المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليومي 26 أيلول/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.september26.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أمَا يَحِقُّ لي أَنْ أَتَصَرَّفَ بِأَمْوَالي كَمَا أُريد؟ أَمْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةٌ لأَنِّي أَنَا صَالِح؟ هكَذَا يَصِيرُ الآخِرُونَ أَوَّلِين، والأَوَّلُونَ آخِرِين

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/المخرج يوسف الخوري غاص في التاريخ والوقائع والأحداث وشهد للحق وللحقيقة ولم يتطاول أو يهين أحد

الياس بجاني/انفجار عين قانا: لحام المرفأ بلش يلحم بالجنوب

الياس بجاني/نوفل ضو يا كايدهم ، ويا معري فسادهم وذميتهم، لك من الأحرار ألف تحية تقدير وإكبار

الياس بجاني/سيد امونيوم من أول كلن يعني كلن

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو تقرير/صواريخ حزب الله التالفة وأخطارها القاتلةا على محيطه مخازنها في الضاحية ومحيطها وفي البلدات والقرى الجنوبية والبقاعية تحديداً

فيديو مقابلة مع نوفل ضو في حوار اون لاين

فيديو مداخلة للقمان سليم: حزب الله الإرهابي وتبيض الأموال والبنوك التي تتآمر معه

/إيمانويل أوتولينغي/مؤسسة الدفاع عن الديموقراطية: طرق تعاون حزب الله مع عصابات المخدرات في أمريكا اللاتينية

الأسد: إما دجال واما مفصول عن الواقع./ابو ارز. اتيان صقر

لبنان أيام العمالقة الموارنة.. والمارونية السياسية/صفحة كميل شمعون

جيروزاليم بوست": لبنان وإسرائيل اتفقا على بدء ترسيم الحدود

أديب وضع عون بأجواء الاستشارات… ولقاء جديد صباح السبت

لا حكومة إلا بمواصفات 8 آذار: أديب أمام التسليم أو الاعتذار!

مخدرات وسلاح واتجار بالبشر.. هذه مصادر تمويل “الحزب”!

إذا لم يحصل برّي على “المالية” اليوم فسيخسرها الى الأبد!

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 25 أيلول 2020

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 25/09/2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

1143 إصابة كورونا بـ24 ساعة.. "أهلاً بالكارثة!"

إقتراب موعد ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.. وموافقة ضمنية من حزب الله!

مطاردة الناشطين من قبل الثنائي الشيعي تتصاعد.. وآخرها التحقيق مع المعارض زين ناصرالدين

الخارجية": شمعون غادرت دار سكن السفير في الأردن

لا حلحلة والعقد الى ازدياد..أديب اتصل بعون وأرجأ زيارته بعبدا.. ويجتمع مجددا بالخليلين مساء

بعد إعدام أفكاري.. واشنطن تفرض عقوبات على قاضيين إيرانيين

 بعد جاد غصن.. شركة تنهي إقامة لبنانية بسبب "إيميل" من مناصري "التيار"

النهار: كباش التفاوض بين أديب و"الثنائي": من يسمي؟

الحكومة اللبنانية عالقة عند عقدة «مَنْ يسمي الوزراء الشيعة» واجتماع بين أديب وممثلي «أمل» و«حزب الله»

رياض طوق بين نارَي البستاني وأصحاب المستشفيات

66 مليون دولار للمتضررين من انفجار مرفأ بيروت

تكليف الأمن العام اللبناني التواصل مع قبرص لاسترداد المهاجرين

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

«سجل أنشطة إيران المدمّرة».. صواريخ لحزب الله والحوثيين!

إصابة أربعة أشخاص في باريس إثر تعرضهم للطعن قرب مكاتب «شارلي إيبدو» سابقاً

عملية طعن قرب مقر “شارلي إيبدو”… واصابة صحافيين

فرنسا: التعامل مع حادث الطعن في باريس بوصفه «عملاً إرهابياً محتملاً»

إيران تتهم الأوروبيين بـ«الشراكة» في «الضغط الأقصى»

أبرامز يتوقع مجيء طهران إلى طاولة المفاوضات بعد الانتخابات الأميركية

هيل قال إن «حزب الله» و«حماس» يعيشان حالة تقشف بسبب غياب التمويل الإيراني

إيران تتهم الأوروبيين بـ«الشراكة» في «الضغط الأقصى»

موسكو وطهران لتعزيز التنسيق في مواجهة «ضغوط» واشنطن

إيقاف رحلات الخطوط الجوية العراقية إلى إيران

الصدر يدعو لتشكيل لجنة تحقيق في الخروقات الأمنية... والكاظمي يرحب

الجيش العراقي يلاحق خلايا «داعش» بين كركوك وصلاح الدين/تحالف العامري يرفض استهداف البعثات الأجنبية

واشنطن تسمح للعراق باستيراد الكهرباء من إيران لمدة 60 يوماً/بغداد صدّرت نفطاً بـ3.5 مليار دولار في أغسطس

محاولة عراقية جديدة لبناء مفاعلات نووية للأغراض السلمية

اجتماع عمّان يدعو إسرائيل والفلسطينيين إلى مفاوضات «مباشرة وجادة»/قلق من «الانسداد السياسي» وتشديد على حل الدولتين وحدود 1967

الرجوب يؤكد اتفاق «فتح» و«حماس» على انتخابات قريبة/السلطة جاهزة وطلبت من بريطانيا التدخل لإجراء الاقتراع في القدس

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إيران أقوى من فرنسا بلبنان: أديب بين الاحتراق والاعتذار/منير الربيع/المدن

القبض على أحمد الشامي: هل انتهى مسلسل "خلايا الإرهاب"؟/جنى الدهيبي/المدن

ما هي فائدة التسوية بين هؤلاء الدجالين الدمويين؟ قراءة في نهايات مزمعة/شارل الياس شرتوني

طموحات لبنانية وفلسطينية وعراقيل إسرائيلية/وليد خدوري/الشرق الأوسط

أديب اتخذ قراره بالاعتذار ثم عدل عنه بعد تدخل ماكرون والحريري وميقاتي/محمد شقير/الشرق الأوسط

الرئيس الفرنسي: لبنان كنز استثنائي للبشرية جمعاء يتعين إنقاذه/ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط

لك السمّ ولنا الكرامة/قاسم يوسف/أساس ميديا

أي حكومة بعد خطاب الملك سلمان؟/نديم قطيش/اساس ميديا

دولة التواطس على محك الكباش الماروني الشيعي/وسام سعادة/أساس ميديا

حتى المياه في لبنان مسيّسة/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

لبنان ينتظر الإفراج عنه/الياس حرفوش/الشرق الأوسط

إذهبْ إلى بيتكَ يا دولة مصطفى أديب/عقل العويط/النهار

خلاص لبنان... بين الجحيم والمطْهَر/د.مكرم رباح/النهار العربي

 أين إيران من الإعتدال العربي، ترهيب وتخريب ومنع خيرات شرق المتوسّط/ربيع طليس/ صوت بيروت إنترناشونال

سقوط كلّ محاولات تسلّل «حزب الله» إلى الحكومة والمبادرة الفرنسية على أبواب جهنم/أحمد الأيوبي/اللواء

نادِي «ومع ذلك»/أمير طاهري/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية اطلع من الرئيس المكلف على اتصالاته لتشكيل الحكومة واديب لم يقدم اي صيغة او تصور لتركيبتها واتفاق على لقاء آخر قبل ظهر غد

السنيورة بعد لقائه الراعي: علينا ان نسعى ليصار الى التفاف الجميع حول مبادرته

يوسف سلامة: كل لبناني ساهم بضرب سيادة الدولة وتواطأ مع الخارج عميل ملتزم مع إسرائيل

فضل الله ينبه لخطورة الخطاب الطائفي في الصراع السياسي

قبلان: نصر على تسمية وزرائنا وعلى اديب التواصل مع الجميع لمنع الإنهيار

الخارجية عن جلسات الدورة 45 لمجلس حقوق الانسان في جنيف :الموقف اللبناني كان منسجما مع السياسة المتبعة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أَمَا يَحِقُّ لي أَنْ أَتَصَرَّفَ بِأَمْوَالي كَمَا أُريد؟ أَمْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةٌ لأَنِّي أَنَا صَالِح؟ هكَذَا يَصِيرُ الآخِرُونَ أَوَّلِين، والأَوَّلُونَ آخِرِين

إنجيل القدّيس متّى20/من01حتى16/”قالَ الربُّ يَسوعُ: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ رَبَّ بَيْتٍ خَرَجَ مَعَ الفَجْرِ لِيَسْتَأْجِرَ فَعَلَةً لِكَرْمِهِ. وٱتَّفَقَ مَعَ الفَعَلَةِ عَلى دِينَارٍ في اليَوْمِ فَأَرْسَلَهُم إِلى كَرْمِهِ. ثُمَّ خَرَجَ نَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ فَرَأَى فَعَلَةً آخَرِينَ واقِفِينَ في السَّاحَةِ بَطَّالِين. فقَالَ لَهُم: إِذْهَبُوا أَنْتُم أَيْضًا إِلى الكَرْم، وسَأُعْطِيكُم مَا يَحِقُّ لَكُم. فَذَهَبُوا. وعَادَ فَخَرَجَ نَحْوَ الظُّهْر، ثُمَّ نَحْوَ السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ بَعْدَ الظُّهْر، وفَعَلَ كَذلِكَ. ثُمَّ خَرَجَ نَحْوَ السَّاعَةِ الخَامِسَةِ مَسَاءً فَوَجَدَ فَعَلَةً آخَرِينَ واقِفِين، فَقَالَ لَهُم: لِمَاذَا تَقِفُونَ هُنَا طُولَ النَّهَارِ بَطَّالِين؟ قَالُوا لَهُ: «لأَنَّهُ لَمْ يَسْتَأْجِرْنَا أَحَد! قَالَ لَهُم: إِذْهَبُوا أَنْتُم أَيضًا إِلى الكَرْم. ولَمَّا كَانَ المَسَاء، قَالَ رَبُّ الكَرْمِ لِوَكِيلِهِ: أُدْعُ الفَعَلَة، وٱدْفَعْ لَهُم أَجْرَهُم مُبْتَدِئًا بِالآخِرِيْن، مُنْتَهِيًا بِالأَوَّلِين. وجَاءَ فَعَلَةُ السَّاعَةِ الخَامِسَةِ مَسَاءً فَأَخَذَ كُلٌّ مِنْهُم دينَارًا. ولَمَّا جَاءَ الأَوَّلُون، ظَنُّوا أَنَّهُم سَيَأْخُذُونَ أَكْثَر. فَأَخَذَ كُلٌّ مِنْهُم أَيْضًا دينَارًا. ولَمَّا أَخَذُوا الدِّيْنَارَ بَدَأُوا يَتَذَمَّرُونَ على رَبِّ البَيْتِ، قَائِلين: هؤُلاءِ الآخِرُونَ عَمِلُوا سَاعَةً واحِدَة، وأَنْتَ سَاوَيْتَهُم بِنَا نَحْنُ الَّذينَ ٱحْتَمَلْنا ثِقَلَ النَّهَارِ وحَرَّهُ! فأَجَابَ وقَالَ لِوَاحِدٍ مِنْهُم: يَا صَاحِب، أَنَا مَا ظَلَمْتُكَ! أَمَا ٱتَّفَقْتَ مَعِي على دِينَار؟ خُذْ مَا هُوَ لَكَ وٱذْهَبْ. فَأَنَا أُريدُ أَنْ أُعْطِيَ هذَا الأَخِيْر، كَمَا أَعْطَيْتُكَ. أَمَا يَحِقُّ لي أَنْ أَتَصَرَّفَ بِأَمْوَالي كَمَا أُريد؟ أَمْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةٌ لأَنِّي أَنَا صَالِح؟ هكَذَا يَصِيرُ الآخِرُونَ أَوَّلِين، والأَوَّلُونَ آخِرِين».”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

المخرج يوسف الخوري غاص في التاريخ والوقائع والأحداث وشهد للحق وللحقيقة ولم يتطاول أو يهين أحد

الياس بجاني/25 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90718/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%ba%d8%a7%d8%b5-%d9%81%d9%8a-%d8%a7/

في الخلاصة، فإن الخوري، ونحن ننشر على موقعنا كل ما يكتبه هو انسان فنان ومثقف وخلوق ومؤدب وعلمي وموضوي إلى أقصى الحدود، كما أنه وبنفس الوقت لبناني عنيد في دفاعه عن الحق وسيادي وحر ويعشق لبنان وكل ما هو لبناني قولاً وأفعالاً .

يبقى، أن الخوري يتميز عن كثر من الكتاب الصحافيين بأنه مطلع بعمق على تاريخ لبنان وعلى كل الأحداث التي شهدها حاضراً وماضياً، وبالتالي فإن كل كتاباته تتصف بالموضوعية وتندرج تحت خانة الدراسات والأبحاث والتوثيق.

لكل من اخافتهم جرأة وصراحة ووطنية وعمق اطلاح الخوري على التاريخ وخفاياه، نقول لهم تعلموا منه وناقشوه وحاوروه بالمنطق والحجج والوثائق بدلاً من أن تخونه وتشتموه وتتهموه بما هو فيكم.

وألف تحية اغترابية ليوسف الخوري الذي نرى فيه وبأمثاله خمائر وطنية وإيمانية ورجائية سوف بإذن الله تخمر كل عجين وطننا الحبيب والجريح والمقهور والمحتل

****
لفتني عدد الردود التي وصلتني تعليقاً على مقالة المخرج يوسف الخوري التي نشرتها على موقعي أول أمس وجاءت تحت عنوان: “حجمكم “شخطة” قلم رصاص بيد بطريرك ماروني”.

معظم ما وصلني وما نشر على عشرات المواقع من فايس بوك وانستغرام وتويتر ومواقع الكترونية كان موضوعياً، إلا أن الكثير منها أيضاً كان عبارة عن شتائم صيغت بلغة شوارعية ولم تتناول ما جاء في المحتوى العلمي والتاريخي للمقالة، “الوثيقة التاريخية”  لا من قريب ولا من بعيد وبالتالي لا تستحق غير الشفقة على أصحابها المغربين عن العلم والمنطق والتاريخ وقبول الرأي الآخر.

وإذا كان الخوري قاسيًا في مقالته تجاه بعض أبناء الطائفة الشيعة الكريمة، فإن الردود عليه خرجت عن الأدبيات لتتناوله شخصيًّا بالشتائم والنعوت البذيئة.

تناولتُ هذه الردود واحدة واحدة، مقالات فضفاضة؛ بوستات مختصرة على صفحات بعض الروّاد؛ وردود مباشرة على صفحة الخوري، وعلى بريدي الألكتروني ومواقعي على صفحات التواصل الإجتماعي كافة؛ فتبيّن لي أنّها ممنهجة وجميعها من خارج السياق ويديرها على يبدو مايسترو واحد! ما يدل على أنّها ممنهجة وتجري بإدارة المايسترو نفسه، وهي ركّزت على النقاط نفسها:

إتّهام يوسف ي. الخوري بأنه وعنصري وطائفي حاقد على الطائفة الشيعيّة ككل.

التركيز على أنّ الخوري هو مُزوّر للتاريخ، وعلى أنّ المؤرخين الذين استند إليهم كمصادر لمعلوماته، هم مشوِّهون للتاريخ وليس عندهم مصداقية.

مهاجمة الخوري بالشتائم والكلام النابي.

أمّا ما جعلني أقول بأِنّ الكثير من الردود جاءت من خارج السياق، هو أنّ أيًّا منها لم يُناقش صحّة المعلومات الواردة في المقالة بالشكل العلمي المعلّل.

أما بالنسبة للتعميم، فقد كان الخوري واضحًا في مطلع مقالته بأنّه يتوجّه إلى شريحتين من الشيعة وليس إلى الطائفة الشيعيّة، وهاتان الشريحتان هما: من جهة، “هؤلاء الذين يضربون على صدورهم وهم يصيحون: تيعا تيعا”، ويقصد بهم الشيعة الذين يُهاجمون ثوار 17 تشرين وهم يصيحون “شيعة شيعة”.

ومن جهة ثانية، هؤلاء “الذين يستقوون بالسلاح” ويقصد بهم ميليشيات حزب الله.

في بحر المقالة وصف الخوري هاتين الشريحتين بـ “شيعة الفقيه” وميّزهما عن الشيعة اللبنانيين.

وأكثر ما لفتني في هذا المكان، هو أنّ الخوري نُعت بالطائفي، بينما هو لم يتطرق إلى المعتقد الشيعي بكلمة واحدة، لا بل في السياسة هاجم الموارنة كما هاجم الشريحتين الشيعيّتين المشار إليهما أعلاه.

بالنسبة لإتّهام الخوري بتزوير التاريخ، فهذا افتراء أكيد، إذ لم أقرأ أيّ ردّ له علاقة بالحقائق التاريخيّة التي أوردها الخوري في مقالته، فالمنهجيّة العلميّة تقضي بأقلّ تعديل، إبراز الوثائق التي تنفي صحّة خبر ما وتناقضه، وهذا الأمر لم يحصل ولو لمرة واحدة في الردود “الشتائمية والغاضبة والإتهامية” التي تابعتها، وهي بالمئات على صفحة الخوري ومن خلال بريدي الألكتروني وعلى مختلف صفحات مواقع التواصل .

في المقابل، إصرارُ معظم الردود على أنّ المؤرخين زوّروا الحقائق حول الطائفة الشيعيّة، وعلى أنّ الموارنة ليسوا هم مَن صنع لبنان، لهو أمرٌ يدعو إلى الخوف والتساؤل عمّا إذا كان “شيعة الفقيه” يسعون إلى طمس الحقائق اللبنانيّة، بغية أخذ لبنان إلى صيغة جديدة مختلفة لا علاقة لها بما سبقها.

لا أستبعد أن يكون “شيعة الفقيه” فعلًا هم بصدد جرّ البلاد وعبادها إلى جمهوريّة إسلاميّة كما ألمح الخوري في المقطع الأخير من مقالته.

أمّا عن الشتائم التي وُجهت بأحقر تعابيرها إلى الخوري، فهي إن تدل على شيء، فتدلّ على ضعف حجّج وقلّة معرفة مطلقيها، خصوصًا أنّ معلومة واحدة مما كتبه الخوري لم يجرِ نقضها أو حتى محاولة مناقشتها.

ماذا كان على الخوري أن يفعل لكي لا يُغضب “شيعة الفقيه”؟ أكان عليه أن يستبدل كلمة بطريرك في عنوان مقالته بكلمة فلاح ليُصبح العنوان: حجمكم “شخطة” قلم رصاص بيد فلاح ماروني!!!؟

وما لفتني ولفت كثر غيري من الناشطين الإغترابيين هو رحابة صدر الخوري، وتقبله للرأي الآخر حتى لو كان هذا الرأي شتائم واهانات واتهامات باطلة. فهو لم يمحي كما لاحظنا ولا شتيمة واحدة من على صفحته، لا بل على العكس حاول الرد على كل من شتمه بأدب وإحترام وشرح لما كتبه.

في الخلاصة، فإن الخوري، ونحن ننشر على موقعنا كل ما يكتبه هو انسان فنان ومثقف وخلوق ومؤدب وعلمي وموضوي إلى أقصى الحدود، كما أنه وبنفس الوقت لبناني عنيد في دفاعه عن الحق وسيادي وحر ويعشق لبنان وكل ما هو لبناني قولاً وأفعالاً .

يبقى، أن الخوري يتميز عن كثر من الكتاب الصحافيين بأنه مطلع بعمق على تاريخ لبنان وعلى كل الأحداث التي شهدها حاضراً وماضياً، وبالتالي فإن كل كتاباته تتصف بالموضوعية وتندرج تحت خانة الدراسات والأبحاث والتوثيق.

لكل من اخافتهم جرأة وصراحة ووطنية وعمق اطلاح الخوري على التاريخ وخفاياه، نقول لهم تعلموا منه وناقشوه وحاوروه بالمنطق والحجج والوثائق بدلاً من أن تخونه وتشتموه وتتهموه بما هو فيكم.

وألف تحية اغترابية ليوسف الخوري الذي نرى فيه وبأمثاله خمائر وطنية وإيمانية ورجائية سوف بإذن الله تخمر كل عجين وطننا الحبيب والجريح والمقهور والمحتل.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

انفجار عين قانا: لحام المرفأ بلش يلحم بالجنوب

الياس بجاني/22 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90639/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%86%d9%81%d8%ac%d8%a7%d8%b1-%d8%b9%d9%8a%d9%86-%d9%82%d8%a7%d9%86%d8%a7-%d9%84%d8%ad%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1%d9%81/

لأن “من يحفر حفرة لأخيه يقع فيها”، ها هو اللحام اللاهي الذي فجر مرفأ بيروت ينتقل من بيروت ومعه عدة التلحيم ويبدأ عمله التلحيمي والأمونيومي في الجنوب حيث “الخلد” الذي هو حزب الله الأمونيومي لم يترك مؤسسة أو مدرسة أو مستشفى أو حتى منزل ولم يخزن فيه سلاحه وذخائره.

إن انفجار عين قانا اليوم هو بالتأكيد ناتج عن عملية تلحيم مماثلة لتلك التي فجرت مرفأ بيروت ودمرت المناطق المسيحية المقاومة.

ويبدوا بأن معلم التلحيم هذا مصمم على أن يمارس مهنته “التلحيمية” في كل المناطق اللبنانية على قاعدة 6-6 مكرر ما غيرها.

لا نتمنى لا للجنوب ولا لأي منطقة من مناطق لبنان أن تذوق ما ذاقته مناطق بيروت الشرقية، ولكن ما دام معلم التلحيم هذا حر وطليق ودون محاسبة فإن كوارثة التلحيمية لن توفر أية منطقة في لبنان، وخصوصاً قرى وبلدات ودساكر ومدن الجنوب التي حولها الحزب الأمونيومي وسيد أمنويم إلى جحور وانفاق ومخازن اسلحة.

 

نوفل ضو يا كايدهم ، ويا معري فجورهم وفسادهم وذميتهم، لك من الأحرار ألف تحية تقدير وإكبار

الياس بجاني/22 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90627/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%86%d9%88%d9%81%d9%84-%d8%b6%d9%88-%d9%8a%d8%a7-%d9%83%d8%a7%d9%8a%d8%af%d9%87%d9%85-%d8%8c-%d9%88%d9%8a%d8%a7-%d9%85%d8%b9%d8%b1%d9%8a/

تحية اغترابية من القلب لنوفل ضو ولكل من هم من خامة هذا الإعلامي الشجاع والوطني والسيادي.

في الخلاصة، لا حزب الأمونيوم، ولا القضاء العضومي، ولا الطاقم السياسي والحزبي والرسمي الذمي هم من يمثلون لبنان الرسالة، بل كل من هم من خامة ومفاهيم ووجدانية وشجاعة نوفل ضو.

**

إن دولة مرتهنة للاحتلال الإيراني ولذراعه الإجرامي والأمونيومي والإرهابي المسمى زوراً وكفراً “حزب الله”،

ودولة فاقدة لقرارها والمسؤولين فيها من القمة حتى القاعدة ودون استثناء واحد ذميون ومخصيون سيادياً ولبناناوياً ودستورياً وعدلاً وحرية وكرامة وعنفواناً وضميراً ووجداناً،

ودولة قضائها “عضومي” وانتقائي لا يعرف ألف باء قواعد وأصول القضاء ويعمل كأداة لقمع وإسكات واضطهاد وإرهاب الأحرار والسياديين والاستقلاليين،

هكذا دولة ولأنها دركية ومهترئة وصورية ومرتهنة للدويلة لا يمكنها إلا أن تنزعج وتغضب وتستنفر قضائها العضومي لمعاقبة نوفل ضو ومن هم من خامته الوطنية والسيادية واللبناناوية.

نوفل ضو الصوت الصارخ في برية الدولة الصورية والدويلة المجرمة والأمونيومية انتقد ومن ضمن المعايير القانونية والدستورية المسؤولين الذين خالفوا القوانين المرعية الشأن  والإجراء المتعلقة بإدخال الأدوية الإيرانية إلى لبنان.

وبدلاً من أن يُشكر ضو ويؤخذ بانتقاداته ويُصحح المعنيون الخلل الصحي القانوني الذي تناوله، ها هو القضاء العضومي المسيس يستدعيه للمثول أمام المباحث الجنائية بدعوة قُدّمت ضده من وزير حزب الله حمد حسن، وزير الصحة.

أليس بربكم هذا التصرف هو قمة في الغباء والفجور والعهر والإستكبار الواهم؟

يبقى أن فجور ووقاحة القضاء العضومي في هرطقة استدعاء ضو لإرهابه وقمع حريته وإسكاته سيفشل فشلاً ذريعاً لأن ضو لبناني حر ومؤمن وملتزم قولاً وفعلاً بقول السيد المسيح للكتبة والفريسيين: “لو سكت هؤلاء لتكلمت الحجارة”. هؤلاء كانوا طلبوا من المسيح أن يُسكِّت تلاميذه وهم يهتفون: “تبارك الملك الآتي باسم الرب. السلام في السماء، والمجد في العلى”.

تحية اغترابية من القلب لنوفل ضو ولكل من هم من خامة هذا الإعلامي الشجاع والوطني والسيادي.

في الخلاصة، لا حزب الأمونيوم، ولا القضاء العضومي، ولا الطاقم السياسي والحزبي والرسمي الذمي هم من يمثلون لبنان الرسالة، بل كل من هم من خامة ومفاهيم ووجدانية وشجاعة نوفل ضو.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

سيد امونيوم من أول كلن يعني كلن

الياس بجاني/21 أيلول/2020

ما دام سيد امونيوم محضر حالو ع الهريبي ب 1.6 مليار دولار ومعاشه الشهري بس 1500 دولار متل ما ادعى يعني هو فاسد ومن أول كلن يعني كلن

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو تقرير/صواريخ حزب الله التالفة وأخطارها القاتلةا على محيطه مخازنها في الضاحية ومحيطها وفي البلدات والقرى الجنوبية والبقاعية تحديداً

فيديو تقرير من قناة اوريانت يتناول أخطار ترسانة حزب الله من الصواريخ التالفة ممها يهدد بشكل كبير جداً انفجار المستودعات المخزنة فيها وتدمير كل ما يحيط بها. ومخازن هذه الأسلحة كما تؤكد التقارير التي نشرتها إسرائيل هي موجودة في كل قرى وبلدات الجنوب والبقاع وفي الضاحية الجنوبية من بيروت ومحيطها وأيضاً في قضاء جبيل> نصر الله طلب وساطة ميركل عند إسرائيل حتى لا تهاجم هذه المخازن وتفجرها

https://www.youtube.com/watch?v=4eMsxZAYyaE

 

فيديو مقابلة مع نوفل ضو في حوار اون لاين

فيديو مقابلة نوفل ضو من اذاعة صوت لبنان الكتائبية/شعب الأحزاب نت الأغطية والمنافقين والوصوليين يحميهم ويتحمل معهم المسؤولية على كل هو حاصل

https://www.youtube.com/watch?v=VL4r9zM-PAE

 

فيديو مداخلة للقمان سليم: حزب الله الإرهابي وتبيض الأموال والبنوك التي تتآمر معه

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي لقمان سليم يتناول تقرير مؤسسة الفداع عن الديموقراطية الذي كشف كل مصادر تمويل حزب الله  وتبيضه للأموال داخلاً وخارجاً في أسفل رابط التقرير المنشور على موقعنا الألكتروني

https://www.youtube.com/watch?v=Jeuf0U556Cc

 

How Hezbollah Collaborates With Latin American Drug Cartels/Emanuele Ottolenghi/FDD/September 23/2020

/إيمانويل أوتولينغي/مؤسسة الدفاع عن الديموقراطية: طرق تعاون حزب الله مع عصابات المخدرات في أمريكا اللاتينية

http://eliasbejjaninews.com/archives/90656/emanuele-ottolenghi-fdd-how-hezbollah-collaborates-with-latin-american-drug-cartels-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%88%d9%8a%d9%84-%d8%a3%d9%88%d8%aa%d9%88%d9%84%d9%8a%d9%86%d8%ba%d9%8a-%d9%85%d8%a4/

 

الأسد: إما دجال واما مفصول عن الواقع.

ابو ارز. اتيان صقر/25 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90731/%d8%a7%d8%a8%d9%88-%d8%a7%d8%b1%d8%b2-%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%b5%d9%82%d8%b1-%d8%a5%d9%85%d8%a7-%d8%af%d8%ac%d8%a7%d9%84-%d9%88%d8%a7%d9%85%d8%a7-%d9%85%d9%81%d8%b5%d9%88%d9%84-%d8%b9/

قال ” الاسد” في احدى مقابلاته الدونكيشوتية ” ان السر في نجاح القيادة السورية في الصمود في وجه الغرب ، ورحيل معظم من طالبها بالرحيل عن السلطة من اوباما الى ساركوزي وهولاند وغيرهم، هو السر السوري الذي يتمثل في الدعم الشعبي، فعندما تتمتع بالدعم الشعبي تستطيع ان تقف في وجه اي عاصفة.”

اخر غبي في العالم يعلم ان كل هذا الكلام هرطقة على الحقيقة واستخفاف بعقول الناس، وان صاحبه اما مفصول عن الواقع او دجال بامتياز:

اولا، لا وجود لاي قيادة في سوريا منذ السبعينات من القرن الماضي، بل هناك ديكتاتور ابن ديكتاتور سابق، يحكم بامره ولا يشاركه احد لا بالرأي ولا بالقرار.

ثانيا، لولا الدعم الروسي – الايراني غير المحدود وغير المشروط لكان سقط نظام الاسد من زمان وبشهادة الروس والايرانيين انفسهم.

ثالثا، ان سبب رحيل الرؤساء اوباما وساركوزي وهولاند عن السلطة لا يعود ” لصموده” بل لقواعد الانظمة الديموقراطية المبنية على تداول السلطة في بلاد الرقي التي تحترم شعبها، خلافا للانظمة التوتاليتارية التي تقتل شعبها في بلاد التخلف.

رابعا، اما المسخرة الكبرى فهي في تبجحه بالدعم الشعبي، من دون ان ندري عن اي شعب يتحدث واكثر من نصفه هرب من بطشه الى المنافي وبات اما لاجئا او نازحا او مشردا في اقاصي الارض.

خامسا، وعن السر السوري الذي يفاخر به، فهو ليس في صموده المزعوم بل في تمكنه من التملص، حتى الان، من المثول امام محكمة العدل الدولية بصفته اكبر مجرم حرب في القرن الحالي، واكثر من يهدد السلام العالمي هو وصديقه المبجل كيم جونغ اون ديكتاتور كوريا الشمالية.

نود ان نذكر “الاسد” قاتل الاطفال بالبراميل وغاز السارين، انه اذا استطاع التهرب من عدالة الارض بفعل ميوعة الغرب لا بفعل شطارته، فلن يستطيع التهرب من غضب السماء الذي لا يرحم.

لبيك لبنان

ابو ارز.

 

لبنان أيام العمالقة الموارنة.. والمارونية السياسية

صفحة كميل شمعون/25 أيلول/2020

مطاره السابع في العالم. شركة طيرانه تنافس الخطوطالاميركية والبريطانية والفرنسية. هواؤه دواء. مياهه تضاهي المياه المعدنية الأوروبية. شطآنه ذهبية. نصف ليرته فضة. مرفأه كان الأول في شرقي المتوسط. الحدّ الأدنى للأجور يوازي اليوم ٢٨٥٠$. لديه سربان من طائرات الميراج. لديه فرقة مظليين في الجيش.

مستشفى العرب. جامعة العرب. مصرف العرب.  مصيَف العرب. صناعاته و زراعاته عالمية. محطة رياق للقطارات كانت مصنع تحويل قطارات الشرق وتصليحها. مصفاتان للنفط (طرابلس وصيدا). كهرباؤه وماؤه ٢٤/٢٤. شهاداته الرسمية مقبولة في كل جامعات العالم. عملته  الرابعة في العالم. بورصات باريس ولندن ونيويورك وهونغ كونغ كانت لا تقفل عملياتها قبل الحصول على بيانات بورصة بيروت. فنادقه كانت الأفخم في الشرق. كان ستوديو تمثيل وتصوير سينما مصر وسوريا والعراق وكل الدول العربية. كان مسرح. كان مدينة رياضية. كان كازينو وسباق خيل الشرق. كان و كان وكان.... أما اليوم.. في عصر الأقزام... لم يبق منه شيئا......

 

جيروزاليم بوست": لبنان وإسرائيل اتفقا على بدء ترسيم الحدود

المدن/26 أيلول/2020

أكد المتحدث باسم وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتز، اليوم الجمعة، أن إسرائيل ولبنان توصّلا إلى اتفاق لإجراء مفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، بعد مراوحة دامت لسنوات. ومن المتوقع أنّ تنطلق المحادثات منتصف تشرين الأول المقبل، بعد "عيد العُرش" (أو عيد المظلة الذي يحتفل به اليهود إحياءً لذكرى خيمة السعف التي لجأوا إليها أثناء خروجهم من مصر بحسب التوراة) في الناقورة، حيث مقرّ قوة الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في لبنان. وسيحضر المفاوضات، إلى جانب ضباط من قوات اليونيفيل، ممثل عن الإدارة الأميركية، من المحتمل أن يكون مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر. فشينكر، الذي زار إسرائيل الأسبوع الماضي، شارك في إقناع المسؤولين اللبنانيين والإسرائيليين بالتفاوض حول التنقيب عن الغاز. فالتقى شينكر، وزير الطاقة يوفال شتاينتز، ومن الجانب اللبناني رئيس مجلس النواب نبيه بري ومسؤولين في مكتب الرئيس ميشال عون.

وأطلع شينكر، الأسبوع الماضي، كلاً من شتاينتز ووزير الخارجية غابي أشكينازي على اتفاق بدء الجولة الأولى من المفاوضات. ونصّت الصيغة الجديدة على أن تقوم الولايات المتحدة بالوساطة بين البلدين في ظل متابعة الأمم المتحدة، في حين كان مطلب لبنان توسّط كل من الأميركيين والأمم المتحدة في المحادثات. إنّ النزاع القائم بين لبنان وإسرائيل، الذي بدأ أكثر من عقد، يتمحور حول مساحة 860 كيلومتراً مربعاً في البحر الأبيض المتوسط. وقد وافقت إسرائيل على تقسيم المنطقة 58:42 لصالح لبنان الذي يرغب في بدء التنقيب عن الغاز في أقرب وقت ممكن، للمساعدة في إخراج نفسه من أزمته الاقتصادية المستمرة. وقد عمد حزب الله مراراً، وهو من أركان الحكومة اللبنانية، على إعاقة انطلاق المفاوضات مع إسرائيل، في حين عارضت إسرائيل أن تكون الأمم المتحدة الوسيط في المفاوضات. بعد الانفجار الضخم الذي هزّ بيروت الشهر الماضي، تنامت الانتقادات العامة لحزب الله ودوره في لبنان، وأظهرت البلاد مؤخراً استعداداً أكبر للتفاوض مع إسرائيل. ومن المرجّح أنّ تسعى إدراة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تقديم المحادثات، كخطوة إضافية نحو تحقيق السلام والتطبيع في الشرق الأوسط.

 

أديب وضع عون بأجواء الاستشارات… ولقاء جديد صباح السبت

مواقع ألكترونية/25 أيلول/2020

التقى رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب في قصر بعبدا رئيس الجمهرية العماد ميشال عون لمدة 40 دقيقة ووضعه بأجواء الاستشارات. واتفق أديب وعون على عقد اجتماع غدا السبت عند الساعة 11 صباحا. وكان قد لوحظ ان اديب حمل للمرة الأولى ملفا عند دخوله القصر الجمهوري.

 

لا حكومة إلا بمواصفات 8 آذار: أديب أمام التسليم أو الاعتذار!

وكالة الانباء المركزية/25 أيلول/2020

صحيح ان المشاورات التي بدأها الرئيس المكلف مصطفى اديب مع الثنائي الشيعي امس، ويستكملها مبدئيا مساء اليوم، تهدف الى تذليل عقدة حقيبة المال واختيار الوزراء الشيعة في الحكومة العتيدة، الا ان “حسن نية” أديب ورغبته بتأليف حكومة ترضي الجميع على حد ما أعلن في بيان صادر عنه منذ يومين، تحوّلتا، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية” الى مضيعة مكلفة للوقت الثمين الذي لا يملك اللبنانيون ترف هدره. لماذا؟ لأن ما تطبخه “حكوميا” قوى السلطة، وعلى رأسها حزب الله وحلفاؤه في 8 آذار، فاحت رائحته بقوة في الساعات القليلة الماضية. وباتت معالم المرحلة المقبلة من عملية التشكيل، سيما اذا فُككت العقدة الشيعية، واضحة، وهي لا تبشّر بالخير. فاذا لم يوافق اديب على التنازل للثنائي الشيعي وتنفيذ مطالبه – أي استثناء وزارة المال من المداورة من جهة، واختيار الوزراء الشيعة من ضمن لائحة اسماء يحددها امل وحزب الله، من جهة ثانية – فإن عجلات التأليف ستتعطل فورا. أما اذا وافق على ما يريدان، فإن هذا “الرضوخ” سيضع اديب سريعا، امام “جبل” تعقيدات جديدة بدأت “تباشيره” بالظهور:

رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية، أعلن انه لا يوافق على ان يختار الرئيس المكلف مَن يمثّل المردة في الحكومة من دون استشارته، خاصة ان كتلته سمّت أديب، ليستشيرها لا ليتجاوزها! أما رئيس الحزب “الديمقراطي اللبناني” النائب طلال أرسلان فغرد عبر حسابه على “تويتر” اليوم، “‏اكثر من مشكلة ستواجه الحكومة ورئيسها اذا لم يتم احترام الكتل النيابية بالمواصفات المطلوبة”. من جهتها، تبدي اوساط الطاشناق ايضا تشددا حيال اختيار الوزراء الارمن في الحكومة العتيدة. وتضاف الى هذه الخلطة القاتلة للتأليف، معلومات تتحدث عن توجّه لدى بعبدا للتمسك باختيار الوزراء المسيحيين، فرئيس الجمهورية لا يمكن ان يبصم على وزراء لا يعرفهم يُسقطهم عليه رئيسُ الحكومة، في وقت تكثر الاسئلة عن مصير مبدأ “المداورة” الذي قد ترى بعض القوى انه من غير المنطقي ان تنطبق على وزارات وتُستثنى منها أخرى.

المواقف والمعطيات هذه، يجب ان يلتقطها أديب ويفهمها جيدا: قوى 8 آذار لا تريد تأليف حكومة اختصاصيين مستقلين، بل تريد حكومة شبيهة بحكومة حسان دياب، تعيّن هي مَن يمثّلها فيها، مع اعطاء الاولوية لاصحاب الاختصاص والكفاءة. ويجب ان يكون أديب بات على يقين ايضا، بأن المالية لن تكون آخر العقد، بل ان حلفاء حزب الله، يكمنون له عند “الكوع”، وسينقضّون عليه بوابل من الشروط فور نجاحه المحتمل في تجاوز عقبة “الثنائي”.

