المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليومي 24 أيلول/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.september24.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنَّهُ لأَسْهَلُ أَنْ يَدْخُلَ جَمَلٌ في خِرْمِ الإِبْرَة، مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ مَلَكُوتَ الله

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/انفجار عين قانا: لحام المرفأ بلش يلحم بالجنوب

الياس بجاني/نوفل ضو يا كايدهم ، ويا معري فسادهم وذميتهم، لك من الأحرار ألف تحية تقدير وإكبار

الياس بجاني/سيد امونيوم من أول كلن يعني كلن

 

عناوين الأخبار اللبنانية

حجمكم: "شخطة" قلم رصاص بيد بطريرك ماروني/المخرج يوسف ي. الخوري

فيديووتقرير من تلفزيون المر وصوت لبنان يتناول وقفة تضامنية مع نوفل ضو، وهو يؤكّد : وزير الصحة ادعى علينا بسبب مواقفنا السيادية

انفجار المرفأ حدث نتيجة هيمنة حزب الله... الملك سلمان: لا بد من نزع سلاحه

هل تكرّ سبحة التنازلات؟/ الياس الزغبي

الزغبي لموقع "أساس": قد لا يسقط "تفاهم حزب اللّه - عون"، لكنّ الندوب التي أصابته غير قابلة للشفاء

لودريان: مستقبل لبنان على المحك ومن دون إصلاحات لن تكون هناك مساعدات مالية دولية

ترحيب فرنسيّ ببيان الحريري: أبدى إحساسه بالمسؤولية

كوبيش: الاعلان الصادر عن الحريري مهّد الطريق لتشكيل حكومة

ماكرون “طلب ووعَد”… فتنازل الحريري!

خارطة إنتشار مخازن سلاح ميلشيا حزب الله

كورونا الأربعاء: 13 وفاة و940 إصابة.. منها 357 بالسجون

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء 23/09/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 23 ايلول 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

جهنم اقتصادية تنتظر اللبنانيين

الحزب" يرفض "تضحية" الحريري: من قال لكَ إننا نريد حكومة؟

جرائم ضد الانسانية وإبادة جماعية مضمون الشكوى التي ستقدم ضد الدولة اللبنانية

عنبر 12 جديد في عين قانا: "العلمُ عند حزب الله".. الحريري "يفتدي" ماكرون

جنبلاط: لتسهيل التشكيل بعيداً عن الحسابات الضيقة

الثنائي يُعرقل المبادرة الفرنسية بـ”أمر عمليات إيراني”

مبادرة الحريري: إما تنقذ التأليف او تعرّي المعطّلين!

عزم أميركي على مزيد من العقوبات ضد إيران و”الحزب”

الرئاسة: عون معني مباشرةً بتشكيل الحكومة

أديب: حريص على تشكيل حكومة ترضي اللبنانيين وتنفذ الإصلاحات

بري عن الحكومة: “مش مطوّلة

352 مصاباً بـ«كورونا» في أكبر سجون لبنان

«المجلس الشرعي» يدعو لمساعدة أديب والالتزام باتفاق الطائف/السنيورة يطالب الطوائف بعدم التشبث «بحقوق مزعومة»

مجموعة الدعم الدولية تطالب الزعماء اللبنانيين بـ«إصلاحات حاسمة»/اجتمعت وزارياً في نيويورك وطالبت بتدابير ذات صدقية لمكافحة الفساد والتهرب الضريبي

أَسِرّة مستشفيات لبنان تمتلئ وتخبّط في القرارات وعداد الإصابات يواصل الارتفاع وسط تراخٍ في التزام الإجراءات

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

واشنطن تخفض عديد قواتها في العراق من 5200 إلى 3000 جندي

صالح يرفض جعل العراق ساحة للصراعات ويطالب بحصر السلاح في يد الدولة

«الحرس» الإيراني ينشر صوراً لحاملة طائرات أميركية في مضيق هرمز

تصريحاته أغضبت تركيا.. لائحة اتهام جديدة ضد زعيم كردي

الرئيس الجزائري يتحدث عن إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية

سوريا «عالقة» بين رهانات روسية... وأميركية (تحليل إخباري)

رئيس الوزراء السوداني: أموال تعويضات أسر الضحايا جاهزة/الاتفاق مع أميركا يتوقف على تشريع يمنع ملاحقتنا في قضايا إرهاب

المحادثات السودانية الأميركية بالإمارات تبحث ملف العلاقات الإسرائيلية والخرطوم أكدت على دورها في عملية السلام بالمنطقة

الجيش الليبي يعلن القضاء على زعيم «داعش» في شمال أفريقيا

مصر: مقتل 3 شرطيين و4 محكومين بالإعدام خلال محاولة هروب من سجن طرة

السيسي يستقبل صالح وحفتر... ويؤكد دعم مصر لحل الأزمة الليبية سياسياً

تركيا تستضيف اجتماعات لـ {فتح} و{حماس} قد تمهد للانتخابات/عباس طلب من إردوغان {تسهيل} المصالحة الفلسطينية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

تجرّعْ وحدَك/رضوان السيد /أساس ميديا

التفسير النفسي - اللغوي لـ"جهنم" ميشال عون/محمد أبي سمرا/المدن

الحكومة المنتظرة: خسائر الحريري ومكاسب "الثنائي".. وعون يطالب بحصته/منير الربيع/المدن

الوقت لا يسمح بألاعيب إيرانية في لبنان/خيرالله خيرالله/العرب

لا انقلاب عونياً على حزب الله/هيام الصيفي/الأخبار

رسالةٌ إيرانيّة إلى "حزب الله".. ما هو مضمونها؟/علي الحسيني/ليبانون ديبايت

باريس ومصير ودائع اللبنانيين ومصارفهم!/فارس خشان/النهار العربي

‘تفاهم مار مخايل’ صامد وطرح عون مُنسَّق مع ‘الحزب’/سركيس نعوم/النهار

حين يغامر الحريري بمستقبله السياسي/وليد شقير/نداء الوطن

بكركي: قلنا ما قلناه/مرلين وهبة/الجمهورية

مسؤولية عون في تأليف الحكومة/راكيل عتيق/الجمهورية

تناغم عون – الراعي… ضربة قوية لـ”الثنائي”/ألان سركيس/نداء الوطن

التيّار الوطني الحر... مِن النّضال إلى البَلطجة/وليد الخوري/المصدر: ليبانون ديبايت

هذا ما ينتظر لبنان بعد فشل المبادرة/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون القى كلمة لبنان في الجمعية العامة للامم المتحدة : ننتظر نتائج فرق التحقيق الدولية عن لغز الباخرة ونتمسك بحقنا في مياه لبنان وثروته الطبيعية

مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية جدد تأكيد مضمون بيان الرئيس عون يوم الاثنين: الرئيس معني بالمباشر بالتشكيل واصدار مرسومه بالاتفاق مع أديب

أديب اكد الحرص على تشكيل حكومة مهمة من ذوي الاختصاص واصحاب الكفاءة ترضي جميع اللبنانيين وتعمل على تنفيذ المبادرة الفرنسية

بري ترأس اجتماعا لهيئة مكتب مجلس النواب الفرزلي: قانون العفو العام على جدول اعمال الجلسة العامة الاربعاء والخميس ومبادرة الحريري يجب ان تثمن

الراعي استقبل وفدا من الجمهورية القوية عبر له عن تمسكه بموقفه واستنكاره للحملة الظالمة عليه ووزير داخلية البانيا دعاه الى زيارتها

جريج: باسم الكتائب أتهم الدولة بجريمة القتل عن قصد في انفجار مرفأ بيروت ونحذر من ادراج الجريمة في اطار التقصير والاهمال الوظيفي

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

إِنَّهُ لأَسْهَلُ أَنْ يَدْخُلَ جَمَلٌ في خِرْمِ الإِبْرَة، مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ مَلَكُوتَ الله

إنجيل القدّيس مرقس10/من17حتى27/”أَسْرَعَ إِلَى يَسُوعَ رَجُلٌ وجَثَا أَمَامَهُ وسَأَلَهُ: «أَيُّها المُعَلِّمُ الصَّالِح، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الحَيَاةَ الأَبَدِيَّة؟». فقَالَ لَهُ يَسُوع: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لا أَحَدَ صَالِحٌ إِلاَّ وَاحِد، هُوَ ٱلله! أَنْتَ تَعْرِفُ الوَصَايَا: لا تَقْتُلْ، لا تَزْنِ، لا تَسْرِقْ، لا تَشْهَدْ بِٱلزُّور، لا تَظْلِمْ، أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ». فقَالَ لَهُ الرَّجُل: «يَا مُعَلِّم، هذِهِ كُلُّها حَفِظْتُها مُنْذُ صِبَاي».وحَدَّقَ إِلَيْهِ يَسُوعُ فَأَحبَّهُ، وقَالَ لَهُ: «وَاحِدَةٌ تَنْقُصُكَ: إِذْهَبْ، وَبِعْ كُلَّ مَا لَكَ، وأَعْطِ الفُقَرَاء، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ في السَّمَاء، وتَعَالَ ٱتْبَعْنِي!». فَٱغْتَمَّ الرَّجُلُ لِهذَا الكَلام، ومَضَى حَزِينًا، لأَنَّهُ كانَ صَاحِبَ مُقْتَنَياتٍ كَثِيرة. فأَجالَ يَسُوعُ نَظَرَهُ في مَنْ حَوْلَهُ وقَالَ لِتَلامِيذِهِ: «مَا أَصْعَبَ عَلَى الأَثْرِيَاءِ أَنْ يَدْخُلُوا مَلَكُوتَ الله!». ودَهِشَ التَّلامِيذُ مِنْ كَلامِهِ، فَأَجَابَ يَسُوعُ ثَانِيَةً وقَالَ لَهُم: «يَا بَنِيَّ، مَا أَصْعَبَ الدُّخُولَ إِلى مَلَكُوتِ الله! إِنَّهُ لأَسْهَلُ أَنْ يَدْخُلَ جَمَلٌ في خِرْمِ الإِبْرَة، مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ مَلَكُوتَ الله». فَبُهِتُوا جِدًّا وقَالُوا بَعْضُهُم لِبَعْض: «فَمَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَخْلُص؟». فحَدَّقَ إِلَيْهِم يَسُوعُ وقَال: «هذَا غَيْرُ مُمْكِنٍ عِنْدَ النَّاس، لا عِنْدَ الله، فَعِنْدَ اللهِ كُلُّ شَيءٍ مُمْكِن».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

انفجار عين قانا: لحام المرفأ بلش يلحم بالجنوب

الياس بجاني/22 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90639/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%86%d9%81%d8%ac%d8%a7%d8%b1-%d8%b9%d9%8a%d9%86-%d9%82%d8%a7%d9%86%d8%a7-%d9%84%d8%ad%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1%d9%81/

لأن “من يحفر حفرة لأخيه يقع فيها”، ها هو اللحام اللاهي الذي فجر مرفأ بيروت ينتقل من بيروت ومعه عدة التلحيم ويبدأ عمله التلحيمي والأمونيومي في الجنوب حيث “الخلد” الذي هو حزب الله الأمونيومي لم يترك مؤسسة أو مدرسة أو مستشفى أو حتى منزل ولم يخزن فيه سلاحه وذخائره.

إن انفجار عين قانا اليوم هو بالتأكيد ناتج عن عملية تلحيم مماثلة لتلك التي فجرت مرفأ بيروت ودمرت المناطق المسيحية المقاومة.

ويبدوا بأن معلم التلحيم هذا مصمم على أن يمارس مهنته “التلحيمية” في كل المناطق اللبنانية على قاعدة 6-6 مكرر ما غيرها.

لا نتمنى لا للجنوب ولا لأي منطقة من مناطق لبنان أن تذوق ما ذاقته مناطق بيروت الشرقية، ولكن ما دام معلم التلحيم هذا حر وطليق ودون محاسبة فإن كوارثة التلحيمية لن توفر أية منطقة في لبنان، وخصوصاً قرى وبلدات ودساكر ومدن الجنوب التي حولها الحزب الأمونيومي وسيد أمنويم إلى جحور وانفاق ومخازن اسلحة.

 

نوفل ضو يا كايدهم ، ويا معري فجورهم وفسادهم وذميتهم، لك من الأحرار ألف تحية تقدير وإكبار

الياس بجاني/22 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90627/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%86%d9%88%d9%81%d9%84-%d8%b6%d9%88-%d9%8a%d8%a7-%d9%83%d8%a7%d9%8a%d8%af%d9%87%d9%85-%d8%8c-%d9%88%d9%8a%d8%a7-%d9%85%d8%b9%d8%b1%d9%8a/

تحية اغترابية من القلب لنوفل ضو ولكل من هم من خامة هذا الإعلامي الشجاع والوطني والسيادي.

في الخلاصة، لا حزب الأمونيوم، ولا القضاء العضومي، ولا الطاقم السياسي والحزبي والرسمي الذمي هم من يمثلون لبنان الرسالة، بل كل من هم من خامة ومفاهيم ووجدانية وشجاعة نوفل ضو.

**

إن دولة مرتهنة للاحتلال الإيراني ولذراعه الإجرامي والأمونيومي والإرهابي المسمى زوراً وكفراً “حزب الله”،

ودولة فاقدة لقرارها والمسؤولين فيها من القمة حتى القاعدة ودون استثناء واحد ذميون ومخصيون سيادياً ولبناناوياً ودستورياً وعدلاً وحرية وكرامة وعنفواناً وضميراً ووجداناً،

ودولة قضائها “عضومي” وانتقائي لا يعرف ألف باء قواعد وأصول القضاء ويعمل كأداة لقمع وإسكات واضطهاد وإرهاب الأحرار والسياديين والاستقلاليين،

هكذا دولة ولأنها دركية ومهترئة وصورية ومرتهنة للدويلة لا يمكنها إلا أن تنزعج وتغضب وتستنفر قضائها العضومي لمعاقبة نوفل ضو ومن هم من خامته الوطنية والسيادية واللبناناوية.

نوفل ضو الصوت الصارخ في برية الدولة الصورية والدويلة المجرمة والأمونيومية انتقد ومن ضمن المعايير القانونية والدستورية المسؤولين الذين خالفوا القوانين المرعية الشأن  والإجراء المتعلقة بإدخال الأدوية الإيرانية إلى لبنان.

وبدلاً من أن يُشكر ضو ويؤخذ بانتقاداته ويُصحح المعنيون الخلل الصحي القانوني الذي تناوله، ها هو القضاء العضومي المسيس يستدعيه للمثول أمام المباحث الجنائية بدعوة قُدّمت ضده من وزير حزب الله حمد حسن، وزير الصحة.

أليس بربكم هذا التصرف هو قمة في الغباء والفجور والعهر والإستكبار الواهم؟

يبقى أن فجور ووقاحة القضاء العضومي في هرطقة استدعاء ضو لإرهابه وقمع حريته وإسكاته سيفشل فشلاً ذريعاً لأن ضو لبناني حر ومؤمن وملتزم قولاً وفعلاً بقول السيد المسيح للكتبة والفريسيين: “لو سكت هؤلاء لتكلمت الحجارة”. هؤلاء كانوا طلبوا من المسيح أن يُسكِّت تلاميذه وهم يهتفون: “تبارك الملك الآتي باسم الرب. السلام في السماء، والمجد في العلى”.

تحية اغترابية من القلب لنوفل ضو ولكل من هم من خامة هذا الإعلامي الشجاع والوطني والسيادي.

في الخلاصة، لا حزب الأمونيوم، ولا القضاء العضومي، ولا الطاقم السياسي والحزبي والرسمي الذمي هم من يمثلون لبنان الرسالة، بل كل من هم من خامة ومفاهيم ووجدانية وشجاعة نوفل ضو.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

سيد امونيوم من أول كلن يعني كلن

الياس بجاني/21 أيلول/2020

ما دام سيد امونيوم محضر حالو ع الهريبي ب 1.6 مليار دولار ومعاشه الشهري بس 1500 دولار متل ما ادعى يعني هو فاسد ومن أول كلن يعني كلن

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

حجمكم: "شخطة" قلم رصاص بيد بطريرك ماروني!

المخرج يوسف ي. الخوري/23 أيلول/2020

رسالتي الحاضرة موجّهة إلى هؤلاء الذين يضربون على صدورهم وهم يصيحون "تيعا تيعا"، وباعتقادهم أنّهم يُخيفون كلّ من يُخالفهم الرأي، وإلى الذين يستقوون بالسلاح غير الشرعي وسلاحهم لا يصلح إلّا خردة.

ألّا تقبلوا إلّا بشيعي، من ثنائيكم الحزبي، كوزير للمالية، لا يهمّنا. أن تُطالبوا بالمداورة على مستوى وظائف الفئة الأولى في الدولة، لا يُخيفنا. أن تُعلنوا لبنان "جمهورية إسلامية" كما تخطّطون منذ ثمانينيّات القرن الماضي، قد يحصل ويتحقّق حلمكم رغمًا عنّا. أمّا أن تزوّروا التاريخ، فهذا لن يمرّ حتّى لو سحقتم كلّ قلم حر. لا تُصدّقوا الكذب الذي تكذبونه. لبنان ليس وديعة استعمارية فرنسيّة للموارنة كما تُروّجون أخيرًا. أرض كسروان وجبيل ليست أرض المسلمين كما يدّعي سيّدكم حسن نصرالله. ونشأة لبنان الكبير لم تكن خدمة لمشروع استعماري احتكاري كما يدّعي مفتيكم الجعفري أحمد قبلان. هذا الـ لبنان الذي تُمعنون في تشويه تاريخه خدمة لأمميّتكم الشيعيّة، لم يُعطِ أيًّا من مكوّناته الطائفيّة كما أعطاكم أيّها الشيعة. كنتم من دون قيد فأعطاكم قيد. كنتم من دون كيان فقدّم لكم وطنًا. كنتم متاولة فصيّركم شيعة. أمّا أنتم في المقابل، فتآمرتم عليه من دون خجل، وكنتم عالة على الدولة اللبنانيّة عوض أن تكونوا مواطنين بخدمتها.

قبل زمن المتصرّفية، كان وضعكم أيّها الشيعة أسوأ من وضع الذمّيين، وكنتم تابعين للسنّة داخل السلطنة العثمانيّة، وكنتم من دون هويّة. في الحرب الأهليّة عام 1860، رضيتم بمؤازرة الدروز والأتراك في معركة زحلة، فجاءتكم المكافأة في اجتماع الدول الكبرى في القسطنطينية لتسوية المسألة اللبنانية، إذ تمّ نوع من الاعتراف الشرعي بكم بدعم من الإنكليز الذين كانوا يحمون الدروز، ويودّون التحالف مع أطراف جديدة لإضعاف فرنسا، حليفة الموارنة، في جبل لبنان. أقرّ نظام المتصرّفية وأعطيتم وظائف متواضعة في مجلس إدارة المتصرفيّة.

بعد الحرب العالميّة الأولى، تنافست النخب اللبنانية والسورية فيما بينها، بأكثر من سبع خرائط لتقسيم لبنان وسوريا، وأنتم أيُها الشيعة لم يكن لكم أيّ رأيّ في ما كان يجري. في العام 1919، طالب الوفد اللبناني إلى مؤتمر السلام بباريس، بأن يكون حدّ لبنان الجنوبي ضفة الليطاني، أيّ من دون جبل عامل وصور، ما يعني من دون شيعة جنوب لبنان، إلّا أنّ البطريرك الماروني الياس الحويّك عاد وتقدّم بخريطة جديدة تضم جبل عامل وصور، بالرغم من نصائح الأمين العام للمفوضيّة الفرنسيّة في لبنان "روبير دو كيه"، ونصائح إميل إده، بعدم توسيع الحدود استدراكًا لخللٍ ديموغرافي "قد يُفقد لبنان طابعه المسيحي في أقلّ من خمسين سنة". فلولا هذا البطريرك الماروني يا شيعة لبنان، كنتم ستُضمّون إلى سوريا، حيث كنتم ستذوبون كأقليّة لا تتجاوز نسبتها العدديّة الـ 4 % من مجمل السكّان.

في العام 1926، وُلد الدستور اللبناني الجديد، ومنحكم نظام الانتداب "المتحالف مع الموارنة"، نظامًا جديدًا للأحوال الشخصيّة الخاصة بطائفتكم الشيعيّة. إلّا أنّ إدارة شؤونكم الروحيّة والسياسيّة بقيت تابعة لدار الفتوى السنّية.

أواخر الخمسينيات من القرن العشرين، قرّر شاه إيران مواجهة العروبة "الملحدة" التي يتزعّمها الرئيس جمال عبد الناصر، فأوفد ستة من رجال الدين الإيرانيين لتولّي المهمّة في البلدان التي فيها شيعة في الشرق الأوسط وأفريقيا. كان لبنان من نصيب رجل الدين موسى الصدر الذي باشر بتحرير أبناء طائفته من سطوة الإقطاع الشيعي، ومن ثمّ تحريرهم من دار الفتوى السنّية. ما كان الصدر لينجح لولا احتضان الساسة الموارنة له ودعمهم قضيته، خصوصًا أن لبنان في تلك الحقبة كان في ذروة تقدّميته. الرئيس فؤاد شهاب منح الصدر الجنسيّة اللبنانيّة، ما ساعده على توسيع نشاطاته على كامل الأراضي اللبنانيّة. الرئيس شارل الحلو دعم مشروعه إنشاء المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، ومجلس النواب أقرّ قانون إنشائه في ايّار من العام 1969، وخُصصت ميزانيّة سنويّة للمحاكم الشرعية الشيعية من الدولة. هكذا في زمن الموارنة "وديعة الفرنسيين"، كما يحلو لكم نعتهم اليوم، أصبح لكم حيثية وهويّة دينية أيها المتاولة، وصار إسمكم شيعة. أَوَلم يصرخ يومًا إمامكم الصدر المغيّب: "إسمنا ليس متاولة. فنحن نُدعى رجال الرفض..."؟ سمّوا لي بلدًا واحدًا، غير إيران، أعطاكم ولو اليسير ممّا أعطاكم إيّاه وطن الموارنة.

في المقابل كيف حفظتم الجميل؟!!

أمعنتم في ممارسة التقيّة على لبنان. عشيّة حرب الـ 75، كان إمامكم موسى الصدر، يخطب في النهار في الكنائس، وفي الليل يموّل تدريبكم في المخيّمات الفلسطينيّة بإشراف مباشر من الإيرانيين! أنشأ في العلن "حركة المحرومين" لتكون أداته الرئيسيّة لنهب وسرقة خيرات الدولة! وأنشأ في السر "حركة أمل" التي تولّت تسليحها وتمويلها منظّمة التحرير الفلسطينيّة! هل لتحرير القدس ومواجهة الناصرية أنشأ "حركة أمل"؟ لا، بل للانقضاض على الدولة اللبنانيّة وإلحاقها بالأمميّة الشيعيّة! أَوَلم يوقّع اتفاقًا سرّيًا مع ياسر عرفات في 24 حزيران 1975، يقضي بتعاون الأخير على إنشاء أمميّة شيعيّة يكون مقرّها الرئيسي، لمّا تتحقّق، في نيويورك!؟ إمامكم الصدر المغيّب أوهَمَكم بأنّكم محرومون وفقراء، بينما الأموال كانت تتدفّق عليه من كل حدبٍ وصوب! من الزكاة كانت تأتيه أموال. ومن الدولة اللبنانية خدمات وأموال. ومن المُعادين للناصريّة دعم وأموال. ومن المراجع الدينيّة في إيران مساعدات وأموال. ومن فتح الفلسطينيّة سلاح وأموال. حتى من ليبيا التي اختطفته وقتلته كانت تأتيه أموال! إلى جانب كل هذه الأموال، كان يقبض بالسر من "الساڨاك" الإيراني وحده، خمسة ملايين ليرة لبنانيّة سنويًّا! نحن اليوم نتّهمكم بأنّكم أصبحتم دولةً في داخل الدولة، إنّما في الحقيقة أنتم كذلك منذ سبعينيّات القرن الماضي، وما استُخدمت الأموال التي كانت تصل موسى الصدر، إلّا لتقوية أذرعكم، ولتعبروا إلى إعلان جمهوريّتكم الإسلامية العتيدة في لبنان.

في العام 1978، غيّبت ليبيا الإمام الصدر، وإنشقّ عن "حركة أمل" تنظيم "أمل الإسلاميّة" ألمعروف اليوم بميليشيا حزب الله. هذا الحزب لا يتردّد في الإعلان عن نيّته تحويل لبنان إلى جمهوريّة إسلاميّة، وقد تَشارك في العام 1986 مع أكثر من 60 شخصية مسلمة، من بينها قادة سنّة، في وضع دستور هذه الجمهوريّة في طهران. وإذا كان الزعماء الشيعة يُطالبون اليوم علنًا، بالمداورة في وظائف الفئة الأولى، فحينذاك، أعطاهم دستورهم الإسلامي المشار إليه، الحق بإقالة رئيس الجمهوريّة وقائد الجيش المارونيّين، وبإقالة الحكومة، وبتحويل النظام القضائي اللبناني المدني، إلى نظام إسلامي. فهل من داعٍ بعد كشف تآمركم، يا شيعة الفقيه، أن نوضح لغبطة أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي عن سبب بقائكم كميليشيا مسلّحة بعد انتهاء الحرب خلافًا لاتّفاق الطائف؟ هل من داعٍ لكي نشرح أنّكم بقيتم لتكونوا الأداة التخريبيّة بيد حافظ الأسد في لبنان، وذلك بالتواطؤ بينه وبين "الزعيم الأسطورة" رفيق الحريري؟ وهل من داعٍ للتذكير بأنّه بعد وضع القرار 1559 حيّز التنفيذ، تولّت بعض قيادات 14 آذار، لاسيّما فؤاد السنيورة ووليد جنبلاط، إقناع المجتمعَين العربي والدولي بترك موضوع سلاح حزب الله ليحلّه اللبنانيون بين بعضهم، فبقي السلاح وحلّت 14 آذار؟ وهل من داعٍ لتذكير غبطة البطريرك بان هذا الحزب الإلهي مغطّى منذ العام 2006 من شريحة كبيرة من الموارنة، ومسكوت عنه في أغلب الأحيان من الشريحة المارونية الباقية؟!

لن ينفع الندم بعد الآن. وبعد استعراض الحقائق التآمرية على لبنان من قبل شيعة الفقيه، لم يعد جائزًا توجيه اللوم والاتهامات الجائرة إلى المطالبين بالإنفصال عن هؤلاء الشيعة، سواء بتقسيم لبنان أو بتحويل نظامه إلى فدرالي.

ويا شيعة الفقيه، قد يُصبح لبنان لكم من دون أيّ وجهٍ حق إلّا لكونكم اجتهدتم بالغدر طيلة نصف قرن، وأيضًا، لكوننا نحن الموارنة بالتحديد، "مْرِتِّين"، ولا نستحق هذا الـ لبنان الذي أنعم الله علينا به، ولأن بيننا أغبياء جهّال على كلّ المستويات! لكن تذكّروا دومًا، يا شيعة الفقيه، أنّ ما أنتم عليه اليوم، ما كان ليكون لولا "شخطة" قلم رصاص بيد بطريرك ماروني، وسّع بنتيجتها حدود لبنان الكبير لتضمّكم. فعلّقوا هذه الحقيقة حلقة في "ودانكم" إلى أبد الآبدين.

 

فيديووتقرير من تلفزيون المر وصوت لبنان يتناول وقفة تضامنية مع نوفل ضو، وهو يؤكّد : وزير الصحة ادعى علينا بسبب مواقفنا السيادية

وقفة تضامنية مع نوفل ضو

اذاعة صوت لبنان/23 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90670/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d8%aa%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d8%aa%d8%aa%d9%86%d8%a7%d9%88%d9%84-%d9%88%d9%82%d9%81%d8%a9-%d8%aa%d8%b6%d8%a7%d9%85%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d8%b9-%d9%86%d9%88/

بعد إستدعاء منسّق التجمّع من اجل السيادة نوفل ضو على خلفية اثارة ملف الادوية الايرانية، نظمت وقفة تضامنية امام قصر العدل بالتزامن مع مثوله. استمع مكتب المباحث الجنائية في بيروت للصحافي نوفل ضو في الشكوى المقامة ضده بعد اثارته ملف إستيراد الدواء الإيراني بدون إخضاعه للفحوص المطلوبة.

وواكب ضو امام قصر عدل بيروت حشد من الصحافيين والمتضامنين تحت راية رفض اسكات الصوت. وقال ضو: “قمنا بالاضاءة على واقع الدواء الايراني والذي لا يزال من دون جواب ومشكلتنا مع هذا الدواء بأنه دخل بطريقة غير شرعية”. :وأضاف: كنت اتمنى لو كان وزير الصحة جريئا اكثر وان يقول انه تم الادعاء علينا بسبب مواقفنا السياسية”. بدوره قال رئيس إقليم المتن الكتائبي الياس حنكش من امام قصر العدل أن “هذه الدعاوى على الصحافيين تردّنا الى الانظمة البوليسية وهذا امر مرفوض فقد ضحينا كثيرا من اجل الحرية في هذا البلد وسنحميها ونصونها”. واعتبر أنه الأجدى بالسلطة الاهتمام بمآسي الناس بدل ملاحقاتهم بسبب تغريدات

https://www.youtube.com/watch?v=OPgLlh_d_Bg

 

انفجار المرفأ حدث نتيجة هيمنة حزب الله... الملك سلمان: لا بد من نزع سلاحه

وكالات/23 أيلول/23 أيلول/2020

رأى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أن "انفجار مرفأ بيروت حدث نتيجة هيمنة حزب الله على صنع القرار في لبنان بقوة السلاح"، وقال: "لا بد من نزع سلاح الحزب لتحقيق الأمن والاستقرار والرخاء". واعتبر العاهل السعودي خلال كلمته في الجمعية العامة للامم المتحدة أن "مبادرة السلام العربية توفر أساسا لحل عادل وشامل للصراع العربي الإسرائيلي"، وأعلن أنه يدعم قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية. وأكد أنه "لا بد من موقف دولي حازم من إيران"، وأشار إلى أن "ميليشيات الحوثي مستمرة باستهداف المدنيين"، وشدد على أنه  لن يتخلى عن الشعب اليمني الشقيق حتى يستعيد كامل سيادته واستقلاله من الهيمنة الإيرانية. ولفت العاهل السعودي إلى أن "المملكة لن تتهاون في الدفاع عن أمنها الوطني".

 

هل تكرّ سبحة التنازلات؟

 الياس الزغبي/23 أيلول/2020

كشفت باريس أنها وراء مبادرة الرئيس سعد الحريري، وفق الترحيب الصادر في  بيان وزارة الخارجية في ال"كي دورسيه"، والذي وصفها ب"الشجاعة". وبرغم أنها مبادرة مجافية للدستور لكونها تسمح بتخصيص حقيبة المال للشيعة، ولو "لمرة واحدة لا تشكّل عرفاً"، ولو أيضاً تحت الشعار العاطفي "تجرّع السمّ والانتحار السياسي"، فإنها جاءت بمثابة رمية بدون رامٍ. أي أن من شأنها إحراج طرفين: الثنائي الشيعي وعون. فلعلّها لا تكون باباً لمناورتهما، وتفتح شهيتهما على اقتناص مزيد من التنازل، كما في التسويات السابقة تحت عناوين "ربط النزاع" مع سلاح "حزب اللّه"، والاستقرار، والاعتدال. وأخطر تنازل إضافي يمكن أن تنزلق إليه المبادرة، سيكون رضوخها لشطب عبارة "لمرة واحدة لا تشكّل عرفاً"، وفتحها الباب أمام أحزاب السلطة وتياراتها، لتسمية وزرائها، فيتم إنتاج حكومة على شاكلة سابقاتها من المحاصصة وتناتش الحقائب. نأمل ألّا يشكّل تنازل الحريري مدخلاّ تعبر منه سبحة تنازلات.

 

الزغبي لموقع "أساس": قد لا يسقط "تفاهم حزب اللّه - عون"، لكنّ الندوب التي أصابته غير قابلة للشفاء

نهلا ناصر الدين/أساس ميديا/23 أيلول/2020

في حديث لموقع "أساس" توقف الكاتب والباحث السياسي الياس الزغبي عند ظواهر الخلاف المستجد بين فريقَي "تفاهم ٦ شباط ٢٠٠٦"، أي "حزب اللّه" و"التيّار العوني"، ولم يقنعه نفي الطرفين للرسائل الكامنة في خلفية مشهد وقفة "عوائل شهداء تفجير المرفأ" الذي نظّمه "الحزب" قبل بضعة أيام في المرفأ، شكلاً ومضموناً. وقال: "في الشكل، العنوان واضح أنّ "لحزب اللّه دوراً في الوقفة بشكلٍ أو بآخر. وحين نصل إلى مضمون المطالب والاتهامات التي أُطلقت تكتمل الصورة ويصبح المشهد شديد الوضوح، والاستنتاج المنطقي الطبيعي المباشر أنّ الوقفة تلك جرى تحضيرها كأحد وسائل الردّ من الثنائي الشيعي على موقف ثنائي العهد، رئيس الجمهورية ورئيس "التيار"، لأنّ "حزب اللّه" كان شديد الامتعاض من تصريح باسيل الرافض لتكريس وزارة المال لأيّ طائفة وتحديداً الطائفة الشيعية. ولذا، فهذه كانت رسالة خشنة، ونوعاً من هزّ العصا للعهد ووريثه".

وتحّدث الزغبي عن "التسريبات المقصودة التي جاءت من بعبدا وعن موقف عون الأخير الذي أعلن فيه ان الدستور لا ينص على تكريس اي وزارة لحزب أو فريق، بل أوحى بأنّه يفضّل هو أيضاً المداورة، وبوضوح يعني عدم تكريس حقيبة المال لرئيس مجلس النواب نبيه بري أو الثنائي الشيعي".

وأكد الزغبي لـ"أساس" أنّ "هذه التظاهرة إضافة إلى مؤشرات أخرى، تبيّن مدى التنافر بين حليفي الأمس إلى درجة أنّ هناك معلومات تتحدّث عن إقفال طريق الرجعة إلى التفاهم الشهير الذي حصل في 6 شباط 2006".

وأضاف: "هذا التفاهم يتعرّض للمرة الأولى للاهتزاز منذ ما يقارب 15 عاماً، لأنّ الطرفين اختلفا مراراً على شؤون داخلية وعلى تحالف الطرفين كلٍّ من جهته مع الرئيس بري وفق مفهوم كلّ طرف. لكن هذه الخلافات كان يجري تطويقها أو على الأقل غضّ النظر عنها أو تأجيلها تحت شعار الاتفاق الاستراتيجي بين الطرفين: "هذه المعادلة كانت تصبّ فقط في مصلحة "حزب اللّه". واليوم أيضاً في حال حصول تسوية ما، ستصبّ في مصلحته أيضاً لأن بعبدا مربكة هي وتيارها، لأنّهما من جهة لا يستطيعان الخروج من المبادرة الفرنسية كونها الفرصة الأخيرة لتعويم البقية الباقية من العهد، ومن جهة أخرى، لا يمكنهما التملّص من ضغط حزب الله".وختم: "ربما كانت مبادرة الحريري، من حيث لا يدري، خشبة خلاص لعون وتياره، بحيث تُنقذ الحكومة الجديدة في حال تشكيلها "تفاهم شباط" من السفوط النهائ، لكنّ الندوب فيه غي قابلة للشفاء، وستظل تتفاعل لإطاحته في لحظة ما"!

 

لودريان: مستقبل لبنان على المحك ومن دون إصلاحات لن تكون هناك مساعدات مالية دولية

وطنية - الأربعاء 23 أيلول 2020

دعا وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان "الشركاء الدوليين إلى زيادة الضغط على القوى السياسية اللبنانية لتشكيل حكومة جديدة"، محذرا "مرة أخرى من أن وصول المساعدات المالية الحيوية مشروط بإجراء الإصلاحات". وقال لو دريان في كلمة ألقاها أمام أعضاء مجموعة الدعم الدولية للبنان: "إن القوى السياسية لم تنجح بعد في الاتفاق على تشكيل الحكومة. ولذلك، فإن الضغوط القوية والمتحدة من جانبنا ضرورية لدفع المسؤولين اللبنانيين إلى احترام التزاماتهم". أضاف: "مستقبل لبنان على المحك، ومن دون إصلاحات لن تكون هناك مساعدات مالية دولية".

 

ترحيب فرنسيّ ببيان الحريري: أبدى إحساسه بالمسؤولية

وكالات/23 أيلول/2020

رحّبت الخارجية الفرنسية ببيان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري "الذي أبدى إحساسه بالمسؤولية والمصلحة الوطنية للبنان"، مشيرةً الى انّ "هذا الاعلان يمثّل انفتاحاً يجب أن يقدّره الجميع لإنشاء حكومة مهمّات الآن". وأكّدت ان "فرنسا ستواصل الوقوف جنباً إلى جنب مع اللبنانيين بالتنسيق مع شركائها الأوروبيين والدوليين وستكفل احترام شروط الدعم الدولي في لبنان في كل مرحلة".

 

كوبيش: الاعلان الصادر عن الحريري مهّد الطريق لتشكيل حكومة

تويتر/23 أيلول/2020

غرد المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، يان كوبيش "مهد الاعلان الصادر أمس عن رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري الطريق السياسي لتشكيل حكومة مهمة على وجه السرعة يترأسها رئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب للبدء بتطبيق خارطة الطريق الإصلاحية التي أقرتها القوى السياسية اللبنانية في 1 أيلول". وأضاف: "يجدر بالقادة السياسيين الآخرين التعاطي مع مثل هذا النهج بإيجابية مماثلة من دون وضع العراقيل السياسية. ينبغي عدم إضاعة هذه الفرصة الفريدة من أجل الشروع في إنقاذ لبنان وشعبه من أزمة وجودية حقيقية تهدد بالانهيار، وكذلك لضمان دعم المجتمع الدولي".

 

ماكرون “طلب ووعَد”… فتنازل الحريري!

الجديد/23 أيلول/2020

كشفت مصادر مقربة من الرئيس سعد الحريري عن ان “تنازل الحريري جاء بعد اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي الذي طلب اليه تقديم هذا التنازل، وهو طرح كان قد حمله السفير الفرنسي برونو فوشيه الى فرنسا”. واشارت المصادر الى ان موافقة الحريري أتت نتيجة وعد تلقاه من ماكرون ان هذا التنازل يقابله تسهيل قروض مؤتمر “سيدر” بشكل سريع. وقالت المصادر لـ”الجديد”: الحريري على يقين ان هذه الخطوة قد تخسره شعبياً ولكن بنظره هي الطريقة الوحيدة لانقاذ البلد والمستقبل بانتظار الرد او تلقف الثنائي الشيعي للمبادرة.

