LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 21 أيلول/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.september21.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ البَيْتِ في أَيِّ سَاعَةٍ يَأْتِي السَّارِق، لَمَا تَرَكَ بَيْتَهُ يُنقَب

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/نصرالله ألغى من جانب واحد ورقة التفاهم مع التيار العوني

الياس بجاني/تأملات إيمانية بالنص والصوت: لا يمكن التعامل مع لغز الموت وفهمه بغير مفاهم الإيمان

الياس بجاني/ادعاء د.فؤاد أيوب رئيس الجامعة اللبنانية على وسائل الإعلام والإستقواء بفائض السلاح اللاشرعي

الياس بجاني/السيدة سهى بشارة بطلة في نظر البعض، ولكنها مجرمة في نظر البعض الآخر

الياس بجاني/هوليودية تهييج اليساريين ع عامر الفاخوري وتبليعهم ألسنتهم ع قاتل جورج حاوي القيادي في حزب الله

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو/تقرير موقع الآن الإمراتي من عنوانه: "من هو اليكس صعب المتهم بالتجسس لصالح حزب الله في أمريكا والمعتقل في سجونها؟"

أليكسي صعب.. رحلة المتهم بالعمالة لحزب الله من لبنان لأميركا

واشنطن توجه الاتهام للعضو في حزب الله أليكس صعب بشن هجمات إرهابية

النائب العام الإستئنافي يدعي على “نداء الوطن” بجرم المس بكرامة الرؤساء

المحكمة الخاصة بلبنان دعت المتضررين إلى المشاركة بالقضايا المتلازمة مع جريمة اغتيال الحريري

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 20/9/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 20 أيلول 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

خيارات جعجع "تموضعه" تحت جناح بري/عبير بركات/الكلمة اونلاين

تضامنا مع المخطوف جوزيف حنوش.. محتجون قطعوا اوتوستراد البربارة لساعات

بري دعا الى جلسة مشتركة الاربعاء المقبل

الأحدب: اغلاق تلفزيون المستقبل نتيجة متوقعة بعد رضوخ الحريري للتسوية الرئاسية

اكتشاف عميد جديد في الجيش اللبناني يدعى عماد يتعامل مع اشخاص في اسرائيل !

ريفي امام اهالي الموقوفين الاسلاميين: حزب الله حل سرايا المقاومة لينشئ جيشا مؤلفا من 80% من السنة و 20% من المسيحيين

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

شدياق لنصرالله: نتذكر صوتك “سنذبحكم في فراشكم”

البنتاغون بصدد تقديم "الخيارات المطروحة" لترامب بشأن إيران ليقرر أياً منها سيعتمد

ترمب يفرض عقوبات على البنك الوطني الإيراني

خيار عسكري أميركي ضد إيران.. والحرس الثوري يهدد

الملك سلمان: الهجوم على أرامكو عمل إجرامي

الحرس الثوري يهدد بإعدام عشرات المعتقلين الأهوازيين

سيناتور جمهوري: إيران تقف بلا أي شك وراء هجوم أرامكو

أوساط سياسية وعسكرية تحذر من خطة حربية لنتنياهو تجهض قيادة غانتس/عرض على غريمه حكومة وحدة وطنية فردّ بأن الخاسر لا يبادر للتشكيل

قلق لبناني من إمكانية تورّط «حزب الله» في حرب إقليمية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لو"يتلفن" غريب لعيّاش/عماد موسى/نداء الوطن

خلّصوا العالم من النّازية الفارسية/أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة

ابتسم... أنت في لبنان/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

في خزائننا… دولة فاشلة/نبيل بومنصف/النهار

مَن بقي لسمير جعجع ومعه/مجد بو مجاهد/النهار

هل على لبنان أن يخوض حرباً من أجل فك الحصار عن إيران/د. حارث سليمان/النهار

رحلة عون إلى نيويورك ... تواجه مطبّ "حزب الله"/ألان سركيس/نداء الوطن

الرد لن يكون عسكرياً .إنه دبلوماسياً وعقابياً هدفه ردع إيران ليس إلا/د.توفيق هندي

المحكمة الدولية والعمالة وضحاياها.. زجليات مسرح مدرسي لبناني/محمد أبي سمرا/المدن

لبنان الموقوف بين العمالتين الإسرائيلية والأسدية والذاكرة الانتقائية/أورنيلا عنتر/المدن

لمن يرغب أن يعرف من هو الشيخ حسن سعيد مشيمش/الشيخ حسن سعيد مشيمش/فايسبوك

هجمات أرامكو.. العالم يتموضع للرد/محمد قواص/ميدا ايست اولاين

لماذا تسعى إيران للحرب/رضوان السيد/الشرق الأوسط

الدرونز الإيرانية... تحليق وتعليق/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

عندما يصبح التفاوض مستحيلاً والحرب غير ضرورية/أمير طاهري/الشرق الأوسط

عن خلافات أهل الحكم في سوريا/أكرم البني/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية يغادر الى نيويورك الاحد لترؤس وفد لبنان الى الامم المتحدة والاربعاء يلقي كلمة لبنان في الجمعية العمومية

ماكرون أجرى محادثات مع رئيس الحكومة اللبنانية : فرنسا ملتزمة بتطبيق قرارات سيدر الحريري: لبنان ملتزم بالقرار 1701 وشرعنا بالاصلاحات

الحريري التقى في باريس ماكرون ولودريان: الأولوية لإصلاحات سريعة ولمست حماسة للاستثمار في سيدر

الحريري التقى وزير المالية الفرنسي واجتمع مع أصحاب كبار الشركات: لبنان لا يزال محطة أساسية للاستثمار داخله وفي محيطه

بري عرص الأوضاع مع زواره العريضي: لا يجوز ان ننتظر إيحاءات أو تأنيبات من الخارج لنقوم بواجباتنا ونخدم بلدنا

سفارة لبنان في كندا تقيم حفل استقبال لباسيل ب26 الجاري

باسيل افتتح مؤتمر الطاقة الاغترابية في أميركا الشمالية: على لبنان تطبيق العودة التدريجية للنازحين السوريين ولا يقنعنا أحد أن ظروف العودة لم تتحقق بعد

السفير عيسى أولم على شرف باسيل في واشنطن

نص خطاب السيد نصرالله لليوم

نصرالله: نتنياهو غامر بكل شيء لكي يبقى رئيس وزراء نؤكد حقنا في مواجهة المسيرات الإسرائيلية

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

إنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ البَيْتِ في أَيِّ سَاعَةٍ يَأْتِي السَّارِق، لَمَا تَرَكَ بَيْتَهُ يُنقَب

إنجيل القدّيس لوقا12/من35حتى40/:”قالَ الرَبُّ يَسوعُ: «لِتَكُنْ أَوْسَاطُكُم مَشْدُودَة، وَسُرْجُكُم مُوقَدَة. وَكُونُوا مِثْلَ أُنَاسٍ يَنْتَظِرُونَ سَيِّدَهُم مَتَى يَعُودُ مِنَ العُرْس، حَتَّى إِذَا جَاءَ وَقَرَع، فَتَحُوا لَهُ حَالاً. طُوبَى لأُولئِكَ العَبِيدِ الَّذينَ، مَتَى جَاءَ سَيِّدُهُم، يَجِدُهُم مُتَيَقِّظِين. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يَشُدُّ وَسْطَهُ، وَيُجْلِسُهُم لِلطَّعَام، وَيَدُورُ يَخْدُمُهُم. وَإِنْ جَاءَ في الهَجْعَةِ الثَّانِيَةِ أَوِ الثَّالِثَة، وَوَجَدَهُم هكذَا، فَطُوبَى لَهُم! وٱعْلَمُوا هذَا: إِنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ البَيْتِ في أَيِّ سَاعَةٍ يَأْتِي السَّارِق، لَمَا تَرَكَ بَيْتَهُ يُنقَب. فَكُونُوا أَنْتُم أَيْضًا مُسْتَعِدِّين، لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ يَجِيءُ في سَاعَةٍ لا تَخَالُونَها!»

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

نصرالله ألغى من جانب واحد ورقة التفاهم مع التيار العوني

الياس بجاني/20 أيلول/2019

كلام نصرالله اليوم ألغى ورقة التفاهم مع التيار من جانب واحد بما يخص اللاجئين في إسرائيل وأعلن نفسه الحاكم الفعلي للبنان والآمر والناهي فيما تعامى عن اتهامات المحكمة الدولية لحزبه بالإغتيالات كافة ومنها اغتيال حاوي الشيوعي.

 

تأملات إيمانية بالنص والصوت: لا يمكن التعامل مع لغز الموت وفهمه بغير مفاهم الإيمان

الياس بجاني/20 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78650/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84-2/

الياس بجاني/بالصوت/فورماتWMA/لا يمكن التعامل مع لغز الموت وفهمه بغير مفاهم الإيمان/20 أيلول/2019/اضغط هنا للإستماع للتأملات الإيمانية

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias.death20.9.19.wma

الياس بجاني/بالصوت/فورماتMP3/لا يمكن التعامل مع لغز الموت وفهمه بغير مفاهم الإيمان/20 أيلول/2019/اضغط هنا للإستماع للتأملات الإيمانية

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias.death20.9.19.mp3

 

لا يمكن التعامل مع لغز الموت وفهمه بغير مفاهم الإيمان

الياس بجاني/20 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78650/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84-2/

أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا” (إنجيل يوحنا11/25)

لا يمكن فهم واقع الموت هذا اللغز والسر الذي حير عقل الإنسان إلا إيمانياً ومن خلال الكتاب المقدس، وذلك بعد أن ألغى السيد المسيح بتأنسه وصلبه وموته وقيامته الموت هذا بمفهومه الإنساني والجسدي والترابي وقهره وكسر شوكته.

الموت ومنذ قيامة السيد المسيح أصبح الخطيئة التي هي موت لا ينتهي في جهنم يُعاقب الله بها الأشرار حيث صرير الأسنان والنار التي لا تنطفئ والدود الذي لا يهدأ والعذاب الذي لا يتوقف.

“وَمَتَى لَبِسَ هَذَا الْفَاسِدُ عَدَمَ فَسَادٍ وَلَبِسَ هَذَا الْمَائِتُ عَدَمَ مَوْتٍ فَحِينَئِذٍ تَصِيرُ الْكَلِمَةُ الْمَكْتُوبَةُ: ابْتُلِعَ الْمَوْتُ إِلَى غَلَبَةٍ. أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟ أَمَّا شَوْكَةُ الْمَوْتِ فَهِيَ الْخَطِيَّةُ وَقُوَّةُ الْخَطِيَّةِ هِيَ النَّامُوسُ. وَلَكِنْ شُكْراً لِلَّهِ الَّذِي يُعْطِينَا الْغَلَبَةَ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. إِذاً يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ كُونُوا رَاسِخِينَ غَيْرَ مُتَزَعْزِعِينَ مُكْثِرِينَ فِي عَمَلِ الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ عَالِمِينَ أَنَّ تَعَبَكُمْ لَيْسَ بَاطِلاً فِي الرَّبِّ. (رسالة كورنثوس الأولى 15/من48حتى52)

هذا الموت الجسدي بأسراره قد عصي على عقل الإنسان المحدود القدرات فهمه وإدراكه منذ أن طرده الله من جنة عدن لعصيانه ولطمعه وسعيه لمعرفة أسرار الخير والشر.

هذا ومنذ أن وُجِّد الإنسان على الأرض كان الموت الشغل الشاغل للعديد من الحضارات ولاهتمامات الشعوب في العصور كافة من أمثال الفينيقيين والفراعنة والصينيين والهنود وغيرهم كثر.

بِعَرَقِ جَبينِكَ تأكُلُ خُبزًا حتَّى تَعودَ إِلى الأَرض، فمِنها أُخِذتَ لأَنَّكَ تُرابٌ وإِلى التُّرابِ تعود”. (التكوين03/19)

الموت الجسدي هذا المصير المحتوم الذي لا مفر منه لأي مخلوق هو في المفهوم المسيحي الإيماني انتقال الإنسان من الموت إلى الحياة وليس العكس.

من هنا، فيا ليت من بيدهم القرار والسلطة والمال من البشر يدركون أنهم راحلون لا محالة من على هذه الأرض الفانية وبأنهم لن يأخذوا معهم من ثرواتها الترابية من سلطة ونفوذ وعزوة وممتلكات وقوة أي شيء.

 “ثُمّ قالَ لَهم: تَبصَّروا واحذَروا كُلَّ طَمَع، لأَنَّ حَياةَ المَرءِ، وإِنِ اغْتَنى، لا تَأتيه مِن أًموالهِ. ثُمَّ ضَرَبَ لَهم مَثَلاً قال: رَجُلٌ غَنِيٌّ أَخصَبَت أَرضُه، فقالَ في نَفسِه: ماذا أَعمَل؟ فلَيسَ لي ما أَخزُنُ فيه غِلالي. ثُمَّ قال: أَعمَلُ هذا: أَهدِمُ أَهرائي وأَبْني أَكبرَ مِنها، فأَخزُنُ فيها جَميعَ قَمْحي وأَرْزاقي. وأَقولُ لِنَفْسي: يا نَفْسِ، لَكِ أَرزاقٌ وافِرَة تَكفيكِ مَؤُونَةَ سِنينَ كَثيرة، فَاستَريحي وكُلي واشرَبي وتَنَعَّمي. فقالَ لَه الله: يا غَبِيّ، في هذِهِ اللَّيلَةِ تُستَرَدُّ نَفْسُكَ مِنكَ، فلِمَن يكونُ ما أَعدَدتَه؟ فهكذا يَكونُ مصيرُ مَن يَكنِزُ لِنَفْسِهِ ولا يَغتَني عِندَ الله”. (لوقا12/من15إلى22).

 الزوادة الإيمانية أي إيمان وأعمال وأفكار الإنسان ومخافته من ربه في كل ما قال وفعل وفكر هي كل ما بمقدوره حمله معه إلى العالم الآخر عندما يستعيد ويسترد منه الخالق جل جلاله وديعته التي هي نعمة الحياة، فيبرد جسده ويفقد حيويته ويتحول إلى كومه من الجماد لا روح ولا حرارة فيه، وخلال أيام يأكله دوده ويعود إلى التراب الذي جُبّل منه.

إن الله أراد بنفسه ومن خلال تأنسه وعذابه وصلبه وقيامته أن يصالح الإنسان الذي كان عصاه في جنه عدن وذلك ليحرره من عبودية الإنسان العتيق ويرفعه إلى مرتبة الإنسان الجديد، إنسان العماد بالماء والروح القدس.

 إن كان لنا في هذه الحياة فقط رجاء في المسيح فإننا أشقى جميع الناس. ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين. فانه إذ الموت بإنسان، بإنسان أيضاً قيامة الأموات لأنه كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع” (01كورنثوس15/من19حتى22)

 في اليوم الأخير، يوم القيامة، يعود السيد المسيح وعندها يكون حساب العقاب والثواب، فيفصل ما بين الأبرار والأشرار. الأبرار إلى يمينه والأشرار إلى يساره وتتم محاكمة ومحاسبة الجميع طبقاً لإيمانهم وأعمالهم وأفكارهم التي حملوها معهم في زوادتهم الإيمانية.

 “ومتى جاء ابن الإنسان في مجده، ومعه جميع ملائكته يجلس على عرشه المجيد، وتحتشد أمامه جميع الشعوب، فيفرز بعضهم عن بعض، مثلما يفرز الراعي الخراف عن الجداء، فيجعل الخراف عن يمينه والجداء عن شماله). (إنجيل القديس متى:25/من25حتى31)

 للجميع الذين على يمنه ويساره يقول الرب أنا كنت عطشاناً وجوعاناً ومعذباً وسجيناً ومريضاً ومحتاجاً ومشرداً ومنفياً ومعاقاً ومنبوذاً ومضطهداً، من منكم هم على يميني مد يده وأعانني وقدم لي ما هو بمقدوره وبمتناوله دون شروط أو قيود واستثمر في معونتي وزناته ومواهبه التي أعطيته إياه مجاناً فأعطاني هو أيضاً مجاناً ودون مقابل بمحبة وتواضع وتحسس بمعاناتي وأوجاعي.

ومن منكم هم على يساري لم يكترثوا بي ولم يساعدوني واحتقروني وأهانوني وأكملوا طريقهم في الحياة الأرضية تشدهم وتتحكم بهم غرائزهم وأطماعهم. الجميع يسأل بتعجب وحيرة واستغراب متى يا رب ساعدناك أو لم نساعدك؟ فيرد قائلاً أنا ربكم كنت كل شخص من هؤلاء المحتاجين والمعذبين الذين من هم على يميني أسعفهم وتعاطف معهم، ومن على يساري لم يسعفهم وأهملهم وأغمض عينيه عن أوجاعهم وعوزهم.

 يستهزئ البعض من قليلي الإيمان وخابي الرجاء من يوم الحساب ويشككون به ولا يؤمنون بوجود جهنم متعامين عن كل الآيات المقدسة التي تؤكد هذه الحقائق من خلال مئات الآيات ومنها

 ولأن وجود الإنسان على الأرض هو وجود في غربة وموطن غير موطنه فالمؤمن يتحسس باستمرار أوجاعها ويتوق للعودة إلى موطنه وسكنه في السماء كما يعلمنا القديس بولس الرسول.

ونحنُ نَعرِفُ أنَّهُ إذا تَهدَّمَتْ خَيمَتُنا الأرضِيَّةُ الّتي نَحنُ فيها، فلَنا في السَّماءِ بَيتٌ أبَدِيٌّ مِنْ بِناءِ اللهِ غيرُ مَصنوعٍ بالأيدي. وكم نَتأوَّهُ حَنينًا إلى أنْ نَلبَسَ فَوقَها بَيتَنا السَّماوِيَّ، لأنَّنا متى لَبِسناهُ لا نكونُ عُراةً. وما دُمنا في هذِهِ الخَيمةِ الأرضِيَّةِ فنَحنُ نَئِنُّ تَحتَ أثقالِنا، لا لأنَّنا نُريدُ أنْ نَتَعرَّى مِنْ جَسدِنا الأرضِيِّ، بَلْ لأنَّنا نُريدُ أنْ نَلبَسَ فَوقَهُ جَسَدَنا السَّماوِيَّ حتّى تَبتَلِعَ الحياةُ ما هوَ زائِلٌ فينا. والله هوَ الّذي أعَدَّنا لِهذا المَصيرِ ومنَحَنا عُربونَ الرُّوحِ. ولذلِكَ لا نَزالُ واثِقينَ كُلَّ الثِّقَةِ، عارِفينَ أنَّنا ما دُمنا مُقيمينَ في هذا الجَسَدِ، فنَحنُ مُغتَرِبونَ عَنِ الرَّبِّ،لأنَّنا نَهتَدي بإيمانِنا لا بِما نَراهُ. فنَحنُ إذًا واثِقونَ، ونُفَضِّلُ أنْ نَغتَرِبَ عَنْ هذا الجَسَدِ لِنُقيمَ معَ الرَّبِّ”. (رسالة كورنثوس الثانية 05/من01حتى21)

في الخلاصة إن الموت هو الخطيئة، وهي التي تودي إلى جهنم ونارها بكل من لا يخاف الله في أفعاله وأقواله وفكره ويبقى بحريته أسيراً للإنسان العتيق الغرائزي. في حين أن المؤمن الذي يرتقي ويرتفع بحريته من اسر الإنسان العتيق إلى رحاب الإنسان الجديد، إنسان العماد بالماء والروح القدس فهو لا يموت، بل يرقد على رجاء القيامة عندما يسترد الله نعمة الحياة منه، وذلك بانتظار رجاء يوم القيامة والحساب الأخير ليعود إلى منازل أبيه في السماء حيث الحياة الأبدية وحيث لا وجع ولا ألم.

“اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ، بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ. اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ وَهِيَ الآنَ، حِينَ يَسْمَعُ الأَمْوَاتُ صَوْتَ ابْنِ اللهِ، وَالسَّامِعُونَ يَحْيَوْنَ”. (يوحنا05/24و25)

مثال الغني ولعازر.) انجيل القديس لوقا 16/من 19حتى31(

“وقال يسوع: كان رجل غني يلبس الأرجوان والثياب الفاخرة ويقيم الولائم كل يوم. وكان رجل فقير اسمه لعازر، تغطي جسمه القروح. وكان ينطرح عند باب الرجل الغني، ويشتهي أن يشبع من فضلات مائدته، وكانت الكلاب نفسها تجيء وتلحس قروحه. ومات الفقير فحملته الملائكة إلى جوار إبراهيم. ومات الغني ودفن. ورفع الغني عينيه وهو في الجحيم يقاسي العذاب، فرأى إبراهيم عن بعد ولعازر بجانبه. فنادى: إرحمني، يا أبـي إبراهيم، وأرسل لعازر ليبل طرف إصبعه في الماء ويبرد لساني، لأني أتعذب كثيرا في هذا اللهيب.

فقال له إبراهيم: تذكر، يا ابني، أنك نلت نصيبك من الخيرات في حياتك، ونال لعازر نصيبه من البلايا. وها هو الآن يتعزى هنا، وأنت تتعذب هناك. وفوق كل هذا، فبـيننا وبينكم هوة عميقة لا يقدر أحد أن يجتازها من عندنا إليكم ولا من عندكم إلينا. فقال الغني: أرجو منك، إذا، يا أبـي إبراهيم، أن ترسل لعازر إلى بيت أبـي، لينذر إخوتي الخمسة هناك لئلا يصيروا هم أيضا إلى مكان العذاب هذا. فقال له إبراهيم: عندهم موسى والأنبـياء، فليستمعوا إليهم.

فأجابه الغني: لا، يا أبـي إبراهيم! ولكن إذا قام واحد من الأموات وذهب إليهم يتوبون. فقال له إبراهيم: إن كانوا لا يستمعون إلى موسى والأنبـياء، فهم لا يقتنعون ولو قام واحد من الأموات”.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

*ملاحظة: اضغط هنا لقراءة التأملات التي في أعلى بنسختها الإنكليزية

 

السيدة سهى بشارة بطلة في نظر البعض، ولكنها مجرمة في نظر البعض الآخر

الياس بجاني/18 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78595/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d8%b3%d9%87%d9%89-%d8%a8%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d8%a8%d8%b7%d9%84%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%86%d8%b8/

يحاول البعض في لبناننا المحتل وبفوقية واستكبار وعلى خلفية فائض السلاح والأوهام المرّضية أن يفرض على الآخرين بالقوة وبكل وسائل الإرهاب والتخويف، يحاول أن يفرض معايير وثقافات ونمط حياة ومفاهيم غريبة ومغربة عن ثقافات وقناعات ومعايير كثر من اللبنانيين.

في زمن الاستقواء بفائض السلاح غير الشرعي يحاول من هو السلاح بحوزته، أو من يستقوي به، وأيضاً الذي يتلطى خلفه ويتلون بألف لون ولون طمعاً بالمنافع، يحاول بفوقية إخضاع الجميع لثقافته ولمعاييره في كافة المجالات الحياتية والوطنية وحتى التاريخية.

على سبيل المثال لا الحصر يعتبر السيد نصرالله وعلناً بأن الذين تتهمهم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان من قادة وأعضاء حزبه في جريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه هم قديسون وبالتالي لن يسلمهم للمحكمة تحت أي ظرف.

وفي نفس الإطار فإن جماعة القوميين السوريين وباقي الأحزاب “المسورنة” يرون في حبيب الشرتوني بطلاً.

وفي نفس السياق أيضاً فإن ربع اليسار بكافة تشعباته وتلاوينه “المقاوماتية” يرى في السيدة سهى بشارة مناضلة وبطلة.

هؤلاء السادة والسيدات وأحزابهم وتجمعاتهم المستقوون بالسلاح أو المتلطين خلفه يتعامون عن أن شرائح كبيرة من اللبنانيين ومن المذاهب كافة لا تشاركهم رؤيتهم هذه.

لا بل تختلف معهم كلياً في رؤيتها ومفهومها ومعاييرها بما يخص وضعية المتهمين باغتيال الرئيس الحريري الأعضاء في حزب الله، وحبيب الشرتوني القومي السوري الذي اغتال الرئيس المنتخب بشير الجميل، والسيدة سهى بشارة اليسارية التي حاولت اغتيال اللواء أنطوان لحد.

ببساطة ودون فذلكات وتبريرات نقول، نعم سهى بشارة في نظر شريحة من اللبنانيين هي مناضلة وبطلة ومقاومة.

ولكنها وفي نفس الوقت هي في نظر شريحة أخرى ومن اللبنانيين أيضاً هي قاتلة ومجرمة.

ونفس المفهوم المزدوج والمتناقض المعيار هذا ينطبق على وضعية قتلة الرئيس الحريري وعلى قاتل الرئيس بشير الجميل.

ومن هنا فلا هذه الشريحة أو تلك بإمكانها تحت أي ظرف فرض مفهومها بالقوة وعن طريق الإرهاب والفجور على الأخرى.

وبالتالي، كفى الجميع استكباراً، وخصوصاً المستقوين منهم بفائض السلاح، وكفى هرطقات فحص دم لكل لبناني لا يقول قولهم ولا يلتزم بمعاييرهم ومفاهيمهم للوطنية والمقاومة والعنف واستسهال وتشريع وتحليل اغتيال الآخر المختلف.

فلنترك للجميع حرية المفهوم والمعيار والرؤية بما يخص وضعية السيدة سهى بشارة وذلك دون إرهاب وفحص دم واستقواء بالسلاح.

من المفترض أن المعيار الواحد والوحيد الذي يجب أن يسري ويطبق على الجميع هو القانون..

ولكن ولأن القانون في وضعية لبنان الحالية هو شبه مُعطل ومؤجل تطبيقه فليحترم كل أحد الأخر ولتتوقف عمليات الفرض والقهر وقلب المعايير بما يخص البطولة والوطنية والعمالة.

في الخلاصة، فمن يرى في السيدة سهى بشارة بطلة ومقاومة فمبروك عليه رؤيته هذه، ولكن ليفهم أنه ومهما كانت الظروف مؤلمة وصعبة فهو مهما فعل لن يكن بإمكانه تبليع غيره بالقوة رؤيته هذه… والعكس صحيح

أما الجماعات الذميين الذين يتلونون بمليون لون وليس عندهم ثوابت، ويماشون الماشي أياً يكن، فهؤلاء لا يقدمون ولا يؤخرون، لأنهم لا يحترمون أنفسهم وفي النهاية لا أحد يحترمهم أو يثق بهم.

وفي أمثالهم قال الإمام علي: “لا صديق لمتلون، ولا وفاء لكذوب، ولا راحة لحسود، ولا مروءة لدنيء”

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

 هوليودية تهييج اليساريين ع عامر الفاخوري وتبليعهم ألسنتهم ع قاتل جورج حاوي القيادي في حزب الله

الياس بجاني/17 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78561/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%87%d9%88%d9%84%d9%8a%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d9%87%d9%8a%d9%8a%d8%ac-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%b3%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d9%8a%d9%86/

من عجائب وغرائب لبنان السياسية أن فيه مجموعات وأحزاب محنطة في حين أن منابعها الأساسية جفت وانتهت إلى غير رجعة من مثل الأحزاب الشيوعية بكافة مسمياتها اليسارية الهوى والنوى.

والشباب المقاومون الصناديد في هذه الكيانات المحنطة على ما يبدو وحتى للعميان هم وعن سابق تصور وتصميم غافلون عن التاريخ وعن مجرياته ولا يزالون بفرح مرّضي ومهلوس يعيشون في قصور أوهامهم.

هل من يقول لربع الأحزاب اليسارية الهائجة على عامر الفاخوري ويذكرها بأن الإتحاد السوفياتي ومعه كل الأحزاب الشيوعية والستالينية في دول العالم كافة قد ولت إلى غير رجعة وأن العلم السياسي أكد فشلها المدوي وهي أمست من الماضي وانتهت في مزابل التاريخ؟

وهل من ينبه هؤلاء الهائجين على عامر الفاخوري ويلفتهم إلى أن هذا الرجل لم يغتال جورج حاوي، بل الذي اغتاله وحسب تقرير المحكمة الخاصة بلبنان هو القائد المرموق في حزب الله المدعو سليم جميل عياش!!

ترى هل هيجان هؤلاء اليساريين المقاوماتين اللافت والمفاجئ وعلى مختلف وسائل الإعلام ضد الفاخوري هو هيجان صادق ومحق؟

أم أنه هوليودي ومسرحي وتعموي من إعداد وإخراج وتسوّيق الجهات اللاهية النافذة التي أرادت إشغال الرأي العام بملف الفاخوري والتعمية قدر الإمكان على جريمة سليم جميل عياش وعلى تقرير المحكمة الدولية الذي اتهم حزب الله؟

لنفترض أن كل ما اُتهم به الفاخوري من قِيل الهائجين هو صحيح 100%، وكذلك هي محقة وصحيحة وموثقة  كل العرائض والعراضات التي قدموها ونفذوها ضد الرجل.

فهل نفس هؤلاء الأبطال والشجعان سيتعاملون وبنفس الهيجان والعراضات مع حزب الله ومع العياش قاتل الرمز اليساري اللبناني الكبير جورج حاوي؟

في حال، وكما نتوقع، بلع هؤلاء جميعاً ألسنتهم، أو بالأحرى تم تبليعهم ألسنتهم، وتعاموا عن عياش وعن جريمته، فإنه عندها و100% يكون لا صدق ولا مصداقية لأي كلمة تفوهوا بها بحق الفاخوري وغيره، ولا لأي عراضة نفذوها، ولا لأي رواية أو خبرية هوليودية جاهروا بها وعمموها على وسائل الإعلام.

محزن جداً أن يُستغل كل هؤلاء اليساريين، وتحديداً الإعلاميين منهم في أدوار كومبارس درجة عاشرة لا أكثر ولا أقل، وذلك في مسرحية تعموية هي واحدة من مسلسل مسرحيات مستمر عرضها بين اللاهيين والإسرائيليين، وكان أخرها مسرحيتي إسقاط المسيرات في الضاحية الجنوبية من بيروت بالحجارة، وقصف الحزب اللاهي آلية عسكرية على الحدود اللبناني الإسرائيلية كانت مهجورة من غير الدمى..

ودمتم ودامت المقاومات الهوليودية وهي سوف يستمر إنتاجها وإخراجها وعرضها ما دام الكومبارس متوفراً ودون أجر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو/تقرير موقع الآن الإمراتي من عنوانه: "من هو اليكس صعب المتهم بالتجسس لصالح حزب الله في أمريكا والمعتقل في سجونها؟"

https://www.youtube.com/watch?v=KiAUJyCuXvI

أخبار الآن | دبي - الإمارات العربية المتحدة (محمد زهور)

لم تكد تمر أشهر معدودات على إدانة القضاء الأمريكي للبناني علي كوراني بالتورط في التحضير لتنفيذ اعتداءات لصالح حزب الله، حتى صدرت اتهامات للبناني أخر يدعى أليكس صعب بنقل معلومات تحضيرا لشن هجمات محتملة في الولايات المتحدة الأمريكية.

