص الذي أجراه رئيس الجمهورية. وأكدت مصادر بعبدا لـ"المدن" أن الرئيس وجميع العاملين في القصر أجروا الفحص بعد اكتشاف إصابات عدة في بعبدا. لكن أتت نتيجة الرئيس سالبة. ونفى مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية إصابة اللبنانية الأولى السيدة ناديا الشامي عون. وتبين أن باسيل مصاب منذ مساء أمس، وأصدر مكتبه الإعلامي الخبر "لإبلاغ كل من خالطهم أخيراً، إذ لا يمكن الاتصال بهم إفرادياً". 

تحذيرات أبيض

اعتبر مدير عام مستشفى رفيق الحريري فراس أبيض أن لبنان شهد تسارعاً في ارتفاع حالات كورونا في الأسبوعين الماضيين. وقد تضاعف عدد الحالات في الأيام العشرة الأخيرة، وباتت نسبة الإصابات من الفحوص 9 في المئة، بينما المستشفيات مشغولة بنسبة 70 في المئة. وذلك رغم ارتفاع عدد الأسرة في العناية الفائقة. وإذ رحب بزيادة عدد الفحوص وعدد الأسرة في المستشفيات، اعتبر أنه يوجد فارق كبير بين سرعة انتشار الوباء والجهود لجعله تحت السيطرة. وهذا يحتاج إلى رد سريع. وأوضح أن التخالط وتقارب الأشخاص من بعضهم يعتبر المسبب الأساسي لانتقال العدوى، ومن دون التقليل منه، كل الجهود لاحتوائه ستكون قليلة النجاح.

مستشفى الحريري

وصل عدد الحالات الحرجة في قسم العناية الفائقة في مستشفى رفيق الحريري الجامعي إلى 27 حالة، وأظهر التقرير الصادر عن المستشفى أن عدد الفحوص التي أجريت في المستشفى خلال الـ24 ساعة المنصرمة وصل إلى 392 فحصا. أما عدد المصابين في المستشفى للمتابعة فهو 85.

المخيمات

أعلنت وكالة "الأونروا" أن العدد الإجمالي للحالات في أوساط لاجئي فلسطين في لبنان منذ تفشي الفيروس ولغاية يوم أمس، ارتفع إلى 942 حالة، مع 330 حالة نشطة، وتسجيل 23 حالة وفاة. وأكدت أنها تتابع الحالات الجديدة "وتتخذ جميع الإجراءات اللازمة بالتنسيق مع وزارة الصحة العامة واللجان الشعبية وجميع شركائها"، مع "تغطية تكاليف جميع الحالات المثبت اصابتها والتي تتطلب العلاج في المستشفى". وأشارت إلى أنها "تستقبل لاجئي فلسطين في مركز العزل في سبلين، في حال لم تكن هناك امكانية لعزل أنفسهم في المنزل". وبالنسبة للاستشفاء، أعلنت الوكالة التزامها بتسعيرة وزارة الصحة العامة وسياسة الوزارة لمعالجة المرضى الذين يدخلون المستشفيات. وأكدت أنها "لا تزال ملتزمة بإجراء الفحوص بالتعاون مع وزارة الصحة العامة والشركاء"، ولفتت إلى أنه "بسبب الضغط على المختبرات، فإن النهج المطبق في كل المناطق وعلى الجميع سواء لبنانيين أو فلسطينيين أو غيرهم، هو التركيز على إجراء الفحوص للمخالطين المباشرين".

إصابات المناطق

وفي جديد الإصابات، أفادت خلية إدارة الأزمة في قضاء طرابلس، عن تسجيل مئة إصابة. وأعلنت خلية متابعة أزمة كورونا في قضاء زغرتا تسجيل 14 حالة جديدة، فيما أعلنت لجنة إدارة الأزمات في قضاء الكورة تسجيل 12 حالة جديدة وحالة وفاة واحدة في كفرعقا. إلى ذلك أعلنت غرفة إدارة الكوارث في محافظة عكار تسجيل 53 إصابة جديدة، وهو أعلى رقم للمصابين يسجل في يوم واحد منذ بدء جائحة كورونا. فيما سجلت بلدة القبيات 14 حالة جديدة، ما رفع عدد الإصابات خلال هذا الأسبوع فيها إلى 49. وبقاعاً أعلنت بلدية مشغرة في البقاع الغربي إصابة جديدة لإحدى السيدات في البلدة. وقد عملت البلدية على عزل المخالطين المباشرين وعددهم 4. كذلك سجلت بلدية النجارية إصابة جديدة في البلدة. وجنوباً أعلنت وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات قضاء صور تسجيل 19 إصابة جميعها لمقيمين مخالطين.

 

انتشار قوة أممية في بيروت.. واليونيفيل توضح

الوكالة الوطنية للإعلام/27 أيلول 2020

أعلنت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان- اليونيفيل أنه “وبناء على طلب من القوات المسلحة اللبنانية، نشرت قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان- اليونيفيل اليوم مفرزة تضم قوة متعددة الجنسيات في بيروت، لمساعدة السلطات اللبنانية في جهودها الآيلة للتعامل مع تداعيات الانفجارات المأساوية التي وقعت في 4 آب”. أضافت في بيان: “ويأتي الانتشار الذي جرى في وقت مبكر من صباح اليوم في أعقاب تفويض من مجلس الأمن الدولي للبعثة باتخاذ إجراءات موقتة وخاصة لتقديم الدعم للبنان وشعبه في أعقاب الانفجارات. وانتشر جنود حفظ السلام التابعون لليونيفيل في العاصمة اللبنانية ومعهم آليات ثقيلة ومعدات أخرى”. وتابع: “إن مساعدة اليونيفيل، والتي سيتم تنفيذها على ثلاث مراحل خلال حوالي ثلاثة أسابيع، ستكون عملياتية في المرفأ وكذلك في وسط المدينة بفريق عمل يرتكز على المهندسين. كما ستكون مجالات الدعم الرئيسية على الشكل الآتي: إزالة الأنقاض وأعمال البناء من أجل تسهيل الاستئناف السريع للعمليات في مرفأ بيروت”. وقال رئيس البعثة وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول: “إنها لحظة خاصة لنا جميعا في اليونيفيل كوننا نقدم بعض الدعم الملموس للسكان المحتاجين. من المهم لبعثة مثل اليونيفيل تضم أكثر من عشرة آلآف جندي أن تساعد البلد الذي يستضيفنا منذ أكثر من 42 عاما. ويتماشى هذا الدعم أيضا مع النداء الأخير لمجلس الأمن الدولي لتعزيز التعاون بين اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية”.

 

الجيش ينعي العسكريَين اللذين استشهدا بإطلاق النار على أحد المراكز 

نعت قيادة الجيش - مديرية التوجيه، العسكريَين اللذين استشهدا بعد إقدام عناصر إرهابية على إطلاق النار على أحد مراكز الجيش في محلة عرمان- المنية بتاريخ 27/9/2020، وهما: العريف محمد خالد النشار، والعريف المجند أحمد خالد صقر، وفي ما يلي نبذة عن حياة كل منهما:

• العريف الشهيد محمد خالد النشار

- من مواليد 25 /12 /1991 عيات - عكار.

- تطوّع في الجيش بتاريخ 12 /12 /2017.

- حائز على تنويه العماد قائد الجيش مرّتين وتهنئته ثلاث مرّات.

- الوضع العائلي: متأهل وله ولدان.

يُنقل الجثمان بتاريخ 27 /9 /2020 الساعة 11.00 من المستشفى الحكومي- طرابلس إلى بلدة عيات- عكار، حيث يقام المأتم بالتاريخ نفسه الساعة 13.00، ويوارى الثرى في جبانة البلدة.

تُقبل التعازي للرجال قبل الدفن وبعده وبتواريخ 28، 29 و30 /9 /2020 في قاعة مسجد بلدة عيّات - عكار، وللنساء في منزل والده الكائن في البلدة المذكورة.

• العريف المجند الشهيد أحمد خالد صقر

- من مواليد 2 /6 /2001 قشلق- عكار.

- مدّدت خدماته في الجيش اعتباراً من تاريخ 28 /07 /2018.

- حائز على تنويه العماد قائد الجيش مرّة واحدة وتهنئته مرّتين.

- الوضع العائلي: عازب.

يُنقل الجثمان بتاريخ 27 /9 /2020 الساعة 11.30 من المستشفى الحكومي- طرابلس إلى بلدة قشلق- عكار، حيث يقام المأتم بالتاريخ نفسه الساعة 15.00، ويوارى الثرى في جبانة البلدة.

تُقبل التعازي قبل الدفن وبعده ولمدّة ثلاثة أيام في مسجد بلدة قشلق- عكار.

 

الرواية الرسمية للعملية الأمنية في وادي خالد..، أول تعليق لـ "حزب الله"، وما علاقة جريمة كفتون؟!

وكالات/27 أيلول 2020

كشفت المديرية العامّة لقوى الأمن الداخلي تفاصيل العملية الأمنية التي نفّذتها القوّة الضاربة في شعبة المعلومات في منطقة وادي خالد - عكّار، أمس السبت، مشيرة إلى أنّ العملية مرتبطة بجريمة كفتون - الكورة التي وقعت الشهر الفائت والتي راح ضحيّتها ثلاثة شبّان من البلدة.

وأشارت المديرية في بيانها إلى أنّه "في إطار متابعة شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي لمنفذي جريمة كفتون، تمكنت هذه الشعبة من تحديد هوية الفاعلين وعددهم 4 أشخاص، والذي تبين أنّهم جزء من خلية تعمل لصالح تنظيم "داعش" في لبنان".

وأضافت أنّه "بنتيجة المتابعة الاستعلامية والميدانية، تمكنت شعبة المعلومات من تحديد هويات جميع اعضاء المجموعة الإرهابية وعددهم أكثر من 15 شخصاً، يعملون تحت امرة السوري "م. ح."، بحيث أوقفت 3 من اعضاء المجموعة".

وأوضحت أنّه "بتاريخ 26-9-2020، توصلت الشعبة الى تحديد مكان تواجد اعضاء المجموعة الارهابية في منطقة وادي خالد في منزل منعزل، فجرى تنفيذ عملية امنية لمحاصرة المنزل من قبل القوة الضاربة في الشعبة. بادر عناصر المجموعة بإطلاق النار من اسلحة خفيفة ومتوسطة باتجاه القوة، فتم الرد عليهم ما ادى الى قتل جميع الارهابيين".

وأعلنت المديرية العامّة لقوى الأمن أنّ "العملية مستمرة ما زالت، وسيتم الاعلان تباعاً عن النتائج".

وكانت "الوكالة الوطنية للاعلام" قد أفادت عن اشتباكات تدور بين القوة الضاربة لشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي ومسلحين متحصنين في منزل معزول في خراج بلدة الفرض في وادي خالد - عكار، مرتبطين بالإرهابي خالد التلاوي، الذي كان قتل في اشتباك مع الجيش في وقت سابق من هذا الشهر في مخيّم البداوي حيث أدّت العملية آنذاك إلى استشهاد 4 عناصر من الجيش.

 

هجوم إرهابي على مركز للجيش في عرمان - المنية.. واستشهاد عسكريَيْن

وكالات/الأحد 27 أيلول 2020

اعلنت قياد الجيش - مديرية التوجيه - في بيان أنّه "بتاريخه حوالى الساعة 1.00، أقدم إرهابيون يستقلون سيارة على إطلاق النار بإتجاه عناصر الحرس في أحد مراكز الجيش في محلة عرمان - المنية وقد ردّ العناصر على مصدر النيران بالمثل".

وبحسب البيان، فقد "نتج عن ذلك استشهاد عسكريَيْن إثنين بالإضافة إلى مقتل أحد الإرهابيين، وقد فرّ الإرهابيون الآخرون إلى جهة مجهولة".

وختم البيان: "تجري متابعة الموضوع لتوقيف الإرهابيين الفارّين وكشف ملابسات الاعتداء".  ويأتي الهجوم بالتزامن من العملية الأمنية التي نفذتها القوّة الضاربة في شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي في منطقة وادي خالد وذلك في إطار متابعة الشعبة لمنفذي جريمة كفتون، حيث تمكنت من تحديد هوية الفاعلين وعددهم 4 أشخاص، والذي تبين أنّهم جزء من خلية تعمل لصالح تنظيم "داعش" في لبنان، بحسب بيان صادر عن المديرية العامّة لقوى الأمن الداخلي. وأضافت المديرية أنّه "بنتيجة المتابعة الاستعلامية والميدانية، تمكنت شعبة المعلومات من تحديد هويات جميع أعضاء المجموعة الإرهابية وعددهم أكثر من 15 شخصاً، يعملون تحت امرة السوري "م. ح."، بحيث أوقفت 3 من اعضاء المجموعة"، لافتة إلى أنّه "بتاريخ 26-9-2020، توصلت الشعبة الى تحديد مكان تواجد اعضاء المجموعة الارهابية في منطقة وادي خالد في منزل منعزل، فجرى تنفيذ عملية امنية لمحاصرة المنزل من قبل القوة الضاربة في الشعبة. بادر عناصر المجموعة بإطلاق النار من اسلحة خفيفة ومتوسطة باتجاه القوة، فتم الرد عليهم ما ادى الى قتل جميع الارهابيين

 

بيانٌ لقوى الأمن بشأن عملية وادي خالد

وكالات/الأحد 27 أيلول 2020

أعلنت المديرية العـامة لقوى الأمـن الداخلي ـ شعبة العلاقات العامة في بيان أنه "في إطار متابعة شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي لمنفذي جريمة كفتون، تمكنت هذه الشعبة من تحديد هوية الفاعلين وعددهم 4 اشخاص، والذي تبين انهم جزء من خلية تعمل لصالح تنظيم داعش في لبنان".

ولفتت الى أن "بنتيجة المتابعة الاستعلامية والميدانية، تمكنت شعبة المعلومات من تحديد هويات جميع اعضاء المجموعة الإرهابية وعددهم أكثر من 15 شخصاً، يعملون تحت امرة السوري (م. ح)، بحيث اوقفت 3 من اعضاء المجموعة". وأشارت الى أن "بتاريخ 26-9-2020، توصلت الشعبة الى تحديد مكان تواجد اعضاء المجموعة الارهابية في منطقة وادي خالد في منزل منعزل، فجرى تنفيذ عملية امنية لمحاصرة المنزل من قبل القوة الضاربة في الشعبة وبادر عناصر المجموعة بإطلاق النار من اسلحة خفيفة ومتوسطة باتجاه القوة، فتم الرد عليهم ما ادى الى قتل جميع الارهابيين".

وأوضحت أن " العمليةما زالت مستمرة، وسيتم الاعلان تباعاً عن النتائج

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 27/9/2020

وطنية/الأحد 27 أيلول 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

المبادرة الفرنسية لم تنته، لكن ملامح الحلول لم تتضح بعد انتكاسة تكليف مصطفى أديب واعتذاره. الرئيس الفرنسي الذي أبدى مرونة في بعض الجوانب، حمل مسؤولية الفشل للمسؤولين اللبنانيين، وتحدث بلهجة شديدة عن "حزب الله". وتطرق في مؤتمره الصحافي قبل قليل، إلى التفاصيل التي حالت دون تأليف الحكومة، مؤكدا استمرار المبادرة. وقد استبق مؤتمره بتشاور هاتفي مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بشأن الملف اللبناني. ووفق قناة "روسيا اليوم"، فقد تم إعادة طرح اسم الرئيس سعد الحريري لتولي رئاسة الحكومة كنقطة توافق، وفق ما أوردت القناة.

وإذ يذهب المتفائلون حد القول إن الأسبوع المقبل قد يشهد تكليفا جديدا، بعد استشارات نيابية ملزمة يجريها رئيس الجمهورية تترجم استمرار الزخم الفرنسي، وسط ايحاءات بأن جعبة ماكرون لن تقتصر على اسم مرشح واحد يشكل تقاطعا لتوافقات محلية وخارجية في تعليق الآمال عليه، من المؤكد أن التوافقات سوف تسعى لتعدي التسمية إلى خطوط التسوية لمنع دخول الشيطان في تفاصيل التأليف لتلافي الوقوع في الخطأ مرتين، في ظل ما تظهره هشاشة الوضع الاقتصادي والضغط المعيشي لمعالجات سريعة، مع عودة تحرك الشارع وغضبه وإقفال الطرق الذي كانت جل الديب ساحته الليلة.

وأيضا لتطويق محاولات جعل لبنان ساحة لتسلل الارهابيين، أظهرت القوى الأمنية والجيش القدرة على مواجهتهم في عملية وادي خالد، التي استشهد فيها عسكريان وشيعا بمواكب شعبية مؤثرة. وبقدر ما لاقى نجاح العملية الأمنية للجيش بمواجهة الارهابيين ترحيبا، بقدر ما بدت المواجهة جرس انذار يستدعي من الجميع التكاتف لمنع تكراره.

وعلى خط مؤشرات اتفاق الاطار النفطي، ثمة حديث عن إشارات إيجابية قد تتبلور منتصف الشهر المقبل، مما يتيح الاستنتاج بأن الافرقاء الفاعلين على الساحة الداخلية، حريصون على عدم تهاوي الأوضاع. وقد أشارت خبيرة النفط والغاز لوري هايتيان ل"تلفزيون لبنان"، إلى أنه لن يكون هناك مفاوضات بشأن ترسيم كامل للحدود المائية مع العدو الاسرائيلي قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، موضحة أن عمل شركة "توتال" في لبنان في مجال استخراج النفط وبصورة خاصة في ما يتعلق بالبلوك رقم 9.

بالمحصلة إذا ما تركت منافذ الحلول مفتوحة، فهل سيحسن اللبنانيون استغلالها هذه المرة؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

مرحلة جديدة يدخلها لبنان بعد انتكاسة اعتذار مصطفى أديب عن عدم المضي في تشكيل الحكومة. والخيارات المحتملة للأيام المقبلة متعددة وصعبة، إلى درجة تجعل الصورة غامضة وضبابية وليس من السهل تحديد معالمها، أقله في المدى المنظور.

لكن ثغرة الأمل التي يمكن أن تكون متاحة، هي تعويم فرنسا مبادرتها اللبنانية وإعادة الاعتبار إليها. فهل يفعلها إيمانويل ماكرون الذي يطل مساء اليوم من باب مؤتمر صحفي على نية لبنان؟. الأرجح انه سيفعلها، بدليل الإيجابية التي طبعت ردود الفعل الفرنسية الأولية بعد اعتذار أديب، وفيها التزام باستمرار المبادرة لأنها غير مرتبطة بشخص.

ونقلت قناة "روسيا اليوم" عن مصادر مطلعة، أن اتصالا هاتفيا جرى بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، خلص لإجماع الجانبين على ضرورة حل الأزمة اللبنانية. وحسب هذه المصادر فقد تمت إعادة طرح اسم رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري كنقطة توافق، كما أن ماكرون قام بتعديلات على فريقه المكلف بالملف اللبناني.

وكان الرئيس سعد الحريري قد أكد أنه غير مرشح لرئاسة الوزراء ولن يسمي أحدا لتوليها.

أما الرئيس ميشال عون، فاسترعى الانتباه تأكيده أنه سيلتزم قسمه حتى اليوم الأخير من عهده، وسيبقى سدا منيعا بوجه كل من يحاول المس بمضمونه.

سدا منيعا كان الجيش والقوى الأمنية في مواجهة الإرهاب، الذي تحركت خلاياه تحت جنح الفراغ الحكومي. سحق مجموعة إرهابية تحصنت في منزل بوادي خالد، ومصرع إرهابي في هجوم على مركز للجيش في المنية يسفر عن استشهاد عسكريين.

ومع عودة الهاجس الأمني مجددا إلى الواجهة، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الجميع لقراءة مشهد الشمال، وقال إن البداية تبدأ من هناك، من لدن لغة الشهداء، لغة الجيش والقوى الأمنية، مشددا على أن من لا يفهم لغتهم في هذه اللحظة الحرجة لا يمكن أن يفهم لغة وطنه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

لا استراحة بين المواجهات التي يخوضها لبنان، بل مزيد من المشقات، وبعدما نام التكليف استفاق الارهاب. لبنان الدولة التي نخرها المتتابعون في الفساد على مدى عقود، يدمرها الأميركي وحلفاؤه بفرط عدوانهم السياسي والاقتصادي، والآن يهددها الارهابيون على مدار الساعة.

فالمؤشرات كانت بالأمس واليوم كفيلة بإظهار نوع الخطر الذي يواجهه اللبنانيون: انكشاف مزيد من الخلايا الإرهابية النائمة، تلاحقها القوى الأمنية وتقضي عليها، لتكون التضحية مجددا كبيرة، وتحديدا في عكار، مع ارتقاء شهيدين للجيش من أبنائها خلال مواجهة إرهابي انتحاري حاول اقتحام ثكنة عرمان العسكرية.

في السياسة، سبات بانتظار عودة الاتصالات، وبعد اعتذار الرئيس المكلف لا أعذار لمن يبرئ الانقلابيين مما عاثوا في البلد خلال ستة وعشرين يوما من مسلسل التكليف، وهم من توسلوا في نواديهم وخلواتهم كل أنواع الشقاوة والمكر والتحاذق للإطاحة بفرصة التقاط النفس الأخير بعدما خنقوا بسياساتهم المالية والاقتصادية والاستسلامية كل الوطن ورهنوا مستقبله للمجهول.

هؤلاء يعيدون العجلة سريعا إلى الخلف، إلى نقطة صفر غائرة في وحل الأزمة المتراكم، وبات من الصعب تحديد مكانها، للانطلاق مجددا على جادة الحوار والإنقاذ…في خضم هذا السواد، شماعات البعض مجهزة للإفلات بعدما أعدموا محاولات الإجماع على الحل: يرفعون المبادرة الفرنسية، يتلطون وراءها عند عتبة مطلة بقساوة على مشهد الانهيار الذي يتحملون مسؤوليته مع كثيرين من الذين ينكأون اليوم الجراح ويضربون وجه لبنان بعصا الانصياع للأميركي والسعودي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

"خلصونا بقا". هذا هو لسان حال اللبنانيين اليوم، على مسافة أقل من شهر من الذكرى السنوية الاولى للتحركات التي أشعلتها قضية الرسم على الواتساب في 17 تشرين الاول 2019.

في البداية، أمل اللبنانيون خيرا، بعدما ضاقوا ذرعا بطبقة سياسية، لم ينجح أكثرها سوى في الفشل، فشاركت أعداد كبيرة منهم في حركة شعبية عمت المناطق، وخرقت حدود المذاهب والطوائف. لكن مع الوقت، ظهرت شعارات متضاربة، وغاب المشروع الموحد، فتبدد الحلم، واستتب الأمر للوهم، وبانت حقيقة مشاركة الأحزاب، وانتقلتا من رفض رسم الواتساب والمطالبة بالاصلاح الاقتصادي والمالي وتحسين الوضع المعيشي، إلى القرار 1559 وسحب سلاح المقاومة، مرورا بالمطالبة باسقاط النظام من دون بديل، وتوطين النازحين واللاجئين.

أما الثابت الوحيد على مدى عام، فكان التعرض لرئاسة الدولة، وكيل الشتائم لجبران باسيل، وصولا إلى ما تكشف اليوم من حقد دفين، عبر تمني الأسوأ لرئيس "التيار الوطني الحر" الذي أعلن إصابته بكورونا.

"خلصونا بقا". هذه هي خلاصة عام مضى تقريبا، لم تكن نتيجته إلا تعميق الأزمة، وتوسيع اطار المأساة، وتأمين الحماية للفاسدين الحقيقيين من خلال مقولة "كلن يعني كلن".

"خلصونا بقا" من التبعية للخارج، ومن التعطيل الدائم في الداخل. "خلصونا بقا" من التكاذب اليومي حول المشكلة الفعلية التي يدركها الجميع لكنهم يهربون إلى الأمام. "خلصونا بقا" من إضاعة الفرص. فكل المطلوب اليوم، معروف منذ سنين. ومن سخرية القدر أن من عرقلوه، ينادون اليوم بالعفة، ويدعون إلى تحقيقه.

"خلصونا بقا". كل دجلكم لم يعد ينفع، ووقت الحق قد حان، فأعدوا الطريق.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

قنبلة سياسية- ديبلوماسية من العيار الثقيل فجرها الرئيس الفرنسي. فبعد أقل من اثنتين وثلاثين ساعة على اعتذار مصطفى أديب، قال إيمانويل ماكرون كلمته، ولم يستسلم. ماكرون بدا وكأنه يحاول أن يستوعب الضربة التي منيت بها الديبلوماسية الفرنسية، كما يحاول أن يستفيد من الفشل ليبني على الشيء مقتضاه.

لقد رد على الفشل بهجوم ساحق على الطبقة السياسية كلا، متحدثا عن خيانة جماعية من قبل القادة اللبنانيين، متهما إياهم بالعجز والفساد وربط قرار لبنان بالخارج. كما رأى أن لا قيامة للبنان مع طبقة سياسية فاسدة وفاشلة إلى هذه الدرجة. لكن الأهم أن ماكرون لم يبق في التعميم. فللمرة الأولى يخرج الرئيس الفرنسي عن لغته الديبلوماسية لينتقد "حزب الله" بالاسم وبقوة، وليدعوه إلى احترام اللبنانيين جميعا وإلى الايفاء بتعهداته، معتبرا أنه يمارس الترهيب على اللبنانيين بقوة السلاح. ماكرون رأى أن "حزب الله" لا يمكنه أن يكون في آن واحد: جيشا محاربا لاسرائيل، وميليشيا إلى جانب سوريا، وحزبا محترما في لبنان، مؤكدا أنه أظهر العكس في المرحلة الأخيرة. ولم يكتف ماكرون بهذا، بل اتهم "حزب الله" وحركة "أمل" بأنهما لا يريدان التسوية.

المؤتمر الصحافي الناري لماكرون مهد له، كما علمت ال "ام تي في"، باتصالات مركزة على الصعيد اللبناني. فهو اتصل بعدد من القيادات المحلية، واضعا إياها في جو مؤتمره الصحافي، ومتمنيا عليها أن تؤيده في الطرح الذي سيتقدم به. الاتصالات الفرنسية لم تقتصرعلى لبنان بل شملت أيضا، وفقا لمعلومات ال "ام تي في"، عددا من الدول هي السعودية ومصر وإيران وأميركا. مع مصر والسعودية أبدى ماكرون رغبته في زيادة التنسيق على اسم رئيس الحكومة المقبل، باعتبار أنهما العاصمتان الإقليميتان السنيتان الأكبر والأبرز في المنطقة. إيران دعاها ماكرون إلى التخفيف من شروطها، وحاول إقناعها بعدم ربط تأليف الحكومة اللبنانية بمسار الانتخابات الأميركية ونتائجها. أما بالنسبة إلى أميركا فقد تمنى عليها ماكرون تأجيل فرض عقوبات جديدة، معتبرا أن العقوبات تصعب مهمته وتعقدها.

على أي حال ماكرون أكد أن مبادرته لم تسحب بعد وهي ما زالت قائمة، وإن كان أعطى السياسيين اللبنانيين مهلة لمحاولة إصلاح ما خربوه. فهل تتحرك القوى السياسية هنا؟، طبعا الأمر شبه مستحيل. وفي هذه الحال، هل يمكن لماكرون أن يحقق في محاولته الثانية ما عجز عنه في محاولته الأولى؟.

وعلى وقع المبادرة الفرنسية الجديدة- القديمة، حادثان أمنيان كبيران في الشمال. الأول: في وادي خالد، الثاني في المنية. البعد الجغرافي يوحي أن الحادثين متباعدان ولا علاقة بينهما، لكن الواقع مختلف. فما حصل في المنطقتين مترابط، وهو على علاقة بما حصل سابقا في كفتون. ففي المواضع الثلاثة المسبب واحد: خلية "داعشية" هدفها زرع الرعب في الشمال، وتنفيذ عمليات إرهابية نوعية في أرجاء المنطقة لزعزعة الاستقرار.

الضربة الاستباقية للقوى الأمنية في وادي خالد، كانت ناجحة وأدت إلى القضاء على عناصر الخلية الموجودين في أحد مراكزهم. وهو ما حمل مجموعة إرهابية ثانية مرتبطة بالأولى على مهاجمة مركز للجيش في محلة عرمان ما أدى إلى مقتل ارهابي، تبين أنه يحمل حزاما ناسفا كان ينوي تفجيره داخل المركز.

تصدي الجيش للعملية الإرهابية لم يمر من دون ثمن تمثل في سقوط عنصرين من عناصره. فلماذا وكيف استيقظت الخلايا الإرهابية النائمة في الشمال؟، ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟، وهل ما يحصل أمنيا بعيد عما يحصل سياسيا وحكوميا، ولا سيما بالنسبة إلى المبادرة الفرنسية؟. مهما يكن، الأكيد أن التطورات الأمنية الشمالية أثبتت مرة جديدة أن القوى الأمنية اللبنانية الشرعية قادرة، متى توافر القرارالسياسي، على توجيه ضربات موجعة إلى الإرهاب.

حرب أخرى يخوضها لبنان، هي ضد الكورونا. ففي ظل عدم توافر اللقاح لهذا الفيروس الخبيث الجديد، أزمة أخرى تلوح في الأفق، تتمثل في عدم وجود لقاحات لمواجهة أنواع الانفلونزا العادية. فهل تتحول حربنا الصعبة ضد الكورونا حربا مزدوجة مستحيلة؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

صب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جام غضبه على الطبقة السياسية اللبنانية، فوصفها بأنها تلعب لعبة الموت والفساد. واتهم القادة السياسيين بأنهم لم يرغبوا في احترام ما تعهدوا به في الأول من أيلول في قصر الصنوبر. ورأى أن هذه القوى خانت تعهداتها، وقدمت مصالحها الفردية واختيار ترك لبنان في أيدي اللعبة الخارجية.

وأبدى ماكرون اعتقاده بأن "حزب الله" لا يستطيع أن يكون جيشا في حرب ضد اسرائيل، وميليشيا في سوريا، وحزبا محترما في لبنان، وعليه أن يحترم اللبنانيين، وهو أثبت عكس ذلك في الأيام الاخيرة.

ومما قاله: لم يكن أحد على مستوى التحديات. لا أحد يستطيع أن ينتصر على الآخرين. القادة السياسيون يتحملون المسؤولية كاملة. فرنسا لن تترك الشعب اللبناني. سننظم مع الأمم المتحدة مؤتمرا لدعم لبنان وسأجمع مجموعة الدعم للبنان. الفشل هو فشل القادة السياسيين اللبنانيين، تابع ماكرون، ولست أنا من يتحمل مسؤولية فشلهم.

قال ماكرون كلمته، فماذا بعد؟.

أي شخصية ستكلف تشكيل الحكومة، هل بإمكانها أن تنخفض عن السقف الذي حدده الرئيس المكلف المعتذر مصطفى أديب؟. ماذا بعد إعلان الرئيس سعد الحريري أنه غير مرشح ولن يسمي أحدا؟. ما هي الخيارات المتاحة بعد ذلك؟، وهل أخرج نفسه من اللعبة كليا؟.

موقع "روسيا اليوم" أورد ما يلي: "نقلت مراسلة RT عن مصادر مطلعة، أن اتصالا هاتفيا جرى بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، خلص لإجماع الجانبين على ضرورة حل الأزمة اللبنانية". وحسب هذه المصادر فقد جرت إعادة طرح اسم رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري كنقطة توافق، كما أن ماكرون قام بتعديلات على فريقه المكلف بالملف اللبناني.

الخبر لم يكشف إسم المراسلة، ولم يوضح مسألة أن ماكرون قام بتعديلات على فريقه المكلف بالملف اللبناني. الخبر ورد في موقع روسي، يتحدث عن اتصال بين الملك السعودي والرئيس الفرنسي، ويتعلق برئيس الحكومة اللبناني، ونقلته مراسلة "روسيا اليوم" من دون تحديد إسمها. شيء ما غريب في هذا الخبر.

في ما يتعلق بموضوع التأليف، موقف لافت للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، دعا فيه إلى عدم تخصيص أي حقيبة وزارية لأي فريق أو حزب أو طائفة أو مذهب بشكل دائم، بل إلى اتباع قاعدة المداورة الديمقراطية. فلا يمكن الاعتداد بعرف أو التفرد بخلق أعراف من دون توافق، ومن دون اعتراف الآخرين بها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

لو كان في وجوههم خجل، لسلموا السلطة فور سماعهم محكمة إيمانويل ماكرون. هو قلب الطاولة على الجميع. وضع الأغلال في أيادي المسؤولين اللبنانيين، عنفهم لفظيا، وانهال عليهم بالعصا السياسية، وكان ضربه مبرحا، مسيلا للدموع.

ومنح ماكرون لبنان مهلة باريس-2. وحدد لزعماء لبنان من أربعة إلى ستة أسابيع أخرى لتأليف حكومة في إطار المبادرة الفرنسية. وقال ماكرون للبنانيين: إنكم رهينة طبقة سياسية تلعب لعبة الموت والفساد والرعب، والمسؤوليات واضحة ويجب أن تتم تسميتها، ووجدت هذه القوى تفضيل مصالحها السياسية على مصلحة البلد وترك لبنان في لعبة الخارج، وأن تمنع المساعدات الدولية عن لبنان.

وقال ماكرون إن "حزب الله" ليس في استطاعته أن يكون جيشا يحارب إسرائيل، وميليشيا إلى جانب سوريا، وأن يكون حزبا محترما في لبنان، وقد أظهر العكس في الأيام الأخيرة. وسمى "أمل" و"حزب الله" بالاسم، اللذين قررا ألا يتغير شيء في لبنان، معتبرا أن الفشل هو فشلهما، وأعلن أنه على الحزب أن يتخذ خيارا تاريخيا، فهل يريد الديمقراطية ولبنان، أم يريد السيناريو الأسوأ؟، معتبرا أن هذا الأمر اليوم في يد الرئيس نبيه بري.

وأضاف إنه في الأول من أيلول في قصر الصنوبر، تعهدت جميع القوى تأليف حكومة المهمة في خمسة عشر يوما، وما حصل خلال الساعات الأخيرة هو انقلاب قادة المؤسسات اللبنانية، التي لم ترغب بوضوح في احترام تعهداتها، وقررت أن تخون هذا التعهد.

ودعا ماكرون رئيس الجمهورية إلى الاضطلاع بمسؤولياته السياسية خلال الساعات المقبلة، لإعادة تكليف رئيس للحكومة. وقال إن الرئيس سعد الحريري كان مخطئا في إضافة الشرط الطائفي للتشكيل، علما أن الحريري قدم مبادرة خالية من هذا الشرط، فهو دعا إلى إسناد حقيبة المالية إلى الطائفة الشيعية لمرة واحدة، على أن تكون التسمية للرئيس المكلف، لكن الرئيس نبيه بري وضع الأسماء العشرة للاختيار من بينها، فطارت مبادرة الحريري.

المبادرة الفرنسية لم تمت، لكن الشعب مات وأصبحت عظامه "رميم". سيعيد ماكرون إحياء مساعيه، غير أنه لن يجد أحياء لبنانيين كي يتلقفوا المبادرة، منهم لا يزال مؤمنا بالفرار عبر البحر، وآخرون حزموا قرارهم بالمغادرة، ومن تبقى هم مجموعات فقدت الأمل، جهنم أمامهم، وتصريحات سياسية وراءهم لا تزال تعيد النغمات نفسها، فالثنائي الشيعي يتمسك بالتعطيل، سعد الحريري يعلن عزوفه عن الترشح، رئيس الجمهورية يصون الدستور على طريقته، ورؤساء الحكومات السابقون أصبحوا عصبة بين الأمم.

وإذا كان الحريري غير مرشح، وربما لن يدعم شخصية سنية للتكليف، فقد عدنا إلى أصل المشكلة، والمحاطة بصراع أميركي- سعودي- إيراني- فرنسي، بعد الكلام الأخير للملك سلمان بن عبد العزيز، وفيه أعلن خوضه المعركة ضد إيران و"حزب الله"، وأين تترجم ساحات المعارك سوى لبنان؟، حيث يرى الثنائي وضمنه "حزب الله" أن الحرب واقعة ضدهم، وأن لديهم ورقة الحكومة اللبنانية، فلتستخدم لتعطيل أي تشكيلة.

وربطا بهذا المسار، فقد كشف اليوم عن اتصال هاتفي جرى بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وخلص إلى إجماع بين الجانبين على ضرورة حل الأزمة اللبنانية. ونقلت "روسيا اليوم" عن مصادر مطلعة أنه جرت إعادة طرح اسم الرئيس سعد الحريري كنقطة توافق. وفي المصادر نفسها أن ماكرون بدل فريقه الفرنسي العامل على الأزمة اللبنانية.

لكن المشكلة هي في الفريق اللبناني، فمن يبدله؟، وهذا الفريق يبدو أنه لا ينتظر الانتخابات الأميركية وحسب، بل إنه سيتمسك بحكومة تصريف الأعمال حتى نهاية عهد الرئيس ميشال عون، وتلك مهمة يقودها رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي لن يعبد الطريق لأي انتخابات نيابية، لا مبكرة ولا في مواعيدها، على زمن هذا العهد.

ومن "صفر عالشمال" في السياسة، إلى شمال كان قوة ضاربة في وجه الإرهاب، حيث خاض الجيش وشعبة المعلومات معركة دامت ثماني عشرة ساعة، سقط فيها شهيدان للجيش عند مدخل المنية، فيما تمكنت القوة المشتركة من قتل ثلاثة عشر إرهابيا في منزل معزول.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

النهار: تداعيات خطيرة للاعتذار والأنظار إلى ماكرون

النهار/الأحد 27 أيلول 2020

مع أنّ اعلان الرئيس المكلف السابق تشكيل الحكومة مصطفى أديب اعتذاره قبل ظهر امس من قصر بعبدا لم يكن مفاجئا كلياً، وهو حصل طبقا لما كانت أوردته "النهار" في عددها الصادر امس السبت، فإنّ ذلك لم يقلل اطلاقا حجم التداعيات او خطورة المرحلة التي يطل عليها لبنان بعد هذا التطور. فإذ بدا طبيعيا ان يثير الاعتذار عاصفة ضخمة من الاصداء وردود الفعل الداخلية من كل الاتجاهات، دافعا بالانقسام الداخلي الى ذرواته بدت المفارقة اللافتة جدا أنّ الطبقة السياسية التي اتهمها مصدر مقرّب من الرئاسة الفرنسية بأنّها ارتكبت خيانة جماعية بدفعها اديب الى الاعتذار، اندفعت بشكل يكاد يكون جماعيا أيضا الى اعلان مواقفها المتمسكة باستمرار المبادرة الفرنسية، حتى ان هذا الجانب من المواقف السياسية كاد يضيع المراقبين بين حقيقة من عرقل هذه المبادرة وضرب فرصتها، وانهى تجربة تكليف مصطفى اديب ومن كان داعماً عملياً للمبادرة وأديب.