وعليه، على الرئيس المكلّف الذي يزور بعبدا عصر اليوم، إما ان يحمل معه تركيبته الخاصة الانسب في رأيه لانقاذ لبنان، فاذا رضي بها الرئيس عون كان به، أو فليعتذر مهما كان موقف “الفرنسي” او سواه. والا فليشكّل اليوم قبل الغد، ومن دون حرق مزيد من الوقت، حكومة بمواصفات 8 آذار، توأم حكومة حسان دياب. فأي تأليف لن يكون ممكنا الا بهذه الشروط، وقد بات القاصي والداني يعرف هذه الحقيقة…

 

مخدرات وسلاح واتجار بالبشر.. هذه مصادر تمويل “الحزب”!

قناة العربية.نت/الجمعة 25 أيلول 2020

يعتمد حزب الله على قنوات رسمية وأخرى غير رسمية كمصادر للتمويل، لكن المؤكد بحسب دراسة لـ”معهد الدفاع عن الديمقراطيات الأميركي”، فإن الحزب يعتمد على “الأنشطة الإجرامية” لتأمين جزء كبير من تمويلها. وتمتد شبكة معقدة من تبييض الأموال من أميركا الجنوبية إلى إفريقيا، فالولايات المتحدة، وحين تأتي مرحلة عودة تلك الأموال إلى الحزب يتم الاعتماد على النظام المالي الرسمي اللبناني والدولي. وأولى المحطات التي تمر  عبرها الأموال هي “المغسلة”، كما يسميها التقرير، حيث يعتمد الحزب على شبكة عالمية من الممولين لغسل أموال أنشطته الإجرامية من المخدرات والسلاح والاتجار بالبشر.

ثم يأتي دور مكاتب الصرافة، حيث تشير تصنيفات وزارة الخزانة الأميركية إلى تبادل العملات الذي يتم بتلك المكاتب، مثل شركة “شمس للصيرفة” المتهمة بنقل أموال نيابة عن حزب الله. تبييض الأموال بالتجارة وسيلة أخرى يعتمد عليها الحزب، فبمجرد ضخ الأموال في النظام المالي الرسمي يعيد حزب الله القيمة إلى الشبكات الإجرامية التي يتعاون معها عن طريق شراء البضائع. وهنا يتم التلاعب بوزن وقيمة البضائع أو حتى إنشاء أوراق مزيفة لمعاملات غير موجودة لتبرير تحويل الأموال. وبالإضافة لقنوات التمويل، هناك أيضا منافذ تهريب يعتمد عليها حزب الله، منها غير الرسمي عبر الحدود، ومنها الرسمي عبر 3 منافذ رئيسية، أولها مطار رفيق الحريري في بيروت حيث يحتفظ الحزب بحسب التقرير بمسؤولين موالين له في أمن المطار، ويتم إدخال السلع الفاخرة والساعات والسيارات المشتراة من عائدات تجارة المخدرات لحزب الله عبر المطار. المنفذ الثاني هو مرفأ بيروت الذي كشفت كارثة الانفجار عن العمليات غير المشروعة التي تتم به ووسائل التستر على التهريب. أما ثالث المنافذ فهو مرفأ اللاذقية في سوريا، حيث أورد التقرير شهادات وكلاء مشتريات الحزب، مثل داني طراف وحسن حدروج، التي أكدت أن حزب الله يسيطر تماما على الميناء، فبإمكانه إغلاق جميع الكاميرات، كما أنه لا يحتاج في معاملاته لأوراق الشحن.

 

إذا لم يحصل برّي على “المالية” اليوم فسيخسرها الى الأبد!

أنطون الفتى/أخبار اليوم/الجمعة 25 أيلول 2020

إذا كان الهدف الأساسي من تشكيل حكومة مهمات مستقلّة، بموجب المبادرة الفرنسية، هو السّير بالإصلاحات، فإن المبتغى الرئيسي من تأخير تشكيلها يكون إرجاء المضيّ في طريق تلك الإصلاحات، لا سيّما ما يرتبط منها بالملفات الاستراتيجية التي تقوم على ضرورة الفَصَل في ما بين الإقتصادَيْن اللّبناني والسوري، وهو ما سيغيّر الكثير في الاستراتيجيا الإيرانية على مستوى المنطقة عموماً، في تلك الحالة. ولكن لا بدّ من البدء بالعمل، مهما كلّف الأمر، ومهما بدَت الآفاق مُقفَلَة. فما هي الخيارات المتاحة في هذا الإطار، حتى ولو تأخّر تشكيل الحكومة الجديدة؟

تراجُع عن الاستقالة

أشار الخبير الإقتصادي الدكتور لويس حبيقة الى أن “العمل على الإصلاحات حالياً يتطلّب أوّلاً تراجُع رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب عن استقالته، وقبول رئيس الجمهورية ميشال عون هذا الأمر. وعندها سنجد أن مجلس النواب لن يُعارض أيضاً، إذ إن الأكثرية النيابية يمتلكها الفريق الذي شكّل حكومة دياب”. ورأى في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” أنه “إذا لم يتمكّن الرئيس المكلّف مصطفى أديب من تشكيل حكومة، فإنه لا بدّ من إعادة إحياء حكومة دياب. فالدخول في استشارات ومشاورات مجدّداً سيضيّع الكثير من الوقت، فيما عجز أديب عن التشكيل يعني أن غيره لن يتمكّن من ذلك بسهولة، مع سقوط المبادرة الفرنسية، في تلك الحالة”.

موازنة 2021

وأوضح حبيقة أن “الإصلاحات التي يجب السّير بها سريعاً تتعلّق بملفات ضبط الإنفاق ووقف الهدر والفساد، والعمل على موازنة عام 2021، بالإضافة الى الملفات البيئية، والإصلاح الإداري، والعمل على ملفات وزارة الأشغال بدءاً من الإنفاق وصولاً الى أوضاع المطار. فضلاً عن العناية بالملفات التربوية، ولا سيّما الإستجابة لمجموعة من الحاجات المرتبطة باستئناف الدراسة مجدّداً، وفعلياً، وتأمين الوسائل التقنية اللّازمة لكلّ الطلاب، والعمل على ملفات الفقر والصحة والمستشفيات، وترميم المنازل السكنية التي تضرّرت من جراء انفجار مرفأ بيروت في 4 آب الماضي، وتأمين المبالغ المالية اللّازمة لذلك، مع عدم الإكتفاء بحَصْر عمليات إعادة الإعمار بالمؤسّسات”.

وشدّد على أن “أولوية الأولويات تبقى لاستعادة مسار التفاوُض مع “صندوق النّقد الدولي”، وهو ما سيؤمّن التمويل اللّازم لكلّ ما سبق ذكره، مع توفير تدفّق الدولارات الى البلد مجدّداً”.

وقال:”تدفُّق الأموال من جديد يتطلّب توفير الثقة، ومتغيّرات سياسية داخلية مهمة أيضاً. فخَلْق مشكلة لتوزير وزير من طائفة معينة، هو مؤشّر سلبي. ومن المفيد جداً في هذا الإطار اعتماد اقتراح رئيس الجمهورية حول إسناد الوزارات الأربع، التي تُعتبَر رئيسية، الى وزراء من الطوائف الأقلّ عدداً. فلمَ لا يكون وزير المال أرمينياً، والداخلية درزياً، والخارجية كاثوليكياً، والدفاع علوياً؟ على سبيل المثال”. وأضاف:”هذه خلطة جديدة، تغيّر الجوّ السياسي، والذهنية السياسية والإدارية، وتسهّل استجلاب الأموال الى البلد”.

الإصلاحات الكبرى

وردّاً على سؤال حول إمكانية أن يكون تأخير تشكيل الحكومة للتهرّب من الإصلاحات الكبرى التي تتعلّق بضبط الحدود مثلاً، وبفَصْل الإقتصاد اللّبناني عن السوري كلياً، أجاب حبيقة:”تأخير تشكيل الحكومة يرتبط بعجز داخلي عن توزيع الحصص. فرئيس مجلس النواب نبيه بري يتحدث منذ زمن طويل عن أن وزارة المالية للطائفة الشيعية، وهو يعلّق أهمية كبرى على ذلك، انطلاقاً من أنه إذا لم يتمكّن من الحصول عليها الآن، فإن الطائفة الشيعية لن تحصل عليها في المستقبل أبداً. وبالتالي، أي تساهُل من جانبه اليوم سيشكّل خسارة الى الأبد، وهذا هو جوهر المشكلة”. وختم:”ضبط الحدود، والصّراع الاقليمي، والملفات الخارجية، ستظلّ على حالها، حتى ولو تمّ تشكيل عشرات الحكومات، وهي مرتبطة بالولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وإيران. أما مشكلة الحكومة اللّبنانية الحالية، فهي داخلية، وحلّها ليس سهلاً”.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 25 أيلول 2020

وطنية/الجمعة 25 أيلول 2020

النهار

يترك الشح المالي لدى السلطة الفلسطينية تأثيراته السلبية على المخيمات والمؤسسات الإنسانية وتعمل "الأونروا" على معالجة هذه الأمور خوفاً من أي انفجار داخل المخيمات وعلى الصعيد اللبناني.

لوحظت مواصلة فريق سياسي وسطي وحزبي إطلاق الحملات العنيفة على العهد بعد فترة هدوء معه، ليُتوِّج رئيس الحزب هذه الحملات لأكثر من سبب يتعلّق بالشقين السياسي والقانوني.

يقول متابع للشأن الحكومي ان رفع الرئيس بري اسماء مقترحة للتوزير انما يحرج حزب الله ويجعله وحيدا ويكشف خضوعه للارادة الايرانية.

الجمهورية

لوحظ أن مرجعية رئاسية لم تلتقِ قائد تنظيم غير لبناني زار لبنان لأسابيع على الرغم من أنه طلب موعداً للقاء.

تردد أن مرجعاً أوروبياً طلب من رئيس دولة عظمى تأجيل إصدار قرارات حساسة تتعلق بلبنان في المرحلة الراهنة.

حاول أحد الدبلوماسيين الأجانب إطلاق مبادرة سياسية في لبنان ولكن تدخّل مرجعية سياسية أخرى لدى حكومة بلاده أدت الى سحبها نهائياً.

اللواء

أبلغت عاصمة أوروبية معنية مَن يعنيه الأمر في لبنان، أن منتصف الشهر المقبل، موعدٌ أقصى لتأليف الحكومة ونيلها الثقة.

تتعرض عملات العواصم الداعمة للمبادرة الفرنسية لضغط الدولار عليها، بما يضعف من قوتها إزاءه في سوق القطع!

لاحظت مصادر دبلوماسية أن لبنان يقترب من خسارة حقّه، وحضوره في منظومة الطاقة شرقي المتوسط، في ظل الحصار الإقليمي والدولي عليه، والتخبط بأزماته السياسية.

نداء الوطن

أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، بدا في زيارته الأخيرة إلى بيروت، مهتماً جداً بالتعرف إلى مسؤول عسكري لبناني كبير، مستفسراً عن كل ما يتعلق به.

تتخوف قيادة أمنية من عودة الوزارة التي تتبع لها الى جهة سياسية معروفة ما يعني عودة المضايقات السابقة.

إعتبر مرجع مختص أن قانون العفو بات حاجة طارئة خصوصاً بعدما وصل فيروس "كورونا" إلى سجن زحلة، والمعلومات عن الإصابات تطال أكثر من نصف السجناء.

الأنباء

يعمل شخصان قريبان من مرجع سابق على تولي الاتصالات بشأن ملف حساس وطرح نظرياتهما من على يخت في عرض البحر المتوسط.

تترقب دولة معنيّة رد فعل تيار سياسي في ملف برزت فيه تطورات إيجابية تنتظر الترجمة العملانية.

البناء

تضاربت التقديرات في قراءة ما إذا كان الموقف الأميركي الذي أدلى به نائب وزير الخارجية ديفيد هيل أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس تمثّل تعبيراً عن الدعم لمبادرة الرئيس الفرنسي والاكتفاء بالتذكير بالموقف من حزب الله أم وضعاً لشروط تعرقل المبادرة في إطار أولوية المواجهة مع حزب الله ورفع العتب تجاه فرنسا بتأييد مبادرتها.

فوجئت أوساط دولية عديدة دبلوماسية وإعلامية بالكلام الصريح والمباشر للرئيس الأميركي دونالد ترامب عن رفضه لتسليم السلطة مع نهاية ولايته الأولى في ظل توقعاته بصعوبة الوصول للنتائج الحاسمة بعد الانتخابات الرئاسية والحاجة للحفاظ على الاستقرار وتمهيده للبقاء في البيت الأبيض من دون فوز محسوم.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 25/09/2020

وطنية/الجمعة 25 أيلول 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

الزيارة الخامسة للرئيس المكلف مصطفى أديب الى القصر الجمهوري منذ تكليفه، انتهت من دون تصاعد الدخان الابيض الحكومي.

ولكن، ماذا حمل أديب في الملف الذي تأبطه للمرة الأولى الى بعبدا؟ ولماذا سارعت دوائر القصر الجمهوري للقول إن الرئيس المكلف لم يقدم إلى رئيس الجمهورية أي صيغة للحكومة التي يقترحها أو لتركيبتها؟

إلا أن اللافت في الأمر تحديد موعد للقاء جديد بين عون وأديب قبل ظهر غد السبت، فهل ستحمل الزيارة السادسة التشكيلة الموعودة؟، وهل تشهد الساعات الفاصلة عن الزيارة لقاء جديدا بين أديب والخليلين لبت مسألة اختيار الأسماء؟ في أي حال إن سبت التأليف لناظره قريب.

من صالونات السياسة الى الميدان، حيث تمكنت وحدات الجيش من توقيف الارهابي أحمد الشامي المتورط بقتل العسكريين الاربعة في البداوي، وأحد المشاركين في جريمة كفتون.

وفي فرنسا ضرب الارهاب في ساحة شارلي إيبدو الباريسية مجددا، حيث تمكن رجلان من طعن أربعة أشخاص بواسطة سكين.

البداية من زيارة الرئيس المكلف قصر بعبدا...

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

موعد... فتأجيل من الصباح إلى المساء... ومن ثم لقاء بلا تشكيلة...

وفي الزيارة الخامسة إلى بعبدا كانت الإضافة في الشكل بتأبط الرئيس المكلف مصطفى أديب ملفا قيل إنه يتضمن مسودة.

هذا في الشكل، وأما في المضمون، فإن معلومات الـ NBN تشير إلى أن أديب لم يقدم أي تشكيلة أو تصوير إلى رئيس الجمهورية، وإقتصر الأمر على وضع الرئيس عون في أجواء نتائج مشاوراته مع الأفرقاء السياسيين.

رئاسة الجمهورية أشارت إلى ان أديب لم يقدم أي صيغة للحكومة التي يقترحها او تصور لتركيبتها.

في خلاصة الأمر، إن للتشاور تتمة حيث سيعود أديب إلى بعبد قبل ظهر يوم غد فهل تكون الساعات الفاصلة، فاصلة في التأليف وفق حدود المشاركة؟.

وإلى ترسيم الحدود البحرية، أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري أن المعركة ستبدأ الآن.

وأما معركة لبنان مع كورونا، فإن التقهقر الصحي يتزايد مع إرتفاع أعداد الإصابات المتواصل، والذي تجاوز الألف للمرة الثانية، ما يعني أن الوباء استوطن مجتمعيا، وبات يحتاج إلى إجراءات تكبح جماحه، تبدأ من تطبيق الوقاية ولا تنتهي بإرجاء العام الدراسي وسط أوضاع إقتصادية ومعيشية ضاغطة.

في الأمن أوقفت مديرية المخابرات بالتنسيق مع وحدات الجيش الارهابي أحمد الشامي، المنتمي إلى خلية خالد التلاوي، وهو أحد المشاركين في جريمة كفتون، ومتورط بجريمة قتل

العسكريين الأربعة في جبل البداوي.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

الرئيس المكلف في بعبدا اليوم وغدا، حاملا التشكيلة المتوافق عليها أم تشكيلته الأحادية أم يستقيل؟، الأمور متشابهة، طالما أن الدستور مستباح، وطالما أن بندا واحدا من بنوده لا يحترم، والمؤسف أن الصعود الى بعبدا صار طقسا أسود، لا ينجم عنه سوى تثبيت الخلافات الطائفية والمحاصصات الزعاماتية المافيوية، وليس إنقاذ لبنان الدولة واسترجاع السيادة وحماية الشعب الخائف الجائع، طالما أن بعبدا صارت مرجعية صورية، فيما مرجعية الأمر الواقع المتحكمة بالبلاد ترتفع أبراجها في غير مكان.

نقول هذا الكلام المباشر، إثر معاينتنا بأم العين، جملة اغتيالات أحدثت أذى جوهريا في بنية الدولة. خسائرها أكبر من انفجار الرابع من آب، وذلك في معرض عملية تشكيل الحكومة.

أول الاغتيالات، أنه قد لا يكون لنا حكومة، فتستمر حكومة دياب استلحاقا لخطأ الثنائي الذي تسرع في إسقاطها، ومعها تستمر الكوارث.

ثانيها، أنه لن يكون لنا الحكومة الموعودة التي طالب بها الشعب وفرنسا والعالم، بعد إخضاع التأليف لشروط الثنائي، وتدمير كل الأصول التي جرى التوافق عليها، والقبول بها من جميع الأطراف في قصر الصنوبر.

ثالث الاغتيالات، تثبيت حقيبة المال للثنائي، نعم للثنائي وليس للطائفة الشيعية، ببساطة لأن لا مصلحة للشيعة ولا لأي طائفة ولا للبنان في شرعنة هذه الارتكابات.

رابع الاغتيالات، تثبيت شرعية الانقلاب، بقبول الرئيس المكلف اللعب بحسب قواعد الانقلابيين. فأين الحرية عندما يقال لأديب والمسدس في رأسه، انت حر في اختيار اي اسم من اصل العشرة، وحر في رفضهم جميعا وحر في الرحيل.

وتفسير الأمر ان الثنائي يقول له: أنت في قطارنا المتوجه الى إيران بلا توقف، وجل ما يحق لك فعله هو الجلوس في المقعد الذي تريد في العربة أو رمي نفسك منها، ولا رأي لك في تغيير وجهتنا أو تصحيحها، لكنك مسؤول عن اي حادث او اصطدام او اي خروج عن السكة يصيب القطار.

الاغتيال الخامس، أن مشاكل أديب تبدأ، وقد بدأت بعد تكريس مقعد المال للثنائي، فهو الآن سيواجه رغبات احزاب السلطة وشروطها في التمسك بحقائبها او اختيار الحقائب التي تريد. فما هو مسموح للثنائي لا يمكن اديب ان يحجبه عنها، والمبكي أن دياب قد يجد نفسه يطرق باب الضاحية للمساعدة في حلحلة العقد، وعندها ستنأى بنفسها طبعا.

في محصلة هذه "الملغوصة المهينة"، مغيبان وخائب: أما المغيبان، فحكومة التقنيين المحايدين ولبنان الدولة الفاشلة، والخائب، إيمانويل ماكرون الذي حسب نفسه يتعاطى مع رجال دولة، فوجد نفسه ودولته وسمعته أضحوكة للصعاليك. يا عيب الشوم.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

غالبيتهم يكذبون على اللبنانيين. أما ميشال عون، فوحده يقول الحق.

عام 1989 حذرهم من التسليم بالوصاية، وبدستور متلاعب به. فأتاه الجواب في السياسة، بأن الانسحاب السوري مضمون بعد سنتين، وبأن الوفاق الوطني سيتحقق. أما الجواب العسكري، فوصل في 13 تشرين الأول 1990، ليتأخر التحرير حتى سنة 2005، ويختل التوازن.

بين عامي 1990 و2005 نبههم من تشريع الاحتلال بانتخابات مزورة، ورضوخ للأمر الواقع،…ومن إرساء اقتصاد يضرب قطاعات الانتاج، وسط جو عابق بالفساد. فكان الجواب الدائم: الاحتلال وجود شرعي وضروري وموقت.

أما الاقتصاد فريعي والفساد شأن عابر.

بين عامي 2005 و2016، رفع الصوت ضد ضرب التوازنات وتغييب الموازنات. فكانوا يجيبون بأن المطالبة باحترام التمثيل الصحيح طائفية.

أما السعي إلى الاصلاح، فشر مطلق، تماما كمشاريع الكهرباء والسدود والنفط التي ينبغي أن تعرقل مهما كان الثمن.

منذ بدء حياته العسكرية ومن ثم السياسية، حذر من مطامع إسرائيل، ومن خطر التوطين. ومنذ اليوم الأول للأزمة السورية، نبه من أن النزوح المفتوح تداعياته مدمرة للبنان. أما الجواب الشهير والمستمر، فالاتهام بالتعصب والعنصرية.

منذ تفاهم مار مخايل عام 2006، وصولا إلى التفاهم الرئاسي سنة 2016، مرورا باتفاق معراب، دق أجراس إنذار بعدم الخروج على اللقاء والتواصل مع جميع اللبنانيين. جوابهم على مار مخايل، كان اتهاما بإلقاء لبنان في أحضان الولي الفقيه. وردهم على التفاهم الرئاسي، كان قبولا على مضض، وانقلابا بعد حين. أما اتفاق المسيحيين، فنفروا منه ورفضوه، في مقابل تعاملهم مع ثنائيات وتجمعات أخرى كأمر عادي، وحق من الحقوق.

الإثنين الماضي في 21 أيلول 2020، سألته زميلة صحافية في بعبدا: إلى أين نحن ذاهبون إذا لم تشكل حكومة؟ فأجاب: طبعا إلى جهنم. وفي نيته طبعا، الحض على الانقاذ، بالتخلي عن حسابات المصالح. وأما الآخرون المعروفون، فاستنكروا وتأسفوا، مع علمهم المسبق بأن ميشال عون وحده يقول الحق، فيما هم يكذبون.

فيا أيها اللبنانيون، لا تنسوا أبدا أنكم صرتم تعرفون الحقيقة، ووحدها الحقيقة تحرركم.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

لا جديد في مفاوضات التشكيلة الحكومية، ولا حتى في شكلها سوى المغلف الاسود الذي دخل به الرئيس المكلف مصطفى اديب الى القصر الجمهوري في بعبدا، وخرج به ضاربا موعدا للقاء ثان مع الرئيس ميشال عون عند الحادية عشرة من صباح الغد.

وقبل أن يبدأ اصحاب المخيلات والنيات السوداء، بالتسريب والتأويل لما حمله صندوق اديب الاسود، أكدت دوائر القصر الجمهوري الا صيغة او تشكيلة حكومية او حتى تصورا لتركيبتها قد وضعها الرئيس اديب في عهدة الرئيس عون، وانما اطلعه على نتائج الاتصالات وتبادلا وجهات النظر في شأنها.

وفيما اللبنانيون على صفيح الانتظار، فان الوقائع تشي بتمسك الفرنسي بمبادرته والاميركي بالتعطيل، والثنائي (حركة امل) - (حزب الله) بالتسهيل، ولكن على قاعدة حفظ مرتكزات الشراكة الوطنية وتحديدا في هذه الظروف الحساسة من عمر الوطن.

ولان العمر الممدد للمبادرة الفرنسية بدأ يتآكل بفعل المتربصين وبخاصة الاميركيين، فان الجميع وعلى رأسهم الرئيس المكلف، معني بعدم اطالة زمن الصوم الحكومي، على ان الانظار باتت تتجه الى لقاء الغد مع الرئيس عون، وما ستحمله الساعات الفاصلة عن هذا الموعد من مشاورات.

في ملف كورونا كل المشاورات لم تصل الى مستوى الازمة بعد، وفيما التفشي الوبائي الى ازدياد، فقد فاقت الارقام المسجلة اليوم الالف ومئة واربعين اصابة في رقم قياسي جديد.

في جديد وباء الارهاب، فقد حاصر الجيش اللبناني أحد أوراقه الخطرة في منطقة حيلان – زغرتا في الشمال، مع توقيفه الارهابي الفار احمد سمير الشامي المنتمي الى مجموعة الارهابي القتيل خالد التلاوي متزعم خلية كفتون.

إقليميا، وفيما متزعم مسار التطبيع مع العدو أي السعودي، ما زال جاثيا تحت طاولة التوقيع العلني، فان الاعلام العبري ما زال يتحدث عن تقدم سياسي ورؤية متقاربة مع المملكة، الا ان محطة قطار التطبيع الثنائي الآتي، قد حددها الاعلام العبري عند السودان وسلطنة عمان.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

من فرط شح أخبار تأليف الحكومة، صار خبرا أن الرئيس المكلف يحمل مغلفا في يده، والخبر الثاني ان الرئيس المكلف سيلتقي رئيس الجمهورية مجددا قبل ظهر غد السبت، والأنظار غدا ستتوجه إلى يدي الرئيس المكلف ليعرف ما إذا سيكون حاملا مغلفا في يده...

كل البلد معلق على مغلف: فإما أن يحمل ورقة التشكيلة، فإذا وافق عليها رئيس الجمهورية، تتحول إلى مرسوم، وإذا لم يوافق عليها، قد يكون في المغلف ورقة ثانية تتضمن كتاب اعتذار، أو قد يغادر الرئيس المكلف قصر بعبدا من دون اعتذار، وتبقى أزمة التكليف تراوح مكانها.

إنها قصة المغلف الذي يطلق العنان للمخيلات: أسماء من دون حقائب، أسماء باستثناء اسماء الشيعة، أسماء مع حقائب، وطالما ألا معلومات، والمخيلة شغالة، يتسلى الجميع بالسيناريوهات.

ولم العجلة؟ لا شيء في البلد يستدعي العجلة:

لا كورونا متفشية تستدعي وجود سلطة تنفيذية مكتملة الأوصاف.

لا أزمة شح في العملات الصعبة ربما تؤدي إلى وقف الدعم عن السلع الأساسية:الدواء والقمح والمحروقات. لا انفجار في المرفأ تسبب في دماره وإضرار نصف العاصمة الدنيا بألف خير فلم العجلة؟.

أليست الصلاحيات أهم؟ أليس التوقيع الثالث أهم؟ ربما التوقيع الثالث أهم من المبادرة الفرنسية التي من دون تشكيل الحكومة ستتآكل، ما يشكل صفعة قوية لصاحب المبادرة الرئيس إيمانويل ماكرون، فهل صحيح ان العقد الداخلية هي الغطاء للعقد الحقيقية المتمثلة بالصراع بين واشنطن وطهران، تدفع ثمنها عواصم أخرى ويكاد لبنان أن يذهب "فرق عملة" في هذا الصراع الذي يصر اكثر من طرف على ان يرتبط فيه؟.

اليوم كان الموعد قبل الظهر، ومن ثم أرجئ إلى الخامسة، ليعلن موعد جديد الحادية عشرة من قبل ظهر غد، فهل يبقى على حاله أم يرجأ كما اليوم؟.

قبل الدخول في التفاصيل نشير إلى أن عداد كورونا بدأ يقفز بوتيرة مخيفة إذ سجل اليوم 1143 إصابة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

كلهم يؤلفون وأديب يلحن، خمس زيارات لقصر بعبدا "طالع نازل" ولم تكتمل صناعة القنبلة الذرية بعد.

وعلى مسافة شهر من مبادرة ماكرون، ما زالت التشكيلة داخل الملف المغلق، وأقصى تقدم طرأ عليها اليوم أن الرئيس المكلف حمل ملفا بين يديه وقصد الرئاسة الأولى، واللافت أن قصر بعبدا نفسه لجأ إلى صيغة المصادر.

وقال بيان رسمي إن "وفي المعلومات لم يقدم الرئيس المكلف أي صيغة للحكومة التي يقترحها كما لم يقدم أي تصور لتركيبتها، واتفق على لقاء آخر في الحادية عشرة من صباح الغد".

وما إن غادر القصر الرئاسي، حتى بدأ عمليات الاستكشاف وضرب المندل السياسي وقراءة الكف لكشف الملف، ولم ينتج عن عمليات التنجيم السياسية سوى تأكيد أن أديب لن يعتذر اليوم، لكننا لا نضمن بقاءه طويلا والاثنين لأديبه قريب.

وما وراء المغادرة أو بعدها، فإن الرئيس المكلف وجد نفسه من دون تأليف والمهمة اضطلعت بها هيئة الأركان السياسية من الثنائي الشيعي إلى رؤساء الحكومة السابقين.

فالرئيس سعد الحريري وصولا إلى دور العبادة بالمناصفة مسلمين ومسيحيين وبتطبيق كامل للميثاقية لم تغب طائفة عن التدخل.

ومن خطابات جمعة إلى عظات أحد، وبالمداورة تصعد التشكيلة إلى المنابر المباشرة منها والافتراضية، وبعدما وضع البطريرك الراعي الحجر الأساس "للحشرية" الدينية في المادة السياسية.

كان المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى يلاقيه بمواقف التدخل من أعلى البنود وآخر المواقف، ما أعلنه المفتي الجعفري الممتاز أحمد قبلان اليوم محذرا من تكرار حكومة الخامس من أيار، رافضا أي محاولة اختراق سياسي من شأنها أخذ البلد مجددا إلى سواتر داخلية وحروب أهلية.

وحتى إن كتلة التحرير والتنمية اعتمدت الرد من صرح ديني عندما زارت دار الفتوى، وتجاهلت تماما أي ذكر لاسم أو لمبادرة الرئيس سعد الحريري، لكن المستجد في هذه الأزمة أنها حولت الرئيس نبيه بري من لاعب في تدوير الزوايا إلى رئيس في زاوية.

وعن عمر مديد قضاه رئيس المجلس في صيانة الاتفاقات السياسية والشراكة في التسويات وتطيير الفيلة وسحب الأرانب، بات اليوم هو الأزمة التي تبحث عن حل، لم يعد قادرا على تسويات ظل عرابها ثلاثين عاما.

وفي المقابل ليس لديه أي استعداد لتغيير الوجوه، لا بل يملك الإصرار على إيفاد الوجوه نفسها للتفاوض باسمه كالنائب علي حسن خليل، فهل يدرك حزب الله أنه يسير اليوم على جمر سياسي؟ الوقت ليس لمصلحته، وقد يجري تلبيسه أسباب الانهيار، لأنه وقف بثنائية معرقلة؟.

والاخطر من عرقلة ثنائي هو أن يتصلب رئيس الجمهورية ميشال عون غدا، ويطالب بحقوق المسيحين، لاسيما مع صمت جبران باسيل عن التدخل، معتمدا على ضمانة الرئيس في تحصيل وزارات التيار، عندئذ تتحقق نبوءة الرئيس الى جهنم مسلمين ومسيحيين بالمناصفة مع حفظ الميثاقية الجهنمية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

1143 إصابة كورونا بـ24 ساعة.. "أهلاً بالكارثة!"

المدن/26 أيلول/2020

حطّم فيروس كورونا رقمه القياسي مجدداً، بتسجيل 1143 إصابة في يوم واحد. والمؤشر الأخطر أنّ نسبة الإصابة بلغت اليوم 9.1% من الفحوص، ما من شأنه دقّ جرس إنذار أخير. وبينما يبدو أنّ لبنان دخل كارثة صحية فعلية، لا تزال السلطات غير مستعدّة لتصعيد التدابير والإجراءات، ولو أنّ  رئيس حكومة تصريف الأعمال عقد اجتماعاً اليوم مع الوزراء المعنيين. فتتّخذ بلديات وسلطات محلية قرارات الإقفال العام أو العزل، من تلقاء نفسها، غير متّكلة على قرارات حكومية. وهي حال فنيدق وعرمون والقبيّات. والأخطر في الموضوع، ارتفاع عدد الحالات الموجودة في العناية المركزة إلى 151، وهو مؤشر خطير يجدّد السؤال عن استعدادات القطاع الصحي في البلد للتعامل مع أزمة الوباء. وفي ظلّ عدم وجود أرقام واضحة وشفّافة لعدد أسرّة العناية الفائقة وأسرّة المستشفيات العادية، يبقى الأمل أن يرأف الفيروس باللبنانيين بمعجزة منتظرة.

أرقام اليوم

وأعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليوم 25 أيلول 2020، تسجيل 4 حالات وفاة و1143 إصابة، رفعت العدد التراكمي للإصابات إلى 33948 والوفيات إلى 333 منذ 21 شباط الماضي. وتوزّعت الإصابات بين 1132 لمقيمين و11 لوافدين من الخارج، كما أنّ من بينها 16 إصابة في صفوف الطواقم الطبية، رفعت إجمالي الإصابات في القطاع الصحي إلى 927. وعلى مستوى حالات الاستشفاء، أعلنت الوزارة وجود 496 حالة في المستشفيات، منها 151 في العناية المركزة. وعلى صعيد الفحوص، تم خلال الساعات الأخيرة إجراء 13793، منها 12391 لمقيمين و1042 فحصاً لوافدين رفعت العدد التراكمي للفحوص إلى 781,974. وبلغ عدد حالات الشفاء 14778، وبعد احتساب هذه الحالات والوفيات، يتّضح أنّ عدد الحالات النشطة 18837.

عزل وإقفال عام

أصدر اليوم، محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي قراراً بعزل بلدة عرمون، في قضاء عاليه، أسبوعاً كاملاً بسبب ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا. فمن المقرّر أنّ تقفل البلدة إقفالاً تاماً، باستثناء المؤسسات الصحية والدوائية والصيدليات. أما محال بيع المواد الغذائية على أنواعها، والسوبرماركت، فستقفل من الساعة السابعة مساء ولغاية السادسة صباحاً. وشمالاً، أعلن المجلس البلدي في القبيات الكعارية الإقفال العام اعتباراً من اليوم وحتى يوم الأحد الواقع فيه 4 تشرين الأول ضمناً، نظراً إلى الحالة المستجدة بالنسبة لتفشي الوباء. وقد استثنى القرار الصيدليات، محطات الوقود، محلات السمانة، محلات الخضار، خدمة التوصيل إلى المنازل. وأكد المجلس البلدي أنه "خلال فترة الإقفال، تمنع جميع أنواع التجمّعات والاحتفالات والمناسبات حتى في المنازل، مع التأكيد على ضرورة الالتزام بإجراءات الوقاية الإلزامية". وفي عكار أيضاً، اتّخذت خلية الأزمة في قراراً بإقفال كل مداخل البلدة ومنعت الباعة المتجولين من الدخول اليها، وذلك بسبب إنتشار وباء "كورونا" بفعل عدم الالتزام والوقاية من قبل غالبية المواطنين".

إصابات الشمال

في عكار، أفادت غرفة إدارة الكوارث عن تسجيل حالة وفاة و23 إصابة جديدة، ما رفع العددل الإجمالي للوفيات في المحافظة إلى 9 والإصابات إلى 713. وفي زغرتا، أعلنت خلية الأزمة تسجيل 19 حالة موجبة في الساعات الـ24 الأخيرة، بينما تم تسجيل 17 حالة في الكورة توزّعت على 8 قرى. كما تم تسجيل 8 إصابات في قضاء الضنية.

كورونا بقاعاً

وبقاعاً، أعلن محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر أنّ "العدد الإجمالي للاصابات بالفيروس في المحافظة منذ شباط الماضي حتى اليوم، بلغ 623 إصابة، منهم 11 وفيات و256 حالة شفاء و356 حالة نشطة حتى اللحظة". وطلب المحافظ من المواطنين "التقيد بإجراءات الوقاية والتعليمات الصادرة عن وزارتي الصحة العامة والداخلية والبلديات، حفاظاً على السلامة العامة وللحد من انتشار الوباء".

إصابات الجنوب

وجنوباً، أصدرت خلية الأزمة في إتحاد بلديات جبل عامل - مرجعيون تقريرها اليومي عن وباء كورونا، مشيرة إلى عدم تسجيل أي إصابة جديدة. وأفادت عن حالة شفاء واحدة. وبذلك يكون العدد الإجمالي للإصابات في قرى الاتحاد بلغت 194، منها 139 حالة شفاء و6 حالات شفاء. وعلى صعيد آخر، أعلن مستشفى نبيه بري الجامعي الحكومي أنّ عدد ‏المرضى الذين دخلوا قسم الطوارئ للمتابعة بلغوا 103 حالات، بينهم 9 أدخلوا العناية الفائقة، و11 ‏حالة متابعة.

بيانات نفي

نفت نقابة المستشفيات في لبنان ما أشيع عن أنّ عدداً من المستشفيات تقدّم إغراءات مالية لأهالي المتوفين فيها، مقابل ادعائهم أنّ مرضاهم توفوا بفيروس كورونا، مستنكرةً "الشائعات أن المستشفيات تستغل تغطية وزارة الصحة الكاملة لمرضى كورونا، فتعمد إلى تسجيل عدد من حالات الوفاة تحت هذه الخانة، بحجة أن تعرفة علاجات كورونا أعلى من سواها من الأمراض". وأشارت النقابة في بيان صادر عنها إلى أن "أي مريض سكري، أو سرطان وغيرها من الأمراض المزمنة عندما يلتقط عدوى كورونا ويتوفى يكون سبب وفاته طبيا كورونا". وعلى صعيد آخر، نفت أمانة سر المكتب الإعلامي في مجلس القضاء الأعلى الشائعات المتداولة عن تفشي وباء كورونا في قصري العدل في بيروت وبعبدا. وأوضح المكتب أن "قلم مجلس العمل التحكيمي وقضاء العجلة في بيروت أقفل يوماً واحداً للتحقّق من وجود إصابات، وجاءت نتيجة الفحوص سالبة". أما قلم السجل التجاري "فهو مقفل اليوم الجمعة في 25 أيلول، بعد ثبوت إصابة موظفة، وذلك في انتظار نتائج فحوص باقي الموظفين".

 

إقتراب موعد ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.. وموافقة ضمنية من حزب الله!