 

أليكسي صعب.. رحلة المتهم بالعمالة لحزب الله من لبنان لأميركا

الحرة/20 أيلول/2019

أعلنت وزارة العدل الأميركية اعتقال "أليكسي صعب" وتوجيه سلسلة تهم إليه بينها العمالة لحزب الله في الولايات المتحدة، وتلقي تدريبات في صنع القنابل، والتجسس على أهداف محتملة داخل الأراضي الأميركية لمهاجمتها من قبل الحزب.

وبحسب وزارة العدل، فقد كانت بداية صعب مع حزب الله في عام 1996، وقام حينها بأول عملية له داخل لبنان حيث كُلف بمراقبة تحركات جنود الجيشين الإسرائيلي واللبناني في منطقة يارون بلبنان، والإبلاغ عنها. وقدم تقريرا عن جداول الدوريات والتشكيلات، والإجراءات عند نقاط التفتيش الأمنية، والمركبات التي يستخدمها الجنود. وفي عام 1999، حضر أول تدريب له مع حزب الله، وركز التدريب على استخدام الأسلحة النارية. وتولى التعامل مع بندقية من طراز AK-47، وبندقية من طراز M16، وتعلم استعمال المسدس وإلقاء قنابل يدوية.

وفي عام 2000، انتقل صعب إلى عضوية وحدة "حزب الله" المسؤولة عن العمليات الخارجية، ثم تلقى تدريبا مكثفا في مجال الأسلحة والتكتيكات العسكرية، بما في ذلك كيفية صنع القنابل وغيرها من الأجهزة المتفجرة.

وبين عامي 2004 و2005، حضر صعب، الذي يدعى أيضا علي حسن صعب، أو رشيد، تدريبا على المتفجرات في لبنان تلقى خلاله تعليما مفصلا في مجالات منها آليات التفجير والمواد المتفجرة.

دخل صعب إلى الولايات المتحدة بصورة قانونية في عام 2000، باستخدام جواز سفر لبناني. وفي 2005، تقدم بطلب للحصول على الجنسية الأميركية، وأكد تحت شهادة الزور، أنه لم يكن عضوا في أي منظمة إرهابية.

وبينما كان صعب يعيش في الولايات المتحدة، ظل عضوا في منظمة الجهاد الإسلامي التابعة لحزب الله، واستمر في تلقي التدريب العسكري في لبنان، وأجرى العديد من العمليات لصالح التنظيم.

والجهاد الإسلامي، التي تعرف أيضا بمنظمة الأمن الخارجي و"910"، واحدة من مكونات حزب الله المسؤولة عن تخطيط وتنسيق أنشطة الاستخبارات والمخابرات المضادة والإرهابية نيابة عن الحزب خارج لبنان.

وقام صعب أيضا بمراقبة مواقع متعددة في المدن الكبرى، لجمع التفاصيل الأساسية المفيدة لهجوم في المستقبل.

وعمل على مراقبة عشرات المواقع في مدينة نيويورك بما في ذلك مقر الأمم المتحدة، وتمثال الحرية، ومركز روكفلر، وتايمز سكوير، ومبنى إمباير ستيت، والمطارات المحلية، والأنفاق، والجسور. وقدم تفاصيل معلومات عن هذه المواقع، بما في ذلك صورا فوتوغرافية إلى التنظيم.

وعلى الرغم من أن المتهم كان مواطنا أميركيا متجنسا، إلا أن "ولاءه الحقيقي كان لحزب الله، المنظمة الإرهابية المسؤولة عن عقود من الهجمات الإرهابية التي أودت بحياة المئات، بمن فيهم مواطنون أميركيون وأفراد عسكريون".

ويواجه صعب، اليوم تهما ثقيلة من بينها تقديمه الدعم المادي لمنظمة إرهابية أجنبية، وهي جريمة يعاقب عليها بالسجن لمدة أقصاها 20 سنة، كما أن تلقي تدريب عسكري من منظمة إرهابية جريمة يعاقب عليها بالسجن لمدة 10 سنوات.

*المصدر: وزارة العدل الأميركية

 

واشنطن توجه الاتهام للعضو في حزب الله أليكس صعب بشن هجمات إرهابية

سكاي نيوز/20 أيلول/2019

وجهت النيابة الفيدرالية الاتهام إلى شخص يدعى أليكس صعب (موقوف منذ شهر تموز) كان يقوم بمهام استطلاع لصالح حزب الله للبحث عن مواقع لشن هجمات إرهابية في نيويورك وبوسطن وواشنطن وإرسال معلومات مستهدفة للقيادة في لبنان.

وتقول النيابة إن صعب عضو في حزب الله منذ عام 1996 ولديه خبرة في استخدام الأسلحة نارية وصنع القنابل. وقال ممثلو الادعاء إن من بين الأهداف في مدينة نيويورك، جسر جورج واشنطن وتمثال الحرية. كما قام باستطلاع أهداف في بوسطن وواشنطن، بما في ذلك فينواي بارك ونصب واشنطن التذكاري. ويواجه صعب اتهامات بتقديم دعم مادي لمنظمة إرهابية أجنبية، فضلاً عن مجموعة متنوعة من التآمر والتهم الأخرى.

 

النائب العام الإستئنافي يدعي على “نداء الوطن” بجرم المس بكرامة الرؤساء

وكالات/20 أيلول/2019

ادعى النائب العام الإستئنافي في بيروت القاضي زياد أبو حيدر على صحيفة “نداء الوطن” ورئيس تحريرها بشارة شربل وكذلك المدير المسؤول جورج برباري، عملا بالمادة 36 من المرسوم الإشتراعي رقم 104/77 (قانون المطبوعات) معطوفة على المادة 23 (المسّ بكرامة الرؤساء) من المرسوم الإشتراعي عينه، معطوفة على المادة 210 ق.ع. (مسؤولية الهيئات المعنوية) وأحالهم إلى محكمة المطبوعات.

 

المحكمة الخاصة بلبنان دعت المتضررين إلى المشاركة بالقضايا المتلازمة مع جريمة اغتيال الحريري

وكالات/20 أيلول/2019

دعت وحدة المتضررين المشاركين في المحكمة الخاصة بلبنان جميع المتضررين إلى “تقديم طلبات للمشاركة في الإجراءات القضائية المتصلة بالقضية التي تتعلق بمحاولتي اغتيال الوزيرين مروان حماده والياس المر واغتيال جورج حاوي المتلازمة مع اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

وأعلنت المحكمة الخاصة بلبنان في بيان، أن هذه الدعوة “تأتي عقب تصديق قاضي الإجراءات التمهيدية قرار اتهام تاريخه 14 حزيران 2019 في القضية STL-18-10”. وجاء في البيان: “تتيح هذه المشاركة للمتضررين أن يعبروا عن آرائهم وشواغلهم في إطار الإجراءات القضائية. والهدف من هذه الإجراءات هو محاكمة جميع الذين تثبت مسؤوليتهم عن تلك الجرائم وتقديمهم إلى العدالة. وللمشاركة في الإجراءات، يتعين على الأشخاص الذين عانوا ضررا جسديا أو معنويا أو ماديا نتيجة للاعتداءات الثلاثة أن يملأوا استمارة طلب المشاركة على الموقع الإلكتروني للمحكمة.

وعلى المتضررين الراغبين في المشاركة في الإجراءات أمام المحكمة أن يقدموا طلبا كاملا في موعد أقصاه يوم 2 كانون الأول 2019، وهو موعد حدده قاضي الإجراءات التمهيدية في قرار أصدره بتاريخ 19 أيلول 2019. يرجى مشاهدة فيديو “دعوة للمتضررين للمشاركة في الإجراءات”.

وتابع البيان: “سينظر قاضي الإجراءات التمهيدية في كل استمارة طلب، ويبت في طلب المشاركة. وإذا قبل قاضي الإجراءات التمهيدية الطلب، يمنح الشخص المعني صفة “متضرر مشارك في الإجراءات”. وينظر في طلبات المشاركة بسرية تامة، ويمكن أن يمنح المتضررون، في ظروف معينة، تدابير حماية لضمان سلامتهم. ولا يجوز للمتضررين المشاركة في الإجراءات إلا من خلال محام، ما لم يقرر القضاة خلاف ذلك. ويمكن للمحكمة في ظروف معينة أن تغطي جميع التكاليف القانونية للمتضررين إذا لم يكونوا قادرين على تحملها.

وقد يسمح للمتضررين، من خلال محاميهم، بتقديم ملاحظات شفهية وكتابية، واستدعاء الشهود للإدلاء بشهاداتهم، وإجراء استجوابات واستجوابات مضادة للشهود، وتقديم أدلة أخرى في سياق الإجراءات. ولا تستطيع المحكمة الخاصة بلبنان منح المتضررين تعويضا عن الضرر الذي تكبدوه. ولكن إذا صدر حكم بإدانة متهم أو أكثر، تزود المحكمة المتضررين بنسخة مصدقة من الحكم يجوز لهم أن يقدموها إلى المحاكم الوطنية للمطالبة بالتعويض. إن وحدة المتضررين المشاركين في المحكمة مسؤولة عن تسهيل مشاركة المتضررين في الإجراءات القضائية أمام المحكمة، وبإمكانها مساعدة المتضررين على ملء استمارات الطلب. ويمكن للمتضررين الذين يودون طرح أسئلة بشأن عملية تقديم الطلب أو بشأن المشاركة في المحكمة الاتصال بوحدة المتضررين المشاركين على الرقمين الهاتفيين أو عنوان البريد الإلكتروني أدناه:

خط مباشر: 0096104538150

واتساب: 0031652028194

عنوان البريد الإلكتروني: stl-victims@un.org

يرجى مشاهدة فيديو “نبذة عن مشاركة المتضررين في المحكمة”.

يرجى مشاهدة فيديو “دعوة للمتضررين للمشاركة في الإجراءات”.

للاطلاع على مزيد من المعلومات، زوروا موقعنا الإلكتروني على الرابط التالي: www.stl-tsl.org/victims”.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 20/9/2019

وطنية/الجمعة 20 أيلول 2019

* مقدمة نشرة اخبار"تلفزيون لبنان"

الوضع الإقليمي على حاله من التوتر الناجم عن الاعتداء على ارامكو وإيران تهدد بالرد على أي عملية عسكرية تستهدفها في مقابل تأكيد السعودية على لسان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان أنها ستتخذ الإجراءات المناسبة للحفاظ على أمنها بعد استكمال التحقيقات.

في هذا الوقت فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقوبات على البنك المركزي الإيراني واصفا العقوبات الجديدة ضد إيران بالمؤثرة.

الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله تطرق الى استهداف منشآت آرامكو معتبرا أن الإستهداف ترك تداعيات دولية وصدى عالميا أظهر أن النفط أغلى من الدم.

أما في اسرائيل فالكيان يشهد تخبطا من تأليف الحكومة بين حزبين (2) الليكود وازرق ابيض.

لبنانيا خطف تحرك الرئيس الحريري بين الرياض وباريس الأضواء خصوصا اجتماعه مع الرئيس ماكرون واعلانه عن الدعم الفرنسي للبنان.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"

بصلابة المعادلات امام هشاشة خيارات الاعداء، وبالحكم العربية زمن شح الحكماء، قدم الامين العام لحزب الله نصحه وتحذيره للخصوم والاعداء.

من بيته واقتصاده من زجاج فليتعقل، نصح السيد اهل العدوان السعودي الاماراتي على الشعب اليمني في حفل تأبين العلامة الشيخ حسين كوراني.

فضربة ارامكو هزت المنطقة وتركت صدى عالميا، وهي خير دليل على قوة المحور أكد الامين العام لحزب الله، وعليه فإن الاقل كلفة على اهل العدوان لحماية انفسهم، والاشرف لهم لاستنقاذها من الذل الاميركي، وقف العدوان على اليمن، فهل من يتعقل؟

الحرب على ايران ليست حلا والاكمال بالحرب على اليمن يعني هزيمة، أكد السيد نصر الله، وفي زمن النفط فيه اغلى من الدم، فان اهل الدم اليمني مستعدون للذهاب بعيدا جدا للدفاع عن انفسهم، واذا كانت ضربة واحدة قد فعلت ما فعلت فكيف بضربة ثانية؟

ضربة ثانية تلقاها محور العدوان، سقوط بنيامين نتنياهو وضياع الصهاينة في صناديق الاقتراع، وان كان يسارهم كيمينهم في الاجرام كما أكد السيد نصر الله، فان صورة الانتخابات التي فرضها نتنياهو ليبقى في السلطة قد كشفت حجم الازمة غير المسبوقة في قيادة الكيان.

الردع هو المعادلة السابقة والباقية بوجه الكيان، ونحن رفضنا فرض اي قواعد اشتباك جديدة أكد الامين العام لحزب الله، وفي موضوع المسيرات فان الامر لم ينته هنا، فنحن في بداية المسار وسنواصل العمل، والموضوع خاضع للميدان.

في قضية العملاء ليس هناك فصيل مقاوم يساوم في السياسية على قضية محاكمتهم، جزم السيد، وصرخة الاسرى المحررين واهاليهم في قضية العميل عامر الفاخوري صادقة وطبيعية ويجب ان يتفهمها ويتقبلها اي احد لديه ملاحظة او تحسس، فصرختهم كانت مهمة جدا ليس من اجل توقيف العميل فقط بل من اجل تصحيح مسار خطير ومنحرف بالتعاطي مع العملاء.

لا شيء اسمه مبعدون الى اسرائيل اوضح السيد نصر الله، والعميل هو عميل ويجب ان يعاقب، والعقاب يكون على اساس الجريمة.

وعلى اساس قرار القيادة السورية ورغبة الاهالي فان العودة الى القصير السورية ومنطقتها باتت سالكة، وعلى من يريد العودة من السوريين فليتواصل مع الامن العام اللبناني، وحزب الله مستعد لاي مساعدة، أكد الامين العام.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

الدولة في الخارج بين باريس ونيويورك، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في نيويورك بعد غد الأحد، مترئسا وفد لبنان إلى اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، على أن ينضم الى الوفد وزير الخارجية جبران باسيل الموجود في أميركا في مؤتمر الطاقة الاغترابية، وكانت له كلمة في افتتاحه هذا المساء.

رئيس الحكومة في باريس حيث كانت له لقاءات بارزة تتعلق بإعطاء دفع لانطلاق مفاعيل مؤتمر "سيدر". وكان لافتا موقف الرئيس ماكرون الذي أكد أن "فرنسا ملتزمة القرارات التي اتخذت في مؤتمر سيدر بباريس في نيسان 2018".

المعلومات من العاصمة الفرنسية تحدثت عن اجتماع للهيئة الاستراتيجية لـ"سيدر" منتصف تشرين الثاني المقبل في باريس، لمواكبة وتيرة الاصلاحات التي يفترض ان تكون قد تبلورت بعد اقرار موازنة2020.

هذا في الخارج، إما في الداخل فكلام للأمين العام لحزب الله في قضية ضربة آرامكو وفي قضية المبعدين اللبنانيين إلى إسرائيل، في قضية آرامكو رأى نصرالله ان الضربة علقت إنتاج نصف ما تنتجه المملكة، وإذا وقعت ضربة ثانية: تخبزوا بالعافية.

في قضية المبعدين اللبنانيين إلى إسرائيل، رأى أن "مسألة سقوط الأحكام بتقادم الزمن تحتاج الى نقاش قانوني ولا سيما في حق المجرمين والقتلة"، لكن اللافت أن السيد نصرالله لم يتطرق لا مباشرة ولا مداورة إلى ما صدر عن المحكمة الدولية في قضية اغتيال جورج حاوي ومحاولة اغتيال مروان حمادة والياس المر، على الرغم من ان المحكمة سمت القيادي في حزب الله سليم عياش .

وبين نيويورك وباريس وحارة حريك، يعيش الوضع الداخلي انكماشا بدأت بوادره تظهر في أكثر من قطاع، ويعول على تحريك أكثر من مبادرة وأكثر من خطوة للتخفيف من حدة هذا الإنكماش، ومن بين الخطوات التعجيل في إقرار موازنة العام 2020.

هذا الاسبوع كانت هناك جلسة أولى لمجلس الوزراء، على ان تنعقد جلسة ثانية الاسبوع المقبل.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "الجديد"

تكبير حجر العقوبات لتجنب الرمايات ، فقد سن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تصاريح الحرب وروس صواريخه على إيران لكنه قرر إطلاقها ورقيا، فاستل من وزارة خزانته قرارا فرض بموجبه عقوبات على البنك المركزي الإيراني.

وأول تعاون وصل إلى طهران نقدا وعدا كان من موسكو التي أعلنت أنها ستتخطى العقوبات الأميركية وستبقي على التداول مصرفيا مع البنك الوطني الإيراني.

ولكن العقوبات على المركزي الإيراني جاءت كمخرج لإدارة ترامب الحربية، لأن كل المؤشرات ومعها تقارير لصحف أميركية كانت تؤكد أن سيد البيت الأبيض ليس مستعدا ليوم أسود، وهو ملتزم عدم إطلاق النار أو فض قواعد الاشتباك في المنطقة، لأن أي طلقة من شأنها أن ترفع أسعار النفط وتخفض أسهم ترامب في الانتخابات وتضع الاقتصاد العالمي رهينة في يد الرد الإيراني.

واليوم فكلما اشتدت العقوبات غابت شمس الحرب ، ولو كان الرئيس الاميركي يتحمل تبعاتها لكان رد على إسقاط الدفاعات الايرانية طائرة أميركية في شهر حزيران الماضي، ولما ابتلعها وقرر التخفيف من أضرارها وكاد يقلد المرجعيات اللبنانية في معادلة : " نسامح وننسى" .

وإذا كان ترامب لم ينتقم لطائرته فخر صناعته، فلماذا ينتقم الآن لآرامكو ؟

وبديلا منها يجري ترامب اليوم عملية " سويفت " عسكرية اقتصادية، فيحول ويستبدل ويقرر وضع الأهداف في البنك المركزي الايراني لكنه لا يتخلى عن مساره في استنزاف السعودية والإمارات ومعهما البحرين مسوقا للخليج نظام الحماية المسبق الدفع .

وتوفيرا للتكلفة أسدى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله النصح لأهل الخليج ودعاهم إلى عدم قبول الإذلال " ووفروا ع حالكن الفلوس " فالطريق الوحيدة هي وقف الحرب و" اتركوا اليمن ".

وكشف نصرالله عن هامش مناورة لدى الطائرات المسيرة التي قد تلتف من ورائك وتأتيك من كل صوب فلا تفتشوا لها عن منظومة دفاع جوي ، ووقف الحرب أكرم وأشرف من الإذلال الأميركي وعملية " الحلب " الجديدة ، فترامب " قاعد ولاككلك إجر ع إجر ومش مزعوج وبيحكي شروي غروي وشمال ويمين " ودعا نصرالله الدول المعنية إلى أخذ العبرة من فنزويلا وكوريا الشمالية والصين وسوريا والعراق وصفْقة القرن حيث كنا أمام الإدارة الأميركية الفاشلة .

وعلى قاعدة " الي بيتو من قزاز " توجه نصرالله الى السعودية بالقول : "ضربة وحدة راح نص الإنتاج، ضربة تانية تخبزوا بالافراح " .

وما كان منتظرا من نصرالله فيما خص ملف العملاء أدلى به من دون خروج عن النص الوطني أو المزايدة على عدالة الناس والقضاء معا، معلنا عدم وجود عمليات بيع وشراء سياسية في هذه القضية ، وأجرى مقارنة بالمقاومة الفرنسية التي قتلت الآلاف ممن تعاونوا مع النازية فيما المقاومة في لبنان " لم تقتل صوصا "

وعلى الارض الفرنسية اليوم مقاومة مالية لانتزاع الحق في سيدر ولإعادة جدولة المشاريع، في لقاء جمع رئيس الحكومة سعد الحريري بالرئيس ايمانويل ماكرون، وأعلن الحريري توقيع خطاب نيات بشأن شراء معدات فرنسية بقيمة أربع مئة مليون يورو .

وفيما يرمم رئيس الحكومة مشاريع سيدر في باريس فإن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يستعد للجهاد الأكبر في نيويورك يوم الأحد مسبوقا بمعركة " الفيزا " الأميركية لوزير الصحة جميل جبق الذي ينتظر تأشيرة العبور إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وهي بوابة الامم نفسها التي دخلها جواد ظريف المكلل بالعقوبات .

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"

التصعيد في المنطقة بلغ أعلى مستوياته، وجديده اليوم إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فرض عقوبات جديدة على طهران تستهدف النظام المصرفي الإيراني، مؤكدا أنها العقوبات الأقسى على الإطلاق ضد دولة ما، وربط ترامب بين العقوبات الجديدة والهجمات التي استهدفت منشآت آرامكو النفطية في السعودية، التي حملت واشنطن مسؤوليتها لطهران، التي نفت أي ضلوع لها بذلك.

لكن في مقابل التوتر الإقليمي، الداخل على هدوئه النسبي، تحت وطأة الهم الاقتصادي، الذي حمله رئيس الحكومة سعد الحريري اليوم إلى باريس، عارضا لتفاصيله مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الذي أبلغه التزام بلاده دعم لبنان سياسيا واقتصاديا وامنيا، مجددا المطالبة بالتطبيق العاجل للاصلاحات المعروفة، وهذا ما تعهد به رئيس الحكومة، كاشفا عن توجه لعقد اجتماع للجنة المتابعة الخاصة بتطبيق مقررات سيدر منتصف تشرين الثاني المقبل، ومجددا من ناحية أخرى تقيد لبنان وحكومته تطبيق الاصلاحات واحترام القرار 1701.

أما عما وصف بالمفاجأة الفرنسية العسكرية للبنان، فأوضح الحريري أنها ليست قرضا جديدا، وقال: في مؤتمر روما كان هناك دعم للجيش اللبناني، ولدينا برنامج بنحو مليار دولار لتجهيز الجيش اللبناني، وإذا أردنا أن نصرف هذا المبلغ فإنه سيكلفنا نحو 14 أو 15% فوائد لكي نسلح أنفسنا بالبواخر التي نحتاج اليها للحماية، لكوننا نعمل على موضوع استخراج النفط والغاز في البحر، واضاف: من هذا المنطلق، نتفاوض اليوم مع الدولة الفرنسية للحصول على هذا القرض الممتد على مدى 10 أو 15 سنة، للتمكن من شراء البواخر.

وفي الموازاة، يستعد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للمغادرة الى نيويورك حيث يشارك في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة ويلقي كلمة لبنان، مجريا على الهامش سلسلة محادثات تتطرق الى العناوين التي تعني لبنان، وعارضا لتفاصيل القرار الأممي الذي تبنى مبادرته بتأسيس أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار على أرض لبنان.

وعلى خط آخر، برزت اليوم سلسلة مواقف للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ابرزها تجديد الموقف المعروف للحزب من قضية العملاء، الى جانب دعوة النازحين السوريين من منطقة القصير الى العودة، لأن الظروف صارت مؤمنة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ام تي في"

انه يوم لبنان في فرنسا، وهو يوم منتظر ومهم ودقيق ، فرئيس الحكومة سعد الحريري يجري في باريس مباحثات صعبة بهدف الوصول الى ترجمة عملية لالتزامات سيدر 1 التي تحولت وعودا، حتى الان لا محصلة نهائية للزيارة، ولا امور منجزة أو محققة ،اعتبار ان الزيارة لم تنته، وبالتالي فان نتائجها لم تتظهر بعد.

لكن الثابت ان مهمة الحريري ليست سهلة، وخصوصا ان لبنان مطالب باصلاحات جذرية، بنيوية، لم يحققها حتى الان، وهو ما أشار اليه الرئيس الحريري صراحة بعد اجتماعه بالرئيس الفرنسي حين اعلن ان على لبنان القيام باصلاحات.

توازيا، بدا ان تنفيذ الالتزامات لن يحصل سريعا ، اذ اعلن الحريري انه تم الاتفاق على متابعة مقررات سيدر عبر لجنة متابعة قد تجتمع في تشرين الثاني المقبل، فهل التأخير هو لتكون الخطوات المتخذة مدروسة ، أم ان التأجيل باب للمماطلة والتسويف؟ وهل يصح المثل المعروف بأن اللجان مقبرة المشاريع، فتكون لجنة المتابعة مقبرة سيدر؟ لكن الاصلاحات ليست الكلمة السحرية الوحيدة التي ستسمح بتنفيذ مقررات سيدر.

فثمة عبارة سحرية اخرى هي: الدولة القوية، فالفرنسيون شددوا على ضرورة ان تكون الدولة دولة بكل معنى الكلمة، اي ان تكون سيدة قرارها وان تحقق الامن والاستقرار لابنائها، اي ان تملك هي لا سواها قرار السلم والحرب، فهل يمكن لبنان ان يحقق هذا الشرط؟ طبعا الامر صعب، وخصوصا انه وبالتزامن مع زيارة الحريري باريس، حدد السيد حسن نصر الله من لبنان مفهوم الوطنية والعمالة، واعلن بكل صراحة ووضوح انه حتى مسألة سقوط الاحكام بتقادم الزمن تحتاج الى نقاش قانوني ولا سيما بحق المجرمين والقتلة.

وهو مبدأ خطر، ويثبت مرة جديدة ان حزب الله قادر على ان يحلل ما يريد ويحرم ما يريد، اقليميا، لعبة عض الاصابع مستمرة بين ايران وحلفائها في المنطقة والسعودية واميركا وحلفائهما من جهة ثانية، وقد اعلن الرئيس الاميركي اليوم فرض عقوبات على البنك الوطني الايراني مؤكدا ان ايران افلست تقريبا.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ان بي ان"

يتوقيت سيدر وبعد سنة ونصف على انعقاد المؤتمر، ساعة ونصف جمعت الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والرئيس سعد الحريري، وملخص اللقاء الامور ماشية وللبحث صلة في تشريت الثاني المقبل.

اما ما لا يقبل انصاف الحلول فهو القيام بالاصلاحات اللازمة عبر الدفع الى تطبيق ما تم الاتفاق عليه بالاجماع في اللقاء الاقتصادي الموسع في بعبدا، بالتوازي مع الايجابية المتمثلة ببدء نقاش الموازنة تمهيدا لارسالها الى مجلس النواب ضمن المهلة الدستورية.

وفي ظل ضغوط مالية خارجية وضغط مالي داخلي يتوجب حذف مصطلحات سوف نعمل وسوف نقدم الاصلاحات من قاموس الانجاز، لمصلحة اقرار ما هو مطلوب من اجراءات.

قبيل مغادرته الى نيويورك الاحد المقبل لترأس وفد لبنان الى الجمعية العمومية للاممم المتحدة اطلع رئيس الجمهورية ميشال عون على التحضيرات المتعلقة بالزيارة ووضع اللمسات الاخيرة على الكلمة التي سيلقيها باسم لبنان، على ان يكون له لقاء ايضا مع نظيره الفرنسي لمتابعة العمل بمؤتمر سيدر.

ومن اصلاح المعادلة الاقتصادية الى المعادلة الامنية اعلن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله رفض اي معادلات او قواعد اشتباك جديدة، مؤكدا بالحق في مواجهة المسيرات الاسرائيلية المعادية.

في قضية العملاء شدد السيد نصرالله على ان الحكم القانوني بحق العميل الذي عاد الى لبنان ضعيف، كاشفا انه سيتم العمل على معالجة هذا الامر قانونيا ومن لم يتورط بالعمالة اهلا وسهلا به، كما نبه السيد نصرالله من مسار خطير ومنحرف في التعاطي مع العملاء.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 20 أيلول 2019

وطنية/الجمعة 20 أيلول 2019

النهار

أدى اعتراض رئيس الطائفة السريانية الى تبديل في اللحظة الأخيرة في التعيينات الأخيرة بما أدى الى استبعاد قريبة نائب.

تم الافراج عن مرهف الأخرس من عائلة الأسد من دون الاعلان عن الجهة الخاطفة أو كيفية الافراج وانتقاله الى سوريا.

لم تتطرق مبادرات التقشف الى إلغاء وزارات الدولة ولم يطبّق كل الكلام عن إلغاء ادارات غير منتجة وبقي مصير الـ5000 متعاقد رغم قرار منع التوظيف معلقاً.

يكاد صراع يخرج الى العلن بين مؤيّدي التمديد لأحد المطارنة والمعترضين عليه.

الجمهورية

لاحظت أوساط سياسية أن حزباً بارزاً تخطّى القواعد الدستورية حين أبلغ مرجعاً أنه في وضع المراقب لإنهاء ملف إستجدّ حديثاً وعلى ضوئه سيتخذ القرار المناسب.

رغم القرارات التي صدرت عن مجلس الخدمة المدنية لم يتم صرف أي من الموظفين الفائضين من الوزارات سوى الذين صرفتهم إحدى الوزيرات من الوزارة التي تتولاها.

يتحدث وزراء عندما يلتقون مرجعاً بارزاً في وقت الغداء بأنه يطلب لهم الأكلة المفضلة لديه وقد تكرّر الأمر أكثر من مرّة.

اللواء

تبلغ مرجع كبير ان الاستهداف حالياً، لمصارف تخص فريقه، تنحصر بما بات معروفاً فقط!

طلب من نائب يبتعد عن اجتماعات تكتل واسع، الكف عن إبراز التباين مع رئيس التكتل المذكور.

فوجئت أوساط وزارية بنقل قضية حسومات المتقاعدين إلى السفارات العاملة في لبنان.

البناء

قالت مصادر دبلوماسية إنّ فرنسا رفضت طلباً سعودياً أميركياً بعرض مشروع قرار يدين إيران بتحميلها مسؤولية عملية أرامكو، واقترحت في حال الرغبة بالذهاب إلى مجلس الأمن البدء بقرار تشكيل لجنة تحقيق دولية متفق عليها وموضع ثقة جميع الدول الكبرى وبالتفاهم مع إيران وتترأسها شخصية دولية موضع ثقة بحيادها وبناء على التحقيق وتقارير اللجنة يتمّ تحديد الخطوة التالية.

نداء الوطن

نقل زوار أحد المسؤولين المعنيين بملف إدارة شركة طيران الشرق الأوسط رفضه المطلق لأي تدخل بأي تغييرات إدارية في الشركة التي تعود ملكيتها إلى مصرف لبنان.

يتردد أنّ تحديد وزير الخارجية جبران باسيل مجلس الجنوب دون غيره من المؤسسات الواجب إلغاؤها، كان بمثابة ردّ على وزير بارز سبق ودعا الى إطلاق مناقصات دولية لاستيراد الفيول.

يعمل صاحب "منبر إعلامي" على التحضير لأرضية تفيده في انتخابات 2022 النيابية على قاعدة "الحضور والظهور".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

خيارات جعجع "تموضعه" تحت جناح بري

عبير بركات/الكلمة اونلاين/20 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78693/%d8%b9%d8%a8%d9%8a%d8%b1-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%ae%d9%8a%d8%a7%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d8%aa%d9%85%d9%88%d8%b6%d8%b9%d9%87-%d8%aa%d8%ad%d8%aa-%d8%ac%d9%86%d8%a7%d8%ad/

يظهر أن خيارات رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع لم تبلغ مرادها. فقد كان انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية بهدف نقل عون إلى منتصف الطريق بحيث يكون وسطيا، فإذا به يأخذ لبنان نحو إيران، حسبما أعلن جعجع.