ولكن ثمة حقيقة لم يكن ممكنا تجاهلها والتخفي عليها على رغم المزايدات السياسية والحزبية في اعلان مواقف التمسك والإشادات بالمبادرة الفرنسية هي ان احباط الثنائي الشيعي لمحاولات مصطفى اديب استيلاد حكومة اختصاصيين مستقلين وهي كانت محاولة متقدمة جدا هو العامل الأول والاساسي الذي تسبب باعتذار اديب والذي وان ظل محافظا حتى النهاية على خيوط التعبير المتوازن بين جميع القوى فإنّه دفع ثمن الحسابات الإقليمية والداخلية للثنائي الشيعي في الدرجة الأولى ولو ان هذا الثنائي وسواه من تحالف العهد وأطراف 8 آذار حرفوا تهمة العرقلة في اتجاه رؤساء الحكومات السابقين الأربعة، ولا سيما منهم الرئيس سعد الحريري. ولكن السؤال الكبير الذي بدا مطروحا عقب اعتذار اديب ـمس هو الى أي مدى يمكن الرهان على امرين متلازمين في المرحلة الطالعة: الأول المحافظة على فرصة نادرة وفرتها المبادرة الفرنسية للبنان في ظرف هو احوج ما يكون في حاجة اليها لتوفير الدعم الدولي له في أسوأ ظروف عرفها ومرشحة للتفاقم بقوة بعد الان. وإذ ترصد الأوساط اللبنانية بفارغ الصبر المؤتمر الصحافي الذي سيعقده الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اليوم الاحد للتحدث حصراً عن موضوع لبنان، فإنّ طلائع الموقف الفرنسي عكست غضبا واضحا بعد اعتذار اديب وتحميل الطبقة السياسية والحزبية تبعة "الخيانة الجماعية" التي لم يميز المصدر القريب من الرئاسة الفرنسية فيها بين هذه القوى، وهو امر يكتسب دلالات سلبية للغاية تجاه الطبقة السياسية اللبنانية. اما الامر الآخر، فهو أي مشهد داخلي سينشأ بعد الاعتذار، وهل سيكون متاحا المضي الى الاستحقاق الدستوري الحكومي مجدداً، وعلى أي مرتكزات وأسس يمكن ان يجري هذا الاستحقاق بعد الانقسامات والتباينات الحادة التي ازدادت بفعل احباط مهمة مصطفى اديب؟

في الواقع، فإنّ اعلان رئيس الجمهورية تمسكه بالمبادرة الفرنسية، وكذلك رئيس مجلس النواب نبيه بري يثيران التساؤلات الفورية عما اذا كانت ستكون هناك استشارات نيابية ملزمة في قصر بعبدا بسرعة وعدم تباطؤ وعدم استعمال الذرائع التي درج عليها العهد في التريث في تحديد مواعيد الاستشارات كما التساؤل عما سيكون عليه موقف الثنائي الشيعي بعد اعتذار اديب وهل سيتبدل مع شخصية مكلفة أخرى ام سيتبع النمط نفسه؟ اذا كان موقف عون يختلف هنا عن موقف الثنائي الشيعي في المنطلقات والاهداف حيال المبادرة الفرنسية فان هذا التمايز لا يحجب الخطورة الناشئة عن التداعيات الكبيرة التي قد تنشأ عن عدم تمكن القوى اللبنانية من التوافق بسرعة على الشخصية التي ستكلف تشكيل الحكومة الجديدة في ظل اتساع التداعيات المالية والاقتصادية والاجتماعية للازمات القائمة والتي يأتي تفلت السيطرة على انتشار وباء كورونا في كل المناطق اللبنانية ليفاقم الوضع الى اقصى الحدود.

ولعلّ ما زاد سخونة الأجواء تزامن التطورات السياسية المتصلة بالأزمة الحكومية مع اندلاع جولة جديدة من جولات مواجهة القوى الأمنية والعسكرية مع خلايا إرهابية والتي كانت بدأت عقب جريمتي كفتون والبداوي. اذ انه غداة توقيف آخر الرؤوس الكبيرة في خلية التلاوي ومع تقدم التحقيقات مع الموقوفين الثلاثة من الخلية أطبقت القوة الضاربة في شعبة المعلومات على مجموعة من 15 إرهابيا تابعين لهذه الخلية كانوا يتحصنون مختبئين في منزل في بلدة الفارض في وادي خالد ودارت اشتباكات عنيفة بين القوة الأمنية والمجموعة ثم ساندت قوة كبيرة من الجيش القوة الأمنية واستمرت الاشتباكات حتى ساعات الليل. وتحدّثت المعلومات عن مقتل إرهابيين بتفجير نفسيهما ومقتل ثلاثة بنيران القوى الأمنية ومحاصرة الاخرين وتوقيف مسلحين اثنين.

 

أديب يعتذر عن تشكيل الحكومة لـ «عدم التزام الكتل وعودها»/الاستشارات النيابية اللبنانية لن تحدد قبل منتصف الأسبوع المقبل

بيروت: «الشرق الأوسط»/الأحد 27 أيلول 2020

اعتذر الرئيس المكلف تأليف الحكومة اللبنانية مصطفى أديب عن الاستمرار في مهمته بعد أكثر من ثلاثة أسابيع على تكليفه نتيجة وصول المشاورات السياسية التي استمرت حتى اللحظة الأخيرة، إلى حائط مسدود.

وأعلن أديب بعد زيارته القصر الجمهوري أمس أنه اتخذ قرار الاعتذار بعدما لم تلتزم الكتل النيابية بما وعدت به معتبرا أن «تشكيلة بالمواصفات التي وضعها باتت محكومة سلفا بالفشل». وقال في بيان بعد اللقاء مع الرئيس ميشال عون «عندما سمتني غالبية كبيرة من نواب الأمة في الاستشارات الملزمة، وكلفني فخامة الرئيس بناء عليها تشكيل الحكومة، تشرفت بالقبول على أساس أنني لن أتخطى مهلة الأسبوعين لتشكيل حكومة إنقاذ مصغرة، ذات مهمة إصلاحية محددة ومفصلة استنادا إلى المطالب الإصلاحية العارمة للبنانيين، قوامها أفضل ما يوفقنا إليه الله من اختصاصيين مشهود لخبرتهم ونزاهتهم ومعرفتهم بالإدارة، وليس من بينهم أصحاب انتماءات حزبية أو من تسميهم الأحزاب». وأضاف «كان تفاؤلي كبيرا لمعرفتي أن هذه المواصفات كلها وافقت عليها الكتل الرئيسية في المجلس النيابي والتزمتها أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، صاحب المبادرة الإنقاذية الدولية المتاحة أمام بلدنا، في اجتماع حصل مطلع الشهر الجاري في قصر الصنوبر، جرى فيه تدوين الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية المفصلة واللازمة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عمر الحكومة، والتي التزمت الكتل نفسها دعمها في المجلس النيابي الكريم». ورأى أديب أنه «كان واضحا في المقابل، أن تشكيل حكومة بهذه المواصفات الاختصاصية المبنية على الكفاءة والنزاهة، والتزامها مع الكتل النيابية برنامج الإصلاح الاقتصادي والمالي والإداري التفصيلي، من شأنه أن يسمح للرئيس ماكرون بالإيفاء بوعده بتجييش المجتمع الدولي لدعم لبنان، بدءا من مؤتمر دولي في باريس بعد حوالي الشهر من نيل الحكومة ثقة المجلس النيابي. وما زاد من تفاؤلي، أن برنامج الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية المفصل الذي التزمه الجميع في الأول من سبتمبر (أيلول)، شكل مسودة أولى شبه جاهزة للبيان الوزاري، وخصوصا أنني أعلنت بوضوح لجميع الكتل النيابية أن لا نية لدي شخصيا أو لدى أي تشكيلة حكومية أنا في صددها، الولوج في أي شأن سياسي، وهو ما طلبته على شكل تعهد قاطع من جميع الأسماء التي فكرت باقتراحها من ضمن التشكيلة الحكومية».

وأضاف «لكن مع وصول المجهود لتشكيل الحكومة إلى مراحله الأخيرة، تبين لي أن هذا التوافق الذي على أساسه قبلت هذه المهمة الوطنية في هذا الظرف الصعب من تاريخ لبنان، لم يعد قائما، وبما أن تشكيلة بالمواصفات التي وضعتها باتت محكومة سلفا بالفشل، وحرصا مني على الوحدة الوطنية بدستوريتها وميثاقيتها، فإني أعتذر عن عدم متابعة مهمة تشكيل الحكومة، متمنيا لمن سيتم اختياره للمهمة الشاقة من بعدي، وللذين سيختارونه، كامل التوفيق في مواجهة الأخطار الداهمة المحدقة ببلدنا وشعبنا واقتصادنا».

وتوجه أديب بالشكر إلى «رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ومن رؤساء الحكومات السابقين الذين دعموني في مهمتي، ومن السادة أعضاء المجلس النيابي»، فيما اعتذر «من الشعب اللبناني الذي عانى ويعاني، والذي أفهمه ويفهمني عن عدم تمكني من تحقيق ما يطمح إليه من فريق إصلاحي يعبر من نافذة الإنقاذ التي فتحتها مبادرة الرئيس ماكرون»، مجددا التأكيد «أن هذه المبادرة يجب أن تستمر لأنها تعبر عن نية صادقة من الدولة الفرنسية الصديقة ومن الرئيس ماكرون شخصيا بدعم لبنان ومساندته».

وإثر الاعتذار، أعلنت رئاسة الجمهورية أن أديب عرض على الرئيس ميشال عون الصعوبات والمعوقات التي واجهته في عملية تشكيل الحكومة، ثم قدم له كتاب اعتذاره عن عدم تشكيلها، مشيرة إلى أن عون شكر للرئيس المكلف الجهود التي بذلها وأبلغه قبول الاعتذار. وسيتخذ رئيس الجمهورية الإجراءات المناسبة وفقا لأحكام الدستور. وقالت مصادر رئاسة الجمهورية لـ«الشرق الأوسط» «إن الدعوة إلى الاستشارات النيابية لتسمية رئيس حكومة بديل لن تكون سريعة»، مرجحة أن تتم بعد منتصف الأسبوع المقبل وذلك بعد تقييم هذه المرحلة وتجربة أديب وما رافقها من مشكلات ودراسة ردود الأفعال عليها «لتكون الخطوة مدروسة وليست ناقصة». وبعد المعلومات التي أشارت إلى أن الرئيس عون رفض تسلم تشكيلة الحكومة من أديب مساء الجمعة، نفت رئاسة الجمهورية هذا الأمر. وأكدت أن «الرئيس المكلف في الزيارات المتتالية التي قام بها إلى قصر بعبدا، بعد تكليفه وبلغ عددها 6 زيارات، لم يقدم إلى رئيس الجمهورية أي صيغة حكومية، ولم يعرض عليه أسماء مقترحة للتوزير ولا تشكيلة حكومية جاهزة أو تصورا عن توزيع للحقائب». من جهته، أصدر رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب بيانا، أسف خلاله لاعتذار أديب الذي سيعيد الأمور إلى الوراء. وناشد دياب الرئيس الفرنسي الاستمرار بالوقوف إلى جانب لبنان في هذه المرحلة الصعبة، ومواصلة مساعيه ومبادرته لمساعدة لبنان، ولفت إلى «أن اعتذار الرئيس المكلف يستوجب الإسراع بإجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف شخصية بتشكيل حكومة قادرة على التعامل مع المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان».

 

الحريري يحسمها: لن أكون رئيساً للوزراء ولن أسمّي أحداً!

الشرق الأوسط/27 أيلول 2020

أفادت "الشرق الأوسط" أنّ المعايير والمواصفات التي وضعها مصطفى أديب بالتفاهم مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتشكيل حكومة من مستقلين واختصاصيين هي نفسها التي كان وضعها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، فور استقالته، والتي لم يعد في وسع أي مرشح لرئاسة الحكومة أن يتجاوزها، أو أن يحاول الالتفاف عليها، وبالتالي ما يقال عن عودة الحريري ليس في محله في ضوء تأكيده لـ"الشرق الأوسط": "لن أكون رئيساً للوزراء ونقطة على السطر، ولن أسمّي أحداً لتولّي رئاسة الحكومة".

 

لبنان أمام احتمالين وينتظره المزيد من المخاطر

القبس/27 أيلول 2020

الفرنسيون لن يتخلوا عن مبادرتهم، لأنها لا ترتبط بتشكيل حكومة، بل لها أبعاد أخرى تتصل بنفوذ فرنسا الاستراتيجي وبحضورها في الشرق الأوسط، مستقبلاً، وفق الكاتب السياسي منير الربيع. وبالتالي، اعتذار مصطفى أديب لن يدفع فرنسا للتراجع أو للتخلي عن لبنان بل قد تتشدد أكثر في بعض الإجراءات، سواء الاقتصادية أو بالضغط السياسي عبر التماهي مع الأميركيين. فالعقوبات الأميركية التي ستتوالى ستحظى هذه المرة بدعم ومباركة باريس. وفق الربيع، سيكون لبنان أمام احتمالين: إما أن يذهب حزب الله إلى تشكيل حكومة مواجهة وإما أن تطول فترة المفاوضات على حكومة «توافقية» بانتظار نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية.  أما على المستوى الأبعد، فالأميركيون كانوا قد أبلغوا الفرنسيين أن إيران وحلفاءها لا يمكن التعاون معهم بالمفاوضات بل بتكثيف الضغط عليهم. إذاً، الضغوط الأميركية ستزيد ولبنان دخل في دوامة خطرة جداً ولن تكون هناك مساعدات بل مزيد من العقوبات، وسط خشية من الدخول في الفوضى، لأن التحول الكبير والخطير الذي يمر به لبنان لا يجد أي مسؤول قادراً على إخراجه من هذه الأزمة. عاد لبنان ساحةً للصراع الإيراني ـ الأميركي، وسيجد نفسه تحت مزيد من العقوبات، ومعزولاً أكثر، خاصة في ملف النفط والغاز، وسيبقى بعيدا عن الأحلاف التي تتشكّل في المنطقة؛ لأنه أصبح بشكل كامل ضمن المحور الإيراني. ما ينتظر لبنان هو مزيد من المخاطر.

 

فريق "8 آذار" دعم "الثنائي الشيعي" لإسقاط مبادرة ماكرون!

الشرق الاوسط/27 أيلول 2020

يدخل لبنان، باعتذار الرئيس المكلف السفير مصطفى أديب عن تشكيل الحكومة الجديدة، في مرحلة من التأزّم بالغة الخطورة، ويكتنفها الغموض بعد أن رمى كرة النار في أحضان من أعاق مهمته بتأليف حكومة مستقلة من اختصاصيين منزوعة من التمثيل الحزبي المباشر، أو بالواسطة، وإن كان تجنّب تسمية الأشياء بأسمائها حرصاً منه على خفض منسوب الاحتقان السياسي والطائفي، رغم أنه بلغ ذروته. فأديب قرر الاعتذار بعد أن أيقن أن المبادرة الإنقاذية التي أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي التزم بها جميع الأطراف التي التقاها في قصر الصنوبر، أخذت تتهاوى تحت ضغط الشروط التي اعترضت تسهيل ولادة حكومته وتحديداً من قبل الذين انقلبوا على التزاماتهم وتعهّداتهم بدءاً، كما تقول مصادر سياسية، بالثنائي الشيعي الذي التحق به تباعاً تيار «المردة» بزعامة النائب السابق سليمان فرنجية وحزب «الطاشناق» والنائب طلال أرسلان الذي تمايز عن «تكتل لبنان القوي» برئاسة النائب جبران باسيل.

ولم يشكّل اعتذار أديب مفاجأة للذين واكبوا العقبات التي اعترضت طريقه، وهو يواصل مشاوراته لتأليف الحكومة، ولا لصاحب المبادرة الإنقاذية الرئيس ماكرون، الذي «طارده» لساعات ليل أول من أمس لثنيه عن اعتذاره، وبقي في الوقت نفسه على تواصل مع القيادات المعنية بولادة الحكومة، وأولهم رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وعلمت «الشرق الأوسط» أن أديب مدد اعتذاره استجابة لرغبة ماكرون، لكنه لم يكن على قناعة بأن تمديد المهلة لتشكيل حكومته ستدفع القوى السياسية لالتقاط الفرصة الأخيرة لإنقاذ لبنان من النكبات التي أصابته، وكانت آخرها النكبة التي دمّرت مناطق واسعة من بيروت من جراء انفجار المرفأ.

وحاولت القوى السياسية في الموالاة، أو في المعارضة، أن توحي فور اعتذار أديب تمسكها بالمبادرة الفرنسية، نظراً لتعذّر إيجاد البديل، خصوصاً أن انفجار المرفأ أعاد الاهتمام الدولي بلبنان الذي أدرجه على لائحة الدول التي هي في حاجة لشتى المساعدات شرط التزامه بالإصلاحات.

إلا أن التمسُّك بالمبادرة الفرنسية لا يحجب الأنظار عن المحاولات التي استهدفتها، لتجويفها من مضامينها، ولا عن رد فعل باريس حيال اعتذار أديب، لأنه ليس هناك من ينوب عن ماكرون، ويدّعي أن مبادرته ما زالت قائمة.

لذلك، فإن مرحلة ما بعد اعتذار أديب ما زالت غامضة، ولا يمكن تحديد معالمها على الأقل في المدى المنظور، لأنها أحدثت إرباكاً أدى حتماً إلى إعادة خلط الأوراق. وفي هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» أن رؤساء الحكومة السابقين تجاوبوا مع رغبة ماكرون بإسناد وزارة المالية إلى شخصية شيعية مستقلة، يعود للرئيس المكلف اختيار الاسم الذي سيشغلها، وذلك لإنقاذ المبادرة الفرنسية. ونقلت عن رئيس حكومة سابق، فضّل عدم الكشف عن اسمه، قوله إن رفض «الثنائي الشيعي» لطلب ماكرون انطلق من أن من حقه اختيار أسماء مرشّحيه لتولي الحقائب الوزارية، ولن يسجل على نفسه الموافقة على سابقة يمكن أن تستغل لاحقاً وصولاً إلى حصر التسمية بآخرين من خارج هذا الثنائي. ولفتت إلى أن أديب رفض أن يخص «الثنائي الشيعي» باستثناء يتعلق بتسوية وزرائه، وعزا السبب إلى أنه يحق للآخرين الطلب منه معاملتهم بالمثل، وقالت إنه فوجئ بأمر عمليات أعاد اللحمة إلى «قوى 8 آذار» التي سارعت لاحتضان الموقف الشيعي.

 

أديب قَلَب الطاولة واعتذر.. لبنان يطرق باب جهنّم

الراي/27 أيلول 2020

كانت متوقّعةً اليوم أو غداً أو بعده ولكنه فعَلَها أمس... وقْعُها الداخلي والدولي أتى بحجم الكوابيس التي تكمن للبنان مع تفجير "الخرطوشة الأخيرة" لفرْملة "رحلة إلى جهنّم" بدا أنها انطلقت رسمياً في سبتٍ احترقت معه "أصابع" الأم الحنون في ساحة "الابن الضال"... وخفاياها غير المَخْفِية صارت أشبه بـ"خطوط حمر" لِما سيلي عملية "دهْسٍ" عن سابق تَصَوُّر وتصميم لمبادرةٍ كان يُدرك الجميع أنها الفرصة الأخيرة لربْط عقدة في آخِر الحبْل المقطوع. إنه اعتذارُ الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان مصطفى أديب الذي قام أمس، بقلْب الطاولة بوجه مُعَرْقلي مسار التأليف الذي كانت باريس "عرّابته"، ابتداءً من تسمية "دولة السفير" (أديب) مروراً بتحديد "بروفايل" حكومة "المستقلين، الاختصاصيين، الذين لا ولاءات حزبية لهم والتي تحظى بقبول القوى السياسية"، وصولاً إلى تشكيل الرئيس إيمانويل ماكرون "مفرزةً ديبلوماسيةً" خاصة تابعت على مدار الساعة عملية التشكيل في ما كان سيّد الاليزيه "على السمّاعة" كلما دعت الحاجة مع الداخل كما مع عواصم إقليمية ودولية معنية بالواقع اللبناني. ... «حمى الله لبنان واللبنانيين» عبارةٌ على طريقة ما قلّ ودلّ ذَيَّلَتْ بياناتٍ عدة صدرتْ في بيروت في أعقاب «قنبلة الاعتذار» وبينها الذي تلاه أديب نفسه بعد زيارته الرئيس ميشال عون مفنّداً حيثيات خطوته، كما زعيم «تيار المستقبل» الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري، بما عَكَسَ أن «بلاد الأرز» دَخَلَتْ في واحدةٍ من أكثر المنعطفات خطورةً التي تتشابك فيها أزماتٌ، قد يكون أوّلها أزمة حكومة وآخِرها أزمةُ نظام، وبينهما «بركان» مالي - اقتصادي - معيشي يُنْذِر بحِمَمٍ تتطاير في كل اتجاه ولاحت مؤشراتها سريعاً مع قفز سعر صرف الدولار في السوق السوداء أمس لما فوق 8300 ليرة وسط تحركات غاضبة في الشارع رفْضاً «لأي حكومات محاصصة».

لم يكد أديب أن يعلن اعتذاره بعد 25 يوماً على تكليفه تشكيل «حكومة المهمة المستحيلة» (الإصلاحية) التي كانت ولادتها تتطّلب نجاح «كاسحة الألغام» الفرنسية في شقّ ممرّ آمِن لها بين «خطوط النار» الإقليمية، حتى كان السؤال الذي لا صوت يعلو صوته في طول البلاد وعرْضها «ماذا بعد»؟ هل «ماتت» المبادرة الماكرونية أم أن «جولة من المعركة» انتهتْ؟ هل مِن «خطة ب» للرئيس الفرنسي تسمح باختراق الجدار السميك الإقليمي، الذي جَعَلَ باريس «تتجرّع السم» في لبنان وهي في طريقها بين «حقول الألغام» للعودة إلى المنطقة وشرق المتوسط من بوابة حقول الغاز وألغاز صراع النفوذ حولها.

وعلى المسرح اللبناني، كان المعنيون بـ«الطبخة الحكومية» التي احترقت يلْهون بتقاذُف الاتهامات حول المسؤول عن زرْع «العبوة» التي أغرقت المبادرة الفرنسية، فيما الـ«تايتنيك» اللبنانية تَمضي في الغرق نحو القعْر السحيق الذي يُخشى أن سرعة بلوغه ستصبح مضاعَفةً بعد الكمائن التي أطاحت بمهمة ماكرون التي وإن تفادت باريس إعلان وفاتها وجدّد أطراف الداخل التمسك بها، إلا أن «هيكلها» هُشِّم لدرجةٍ لم يَعُد ممكناً تَصَوُّر قابليّتها للحياة بنسختها الأصلية «التي دُفنت» كما بالنسخة المُروَّضة التي لن يُكتب لها «فرصة نجاح» بعد الآن من خارج تفاهمات إقليمية - دولية تنتظر استحقاقاتٍ مفصلية وتحديد اتجاهات الريح في أكثر من «عاصفة» بالمنطقة.

وفي هذا الإطار، اعتبرت أوساط واسعة الاطلاع أن ما حصل هو فشلٌ لباريس التي بينما كانت تسعى إلى السير في «ممر الفيلة» وتحديداً على حافة المواجهة الأميركية - الإيرانية وبين مطبّاتها المُسنَّنة، سرعان ما استدرجت «شياطين» أخرى كمنتْ لها على «مفترق جهنّم» اللبناني حيث إن لعبة التناقضات والمصالح المتعددة الطرف جعلتْ الإيراني يسدّد ضربةً لماكرون في بيروت يصعب فصْلها عن مسألتين:

* الأولى رفْض طهران تقديم أي تنازُل في الساحة اللبنانية لـ«وكيل» هو الفرنسي قبل شهر ونيف من الانتخابات الأميركية التي سُتظَهّر مَن سيكون «الأصيل» الذي سيتعيّن عليها التعامل معه، وسط انطباعٍ بأن واشنطن التي منحتْ باريس Laissez-passer إلى الواقع اللبناني مع ضوابط تتصل بحزب الله، بدت كمَن يتعاطى مع مبادرة ماكرون على أن نجاحها الإصلاحي الذي يُكْمِل مسار الإطباق على الحزب سيصبّ في رصيد الولايات المتحدة وفرنسا معاً، في حين أن الفشل سيكون من جيب باريس لوحدها، وهو ما لا تمانع فيه خصوصاً في ضوء الافتراق الأميركي - الأوروبي حول تمديد حظْر الأسلحة على إيران.

* الثانية مقتضيات التَقارُب الإيراني - التركي التي تجعل أي تنازُل من طهران لفرنسا في لبنان يهزّ هذا المسار المتعدّد الوجه، خصوصاً على وقع المنازلة على خط أنقرة وباريس فوق رقعة شرق المتوسط وصولاً إلى الملف اللبناني الذي شكّل خلال الأسابيع الماضية عنوان مساجلةٍ بمكبرات الصوت بينهما، وسط توقُّف كثيرين عند ما نُقل قبل أيام قليلة عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال زيارته لموسكو لجهة «ماذا يفعل ماكرون في لبنان؟».

وفي حين كانت باريس تُطِلق إشاراتٍ عبر تقارير نقلت عن الاليزيه أن المبادرة ستستمر بجولة جديدة، وصولاً لموقف مدوّ وغاضب عبّر عنه ما نقلتْه «وكالة رويترز» عن مصدر قريب من ماكرون من أن اعتذار أديب عن تشكيل الحكومة يعني أن الأحزاب السياسية ارتكبت«خيانة جماعية»و ««فرنسا لن تخذل لبنان»، لم يقلّ دلالة «تقريع» المنسّق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش السياسيين اللبنانيين منتقداً «هذه الدرجة من قلّة المسؤولية، حين يكون مصير لبنان وشعبه على المحك»، سائلاً «هل فوّتم فعلاً الفرصة الفريدة التي أوجدتها فرنسا؟ متى ستوقفون هذه الألاعيب المعتادة؟».

ورغم ما بدا إصراراً من باريس على التعاطي مع اعتذار الرئيس المكلف على أنه انتكاسة لا تقتل مبادرتها، فإن أسئلةً لم تتأخّر في الظهور لبنانياً حول إمكان نجاح أي جولة جديدة من المسعى الفرنسي ما لم تتبدّل الظروف الإقليمية «وإلا لكانت نجحت مع أديب»، طارحةً علامات استفهام بإزاء ما إذا كان تكليف شخصية جديدة تأليف الحكومة بات حُكْماً مربوطاً بتفاهم مُسْبَقٍ حول الشروط التي أجهضت مهمة أديب خصوصاً إصرار الثنائي الشيعي «حزب الله» - رئيس البرلمان نبيه بري على كسْر مبدأ المداورة في الحقائب (الذي التزم به أديب) عبر التمسك بوزارة المال وبأن يسمي وزراءه الثلاثة، وأيضاً إذا كانت مبادرة الحريري التي سلّم فيها باحتفاظ هذا الثنائي بالمالية ولكن على أن يتولى الرئيس المكلف اختيار الوزراء الشيعة ستبقى صالحة بعد مرحلة الاعتذار، وتالياً هل ستنطلق هذه المرحلة من حيث انتهت مهمة أديب؟

وحملت مجموعة المواقف التي صدرت بعيد الاعتذار «المعلَّل» إشاراتٍ واضحة إلى مكامن التعقيدات «ذات المفعول الرجعي» أو التي تشي بمزيد من الصعوبات وأبرزها:

* بيان الاعتذار الذي تلاه أديب في القصر الجمهوري والذي اعتُبر بمثابة «نقطة الانطلاق» لأي رئيس مكلف ولا سيما أن مرتكزاته تحمل «بصمة توافقية» لرؤساء الحكومة السابقين.

فأديب ذكّر بأنه قبِل بتكليفه «على أساس أنّني لن أتخطى مهلة الأسبوعين لتشكيل حكومة إنقاذ مصغّرة، ذات مهمة إصلاحية محددة، قوامها اختصاصيّون وليس من بينهم أصحاب انتماءات حزبية أو مَن تسمّيهم الأحزاب. وكان تفاؤلي كبيراً لمعرفتي أن هذه المواصفات كلها وافقت عليها الكتل الرئيسية والتزمت بها أمام الرئيس الفرنسي (...) ومع وصول الجهود لتشكيل الحكومة إلى مراحله الأخيرة، تبيّن لي أنّ هذا التوافق لم يعد قائماً».

* إعلان الرئيس سعد الحريري «أن اللبنانيين يضعون اعتذار الرئيس المكلف في خانة المعرقلين الذين لم تعد هناك حاجة لتسميتهم وقد كشفوا عن أنفسهم في الداخل والخارج. ونقول إلى أولئك الذين يصفقون اليوم لسقوط مبادرة ماكرون، إنكم ستعضون أصابعكم ندماً لخسارة صديق من أنبل الأصدقاء ولهدر فرصة استثنائية سيكون من الصعب أن تتكرر لوقف الانهيار»، معتبراً أن «مبادرة ماكرون لم تسقط، لأن الذي سقط هو النهج الذي يقود لبنان واللبنانيين إلى الخراب، ولن تنفع بعد ذلك أساليب تقاذُف الاتهامات ورمي المسؤولية على الآخَرين ووضع مكوّن رئيسي لبناني في مواجهة كل المكونات الأخرى».

 وأضاف:«كان لنا شرف التنازل من أجل لبنان وفتح ثغرة في الجدار المسدود، غير أن الإصرار على إبقاء لبنان رهينة أجندات خارجية بات أمراً يفوق طاقتنا على تدوير الزوايا وتقديم التضحيات».

* تأكيد الرئيس بري «أن لا أحد متمسك بالمبادرة الفرنسية بقدر تمسكنا بها ولكن هناك مَن أغرقها، فيما يخالف كل الأصول المتبعة. المبادرة الفرنسية روحها وجوهرُها الإصلاحات، والمجلس النيابي أكثر المتحفزين لإقرار ما يجب، ونحن على موقفنا بالتمسك بالمبادرة الفرنسية وفقاً لمضمونها».

* إشارة بارزة أطلقها «التيار الوطني الحر» (حزب الرئيس عون) وبدت بمثابة مؤشر للمسار الذي سيعتمده رئيس الجمهورية الذي قبِل اعتذار أديب، وشدّد على «أن المبادرة الفرنسية لا تزال مستمرة وتلقى مني كل الدعم وفق الأسس التي أعلنها ماكرون».

ذلك أن التيار طالب بتفاهم مسبق مع الرئيس المنوي تكليفه حول الحكومة وصيغتها وحجمها في ما بدا إشارة إلى تمسك فريق عون بحكومة من 20 أو 24 وزيراً وليس من 14 كما أصر أديب، داعياً «لحكومة تتشكل بالتفاهم مع الكتل النيابية وألاّ يكون هؤلاء الوزراء سياسيين ملتزمين بل اختصاصيون قادرون»، وقاطعاً الطريق على «لوائح الأسماء» (سواء لاختيار رئيس مكلف بينها أو لاختيار أسماء للوزراء الشيعة).

 

المعضلة هي “سلاح” حزب الله وليس المالية فماذا ينتظر المشهد اللبناني ؟

الحرة/27 أيلول/2020

سلّط اعتذار مصطفى أديب عن تشكيل الحكومة، الأضواء مجددا على حكومة العجز التي يرأسها حسان دياب والتي لم تجلب للبنانيين سوى مزيدا من التقهقر والعجز رغم اتخاذها “التكنوقراط” مسارا خلال تشكيلها، فلم يقدم وزارئها “الاختصاصيين” سوى مزيدا من الفشل المتعاقب من حكومات أوصلت البلاد بتسوياتها العمياء إلى قعر الهاوية، فصار القرار اللبناني مصادرا من الإيراني الذي يأمر وينهي، يشكل ويطيح عبر أزلامه، حكومة ودولة ناهز عمرها المئة، فلا هي استقلت بقرارها ولا الحروب أنضجتها. مبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي وعد فيها اللبنانيين عقب انفجار حوّل بيروت بدقائق معدودة إلى مدينة كأنها ترعى حروب الأرض في ساحاتها، بصياغة عقد سياسي جديد عبر تأليف حكومة مستقلة، نسفها الثنائي الشيعي الذي يتطلع بعيون إيرانية إلى الانتخابات الأميركية أملا بـدحر العقوبات الأميركية عن كاهل إيران التي تكبدت خسائر تقدر بالمليارات، والتي جعلت الشعب الإيراني مستقرا تحت خط الفقر منذ سنوات. بقرار اتسم بالجرأة ورغم الرعاية الفرنسية التي أحيط بها أديب، قرر الاعتذار والانسحاب من مشهد “الكعكة” التي يريد الثنائي الشيعي نهشها من خلال استحواذه على حقيبة “المال” والعزوف عن التشكيل بعد حرب ضروس تبين أنها لا تبتغي الحل بل التعقيد وتقاذف الطابة بين الثنائي وبعبدا، ليشكلان حلفا مهمته الإطاحة بالتأليف وكسب الوقت، رهن موافقة روحاني من عزلته الدولية على ولادة حكومة في لبنان، وفق شروطه لا شروط الفرنسي. وفي هذا السياق نشر موقع “الحرة” تقريرا استعرض فيه المشهد اللبناني وما ينتظره بعد اعتذار أديب وجاء فيه:

مفارقة لبنانية”

وتعقيبا على آخر التطورات التي تشهدها الساحة اللبنانية، لاسيما بشأن الحديث عن مصير حكومة حسان دياب، قال المحلل السياسي والخبير القانوني أنطوان صفير لموقع الحرة أن تلك الحكومة ستستمر في تصريف الأعمال إلى أن يتم تشكيل حكومة جديدة. واستبعد صفير “تأليف حكومة جديدة بالأفق القريب بغض النظر عمن يقودها، ولذلك ستستمر حكومة دياب بتصريف الأعمال دون القدرة على اتخاذ قرارات هامة أو رئيسية، كما أن البرلمان لن يكون قادرا على محاسبتها، وهو ما يشكل مفارقة في النظام اللبناني بأن تكون هناك حكومة تصريف أعمال تقود البلاد في ظرف استثنائي وخطير كالذي تمر به حاليا”. وفيما إذا كان سيجري تعويم حكومة دياب بانتظار نتائج الانتخابات الأميركية التي قد تؤدي إلى رحيل دونالد ترامب عن البيت الأبيض، قال صفير: “ذلك يعني وضع لبنان على قارعة الانتظار في وقت لا نملك فيه لا ترف الوقت ولا ترف المال لمواجهة الأوضاع الصعبة التي تمر البلاد، ولذلك يحق للبنانيين أن يشعروا بالقلق والخوف على مصير بلادهم”.

العلة في السلاح.. وليس “المالية

وفي نفس السياق، أوضح الخبير القانوني طارق شندب أنه “يجب على رئيس الجمهورية إجراء استشارات نيابية ملزمة، وبعد ذلك يتم تكليف الشخص الذي حصل على أكبر عدد من أصوات النواب”. ونوه شندب إلى أن الثنائي الشيعي، حزب الله وحركة أمل، سيعمدان إلى عدم تسمية أي شخصية مثل مصطفى أديب تكون ملتزمة بالمبادرة الفرنسية والأصول الدستورية والقانونية، منوها إلى أنه لا يوجد نص في الدستور اللبناني يعطي أي طائفة أو مذهب الحق بوزارة معينة، لأن المحاصصة موجودة فقط في مناصب رئاسة الجمهورية والبرلمان والحكومة. وتابع: ” ما يخشاه الثنائي الشيعي المعطل لتشكيل الحكومة يمكن فيما بعد عملية تأليف الحكومة، لاسيما فيما يتعلق بمسألة شرعية سلاح حزب الله، وبالتالي فالمشكلة أعمق من خلاف على وزارة، المشكلة ستمكن بالسلاح وإنهاء هيمنة حزب الله على مفاصل الدولة”. ونوه إلى أن ذلك الثنائي يسعى في الوقت الحالي إلى كسب الوقت بانتظار حدوث متغير إقليمي يبعد عنه الضغوط الهائلة التي يتعرض لها من الرأي العام اللبناني ومن المجتمع الدولي.

 

يوسف سلامة: من الجزرة الى العصا الغليظة.. هل من يتعظ؟

وطنية - الأحد 27 أيلول 2020

غرد الوزير السابق يوسف سلامة عبر "تويتر": "الرئيس ماكرون قال كلمته، ‏فهل ستحاول الطبقة السياسية المعطلة أن تواجه العالم؟ أم ستتواضع وتقوم بتدوير الزوايا؟ نستخلص، بدا جليا أن فشل مبادرة فرنسا التي تحمل الجزرة، سيؤدي الى مبادرة أخرى غير فرنسية، تحمل معها العصا الغليظة، هل من يتعظ؟".

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

أرمينيا تعلن حالة الحرب والتعبئة العامة في البلاد

وكالات/27 أيلول/2020

أعلنت الحكومة الأرمينية، الأحد، حالة الحرب والتعبئة العامة في البلاد بسبب أحداث قرة باغ. وقال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان عبر حسابه على “فيسبوك”: “يتم الإعلان عن حالة الحرب والتعبئة العامة بقرار من حكومة جمهورية أرمينيا. وسيسري القرار بعد نشره رسمياً”. وأضاف:”إنني أدعو الجنود المعينين في القوات إلى المثول أمام مفوضياتهم العسكرية في المناطق”. بدوره، قال وزير الدفاع الأرميني دافيد تونويان: “ردنا هذه المرة سيكون أكثر شدة من أي وقت مضى”، مؤكدا أن “الجيش الأرميني يمتلك كل الوسائل اللازمة لسحق عدونا مرة أخرى”. وأفادت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان، بأن آلاف المواطنين يريدون التسجيل كمتطوعين للذهاب إلى جبهات قره باغ، مضيفة في الوقت نفسه أنه “ليست هناك حاجة حاليا لتجنيد متطوعين.” فيما قال المتحدث الصحافي باسم رئيس جمهورية ناغورني قرة باغ، فغرام بوغوسيان، ان “المناطق المدنية في قرة باغ، بما في ذلك العاصمة ستيباناكيرت، قد تعرضت لنيران المدفعية، ودعا السكان للنزول إلى الملاجىء.” وألحق ذلك إعلان وزارة الدفاع الأذربيجانية أن “القوات المسلحة الأذربيجانية شنت عملية هجوم مضاد على طول خط التماس بأكمله في قرة باغ.”  وذكرت وزارة الدفاع الأرمينية أن “أذربيجان فقدت 3 دبابات، ومن المفترض أن هناك خسائر في القوات العاملة”.

وأعلن الجيش الأذربيجاني تدمير 12 منظومة مضادة للطائرات تابعة لسلاح الجو الأرميني.

 

تركيا: أرمينيا دولة إرهابية.. ونقف مع أذربيجان ضدها!

