LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 22 أيلول/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.september22.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ أُعْطِيَ كَثيرًا يُطْلَبُ مِنْهُ الكَثِير، وَمَنِ ٱئْتُمِنَ عَلَى الكَثِيرِ يُطالَبُ بِأَكْثَر

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/حكم محكوم يتوهم أنه قوي في حين أنه عملياً أوهن من بيت العنكبوت

الياس بجاني/بنديرة المعمالة: يلي ما استحوا بعدون ما ماتوا وفاجرين ع الآخر

الياس بجاني/نصرالله ألغى من جانب واحد ورقة التفاهم مع التيار العوني

الياس بجاني/تأملات إيمانية بالنص والصوت: لا يمكن التعامل مع لغز الموت وفهمه بغير مفاهم الإيمان

الياس بجاني/ادعاء د.فؤاد أيوب رئيس الجامعة اللبنانية على وسائل الإعلام والإستقواء بفائض السلاح اللاشرعي

الياس بجاني/السيدة سهى بشارة بطلة في نظر البعض، ولكنها مجرمة في نظر البعض الآخر

الياس بجاني/هوليودية تهييج اليساريين ع عامر الفاخوري وتبليعهم ألسنتهم ع قاتل جورج حاوي القيادي في حزب الله

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 21/9/2019

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 21 أيلول 2019

الخارجية: سفارتنا في اليونان تتابع قضية صالح للوقوف على أوضاعه وتقديم المساعدة له والسفير اليوناني أبلغ إدارته بأن الموقوف صحافي معروف

نقابة المحررين: للتحرك السريع لجلاء ملابسات توقيف الزميل محمد صالح والعمل على إطلاقه

عائلة حنوش أطلقت هاشتاغ: الحنوش مخطوف والدولة غايبة

محكمة أسترالية تدين لبنانياً بالتخطيط لتفجير طائرة والشقيقان الخياط يواجهان عقوبة السجن المؤبد

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

شمعون في ذكرى تأسيس الاحرار: للتضامن والعمل لمصلحة لبنان الموحد

المنلا: الحوار الجاري بين المستقبل وحزب الله ليس سريا ويشمل كافة القوى السياسية

 ترخيص لمرملة جديدة في العيشية: تهديد بتلويث الليطاني؟

لبناني في اليونان متهم بإختطاف طائرة وإحتجاز رهائن!

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

خِيَم وحافلات متنقلة تتحول إلى قاعات تدريس للأطفال النازحين في ريف إدلب و 29 مليون طفل وُلدوا في مناطق صراعات بينها سوريا خلال 2018

الجبير: نحمّل إيران مسؤولية الهجوم على منشأتي بقيق وخريص

ترمب يعاقب «المركزي الإيراني» ويتسلم قائمة «الخيارات العسكرية» ووصف الإجراءات الأميركية على طهران بأنها الأقسى على دولة... واستهدفت مصادر تمويل «الحرس الثوري» و«فيلق القدس» و«حزب الله» والحوثيين

الحرس الثوري»: أي دولة تهاجم إيران ستكون «ساحة معركة»

وزير الدفاع الأميركي يعلن إرسال تعزيزات عسكرية إلى منطقة الخليج

اعتقالات في صفوف الجيش التركي... ومحاكمة صحافيين بسبب الكتابة عن أزمة الليرة وتلميحات إلى اقتناء مقاتلات روسية بدلاً من «إف 35»

موسكو تنتقد «التهديدات غير المسؤولة» وتؤكد استعدادها لمواجهة «أي عدوان» رداً على تلويح جنرال أميركي بتدمير دفاعات روسيا في كاليننغراد

ترامب يقطع آخر شريان مالي لملالي إيران ويفرض العقوبات “الأقسى” وأكد أن ضربها "لن يستغرق أكثر من دقيقتين"... وبومبيو: الأدلة تشير لضلوع طهران "فقط" بهجمات "آرامكو"

قائد “الحرس الثوري”: أي دولة تهاجم إيران ستكون “ساحة المعركة”

ميليشيات إيران تخنق دير الزور وتقتل المتظاهرين بدم بارد وغارات البوكمال عرقلت تموضع طهران

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله يتبع سياسة التشييع في سوريا/منير الربيع/المدن

ماكرون والحريري: خوف فرنسي على لبنان من سياسييه ومقاوليه/منير الربيع /المدن

أليكسي صعب "الحزب اللهي": خبير تكنولوجيا ومتفجرات وجاسوسية/سامي خليفة/المدن

لا سحوبات بالدولار من هذه المصارف وبلبلة في الأسواق/عزة الحاج حسن/المدن

مَن حفر حفرة الفاخوري لـ«التيار الوطني»؟/أسعد بشارة/الجمهورية

هل ورط "عميل حزب الله" أليكسي صعب سياسيين في الحكومة اللبنانية؟/طوني بولس/اندبندنت عربية

من منكم ليس عميلًا أيّها الحاقدون ومطلقو المذمّات في التخوين؟/" يوسف ي. الخوري، استاذ جامعي ومخرج سينمائي/ليبانون ديبايت

ثنائية ”كميل وكمال” في الجبل… هل يُكرّرها باسيل مع جنبلاط؟/مجد بو مجاهد/النهار

عودة عامر الفاخوري "الخيامي" وجبهات الذاكرات والمصالح والريوع/وضاح شرارة/المدن

ماكرون والحريري: خوف فرنسي على لبنان من سياسييه ومقاوليه/منير الربيع/المدن

حماده وحاوي والمرّ… الهواتف النقّالة قتّالة/نجم الهاشم/نداء الوطن

باسيل أمام المرشحَين الافتراضيَّين لا المرشحَين الطبيعيين/نقولا ناصيف/الأخبار

سيدر» في ميزان «الطحشة» الأميركية – السعودية/جورج شاهين/الجمهورية

مفارقة فاقعة/سناء الجاك/نداء الوطن

عدوان بقيق وخط فهد/أحمد عدنان/عكاظ

ترمب يعاقب ولا يحارب… لماذا؟/راجح الخوري/الشرق الاوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية تلقى برقية تهنئة بانشاء اكاديمية الحوار والتلاقي أزولاي: الاونيسكو بتصرفكم من اجل تقديم اي مساهمة او مساعدة في هذا الاطار

بري استقبل السفير الجزائري وميقاتي والهاشم: لا يجوز التسلل وارتكاب جرائم بيئية تحت ستار الرخص الموقتة

قيادة الجيش: بعض مواقع التواصل الاجتماعي يتداول نموذجا مزورا

جعجع: المنطقة على كف عفريت ودولتنا تترك الأمور بيد حزب يستنسب ويتصرف ويجب رد قرار السلم والحرب إلى مجلس الوزراء

بو صعب التقى رئيس أرمينيا ورئيس حكومتها وبحث التعاون في مجال رصد الطائرات المسيرة

كرامي من بقاعصفرين: لن نتنازل عن ارضنا وعن حقنا في الحصول على المياه في سياق مجاملات سياسية وجوائز ترضية

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ أُعْطِيَ كَثيرًا يُطْلَبُ مِنْهُ الكَثِير، وَمَنِ ٱئْتُمِنَ عَلَى الكَثِيرِ يُطالَبُ بِأَكْثَر

إنجيل القدّيس لوقا12/42حتى48/:”قَالَ الرَّبُّ يِسُوع: «مَنْ تُرَاهُ ٱلوَكِيلُ ٱلأَمِينُ ٱلحَكِيمُ الَّذي يُقِيمُهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُم حِصَّتَهُم مِنَ الطَّعَامِ في حِينِهَا؟ طُوبَى لِذلِكَ العَبْدِ الَّذي، مَتَى جَاءَ سَيِّدُهُ، يَجِدُهُ فَاعِلاً هكذَا! حَقًّا أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يُقِيمُهُ عَلَى جَمِيعِ مُقْتَنَياتِهِ. أَمَّا إِذَا قَالَ ذلِكَ العَبْدُ في قَلْبِهِ: سَيَتَأَخَّرُ سَيِّدِي في مَجِيئِهِ، وَبَدأَ يَضْرِبُ الغِلْمَانَ وَالجَوَارِي، يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ وَيَسْكَر، يَجِيءُ سَيِّدُ ذلِكَ العَبْدِ في يَوْمٍ لا يَنْتَظِرُهُ، وَفي سَاعَةٍ لا يَعْرِفُها، فَيَفْصِلُهُ، وَيَجْعلُ نَصِيبَهُ مَعَ الكَافِرين. فَذلِكَ العَبْدُ الَّذي عَرَفَ مَشِيئَةَ سَيِّدِهِ، وَمَا أَعَدَّ شَيْئًا، وَلا عَمِلَ بِمَشيئَةِ سَيِّدِهِ، يُضْرَبُ ضَرْبًا كَثِيرًا. أَمَّا العَبْدُ الَّذي مَا عَرَفَ مَشِيئَةَ سَيِّدِهِ، وَعَمِلَ مَا يَسْتَوجِبُ الضَّرْب، فَيُضْرَبُ ضَرْبًا قَلِيلاً. وَمَنْ أُعْطِيَ كَثيرًا يُطْلَبُ مِنْهُ الكَثِير، وَمَنِ ٱئْتُمِنَ عَلَى الكَثِيرِ يُطالَبُ بِأَكْثَر.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

حكم محكوم يتوهم أنه قوي في حين أنه عملياً أوهن من بيت العنكبوت

الياس بجاني/21 أيلول/2019

الحكم القاصر الذي يتهرّب من تحمّل المسؤولية والخروج من مرحلة القصور، سيذهب إلى الجحيم حتى لو توهم أنه قوي.

 

بنديرة المعمالة: يلي ما استحوا بعدون ما ماتوا وفاجرين ع الآخر

الياس بجاني/20 أيلول/2019

لو طبقت معايير واحدة للعمالة لكان معظم ربع الحركة الوطنية وجماعة كذبة المقاومة وزلم إيران وسوريا والقذافي وعرفات بالسجون ومؤبد.

 

نصرالله ألغى من جانب واحد ورقة التفاهم مع التيار العوني

الياس بجاني/20 أيلول/2019

كلام نصرالله اليوم ألغى ورقة التفاهم مع التيار من جانب واحد بما يخص اللاجئين في إسرائيل وأعلن نفسه الحاكم الفعلي للبنان والآمر والناهي فيما تعامى عن اتهامات المحكمة الدولية لحزبه بالإغتيالات كافة ومنها اغتيال حاوي الشيوعي.

 

تأملات إيمانية بالنص والصوت: لا يمكن التعامل مع لغز الموت وفهمه بغير مفاهم الإيمان

الياس بجاني/20 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78650/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84-2/

الياس بجاني/بالصوت/فورماتWMA/لا يمكن التعامل مع لغز الموت وفهمه بغير مفاهم الإيمان/20 أيلول/2019/اضغط هنا للإستماع للتأملات الإيمانية

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias.death20.9.19.wma

الياس بجاني/بالصوت/فورماتMP3/لا يمكن التعامل مع لغز الموت وفهمه بغير مفاهم الإيمان/20 أيلول/2019/اضغط هنا للإستماع للتأملات الإيمانية

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias.death20.9.19.mp3

 

لا يمكن التعامل مع لغز الموت وفهمه بغير مفاهم الإيمان

الياس بجاني/20 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78650/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84-2/

أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا” (إنجيل يوحنا11/25)

لا يمكن فهم واقع الموت هذا اللغز والسر الذي حير عقل الإنسان إلا إيمانياً ومن خلال الكتاب المقدس، وذلك بعد أن ألغى السيد المسيح بتأنسه وصلبه وموته وقيامته الموت هذا بمفهومه الإنساني والجسدي والترابي وقهره وكسر شوكته.

الموت ومنذ قيامة السيد المسيح أصبح الخطيئة التي هي موت لا ينتهي في جهنم يُعاقب الله بها الأشرار حيث صرير الأسنان والنار التي لا تنطفئ والدود الذي لا يهدأ والعذاب الذي لا يتوقف.

“وَمَتَى لَبِسَ هَذَا الْفَاسِدُ عَدَمَ فَسَادٍ وَلَبِسَ هَذَا الْمَائِتُ عَدَمَ مَوْتٍ فَحِينَئِذٍ تَصِيرُ الْكَلِمَةُ الْمَكْتُوبَةُ: ابْتُلِعَ الْمَوْتُ إِلَى غَلَبَةٍ. أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟ أَمَّا شَوْكَةُ الْمَوْتِ فَهِيَ الْخَطِيَّةُ وَقُوَّةُ الْخَطِيَّةِ هِيَ النَّامُوسُ. وَلَكِنْ شُكْراً لِلَّهِ الَّذِي يُعْطِينَا الْغَلَبَةَ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. إِذاً يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ كُونُوا رَاسِخِينَ غَيْرَ مُتَزَعْزِعِينَ مُكْثِرِينَ فِي عَمَلِ الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ عَالِمِينَ أَنَّ تَعَبَكُمْ لَيْسَ بَاطِلاً فِي الرَّبِّ. (رسالة كورنثوس الأولى 15/من48حتى52)

هذا الموت الجسدي بأسراره قد عصي على عقل الإنسان المحدود القدرات فهمه وإدراكه منذ أن طرده الله من جنة عدن لعصيانه ولطمعه وسعيه لمعرفة أسرار الخير والشر.

هذا ومنذ أن وُجِّد الإنسان على الأرض كان الموت الشغل الشاغل للعديد من الحضارات ولاهتمامات الشعوب في العصور كافة من أمثال الفينيقيين والفراعنة والصينيين والهنود وغيرهم كثر.

بِعَرَقِ جَبينِكَ تأكُلُ خُبزًا حتَّى تَعودَ إِلى الأَرض، فمِنها أُخِذتَ لأَنَّكَ تُرابٌ وإِلى التُّرابِ تعود”. (التكوين03/19)

الموت الجسدي هذا المصير المحتوم الذي لا مفر منه لأي مخلوق هو في المفهوم المسيحي الإيماني انتقال الإنسان من الموت إلى الحياة وليس العكس.

من هنا، فيا ليت من بيدهم القرار والسلطة والمال من البشر يدركون أنهم راحلون لا محالة من على هذه الأرض الفانية وبأنهم لن يأخذوا معهم من ثرواتها الترابية من سلطة ونفوذ وعزوة وممتلكات وقوة أي شيء.

 “ثُمّ قالَ لَهم: تَبصَّروا واحذَروا كُلَّ طَمَع، لأَنَّ حَياةَ المَرءِ، وإِنِ اغْتَنى، لا تَأتيه مِن أًموالهِ. ثُمَّ ضَرَبَ لَهم مَثَلاً قال: رَجُلٌ غَنِيٌّ أَخصَبَت أَرضُه، فقالَ في نَفسِه: ماذا أَعمَل؟ فلَيسَ لي ما أَخزُنُ فيه غِلالي. ثُمَّ قال: أَعمَلُ هذا: أَهدِمُ أَهرائي وأَبْني أَكبرَ مِنها، فأَخزُنُ فيها جَميعَ قَمْحي وأَرْزاقي. وأَقولُ لِنَفْسي: يا نَفْسِ، لَكِ أَرزاقٌ وافِرَة تَكفيكِ مَؤُونَةَ سِنينَ كَثيرة، فَاستَريحي وكُلي واشرَبي وتَنَعَّمي. فقالَ لَه الله: يا غَبِيّ، في هذِهِ اللَّيلَةِ تُستَرَدُّ نَفْسُكَ مِنكَ، فلِمَن يكونُ ما أَعدَدتَه؟ فهكذا يَكونُ مصيرُ مَن يَكنِزُ لِنَفْسِهِ ولا يَغتَني عِندَ الله”. (لوقا12/من15إلى22).

 الزوادة الإيمانية أي إيمان وأعمال وأفكار الإنسان ومخافته من ربه في كل ما قال وفعل وفكر هي كل ما بمقدوره حمله معه إلى العالم الآخر عندما يستعيد ويسترد منه الخالق جل جلاله وديعته التي هي نعمة الحياة، فيبرد جسده ويفقد حيويته ويتحول إلى كومه من الجماد لا روح ولا حرارة فيه، وخلال أيام يأكله دوده ويعود إلى التراب الذي جُبّل منه.

إن الله أراد بنفسه ومن خلال تأنسه وعذابه وصلبه وقيامته أن يصالح الإنسان الذي كان عصاه في جنه عدن وذلك ليحرره من عبودية الإنسان العتيق ويرفعه إلى مرتبة الإنسان الجديد، إنسان العماد بالماء والروح القدس.

 إن كان لنا في هذه الحياة فقط رجاء في المسيح فإننا أشقى جميع الناس. ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين. فانه إذ الموت بإنسان، بإنسان أيضاً قيامة الأموات لأنه كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع” (01كورنثوس15/من19حتى22)

 في اليوم الأخير، يوم القيامة، يعود السيد المسيح وعندها يكون حساب العقاب والثواب، فيفصل ما بين الأبرار والأشرار. الأبرار إلى يمينه والأشرار إلى يساره وتتم محاكمة ومحاسبة الجميع طبقاً لإيمانهم وأعمالهم وأفكارهم التي حملوها معهم في زوادتهم الإيمانية.

 “ومتى جاء ابن الإنسان في مجده، ومعه جميع ملائكته يجلس على عرشه المجيد، وتحتشد أمامه جميع الشعوب، فيفرز بعضهم عن بعض، مثلما يفرز الراعي الخراف عن الجداء، فيجعل الخراف عن يمينه والجداء عن شماله). (إنجيل القديس متى:25/من25حتى31)

 للجميع الذين على يمنه ويساره يقول الرب أنا كنت عطشاناً وجوعاناً ومعذباً وسجيناً ومريضاً ومحتاجاً ومشرداً ومنفياً ومعاقاً ومنبوذاً ومضطهداً، من منكم هم على يميني مد يده وأعانني وقدم لي ما هو بمقدوره وبمتناوله دون شروط أو قيود واستثمر في معونتي وزناته ومواهبه التي أعطيته إياه مجاناً فأعطاني هو أيضاً مجاناً ودون مقابل بمحبة وتواضع وتحسس بمعاناتي وأوجاعي.

ومن منكم هم على يساري لم يكترثوا بي ولم يساعدوني واحتقروني وأهانوني وأكملوا طريقهم في الحياة الأرضية تشدهم وتتحكم بهم غرائزهم وأطماعهم. الجميع يسأل بتعجب وحيرة واستغراب متى يا رب ساعدناك أو لم نساعدك؟ فيرد قائلاً أنا ربكم كنت كل شخص من هؤلاء المحتاجين والمعذبين الذين من هم على يميني أسعفهم وتعاطف معهم، ومن على يساري لم يسعفهم وأهملهم وأغمض عينيه عن أوجاعهم وعوزهم.

 يستهزئ البعض من قليلي الإيمان وخابي الرجاء من يوم الحساب ويشككون به ولا يؤمنون بوجود جهنم متعامين عن كل الآيات المقدسة التي تؤكد هذه الحقائق من خلال مئات الآيات ومنها

 ولأن وجود الإنسان على الأرض هو وجود في غربة وموطن غير موطنه فالمؤمن يتحسس باستمرار أوجاعها ويتوق للعودة إلى موطنه وسكنه في السماء كما يعلمنا القديس بولس الرسول.

ونحنُ نَعرِفُ أنَّهُ إذا تَهدَّمَتْ خَيمَتُنا الأرضِيَّةُ الّتي نَحنُ فيها، فلَنا في السَّماءِ بَيتٌ أبَدِيٌّ مِنْ بِناءِ اللهِ غيرُ مَصنوعٍ بالأيدي. وكم نَتأوَّهُ حَنينًا إلى أنْ نَلبَسَ فَوقَها بَيتَنا السَّماوِيَّ، لأنَّنا متى لَبِسناهُ لا نكونُ عُراةً. وما دُمنا في هذِهِ الخَيمةِ الأرضِيَّةِ فنَحنُ نَئِنُّ تَحتَ أثقالِنا، لا لأنَّنا نُريدُ أنْ نَتَعرَّى مِنْ جَسدِنا الأرضِيِّ، بَلْ لأنَّنا نُريدُ أنْ نَلبَسَ فَوقَهُ جَسَدَنا السَّماوِيَّ حتّى تَبتَلِعَ الحياةُ ما هوَ زائِلٌ فينا. والله هوَ الّذي أعَدَّنا لِهذا المَصيرِ ومنَحَنا عُربونَ الرُّوحِ. ولذلِكَ لا نَزالُ واثِقينَ كُلَّ الثِّقَةِ، عارِفينَ أنَّنا ما دُمنا مُقيمينَ في هذا الجَسَدِ، فنَحنُ مُغتَرِبونَ عَنِ الرَّبِّ،لأنَّنا نَهتَدي بإيمانِنا لا بِما نَراهُ. فنَحنُ إذًا واثِقونَ، ونُفَضِّلُ أنْ نَغتَرِبَ عَنْ هذا الجَسَدِ لِنُقيمَ معَ الرَّبِّ”. (رسالة كورنثوس الثانية 05/من01حتى21)

في الخلاصة إن الموت هو الخطيئة، وهي التي تودي إلى جهنم ونارها بكل من لا يخاف الله في أفعاله وأقواله وفكره ويبقى بحريته أسيراً للإنسان العتيق الغرائزي. في حين أن المؤمن الذي يرتقي ويرتفع بحريته من اسر الإنسان العتيق إلى رحاب الإنسان الجديد، إنسان العماد بالماء والروح القدس فهو لا يموت، بل يرقد على رجاء القيامة عندما يسترد الله نعمة الحياة منه، وذلك بانتظار رجاء يوم القيامة والحساب الأخير ليعود إلى منازل أبيه في السماء حيث الحياة الأبدية وحيث لا وجع ولا ألم.

“اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ، بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ. اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ وَهِيَ الآنَ، حِينَ يَسْمَعُ الأَمْوَاتُ صَوْتَ ابْنِ اللهِ، وَالسَّامِعُونَ يَحْيَوْنَ”. (يوحنا05/24و25)

مثال الغني ولعازر.) انجيل القديس لوقا 16/من 19حتى31(

“وقال يسوع: كان رجل غني يلبس الأرجوان والثياب الفاخرة ويقيم الولائم كل يوم. وكان رجل فقير اسمه لعازر، تغطي جسمه القروح. وكان ينطرح عند باب الرجل الغني، ويشتهي أن يشبع من فضلات مائدته، وكانت الكلاب نفسها تجيء وتلحس قروحه. ومات الفقير فحملته الملائكة إلى جوار إبراهيم. ومات الغني ودفن. ورفع الغني عينيه وهو في الجحيم يقاسي العذاب، فرأى إبراهيم عن بعد ولعازر بجانبه. فنادى: إرحمني، يا أبـي إبراهيم، وأرسل لعازر ليبل طرف إصبعه في الماء ويبرد لساني، لأني أتعذب كثيرا في هذا اللهيب.

فقال له إبراهيم: تذكر، يا ابني، أنك نلت نصيبك من الخيرات في حياتك، ونال لعازر نصيبه من البلايا. وها هو الآن يتعزى هنا، وأنت تتعذب هناك. وفوق كل هذا، فبـيننا وبينكم هوة عميقة لا يقدر أحد أن يجتازها من عندنا إليكم ولا من عندكم إلينا. فقال الغني: أرجو منك، إذا، يا أبـي إبراهيم، أن ترسل لعازر إلى بيت أبـي، لينذر إخوتي الخمسة هناك لئلا يصيروا هم أيضا إلى مكان العذاب هذا. فقال له إبراهيم: عندهم موسى والأنبـياء، فليستمعوا إليهم.

فأجابه الغني: لا، يا أبـي إبراهيم! ولكن إذا قام واحد من الأموات وذهب إليهم يتوبون. فقال له إبراهيم: إن كانوا لا يستمعون إلى موسى والأنبـياء، فهم لا يقتنعون ولو قام واحد من الأموات”.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

*ملاحظة: اضغط هنا لقراءة التأملات التي في أعلى بنسختها الإنكليزية

 

السيدة سهى بشارة بطلة في نظر البعض، ولكنها مجرمة في نظر البعض الآخر

الياس بجاني/18 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78595/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d8%b3%d9%87%d9%89-%d8%a8%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d8%a8%d8%b7%d9%84%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%86%d8%b8/

يحاول البعض في لبناننا المحتل وبفوقية واستكبار وعلى خلفية فائض السلاح والأوهام المرّضية أن يفرض على الآخرين بالقوة وبكل وسائل الإرهاب والتخويف، يحاول أن يفرض معايير وثقافات ونمط حياة ومفاهيم غريبة ومغربة عن ثقافات وقناعات ومعايير كثر من اللبنانيين.

في زمن الاستقواء بفائض السلاح غير الشرعي يحاول من هو السلاح بحوزته، أو من يستقوي به، وأيضاً الذي يتلطى خلفه ويتلون بألف لون ولون طمعاً بالمنافع، يحاول بفوقية إخضاع الجميع لثقافته ولمعاييره في كافة المجالات الحياتية والوطنية وحتى التاريخية.

على سبيل المثال لا الحصر يعتبر السيد نصرالله وعلناً بأن الذين تتهمهم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان من قادة وأعضاء حزبه في جريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه هم قديسون وبالتالي لن يسلمهم للمحكمة تحت أي ظرف.

وفي نفس الإطار فإن جماعة القوميين السوريين وباقي الأحزاب “المسورنة” يرون في حبيب الشرتوني بطلاً.

وفي نفس السياق أيضاً فإن ربع اليسار بكافة تشعباته وتلاوينه “المقاوماتية” يرى في السيدة سهى بشارة مناضلة وبطلة.

هؤلاء السادة والسيدات وأحزابهم وتجمعاتهم المستقوون بالسلاح أو المتلطين خلفه يتعامون عن أن شرائح كبيرة من اللبنانيين ومن المذاهب كافة لا تشاركهم رؤيتهم هذه.

لا بل تختلف معهم كلياً في رؤيتها ومفهومها ومعاييرها بما يخص وضعية المتهمين باغتيال الرئيس الحريري الأعضاء في حزب الله، وحبيب الشرتوني القومي السوري الذي اغتال الرئيس المنتخب بشير الجميل، والسيدة سهى بشارة اليسارية التي حاولت اغتيال اللواء أنطوان لحد.

ببساطة ودون فذلكات وتبريرات نقول، نعم سهى بشارة في نظر شريحة من اللبنانيين هي مناضلة وبطلة ومقاومة.

ولكنها وفي نفس الوقت هي في نظر شريحة أخرى ومن اللبنانيين أيضاً هي قاتلة ومجرمة.

ونفس المفهوم المزدوج والمتناقض المعيار هذا ينطبق على وضعية قتلة الرئيس الحريري وعلى قاتل الرئيس بشير الجميل.

ومن هنا فلا هذه الشريحة أو تلك بإمكانها تحت أي ظرف فرض مفهومها بالقوة وعن طريق الإرهاب والفجور على الأخرى.

وبالتالي، كفى الجميع استكباراً، وخصوصاً المستقوين منهم بفائض السلاح، وكفى هرطقات فحص دم لكل لبناني لا يقول قولهم ولا يلتزم بمعاييرهم ومفاهيمهم للوطنية والمقاومة والعنف واستسهال وتشريع وتحليل اغتيال الآخر المختلف.

فلنترك للجميع حرية المفهوم والمعيار والرؤية بما يخص وضعية السيدة سهى بشارة وذلك دون إرهاب وفحص دم واستقواء بالسلاح.

من المفترض أن المعيار الواحد والوحيد الذي يجب أن يسري ويطبق على الجميع هو القانون..

ولكن ولأن القانون في وضعية لبنان الحالية هو شبه مُعطل ومؤجل تطبيقه فليحترم كل أحد الأخر ولتتوقف عمليات الفرض والقهر وقلب المعايير بما يخص البطولة والوطنية والعمالة.

في الخلاصة، فمن يرى في السيدة سهى بشارة بطلة ومقاومة فمبروك عليه رؤيته هذه، ولكن ليفهم أنه ومهما كانت الظروف مؤلمة وصعبة فهو مهما فعل لن يكن بإمكانه تبليع غيره بالقوة رؤيته هذه… والعكس صحيح

أما الجماعات الذميين الذين يتلونون بمليون لون وليس عندهم ثوابت، ويماشون الماشي أياً يكن، فهؤلاء لا يقدمون ولا يؤخرون، لأنهم لا يحترمون أنفسهم وفي النهاية لا أحد يحترمهم أو يثق بهم.

وفي أمثالهم قال الإمام علي: “لا صديق لمتلون، ولا وفاء لكذوب، ولا راحة لحسود، ولا مروءة لدنيء”

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

 هوليودية تهييج اليساريين ع عامر الفاخوري وتبليعهم ألسنتهم ع قاتل جورج حاوي القيادي في حزب الله

الياس بجاني/17 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78561/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%87%d9%88%d9%84%d9%8a%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d9%87%d9%8a%d9%8a%d8%ac-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%b3%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d9%8a%d9%86/

من عجائب وغرائب لبنان السياسية أن فيه مجموعات وأحزاب محنطة في حين أن منابعها الأساسية جفت وانتهت إلى غير رجعة من مثل الأحزاب الشيوعية بكافة مسمياتها اليسارية الهوى والنوى.

والشباب المقاومون الصناديد في هذه الكيانات المحنطة على ما يبدو وحتى للعميان هم وعن سابق تصور وتصميم غافلون عن التاريخ وعن مجرياته ولا يزالون بفرح مرّضي ومهلوس يعيشون في قصور أوهامهم.

هل من يقول لربع الأحزاب اليسارية الهائجة على عامر الفاخوري ويذكرها بأن الإتحاد السوفياتي ومعه كل الأحزاب الشيوعية والستالينية في دول العالم كافة قد ولت إلى غير رجعة وأن العلم السياسي أكد فشلها المدوي وهي أمست من الماضي وانتهت في مزابل التاريخ؟

وهل من ينبه هؤلاء الهائجين على عامر الفاخوري ويلفتهم إلى أن هذا الرجل لم يغتال جورج حاوي، بل الذي اغتاله وحسب تقرير المحكمة الخاصة بلبنان هو القائد المرموق في حزب الله المدعو سليم جميل عياش!!

ترى هل هيجان هؤلاء اليساريين المقاوماتين اللافت والمفاجئ وعلى مختلف وسائل الإعلام ضد الفاخوري هو هيجان صادق ومحق؟

أم أنه هوليودي ومسرحي وتعموي من إعداد وإخراج وتسوّيق الجهات اللاهية النافذة التي أرادت إشغال الرأي العام بملف الفاخوري والتعمية قدر الإمكان على جريمة سليم جميل عياش وعلى تقرير المحكمة الدولية الذي اتهم حزب الله؟

لنفترض أن كل ما اُتهم به الفاخوري من قِيل الهائجين هو صحيح 100%، وكذلك هي محقة وصحيحة وموثقة  كل العرائض والعراضات التي قدموها ونفذوها ضد الرجل.

فهل نفس هؤلاء الأبطال والشجعان سيتعاملون وبنفس الهيجان والعراضات مع حزب الله ومع العياش قاتل الرمز اليساري اللبناني الكبير جورج حاوي؟

في حال، وكما نتوقع، بلع هؤلاء جميعاً ألسنتهم، أو بالأحرى تم تبليعهم ألسنتهم، وتعاموا عن عياش وعن جريمته، فإنه عندها و100% يكون لا صدق ولا مصداقية لأي كلمة تفوهوا بها بحق الفاخوري وغيره، ولا لأي عراضة نفذوها، ولا لأي رواية أو خبرية هوليودية جاهروا بها وعمموها على وسائل الإعلام.

محزن جداً أن يُستغل كل هؤلاء اليساريين، وتحديداً الإعلاميين منهم في أدوار كومبارس درجة عاشرة لا أكثر ولا أقل، وذلك في مسرحية تعموية هي واحدة من مسلسل مسرحيات مستمر عرضها بين اللاهيين والإسرائيليين، وكان أخرها مسرحيتي إسقاط المسيرات في الضاحية الجنوبية من بيروت بالحجارة، وقصف الحزب اللاهي آلية عسكرية على الحدود اللبناني الإسرائيلية كانت مهجورة من غير الدمى..

ودمتم ودامت المقاومات الهوليودية وهي سوف يستمر إنتاجها وإخراجها وعرضها ما دام الكومبارس متوفراً ودون أجر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 21/9/2019

وطنية/السبت 21 أيلول 2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

حي على الفلاح، عنوان ستحمله الحكومة لتخفيف وطأة التعقيدات المالية والاقتصادية، بما يملي عليها العمل في ترشيد الإنفاق، وتكثيف الجباية على أن لا يكون هناك إرهاق للمواطنين.

وفي هذا السياق، ستكثف الحكومة عملها على طريق إنجاز الإصلاحات، والتخطيط لمصاريف نفقات مؤتمر "سيدر"، الذي تشدد الرئيس الفرنسي خلال استقباله للرئيس الحريري، في التأكيد على مراقبة مستشاره المالي بيار دوكان، لسير العمل في خطة الإنفاق على المشاريع المجدية.

وقالت أوساط رئيس الجمهورية إنه سيطلب من الحكومة في جلسة مجلس الوزراء، أن تكون فاعلة في هذا المجال. كما أن الرئيس الحريري سيضع الوزراء في صورة تأكيدات الرئيس الفرنسي، الذي أكد الدعم للبنان في مجالي الاستقرارين المال والأمني، على أن يكون تناغم سياسي بين جميع الفرقاء لوقف انحدار الوضع.

قبل الدخول في تفاصيل الملفات المحلية، نعرض لاحتجاجات وتظاهرات صغيرة لكنها نادرة ولافتة في مصر بعد دعوة على الانترنت للتظاهر. "هيومن رايتس واتش" وحقوقيون يطالبون بالافراج الفوري عن المعتقلين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

في اليوم الدولي للسلام، هناك من أعلن الحرب على البيئة الخضراء في العيشية وجبال الريحان، بشطبة توقيع ذيل قرارات رسمية، أعادت المرامل إلى العمل وهددت نهر الليطاني بالتلوث مجددا.

هذه الجريمة المتمادية بحق الطبيعة وعن سابق حفر ترميل، شكلت الشغل الشاغل لرئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي تابع عن كثب ملف المرامل، وأعلن النفير العام لمنع هذا العبث البيئي. وأجرى لهذه الغاية سلسلة اتصالات مع الجهات المعنية. وشدد على ضرورة وقف الأعمال بشكل فوري في المنطقة المذكورة وسائر المناطق، داعيا إلى انتظار الانتهاء من إقرار المخطط التوجيهي الذي لا يزال يدرس في مجلس الوزراء.

وجزم الرئيس بري بعدم جواز التسلل وارتكاب جرائم بيئية على هذا النحو الخطير، تحت ستار الرخص المؤقتة أو أي عنوان آخر.

وفيما أكد وزير البيئة فادي جريصاتي، أن الترخيص المعطى لاستثمار محافر الرمل الصناعي في جبال العيشية، غير صادر عنه، وأنه سيعمل على إيقاف الأشغال، أعلن وزير الزراعة حسن اللقيس أنه سيتقدم بادعاء أمام القضاء المختص، بحق كل من أجرم بطبيعة جبال الريحان والعيشية، وقام بقطع الأشجار الحرجية المعمرة في سبيل الكسب المادي عبر المرامل العاملة تحت غطاء رخص مؤقتة أو خلافه.

وفي الإجراءات أيضا، وجهت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني، كتابا إلى وزيرة الداخلية ريا الحسن، يطلب إلغاء القرار الصادر عن وزارتها باستثمار المحفار لزوم شركة "باستيل بينتس"، والمتضمن الموافقة للمدعو علي أبو زيد على استثمار لمدة عام.