جنوبية/25 أيلول/2020

فيما يُشكل ملف التنقيب عن النفط والغاز في مياه لبنان الإقليمية موضع نزاع مع العدو الإسرائيلي، دفعت الولايات المتحدة الأميركية لانطلاق مفاوضات مباشرة بين إسرائيل ولبنان حول الحدود البحرية للتوصل إلى اتفاق بشأن قضية التنقيب عن الغاز، ليتوجه وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد شنكر، الشهر الفائت بجولات بين بيروت وتل أبيب لهذه الغاية. اليوم الجمعة، كشفت “القناة 12 الإسرائيلية، عن اقتراب إبرام اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل برعاية الولايات المتحدة في أكتوبر المقبل، على إنه من المتوقع أن يتم الاتفاق بعد العاشر من أكتوبر المقبل، ومن شأن هذه الخطوة التقليل من خطر النشاط العسكري ضد منصات الغاز”. وزعم التقرير الإسرائيلي أن “حزب الله” منح موافقة ضمنية على هذه الخطوة”، مشيراً إلى أنه “لا يوجد حتى الآن ملخص نهائي بشأن انطلاق المحادثات حول وضع العلامات النهائية للحدود البرية، حيث لا تزال هناك بعض الخلافات حول مسار العلامة الزرقاء”، لافتا إلى أن “الخلاف بين إسرائيل ولبنان يدور على مساحة تبلغ حوالي 860 كيلومترا مربعا في البحر المتوسط”. شارك هذا الموضوع:

 

مطاردة الناشطين من قبل الثنائي الشيعي تتصاعد.. وآخرها التحقيق مع المعارض زين ناصرالدين

جنوبية/25 أيلول/2020

يستمر مسلسل الاستدعاءات وملاحقة الناشطين والناشطات على خلفية ارائهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومهاجمة القوى السياسية، واشار الناشط والمعارض الشيعي زين ناصر الدين عبر حسابه على “الفيسبوك”، عن تقدمه بشكاوى عديدة بعد تعرضه لمحاولة قتل وتهديدات باغتصاب ابنته وقتل ابنائه، الا ان القضاء لم يحرك ساكنا اذ لم تطلب افادته، بينما ثمة تحرك القضاء فور تقديم شكوى ضده مقدمة من قبل احزب السلطة عبر 7 محامين. وكتب التالي: “صرت مقدم كذا شكوى بخصوص محاولة القتل يلي اتعرضتلها وبخصوص التهديد بإغتصاب بنتي والتهديد بقتل ولادي وبخصوص الشتائم والمسبات بس القضاء ما اتحرك ولا حتى طلبوا إفادتي. أما هلق لأن في شكوى مقدمة ضدي من جماعة الأحزاب فورًا اتحرك القضاء واتصلوا فيي مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية وعزموني عفنجان قهوة يوم التنين والحلو انو ٧ محامين مقدمين الشكوى يعني عقولة عادل امام اذا كل واحد فيهن حكى كلمة باخد إعدام ذنا مأكد اذا بفوت ما بطلع لأن هالشي بناءً على طلب زعران الأحزاب يلي مسيطرين عالبلد والقضاء وعكل شي.هيدا المنشور برسم المحامين الشرفاء وبرسم الشعب يلي ممنوع يحكي او ينطق كلمة حقوشكرا”.

وتابع نصرالدين “عادة لما حدا عنا بالضيعة يتعرض لأذى بياخد حقو بإيدو ( شريعة العشائر) بس بما انو انا ضد كل هالموروثات آمنت بالقضاء وقدمت كذا شكوى لأخد حقي بعد محاولة القتل يلي اتعرضتلها وبعدني مؤمن انو ممكن يجي يوم ويتعاقبواواليوم بعد ما طلبوني مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية كنت مقرر روح ودافع عن حالي وبكل ثقة لأن بعرف حالي على حق. بس لما نزَّلت اول بوست عن الموضوع وصلني كذا تهديد انو رح انخطف من قدام مبنى المعلوماتية وممكن من قلبو وهيدا الشي بيطرح كذا سؤال انو كيف ممكن أوثق انو روح وما انقتل او ما أتعرض لأذى منشان هيك انا مش مستعد اخسر حياتي وأكيد ما رح روح لمكان مش آمن خاصة وانو نحن منعرف كذا حادثة صارت كانت القوى الأمنية عم تتفرج.انا مش فوق القانون ولا القضاء بس ما فيي خاطر بحياتي لأن في أزعر داشر وما في حدا يضبو”.

 

"الخارجية": شمعون غادرت دار سكن السفير في الأردن

المركزية /25 أيلول/2020

 تعليقا على ما نشر في إحدى الصحف أكدت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان، أن سفيرة لبنان السابقة في الاردن تريسي شمعون غادرت نهائيا دار سكن السفير بتاريخ 9 أيلول الجاري وذلك ضمن المهلة التي كانت حددتها لها الوزارة لمغادرة مركز عملها، عطفا على صدور مرسوم قبول استقالتها في 31 آب 2020.

 

لا حلحلة والعقد الى ازدياد..أديب اتصل بعون وأرجأ زيارته بعبدا.. ويجتمع مجددا بالخليلين مساء

المركزية/25 أيلول/2020

 أجرى الرئيس المكلف مصطفى أديب صباح اليوم، اتصالا هاتفيا برئيس الجمهورية العماد ميشال عون وطلب تأجيل الموعد الذي كان مقررا قبل ظهر اليوم الى بعد الظهر. وتم تحديد موعد جديد عند الساعة الخامسة عصرا. وافادت معلومات الـLBCI ان تأجيل لقاء عون-اديب الى بعد الظهر اتى إفساحا في المجال امام مزيد من المشاورات وبلورة المواقف خصوصا بعد اجتماع أديب بالخليلين أمس. وتابعت: سيُطلع أديب عون على حصيلة مشاوراته مع العلم ان هناك لقاءً ثانياً سيجمع اديب بالخليلين مساء اليوم، وعلم انه لم يتم البحث في الاسماء انما في شكل الحكومة ومهماتها.

من جانبها، اشارت ام تي في الى ان لا يمكن الحديث عن حلحلة في الملف الحكومي، وان العقد تتزايد. وتابعت "أديب أرجأ زيارته إلى بعبدا لكي يتمكن ربّما من إجراء المزيد من الإتصالات". واضافت "الخليلان أبلغا الرئيس المكلف بأنّ الثنائي الشيعي سيسمّي الوزراء الشيعة لغير وزارة المال".

 

بعد إعدام أفكاري.. واشنطن تفرض عقوبات على قاضيين إيرانيين

 سكاي نيوز عربية/الجمعة 25 أيلول 2020

فرضت اميركا عقوبات على القاضي الإيراني الذي أصدر حكما بإعدام نويد أفكاري، المصارع الشاب الذين أعدمته السلطات الإيرانية قبل أسبوعين، بعد إدانته بقتل موظف حكومي على هامش احتجاجات في صيف 2018. وأشارت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، إلى ان اميركا فرضت عقوبات على القاضي سيد محمود الساداتي، مستندة إلى التقارير بشأن إدانته على أساس اعترافات انتزعت تحت التعذيب. وشدد وزير الخارجية مايك بومبيو على ان إعدام أفكاري “غير مقبول”، مضيفا أن “اميركا تدعو جميع الدول إلى تعزيز مساءلة هذا النظام من خلال فرض عقوبات مماثلة لتلك التي تم الإعلان عنها اليوم”. كما فرضت وزارة الخارجية الأميركية عقوبات على القاضي محمد سلطاني، بسبب أحكام قاسية أصدرها بحق أفراد من الطائفة البهائية، الأقلية الدينية التي تفرض عليها السلطات الإيرانية قيوداً مشددة. وأكد بومبيو ان “الإجراءات التي اتخذتها اميركا اليوم تكشف المحاكم الثورية الإيرانية وقضاتها على حقيقتهم: إنهم أدوات مصممة لفرض إيديولوجية النظام الإيراني الوحشية والقضاء على أي معارضة”. إشارة إلى ان إعدام أفكاري لاقى انتقادات دولية واسعة، لكن طهران لم تبال بذلك، مشددة على استقلالية نظامها القضائي ورفضها أي تدخل في شؤونها الداخلية.

 

 بعد جاد غصن.. شركة تنهي إقامة لبنانية بسبب "إيميل" من مناصري "التيار"

القناة 23 /الجمعة 25 أيلول 2020

بعد الحملة الممنهجة على الصحافي جاد غصن، تعرّضت الناشطة أماني دنهش لحملة مشابهة. وتملك دنهش حساباً على "إنستغرام" يتابعها فيه نحو 45 ألف شخص، حيث تنشر تسجيلات فيديو تنتقد فيها العهد.  وفي التفاصيل أنّ مناصري "التيار الوطني الحر"، بحسب ما تقول دنهش في لقاءات صحافية، يسعون إلى إسكاتها ومنعها من انتقاد العهد. وقد دفعت هذه الحملة الشركة التي كانت تعمل فيها في وقت سابق الى إلغاء إقامتها في الإمارات العربية المتحدة.

 

النهار: كباش التفاوض بين أديب و"الثنائي": من يسمي؟

وطنية/الجمعة 25 أيلول 2020

ما يمكن استخلاصه بوضوح من اللقاء الأول بين الرئيس المكلف تشكيل الحكومة مصطفى اديب والمعاونين السياسيين لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل والأمين العام لـ"حزب الله" حسين الخليل بعد يومين من اطلاق الرئيس سعد الحريري مبادرته، ان لا اقتراب بعد من انفراج حكومي جدي، وان الثنائي الشيعي لم يبدل حرفاً في شروطه لتسهيل تشكيل الحكومة وتمسك اكثر بفرض تسميته لوزير المال الشيعي والوزراء الشيعة الآخرين. وفي ظل ذلك فان ما بدأ امس يندرج في اطار كباش التفاوض الأخير على الأرجح الذي يصعب ان تطول مدته اكثر من مطلع الأسبوع المقبل، فإما تمضي الأمور الى فتح ثغرة في جدار المعاندة التي يرفعها الثنائي، واما ستكون الازمة امام منقلب شديد السلبية. ولعل ما رسم علامات الاستغراب الشديد في مواكبة بدء التفاوض بين الرئيس المكلف والخليلين هو ان الثنائي تصرف من منطلق اعتبار تنازل الحريري في ما خَص اسناد حقيبة المال الى شيعي لمرة واحدة كأنه مكسب له ولم يبادله باي تنازل مقابل، بدليل ان ممثليه حضرا الى لقاء الرئيس المكلف وفي جيب النائب علي حسن خليل ورقة دون عليها أسماء عشرة مرشحين لوزراء المال اختارهما الثنائي ليختار منها اديب اسما بما يعني عمليا ان الثنائي ماض في إقامة هذا المتراس الاشتراطي لمنع ولادة الحكومة او اختبار المدى الأقصى الذي يمكن ان يصمد عبره الرئيس المكلف في كباش التفاوض الذي انطلق امس.

وكان اللقاء بين أديب والخليلين الذي عقد في الرابعة بعد ظهر امس استمر نحو ساعة تضاربت على اثره المعطيات بين هبات تفاؤل وهبات تشاؤم حيال امكان ان يشكل بداية فتح ثغرة في جدار الانسداد الذي يحكم عملية تأليف الحكومة. وقيل في البدايات ان اللقاء اقتصر على التشاور، ولكنه لم يبت موضوع الجانب الذي يسمي وزير المال ما دامت طائفته حسمت وستسند الحقيبة الى شيعي بعد مبادرة الرئيس الحريري. واقترن ذلك بالتأكيد انه اتفق على استمرار التواصل بين أديب والخليلين. ومن المرتقب ان يزور الرئيس المكلّف ظهر اليوم رئيس الجمهورية للتشاور في التشكيلة الحكومية على ضوء ما تمت مناقشته مع الخليلين.

وعلم ان رئيس الجمهورية هو من بادر الى الاتصال بالرئيس المكلّف مصطفى اديب قبل استقباله الخليلين واتفق معه على ان يلتقيا للبحث في عملية التأليف. كما علم ان اللقاء بين اديب والخليلين رتب باتصال اجراه علي حسن خليل بالرئيس المكلف. وكان خليل يحمل معه لائحة من عشرة اسماء كمرشحين ليختار منها الرئيس المكلف اسماً لتولي حقيبة المال الا ان الرئيس المكلف تحفٌظ عن تسلمها. وبما انه لم يبت بمن يسمي الوزراء بقيت هذه اللائحة مطوية. ولذلك قالت المصادر ان للبحث صلة، والمسألة قد تحتاج الى اجتماع آخر. وكشفت المصادر ان الخليلين تمسكا بتسمية "امل" "وحزب الله" وزرائهما، فطلب اليهما الرئيس المكلّف التريث واعطاءه وقتاً للتفكير. واذا حسم موضوع التسمية في اجتماع عون واديب اليوم، فقد يعقد اجتماع آخر بين اديب والخليلين. كما ان تثبيت حقيبة المال للطائفة الشيعية من شأنه ان يعيد النظر بمبدأ المداورة وما اذا كانت مستمرة باستثناء المال ام انها ستسقط نهائياً ويعود كل طرف ليتمسك بحقيبته. وتقول مصادر بعبدا ان رئيس الجمهورية لا يطالب بحصة ولا يدخل بمحاصصة، وعندما يعرض عليه الرئيس المكلف تشكيلته سيكون له رأي فيها وبوحدة المعايير في تأليفها لاسيما ما خص حقوق المكونات في التمثل في الحكومة. وقالت المصادر تعليقا على اتصال عون باديب امس ان التواصل بينهما امر طبيعي خصوصاً انهما شريكان بتشكيل الحكومة، ووضع خلاله اديب الرئيس عون في اطار الاتصالات الحاصلة على صعيد التأليف. ورأت المصادر ان هناك توجها الى المزيد من الحلحلة ولكن عمليا لم يستجد اي شيء ملموس.

تمايزات

وعلى رغم عدم بروز معطيات متقدّمة أو ايجابية يمكن أن تشير الى اقتراب ولادة الحكومة عن اللقاء الذي جمع الرئيس المكلّف مع موفدي الثنائي، أكّدت معطيات "النهار" أنّ حركة مشاورات أديب مستمرّة على مقلبي الرئاسة الأولى من جهة و"الثنائي الشيعي" من جهة ثانية، بغية الدفع في عملية التأليف وتذليل أي عقبات يمكن أن تظهر فجائيّاً بما يؤدي إلى ولادة حكومة في وقت قريب. وأشارت المصادر إلى أنّ الأربع والعشرين ساعة الماضية التي سبقت اللقاء، شهدت تمايزاً واضحاً بين موقف حركة "أمل" التي أبدت ايجابية ملحوظة في موقفها، في وقت لم يعكس "حزب الله" أي معطى مرحّب بالمبادرة التي أطلقها الحريري، مبدية خشيتها من أن تشهد الساعات المقبلة بروز عراقيل جديدة أو دخول مزيد من اللاعبين على الخطّ. ونفت المصادر المواكبة لعملية التأليف الأسماء التي عادت تروّج مجدّداً على أنّها مقترحة للتوزير من ضمن تشكيلة الرئيس المكلّف، مع تأكيد عدم تسريب أيّ اسم حتى اللحظة وعلى أنّ ما يتناقل من أسماء وزراء سابقين مقترحين للتوزير مسألة عارية من الصحّة وما يحصل هو عملية رمي أسماء ترويجيّة غير دقيقة، باعتبار أنّ مسوّدة أديب لن تضمّ أسماء وزراء أو نواب سابقين أو حاليين أو وجوهاً خسرت في الانتخابات. ويأخذ أديب في تشكيلته المؤلفة من 14 وزيراً اعتبارات توزيع الحقائب السيادية والخدماتية والعادية.

هيل ولبنان مجددا

وسط هذه الأجواء برزت مواقف أميركية جديدة من الوضع في لبنان اعلنها وكيل وزارة الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد هيل خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأميركي في واشنطن. واعلن هيل ان الولايات المتحدة مستعدة لتقديم المساعدات الى لبنان عندما يلتزم القادة السياسيون فيه التغيير. وقال هيل ان ايران تقدم 70 مليون دولار من وارداتها من النفط الى "حزب الله" الذي يهدد امن لبنان. واكد ان الولايات المتحدة ستستخدم نفوذها لمعاقبة من يعاونون "حزب الله" وانها مستمرة في سياسة فرض العقوبات على ايران الى ان تغير سلوكها.

الحكومة اللبنانية عالقة عند عقدة «مَنْ يسمي الوزراء الشيعة» واجتماع بين أديب وممثلي «أمل» و«حزب الله»

بيروت/الشرق الأوسط/25 أيلول/2020

فتحت الاتصالات المكثفة بين القوى السياسية، أمس، أكثر من ثغرة في جدار تشكيل الحكومة، من غير أن تحسم النقاط العالقة كلياً؛ أبرزها الجهة التي تقترح الأسماء الشيعية للتوزير في الحكومة العتيدة، وخضعت هذه النقطة للنقاش في الاجتماع الذي عقد عصراً بين ممثلي «الثنائي» والرئيس المكلف مصطفى أديب. وبعد يومين من مبادرة رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، تفعلت الاتصالات، واتصل أديب بالرئيس اللبناني ميشال عون ضمن إطار التشاور حول الوضع الحكومي، وأبلغه بأنه سيتواصل مع «الثنائي الشيعي» المتمثّل في «حزب الله» و«حركة أمل» لترجمة مبادرة الحريري فيما يتعلق بوزارة المالية، وأنه عندما يظهر أي تقدم فسيتوجه إلى بعبدا للاجتماع مع عون. وعقد لقاء أمس بين أديب والنائب علي حسن خليل المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب، وحسين خليل المعاون السياسي لأمين عام «حزب الله»، وتحدثت معلومات عن أن الموفدين حملا مجموعة أسماء يقترحانها لتولي وزارة المال والوزارات العائدة للطائفة الشيعية. ونقلت قناة «إن بي إن» التلفزيونية القريبة من «حركة أمل» أن أجواء اللقاء كانت «إيجابية»، حيث «تم التداول في موضوع الأسماء»، مضيفة أن «للبحث صلة». كذلك، نقلت قناة «إل بي سي» عن مصادر قولها إن اللقاء بين الرئيس المكلّف وعلي حسن خليل وحسين خليل «تناول على مدى ساعة موضوع الحكومة شكلاً ومضموناً، وانتهى إلى أن للبحث صلة»، مشيرة إلى أنه «لم يعرف ما إذا تم الاتفاق على من يسمي الوزراء». وتمثل عقدة تسمية الوزراء الشيعة، العقدة الثانية بعد معالجة الأولى بموجب مبادرة الرئيس سعد الحريري التي قضت بتسمية وزير شيعي لحقيبة «المالية»، لكن الخلاف الثاني حدث حول الجهة التي ستسميه. فموجب مبادرة الحريري، يسمي أديب الوزير الشيعي، بينما يصر «الثنائي الشيعي» على أن يسمي هو وزير المال والوزيرين الشيعيين الآخرين في الحكومة العتيدة؛ أي كل الوزراء الشيعة. وكان النائب علي حسن خليل أشاع أجواءً تفاؤلية قبل اللقاء مع أديب؛ إذ أكد عقب زيارة قام بها إلى دار الفتوى، التزام كتلة «التنمية والتحرير» بما أكد عليه الرئيس بري؛ «حيث شدد على التزامنا ودعمنا إنجاح المبادرة الفرنسية بكامل مندرجاتها، بدءاً بتشكيل حكومة سريعاً، وصولاً لعقد مؤتمر للبنان لإطلاق الإصلاحات»، منوهاً بأنه «خلال الأيام الماضية حصل حراك إيجابي، وهناك أجواء إيجابية على مستوى تشكيل الحكومة، وسنتعاطى مع الأمر بأعلى درجات المسؤولية».

 

رياض طوق بين نارَي البستاني وأصحاب المستشفيات

المدن/25 أيلول/2020

 ملفان تناولهما مقدم البرامج رياض طوق عبر قناة "أم تي في"، وضعاه أمام المساءلة والنفي. ملف وزارة الطاقة دفع الوزيرة ندى البستاني الى رفع دعوى قضائية عليه، وملف تسجيل حالات وفاة في المستشفيات باسم "كورونا" عرضه للنفي من قبل نقابة المستشفيات.

وفيما تحدى طوق البستاني، وأطلق اسئلة بمواجهتها لدى نشر صورة الدعوى القضائية، لم يقدم اي تفسير لما قاله في الحلقة التي استضاف فيها الصحافي نوفل ضو، واتهم المستشفيات بتسجيل اسماء متوفين بأنهم ذهبوا ضحية وباء "كورونا"، بينما هم لم يموتوا بسبب "كورونا"، وجرى اغراء عائلاتهم بعائدات مالية لقاء الادعاء بأنهم ماتوا بسبب الفيروس.  وردّت نقابة المستشفيات في لبنان، على مزاعم طوق، قائلة إن الجهات الضامنة الرسمية لم تعتمد تعرفة خاصة لمرضى الكورونا لغاية الآن وفق الدراسات التي أعدتها نقابة المستشفيات وتم تبنيها من قبل لجنة المتابعة في رئاسة مجلس الوزراء.

وإذ جددت نقابة المستشفيات، رفضها لهذه الشائعات التي تمس بسمعة القطاع الصامد بكل أجهزته وطواقمه الطبية والتمريضية في الصفوف الأمامية لمواجهة جائحة "كوفيد 19" رغم كل الظروف الصعبة، أوضحت أن لوزارة الصحة العامة، كما لسائر الهيئات الضامنة، أطباء مراقبين في كل مستشفى يقومون بدورهم ويطلعون على ملفات المرضى. وقالت إن أي مريض في السكري، أو السرطان، اوحتى غير ذلك من الأمراض المزمنة الحرجة، في حال إلتقط عدوى كورونا وتوفي، يكون سبب وفاته طبياً مردّه فيروس كورونا. هذا هو منطق الطب. هذه القاعدة مطبقة عالمياً ولا تتبع في لبنان فقط، وعلى الجميع أخذها في الاعتبار بدلاً من إطلاق العنان للاتهامات غير العلمية. وأضافت: "إذا كان ناشرو هذه الاخبار يملكون الوثائق اللازمة التي تدين هذه المستشفيات موضوع الاتهام، فلماذا لا يضعونها في متناول الأجهزة القضائية للتحقيق فيها، واصدار كلمة الفصل، بدلاً من الاسترسال في بث الأخبار غير الدقيقة والتي لا تكتفي بتشويه صورة القطاع الصحي، بل تضرب صدقية الإعلام الذي يحمل رسالة نشر الحقائق من دون أي تزييف او مبالغة خدمة للسبق الصحافي؟"

وكان طوق فتح ملف وزارة الطاقة، ما عرضّه لدعوى قضائية تقدمت بها الوزيرة البستاني. وقال طوق الى أن النيابة العامة المالية تحركت من تلقاء نفسها "وطلبت منّا نسخة من حلقة #باسم_الشعب التي عرضت يوم أمس بالإضافة إلى الحلقة السابقة التي فضحنا من خلالها الصفقات والسمسرات والسرقات بالأسماء والمستندات في ملفات الكهرباء والطاقة". وتعهد "بأننا سنستكمل بموازاة ذلك المحاسبة إعلامياً وشعبياً".  وقالت البستاني: "سكتنا كتير عالأكاذيب والإشاعات العشوائية، نصحتك تجيب ضيف من وجهة نظر تانية كرمال مصداقيتك. سبق وأعلنت رفع السرية المصرفية عن كل حساباتي والكل في يطّلع علين... للأسف اليوم زادت الأمور عن حدّا، بس لأني عكسك ولأنو المصداقية عندي الأساس، منتلاقى بالقضاء".  وفي تغريدة ثانية، قالت: "حرية التعبير حقّ مقدّس ولكن حين تتحوّل الى مسّ بالكرامة والمصداقية، يصبح القضاء المرجع الصالح لإحقاق الحقّ. لعل الأشخاص أعلاه يقدمون ما حجبوه عبر الهواء عن الناس من مستندات الى القضاء".  ورد طوق عليها قائلاً: "اوعا تسكتي عالأكاذيب: انقطاع الكهربا أكتر من 16 ساعة أكاذيب؟ طوابير السيارات أمام المحطات؟ فيول مغشوش؟ عقود بالتراضي؟ عقود مقدمي الخدمات بمئات ملايين الدولارات؟ عقد سري مع روسنفت؟ إفادتِك الكاذبة عن دير عمار أمام ديوان المحاسبة أكاذيب؟ انا من سيحاكمكم شعبياً وإعلامياً".

 

66 مليون دولار للمتضررين من انفجار مرفأ بيروت

بيروت/الشرق الأوسط/25 أيلول/2020

فتحت الدولة اللبنانية اعتماداً استثنائياً في الموازنة بقيمة 100 مليار ليرة (66 مليون دولار وفق سعر الصرف الرسمي) لدفع تعويضات للمتضررين من انفجار مرفأ بيروت. ووقّع الرئيس ميشال عون أمس مرسوماً يقضي بفتح اعتماد استثنائي في الموازنة العامة للعام 2020 بقيمة 100 مليار ليرة لبنانية يخصص لدفع تعويضات المتضررين من انفجار مرفأ بيروت، استناداً إلى آلية تضعها قيادة الجيش ومحافظة بيروت، واستناداً إلى جداول اسمية يعدها الجيش وفق مبدأ الأولوية، ويتم الالتزام بها. وطاول الضرر آلاف الوحدات السكنية وعشرات المدارس و80 في المائة من البنية التحتية والمباني في مناطق الدورة، الجميزة، مار مخايل، الكرنتينا، الجعيتاوي، كرم الزيتون. وتضاف إلى ذلك أضرار لحقت بنحو 34 مدرسة، و4 مستشفيات، بينها 3 مستشفيات خاصة. وفُتح هذا الاعتماد بناء على طلب الرئيس عون، استناداً إلى المادة 85 من الدستور التي تجيز لرئيس الجمهورية، إذا دعت ظروف طارئة مستعجلة، اتخاذ مرسوم بناء على قرار صادر عن مجلس الوزراء بفتح اعتمادات استثنائية أو إضافية وبنقل اعتمادات في الموازنة، على ألا تتجاوز هذه الاعتمادات حداً أقصى يحدد في قانون الموازنة.

 

تكليف الأمن العام اللبناني التواصل مع قبرص لاسترداد المهاجرين

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/25 أيلول/2020

وضعت السلطات اللبنانية تصوراً لمعالجة قضية المهاجرين الذين يلجأون إلى «قوارب الموت» لمغادرة الأراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية «من زاويتين أمنية وإنسانية»، بحسب ما أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون، أمس، وذلك في ظل الاستعدادات في شمال لبنان لاستئناف هذا النشاط «هرباً من الأزمات الاجتماعية والاقتصادية» التي تعاني منها المنطقة. وخصص الاجتماع الأمني الذي عُقِد برئاسة عون وحضور رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب للبحث في «حوادث نقل أشخاص عبر المراكب بصورة غير شرعية من الشاطئ اللبناني في اتجاه قبرص، بعدما تزايدت هذه الحوادث ووقع فيها ضحايا من مختلف الأعمار». وتقرر تكليف المديرية العامة للأمن العام التواصل مع السلطات القبرصية لوضع الإجراءات اللازمة لاسترداد المهاجرين وتكثيف العمل المخابراتي والاستقصائي لكشف الشبكات التي تعمل على تهريب الأشخاص بطريقة غير شرعية. كذلك تقرر تكثيف الدوريات البحرية ضمن الإمكانات المتوافرة والتنسيق مع قيادة «اليونيفيل» لكشف ورصد الزوارق ووضع إطار للتعاون في هذا الصدد. وكلفت قيادة الجيش العمل على إنشاء مركز خاص للبحث والإنقاذ، على أن يتم ذلك بالتعاون مع الوزارات المعنية. وبعد العثور على ثلاث جثث عائمة على سطح مياه البحر، في الأسبوع الماضي، عثر أمس على جثة عارية طافية عند شاطئ البحر في محلة الشيخ زناد - العريضة. ويعتمد المهربون آلية جديدة و«صعبة» للتواري عن أعين بحرية الجيش اللبناني التي تقوم بدوريات مستمرة في البحر لمنع هذا النشاط غير الشرعي، فالعملية تتم عبر قوارب الصيد أو النزهات، وتنتقل من منطقة الميناء قرب طرابلس، وليس من المرفأ الشرعي في طرابلس.

وتشير المعلومات الأمنية إلى أن المهربين ينتقلون إلى جزيرة الأرانب قبالة طرابلس، وينتظرون مرور البواخر الكبيرة ليلاً من تلك المنطقة للتستّر بها عبر السير بمحاذاتها، بما يتيح لهم التواري عن أعين دوريات الجيش، إلى حين الوصول إلى المياه الدولية، منعاً لأن يتم توقيفهم من قِبَل بحرية الجيش، بحسب ما قالت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط». ورغم تكثيف الإجراءات وإحباط محاولات للهجرة غير الشرعية، وغرق أحد القوارب، فإن القائمين بمحاولات الهرب لم يكفوا عن محاولاتهم. وقال أحد الذين غادروا وأعادتهم السلطات القبرصية إلى لبنان لـ«الشرق الأوسط» إنه لن يكفَّ عن المحاولة، هرباً من الأزمات المعيشية والاقتصادية التي يعاني منها أبناء المنطقة الشمالية. ويقول رئيس بلدية طرابلس رياض يمق إن سوء الوضع المعيشي والأزمة الاقتصادية تدفع السكان لاختيار الهجرة، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «إذا فُتح باب الهجرة، فهناك أكثر من 15 ألف شخص جاهزون لتقديم أوراقهم عبر السفارات لمغادرة البلاد».

وأضاف يمق أن نحو نصف السكان في طرابلس باتوا دون خط الفقر، نتيجة توقف العمل في قطاعات مثل المهن الصغيرة والقطاع السياحي والرياضي، بسبب الأزمة الاقتصادية، مضيفاً أن حجم الأزمة «يحتاج إلى حلول من الدولة، ويفوق قدرة بلدية طرابلس على حلها بالنظر إلى أننا مقيدون في غياب لا مركزية إدارية»، مشدداً على أنه «لا حلول إلا بحل الأزمة المعيشية المتفاقمة».

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

«سجل أنشطة إيران المدمّرة».. صواريخ لحزب الله والحوثيين!

جنوبية/25 أيلول/2020

فيما تتوالى العقوبات الأميركية على إيران، نشر تقرير مفصل، أصدرته وزارة الخارجية الأميركية، مؤخرا، “تفاصيل تتعلق ببرنامج الصواريخ الإيرانية الذي لا يقف عند حدودها فقط، بل يمتد إلى أنصارها من الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان، لتواصل بذلك انتهاك قرارات مجلس الأمن الدولي”. وتحدث الجزء الثاني من التقرير الذي نقلته قناة “الحرة” الى ان “المكون من ثمانية فصول وحمل عنوان “نظام خارج عن القانون- سجل أنشطة إيران المدمرة”، عن تهديد النظام الإيراني للأمن الإقليمي عبر استخدام الصواريخ الباليستية في هجمات ضد القوات الأميركية في العراق عام 2020، وأهداف في العراق وسوريا عام 2018، وصواريخ كروز دقيقة ضد منشآت النفط السعودية في أيلول 2019”. ولفت التقرير الأميركي الى ان “إيران تمتلك أكبر قوة صاروخية وأكثرها تنوعا في الشرق الأوسط، بأكثر من 10 أنواع من الصواريخ الباليستية في الخدمة أو قيد التطوير”. أضاف “يواصل النظام نشر مجموعة من الأنظمة قصيرة ومتوسطة المدى تعمل بالوقود الصلب والسائل، ويستمر في استكشاف مسارات متعددة تسمح له بتوسيع قدراته الصاروخية طويلة المدى وتعزيز الدقة بشكل كبير”. ويقول التقرير إن “إيران تواصل إعطاء الأولوية لتطوير قوتها الصاروخية، حيث تطلق بشكل روتيني الصواريخ الباليستية منذ إبرام الاتفاق النووي معها عام 2015، مؤكداً أن “مثل هذه الاختبارات لم تتحد بنود قرار مجلس الأمن رقم 2231 فحسب، بل دعمت التوسع المستمر في قدرات إيران الصاروخية وزادت من قوة ترسانتها”.

 

إصابة أربعة أشخاص في باريس إثر تعرضهم للطعن قرب مكاتب «شارلي إيبدو» سابقاً

باريس/الشرق الأوسط/25 أيلول/2020

أُصيب أربعة أشخاص بجروح، اثنان منهم جروحهما خطرة، في هجوم بسكين، اليوم (الجمعة)، قُربَ المكاتب السابقة لمجلة «شارلي إيبدو» الفرنسية الساخرة في باريس، حسبما أعلن مصدر مقرب من التحقيق لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». واثنان من المصابين في حالة حرجة، وفق شرطة باريس التي أضافت أن شخصين مشتبه بهما لاذا بالفرار. وتأتي حادثة الطعن بموازاة جلسات محاكمة في باريس لشركاء مفترضين لمنفذي الهجوم على «شارلي إيبدو» في يناير (كانون الثاني) 2015، الذي أودى بحياة 12 شخصاً.

 

عملية طعن قرب مقر “شارلي إيبدو”… واصابة صحافيين

وكالات/25 أيلول/أكدت الحكومة الفرنسية أن عملية الطعن التي نفذت قرب المقر السابق لمجلة “شارلي إبدو” في باريس أسفرت عن إصابة شخصين،  وترجح السلطات أن الاعتداء يحمل طابعا إرهابيا. وصرح رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس للصحفيين، بأن المصابين جراء عملية الطعن صحفيان من فريق وكالة Premičres Lignes، مشيرا إلى ان حياتهما ليست في خطر الآن. وأعلن رئيس الحكومة الفرنسية أن شرطة مكافحة الإرهاب تحقق في الحادث، موضحا أن انضمام المحققين المختصين في قضايا الإرهاب إلى التحقيق جاء لكون الهجوم قد نفذ في مكان رمزي وبالتزامن مع محاكمة منفذي الاعتداء الذي أودى في كانون الثاني 2015 بأرواح 12 من صحفيي “شارلي إبدو”. وأكد مكتب الادعاء المعني بجرائم مكافحة الإرهاب في فرنسا اعتقال شخص يعتقد أنه المنفذ الرئيسي للهجوم ومشتبه فيه آخر في القضية. ونقلت وكالة “رويترز” عن مصدر شرطي قوله إن أحد الموقوفين شاب باكستاني في سن 18 عاما. وكان قد عثر في موقع الحادث على طرد مشبوه، لكن مصادر بالشرطة طمأنت انه “لا أثر لمواد ناسفة في اللفافة المريبة”. كما فرض طوق أمني مشدد في محيط المكان الذي وقع فيه الهجوم.

 

فرنسا: التعامل مع حادث الطعن في باريس بوصفه «عملاً إرهابياً محتملاً»

باريس/الشرق الأوسط/25 أيلول/2020

قالت السلطات الفرنسية لوكالة الأنباء الألمانية اليوم (الجمعة)، إن ممثلي الادعاء العام في البلاد يتعاملون مع هجوم الطعن الذي وقع قرب المقر السابق لمجلة «شارلي إيبدو» الساخرة في باريس على أنه حادث إرهابي محتمل. وتقول الشرطة إن الهجوم أسفر عن إصابة شخصين على الأقل. وكانت تقارير سابقة -بما في ذلك تعليقات من رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس- قد أشارت إلى إصابة أربعة، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية. وتم اعتقال المشتبه به. وليس من الواضح ما إذا كان الشخص المحتجز هو المشتبه به الوحيد في الهجوم.

 

إيران تتهم الأوروبيين بـ«الشراكة» في «الضغط الأقصى»

لندن: «الشرق الأوسط»/25 أيلول/2020

اتهمت إيران فرنسا وبريطانيا وألمانيا بأنها «شريكة» و«تكرس» سياسة «الضغط الأقصى» الأميركية، وبـ«التدخل» في الشؤون الداخلية الإيرانية، وذلك في أول رد على استدعاء سفرائها لدى الدول الأوروبية الثلاث التي تواجه انتقادات أميركية بسبب معارضتها العقوبات الأممية على طهران.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية؛ سعيد خطيب زاده، إن مواقف بعض الدول الأوروبية، دون أن يذكر أسماءها، بمثابة «تدخل» في الشؤون الداخلية لبلاده، مضيفاً: «في هذا الصدد، اتخذ الرد المناسب من الجهات المعنية، ومن الآن فصاعداً سيستمر». وانتقد خطيب زاده تقريراً لصحيفة «الغارديان» حول استدعاء السفراء الإيرانيين، إضافة إلى ضغوط مارسها عناصر من «الحرس الثوري» على البريطانية من أصل إيراني نازانين زاغري راتكليف، وقال: «الغاية من تقارير مدفوعة الثمن تشويه أوضاع حقوق الإنسان في إيران، وذلك في هذا التوقيت، واضح تماماً».

واتهم خطيب زاده الدول الأوروبية والولايات المتحدة بـ«الانتقائية» و«التسييس» و«الإضرار بحقوق الإنسان». وذهب أبعد من ذلك عندما عدّ الدول الأوروبية «شريكة» و«تكرس» استراتيجية «الضغط الأقصى»، والعقوبات الأميركية، حسبما أوردت وكالة «إيسنا» الحكومية. ودخلت الولايات المتحدة والثلاثي الأوروبي الموقّع على الاتفاق النووي، في مرحلة جديدة من الخلافات حول الملف الإيراني هذا الشهر، بعدما امتنعت الدول الثلاث عن تأييد مشروع لتمديد حظر السلاح على طهران، قبل أن ترفض الاعتراف بتفعيل آلية «سناب باك» وإعادة واشنطن العقوبات الأممية.

على خلاف ذلك، نقلت وكالة «إرنا» الرسمية عن القيادي في «الحرس الثوري»، الجنرال محمد رضا يزدي، قوله على هامش معرض للسلاح في طهران، إن «بريطانيا وألمانيا وفرنسا والدول الأخرى التي كانت تدافع عن أميركا بعيون مغمضة ضدنا، بسبب صمود شعبنا، لم تعد تطيع أميركا، وتقف ضدها». وكانت تقارير قد ربطت بين إلغاء جولة وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف وموجة الغضب من إعدام طهران بطل المصارعة، نويد أفكاري. وفي أول تعليق على المستوى الدولي، قال ظريف الاثنين في كلمة عبر الإنترنت لـ«مجلس العلاقات الخارجية» في نيويورك إن إعدام أفكاري كان لإدانته بالقتل، رافضاً تأكيدات ناشطين حقوقيين أن حكم الإعدام جاء نتيجة مشاركته في احتجاجات بالشوارع. وقال: «لدينا سلطة قضائية مستقلة، والحكومة ليست ضالعة في اتخاذ السلطة القضائية القرارات... الرجل... أعدم ليس لمشاركته في المظاهرات؛ وإنما بسبب جريمة قتل». وأضاف: «شارك كثير من الناس في مظاهرات (في إيران) ولم يتم إعدام أي منهم».

وأثارت تصريحات ظريف موجة غضب بين الإيرانيين في شبكات التواصل الاجتماعي. وكان 5 خبراء أممين في مجال حقوق الإنسان؛ من بينهم المقرر الخاص بإيران، قد أعربوا عن مخاوفهم من أن يكون الإعدام محاولة لترهيب الإيرانيين، مشددين على أنها ثاني حالة إعدام على صلة بالاحتجاجات.

وفي 5 أغسطس (آب) الماضي، أعلنت إيران إعدام مصطفى صالحي بتهمة قتل عنصر في «الحرس الثوري» خلال احتجاجات. وقبل ذلك في يوليو (تموز) الماضي، أطلق الإيرانيون حملتين عبر شبكات التواصل الاجتماعي، لوقف أحكام إعدام ضد 8 محتجين من المشاركين في مظاهرات ديسمبر (كانون الأول) 2017 ونوفمبر (تشرين الثاني) 2019.

وأفادت صحيفة «الغارديان» البريطانية، أول من أمس، باستدعاء سفراء إيران لدى ألمانيا وبريطانيا وفرنسا لتسليم مذكرة احتجاج مشتركة.