روسيا اليوم/الشرق الأوسط/27 أيلول/2020

أعلنت وزارة الخارجية التركية دعمها المطلق لأذربيجان واستعدادها للوقوف إلى جانبها، وذلك على خلفية التوتر، الذي تجدد الأحد، وتبادل إطلاق النار بين القوات الأذربيجانية والأرمنية. ودان الناطق الرسمي باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالين، في وقت سابق من الأحد، ما وصفه بالاعتداء الأرمني الأخير على أذربيجان، وعبر عن تأييد أنقرة لباكو في ظل هذه الظروف. وغرد قالين عبر حسابه على “تويتر”قائلاً: “ندين بشدة هجوم أرمينيا على أذربيجان”. وأضاف: “أرمينيا بهجومها على المناطق المدنية أخلت مرة أخرى بوقف إطلاق النار، وأظهرت وقوفها ضد الاستقرار والسلام”. ودعا المجتمع الدولي إلى “أن يوقف فورا هذا الاستفزاز الخطير”، مشيرا إلى أن “تركيا تقف إلى جانب أذربيجان وتؤكد دعمها الكامل لها”. بدوره، قال رئيس البرلمان التركي، مصطفى سنتوب، إن “أرمينيا دولة إرهابية لا تهدد أمن أذربيجان فقط بل المنطقة بأكملها”. جاءت هذه التصريحات على خلفية تصعيد عسكري جديد حول إقليم قره باغ، حيث قالت باكو إن أراضيها على خط التماس في المنطقة تعرضت لقصف أرمني، بينما اتهم رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشنيان أذربيجان بشن هجوم على قره باغ.

 

تفاصيل مثيرة... كشف مخطط خطير لتفجير البيت الأبيض وبرج ترامب

سبوتنك/الشرق الأوسط/27 أيلول/2020

كشفت السلطات الفيدرالية الأمريكية عن مخطط إرهابي خطير لتفجير البيت الأبيض وبرج ترامب بمدينة نيويورك، في هجمات مستلهمة من تنظيم "داعش". وأعلنت السلطات الأمريكية، القبض على رجلين بتهمة الإرهاب، وبتهمة التخطيط لتفجير مواقع بما في ذلك البيت الأبيض وبرج ترامب في مدينة نيويورك. الرجلان هما، غايلين كريستوفر مولينا من تكساس، وكريستوفر شون ماثيوز من ساوث كارولينا، ومتهمان بالتآمر لتقديم دعم مادي لـ"منظمة إرهابية أجنبية"، وتم القبض عليهم في ولايات مختلفة الأسبوع الماضي. وبحسب وكالة "أسوشيتد برس"، فقد ناقش الرجلان السفر إلى سوريا للقتال مع تنظيم "داعش" أو تنفيذ هجمات في برج ترامب أو البيت الأبيض أو بورصة نيويورك أو مقر وكالات إنفاذ القانون الفيدرالية، وفقا لسجلات المحكمة التي تم الكشف عنها هذا الأسبوع. في وقت سابق، قال مدير المركز الوطني الأمريكي لمكافحة "الإرهاب" كريستوفر ميلر، إن "داعش يواصل تمدده عالميا، مع نحو عشرين فصيلا تابعة له، وذلك رغم اجتثاثه من سوريا والقضاء على قيادييه". أضاف ميلر خلال جلسة استماع أمام لجنة الأمن القومي بمجلس النواب الأمريكي، أن "التنظيم أظهر مرارا قدرة على النهوض من خسائر فادحة تكبدها في السنوات الـ 6 الماضية، بالاتكال على كادر مخصص من القادة المخضرمين من الصفوف المتوسطة، وشبكات سرية، وتراجع ضغوط مكافحته". وأشار ميلر إلى أن تنظيم داعش نفذ في سوريا والعراق اغتيالات وهجمات، بواسطة قذائف الهاون والعبوات الناسفة المصنعة يدويا "بوتيرة ثابتة"، معتقدا أن الشبكة العالمية للتنظيم خارج سوريا والعراق، تشمل حاليا نحو 20 فصيلا من فرع وشبكة.

 

السيسي يحذر من مخططات نشر الفوضى وزعزعة الاستقرار في مصر

القاهرة/الشرق الأوسط/27 أيلول/2020

حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم (الأحد)، من مخططات نشر الفوضى وزعزعة الاستقرار في البلاد، مطالباً المواطنين بالوعي بمخاطر ما يحاك لمصر. ونقلت وسائل إعلام مصرية اليوم عن السيسي قوله، خلال افتتاح مجمع التكسير الهيدروجيني للبترول بمسطرد بمحافظة القليوبية، إن مصر تحتاج إلى مزيد من الجهد والعمل، مشدداً على أنه لا أحد يستطيع خداع المواطنين. وأضاف أنه يراهن على وعي المواطنين فيما تقوم به الدولة، مشيراً إلى أن حملات التشكيك مستمرة ضد مصر، رغم ما تقوم به من إنجازات على كافة المستويات، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية. وشدد السيسي على أن وعي المواطنين هو السلاح الأقوى لمواجهة الأفكار الهدامة وحملات التشكيك، مؤكداً أن الشعب والدولة كيان واحد. وأشار إلى أن «ما تقوم به الدولة هو إصلاح وليس إفساداً»، لافتاً إلى أنه «لا يخاف إلا الله، ويعمل من أجل مصر وإصلاحها». وأكد السيسي على أن مسار الإصلاح والتنمية مستمر، داعياً الحكومة إلى استمرار صرف إعانة العمالة المؤقتة بواقع 500 جنيه شهرياً حتى نهاية العام.

 

انتقاد السراج لاستعانته بـ«مطلوب دولي» لفض اشتباكات طرابلس وسط عجز حكومة «الوفاق» وقلق البعثة الأممية

القاهرة: خالد محمود/الشرق الأوسط/27 أيلول/2020

دخل صلاح بادي، زعيم أبرز ميليشيات مصراتة المسلحة، والمطلوب دولياً بتهمة ارتكاب «جرائم حرب»، على خط الوساطات المحلية لوقف القتال بين عناصر الميليشيات الموالية لحكومة «الوفاق» الليببية، برئاسة فائز السراج، في العاصمة طرابلس، بعد إخفاقها في كبح جماحها، في وقت أعربت فيه بعثة الأمم المتحدة في ليبيا عن قلقها إزاء الاشتباكات، التي شهدتها تاجوراء أول من أمس. وبعد فشل صلاح النمروش، وزير الدفاع بالحكومة، في وقف القتال، ظهر بادي في لقطات مصورة خلال اجتماع محلي يخاطب فيه قادة من كتيبتي «الضمان» و«أسود تاجوراء» وأعيان من المنطقة، حيث وقعت الاشتباكات، التي تمثل حرجاً سياسياً للحكومة، التي تدعي سيطرتها على الميليشيات التابعة لها. وانتقدت وسائل إعلام محلية استعانة حكومة السراج بجهود بادي، المنتمي إلى مدينة مصراتة (غرب)، لحل النزاع في العاصمة طرابلس، حيث سبق أن تورط في شن هجمات دامية على مطارها الدولي عام 2014، وهو يقود ميليشيات ما يسمى «لواء الصمود»، الذراع المسلحة لتنظيم الإخوان في ليبيا. ونقلت وسائل إعلام محلية، موالية لحكومة «الوفاق»، عن مصادر سماع أصوات انفجارات في قاعدة براك الشاطئ العسكرية، التابعة لـ«الجيش الوطني» التي يقودها المشير خليفة حفتر، ناجمة عما وصفته بتجريب عناصر من مرتزقة «فاغنر» قادمة من الجفرة، لبعض أنواع الأسلحة. وتزامن هذا التطور مع تأكيد ستيفاني ويليامز، رئيسة بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا بالإنابة، في تصريحات تلفزيونية أمس، استمرار دخول معدات عسكرية بشكل يومي إلى ليبيا، وحثت على «أهمية مغادرة القوات الأجنبية والمرتزقة خلال 90 يوماً من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار».

وبعدما اعتبرت أن مدينة سرت استراتيجية بسبب حقول النفط، دعت ستيفاني إلى حماية البنية التحتية للنفط، بالإضافة إلى المدينة والمناطق المأهولة الأخرى في وسط البلاد، معتبرة أن الانتخابات ستعالج أزمة الشرعية في ليبيا، مشيرة إلى أنه ستتم عملية مراجعة دورية للبنك المركزي في العاصمة طرابلس. وكانت البعثة الأممية قد دعت مساء أول من أمس، إلى «وقف فوري» للأعمال العدائية في طرابلس، وذلك على خلفية الاشتباكات التي شهدتها تاجوراء، وقالت في بيانها إنها «تتابع بقلق بالغ الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين مجموعتين مسلحتين في تاجوراء بطرابلس، ما أسفر عن إلحاق أضرار بالممتلكات الخاصة، وتعريض حياة المدنيين للخطر»، داعية إلى «وقف فوري للأعمال العدائية»، وذكّرت جميع الأطراف بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي الإنساني، معتبرة أن «هذه الاشتباكات المسلحة تؤكد مرة أخرى الحاجة الملحة لضرورة إصلاح قطاع الأمن في ليبيا».

وكانت وزارة الدفاع بحكومة «الوفاق» قد أمرت بحل كتيبتي «الضمان» و«أسود تاجوراء» المتنازعتين، وإحالة قادتهما إلى التحقيق عقب وقوع اشتباكات دامية.

في شأن آخر، أعلن فتحي باشاغا، وزير الداخلية بحكومة «الوفاق»، عن عودة السفارة الهولندية للعمل من العاصمة طرابلس بشكل جزئي، وقال إنه أكد للسفير الهولندي لارس تومرز، خلال محادثات بينهما، استعداد الإدارة العامة للأمن الدبلوماسي تأمين عمل السفارات والبعثات الدبلوماسية.

وأوضح باشاغا في تغريدة له عبر موقع «تويتر»، أن الاجتماع ناقش خططه لإرساء الأمن المهني، وفرص التعاون المشترك في مجالي التدريب وتبادل المعلومات، لافتاً إلى أنه شكر السفير على دور هولندا في دعم ملفات حقوق الإنسان، وتكوين لجنة تقصٍ للحقائق التي وقعت بالبلاد.

من جهة أخرى، شجعت البعثة الأممية رؤساء بلديات ليبية، تم انتخابهم مؤخراً، على ضمان المشاركة الفعالة للنساء والجماعات الأقل تمثيلاً في الانتخابات، وهنأت في بيان لها «رؤساء البلديات المنتخبين بطريقة ديمقراطية، الذين تم تنصيبهم مؤخراً في غات وككلة ومصراتة».

وجددت البعثة التأكيد في بيان مساء أول من أمس، على «دعمها القوي للشعب الليبي في إجراء الانتخابات البلدية، وتعزيز الحكم المحلي، ودعمها للجنة المركزية لانتخابات المجالس البلدية لدورها الحيوي في ضمان إجراء الانتخابات البلدية بشكل ديمقراطي، ومن خلال عملية شاملة وذات مصداقية». وانطلقت مؤخراً العملية الانتخابية للمجالس البلدية في ليبيا، وستستمر مرحلتها الأولى حتى نهاية الشهر الجاري، فيما تستعد أكثر من 100 بلدية ليبية لتنظيم انتخابات جديدة لمجالسها في الدورة الثانية خلال العام الجاري، حيث انتهت ولاية معظمها، التي تبلغ 4 أعوام، غير قابلة للتجديد بموجب القانون.وتتواصل العملية الانتخابية البلدية في عدد من المدن الليبية، على الرغم من التداعيات التي أفرزتها جائحة «كوفيد - 19» والتهديدات الأمنية، التي تسببت في إيقاف الانتخاب في بعض مدن الجنوب.

 

البرلمان العراقي يحاول حل «عقدة» قانون الانتخابات/خلافات بين القوى السياسية حول شكل دوائر الاقتراع

بغداد: /الشرق الأوسط/27 أيلول/2020

عقد البرلمان العراقي، أمس (السبت)، جلسة لمناقشة قانون الانتخابات البرلمانية وخيارات الدوائر الانتخابية، لإنجاز «قانون عادل ومنصف» لإجراء انتخابات مبكرة «تلبي تطلعات الشعب وتعبّر عن إرادته»، بحسب ما تَعِد به الحكومة العراقية. ولفتت «وكالة الأنباء الألمانية» إلى أن انعقاد جلسة البرلمان العراقي يأتي بدعوة من رئيس البرلمان محمد الحلبوسي بهدف حسم خيارات شكل الدوائر الانتخابية لإنجاز قانون الانتخابات البرلمانية المبكرة، المقرر إجراؤها منتصف العام المقبل. وذكرت مصادر عراقية أن القوى السياسية في البرلمان أجرت خلال الأيام الماضية حوارات للتوصل إلى اتفاق بشأن تحديد شكل الدوائر الانتخابية من حيث العدد والحدود الجغرافية لكل محافظة، حيث تتباين الآراء بين اعتماد الدوائر الواحدة أو المتوسطة أو المتعددة لكل محافظة، ومنع حالات التزوير. وتسعى الرئاسات الثلاث في العراق إلى إجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة في منتصف عام 2021 بنظام انتخابي يضمن حقوق الجميع، دون وقوع عمليات تزوير، وبإشراف دولي. وبعد أكثر من شهرين على إعلان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي تحديد يوم السادس من يونيو (حزيران) 2021 موعداً لإجراء الانتخابات النيابية المبكرة، لا تزال القوى السياسية العراقية تدافع عن خياراتها حيال العقدة المستعصية، وهي الدوائر المتعددة. فعلى مدى الدورات الانتخابية الأربع، بدءاً من عام 2006 إلى عام 2018، كان القانون الذي تم اعتماده طوال كل تلك الانتخابات هو قانون «سانت ليغو» الذي جرى تعديله مرات عدة بما يناسب حجم الكتل والأحزاب الكبيرة التي بقيت مهيمنة على المشهدين السياسي والانتخابي حتى الآن. لكن المتغيّر الحاسم الذي لم تكن قد حسبت له الكتل والأحزاب الكبيرة حساباً هو الانتفاضة الجماهيرية الكبرى التي اندلعت في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) 2019، وأدت إلى إقالة حكومة رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي وتغيير قانون الانتخابات وقانون مفوضية الانتخابات. وبينما تم حسم مفوضية الانتخابات من خلال استقدام قضاة ليكونوا هم أعضاء مجلس المفوضين حتى تخرج الانتخابات من هيمنة الأحزاب الكبيرة، فإن تلك القوى والأحزاب لا تزال تدافع عن خياراتها حيال القانون الجديد الذي خصص البرلمان جلسته أمس لمناقشة العقدة الأهم فيه، وهي تعددية الدوائر. وفي هذا السياق، يقول الرئيس السابق للدائرة الانتخابية عادل اللامي إن «القوى السياسية المختلفة اتفقت على أن توزع المحافظات إلى أربع دوائر انتخابية ضمن الجلسات المقبلة». وأضاف أن «الدائرة الانتخابية يجب أن تكون فردية، أي لكل نائب دائرة انتخابية، وتوزع الدوائر على عدد مقاعد مجلس النواب». وأوضح اللامي أن «تلك التوجهات السياسية تخالف رأي المرجعية والمتظاهرين بشأن الدوائر وحرية اختيار الافضل في الانتخابات لإحداث تغيير».

من جهته، يقول الخبير القانوني أحمد العبادي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «الشارع العراقي يبحث بالدرجة الأساس عن انتخابات نزيهة، ولا يهمه بالضرورة نوع نظام الانتخابات، لأن نوع النظام الانتخابي ليس هو الهدف بقدر ما هو وسيلة للوصول إلى الهدف الحقيقي المتمثل بانتخابات نزيهة». وتابع أن «العزوف الذي حصل في انتخابات عام 2018 لم يكن بسبب نوع النظام بقدر ما كان إحساس الناس بأن هناك إرادة مسبقة للتزوير». وأوضح أن «الدوائر المتعددة تهدف إلى أن كل شخص في منطقة صغيرة يتم اختياره بطريقة صحيحة، لأنه معروف تماماً ويرون (أي من ينتخبه) أنه قادر على تقديم خدمة لهم». وأكد أن «الشرط الأهم بالنسبة للانتخابات لأي شخص أن تكون لديه بطاقة بايومترية، وليست إلكترونية، حتى لا يحصل تزوير ولا يحصل عزوف كبير أيضاً». أما آراس حبيب كريم، عضو البرلمان العراقي عن محافظة بغداد، فيقول لـ«الشرق الأوسط» إن «القوى السياسية ولكي تكون على قدر الالتزام الذي قطعته على نفسها بإجراء انتخابات مبكرة، لا بد لها من حسم قانون الانتخابات وتعديل قانون المحكمة الاتحادية». وأضاف: «ليس من المصلحة الاستمرار في المماطلة والتسويف تحت أي ذريعة أو مبرر، لأن البلد في حال لم يتم استكمال أسس الانتخابات بدءاً من القانون فإنه يمكن أن يذهب إلى المجهول، وبالتالي لا ينفع بعدها الندم». في السياق نفسه، يرى عضو البرلمان العراقي عن تحالف «عراقيون» حسين عرب أن «الاتفاق النهائي على شكل الدائرة الانتخابية محسوم والأقرب إلى الإقرار هو الدوائر المتوسطة». وقال عرب في تصريح صحافي أمس السبت إن «الكتل السياسية وأعضاء مجلس النواب عقدوا العزم على إقرار القانون لأننا أمام موقف وطني حقيقي لإقرار الدوائر المتعددة». لكن رئيس كتلة «المشروع العربي» أحمد الجربا قال، من جهته، إنه يمكن التوصل إلى اتفاق بين الكتل البرلمانية على الدوائر الانتخابية وعددها. وقال الجربا في تصريح له إن «هناك مقترحات بشأن عدد الدوائر وتقسيمها على المحافظات وحسب النسب السكانية»، مشيراً إلى أن «عقد جلسة البرلمان المخصصة للتصويت على ملحق قانون الانتخابات واختيار الدوائر الانتخابية مرتبط بالتوافق السياسي للكتل النيابية».

 

محادثات عراقية ـ إيرانية على وقع تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن

طهران - لندن/الشرق الأوسط/27 أيلول/2020

بدأ وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، أمس (السبت)، زيارة لطهران تدوم يومين، وتأتي في ظل تصاعد التوتر بين الأميركيين والإيرانيين والمخاوف من استخدام العراق ساحة للتعبير عن هذا التوتر. ويُفترض أن تركز زيارته على تعزيز العلاقات الثنائية وآليات تنفيذ الاتفاقات المبرمة بين البلدين خلال الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي للعاصمة الإيرانية في يوليو (تموز) الماضي، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية. واستهل حسين زيارته بلقاء مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، حيث تناولت محادثاتهما «القضايا ذات الاهتمام المشترك»، بحسب ما جاء في تقرير لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا). ونقلت الوكالة عن الدائرة الإعلامية بوزارة الخارجية أن حسين سيناقش خلال زيارته الحالية «آليات تنفيذ الاتفاقات المبرمة بين البلدين خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى إيران»، من دون تحديد ما هي هذه الاتفاق وعلى ماذا تنص. وكان الكاظمي قد تعهد في مؤتمر صحافي عقده مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، عقب محادثات ثنائية في يوليو الماضي، بأن العراق «لن يسمح» بأي تهديد ضد إيران ينطلق من داخل العراق. وزار الكاظمي لاحقاً واشنطن حيث أجرى محادثات مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب وأركان إدارته تناولت مستقبل وجود القوات الأميركية في العراق وتعزيز العلاقات بين واشنطن وبغداد. ويحاول العراق تجنب تحويله ساحة للمواجهة بين الولايات المتحدة وإيران على خلفية اغتيال الأميركيين قائد «فيلق القدس» الإيراني قاسم سليماني في بغداد مطلع هذه السنة، وهو الحادث الذي ردت عليه إيران بقصف صاروخي طال قاعدتين ينتشر فيهما الأميركيون في العراق. ومنذ ذلك التاريخ يشهد العراق هجمات تشنها جماعات يُعتقد أنها مرتبطة بالاستخبارات الإيرانية وتطال قواعد ينتشر فيها الأميركيون والمنطقة الخضراء في بغداد حيث يقع مقر السفارة الأميركية. وهددت واشنطن قبل أيام بإغلاق سفارتها في العاصمة العراقية إذا استمرت الهجمات بصواريخ «الكاتيوشا» عليها.

ويُعتقد أن وزير الخارجية العراقي سيبحث خلال زيارته الحالية لطهران كل هذه المسائل وطريقة تجنيب بلاده تداعيات المواجهة الإيرانية - الأميركية. وهذه أول زيارة يقوم بها وزير الخارجية العراقي لطهران منذ توليه مهام منصبه، علما بأن نظيره الإيراني، ظريف، زار العاصمة العراقية ومدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، في يوليو (تموز) الماضي، قبل زيارة الكاظمي لطهران. وقبل أيام قال الرئيس العراقي برهم صالح في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تنعقد افتراضياً هذه السنة بسبب جائحة «كورونا»: «لا نريد أن يكونَ العراق ساحة للصراعات ولتصفية حسابات الآخرين على أرضه». وأضاف: «يكفي العراق ما مر به من الحروب والحصار والإرهاب وانتهاك السيادة».

 

مسؤول محلي في منبج يحذّر من «إسكندرون ثانية»

القامشلي: كمال شيخو/الشرق الأوسط/27 أيلول/2020

حذّر رئيس «المجلس التنفيذي» في مدينة منبج محمد خير شيخو من «تكرار لواء إسكندرون ثانٍ بعد إجبار المدنيين والمجالس المحلية على التعامل بالليرة التركية»، إلى جانب رفع رايتها فوق المؤسسات والجهات المدنية وفرض تدريس المناهج التركية على مدارسها في مناطق في شمال سوريا.

وقال شيخو: «الاحتلال التركي فرض التعامل بالعملة التركية ضمن المناطق المحتلة بدلاً من الليرة السورية، بالإضافة إلى رفع العلم التركي في جميع أرجاء المناطق الخاضعة لنفوذها بريف حلب الشمالي والشرقي». ومنذ بداية الحرب السورية نفّذت تركيا أربع عمليات عسكرية في شمال البلاد ودعمت فصائل سورية مسلحة موالية لها، وفرضت بموجبها السيطرة على بلدات جرابلس والباب غربي نهر الفرات، ومدينة عفرين بريف حلب الشمالي، وبلدتي رأس العين بالحسكة وتل أبيض بالرقة. وقال شيخو: «النظام التركي يتبع سياسة التتريك في تلك المناطق لفرض هيمنته واحتلالها وتغييرها ديمغرافياً، وعمد إلى إدخال المناهج التعليمية التركية للمدارس وفرضها على التلاميذ وذويهم».ولفت في حديثه إلى أن السياسة التركية «تعيد إلى الأذهان ما اتبعته الحكومة التركية في لواء إسكندرون سابقاً، حيث فرضت سياسة التتريك شيئا فشياً حتّى استحوذت على المنطقة، متجاهلةً أنّ الإسكندرون كانت أرضاً سورية في الأصل».وذكّر محمد شيخو في حديثه بأن لواء إسكندرون سُلخ عام 1939 وضُمت أراضيه إلى الدولة التركية بموجب اتفاقيات ومعاهدات أُبرمت آنذاك مع الانتداب الفرنسي على سوريا.

 

إسرائيل تتوقع مواجهة مع «حماس» نهاية أكتوبر

رام الله/الشرق الأوسط/27 أيلول/2020

قال تقرير إسرائيلي بثه موقع قناة 12 العبرية، أمس، إن قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي تستعد لجولة قتال جديدة على جبهة قطاع غزة نهاية أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وجاء في التقرير أن قيادة المنطقة طلبت من قواتها الاستعداد في هذا الموعد لجولة جديدة من المواجهة.

وترى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أن الوضع المتدهور في غزة، بما في ذلك ازدياد تفشي فيروس كورونا وقرب انتهاء الأموال القطرية، بالإضافة إلى ازدياد الغضب الفلسطيني تجاه إسرائيل بسبب محاولات ضم أراض فلسطينية إلى السيادة الإسرائيلية، وأيضاً قرب موعد الانتخابات الأميركية، قد تدفع «حماس» نحو التصعيد من خلال إطلاق البالونات الحارقة والصواريخ. وقال إيتي زعفراني، الضابط الكبير في الكتيبة 74 اللواء الجنوبي الإسرائيلي، إن «الوضع في قطاع غزة يمكن أن يتغيّر في أي لحظة، لذلك نحن على أعلى درجات اليقظة والجهوزية». وقبل فترة وجيزة حذر أيضاً وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، من تصعيد محتم في قطاع غزة للأسباب نفسها. وقال غانتس إن استمرار الصعوبات الاقتصادية في القطاع وأزمة فيروس كورونا وعدم التنسيق قد يؤدي إلى تصعيد جديد. واتفقت حماس وإسرائيل على وقف التصعيد مقابل إدخال أموال وجملة من التسهيلات للقطاع. لكن التقدير الإسرائيلي يشير إلى تهديد أعلنته حماس بعد توقيع الاتفاق بأنها ستختبر إسرائيل لمدة شهرين فقط لتنفيذ التفاهمات الأخيرة قبل أن تعود إلى جولة أخرى من التصعيد. وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، خليل الحية، حينها، إن «فصائل المقاومة في غزة أمهلت الاحتلال شهرين لتنفيذ التفاهمات السابقة، وإذا لم يلتزم الاحتلال فإنها ستعود لخوض جولات أخرى بالبالونات وغيرها». وأكد الحية في حديث مع تلفزيون الأقصى التابع لحماس، أن ما أطال أمد المفاوضات هو «الاختلاف على المدة التي سنمنحها للاحتلال لتنفيذ المشاريع والتفاهمات السابقة»، قائلاً «سنمنحهم شهرين وسنراقب سلوكهم في تنفيذ المشاريع وجلب مشاريع أخرى».

 

هل تُستأنف المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية؟

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/27 أيلول/2020

هل تُستأنف مفاوضات السلام السورية - الإسرائيلية؟ أين روسيا وأميركا من فتح الأقنية بين تل أبيب ودمشق؟ ما هو الثمن المطلوب والمكافآت المعروضة؟ هذه الأسئلة مطروحة منذ فترة طويلة، لكنها عادت بقوة إلى الأروقة الدبلوماسية في الأسابيع الأخيرة إلى حد أن هناك اعتقاداً واسعاً بوجود مفاوضات سرية بين دمشق وتل أبيب. هناك سبب أصيل لهذا الاعتقاد، يتعلق بتجارب العقود السابقة من أنه كلما كانت دمشق على موعد من تحولات كبرى أو عزلة، يكون «المخرج» باستئناف المفاوضات، وفق مقولة «الطريق إلى واشنطن يمر دائما عبر تل أبيب». عندما انهار الاتحاد السوفياتي والكتلة الشرقية وهبت رياح التغيير مع ملامح بروز النظام العالمي الجديد، قرر الرئيس حافظ الأسد الموافقة على المشاركة بمؤتمر مدريد للسلام في نهاية 1991 ثم الدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل وصولاً إلى قيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك ووزير الخارجية السابق فاروق الشرع المفاوضات المباشرة في بداية العام 2000. عقدان من المفاوضات، كانا كفيلين بتجنيب دمشق عاصفة خسارتها لحلفائها ومخاض التحولات في الإقليم والعالم. في النهاية، توفي الرئيس الأسد في منتصف 2000 من دون أن يوقع اتفاق السلام.

- «صندوق العزلة»

عندما اغتيل رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في 2005. وضعت دمشق في «صندوق العزلة» الأميركية والأوروبية والعربية. أيضاً، اتجهت الأنظار إلى تل أبيب. وفي 2008. فتحت قناة مفاوضات سرية بين الجانبين، كان الهدف السوري منها هو «فك العزلة». بالفعل، هذا ما حصل. جرت مفاوضات سرية. كسرت العزلة ودُعي الرئيس بشار الأسد إلى مؤتمرات وجولات وقمم دولية وعربية. في النهاية، انهارت المفاوضات التي رعاها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ولم يوافق الأسد في ديسمبر (كانون الأول) 2008 على مفاوضات مباشرة. وهنا ينقل رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت عن الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش قوله: «بالنسبة لي إذا وقعتم اتفاقا مع الأسد سيُسعدني ذلك بشكل كبير لأنني أريد أن يعرف الرئيس السوري أن الطريق إلى واشنطن تمر عبر القدس». دمشق الآن في «صندوق العزلة» الأميركي. هل يكون «المخرج» بنسخ تجارب سابقة؟ بداية، سوريا الآن ليست سوريا 2008 ولا لسوريا 1991. الآن، مدن تحت الركام. والاقتصاد منهار. بلاد مقسمة إلى ثلاث مناطق للنفوذ. فيها خمسة جيوش، الأميركي والروسي والتركي والإيراني والإسرائيلي. أيضاً، المنطقة العربية ليست ذاتها التي كانت قبل عقد أو ثلاثة عقود. أيضا، عالم اليوم غير عالم الأمس.

- «إشارة سلمية»

أول «إشارة سلمية» علنية جاءت من دمشق، كانت بعد توقيع الاتفاق الإماراتي - الإسرائيلي ثم الاتفاق البحريني - الإسرائيلي. على عكس موقف حليفها الرئيسي في طهران، لم تصدر دمشق أي بيان رسمي ضد الاتفاقين. التزمت الصمت. والصمت هنا موقف سياسي. بل إن الاتفاق الإماراتي - الإسرائيلي تزامن مع وصول شحنة من المساعدات الإنسانية الإماراتية إلى العاصمة السورية. في الواقع، هذه «الإشارة السلمية» السورية، تستند إلى تطور مفصلي حصل في منتصف العام 2018، عندما رعى الرئيسان دونالد ترمب وفلاديمير بوتين اتفاقا تضمن عودة قوات الحكومة السورية إلى جنوب البلاد والتخلي عن المعارضة، مقابل إبعاد إيران عن حدود الأردن والجولان وعودة «القوات الدولية لفك الاشتباك» إلى الفصل بين الجانبين السوري والإسرائيلي في الهضبة المحتلة. الترتيبات في الجولان أمنية وعسكرية بموجب اتفاق فك الاشتباك والقرار الدولي 338، كما قال بوتين، أي العودة إلى ترتيبات ما قبل 2011. لكن الحديث يجري الآن عن خطوة أكبر بين دمشق وتل أبيب، يجب أن تتضمن إجابات في ثلاثة عناصر: أولا، رعاية أميركية - روسية، إذ لم يعد ممكنا الاكتفاء بالوساطة الأميركية لأسباب عدة بينها الوجود الروسي في سوريا والعلاقة القوية بين موسكو وكل من تل أبيب ودمشق. ثانياً، الوجود الإيراني، ذلك أن هذا الملف هو نقطة تقاطع أميركية - روسية - إسرائيلية. سبق أن اُختبر في صفقة 2018 وسبق أن كان ملفاً رئيسياً في المفاوضات السورية - الإسرائيلية عندما انتقل اهتمام تل أبيب من إقناع دمشق بـ«التطبيع» و«علاقات السلم العادية» والتجارة والسفارات إلى تنازلات إقليمية تخص التخلي عن طهران و«حزب الله».

لكن هل تستطيع/تريد دمشق التخلي حالياً عن تحالفها مع طهران المتوغلة في مفاصل سوريا؟ هل تستطيع روسيا عقد صفقة كهذه؟ هل الصفقة الكبرى تشمل جميع القوات الأجنبية، بما فيها الأميركية والتركية؟ وما هو الثمن السياسي الداخلي المطلوب من دمشق لترتيبات كهذه؟ ثالثاً، مستقبل الجولان. الرئيس ترمب كان أعلن دعم قرار إسرائيل بسط سيادتها على الجولان. لكن دمشق رفضت ذلك واعتبرت القرار «باطلاً». هل تقدم روسيا «حلا سحريا» يجمع بين السيادة والمصالح الجيوسياسية والترتيبات الأمنية؟ وما هي علاقة صفقة كهذه بنتائج الانتخابات الأميركية وأسئلة «الانتقال السلس» في البيت الأبيض؟

 

روسيا تؤكد استمرار الاتصالات مع أميركا حول سوريا/نائب وزير الخارجية يتحدث عن وجود خلافات بشأن التسوية

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/27 أيلول/2020

أكدت موسكو أن الاتصالات مع الولايات المتحدة حول الشأن السوري، متواصلة برغم التباين في المواقف حيال عدد من ملفات التسوية في هذا البلد. وقال نائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين إن موسكو «تحافظ على اتصالات دائمة مع واشنطن عبر قنوات عدة بينها قناة التنسيق الدبلوماسية – العسكرية»، مشيرا إلى أن الخلافات حول أكثر من ملف يتعلق بسوريا، لا تعرقل استمرار هذه الاتصالات التي «نرى أنها مفيدة للغاية». ونقلت وكالة أنباء «تاس» الحكومية الرسمية عن الدبلوماسي الروسي أن «الحوارات عبر القنوات المختلفة، بما في ذلك من خلال الخط الدبلوماسي العسكري، تستخدمها موسكو لنقل وجهات نظرها ومواقفها للجانب الأميركي كما أننا نستمع بدورنا إلى وجهات نظرهم». وأشار فيرشينين إلى وجود نقاط اتفاق أساسية يستخدمها الطرفان لتطوير الحوارات، موضحا أن «روسيا والولايات المتحدة تتفقان على القضايا الأساسية المتعلقة بوحدة أراضي سوريا واستقلالها»، وأعاد التذكير في هذا الصدد بالبيان المشترك حول سوريا الذي صدر عن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب، بعد القمة الأولى التي جمعت الرئيسين في هلسنكي قبل عامين. لكن الدبلوماسي الروسي تطرق في الوقت ذاته، إلى المسائل الخلافية، وقال إنه «قلنا وسنواصل التأكيد على أن الوجود الأميركي في سوريا غير قانوني، ووجودهم فيما وراء الفرات غير شرعي ولا يمكن القبول به. كما لا يمكن القبول بمواصلة جهودهم في نهب الثروات الوطنية للشعب السوري بأكمله والمتمثلة في النفط، وهذا أمر ينسحب على استمرار سيطرتهم على أراضي التنف بمحيطها الذي يبلغ طوله 55 كيلومترا». وتتعلق المسألة الخلافية الكبرى الثانية بين موسكو وواشنطن في سوريا حول الوجود الإيراني في هذا البلد، وفي حين ترى موسكو أن هذا الأمر يجب أن يترك لقرار الحكومة السورية، فإن واشنطن لا تخفي وضع شروط بإنهاء الوجود الإيراني قبل الحديث عن عملية لتطبيع العلاقات مع دمشق. وكانت موسكو وجهت أكثر من مرة خلال الفترة الأخيرة إشارات إلى استعدادها لـ«فتح حوار شامل حول سوريا مع الولايات المتحدة». وقال أكثر من مسؤول روسي إن موسكو «أبلغت الأميركيين بضرورة هذا الحوار، لكنهم لم يبدوا حماسة كبيرة لتطوير الحوار في الوقت الحالي». ويرى دبلوماسيون روس تحدثت إليهم «الشرق الأوسط» أن واشنطن تفضل التريث إلى ما بعد انتهاء الاستحقاق الانتخابي الرئاسي في الولايات المتحدة، وأن الرئيس ترمب سوف يكون مستعدا في حال أعيد انتخابه، لحوار واسع ليس فقط حول سوريا، بل وحول عدد من القضايا الخلافية الحادة بين موسكو وواشنطن. ووفقا لخبراء في موسكو فإن الطرفين الروسي والأميركي يعملان على تعزيز تحركاتهما في مناطق سوريا وخصوصا في شرق الفرات بهدف تعزيز مواقف الطرفين، والتهيئة لمرحلة الترتيبات اللاحقة التي تلي فتح الحوار المباشر والشامل.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

تعبئة" تركية في "عين الحلوة"... أبطالها خطباء مساجد

نهلا ناص الدين - أساس ميديا/27 أيلول/2020

على مفترق طرق إقليمية يتخبّط لبنان المأزوم، وتحاول كلٌّ من الدول المتصارعة في بحر المتوسط أن تجد لنفسها "مرقد عنزة" في لبنان. تركيا رجب طيب أردوغان من أبرز الوافدين. فمن بعد محاولاتها الدخول إلى ساحة الشمال، بين طرابلس وعكار، ها هي تطرق أبواب المخيمات الفلسطينية باعتبارها خاصرة لبنان الرخوة، من الجنوب أوّلاً. الحضور التركي في المخيمات لا يرقى بعد إلى مستوى الحالة الشعبية، لكن من الواضح لأيّ مراقب أنّ هناك محاولاتٍ لمراكمة حضور مرئيّ من من خلال أشخاص مؤثرين، خصوصاً خطباء المساجد.

في مخيّم عين الحلوة الصيداوي، الأكبر بين مخيمات للاجئين الفلسطينيين في لبنان، تسلّل الأتراك إلى خطباء مساجد محسوبين على "حماس"، وعبر تقديم مساعدات إنسانية واجتماعية وصحية لأهالي المخيّم بواسطة جمعيات أهلية غير حكومية وعبر المؤسسة التركية للتنمية الدولية "تيكا" التي تقدّر ميزانيتها في لبنان حوالي 15 مليون دولار سنوياً. بحسب خبير إحصائي طلب عدم نشر اسمه،، تصرف "تيكا" هذه الميزانية على ترميم المساجد والطرقات والمستشفيات. وللمخيم الصيداوي جزء كبير من هذه الموازنة التي عادة ما تُصرف عبر أشخاص مؤثرين وبمعيتهم، وليس بشكل مباشر من المصدر التركي.

صحافي فلسطيني متخصّص في شؤون عين الحلوة، وطلب عدم نشر اسمه، قال في حديث لـ"أساس" إنّ تركيا تحاول تأسيس وجود "نخبوي"، أو تيار تحدٍّ بمواجهة تيارات عربية أخرى موجودة في لبنان. ويكشف بأن 12 خطيباً في عين الحلوة تموّل حركتهم "تيكا" وتوزّع مساعداتٍ عبر مساجدهم، التي يصدح فيها اسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في خطب الجمعة. والأكثر استعمالاً هو تأييد مواقف أردوغان الداعمة للقضية الفلسطينية، والإضاءة على مواقفه الإسلامية، ومنها مؤخّراً تحويله آيا صوفيا إلى مسجد والإشادة بالخطوة على أنّها "فتح عظيم"، وذلك بخلاف المساجد الأخرى التي تهاجم أردوغان أو لا تأتي على ذكره. كذلك يستثمر هؤلاء في حادثة سفينة مرمرة التركية التي حاولت فكّ الحصار عن غزة قبل 7 سنوات وراح ضحيتها 9 شهداء أتراك: "فهي رواية حاضرة بقوّة بالوجدان الفلسطيني".