كما طلبت مصلحة الليطاني من الداخلية اتخاذ الإجراءات الرامية إلى وقف الأعمال، وختم المنشآت بالشمع الأحمر، وحجز الآليات وإخراجها من كافة مواقع الأشغال في العيشية والريحان.

ومن بدياس الجنوبية التي أحيت ذكرى شهدائها القادة داوود داوود، محمود فقيه وحسن سبيتي، جددت حركة "أمل" التأكيد على الحق في المقاومة والمواجهة، كما الإلتزام بإصلاح البيت الداخلي، والدعوة لعدم إضاعة الفرص لتقديم ما اعوج من المسارات على مختلف الأصعدة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

قدمت النصيحة ومعها المعادلة، وإلا فمزيد من الاستنزاف في ساحات المواجهة، ولأهل العدوان الاختيار وتحمل تبعات القرار.

نصح الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله أهل العدوان على اليمن، بوقف الحرب كأرخص حل لهم. وقدم لهم رئيس المجلس الأعلى اليمني مهدي المشاط، معادلة وقف المسيرات والصواريخ اليمنية العابرة لتوقعاتهم، إذا ما أوقفوا عدوانهم، أما إذا قرروا وبرعاية الولايات المتحدة الأميركية توسيع مغامراتهم بل حماقاتهم، فإن أي دولة تهاجم الجمهورية الإسلامية ستصبح "ساحة المعركة الرئيسية"، كما توعد قائد الحرس الثوري في الجمهورية الاسلامية الايرانية اللواء حسين سلامي.

هي الصورة المرسومة بعناصر القوة والحق، في نزال بات أمام مفترق حاسم، ولا يبدو أن أهل العدوان حاسمون أمرهم، فهم ينتظرون دونالد ترامب الذي بات يتبع سياسة "المايكروويف"، عبر تسخين قديم عقوباته، وتقديمها وجبة تسكت عويل السعوديين، عقوبات على البنك المركزي الايراني قدمت على أنها أقوى رد على الايرانيين، فيما هي أول عقوبات فرضها على الجمهورية الاسلامية، وأعاد تقديمها اليوم ردا على أقسى هجوم يمني أصاب عمق المملكة بل هز كيانها المالي والاقتصادي وحتى الأمني والسياسي.

والأمنيات السعودية والاسرائيلية أحبطها دونالد ترامب، وعاد إلى دوامة الصراخ الاعلامي واجترار الاجراء الاقتصادي.

في لبنان، اجراءات معلقة بانتظار عودة الرؤساء من المهام الخارجية، رئيس الجمهورية إلى نيويورك للمشاركة بالجمعية العامة للأمم المتحدة، ورئيس الحكومة في مهمته الباريسية على نية "سيدر". أما نوايا الانقاذ الاقتصادي والمالي، فلا زالت نوايا إلى الآن، والعبرة في التنفيذ السريع قبل نفاد الوقت العالق بين زحمة الأزمات، وليس آخرها البنزين والدولار.

بيئيا، أزمة متجددة عادت لتفتك بجبل العيشية والريحان، فبعد أن ساهمت "المنار" بملاحقة مرامل في المنطقة حتى اقفالها، عادت أخرى لتتسلل بقرار، مهددة الثروة الحرجية ومياه نهر الليطاني الذي كأنه ينقصه عودة المرامل والكسارات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

غداة اللقاء الباريسي الذي جمع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون برئيس الحكومة سعد الحريري، تراوحت قراءة النتائج بين مبالغة في التفاؤل وتمسك بالتشاؤم، في وقت يبدو أن كلمة "التشاؤل" التي كان للأمين العام السابق لجامعة الدول العربية شرف استخدامها للمرة الأولى في لبنان إبان الشغور الرئاسي عام 2007، هي الأكثر تعبيرا عن الحقيقة، في انتظار بدء استفادة لبنان من قروض "سيدر"، بالتزامن مع السير الجدي بالإصلاحات الموعودة.

وتزامنا، كشف النقاب عن حوار اقتصادي غير سري، لكن غير معلن، بين الحريري و"حزب الله". حوار أصرت مصادر رئاسة الحكومة على وضعه في سياق التواصل مع جميع الأفرقاء حول العناوين الاقتصادية، فيما لفتت مصادر "حزب الله" عبر الـ OTV أنه أتى بناء على طلب تيار "المستقبل"، ويهدف إلى تقريب وجهات النظر حول ادارة الملف الاقتصادي، ومن شأنه تحسين التواصل بين مكونات الحكومة.

لكن، في مقابل الإيجابية الواضحة على مستوى "حزب الله" وتيار "المستقبل"، ظل رئيس الحكومة عرضة لنيران صديقة مصدرها مرابض معراب السياسية، حيث جدد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع هجومه غير المباشر على "بيت الوسط" قائلا: يستطيع الحريري أن يجول قدر ما يشاء لكن ذلك لا يفيد، رابطا ذلك بالإصلاحات.

واليوم، تابع رئيس الحكومة اتصالاته الاقتصادية من باريس، وأبرزها مع وزير المال السعودي، حيث عرض الجانبان للتحضيرات الجارية لعقد الاجتماع الأول للجنة المشتركة اللبنانية- السعودية، ومناقشة جدول الأعمال الذي يتضمن الاتفاقات ومذكرات التفاهم المنوي توقيعها بين لبنان والمملكة، والسبل الآيلة لدعم الاقتصاد اللبناني ومشاركة القطاع الخاص السعودي في المشاريع المندرجة ضمن مؤتمر "سيدر".

وإلى نيويورك، يتوجه غدا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، على أن يلقي كلمة لبنان أمام الجمعية العامة للامم المتحدة الاربعاء. الرئيس عون كان تلقى رسالة من المديرة العامة لمنظمة الأونيسكو، أشادت فيها بتبني المنظمة الدولية لمبادرة رئيس الجمهورية انشاء "أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار". وشددت مديرة الأونيسكو التي يلتقيها الرئيس عون في نيويورك على أن الاكاديمية ستقوم بمهامها، إلى جانب الرسالة التي تسعى الأونيسكو إلى القيام بها في المنطقة. ووضعت امكانات الأونيسكو بتصرف لبنان والرئيس عون بصورة كاملة، من أجل تقديم أي مساهمة أو مساعدة، حال قيام الأكاديمية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

... وفي اليوم الثاني على زيارة الرئيس الحريري فرنسا، تبلورت الصورة أكثر. في المبدأ، فرنسا لا تزال الراعية الأساسية للوضع اللبناني، وهي الداعم الأول دوليا لحكومته في مواجهة التحديات، خصوصا الاقتصادية منها.

لكن ثبت بالوقائع وبالملموس أن فرنسا لا يمكنها أن تعطي لبنان شيكا على بياض، كما لا يمكنها أن تفرج عن أموال "سيدر" من دون شروط. لذلك فإن لبنان أمام امتحان صعب، وأمام الامتحان تكرم الحكومة أو تهان. الامتحان الصعب يتمثل في تحقيق الاصلاحات، وأبرزها على صعيدين: الموازنة والكهرباء. فهل الحكومة على قدر التحدي المطروح عليها؟.

في هذه الأجواء يغادر الرئيس ميشال عون لبنان قبل ظهر غد إلى نيويورك، حيث يترأس وفد لبنان إلى الجمعية العمومية للامم المتحدة، على أن يلقي كلمة لبنان الأربعاء. وثمة ترقب لما سيقوله رئيس الجمهورية في كلمته هذا العام، خصوصا أنها تتزامن مع التطورات الاقليمية الساخنة التي تنعكس سلبا على لبنان.

في السياق، يزور بيروت الأسبوع الطالع مساعد وزير الخزانة لشؤون مكافحة الارهاب مارشال بيلينغسلي، للبحث في ملف العقوبات على "حزب الله" ومسؤوليه، وربما بعض حلفائه. فهل نكون أمام رزمة عقوبات جديدة؟.

إقليميا، إيران تصعد كلاميا عبر تحذير قائد الحرس الثوري الإيراني من أن أي دولة ستهاجم ايران ستصبح ساحة المعركة الرئيسية. في المقابل كشفت وزارة الدفاع الأميركية أنها سترسل تعزيزات إلى الخليج، بعد الهجمات التي تعرضت لها منشأتا النفط في السعودية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

أقل ما يقال في بعض أداء السلطة في لبنان، أنه أداء يدعو إلى الإشمئزاز والقرف والكفر.

العينات والأمثلة أكثر من أن تحصى، ولنبدأ: مرملة في العيشية أوقفها اليوم النائب العام الإستئنافي في الجنوب. المرملة مرخصة من وزارة الداخلية، لكنها غير مستوفية الشروط البيئية. فإذا كانت غير مستوفية الشروط البيئية، فكيف تم الترخيص لها؟، وإذا كانت مرخصة، كيف يوقفها النائب العام الإستئنافي في الجنوب؟. ما هذه السلطة التي لديها ثلاثة قرارات متناقضة في موضوع مرملة، فهل هي سلطة تؤتمن؟.

مثل آخر، نهر الغدير، عفوا، مزبلة الغدير، أو مجرور الغدير. الغدير لم ينتظر الأمطار، ففاض ولكن بالنفايات، وأصلا هو فائض بمخالفات البناء. عرضه في الأساس 13 مترا، فأصبح بسبب مخالفات البناء على ضفتيه، 3 أمتار، وقريبا، مع بدء موسم الشتاء، سيطالب المخالفون بتعويضات، عندما ستدخل المياه منازلهم ومخالفاتهم.

مثل ثالث، يعطى أحد المتعهدين رخصة لتشحيل أشجار معمرة، فيعمد إلى ارتكاب مجزرة بيئية من خلال قطع هذه الأشجار.

هل هو تداخل سلطات؟، هل كل وزير على وزارته صياح؟. متى سنصل إلى يوم يضرب فيه أحد ما يده على الطاولة لينضبط الجميع؟.

إذا استمر البلد على هذا المنوال من الاستقواء والمخالفات وعدم الخشية من القانون، فعن أي دولة نتحدث؟، وبأي مساعدات نعد المواطنين.

مثل رابع، بمجرد أن جرى تشغيل "السكانر" في مطار بيروت، ضبط أكثر من شحنة تهريب، وأحدثها اليوم. فهل يعقل ألا تشغل إلا بعد توجيهات من رئيس الجمهورية، وتنسيق مع المدير العام للجمارك؟، لماذا التأخير في التشغيل؟، ولمصلحة من؟، ومن المستفيد أو المستفيدون؟.

وبعد، يحدثوننا عن مؤتمرات وإصلاحات ووعود، فإذا كان المواطنون قد فقدوا ثقتهم، فكيف بالدول المانحة أو المقرضة؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

"حدوتة مصرية" استخرجت نبضها من ناشطين في الخارج، وتأهلت من الدوري الرياضي إلى ميدان التحرير الذي اختبر توافد المصريين للمرة الأولى في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وجاءت شعارات التظاهر لتدعو "الريس" إلى الرحيل.

رحل السيسي لكن إلى نيويورك حيث اجتماع الجمعية العمومية في الأمم المتحدة، مودعا البلاد في عهدة الأمن الذي تساهل مع المحتجين ليلة التظاهر، قبل أن يطلع نهار التوقيفات. وما اصطلح على تسميته "ثورة محمد علي"، ضرب موعدا في جمعة مقبلة، لكن الدولة المصرية تمكنت من إخماد النيران الشعبية في الجمعة الأولى، لا سيما أنها تمسك بالإعلام، أحد أهم المفاصل المؤثرة في التحرك.

وفي الميدان اللبناني، متابعة لملفات الخطف من بيروت إلى دمشق فأثينا، وآخر ضحية صحافي لبناني هو الزميل محمد صالح، الذي أوقف في اليونان للاشتباه في ضلوعه بخطف طائرة "تي دبليو اي" عام 1985. وسرعان ما تحرك إعلاميو صيدا ونقابة الصحافة، مؤكدين أن هناك ظلما لحق بصالح بسبب تشابه في الأسماء.

وعلى جبهة خطف أكثر تعقيدا والتباسا، علمت "الجديد" أن المخطوف جوزيف حنوش أصبح على الأراضي السورية، لكن المصادر الأمنية تتوقف عند تصرف مريب رافق عملية الخطف، من علاماته استغناء الخاطفين عن مال كان بحوزة حنوش الذي سبق أن استجوب في عمليات على صلة بملفات فساد وسمسرة في النافعة، قبل أن يخلى سبيله.

واليوم قدم رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع دفوعه الأهلية عن المخطوف حنوش، مستغربا تقاعس الدولة والأجهزة.

و"القوات" التي تنشد الدولة والقانون في قضايا الخطف والسلاح والترسيم والتعيينات، تلجأ إلى "إطفأجي" في ملف بحيرة ماء. وهذ الملف تفاعل اليوم مع مؤتمر النائب فيصل كرامي، الذي استغرب وصول قضية "بحيرة سمارة" إلى هذا الحد، وكأننا ننشد التحكيم الدولي.

وبتحكم عن بعد، كان قرار جبهة "أنصار الله" في اليمن، محور تفاعل أو تأمل في الأرض السعودية. ولفت أن وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير، أحجم عن اتهام إيران مباشرة، وأبقى الأمر رهنا بالتحقيقات.

والعرض الذي تقدم به الحوثيون "المسيرات في مقابل وقف الحرب على اليمن"، يتوقف على المملكة، فهل ترد التحية بالمثل، أم تعتمد نظرية هنري كسينجر وزير الخارجية الاميركي الأسبق، الذي يؤكد أن ليس من مصلحة أميركا حل أي مشكلة في العالم؟. فالولايات المتحدة، وفق كسينجر، تمسك فقط بخيوط المشكلة ثم تحركها تبعا لمصالحها.

وعلى مر العهود الأميركية، فإن نظرية رئيس مجلس الأمن القومي الأسبق، لم تتبدل ولا تزال أميركا تسير على هداها، ويطبقها كل من تولى الحقيبة الديبوماسية الأولى في الإدارة الأميركية، وآخرهم مارك بومبيو.

وطرح "أنصار الله" الحوثيين اليوم سيشكل فرصة لخروج السعودية من زنار الأسر في المال والأعمال. لاسيما أن القيمين على الشركة العملاقة "آرامكو"، يواصلون طرح أسهمها في الأسواق العالمية. فمصير الاكتتاب في "آرامكو" اليوم يقف أمام خيارين: الحرب ومعها رفع الأسهم والحرب وبموجبها تصبح "آرامكو" مجرد أسهم نارية.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 21 أيلول 2019

وطنية/السبت 21 أيلول 2019

النهار

رئيس هيئة رقابية استبدل حديثاً صرف مكافأة له ولأقرب معاونيه وصرف كل الاعتمادات الباقية في الصندوق قبيل تسليم المهمة الى خلفه.

يُنقل عن عائدين من موسكو أن المسؤولين الروس يقرون بصعوبة عودة النازحين السوريين الى ديارهم في وقت قريب نظراً للتعقيدات المحيطة بهذا الملف والتي تحتاج الى توافق اقليمي ودولي.

أعربت أوساط ديبلوماسية عربية عن دهشتها لاستمرار المسؤولين اللبنانيين في الحديث عما "يجب" القيام به لانقاذ الاقتصاد بعد عشرات الخطط والقرارات!

نداء الوطن

علق مسؤول رفيع في مجلــس خاص على الزيارة الرســمية التي قــام بها أحد وزراء الحقائب الســيادية إلى دولة "غير فاعلــة" في أحداث المنطقة بالقــول: "طموحه" زيارة دولة عربيــة أو غربية فاعلة لكنه لم يوّفق.

أثارت مواقف أحد النواب العونيين من القضاء اســتياء القاضية غادة عون التي أجرت سلســلة اتصالات معّبًرة عن معارضتهــا التعرض للقضاة ومواقعهم.

لوحظ أن مرجعا معنيا تعمد السفر إلى الخارج بشكل مفاجئ لتجنب التوقيع على محاكمــة العميل عامر الفاخوري، و أصرّ على أن تتولى قاضية من مساعديه التوقيع بــدلا منــه خلافــا للأصول القانونية المرعية.

اللواء

صدمت أوساط إقتصادية في بيروت من الأجواء التي رشحت، بصورة عاجلة عن لقاءات الأليزيه!

وزير خدماتي، يتردَّد بصورة دائمة على عاصمة قريبة، يحسب في عداد المكتفين "بنعمة الوزارة".

يتضخم عدد المرشحين لصفقة توظيف في إحدى أكبر المؤسسات العامة، لدرجة ترعب العاملين على هذا الملف؟

الجمهورية

وافق أحد الوزراء على إطلاق ما يُسمّى بالحملة الوطنية لتسويق منتج من الخارج فيما اعتبر البعض أن إطلاق حملة وطنية لا يكون إلّا للأمور الأكثر أهمية من ذلك. يتردّد أن صديقاً متموِّلاً لشخصية سياسية بارزة سيُساهم معها في بعض المشاريع والمؤسسات لإعادة تأهيلها والنهوض بها. عمد وزير يتولّى ملفاً حيوياً الى تجميد خدمة الواتساب على هاتفه الخلوي بعدما انهالت عليه أخيراً الإتصالات من مواطنين معنيّين بهذا الملف.

البناء

خفايا

قالت مصادر على صلة بملف النازحين السوريين في لبنان إنّ العدد المقدر للعائدين بعد المبادرة التي أطلقها الأمين العام لحزب الله حول عودة مهجري مدينة القصيْر وقرى القصيْر يقارب المئة ألف يقيم أغلبهم في قرى وبلدات ومخيمات النزوح في البقاع الشمالي، وأنّ العودة ستضمن حلاً إنسانياً بالتعاون مع الدولة السورية للنازحين وفرصة للتخفيف من حجم ضغط النزوح على البقاع تعويضاً لغياب المبادرات الحكومية

كواليس

دعت مصادر خليجية إلى الربط بين إعلان أنصار الله وقف غاراتهم وصواريخهم عن السعودية وتحذيراتهم لدولة الإمارات، وقالت إنّ الأيام القليلة المقبلة يفترض أن تشهد اتصالات حثيثة بين الإمارات والوسطاء الذين يعملون على خط العلاقات الإماراتية بكلّ من إيران وأنصار الله للتوصل إلى تفاهمات يبدو أنّ عناونها ستكون جدولة الانسحاب الإماراتي من حرب اليمن ضماناً لعدم تعرّض دبي وأبو ظبي لهجمات مشابهة لتلك التي استهدفت السعودية

 

الخارجية: سفارتنا في اليونان تتابع قضية صالح للوقوف على أوضاعه وتقديم المساعدة له والسفير اليوناني أبلغ إدارته بأن الموقوف صحافي معروف

وطنية - السبت 21 أيلول 2019

أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين، في بيان، أنه "بناء على تعليمات وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، تتابع السفارة اللبنانية في أثينا، منذ بعد ظهر يوم أمس الجمعة، موضوع توقيف الشرطة اليونانية للصحافي اللبناني محمد صالح، وأجرت طوال هذا اليوم، الاتصالات اللازمة، مع قسم شرطة جزيرة سيروس، حيث تم احتجازه، مطالبة بالسماح لها، بإيفاد محام وطبيب، بهدف الوقوف على أوضاعه. وستتوجه القائم بالأعمال بالوكالة، في سفارة لبنان في أثينا في تمام الساعة السابعة صباحا، من يوم غد الاحد، إلى جزيرة سيروس، بناء لتكليف من الوزير باسيل، للقاء الصحافي صالح، وتقديم المساعدة القنصلية له، في ضوء القوانين الدولية المرعية الإجراء. كما وقامت الوزارة بالتواصل مع السفير اليوناني في بيروت، الذي تواصل أيضا مع إدارته، وقد أشار إلى أن التوقيف أتى بناء على مذكرة توقيف ألمانية، وأخذ علما، بأن الموقوف صحافي معروف، وأبلغ إدارته بهذا الأمر".

 

نقابة المحررين: للتحرك السريع لجلاء ملابسات توقيف الزميل محمد صالح والعمل على إطلاقه

وطنية - السبت 21 أيلول 2019 

أعلنت نقابة محرري الصحافة اللبنانية، في بيان، أن "الزملاء في صيدا والجنوب وعائلة الزميل محمد علي صالح المسجل على الجدول النقابي، اتصلوا بنقيب المحررين جوزف القصيفي، واعلموه بتوقيف الأخير من قبل السلطات الأمنية اليونانية، بينما كان برفقة عائلته في رحلة سياحية إلى إحدى الجزر مع عائلته. وفي المعلومات أن توقيفه- وفق ما نقل ذووه- عائد إلى تشابه في الأسماء". ودعت النقابة "وزارة الخارجية والمغتربين، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، والسلطات اللبنانية المعنية، والسفارة اليونانية في لبنان، إلى التحرك السريع من أجل جلاء كل الملابسات حول توقيفه والعمل على إطلاقه في اسرع وقت". وذكرت أن مجلس النقابة "كلف عددا من الزملاء بمتابعة القضية مع السفارة اليونانية والسلطات المختصة، من أجل ضمان سلامة الزميل محمد علي صالح وعودته سالما إلى ذويه وزملائه".

 

عائلة حنوش أطلقت هاشتاغ: الحنوش مخطوف والدولة غايبة

وطنية - السبت 21 أيلول 2019

أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" في البترون لميا شديد، أن عائلة جوزيف حنوش المخطوف منذ 25 يوما، أطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي، وسم "#الحنوش_مخطوف_والدولة غايبة"، سرعان ما انتشر على صفحات "فايسبوك" و"تويتر" بشكل واسع، وسجل تجاوب كبير من أصحاب الصفحات على "فايسبوك" والحسابات على "تويتر" من خارج منطقة البترون، ومن أصدقاء حنوش ومن المتعاطفين مع قضيته، من مختلف الطوائف والمناطق، للمطالبة بإطلاق سراحه وإعادته الى عائلته وأطفاله.

 

محكمة أسترالية تدين لبنانياً بالتخطيط لتفجير طائرة والشقيقان الخياط يواجهان عقوبة السجن المؤبد

سيدني: «الشرق الأوسط»/21 أيلول/2019

قالت متحدثة باسم المحكمة العليا في ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية إن المحكمة أدانت لبنانيا بالتخطيط لتفجير طائرة تابعة لشركة الاتحاد للطيران كانت متجهة من سيدني إلى أبوظبي قبل نحو عامين باستخدام قنبلة مخبأة في مفرمة للحوم». واتهمت الشرطة محمود الخياط وشقيقه خالد الخياط بالتخطيط لهجومين إرهابيين هما تفجير القنبلة وهجوم كيميائي بالغاز على الطائرة التي كانت متجهة إلى أبوظبي في يوليو (تموز) 2017». وأدانت المحكمة العليا في نيو ساوث ويلز خالد في مايو (أيار) لكن هيئة المحلفين لم تتمكن من التوصل إلى حكم على محمود منذ ذلك الحين. وقالت المتحدثة إن إعادة محاكمته انتهت بإدانته بعد ظهر أول من أمس بالتخطيط «لعمل إرهابي»، وألقي القبض على خالد ومحمود في مداهمات شنتها الشرطة في سيدني. كانت الشرطة قالت إن متفجرات من فئة متطورة استخدمت لتصنيع القنبلة وإنها نقلت جوا من تركيا ضمن خطة «بإيعاز وتوجيه» من «داعش». وخلصت المحكمة إلى أن الشقيقين خططا لدس مفرمة لحم محشوة بالمتفجرات في حقيبة شقيق ثالث، يدعى عامر الخياط، لم يكن على علم بالمخطط، وكان يستقل طائرة تابعة لشركة الاتحاد الإماراتية متجهة من سيدني إلى أبوظبي». وقال ممثلو الادعاء عند تسجيل الأمتعة، إنه تبين أن الوزن كان زائدا، وقد أخرج الأخوان مفرمة اللحم.

أما الأخ الثالث، عامر، الذي قالت السلطات إنه لم يكن على علم بالمؤامرة، فقد صعد إلى الطائرة دون أن يقع مكروه». وقالت وكالة أسوشييتد برس الأسترالية إن المحكمة ستستمع إلى مرافعات الدفاع في وقت لاحق». وجاء الحكم في قضية محمود قبل ساعات فقط من تبرئة محكمة لبنانية لشقيق آخر هو عامر الخياط بالتخطيط لتفجير طائرة شركة الاتحاد». وقالت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام في وقت متأخر يوم الأربعاء إن المحكمة العسكرية حكمت غيابيا على الإخوة الثلاثة خالد ومحمود وطارق بالأشغال الشاقة المؤبدة». وخلصت المحكمة إلى أن الشقيقين خططا لدس مفرمة لحم محشوة بالمتفجرات في حقيبة شقيق ثالث، يدعى عامر الخياط، لم يكن على علم بالمخطط، وكان يستقل طائرة تابعة لشركة الاتحاد الإماراتية متجهة من سيدني إلى أبوظبي». ويواجه محمود وخالد الخياط أقصى عقوبة، وهي السجن المؤبد. وسيصدر الحكم بحقهما في وقت لاحق». وقالت الشرطة اللبنانية في 2017 إن طارق كان قائدا بتنظيم داعش في سوريا». وكان خالد ومحمود وعامر يعيشون في أستراليا لكنهم كانوا يترددون على لبنان من حين لآخر». وقال وزير الداخلية اللبناني في ذلك الحين إن عامر وصل إلى بيروت في يوليو 2017 وهو نفس اليوم الذي شهد محاولة تهريب القنبلة إلى الطائرة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

شمعون في ذكرى تأسيس الاحرار: للتضامن والعمل لمصلحة لبنان الموحد

وطنية - السبت 21 أيلول 2019

أقام حزب الوطنيين الاحرار، عشاءه السنوي احتفالا بمرور 61 عاما لتأسيس الحزب، في المنصورية، برعاية رئيس الحزب النائب السابق دوري شمعون وحضوره الى النائب السابق فادي الهبر ممثلا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، النائب فريد البستاني، مجد حرب ممثلا النائب السابق بطرس حرب، نائب رئيس حزب الوطنيين الاحرار روبير خوري والامين العام للحزب الياس بوعاصي، ميرا كاظم الخليل وشخصيات وحشد من المحازبين.

شمعون

وكانت لشمعون كلمة قال فيها: "يتساءل البعض لماذا خرج حزب الاحرار من اللعبة السياسية؟ وسأخبركم قصة حصلت معي ابان الوجود السوري، حيث اتى شخص لن اذكر اسمه وعرض علي 10 نواب في المجلس، وان انتقي ما شئت من الوزارات، وقلت لهذا الشخص اذهب من وجهي "لكي تنفذ بجلدك"، وهذا هو الرد الواضح الذي كان يمارسه كميل شمعون، وداني شمعون، في وجه السياسات غير الواضحة التي يمارسها بعض السياسيين في لبنان". وتابع: "نحن مؤمنون بشهادة داني شمعون وشهادة كل اللبنانيين والاصدقاء الذين يتخبطون بالمحن ولا يعرفون الى اين يذهبون وماذا يفعلون، لا اريد ان اسمي احدا، او ادعي على احد، ولكنني ادعو هؤلاء السياسيين ان يعودوا الى السياسات الصحيحة، وانا هنا اتحدث عن تجربتي مع كميل شمعون ، وما سمعت وما كان يخبرني كميل شمعون، انه كان يتعامل مع اشخاص "لم تضرب يوما فرامات" في سبيل لبنان، وكان يربت على كتف من يتقاعص ولا يتفانى في سبيل الوطن قائلا:"اذهب فأنت حر بالعمل كما يحلو لك، ولكن ليس معي" وكان كميل شمعون محاطا على الدوام بأصدقاء ورفاق يتفانون في سبيل الوطن، واخص بالذكر كاظم الخليل". ودعا شمعون جميع اللبنانيين "ان يتضامنوا ويعملوا لمصلحة لبنان الموحد، خصوصا اننا محاطون بجيران لا يتمنون الا رؤية لبنان غير واقف على رجليه، ونحنا اكثر ما نتمنى ان نراهم واقفين على رجليهم". وختم متمنيا "ان يضع الجميع خلافاتهم ونزاعاتهم جانبا، ويعملون سويا لمصلحة لبنان".

نمر شمعون

واكد أمين الاعلام نمر شمعون "ان هذا الحزب باق ومستمر في نضاله، وسيبقى صامدا بالرغم من محاولات تغييبه وتهميشه من قبل سياسات هذا الزمن الرديء". اضاف: "حزب الاحرار يتوجه بثلاث رسائل، اولها الى المسؤولين بالسلطة الحالية، ويقول لهم، كفى كفى كفى، كفى تسليم قرارنا الوطني لغيرنا، كفى استسلاما للسلاح غير الشرعي في لبنان، كفى خضوعا للفاسدين في كل مفاصل الادارة، كفى تذاكيا ولعبا بمصير شعب انهكتموه بسياستكم العوجاء، فلا التاريخ سيرحمكم ولا الشعب". ودعا القوى السيادية "للكف عن استنزاف انجازات الشعب الذي اعطاكم الاستقلال الثاني"، داعيا اياهم "للعودة الى البيت الذي جمعهم ايام النضال، بيت السوديكو، الذي لم تزل ابوابه مفتوحة، للم الشمل وتحقيق الكرامة الوطنية".

جعارة

بدوره، اكد امين الخارجية في الحزب امين سر اتحاد الليبراليين العرب بيار جعارة "ان حزب الاحرار رئيسا ومسؤولين واعضاء، منفتح على كل ما يساعد على التطور من خلال رؤى حديثة للنهوض بحرية الرأي، ووضع الاسس المواكبة للزمن الحاضر الذي سيؤمن لحزب الوطنيين الاحرار انطلاقة جريئة وفريدة تحاكي التنفيذ القويم مهما كان الثمن"، واعدا ابناء وبنات كميل شمعون "ان اجيال الاحرار الجديدة ستعود عاقدة العزم على اهداء لبنان برنامجا حرا مستولدا من رحم وحلم شباب لبنان، شباب الحرية والتعددية الى الليبرالية وصدقية الممارسة الديمقراطية، وسنطل على لبنان اطلالة الاحرار".

 

المنلا: الحوار الجاري بين المستقبل وحزب الله ليس سريا ويشمل كافة القوى السياسية

وكالات/21 أيلول/2019

صدر عن المستشار الاقتصادي لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الدكتور نديم المنلا الآتي: “نشرت صحيفة الأخبار أن الفريق الاقتصادي لرئيس الحكومة مكلف بحوار اقتصادي سري بين تيار المستقبل وحزب الله. من المهم التأكيد في هذا الشأن أن المعلومة غير دقيقة، وأن الحوار الجاري ليس سريا ويشمل كافة القوى السياسية في الحكومة ولا يقتصر على حزب الله، ويتولاه الفريق الاقتصادي لرئيس الحكومة وليس تيار المستقبل”.

 

 ترخيص لمرملة جديدة في العيشية: تهديد بتلويث الليطاني؟

آمال خليل/الأخبار/21 أيلول/2019

يصبح الحكم «بالمفرق» وليس استمراراً، عندما يتعلق الأمر بمرامل ومقالع جبل الريحان. فبعدما نجحت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني والحملة الوطنية لإنقاذ جبل الريحان باستصدار قرار من وزارة البيئة قبل أشهر بإيقاف العمل في جميع المرامل والكسارات في المنطقة، سجل خلال الأسبوع الجاري الترخيص لمرملة جديدة في العيشية. وهذه المرة لشركة «باستل باينتس» التي منحت من قبل كل من وزارة الداخلية والبلديات والمجلس الوطني للمقالع والكسارات وقبلهما من بلدية العيشية، موافقة على «تجديد استثمار محفار رمل صناعي على العقار 1174 في منطقة العيشية العقارية لزوم الشركة لمدة سنة واحدة».

ولم تكد المصلحة والناشطون يطوون صفحة الترخيص لشركة سبلين بنقل رمول من العيشية في شهر حزيران الفائت من قبل وزارتي الصناعة والداخلية، حتى وُضعوا أمام تحدّ جديد عنوانه «دهانات باستل».

أمس، رصدت فرق المراقبة في المصلحة حركة آليات وحفارات في جبل العيشية. وبعد التدقيق، تبين وصول الترخيص إلى مخفر الريحان الذي غطت عناصره الأمنية الأشغال الجديدة، تطبيقاً لموافقات بالجملة صادرة عن الإدارات المعنية بالتواتر. ووفق نسخة عن ملف الترخيص الذي حصلت عليه «الأخبار»، يظهر بأن مجلس بلدية العيشية وافق في 11 أيلول 2017 على طلب الاستثمار. وفي 31 كانون الثاني 2019، وافق رئيس المجلس الوطني للمقالع والكسارات ــــ وزير البيئة السابق طارق الخطيب على طلب الاستثمار الذي حدد «مساحة الاستثمار ألف متر مربع وكمية الاستخراج خلال السنة الأولى ألفي متر مكعب، على أن يقدم خرائط مماثلة تظهر كمية الاستخراج عند نهاية الاستثمار بعد سنة واحدة». من وزارة البيئة، أكمل الطلب مساره الإداري إلى وزارة الداخلية والبلديات حيث حط في 3 أيلول الجاري. وفي 16 أيلول الجاري، صدرت وثيقة إحالة عن الوزيرة ريا الحسن موجهة إلى محافظ الجنوب منصور ضو، تبلغه فيها موافقتها على طلب الاستثمار «بناءً على موافقة المجلس الوطني للمقالع والكسارات بعدما تم استيفاء الرسم المالي من قبل بلدية العيشية ودائرة الضرائب غير المباشرة في مديرية الواردات...». وفي اليوم التالي، أحال ضو الوثيقة على مخفر الريحان.

رئيس مصلحة الليطاني سامي علوية تعهد بالعمل على «منع استئناف أعمال المقالع والكسارات في جبال العيشية بسبب تأثيرها المباشر على نهر الليطاني»، مؤكداً قيامه بالإجراءات الإدارية والقضائية المطلوبة يوم الاثنين المقبل.

 

لبناني في اليونان متهم بإختطاف طائرة وإحتجاز رهائن!

رويترز/السبت 21 أيلول 2019       

أعلنت الشرطة اليونانية السبت إنها ألقت القبض على لبناني يبلغ من العمر 65 عاما يشتبه بأنه ضالع في اختطاف طائرة وأفراد في جريمتين وقعتا عامي 1985 و1987 بحسب ما نقلت رويترز. وذكرت وسائل إعلام يونانية أن الرجل يشتبه بأنه ضالع في اختطاف طائرة تابعة لشركة ترانس وورلد إيرلاينز (تي.دبليو.إيه) عام 1985 في واقعة أسفرت عن مقتل راكب أميركي. وقال مسؤول بالشرطة اليونانية إن المشتبه به، وهو لبناني، نزل من سفينة سياحية على جزيرة ميكونوس يوم 19 أيلول، واسمه ورد بوصفه مطلوبا لدى السلطات الألمانية. وذكر أن الجريمة التي ارتكبت في عام 1987 ربما كانت مرتبطة بإخلاء سبيله مقابل الافراج عن ألمانيين كانا محتجزين كرهينتين لدى شركاء له في لبنان بحسب رويترز. وقال: "المشتبه به محتجز في سجن شديد الحراسة إلى أن تؤكد السلطات الألمانية أنه الشخص المطلوب". وخطفت طائرة (تي.دبليو.إيه) في الرحلة 847 التي كانت متجهة من القاهرة إلى سان دييغو والتي كانت تشمل التوقف بعدة أماكن، بعد قليل من إقلاعها من أثينا في عام 1985، وطالب الخاطفون بالإفراج عن سجناء تحتجزهم إسرائيل بحسب رويترز. واستمرت محنة ركاب وطاقم الطائرة ثلاثة أيام. وتعرض بعض الركاب للضرب وقتل غواص من البحرية الأمريكية كان بالطائرة، واحتجز عشرات الركاب كرهائن طيلة الأسبوعين التاليين بحسب رويترز.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

خِيَم وحافلات متنقلة تتحول إلى قاعات تدريس للأطفال النازحين في ريف إدلب و 29 مليون طفل وُلدوا في مناطق صراعات بينها سوريا خلال 2018

حزانو (إدلب) – لندن/الشرق الأوسط»/21 أيلول/2019

بين أشجار الزيتون، يركض عدد من الأطفال وهم يحملون الكتب والحقائب ما أن يلمحوا حافلة ملونة تحولت لقاعة تدريس لعشرات الطلاب النازحين جراء التصعيد الأخير في شمال غربي سوريا، تتوقف في المكان، ذلك بحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.