ثم كان لانتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية على قاعدة مسيحي قوي مقابل أن يعالج مسائل متعلقة بهذه الطائفة وأن وصوله إلى بعبدا قطع الطرقات على الموظفين وكبارهم في عدة قطاعات من التوجه نحو قريطم أو عين التينة أو المختارة بحيث تكون مرجعياتهم هي الجهات المسيحية أي التيار والقوات الذين يشكلان 86% من المسيحيين على ما كان الواقع بعد "سَكْرة" اتفاق معراب، وما تبين حاليا أنه لا الخيار السياسي كان ناجحا ولا الخيار الثاني ببعده المسيحي وصل إلى مكان ينوي إليه جعجع، بعدما زار النائبان في تكتل الجمهورية القوية ستريدا جعجع وجوزيف إسحاق رئيس مجلس النواب نبيه بري للإستعانة به أو توسطه من أجل حل مشكلة الحدود الفاصلة بين جُردي بشري والضنيه، وما تبع الأمر من كلام إطراء عبرت عنه عقيلة جعجع بحق بري وقدراته كإطفائيّ على مدى مساحة لبنان في معالجة المشاكل.

وإن كان المتابعون توقفوا أيضا أمام تحرك قواتي بهذا الحجم إثر إشكالات جرود المنطقتين، ولم تقدم القوات على هكذا خطوات نوعية من أجل نزاعات أخرى في حارة حريك أو الجبل أو العاقورة أو لاسا، فإن زيارة جعجع وإسحاق إلى بري التي أعطت مفاعيلها بوقف الأشغال في تلك المنطقة أفرزت الوقائع التالية:

أولا، إن القوات اللبنانية لم توفق في خيارها بأن العماد عون كرئيس قوي هو المرجع لمعالجة إشكالات تعني المسيحيين.

ثانيا، إن استنجاد القوات اللبنانية ببري أرست المعادلة أن الثنائي الشيعي بات هو المرجع الرئيس في البلاد بحيث يلجأ التيار الوطني الحر إلى حزب الله، فيما تلجأ القوات اللبنانية إلى بري، كما يحصل في عدة محطات من بينها أثناء تعيينات المجلس الدستوري سابقا.

ثالثا، فتحت الزيارة الباب أمام الطامحين وظائفيا وسياسيا باتجاه عين التينة على أنها المرجع الذي تَقْرع بابه القوات اللبنانية وقوى أخرى إسوة بالمردة من أجل تحصيل حقوقها بما أعطى زوار عين التينة المسيحيين لاحقا براءة ذمة في توجههم نحو بري للإستنجاد به.

وفي السياق ذاته، يرى المتابعون أنه إذا كان المقصود من زيارة بري التواصل مع فيصل كرامي في ظل القطيعة في العلاقة بين رئيس الحكومة سعد الحريري والنائب فيصل كرامي أم في ضوء العلاقة الجيدة مع كرامي، فإن الرئيس عون على علاقة جيدة مع كرامي وبإمكانه أن يتدخل من أجل تطويق مفاعيل التوتر في جرود المنطقتين، إضافة إلى أن أنه بإمكانه كرئيس قوي إذا ما قصدته القوات بعدما انتخبته لهذه الغاية أن يكلف الجهات المعنية عسكريا وقضائيا لمعالجة هذا الإشكال منعا لتفاقمه. وفي تلك الخطوة، بدا وكأن المسيحيين لا يزالون ضعفاء رغم اتفاق معراب، إلا أنه بني على خلفية تقاسمهم، وهو في الوقت ذاته، حمل همًّا مسيحيا أو رؤية مصيرية، لذلك سقطت روحيته على ما دل الإستنجاد ببري الذي يعتبره رئيس القوات صديقه.

 

تضامنا مع المخطوف جوزيف حنوش.. محتجون قطعوا اوتوستراد البربارة لساعات

ليبانون فايلز/الجمعة 20 أيلول 2019

قطع أهالي المخطوف جوزف حنوش طريق البربارة بالدواليب المشتعلة لبعض الوقت مطالبين العمل على الافراج عن ابنهم المخطوف منذ 24 يوما، ومتوعدين في حال لم يستجب أحد من المسؤولين الى مطلبهم "بقطع المزيد من الطرق وسيعاملون بالمثل". وسألوا :"هل لا يستطيع لا رئيس الجمهورية ولا رئيس الحكومة ولا وزير الخارجية الكشف عن مصير ابنهم". وناشدوا المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم تسلم قضية خطف ابنهم والسعي لمعرفة مصيره والافراج عنه. وقد رفع المحتجون لافتات تقول:" ايد مين لازم نبوس تا يرجع جوزف حنوش؟" و"الغريب بينخطف بلبنان ب24 ساعة بيرجعو،واللبناني 24 يوم مخطوف ما حدا بيسأل عنو". ومن ثم، أعيد فتح اوتوستراد البربارة وتقوم قوى الامن الداخلي في فصيلة جبيل بتسهيل حركة المرور.

 

بري دعا الى جلسة مشتركة الاربعاء المقبل

وطنية - الجمعة 20 أيلول 2019

دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري لجان:المال والموازنة، الادارة والعدل، الشؤون الخارجية، الدفاع الوطني والداخلية والبلديات والاعلام والاتصالات، الى جلسة مشتركة في تمام الساعة العاشرة من قبل ظهر يوم الاربعاء الواقع في 25 ايلول الحالي، وذلك لدرس اقتراح قانون انتخاب اعضاء مجلس النواب.

 

الأحدب: اغلاق تلفزيون المستقبل نتيجة متوقعة بعد رضوخ الحريري للتسوية الرئاسية

وكالات/20 أيلول/2019

غرّد النائب السابق مصباح الأحدب عبر “تويتر” فقال: “اغلاق تلفزيون المستقبل كان نتيجة متوقعة بعد رضوخ الرئيس الحريري ومن توحد معه من قيادات للتسوية الرئاسية، وبعد ان قاد “بي السنة” تحالفا ضم عددا من القيادات السنية توزعت الادوار وتقاسمت كل المقدرات السنية بين الادارات العامة، التلفزيون، الراديو، الصحة والمؤسسات العاملة بشتى المجالات الأخرى، فقضوا على مقدرات السنة في البلد”. أضاف: “لقد أفقروا المكون السني الأساسي في البلد وسجنوه وذلوه، حتى بات أبناء طرابلس يهاجرون بالبحر هربا من هذا الواقع المضني”. وتابع: “أنتم شركاء بمشروع إقصاء السنة في لبنان مع رئيس الجمهورية، الذي قال إن لا جذور لنا في البلاد، فتارة يعتبرنا سلفيين جهاديين، وتارة أخرى عثمانيين، وفي كلتا الحالتين يعتبرنا خارج النسيج اللبناني. نحن موجودون في البلد قبل وجودكم وسنبقى فيه بعد رحيلكم”.

اكتشاف عميد جديد في الجيش اللبناني يدعى عماد يتعامل مع اشخاص في اسرائيل !

قناة الجديد/20 أيلول/2019

 افادت معلومات خاصة لقناة “الجديد” ان قيادة الجيش اتخذت التدابير المسلكية بحق العميد الياس يوسف وتم تشكيله من موقعه الامني في مخابرات الجنوب ووضع بتصرف القيادة لانه تصرف في موضوع العميل عامر الياس الفاخوري من دون إذن ومعرفة رؤسائه. وتابعت المعلومات ان التحقيقات العسكرية اظهرت ايضاً وجود صلة وتنسيق بين العميد في الجيش اللبناني عماد خ. وعدد من العملاء في فلسطين المحتلة وخارجها. ولفتت المعلومات الى ان العميد عماد خ. كان على تواصل مع العميل الفاخوري وعلى تنسيق معه خلال تواجده في أميركا وهو الذي تابع عودته الى لبنان.

 

ريفي امام اهالي الموقوفين الاسلاميين: حزب الله حل سرايا المقاومة لينشئ جيشا مؤلفا من 80% من السنة و 20% من المسيحيين

وطنية - الجمعة 20 أيلول 2019

وقف اللواء اشرف ريفي الى جانب اهالي الموقوفين الاسلاميين الذين تجمعوا في ساحة النور عصر اليوم، وكان له كلمة قال فيها:" أن تعفو عن عميل أمر طبيعي ولكن العفو عن أولادنا أمر مستحيل الجميع اتهمنا أننا طالبنا بإلغاء وثائق الإتصال فقلنا لهم هذا شرف على صدرنا، حاولنا أن نلغي وثائق الإتصال ولكنها لم تلغ إلى الآن فقط يمحى أسماء العملاء ولكن أسماء أولادكم لا تمحى، شرف لنا إن كان فعلا يعفى العميل فنحن لسنا عملاء ولا نريد أن نعفى، نحن عندما كنا في مجلس الوزراء طالبنا بالغاء وسائل الإخضاع التي هي تسميتها مهينة للانسان، في الأمن العام هناك وسائل اخضاع تطبق على أولادنا، في جميع دول العالم اي وثيقة لتوقيف شخص أو احتجازه يجب ان يكون خلفها سلطة قضائية هي تستدعيه وسائل الاخضاع لا يوجد خلفها سلطة قضائية و وثائق الإتصال لا يوجد خلفها سلطة قضائية لذلك طالبنا اما ببناء دولة قانون ودولة عدل وأن نكون نحن جزءا منها أو أي شيء مخالف للقانون سنطالب بالغائه. الفضيحة الكبرى انه كان هناك قرار لمجلس الوزراء بالغاء وثائق الإتصال ووسائل الاخضاع ولكن لم تلغ الا فقط ان لا تعمم الأسماء على النشرة لان قوى الأمن الداخلي تخضع للقانون، ألغينا ان يتم وضع وثائق الإتصال ووسائل الاخضاع على النشرة الا انهم يعطوهم لقواهم الداخلية ولبعضهم البعض وتطبق فقط على اولادنا". وتابع اللواء أشرف ريفي كلامه منبها الدولة :"ان هذا العهد الذي لا يستطيع تأمين الكهرباء لاولادنا ليس بعهد قوي، العهد الذي يحتمي بقوى غير شرعية وسلاح غير شرعي ليس عهدا قويا، الذي لا يستطيع تأمين الكهرباء بعد 10 سنوات ليس عهدا قويا، العهد الذي يكون مليئا بصفقات السمسرة والفساد والرشاوي هذا ليس عهدا قويا. أسوأ مرحلة ممكن ان يعيشها المواطن اللبناني هي هذه المرحلة حيث لا يوجد فرص عمل لا يوجد كرامات للناس ولا يوجد احترام للقانون ولا حتى تساو بين اللبنانيين، قد سبق وقلنا لهم "كفاكم اوهاما، فقوة حزب الله وهم صنعه ضعفنا". وأنا كأمني بخلفيتي الأمنية أتكلم، حين كنت في قوى الأمن كان هناك موقوفون وكان احد الوزراء الذي يقف وراء تعذيب اولادنا في السجون يقف اليوم ويدعي الدفاع عن اولادنا. من غير المقبول انك عندما تكون بالحكم وتصوت للتسوية الرئاسية و عندما تم رميك خارج السلطة تقف وتتدعي الدفاع عن الموقوفين الإسلاميين لا يشرفنا ان تلفظ اسم الموقوفين الإسلاميين ولا يشرفنا ان تقف بجانبنا ولا نثق بوقفتك او بوعودك ولا حتى بمواقفك، فالابيض يكون ابيض من اوله لآخره والاسود أيضا".

وأردف ريفي قائلا :"العهد ظالم يبرز عنترياته فقط على أولادنا، نحن الى جانبكم ومعكم. كما تعلمون التيار الوطني الحر قدم اقتراح قانون للعفو عن العملاء واليوم هو كان خلف قدوم العميل فاخوري الى هنا "حزب الله" لم يستطع حملها علما انه في اتفاق مار مخايل في البند السادس كان هناك اتفاق بين "حزب الله" والتيار الوطني الحر ان من ذهبوا الى إسرائيل لا نحملهم المسؤولية وانما رجالهم العملاء لإسرائيل الذين ذهبوا كانوا يمهدون لعودتهم في الوقت الذي لا تستطيع الدولة اخراج اولادنا الذين كانوا الى جانب كرامتهم والى جانب وجودهم والى جانب هويتهم العربية والى جانب حقهم في هذه الدولة، وسنبقى الى جانب كرامتنا ووجودنا وهويتنا العربية وحقنا في هذه الدولة لن يكون ناقصا عن حق اي طرف آخر". واكمل اللواء ريفي قائلا:" هذا اهم منبر لنعلن فيه المعلومة الامنية، معلوماتي تقول ان حزب الله حل سرايا المقاومة لينشئ جيشا مؤلفا من 80% من السنة و 20% من المسيحيين ليتم تدريبهم في إيران وليس في البقاع في معسكرات "حزب الله" والى الآن قد قام ب 4 دورات تدريب في ايران لتحضير جيش لإسقاط مناطقنا، هذا برسم كل القوى الأمنية وكل القوى القضائية وكل السياسيين في لبنان واقول له: كما في 7 أيار في الشوف - الشويفات اسقطوك وفي عكار وفي طرابلس اسقطناه سنسقطه في عكار وفي طرابلس لو مهما كلفوه سرايا، سواء كانوا جيشا سنيا-مسيحيا او سرايا مقاومة نعم نقول لحزب الله لدينا علم بكل ما تخطط وسنكون لك بالمرصاد وان لم يكن هناك احد يدعمنا كرامتنا تدفعنا وهؤلاء الرجال الذين سبق وتصدوا لحزب الله في 7 أيار سيتصدون للنسخة الجديدة من حزب الله".

وتوجه ريفي للدولة اللبنانية فقال :"باسم كل المسؤولين أقول هناك جيش يشكل من "حزب الله" سني - مسيحي يتم تدريبه الآن في ايران عندما يعودون سنحاسبهم نحن وسنقول اما انتم اسياد هذه الساحة او نحن اسياد هذه الساحة وسنؤكد لهم أننا نحن اسياد هذه الساحة واولادنا المتواجدون في السجون سنعمل على تحريرهم واقول لهم لا يمكن ان يخرجوا سواء كانوا جماعة إسرائيل او جماعة ايران او جماعتنا الا بالعفو العام واقول للدولة اللبنانية أن البيان الوزاري كان فيه العفو العام لماذا تهربون منه، تريدون تهريب فقط عملاء اسرائيل وتجار المخدرات واولادنا لا، قوموا بوضع ذات المعايير لكل القوى السياسية وكل القوى اللبنانية وطبقوا نفس المعايير على كل اللبنانيين والا لن يمر الا العفو العام". وختم اللواء أشرف ريفي كلامه قائلا :" احيي المحامي محمد الذي فعلا كان حاملا القضية في يده اليمنى واقول له نحن الى جانبك وسنكمل المعركة سويا وسننتصر بإذن الله مهما طال الزمن ولن يستطيع الإيراني او الفارسي ان يحكمنا ولن نكون سوى لبنانيين وعرب".

 

قلق لبناني من إمكانية تورّط «حزب الله» في حرب إقليمية

الشرق الأوسط/20 أيلول/2019

يترقّب اللبنانيون بقلق تطوّرات الأحداث في المنطقة، بعد الهجوم الذي استهدف المنشآت النفطية لشركة «أرامكو» بطائرات مسيّرة وصواريخ كروز، وتحميل إيران مسؤولية هذا الهجوم، والتلويح بالردّ عليها، وما يمكن أن ينتج عنه من تداعيات، وهو ما استحضر خطاب أمين عام «حزب الله» حسن نصرالله، عندما وضع نفسه بتصرّف المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي، وأكد أن «أي ضربة عسكرية تتعرّض لها إيران، ستؤدي إلى إشعال المنطقة برمتها، وإلى إبادة دول وشعوب». وإزاء هذه المعطيات الخطيرة محلياً وإقليمياً، لا تزال الدولة اللبنانية بكل قياداتها، ملتزمة الصمت تجاه إمكانية توريط لبنان في حرب إقليمية، وغياب أي موقف لرئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه السياسي (التيار الوطني الحرّ) الحليف الأساسي لـ«حزب الله». ولا يستغرب منسّق الأمانة العامة لقوى «14 آذار» النائب السابق فارس سعيد، صمت رئيس الجمهورية حيال المخاطر المحدقة بلبنان جرّاء مواقف نصرالله، وأشار في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «المقايضة التي حصلت بين فريق مسيحي وازن، وبين (حزب الله) قائمة على ثنائية مارونية – شيعية، وتعتبر أن التحالف مع روسيا وإيران والنظام السوري، الذي يندرج ضمن (حلف الأقليات)، وهو أهم من مصالح لبنان وانتمائه العربي». وقال سعيد: «عندما يذهب الرئيس ميشال عون إلى موسكو، ويشكر الرئيس فلاديمير بوتين على حماية الأقليات في المنطقة، يعني أنه يعتبر المسيحيين مجرّد أقلية خائفة تحتاج إلى حماية، وقد وجد هذه الحماية مع (حزب الله) وإيران على حساب المصلحة العربية»، مبدياً أسفه «لغياب الأصوات المسيحية الكافية في لبنان، التي ترفض هذا النهج».

وأعاد الخطاب الأخير لنصرالله إلى ذاكرة اللبنانيين، خطاباً مماثلاً ألقاه في أواخر ثمانينات القرن الماضي، وقال فيه: «لبنان جزء من الجمهورية الإسلامية، التي يرأسها الولي الفقيه». كما أحيا النقاش مجدداً حول كتاب نائب أمين عام الحزب نعيم قاسم، الذي أعلن فيه صراحة، أن «سياسات حزب الله واستراتيجياته، يرسمها الولي الفقيه، ويترك لقيادة الحزب المحلية كيفية تنفيذها سياسياً واجتماعياً وعسكرياً».

وتعتبر القوى السياسية والشخصيات المناوئة لـ«حزب الله»، أن كلام نصرالله وضع الدولة بكل مؤسساتها الدستورية من رئاسة الجمهورية إلى مجلس النواب والحكومة، تحت سلطة المرشد الأعلى ووصايته، ووضع مصير اللبنانيين بيد إيران و«الحرس الثوري». وحمّل نائب رئيس الحكومة الأسبق اللواء عصام أبو جمرا (المنشقّ عن التيار الوطني الحرّ)، القوى التي أبرمت التسوية مع عون، لا سيما رئيس الحكومة سعد الحريري، و(رئيس حزب القوات اللبنانية) الدكتور سمير جعجع «المسؤولية عن هيمنة حزب الله على القرار في لبنان». وأكد أبو جمرا لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه التسوية أوصلت لبنان إلى الكارثة، لأن البلد لا يتحمّل رئيساً للجمهورية متموضعاً في المحور الإيراني»، واعتبر أن «لبنان يحتاج إلى رئيس وسطي غير تابع للمحور الإيراني ولا للمحور الآخر». وسأل أبو جمرا: «هل هكذا يكون لبنان القوي الذي يتحدث عنه ميشال عون؟». غير أن «التيار الوطني الحرّ» لا يرى أنه تخلّى عن التمسّك بسيادة لبنان وتحييده عن أزمات المنطقة، وهو منسجم مع ما قاله الرئيس ميشال عون غداة توقيع ورقة التفاهم مع «حزب الله» بأن «سلطة الولي الفقيه تبقى داخل إيران». ولم يخف عضو تكتل «لبنان القوي» النائب آلان عون، أن «حزب الله» لديه بعدان، الأول داخلي والثاني خارجي من ضمن محور واسع في المنطقة. وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «ما يعنينا نحن كتيار سياسي، هو تفاهمنا مع الحزب في الموضوع الداخلي، سواء في ورقة التفاهم التي أقرت بيننا (في العام 2006)، أو ضمن شراكتنا معه في حكومات الوحدة الوطنية؛ حيث يعمل ضمن منظومة الدفاع عن لبنان، في مواجهة أي اعتداء إسرائيلي يتعرّض له البلد»، معتبراً أن «كلام نصرالله عن رفض أي حرب على إيران، يأتي ضمن المواجهة القائمة بين طهران والمحور الآخر في المنطقة، سواء كانت حرباً باردة أو حرباً عسكرية». وقال النائب آلان عون: «نحن متوافقون معه فيما خصّ الدفاع عن لبنان وليس في مواجهات أخرى».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

شدياق لنصرالله: نتذكر صوتك “سنذبحكم في فراشكم”

موقع القوات اللبنانية/20 أيلول/2019

توجهت وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية مي شدياق إلى الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، قائلة، “عند كل حدث مهم تخرج علينا لتفتي في القانون والقضاء كأنك الآمر الناهي”. وأضافت، “لا يا سيد إذا كنت فعلا تسعى للعدالة وتطالب بحق من عذّبهم الفاخوري العميل للعدو الإسرائيلي، اسمح لي بأن أذكّرك بالمحكمة الدولية التي دانت 5 عناصر من حزب الله، صنفتهم في خانة القديسين بدل تسليمهم للعدالة”. وتابعت، “عبر “تويتر”، “الضجيج في قضية الفاخوري تريده أن ينسينا إدانة سليم عياش في قضايا اغتيال ومحاولة اغتيال حاوي وحمادة والمر”، سائلة نصرالله، “لماذا لا تسلمه للعدالة لتحقق معه فتظهر الحقيقة!”. وأشارت إلى أن “الفاخوري تعاون مع العدو ضد أبناء وطنه، وانت ايضا وعناصرك تعاونتم مع نظام بشار الأسد الذي قتل ونكل وعذب اللبنانيين في سجونه”. ورأت شدياق أن من “ذهبوا الى اسرائيل في 2000 هم هاربون وليسوا مبعدين”، وقالت، “يا سيد، نحن جيل يتذكر صوتك عشية اندحار العدو الإسرائيلي من جنوب لبنان تهدد الأهالي الذين كان لهم أو أقربائهم علاقة بجيش لبنان الجنوبي: سنذبحكم في فراشكم”، مؤكدة أن التسجيلات لا تزال موجودة، أمّا انكم لم تقتلوا صوصا فتبرير ضعيف”.

 

البنتاغون بصدد تقديم "الخيارات المطروحة" لترامب بشأن إيران ليقرر أياً منها سيعتمد

نداء الوطن/20 أيلول 2019

كم يُشبه الأمس اليوم.. الأمس في الرياض واليوم في بيروت. هناك مسيّرات إيرانية عرضتها وزارة الدفاع السعودية وهنا مسيّرات إسرائيلية عرضتها وزارة الدفاع اللبنانية. هناك وهنا مؤتمران صحافيان طبق الأصل، الأول يعرض لنتائج التحقيقات حول مسار "المسيّرات الـ 18" الإيرانية ونقطة انطلاقها وقدراتها التخريبية والتكنولوجية، والثاني يستعرض "المسيّرتين" الإسرائيليتين وخط سيرهما وقدراتهما التفجيرية والتكنولوجية.. ليتقاطع المؤتمران الصحافيان في محصلة المشهدين عند الإضاءة على خطورة الهجومين، الهجوم الإسرائيلي "المسيّر" على الضاحية الجنوبية باعتباره "أخطر عمل عدائي" منذ حرب تموز 2006، حسبما شدد وزير الدفاع اللبناني الياس بو صعب، والهجوم الإيراني "المسيّر" على منشأتي نفط "أرامكو" بوصفه منعطفاً نفطياً مفصلياً لا يطاول فقط السعودية إنما يستهدف "العالم بأسره" وفق ما أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية العقيد تركي المالكي.

وإذا كان المشهدان يتطابقان في تسطير دلالات "الجرم المشهود" وتظهير بقايا المسيّرات الإسرائيلية والإيرانية، لكن يبقى ثمة فارق جوهري وحيد بين الهجومين على لبنان وعلى السعودية. إذ ليس بين السعوديين من يخشى جرّ بلاده إلى أتون النار رداً على هجوم الضاحية الجنوبية لبيروت، بينما معظم اللبنانيين ستكون شاخصةً أعينهم اليوم باتجاه ما سيقوله الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله لرصد ما إذا كان سيضع البلد في مهب "رياح أرامكو" الساخنة من منطلق توعّده بالرد من لبنان على أي ردّ محتمل على إيران، سيما وأنّ نصرالله كان قد أكد خلال كلمة له الثلثاء الفائت في مجلس حسيني أنه يعتزم مقاربة تطورات المنطقة غداً قائلاً ما حرفيته: "أحداث مهمة جداً حصلت إقليمياً سواء في موضوع السعودية واليمن وانتخابات الكنيست الإسرائيلي"، ليؤكد في ضوء ذلك عزمه على التطرق إلى مجمل هذه التطورات والمواضيع السياسية المحلية والإقليمية في الكلمة التي سيلقيها اليوم.

ولعل ما عزّز الهواجس اللبنانية من زج لبنان في أتون المعارك الإيرانية هو ما أعلنه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عشية كلمة نصرالله وتصدرّ مقدمة نشرة "المنار" المسائية لناحية تهديده العلني من أنّ "أي حماقة أميركية أو غير أميركية ستجرّ المنطقة إلى حرب شاملة".

بالانتظار، وفي ظل حال التأهب الخليجي والعربي والدولي والأممي، واستنفار خطوط المشاورات المكوكية بين واشنطن والرياض لتحديد الخطوات الآيلة إلى ردع طهران عن الاستمرار بتهديد خطوط إمدادات النفط العالمية، تتسارع وتيرة الأحداث وترتفع وتيرة التصريحات النارية المتبادلة بين ضفتي المعركة وصولاً إلى وضع الهجوم الإيراني في مصاف "العمل الحربي"، مع ما يختزنه هذا التصنيف من تداعيات دولية قد تترتب عليه، سواء أممياً في ضوء ما سيخلص إليه محققو الأمم المتحدة من نتائج ميدانية عن الهجوم "المسيّر والصاروخي" على منشآت "أرامكو"، أم غربياً وسط ما يشبه الإجماع الأميركي والأوروبي على مسؤولية إيران عن هذا الهجوم إلى درجة أنّ حتى باريس التي تلعب دور الوسيط بين طهران وواشنطن بادرت بالأمس إلى تسخيف الادعاء الإيراني، بوقوف الحوثيين خلف الهجوم باعتباره "ادعاءً يفتقد إلى الصدقية" وفق تعبير وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان.

وعلى شريط الأحداث المرتبطة بمشهد "حرب المسيّرات" الذي يلهب المنطقة، برزت تصريحات أميركية نارية متتالية خلال الساعات الأخيرة تنذر بتطورات دراماتيكية غير مستبعدة تجاه إيران… بدءاً من تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنّ أي ضربة قد تضطر بلاده لتوجيهها إلى طهران ستكون "قوية جداً"، وليس انتهاءً عند إعلان البنتاغون أنه بصدد تقديم "الخيارات المطروحة" لترامب بشأن إيران ليقرر أياً منها سيعتمد، في وقت كان الجيش الأميركي يعلن أنه يتشاور مع المعنيين في القيادة السعودية حول "سبل مواجهة التهديدات القادمة من شمال المملكة".

 

ترمب يفرض عقوبات على البنك الوطني الإيراني

دبي - العربية.نت/20 أيلول/2019

أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الجمعة، فرض عقوبات على البنك الوطني الإيراني، دون أن يقدم أي تفاصيل أخرى. ورد ترمب في تصريحات للصحافيين في البيت الأبيض، على سؤال حول الخيارات العسكرية مع إيران حيث قال: "إن الولايات المتحدة دائما مستعدة".

وقال: "إيران أفلست تقريبا، ووضعها الاقتصادي صعب جدا". كذلك أضاف ترمب أنه على قادة إيران وقف دعمهم للإرهاب من أجل إنقاذ بلدهم. وأعلن أن بلاده الآن أقوى عسكريا من أي وقت مضى. بدوره، أفاد وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، بأن العقوبات الأميركية الأخيرة على إيران "كبيرة جدا". وأوضح الوزير الأميركي أن البنك هو آخر مصدر أموال لطهران. فيما أكد مراسل "العربية" أن واشنطن تعمل حاليا على عزل إيران ماليا بشكل كلي.

من جهتها، أوضحت الخزانة الأميركية أن العقوبات تستهدف تجفيف مصادر تمويل أذرع النظام الإيراني في المنطقة. وأشارت الخزانة إلى أن العقوبات تستهدف الحرس الثوري، وفيلق القدس، وحزب الله، والحوثيين. كذلك تابعت أن هجوم إيران على السعودية غير مقبول ومتهور.

وحذّرت الحكومات من مخاطر التعامل مع إيران على "أنظمتهم المالية". بدورها، أكدت واشنطن أن العقوبات على نظام إيران تستهدف آلية دعم شبكته الإرهابية، مشيرة إلى أنها ستواصل الضغط على نظام إيران القمعي.وأعلنت أنها ستطبق العقوبات بقوة لقطع تمويل إرهاب نظام إيران خارجيا،  وقمعه داخليا.

‏البنك الوطني الإيراني الذي فرض عليه ترمب عقوبات هو مصرف خاص وليس المصرف المركزي الإيراني، عمره 92 عاما حيث تأسس عام 1927، مملوك بالكامل للدولة، ويوظف أكثر من 39 ألف شخص. أيضا لديه نحو 3350 فرعا في الداخل والخارج.

كان يعتبر في عصره الذهبي أكبر بنك إسلامي في العالم، إلا أن دوره تراجع بقوة لتتصدر بنوك الخليج العربي القائمة.

يشار إلى أن ترمب كان قد أعلن الأربعاء الماضي، عن حزمة جديدة من العقوبات التي ستفرض على إيران وسيتم الإعلان عنها لاحقا. ووصفها حينها بأنها "عقوبات مؤثرة"، وأشار إلى أن وجهة نظره تجاه هذا البلد لم تتغير. فيما تعد هذه الخطوة الأميركية، الأولى من نوعها تجاه إيران، بعد الهجوم الذي تعرضت له منشآت "أرامكو" النفطية في السعودية السبت الماضي.

 

خيار عسكري أميركي ضد إيران.. والحرس الثوري يهدد

دبي - العربية.نت/20 أيلول/2019

قال الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، إن حل القضية الإيرانية قد لا يتم عبر الطرق السلمية. وفي مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأميركية أكد ترمب أن هناك سيناريوهات كثيرة، ومن الجيد أن يتحقق الحل سلميا، لكن ذلك قد لا يحدث. وأكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها ستقدِّم للرئيس الأميركي خيارات متعددة للرد على الهجمات الإرهابية التي استهدفت شركة أرامكو السعودية، مؤكدة وجود تعاون مشترك مع الرياض لتحديد موقع إطلاق الصواريخ. وإلى ذلك، قال مسؤول إيراني كبير إن إيران سترد من البحر المتوسط إلى المحيط الهندي على أي ضربة أميركية.