وهذا تأثير يعترف به شيخ من خطباء أهمّ المساجد عين الحلوة. وهو إذ يرفض نشره اسمه خوفاً من أيّ ارتدادات سلبية عليه داخل المخيم، يؤكد لـ "أساس" أنّ في عين الحلوة "17 مسجداً، 10 منها رئيسية يتسع أصغرها لـ500 مصلٍّ، و7 فرعية أصغر سعةً، يتقاسمها عشرات الخطباء، محسوبين على فصائل مختلفة، منها "فتح" و"حماس" و"الجهاد الإسلامي"، وقوى إسلامية أخرى، من بينها "عصبة أنصار الله" و"الحركة الإسلامية المجاهدة". ويشير الشيخ إلى أنّ "الحماسة اتجاه تركيا موجودة بين الحمساويين الذين يملكون مسجداً رئيسياً في عين الحلوة هو مسجد خالد بن الوليد، ويتداور عليه أكثر من خطيب، بالإضافة إلى تداور عدد من خطباء "حماس" على 3 مساجد فرعية أخرى".ويداوم هؤلاء المشايخ ورؤساء الجمعيات على زيارة السفارة التركية في لبنان والسفر إلى تركيا.

لا ينكر وليد الكيلاني، المسؤول الإعلامي لحركة "حماس" في لبنان، توزيع مساعدات تركية في المخيمات الفلسطينية فـ"الشعب والحكومة التركية ممثّلة بالرئيس التركي أردوغان يدعمون قضيتنا والشعب الفلسطيني. وما اللقاء الأخير الحاصل في إسطنبول بين حماس وفتح وبيان الشكر لتركيا إلا دليل على مناصرة تركيا للشعب الفلسطيني. ولا ننسى حادثة مرمرة، ولا ننسى أنّ تركيا هي الدولة الوحيدة التي نستطيع أن نأخذ فيزا ونذهب إليها من دون قيود".

ويؤكد كيلاني في حديثه لـ"أساس" أنّ المساعدات التركية للشعب الفلسطيني، هي دعم معنوي ومادي من خلال مؤسسات "الهلال الأحمر التركي" وبعض الجمعيات الموجودة في تركيا، وهي إما عينية، غذائية، وصحية، أو معدات طبية، من بينها سيارات إسعاف: "واستطاعت حماس قبل 5 سنوات بناء علاقة ودّية مع تركيا وتأمين الدعم هنا كما هو الحال في الداخل الفلسطيني". وهي مساعدات تأتي مباشرة إلى جمعيات رسمية فلسطينية ولبنانية، وليس عبر "حماس" بحسب كيلاني، وهدفها إنساني بحت: "أبوابنا مفتوحة لأيّ دولة أخرى تدعم المخيمات من دون شروط وقيود، فالمعاناة كبيرة". لكن اتهام حماس بالعمل على تكبير حجم الحضور التركي في المخيمات "فمرفوض، وغير صحيح، لأننا كما جميع الفصائل لا نريد دخول أيّ دولة في الجانب الأمني داخل المخيم، تفادياً للمشاكل وحرصاً على وحدة الصف الفلسطيني".

محاولات الدخول إلى المخيمات "ليست جديدة بل موجودة من قبل ومن أطراف مختلفة، سواء إقليمية أو دولية لزجّ المخيمات في الواقع اللبناني"، يقول لـ"أساس" اللواء منير المقدح، نائب قائد الأمن الوطني في لبنان: "لكن استطعنا في ظلّ هذه الظروف الصعبة أن نبقي المخيمات بعيدة عن هذا الصراع. وموقفنا ألّا نتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، وألّا تكون المخيمات ورقة في يد أيّ محور هنا أو هناك... وهذا قرار فلسطيني، ونحن حريصون على تطبيقه بالكامل". ويشدد المقدح على أنّ "فتح" لم تسمح لأيّ مجموعة "بأن تستدرج المخيمات إلى أيّ محور أو متاهات داخل لبنان، وعنواننا العودة والحفاظ على أمن المخيمات وأمن الجوار". وعن استقبال المساعدات، يؤكد المقدح أنّ نسبة البطالة في المخيمات أكثر من 90% في ظلّ واقع اقتصادي وصحي صعب في لبنان ككلّ. ولذلك "كلّ من يقدّم معونة أو مساعدات للشعب الفلسطيني نقول له شكراً، شرط ألّا تكون مغمّسة بالدم أو بسياسية المحاور. وعلاقتنا إيجابية سواء مع إخواننا في حماس أو مع أيّ فصيل آخر. لكن قرارنا عدم جرّ المخيمات لأيّ محور. وهناك تنسيق دائم مع الجيش اللبناني من أجل المحافظة على رصّ الصفوف ورصد أيّ تحرّكات مشبوهة".

الكثير من الفلسطينيين، اليوم باعتراف عدد من سكان المخيم، وعدد من المهتمّين بالشأن الفلسطيني، يجدون في تركيا الملاذ بسبب الغياب العربي، ويتهرّبون من إعطاء ورقتهم لإيران. ويؤكد المتابعون أنّ الأتراك حتى الآن لم يؤسّسوا حالة شعبية داخل المخيمات، لكن هناك نوع من التعبئة التي تمهّد لها "حماس" التي إذا أرادت ذلك "فسيكون". لأنّها قادرة على ذلك.

عضو المجلسين الوطني والمركزي الفلسطيني هيثم زعيتر، يؤكد بدوره وجود "محاولات عديدة ليكون لتركيا موطئ قدم في الساحة الفلسطينة، لأنّ القضية الفلسطينية ورقة يسعى الكثيرون للاستئثار بها لتمرير المشاريع، لكنّه أمر يدركه الفلسطينيون جيداً". ويرى أنّ محاولة الدخول التركي إلى المخيمات صعبة جداً، ولا يعتقد أن تكون المخيمات ستكون حضناً ملائماً للوجود التركي، نظراً لاعتبارات عدّة، أبرزها تباعده الفكري مع العديد من القوى الفلسطينية، وتأثير أطراف عربية أخرى أكثر فعالية منه".

وعن تأثير خطباء المساجد في هذا التأييد، يقول زعيتر لـ"أساس": "خطباء المساجد يتوزّعون على مختلف الفصائل الفلسطينية، وخطبة الجمعة الأسبوعية تعتبر نقطة ارتكاز رئيسية تُذكر فيها المواضيع الحساسة التي تُعنى بالقضية الفلسطينية. ولذلك، نرى الشعارات التي يطرحها الرئيس التركي أردوغان تحرّك هواجس البعض ويتأثر بها البعض لفترة محدّدة، والبعض قد يرفع صوراً، ويقدِم على حرق صور آخرين ردّاً على مواقف معيّنة".

 

فوق الكرسي... لا تحته

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/27 أيلول/2020

الأسبوع الماضي تحدث رئيس الجمهورية اللبنانية الجنرال ميشال عون، ثلاث مرات في يوم واحد، إحداها إلى العالم عبر الأمم المتحدة. وعندما يقرأ الرئيس من بيان مكتوب يضبط حديثه إلى الناس ويلتزم نصاً رئاسياً هادئاً. لكن ما إن يرتجل، ويفقد أعصابه، حتى تقع كارثة في بلد مخبوط بالكوارث واللعنات والأزمات والشؤم. ذلك النهار قرأ الجنرال عون البيان المكتوب على الصحافيين، ثم فتح باب الأسئلة. وكان السؤال الأول إلى أين نحن ذاهبون إذا لم تتألف الحكومة. وكان الجواب الأول للبناني الأول: إلى جهنم.

صعق اللبنانيون الذين كانوا يتوقعون أي كلمة مطمئنة، وذُهلوا من صراحة فخامته. فهُم جميعاً يعرفون أن جهنم مفروشة أمامهم موتا ودمارا وخرابا وفقرا ويأسا وحقدا ونعيا وقسوة وجلافات وحزنا وكدرا ومجاعة وعذابا. أما أن يبلغهم الرئيس إياها بنفسه، وبهذه البلاغة!

كان الرئيس الورع والنزيه سليم الحص يقول: على من يعمل في السياسة أن يخترع الأمل. لكن الجنرال عون عسكري ولا يجيد سوى لغة الصراحة، ولا بد أن يصدق مواطنيه القول، ويا أيها المواطنون، نبلغكم من القصر الجمهوري أن أبواب الجحيم سوف ينفتح منها ما يزال مغلقاً حتى الآن.

الحقيقة أن مشكلة تقع كلما قرر الجنرال المصارحة والارتجال. وفي المرة الوحيدة التي قابلته، استأذنته لكي أقول له إن المشكلة ليست سياسته، فهو حر بها وأدرى. المشكلة هي في الخطاب، ولا يجوز أن تطلق على اللبنانيين نعوتاً رديئة، فهؤلاء شعبك ولو كانوا معارضين. لكن الجنرال صريح.

عرفنا مع الرئيس عون أنماطاً جديدة من السياسة. أحدها أنه يجلس في القصر ويستدعي رئيس الوزراء المكلف، كما لو كان ضابطاً مولجاً إدارة مكتبه. رئيس الوزراء المستقيل حسان دياب كان خلال تشكيل حكومته يذهب أحياناً مرتين في النهار الواحد، قبل الظهر وبعده، وفي طريقه كان يعرج على الرئيس نبيه بري. ويصرح أو يلقي خطاباً. رئاسة الحكومة بأي ثمن. السفير مصطفى أديب وضع حداً مشرفاً لهذه العادة. كلمتان إلى الصحافة ولا زيارات للقصر الجمهوري إلا عند الضرورة القصوى، ولا إضاعة وقت فخامة الرئيس ووقت الناس ووقت الجمهورية، خصوصاً في طريقها السريع إلى جهنم.

في هذا المشهد السياسي المائع والمريض بشبق السلطة وهوس الكراسي المخلعة، وقف مصطفى أديب واعتذر. هذا النوع من السياسيين نادر في لبنان. الدكتور حسان دياب انتقل إلى النوم في السراي في اليوم الأول لرئاسته. وسجل بذلك سابقة لم يسجلها أحد من قبل في تاريخ السراي. إنها مقر للمكتب، لا للنوم.

تحية إلى مصطفى أديب. صحيح أنه لم يسجل سابقة، لكنه سجل موقفاً أخلاقياً نادراً في سياسات لبنان. لا يزال هناك من هو فوق الكرسي... لا تحته.

 

لبنان نحو «مثالثة» بشروط طهران... إلَّا إذا

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/27 أيلول/2020

لست واثقاً من نسبة الذين تفاءلوا بنجاح المبادرة الفرنسية لإنقاذ لبنان من الانهيار، إلا أنَّني متأكد من أنَّ معظم المتفائلين ما كانوا من أولئك الذين يعرفون ما يكفي عن أسباب فشلها. ما حدث أمس في قصر بعبدا الرئاسي، بضواحي بيروت، عندما وقف «رئيس الحكومة المكلّف» الدكتور مصطفى أديب، ليعلن اعتذاره عن المضي قدماً بتشكيل الحكومة العتيدة، كان لافتاً. كان نسخة طبق الأصل تقريباً عن سيناريو «التجربة العراقية» في مرحلة ما بعد حكومة عادل عبد المهدي. فما حصل في لبنان، وقد يستمر حتى مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، هو «التطبيق الإيراني» ذاته المستخدم للمناورة وكسب الوقت في سياق استراتيجية طويلة الأمد لوضع اليد نهائياً على البلاد. في العراق، «استهلكت» مناورات إيران وأدواتها العراقية «رئيسين مكلّفين»، هما محمد توفيق علاوي وعدنان الزرفي، قبل اضطرارها إلى القبول بمصطفى الكاظمي، الذي تعتبره إيران «أقربَ إلى واشنطن من إلى طهران».

وفي لبنان، حيث تتحكّم طهران في مفاصل اللعبة أمنياً وسياسياً بالكامل تقريباً، خذل التحدي الإيراني تدخلاً فرنسياً رفيع المستوى، وعطّل السير قدماً نحو صيغة تعايش سياسي مرحلي.

والمثير في الأمر، هنا، أن الصيغة المشار إليها قد تفضي في نهاية المطاف إلى «مؤتمر تأسيسي». وهذا هو المحطة التي يأمل منه شارع إيران وبيئتها المذهبية في لبنان التوجّه منها نحو تجاوز «اتفاق الطائف»، والذهاب - مرحلياً أيضاً - نحو «مثالثة» شيعية - سنّية - مسيحية لا يُشترط قبلها نزع سلاح ميليشيا «حزب الله»، بل تترسّخ في ظلها غلبة هذا السلاح... وكل مكاسبه وتبعاته. إيران عاملت وتتعامل مع العراق منذ 2003 على أنه دولة تابعة تدور في فلكها، وتنتظر ضمها نهائياً إلى دائرة نفوذها. وبجانب حقيقة أنَّ القيادة الإيرانية تراهن على «الغالبية العددية» الشيعية التي تأمل أنْ تسهّل لها مهمتها، سبق لعدد من القادة الإيرانيين الإشارة علناً إلى أنَّ «الأرض التي تقوم عليها بغداد كانت عاصمة إيران التاريخية». هذا كلُّه حصل قبل الانتفاضات الشعبية ضد الهيمنة الإيرانية في جنوب العراق، حيث الثقل الديمغرافي الشيعي. والمهم حقاً أنَّ هذه الانتفاضات التي عاشتها مختلف مدن جنوب العراق، بما فيها كربلاء والنجف الأشرف، جاءت لتنسف فلسفة «الفرز المذهبي» للحالة العراقية، التي قضت عند عدة مفاصل - وبالذات، إبان حكم نوري الملكي - بلعب «الورقة الداعشية» المطلوبة للحفاظ على الاصطفاف المذهبي الصرف.

فلسفة «الفرز المذهبي» طُبّقت، بالفعل، بالتواطؤ مع بعض السلطة في بغداد. ونجحت طويلاً في إسكات الأصوات الوطنية الشيعية وابتزازها بـ«الغول الداعشي» المطلوب وجوده، ولا سيما بعد مجازر الموصل وسنجار وبلدات سهل نينوى. إذ كان ضرورياً صرف الوطنيين العراقيين الشيعة عن قضاياهم المطلبية المعيشية، وإبعادهم عن ولائهم الوطني لدولة حرة سيدة ومستقلة اسمها العراق... وهويتهم العربية القومية الجامعة للمكوّنين الشيعي والسنّي. في جنوب العراق، وكذلك في قلب بغداد، انكشفت بعد الانتفاضات هشاشة «الفرز» المتعمد ضمن استراتيجية التفرقة، وصولاً إلى وضع اليد بقوة سلاح ميليشيات اصطنعها وسلَّحها ودرَّبها «الحرس الثوري الإيراني»، وفرضها لاعباً «شرعياً» ضمن منظومة السلطة. ما حدث في لبنان منذ «انتفاضة 17 تشرين» في أواخر الخريف الماضي، وما زال يحدث حتى اليوم، هو تثبيت للفلسفة ذاتها وبالأسلوب ذاته. أما الفارق الوحيد، فهو أنَّ ميليشيا «حزب الله» ما زالت من الناحية الرسمية خارج ملاك الدولة اللبنانية، ولو كانت قد «شُرعنت» بموجب بدعة «ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة»... المفروضة فرضاً بسلاح »المقاومة! «

صحيح أنَّ ميليشيا «حزب الله»، حقيقة واقعة، وصحيح أنَّ المؤسسات الأمنية والمالية والصحية والتربوية والاجتماعية والخدماتية والاتصالاتية مؤسسات موازية للدولة اللبنانية، ولديها استقلالية شبه كاملة عنها، لكن الصحيح أيضاً أن لهذه الميليشيا حصتَها داخل الدولة أيضاً.

بكلام آخر، الميليشيا هذه تتقاسم ما في الدولة مع باقي المكوّنات اللبنانية، في حين تحتفظ لنفسها منفردة بـ«دولتها» الخاصة... التي يقال إنها أكبر من الدولة. وإزاء هذا الوضع، ثمة إشكاليات تعقّد المقاربات العربية والدولية لمعالجة محنة لبنان المتفاقمة يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة.

العالم العربي يدرك أنَّ الدولة اللبنانية غدت أسيرة لـ«حزب الله». ومن ثم، فإنَّ أي دعم يقدّم لهذه الدولة العاجزة ستنتهي عنده... أو في تصرّفه.

والدول الأوروبية، وبالأخص، فرنسا - القوة المنتدبة سابقاً على سوريا ولبنان - تتفهم أيضاً حقيقة الوضع، غير أنها ترى إمكانية إحداث فجوة في الجدار من أجل إنقاذ بلد بات على شفير الهاوية. وهذه الدول، وفي طليعتها فرنسا، كانت حتى اليوم - على الأقل - تراهن على أن «حزب الله» يظل «مكوّناً لبنانياً»، و«يتمتع بشرعية تمثيلية في طائفته» ما يستوجب التفاهم معه وتجنب استبعاده. ومن ناحية أخرى، وقفت هذه الدول، ولا تزال، ضد السياسات الأميركية المتبعة حيال إيران منذ نزع الرئيس الأميركي دونالد ترمب اعترافه بالاتفاق النووي مع إيران، وواصل فرض عقوبات عليها. والواضح أنَّ تمايز المواقف الأوروبية عن مواقف واشنطن من طهران، أعطى الإيرانيين متنفساً كبيراً للمناورة. واستطراداً، دفع «حزب الله» إلى تشديد قبضته على الوضع الداخلي في لبنان. وفي هذا الشق الثاني، أي تشديد الحزب قبضته على لبنان، جاء «انقلاب» الحزب على «المبادرة الفرنسية»، وإفشاله أمس تشكيل حكومة اختصاصيين أكفاء ومستقلين عن الأحزاب، كما جاء فيها.

وأخيراً، هناك واشنطن.

الموقف الأميركي، في ظاهره متشدّد وصريح في تعريفه لـ«حزب الله». إذ إنه في نظر واشنطن «تنظيم إرهابي تابع لإيران» ويعمل على تعطيل الحياة السياسية في لبنان، ويزرع الإرهاب على امتداد المنطقة. غير أن التدابير الأميركية المتخذة لمواجهة الحزب تعتمد أساساً على العقوبات المباشرة وغير المباشرة، والمشكلة الكبرى هنا، أن ما يضر الحزب قيراطاً يضر لبنان واقتصاده المتهالك 24 قيراطاً. ثم إنَّ واشنطن دخلت العد العكسي للانتخابات، ما يعني أنَّ أي مغامرة عسكرية، سواء ضد الحزب أو حاضنته الإيرانية، أمرٌ مستبعدٌ. وهذا في الوقت الذي يراهن الإيرانيون عبر سياسة الابتزاز و«النفس الطويل» على تغيير في واشنطن، قد يعيد «اللوبي الإيراني الأميركي» للإمساك بملف العلاقة مع طهران وأدواتها في العالم العربي. إنها استراتيجية حائك السجاد... ونفَسِه الطويل!

 

ماكرون يقرّع حزب الله ويترك لبنان معلقاً للانتخابات الأميركية

منير الربيع/المدن/28 أيلول/2020

كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في غاية الوضوح حول الوضع اللبناني. اعترف بالفشل موقتاً، لكنه قال إنه لن يتراجع، ولو اقتضى الوصول إلى صيغة لبنانية جديدة. ودخل في تفاصيل التفاصيل، حتى النقاش في اتفاق الطائف، معتبراً أنه منح القوة للطائفة السنية. وموقفه الذي حمّل فيه رؤساء الحكومة السابقين القفز فوق المبادرة وأخذها إلى مكان طائفي، يتقاطع مع موقف أعلنه في زيارته الأولى لبنان، عندما استنتج اللبنانيون من لقاءاته أنها تعزز نفوذ حزب الله في بنية النظام، مقابل انسحاب الحزب إياه من الخارج وعقده تسوية على موضوع سلاحه.

خياران لحزب الله

وفي معرض انتقاده حزب الله مرر ماكرون موقفاً مشابهاً عندما قال للحزب: عليه أن يختار بين أن يكون ميليشا أو حزباً سياسياً. وقال إن حزب الله لا يريد تشكيل حكومة ولا تقديم تنازل. وبالتالي كيف يمكن تشكيل هذه الحكومة وهو الذي أكد أنه لا يمكن تشكيلها بدون الشيعة، لأن ذلك غير منطقي. وقال ماكرون أيضاً إن هناك قوى تتخوف من حزب الله، ولكن لا يمكن الجيش الفرنسي ولا الأمم المتحدة أن تحميهم. وهذا يعني أن موقف ماكرون من حزب الله سيكون محفزاً للأميركيين للاستمرار بضغوطهم. وضع الرئيس الفرنسي حزب الله أمام خيار من إثنين: إما استمرار التصعيد، وبالتالي المزيد من الضغوط في ضوء الصراع الأميركي - الإيراني، معلناً أنه غير قادر على حلّ هذه المشكلة. أما الخيار الثاني فهو أن يقدم الحزب تسهيلاً كبيراً أو تنازلاً لتشكيل حكومة وفق مندرجات مؤتمر قصر الصنوبر والمبادرة الفرنسية. وضغط ماكرون أيضاً على رئيس الجمهورية ميشال عون، معتبراً أنه يجب أن يقول كلمته ويستخدم صلاحياته الدستورية، وفي حال استجاب عون سيكون أمام مشكلة حقيقية في علاقته مع حزب الله. وأثناء وجوده في بيروت اعتبر ماكرون حزب الله قوة سياسية لبنانية، وقوة منظمة يمكن الرهان عليها. ولكنه بعد فشل تشكيل الحكومة، غيّر أقواله: هاجم الحزب إياه بوضوح. واتهمه بالارتهان لإيران. وقال إن من عطّل الحكومة هم أشخاص متورطون بالفساد ومتهمين بالإرهاب. وعاد ليقول إن حزب الله لا يمكنه أن يكون حزباً سياسياً محترماً في لبنان، طالما أنه لا يحترم اللبنانيين. وهو جيش منظم داخل لبنان وميليشيا تقاتل في سوريا.وتوجه إلى حزب الله وحركة أمل بوضوح متسائلاً ما إذا كانا يريدان لبنان ديمقراطياً أم نموذجاً سيئاً. ولم ينس ماكرون تحميل المسؤولية لإيران وأميركا معاً. لكنه لم يتهم طهران مباشرة، معتبراً أن لا دليل على منعها تشكيل الحكومة. واعتبر أن العقوبات الأميركية التي فرضت بدون تنسيق مع فرنسا، أدت إلى شلل المبادرة الفرنسية.

روسيا والحريري

وسط ذلك وقبيل دقائق قليلة من مؤتمره الصحافي كان قد سُرب خبر عبر قناة روسيا اليوم عن اتصال أجراه ماكرون بولي العهد السعودي للتفاهم على تشكيل حكومة في لبنان بواسطة سعد الحريري. لم يكن الخبر واضحاً، إذا ما كان الاتفاق على ترؤس الحريري الحكومة، أم التفاهم معه.

لكن الغريب أن ماكرون لم يأت على ذكر هذا الموضوع أبداً، لا بل حمّل الحريري جزءاً من المسؤولية، عندما اعتبر أنه وضع معايير طائفية مغايرة لجوهر المبادرة التي تخلو من هذه الاعتبارات. يمكن تفسير هذه المعلومة بطريقتين: الطريقة الأولى أن باريس تريد التعاون مع السعودية لتشكيل حكومة في لبنان، طالما أن موقف الملك السعودي من حزب الله كان له وقعه وتأثيره على عملية التشكيل. أو أن ماكرون أراد القول للسعوديين إنه لا بد من التنسيق مع الحريري ليختار الرئيس الحكومة المقبل. أما الطريقة الثانية للتفسير، فهي بالسؤال عن الجهة التي سرّبت الخبر، وهل أن موسكو هي التي تقف وراء هذه الخطوة بعد تنسيق أميركي - فرنسي معها، ولتحجز دورها على الساحة اللبنانية أيضاً. وفي حال كان الأمر كذلك، يعني أن موسكو تقول للجميع إنها هي القادرة على ممارسة الضغط على حزب الله لإقناعه بتقديم تنازل لتشكيل الحكومة. وروسيا أعلنت منذ أشهر أن مرشحها لرئاسة الحكومة هو سعد الحريري.

كلام معلق

أما التفسير الذي بدأ انتشاره بسرعة في لبنان، هو أن الاتفاق الفرنسي - السعودي حصل على ترؤس الحريري الحكومة، فلا يبدو منطقياً، وخصوصاً أن لا عون ولا حزب الله يوافقان على تشكيل الحريري حكومة مستقلين. وحزب الله يتمسك بأن يكون ممثلاً بهذه الحكومة. وبالتالي لا يمكن السعودية أن توافق على تشكيل حكومة برئاسة الحريري وتضم الحزب. هذا كله لن يعدو كونه كلاماً معلّقاً في انتظار الانتخابات الرئاسية الأميركية. فبمجرد أن أعطى ماكرون مهلة من 4 إلى 6 أسابيع لتشكيل الحكومة، يعني أن الجميع ينتظر نتائج الانتخابات، وما يتقرر على أساسها، والخيار الذي ستسلكه طهران. من الآن حتى ذلك الموعد، هناك مطبات كثيرة، سياسية وأمنية، تعترض طريق اللبنانيين.

 

ترسيم الحدود..لإيصال سوريا ولبنان إلى مفاوضات مع إسرائيل؟

منير الربيع/المدن/28 أيلول/2020

بعد العُقد التي أطاحت بتشكيل الحكومة، عاد الحديث إلى مسألة ترسيم الحدود. وأعاد الحرجُ القوى اللبنانية إلى استخدام ورقة من أوراقها الكثيرة. ولا بد من تعداد هذه الأوراق، في مقابل أوراق دولية ضاغطة على لبنان. تتوزع الأوراق اللبنانية على قوى متعددة، متنافسة ومتنازعة في تصعيدها وتنازلاتها للحصول على مكاسب. والورقة الأساسية والأهم، هي ورقة ترسيم الحدود المرتبطة بأوراق الضغط الدولي.

حدود عون وحزب الله

ومسألة ترسيم الحدود ترتبط بتوفير الأمن والاستقرار في المنطقة، وبالتنقيب عن النفط، وباختيار وجهة سير لبنان في إطار تحالفات النفط والغاز في شرق المتوسط. وهذه الأوراق إلى جانب ورقة المعابر بين لبنان وسوريا والاستقرار المحلي، يملكها حزب الله. وحاول كل من الرئيس سعد الحريري والرئيس عون انتزاع ورقة ترسيم الحدود، فلم يتمكن أي منهما من ذلك. لكن عون يمتلك ورقة أخرى أيضاً يلوّح بها دوماً: الدولة المدنية وتعديل الدستور أو تطويره. وعون ومن خلفه جبران باسيل يعتبران أن حلّ مسألة ترسيم الحدود هو المدخل لتحسين علاقات لبنان ووضعيته، وإبعاده عن الصراعات الدائرة في المنطقة.

اتفاق حول إطار الترسيم

في المقابل، أوراق الضغط الدولي، والأميركية منها خصوصاً، واضحة: ترسيم الحدود، نزع سلاح حزب الله المتطور وصواريخه الدقيقة، ضبط المعابر ووقف تهريب السلاح، ولاحقاً فرض المؤسسات الدولية أو صندوق النقد الدولي شروطاً مالية قاسية، لإجراء إصلاحات جذرية في البنيتين المالية والاقتصادية اللبنانيتين. وهذه لها تداعياتها السياسية. ومع اعتذار مصطفى أديب عن تشكيل الحكومة، عاد الحديث سريعاً عن ترسيم الحدود. وبدأ الكلام عن قرب إعلان اتفاق إطارها. والموقف الآن يشبه موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري يوم الخامس من آب، عندما أعلن أن المفاوضات حول الترسيم أصبحت في خواتيمها.

وقصد بري آنذاك وضعَ اتفاق إطار للمفاوضات، وليس التوصل إلى اتفاق على الترسيم. واتفاق الإطار يعني تحديد الجهات المفاوضة، بأسمائها وأسماء ممثليها، ومهمة كل من أطرافها، وتحديد موعدها، وإنجاز الإجراءات اللوجستية لجلساتها، ومن هي الجهات الراعية للمفاوضات، والتي أصبح معروفاً أنها الولايات المتحدة الأميركية والأمم المتحدة. هذا إضافة إلى آلية التفاوض، ووفق أية خرائط، وانطلاقاً من أية نقطة. واتفاق الإطار لا يعني الاتفاق على الترسيم وإعلان إنتهاء المهمة. بل إعلان بدء المفاوضات الجدية. وتؤكد المعطيات أن لبنان قدم، بعد انفجار مرفأ بيروت، موقفاً إيجابياً حول ترسيم الحدود. لكنه سرعان ما تراجع عنه. لذا لم يلتق ديفيد شينكر المسؤولين السياسيين، في زيارته الأخيرة لبنان، بل التقى بعض المقربين منهم، وكان كلامه واضحاً في شأن ترسيم الحدود: واشنطن على شروطها وجاهزة، لكن لبنان تراجع. وبعد فرض عقوبات على الوزير علي حسن خليل، ردّ الرئيس نبيه بري قائلاً إن المفاوضات منجزة، وليست معروفة الأسباب التي تؤدي إلى تأخير إعلانها وإطلاقها. وفي الأسبوعين المقبلين يفترض أن يزور شينكر لبنان، لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق الإطار، وليس على الاتفاق على الترسيم. سوف يُسحب الملف من يد الرئيس نبيه بري بعد إعلان اتفاق الإطار، فتتولاه الحكومة اللبنانية ورئاسة الجمهورية والجيش اللبناني، المعنيين بمتابعة التفاصيل وآلية الترسيم. أما المفاوضات الجدية فستخضع لحسابات متعددة، وقد تطول مدتها أو تقصر.

وحدة المسار والمصير

لكن الضغوط الأميركية ستتزايد طوال الفترة التي تسبق الانتخابات الأميركية لتحقيق إنجاز في هذا الملف، لإضافته إلى إنجازات دونالد ترامب الخارجية التي يريدها أن تصب في صالحه انتخابياً، على غرار ملفات التطبيع والاتفاقات الخليجية - الإسرائيلية. وهنا قد تعود "وحدة المسار والمصير" إلى الضوء. فالضغوط الأميركية على لبنان، تقابلها ضغوط أميركية - روسية على النظام السوري، للذهاب إلى فتح مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، تمهيداً لمفاوضات مباشرة. وذلك على قاعدة غياب أي خيار لبشار الأسد يضمن إنقاذه، سوى إسرائيل. وهذا كان دوماً خياره الحاضر كلما تعرض  نظامه لمنعطفات خطيرة.

ودخول سوريا ولبنان في مفاوضات مع إسرائيل، سيكون السبيل الوحيد لتخفيف الضغوط عليهما. ولكن الوضع في لبنان يختلف عنه في سوريا، حول من هي الجهة التي تحقق المكاسب جراء التنازل، وكيف تكون هذه المكاسب؟ هل هي سياسية موقتة، أم تطال بنية النظامين والدستورين  اللبناني والسوري. ويأتي هذا في إطار الاهتمام الغربي بتطوير النظام اللبناني وتعديله. وهذا ما كانت تنطوي عليه الشروط المرتفعة في عملية تشكيل الحكومة، وانعكاسها على أي عملية سياسية مستقبلية في لبنان. سواء في حال بقاء الصيغة على حالها، أو في الوصول إلى صيغة جديدة قوامها اللامركزية المالية والإدارية الموسعة. وهذه تجد بعض القوى المحلية والخارجية مثالاً عنها في سويسرا. وخصوصاً في ضوء نقاش فرنسي - سويسري حول آلية تطوير الصيغة اللبنانية.

 

لبنان بعين العاصفة.. هل يذهب حزب الله إلى تشكيل حكومة مواجهة؟

انديرا مطر/القبس/27 أيلول 2020

دخل لبنان في عين العاصفة التي ستقوده حتماً إلى جهنم التي بشّر بها رئيس الجمهورية ميشال عون شعبه قبل اسبوع، واليوم أصبح البلد الغارق في سلسلة أزمات لا متناهية سببها الأول والرئيس حزب الله واجنداته الاقليمية التي ينفذها لأجل ايران، في دوامة أزمات جديدة يدفع ثمنها دائماً المواطن. إذا، فعلها الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية مصطفى أديب.. رمى ورقة اعتذاره التي أعدها مرتين سابقاً وتراجع عنها في اللحظات الأخيرة، بتمنٍ فرنسي وبرغبة صادقة بانتشال لبنان من الغرق وإبعاد خطر الاندثار عنه. غير ان مناورات المنظومة الحاكمة، التي تعهدت بتسهيل مهمته واشهرت زهدها بالحقائب، تراجعت عن التزاماتها السابقة ونجحت في افشال مهمة اديب. ماذا بعد مرحلة الاعتذار؟ لبنان إلى اين؟ وماذا سيفعل الراعي الفرنسي؟ وهل سينفذ وعده بفرض عقوبات على المعرقلين ام ان مصالحه ستفرض عليه إعادة احياء هذه المبادرة بأشكال جديدة؟ قد تحمل الأيام المقبلة إجابات على بعض هذه الأسئلة، لاسيما بعد المؤتمر الصحفي المرتقب للرئيس ايمانويل ماكرون اليوم، لكن من المؤكد أن تداعيات خطيرة ستعقب الاعتذار، تبدأ بتسريع العقوبات الخارجية وتزايد الانهيارات الداخلية التي ظهرت أولى ملامحها بتحليق سعر الدولار من جديد ليتجاوز 8500 ليرة لبنانية. وهو ما فاقم مخاوف اللبنانيين، من مرحلة سوداء «بشّرهم» بها اعلى مرجعية في الدولة، وتتواتر يوميا من خبراء ما انفكوا يحذرون من الوصول الى مرحلة يتعذر فيها ايجاد الدواء والغذاء ومقومات الحياة. خيانة جماعية في اول رد فعلي فرنسي، قال مصدر مقرب من الرئيس ايمانويل ماكرون إن اعتذار الرئيس المكلف مصطفى أديب عن تشكيل الحكومة انتكاسة لكننا لن نيأس، واعتذاره يعني ايضا أن الأحزاب السياسية ارتكبت «خيانة جماعية». مضيفا ان ««فرنسا لن تخذل لبنان». من جانبه، اكد رئيس الجمهورية ميشال عون ان المبادرة لا تزال مستمرة «وتلقى مني كل الدعم وفق الأسس التي اعلنها ماكرون». أسباب اعتذار أديب رمى أديب باعتذاره إلى عون، لأن «تشكيلة بالمواصفات التي وضعها باتت محكومة سلفاً بالفشل» وفق ما قال. هيئت أجواء الاستقالة بعد اجتماع ليلي مع ممثلي حزب الله وحركة أمل، واستخلص منه أديب إصرار الثنائي على إغلاق الباب أمام تشكيل «حكومة المهمة» المطلوبة، من باب رفض الثنائي التنازل عن تسمية الوزراء الشيعة، فيما أديب يعتبر تسمية الفريق الحكومي من مسؤوليته. وكان الرئيس نجيب ميقاتي، أول المبادرين إلى اقتراح اسم أديب لتولي الحكومة، قد أعلن مساء الجمعة أنه «إن لم تُحترم الأسس الدستورية فإن الرئيس المكلف يتجه إلى الاعتذار!». فرغم تسهيل قضى بموافقته على إبقاء وزارة المالية للشيعة، الا إن شماعة المالية كشفت أن قرار التعطيل في مكان آخر، وأن أوان التنازلات الكبرى لم يحن بعد، ولم تفلح الاتصالات الفرنسية التي سبقت الاعتذار، ولا التدخل الروسي لدى إيران لإطالة أمد التكليف. بحسب المراقبين، هناك قرار إيراني واضح بتأجيل الاستحقاق الحكومي، وعلى لبنان أن ينتظر ما بعد الانتخابات الأميركية.

البلد أمام احتمالين الفرنسيون لن يتخلوا عن مبادرتهم؛ لأنها لا ترتبط بتشكيل حكومة، بل لها أبعاد أخرى تتصل بنفوذ فرنسا الاستراتيجي وبحضورها في الشرق الأوسط، مستقبلاً، وفق الكاتب السياسي منير الربيع. وبالتالي، اعتذار مصطفى أديب لن يدفع فرنسا للتراجع أو للتخلي عن لبنان بل قد تتشدد أكثر في بعض الإجراءات، سواء الاقتصادية أو بالضغط السياسي عبر التماهي مع الأميركيين. فالعقوبات الأميركية التي ستتوالى ستحظى هذه المرة بدعم ومباركة باريس. بحسب الربيع، سيكون لبنان أمام احتمالين: إما أن يذهب حزب الله إلى تشكيل حكومة مواجهة وإما أن تطول فترة المفاوضات على حكومة «توافقية» بانتظار نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية. أما على المستوى الأبعد، فالأميركيون كانوا قد أبلغوا الفرنسيين أن إيران وحلفاءها لا يمكن التعاون معهم بالمفاوضات بل بتكثيف الضغط عليهم. إذاً، الضغوط الأميركية ستزيد ولبنان دخل في دوامة خطرة جداً ولن تكون هناك مساعدات بل مزيد من العقوبات، وسط خشية من الدخول في الفوضى، لأن التحول الكبير والخطير الذي يمر به لبنان لا يجد أي مسؤول قادراً على إخراجه من هذه الأزمة. عاد لبنان ساحةً للصراع الإيراني ــــ الأميركي، وسيجد نفسه تحت مزيد من العقوبات، ومعزولاً أكثر، خاصة في ملف النفط والغاز، وسيبقى بعيدا عن الأحلاف التي تتشكّل في المنطقة؛ لأنه أصبح بشكل كامل ضمن المحور الإيراني. ما ينتظر لبنان هو مزيد من المخاطر.

حكومة مواجهة الكاتب السياسي مصطفى فحص يعتبر ان التعطيل حصل بتضامن كل الاطراف، ولكن الجزء الاكبر من حصة ايران. لأن تشكيل حكومة كان يقتضي تنازلا سياسيا؛ فعلي من حلفائها في لبنان: اي ثنائي ««حزب الله» ــــ «أمل» والثنائي الحاكم ««حزب الله» ــــ التيار الوطني الحر. ويرى فحص أن ««حزب الله» كما أنقذ المنظومة السياسية من السقوط اثر انتفاضة 17 اكتوبر 2019، فقد أنقذها اليوم من المحاسبة. لان حقيبة المالية ليست مصدر قوة الثنائي الشيعي، بقدر ما هي غطاء لكل عمليات النهب والفساد في لبنان. كلام «الإليزيه» عن ارتكاب الاحزاب «خيانة جماعية»، يصب في هذا المنحى. لكن فحص يلفت الى ايجابية في المبادرة الفرنسية رغم فشلها، وهي انها فرضت معايير على عملية تشكيل الحكومة، صار الجميع ملزماً بها، وهنا الخطر الاكبر على الحزب الحاكم وعلى منظومة السلطة التي تحتمي به. ويوضح فحص ان أديب كان سيراعي ضوابط السلطة ضمن بنود المبادرة الفرنسية، وبعد عرقلته، يجري البحث عن رئيس حكومة من «خارج الصندوق»، وربما من شخصيات، سمّاها الناس في التظاهرات. هل هذا يعني أننا سنكون امام حكومة مواجهة؟.. يقول فحص إن حكومة الإنقاذ سيكون الطريق إليها وعراً جدّا؛ لان المجتمع الدولي سيحاسب من عطّل، وستكون محاسبة صعبة ومؤلمة ومكلفة. يستبعد فحص أعمال عنف بمستوى حرب اهلية، ولكن لا يستبعد عنفا اجتماعيا وضغوطا اقتصادية محلية وخارجية، بعد ان قرر الطرف المعطل أن يفاوض الأصيل نيابة عن الوكيل. معادلة ««لبنان حاجة ملحة» انتهت، وفق فحص. ونحن في مرحلة اخرى مفتوحة على مخاطر شتى، والخوف الأكبر هو استدراج المستقوي الى استخدام قوته.. إلا إذا قرر أحدهم أن يتجرّع السُّم مرة أخرى.