وخرجت عشرات المدارس في محافظة إدلب ومحيطها، من الخدمة قبل بدء العام الدراسي. وقد تضرر بعضها من القصف وتحولت أخرى لمراكز إيواء لنازحين فروا جراء التصعيد العسكري لقوات النظام وحليفتها روسيا المستمر منذ نهاية أبريل (نيسان).

يشكل مخيم عشوائي جديد قرب قرية حزانو في ريف إدلب الشمالي محطة يومية لهذه الحافلة - المدرسة المتنقلة. أمامها، يقف فتيان وفتيات بشكل منظم ثم يصعدون الواحد تلو الآخر إليها بعدما يخلعون أحذيتهم. داخل الحافلة المزينة برسوم متحركة وعليها شعار «العلم نور»، تتوزع طاولات برتقالية بينما تغطي أرضيتها سجادة كبيرة. يأخذ الأطفال أماكنهم قرب النوافذ التي علقت عليها ستائر وبالونات ملونة بانتظار بدء الدرس. ويقول الفتى حسن عزكور (11 عاماً) النازح من ريف حماة الشمالي «حين نزحنا إلى هنا، لم يكن هناك من مدارس، أحضروا لنا الباصات. وإن ذهبت، نبقى من دون تعليم». ويضيف ببراءة وهو يرتدي قميصاً أصفر اللون «ثمّة مكيفات في الحافلات، ولذلك فهي أفضل ألف مرة من المدرسة». والحافلة غير مخصصة لمراحل دراسية معينة، بل لأطفال تتراوح أعمارهم بين الخامسة والـ12 عاماً، يدرسون اللغة العربية والحساب وأحياناً اللغة الإنجليزية والعلوم، لضمان معرفتهم بالمبادئ الأولية علهم يلتحقون بالمدارس لاحقاً. وكان من المفترض أن تفتح مدارس إدلب أبوابها في 21 سبتمبر (أيلول)، إلا أنه مع تخطي أعداد النازحين عتبة 400 ألف وفق الأمم المتحدة منذ بدء التصعيد، يبدو أن عشرات آلاف الأطفال سيحرمون من التعليم في العام الدراسي الحالي.

وللحؤول دون بقاء الأطفال من دون تعليم، ومع ارتفاع عدد الطلاب النازحين في المخيمات أو المدن أو حقول الزيتون، بادرت منظمة «سيريا ريليف» غير الحكومية، ومقرها بريطانيا، إلى تنفيذ مشروع الحافلات المتنقلة. يوضح مسؤول التعليم في مشروع الحافلات فريد باكير أن المبادرة «مخصصة للأطفال الذين نزحوا مؤخراً ولم يتمكنوا من الوصول إلى المدارس بسبب بعدها عن أماكن نزوحهم، إذ أنها عبارة عن حقول زيتون وليست مراكز مدن أو قرى». وتتنقل حافلتان حالياً بين بضعة مخيمات عشوائية جديدة في ريف إدلب الشمالي. ومنذ مايو (أيار) الماضي، استفاد أكثر من ألف طفل من هذا المشروع.

وحذرت منظمة «سايف ذي شيلدرن» الشهر الحالي من أن آلاف الأطفال يواجهون خطر عدم الالتحاق بالعام الدراسي الجديد، خصوصاً أن 87 منشأة دراسية تضررت أو تأثرت جراء القصف. وتحولت 205 مدارس مراكز إيواء للنازحين. ولا تزال 635 مدرسة فقط من أصل 1193 قيد الخدمة، وفق المنظمة التي أشارت إلى أن تلك المدارس المتبقية قادرة على استيعاب «300 ألف من أصل 650 ألف طفل» في سنّ الدراسة. وتؤوي إدلب ومحيطها، التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وتنتشر فيها فصائل معارضة أقل نفوذاً، نحو ثلاثة ملايين نسمة، نصفهم تقريباً من النازحين.

ومنذ نهاية أبريل، قتل نحو ألف مدني جراء التصعيد وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. على لوح أبيض صغير، يشرح الأستاذ درس الحساب، وبعد الانتهاء، تبدأ التسلية. ينهمك الطلاب بالرسم والتلوين، ثم يستمعون إلى الأغاني، يرددونها ويصفقون معها.

ومع انتهاء الدروس، يعود الأطفال أدراجهم، فيما تغادر الحافلة على أن تعاود المجيء صباح اليوم التالي. يعرب راغب حسون وهو أب لثلاثة أطفال، عن ارتياحه لهذا المشروع ويعتبره «بادرة جميلة»، لكنه ليس بديلاً عن المدارس. ويقول الوالد، الذي نزح أكثر من مرة خلال عامين ونصف العام، «نريد أكثر، نريد خيماً للأطفال تصبح مدارس دائمة. لا نريد أن يأتي الباص كل يوم أو يومين، نريد مدرسة على الأراضي التي نعيش فيها». لا يتمنى حسون المستحيل، فما يريده يطبق في مخيمات أخرى مثل خيمتي الدراسة في مخيم شرق مدينة الدانا في ريف إدلب الشمالي. تتسع الخيمة الواحدة لعدد يتراوح بين ثلاثين وخمسين تلميذاً كحد أقصى، إلا أن العدد تخطى مؤخراً 375 نتيجة موجة النزوح الأخيرة، وفق ما يقول مسؤول المخيم حمود الصياح لوكالة الصحافة الفرنسية. ولتوفير التعليم لهذا العدد الكبير، جرى اعتماد دوامين يومياً في الخيمتين، واحدة مخصصة للإناث وأخرى للفتيان. ويوضح الصياح «أصبح الضغط كبيراً، والوضع التعليمي سيئا». وأضاف «لا نستطيع أن نقدم لهم المياه ولا الحمامات ولا الإضاءة ولا حتى ساحة» للاستراحة. رغم ذلك، لم يجد أحمد الأسود سبيلاً لتعليم ابنه البالغ خمس سنوات إلا الخيمة.

ويقول «تجد الطلاب من عمر 12 و15 عاماً مع آخرين أعمارهم سبع وثماني سنوات»، مضيفاً «يجب أن يكون هناك مدارس أوسع». تكتظ إحدى الخيام بأكثر من ثمانين تلميذاً، يرددون بصوت واحد أحرف الأبجدية. منهم من جلس على المقاعد وآخرون افترشوا الأرض ومنهم من بقي واقفاً على قدميه. ويحمل معظمهم حقائب زرقاء عليها شعار منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، ويشكو عبد الرزاق الحسن (عشر سنوات) من الاكتظاظ. ويقول الطفل الأسمر البشرة والذي ارتدى قميصاً أزرق اللون «لا أستوعب (الدرس) بسبب العدد الكبير»، مضيفاً «إذا تكلم كل منهم كلمة واحدة يصدر صوت قوي، لا أنا أسمع ولا هم يسمعون ولا الأستاذ يسمعنا». ولهذا الطفل أمنية واحدة تتمثّل في «مدرسة أكبر، وعدد طلاب أقلّ في كل قاعة». أقصى ما يريده أن «نجلس على المقاعد بشكل مريح لنفهم على المعلمين ويفهموا علينا». إلى ذلك، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أمس الجمعة أن أكثر من 29 مليون طفل وُلدوا في مناطق صراعات خلال عام 2018. وأوضحت المنظمة أن طفلا على الأقل من بين كل خمسة أطفال رُضّع في العالم بدأوا حياتهم في بيئات شديدة الخطورة ومليئة بالتوتر، بما في ذلك دول مثل أفغانستان والصومال وجنوب السودان وسوريا واليمن. وقالت هنريتا فور، المديرة التنفيذية لـ«يونيسيف» في بيان صحافي: «تفتقر ملايين الأسر للأطعمة المغذية والمياه الصالحة للشرب ومرافق الصرف الصحي أو بيئة آمنة وصحية للنمو والترابط». وأضافت: «إلى جانب المخاطر الفورية والواضحة، فإن الآثار بعيدة المدى لمثل هذه البداية في الحياة ربما تكون كارثية». ويمكن أن تؤثر مثل هذه التجارب الممتدة أو التي تتكرر فيها الصدمات النفسية على تعليم الأطفال وسلوكياتهم وصحتهم البدنية والعقلية. وحسب البيان، فقد شاهد أحد عمال اليونيسيف في اليمن أطفالا يعانون من سوء تغذية وصدمات نفسية شديدة لدرجة أنهم ينفصلون وجدانيا عن العالم والأشخاص المحيطين بهم، مما يجعلهم يعانون من الفراغ ويستحيل عليهم التفاعل مع أسرهم.

وقالت المنظمة إن الآباء في المناطق المتضررة من النزاع «يحتاجون بشدة إلى مزيد من الدعم لمساعدتهم وأطفالهم على مواجهة الدمار الذي يواجهونه».

 

الجبير: نحمّل إيران مسؤولية الهجوم على منشأتي بقيق وخريص

الرياض/الشرق الأوسط»/21 أيلول/2019

قال عادل الجبير وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية إن استهداف المنشآت النفطية في بقيق وخريص «عمل إجرامي تم تنفيذه بأسلحة إيرانية»، محمّلاً إيران مسؤولية الهجوم الذي «لم يستهدف المملكة فحسب وإنما استهدف العالم بأجمعه». وأضاف الجبير، خلال مؤتمر صحافي اليوم (السبت) في الرياض، أن ما حدث هو «هجوم على إمدادات الطاقة للأسواق العالمية يؤثر بشكل سلبي على كل دولة في العالم ولذلك أدانت هذا الهجوم أكثر من 80 دولة». وطلب وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية من الأمم المتحدة إرسال خبراء ليساهموا في التحقيق بخصوص الهجوم، بعد أن أكدت التحقيقات الأولية التي أجرتها المملكة أن الهجوم تم بـ«أسلحة إيرانية». وأعلن الجبير أن المملكة تم استهدافها بأكثر من 260 صاروخاً باليستياً إيراني الصنع وأكثر من 150 طائرة مسيّرة، مشيراً إلى أن القوات المسلحة السعودية استطاعت أن تمنع أي صاروخ باليستي أن يصيب هدفه ودمّرت عدداً كبيراً من الطائرات المسيّرة. وقال: «المملكة بعكس إيران... لم نطلق صاروخاً ولا طائرة مسيّرة ولا رصاصة باتجاه إيران، كما أن المملكة لا تدعم ولا يوجد لديها ميليشيات تقوم بأعمال تخريبية، وهذا يثبت أننا نسعى للخير وهم يسعون للشر». وأكد الجبير أن المملكة العربية السعودية حريصة جداً على أمنها وأمن منشآتها وأمن مواطنيها والمقيمين فيها، وأضاف: «طالما أن إيران مستمرة في نهجها العدواني الداعم للإرهاب، فهذا السبب الذي جعل العالم يعزل إيران ويفرض عليها مزيداً من العقوبات». وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية: «يجب على إيران أن تحدد إذا ما كانت ثورة أم دولة، فإذا كانت دولة عليها أن تحترم القوانين الدولية وسيادة الدول وعدم التدخل في شؤون الآخرين وعدم دعم الإرهاب وعدم تأسيس ودعم وتوفير الأسلحة بما فيها الصواريخ الباليستية لميليشيات إرهابية تستخدمها لاستهداف المدنيين». وطالب الجبير المجتمع الدولي بتحمل مسؤولية كبيرة للحد من التصرفات والسياسات الإيرانية العدوانية والتخريبية التي تهز أمن واستقرار المنطقة والعالم. وتعرضت منشأتان نفطيتان تابعتان لشركة «أرامكو» لهجمات إرهابية، وألقت واشنطن والرياض باللوم فيها على طهران. وتنفي إيران أي دور لها في الهجمات التي أعلنت المسؤولية عنها جماعة الحوثي اليمنية الموالية لطهران.

 

ترمب يعاقب «المركزي الإيراني» ويتسلم قائمة «الخيارات العسكرية» ووصف الإجراءات الأميركية على طهران بأنها الأقسى على دولة... واستهدفت مصادر تمويل «الحرس الثوري» و«فيلق القدس» و«حزب الله» والحوثيين

نيويورك: هبة القدسي - واشنطن: إيلي يوسف/الشرق الأوسط»/21 أيلول/2019

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس (الجمعة)، فرض عقوبات على البنك المركزي الإيراني، في خطوة وصفها بأنها أقسى عقوبات تقدم الولايات على فرضها على أي دولة. تأتي العقوبات في وقت قدّمت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، للرئيس ترمب، قائمة بالخيارات العسكرية الممكن اللجوء إليها رداً على الهجمات التي استهدفت منشآت شركة «أرامكو» في المملكة العربية السعودية، وهي هجمات اتهمت واشنطن، طهران، بالمسؤولية عنها. وقال ترمب للصحافيين في المكتب البيضاوي، صباح الجمعة، خلال استقباله رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، إن العقوبات ستطال «القمة» في إيران. وأضاف أنه يفكّر في عدد من الخيارات، بما في ذلك «الخيار النهائي» الذي لمح إلى أنه سيكون الحرب. وشدد على مساندة واشنطن للرياض، قائلاً: «نحن نقدم كل الدعم للمملكة العربية السعودية، وهي محور النقاشات، وهي دولة كريمة، وسنحاول إصلاح الأمور، وسنرى إذا كانت ستصلح، وسنرى إذا لم تصلح». وأضاف: «لم نقم بهذا المستوى من العقوبات من قبل، وإيران تواجه الإفلاس تقريباً. بإمكانهم حل المشكلة بسهولة. إيران لا تزال الدولة الأولى في رعاية الإرهاب». ورداً على سؤال عما إذا كان مستعداً لاحتمالات الصدام العسكري مع إيران، أجاب ترمب: «أي هجوم أميركي سيكون أسهل شيء، وربما يكون هذا غريزة طبيعية، ويمكنني أن أفعل ذلك، وسيكون ذلك إظهار قوة أكبر بكثير. وأعتقد أن ضبط النفس أمر جيد». وأضاف: «يمكنني ضرب 15 هدفاً مختلفاً في إيران، إذا أردت ذلك، وإيران يمكنها الاستمرار فيما تفعله، لكنها لا يمكن أن تفوز، فلدينا أفضل قوة عسكرية في العالم، ولدينا أفضل قوة بحرية وجوية وحاملات طائرات».

وأوضح وزير الخزانة ستيفن منوشين، من جهته، أن خطوة فرض عقوبات على البنك المركزي الإيراني هي أعلى العقوبات المفروضة على الإطلاق، وستحرم «الحرس الثوري» الإيراني من «أي موارد للدخل». وأصدرت وزارة الخزانة بياناً قالت فيه إن صندوق الثروة السيادية الإيراني وصندوق التنمية الوطني الإيراني (طالتهما العقوبات) كانا أيضاً مصدراً رئيسياً للعملة الأجنبية والتمويل لـ«الحرس الثوري».

وأكد وزير الخزانة أن الأمر يتعلق باستهداف «آخر مصدر دخل للبنك المركزي الإيراني والصندوق الوطني للتنمية، أي صندوقهم السيادي الذي سيُقطع بذلك عن نظامنا البنكي». وكشفت الخزانة، في بيان، أن العقوبات تستهدف البنك المركزي وصندوق التنمية الوطني في إيران، وكذلك شركة «اعتماد تجارة بارس». وأوضحت أن «البنك المركزي قدم مليارات الدولارات لـ(الحرس الثوري) و(فيلق القدس) التابع له ووكيله الإرهابي (حزب الله)». كانت واشنطن صنفت هذه الكيانات الثلاثة «منظمات إرهابية». أما صندوق التنمية الوطني، وهو «صندوق الثروة السيادي، الذي يضم مجلس أمنائه كلاً من الرئيس الإيراني ووزير النفط ومحافظ البنك المركزي، فكان مصدراً رئيسياً للعملة الأجنبية والتمويل لصالح (الحرس الثوري) ووزارة الدفاع ولوجستيات القوات المسلحة». وتتخذ شركة «اعتماد تجارة بارس» من إيران مقراً لها، وتستخدم لإخفاء التحويلات المالية للمشتريات العسكرية الخاصة بلوجستيات القوات المسلحة، بما في ذلك الأموال القادمة من صندوق التنمية الوطني. وخلال عام 2018 وأوائل عام 2019، قام البنك المركزي الإيراني بتسهيل تحويل عدة مليارات من الدولارات الأميركية واليورو إلى «الحرس الثوري الإيراني» و«فيلق القدس»، ومئات الملايين إلى الميليشيات الحوثية.

وقالت إدارة ترمب إن أكثر من 80 في المائة من الاقتصاد الإيراني يخضع بالفعل للعقوبات الأميركية، ما يترك القليل للاستهداف. وتفرض الولايات المتحدة عقوبات على قطاعات إيرانية حيوية، بما في ذلك النفط والبنوك وصناعات الحديد والصلب، كما أدرجت بعض المسؤولين الحكوميين على قائمة العقوبات.

كان مسؤولون كبار في مجلس الأمن القومي، ومن مختلف الإدارات الأميركية، عقدوا اجتماعاً مساء الخميس لتحديد قائمة أهداف، على شاكلة «خيارات» ستوضع في تصرف الرئيس ترمب لاتخاذ القرار السياسي في شأنها، على أن يتم تحذيره، في الوقت ذاته، من أن العمل العسكري ضد إيران قد يتحول إلى حرب، حسب تسريبات في الإعلام الأميركي.

كان الرئيس ترمب قد أرسل إشارات وتصريحات متناقضة حول الإجراءات التي يمكن اتخاذها ضد إيران، وذلك قبل تقديم آخر الخيارات الجديدة من قبل قادة البنتاغون. وأشارت مصادر في البيت الأبيض إلى أن ترمب سيناقش الاقتراحات التي قدمها قادة البنتاغون في اجتماع مع فريق الأمن القومي (كان الاجتماع مبرمجاً حصوله أمس الجمعة). وعقد مسؤولو البيت الأبيض سلسلة من الاجتماعات خلال الأيام الماضية شارك فيها الجنرال فرانك ماكينزي قائد القيادة المركزية الأميركية، التي تشرف على العمليات في الشرق الأوسط وعدد كبير من نوابه. وقال مصدر مطلع على المقترحات إن إدارة ترمب تفكر في تشكيل بعثة مراقبة دولية تضم 55 سفينة تقبع عند مضيق هرمز قبالة إيران، موضحاً أن السفن ستصل إلى المنطقة مع بداية نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. ووفقاً لمسؤولين كبار، شملت المقترحات التي قدمتها القيادة العسكرية لترمب إرسال بطاريات صواريخ «باتريوت» وطائرات مقاتلة من طراز «ب - 22» إلى المنطقة.

وأكد رئيس هيئة أركان القوات الأميركية المشتركة جوزف دانفورد، للصحافيين، يوم الاثنين، أن مسألة ما إذا كانت الولايات المتحدة سترد على الهجوم الذي طال المنشآت النفطية في السعودية، هي قرار سياسي، ولا يعود للجيش اتخاذه. وقال دانفورد: «مهمتي هي تقديم الخيارات العسكرية للرئيس إذا قرر الرد عسكرياً». وأضاف أن الرئيس يريد مجموعة كاملة من الخيارات، و«نحن لدينا قوات عسكرية كبيرة في المنطقة، ونقوم بالكثير من التخطيط، ولدينا خيارات». وحسب تصريحات نقلتها وسائل إعلام أميركية عدة، فإن وزارة الدفاع الأميركية تؤيد توجيه ضربات عسكرية، لكنها قد تقوم بتنفيذ عمليات سرية، بما لا يؤدي إلى تصعيد كبير مع إيران، لأن الرئيس يرفض حتى الساعة هذا النوع من التصعيد. ويمكن أن تشمل هذه العمليات المواقع التي انطلقت منها الهجمات الأخيرة على منشآت «أرامكو» وعلى مخازن الأسلحة وتنفيذ مجموعة من الهجمات الإلكترونية السرية. كما يتضمن هذا السيناريو، حملة دبلوماسية في الجمعية العامة للأمم المتحدة لحشد الدعم للعقوبات الإضافية التي أمر بها ترمب وغيرها من الخطوات غير العسكرية. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤول أميركي أن قائمة الأهداف قد تشمل منشآت نفطية إيرانية وأهدافاً لـ«الحرس الثوري»، رغم أن قادة «البنتاغون» يجهلون حتى الساعة ما الذي يريده الرئيس في هذه الفترة. كان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الذي عاد إلى واشنطن من جولة شملت السعودية والإمارات العربية المتحدة، قد أدان مع نائب الرئيس مايك بنس، الهجوم على المنشآت النفطية السعودية، ووصفاه بأنه «عمل حربي». وقال بومبيو للصحافيين المرافقين له في رحلة عودته إلى واشنطن: «أنا واثق من أننا سنتحدث في نيويورك كثيراً حول هذا الأمر، وأن السعوديين سيتحدثون أيضاً، لأنهم هم من تعرضوا للهجوم وكان على ترابهم. كان عملاً حربياً مباشراً، وأنا واثق من أنهم سيفعلون ذلك».

 

الحرس الثوري»: أي دولة تهاجم إيران ستكون «ساحة معركة»

لندن/الشرق الأوسط»/21 أيلول/2019

قال قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي، اليوم (السبت)، إن بلاده ستتعقب أي معتدٍ، حتى وإن شن هجوماً محدوداً، وستسعى للقضاء عليه.

وأضاف سلامي في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي: «احذروا، الاعتداء المحدود لن يظل محدوداً... سنسعى لإنزال العقاب، وسنستمر حتى نجهز تماماً على أي معتدٍ»، حسب ما نقلته «وكالة رويترز للأنباء». وحذر قائد «الحرس الثوري» من أن أي دولة تهاجم إيران ستصبح «ساحة المعركة الرئيسية» في النزاع. وقال سلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران: «الذي يريد أن تصبح أرضه ساحة المعركة الرئيسية، فليمضِ بذلك»، مضيفاً: «لن نسمح أبداً لأي حرب بأن تصل إلى أرض إيران». وأكد سلامي أن بلاده ستستمر في إسقاط الطائرات المسيرة التي تنتهك مجالها الجوي. وجاءت تصريحات سلامي بعد الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها منشأتا نفط تابعتان لشركة «أرامكو» السعودية، وألقت واشنطن والرياض باللوم فيها على طهران. وتنفي إيران أي دور لها في الهجمات التي أعلنت المسؤولية عنها جماعة الحوثي اليمنية الموالية لطهران. وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس (الجمعة)، عن فرض عقوبات جديدة على إيران تعتبر هي «الأقسى على الإطلاق ضد دولة ما». وقال في تصريحات للصحافيين بالبيت الأبيض، إن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على البنك الوطني الإيراني. وأضاف في ردٍّ على سؤال عن الخيارات العسكرية مع إيران: «الولايات المتحدة مستعدة دائماً»، مشيراً إلى أنه سيناقش الخيارات المتاحة. ولوحت إيران، أمس (الجمعة)، بردّ واسع على أي تحرك أميركي يستهدفها. وقال الجنرال يحيى رحيم صفوي، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، إن الإيرانيين سيتصدون لأي مؤامرات أميركية ضدهم «من البحر المتوسط إلى البحر الأحمر والمحيط الهندي».

 

وزير الدفاع الأميركي يعلن إرسال تعزيزات عسكرية إلى منطقة الخليج

واشنطن/الشرق الأوسط»/21 أيلول/2019

أعلن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، اليوم، إرسال تعزيزات عسكرية أميركية إلى منطقة الخليج، وذلك بعد الهجمات التي استهدفت منشأتي النفط السعوديتين. وأضاف إسبر، أن الهجوم على منشآت أرامكو يمثل تصعيدا للعدوان الإيراني، مؤكداً أن النظام الإيراني يشن حملة لزعزعة استقرار المنطقة وتوفر الأسلحة للحوثيين في اليمن. وقال وزير الدفاع الأميركي: "ندعم شركاءنا في الخليج ولدينا خيارات عسكرية أخرى إذا تطلب الأمر"، مؤكداً أن الرياض تقود التحقيقات حول الهجمات على منشآت أرامكو. وذكّر إسبر بتدمير القوّات الإيرانيّة طائرةً أميركيّة بلا طيّار في يونيو (حزيران) بعد احتجاز إيران ناقلة نفط بريطانيّة، مشدداً على أن واشنطن ستحمي مصالحها في المنطقة. من جهته قال رئيس هيئة الأركان الجنرال جو دانفورد في مؤتمر صحافي في البنتاغون، إن الجنود الذين سيتم إرسالهم في إطار التعزيزات لن يكونوا بالآلاف.

 

اعتقالات في صفوف الجيش التركي... ومحاكمة صحافيين بسبب الكتابة عن أزمة الليرة وتلميحات إلى اقتناء مقاتلات روسية بدلاً من «إف 35»

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط»/21 أيلول/2019

أطلقت قوات الأمن التركية حملة اعتقالات جديدة في أوساط الجيش بموجب مذكرة جديدة أصدرتها نيابة إسطنبول باعتقال 74 ضابطاً بالقوات المسلحة التركية لصلتهم بمحاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في 15 يوليو (تموز) 2016، ونسبتها أنقرة إلى حركة الخدمة التابعة للداعية فتح الله غولن.

وأطلقت الشرطة عمليات دهم متزامنة فجر أمس (الجمعة) في 30 ولاية لاعتقال المطلوبين وهم 72 ضابطاً برتب مختلفة لا يزالون في الخدمة، واثنان آخران من الخبراء العسكريين في الخدمة أيضاً وجهت إليهم النيابة تهم الارتباط بحركة غولن. ومنذ محاولة الانقلاب الفاشلة، تعرض عشرات الآلاف من الموظفين بالقطاع العام، وضباط بالجيش والشرطة وموظفون في مؤسسات أخرى، للفصل أو الاعتقال لاتهامهم بأنهم على صلة بحركة غولن. في سياق آخر، بدأت، أمس، في إسطنبول محاكمة صحافيين تركيين يعملان لصالح وكالة «بلومبرغ» الأميركية مُتهَمَين بمحاولة تقويض الاقتصاد التركي، بعد مقال حول انهيار الليرة التركية. ومثل الصحافيان، كريم كاراكايا وفرجان يالنكيليتش، وهما من بين قرابة 10 مدعى عليهم تجري محاكمتهم في إطار القضية نفسها؛ بعضهم ملاحق لمجرد نشره نكاتٍ حول الوضع الاقتصادي، لاتهامهما بمحاولة «إلحاق الضرر بالاستقرار الاقتصادي في تركيا»، بعد تقديم «هيئة التنظيم والمراقبة» في القطاع المصرفي شكوى، بسبب مقال نُشِر في أغسطس (آب) 2018، في وقت كان فيه سعر الليرة التركية يشهد انهياراً مقابل الدولار الأميركي في خضمّ أزمة دبلوماسية مع الولايات المتحدة. وطلب مدعٍ عام تركي في يونيو (حزيران) الماضي، عقوبة الحبس حتى خمس سنوات للصحافيين. وقال الصحافي كاراكايا أمام المحكمة: «لا أستطيع فهم سبب إثارة مقالنا ردّ فعل من هذا النوع». وقال مدعى عليهم آخرون إنهم مذهولون لأنهم مُلاحَقون بسبب تعليقات نشروها على مواقع التواصل الاجتماعي. واعتبر ممثل منظمة «مراسلون بلا حدود» في تركيا إرول أوندر أوغلو الذي حضر الجلسة، أن هذه المحاكمة «تُظهِر ميلاً جديداً مقلقاً يستهدف منع تغطية الشؤون الاقتصادية بشكل حر». ورفض القاضي طلبات محاميي الدفاع ببراءة الصحافيين، وقرر تأجيل المحاكمة إلى 17 يناير (كانون الثاني) المقبل.

كان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، انتقد مراراً وبشدة وسائل الإعلام الغربية، واتهمها بتضخيم الصعوبات الاقتصادية التي تمرّ بها تركيا، لا سيما صحيفة «فايننشال تايمز»، لنشرها مقالاً حول البنك المركزي التركي وسط زخم الأزمة الاقتصادية التي تمر بها تركيا.

بالتوازي، تزايدت الانشقاقات في صفوف «حزب العدالة والتنمية» الحاكم بزعامة إردوغان الذي يتهمه المنشقون عن الحزب بالانقلاب على المبادئ والقيم وقمع الحريات وحقوق الإنسان وسجن المواطنين بسبب آرائهم، وإقصاء معارضيه، وإهدار حكم القانون والفشل في حل الأزمة الاقتصادية. وفي أحدث موجة من الاستقالات في الحزب، أعلن القيادي النائب السابق بالحزب عن مدينة ديار بكر (جنوب شرق) جمعة إيتشين، استقالته من الحزب، مرجعاً ذلك، في بيان، إلى تحول إردوغان من زعيم زُجّ به في السجون بسبب أبيات شعرية تلاها، إلى زعيم يطلب سجن الآخرين بسبب ما يكتبونه، ويوبخ الجميع ويتهمهم بالخيانة. ولفت إيتشين إلى أن قيام إردوغان بإدارة الحملات الانتخابية لحزبه في الانتخابات المحلية الأخيرة، ما يعد انتهاكاً للقوانين والدستور، قائلا إن إردوغان لا يتعامل مع منتقديه بالطريقة نفسها التي عومل بها حينما انشق عن أو عارض «حزب الفضيلة»، بزعامة رئيس الوزراء الراحل نجم الدين أربكان، وإن الدمار والتخريب الذي أحدثه «العدالة والتنمية» باتا أمرين مزمنين في كثير من المجالات، مثل الاقتصاد، والقيم الثقافية، والعدالة، والقانون تم تعليقه في تركيا، ولا يوجد أي تقدُّم في المؤسسات القائمة على تسيير العدالة، وهناك مشكلات خطيرة في حقوق الإنسان، والحريات، فضلاً عن تجاهل واضح للأزمات الكبيرة الناجمة عن التراجع في المسار الديمقراطي. وجاءت استقالة إيتشين ضمن سلسلة استقالات يشهدها حزب إردوغان منذ أعلن رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو، و5 من رفاقه استقالتهم، بعد إعلان الحزب اتجاهه لفصله و3 منهم، بسبب انتقاداتهم لإردوغان. وحتى الآن بلغ عدد المستقيلين من الحزب منذ إعلان داود أوغلو ورفاقه استقالتهم، الجمعة قبل الماضي، 23 شخصاً. وكشفت تقارير عن أن هناك عدداً يتراوح بين 10 و15 نائباً برلمانياً حالياً عن الحزب الحاكم يستعدون للاستقالة عنه، لاتفاقهم في الرؤى مع كل من داود أوغلو، ونائب رئيس الوزراء الأسبق علي باباجان، الذي سبق أن أعلن استقالته في يوليو (تموز) الماضي، بعد فترة من تواتر أنباء حول اعتزامه تأسيس حزب جديد. ومن المنتظَر أن يعلن باباجان وداود أوغلو عن حزبيهما الجديدين قبل نهاية العام الحالي. وخسر حزب إردوغان خلال نحو شهرين 59 ألفاً و260 عضواً. في شأن آخر، قال مستشار الصناعات الدفاعية التركية، إسماعيل دمير، إنه لا بد أن تدرس تركيا عرض روسيا توريد طائرات مقاتلة حديثة لها لتعويض استبعادها من مشروع إنتاج وتطوير مقاتلات «إف - 35» الأميركية، ومنعها من الحصول عليها بسبب اقتنائها منظومة الدفاع الجوي الروسية «إس - 400». كان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عبر خلال زيارته إلى معرض «ماكس - 2019» الجوي في روسيا في 27 أغسطس (آب) الماضي، عن اهتمامه بشراء مقاتلات «سو - 35» و«سو - 57» الروسية، ورد عليه نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، بوجود هذه الإمكانية. وتمت مناقشة الموضوع أيضاً أثناء المفاوضات بين الطرفين. وقال إردوغان، لاحقاً، إن تركيا وروسيا تتباحثان حول توريد «سو - 57» إلى تركيا. وقال دمير إن عملية تسليم بطاريات منظومة «إس - 400» ستنتهي قريباً، وسيتم تركيبها في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، لكن هذا لا يعني أنها ستكون جاهزة للاستخدام، نظراً لأننا لا نزال نعمل على تدريب طاقم العمل، وتوجد بعض المشكلات الفنية. عندما يتم الانتهاء من ذلك كله، سيتم تثبيت الأنظمة وستكون جاهزة تماماً في أبريل (نيسان) المقبل.

 

موسكو تنتقد «التهديدات غير المسؤولة» وتؤكد استعدادها لمواجهة «أي عدوان» رداً على تلويح جنرال أميركي بتدمير دفاعات روسيا في كاليننغراد

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط»/21 أيلول/2019

تصاعدت لهجة السجالات الروسية الأميركية، واتخذت منحى عسكرياً، أمس، بعدما حافظت خلال الفترة الماضية على تبادل الاتهامات والنقاشات السياسية، إذ ردت موسكو بقوة على تصريحات أميركية حول وجود خطة لتقويض قدرات روسيا الدفاعية في منطقة كاليننغراد (أقصى غرب روسيا)، حال أقدمت موسكو على اعتداء. وحذرت وزارة الخارجية الروسية من عواقب «التهديدات غير المسؤولة»، فيما شددت وزارة الدفاع على «قدرة روسيا الكاملة على حماية كل أقاليمها ضد أي عدوان». وعلى الرغم من أن الكرملين يتجنب عادة التسرع في التعليق على تصريحات فردية، لكن الناطق باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، تعمد التطرق إلى الموضوع، في حديث مع الصحافيين، وقال إن «جميع الأقاليم الروسية محمية كما ينبغي، وعلى المستوى المطلوب، بما في ذلك إقليم كالينينغراد». كانت صحيفة «بريكينغ ديفينس» نقلت عن قائد القوات الجوية الأميركية في أوروبا وأفريقيا، جيفري لي هاريغان، أن وزارة الدفاع الأميركية طورت خطة لتدمير أنظمة الدفاع الجوي في مقاطعة كالينينغراد الروسية، حال حدوث عدوان من طرف روسيا. وسارعت وزارة الدفاع إلى الرد، وأكدت، في بيان، أن «منطقة كالينينغراد محمية جيداً ضد أي خطط عدوانية للجنرالات الأميركيين». وحذر البيان من أن «جميع طياري حلف الأطلسي الذين يقتربون من المجال الجوي الروسي في بحر البلطيق يعرفون جيداً قدرات نظام الدفاع الجوي في منطقة كالينينغراد على الاكتشاف والمتابعة، وإذا لزم الأمر، تحييد (تدمير) أي أهداف جوية».