التصريحات أتت عبر وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية ونسبت للجنرال يحيى رحيم صفوي مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي. طهران كانت نفت ضلوعها في الهجوم على منشأتين تابعتين لأرامكو، رغم الأدلة التي قدمتها وزارة الدفاع السعودية، والاتهامات الأميركية حول طبيعة الأسلحة الإيرانية المستخدمة بالاعتداء. هذا وأفاد مسؤولون عسكريون أميركيون أن البنتاغون سيعرض خلال اجتماع مرتقب الجمعة لمجلس الأمن القومي برئاسة ترمب، خيارات الرد على الهجوم الذي طال السبت الماضي منشأتي نفط في السعودية. ونقلت وكالة أسوشيتد برس أن البنتاغون سيقدم مجموعة واسعة من الخيارات العسكرية للرئيس الأميركي، في الوقت الذي يدرس فيه كيفية الرد على ما يقول مسؤولو الإدارة الأميركية إنه هجوم إيراني غير مسبوق استهدف صناعة النفط في السعودية. ويتوقع أن تعرض على ترمب قائمة بالأهداف المحتملة للضربات الجوية داخل إيران، ضمن ردود أخرى محتملة، كما سيتم تحذيره في الوقت عينه من أن العمل العسكري ضد إيران قد يتحول إلى حرب، بحسب ما أوضح مسؤولون أميركيون على دراية بالمناقشات، تحدثوا شرط عدم الكشف عن هوياتهم.

إلى ذلك، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن المسؤولين العسكريين قولهم إن البنتاغون يدرس خيار إرسال المزيد من بطاريات الدفاع الجوي، فضلا عن طائرات ومعدات مراقبة إلى منطقة الخليج لتعزيز دفاعاتها بعد هجمات أرامكو. كما يدرس من بين عدة خيارات أخرى، الإبقاء على حاملة طائرات واحدة على الأقل في المنطقة بالمستقبل المنظور. يذكر أن مساعد وزير الدفاع الأميركي، جوناثان هوفمان، كان أعلن خلال مؤتمر صحافي في واشنطن، الخميس، أن "إيران مسؤولة بشكل أو بآخر عن الهجمات على منشآت أرامكو". كما قال "سنقدم للرئيس دونالد ترمب خيارات للرد على هجوم أرامكو وهو من يقرر"، لافتاً إلى أن "الهجمات على منشآت أرامكو كانت منسقة بشكل كبير". وأضاف: "ندعم تحقيقات السعودية حول هجمات أرامكو ولن نستبق النتائج"، مشدداً على أن "الهجمات على منشآت أرامكو قضية دولية وننتظر نتائج تحقيقات السعودية".

إلى ذلك، أفاد بأن واشنطن تتشاور مع الرياض لمنع أي تهديدات قد تأتي من شمال السعودية. وكانت وزارة الدفاع السعودية، أعلنت الأربعاء، أن الهجمات التي استهدفت منشأتي أرامكو في السعودية جاءت من الشمال، بدعم من إيران.

 

الملك سلمان: الهجوم على أرامكو عمل إجرامي

دبي - قناة العربية/20 أيلول/2019

أكد العاهل السعودي، الملك سلمان عبد العزيز، الجمعة، أن الهجوم على أرامكو عمل إجرامي يمثل تصعيدا خطيرا وتهديدا لأمن المنطقة. وقال إن السعودية ستتخذ الإجراءات المناسبة للحفاظ على أمنها بعد استكمال التحقيقات. هذا وأعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الجمعة، فرض عقوبات على البنك الوطني الإيراني، دون أن يقدم أي تفاصيل أخرى. ورد ترمب في تصريحات للصحافيين في البيت الأبيض، على سؤال حول الخيارات العسكرية مع إيران حيث قال: "إن الولايات المتحدة دائما مستعدة".وأضاف: "إيران أفلست تقريبا، ووضعها الاقتصادي صعب جدا". وإلى ذلك، قال خالد البريك، نائب الرئيس لأعمال الزيت في منطقة الأعمال الجنوبية لدى أرامكو السعودية، الجمعة، إن الشركة ستعود لإنتاج النفط بالطاقة الكاملة في أبقيق بحلول نهاية سبتمبر/ أيلول. وتعرضت أبقيق، إحدى أكبر منشآت معالجة النفط في العالم، لأضرار جسيمة بفعل هجوم بطائرات مسيرة وصواريخ في 14 سبتمبر/ أيلول.

 

الحرس الثوري يهدد بإعدام عشرات المعتقلين الأهوازيين

العربية.نت - صالح حميد/20 أيلول/2019

هدد قائد الحرس الثوري الإيراني في إقليم الأهواز، حسن شاهواربور، بإعدام عشرات المعتقلين السياسيين الأهوازيين بتهمة الضلوع في الهجوم على العرض العسكري الإيراني في سبتمبر/أيلول من العام الماضي. ووفقا لوكالة أنباء "شبستان" المقربة من الحرس الثوري، فقد أكد شاهواربور خلال مؤتمر صحفي، الخميس، أن عددا من المعتقلين الذين تم اعتقالهم في أعقاب الهجوم على العرض العسكري في 22 سبتمبر 2018 في الأهواز سيتم إعدامهم قريبا. هذا بينما أفادت منظمة حقوق الإنسان الأهوازية أن المعتقلين المهددين بالإعدام الوشيك هم 30 ناشطا أجبروا على الإدلاء باعترافات قسرية تحت التعذيب.

وذكرت المنظمة أن " 800 ناشط أهوازي يقبعون في السجون والمعتقلات منذ أن تم اعتقالهم بشكل تعسفي من قبل الأجهزة الأمنية خلال الأسابيع و الأشهر التي تلت الهجوم المسلح على عرض القوات المسلحة الإيرانية في الأهواز في 22 سبتمبر 2018 في ظروف صعبة وقاسية وبدون توجيه أية اتهام لهم في مراكز احتجاز مختلفة في الأهواز بما في ذلك السجن المركزي في منطقة شيبان". وكانت وزارة الاستخبارات الإيرانية قد نشرت في وقت سابق فيديو حول احتجاز 22 شخصاً وقالت في بيان إنهم على صلة بمنفذي هجوم الأهواز وضبطت بحوزتهم متفجرات ومعدات عسكرية ومعدات اتصالات بحوزتهم. وتقول منظمة حقوق الإنسان الأهوازية إنه بالرغم من اعتقال 22 شخصا وتبني تنظيم "داعش" للهجوم على العرض العسكري، قامت قوات الأمن والشرطة والحرس الثوري بحملات مداهمة في مناطق مختلفة من الإقليم. وأضافت أنه خلال اتصالات هاتفية تحدث العديد من المعتقلين لذويهم عن التعذيب والضرب المبرح لإجبارهم على الإدلاء باعترافات قسرية خلال التحقيقات، وأعلن الكثير من العوائل قلقهم الشديد إزاء مصير أبنائهم في ظل هذه الظروف. واعتبرت المنظمة أن قيام الأجهزة الأمنية بالاعتقالات العشوائية الواسعة لا علاقة لها بالهجوم الذي تم تبنيه من قبل "داعش"، وكانت "مخططة من قبل الأجهزة الأمنية الإيرانية لقمع الاحتجاجات المتصاعدة في إقليم الأهواز واعتقال وإعدام النشطاء العرب بتهم واهية مثل" مناهضة الثورة" و"زعزعة الأمن والاستقرار" و"استهداف وحدة البلاد" بحسب البيان. وطالبت المنظمة بمحاكمة شفافة وعادلة لجميع المتهمين والمعتقلين في الأهواز، ودعت هيئات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان للضغط على السلطات الإيرانية لكي يتمكن المحتجزون من مقابلة ذويهم وأن تتم محاكمتهم حسب المعايير المنصوص عليها في المواثيق الدولية.

 

سيناتور جمهوري: إيران تقف بلا أي شك وراء هجوم أرامكو

دبي - العربية.نت/20 أيلول/2019

أكد السيناتور الجمهوري ماركو روبيو، أن إيران تقف بلا شك وراء الهجوم الذي استهدف منشأتي نفط تابعتين لشركة أرامكو في السعودية، السبت الماضي. وأوضح في لقاء مع "العربية"، مساء الخميس، أن "الرد الأكثر تأثيراً وفائدة يكمن الآن في انتزاع حالة النكران التي يسعون للتذرع بها بشأن دورهم في هذا الهجوم". وتابع قائلاً: "إنها إيران بكل تأكيد، والدليل دامغ لا محالة، ونأمل أن نستطيع تقديمه، وكنت قد أخبرت الرئيس هذا الصباح عن أملي بأن نميط اللثام عنه للعالم ليرى ذلك". كما تطرق إلى الدول الداعمة للاتفاق النووي مع إيران، قائلاً: "يجب الالتفات إلى الدول التي تؤيد الاتفاق النووي والموقعة عليه لنسألها: كيف بمقدوركم الاستمرار في تأييد اتفاق لا يساعد إيران فحسب على تطوير تلك الصواريخ والمسيرات ودعم المجموعات الإرهابية، بل يقدم الدعم المالي لها أيضاً". وكان مساعد وزير الدفاع الأميركي، جوناثان هوفمان، أعلن، خلال مؤتمر صحافي في واشنطن، الخميس، أن "إيران مسؤولة بشكل أو بآخر عن الهجمات على منشآت أرامكو". وتابع: "سنقدم للرئيس دونالد ترمب خيارات للرد على هجوم أرامكو وهو من يقرر"، لافتاً إلى أن "الهجمات على منشآت أرامكو كانت منسقة بشكل كبير". وأضاف: "ندعم تحقيقات السعودية حول هجمات أرامكو ولن نستبق النتائج"، مشدداً على أن "الهجمات على منشآت أرامكو قضية دولية وننتظر نتائج تحقيقات السعودية". يذكر أن وزارة الدفاع السعودية، أعلنت الأربعاء، أن الهجمات التي استهدفت منشأتي أرامكو في السعودية جاءت من الشمال بدعم من إيران. وقال تركي المالكي، المتحدث باسم الوزارة، خلال مؤتمر صحافي في الرياض، إن المملكة تؤكد قدرتها على الدفاع عن أراضيها. كما عرضت الوزارة صوراً لبقايا صواريخ استهدفت معملي أرامكو في بقيق وهجرة خريص. وقالت الوزارة إن "لدينا أدلة على تورط إيران في أعمال تخريب في المنطقة عبر وكلائها".

 

أوساط سياسية وعسكرية تحذر من خطة حربية لنتنياهو تجهض قيادة غانتس/عرض على غريمه حكومة وحدة وطنية فردّ بأن الخاسر لا يبادر للتشكيل

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/20 أيلول/2019

مع ظهور مزيد من النتائج في الانتخابات الإسرائيلية، والتي تجعل حزب الجنرالات «كحول لفان»، بقيادة بيني غانتس، يتفوق على حزب الليكود بقيادة بنيامين نتنياهو بمقعد إضافي (33:31)، وتجعل معسكر الوسط واليسار مع العرب 57 مقابل 55 لمعسكر اليمين من دون حزب اليهود الروس بقيادة أفيغدور ليبرمان (الذي هبط إلى 8 مقاعد) - توجه نتنياهو إلى غانتس داعياً إلى تشكيل حكومة وحدة تبقيه رئيساً للحكومة. وعندما رفض غانتس العرض بردّ لاذع: «على حد علمي أن المهزوم لا يدعو لتشكيل حكومة. تذكر أنني فزت عليك»، راح نتنياهو يفتش عن وسيلة أخرى تمنع تشكيل حكومة من دونه. وحذرت أوساط سياسية وعسكرية من أن يكون ملجؤه الدفع باتجاه الحرب.

وقالت هذه المصادر، في تسريبات نشرتها جميع وسائل الإعلام الإسرائيلية تقريباً، إن هنالك قلقاً حقيقياً في قيادة الجيش وغيره من أجهزة الأمن، بأن يسعى نتنياهو الآن إلى تسخين الأوضاع الأمنية، وإعطاء أوامر للجيش للقيام بعملية عسكرية واسعة أو حرب، في الشمال أو الجنوب. وتؤكد المصادر أن نتنياهو يعيش في حالة هوس هستيري بسبب شعوره بقرب خسارته الحكم. فهو يدرك أن تركه منصب رئيس الحكومة يعني محاكمته بتهم الفساد ودخوله إلى السجن. ولذلك ليس عنده همّ اليوم سوى إيجاد وسيلة تمنع تطبيق إرادة الناخب الإسرائيلي وتبقيه في الحكم.

وكانت لجنة الانتخابات المركزية قد نشرت نتائج غير نهائية معدلة، بعد ظهر أمس، تستند إلى فرز 98 في المائة من الأصوات، ويتضح منها أن حزب غانتس زادت قوته عند فرز أصوات الجنود ليصبح الحزب الأكبر بلا منازع وله 33 مقعداً، يليه حزب نتنياهو الذي هبط إلى 31 مقعداً. كما أن «القائمة المشتركة»، التي تضم الأحزاب العربية الوطنية الأربعة، عادت لتصبح مع 13 مقعداً. وأما النتائج الأخرى فجاءت على النحو التالي؛ حزب اليهود المتدينين الشرقيين «شاس» 9 مقاعد، وحزب اليهود المتدينين الغربيين «يهدوت هتوراة» 8 مقاعد، ومثله حصل حزب ليبرمان على 8 مقاعد، فيما حصل حزب اليمين المتطرف «إلى اليمين» على 7 مقاعد، وتحالف حزبي «العمل – غيشر» على 6 مقاعد، و«المعسكر الديمقراطي»، الذي يضم حزب ميرتس مع رئيس الوزراء الأسبق، إيهود باراك، حصل على 5 مقاعد.

وبناء عليه، فإن عدد النواب الذين سيوصون رئيس الدولة بتكليف غانتس لتشكيل الحكومة يزيد بنائبين عن عدد النواب الذين سيوصون بتكليف نتنياهو (57:55). ولذلك فإن الأقرب للمنطق هو أن يكلف غانتس بتشكيل الحكومة.

وقد اعترف نتنياهو، أمس (الخميس)، بأنه فشل وسيفشل في تشكيل حكومة يمينية صرف، كما أراد وخطط. وقال إنه «خلال الانتخابات دعوت إلى تشكيل حكومة يمين. لكن للأسف، تظهر نتائج الانتخابات أن هذا ليس ممكناً. والشعب لم يحسم بين المعسكرين. لذلك لا مفر سوى بتشكيل حكومة وحدة واسعة، واسعة قدر الإمكان، مؤلفة من جميع الجهات التي تعز عليهم دولة إسرائيل». وتوجه إلى غانتس مقترحاً بأن يضع يده بيده، ويقبل الانضمام إليه في حكومة وحدة وطنية. وقال نتنياهو: «الآن أنا أدعوك. علينا تشكيل حكومة وحدة واسعة، واليوم. الشعب يتوقع منا، من كلينا، إبداء مسؤولية وأن نتعاون. لذلك أنا أدعوك، بيني، دعنا نلتقي اليوم، في أي ساعة وأي وقت، من أجل تحريك هذه الخطوة، وهي ضرورية الآن. يحظر علينا، ولا يوجد أي سبب للوصول إلى انتخابات ثالثة، وأنا أعارض ذلك. الخطوة الملحة هي حكومة وحدة واسعة، بدءاً من اليوم».

وكان نتنياهو قد استبق هذه الدعوة بعقد اتفاق مع حلفائه في الحكومة الحالية أن يحافظوا على تحالفهم، ويسعوا لحكومة فقط برئاسته (أي نتنياهو)، ويتفاوضوا ضمن وفد موحد باسمهم جميعاً مع أحزاب المعارضة. وجاء في وثيقة خطية أعدّها نتنياهو ووقّع عليها رؤساء أحزاب اليمين: «مرشحنا لرئاسة الحكومة هو بنيامين نتنياهو، وسنجري مفاوضات ائتلافية مشتركة، ولن يدخل أي حزب إلى أي حكومة من دون باقي الأحزاب».

وحمل نتنياهو هذه الوثيقة ليقنع غانتس بأن ائتلافه راسخ. ولكن غانتس رفض العرض بسخرية. وقال مقربون من غانتس: «نحن حزب (كحول لفان) الحزب الأكبر، وينبغي أن يشكل بيني غانتس حكومة وحدة واسعة، وأن يكون رئيسها».

وأجمع المراقبون على أن نتنياهو يأتي بلعبة جديدة يخادع فيها خصومه. وقالت محررة الشؤون الحزبية في موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني، موران أزولاي، إن دعوة نتنياهو لتشكيل حكومة وحدة مع حزب غانتس «ما هي إلا مسرحية يسعى نتنياهو من خلالها إلى خداع الحلبة السياسية والقضاء على إمكانية وحدة، وليست دعوة للوحدة». وأضافت: «لو كان نتنياهو يريد الوحدة حقاً، لكان توجه إلى غانتس قبل جمع أحزاب اليمين».

وقد تصافح نتنياهو وغانتس، أمس، بمبادرة من الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، خلال إحياء الذكرى السنوية الثالثة لوفاة رئيس الدولة السابق، شمعون بيرس. ولكن كلاً منهما حرص على اعتبار هذه المصافحة مجرد خطوة مجاملة.

وأشار محرر الشؤون العسكرية في صحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، إلى أن قضايا الفساد المشتبه فيها نتنياهو وجلسة الاستجواب ضده، ستندمج، بعد أسبوعين، بالجهود الحالية لتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، وأن قرار المستشار القضائي للحكومة المتوقع، بتقديم نتنياهو للمحاكمة «سينعكس بالتأكيد على حسابات أطراف المفاوضات الائتلافية أيضاً. لكن في الخلفية، ستتعالى طوال الوقت دقات الساعة الأمنية». وقال: «فيما لا يزال التوتر الأمني مستمراً، فإن «ثمة خطراً أن يستخدم الأمن ذريعة»، وفقاً لهرئيل، وأن «تسخيناً متعمداً لإحدى الجبهات، مقابل إيران و(حزب الله) في الشمال، أو ضد (حماس) و(الجهاد الإسلامي) في قطاع غزة، يمكن أن يخلط أوراق المفاوضات بشكل يسرع تشكيل حكومة طوارئ برئاسة نتنياهو، حتى في سيناريو متطرف، يتم استغلاله لتبرير انضمام فارّين معدودين من (كحول لفان) أو حزب العمل. فظروف أمنية طارئة شكلت أكثر من مرة سياقاً مريحاً لتشكيل ائتلافات غير متوقعة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لو"يتلفن" غريب لعيّاش!

عماد موسى/نداء الوطن/20 أيلول 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78690/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%8a-%d8%b3%d9%85%d8%b1%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d9%83%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%85%d8%a7%d9%84/

صار الحزب الشيوعي اللبناني (العلماني) في ظل قيادة حنا غريب، وخالد حدادة قبله، كواحدٍ من أفرع "حزب الله" (المؤمن)، ولا يتمايز عنه سوى بالعَلَم الحزبي وبالأغنيات والأناشيد. لـ"حزب الله" منشده الحصري الدكتور علي بركات وللشيوعي مارسيل خليفة وخالد الهبر وسامي حوّاط وأحمد قعبور وزياد رحباني والنصوص الجميلة، وقد يكون تبني الشيوعيين من وردت أسماؤهم، علامة جيدة. وتتماهى نظرة الحزب الشيوعي إلى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان مع نظرة "الحزب"، وكان الدكتور خالد حدادة، سبّاقاً إلى التشنيع عليها، "فهي الأداة لاستكمال التبعية السياسية والأمنية والاقتصادية بتبعية قضائية تحول القضاء اللبناني الى صندوق بريد، نحن نريد معرفة من اغتال الرفيق جورج (حاوي) وإن كنا نعتقد أن لإسرائيل أو أميركا وربما لسواهما مصلحة في اغتيال هذا المقاوم، لكننا نطالب القضاء اللبناني بمتابعة هذه القضية كي تظهر الحقيقة التي لن تظهر برعاية أميركية للمحكمة الدولية حتماً".

حَكمَ الدكتور حدادة على المحكمة حكماً مبرماً قبل ثمانية أعوام، وما دعوته القضاء اللبناني إلى "متابعة قضية حاوي" إلا دعوة خبيثة لدفن القضية لا لكشفها.

لم يشذّ خليفةُ حدادة عن الخط، وقد خلت المطولات الحزبية في عهده من أي دعوة جديّة لكشف حقيقة اغتيال حاوي إلى أن أصدرت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان القرار الاتهامي في قضية محاولة اغتيال مروان حماده والياس المرّ واغتيال الشهيد جورج حاوي متهماً سليم جميل عياش الملاحق في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. فعلّق الحزب الشيوعي اللبناني وعائلة الشهيد جورج حاوي، على القرار ببيان أعلنا فيه "انهما لا يبرّئان أحداً ولا يتهمان أحداً بشكل قاطع من دون إثبات الأدلة الدامغة والنهائية التي لم يتضمنها قرار الاتهام" والدليل الدامغ تغييب المتهمين عمداً.

وهنا من المفيد تذكير كل من استفاق اليوم على القضاء اللبناني كمرجعية وحيدة للنظر في قضية الحريري وما تفرّع منها، إلى أمرٍ فاتهم. سبق وصدر قرار ظني بمحاولة اغتيال النائب بطرس حرب (العام 2012) فهل يعلم أحد كيف تبخّر محمود الحايك المتهم بتلك المحاولة؟ ولماذا تمنّع عن الحضور إلى التحقيق؟ وتالياً هل كان سليم عياش ليحضر لو طُلب إلى التحقيق اللبناني؟ أو كان "سيتلفن" معتذراً؟ وبحكم تلاحم "الحزبين" والمونة المتبادلة بينهما لماذا لا يبادر غريب نفسه و"يتلفن" لعياش ويحثه على تسليم نفسه إلى مخفر حارة حريك كخطوة أولى لمثوله أمام القضاء اللبناني؟

 

خلّصوا العالم من النّازية الفارسية

 أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/20 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78678/%d8%a3%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b2%d9%8a%d8%b2-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%a7%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%ae%d9%84%d9%91%d8%b5%d9%88%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7/

خرجت مسألة المواجهة مع إيران من نطاق الدفاع عن النَّفس وإحباط المشروع الفارسي التوسعي الإقليمي الذي اضطلعت به دول التحالف العربي في مواجهة العصابات الحوثية في اليمن، إلى تهديد المصالح الدولية، وزعزعة الاستقرار العالمي، وبالتالي فان سياسة الأبواب المواربة والتلطي خلف المناوشات السياسية والتراشق بإمكانية عقد قمة أميركية- إيرانية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، لم تعد سلعة انتخابية للرئيس الأميركي دونالد ترامب يمكن أن يحصد من خلالها أصوات المعسكر المعارض للحرب في بلاده، ولم يعد هناك من مجال للمساومة الأوروبية في موضوع العلاقة مع إيران، فإما أن يحمي العالم مصالحه ليضمن إمدادات النفط بأسعار معتدلة، أو أنه يستسلم لإرهاب الدولة، ويترك الحبل على غارب مزاج نظام الملالي الذي لا شك أنه لا يزال يراهن على نجاحه في الابتزاز.

طبيعة الهجمات على المرافق النفطية السعودية في بقيق وخريص، والأدلة التي كشفتها الولايات المتحدة، وصور الأقمار الاصطناعية، تنفي نفيا قاطعا أن يكون الحوثيون هم من نفذها، لأن ليس لديهم هذه الإمكانات، إضافة إلى بعد المسافة، فيما التصريح الواضح لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عبر “تويتر” عن أن:” الأدلة تؤكد أن الهجمات لم تنطلق من اليمن”، واتهم إيران “بشن عدوان على السعودية”، ما يعني أن مصدرها العراق أو إيران، وبالتالي لا بد من موقف دولي حازم، وإلا فأزمة عام 1973 ستتكرر بوجه مختلف أكثر حدة، إذ يمكن أن يؤدي أي نقص في إمدادات النفط السعودي خصوصا، والخليجي عموما، إلى إزمة اقتصادية عالمية لا قبل للغرب على تحملها، مهما كان حجم المخزون الستراتيجي الأميركي، أو غيره.

في عصر الأقمار الاصطناعية التي تمسح العالم كل ساعة لم يعد هناك أي أسرار، خصوصا في مجال الصواريخ وقواعدها، ومساراتها، ولهذا فإن أي محاولة دولية لإجهاض الرد على هذه الهجمات، يعني استسلاما مذلا للنظام الإيراني المارق الشرير، وسيكون أكثر إذلالا من معاهدة ميونخ التي أفسحت في المجال لألمانيا النازية لاجتياح دول عدة، ودفع العالم إلى حرب عالمية راح ضحيتها نحو 80 مليون انسان، هذه الحقائق يدركها كل عاقل، ويدرك إلى أين سيؤدي عدم الحسم، لا سيما عندما يتخطى سعر برميل النفط المئة دولار أميركي.

حاليا يمكن إحباط الإرهاب الإيراني، عبر عقاب دولي كبير يساعد الشعب الرازح تحت نير التسلط الملالوي على إسقاط النظام، إما المساومة والعودة إلى سياسة باراك أوباما حين غض النظر عن القصف بأسلحة كيماوية في سورية، فسيؤدي إلى ولادة عشرات الجماعات الإرهابية على شاكلة “داعش”، إضافة إلى وقوع العالم ضحية للتهديد الإيراني، فهل سيقبل المجتمع الدولي أن يكون تحت سلطة عصابة إرهابية، ونازية جديدة؟

هذا السُّؤال برسم المجتمع الدولي الذي يبدو أن بعض أطرافه تحاول استغلال الموقف لإعادة تسويق إيران الملالي دولياً.

 

ابتسم... أنت في لبنان

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/20 أيلول/2019

لا بد أن أحداً، رجلاً أو مؤسسة أو أرشيفاً أو سفارة أجنبية، يقوم على تدوين يوميات لبنان وأحداثه وحالياته وتحولاته. أنا، لا أفعل. ليس لديّ أي دافع أو أي اهتمام، إضافة إلى أنني قد فقدت الهمّة، على كل ما لا معنى له، «وضاق خلقي» على العبث، وضاق صبري، وعلمني بلدي أقسى وأذل درس في العمر: أنا لست بلدك. فتش لعائلتك عن بلد سواي. لم يقل ذلك اعتباطاً. كان قد قرأ صحف الصباح والمساء. ورمى الواحدة فوق الأخرى. ودقق في النصوص والخطب «الرسمية». ثم في الصور. ورآها معكوسة. الذي إلى اليسار في الصورة الأولى هو إلى اليمين في الثانية. وهو خارجها في الثالثة. وفي الصور التالية هو «بالشورت».

قلت له، هدئ أعصابك، ما الجديد في الأمر؟ قال غاضباً: الجديد هو المصور يا حميري. ألم ترَ أنه يعتمر نصف قبعة ونصف طربوش كل نصف بثلاثة ألوان؟ قلت ما الجديد في الأمر. هذه مستجدات التكنولوجيا. ثم إن المصور الذي قبله أحيل على التقاعد وأحيلت آلته على المستودع لسببين: هو أصيب بالعمى من كثرة ما رأى، وهي تفككت من كثرة ما أعماها تبدل الألوان. ثم قلت للسيد وطن متفلسفاً، متفذلكاً، وبالكثير من «الهضامة» اللبنانية السائدة: وأيهما أهم، في كل حال، المصور أم الصورة؟ ورمى كدسة الصحف إلى أبعد وقال: في أهمية بعضهما بعضاً. هو - المصور - يعتقد أنه التقط صورة ما يراه، وهي تضحك لكثرة ما رأت، إلى اليمين، إلى اليسار، الوسط، الابتسامات، المنصات، المائدات، القاعدات، القائمات، الفائزات، الرائقات. ثم بالمذكر: القائمون، الفائزون، المهددون، الغاضبون، الرائقون. ويرى في الصورة.

ماذا يكتب المدونون؟ يا صاحبي، شغلة المدون أن يدون ما حدث، وشغلة المصور أن يحضر إلى الاحتفال على الوقت. كل شيء آخر ليس من شأنهما. بل ليس من شأن أحد. ألم تتعلم بعد تلك اللافتة التي رفعناها على جميع مداخل الوطن البرية والبحرية والجوية: ابتسم، أنت في لبنان؟ إذن، تفضل ابتسم. وإذا كانت لديك حلول أخرى، تفضل تكرَّم بها. ابتسم، خير لك من الضحك.

 

في خزائننا… دولة فاشلة!

نبيل بومنصف/النهار/20 أيلول/2019

يقال ان الاميركيين استعانوا للمرة الاولى على نطاق واسع بالخزائن الحديدية في منازلهم لإيداع مدخراتهم المالية خلال الازمة المالية الكبيرة التي عصفت بالولايات المتحدة عام 2008.

ويردد الآن الخبراء الماليون عندنا ان ثمة كتلة مالية ضخمة صارت مودعة في منازل الكثير من اللبنانيين الذين تاهوا بين الاخطار المتراكمة في بلد لا أمان فيه لغدرات الزمن. لا نسوق النموذجين الاميركي واللبناني حيال تعرض شعب لخطر فقدانه حزام الأمان الاساسي من منطلق مقارنة مستحيلة بين اكبر دولة وأقواها في العالم واحدى اصغر الدول، ولكن من منطلق التخفيف من عقدة الذنب التي يستشعرها اللبنانيون كما شعوب المنطقة لانهم تخلفوا عن مواسم الهجرة الى بلدان الغرب هربا من جحيم اوطانهم التي تقيم عليها دول فاشلة. فالأقوياء ايضا يسقطون في ازمات على أحجامهم ولكنهم غالبا ما يكونون اقوياء ليس بالقدرات العملاقة التي يختزنون فقط بل بالمفاهيم الحقيقية والمؤلمة في واقعيتها للنهوض مجددا.

نقول ذلك من منطلق واقع مخيف يجتاح لبنان اليوم مع عاصفة ركود وتراجعات وإفلاسات في المؤسسات الخاصة والمتاجر والشركات والمعامل ومعظم القطاعات وما الى ذلك من سلسلة تطول بالاضافة الى العاصفة البادئة منذ زمن في القطاع الإعلامي والصحافي والتي وان كانت لها خصوصيات تتصل بواقع عالمي وداخلي مختلف عن القطاعات الاخرى باتت تتقدم الان لائحة القطاعات الاشد تأثرا بالازمات اللبنانية المتلازمة والمترابطة. ولعل الانفعالات الواسعة في الوسط الاعلامي والصحافي والشعبي التي اثارها الإقفال المتوقع لمحطة تلفزيون “المستقبل “ قبل يومين بدا بمثابة عينة معبرة حيال المكانة التي لا يزال الاعلام اللبناني يحتلها في يوميات اللبنانيين ووجدانهم وقيمهم بصرف النظر عن الانقسامات السياسية والطائفية والمذهبية والحزبية العميقة التي تخضع الاعلام لتصنيفات شديدة التضارب والتناقض.