 

تغيّر معنى القضيّة الفلسطينيّة: لمَ الاستغراب؟

حازم صاغية/الشرق الأوسط/27 أيلول/2020

تعرَّض المشرق العربيُّ، ولا يزال، لتحوُّلات أخذت شكلَ العواصف المتلاحقة. على مدى سنوات تقلُّ عن عقدين، تغيَّر كلّيّاً العراق وسوريَّا، وها هو لبنان يجتاحه تغيُّر نوعيٌّ. البعض القليل من هذه التغيُّرات كان إيجابيّاً. البعض الكثير كان سلبيّاً. بعض ثالث لا يزال يشوبُه الغموض.

في عراق 2003، وبحجج غير قانونيَّة وبقدر معتبر من الأكاذيب، أسقط الأميركيُّون صدَّام حسين. الديكتاتور هوى بسهولة بعدما حكم منذ 1968 كنائب رئيس، ومنذ 1979 كرئيس مطلق. الديمقراطيَّة السياسيَّة ترافقت مع انفجار العفن الطائفيّ الذي كانت تمنعه الدولة الاستبداديَّة فيما تفاقمه في الخفاء. إيران، عبر ميليشياتها الطائفيَّة، مدَّت يدها وانتزعت لنفسها حصَّة الأسد. الآن صرنا أمام عراق آخر. محاولة مصطفى الكاظمي لإخراج البلد من فم الحوت لا تزال قيدَ الاختبار. وهي قد تنجح وقد تفشل، لكنْ في الحالتين لن يكونَ العراق ما عهدناه قبلاً. علاقة سُنَّته بشيعته، وأكراده بمركزه، والعكس بالعكس، كلُّها لم تعد تشبه ما كانتْهُ قبلاً. الشيء نفسه يصحُّ في ما خصَّ علاقة العراق بجيرانه، لا سيَّما إيران. سوريَّا بنتيجة الثورة، وخصوصاً بنتيجة الثورة المضادَّة، صارت أيضاً بلداً آخر. التكوين السكَّانيُّ تغيَّر كثيراً. العلاقات الطائفيَّة في الداخل تغيَّرت كذلك. الخريطة الطبقيَّة وتوزَّع النُسب العمريَّة اختلفا نوعيّاً. وهذا فضلاً عمَّا تسمّيه اللغة الصحافيَّة بإفراط: تحوَّل سوريَّا من لاعب إقليميّ إلى ملعب يضجُّ بالاحتلالات والتدخُّلات من كلّ نوع. لبنان، بدوره، فقد وظيفته الوسيطة. فقد طبقته الوسطى، وبدأ يفقد كوادره ومتعلّميه وطاقاته الشابَّة. المصرف والمرفأ انقلبَا من رمزَيْ توسُّع إلى رمزَي انقباض، بل موت. العلاقات الطائفيَّة في غليان، والنظام الطائفيُّ بات يستولي عليه العفن من غير أنْ يظهر بديل في الأفق. النافذة العربيَّة على الحداثة يكاد إغلاقها يكتمل.

إلى ذلك أعمدة أخرى في الحياة العربيَّة المعاصرة تغيَّرت أدوارها ووظائفها:

في عالم الدين والأفكار والقيم، انفجر النزاع السنّيّ – الشيعيّ على نحو غير مسبوق. صعدت «داعش» وأقامت دولتَها في دولتين ثمَّ هبطت. معاينة الإسلام، بوصفه دينَ الأكثريَّة ومصدراً لسياسات وانتماءات، اختلفت عمَّا كانت قبلاً. في الاقتصاد والمال، تغيَّر موقع النفط الذي لعب أدواراً هائلة، إيجابيَّة وسلبيَّة، في العقود الخمسة الأخيرة. الخرائط الطبقيَّة لبلدان المشرق كلُّها صاغها النفط، أو ساهم إلى أبعد الحدود في صياغتها. النزعات المحافظة كما النزعات الثوريَّة أفادت منه. في الموقع الاستراتيجيّ، كان وقوع المنطقة بين آسيا وأفريقيا وأوروبا أكبر أسباب أهميّتها. الآن، يغلب التوجُّه الغربيُّ نحو آسيا والباسيفيكيّ. الشرق الأوسط يخسر الكثير من أهميّته التأسيسيّة. لماذا، وسط كلّ هذه المتغيُّرات الهيوليَّة، التي تطال عشرات الملايين، يُستغرَب تغيّر المعنى الذي ينطوي عليه الموضوع الفلسطينيّ، خصوصاً أنَّ التغيُّر هنا كان الحدث الأكثر توقُّعاً، والذي مهَّدت له تطوُّرات لا بأس بأنْ نستعيد أهمَّها للتذكير: بعد حرب 67 حلَّت «استعادة الأراضي المحتلّة» محلَّ «تحرير فلسطين». في 1970، كانت الحرب الأهليّة في الأردن. في 1973، تبيَّن الحدُّ الأقصى للجهد الحربيّ العربيّ. في 1974، تبنَّى المجلس الوطنيُّ الفلسطينيُّ «برنامج النقاط العشر» والدعوة إلى إنشاء سلطة وطنيَّة على أيَّة قطعة محرَّرة من أرض فلسطين. في 1975، انفجرت الحرب اللبنانيَّة. في 1978-79، خرجت مصر، بتوقيعها معاهدة كامب ديفيد من الصراع. في 1982، كان اجتياح لبنان المتروك وحيداً. على مدى الثمانينات، شنَّ حافظ الأسد حربَه الاستئصاليَّة على منظّمة التحرير الفلسطينيّة. في 1990-91، وبسبب تأييد المنظّمة لصدّام حسين في غزوه الكويت، حلَّت القطيعة الفلسطينيّة – الخليجيّة. في الوقت نفسه جفَّف انهيار الاتّحاد السوفياتيّ ومعسكره مصادر الدعم الدوليّ. في 1993، وقَّعت المنظّمة اتّفاق أوسلو. في 1994، وقَّع الأردن اتّفاق وادي عربة. مع انهيار التسوية بين عرفات وباراك، اندلعت الانتفاضة الثانية عام 2000، والتي اختارت طريق العنف على عكس الانتفاضة الأولى، وكان التدمير الإسرائيليُّ الواسع لمعظم ما بنته السلطة. في 2007، حلَّ الاقتتال ثمَّ الانفصال بين الضفَّة الغربيَّة وغزَّة التي شهدت ثلاث حروب متوالية (2008 و2012 و2014) بدا كأنَّها لا تعني إلاّ غزَّة وإسرائيل. في هذه الغضون، كان يتكشَّف نموذجان فلسطينيَّان: واحد فاسد في الضفَّة وآخر متخلّف في القطاع. الاثنان أفقرَا القضيَّة، كلٌّ منهما بطريقته. الثورات العربيَّة راحت تتلاحق، كاشفةً عن هموم وطنيَّة لبلدانها هي إمَّا عديمة الصلة أو ضعيفتها بالموضوع الفلسطينيّ. في موازاة ذلك، سارت على قدم وساق المصادرة الإيرانيَّة للقضيَّة، وهو ما بلغ ذروته في حرب 2006 كحرب إيرانيّة – إسرائيليَّة فوق أرض لبنان وبأيدٍ لبنانيَّة. لدى كثيرين، توسّعيَّة إيران راحت تدفع مخاطر إسرائيل إلى مرتبة ثانية أو ثالثة. في هذه المسيرة الطويلة يبقى الفلسطينيُّون المظلومين، بينما يتوزَّع الظالمون على أطراف كثيرة تتصدَّرها إسرائيل من دون أن تحتكرَها. لكنْ كائناً ما كان الأمر، فهذا، في النهاية، ما حصل.

العاقل الذي يراقبُ هذا الانحسار المديد، ويريد أنْ يبقى عاقلاً، لا يستغرب. طبعاً، يحزن. أمَّا أن يستغربَ فمُستَغرب جدّاً.

 

التحدي الكردي في سوريا

فايز سارة/الشرق الأوسط/27 أيلول/2020

ينشغل الأكراد السوريون منذ أشهر بموضوع وحدة تعبيراتهم السياسية، التي تتمحور اليوم في ثلاث قوى رئيسية، أولها المجلس الوطني الكردي بما فيه من أحزاب وقوى وشخصيات، والثاني حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD) ومن يدور في فلكه من أحزاب وقوى وشخصيات لا تقتصر على الأكراد، بل تشمل بعضاً من العرب والسريان - الآشوريين، والثالث فئات كردية أخرى من مستقلين وجماعات وأحزاب، ليست منضوية في واحد من الإطارين الأولين. فكرة وحدة الجماعات الكردية، ليست جديدة. بل هي قائمة منذ أول انقسامات شهدها الحزب الديمقراطي الكردستاني الحزب الأم للأكراد السوريين الذي تأسس عام 1958، ثم ظهرت عنه تفرعات، فشلت كل جهود إعادة توحيدها مجدداً، غير أنه وبعد انطلاق ثورة السوريين عام 2011. والتي هزت كل البلاد وأهلها بمن فيهم الأكراد، فقد تحركت جهود الوحدة الكردية، وأثمرت جهود المحسوبين في جذورهم على الحزب الأم عن تأسيس المجلس الوطني الكردي 2011، فيما ذهب الاتجاه الآخر، الذي تأسس على مرجعية حزب العمال الكردستاني في تركيا (PKK) منتصف العشرية الأولى باسم حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) نحو تكريس وجوده عبر خطوات، شملت إطلاق مشروع الإدارة الذاتية، وتشكيل قوة مسلحة، وتعزيز قاعدته بخلق أطر تدعم مساره، وإقامة تحالف يناصره عرب وآشوريون - سريان في إطار مجلس سوريا الديمقراطية 2015، ثم في كتلة الوحدة الوطنية، التي تم إطلاقها 2020.

ولم تكن طموحات وحدة الكرد سبباً وحيداً في مبادرة رئيس إقليم كردستان السابق مسعود برزاني نحو توحيد الطرفين، بل كانت المصالح والخروج من التهديدات بين الأسباب، وقد تمخضت جهوده في عام 2012 عن تشكيل إطار مشترك باسم «الهيئة الكردية العليا»، ضمت المجلس الوطني و(PYD) وشركاءه لمشاركة السلطة في مناطق السيطرة الكردية، غير أن التجربة جمدت، ثم ألغيت الهيئة وسط اتهامات متبادلة، أعقبها قمع وملاحقة سياسية وأمنية من قوات وأمن (PYD) لأحزاب المجلس وقياداته في شرق الفرات.

وبفعل عوامل متعددة بينها مساعٍ أميركية، تجددت الجهود الكردية نحو الوصول إلى تفاهمات مشتركة، تؤدي إلى وقف الصراعات البينية، والتشارك في تحمل المسؤولية الكردية من جهة، والمساهمة في تحمل المسؤولية السورية من جهة أخرى، وتمخضت جهود الأشهر الأخيرة عن التوصل لتفاهم حول إعادة إحياء «الهيئة الكردية العليا»، لتكون مرجعية سياسية للقوى الكردية في أي اتفاقات قادمة حول سوريا، وتتألف الهيئة هذه المرة من أربعين عضواً، تتقاسم بنسبة أربعين في المائة (16 عضواً) لكل من تشكيلي: كتلة الوحدة الوطنية، التي يقودها (PYD)، ومثلها حصة أحزاب المجلس الوطني، وتُخصص العشرون في المائة الباقية (8 أعضاء) للأحزاب الكردية، والشخصيات المستقلة غير المنضوية في أي من التجمعيين. وتم الاتفاق على تنظيم انتخابات عامة في مناطق الإدارة الذاتية الكردية بعد عام من توقيع الاتفاق النهائي، الذي يجب أن «يشمل تغيير قانون الإدارة الذاتية الحالي، ومشاركة جميع الأحزاب الكردية والقوى السياسية العربية والمسيحية، وذلك وفقاً لمرجعية اتفاقية (دهوك 2014) التي تعتبرها الأطراف المتحاورة أساساً للمفاوضات الجارية بينها.

ثمار الأشهر الخمسة الماضية من المفاوضات الكردية وسط الدعم الأميركي ومساندة إقليم كردستان العراق، لم تتجاوز بصورة جوهرية ما كان الطرفان، توصلا إليه قبل أكثر من ثماني سنوات إلا بتفاصيل صغيرة، مما يعني أن الطرفين لم يحققا أي تقدم يتجاوز ما كانا قد توصلا إليه سابقاً، وتم التخلي عنه لاحقاً، وهو مؤشر سيئ، يعكس حذر ومخاوف المتفاوضين كل إزاء الآخر، بل يعكس إيمان كل منهما الضمني، بأن الطرف الآخر، لم يتخلَ عن أجندته الخاصة لصالح توافق ومستقبل مشترك، ومن المؤكد أن قلق الطرفين ظاهر، إذا نظرنا إلى حيثيات بعض التوافقات، ومنها أن تنظيم الانتخابات، سيتم بعد عام من توقيع الاتفاق النهائي بين الجانبين، وهو وقت طويل في ظل واقع سوري متحرك، ومرشح ليشهد مفاجآت عاصفة، وثمة نقطة أخرى تتصل بتغيير قانون الإدارة الذاتية الذي لا يكرس الفهم السياسي لخط (PYD) وإنما سيطرته السياسية والعسكرية على منطقة شرق الفرات، الأمر الذي يعني أن أحزاب المجلس الوطني، لن تحصل على الكثير، مما قد يؤدي إلى انسلاخ بعضها عن المجلس والالتحاق بالطرف الذي يقوده (PYD)، ولعل النقطة الأكثر إشكالاً فيما تم التوصل إليه من تفاهمات، تلك الإحالة إلى اتفاقية (دهوك 2014) باعتبارها مرجعية حول الحكم والشراكة في الإدارة والحماية والدفاع، وفيها بند يتصل بوحدانية القوة العسكرية المسيطرة على المنطقة باعتبارها وحدات الإدارة المحلية، مما يعني أنه إذا جرى إدخال القوات التابعة للمجلس الوطني الموجودة في إقليم كردستان العراق، فينبغي أن تكون جزءاً من وحدات الإدارة المحلية، لا كياناً مستقلاً ولا شريكاً.

إن قلق المتفاوضين ومخاوفهم، مفهومة على ضوء التجربة السابقة، لكن إذا بقيت المخاوف، لن يستطيع الأكراد أن يتقدموا على طريق تفاهماتهم البينية، والنقطة السلبية الأخرى، إن الطرف المحفز للطرفين، أعني الطرف الأميركي، لم يقدم دعماً حقيقياً للمفاوضات، التي تحتاج إلى ضمانات طرف مثله، كما تحتاج إلى قوة متابعة وتسيير، لم يقم الأميركي بأي منها، وهناك نقطة شديدة الأهمية غابت عن المتفاوضين الأكراد، وهو ضرورة دعوة سوريين آخرين من شخصيات وجماعات سياسية للمشاركة فيها، أو للحضور على الأقل باعتبارهم مراقبين، لأنه وبغض النظر عن أي شيء آخر، فإن المفاوضات تتعلق بسوريا أو بأجزاء منها، وتتصل بسوريين أكراد، وليس بأي أكراد، ونجاح مفاوضاتهم وتوصلهم إلى توافقات بغض النظر عن رأي الآخرين فيها، ستكون مثالاً يمكن أن يتبعه السوريون الآخرون، ويكسرون فيه صعوبات الاتفاق والتوافق السوري المفقود.

ماكرون تشاور مع محمد بن سلمان.. مجرّدا الحزب من صفة "الاحترام"

خالد البوّاب/أساس ميديا/الإثنين 28 أيلول 2020

لو تسنّى للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن يقارن بين خطابه في قصر الصنوبر يوم الأول من أيلول، وخطابه في السابع والعشرين منه، لتفاجأ هو نفسه من نفسه. في الموقف الأول لم يشنّ أيّ هجوم على حزب الله، لا بل اعتبره طرفاً لبنانياً قوياً ومنظّماً ويمكن الاستناد عليه في إحداث تغيير أو في مسار الإصلاح. أمّا الموقف الثاني، فقد جاء مغايراً بشكل كامل لمضمون الأوّل. خصّص ماكرون مؤتمره لتحميل حزب الله المسؤولية، وصعّد بوجه الحزب بشكل غير مسبوق. صعّد بوجه الثنائي الشيعي عندما قال إنّ الحزب والحركة لا يريدان التسوية ولم يسهّلا إنجازها وخيّرهما بين الديمقراطية وبين "الأسوأ"، معتبراً أنّ الحزب والرئيس نبيه برّي أمام خيار تاريخي.

ربما يتسبّب ماكرون بأذى للرئيس بري، باعتباره وحزب الله فريقاً واحداً، وهذا أحد مؤشرات التلويح الفرنسي باحتمال الانتقال إلى خيار تأييد السياسة الأميركية في لبنان، وهي "الأسوأ" الذي لم يعلن عن طبيعته ماكرون. على الرغم من أنّه اعتبر أنّ فرض عقوبات فرنسية حالياً لن يكون مجدياً.

ما قبل فشل تشكيل حكومة مصطفى أديب، أي فشل المبادرة الفرنسية، التي لم يرد ماكرون التخلّي عنها، كان لدى حزب الله غطاء دولي تمثّله فرنسا التي ترفض الاستجابة للضغوط الأميركية في تصنيفه إرهابياً. وأصرّت على التواصل معه والرهان على هذا التواصل لإنجاح مبادرتها، لكنه عاد وعبّر عن خذلان و"خيانة" تعرّض لهما. وصل به الأمر إلى حدّ اتهام حزب الله بالكذب. ليخسر الحزب إحدى أهم الأوراق الدولية التي كانت تمنحه غطاءً ما حتى الأمس. من أول تداعيات هذه الخسارة، هي عملية الفصل التي أجراها ماكرون بين الحزب وإيران. ففي وقت حمّل الحزب المسؤولية الكاملة عن إجهاض التسوية، أشار إلى أنه لم يكن لديه أيّ دليل على ضغوط إيرانية مورست لأجل عرقلة المبادرة الفرنسية وعملية تشكيل الحكومة، وحصر السبب بالشق الداخلي وبسعي حزب الله لتعزيز موقعه السياسي في لبنان.

ربما يتسبّب ماكرون بأذى للرئيس بري، باعتباره وحزب الله فريقاً واحداً، وهذا أحد مؤشرات التلويح الفرنسي باحتمال الانتقال إلى خيار تأييد السياسة الأميركية في لبنان

هذا الفصل بين الحزب وإيران يؤكد أنّ فرنسا ماكرون لا تريد التخلّي عن علاقتها مع طهران، ولا عن الرهان على حصول مفاوضات إيرانية أميركية ربما تؤدي إلى اتفاق. بينما أبدى استعداداً للتخلي عن العلاقة مع الحزب، الذي فرض عليه شروطاً قاسية. فقال إنّ على حزب الله أن يثبت أنّه حزب سياسي لأن ليس بإمكانه بأن يكون جيشاً في لبنان، وميليشيا تقاتل في سوريا، ويدّعي أنه حزب سياسي يحظى باحترام اللبنانيين، بينما هو يخوّف اللبنانيين ويمارس عليهم الترهيب.

هكذا نزع ماكرون ورقة السلاح من يد حزب الله، أي ورقة القوة، وفتح الطريق أمام مرحلة سياسية جديدة تتعلّق بتعاطي الشأن السياسي بدون استخدام السلاح أو التهديد. وهذا بحدّ ذاته تحوّل كبير على صعيد الموقف الفرنسي من الحزب، ويشير إلى التقارب الفرنسي مع النظرة الأميركية.

وصف ماكرون حزب الله بـ"صاحب النشاطات الإرهابية"، لكنه أكّد أنه لن يلجأ حالياً إلى خيار العقوبات، أيّ أنه لن يلجأ إلى تصنيف الحزب على لائحة الإرهاب الفرنسية

بالطبع تأخر ماكرون كثيراً في اكتشاف حزب الله. وهو ربما اقتنع بما قاله له وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قبل مدّة، عندما اعتبر أنّه لا يمكن الرهان على عقد اتفاقات وحوارات مع إيران وحلفائها، لأنّ هذا الأسلوب لا ينفع معهم. الآن تأكد ماكرون من صحة هذا الكلام. وبالتأكيد، كلامه سيفتح الطريق أمام المزيد من الضغوط الأميركية على الحزب، على الرغم من أنّ واشنطن لم تكن توافق باريس على التطبيع مع الحزب والاعتراف بدوره في تشكيل الحكومة الجديدة. لا بل ستضغط أميركا أكثر على فرنسا لتصنيف الحزب كمنظمة إرهابية. وقد وصف ماكرون حزب الله بـ"صاحب النشاطات الإرهابية"، لكنه أكّد أنه لن يلجأ حالياً إلى خيار العقوبات، أيّ أنه لن يلجأ إلى تصنيف الحزب على لائحة الإرهاب الفرنسية. هكذا ترك الباب مفتوحاً أمامه، لكن هذه المرّة بصيغة جديدة، قوامها ضرورة أن يقدّم الحزب تنازلاً أساسياً وواضحاً في عملية تشكيل الحكومة، بعدم التمسك بأيّ وزارة وبعدم التمسك بمبدأ أن يتمثّل في أيّ حكومة، وإلا حينها سيكون خيار العقوبات جاهزاً.. وربما أكثر من العقوبات.  وفي المضمون أيضاً، منح كلام ماكرون حزب الله خيار أن يبقى "حزباً سياسياً" لا يستخدم السلاح في الحياة السياسية.

الخطأ الكبير الذي ارتكبه ماكرون في مبادرته الأولى أنّه أراد تجنّب النقاش في ملف سلاح الحزب وتأجيله، بينما كان واضحاً أنه لا يمكن لأيّ تسوية أن تنضج وتنجح في ظلّ السلاح واستخدام وهجه. وربما تلك هي القناعة التي وصل إليها الرئيس الفرنسي، ففرضت عليه التشاور مع ولي العهد السعودي قبل مؤتمره الصحافي. ولا بدّ من الوقوف عند ما قاله له الأمير محمد بن سلمان بعد الموقف الذي أطلقه الملك سلمان قبل أيام. هنا مربط الفرس. وعلى هذه السكّة ستسير الأمور من الآن وصاعداً.

 

فلسطين، إسرائيل ولبنان: البيضة والجدار

منى فياض/الحرة/27 أيلول/2020

يشاهدون الغروب في طرالبس شمال لبنان

تستبدل بعض الدول العربية أولوياتها التاريخية بتغليب صراعها مع إيران على صراعها مع إسرائيل. ما ترجم تسريعا للتفاهم مع هذه الأخيرة. والملفت أن الشعوب العربية استقبلت الخبر ببرود. فالموضوع أصبح صراعا معلنا بين نفوذين، إسرائيل من جهة وإيران من جهة أخرى، في ظل تهديد تركي مستجد.

الأمر الذي سينعكس بطريقة ما على لبنان. ويحيلنا إلى سؤال: ماذا عن الفلسطينيين في إسرائيل وما هو مصير حقهم بدولة سيدة مستقلة! مؤخرا، وبينما كنت أعيد ترتيب مكتبتي بعد أن تضررت جراء انفجار مرفأ بيروت، عثرت على قصاصة كنت قد احتفظت بها من مجلة أخبار الأدب منذ 22\3\2009، تحمل عنوان: "إسرائيل مصابة بصدمة عصبية". وهي جملة من مقالة نشرها الروائي هاروكي موراكامي في مجلة يابانية بعد عودته من زيارته إسرائيل لاستلام جائزة القدس. كان قد تردد في قبولها، لكنه قرر استلامها ما دام لديه فرصة التعبير عن رأيه بحرية. وهكذا كان. طبعا أثارت زيارة موراكامي هذه جدلا واسعا، وتزامنت مع زيارة أخرى للكاتب العراقي نجم والي، رواها في كتابه المترجم إلى العبرية تحت عنوان: "رحلة إلى قلب العدو".

الفارق بين الزيارتين كان كبيرا. فموراكامي، صاحب جائزة نوبل، كتب بعد عودته إلى طوكيو يدين السياسات الإسرائيلية بقوة، ويصفها بالدولة العدوانية، المتعصبة، والمصابة بصدمة عصبية بعد الهولوكوست. قرر ألا ينتقد الإسرائيليين مباشرة، كي لا تشتغل منظومتهم الدفاعية النفسية لتغلق آذانهم عن سماعه، لأنه يرى المشكلة مركبة وليست أبيضا أو أسودا، خطأ أو صوابا. انتقد إسرائيل في خطابه بتشبيهها بالجدار الحصين الذي تنكسر عليه البيضة. والبيضة هم الفلسطينيون العزل الذين قتلوا في الحرب على غزة عام 2008. مستنتجا أنه لا يستطيع سوى الوقوف مع البيضة الهشة.

والي لا يشير إلى الواقع كما هو، فلقد ترك جانبا موضوع الضفة الغربية وغزة لشركاء السلام من المثقفين الإسرائيليين

بينما يظهر نجم والي في كتابه منبهرا بإسرائيل. وانبهاره أكثر مما يحتمله بعض الإسرائيليين أنفسهم. فمثلا السياسي يوسي ساريد (رئيس حزب ميريتس) كتب أن إسرائيل ليست بالصورة المثالية التي صورها والي في كتابه. ويرى أنه لا يقول شيئا عن الواقع. كتابه مجرد دليل سياحي فحسب. أضاف ساخرا من انبهاره: "هناك حقيقة مفرحة في هذا التقرير الأدبي، فلقد أحب والي إسرائيل وأحبنا، وهذا جيد ومشجع. كل من التقاهم في زيارته، بلا استثناء، من سائقي التاكسي إلى الأكاديميين، هم أناس على ذوقه. مستنيرون ولطفاء. حتى نحن لم نكن نعرف أننا على هذه الشاكلة..".

والي لا يشير إلى الواقع كما هو، فلقد ترك جانبا موضوع الضفة الغربية وغزة لشركاء السلام من المثقفين الإسرائيليين. كنت قد وضعت كل هذا جانبا إلى أن قرأت، في منتصف أكتوبر، بوست لصديقة فلسطينية ـ إسرائيلية تثير فيه النقاش حول فيديوهات لشاب فلسطيني من الداخل باسم ناس دايلي Nas Daily، يريد منها التعريف بفلسطين. لكن الفيديوهات أثارت الجدل بين الفلسطينيين. فنادت حركة المقاطعة بمقاطعته بدعوى أنه عميل لحركة الهسبراة الإسرائيلية والتي هدفها باختصار تلميع صورة إسرائيل في العالم وإقناع الناس بالسردية الإسرائيلية، بينما تطمس أعمال الفلسطينيين وسردياتهم.

حرّض الجدل صديقتي لمشاهدة الفيديوهات لمعرفة الحقيقة. وجدت أنها تقدم بروح شبابية "كول ونغشة"، إضافة إلى أنه وسيم الطلعة وحيوي. فما المشكلة بتعريف الناس بالمناطق وبأناس يبدعون ويقومون بأعمال مميزة إيجابية! "فنصير" يقول إن هدفه بث الروح الإيجابية. وهذا صحيح بالفعل.

لماذا إذن يجدون أنه يدعم الهسبراة الإسرائيلية؟! يبدأ الفيديو بشكل يبدو جميلا ومقنعا، إذ يقول: بعضكم ينكر فلسطين، يقول إنها ليست حقيقية، ولكن ها هي فلسطين، إنها حقيقية! فيعرّف المشاهد بمناطق جميلة في فلسطين لا يشوبها ولا يمس جمالها وجاذبيتها وجود حواجز، مخيمات لجوء، وجدار عازل والتي يمر على وجودها مر الكرام.

صديقتي الفايسبوكية استجوبت نفسها: لماذا نفرت من أول جملة افتتح فيها الفيديو ولماذا قلبت معدتها هذه الروح الإيجابية؟! "ألهذه الدرجة أنا أسيرة النكد والتباكي على الأطلال؟! ألهذه الدرجة أنا أسيرة مشاهد الدم وصور الشهداء؟"

بدت فلسطين موجودة طبعا وحقيقية وليست اسم مكان في قصة خرافية. لكن المشكلة كمنت تماما في شكل هذا الوجود، وكيفية عرضه. يُفهم من الفيديو أن فلسطين، country ما يعني في السياق *دولة*، فيها مدن قديمة وحديثة وقرى جميلة وأناس يمارسون حياتهم الطبيعية، بوجود بعض المنغصات!

عندما يتلقى هذا الطرح، مشاهد لا يعرف شيئا، أو قليلا فقط، عن القضية الفلسطينية، سيأخذ انطباعا أن فلسطين دولة! دولة عادية كمعظم الدول التي تنمو وتتطور وتنشئ فيها المدن الجديدة رغم الصعوبات.

وسيتساءل؛ ما المشكلة إذا؟! ماذا الذي يريده الفلسطينيون؟! لماذا يقومون بأعمال "تخريبية"، لماذا لا يعيشون بسلام مع الإسرائيليين؟

وسيكون الاستنتاج الذي يطرح نفسه "متفعفلا"؛ أي أنهم إرهابيون، لا يرغبون العيش بسلام. وربما يستنتج أنهم يكرهون اليهود جزافا لعنصريتهم أو لاساميتهم. وهنا بيت القصيد، هذا الفيديو الذي ينضح إيجابية! ينقصه التوازن وكشف الصورة كاملة.

كان بإمكانه إنتاج فيديو لا يقل إيجابية دون أن يغفل أو يتجاهل عمدا، أن الفلسطينيين موجودون كلاجئين. وهم موجودون ووطنهم موجود، لكنه مجزأ، مفتت ومحتل.

وطنهم موجود، لكن هناك من لا يتمكن من التواجد فيه. ويمكنه القول إن إسرائيل بنت الجدار كي تتحكم بكل ما يدخل ويخرج من هذا المكان الذي يسميه دولة فلسطين. وبعد ذلك يمكنه الإشارة إلى إيجابيات العيش في إسرائيل.

لكن هل يعني هذا أنه عميل؟ وهل تعني شيئا هذه الصفة.؟

النقد الإيجابي يمكنه إصلاح نظرته إلى الأمور إذا كان ما يقدمه خطأً بريئا قبل إدانته. وحين يعجز الطرف المنتقد عن تقيم بديل مقنع عما يدينه، فلا يحق له النقد والإدانة.

السؤال الذي يتبادر إلى ذهني كلبنانية في بلد المقاومة المنتصرة على العدو الاسرائيلي: ما هو الفرق بين الوضع في غزة ووضعنا في لبنان؟

نشر في نفس الوقت مقالا لحنان عشراوي تعلق فيه على التطبيع الجاري مع إسرائيل. سأنقل بعض ما ورد فيه عن غزة: "اكتمل الحصار الخانق تماما على غزة منذ عام 2013. تقرير برنامج الأغذية العالمي الصادر هذا الأسبوع يقول إن 86% من أطفال القطاع دون سن الخامسة لا يحصلون على المواد الغذائية الضرورية لنمو طبيعي و28% من النساء المرضعات لديهن نقص في مادة الحديد، وأن معظم سكان القطاع اضطروا للتخفيف من كمية وأنواع الغذاء، للتعامل مع نقص المواد الغذائية. لقد ارتفعت نسبة الانتحار في غزة بشكل غير مسبوق، بسبب انسداد أبواب الأمل، فخلال الأسبوع الأول من شهر يوليو انتحر ثلاثة شبان. وتكمل اللائحة لتستنتج: كل هذا ناتج عن الحصار الظالم الذي تفرضه دولة الاحتلال".

السؤال الذي يتبادر إلى ذهني كلبنانية في بلد المقاومة المنتصرة على العدو الاسرائيلي: ما هو الفرق بين الوضع في غزة ووضعنا في لبنان؟ وإذا كان الجواب هناك الاحتلال! فأي احتلال صنع هذا بنا في لبنان؟

ما يتبادر أيضا إلى الذهن، ما الذي جاء بالسيد إسماعيل هنية إلى بيروت من اسطنبول بعد الدوحة مكان سكنه؟ بدل البقاء هناك في غزة وتدبر أمر مواطنيه فيها! ولو أنه تنبه وعزّى بضحايا كارثة تفجير مرفأ بيروت لهان الأمر. لكنه جاء ليصب الزيت على النار، ملبيا أوامر سادته في طهران. جاء ليزور المخيمات، فينكأ الجراح، محمولا على الأكتاف دون كلمة عزاء أو تأبين لشهداء لم يمض أربعينهم بعد.

ماذا يبقى لنا أمام هذه الجدران التي تنافس جدار إسرائيل سوى تهديد بيروت وتهميش لبنان ليحل محل زعم ثنائية "حزب الله" ـ "حركة أمل"، تهميش الشيعة؟

إن ظلم ذوي القربى أشد مضاضة!

 

دعاة الدولة المدنية يدافعون عن “السلاح الديني”!

محمد بسام الحسيني/الأنباء الكويتة/27 أيلول/2020

تلقت المبادرة الفرنسية لإنقاذ لبنان ضربة قاسية مع اعتذار الرئيس المُكلّف مصطفى أديب، والتي أضافت تعقيداً جديداً لمشهد مُعقّد أصلاً، ليفقد اللبنانيون فرصة جديدة لعبور الأزمة.

وعلى الرغم من أن المبادرة حثّت اللبنانيين على التوافق على حلول اقتصادية لأزمتهم الخانقة وتمرير الإصلاحات المطلوبة لحلها ووضع القضايا الخلافية الكبرى جانباً، فإن سوء الأوضاع الاقتصادية الكارثية لم يحجب القضية الأساسية التي تشغل اللبنانيين هذه الأيام، وهي انقسامهم الحاد حول مستقبل سلاح حزب الله الذي تواصل صورته تدهورها لدى الكثير من الأوساط اللبنانية والعربية منذ أحداث أيار 2008 في بيروت الى اليوم. وبغض النظر عن هذا الانقسام، من عجائب السياسة في لبنان اليوم أن المطالبين بالدولة المدنية هم الأكثر دفاعاً عن سلاح «ديني» بطبيعته كونه مرتبطاً ارتباطاً مباشراً بفتاوى وما يسمى بـ«التكليفات الشرعية» التي تصدر عن قياداته أو حتى مرجعياتها خارج لبنان.. وهذا يؤكد أن طرح «المدنية» ليس جديا بل جاء في اطار النقاش والمناورات لتبرير الالتفاف على تشكيل الحكومة المطروحة فرنسياً، فعلى ما يبدو ان المطلوب إقليمياً الانتظار لما بعد الانتخابات الأميركية القادمة، وربما التمهيد لمشاريع أكبر مثل تعديل الدستور اللبناني. إن المطالبة بدولة مدنية في لبنان لابد أن تكون أولويتها إيجاد الصِيغ التي تجعل السلاح وقراره وطنياً وليس دينياً أو خارجياً وتأمين أنظمة الأحوال الشخصية المدنية، وهي العامل الأساسي – مع التربية والمناهج – في معالجة الطائفية المقيتة.. ولو تابعنا كل هذه الأمور سنجد أيضاً أن أول من يعطلونها هم من يرفعون لواء الدولة المدنية! انطلقت المبادرة الفرنسية من أمرين هما عجز الإدارة اللبنانية ومجلس النواب عن إقرار وتنفيذ قوانين الإصلاح واستمرار تدهور الوضع وصولاً لانفجاره في 4 آب مع حادثة المرفأ، وعلى الرغم من تلاعب السياسيين اللبنانيين بالكلام والمواقف، ورفع شعارات السيادة والحجج من قبيل «ضرورة التشاور مع الكتل»، فإن جوهر المبادرة كان منذ البداية الموافقة على تمرير المرحلة بغطاء دستوري «شكلي» للحكومة من قبل الأحزاب والكتل النيابية، وإلا فما الجديد؟!

وكانت فرنسا ستُتابع وتُراقب عبر مسؤوليها الأمور خلال أشهر قليلة وتشرف بنفسها على الإصلاحات عبر رئيس الحكومة المُكلّف وفريقه مقابل المساعدة الاقتصادية للبنان.. وذلك في ظل تجميد النقاشات السياسية الخلافية كما وعدت، لكن يبدو أن ذلك لم يكن كافيا لطمأنة المتوجسين حتى وإن لم يكن لديهم مشروع بديل لمواجهة الانهيار الاقتصادي. كان من الممكن للفرقاء أن يرفضوا هذا العرض منذ البداية لكنهم وافقوا، وجاءت المشاورات المُلزمة بناء على هذا الأساس «شكلية»، وكُلِّف على أثرها الرئيس أديب الذي جاء وفي باله ما طلبه الفرنسيون بالضبط: الإصلاحات، ليفاجأ لاحقاً بانقلاب عليه عبر شعار ضرورة التشاور مع الكتل النيابية لتسمية الوزراء، وهو الأمر الذي ينسف المبادرة، لأنها جاءت أصلاً لتعالج وضعاً عقيماً، وفشل حكومة ومجلس نواب لم ينتجا شيئاً في السابق، ويقومان على التناحر والمُحاصصة، وبالتالي فإن أي ثقة مطلوبة من المجلس للحكومة كان يجب أيضاً أن تكون بدورها «شكلية» وتحصيل حاصل مثل المشاورات استكمالا للمبادرة، خاصة أنه بات واضحاً أن هذا المجلس وبشهادة بعض الأعضاء المستقيلين منه مثل النائبة بولا يعقوبيان قد تحول إلى «مقبرة للتشريعات الإصلاحية وكل ما يتعلق بالمحاسبة».. ولو كان قد أظهر أي نجاح لما كان البلد وصل إلى حد الاستنجاد بفرنسا، وبالتالي فإن فاقد الشيء لا يعطيه.

على هذا الأساس، عوّل الرئيس أديب على وضوح أهداف المبادرة الفرنسية وعلى ثقة باريس، وبالتأكيد لم يكن يعول على ثقة الكتل النيابية الحالية التي لا يقدم رأيها ولا يؤخر شيئا بالنسبة للبنانيين بعد ثبوت فشلها باعترافها وبنماذج الحكومات المتعاقبة التي قدمتها!..

ولما وجد السفير أديب نفسه مضطراً لدخول بازار الابتزاز السياسي الذي تحترفه بعض هذه الكتل، قدَّم اعتذاره، مؤكداً صدق نواياه، وتاركاً الآخرين «يقلّعون أشواكهم بأيديهم»، على ما يقول المثل.