وكانت أعلنت، في وقت سابق، عن تعزيز قدراتها الدفاعية في مقاطعة كاليننغراد، المحاطة ببلدان أعضاء في حلف الأطلسي، التي ينظر إليها تقليدياً بصفتها الهدف المباشر لتلقي الضربات في حال وقع هجوم على روسيا. وخلال السنوات الماضية نشرت موسكو أنظمة صاروخية من طراز «إسكندر» التي توصف بأنها قادرة على ضرب قواعد «الناتو» في وسط أوروبا، قبل أن تنشر منظومات «إس - 400» الأكثر تطوراً، فضلاً عن تعزيز أجواء المقاطعة بمقاتلات اعتراضية من «سوخوي 30». في السياق، قالت الناطقة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن موسكو ترى أن تصريحات ممثلي البنتاغون حول وجود خطة لديهم لاختراق الدفاع الجوي بمنطقة كالينينغراد الروسية «غير مسؤولة». وزادت في إيجازها الصحافي الأسبوعي: «أولاً، نرى في هذه التصريحات تهديدات مباشرة. ثانياً نرى أنها غير مسؤولة تماماً. ثالثاً، نرى مدى سهولة تعامل النخبة السياسية في الولايات المتحدة مع قضايا خطيرة ومعقدة للغاية مثل الأمن والاستقرار العالميين، والقيام بذلك بشكل غير مسؤول، طبقاً للأهواء السياسية». وأضافت الدبلوماسية الروسية أن «الأهم من ذلك كله أن هذا مؤشر على الغباء، فالأشخاص الأذكياء ذوو البصيرة الذين يعبرون حقاً عن مصالح الذين قاموا بتعيينهم، أو انتخبوهم، يدركون عندما يدلون بتصريحات من هذا القبيل، أنهم يتسببون بذلك بضرر على سمعة بلادهم». ولم تستبعد زاخاروفا، أن يكون التلويح الأميركي له صلة بالدورة الانتخابية الرئاسية الحالية في الولايات المتحدة. واللافت أن تصريحات الجنرال الأميركي جاءت بعد مرور يوم واحد فقط على نشر معطيات في موقع إلكتروني أميركي، أفادت بأن قاذفة استراتيجية من طراز «بي - 52» تدربت منتصف مارس (آذار) الماضي في البحر على توجيه ضربات بصواريخ مجنحة على إقليم كالينينغراد الروسي. وأوضح ستيفان واتكينز، المحلل في موقع «المصلحة الأميركية»، المتخصص في الشؤون الدفاعية والاستراتيجية، أن محاكاة تلك الضربات جرت خلال عملية نقل هذه القاذفات الاستراتيجية من قواعدها الجوية في لويزيانا إلى بريطانيا. وقال الموقع، في هذا السياق، إن «قاذفة من طرار (بي 52) تحمل رقم (60 - 0024) حلّقت فوق كندا في 14 مارس، وقامت بمحاكاة توجيه ضربة إلى الأراضي الروسية، وعادت أدراجها فقط حين أصبحت على بعد 96 كيلومتراً من المجال الجوي الروسي».

وتحدثت وسائل إعلام، في وقت سابق، عن تدريبات على هجوم مماثل، مشيرة إلى رصد قاذفات «بي - 52» متمركزة في قواعد عسكرية في أوروبا، وهي تقوم بتنفيذ هجمات نووية وهمية على روسيا يومي 14 و20 مارس. وأفيد في هذا الشأن بأن المقاتلات الروسية تصدت للقاذفات الاستراتيجية الأميركية، وقامت باعتراضها ومنعتها من إتمام تدريباتها، لكنها لم تتدخل بشكل مباشر.

كانت موسكو أكدت أنها لن تكون البادئة بشن هجوم على أي طرف، وشدد وزير الخارجية سيرغي لافروف، في وقت سابق، على أن «حلف الأطلسي يدرك جيداً عدم وجود مثل هذه الخطط في موسكو، لكنهم يستخدمون الحديث عن عدوان روسي محتمل ذريعةً لوضع المزيد من المعدات والكتائب بالقرب من الحدود الروسية». ونشرت وسائل إعلام، قبل شهور، معطيات عن قيام جنود أميركيين بتدريب وحدات خاصة من بلدان حوض البلطيق (المجاورة لكاليننغراد) على مواجهة «الاحتلال الروسي في حالة توغل القوات الروسية في هذه البلدان». وجرت التدريبات، وفقاً للمعطيات، في فرجينيا الغربية، بمشاركة قوات من لاتفيا وبولندا، واشتملت على «مناورات لإبطاء تقدم الوحدات المعتدية من خلال تدمير البنية التحتية للنقل، وإحكام حصار على قوات العدو مع إمكان استخدام قواعد (الناتو) المتقدمة للرد على الغارات الجوية». على صعيد آخر، حضر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره القرغيزستاني سورونباي جينبيكوف، أمس، جانباً من المرحلة النشطة في مناورات القيادة والأركان الاستراتيجية «سينتر - 2019». وتجري المناورات في ميدان تدريب «دونغوز» بالقرب من مدينة أورينبورغ، بحضور وزير الدفاع سيرغي شويغو، وأبرز رموز القيادة العسكرية الروسية. وينفذ مشروع مراكز القيادة الاستراتيجي «سينتير - 2019»، في الفترة من 16 إلى 21 سبتمبر (أيلول) 2019، في 6 ميادين تدريب تابعة للقوات المشتركة، وفي ميداني تدريب تابعين للقوات الجوية وقوات الدفاع الجوي، وفي مياه بحر قزوين، بالإضافة إلى تدريبات منفردة لمكافحة المجموعات المسلحة غير الشرعية ستنفذ في ميادين التدريب التابعة لجيوش بلدان حليفة لروسيا في الفضاء السوفياتي السابق. ويشارك في المناورات نحو 128 ألف عسكري من 8 دول (روسيا، والصين، وباكستان، وقرغيزستان، والهند، وكازاخستان، وطاجيكستان وأوزبكستان)، وأكثر من 20 ألف وحدة من الأسلحة والتقنيات العسكرية، ونحو 600 طائرة، و15 سفينة حربية.

 

ترامب يقطع آخر شريان مالي لملالي إيران ويفرض العقوبات “الأقسى” وأكد أن ضربها "لن يستغرق أكثر من دقيقتين"... وبومبيو: الأدلة تشير لضلوع طهران "فقط" بهجمات "آرامكو"

واشنطن، طهران، عواصم – وكالات/21 أيلول/2019

 قطع الرئيس الأميركي دونالد ترامب آخر شريان مالي لنظام الملالي في طهران، بإعلانه حزمة جديدة من العقوبات استهدفت البنك المركزي والصندوق الوطني للتنمية، بالإضافة الى شركة اعتماد تجارة (بارس). وتوقع ترامب نجاح العقوبات، مؤكدا انها “الاقسى على الاطلاق على أي دولة، ونحن في مستوى عقوبات اعلى بكثير مما كنا عليه فيما يتعلق بايران”. وأشار إلى “اننا اليوم لدينا البنك المركزي.. سنرى ما ستؤول إليه الأمور.. لديهم مشكلات كثيرة ليس فقط معنا ولكن في داخل البلاد ايضا”. ولفت الى انه تحلى بقدر اكبر من ضبط النفس مع ايران لمصلحة الولايات المتحدة ومصلحة حلفائها، رغم ان الولايات المتحدة تمتلك أقوى جيش في العالم على الاطلاق، مضيفا ان “الذهاب الى ايران اسهل شيء لن يستغرق أكثر من دقيقتين”. وعما اذا كان مستعدا لعمل عسكري ضد ايران، قال ترامب “دائما انا مستعد.. لا توجد دولة اكثر استعدادا منا”. وأوضح أنه سيلتقي بمستشاريه للأمن القومي، لبحث مزيد من الردود على الهجمات على منشآت “آرمكو” السعودية في بقيق وخريص. من جانبه، قال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوشين إن “العقوبات الجديدة ستقلص التمويل بالنسبة للحرس الثوري، وستقطع كل موارد التمويل إلى إيران”، بما في ذلك عبر صندوقها للثروة السيادية.

وحذرت وزارة الخزانة الدول الأخرى من انتهاك التوجيهات الأميركية، أو تعريض “تماسك أنظمتها المالية للخطر”، مؤكدة أن العقوبات تعد “الأقسى في التاريخ”، متوعدة باستمرار حملة “الضغوط القصوى” على طهران، ومتهمة “البنك المركزي الايراني بتقديم مليارات الدولارات الى الحرس الثوري الايراني ووكيله الارهابي حزب الله”. وأضافت ان صندوق التنمية الوطني وهو صندوق الثروة السيادي في ايران، ويضم في مجلس أمنائه كلا من الرئيس الايراني ووزير النفط ومحافظ البنك المركزي، يعد “مصدرا رئيسيا للعملة الأجنبية والتمويل للحرس الثوري ووزارة الدفاع واللوجيستييات العسكرية”.

وتابعت أن شركة “اعتماد تجارة بارس” التي مقرها في إيران، تستخدم لإخفاء التحويلات المالية للمشتريات العسكرية الخاصة بلوجستيات القوات المسلحة، بما في ذلك الأموال القادمة من صندوق التنمية الوطني. بدوره، كشف وزير الخارجية مايك بوميو، عن ان الادلة تشير الى ضلوع إيران “فقط” في الاعتداء على محطتي شركة “آرامكو” النفطية بالسعودية. وقال إن “العدوان كان متقدما في التخطيط ووقحا في التنفيذ”، مضيفا انه بغض النظر عن المحاولات الواضحة لابعاد اللوم “فان الأدلة تشير الى ايران.. ايران فقط”.

وذكر أنه لهذا السبب وجه الرئيس ترامب الادارة بزيادة العقوبات الكبيرة اساسا على إيران، معتبرا انها “اكبر دولة راعية للارهاب في العالم”. في المقابل، قللت إيران من أهمية العقوبات، واصفة إياها بأنها “ليست جديدة وانما نفس العقوبات القديمة لكن تم التعبير عنها بشكل مختلف”.

وقال المتحدث باسم الخارجية عباس موسوي إنه “ينبغي على الاميركيين أن يقبلوا أن سياسة العقوبات فاشلة ولن تجدي نفعا”، زاعما أن “طهران وجدت طريقها منذ فرض أولى العقوبات والتي كانت من أصعب العقوبات في نوعها، وستواصل النمو والتطور بالاعتماد على قدراتها المحلية وتعاونها مع الدول الصديقة”. من جانبه، ندد وزير الخارجية محمد جواد ظريف، بالعقوبات الاميركية الجديدة، ووصفها بأنها محاولة لحرمان المواطنين العاديين في بلاده من الحصول على الغذاء والدواء، زاعما أن الخطوة “مؤشر على يأس الولايات المتحدة”.

وقال ظريف انه سيلتقي الاربعاء بوزراء خارجية الدول المتبقية في الاتفاق النووي، مضيفا “كما قلنا سابقا بامكان الولايات المتحدة الحضور، ولكن فقط اذا عادت الى الاتفاق النووي، وأوقفت حربها الاقتصادية على ايران”. وجدد نفي تورط بلاده في مهاجمة منشآت شركة “أرامكو” السعودية، مشيرا إلى أن “السعوديين أنفسهم لا يصدقون الرواية”.

من جهته، زعم محافظ البنك المركزي عبد الناصر همتي، أن الخطوة الاميركية تظهر فشل واشنطن في ايجاد سبل جديدة للضغط على طهران. من ناحيته، أكد المبعوث الروسي الخاص إلى أفغانستان زامير كابولوف، أن العقوبات الجديدة ستزيد من تعقيد الوضع في الشرق الأوسط. في غضون ذلك، هدد مستشار المرشد الإيراني يحيى رحيم صفوي، بأن بلاده “ستتصدى لأي مؤامرات أميركية ضدها، من البحر المتوسط الى البحر الاحمر والمحيط الهندي”. من جانبه، هدد مستشار الرئيس الإيراني حسام الدين آشنا، من أن “أي عمل حربي تقوم به أميركا ضد ايران يعني وقوع حرب شاملة”.بدوره، هدد قائد “الحرس الثوري” حسين سلامي، بأن بلاده ستتعقب أي معتد، قائلا “سنستمر في اسقاط الطائرات المسيرة التي تنتهك مجالنا الجوي”. من جهته، هدد قائد القوة الجو فضائية بالحرس الثوري أمير علي حاجي زادة، بأن “أي هجمات على ايران سيقابلها رد ساحق”. من ناحيته، أعلن رئيس قسم الشؤون الدولية والديبلوماسية الدفاعية في الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية قدير نظامي، ان بلاده ستجري مناورات مشتركة قريبا مع روسيا والصين في بحر عمان والمحيط الهندي، للمرة الأولى. في هذه الاثناء، نفت الرئاسة الإيرانية تعرض منشآت نفطية لهجوم سيبراني.

 

قائد “الحرس الثوري”: أي دولة تهاجم إيران ستكون “ساحة المعركة”

طهران – وكالات/21 أيلول/2019

هدد قائد “الحرس الثوري” الإيراني حسين سلامي أمس، من أن أي دولة تهاجم بلاده ستصبح “ساحة المعركة الرئيسية” في النزاع. وقال سلامي في مؤتمر صحافي في طهران، إن “من يريد أن تصبح أرضه ساحة المعركة الرئيسية، فليمض بذلك”، مضيفاً “لن نسمح أبداً بأي حرب أن تصل إلى أرض إيران”. وتابع “نأمل في ألا يرتكبوا خطأ ستراتيجياً” كما فعلوا في السابق، قبل أن يعدد ما وصفه بـ”المغامرات” العسكرية الأميركية ضد إيران. من جانبه، هدّد القائد العام للجيش الإيراني عبد الرحيم موسوي، إسرائيل، من مغبة التدخل والمشاركة العسكرية في منطقة الخليج وبحر عمان، قائلا إنه “إذا ارتكب الكيان الصهيوني أي خطأ، فإن عمره سوف يتقلص إلى أقل من 25 سنة”. وأضاف: “أستبعد أن يكون الكيان الإسرائيلي لديه الجرأة على الحضور إلى الخليج وبحر عمان”، موضحا أن “أي طائرة نشعر أنها سوف تشكل تهديد لنا أو مصدر اعتداء وتريد أن تعبر من حدودنا سوف نتعامل معها بشكل قاطع ونسقطها”.

 

ميليشيات إيران تخنق دير الزور وتقتل المتظاهرين بدم بارد وغارات البوكمال عرقلت تموضع طهران

دمشق – وكالات/21 أيلول/2019

 قتل متظاهرين اثنين بدم بارد وأصيب 11 آخرين، إثر إطلاق ميليشيات إيرانية الرصاص الحي على المتظاهرين عند المنطقة الفاصلة بين نفوذ “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، ومناطق نفوذ النظام السوري على تخوم قرية الصالحية شمال دير الزور. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس،أن تظاهرة حاشدة خرجت أول من أمس، شارك فيها المئات من أبناء المنطقة وتوجهوا نحو أحد حواجز النظام مطالبين بخروج الميليشيات الإيرانية كافة، وقوات النظام، وتمكنوا بعد مشادات من السيطرة عليه. وأضاف “اقتحم المتظاهرون حاجز كازية صقر، التابع لقوات النظام، مطالبين العناصر بالانسحاب منه، وسيطروا عليه”، مشيراً إلى أن المتظاهرين تابعوا تقدمهم سيراً على الأقدام باتجاه حاجز معبر الصالحية، التابع لقوات النظام أيضاً، حيث دارت مشادات كلامية بين عناصر الحاجز وضباط والمتظاهرين، أفضت إلى انسحاب عناصر النظام أيضاً.

على صعيد آخر، أكدت مصادر سورية أمس، أنه رغم سعي إيران لتثبيت نفوذها بشكلٍ أكبر في المناطق السورية التي تسيطر عليها ميليشيات تحظى بدعمها قرب الحدود مع العراق، إلا أن الغارات الجوية “المجهولة” التي طالت أخيراً، مواقعها في تلك المناطق، عرقلت ما تطمح إليه.

وقالت إن “هذه الغارات دمرت مجمع الإمام علي بشكلٍ شبه كامل بعد تدمير جزئي نتيجة غارة أخرى قبل نحو أسبوع”. وأضافت إن “الهدف من بناء هذا المجمع هو تشكيل غرفة عمليات موحدة لكل الميليشيات المدعومة من إيران والتي تفرض سيطرتها على بعض المناطق السورية، لتبدو كأنها مؤسسة عسكرية واحدة وليست مجموعات عسكرية متفرقة ومكونة من عراقيين وإيرانيين وأفغانيين ولبنانيين”. في غضون ذلك، اندلعت اشتباكات عنيفة، ليل أول من أمس، بين النظام و”داعش، في ريف الرقة الجنوب الغربي، فيما أعلن النظام السوري، إسقاط طائرة مسيرة كانت تحلق في جبل الشيخ بريف القنيطرة الشمالي، مشيراً إلى أنه لدى الكشف على الطائرة وتفكيكها، تبين أنها مزودة بقنابل عنقودية إضافة إلى تفخيخها بعبوة من مادة السيفور شديد الانفجار، لمنع تفكيكها وكشف أسرارها. وقال مصدر ميداني إن الجهات المختصة العاملة في محافظة القنيطرة، ومن خلال الرصد والمتابعة تمكنت من السيطرة على طائرة مسيرة آتية من جهة الغرب باتجاه الشرق فوق أجواء بلدة عرنة في سفوح جبل الشيخ بريف دمشق الجنوب الغربي وقامت بإسقاطها.

وأوضح أنه لدى الكشف على الطائرة وتفكيكها تبين أنها مزودة بقنابل عنقودية، إضافة إلى تفخيخها بعبوة من مادة السيفور شديد الانفجار لمنع تفكيكها وكشف أسرارها. من جهة أخرى، أرسلت تركيا أطباء إلى محافظتين على حدودها مع سورية، وسط تحذيرات من الرئيس رجب طيب أردوغان بشن هجوم عسكري.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله يتبع سياسة التشييع في سوريا

منير الربيع/المدن/22 أيلول/2019

قبل أكثر من سنة، جرى ضبط توتر محدود بين حزب الله والشرطة العسكرية الروسية قرب الحدود السورية - اللبنانية. فالشرطة العسكرية الروسية طلبت من حزب الله الانسحاب من مناطق محددة في ريف دمشق، لكن الحزب لم ينسحب، فوقع اشتباك بين الطرفين. سُوّي الوضع واستعيد الهدوء، وانسحبت الشرطة الروسية. غير أن حزب الله بادر إلى الانسحاب في ما بعد، وسلّم تلك المنطقة للروس. حصل ذلك في إطار الصراع على مناطق النفوذ، ولا يزال مستمراً حتى اليوم.

صراع دولي على الحدود

عندما حدث التوتر كان الروس يسعون إلى التوسع في سوريا، للسيطرة على مواقع أساسية استراتيجية، تسيطر عليها إيران وحلفاؤها. كان الأمر على علاقة بحسابات الروس في سوريا، ومع الإسرائيليين والأميركيين. وفي الفترة نفسها، كان الأميركيون والإسرائيليون يشدّدون على وجوب توسيع نطاق عمل القرار 1701، وتكليف قوات دولية بضبط الحدود بين سوريا ولبنان، وعدم ترك حزب الله يسيطر على تلك المنطقة. هذا الصراع لا يزال على حاله حتى اليوم. والمواقف الأميركية والإسرائيلية واضحة في تشديدها على أن تتولى قوات دولية حفظ الأمن على حدود لبنان الجنوبية والشرقية. وهذا ما تستمر واشنطن وتل أبيب في بحثه مع الروس لتكريسه.

الروس وأمن سوريا والقصير

تشير التطورات الأخيرة في لبنان وسوريا إلى أنها مترابطة ومتداخلة: إستهداف إسرائيل حزب الله والإيرانيين في سوريا وفي الضاحية الجنوبية، تجديد العمل بقواعد الإشتباك والقرار 1701، وصولاً إلى لجوء حزب الله للردّ على الضربة الإسرائيلية من لبنان وليس من سوريا، بناءً على طلب روسي واضح بمنع حزب الله وإيران من الانطلاق من سوريا لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل، أو تهدد أمنها. هذا يعني أن الصراع بين إيران وذراعها اللبناني على مناطق النفوذ مستمر في سوريا. وموقف أمين عام حزب الله حسن نصر الله، لجهة تسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى القصير، ليس ببعيد من هذه المسائل كلها، حين قال: أصبح بإمكان أهالي القصير أن يسجلوا أسماءهم للعودة إلى مدينتهم والقرى المحيطة بها، مشدداً على أن حزبه لا يريد إجراء تغيير ديمغرافي.

جملة من التطورات دفعت نصر الله إلى إطلاق هذا الموقف:

أولاً، هو قال إن تسهيل عودة اللاجئين إلى القصير، يلبي طلب القيادة السورية. هذا يشبه إلى حدّ بعيد مطالبة روسيا حزبَ نصرالله بعدم الاشتراك في معارك تدور في مناطق سورية محددة. والمطالبة الروسية هذه ترتبط بحسابات دولية: تخفيف حضور حزب الله على الجبهات السورية، وإظهار عدم تأثيره في المعادلة السورية. لذا يندرج موقف نصر الله حول القصير في إطار تلبية الرغبة الروسية المطلوبة دولياً.

التغيير الديموغرافي

ثانياً، بقراره "المتقدم" هذا، أراد حزب الله إيصال رسالة إلى الجميع بأنه لا يريد إحداث تغيير ديمغرافي في سوريا. والقوى الدولية تستند إلى هذه المسألة (التغيير الديموغرافي) للإشارة إلى سعي إيران إلى البقاء والاحتفاظ بنفوذها في سوريا، حتى في حال اضطرارها لاحقاً إلى إخراج جيشها منها، لتبقى مناطق سورية أساسية خاضعة لها ديمغرافياً وسياسياً وأمنياً، لتشكل صلة وصل بين لبنان وسوريا والعراق. لكن القصير أصبحت قاعدة عسكرية كبرى لحزب الله، ولا يمكنه التخلي عنها بسهولة. لا سيما أنها ليست وحدها من هُجِّر أهلها. فالمناطق المحيطة بها أصابها الاقتلاع والتهجير، وصولاً إلى القلمون. وصحيح أن بعضاً من اللاجئين عادوا إلى تلك المناطق، ولكن أعدادهم ضئيلة جداً، وجميعهم من "الملتزمين" بالهدوء وبالأمر الواقع. أما المهجرون إلى إدلب مثلاً، فلم يعودوا، ومن عاد مهم يلتزمون بالإنضباط تحت سيطرة حزب الله.

ثالثاً، قضية عودة اللاجئين أبعد بكثير من القصير، وهي ترتبط بمناطق ومدن أساسية، من حمص إلى دمشق ومحطيهما، حيث تغيرت معالم بعض الأحياء، ونوعية السكان، جرّاء عمليات التشيّع التي تحصل مقابل مساعدات مختلفة. وأعداد كبيرة من اللاجئين الذين أرادوا العودة من لبنان، سُلّمت أسماؤهم إلى النظام، فلم يوافق على إعادتهم، واقترح على آخرين العودة إلى مناطق غير مناطقهم الأصلية.

حزب الله والشييع

رابعاً، بإعلانه ذاك يريد حزب الله إطلاق موقف في اتجاه قوى متعددة، محلية وخارجية. موقف مفاده أنه يبذل جهوداً إيجابية لتوفير عودة اللاجئين، ليقول للقوى المعنية أنه شريك في الصراع في سوريا، وكذلك في الحل وإعادة اللاجئين. كأنه في هذا يريد إظهار موقف إيجابي من المكونات السورية كلها. لذا ركز على أن بعض القوى سعت إلى جعل الصراع مذهبي، سنّي - شيعي - علوي، مدعياً في موقفه الأخير أنه يطمئن السنّة ويحرص على إعادتهم إلى أراضيهم. أجرى حزب الله منذ مدة عمليات إعادة تموضع وإنتشار في سوريا، حسبما تقتضي الحاجة وبسبب توقف المعارك في مناطق سورية كثيرة، ولتجنب المزيد من الضربات. وهو يريد الآن القول إنه مستعد لإعادة اللاجئين إلى هذه المناطق التي أجرى انسحابات موضعية منها في اتجاه مواقع أخرى. ففي بعض المناطق المحيطة بالقصير عاد بعض من الأهالي، لكنهم محسوبون على لون طائفي ومذهبي معين، أو شُيّع بعضهم في السنوات الأخيرة، مقابل بدلات مالية ومساعدات. وهناك جزء آخر من الذين عادوا، موالين للنظام، وعلموا في أجهزته الأمنية والعسكرية والمخابراتية. ويعمل حزب الله منذ مدة، على تجنيد الموالين له في مناطق مختلفة من سوريا، ومن بيئات مذهبية غير شيعية، وأصبح لديه الكثير من المجندين السنّة الذين أصبحوا أرضاً خصبة لموالاة أي مشروع يحميهم أو يوفر لهم بعضاً من النفوذ والمال والخدمات، والحفاظ على وجودهم في حدّه الأدنى. هؤلاء لا يشكلون خطراً على حزب الله. ويتقرب حزب الله من سكان المناطق الأصليين. في معلولا مثلاً يتقرب من المسيحيين، وفي مناطق أخرى تقرّب من الدروز، وحتى من السنّة الذين يقدم لهم مساعدات تقيهم من الجوع تقريباً. وحتى في بعض أحياء دمشق والغوطة، تقرّب من السكان السنة، فأصبح بعضهم موالين له مقابل الحصول على مساعدات مالية في ظل ظروفهم الخانقة. يريد حزب تكرار هذه المعادلة في القصير ومناطق أخرى قد تظهر تباعاً. ولكن بشرط ألا يؤدي ذلك إلى أي تغيير في موازين القوى السياسية والعسكرية، وأن يكون الأهالي العائدين طيّعين غير مقلقين. وهذا النوع من السلوك، قد يمنح حزب الله ورقة تفاوضية جديدة مع المجتمع الدولي، ومع السنّة أيضاً، إلى جانب الأوراق الأخرى: من ورقة الحدود الجنوبية في لبنان إلى الحدود الشرقية. وقد يسمح له ذلك بتشكيل جماعات موالية، تؤمن استمرار نفوذه ونفوذ إيران في هذه المناطق، وتحافظ على خط الإمداد الإستراتيجي، حتى وإن حصل انسحاب عسكري في ما بعد.

 

ماكرون والحريري: خوف فرنسي على لبنان من سياسييه ومقاوليه

منير الربيع /المدن/21 أيلول/2019

ليس لدى الرئيس سعد الحريري أي مجال لخسارة العلاقة الجيدة بفرنسا. هو يعرف ذلك ويتصرّف بقناعة أن فرنسا هي الدولة الوحيدة التي تقف في هذه المرحلة بالذات إلى جانب لبنان، وتقدّم له كل أشكال الدعم، السياسي والمعنوي والاقتصادي، بشرط أن يلتزم لبنان بالفروض التي يتوجب عليه تطبيقها. تشكّل باريس المتنفس الوحيد للحريري سياسياً، وسط حمم الضغوط التي تأتي من كل حدب وصوب، وبالأخص من الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية. صحيح أن واشنطن تبدي دعمها لاستقرار لبنان، لكنها لا تجاري الحريري في مطالبه بتخفيف حدّة العقوبات. والسعودية أيضاً تبدي دعمها للبنان، لكن بشرط استعادة التوازن السياسي المفقود، واتخاذ موقف واضح في مواجهة إيران وحزب الله.

ماكرون "المتفهّم"

فرنسا دعمها غير مشروط سياسياً، إنما تقنياً وأدائياً. وقد كررها ماكرون على مسامع الحريري. ما يرتاح إليه رئيس الحكومة، هو الموقف الفرنسي الواقعي الذي يتقاطع مع موقف لبنان من أزمة المنطقة. فباريس بإدارة ماكرون، تعرف أن المواجهة مع إيران لن تصل إلى أي نتيجة. والمواجهة مع حزب الله لن تؤدي إلى أي مكان. لذلك، فإن القنوات الفرنسية مفتوحة مع الطرفين. ويسعى ماكرون إلى النجاح في مساعيه لإطلاق حوار إيراني أميركي، كما نجح سابقاً في لبنان، بحماية التسوية مع الأخذ بواقع أن حزب الله هو الدعامة الأساسية فيها. هذا الجانب من الائتمان للتسوية، هو الذي يريده الحريري ويبحث عنه. فلا يجد ضالّته إلا في باريس. ولأنه يعلم أن واشنطن وطهران سيتوصلان بنهاية المطاف إلى اتفاق، فلا يريد أن يدفع ثمن الصراع اليوم، بما قد يكلّفه الكثير فيما بعد. لعب ماكرون ويستمر دوراً استثنائياً في لبنان، منذ التسوية وإعادة تجديدها بعد أزمة "استقالة" الحريري من الرياض، إلى مؤتمر سيدر، وصولاً إلى استحقاقات الراهن. لكن أيضاً لفرنسا شروطها، التي لا تتنازل عنها، وتطالب اللبنانيين بها بجدية وإلحاح. وهذا كلام جاء على لسان ماكرون نفسه، في معرض تأكيد حرصه على العلاقة مع لبنان ومساعدته ودعمه، قائلاً: "في مثل هذه الظروف يعرف أين هم الأصدقاء. فرنسا هي صديقة لبنان، وأنتم تعرفون ذلك". بشرط أن يلتزم لبنان بتعهداته.

صراحة متناهية وملاحظات

وكما لبنان لا يريد خسارة فرنسا، فإن ماكرون لا يريد خسارة فعاليته اللبنانية، التي تشكل ساحتها نقطة تلاق وتواصل بين مختلف القوى المتعارضة في المنطقة، ومن الشرفة اللبنانية تكون باريس قادرة على الإطلالة على مختلف ملفات المنطقة، ربطاً بدورها في التنقيب عن النفط، ومساعدة لبنان وفق مندرجات مؤتمر سيدر، وربطاً بعلاقتها مع حزب الله، وسعيها إلى التقريب بين الأميركيين والإيرانيين. إذ كان لباريس دور لافت عند حصول التوترات في الجنوب بين حزب الله وإسرائيل، وهذه أشار إليها ماكرون بوضوح: "تدخلت شخصياً في هذا الوقت لدى مختلف الأطراف لتفادي التصعيد، بالتنسيق الوثيق مع الرئيس سعد الحريري".

اللقاء الإيجابي بين الحريري وماكرون، انطوى على صراحة متناهية في المباحثات التي أجراها الرجلان، ولذلك أعاد التأكيد على مسامع الحريري، للشروط الفرنسية، وللملاحظات التي سمعها اللبنانيون من المبعوث بيار دوكان، والتي كانت قاسية. لكن ماكرون أراد تلطيفها، مع الإصرار على التزام لبنان بفروضه، لأنه منذ انعقاد مؤتمر سيدر لم يتقدم لبنان أي خطوة إلى الأمام في مسيرة الإصلاحات. الموقف المتقدم الذيأاطلقه ماكرون، تضمن العديد من الإشارات، أولها ضرورة بناء عناصر الثقة، حول وقف الهدر والفساد، وإيجاد الحلول للكهرباء والإدارة.

تجهيز الجيش والالتباس

عناصر الثقة التي تصر عليها باريس، أعاد لبنان بناءها مجدداً، خصوصاً بعد الخطأ الذي وقع بخصوص قرض الأربعمئة مليون يورو المخصصة لتجهيز الجيش بطرادات بحرية، وقد حدث التباس حول حصول لبنان على هذا القرض مقابل شرائها من إيطاليا بدلاً من فرنسا، الأمر الذي أغضب الفرنسيين، فعاد الحريري وأوقف العمل بهذه الاتفاقية مع إيطاليا، وتم تصحيح الوضع مع فرنسا، التي أعلن ماكرون عن الموافقة على تقديمها للبنان. وقال ماكرون:" إنها مسألة إعطاء لبنان الوسائل للقيام بالإصلاحات الطموحة لكي يستعيد وضعه الاقتصادي، بدعم شركائه الدوليين، وبثقة كاملة.  وأنا سعيد لكوننا أقمنا اتفاقا مع الحكومة اللبنانية لإطلاقها بأسرع وقت ممكن. آمل أن يسمح ذلك لمجلس الوزراء ورئيسه أن يتقدما في المشاريع، ولا سيما في قطاع الكهرباء والبنى التحتية والإصلاح الإداري، لما فيه مصلحة مباشرة لكل اللبنانيين". ركز الرئيس الفرنسي على مبدأ الثقة، وإصلاح الكهرباء ووقف الهدر فيه، ليكون ذلك منطلقاً للبدء بالمشاريع.

لا ثقة واعتراض على أسماء

وهنا تؤكد المعلومات أن الفرنسيين غير راضين عن المسار المالي والاقتصادي والإداري و"الإصلاحي" في لبنان. كلام ماكرون لم يكن مختلفاً عن كلام بيار دوكان، وإن بطريقة ملطفة أكثر، ويركز المبدأ الفرنسي على أن لا ثقة مع لبنان، ولا ثقة بكل طريقة إدارة المشاريع والاستثمارات، وأكثر من ذلك، تكشف معلومات فرنسية، أن باريس غير موافقة على طريقة توزيع المشاريع وتقاسمها بين رجال أعمال محسوبين على قوى سياسية، وتشدد باريس على أن منطق الكوميسيونات، والمشاريع الربحية، لن تمرّ. وقد سمّى الفرنسيون أسماء بعض المقاولين، طالبين عدم دخولهم في مشاريع استثمارية. وكما في السياسة كذلك في الاقتصاد، فالشروط الاقتصادية قد تجد نفسها في ورقة يعمل حزب الله على إعدادها لموازنة الـ 2020، بما تتضمنه من بنود إصلاحية.

 

أليكسي صعب "الحزب اللهي": خبير تكنولوجيا ومتفجرات وجاسوسية

سامي خليفة/المدن/21 أيلول/2019

في سياق الضغط على حزب الله، وملاحقة عناصره وتتبع نشاطاته، أعلنت وزارة العدل الأميركية اتّهام أليكسي صعب (علي حسن صعب) البالغ 42 عاماً، بنقل معلومات لحزب الله، تحضيراً لهجمات محتملة في الولايات المتحدة. وفيما يلي نعرض لكم أبرز التفاصيل عن المتهم الجديد في التعامل مع الحزب.

محاضر جامعي وعميل لحزب الله

يُعرف صعب أيضاً بإسم علي ورشيد، ويعمل كمحاضر جامعي في تكنولوجيا المعلومات في نيوجيرسي. وتتهمه الولايات المتحدة بتزويد الحزب بمعلومات استخبارية مفصّلة حول مواقع ذات رمزية كبيرة في نيويورك، ولا سيما مقر الأمم المتحدة ومبنى "إمباير ستايت" و"تايمز سكوير" وجسور وأنفاق ومطارات.

وتزعم وزارة العدل الأميركية أن صعب عمل من عام 1996 إلى آذار 2019، في المنطقة الجنوبية من نيويورك وأماكن أخرى، وساعد في توفير "الدعم المادي أو الموارد" إلى حزب الله، كما قدم الخدمات، والمشورة للخبراء وقام حتى بتجنيد بعض الأشخاص.

مراقبة مواقع حساسة

وفقاً لصفحته على موقع "لينكد إن"، كان صعب مديراً لتقنية المعلومات لأكثر من عامين في شركة لإدارة النفايات في موريستاون يُطلق عليها "كوفانتا". وقبل ذلك، شغل العديد من المناصب في مجال تكنولوجيا المعلومات وكمهندس برامج، بما في ذلك لشركة "مايكروسوفت". وهو حاصل على درجة الماجستير في نظم المعلومات الحاسوبية من كلية زيكلين للأعمال، ودرجة البكالوريوس في الهندسة والكمبيوتر والاتصالات من الجامعة اللبنانية.  وحسب محاضر التحقيق الأميركية، طُلب من صعب الإعداد لخريطة مفصلة عن أهم المواقع في نيويورك، وقام بمراقبة محطة "غراند سنترال"، وسوق نيويورك للأوراق المالية، والمبنى الفيدرالي في 26 فيدرال بلازا، والمطارات المحلية. أما في بوسطن، فالتقط صوراً لسوق كوينسي ومركز برودنشال، من بين مواقع أخرى. وفي واشنطن العاصمة، قام بتصوير مبنى الكابيتول والكونغرس والبيت الأبيض.