 

خارطة إنتشار مخازن سلاح ميلشيا حزب الله

 صوت بيروت إنترناشونال/23 أيلول/2020

يقع لبنان اليوم تحت سلطة أمر واقع جعلت من ميلشيا حزب الله المتحكم الرئيسي بكل تفاصيل يوميات مواطنيه ، فهذه العصابة المسلحة التي تمتلك أسلحة محرمة دولياً ، وتتخذ من كل اللبنانيين دروعاً بشرية وليس إنفجار عين قانا في الجنوب اللبناني إلا دليلاً مباشراً على الإستهتار المدروس من قبل حسن نصر الله زعيم الميلشيات بحياة كل لبناني ، صغيراً كان أو كبيراً ، مسلماً كان أو مسيحياً فخارطة الإنتشار لهذه المستودعات الإيرانية على كامل الأرض اللبنانية ، تجعلنا أمام سيناريو الإنتظار المخيف لأي خلل تقني أو غير تقني ، ربما يودي بحياة المئات على غرار ماحصل في مرفأ بيروت.

فالصحف الغربية لطالما تكلمت عن أكثر من ٢٦٠ نقطة عسكرية لحزب الله في لبنان ، تحوي أسلحة ثقيلة ومتوسطة ، وصواريخ لايقدر الجيش اللبناني نفسه على حيازتها ، وتلك النقاط التابعة لهذا الحزب المسلح ، يمنع منعاً باتاً على أجهزة الدولة اللبنانية الإقتراب منها فوحدهم عناصر إيران في لبنان ينقلون تلك الأسلحة تحت مرأى ومسمع المسؤليين في لبنان ، ويهددون مستقبل بلد الأرز في أي لحظة ، نتيجة ولائهم المطلق للولي الفقيه في إيران وبالغوص أكثر في أعماق التفاصيل الخاصة بهذا العمل الرهيب والمخيف بإسم المقاومة الكاذبة ، لاتسلم مناطق الجنوب والبقاع وحتى حزام بيروت وقلب العاصمة وكذلك الجبل من وضع حزب للسلاح الإيراني في تلك المدن والبلدات ففي البقاع وحده جعل حزب الله من القرى اللبنانية هناك ثكنات عسكرية غير شرعية بالقرب من بيوت المدنيين الآمنين ، فعملية نقل السلاح الإيراني تتطلب عدة محطات حين تأتي من سوريا ، وأول المطاف بها يكون في البقاع المتاخم لحدود سوريا وهناك ماهو أسوء من ذلك حين نعاين مشروع إيران التدميري والقائم على جعل لبنان دولة وشعباً عبارة عن أرض عبور لمخططاته وأجندته .

فـ نترات الأمونيوم ليست موجودة فقط في مرفأ بيروت كما يعتقد البعض ، بل الضاحية الجنوبية لبيوت تحوي ما هو أفظع وأخطر من الأمونيوم وإذا كانت مجالس بلدية كما كان في منطقة بعبدا ومرجعيات دينية مثل بكركي ، قد حذرت من أخطار تحدق بحياة الناس ، جراء سلاح حزب الله غير الشرعي المخزن بالقرب من منازل السكان ، فإن اليونيفيل بحسب التعديل الأخير لمهامها في لبنان مطالبة بأكثر مما تفعله ، وعلى قيادتها التحرك في ظل عجز لبنان رسمياً واليوم المنشود في لبنان نستطيع إختصار معالمه حين ينتزع سلاح حزب الله ، ويتم تفتيش وتمشيط كل المقرات التي تحوي أسلحته الإيرانية ، فهذه الميلشيا ليست آبهة بحياة أي لبناني ، والتفريق بين جناحها المسمى سياسي وجناحها العسكري الإرهابي بحسب تقييم بعض الدول أمر خاطىء ، فكل من ينتسب لحزب الله هو قنبلة موقوتة لانعلم متى تنفجر وأي حل جزئي أو كلي في لبنان ، لايشمل مسألة سلاح حزب الله هو تضييع للوقت ، فهذا السلاح أساس المصائب والكوارث في لبنان ، وعناصر حزب الله الذين يقتلون نتيجة مشاركتهم في حروب إيران ليسوا شهداء كما يود الحزب تسميتهم ، إنهم مرتزقة مأجورون ولاينتمون للبنان لا من قريب ولا من بعيد .

 

كورونا الأربعاء: 13 وفاة و940 إصابة.. منها 357 بالسجون

المدن/24 أيلول/2020

بلغ إجمالي الإصابات 31778 والوفيات 328 منذ 21 شباط الماضي (مصطفى جمال الدين)

أعلنت وزارة الصحة، اليوم الأربعاء 23 أيلول 2020، تسجيل 13 حالة وفاة و940 إصابة جديدة بفيروس كورونا، ليرتفع العدد التراكمي للوفيات إلى 328 والإصابات إلى 31778 منذ 21 شباط الماضي. وحسب التقرير الصادر عن الوزارة، توزّعت الإصابات الجديدة بين 923 لمقيمين و17 لوافدين من الخارج، مشيراً إلى تسجيل 466 حالة استشفاء منها 126 في العناية المركزة. أما على مستوى الفحوص، فقد تمّ خلال الساعات الـ24 الأخيرة إجراء 13110 فحوص، منها 11289 لمقيمين و1821 لوافدين، رفعت العدد التراكمي للفحوص إلى 756,198. واستقرّت اليوم نسبة الفحوص الموجبة على 8.2% من إجمالي الفحوص التي تم إجراءها.

إصابات الطواقم الطبية

وعلى الصعيد الطبي، سجّل 18 إصابة اليوم في صفوف الطواقم الطبية رفعت إجمالي الإصابات في القطاع الصحي إلى 892. وحيال استمرار فتك كورونا بالجسم الطبي طلبت نقابة الممرضات والممرضين من جميع ‏الممرضات والممرضين الإبلاغ عن أي مشكلة أو شكوى متعلقة بعدم أو سوء تطبيق بروتوكول ‏احتواء المخاطر داخل المؤسسات الصحية أو الاستشفائية. وذلك ليتم معالجة الموضوع بالتنسيق ‏مع وزارة الصحة العامة، بناءً على توصيات لجنة متابعة التدابير والإجراءات الوقائية لفيروس ‏كورونا.

إصابات السجون

وأخيراً، أفرجت السلطات اليوم عن أرقام وأعداد الإصابات في السجون اللبنانية. فأعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ـ شعبة العلاقات العامة تسجيل ‏352 إصابة بالفيروس في سجن رومية، بعد إجراء 956 فحصاً حتى تاريخه، أظهرت أيضاً وجود 604 نتائج سالبة. وأشارت المديرية إلى أنّ "المصابين حالتهم مستقرة ووضعهم الصحي غير خطر". ولفتت المديرية إلى أنه تم إدخال 7 حالات إلى المستشفى لتلفي العلاج، منهما إصابتان تحسّنت حالتهما وتمت إعادتهما إلى السجن. كما كشفت المديرية عن تسجيل 3 حالات موجبة بالفيروس في سجن زحلة، وحالتين في سجن المقرّ العام. فيوضح ذلك أنّ كورونا تغلل في السجون، وتحديداً في سجن روميه، ليساهم ذلك في تأجيج ملف السجون ومطلب العفو العام عن السجناء.

اللجنة الصحية في السجون

وفي السياق نفسه، أصدرت اليوم "لجنة الرعاية الصحية في السجون لمواجهة وباء كورونا"، بدعوة من نقابة أطباء لبنان في بيروت، مجموعة من التوصيات أبرزها ضرورة تسريع المحاكمات واستخدام الاستجواب الالكتروني عن بعد، والتدريب المستمر على سبل الوقاية لجميع العاملين في السجون، من عناصر قوى أمن وطواقم طبية وتمريضية. إضافة إلى زيادة عدد الاسرة في المستشفيات الحكومية، لتتمكن من استقبال الاعداد المتزايدة من المرضى، ولا سيما منها أسرة العناية الفائقة. وأشارت اللجنة إلى أنه حالياً "فقط مستشفيا الهراوي في زحلة وضهر الباشق يستقبلان السجناء المصابين بكورونا"، مشددة على ضرورة "زيادة المراكز الاستشفائية في أقرب وقت ممكن".

بديل من الإغلاق

وعلى صعيد آخر اعتبر مدير عام مستشفى الحريري، فراس أبيض، أن إصابات كورونا اليومية قياسية مشيراً إلى أنّ "العدوى انتشرت في كل أنحاء لبنان، ولا تزال المستشفيات في حدود طاقتها الاستيعابية، لكن أرقام مرضى العناية والوفيات عادة ما ترتفع بعد التشخيص بفترة". ولفت أبيض إلى "رفض القطاعات الاقتصادية توصية اللجنة العلمية في وزارة الصحة بإغلاق عام لمدة أسبوعين، بسبب الانهيار المالي"، مضيفاً أنّ "السلطات الأمنية عبّرت عن خشيتها من أن المواطنين، المرهقين بضغوط اقتصادية واجتماعية، لن يلتزموا بالإقفال. والبديل المقترح عن الإغلاق كان التشديد على توصيات تهدف إلى زيادة الالتزام بتدابير الوقاية، وزيادة سعة المستشفيات، والفحوصات والتعقب وغيرها". وتابع أبيض أنّ "ارتفاع أعداد الوفيات سيثير الخوف في قلوب الكثيرين. لكن الأحداث التي مرّ الناس بها مؤخراً قد قللت من امكانية شعورهم بالصدمة". وختم قائلاً إنّ "كورونا مجرّد مصيبة أخرى في وضع طبيعي جديد، لذا فإن المعركة مع كورونا مستمرة، لكنه من الواضح أنها لا تسير على ما يرام"، داعياً إلى تعاون الجميع لمكافحة الوباء.

كورونا في الإدارات

وصلت إصابات كورونا اليوم إلى هيئة إدارة السير والآليات والمركبات، ما أدى إلى إقفال فرع الأوزاعي لوجود إصابات بين عدد من الموظفين والمعقبين، ولن يعاد فتحه قبل صباح الإثنين في 28 أيلول، لأجراء التعقيم اللازم. كما أصدر محافظ البقاع القاضي كمال أبو جوده قراراً، قضى بإقفال دائرة الشؤون الاجتماعية في البقاع ومركزها في زحلة، بدءاً من اليوم وحتى صباح الاثنين المقبل في 28 أيلول بعد ثبوت إصابة لموظفة من الدائرة.

إصابات المناطق

ويستمر كورونا بتسجيل أرقام مرتفعة في طرابلس، وأعلنت خلية متابعة أزمة كورونا في القضاء تسجيل 106 إصابات جديدة خلال الـ24 ساعة المنصرمة. كما ارتفع عدد الإصابات في الكورة حيث أعلنت لجنة إدارة الأزمات في القضاء تسجيل 32 حالة جديدة. من ناحيتها أعلنت خلية متابعة أزمة كورونا في قضاء زغرتا تسجيل سبع حالات جديدة.  وجنوباً أعلنت بلدية البابلية ارتفاع عدد الإصابات في البلدة إلى 17 إصابة بعد تسجيل خمس حالات جديدة. كما أعلنت بلدية حارة صيدا تسجيل 5 حالات جديدة لمقيمين في البلدة، وأكدت بلدية كفرحتى تسجيل 3 اصابات بفيروس في البلدة. أما خلية الأزمة في إتحاد بلديات جبل عامل – مرجعيون فأشارت من جهتها إلى تسجيل إصابتين جديدتين رفعت إجمالي الإصابات في المحافظة إلى 185. وبقاعاً، قامت اليوم فرق وزارة الصحة العامة، بإجراء 107 فحوص كورونا لمصابين في مدينة بعلبك وعدد من القرى المجاورة. كما اعتبرت بلدية مشغرة أنّ "الوضع بات ينذر بالخطر" وذلك بعد تسجيل 5 إصابات جديدة بالفيروس.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء 23/09/2020

,وطنية/الأربعاء 23 أيلول 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

أجواء التشكيل استعادت بعض الإيجابية، وإن كان الثنائي الشيعي لم يعلن موقفه بعد من مبادرة الحريري، إلا أن الرئيس بري يؤكد أن هناك خرقا ايجابيا على صعيد المسار الحكومي مبديا تفاؤله، كاشفا عن تحرك سيحصل خلال الساعات المقبلة، وقال "مش مطولة لأن ما بقا فينا نحمل".

فيما نقل عنه الفرزلي ان التشاؤم لم يعد سيد الموقف حكوميا، وهناك إمكانيات واعدة يمكن البناء عليها ولكن علينا الانتظار قليلا.

وفي انتظار الموقف الشيعي الرسمي من مبادرة الحريري التي رحبت بها فرنسا، دعا وزير خارجيتها الى ضغوط دولية لدفع المسؤولين اللبنانيين لتشكيل حكومة، ومن دون اصلاحات لن يكون هناك دعم مالي للبنان. فيما حث اعضاء مجموعة الدعم الدولية للبنان قادته على التوحد لدعم تشكيل الحكومة في الوقت المناسب.

وازاء المواقف والمبادرات، بيان لرئاسة الجمهورية يوضح انه حرصا على المبادرة الفرنسية، وبما ان البيانات والمواقف المختلفة والمتباينة في بعض الأحيان قد تحجب المسار الدستوري الذي يجب اتباعه حتما للوصول الى تشكيل الحكومة.

تذكر رئاسة الجمهورية بأن الدستور ينص على ان رئيس الجمهورية يصدر بالاتفاق مع رئيس الوزراء مرسوم تشكيل الحكومة، ما يعني ان الرئيس معني بالمباشر بتشكيل الحكومة.

بدوره، الرئيس المكلف الذي ينتظر الموقف الشيعي قبل ان يزور قصر بعبدا، اعلن حرصه على تشكيل حكومة مهمة ترضي جميع اللبنانيين وتعمل على تنفيذ ما جاء في المبادرة الفرنسية، لافتا الى انه آل على نفسه التزام الصمت طيلة هذه الفترة تحسسا منه بالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه، ومن أجل الوصول الى تقديم تشكيلة بالتشاور مع رئيس الجمهورية ضمن الأطر الدستورية.

الى ذلك، يلقي الرئيس عون كلمة لبنان في الجمعية العمومية للأمم المتحدة بعد قليل عبر تقنية "الفيديو"، وستتطرق الى الشأن الداخلي خصوصا ونتائج انفجار المرفأ التي فاقمت من المخاطر التي يواجهها لبنان.

انفجار مرفأ بيروت، تطرق اليه العاهل السعودي الملك سلمان الذي اعتبر انه حدث نتيجة هيمنة حزب الله على صنع القرار في لبنان بقوة السلاح، داعيا لنزع هذا السلاح لتحقيق الأمن والاستقرار والرخاء.

وقبل الدخول في تفاصيل النشرة، نشير الى ان عداد كورونا سجل اليوم 940 اصابة و13 حالة وفاة.

البداية من جديد المواقف في قصر بعبدا.

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون أن بي أن"

ترقب لما سيكون عليه موقف الثنائي الوطني من إقتراح الرئيس سعد الحريري الحكومي بقرار منفرد وفق تعبيره.

حتى الآن لم يصدر أي تعليق من الثنائي وما تم تناقله عبر بعض محطات التلفزة والمواقع الألكترونية ووسائل التواصل عن لسان مصادر الثنائي غير دقيق على أن يتبلور الموقف في ضوء الإتصالات واللقاءات الجارية قبل إكتمال المشهد.

هذا في وقت علقت فيه رئاسة الجمهورية على البيانات والمواقف المختلفة والتي قد تحجب المسار الدستوري للوصول إلى تشكيل الحكومة لافتا إلى أن رئيس الجمهورية معني بالمباشر بالتشكيل وإصدار مرسوم هذا التشكيل بالإتفاق مع الرئيس المكلف.

وعلى الخط الحكومي أصدرت الخارجية الفرنسية بيانا دعت فيه الأطراف اللبنانيين إلى الإلتزام بتعهداتهم التي قطعوها للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون واكدت أن فرنسا ستواصل وقوفها إلى جانب لبنان وستكفل إحترام شروط الدعم الدولي في كل مرحلة.

وفي سياق متصل فإن الوضع في لبنان سيكون من ضمن المحادثات التي يجريها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في موسكو غدا.

وبإنتظار تقدم على الصعيد الحكومي تقدم ملف كورونا في السجون على ما عداه على جدول التشريع في ظل تسجيل إصابات بالمئات ضمن صفوف السجناء ولا سيما في سجن رومية.

رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يولي عناية خاصة لهذا الملف ترأس إجتماعا لهيئة مكتب المجلس التي أقرت جدول أعمال لجلستين تشريعيتين ستعقدان الاربعاء والخميس من الأسبوع المقبل وسيكون على رأس جدول الأعمال بندا العفو العام وتداعيات إنفجار المرفأ وغيرها من المسائل الملحة علما أن أهالي السجناء أعلنوا خلال تحركهم وضع ملف العفو بين أيادي الرئيس بري معتبرين أنه في أيد أمينة.

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون المنار"

بما ان البيانات والمواقف المختلفة والمتباينة في بعض الاحيان قد تحجب المسار الدستوري الذي يجب اتباعه حتما للوصول الى تشكيل الحكومة، كان بيان المكتب الاعلامي لرئاسة الجمهورية راسما خط التأليف ضمن اطر الدستور والقوانين، التي لا تحتمل اجتهادا ولا تاويلا من رؤساء حكومات سابقين او لاحقين عن دور رئيس الجمهورية الفاعل في تشكيل الحكومة.

وبانتظار الافعال المسبوقة بكثير من البيانات والاقوال، فان اول بيان باسم الرئيس المكلف مصطفى اديب حمل حرصا على تشكيل حكومة مهمة ترضي جميع اللبنانيين، وتعمل على تنفيذ ما جاء في المبادرة الفرنسية من اصلاحات اقتصادية ومالية ونقدية وافقت عليها جميع الاطراف.

وفيما إرهاصات التشكيل تتقلب بين حين وحين، فان طرف عين التينة لمح ايجابية ينتظر ان تترجم الى أفعال، مع تأكيد الجميع أن المهل اختنقت الى حد النفاد.

وفيما يعمل اللبنانيون بمساعدة المبادرة الفرنسية لتجاوز التعطيل الاميركي السعودي وادواته المحلية، ومحاولة انتاج حكومة تضمد ما امكن من الجراح النازفة، برز تطور في تحقيقات انفجار المرفأ، مع استفاقة غائب عن المشهد، لا يعرف ما يجري في مملكته السعودية، ليسطر اتهامات حول الانفجار الذي حصل في بيروت، وليحرض اللبنانيين بعضا على بعض، وليتدخل بالشؤون الداخلية اللبنانية متهجما على المقاومة ومطالبا بنزع سلاحها.

وهو الملتوي السلاح والقدرة، والنازف للقوة والسمعة تحت نيران رجال اليمن الاشداء، من العرب الاقحاح الذين يجيدون فهم وقراءة الكرامة العربية، ويلهجون باسم الحق وباسم فلسطين، وهم يمرغون انوف السعوديين والاماراتيين وكل المعتدين والمطبعين بوحول اليمن والتاريخ ..

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون أو تي في"

منذ اليوم الأول لتكليف الرئيس مصطفى أديب، كان من الواضح أن تأليف الحكومة يتطلب داخليا تجاوز ثلاثة مطبات:

المطب الأول، تمسك ثنائي حزب الله - حركة أمل، الذي ينتمي إليه جميع نواب الطائفة الشيعية، بوزارة المال، وصولا إلى اعتبارها حقا ميثاقيا أقر في الطائف، حتى ولو كان عدد كبير جدا ممن تبوأوا الوزارة مذذاك من طوائف ومذاهب أخرى… في مقابل رفض جميع اللبنانيين الآخرين تكريس عرف دستوري جديد، حتى ولو وافقوا مرحليا على أن تنال الطائفة الشيعية الوزارة المذكورة، على سبيل التوزيع السياسي والتسوية الضرورية، لا الثابتة الميثاقية.

المطب الثاني، تأكيد غالبية الكتل لحقها في تسمية الوزراء في الحد الأقصى، ولواجب التشاور معها بالأسماء في الحد الأدنى، على اعتبار أن نيل الحكومة الجديدة الثقة مرتبط بمواقف الكتل أولا، ولأن تجمعا سياسيا معينا اصطلح على تسميته بنادي رؤساء الحكومة السابقين الاربعة، يتدخل في عملية التأليف، ما يحتم على رئيس الحكومة المكلف أخذ رأي الجميع على سبيل المساواة على الأقل.

أما المطب الثالث، فالصلاحية الدستورية لرئيس الجمهورية في عملية تشكيل الحكومة، التي استشعر اللبنانيون في بعض التصريحات والممارسات، ما يوحي بسعي إلى تجاوزها، لكن هذه المرة تحت ضغط الازمة الاقتصادية والمالية الخانقة…

وبناء عليه، ذكر مكتب الإعلام في القصر الجمهوري اليوم بأن الدستور ينص صراحة في الفقرة الرابعة من المادة 53 والفقرة الثانية من المادة 64 على ان رئيس الجمهورية يصدر بالاتفاق مع رئيس مجلس الوزراء، مرسوم تشكيل الحكومة، وان رئيس الحكومة المكلف يجري الاستشارات النيابية لتشكيل الحكومة ويوقع مع رئيس الجمهورية مرسوم تشكيلها، ما يعني من دون أي اجتهاد او اختزال او تطاول على صلاحيات دستورية، ان رئيس الجمهورية معني بالمباشر بتشكيل الحكومة وباصدار مرسوم التشكيل بالاتفاق مع رئيس الحكومة المكلف.

وفي انتظار بلورة مواقف الافرقاء، سواء من طرح رئيس البلاد الاثنين حول اعادة توزيع الوزارات السيادية على الطوائف الاقل عددا، او طرح رئيس تيار المستقبل امس، ماذا سيكشف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لل OTV عن مسار التشكيل ومصير المبادرة الفرنسية؟ الجواب بعد دقائق في مستهل نشرة الاخبار.

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون أل بي سي"

مخطئ من يظن أن تأليف الحكومة مرتبط فقط بتفاصيل لبنانية صغيرة سواء أسميناها المداورة في الحقائب أي عمليا نزع حقيبة المالية من حركة أمل ومن خلفها حزب الله والطائفة الشيعية، أو أسميناها تسمية الوزراء لا سيما الشيعة منهم وتوزيع حقائبهم. فلبنان الواقع وسط منطقة تشهد تغيرات تاريخية لا يمكن فصل تأليف الحكومة فيه عن ما يجري حوله.

ففي هذه المنطقة، أعلنت اكثر من دولة عربية في الأسابيع الأخيرة التطبيع مع اسرائيل كما حولت 6 دول تطل على البحر المتوسط من بينها مصر وقبرص واسرائيل امس، منتدى الشرق الاوسط الى منظمة اقليمية تسعى الى ترويج صادرات الغاز الطبيعي من الشرق الاوسط، فيما لبنان خارج خارطة دول المنطقة النفطية على الاقل حتى الساعة.

في هذه المنطقة كذلك، يشتد الاشتباك الاميركي الايراني مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الاميركية المقررة في تشرين الثاني المقبل وترتفع وتيرة تردادته في بلدان الخليج والشرق الاوسط.

هذا الاشتباك تطرق إليه اليوم العاهل السعودي داعيا دول العالم الى اتخاذ موقف شامل وحازم تجاه طهران ومشاريعها التوسعية التي انتجت الفوضى والطائفية.

ومن ايران عبر العاهل السعودي الى لبنان، فطالب بنزع سلاح حزب الله المتحالف مع ايران لتحقيق الامن والاستقرار، حسب تعبيره.

وسط شد الحبال هذا، لا تطورات فعلية تؤشر الى حلحلة حكومية.

فحتى ولو اوحت أوساط عين التينة بشيء من التفاؤل، كون خطوة الرئيس سعد الحريري جيدة إلا انه عمليا لا تعليق حتى الساعة من حزب الله على الخطوة. في انتظار تبلور المشاورات بين بري والحريري واتضاح صورة، ليس فقط المداورة في المالية انما ايضا اسم الوزير المكلف مهام الوزارة ثم نوعية الحقائب التي ستعطى للطائفة الشيعية وصولا الى الخطوة الرابعة وهي اسماء كل الوزراء الشيعة الذين سيتولون هذه الحقائب.

تزامنا، ينتظر رئيس الجمهورية زيارة الرئيس المكلف كما ينتظر جوابا رسميا من حركة امل وحزب الله على مبادرته ليبنى على الشيء مقتضاه. فالرئيس معني مباشرة بتأليف الحكومة بالتعاون مع الرئيس المكلف وبموجب الدستور كما ذكر اليوم.

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون الجديد"

لم يصدر بالوجه الشرعي أي رد رسمي من الثنائي الشيعي حول مبادرة الرئيس سعد الحريري وبينما المصادر غزت الأجواء منذ أربع وعشرين ساعة لتؤكد النعم المشروطة فإن عين التينة تولت إرسال إشارات إيجابية من خلال تعليق انتزع من لقاء الأربعاء للرئيس نبيه بري وقوامه "مش مطولة، ليش بعد فينا نحمل؟".

وتبعا لمرصد النائب الان عون من قصر الرئاسة الثانية فإن بري نظر بإيجابية الى ما حصل ويبني عليه بعض التفاؤل لتسريع عملية تأليف الحكومة لكن جرعة السم التي تجرعها الرئيس سعد الحريري، تخضع بدورها لتجارب سريرية وفحوص عينية بهدف تخميرها وتطعيمها بالقرار الشيعي وسحب عنصر "المكرمة" منها.

وفي الطروح المتداولة: خيار أن يسلم الثنائي رئيس الحكومة المكلف لائحة من عشرة أسماء من الطائفة الشيعية لمرشحين لتولي وزارة المال على أن يختار أديب من بينها لكن الرئيسين ميشال عون ومصطفى أديب أبديا ثابتة: الأمر لي.

فأعاد بيان من بعبدا تأكيد دور رئيس الجمهورية في تأليف الحكومة بالاتفاق مع رئيس مجلس الوزراء، أما الرئيس المكلف فهو يخرق جدار صمته ببضع عبارات تدوي بين الحين والآخر، لإثبات أنه مازال على قيد التأليف، وإن على جهاز التنفس السياسي ويعمل ضمن ثوابت أطلقها، في أن تكون الحكومة من ذوي الاختصاص وأصحاب الكفاءة.

متمنيا على الجميع "التعاون لمصلحة لبنان وأبنائه وتلقف فرصة إنقاذ الوطن" وتحت هذه الثوابت فإن التشكيلة في طريقها الى الخلاص وبتنازلات محلية بعدما دارت "السبع بحور".

من المسعى الفرنسي إلى العرقلة الأميركية ودخولها في محور العقوبات الإيرانية والدور الأوروبي والانغماسة الروسية، هذا فضلا عن الجنون المحلي المبلول بالميثاقية والمطعم بالدولة المدنية والمزروع على جوانبه خطر الزوال والتخوف من دفعة جديدة من العقوبات.

وعلى ارتفاع المآذن والأجراس السياسية كانت دور العبادة تفتي وتحرم وتحلل وتطلق العظات من كعب الدستور، فتجتزئ ما هو مناسب وتلغي وتصدق، فيصبح البطريرك الراعي مرشدا للمادة الخامسة والتسعين.

والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى واعظا في الدولة المدنية ويتولى إيلي الفرزلي مهام الناسك في الدولة الأرثوذكسية. ويطوف مطارنة وشيوخ حول الطائف. ويزور الرئيس فؤاد السنيورة دار الفتوى مصلحا سياسيا بسر مقدس أصوات اختلطت فيها السياسة بالدين. من دون أن توحد الله أو تتوحد على كلمة.

الى أن حل الوحي المحلي وسقط على بيت الوسط أولا فاصلا الرئيس سعد الحريري عن متلازمة رؤساء الحكومة السابقين، تم "فك اللحام" بين المرجعيتين وهي الإشارة الإيجابية الثانية في مبادرة الحريري حيث عزل نفسه عن الكبار الثلاثة. وهم أيضا أعلنوا بيان الانشقاق عن مبادرة التنازل.

كان بيانهم ذا إفادة لكل الأطراف وقد استكمله الرئيس نجيب ميقاتي اليوم بإتصال أجراه بالرئيس مصطفى أديب متمنيا عليه التمسك بتأليف حكومة اختصاصيين مستقلين. أي إنه يقول لمدير مكتبه السابق: "ما ترد ع حدا" ولا تنفذ رغبة الحريري أو ما يطلبه الثنائي الشيعي وحسنات هذا التوجه من سيئاته.

وإذا كان الثنائي سيرفض المبادرة لألف سبب وسبب، فإنه سيقبل بها لسبب واحد: هو موقف رؤساء الحكومة السابقين، والآخذين بالبلد الى شقاق مذهبي، ورصيف خارجي متشدد، واحتقان لا يقوى عليه اللبنانيون.

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون أم تي في"

خرب الدنيا الرئيس سعد الحريري بمبادرته أمس، ليس لأنه كسر عصبة رؤساء الحكومة السابقين وزعل صقور الطائفة السنية بتراجعه عن رفضه المطلق أن تسند حقيبة المال لشيعي، بل لأنه صحى لعبة التأليف من الإغماءة العميقة التي اصيبت بها إثر الضربة بعقب المسدس التي سددها إليها الثنائي.

الإنعاش الذي لم يكن متوقعا ومرغوبا لمسار التأليف، فاجأ الجميع، لكنه أحرج الضاحية وعين التينة .

من هنا هذا التخبط في الردود في صف الثنائي، والذي تراوح بين رفض عصبي بالمطلق لمبادرة الحريري، وتريث متردد أعاد فتح الباب لبصيص أمل ضعيف بإمكانية التوصل إلى مسار يسهل التأليف.

ويقول المتابعون لموقف الثنائي، إن الأخير لين موقفه كلاميا بعدما وجد نفسه وحيدا في معركة التعطيل، وقد تخلى عنه رئيس الجمهورية وتياره، واللين ليس سوى تكتيك استيعابي لأن لا ضوء أخضر من إيران بعد، لتشكيل حكومة مستقلة فعلا لا قولا في لبنان. فيما طهران في عز حاجتها للبنان ورقة ثمينة في كباشها مع واشنطن.

تعثر الثنائي بدا فاقعا بسؤاله الحريري عمن منحه الحق في إعطاء حقيبة المال لغير شيعي فيما الدستور لا يقول بذلك، علما بأن الدستور لم يوزع الحقائب الوزراية الأخرى على قواعد طائفية ولم يخصص أي طائفة.

توازيا ، مهما بلغت المكابرة لدى الثنائي فهو بالمنطقين السياسي والأخلاقي محرج تجاه اللبنانيين، وقد تعرى من أي ورقة تين دستورية وانكشف سافرا أمام فرنسا والعالم بأنه يخطف الدولة بشعبها ودستورها واقتصادها ووجودها لصالح غريب، وطبيعي ألا تساعده الانفجارات المتنقلة التي لا تبقي لا حجرا و لا بشرا، والخشية ألا يكون آخرها انفجار عين قانا أمس.

في السياق جملة أسئلة تفرض نفسها : هل يرغب الثنائي المكشوف في التراجع لملاقاة الحريري لكنه لا يجد الى ذلك سبيلا بعدما رفع حماره عاليا على أعلى شجرة ؟ أم أنه لا يريد التراجع لأنه غير عابىء بمصير الوطن والناس؟

ما موقف الرئيس المكلف، هل يجرؤ ويؤلف ؟ و ما هو موقف رئيس الجمهورية، وهل نسي أنه هو من حذر ان بعد فشل أديب، جهنم تنتظرنا والنحيب؟

هل سمع أهل السلطة كلام العاهل السعودي في الأمم المتحدة عن سيطرة حزب الله على الدولة وإشارته بقوة الى آخر تجليات هذه السيطرة التي تمثلت في الانفجار الرهيب الذي ضرب مرفأ بيروت، فيما الرئيس عون يسعى الى إقناع "هذه الأمم" بمساعدة لبنان على النهوض من خرابه؟

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 23 ايلول 2020

وطنية/الأربعاء 23 أيلول 2020

صحيفة النهار

ـ علم أن مؤسّسات اجتماعية وثقافية واعلامية اقليمية تتخذ بيروت مقرا لها أقفلت او جمدت نشاطاتها نظراً لظروف ‏لبنان الصعبة.

ـ تُعقد في مقرّ مرجعية نيابية لقاءات مفتوحة مع قوى سياسية وحزبية مقرّبة من المرجعية المذكورة لمناقشة كل ‏الإحتمالات التي قد تحصل في حال فشلت المبادرة الفرنسية، واتخاذ الخطوات المناسبة نحو مرحلة اصطفافات ‏سياسية جديدة.

ـ يقول سياسي مخضرم، أن المرحلة الراهنة شبيهة إلى حدّ كبير بحقبة الثمانينات حين كان النزاع السياسي ‏والعسكري على أشدّه بين حزب بارز والقوات المتعدّدة الجنسية التي كانت موجودة في لبنان آنذاك.

صحيفة البناء

ـ خفايا

قال مرجع معني بالملف الحكومي إن مصير الرئيس المكلف مصطفى أديب لا يبدو شبيها بالرئيس حسان دياب بل ‏بكل من المرشحين لرئاسة الحكومة بعد انتفاضة 17 تشرين، بهيج طبارة ومحمد الصفدي وسمير الخطيب سواء ‏طالت المشاورات قبل الاعتذار أم قصُرت وإن مشروع الرئيس سعد الحريري لا يزال فتح الطريق لعودته للسراي ‏بتغطية دولية وإقليمية.

ـ كواليس

اعتبر دبلوماسي أوروبي أنه خلافاً للحديث عن أن المواجهة الأميركية الإيرانية تتصدر المشهد الدولي وسترسم ‏مصير سواها من المواجهات، فإن التجاذب الأميركي الأوروبي والصراع الفرنسي التركي سيرسمان مصير ‏المواجهة الأميركية الإيرانية والمواجهة الأميركية مع روسيا والصين من ورائها وأن سورية هي بيضة القبان ‏وليس لبنان.

صحيفة الجمهورية

ـ ترفض بعض المصارف وضع شيكات مصرفية في حسابات زبائنها بالدولار فيما تعمد مصارف أخرى الى ‏استقطاب زبائن جددا.

ـ دار سجال بين نائبين حليفين على خلفية الملف الحكومي ألقى فيه أحدهما مسؤولية التعطيل على حزب بارز.

ـ قال مسؤول سابق إنه ممتعض من طريقة تأليف الحكومة وإنه يماشي على مضض ما يصدر من مواقف ‏تصعيدية.

صحيفة اللواء

ـ تصاعد الخلاف داخل "عائلة رئاسية" على خلفية إجراءات تتخذ، وتنعكس سلباً على صورة "الرئاسة ‏الحاكمة".

ـ تردّد أن لقاء عقد، قبل أيام، تطرق إلى مخرج "لعقدة المالية"، اقتضى 72 ساعة لإظهاره، بعد ظهور تباينات ‏تجاهه!

ـ يُؤكّد مرجع أمني، أن تفجير "عين قانا" قطع الشك باليقين عن أن جهة معادية وراء كل التفجيرات بدءاً من ‏انفجار مرفأ بيروت!

صحيفة نداء الوطن

ـ طرحت أوساط "ممانعة" في مجلس خاص تساؤلات عن سبب عدم إبداء رئيس "المردة" سليمان فرنجية أي ‏موقف حيال حقيبة المالية، كاشفةً أنّه تلقى "نصيحة" بوجوب عدم التردد في تظهير دعمه لمطلب الثنائي الشيعي.

ـ تجزم مصادر متابعة أنّ باريس لا تزال تصرّ على ألّا تؤول حقيبة الطاقة إلى "التيار الوطني الحر" بمعزل عن ‏إشكالية حقيبة المالية.

ـ يؤكد خبراء معنيون بعملية مسح أضرار مرفأ بيروت أن إعادة بناء مبنى الإهراءات تحتاج إلى ثلاث سنوات ‏على الأقل

صحيفة الأنباء

*موعد لم يُلبّى

تردد أن أحد سياسي شمالي طلب موعداً من مرجع نيابي ولم يتم تلبية طلبه.

*خطوة تنازلية

بدا مستغرباً عدم تجاوب مرجع سابق مع مسعى مرجع سياسي ثم إعلانه منفرداً خطوة تنازلية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

جهنم اقتصادية تنتظر اللبنانيين

القبس الإلكتروني ا/23 أيلول/2020

في خضم التأزُّم الاقتصادي الذي ينعكس حكماً على الأوضاع الاقتصادية المتردية، حذر خبراء اقتصاديون من أن عدم تشكيل الحكومة سيؤدي إلى زيادة الضغوط على الوضع الاقتصادي، لناحية زيادة نسبة الفقر والبطالة وانتشار الفوضى الاجتماعية، فشحُّ الدولار سيؤدي حتماً إلى رفع الدعوم عن سلع غذائية أساسية وعائلات كثيرة لن تستطيع تأمين قوتها اليومي، ما يضع البلاد في قلب مجاعة قاتلة. الخبير الاقتصادي جاسم عجاقة حذَّر في حديث خاص لـ”القبس”، من كارثة اقتصادية عندما يأتي وقت رفع الدعم عن المحروقات والطحين والدواء لنبلغ الدرك الأسفل من جهنم. وهو ما أكده الرئيس عون عرضياً في مؤتمره الإثنين، عندما سئل عن رأيه حول موضوع نفاد احتياطي مصرف لبنان بعد شهرين، ليرد «بيكونوا خلصوا المصاريات». يتخوف عجاقة من تداعيات المراوحة الحكومية على يوميات المواطن، ويشدد على أن عدم إيجاد مخرج للأزمة السياسية سيؤدي إلى مشكلة اجتماعية خطيرة وإلى فوضى امنية. فعدم تشكيل حكومة او حتى لو استطاعت الأطراف السياسية تشكيل حكومة غير قادرة على تحقيق الإصلاحات، فالنتيجة واحدة: لا دولار واحداً سيدخل الى لبنان، لا من الولايات المتحدة ولا من أوروبا ولا من دول الخليج، فهذه الدول تربط فتح أبواب المساعدات باتفاق الحكومة اللبنانيية على برنامج مع صندوق النقد الدولي. وتابع عجاقة: «من دون أموال صندوق النقد الدولي، لبنان ذاهب حتما الى رفع الدعم. لأن مصرف لبنان لم يعد باستطاعته تأمين دولارات على سعر الصرف الرسمي 1515 ليرة لبنانية او حتى على سعر الـ3900 ليرة. فالمواد الأساسية كالمحروقات والقمح والأدوية تستورد على سعر 1515، في حين يتم دعم السلة الغذائية (300 سلعة) على 3900. ووفق عجاقة الموعد المفترض لإلغاء الدعم يتزامن مع موعد الانتخابات الأميركية. ويضيف الخبير الاقتصادي: رفع الدعم يعني تلقائيا رفع الأسعار 4 أو 5 مرات اكثر لتوازي سعر الدولار في السوق السوداء. يعني ذلك ان عددا كبيرا من اللبنانيين لن يكون بمقدورهم شراء المواد الغذائية والسلع الأساسية، أولا بسبب رفع الدعم عنها قريباً، وثانيا بسبب ارتفاع سعر الدولار الذي سينعكس مباشرة على أسعار السلع. هذا الامر سيزيد الفقراء فقرا، كما أن عددا كبيرا من العائلات لن يمكنها ان تكفي نفسها. ويرى عجاقة أنه من البديهي ان يتسبب الفقر والبطالة والجوع في ازدياد السرقات واعمال السلب، وشهدنا خلال الأيام الماضية في وضح النهار سرقة صيدليات وسواها. المعادلة معروفة في هذه مثل هذه الاحوال «عندما يدب الجوع بين الناس، فإنهم يخرجون عن السيطرة». اليوم يتم تنظيم الفوضى عبر التجييش الطائفي. أما فوضى الجوع والاقتتال على لقمة العيش، فيصعب تنظيمها. واعلن عجاقة خشيته من أن يصبح لبنان على شاكلة البرازيل من هذه الناحية، أي انه لا يصبح المواطن قادراً على الخروج من منزله بعد السادسة مساء خوفا من العصابات، خصوصاً في ضواحي واحزمة الفقر.