إن عدم الثقة بأديب هو عدم ثقة بفرنسا من قِبل من عطّلوه وإن ادعوا عكس ذلك، بغض النظر عما إذا كان قرارهم داخلياً أو مستورداً من خارج الحدود!

 

بؤس مواقف الثلاثي الصيني - الروسي - الأوروبي نحو مشروع إيران للبنان

راغدة درغام/النهار العربي/الشرق الأوسط/27 أيلول/2020

لم تنتظر إدارة ترامب موعد جلسة مجلس الأمن في 18 تشرين الأول لمراجعة مواقف الدول من تمديد حظر بيع الأسلحة الى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فاستبقت المواقف الروسية والصينية والأوروبية المتوقعة وألغت عملياً جدوى النقاش بفرضها عقوبات متشدّدة على طهران بموجب ما يسمّى آلية "سناب باك" Snap back التي تُعيد فرض العقوبات تلقائياً إزاء عدم تنفيذ إيران التزاماتها. موسكو وبكين تستعدان لقيام واشنطن بفرض عقوبات مدمّرة عليهما عندما تقومان ببيع السلاح الى إيران بعد 18 تشرين الأول (أكتوبر). أوروبا ترتجف في ضعفها وهي تتخبّط في قصر النظر والانقسامات بلا أيّة مكانة تُذكَر في المعادلة الجغرافية - السياسية العالمية. إيران تُصعّد بتهوّر في منطقة الخليج، ومن دون أي اعتبار سيادي أو إنساني في لبنان مُحتميةً بالثلاثي الصيني - الروسي - الأوروبي، مع اختلاف أسباب ومرجعية الحماية. السعودية طالبت المجتمع الدولي من منصّة الجمعية العامة للأمم المتحدة وعلى لسان الملك سلمان بن عبدالعزيز بالتحرك لردع سياسات إيران في المنطقة مشددةً على أهمية نزع سلاح "حزب الله" في لبنان إذا كان للبنان أن يكون بلداً طبيعياً. ردع إيران دولياً يجب ألا يبقى موقفاً سعودياً، بل على الأمم المتحدة أن تستعيد بعض القيادة الأخلاقية moral authority وتكف عن التملّق لإيران والخوف منها تحت ذريعة دورها الإقليمي. بالتأكيد لإيران العريقة الحق بالدور الإقليمي إنما ليس للجمهورية الإسلامية الإيرانية أي حق بتدمير سيادة الدول العربية كما فعلت بسوريا وتفعل في العراق وبلبنان. أوروبا مُطالبة بأن تكُفّ عن التذرّع بالتخوّف من انتقام إيران بامتلاك القنبلة الذرية لتبرير خذلها للبنان لا سيما أن أكبر انفجار في التاريخ بمثابة قنبلة ذرية دخل بيوت اللبنانيين لأسباب لا تخفى على القيادات الأوروبية التي تدفن رؤوسها في الرمال. حان لأوروبا أن تحيي حسّها السياسي والإنساني وتفكيرها الواقعي بدلاً من إعطاء نفسها حق مباركة توسّع إيران - عبر قوات غير نظامية تابعة لها - في دولٍ سيادية تستخدمها على حساب شعوبها، كما تشاء. هذه ازدواجية تاريخية حان لأوروبا أن تكُفّ عنها، وحالاً قبل فوات الأوان. الرئيس الحالي لـ"مدريد كلوب" الذي يضم الرؤساء ورؤساء الحكومات السابقين، دانيلو ترك، وهو الرئيس الأسبق لسلوفينيا، قال أثناء الحلقة 15 للدائرة الافتراضية لقمة بيروت انستيتيوت في أبو ظبي إن الاتحاد الأوروبي يلمّح تكراراً أنه يريد دوراً أكبر في الجغرافيا - السياسية "ورأيي هو أن الاتحاد الأوروبي ليس جاهزاً لمثل هذا الدور" لأن الاتحاد الأوروبي "يفتقد تماسك المنطق" coherence الضروري لهذا الدور.

الانقسامات مُستعِّرة داخل البيت الأوروبي "من بيلوروسيا الى روسيا الى تركيا والى فلسطين وليبيا" قال تُرك وبالتالي، "يجب التوخّي بالحذر عبر عدم توقّع أي دور قويّ من الاتحاد الأوروبي (في الجغرافيا - السياسية) مع انه سيلعب دوراً مهمّاً في التنمية، وبصورة عامة في النقاش السياسي حول العالم".

القيادات الأوروبية تقع بين مطرقة "الاتحاد" وسندان "السيادة" التي وافقت على قضمها عند إنشاء الاتحاد الأوروبي، بطبيعة الحال. فلا هي قادرة على ممارسة السيادة المطلقة في قراراتها، ولا هي جاهزة للتماسك في المواقف والقرارات. لذلك، يقال إن القمة الأوروبية التي كان مُزمع عقدها في 24-25 الشهر الجاري تم تأجيل موعدها بأسبوع لمحاولة أخرى للتغلّب على انقسامات جذرية في الملفات كافة. رئاسة الاتحاد، ألمانيا، ليست في موقف تُحسَد عليه إنْ كان في العلاقة مع روسيا أو في إدارة ملف إيران. فهي قد تستقوي مضطرة مع روسيا، وقد تتهاون مع إيران تعويضاً عن شَدّ العضلات الأوروبية مع الصين وروسيا وتركيا، لكنها لن تتمكّن من لجم المشاريع الإيرانية التي ستفرض عليها مواقف الكف عن تهادنها.

"الحرس الثوري" الإيراني دشّن هذا الأسبوع قاعدة عسكرية بحريّة جديدة في مضيق هرمز استغرق بناؤها 6 سنوات، قال عنها قائد "الحرس الثوري" اللواء حسين سلامي انها "ستُساهم في تعزيز ورفع مستوى العمليات البحرية الإيرانية في مجالات الدفاع والهجوم والرصد في منطقة الخليج". وأكّد أن "القاعدة تقع في واحدة من أكثر المناطق استراتيجية من حيث الدفاع والهجوم، في الخليج ومضيق هرمز". وقال إن الهدف منها "الإشراف التام على دخول القُطع البحرية القادمة من خارج المنطقة في مضيق هرمز والخليج وبحر عمان، وخروجها". جاء ذلك بعد أيام على عبور حاملة طائرات أميركية مع قُطعها البحرية القتالية المتطوّرة مضيق هرمز. "قد تبدأ الصين بوضع بحريّتها في المرافئ الإيرانية خلال السنة المقبلة، وليس من قبيل المصادفة أن مناورات عسكرية ستبدأ قريباً جداً تشمل إيران والصين وروسيا في منطقة الخليج"، وفق ما قال نائب وزير الخارجية الروسي الأسبق أندريه فيدوروف، أثناء الحلقة المستديرة لقمة بيروت انستيتيوت التي ضمّت الى جانبه والرئيس دانيلو ترك كل من وزير خارجية مصر الأسبق نبيل فهمي، وريتشارد فونتاين الرئيس التنفيذي لمركز الأمن لأميركا الجديدة CNAS) Center for a New American Security).

فيدورف الذي يرأس حالياً "صندوق الأبحاث والاستشارات السياسية" وهو عضو في "مجموعة الاستشارة الإدارية للرئاسة" يرى أن الرئيس دونالد ترامب سيفوز بالتأكيد بولاية ثانية وليس المرشح الديموقراطي جو بايدن. "فإذا فاز ترامب، فإن ضغوطه على إيران ستستمر وستزداد" يقول فيدورف، وأضاف: "وحتى إذا فاز بايدن وأصبح رئيساً لأميركا، لا اعتقد أنه سيكون لطيفاً مع إيران حتى ولو كانت هناك عودة أميركية الى الصفقة النووية مع إيران، فإن الباب سيبقى مفتوحاً على الصفقات المسلّحة مع إيران"، مشيراً كمثال الى صفقات أسلحة بين إيران وروسيا قيمتها 8 مليارات دولار تشمل الأنظمة الجديدة والغواصات والطائرات. وأردف: "فبغض النظر إنْ فاز ترامب أو بايدن، فإن ايران ستبقى مثيرة الاضطرابات" troublemaker في الشرق الأوسط.

برأيه أنه "يجب علينا أن نكون مستعدّين لحلول وتحالفات غير تقليدية، بل لربما ائتلافات معادية للولايات المتحدة في حالة إيران. لذلك، ستكون الأمور في نظري مختلفة كثيراً وأصعب بكثير السنة المُقبلة. فلا يجب أن نتوقع ان بعد الانتخابات الأميركية سيبتسم العالم وسيتمتّع بالاستقرار". وأضاف: "كروسيا، اننا نواجه مشاكل عميقة وجدّية في علاقاتنا مع الاتحاد الأوروبي بسبب بيلاروسيا وبسبب قضية نافالني (المنشق الروسي الذي يتّهم أوروبيون روسيا بتسميمه)، وإننا نواجه غياباً في أي حوار جدّي مع الولايات المتحدة. ولذلك أن روسيا تجد نفسها في وضع الآن تزداد فيه كلاعب منعزل وحيد، وهذا ليس جيداً لروسيا، بل انه خطير قليلاً". ريتشارد فونتاين ميّز بين "المعاهدة" التي يريدها فريق ترامب بأي ثمن وسبيل كان بما في ذلك "تغيير النظام" وبين "خطة العمل الشاملة المشتركة" JCPOA التي يريدها فريق بايدن، فيما "يضغط على إيران كي تحدّ من نشاطاتها الاقليمية". وأضاف: "إذا أصبح بايدن رئيساً فإنه سيقوم بإعادة احتضان الصفقة النووية JCPOA وذلك كمؤشر الى العالم بأنهم يعيدون احتضان الالتزامات التي قُطِعت قبل إدارة ترامب". فونتاين الذي عمل سابقاً في وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي في إدارة جورج دبليو بوش قال إن فريق بايدن "سيعود الى الصفقة JCPOA من دون شروط مسبقة، وفي الوقت ذاته، سيحاولون التوصل الى وسيلة ما للتعاطي مع ما يسمونه قضايا إيران الإقليمية، تواجد إيران في دمشق ونفوذها في لبنان واليمن والى ما هنالك". وأكّد أيضاً أن الولايات المتحدة، رغم الكلام عن أن أياديها احترقت في العراق وليبيا، هناك في الواقع الآن "عدد أكبر من القوات الأميركية في الشرق الأوسط اليوم مما كان هناك مع بدء إدارة ترامب" وهناك تفكير جدّي في واشنطن حول كيفيّة تطوير المصالح الأميركية في المنطقة بصورة تتّسم بالديمومة بما في ذلك التواجد العسكري الأميركي في الشرق الأوسط.

نبيل فهمي، مؤلّف كتاب "الديبلوماسية المصرية في الحرب والسلام والانتقالية" وافق على ان القوات الأميركية باقية "لكنها لا تريد الانخراط ميدانياً" وقال إن روسيا "تريد مضاعفة نفوذها لكنها لا تسعى وراء المواجهة مع الولايات المتحدة أو أيٍّ كان في المنطقة بما يتعدى سوريا". وأضاف أن ترامب "لن يريد استعمال القوّة ضد إيران بسهولة بعد الانتخابات. والسؤال هو: هل ستُستخدَم القوّة قبل الانتخابات؟، فيما بايدن لن يريد استخدام القوة" اطلاقاً ضد إيران.

في رأيه "أن اللاعبين الإقليميين هم الذين يقرّرون" مدى توسّع ادوار اللاعبين الدوليين في الشرق الأوسط إنْ كان في سوريا أو ليبيا، وقال: "فهذا زمن قيام اللاعبين الإقليميين بصياغة مستقبلهم، وإلا فإنهم سيصبحون لاعبين هامشيين وهذا كارثي". ويعتقد فهمي أن في مسألة معقدة كليبيا، مثلاً، هناك حاجة الى "مشاورات ديبلوماسية جدّية بين مصر وروسيا وتركيا، مباشرة أو غير مباشرة". بمعنى "ديبلوماسية هادئة عبر طرف ثالث"، مقترحاً أن تكون روسيا الطرف الثالث في تسهيل المباحثات بين مصر وتركيا "لأن لها علاقات جيدة مع الاثنين".

بغض النظر إن كان اللاعب الدولي أميركا، الصين، روسيا، أو دولة أوروبية، ان ما تحتاجه المنطقة العربية هو إيضاح مطالبها من كافة هذه الدول وبدء الدول الفاعلة في وضع النقاط على الحروف بالذات في ما يتعلق بردع هذه الدول للجمهورية الإسلامية الإيرانية. هناك مصالح مشتركة، إنما هناك الحاجة الى دفع هذه الدول الى مراجعة مصالحها ومواقفها. فالدول العربية مُتّهمة بأنها تعتمد غض النظر كجزء أساسي من سياساتها، وقد حان الوقت للانقلاب على هذا العُرف في أكثر من ملف، ومنه لبنان.

فلبنان بات الضحية الأوضح والأبرز لسياسات الثلاثي الروسي - الصيني - الأوروبي الذي يتملّق لإيران ويحميها ويرفض إما ردعها أو محاسبتها على ما تفعله بلبنان. الصين جاهزة لتدوس السيادة اللبنانية كنقطة انطلاق لطموحاتها الإقليمية. روسيا مستعدّة لبيع لبنان ومَن فيه صيانة لموقع قدمها في سوريا. أما الدول الأوروبية فإنها تتظاهر بالرقي نحو لبنان لكنها في الواقع تعرف تماماً أنها تستخدمه برخصٍ سلعةً للانتقام من تملّص دونالد ترامب من اتفاقية سلفه باراك أوباما مع إيران. هوس الأوروبيين بالصفقة النووية سلب عنها الأخلاقية بتبريرها الاضطرار لمراعاة طهران خوفاً من امتلاكها القنبلة الذرية فيما تعترف أن موافقتها على استثناء مشاريع ايران الإقليمية من المفاوضات تلبية لإصرار إيران هو الذي ساهم جذرياً في دحض "الحرس الثوري" كلياً لبلدٍ كلبنان. هذه مواقف بائسة لقارة تدّعي الحضارة واحترام السيادة، وقد حان الوقت لمواجهتها بلغة الاتهام والمحاسبة.

 

دائماً بعد فوات الأوان

سوسن الشاعر/الشرق الأوسط/27 أيلول/2020

يتمسك الفلسطينيون اليوم «بمبادرة السلام العربية» ويصرّون عليها مدخلاً للسلام، لكن للعلم هذه المبادرة قدمتها لهم السعودية قبل أربعين عاماً ولاقت المملكة ما لاقت عام 1981، وووجهت بالإساءات والعبارات النابية، والتفاصيل يذكرها غازي القصيبي في كتابه «الوزير المرافق» من ص 179 إلى 193.

يقول القصيبي، إن الملك فهد - يرحمه الله - استدعى قيادات فلسطينية إلى الرياض في صيف 1981، وكان ولياً للعهد حين ذاك، وعرض عليهم مشروعاً للسلام مكوناً من 8 نقاط. تحدث عن انسحاب إسرائيلي كامل وعن دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة وعاصمتها القدس، وعن تعايش دول المنطقة، وحين اعتقد أنه ضمن تأييد الفلسطينيين للمبادرة «استدعى وسائل الإعلام السعودية وأعلن المبادرة، ثم غادر (كان وقتها ولياً للعهد) في زيارة خاصة إلى المغرب. وبدأت ردود الفعل العالمية تترى، أعلنت إسرائيل رفضها الشديد للمشروع، بينما قالت الولايات المتحدة إن المشروع جدير بالدراسة، وأيدته بعض الدول العربية ورفضه البعض الآخر»... «كانت هناك نذر توحي بالقلق، أولها انعقاد القمة الخليجية؛ إذ رفضت الكويت المشروع، بسبب حساسيتها المفرطة تجاه أي موضوع يثير الفلسطينيين، في ظل غموض موقفهم من المشروع. في النهاية صدرت عن المجلس (مجلس التعاون) عبارات مطاطة مفادها أن تتولى المملكة عرض المشروع أمام القمة العربية في فاس، وهنا برزت عقدة العقد، وهي موقف الفلسطينيين أنفسهم! كان المفترض أن يحظى المشروع بتأييد فوري منهم، لأنه خرج بعد مفاوضات طويلة مع عناصر (فتح) المعتدلة، أو على الأقل من قادة (فتح) أنفسهم، إلا أن هذا لم يحدث، بل انتقده الفلسطينيون على الفور. أما ياسر عرفات فكان كعادته يطلق عشرات التصاريح المتناقضة، يأتي للمملكة ويقول إنه مع المشروع تماماً، ويغادرها ويقول إن رأيه الشخصي لا يهم والمهم هو موقف قيادة منظمة التحرير، فشلت كل محاولات الملك فهد للحصول على موقف ثابت وواضح من عرفات»...

«وفي هذه الأجواء انعقدت قمة فاس في نوفمبر (تشرين الثاني) 1981، عندما وصلنا لفاس كان المشروع حديث الجميع، وكان الملك فهد في حيرة من أمره، غالبية الدول العربية مع المشروع فيما كان يتحفظ عليه سوريا والفلسطينيون، سمع الملك فهد بعض الأعضاء من الوفد الفلسطيني وهم يهاجمون المشروع بعبارات نابية! وسمع عن جهود مكثفة بين السوريين والفلسطينيين لقتل المشروع».

يذكر القصيبي في الكتاب كيف حاولت بعض الدول العربية إثارة الفوضى في مؤتمر فاس، ورغم أن الملك الحسن - رحمه الله - أدار الجلسة بحزم مانعاً قدر المستطاع أي تطاول على المملكة، إلا أنه بدا واضحاً أنه لن يصل إلى نتيجة، فما كان من الملك فهد إلا أن طلب الكلمة، وقال «إن المملكة لم تحاول، ولن تحاول فرض أي شيء على أحد. أدليت بتصريح لوكالة الأنباء السعودية يعبر عن وجهة نظر المملكة. لم نقل إن هذا مشروع عربي، ولم نطلب أن يتبناه أحد، غير أن هناك عدداً من الدول في العالم أيدته على الفور. رغبت عدد من الدول العربية الشقيقة في أن نعرضه على المؤتمر ووافقنا. لم نلتزم مع دول عظمى أو غير عظمى بشيء، لسنا مقيدين بشيء ولا ملتزمين بشيء تجاه أحد. لقد أتينا هنا للنقاش. لم نأت هنا لنُجرَح أو نُهان، ولا أقبل أن يجرح أي إنسان المملكة! اتفقوا على ما شئتم. إنني باسمي أسحب الآن المشروع السعودي نهائياً من جدول الأعمال! كانت كلمة الملك فهد قنبلة لم يتوقعها أحد»...

«وهكذا انتهى مؤتمر القمة العربية في فاس بعد جلسة واحدة استغرقت قرابة 7 ساعات. سافر بعدها الملك فهد إلى ماربيا في إسبانيا. كان يعاني الكثير من الكآبة وخيبة الأمل. بقي في قصره طوال الوقت ولم يخرج منه سوى مرة واحدة. كان يتحدث عن الموقف العربي بانكسار ويأس.

كان الملك فهد يقول: أراضينا لم تحتل وشعبنا لم يشرد، وفعلنا ما فعلنا من أجلهم فماذا كانت النتيجة؟ أن نُجرَح ونُشتم! كان الملك فهد يردد ما قاله بعض أعضاء الوفد الفلسطيني خارج القاعة: نحن قابلون بتشريد أبنائنا واحتلال أراضينا، قابلون بهذا الوضع ولا نريد السلام، لماذا تتدخل المملكة؟ ويضيف الملك فهد: كيف يمكن التفاهم مع أمثال هؤلاء؟». (انتهى الاقتباس). ... هذه باختصار قصة مشروع الملك فهد للسلام، وبعد مرور عشرين عاماً قدّم الملك عبد الله المشروع مرة أخرى في 2002، وحينها وافق الفلسطينيون على ما رفضوه سابقاً، ولقيت المبادرة الإجماع العربي هذه المرة إنما بعد ضياع عشرين عاماً، واليوم بعد مرور أربعين عاماً على المبادرة الأولى تحرّك الإمارات والبحرين بعضاً من المياه الراكدة بيننا كعرب وبين الإسرائيليين، وكالعادة وُوجهتا بالإساءات، فهل كتب علينا أن نوافق على ما نرفضه إنما بعد فوات الأوان؟

 

مقاومة الميليشيات العراقية: تقييم الخيارات الأمريكية

مايكل نايتس/معهد واشنطن/27 أيلول 2020

أفادت بعض التقارير أنّ وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو حذّر الحكومة العراقية من أنّ [استمرار] هجمات الميليشيات غير الخاضعة للرقابة قد يدفع الولايات المتحدة إلى إغلاق سفارتها، وشن ضربات قويّة على قادة الميليشيات المدعومة من إيران. ومنذ ذلك الحين، سارع المسؤولون العراقيون وحتى بعض رموز الميليشيات إلى استرضاء واشنطن، حيث نأت جماعات مسلحة مختلفة بنفسها علناً عن الهجمات على المنشآت الدبلوماسية. ولكن في الوقت نفسه، أذهل هذا التحذير الحكومة العراقية المحاصرة التي كانت قد وجهت بعض الضربات القوية ضد وكلاء إيران في الأسابيع الأخيرة، من بينها اعتقال مموّل الميليشيا المشتبه به بهاء عبد الحسين في 17 أيلول/سبتمبر، الذي يسيطر على خدمة دفع ألكتروني بقيمة مليارات الدولارات.

ويسلّط هذا الحدث الضوء على أثر التآكل الذي يمكن أن تحدثه حتى هجمات  التحرّش غير الفتّاكة للميليشيات على العلاقة الثنائية، وهي قضية سبق للكاتب أن قدّم عنها تحليلات وتحديثات في تموز/يوليو وأذار/مارس وشباط/فبراير. وقبل الأحداث الأخيرة الموضحة في القائمة أدناه، كانت العلاقات تتحسن بشكل ملحوظ، حيث زار رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي واشنطن في آب/أغسطس، ووافقت إدارة ترامب على البدء في خفض عدد القوات الأمريكية من 5,200 عسكري إلى مستوى مستدام يبلغ حوالي 3,000 عنصر. ولنزع فتيل أي توترات قد تنشأ من تحذير بومبيو الصارم، (تقضي) الخطوة التالية الموافقة على اتخاذ إجراءات عملية لطمأنة واشنطن بأن الحكومة العراقية تقوم بتوفير أكبر قدر ممكن من الحماية التي تستطيع حشدها واقعيّاً في هذا الوقت - مع الأخذ في الاعتبار أنه حتى أنه ليس بإمكان الجيش الأمريكي إيقاف مثل هذه الهجمات تماماً عندما كان لديه165,000  جندي في الميدان.

تدوين الهجمات الأخيرة للميليشيات

في الآونة الأخيرة توسّع عدد العمليات ونطاقها ضد الأهداف الأمريكية وتلك التابعة لقوات التحالف، وضد الأهداف العراقية:

القوافل اللوجستية. تُعوّل السفارة الأمريكية والقوات العسكرية التابعة للتحالف على استيراد العديد من قطع المعدات والمواد الاستهلاكية، بعضها مخصص للإنفاق على قوات الأمن العراقية. وزادت الهجمات على قوافل الشاحنات العراقية التي تنقل هذا العتاد من 14 في الربع الأوّل من عام 2020 إلى 27 في الربع الثاني و25 في الربع الثالث. وتحسّنت نوعية هذه الهجمات أيضاً، حيث شملت استخدام مشغلات الأشعة تحت الحمراء السلبية من أجل استهداف أكثر دقة، وفي الأيام الأخيرة، استخدام العبوات الناسفة الخارقة الموصولة في سلسلة تعاقبية.

تفاصيل الأمن الأجنبي. في 26 آب/أغسطس، ألحقت قنبلة مزروعة على جانب الطريق أضراراً بمركبة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، في منطقة عمليات تابعة لميليشيا مدعومة من إيران في شرق الموصل، مما أدّى إلى إصابة أحد الركاب بجروح. وفي 15 أيلول/سبتمبر، انفجرت قنبلة أخرى على جانب الطريق بالقرب من عربة مصفحة تابعة للسفارة البريطانية في بغداد، ولكنها لم تسفر عن وقوع إصابات. وجاءت هذه الهجمات بعد مرور ما يقرب من عام على القيام بآخر تفجيرات من هذا القبيل، والتي كانت سلسلة من هجمات الميليشيات على قوافل شركات النفط في البصرة في عام 2019.

الصواريخ والطائرات بدون طيار. عانت الأهداف الأمريكية من 27 هجوماً صاروخياً وهجمات بطائرات بدون طيار في الربع الثالث من العام الحالي، وهو عددٌ فاق ما سجّله الربع الثاني (11 هجوماً) والربع الأوّل ( 19 هجوماً). ولم تتسبب الهجمات في هذا الربع في سقوط ضحايا أمريكيين. وقد وقع آخر قتلى في صفوف الأمريكيين في 11 آذار/مارس. ومع ذلك، كانت الضربات الأخيرة أكثر دقة، حيث استهدفت الهبوط داخل أراضي السفارة الأمريكية. وفي 15 أيلول/سبتمبر، دمّر النظام المضاد للصواريخ وقذائف المدفعية وقذائف الهاون الخاص بالسفارة الأمريكية وابل من القاذفات التي كان يُتوقع أن تضرب المجمّع. أما بالنسبة للطائرات المسيّرة، فقد تم العثور على أحدها على سطح بالقرب من السفارة في 22 تموز/يوليو، وكانت على ما يبدو مجهّزة للهجوم بقنبلة تعادل قذيفة هاون متوسطة (81-82 ملم). وفي 2 أيلول/سبتمبر، استُخدمت تركيبة مشابهة لمهاجمة شركة "جي فور أس" (G4S) الأمنية في مطار بغداد، عبر ضربة دقيقة للغاية ولكن الهجوم لم يسفر عن وقوع إصابات. واتهمت بعض الجماعات المسلحة هذه الشركة الأمريكية البريطانية بتقديم معلومات استخبارية حددت موقع الجنرال الإيراني قاسم سليماني وزعيم الميليشيات أبو مهدي المهندس، اللذين قتلا في غارة جوية أمريكية بالقرب من المطار في 3 كانون الثاني/يناير.

خيارات الرد الأمريكي

يرسم الاستعراض أعلاه صورةً عن التهديد الناشط للغاية الذي تطرحه الميليشيات المدعومة من إيران والذي يتطور بطرق مثيرة للقلق. ولا تريد الولايات المتحدة أن تمر بفترة أخرى مثل تلك التي شهدتها في كانون الأول/ديسمبر وكانون الثاني/يناير، عندما كانت سفارتها محاصرة، وكان لا بد من نشر عمليات انتشار جديدة كبيرة في المنطقة، وكان خطر نشوب صراع أوسع مع الميليشيات وإيران حقيقياً تماماً. وتريد إدارة ترامب بشكل مفهوم كسر الزخم الحالي، ومنذ المرة الأخيرة التي حدثت فيها مثل هذه الزيادة في الهجمات، كانت النتائج مقتل أمريكي في كانون الأول/ديسمبر، وشن غارات جوية أمريكية، وقيام عصابات بشن هجمات على السفارة، واتخاذ القرار الحازم بل المحفوف بالمخاطر باستهداف سليماني والمهندس، واقتراح مجلس النواب العراقي الداعي إلى إخراج القوات الأمريكية. وربما كان تحذير بومبيو مدفوعاً أيضاً بمعلومات سرية.

ومهما كانت دوافع التهديد الأمريكي بإغلاق السفارة، فإنه يمثل خياراً سياسيّاً مثيراً للجدل للغاية، على الرغم من فائدته الفورية في إثارة انتباه العراق بشأن قضايا الميليشيات. إن إغلاق السفارة هو بالذات النتيجة التي تحلم كل ميليشيا مدعومة من إيران بتحقيقها. وسيكون ذلك انتصاراً دعائياً ذو أبعاد أسطورية لطهران ووكلائها، مما يقوّض كل التقدم المحرز في العراق منذ مقتل سليماني والمهندس. كما سيمثل أيضاً انسحاباً كاملاً من العراق حتى أكثر من الانسحاب الذي قامت به إدارة أوباما في عام 2011، مما ساعد على تمهيد الطريق لعودة ظهور تنظيم «القاعدة» تحت اسم تنظيم «الدولة الإسلامية»، وبعد ذلك سيطرة الميليشيات على مساحات واسعة من الدولة العراقية. ولن يؤدي ذلك إلى انتهاء كافة العمليات الدبلوماسية والعسكرية الأمريكية في العراق فحسب، بل إلى توقّف جميع عمليات التحالف الأخرى أيضاً نظراً لاعتمادها على الوجود الأمريكي. ومن المرجح أن تقوم العديد من القوى الأجنبية بخطوات مشابهة لرحيل واشنطن الكامل - باستثناء إيران وروسيا والصين. ولن تخدم هذه النتيجة المصالح الأمريكية بأي سيناريو.

لذلك يجب على واشنطن أن تتجنب اللجوء إلى مثل هذا الإجراء المتطرف في المستقبل، وأن تعمل بدلاً من ذلك مع حكومة الكاظمي على أنواع أخرى من خيارات الرد المشدد. وعلى وجه الخصوص، عندما تشير تحذيرات التهديد التي توفّرها الولايات المتحدة إلى تنفيذ هجمات وشيكة، بإمكان القوات العراقية إغلاق أجزاء من المنطقة الدولية مؤقتاً وتعزيز الحماية هناك من أجل حماية السفارة الأمريكية بشكل أفضل. ويمكن إجراء ترتيبات مماثلة في المطار وعلى طريق المطار الرئيسي في ظل ظروف معينة. وعلى الرغم من أن وقف إطلاق المدفعية بشكلٍ كاملٍ ليس أمراً واقعيّاً في أي وقت قريب، فقد تم بناء السفارة للصمود أمام مثل هذه الهجمات وهي محمية بالنظام الفعال المضاد للصواريخ وقذائف المدفعية وقذائف الهاون، الذي يسمح للحكومة العراقية بتشغيله فوق العاصمة رغم الضجة الهائلة التي يُحدثها والقذائف الطائشة االتي يُطلقها في بعض الأحيان.

بالإضافة إلى ذلك، إذا كان لدى المسؤولين الأمريكيين معلومات استخباراتية محددة حول أي تهديد جديد تطرحه إحدى الميليشيات - على سبيل المثال، إدخال أنظمة صواريخ دقيقة متقدمة - فعليهم مشاركة هذه البيانات بشرط أن ينفّذ العراق بسرعة عملية ضدّ هذا التهديد. ولا يزال رئيس الوزراء الكاظمي هو الرئيس الفخري لـ "جهاز المخابرات الوطني العراقي" ذي القدرات العالية، وأن الدول الشريكة تثق به باستمرار وكذلك بدائرة المقرّبين منه (معظمهم من أفراد "جهاز المخابرات الوطني")، فيما يتعلق بالمعلومات الحساسة.

وإذا احتاجت الحكومة الأمريكية إلى رؤية علامات واضحة تشير إلى مقاومة العراق للميليشيات، فيجب أن يكون تَحرّك بغداد هادفاً بمعنى أوسع نطاقاً من مجرّد استرضاء واشنطن. فبدلاً من حث المسؤولين العراقيين على "الاندفاع نحو الفشل" ذو الطموح المفرط (على سبيل المثال، محاولة التغلب العسكري على ميليشيا رئيسية)، يتمثّل النهج الأذكى في مساعدتهم على استعادة المنطقة الدولية. وستكون إزالة الميليشيات بشكل تدريجي من هذه القطعة العقارية الرئيسية رمزية جدّاً على المستوى الوطني، والأهم من ذلك، [تساعد على] حماية المنشآت العراقية والأمريكية ومنشآت التحالف الأكثر حساسية. أما التخلص التدريجي من آلاف رجال الميليشيات والأسلحة الثقيلة من المنطقة فقد يتّسم بمجابهة كبيرة، لكنه على الأقل يستحق المخاطرة - على عكس اعتقال عدد قليل من قادة الميليشيات، الذي سيكون له تأثير محدود. وبالفعل، يقوم الكاظمي بإجراء العديد من التغييرات الإيجابية على الترتيبات الأمنية في المنطقة بمساعدة الولايات المتحدة، لذا فقد حان الوقت لبذل جهود "الانتقال من حيٍّ إلى آخر" لإزالة المقاتلين والأسلحة. يجب على واشنطن حشد الدعم الصريح لمثل هذه الخطوة، ليس فقط بين الجهات الفاعلة الدولية التي لديها سفارات في المنطقة، بل أيضاً بين الكتل السياسية الشيعية والعلمانية والكردية والسنية المعتدلة في العراق.

وخلال انتظار تنفيذ هذه الإجراءات وغيرها، فإن السفارة قادرة تماماً على حماية نفسها، كما فعلت خلال المواجهة في كانون الأول/ديسمبر الماضي. بالإضافة إلى ذلك، تم تقليص الوجود الأمريكي وتعزيزه منذ ذلك الحين - فأصبح يتركّز حاليّاً في ستة مواقع بدلاً من أربعة عشر، وفي كل موقع دفاعات ناشطة ضد القذائف والصواريخ والطائرات بدون طيار. ويمنح هذا الاستثمار الذي تبلغ قيمته مليارات الدولارات الأفراد الأمريكيين الشجعان القدرة على الصمود أمام نيران المضايقة عندما لا يمكن تجنّبها، وعلى الرغم من أن مظلة الحماية لا تمتد لقوافل الإمداد، إلّا أن وظائف النقل هذه يتم تنفيذها من قبل عراقيين يتمتعون بنفس القدر من الشجاعة، وليس أمريكيين. ومن شأن تأمين المنطقة الدولية والبدء بالحملة لإخراج الميليشيات أن يمنح السفارة الأمريكية أسباب أكثر قوة للوقوف على أسس وطيدة لأنها تساعد بغداد على الصمود أمام التهديدات الإيرانية.

*مايكل نايتس هو زميل أقدم في معهد واشنطن، وقد أجرى أبحاثاً مكثفة على الأرض في العراق إلى جانب قوات الأمن والوزارات. وشارك (مع حمدي مالك وأيمن التميمي) في تأليف دراسة المعهد "التكريم من دون الاحتواء: مستقبل «الحشد الشعبي» في العراق.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة

عون: من حقّي تسمية الوزراء المسيحيين

الشرق الأوسط/27 أيلول 2020

 صارح مصطفى أديب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، عندما التقاه أول من أمس بالصعوبات التي يواجهها، والتي تطيح بالمعايير التي كانت وراء تكليفه بتشكيل الحكومة، والتي هي من صلب الورقة الفرنسية التي تقدّم بها ماكرون، وتبنّاها الجميع، وتعامل معها على أنها خريطة الطريق لإنقاذ لبنان، وفق "الشرق الأوسط". وأبلغ أديب عون بأنه يشكل حكومة مهمة ببرنامج إصلاحي وإنقاذي واضح، وأنه ليس في وارد الخروج عنه، وأكد مضيّه في اعتذاره طالما أن هناك من يطالبه بتوفير الحلول للأزمات المتراكمة منذ إقرار "اتفاق الطائف". ونقلت "الشرق الأوسط" عن أديب قوله إن الخلاف على "الطائف" لناحية آليات تطبيقه بدأ منذ 30 عاماً، أي من تاريخ إقراره، فكيف نجد كل هذه الحلول من قبل حكومة مهمة ببرنامج إنقاذي ولمرحلة انتقالية؟ ولفتت الى أن عون جدّد تأييده لمبدأ تطبيق المداورة في توزيع الحقائب، وأبدى تفهّمه لموقف أديب بتشكيل حكومة غير سياسية، مشدداً على أن من حقه تسمية الوزراء المسيحيين، طالما أن هناك من يريد تسمية وزرائه.

 

رئيس الجمهوريّة خضع لفحص كورونا... فماذا كانت النتيجة؟

وكالات/الأحد 27 أيلول 2020

علم موقع mtv أنّ رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون خضع لفحص PCR بعد أن تبيّن إصابة أحد كبار الموظفين في القصر الجمهوري بفيروس كورونا، وهو ممّن يخالطون عادةً الرئيس عون.

وقد جاءت نتيجة الفحص الذي أجري لعون سلبيّة، ما يثبت عدم انتقال العدوى إليه.

 

رئيس الجمهورية دان الاعتداء على الجيش في عرمان ونوه بالانجاز الأمني في وادي خالد

وطنية - الأحد 27 أيلول 2020

دان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الاعتداء الإرهابي الذي تعرض له فجر اليوم موقع للجيش في محلة عرمان، شمال لبنان. وحيا الشهيدين اللذين سقطا في الاعتداء، منوها بتصديهما مع رفاق لهما لمنفذ الاعتداء. الى ذلك، تابع رئيس الجمهورية التطورات الأمنية التي حصلت في منطقة وادي خالد بالأمس، منوها بالانجاز الأمني الذي حققته قوى الامن الداخلي في مواجهة المجموعة الإرهابية التي تسللت الى المنطقة عبر الحدود السورية، وتمكنت من القضاء على أفرادها وملاحقة آخرين.

 

بري: الجميع مدعو لقراءة مشهد الشمال الحزين والبداية من هناك

وطنية - الأحد 27 أيلول 2020

علق رئيس مجلس النواب نبيه بري على الاستهدافات الارهابية التي طاولت الجيش والقوى الامنية في الشمال، وقال: "لبنان وشماله الابي والمحروم في عين عاصفة الارهاب، ودائما المؤسسة العسكرية والقوى الامنية ضباطا ورتباء وافرادا تضحيات وأداء لا يقبل القسمة وبذل حتى الشهادة، إفتداء للوطن وصونا لوحدته واستقراره وحماية لسلمه الاهلي". أضاف: "مجددا الدعوة للجميع لقراءة مشهد الشمال الحزين، فالبداية تبدأ من هناك، من لدن لغة الشهداء، لغة الجيش والقوى الامنية، فمن لا يفهم لغتهم في هذه اللحظات الحرجة، لا يمكن أن يفهم لغة وطنه". وختم بري: "الرحمة للشهداء وأحر التعازي لذويهم وللمؤسسة العسكرية ولكل اللبنانيين والدعاء بالشفاء العاجل للجرحى".

 

إصابة باسيل بفيروس "كورونا"

وكالات/الأحد 27 أيلول 2020

 أصدر المكتب الإعلامي لرئيس التيار الوطني الحر البيان التالي: ‏"اكتشف النائب جبران باسيل مساء أمس انه مصاب بفيروس الكورونا، وقد استكمل كل الفحوصات اللازمة بعد منتصف ليل أمس ليتبيّن أن حجم الإصابة لا يزال منخفضًا ومقبولاً. لقد أراد باسيل إصدار هذا البيان لابلاغ كل من خالطهم أخيراً، إذ لا يمكن الاتصال بهم افرادياً، وللاعتذار منهم ايضاً لعدم معرفته بالامر قبل ذلك. إن النائب باسيل سيحجر نفسه طبعاً لحين يتغلّب على الفيروس بإذن الله، وسيتابع عمله كالمعتاد من خلال الوسائل التقنية الكثيرة المتوفّرة.  يشكر باسيل مسبقاً كل من يرغب الاطمئنان عليه‏ وهو لا يريد ان يزعج أحداً، ويؤكد أنه ‏بحالة صحية جيدة وسيلتقي الكثيرين الكترونياً. ‏ويتمنى على كل اللبنانيين الالتزام بوسائل الحماية ‏والعلاج من الكورونا وأخذ الأمر على محمل الجدّ، ‏لما لهذا الفيروس من قدرة فتّاكة ‏على ضرب المجتمع وشلّه".