وتؤكد لائحة الاتهام أن صعب ركز على وجه الخصوص، على نقاط الضعف الهيكلية في المواقع التي شملها الاستطلاع، من أجل تحديد كيف يمكن أن يتسبب الهجوم في المستقبل في حدوث أكبر قدر من الدمار. وتضمنت تقاريره المواد المستخدمة لإنشاء هدف معين، وكيفية الوصول إلى الهدف، ونقاط الضعف في المواقع المحددة.

كذب على السلطات الأميركية

دخل صعب في عام 2000، بشكل قانوني إلى الولايات المتحدة باستخدام جواز سفر لبناني. وفي آب 2008، حصل على الجنسية الأميركية، وأكد كذباً أنه لم يكن مرتبطًا بمنظمة إرهابية في ذلك الوقت. تزوّج صورياً في العام 2012 بهدف السماح لشريكة له، تحمل الجنسية الفرنسية، لم يُكشف اسمها في لائحة الاتهام، بالحصول على الجنسية الأميركية. وفي 13 أذار 2015، تقدم صعب بطلب للحصول على الجنسية لشريكته المتهمة بمساعدته في أنشطته العسكرية. إذ تقول لائحة الاتهام إنه دُفع له للزواج بها.

التدريبات

تزعم لائحة الاتهام أنه تم تجنيد صعب ليكون جزءًا من منظمة الجهاد الإسلامي، والتي تعرف أيضاً باسم جهاز العمليات الخارجية التابع لحزب الله "الوحدة 910". وفي عام 2000، انتقل صعب إلى العمل رسمياً مع الوحدة المسؤولة عن العمليات الخارجية، ثم تلقى تدريبات مكثفة على الأسلحة والتكتيكات العسكرية، بما في ذلك كيفية صنع القنابل والأجهزة المتفجرة الأخرى. تدرب صعب على بندقيات من طراز AK-47 و M16. وتقول لائحة الاتهام إن أحد عملاء الحزب زود صعب بـ"وسيلة اتصال إلكتروني" ليتواصل معه في الولايات المتحدة. بحيث كان إذا أراده الحزب أن يعود إلى لبنان، فسيتلقى رسالة بريد إلكتروني تحتوي على إشارة مشفرة. كجزء من تدريبه على المتفجرات، تم إعطاء صعب صوراً توضح مكان اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، وطُلب منه تحليل الصور لتحديد أشياء مثل النوع والحجم وآلية إطلاق المتفجرات المستخدمة. وفي عام 2005، وبعد وصوله من تركيا إلى الولايات المتحدة، تم إيقافه وإجراء تحقيق معه في المطار للتحري عن مادة متفجرة على حقائبه أو ملابسه. وخضع في العام نفسه لتحقيق، عندما وصل إلى مطار جون ف. كينيدي في نيويورك، من قبل أجهزة إنفاذ القانون الأميركية، وأقر بأن السلطات التركية أجرت معه تحقيقاُ مماثلاً بشأن اكتشاف آثار متفجرة على حقائبه، نافياً أي معرفة له بما يحدث.

من طالب إلى مجند

التحق صعب بصفوف حزب الله في عام 1996، وتم تجنيده بينما كان منخرطاً في منظمة طلبة الحزب في الجامعة اللبنانية. وكانت عمليته الأولى في لبنان تتمحور حول مراقبة وإعداد تقارير عن تحركات جنود الجيش الإسرائيلي وجيش لبنان الجنوبي المعروف بـ"جيش لحد" في قرية يارون الجنوبية. وقد أبلغ الحزب عن مواعيد الدوريات والتشكيلات والإجراءات عند نقاط التفتيش الأمنية والمركبات التي يستخدمها الجنود. تلقى اعتباراً من العام 1999 تدريبات لدى الحزب، امتدت لمدة سبع سنوات، زار خلالها لبنان حوالى عشر مرات، وبين عامي 2004 و 2005، شارك صعب في تدريبات على المتفجرات في لبنان، تلقى خلالها تعليمات مفصلة على آليات إطلاق المواد المتفجرة وأجهزة التفجير وتجميع الدوائر الإلكترونية.

محاولة قتل جاسوس إسرائيلي

وُجّهت إلى صعب تسع تهم بينها تهمتان بمساعدة منظمة إرهابية. وهما تهمتان عقوبة الإدانة بكل منهما الحبس 20 عاماً. أما عقوبة الزواج الصوري لغايات إرهابية فقد تصل إلى الحبس 25 عاماً. لكن أخطر ما تضمنته الاتهامات، هو محاولة صعب تنفيذ عمليات خطيرة وغير قانونية في الخارج، حين حاول قتل رجل يُشتبه بأنه جاسوس إسرائيلي. وقد قام صعب بحاولة إطلاق النار على هذا الرجل من مسافة قريبة وضغط على الزناد مرتين، لكن المسدس لم يطلق الرصاصة حينها. كما قام صعب أيضاً بجمع معلومات استخباراتية للحزب في مدينة إسطنبول التركية.

 

لا سحوبات بالدولار من هذه المصارف وبلبلة في الأسواق

عزة الحاج حسن/المدن/22 أيلول/2019

انتشر خبر مقتضب أحدث بلبلة بين المواطنين، مفاده أن "بعض المصارف جمّدت حسابات الزبائن الأونلاين لأسباب متعلقة بتحويل العملة، حتى لو كانت مبالغ ضئيلة. وأول هذه المصارف بنك لبنان والمهجر Blom Bank"، واستتبع الخبر استنتاجاً أن "كارثة ستحلّ بالعملة اللبنانية الأسبوع المقبل، إذا لم يتم ضخ الدولار في الأسواق، كما وإن مخزون القمح سينفذ في الأسابيع المقبلة إلى جانب الوقود". الخبر وإن كان مشوباً ببعض العبارات غير الدقيقة والاستنتاجات المتسرّعة، غير أنه يعكس جزءاً كبيراً من حقيقة أن أزمة الدولار دفعت فعلياً المصارف إلى اتخاذ إجراءات "احتياطية"، إذا صح التعبير، للحفاظ على سيولتها من العملة الأجنبية من جهة، ولردع شريحة من الزبائن تحوّلوا في الفترة الأخيرة إلى تجار عملة.

بلوم بنك يوضح

وبعد استيضاح "المدن" دقة الخبر أكد مصدر في بنك لبنان والمهجر (blom bank) أن المصرف قام بالفعل بتطبيق إجراءات مدروسة لعمليات سحب الدولار، غير أنه لم يعمد ولا يمكنه أن يقوم بتجميد أي من الحسابات الأونلاين.

ونظراً إلى أن المصارف مُلزمة بتسعير الدولار بحسب سعر السوق، المتراوح يومياً بين الـ 1507.5 ليرة و1517 ليرة، ما يعني أن سحب الدولار عبر آلات السحب الآلية ATM أو الأونلاين E.blom يتم وفق السعر الرسمي له، فذلك دفع ببعض الزبائن إلى تعمّد إيداع الأموال أونلاين بالليرة اللبنانية، وسحبها لاحقاً بالعملة الأجنبية (الدولار) ومن ثم بيعه إلى الصرافين. بمعنى آخر، تحوّل بعض الزبائن إلى تجار عملة، يحوّلون أموالهم من الليرة إلى الدولار وفق سعر الصرف الرسمي ويبيعونه إلى الصرافين بسعر يتراوح بين 1550 ليرة و1570 ليرة للدولار بهدف تحقيق أرباح، ووفق المصدر باتت هذه الوسيلة معتمدة لدى البعض كتجارة يومية.

إجراءات أخرى

تجنباً لخسارة الدولارات لصالح الصرافّين وبعض الزبائن من جهة، وحرصاً على سيولتها من العملة الأجنبية في ظل ارتفاع حدة الأزمة من جهة أخرى، عمدت المصارف ومن بينها بنك لبنان والمهجر إلى تعليق عملية السحب أونلاين بالعملة الأجنبية. كما خفضت سقف التحويلات من الليرة إلى الدولار وبالعكس من 10 آلاف دولار إلى 5000 آلاف دولار، علماً أن خفض سقوف التحويلات كانت قد عمدت إلى تطبيقة العديد من المصارف منذ أشهر. مصارف أخرى ذهبت أبعد من ذلك، وواجهت أزمة الدولار القائمة في البلد بتعليق عمليات السحب بالدولار الأميركي بشكل تام، ومنها من حصر عملية سحب الدولار فقط بزبائنه وحاملي البطاقات العائدة له، وضمن سقوف محددة، في حين علّقت عملية سحب الدولار من قبل بطاقات مصرفية تعود إلى مصارف أخرى ومنها بنك الموارد وفرنسبنك وغيرها..

أزمة دولار.. وبنزين ودواء

بالعودة إلى أزمة الدولار، وبصرف النظر عن أسبابها، إلا أن نتائجها لم توفّر قطاعاً إلا وطالته سلباً. فالعديد من القطاعات تأثرت بشح الدولار في الأسواق وإخضاعه لما يشبه عملية "الحجر" من قبل مصرف لبنان والمصارف التجارية، ولم تقتصر الأزمة على القطاعات بل طالت المواطنين بشكل مباشر وباتت الأسواق خارج السيطرة لجهة تسعير الدولار.

بدأت الأزمة مع قطاع المحروقات الذي رفع الصرخة أكثر من مرة، بسبب تعليق المصارف تسليم الدولار لموزعي المحروقات والمحطات، ما دفع بالقطاع الى إعلان الإضراب المفتوح وإقفال المحطات خلال الأسبوع المقبل، رفضاً لتحميله أعباء شراء الدولار من الصرافين المسعّر بين 1540 و1570 ليرة.

لم يكترث المعنيون لحل أزمة قطاع المحروقات وتأمين الدولار بسعره الرسمي، أو أنهم عجزوا عن تأمين الدولار والسيطرة على السوق. فتمددت الأزمة إلى قطاعات أخرى تعتمد على الاستيراد من الخارج ويشكّل الدولار مادة أساسية لسيرها، كقطاع الأدوية والقطاعات المرتبطة بمنتج القمح وكافة المستوردات الغذائية.. جميعها مواد معرّضة للنقص، وربما للإنقطاع ما لم يتم حل أزمة الدولار. ووفق معلومات "المدن"، فإن مستوردي المواد الغذائية باشروا بتحميل فارق سعر الدولار الذي يتكبّدونه إلى المواطن المستهلك. وهذا ما يبرر ارتفاع أسعار المواد الغذائية المستوردة بشكل كبير في الآونة الأخيرة.

 

مَن حفر حفرة الفاخوري لـ«التيار الوطني»؟

أسعد بشارة/الجمهورية/21 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78714/%d8%a3%d8%b3%d8%b9%d8%af-%d8%a8%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d9%85%d9%8e%d9%86-%d8%ad%d9%81%d8%b1-%d8%ad%d9%81%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%a7%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d9%84%d9%80%d8%a7%d9%84/

كيف تحوّلت قضية عامر الفاخوري من قضية عميل محكوم بالسجن لمدة 15 عاماً، مرّ عليها الزمن، ومن قضية نصّ عليها «تفاهم مارمخايل»، ضمن اتفاق تقديم غطاء مسيحي لسلاح «حزب الله» مقابل العفو عمَّن سمّاهم التفاهم المبعدين الى إسرائيل، الى قضية تسلّل عميل عبر مطار بيروت، وانكشاف هذا التسلّل، وسط صخب لا مثيل له، بدأت فصوله بمقال صحافي ولم تنتهِ، بأزمة صامتة بين «التيار الوطني الحر» و«حزب الله». مَن هو عامر الفاخوري؟ ولماذا عاد الى لبنان؟ وكيف انفجرت الأزمة؟

كان الفاخوري ابن الشريط الحدودي مسؤولاً في جيش انطوان لحد، متوسط الأهمية، فلا هو مسؤول أمني تنفيذي، ولا هو حارس مستودع أسلحة، كان يشغل مسؤولية معتقل الخيام، كان مأموراً من قيادته وآمراً على السجن، والطريف أنّ ملفَّه الذي حكمه به القضاء اللبناني، فيه تهمتان: التعامل مع اسرائيل، وتهمة الاغتصاب، والاخيرة للمفارقة رفعها ضده أحد عناصر «جيش لبنان الجنوبي» في أحد مخافر الشريط الحدودي حيث اتهمه باغتصاب خطيبته.

حكم على الفاخوري، بـ 15 سنة سجناً، وعندما انتهت مدة العقوبة وهو خارج لبنان، سقطت بمرور الزمن، وصار من حقه قانونياً أن يعود الى لبنان، لذلك قصد سفارة لبنان في واشنطن، كي يجدّد جواز سفره، بعد سقوط الحكم، فأُرسلت المعاملة الى لبنان، لكنه أُعلم بأنّ جواز السفر البيوميتري، يتطلّب حضوره، فقرّر العودة عبر مطار بيروت، طالما أنّ الحكم عليه سقط بمرور الزمن، فكان أن حجز جواز سفره الأميركي، وطلب للتحقيق وصدرت مذكرة توقيف بحقه.

كيف شطب اسم الفاخوري عن المذكرة 303؟ وكيف أصبح ملفّه خالياً من أيّ ملاحقة قضائية؟ يعود الجواب الى اجتماع المجلس الأعلى للدفاع الذي عُقد بعد شهرين من انتخاب الرئيس ميشال عون، ففيه تمّ البحث في شطب بعض الأسماء التي تعاملت مع اسرائيل، وكان الاجتماع في حضور الوزراء المعنيين ومنهم وزير المال علي حسن خليل الذي يمثل حركة «امل»، والذي يمثل فعلياً «حزب الله» و«امل» معاً، وتم الاتفاق في الاجتماع من دون تسجيل اعتراض من خليل او من أيّ وزير على أن تُحال هذه الاسماء الى القيادات المعنية لكي تضع معايير، للأسماء التي ستُشطب.

وأهم هذه المعايير أن لا يكون المتعامل قد تورّط في قتل مقاومين، وأن لا يكون قد نال الجنسية الإسرائيلية، وأن يكون قد أنهى الحكم القضائي المُدان فيه، وبدأت بالفعل عملية الشطب لمئات الأسماء، من أصحاب الادوار الهامشية، وتلك التي انطبقت عليها هذه المعايير، ومن هؤلاء عامر الفاخوري، الذي لم تكن في ملفه أيّ إدانة في قتل مقاومين، والذي لم يكن معروفاً حينها أنه يمتلك جنسية اسرائيلية.

بعد انطلاق العاصفة المفاجئة، لزم «التيار الوطني الحر» الصمت لساعات، وبدا أنه أُصيب في الصميم، لأنه لم يتوقع التصويب على عودة مَن طالب بعودتهم بموافقة «حزب الله»، ومن منابر لا تطلق هكذا حملات إلّا بموافقة الحزب، ثم بدأ سيل الصور التي تجمع الفاخوري في سفارة لبنان بواشنطن، فكانت صورته مع قائد الجيش العماد جوزف عون التي بيّن التحقيق التقني أنّ أحد الكتاب اللبنانيين المقيمين في أميركا قد نشرها، ثم وُزّعت عبر وسائل التواصل صورة مدير المخابرات على أنه العميد الياس يوسف الذي استقبل الفاخوري في المطار، وقد أضفى مصدر تسريب هذه الصورة الخاطئة على المشهد غرابة وتساؤلات كثيرة، علماً أنّ العميد يوسف خضع للتحقيق وتبيّن أنه مجرد ناقل للفاخوري بحكم قرابة عائلية.

سعى العماد عون قبل انتخابه رئيساً، وبعد انتخابه للإيفاء بوعده، في قضية العملاء، فقدّم مشروع قانون أقر في مجلس النواب عام 2018، في شأن عودة هؤلاء، وما أن بدأت وزارة العدل بوضع آلية تنفيذية لتطبيق القانون حتى أتت قضية الفاخوري، لتعيد وعد «تفاهم مار مخايل» الى الصفر. ربما كان على عون كما يقول مراقبون أن يبحث في شطب اسماء هؤلاء عن البرقية 303 في مجلس الوزراء بدل مجلس الدفاع الأعلى، أي بوجود وزراء «حزب الله»، لكشف الخيط الأبيض من الخيط الأسود، في «تفاهم مار مخايل».

 

هل ورط "عميل حزب الله" أليكسي صعب سياسيين في الحكومة اللبنانية؟

طوني بولس/اندبندنت عربية/21 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78725/%d8%b7%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d9%88%d9%84%d8%b3-%d9%87%d9%84-%d9%88%d8%b1%d8%b7-%d8%b9%d9%85%d9%8a%d9%84-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a3%d9%84%d9%8a%d9%83%d8%b3%d9%8a-%d8%b5/

لم تكد تمر أشهر قليلة على إدانة القضاء الأميركي اللبناني علي كوراني، المتورط في التحضير لتنفيذ اعتداءات في الولايات المتحدة لصالح "حزب الله"، حتى برز اسم لبناني آخر يُدعى أليكسي صعب، تتهمه واشنطن بالتجسس ونقل معلومات لـ "حزب الله" تحضيراً لشن هجمات محتملة في أميركا.

عميل "حزب الله" في أميركا

وزارة العدل الأميركية كشفت عن أن علي حسن صعب، هو الاسم الحقيقي لـ "أليكسي صعب" الملقب بـ "رشيد"، وقد بدأ مسيرته مع "حزبِ الله" منذ عام 1996، حين نفذ أول عملية مراقبة داخل لبنان لصالح الحزب في منطقة يارون الجنوبية، وانتقل بعدها عام 1999 إلى مرحلة التدريب على أنواع متعددة من الأسلحة النارية.

عام 2000، انتقل صعب (42 عاماً)، إلى عضوية وحدة "حزب الله" المسؤولة عن العمليات الخارجية، ثم تلقى تدريباً مكثفاً في مجال الأسلحة والتكتيكات العسكرية، بما في ذلك كيفية صنعِ القنابل وغيرها من الأجهزة المتفجرة. وفي العام ذاته، دخل إلى أميركا بصورة قانونية باستخدام جواز سفر لبناني، قبل أن يتقدم عام 2005، بطلب الحصول على الجنسية الأميركية، ليكون له ذلك عام 2008. وبين عامي 2004 و2005، حضر صعب تدريباً على المتفجرات في لبنان تلقى خلاله تعليمات مفصلة في مجالات عدة، منها آليات التفجير والمواد المتفجرة.

وعلى الرغم من انتقال صعب للعيش في أميركا، إلاّ أنّه ظل عضواً في منظمة الأمن الخارجي "910" التابعة لـ "حزب الله"، وعمل على مراقبة عشرات المواقع في مدينة نيويورك، بما في ذلك مقر الأمم المتحدة وتمثال الحرية ومركز روكفلر وتايمز سكوير والمطارات المحلية، والأنفاق والجسور. وقدم تفاصيل ومعلومات استخبارية عن هذه المواقع، تتضمّن صوراً فوتوغرافية لصالح "حزب الله"، الذي تصنفه الولايات المتحدة تنظيماً إرهابياً.

مصادر ديبلوماسية تكشف تورط حلفاء الحزب

مصادر دبلوماسية غربية قالت إن ملاحقة أعضاء تابعين لـ "حزب الله" يأتي في سياق "قرار قضائي أميركي صدر منذ عام تقريباً، يقضي بإنشاء وحدة خاصة بالتحقيق حول تمويل حزب الله من خلال تبيض الأموال والإتجار بالمخدرات لغايات الإرهاب. فالسلطات الأميركية تعتبر أن عمليات الحزب في تهريب المخدرات وتبييض الأموال تأخذ بُعداً عالمياً، وتُستخدم هذه الأموال لشراء أسلحة ولتمويل عناصر الحزب في سوريا، ودعم المتمردين الحوثيين في اليمن".

أذرع "حزب الله"

وتضيف المصادر أن "توقيف المدعو علي حسن صعب يأتي في سياق قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب تطبيق قانون كاسندرا الذي أقره الكونغرس عام 2015، إلاّ أنّ الإدارة الأميركية في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، تهاونت في تطبيقه بذريعة الخوف على استقرار لبنان"، مشيرةّ إلى أن قانون "كاسندرا" يستهدف أذرع "حزب الله" المالية، بخاصة تلك "المنتشرة في عدد من دول أميركا الجنوبية ومنها فنزويلا، حيث يعطي الرئيس الفنزويلي المخلوع نيكولاس مادورو الحماية للعصابات التابعة لإيران".

وأكدت المصادر أن التحقيقات مع المدعو علي حسن صعب، "بدأت تكشف الصندوق الأسود لشخصيات سياسية لبنانية حليفة للحزب، تسهل العمليات التجارية المشبوهة التي يقوم بها صعب من خلال 16 شركة معروفة لحد الآن، وهي غروبو دومانو الإيطالية، وأربع شركات في بنما وإحدى عشرة شركة في كولومبيا، تتعامل مع شركات لبنانية مسجلة أوفشور، وأخرى يديرها رجال أعمال سوريون، معظمها تعمل من الأراضي اللبنانية".

لا مفر من العقوبات

وأوضح المصدر أن الوحدة الخاصة بالتحقيق حول تمويل تنظيم "حزب الله" في وزارة العدل الأميركية، "تراقب أنشطة بعض الشركات اللبنانية التابعة في بعض الأحيان لمسؤولين لبنانيين، منهم أعضاء في الحكومة لديهم ارتباطات مع صعب وآخرون تعتبرهم أميركا مساهمين بنقل الأموال إلى الحزب". وأضاف أنه "في حال التوصل إلى أدلة دامغة، لن تتأخر عن فرض عقوبات على تلك الشركات ووضع القائمين عليها على اللوائح السوداء".

وتابعت المصادر شرح بعض العمليات المعقدة التي تعتمدها "أذرع حزب الله المالية لتبييض الأموال غير الشرعية، عبر شركات في أميركا الجنوبية، وتنقلها إلى مصارف أوروبية ومن ثم إلى لبنان، من خلال عمليات تجارية مموهة ومتعددة الأطراف"، مؤكدة أن "قانون كاسندرا يتيح لوحدة التحقيق متابعة مسار وصول تلك الأموال إلى "حزب الله" والعمل على تجفيف منابعه المالية غير الشرعية".

الوطني الحر يقلّل من أهمية صعب

في المقابل، قلّلت مصادر في "التيار الوطني الحر"، حليف "حزب الله"، من أهمية صعب ومحاكمته في الولايات المتحدة، معتبرة أنه غير معروف في أوساط الحزب، واضعة الأمر في سياق ما تسميه "الرغبة الأميركية في إعادة فتح ملف منظمة الجهاد، والتسويق لفكرة أن حزب الله لا يزال ينشط أمنياً خارج لبنان، بدليل العملاء الذي يجري القبض عليهم".

وقالت المصادر إن "هناك شخصيات أمنية رفيعة المستوى في حزب الله لا يجري التعرف عليها ولا أحد يعرفها إلاّ في حالات الموت أو الاعتقال، أما قضية صعب من بين الكثيرين الذين أُلقي القبض عليهم في الآونة الأخيرة، وهم جميهم من المتمولين"، بحسب تلك المصادر.

عشرات السنين بإنتظار صعب

وقال المدّعي العام الفيدرالي في مانهاتن جيفري بيرمان، إن صعب "كان يبحث عن أهداف محتملة في الولايات المتحدة"، مضيفاً أن "المعتقل وعلى الرغم من حصوله على الجنسية الأميركية، موال لحزب الله، المنظمة الإرهابية المسؤولة عن اعتداءات أسفرت، على مدى عقود، عن مقتل مئات الأشخاص".

ويواجه صعب اليوم تهماً ثقيلة، من بينها "تقديم الدعم المادي لمنظمة إرهابية أجنبية، وهي جريمة يعاقب عليها بالسجن مدة أقصاها 20 سنة، إضافةً إلى أنّ تلقي تدريب عسكري من منظمة إرهابية، جريمة يعاقب عليها بالسجن مدة عشر سنوات".

 

مَن منكم ليس عميلًا أيّها الحاقدون ومطلقو المذمّات في التخوين؟

" يوسف ي. الخوري، استاذ جامعي ومخرج سينمائي/ليبانون ديبايت"/21 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78720/%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d9%85%d9%8e%d9%86-%d9%85%d9%86%d9%83%d9%85-%d9%84%d9%8a%d8%b3-%d8%b9%d9%85%d9%8a%d9%84%d9%8b%d8%a7-%d8%a3%d9%8a%d9%91%d9%87%d8%a7/

في اجتماع لأعضاء الجبهة اللبنانية سليمان فرنجية وكميل شمعون وبيار الجميّل بالرئيس السوري حافظ الأسد، دار الحوار التالي حول تعامل الرائد سعد حدّاد مع الإسرائيليين:

- الرئيس الأسد: يجب وَضْع حدّ لظاهرة سعد حدّاد والتعامل مع إسرائيل، عيب يا جماعة نحن في النهاية عرب!

- بيار الجميّل: (بانفعاله المعروف) C’est un traître, il faut le tuer! (إنه خائن ، يجب قتله!)

هنا زمجر الرئيس فرنجية زمجرته المعهودة إيحاءً إلى عدم رضاه عمّا قاله الجميّل، ثم توجّه بالكلام إلى الرئيس الأسد: سيادة الرئيس.. لو كنت أنا في الموقع الذي وُضِع فيه سعد حدّاد، لفعلت نفس الشيء مثله من دون أيّ تردّد!

(انتهى الكلام عن الاجتماع)

إن عبارة "الموقع الذي وُضِع فيه سعد حدّاد" هي العبارة السحرية التي تحسم السجالات بشأن "عمالة" عامر الفاخوري أو أي جندي سابق في جيش لبنان الحر أو الجنوبي فيما بعد.

في العام 1960 تمكّنت مجموعة من جهاز الموساد الإسرائيلي من اعتقال النازي Adolf Eichmann أحد المتورّطين في عملية الإبادة الجماعية التي تعرّض لها اليهود إبّان الحرب العالمية الثانية، وأحضروه من الأرجنتين إلى إسرائيل لمحاكمته. صحيفة The NewYorker الأميركية انتدبت الكاتبة والفيلسوفة الهوديّة من أصل ألماني Hannah Arendt لتغطية وقائع المحاكمة التي انتهت بشنق Eichmann. اختيار Arendt لم يكن بريئًا إذ كان يُراهن على يهوديّتها لتسويق ودعم قانونيّة المحكمة والحكم الذي سيصدر عنها، إلا أن تقرير Arendt النهائي تحت عنوان "Eichmann in Jerusalem" شكّل مفاجأة بمثابة صفعة للموساد وللقضاة ولإدارة الصحيفة التي انتدبتها، كما للّوبي اليهودي العالمي، فـ Arendt لم تجد Eichmann مذنبًا كما لم تجد أنّه يحمل أي كراهية تجاه الذين اعتقلوه ويحاكموه، رافعةً عنه كل مسؤولية في قضيّة محرقة اليهود إذ اعتبرت أنّه ببساطة يمارس وظيفته. (صفحة 135 من التقرير)

لم تُطلق الفيلسوفة Arendt حكمها عشوائيًّا – وهنا الكلام موجّه لكل من يُطلق الأحكام جزافًا على وسائل التواصل -، بل دعّمته بدراسات معمّقة مرتكزة على علوم النفس والاجتماع والإنسان كما وعلى مشاهداتها الميدانية، حتى أضحى تقريرها المرجع الأهم في علم السياسة خلال القرن العشرين. باختصار اعتبرت Arendt أن Eichmann لم يكن "سيد أفعاله" في أعمال إبادة اليهود لأنّه كان عاجزًا عن تغيير شيء، حتى أنّها دعّمت زعمها الأخير بالقول بإن معظم الذين يعيشون ضمن نظام شمولي (totalitarianism) كنظام Hitler يتأثّرون ويمتثلون لأحكام هذا النظام معتقدين أن هذا هو الصح. ولم تتأخّر Arendt عن دراسة تاريخ Eichmann الذي هو عبارة عن كونه تابعًا دومًا في أكثر من منظّمة وحركة قبل انتمائه كتابع أيضًا إلى النازية، لتقول "إن الرجل لم يكن يومًا سيد نفسه". ولم تترد من انتقاد سلوك "الغيتّو" اليهودي الذي يُديره أصحاب المصالح، وهو الأمر الذي لم يثنِها عن القول بإن "اليهود هم مَن قتلوا أنفسهم"...

لنعُدِ الآن إلى عامر الفاخوري ونُطلق محاكمته – على افتراض أن ذلك من حقّنا – طارحين بعض الأسئلة على غرار Hannah Arendt كي نكون موضوعيّين قبل اتهامه بأنّه "عميل". ما هي الظروف التي أوصلت الفاخوري إلى جيش لبنان الجنوبي؟ ما هي الأجواء التي كان خاضعًا لها؟ هل كان سيّد قراره أم متلقٍّ للأوامر؟ هل شخصيّته سليمة أم مضطربة؟ والمحكمة التي حكمته عام 1998، تحت أي ظرف كانت تمارس عدالتها؟...

إن الإجابة على هذه الأسئلة تستدعي العودة إلى تواريخ قريبة وموثّقة ولو أن البعض يتجاهلها أو يُنكرها.

عامر الفاخوري عمره اليوم 56 سنة، ما يعني أنّه لمّا تأسس جيش لبنان الحر في العام 76 كان عمره 15 سنة، ما يؤكّد أن انضمامه لاحقًا إلى هذا الجيش هو وليد أجواء وظروف عايشها في تلك الحقبة. فما هي ظروف نشأة هذا الجيش والأجواء التي رافقته بين العامين 76 و 2000؟

في كانون الثاني من العام 76 انشق أحمد الخطيب عن الجيش اللبناني من ثكنة مرجعيون وشكّل "جيش لبنان العربي" الداعم للفلسطينيين، ثمّ راح يهاجم ثكنات الجيش في الجنوب، ما شتت أفرادها ودفعهم إلى الفرار والاحتماء في القرى المجاورة، ومن بعدها ساهموا بمؤازرة الأهالي في الدفاع عن بعض القرى التي آثرت عدم الاستسلام كالقليعة ورميش وغيرهما.

جيش لبنان العربي ومنظمة التحرير والصاعقة أمعنوا في انتهاك حرمات القرى الجنوبية وتجويعها وارتكاب المجازر بحق أهاليها العزل واغتصاب نسائها وذبح أطفالها وشيبها كما حصل في العيشية والخيام.

في آذار 76 أمر قائد الجيش اللبناني حنا سعيد بإعادة تشكيل عناصر الجيش التي أخلت ثكنات الجنوب ضمن تجمّع عسكري في قضاء بنت جبيل، وقد كلّف بالمهمّة الرقيب أول مغوار سمير الحاج يعاونه الرقيب أول حنا الحاج، على أن يتبع التجمّع المُستحدث منطقة القليعة بقيادة الرائد سعد حدّاد. (أنظر أدناه مذكّرة الخدمة الصادرة عن قيادة الجيش)

من بلونة كسروان وبالتحديد من منزل الرئيس كامل الأسعد انطلق سعد حدّاد لحماية القرى الجنوبية، وقد كلّفه يومها الرئيس الأسعد تأمين 11 ألف قطعة سلاح لأعوانه من الشيعة للدفاع عن أنفسهم.

كان العسكريون التابعون لتجمّع القليعة – بنت جبيل يتقاضون رواتبهم من الدولة اللبنانية.

حقق هذا التجمّع سيطرة ميدانية على مختلف مناطق الجنوب، لكنّه وقع تحت حصار مُحكم من قوى جيش لبنان العربي والفلسطينيين بحيث لم يبقى أمامه سوى بوابة إسرائيل تفاديًّا للأزمات المعيشيّة والاقتصاديّة، فسمح لهم الرئيس فرنجية باللجوء الى الدولة العبرية لتأمين ما يلزم للحفاظ على السكان من الموت والمجاعة وانتشار الامراض، شرط ألا يكون ذلك على حساب السيادة اللبنانية.

بقيت علاقة تجمّع القليعة – بنت جبيل منتظمة مع الدولة اللبنانية لغاية الاجتياح الإسرائيلي في العام 1978. ففي 1-1-1979 جمّدت حكومة سليم الحص رواتب هذا التجمّع وجرّدت الرائد حدّاد من رتبه وأوسمته، ما حدا بالرئيس الياس سركيس إلى القول في خطاب رأس السنة، "إننا بعملية قطع الرواتب تلك أهدينا إسرائيل 500 من خيرة جنودنا"، ملمّحًا بذلك إلى عدم رضاه عن القرار الأخير الذي قد يكون بإيعاز من جهّة خارجية نافذة.

جاءت ردّة فعل سعد حدّاد على تخلّي دولته عنه بإعلان "دولة لبنان الحر" التي جبرًا ستكون متحالفة مع إسرائيل كي تستمر.

استمرت القطيعة بين الدولة اللبنانية وسعد حدّاد حوالي ثلاث سنوات ونيّف، لتعود بعدها العلاقة إلى سابق عهدها وتحتضن قيادة الجيش عسكرها الجنوبي وتُعيّن العقيد سمير أيوب قائدا لتجمّع القليعة - بنت جبيل من ثكنة صربا حيث اهتمّ النقيب عدنان الحمصي، وهو أحد ضباط تجمع القليعة سابقا، بتسيير الاعمال الادارية للتجمّع بمعاونة جهاز إداري خاص.

في 4 كانون الثاني 1984 ربح الرائد سعد حداد الدعوى القضائية التي أقامها ضد الحكومة اللبنانية واستعاد جميع حقوقه وأوسمته ورتبته العسكرية. بعد ذلك بأسبوع تُوفي جرّاء مرضَ عُضال.

كان على الدولة اللبنانية وقيادة الجيش تعيين بديل عن حدّاد، لكنّها كانت حذرة نظرًا لعودة النفوذ السوري بعد تراجع الإسرائيليين من منطقة بيروت. ولعدم توريط أي ضابط في السلك، وقع الخيار على الضابط المتقاعد أنطوان لحد بإيعاز ودعم من الرئيس كميل شمعون، ولحد كان يسكن في المنطقة الشرقيّة ولم تكن له أيّ صلة بالجنوبي قبل تعيينه.

بعد سقوط شرعيّة العماد ميشال عون في تشرين الأول 1990 وإحكام السوريين سيطرتهم في لبنان، بقي "جيش لبنان الجنوبي" (التسمية تبدلت بعد استلام لحد) على مواقفه المعادية لسوريا، وانتقل مئات المقاتلين المسيحيين من أصحاب نفس التوجّه إلى المنطقة الحدودية كعناصر من حزب حرّاس الأرز بقيادة أبو أرز صاحب شعار "لبنان أولًا" الذي تبنّته قوى 14 آذار لاحقًا، ولسخرية القدر ضمّت هذه القوى في صفوفها أحمد الخطيب بينما أبو أرز لا يزال مُبعدًا عن لبنان بموجب أحكام غيابيّة صدرت بحقّه أبان زمن الوصاية السوريّة على البلد.

ظلّ أنطوان لحد على تواصل مع الشرعيّة اللبنانية بعد اتفاق الطائف، لاسيّما خلال عهد الرئيس الياس الهراوي الذي كان صديقًا لأنطوان لحد منذ سبعينيّات القرن الماضي، وكانت تأتيه التوجيهات دومًا بالتريث حتى يحين الوقت لحل مشكلة العسكريّين الجنوبيّين.

استمرّت قيادة الجيش اللبناني في دفع رواتب عناصر الجنوبي التابعين لها من العام 1976 وحتى العام 2000 باستثناء الفترة بين العامين 1979 و1982.