الحلول ليست معدومة

هل الحلول معدومة لتجنب مثل هذا السيناريو؟ يقول الخبير الاقتصادي: ان هناك حلولا داخلية ليست مثالية وانما قادرة على تأمين بعض الأساسيات. هاجس اللبناني هو عدم وصوله الى مرحلة لا يستطيع فيها توفير طعامه. في هذا الاطار يقترح عجاقة على الدولة تشجيع الزراعة وتسهيل الصناعة وتحديدا الغذائية، ويقترح مثلا تكليف الجيش زراعة الأراضي الجرداء. ويذكر عجاقة أن لبنان كان يسمى قديما «مزرعة أوروبا» المزرعة التي توفر الغذاء والطعام. اما الحلول الخارجية المتوجهة انظارنا صوبها، يختم الخبير الاقتصادي كلامه لـ القبس، فهي حلول سياسية مرتبطة بالصراع الإيراني – الأميركي. حل خارجي يؤمن ضخ الدولارات هو حل سياسي نحن لسنا مؤهلين له.

 

الحزب" يرفض "تضحية" الحريري: من قال لكَ إننا نريد حكومة؟

أساس ميديا/23 أيلول/2020

لو كان حزب الله يرغب فعلاً في تشكيل حكومة جديدة، لكان تلقّف تجرّع الحريري "كأس السمّ"، وأعلن موافقته على أن يكون وزير المالية من الطائفة الشيعية، شرط أن "يختاره هو، شأنه شأن سائر الوزراء على قاعدة الكفاءة والنزاهة وعدم الانتماء الحزبي". مصادر حزب الله قالت لـ"المنار"، تحت اسم "مصادر مطّلعة"، إنّها "لا تريد للحريري أن يتجرّع السم والثنائي الشيعي لطالما جنّبه تجرّعه". كما لو أنّ حزب الله يقول للحريري: "من قال لكَ إنّنا نريد تشكيل حكومة؟"، أو: "من طلب منك هذا التنازل؟". يبدو واضحاً أنّ "الثنائي" لا يقبل عرض الحريري، وتحديداً حزب الله، بتسهيله التشكيل "منفرداً بمعزل عن موقف رؤساء الحكومات السابقين، مع علمي المسبق بأنً هذا القرار قد يصفه البعض بأنًه بمثابة انتحار سياسي". قبل ساعات قليلة من إعلان الحريري، وصلت إلى هواتف بعض المتابعين في لبنان للحراك الفرنسي رسالة مختصرة من باريس مفادها: "il va bouger"، أي أنّ "الحريري سيتحرّك". وذلك بعد اتصالات مكثّفة في الساعات الماضية مع الجانب الفرنسي حصراً تبلورت بشكل كامل نتيجة ضغط شخصي من الرئيس إيمانويل ماكرون، رفضها رؤساء الحكومات السابقين إلى حدّ التبروء منها واعتبارها "مبادرة شخصية من الحريري"، في بيان صدر فورإعلان بيان الحريري: " نعتبر أنفسنا غير ملزمين بها... لأنّ الدستور اللبناني شديد الوضوح في أنّه ليس هناك من حقيبة وزارية حكراً لطائفة...".

 

جرائم ضد الانسانية وإبادة جماعية مضمون الشكوى التي ستقدم ضد الدولة اللبنانية

القناة الثالثة والعشرون/23 أيلول/2020

علمت القناة الثالثة والعشرون من مصادر مطلعة ان مجموعة من المحامين تتحضر فور صدور نتائج التحقيقات في انفجار المرفأ للتقدم بشكوى ضد الدولة اللبنانية امام مراجع قضائية خارجية مختصة بالتسبب بمقتل ما لا يقل عن ٣٠٠ شخص و جرح اكثر من ٦٠٠٠ مواطن .

وتفيد المصادر بان مجموعة المحامين بانتظار ما ستتضمنه نتائج التحقيق معللة بأنه وفي حال محاولة لفلفة ملف التحقيق ووضعه في خانة الاهمال من قبل بعض صغار الموظفين ، ستتقدم هذه المجموعة استنادا الى نتائج التحقيق بشكوى بجرائم قد تصل الى ابادة جماعية و جرائم ضد الانسانية ومطالبة الدولة اللبنانية بتعويضات قد تقدر  بمئات ملايين الدولارات

 

عنبر 12 جديد في عين قانا: "العلمُ عند حزب الله".. الحريري "يفتدي" ماكرون

نداء الوطن/23 أيلول 2020

في عزّ "حشرة" الثنائي الشيعي حكومياً ووطنياً وإقليمياً ودولياً، وغداة سحب رئيس ‏الجمهورية ميشال عون البساط الدستوري والمسيحي من تحت أقدام مطلب استئثار الثنائي ‏بحقيبة المال، خلع الرئيس سعد الحريري عباءة تشدّد رؤساء الحكومات السابقين وتفرّد بتقديم ‏‏"فتوى تسووية" مشروطة بعدم تكريسها أي عرف أو واقع دستوري يُؤسَّس عليه في تشكيل ‏الحكومات مستقبلاً، ليقدّم من "كيس" رصيده الشخصي والسياسي فدية "المالية" للثنائي ‏بمفعول مزدوج يفتدي من خلاله مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون و"حكومة المهمة" ‏الإنقاذية للبنان. المخرج الذي طرحه الحريري لتحرير تشكيلة أديب من قيود التعطيل، قضى ‏أن تكون حقيبة المال من حصة الطائفة الشيعية لكن على أن يتولى الرئيس المكلف نفسه ‏تسمية وزير مستقل لها "على قاعدة الكفاءة والنزاهة وعدم الانتماء الحزبي (...) وبهذه ‏الخطوة، تصبح المسؤولية على عاتق الممانعين لتشكيل الحكومة، فإذا تابعوا عرقلتهم ‏يتحملون مسؤولية ضياع فرصة لبنان لوقف الانهيار وإنقاذ اللبنانيين من مآسيهم الحالية ‏والمرشحة للتزايد". مرة جديدة اختار الحريري "تجرّع السم" مع علمه المسبق بأنه قرار "قد يصفه البعض ‏بالانتحار السياسي"، لكنه لم ير عنه بديلاً لمحاولة إنقاذ المبادرة الفرنسية بوصفها "آخر فرصة ‏لمنع سقوط لبنان في المجهول".

وأكدت مصادر مواكبة لموقفه أن الحريري يدرك سلفاً أنّ ‏‏"كلفة تقديمه تنازلاً كهذا ستكون كبيرة عليه أمام جمهوره وأمام الفرقاء السياسيين الذين كان ‏لهم موقف رافض لتخصيص وزارة المال لوزير شيعي، لكنه في الوقت نفسه آثر دفع الثمن ‏سياسياً وشعبياً مقابل عدم تضييع آخر فرصة إنقاذية للبنانيين، خصوصاً وأنّ كل من يعارض ‏موقفه لم يطرح أي حلول بديلة أخرى لأزمة البلد الكارثية التي باتت معالجتها مستحيلة من ‏دون المبادرة الفرنسية وتشكيل حكومة مصطفى أديب".. وكشفت المصادر لـ"نداء الوطن" أنّ بيان الحريري جاء "نتيجة اتصالات مكثفة خلال ‏الساعات الـ48 الماضية بينه وبين الرئيس الفرنسي من دون تنسيق مع أي طرف آخر، ‏وخلصت المشاورات إلى فكرة طرح هذه المبادرة، فتواصل الحريري مع الرئيس المكلف ‏ولمس منه قبولاً وترحيباً بالفكرة مع التأكيد على ضرورة ألا يتحول إسناد حقيبة المال لوزير ‏شيعي إلى عرف دستوري فكان تشديد على وجوب اعتماد هذه المبادرة الإنقاذية "لمرة واحدة" ‏بما يفضي إلى تسمية أديب وزيراً شيعياً لحقيبة المال أسوةً بتسميته سائر الوزراء الآخرين في ‏تشكيلته الوزارية".

وعن موقف رؤساء الحكومات السابقين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام الرافض لهذه ‏

المبادرة، أوضحت المصادر أنّ "الحريري استمزج رأيهم لكنهم عارضوا اقتراحه كل على ‏طريقته واعتبروه تنازلاً غير مفيد، فقرر المضي قدماً في الطرح وأخذه على عاتقه الشخصي ‏لعله يشكل مخرجاً إنقاذياً للبلد"، نافيةً في المقابل أن يكون الحريري قد أعلن مبادرته بالتنسيق ‏مع أي من فريقي الثنائي الشيعي، بل هو تعمّد طرحها ببيان رسمي لكي يتحمل الجميع ‏مسؤولياته في هذه المرحلة البالغة الدقة والحساسية التي يمر بها البلد. وفي حين ساد انطباع مبدئي لدى بعض الأفرقاء مساءً يراهن على تعامل "حزب الله" وحركة ‏‏"أمل" مع مبادرة الحريري "بعقلانية" فيسارعا إلى تلقفها باعتبارها "مخرجاً معقولاً" للأزمة ‏الحكومية شرط عدم إفساح أي مجال لفتح أي "بازار جديد" يتعلق بالحصص والحقائب بشكل ‏يستنزف مزيداً من الوقت في عملية ولادة الحكومة، نقلت في المقابل أوساط مقربة من الثنائي ‏الشيعي لـ"نداء الوطن" أجواء مناهضة لهذه المبادرة من جانب قيادتي الثنائي مؤكدةً أنهما "لا ‏تزالان متمسكتين بوجوب تسمية وزرائهما الشيعة بنفسيهما، ويعتبران أنّ الحريري بمبادرته ‏هذه إنما تقدم شكلياً خطوة إلى الأمام لكنه في الجوهر لم يقدم جديداً يمكن البناء عليه في سبيل ‏حل إشكالية حقيبة المالية". ميدانياً، اتجهت الأنظار أمس إلى الجنوب على وقع الانفجار المدوّي الذي هزّ منطقة إقليم ‏التفاح وخلّف أضراراً جسيمة في بلدة عين قانا. فالمشهد الذي ارتسمت وسط سحبه الدخانية ‏السوداء التي غطت سماء المنطقة علامات استفهام كبيرة حول طبيعة المبنى الذي دمّره ‏الانفجار ونوعية الأسلحة والذخائر التي كانت مخزنة داخله، بقيت المعطيات المتصلة به ‏ضبابية تلفها جملة من الأسئلة والسيناريوات والفرضيات لا سيما الإسرائيلية منها في ظل ‏التحليق الكثيف للطيران المعادي في أجواء المنطقة قبيل الانفجار. وإذ سارع "حزب الله" إلى تطويق المكان وعمّم معلومات إعلامية تفيد بأنّ الانفجار ناجم عن ‏ذخائر وعبوات مخزنة من مخلفات حرب تموز 2006، أكدت مصادر مواكبة للتحقيقات ‏الأولية بالحادث أنّ "الأجهزة الرسمية ليست على بيّنة بعد من طبيعة الانفجار وأسبابه وتنتظر ‏استكمال تحقيقاتها في هذا المجال"، واختصرت الإجابة عن سلسلة الاتصالات التي جرت ‏أمس لاستيضاح حقيقة ما جرى بالقول: "عنبر رقم 12 جديد والعِلمُ عند حزب الله الذي وحده ‏يملك الجواب اليقين"..

 

جنبلاط: لتسهيل التشكيل بعيداً عن الحسابات الضيقة

تويتر/23 أيلول/2020

غرد رئيس “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط عبر حسابه على “تويتر” قائلاً: “آن الاوان في التقاط ورقة الامس والبناء عليها وتسهيل التشكيل بعيدا عن الحسابات الضيقة، فكل دقيقة تمر ليست لمصلحة لبنان. لا تعطوا حكومة الوباء والكوارث الحالية المزيد من الوقت”.

 

الثنائي يُعرقل المبادرة الفرنسية بـ”أمر عمليات إيراني”

وكالة الانباء المركزية/23 أيلول/2020

أثار أداء الثنائي الشيعي في تعاطيه مع المبادرة الفرنسية وعملية تشكيل الحكومة موجة من الاستغراب والتساؤل، ذلك ان المبادرة ليست سياسية ولا تُبدّي مصلحة فئة من اللبنانيين على اخرى ولا تحمل في طيّاتها “انتداباً فرنسياً” بنكهة جديدة كما يروّج، انما هي إنقاذية محددة الهدف، منع انهيار لبنان وزواله ووضعه على سكّة التعافي تماماً كما جاء في بيان الخارجية الفرنسية امس. ومع ان العاملين على خط تسهيل مهمة الرئيس المكلّف مصطفى اديب لا ينفكّون يقدّمون التنازلات لإخراج الحكومة من عنق زجاجة التأخير، كان اخرهم الرئيس سعد الحريري الذي اعلن استثناء وزارة المال من المداورة وإبقائها للشيعة “لمرّة واحدة”، غير ان مواقف الثنائي الشيعي ما زالت “متصلّبة” لجهة حقه بتسمية وزراء الشيعة والابقاء على وزارة المال من حصّته. هذا التصلّب “الشيعي” تجاه المبادرة الفرنسية التي تُجمع معظم القوى على انها “الفرصة الاخيرة” عزته اوساط سياسية معارضة عبر “المركزية” الى “امر عمليات ايراني صدر برفض المبادرة الفرنسية من اساسها، وتغليف هذا الرفض “بمطالب ميثاقية” وبحق الطائفة من اجل “إحراج” المكوّنات الاخرى”. من هنا، تضيف الاوساط “رفع الثنائي سقف اعتراضه على التشكيلة الوزارية المصغّرة التي يريدها الرئيس المكلّف ومطالبته بالمالية بحجّة التوقيع الثالث على المراسيم الحكومية فضلاً عن تسمية وزرائه وحصوله على الثلث المعطل. ومن اجل اخفاء حقيقة “امر العمليات الايراني” اغرق الجيش الالكتروني للثنائي مواقع التواصل الاجتماعي بكمّ من المعلومات غير الصحيحة وحملات التجنّي على مرجعيات دينية مثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي واتّهام احزاب مسيحية بانها بدأت بتدريب الاف العناصر الميليشياوية واتهام قوى وقيادات مسيحية بتطبيق اجندة غربية بالتزامن مع التطورات المتسارعة في المنطقة وعملية التطبيع”. ولم يكتفِ الجيش الالكتروني على حدّ تعبير الاوساط بتوجيه الاتّهامات لقيادات مسيحية، دينية وسياسية، انما وجّه سهامه الى الرباعي السنّي او ما يُعرف بنادي رؤساء الحكومة السابقين بإتّهامه بانه “سيخذل” جمهوره كما فعل في السابق، علماً ان ما يقوم به رؤساء الحكومات في هذا المجال يهدف الى رصّ صفوف السنّة وخلق شبكة امان باقامة علاقات مع قيادات مسيحية ودرزية وحتى شيعية وخلق حالة وطنية تحظى بدعم دولي واقليمي من اجل دعم مشروع الدولة”. ولعل ما دفع الثنائي الشيعي الى التصلّب بمواقفه الحكومية اكثر ما يصدر عن البطريرك الراعي اثناء عظاته ايام الاحاد، حيث ابعدت عظاته الطابع المذهبي عن الصراع السياسي القائم واعطته بُعداً وطنياً وهو ما اقلق ثنائي الحزب والحركة الذي يرفض ان يعترض مواقفه احد حتى لو كان مرجعية دينية وطنية او رئيس جمهورية. لذلك شنّ حملات شعواء على الراعي وصلت الى حدّ اتّهامه بالعمالة، ليس لسبب الا لانه شكّل حجر عثرة امام تحقيق مشروعه العابر للحدود، لاسيما وان الراعي دخل بقوّة على خط تشكيل الحكومة داعياً الرئيس المكلّف لوضع تركيبة مصغّرة من اصحاب الاختصاص والكفاءة، وذلك إنسجاماً مع المبادرة الفرنسية الانقاذية لمنع لبنان من الانهيار والزوال كما قال وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لو دريان.

 

مبادرة الحريري: إما تنقذ التأليف او تعرّي المعطّلين!

 وكالة الانباء المركزية/23 أيلول/2020

بعد 22 يوما من المراوحة السلبية على الخط الحكومي، قرر الرئيس سعد الحريري “التنازل”، فوافق على اعطاء حقيبة المال الى شيعي، في حين كان يتمسّك حتى الامس القريب، بمبدأ المداورة الشاملة رافضا تطويب وزارات لطوائف وأحزاب. هذا التراجع، قابله الثنائي الشيعي بتصلّب، وتعاطى معه بنوع من “الفوقية” وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”. فقد رد على موقف الحريري سريعا معتبرا اياه دليلا على انه يتحكّم بالرئيس المكلف مصطفى اديب وبلعبة التأليف، مستغربا كيف ان الرئيس الحريري يسمح او لا يسمح لهذا الفريق او ذاك بتولّي وزارة، ورافضا ايضا تسمية أديب الوزير الشيعي المستقل للمالية. وفق المصادر، الثنائي امل – حزب الله “استكتر” على الحريري محاولة إظهار نفسه، أقلّه أمام شارعه و”ناسه”، في موقف المساعد في ولادة الحكومة والرافع للعقبات من أمام عربة التأليف. وربّما كان يريد منه ان يضمّن بيانه اعترافا بأنه هو المعطّل وبأنه نادم على فعلته وبأنه “يستسلم” لما يطالب به الثنائي لأنه مطلب محق، ويقول ايضا “المالية يجب ان تكون للابد من حصة الشيعة في البلاد”! لم يعجب ما قاله الحريري الثنائي اذا، غير ان رفع الحزب والحركة سقفهما، يُرجّح ان يكون هدفه التمهيد لجولة المفاوضات الجديدة، من نقطة “قوة”، لا نعي المبادرة الحريرية. وبحسب المصادر، فإن العرض “الازرق” من المرجّح الا يقتصر على الموافقة على “شيعي” في المالية، بل “من تحت الطاولة”، وخلف الكواليس، قد يقبل أديب – والحريري بطبيعة الحال – ايضا بأن يقدّم الرئيس نبيه بري اسماء شخصيات شيعية غير استفزازية كفوءة ذات سيرة ذاتية مشجّعة، فيختار من ضمنها الوزيرَ الذي ستُسند اليه المالية. واذ تشير الى ان هذا الامر ستتظهر صحّته من عدمها في الساعات القليلة المقبلة، تلفت المصادر الى ان المرونة الحريرية يفترض ان تلاقى بالمثل من قبل الثنائي، المطلوب منه الاقلاع عن “جلد” التيار الأزرق “اعلاميا”، وصبّ الزيت على نار الاحتقان الشعبي. اما في السياسة، فتجاوبُ الحزب والحركة، مع طرح الرئيس الحريري ضروري لولادة الحكومة. فاذا لم يفعلا وبقيا يصعّدان، أو رميا على الطاولة رزمةً شروط جديدة، تعجيزية، تفرّغ المبادرة الفرنسية من مضمونها، فإن ذلك سيؤكد ان العقدة في مكان آخر، وان التمسّك بالمالية ليس سوى ستار لإخفاء حقيقة ان التعطيل يحصل لغايات اقليمية، وخدمةً لمصالح ايران بالتحديد، التي ترغب بابقاء الوضع اللبناني في هذا الستاتيكو القاتل حتى موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية. اللّهم اذا سلّمنا جدلا، بأن كسر مبدأ المداورة في المالية لن يجابَه بتمسّك من قبل الاطراف السياسية الاخرى بالحقائب التي تعتبرها “ملكا” لها ايضا، وبأن “طيف” العقوبات الاميركية سيبقى يفعل فعله في هذا المجال! وبعد، وبغض النظر عن خلفيات مرونة الحريري المستجدة، فإن الاكيد ان خطوته حشرت القوى السياسية الاخرى، وردّت طابة التعطيل الى ملعبها. فمبادرته، التي أثنت عليها باريس اليوم، إما ستساعد في التشكيل او ستعرّي حقيقة نوايا الجميع… ويبقى السؤال الاهم، هل ستتمكن الحكومة العتيدة، اذا كان وزير ماليتها مختارا من قبل الثنائي الشيعي “المغضوب” عليه دوليا، من إنقاذ لبنان اقتصاديا وماليا، ام ستكتفي بإنقاذ مبادرة فرنسا وسمعة رئيسها ايمانويل ماكرون؟!

 

عزم أميركي على مزيد من العقوبات ضد إيران و”الحزب”

صحيفة الراي الكويتية/23 أيلول/2020

قالت مصادر أميركية رفيعة المستوى إن واشنطن عازمة، في الأشهر الثلاثة المقبلة، على تكثيف العقوبات المالية التي تفرضها تباعاً على إيران و«حزب الله» اللبناني.

ويعتقد المسؤولون في الإدارة الحالية أن العقوبات هي «ضمانة»، أنه في حال لم يفز الرئيس دونالد ترامب بولاية ثانية في الانتخابات المقررة في الثالث من تشرين الثاني المقبل، فإن عدداً كبيراً من العقوبات سيبقى، حتى في حال وصول المرشح الديموقراطي، نائب الرئيس السابق، جو بايدن إلى البيت الأبيض.

وكان بايدن كتب في مقالة على موقع شبكة «سي أن أن» أنه ينوي الانضمام مجدداً إلى الاتفاق النووي مع إيران، المكرّسة بقرار مجلس الأمن رقم 2231، وهو ما يعني رفع العقوبات الأميركية المفروضة على إيران بالتزامن مع قيام إيران بالعودة إلى ما قبل مايو 2017، وتخفيض نسب تخصيب اليورانيوم والتخلص من المخزون الإضافي الذي راكمته منذ أن أعلن ترامب أن واشنطن في حِلٍ من الاتفاق الدولي مع طهران.’ على أن رفع العقوبات الأميركية عن دولة إيران لا يعني رفع كل ما أعاد فرضه ترامب، فالرئيس الأميركي كان أعاد العقوبات التي تم تعليقها على دخول الاتفاق مع إيران حيز التنفيذ مطلع العام 2016، لكنه لم يكتف بإعادة العقوبات التي كانت معلّقة، بل دأب منذ تاريخه على فرض عقوبات جديدة، منها استهداف الحرس الثوري الايراني وتصنيفه تنظيماً إرهابياً، والبعض الآخر منها استهدف قطاع الصواريخ البالستية الإيرانية وقطاعات أخرى.

أما العقوبات على «حزب الله» اللبناني، فهي مستندة إلى قوانين مكافحة الإرهاب، وهي بمثابة إجراءات إدارية لا تتأثر بالقرارات السياسية أو بالهوية الحزبية للرئيس في البيت الأبيض، وهو ما يعني أنه بغض النظر عمّا يحصل مع إيران، فإن العقوبات الأميركية على «حزب الله» وحلفائه في لبنان باقية حتى إشعار آخر. كذلك، لا تتأثر، في حال انتخاب بايدن رئيساً وعودته الى الاتفاق النووية مع إيران، العقوبات التي فرضتها واشنطن على الدولة السورية، إذ هي عقوبات تم فرضها بموجب «قانون قيصر»، الذي حاز على إجماع في الكونغرس.

ويعتقد المسؤولون في إدارة الرئيس ترامب أن رفع العقوبات عن إيران، خصوصاً عن قطاعات نووية أو صاروخية أو تلك التي تتعلق بتمويل الإرهاب، ليس أمراً سهلا، وسيكبد من يقوم برفعها بتكلفة سياسية كبيرة في العاصمة الأميركية، و«سيكون على نائب الرئيس السابق، بايدن، تبرير سبب تعليق العقوبات على بعض القطاعات الإيرانية، وهو أمر معقد، خصوصاً إن راحت ايران تتظاهر بأنها انتصرت على أميركا، وهو ما يجبر أي رئيس، حتى بايدن، على التريّث وربما عدم رفع العقوبات أبداً»، بحسب المصادر.

ويشير المسؤولون إلى أن الاتفاق النووية مع إيران تم تصميمها على أساس أنها مدخل لتسوية أكبر، لا على أنها التسوية النهائية، وفي هذا السياق، تم تضمين الاتفاق تواريخ نهاية صلاحية لمعظم بنودها، مثل نهاية حظر السلاح في 18 أكتوبر المقبل، ونهاية القيود المفروضة على تخصيب اليورانيوم بعد سنوات. واعتقدَ أوباما، حسب المسؤولين، أنه «في الوقت الذي يحل موعد نهاية صلاحية بنود الاتفاق، تكون إيران قد أصبحت في مصاف الدولة الراشدة والحليفة للعواصم الغربية، وهو ما يعيد الثقة معها ويسمح بنهاية حظر السلاح عليها ونهاية مفاعيل القيود الأخرى».

لكن السنوات مرّت منذ إقرار الاتفاق، ولم تتحسن العلاقة الأميركية مع إيران، بل هي ساءت، حتى في زمن أوباما، إذ مضت إيران في تجاربها على الصواريخ البالستية وهو ما أحرج أوباما، وأعطى ترامب فرصة لإقناع الأميركيين بأن الاتفاق قاصرة والأفضل التخلص منها.

اليوم، تراهن طهران على وصول بايدن إلى البيت الأبيض حتى يقوم برفع العقوبات الأميركية، وهو ما يمدّها بالمال، وهو ما ينعش بدوره التنظيمات المرتبطة بطهران، مثل «حزب الله» اللبناني. لكن بايدن سيواجه صعوبة في رفع كل العقوبات المفروضة على إيران، خصوصا التي فرضتها وكالات حكومية فيديرالية على طهران لأسباب غير سياسية. ويتطلب فرض عقوبات بموجب قوانين مكافحة تمويل الإرهاب، مثل المفروضة على «حزب الله»، مصادقة أربع وكالات فيديرالية عليها، هي وزارات الخزانة والخارجية والدفاع والعدل، وهو ما يجعل من عملية رفعها عملية معقدة مثل فرضها. أما العقوبات المفروضة على دولة إيران، بموجب قوانين من الكونغرس، فغالبيتها عقوبات بمراسيم تشريعية صادرة عن البيت الأبيض بالاستناد الى قوانين من الكونغرس، وهذا النوع من العقوبات يمكن تعليقه بسهولة أكبر وبقرار معظمه سياسي ومتعلق بالرئيس وفريقه. أما عن الأمم المتحدة، فيعتقد المسؤولون في إدارة الرئيس ترامب أنه على عكس ما تحاول طهران وبعض عواصم العالم إظهاره، لناحية أن الولايات المتحدة معزولة ولا أصدقاء لها، الواقع هو أن مجلس الأمن هو العاجز عن تجاوز العقوبات الأميركية على إيران، والتي تسببت بشبه انهيار اقتصادي للإيرانيين. وترى المصادر الأميركية أنه إذا كانت العقوبات الأميركية بلا فائدة، فلماذا عمدت إيران إلى تجاوز الاتفاق النووية، إلى درجة أحرجت مؤيدي الاتفاق في مجلس الأمن، ودفعتهم الى عقد لقاء، بلا ممثلين عن واشنطن، لحض طهران على التراجع والتزام بنود الاتفاق النووية. إلا أن طهران لم تتراجع، وهو ما يشي أن الطرف الذي لا يؤثر في مجريات الاتفاق أو العقوبات هم روسيا والصين والدول الأوروبية الثلاثة، فرنسا وبريطانيا وألمانيا. ويستطرد المسؤولون الأميركيون بالإشارة الى أن أوروبا «لا يهمها التهديد النووي الإيراني أو نشاطات إيران المزعزعة للاستقرار»، بل ينحصر اهتمامها بالحفاظ على العقود التي كانت وقعتها مع الإيرانيين على إثر دخول الاتفاق النووية حيز التنفيذ.

وكانت شركة «إيرباص» العملاقة للطيران، وهي شركة ألمانية – فرنسية ومحركاتها بريطانية، فازت بعقد بقيمة 25 مليار دولار، فيما فازت شركة الطاقة الفرنسية «توتال» بعقد لتطوير حقل بارس للغاز وضخ ما يوازي 400 ألف برميل يومياً. وكما في أوروبا، كذلك في أميركا، حيث فازت شركة «بوينغ» بعقدين مع إيران بقيمة 25 مليار دولار، وهو ما يدفعها وعددا من الشركات الأميركية الى الضغط لعودة واشنطن الى الاتفاق النووية ورفع العقوبات عن إيران.

 

الرئاسة: عون معني مباشرةً بتشكيل الحكومة

رئاسة الجمهورية اللبنانية/23 أيلول/2020

ذكّر مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية بأن “الدستور ينصّ صراحة في مادتيه 53 (فقرة 4) و64 (فقرة 2) على أن رئيس الجمهورية يصدر، بالاتفاق مع رئيس مجلس الوزراء، مرسوم تشكيل الحكومة، وأن رئيس الحكومة المكلّف يجري الاستشارات النيابية لتشكيل الحكومة ويوقّع مع رئيس الجمهورية مرسوم تشكيلها، ما يعني من دون أي اجتهاد أو اختزال أو تطاول على صلاحيات دستورية، أن رئيس الجمهورية معنيّ بالمباشر بتشكيل الحكومة وبإصدار مرسوم التشكيل بالاتفاق مع رئيس الحكومة المكلّف”. جاء ذلك “إزاء المواقف والبيانات، وما تم تداوله إعلاميا بشأن تشكيل الحكومة، وحرصا على المبادرة الفرنسية وتشكيل حكومة مهمّة، من اخصّائيين مستقلّين للقيام بالإصلاحات اللازمة لأنقاذ لبنان من ازماته المعقدة  وبما أن البيانات والمواقف المختلفة والمتباينة في بعض الأحيان قد تحجب المسار الدستوري الذي يجب اتبّاعه حتما للوصول الى تشكيل الحكومة”، وفق البيان. كما أكد المكتب “مضمون البيان الذي صدر عن رئيس الجمهورية يوم الاثنين الماضي”.

 

أديب: حريص على تشكيل حكومة ترضي اللبنانيين وتنفذ الإصلاحات

الوكالة الوطنية للإعلام/23 أيلول/2020

أكد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة مصطفى أديب حرصه على “تشكيل حكومة مهمة ترضي جميع اللبنانيين وتعمل على تنفيذ ما جاء في المبادرة الفرنسية من إصلاحات اقتصادية ومالية ونقدية وافقت عليها جميع الأطراف”. وأشار أديب، في بيان، إلى أنه “آل على نفسه التزام الصمت طيلة هذه الفترة من عملية تشكيل الحكومة، تحسسًا منه بالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه ومن أجل الوصول إلى تقديم تشكيلة بالتشاور مع رئيس الجمهورية ضمن الأطر الدستورية، تساعد اللبنانيين على وضع حد لآلامهم اليومية”. وأعرب عن التزامه “الثوابت التي أطلقها في أن تكون الحكومة من ذوي الاختصاص وأصحاب الكفاءة القادرين على نيل ثقة الداخل كما المجتمعين العربي والدولي، لأن من شأن ذلك أن يفتح الباب أمام حصول لبنان على الدعم الخارجي الضروري لانتشال الاقتصاد من الغرق”، متمنيًا على الجميع “التعاون لمصلحة لينان وابنائه وتلقف فرصة إنقاذ الوطن”.

 

بري عن الحكومة: “مش مطوّلة

إم تي في اللبنانية/23 أيلول/2020

وقال بري انّ تحركاً سيحصل خلال الساعات المقبلة حكومياً، وهو ردّ على أحد النواب بالقول “مش مطوّلة لأن ما بقا فينا نحمل”، بحسب مصادر الـmtv. وأكدت معلومات “النهار”، ان لا زيارة لأي قيادي في “حزب الله” إلى بعبدا الاربعاء.

 

352 مصاباً بـ«كورونا» في أكبر سجون لبنان

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/23 أيلول/2020

بلغ عدد المصابين بفيروس «كورونا» المستجد داخل سجن رومية؛ أكبر سجون لبنان وأكثرها اكتظاظاً، 352 حالة، وفق ما أعلنت قوى الأمن الداخلي الأربعاء، فيما ارتفعت مؤخراً مطالب السجناء بضرورة الحصول على عفو عام مع تفشي الوباء. وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية أشرطة فيديو عدة من داخل السجن تظهر سجناء غاضبين يطالبون القوى السياسية بضرورة التدخل عبر إقرار عفو عام، وهو مطلب لطالما دعوا إليه. وأعلن سجناء أنهم يتوجهون نحو العصيان في حال لم يتم التوصل إلى حل ينقذهم من الوباء. وأعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، في بيان، أنه من أصل 956 اختباراً، ظهر «وجود 352 حالة إيجابية»، ونُقل 7 مصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم. وأشار البيان إلى وجود 5 إصابات أيضاً في سجنين آخرين، مشيراً إلى أن «جميع المصابين في السجون حالتهم مستقرة ووضعهم الصحي غير خطر». ومن المفترض أن يجتمع مجلس النواب اللبناني الأسبوع المقبل وعلى جدول أعماله قانون العفو العام مع ارتفاع حالات الإصابات بوباء «كوفيد19» في سجن رومية. ويؤوي سجن رومية الواقع قرب بيروت نحو 4 آلاف سجين؛ أي أكثر بنحو 3 مرات من قدرته الاستيعابية. وتشكو السجون عموماً في لبنان، وخصوصاً سجن رومية، من نقص في الخدمات الأساسية وشروط النظافة. ونفذ العشرات من أهالي السجناء الأربعاء وقفتين أمام منزلي رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري للمطالبة بإقرار العفو العام في الجلسة المقبلة للبرلمان، لأن المشروع يتطلب توافقاً بين القوى السياسية.

وقالت ابتسام يوسف، لوكالة الصحافة الفرنسية: «ابني لديه (كورونا)؛ مريض ولا أحد ينظر إليه (...). أستنجد بكل الحكومة والوزراء والرؤساء والنواب». وكان نقيب المحامين ملحم خلف حذّر الأسبوع الماضي من أن تفشي الوباء في السجن بمثابة «قنبلة إنسانية لا أحد يستطيع أن يحملها». ودعا إلى اتخاذ سلسلة إجراءات سريعة لتخفيف الاكتظاظ؛ من بينها توقيع رئيس الجمهورية ميشال عون على عفو خاص يشمل حالات محددة؛ كالحالات المرضية مثلاً. كما ناشد القضاء تطبيق «إخلاءات السبيل، ما عدا في حالة الجرائم الشائنة الكبيرة والإرهاب». ويسجّل لبنان ارتفاعاً كبيراً في أعداد الإصابات بـ«كورونا» خلال الأسابيع الأخيرة، خصوصاً بعد انفجار المرفأ المروع الشهر الماضي، مما يثير خشية حول قدرة المنظومة الصحية على الاستمرار في الاستجابة واستيعاب المصابين.

وبلغ عدد المصابين المعلن رسمياً حتى مساء الثلاثاء 30 ألفاً و838 شخصاً؛ توفي 315 منهم.

 

«المجلس الشرعي» يدعو لمساعدة أديب والالتزام باتفاق الطائف/السنيورة يطالب الطوائف بعدم التشبث «بحقوق مزعومة»

بيروت: «الشرق الأوسط»/23 أيلول/2020

دعا المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى إلى مساعدة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة مصطفى أديب «لتسهيل مهمته، لا بتقاذف التهم وبالاجتهادات المتعارضة بخلفيات سياسية»، مستنكراً «ظاهرة تحويل الاختلافات السياسية والحزبية والشخصية، إلى صراعات طائفية وخلافات مذهبية»، محذراً من أن «الشعب اللبناني يئن من ثقل الأزمة التي بدأت تأخذ منحاً طائفياً تحت ذرائع أو مصالح فئوية سياسية وطائفية لأنها تستهدف لبنان وعيشه المشترك». وعقد المجلس الشرعي جلسته العادية أمس برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، ودعا «إلى الالتزام بوثيقة الوفاق الوطني التي أقرت في الطائف وتطبيق بنودها كاملة، نصاً وروحاً، لا الخروج عنها أو تفسيرها بما يتعارض مع نصوصها الواضحة والصريحة أو البحث عن الحلول خارج الدستور، بما يؤدي إلى خلافات ونزاعات تضرب الاستقرار في البلاد، وتؤلب الناس بعضهم على بعض، المطلوب الاحتكام إلى الدستور وكل عبث به ومحاولات الالتفاف عليه والتذاكي بتفسيره، هو قفز نحو المجهول وضياع الدولة». وحضر الجلسة العضو في المجلس الشرعي الرئيس فؤاد السنيورة الذي دعا بعد لقائه المفتي دريان جميع الأفرقاء إلى «التمسك بوثيقة الوفاق الوطني والدستور نصاً وروحاً والكف عن العبث بهذا النص المرجعي الجامع، وذلك بفرض أعراف تخل بنص الدستور أو تدعو لعقد سياسي جديد أو نظام جديد يراد التفاوض عليه». وقال السنيورة: «ليست هناك أزمة في النظام السياسي اللبناني وإنما هناك حالات متفاقمة من ممارسات الاستئثار والاستعصاء والتجاهل الفاقع لاستقرار لبنان وعيشه المشترك لحاجة اللبنانيين الماسة الآن من أجل إعادة الاستقرار، ويكون ذلك من خلال حكومة إنقاذ مصغرة ذات مهمة محددة تتألف من عدد من المتخصصين الأكفاء غير الحزبيين ولا يكونون أسرى العصبيات الطائفية أو المذهبية ولا أسرى الالتزامات السياسية من هنا أو هناك». ورأى أن «البلاد في وضع الفشل والبؤس والإفلاس الذي بلغته لا تتحمل ممارسات غير وطنية وغير مسؤولة، لذلك لا بد من الإقلاع عن التشبث بالحقوق المزعومة للطوائف والمذاهب والالتفات إلى معالجة قضايا الوطن الملحة وتلبية مصالح وحقوق المواطنين في حاضرهم ومستقبلهم». وعن مطالبة «الثنائي الشيعي» بحقيبة «المالية»، قال السنيورة: «الدستور اللبناني شديد الوضوح. ليست هناك حقيبة وزارية في لبنان محصورة أو محتكرة من قبل طائفة معينة أو مذهب معين». وأضاف: «ليس من المفيد إقحام لبنان بمشكلات جديدة هو بغنى عنها، وذلك من أجل صرف الأنظار عن المشكلات الأساسية التي يعاني منها لبنان، محاولات تحويل الانتباه إلى مشكلات جديدة مستجدة أو طروحات ليست دستورية ولم يتم فيها أي عرف مستقر ولم تتم الموافقة عليها في اتفاق الطائف». من جهته، رأى «المجلس الشرعي» أن «من المراهقة السياسية ومن الخطورة بمكان افتعال مواقف وظروف، تعلوها علامات استفهام كبيرة، لتبرير مطالب خارج الزمان والمكان بإعادة النظر في الأسس التي توافق عليها اللبنانيون جميعاً وبعد جهود كبيرة وبمساعدات عربية ودولية مشكورة». وأهاب «بكل القوى الوطنية تجاوز الصراعات الضيقة والمصالح الآنية العابرة، والارتفاع إلى مستوى التحديات المصيرية التي يواجهها لبنان في أمنه، وفي موت أبنائه، والتي قد تهدد وحدته ومصيره». وشدّد المجلس على أن لبنان في حالة شديدة الخطورة ولا يستطيع الانتظار أكثر مما انتظر، داعياً إلى أن «نعمل ما بوسعنا كي نساعد الرئيس المكلف لتسهيل مهمته لا بتقاذف التهم وبالاجتهادات المتعارضة بخلفيات سياسية، وقد تكون المبادرة الفرنسية الفرصة الأخيرة لنا التي يجب التمسك بها والعمل على إنجاحها». وأكد أن «الشعب اللبناني يئن من ثقل الأزمة التي بدأت تأخذ منحاً طائفياً تحت ذرائع أو مصالح فئوية سياسية وطائفية لأنها تستهدف لبنان وعيشه المشترك، وهذا ما لم نكن نرضى به لا من قبل ولا من بعد.