واذا كان بديهيا ان يتفاعل اللبنانيون مع تطورات تمس مؤسسات اعلامية وصحفا تشكل حيزا أساسيا من يومياتهم وتساهم في صناعة الرأي العام الداخلي على كل ما هو عليه من حقائق ايجابية وسلبية فان قسوة الواقع اللبناني لم تعد تسمح بسيادة مفاهيم باتت قديمة وفاقدة الصلاحية امام المد المتنامي والمخيف للازمة التي تقبض بوقائعها الشرسة على لبنان. ذلك ان القطاع الخاص اللبناني في مجمل قطاعاته ومؤسساته ومجالاته واختصاصاته والذي ظل طوال اكثر من اربعة عقود منذ اندلاع الشرارة الاولى للحرب في السبعينات عنوان الصمود الاول للبنان والفرد اللبناني المتفرد بصفات جعلته رمز الحفاظ على هوية لبنان صار الان في اخطر ما عرفته التجربة اللبنانية من انزلاقات وازمات وكوارث. لا يحتمل الامر وجدانيات وبكائيات امام دولة تعلن بنفسها كل يوم أسوأ الادانات لسياسات طبقاتها المتعاقبة في جعل القطاع العام خصوصا الثقل القاتل على المالية العامة بفضل أسوأ سلوكيات الفساد والمحسوبية والإجرام المتمادي في اغراق البلد بكل ما يدفع به الى الانهيارات. لم يعد اقفال مؤسسة او شركة او مجمع تجاري او شبكة مطاعم من علامات الازمات، انها علامات الزمن اللبناني كله بمفاهيم الاقتصاد العليل والسياسات العليلة والدولة الفاشلة والتي يجب الا تفاجئ احدا لئلا يصحو على مزيد اشد قسوة.

 

مَن بقي لسمير جعجع ومعه؟

مجد بو مجاهد/النهار/20 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78693/%d8%b9%d8%a8%d9%8a%d8%b1-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%ae%d9%8a%d8%a7%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d8%aa%d9%85%d9%88%d8%b6%d8%b9%d9%87-%d8%aa%d8%ad%d8%aa-%d8%ac%d9%86%d8%a7%d8%ad/

يطارد شبح الوحدة السياسية صورة رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، على ما تروّجه الصالونات والتحليلات والتعقيبات على المستجدات الأخيرة التي كلّلها تمحيص البعض لأبعاد موقف الرئيس سعد الحريري في قوله إن “القوّات تعرف ماذا فعلت معي”. وكان سبق أن عاكس الفلك جعجع في زيارته الشوفيّة المقرّرة، في اليوم نفسه الذي ابتسم فيه باب الحظّ أمام وزير الخارجية جبران باسيل في اللقلوق، من زاوية مشهدية على الأقلّ، لمن قاربوا الصورة العامة من دون الغوص في الأسباب والنتائج. وكانت ورقة جوكر “القوات” قد احترقت أيضاً قبل أسابيع، في تعيينات عضوية المجلس الدستوري. فهل تعني هذه المعطيات المكدّسة أن جعجع أَضحى وحيداً في المعادلة، ولم يبقَ معه سوى أطياف من حلفاء وشركاء في التسوية والحكومة؟

تحتاج الإجابة عن هذا التساؤل استطلاع انطباعات “القوات” السياسية أوّلاً، وما اذا كانت تشعر في قرارة نفسها بـ”الوحدة” أو “العزلة”. لا يبدو المشهد في معراب موحشاً، فأزهار حديقة جعجع السياسية لم تذبل والمعنويّات مرتفعة. ويرشح من مقاربة أوساط رسمية في معراب، خلاصة تفيد بأن “القوات لم تبقَ وحدها، وهي مكوّن سياسي يتمتع بحيثيته الشعبية الواسعة الممثلة بأربعة وزراء وأربعة عشر نائباً في البرلمان”. ويؤكّد ذلك، أن “القوات حاضرة في المشهد السياسي، وهي تشكّل حاجة ماسّة لتقاطعات معيّنة مع القوى السياسية”. وتشدّد الأوساط على أن “الانطباع الذي يروّج عن أن القوات متروكة أو معزولة غير صحيح، وغايته احراجها لاخراجها، بغية التفرّد بالحكم والقرار السياسي وتمرير ما يريدون تمريره بسهولة… لكنها أمنية لن تتحقّق، اذ سنبقى في الحكومة”.

لم يسقط معيار الإيمان بالحلفاء من وجهة نظر “القوات”. ولا تزال “صداقة” جعجع السياسية مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط متّقدة. اذاً، “القوات” ليست قلقة من جنبلاط وتحرّكاته الأخيرة، وهي “على كامل ثقة بعلاقاتها السياسية”، وفق أوساطها. ولا يزال التحالف مع المختارة ثابتاً منذ ان ترجم انتخابياً في ثلاث محطات، والتقاطعات قائمة مع “حزب جنبلاط السيادي” في الرؤية الاستراتيجية والنظرة الى النظام السوري والتمسك بمصالحة الجبل، رغم أن كلّ طرف يتصرّف وفق تكتيك معيّن. وتستقرئ أوساط معراب حركة جنبلاط الأخيرة، على أنها “طريقته الخاصة في كيفية المواجهة التي تختلف عن طريقة جعجع”. ويكمن الدليل الذي تقدّمه، في أنه “لم يحصل أي تباين بين القوات والتقدمي على غرار ما حصل مع التيار الوطني الحر، إذ وصلت الامور الى حد التلويح بسجن وليد جنبلاط وأكرم شهيب، بعد واقعة البساتين، ثم فرشوا لهما السجاد الاحمر”.

وتتمسّك “القوّات” بمعيار البورصة الثابتة في العلاقات، فأسهم تحالفاتها لا ترتفع وتهبط رغم التباينات الداخلية في الملفات. ولم يخدش تصريح الحريري الأخير عن “القوات” حسّ جعجع “التحالفيّ”، فالصداقة السياسية متينة أيضاً مع “تيار المستقبل”. وترى معراب أن “الحريري أجاب عن سؤال، لكنه أكّد أولاً على العلاقة مع القوات واعتبر أنها مكوّن أساسي لا يمكن تجاوزه”. وتقارن الأوساط بين تحالفاتها وصداقة باسيل – الحريري، في قولها: “القوات لم تقل يوما بضرورة إعادة النظر باتفاق الطائف وصلاحيات رئاسة الحكومة، أو السعي إلى تحديد مدة زمنية لتكليفه، على غرار باسيل الذي اصطدم مع الجميع قبل 3 اشهر، وبنيت مواجهاته على نبش القبور”. ومن جهته، يقول مصدر قيادي في “تيار المستقبل” لـ”النهار”، إن “المشكلة ليست بين الحريري وجعجع، بل في رغبة باسيل بربح كلّ شيء. فالمشكلة اذاً بين القوات والتيار، في ظل قدرات وزير الخارجية الجدية على التعطيل عبر 11 وزيرا”، مؤكداً أن “القوات لن تبقَى بمفردها، فهي حاضرة في الحكومة ولديها خياراتها السياسية الربيحة على الأرض وتطالب باعتماد آلية في التعيينات. ويتموضع الحريري وجعجع في موقعين مختلفين نسبة الى بعض الملفات، الا أن الاستراتيجيا متطابقة بينهما”.

اذاً، “الصداقة السياسية المتينة” بين جعجع- جنبلاط – الحريري مبنيّة على دعائم بنيوية، و”لا يمكن أن نترك بعضنا بعضاً وإلا سنستفرد، لذلك مضينا في المواجهة حتى النهاية بعد واقعة البساتين”، وفق أوساط معراب. ويكسر فرضية وحدة جعجع أيضاً العلاقة الطيبة مع “تيار المردة”. الأجواء باردة مع “التيار البرتقالي”، ولا جنوح نحو مشاكل مفتوحة بل امكان التلاقي متاح على “القطعة” حكومياً. وفي المقابل، تنفي الأوساط “القواتية” أي “نية للتوصل الى حوار مع حزب الله من طريق الرئيس نبيه بري، وهي مسألة غير مطروحة ومن الثوابت”.

تتفرّج “القوات” على أصدقائها وزملائها حكومياً يتلذّذون بحلوى التعيينات، ولم تجد زميلاً قدّم لها “بونبونه”. في هذا الشقّ، تقول الأوساط إنه “ليس المطلوب اختيار مرشح قواتي بل وضع آليات واضحة المعالم في التعيينات، ومن هنا تصدر الملاحظات”.

اذاً، “القوات” فرحة بتموضعها ومقتنعة به. وتخلص أوساطها الى “أننا سنذهب حتى النهاية في مواجهتنا انطلاقاً من حرصنا على دولة حقيقية وفعلية. الرأي العام اللبناني يتفاعل مع عمل وزرائنا، ونرتاح إلى تموضعنا… وسنراكم على الموقف نفسه ونكمل في التوجه ذاته”.

 

هل على لبنان أن يخوض حرباً من أجل فك الحصار عن إيران؟

د. حارث سليمان/النهار/20 أيلول/2019

مرت حدوثة الانتصار والمراجل فوق رؤوس اللبنانيين مرور طيور البجع في ايلول، فما استثارت تعليقا من مسؤول او تدقيقا من اعلامي، واكتفى اللبنانيون القلقون على مصير اقتصادهم من دمار وشيك، والراجفون امام خطر انهيار قدراتهم الشرائية نتيجة انهيار عملتهم الوطنية المحتمل، بسلامة المآل، فيما حمدت ربها العائلات الجنوبية المذعورة من احتمال تكرار موسم الهجرة الى الشمال بتوضيب أغراضها والقليل من حاجياتها والهروع الى سياراتها، مشكلة نهرا بشريا يبغي درايةً وسلاماً، حمدته على تجنب حرب، لم تقتنع بضرورة خوضها.

وأمعن اصحابُ السلطة بترداد تصريحات مكررة، كلّ، بما اعتاد عليه من مواقف، وكأننا في مشهدية مسرحية مستعادة ومكررة، يؤدي كل واحد منهم، دورا قديما رتيبا لا يخرج عنه؛ فالسيد نصرالله أعلن انتصاره، وهل كان أحدٌ ينتظر اعلانا آخر، فاعلان الانتصار يجري اعداده قبل اطلاق القذائف او بداية أي معركة، انه نتيجة مسبقة تماما، خلافا لكُنْهِ أي نتيجه، ومعناها لغةً انها لاحقة، فيما أعلن الرئيس بري التعبئة العامة لـ”افواج أمل” فانتقل الذعر من عائلات الجنوب الى عائلات بيروت وأسواقها، وتحرك الجنرال عون بطل الحرب والسلم ورئيس جمهوريةٍ، لم يعد فيها ما يشير الى صفاتها أو معانيها، معلنا أن ما قامت به اسرائيل هو اعلان حرب يستدعي ردا لبنانيا، فاجتمع المجلس الاعلى للدفاع، وأعطى الضوء الأخضر، الذي لم يكن بانتظاره حزب الله، لعملية عسكرية تنتهك القرار الدولي ١٧٠١ وتتجاوز الخط الازرق.

بين ليلة وضحاها انتقل لبنان من وضعية – وقف العمليات الحربية – الذي ساد بعد حرب تموز ٢٠٠٦، الى وضعية الجهوزية الكاملة لـ”خوض حرب جديدة” تنتظر نتائج مفاوضات ايران مع دول الغرب حول حصارها الاقتصادي وأزمة بيع نفطها في السوق الدولية.

بين ذعر اللبنانيين وخوفهم وقلقهم الاقتصادي من جهة وسيف الموازنة الجديدة المسلط على مداخيل عائلاتهم من جهة أخرى، تم تغييب الاسئلة الجوهرية التالية وأولها :

١_ هل على لبنان و(شيعته) خوض حرب من أجل فك الحصار الاقتصادي والنفطي عن ايران، اذا كان الأمرُ على هذا النحو فالأولى أن تقوم بذلك سوريا الاسد والعراق و(شيعتها)

٢ – اذا كان عدوان اسرائيل في سورية والذي أودى بحياة شابين من حزب الله قد حدث في سوريا، فلماذا لا يكون الرد على عدوان اسرائيل على سوريا وحزب الله، رداً سورياً ايرانياً حزب الهيا مشتركاً، تتبدى فيه وحدةُ محورِ الممانعة وصلابة عوده، ولماذا يا سماحة السيد ليس مسموحا لك الدفاع عن عناصرك في سوريا ومن يمنعك من حقٍ مشروعٍ في الدفاع عن النفس!؟ هل هو بشار الأسد أم بوتين روسيا، أم الاثنين معا!؟ اذا كان الامرُ كذلك، وهو الأرجح في الظاهر والباطن، فهل مازالت قصتك التي كثيرا ما رددتها، حول فتح جبهة الجولان، تمتلك ذرة من مصداقية تحرص على تأكيدها؟، وهل مازال زعمك أنك ذهبت الى سوريا تبحث عن طريق القدس، يمكن ان يقنع منصفا!؟ فهل العودة الى فتح جبهة الجنوب يشي باعترافٍ خجولٍ يفيدُ بانك لم تجد للقدس طريقاً الا من لبنان.

٣ – وماذا عن عشرات المدن السورية المدمرة التي أوهمتنا أنها طريقٌ للقدس، فغَدَتْ دماراً وحقداً ودماء تنتظر حقها او ثأرها، وتعود اليوم الى طريق واحد نعرفه جميعا منذ سبعينات القرن الماضي، وهو طريق أدى الى رام الله تسويةً، ولم يدخل القدس.

٤ – اذا كان رد العدوان الاسرائيلي على مواقع في سوريا يتطلب موافقةَ حكومةٍ سورية، فلمَ الرد على عدوان اسرائيل على مواقع في لبنان، لا يتطلب موافقة حكومة لبنانية، تتمتع فيها بحصة راجحة في قرارها!؟ تلك كانت كُنْهَ دعوةٍ رفضتَها تكراراً ومراراً، من أنْ تكونَ المقاومةُ في “كنف الدولة اللبنانية” وهو رفضٌ لا ينبثقُ من حرصٍ على حرية هذه المقاومة واستقلالها، بل يتبدى اليوم سببُ رفضِ هذه الدعوة من أن قرارك وسلاحك هما في كنف دولتين أجنبيتين هما سوريا الاسد وايران الفقيه.

٥_ أما طائرتا الضاحية وقصتهما، فهما تثيران المزيد من الاسئلة، فلا أحدٌ يصدق أن هذه الادوات الطائرة الصغيرة، قد انطلقت من اسرائيل وتجاوزت الحدود قاطعة عشرات الكيلومترات، بل هي انطلقت من محيط الضاحية أو من قلبها، قد تكون اسرائيل وراءها لكن من أطلقها مقيمٌ بين ظهرانينا، فهل سيسمح حزب الله للدولة وأجهزتها الشرعية بتقفي آثار الجواسيس واعتقالهم ومحاكمتهم، أم سيتصرف كدولة فوق الدولة في القضاء والأمن كما في الحرب والسلم!؟

٦_اما سادس هذه الاسئلة فهو موجه لرئيس الوزراء، وهو سؤال عن معنى حكومته، وحدود نفوذها، ودورها كمؤتمنة على حياة اللبنانيين واقتصادهم، ما نطلبه منكم بسيط، بديهي، وطبيعي، اين تبدأ سلطات الدولة اللبنانية واين تنتهي!؟ واين تبدأ سلطة حزب الله وأين تنتهي، من هو الطرف الحكم في تحديد هذه الحدود واحترامها. وللتذكير دولة الرئيس اليكم جردة اولية بحدود دولة حزب الله:

الحرب والسلم، قرار مجلس الوزراء، اكثرية مجلس النواب واقرار القوانين والموازنة والقروض والمعاهدات، المحاكم العسكرية،الامن بالتراضي والقضاء يخضع لوزير القصر الممانع، ثلث بلديات لبنان وموازناتها، الحدود والمعابر، مع ما يستتبع ذلك من تهريب وتهرب جمركي وبما يفاقم العجز التجاري وصولا الى ميزان المدفوعات الذي يرزح تحت ضغط تمويل سوريا بمستورداتها عبر لبنان. توتير العلاقات الخارجية مع دول الخليج العربي وتركيا، وضرب كل موسم سياحي كل سنة مرارا وتكرارا.

اما صلاحيات الحكومة اللبنانية فهي الدفاع عن سعر الليرة، تمويل دولة المحاسيب، استجرار القروض من الخارج واستقطاب استثمارات عربية، تنفيذ محاصصة التوظيف والاعمال العائدة للقطاع العام، تمويل التعليم، تمويل عجز المستشفيات الحكومية والقطاع الصحي. فرض ضرائب غير مباشرة تطال استهلاك اللبنانيين ومعيشتهم وتفاقم اختلال النظام الضريبي، اهمال النفايات والتغاضي عن استباحة البيئة والاملاك العامة البحرية والنهرية. كما تقوم كذلك بالاتصال بدول الخليج العربية وبدول الغرب لتخفيف العقوبات عن حزب الله وحلفائه.

في الحد الفاصل بين الدولتين يجري تجاذب خبيث حول أموال سيدر ومشروعاته، التمويل يقتضي غياب دولة حزب الله وظهور حكومة الحريري حاكمة سيدة، فيما تنفيذ المشاريع وارساء مناقصاتها وأرباحها يسيل لعاب عونيي العهد و حزب باسيل، اما أمكنة المشاريع وخدماتها فهي شأن تعنى الثنائية الشيعية بأخذ حصة الأسد منها، لا حدود للشطارة اللبنانية، دولة تحمل كل الاقنعة؛ اقنعة لاتخفي الا خواء يليه خواء. فهل ستقدم الدول المانحة على التعامل مع الاقنعة أم مع الخواء!؟ سيدر Cedar كان وعدا يوم كان للبنان حكومة تديره الى جانب سلاح حزب الله، وسيدر يصبح سرابا كلما تأكد ان حكومة حزب الله تحكم وتقرر ما تشاء، لكنها تتخفف من بعض اعبائها لحكومة لبنان.

قد اكون مخطئا او غاب عن ذهني بعض من صلاحيات حكومتكم، لكن اذا كانت الحال كذلك فليشكل حزب الله حكومته لان ذلك سيريحكم ويتعبه.

دولة الرئيس يعلم أغلب اللبنانيين بمساعيكم لدى أصدقائكم في فرنسا وروسيا لتجنيب لبنان حربا كادت أن تقع، لكنهم أيضا يعلمون أن هذه الحرب ستقع حتما حال فشل ايران في فك الحصار الاقتصادي عليها.

ولعله يمكنكم حماية لبنان مجددا ومرة اخرى، لو أعددتم كتاب استقالتكم ومبرراتها، حال اندلاع حرب جديدة، وأعلنتم ذلك مسبقا، في نفس الوقت، الذي يعد فيه سيد حزب الله خطاب انتصاره في حرب قادمة أكيدة.

 

رحلة عون إلى نيويورك ... تواجه مطبّ "حزب الله"

ألان سركيس/نداء الوطن/20 أيلول 2019

يضرب لبنان موعداً جديداً في الأمم المتحدة، إذ إن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يغادر الأحد إلى نيويورك للمشاركة في الدورة 74 للجمعية العامة العادية للأمم المتحدة.

يُعتبر موعد زيارة نيويورك من المحطات السنويّة المهمّة في روزنامة القصر الجمهوري، علماً أن رئيس جمهورية لبنان غاب عن المشاركة في هذه القمة العالميّة أعوام 2014، 2015، 2016، وذلك بسبب الفراغ الرئاسي وعدم القدرة حينها على انتخاب رئيس.

وكلما اقترب هذا الموعد تعود إلى الأذهان حادثة تفتيش الوفد اللبناني في الأمم المتحدة أثناء ولاية الرئيس الراحل سليمان فرنجيّة، وبالتالي فإن المواقف الداخليّة للرئيس تترك إرتداداتها على الساحة العالميّة.

وتأتي زيارة نيويورك في وقت تشهد السياسة الأميركيّة مزيداً من التصلّب تجاه إيران وحلفائها في المنطقة وعلى رأسهم "حزب الله".

مواقف عون أثّرت على زيارته

يعلم الجميع أن موقف الرئيس عون داعم لـ"حزب الله"، وهذا الأمر قدّ أثّر في زياراته السابقة حيث لم يلتقِه رؤساء الدول الكبرى، بل اقتصرت لقاءاته على رؤساء الدول العادية غير المؤثّرة في السياسات العالميّة، في حين يبدي البعض تخوّفه من إطلاق الوفد اللبناني مواقف داعمة للحزب، ما قدّ يشكّل مطبات جديدة في السياسة الخارجية للبنان. وحتى الساعة، لا يوجد على جدول لقاءات الرئيس أي لقاء محدد مع رؤساء الدول الكبرى مثل الرئيس الأميركي دونالد ترامب أو الروسي فلاديمير بوتين، وهذا الأمر قد يترك إنعكاسات سلبيّة على علاقات الدولة الخارجيّة، خصوصاً أن الخناق يضيق على "حزب الله"، والعقوبات الأميركيّة إلى تصاعد، وسط مطالبة الدولة اللبنانية بأن تضع حدّاً لتسلط "الحزب" وسيطرته. ومن المتوقّع أن يرافق رئيس الجمهوريّة وفد مؤلّف من وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وزير شؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي وينضم إليهما السفير اللبناني في واشنطن غابي عيسى ومندوبة لبنان في مجلس الأمن أمل مدللي.

السوريون والفلسطينيون

وسيطرح عون في كلمته المشاكل التي يعاني منها لبنان والتحديات التي تواجهه، ويأتي على رأس هذه المشاكل، قضية النازحين السوريين، وهذه المطالبة بحل الأزمة ليست جديدة من على منبر الأمم المتحدة إذ سبق وشهدت مطالبات لبنانية بالمساعدة، وسيطالب الرئيس هذه المرة أيضاً بمساعدة المجتمع الدولي لحل أزمة النزوح وعودتهم إلى بلادهم لأن لبنان لم يعد قادراً على تحمّل الأعباء التي تسببها هذه الكارثة على لبنان.

ومن ناحية أخرى، سيطالب عون بحلّ أزمة اللاجئين الفلسطينيين، خصوصاً أن لبنان يتحمّل منذ العام 1948 هذه الأعباء، ولا يوجد أي أفق لحلّها، ومن هذا الباب سيدخل رئيس الجمهورية إلى القضية الفلسطينية مطالباً بتحقيق السلام العادل والشامل وإقامة دولة فلسطينية وإنهاء الإحتلال الإسرائيلي، كذلك، فإن عون سيؤكّد إلتزام لبنان بالقرارات الدوليّة، وضرورة إلتزام إسرائيل بتطبيق مندرجات القرار 1701 ووقف إنتهاكاتها للسيادة اللبنانية وعدم تنفيذ إعتداءات مثلما حصل أخيراً.

ومن جهة اخرى، ستحضر مسألة الحروب في المنطقة في كلمة رئيس الجمهوريّة، خصوصاً أن الحرب السورية مستمرة منذ العام 2011، وبالتالي يجب على الدول الكبرى التدخّل لوقف تلك الحروب والقضاء على ظاهرة الإرهاب التي تضرب كل الدول، وقد دفع لبنان ثمناً كبيراً في مواجهة هذه الظاهرة.

ولن يفوت عون أن يشكر الأمم المتحدة على قرار إنشاء اكاديمية التلاقي والحوار في لبنان، تلك الخطوة التي سعى إليها منذ مدّة.

وفي السياق، فإن لبنان لا يستطيع أن يعيش خارج جناح المظلة الدوليّة، تلك المظلّة التي توفّر له الأمن والإستقرار، وبالتالي فإن أي خطوة ناقصة في أي اتجاه قد يدفع لبنان ثمنها غالياً. وتحاول السلطات اللبنانية منذ فترة تجنيب لبنان تداعيات العقوبات الأميركيّة على "حزب الله"، خصوصاً أن إدارة ترامب تبدو أنها جادّة وحازمة في هذا الموضوع، وبالتالي فإن التخوّف هو من زيادة توريط لبنان في مغطس "الحزب" خصوصاً أن العقوبات الأخيرة على "جمال ترست بنك" ما زالت ماثلة أمام عيون اللبنانيين، ولا يعلم أحد ما سيليها من عقوبات.

 

الرد لن يكون عسكرياً .إنه دبلوماسياً وعقابياً هدفه ردع إيران ليس إلا

د.توفيق هندي/20 أيلول/2019

انطلاقا" من قراءتي الجيو-إسترتيجية المدونة في كتابي باللغة الفرنسية "حرب عالمية ثالثة لا تشبه سواها – إستراتيجية لمواجهة جهادية دون حدود" وإنطلاقا" من متابعتي الدقيقة الإعلامية والسياسية لمجريات الأوضاع ومآلاتها، أتقدم بالقراءة التالية بخصوص الضربة الإيرانية على منشىآت أرامكو:

1) بتاريخ 15 أيلول قبل الظهر، علقت على العملية على صفحتي فيسبوك بما يلي :

"الهجوم على أرامكو خطوة على طريق حرمان ترمب من إعادة إنتخابه رئيسا" لأميركا :

1- إستهاف أرامكو نقلة نوعية في مواجهة إيران لأخصامها.

2- أكثر من نصف طاقة السعودية النفطية معطلة إلى حين.

3- المخزون النفطي العالمي ضخم. الأسواق النفطية مؤمنة إلى حين وقد تشهد أسعار النفط إرتجاجا" بالأسواق.

4- الخطر على الإقتصاد العالمي حقيقي على المدى المتوسط والبعيد من زاوية إمداده بالطاقة. إنه مرتبط بتطور الصراع مع إيران ومآلاته.

5- تطور الصراع مع إيران:

أ) إذا لم يرد ترامب عسكريا" على إيران سوف تصعد إيران إستهدافاتها العسكرية في طول المنطقة وعرضها وعلى المنشآت النفطية تحديدا"، معرضة بذلك إمداد الإقصاد العالمي بالطاقة وبالتالي مسببة بأزمة إقتصادية عالمية تطال بما تطاله الإقتصاد الأميركي (حتى لو كان لأميركا إكتفاء نفطي ذاتي) وتطيح بالتالي بحظوظ ترامب بالفوز بالإنتخابات.

ب) وإذا رد ترامب عسكريا" بشكل تكتي وجزئي سوف يكون لإيران ردا" على الرد وقد يتطور إلى حرب شاملة مع ما تحمله هذه الفرضية من مخاطر وتداعيات غير محسوبة. وقد يكون في حسابات إيران أن هكذا تطور يطيح ايضا" بحظوظ ترامب بالفوز بالإنتخابات الرئاسية.

في مطلق الأحوال، ضربة أرامكو مؤشر ذات أهمية قصوى إلى مسار كوارثي قد يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة لا تشبه سابقاتها، في ظل قيادات دولية ليست على مستوى الحدث."

2) بتاريخ 22 حزيران، علقت بما يلي :

"العطب يكمن في مقاربة إدارة ترامب لعملية مواجهة إيران.

خطأ ترامب وصقور إدارته يكمن في إعتقادهم الواهم بأنه بالإمكان إسقاط النظام الإيراني أو دفعه إلى الإستسلام من خلال محاصرته إقتصاديا" وديبلوماسيا" وإستخدام التناقضات داخل إيران بين شيعي وغير شيعي وبين فارسي وغير فارسي ومن خلال الأعتماد على قوى معارضة أمثال "مجاهدي خلق" كما من خلال التحشيد العسكري

دون إستخدام القوة.

في واقع الحال، تبدو هذه الإستراتيجية عاجزة عن تحقيق أهدافها، لأن الجمهورية الإسلامية في إيران تتمتع بعدد وافر من عناصر القوة :

1- لها خبرة طويلة (نحو 40 سنة) في العيش تحت نظام العقوبات وهي بالتالي تحسن التخفيف من وطأتها.

2- لها إرث الأمبراطورية الفارسية في الدهاء السياسي والديبلوماسي والتفاوضي، مما يمكنها من إستغلال التناقضات بين الدول والكيانات والأشخاص لصالحها.

3- تحسن لعب الشطرنج (الفارسية بالأصل) حيث تخطط لخطوات عدة في مسار تطورات غالبا" ما تكون مبادرة فيها. كما تحسن تحديد الأثمان كتجار البازار الإيراني.

4- تتسم بصفة المثابرة في العمل والبال الطويل في مسار تحقيق أهدافها، صفة متأتية من المخزون الثقافي التاريخي الإيراني في حياكة السجاد.

5- تتقن العمل العسكري والإستخباراتي.

6- تستفيد من تناقضات عدد وافر من الدول والأطراف مع أميركا-ترامب والتي بالطبع لها مصلحة في أن لا ينجح ترامب في خطته كي لا يستقوي عليها.

7- تستفيد من الحالة الكربلائية السائدة في أوساط واسعة من الشيعة في إيران وبلدان

المنطقة، وهي تغذيها.

كما تستفيد من بعض الإسلاميين السنة مثل الجهاد الإسلامي الفلسطيني وحركة حماس.

وذلك بمقابل إرادة أميركية في عدم خسارة جندي واحد في أية مواجهة.

8- فيلق القدس المسؤول عن تصدير الثورة في الحرس الثوري يشكل ذراعها العسكري والأمني في المنطقة تواجه، من خلال الميليشيات المنضوية في إطاره، الأخطار التي تحدق بها دون أن تضطر في أغلب الأحيان إلى المواجهة المباشرة. فيلق القدس متواجد في لبنان، فلسطين، العراق، سوريا والخليج (في اليمن بشكل رئيسي)."

9- تستفيد من كون أن السلطة متمركزة في يد الولي الفقيه (الخامينئي) في إطار ديمقراطية وهمية تعطيه مرونة تكتية وقدرة على المناورة من خلال توهيم الخصم بتفسخات وصراعات داخل السلطة، كما أن تمركز السلطة هذا يسمح بإدارة المواجهة بدرجة عالية من الفعالية.

في المقابل، إتخاذ القرار في أميركا يخضع لعدد كبير من الضوابط في النظام السياسي الأميركي، مما يحد من عملية إتخاذ القرار كما أن عين الرئيس الأميركي تظل شاخصة على الناخب الأميركي غير الملم بضرورات السياسة الخارجية والمحدود إهتمامه بالأوضاع الإقتصادية والإجتماعية.

لذا، بات نجاح أميركا في مواجهتها للجمهورية الإسلامية في إيران مستبعدا"، حتى بعد إعادة إنتخاب ترامب إذا حصل هذا الأمر.

هذا هو المتوقع إلا إذا تدحرجت الأوضاع بعكس إرادة اللاعبين بالنار نحو حرب شاملة في المنطقة.

وبالإنتظار، يستعد الولي الفقيه الخمينئي إلى إعلان الإنتصار الإلاهي على الشيطان الأكبر كما أعلن السيد نصر الله في عام 2006 الإنتصار الإلاهي على الشيطان الأصغر.

3) الحروب البديلة.

أما اليوم فبات واضحا" أن السعودية ودول الخليج والدول العربية عامة ليس بمقدورها التحرك عسكريا" بشكل فعّال ضد إيران في غياب قرار أميركي بالمواجهة. قد تحصل بعض الردود الموضعية على بعض كيانات من فيلق القدس التي لن تغير شيئا" بالتوازنات الرئيسية في المنطقة.

4) إسرائيل عامل تفجير.

من المرجح أن يتجه الوضع الإسرائيلي نحو تشكيل حكومة وحدة وطنية، مما يقوي إحتمال أن تتجه إسرائيل نحو الحرب لسببين، الأول لأن حكومة كهذه تجعل من موضوع أمن أسرائيل أولوية لدى المؤسسة السياسية والعسكرية الإسرائيلية على حساب السعي إلى تحصيل السلطة والتمسك الجنوني بها الذي كان سائدا" أيام نتانياهو (الذي تميز بالإسهاب بالكلام عن الحرب والإمتناع عن خوضها)، والثاني لأن إيران و"جبهة المقاومة" وبالأخص حزب الله يريدون فعلا" تدميرها وهي تريد فعلا" تدميرهم.