قبيل انسحاب عناصر وعائلات الجنوبي إلى إسرائيل، وجّه أنطوان لحد كتابًا مفتوحًّا للرئيس إميل لحود عارضًا فيه أن يشمل العفو عن فترة الحرب الصادر عام 1991 هذه العناصر ليعودوا إلى كنف شرعيتهم، وعرض ألا يشمله شخصيًّا هذا العفو إذا كان لا بدّ من ثمن لهذه الخطوة، لكنّ الكتاب بقي من دون جواب، ما شكّل إعلانًا لرفض الدولة اللبنانية لهم، ولم يعد أمامهم سوى بوابة الدولة العبريّة للرحيل.

بعد هذا العرض الوجيز المسبوق بنظريّات Hannah Arendt التي تبني لإطلاق أحكام دقيقة على الأفراد، نقول إنّه ليس بالإمكان إثبات عمالة عامر الفاخوري إلّا بمنهجيّة مبنيّة على نظريات Arendt، وهو الأمر الذي ينطبق أيضًا على اتهام الفاخوري بأنّه مجرم حرب. فبما يخصّ العمالة نعتقد – وهذا متروك في النهاية للقضاء – أنّ الفاخوري سقطت عنه كل التهم بالقانون، أما أن يكون بالفعل مجرم حرب فهذا يقضي بفتح المحاكمات والبحث قبل كل شيء عن الأسباب التي وضعته في هكذا سلوك، إضافة إلى تحليل شخصيّته واستكشاف دوافعه الحقيقية. أولا يكفي كلام السيّد حسن نصرالله بالأمس عن التمييز بين المتعاملين مع العدو والمتعاملين المجرمين، ليتريّث الحاقدون وموزّعو الشهادات في الوطنيّة والمذمّات في التخوين قبل اطلاق أحكامهم!!؟

 

ثنائية ”كميل وكمال” في الجبل… هل يُكرّرها باسيل مع جنبلاط؟

مجد بو مجاهد/النهار/السبت 21 أيلول 2019

بات من المتعارف عليه أن مدّة شهر العسل بين “التيار الوطني الحرّ” والحزب التقدمي الاشتراكي، لا تتجاوز أياماً حداً أقصى. وتتكرّر محاولات اصلاح ذات البين بين الشريكين في الوطن على الطريقة الكنسيّة أوّلاً في دير القمر، ثمّ “مصارحة ومصالحة” وفق أسلوب “أبو ملحم”، فيوم عَسل في اللقلوق، وضحكات متبادلة في صورة كلامها منقّح بـ”الشراكة السياسية والادارية والانمائية”. ولم يلبث “الجيران” أن سمعوا صوت مشادة بين وزراء الطرفين على طاولة الحكومة. وتزامنت هذه المرحلة مع تبنّي وسائل اعلام “التيار البرتقالي” شعار “وقاحة المهجِّر في حقّ المهجَّر”، في تصويبها على الرفض “القوّاتي- الاشتراكي” لخطة وزير المهجّرين غسان عطاالله. وبذلك، تسيطر النغمة القديمة – الجديدة على أجواء التقدمي – التيار، وهذا من شأنه، على الأقّل، أن يفكّك رموز مرحلة ما بعد صورة اللقلوق والغاء زيارة رئيس حزب “القوات” سمير جعجع الى الشوف، ويطمئن الغيارى على عُمر العسل الطويل بين التقدمي و”القوات”.

وتُطرح تساؤلات منها تفصيلية ومنها ما يحتاج الى توسيع الكادر، لتبيان أسباب التباينات السريعة والمستجدة بين التقدمي و”التيار”. ويؤكّد عضو تكتل “لبنان القوي” النائب حكمت ديب لـ”النهار” أن “المشكلة واضحة في حقوق المهجرين، التي لم ينالوها على مرّ العهود المتتالية للوزارة، ولا تزال المشكلة قائمة. الإرادة متوافرة بإقفال الوزارة، ولكن ثمة من المهجرين لم يرجع لهم “من الجمل دينته”، بعدما استبيحت املاكهم ودمّرت وحرقت. واذا كان هناك من يستشعر نفسه مستهدفا في الموضوع، فهذا يدل على أن الأموال ذهبت في الوجهة غير الصحيحة. ثمّ إن وزير المهجرين هو على بيّنة من آلاف المواطنين الذين لم ينالوا حقوقهم، ونأسف للتعامل بهذه الطريقة”. ويقول ديب إن “المقصود من كلام صورة اللقلوق عن الشراكة السياسية والانمائية هو الشراكة في الجبل وترسيخ حضور أهلنا، وهذا غير ممكن في غياب التنمية والأشغال. فالشراكة في الجبل لها مقوماتها، والشعارات كثيرة لكن لا بد من إجراءات عملية على الأرض. ويبدو أن الجو ليس ايجابياً على هذا الصعيد، ونتمنى أن نكون مخطئين”.

لم يوقّع التقدمي وثيقة الطلاق مع “التيار” بعد المصالحة الأخيرة رغم المشادات المستجدة، ولا رغبة في العودة الى المتاريس بعد المصالحات التي فتحت صفحة تواصل جديدة مع العونيين. الجولة الأخيرة من التباينات مردّها الى رفض خطّة عطاالله باعتبار أنها “استنسابية وغير مفصّلة وغير متوازنة وأرقامها مضخّمة”، وفق مقاربة التقدمي. ويؤكّد عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب بلال عبدالله لـ”النهار” أنه “كانت ثمة محاولة لتمرير أرقام من دون خطّة واضحة. يجب اذاً الاطلاع على الخطّة في ملف تسلّمناه عشرات السنين واتُّهمنا به. ويصرّ التقدمي على اقفال الملف، لكنه يتساءل عن الكلفة والخطة”. ويوضح أن “التقدمي يسعى الى شراكة وطنية وطي صفحة الحروب والحفاظ على الاستقرار والمصالحة، لا الى شراكات ثنائية في الجبل والحصص والتعيينات”، مضيفاً: “إننا لسنا متحمسين لعقد أي مبايعات ثنائية ونتموضع في الموقع الوسطي وسنبقى فيه”.

لا يقتنع كثيرون بأن جولات العنف السياسي المستمرة بين التقدميين والعونيين، سببها الخلاف على ملفات تفصيلية أو على نغمات مستهلكة قديمة – جديدة. ويحكى في الصالونات أن وزير الخارجية جبران باسيل يريد الوصول الى مبتغى واضح، وهو عقد زواج سياسي – ماروني مع التقدمي، والتخلّص من “الضرّة” “القواتية” أمّ المصالحة ومنجبتها. وتبدو المشهدية أبعد نسبةً الى الخبراء في العقل الجنبلاطي، الذين عاصروه منذ حقبة “قرنة شهوان” وصولاً الى “ثورة الأرز”.

ويقول النائب السابق الدكتور فارس سعيد لـ”النهار” إن “المصالحة حصلت في آب 2001 برعاية البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير وبمشاركة قرنة شهوان آنذاك. يعتبر التيار العوني أن المصالحة التي حصلت ونتج منها تحالف بين فريق قرنة شهوان، وتحديدا القوات اللبنانية وبين وليد جنبلاط، ليست كاملة وأنه يجب استكمالها من خلال استبدال الشريك المسيحي المتمثل بالقوات، بفريق مسيحي جديد هو التيار. وكل ما حاول باسيل القيام به من خلال الاستثمار في خصومات جنبلاط في البيئة الدرزية، يهدف إلى لفت انتباه جنبلاط من أجل أن يستبدل منطق المصالحة القديم بمصالحة انتخابية – سياسية مع التيار العوني”.

ويرى سعيد، الذي شرب نخب “ثورة الأرز” مع جنبلاط، أنه “رغم تخوف المسيحيين من تقلبات جنبلاط، لكنه في هذا الموضوع ثابت ويدافع عن هذا الثبات، وهو غير قابل للانقلاب على حلفائه القدماء أو الاستثمار في تحالفات جديدة. ويأتي تبريد الاجواء مع التيار كعامل طبيعي نزولا عند رغبة حزب الله اولا، ولأنه يسعى إلى صفر مشاكل مع المسيحيين. فهو اولا من جيل الحرب ويعلم كلفة الاصطدام، وهو رجل مصالحة ولا يريد مشاكل مع المسيحيين بمختلف أطيافهم بدءاً من الكنيسة، فالأحزاب ثانياً، وعلاقته المباشرة مع المسيحيين”.

ويلفت الى أن “طلب الشراكة في الجبل قديم – جديد. ويطالب المسيحيون بأن يكون لهم حضور من خلال احزابهم، والحضور محقَّق. فهنري حلو ابن أبرز أعلام الموارنة لم ينل أكثر من 500 صوت مسيحي. ويسعى باسيل إلى تكرار تجربة كميل شمعون في الجبل، لكن التجربة فشلت والخسارة الكبرى تلقاها العهد والرئيس القوي وتلقاها المسيحيون معه، نظرا إلى الكاريكاتور السياسي لمخرج واقعة قبرشمون الذي ساهم به وقوف الدروز والسنّة وقسم كبير من المسيحيين صفا واحدا خلف جنبلاط، فضلا عن البيان الأميركي وخوف حزب الله من اشتعال جبهة الجنوب”. وهل يمنح جنبلاط كرسيا ثانيا لباسيل في الجبل إلى جانب كرسيه؟ يجيب سعيد: “انتهت قبرشمون بأن وليد هو زعيم الجبل… وإذا أرادوا خوض اختبار آخر فليتفضلوا”.

 

عودة عامر الفاخوري "الخيامي" وجبهات الذاكرات والمصالح والريوع

وضاح شرارة/المدن/السبت 21 أيلول 2019

فتحت زيارة عامر الفاخوري إلى بلده "السابق" (لبنان)، وهو آخر آمر لمعتقل الخيام الاسرائيلي-اللبناني في عهد ولاية الضابطين اللبنانيين الرائد سعد حداد، ثم اللواء أنطوان لحد (1978-2000)، على جزء من جنوب لبنان، جبهات ذاكرات ماضية وراهنة، وجبهات صمت ونسيان، معاً. فدخول الضابط السابق والعامل في إمرة الاحتلال الاسرائيلي، الأراضي اللبنانية من مطار بيروت، وبعد تدقيق الأمن العام الذي لم تخفَه هوية العائد المستترة بجنسيته الاميركية "الجديدة"، أيقظ حروباً لم يطفئ رمادُها جمراتها، ولا يزال معظم محاربيها ومقاتليها أحياء يسعون، ولم تندمل جروحها. وهذه الحروب فرقت بين أنصار الاحتلال الاسرائيلي، والمحتمين به والمقاتلين في صفه، وبين أعدائه والثائرين عليه وعلى المنضوين إليه. ولكنها فرقت، في أوقات تالية، بين جماعات أعداء الاحتلال ومقاتليه، ولا تزال تفرق بينهم الى اليوم.

فتصدر استنكارَ العودة "الآمنة"، بذريعة العفو وتقادم الزمن، بعد إفشاء خبرها بواسطة جهاز الاعلام الفيلقي الخامنئي، بعض قدامى المقاتلين الشيوعيين واليساريين من مسجوني معتقل الخيام. وأحيا الاستنكار ذكرى الأسر والتحقيق والتعذيب والقهر الأليمة، من وجه أول. وبعث، من وجه آخر، خيال أو طيف الدور السياسي الذي اضطلع به يومها من قاتلوا الاحتلال الاسرائيلي تحت لواء "جبهة" اسمية وضعيفة البنيان الداخلي. وكيفما قُدِّر هذا الدور وثُمِّن، تُقدِّم أحزابُ "الجبهة" مقاومتها الاحتلال الاسرائيلي على خوضها الحروب الأهلية الملبننة في الأعوام السبعة السابقة (1975-1982) أو الأعوام العشرة، في قيادة فلسطينية متعاظمة السطوة. وذلك أن من يتصدون اليوم لوراثة هذا الدور، ويحسبون أنفسهم أيتامه المظلومين، يميلون إلى تعظيمه من طريق حيل حسابية مثل إحصاء إسهامهم في عدد القتلى الاسرائيليين إلى حين انكفاء قوات الاحتلال إلى الشريط والألف كيلومتر المربعة الباقية، والسهو عن أعوام 1985-2000، والأعمال العسكرية اليومية التي أفضت إلى جلاء الاحتلال، ورسخت الاستيلاء الحزب اللهي ومن ورائه السوري على شطر من لبنان واللبنانيين، وعلى السياسة والادارة العامتين.

وعلى هذا، فتذكر المعتقل وصنيع "كلاب حراسته" و"عمّال" الاحتلال المحليين عليه، لا يقتصر على رغبة في تأريخ أمين للاحتلال والعمالة، أو على رعاية عادلة لحوادث لم تمضِ وحرص على توزيع المسؤوليات. فهذه، على حقيقتها، لا تنفصل عن إيجاب هوية ودور أهليين، سياسيين وعسكريين، يرجو أصحابهما إعمالهما في تعريفهم تعريفاً راهناً. والإلحاح الحالي في تقويم الدور الظرفي رد على إرادة المنظمة "الاسلامية" تسويغ استبدادها بسوس معظم الدولة اللبنانية، وحملها الاستبداد هذا على حق وَقَفَه عليها وحبسَه انفرادها بـ"تحرير" الألف الكيلومتر المربعة. ويعود شطر راجح من تحويل إجلاء المحتل ريعاً ذُرياً (من الذراري، على شاكلة صنف الوقف هذا)، إلى "ولي الأمر" المرجع وبيت ماله وحرسه ومعسكراته وسلاحه، باسم حق الدم وحقوق عائلة "القتلى".

ويقضي ميزان الريوع هذا، وتوزيعه الغنيمة والفيء على الجند والمقاتلة، بتأخير مرتبة من يضعف دوره اليوم تبعاً لما يحتاج إليه صاحب النصر والولاية. فتبلغ مرونة الذاكرة- وحين شاع وصفها بـ"الشعبية"، في أوائل السبعينات الفلسطينية، نصبت فيصلاً قاطعاً في الهويات وأصالتها قبل أن تمسي خرقة بالية- مبلغاً يخول سدنتها المأذونين من أنفسهم إسباغ رتبتها على من شاؤوا، وحرمان من شاؤوا منها. فمن لا شك في إسهامه في هيئة أركان التنسيق والمواطأة والتوسل، ترفع مرتبته في جوق الشرف المزعوم. ويحصد هذا تثبيتاً لهوية الحليف، "الأبله النافع" موقتاً، وحطاً من هوية خصمه وتاريخه.

ولا تنفع تعبئة وقائع متفرقة أخرى ومختلفة في وجه الوقائع التي يلوح بها صاحب الحق "المظلوم". فبعض من ذاقوا المر في معتقلي أنصار والخيام كان جلاداً في معتقلات كثيرة وأقبية تعذيب وتقرير وإكراه انتشرت في ملاجئ أبنية قيد الانشاء و"على العظم" في معظم المدن "الوطنية". والمناضلون "الوطنيون" هجَّروا وسرقوا وقتلوا خارج مسارح القتال.

والأوصياء عليهم، وعلى هويتهم، ارتكبوا جرائم حرب وجرائم في حق الانسانية لا تحصى. و"المقاومة" هي بقية تصفيات متبادلة قتل "عبدالله" في أثنائها "عبيدالله"، واغتال سعد سعيداً، وانتهى عبدالله أن يكون القتيل وليس القاتل. فإنكار "مساواة الجلاد بالضحية"، أو "أنسنة العدو"- والمعنيان ركن في الخطابة الحرسية ومحاكمتها من علو أخلاقي وحقوقي شاهق صغار المتعاونين وأزلام السفارات- هذا الإنكار يتعثر بتعاقب فصول الحروب وتقلبها بين فصل وفصل. ومع الحروب، الهويات التي تصنع في سياقاتها، ويزعم فيما بعد أن الحرب نشبت دفاعاً عنها وعن تمامها.

ويختصر بعضهم المعضلة في "قانون" يزعم أن "التاريخ يكتبه المنتصرون". وهذا القانون من مادة "الذاكرة الشعبية" وصنفها، ومروجوه يتحدرون من دعاة الذاكرة هذه، وتسويغها العدوان والعنف لا إلى غاية، أو هم هؤلاء الدعاة الذين مد الله في عمرهم. ويلازم هذه الدعوى دعوى أخرى لا تنفك منها، تذهب إلى أن المغلوبين أو المستضعفين أو الضحايا (أي "الشعب") هم ثابتون على إمامتهم وحقهم وحقيقتهم في أحوالهم كلها: حين كانوا في سجون "الشاه" (والطاغوت عموماً) وحين يقصفون بالكيماوي والقنابل العنقودية والصواريخ الباليستية والعطش أكراد سنندج وبلوش زاهدان وعرب الاحواز، حين كانوا "المحرومين" وحين كلمتهم نافذة في الحرب والتهجير والصداقة والعداوة والفقر والثراء والتدبير والتعويض..

فخريطة الذاكرة وترتيبها الحوادث ومعانيها وانفعالاتها وجماعاتها، تستبق أبنية الهوية الوطنية وترهص بها، أو هي صدى لعمل البناء والهدم. واللبنانيون، على ما لاحظ كثيرون منذ عقود، طووا، طوعاً أو كرهاً، تواريخ منازعاتهم، واستغنوا عن "عمل" التذكر على وجهيه: وجه المداولات العمومية والمشتركة على رؤوس الأشهاد، ووجه التقصي والتحقيق القضائيين من غير حكم قضائي نافذ. وأفعال الندامة، أو الاعتذار، القليلة والمبتسرة وغير المعللة ولا الموثقة، لا تروي عطشاً. فلا أهل الرأي و(بعض) المعرفة، وهم ينوبون نيابة جزئية وظرفية عن "المجتمع" (كناية عما ليس الدولة ولا الأجسام السياسية والحزبية)، تولوا الأمر، ولا تولته "الدولة" وهيئاتها وأجهزتها. وعلى شاكلة حرب الكل على الكل، وصفقات الجماعات والكتل ومقايضاتها وضغائنها، أقامت الذاكرات على ثاراتها ومساوماتها الآنية والمضطربة وإغفالها المتربص والآني. وما عودة الفاخوري إلا ذريعة ثوران أعمى يهدأ أو يدوم بعض الوقت، ولا ينتهي في الحالين، إلى معنى.

 

ماكرون والحريري: خوف فرنسي على لبنان من سياسييه ومقاوليه

منير الربيع/المدن/السبت 21 أيلول 2019

ليس لدى الرئيس سعد الحريري أي مجال لخسارة العلاقة الجيدة بفرنسا. هو يعرف ذلك ويتصرّف بقناعة أن فرنسا هي الدولة الوحيدة التي تقف في هذه المرحلة بالذات إلى جانب لبنان، وتقدّم له كل أشكال الدعم، السياسي والمعنوي والاقتصادي، بشرط أن يلتزم لبنان بالفروض التي يتوجب عليه تطبيقها. تشكّل باريس المتنفس الوحيد للحريري سياسياً، وسط حمم الضغوط التي تأتي من كل حدب وصوب، وبالأخص من الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية. صحيح أن واشنطن تبدي دعمها لاستقرار لبنان، لكنها لا تجاري الحريري في مطالبه بتخفيف حدّة العقوبات. والسعودية أيضاً تبدي دعمها للبنان، لكن بشرط استعادة التوازن السياسي المفقود، واتخاذ موقف واضح في مواجهة إيران وحزب الله.

ماكرون "المتفهّم"

فرنسا دعمها غير مشروط سياسياً، إنما تقنياً وأدائياً. وقد كررها ماكرون على مسامع الحريري. ما يرتاح إليه رئيس الحكومة، هو الموقف الفرنسي الواقعي الذي يتقاطع مع موقف لبنان من أزمة المنطقة. فباريس بإدارة ماكرون، تعرف أن المواجهة مع إيران لن تصل إلى أي نتيجة. والمواجهة مع حزب الله لن تؤدي إلى أي مكان. لذلك، فإن القنوات الفرنسية مفتوحة مع الطرفين. ويسعى ماكرون إلى النجاح في مساعيه لإطلاق حوار إيراني أميركي، كما نجح سابقاً في لبنان، بحماية التسوية مع الأخذ بواقع أن حزب الله هو الدعامة الأساسية فيها. هذا الجانب من الائتمان للتسوية، هو الذي يريده الحريري ويبحث عنه. فلا يجد ضالّته إلا في باريس. ولأنه يعلم أن واشنطن وطهران سيتوصلان بنهاية المطاف إلى اتفاق، فلا يريد أن يدفع ثمن الصراع اليوم، بما قد يكلّفه الكثير فيما بعد.لعب ماكرون ويستمر دوراً استثنائياً في لبنان، منذ التسوية وإعادة تجديدها بعد أزمة "استقالة" الحريري من الرياض، إلى مؤتمر سيدر، وصولاً إلى استحقاقات الراهن. لكن أيضاً لفرنسا شروطها، التي لا تتنازل عنها، وتطالب اللبنانيين بها بجدية وإلحاح. وهذا كلام جاء على لسان ماكرون نفسه، في معرض تأكيد حرصه على العلاقة مع لبنان ومساعدته ودعمه، قائلاً: "في مثل هذه الظروف يعرف أين هم الأصدقاء. فرنسا هي صديقة لبنان، وأنتم تعرفون ذلك". بشرط أن يلتزم لبنان بتعهداته.

صراحة متناهية وملاحظات

وكما لبنان لا يريد خسارة فرنسا، فإن ماكرون لا يريد خسارة فعاليته اللبنانية، التي تشكل ساحتها نقطة تلاق وتواصل بين مختلف القوى المتعارضة في المنطقة، ومن الشرفة اللبنانية تكون باريس قادرة على الإطلالة على مختلف ملفات المنطقة، ربطاً بدورها في التنقيب عن النفط، ومساعدة لبنان وفق مندرجات مؤتمر سيدر، وربطاً بعلاقتها مع حزب الله، وسعيها إلى التقريب بين الأميركيين والإيرانيين. إذ كان لباريس دور لافت عند حصول التوترات في الجنوب بين حزب الله وإسرائيل، وهذه أشار إليها ماكرون بوضوح: "تدخلت شخصياً في هذا الوقت لدى مختلف الأطراف لتفادي التصعيد، بالتنسيق الوثيق مع الرئيس سعد الحريري".

اللقاء الإيجابي بين الحريري وماكرون، انطوى على صراحة متناهية في المباحثات التي أجراها الرجلان، ولذلك أعاد التأكيد على مسامع الحريري، للشروط الفرنسية، وللملاحظات التي سمعها اللبنانيون من المبعوث بيار دوكان، والتي كانت قاسية. لكن ماكرون أراد تلطيفها، مع الإصرار على التزام لبنان بفروضه، لأنه منذ انعقاد مؤتمر سيدر لم يتقدم لبنان أي خطوة إلى الأمام في مسيرة الإصلاحات. الموقف المتقدم الذيأاطلقه ماكرون، تضمن العديد من الإشارات، أولها ضرورة بناء عناصر الثقة، حول وقف الهدر والفساد، وإيجاد الحلول للكهرباء والإدارة.

تجهيز الجيش والالتباس

عناصر الثقة التي تصر عليها باريس، أعاد لبنان بناءها مجدداً، خصوصاً بعد الخطأ الذي وقع بخصوص قرض الأربعمئة مليون يورو المخصصة لتجهيز الجيش بطرادات بحرية، وقد حدث التباس حول حصول لبنان على هذا القرض مقابل شرائها من إيطاليا بدلاً من فرنسا، الأمر الذي أغضب الفرنسيين، فعاد الحريري وأوقف العمل بهذه الاتفاقية مع إيطاليا، وتم تصحيح الوضع مع فرنسا، التي أعلن ماكرون عن الموافقة على تقديمها للبنان. وقال ماكرون:" إنها مسألة إعطاء لبنان الوسائل للقيام بالإصلاحات الطموحة لكي يستعيد وضعه الاقتصادي، بدعم شركائه الدوليين، وبثقة كاملة.  وأنا سعيد لكوننا أقمنا اتفاقا مع الحكومة اللبنانية لإطلاقها بأسرع وقت ممكن. آمل أن يسمح ذلك لمجلس الوزراء ورئيسه أن يتقدما في المشاريع، ولا سيما في قطاع الكهرباء والبنى التحتية والإصلاح الإداري، لما فيه مصلحة مباشرة لكل اللبنانيين". ركز الرئيس الفرنسي على مبدأ الثقة، وإصلاح الكهرباء ووقف الهدر فيه، ليكون ذلك منطلقاً للبدء بالمشاريع.

لا ثقة واعتراض على أسماء

وهنا تؤكد المعلومات أن الفرنسيين غير راضين عن المسار المالي والاقتصادي والإداري و"الإصلاحي" في لبنان. كلام ماكرون لم يكن مختلفاً عن كلام بيار دوكان، وإن بطريقة ملطفة أكثر، ويركز المبدأ الفرنسي على أن لا ثقة مع لبنان، ولا ثقة بكل طريقة إدارة المشاريع والاستثمارات، وأكثر من ذلك، تكشف معلومات فرنسية، أن باريس غير موافقة على طريقة توزيع المشاريع وتقاسمها بين رجال أعمال محسوبين على قوى سياسية، وتشدد باريس على أن منطق الكوميسيونات، والمشاريع الربحية، لن تمرّ. وقد سمّى الفرنسيون أسماء بعض المقاولين، طالبين عدم دخولهم في مشاريع استثمارية. وكما في السياسة كذلك في الاقتصاد، فالشروط الاقتصادية قد تجد نفسها في ورقة يعمل حزب الله على إعدادها لموازنة الـ 2020، بما تتضمنه من بنود إصلاحية.

 

حماده وحاوي والمرّ… الهواتف النقّالة قتّالة

نجم الهاشم/نداء الوطن/السبت 21 أيلول 2019

في 17 أيلول الحالي أصدرت رئيسة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، القاضية إيفانا هردليشكوفا، بيانًا تحثُّ فيه سليم عيّاش المتهم بالوقوف وراء محاولتَي اغتيال النائب مروان حماده والوزير السابق الياس المرّ واغتيال الأمين العام للحزب الشيوعي سابقاً جورج حاوي على التعاون مع المحكمة وتُطلِعه فيه على حقوقه.على رغم معرفة رئيسة المحكمة أن عيّاش لن يتجاوب مع هذه الدعوة إلا أنها في إطار عمل المحكمة الدولية تصرّ على اتباع الأصول القانونية في التبليغ والإجراءات التي تحفظ حقوق المتهمين من أجل السير بمحاكمة عادلة. على هذا الأساس طلبت من السلطات اللبنانية توقيف عيّاش وهي تعلم أيضا أن الرد سيكون تلقائياً بأن الأمر متعذر لأنه لم يتم العثور عليه، وهذا ما حصل بالفعل بعد أقل من يوم على هذا الطلب. فالأمر نفسه حصل في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري بعدما اعتبر السيد حسن نصرالله الأمين العام لـ”حزب الله” أن المتهمين بهذه القضية هم بمثابة القديسين ولن يتم توقيفهم لا اليوم ولا بعد مئة عام.

المسألة تتعلق بتحقيق العدالة ولكن لا شيء يؤكد على أن المحاكمات يمكن أن تؤدي إلى الغاية التي أنشئت من أجلها المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أيضاً، وهي منع الإفلات من العقاب إذ أنه على ما يبدو فإن كل المحاكمات ستتمّ بغياب المتهمين.

رئيسة المحكمة لم تغفل أيضاً أن تذكر السيد عياش أن بإمكانه أن يمثل عبر البث التلفزيوني من باب رفع العتب، والأمر الواجب حتى لا يقال أن حقوق الدفاع لم تكن مؤمنة. صحيح أن العدالة الدولية في هذه المحكمة الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري والقضايا المرتبطة بها بطيئة، ولكنها تبقى أيضاً بمثابة الدليل على أنه من الأفضل أن تصل العدالة متأخرة من ألا تصل أبداً.

الحريري أولاً

منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005 كان المطلوب أن يقفل الملف فوراً. لقد راهنت السلطة التي كانت تحت الوصاية السورية على أن اهتمام القضاء اللبناني والأجهزة الأمنية التابعة له بالتحقيق في هذه القضية كفيل بأن يبقي الملف فارغاً، وأن تبقى التهمة مقيدة ضد مجهول وأن يذهب الناس إلى أشغالهم بعد إتمام عملية الدفن. وصحيح أيضاً أن عائلة الرئيس الحريري تمنّت على “حزب الله” أن يساعد التحقيق بما يمكن أن يكون لديه من معلومات، ولكن ضخامة العملية واهتمام المجتمع الدولي الذي كان على ما يبدو ينتظر حصولها وردود الفعل الشعبية التي أثارتها عملية الإغتيال، عجّلت في تكليف لجنة تحقيق دولية تقصي الحقائق قبل أن يتمّ محو آثار الجريمة وتعبيد الطريق أمام فندق السان جورج حيث حصلت من أجل أن تعود الحياة الطبيعية إلى البلد.

لم تجرِ رياح التحقيق بما كانت تتمناه الجهات التي ذهبت إليها الشكوك أولاً. ولكن كانت هناك محاولة لتجاوز هذه المسألة من خلال عدم تقدير المدى الذي يمكن أن يبلغه التحقيق الدولي، وعلى هذا الأساس استمرت عمليات الإغتيال ذلك أن “حزب الله” اعتبر ربما، أن تنفيذ العملية بالطريقة التي تمّت فيها غير قابلة للإختراق وبالتالي ستبقى عاصية على الكشف، انطلاقاً من الحماية الأمنية والسرية المطلقة التي تحيط بالذين شاركوا في التنفيذ. ولكن بعد اغتيال النائب جبران تويني في 12 كانون الأول 2005 تمّ تجاوز مسألة التحقيق الدولي إلى اتخاذ القرار بإنشاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، التي أدخلت ضمن إطار صلاحياتها قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري والقضايا المرتبطة بها في حال أثبت التحقيق ذلك، عن قناعة كانت متوفرة تعتبر أن من يقف وراء هذه العمليات طرف واحد وأنها فصول من سلسلة اغتيالات تدخل ضمن الجرائم المنظمة التي تقوم بها “منظمة” متمرسة في هذه الأعمال ولا يمكن اختراقها أو وقفها بسهولة.

سيارة مفخخة أم عبوة؟

على رغم السير بالمحاكمات في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري بقيت السرية تحيط بالقضايا الأخرى التي سبقتها أو أعقبتها. في 5 آب من العام 2011 رأى قاضي الإجراءات التمهيدية أن الاعتداءات التي استهدفت كلاّ من حماده وحاوي والمر “متلازمة مع اعتداء 14 شباط 2005، الذي أدّى إلى مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق السيد رفيق الحريري وإلى مقتل أشخاص آخرين أو إصابتهم بجروح. وتبعًا لذلك، أعلن قاضي الإجراءات التمهيدية أن هذه الجرائم تندرج في نطاق اختصاص المحكمة الخاصة بلبنان”. وبعد ثمانية أعوام، في 14 حزيران 2019 أودع المدعي العام قلم المحكمة نص قرار الإتهام في هذه القضايا. وفي 16 ايلول تمّ رفع السرية عنه وتمّ نشره بنسخة مموهة أزيلت منها بعض الأسماء.

في هذه القضايا الثلاث تمّ الربط مع قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري كما ورد في نص قرار الإتهام استناداً إلى دليل الإتصالات، الذي تبين للتحقيق الدولي من خلاله وجود ثلاث شبكات اتصال، حدّدها بالتفصيل وحدّد الأرقام الهاتفية التي استخدمت والأشخاص الذين كانوا ينفذون المراقبة والتخطيط والتنفيذ. وقد ظهر من خلال هذه المتابعة أن ارقاماً هاتفية محدّدة استخدمت في هذه العمليات وفي عملية اغتيال الرئيس الحريري، وتمت تسمية سليم عياش ومصطفى بدر الدين مع إعطاء رموز مشفرة للأشخاص الآخرين المشتركين فيها.

لقد حصلت محاولة اغتيال الوزير مروان حماده في أول تشرين الأول 2004 بواسطة سيارة مفخخة. ونفذت عملية اغتيال جورج حاوي في 21 حزيران 2005 بواسطة عبوة ناسفة ألصقت في سيارته. وجرت محاولة اغتيال الوزير الياس المر في 12 تموز 2005 بواسطة سيارة مفخخة.

منذ محاولة اغتيال حماده حتى اغتيال الوزير السابق محمد شطح في 27 ايلول 2013 سجلت 13 عملية اغتيال ومحاولة اغتيال ضد قيادات من قوى 14 آذار، لم يربط التحقيق الدولي منها باغتيال الحريري إلا قضايا حماده وحاوي والمر. معظم هذه العمليات حصل باستخدام سيارات مفخخة وشكلت عملية اغتيال جبران تويني في 12 كانون الأول 2005 نقطة فصل بينها. يمكن فهم سبب عدم الربط بين الجريمة الأساسية والجرائم التي ارتكبت بعد اغتيال تويني ولكن لا يمكن معرفة سبب عدم توفر أدلة للربط بين هذه الجريمة وبعض تلك التي حصلت قبلها، خصوصاً اغتيال الصحافي سمير قصير في 2 حزيران 2005 بواسطة عبوة ناسفة وضعت في سيارته ومحاولة اغتيال الوزيرة الحالية مي شدياق بواسطة عبوة مماثلة وضعت أيضا في سيارتها في 25 أيلول 2005.

دور الرائد وسام عيد

ماذا تغيّر بين ما قبل اغتيال تويني وما بعده؟ المتغير الأساسي كان في اكتشاف الرائد وسام عيد شبكة الإتصالات التي استخدمت في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وتسريب المعلومات التي أظهرت علاقة متهمين من “حزب الله” في هذه العملية. الإستنتاج كان أن أسلوب التنفيذ تبدّل بعد ذلك بحيث تمّ اعتماد طريقة اتصال مختلفة لا يتمّ فيها استخدام الهواتف الخليوية.

الثابت في هذا المجال أن الرائد وسام عيد تعرّض لمحاولة اغتيال في 12 شباط 2006 عندما كان لا يزال يقيم في شقة سكنية في حي الأميركان على تخوم الضاحية الجنوبية، وقد تمّ الربط بين هذه المحاولة وبين الدور الذي قام به في كشف شبكة الإتصالات. ولكن عيد لم ينج من العملية الثانية حيث تم اغتياله في 25 كانون الثاني 2008 بواسطة سيارة مفخخة على طريق الحازمية.

قبل اغتيال عيد اغتيل النائب بيار الجميل في 21 تشرين الثاني 2006. اغتياله هو الوحيد الذي شذّ عن قاعدة العبوات والسيارات المفخخة ذلك أنه استشهد نتيجة إطلاق النار مباشرة عليه. بعده كانت عملية اغتيال النائب وليد عيدو بواسطة سيارة مفخخة في 13 حزيران 2007 والنائب أنطوان غانم في 19 أيلول بواسطة سيارة مفخخة أيضا. بعد غانم ستمر خمسة أعوام قبل اغتيال اللواء وسام الحسن بواسطة سيارة مفخخة أيضا في 19 تشرين الأول 2012 في الأشرفية، وقبل اغتيال الوزير شطح بالطريقة نفسها في 27 أيلول 2013 في وسط بيروت. واللافت أن العمليتين الأخيرتين حصلتا بعدما كان صدر القرار الإتهامي في قضية اغتيال الرئيس الحريري عن قاضي التحقيق الدولي في 30 حزيران 2011، مسمّياً المتهمين الأربعة التابعين لـ”حزب الله” المشاركين في العملية ومن بينهم سليم عياش ومصطفى بدر الدين الذي أكد القرار الجديد في قضايا حماده وحاوي والمر وفاته.