 

مجموعة الدعم الدولية تطالب الزعماء اللبنانيين بـ«إصلاحات حاسمة»/اجتمعت وزارياً في نيويورك وطالبت بتدابير ذات صدقية لمكافحة الفساد والتهرب الضريبي

نيويورك: علي بردى الشرق الأوسط»/23 أيلول/2020

حضت مجموعة الدعم الدولية للبنان الزعماء اللبنانيين على «الاتحاد» لدعم تشكيل حكومة «قادرة على تلبية التطلعات المشروعة» للمواطنين، وتلتزم «معالجة التحديات المتعددة والحادة» التي تواجهها البلاد، مطالبة إياهم بـ«إجراء إصلاحات حاسمة»، وبـ«اتخاذ تدابير ذات مصداقية» لمكافحة الفساد ومكافحة التهرب الضريبي، واعتماد قانون لمراقبة رأس المال. وعقدت مجموعة الدعم الدولية للبنان اجتماعاً وزارياً لأعضائها برئاسة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ووزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان عبر شبكة التواصل المرئي.

وتحدث غوتيريش في الاجتماع قائلاً، إن لبنان يواجه «عاصفة عاتية»؛ لأنه «يتخبط في أزمة مالية واجتماعية اقتصادية طويلة في ظل ارتفاع غير مسبوق في مستوى البطالة والفقر». وإذ اعتبر أن تكليف مصطفى أديب تشكيل الحكومة الجديدة «خطوة في الاتجاه الصحيح»، دعا إلى أن يتبع ذلك «تشكيل سريع لحكومة قادرة على تلبية التطلعات والحاجات المشروعة للشعب اللبناني»، بالإضافة إلى «تنفيذ الإصلاحات والتغييرات الأساسية بسرعة». وأكد أن «الوقت حان الآن للتحول في مجموعة متنوعة من القطاعات - بما فيها المالية والمصرفية والطاقة - وكذلك الجمارك والمشتريات العامة والشركات المملوكة من الدولة».

وتوالى على الكلام كل من وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية نائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل فونتيليس الرايت أونورابل، ووزير الدولة البريطاني للشرق الأوسط وشمال أفريقيا جيمس كليفرلي، ووزير الدولة الألماني نيلز أنين، ووكيل وزارة الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ديفيد هايل، والمندوب الصيني الدائم لدى الأمم المتحدة زانغ جون، ونائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي. وتحدث خلاله أيضاً مدير العمليات لدى البنك الدولي أكسيل فان تروتسنبرغ. وشارك في الاجتماع أيضاً كبيرة الموظفين لدى الأمانة العامة للأمم المتحدة ماريا لويزا فيوتي، ووكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام روزماري ديكارلو، والمنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش، ونائبة المنسق الخاص نجاة رشدي، ووكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام جان - بيار لاكروا، وقائد القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل) الجنرال ستيفانو ديل كول. وكذلك، شارك رئيس مجلس الوزراء اللبناني المستقيل حسان دياب الذي ألقى كلمة، فضلاً عن وزير الخارجية المستقيل شربل وهبة.

وفي بيان مشترك أصدره المجتمعون باسم مجموعة الدعم، شكر المشاركون للأمين العام للأمم المتحدة وفرنسا عقد الاجتماع، مجددين تعازيهم لضحايا وعائلات ضحايا تفجيرات 4 أغسطس (آب) في بيروت، مشيدين «بقدرة الشعب اللبناني على الصمود». وإذ عبّروا عن «تضامنهم الكامل مع لبنان والشعب اللبناني»، رحّبوا بـ«التقييمات المشتركة بين الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والبنك الدولي كأساس لمشاركة المانحين»، داعين المجتمع الدولي إلى «زيادة دعمه بسرعة لبيروت والشعب اللبناني في هذا السياق». وأعلن أعضاء المجموعة، أنهم يتطلعون إلى مؤتمر المتابعة المقرر أن تستضيفه باريس في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وحضت المجموعة «زعماء لبنان على الاتحاد لدعم تشكيل حكومة في الوقت المناسب قادرة على تلبية التطلعات المشروعة التي عبّر عنها الشعب اللبناني والملتزمة بمعالجة التحديات المتعددة والحادة التي يواجهها لبنان، ولا سيما الأزمات الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والمالية ووباء (كوفيد – 19) وإعادة إعمار بيروت وترميم المباني التراثية والتاريخية في بيروت»، آخذة علماً بموافقة الحكومة اللبنانية على خطة الإنعاش المالي، فضلاً عن قرار الحكومة طلب برنامج من صندوق النقد الدولي، مؤكدة أنه على «تنفيذ الإصلاحات الضرورية». وحض أعضاء المجموعة «الزعماء السياسيين اللبنانيين بشدة على إجراء إصلاحات حاسمة»، مرحبين باتفاق جميع الزعماء السياسيين في لبنان هذا الشهر على «خريطة طريق شاملة للإصلاحات مع جدول زمني للتنفيذ بما يتماشى مع التزاماتهم السابقة، بما في ذلك ما جرى تعهده في سياق مؤتمر سيدر، والذي يحظى بدعم مجموعة الدعم الدولية وأعضاء آخرين في المجتمع الدولي». وشددوا على «ضرورة أن تتصدى هذه الإصلاحات لتحديات لبنان وتستجيب للتطلعات التي عبّر عنها الشعب اللبناني سلمياً». وحض أعضاء المجموعة لبنان على «الإسراع بتنفيذ تدابير لاستعادة الاستقرار الاقتصادي، وتحسين تقديم الخدمات العامة ومصداقية القطاع المالي، واستئناف المحادثات الفعالة مع صندوق النقد الدولي وإعطاء الأولوية لتدابير الحوكمة الرئيسية، بما في ذلك التنظيم الموثوق به للقطاعات الاقتصادية الرئيسية، مثل قطاع الكهرباء، وتقديم الدعم للمجتمعات الأكثر ضعفاً في لبنان، بما في ذلك من خلال شبكات الأمان الاجتماعي». وطالبوا الحكومة والقادة السياسيين بـ«اتخاذ تدابير ذات مصداقية لمكافحة الفساد ومكافحة التهرب الضريبي، واعتماد قانون مراقبة رأس المال، وغيرها من التدابير التي تضمن إجراء تغييرات ملموسة وتضمن الشفافية والمساءلة الكاملة للشعب اللبناني». وأكدوا «استعدادهم لدعم لبنان في اتخاذ هذه الإجراءات»، متطلعين إلى اجتماع مجموعة الدعم الدولية مع قادة إقليميين ودوليين آخرين تنوي فرنسا عقده في باريس في أكتوبر في شأن «أجندة الإصلاح لدعم لبنان». ودعت المجموعة كل الجهات الفاعلة إلى «الحفاظ على الطابع السلمي للاحتجاجات، من خلال تجنب العنف واحترام الحق في التجمع السلمي والاحتجاج»، مشددين على «أهمية التزام لبنان المستمر والثابت بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومنها 1559 و1701 و1680 و2433 و2485 و2539، بالإضافة إلى اتفاق الطائف وإعلان بعبدا حيال سياسة النأي بالنفس والالتزامات الدولية الأخرى ذات الصلة؛ من أجل الاستقرار الداخلي للبلاد واستقرار المنطقة». وكرروا «دعمهم القوي المستمر للبنان وشعبه من أجل استقراره وأمنه وسلامته الإقليمية وسيادته واستقلاله السياسي».

 

أَسِرّة مستشفيات لبنان تمتلئ وتخبّط في القرارات وعداد الإصابات يواصل الارتفاع وسط تراخٍ في التزام الإجراءات

بيروت: إيناس شري/الشرق الأوسط»/23 أيلول/2020

يواصل عدّاد «كورونا» اليومي في لبنان تسجيل أرقام مرتفعة تجاوزت عتبة الألف نهاية الأسبوع الماضي، وذلك وسط تخبط في اتخاذ القرارات وتراخٍ في الالتزام بالإجراءات الوقائية واستنزاف للقطاع الصحي، الأمر الذي يثير المخاوف من «كارثة حقيقية» حسبما يرى رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي. وفيما بلغ العدد الإجمالي للإصابات 29986 حالة وعدد الوفيات 307، أوضح عراجي في حديث مع «الشرق الأوسط» أنّ ارتفاع عدد إصابات كورونا «أرهق القطاع الصحي»، فما تبقى من أَسرّة في المستشفيات المخصصة لـ«كوفيد - 19»، «لا يتجاوز 65 سرير عناية فائقة (مجهز بأجهزة تنفس) و250 سريراً ما قبل العناية (مجهز بالأكسجين)»، معتبراً أنّ ما وصلنا إليه هو نتيجة طبيعيّة «لعدم التزام المواطنين بالتدابير الوقائية من جهة وتقصير بعض الوزارات في القيام بمهامها فيما يخصّ مكافحة (كورونا) من جهة أخرى، مثل وزارة السياحة التي لم تراقب المؤسسات السياحية كما يجب، ووزارة الداخلية لجهة استمرار التجمعات والأعراس، ووزارة العمل لجهة عدم التزام بعض المؤسسات الخاصة بالمعايير المطلوبة، وكذلك وزارة العدل لناحية الملاحقات القانونية للمخالفين». وكان وزير الصحة حمد حسن، قد دعا إلى الإقفال التام انطلاقاً من توصية اللجنة العلميّة المتابعة لـ«كورونا» إلا أن اللجنة الحكومية الخاصة بالفيروس فضّلت عدم الإقفال التام واللجوء إلى إقفال مناطق معينة، حيث يكثر انتشار الوباء مع التشدّد في المعايير والإجراءات الوقائية وملاحقة المخالفين. وانطلاقاً مما تقدّم، يرى عراجي أنّ الموضوع الأساسي ليس الإقفال من عدمه مع العلم بأن الإقفال يصبح اضطرارياً لحماية القطاع الصحي والسيطرة على الانتشار في بعض الأحيان. وأضاف أنّ الإقفال «إذا كان على شاكلة الإقفال الأخير أي من دون التزام أو مراقبة لن يكون مجدياً والأهم هو الالتزام بالمعايير الوقائية وقيام الجهات المعنية بمسؤولياتها». وفي الإطار نفسه يرى عضو اللجنة العلمية المتابعة لـ«كورونا» الدكتور عبد الرحمن البزري أن المشكلة الأساسية مع «كورونا» في لبنان «غياب القرار بسبب عدم وجود حكومة والتي كانت أصلاً غير فاعلة»، وأنّ الوضع سيزيد سوءاً ما دامت لا توجد «قيادة في مكافحة (كورونا) تضع خططاً مناسبة بدلاً من الارتجال وتأجيل مواجهة الأزمة». وأوضح البزري في حديث مع «الشرق الأوسط» أنّ لبنان حالياً في مرحلة حساسة جداً، «مرحلة التكاثر المحلي، أي أنّه ما عاد يستورد الفيروس من الخارج وأصبح الفيروس موجوداً في كل المناطق ولو بنسب متفاوتة»، مضيفاً أنّ هذا الأمر «يحتّم على المواطنين التعامل مع أي إنسان على أساس أنّه مصاب بالفيروس». وأشار البزري إلى أنّه خلال الأسابيع الأخيرة كانت نسبة الحالات الإيجابية من عدد الفحوصات تقارب أو تتجاوز الـ10% وأنّ هذا مؤشر خطير حتى ولو كانت نسبة الحالات الإيجابية من مجمل الفحوص منذ بداية «كورونا» لم تتجاوز الـ7%. وفيما خصّ الوفيات، أوضح البزري أنّ نسبتها لا تتجاوز الـ1% من نسبة المصابين وهذا يصنّف جيداً مقارنةً بالمستويات العالمية، إلّا أنّ هذه النسبة ترتفع لتصل إلى 22% عند من هم فوق الـ80 عاماً، الأمر الذي يؤكّد ضرورة حماية كبار السن لا سيما من يعاني منهم من أمراض مزمنة. وفي حين حذّر البزري من تفاقم الوضع ولا سيما أنّ الجهات المعنية لم تنجح في الاستفادة من فصل الصيف لاحتواء الانتشار، اعتبر أنّ الإقفال والفتح والقرارات المجتزأة من دون خطط لن تنفع، مطالباً المعنيين بوضع «خطة واضحة وعلى أساسها يتم الفتح أو الإقفال مع التذكر دائماً أنّ (كورونا) موجود وباقٍ معنا لعام على الأقل، ويجب أن نصل إلى طريقة آمنة لنتعايش ولا سيما أنّ أوضاع الناس واقتصاد البلد لا يتحملان المزيد من الخسائر».

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

واشنطن تخفض عديد قواتها في العراق من 5200 إلى 3000 جندي

واشنطن/الشرق الأوسط»/23 أيلول/2020

أعلن قائد «القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط» الجنرال كينيث ماكينزي، اليوم الأربعاء، أن الولايات المتحدة قررت تخفيض عديد قواتها في العراق من 5200 إلى 3000 جندي. وقال الجنرال في بغداد: «بعد الاعتراف بالتقدم الكبير الذي أحرزته القوات العراقية والتشاور والتنسيق مع الحكومة العراقية وشركائنا في التحالف، قررت الولايات المتحدة تخفيض وجودها العسكري في العراق من نحو 5200 إلى 3000 جندي خلال شهر سبتمبر (أيلول)» الحالي، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وكان مسؤول كبير في الإدارة الأميركية أعلن، أمس الثلاثاء، أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيعلن قريباً عن سحب مزيد من القوات من العراق وأفغانستان. وقال المسؤول للصحافيين الذين يسافرون مع الرئيس إن عليهم أن يتوقعوا إعلاناً (الأربعاء) بخصوص سحب القوات المنتشرة في العراق. وأضاف المصدر نفسه أن الإعلان المتعلق بأفغانستان سيصدر في الأيام المقبلة. وكان الرئيس دونالد ترمب، المرشح لولاية ثانية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، أعلن سابقاً أنه يريد سحب الجنود المتمركزين في العراق. وخلال لقاء في أغسطس (آب) الماضي مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أشار إلى هذا الإعلان، لكن من دون تحديد موعد. وجاء اللقاء مع ازدياد الهجمات ضد أهداف أميركية من قبل مقاتلين موالين لإيران، إضافة إلى الدعوات التي تواجهها الحكومة العراقية لطرد 5 آلاف جندي أميركي منتشرين في البلاد في إطار جهود محاربة الإرهاب. وانسحب الجيش الأميركي من العراق في نهاية 2011 وترك مهمة صغيرة فقط ملحقة بالسفارة الأميركية، لكن قوات أميركية أخرى نُشرت في البلاد بعد سنوات بهدف دعم القوات العراقية في محاربة تنظيم «داعش»، الذي شن هجوماً كبيراً صيف عام 2014.

 

صالح يرفض جعل العراق ساحة للصراعات ويطالب بحصر السلاح في يد الدولة

«الحرس» الإيراني ينشر صوراً لحاملة طائرات أميركية في مضيق هرمز

لندن/الشرق الأوسط»/23 أيلول/2020

حلقت طائرة من دون طيار تابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني فوق حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس نيميتز» خلال عبورها مضيق هرمز، الأسبوع الماضي، وفقاً لصحيفة «غارديان» البريطانية. وأوضحت الصحيفة أن وكالة أنباء «تسنيم» التابعة لـ«لحرس الثوري»، نشرت صوراً قالت إنها لحاملة الطائرات الأميركية، التقطت من خلال طائرات من دون طيار إيرانية الصنع، وتظهر في الصور مقاتلات على سطح حاملة الطائرات. ووفقاً لـ«غارديان»، امتنع الأسطول الخامس للبحرية الأميركية الذي يشرف على الرحلات في الشرق الأوسط عن التعليق. وأضافت أن الحاملة الأميركية والعديد من السفن الحربية الأخرى، عبروا الجمعة الماضي، مضيق هرمز، أهم ممر شحن في العالم لشحنات النفط، حسبما قالت البحرية الأميركية، في «مناورة سبق تحديد موعدها». ولفتت إلى أن «الحرس الثوري» نشر من حين لآخر على مدى العقد الماضي صوراً لسفن أميركية في الخليج. ففي عام 2019 نُشرت صور مماثلة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس دوايت أيزنهاور» وكذلك لسفينة حربية أميركية أخرى في الخليج، وقيل وقتها إن طائرة من دون طيار تابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني حلَّقت فوق القطع البحرية الأميركية والتقطت الصور.

 

تصريحاته أغضبت تركيا.. لائحة اتهام جديدة ضد زعيم كردي

دبي - العربية.نت/23 أيلول/2020

أعد مدعون أتراك لائحة اتهام جديدة ضد الرئيس السابق لحزب الشعوب الديمقراطي، صلاح الدين ديمرتاش، بسبب تصريحات أدلى بها خلال جلسة استماع في يناير الماضي طالت المدعي العام في أنقرة. وخلال جلسة استماع أمام محكمة بإسطنبول في يناير الماضي، انتقد ديمرتاش العلاقة الوثيقة بين المدعي العام في أنقرة، يوكسيل كوجامان، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قائلاً في محضر دفاعه إن "العلاقة الوثيقة للمدعي العام مع الرئيس رجب طيب أردوغان، لا تعني أنه لن يواجه المحاكمة في المستقبل". إلى ذلك تطالب لائحة الاتهام الجديدة بسجن ديمرتاش مدة تصل إلى ثلاث سنوات تحت ذريعة "استهداف كوجامان" في إطار "قانون مكافحة الإرهاب". وفي تغريدة على حسابه في تويتر نشرها مساء الأربعاء، شارك، محسوني كرمان، محامي الدفاع عن ديمرتاش، نسخة من محضر الدفاع الخاص بديمرتاش، والذي أدلى به في جلسة الاستماع يوم 7 يناير الماضي. وبحسب محضر الدفاع المنشور، قال ديمرتاش خلال الجلسة إن "الشخص الذي يدير العملية ضدي هو مكتب المدعي العام في أنقرة، من خلال تنظيم الاعتقال الثاني. أعرف كل التفاصيل المتعلقة بتوقيفي الثاني. وقد قدمنا شكوى جنائية ضد المدعي العام، يوكسيل كوجامان، ونائبه".

"سوف تدور العجلة"

كما تابع صلاح الدين ديمرتاش متحدثاً عن زيارة كوجامان وزوجته إلى القصر الرئاسي الأسبوع الماضي ولقائه أردوغان، قائلاً: "ستقدمون تبريراً لكل هذا أمام القضاء"، مضيفاً: "يوكسيل كوجامان سوف تدور العجلة، وعندما تجري الانتخابات، سوف تضحك على الجانب الآخر من وجهك".

وانتقد محامي الدفاع عن ديمرتاش لائحة الاتهام الجديدة ضد موكله، قائلاً: "الآن يفتحون أيضاً تحقيقاً ضد محضر الدفاع الخاص بديمرتاش، وسيقومون لاحقاً، بفتح تحقيق جديد ضد محضر دفاع ديمرتاش في هذه القضية (لائحة الاتهام الجديدة). يحاولون إرهاقنا. ظهر يوكسيل كوجامان مؤخراً في القصر الرئاسي، وهو الآن يوجه لائحة اتهام جديدة". يذكر أن زيارة كوجامان وزوجته إلى القصر الرئاسي الأسبوع الماضي ولقائه أردوغان، أثارت ردود فعل غاضبة بين أوساط المعارضة. وكان ديمرتاش من أوائل المنتقدين لهذه الزيارة، حيث أصدر بياناً من السجن قال فيه إن "علاقة المدعي العام الوثيقة بأردوغان لن تحول بينه وبين المحاكمة مستقبلاً".

معارضة إطلاق سراح ديمرتاش

ويعتقد دفاع ديمرتاش أن الرسالة الأخيرة التي وجهها الزعيم الكردي البارز منتقداً زيارة المدعي العام للقصر الرئاسي، كانت السبب الرئيس في تحريك لائحة الاتهام الجديدة ضده. يشار إلى أن كوجامان يعارض بشدة إطلاق سراح ديمرتاش، الذي سُجن في 4 نوفمبر 2016 بتهم تتعلق بعلاقته مع حزب العمال الكردستاني، المحظور في تركيا. ورفضت أنقرة قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بالإفراج الفوري عنه. كما رفضت السلطات قرار المحكمة الدستورية العليا، في يونيو الماضي، والتي أدانت استمرار احتجاز ديمرتاش، واعتبرت احتجازه الطويل انتهاكاً لحريته، وحقوقه الأساسية.

 

الرئيس الجزائري يتحدث عن إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية

نيويورك: علي بردى/الشرق الأوسط»/23 أيلول/2020

أكد الرئيس العراقي برهم صالح أن بلاده لا تريد أن تكون «ساحة للصراعات ولتصفية حسابات الآخرين على أرضه»، مشدداً على أن هناك «استحالة لاستمرار الوضع القائم». وأشار إلى العمل على «إجراء انتخابات مبكرة في العام القادم»، مؤكداً أن الحكومة مطالبة بـ«حصر السلاح بيد الدولة».

وألقى الرئيس العراقي كلمته في الدورة السنوية الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة عبر وسيلة التواصل المرئي، فحض على «محاربة الأخبار الزائفة» في شأن جائحة «كوفيد - 19» لأن «الجهل وانتشار الأخبار الكاذبة يهددان أرواح الملايين». وقال إن العراق «واجه قبل وبعد ظهور الوباء، وباء لا يقل فتكاً وخطراً على العالم، ألا وهو الإرهاب والفساد»، مضيفاً أنه «لا يمكن لنا أن نستخف بخطورة الإرهاب وخطورة عودتِه (…) كذلك فإن التهاون في مكافحة الفساد المستشري والتدخلات التي تمس السيادة الوطنية لبلداننا من شأنه أيضاً أن يعرقل جهود مكافحة الإرهاب والتطرف». ودعا «الأصدقاء في المجتمعِ الدولي للكشف عن الأموال المهربة والفاسدين الذين يقومون بتهريب هذه الأموال»، مكرراً المطالبة بتشكيل «تحالف دولي لمحاربة الفساد واسترجاع الأموال المنهوبة، على غرار التحالف الدولي ضد الإرهاب». وإذ أشار إلى تشكيل حكومة جديدة برئاسة مصطفى الكاظمي «استجابة للحراك الشعبي الكبير المطالب بالإصلاح»، أقر بأن هناك «استحالة لاستمرار الوضع القائم»، موضحاً أن «العراقيين يتطلعون إلى عقد سياسي جديد يعالج الخلل البنيوي الكامن في منظومة الحكم». وقال إنه من المهام الأساسية للحكومة «العمل على إجراء انتخابات مبكرة في العام القادم، نزيهة وشفافة وفق قانون جديد وبتمثيل أعدل وأشمل، وذلك إيفاءً للحراك الشعبي الوطني الساعي لترسيخ الديمقراطية». ولفت إلى أن الحكومة مطالبة بـ«حصر السلاح بيد الدولة ومنع حيازته أو استخدامه خارج إطار القانون ومؤسسات الدولة، وكذلك التحقيق في جرائم قتل المتظاهرين وأفراد القوات الأمنية»، موضحاً أن «مواجهة الجماعات الخارجة عن القانون وضبط السلاح المنفلت، هو صراع الدولة مع قوى الفوضى والتطرف». واعترف بأن هذا العمل «ليس يسيراً، لكنه واجب التحقيق، إذا أردنا السلم المجتمعي لبلدنا وإذا أردنا أن يكون العراق سيد نفسه». وعبر عن تطلع بلاده إلى مساعدة الأمم المتحدة للتنسيق مع مفوضية الانتخابات وتوفير الدعم الفني والرقابي، لضمان نزاهة الانتخابات ومنع التلاعب والتزوير والابتزاز والتأثير على حرية الفرد واختياره الانتخابي. وقال: «لا نريد أن يكون العراق ساحة للصراعات ولتصفية حسابات الآخرين على أرضه»، مضيفاً أن «العراق المستقل ذو السيادة سيكون نقطة التقاء المصالح المشتركة للشعوب وبلدان المنطقة ومنطلقاً لمنظومة إقليمية قائمة على أساس التعاون الاقتصادي والأمن المشترك في مواجهة الإرهاب والتطرف».

لبنان في أزمة غير مسبوقة

وقال الرئيس اللبناني ميشال عون في كلمته إن بلاده تمر «بأزمة غير مسبوقة»، معتبراً أن «التراكمات انفجرت دفعة واحدة» إلى أن «جاءت كارثة انفجار المرفأ لتضربه في القلب، إنسانياً واقتصادياً ما جعل الوضع مأزوماً إلى حد كبير، ويضاف إلى كل ذلك أزمة النزوح السوري المستمرة منذ عشر سنوات». وأضاف أن لبنان «تعامل مع أزمة النزوح من مبدأ الواجب الإنساني واحتراماً للقانون الدولي وخاصة مبدأ عدم الإعادة القسرية»، مطالباً بـ«تكثيف الجهود للعودة الآمنة والكريمة للنازحين السوريين، وعدم ربطها بالحل السياسي في سوريا». وقال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إن بلاده «قطعت خلال الأشهر الماضية، رغم الظرف الصحي الصعب، أشواطاً في مسار الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في سبيل بناء جزائر جديدة قوية آمنة ومزدهرة»، مشيراً إلى أن البلاد ستنظم استفتاء على مشروع تعديل الدستور لوضع أسس نظام سياسي ديمقراطي يكفل حماية الحقوق والحريات ويحقق التوازن بين مختلف السلطات ويضمن أخلقة الحياة العامة. وشدد على أهمية إشراك المرأة والشباب في «مسيرة البناء الوطني»، علاوة على الاهتمام البالغ بدور الشباب ومشاركته في الحياة العامة.

 

سوريا «عالقة» بين رهانات روسية... وأميركية (تحليل إخباري)

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط»/23 أيلول/2020

كشفت جولتان من المحادثات غير المعلنة حول سوريا، بين روسيا من جهة وأميركا وفرنسا من جهة ثانية في الأيام الماضية، وجود مقاربتين تسيران بطريقين متوازيين، يختلف كل من الطرفين إزاء نقطة اللقاء - التقاطع بينهما. ترى موسكو أن نقطة اللقاء، هي الانتخابات الرئاسية السورية المقبلة منتصف العام المقبل، لإعلان «الغرب التراجع عن سياساته الخاطئة». وتراهن واشنطن ودول غربية على أن تفاقم الأزمة الاقتصادية وتلاشي آمال التطبيع وعدم إعمار سوريا، ستؤدي إلى إعلان «روسيا التراجع عن رهاناتها الخاطئة».

ما هي قراءة موسكو ورهاناتها؟

الواضح أن الجانب الروسي غاضب من الجولات الأخيرة من عقوبات «قانون قيصر» الأميركي ومن جهود واشنطن لمنع مساهمة دول عربية وغربية بإعمار سوريا أو التطبيع الدبلوماسي والسياسي مع دمشق. الواضح أيضاً، أن موسكو قررت عدم الدخول في مفاوضات جدية مع الدول الغربية حول سوريا وترفض مقاربة خطوة مقابل خطوة. هي تريد تأجيل أي حوار أو تعاون إلى ما بعد الانتخابات الأميركية. ربما تراهن على «شلل» في أميركا أو انسحاب من سوريا. بالنسبة إلى الجانب الروسي. هدنة إدلب صامدة. ليست هناك أي ضرورة لعملية عسكرية شاملة من دمشق في إدلب. هناك تعويل من موسكو على التعاون مع أنقرة. قد يحصل تصعيد محدود لتوسيع «دائرة حماية» لقاعدة حميميم قرب جسر الشغور وإعادة قوات الحكومة إلى مناطق جنوب طريق حلب - اللاذقية بين إدلب وحماة، وإعادة تشغيل هذا الطريق تجارياً مقابل دخول فصائل موالية لأنقرة إلى منطقتي منبج وتل رفعت شمال حلب. عملياً، هذا إقرار ببقاء تركيا بعديدها وعتادها شمال طريق حلب - اللاذقية، ووأد لطموحات دمشق باتجاه إدلب. قد يفسره البعض في دمشق، بأنه نسخة جديدة من لواء إسكندرون الذي «سلخته» فرنسا عن سوريا وأعطته إلى تركيا مقابل تنازلات ثنائية وإقليمية أخرى. هناك تنويه روسي بالتعاون مع تركيا في إدلب وتقزيم للوجود الأميركي شرق الفرات. تصعيد باللهجة من أن الوجود الأخير «غير شرعي» وتحذير من «الانفصاليين» الأكراد وقلق على وحدة سوريا. لذلك، تحاول موسكو «مغازلة» الأكراد السوريين لإبعادهم عن الأميركيين من جهة وتتعاون مع طهران ودمشق من جهة ثانية لتحويل شرق الفرات إلى «كابوس» للأميركيين بجولات من «التحرشات» العسكرية و«الاستعراضات» الإعلامية المرئية. لهذا الغرض، تعمل على تحريض مكونات عربية وعشائرية ضد «قوات سوريا الديمقراطية» على أمل تفكيك هذه القوات الحليفة لواشنطن.

أما بالنسبة إلى المسار السياسي. تبلغ مسؤولون غربيون بوضوح هذه المرة، رفض موسكو لمقاربة خطوة مقابل خطوة، وأن اللجنة الدستورية السورية يمكن أن تواصل العمل لسنوات، وأن لا أجندة زمنية لوصولها إلى نتائج. وقيل أيضاً، إن الانتخابات الرئاسية السورية منتصف العام المقبل، هي فرصة لعودة الدول الغربية كي تعترف بنتائج الانتخابات و«شرعية الحكومة السورية». هذه الانتخابات ستحصل بموجب الدستور الحالي لعام 2012، ولا علاقة بينها وبين الإصلاح الدستوري في جنيف وتنفيذ القرار 2254. وعليه، فإن الوقت لصالح روسيا وحلفائها.

ما هي المقاربة الغربية إزاء ذلك؟

بداية، بدأت دول غربية عملية عصف فكري لكيفية التعاطي مع المسار السياسي. هناك نصائح للمبعوث الأممي غير بيدرسن كي «يختبر» مداخيل جديدة للعملية السياسية مع أو بعيدة من اللجنة الدستورية، التي كان يريد استئناف عملها في 5 الشهر المقبل. وتقترح بعض الدول، العمل لعدم قبول «اللعبة الروسية» بإبقاء مسار جنيف للإيحاء بأن هناك عملية سياسية من دون أي نتائج ملموسة. كما ظهرت مقترحات أخرى إزاء كيفية التعاطي مع الانتخابات الرئاسية السورية المقبلة، بينها أن تقوم الأمم المتحدة بتحديد معاييرها لأي انتخابات «شفافة وعادلة وشاملة»، بما يشمل معايير المشاركة ومرجعيتها ومناطقها والمشاركين فيها، قبل قبول نتائجها أو التعاطي السياسي - الشرعي معها. بالنسبة إلى الجانب الغربي. هناك دعم لهدنة إدلب. مطالب بأن تكون شاملة لكل البلاد. هناك دعم للموقف التركي بالتفاوض مع الجانب الروسي للحفاظ على وقف النار في شمال غربي البلاد. لكن الأدوات الغربية هنا محدودة، على عكس ما لديها في شمال شرقي سوريا. وفي هذه المنطقة، اتخذت واشنطن سلسلة من الإجراءات التنفيذية الواضحة: تعزيز الوجود العسكري شرق الفرات لـ«ردع» روسيا وإيران، مبادرات لـ«ترتيب البيت الداخلي» للأكراد أنفسهم وبين الأكراد والعرب أيضاً. جهود لتقديم مساعدات فنية ومالية لتوفير الخدمات والمعدات الطبية، ودعم لإجراءات «الإدارة الذاتية» بحرمان دمشق من النفط والموارد الطبيعية الاستراتيجية، دعم لموقف التفاوض لـ«الإدارة» مع دمشق وموسكو في الملفات العسكرية والسياسية والخدمة. على ماذا تراهن الدول الغربية؟ الوجود الأميركي شرق الفرات، لن يتأثر بنتائج الانتخابات الرئاسية في أميركا. أما التحالف الدولي لقتال «داعش» باق شرق الفرات لـ«تحقيق أكبر نتائج بأقل استثمار». صدور قوائم من العقوبات الجديدة بموجب «قانون قيصر» لزيارة العزلة والأزمة. منع التطبيع السياسي مع دمشق ومنع المساهمة بإعمار سوريا. استمرار الغارات الإسرائيلية. كل هذه «الأدوات» ستفاقم الأزمة الاقتصادية في سوريا... وستجلب روسيا، التي تنهي بعد أيام السنة الخامسة لتدخلها العسكرية، إلى طاولة التفاوض قبل الانتخابات الرئاسية السورية منتصف العام المقبل، حسب اعتقاد غربي. وبين الرهانات الروسية والأميركية - الغربية، ستتفاقم الأزمة الاقتصادية في سوريا، في انتظار جلوس الطرفين إلى مائدة التفاوض بعد اختبارات مؤلمة من السوريين في مناطق النفوذ الثلاث، لتلك المقاربتين.

 

رئيس الوزراء السوداني: أموال تعويضات أسر الضحايا جاهزة/الاتفاق مع أميركا يتوقف على تشريع يمنع ملاحقتنا في قضايا إرهاب

الخرطوم: محمد أمين ياسين/الشرق الأوسط»/23 أيلول/2020

قال رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، إن ما تبقى للوصول لاتفاق مع أميركا لشطب البلاد من قائمة الإرهاب، صدور تشريع يحصن الحكومة السودانية من أي ملاحقة في قضايا متعلقة بالإرهاب في المستقبل. وأكد حمدوك خلال تقديمه تنويرا لمجلس الوزراء أمس، حول خطوات الحكومة في هذا الصدد، أن مبالغ تعويضات أسر ضحايا المدمرة كول وتفجير السفارتين بكينيا وتنزايا «جاهزة». وأجرى رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، عبد الفتاح البرهان، ووفد وزاري رفيع المستوى في الحكومة السودانية، مباحثات مع فريق من الإدارة الأميركية بالعاصمة الإماراتية أبوظبي حول رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وكانت مصادر تحدثت لـ«الشرق الأوسط» توقعت صدور قرار حذف السودان من لائحة الإرهاب في غضون ساعات. والتزمت الحكومة السودانية بدفع 335 مليون دولار لتسوية كل القضايا المتعلقة بملف الإرهاب.

وأشار مجلس الوزراء إلى الجهود التي يبذلها السودانيون بأميركا من أجل رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب.

 

المحادثات السودانية الأميركية بالإمارات تبحث ملف العلاقات الإسرائيلية والخرطوم أكدت على دورها في عملية السلام بالمنطقة

الخرطوم: محمد أمين ياسين/الشرق الأوسط»/23 أيلول/2020

وصفت الحكومة السودانية اتفاقيات السلام العربي الإسرائيلي بأنها تحقق السلام والاستقرار في المنطقة، وتمهد لحل القضية الفلسطينية عبر مبادرة حل الدولتين، دون أن تكشف ما إن كانت قد توصلت لاتفاق مع الجانب الأميركي على تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وأجرى الفريق أول عبد الفتاح البرهان ووفداً وزارياً رفيع المستوى شارك فيه وزير العدل، نصر الدين عبد الباري، مباحثات مع وفد أميركي في أبوظبي استمرت ثلاثة أيام تناولت شطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وتطبيع العلاقات مع إسرائيل، دون كشف تفاصيل. وقال بيان صادر عن مجلس السيادة الانتقالي السوداني، إن المفاوضات التي قادها رئيس المجلس الفريق أول عبد الفتاح البرهان، أكدت تأييد السودان على اتفاقيات السلام العربية الإسرائيلية، واعتبارها طريقاً للاستقرار في المنطقة وحفظ حق الفلسطينيين عبر حل الدولتين. وأضاف البيان أن المباحثات التي أُجريت مع المسؤولين الأميركيين اتسمت بالجدية والصراحة وناقشت عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وكشفت تفاصيل المحادثات أنها تناولت الأوضاع الإقليمية، وفي مقدمتها مستقبل السلام العربي الإسرائيلي. وأشار البيان إلى الدور الذي ينتظر أن يلعبه السودان في سبيل تحقيق هذا السلام. وقال البرهان في البيان إن المحادثات تركزت على رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وقانون سلام دارفور، والقيود التي تفرضها أميركا على المواطنين السودانيين بحرمانهم من المشاركة في برنامج الهجرة المنظمة. وأشار البيان إلى أن نتائج المباحثات ستُعرض على أجهزة السلطة الانتقالية لمناقشتها والوصول إلى رؤية مشتركة حولها تحقق مصالح وتطلعات الشعب السوداني.

 

الجيش الليبي يعلن القضاء على زعيم «داعش» في شمال أفريقيا

بنغازي/الشرق الأوسط»/23 أيلول/2020

أعلن الجيش الوطني الليبي، الأربعاء، القضاء على أبو معاذ العراقي زعيم تنظيم «داعش» في شمال أفريقيا، في عملية وصفها بالنوعية. وقال المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، في بيان عبر «فيسبوك»: «إلحاقاً لمؤتمرنا الصحافي الاستثنائي يوم الثلاثاء الموافق 15 سبتمبر (أيلول) الماضي، والذي أعلنا فيه القضاء على خلية إرهابية، تتكون من قادة تنظيم (داعش) التكفيري في حي عبد الكافي بمدينة سبها، حيث تم القضاء على 9 إرهابيين، والقبض على اثنتين من زوجاتهم، وأعلنا حينها أن من بين القتلى زعيم التنظيم في ليبيا المكنى أبا عبد الله الليبي، إلا أنه بعد استيفاء التحقيقات والقبض على (داعشي) آخر في منطقة غدوة، وجمع الأدلة، تبين أن المقتول هو أبو معاذ العراقي، ويكني كذلك أبا عبد الله العراقي، وهو زعيم تنظيم (داعش) في شمال أفريقيا».وتابع البيان أن أبو معاذ العراقي «دخل ليبيا بتاريخ 12 سبتمبر 2014 مع التكفيري عبد العزيز الأنباري بجوازات سفر ليبية مزورة عن طريق تركيا حيث كلف الأنباري حينها أميراً للتنظيم في ليبيا، وأبو عبد الله مساعداً له، بتكليف مباشر من أمير التنظيم أبو بكر البغدادي». وبعد مقتل الأنباري من قبل الجيش الليبي في أحداث درنة في سنة 2015 تم تكليف أبو عبد الله العراقي زعيماً للتنظيم في شمال أفريقيا، وفق البيان. وتابع البيان أن «مصادر التحقيق تحصلوا على اسمه، وهو (عبد الله الربعي)، وهو من أكراد العراق، وهذا ما يعلل استماتة العناصر الإرهابية التي كانت معه في الدفاع عنه لمدة 7 ساعات متواصلة».