5) الموقف الأميركي دون المستوى.

وقد بات واضحا" أن ترامب سوف يكتفي بزيادة العقوبات والتي سوف تزيد من عزم إيران على الردود المؤذية، وسوف يحاول إستصدار قرار من مجلس الأمن الذي، برأيي، لن يضع حدا" لسياسة إيران الهجومية حتى لو كان تحت الفصل السابع، كما سوف يحاول إقامة تحالف دولي (غربي)-عربي لمحاولة تأمين إستقرار وأمن وحرية الملاحة في الخليج، علما" أن لا حول ولا قوة لأوروبا الهرمة والغارقة في مشاكلها.

يبقى أن نقول أن الوضع في المنطقة في غاية الخطورة والحساسية وأن أي شرارة ممكن أن تشعل حرب شاملة بغض النظر عن رغبات هذا وذاك في إشعالها.

 

المحكمة الدولية والعمالة وضحاياها.. زجليات مسرح مدرسي لبناني

محمد أبي سمرا/المدن/21 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78690/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%8a-%d8%b3%d9%85%d8%b1%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d9%83%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%85%d8%a7%d9%84/

قد لا يعوَّلُ في شيء على أي من مواقف ما تبقى من الحزب الشيوعي اللبناني. وآخرها موقفه من قرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان للتحقيق في الاغتيالات التي حصدت عدداً من الشخصيات السياسية والإعلامية والأمنية اللبنانية، قبل اغتيال رفيق الحريري عام 2005 وبعده. وكان الأمين العام السابق للحزب جورج حاوي من جملة من حصدهم الاغتيال. وأول من أمس 19 أيلول، أصدرت عائلة حاوي وبقايا حزبه بياناً يتنصل من اتهام المحكمة أعضاء من حزب الله باغتياله، ومحاولة اغتيال الوزيرين السابقين إلياس المر ومروان حمادة.

القوة للسلاح وحده

والحق أن انعدام تأثير المواقف لا يطاول المحكمة الدولية وحدها، بل يشمل معظم المسائل والحوادث الراهنة في لبنان. وعدم التأثير لا يطال بقايا الشيوعيين وحدهم وأمثالهم من الشِّيع الصغيرة، بل ربما يشمل الشّيع الكبيرة في لبنان اليوم.

فبعد اغتيال الحريري استطاع حزب الله تحويل لبنان شِيعاً مضطربة، مفككة ولاغطة، في حرب أهلية باردة، لا شيء يمنع تحوّلها حروباً دموية، سوى قوة الحزب الخميني الحربية الإيرانية الفائضة والمتفوقة بسلاحها على سائر الشِّيع الأخرى المستضعفة لأنها غير مسلحة. وكان عزوفها عن السلاح والحرب، ولجوؤها إلى العمل والاحتجاج السياسيين السلميين من البواعث والأسباب التي سهّلت عمليات اغتيال بعض شخصياتها، وعلى رأسهم رفيق الحريري. وعلم اللبنانيون ويعلمون أن الاغتيالات لم تتوقف إلا لأن حزب الله توج استقواءه على الشّيع اللبنانية كلها بهجومه مع بطانته من الشراذم المسلحة على بيروت وإخضاعها لسلطانه واحتلاله في 7 أيار 2008. فاطمأن مذّاك إلى أن قوى 14 آذار المحتجة  سلمياً على الاغتيالات وسلاحه، بدأت تتمزق، بعدما روّعها الرعب من الاغتيالات.

توبة جورج حاوي

وجورج حاوي نفسه كان من المشاركين في تلك الاحتجاجات، قبل مدة من اغتياله. وهو كان قد هجر حزبه وتركه حائراً متنازعاً بين ورثة جهازه القيادي الذي سرعان ما انفجرت نزاعاته الداخلية، فتفكك الحزب المترهل وصار شِيعاً متناثرة. ولم يعد الأمين العام "التاريخي" السابق يعوّل على بقايا حزبه، إلا باعتبارها تابعة لسوريا الأسد ووكيله الأمني والعسكري في لبنان، وبعدما أسلست قيادها لأمين عام جديد هو خالد حدادة.

لكن الأمين العام "التاريخي" كان قد أمضى معظم حياته في الحروب الأهلية - الإقليمية الملبننة، أميناً عاماً تابعاً مع حزبه، سياسياً ومالياً، إلى جهات لا تحصى: على رأسها الاتحاد السوفياتي ولي العقيدة، ولا تنتهي بتأجير مئات من مقاتلي الحزب الشيوعي في حروب عقيد الجماهيرية الليبية على التشاد. وذلك بعد ترحيل منظمة التحرير الفلسطينية المسلحة من لبنان الذي بلغت حروبه قاعها المستعصي في نهاية ثمانينات القرن الماضي، وأدى توقفها إلى إلتحاق الحزب الشيوعي بالقيادة الأسدية التي حرمته في توزيعها الأدوار والمناصب في لبنان، حتى من مقعد نيابي منحه لشخص من أمثال ناصر قنديل...

أليست هذه حوادث من أزمنة طوتها الغفلة ورسّبتها في بئر النسيان؟ لكن نتائجها ألم تزل ماثلة في وقائع الحياة والعلاقات السياسية اللبنانية المزرية الراهنة، وتتحكم بها في مساراتها الفوضوية العمياء؟

بطلا مسرح مدرسي

في الأيام القليلة الماضية، انشغل الإعلام والرأي العام في وسائل التواصل الاجتماعي بمسألة عودة عامر الفاخوري إلى لبنان من الولايات المتحدة الأميركية. كان الرجل آمر معتقل الخيام في جيش لبنان الجنوبي التابع للاحتلال الإسرائيلي في شريط القرى والبلدات اللبنانية الحدودية المحتلة ما بين العام 1982 والعام 2000.  

وطغت عودة فاخوري على صدور قرار المحكمة الدولية الاتهامي في اغتيال جورج حاوي ومحاولة اغتيال كل من مروان حمادة والياس المر. ولا شك في أن الاغتيالات لعبت دوراً مهماً في انعطاف الحياة السياسية اللبنانية منعطفاً توّجه حزب الله بهجومه على بيروت وترويعها في 7 أيار 2008 واحتلالها... لكن هذا كله صار بدوره من الحوادث التي ابتلعها اللبنانيون، ويئسوا من تكرارها، فيما هي تتسلل كل يوم في غفلة منهم إلى حياتهم، حتى صار المرء يحار كيف يتدبرها.

وتدخلت رمز ما كان يسمى جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جمول) للاحتلال الإسرائيلي، سهى بشارة، في السجال ضد التيار العوني الممانع والمتهم "بتبييض سجل" العميل الفاخوري وتسهيل عودته إلى لبنان حاملاً جنسية أميركية. فتحولت المواجهة في الفضاء العام الإعلامي مواجهةً شبه زجلية بين شخصيتين رمزيتين تمثل كل منهما، كما في مسرح مدرسي بطولي، قيماً تناقض قيم الشخصية الأخرى: الخير/ الشر، الوطنية/ العمالة، البراءة والتضحية الثورية/ الخسّة والنذالة...

تدافع الحوادث وتآكلها

وهكذا - جرياً على عادة تتشبث بالحوادث والسجالات حولها في لبنان - تتدافع الوقائع وتتآكل سريعاً، فتلتهم الحادثةُ المستجدةُ الحادثةَ التي سبقتها وتطويها وتقذفها إلى الغفلة والنسيان. وتتحول الحياة السياسية اللبنانية إلى كتلة من الحوادث المتدحرجة فوضوياً على هواها، كأنما قوىً خفية تدحرجها، ويستجيب لها أهل الشّيع اللبنانية استجابة متوترة وغوغائية، سرعان ما تنطفئ وتنطوي في انتظار حادثة تالية، يُستجاب لها على المنوال نفسه. لن تمضي أيام كثيرة ليصير كل من المحكمة الدولية وقرارها، والعميل الفاخوري ومثوله أمام المحكمة العسكرية، ومسألة العمالة ومعتقلاتها وضحاياها، وبطولات المقاومة الوطنية اللبنانية ورموزها، والسجالات الصاخبة التي أثارتها... نسياً منسياً، في انتظار حوادث أخرى مماثلة أو مختلفة، تتدحرج على المنوال نفسه، لتطلق سجالات سرعان ما تنطوي، كأن شيئاً لم يكن.

 

لبنان الموقوف بين العمالتين الإسرائيلية والأسدية والذاكرة الانتقائية

أورنيلا عنتر/المدن/الجمعة20/09/2019

يقول البعض إنّ السجال الذي يدور اليوم بين اللبنانيين حول حقبة من حقب الحرب اللبنانية، يشبه نبش القبور إلى حدّ بعيد. لكن أين الميت وأين جثّته؟ فالحرب اللبنانية تشبه"الصبية" في الإنجيل: لم تَمُتْ، لكنّها نائمة.

صندوق باندورا اللبناني

السجال اللبناني الحالي إذاً، يشبه فتح الجارور الأخير من خزانة في نهاية يوم طويل من آخر أيام الصيف. جارور تكاد تلتصق قاعدته بالأرض، ويتطلب فتحه انحناء الظهر وتقوّسه أو الجلوس أرضاً لتفحّص محتوياته. وهو أيضا الجارور نفسه الذي لا يجرؤ أحد على فتحه لشدة اهترائه، وقد يؤدي فتحه إلى انقلاب الجوارير الأخرى بعضها البعض الآخر، وتفكك الخزانة وتداعيها عبثاً حتى قاعدتها.   على الرغم من ذلك، فُتِح الجارور في الأسبوع الماضي، وأخرجت محتوياته: الذكرى السنوية لاغتيال رئيس الجمهورية السابق بشير الجميّل، ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا، دخول العميل الإسرائيلي عامر فاخوري الأراضي اللبنانية، اعتصامات الأسرى السابقين في باحة معتقل الخيام، والسجال الذي دار بين سهى بشارة وجمهور التيار الوطني الحرّ، والسؤال عن المعتقلين اللبنانيين في سجون النظام السوري، والحديث عن "عملاء بسمنة وعملاء بزيت".

كيف حُشر كلّ هذا في هذا الجارور الصغير؟

في كل سنة تترافق ذكرى اغتيال بشير الجميل مع سجال يشوبه البكاء على "بشير الحلم" من جهة، والاحتفال الفرح بشجاعة قاتله حبيب الشرتوني من جهة أخرى. سجال أصبح بمرور السنوات أشبه بموسيقى خلفية لم يعد ينتبه لها أحد. لكن عودة العميل الإسرائيلي عامر فاخوري إلى بيروت عبر مطار رفيق حريري الدولي شأن آخر. وفجأة عاد الأسرى السابقون إلى معتقل الخيام. ساقوا أجسادهم إليه. وقفوا في باحته الخارجية هذه المرّة. أمّا سهى بشارة، وهي أيقونة "جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية" (جمول) المغدورة، في وجه الاحتلال الإسرائيلي. فعادت الأيقونة أيضا إلى الواجهة، وعادت صورها إلى الشاشات وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، مذيّلة بعبارة "زهرة الجنوب"، إلى أن سألها جوزيف أبو فاضل "انتِ مين؟".

المسيحيون يعترفون

على هامش هذا السجال، في قلبه وفي صلبه، هناك من يسأل المسيحيين اللبنانيين "من أنتم؟"، أو بالأحرى: "بصفّ من أنتم؟"، وكأنهم مضطرون في كلّ مرة إلى تبرير أنفسهم، بحكم الوصمة التي التصقت بهم باعتبارهم - تارة بالجملة وتارة بالمفرّق - عملاء لإسرائيل.

يقول نائب رئيس حزب الكتائب الوزير السابق سليم الصايغ لـ"المدن" أنّ "حزب الكتائب عامةً وبشير الجميل خصوصاً، متهّم تاريخيا بالتعامل مع إسرائيل، وكأن الإسرائيليين لم يدخلوا لبنان قبل الجميّل وبعده". ويدين الصايغ في هذا السياق الاستغلال السياسي الرخيص لحقب تاريخية معيّنة مجتزأة من سياقها العام. "لكن الكتائب متصالحة مع نفسها تماما"، حسب الصايغ الذي يذكّر بأنّ المسيحيين - أي الجبهة اللبنانية وفي طليعتها حزب الكتائب - قاموا بمراجعة تاريخية نقدية للحرب اللبنانية، للعلاقة بسوريا والفلسطينيين وإسرائيل. ويضيف: "نحن نعتبر أنّنا حددنا المحطات التي أخطأنا فيها والأخرى التي أصبنا فيها".

ويشير الصايغ إلى أنّ حزبه يرفض تسمية الحرب الأهلية ويفضّل عليها الحرب اللبنانية، إذ لم يتقاتل اللبنانيون فيما بينهم فحسب، بل هي حروبنا وحروب الآخرين علينا وعلى أرضنا على حدّ سواء. الآخرون، بحسب الصايغ، هم المحتلون الإسرائيليون والسوريون، إضافة إلى الوجود الفلسطيني الذي تحوّل احتلالا بحكم سيطرته على القرار السياسي وسلطته على أراض لبنانية. يشرح الصايغ: "كان هذا الجوّ العام في لبنان آنذاك وكانت الأراضي اللبنانية مستباحة وكل مجموعة تبحث عن تحالف خارج الحدود اللبنانية لحماية وجودها أو الاستقواء على الآخرين". ويتابع: "عندما شعرنا بتهديد يمسّ وجودنا جرّاء محاولات التوطين الفلسطيني واستباحة الأرض، بحثنا عن دعم خارجي، ووجد المسيحيون من يقدّم لهم هذه المساعدة، أي إسرائيل".

النائب ألان عون في حديث لـ"المدن" عن تخوين المسيحيّين يشير بدوره: "لا يمكن اجتزاء التاريخ وعزل أحداثه عن سياق الظروف التي فرضتها". ويضيف: "لا شك أنّ الظروف فرضت، في فترة معيّنة، تقاطع بين المسيحيّين والإسرائيليين ضد المنظمات الفلسطينية، لكنّ الموضوع يقارب بصرف النظر عن السياق". يستنكر عون في هذا الإطار استسهال اللبنانيين عملية تخوين بعضهم البعض الآخر، ويرفضه تماما: "قياس البعض لوطنية الآخرين وحسابها وفقا لدرجات، وإجراء المقارنة بين اللبنانيين على هذا المقياس مرفوض. إذ يمكن للتيار الوطني الحرّ أن يلقي النظرة نفسها على فرقاء كان لهم مواقف متباينة عن موقفنا أيّام الوجود السوري، لكننا نرفض أن نعيش في الماضي". وفيما اعتبر عون أنّ اتفاق الطائف جاء ليضع حدا لعمليات التخوين المتبادلة هذه، ولطيّ صفحة الماضي، يقرّ أنّ بعض الملفات لا تزال عالقة بين اللبنانيين وأبرزها الموقف من الوجود السوري في لبنان، ولاحقاً من الثورة السورية ومن نظام بشار الأسد.

بين العمالتين

الحديث عن العمالة لإسرائيل دفع البعض إلى الحديث عن العمالة للنظام السوري. هل النظام السوري عدوّ أم لا؟ هل كان وجوده على الأراضي اللبنانية احتلالا أم وصاية؟ هل كان اللبنانيون راضين بمجملهم عن خروج السوريّ من لبنان؟ هل يعدّ المقاومون الذين واجهوا الاحتلال السوري شهداء أم ضحايا أم قتلى؟

عام 2011، دار سجال بين طالب كتائبي وآخر ينتمي لواحد  من الثنائي الشيعي في حرم كلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة القديس يوسف في هوفلان، قبل أسبوع من الانتخابات الطلابية. قال حينها الطالب الكتائبي لزميله أمام حشد من الطلاب: "نحن نحترم شهداء المقاومة الذين سقطوا في الجنوب في مواجهة إسرائيل، لكنكم لا تحترمون شهداءنا؟ كيف تكون صورة والدك الشهيد المعلقة على الحائط في غرفة الجلوس في بيتكم، أكثر رمزية من الصورة نفسها المعلّقة في بيتي أنا مثلا لشهيد سقط من عائلتي في مواجهة الاحتلال السوري؟"

في هذا الإطار، يذكّر الصايغ بخطاب لبشير الجميل عقب انتخابه رئيسا للجمهورية قال فيه إنّ "كل من مات في أي موقع دفاعا عن قضية في لبنان هو شهيد". ويعتبر أنه كان من المفترض أن يقوم اللبنانيون، والأحزاب اللبنانية في الطليعة، بواجب مراجعة الذاكرة بعد خروج الجيش السوري من لبنان. لكنّ واجب المراجعة هذا يحصل بعد انتهاء الحرب، فهل انتهت الحرب في لبنان؟ يسأل الصايغ ويجيب: "كان من المفترض أن ينجز الطائف هذه المهمة لكن الاحتلال الإسرائيلي للجنوب والسوري للبنان حالا دون ذلك. أمّا بعد التحرير عام 2000، وبدل من حماية الجيش اللبناني للحدود، اختُرع ملف مزارع شبعا ذريعة لوجود وبقاء حزب الله، واستمرت الحرب على هذا النحو. هذا في الجنوب. أمّا في بيروت فتتالت الاغتيالات السياسية ودخلنا في مرحلة الحرب الباردة التي ازدادت سخونة في 7 أيار 2008، لتعود وتفتر ثم تبرد وتسخن مجددا على وقع مستجدّات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان".

إذاً، حسب الصايغ، لم يعرف لبنان الهدوء اللازم لكي ينجز هذا العمل الذي يسمى واجب مراجعة الذاكرة. ويضيف: "التاريخ ليس سلعة تُصادَر، وهو لا يوضع بيد الشعوب بهذا الشكل، بل هو عملية سياسية نخبوية من شأنها أن تقرر، من خلالها، مستقبلها ومستقبل الشعب والوطن". في هذا السياق يرفض الصايغ تخويف المسيحيين بسطوة اتهامهم بالعمالة لإسرائيل، داعيا كل حزب وكل مجموعة إلى البحث عن العملاء في ربوعها، مذكرا أن معظم الشبكات التي عرفت بعمالتها لإسرائيل هي من البيئة المقرّبة من حزب الله.

لبنان لا يقوم بذاكرة واحدة

يعتبر الأكاديمي والأستاذ الجامعي جميل معوّض أنّ السجال الذي يحصل اليوم صحيّ جدا في بلد مثل لبنان. ويعتبر أيضا أنّ الحديث عن غياب ذاكرة الحرب اللبنانية كلام مغلوط، إذ انّ الروايات والأفلام والأعمال الفنية التي تناولت الحرب عديدة، كل منها عالج الحرب حسب موقع كل من المراجعين. وعلى خلاف السائد، يجد معوّض أن لا حاجة لذاكرة واحدة شاملة لكل اللبنانيين. يشرح معوّض: "عدا عن كون ذلك غير ممكن في بلد مثل لبنان، يحقّ لأي كان أن يتذكر الحرب اللبنانية كما عاشها وكما نقلت له، أو حتى كما يحلو له. ثمّ أنّ واجب الذاكرة وعملية توحيدها تتم عادة بعد انتهاء الحرب، أمّا في لبنان فيصعب الفصل بين الحرب وما بعد الحرب". بالنسبة لمعوض، الحرب اللبنانية لا تزال مستمرة انما من دون أن يتقاتل اللبنانيون فيما بينهم.

ويضيف: "لكنّ الموقف من إسرائيل مسألة أخرى، فهذا الموقف هو الوحيد المتفق عليه في لبنان". هل هو كذلك فعلا؟ وماذا عن الموقف من النظام السوري الذي يعود الحديث عنه إلى الواجهة؟ يجيب معوّض: "بعيدا من السياسة، وعلميا، الوجود السوري كان نوع من الوصاية وليس احتلالاً، وإذا ما أراد البعض اعتباره احتلالاً فعندها يجدر بهم اعتبار كل من تعاون مع هذا الوجود من الزعماء اللبنانيين عميلا". حسب معوّض، سوف تتراجع معظم الأحزاب اللبنانية عن هذا التوصيف إذا ما فرض هذا الشرط. وفي الختام، يتوقف معوّض عند عودة الفاخوري إلى الأراضي اللبنانية ليشير إلى إيجابيات كثيرة أظهرتها، أو أعادتها إلى الواجهة: أبرزها سهى بشارة "باعتبارها مثال مضادّ للخطاب الشعبويّ السائد، وفي طليعته الخطاب العونيّ. فهي تمتاز بثبات موقفها، هدوئها وعزيمتها، وباعتبارها الوجه الجميل للمقاومة الذي كاد اللبنانيون أن ينسوا أنه وجد يوما".

 

لمن يرغب أن يعرف من هو الشيخ حسن سعيد مشيمش

الشيخ حسن سعيد مشيمش/فايسبوك/20 أيلول/2019

الحلقة 1

1 - أنا مواليد 1964 وُلِدْتُ في منطقة الشياح ( بيروت ) وعشت طفولتي وصباي فيها وأنا من بلدة كفرصير جنوب لبنان محافظة النبطية ومتزوج من كريمة العلامة الشهيد السيد علي بدر الدين اغتاله الخمينيون بعد التنكيل بجسده بتهمة أنه عضو برابطة أدباء العرب في بغداد التي أسسها صدام حسين والشهيد السيد علي بدر الدين من كبار أدباء الوطن العربي غنت قصائده فيروز مطربة لبنان وأشهر قصيدة له غنتها :

أنا عصفورة الشجن . . . مثل عينيك بلا وطنِ

بِي كما بالطفل تسرقه . . . أول الليل يد الوَسَنِ

واغتراب بي وبي فرحٌ . . . كارتحال البحر بالسفن

أنا لا أرضٌ ولا سكنٌ . . . أنا عيناك هما سكني

2 - في سنة 1980 هاجرت إلى إيران وتفرغت لدراسة علوم العقيدة والشريعة في حوزتها ( قُم ) ورجعت إلى لبنان سنة 1987 .

3 - ومن سنة 1987 لسنة 1998 تابعت الدراسة عند المرشد الروحي لحزب الله المرحوم السيد محمد حسين فضل الله وكنت واحداً من الخواص وعضواً من أعضاء الحلقة الضيقة حوله وعند جهاز أمنه الخاص وعلى رأسهم عماد مغنية ، وعلي باز ، وحسن عز الدين .

4 - سنة 1988 شغلت منصب رئيس تحرير صحيفة العهد ( الثقافي ) الناطقة باسم حزب الله .

5 - وفي سنة 1989 طلبني أول أمين عام لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي أن أكون معاونا له فشغلت منصب معاون أمين عام لسنة 1991

6 - سافرت لبلدان إفريقية وأوروبية كثيرة داعية للدين وللمقاومة .

7 - وكنت إماما لمسجد بلدتي كفرصير في جنوب لبنان ليلتين في الأسبوع .

8 - كتبت في الصحف اللبنانية مئات المقالات .

9 - كنت خطيبا ومحاضرا ومحاورا وكاتبا بدرجة ممتازة بشهادة الجميع .

10 - بعض قادة حزب الله اليوم انتسبوا للحزب بعدما أقنعتهم بمشروع الحزب في عقد الثمانينات .

11 - أخي حسين سعيد مشيمش شهيد مقاوم ووالدتي ماتت حزناً عليه بعد شهور معدودات .

12 - أنا ابن عائلة قدمت أكثر من 5 شهداء في مرحلة التأسيس للمقاومة حينما كان فيها ومعها يومها راغب حرب لا راغب علامة كما هي اليوم حيث يؤيدها كل أنجاس الأرض ومنافقيها .

13 - بعدما خَلِفَ حسن نصر الله الشيخ صبحي الطفيلي في انتخابات الأمانة العامة صرت مسؤولا في منظمة تقوم برعاية شؤون نحو 1000 رجل دين شيعي لبناني ماديا وصحيا قام الحزب بتأسيس هذه المنظمة .

14 - وكنت وكنت وكنت .

15 - وقع الطلاق الخلعي بيني وبين الحزب بل طلاق المباراة وهو الطلاق الذي يحصل بين الزوجين بكراهية متبادلة بين الطرفين سنة 1998 على خلفية عقائدية سببها تراجعي عن إيماني بصحة نظرية ولاية الفقيه بعدما أيقنت بأنها أخطر عقيدة وأنجس نظرية وتلامس حدود الشرك بالله سبحانه وتعالى ولقد ألفت كتابا بعدما طلقت الحزب طعناً بها وقدحاً فيها وذماً لها فصادره الحزب بقوة جهازه الأمني مع محاولة خطف فشلت بعناية الله وحينما شكوت أمري لمخابرات الجيش اللبناني قال لي الضابط علي نور الدين مسؤول المخابرات في محافظة النبطية لا نستطيع حمايتك وأنت تعلم ذلك يا شيخ مشيمش فما عليك سوى مُسالمة الحزب وموادعته .

16 - سنة 1999 لجأت إلى فرنسا طالباً اللجوء السياسي فرفضت فرنسا طلب لجوئي فرجعت إلى لبنان سنة 2000 لأعيش صاغراً ذليلا تحت سلطة أمن حزب الله .

17 - بعد استشهاد الرئيس الشهيد الشيخ رفيق الحريري رحمه الله أسست مجلة فكرية تطل قليلا على السياسة سميتها مجلة ( ضِفاف ) كتبت فيها مقالات تستهدف ثقافة حزب الله وأدبياته وشعاراته بالتلميح الذي هو أبلغ من التصريح وبالإشارة التي هي أفصح من العبارة فوقعت تحت التهديد من جهاز أمن الحزب مرارا وتكرارا فمضيت ولم أكترث وكتبت وصيتي وأودعتها عند زوجتي معتقدا بأن أمن الحزب سوف يغتالني بعبوة أو رصاصة كما اغتال الشهيد رفيق الحريري وشهداء 14 آذار .

 

هجمات أرامكو.. العالم يتموضع للرد

محمد قواص/ميدا ايست اولاين/20 أيلول/2019

قطع من صواريخ استخدمت في مهاجمة المنشآت النفطية السعوديةالعالم يتفرج

تدافعت المواقف الشاجبة من شرق الأرض إلى غربها لما تعرضت له منشآت أرامكو داخل المملكة. الأمر يشبه ما أظهره العالم من قلق إثر احتلال العراق للكويت قبل عقود. ترددت كلمة سرّ دولية عن تحقيقات للكشف عن الفاعل تاركة تحديد هوية المذنب للدولة التي تعرضت لهذا الاعتداء. في ذلك يبدو أن تحولات هامة ستطرأ على الموقف الدولي، بما يتطلب حصافة وتأن وإعداد لسوْق المجتمع الدولي برمته، هذه المرة، باتجاه موقف حازم ضد الجهة التي تهدد سوق الطاقة في العالم وتتلاعب بقواعد النظام الدولي. وحدها الرياض من قد يقرر مصير الحرب والسلم مع إيران.

السعودية تضع الهجوم على منشآتها النفطية في إطار أنه هجوم ضد إمدادات الطاقة في العالم والاقتصاد العالمي. وعلى هذا فإن الرد ضد الجهة التي ارتكبت هذا الإثم لا يمكن أن يكون سعودياً فقط بل دوليا شاملا.

لم تحدد الرياض حتى الآن تلك الجهة بشكل رسمي. قالت إن الأسلحة التي استخدمت إيرانية وأتت من الشمال وليس من الجنوب، تاركة للتحقيقات أن تكشف، في وقت ما، مصدر هذا الاعتداء الذي يخرج عن سياق الحرب في اليمن وأدواتها. ولئن أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن الأمر، فإن المجتمع الدولي أظهر استخفافا بهذه الرواية وانسحابا من وقائعها.

نفى المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث علمه وعلم المنظمة الدولية التي يمثلها بهوية المسؤول عن ذلك الهجوم. قال الرجل إنه "لم يتضح بعد بشكل تام" المسؤول عن الهجوم، ما سحب أية تغطية أممية لمزاعم الحوثيين.

تواصلَ رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل واتفقا على ضرورة البحث في "رد جماعي" على الإعتداء على أرامكو في السعودية. وفي ذلك أن الردَّ الجماعي لا يعير بالاً لميليشيات الحوثيين بل يتقصد رعاتهم في طهران.

وحين تستنكر روسيا الإعتداء وتدعو وزارة خارجيتها إلى "عدم التسرع في الاستنتاجات حيال من يقف وراء الهجوم"، فذلك أن روسيا تجاهر بشكل غير مباشر أنها لا تلتفت إلى بيان الحوثيين وبيان مسؤوليتهم.

بالمقابل تتالت معلومات واشنطن متهمة إيران بارتكاب ما يشبه إعلان حرب ضد السعودية.

من ثلاث منابر عالية المستوى داخل الإدارة الأميركية صدر الاتهام ضد طهران. من وزير الدفاع مارك اسبر، الذي يمثل المؤسسات العسكرية للولايات المتحدة. من وزير الخارجية مايك بومبيو، ممثلا السياسة الخارجية الأميركية. ومن وزير الطاقة ريك بيري الذي يعبر عن هواجس واشنطن في فضاء الطاقة في بلاده وفي العالم. وفيما سعت مصادر البيت الأبيض إلى التقليل من وقع الحدث على مستوى امدادات النفط للداخل الأميركي، مذكرة بأن الأمر لا يشبه صدمة النفط في السبعينيات ولا تلك عام 1990 بسبب حرب تحرير الكويت، وأن البلاد لم تعد رهن نفط الخارج كما كانت من قبل، فإن الأمر يشكل تحدياً لهيبة الولايات المتحدة لجهة رعايتها التاريخية لمصادر الطاقة في الخليج كواحد من الأسس التي تستند عليها واشنطن لتأكيد زعامتها على العالم. لم يعد الأمر متعلقا بحسابات ترامب الانتخابية، بل بموقف الدولة العميقة من أمر يتلاعب بموقع الولايات المتحدة ودورها في العالم.

قبل أشهر أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب مسألة علاقة بلاده بمضيق هرمز. قال حينها إن سلامة هذا المضيق تهمّ دولا مستوردة للنفط شرقاً مثل الصين واليابان والهند وكوريا الجنوبية. كان في ذلك يحثّ دول ذلك الشرق إلى اتخاذ مواقف واضحة ضد تهديدات إيران المتكررة بإقفال المضيق وتعطيل الملاحة الدولية. وقبل أيام تكتشف هذه الدول، لاسيما الآسيوية -الصين خصوصاً (تستورد من السعودية 8 ملايين برميل يوميا)- أن ضرب صناعة النفط في السعودية يقلب كل التوازنات الاقتصادية في العالم، بما يخرج الصراع مع إيران من ثنائيته مع الولايات المتحدة، إلى صراع متعدد الأطراف يضع واشنطن وموسكو وبكين وأوروبا في زورق واحد. فجأة ينكشف النظام الدولي برمته. فجأة تتقدم إيران بقراءتها للمشهد الدولي، وهي بالمناسبة ليست قراءة جديدة. استفادت طهران منذ قيام الجمهورية الإسلامية عام 1979 من ارتباك النظام الدولي وعجزه عن إعطاء جواب واضح للتعامل مع "الاستثناء" الإيراني. نهلت إيران أدوات البقاء من لازمة التهديد المستمر للدوائر الدولية القريبة والبعيدة، كما من قدرتها على نشر شبكات إرهاب ضربت في بيونس ايريس أو باريس أو الخبر أو بيروت...إلخ، دون أن يتعامل العالم مع إيران بصفتها خطراً يجب اجتثاثه. ثبت لإيران أن العالم يسعى إلى اتقاء شرّها من خلال مقاربات التحوّط والاحتواء والمهادنة، أو حتى من خلال سياسة فرض العقوبات التي بقيت دون مستوى الرد على الطبيعة العدوانية البنيوية لنظام الولي الفقيه بصفتها هوية هذا النظام وقانون بقائه.