اللافت أيضاً في هذا القرار الجديد أنه يحدّد أن أرقام هاتف استخدمت في هذه العمليات بدأ المتهمون تشغيلها بين العامين 1999 و2003 قبل أن تستخدم مجدداً منذ ما قبل محاولة اغتيال حماده في تشرين الأول 2004. ولكن القرار طبعاً لا يربط بين أي من هذه الأرقام وبين أي من عمليات الإغتيال التي قد تكون حصلت في تلك المرحلة لأنها خارجة عن نطاق الصلاحيات. وقد أغفل هذا التحقيق الدولي ما إذا كانت هناك إمكانية لرصد داتا الإتصالات الخاصة بهذه الأرقام بين هذين العامين في قضايا محددة لم تتوفر فيها أي معلومات للتحقيق.

المحكمة مستمرة

في خلال هذا العام من المتوقع أن يصدر الحكم في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ردود الفعل على القرار الإتهامي في قضايا حماده وحاوي والمر لا توحي بأن يكون هناك رد فعل عنيف يرتبط بصدور الحكم، ذلك أنه وبعد أربعة عشر عاماً على الإغتيال امتصّت التطورات السياسية الزخم الذي كان يرافق التحقيق أولاً ثم المحاكمة. عدّاد الأيام الذي كان ينتظر الحقيقة لم يعد عداداً ينتظر المحاسبة من أجل تحقيق العدالة ومنع الإفلات من العقاب. صدور الحكم سيبقى تحت سقف الإستيعاب وتحت سقف تقديم المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية. صدور الحكم أيضاً لا يعني أن المحكمة الدولية انهت مهمتها وباتت بحكم المنحلة والفاقدة للشرعية والدور. ذلك أنها ستستمر في السير بالمحاكمة في قضايا حماده وحاوي والمر. وما لا يمكن فهمه في هذا المجال رد فعل الحزب الشيوعي وعائلة جورج حاوي حول ما ورد من معلومات في القرار الإتهامي لجهة التشكيك به، على رغم “معاهدة كل الرفاق والأصدقاء والوطنيين والمقاومين بمتابعة قضيته حتى النهاية من أجل جلاء الحقيقة، وهما على قناعة تامة بأن من اغتال القائد المقاوم جورج حاوي خائن وعميل يستحق حكم الإعدام فلا غطاء فوق رأس أحد”.

ما لا يمكن فهمه أيضاً في ما لو ثبتت التهمة على عياش في اغتيال حاوي كيف يمكن أن يكون اتُخذ القرار بإعدام الرجل الذي خطط لمحاولة اغتيال اللواء انطوان لحد وقدّم مسدسه لمنفذة العملية سهى بشارة؟ وكيف يمكن تصوّر اغتيال الرجل الذي أطلق جبهة المقاومة اللبنانية في أيلول 1982 ضد الإحتلال الإسرائيلي؟

 

باسيل أمام المرشحَين الافتراضيَّين لا المرشحَين الطبيعيين

نقولا ناصيف/الأخبار/السبت 21 أيلول 2019

ترك تسريب الصورة التي ظهر فيها عامر الفاخوري مع قائد الجيش في السفارة اللبنانية في واشنطن لوسائل التواصل الاجتماعي افتعال الضجة والسجال والتأويل، أكثر منها انخراط أفرقاء سياسيين فيها على وفرة مصالحهم للاستفادة من هذه الضجة

الى اليوم، لم يُكشف سرّ مسرّب صورة ظهور عامر الفاخوري مع قائد الجيش العماد جوزف عون، رغم افتضاح سرّ الذين سرّهم هذا التسريب. مع أن الفاخوري مثل لدى أكثر من جهة أمنية وقضائية، إلا أن هذا الجانب الغامض لما توخّته الصورة تلك لا يزال غامضاً رغم صرف الانتباه العلني عنه، وانتقال السجال السياسي الى الفاخوري نفسه بين مطالِبٍ بإدانته وآخر مدافع عن سجله القانوني المنظف.

لم يكن استهداف قائد الجيش من خلال تسريب تلك الصورة، ومحاولة طرح علامات استفهام وإثارة ألغاز من حول علاقة مفترضة بينه وبين عميل إسرائيلي سابق لمجرد أنهما فيها معاً، المحاولة الأولى. قبل ذلك، كان يحلو للبعض أن يتساءل عن أسباب ثلاث زيارات متتالية للولايات المتحدة قام بها عون، لم يسبقه إليها أي من أسلافه في مدة زمنية قياسية، وله بالكاد سنتان ونصف سنة في منصبه منذ آذار 2017. طُرحت أيضاً في أوساط شتى تساؤلات عن الاحتجاب الذي يلزمه عون البعيد من الصالونات السياسية من جهة، والكثير من الإشكالات القابلة للتذليل مع الزعماء والقيادات السياسية التي تلحّ عليه استجابة طلباتها. يكاد لم يتبقّ رئيس ومسؤول وشخصية نافذة لم يشتبك معها ويخيّب ظنّها كلما أخطرها أن تعاملها مع قيادة الجيش يقتضي أن يخضع لقاعدة واحدة: ما خلا الأعضاء الستة في المجلس العسكري وهو أحدهم ورئيسهم يوجب تعيينهم بمرسوم ويخضع اختيارهم لموافقة الأفرقاء السياسيين، فإن ما دون هؤلاء هو شأن القيادة فحسب في تحديد المواصفات والمعايير من ضمن الواجبات والأصول القانونية.

قبل فترة، شاعت أخبار عن احتمال تعيين مدير جديد للمخابرات خلفاً للعميد طوني منصور قبل سنة وثلاثة أشهر من موعد إحالته على التقاعد في 8 كانون الأول 2020، بالتزامن مع طرح ما بين ثلاثة وأربعة أسماء لضباط يُرجح أن يخلفه أحدهم. مع أن التقليد السياسي في لبنان اعتمد منذ مطلع السبعينيات قاعدة راح يطبّقها بجعل قائد الجيش، أحياناً، كبش محرقة النزاعات السياسية كان العماد إميل بستاني أول مَن أُخضع لها، ولاحقاً العمادان إسكندر غانم وإبراهيم طنوس، إلا أنه نادراً ما طُبّقت القاعدة نفسها على مدير المخابرات ما خلا حالتين اثنتين فقط في حقبة ما بعد اتفاق الطائف: إبعاد العقيد خليل جلبوط عن مديرية المخابرات بعد سبعة أشهر من تعيينه فقط عام 1991، ثم تنحّي العميد ريمون عازار من منصبه بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005 بطلب إجازة مفتوحة، خلفه فيها العميد جورج خوري. إبان ولايته، استحدث الرئيس ميشال سليمان السابقة المثيرة للغرابة حينذاك، وهي تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جان قهوجي ومدير المخابرات إدمون فاضل مرة تلو أخرى.

غير أن تزامن الحديث عن إبعاد منصور عن مديرية المخابرات بلا أدنى مبرر مرتبط بالوظيفة أو الأداء وتسريب صورة قائد الجيش مع الفاخوري أفصح، بطريقة ما، عن واحدة من حلقات استعجال فتح ملف انتخابات رئاسة الجمهورية، مع أن الرئيس ميشال عون لم يصل بعد الى منتصف ولايته.

لم يكن عبثاً ملاحظة إحجام العماد عون، لأشهر خلت، عن أي ظهور سياسي ما خلا جولاته على الثكن العسكرية، وخصوصاً في مرحلة احتدم فيها الكلام عن الاستحقاق الرئاسي من خلال فائض القوة للوزير جبران باسيل في تحركاته أو خلافاته المتلاحقة مع حلفاء الأمس الآخذة في تصاعد محموم مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، بعد النائب السابق سليمان فرنجية، اللذين عُدّا المرشحَين الطبيعيين لمنافسته. جراء ذلك، أبلغ قائد الجيش الى المعنيين بإثارة الغبار من حول علاقته بالاستحقاق وجهة نظره القائمة على معطيات ثلاثة:

أولها، تأكيده أكثر من مرة في لقاء مصارحة مع باسيل أنه غير معني بانتخابات رئاسة الجمهورية، بل بالمؤسسة العسكرية التي يقود، وهو تالياً لا يعيش هاجس الاستحقاق.

ثانيها، تيقّنه من أنه ليس أمام رئيس الجمهورية مفاضلة بين مرشح وآخر، إذ لا مرشح له، منذ اليوم الأول لولايته، سوى باسيل. موقف كهذا ليس مرتبطاً بتقلبات المرحلة شأن ما كان يشاع أيام الحقبة السورية، عندما راحت دمشق تروّج أمام حلفائها المرشحين لإرضائهم وتطمينهم، أن المرحلة هي التي تفرض مواصفات الرئيس المقبل من بينهم. بالنسبة الى الرئيس عون، مواصفات باسيل تطابق كل المراحل، ولذا لا حاجة الى التفكير في مفاضلة.

ثالثها، رفضه استدراج الجيش الى سجال مرتبط، مباشرة أو على نحو غير مباشر، بانتخابات رئاسية لا يزال أمامها وقت طويل لحصولها، هو غير معني سوى بأمنها. تسريب الصورة مع الفاخوري كان جزءاً من محاولة الاستدراج، كذلك محاولة فك الارتباط بينه وبين مدير المخابرات عندما رفض الخوض في اسم أي ضابط آخر يخلف منصور قبل إحالته على التقاعد.

بالنسبة إلى رئيس الجمهورية، مواصفات باسيل للرئاسة تطابق كل المراحل

مع ذلك، ثمة مرشح جدي ورئيسي وقوي للرئاسة هو حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بين يديه السلاح الأمضى لمواجهة منافسيه الآخرين جميعهم وهو الليرة اللبنانية، حاذره باسيل، وتصرّف وفق قاعدة شطب المنافسين بالإلغاء التدريجي واحداً بعد آخر. لم يكن ترشّح سلامة للرئاسة خافياً مرة في أي من استحقاقَي 2007 و2014، وصولاً الى الفرصة المأمولة حتى انتخاب الرئيس عون. مع ذلك، منذ اليوم الأول للولاية عُدّ الرجل عقبة في طريق الاستحقاق التالي مذذاك، فقيل ما قيل عن الأسباب التي أدت الى تجديد ولايته ست سنوات في أيار 2014، بعدما كانت مقررة إزاحته الحتمية من منصبه، وشاع الكثير من اللغط عن الكلفة السياسية لهذا التجديد واقترانها بالهندسات المالية. ثم كانت حملة ثانية عليه من الوزير منصور بطيش المرشح السابق لخلافته في نيسان وآب 2009 عن سياسات الحاكم قبل أن تنحسر تماماً إدراكاً من منافسيه أن في وسع الرجل زعزعة الاستقرار المالي متى أشعروه بالتهديد، فيخوّفهم بالليرة.

هو بذلك، منذ 24 عاماً بلا انقطاع، يضفي تدريجاً على صورته ما أضفاه على نفسه في عقد التسعينيات الرئيس الراحل رفيق الحريري إذ اعتبر وجوده في السلطة ضماناً كافياً لاستقرار النقد الوطني، في مرحلة لم يكن قد صعد فيها نجم سلامة، ولا تمرّن كفاية في لعبة المعادلات المتوازنة: ما بين الأفرقاء، كما ما بين الليرة والسياسة. شأن الرئيس فؤاد شهاب أول قائد للجيش يصير رئيساً للجمهورية عام 1958، والرئيس الياس سركيس أول حاكم لمصرف لبنان يترشح عام 1970 ويُنتخب عام 1976، أضحى القائد والحاكم مرشحَين افتراضيَّين حتميَّين لرئاسة الجمهورية أياً يكن المرشحون السياسيون المتعاقبون الآخرون. وفي كل مرة تمنح فيها الفرصة الأخيرة لأحد المرشحَين الافتراضيَّين الاثنين جراء انقسام المرشحين السياسيين بعضهم على بعض. بذلك تبدو القاعدة لا تزال نافذة حتى اليوم.

 

سيدر» في ميزان «الطحشة» الأميركية - السعودية

جورج شاهين/الجمهورية/21 أيلول 2019

توقف المراقبون عند أهمية زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري لباريس تحت عنوان إطلاق مشاريع «سيدر»، متّكئين على كمٍّ من المبادرات الخارجية التي ستنعش الإقتصاد. فوديعة «غولدن ساكس» الأميركية في مصرف لبنان لن تبقى يتيمة، فعلى الطريق مجموعة ودائع أخرى سعودية وأميركية تُحيي الأمل في استقرارٍ نقدي ومالي لتجاوز شبح الأزمة الحالية. فما الدافع الى هذه القراءة؟ بمعزل عن كل التطورات الأمنية والعسكرية والمخاوف من ردود الفعل على الساحة اللبنانية جراء أيّ حدث امني يمكن أن يتكرّر بعد قصف منشآت «أرامكو» السعودية، واحتمال أن تتطور العمليات العسكرية في اتجاه ضرب إيران، فإنّ السيناريوهات تستبعد مثل هذه الخيارات. فكل قنوات الإتصال المفتوحة بين اطراف الصراع عبر المكلفين إدارة المصالح المتبادَلة على اراضي الدول التي تشهد قطيعة ديبلوماسية تعزّز المنحى التهدوي في المدى المنظور، وهو ما يقود الى قراءة التهديدات المعلنة على أنها رسائل داخلية وليست في اتجاه الحكومات والدول المتصارعة.

على هذه الخلفيات، يدرك المسؤولون اللبنانيون انّ الأولوية اليوم للخيارات الإقتصادية والمالية في ظلّ الإطمئنان الى الحدّ الأدنى من الهدوء الناجم عن تراجع أو غياب الخيارات العسكرية في المنطقة. وهو ما يدفع الى السير في خيارات تلاقي الدعم الإقتصادي والمالي الموعود للبنان الذي ربط في المرحلة الأخيرة بالحدّ الأدنى من إبراز النية اللبنانية بخوض التجارب نحو الإصلاحات المقرَّرة مالياً وإقتصادياً وإدارياً، ضمن هوامش ليست واسعة تحت سقف بتّ موازنة عام 2020 ضمن المهلة الدستورية المحدَّدة، وترجمة ما قالت به موازنة عام 2019 خلال ما تبقى من العام الجاري. وفي ظلّ الأجواء التي تنحو الى الإيجابية في جوانب عدة منها، ترصد المراجع الديبلوماسية والإقتصادية بعض بوادر الإنفراج على الساحة اللبنانية، رغم حجم الأزمات المالية وأخطرها المتمثلة بفقدان العملات الصعبة بالحجم الذي تحتاج اليه السوق اللبنانية التي تنحو الى استيراد ما يزيد على 85 % من حاجات اللبنانيين.

ولذلك تتوجّه الأنظار الى بعض المحطات الأساسية التي يمكن أن تُنبئ بمدى تجاوب الدول والمؤسسات المانحة مع حاجات لبنان المبنية على اقتناعها بإمكان أن يقوم اللبنانيون بما عليهم من مبادرات تُحيي الحدّ الأدنى من الثقة المفقودة بحكومتهم وبأداء قياداتهم. ولذلك بدا البحث عميقاً في ما أنتجته زيارة الرئيس الحريري للمملكة العربية السعودية، تزامناً مع إشارة وزير المال السعودي في حديث متلفز الى المفاوضات الجارية بين البلدين لمدّ لبنان بمعونات وقروض مالية عاجلة لمواجهة ما بلغته الأوضاع الإقتصادية في البلاد.

وفي انتظار الموعد الذي يمكن إعلانه خلال ايام قليلة لإجتماع اللجنة العليا الوزارية المشتركة بين لبنان والمملكة للبحث في مشاريع محدَّدة سبق أن اتُفق على أن تموِّلها مصادر مالية سعودية، بُنيت آمال كثيرة على المؤتمر الذي تستضيفه الإمارات العربية المتحدة في الأسبوع الأول من الشهر المقبل للبحث في برامج استثمارية يمكن القيام بها في لبنان بحضور عربي وغربي من الدول والمؤسسات المانحة. وكل ذلك يجري لمواكبة حاجات لبنان للعون المالي السريع لأكثر من سبب. فبالإضافة الى حاجته لاستعادة التوازن المالي والنقدي الداخلي، أثبتت التطورات الأخيرة أنّ لبنان يحتاج الى توازن سياسي مماثل بين دعاة سَوْقه الى محور الممانعة في المنطقة وبين الحفاظ على الحدّ الأدنى من مؤشرات النأي بالنفس، رغم إفراغ هذا الشعار من مضمونه في الآونة الأخيرة. وفي الحالين من المهم أن يقتنع العالم بأنه لا يمكن ترك لبنان فريسة مَن يسعى الى انجرافه الى حيث لا تريد الدول المانحة.

على هذه القناعة تُبنى الخيارات الإيجابية مدعومة بخطوات مالية واقتصادية تستجرّها الوديعة التي وضعها في مصرف لبنان أحد المستثمرين في مؤسسة «غولدن ساكس» الأميركية بمليار ونصف المليار، على وقع حديث متنامٍ عن وديعة اخرى من المصدر عينه او شبيه له لملاقاة خطوات مماثلة يمكن أن تُقدم عليها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية، تلازماً مع توجّهٍ يقود الى استكمال قطر تنفيذ وعد قطعه أميرها في القمة الإقتصادية التنموية التي عُقدت في 19 كانون الثاني الماضي في بيروت، باستكمال شراء سندات او أي استثمار آخر بما يقارب 290 مليون دولار من اصل 500 مليون دولار بعدما نُفِّذ جزءٌ منها في وقت سابق بقيمة 210 ملايين دولار. وامام هذه التوقعات الإيجابية لا تستبعد المراجع الديبلوماسية والإقتصادية بناء معادلة تقود الى التزامن بين «سيدر» والمعونات العربية والخليجية تحديداً، فتقدم فرنسا على تسييل سريع لبعض ما أقرّ في «سيدر واحد» في وقت قريب عدا عن مساعيها لإحياء الهبة العسكرية السعودية من الأسلحة الفرنسية على خلفية دعم الجيش والمؤسسات الحكومية في لبنان، وتقليص الفوارق بين قدراتها وقدرات «الدويلة» كما يصنّفها العقل الغربي والمتمثلة بقدرات «حزب الله» المتفوّقة على الدولة اللبنانية.

 

مفارقة فاقعة

سناء الجاك/نداء الوطن/21 أيلول 2019

في كفتي الميزان هذه الايام قمع للاعلام وسَوْقٌ للمعترضين بالكلام على القرف السياسي السائد الى القضاء مقابل "إنشاء اكاديمية التلاقي والحوار في لبنان". والكفتان لا يمكن أن تستويا. فأي حوارٍ وأي تلاقٍ حين يعتبر كل من في السلطة، أن ملاحقة الصحافيين والناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي ومنع حفلات في وطن النجوم، لا يتناقض مع التلاقي والحوار.

كما أن منسوب جولات المعارك الكلامية التي لا سقف لبشاعتها وعنصريتها ومفاعيلها المتفشية وسع مساحات العالم الافتراضي، كفيل بإنشاء مصانع صواريخ دقيقة من الفتنة والكراهية والحقد. لو قيِّض لها الانتقال الى عالم الواقع لتسببت بإبادة اجتماعية وأخلاقية.

"أكاديمية للتلاقي والحوار" مقابل استغلال أصحاب الجشع للنفوذ والسلطة علم النفس والاجتماع لإرساء أرضية تَخاطُبٍ عبر وسائل التواصل الاجتماعي يتحكم فيها الأداء الطائفي الغرائزي، وتروى بذور الرعب الديموغرافي التي تبرر كل الجرائم اللفظية تحت عنوان "حماية الأقليات"، حيث البذاءة والوقاحة والأحقاد وإلغاء الآخر وخطابات القتل المعنوي.

 فالحملات المنظمة للجيوش الالكترونية تتضمن سرديات مبتذلة مكشوفة ومفضوحة، وتعكس نوايا من يحرك الغرائز والمخاوف لدى أبناء الطوائف، وتترك رواسبها لتنبش تراكمات طالعة من قهر المواطن العاجز عن توفير أدنى مقومات العيش الكريم، في سعي لحرف هذا القهر عن مساره الطبيعي باتجاه محاسبة السلطة الفاشلة والفاسدة نحو الخوف من الآخر وتصويره وكأنه يسلبه هذه المقومات.

أي حوارٍ وأي تلاقٍ، حين تحتل مساحة الوطن موجات تسمح بالترددات الغرائزية من منطلق طائفي ومذهبي مخيف، وتخرج من عالمها الافتراضي الى صفوف الرأي العام، تحفزه وتقطع "شرش الحياء" الذي لطالما حمى الصيغة اللبنانية الهشة وصانها وحال دون الإعلان الرسمي عن موتها.

بالتأكيد، يحتاج الأمر الى تصويب. فما يجري على أرض الواقع يثبت، وبالوجه الشرعي لمسار الأمور، أن الباب اللبناني موصد في وجه أي انفتاح أو قبول بمن يعرقل مسيرة الطموح الشره، ذلك أن منافذ الانفتاح مقفلة حتى إشعار آخر.

والقابضون على السلطة بتفويض من الوصاية الإيرانية، تلقّوا تلقيحاً يمنحهم مناعة ضد الحوار وتقبّل الآخر، أياً يكن هذا الآخر، ما دام سيكشف عورات مَن يدّعي العفة السياسية ويتغنى بالسيادة والاستقلال والصمود والنضال ويستثمر في دم مَن صدّقوه واستشهدوا تلبية لطموحه، أو إذا كان هذا الآخر ممن يطالبون بحصة في وليمة الحكم السائب، شرط السكوت عن الوصاية، في حين يعتبر أصحاب الحظوة أنهم الأحق بها.

المفارقة فاقعة. المركز المأمول للتلاقي والحوار لا يمكن ان تقوم له قيامة في بلد يشهد فصولاً متلاحقة من قمع ليس فقط للحريات، وإنما لكل وسائل الحياة ابتداءً بالعدم الاقتصادي الذي أوصله الى الهاوية وليس انتهاءً بالتلوث البيئي والفكري والأخلاقي.

صدقاً... لا أقسم بهذا البلد، فكيف بأكاديمية لا أساس لها إلا الشعارات الجوفاء.

 

عدوان بقيق وخط فهد

أحمد عدنان/عكاظ/21 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78712/%d8%a3%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%b9%d8%af%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%b9%d9%83%d8%a7%d8%b8-%d8%b9%d8%af%d9%88%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d9%82%d9%8a%d9%82-%d9%88%d8%ae%d8%b7-%d9%81%d9%87%d8%af/

في خضم الحرب العراقية الإيرانية، قامت إيران باستهداف ناقلة نفط سعودية في مايو ١٩٨٤، وتعاملت المملكة العربية السعودية بحكمة وبحزم مع هذا الموقف، فأعلنت عن منطقة اعتراض جوي في الخليج العربي (خارج حدودها الإقليمية) عرفت باسم «خط فهد» نسبة إلى العاهل السعودي الكبير.

ولأن إيران لا تفهم غير لغة القوة، حاولت اختراق خط فهد في يونيو ١٩٨٤، لكن القوات السعودية تعاملت مع الموقف وأسقطت ٣ طائرات حربية من أصل ٤، فقامت إيران بعدها بيومين باستهداف السفارة السعودية في بيروت بقنبلة موقوتة، وانتهى الأمر، ولم تجرؤ إيران بعدها على تجاوز «خط فهد» مطلقا.

ما أشبه الليلة بالبارحة، حين وقع عدوان إيران على بقيق تذكرت فورا قصة خط فهد الذي أثبت نفسه بالقوة ولا سواها، وهناك حقائق لا بد من الاستناد عليها كمقدمة في تحليل الظرف الراهن، إن تجاهل مواجهة حزب الله في بيروت أدت إلى مواجهته في سورية، والانسحاب من سورية أدى إلى مواجهة إيران في الخليج، هذا على الصعيد الإقليمي، أما على الصعيد الدولي، فإن تراجع باراك أوباما عن معاقبة بشار الأسد عقب استخدامه للأسلحة الكيماوية فتح المجال للتغول الإيراني ولتنامي داعش.

هناك مواجهة إستراتيجية بين الولايات المتحدة وإيران، والمملكة جزء من هذه المواجهة، وإذا كانت الولايات المتحدة معنا إستراتيجيا، فعلى الصعيد التكتيكي لن ترى غير مصالحها، وبالتالي لا بد من تحرك سعودي رادع لإيران وفق معادلة دقيقة: تحت المظلة الدولية لكنه في نفس الوقت مستقل عنها.

السؤال اليوم، هل يجب أن ننتظر تحركا أمريكيا لردع ايران؟ بالتأكيد لا، فالولايات المتحدة لن تتحرك إلا في حال وقوع الضرر على مواطنيها داخل أو خارج حدودها، وإيران أكثر من يعرف هذه الحقيقة، لذلك حين تفرض الولايات المتحدة العقوبات عليها ترد باستهداف المملكة!.

لقد فعلت إيران كل ما تستطيع من أجل تسول التفاوض مع المجتمع الدولي والولايات المتحدة، بدأت بناقلات النفط في الخليج، ثم استهدفت مطار أبها، وبعدها وترت الحدود الإسرائيلية من خلال ميليشيا حزب الله، ثم عادت باستهداف العمق السعودي من خلال عدوان بقيق، وكل ذلك لم ينفع، مما قد يدفعها إلى تصعيد أكبر.

لقد قالت القيادة السعودية بوضوح، إن المملكة قادرة على الرد منفردة وبالقوة، السبب أن القيادة تعرف جيدا بأن السكوت على عدوان بقيق الإيراني سيؤدي إلى استمراء واستمرار إيران في استهداف العمق الحيوي السعودي، وحتى لو كان هذا العدوان ذا أضرار محدودة، فإنه قد يثبط عزيمة بعض الحلفاء إقليميا ودوليا في المواجهة مع إيران.

وللاقتراب من الموضوعية لا بد من التأكيد، أن كل يوم تستمر فيه العقوبات على إيران هو انتصار للمملكة وخسارة لإيران، والمطلوب هو استمرار هذه الخسائر ومنع إيران من فرض شروطها التفاوضية التي تطلب تشريع مشروع الصواريخ الباليستية والهيمنة على الدول العربية.

أحيانا تحتاج المعارك والحروب إلى انتصارات تكتيكية متراكمة لتحقيق النصر الإستراتيجي، لذلك آن للمملكة أن تعلن اليوم عن «خط سلمان» كما أعلنت بالأمس عن «خط فهد»، وهذا الخط السياسي والعسكري لن ينال احترامه بغير القوة، «وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون».

* كاتب سعودي

 

ترمب يعاقب ولا يحارب… لماذا؟

راجح الخوري/الشرق الاوسط/السبت 21 ايلول 2019

لا يحتاج الأمر إلى إجراء تحقيقات دولية لمعرفة أن إيران هي التي نفذت العدوان الإرهابي على منشأتي أرامكو في بقيق وخريص، سواء كانت صواريخ الكروز والطائرات المسيّرة جاءت من أراضيها مباشرة، أو من قواعدها في الجوار، وحتى سواء جاءت من اليمن حسب مزاعم الحوثيين، ففي النهاية والواقع أنها الأيادي أو البصمات الإيرانية. لكن التحقيق الدولي ضروري جداً، لأن هذا الاعتداء ليس على المملكة العربية السعودية وحدها، ولا على الولايات المتحدة وحدها، بل على العالم كله تقريباً، لأنه استهدف إمدادات النفط العالمية وهدد الاستقرار الاقتصادي العالمي، ومن شأن هذا التحقيق أن يكون محور تركيز دولي، في الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد أيام، لأن مواجهة سلم التصعيد الإيراني باتت مسؤولية دولية، ولم تعد مقتصرة لا على المملكة التي تتعرض للاعتداءات الإيرانية عبر الحوثيين، ولا على الولايات المتحدة رداً على خروج الرئيس دونالد ترمب من الاتفاق النووي مع إيران وفرض سلم تصاعدي من العقوبات عليها.

الآن يجب على الأوروبيين، وخصوصاً الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذين تسعى إيران وما زالت إلى ابتزازهم، برفع مستوى التخصيب النووي، رغم أنهم حاولوا فتح كوة تمنع اختناقها اقتصادياً عبر صيغة «انستكس»، التي رفضتها أن يعرفوا أن القصف الإيراني لم يكن على أرامكو وحدها بل على دورة الاقتصاد العالمي وخصوصاً الأوروبي، بما يفرض بالتالي صدور إدانة دولية صريحة للنظام الإيراني، واتخاذ إجراءات حازمة تمنع هذا التصعيد المنهجي في تهديد الإمداد النفطي العالمي، سواء باستهداف الناقلات كما حصل سابقاً أو بتكرار الاعتداءات على السعودية كما حصل عند استهداف المحطات النفطية والمطارات في المملكة. بالعودة إلى الهجوم الذي حصل يوم السبت الماضي، كان واضحاً أن القذائف سقطت معنوياً أيضاً في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، ذلك أن الوصول إلى هذا المستوى من التهوّر والتصعيد، يشكّل دليلاً دامغاً على أن العقوبات الأميركية تخنق النظام، الذي اختار منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي أن يفرض معادلة تصعيد الاعتداءات في مقابل تصعيد العقوبات، ولهذا شهدنا مسلسل الاعتداءات على الناقلات وعمليات القصف من اليمن عبر القناع الحوثي، ومنذ ذلك الوقت بدا واضحاً أن النظام الإيراني يبحث عن حرب عسكرية، فبعد مشارفته على الاختناق رفع وتيرة العدوان ليستهدف أرامكو رئة الخليج النفطية، التي إن عطست أصيب الاقتصاد العالمي بالزكام.

يوم الأحد الماضي قال ترمب بعد العدوان، إنه مستعد للرد فقد «كان هجوماً كبيراً جداً، وليس مسبوقاً، وقد تتم مواجهته بهجوم أكبر بأضعاف وسيكون هذا سهلاً علينا»، كما أعلن وزير الدفاع مايك إسبر، أن الجيش الأميركي يعدّ لرد على الهجمات على السعودية، وأن واشنطن ستدافع عن النظام الدولي الذي تعمل إيران على تقويضه. يوم الاثنين دعا ترمب مجلس الأمن القومي الأميركي إلى اجتماع في البيت الأبيض ناقش الوضع، حيث قالت «واشنطن بوست» إن وزير الدفاع دعا إلى «ردٍ مقيّد ومحدود»، وإنه إذا كان الرد الأميركي المباشر ضرورياً ستحتاج الإدارة الأميركية إلى إيجاد أساس قانوني صحيح، لاتخاذ هذه الخطوة دفاعاً عن النظام العالمي المبني على الأصول القانونية التي تهددها إيران. طبعاً التحقيقات والقرائن الحسية التي قُدمت أثبتت أن العدوان انطلق من الشمال، كما أن شبكة «CNN» قالت إن صور الأقمار الصناعية أظهرت أن الصواريخ انطلقت من إيران، ونقل موقع «NPR» عن البنتاغون أن الأقمار رصدت عمليات تحضير للطائرات المسيّرة والصواريخ في مناطق انطلاقها داخل إيران قبيل الهجوم. ولكن في حين يجري التحقيق على المستوى الدولي، حيث تشارك فيه الأمم المتحدة، بما يفترض أن يمهّد لقرار دولي رادع، لأن الاعتداء كما قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للوزير إسبر إن التهديدات الإيرانية ليست موجهة ضد المملكة فحسب وإنما يصل تأثيرها إلى الشرق الأوسط والعالم، بدا أن الرئيس ترمب يقرأ جيداً في دفاتر سلفه باراك أوباما.

كيف؟

تقول صحيفة «نيويورك تايمز» إنه في عام 2012 كانت إسرائيل تتهيأ لشن هجوم ضد منشآت إيران النووية، فتدخل باراك أوباما مع بنيامين نتنياهو، وأقنعه بأن العقوبات تفيد أكثر من الحرب، وهي التي أدت في عام 2015 إلى قبول إيران الاتفاق النووي، الذي وصفه ترمب بأنه «فضيحة العصر» وألغاه في مايو (أيار) من العام الماضي، ليبدأ سلسلة من العقوبات الخانقة ضد النظام الإيراني، واضعاً 12 مطلباً لوقفها وهو ما رفضته إيران، وبدأت تنخرط كما هو واضح في معادلة إشعال الحرائق لوقف العقوبات.

يبدو أن العقوبات على إيران وأذرعها العسكرية وصلت إلى مرحلة حرجة، فعشية الهجوم على أرامكو نقلت الوكالات أن المعارضين في إيران الذين ضاقوا بالوضع الاقتصادي المنهار، بعدما وصلت نسبة البطالة إلى 50 في المائة، تظاهروا وأحرقوا صور المرشد علي خامنئي ومقار «الحرس الثوري» وقوات الباسيج في 75 مدينة في أنحاء البلاد. وهكذا عندما اتخذ ترمب يوم الأربعاء الماضي مع وصول وزير خارجيته مايك بومبيو إلى الرياض مروحة كبيرة في العقوبات، بدا أنه رغم الهجوم على أرامكو قد يبقى ترمب رجلاً يعاقب ولا يحارب، وخصوصاً بعد إعلانه يوم الأربعاء الماضي أنه لا يسعى إلى الحرب مع أي طرف، وأنه يفضّل عدم التورط في حرب! كان هذا واضحاً في يونيو (حزيران) الماضي بعد إسقاط الإيرانيين الطائرة الأميركية المسيّرة، فقد وضع جون بولتون مستشار الأمن القومي يومها، أمام ترمب خطة لتوجيه ضربة إلى إيران لكنه أوقفها قبل عشر دقائق من التنفيذ، على خلفية باتت واضحة تماماً وهي أنه يراهن على أن العقوبات في الحال الإيرانية، تقود إلى انتصار مضمون في حين أن الحرب ولو نتيجة ضربة محددة قد تؤدي إلى فوضى لا يريدها! ليس من مبالغة على الإطلاق القول إن إيران عبر عملياتها ضد الناقلات واستهداف الطائرة الأميركية وزيادة نسبة التخصيب لابتزاز الأوروبيين، تستسقي حرباً مع الولايات المتحدة بأي ثمن، وليس مبالغة القول إن الرئيس ترمب قرر ألا يبيع خامنئي حرباً تشكّل متنفساً ضرورياً له، رغم أن التوازن العسكري هنا ليس لمصلحة النظام الإيراني، فكيف الآن وهو منهك؟

في الحسابات الأميركية أن النظام الإيراني مخنوق ولهذا ذهب إلى العدوان السافر على أرامكو، مراهناً على دفع الأمور مع واشنطن إلى اشتباك عسكري أو حرب، تفيده، أولاً في إعادة تجييش الرأي العام الإيراني معه وتحميل واشنطن تالياً مسؤولية الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تخنق البلاد، وثانياً في خلق أزمة نفطية عالمية تؤدي استطراداً إلى إلقاء اللوم الغربي على ترمب، وثالثاً تفتح الكوة على اتفاق جديد خارج نقاط بومبيو الـ12، التي من شأنها تقليم أظافر النظام الإيراني صاروخياً وإقليمياً.