 

نديم الجميل لماكرون: خذ الثور من قرونه سيدي الرئيس

وطنية - الأحد 27 أيلول 2020

توجه النائب المستقيل نديم الجميل، إلى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، قبيل مؤتمره الصحافي اليوم حول لبنان، قائلا له في تغريدة عبر "تويتر": "الحل في لبنان، سيدي الرئيس، هو سياسي بحت. لقد حاولت تجاهله خلال زيارتك الأخيرة لبيروت بالتفريق بين حزب الله الإرهابي وحزب الله المنتخب. هذا سخيف.

خذ الثور من قرونه، سيدي الرئيس، لمساعدتنا في تحرير لبنان من "العملاء" الإيرانيين. عندها فقط يمكننا تشكيل حكومة ذات سيادة، مستقلة وقادرة على الإصلاحات التي نريدها جميعا".

 

شيخ العقل: أدنى موجبات المسؤولية أن يتوقف مسار التعطيل والشلل وتقاذف الاتهامات

وطنية - الأحد 27 أيلول 2020

تقدم شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، في تصريح، "بالتعازي الصادقة من قيادة الجيش اللبناني، ومن عائلات الشهيدين اللذين قضيا في مواجهة خلايا التخريب التي تعبث بأمن البلاد واستقرارها". وقال: "التحديات تتعاظم أمام اللبنانيين، بفعل الأزمات الكبيرة التي تحيق بالبلاد بكل المستويات، وهذا يجعل من أدنى موجبات المسؤولية أن يتحلى جميع المعنيين من المسؤولين بروح التضحية لأجل الوطن والمواطن، وأن يتوقف مسار التعطيل والشلل وتقاذف الاتهامات، فالبلاد على شفا الانهيار والوقت المتاح للإنقاذ قد نضب، وقد آن أوان ان يدرك الجميع خطورة الاستمرار في ما هي الأمور عليه من انهيار".

 

الراعي: ندعو الى عدم تخصيص أي حقيبة وزارية لاي فريق واتباع قاعدة المداورة الديمقراطية أبي نصر: لا يمكن لاي طائفة مهما كثر عددها وعلا شأنها أن تستأثر بالحكم

وطنية - الأحد 27 أيلول 2020

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، على نية شهداء الجيش، عاونه المطران حنا علوان، أمين سر البطريركية الاب فادي تابت، بمشاركة المطران مطانيوس الخوري والقيم البطريركي الاب طوني الآغا.

حضر القداس ممثل قائد الجيش العميد الركن حنا الزهوري، ممثل المدير العام لقوى الامن الداخلي العقيد الياس ابراهيم، رئيس الرابطة المارونية نعمة الله ابي نصر مع وفد من المجلس التنفيذي للرابطة، رئيس فرع مخابرات بشري الرائد ايلي زكريا، آمر فصيلة درك بشري النقيب سيدريك سلوم، الملازم يوسف مطر من فوج حرس مدينة بيروت، سفير الاعلام العربي في الشمال والملحق الاعلامي في الوادي المقدس جوزيف محفوض، رئيسة مؤسسة الشهيد صبحي العاقوري السيدة ليا العاقوري، وعدد من المؤمنين التزموا الاجراءات الآمنة.

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "الحق أقول لكم: لن يترك هنا حجر على حجر الا وينقض"، وقال: "1. نبوءة يسوع عن خراب هيكل أورشليم، تحققت على يد الرومان سنة70. فتوقفت نهائيا تقدمة الذبيحة وأفعال العبادة، وأصبح الهيكل قلعة، ولم يبق منه حتى يومنا سوى "حائط المبكى". نبوءة يسوع هذه استبقتها علامة واضحة، فعندما أسلم الروح مصلوبا، "انشق حجاب الهيكل إلى شطرين، من فوق إلى تحت" (متى 27: 50-51). ما يعني أن الهيكل فقد مبرر وجوده، كمكانٍ لقاء مع الله بالذبيحة والصلاة.لأن الشعب قتل رب الهيكل.

2. هذه عبرة لجميع الناس، وعلى الأخص لحكام الدول والجماعة السياسية التي تتولى خدمة شؤون المواطنين من أجلِ خيرهم العام وخير كل مواطن. فإذا وضعوا الله جانبا، ماذا يصبح المواطنون؟ يصبحون كما عندنا في حالة إهمال، وفقر، وحرمان، وظلم، وهجرة. وفي أي حال تصبح الدولة؟ تصبح كما عندنا في تفكك مؤسساتها الدستورية وأوصالها، وفي حالة نفوذ واستقواء وفرض شروط بين مكونات الوطن، خلافا لنظام لبنان السياسي الذي هو ديموقراطي وتعددي ثقافيا ودينيا، ومنفتح على الدول شرقا وغربا بتواصلٍ وتعاونٍ وتبادلٍ، مع حفظ سيادته بعيدا عن النزاعات والأحلاف والحروب، وحيادي ناشط بحكم هويته وطبيعته من دون نصٍ قانوني، داخليٍ أو إقليميٍ أو دولي، كما في السنوات الخمسين الأُول من حياته كدولة قائمة بذاتها.

3. نلتقي للإحتفال معا بهذه الليتورجيا الإلهية، ونحن مع كل شعبنا في حالة قلق بسبب تفشي وباء كورونا بشكلٍ مخيف، وتداعيات انفجار مرفأ بيروت، واشتداد الأزمة الإقتصادية والمالية والمعيشية الخانقة، وفوق كل ذلك افشال تأليف حكومة جديدة كما كان يريدها الشعب والعالم منقذة تكنوقراطية، غير مسيسة، فاعلة، وقادرة على اجراء الاصلاحات والبدء بعملية النهوض الاقتصادي والمالي والاجتماعي. وبكل اسف الخراب يكتفي بلحظة وبتحجر في المواقف، أما البناء فيقتضي سنوات من العمل بتجرد وتواضع وبذل.

إن المسيح الحاضر معنا في سر محبته القربانية لن يتركنا فريسة الألم والظلم والقلق والحرمان، ولا فريسة "تجار السياسة" كما سماهم المغفور له الرئيس فؤاد شهاب.

4. يسعدني أن أحيي جميع الحاضرين معنا، وبخاصة الرابطة المارونية، رئيسا وهيئة تنفيذية واعضاء، ومؤسسة المقدم المغوار الشهيد صبحي العاقوري التي أسستها زوجته السيدة ليا إحياء لذكراه وذكرى شهداء الجيش اللبناني، تحت شعار "للهِ رجال، إن هم أرادوا أراد". نحييها مع أولادها الأربعة ومعاونيها. تُعنى المؤسسة بأطفال شهداء الجيش وعائلاتهم، فتقوم بنشاطات لصالحهم من مثل السفر الى الخارج وتنظيم رحلات ومخيمات ترفيهية، ودورات تثقيفية وجوقة تراتيل وأغاني، بالاضافة الى انشاء حدائق عامة في اكثر من منطقة لبنانية، وتجهيز قاعات في ثكنات عسكرية، بالتعاون مع قيادة الجيش والقوى الامنية وقوات الامم المتحِدة العاملة في جنوب لبنان. وأنشأت لها فرعا في ايطاليا للتبادل الثقافي والحضاري.

5. تذكرنا هذه المبادرة النبيلة بأن شهداء الجيش هم شهداء كل عائلة لبنانية، وبأن استشهادهم هو من أجلنا جميعا. استشهدوا دفاعا عن لبنان ضد الارهاب ومنعا للفتنة وصونا للوحدة الوطنية. فوجه تحية تقدير لقيادة الجيش على التضحيات التي قدمها والإنجازات التي حققها وكان آخرها العملية الأمنية التي جرت بالأمس في منطقة وادي خالد ضد المجموعات الارهابية ومطاردتهم بالتعاون مع الاجهزة الامنية الاخرى. إن الجيش مخول، مع سائر القوى الأمنية الشرعية دون سواهم، حماية سيادة لبنان، واحتضان ثورة الشعب اللبنانيِ من أجل التغيير. فإليه وحده يرتاح الشعب.

6. الحق الحق أقول لكم: لن يترك هنا حجر على حجر إلا وينقض (متى 51:24).انصدم تلاميذ يسوع بهذه النبوءة، فظنوا ان خراب الهيكل يعني نهاية العالم، واقتراب مجيئه الاخير.فبخرابه تنتهي الذبيحة، ويفقد الله سكناه بين البشر. لهذا السبب جاؤوا الى يسوع وسألوه: "متى تكون هذه، وما هي علامة مجيئك وانتهاء العالم؟" (متى 3:24).

لم يجيبهم يسوع على سؤالهم المزدوج. بل كلمهم عن أحداث ومصاعب واضطهادات وتضليلات، تستدعي منهم الثبات في الايمان، والصمود في الرجاء، والصبر على المحنة. كلمهم عن المسحاء الكذبة الذين يحاولون زعزعة ايمانهم، وعن الحروب والفتن التي تهدد رجاءهم، وعن الاضطهادات والمضايقات التي قد تفقدهم القدرة على الصبر. لقد دعاهم بهذه الثلاثة الى الغاية الاساسية من جوابه وهي تأكيده أن: من يثبت الى المنتهى يخلص (الآية 13).

انها دعوة موجهة الى الجميع، ولا سيما في الظروف الصعبة الراهنة التي نعيشها اليوم في لبنان، وغيرُنا في بلدانهم، وبخاصة في بلدان الشرق الاوسط. بفضل هذا الثبات في الايمان والرجاء والصبر، استطاع اجدادنا، عبر العصور ومحنها المتنوعة، المحافظة على وحدتهم وكرامتهم واستقلاليتهم حتى بلغوا الى انشاء دولة لبنان الكبير.

وختم الرب يسوع جوابه لتلاميذه بالدعوة الى الكرازة بانجيل الملكوت، من اجل خلاص العالم وانتصار القيم السماوية، ومن بعدها تكون النهاية (الآية 14).

7. يملي علينا انجيل اليوم أنه في الزمن المصيري ينبغي على مكونات الأمة أن تلتقي لتنقذ الدولة ولا تختلف فتخسرها. في الزمنِ المصيري لا قيمة لأي نقطة تسجل خارج مرمى الوطن والخير العام، بل يتنازل الجميع لصالحهما إن فاعلية أي مكون هي في تفاعله مع الآخرين لا في الاستقواء عليهم. دورنا معا أقوى من دورنا متفردين ومنفردين. حبذا لو أن انفجار المرفأ وإلتفاف الدول حول شعب لبنان شكلا صحوة الضمير الوطني الداعي الى تأليف حكومة حسب الدستورِ والميثاقِ ووثيقة الوفاق الوطني نصا وروحا، وبنية صادقة وبسرعة خارقة. أما وقد أحرج الرئيس المكلف مصطفى أديب فأقدم على الاعتذار، أصبحت البلاد أمام أخطار متعددة ليس أقلها غياب حكومة تقود عملية إنقاذ البلاد وملاقاة المؤتمرات الدولية والتفاوض مع صندوق النقد الدوليِ. وفوق ذلك خيب الاعتذار أمال المواطنين ولاسيما الشباب الذين كانوا يراهنون على بدء تغيير في الطبقة السياسية من خلال حكومة جديدة بوجوه واعدة، وفاقم الازمة الوطنية والحكومية، اذ بدا كأنه يسلم بفيتو غير موجود في الدستور والميثاق ووثيقة الوفاق الوطني.

8.إن البطريركية المارونية تنطلق دائما من أركان الدولة الثلاثة المتكاملة: الدستورِ والميثاقِ ووثيقة الوفاق الوطني التي تحفظ توازن مكونات وطننا الواحد، المشترك والنهائي، وتجمعنا في وحدة وطنية على تنوع طوائفنا ومذاهبنا واحزابنا وحرية الرأي والتعبير.

وإذ نحرص على ان تبقي فرنسا مشكورة عزمها على مساندة لبنان، فاننا حفاظا على الاركان الثلاثة ندعو الى عدم تخصيص اي حقيبة وزارية لاي فريق او حزب او طائفة او مذهب بشكل دائم، بل الى اتباع قاعدة المداورة الديمقراطية. فلا يمكن الاعتداد بعرف أو التفرد بخلق أعراف من دون توافق، ومن دون اعتراف الآخرين بها. وفي كل حال مهما اختلف اللبنانيون، يجب أن تبقى لغة الحوار أقوى من أي لغة أخرى. ويجب أن تبقى إرادة العيش معا أقوى. فمعيار نجاح العيش معا ليس الوجود الجسدي بل التفاعل الروحي والحضاري والوطني والنظرة إلى أفق واحد وغاية واحدة، هما لبنان وشعبه.

فلنصل كي يعضد الله الجميع على ذلك، فله المجد والشكر والتسبيح، الآب والابن، والروح القدس، الآن والى الابد، آمين".

 

المطران الياس عودة: الوقت ليس وقت التمسك بحقيبة وزارية أو التشفي بل للعمل والإنقاذ معيب تلهي السياسيين بتقاسم الحقائب والتعنت والمواطنون على أبواب السفارات

وطنية - الأحد 27 أيلول 2020

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس، قداسا في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت.

بعد الانجيل المقدس، ألقى عودة عظة قال فيها: "يلتقي ربنا، في إنجيل اليوم، صيادين مرهقين نفسا وجسدا. لقد تعبوا طوال الليل ولم يصطادوا شيئا، وكأن الأمر امتحان إلهي يتعلم من خلاله الرسل الصيادون، ونحن معهم، كيفية الاعتماد المطلق على كلمة الله وتدبيره الخلاصي".

أضاف: "لقد صادف الرب سفينتين واقفتين عند الشاطئ، إنحدر منهما الصيادون خائبين وخائري القوى، لأنهم انتهوا من رحلة الصيد دون أن يتمكنوا من اصطياد سمكة واحدة. كانوا يغسلون الشباك لكي يوضبوها ويتهيأوا لصيد جديد في المساء المقبل. إلا أن توقيت الرب يعمل، أحيانا كثيرة، عكس التوقيتات التي نضعها لأنفسنا. فقد حضر الرب يسوع ودخل إحدى السفينتين طالبا من مالكها، سمعان بطرس، أن يبتعد قليلا عن البر ليستطيع أن يعلم الشعب. السفينتان ترمزان إلى العالمين اليهودي والأممي اللذين خرج منهما رسل ومبشرون بالمسيح وكلمة الله. هذا الأمر هو دلالة على أن الكنيسة، سفينة المسيح، ليست حكرا على فئة دون أخرى، بل هي تحمل المسيح، ويخرج منها أبناء الله جميعهم، المخلوقون على صورته ومثاله بلا تفرقة. دخول المسيح سفينة بطرس هو تهيئة أيضا من أجل تشديد إيمان هذا الرسول الذي سيصبح الصخرة التي عليها ستبنى الكنيسة. الكنيسة، المرموز إليها بالسفينة، أرادها المسيح خالية من الدنيويات، لذلك سمح بألا تمتلئ سمكا، حتى تكون منبرا للبشارة الحقيقية المتسامية عن الماديات، ولهذا بدأ يعلم الجموع عن متن السفينة - الكنيسة، لكي يعلمنا أن الكنيسة هي بدءا منبر تعليم كلمة الله ونقل البشارة السارة والطعام الروحي إلى الجميع، وبعد ذلك تكون مكانا يحمل إليهم الطعام الدنيوي".

وأردف: "ثمة كتاب روحي مهم، قامت مطرانيتنا بترجمته، عنوانه: "أمسية في برية الجبل المقدس"، وهو كتاب يعرض لنا خبرة كاهن (أصبح متروبوليتا) كان يبحث عن أجوبة روحية لدى مستنيري جبل آثوس. نقرأ في هذا الكتاب: "ليست الكنيسة وزارة شؤون اجتماعية، إنما هي "خزانة النعمة الإلهية". ليس الكهنة موظفين أو ذوي عمل إجتماعي رسمي للعموم، إنما هم رعاة يرعون شعب الله، وعملهم الرعائي هذا لا يمكن أن يتم إلا بالإتضاع والقداسة. كل عمل إجتماعي لا يتم بالقداسة والإتضاع، سرعان ما يزول، في حين يبقى العمل الإجتماعي، مهما كان صغيرا، ويتخذ له أبعادا عظيمة، إذا لازمته حياة مفعمة بالقداسة والإتضاع". يختصر هذا الكلام ما أراد الرب تعليمنا إياه في هذا الإنجيل، عن أن خلاص النفس يأتي قبل الجسد بالنسبة إلى الكنيسة. الأمر الذي لا يعيه أبناء الكنيسة في أيامنا الحالية، ويريدون من الكنيسة أن تكون مستودع مؤونة وأدوية ومساعدات مالية، وينسون أن عملها الأساسي هو خلاص نفوسهم. يقولون لنا: "كفوا عن الوعظ والكلام وأطعمونا، أو ستخسرون ما تبقى من مسيحيين". هذا الكلام لا ينبع من قلوب بشر مؤمنين، بل من أناس اعتادوا أن يتقاضوا ثمن مبادئهم وآرائهم، يطبلون لمن يطعمهم وعندما يتوقف عن ذلك يرحلون عنه بحثا عن آخر. لذلك سمح الرب بأن تفرغ سفن هذه الأيام من السمك، وأن يتبدل توقيت الصيد، فيتذكر تلاميذه، أبناء الكنيسة، أنه هو إله كل زمان ومكان، وهو الآمر الناهي. لا يريد الرب بطونا ملأى ونفوسا فارغة، بل ما يهمه في البدء هو إشباع النفس بما يحييها. هذا لا يعني أن الكنيسة لا تهتم بالجسد، بل هي تسخر كل إمكاناتها في سبيل خير البشر، من خلال إنشاء المستشفيات والمدارس والجامعات والمؤسسات التي تضع الإنسان وحاجاته في أعلى سلم اهتماماتها. لكن الكنيسة لا تحل محل الدولة. إن من واجب الدولة تأمين حاجات مواطنيها وحقوقهم. هل يجوز أن يستعطي المواطن حقه في دولة يعيش فيها ويقوم بواجباته أمامها ويحترم دستورها وقوانينها؟ هل يجوز أن يموت المواطنون في قوارب الموت فيما هم يبحثون عن ملجأ آمن لهم ولعيالهم، هربا من جحيم يعيشون فيه؟ هل يجوز أن ينفجر قلب المدينة بسكانه وبيوتهم ويتركون لمصيرهم؟ وهل يقبل إنسان مسؤول أن يفتش إنسان فقير في وطنه عما يسد جوعه في النفايات؟".

وقال عودة: "القليل من التواضع يا أيها المسؤولون، والإعتراف بالعجز ليس عيبا. فعندما يعجز إنسان عن إتمام واجبه أو تنفيذ مخطط عمله، عليه أن يتراجع عن التمسك بمركزه وإتاحة الفرصة أمام من هو قادر على العمل. الدولة ليست مرتعا للفاشلين أو العاطلين عن العمل وليست حلبة للمصارعة وإعلان الإنتصار، كما أنها ليست المكان المناسب للمحاصصات وتقاسم الغنائم. الدولة مكان للعمل الجاد الدؤوب من أجل خدمة المواطن وتأمين سلامته وحقوقه، وحفظ تراثه، والتخطيط من أجل مستقبل أفضل لأبنائه.

إنه وقت التخلي عن الأنانيات والمصالح الضيقة. لبنان في قعر الهاوية وهو بحاجة إلى من يقيمه منها لا إلى من يغرقه أكثر ويشده إلى أسفل. الوقت ليس وقت التمسك بحقيبة وزارية، أو التشدد في المواقف، أو التشفي من الأخصام. الوقت للعمل والإنقاذ، والتاريخ لا يرحم، كما أن الضمير أيضا لا يرحم ولو بعد حين. معيب جدا أن يهتم الخارج لمصلحتنا أكثر من اهتمام السياسيين والزعماء. معيب أن يتلهى السياسيون بتقاسم الحقائب والتعنت ووضع الشروط لتسهيل قيام حكومة والمواطنون على أبواب السفارات وفي غياهب البحر، ومن بقي منهم في لبنان يبكي حظه السيء ويستعطي قوته ومستلزمات عيشه ويلعن من أوصله إلى هذا الدرك. معيب أن يدفع رئيس مكلف لتشكيل الحكومة إلى التنحي بعد شهر من الأخذ والرد دون نتيجة وكأن لا قيمة للوقت المهدور فيما الخناق يشتد على أعناق اللبنانيين.

ماذا تريدون بعد؟ ألم يكف ما جنيتموه خلال السنوات المنصرمة، وما اقترفت أيديكم من ظلم وبطش واستغلال واستزلام وتفقير وتجويع؟ وهل طموحكم أن تبقوا في الحكم على أنقاض البلد وجثث المواطنين؟ عودوا إلى ضمائركم إن كانت بعد موجودة، واتركوا الأنقياء والأكفاء والصادقين والمتواضعين يحكمون".

وتابع: "بعدما انتهى المسيح من تعليم الجموع، طلب من بطرس أن يلقوا الشبكة ليصطادوا السمك. عادة يتم الصيد في الليل، إلا أن المسيح طلب أن يتم الصيد في وضح النهار. صحيح أنهم تعبوا طوال الليل، إلا أن الرب علم صياديه أن على من أراد الوصول إلى الصيد الوفير أن يتعب أكثر، الأمر الذي يعبر عنه الرسول بولس في رسالة اليوم قائلا: "نظهر في كل شيء أنفسنا كخدام الله، في صبر كثير، في شدائد، في ضرورات، في ضيقات، في جلدات، في سجون، في اضطرابات، في أتعاب، في أسهار، في أصوام، في طهارة، في معرفة، في طول أناة، في رفق في الروح القدس، في محبة بلا رياء، في كلمة الحق، في قوة الله بأسلحة البر عن اليمين وعن اليسار، بمجد وهوان، بسوء صيت وحسنه..." (2كور 6: 4-8). عندما طلب الرب من بطرس إعادة الصيد، برر بطرس نفسه كصياد ماهر بأنهم تعبوا طول الليل ولم يأتوا بسمكة واحدة، أفينجح الصيد في النهار. لكن بطرس لم يشأ أن يحزن معلمه، فقال له: "لأجل كلمتك ألقي الشبكة". يقول القديس أمبروسيوس أسقف ميلان: "يا رب، أنا أيضا أعلم تماما أن ظلام الليل يكتنفني عندما لا تكون أنت قائدي، فيحيط بي الظلام عندما ألقي ببذار الكلمة الباطلة التي من عندي". إن جهاد بطرس طول الليل بلا ثمر يمثل من يكرز ببلاغة بشرية وفلسفات مجردة، لذا صارت الحاجة أن يتم الصيد في النهار، حيث يشرق نور المسيح، شمس العدل، مقدما كلمته الفعالة التي تملأ شباك الكنيسة سمكا حيا".

وأضاف: "كل عمل نقوم به، ليس مؤسسا على صخرة المسيح والكلمة الإلهية، يكون عملا باطلا. هذا ما يفرق المؤمن عن غير المؤمن. المؤمن يقوم بالعمل لمجد الله، أما غير المؤمن فلمجده الشخصي، وليظهر أن الإنسان يستطيع العمل من دون وجود الله في حياته. صحيح أن الإنسان يستطيع العمل بعيدا عن الله وكلمته، لكنه سيشقى طول الليل كبطرس، ولن يصطاد شيئا. أما إذا أدخل الله إلى حياته، فإن عمله سيأتي بثمر كثير يفيض لجموع كثيرة.

كم نحتاج في هذه الأيام إلى التمتع بالثقة بالرب، عندئذ سننذهل كبطرس الذي ظن أنه صياد ماهر وشك في مهارة الرب يسوع الذي اصطاده هو أولا، وعبره جموعا كثيرة.

عندما عاين بطرس عمل النعمة الإلهية في حياته شعر بضعفه البشري وقال للرب: "أخرج عني يا رب فإني رجل خاطئ". أحس بأنه تكبر بظنه أنه عالم أكثر من الرب يسوع. ألا يفعل الكثيرون منا الأمر نفسه؟ لهذا، فإن الدعوة في إنجيل اليوم هي إلى التواضع، وتقبل الكلمة الإلهية، والعمل بها من دون أي شك في مصداقيتها".

وختم عودة: "إن كل من يعمل بحسب كلمة الرب، سيسمع صوت الرب قائلا له، كما لبطرس: "من الآن تكون صائدا للناس" . كل من يكون مع الرب يصطاد الناس، ليس بالضرورة من خلال الكلام، بل من خلال كل عمل يقوم به: "هكذا فليضئ نوركم قدام الناس، ليروا أعمالكم الصالحة، ويمجدوا أباكم الذي في السماوات" (مت 5: 16). يقول بولس الرسول لتيموثاوس، الإبن الصادق في الإيمان: "كن مثالا للمؤمنين في الكلام والتصرف والمحبة والروح والإيمان والعفاف" (1تيم4: 12) ويدعو ابنه في الإيمان تيطس إلى أن يجعل نفسه في كل شيء مثالا للأعمال الصالحة (تيطس2: 7). فيا أحبة، ليكن الرب في كل أعمالكم، فتجتذبوا كل من يشاهدكم إلى تمجيده هو من خلالكم، وبهذا تصبحون صائدي للناس، آمين".

 

جعجع للمستقبل والإشتراكي: لنستقل.. نحن في المجهول وسنبقى فيه إذا ما لم نذهب لانتخابات نيابية مبكرة

وطنية - الأحد 27 أيلول 2020

لخص رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع المرحلة الراهنة عبر القول: "نحن في قلب جهنم "ليش شو في جهنم أكثر من هيك!" علينا الصمود وسنصمد"، محملا الثنائي الشيعي مسؤولية اعتذار الرئيس مصطفى أديب وعرقلة المبادرة الفرنسية.

وفي مقابلة مع محطة الـ"mtv"، لفت إلى أنه "كانت هناك محاولة جدية ومن عطلها هو الثنائي الشيعي. وهذا الأمر لا يتطلب أي بحث، بالرغم من أن هناك البعض قد "تسعدن" على هامشها بحيث أن هذا البعض لم يفصح عن موقفه الحقيقي من هنا، وذاك حاول دس اسم من هناك. لكن هذه كلها تبقى محاولات صغيرة جدا، إلا أن الثنائي الشيعي هو من عرقل المبادرة باعتبار أنه لم يكتف فقط بالإصرار على تسمية وزير المال، وهذا الأمر لوحده إن حصل كان كفيلا بنسف الحكومة برمتها، وإنما أصر الثنائي على تسمية وزير المال وباقي الوزراء من الطائفة الشيعية".

وتابع: "لو أعطي للثنائي الشيعي تسمية الوزراء الشيعة، عندها كان سيهب الدكتور جبران باسيل ليطالب بتسمية الوزراء المسيحيين وبالطبع سيطالب الرئيس الحريري بتسمية الوزراء السنة، وهكذا دواليك. سيهب الجميع من أجل تسمية وزرائهم وعندها نعود إلى حكومة شبيهة بالحكومات السابقة فماذا نكون قد فعلنا؟". وأشار إلى أنه "ليس صحيحا أن الرئيس نبيه بري مع المبادرة الفرنسية"، مشددا على أن "القوّات" و"الحزب التقدمي الإشتراكي" كانا جديين بالتعاطي معها فيما الآخرين تعهدوا بشيء في "قصر الصنوبر" ونكثوا به في ما بعد. فخلال فترة التأليف كان ملحوظا أن الحزب الإشتراكي ونحن وآخرين أيضا، لم يطالبوا بأي شيء. وإذ، رأينا بعدها أن الثنائي الشيعي انبرى ليطالب بما كان يطالب به".

وأوضح أن "المشكلة ليست فقط في أن يتولى شخص من الطائفة الشيعية وزارة المالية، فنحن إذا ما تولى الشيعة كل الوزارات "على قلبنا أحلى من العسل" فالمسألة ليست هنا وإنما في ان الثنائي الشيعي بشكل من الأشكال يريد الاستحصال على سلطة توازي سلطة رئيس الجمهورية من جهة ورئيس الحكومة من جهة أخرى. وهذا الأمر ليس منصوصا عليه في اتفاق الطائف، ويستدعي إقرار دستور جديد باعتبار أن الدستور أيضا لا ينص على ذلك".

وأكد أنه "طالما أن السلطة الحالية موجودة "فالج لا تعالج"، لافتا إلى أنه "لا بمادرة فرنسية أو أميركية او سعودية أو فاتيكانية، وحتى لو بمبادرة أعلى من فاتيكانية يمكن أن ننقذ البلاد. لذا يجب أن نذهب مباشرة نحو الحل الفعلي الذي هو الانتخابات النيابية المبكرة".

وتمنى مرة جديدة على تيار المستقبل من جهة والحزب التقدمي الإشتراكي من جهة أخرى، وأي نائب آخر للإستقالة من مجلس النواب من أجل الذهاب باتجاه انتخابات نيابية مبكرة، وعندها ستظهر الحقيقة على نصاعتها".

وردا على سؤال ما إذا كان نواب تكتل "الجمهورية القوية" جاهزون للإستقالة من مجلس النواب، قال: "طبعا فنحن منذ البداية جاهزون للقيام بذلك إلا أننا لا نريد أن نتقدم باستقالتنا من دون أن تعطي هذه الإستقالة نتائجها المرجوة".

أما عن الإتصالات مع الرئيس سعد الحريري، فأشار: "بالأمس اعتذر الرئيس مصطفى أديب، وأنا أعتقد أنه إذا ما أردنا القيام بأمر مفيد علينا عدم إضاعة الوقت في محاولة تأليف حكومة جديدة لأن الأمر سيان إن بحكومة حسان دياب التي تقوم بتصريف الأعمال او أخرى جديدة. لذا علينا إيجاد سبيل للذهاب بأسرع ما يكون إلى انتخابات نيابية مبكرة". وأبدى تأييده الرئيس سعد الحريري في عدم الترشح لتأليف الحكومة الجديد، قائلا: "بوجود الأكثرية النيابية الحالية أنا مع عدم ترشح الرئيس الحريري إلى رئاسة الحكومة. كما اننا لن نتمكن من إيصال أي شخص مهم إلى هذا المنصب. وإن وصل شخص كذلك لن يتمكن من تأليف حكومة بالشكل المطلوب. وإذا ما تمكن من تأليف حكومة كذلك فالأكثرية النيابية الحالية ستعرقلها، ولن تدعها تعمل او تنجز".

وعما إذا كانت المنظومة الإيرانية مسيطرة على لبنان بشكل مباشر، قال: "بكل صراحة لو أن التيار الوطني الحر ليس في التموضع الذي هو فيه الآن لما كنا أبدا تحت تأثير المنظومة الإيرانية. وهذا أمر سهل إذا ما قمنا باحتساب الموازين جيدا إن كان على المستوى النيابي أم على مستوى الرئاسات الثلاث أم على مستوى الحكومة، فهم لن يتمكنوا من السيطرة على الأكثرية بشيء". اما بالنسبة لمستقبل البلاد وعما إذا كنا ذاهبين نحو المجهول، فأكد اننا الآن في المجهول وسنبقى فيه إذا ما لم نذهب في اتجاه انتخابات نيابية مبكرة".

 

ميقاتي: لاستشارات نيابية سريعة وليسم كل طرف من يريد لرئاسة الحكومة بعيدا عن التوافقات المسبقة

وطنية - الأحد 27 أيلول 2020

اكد الرئيس نجيب ميقاتي الاصرار على دعم المبادرة التي اطلقها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لدعم لبنان. وقال في حديث الى قناة الجديد: "يجب الدعوة الى استشارات نيابية سريعة وليسم كل طرف من يريد لرئاسة الحكومة، بعيدا عن التوافقات المسبقة، ومن يحصل على الاكثرية ليشكل الحكومة ولتمثل امام المجلس النيابي لنيل الثقة، وليحدد المجلس النيابي موقفه". وقال: "في مؤتمره الصحافي الليلة كان الرئيس ماكرون واضحا في تإكيده الاستمرار في مبادرته ومناشدة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الدعوة الى استشارات نيابية جديدة لتسمية رئيس حكومة مع اصراره على حكومة اختصاصيين".

وسئل عن تعليقه على المؤتمر الصحافي للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون فقال: "اوجه بداية تحية الى الرئيس ماكرون الذي عبر عن محبة كبيرة للبنان واكد اصراره على مبادرته الانقاذية تجاه وطننا. ان اكثر ما اثر في بكلامه هو قوله انه يخجل من الطبقة السياسية اللبنانية. وانا اعقب على الكلام بالقول انه عند انطلاق الثورة الشعبية بادرت الى القول: "كلن يعني كلن". ولكن استطرادا فان كل انسان يتحمل مسؤولية افعاله. انا تحملت مسؤولية رئاسة الحكومة مرتين واستطعت العبور بالبلد في مرحلتين كانتا من اصعب المراحل في تاريخه، ونجحنا في معالجة الاوضاع بالقدر الممكن".

وردا على سؤال عن تسمية الرئيس ماكرون امل وحزب الله بالاسم في المسؤولية عما آلت اليه عملية تشكيل الحكومة، قال: "في خلال عملية التأليف مررنا بمراحل عديدة، ولكن التشبث بوزارة المال للطائفة الشيعية واعتبارها امرا دستوريا وميثاقيا، لم يكن امرا مقبولا ومنطقيا. فهل عندما لا يكون وزير المال شيعيا يكون هناك انتقاص من دور الطائفة الشيعية؟ دستوريا لا شيء يمنع ان تتسلم الطائفة الشيعية وزارة المال، ولكن لا يجوز تكريس هذا الامر كعرف دستوري. اما القول ان هذا الامر اقر في اتفاق الطائف فهو غير صحيح، لانه جرت مناقشته كغيره من المواضيع. ولكن اتفق يومها على طيه. والليلة فان الرئيس ماكرون بنفسه قال ان اختيار الوزراء هو من مسؤولية الرئيس المكلف، بينما ما حصل من تشبث كأنه رغبة في استنساخ تجربة السنوات الماضية".

وعن تجاهل الشريك المسيحي في المشاورات لتأليف الحكومة، قال: "هذا الكلام غير صحيح لان رئيس الجمهورية شريك اساسي في عملية التأليف وهو من اطلق المبادرة بالدعوة الى المداورة في الحقائب، وكان طرح معي موضوع المداورة عندما قابلته في سياق الاستشارت الملزمة. كما ان البطريرك الماروني والقوى المسيحية نادت بالمداورة ايضا". وردا على سؤال عن امكان اعادة تسمية الرئيس سعد الحريري قال: قبل تكليف الدكتور مصطفى اديب كنت اقترحت تسمية الرئيس سعد الحريري، ولكن اليوم الامور مختلفة، ولم تعد المسألة الاساسية مرتبطة بالاشخاص بل بمدى الالتزام بالدستور وبعدم وضع اضافات وبدع على الدستور تشكل تقييدا اضافيا للاداء السياسي". واضاف ردا على سؤال آخر: "اذا قرر الرئيس الحريري ترشيح نفسه فحتما أنا اؤيده، ولكن كل الامور مرهونة بالاتصالات السياسية التي ستجري بعد اعتذار الدكتور مصطفى اديب". وتابع: "من الخيارات الممكنة تشكيل حكومة يرأسها الرئيس الحريري مع فريق اقتصادي وان تكون حكومة تكنوسياسية تضم اربعة عشر وزيرا اختصاصيا وستة وزراء دولة سياسيين. وعن العلاقة بين رؤساء الحكومات السابقين لا سيما بعد موقف الرئيس سعد الحريري الاخير قال: "المهم ان نبقى متفقين ضمن التنوع وتعدد الاراء، وعدم تبعية اي احد منا للاخر. الاتصالات بيننا مستمرة وبالامس تحدثت مع الرئيس الحريري اكثر من مرة، ولا خلاف على الاطلاق". سئل عن رسالته الى الثنائي الشيعي فقال: "نحن شركاء بالوطن وحتما لا احد يستطيع الغاء الآخر. والمطلوب ان نعيش معا ونقدم تنازلات متبادلة ونتعاون مع الجميع بانفتاح للوصول الى شاطئ الامان". وعن رسالته الى الرئيس عون قال: "اطلب من فخامة الرئيس ان يكون "بي الكل" بالممارسة وان يقوم بالدور المطلوب لاعادة جمع اللبنانيين وان يكون حامي الدستور، لان السنوات الاربع الماضية لم تكن كذلك وادخل نفسه بامور اساءت الى صورته. فخامة الرئيس لا تدخل بالتفاصيل وكن حامي الدستور وطبقه كما يجب".

 

 نص وفيديو المؤتمر الصحفل للرئيس الفرنسي ماكرون الخاص بلبنان: سنبقى دائما الى جانب اللبنانيين في هذه الفترة والفترة طويلة أحيي حس المصلحة الوطنية للجيش اللبناني الذي استمر بالسهر على استقرار لبنان

وطنية/الأحد 27 أيلول 2020

Macron Slams Shiite Duo, Criticizes Hariri, Urges Govt. in 4-6 Weeks

http://eliasbejjaninews.com/archives/90791/%d9%86%d8%b5-%d9%88%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%aa%d9%85%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%ad%d9%81%d9%8a-%d9%84%d9%84%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b1%d9%86/

https://www.youtube.com/watch?v=Dso73C_4Ulc

وطنية - عقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤتمرا صحافيا في باريس، تحدث فيه بإسهاب عن الوضع اللبناني، وأجاب على أسئلة الإعلاميين الفرنسيين، إضافة الى الاعلاميين اللبنانيين الذين تابعوا مؤتمره من قصر الصنوبر في بيروت، بحضور السفير الفرنسي برونو فوشيه.

وقال ماكرون:أردت أن أتحدث اليوم بعد القرار الرسمي للرئيس المكلف مصطفى أديب بالاعتذار عن تشكيل حكومة، فعليا في الرابع من آب وضع الانفجار لبنان في مأزق لم يشهده منذ انتهاء الحرب الأهلية، وأود أن اقول ان قوة الشعب اللبناني العظيمة سمحت لهذا البلد المرهق والغاضب، من المحافظة على ما هو عليه الآن، وفرنسا كانت منذ الساعات الأولى الى جانب لبنان بأخوة وقلب كبير وستبقى كذلك.هذه القوة وهذه الصداقة الكبيرة بين الشعبين اتخذت ايضا رهينة الموت، لعبة الفساد والرعب، والمسؤوليات واضحة وموضوعة ومحددة ويجب ان تتم تسويتها ويجب ان نستخلص كل النتائج".