"لا تستهدف (الاعتداءات) المنشآت الحيوية للمملكة فحسب، إنما تستهدف إمدادات النفط العالمية، وتهدد استقرار الاقتصاد العالمي". هكذا يرى العاهل السعودي الأمر. وهكذا تماما يرى العالم الأمر.

بسبب الكارثة التي سببتها العقوبات الأميركية، باتت إيران تنتهج سياسة الهروب إلى الأمام وتهديد قواعد النظام الدولي برمته. وإذا ما قارب العالم الحدث بأدواته السابقة البليدة، أي بوضع الرؤوس في الرمال، والترويج لاحتمال أن يكون مهاجمو أرامكو كائنات فضائية مترجلة من زحل أو المريخ، فإن طهران ستفرض على العالم وزعيمته الولايات المتحدة التسليم بقدرها والقبول بغرائزها والإذعان لشروطها كقاعدة للسماح لهذا العالم باسترجاع توازنه الاقتصادي ومعابره الملاحية ومصادر الطاقة فيه.

لن يذعن ذلك العالم. وتخطئ إيران هذه المرة في قراءة العالم وأهوائه. كانت واشنطن تحتاج إلى مواقف دولية، أوروبية خصوصا، ترفد موقفها ضد إيران منذ قرار ترامب إخراج بلاده من الاتفاق النووي مع إيران. بات هذا العالم يحتاج إلى الولايات المتحدة لقيادة "رد جماعي" على النحو الذي تلمح إليه لندن وبرلين. ترامب نفسه الذي يرتب أمور الدنيا وفق ما يصبّ في خدمة حملته الانتخابية لرئاسة جديدة للولايات المتحدة، والذي لا يرى في الحرب ضد إيران ما يسوق أصوات الناخبين نحوه، بات يرى في التحدي الإيراني خطراً على هيبته وكلمته وحسن خياراته وعلى حظوظه للعودة من جديد إلى البيت الأبيض. هكذا دون تردد يتفق مع موقف وزير خارجيته في توجيه التهمة إلى إيران. وحدها الرياض من قد يقرر مصير الحرب والسلم مع إيران. يُستنتج من تأمل فيض بيانات الإدانة الصادرة من دول العالم، بأن كلمة سرّ جديدة جرى تسريبها تفصح للعواصم عن منحى آخر سيطرأ على الصراع مع إيران. تراقب طهران الأمر جيداً وتتأمل ملفا يُعد لها ينتفخ حجمه ساعة بعد أخرى. ليس صحيحا أن إيران الموجوعة تمارس خيار شمشون الشهير "عليّ وعلى أعدائي"، وغير صحيح أن إيران تمارس انتحاراً، بل أن هذا النظام الذي يعرف مصالحه ويجيد معارك الكرّ، فإنه ماهر في معارك الفرّ أيضاً ومستعد لتجرع سمّ البقاء على منوال ذلك الذي تجرعه الخميني لإنهاء الحرب الإيرانية العراقية قبل عقود. الرد آت، وهو لن يكون سعوديا. الرد أميركي يرعاه مزاج دولي مستجد، بحيث لا يسمح لإيران بالرد المضاد، ولا يتيح لها إلا الاندفاع سريعا نحو طاولة المفاوضات.

 

لماذا تسعى إيران للحرب؟

رضوان السيد/الشرق الأوسط/20 أيلول/2019

إنّ السبب المعلن لسعي إيران إلى الحرب أنه ما دامت لا تستطيع أن تُصدّر نفطها، فينبغي ألا يستطيع أحدٌ تصدير نفطه ولو أدى ذلك إلى الحرب! ومن هذا «المنطق» يبدأ الفرنسيون في وساطتهم بين أميركا وإيران. فهم يريدون أن تسمح الولايات المتحدة لإيران ببيع نحو المليون برميل في اليوم، وفي مقابل ذلك، أو بالتوازي معه، تأمين 15 مليار دولار لها، ولهم في ذلك حسابات دقيقة، لا يوافقهم عليها الأميركيون. أما الرئيس ترمب، وكما حصل مع كوريا الشمالية؛ فبعد أن بلغ الضغط إلى الأقاصي، راح يعرض على روحاني المقابلة، زاعماً أن إيران ترغب بشدة في الحوار، لكن روحاني أجاب أنه لا حوار إلا بعد إسقاط العقوبات. في حين ذكرت أطراف قريبة، أنّ المفاوضات الفرنسية – الإيرانية تقدمت، وأنّ الفرنسيين يُطلعون الأميركيين على كل جديد. والمسعى الحثيث هو لجمع ترمب مع روحاني في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد أسبوعين أو ثلاثة.

لماذا هذه التفاصيل؟ لأنّ الضربات الإيرانية؛ مباشرة أو بالواسطة، ليست جديدة، ولها دائماً حجج إيرانية مختلفة، وثلاث من هذه الحجج هي الأبرز: الحجة الأولى: العلاقات السيئة مع السعودية، ومنذ أواسط الثمانينات من القرن الماضي وإلى اليوم. والحجة الثانية: العدوان الأميركي من أواخر السبعينات وحتى اليوم. والحجة الثالثة: العدوان الإسرائيلي؛ وهو في نظر الإيرانيين فرعٌ على العدوان الأميركي.

لماذا هذا الحقد الإيراني على المملكة العربية السعودية؟ لأسباب عدة: المنافسة على مرجعية الإسلام، والمنافسة على الأرض العربية، والمنافسة على الموقع العالمي في مجال الطاقة والاقتصاد والعمران، وأخيراً العجز عن الاختراق.

في المجال الأول؛ مجال مرجعية الإسلام، أين هي إيران من المملكة؟ المملكة تقود العالم الإسلامي، ليس بسبب الحج والبيت الحرام والحرم النبوي الشريف فحسب؛ بل ولأنها تصدّت وتتصدى لهذا الموقع منذ أيام الملك عبد العزيز. وهذا أمرٌ أزعج إيران الخمينية دائماً، إلى درجة محاولتهم زعزعة أمن الحج بوسائل شتى، آخِرها بالمسيَّرات والصواريخ على مكة المكرمة وجوارها. باعتبار أنّ المملكة متكفلة بصون أمن الحج والحجيج، وهي لم تستطع ذلك. ثم جاء عمل إيران على الانقسام المذهبي في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين والكويت؛ فأحدث ذلك بالتدريج عصبية سنّية في العراق ولبنان والكويت واليمن، لصالح المملكة، وبدأت تلتمس حمايتها من الحروب الطائفية المشنونة عليها في كل مكانٍ بالقتل والتهجير أو الدفع باتجاه التشييع. إنّ عامل «مرجعية الإسلام» لا يمكن التقليل من شأنه مهما جرى ادعاء العكس. فإيران حكومتها حكومة دينية، وسيادتها من رجال دين ذوي وعي غائر بالأحقاد العقدية والتاريخية والسياسية. وعندما انتشرت تهمة الإرهاب ضد الإسلام (السنّي) بعد «11 سبتمبر» (أيلول)، سرعان ما استغلّها الإيرانيون لتشويه سُمعة الإسلام، وصار هؤلاء يسمون كل المسلمين (السنّة) إرهابيين وتكفيريين، وذلك من أجل استباحة قتالهم؛ وهو الذي فعلوه في سوريا والعراق ولبنان واليمن وأفغانستان.

أما العامل الثاني؛ وهو الصراع على الأرض العربية؛ فهو واضحٌ في كل مكان أقبلت فيه إيران على صناعة وتوليد ميليشيات مذهبية، وليس في لبنان فقط؛ بل في الكويت والسعودية والبحرين وغزة، فحتى في غزة اعتنقت فئة صغيرة تحت اسم «الصابرين» التشيع. وقد كان نهج إضعاف العرب يمضي عبر ثلاثة خطوط: خط الانقسام المذهبي من أجل نشر الفوضى بداية. أما الخط الثاني فهو محاولة الغلبة كما حدث في العراق ولبنان. وفي الخط الثالث وعندما لا يمكن استثمار الانقسام، ولا يمكن بلوغ الغلبة، يظلُّ النظام السري جاهزاً إما لتصديع الأمن، أو لمحاولات الاستيلاء من جديد. وقد حقق توجه الإضعاف ونشر الاضطراب نجاحات في سوريا والعراق ولبنان واليمن؛ بحيث صار الإيرانيون يفتخرون بأنهم سيطروا على أربع عواصم عربية. بيد أنّ النجاح الأكبر تحقق لهم بالاستحواذ على المسلمين المقاتلين من غزة ولبنان، مثل «الجهاد الإسلامي» و«حماس». وهكذا استطاعت إيران أن ترفع راية القتال من أجل تحرير فلسطين من خلال «الجهاد» و«حماس» و«حزب الله».

وما استطاعت إيران المنافسة على الموقع السعودي في تصدير الطاقة وتكنولوجياتها، وفي البنية الصناعية، وفي العمران الهائل، وفي الدخول على مجموعة الدول العشرين في الاقتصاد. فإذا كان السبب المعلن للإغارة على النفط السعودي إرغام الجميع على السماح بتصدير البترول الإيراني؛ فإنّ هناك سياسات الطاقة السعودية الحكيمة على مدى عقود في التعامل مع الأسواق العالمية والحكومات من جهة؛ وفي التنمية والتحديث الداخلي الهائل من جهة أُخرى. ولذلك، وعندما ضيّقت عليها الولايات المتحدة في مسألة تصدير الطاقة، تحرشت إيران بناقلات مملوكة لدول عدة، لكنها ركزت جهدها وجهد الميليشيات التابعة لها على الصناعة البترولية والمصادر وخطوط النقل. والمقصود حرمان المملكة من هذه الميزة، وإرغام العالم على التفاوض معها من أجل رفع العقوبات أو تخفيضها.

وبقي عاملٌ رابعٌ يدفع إيران باتجاه الإغارة على المملكة عمراناً ومنشآتٍ وطنية ومصادر بترولية، وهو العجز عن الاختراق. إذ ما استطاع الإيرانيون إنشاء حزب لهم بالمملكة حتى بين الشيعة رغم المحاولات الكثيرة. وقد دفعهم ذلك لمحاولة ضرب الثروة السعودية، ومحاولة التصديع من الخارج بضربات المسيّرات والصواريخ! ولنعُد إلى الأمرين: أمر الحرب، وأمر المملكة بالذات. بعد مغامرات صدّام حسين، ثم مغامرات أسامة بن لادن، كره العرب الحرب كراهية كبرى. فأقبل الإيرانيون والإسرائيليون والأتراك والروس، على الإغارة على الأرض العربية بداعٍ ومن دون داع. وما استطاعت العرب الرد، أو التوحد لمنع العدوان. ولماذا على المملكة بالذات؟ لأنها أُمّ العرب، ولأنها إذا ضعُفت ضعُف العرب جميعاً.

وقد تعرضت المملكة لضغوطٍ هائلة بعد «11 سبتمبر». ثم إنّ الأوباميين تعاونوا مع إيران بالعراق وأفغانستان بداعي إضعاف العرب والسنة، وبداعي عقد الاتفاق النووي. ويقول الأوباميون إنه كان المؤمل أن تكفّ إيران شرّها بعد الاتفاق، لكنها فعلت العكس وطورت الصواريخ، ونشرت الإرهاب في المنطقة. وما بقي في محيطها كيان قوي يقف في وجهها إلا المملكة فاستهدفتها لكل الأسباب التي ذكرناها.

لكن ومرة أُخرى: لماذا تريد إيران الحرب؟ إيران تخسر في الحروب الكبرى، وتربح في المناوشات المباشرة وغير المباشرة. وقد جربت ذلك مراراً قبل الثورة وبعدها؛ ومع أميركا وإسرائيل بالذات. ولذلك فإنها ترجو من هذه الإغارات: تصديع هيبة المملكة، وإرغام الأميركان والأوروبيين على التفاوض وتخفيف العقوبات. والنووي سلاح خيالي، أما الميليشيات، وأما الصواريخ الباليستية، فهي الأسلحة الحقيقية. ولذلك فإن إيران استخدمتها من قبل ولم يرد أحد، وربحت من ذلك.

لا ينبغي أن تمر الضربات على البيت الحرام، وعلى المنشآت، وعلى مصادر الطاقة، من دون جوابٍ وعقاب. والاستماع إلى القوى العظمى معهودٌ ومقبول لشدة تأثيرها. لكنّ الصبر على ضرب المقدسات، وضرب مصادر ثروة البلاد، دونه خرط القتاد!

 

الدرونز الإيرانية... تحليق وتعليق

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/20 أيلول/2019

رغم خطورة الهجمات الإيرانية الوقحة على أضخم معامل تكرير النفط في العالم بموقع (أرامكو) في بقيق وخريص، إلا أن هذه الهجمات كشفت بعض الأوهام السياسية في العالم، ليس هذا موضع حديثها. استغرب أكثر الناس، قدرة حرس الخميني على مثل هذه الاستهدافات لمواقع بهذه الحساسية، وقد كشفت وزارة الدفاع السعودية والتحالف العربي وسائل الهجمات على معامل بقيق، فكانت طائرات مسيّرة (درونز) وبعض صواريخ منخفضة التحليق. تشكل طائرات الدرونز المسيّرة عن بعد، ثورة عالمية جديدة، لها جوانب استخدام مدني، وتستثمر في هذا الشق شركات كبرى مثل «أوبر» و«أمازون» لتسهيل عملية النقل والتوصيل، كما أن من مظاهر الاستخدام المدني للدرونز تحليق هذه الطائرات لأغراض بيئية. الخطير في هذه الطائرات التي تبلغ حجماً صغيراً في غالب الأحيان، وربما تبلغ حجماً كبيراً مثل (الغلوبال هوك) الضخمة المكلفة، هو أنها زائر جديد غير مسيطر عليه رقابياً حتى حينه.

أغلب أهل الشأن العسكري الحديث يقرّون بصعوبة وحداثة هذا الخطر عسكرياً وأمنياً. وحسب مجلة «ديفنيس نيوز» المتخصصة بالشؤون العسكرية، فإن طائرات الدرونز تمثّل «تحدياً جديداً لوسائل الدفاع الجوي المصممة لمواجهة الطائرات والمقاتلات الحربية الضخمة والصواريخ الباليستية».

وتضيف بعض التقارير الأخرى أن من مظاهر هذه الخطورة تميّز هذه الطائرات المسيّرة بأنها رخيصة التكلفة، مقارنة بالطائرات الحربية التقليدية، كما يمكنها تنفيذ هجمات ضد أهداف حيوية في مهام انتحارية، أو حتى قاذفات قنابل.

نتذكر أمثلة عن صعوبة السيطرة على هذه الطائرات المسيّرة العسكرية، محاولة اغتيال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في أغسطس (آب) 2018 في ميدان عام احتفالاً بالذكرى الـ81 لتأسيس الجيش الفنزويلي.

لم نبعد؟ طائرات الدرونز فتكت بمعسكرات «الحرس الثوري» الإيراني في العراق، كما بلغت عمق أعماق «حزب الله» اللبناني في الضاحية الجنوبية. حتى في أميركا سقطت طائرات درونز في فناء البيت الأبيض أكثر من مرة، كما جرى في يناير (كانون الثاني) 2015.

تمثل هذه الطائرات مشكلة جديدة للدفاعات الجوية، حتى روسيا التي تتفاخر بقدراتها الدفاعية الجوية، لم تسلم قواعدها في سوريا من خطر هذه الهجمات. حتى الآن، يعمل خبراء الجيش الأميركي على تطوير دفاعات جوية مصممة لمثل هذا النوع من الهجمات، وسيتم - قطعاً - إيجاد الردع المناسب، فالتاريخ علّمنا أن التكنولوجيا العسكرية دوماً هي الرائدة. الدارج هو أن وسيلة الردع تأتي لاحقاً لوسيلة الهجوم، وكذلك الاحتياطات الدفاعية والوقائية مثلما حصل في إجراءات تفتيش الطائرات المدنية والركاب بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 بطائرات مدنية.

نعم «مرقت» هذه الطائرات وبعض الصواريخ، وأثارت الجلبة العالمية هذه، وهي ضربة يجب معاقبة فاعلها، كيف ومتى وبأي سبيل؟ ذاك بحث آخر. لكن من المستحيل قبول أن تمر هذه الهجمات دون عقاب «رادع».

 

عندما يصبح التفاوض مستحيلاً والحرب غير ضرورية

أمير طاهري/الشرق الأوسط/20 أيلول/2019

هل ستسفر الهجمات التي تعرضت لها منشآت نفطية سعودية الأسبوع الماضي عن ارتباك في الوضع القائم الذي تشكل على مدار الأشهر الـ17 الماضية - أي منذ إعلان الرئيس دونالد ترمب انسحاب الولايات المتحدة من «الاتفاق النووي الإيراني» الذي أقره سلفه باراك أوباما؟

ربما توحي العناوين المثيرة التي أحاطت بالهجمات التي نسبتها معظم الأطراف إلى إيران، بينما نفى الملالي ضلوعهم فيها، بأن الإجابة «نعم». إلا أنه لدى إمعان النظر في الوضع ربما تتجلى أمام أعيننا إجابة أخرى أكثر تعقيداً. من المحتمل أن الطرف الذي دبر هذه الهجمات، بغض النظر عن هويته، كان مهتماً أكثر باختبار رد الفعل، ومعرفة أي مدى بمقدوره التمادي في أعمال استفزازية دون أن يجعل مسألة تعرضه لاستجابة ساحقة أمراً حتمياً.

ودعونا أولاً نحدد ما نقصده بالوضع القائم الجديد الذي حل محل الآخر الذي صنعه أوباما خلال السنوات الأخيرة له في الحكم.

في ظل الوضع القائم الذي أقره أوباما، وضعت إيران الكثير من السياسات الاقتصادية والتجارية، بل والعسكرية، تحت القيادة المباشرة أو غير المباشرة لما يطلق عليها مجموعة «5+1» مقابل إطلاق يدها في تنفيذ أجندتها لـ«تصدير الثورة» في الشرق الأوسط وتطوير صواريخ ذات مدى أطول بهدف توسيع دائرة نفوذها في المنطقة وما وراءها. وكان باستطاعة الملالي تقبل مذلة الخضوع لتوجيهات أجنبية على نحو جزئي بالنظر إلى أن اتفاق أوباما تضمن بنداً ينص على توقف سريان القيود المفروضة على الجمهورية الإسلامية في غضون 5 أو 10 أو 15 أو 25 عاماً.

الآن، يرغب الرئيس ترمب في اتفاق جديد تستمر بمقتضاه القيود المفروضة على إيران إلى الأبد، بينما يجري دمج مسألة وقف طهران مشروع تطوير الصواريخ الخاص بها، الذي لم يتأثر باتفاق أوباما، في الاتفاق. ومن شأن هذا الوضع السماح للملالي بإطالة أمد حكمهم، لكنه سيزيد صعوبة «تصديرهم» الثورة والمضي في ادعائهم بأنهم يخلقون «حضارة إسلامية جديدة» من أجل الإنسانية.

وكان من شأن رفض إيران «عرض» ترمب خلق وضع قائم جديد تحتفظ في إطاره الجمهورية الإسلامية بحرية تصرفها، بما في ذلك ارتكاب الأخطاء وخلق المشكلات، في الوقت الذي تعاني عواقب إعادة فرض عقوبات ضدها.

أما ما لم يدركه الملالي فهو أن الوضع القائم الجديد لم يكلف الأميركيين شيئاً وهم الذين في مقدورهم إطالة أمد هذا الوضع كيفما شاءوا. وكان كل ما أعلنه ترمب أن أي شخص يدخل في علاقات تجارية مع الجمهورية الإسلامية لن يسمح له بالدخول في علاقات تجارية مع الولايات المتحدة، وأن الولايات المتحدة لن تسمح بعد الآن للملالي باستغلال المنشآت المصرفية والتجارية الأميركية العالمية.

هل نجح أسلوب ترمب؟

لا تقدم طهران إجابة واضحة عن هذا السؤال.

تتظاهر الدعايات الداخلية والأخرى الموجهة للعملاء داخل الدول العربية، بأن نهج ترمب الجديد لم يترك تأثيراً على إيران، أو أنه في بعض الحالات زاد الحركة الخمينية قوة. ومع هذا، نجد أنه أمام الدول الغربية، يعمد الملالي إلى اللعب ببطاقة الضحية، والادعاء بأن ترمب أوقف وصول الحليب إلى الأطفال الإيرانيين وأموال الإعانات للمتقاعدين في المناطق العشوائية الفقيرة حول طهران. ويشعر الغربيون بتعاطف مع الملالي؛ الأمر الذي يعود في الجزء الأكبر منه إلى مشاعر العداء الكامنة تجاه الولايات المتحدة، والمعروف أن الديمقراطيات الغربية سريعة التأثر بخطاب الضحية والمظلومية.

ومع هذا، لا شك في أن العقوبات التي أعيد فرضها ضد إيران، وبخاصة عجز الأخيرة عن بيع نفطها، بدأت تداعياتها المؤلمة في الظهور.

الربيع الماضي، ادعى الرئيس حسن روحاني أن حكومته لديها احتياطيات كافية من النقد الأجنبي لتغطية جميع «التكاليف الأساسية» لمدة 18 شهراً على الأقل؛ ما يعني حتى نهاية الفترة الرئاسية لترمب تقريباً. ومع هذا، بذل وزير خارجيته محمد جواد ظريف جهوداً حثيثة للمطالبة بالمعاونة في توفير 60 مليار دولار سنوياً لتغطية «النفقات الأساسية» ذاتها.

بمعنى آخر، فإن الجمهورية الإسلامية بمقدورها التكيف مع الوضع الجديد الذي يفرضه ترمب، لكن فقط لفترة قصيرة. وعليه، فإن الهدف الذي تسعى خلفه طهران الآن إحداث بعض التعديل في هذا الوضع.

وغالباً ما يفعل الملالي ذلك عبر تأجيج التوترات مع الولايات المتحدة قليلاً، ودائماً ما يحصلون على النتائج التي يرغبون فيها. عام 1979، قبيل أشهر من سقوط الشاه، خشي الملالي من أن تبرم إدارة كارتر اتفاقاً مع حكومة رئيس الوزراء مهدي بازركان الموالية لواشنطن وإقصاء الملالي وحلفائهم الشيوعيين عن السلطة. وعليه، دفع الملالي لتأجيج التوتر قليلاً عبر شن غارة ضد السفارة الأميركية بطهران واحتجاز الدبلوماسيين العاملين بها رهائن. وجاء رد فعل إدارة كارتر كما توقع الملالي، ذلك أنها اتخذت موقفاً صارماً، لكن في الوقت ذاته لم تفعل شيئاً بينما شرع الكورس العالمي المناهض لأميركا في تصوير الملالي ضحايا للإمبريالية الأميركية. وجرى استخدام تكتيكات مشابهة في عهد إدارات ريغان وبوش الأب وكلينتون. وفي كل مرة، كان الملالي يزيدون حدة التوتر ويجبرون واشنطن، «الشيطان الأكبر»، على مواجهة اختيار صعب ما بين عدم فعل شيء وشن حرب كاملة لن يرضى عنها الرأي العام الأميركي.

وفي كل الحالات، أفلحت هذه السياسة ونجح الملالي في الاستمرار في سحق خصومهم بالداخل، مع تصوير أنفسهم أبطال مقاومة مضطهدين في مواجهة «الشيطان الأكبر». ويرى بعض المعلقين أن النظام الخميني ينبغي منحه هذه الحرية؛ لأنه لا يزال يتكيف مع تداعيات الثورة التي أفرزها. وكان كلينتون أكثر من سقط في فخ هذه الحجة عندما قال أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس إنه يعتبر النظام القائم في طهران «الأقرب إلى أسلوبي في التفكير عن أي نظام آخر تقريباً على مستوى العالم».

والسؤال: هل سيقتنع ترمب بالادعاء القائل بأنه فيما يخص إيران فإن الاختيار محصور بين الحرب الكاملة أو الإذعان لأجندة الملالي؟ لا أحد يعلم الإجابة - بل وربما ترمب نفسه لا يعرفها.

ومع ذلك، فإن هذا تحديداً ما يأمل المرشد علي خامنئي في تحقيقه، وهذا هو السبب وراء محاولته إبقاء التوترات مشتعلة لتعزيز الادعاء بأن السياسات الراهنة التي تنتهجها واشنطن قد تؤدي إلى إشعال حرب شاملة. إلا أنه في الوقت ذاته يدير استفزازاته بدقة كي لا تشعل الحرب التي يحذر منها.

أما أمله الأكبر فهو أن يختار ترمب تنفيذ عملية محدودة تهز أركان النظام الخميني دون أن تسقطه، مع العمل على تعبئة الرأي العام الإيراني والدولي لدعم صورة الضحية، وبالتالي إجبار واشنطن على تخفيف حدة العقوبات التي بدأت تسحق عظام النظام الإيراني.

من جهته، يقول خامنئي إنه لا يرغب في المفاوضات ولا الحرب، بينما يقول ترمب إنه مستعد لكليهما. وقد يساعد هذا التوازن في الحفاظ على الوضع القائم الذي يعمل بوضوح لصالح «الشيطان الأكبر». وفي ظل الوضع القائم الجديد هذا، تبدو المفاوضات مستحيلة والحرب بلا داع.

 

عن خلافات أهل الحكم في سوريا

أكرم البني/الشرق الأوسط/20 أيلول/2019

من النادر أن تظهر للعلن الخلافات بين أهل الحكم في سوريا، وربما الاستثناء ما جرى عام 1984 حين أظهر رفعت الأسد، قائد «سرايا الدفاع» وقتئذٍ، رغبته في الحلول مكان أخيه، حافظ الأسد، بعد أن اشتد مرض الأخير وغاب عن الوعي بضعة أيام، فتصدت له قوات من الجيش النظامي وأجهزة الأمن وحاصرت محاولات سيطرته عسكرياً على مفاصل السلطة؛ الأمر الذي وضع البلاد على حافة حرب مدمرة ما كان يمكن تداركها لولا تعافي الرئيس السوري.

أما الجديد فهو ما يثار هذه الأيام عن وجود خلاف كبير بين مؤسسة الرئاسة وبين سندها الاقتصادي؛ رامي مخلوف، وصل إلى درجة مداهمة وتوقيف بعض رؤساء شركاته ومصادرة أموالهم وممتلكاتهم، بما في ذلك ما يشاع عن وضع الأخير تحت الإقامة الجبرية.

من البديهي أن تتباين تفسيرات السوريين لهذه الأخبار وتتفاوت شكوكهم في مدى صحتها، فثمة من يدعو لعدم أخذها بجدية واهتمام، مستنداً إلى أن أطراف الحكم في سوريا، وتحديداً من الدائرة الضيقة، مشهود لهم بتماسكهم الطائفي والعائلي، وسرعتهم في تجاوز خلافاتهم لحماية سلطتهم ومصالحهم المشتركة، خصوصاً في ظل الظروف الانتقالية العصيبة التي تعيشها البلاد اقتصادياً وأمنياً، وأدلتهم على ذلك كثيرة؛ تبدأ بالتسامح مع رفعت الأسد وإرضائه مالياً؛ واللذين قابلهما بإنهاء طموحاته السياسية ومعارضته، ولا تنتهي بما جرى مع عاطف نجيب، ابن خالة الرئيس السوري، الذي لم يتعرض لأي مساءلة أو محاسبة بعد قصة سجنه وتعذيبه أطفال درعا، بل نقل من موقع مسؤولية إلى آخر لم يكن أقل قيمة أو مرتبة.

بينما هناك من يعتقدون أن تلك الخلافات جدية، ومنهم من يعدّها شكلاً من أشكال التنازع على الحصص والمغانم، بعد أن استغل رامي مخلوف ظروف الحرب لتعزيز قدراته المالية والاقتصادية، وتوسيع استثماراته داخل البلاد وخارجها. ومنهم من يجدها محاولة من قبل الرئيس السوري لتخفيف نفوذ بعض الشخصيات التي كَبُر وزنها وبدأت تَظهر موضوعياً على أنها منافس، بما يعيد توزيع مجالات النفوذ بصورة آمنة داخل محيطه، ويلغي أي احتمال لتنامي بديل له في البلاد، والقصد هو محاولة محاصرة النفوذ الشعبي الذي بدأ يحظى به رامي مخلوف في أوساط السوريين، خصوصاً لدى الأقليات الدينية وأبناء الطائفة العلوية، لقاء الخدمات التي يقدمها للمحتاجين والمتضررين في ظل ضعف الدولة وعجزها عن أداء مهامها، وهنا، يلغي أصحاب هذا الرأي من حساباتهم ما يثار عن أن أساس الخلاف هو المسألة المالية، مذكرين الجميع بأن القصر الجمهوري يمتلك من الأموال التي تراكمت في حسابه طيلة عقود، ما يفيض بكثير عن مبلغ مليارين أو ثلاثة مليارات دولار، يقال إن موسكو طلبتها من دمشق وتمنع رامي مخلوف من تلبية قرار الرئيس بتسديدها!

في حين يندفع آخرون إلى اعتبار ما يجري فصلاً جديداً من فصول التنازع بين روسيا وإيران على النفوذ ومفاصل الاقتصاد في سوريا، ولكن المفارقة المؤلمة والمضحكة عند هؤلاء، أن بعضهم يعتقد أن رامي مخلوف وأعوانه هم أقرب إلى طهران من موسكو بدلالة أن المبلغ المالي المفترض تسديده هو للجانب الروسي، وأن خطة الكرملين لإعادة تأهيل الوضع السوري، تتضمن الحد من تنامي التجنيد خارج الجيش النظامي، والذي تقوم به «جمعية البستان» التابعة لرامي مخلوف مقابل رواتب مغرية وتغطية تخلّف منتسبيها عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية. بينما يعتقد البعض الآخر، على العكس، أنه الأقرب إلى روسيا، بدلالة تعدد استثماراته هناك وتكرار لجوء بعض أهله إلى موسكو وقت الأزمات، والأهم لأن طهران هي التي استفادت مما يحدث بإعلانها عن ملكية وبدء تشغيل شبكة لاتصالات الهاتف الجوال، بالتعارض مع الشبكتين اللتين يمتلكهما تاريخياً رامي مخلوف.

وفي المقابل؛ هناك أعداد غير قليلة من السوريين تذهب إلى تفسير الخلاف من زاوية تآمرية، معتقدين أن ما يجري هو أشبه بمسرحية موزعة الأدوار جيداً، وغايتها ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد...