في المقابل لا ينسى ترمب أن أهم قرار وعد به في الانتخابات الماضية، هو طي صفحة الحرب وإنهاء التدخل العسكري المكلف في الشرق الأوسط، ولا يناسبه الآن عشية انخراطه في الانتخابات لتجديد ولايته أن يذهب إلى الحرب، وهذا أمر تتمناه إيران التي تراهن على فوز الديمقراطي جو بايدن أحد عرّابي الاتفاق النووي الذي وقعه أوباما. ولكن عندما تبحث بريطانيا مع ألمانيا وفرنسا في صيغة لردٍ جماعي دولي يمنع الاعتداءات الإيرانية، سيكون ترمب في طليعة تحالف دولي لحماية إمدادات النفط، ولهذا فإن الرياض تركّز بشكل واضح على تحقيق دولي بمشاركة الأمم المتحدة بما يضع إيران في الزاوية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية تلقى برقية تهنئة بانشاء اكاديمية الحوار والتلاقي أزولاي: الاونيسكو بتصرفكم من اجل تقديم اي مساهمة او مساعدة في هذا الاطار

وطنية - السبت 21 أيلول 2019

اشادت المديرة العامة لمنظمة الاونيسكو السيدة اودري ازولاي "بالانجاز الذي حققه لبنان في الامم المتحدة من خلال تبني المنظمة الدولية لمبادرة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بانشاء "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" في لبنان"، مشيرة الى "انها تابعت باهتمام مختلف المراحل التي قطعتها هذه المبادرة، التي اطلقتموها فخامة الرئيس شخصيا، وذلك منذ العام 2017، وانه ليطيب لي ان تكون جهودكم قد تكللت بالنجاح". كلام السيدة ازولاي جاء في رسالة وجهتها الى الرئيس عون للمناسبة، وجاء فيها: "ان هذه الاكاديمية التي تهدف الى تنمية الديموقراطية والحوار بين الثقافات ستقوم بمهامها الى جانب الرسالة التي تسعى "الاونيسكو" الى القيام بها في المنطقة. واني، على غراركم، اعلق الاهمية القصوى على وجوب العمل على نبذ العنف والتطرف من خلال الحوار. ولأجل هذه الغاية، كونوا على ثقة، ان الاونيسكو تضع نفسها بتصرفكم بصورة كاملة من اجل تقديم اي مساهمة او مساعدة في هذا الاطار، حال قيام الاكاديمية". اضافت: "ان منظمة الاونيسكو، الخبيرة في ميادين الحوار بين الثقافات، تنسق برامجها الدولية، على اساس عشرية 2013-2022، مع الامم المتحدة. وفي هذا الاطار، يسعدنا ان نرافقكم على الطريق الذي ارسيتموه للاكاديمية، من اجل تدعيم اثرها لمصلحة ارساء السلام". وختمت بالقول: "في الوقت الذي يعود خطاب الكراهية الى الانبعاث، فإنني ابقى واثقة من المستقبل الواعد لهذه المؤسسة اللبنانية التي تظهر بألق الدور التاريخي لبلادكم كمساحة تفاهم متبادل وتسامح وعيش معا. كما يطيب لي ان التقيكم، فخامة الرئيس، الاسبوع المقبل في نيويورك لنبحث معا في اطر مبادرتكم هذه".

 

بري استقبل السفير الجزائري وميقاتي والهاشم: لا يجوز التسلل وارتكاب جرائم بيئية تحت ستار الرخص الموقتة

وطنية - السبت 21 أيلول 2019

تابع رئيس مجلس النواب نبيه بري موضوع استئناف العمل بإحدى المرامل في منطقة العيشية في جبل الريحان مع الجهات المعنية، مشددا على "ضرورة وقف العمل فورا في المرامل والكسارات في المنطقة المذكورة وسواها من المناطق"، داعيا الى "وقف العبث البيئي بانتظار الإنتهاء من اقرار المخطط التوجيهي الذي لا يزال يدرس في مجلس الوزراء"، قائلا: "لا يجوز التسلل وارتكاب جرائم بيئية على هذا النحو الخطر تحت ستار الرخص الموقتة أو أي عنوان آخر". وعلى صعيد آخر، استقبل الرئيس بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة الرئيس نجيب ميقاتي حيث جرى عرض للمستجدات السياسية والإقتصادية. كما التقى الوزير السابق جوزف الهاشم الذي سلمه الورقة الحوارية التي أعدها حول الدولة المدنية انطلاقا من المادة 95 من الدستور. وقال الوزير الهاشم بعد اللقاء: "أنا أرى أن لبنان يتعرض لخطر أدهى وأشد من خطر الإنهيار الإقتصادي والمالي، لأنه يتعرض لخطر في خصائصه الوجودية التي من دونها لا يعود للبنان من قيمة حضارية وإنسانية ولا أرى سبيلا لإنقاذ لبنان في ظل هذه القبائل السياسية التي تمارس السياسة فيه، ولا أرى منفذا للخلاص إلا بدولة مدنية تنطلق من المادة 95 من الدستور". أضاف: "تقدمت بورقة حوارية حول هذا الموضوع لفخامة رئيس الجمهورية واليوم قدمتها للرئيس بري، وأعتقد أننا متوافقون جدا على أن منافذ الخلاص لا يمكن أن تكون إلا بدولة مدنية ديموقراطية حضارية تتخطى المواطنية الطائفية ودولة الطوائف". واختتم بري لقاءاته باستقبال السفير الجزائري احمد بوزيان حيث جرى عرض للعلاقات الثنائية وآخر التطورات.

 

قيادة الجيش: بعض مواقع التواصل الاجتماعي يتداول نموذجا مزورا

وطنية - السبت 21 أيلول 2019

صدر عن قيادة الجيش- مديرية التوجيه، التوضيح الآتي: "تداول بعض مواقع التواصل الاجتماعي نموذجا لبرقية منقولة يزعم أنها صادرة عن العماد جوزاف عون قائد الجيش، تتعلق بشطب اسم العميل الموقوف عامر الياس الفاخوري عن البرقية المنقولة رقم 303. تشير قيادة الجيش إلى أن هذا النموذج هو نموذج مزور وليس من المستندات أو النماذج التي تعتمدها القيادة في مراسلاتها. كما توضح بأن العميل المذكور شطب عن البرقية المنقولة رقم 303 بتاريخ 10/4/2017. لذلك تحذر قيادة الجيش من مغبة ارتكاب هذه الأعمال، كونها تعرض للمساءلة القانونية والملاحقة القضائية".

 

جعجع: المنطقة على كف عفريت ودولتنا تترك الأمور بيد حزب يستنسب ويتصرف ويجب رد قرار السلم والحرب إلى مجلس الوزراء

وطنية - السبت 21 أيلول 2019

أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "رئيس الحكومة سعد الحريري، "يعطيه ألف عافية"، يقوم بتكثيف اتصالاته، كما دائما، من أجل العمل على حل الأزمة، ولهذا الغرض زار المملكة العربية السعودية، ومن بعدها فرنسا، إلا أنه إذا لم تترافق هذه الجولات مع خطوات إصلاحية فعلية، تظهر نتائجها في وقت قريب جدا، فهذا الجهد كله، لن يعطي النتيجة المطلوبة منه".

ورأى أن "الأوضاع في المنطقة "على كف عفريت، أكثر من أي وقت مضى، والجميع يقدرون خطورته ودقته، ومن الممكن في أي لحظة أن تنزلق الأوضاع، إلى ما لا تحمد عقباه، لا سمح الله، والجميع يعترفون بذلك، إلا أنه في خضم كل ما يحصل، لا وجود لدولة، أو حكومة مسؤولة عن الوضع الاستراتيجي والأمني في لبنان، والأمور متروكة بيد حزب من الأحزاب اللبنانية، ليقرر إن كان سيقوم بعملية عسكرية أم لا، وإن كان سيرد أم لا، وهو يقوم بالاستنساب والتصرف، حسب ما يراه مناسبا، إلا أن هذا الأمر خطير جدا، خصوصا في ظل الأوضاع الراهنة، لذا المطلوب من المسؤولين كافة، وعلى كل المستويات، أن يتحملوا مسؤولياتهم بأسرع وقت، وخصوصا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، اللذين يجب أن يقوما برد قرار السلم والحرب، وأي تحركات عسكرية أخرى، إلى مجلس الوزراء، وإلا نكون قد أصبحنا في المجهول، ولا نعرف في أي وقت، أو لأي أسباب يتم الزج بنا في حرب "طويلة عريضة"، لا مصلحة للبنان والشعب اللبناني بدخولها".

كلام جعجع، جاء خلال لقاء مع أفراد الماكينة الانتخابية، في مصلحة الطلاب في حزب "القوات اللبنانية"، في المقر العام للحزب في معراب، في حضور الأمين المساعد لشؤون المصالح الدكتور غسان يارد، رئيس مصلحة الطلاب شربل خوري، رؤساء الدوائر في المصلحة وأعضاء مكتبها المركزي.

وكان جعجع قد استهل كلمته، بالقول: "هناك مواطن عادي اسمه جوزيف حنوش من مدينة البترون، وهو مخطوف منذ 25 يوما، ليس مخطوفا لا في أفريقيا أو مجاهل استراليا، وإنما هنا على الأراضي اللبنانية، والقضية ليست مجهولة، أي أنه خطف ولم يعرف أحد بالأمر، لا بل على العكس تماما، فمنذ اللحظة الأولى، ألقت الأجهزة الأمنية المعنية، القبض على من كانوا معه في السيارة، أثناء حصول عملية الاختطاف في منطقة البقاع، وقامت بالتحقيق معهم، وبالتالي فقد أصبحت الأجهزة الأمنية على علم بمن نفذ عملية الخطف، والمكان الذي يتم احتجازه فيه، ومنذ 25 يوما حتى الآن، جل ما حصل هو أنهم ينصحون أهل المخطوف، بالتفاوض مع الخاطفين الذين يطالبون بفدية كبيرة".

أضاف: "هذا المنطق غير مقبول على المستويات والمقاييس كافة، فأي مواطن لبناني سيبقى لديه ثقة بدولته، إذا ما رأى مواطنا لبنانيا آخر، يتم اختطافه على أرض لبنانية، من قبل أشخاص معروفين وفي منطقة معروفة، باعتبار أن حنوش الآن في بعلبك، أو من الممكن أن يكون قد تم نقله إلى مكان آخر، إلا أنه في تلك الجوار، ولا تقوم الدولة بأي ردة فعل، من أجل إنهاء هذا الأمر؟ أو كيف تريدون من الدول الأجنبية أن تثق بلبنان، والمعنيون لم يتحركوا لحل قضية مماثلة مر عليها حتى اليوم 25 يوما؟".

وتابع: "المطلوب اليوم من وزيرة الداخلية ريا الحسن ووزير الدفاع إلياس أبو صعب، التحرك بأسرع وقت ممكن، من أجل إنهاء مسألة خطف المواطن اللبناني جوزيف حنوش، بعد مرور 25 يوما على اختطافه، عبر إرسالهم الأجهزة الأمنية المعنية، إلى المكان الذي يتم احتجاز المخطوف فيه، وإطلاق سراحه، باعتبار أنه من غير المقبول على أي مقياس من المقاييس، أن يكون أي فرد منا، في موقع المسؤولية، وألا يتحمل مسؤوليته، فكيف بالحري إن كانت المسؤولية بهذا الحجم الصغير وداخل الأراضي اللبنانية؟".

وعن الوضع الاقتصادي المالي، قال: "الحميع لاحظ كيف أن رئيس الحكومة سعد الحريري، وهو دائما كذلك، كثف اتصالاته في الأسبوع الأخير، وزار المملكة العربية السعودية، ومن بعدها فرنسا، حيث اجتمع بعدة مسؤولين، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون، ويستمر بهذا الجهد المشكور، ولكن كل ما يتم القيام به على هذا الصعيد، وإن كان جيد جدا، إلا أنه لا يكفي، ولن يكفي إلى حين أن يبدأ بالظهور للجميع، أن الدولة اللبنانية تغير من ممارساتها السابقة، وأصبحت جدية، خصوصا في ما يتعلق بالإصلاحات، التي ينتظرها الجميع، إن كان في الداخل أم في الخارج".

أضاف: "نسمع عددا كبيرا من المسؤولين اللبنانيين، يتكلمون ليل نهار، ويطلقون التصاريح، "زجل طالع زجل نازل، شعر طالع شعر نازل"، عن الإصلاحات وفلسفتها ومكامنها، إلا أنه في نهاية المطاف، منذ عامين أو ثلاثة حتى اليوم، أي منذ أن بدأت تظهر بوادر الأزمة، التي نحن في صلبها اليوم، ليس هناك من إصلاحات فعلية تطبق في الدولة، وكي لا أبقى فقط على مستوى الطرح النظري للمسألة، سأقوم بالنزول إلى المستوى العملي، وسأعدد بعض الخطوات، التي تأتي في صلب الإصلاحات، ويمكن القيام بها، وهي خطوات سهلة جدا، لا تستلزم لتطبيقها سوى بضعة قرارات، تتخذ للوصول إليها، الأمر الذي سيمكننا من إرسال إشارات إلى الداخل والأسواق والخارج، كي يبدأ الوضع بالتحسن، ماذا وإلا، يمكن لرئيس الحكومة أن يجول على كل دول العالم، ويلتقي بجميع رؤسائها، إلا أنه إذا لم نبدأ من الداخل، فكل هذا الجهد المضني لن يعطي النتيجة المرجوة منه".

وتابع: "على سبيل المثال لا الحصر، فقد أحصت لجنة المال والموازنة 5300 موظف غير قانوني، ومنذ 4 أشهر حتى اليوم، الحكومة عاجزة عن اتخاذ أي قرار في هذا الشأن، باستثناء وزيرة واحدة ضمن هذه الحكومة، هي وزيرة شؤون التنمية الإدارية مي الشدياق، التي اتخذت قرارا في ما يتعلق بوزارتها بهذا الشأن، وأوقفت عقود 7 موظفين، إلى حين البت بأمرهم، من قبل ديوان المحاسبة، وهؤلاء كانت قد وردت أسماؤهم ضمن الإحصاء المذكور، وهنا نسأل ماذا تنتظر الحكومة من أجل اتخاذ قرار مماثل؟".

وأردف: "أما النقطة الثانية، التي أود التطرق لها، فهي المعابر غير الشرعية، التي يعترف جميع المسؤولين بالدولة، أنها موجودة، ويمر عبرها بضائع تتسبب بكساد الإنتاج الزراعي والصناعي، كما تتسبب بخسارة على الدولة تقدر بنحو 200 أو 300 مليون دولار في السنة، بسبب عدم دخول هذه البضائع بشكل شرعي عبر المعابر الشرعية، ماذا تتطلب مسألة كهذه من أجل حلها وإقفال هذه المعابر، التي يعرفها الجميع، والتي عددها ما بين 8 و10 معابر، وهي المعابر الأساسية غير الشرعية، التي يتم تمرير البضائع عبرها؟.

نحن هنا لا نتكلم عن إقفال المعابر غير الشرعية بشكل نهائي، أي حتى المعابر الفردية، التي يعبرها المواطن سيرا على الأقدام، وهو يحمل ما يمكنه حمله، هذه المعابر معالجتها تكون في وقت لاحق، إنما نتكلم اليوم عن المعابر، التي تشبه تقريبا المعابر الشرعية، ويمر عليها شاحنات كبيرة محملة بحاويات على مرأى من كل الناس، وأهالي القاع وقرى الهرمل ووادي خالد يعرفون ذلك، فكل الناس تعرف، إلا أن الدولة لا تعرف، وإن كانت تعرف، فهي لا تتخذ قرارا بإغلاق هذه المعابر غير الشرعية، لأنه يقال إن هناك بعض السياسيين المستفيدين من وجودها، وهذا أمر غير مقبول".

وأكمل: "النقطة الثالثة، هي العجز الناتج عن الكهرباء، الذي لم يبق أحد في هذا الكون إلا وتكلم عنه، وهو يقدر سنويا ما بين 35 و45% من عجز الموازنة ككل، أنا لا أتكلم اليوم عن إنهاء أزمة الكهرباء بشكل نهائي خلال عام واحد، الأمر الذي هو ممكن في حال وضع الجهد اللازم من أجل حلها، وإنما أتكلم عن بعض الخطوات الأولية، فماذا يمنع حتى الآن، من بعد كل ما قيل في موضوع الكهرباء، من تعيين مجلس إدارة جديد لمؤسسة كهرباء لبنان؟ ليس هناك من مانع، ولكن لماذا لا يتم هذا الأمر؟ يجب أن نذهب لتعيين مجلس ادارة جديد بأسرع وقت ممكن، شرط ألا يكون التعيين تبعا للطريقة المعتمدة في التعيينات، التي نشهدها اليوم، لأننا بحاجة لمجلس إدارة يكون فعلا جديدا، أي أن يتم تعيينه تبعا لآلية واضحة على مرأى ومسمع من الجميع، حيث يعلن عن هذا التعيين قبل شهر أو شهرين مع المواصفات المطلوبة، كي يتمكن أي مواطن لبناني، يجد أن هذه المواصفات متوفرة لديه، بالتقدم بطلب، لماذا لا يتم هذا الأمر؟ لا يحصل كي تبقى كل السلطات والصلاحيات بيد من هي بيدهم اليوم، والذين منذ 10 و20 و30 سنة، أوصلوا الكهرباء إلى ما هي عليه اليوم".

وإذ سأل: "لماذا لا يتم تعيين هيئة ناظمة لقطاع الكهرباء؟ لماذا لا يتم تعيين هيئة ناظمة لقطاع الاتصالات؟ ليفسر لي أي أحد ماذا تتطلب خطوات مماثلة من أجل إنجازها؟"، اعتبر أنها "لا تتطلب سوى قرار بسيط جدا من مجلس الوزراء"، لافتا إلى أن "هناك من يقولون إننا بحاجة لتعديل قانون الهيئات الناظمة من أجل الشروع بتعيين هذه الهيئات، ولكن ما الضار في أن نقوم بتعيين هذه الهيئات اليوم، تبعا للقانون الحالي، وفي المستقبل إذا ما حصل إجماع أو انوجدت أكثرية مؤيدة لتعديل هذا القانون، عندها يتم تعديله وتستمر هذه الهيئات بالعمل، تبعا للقانون المعدل في حينه".

وختم "هناك مجموعة كبيرة من الإصلاحات المطلوب تطبيقها إلى جانب ما قمت الآن بتعداده، إلا أنني في صدد الكلام عن بعض الخطوات المطلوبة، كإشارة إلى أن الدولة بدأت بالشروع بتطبيق إصلاحات بشكل فعلي، إلا أن الإصلاحات الفعلية المطلوبة، هي أكبر مما عددت الآن بكثير، وعلى سبيل المثال لا الحصر، مسألة إشراك القطاع الخاص، في عدد كبير من القطاعات، التي يتم إطلاق تسمية مؤسسات عامة عليها، خصوصا في الاتصالات والمرفأ وغيرها من الإدارات، التي يعرف الجميع ما هو وضعها الراهن".

 

بو صعب التقى رئيس أرمينيا ورئيس حكومتها وبحث التعاون في مجال رصد الطائرات المسيرة

وطنية - السبت 21 أيلول 2019 

تابع وزير الدفاع الوطني الياس بو صعب، زيارته لأرمينيا لليوم الثاني على التوالي. واستهل نشاطه بزيارة رئيس حكومة أرمينيا نيكول باشينيان، في حضور وزير الدفاع الأرميني تافيد تونويان. وتم الاتفاق خلال اللقاء على إعادة تفعيل اللجنة الوزارية المشتركة بين أرمينيا ولبنان، التي لم تجتمع منذ العام 2004، والتي كان رئيس الحكومة الأرمينية قد ناقش موضوعها مع نظيره اللبناني سعد الحريري، في أثناء زيارته الأخيرة للبنان. وتناول البحث أيضا سبل التعاون في مجالات عدة بما في ذلك الدفاع. وتم التطرق إلى كيفية استفادة لبنان من الأبحاث التقنية المتطورة التي تعدها أرمينيا في مجال الطائرات المسيرة أي ال Drones، والردارات القادرة على رصد هذه الطائرات. ولاحقا، قام بو صعب بزيارة ليلية بعيدة من الإعلام إلى أحد المواقع العسكرية في مدينة يريفان، حيث اطلع على طريقة عمل الرادارات الكاشفة للطائرات المسيَّرة (Drones). إلى ذلك، تم الاتفاق في اللقاء مع باشينيان، على أن يقوم وزير الدفاع الأرميني بزيارة بيروت، برفقة فريق متخصص بهدف توطيد التعاون العسكري بمجالاته كافة بين البلدين. والتقى بو صعب أيضا رئيس جمهورية أرمينيا آرمين ساركسيان الذي بحث معه موضوع الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات، وسبل التعاون بين لبنان وأرمينيا في هذا الإطار، وخصوصا بين الشباب الأرميني والشباب اللبناني وما لذلك من انعكاس على اقتصاد البلدين. ومن يريفان انتقل بو صعب إلى غويومري حيث شارك في حفل عيد استقلال أرمينيا، وكان الضيف الرسمي الوحيد الذي دعي لحضور الحفل. بعد ذلك، عاد إلى يريفان وانطلق منها إلى بيروت.

 

كرامي من بقاعصفرين: لن نتنازل عن ارضنا وعن حقنا في الحصول على المياه في سياق مجاملات سياسية وجوائز ترضية

وطنية - السبت 21 أيلول 2019

عقد رئيس تيار "الكرامة" النائب فيصل كرامي، مؤتمرا صحافيا في دارته في بقاعصفرين الضنية، بحضور رئيس بلديتها علي كنج ومخاتير وفاعليات الضنية. عرض خلاله أخر تطورات انشاء بركة سمارة في جرود بقاعصفرين وتصويب المسارات الخاطئة حولها.

وقال كرامي: "الغرض من هذا المؤتمر الصحافي هو السعي لاعادة تصويب المسارات الخاطئة والمريبة التي حولت مسألة انشاء بركة ترابية في سهل سمارة في الضنية الى قضية لها ابعاد تاريخية كما يزعم البعض وتؤيدهم في مزاعمهم مرجعيات الدولة كلها وفق ما نقلوه عبر الاعلام عن نائب في تيار المستقبل حمل رسالة من رئس الحكومة، وعن مستشار قي القصر الجمهوري حمل دعما من فخامة الرئيس اضافة الى الزيارة التي قام بها نواب وفاعليات من بشري الى رئيس المجلس النيابي.

للوهلة الاولى يكاد المرء يظن ان موقع بحيرة سمارة ليس في شمال لبنان وليس في الضنية وليس بين الضنية وبشري وانما هو في مزارع شبعا ربما او في الجزء اللبناني من قرية الغجر قبالة العدو الصهيوني، ففي ذلك ما يبرر هذه الهجمة الشعواء التي تقودها القوات اللبنانية وفق مسارات خاطئة اداريا وقضائيا واخلاقيا لمنع انشاء هذه البحيرة، وقد نجحوا للاسف حتى اللحظة في وقف العمل بها وتوجوا هذا الانجاز الذي حققوه بالقول انهم يحافظون على حق تاريخي وعلى كرامات لا بل ووصل بهم الامر الى المطالبة بترسيم الحدود بين بشري والضنية وزغرتا ولم يعد ينقص الا تدخل الامم المتحدة وارسال فرقة من اليونيفيل لكي تفصل بين المناطق وبين الاهالي". وتابع: "الموضوع باختصار بسيط جدا بالنسبة للضنية ولاهالي بقاعصفرين، وهو يتعلق بحقهم الطبيعي لانشاء بحيرة ضمن ارضهم تحل مشكلة ري مزروعاتهم خلال فترة الصيف وهي مشكلة مزمنة عمرها عقود، لكن للأسف هذه المشكلة البسيطة ارادت فعاليات بشري وعلى رأسهم النائبة ستريدا جعجع تحويلها الى ازمة كبرى قد نعرف كيف بدأت لكننا حتما لن نعرف كيف ستنتهي في حال استمر هذا السلوك المريب الذي يدفعنا للشك المبرر بوجود اهداف اخطر وابعد واكبر من مسألة انشاء بحيرة لري المزوعات".

اضاف: "على مستوى ما حدث قانونيا، نقول ان القرار الصادر عن قاضي الامور المستعجلة في بشري بوقف العمل في البحيرة هو قرار مؤقت وليس حكما مبرما، وهو قابل للطعن امام القاضي نفسه والذي يحق له بالقانون ان يعود عن قراره اذا تبين له ان هناك معطيات جديدة في الملف. فضلا عن ان هذا القرار تشوبه شوائب كثيرة في الشكل وفي الاساس، لانه قرار صادر عن جهة ليست صاحبة اختصاص ولأن المعني بالموضوع هو وزارة الزراعة التي تنفذ المشروع، وبالتالي فان مجلس شورى الدولة هو الجهة المختصة بهذا الامر، والاهم من كل ذلك هذه اول مرة يشهد فيها لبنان ان قرارا صادرا عن وزير يتم ابطاله عبر قرار من المحافظ، ومن ثم حكم من قاضي الامور المستعجلة، فهل هذه يا ترى تباشير دولة القانون والمؤسسات كما يفهمها اهل السلطة والنفوذ في هذا الزمن؟ ومن دفع رئاسة الحكومة لاتخاذ هذا الموقف وورط رئاسة الجمهورية بتأييد هذا الموقف فإنما قام بدفع الرئاستين الى مخالفة القانون. وعليه، ستقوم بلدية بقاعصفرين كونها الجهة المتضررة بالطعن وفق الاصول القانونية.

وعمليا، لقد قدمنا في الاسبوع الماضي الاوراق والمستندات التي تثبت ملكية بلدية بقاعصفرين لسهل سمارة، وهذه المستندات الرسمية صادرة عن دائرة الشؤون العقارية، ومثبتة لدى الجيش اللبناني.

وبناء على الاتصالات التي اجريناها الاسبوع الماضي ايضا، طلب الينا ودرءا للفتنة ان نعمل على ايقاف الاعمال في بحيرة سمارة لمدة ثلاث ايام ريثما يعرض الموضوع على مجلس الوزراء وطبعا لم يعقد ويبنى على الشيء مقتضاه، طبعا نحن وافقنا خصوصا ان الطلب اتى ايضا من نواب المنطقة وخصوصا من صديقنا الاخ جهاد الصمد الذي لدينا ملء الثقة به ومن قائد الجيش العماد جوزيف عون، وبناء على اجتماعهم مع دولة رئيس الحكومة الذي أفدنا بعيد انعقاده بأنه كان اجتماعا ايجابيا وان الاعمال لن تتوقف لاننا اصحاب حق".

وتابع كرامي: "ايضا البارحة قامت السيدة جعجع بزيارة لدولة الرئيس نبيه بري تطلب اليه وقف الاعمال نهائيا في بحيرة سمارة ونقلها الى مكان آخر نسمع به للمرة الاولى، وبنتيجة الزيارة تم الطلب الى وزير الزراعة بوقف العمل بالمشروع لحين تحديد الحدود بدءا من نقطة الخلاف المزعومة، كما طلب من وزير المالية ان يطلب الى المديرية العامة للشؤون العقارية تحديد الحدود بين المنطقتين بأسرع وقت ممكن حتى يبنى على الشيء مقتضاه، كما فوجئنا بتلبية رئيس الحكومة لطلب السيدة جعجع عبر رسالة اوصلها النائب عثمان علم الدين مناقضا لوعده الذي وعد به في الاجتماع مع النائب جهاد الصمد ونواب المستقبل وذلك على حساب الحق وعلى حساب اهالي الضنية.

بناء على كل ما تقدم، نقول:

اولا، بالاوراق وبالمستندات، الحدود بين بشري والضنية محددة اصلا، وارض البحيرة بموجب القانون هي تابعة للضنية وبالتالي لبلدة بقاعصفرين.

ثانيا، اذا كان لا بد من تحديد الحدود من جديد وهي حدود محددة اصلا، اقل تحديدا وليس ترسيما لان الترسيم امر يتعلق بالحدود بين الدول، فأننا اجرينا اتصالا بوزير المالية وعدنا انه سيستكمل ما بدأه اول من امس بتحديد الحدود، ونحن بدورنا سنزوده بالاوراق التي لدينا لاثبات حقنا، وبالتالي فإننا يمكننا تحديد الحدود في فترة قصيرة وذلك اذا صفت النيات.

ثالثا، فلتستكمل اعمال البحيرة، وحين الانتهاء من تحديد حدود المنطقتين تكون البحيرة من نصيب البلدة التي تكون سماره ضمن حدودها، فكلنا اهل والخير يجب ان يعم الجميع، ومن "هلأ بقول لاهل بشري"، اذا طلعت البحيرة من نصيبكم حلال على قلبكم.

رابعا، لمن يقولون ان البعض يحاول او يوقع فتنة بين بشري والضنية نقول، ان الفتنة تكون بايقاف مشروع له منفعة عامة عن الناس، والمفتن هو الذي يمنع الخير عنهم، فنحن نطالب ببحيرة ترابية لري مزروعاتنا ولدرء نزاعات تتكرر كل عام بموضوع النباريش، ولا نطالب بمحرقة او ببناء او اي شيء آخر.

اخيرا نقول، لا تسوية حول هذا المشروع على حساب المنطقة واهلها، ولن نقبل بالمماطلة وبالتسويف، وليعلم الجميع ان اهالي الضنية لن يتنازلوا عن حق مؤكد لهم في سياق مجاملات سياسية وجوائز ترضية يريد ان يقدمها بعض المسؤولين للسيدة جعجع وللقوات اللبنانية، كما نؤكد نحن بأن العلاقة بين اهالي الضنية واهالي بشري هي فضلا عن كونها ابناء وطن واحد هي ايضا علاقة جيرة تاريخية وابدية، وان ابعاد المتاجرات السياسية عن هذه العلاقة هو ضرورة وطنية وهو حق لاهالي المنطقتين، ولا بأس من القول ختاما بأن القرنة السوداء هي حق تاريخي لكل لبنان ولا يجوز استعمالها في نزاعات الزواريب والقرى".

وقال: "اذا وبانتظار ان يهدي الله الضالين نجدد التأكيد بأننا لن نتنازل عن ارضنا ولن نتنازل عن حقنا في الحصول على المياه، وكل الوسائل متاحة من اجل الوصول لمبتغانا، وان كانوا فجارا، فنحن لسنا تجارا".

وردا على سؤال ان كان يظن ان ما يحصل هو استهداف للضنية، قال كرامي:"طبعا هو استهداف وليس فقط للضنية بل لكل الشمال من طرابلس الى عكار والضنية والمنية، فهو يهمشون مناطقنا اقتصاديا واجتماعيا وإنمائيا وعلى كافة الاصعدة، كما انه يتم استثناؤها من التعيينات في كل الوزارات والادارات والمؤسسات، وشبابنا يقبعون حتى اليوم في السجون من اسلاميين وغير اسلاميين، ليس لدينا شك بل بتنا مقتنعون بأننا مستهدفون ولم يعد لدينا شك انهم يستهدفون منطقتنا في طرابلس والمنية الضنية وعكار، ويريدون إغراقنا في الحرمان".

وحول الاعتراض على بحيرة سمارة وانها جاءت لوجود بحيرة عطارة المجاورة، قال كرامي: "كل بحيرة لها عمل، فبحيرة سمارة تروي كل جرد نجاص بينما بحيرة عطارة لا تروي الا جزءا بسيطا من هذا الجرد، إضافة إلى انها قد لزمت ثلاث مرات وصرف بحجة إنشائه عشرات ملايين الدولارات، ولم يتم تنفيذها بالشكل المناسب فهي لا تجمع المياه ولا نستفيد منها، حتى انهم حينما يقدمون لنا المشاريع لا ينفذونها بالشكل الصحيح، وتذهب اموالها هدرا".

طالب

وتحدث الرئيس السابق لبلدية بقاعصفرين سعد طالب باسم البلدية والأهالي، فقال:"نقف أمامكم اليوم، لأننا وبكل بساطة لم يعد لدينا اي وسيلة لحل المشكلة القائمة بيننا وبين بلدية بشري، وهذه المشكلة ليست وليدة اليوم ولكنها قصة طويلة نعاني منها منذ اكثر من عشرين سنة.

مرات عديدة قاموا بقطع أنابيب المياه التي تروي المزروعات والمواشي وقاموا بحرق حفارة ثمنها اكثر من ثلاثين الف دولار، وفي كل مرة كانوا يتعهدون بعدم تكرار هذه الاعمال ولكن بلا فائدة. طوال هذه السنوات كنا نتحلى بالصبر وضبط النفس ولا نريد ان نقوم بردات فعل لا أحد يعلم الى أين تؤدي عواقبها. نواب وفاعليات بشري في خطابهم المعلن يقولون انهم حريصون على حسن الجوار والعيش المشترك، ولكن الأفعال لا تدل مطلقا لا على حسن الجوار ولا على الحرص على العيش المشترك. كيف يكون حريصا على حسن الجوار من يعمد الى قطع انابيب المياه مما يؤدي إلى هلاك المزروعات والمواشي وهي مصدر الرزق الوحيد لأهالي المنطقة وقد قالوا قديما قطع الاعناق ولا قطع الأرزاق. هل يستكثرون علينا نقطة الماء التي يرحمنا بها الله من السماء. الغريب في الأمر انه اخيرا جاء الحل بإنشاء بركة من قبل وزارة الزراعة تراعي جميع الشروط القانونية والبيئية قامت الدنيا ولم تقعد وقامت بلدية بشري بكل ما تملك لإفشال هذا المشروع الحيوي لأهل بقاعصفرين". وختم: "نحن اهل بقاعصفرين خاصة وأهل الضنية عامة نحرص على حسن الجوار ولكن ليس على حساب حقوقنا وارضنا ومياهنا كما اننا نشكر جميع من سعى لإظهار الحق وخصوصا معالي الوزير الاخ والصديق فيصل عمر كرامي، كما نشكر نواب ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات قضاء المنية الضنية وكل من سعى لدعم هذه القضية المحقة".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 21-22 يلول/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

Faith Is The Only Means That Enables Us To Accept & Deal With Death/Elias Bejjani/September 20/2019
http://eliasbejjaninews.com/archives/78655/elias-bejjani-faith-is-the-only-means-that-enables-us-to-accept-deal-with-death/

 

تأملات إيمانية بالنص والصوت: لا يمكن التعامل مع لغز الموت وفهمه بغير مفاهم الإيمان/الياس بجاني/20 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78650/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84-2/

 

 

 

رزمة من التقارير باللغتين العربية والإنكليزية تتناول ملف ألكسي صعب العضو الإرهابي في حزب الله المعتقل في أميركا

A Bundle of A/E Reports covering the Hezbollah Terrorist Alexy Saab who is imprisoned in the USA

http://eliasbejjaninews.com/archives/78680/%d8%b1%d8%b2%d9%85%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%82%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba%d8%aa%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84/

 

 

أحمد عبد العزيز الجارالله/خلّصوا العالم من النّازية الفارسية/السياسة/20 أيلول/2019

Ahmed Al-Jarallah/Rescue The World From The Persian Nazism/Arab Times/September 20/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78678/%d8%a3%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b2%d9%8a%d8%b2-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%a7%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%ae%d9%84%d9%91%d8%b5%d9%88%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7/

 

عماد موسى/لو”يتلفن” غريب لعيّاش/نداء الوطن/20 أيلول 2019

محمد أبي سمرا/المحكمة الدولية والعمالة وضحاياها.. زجليات مسرح مدرسي لبناني/المدن/21 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78690/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%8a-%d8%b3%d9%85%d8%b1%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d9%83%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%85%d8%a7%d9%84/

 

عبير بركات/خيارات جعجع “تموضعه” تحت جناح بري/الكلمة اونلاين/20 أيلول/2019

مجد بو مجاهد/مَن بقي لسمير جعجع ومعه/النهار/20 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78693/%d8%b9%d8%a8%d9%8a%d8%b1-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%ae%d9%8a%d8%a7%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d8%aa%d9%85%d9%88%d8%b6%d8%b9%d9%87-%d8%aa%d8%ad%d8%aa-%d8%ac%d9%86%d8%a7%d8%ad/

 

عدوان بقيق وخط فهد

أحمد عدنان/عكاظ/21 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78712/%d8%a3%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%b9%d8%af%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%b9%d9%83%d8%a7%d8%b8-%d8%b9%d8%af%d9%88%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d9%82%d9%8a%d9%82-%d9%88%d8%ae%d8%b7-%d9%81%d9%87%d8%af/