 

أبرامز يتوقع مجيء طهران إلى طاولة المفاوضات بعد الانتخابات الأميركية

هيل قال إن «حزب الله» و«حماس» يعيشان حالة تقشف بسبب غياب التمويل الإيراني

واشنطن: رنا أبتر/الشرق الأوسط/25 أيلول/2020

أكد المبعوث الأميركي الخاص بإيران، إليوت أبرامز، أن هدف سياسة «الضغط الأقصى» التي تمارسها الإدارة الأميركية تجاه إيران، هو إرغامها على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، مرجحاً أن هذا سيحدث بعد الانتخابات الأميركية.

وقال أبرامز في جلسة استماع، عقدتها لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، أمس، إن استراتيجية الإدارة الأميركية تجاه إيران تهدف إلى الحيلولة دون حصول النظام الإيراني على الأموال التي يحتاجها لدعم أنشطته المزعزعة للاستقرار في المنطقة، والضغط عليها للتوصل إلى اتفاق مناسب. وتحدث أبرامز عن محاور الاتفاق الذي تسعى إليه الإدارة، قائلاً إنه يجب أن يشمل برنامج إيران النووي، وتطويرها الصواريخ الباليستية، ودعمها المجموعات الإرهابية، إضافة إلى اعتقالها مواطنين أميركيين. ولفت أبرامز إلى أن العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة أدت إلى التضييق على طهران بشكل كبير، وإلى وقف دفعات النظام لوكلائه في سوريا ولبنان... وغيرهما، مضيفاً: «الميلشيات التي تدعمها إيران لا يمكنها أن تعتمد حالياً على دعم طهران المستمر والثابت. (حزب الله) و(حماس) يعتمدان خططاً للتقشف بسبب نقص التمويل من إيران»، عادّاً أن هذا أدى إلى إنقاذ حياة مدنيين أبرياء في إيران وسوريا والعراق... وغيرها من البلدان. وأكد أبرامز أن اتفاقات الدول العربية مع إسرائيل ستؤدي إلى عزل إيران: «نحن نعزل إيران أكثر من خلال اتفاق السلام بين إسرائيل والإمارات والبحرين. ونحن متفائلون بأن مزيداً من الدول ستحذو حذوهما». وقال إن «دول الشرق الأوسط جددت ثقتها بالولايات المتحدة؛ لأننا نقف في وجه طهران».

وقال أبرامز إنه بفضل إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران، تحت آلية «سناب باك»، فإن طهران «مرغمة اليوم على وقف كل أنشطة التخصيب... الولايات المتحدة تتوقع التزام كل أعضاء الأمم المتحدة بتعهداتها المتعلقة بإعادة فرض القيود على طهران. فالولايات المتحدة لن تسمح أبداً للبلد الأكبر الراعي للإرهاب في العالم بالحصول على أخطر سلاح في العالم». وصرح أبرامز بأن «الولايات المتحدة ملتزمة بمحاسبة الذين يحرمون شعب إيران من الحرية والعدالة، وستعلن في وقت لاحق اليوم (أمس) عقوبات على كثير من الكيانات والمسؤولين الإيرانيين؛ منهم القاضي الذي حكم على نويد أفكاري بالإعدام».

من ناحيته، أكد وكيل وزارة الخارجية الأميركية، ديفيد هيل، أن أولوية إدارة ترمب في المنطقة هي «إنهاء تأثير إيران الخبيث عليها»، موضحاً أن حملة «الضغط الأقصى» حرمت إيران من أكثر من 70 مليار دولار من العائدات، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن «العقوبات فقط لن تكون كافية، و(التطبيع) بين إسرائيل ودول عربية سيساعد على مواجهة الخطر الإيراني في المنطقة».

وجدد هيل، في إشارة إلى صفقة مقاتلات «إف35 (الشبح) مع الإمارات، التزام الولايات المتحدة بمساعدة إسرائيل في الحفاظ على تقدمها العسكري في المنطقة، مشيراً إلى أن هناك مشاورات جارية مع الإمارات للاطلاع على احتياجاتها الأمنية، وأنه لم يتم التوصل إلى أي قرار بشأن «إف35» بعد.

وحثّ هيل الفلسطينيين إلى العودة إلى طاولة المفاوضات، قائلاً: «نحث الفلسطينيين على العودة إلى الطاولة، فإن رفضهم الحديث مع إسرائيل يؤخر من تحسين أوضاع الشعب الفلسطيني. لطالما قلنا إن المسار الواقعي لإنهاء الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني هو من خلال المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى سلام شامل ومستدام». كذلك؛ تطرق هيل إلى الملف اللبناني، وأعاد التأكيد على الدعم الأميركي للجيش هناك، عادّاً أن هدف هذا الدعم هو مواجهة «حزب الله» وإيران، وأشاد بجهود الجيش اللبناني، مؤكداً أن كل المعدات التي تقدمها الولايات المتحدة له لا تزال موجودة بحوزته. وحول المساعدات، أضاف: «عندما نرى أن الزعماء اللبنانيين ملتزمون بتغيير حقيقي، فإن أميركا والشركاء الدوليين سيكونون مستعدين لتقديم المساعدة اللازمة لتحقيق إصلاحات حقيقية». وتعهد هيل بمواصلة سياسة الضغط على «حزب الله» من خلال فرض عقوبات على الداعمين له، مشيراً إلى أن ولاء «الحزب» يعود لإيران وليس للبنان... «قبل حملة (الضغط الأقصى)، قدمت إيران نحو 700 مليون دولار لـ(حزب الله). إن قدرتنا على حصر هذا التمويل أظهرت نتائج»، وكرر دعوته حلفاء الولايات المتحدة إلى إدراج الحزب بجناحيه العسكري والسياسي في لائحة المنظمات الإرهابية.

من جهة أخرى، أعرب هيل عن أمله في أن تحل دول الخليج الأزمة القائمة بينها سريعاً؛ عادّاً أن التعاون بين هذه الدول ضروري للتصدي لإيران.

وشدد هيل على أهمية العلاقات الأميركية - السعودية فقال: «علاقتنا مع السعودية عميقة من خلال التعاون الأمني الثنائي. إن الجزء المهم في استراتيجيتنا هو مواجهة أنشطة إيران المزعزعة في الخليج، وهزيمة تنظيمي (داعش) و(القاعدة) وغيرهما من التنظيمات الإرهابية». وأضاف: «تعاوننا الأمني ساعد في حماية أكثر من 160 ألف أميركي في السعودية والإمارات من الاعتداءات من قبل الحوثيين المدعومين من إيران». وحول سوريا؛ أكد هيل أن هدف إرسال مزيد من القوات إلى سوريا هو الاستمرار في مكافحة تنظيم «داعش»، وقال في هذا الصدد: «حققنا تقدماً كبيراً في هذا المجال، لكننا لم ننجح في مهمتنا بعد، ولم ننه هذه المهمة». وأعرب هيل وأبرامز عن قلقهما من محاولات الصين بسط سيطرتها على منطقة الشرق الأوسط؛ لكنهما شككا في الوقت نفسه بقدرتها على الالتزام بتعهداتها، وقال أبرامز إن مبلغ الـ400 مليار دولار الذي عرضته الصين في شراكة مع إيران، مجرد إعلان بهدف الترويج وليس حقيقة.

 

إيران تتهم الأوروبيين بـ«الشراكة» في «الضغط الأقصى»

لندن/الشرق الأوسط/25 أيلول/2020»

اتهمت إيران فرنسا وبريطانيا وألمانيا بأنها «شريكة» و«تكرس» سياسة «الضغط الأقصى» الأميركية، وبـ«التدخل» في الشؤون الداخلية الإيرانية، وذلك في أول رد على استدعاء سفرائها لدى الدول الأوروبية الثلاث التي تواجه انتقادات أميركية بسبب معارضتها العقوبات الأممية على طهران.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية؛ سعيد خطيب زاده، إن مواقف بعض الدول الأوروبية، دون أن يذكر أسماءها، بمثابة «تدخل» في الشؤون الداخلية لبلاده، مضيفاً: «في هذا الصدد، اتخذ الرد المناسب من الجهات المعنية، ومن الآن فصاعداً سيستمر». وانتقد خطيب زاده تقريراً لصحيفة «الغارديان» حول استدعاء السفراء الإيرانيين، إضافة إلى ضغوط مارسها عناصر من «الحرس الثوري» على البريطانية من أصل إيراني نازانين زاغري راتكليف، وقال: «الغاية من تقارير مدفوعة الثمن تشويه أوضاع حقوق الإنسان في إيران، وذلك في هذا التوقيت، واضح تماماً». واتهم خطيب زاده الدول الأوروبية والولايات المتحدة بـ«الانتقائية» و«التسييس» و«الإضرار بحقوق الإنسان». وذهب أبعد من ذلك عندما عدّ الدول الأوروبية «شريكة» و«تكرس» استراتيجية «الضغط الأقصى»، والعقوبات الأميركية، حسبما أوردت وكالة «إيسنا» الحكومية. ودخلت الولايات المتحدة والثلاثي الأوروبي الموقّع على الاتفاق النووي، في مرحلة جديدة من الخلافات حول الملف الإيراني هذا الشهر، بعدما امتنعت الدول الثلاث عن تأييد مشروع لتمديد حظر السلاح على طهران، قبل أن ترفض الاعتراف بتفعيل آلية «سناب باك» وإعادة واشنطن العقوبات الأممية. على خلاف ذلك، نقلت وكالة «إرنا» الرسمية عن القيادي في «الحرس الثوري»، الجنرال محمد رضا يزدي، قوله على هامش معرض للسلاح في طهران، إن «بريطانيا وألمانيا وفرنسا والدول الأخرى التي كانت تدافع عن أميركا بعيون مغمضة ضدنا، بسبب صمود شعبنا، لم تعد تطيع أميركا، وتقف ضدها». وكانت تقارير قد ربطت بين إلغاء جولة وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف وموجة الغضب من إعدام طهران بطل المصارعة، نويد أفكاري. وفي أول تعليق على المستوى الدولي، قال ظريف الاثنين في كلمة عبر الإنترنت لـ«مجلس العلاقات الخارجية» في نيويورك إن إعدام أفكاري كان لإدانته بالقتل، رافضاً تأكيدات ناشطين حقوقيين أن حكم الإعدام جاء نتيجة مشاركته في احتجاجات بالشوارع. وقال: «لدينا سلطة قضائية مستقلة، والحكومة ليست ضالعة في اتخاذ السلطة القضائية القرارات... الرجل... أعدم ليس لمشاركته في المظاهرات؛ وإنما بسبب جريمة قتل». وأضاف: «شارك كثير من الناس في مظاهرات (في إيران) ولم يتم إعدام أي منهم». وأثارت تصريحات ظريف موجة غضب بين الإيرانيين في شبكات التواصل الاجتماعي. وكان 5 خبراء أممين في مجال حقوق الإنسان؛ من بينهم المقرر الخاص بإيران، قد أعربوا عن مخاوفهم من أن يكون الإعدام محاولة لترهيب الإيرانيين، مشددين على أنها ثاني حالة إعدام على صلة بالاحتجاجات. وفي 5 أغسطس (آب) الماضي، أعلنت إيران إعدام مصطفى صالحي بتهمة قتل عنصر في «الحرس الثوري» خلال احتجاجات. وقبل ذلك في يوليو (تموز) الماضي، أطلق الإيرانيون حملتين عبر شبكات التواصل الاجتماعي، لوقف أحكام إعدام ضد 8 محتجين من المشاركين في مظاهرات ديسمبر (كانون الأول) 2017 ونوفمبر (تشرين الثاني) 2019. وأفادت صحيفة «الغارديان» البريطانية، أول من أمس، باستدعاء سفراء إيران لدى ألمانيا وبريطانيا وفرنسا لتسليم مذكرة احتجاج مشتركة.

 

موسكو وطهران لتعزيز التنسيق في مواجهة «ضغوط» واشنطن

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/25 أيلول/2020

أجرى وزير الخارجية سيرغي لافروف، أمس، جلسة محادثات مع نظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، وصفت بأنها «تفصيلية»، وتناولت الوضع حول البرنامج النووي الإيراني، وجهود تعزيز التنسيق الثنائي في مواجهة استئناف العقوبات الأميركية أخيراً ضد طهران.

وأعرب لافروف في مستهل اللقاء عن أمله في أن يساعد الحوار مع الجانب الإيراني على «صياغة خطوات إضافية للحفاظ على خطة العمل الشاملة المشتركة الخاصة ببرنامج إيران النووي»، منوهاً أن بلاده «تعمل بنشاط مع جميع المشاركين في خطة العمل المشتركة الشاملة، الذين ما زالوا ملتزمين بهذه الوثيقة الهامة. وآمل أن يساعد اجتماعنا اليوم في تطوير خطوات إضافية في هذا الاتجاه». وشدد لافروف على وجود فهم واضح مشترك لدى موسكو وطهران، للعمل المشترك على الساحة الدولية، وكذلك بشأن كيفية المضي قدماً في التعاون الثنائي. وقال: «للأسف الشديد، فإن الوضع حول الخطة يتأزم. ويحاول زملاؤنا الأميركيون الترويج لأفكار غير مقبولة وأحادية الجانب، وغير مشروعة، لا تحظى بدعم في مجلس الأمن الدولي». وفي مؤتمر صحافي مشترك عقده الوزيران في ختام اللقاء، جدد لافروف التأكيد على الأهمية الخاصة التي توليها موسكو لدفع «الشراكة» مع إيران. وقال إن لدى البلدين مجالات واسعة لتعزيز التعاون في مجالات الطاقة والطاقة النووية والنقل وغيرها، مشيراً إلى اتفاق على عقد اجتماع اللجنة الحكومية المشتركة للبلدين في موسكو قبل حلول نهاية العام الحالي. ولفت لافروف إلى أن «آراء موسكو وطهران متطابقة أو قريبة جداً حيال القضايا الدولية والإقليمية»، وجدد التأكيد على أن هذا الموقف ظهر في معارضة «تحركات واشنطن التي رفضتها غالبية مجلس الأمن، وغالبية البلدان الموقعة على الخطة». وتوقف لافروف عند قرار واشنطن استئناف العقوبات على طهران والحظر على التزود بالتقنيات العسكرية، وقال إن هذا القرار «غير شرعي ولا يمكن التعامل معه». مشيراً إلى أن استئناف التعاون مع طهران في كل المجالات بما في ذلك المجال التقني العسكري قانوني، ويجري وفقاً لقرارات مجلس الأمن. وأكد أنه «في غضون شهر سيتم رفع كل القيود التي كانت مفروضة سابقاً (على السلاح الإيراني)، بموجب القرار 2231 وسيكون من الممكن إطلاق المجالات لتوسيع التعاون في المجالات التقنية والعسكرية». وأشار لافروف إلى اتفاق توصل إليه الطرفان خلال المحادثات لتنشيط الاتصالات مع المنظمة الدولية لنزع السلاح النووي، لتأكيد التزام إيران بتعهداتها في إطار الاتفاق النووي. من جانبه، شدد ظريف على الأهمية التي توليها بلاده للتعاون مع موسكو في المجالات المختلفة. وأشاد بالدور الروسي في مجلس الأمن في مواجهة التحركات الأميركية، وقال إن موسكو «حافظت على مصداقية مجلس الأمن في تسوية القضايا».

وكان ظريف قال قبل اللقاء مباشرة، في مقابلة مع وكالة «سبوتنيك» الروسية، إن «عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي هي الخطوة الأولى التي يجب أن يتخذها الأميركيون»، مؤكداً أنه «يتعين على الولايات المتحدة التعويض عن الأضرار التي ألحقتها بالشعب الإيراني». وأشار ظريف إلى أن الولايات المتحدة «تخوض حرباً اقتصادية ضد روسيا وإيران والصين بأكبر قدرة ضغط ممكنة، وهي في سبيل ذلك تنفذ خططاً اقتصادية خطيرة حتى ضد أصدقائها وحلفائها».

وأعرب ظريف عن استعداد طهران لتبادل الأسرى الذين يحملون الجنسية الإيرانية والأميركية المزدوجة المحتجزين لدى طهران، مقابل سجناء إيرانيين محتجزين لدى واشنطن أو حلفائها، مضيفاً أنه بعد صفقات التبادل السابقة لم يعد لدى إيران محتجزون يحملون الجنسية الأميركية فقط.

وفيما يتعلق بالعلاقات مع روسيا، أكد ظريف أن طهران وموسكو «أجرتا محادثات جيدة للغاية في مجال التعاون العسكري، وهذه المحادثات ستستمر». وأوضح الوزير أن «إيران وصلت إلى نوع من الاكتفاء الذاتي في مجال التسليح الدفاعي»، لكنه أشار إلى حرص بلاده على تواصل التعاون مع موسكو وأطراف أخرى لتعزيز قدراتها في مجالات التسليح. وأوضح ظريف: «لقد أجرت إيران وروسيا محادثات جيدة للغاية بشأن التعاون العسكري، وسنواصل هذه المحادثات، في بعض الحالات لدينا احتياجات جادة للتعاون في مجال الأسلحة مع أصدقائنا الروس، ودول أخرى مستعدة للتعاون معنا وفقاً للقوانين الدولية، وسوف يواصل زملائي في وزارة الدفاع الإيرانية هذه المحادثات بجدية». وأيّد ظريف اقتراح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن إقامة «ممرات خضراء خالية من الحروب التجارية والعقوبات»، للمواد الأساسية من الدواء والغذاء، ووصفه بأنه مهم جداً في ظل الوضع الدولي الراهن. وتابع أنه «برأينا أن اقتراح الممر الأخضر في ظل الظروف الدولية الراهنة مهم جداً لأن الظروف الدولية الحالية خطيرة ومعقدة جداً؛ حيث إن فيروساً صغيراً أركع جميع القوى العظمى في العالم، وإذا لم يحدث تعاون فيما بين الدول فلن تستطيع أن تخرج من هذه المحنة بنجاح».

 

إيقاف رحلات الخطوط الجوية العراقية إلى إيران

بغداد/الشرق الأوسط/25 أيلول/2020

أعلن العراق، اليوم (الجمعة)، إيقاف رحلات شركة الخطوط الجوية العراقية إلى إيران لمدة أسبوعين بناءً على طلب من الجانب الإيراني. وذكر بيان لوزارة النقل العراقية، بحسب «وكالة الأنباء الألمانية»: «نعلن رسمياً تعليق رحلات الناقل الوطني مع إيران ابتدءاً من اليوم الجمعة لغاية التاسع من شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل بناءً على طلب من السلطات الإيرانية». وأوضح أن «القرار يشمل جميع الرحلات المباشرة من المطارات المحلية إلى مطارات إيران».

 

الصدر يدعو لتشكيل لجنة تحقيق في الخروقات الأمنية... والكاظمي يرحب

بغداد/الشرق الأوسط/25 أيلول/2020

دعا زعيمَ «التيار الصدري» في العراق مقتدى الصدر، اليوم (الجمعة)، إلى تشكيل لجنة للتحقيق في الخروقات الأمنية التي تتعرض لها البعثات الدبلوماسية والمقرات الرسمية للدولة، ما يضر بسمعة العراق. وقال الصدر، عبر موقع «تويتر»، حسب وكالة الأنباء الألمانية: «ندعو إلى تشكيل لجنة ذات طابع أمني وعسكري وبرلماني للتحقيق في الخروقات الأمنية التي تتعرض لها البعثات الدبلوماسية والمقرات الرسمية للدولة بما يضر بسمعة العراق في المحافل الدولية»، وأوضح أن على اللجنة أن تعلن «نتائج التحقيق للرأي العام ضمن سقف زمني محدد لكي يتم أخذ الإجراءات القانونية والتنفيذية اللازمة حيال ذلك». ويشهد العراق بشكل شبه يومي هجمات بصواريخ الكاتيوشا لاستهداف المنطقة الخضراء التي تضم مباني ومقرات الحكومة العراقية ومباني عدد من السفارات والبعثات الدبلوماسية الأجنبية الموجودة في العراق وأبرزها السفارة الأميركية، من جماعات وميليشيات مسلحة، فضلاً عن استهداف الثكنات العسكرية التي توجد فيها قوات التحالف الدولي لتدريب القوات العسكرية العراقية. من جانبه، رحّب رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، بدعوة مقتدى الصدر. وقال على موقع «تويتر»: «ندعم المقترحات التي قدمها السيد مقتدى الصدر بتشكيل لجنة أمنية وعسكرية وبرلمانية للتحقيق في الخروقات التي تستهدف أمن العراق وهيبته وسمعته والتزاماته الدولية». وأضاف: «نؤكد أن القانون فوق يد الخارجين عليه مهما ظن البعض عكس ذلك، وأن تحالف الفساد والسلاح المنفلت لا مكان له في العراق».

 

الجيش العراقي يلاحق خلايا «داعش» بين كركوك وصلاح الدين/تحالف العامري يرفض استهداف البعثات الأجنبية

بغداد/الشرق الأوسط/25 أيلول/2020

في وقت لا يزال الجيش العراقي يلاحق خلايا «تنظيم داعش» في العديد من المحافظات الغربية والشمالية من البلاد، تتضارب المواقف السياسية بشأن الوجود العسكري الأميركي في العراق ومواصلة استهداف السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء وسط بغداد.

وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر حذر أول من أمس (الأربعاء) مما سماه «ضياع العراق» جراء ما تقوم به بعض فصائل الحشد الشعبي من عمليات قصف واغتيالات. وقال الصدر في رسالة موجهة إلى «الحشد الشعبي»: «اعلموا أن ما تقوم به بعض الفصائل المنتمية لهذا العنوان الكبير(الحشد الشعبي) فيه إضعاف للعراق وشعبه ودولته، وإضعافهم يعني تقوية القوى الخارجية وعلى رأسها كبيرة الشر أميركا». وأضاف أن «ما يحدث من قصف واغتيالات من بعض المنتمين لكم وإن كنتم غير راضين عنه، إلا أن هذا لا يكفي بل لا بد لكم من السعي بالحكمة والتروي إلى إنهاء جعل العراق ساحة لصراع الآخرين ولنسع معا لاستقلال العراق وسيادته وأمنه... وإلا ضاع العراق من بين أيدينا». وأردف بالقول: «نحن بدورنا نجدد المطالبة بعدم التدخل بشؤون العراق الداخلية من جميع الأطراف، كما نؤكد على السلمية في شتى التعاملات». من جهتها فإن «كتلة الفتح» التي يتزعمها هادي العامري، أعلنت رفضها وإدانتها لأي عمل يستهدف البعثات الدبلوماسية والمؤسسات الرسمية. وقالت في بيان أمس (الخميس) ردا على بيان الصدر إن «هذه الأعمال إضعاف للدولة وضرب لهيبتها وهو أمر مرفوض ويؤدي إلى نتائج خطيرة». وأضاف البيان أن «الحشد الشعبي هو المدافع عن العراق ووحدته وسيادته جنباً الى جنب القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، وعليه فإننا ندعو أبناءنا في الحشد الشعبي إلى أن يكونوا كما عرفناهم مثلا أعلى في الالتزام بالقانون والابتعاد عن كل ما يسيء إلى صورة هذا الكيان». ودعا البيان الجميع إلى «توخي الدقة وعدم إطلاق التهم جزافا لأن الإرهاب وأزلام النظام السابق والمجاميع المنحرفة وأعداء العراق تسعى دائماً لخلط الأوراق».

من جهته، أكد التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد «تنظيم داعش»، أن الهجمات الصاروخية التي تشنها «جماعات خارجة على القانون»، ليست موجهة ضد قوات التحالف، مشيراً إلى أن جميع الهجمات تستهدف مواقع القوات العراقية، وتتسبب بوقوع ضحايا من صفوفهم. وقال المتحدث باسم التحالف الكولونيل واين ماروتو، في تصريحات صحافية: «نحن بصدد إنشاء مركز استشاري في أربيل، سيمكّن مستشاري التحالف من التعامل المباشر مع قوات البيشمركة». وبين ماروتو، أن «التحالف الدولي مستمر في التزامه بهزيمة (داعش)، وأن العالم بأسره يقدر تضحيات قوات البيشمركة وقوات الأمن العراقية وقوات سوريا الديمقراطية، خلال القتال ضد (تنظيم داعش)». وتابع: «سيواصل التحالف الدولي دعمه لقوات البيشمركة وتقديم المشورة لها في هذه المرحلة». ولفت ماروتو إلى أن «وحدة العمليات الخاصة التابعة للتحالف ستستمر كذلك في تقديم استشاراتها لقوات مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان». وشدد الكولونيل ماروتو على أن «الهجمات الصاروخية التي تشنها جماعات خارجة على القانون، ومنها الجماعات المسلحة وكذلك (داعش)، ليست موجهة ضد قوات التحالف على الرغم من أن تلك الجماعات تزعم ذلك باستمرار»، مبيناً أن «هؤلاء يهاجمون قوات الأمن العراقية ويهاجمون القوافل اللوجيستية المدنية التابعة لقوات الأمن العراقية التي يقودها مدنيون عراقيون». وجدد المتحدث باسم التحالف الدولي التأكيد على «اتخاذ كل تدابير الدفاع عن النفس»، وقال إن «تلك الجماعات لا تستهدف التحالف بقدر ما تهاجم العراقيين». وأكد بالقول إن «هؤلاء لا يستهدفون سوى خمسة بالمائة من جميع القوافل في العراق... هذه نسبة ضئيلة، بعض الهجمات (محدودة التأثير) آخذة في الارتفاع». إلى ذلك أعلنت خلية الإعلام الأمني انطلاق عملية تفتيش تستهدف الحدود بين كركوك وصلاح الدين وديالى، من محورين. وأوضحت أن «المحور الأول تفتيش المنطقة المحصورة بين وادي زغيتون وسلسلة جبال حمرين من قرية الرفيع وقالى، قرية أبو ركبة وإلى قرية جفار عيونوقرية الحمضية من خلال الفرقة الخامسة بالشرطة الاتحادية والقطعات الملحقة بها». وأضافت «أما المحور الثاني فيشرع بتفتيش المنطقة المحصورة من جسر قوري الشاي وإلى جسر سرحة من خلال قطعات لواء المشاة ٥٢ ولواء التدخل السريع - ٣ ولواء حشد شعبي - ٥٢».

 

واشنطن تسمح للعراق باستيراد الكهرباء من إيران لمدة 60 يوماً/بغداد صدّرت نفطاً بـ3.5 مليار دولار في أغسطس

واشنطن، بغداد/الشرق الأوسط/25 أيلول/2020

جددت الولايات المتحدة الأميركية استثناءها العراق من حظر التعاون مع إيران، سامحة له باستيراد الكهرباء منها لمدة 60 يوماً. ونقلت «رويترز»، أمس (الخميس)، عن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية قوله إن «الولايات المتحدة جددت استثناء للعراق لتلقي واردات كهرباء من إيران، لمدة 60 يوماً هذه المرة، وهي مدة تمكن بغداد من اتخاذ إجراءات فعالة لتقليص اعتمادها على إيران للحصول على الطاقة». مدّدت الولايات المتحدة مراراً الإعفاء لبغداد لاستخدام إمدادات طاقة إيرانية ضرورية لشبكة الكهرباء لديها، وهي عادة ما تكون لمدة 90 أو 120 يوماً. وقال محللون إن التجديد بمدد أقصر قد يكون انعكاساً لتوتر في العلاقات بين البلدين على خلفية الهجمات المتكررة على القوات الأميركية المتمركزة في العراق. إلى ذلك، أعلنت وزارة النفط العراقية، أمس، الإحصائية النهائية للصادرات النفطية لأغسطس (آب) الماضي. وقال المتحدث باسم الوزارة عاصم جهاد، في بيان، نقلته وكالة الأنباء العراقية (واع)، إن «الوزارة أعلنت مجموع الصادرات النفطية والإيرادات المتحققة لشهر أغسطس الماضي، بحسب الإحصائية النهائية الصادرة من شركة تسويق النفط العراقية (سومـو)؛ حيث بلغت كمية الصادرات من النفط الخام 80 مليوناً و494 ألفاً و536 برميلاً، بإيرادات بلغت 3 مليارات و492 مليوناً و164 ألف دولار». وأضاف أن «مجموع الكميات المصدرة من النفط الخام لشهر أغسطس الماضي من الحقول النفطية في وسط العراق وجنوبه بلغ 77 مليوناً و505 آلاف و136 برميلاً»، لافتاً إلى أن «الكميات المصدرة تم تحميلها من قبل 29 شركة عالمية مختلفة الجنسيات، من موانئ البصرة وخور العمية والعوامات الأحادية على الخليج وميناء جيهان التركي».

 

محاولة عراقية جديدة لبناء مفاعلات نووية للأغراض السلمية

بغداد: فاضل النشمي/الشرق الأوسط/25 أيلول/2020

كشف رئيس «الهيئة العراقية للسيطرة على المصادر المشعة»، حسين لطيف، أمس (الخميس)، عن رغبة دولية لمساعدة العراق في استرجاع مكانته النووية، معلناً تشكيل لجنة بأمر ديواني للبدء في بناء مفاعلات نووية للأغراض البحثية. وقال لطيف في تصريحات لـ«وكالة الأنباء العراقية» شبه الرسمية إن «رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي يعي أهمية ملف الطاقة الذرية من خلال طرحه في اجتماعاته الأخيرة مع الجانب الفرنسي، وتشكيل لجنة بأمر ديواني للبدء ببناء المفاعلات»، في إشارة إلى زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مطلع سبتمبر (أيلول) الحالي. ومن المقرر أن يزور رئيس الوزراء العراقي فرنسا منتصف أكتوبر (تشرين الأول) المقبل في إطار جولة أوروبية واسعة. ولا يستبعد مراقبون أن تكون إعادة إحياء الملف النووي العراقي حاضرة في اجتماعات باريس. وتُعدّ فرنسا من بين أهم الدول التي سبق أن ساعدت العراق على بناء مفاعلات نووية للأغراض السلمية. ويقول رئيس الهيئة العراقية إن «العراق يتطلع لإعادة مكانته العلمية النووية، التي كان يحتلها في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، كما أكدت ذلك رغبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقرار مجلس الأمن الداعم لمشروع نهوض العراق من جديد في المجال النووي وتطبيقاته السلمية المفيدة». وأشار لطيف إلى أن «بناء المفاعلات النووية، سيسهم في إنتاج النظائر الطبية، والعدد الصيدلانية، إضافة إلى تطوير مختلف التطبيقات الزراعية والصناعية، كتشعيع البذور والمكافحة البايولوجية للحشرات، فضلاً عن إنتاج النظائر المشعة في مختلف التطبيقات الصناعية، وفي تطبيقات الفحوص الائتلافية، إذ توجد 20 مادة نووية يمكن أن ينتجها هذا النوع من المفاعلات».

وكشف عن «حاجة العراق لبناء مفاعل نووي للأغراض البحثية بسعة 10 ميكا، فضلاً عن إمكانية بناء مستشفى استثماري للطب النووي، يكون قريباً من المفاعل». ورجح لطيف أن «يستمر بناء مثل هذا المفاعل نحو 5 سنوات».

ولفت إلى أن «هذا المشروع سيسهم في تدريب الملاكات العراقية للعمل في المفاعلات النووية، فضلاً عن تراكم الخبرات لديهم؛ ما سيمكنهم من تشغيل مفاعلات القدرة مستقبلاً، إذ لا بد للعراق من أن يتجه نحو إنتاج الكهرباء بالطاقة النووية والتقليل من حرق الوقود النفطي (الأحفوري)، الذي لا يمتلك غيره كمادة رئيسة للتصدير، كنتُ قد قدمت مقترحاً إلى لجنة الطاقة الوزارية الحكومية في عام 2009، لبناء ثلاثة مفاعلات للقدرة، كان من المفترض أن ينتهي بناؤها عام 2019، لتغطي فعلياً نصف الحاجة على الطلب». وتابع: «لو شرع ببناء المفاعلات في ذلك الوقت، لكان العراق الآن لا يعاني من شحٍ في إنتاج الكهرباء، فضلاً عن تصدير كمية أكبر من النفط بدلاً من حرقها». وتعود محاولات العراق لبناء مفاعلات نووية للأغراض السلمية إلى نحو 60 عاماً، عبر تفاهم مع «الاتحاد السوفياتي» السابق، وموافقة فرنسا بعد ذلك. وبحدود عام 1976 اشترى العراق مفاعلاً نووياً من طراز «أوسايرس» من فرنسا. وشرع في بناء محطة نووية في القسم الجنوبي للعاصمة بغداد المعروف بمنطقة التويثة، التي ضمت مفاعلي «تموز 1» و«تموز 2»، قبل أن تشن المقاتلات الإسرائيلية هجوماً على المفاعلين وتدمرهما. وفي 7 يونيو 1981، شنت ثماني مقاتلات حربية إسرائيلية من طرازي «F15» و«F16» هجوماً بستة عشر صاروخاً استهدف منشأة التويثة وحولها إلى أنقاض في إطار عملية عسكرية عُرفت باسم «أوبرا». وكانت إسرائيل تعتقد وقتذاك أن نظام الرئيس الراحل صدام حسين يسعى لبناء ترسانة نووية لأغراض الحرب، الأمر الذي يهدد وجودها.

 

اجتماع عمّان يدعو إسرائيل والفلسطينيين إلى مفاوضات «مباشرة وجادة»/قلق من «الانسداد السياسي» وتشديد على حل الدولتين وحدود 1967

عمان: محمد خير الرواشدة/الشرق الأوسط/25 أيلول/2020

أكد اجتماع لوزراء خارجية الأردن ومصر وألمانيا وفرنسا وممثل الاتحاد الأوروبي على ضرورة استئناف مفاوضات جادة ومباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، على أساس القانون الدولي والمرجعيات المتفق عليها. وأكد الوزراء على ضرورة وقف الاستيطان الإسرائيلي وضم أراضٍ فلسطينية «بشكل كامل».

وفي اختتام أعمال اجتماع عمان لاستكمال التشاور حول سبل دعم عملية السلام في الشرق الأوسط، الذي عقد، أمس، صدر بيان مشترك أكد فيه أطراف الاجتماع على إنهاء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، عبر حل الدولتين، وبما يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة على خطوط 4 يونيو (حزيران) 1967. وحضوا إسرائيل والفلسطينيين على «استئناف مفاوضات جادة وفاعلة على أساس القانون الدولي والمرجعيات المتفق عليها، أو تحت مظلة الأمم المتحدة، بما في ذلك الرباعية الدولية. كما دعوا الطرفين إلى «الالتزام بالاتفاقيات السابقة وبدء محادثة جادة على أساسها».

واتفق المجتمعون على أن بناء المستوطنات وتوسعتها ومصادرة الممتلكات الفلسطينية يعد خرقاً للقانون الدولي يقوض حل الدولتين، «آخذين العلم بتجميد ضم أراضٍ فلسطينية في أعقاب الإعلان عن قرار تطبيع العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، ونؤكد أن الضم يجب أن يوقف بشكل دائم».

وكان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني قد أكد خلال استقباله وزيري خارجية مصر سامح شكري وفرنسا جان إيف لودريان، والممثلة الخاصة للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط سوزانا تيرستال، على موقف بلاده الثابت تجاه القضية الفلسطينية، وضرورة إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، بما يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة والقابلة للحياة، على خطوط 4 حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، لافتاً إلى أهمية الدور الأوروبي بهذا الخصوص.

هذا، وتأتي زيارة وزيري خارجية مصر وفرنسا والممثلة الخاصة للاتحاد الأوروبي، إلى المملكة، في إطار مواصلة التنسيق والتشاور فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، والعمل من أجل استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإنهاء الصراع.

وشدّد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي خلال مؤتمر صحافي مشترك، مع نظرائه وزير الخارجية المصري سامح شكري والفرنسي جان ايف لدوريان، والألماني هايكو ماس (الذي شارك من خلال تقنية الاتصال المرئي)، على أنه «لا يمكن للسلام العادل والشامل أن يقفز فوق القضية الفلسطينية». وفيما عبر الوزير الأردني وزير الخارجية أيمن الصفدي عن حالة القلق نتيجة الانسداد السياسي في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، أكد أن الاجتماع العربي الأوروبي بحث في كيفية إيجاد أفق حقيقي لإعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة على أساس القانون الدولي والمرجعيات المعتمدة، بما فيها مبادرة السلام العربية، من أجل التوصل إلى السلام الشامل والعادل، مشيراً إلى أن «القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع، وحلها هو مفتاح الحل والشرط لتحقيق السلام».

وحول اتفاقي السلام الإماراتي البحريني مع إسرائيل، أكد الصفدي على أن أثر اتفاقيات السلام الموقعة بين الدول العربية وإسرائيل، سيعتمد على كيفية تعامل إسرائيل معها، فإن عملت إسرائيل باتجاه تحقيق السلام الشامل وحل الصراع الفلسطيني على الأسس التي تقبل بها الشعوب، نكون قد تقدمنا باتجاه السلام الذي نريده جميعاً، أو سيبقى الصراع مفتوحاً. كما شدد على أن التواصل مع «الأشقاء الفلسطينيين» مستمر ويومي، بتنسيق مع الجانب المصري والدول العربية والاتحاد الأوروبي. وزير الخارجية المصري سامح شكري، قال من جهته، إن بلاده تسعى لإيجاد أطر جديدة تجذب الأطراف المتنازعة لمزيد من التفاعل، «لن نترك الأمور لهذا الانسداد السياسي، وما ستنتج عنه من عواقب نحاول أن نتجنبها جميعاً». وأمام تأكيده على أن مصر مستمرة بالعمل لتعزيز فرص التوصل لسلام شامل وعادل للقضية الفلسطينية، أوضح شكري أن الاجتماع يهدف لإيجاد الوسائل المناسبة لدفع جهود السلام، ولتقريب وجهات النظر وفتح قنوات الاتصال بين طرفي الصراع. كما شدد وزير الخارجية المصري، على أن الحل، يجب أن يلبي طموحات الشعب الفلسطيني، وأن يأتي بحقوقه المشروعة وبدولة مستقلة على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية. ووصف اتفاقي السلام الإماراتي والبحريني مع إسرائيل، بـ«التطور المهم الذي سيعود بمزيد من التفاعل والدعم نحو جهود تحقيق سلام شامل في المنطقة، على أسس قرارات المرجعية الدولية والمبادرة العربية للسلام». أما وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الذي شارك عبر تقنية الاتصال المرئي، فحثّ على إجراء محادثات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين لحل الصراع في الشرق الأوسط الممتد عبر عقود. وأكد على أن اتفاقيتي السلام بين إسرائيل وكل من البحرين والإمارات، أظهرتا أن «التعايش السلمي في المنطقة ممكن، كما أظهرتا أيضاً مدى الإمكانات التي يمكن أن تقدمها مثل هذه الاتفاقيات للشعوب». مضيفاً أن هذا الأمر ينطبق على الإسرائيليين والفلسطينيين بصورة خاصة للغاية. وأعرب ماس عن اعتقاده بأنه يجب أن تتم الاستفادة من ديناميكية تطبيع العلاقات بين إسرائيل من ناحية وبين مصر والأردن من ناحية أخرى، من أجل اتخاذ «تدابير لبناء الثقة» بين إسرائيل والفلسطينيين.