أضاف: "في الأول من أيلول في قصر الصنوبر، جميع القوى السياسية اللبنانية تعهدت بتشكيل حكومة مهمة خلال خمسة عشر يوما، وتستطيع ان تطبق خارطة طريق من الاصلاحات التي تم التوافق عليها مع المجتمع الدولي، وتبقى أيضا صالحة مع جدول أعمال يتراوح بين شهر وثلاثة اشهر، ماحصل في الايام الأخيرة ان القوى السياسية اللبنانية وقادتها، وقادة المؤسسات اللبنانية لم ترغب، وأقولها بكل وضوح، إحترام التعهد الذي اتخذته هذه القوى أمام فرنسا والمجتمع الدولي، واليوم قررت مرغما أن أضع هذا أمامكم، بعد شهر قررت هذه القوى ان تخون هذا التعهد والالتزام به، وألاحظ ان السلطات والقوى السياسية اللبنانية رأت تفضيل مصالحها الفردية على مصلحة البلد بشكل عام، وبذلك اختارت ترك لبنان بين لعبة القوى الخارجية، ومنعه من الاستفادة من المساعدات الدولية التي يحتاجها الشعب اللبناني، لقد خسرنا شهرا من الوقت، شهرا لاطلاق الاصلاحات الضرورية للبنان، شهرا لم نتمكن من إيصال المساعدات الدولية، وبذلك خطر زعزعة الاستقرار الاقليمي، واختفاء هذا الكنز الذي يمثله لبنان للمنطقة والعالم، وفي هذا الاطار، أود أن أحيي حس المصلحة الوطنية للجيش اللبناني، الذي استمر بالسهر على استقرار لبنان".

وتابع: كما قلت، لقد تم تكليف رئيس للحكومة محترم وصريح، حاول ان يفعل ما يستطيع في هذه الظروف الصعبة، لكن المسؤولين السياسيين في لبنان حالوا دون تشكيل الحكومة لتحقيق هذه الاصلاحات، والبعض فضل وعزز مصلحة فريقه على مصلحة الشعب من خلال التفاوض فيما بينهم، لإيقاع الآخرين أيضا في المأزق وعدم الاتفاق على اختيار الوزراء، كما لو كانت الكفاءة مرتبطة بالطائفة، أما الاخرين فاعتقدوا انه باستطاعتهم فرض اختيار "حزب الله" وحزبهم في تشكيل حكومة تتعارض تماما مع الالتزامات التي اتخذت أمامي في الاول من أيلول، ورفضوا اي تسوية".

وقال:"إن "حزب الله" ليس باستطاعته أن يكون في الوقت نفسه، جيشا يحارب إسرائيل و ميليشيا الى جانب سوريا، وحزب محترم في لبنان، لا يستطيع ان يعتقد أنه أقوى مما هو عليه، ويجب ان يظهر ويبرهن أنه يحترم لبنان بمجمله، لكنه أظهر العكس بوضوح في الايام الاخيرة، وانا آسف تماما أن السلطات العليا في لبنان لا تستطيع ان تتوقف فقط عن ملاحظة هذا الفشل، دون تحمل المسؤوليات، بشكل عام لم يكن أحد على مستوى التعهدات التي أخذها في الاول من ايلول، وكلهم راهنوا على الاسوأ بهدف واحد وهو انقاذ انفسهم وانقاذ مصالح عائلاتهم وفريقهم، لكن لم يتمكنوا من القيام بذلك، ولكل هؤلاء أقول اليوم: أن لا أحد منهم يستطيع ان ينتصر على الآخرين، ورفض المسؤولين اللبنانيين الالتزام بحسن نية على العقد الذي طرحته عليهم فرنسا في الاول من ايلول، يحملهم المسؤولية الكاملة وستكون ثقيلة، وعليهم أن يجيبوا الشعب اللبناني على ذلك".

واستطرد: "لهذا الشعب الصديق والأخ، أكرر اليوم أن فرنسا لن تترككم..

اولا: لأن خارطة الطريق التي وضعناها في الاول من ايلول مستمرة، وهي الخيار والمبادرة الوحيدة المأخوذة على المستويين الاقليمي والدولي، وهي مستمرة ولم يتم نزعها، ويجب تشكيل وزارة خدمة في أسرع وقت ممكن، ويعود الى المسؤولين اللبنانيين تحمل هذه المسؤولية، ولكن ضمن هذه الخارطة، الاصلاحات والافعال ضرورية للشعب اللبناني وهي الشرط هنا كي يتمكن لبنان من الاستفادة من المساعدات الدولية التي يحتاج اليها،لمستقبله وإعادة البناء.

ثانيا: كما التزمت في الاول من ايلول، من اليوم وحتى نهاية شهر تشرين الاول، سننظم مع الامم المتحدة ومجمل الشركاء الدوليين، مؤتمرا جديدا لمتابعة المؤتمر الذي كان عقد للاستفادة من المساعدات الدولية للشعب اللبناني، وسنستجيب لاحتياجات الصحة التعليم والغذاء والمأوى، أيضا عبر المنظمات الموجودة على الارض والامم المتحدة وهذا الالتزام ندين به للشعب اللبناني وهو غير مشروط، والتزمت به أمام الامم المتحدة وكل المنظمات غير الحكومية التي كانت موجودة في الاول من ايلول، في ما يسمى ايضا المرحلة الاولى لاعادة الاعمار، ومجددا نشدد على الشفافية ومتابعة المساعدة المتوفرة كما نستمر بالقيام بذلك مع الامم المتحدة خلال المرحلة الاولى".

ثالثا: سأجمع خلال عشرين يوما أعضاء مجموعة الدعم للبنان، لتجنيد وتعزيز وحدة المساعدة الدولية في المراحل المقبلة الاولى، والاصرار على ان يتم الاعلان عن نتائج التحقيقات لهذا الانفجار وتحديد المسؤولين، وسيتم استحداث خارطة الطريق ونتائجها وإعادة تأكيد التزامنا ايضا وعملنا المشترك لمساعدة لبنان.

وقال "نحن ندخل الان في مرحلة جديدة حيث المخاطر اكثر بالنسبة للبنان والمنطقة، وعلى السلطات اللبنانية ان تقرر وتعطي جوابها، جميعنا لدينا المصلحة للقيام بذلك و لا يمكن للمؤسسات ان تبقى الشاهد غير الفعال على ما يحصل، أما نحن فسنستخلص كل النتائج بالنسبة لكل مرحلة في الوقت المناسب ، وستبقى فرنسا ملتزمة الى جانب اصدقائها في لبنان، والى جانب الشعب اللبناني، واليوم اتوجه بدعمي الكامل وصداقتي العميقة لكل اللبنانيين واللبنانيات، نحن نفكر بكم دون توقف، ونحن الى جانبكم ولن نترككم ابدا".

الاسئلة

وردا على سؤال حول تحديد من المسؤول عن إفشال المبادرة، وما اذا كان يتوقع مساعدة من "حزب الله" او من رؤساء الحكومات السابقين؟ أجاب ماكرون :"اذا كان يريحكم ان أقول أننا فشلنا سأقول ذلك، ولكن هل ذلك سيساعد في تقدم القضية بالنسبة للبنانيين؟ اذا ذهبت بالمنطلق الذي تتحدثين عنه واقول كان فشلا، اذا سأغادر وأترك، ولكن هذا لا يمثل الالتزام الذي قدمته الى الشعب اللبناني، هل سيسهل هذه المسألة؟ كلا ولكن ما هي مسؤوليات فرنسا وأولا مسؤوليات لبنان؟ لقد قلت بطريقة واضحة واكرر ذلك، اعتقد ان سعد الحريري أخطأ عندما أضاف معيارا طائفيا في توزيع الوزارات، وهذا هو الشرط الذي وضعه على الطاولة مع رؤساء الوزراء السابقين السنة، وهذا الشرط لم يكن جزءا من خارطة الطريق واضعف ايضا الآلية الموضوعة وطريقة العمل التي اختارها في الاسابيع الاولى، ايضا كانت غلطة ولكن علينا ان نعترف أنه تراجع عن هذا الالتزام، وتحرك ووافق على التسوية ويجب ان نعترف بذلك اي بالعودة الى خارطة الطريق، حيث لم تكن هنالك اي شروط طائفية بالنسبة لكل وزارة، وانا مرغم ايضا ان الحظ أن "أمل وحزب الله" اتفقا انه لن يتغير اي شيء في كل مرحلة، قالوا سنسمي الوزير ولكن لن تختارونهم حتى ولو كانوا من الشيعة، نحن من سنسميهم اي رئيس الوزراء، والرئيس بري أيضا أقر أن ذلك كان شرطا من حزب الله، وفهمت ايضا ان إرادة "حزب الله" و"امل" هو ما حصل في الأيام الاخيرة، هو عدم القيام بأي تسوية وعدم احترام ما قالوه لي بكل وضوح حول الطاولة امامي، نعم انهما كانا مع خارطة طريق من الاصلاحات وحكومة من الاختصاصيين، هل هذه العودة ستكون مستمرة؟ لا اعلم، الفرصة هي ان نحاول مجددا وهذا هو الجواب الكامل.

وتابع "نعم الفشل هو فشلهم ولن اتحمل الفشل شخصيا، أنا بذلت كل ما بوسعي واقصى ما بوسعي، ولكن لا استطيع ان أجيب عن قرارات خطيرة اتخذها الآخرون، ولكن عذرا ان لم نستطع ان نحل المشكلة بين ايران واميركا، انها مشكلة قديمة واعترف انني لم اتمكن من حلها وليست غلطتي انني حاولت، ولكن هل علينا ان نترك كل شيء وان اقول للشعب اللبناني اننا فشلنا جميعا، وغدا صباحا ماذا نفعل؟ افضل ان اكون واضحا وشفافا، ان القوى السياسية اللبنانية وقادتها، لم يتخذوا التدابير التي كان يجب اتخاذها بعد الرابع من آب، لم يدركوا ويقروا بغضب الشعب اللبناني وبالازمة السياسية والاقتصادية العميقة وايضا بالوضع الدولي، وان فضل البعض الانتظار الى استحقاقات غير اكيدة مثلا ما يحصل في الولايات المتحدة، فهو خاطئ لان كل يوم الامور تتعقد وتزداد اكثر، لذلك اقول بكل وضوح لمجمل القادة السياسيين، نعلن إعادة تأكيد العرض الفرنسي ووضع المسؤولية على الرؤساء اللبنانيين وبشكل خاص على الرئيس عون، الذي لديه مسؤولية مؤسساتية في الساعات المقبلة باعادة اطلاق المبادرة، واعتقد انه مع مجمل القوى السياسية لاعادة تسمية الرئيس المكلف، ولكن ما تعلمناه في حال كانت حكومة سياسية من اشخاص يعينهم الافرقاء، الخبرة والتجربة أظهرت انهم لا يستطيعون تطبيق الاصلاحات، المسألة الاساسية هي تشكيل حكومة مهمة تطبق الاصلاحات والمضي قدما، وما أتمناه هو ان نستطيع في الايام والاسابيع المقبلة أن نمضي قدما على هذه النقطة مجددا، وعلي ان الحظ فشل المحاولة الاولى، وهي حكومة الرئيس المكلف اديب التي لم تنجح".

وردا على سؤال عما اذا كانت هناك تدابير اخرى صارمة اكثر، في الايام المقبلة؟

قال ماكرون :"أنا لا استثني اي شيء وقلت ذلك هذا الاسبوع، هل هذا هو الجواب المباشر الذي يجب ان نطبقه، لا اعتقد ولكن من اقفلوا الابواب لا تعنيهم العقوبات، علي ان اعترف، ليس علي ان أعاقب، هل تريدونني ان اعاقب الجميع؟ هذا ليس بحل، ما هو مفيد، واعيد تأكيده، انه ليس هنالك اي اقتراح آخر ولكن ما هي الخيارات الاخرى؟ هل نستطيع تشكيل حكومة من دون الطائفة الشيعية؟ هذا الخيار ليس بواقعي لانني الحظ الآن خوف الشعب اللبناني او القادة اللبنانيين لانهم يخشون حزب الله، ولكن هل انا مستعد ان ادافع عنهم والزم الجيش الفرنسي او الامم المتحدة؟ كلا.

الخيار الثاني هو العودة الى حكومة سياسية، اذا الاستسلام لهذه الاحزاب الذين سيسمون اصدقاءهم ويدافعون عن مصالحهم ليس بخيار، انا ليس لدي خيار ولكن طالما لم تحصل ازمة اعمق وآمل الا تحصل في لبنان او في المنطقة، ليس امامنا طريق اخرى غير ان نحاول جمع مجمل هذه الاطراف والاحزاب حول خارطة طريق، وان تكون لدينا حكومة مهمة وحكومة خدمة تتعهد هذه الاصلاحات ، لذلك اعتقد ان خارطة الطريق التي التزمنا بها في الاول من ايلول ما زالت مستمرة، ولا أرى غيرها خيارا لمساعدة الشعب اللبناني للمضي قدما، وان لا نخشى وقوع اي حرب اهلية، في هذا الاطار ان العقوبات لا تبدو لي انها الآلية المناسبة في هذه المرحلة، لا استثنيها في وقت ما وبالتأكيد عند ذلك الوقت سنتشاور مع آخرين، اما اليوم اعتقد ان هذه العقوبات لا تستجيب على الحاجة اللبنانية، ما هو علينا ان نقوم به هو ممارسة الضغط السياسي وتحميل المسؤولية لمن أفشلوا المبادرة".

سئل: على ماذا تراهنون، إن لم يكن الانفجار الكبير والازمة الاقتصادية يكفيان لتشكيل حكومة، هل ربما المفاوضات مع ايران والأمريكيين لفتح هذا الباب المغلق وتخطي هذه العقبات؟ وماذا عن العقوبات وتجميد الحسابات المصرفية للقادة السياسيين؟.

أجاب ماكرون :"بالنسبة للنقطة الثانية، إنها عملية يجب مقاربتها في كل مرحلة وليست بالتأكيد الخيار الذي أفضله في المرحلة القصيرة الأمد، لانني كما قلت ليست الافضل وثانيا اعتقد انه من اجل إعادة الاموال الى الشعب اللبناني وإعادة ما يطمح اليه، إن التحقيق المالي والتحقيق الجنائي لمجمل المؤسسات التي ستتبع هي بالتأكيد الآلية الاكثر فعالية، وهذا جزء من خارطة الطريق التي وضعناها ايضا والتزمنا بها، أما بالنسبة الى النقطة الاولى، أفهم تماما ما تقولون، إنني بالتأكيد أخجل مما يقوم به رؤساؤكم او قادتكم، هل يمكن ان نشكل حكومة جديدة في لبنان ضمن تقسيم السلطة بطريقة جديدة، من خلال ربما رعاية اللاعبين الاقليميين مثل إيران التي تدعم "حزب الله" وايضا اللاعبين الدوليين مثل اميركا التي بدت اولا وكأنها تقف الى جانبكم يدا بيد، ومن ثم طبقت عقوبات لم تسهل مهمتكم، إذا أولا، اليوم نعمل ببنية هي اتفاق الطائف الذي نظم بالنسبة للسنة، الآن أخذه الشيعة، هل نستطيع بناء وتأسيس التوازنات اليوم، يجب ان نصل الى هذا ولكن الوقت اصبح متأخرا بكل وضوح وبساطة، لذلك لا استطيع ان اغير عن هذه المبادرة، عندما ارى الوضع الذي يتعلق بالمسألة الاقتصادية والمالية والاجتماعية في الشارع، أرى انه لا نستطيع أن نتأخر أشهرا لاعادة بناء حل لاعادة بناء التوازنات الطائفية، لا اعتقد ذلك، لذلك علينا ان نحاول ان نبني استنادا على الاتفاقية الموجودة طريقا تسمح ان يكون هناك تحرك مفيد وتقلل محل الاحزاب، لانه في اتفاقية الطائف لا تنص على ان يحصل كل حزب او طرف على حصته بطريقة تمنع من تطبيق الاصلاحات، هذا ليس بمنطق اتفاق الطائف، انه نظام فساد مقسوم بين الاطراف والقوى وهذا ما الذي أوصل الى هنا.

أضاف:على نظام الفساد هذا تم تطبيق نظام الرعب، وطبقه "حزب الله" واقول بوضوح، وكما قلت لهم ايضا وجمعتهم معا حول الطاولة المستديرة مع مجمل الاطراف السياسية، وقلت لهم إن هذا النظام اليوم لا يتحرك ولا يتقدم وهناك ما يقارب العشرة أشخاص من وضع البلد في الحفرة، لذلك اعتقد انه علينا ان نتقدم على المستوى الداخلي والدولي. في المستوى المحلي لا ارى حلا أفضل من الحل الذي وضعناه وهو اعادة الالتزام على العمل بالنسبة لحكومة مهمة، واعتقد انني وضعت الامور بوضوح اليوم وبشكل مباشر ولا استطيع ان أحل مكان الرئيس اللبناني، وايضا على المسؤولين الآخرين ان يتحملوا مسؤولياتهم ولن يكونوا على مستوى التاريخ، وبعد ذلك يمكن ان ندخل اللاعبين الاقليميين والدوليين، لا اعرف ماذا سيكون دور ايران في هذه الفترة، علي ان اكون حذرا، ليس لدي اي دليل، حصل توتر من الفريق الشيعي ولكن هل هذا الذي ادى الى الموقف السني، لا اعرف ان كانت ردود فعل محلية او إقليمية، ولكن سياسية العقوبات لم تنسق معنا من الاميركيين، وساهمت بالتأكيد في تأزيم الوضع، لذلك قلت انني في الايام المقبلة سأعيد تجميع الدعم الدولي مع مجمل الشركاء وسيكون الحديث مع ايران بشكل ثنائي، اذا سنعمل مع مجمل الافرقاء الدوليين على تعزيز خارطة الطريق، ولنكن واضحين بالنسبة للبنان، هنالك خط اعتقد انه الخط الذي يدعمه المجتمع الدولي وهو خارطة طريق وحكومة الخدمة. وهناك طريق اخرى ايضا وهي الطريق الاسوأ، بحيث نقول علينا اليوم ان نعلن الحرب على حزب الله وان ينهار لبنان مع حزب الله، ولكنني قررت بوضوح الا اتبع هذه الطريق لانني اعتقد انها طريق غير مسؤولة، لاننا عشنا حروبا أهلية في لبنان ولا احد يعرف متى تنتهي، ويجب الا نجعل اللبنانيين يدفعون تضحيات سياسة مماثلة ولكن بعض القادة في المنطقة تجذبهم هذه الطريق، لانهم يعتقدون انه من المستحيل العمل مع ايران ومن يمثلها، ويجب الانتقال إلى السياسة الاسوأ، ولكن اعتقد انه علينا أن نتجنب ذلك بشكل تام، وذلك يعني ان حزب الله ومجمل الشيعة في لبنان عليهم ان يختاروا خيارا تاريخيا، ان كانوا سيختارون خيار الديمقراطية ام خيار الاسوأ لانفسهم".

وكشف "إنني قاومت أصوات البعض في المنطقة الذين كانوا يريدون هذه السياسة عندما قلت لهم كلا، اريد ان اختار الطريق الاخرى، والسؤال اليوم والوضع هو في أيدي الرئيس بري وحزب الله، هل تريدون ان تختاروا السياسة الاسوأ، هل تريدون ان تلزموا الفريق الشيعي مع الديمقراطية ومصلحة لبنان، وعندما اقول ذلك لربما في رأي هؤلاء الشيعة اللبنانيين واللبنانيات يستطيعون ان يقرروا مصلحة بلدهم، وبقاء لبنان بدل الوفاء لسلطة خارجية".

وأردف: "اذا في الفترة القصيرة الامد انني اترك القوى السياسية اللبنانية للعمل في ما بينها وكنت اتابع ذلك، وهذا لم يكن فشل فرنسا. حاولنا ان نفعل ما بوسعنا، لا اعترف واقر بالفشل ولا اتحمل الفشل، الفشل فشلهم والمسؤولية ومسؤوليتهم، ولكن اقر اليوم ان خارطة الطريق تستمر، التزامنا مستمر ولكن اترك المبادرة الآن للمسؤولين اللبنانيين لاتخاذ الخيار المناسب في الايام المقبلة".

وعن خيانة الاحزاب السياسية ومسؤوليها الذين لم يحققوا ما التزموا به، اجاب: "لقد قلت ذلك، المبادرة الفرنسية مستمرة والتزامنا ازاء اللبنانيين ما زال مستمرا، ولم يتوقف. ما الذي نستطيع ان نقوم به يتعلق بالدعم واعادة البناء، وهو ما يجب ان اقوم به، وهذا هو دوري مع شركائي الدوليين. ما علينا ان نقوم به هو المساعدة الدولية للصحة واعادة البناء والتعليم واعادة الاطلاق الاقتصادي والتأكد من المتابعة ووصول هذه المساعدات والمواد للمنظمات غير الحكومية والشعب اللبناني".

تابع: "على المستوى السياسي الداخلي اترك الان الدور للقوى السياسية للتحرك ولتحمل المسؤولية وادراك ما حصل. ولا اود ان يكون هناك اي لغط في ما يتعلق بدور فرنسا في ما يتعلق بهذه الخيانة او الانحراف عن هذه الالتزامات. وبالنسبة لي كل العناصر ما زالت مستمرة والمسالة تتعلق بالوعي والادراك.

وعلى المستوى الدولي سنجمع مجموعة الدعم الدولي للحصول على موافقة الجميع على خارطة الطريق لكي نتمكن من ان نتأكد من التزام وتعهد المجتمع الدولي على ذلك. ومن الان حتى عدة اسابيع اي لربما من الان الى شهر وشهر ونصف، علينا ان نقوم بمراجعة لهذا التقدم على المستوى اللبناني، وان لم يحصل اي تقدم على المستوى الداخلي سنكون مرغمين لمقاربة الخيار الاخر. هل ان "حكومة مهمة" استنادا لخارطة الطريق ما زال ممكنا ان كان لم يحصل بعد شهر ونصف؟ بعد ذلك سنرى ان كان علينا لربما الذهاب في خيار اخر لاعادة تشكيل سياسية في لبنان، لكن هذا الخيار بالتأكيد سيمثل مغامرة في المستوى الاقتصادي وسيكون معقدا، ولكن لربما عند ذلك الحين سنكون مرغمين، ولكن علينا ان نرى ماذا سيحصل منذ الان حتى 4 او 6 اسابيع. والشهر المقبل سيكون اساس العمل استنادا لهذه الخارطة، وسنرى ما سيحصل بعد 4 الى 6 اسابيع والمعايير التي يجب تطبيقها".

وعن العودة الى العمل والعافية في لبنان اجاب الرئيس ماكرون: "كل شيء ممكن وما نخشاه هو ان تستمر القوى السياسية بالتصرف بنفس الطريقة. اعتقد اليوم ان المسألة والصعوبة الكبيرة على المستوى الاقتصادي هو انه علينا ان نعيد البناء واعادة التوازن ماليا واعادة البناء داخليا وخارجيا. النموذج الذي حقق نجاح لبنان وان لبنان يرتكز على نظامه المالي اكثر من اي بلد في المنطقة واكثر من اي بلد في العالم، لان لبنان ليس لديه اي انتاج محلي لتحقيق احتياجاته، ولبنان لا يستطيع التعويض عليه الا من الموارد المالية لذلك يجب ان يكون هناك تضامن وثبوت في العهد الذهبي المصرفي في لبنان. وهذا النموذج اليوم انهار بسبب غياب الاصلاحات فكيف انهار هذا العهد الذهبي المصرفي؟ انهار بسبب عدم تنفيذ اي اصلاحات مصرفية ومن قطاع الى اخر ساد الفساد وغابت الاصلاحات ولم يتمكن البلد من خلق وظائف او ثروات لانه اصبحت مصالحه رهن عائلات واحزاب سياسية. وانا عندما اقول ذلك اتحدث بشكل لبناني والجميع شارك في هذا الموضوع وكل هذه القطاعات تم خلق الصعوبات إزاءها وزيادة المشاكل. وهذه المسالة الاساسية التي نزعت الوظائف والاصلاحات عن لبنان".

أضاف: "ايضا كان علينا ان نتابع في تقدم هذا النموذج ولكن بسبب وجود هذا الضغط وعدم وجود ازدهار بدأت الرساميل بالانخفاض وكذلك جذب الودائع إلى المصارف التي استمرت في فتح فروع ومصارف جديدة. كنا نجذب هذه الاموال وفي السنوات الاخيرة رأيتم هذه الايداعات اللبنانية التي وصلت الى فوائد مجنونة بالكامل وكانت خطة لم يكن الممكن دعمها للمحافظة على ايداعات الاشخاص حتى التي تحولت من الخارج الى المصارف اللبنانية وبعد خريف 2019 تم تطبيق قيود على الحسابات المصرفية لان البعض حاول اخراج وتحويل امواله الى الخارج خصوصا من كان لديه نفوذ سياسي مع البنك المركزي. وبكل وضوح لم يعد احد يثق بالنظام المصرفي، المركزي اللبناني لا يستطبع ان يستعيد عافيته بمفرده الا من خلال حكومة مهمة وخدمة. حاول هؤلاء السياسيون والاحزاب السياسية الابقاء على نفس الاشخاص لاخراج اموالهم من لبنان ووضعها في مكان محمي في الخارج، وهذا ما حصل وهو امر غير مقبول. وحكومة الخدمة مهمتها تحقيق الاصلاحات في مجال الطاقة والمرفأ والنظام المصرفي والنجاح في استعادة نظام الثقة، ومن غير مساعدة دولية هذا لن يكون ممكنا. لكن اقولها بوضوح لا احد سيضع مالا في لبنان اذا بقي النظام في ايدي نفس الاشخاص. لن تساهم القوى الخارجية بالمال وهذه هي خارطة الطريق والعهد الذهبي لا يزال ممكنا لان لبنان بلد عظيم والشعب اللبناني لديه المهارة والهبة وهو بلد مفتوح استراتيجبا، ولكن وضع عليه الضغط من قبل القادة والسياسيين وهذا يجب ان يتوقف ويجب ان يكون هناك وعي، والا ستكون هناك خطوات من الخارج ومن الواضح ان الشعب منهار من نظام الفساد".

وردا على سؤال عن الحكومات الطائفية قال: لست انا من وضع قواعد اللعبة في لبنان ولا الدستور ولا الاتفاقات. نستطيع ان نغير بعض الامور ولا يعني ان لكل طائفة ممثلين عنها لكن ليست الاحزاب التي تحمي مصالحها ولا يمكن ان تكون لدينا حكومة ليس لها اي رابط مع اي طائفة ولست من يقرر ذلك والحل الوحيد حكومة مهمة تحترم كل التوازنات وكل طائفة ممثلة لكن لا يكونون رهائن طائفتهم ورؤسائهم وان تكون وراءهم الاحزاب ومن جنى الاموال والارباح خلال السنوات الاخيرة.

وردا على سؤال حول القوى الخارجية اللاعبة في لبنان ووضع "حزب الله" وتأثيره على الشعب اللبناني وسبب إطالة المهلة الزمنية التي وضعها، قال: "بوضوح ان وسط تشرين كانت مهلة زمنية، أي خمسة عشر يوما لتشكيل الحكومة وتطبيق الاصلاحات خلال شهر، ولكن لو عقدت مؤتمرا في وسط تشرين، والآن ليس لدينا حكومة إذا نستطيع أن نعقد مؤتمرا الآن ونقول من خلال المؤتمر لن نقدم أي مساعدة للبنان، لذلك فضلت تأجيل ذلك وقلت إننا سنعقد مجموعة الدعم في أواسط شهر تشرين، ولكن طبيعة الاجتماع ستكون مختلفة عما كنت قد أعلنته في الأول من أيلول، نعم ذلك لا يحصل ونحن نقوم بإعطاء مهل إضافية لأن القادة اللبنانيين لا يتحملون تعهداتهم، وأنا لا افعل ذلك بالصدفة.

لقد اجتمعت في قصر الصنوبر بمجمل القادة وبالرئيس عون والرئيس بري في الأول من أيلول والرئيس المكلف، وكان تعهد الجميع على خارطة الطريق، وبعد خمسة عشر يوما وبعد شهر من العمل، والتزموا بهذه الخارطة، وكنا قد نتوقع ان نرى شيئا أو نتيجة في أواسط تشرين، ولكن ذلك لم يحصل، ولا ينفع ان نعطي مهلا إضافية. الآن ما الذي سيحصل، لا أرى حكومة، ماذا أفعل هل أرمي المفاتيح وأقول نوقف كل شيء تصرفوا وتدبروا امركم بدون اي مساعدة دولية، ونتخلى عن خارطة الطريق؟

أقول لك ماذا سيحصل، حرب أهلية، أو العودة إلى حكومة من المستفيدين والمنتهزين حيث سيكون لكل فريق ممثل لخدمة مصلحته ومصلحة فريقه. أود ان التزم بهذه الطريق الثالثة، ولربما تأخذنا إلى غير مسائل. أنا اتحدث بكل تواضع وقد فكرت كثيرا خلال ال 48 ساعة الأخيرة، وفضلت ألا أترك الأمور والتمديد للمهلة بسبب عدم احترام اللبنانيين لهذه التواريخ".

أضاف: "أما بالنسبة للقوى الخارجية، لم أقل انهم أخذوا مسؤولياتهم، بل عدم اخذ قرارات لربما بسبب النفوذ الخارجي وكل من يريد زعزعة استقرار لبنان من الخارج، ستكون حياتهم ابسط بغياب حكومة واضحة لان سيكون باستطاعتهم زعزعة الاوضاع في لبنان من خلال من يمثلهم. وكما نرى الان لعبة ايران وتركيا والسعودية، ولا اقول ان احد هذه الدول فرض اكثر على القادة وليس لدي اي دليل او اثبات، لكن كلما اثبت لبنان انه لا يستطيع ادارة نفسه بنفسه يترك المكان للاخرين، ويترك بلده ينهار ويترك زمام الامور للآخرين لادارته نحو الأسوأ".

وتابع: "بالنسبة لنظام الرعب اذا تركت اللبنانيين في نظام الرعب، ولم يحترم اللبنانيون الامور خلال اسبوعين سأترككم. الأمور لن تتغير بين يوم واخر، وفي السنوات ال 15 الأخيرة رأينا ماذا حصل بشكل تدريجي، وأظن ان الامور لم تنته، ولا اريد ان اقول انه ليس هناك امل من أي حل سياسي، والسنوات الاخيرة والاشهر الاخيرة استفاد حزب الله من سلطته وقوته من خلال لعب دور ميليشيا، مجموعة ارهابية وقوة سياسية، واقول الان السؤال بالنسبة لممثلي حزب الله في البرلمان كقوة سياسية، هو توضيح دورهم. لا يمكنكم ان تزعموا انكم قوة سياسية من خلال الارهاب والترهيب عبر الاسلحة، وعليكم ان تلتزموا بالتعهدات التي اخذتموها حول الطاولة. سأكون غير مسؤول لاقول انهم اختاروا ذلك؛ اقول اني متأكد انهم اختاروا الطريق الأسوأ، علي ان اترك المبادرة السياسية واختار الطريق الاخرى، والاسابيع المقبلة ضرورية لاظهار قرارهم، وان نرى وضعهم في الاسابيع الستة المقبلة. أنا لا اشارك شيئا من افكارهم وايديوليجيتهم لكن اقول انهم هنا ولست انا من اختارهم او من انتخبهم، وربما البعض اختاروهم بخيارهم او بسبب الخوف واحترم ذلك، لكن القوى السياسية الاخرى تركت الأمور ان تصل الى ما هي عليه، والبعض قرر ان يبقى رهينة لحزب الله بشكل واضح، وان لا يكونوا قادة حريتهم حتى البرلمان، وان يكونوا في يد حزب الله وهذا هو السؤال المطروح لكل هؤلاء الرؤساء والقادة ولا اقلل من شأنهم، لكن اقول بكل صراحة لاننا نعرف السياسة اللبنانية والخيار الذي يجعلون الشعب اللبناني يواجهه خطر".

واستطرد: "انني اتحمل هذا الخيار لأنه متناسق مع خط احترام سيادة الدول، ولا أعتقد كما فهمتم أن خيار العقوبات والتصنيفات الارهابية أولا أنها آلية ديبلوماسية أميركية في الواقع ولديها قيودها وحدودها، وقد لاحظنا ذلك في عمليات ودول أخرى. وهي بالنسبة للأوروبيين تشكل طريقة عمل غير مؤكدة وأكيدة كما رأينا في دول أخرى، ولكنها لربما لديها فائدة علينا في ذلك، ولا أقول ذلك ولكن عندما نريد مساعدة بلد من اجل التقدم علينا أن نتحدث مع كل المكونات، وحزب الله أحد هذه المكونات. والسؤال الحقيقي الذي نطرحه بصراحة مع كل القادة المجتمعين في قصر الصنوبر، وأطرحه مجددا اليوم هو مطروح أولا لحزب الله، هل في الواقع هو حزب سياسي أيضا؟، أو هل يعمل فقط ضمن ايديولوجية مطروحة أو منصوص عليها من ايران وقوى ارهابية.

أود أن أؤمن واعتقد الآن أنه لربما حصلت مسألة ما أدت الى الفشل، ولكنني سأرى في الاسابيع المقبلة إن كان ممكن التزام حزب الله بحكومة خدمة.

وقبل أن نصل الى خلاصات عميقة تؤدي الى عواقب، من الافضل ان نصل الى آخر الطريق الأولى".

سئل: هل طلبتم من ايران مباشرة ممارسة الضغوط على حلفائها للسماح بالوصول بهذه المبادرة الى خواتيمها من خلال اخذ رأي ايران أيضا، وهل تعتقدون أن الوقت الآن هو لتشكل ميثاق وطني جديد في لبنان؟.

أجاب: "بما يتعلق بالسؤال الثاني الذي طرحه أحد زملائك وفي الروح نفسها، نعم لربما سيكون علينا العودة الى ذلك. لا أستطيع أن أقول أن هذا لا يكفي ولربما سنفعل ذلك أو سنصل الى ذلك، ولكن أعتقد أن الوضع الآن دقيق على المستوى الامني والسياسي والاقتصادي، ولذلك من المبكر الآن الذهاب الى ذاك الخيار لأنه يستلزم أشهرا، خصوصا في اوضاع غير مستتقرة اقليميا، ولكن يوما ما سيكون علينا أن نصل الى ذلك، ولكن هذه ليست الطريق التي اخترناها.

الطريق الآن تكون عبر حكومة اصلاحات وحكومة خدمة. في ما يتعلق بالتبادل الذي حصل مع ايران في ما يتعلق بلبنان فقد حصل التبادل مع الرئيس الايراني الحاقا بمبادرة الأول من ايلول، حيث شرحت له بنود هذه المبادرة التي نقودها. ولكن لم اطلب منه التدخل مع حزب الله لأنني اعتقدت وآمنت بهذه الفكرة أي المحافظة وإبعاد لبنان عن لعبة المنطقة. طلبت منه أو ناشدته عدم حصول تدخلات سلبية، ولكن لم اطلب منه ان يحل مكان قوى سياسية لبنانية، وكل النقاشات أو التبادلات مع القادة في المنطقة، وعرض مبادرتنا ضمن هذه البنود وعرض اهميتها ومناشدتهم عدم التدخل لتجميد أو اضعاف هذه المبادرة، وهذا ما طلبته".

وختم: "الآن هذا الاسبوع سأعيد أيضا بعض الاتصالات مع مجمل الشركاء لاعداد اجتماع مجموعة الدعم وللبحث مع قادة اخرين من المنطقة، واعداد هذا الاستحقاق الذي تحدثوا عنه في فترة اواسط تشرين حيث سنجتمع مع مجموعة الدعم التي لسوء الحظ لم تتمكن من استقبال القوى السياسية اللبنانية والحكومة الجديدة كما كنت قد أملت في الاول من ايلول. ولكن سيسمح لي باعادة تجنيد الجميع والتبادل مع قادة قوى اخرى في المنطقة ليسوا ضمن هذه المجموعة. واؤكد لكم اصرارنا بأننا سنبقى دائما الى جانب الشعب اللبناني في هذه الفترة، والفترة طويلة، وسأستمر في الزام فرنسا أن تقدم ما تستطيع القيام به للشعب اللبناني وللبنان".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليوم 27-28 أيلول/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

غاب عن ماكرون أن إيران وأذرعها الإرهابية والإجرامية وتحديداً حزب الله لا يفهمون غير لغتي القوة والردع

الياس بجاني/27 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90778/90778/

*وبما أن حزب الله يخطف لبنان ويأخذه رهينة بقوة السلاح والإجرام والاغتيالات فقد تعطلت إمكانيات اللبنانيين لدرجة كبيرة في القدرة الذاتية على تحرير البلد وفك أسره بغير تنفيذ القرارات الدولية كافة وهي اتفاقية الهدنة مع إسرائيل، وال 1680 وال 1559 وال 1701 وإلا فالج لا تعالج.

*في الخلاصة، فإنه على ماكرون وعلى كل قادة الدول العربية والغربية أن يعرفوا جيداً بأن ملالي إيران وأذرعتهم الإرهابية  والمذهبية، وفي مقدمها حزب الله، لا يستجيبون ولا يرضخون لغير لغة القوة والردع، وبالتالي فإن كل تنازل لهم يرونه ضعفاً واستسلاماً ويزيدهم جنوناً وأوهام عظمة وهلوسات.

 

اضغط على الرابط في أسفل لقراءة نشرة أخبار المنسقية العامة المفصلة، اللبنانية والعربية ليوم 27 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90773/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-836/

 

Click On The Link Below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for September 27/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90776/lccc-english-newsbulletin-for-lebanese-global-news-september-27-2020/

 

 

نص عظتي البطريرك الراعي والمطران عودة لليوم الأحد 27 أيلول/2020

البطريرك الراعي: ندعو الى عدم تخصيص أي حقيبة وزارية لاي فريق واتباع قاعدة المداورة الديمقراطية

المطران الياس عودة: الوقت ليس وقت التمسك بحقيبة وزارية أو التشفي بل للعمل والإنقاذ معيب تلهي السياسيين بتقاسم الحقائب والتعنت والمواطنون على أبواب السفارات

http://eliasbejjaninews.com/archives/90789/%d9%86%d8%b5-%d8%b9%d8%b8%d8%aa%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b7%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%b9%d9%88%d8%af%d8%a9/

 

نص وفيديو المؤتمر الصحفي للرئيس الفرنسي ماكرون الخاص بلبنان: سنبقى دائما الى جانب اللبنانيين في هذه الفترة والفترة طويلة أحيي حس المصلحة الوطنية للجيش اللبناني الذي استمر بالسهر على استقرار لبنان

Macron Slams Shiite Duo, Criticizes Hariri, Urges Govt. in 4-6 Weeks

http://eliasbejjaninews.com/archives/90791/%d9%86%d8%b5-%d9%88%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%aa%d9%85%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%ad%d9%81%d9%8a-%d9%84%d9%84%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b1%d9%86/