 

مصر: مقتل 3 شرطيين و4 محكومين بالإعدام خلال محاولة هروب من سجن طرة

القاهرة/الشرق الأوسط»/23 أيلول/2020

أعلنت السلطات الأمنية المصرية، اليوم (الأربعاء)، مقتل أربعة سجناء محكوم عليهم بالإعدام إثر محاولتهم الهرب من داخل الحبس المخصص لهم في جنوب القاهرة؛ ما أسفر أيضاً عن مقتل ثلاثة شرطيين أثناء التصدي لهم. وقالت وزارة الداخلية المصرية، في بيان، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، إن «أربعة من المحكوم عليهم بالإعدام والمودعين حجز الإعدام بسجن طرة حاولوا الهرب من داخل السجن صباح اليوم». وأضاف البيان، بأنه «تصدت لهم قوة التأمين؛ ما أسفر عن استشهاد ضابطين وفرد شرطة، ومصرع المحكوم عليهم الأربعة». وأفاد البيان بأسماء المدانين وهم «السيد السيد عطا محمد وعمار الشحات محمد السيد وحسن زكريا معتمد مرسي ومديح رمضان حسن علاء الدين».

 

السيسي يستقبل صالح وحفتر... ويؤكد دعم مصر لحل الأزمة الليبية سياسياً

القاهرة/الشرق الأوسط»/23 أيلول/2020

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم (الأربعاء)، موقف بلاده الثابت لدعم الحل السياسي للأزمة الليبية بعيداً عن التدخلات الخارجية. وذكر المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، السفير بسام راضي، في بيان، بحسب وكالة الأنباء الألمانية، أن ذلك جاء خلال استقبال السيسي، اليوم، عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي، والمشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي. ووفق المتحدث، عُقد اللقاء في سياق الجهود المصرية المستمرة لتحقيق الأمن والاستقرار للدولة الليبية ودعم شعبها في الحفاظ على سلامة ومقدرات بلاده في مواجهة التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة، وتقويض التدخلات الخارجية. وطبقاً للبيان، أكد السيسي موقف مصر الثابت من دعم مسار الحل السياسي للأزمة الليبية بعيداً عن التدخلات الخارجية، والترحيب بأي خطوات إيجابية تؤدي إلى التهدئة والسلام والبناء والتنمية. واطلع السيسي، خلال اللقاء، من المسؤولَين الليبيين، على جميع التطورات الأخيرة في ليبيا والتفاعلات الدولية ذات الصلة، وجهود الأطراف كافة لتنفيذ وقف إطلاق النار وتثبيت الوضع الميداني من جهة، كما اطلع على الجهود الليبية لدفع عملية السلام برعاية الأمم المتحدة من جهة أخرى. وأضاف المتحدث، أن السيسي رحب بنتائج كل الاجتماعات الدولية والإقليمية التي عُقدت خلال الفترة الماضية، والتي أكدت إرساء السلام وتفعيل مسارات الحل السياسي الشامل. كما أثنى الرئيس المصري على الجهود والتحركات التي قام بها المستشار عقيلة صالح لدعم المسار السياسي وتوحيد المؤسسات التنفيذية والتشريعية في ليبيا، كما ثمّن موقف المؤسسة العسكرية بقيادة المشير خليفة حفتر في مكافحة الإرهاب والتزامه بوقف إطلاق النار.

ودعا السيسي الأطراف كافة للانخراط الإيجابي في مسارات حل الأزمة الليبية المنبثقة من قمة برلين برعاية الأمم المتحدة و«إعلان القاهرة»، وصولاً إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستتيح للشعب الليبي الاستقرار والازدهار والتنمية. وأعرب الرئيس المصري عن ترحيبه بالتعاطي الإيجابي الملموس للأطراف كافة، سواء في شرق أو غرب ليبيا مع آليات حل الأزمة، داعياً كل الأطراف الليبية لتوحيد مواقفهم للخروج من الأزمة الراهنة وإعلاء مصلحة الوطن فوق الاعتبارات كافة. وأوضح المتحدث، أن المسؤولَين الليبيين أعربا عن تقديرهما الكبير للدور المصري المحوري والبالغ الأهمية في تثبيت دعائم السلم وتحقيق الاستقرار في ليبيا وصون مقدرات الشعب الليبي والعمل على تفعيل إرادته، فضلاً عن دعم مصر لجهود المؤسسات الليبية في مكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة وإعادة إطلاق العملية السياسية بمشاركة القوى الإقليمية والدولية المعنية بالشأن الليبي.

 

تركيا تستضيف اجتماعات لـ {فتح} و{حماس} قد تمهد للانتخابات/عباس طلب من إردوغان {تسهيل} المصالحة الفلسطينية

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط»/23 أيلول/2020

تستضيف مدينة إسطنبول التركية اجتماعات بين وفدي حركتي فتح وحماس تأتي امتدادا للقاءات وحوارات بين القوى الفلسطينية، لتطبيق مخرجات اجتماع الأمناء العامين للفصائل، الذي انعقد في رام الله وبيروت، مطلع شهر سبتمبر (أيلول) الحالي. وأكد عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» خليل الحية في تصريح أمس (الثلاثاء)، أن اجتماعات إسطنبول، تؤكد مع الاجتماعات السابقة «حرصنا على تحقيق الوحدة الوطنية وصولاً إلى استراتيجية وطنية شاملة، لمواجهة التحديات والمخططات التي تستهدف القضية الفلسطينية». واتفق الأمناء العامون للفصائل الفلسطينية، في 3 سبتمبر الحالي، على جملة قضايا بينها العمل على إنهاء الانقسام «وترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة من خلال الانتخابات الحرة والنزيهة، وفق التمثيل النسبي». كما تم، بحسب بيان صدر عن اجتماعاتهم، الاتفاق على «تشكيل لجنة تقدم رؤية استراتيجية، خلال 5 أسابيع، لتحقيق إنهاء الانقسام، وتشكيل لجنة وطنية لقيادة المقاومة الشعبية الشاملة». وجاء الاجتماع في تركيا، بعد اتصال هاتفي بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) ونظيره التركي رجب طيب إردوغان، مساء أول من أمس، طلب فيه عباس دعم التوجه الفلسطيني نحو تحقيق المصالحة والذهاب للانتخابات. وأطلع الرئيس الفلسطيني نظيره التركي على الحوارات التي تجري حاليا بين حركتي فتح وحماس والفصائل الفلسطينية، وفق ما تم الاتفاق عليه في اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، وإصرار الجميع على وحدة الموقف، بهدف تحقيق المصالحة والذهاب للانتخابات. وطلب أبو مازن، خلال الاتصال، دعم تركيا بهذا الاتجاه، كذلك توفير مراقبين من تركيا في إطار المراقبين الدوليين، لمراقبة الانتخابات التي قد يصدر مرسوم رئاسي بإجرائها، حال التوصل إلى اتفاق فتح وحماس خلال الاجتماع في إسطنبول. يذكر أن الفلسطينيين، لم يجروا أي انتخابات عامة منذ عام 2006 وبدء الانقسام الداخلي بعد ذلك بعام، إثر سيطرة حركة حماس على قطاع غزة بالقوة. وقال أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب، الأحد، إن الفلسطينيين «ذاهبون لانتخاب حرة ونزيهة وفق التمثيل النسبي الكامل». وشرح أبو مازن لإردوغان آخر المستجدات السياسية، و«الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على عدد من الدول، وضرورة مواجهة هذه الضغوط والالتزام بمبادرة السلام العربية». وعبر عن شكره على مواقف تركيا الداعمة لفلسطين وقضيتها العادلة، والاتصالات التي أجراها الرئيس إردوغان مع رئيسي صربيا وكوسوفو، لحثهما على عدم فتح سفارات أو مكاتب لهما في القدس. هذا، وقال إردوغان، في كلمة مسجلة إلى اجتماعات الدورة 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس، إن: «الدول التي أعلنت نيتها فتح سفارات بالقدس تساهم في تعقيد القضية الفلسطينية». وأضاف أن فلسطين هي «الجرح النازف» في أمتنا في ظل استمرار سياسة العنف الإسرائيلية، مشيرا إلى أن حل النزاع لن يكون إلا من خلال إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود 4 يونيو (حزيران) 1967.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

تجرّعْ وحدَك!

رضوان السيد /أساس ميديا/الخميس 24 أيلول 2020

في العقود الستة الأخيرة، وبعد تفكيرٍ طويلٍ وسؤال كثيرين من الأكبر سناً والأعرف بالشؤون اللبنانية، ما وجدتُ شخصيةً سياسيةً مسلمةً في لبنان على شاكلة سعد الحريري، كانت وما تزال الأكثر تخييباً للجمهور السني بل وللجمهور اللبناني وربما أيضاً للعرب المهتمين بنا، مثل المصريين والسعوديين والكويتيين والإماراتيين والسورييين والعراقيين والأردنيين! كهل جزائري يعمل في إحدى المؤسسات الدولية ببيروت، سمع كلمة سعد الحريري عشية يوم الثلاثاء في 22/9 فاتصل بي مستغرباً وقال: هل هذا الرجل سياسي حقاً، فحتى الهواة لا يرتكبون هذه الكبيرة التي لن تساعد في تأليف الحكومة، أي حكومة، ولن يكون لها أثر غير زيادة إحباط الناس وبخاصةٍ المسلمين السنة! تأخر سعد الحريري إلى ما بعد 4 آب حتّى رأى لنفسه مصلحةً في الاجتماع إلى زملائه الثلاثة الذين كانوا يرجونه من أجل الاجتماع عنده من شهورٍ طويلةٍ طويلة. وعندما جمعهم أخيراً استولى عليهم صمتٌ مطبقٌ، فما قالوا شيئاً مجتمعين عن زالزال بيروت، ولا عن حكم محكمة الحريري. خيبات سعد الحريري التي جناها على نفسه وعلى جمهوره وعلى الوطنيين اللبنانيين، لا تُعدُّ ولا تُحصى. وقد لفتت الناس في السنوات الأخيرة خيباته مع الرئيس عون وصهره، وإلاّ فالخيبات ووجوه سوء التقدير وسوء التدبير مع حزب الله ومع الثنائي الشيعي، ومع حلفائه في 14 آذار، ومواقفه من المحكمة الدولية الخاصة التي قامت للتحقيق في اغتيال والده الرئيس رفيق الحريري، كل ذلك أفدح وأعظم هَولاً. وكنت في النصف الثاني من العام 2017 وبعد السوء الحاصل في التسوية الرئاسية عام 2016،  ثم في إدارتها من خلال التعيينات الإدارية والقضائية والدبلوماسية والأمنية والعسكرية، وصولاً إلى قانون الانتخابات العجيب، وحرب الجرود الكارثية؛ كنت بعد حصول ذلك كلّه قد وصفتُ سلوك الرئيس سعد الحريري في متواليةٍ من أربع محطات: التفويت، فسوء التقدير، فسوء التدبير، فالتواطؤ! لكنّه منذ ذلك الحين، بل قبل العام 2016 في كثيرٍ من الأحيان، كان يدخل في التواطؤ مباشرةً كما دخل الآن!

ما الذي حصل، وكيف؟ لا كيف كما يقول الصوفية: قلنا إنه تواطأ أو تآمر لا فرق. فخلال شهرٍ ونصف منذ مجيء الرئيس الفرنسي على أثر زلزال تفجير مرفأ بيروت الذي صدّع عهد عون كله، وأربك حزب السلاح إرباكاً شديداً لظهور أصابعه المتفجرة في كل النواحي، وعدم توقف العقوبات الأميركية عن الضغط والكشف والفضيحة، سنحت الفرصة لظهور عدة مبادراتٍ على المستوى السياسي والوطني:

- التضامن العالمي مع بيروت ومصابها والتماس كل السبل للمساعدة، وأولها إقامة حكومة فاعلة وقادرة وغير حزبية لا فساد فيها ولا سلاح، لتشكّل بمساعيها وإصلاحاتها بالداخل سبيلاً لمساعدة لبنان من الخارج.

-  ارتفاع الصوت المسيحي ضد عهد عون وضد حزب الله وسلاحه، والانحياز للطائف والدستور والعيش المشترك. وقد تزعم كل النداءات خطابات وعظات البطريرك الراعي المتوالية والصدامية من أجل الوطن والمواطنين.

- تحوُّل التذمر السني العام من سنوات إلى رأي عام ناهض يدعم مبادرة البطريرك، ويسأل بغضبٍ وانزعاجٍ: أين هما القيادتان السياسية والدينية للمسلمين السنة؟! بين تخاذُل القيادتين وتهديدات حزب السلاح للسلم الأهلي كان الشبان السنة قد تفرقوا فانضوى بعضهم مع الحراك الثوري، وانهمك البعض الآخر في صنع مبادرات اجتماعية؛  في حين استثار النزاع الذي أثاره بهاء الحريري مع أخيه بعض العوام، وعادت الأجهزة لاستخدام بعض الشبان في اتجاهاتٍ متناقضة. زالزال المرفأ الذي غيَّر التوجه المسيحي جذرياً، غيَّر أيضاً اهتمامات المسلمين السنة فالمدينة مدينتهم، وها هي محكمة الحريري التي قضت في 18 آب أنّ مجموعةً من حزب السلاح بقيادة سليم عياش هي التي اغتالت الرئيس رفيق الحريري. وبذلك حصل الإجماع بين السنة والمسيحيين على معاداة حزب السلاح والعهد القوي، وعلى التمسك بالثوابت، ثوابت الطائف والدستور.

-  تأخر سعد الحريري إلى ما بعد 4 آب حتّى رأى لنفسه مصلحةً في الاجتماع إلى زملائه الثلاثة الذين كانوا يرجونه من أجل الاجتماع عنده من شهورٍ طويلةٍ طويلة. وعندما جمعهم أخيراً استولى عليهم صمتٌ مطبقٌ، فما قالوا شيئاً مجتمعين عن زالزال بيروت، ولا عن حكم محكمة الحريري. ووقتها كتبتُ: كنا نرجوكم أن تجتمعوا، ونحن نرجوكم أن لا تجتمعوا حتى لا تستمر الخيبة وتتعاظم. ونحن نعرف اليوم أنّ ذاك الصمت والمهادنة، سببه الإخراج الملائم الذي ارتآه الفرنسيون للحكومة المستقلة والسريعة، والتي ينبغي أن يسمي الحريري رئيسها. وقد أفلح الأمر في البداية وصَّوت الجميع لمصطفى أديب، بمن في ذلك جبران باسيل والثنائي العظيم.

- جاءت الظروف ملائمة لسعد وحده وللرباعي مجتمعاً. ليس باعتبارهم يحظون بمظلة فرنسية فقط. بل لأنهم للمرة الأولى منذ العام 2011 عادوا ليسمُّوا رئيس الحكومة أو يُسألوا في ذلك. وقد بدأ بعض كبار السنة يسألون: أَوَلا يكون هؤلاء الثلاثة من حول سعدهم القيادة السياسية المؤقتة للمسلمين، بسبب صمودهم في مواصفات الحكومة، وبسبب إحاطتهم بسعد الحريري بحيث لا يشطّ أو يستسلم كالعادة؟ وأخيراً بسبب استجابتهم لنداء البطريرك في التمسك بالطائف!

- عشية عودته للاستسلام والتخييب، كانت قد جدّت أحداثٌ وظروفٌ للصمود والتعالي على الجراح، واستشراف الفرصة لخلاص لبنان من السلاح ومن العهد! فيوم الإثنين في 21/9 خطب رئيس الجمهورية فأظهر تمسكه بالدستور، وقال إنّ الدستور لا ينص على وزارةٍ لأحد. وهو موقفٌ قاله قبله صهره مع الإشادة بالقرار الدولي رقم 1701. ويوم الثلاثاء في 22/9 وعندما كان سعد الحريري قد اتخذ قراره بالاستسلام، حدث في الجنوب اللبناني انفجارٌ هائلٌ في مخزنٍ للسلاح لحزب الله في قرية عين قانا. وهذا يعني – كما يعرف اللبنانيون والقوات الدولية وطبعاً الإسرائيليون – أنّ حزب السلاح يخزّن سلاحه في الأعيان المدنية ومن بيروت إلى الجنوب- وأنّ ذلك يخرق القرارين الدوليين: 1701 و1559.

هو يتجاهل الدستور كما تجاهله السوريون دائماً لمرةٍ واحدة، كما قال هو، وكما كانوا يقولون. ووصّف الآلام التي أحسَّ بها وهو يُقدمُ على هذا العمل "الشجاع" بمخالفة الدستور للمرة الألف، بعد صمودٍ صامتٍ لم يدُم أكثر من أسبوعين!

لقد كان من واجب سعد الحريري وحتى لو ضغط عليه الفرنسيون أو أحرجوه – كما قال – أن يستند إلى موقف عون الذي انحاز للدستور للمرة الأولى بعد ثلاثين عاماً من القطيعة- وإلى الانفجار في عين قانا مثل مرفأ وعين بيروت، ليعلن: تمسكه بالطائف والدستور، وأن لا شراكة مع الحزب ما دام يشهر السلاح الذي يقتل اللبنانيين وعيشهم الوطني ونظامهم الدستوري، قبل الإسرائيليين. الكيان الصهيوني يستطيع حماية ناسه، فمن يحمي اللبنانيين والسوريين والعراقيين واليمنيين والكويتيين والبحريين من شرور سلاح حزب السلاح؟!

حزم سعد الحريري أمره أو فكَّه منذ الأحد في 20/9 واستشار زملاءه الرؤساء يوم الإثنين في 21/9، وعندما لم يجد قبولاً مضى باتجاه الحفرة التي اعتاد على حفرها لنفسه قبل أن يشدّ عليه الآخرون لتعميقها، وجعل خروجه منها مستحيلاً. ضحك عليه الفرنسيون وقالوا إن الثنائي قبل أو سيستحي أن لا يقبل. وهو يتجاهل الدستور كما تجاهله السوريون دائماً لمرةٍ واحدة، كما قال هو، وكما كانوا يقولون. ووصّف الآلام التي أحسَّ بها وهو يُقدمُ على هذا العمل "الشجاع" بمخالفة الدستور للمرة الألف، بعد صمودٍ صامتٍ لم يدُم  أكثر من أسبوعين! نعم، قال الحريري، المالية لشيعي لمرةٍ واحدةٍ رغم مخالفة ذلك للدستور إصغاءً للمصلحة الوطنية ومعذرةً للنفس في ضرورة تشكيل حكومةٍ سريعاً!

وطبعاً الحزب والحركة لم يقبلا لأنّ "المبادرة" ناقصة من جوانب عدّة. والرئيس المكلف صار جانبه أضعف بكثير. ورئيس الجمهورية بدا موقفه أقوى: تصوّروا أن سعد الحريري أتاح لعون القول إنّه أكثر تمسكاً منه بالدستور. وكلّ ذلك لا يفيد بالطبع في تشكيل الحكومة، لأنّ الجماعة يريدون انتظار الانتخابات الأميركية، فربما استطاعوا بعدها تشكيل حكومةٍ، ليس بدون سنّة، بل وبدون مسيحيين أيضاً! ألا تعرفون حزب السلاح، منذ العام 2000 على الأقلّ، إذا أعطيته يدك اجتذبك وافترسك كلّك!

تجرعك السمّ معهم ليست المرّةَ الأولى ولا العاشرة. وشأنك وما تفعله، فسلطةُ القول هذه المرة أعطاك إياها الفرنسيون، ومنذ العام 2012 كان يعطيك إياها المسلّحون. نعم، يا سعد الحريري: تجرع السم وحدك

أحسن الرؤساء الثلاثة بالتبرّؤ من خطوة سعد الحريري. سهل أن تكونوا بديلاً لسعد. أما زعامة المسلمين فتحتاج إلى مواقف وطنية إضافية.

 ويا سعد الحريري كفاك إضراراً بمصالح المسلمين ومصالح اللبنانيين. تقول إنّك تتجرّع السمّ، كما قال الخميني عام 1988، وكان ذلك في قرارٍ كبيرٍ لإيقاف الحرب الضروس مع العراق؛ أما اليوم فإنّ تجرعك السمّ معهم ليست المرّةَ الأولى ولا العاشرة. وشأنك وما تفعله، فسلطةُ القول هذه المرة أعطاك إياها الفرنسيون، ومنذ العام 2012 كان يعطيك إياها المسلّحون. نعم، يا سعد الحريري: تجرع السم وحدك!

لا شأن لنا بك.

كلانا غنيّ عن أخيه حياته / ونحن إذا متنا أشدُّ تغانيا.

ولا شأنَ لك بنا.

 

التفسير النفسي - اللغوي لـ"جهنم" ميشال عون

محمد أبي سمرا/المدن/24 أيلول/2020

"طبعاً ع جهنم"، قال رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون بنبرة بديهية مختنقة، لا يَخفى غضبها الغريزي، بعدما قرأ على الصحافيين، بأنفاسه الكليلة، المتقطعة والمتلاشية، مطالعته عن العُقَد التي تعترض تأليف الحكومة، واقتراحاته لحلها.

غضب القائد المخلص

وجهنم التي أكد ميشال عون أن لبنان يتجه إليها، يرجِّحُ من خبروا طبعَه أنها خطرتْ في باله ولفظَها لسانه جزافاً، عشوائياً وآلياً. وهذا بعدما فاجأته اندفاعتها غير الإرادية، من هوة لغوية سحيقه في ذاكرته، رداً غريزياً، لفظياً وغاضباً، منه على صحافية تلفزيونية سألته عن مصير البلاد الراهنة: بعد تعثر تأليف الحكومة، وإصرار الثائي الشيعي على حيازته وزارة المالية، وتوجه مصرف لبنان المركزي إلى رفع دعمه المالي بالدولار عن المحروقات والأدوية والقمح، تلافياً لنفاد مدخراته المالية من العملة الصعبة. ولما فوجئ الرئيس بسماعه هذه العقد والمصاعب كلها، عصف الغضب في صدره، لشعوره بأنه محاصر، وربما متهم، وعليه أن يجاوب في لغة منطقية، شارحاً معللاً معطيات ووقائع وضعية محددة. وهو يأنف هذا كله ويمقته، وغير متعوِّد عليه. لذا اختصر هذا كله بتلك الكلمة التي رماها كصفعة مفاجئة على وجوه مستمعيه: "طبعاً ع جهنم" رائحين. وربما كان عليه أن يضيف: أنا شو خصني، وشو فيني أعملكم؟! حلوا عني.  

ذلك أنه القائد المخلص، وصاحب صرخة تحرير لبنان من الاحتلال السوري، ومؤسس "الشيعة العونية" المسيحية السياسية التي ورثت غرضيات وشيع كثيرة سبقتها، منذ إطلاقه صرخة التحرير تلك في العام 1989. وهو من صرخ الصرخة البطولية الطالعة من مسرحية فخر الدين الرحبانية على الأرجح: "يستطيع العالم أن يسحقني لكنه لن ينال توقيعي". وهو العائد إلى لبنان لتخليصه من فساد طبقته السياسية واقتصاده الريعي التافه. والمسمّي عهده الرئاسي "العهد القوي". أما في المطالعة التي قرأها، قبل إتاحته للصحافيين أن يوجهوا إليه بعض الأسئلة، فقد تبرأ كعادته الدائمة من مسؤوليته عما حدث ويحدث في البلاد من كوارث متلاحقة، فنسبها كلها - كملاك أو كمسيح ليست مملكته على هذه الأرض - لشياطين وأبالسة يعيثون فيها الفساد والدمار، وأُرسل إليهم هادياً مخلصاً، فلم يرعووا ولم يهتدوا، وأقاموا على طبائعهم الشيطانية الفاسدة والمدمرة.

جنبلاط وبلاد المُناهبة

واشتعلت التعليقات على "جهنم" ميشال عون في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، مستهجنة مستغربة، ومستاءة شاجبة ومتهكمة، مبررة وشارحة قصد الرئيس. وهي كلها تقريباً ذهبت مذهباً سياسياً واقتصادياً استل مادته وحجته من وقائع الحياة اللبنانية ومعطياتها الراهنة.

ومنها تعليق الزعيم الدرزي وليد جنبلاط العائد من باريس مزوَّداً ببعض "المعلومات" عن مبادرتها اللبنانية المتعثرة، فقال إن عون لا يحق له التكلم على هذا النحو، ولا التنصل من المسؤولية عن الجهنم اللبنانية الموعودة. وعلّل جنبلاط وجهاً من وجوه عثرات لبنان المديدة، بضلوع إدارته ومؤسساته المالية بالتلاعب بالعملات وأسعار الفائدة منذ التسعينات، لجني أرباح طائلة، لم يبرئ منها الزعماء والقوى السياسية كلها، معترفاً كعادته في مثل هذه الأحوال بأنه واحد منهم، وليس بريئاً من تلك الأفعال: اعتياش الزعماء وجماعاتهم وميليشياتهم المنتصرة في الحرب المتقاعدة عن الحرب، على تناهب مالية الدولة ومقدراتها مع نظام الأسد وفي رعايته. لكن اعترافه هذه المرة خلا من قوله المعتاد: "كانت ساعة تخلٍ، وعفا الله عما مضى". وهو في قرارة نفسه موقنٌ أن لا شيء ولا حساب ولا مسؤولية تترتب في لبنان على ما فعله ويفعله ويقوله أمثاله من الزعماء، في بلاد العصبيات والزعامات التي تعارفت وتشاركت على اعتماد الحرب والمناهبة شريعةً وتقليداً سياسيين في إدارة شؤونها كلها.

عون يوسف لبنان                            

أما أتباع "الشيعة العونية" ورهطها، فذهبوا مذهباً آخر في تفسيرهم قول رئيسهم إن لبنان مصيره جهنم: لقد وصّف الرئيس توصيفاً حيادياً المصير اللبناني الذي قاده إليه زعماؤه جميعاً، منذ التسعينات وحتى اليوم، بعدما طُرد عونهم ونبي شيعتهم ومخلصهم، عنوة من القصر الجمهوري في العام 1990. وعندما عاد النبي المخلص إلى لبنان في العام 2005، أعاد تنظيم شيعته وبعثها على مثال جديد: طَرد منها المناضلين الشبان طوال 15 سنة، واستبدلهم بوصوليين ومتسلقين إلى النيابة والوزارات، ووصل بهم إلى رئاسة الجمهورية في العام 2016. لكن الزعماء الجشعون الفاسدون إياهم، منعوه من تخليص لبنان من تناهبهم وفسادهم. وها هو لبنان يقف اليوم على شفير هاوية جهنم التي يدفعه إليها الزعماء كلهم، بأفعالهم المعتادة، والموصوفة تلك. أما هو، مؤسس الشيعة العونية، النبي المخلص، الرئيس القوي، فبريء من أفعال أولئك الزعماء كلهم، فرداً فرداً وجميعاً، "براءة الذئب من دم ابن يعقوب"، يوسف الذي رماه إخوته في الجب، وقالوا لأبيهم إن الذئب قد أكله. وهم فعلوا ذلك غيرةً من نبوة يوسف وجماله وحبّ أبيه (أي لبنان واللبنانيين جميعاً) له. والحق أن ميشال عون في نظر شيعته العونية ومخيلتها منذ العام 1989، ليس سوى يوسف النبي نفسه الذي تآمر ويتآمر عليه مذاك وحتى الساعة، إخوته الأعداء، الأبالسة والشياطين، والعالم كله من ورائهم، كي لا تتحقق نبوءته اللبنانية الخلاصية. لذا وقف أخيراً، منهكاً متلاشي الأنفاس، لشدة ما طُعِن في ظهره وصدره، دفاعاً عن لبنان، وصداً للمؤامرات والمتآمرين عليه، أقله منذ مئة سنة، وحتى وقوفه أمام الصحافيين، نافضاً يده من مصير لبنان الجهنمي الذي دفعه إليه زعماؤه الأبالسة، نكاية بنبيّه أو يوسفه المخلص المغدور، ميشال عون.

وتكاثرت التفاسير والشروح لـ "جهنم" ميشال عون، فذهبت مذهباً إعلامياً يستعيد الكوارث اللبنانية ومآلها الجهنمي، سياسياً واقتصادياً ومالياً. لكن هذه التفاسير والشروح كلها لم تكن على الأرجح حاضرة في وعي ميشال عون ومقاصده، ولا هو فكّر فيها وعناها، عندما قال: "طبعا ع جهنم".

قداسة النبوّة ودنس الدنيا

وقد يكون أبلغ تفسير وأصدقه لقوله هذا، هو ذاك الذي ساقه كثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي، متذكرين تطفلّهم على أمهاتهم لدى سؤالهن في طفولاتهم البعيدة، إلى أين هن ذاهبات؟ فتجاوبنهم الأمهات الغاضبات جواباً غرائزياً وكلامياً غاضباً: ع جهنم. وجهنم ميشال عون التي تلفّظ بها، ليست سوى صنيعة غضبه وضيقه وبرمه من أن يُسأل ويجيب. ذلك أن النبي المخلّص لا يُسأل ولا يجيب، بل يبشّر، هكذا غريزياً وعفو الخاطر. وإذا ما ألحَّ عليه أحدٌ ما بسؤال يتطلب جواباً وضعياً وشرحاً وتعليلاً منطقياً، يأخذه غضبٌ نبوي أو إلهي، يطلع من الطبع والغريزة اللذين يُنزِلان النبي أو الإله من عليائه إلى سفاسف الحياة الدنيوية ولغتها ومنطقها الوضعي. وسورات الغضب هذه لصيقة بمسيرة ميشال عون المخلص ولغته وفصامها بين النبوّة الخلاصية المتعالية، والحياة الدنيوية الوضعية والوضيعة. تلك التي يرغمه البشر الدنيويون على الغرق في شؤونها وشجونها وأردانها التي يُنزِلونه إليها من علياء نبوته وألوهته. ولذا يرميهم بغضبه الغريزي الذي تختلط فيه طهارة القداسة بدنس الدنيا. والأرجح أنه منذ شبابه البعيد مقيمٌ على طبعه هذا. أقله منذ قلّده العماد فؤاد شهاب في نهاية خمسينات القرن الماضي، سيفَ تخرّجه من المدرسة الحربية، التي روى هو نفسه أنه كان موعوداً بها وبقيادة الجيش وعداً نبوياً منذ طفولته. وهناك روايات كثيرة رواها أقارب ومجايلون لميشال عون في شبابه، تقول إنه فور تخرُّجه من المدرسة الحربية، عاد إلى أهله في حارة حريك متقلداً سيف التخرج. فذهب إلى ملحمة والده، وطلب منه أن يقفل الملحمة ويقلع عن عمله لحاماً في الحارة، لأن عمله هذا لا يليق بوالد ضابطٍ تخرّج من المدرسة الحربية، ويحلم بقيادة الجيش. لكن والده استغرب هذا الطلب ورفضه. فما كان من ابنه الضابط إلا أن حمله غضبه على تحطيم ملحمة والده. وفي رواية جديدة تشبه هذه الرواية في وجه من وجوهها، ورواها "الشيخ" عمر غصن عما قاله ضابط في الجيش اللبناني من رتبة "كابيتان" (نقيب)، جاء إلى خلدة للفصل بين عربها وشلّة علي شبلي المسلحة المستقوية عليهم بسطوة حزب الله. وقال الضابط الكابيتان "للشيخ" إن "هذه النجوم (الرتب) على كتفي، كلفتني وأهلي الملايين، ليأتي واحد ما بيسوى فرنكين (أي علي شبلي) ويحمل سلاحاً قدامي!".

 

الحكومة المنتظرة: خسائر الحريري ومكاسب "الثنائي".. وعون يطالب بحصته

منير الربيع/المدن/24 أيلول/2020

الحكومة المنتظرة: خسائر الحريري ومكاسب "الثنائي".. وعون يطالب بحصته

كسب حزب الله جولة سياسية جديدة، بانتزاعه وزارة المالية. وعلى الرغم من التنازل الكبير الذي قدّمه سعد الحريري، لم يتحقق الحلّ الحكومي سريعاً، حسب توقعات البعض. ومن الواضح أن حزب الله يذهب بعيداً في التدلل، وسيطالب بالمزيد. وهذه من أساسيات عمله السياسي.

الحريري وسُّم المعضلة الشيعية

فالثنائي الشيعي قد يضع لائحة بأسماء شخصيات شيعية عشرة، ليختار منها رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب وزيراً للمالية. وهذا إلى جانب تسمية الثنائي إياه الوزراء الشيعة الآخرين. وبناء على هذه المعادلة، يصبح الثلث المعطّل مسألة تفصيلية. فبكل سهولة سيكون لدى حزب الله وحلفائه خمسة وزراء من أصل 14. وسوى الخمسة هؤلاء هناك أيضاً وزراء رئيس الجمهورية، حليف حزب الله. أما رؤساء الحكومة السابقون فبقي موقفهم واضحاً: حاول الحريري استدراجهم وإقناعهم بالموافقة على ما يطرحه، لكنه فشل. فأقدم بنفسه "على تجرُّع سمِّ" التنازل - حسبما ما قال - فيما نأى الرؤساء الآخرون بأنفسهم، قائلين إن الأساس في المبدأ. وصحيح أن لا شيء يحول دون تولي أي شخص منصب وزير المالية أو أي وزارة أخرى، وهي حكماً ليست حكراً على أحد. ولكن المشكلة هي في وضع هذه الحقيبة كحق مكتسب لطائفة معينة. وهنا تكمن المعضلة الحقيقية. أما المشكلة الثانية، فهي في اختيار الوزير الشيعي، الذي يعتبره (الاختيار) رؤساء الحكومة السابقون من صلاحيات رئيس الحكومة. وهذا ما يرفضه الثنائي الشيعي.

مراوغات ميقاتي ومكاسبه

تكمن مشكلة الرؤساء مع الحريري في رغبتهم في إيجاد مخرج آخر لهذا التنازل، إذا كان لا بد منه. وهذا لأن الصيغة التي كانت قيد التداول، يُفترض بالفرنسيين أن يكونوا قد انتزعوا موافقة حزب الله عليها، قبل إعلانهم عن مبادرتهم. ولكن لم يُعرف حتى الساعة لماذا لم يقدم الفرنسيون على هذه الخطوة. ولا إن كانوا حاولوا ولم ينجحوا، فأخذ الحريري المبادرة قبل وصول المبادرة الفرنسية إلى خواتيمها. لقد تضرر الحريري بفعل خطوته هذه، وتضرر الرؤساء السابقون أيضاً، باستثناء نجيب ميقاتي الذي يحقق المكاسب تلو المكاسب:

أولاً، باختياره مصطفى أديب لرئاسة الحكومة. ثانياً، بتوقيعه على بيان الرفض الذي صدر عن الرؤساء، بعدما كان صاحب نظرية الوصول إلى تفاهم وتقديم تنازل. لكنه سرعان ما نأى بنفسه عنه، ليتلقفه الحريري ويقدم منفرداً على التنازل. وثالثاً، بمبادرته إلى إجراء اتصالات للاتفاق على اسم وزير المال. وهذا تنازل عن مبدأ أن يختار رئيس الحكومة المكلف تسميته، مستقلاً أو منفرداً.

هكذا يكسب ميقاتي شعبياً وطرابلسياً من خلال تشكيل الحكومة، ويكسب سياسياً على صعيد طريقة إدارته العملية في دوائر ومواقع مختلفة.

أميركا تراقب وعون يطالب بحصته

لكن هذا المخاض كله لن يؤدي إلى ولادة سريعة للحكومة، لجملة من الاعتبارات:

أولاً، لا بد من مراقبة الموقف الدولي، وخصوصاً الأميركي. فبعض المعلومات تفيد أن الأميركيين لن يوافقوا على هذه العمليات والمناورات. وهم يدركون أن أي وزير للمالية يوافق عليه حزب الله، ستكون له حصته فيه. ما يعني أن الشرط الأميركي - إبعاد الحزب إياه عن الحكومة – لم يتحقق.

ثانياً، تفيد بعض الأجواء أن الأميركيين قد يغضون النظر شكلياً عن شرطهم هذا. لكنهم سيتبعون معها السلوك الذي اتبعوه مع حكومة حسان دياب، إلى أن تثبت الحكومة الجديدة العكس.

هناك مسألة ثانية لا بد من انتظارها أيضاً: موقف رئيس الجمهورية، الذي كان يصر على المداورة. وهو إذا ما وافق على ما ناله حزب الله، فستكون لديه مطالب حتماً. وجاء رد فعله الأول قائلاً إنه ليس باش كاتب، وهو رئيس للجمهورية، ولديه صلاحيات، ولا يمكن التصرف معه من باب تحصيل الحاصل، ليوقع ما اتفق عليه الآخرون. وهو يقول أيضاً إنه لا يريد أن يتشبه بسعد الحريري. ولا يمكنه أن يصدر بيان موافقة أو إذعان. بل لديه مطالب، إما بتعزيز المداورة واستثناء وزارة المال. ما يعني مطالبته بوزارة الداخلية. وبذلك يكون الحريري قد خسر المالية والداخلية ووزارة سيادية ثالثة. وقد يطالب عون بتثبيت الحصص، أي احتفاظه بالخارجية والطاقة، أو جعلهما بازاراً للمقايضة. 