 

الرجوب يؤكد اتفاق «فتح» و«حماس» على انتخابات قريبة/السلطة جاهزة وطلبت من بريطانيا التدخل لإجراء الاقتراع في القدس

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط/25 أيلول/2020

قال أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، اللواء جبريل الرجوب، إن حركته وحركة «حماس» توصلتا لاتفاق واضح بإجراء الانتخابات العامة في فلسطين على أساس التمثيل النسبي، وفق تدرج مترابط لا يتجاوز 6 شهور، مؤكدا بذلك ما نشرته «الشرق الأوسط» في عدد أمس.

وأضاف الرجوب في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي ووكالة الأنباء الرسمية وتلفزيون تابع لحماس، «ننتظر دعوة الرئيس محمود عباس، للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، لإقرار المبدأ، وتثبيت الآليات، ابتداء من إصدار المرسوم الرئاسي وحتى المرحلة النهائية».

وأضاف، «أجرينا حوارا وطنيا استراتيجيا مكثفا في القنصلية الفلسطينية في إسطنبول، وتوصلنا لرؤية واضحة لآليات بناء الشراكة الوطنية من خلال انتخابات وفق التمثيل النسبي، تبدأ بانتخابات المجلس التشريعي، ثم الرئاسية، وأخيرا المجلس الوطني، حيث نستطيع الانتخاب، وبالتوافق حيثما لا نستطيع». وكانت «الشرق الأوسط» قد نشرت، في عدد الخميس، مضمون اتفاق جرى في إسطنبول بين حركتي فتح وحماس، على انتخابات متدرجة تشريعية ورئاسية وللمجلس الوطني التابع لمنظمة التحرير، واتفاق على انتخابات وفق نظام النسبية الكاملة وتشكيل حكومة بعد الانتخابات. ويفترض أن يعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطابه اليوم في الأمم المتحدة، أنه بصدد إعلان مرسوم رئاسي لإجراء الانتخابات العامة في الأراضي الفلسطينية من أجل إنهاء الانقسام وتوحيد المؤسسات والقانون الفلسطيني. ووصف مسؤولون خطاب عباس الجمعة أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، بـ«المهم»، سيتحدث فيه عن مصير عملية السلام والسلطة، ويتطرق فيه إلى المصالحة والانتخابات المقبلة. في هذه الأثناء، أكد الرجوب، أن العمل جار الآن على عقد اجتماع خلال أسبوع للأمناء العامين من أجل الاتفاق على آليات مواصلة مسيرة بناء الشراكة الوطنية، المرتكزة على مشروع الدولة ومشروع المقاومة الشعبية، لمواجهة «صفقة القرن» والضم والتطبيع والاحتلال. وشدد الرجوب على أن بناء الوحدة الوطنية هدف استراتيجي للاتفاق، مضيفا «طريقنا هو الانتخابات، والعملية الديمقراطية هي الوسيلة الوحيدة لبناء نظامنا السياسي». ويفترض أن يكون وفدا حركتا فتح وحماس، قد وصلا، أمس، إلى قطر على أن ينتقلا لاحقا إلى مصر. وقال المسؤول الإعلامي في حركة فتح، منير الجاغوب، إن وفد حركته سيتوجه إلى قطر ومصر من أجل إطلاع المسؤولين هناك على تفاصيل الاتفاق.

وفي خطوت تؤكد على جدية الاتفاق، أصدر وفدا حركتا «فتح» و«حماس»، بيانا مشتركا، أكدا فيه على العهد والالتزام «بالعمل المشترك والموحد في الدفاع عن حقوق شعبنا ومصالحه، والتصدي لكل المؤامرات حتى تحقيق الاستقلال الكامل متمثلا في الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس».

وجاء في البيان: «بحث الوفدان القياديان خلال اللقاء الذي جرى بينهما في مقر القنصلية العامة لدولة فلسطين في إسطنبول، انطلاقا من مخرجات مؤتمر «الأمناء العامين»، وفي إطار الحوار الوطني المستمر، المسارات التي اتفق عليها في مؤتمر «الأمناء العامين» الذي انعقد مطلع الشهر الجاري في رام الله وبيروت. وجرى إنضاج رؤية متفق عليها بين الوفدين، على أن تقدم للحوار الوطني الشامل بمشاركة القوى والفصائل الفلسطينية، ويتم الإعلان النهائي والرسمي عن التوافق الوطني في لقاء «الأمناء العامين» تحت رعاية الرئيس محمود عباس، على ألا يتجاوز الأول من أكتوبر (تشرين الأول)، بحيث يبدأ المسار العملي والتطبيقي بعد المؤتمر مباشرة». وأكد المسؤولون في فتح وحماس أن الاتفاق يشكل الخطوة الأهم على طريق المصالحة. وقال حسين الشيخ عضو اللجنة المركزية لفتح، في تغريدة له عبر تويتر، إنه جرى حوار إيجابي ومثمر وبناء بين فتح وحماس في تركيا. مضيفا «ذلك يشكل خطوة مهمة على طريق المصالحة والشراكة، ووحدة الموقف الفلسطيني في ظل الإجماع على رفض كل مشاريع التصفية لقضيتنا الوطنية». كما أكد المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم، أن حوارات تركيا انصبت على كيفية ترتيب البيت الفلسطيني وتوفير متطلبات هذه المرحلة، بما يضمن انخراط الكل الفلسطيني لمواجهة التحديات.

وفي محاولة للحصول على دعم فصائلي للاتفاق، التقى عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مفوض العلاقات الوطنية فيها، عزام الأحمد، بفصائل العمل الوطني، وقال إنها ستواصل اجتماعاتها من أجل متابعة تنفيذ مخرجات اجتماع الأمناء العامين للفصائل الذي عقد برئاسة الرئيس محمود عباس، بين رام الله وبيروت بداية الشهر الجاري. وأطلع الأحمد فصائل منظمة التحرير، أنه تم الاتفاق على عقد الانتخابات طبقاً للقانون الأساسي الذي يعبر عن وحدة النظام السياسي الفلسطيني، واستناداً إلى ما تم الاتفاق عليه سابقاً على قاعدة التمثيل النسبي الكامل. وفورا، أعلنت الحكومة الفلسطينية أنها جاهزة لتنفيذ الانتخابات. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه إن حكومته مستعدة لتوفير كافة السبل لإنجاح عقد الانتخابات، بعد الحوار الإيجابي بين حركتي «فتح» و«حماس»، وإعادة الوهج الديمقراطي لفلسطين، وإنهاء الانقسام، وإعادة الوحدة الوطنية. وطلب اشتيه من بريطانيا أثناء استقباله القنصل البريطاني العام فيليب هول في مكتبه بمدينة رام الله، الإشراف على الانتخابات والضغط على إسرائيل من أجل عقدها في القدس.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إيران أقوى من فرنسا بلبنان: أديب بين الاحتراق والاعتذار

منير الربيع/المدن/26 أيلول/2020

من المستحيل توفر شخصية تتمكن من تشكيل حكومة، ترضي الولايات المتحدة الأميركية، فرنسا، المملكة العربية السعودية، وإيران.. وفي الوقت نفسه، ترضي الثنائي الشيعي ورؤساء الحكومة السابقين. لم تنفع سياسة الحدّ الأدنى في ترتيب الحكومة شكلاً ولا مضموناً. وبعد موقف الملك السعودي بشأن حزب الله، لم يعد الرئيسان سعد الحريري ونجيب ميقاتي قادرين على التسليم بالتنازلات المطلوبة من قبل الحزب.

ساعات مهدورة

جاء مصطفى أديب بمهمة محددة، وهي أن يشكّل حكومة اختصاصيين مستقلين، ولا تخضع للأحزاب. وعندما سيتنازل للثنائي الشيعي، سيتنازل لغيرهما من الأفرقاء. وعندها ستكون أسباب التكليف قد سقطت. في الجلسة الثانية مع الخليلين ليل الجمعة، والتي عقدت بعد لقائه برئيس الجمهورية، لم تحرز أي تقدم. حاول إقناع الثنائي بتقديم تنازل لتشكيل "حكومة مهمة"، وإنقاذ البلد، ولكن لم يكن هناك أي استعداد للتنازل من قبل الخليلين.

عندما انتهى اللقاء الأول، أي يوم خميس، بين الرئيس المكلف مصطفى أديب والخليلين، اعتبر الرجل أن لا مجال لحلحة العقد الحكومية. رفض استلام أي لائحة بأسماء المرشحين لتولي أي وزارة، بينما أصر الثنائي على تسمية الوزراء الشيعة. وأيقن أديب أن خيار الاعتذار يبقى الأنسب. واللقاء الذي كان يفترض أن يعقد بينه وبين رئيس الجمهورية الساعة الحادية عشرة قبل ظهر الجمعة، كان أديب ينوي فيه الاعتذار عن تشكيل الحكومة. تلقى المزيد من الاتصالات الفرنسية، وغير الفرنسية، لحثّه على التأجيل لبضع ساعات. تأجل اللقاء إلى الخامسة عصراً. لم تحرز الاتصالات أي تقدم. لا بل جاءت مواقف من تيار المردة، وحزب الطاشناق، والحزب الديمقراطي برفض اختيار رئيس الحكومة المكلف لأسماء الوزراء، وبأنهم لن يمنحوا الثقة للحكومة بحال لم يشاركوا باختيار الوزراء فيها.

حجب الثقة

إنه اللقاء الخامس بين عون وأديب. لم يتم تقديم فيه أي صيغة حكومية، على ما تؤكد المصادر المتابعة. لكنه اللقاء الأول الذي يحمل فيه أديب معه ملفاً أسود. وحسب ما تشير المعلومات، تضمن الملف تصوراً حول كيفية توزيع الوزارات على الطوائف. لم يذهب أديب إلى بعبدا خالي اليدين، خصوصاً أن عون كان قد اتهمه من قبل بأنه لم يأت حاملاً أي طرح أو تصور. حسابات أديب -ومن خلفه داعموه- متعددة. لا يريدون تقديم تشكيلة حكومية فيتم رفضها ويضعون كل القوى في مواجهة معهم. ولا يريدون إفشال فرنسا المتمسكة حتى النهاية بالمبادرة، حتى وإن تم تفريغها بشكل كامل من مضمونها. لذلك هو تريث في تقديم اعتذاره. في اللقاء ما قبل الأخير، توجه عون لأديب بسؤال، هل أنت واثق من أن تشكيلتك ستنال ثقة المجلس النيابي؟ أجاب أديب بالنفي. فقال عون وماذا إذا لم تحصل على الثقة؟ ليجيب الرئيس المكلف: عندها تصبح هي حكومة تصريف الأعمال. بناء على هذا الجواب، اتخذ عون قراراً بعدم توقيع أي صيغة حكومية غير متوافق عليها. ولذلك، جاءت مواقف كل حلفاء حزب الله بإعلان حجب الثقة عن الحكومة، في حال لم يكونوا شركاء في اختيار الوزراء. فهم أديب الرسائل، وبقي مصراً على الاعتذار، لكن استمرت عملية ثنيه وتأجيل خياره.

أسلوب "خذ وطالب"

على ما يبدو أن الحسابات التي تعرقل عملية تشكيل الحكومة، أصبحت أبعد بكثير من مجرد حقيبة وزارية. أو هي كانت كذلك في الأساس، بينما أديب أصبح يعبّر صراحة عن أن حزب الله يعتمد استراتيجية خذ وطالب بالمزيد. وهو الأسلوب المتبع والمعروف من قبل الحزب دوماً، والذي يستند عليه لتطويع خصومه وتحصيل المزيد من المكاسب. فبعدما انتزع وزارة المال، بدأ يفاوض على تسمية الوزراء الشيعة الآخرين، ودفع بحلفائه إلى المطالبة بالمثل. وهذا أسلوب عدا كونه أنه يفرض شروطاً واضحة لتشكيل الحكومة بميزان واضح، يميل لصالح الحزب.. فهو باب لاستمرار البازار بين حزب الله وإيران من جهة، وفرنسا ومن خلفها أوروبا من جهة أخرى، للتفاوض على ملفات متعددة أبعد من الحكومة، وأبعد من تثبيت إيران لركائز نفوذها في لبنان، بشكل تمنع فيه باريس من تسيّد الساحة اللبنانية.

مصير المبادرة الفرنسية

استعرض أديب مع عون آلية تشكيل الحكومة، والتي أصبح من الواضح أن الثنائي الشيعي قد نسفها بالأمس. لم يقدم يوم الجمعة أي تشكيلة قبل لقائه الخليلين مساء الجمعة، على أن يذهب إلى بعبدا الساعة 11 قبل ظهر السبت. وبحال كان قد اتفق مع الخليلين على الصيغة والأسماء يقدم تشكيلته. أما بحال استمرار الخلاف فيتجه إلى الاعتذار. لكن عون قال له عليك أن تلتقي بكل القوى السياسية والكتل النيابية، كما تلتقي مع الخليلين، للأخذ برأي الجميع. فأجاب أديب: أزورك غداً (السبت) قبل الظهر. لم يكن اللقاء إيجابياً بين أديب والخليلين. بقيت العقد على حالها والخلاف على أصل الجهة المسمية للوزراء. لم يقل أديب أمام الثنائي إذا ما كان سيتوجه إلى بعبدا ليعلن اعتذاره. لكن لم يحدث اتفاق على تحديد موعد جديد بينهم، فيما بقيت باريس على الخط مع أديب بهدف إيجاد حل في الربع الساعة الأخير. لكن لم تلح أي مؤشرات في الأفق. ستبقى باريس متمسكة بمبادرتها بمعزل عن تشكيل حكومة، أو عدمها. وسيستمر بشكل آخر البحث عن رئيس حكومة آخر. وهذا ما يعني تسليماً فرنسياً باعتذار أديب.

 

القبض على أحمد الشامي: هل انتهى مسلسل "خلايا الإرهاب"؟

جنى الدهيبي/المدن/26 أيلول/2020

بعد 13 يوماً على جريمة جبل البداوي، التي سقط ضحيتها أربعة شهداء من مخابرات الجيش اللبناني، هم: نهاد مصطفى من بلدة شان، لؤي ملحم من بلدة مشمش، انطوني تقلا من بلدة عندقت، وشربل جبيلي من بلدة كرم عصفور، استطاعت قوّة من مخابرات وعناصر الجيش اللبناني أن تلقي القبض على المدعو أحمد الشامي، اليوم الجمعة 25 أيلول، بعد مطاردة دامت ساعات طويلة في بلدة حيلان قضاء زغرتا. 

يوم الجريمة

والشامي هو واحد من الخلية الإرهابية، التي كان يديرها المدعو خالد التلاوي قبل قتله على يد عناصر الجيش، أثناء مطاردته. وقد شارك معه في جريمة كفتون – الكورة، التي سقط ضحيتها ثلاثة ضحايا من أبناء المنطقة، هم علاء فارس وفادي وجورج سركيس. 

وبالعودة إلى جريمة جبل البداوي المروعة، كانت قوّة من مخابرات الجيش ليل الأحد 13 أيلول، نفذت مداهمة في إحدى الشقق السكنية في جبل البداوي، لتوقيف المشتبه به عبد الرزاق الرز أمام المبنى الذي يقيم فيه. ولدى توجه أربعة عناصر إلى شقته لتفتيشها، أقدم شخصان كانا داخل الشقة، هما الشامي والتلاوي، على إطلاق النار على رؤوس العسكريين ما أدى إلى استشهاد العناصر الأربعة. وكانت عناصر الجيش تمكنت حينها من تحديد مكان التلاوي في البداوي وحاصرته فقتلته. فيما استطاع الشامي أن يلوذ بالفرار بعد إلقاء القبض على الرزّ. (راجع "المدن": شهداء الجيش في جريمة البداوي: من صنع الخلية الإرهابية؟). 

خوف وتعب

وحسب المعطيات، بدأت عملية ملاحقة الشامي صباح اليوم الجمعة، بناء لمعلومات عن مكان اختبائه. فتمكنت عناصر الجيش من تحديد المكان وإلقاء القبض عليه. وقد أظهر مقطع فيديو لحظة القبض على الارهابي أحمد الشامي المتورط بجريمتي كفتون والبداوي، وبدا عليه الخوف الشديد والتعب من محاولاته المستمرة في الهروب قبل أن تبوء بالفشل.  وأعلنت قيادة الجيش ـــ مديرية التوجيه  في بيان لها أن "مديرية المخابرات وبالتنسيق مع وحدات الجيش المنتشرة في منطقة حيلان – زغرتا، أوقفت الإرهابي أحمد سمير الشامي المنتمي إلى خلية الإرهابي القتيل خالد التلاوي، أحد المشاركين في جريمة كفتون بتاريخ 21 / 8 / 2020." وأشارت قيادة الجيش إلى أن "الشامي متورط بجريمة قتل العسكريين الأربعة أثناء تفتيش شقة الموقوف عبد الرزاق الرز في منطقة جبل البداوي بتاريخ 13 / 9 / 2020" لافتة الى أنه تم تسليم الموقوف إلى المرجع المختص.  ويذكر أن عائلة المدعو عبد الرزاق الرز، سبق أن أصدرت بيانا باسم آل الرز أعلنت فيه أنها تتبرأ من ابنها ومن كل من له صلة بالتورط في قتل المدنيين والعسكريين. 

الخلايا النائمة

وتشير معلومات "المدن" أن أحمد الشامي لا يتجاوز الـ 24 عاماً، وكان يتردد دوماً على بعض مساجد طرابلس وجبل البداوي - مكان سكنه. وفي الآونة الأخيرة، كانت مخابرات الجيش قد نفذت في طرابلس وعدد من المناطق الشمالية عمليات مداهمة، لإلقاء القبض على مئات الشباب المشتبه بتورطهم في خلايا إرهابية، أو كانوا على صلة بأفرادها، ثم تعيد إطلاق سراح كل من تثبت براءته بعد التحقيق معه.  أمّا الخشية الأكبر، فتبقى أن يستمر مسلسل الخلايا الإرهابية شمالاً، على وقع الانهيار الكبير والتوتر السياسي في لبنان، وما يتبعه من استثمار معهود في السياسة والأمن. فهل يمكن القول أنه تمّ القضاء على الخلايا الإرهابي بإلقاء القبض على الشامي؟  بالطبع لا، ما دام الرأس المدبّر لصناعة هذه الخلايا، سياسياً وداخلياً وخارجياً، مجهولًا. هذا، ومن المتوقع أن تسفر التحقيقات مع الشامي إلى سلسلة جديدة من المداهمات شمالاً، في حال أدلى بإعترافات تكشف متورطين آخرين في خلايا إرهابية، ما زالوا في عداد المجهولين، أو ما يسمى بـ"الخلايا النائمة".

 

ما هي فائدة التسوية بين هؤلاء الدجالين الدمويين؟ قراءة في نهايات مزمعة.

شارل الياس شرتوني/25 أيلول/2020

ننتظر تشكيل الحكومة، حكومة من، ولمن، ولما؟ صراحة لم اعد ارى من فائدة لهذه الاسئلة، ولا من غاية لهذه الالاعيب اللامتناهية بين متسلطين دمروا حيثية البلاد الكيانية والمؤسساتية، ونهبوا الاموال العامة، وتعاملوا مع كل سياسات النفوذ الاقليمية، واستباحوا كل المحرمات من قتل وسرقة وزنى محارم، من اجل الحفاظ على مواردهم الريعية والسلبطة على الناس.لم اسمع سببا واحدا ايجابيا وبناء سوى ان التسوية بين اركان الجريمة المنظمة هو الحل الاخير، قبل الدخول في متاهات الفوضى الاقليمية والحروب الاهلية المزمعة، ولكن لا احدا اجاب على السؤال الاساس، من قال لكم اننا بصدد تجاوز قطوع الحروب المتداخلة المزمعة في ظل التوليفة بين هذه القوارض التي تتهادن قبل الانقضاض بعضها على البعض الآخر. لقد بنيت المبادرة الفرنسية على قاعدة  تلافي المحاذير  والانزلاقات الخطرة، لعل في ذلك امكانية لتخريج ديناميكية سياسية بناءة تخرجنا من السياقات النزاعية المبرمجة على غير  نحو. عبثا نفعل مع هذه الافاعي، ان لم تقطع رؤوسها واذيالها وترمى في النيران التي لا تنطفىء حتى لا تعود الى اي شكل من اشكال الحياة، وهذا لن يصير ما لم تنسف اللعبة من اساسها وندخل في ديناميكية جديدة لا علاقة لها بتوليفات الماضي البشع  ورموزه:    

أ- لقد انتهت جمهورية الطائف بصيغها المؤسسية، وديناميكيتها السياسية، واوليغارشياتها، ومحاصصاتها، والتوازنات الاقليمية التي خرجتها،  ولم يبق منها سوى بذاءة اقطابها، وسوء نواياهم، وعاداتهم السيئة، والفراغات الدستورية والميثاقية والاخلاقية والاستراتيجية التي تلف يومياتنا وتجعلنا طعما للنيران الاقليمية المتأهبة من كل حدب وصوب. لم يبق شيء في لبنان، لا مؤسسات دستورية، ولاسيادة، ولا ارادة سلم اهلي، لم تبق الا صواعق التفجير التي اعدت لتفعيل السياسات الانقلابية للفاشيات الشيعية، ومراهنة الاوليغارشيات السياسية -المالية على الحرائق المتنقلة وجبال النفايات المتراكمة، حتى يصار الى حرقنا ودفننا، فلا يبقى شاهد حي على عملية  احتيال العصر التي سلبت اللبنانيين في الوطن والمهجر جنى اعمارهم. ما اقبح مشهد القحاب التي نهبت هذه البلاد برمتها تحاضر في المعارضة والفساد والاصلاح والسلم الاهلي، وكأن ما وصلنا اليه من خراب عميم هو اسقاط من ولا مكان، وكأنهم ضحايا لما جنت ايديهم بفعل مقاصد ارادية. بري، جنبلاط، الحريري، الميقاتي، الصفدي، حزب الله ومواليهم في الاوساط المسيحية، مدعوون الى عملية اصلاح تبين للمرة الالف انها تقر وفاقا لاولوياتهم، ودفاتر شروطهم، وحركة ارتباطاتهم الاقليمية، وما عليكم الانتظار، المسألة مسألة وقت، والوقت مفتوح.

ب- الفاشية الشيعية ماضية بمسعاها الانقلابي ليس فقط على المعادلات السياسية التي اوصلتها من خلال لعبة التحالفات المتحركة والانتهازية والمرحلية، بل على حيثية الكيان الوطني الذي اعطى للشيعة في جبل عامل حيثية سياسية ودينية ومعنوية ( استقلالية الافتاء الجعفري عن الافتاء السني في زمن الانتداب / ١٩٢٦، والمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى / ١٩٦٧، زمن رئاسة شارل حلو )، واخرجهم من الدونية، التي احالتهم اليها السلطنة العثمانية والخلافات الاسلامية المتعاقبة، الى الندية المعنوية والسياسية وما ادت اليه من ديناميكيات سياسية متوالية، بدأت مع الزعامات والوجاهات التقليدية، وتتابعت من خلال المرحلة اليسارية، واستكملت من خلال حركة موسى الصدر ومشتقاتها، ووصولا الى الثورة الايرانية وسياسات نفوذها الاقليمية التي يلعب فيها حزب الله دورا  اساسيا. ان تصريحات حسن نصرالله ونعيم قاسم ومستنسخاتهم، والمقولات الشعبوية السائدة في الاوساط الشيعية، ليست الا  تعبيرات عن  سياسة سيطرة مبرمجة تحكم متخيل هذه الجماعة الدينية وتملي اداءاتها على كل المستويات. ان سياسة اقتصاد الجريمة المنظمة المنعقدة على خطوط تواصل المغتربات الشيعية، واستراتيجية الارهاب المنهجي المتنقل، وتحويل الدولة اللبنانية الى معين للسياسات الريعية والزبائنيات الشيعية والنهب المنهجي لمواردها المالية والخدماتية، ليسوا بمصادفات، بل تعبيرات عن ديناميكيات هادفة حولت مجموعة دينية الى آلية سيطرة استحثت واستباحت الفراغات المؤسسية والسياسية والاستراتيجية، المحلية والاقليمية والدولية، من اجل النفاذ باستراتيجية انقلابية متعددة الجوانب مرتبطة بسياسة النفوذ الايرانية ومراميها. لبنان بالنسبة للاستراتيجية الانقلابية الشيعية ليس الا بمسرح لادارة لعبة النفوذ الشيعية على المستوى الاقليمي، وكل كلام اخر يقع في الخطاب الانشائي الذي لا مضمون له. تشكل عملية تفجير المرفأ الارهابية نقلة نوعية في الاستراتيجية الانقلابية للفاشية الشيعية لجهة طابعها النهيلي الذي يستهدف الوجود المسيحي بمجل حيثياته، ويسعى الى تدمير الكيان اللبناني من خلال تقويض ركائزه الوجودية والبنيوية، والدفع برواية ايديولوجية مضادة وميتولوجيات سياسية نافية لشرعيته.  

ج- ان  الانهيار الشامل الذي نشهده في لبنان هو في طريق التبلور، وما نشهده من ممانعات سياسية بين اطراف هذه الاوليغارشيات، ما هو الا صورة عن ديناميكيات تذرر مفتوحة على كل الاشتراكات النزاعية تماثل التي خبرناها في حرب ( ١٩٧٥-١٩٩٠ ) وتندرج  ضمن ديناميكيتها الناظم، نحن لسنا امام معطى جديد، بل امام نهاية  مرحلة .ان التداعي البنيوي للدولة اللبنانية وتردداته على الساحة الاقليمية سوف يؤذن بالانفجار الثاني للنظام الاقليمي الذي يجري على وقع النزاعات المفتوحة بين الامپرياليات الاسلامية المتصادمة (ايران، تركيا، السعودية ودوائر نفوذها، التنظيمات الارهابية )، وحركية المجموعات الاتنو -سياسية على مستوى منطقة الشرق الاوسط، وتكتونيات النزاع العربي- الاسرائيلي، وما لبنان الا محطة لنزاعات وحروب سوف تؤدي الى اعادة تشكل جيو-پوليتيكية آخذة بالتبلور. ان الحول الذي اصاب الفاشيات الشيعية جعلها تسترسل في عملية التفخيخ العسكري والسياسي والاستراتيجي لهذا الكيان المنتقص القدر من قبل سياسات النفوذ الاسلامية واليسارية، متناسية كما فعل قبلها تحالف اليسار الفاشي ومنظمة التحرير الفلسطينية، ان الفراغ يستدعي الفراغ وتصادم سياسات النفوذ الاقليمية في حالة التأهب، وليس من فريق لبناني يقبل التسليم بارادة الشر التي تستهدفه صراحة .افصح اخبار، لم  يكذب من قبل الفاشيات الشيعية ونادي رؤوساء الوزراء السنة، عن ابلاغهم ضرورة [تنظيم  الخلاف الشيعي-السني لإن المسيحيين راحلون] ، اما الامر الذي لم يفصحوا عنه، هو انهم على وجه التأكيد لن يكونوا ورثة.

 

طموحات لبنانية وفلسطينية وعراقيل إسرائيلية

وليد خدوري/الشرق الأوسط/25 أيلول/2020

تاريخياً، بدأت أول أعمال استكشافية في حوض شرق المتوسط خلال النصف الثاني من عقد الثمانينات في مصر بعدما قررت السلطات البترولية المصرية مساواة التعامل بالاكتشافات الغازية بالاكتشافات النفطية، بمعنى منح الشركات العاملة نفس الامتيازات لاكتشاف الغاز كما لاكتشاف النفط.

وكانت حتى عقد السبعينات للقرن الماضي، تغلق فوهة البئر عند اكتشاف الغاز لعدم توفر الطلب على الغاز بشكل كاف حتى تلك الفترة. لكن تدريجيا ومع ارتفاع أسعار النفط منذ أوائل عقد السبعينات، ازداد استهلاك الغاز ليصبح الوقود المفضل في توليد الكهرباء والصناعات البتروكيماوية والثقيلة وتعاظم الطلب على الغاز نظرا لانخفاض نسبة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون منه مقارنة بالانبعاثات من النفط. وازداد بشكل مضطرد الطلب عليه عالميا، وبالذات في مصر، حيث تشكل محطات الكهرباء التي تستعمل الغاز نحو 85 في المائة من محطات الكهرباء اليوم في مصر.

واستطاعت مصر استقطاب كبرى شركات البترول العالمية في صناعتها الغازية، مثل «شل» و«إيني» و«توتال» و«بريتش بتروليوم» و«بريتش غاز» هذا عدا العديد من الشركات البترولية الأصغر حجما. واهتمت شركات البترول بمصر لأسباب عدة، بينها: تاريخ الاستكشافات في أرضها ومياهها الواسعة وعقودها الاستكشافية والتطويرية، وتوفر يدا عاملة ماهرة محلية، هذا ناهيك عن سوقها المحلية التي تضم نحو مائة مليون نسمة. واستطاعت مصر قبل غيرها من الدول العربية مد أنابيب الغاز للاستهلاك المنزلي، بالإضافة طبعا إلى المصانع ومحطات الكهرباء. واستطاعت الشركات العالمية اكتشاف حقول غازية ضخمة في المناطق الاقتصادية الخالصة المصرية، حيث اكتشفت شركة «إيني» حقل «ظهر» العملاق في صيف 2015 وهو أكبر حقل غازي في البحر المتوسط تم اكتشافه حتى الآن. وساعد اكتشاف هذا الحقل العملاق بالذات، بالإضافة إلى الحقول البحرية الأخرى في تمكن مصر من الاكتفاء الذاتي الداخلي من الغاز الطبيعي ولو لسنوات محدودة (حتى عام 2025 تقريبا)، ومن ثم يتوجب اكتشاف حقول جديدة لملاءمة الطلب المتزايد على الغاز وتعويض ما يتم إنتاجه. هذا طبعا بالإضافة إلى الزيادة العالية لعدد السكان المحلي الذي يزداد حوالي 5 في المائة سنويا. يعني هذا أنه يتوجب على مصر الاستمرار في عمليات الاستكشاف البحرية (شرق المتوسط ودلتا النيل والبحر الأحمر) واليابسة (الصحراء الغربية). كما يتوجب على مصر إعادة النظر بشكل كامل بسياسة تصدير الغاز. وبالفعل تستمر مصر في إضافة قطع جديدة للاستكشاف سنويا.

- عراقيل إسرائيلية

أدى نجاح مصر الاستكشافي في منطقتها الاقتصادية الخالصة شمال الإسكندرية وبورسعيد إلى تشجيع الدول القريبة منها للاستكشاف في المنطقة الجيولوجية «دلتا النيل»، فبادرت السلطة الفلسطينية في 1999 بالتوقيع على عقد حصري مع شركة «بريتش غاز» للاستكشاف والتنقيب عن البترول في مياه غزة. وانضمت كل من «شركة اتحاد المقاولات» (مقرها في أثينا) وصندوق الاستثمار الفلسطيني، شريك «بريتش غاز» التي اكتشفت حقل «غزة مارين» البحري في عام 2000، ويبلغ الاحتياطي المؤكد للحقل حوالي 1.50 مليار متر مكعب من الغاز. ورغم أن هذا الاحتياطي يعتبر محدودا نسبيا، فإنه يفي الطلب المحدود في نفس الوقت لكل من قطاع غزة والضفة الغربية. وعند البدء بتطوير الحقل استعدادا للإنتاج، تمنعت إسرائيل عن إعطاء الموافقة ولا يزال الحقل دون تطوير حتى يومنا هذا. وبعد فترة، قررت شركة «بريتش غاز» بيع أصولها وممتلكاتها العالمية لشركة «رويال داتش شل». وشملت عملية البيع ونقل الممتلكات هذه حقل «غزة مارين»، لكن «شل» قررت رغم شرائها للحقل، تحويل ملكيته لشركة أخرى. ولا تزال عملية تحويل الملكية من «شل» هذه جارية حتى يومنا هذا، وإسرائيل تخلق العراقيل المتواصلة أمام تطوير الحقل والبدء بالإنتاج.

- حدود بحرية

تبنت كل من قبرص ولبنان سياسات لاكتشاف البترول على أثر الاكتشافات في المناطق المجاورة. فبادرت قبرص برسم حدودها البحرية مع مصر ولبنان وإسرائيل. وعند محاولة رسم الحدود مع لبنان برزت مشكلة رسم الحدود شمالا (مع سوريا) وجنوبا (مع إسرائيل)، إذ إن الحدود البحرية بين لبنان وسوريا غير مرسومة، بناء على قرار دمشق. أما بالنسبة للحدود مع إسرائيل، فبما أن لبنان في حالة حرب مع إسرائيل، فمن غير الممكن للمفاوض اللبناني الجلوس على طاولة مشتركة مع إسرائيل.

ومن ثم، تم رسم الحدود اللبنانية - القبرصية بطريقة غير نهائية، مع النص في الاتفاقية الحدودية هذه أنه لا يحق لأي من الطرفين (اللبناني أو القبرصي) الاتفاق مع طرف ثالث دون الحصول على موافقة مسبقة من الطرف الآخر (اللبناني أو القبرصي). وفي نفس الوقت، أرسلت الحكومة اللبنانية مذكرة إلى الأمين العام للأمم المتحدة توثق فيها حدودها البحرية حسب الاتفاقات والأعراف الدولية، لكن اتفقت قبرص وإسرائيل على حدود بحرية مشتركة بينهما، ما أدى إلى وضع إسرائيل اليد على مساحة كبيرة من القطع اللبنانية الجنوبية البحرية 8 و9 و10. وبادرت الولايات المتحدة إلى الوساطة بين بيروت وتل أبيب لحل المشكلة، بعد أن اعتذر الأمين العام للأمم المتحدة عن ذلك. ولا تزال هذه الوساطة جارية، مع مؤشرات وتصريحات من بعض المسؤولين المشاركين في الوساطة الدبلوماسية لحل المشكلة قريبا رغم النزاعات السياسية الداخلية في لبنان. والمسؤول عن ملف المفاوضات من الجانب اللبناني رئيس مجلس النواب نبيه بري ومن الجانب الأميركي وزارة الخارجية. وبادرت كل من لبنان وقبرص إلى تقسيم المنطقة الاقتصادية الخالصة لكل منهما إلى قطع بحرية. فقسم لبنان منطقته إلى 10 قطع، تم حتى الآن حفر بئر واحدة من قبل كونسورتيوم تقوده «توتال» وعثر على شواهد غازية، لكن ليس المكمن في قطعة رقم 4 في المياه الشمالية. ومن المفروض أن يحفر الكونسورتيوم بقيادة «توتال» أيضا في القطعة رقم 9 في المياه الجنوبية مقابل ساحل صور في الجنوب قبل نهاية العام، والقطع الجنوبية منطقة موعودة نظرا لطبيعتها الجيولوجية.

كما بادرت قبرص، رغم التهديدات التركية المستمرة، في تنفيذ برنامج استكشافي طموح اجتذب اهتمام ومشاركة عدد من كبرى الشركات النفطية العالمية (توتال وإيني وإكسون موبيل وقطر بتروليوم ونوبل إينرجي). وتم اكتشاف حقل «أفروديت» باحتياطي نحو 5 مليارات متر مكعب غازي، هذا بالإضافة إلى عدة حقول أخرى. وتبنت مصر سياسة غاز جديدة بعد السياسات السابقة خلال عامي 2011 و2012 عندما لم تستطع الحكومة تلبية التزاماتها لتوفير الإمدادات لكل من السوق المحلية والتزامات التصدير عبر خط الغاز العربي لكل من الأردن وسوريا ومن خلال محطتي تسييل الغاز على ساحل البحر المتوسط لتصدير الغاز المسال إلى السوق الأوروبية. وقد أعطيت الأولوية الآن لاستعمال الإنتاج الغازي المحلي للاكتفاء الداخلي، بالذات بعد اكتشاف حقل «ظهر» في عام 2015 وبدء الإنتاج منه بوقت قياسي في عام 2017.

أما بالنسبة للتصدير، فأعطت الأولوية لتصدير الغاز المسال من مصنعي دمياط وإدكو (وهما الوحيدان لتسييل الغاز في شرق المتوسط حتى الآن) ما يوفر لمصر موقعا تنافسيا مميزا في المنطقة، إذ يعطيها الفرصة لتصدير الغاز للسوق الأوروبية بشحنه في بواخر مخصصة لنقل الغاز المسال، دون الاعتماد كليا على تشييد الأنابيب لنقل الغاز عبر المتوسط إلى الساحل الجنوبي لأوروبا . وبالاعتماد على مصنعي دمياط وإدكو تستطيع مصر أن تفي بتعهداتها للشركات الأوروبية في تصدير الغاز بعد أن توقفت عن ذلك منذ بداية هذا العقد وما خلفه هذا من التزامات مالية باهظة. لكن، ومن أجل تغذية المصنعين بالغاز، اتفقت مصر مع كل من إسرائيل وقبرص لتزويدها بالإمدادات الغازية اللازمة التي ستعيد مصر تصديرها كغاز مسال، هذا بالإضافة إلى كميات محدودة جدا من الغاز المصري. وبهذا تكون مصر قد أعادت تشغيل المصنعين ووفت باتفاقاتها الدولية، والتزمت أيضا باستعمال معظم الإنتاج الداخلي لاستهلاك السوق المحلية. أما بالنسبة لخط الغاز العربي، والمفروض أن يمتد إلى تركيا ثم تصدير الغاز منه عبر أنابيب التصدير المتوفرة لنقل الغاز عبر تركيا إلى السوق الأوروبية، فقد توقف تشييد الخط في وسط غرب سوريا بسبب الحرب. ولا يتوقع تبني سياسة محددة بشأن الخط في القريب العاجل.

 

أديب اتخذ قراره بالاعتذار ثم عدل عنه بعد تدخل ماكرون والحريري وميقاتي

محمد شقير/الشرق الأوسط/25 أيلول/2020

كشفت مصادر سياسية مطلعة أن الرئيس المكلّف بتشكيل الحكومة الجديدة السفير مصطفى أديب أوشك على أن يتقدّم من رئيس الجمهورية ميشال عون بكتاب اعتذاره عن التأليف احتجاجاً على استمرار المراوحة وانقلاب بعض الأطراف على ما تعهّدت به أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتشكيل حكومة مستقلة من اختصاصيين من ذوي الخبرة والكفاءة في مجالات عملهم وإصرارها على المحاصصة في توزيع الحقائب، وقالت لـ«الشرق الأوسط» بأنه تريّث في تقديم اعتذاره استجابة لتدخّل مباشر من ماكرون والرئيسين سعد الحريري ونجيب ميقاتي، وذلك إفساحاً في المجال أمام الضغوط التي بادرت باريس إلى ممارستها على الأطراف المعنية بولادة الحكومة من جهة، ولئلا يقال بأنه رمى اعتذاره في وجه المبادرة التي أطلقها الرئيس الحريري. ولفتت المصادر نفسها إلى أن المبادرة التي طرحها الحريري أسهمت في فتح ثغرة في الحائط المسدود الذي يعيق تشكيل الحكومة يُفترض التأسيس عليها للإسراع في ولادتها، خصوصاً أنها لقيت الترحيب من باريس التي تعاملت معها على أنها خطوة شجاعة على طريق إخراج لبنان من التأزُّم، ودعت بلسان وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان إلى ممارسة المزيد من الضغوط الدولية لإلزام الأطراف بتعهداتها التي التزمت بها في اللقاء الذي جمعها مع ماكرون في قصر الصنوبر.

ورأت بأن أديب راهن على المبادرة التي أطلقها الحريري واعتبرها بأنها تشكل رافعة ليس لإنقاذ المبادرة الفرنسية فحسب وإنما لإخراج لبنان من التأزُّم غير المسبوق الذي بات يهدد الجهود الرامية لانتشاله من الهاوية، وقالت إن الجامع المشترك بين مبادرة الحريري وبين التحرّك الفرنسي الضاغط يكمن في أن زعيم تيار «المستقبل» تفرّد باتخاذ موقف مسؤول على عاتقه الشخصي وتلاقى مع باريس في إسناد وزارة المالية لمرة وحيدة لشخصية شيعية يترك لأديب اختيارها. وقالت إن الحريري قصد عندما أطلق مبادرته المتلازمة مع الموقف الفرنسي وأرفقها بعبارة لمرة وحيدة، عدم تكريس حقيبة المالية أو غيرها لطائفة معينة على أن يلتزم الجميع لاحقاً بتطبيق مبدأ المداورة في توزيع الحقائب على الطوائف اللبنانية، وأكدت أنه تلاقى مع الرئيس عون حول مبدأ المداورة من دون أن يلتقيا، مع استثناء يعود إلى تأجيل تطبيقها لاسترضاء الشيعة لإسقاط تذرُّع «الثنائي الشيعي» في إصراره على أن المالية من حصته الذي يعيق ولادة الحكومة.

واعتبرت هذه المصادر بأن عبارة لمرة وحيدة لا تقتصر على حقيبة المالية، وإنما أصر عليها عن سابق تصوّر وتصميم ليقول لكل المعنيين بتشكيل الحكومة بأنه لم يعد في وسعه تقديم المزيد من التنازلات، وقالت بأن الحريري لا يتعارض مع عون بقوله إننا ذاهبون إلى جهنم ما لم تتضافر الجهود لإنقاذ لبنان بتشكيل حكومة قادرة على التوجُّه إلى المجتمع الدولي طلباً للمساعدة على قاعدة التزامها بخريطة الطريق التي تقدّم بها ماكرون وأيدتها الأطراف من دون أي تحفّظ وإن كان يختلف في استخدامه لهذه العبارات.

وأكدت أن الحريري أطلق مبادرته لإقفال جميع الأبواب المؤدية إلى جهنم مع إدراكه المسبق بأنها لا تحاكي مزاج شارعه، ولكن ما العمل؟ وهل نبقى مكتوفي الأيدي من دون أن نحرّك ساكنا لقطع الطريق على إغراق البلد في انفجارات أمنية واجتماعية واقتصادية توصلنا إلى الفوضى بدلاً من أن نسارع إلى التقاط الفرصة التي وفّرتها المبادرة الفرنسية لإنقاذ لبنان والتي لن تتكرر. وأوضحت أن الحريري قرر أن يأخذ بصدره ردود الفعل على مبادرته لأن ما يهمّه ضمان بقاء لبنان أولاً ومن بعدها لكل حادث حديث، وقالت بأن من يراهن على كسب الوقت والتعاطي مع مبادرته بإيجابية إعلامية لأنه سيضطر إلى تقديم المزيد من التنازلات سيكتشف هذه المرة بأن رهانه ليس في محله لأن ليس ما لديه ما يقدّمه لاسترضاء «الثنائي الشيعي»

وقالت المصادر السياسية إن توجّه «الثنائي الشيعي» وتحديداً «حزب الله» بعدم رفضه المبادرة قد يفتح الباب أمام معاودة المفاوضات مع أديب ومن خلاله الحريري، وصولاً إلى اضطرارهما للتنازل لجهة موافقتهما على تسمية الوزير الشيعي لوزارة المالية وصرف نظرهما عن ربط تنازلهما بعبارة لمرة واحدة. ورأت أن أديب وإن كان يقف وراء خريطة الطريق الفرنسية لإنقاذ لبنان، فإنه ليس في وارد الموافقة على أن يختار اسم الوزير الشيعي من اللائحة التي سيحملها إليه المعاون السياسي للأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله والمعاون السياسي لرئيس البرلمان نبيه بري النائب علي حسن خليل، وقالت إن أديب لن يقفل باب التشاور معهما بالنيابة عن بري لكنه لن يسلّم بطلبهما. وعزت السبب إلى أن إصرار «الثنائي الشيعي» على تسمية وزرائه في الحكومة سيدفع بالقوى الأخرى إلى مطالبة أديب بضرورة المعاملة بالمثل، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى تعويم المحاصصة وصولاً للمجيء بحكومة أشبه بحكومة الرئيس حسان دياب مع فارق أنها ستكون برئاسة أديب. وقالت هذه المصادر إن باريس ليست في وارد الموافقة على حكومة كسابقتها لأنه من غير الجائز تسويقها عربياً ودولياً، خصوصاً وأنها ستسقط محلياً قبل أن تمثل أمام المجتمع الدولي طلباً لنيل ثقته كمدخل لحصول لبنان على مساعدات مالية واقتصادية غير تلك العينية التي قُدّمت فور حصول الانفجار المدمّر في مرفأ بيروت. لذلك، فإن مجرد الدخول في محاصصة في توزيع الحقائب يعني من وجهة نظر الدول العربية والمجتمع الدولي بأن هذه الحكومة ليست مؤهلة للحصول على المساعدات ما دام أنها خاضعة لنفوذ هذا الطرف أو ذاك، خصوصاً إذا أصر «حزب الله» على موقفه الذي يعود من وجهة نظر المصادر السياسية لاعتبارات إيرانية في ظل ما يتردّد بأن طهران تصر على الإمساك بالورقة اللبنانية لتكون جزءاً من المفاوضات مع واشنطن فور انتخاب رئيس أميركي جديد.

 

الرئيس الفرنسي: لبنان كنز استثنائي للبشرية جمعاء يتعين إنقاذه

ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط/25 أيلول/2020

لم تكن الصدفة وحدها هي التي جعلت كلمة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وفيها قِسْم مخصص للبنان، أمام القمة الافتراضية للجمعية العامة للأمم المتحدة تتزامن مع الاجتماع «عن بعد»، رفيع المستوى، لـ«المجموعة الدولية لدعم لبنان»، الذي التأم أول من أمس بمبادرة مشتركة من فرنسا ممثلة بوزير خارجيتها جان إيف لودريان والأمم المتحدة، بشخص أمينها العام أنطونيو غوتيريش. فرسالة باريس، في الحالتين، هي نفسها وعنوانها من جهة أن باريس لم تتخل عن الجهود التي تبذلها من أجل إخراج لبنان من الهوة التي انحدر إليها، ومن جهة ثانية أنها لا تتحرك بمفردها، وإنما هي تنطق باسم مجموعة دولية تحظى بدعمها وبديناميتها. وبكلام آخر، فإن الطرف الفرنسي أراد أن يقول لمن راهن على تخلي باريس عن مبادرتها و«تعبها» من ألاعيب الطبقة السياسية اللبنانية التي ضربت عرض الحائط بِمُهَل التوصل إلى تشكيل حكومة جديدة وضع ماكرون إطارها الزمني في زيارته الثانية إلى بيروت، بداية الشهر الحالي، إنهم أخطأوا التقدير. والشق الثاني فحواه أن فرنسا ليست وحدها في الميدان، وأنها ما زالت تريد أن تكون «صوت لبنان» في الخارج، وفق ما أعلن الرئيس ماكرون في بيروت. ففي كلمته إلى الجمعية العامة، شدد الأخير على الحاجة لـ«التجاوب مع تطلعات الشعب اللبناني السيد واحترامها ودعمها رغم أخطاء الطبقة السياسية اللبنانية، التي لا يمكن قبولها». وأضاف ماكرون: «أريد أن أؤكد هنا على دعمي الكامل للشعب اللبناني وعزمي على العمل من موقعي من أجل إنهاض لبنان مع احترامي الكامل للسيادة اللبنانية». وبحسب الرئيس الفرنسي، فإن لبنان «كنز استثنائي للبشرية جمعاء بسبب ديمقراطيته وتعدديته في منطقة تعاني من الإرهاب ومن القوى المهيمنة».

وخلاصته أنه يتعين على الأمم المتحدة أن تكون «بشكل ملموس وعلى المدى الطويل، إلى جانب المجتمع المدني اللبناني والمنظمات غير الحكومية لمواجهة الحاجات الملحة وإطلاق إعادة البناء، ولن نتخلى عن ذلك أبداً». لم يلج الرئيس الفرنسي إلى تفاصيل الوضع اللبناني والعوائق التي حالت دون السير سريعاً بخطته الإنقاذية، وباكورتها تشكيل حكومة مختلفة عن الحكومات السابقة؛ إذ إن الإطار «الدولي» لا يتيح ذلك، إلا أن ما لم يقله ماكرون جاء عليه وزير خارجيته في كلمته إلى «مجموعة الدعم». لكن الأهم جاء في خلاصات المجموعة وتبنيها تماماً الرؤية الفرنسية. فمن ناحيته، ذكر لو دريان، بداية، السياسيين اللبنانيين بتعهداتهم ومنها الإسراع بتشكيل «حكومة مهمات» ودعم الإصلاحات الضرورية التي ينتظرها اللبنانيون كما الشركاء الدوليين، واستئناف المناقشات «الجدية» مع «صندوق النقد الدولي» والسير بالتدقيق المالي بشأن مصرف لبنان وإطلاق الرقابة على حركة الرساميل والقوانين والتدابير الخاصة بمحاربة الفساد والشفافية والحوكمة الرشيدة وإصلاح القطاع الجمركي وقطاع الكهرباء. وبعدها، جاء التحذير وفحواه أن الخروج من الأزمات السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية يمر من خلال تحقيق الشروط المذكورة التي من دونها لن تمد الأسرة الدولية يد العون للبنان؛ إذ «لا مساعدات مالية دولية من غير إصلاحات أما إذا تمت فلن نألو جهداً» لتوفيرها. وبعد التذكير، جاء التقريع والدعوة إلى «ممارسة الضغوط القوية والضرورية من أجل دفع المسؤولين اللبنانيين إلى احترام تعهداتهم»، مضيفاً أن باريس «ماضية في ذلك شأنها شأن العديد من المشاركين»، وأنه من الضروري «مواصلة الضغوط طالما دعت الحاجة».

لم تخرج توصيات «مجموعة الدعم» عن الإطار العام الذي تحدث فيه لو دريان حيث إنها دعت القادة اللبنانيين «سريعاً» إلى تشكيل حكومة «ذات صدقية، متمكنة وقادرة على اتخاذ القرارات الضرورية لإنهاض لبنان». ووعدت بأن تكون «جاهزة» للتجاوب مع لبنان «على قاعدة المبادرات الملموسة من الحكومة المنتظرة». تكمن أهمية ما ورد في توصيات «مجموعة الدعم» أنها جاءت لتعطي بُعداً دولياً للمبادرة الفرنسية، ولتعيد التأكيد على صدقيتها باعتبار أن باريس ملتزمة بالأسس والمبادئ التي يتعين العمل بهديها من أجل توفير فرصة للبنان للخروج من أزمته. وواضح أيضاً، وفق ما تقول أوساط متابعة للملف اللبناني في العاصمة الفرنسية، أن «مجموعة الدعم» تبنت نهج «الترغيب والترهيب»؛ فمن جهة، تعرب عن استعدادها الراسخ لمساعدة لبنان للحصول على الدعم المالي الذي من دونه لن يكون قادراً على الخروج من أزمتيه الاقتصادية والمالية.

ومن جهة ثانية، فإنها تنذره من خلال رسالة مفادها أنه من غير حكومة جديدة وفق المواصفات التي وضعتها باريس، والتي تبنتها المجموعة، ومن غير الإصلاحات المطلوبة التي دأبت الأسرة الدولية على التذكير بها، أقله منذ مؤتمر «سيدر»، الذي عُقِد في ربيع عام 2018، فإن انتظار المساعدات الخارجية سيكون بمثابة سراب. واللافت أن ماكرون ووزير خارجيته و«مجموعة الدعم» ككل ركزوا الاهتمام على الجوانب الاقتصادية والمالية والاجتماعية تاركين جانباً المسائل السياسية، رغبة منهم في الامتناع عن الخوض في قضايا من شأنها زيادة تعقيدات الوضع، وتجنب توفير الذرائع للجهات الرافضة للمبادرة الفرنسية من أجل التلطي خلفها لإجهاضها.

هل ستكفي التحذيرات لإخراج الوضع الحكومي من عنق الزجاجة؟

لقد كثرت في الأيام الأخيرة التحليلات التي تحاول تفسير الأسباب التي جعلت المبادرة الفرنسية تترنح. فمنها ما ربطها بالوضع الإقليمي والنزاع الأميركي - الإيراني والآخر بالتطورات التي يشهدها الشرق الأوسط لجهة تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدة بلدان عربية أو العقوبات الأميركية على حزب الله وجهات متعاونة معه... وكل قراءة من هذه القراءات لها حيثياتها ومنطقها. إلا أن ما غاب عنها إلى حد كبير البعد اللبناني الداخلي المقصود به قدرة النظام اللبناني على امتصاص الصدمات والأزمات وتمكن الطبقة السياسية على الالتفاف على الضغوط الخارجية والداخلية من خلال استثارة المصالح الضيقة والتمترس وراءها، وهو ما لم تأخذه مبادرة الرئيس ماكرون كفاية بعين الاعتبار. فالرؤية الفرنسية قامت على إطلاق دينامية تسند لدعم أوروبي وتفهم دولي والاستفادة من فشل ووهن الطبقة السياسية اللبنانية لفرض شروطها عليها. لكن ما حصل أنه بعد فترة من الارتباك، أخرجت هذه الطبقة رأسها من رمال مرفأ بيروت المدمر وعادت إلى ممارسة عاداتها القديمة القائمة على التمسك بالمناصب والحقائب. من هنا، دعوة باريس لضغوط متواصلة ليس مصدرها فرنسياً محض، بل من المجموعة التي ينتظر لبنان منها الترياق لعل الدينامية الجديدة تغلب التقوقع والمتاريس السياسية والطائفية.

 

لك السمّ ولنا الكرامة

قاسم يوسف/أساس ميديا/الجمعة 25 أيلول 2020

سعد الحريري يهوى الانهيارات. كان والده بنّاءً، وهو يهوى الهدم. مفارقة مؤلمة وصادمة. كأنّه وُلِدَ ليهدم. يبحث عن أيّ معركة ليخسرها. ثم يعود ويطلّ من تحت الركام ليخبرنا بأنّه اختار الهزيمة كرمى لعيون البلد. ليس ثمّة في كلّ هذا ما ينطوي على أيّ مبالغة أو استهداف، بل مجرّد توصيف حقيقي لرجل أدمن الخسارة فعلاً. وهو لن يجد نفسه يومًاً إلا سابحًاً في بحرها، أو منتظرًاً على شواطئها، وكأنّها قدره الناجز أو واجبه اللعين. لكنّ الحقيقة في مكان آخر. فبعض الهزائم، أو جُلّها، لم تكن هزيمة بقدر ما كانت استسلامًاً، أو تسليمًاً بالأمر الواقع، أو تعبيرًاً عن فائض عاطفة لا تستوي قطعًاً مع لعبة سياسية شديدة المكر وصعبة المراس. الجديد في الهزيمة هذه المرّة هو تجرّع السم. أي الانتحار الموصوف عن سابق تصميم وإصرار. والانتحار هنا لا يتعلّق بمضمون موقفه المستجدّ من وزارة المالية، بل بإصراره على شطب ذاته وإهانة ناسه، بطريقة لا تستوي وأبسط الأساسيات الناظمة لعمل السياسي، حيث لا يصحّ أن ترفض الشيء على نحوٍ علني، ثم تعود لتقبل به بناء على سوء تقدير، وما الحديث هنا عن ضغوط تعرّض لها الرجل من الرئيس الفرنسي إلا إمعانًاً في إهانته وإهانة فريق عمله، لا سيما وأنّ الجميع كان يدرك بأن الجانب الفرنسي لن يتوانى عن ممارسة الضغط الأقصى لتشكيل الحكومة التي باتت في صلب اهتماماته الاستراتيجية، بل وعنواناً واضحًاً ومباشرًاً لنجاحه أو فشله. بين هذا وذاك، كان الأجدى لنا وله أن يتمسّك سعد الحريري بموقفه المبدئي والشجاع. ولو لمرّة واحدة. أن يقول "لا" كبيرة بوجه الجميع

كان يمكن مثلاً عدم الذهاب نحو سقف سياسي مرتفع قبل أيام قليلة من نسفه والعودة عنه، وكان يمكن أيضًاً الانتظار حتى يتبلور المشهد برمّته قبل الركون إلى خيار التسوية أو أواسط الحلول، لكن التراجع المباغت على هذا النحو، هو بطبيعة الحال خيار جنوني، لا سيما وأنّه لم يتزامن مع وضع اللمسات الأخيرة على التشكيلة الحكومية، حيث إنّه لم يشكّل الحلّ النهائي للمعضلة القائمة، بل منح تراجعًاً مجانيًاً للثنائي الذي رفض المبادرة، واستمرّ في لعبة كسب النقاط وعضّ الأصابع، ليصل في نهاية المطاف إلى تحقيق شروطه التي طالب بها منذ بداية التشكيل.

بين هذا وذاك، كان الأجدى لنا وله أن يتمسّك سعد الحريري بموقفه المبدئي والشجاع. ولو لمرّة واحدة. أن يقول "لا" كبيرة بوجه الجميع. ممنوع أن يُحتقر الدستور ويُشطب بالممارسة. ممنوع أن تصير الحقيبة الوزاية حقًاً حصريًاً لأيّ طائفة أو حزب. وليتحمّل حزب الله حينذاك مسؤولية خياراته السياسية التي لا تستوي مع أيّ منطق أو نصّ، بل وتتصادم مع إجماع سنّي – مسيحي وكثرة من الصامتين من الشيعة، ومن اللبنانيين الذين باتوا ينظرون إلى وجهه الحقيقي وصورته المباشرة، بلا أقنعة أو وكلاء. عبثًا نحاول النقاش في خيارات سعد الحريري وتوجهاته وسياساته. الرجل بات كمن يغرق في رمال متحرّكة. وأمثال هؤلاء العطاشى لا يُفرّقون بين كأس من الماء أو كأس من السمّ

ثمّة من يقول إنّها محاولة ذكية لتعرية حزب الله وحشره في مكان لا يُحسد عليه. لكنّ أصحاب هذه النظرية، التي يغلب عليها طابع السخرية والفكاهة، لا ينتبهون أنّهم ليسوا مصابين بعمى الألوان وبإساءة التقدير وحسب، بل بالجهل التاريخي والسياسي، ومن لم يقرأ التاريخ محكوم بإعادته، وهم لا يملّون من الإعادة ومن التكرار، وفي كلّ مرّة ينتظرون نتائج مختلفة. عبثًا نحاول النقاش في خيارات سعد الحريري وتوجّهاته وسياساته. الرجل بات كمن يغرق في رمال متحرّكة. وأمثال هؤلاء العطاشى لا يُفرّقون بين كأس من الماء أو كأس من السمّ. هو مستعد أن يتجرّع أيّ شيء، لكنّنا نحن من سيدفع الثمن. وإذا كان لا بدّ من شيء نقوله له في هذه العجالة، فلا بأس أن نردّد جميعًاً على مسامعه: تجرّع ما شئت يا دولة الرئيس. لكنّنا نرجوك، لا تقل تجرّعته لأجلكم، فنحن آثرنا أن نتجرّع الكرامة، وأن نرفض لأجلها وأن نناضل ونصمد، وصولاً إلى قيامة لبنان الذي نريده ونشتهيه.

 

أي حكومة بعد خطاب الملك سلمان؟

نديم قطيش/اساس ميديا/السبت 26 أيلول 2020

اختار العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أن يكون خطابه الأول أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، خطاب الخلاصة. لم يترك مجالًا لعباراته أن تقع في فخ الضوابط الديبلوماسية، معتمداً إستراتيجية الحزم الهادئ. قدم للعالم خلاصة عقود طويلة من التجارب المرّة مع إيران، ومحاولات خلق مساحات مشتركة معها ومع رؤسائها المتعاقبين.. كان واضحًا في تشخيص الدور التخريبي الذي يلعبه نظام طهران في المنطقة، لا بحقّ المصالح السعودية وحسب. لذلك كان الملك أكثر وضوحاً في لفت نظر حكومات العالم الى أن محاولات الاسترضاء لم توقف تهديدات هذا النظام للأمن والسلم الدوليين.

عبارة الاسترضاء لم تأتِ من فراغ أو من قاموس ارتجالي. كان سبق لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن وصف عام 2017 المرشد الايراني، في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" بأنّه "هتلر جديد في الشرق الأوسط".

وسياسة استرضاء هتلر باتت درسًا في السياسة الدولية ارتبط باسم رئيس وزراء بريطانيا آرثر نيفيل تشامبرلين الذي لم يفوّت فرصة لاسترضاء هتلر تجنباً لشرّه. فعقد تشامبرلين ونظيره الفرنسي إدوار دلالييه، بمشاركة من الزعيم الإيطالي بينيتو موسوليني، معاهدة ميونيخ مع ألمانيا النازية في نهاية سبتمبر 1938، التي سمحت لهتلر بضم منطقة السوديت التابعة لتشيكوسلوفاكيا ويقطنها ناطقون باللغة الألمانية.

ما يلفت لبنانياً، أنّ الملك خصّص في كلمته حيّزاً مهمًا للبنان، متضامناً مع شعبه في محنة انفجار المرفأ، ومعلياً سقف الهجوم السياسي على ميليشيا حزب الله، كأنّ لبنان بهذا المعنى جزء من إيران وليس جزءاً من نفسه كان الهدف الساذج لشامبرلاين تجنّب اندلاع حرب عالمية ثانية نتيجة احتماء تشيكوسلوفاكيا بمعاهد دفاع مع الإتحاد السوفياتي، ما يعني أنّ أي حرب محتملة ستتحوّل إلى صراع مسلّح بين موسكو وبرلين! أما هتلر ففهم المنطق التسووي البريطاني، المسنود فرنسياً وإيطالياً، على أنّه خضوعٌ لسطوته، فقرّر دخول براغ مكمّلاً بإتجاه بولندا، ما دفع ببريطانيا إلى الانعطاف في سياستها ضد هتلر. بيد أن شخصية شامبرلاين المتردّدة حالت دون أن تنتج هذه الانعطافة سياسة صارمة متناسقة تجاه هتلر، الذي ما لبث أن احتلّ النرويج، وهذا نتج عنه إطاحة شامبرلاين في لندن ليخلفه رئيس الوزراء التاريخي وبطل انتصار بريطانيا في الحرب العالمية الثانية وينستون تشيرشل في أيار 1940.

وبات شامبرلاين، مذاك، مثالًا يعطى للدلالة على الأثر المدمّر لسياسات الاسترضاء اليائسة في مواجهة دول أو كيانات لا تلتزم عن حق بقواعد العلاقات الدولية. فإيران، كما يصفها كيسينجر، ثورة وليست دولة، ويغلب عليها طابع القضية أكثر مما يمكن التعامل معها وفق قواعد العلاقات الثنائية الكلاسيكية بين دول سيادية. لم يختبر أحد هذه الطبيعية الايرانية كما اختبرتها السعودية، التي لا مشروع خارجياً لها ولا نموذجًا تسعى لتصديره. وهي إن فعلت ذلك، فعلته كردٍ عصبيّ على 3 تطورات استراتيجية كبيرة داخلها وفي محيطها حدثت خلال أشهر قليلة، قبل أربعة عقود:

1- الثورة الإسلامية في إيران، التي سرعان ما أعطت كل الاشارات عن نواياها العدوانية ضدّ المملكة عبر تشكيل "حزب الله الحجاز".

2-إحتلال جهيمان العتيبي للحرم في سياق محاولة استلام النظام الإسلامي الايراني لبناء نظام إسلامي سنّي ثوري في المملكة.

3- الغزو السوفياتي لأفغانستان كنقلة استراتيجية من نقلات الحرب الباردة بين موسكو وواشنطن.

أيّ حكومة لبنانية بعد خطاب الملك سلمان.. وأيّ تسوية ستنجح حيث لم تنجح سابقاتها والتي جرت كلها تحت عنوان بائس هو "ما هو البديل؟"

في مواجهة هذه الأحداث الخطيرة قررت المملكة، منذ العام 1979، أن تسلك درب التشدّد الديني ومفاقمة الاعتماد على الدين الإسلامي كالمصدر الأساس  لشرعية لنظام، في مواجهة إيديولوجيا شيعية ثورة، وإيديولوجية إلحادية سوفياتية، وصحوات سنيّة في الداخل. وهي تجربة وجّه لها الأمير محمد بن سلمان نقداً علنياً راديكالياً وصل حد تصريحه في مقابلة أجراها معه الصحافي ديفيد أغناتيوس، عبر صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية: "لا نريد أن نُضيّع حياتنا في هذه الدوامة التي كنّا فيها طوال الـ30 سنة الماضية بسبب الثورة الخمينية، والتي سببت التطرف والإرهاب، نحن نريد أن ننهي هذه الحقبة الآن، نحن نريد – كما يريد الشعب السعودي – الاستمتاع بالأيام القادمة، والتركيز على تطوير مجتمعنا، وتطوير أنفسنا كأفراد وأسر، وفي الوقت نفسه الحفاظ على ديننا وتقاليدنا، نحن لن نستمر في العيش في حقبة ما بعد عام 1979".

على عكس إيران إذًا، السعودية في عمق تكوينها دولة وطنية بمصالح محددة بشأن أمنها القومي، وبلسان هذه المصالح تحدث الملك سلمان، الذي لا تسعى بلاده لتغيير النظام في ايران، بقدر سعيها الصادق والحازم لتغيير سلوكه تجاه مصالحها أوّلاً ومصالح حلفائها ومصالح الإقليم عمومًا، وقيادة الجهد السياسي والدبلوماسي لوقف سياسة الاسترضاء الأوروبية والعربية وبعض الأميركية تجاه طهران. هذا ما يفسّر الوضوح غير المسبوق في النصّ السعودي، أقلّه بصدوره المباشر عن الملك، لا عن الخارجية السعودية أو عن أي جسم سياسي أو سيادي آخر.

لم يبالغ الملك سلمان بقوله إنّ المملكة "مدّت أياديها للسلام مع إيران وتعاملت معها خلال العقود الماضية بإيجابية وانفتاح، واستقبلت رؤساءها عدةَ مرات لبحث السبل الكفيلة لبناء علاقات حسن الجوار والاحترام المتبادل، ورحّبت بالجهود الدولية لمعالجة برنامج إيران النووي". وربما كانت حقبة الرئيس الراحل هاشمي رفسنجاني واحدة من أفضل تلك الحقب على مستوى الإمكانات التي حملتها للتفاهم بين الرياض وطهران، علي ما شهد رفسنجاني نفسه. ففي واحدة من تصريحاته التي أثارت الكثير من الردود عليه والانتقاد له، يقول رفسنجاني: "لو كانت علاقاتنا مع السعودية جيدة هل كان الغرب يستطيع مقاطعة إيران؟".

ولم توفر السعودية حتّى الرئيس محمود أحمدي نجاد من محاولاتها بناء الجسور مع إيران، فدعاه الراحل عبد الله بن عبد العزيز إلى مكة للمشاركة في القمة الاستثنائية الإسلامية ذلك العام، محتفياً بوصوله بالعناق وبالسير معاً بأيدٍ مشبوكة، وهي صور غزت وكالات الأنباء حول العالم.

الموقف السعودي هو خلاصة هذه التجربة الطويلة والمريرة التي لا يمرّ يوم إلا ويضاف إلى سجلها بند جديد من بنود العدوان الإيراني كان آخرها ما كشفته الصحافة الألمانية من أنّ محرّكات ألمانية بيعت لإيران تم العثور عليها في حطام درونز حوثية استهدفت السعودية مؤخراً!!

ما يلفت لبنانياً، أنّ الملك خصّص في كلمته حيّزاً مهمًا للبنان، متضامناً مع شعبه في محنة انفجار المرفأ، ومعلياً سقف الهجوم السياسي على ميليشيا حزب الله، كأنّ لبنان بهذا المعنى جزء من إيران وليس جزءاً من نفسه.

قال الملك ما يقوله اللبنانيون سراً وعلناً: لا حلّ لنا بوجود سلاح حزب الله. وهي المرّة الأولى، بحسب متابعتي، التي يعبّر ملك سعودي عن ضرورة نزع سلاح حزب الله. وهنا لا بد من ملاحظة التوقيت العجيب لسلوك الاسترضاء الفرنسي، الذي رُمي بثقله على كتفي سعد الحريري، بعد أن كان الحريري نفسه قد رفع السقف عاليًا في اتجاه معاكس تماماً. تزامن خيار الاسترضاء الفرنسي مع أعنف هجوم سعودي على سياسة استرضاء إيران، وإنتهى بأن رضي القتيل وما رضي القاتل، مطالباً بالمزيد من المهانة السياسية والوطنية!

أيّ حكومة لبنانية بعد خطاب الملك سلمان.. وأيّ تسوية ستنجح حيث لم تنجح سابقاتها والتي جرت كلها تحت عنوان بائس هو "ما هو البديل؟".

البديل هو الوضوح.. البديل هو بالاستماع العاقل لخطاب سلمان بن عبد العزيز.

 

دولة التواطس على محك الكباش الماروني الشيعي

وسام سعادة/أساس ميديا/السبت 26 أيلول 2020

أفضل ما تحقّق في الأيام الأخيرة، جاءت به تلك المواقعة السجالية، الحامية الوطيس كما يقال، بين المرجعيتين الدينيتين المارونية والشيعية. تبدو حماوة الوطيس، على غير المعهود عموماً، عبارة مناسبة للغاية هذه المرة. بما أنّ الوطيس في لغة العرب هو حفرة، أو تنّور، يُخبز فيه ويُشوى، ورئيس "العهد" صارحنا بالأمس أننا – على الغالب – في الطريق إلى جهنم وبئس المهاد، ولم يكذّب خبراً. هذا في وقت تخبز فيه المخارج على "التنور" أو على "الوطيس" من المبادرة الفرنسية وإليها. كذلك، وما دام "التواطس" في لغة العرب يعني "التلاطم"، فمن شأن ذلك تعريف دولتنا هذه التي هي دولة التلاطم والتخبّط والترنّح بامتياز، على أنها "دولة التواطس". جمهورية التواطس وطواويس الطوائف تشكر زيارتكم! بيد أنّ مشهد "التواطس أرض – أرض" بين المرجعيتين الدينيتين للموارنة والشيعة كانت له مؤثرات تحريرية نفسية بالفعل، من شأنها الإسهام، ولو بقدر ممهور بختم اللحظة، بالتخفّف من وهم المناداة بإسقاط "المنظومة" التي تتولّى السلطة والسلطان في البلد، أو تغيير "نظام الحكم" القائم فيه، من دون الاستعداد لنسف "نظام الأشياء" ككلّ، أو بمعنى آخر طرق باب هذه المفارقة العجيبة التي تقوم عليها الدولة في لبنان، بين كونها طائفية وبين كونها مركزية، بما من شأنه منذ قرن من الزمان إشعار كلّ "مكوّن" أو صاحب سهم فيها بأنه مأكول حقّه على الدوام، مهما حاصص وغنم واستحوذ من نِعَم، وبأن العدل في الميزان لا يستقيم إلا بأن يشارك في صحن "الشريك" انشراحاً ومخالطةً، حتى إذا تمنّع الشريك عن إباحة الأمر ومشاطرة "الشيرينغ إز كيرينغ" جرى رشقه بالشوكة، أو بتهمة الاستئثارية وبالتزوّد المسرف من "البوفيه المشترك". على تكرار هذه اللعبة بلا كلل تدور الدوائر. إنّه تحالف الأقليات بأبهى حلله، فما بين تواطس المرجعيتين، ثم ردّ الرئيس عون على الصحافية، بالمستطاع القول إننا نعيش إغواء القول بأنّ "تفاهم مار مخايل هو جهنم"، ليس من طرف من تصدّى لمنطق هذا التفاهم من يومه، بل بالنسبة لمن تمرّغ فيه، وأترع من شرب كؤوسه

بلمحة رغّبت في المرء استحلاء "حلف الأقليات" من جديد، وقع التواطس بين المرجعيتين الدينيتين المارونية والشيعية، على خلفية مماهاة الأولى بين موقف الثنائي حزب الله – حركة أمل وبين الطائفة الشيعية ككلّ وعلاقاتها مع بقية الطوائف، وعلاقة هذه الطوائف بفكرة الدولة ومسار مؤسساتها، والحاجة المفترض أنها وطنية ماسة، في هذا الاعتبار، لتسمية شخص غير شيعي لتولّي المالية. ثم مبادرة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، لا حزب الله ولا حركة أمل للتصديق على إطار التصنيف الذي تبنّاه البطريرك الماروني للشيعة ككلّ، في مقابل رفض علة هذا التصنيف، وطرح معادلة: إما تثبيت المالية للشيعة، وإما المداورة في كلّ شيء، بدءاً من قيادة الجيش وحاكمية المصرف المركزي. بمعنى آخر، إنّه تحالف الأقليات بأبهى حلله، فما بين تواطس المرجعيتين، ثم ردّ الرئيس عون على الصحافية، بالمستطاع القول إننا نعيش إغواء القول بأنّ "تفاهم مار مخايل هو جهنم"، ليس من طرف من تصدّى لمنطق هذا التفاهم من يومه، بل بالنسبة لمن تمرّغ فيه، وأترع من شرب كؤوسه.

بالتوازي، تتهافت مع هذا التواطس معزوفة "الدولة المدنية" المساقة على نحوٍ هزلي، أي الدولة المدنية كما يلهج بذكرها، والنصح والتبشير بها، و"التجرؤ على أنفسهم" افتعالاً بتحبيذها، وتداعي بعضهم البعض عزومة ومزايدة إليها، أقطاب المجموعات ذات اللون المذهبي المعرّف لها كمجموعات وقيادات، لا المعرّف لماهية هذه المذاهب ولا للذاكرة الجمعية التي يختزنها أتباع كلّ مذهب منها. وأقطاب المجموعات إياها لم تنفك لبرهة واحدة تعيب على المسجّلين على قيد ملّتها أنهم غير مطيّفين كفاية وبما يلزم، أو تنقصهم الحميّة أو يكثر بينهم اللهو والسؤال، أو هي سوّغت لمربط الخيل بين تطلّبها للتطييف المتمادي للجماعة، وبين نشدانها لتجاوز الطائفية، في واحدة من مرايا رياء النظام الطائفي الأثيرة منذ قيام هذه الدولة، حيث تصبح معه اللاطائفية هي هي الطائفية، أي تغدو بمنزلة الضمير التطهّري في وجدان الطوائف حيناً، شعور ينتابها بالحاجة إلى التعرّي من نفسها للبس ذاتها من جديد، في الوقت نفسه الذي تحلّ اللاطائفية هذه بمنزلة الحجة الملقاة من لدن طائفة أو جمهور من طائفة، لإحراج الطوائف الأخرى، تلبيساً لدعوى الاحتكام الى قاعدة "العدد" المؤجّلة، القاطعة.

المنطق السائد جوفيّاً هنا، أن يلزم أن لا يخون أحد طائفته، وأن يفوّض أمره، وأمر طائفته، لأولي الأمر فيها، وأن يطيعهم على اللين والشدّة، وأن يكون مستعداً على الدوام لـ "دبلجة" لسانه، حيناً بالفصاحة - وحيناً بالبذاءة، وحيناً بالطائفية

يجد أرباب الطوائف الوقت لتنسّم مشروع "الدولة المدنية"’، أو ما شئت من مساحيق وأوصاف يُحمَل عليها مرجوّهم، كمثل "الدولة العادلة" و"القادرة" ودولة "القانون" – وما أطول القائمة المَلُوكة (من اللَّوْك)، المعادة المكرّرة وطول مراس من يعرض عليك هذه البضاعة بالتحفيز والبهرجة، وهو الأدرى بأن ما يبيعه لك كسد وفقد في آن. يجدون هذا الوقت لبيع هذه البضاعة الوهمية والواهمة – مع أنّه يفترض أنها لم تعد توهم إلا النفر الرغائبي القليل من الناس. يجدون هذا الوقت ما بين تطلّب التطييف الحماسي والحيوي المتواصل لجمهورهم، وتمييز هذا التطييف سياسة، بأن يعرف هذا الجمهور متى تحتكم قياداته إلى اللين، ومتى تنفر من اللين الى الشدّة، وكيف يحافظ على رشاقته الذهنية والبدنية كجمهور متواشج مع قياداته المجرّبة والمفدّاة في كلّ حين، فلا يتميّز عنها... إلا إذا حصل وأومأت له هذه العبقريات المحرّكة الملهمة بذلك. أما من لم يستوعب أوان النقلة من اللين إلى الشدّة، أو من لم يرغب بواحدة من الحالتين من الأساس، أو من لا ينظر إلى مصلحة الملّة كشيء قابل للتحديد والتمثّل وتفويض أيّ كان للنطق به والذود عنه، فهو "مارق"، منحّى عن الملّة، كاره لنفسه، جاحد بجلدته، وعميل للطائفة المجاورة، ولأعداء الطائفية في الإقليم، وما وراء البحار، وهو كلّ هذا في عرف هؤلاء المنادين بالدولة المدنية، اللاطائفية، وبالتطييف الاحترازي والاضطراري لجمهور ملّتهم، بل التطييف الحيوي بما أنّ قانون اللعبة فيه، إدراك متى اللين ومتى الشدّة، بل تفويض المرجعية القيادية بانتقاء أوان اللين وأوان الشدّة، والتبختر بينهما. فالمنطق السائد جوفيّاً هنا، أن يلزم أن لا يخون أحد طائفته، وأن يفوّض أمره، وأمر طائفته، لأولي الأمر فيها، وأن يطيعهم على اللين والشدّة، وأن يكون مستعداً على الدوام لـ "دبلجة" لسانه، حيناً بالفصاحة - وحيناً بالبذاءة، وحيناً بالطائفية، وحيناً آخر، بلوم الطائفية المسكينة، والحال هذه، بأنها هي أشرّ الشرور، وعلّة العلل، وبأنه كلّ مرة انسدّت السبل بنموذج الدولة المركزي والطائفي في آن، وجب رمي حجرة لعنة على الطائفية... لإعادة تدوير، أو تبييض، مصادر حيوية الطائفية نفسها.