 

الوقت لا يسمح بألاعيب إيرانية في لبنان

خيرالله خيرالله/العرب/24 أيلول/2020

بات واضحا أن الخطوة التي أقدم عليها رئيس الوزراء السابق سعد الحريري والقاضية بالقبول بأن يكون وزير المال في حكومة مصطفى أديب “شيعيا”، كانت بناء على طلب فرنسي. يؤكد ذلك مسارعة وزارة الخارجية الفرنسية إلى وصف مبادرة الحريري بـ”الشجاعة”. لا شكّ أنّ الرئيس إيمانويل ماكرون وضع ثقله خلف خطوة سعد الحريري، نظرا إلى أن تشكيل حكومة، وفق مواصفات معينة،  يشكّل الحجر الأساس في مبادرته اللبنانية. أكثر من ذلك، أن نجاح هذه المبادرة صار مرتبطا بشخص الرئيس الفرنسي. يتبيّن، أقلّه إلى الآن، أنّ ثمّة رغبة لدى “الثنائي الشيعي” في تفادي الدخول في مواجهة مباشرة مع فرنسا التي ترفض، إلى إشعار آخر، إدراج “حزب الله” في قائمة الإرهاب على الرغم من كلّ الضغوط الأميركية وعلى الرغم من أن ألمانيا فعلت ذلك. يسعى “الثنائي الشيعي”، الذي يتحكّم به “حزب الله”، إلى حدّ كبير، إلى تكريس أن يكون أي وزير للمال في الحكومة اللبنانية، من الآن فصاعدا، “شيعيا”. يريد الثنائي فرض أمر واقع وتحويل ذلك إلى قاعدة وإلى جزء لا يتجزّأ من عملية تشكيل الحكومة اللبنانية. بدل أن يتخلّص لبنان شيئا فشيئا من المحاصصة القائمة على الطائفية والمذهبية، يسعى “الثنائي الشيعي” إلى تكريس المحاصصة وتكريس الطائفية والمذهبية وذلك بعدما اعتبر أنّه وضع يده على الطائفة الشيعية.

أكثر من ذلك، يعتبر “حزب الله” أنّه استطاع بفضل سلاحه ومثابرته تغيير طبيعة المجتمع الشيعي، الذي لا يزال قسم كبير منه يرفض هيمنة الحزب، الذي ليس سوى لواء في “الحرس الثوري” وبالتالي إيران. إنّ حسابات “حزب الله”، خصوصا بعد نجاحه في فرض رئيس الجمهورية المسيحي على اللبنانيين في 31 تشرين الأوّل – أكتوبر 2016، باتت تقوم أساسا على تغيير طبيعة المجتمع اللبناني كلّه وتغيير طبيعة تموضع البلد على الصعيد الإقليمي بصفة كونه جرما يدور في الفلك الإيراني لا أكثر. ثمّة ما هو أبعد من القبول بوزير المال “الشيعي” في وقت بات مصير لبنان مطروحا على المحكّ. هذا يعود بكلّ بساطة إلى أن تشكيل حكومة جديدة برئاسة مصطفى أديب سيعني الكثير. سيعني قبل كلّ شيء أنّ في لبنان حكومة من نوع مختلف لا تضمّ ممثلين للأحزاب التي أوصلت البلد إلى ما وصل إليه. صحيح أنّه يمكن القول إن سعد الحريري قدّم تنازلا كبيرا، بل تراجع في مواقفه، وهو تراجع لا تقبل به بيئته السنّية ولا الحلفاء، لكنّ الصحيح أيضا أنّ هناك تشديدا على أمرين. الأوّل أنّ من يختار وزير المال الشيعي هو سعد الحريري نفسه، وهذا ما ورد صراحة في المبادرة التي قدّمها رئيس الوزراء السابق. إضافة إلى ذلك، أنّ قبول سعد الحريري بوزير المال “الشيعي” مرتبط بأنّ ذلك يسري لمرّة واحدة فقط. أي أن لا تكريس للعرف القائل أنّ وزارة معيّنة، مثل وزارة المال، صارت ملكا لطائفة معيّنة.

عاجلا أم آجلا بعدما استطاع سعد الحريري رمي الكرة في ملعب "الثنائي الشيعي" سيُتبيّن هل هناك استعداد إيراني للأخذ والرد مع فرنسا أم أن الرهان الإيراني لا يزال قائما على فكرة واحدة

في النهاية، المهمّ تشكيل حكومة لا تضمّ سوى رجال يتمتعون بكفاءات بعيدا عن تلك الشخصيات التي فرض كثيرين منها “الثنائي الشيعي” في الماضي أو “التيّار الوطني الحر” في كلّ وقت. يندرج تشكيل مثل هذه الحكومة في صلب مبادرة إيمانويل ماكرون الذي فاته عندما جاء إلى بيروت مباشرة بعد كارثة المرفأ في الرابع من آب – أغسطس الماضي، أن هناك لبنان الجديد، لبنان “حزب الله”. أخذ ماكرون علما بحجم الكارثة. أخذ علما بشكل خاص بأنّ لبنان انهار وأن المطلوب إنقاذ ما يمكن إنقاذه بدءا بتشكيل “حكومة مهمّة” مختلفة جذريا عن “حكومة حزب الله” التي شكّلها حسّان دياب في “عهد حزب الله”.

باختصار شديد، يحتاج لبنان إلى عهد جديد، هو عهد حكومة مصطفى أديب بمواصفات معروفة. سيتوقّف الكثير على الحسابات الإيرانية. ليس “حزب الله”، في نهاية المطاف، سوى أداة إيرانية لا أكثر. هل من مصلحة إيرانية في مراعاة ماكرون؟ هل لدى ماكرون ما يضغط به على إيران… أم أنّ “الجمهورية الإسلامية” ما زالت متمسّكة برهانها؟ الرهان الإيراني معروف أكثر من اللزوم. يقوم هذا الرهان على انتظار الانتخابات الأميركية في الثالث من تشرين الثاني – نوفمبر المقبل. تعتقد إيران أنّ جو بايدن سيكون أفضل بكثير من دونالد ترامب وأن انتخابه رئيسا سيؤدي إلى عودة شهر العسل مع “الشيطان الأكبر”، كما كانت عليه الحال في عهد باراك أوباما. سيتبيّن عاجلا أم آجلا، بعدما استطاع سعد الحريري رمي الكرة في ملعب “الثنائي الشيعي” هل هناك استعداد إيراني للأخذ والرد مع فرنسا، أم أن الرهان الإيراني لا يزال قائما على فكرة واحدة. تقوم هذه الفكرة على أن لبنان مجرّد ورقة إيرانية ولا شيء آخر.

لبنان، في نظر إيران، ليس سوى ورقة بغض النظر عمّا يحلّ باللبنانيين وببلد سقطت كلّ مقومات وجوده. لبنان بلد من دون كهرباء، لبنان بلد انهار فيه النظام المصرفي، لبنان بلد انهار فيه قطاع الخدمات. ميناء بيروت صار مدمّرا ومعه جزء من المدينة. هذا غيض من فيض ما حلّ بلبنان حيث النظام التعليمي صار جزءا من الماضي. كان لبنان مستشفى وجامعة وفندقا ومصرفا. لم يبق شيء من لبنان. لم يبق ما يكفي من الوقت لممارسة ألاعيب إيرانية وغير إيرانية ستقضي على كلّ الطوائف اللبنانية، بما في ذلك الشيعة والسنّة والمسيحيون والدروز لا فارق.

 

لا انقلاب عونياً على حزب الله

هيام الصيفي/الأخبار/23 أيلول/2020

رغم أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حدّد مأخذه على الثنائي الشيعي ورفض تمسكهما بوزارة المال، الا ان ذلك لا يعني ان هناك انقلاباً على حليفه. بيانه مجرد روتوش سياسي ورسائل خارجية وتفعيل لقاعدة التيار الشعبية

بدا الانطباع الاول لبيان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أنه انقلاب على حليفه حزب الله، وأنه بوضع النقاط على حروف التشكيل الحكومي انما يوجه رسالة الى الحزب للتخلي عن تمسك الثنائي الشيعي بوزارة المال، وأن التهديد بالعقوبات الاميركية فعل فعله، كما التلويح الفرنسي بضرورة احترام الوعود اللبنانية. هذا الانطباع أوّلي. لكن قراءة سياسية هادئة، تعطي لكلام عون أبعاداً اخرى. فهل كان رئيس الجمهورية يحتاج الى هذه الاطلالة ليعلن أنه يرفض تخصيص طائفة بوزارة، بعدما كان الاسبوع الماضي حفل برسائل متناقضة عن نيته توقيع أي تشكيلة يرفعها اليه الرئيس المكلف مصطفى أديب، ويرمي الكرة في ملعب المجلس النيابي؟ ام ان رسالة عون كانت بهدف خارجي أكثر منه داخلياً؟

صحيح ان رئيس الجمهورية ساوى شكلياً بانتقاده أداء ممثلي الطائفتين السنية والشيعية في عملية التأليف، ما اعتبر أنه يوجه رسالة واضحة للمرة الاولى الى حليفه، الا أنه في واقع الامر لم يبتعد كثيراً عن الحزب في الشكل العام لعملية التأليف، بعيداً عن الامتعاض الذي يكبر في قواعد تياره الوطني تجاه حزب الله لاسباب لا تتعلق حصراً بالحكومة. لكن التململ الشعبي أمر يختلف عن الاهداف السياسية المحلية والخارجية، وملاحظات التيار على ادارة الحزب لمعركة التأليف أو المطالبة باللامركزية الموسعة لا علاقة لها بالعنوان الاكبر الذي يتعلق بالمرحلة المقبلة. فمرمى عون الاول والاخير يتعلق بالاستراتيجيا، وهو في هذا المجال لا يبتعد عن حليفه، كما لا يمكن أن يفترق عنه في رسم مسار مستقبل خليفته رئيس التيار الوطني الحر ومرشحه الدائم لرئاسة الجمهورية، ولا يمكن تبعاً لذلك الرهان على انقلابه على حليفه عشية انتهاء ثلثي ولايته الرئاسية. هذا هو بيت القصيد، لأن تمايز عون والنائب جبران باسيل عن الرئيس نبيه بري ومعارضتهما له، وحفلة الردود المتبادلة، لا تعني مطلقاً التخلي عن الحزب في هذه المرحلة الحساسة التي يستخدمانها لتوجيه اشارات تحذير علنية.

كان من الطبيعي الا يرد حزب الله على رئيس الجمهورية، وهو الذي ترك اصواتاً متفرقة تهاجم كل منتقدي تمسك الثنائي بوزارة المال وعلى رأسهم البطريركية المارونية، لأن حزب الله في واقع الامر لا يزال يحتاج الى هذا الغطاء المسيحي والرئاسي الذي أمّنه له طوال السنوات الماضية حليفه، خصوصاً بعدما فكّت بكركي علاقتها بالحزب. ويحتاج في الوقت نفسه الى أن يعيد رئيس الجمهورية تعويم نفسه في القواعد الشعبية، والتيار من ضمنها. فكما ان تراجع شعبية التيار الوطني في الشارع المسيحي حقيقة وليس تأويلاً، كذلك فإن التيار بات يحتاج الى دفعة جديدة من شد العصب لإعادة تزخيم قواعده الداخلية. ومقارعة القوات اللبنانية لا تكفي وحدها ولا تؤتي ثمارها في شكل عام، بل إن خطاباً تحت عنوان دستوري فضفاض برفض تفرد أي طرف بوزارة ما، لا يضير الحزب ما دام مفتاح التأليف لا يزال في جيبه، فيما يعيد لم الشمل العوني تحت عباءة عون ورئيس التيار الوطني، فكيف الحال والهدف وزارة باتت محسوبة على حركة امل التي يتهمها العونيون بأنها «رأس جبل جليد الفساد».

وجّه عون رسالة الى فرنسا بأنه متمسك مع حزب الله بمبادرتها، على عكس القوى الاخرى التي تعرقل التأليف

لا يضير حزب الله كلام عون وحركة باسيل، وهما يلتقيان على تحييد الحزب من زاوية توجيه الرسالة الاقسى الى الرئيس نبيه بري، وبذلك يستعيد الطرفان شعبيتهما، التي يحتاجان اليها بعد شهور من التراجع الحتمي تحت وطأة التظاهرات ومن ثم انفجار المرفأ والتعثر الحكومي. يعرف الحزب تماماً أن عون مضطر الى مسايرة اي ضغط خارجي، وهو عادة يختار التراجع امام مثل هذه الضغوط. وموقع باسيل من التهديد الاميركي بفرض عقوبات عليه، يحتّم عليه اكثر فأكثر أن يدوّر الزوايا، فيعطي رسائل «متذاكية» في اتجاهات عديدة، لطمأنة الأميركيين إلى أنه لا يعطي الحزب ما يريده، وأنه يحترم الدستور (الذي خرقه أخيراً بعقد استشارات تتعلق بتأليف الحكومة)، ويوجه رسالة الى فرنسا بأنه متمسك مع حزب الله بمبادرتها، على عكس القوى الاخرى التي تعرقل التأليف.

سحب عون بكلامه وهج موقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وحوّل الانظار عنه، واستعاد المبادرة في فرض إيقاعه الخاص على عملية التأليف، حتى لو اقتضى الامر موافقته على عدم حصول الطوائف المسيحية الاكثر عدداً على حقائب سيادية، في وقت دقيق بالنسبة الى هذه الطوائف وأزمة وجودها في الحكم. وأعطى عون لحزب الله مساحة اكبر في التأليف الحكومي، من خلال عودة الامور الى النقطة الصفر، لأن هذا يعني في الوقت الراهن مراوحة حكومية في انتظار جلاء معركة الانتخابات الاميركية وعلاقة الادارة الجديدة مع ايران. وهذا يفترض تطبيعاً للحكومة المستقيلة، التي يمكن أن يكون تصريف اعمالها في الوقت الراهن افضل الخيارات السياسية المتاحة، من دون اعتبار للعوامل المالية والاقتصادية السيئة.

 

رسالةٌ إيرانيّة إلى "حزب الله".. ما هو مضمونها؟

علي الحسيني/ليبانون ديبايت/23 أيلول/2020

"إذا لم تَتشكّل الحكومة فإنّ لبنان يتّجه الى جهنّم...!".

أن يخرجَ هذا الكلام عن أي مسؤول لبناني، هو أمر طبيعي بالنسبة إلى كثير من اللبنانيين أو إلى معظمهم، كونهم يشعرون حقّاً بأنهم يعيشون في جهنّم" قياساً مع طبيعة الحياة الصعبة في بلادهم، لكن أن يكون مصدره رئيس البلاد، لهو أمر كبير ويُنذر بعواقب كارثية أقل ما يُقال فيها أن الموت هو المصير الحتمي لكل أبناء البلد.كل هذا يدلّ بشكل قاطع، على أن المبادرة الفرنسية بشأن تأليف الحكومة، تحوّلت في الأيّام الماضية إلى مُجرّد أمنية، يتأرجح عليها اللبنانيون علّها تُنقذهم مما هم فيه.

يبدو أن حالة التأليف الحكومي سوف تظل تراوح مكانها خلال الفترة الحالية، في ظل تصلّب "الثنائي الشيعي" في مطلبه لجهة الاحتفاظ بوزارة المالية وذلك على قاعدة المشاركة السياسية في القرارات المفصلية، إلى جانب رئاستي الجمهورية والحكومة. ولعل الأبرز في ما يحصل اليوم، هو بقاء تأليف الحكومة عالقاً بين الإصرار الأميركي على إزاحة هذا "الثنائي" أو نصفه، عن دائرة القرار في البلد بأي وسيلة، والتعنّت الإيراني بتثبيته في الميدان السياسي في لبنان، كما هو الحال في الميدان العسكري المنطقة.

وفي الحالتين، ثمّة قرار خارجي واضح، يشي بأن لا حكومة في المدى المنظور، إلا في حالة رصد "حمام زاجل" في الأجواء، يحمل رسالة من الأميركي إلى الإيراني، أو العكس. وبإنتظار الرسالة هذه، ثمّة رسالة على الخط الأخر تلقّاها "حزب الله" منذ أيّام قليلة من القيادة الإيرانية، يفضح فحواها ما هو مرسوم للبنان، وما ينتظره في الفترة المقبلة من تقلّبات يُمكن أن تُطيح بما تبقّى من إستقرار سياسي، أو أمني إذا جاز التعبير في حال بقيت الأمور مرهونة للخارج وتحديداً في موضوع الحكومة. في سياق النزاع القائم على حقيبة المال بين "الثنائي الشيعي" من جهة، وبين الرئيس المُكلف ومعه فريق سياسي كبير من حوله يُشاطره رأيه لجهة نزعها من الطائفة الشيعية وذلك في ظل غياب أي عُرف أو قانون يمنح الأوّل هذا الحق، يكشف مصدر سياسي لبناني بارز عن رسالة في غاية الأهميّة كان تلقّأها "حزب الله" منذ أيّام قليلة من المرجع الديني الإيراني السيّد علي الخامنئي يطلب فيها تحويل كافة المشاكل السياسية العالقة سواء في موضوع تأليف الحكومة أو في ملفّات أساسيّة أخرى، إلى قضية رأي عام شيعي. ويقول المصدر أن الرسالة حضّت قيادة الحزب على الاستعداد للمواجهات المقبلة بكافة الأشكال، وذلك تحت الستار الشيعي والدفاع عن العقيدة "الاثني عشرية" وصولاً إلى السلاح الذي هو أمانة يجب الحفاظ عليها وعدم التفريط بها، إلى حين ظهور "الإمام الحُجّة". والأبرز في الرسالة، استعادة حقبة من التاريخ الاسلامي تبدأ من زمن الحسين بن علي مروراً بـ"المختار الثقفي"، ووصولاً إلى مجزرة "سبايكر" في العراق ثم مجزرة "قانا" حتّى حرب تموز وموجة التكفيريين. ويكشف المصدر أن الرسالة الإيرانية دعت قيادة "الحزب" إلى عدم تهميش أي دور لرئيس مجلس النواب نبيه بري مع منحه دوراً أولويّاً في المواجهة السياسية الداخلية، مع وضعه بشكل متواصل في كافة الأجواء والتقارير التي تستهدف الطائفة الشيعية. وبالنسبة غلى المصدر، فإن ما صدر عن رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط من "ضغوط" يتعرّض لها بري، خير دليل على طابع المواجهة الذي تُريده ايران في لبنان، والدور الذي تُريد من شيعة لبنان القيام به.

 

باريس ومصير ودائع اللبنانيين ومصارفهم!‏

 فارس خشان/النهار العربي/23 أيلول/2020

لم تكن باريس بحاجة الى مبادرة الرئيس ايمانويل ماكرون، حتى تكون محور اهتمام صانعي ‏القرار في لبنان، فهي قبل المبادرة وبعدها، تلعب دور منسّق "حلم الإنقاذ" اللبناني، إذ إنّها، حتى ‏إشعار آخر، المدخل المعتمد لضخ الأموال التي يحتاجها لبنان، على اعتبار أنّها العمود الفقري لما ‏تبقى من أموال مؤتمر "سيدر"، وللمجموعة الدولية لدعم لبنان وتالياً لتوجّهات "صندوق النقد ‏الدولي" الذي لم تثمر محادثاته مع الحكومة اللبنانية، قبل أن تنقطع كلياً مع استقالتها.‏

 ولهذا السبب، تصب اهتمامات جمعية المصارف على العاصمة الفرنسية. ‏وهذا الاهتمام لم يتجلّ في زيارة وفد رفيع من الجمعية للمسؤولين عن الملف المالي في الإدارة ‏الفرنسية فحسب، بل في لقاءات دورية يطلبها مسؤولون مصرفيون لبنانيون، في محاولة منهم، ‏لإدخال تعديلات على النظرة الفرنسية للمخارج الواجب اعتمادها للأزمة المالية.‏

لماذا يطلب هؤلاء تعديلاً في المخارج التي تقترحها باريس أو تتبنّاها؟

في المجالس المغلقة، ثمة كلام كبير عن مآلات المخارج كما هي مطروحة راهناً، إذ إنّ من شأن ‏اعتمادها إسقاط جاذبية ما سيتبقى من النظام المصرفي اللبناني وإدراج لبنان، لفترة طويلة، في ‏قائمة الدول الفقيرة.‏

 وباريس، وفق مصدر مصرفي لبناني رفيع المستوى، تسير بنهج رسمه بعض الطامحين ‏لاحتلال أرفع المناصب في المصارف اللبنانية، من مدراء عامين سابقين ومستشارين في ‏رئاستي الجمهورية ومجلس الوزراء.‏

 وتُلاقي طروحات هؤلاء "الطامحين" تطلعات بعض المعنيين الفرنسيين بالملف اللبناني، إذ إنّهم ‏ينتمون الى مدرسة تُقدّم مصالح القطاع العام، على كل ما يتصل بالقطاع الخاص. ‏

 وتشتبه المصارف اللبنانية بوجود توجّه جدّي لـ "تأميم" المصارف التي ستتمكّن من أن تُنقذ ‏نفسها من إلزامية الدمج.‏  ولمواجهة هذا التوجّه فإن المصارف اللبنانية ترفض خطوتين تتكاملين وهما الـ "هير كات" والـ ‏‏"بايل إن"، على اعتبار أن تسييل الودائع لامتلاك أسهم في المصارف، سواء بالإقتطاع أم ‏بالإكتتاب، من شأنه أن يقضي على قيمة الودائع بسبب تهاوي أسعار الأسهم من جهة أولى، ‏ويسمح بتغيير إدارة المصارف، من جهة ثانية.‏

إنّ تحويل الودائع إلى أسهم يعني تشتيت الملكية المصرفية بين عدد كبير من المساهمين الصغار، ‏الأمر الذي يسمح للحكومة أن تسمّي هي من تريده، لإدارة هذه المصارف، بعد تقليص حجمها.‏

 وهذا يعني إجبار المالكين الحاليين للمصارف على تحمّل كل الخسائر التي تكبدتها الدولة، ‏والتخلي عن ملكياتهم في الداخل والخارج، وتسليم القطاع المصرفي الى "منظّرين" ليس بينهم ‏من يعرف "سرّ المهنة"، بعد إفقاد النظام المصرفي اللبناني جاذبيته، من خلال إلحاق خسائر ‏كبيرة بالمودعين.‏

بالنسبة للمصادر المصرفية اللبنانية إنّ هذا التوجه "الإفلاسي" يلاقي هوى فرنسياً، لأنّه يسمح ‏بـ"تصفير" ديون الدولة الداخلية، في مقابل "تقسيط" الديون الخارجية.‏

ولكن، لماذا هذا التوجه يُلاقي هوى فرنسياً؟

لأنّه، وفق المصادر، يسمح بـ"تقطير" القروض التي قد يمنحها صندوق النقد الدولي للبنان، على ‏اعتبار أن حاجة الدولة اللبنانية الى المال الإنفاقي سوف تنخفض، في حين أن الولايات المتحدة ‏الأميركية ودول مجلس التعاون الخليجي لن تدعم المالية اللبنانية، طالما أنّ "حزب الله" يلعب ‏أدوارا عسكرياً لمصلحة الأجندة الإيرانية.‏

بمعنى آخر، أن لبنان يجب أن يحتاج الى مال قليل، لأنّ توفير ما يحتاجه فعلاً سيبقى متعثراً ‏لأسباب سياسية.‏

وتقليص حاجة لبنان الى الأموال الخارجية يقتضي تحميل المصارف خسائر الدولة اللبنانية، ‏وتالياً تحميل المودعين العبء الأكبر من هذه الخسائر، في حين سوف يتم تحميل الطبقات ‏الشعبية اللبنانية، على اختلافها، كلفة قاسية ناجمة عن تعويم الليرة اللبنانية بالتوازي مع توقف ‏الدولة عن دعم الخدمات والحاجات الأساسية ورفع الضريبة على القيمة المضافة.‏

ولكن ما هو البديل المقترح؟

الإقتراحات البديلة متوافرة لكنها لا تلقى، حتى الساعة آذاناً صاغية، ومنها على سبيل المثال:‏

 ‏-‏إنشاء صندوق سيادي يستثمر ممتلكات الدولة ومقدّراتها ويديرها، من دون أن يبيعها، ممّا ‏يمكن الدولة، في برنامج متوسط الأمد، أن تفي ديونها المترتّبة عليها للمودعين وتالياً للمصارف.‏

 ‏-‏تضع المصارف خطة بالإتفاق مع المودعين لإعادة أموالهم على مدى عشرة أعوام، ‏الأمر الذي يُكسِب مجدداً الدولة اللبنانية المصداقية التي تحتاجها لإعادة جذب الإيداعات من ‏الخارج، على اعتبارها، فعلاً، ملتزمة بنهجها الإئتماني التاريخي. ‏

 ‏-‏إن القطاع المصرفي في لبنان هو العمود الفقري للإقتصاد اللبناني، ويفترض أن تتضافر ‏كل الجهود، من أجل حمايته وتحصينه، بدل التضحية به، في مغامرة غير محسوبة النتائج.‏

 ‏-‏عدم السماح بإطلاق نظريات "عشوائية"، مثل اعتبار المسؤولين المصرفيين في لبنان، ‏منعدمي الكفاءة، لأنّهم وافقوا على إقراض الدولة الأموال التي تحتاجها، لأنّ هذا النوع من ‏النظريات يصيب المجتمع الدولي الذي سبق له، مرارا وتكرارا، أن دعم الدولة اللبنانية، كما ‏يصيب كل مواطن لبناني إستثمر في وطنه، فعدم الكفاءة، في الحالة اللبنانية، ليست لدى من أمّن ‏للدولة أموالاً بل لدى من استلم الدولة وأدار شؤونها، أي مع هؤلاء الذين تتعاون معهم باريس ‏لإعادة بناء السلطة في لبنان.‏

 ‏-‏إن لبنان دولة "إستثنائية" كانت تقتضي تعاملاً إستثنائياً، إذ إنّ "حزب الله" الذي يعتبر ‏جزءا لا يتجزّأ من النظام يخوض حروباً مفتوحة، ويعرّض لبنان لتهديدات بالحروب ويتسبّب ‏بقطيعة للبنان مع الدول التي طالما دعمته مالياً واقتصادياً. وهذا خيار لا تتحمّل المصارف ‏مسؤوليته بل مؤسسات الدولة الدستورية، كما الطبقة السياسية.‏

 ولكن كل هذه المبررات لا تلقى آذاناً صاغية، حتى الآن، في باريس، فهل ذلك مجرد خلاف ‏تقني أم أن هناك أبعادا سياسية؟

 رداً على هذا السؤال، تلقى الجواب في الرواية الآتية:‏

في خلال مؤتمر باريس-2 خرج الرئيس رفيق الحريري سعيداً جداً، من إحدى الجلسات، وأخبر ‏المحيطين به أنّ ممثل الصندوق النقد الدولي كان يصر على وجوب تعويم الليرة اللبنانية، ولكنّ ‏الحريري جادله رافضاً، بسبب تأثير ذلك سلباً على الاقتصاد اللبناني وعلى أمان اللبنانيين. عندما ‏احتدم النقاش، همس وزير الخارجية السعودية آنذاك الأمير سعود الفيصل في أذن الحريري بأن ‏يترك ممثل صندوق النقد وشأنه، ولمّا أبلغه الحريري أنه مضطر أن يجادله، ذلك نظراً لتأثيرات ‏هذا الصندوق على لبنان، قال له الفيصل:" يا رفيق، دعه يتحدّث، فصندوق النقد الدولي هو ‏نحن".‏

 

‘تفاهم مار مخايل’ صامد وطرح عون مُنسَّق مع ‘الحزب’!

سركيس نعوم/النهار/23 أيلول/2020

المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون في قصر بعبدا أمس دفع الناس إلى التساؤل إذا كان بدأ الابتعاد الرسمي – الإعلامي عن حليفه منذ 14 سنة “حزب الله” بالمواقف من الأزمة الحكوميّة المُستعصية التي أعلنها. وقد عكست ذلك “النهار” في “صدر صفحتها الأولى” وفي “مانشيتها”، وبرّرته بالنقاط الآتية:

1- بدا عون مُدركاً أنّ أي مبادرة أو اقتراح منه لن يُغيِّر حرفاً من الأزمة التي رمى تبعاتها على فريقين هما رؤساء الحكومات السابقين الداعمين للرئيس المُكلَّف و”الثنائي الشيعي”. كما برّأ رسميّاً صفحته (الأفضل بيّضها) ومعها صفحة “التيّار الوطني الحر” الذي أسَّسه والذي يترأّسه صهره الوزير جبران باسيل.

2- تعمّد عون تحميل الفريقين وبالتساوي والتوازن مسؤوليّة الانسداد الحاصل سواء بعدم تشاور الرئيس المُكلّف الدكتور مصطفى أديب مع الكتل النيابيّة أو بإصرار “الثنائي الشيعي” على حقيبة المال كما على تسمية الوزراء الشيعة، وذلك بهدف إظهار صورته حكماً أو استعادة هذه الصورة.

3- محاولة عون تسويق اقتراحه الذي يعرف جيّداً أنّه لن يحظى بموافقة حليفه “حزب الله”، والذي يقضي بتوزيع الحقائب السياديّة على مختلف الطوائف من دون تخصيصها بطوائف مُعيّنة. لكنّه بدا أعجز من أن يُمسك بزمام المبادرة بعد تأخُّره في محاولة استرجاع صورة الحكم المُتوازن. علماً أنّ اقتراحه هو تبنٍّ للاقتراح الذي طرحه “التيّار الوطني الحر” الأسبوع الماضي.

4- الدلالة الأبرز والأهم تمثّلت في ازدياد منسوب التمايز بين عون وحليفه “حزب الله” لتشديده على انتفاء المُبرِّر الدستوري لموقف “الثنائي الشيعي”، وتشديده على العودة إلى التزام الأصول الدستوريّة. ويُرتِّب ذلك تداعيات وتساؤلات عن عمق المشهد الحالي لم تعد خافية على أحد. وقد ذهب بعض المطّلعين إلى إبراز صورة الاعتراض المسيحي الواسع على موقف “الثنائي الشيعي”، بدءاً ببكركي و”القوّات اللبنانيّة” و”الكتائب” مروراً الآن بـ”التيّار الوطني الحر” وأخيراً بموقف رئيس الجمهوريّة. وتساءل هذا البعض: هل بدأ سقوط “تفاهم مار مخايل” بين عون و”الحزب” فعلاً هذه المرّة؟

هل بدأ فعلاً سقوط هذا “التفاهم”؟ السؤال مشروع جدّاً في رأي مُتابعي الوضع اللبناني وخصوصاً العلاقة بين طرفَي “التفاهم” عون و”تيّاره” من جهة و”حزب الله” من جهة أخرى. ذلك أنّ العلاقة التفاهميّة بدأت تحالفاً متيناً ووثيقاً إلى درجة جعلت الكثيرين يعتقدون في لبنان ومحيطه والخارج أنّ الاثنين صارا واحداً. فـ”الحزب” من جهته أعطى عون وتيّاره وصهره الذي لعب دوراً مُهمّاً في مفاوضات التفاهم مع “الحزب” من دون أيِّ حساب في السياسة وغيرها باعتراف الطرفين وبمعرفة “العارفين” بل المُطّلعين جيّداً وبعمق على تطوُّر العلاقة، وعلى المعروف من الأمور التي تدلُّ على عمقها كما على غير المعروف. في حرب تموز 2006 أي عدوان إسرائيل على “الحزب” وعلى لبنان، وكان ذلك بعد نحو ستة أشهر من إعلان “التفاهم”، بدا الإثنان توأمين إذ تضامن عون و”التيّار” مع الحزب مثلما فعل رئيس الجمهوريّة في حينه العماد إميل لحود، وفتح لأبناء بيئته أو شعبه في الجنوب “المنطقة الشرقيّة” التي لجأوا إليها بمنازلها ومدارسها، وهو كان يومها الأقوى شعبيّاً فيها. علماً أنّ الأحزاب والتيّارات المسيحيّة الأخرى كما المواطنين غير المُنتمين إليهم أظهروا تضامناً مماثلاً مع النازحين واستقبلوهم بتفهُّم وترحيب، وإن من دون أن يعني ذلك تغييراً في موقفهم المُعارض لسلاح “الحزب” ولانفراده في تقرير “الحرب والسلام” مع اسرائيل.

وصار لبنانيّون كثيرون يرون على هواتف الخليوي لعدد من العونيّين صورة الأمين العام لـ”الحزب” السيّد حسن نصرالله كلّما “رنّت”، وأحياناً أناشيد له وأهازيج. تحوّل الانسجام بين الفريقين نوعاً من التلاحم برز بقوّة يوم اختلف “الحزب” مع حكومة السنيورة في أعقاب قرارها منعه من مدِّ خطوط “سلاح الإشارة” لديه، ولاحقاً يوم “أدّب” بيروت أو من يؤيّد فيها الحكومة بعملية “عسكريّة” محدودة في 7 أيّار المعروف، ولاحقاً في احتلال وسط بيروت ثمّ تطويق السرايا الحكوميّة من جهات ثلاث. وأصبحا واحداً أو كادا أن يُصبحا كذلك بعد إقدام الحزب على أبقاء كرسي رئاسة الجمهوريّة فارغة سنتين وثمانية أشهر، لأنّه كان يريد “إجلاس” عون عليها وبعد نجاحه في ذلك.

طبعاً بقي “الحلف” مُتماسكاً وإن مع “هنات هيّنات” لكنَّه بدأ يتعرَّض لـ”هنات غير هيّنات” في مرحلة الإعداد للانتخابات النيابيّة الأولى في عهد عون، ومنها مواجهة “التيّار” بل رئيسه بقرار من مؤسِّسه عون مرشَّح “الحزب” في جبيل وإسقاطه، ومواجهته أيضاً في بعلبك – الهرمل، وإحراجه مع شريكه في “الثنائيّة الشيعيّة” رئيس “أمل” ومجلس النوّاب نبيه برّي بتسميته “بلطجيّاً” في إجتماع غير موسَّع لمُوالين له وباعتباره الفاسد الأكبر في البلاد. وعندما احتدمت الأمور في الداخل جرّاء التشدُّد العربي – الخليجي – الأميركي مع “الحزب” وإصرار الأخير على تنفيذ استراتيجيا حليفته بل مؤسِّسته الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، وجرّاء بدء تأذّي لبنان منها في مجالين، الأوّل انقطاع المساعدات الخليجيّة وبدء العقوبات الأميركيّة جرّاء ابتعاد العهد وحكوماته عن “سياسة النأي بالنفس” التي قبلتها دول الخليج وحتّى واشنطن، وجهر وزير خارجيّته في مؤتمرات عربيّة ودوليّة بمواقف “الحزب” وراعيه الإيراني. وعندما لمس باسيل أنّ استمرار هذه السياسة سيُبعده عن الرئاسة التي يُهيّئه لها الرئيس عون، وسيُكتِّل الغرب والخليج ضدّه اعتمد سياسة اللعب على الحبال أو سياسة التوازن في المواقف بحيث يُرضي إيران و”الحزب” ويُقنع الغرب والعرب بالانفتاح عليه. إذ أنّ رئيس لبنان كان له دائماً ناخبان أميركا ودولة عربيّة. والعربيّة انتهى دورها الآن وحلَّت محلُّها إيران. طبعاً لم يُقصّر “الحزب” في إظهار امتعاضه من باسيل، وفي تقديم الشكاوى بحقّه للرئيس عون، وازداد النفور والخشية منه في أوساط كوادر “الحزب” ثمّ داخل بيئته الحاضنة، بحيث شاع موقف في الشارع يُفيد أنّ الأمين العام السيّد حسن نصرالله صار وحيداً في تأييده له أو في مُراعاة ظروفه. لكنَّه قرَّر عدم الإقدام على أي سلبيّة تجاه عون وتجاه “تفاهم مار مخايل” وإلى إعلاء سقف الانتقاد لباسيل والاعتراض عليه لمعرفته “بغرام عمِّه” فيه ولاعتباره إيّاه الوريث السياسي الشرعي الوحيد له. وكان السبب حرص على عدم فقدان حليفه المسيحي كان الأقوى ويبقى قويّاً رغم ما أصابه منذ 17 تشرين الأوّل الماضي تلافياً لوحدة ثلاثة شعوب لبنانيّة من أصل أربعة ضدَّه وضدّ شعبه.

هل يتغيَّر موقف “حزب الله” اليوم بعد مبادرة الرئيس عون العلنيّة إلى اتخاذ مواقف تتضمّن نقداً أو رفضاً لمواقف “الثنائي الشيعي” من الأزمتين الحادّتين والراهنتين الحكوميّة والوطنيّة؟ أم يتفهّمها ويتمسَّك باعتبار عون ضماناً للاستراتيجيا التي يتبنّاها “حزبه”؟ طبعاً يميل أخصام “الحزب” بل أعداؤه إلى الاعتقاد بأنّ “تفاهم مار مخايل” بدأت نهايته. لكنَّ المُتابعين من قرب حركة “حزب الله” والرئيس عون يعتقدون استناداً إلى معلوماتهم أنّ النهاية المذكورة لا تزال غير قريبة، إلّا إذا ارتكب باسيل “فاولاً” يستحيل هضمه أو قبوله، أو إذا ارتكب عمُّه الرئيس أمراً مماثلاً حماية لوريثه في رئاسة “التيّار الوطني الحر”؟ لا بل أنّ هؤلاء يذهبون أبعد من ذلك. فهم يعرفون أنّ عون يريد استعادة وهجه وشعبيّته عند المسيحيّين. ويعرفون أيضاً أن “حزب الله” لا يُمانع في ذلك بل يريده تلافياً لدفعه والتيّار إلى مواقف مؤذية له. ويعرفون ثالثاً أنّ المواقف الأخيرة لعون مُتعارضة مع مواقف “الحزب”، مثل المُداورة وعدم تخصيص الحقائب السياديّة لأي طائفة. ويعني ذلك رفضاً لتمسُّك “الثنائي الشيعي” بحقيبة المال وبالتوقيع الثالث إلى جانب التوقيعين المسيحي الماروني والسُنّي رغم عدم ورود ذلك في “اتفاق الطائف”. لكنّ “الحزب” متأكّدٌ من قدرته على الوقوف في وجه كل ذلك من دون خسارة شريكه في “التفاهم”. حتّى أنّه لا يُمانع في طرح عون إعطاء المسيحيّين وزارة الداخليّة التي يتمسَّك بها السُنّة اليوم، وهو أمر حصل. ذلك أنّه يجمع الشريكين في موقف واحد. كما أنّ تشديد عون على صلاحيّات رئاسة الجمهوريّة لا يُمانع فيه “الحزب” لأنّه يُعيد إلى “التيّار الوطني” ما فقده من شعبيّة مسيحيّة، ويُعطِّل في الوقت نفسه أي تقارب بينه وبين السُنّة والدروز. فضلاً عن أن المسيحيّين المُعادين له لا يستطيعون أن يقفوا في وجهه ولا سيّما بعدما صار الصراع المُسلم – المسيحي غير المباشر رسميّاً وعلنيّاً. كان في الماضي هذا الصراع مع السُنّة والدروز وهو اليوم مع الشيعة. وربّما يأتي يومٌ يُصبح صراعاً بين الشعوب الأربعة. في النهاية يُمكن توقُّع مزيداً من الحماوة في الشارع المسيحي. والهدف مُحاولة كل تيّار وحزب وزعامة أن تكون له الكلمة الأولى في “الكانتون المسيحي أو الولاية” عندما “تركب” الفيديراليّة حلّاً في لبنان. ويأمل المسيحيّون أن تبقى

الحماوة سياسيّة علماً أنّها قد تكون لبنانيّة شاملة.

 

حين يغامر الحريري بمستقبله السياسي!