يساهم التواطس الماروني الشيعي الراهن في دفع الأمور بالاتجاه الذي يحب إغفاله أرباب الطوائف كما يحب إغفاله ناشطو المجتمع المدني او "الدندني"، بما أنهم يدندنون على الدوام شعارات مقفلة عن طرق باب تدهور العلاقة بين الطوائف بعامة، وبين الجماعات التي تعيد تطييف المطيّف مرة في هذا الاتجاه ومرة في ذاك، ذلك أنّ ناشطي المجتمع "الدندني" هؤلاء يحسبون الطائفية من اختراع وتلفيق نصف دزينة من القادة، من دون جذور فعلية في البنية الاجتماعية وفي التشكيلات الذهنية الهوياتية، فيختزلون بالزعماء أزمنة الحرب والسلم الوصائي والأزمات المتتالية كما لو لم تكن هناك لا طوائف ولا طبقات اجتماعية ولا دول إمبريالية ولا أنظمة إقليمية، كما لو أنّ كلّ تاريخ البلد هو تاريخ أفراد هائمة على وجهها يسبب ظلامة يلحقها بهم مجموعة من السوبرمانات، وما هذه النظرة إلا مشاركة من "الدناندنة" هؤلاء في رسم هالات تأليهية، ولو سلبية من قبلهم، حول الزعامات.

القانون الدستوري على الطريقة اللبنانية، قانون دولة التلاطم والتواطس، أخذ يتلاشى في غرفة مهملات القانون الدولي

هناك مشكلات فعلية بين الموارنة والشيعة، وبين الشيعة والسنة، وبين الموارنة والسنة، وبين المسلمين والمسيحيين، لا هذه تلغي مشكلة العدد الأكبر من الناس مع مراكز تكدّس الثروة أو مع مراكز تكدّس العنف. المسائل كلها تتشابك هنا، لكن لا تختزل الواحدة منها في أخرى، كما لو كانت انعكاساً لها.

مشكلة أنّ الحكومة إما أن تحظى بتغطية سنية وتفاعل غربي معها، ولم يعد فيها مكان لتغطية شيعية مناسبة في الوقت نفسه، أو أن تحظى بتغطية شيعية ولم يعد فيها مكان لتغطية سنية وتجاوب غربي في الوقت نفسه، ليست هذه بمشكلة ملفقة، إنها مشكلة فعلية قدر ما هي تفجيرية للمجتمع والدولة معاً، مشكلة محسوسة فعلياً كذلك لدى مروحة كبيرة من الناس، تشعر، عن صح أو عن خطأ، بأن مصالحها المباشرة مرتبطة بمسار هذه المشكلة، ولا ينفع كثيراً تبشير هؤلاء الناس بأنه لا مصلحة لديكم في التموقع بين أحد طرفي هذه المشكلة. الشيء نفسه بالنسبة لما نسمّيه وزارات سيادية. هناك أربع وزارات سيادية في أيّ حكومة. الداخلية والخارجية والدفاع والمالية، ويمكن تخميسهم بإضافة وزارة العدل. فإذا كانت ثمّة مشكلة بأن يكون هناك وزير من "الثنائي" لتولّي الداخلية أو الخارجية أو الدفاع أو بالمالية او العدل، هذا الثنائي الذي يتمتع بالنهاية بتوكيل انتخابي واسع وفعلي بطائفته، من دون أن يلغي ذلك أنّ المناخات الديموقراطية ليست على ما يرام بالنسبة للتعاطي مع المعترضين والمتمرّدين على الثنائي، وأحوال هؤلاء أصعب من أقرانهم في الطوائف الأخرى. لكن بالمحصّلة، لهذا الثنائي توكيل انتخابي، وإجماع برلماني بالنسبة إلى مقاعد النواب الشيعة، وكلّ هذا، حين يواجه بإشكالية حادة تتعلّق بأن مبادرة تسوقها دولة الكفالة المالية للبنان، فرنسا، تتطلّب غير شيعي لوزارة المالية، إنما يطرح سؤالاً يتعلّق بجوهر التركيبة، بمدى إمكانية الاستمرار بدولة تكون مركزية وطائفية بالوقت نفسه، من دون الهرب من هذه المسألة بالطرح العشوائي للدولة المدنية على سبيل إرجاء الحديث أو تمييعه. بالتوازي، حين يمغط مفهوم "العرف" بالنسبة إلى وزارة تولّاها عدد من غير الشيعة بعد الطائف (السنيورة وقرم وسابا وقطار وأزعور وشطح والصفدي والحسن) ليصار إلى اعتبارها عائدة عرفاً للطائفة، فإن هذا لم يعد يتعلّق اليوم بفرض عرف دستوري، أو فوق دستوري، او "مهمشر" للدستور، بل إنه غدا في عرف اليوم، ومع المبادرة الفرنسية والعقوبات الأميركية بمثابة طلب اعتماده كعرف مكرّس في القانون الدولي نفسه: إنّ المالية في لبنان لهذه الطائفة، والخارجية في تلك. رمزياً، معنى ذلك أساسي: وهو أنّ القانون الدستوري على الطريقة اللبنانية، قانون دولة التلاطم والتواطس، أخذ يتلاشى في غرفة مهملات القانون الدولي.

 

حتى المياه في لبنان مسيّسة

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/25 أيلول/2020

لبنان يغرق والسياسيون فيه يتشاجرون حول «جنس الملائكة». تكرُّ المآسي على هذا البلد، ويرفض السياسيون الأنانيون المتحجرون تفاديها. وفي حين أن انفجار «نيترات الأمونيوم» الذي هز بيروت ودمر نصفها في الرابع من الشهر الماضي صدم لبنان والعالم، فإن تلك المأساة كان يمكن تفاديها لو تمتعت حكومات لبنان بالكفاءة والنزاهة والشرف. كان الخلل الوظيفي للدولة اللبنانية واضحاً للعيان. حتى الآن لا أحد يعرف لماذا وكيف وقعت الكارثة. جاء محققون دوليون لمعرفة كيف سمح لمخزون ضخم من المواد شديدة الانفجار بالبقاء في قلب العاصمة، رغم النداءات العاجلة المستغيثة من البعض لإزالته. عاش أهالي بيروت سبع سنوات، وناموا فوق قنبلة شبه نووية. حمل أبناء بيروت أشلاءهم وتظاهروا ليقولوا للمؤسسة السياسية القائمة إنهم لا يثقون بها ولا ينتظرون إجابات مباشرة، وبالطبع لا ينتظرون أي مساءلة حقيقية. ربما لأول مرة أراد الضحايا أن يبلغوا القتلة أنهم قتلة، وأن أياديهم ملطخة بالدماء وأن قلوبهم سوداء.

تدمير بيروت جزء من أسباب الثورة التي قامت في «17 تشرين» وفرقتها السلطة الفاسدة. لسنوات فشلت الحكومات اللبنانية في ضمان توفير أبسط الخدمات العامة: مياه شرب نظيفة، وكهرباء، أو التخلص من القمامة. وقد ينتهي وباء «كورونا» ولا يتم التخلص من القمامة في لبنان. ضغط اللبنانيون من أجل التغيير مع احتجاجات عام 2019، لكن المؤسسة السياسية الفاسدة تجاهلت هذه الاحتجاجات لصالح الحفاظ على التوازن الطائفي وشبكات المحسوبية الواسعة.

التجربة اليومية التي يعيشها اللبنانيون، كل اللبنانيين، حتى الملتبس عليهم خداع زعيمهم ويظلون «يصرخون»: «بالروح والدم نفديك يا...»، وحتى قبل الكارثة التي حلت بهم في 4 أغسطس (آب) الماضي، أوضحت مدى أزمة الحكم في البلاد. ومع تأثر نحو نصف بيروت بشكل مباشر، ووصول تفشي وباء «كورونا» إلى مستويات جديدة؛ حيث تكافح مرافق الرعاية الصحية التي تضررت بسبب انفجار «نيترات الأمونيوم» لمواكبة ذلك، تمثل أعطال البنية التحتية الحالية في لبنان حالة طوارئ صحية عامة، سيحتاج المجتمع الدولي، إذا تحنن وإذا وصل السياسيون اللبنانيون إلى معرفة جنس الملائكة، إلى وضعها في قلب برنامجه.

الكهرباء قضية، والقمامة قضية، والطرقات وشقُّها قضية، والفقر قضية، والجوع قاتل، والسرقات المقوننة جريمة... أما المياه، فإنها وفيرة؛ لكنها آسنة. والمياه ستكون قضية الشرق الأوسط قريباً جداً.

لا يوجد مورد آخر يلخص الرهانات الإنسانية في بيروت ولبنان وكل أنحاء الشرق الأوسط، سوى المياه النظيفة، ليس فقط في سياق وباء «كورونا» الآن؛ بل أيضاً للاستقرار الاجتماعي والسياسي للمنطقة.

رغم أن لبنان يتمتع ببعض أفضل مصادر المياه في المنطقة، فإن المشكلة أن أزمة المياه التي تعاني منها البلاد منذ سنوات طويلة، تعني أن مئات الآلاف من سكان بيروت لا تتوفر لديهم سوى مياه الحنفيات ولبضع ساعات كل يوم. وحتى عندما تصل إلى الحنفيات، فإنها غير آمنة للشرب، ورغم تأكيدات «شركة مياه بيروت وجبل لبنان» التي تديرها الدولة، التي قالت قبل عامين إن مياه الحنفيات آمنة ومتوافقة مع المعايير الدولية، فإن الدراسات المستقلة تروي قصصاً مختلفة؛ إذ إن مياه الحنفيات في لبنان جاءت عام 2017 في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة من حيث الملوثات البلاستيكية، كما وجد البنك الدولي الذي كان يشارك في مشروع «سد بسري» وانسحب منه مؤخراً، أن مياه حنفيات المنازل في لبنان غير صالحة للشرب وتحتاج إلى إعادة تصفيتها، وحسب البنك الدولي؛ فإن 20 في المائة من السكان اللبنانيين غير موصولين بشبكة المياه العامة على الإطلاق، وإن الربع فقط من الموصولين تصل إليهم المياه يومياً.

ولأن غسل اليدين بانتظام من أهم تدابير الصحة العامة لمكافحة فيروس «كورونا»، فإن أوجه التصور هذه تعني أن نظام المياه الفاشل في لبنان يعرض الصحة العامة للخطر الآن أكثر من أي وقت سابق.

يذكر أن الوصول إلى المياه والنظافة أمر محفوف بالمخاطر بالنسبة إلى 1.5 مليون لاجئ سوري يعيشون في لبنان، وهذا يشكل أخطاراً إضافية على الصحة العامة في كل لبنان.

لبنان يتمتع بنعمة وجود المياه. ولحسن الحظ، ووفقاً لمعايير الشرق الأوسط، يعدّ لبنان محظوظاً نسبياً؛ لأن الأسباب الجذرية لأزمة المياه فيه تعكس أسباب النقص الأخرى في القطاع العام، ويمكن إذا جرى إصلاح سوء الإدارة في الحكومات، والإطار التنظيمي غير الفعال، ثم القضاء على الفساد، والمحسوبية، والآبار والوصلات غير القانونية التي تعوق توصيل المياه... إذا وقع الإصلاح في كل هذا، عبر حكومة فعالة وشفافة، فإن المياه لن تعود صعبة المنال في لبنان، خصوصاً أنها متوفرة. لبنان محظوظ من هذه الناحية لوفرة المياه فيه، ولا يمكن قول الشيء نفسه عن أجزاء أخرى من المنطقة، حيث أثبتت ندرة المياه أنها دافع للنزوح والاضطرابات المدنية والصراع في نهاية المطاف. على سبيل المثال، الحرب في سوريا، سبقها جفاف كبير من عام 2006 حتى عام 2009، مما أدى إلى نزوح جماعي من المناطق الريفية إلى المدن، وبقي كثيرون عاطلين عن العمل.

وتقول التقارير إن ثلثي سكان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يقطنون في مناطق تفتقر إلى المياه المتجددة غير الكافية، ومع النمو السريع لسكان المناطق الحضرية وتغير المناخ، فإنهما يؤديان إلى تفاقم الضغط على الموارد المحدودة.

وكان عيسى كالينتاري، وزير الزراعة الإيراني السابق، تنبأ بأن استنفاد منسوب المياه الجوفية في إيران، قد يجبر 50 مليون إيراني على هجرة البلاد، وتؤكد الصور الدرامية للمسطحات المائية الجافة، مثل بحيرة أورميا ونهر الزياندة، سوء إدارة الحكومات الإيرانية الواضح. كما أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعدّ مسؤولة عن ثلثي تلويث المياه في العالم بسبب محطات تحلية المياه. ويقول لي مهندس اختصاصي في المياه: «قد يكون لدى منطقة الشرق الأوسط ككل موارد مائية؛ إنما يستنزفها تغير المناخ بشكل أكبر، إلا إن هناك طرقاً لضمان قدرة هذه البلدان على تلبية احتياجاتها المائية من دون صراع داخلي أو خارجي». ويضيف أن «نزع الطابع السياسي عن نقاط الوصول إلى المياه الرئيسية أمر ضروري»، ويعطي مثلاً على ذلك التعاون عبر «خطوط القتال لإعادة تأهيل جزئي لسد (طبقة) على نهر الفرات شمال سوريا بعد تحريره من تنظيم (داعش)، لكن أبناء القرى في المنطقة يتهمون الآن تركيا؛ موطن نبع النهر الذي يوفر معظم مياه سوريا، بقطع تدفق المياه. وبالمثل؛ فإن الحكومة الإسرائيلية متهمة بتقييد المياه في الأراضي الفلسطينية». تحاول المنظمات الإنسانية العاملة في الشرق الأوسط ضمان الوصول إلى المياه النظيفة، لا سيما في المناطق المتأثرة بالنزاعات المسلحة. لكن الحكومات هي التي تحتاج إلى وضع استراتيجيات شاملة للحفاظ على أمن هذا المورد الحيوي وإدارته. بدأنا ببيروت ونعود إليها... المياه النظيفة والموثوقة أحد المطالب الكثيرة التي يطالب بها سكان بيروت المنكوبون الذين يعرفون أن الافتقار إلى المياه النظيفة يشكل عقبة على الطريق الطويلة والبطيئة لإعادة البناء. وهذه حال بقية اللبنانيين، خصوصاً الذين لا تصل إليهم المياه إطلاقاً. لذلك؛ فإذا رغب المانحون الدوليون في مساعدة لبنان على التعافي، فإن أقسى الشروط عليهم أن يضعوها على قادة البلاد في شأن الحاجة إلى إدارة شفافة وفعالة للمياه. إن نظافة إدارة تعكس نظافتها بتوفير مياه نظيفة للبنانيين قد تنعكس على بنى تحتية أخرى كثيرة، وهذه إحدى الطرق لإحداث تأثير دائم يلبي طموحات الشعب اللبناني الذي دمرته طموحات سياسييه وطمعهم. ومن المؤكد أن كثيراً من اللبنانيين لن يترددوا في استبدال مياه نظيفة بزعمائهم... ثم لا ننسى أن النظافة من الإيمان.

 

لبنان ينتظر الإفراج عنه

الياس حرفوش/الشرق الأوسط/25 أيلول/2020

سبقَ في مراتٍ كثيرة أن جرى التعامل مع لبنان كما يتمُّ التعامل مع بلد مخطوف. ومثل رهينة تنتظر من يدفع مقابل إطلاق سراحِها، كانت الحكومات اللبنانية في السنوات الأخيرة مكبَّلة بالهيمنة على قراراتها والتهديد المستمر بإسقاطها، وذلك بقوة «الثلث المعطل»، الذي كان سيفُه جاهزاً عندما لا تلتقي القرارات الحكومية مع مصالح الخاطفين، فيقدمون على إرغام رئيس الحكومة على الاستقالة. لم يكن القرار الحكومي وحده في دائرة الارتهان. الحدود الجنوبية كانت ولا تزال فالتة، خارج سلطة الدولة وقرارها، ومعرَّضة في أي وقت يختاره «حزب الله» لعمل حربي، كما حصل في عام 2006، وتكون الحكومة آخر العارفين. وإلى جانب كل ذلك، وزارات مخترقة ومفلسة نتيجة هيمنة المصالح الخاصة على مصلحة الدولة وأموال الناس. أسلوب الخطف ليس إذن بدعة جديدة. منذ الثمانينات فعل فعله بحق الرهائن الأجانب وكان مجزياً، سواء لمصلحة «الوسيط السوري» في ذلك الوقت، أو لمصلحة التنظيمات اللبنانية (التي كانت الجنين الذي أصبح يتمثل اليوم في القوى الفاعلة). وجدت تلك التنظيمات أنَّ عمليات الخطف أسلوبٌ مناسبٌ للرد على السياسات الغربية التي لا تتَّفق مع مصالحها، فكان الصحافيون وحتى المدنيون الغربيون ضحايا ذلك الأسلوب في التعامل، الذي جعل صورة البلد فاقعة ومنفّرة لمن عرفوه في مراحل سابقة كانت أكثر أماناً.

لكن الخطف هذه المرة جاء في ظروف استثنائية. كما أنَّه صار موجهاً ضد مصالح اللبنانيين. فالبلد المنهار الذي يسعى أهله وراء أي قشة للخلاص، كان ينتظر بصيصَ أمل من أي نافذة. وكان متوقعاً أن يكون سياسيو البلد حريصين على مواطنيهم، بقدر حرص رئيس فرنسا على الأقل. لكن، جاء إصرار «الثنائي الشيعي» في هذا الظرف على التمسك بالحصول على وزارة المالية، ليضع البلد كلَّه في موضع الرهينة ضحية هذا الإصرار: إما أن تقبلوا بشرطنا الذي لا تراجع عنه، وإلا لا حكومة، وفي تهديد أكثر وضوحاً: حاولوا أن تشكلوا الحكومة من دوننا...

لم تكن المسألة هي مسألة «الميثاقية». هذه البدعة الجديدة التي حوَّلت المواقع الكبرى إلى غنائم تتقاسمها الطوائف. ولم تكن المسألة أيضاً هي الخلاف على طائفة وزير المالية. فقد عُرضت اقتراحات، من بينها أن يتم اختيار الوزير على القاعدة التي تمَّ الاتفاق عليها، باستبعاد التمثيل الحزبي عن هذه الحكومة، غير أنه لم يكن مقبولاً عند «الثنائي» سوى أن يسمي هو هذا الوزير، أو أن «يسمح» باختياره من ضمن لائحة أسماء يضعها هو.

لا جديدَ في هذا الأمر. بل هو يؤكد المعروف عن هيمنة الطائفة الشيعية على «بيئتها». هيمنة ينكرها قادة «حزب الله» وحركة «امل»، ولكن عندما يأتي زمن تجربة مشاعرهم «الديمقراطية»، تسقط عند أول امتحان، سواء كان ذلك الامتحان في الانتخابات النيابية، حيث «الوفاء للمقاومة» يحول دون تجرؤ أي سياسي شيعي على إعلان ترشيحه؛ إذ سيلاحقه التصنيف في خانة «عديمي الوفاء»، أو إذا كان الامتحان في المناصب الوزارية، حيث شرط الولاء للزعيم هو تذكرة الدخول الوحيدة المقبولة إلى جنة الحكومة، وما توفره من حصانات وامتيازات وثروات. رغم واقع هذه الهيمنة على قرار الطائفة الشيعية، وامتداداً إلى معظم القرارات الحكومية، كان مستغرباً أن يدافع «الثنائي الشيعي» عن مطالبته الحصرية بوزارة المالية، بحجة ضرورة مشاركته في القرارات الحكومية، في حين الكل يعرف أنه المرجع الأخير الذي تقف على خاطره كل تلك القرارات، إضافة بالطبع إلى النفوذ الذي يمارسه الرئيس نبيه بري.

يقول متابعون لبنانيون إن تصلب «الثنائي الشيعي» حيال تمسكه بتسمية وزير المالية كان مخالفاً لتعهدات اعطيت للرئيس الفرنسي خلال زيارته إلى بيروت، وجاء هذا التصلب رداً على العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأميركية على الوزير السابق علي حسن خليل، «المعاون السياسي» للرئيس نبيه بري. إذا صحَّ هذا الربط، فإنه يؤكد ما سبق قوله من أخذ البلد كله رهينة لمصلحة أحد أحزابه أو قواه السياسية، أو حتى في هذه الحالة لمصلحة أحد أفراد هذه القوى. إنه منطق الاستقواء على الدولة وعلى حكومتها، الذي يظهر في مجالات كثيرة، ويحول دون قيام دولة بالمعنى الحقيقي الذي تقوم الدول على أساسه، وخصوصاً على قاعدة المساواة بين المواطنين، بمعنى ألا يكون في البلد مواطنون من الدرجة الأولى... وآخرون من الدرجة العاشرة. أسلوب الاستقواء والهيمنة هذا لا يقتصر على الحقائب والمواقع التي يعتبر «الثنائي الشيعي» إنها من حقوقه. صار هذا المنطق يفرض نفسه على المواقع الأخرى في الدولة كذلك.

تمكن «حزب الله» من التحكم في موقع رئاسة الجمهورية مستخدماً هذا الأسلوب. وفي ظل «التفاهم» مع الرئيس ميشال عون و«التيار الوطني الحر» لم يجد الحزب ما يحول دون تعطيل الانتخابات الرئاسية سنتين ونصف السنة، مشترطاً عدم الإفراج عنها قبل أن ينصاع المعترضون لرغبته.

طبعاً كان هناك شركاء آخرون في تلك المهمة التي أفضت إلى الانصياع لإرادة «حزب الله». وأكثرهم يشعرون بالندم اليوم على قرارهم في ذلك الحين. يبرّر «حزب الله» دعمه للرئيس ميشال عون بأنَّه كان الرجل الأكثر تمثيلاً لطائفته. وهو التبرير نفسه الذي يبرر به أيضا بالشراكة مع حركة «أمل» حصرية تمثيل الطائفة الشيعية. لكن هذه «القوة» هي نتيجة هيمنة سلاح الحزب عندما يتعلق الأمر بمناطقه، أما فيما يتعلق بعون، فـ«القوة» هي نتيجة قانون انتخابات ملتبس في تمثيله الحقيقي للناخبين، ونتيجة تعطيل قسري لعملية الانتخابات الرئاسية، كما سبق. وبالطبع لا يمانع «حزب الله» أو حركة «امل» أن يكون رئيس الحكومة السنّي هو الأكثر تمثيلاً لطائفته كذلك، طالما أنهما يعرفان أن القرارات الحكومية ستكون مكبلة في نهاية الأمر بالفيتو الذي يفرضانه عليها، سواء من داخلها، أو من الخارج، كما حصل عند حصار مقر رئاسة الحكومة في أواخر عام 2006 أو في أحداث مايو (أيار) 2008. أزمة وزارة المال يمكن أن تفضي إلى حل بطريقة من الطرق. غير أنها أكدت مرة أخرى أن عدم التساوي في نفوذ القوى السياسية، الذي يعود في قسم كبير منه إلى هيمنة «حزب الله» على معظم مواقع الدولة السياسية والأمنية، من خلف ستائر كثيرة، سيبقى عائقاً دون قيام مشروع وطني حقيقي. هذان النفوذ والهيمنة جربتهما في التاريخ اللبناني طوائف أخرى، وكانت النتيجة هزيمة لها قبل سواها.

 

إذهبْ إلى بيتكَ يا دولة مصطفى أديب

عقل العويط/النهار/25 أيلول/2020

أكتب إليكَ هذه الرسالة العاجلة جدًّا جدًّا جدًّا قبل أنْ تقع في الخطأ المميت.

وأنا أكتبها بِلا مقدّمات وبِلا مجاملات، لكن مع لزوم واجب اللياقة والتأدب.

لقد كلّفوكَ باعتباركَ حياديًّا مستقلًّا، حاملًا لمشروع فرنسيٍّ غايته تأليف "حكومة مهمّة" من خارج الطبقة السياسيّة التي أوصلت لبنان واللبنانيّات واللبنانيّين إلى جهنّم الحمراء. فقبلنا بتحفّظٍ، وسكتنا... على مضض. لعلّ وعسى.

ثمّ تبيّن لي ولغيري، أنّ مافيات الأحزاب والقوى السياسيّة والجهاز الرهيب الممسك بنواصي الأمور، يمرجحونكَ ويمرجحون الفرنسيّين، ويتلاعبون بكَ وبهم، ربّما برضاكَ وبرضا الفرنسيّين. وهذه هي الطامة، بل المصيبة الكبرى.

 قلْ لي، ماذا تفعل، لا بنفسكَ، ولا بالمبادرة الفرنسيّة فحسب، بل بالبلاد، وبأوجاع الناس، وتوقهم إلى حكومةٍ من خارج الصحن السياسيّ المعفّن واللئيم؟

كان ينقصنا أنْ يأتيكَ الخليلان، وسوى الخليلين، بالتشكيلة الحكوميّة كلّها، وليس فقط بأسماء الوزراء الذين اقترحهم عليكَ "الثنائيّ الشيعيّ" الكريم. فلماذا لا تكمل معروف هؤلاء، فتعامل الكلّ بالمثل، فتطلب من الأحزاب والتيّارات السياسيّة كافّةً، اقتراح أسماء وزراء كتلهم وطوائفهم ومذاهبهم؟!

تخينة، يا دولة الرئيس. كثيرًا وجدًّا.

 وأقول لكَ بالفم الملآن: كفى. ستوب. لهون وبس. وأنا أقول لكَ هذا بالمختصر المفيد، وبكلّ صراحة، وإنْ متأخّرًا كثيرًا في قول ما يجب أن أقوله لكَ في هذا الصدد وفي غيره.

إذهبْ إلى بيتك فورًا، يا دولة #مصطفى أديب. أو عدْ إلى وظيفتكَ سفيرًا لبلادنا في ألمانيا. لكنْ، لا تؤلّف لنا حكومةً، الفرق بينها وبين الحكومات السابقة، أنّ أهل الطبقة السياسيّة الحاكمة يخرجون الآن من الباب العريض للتأليف، ليقفزوا إلى الحكومة من الشبابيك الماكرة والمعيبة، فارضين حقائبهم والأسماء.

هذا عيبٌ ما بعده عيب. وأنا، بصفتي مواطنًا موجوعًا، شأن الموجوعات والموجوعين بالملايين من أبناء شعبكَ، أدعوكَ إلى أنْ تتوقّف فورًا.

إيّاك أنْ تخونني وتخون هؤلاء المواطنات والمواطنين، فإمّا أنْ تؤلّف حكومتكَ بنفسكَ، وبرضاكَ، فتأتي بوزراء "مهمّة" من خارج العفن السياسيّ المقيت، وإمّا أنْ تحزم حقيبتكَ، وتغسل يديكَ من هذه المهمّة الملوّثة.

لقد استبشرنا خيرًا في البداية. لكنّنا أخطأنا على ما يبدو.

إقرأ هذه الرسالة، يا سيّد مصطفى أديب، قبل أنْ تقع في الخطأ الجسيم.

 

خلاص لبنان... بين الجحيم والمطْهَر

د.مكرم رباح/النهار العربي/25 أيلول/2020

"إلى جهنم"... عبارة أتحف بها ميشال عون "شعب لبنان العظيم" في إطلالته الأخيرة، لخصّت وضع لبنان المأزوم ووضع شعبه الذي لا يزال ينتظر نجاح مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والاعلان عن تشكيل حكومة إنقاذ برئاسة مصطفى أديب.

فالجحيم، وبأسفل طبقاته، قد يكون أفضل بأشواط كبيرة من الوضع السياسي والمعيشي القائم حالياً. والذهاب الى الجحيم في هذه المرحلة بالذات هو عملياً ارتقاء للدَرك والسفالة اللذين وصل إليهما لبنان بسبب سيطرة الفساد والسلاح على كل مظاهر الحياة. والأسوأ من كل ذلك هو رهان الشعب اللبناني على امتلاك زعمائه وأمراء طوائفه الحلّ السحري وإيمانهم بأن خلاصهم الاقتصادي سيأتي على جناح فرنسي وتسوية إقليمية تلوح في الأفق.

عند كل تحدٍ لمفهوم الدولة ولفكرة لبنان يتراجع الشعب اللبناني أمام السلاح غير الشرعي وتهديدات الطبقة الحاكمة بما يشبه "جهنم". فالمواطن اللبناني المرهق منذ الأزل يسارع إلى تبرير هذا التشبيح السياسي ويتبنى السردية التي تحول الأفعال السياسية المشينة إلى حق طائفي مكتسب لحزب أو طائفة، تحت قناعة بأن هذا "الشبيح" أو هؤلاء "الشبيحة" قد يكتفون بما اغتنموه ويعودون إلى رشدهم.

الجدل القائم في موضوع تشكيل الحكومة اللبنانية ومطالبة الثنائي الشيعي بحقيبة المال هو خير دليل على ذلك، حيث يرضى اللبناني بل يُقنع نفسه بأن المسألة قد تحل في حال تنازل أحدهم للآخر، وبأن السلاح الإيراني هو امر واقع، وعلى اللبنانيين التزام الصمت أمام هذا الطاغوت المتحالف مع رموز الفساد. فالمسألة ليست محصورة بحقيبة أو حكومة أو رزمة إصلاحات ضريبية ومالية بل تطال أيضاً تنظيماً مسلحاً تأمره إيران ويقود مشروعها على شاطىء المتوسط بترسانة صواريخ قد تكون الأخطر لامتثالها لعقيدة جهادية تروج للقتل والدمار كطريقة حياة.

وأمام هذه المعضلة يتساءل كثيرون إن كان الحل النهائي يكمن في حمل الشعب اللبناني السلاح بوجه هذه الميليشيا أو في انفصاله عن"دولة" حزب الله. والحل ليس بهذا أو ذاك، بل بانخراط الشعب اللبناني في مقاومة سياسية شرسة لمواجهة هذا المشروع وعدم الرضوخ إلى المنطق السائد بأن الاحتلال الإيراني للبنان هو أمر واقع. على الشعب اللبناني أو وما تبقى منه، مِمَّن لا يملك خيار الهجرة أو ربما يرفض الرحيل عن وطنه، أن يحذو حذو الشعب العراقي وتجربة الكاظمي الذي أثبت أن الدولة العراقية مهما ضعفت فهي لا تزال قادرة على مقاومة الهيمنة الإيرانية، وأن القوى الشرعية التابعة للدولة العراقية كقامة رئيس جهاز مكافحة الإرهاب عبد الوهاب الساعدي قادرة على إعادة ثقة المواطن بدولته. وهنا، قد تكمن المشكلة الأساسية بإقناع قسم من الشعب اللبناني المتغطرس بإمكانية التعلّم من تجربة "غير غربية" كتجربة العراق بدلاً من الرهان الخاسر على فرنسا وإيمانويل ماكرون.

فالاستشهاد بالكاظمي في حالة لبنان ليس لشخصه، بل لتسجيل موقف صارخ أمام المجتمع الدولي والأشقاء العرب بأن لبنان أيضا وطن يستحق الإنقاذ، وبأن شعبه أيضا رافض لتحول مرافقه العامة وبلداته وأحيائه السكنية إلى ثكنات عسكرية ومستودعات إيرانية لتخزين المتفجرات وأدوات القتل. والانفجار الذي وقع في قرية عين قانا في الجنوب اللبناني وقبله القنبلة النووية التي فجرت مرفأ بيروت ودمرت العاصمة اللبنانية وقتلت أهلها يجب أن يكونا كافيين لإقناع اللبنانيين بأن طريقهم إلى الخلاص يمر بالمَطهَر- وهو بحسب المعتقد الكاثوليكي المكان الذي تذهب إليه الروح حيث تُطهر بالنار  لتصبح أهلاً لدخول الجنة- حيث لديهم الخيار إما أن يكفروا عن خطاياهم وذنوبهم ودعمهم للنظام الزبائني العنصري اللبناني أو ان يستحقوا دخول نار الجحيم متراصين خلف رئيسهم القوي.

لا شك في أن الجحيم اللبناني آت لا محالة، بل إنه يتوجب على الشعب اللبناني تسريع موعد قدومه  وحجز جناح كبير نسبياً في أسفل طبقات النار لمن شارك في قتل الشعب اللبناني وهجّر وذبح أطفال سوريا وأوصل لبنان عبر فساده وجنونه إلى القعر ليُحرقوا فيه هم والشيطان الأكبر الذين باعوا أنفسهم له وكل امرىء راهن ويراهن على أوهام الإصلاح والخلاص في ظل السلاح غير الشرعي.

 

 أين إيران من الإعتدال العربي، ترهيب وتخريب ومنع خيرات شرق المتوسّط ؟!

 ربيع طليس/ صوت بيروت إنترناشونال/25 أيلول/2020

في الرّابع عشر من شهر كانون الثّاني من العام الفائت، أُعلن إنشاء “منتدى غاز شرق المتوسّط” حيث إجتعمت سبعة دول وسطيّة وهي مصر والأردن وإسرائيل وفلسطين وإيطاليا وقبرص واليونان ومقرّه القاهرة، ليُصار، ومنذ أيّام، إلى توقيع الدّول المؤسّسة للمنتدى على ميثاقه الخاص وهي كل الآنفين أعلاه ما عدا فلسطين … كان التوقيع على الميثاق الخاص بالمنتدى بمثابة تحويل المنتدى إلى مؤسّسة شبيهة بمنظّمة “أوبك” وقد حظي بدعم الولايات المتحدة الأميركيّة والإتّحاد الأوروبي، على عكس المحور الثاني المرتبط بتركيا الّذي تلقى تماهياً روسيّاً، وخطّ أنابيب غير جاهزٍ في سوريا، وبما أنّ لبنان صُنّف في خانة الدّول المستحوذة على آبارٍ للغاز، لم يعُد بالإمكان أن يبقى خارج رادار الإقتصاد النّفطي، لكنّ العُقد كثيرة ممّا يُثير الجدليّات الواسعة والنّظريّات العقيمة …

بين محور الإعتدال العربي، وسياسة الولايات المتّحدة الأميركيّة المكافحة للإرهاب المرعي إيرانيّاً -حليف الرّوس- ضمن عنوان ينضوي تحت مصطلح “محور الممانعة”، وبين محور تركيا المناوئ للمحور الأوّل، يرزح لبنان؛

تحت وطأة الأزمة الإقتصاديّة الّتي مُني بها لبنان بسبب صفقات الفساد والمحاصصات، وبظلّ سياسات إيران المُترجمة عبر حزب الله، والّتي جرّدته من إنفتاحه على العالم، وأظهرته أمام الدّول العربيّة السّاندة له مُذ إعلانه كبيراً، يبرز جدار عزله عن الحياة وإدخاله بآتونٍ سيّئٍ يُشابه الأحداث الّتي عقبت إتّفاق القاهرة في عام ١٩٦٩، وخاصّةً بعد زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس “إسماعيل هنيّة” لأمين عام حزب الله “حسن نصر الله” …

رغم مشاركة الفصائل الفلسطينيّة للحروب مع إيران في كلّ دول العالم ما عدا فلسطين، وإقتتالهم بين بعضهم وضرب مساعي المملكة العربيّة السعوديّة في الإصلاح بينهم، وتنحّيهم عن النّظر إلى تحرير أرضهم أو إلى إنشاء دولة فلسطينيّة تجمعهم، وبعد التّكاليف الباهظة المدفوعة من لبنان إزاء هذا الصّراع، وبظلّ هيمنة حزب الله على إستراتيجيّة القرارات وأدقّ المراسيم والتّشريعات فيه، ما زال مصرّاً على إطلاق رصاصة الموت على لبنان واللّبنانيّين …

يرفض لبنان المندرج تحت حكم الممانعة وإيران كرأس حربة الإنضمام إلى “منتدى غاز شرق المتوسّط” بحُجّة وجود إسرائيل فيه والبُنى التّحتيّة الّتي لها باعٌ في إقامتها، دون أن يذكر للّبنانيّين أمرين في غاية الأهمّيّة، وهما عدميّة تقبّل أي جهة خارجية بوضع إستثمار إضافي طالما أنّ هناك بنى تحتية جاهزة نظراً لأنّ السوق ينفتح على العالم وليس داخليّاً فقط، ممّا سيؤدّي في حال تعنّت لبنان المُمانع إلى خروجه من المنطقة إن رفض ربطه بالمنظّمة، والأمر الثّاني وهو في قمّة الأهميّة، معرض إكسبو دبي …

تقرّر مشاركة لبنان في معرض “إكسبو دبي” في العشرين من تشرين الأوّل للعام ٢٠٢٠، قبل أن يتمّ إرجاؤه لذات التّاريخ من العام ٢٠٢١ بسبب فايروس كورونا، ومدّته ستّة أشهر، وكان مُزمعاً عقده إبّان لواء حكومة “حسان دياب”، أي حكومة حزب الله، مع علمها بمشاركة إسرائيل فيه جنباً إلى جنب مع لبنان بشعارٍ مُوحّد يندرجون ضمنه وهو “لا جدران، لا حدود”، ما يعني تصريحاً سياسيّاً واضحاً بالتّطبيع، وهذا ما يُدلي بأنّ مشكلة زعماء لبنان، أحجار شطرنج محور الممانعة برئاسة أمين عام حزب الله “حسن نصر الله”، ليست مقاومة -وهو ما أوضحه إطلاق سراح “عامر الفاخوري”- بل مشكلة نفوذ وتسييد لإيران بأجنداتها الإرهابيّة … يشكّل ملف ترسيم الحدود مع إسرائيل محاورات مكّوكيّة واسعة، حيث يُشبع محور إيران مناصريه بشعارات الممانعة، بالظّاهر كذلك وبالباطن منع رغيد العيش عن اللّبنانيّين كي يبقوا مُستتبعين له، فيستخدمهم بوجه العالم بإسم فلسطين الّتي تبحث عن بابٍ لإحلال السّلام مع إسرائيل …

إرحموا لبنان، فهو ليس مطيّة لأهوائكم التّخريبيّة وسياساتكم الطاغوتيّة !!!