وليد شقير/نداء الوطن/23 أيلول/2020

قبل إصدار الرئيس سعد الحريري بيانه مساء أمس كان التفتيش عن وسيلة للخروج من الجمود الكامل في اتصالات تأليف الحكومة، مع تجديد باريس تمنيها على الرئيس المكلف تأليفها السفير مصطفى أديب التريث في الاعتذار، الذي توقع بعض العارفين بخطواته أن يتم مطلع الأسبوع. لم تفلح أي من الاقتراحات في تحقيق الاختراق الذي يجنب البلد “جهنم”، التي لم يكن الرئيس ميشال عون بحاجة إلى تبشيرنا بها لأننا قابعون في صلبها والجميع يدرك أن نارها ستزداد قوة في التهامنا.

وإذا كان مفهوماً أن الجانب الفرنسي يتجنب إفشال مبادرته، لأنه سيكون بمثابة ضربة لدور إيمانويل ماكرون في المنطقة، والذي يرتكز من أجل تكريسه على تحركه لمعالجة المأزق اللبناني، فإن قطباً سياسياً رأى أن لا خيار أمام باريس سوى أن تدعو إلى مؤتمر حوار وطني لسائر الفرقاء اللبنانيين، سبق أن لمّح ماكرون إلى نيته في رعايته، كخرطوشة أخيرة لإحداث اختراق في جدار الأزمة، طالما الثنائي الشيعي يتمسك بتسمية وزير شيعي لحقيبة المال وسائر الوزراء الشيعة، فيما يصر رؤساء الحكومات السابقون والرئيس ميشال عون وفرقاء آخرون، والبطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي وسائر الفرقاء المسيحيين، على المداورة الكاملة في الحقائب رافضين تكريس أي حقيبة لأي طائفة. لكن الدعوة إلى المؤتمر مغامرة غير مضمونة لأن الانهيار الاقتصادي لن ينتظر دهاليز النقاشات حول التسوية السياسية حول مستقبل النظام.

هل ستصطدم صيغة الحريري “لمرة واحدة” برفض الثنائي الشيعي، فيصر على تسمية الوزير بدلاً من الرئيس المكلف؟ ومن الذي سيعلنها لمرة واحدة: الرئيس أديب أم الرئيس ميشال عون أم مجلس الوزراء العتيد؟ فالرئيس عون سعى إلى الحصول على وزارة المال منذ الأسبوع الأول لتكليف الرئيس أديب، فاقترح أن تسند مع وزارة الداخلية إلى وزيرين مسيحيين، بنية تسميتهما من قبل رئيس الجمهورية، على أن تسند حقيبتا الخارجية والدفاع إلى المسلمين، عكس التوزيع الذي عمل الرئيس المكلف عليه، إذ كان ينوي إسناد المال للسنة والداخلية للشيعة على أن يتولى ماروني الدفاع، وتسند الخارجية إلى أرثوذكسي. هدف الرئيس عون كان أن يسمي هو و”التيار الوطني الحر” الوزيرين المسيحيين في المال والداخلية، وفقاً لمبدأ حاجة رئيس الجمهورية إلى أن يكون له وزراء يطرحون موقفه في مجلس الوزراء ويصوتون إلى جانبه. ولذلك أيضاً أشار في بيانه الإثنين إلى أن رئيس الجمهورية حين يرأس مجلس الوزراء لا يصوت وفقاً للدستور. وأقرن اقتراحه بإلغاء التوزيع الطائفي للحقائب السيادية بإعلانه أن الكتل النيابية رفضت تسمية وزراء بالنيابة عنها كونها ستمنح الثقة للحكومة. وهذا لإتاحة المجال أمام “التيار الحر” كي يسمي الوزراء المسيحيين، كما في حكومة حسان دياب. لكن اقتراح عون يعني أنه بات في إمكان وزراء من الكاثوليك والأرمن والأقليات أن يتولوا وزارتين سياديتين بدلاً من حصرهما بالموارنة والأرثوذكس، وبات للدروز إمكانية تولي إحدى الوزارتين السياديتين اللتين كانتا محصورتين بالسنة والشيعة، ما يطرح في حال تولي درزي إحداهما، إشكالية من يتولى الثانية سني أم شيعي؟ ففريق الرئاسة يطمح، منذ بداية المأزق، عبر المخارج التي يطرحها، (رفضها “حزب الله”)، للحصول على مكاسب من وراء ما يعتبره خلافاً وتناحراً سنياً شيعياً. يتجرع الحريري “السم” ويغامر مجدداً بمستقبله السياسي أكثر من السابق، بحجة إنقاذ المبادرة الفرنسية، فكيف سيتعاطى “الثنائي” وعون؟

 

بكركي: قلنا ما قلناه…

مرلين وهبة/الجمهورية/23 أيلول/2020

صَعّدت بكركي فانتقل المشهد السياسي المأزوم مسيحياً بين «التيّار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» الى مشهدٍ مسيحي – شيعي أكثر تأزّماً لم تشهد العلاقة بين بكركي والمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى مثيلاً له منذ عشرات السنين، وها هي بكركي تصرّ اليوم على التمركز في مواقع الهجوم للدفاع عمّا قالته، فتوكد أوساطها لـ«الجمهورية» انّ «غبطته يقول: لبنان أكبر من الجميع. وهم يردّون عليه بـ«طائفتنا أكبر من لبنان ومصلحتنا قبل مصلحة لبنان وشعبه»، ولذلك نردّد اليوم ما قاله أسلافنا: «قلنا ما قلناه».

تصعيد بطريرك الموارنة مار بشارة بطرس الراعي عاجَله بيان قاسي اللهجة من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى يتساءل في مضمونه عمّا قدمت بكركي للبنان من تضحيات أمام تقديمات المقاومة وتضحياتها؟

أوساط بكركي استغربت السؤال، فأكدت لـ«الجمهورية» أنّ «كلام غبطته كان واضحاً تماماً، وهو قال انّ كلامه ليس موجّهاً ضد طائفة بل يصبّ في المصلحة الوطنية العليا ويفوق كل زواريب السياسة الداخلية، وهو خطاب وطني بامتياز وغير سياسي وهو يقول علناً ما يُهمس به سرّاً وخَبثنة». فيما لفتت الأوساط نفسها الى أنّ «كلام الراعي يفتح حواراً وطنياً حقيقياً بعيداً من التكاذب متمسّكاً بالدستور واتفاق الطائف ودعوة الى عَيش مشترك حقيقي والى مشاركة وطنية سليمة، وهو يرفض لطائفته ما يرفضه لأيّ طائفة أخرى».

وعلّقت أوساط بكركي على بيان المجلس الشيعي، لافتة الى أنّ «غبطته يقول: «لبنان أكبر من الجميع وهم يردّون عليه بـ»طائفتنا أكبر من لبنان ومصلحتنا قبل مصلحة لبنان وشعبه». وأضافت: «غبطته يردد في مئوية لبنان: طائفتي هي لبنان، وهم يقابلونه بلبنان هو في خدمة طائفتنا. هو يتحدث عن عيش الميثاق الوطني والعودة الى روحيته، وهم يلهثون وراء مثالثة باتوا يمارسونها فعلياً، وها هي الطائفة الشيعية تطالب علناً بوزارة المال».

مظلوم: لا تُسأل بكركي ماذا قدّمت للبنان

عن تقديمات بكركي وتضحياتها من أجل لبنان يقول المطران سمير مظلوم: «من المعيب أن تسأل بكركي عن مقدار تقديماتها وتضحياتها للبنان»، مذكّراً بأنها والبطريركية المارونية «سبب وجود لبنان… فلا وجود للبنان ولا قيامة له كدولة لولا بكركي والبطريرك حويّك خصوصاً، هو الذي فرض لبنان بالقوة على العالم بواسطة هالته وهيبته وقوته بعد التفويض الجامع الذي منحه إيّاه جميع اللبنانيين».

وقال مظلوم لـ«الجمهورية» انّ «التقديمات التي عملت عليها بكركي منذ القرن السادس عشر لكي يقوم لبنان الحالي كانت السبب الأساس في قيامه، وهذا العمل تراكم على مرّ السنين بالتحالف مع فخر الدين والامارة… فيما الموارنة ساهموا المساهمة الأكبر في تحضير استقلال لبنان، بإيجاده كبلد مستقل ومميز وبلد الحضارة والعلم والمعرفة والثقافة والتنوع والادباء والشعراء… ولو لم يقدّم الموارنة منذ القرن السادس عشر حتى القرن العشرين ما قدموه لَما كان من وجود للبنان».

ويشير مظلوم الى أنه «بعد قيام لبنان قيل انّ المارونية أصبحت مارونية سياسية إلّا أنّ هذه المارونية السياسية قدمت هي أيضاً كثيراً للبنان وضَحّت بالكثير»، متسائلاً «مَن دافع عن لبنان في حرب الـ 75 وطوال الحروب اللبنانية ومَن ثَبّته؟ فلولا الموارنة والمسيحيون ولو لم يسقط آلاف الشهداء منهم في سبيل بقائه لكان لبنان اليوم ربما قد أُلحق بإسرائيل».

وأضاف: «من هنا يجب التذكير بأنّ الحرب امتحنت الجميع، والجميع قدّم الشهداء، ومن المعيب طرح السؤال على الموارنة تحديداً ماذا قدمتم للبنان؟».

وفي السياق، إنتقدت أوساط سياسية إثارة موضوع المداورة في الحقائب الوزارية، ولا سيما منها حقيبة وزارة المال، على لسان الراعي في عظته الاخيرة، معتبرة «أنّ تَطرّقه الى الشؤون السياسية الداخلية والخلافية يتناقض مع الحياد الايجابي الذي يُروّج له».

ويرد مظلوم على هذه الاوساط ليسألها هل تدرك معنى الحياد الايجابي؟ ويقول: «انّ حديث الراعي الاخير يندرج في صلب الحياد الذي يدعو إليه ويأتي في سياق الحدث ولا يمكن فصله عن مسار الحياد، فلبنان لا يمكنه الدخول في محور معين من المحاور الاقليمية او الدولية، والحياد هو حل للمشكلة التي نعيشها لإخراج لبنان من محاولات ضمّه يمنة أو يسرة ولكي يبقى مستقلاً ولجميع أبنائه وليس فقط للموارنة، لذلك يجب تحييده عن الخلافات والنزاعات الاقليمية».

وعن خطاب الراعي، قال مظلوم انه «جاء في السياق نفسه للحفاظ على لبنان الذي ضَحّت بكركي والموارنة لأجل قيامه مثلما ضحّى الجميع». وأضاف: «الراعي طالبَ بدولة حيادية وحكومة حيادية تطعم شعبها الجائع، وطالبَ جميع الأفرقاء وليس الشيعة فقط لأنه لا يمكن قيام الدولة من دون قيام الحكومة»، متسائلاً: «لماذا تسجيل الوزارات باسم الطوائف؟ وأين النص الدستوري الذي يؤكد هذا الواقع؟ فالراعي دعا الى النظر في الامور بعقلانية وموضوعية. وهو لم يكن، وليس في وارد، شَنّ الحروب على الآخرين، فالحكومة المستقلة هي لمصلحة جميع اللبنانيين وليست موجهة ضد «حزب الله» أو الشيعة او السنّة او الدروز».

«ماذا علّمنا التاريخ؟»

وتعليقاً على خطاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الأخير، قال مظلوم: «انّ التاريخ يعلّمنا انّ أي بلد اذا أراد شعبه العيش والقيامة له ولا يريد الدفاع عنه من خلال الاتحاد، سيذهب الى الزوال، فكم من شعوب زالت على مرّ التاريخ بسبب اقتتالها وخلافاتها، ولن نكون آخر دولة تزول. ويمكن للبنان كدولة الذهاب الى الزوال، ويمكن لثلاثة أرباع الشعب اللبناني أن تهاجر الى الخارج اذا لم تفنها الحروب او شيء آخر».

ويتوجّه مظلوم الى «من يهمهم الأمر» قائلاً: «إننا أمام وضع استثنائي درامي لا مخرج منه سوى بالحكمة والتبَصّر وتَنازل كافة الأفرقاء عن مصالحهم الشخصية ليحافظوا على لبنان الدولة»، سائلاً: «من سيبني لبنان إن لم يفعل اللبنانيون ذلك؟ ومن سيُعيد المواطنين الى منازلهم ومن سيعيد لهم أرزاقهم؟ مُستدركاً: «هذا لا يعني أننا فقدنا الامل أو أننا أوقفنا مطالبتنا المؤمنين بالمواظبة على الصلاة والتشفّع لقديسي لبنان، إلّا اننا في الوقت نفسه لا يمكننا «تجربة الله» وطلب أعجوبة منه يومياً! فاللبنانيون يرمون أنفسهم في النار ويطلبون من الرب الخلاص، فيما المطلوب خروجنا بمعرفتنا من نار جهنم. ألم يقل يسوع «لا تجرّب الرب إلهك؟».

 

مسؤولية عون في تأليف الحكومة

راكيل عتيق/الجمهورية/23 أيلول/2020

لا شك في أنّ النيران التي تكوي حياة اللبنانيين، وتلتهم ودائعهم ومدخراتهم ومستقبلهم وطموحاتهم وأحلامهم، وحتى منازلهم وعائلاتهم وأحبائهم، جعلت المواطنين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي يعلّقون على عبارة «جهنم» تحديداً من المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمس الأول لعرض التطورات أو «الجمود» في عملية تأليف الحكومة. عون استخدم هذه العبارة للدلالة على وضع لبنان المأساوي والخطير المُرتقب في حال لم تؤلّف الحكومة سريعاً وظلَّ التعنت السياسي هو الغالب. هذه المرة، لم يخرج قريبون من الرئيس ليقولوا إنّ هناك استهدافاً للعهد، كما جرت العادة عند كلّ استحقاق ترافَق مع مطبّات وعراقيل. الآن، لبنان هو المُستهدف بوضوح، ولم يعد هناك هامش للمناورة أو الاستغلال.

كان لافتاً هذه المرة أنّ عون صارح اللبنانيين، وسمّى المعرقلين بأسمائهم وغاياتهم، رافعاً المسؤولية عنه، بعد رفض محاولاته لملاءمة مطالب «المتصلبين بمواقفهم»، معلناً التزامه الدستور.

لكنّ جهات سياسية وشعبية عدة، تعتبر أنّ رئيس الجمهورية لا يُمكنه القول: «أشهد أنني حاولت، لكن ما باليد حيلة»، وأن يبقى في موقعه متفرجاً على سقوط لبنان في عهده الى جحيم الانهيار والفوضى وربّما الزوال. وترى، أنّ عون بعد عرضه لمسار التأليف، كان يجب أن يُعلن استقالته، تمهيداً لبدء سقوط هذه الطبقة السياسية الحاكمة، أو كان يجب عليه التلويح والتهديد بهذه الاستقالة، إذا لم يرضخ «الثنائي الشيعي» ورئيس الحكومة المكلّف ومعه نادي رؤساء الحكومة السابقين للمصلحة الوطنية، التي تقتضي الاتفاق سريعاً والإتيان بحكومة قادرة على الإنقاذ. لكن عون، مثلما أكد مراراً، لا يتخلّى عن «مسؤولياته ولا يستسلم بل يُواجه». كذلك، تعتبر جهات سياسية أنّ هناك مسؤولية كبيرة تقع على عون في ما وصل إليه مسار التأليف، بعد الطريقة التي انطلقت وفقها هذه العملية، فضلاً عن طريقة التأليف في الحكومات السابقة في عهده، وما قبل عهده حين كان رئيساً لـ«التيار»، مشيرةً الى إجابة عون في مؤتمره الصحافي الأخير، رداً على سؤال عمّا اذا كان سيطلب من رئيس الحكومة المكلف الاعتذار في حال وصلت الأمور الى حائط مسدود، حيث قال: «اذا طلبت منه الاعتذار واعتذر، فما الذي سيحصل؟ الطريقة التي لجأنا اليها هي اننا لم نسأل الأكثرية ما الذي تريده، بل طلبنا أن يتم تقديم 3 أسماء من الطائفة السنية لنختار واحداً منها، وسنعود الى الموضوع نفسه في حال الاعتذار».

وتعتبر، أنّ «عون، لم يكن يجب أن يقبل بذلك، إذ إنّ الدستور ينصّ على أنّ رئيس الجمهورية يكلّف شخصاً تأليف الحكومة بناءً على الاستشارات النيابية الملزمة». لكن، في المقابل، إنّ الاستشارات أفرزت تكليف الدكتور مصطفى أديب. وهذا يحصل في كلّ الحكومات المتعاقبة منذ ما بعد «اتفاق الطائف»، خصوصاً بعد عام 2005، حيث القرار للكتل السياسية، وبعد توافقها، يُسلّم النواب «اسم الرئيس المكلف»، ليسلّموا هذا الاسم بدورهم الى رئيس الجمهورية، فلم يعد التكليف والتأليف بيد الرئيس. ويقول قريبون من عون: «لو أنّ هذه الصلاحية ما زالت بيد الرئيس لكانت الحكومات في عهد عون تألّفت في ليلة وضحاها».

كذلك، تُذكّر جهات سياسية أنّ عون و»التيار الوطني الحر» من أكثر من وَضعَ العراقيل وأخَّر الاستحقاقات الدستورية وشاركَ بإغلاق مؤسسات دستورية أو وافق عليها، بغية كرسي وزارية أو رئاسية، لافتةً الى أنّ عون انتُخب رئيساً للجمهورية من مجلس نيابي ممدّد له بطريقة غير دستورية، وكان عون بحد ذاته يعتبر أنّ «هذا المجلس غير شرعي». الى ذلك، اعتُبرت المشاورات التي يجريها عون قبل دعوته الى الاستشارات النيابية الملزمة مخالفة بدورها للدستور، إذ إنّها تؤخّر عملية التكليف والتأليف.

قبل إدخال تعديلات رئيسية على الدستور اللبناني بموجب «اتفاق الطائف»، كانت عملية التكليف محصورة برئيس الجمهورية بمفرده، حيث كان يعيّن رئيس الحكومة المكلّف وفق ما يَرتئيه، من دون أي استشارات. بعد هذا الاتفاق، باتت آلية التأليف كالآتي: يُجري رئيس الجمهورية استشارات نيابية ملزمة، يكلّف على أساسها رئيساً لتأليف الحكومة، يجري بدوره استشارات مع الكتل النيابية لتأليف الحكومة، ثمّ يعرض تشكيلة وزارية على رئيس الجمهورية، وبالتوافق بينهما يصدر مرسوم تأليف الحكومة، حيث يصدر مرسومان بالتوازي، الأول مرسوم التكليف بتوقيع رئيس الجمهورية منفرداً، والثاني مرسوم التأليف بتوقيع كلّ من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة.

وإذ يُجمع عدد من الخبراء الدستوريين والقانونيين على أن «لا قيود على رئيس الجمهورية، ويحقّ له إجراء مشاورات واستشارات حول أي موضوع مطروح في البلد»، تثير هذه المشاورات «حساسية» رؤساء الحكومات السابقين الذين يعتبرون أنّ هذا تعدياً على صلاحيات الرئيس المُكلّف. ولقد تكرّرت «حرب الصلاحيات» هذه قبل تأليف كلّ الحكومات في عهد عون. لكنّ مشاركين في مؤتمر «الطائف» يؤكدون أنّ «الروحية في النص الدستوري ووثيقة الوفاق الوطني هي روحية التعاون لا المواجهة، ولم يكن الهدف من التعديلات خَلْقُ رؤوس تتناطح، بل إلغاء ممارسات النظام الرئاسي وجعل النظام برلمانياً، وأن تصبح السلطة التنفيذية متمثلة بمجلس الوزراء مجتمعاً وليس برئيس الجمهورية فقط». وتوضح أنّ «الأساس في «اتفاق الطائف» هو المشاركة والتفاهم، لا أن يواجه رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف أحدهما الآخر، بل أن يتفقا ويتعاونا لإصدار التشكيلة الوزارية».

وتعتبر أنّ «الذي يحصل مع الطواقم المتعاقبة هو أنّ إزكاء الروح الطائفية يحرّض على المواجهة. وهذا الأمر يدمّر البلد ولا يتفق مع «اتفاق الطائف» لا نصاً ولا روحاً. فالمواجهة هَرطقة إذ إنّ «اتفاق الطائف» هو وثيقة الوفاق الوطني، فيما أنّ الذي يحصل هو نوع من الشقاق الوطني». وتلخّص ما يجري الآن في عملية التأليف، وما كان يجري سابقاً، بأنّ «الأفرقاء يستخدمون الاستقواء الطائفي والخارجي، الإقليمي والدولي، للغلبة على الآخر، بدلاً من التعاون مع الآخر». وبالتالي، تقول: «لم تعد العملية مسألة نصوص أو صلاحيات، بل عدم كفاءة لتولّي المسؤولية وانعدام ثقافة وروح الوحدة الوطنية، حيث انّ مَن يملكهما وفي أيّ موقع دستوري كان يُمكنه ترتيب الأمور، بطريقة توصِل الى نتائج إيجابية».

 

تناغم عون – الراعي… ضربة قوية لـ”الثنائي

ألان سركيس/نداء الوطن/الاربعاء 23 أيلول 2020    

شكلت العبارة الشهيرة التي قالها رئيس الجمهورية ميشال عون، بأن الوضع سيذهب إلى “جهنم” في حال استمرار تشبث الأفرقاء بمواقفهم وعرقلة تأليف الحكومة، حديث الساعة لدى كل الشعب الذي يعلم هذه النتيجة وهو الذي ثار على الطبقة السياسية لئلا يصل إلى هذه النقطة التي أفصح عنها الرئيس.

للمرة الأولى منذ توقيع تفاهم “مار مخايل”، في 6 شباط 2006، يتمايز عون عن “حزب الله” بهذه الطريقة الواضحة والصريحة، حتى أن البعض ظن أن هذه المواقف، وإن حاول فيها عون الظهور بمظهر الموضوعي بتحميل نادي رؤساء الحكومات السابقين جزءاً من المسؤولية، تخرج من فمّ رجل سياسي ينتمي إلى قوى “14 آذار” وليس من رأس العهد المتهم بأنه المدافع الأول عن سياسات “حزب الله” وتصرفاته. كان عون واضحاً في تأييد مبدأ المداورة في الحقائب الوزارية وعلى رأسها وزارة المال، مستنداً إلى مواد الدستور التي لا تتحدّث عن حق طائفة أياً كانت في احتكار حقيبة، وبدا عون كأنه يردد ما قاله البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة قداس شهداء “المقاومة اللبنانية” في سيدة إيليج عندما سأل سيد بكركي: بأي حق تطالب طائفة بالإحتفاظ بحقيبة كأنها ملك لها وتعطّل تأليف الحكومة ولا يهمها ما تسبب من أذى للبلاد؟

عون الذي وقف أمام الإعلاميين أمس الأول وتحدث عن المداورة، ليس عون نفسه الذي كان منذ بداية العهد مدافعاً عن “حزب الله”، وكان الجميع يلاحظ أن رئيس الجمهورية كان يوافق على كل ما كان يقوله الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، في حين أنه تبنى في إطلالته الأخيرة مواقف البطريرك الراعي وسط التباعد الكبير بين مواقف الأخير ونصرالله، ما يدل على أنّ هناك شيئاً ما قد يحصل. ويعيد المطلعون سبب مواقف عون المتقدمة إلى أنها تأتي أولاً في سياق دعم جهود إنجاح المبادرة الفرنسية وأنها “مبادرة إنقاذية للوطن وللعهد أيضاً”، ثانياً تأتي في سياق الإصرار على المداورة إذ إن العهد ومن خلفه رئيس “التيار الوطني الحرّ” النائب جبران باسيل لا يقبل بالتخلي عن وزارة الطاقة في حين تترك وزارة المال مع حركة “أمل”، أما السبب الثالث فيعود إلى سيف العقوبات المصلت على رقاب رجال العهد وأبرزهم باسيل.

المشهد السياسي بعد كلام عون، يوحي بأن مروحة تغطية سلاح “حزب الله” وقبضته على السلطة مع حركة “أمل” تضيق تلقائياً، إذ إن الغطاء المسيحي المتوافر منذ العام 2006 وفي أحلك الظروف مثل حرب “تموز” بدأ يضمحل، فالبطريركية المارونية بقيادة الراعي كانت تأخذ موقفاً حيادياً إلى أن خرج الراعي بانتفاضته الشهيرة في تموز الماضي مطالباً بالحياد، من ثم إستكملها برفض المثالثة وأي مؤتمر تأسيسي في ظل وجود ظاهرة السلاح وتفشيها، في تصويب واضح على “حزب الله”.

وبعد مواقف الراعي، أتت مواقف عون الذي اعتاده الرأي العام مسانداً لـ”حزب الله” في كل حروبه وخصوصاً في صراعه مع الدول العربية، وها هو يقف في الصفّ المناهض لـ”الحزب” أقله في ما خصّ مطلب الإحتفاظ بحقيبة “المال”، ما قد يطرح أكثر من علامة استفهام عن علاقة عون و”حزب الله”، خصوصاً أنه ما زالت هناك سنتان من عمر العهد. لا شكّ أن قنوات التواصل لم تنقطع بين العهد و”التيار الوطني الحرّ” من جهة و”حزب الله” و”أمل” من جهة ثانية، إلا أن شهر العسل قد انتهى وباتت العلاقة تسير على “القطعة”. وعلى رغم الكباش مع “القوات اللبنانية”، يبدو أن “التيار الوطني الحرّ” يتجه إلى محاولة إستعادة بعض شعبيته التي خسرها، من ثمّ تحصين موقعه المسيحي وعدم السباحة عكس توجهات وعظات الراعي، وهذا ما يفسر تلاقي المواقف بين عون والراعي الذي وجه ضربة كبيرة لمحاولة “الثنائي الشيعي” الإستقواء وفرض ما يريده رغماً عن إرادة كل اللبنانيين.

                                  

التيّار الوطني الحر... مِن النّضال إلى البَلطجة

وليد الخوري/المصدر: ليبانون ديبايت/الاربعاء 23 أيلول 2020

لطالما تغنّى التيار الوطني الحر بـ "سر معموديته" السياسية التي انطلقت من الشارع مدافعاً عن وجع الناس بوجه النظام الأمني السوري - اللبناني.

كانت التظاهرات وكتابة الشعارات على الجدران، المقاومة الوحيدة بوجه تلك المنظومة ومن سجن الى آخر كان الناشطون يضيفون عدد الأيام على سيرهم الذاتية في ذلك الزمان الجميل الذي يتحدّث عنه الكثير منهم وباتوا اليوم خارج المؤسسة الحزبية وفي صلب الفلسفة الوجودية لعمل التيار الوطني الحر.

كان السابع من آب محطة لقطار الثورة الدائم مع التيار مر على محطات كثيرة في المناطق التي كان للسوري موطئ قدم فيها. يروي مناضل سابق كيف كان يمضي أيامه في السجن باحثاً عن مكنسة لتنظيف غرفة السجن أيام التحقيق ويتناوب مع رفاقه تلك اللحظات بهدف تمرير الوقت، فيما يتذكر البعض أيام الوقوف لساعات أمام قصر العدل بانتظار رفيق تمّ "سحبه" من منزله لاتهامه برفع شعارات على جدران شوارع بيروت.

صور محفورة في ذاكرة الكثيرين الذين باتوا اليوم خارج السرب العوني الذي يقلب المشهد اليوم مع بعض القيادات في التيار الجديدة.

ما يراه اليوم أي قيادي في التيار في مقاربته لنبض الشارع هو نفسه الذي كان يصرّح به ضابط في النظام الأمني السابق حين كان يحقّق مع رفاقه قبل العام 2005، ويحتقرهم لأنهم طالبوا بالحرية والسيادة والاستقلال وكان الى جانبهم.

يذكر التيار حين قرر تنظيم تظاهرة ضد قائد الجيش السابق جان قهوجي، يومها وجه المشاركون كلاماً قاسياً بحقّ المؤسسة لم يقله عدو وكانت الثورة بنظرهم مبنية على الحرية والسيادة لاسيما وأن الرسائل التي حملها هؤلاء كانت في اطار الضغط لتعيين العميد شامل روكز قائداً للجيش.

يكفي استذكار القيادي الراحل ميشال حداد ورفيقه أنطون الخوري حرب اللذين غافلهما قلبهما في لحظة تخلي التيار عنهما فغادرا وهم يتوجعون على حال التيار اليوم، وعن نضالات لسنوات طويلة في لبنان بحثاً عن تلك الكرامة الضائعة.

في حوار استذكره الراحل الخوري حرب يوم وفاة صديقه حداد يعيدك فيه الى التيار زمن الوصاية، يعكس الرجل نفس الثورة الذي نجده في الشارع اليوم ويحاربه التيار الوطني الحر، يتحدث عن الاضطهاد والكرامة والقضية إرث الأجيال القادمة يقول حداد للرفاق...

اليوم تغير مفهوم حداد والخوري حرب، زمنهما "بلعه" البزنس الشغل الشاغل لعدد كبير من القياديين "الجدد"والمسؤولين المحيطين برئيس التيار جبران باسيل، بات همهم الأساس الاستمرار في مكاتب "ميرنا الشالوحي" والمنظومة التي استحدثتها تلك المكاتب داخل مؤسسات الدولة وفي صفوف القاعدة الشعبية لاسيما وأن "زمن الأول تحول" بالنسبة اليهم ونشوة السلطة أفقدتهم هويتهم التاريخية ووهبتهم هوية "البلطجة" على الناس خدمة لغريزة بقائهم على الكرسي الذين شنوا أعنف المعارك للوصول والجلوس عليه.

كل هذا التاريخ يُمحى بتصرف طائش أو مقصود من قبل قيادي "متسلّق" في التيار كـ"منصور فاضل" الذي استعرض الأسبوع الماضي عضلاته مع بعض ناشطي الثورة وقرر الانغماس لتلقين بيار الخوري وباتي ضاهر درسا لن ينسوه على الاطلاق وهو حوار العضلات لأنهما ارتكبا جرم الحوار والنقاش معه. فالمحازبة السابقة في التيار أرادت ان توثق لحظات التعنيف الذي مارسه فاضل بحق رفيقها بيار، الا أن التوثيق في زمن فاضل يكون بفائض الذكورية التي أظهرها امام رواد المقهى حيث كان ينتظر فرصة "النجومية الزائفة".

نائب باسيل لشؤون الشباب المُعيّن في غفلة من الزمن والآتي من "صناديق" بلدية الجديدة والرشاوى الانتخابية النيابية، يتنقل على المنابر الإعلامية ليعطي دروساً في الثورات والحرية والميثاق، هو واحد من زمن "بلطجة التيار" يتحدث عارفوه عن ممارساته الفوقية السلطوية في تعامله مع الآخرين، وهي سمة يتشارك فيها معظم المحيطين بباسيل، حيث ينظرون الى كل معارض لسلوكهم نظرة عدائية نرجيسية والواجب يقتضي التخلص منه.

تصرف فاضل جاء غداة الاستنفار العام والشامل في مركز التيار في ميرنا الشالوحي، حضرت "البنادق الحربية" انتشر المسلحون في الشارع لمواجهة "الغزاة". فجأة ظهرت العصي وهي تتطاير في السماء بعد انتهاء مهمة المحازبين، وإذ يسرع هؤلاء باتجاه فريق محطة الـ mtv يريدون الانتقام من القناة التي ساندتهم في زمن الوصاية وانفردت بنشر مقابلات للعماد ميشال عون من منفاه الباريسي، فهي اليوم تتحدث عن الحرية والسيادة التي اعلن التيار الطلاق معها، وما كان يردده طوني نصرالله ونعيم عون وايلي بيطار ورمزي كنج وكل القياديين السابقين عن الحرية واحترام الاعلام بات من الماضي و"البلطجة" تفرض مسارا آخر في الحديث مع الآخر عدتها العصا وبعض الشبان لاستعراض عضلاتهم.

سادت حالة منصور فاضل سلوك التيار و"الميزان" الذي برر وجوده يوما ما فاضل في أحد المخافر واستنفر باسيل الجمهورية اللبنانية والجسم لاجله، هذا "الميزان" مالت دفته نحو الممارسات الميليشياوية للتيار الوطني الحر في زمن استقواء الدويلات على الدولة، وفي زمن المحاولات الدائمة للهيمنة على القضاء والامن والعسكر لفرض معادلات فاضل الجديدة والقائمة على التشبيح والقرصنة. وللحديث صلة...

 

هذا ما ينتظر لبنان بعد فشل المبادرة

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/23 أيلول/2020

الخلطات «السحرية» التي تُطرَح لعلاج حقيبة المالية كلُّها من نوع الشعوذة. لن يتمّ العثور على شيعي «تكنوقراط»، ويحظى برضى «الثنائي» أفضل من الخبير الاقتصادي الدكتور غازي وزني، الذي انتهى في حكومة الأكاديمي حسّان دياب، شبيهاً بالوزير الحزبي علي حسن خليل. إذاً، سيكون انسحاب الرئيس مصطفى أديب من اللعبة باكراً، وإعلان الرئيس إيمانويل ماكرون فشل المبادرة صراحةً، أفضل من تغطية الفشل بصيغة مُلتبسة تؤجِّل سقوط البلد الآن... من الطابق الرابع، لأنّه سيسقط حتماً بعد أشهرٍ... من الطابق العاشر!

الحدث الأهم أمس، لا يتعلق بتأليف حكومة جديدة. إنّه طبعاً انفجار عين قانا وما يمكن أن يحمله من أبعاد. ولكن أيضاً، كان مُهماً جداً اجتماع بعبدا، لاتخاذ قرار يتعلق بالطريقة التي سيجري فيها وقف الدعم عن المواد الأساسية، بدءاً بالدواء والطحين والوقود وانتهاء بدولار الطلاب في الخارج. إنّه عملياً بداية إعلان حال طوارئ اجتماعية، ستكون لها تداعيات خطرة جداً. في ظلّ الهواجس الأمنية المتنقلة، والاختناق الاقتصادي والانهيار المالي والنقدي الذي سيتسارع مع رفع الدعم، سينفجر الناس بقوةٍ تفوق انفجار 4 آب. وأي سلطة يمكنها أن تطوِّق انفجاراً مشحوناً بهذه الطاقة؟ إلّا إذا قرّر بعض القوى تحويل هذه الطاقة عن هدفها ومسارها، فجعلها حرباً داخلية، كما حصل أحياناً في لبنان.

في الفترة الأخيرة، بدأ الناس بسحر ساحر يشْتَمّون رائحة البارود والحرائق. ولأنّ لهم تجاربهم في هذا المجال، هم يخافون الحرب التي تبدأ في لحظة، بزاروبٍ أو متراس أو اغتيال، ولا تنتهي بجولات وجولات على مدى الساحات كلها، ولسنوات. ويسأل البعض: هل هناك مَن يفضّل التضحية بلبنان مجدداً، إحراقاً وإغراقاً، من أجل أن ينقذ رأسه ويحافظ على المكاسب؟ يجدر التنويه، بأنّ كل العناصر التي اختزنتها حروب لبنان منذ 1975 ما زالت تتوهّج تحت الرماد: إسرائيل، النظام السوري، الفلسطيني الذي يطلّ لا بياسر عرفات بل باسماعيل هنيّة. والأهم طبعاً «حزب الله» وإيران وتركيا وكثيرون.

بصراحةٍ، الفتنةُ بألف خير، لكنها نائمة، فمَن تُسوِّل له نفسه أن يوقظها، «عَليَّ وعلى أعدائي»؟

في الأسابيع الأخيرة، كاد بعض المَشاهد يُفْلِت من «علبة الكوابيس» القديمة: المسيحيون في ميرنا الشالوحي، الشيعة في لوبية، السُنّة في الطريق الجديدة، الشيعة والسُنّة والدروز في الشويفات، الفلسطينيون في عين الحلوة، والإرهابيون في كفتون وبعض الشمال.

لا يحتاج الأمر سوى إلى قرار يتخذه طرف أو أكثر بإطلاق الفتنة. وفي عبارة أكثر دقّة، إلى قرار برفع الغطاء عن الاستقرار الهشّ. وهذا الأمر يمكن أن يحصل اليوم كما حصل في العام 1975 وبعده.

يمكن الركون إلى مستوى من الأمان، إذا كانت القوى الدولية والإقليمية الفاعلة لا تزال حريصة على استقرار لبنان. ولكن، لا أحد يضمن أَلّا تتقاطع المصالح مجدداً على إعادة استخدام لبنان ساحة صراع أو صندوق بريد للرسائل الساخنة. وانفجار عين قانا أمس يطرح الكثير من الأسئلة الصعبة.

إذاً، كل مؤشرات البلد سلبية، بل سوداوية. ومع سقوط المبادرة الفرنسية (كما يتبيَّن حتى الآن)، ستتكشف عناصر التدهور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي إلى الحدّ الأقصى، وستبرز أيضاً ملامح الخطر الأمني. وهذا ما يهدّد بـ»زوال» لبنان، على حدّ تعبير وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان. وبهذا يصبح منطقياً توصيف رئيس الجمهورية للأزمة: «جهنم»!

وسيكون التحدّي عند هذا المستوى: هل لبنان الحالي هو النموذج الملائم والمطلوب شرق أوسطياً وعربياً ودولياً، أم إنّ هناك مَن يريد إرساله إلى «جهنّم» بحثاً عن نموذج آخر؟

المطلعون يقولون: أياً يكن الأمر، لبنان لن يُترَك لمصيره، وكل شيء فيه سيكون تحت السيطرة، والقوى الدولية التي تتعاطى معه بوصفه مركز ثقل أساسي في رسم مستقبل الشرق الأوسط لن تسمح باضمحلاله. ولذلك، هو سيصل إلى القعر تماماً، ومن هناك سيبدأ رحلة النهوض من جديد. والقوى الدولية ستتدخّل مباشرة وتفرض الخيارات المناسبة.

يذكّر البعض بمرحلة سابقة. عَرَض الأميركيون على لبنان أن يختار: «مخايل الضاهر أو الفوضى». لم يستجب ذوو الشأن إلى العرض. فضَّلوا الفوضى. ولكن، حتى الفوضى لم تكن كافية. فبعدها جاءهم النائب السابق مخايل الضاهر، ولكن بأسماء أخرى. واليوم، يطرح الأميركيون على لبنان أفكاراً للحل. فهل يستجيب المعنيون؟

ثانياً، يسأل البعض، ما فترة الانتظار التي يمكن أن يستغرقها البلد قبل أن يبدأ مرحلة التعافي، كم ستطول؟ هل هي بالأشهر مثلاً، أو بالسنوات؟

يقول المطَّلعون: هذا السؤال يطرحه الناس العاديون في لبنان. هم المستعجلون لأنّهم موجوعون. لكن القوى الخارجية ووكلاءها في الداخل لا يهمُّهم إلّا تنفيذ البرامج والأجندات السياسية والأمنية والعسكرية، مهما طال الوقت وتعاظم الوجع، ما داموا «مرتاحين على وضعهم» في لبنان. فإلى أي حدّ سيستمرّ هؤلاء مرتاحين؟

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة

الرئيس عون القى كلمة لبنان في الجمعية العامة للامم المتحدة : ننتظر نتائج فرق التحقيق الدولية عن لغز الباخرة ونتمسك بحقنا في مياه لبنان وثروته الطبيعية

وطنية - الأربعاء 23 أيلول 2020

شكر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الامم المتحدة ودول العالم والمنظمات الحكومية وغير الحكومية على الاستجابة السريعة لمساعدة بيروت واللبنانيين بعد الانفجار الذي حصل في مرفأ بيروت في الرابع من آب الفائت، مؤكدا انه كان لها وقع ايجابي كبير على لبنان وشعبه، عمليا ومعنويا بحيث "شعر شعبنا انه ليس وحيدا بل له في هذا العالم اخوة في الانسانية لم يترددوا في دعمه". وعرض الرئيس عون "مسار الازمات التي عصفت بلبنان، والتداعيات المأساوية لها وآخرها الانفجار- الزلزال، مؤكدا ان كل لبنان يريد معرفة حقيقة الانفجار وتحقيق العدالة، مشددا على "اننا لم نزل بانتظار معلومات الفرق الدولية التي قامت بالابحاث اللازمة عن لغز الباخرة كما عن صور الاقمار الصناعية لجلاء الغموض في هذا الجزء من التحقيق الذي سوف يصب خلاصاته لدى المجلس العدلي في سياق الولاية القضائية للسيادة اللبنانية". ولفت الرئيس عون "الى مسألة النازحين السوريين التي تعامل لبنان مع ازمتها من مبدأ الواجب الانساني واحتراما للقانون الدولي وخاصة مبدأ عدم الاعادة القسرية، وطالب "بتكثيف الجهود للعودة الآمنة والكريمة وعدم ربطها بالحل السياسي في سوريا"، ومساعدة الحكومة اللبنانية في تطبيق الخطة التي اقرتها لعودتهم، ووفاء الدول المانحة بالتزاماتها وتقديم المساعدات للمؤسسات الحكومية والمجتمعات اللبنانية المضيفة، تجاوبا مع خطة الاستجابة التي اعدها لبنان بالتعاون مع الامم المتحدة". وجدد رئيس الجمهورية "التزام لبنان القرار 1701 بكافة مندرجاته، ومطالبته المجتمع الدولي إلزام اسرائيل القيام بموجباتها الكاملة في هذا المجال ووقف خروقاتها للسيادة اللبنانية، وحثها على التعاون مع اليونيفيل لترسيم ما تبقى من الخط الازرق والانسحاب الفوري من شمال الغجر ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا. كما اكد "تمسك لبنان بحقه الكامل في مياهه وثرواته الطبيعية من نفط وغاز وبكامل حدوده البحرية بحسب القانون الدولي، ويتطلع الى دور الامم المتحدة والدول الصديقة لتثبيت حقوقه، وتحديداً وساطة الولايات المتحدة الاميركية لاجراء المفاوضات اللازمة لترسيم الحدود البحرية بشكل نهائي بحسب القانون الدولي، وبما يحفظ سيادة لبنان وحقوقه في ثرواته". واكد أن الشعب اللبناني "بكل أطيافه، يتمسك بالحفاظ على لبنان كبيراً، موحداً، من دون أي تقسيم أو تجزئة". مواقف الرئيس عون اتت خلال الكلمة التي القاها باسم لبنان في الجمعية العمومية للامم المتحدة التي انعقدت في نيويورك مساء اليوم (بتوقيت بيروت) في دورتها الخامسة والسبعين، وفق اجراءات البروتوكول الصحي المتّبع من قبل المنظمة الدولية والذي اوجب توجيه كلمات الرؤساء عبر تقنية الفيديو.

نص الكلمة

وفي ما يلي النص الكامل للكلمة:

"معالي السيد فولكان بوزكير Volkan Bozkir رئيس الجمعية العامة،

سعادة السيد أنطونيو غوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة

السادة رؤساء الدول والحكومات،

السيدات والسادة، بداية أهنئكم حضرة الرئيس، على توليكم رئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاريخية الخامسة والسبعين وكنت أتمنى أن تكون التهنئة مباشرة وليس عبر تقنية الفيديو التي فرضها الوضع الصحي العالمي الحالي . كما أتوجه بالشكر لمعالي السيد تيجاني محمد باندي على جهوده في إدارة أعمال الجمعية العامة خلال الدورة المنصرمة، بالأخص في ظل اضطراب عمل المنظمة نتيجة تفشي جائحة كوفيد-19.

وأحيي سعادة الأمين العام السيد أنطونيو غوتيريش على جهوده المتواصلة على رأس المنظمة الدولية، وأيضا على مساعيه من أجل لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب الماضي، وبخاصة تنظيم مؤتمر دعم بيروت في التاسع من آب لحشد تعهدات المانحين وتوفير المساعدات الإغاثية الأساسية، بمبادرة مشكورة من الرئيس الفرنسي الصديق ايمانويل ماكرون، وأتقدم بالشكر أيضا باسمي وباسم الشعب اللبناني لكل السادة رؤساء الدول الذين شاركوا بالمؤتمر وقدموا الدعم، كما لجميع الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الحكومية وغير الحكومية التي سارعت لتقديم المعونة والمساعدات.

وأشكر بشكل خاص قداسة البابا فرنسيس الذي خصص يوما عالميا للصلاة من أجل لبنان. مساعدتكم جميعا كان لها وقع إيجابي كبير على بلدنا وشعبنا، أكان على المستوى العملي عبر تأمينكم الكثير من الاحتياجات الطارئة طبيا وغذائيا ومواد إعادة البناء ، أم على المستوى المعنوي عبر تضامنكم الكبير الذي شعر معه شعبنا أنه ليس وحيدا ً بل له في هذا العالم إخوة في الانسانية لم يترددوا في دعمه.

بيروت اليوم أيها السيدات والسادة تحاول النهوض من بين ركامها، وهي، بتضامن كل اللبنانيين وبدعمكم، ستلملم جراحها وتنهض كما سبق ونهضت مرارا ً عبر التاريخ.

إن الانفجار- الزلزال الذي ضرب عاصمتنا حفر عميقا في الوجدان اللبناني، فصور الضحايا وآلام الجرحى ودموع من فقد عزيزا لن تمحى أبدا، والأضرار المادية غير مسبوقة، فناهيك عن أن مرفأ بيروت، المعبر الحيوي للنشاط الاقتصادي في لبنان، شبه مدمر، هناك ما يقارب مئتي ألف وحدة سكنية متضررة ومنها ما أصبح غير صالح للسكن، وبات نحو 300 ألف شخص بلا مأوى مع اقتراب فصل الشتاء. يضاف إلى ذلك الخراب الكبير الذي طاول البنى التحتية وشبكة الكهرباء وشبكات المياه.

إن التداعيات لن تطاول فقط النشاط الاقتصادي، ولكنها سترفع بحدة معدلات الفقر التي كانت تبلغ 45% قبيل انفجار بيروت وفق تقييم البنك الدولي، والذي قدّر الخسارة الاقتصادية المتأتية عن الانفجار بحوالي 3،5 مليار دولار والأضرار المادية بحوالي 4،5 مليار دولار واحتياجات اعادة الاعمار الطارئة بحوالي ملياري دولار.

لقد أُعلنت بيروت مدينة منكوبة وتولى الجيش إدارة الإغاثة الطارئة بالتعاون مع سائر الاجهزة ومع الصليب الأحمر بالإضافة الى جمعيات غير حكومية مرخصة ومتطوعين؛ حيث اجرى عمليات المسح لتحديد الاضرار وتقييم الاحتياجات والأولويات، وتسلمَّ المساعدات المحلية والدولية وتولى فرزها وتوزيعها، وكان الحرص شديدا على اعتماد أقصى معايير النزاهة والشفافية.

أما المرحلة التالية فهي لإعادة الإعمار، تتولى غرفة الطوارئ المتقدمة السهر على ترميم الوحدات السكنية والتجارية المتضررة جزئيا، ولكن المشكلة الكبرى هي في الأحياء والمرافق المدمرة كليا. وهناك حاجة كبيرة الى دعم المجتمع الدولي لإعادة إعمارها، ولعل الحل الاسلم هو تقسيم المنطقة المدمرة الى بقع جغرافية تلتزم كل دولة تود المساعدة بقعة محددة وتتولى إعادة اعمارها مباشرة.

في مسار التحقيق، فإن كل لبنان يريد معرفة الحقيقة وتحقيق العدالة، وقد أحلنا ملف الانفجار الى المجلس العدلي وهو أعلى هيئة قضائية جنائية في لبنان، وجرى تعيين محقق عدلي وهو يقوم بتحقيقاته وإجراءاته. وكنا فور حصول الانفجار قد طلبنا المساعدة التقنية الدولية في التحقيق لقدرة بعض الدول على تزويدنا بصور الاقمار الاصطناعية لحظة وقوع الانفجار ومعرفة مسار وقصة الباخرة المحملة بنيترات الأمونيوم منذ انطلاقها حتى وصولها الى مرفأ بيروت، وتحليل التربة والمواد وكل ما من شأنه ان يظهر ماذا حصل. وبالفعل جاءت فرق من عدة دول، وقامت بالأبحاث اللازمة ولم نزل بانتظار معلوماتها عن لغز الباخرة كما عن صور الاقمار الصناعية لجلاء الغموض في هذا الجزء من التحقيق الذي سوف يصب خلاصاته لدى المجلس العدلي في سياق الولاية القضائية السيادية اللبنانية".

السيدات والسادة، إن لبنان في خضم أزمة غير مسبوقة؛ تراكمات انفجرت دفعة واحدة، ركود قاسٍ بسبب الوضع الاقتصادي والمالي أضيفت اليه أزمة الكوفيد 19 وتداعياتها، وأخيراً كارثة انفجار مرفأ بيروت لتضربه في القلب، إنسانياً واقتصادياً ما جعل الوضع مأزوماً الى حد كبير.

يضاف الى كل ذلك أزمة النزوح السوري المستمرة منذ عشر سنوات؛ فعلى الرغم من أن لبنان ليس بلد لجوء نهائي ودستوره لا يقبل التوطين، إلاّ أنه قد تعامل مع أزمة النزوح من مبدأ الواجب الإنساني واحتراماً للقانون الدولي وخاصةً مبدأ عدم الإعادة القسرية.

ولكنه اليوم وفي خضم أزماته المتلاحقة، وبعد أن أصبح عدد النازحين يوازي ثلث سكانه، وبعد أن فاقم النزوح المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والصحية والانسانية للمجتمع المضيف، فإن لبنان يطالب بتكثيف الجهود للعودة الآمنة والكريمة وعدم ربطها بالحل السياسي في سوريا خصوصاً بعد أن أصبحت آمنة بمعظمها، ومساعدة الحكومة اللبنانية في تطبيق الخطة التي أقرتها لعودة النازحين السوريين، خصوصاً وأن الظروف أصبحت مؤاتية أكثر فأكثر للعودة.

والى حين تحقق العودة المرجوة، وتأكيداً على مبدأ المسؤولية المشتركة وتقاسم الأعباء بين الدول، يجدد لبنان دعوته الدول المانحة للوفاء بالتزاماتها وضرورة إيجاد آلية لمتابعة تنفيذ هذه الإلتزامات لا بل مضاعفة مساهماتها المالية، وتقديم المساعدات المباشرة للمؤسسات الحكومية وللمجتمعات اللبنانية المضيفة، وذلك تجاوباً مع خطة الاستجابة التي أعدَّها لبنان بالتعاون مع الأمم المتحدة.

وقد التزم لبنان أمام المجتمع الدولي القيام بحزمة إصلاحات إدارية ومالية واقتصادية تهدف الى تسهيل عملية النهوض التي نتطلع اليها جميعاً.

السيدات والسادة،

إن لبنان إذ يرحب بقرار تمديد ولاية اليونيفيل ويقرأ فيه رسالة دعم قوية وجامعة من مجلس الامن لحفظ الاستقرار فيه، يحيّ تضحيات اليونيفيل، ويعطي الأولوية للحفاظ على أمن عناصرها وتأمين حمايتها مقدّراً التعاون الوثيق والمستمر القائم بينها وبين الجيش اللبناني.

وفي السياق يجدد لبنان التزامه تنفيذ القرار 1701 بكافة مندرجاته، إيمانا منه أن ذلك سوف يثبت قواعد الإستقرار والأمن في الجنوب اللبناني مما ينعكس استقراراً في كل المنطقة، وأي خرق له يزيد الأوضاع تعقيداً. وعليه، يكرر لبنان مطالبته المجتمع الدولي إلزام إسرائيل القيام بموجباتها الكاملة في هذا المجال ووقف خروقاتها للسيادة اللبنانية براً وبحراً وجواً، ووقف استباحة أجوائه واستعمالها لضرب الأراضي السورية، وحثها على التعاون الكامل مع اليونيفيل لترسيم ما تبقى من الخط الأزرق والانسحاب الفوري من شمال الغجر، ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا.

ويؤكد لبنان أيضا تمسكه التام بحقه الكامل في مياهه وثرواته الطبيعية من نفط وغاز، وبكامل حدوده البحرية بحسب القانون الدولي ويتطلع إلى دور الأمم المتحدة والدول الصديقة لتثبيت حقوقه، وتحديداً وساطة الولايات المتحدة الأميركية لإجراء المفاوضات اللازمة لترسيم الحدود البحرية بشكل نهائي بحسب القانون الدولي وبما يحفظ سيادة لبنان وحقوقه في ثرواته.

اليوم، ومع مرور 75 عاماً على إنشاء منظمة الأمم المتحدة، ومع الحديث المتزايد عن الحلول في منطقة الشرق الأوسط، نعيد التأكيد على التمسك بالمبادئ التي قامت عليها المنظمة وأهمها حرمة الحدود الدولية المعترف بها، والتشديد على أن أي مفاوضات ومهما كانت صيغتها أو الجهة التي تقوم بها، يجب أن تتطرق إلى الحلول المستدامة التي ترعاها المرجعيات المعنية لا سيما قرارات الأمم المتحدة ومنها القرار 194 الذي يضمن حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة. كما نذكّر في هذا الإطار بمبادرة بيروت للسلام للعام 2002. وإننا، وفي المئوية الأولى لإعلان "لبنان الكبير"، لا يسعنا سوى التأكيد بأن الشعب اللبناني بكل أطيافه، يتمسك بالحفاظ على لبنان كبيراً، موحداً، من دون أي تقسيم أو تجزئة.

ايها السيدات والسادة،

هي المرة الأولى في تاريخ الأمم المتحدة ينعقد فيها اجتماع الجمعية العامة افتراضيا؛ فيروس لا يُرى منعنا من اللقاء الحقيقي وأجبرنا على التخاطب عبر تقنية الفيديو.

مما لا شك فيه أن العالم ما بعد كوفيد 19 لن يكون كما قبله، ونأمل يكون عالماً أكثر انسانية بعدما وحدّه العجز أمام فقدان الأحبة و... فقدان الأوكسجين.

ولعل التعاطف الكبير الذي لمسه لبنان وشعبه بعد الكارثة التي ضربت بيروت، ومسارعة دول العالم وشعوبه الى التضامن ومد يد العون هو اشارة الى أن عالمنا قذ أخذ العبرة من معاناته، والانسانية عادت لتأخذ بعض مكانها في عالم المادة وحق القوة واللاعدالة.

هي إشارة مشجعة للمستقبل الذي نصبو إليه، للأمم المتحدة التي نحتاجها، والتي أرادت لاجتماعنا هذا العام أن يكون تحت عنوان: إعادة تأكيد التزامنا الجماعي بالعمل المتعدد الأطراف" والذي يمكن اختصاره بعبارة واحدة: التضامن لأجل الخير."

 

مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية جدد تأكيد مضمون بيان الرئيس عون يوم الاثنين: الرئيس معني بالمباشر بالتشكيل واصدار مرسومه بالاتفاق مع أديب

وطنية - الأربعاء 23 أيلول 2020

صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية البيان الآتي: "إزاء المواقف والبيانات وما تم تداوله إعلاميا بشأن تشكيل الحكومة، وحرصا على المبادرة الفرنسية وتشكيل حكومة مهمة من اختصاصيين مستقلين للقيام بالإصلاحات اللازمة لأنقاذ لبنان من ازماته المعقدة، وبما ان البيانات والمواقف المختلفة والمتباينة في بعض الأحيان قد تحجب المسار الدستوري الذي يجب اتباعه حتما للوصول الى تشكيل الحكومة، يهم مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية إيضاح الآتي:

- أولا: التأكيد على مضمون البيان الذي صدر عن رئيس الجمهورية يوم الاثنين الماضي.

- ثانيا: التذكير بأن الدستور ينص صراحة في مادتيه 53 (فقرة 4) و64 (فقرة 2) على ان رئيس الجمهورية يصدر بالاتفاق مع رئيس مجلس الوزراء، مرسوم تشكيل الحكومة، وان رئيس الحكومة المكلف يجري الاستشارات النيابية لتشكيل الحكومة ويوقع مع رئيس الجمهورية مرسوم تشكيلها، ما يعني من دون أي اجتهاد او اختزال او تطاول على صلاحيات دستورية، ان رئيس الجمهورية معنيّ بالمباشر بتشكيل الحكومة وباصدار مرسوم التشكيل بالاتفاق مع رئيس الحكومة المكلف".

 

أديب اكد الحرص على تشكيل حكومة مهمة من ذوي الاختصاص واصحاب الكفاءة ترضي جميع اللبنانيين وتعمل على تنفيذ المبادرة الفرنسية

وطنية - الأربعاء 23 أيلول 2020

أعلن رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب، في بيان صادر عن مكتبه الاعلامي، حرصه على "تشكيل حكومة مهمة ترضي جميع اللبنانيين وتعمل على تنفيذ ما جاء في المبادرة الفرنسية من اصلاحات اقتصادية ومالية ونقدية وافقت عليها جميع الاطراف". وقال أديب انه آل على نفسه "التزام الصمت طيلة هذه الفترة من عملية تشكيل الحكومة، تحسسا منه بالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه ومن اجل الوصول الى تقديم تشكيلة بالتشاور مع رئيس الجمهورية ضمن الأطر الدستورية، تساعد اللبنانيين على وضع حد لالامهم اليومية". وأكد مجددا التزامه "الثوابت التي أطلقها في أن تكون الحكومة من ذوي الاختصاص واصحاب الكفاءة القادرين على نيل ثقة الداخل كما المجتمعين العربي والدولي، لأن من شأن ذلك ان يفتح الباب امام حصول لبنان على الدعم الخارجي الضروري لانتشال الاقتصاد من الغرق".

وتمنى أديب مجددا على الجميع "التعاون لمصلحة لينان وابنائه وتلقف فرصة انقاذ الوطن".

 

بري ترأس اجتماعا لهيئة مكتب مجلس النواب الفرزلي: قانون العفو العام على جدول اعمال الجلسة العامة الاربعاء والخميس ومبادرة الحريري يجب ان تثمن

وطنية - الأربعاء 23 أيلول 2020

ترأس رئيس مجلس النواب نبيه بري، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، اجتماعا لهيئة مكتب المجلس، حضره نائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي والنواب: آلان عون، سمير الجسر، هاغوب بقرادونيان وميشال موسى، الامين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر والمدير العام للادارة المشتركة في المجلس محمد موسى. بعد الاجتماع، قال الفرزلي: "الاجتماع كالعادة لهيئة مكتب المجلس برئاسة رئيس مجلس النواب لمناقشة جدول الاعمال للجلسة المنوي انعقادها الاربعاء والخميس المقبلين، وتمت مناقشة جدول الاعمال سواء لجهة مشاريع القوانين او إقتراحات القوانين المعجلة المكررة. وكان هناك تركيز على مواضيع ذات شأن خصوصا في ما يتعلق بانفجار المرفأ والتداعيات التي ترتبت عليه، والمشاكل المتعلقة به سواء على المستوى العقاري او على مستوى علاقة المالكين بعضهم ببعض او المستأجرين والتي أشرفت اللجان المشتركة على صياغة قانون جمع مع كل القوانين والافكار المقترحة لكي تدرس في جدول اعمال الهيئة العامة الاسبوع المقبل". وعن قانون العفو العام، قال الفرزلي: "قانون العفو سيكون على جدول الاعمال لانكم تعلمون جميعا انه في الجلسة العامة الماضية، كان على جدول الاعمال، والتي رفعها الرئيس بري حينها لعدم ميثاقيتها بسبب انسحاب من انسحب في وقتها. هذا القانون لا يزال على جدول الاعمال، وخصوصا اليوم بعد المخاطر التي تتهدد السجون والتي بدأت بشائرها في السجن المركزي وغيره من السجون المنتشرة حيث اكتظاظ السجناء بصورة لا يمكن تحملها". وعن ملاحظات بعض الكتل على قانون العفو، اشار الفرزلي الى ان "هذه الملاحظات ستكون موضوع نقاش في الجلسة العامة". وردا على سؤال في الشأن الحكومي، اجاب الفرزلي: "لم يعد التشاؤم هو سيد الموقف، وهناك امكانات واعدة لاحداث تطور نوعي لامكان تأليف حكومة، لكن يجب ان ننتظر"، واصفا مبادرة الرئيس سعد الحريري بـ"التطور النوعي ويجب ان تثمن وتؤخذ بعين الاعتبار".

من جهة ثانية، عرض رئيس المجلس مع النائب البير منصور الاوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية.

 

الراعي استقبل وفدا من الجمهورية القوية عبر له عن تمسكه بموقفه واستنكاره للحملة الظالمة عليه ووزير داخلية البانيا دعاه الى زيارتها

وطنية - الأربعاء 23 أيلول 2020

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، وفدا من تكتل "الجمهورية القوية" ضم النائبين وهبه قاطيشا وجوزف اسحق، والنائبين السابقين ايلي كيروز وفادي كرم، ورئيس مكتب التواصل مع المرجعيات الدينية في الحزب انطوان مراد. وبعد اللقاء، قال كيروز باسم الوفد: "تشرفنا انا ورفاقي في "القوات اللبنانية" بزيارة البطريرك، وتناولنا معه القضايا اللبنانية المطروحة في المفترق اللبناني الخطير. واكدنا الدور التاريخي لبكركي الذي يعيد تصويب الامور انطلاقا من الحرص على التمسك بمرتكزات الدولة والكيان والدستور والتعايش السوي بعيدا من مشاريع الهيمنة والغلبة. وعبرنا عن تمسكنا بموقف البطريرك الصميم وعن استنكارنا للحملة الظالمة التي تطاوله، واننا ندعو اللبنانيين الى التدقيق في المفاهيم السياسية التي تغدق عليهم يوميا كالدولة المدنية والغاء الطائفية السياسية والمثالثة".

وزير الداخلية الألباني

بعدها التقى الراعي وزير الداخلية في البانيا general sandar lesha الذي يزور لبنان يرافقه القنصل العام في لبنان مارك غريب، وعرض معه الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة، اضافة الى موضوع حياد لبنان عن الصراعات الاقليمية والدولية.

وقال الوزير الألباني بعد اللقاء: "شرف لي ان ازور غبطته واستمعت اليه بآذان صاغية والى مبادرته التي عرضها في لبنان وتصور غبطته لسبل اعادة تطوير لبنان. واني اؤيد رأي البطريرك وادعو جميع الاطراف الى الاصغاء الى هذا الرأي وتأييده لأجل مستقبل هذا البلد الجميل، ونحن نحاول تعزيز علاقاتنا مع هذا البلد الذي يملك الكثير من الطاقات وله مستقبل واعد، وزيارتي لأتحدث مع الاطراف السياسيين لنعيد الأسرى في سوريا. ولدي انطباعات ايجابية عن زيارتي، وادعو البطريرك الى زيارة البانيا لتعزيز العلاقات بيننا".

 

جريج: باسم الكتائب أتهم الدولة بجريمة القتل عن قصد في انفجار مرفأ بيروت ونحذر من ادراج الجريمة في اطار التقصير والاهمال الوظيفي

وطنية - الأربعاء 23 أيلول 2020 ا

عقد نائب رئيس حزب "الكتائب" النقيب جورج جريج مؤتمرا صحافيا في بيت الكتائب المركزي - الصيفي، تناول فيه الدعوى التي اتخذ فيها الحزب صفة الادعاء الشخصي امام المحقق العدلي في شكوى على الدولة اللبنانية وجميع المسؤولين عن انفجار مرفأ بيروت وما لحقه من حريق وإطلاق النار على المتظاهرين.

حضرت المؤتمر عائلات الضحايا: نزار نجاريان، جو عقيقي، جو اندون، وأنطوان برمكي، إضافة الى عدد من المتظاهرين الذي أصيبوا في التحركات وخصوصا في تظاهرة 8 آب. وسأل جريج في مستهل المؤتمر الصحافي: "هل هذا قدرنا؟ الانفجارات المتنقلة: انفجار المرفأ، حريق المرفأ وبالأمس انفجار عين قانا. والقاسم المشترك غموض ثم غموض وأيضا غموض". وقال: "لا أدري من أين أبدأ، أمن هذا البيت الرمز الشاهد على تاريخ لبنان، والذي كان شاهدا على الانفجار وعلى الدمار. أم من هنا بالقرب من باب الأمانة العامة حيث قتل نزار نجاريان الأمين العام لحزب الكتائب. أم من هناك حيث قتل مئتي ضحية بينهم أولادكم وأباؤكم أنطوان برمكي وجو عقيقي وجو أندون. وأبطال من الدفاع المدني كنجيب حتي وشربل حتي وشربل كرم. أم من الدمار الذي حول مدينة بيروت وضواحيها الى منطقة منكوبة". وتابع: "من أين أبدأ، سأبدأ من الشهداء، لا بل من ضحايا فساد الدولة، هم ضحايا ويرفض ذووهم ان يوصفوا بالشهداء، فالشهيد يرتضي قضية ذودا عنها، لا أن يسقط رخيصا على يد من كان مفترضا بهم حمايته. على يد أسوأ ادارة لأسوأ جريمة في ما أصبحت أسوأ دولة. فأي دولة انت وأي مسؤولين، ومن أي طينة أنتم تتحكمون بالبلاد والعباد، كائنا من كنتم ومن تكونون، تجاورون بين مرفأ مدني تجاري ومواد متفجرة ملتهبة خطيرة تدخل في صناعة قتل الناس، وتساكنون بين أحياء شعبية آهلة سكنيا ومستودعات موت متروكة للقدر او محفوظة لذوي الحاجة اليها". وقال: "اني، باسم من أمثل اليوم رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب المستقيل المحامي سامي الجميل، باسم من أمثل من حزب ذي صفتين، صفة المتضرر المباشر، وصفة رافع راية كل متضرر الى اي فئة انتمى، اني بهذه الصفة، أتهم الدولة بجريمة القتل عن قصد في انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020، وهي المادة الأولى من مواد الاتهام المبينة في ورقة الطلب المحالة من النائب العام التمييزي الى المحقق العدلي، كون الانفجار بالشكل الحاصل فيه يشكل سابقة جرمية في القتل القصدي، اذ كيف نفسر نوم السلطة نوم أهل الكهف، وشعبها موصول على فتيل قنبلة موقوتة، لا أحد يعرف من يملك نيتراتها ولا من يمتلك سرها ورمزها؟!".

اضاف: "اني اتهم الدولة بالتواطؤ والاهمال والتقصير وغض الطرف منذ لحظة دخول المواد الى مرفأ بيروت في العام 2013، لم يتحل بالشجاعة مسؤول واحد على مدى سبع سنوات، أو تجرأ على قول الحقيقة وطالب برفع المواد القاتلة وتلفها والتحقيق بشأنها. بلى، من تجرأ على ذلك قتل، أو أودع السجن بدلا عن ضائع". وتابع: "اني اتهم الدولة بخدمة موانىء المنطقة من اللاذقية الى حيفا، ومن لارنكا ولاتشي الى أشدود، ويافا وعكا، على حساب مرفأ بيروت وموقعه الاستراتيجي. اني اتهم الدولة بنحر شعبها، وتدمير عاصمتها، والغاء مكانتها، واستثمار مأساتها، ومحو مرفئها ومرفقها. اني اتهم الدولة بالعبث والعبثية، بالعبث بمسرح الجريمة بالترف في التحقيقات الاولية والعدلية، بالرهان على عامل الوقت فينسى الشعب ضحاياه ومفقوديه وأبواب رزقه وملجأ ستره، لكن الناس لن تنسى، لن تسكت، لن تسامح. اني اتهم الدولة بالرقص السياسي على جثث الضحايا في البر والبحر وتحت الأنقاض، وما الاستخفاف والترف الذي تتعامل معه في تأليف الحكومة سوى عينة فاضحة لهذا السلوك الهالك". وأعلن انه "في ضوء ما تقدم، وفي ضوء المأساة التي يعيشها اللبنانيون كل يوم، وتخليدا لضحايا جريمة الرابع من آب 2020، وكي لا يتكرر الحادث المشؤوم بأساليب مختلفة بينها حريق المرفأ في العاشر من ايلول، تقدم حزب الكتائب ممثلا برئيسه سامي الجميل بشكوى امام حضرة المحقق العدلي القاضي فادي صوان، حملت غضب ودم ودموع ذوي الضحايا والمفقودين ووجع وألم الناس المتضررين المشردين المهجرين، متخذا فيها صفة الادعاء الشخصي بحق الدولة اللبنانية وجميع المسؤولين عن انفجار مرفأ بيروت، فاعلين ام شركاء ام متدخلين ام مقصرين ام محرضين أم مخبئين بجرائم القتل قصدا والارهاب وحيازة مواد متفجرة والتخريب واضرام النار. واهمال الواجبات الوظيفية، ووضع مواد خطرة على السلامة العامة، وهي وغيرها من مواد الاتهام المحالة من النائب العام التمييزي الى المحقق العدلي".

أسئلة وملاحظات

وقال: "في ضوء هذه الشكوى، نتوجه بالاسئلة والملاحظات التالية:

أولا: ان جريمة بحجم جريمة المرفأ تحولت الى قضية رأي عام تستدعي عملا احترافيا مختلفا يقوم على عقد مؤتمر صحافي دوري لمكاشفة أصحاب الحقوق أهل الضحايا والمتضررين بما توصلت اليه التحقيقات من دون المساس بالسرية، والضامنة للتحقيق ونتائجه، هكذا تكون السلطة القضائية تحترم شعبها وتجعله شريكا في هذا الظرف الدقيق وتبلغه رسالة مباشرة بأن القضاء مستقل وجاد في كشف كل الملابسات، شاءت السلطة السياسية ام لم تشأ.

ثانيا: هل توصل التحقيق الى معرفة مالك المواد الممنوعة، المالك الحقيقي والمستفيد الفعلي؟

- هل توصل التحقيق الى تحديد الكمية المنفجرة، وما مصير الكميات الاخرى، من استخدمها وكيف وفي اية مجالات؟

- هل توصل التحقيق الى تحديد مسؤولية كل من ساهم في ادخال المادة والسهر على أمنها وعدم الابلاغ عنها؟ خصوصا وان النيترات من المواد التي يحظر قانون الاسلحة والذخائر ادخالها كون تجاوز الازوت نسبة 33.5 بالمئة يحولها الى متفجرات عسكرية ممنوعة.

- هل صار الكشف على المانيفست؟ وهل صنف المادة أسمدة او متفجرات؟ ومن قام بالكشف؟ ومن وقع على المانيفست؟

وجوب ضم جريمة الحريق في المرفأ الحاصل في 10 ايلول الى الجريمة الاصل في 4 آب.

-التحذير من التوجه الى ادراج الجريمة في اطار التقصير والاهمال الوظيفي. بل وصفها بالجريمة المنظمة، ومن فئة الجرائم الكبرى العابرة للحدود crimes graves transnationaux وعدم الاكتفاء بالاقتصاص من المسؤولين الاداريين والامنيين. والتوسع في التحقيق باتجاه أي مسؤول مهما علا مقامه، والاستعانة بشهادة الشهود.

-اعتبار جريمة ابادة أهل بيروت وتدمير العاصمة وقتل اهلها وتشريدهم بمثابة الدعوى الدرس، الدعوى الامثولة لكل متولي السلطة مهما علوا في المراكز.

وهنا ترتسم بعض الاسئلة: لماذا حذف بند النيترات في مرفأ بيروت من جدول اعمال المجلس الاعلى للدفاع؟ ولماذا قرر رئيس الحكومة المستقيل حسان دياب صرف النظر عن تفقد المرفأ وبناء لاستشارة من؟ وهل كانت احالة رئيس الجمهورية للمتابعة أمرا معهودا في حالات كهذه؟".

وأكد جريح "رفض حزب الكتائب ان تكون المتفجرات وراء الشعب، والبحر امامهم"، وقال: "يرفض العروض السخية المفخخة، يرفض تحويل مأساة شعب دمرت ارزاقه الى مشاريع مشبوهة تبغي الربح، واحتياطا، ومنعا لأي تسلل الى الملكية الفردية الغالية على أصحابها، وبغرض اعادة وسط بيروت الى سابق مجده في الديموقراطية والعلم وتصدير المعرفة الحقوقية".

اضاف: "ومن الزاوية المضيئة هذه، أرفق حزب الكتائب مراجعته أمام المحقق العدلي بكتاب الى منظمة الامم المتحدة والى منظمة الاونيسكو طالبا اعلان وسط مدينة بيروت مهد مدرسة الحقوق الاولى ضمن تصنيف التراث العالمي سندا لمعاهدة لاهاي سنة 1954 وللبروتوكول الملحق بها، وذلك حماية للطابع الاثري للعاصمة ومنعا من مشاريع مشبوهة قد تطيح بالملكية الفردية تحت ستار الاعمار والانماء".

وتابع: "تشمل مطالبة حزب الكتائب ايضا اتخاذ قرار أممي بانشاء مركز اقليمي في بيروت لمحكمة العدل الدولية تخليدا لمدرسة الحقوق الأولى في بيروت واحتراما للدور القانوني لهذه المدينة وللبنان الذي أعطى العالم مبادئ القانون ومفهوم الديموقراطية وحروف الأبجدية وليس مبادئ القتل والتفجير والاجرام".

وقال: "لا أدري بماذا أختم، أمن الضحايا المئتين، والستة الاف مصاب، والثلاثمئة الف مشرد، أم من عبارات الموت التي تذهب بمهاجرين أحياء وتعود بهم أشلاء أم من سياسة كم الافواه وحصر الانفاس، أم من تحريك القضاء على خلفية وجود حاخام في مؤتمر دولي في البحرين شارك فيه العلامة السيد علي الامين، بينما كما اشرت في المؤتمر البعض يخدم من حيث يدري او لا يدري مصالح اسرائيل. أم من تحرك المباحث الجنائية على خلفية تغريدة للصحافي نوفل ضو الذي يتم استجوابه في هذه الساعة. حقيقة نوفل ضو ان لا شيء يثنيه عن قول الحقيقة. حقيقة نوفل ضو انه ناطق باسم الحق، وقبله الاعلامية ديما صادق والاعلامي رياض طوق واللائحة تطول. وللحرية حصانتها. فاستتروا".

وسأل: "أي دولة هذه؟ استبدادية، بوليسية، قمعية، تطلق النار على ناسها فتصيبهم اصابات مباشرة قاتلة والا عطل وعطب دائمين وآخرها في 8 آب، على مدنيين عزل حضروا معنا اليوم، شاءوا التعبير عن وجعهم، عن جوعهم، عن أمنيتهم الوحيدة بالعثور على الدولة الضائعة، الغائبة، المفقودة. من الصعب، بل من الاقسى أن يسقط المواطن بنيران صديقة، بنيران دولته وقواه العسكرية والامنية والمجلسية والخصوصية فقط لانه يطالب بحقه، بل بالحق العام".

وختم: "أيها الناس، فتشوا عن الدولة عندما تصبح مزارع لطمع النافذين الاغنياء والمسؤولين الاثرياء. لا أغبياء بعد اليوم، فالشعب قرر المواجهة، والثورة دقت الجرس، ولن يتحول الشعب الى عدادات لاحصاء الوفيات والمجاعات، باقون في ارضنا، فالدولة لنا، لشعب لبنان، لأهل بيروت، لثوار لبنان، لثوار بيروت، بيروت المنكوبة - قومي من تحت الردم. ان الثورة تولد من رحم الأحزان، عاشت بيروت، عاش لبنان".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليوم 24-25 أيلول/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

 فيديو تقرير من تلفزيون المر/وقفة تضامنية مع نوفل ضو، وهو يؤكّد : وزير الصحة ادعى علينا بسبب مواقفنا السيادية/23 أيلول/2020

وقفة تضامنية مع نوفل ضو/صوت لبنان/23 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90670/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d8%aa%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d8%aa%d8%aa%d9%86%d8%a7%d9%88%d9%84-%d9%88%d9%82%d9%81%d8%a9-%d8%aa%d8%b6%d8%a7%d9%85%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d8%b9-%d9%86%d9%88/

 

 

حجمكم: “شخطة” قلم رصاص بيد بطريرك ماروني!/المخرج يوسف ي. الخوري/23 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90663/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%ad%d8%ac%d9%85%d9%83%d9%85-%d8%b4%d8%ae%d8%b7%d8%a9-%d9%82%d9%84%d9%85-%d8%b1%d8%b5/

*لكن تذكّروا دومًا، يا شيعة الفقيه، أنّ ما أنتم عليه اليوم، ما كان ليكون لولا “شخطة” قلم رصاص بيد بطريرك ماروني، وسّع بنتيجتها حدود لبنان الكبير لتضمّكم. فعلّقوا هذه الحقيقة حلقة في “ودانكم” إلى أبد الآبدين.

*ويا شيعة الفقيه، قد يُصبح لبنان لكم من دون أيّ وجهٍ حق إلّا لكونكم اجتهدتم بالغدر طيلة نصف قرن، وأيضًا، لكوننا نحن الموارنة بالتحديد، “مْرِتِّين”، ولا نستحق هذا الـ لبنان الذي أنعم الله علينا به، ولأن بيننا أغبياء جهّال على كلّ المستويات!

*رسالتي الحاضرة موجّهة إلى هؤلاء الذين يضربون على صدورهم وهم يصيحون “تيعا تيعا”، وباعتقادهم أنّهم يُخيفون كلّ من يُخالفهم الرأي، وإلى الذين يستقوون بالسلاح غير الشرعي وسلاحهم لا يصلح إلّا خردة.

 

 

The Iranian Regime and the Grammar of Deceitful Maneuvering/Charles Elias Chartouni/September 23/2020

شارل الياس شرتوني: النظام الإيراني وقواعد المناورات الخادعة

http://eliasbejjaninews.com/archives/90653/charles-elias-chartouni-the-iranian-regime-and-the-grammar-of-deceitful-maneuvering-%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%86/

 

How Hezbollah Collaborates With Latin American Drug Cartels/ Emanuele Ottolenghi/FDD/September 23/2020
 
إيمانويل أوتولينغي/مؤسسة الدفاع عن الديموقراطية: طرق تعاون حزب الله مع عصابات المخدرات في أمريكا اللاتينية
 http://eliasbejjaninews.com/archives/90656/emanuele-ottolenghi-fdd-how-hezbollah-collaborates-with-latin-american-drug-cartels-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%88%d9%8a%d9%84-%d8%a3%d9%88%d8%aa%d9%88%d9%84%d9%8a%d9%86%d8%ba%d9%8a-%d9%85%d8%a4/