 

سقوط كلّ محاولات تسلّل «حزب الله» إلى الحكومة والمبادرة الفرنسية على أبواب جهنم

أحمد الأيوبي/اللواء/25 أيلول/2020

هل كانت المبادرة الفرنسية تهدف لإنقاذ لبنان من الانهيار المحتوم، أم تهدف إلى إنقاذ الطبقة السياسية الفاسدة من خلال مناورة متقنة تضمنت التوبيخ المعلن والتشاوف على من جمعهم الرئيس مانويل ماكرون في قصر الصنوبر، وتكثيف الحديث عن حتمية الإصلاح ومواجهة الفساد، ثم إعادة العمل بناء على قواعد اللعبة القائمة، بترك المجال للأقطاب السلطة أن يعيدوا تشكيلها تحت رعاية باريس، مع ما يلزم من دعايات الحكومة المستقلة وطروحات مثل المداورة؟

كيف يقوم الفاسدون بالإصلاح؟

كيف يمكن إطلاق مبادرة إنقاذية أساسها مكافحة الفساد، وآلية عملها بيد التحالف الحاكم الذي يسيطر عليه «حزب الله»، من خلال الآليات الدستورية المخترقة بمئات الهرطقات التي تنسف أساس الطرح الفرنسي؟

لقد فشلت السلطة في تنفيذ أي بند إصلاحي قبل المبادرة الفرنسية، وستفشل بعدها، رغم الخطر المحدق والواضح ودخول الانهيار حيز التنفيذ، فكيف يمكن انتظار نتائج إيجابية من هؤلاء الذين يقف على رأسهم حزب متهم باغتيال رئيس وزراء لبنان الشهيد رفيق الحريري، كما وقع بين أيديهم تفجير مرفأ بيروت واغتيال العاصمة من دون أن يرفّ لأحدهم جفن، بل إنهم استشرسوا في الدفاع عن وجودهم في السلطة، حتى لو أوردوا اللبنانيين أبواب جهنم.

إصرار على الإفساد

كانت لدى تحالف السلطة فرصة زمنية معقولة لتقديم إنجاز ولو أوليّ في قطاعات يجتاحها الفساد إلى درجة أصبحت من معالم الفساد العالمية، مثل قطاع الكهرباء والمياه (السدود) ، لكن المشكلة أنّ القائمين على هذه الانتهاكات هم أنفسهم الذين تطلب منهم باريس القيام بالإصلاحات، بعبارة أخرى، قال الفرنسيون: أصلحوا ما يكفي لتستمروا في الحكم، لأنّ الانهيار سيطالكم بشكل أو بآخر، ومع ذلك، فشل القائمون على السلطة في تقديم أيّ خطوة عملية، مما اضطر ماكرون إلى التدخل شخصياً والمجيء إلى لبنان وإطلاق مبادرته، التي عملت في عمق مفاعيلها على إعادة الاعتبار لـ«حزب الله» وتخطّي حكم المحكمة الدولية التي أدانت القيادي فيه سليم عياش بقتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وتجاوز تداعيات مرفأ بيروت الكارثية الكفيلة بإسقاط السلطة بكاملها.

مناورة فاشلة

كان واضحاً منذ البداية أن الطبخة الفرنسية تحظى برضى «حزب الله» وحركة أمل، وخاصة بتسمية الرئيس المطلف مصطفى أديب، مع ضمان دور تعويضي للرئيس سعد الحريري في عملية التشكيل، كبدل ضائع عن تكليفه المباشر، والممنوع بسبب الرفض الأميركي والسعودي الواضح لمشاركة الحزب في أي حكومة، وتفاقم الوضع بعد نزول سيف العقوبات على وزير المال السابق النائب علي حسن خليل المساعد الأقرب للرئيس نبيه بري. حاول الفرنسيون إرضاء الجانب الأميركي بعناوين استقلالية الحكومة واختيار الوزراء من خارج دائرة الأحزاب، وبأن تكون حكومة أديب مصغرة من 14 وزيراً، لا تشارك القوى السياسية في تسميتهم. لكن ما قبل العقوبات على وزيري حركة أمل وتيار المردة، ليس كما بعدها، فقد تبدّل المزاج الشيعي، وظهرت النوايا التي اتخذت شكل بيانات من المجلس الشيعي الأعلى والمفتي أحمد قبلان، وهي تطال مسألة توزيع مراكز السلطة العليا في الدولة، من رئاسة الجمهورية إلى وزارة الدفاع وقيادة الجيش، وليس انتهاءً بحاكمية مصرف لبنان.

قبل العقوبات ليس كما بعدها

إختلطت الأوراق وهدّد الثنائي الشيعي بالانقلاب على شاكلة 7 أيار عام 2008، وعادت نغمة التهديدات بالحرب الأهلية، وهو أسهل وسائل الحزب لابتزاز الجميع، حلفاء وخصوماً. وهنا جاء دور الرئيس سعد الحريري الذي عوّد «الخصوم» على أن يرفع السقف ثم يتنازل بطريقة متهالكة تجعلهم يتصلّبون في مواقفهم وينتظرون في كلّ مرة أضحية جديدة يقدّمها لهم على أطباق من ذهب، فتزداد قوّتهم ويزداد ضعف الحريري المنسلخ من بيئته والمنقلب على الحلفاء.

الحريري: ينقذ البلد أم الحزب؟

جاء بيان الحريري الذي أعلن تنازله فيه عن وزارة المال للثنائي الشيعي، بشكل مهين لرؤساء الحكومات، وكأنه لا اعتبار لهم، ولا داعي للوقوف عند آرائهم، وهم الذين شكّلوا عامل الدعم له في محطات كثيرة، كان آخرها تخريج المبادرة الفرنسية. فضلاً عن أنّ خطاب الحريري، شكّل خرقاً للدستور وتسلطاً على صلاحيات الرئيس المكلف مصطفى أديب، والأخطر، أنه أخرج تحالف «حزب الله» – عون وباسيل، من أخطر المآزق التي مرّ بها منذ توقيع تفاهم مار مخايل. ما لا يريد الحريري الإقرار به هو أنّ كلّ ما جرى كان محاولة لتغطية مشاركة «حزب الله» في الحكومة، وأنّ هذه المحاولة قد باءت بالفشل، نتيجة الرفض الأميركي – السعودي القاطع لها، وإذا كان الحريري في الأصل مرفوضاً، فكيف يمكن أن يكون «الاحتياطي» مقبولاً، خاصة بعد انكشاف بعض أدواره في الدفاع عن الحزب خلال عمله في السفارة اللبنانية في برلين.

لا مساعدات بوجود «حزب الله» في الحكم

المواقف العربية والدولية الرافضة للمناورة الفرنسية ومندرجاتها المحلية تتوالى، لتعيد التذكير برفض مشاركة «حزب الله» في أيّ حكومة كشرط لتوفير الدعم الدولي للبنان، وأبرز هذه المواقف جاء في خطاب الملك سلمان بن عبد العزيز الذي أكّد أنّ «تحقيق ما يتطلع إليه الشعب اللبناني من أمن واستقرار ورخاء يتطلب تجريد هذا الحزب الإرهابي من السلاح».

كذلك أكد دايفيد هيل أنّ «حزب الله» يهدّد أمن لبنان وأنّ إيران تقدم 70 مليار من واردتها من النفط للحزب الله بهدف تقويض الاستقرار، موضحاً أنّ «دعمنا للجيش اللبناني يأتي ضمن استراتيجية الولايات المتحدة لمواجهة «إرهاب حزب الله»، وعندما يلتزم قادة لبنان بالتغيير فإن أميركا ستقدم المساعدات اللازمة»، بعبارة أخرى، لا مجال لأي مساعدات إذا لم يجرِ تحرير الوزارات من أصحاب الصفقات، وإذا لم يخرج الحزب من الحكم، وكلّ حديث عن أموال مؤتمر سيدر، هو أضغاق أحلام لن تجد لها في الواقع مكاناً. تجاوز الأميركيون مسألة رفض الفصل بين جناح «حزب الله» السياسي وجناحه العسكري، وأصبحوا اليوم بصدد ملاحقة الحزب وحلفائه معه، وسيجد الأوروبيون أنفسهم متأخرين عن ركب التطورات، خاصة أن الجانب الأميركي أعطى مؤشرات حاسمة على مضيّه قُدُماً في تحجيم النفوذ الإيراني، من تصفية قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، وليس انتهاءً بإمطار إيران وأحزابها والنظام السوري بعقوبات غير مسبوقة لن تكون تداعياتها سهلة، لا على الإيرانيين وأحزابهم، ولا على البلدان التي يفرضون سيطرتهم فيها.

المبادرة الفرنسية على أبواب جهنم

بدا في الأيام الأخيرة أنّ المبادرة الفرنسية «تلبننت» ودخلت أكثر في زواريب السياسة المحلية، وفقدت زخمها وقدرتها على إنجاز تغيير مرحليّ يحدّ من الانهيار ويفتح كوّة في جدار الحصار، ويبدو هذا المآل نتيجة طبيعية لأنّ المبادرة قامت على صفقة مع السلطة وعلى مناورة على «الثورة». وحتى لو تمكن الرئيس المكلف من تشكيل الحكومة، فإنّها لن تعدو أن تكون حكومة حسان دياب 2، وليستعدّ اللبنانيون لولوج «أبواب جنهم» ولتجرّع «كؤوس السمّ»، لأنّ التغيير بات ملازماً لسقوط الهيكل بعد أن تلبست شياطين السياسة الكيانَ والدولة.

 

نادِي «ومع ذلك»

أمير طاهري/الشرق الأوسط/25 أيلول/2020

على مدار الأعوام القليلة الماضية، تطورت مسألة استضافة وزير خارجية الجمهورية الإسلامية جواد ظريف إلى تقليد سنوي لمجلس العلاقات الخارجية الذي يتخذ من نيويورك مقراً له. ومع هذا، أثارت الدعوة التي وجهها المجلس لظريف هذا العام عاصفة من الاعتراضات تجاوزت حدود الفقاعة التي اعتاد مدمنو السياسة الأميركية ممارسة الألعاب داخلها، والانغماس في الأوهام وتناول المهمة الأساسية لهم، ألا وهي جمع الأموال. أما السبب وراء هذه العاصفة فكان القتل المفترض لنافيد أفكاري، بطل المصارعة الشهير وأحد الذين شاركوا في انتخابات داعمة للديمقراطية. وأثار هذا القتل موجات من الصدمة بمختلف أرجاء إيران، بما في ذلك بعض العناصر داخل المؤسسة الخمينية. وتلقى مجلس العلاقات الخارجية الكثير من رسائل البريد الإلكتروني والاتصالات الهاتفية التي تطالب بسحب الدعوة الموجهة لظريف، سعياً لإظهار التعاطف مع الإيرانيين. إلا أن مجلس العلاقات الخارجية رفض فعل ذلك. ونشر مدير المجلس، ريتشارد هاس، المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأميركية، هذه التغريدة «مثل كثيرين آخرين، أدين إعدام نافيد أفكاري. كما أنني مؤمن بأن حقوق الإنسان تشكل بعداً مهماً في السياسات الخارجية الأميركية. ومع ذلك، أعتقد أن مجلس العلاقات الخارجية محق في لقائه بوزير خارجية إيران».

وتحوي هذه التغريدة مؤشرين مثيرين للاهتمام بخصوص كيف حاول هاس تحاشي هذه، وذلك من خلال طرح قتل أفكاري باعتباره عملية «إعدام» قضائية؛ الأمر الذي يمكّن ظريف من قول «حسناً، لديكم إعدامات ببعض الولايات داخل الولايات المتحدة كذلك». ومع ذلك، نجد أن السلطات الإيرانية ذاتها تتحدث عن القصاص، في الوقت الذي يصر محامو أفكاري على أنه لم يجرِ إخطاره ولا إخطارهم بأنه سيكون هناك إعدام. وبعد ذلك، حاول هاس التخفيف من صورة ظريف من خلال تقديمه باعتباره وزير خارجية «إيران»، وليس الجمهورية الإسلامية.

إلا أن الجزء الأكثر إثارة في تغريدة هاس يكمن في ذلك القادم بعد «ومع ذلك»؛ لأنه يضع النهاية المأساوية لأفكاري والاحترام المزعوم من جانب مجلس العلاقات الخارجية لحقوق الإنسان على المستوى ذاته من الأهمية؛ لتوفير منصة أمام مسؤول دعائي من النظام الخميني.

والمبرر المطروح هنا «ومع ذلك، يجب أن ننصت للجانب الآخر».

المؤكد أن مجلس العلاقات الخارجية لم يخترع نادي «ومع ذلك» الذي يتسم أعضاؤه بالعجز الأخلاقي عن إدراك أنه من الخطأ افتراض وجود تكافؤ بين موقف صائب أخلاقياً ونقيضه السوفسطائي. في الواقع، تذكرنا «ومع ذلك» التي أطلقها هاس بالكثير من مواقف «ومع ذلك» أخرى في صفحات الأدب والتاريخ.

على سبيل المثال، نجد أخيل يقول لبريام في نهاية حرب طروادة «ومع ذلك أيها العجوز! أنت أيضاً كنت سعيداً ذات يوم». في نوفمبر (تشرين الثاني) 1938، بعد أيام قليلة مما عرف باسم «ليلة الكريستال» (مجموعة من العمليات نفذها نازيون في ألمانيا ضد مصالح وبيوت لليهود عام 1938)، أبلغ السفير الفرنسي في برلين، روبرت كولوندر، باريس بما حدث، واصفاً الأعمال الوحشية التي وقعت بقلب أوروبا، واختتم حديثه قائلاً «ومع ذلك، يمكن للمرء تفهم الغبن الذي يشعر به الألمان تجاه اليهود».

كما أقر مثقفون غربيون ضمنياً زاروا الاتحاد السوفياتي في ظل حكم ستالين بأن الآلاف قُتلوا على يد النظام، وتضور الملايين جوعاً حتى الموت، لكن ومع استخدام تعويذة «ومع ذلك»، خلصوا كذلك إلى أن هذا كان من أجل الخير العام.

وفي سياق مشابه، استخدم البرلماني البريطاني زوني زيلياكوس «ومع ذلك» للمرة الأولى لتبرير تمجيده لستالين، وبعد ذلك في أعقاب تنديد نيكيتا خروشوف بتقديس شخصية الطاغية، استغل العبارة ذاتها في انتقاده.

ورغم أن إدغار سنو لم يكن قصير النظر بما يكفي لأن لا يلحظ وحشية العصابات التي أطلقها معشوقه ماو تسي تونغ، لكنَّه من جديد وبالاعتماد على عبارة «ومع ذلك»، برر لنفسه الاضطلاع بدور مسؤول دعاية الشيوعية الصينية داخل الولايات المتحدة.

ويستغل بعض أعضاء نادي «ومع ذلك» السعي وراء الحصول على «مزيد من المعلومات» مبرراً لضرورة الدخول في «حوار نقدي» مع النظام الخميني والعناصر الغريبة الأخرى على الساحة الدولية. ويذكرنا ذلك بسخرية برنهارت بأولئك الذين يسعون خلف «الحقائق غير المرغوبة والمعلومات التي لا جدوى منها».

أيضاً، يتحدث هاس عن أن الإنصات لظريف سيعيننا على فهم هيكل القوة داخل النظام الخميني على نحو أفضل. ويذكرنا ذلك بواحدة من عبارات السخرية التي أطلقها ميشيل دي مونتين «إنهم على معرفة وثيقة بغالين، لكنهم لا يعرفون شيئاً عن المرض الذي يعانيه هذا الرجل السقيم».

ويتحدث أعضاء نادي «ومع ذلك» عن الحاجة إلى خطوات دقيقة لتيسير عمل آليات الدبلوماسية، التي يبدو أنها تواجه صعوبة دوماً في العمل بسلاسة. إلا أن مثل هذه الخطوات الدقيقة ربما تبدو منطقية فقط حال إقرار توجه عام. في هذه الحال، فإن المرء في حاجة إلى معاينة رؤية شاملة إزاء النظام الخميني توجه السياسة طويلة الأمد تجاهه. ونظراً لأن نادي «ومع ذلك» عاجز عن صياغة مثل هذه السياسة، فإن حديثه عن الخطوات الدقيقة لا يمثل سوى مجرد مبرر لعمله كأداة لترديد أصداء خطاب ملالي طهران.

من جهته، وخلال الكلمة التي ألقاها أمام اجتماع مجلس العلاقات الخارجية، كرر ظريف الادعاءات ذاتها، إن لم تكن الأكاذيب، التي ظل يلقيها على أسماع الجمهور المتأنق لسنوات. وعلى ما يبدو، التهمها جمهوره بالشهية المعتادة ذاتها. وسعياً لخداع جمهوره، لم يستخدم ظريف مصطلح «الجمهورية الإسلامية» قط، وتظاهر وكأن «المرشد الأعلى» علي خامنئي لا وجود له. أيضاً، لم يتحدث عن الإسلام واستراتيجية طهران لـ«تصدير الثورة الإسلامية» للعالم بأسره، بما في ذلك نيويورك، حيث يوجد مجلس العلاقات الخارجية. وحسب التصور الذي رسمه ظريف، فإن النظام الخميني كيان مسالم وودود يتمتع في إطاره القضاء بالاستقلالية، ويجري احترام جميع الحريات، ويتمثل الهدف الاستراتيجي في إقرار السلام والتناغم عبر مختلف جنبات العالم. ولا يوجد سجناء سياسيون في إيران. أما دعم طهران لجماعتي «حزب الله» و«حماس» فمجرد دعم ثقافي، بينما الوجود الإيراني في سوريا مجرد وجود استشاري بناءً على دعوة من الحكومة السورية.

وبالتأكيد، تبعاً لما طرحه ظريف، فإنه لا يوجد رهائن أميركيون أو أجانب آخرون في إيران. وإذا كانت هناك اضطرابات في الشرق الأوسط، فإن هذا خطأ الولايات المتحدة، أو بالأحرى خطأ ليس الأميركيين الطيبين أمثال جون كيري وباراك أوباما، وإنما أمثال دونالد ترمب ومايك بومبيو.

وبذلك يتضح لنا أن أداة ترديد أصداء آراء النظام الإيراني التي يوفرها مجلس العلاقات الخارجية ليس بها معيار أخلاقي يحكمها؛ ما يجعل منها على أفضل تقدير حدثاً تافهاً، وعلى أسوأ تقدير خيانة فكرية. (اعتراف: سبق وأن وجّه إلى مجلس العلاقات الخارجية الدعوة مرتين لإلقاء كلمة أمامه. في المرتين، كان المطلوب مني الحديث عن العراق، لكن لم يطلب مني الحديث عن إيران قط!)

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة

رئيس الجمهورية اطلع من الرئيس المكلف على اتصالاته لتشكيل الحكومة واديب لم يقدم اي صيغة او تصور لتركيبتها واتفاق على لقاء آخر قبل ظهر غد

وطنية - الجمعة 25 أيلول 2020

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الخامسة من مساء اليوم في قصر بعبدا، رئيس الحكومة المكلف الدكتور مصطفى اديب الذي اطلعه على الاتصالات التي اجراها لتشكيل الحكومة الجديدة. وفي اللقاء الخامس بين الرئيسين عون واديب، تم تقييم نتائج الاتصالات الجارية. وفي المعلومات ان الرئيس المكلف لم يقدم للرئيس عون اي صيغة للحكومة التي يقترحها، كما لم يقدم اي تصور لتركيبتها.  وتقرر استكمال البحث في الموضوع الحكومي خلال لقاء يعقد بين الرئيس عون واديب قبل ظهر غد السبت.وبعد اللقاء تحدث الرئيس المكلف للصحافيين فقال: "وضعت فخامة الرئيس في اجواء المشاورات التي اجريتها من اجل تشكيل الحكومة واتفقنا على موعد للقاء آخر عند الساعة الحادية عشرة من صباح غد".

 

السنيورة بعد لقائه الراعي: علينا ان نسعى ليصار الى التفاف الجميع حول مبادرته

وطنية - الجمعة 25 أيلول 2020

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بعد ظهر اليوم، الرئيس فؤاد السنيورة، يرافقه عضو اللجنة الوطنية ل"الحوار الاسلامي المسيحي" الدكتور محمد السماك، في حضور النائب البطريركي العام المطران حنا علوان. وتم عرض آخر المستجدات على الساحة اللبنانية، لا سيما ضرورة تعاون الجميع من أجل إنقاذ الوطن الذي يمر في أصعب مرحلة من تاريخه. بعد اللقاء، قال السنيورة: "كانت مناسبة للتداول مع غبطة البطريرك الراعي والتشاور معه في الشؤون العامة التي يمر بها لبنان في هذه الفترة. لقد حملت معي تحيات أشقائي اصحاب الدولة سعد الحريري ونجيب ميقاتي وتمام سلام، وأيضا حملت لغبطته تحيات سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان الذي زرته يوم الثلثاء الفائت". أضاف: "لقد بحثنا في عدد من الأمور المتعلقة بأهمية الحرص على وحدة اللبنانيين وسيادة الدستور اللبناني، والعمل من أجل الالتزام الكامل بمقتضيات الدستور ومقتضيات اتفاق الطائف. وأعتقد أن هھذه الفترة الصعبة التي يمر بها لبنان تقتضي من الجميع ان يتبصروا في المصاعب والمخاطر التي يتعرض لها لبنان والحاجة الى العودة للدستور، والحرص على عدم الإخلال بأي من موجباته، وهذا يتطلب تضافرا من الجميع، منعا للمخاطر التي تزداد حول لبنان، لا سيما في هذه الفترة التي حظي بها لبنان بهذه الفرصة من الرئيس ماكرون الذي عمد الى مساعدة لبنان من اجل الخروج من المآزق الكبرى وأن تكون الحكومة فعليا مصغرة من غير الحزبيين وأن يكون فيها أشخاص يتمتعون بالكفاءة والجدارة والنزاهة وأن تكون فيها المداورة الصحيحة".

وتابع: "هذه الحكومة ستكون لديها مهمة الإنقاذ التي يحتاج إليها لبنان في هذه الفترة. وأعتقد أن هذه الزيارة مهمة لتأكيد المبادئ المهمة التي كان غبطته حريصا دائما عليها". ونوه ب"المبادرة التي تقدم بها وتحمل ثلاثة عناوين أساسية، وهي: رفع الحصار عن الشرعية اللبنانية واستعادة الدولة لسلطتها ودورها وهيبتها وأيضا تحييد لبنان عن الصراعات والأحلاف الدولية والاقليمية واستعادة الاحترام لكل القوانين وقوانين الشرعية الدولية. وينبغي علينا ان نسعى، بكل جهدنا، كي يصار الى التفاف الجميع حول مبادرة غبطته". وختم: "عرضت لغبطته الأهداف التي توخى منها الرئيس الحريري في إطلاق مبادرته والتي كلنا امل في أن يتلقفها الجميع ويعمل بموجبها لأنها وسيلة للتقارب ومد اليد بشكل جيد وصريح ويحفظ كرامة الجميع".

 

يوسف سلامة: كل لبناني ساهم بضرب سيادة الدولة وتواطأ مع الخارج عميل ملتزم مع إسرائيل

وطنية - الجمعة 25 أيلول 2020

غرد الوزير السابق يوسف سلامة عبر "تويتر": "كل لبناني ساهم بضرب سيادة الدولة وتواطأ مع الخارج بالسلاح والمال والموقف، مرورا بالفلسطيني والسوري والإسرائيلي والإيراني وغيرهم من دول المحيط والعالم، هو عميل ملتزم مع إسرائيل. تنظيف الهوية ومحاكمة العملاء واجب وطني لحماية وحدة لبنان". أضاف: "انتصارهم يمهد للبنان آخر، بنية وجغرافيا".

 

فضل الله ينبه لخطورة الخطاب الطائفي في الصراع السياسي

المركزية /25 أيلول/2020

ـنبه العلامة السيد علي فضل الله،  الى خطورة إستخدام الخطاب الطائفي في الصراع السياسي. القى فضل الله خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، قال فيها: "البداية من لبنان حيث لا يزال اللبنانيون يعانون من الأزمات التي تتفاقم يوما بعد يوم على الصعيد الصحي والاقتصادي والمالي والمعيشي والخدماتي، وهم يخشون من المصير الذي حذر منه أعلى موقع رسمي في البلاد إن بقيت الأمور على حالها وإن لم تقم القوى السياسية بمسؤوليتها لإصلاح ما أفسدته وجبر ما كسرته، واستنفاد كل السبل في ذلك.

في هذا الوقت وعلى الصعيد الحكومي، لا تزال التعقيدات الداخلية والتي تتغذى من تعقيدات ومصالح خارجية تقف حائلا أمام ولادة حكومة ينتظرها الجميع لإخراج البلد من هذه الأزمة المتفاقمة.  ونحن، في هذا المجال، نعيد دعوة كل القوى المعنية بتأليف الحكومة إلى العمل على إزالة كل العقبات التي لا تزال تعترض هذا التأليف من خلال الحوار العقلاني البناء الذي يهدف إلى مصلحة إنسان هذا البلد على أن يكون بعيدا كل البعد من منطق الغلبة والاستقواء بالخارج والتفرد والاستئثار واعتماد سياسة الاقصاء. فقد أصبح واضحا أن أي حكومة لا تراعي التوازن وتدير ظهرها للهواجس التي تشعر بها الطوائف والمذاهب والمواقع السياسية الفاعلة والمؤثرة لن تتمكن من الاستمرار أو إنقاذ البلد من أزماته أو السير في طريق الإصلاح وستشرع أبواب البلد أمام التدخلات الخارجية.  ونحن في هذا المجال، فإننا ننبه من خطورة استخدام الخطاب الطائفي في الصراع السياسي لتداعيات ذلك على علاقة الطوائف في ما بينها، وعلى السلم الأهلي ويسمح للنافخين في نار الفتنة الطائفية والمذهبية أن يجدوا مجالا رحبا لهم. إننا نريد لكل الذين يعملون في الواقع السياسي أن ينأوا بأنفسهم عن هذا الاستخدام الذي لن يستفيد منه أحد بل الكل فيه خاسر، وسيحرق البلد ويعقد الأمور.

في الوقت نفسه نريد للقيادات الدينية أن تكون واعية لما يراد لها وألا تسمح لأحد أن يحول الدين الذي جاء لمصلحة الناس جميعا إلى أداة في حسابات المصالح الخاصة للقوى السياسية...وهنا ننوه بكل المبادرات الساعية إلى تخفيف التشنج الطائفي والمذهبي، وندعو إلى المزيد من العمل في هذا المجال.

وفي الوقت نفسه ندعو وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي إلى أن يكون دورها اطفائيا عقلانيا موحدا ولا يصب الزيت على النار.  في هذا الجو المتأزم تتصاعد أعداد الإصابات بفيروس كورونا والذي بلغ مرحلة الخطورة ما يستدعي مزيدا من الوعي والحذر بعدما أصبح واضحا أن لا قدرة على إغلاق البلد لصعوبة الواقع الاقتصادي وعدم قدرة المواطنين على تحمل تبعاته. ونحن في هذا المجال نعيد التأكيد على ضرورة التزام التقيد بأعلى درجات السلامة والوقاية واستنفار المستشفيات الخاصة ومساعدتها في تحمل مسؤوليتها في هذا المجال وهي التي تعاني من عدم قيام الدولة بسداد المتوجبات عليها.

وهنا لا بد من الالتفات جيدا للوضع الإنساني للسجناء ولا سيما في سجن رومية المكتظ وإلى ضرورة الإصغاء إلى أصوات المساجين وإلى أهاليهم ودراسة سبل الوقاية والعلاج لهم فهو حق لهم على الدولة وعلى الوطن. وأخيرا تتصاعد الأصوات من الداخل والخارج لتطالب بسحب سلاح المقاومة الذي حرر الوطن وشكل ولا يزال موقعا من مواقع ردع العدو بحجج لا نراها تصب في مصلحة هذا الوطن حيث لم يكف هذا العدو عن العبث ببره وجوه وبحره". واخيرا :"إننا ندعو اللبنانيين إلى الوعي وألا يخلطوا بين الصراع السياسي الدائر في الداخل فمن حق الجميع أن يكون لهم رأيهم وبين مسؤولية الحفاظ على قوة لبنان التي نحن أحوج ما نكون إليها إلى أن تتوافر القوة للجيش الذي هو المعني الأساسي بالدفاع عن لبنان".

 

قبلان: نصر على تسمية وزرائنا وعلى اديب التواصل مع الجميع لمنع الإنهيار

المركزية/25 أيلول/2020

 إعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، "أن ما نشهده في بلدنا ونعاني منه ما نعاني من فساد وإفساد، قد أتى على كل شيء، ويكاد يدمر كل طموح وأمل عند اللبنانيين المفجوعين بواقع وأوضاع لم تعد مقبولة على الإطلاق، ولم يعد بمقدور أي مواطن أن يتحملها أو يسكت عنها، بعدما أصبح مهددا بحاضره ومستقبله ومصيره الذي أضحى ألعوبة جور السلطة وشبهة السيناريوهات الدولية والإقليمية". وقال المفتي قبلان في خطبة الجمعة  أن "هذا النظام السياسي نظام طائفي فاسد ومفسد، ولا يمكن أن يصلح لإدارة بلد ولا لإقامة دولة، وبالتالي من غير الممكن القبول به على هذا النحو. وبخلفية إيمانية وأخلاقية، وبحرص وطني، أنصح الجميع وأناشد العقلاء، وأدعوهم إلى عدم التأويل والاجتهاد في التفسير وكيل الاتهامات غير المبررة، لأقول: هذا البلد بخطر، وطريقه إلى جهنم فعلا إذا ما استمر المعنيون على مكابرتهم وشكوكهم وعدم ثقتهم ببعضهم، وعلى عدم اقتناعهم: بأن هذا النظام غير مؤهل لبناء وطن وقيام الدولة، وأن المجادلة فيه وحوله مضيعة للوقت، وهدرا لما تبقى من أمل بعيش كريم، في وطن كريم، يشعر فيه اللبناني بمواطنيته وبإنسانيته، ويتأكد من أن حقه محفوظ ومصان، وأن انتماءه فعلي وثابت لبلد يحتضنه، ولدولة تحميه وغير خاضعة لأية تسوية دولية أو إقليمية، كانت وما زالت تقوم على حساب لبنان واللبنانيين".

وأعلن : "من هنا، وبكل محبة نسأل أهل الحياد عن أي حياد نتحدث، بينما يجري تشكيل حكومة في كواليس ومطابخ ما وراء البحار! وهذا ما نرفضه ونمانعه بموقفنا الواضح والحازم الذي يقول لا لرهن البلد، ولا لتطويبه للخارج. ولهذا نحن نصر على تسمية وزرائنا، ونرفض تسميتهم من قبل أي كان، وذلك على قاعدة إما نظام لا طائفي وخارج كل المحاصصات، وإلا فلتسم كل طائفة من يمثلها في الحكومة. نعم هذا هو موقفنا، طالما نحن في دولة الطائف والطوائف، إلى أن يقتنع الجميع بالدولة المدنية، ويأتوا إلى نظام جديد، يخرجنا من الطائفية والعصبية ويدخلنا في دولة القانون والمؤسسات والحقوق والواجبات على قاعدة الأهلية والكفاءات . هذا هو موقفنا، وهذه هي دعوتنا القلبية الصادقة، والتي لن نتراجع عنها لا بتهديد ولا بوعيد ولا بتجويع، وهذا لن يمر، فناهبو الدولة معروفون، ومعركتنا هي تغيير هذا النظام المسؤول الأول والأساسي عن مزرعة الدولة وفساد البلد وتحويل الدولة إلى مزارع تنهب فيها مقدرات البلد ومدخرات الناس. كما أن معركتنا الوطنية هدفها حماية البلد من السماسرة الجدد الدوليين والإقليميين لمنع المزيد من الانهيار في هذا البلد. لذا نحذر بشدة من تكرار حكومة 5 أيار، رافضين لأي محاولة اختراق سياسي من شأنها أخذ البلد من جديد إلى سواتر داخلية وحروب أهلية لا سمح الله".

أما على صعيد تشكيل الحكومة، اعتبر المفتي قبلان أن "البلد مأزوم، والخارج ليس بجمعية خيرية، والمطلوب من رئيس الحكومة المكلف التواصل مع الجميع، والانفتاح على سائر القوى الوطنية لتثبيت الاستقرار وإنعاش الاقتصاد ومنع الانهيار، وليس لرفع المتاريس وتدويل الأزمة الداخلية. وننصح الجميع ليس بالنزول عن الشجرة فحسب، بل الإصغاء جيدا لصوت العقل الذي يقول: بوحدتنا وتعاوننا وتنازلنا ننقذ بلدنا، لأن تجربتنا التاريخية مع الخارج مخزية". ودان "كل الدعوات التي تصدر من هنا وهناك بحق المقاومة"، متوجها الى "القريب والبعيد" بالقول: "هذه المقاومة التي تحاولون تشويه صورتها بالافتراءات والنعوتات المغرضة والمفبركة والظالمة تشكل جزءا كبيرا من الشعب اللبناني، فهي من حرر البلد وحماه ولا تزال، وستبقى السد المنيع والحصين في وجه كل مؤامرات التطبيع والتقسيم والتوطين وصفقات بيع فلسطين، ولن تتراجع عن دورها الوطني والقومي رغم كل السهام الحاقدة والمسمومة، وسنبقى معها وإلى جانبها في معركة الكرامة وسيادة هذا البلد واستقلاله، وإفشال كل محاولات استدراجه وتحويله إلى مستعمرة صهيونية. وللأسف مأساة الأمة والعرب تكبر يوما بعد يوم، فيما إسرائيل ترقص على جثثهم".

 

الخارجية عن جلسات الدورة 45 لمجلس حقوق الانسان في جنيف :الموقف اللبناني كان منسجما مع السياسة المتبعة

وطنية - الجمعة 25 أيلول 2020

صدر عن وزارة الخارجية والمغتربين البيان الآتي:

"ورد في بعض وسائل الاعلام، بعض الأخبار في شأن مداولات احدى جلسات الدورة 45 لمجلس حقوق الانسان في جنيف بتاريخ 22 أيلول الجاري حول الوضع في سوريا، وفي هذا الاطار توضح وزارة الخارجية والمغتربين ما يلي:

1 - تقوم البعثات اللبنانية باتباع تعليمات وزارة الخارجية والمغتربين التي تعكس سياسة مجلس الوزراء المحددة في بيانه الوزاري، وضمن الثوابت الوطنية المعروفة خاصة في المواضيع المتعلقة بالعدو الاسرائيلي، وفي اطار سياسة "النأي بالنفس" عن صراعات الدول العربية المعتمدة منذ العام 2011.

2 - خلال المؤتمرات وجلسات المناقشة التي تعقد في الخارج، لا يتوانى أي ديبلوماسي لبناني عن استعمال حق الرد عند ورود أي ادعاءات باطلة بشأن لبنان للدفاع عن وجهة النظر اللبنانية وتفنيد الادعاءات أمام الهيئات الدولية ومندوبي المجتمع الدولي، وبالأخص عندما تصدر عن ممثلي العدو الاسرائيلي.

3 - هناك ضوابط وأصول ترعى العمل الديبلوماسي الذي لا يقتصر على البيانات والردود التي تلقى خلال المؤتمرات، ولكن الجانب الأساسي منه يقوم على العمل بصمت، والتواصل المباشر مع الدول الشقيقة والصديقة، والتفاوض في سبيل الدفاع عن مصالح لبنان وعدم السماح باستهداف أي من مكوناته في القرارات التي تصدر عن الهيئات الدولية.

4 - وقد كان للديبلوماسية اللبنانية في المحافل والمنابر الدولية، وعبر كل الأزمات والحروب التي مر بها لبنان، المواقف المناسبة متسلحة بالتوافق الوطني على المسلمات الأساسية.

5 - أما بالنسبة لجلسة مجلس حقوق الانسان في جنيف المشار اليها فان مندوبة العدو الاسرائيلي لم تتطرق في مداخلتها اطلاقا إلى الأوضاع في لبنان. وهي تكلمت عن حقوق الانسان في سوريا كما تقوم به منذ سنوات عديدة في كل الجلسات ذات الصلة لمجلس حقوق الانسان والذي ينعقد لعدة مرات سنويا، وكان الموقف اللبناني في هذه الجلسة منسجما مع السياسة المتبعة ومع مواقف لبنان في الجلسات السابقة بحسب الظروف والمعطيات المحيطة بكل مناسبة.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليوم 25-26 أيلول/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

المخرج يوسف الخوري غاص في التاريخ والوقائع والأحداث وشهد للحق وللحقيقة ولم يتطاول أو يهين أحد

الياس بجاني/25 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90718/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%ba%d8%a7%d8%b5-%d9%81%d9%8a-%d8%a7/

في الخلاصة، فإن الخوري، ونحن ننشر على موقعنا كل ما يكتبه هو انسان فنان ومثقف وخلوق ومؤدب وعلمي وموضوي إلى أقصى الحدود، كما أنه وبنفس الوقت لبناني عنيد في دفاعه عن الحق وسيادي وحر ويعشق لبنان وكل ما هو لبناني قولاً وأفعالاً .

يبقى، أن الخوري يتميز عن كثر من الكتاب الصحافيين بأنه مطلع بعمق على تاريخ لبنان وعلى كل الأحداث التي شهدها حاضراً وماضياً، وبالتالي فإن كل كتاباته تتصف بالموضوعية وتندرج تحت خانة الدراسات والأبحاث والتوثيق.

لكل من اخافتهم جرأة وصراحة ووطنية وعمق اطلاح الخوري على التاريخ وخفاياه، نقول لهم تعلموا منه وناقشوه وحاوروه بالمنطق والحجج والوثائق بدلاً من أن تخونه وتشتموه وتتهموه بما هو فيكم.

وألف تحية اغترابية ليوسف الخوري الذي نرى فيه وبأمثاله خمائر وطنية وإيمانية ورجائية سوف بإذن الله تخمر كل عجين وطننا الحبيب والجريح والمقهور والمحتل

 

الأسد: إما دجال واما مفصول عن الواقع.

ابو ارز. اتيان صقر/25 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90731/%d8%a7%d8%a8%d9%88-%d8%a7%d8%b1%d8%b2-%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%b5%d9%82%d8%b1-%d8%a5%d9%85%d8%a7-%d8%af%d8%ac%d8%a7%d9%84-%d9%88%d8%a7%d9%85%d8%a7-%d9%85%d9%81%d8%b5%d9%88%d9%84-%d8%b9/

 

ما هي فائدة التسوية بين هؤلاء الدجالين الدمويين؟ قراءة في نهايات مزمعة./شارل الياس شرتوني/25 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90737/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d9%85%d8%a7-%d9%87%d9%8a-%d9%81%d8%a7%d8%a6%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b3%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d8%a8/

ننتظر تشكيل الحكومة، حكومة من، ولمن، ولما؟ صراحة لم اعد ارى من فائدة لهذه الاسئلة، ولا من غاية لهذه الالاعيب اللامتناهية بين متسلطين دمروا حيثية البلاد الكيانية والمؤسساتية، ونهبوا الاموال العامة، وتعاملوا مع كل سياسات النفوذ الاقليمية، واستباحوا كل المحرمات من قتل وسرقة وزنى محارم، من اجل الحفاظ على مواردهم الريعية والسلبطة على الناس.

 

 

Hezbollah’s Growing Terror Network in Europe/Con Coughlin/ Gatestone Institute/September 25/2020
كون كوغلين/معهد كايتستون: شبكة الإرهاب المتنامية لحزب الله في أوروبا
http://eliasbejjaninews.com/archives/90735/hezbollahs-growing-terror-network-in-europecon-coughlin-gatestone-institute-%d9%83%d9%88%d9%86-%d9%83%d9%88%d8%ba%d9%84%d9%8a%d9%86-%d9%85%d8%b9%d9%87%d8%af-%d9%83%d8%a7%d9%8a%d8%aa%d8%b3%d8%aa/