أولاً، الالتفاف على العقوبات الأميركية والأوروبية بنقل بعض شركات رامي مخلوف الخاضعة للرقابة الدولية إلى أيادٍ ومؤسسات جديدة لا تطالها العقوبات الاقتصادية، لا سيما أن معظم الأشخاص الذين أشيع أنهم رهن الاعتقال أو الإقامة الجبرية يندرجون ضمن قوائم من فرضت عليهم الدول الغربية مجموعة من العقوبات، وهم رجال أعمال عرفوا خلال الأعوام الماضية بدعمهم غير المحدود للنظام السوري.

ثانياً، توظيف هذه الهجمة لتغطية وتسويغ خطة سلطوية مبيّتة غرضها محاصرة، وربما تصفية، شخصيات أفرزتها فوضى الحرب وصار نفوذها خطراً، خارج القانون وسيطرة الدولة... فأنى لقائد ميليشيا أو زعيم للشبيحة أن يرفض قرار تطويق دوره وتخليص ما جناه في الحرب، حين يرى أن رأس النظام يبادر لمواجهة أهله وأقاربه للحد من نفوذهم وفسادهم؟!

ثالثاً، إحياء النغمة القديمة عن قائد مُنَزّه وشريف وعن أتباع جشعين وفاسدين، في محاولة لتجميل صورة الرئيس ودوره، خصوصاً أن البلاد تقف على عتبة مرحلة سياسية واقتصادية جديدة تحتاج إلى رضا المجتمع الدولي، ولعل ما يضفي على هذا الهدف بعض الجدية، أن زوجة الرئيس السوري هي رئيسة «لجنة مكافحة الفساد وغسل الأموال»، التي طالت رجال أعمال مقربين، من بينهم دريد الأسد، وأيضاً طالت محمد حمشو وأيمن جابر المحسوبين على ماهر الأسد.

رابعاً، امتصاص نقمة وحنق الشارع، وتحديداً أبناء الطائفة العلوية، ليس فقط جراء تردي الوضعين الاقتصادي والمعيشي، وإنما أيضاً بسبب ظواهر بذخ وترف رجالات النظام وأبنائهم. ويمكنكم تقدير مشاعر من قدموا عشرات الألوف من أبنائهم فداء للسلطة، عندما يرون أكبر أولاد رامي مخلوف وهو يستعرض سياراته الفارهة والفيلا الفخمة التي يملكها في دبي!

واستدراكاً؛ من العبث الرهان على خلافات ذات مغزى بين أهل الحكم في سوريا، أو على نتائج مفاجئة أو ذات أهمية نوعية من حال تغيير وجوه وشخصيات في السلطة السورية ومجيء وجوه أخرى، ما دام ثمة استمرار للبنية التكوينية القائمة على القهر والتمييز وعلى تمركز الثروة بيد قلة تعضدهم روابط عصبوية متخلفة وعلاقات الفساد والمحسوبية، وتوحدهم ارتكاباتهم وفظائعهم بحق الشعب السوري المنكوب.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية يغادر الى نيويورك الاحد لترؤس وفد لبنان الى الامم المتحدة والاربعاء يلقي كلمة لبنان في الجمعية العمومية

الجمعة 20 أيلول 2019

وطنية - يغادر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بيروت قبل ظهر الاحد المقبل متوجها الى نيويورك لترؤس وفد لبنان الى الجمعية العمومية للامم المتحدة، ويلقي يوم الاربعاء المقبل كلمة لبنان، وستكون له لقاءات مع الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس وعدد من رؤساء الدول والوفود المشاركين في الجمعية العمومية.

واليوم، اطلع الرئيس عون على التحضيرات المتعلقة بالزيارة والمواضيع المطروحة على جدول اعمال الجمعية العمومية وموقف لبنان منها، كما وضع اللمسات الاخيرة على الكلمة التي سوف يلقيها باسم لبنان والتي سيتناول فيها شؤونا محلية واقليمية ودولية.

كما سيكون وجود الرئيس عون في نيويورك فرصة للبحث في التفاصيل المتعلقة ب-"اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" التي اقرتها الامم المتحدة بأكثرية 165 صوتا يوم الاثنين الماضي.

القاضية فواز

على صعيد آخر، استقبل الرئيس عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا الرئيسة الجديدة لهيئة التشريع والاستشارات في وزارة العدل القاضية جويل فواز بعد تعيينها في مهمتها الجديدة.

وتمنى رئيس الجمهورية للقاضية فواز التوفيق في مسؤولياتها، مركزا على "اهمية الدور الذي تلعبه هيئة التشريع والاستشارات في ما يتعلق بعمل الادارات والمؤسسات العامة".

دكاش وغفري

واستقبل الرئيس عون في حضور وزير شؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، رئيس جامعة القديس يوسف الاب البروفسور سليم دكاش والامينة العامة لمؤسسة الجامعة كارمن واكيم، ورجل الاعمال الاميركي اللبناني الاصل سجعان غفري وقرينته ندى، واطلع منهم على المبادرة التي اطلقها غفري المقيم في ولاية ميشيغان الاميركية، لانشاء صندوق لتقديم ودعم منح جامعية لطلاب مركز الدروس الجامعية في لبنان الجنوبي - البرامية التابع لجامعة القديس يوسف.

وعرض الاب دكاش ماهية مبادرة غفري في دعم الجيل اللبناني الشاب، واثنى الرئيس عون على المبادرة، شاكرا غفري على "العاطفة التي ابداها تجاه وطنه الام واللبنانيين لا سيما الجيل الشاب منهم".

عائلة اسمر

وفي قصر بعبدا عائلة الراحل سيمون اسمر، التي ضمت زوجته وابناءه الثلاثة وشقيقه ورئيس مجلس الادارة المدير العام للمؤسسة اللبنانية للارسال "LBCI" بيار الضاهر، الذين شكروا الرئيس عون على مواساتهم بمصابهم.

ونوه الرئيس عون بانجازات المخرج الراحل الفنية والثقافية.

 

ماكرون أجرى محادثات مع رئيس الحكومة اللبنانية : فرنسا ملتزمة بتطبيق قرارات سيدر الحريري: لبنان ملتزم بالقرار 1701 وشرعنا بالاصلاحات

وطنية - الجمعة 20 أيلول 2019

أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل ظهر اليوم في قصر الإليزيه محادثات مع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، تركزت حول آخر التطورات في لبنان والمنطقة وسبل تنفيذ مقررات مؤتمر سيدر ودعم الاقتصاد اللبناني.

وكان الرئيس الحريري قد وصل إلى قصر الإليزيه عند العاشرة والربع بتوقيت باريس، الحادية عشرة والربع بتوقيت بيروت، حيث كان في استقباله الرئيس الفرنسي عند الباحة الخارجية، وأدت له التحية ثلة من حرس الشرف.

الرئيس الفرنسي

ثم أدلى الرئيس الفرنسي ببيان إلى الصحافيين قال فيه: "أرحب بداية برئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري. أنا سعيد للغاية بأن ألقاكم هنا، كصديق قبل كل شيء، في ظرف حساس للبنان، الذي يعلم جيدا أنه يمكنه أن يعتمد على التزام فرنسا تجاهه. والحقيقة أنه خلال مداولاتنا السابقة، أكدنا في اتصالاتنا الهاتفية خلال الأسبوع الماضي حرصنا على أمن واستقرار لبنان. فتبادل إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل في نهاية شهر آب المنصرم أثار الخوف من تمدد الصراعات الإقليمية باتجاه لبنان، وقد تدخلت شخصيا في هذا الوقت لدى مختلف الأطراف لتفادي التصعيد، بالتنسيق الوثيق مع الرئيس سعد الحريري. يبقى اليوم أن يظهر الجميع ضبط نفس كامل".

اضاف: "كذلك أؤكد للرئيس الحريري أن فرنسا ستبقى ملتزمة بأمن واستقرار لبنان، ضمن إطار قوات اليونيفيل، كما في إطار التعاون الوثيق الذي أطلقته والذي يربطها بالجيش والقوى العسكرية اللبنانية. كما سنثير أيضا الأجندة التنفيذية للالتزامات التي اتخذناها سويا بروما في آذار 2018 لتزويد الجيش اللبناني بالعتاد اللازم".

وتابع: "أؤكد في النهاية للرئيس الحريري أن فرنسا ملتزمة بالكامل بتطبيق القرارات التي اتخذناها في مؤتمر سيدر بباريس في نيسان 2018. إنها مسألة إعطاء لبنان الوسائل للقيام بالإصلاحات الطموحة لكي يستعيد وضعه الاقتصادي، بدعم شركائه الدوليين، وبثقة كاملة. فقد تم تخصيص 10 مليار يورو، وأنا سعيد لكوننا أقمنا اتفاقا مع الحكومة اللبنانية لإطلاقها بأسرع وقت ممكن. آمل أن يسمح ذلك لمجلس الوزراء ورئيسه أن يتقدما في المشاريع، ولا سيما في قطاع الكهرباء والبنى التحتية والإصلاح الإداري، لما فيه مصلحة مباشرة لكل اللبنانيين".

وأردف: "كذلك سنبحث في آخر تطورات الوضع في الشرق الأوسط. وفرنسا تقف هنا أيضا إلى جانب لبنان لمواجهة التداعيات الكبيرة للأزمة السورية، كما سنواصل تقديم دعمنا الكامل لملف اللاجئين السوريين، مع مراعاة كاملة لاحتياجات المجتمعات المضيفة. كما ستواصل فرنسا العمل على حل دائم للأزمة السورية يسمح للاجئين بالعودة إلى بلدهم. إنه الهدف الأسمى، ويجب ألا يكون هناك لدى أي طرف سطحية في التفكير بأن هذا الأمر يمكن حله في غضون أسابيع ونسيان الأسباب العميقة خلف هذا النزوح".

وختم ماكرون: "أنا أعتمد على التزام الرئيس الحريري في كل من هذه المواضيع، بقدر ما يمكنه أن يعتمد على التزامي، وهو يعرف ذلك. كما سأبقى إلى جانب رئيس الوزراء اللبناني ورئيس الجمهورية اللبنانية، لنعمل معا من أجل الصداقة التي لا تتزعزع والتي تجمع بلدينا، لكي تسمح للبنان بمواجهة تحدياته المختلفة. ففي مثل هذه الظروف يعرف أين هم الأصدقاء. فرنسا هي صديقة لبنان، وأنتم تعرفون ذلك".

الحريري

بعد ذلك، ألقى الرئيس الحريري بيانا، قال فيه: "شكرا سيدي الرئيس على ترحيبكم وعلى هذا اللقاء. يشرفني ويسرني كالعادة إن التقي معكم اليوم. إنها فرصة لي لأشكركم، باسم جميع اللبنانيين، على دوركم ودور فرنسا في دعم استقرار وأمن لبنان واقتصاده.

هذا الدعم تجلى بشكل واضح مؤخرا في تمديد ولاية قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان وفي الجهود التي بذلتموها شخصيا لوقف التصعيد بعد الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق منذ عام 2006 على ضاحية بيروت.

ان لبنان ملتزم بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 الذي يحافظ على الهدوء والاستقرار على حدودنا الجنوبية منذ 13 عاما.

على المستوى الاقتصادي، شرعت حكومتي في الإصلاحات وسأشرح لكم، سيدي الرئيس، كيف ستتم متابعة هذا الجهد خلال السنوات المقبلة. الأمر يتعلق الآن بإطلاق الاستثمارات وآمل أن أدعو لجنة CEDRE الاستراتيجية إلى الانعقاد في باريس في منتصف تشرين الثاني المقبل.

عقدت للتو اجتماعا ممتازا مع الوزير برونو لومير وقادة الأعمال الفرنسيين حول المشاريع الاستثمارية في بنيتنا التحتية. وسنناقش معا بالتأكيد الوضع الإقليمي المقلق وكيفية حماية لبنان. ونحن من جهتنا، نواصل جهودنا لتعزيز مؤسسات الدولة.

في هذا السياق، وقعنا هذا الصباح خطاب نوايا مع حكومتكم بشأن شراء معدات فرنسية لتعزيز قدراتنا الدفاعية والأمنية. سيتم استخدام الجزء الأكبر لتجهيز قواتنا البحرية وتزويدنا بقدرات النقل الجوي البحري. هذا الاستثمار أساسي للبنان لضمان سلامة حقولنا النفطية والغازية البحرية والتنقيب فيها. ان فرنسا تبدي مرة أخرى دعمها من خلال تقديم ضمانها للحصول على قرض بشروط سخية يصل إلى 400 مليون يورو.

شكرا لكم مرة أخرى سيدي الرئيس.

في منطقة مشتعلة منذ ما يقرب من عقد من الزمن، كان لبنان مصدرا نادرا للأخبار السارة: فالتطرف لم يجد له مكانا وتم ضمان الاستقرار من خلال إجماع سياسي داخلي، كما أثبت نموذجنا للتعايش والحوار جدارته. أنا واثق اليوم انه مع إصلاحاتنا ومشروعنا لتحديث الاقتصاد والإدارة والبنية التحتية، سيظل لبنان مصدرا للأخبار السارة، حتى في منطقة صعبة. وهذا بفضل صداقة ودعم فرنسا وصداقتكم ودعمكم سيدي الرئيس. شكرا لكم وتقبلوا صداقتي وامتناني".

 

الحريري التقى في باريس ماكرون ولودريان: الأولوية لإصلاحات سريعة ولمست حماسة للاستثمار في سيدر

وطنية - الجمعة 20 أيلول 2019

أجرى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري محادثاته مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل ظهر اليوم في قصر الإليزيه، استمرت ما يقارب ساعة ونصف ساعة، قال بعدها الحريري: "لقد كان اللقاء وديا، وفرنسا تقف دائما إلى جانب لبنان. وتحدثنا في أمور المنطقة، وموضوع سيدر الذي هو الأهم بالنسبة إلينا، خصوصا في الوضع الاقتصادي الذي نواجهه. واتفقنا على مزيد من التواصل، لا سيما أننا أنجزنا لجنة المتابعة، وإن شاء الله سيكون هناك اجتماع آخر لنا في باريس في تشرين الثاني المقبل. الأمور بالنسبة إلى سيدر سائرة، وعلينا أن نقوم بالإصلاحات اللازمة والتي ناقشناها في مجلس الوزراء وفي الموازنة أخيرا. هذا الأمر يعطينا جوا إيجابيا بإذن الله لكي تعود الأمور اقتصاديا بشكل تدريجي إلى ما كانت عليه، خصوصا حين يرى العالم أننا نقوم بواجباتنا تجاه اقتصادنا. فنحن لا نستطيع أن نكمل بالطريقة التي كنا نعمل بها. وقد كان الرئيس الفرنسي حريصا جدا على مساعدة لبنان وعلى استقراره، وهذا أمر مطمئن، وهو مستعد أن يكمل بهذا الاتجاه وأن يساعد لبنان بأي وسيلة ممكنة، والمهم لديه هو أن يكون اللبنانيون والأفرقاء السياسيون حرصاء على القيام بالإصلاح. فهذا الإصلاح ليس مطلوبا من أجل الحصول على الأموال، بل لكي نحسن أداء الدولة في لبنان لما فيه مصلحة المواطنين ولكي نحارب الفساد القائم. نحن متفائلون بسيدر، وإن شاء الله نتقدم على هذا الصعيد".

أضاف: "كذلك تحدثنا عن الوضع الإقليمي، والرئيس ماكرون يعمل على التهدئة في المنطقة، خصوصا بعد التصعيد الأخير".

سئل: هل الفرنسيون راضون عما يقوم به لبنان حتى الساعة لناحية الإصلاحات والإجراءات أم كانت لديهم ملاحظات؟

أجاب: "بالتأكيد كانت هناك ملاحظات، وأخذناها في الاعتبار، لكن المهم هو الإسراع في الإصلاحات، فلم يعد لدينا المزيد من الوقت. ولو قمنا بهذه الإصلاحات قبل تقارير "فتيش" و"أس أند بي" لما كنا اليوم هنا. لذلك يجب ألا نتقاعس أو نتأخر في الإصلاح لأنه هو ما يساعد لبنان".

سئل: ماذا عن الـ400 مليون أورو التي تحدثتم عنها كقرض جديد من فرنسا؟

أجاب: "هي ليست قرضا جديدا، ففي مؤتمر روما كان هناك دعم للجيش اللبناني، ونحن لدينا برنامج بنحو مليار دولار لتجهيز الجيش اللبناني، وإذا أردنا أن نصرف نحن هذا المبلغ فإنه سيكلفنا نحو 14 أو 15% فوائد لكي نسلح أنفسنا بالبواخر التي نحتاج اليها، لكوننا نعمل على موضوع استخراج النفط والغاز في البحر، وبالتالي يجب أن نحمي هذه الصناعات. من هذا المنطلق، نتفاوض اليوم مع الدولة الفرنسية حول كيفية الحصول على هذا القرض الممتد على مدى 10 أو 15 سنة، للتمكن من شراء البواخر".

سئل: لكن كان هناك تململ من الجانب الإيطالي؟

أجاب: "لا، ليست هناك مشكلة، إنه الإعلام اللبناني الذي يحب أن "يزكزك فينا".

سئل: هل تحدثتم عن وضع لبنان في ظل الصراع الأميركي-الإيراني بعد أزمة "أرامكو"؟

أجاب: "أزمة أرامكو خطيرة جدا ويجب ألا نستسهلها، كما يجب ألا نمر عليها مرور الكرام. ما حصل في أرامكو أخذ الأمور إلى مرحلة تصعيدية أكبر بكثير. نتمنى ألا يكون هناك مزيد من التصعيد، والمملكة لها حق الرد بما تراه مناسبا، ففي النهاية، إنه هجوم على أراضيها وعلى سيادتها".

سئل: هل سيكون هناك دور فرنسي في هذا الإطار؟

أجاب: "بالتأكيد، الدور الفرنسي دائم ومستمر في هذا الموضوع لخفض التصعيد الحاصل".

سئل: كيف كان اجتماعك صباحا مع أصحاب الشركات الفرنسية؟

أجاب: "الاجتماع كان ممتازا، وجميعهم متحمسون للاستثمار في سيدر".

سئل: زرت بالأمس الرياض، ويحكى عن دعم مالي سعودي للبنان، فهل سمعتم كلاما في هذا الإطار؟

أجاب: "نحن نعمل لعقد اجتماع للجنة العليا السعودية-اللبنانية، وقد أنجزنا نحو 19 اتفاقية للتوقيع، كما سنتحدث عن كيفية مساعدة المملكة لنا في ما يخص وضعنا المالي. الأهم أنها المرة الأولى تعقد لجنة عليا بيننا وبين المملكة العربية السعودية لتوقيع اتفاقيات اقتصادية وتسهيلات بين الدولتين، لكي نتمكن من العمل بطريقة أفضل".

وزير الخارجية الفرنسي

وظهرا، استقبل الحريري في دارته بباريس وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان وعرض معه الأوضاع في لبنان والمنطقة والعلاقات بين البلدين.

 

الحريري التقى وزير المالية الفرنسي واجتمع مع أصحاب كبار الشركات: لبنان لا يزال محطة أساسية للاستثمار داخله وفي محيطه

وطنية - الجمعة 20 أيلول 2019

استهل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري لقاءاته في باريس باجتماع عقده عند الثامنة والنصف صباحا بتوقيت فرنسا مع وزير المالية والاقتصاد الفرنسي برونو لومير في مقر وزارة المال، تم خلاله عرض العلاقات الثنائية بين البلدين ولا سيما على الصعيد الاقتصادي وسبل الدعم الفرنسي للبنان.

بعد ذلك، التقى الرئيس الحريري أصحاب الشركات الفرنسية الكبرى على فطور عمل، ضم شركاتTotal S.A ، Group ADP - Aéroports De Paris، General Electric France ، Bouygues S.A، CMA CGM Group وSuez S.A.

كما حضر الاجتماع الوزير لومير، السفير الفرنسي في بيروت برونو فوشيه، الموفد الرئاسي الفرنسي المكلف متابعة تنفيذ مقررات مؤتمر "سيدر" السفير بيار دوكان، السفير اللبناني في فرنسا رامي عدوان وعدد من مستشاري الرئيس الحريري.

وخلال الاجتماع، أكد الرئيس الحريري أنه "بالرغم من الصعوبات التي يمر فيها لبنان والمنطقة، لا يزال لبنان محطة أساسية للاستثمار داخله وفي محيطه"، عارضا مع أصحاب هذه الشركات فرص الاستثمار الحالية على صعيد برنامج الإنفاق الاستثماري والنفط والغاز والمشاريع المشتركة.

وأتى هذا الاجتماع في إطار التواصل مع القطاع الخاص الفرنسي المهتم بالعمل على إعادة تأهيل البنى التحتية في لبنان، لا سيما وأن مؤتمر سيدر يلحظ دورا للقطاع الخاص بحدود 5 إلى 8 مليار دولار على مدى السنوات الثمانية المقبلة.

 

بري عرص الأوضاع مع زواره العريضي: لا يجوز ان ننتظر إيحاءات أو تأنيبات من الخارج لنقوم بواجباتنا ونخدم بلدنا

وطنية - الجمعة 20 أيلول 2019

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني-السوري نصري خوري، وعرض معه التطورات.

كذلك التقى الوزير السابق غازي العريضي الذي قال بعد اللقاء: "كالعادة اللقاء مع دولة الرئيس يتخلله نقاش مستفيض حول الوضع الداخلي، المالي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي، فضلا عن التطورات الأخيرة في المنطقة وكيفية التعامل معها، ويبقى الهم الأكبر الذي يشغل اللبنانيين هو الموضوع الاقتصادي الاجتماعي والمالي في ظل الظروف الضاغطة علينا". أضاف: "منذ مدة أطلق دولة الرئيس نبيه بري صرخة عنوانها "الحصار على لبنان"، وقال نحن امام حصارين، مالي خارجي ومالي داخلي، وهو يبذل جهدا كبير بشكل خاص لمواجهة الحصار المالي الخارجي. ربما في بعض الامكنة يكون هناك تقدم وتطور بالمعنى الإيجابي، لكن لا تزال مسألة الحصار المالي على المستوى الداخلي قائمة، ومع الإيجابية التي حصلت مع بدء مناقشة الموازنة تمهيدا لإرسالها الى المجلس النيابي في المهلة الدستورية المحددة، وهذا بذاته شيء جيد، لكن المسألة الأساسية لا تزال جامدة خصوصا بعد الإجتماع الموسع الذي عقد في بعبدا وتم الإتفاق فيه على مجموعة من النقاط بالإجماع لم يحصل شيء حتى الان، ولا نزال نسمع سوف نعمل وسوف نقدم الإصلاحات وما شابه والامور في مكانها". وعن موضوع الكهرباء قال العريضي: "لا نزال أسرى نقاش حول "التغويز" و"التفييل" والميل دائما الى "التفييل"، لكن لا تقدم على الإطلاق، لا مجلس ادارة ولا هيئة ناظمة للقطاع ولا تطور على مستوى التلزيمات، وكما صرح وليد بك قبل أيام يبدو أننا أمام عودة الى البواخر التي ستكلف المزيد من المال، وما تم التزامه بالنسبة الى خفض العجز الى 1500 مليار يبدو انه ليس بهذه الدقة في اطار البازار المفتوح حول الكهرباء". وختم: "آن الأوان لنفك الحصار في لبنان عن القانون وضرورة تطبيقه وآن الأوان لنفك الحصار عن الهيئة الناظمة وعن مجلس ادارة للكهرباء وعن مبدأ المساءلة والمحاسبة لنفك الحصار الحقيقي والفعلي الذي لا بد من إنجاز إجراءات بشأنه، وهذا واجب يومي، ولا يجوز ان ننتظر ايحاءات او اشارات او تأنيبات او توبيخات من الخارج لنقدم على القيام بواجباتنا لخدمة بلدنا واصلاحات مؤسساته وتعزيز قدراته وتطوير دولته".

واختتم بري نشاطه باستقبال رئيس مجلس ادارة مصرف الاسكان جوزف ساسين.

 

سفارة لبنان في كندا تقيم حفل استقبال لباسيل ب26 الجاري

وطنية - الجمعة 20 أيلول 2019

أعلنت سفارة لبنان في كندا ببيان، أنها "تنظم حفل استقبال لأبناء الجالية اللبنانية لمناسبة زيارة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل لمدينة "وندسور" الكندية في 26 الجاري". ونفت "نفيا قاطعا ما تداوله بعض المواقع الاخبارية عن تحمل الخزينة اللبنانية اي تكاليف لنشاطات او احتفالات اخرى على هامش او خلال الزيارة لأي جهة انتمت".

 

باسيل افتتح مؤتمر الطاقة الاغترابية في أميركا الشمالية: على لبنان تطبيق العودة التدريجية للنازحين السوريين ولا يقنعنا أحد أن ظروف العودة لم تتحقق بعد

الجمعة 20 أيلول 2019

وطنية - افتتح وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أعمال المؤتمر الرابع للطاقة الاغترابية في أميركا الشمالية، بحضور أكثر من 800 لبناني قدموا من أنحاء الولايات المتحدة الاميركية وكندا، تقدمهم عدد من اعضاء مجلس النواب ومجلس الشيوخ الاميركيين من اصل لبناني ورئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض، فضلا عن شخصيات بارزة من مختلف القطاعات ورجال وسيدات اعمال ومهندسين وأطباء وبيئيين.

بعد النشيد الوطني لكل من لبنان وكندا والولايات المتحدة، كانت كلمة للسفير اللبناني في واشنطن غابي عيسى. ثم تحدث القاضي جوزيف أبو عكر ونائب وزير العلوم في وزارة الطاقة الأميركية بول دبر. كما قدمت المؤتمر المحللة لشؤون الامن القومي في محطة "سي ان ان" جوليات قيم.

باسيل

وألقى الوزير باسيل كلمة قال فيها: "نجتمع اليوم في LDE، المؤتمر الرابع للطاقات اللبنانية المنتشرة في أميركا الشمالية والخامس عشر في العالم، على أرض الأحلام، الأرض التي كانت وما زالت تستقبل كل طالب علم وكل صاحب طموح، هذه الأرض التي لم تكن تسأل يوما أحدا من أي لون هو أو من أي دين هو أو من أي وطن هو، استقبلت الجميع ومنحتهم الفرص للنجاح".

وأشار إلى أن "النجاح هو صفة تترافق مع اللبناني، فهو صاحب جينات موروثة من أجداده الذين لم ينتظروا أبدا الصدفة أو الحظ ليطرق أبوابهم، بل كانوا قبل شروق الشمس وبعد صلاة صغيرة، يتسلقون الجبال ويحفرون الصخر ليجعلوا منه تربة خصبة، أو كانوا يبحرون في مركب من صنع أيديهم ليلجوا أعماق المحيطات الكبيرة لاكتشاف أراض جديدة واحتضان حضارات واعدة"، وقال: "هذا اللبناني حزم حقيبته وتحمل مخاطر السفر وصعوبة الغربة والبعد عن الأهل والأصدقاء، فوصل الى شواطىء أميركا، وحل في الشرق والغرب وفي الشمال والجنوب وفي الوسط الأميركي، وساهم في صعود صناعة السيارات في ديترويت، وفي استخراج النفط في تكساس، وفي تطور الطب في كليفلند، وفي وصول ناسا ومعها الإنسانية الى القمر، وساهم في تكوين "السيليكون فالي" في كاليفورنيا، وفي ولادة الرابطة القلمية في بوسطن، فكان فكر جبران خليل جبران وشعر ايليا أبو ماضي، وأثبت أنه ناجح في كل مضمار، وأنه المبدع والمفكر والخلاق".

أضاف: "أنتم اللبنانيون، التجار منكم والمهندسون والمقاولون والمديرون والأكاديميون والمصممون، أحببتم الولايات المتحدة، كما لبنان، واندمجتم في مجتمعها خير إندماج. فتحت أياديها لكم فحضنتكم وحضنتموها، وفرت لكم الفرص فاستغليتموها الى أقصى الحدود، حافظت لكم على عاداتكم اللبنانية وحقكم في استعادة هويتكم فاستعيدوها، عشتم لبنانيين في الغربة وحولتموها الى وطن ثان لكم، فحافظوا على بلدكم الأول واحضنوه. لبنانكم وطن مبارك، ونحن نعيش فيه، ولو لم نكن كاملين، إنما نعيش تحت راية المثل العليا ولو لم تكن مكتملة".

وتابع: "اليوم، دوركم كبير هنا ومساهمتكم واضحة في ازدهار أميركا، ولكن وطنكم الصغير يفتخربكم، وهو يواجه التحديات على أبواب مئوية لبنان الكبير وبحاجة الى كل جهد للانتقال الى مئويته الثانية. دوركم كبير هنا، ويجب أن يكون كبيرا في لبنان أيضا، وأن تكونوا واثقين فيه غير مترددين. حلمكم في أميركا لم يكن قصة خرافية من قصص "والت ديزني"، بل كان طريقا شاقا مليئا بالأشواك واستحققتم أن تعلنوا في نهايته "لقد صنعنا مصيرنا"، وعلى لبنان أن يصنع مصيره من خلالكم وخلالنا. واللبنانية lebanity وهي رابطة انتمائكم تتطلب المحافظة عليها، وهي تتطلب تصويتكم في الإنتخابات النيابية المقبلة واستعادتكم لجنسيتكم، لكي تحافظ هي على مفهومها الحضاري، إلا أن فرصة استعادة الجنسية ليست وقتا متاحا الى ما لا نهاية، فالقانون كلفنا سنوات من النضال لإصداره وهو محدود في الزمان، وقلت لكم سابقا إن لبنان بحاجة اليكم، فهل فكرتم يوما أنكم أنتم بحاجة اليه أيضا؟".

وسأل: "هل أنتم واعون أن مئات الآلاف من الغرباء يكافحون لإكتساب ما ليس حقهم؟ يسعون للحصول على الجنسية اللبنانية ويستعملون اللبنانيين لذلك، وهم لن يحصلوا عليها لو مهما جاهدت وكالات دولية، ودفعت دول من ورائها بكل طاقاتها لتجعلنا نقبل بأن يحل اللاجئون الفلسطينيون والنازحون السوريون مكانكم، بدلاء عن أصحاب الحق الشرعي والطبيعي، ولن نقبل مهما زادت الضغوط ومهما إندس المندسون، عنكم بديلا، ولكن عليكم أن تقدموا وتستعملوا حقكم وتحصلوا الجنسية لكم ولأولادكم".

أضاف: "كلكم تعرفون المصاعب التي فرضتها الأزمة السورية علينا، فحربها تحمل لبنان الكثير منها: أكثر من مليون ونصف مليون نازح على أراضيه وأكثر من ألف مخيم عشوائي بين بلداته، وأكثر من ثلاثين مليار دولار خسارة في اقتصاده، ناهيك عن التطرف والإرهاب الذي استطاع الجيش اللبناني واللبنانيون الانتصار عليه. كل هذه العوامل أنهكت الإقتصاد اللبناني المتعب أساسا من السياسات الخاطئة والفساد، ودفعت المؤسسات العالمية لخفض تصنيفه الإئتماني، فلا يمكن لناتج محلي أن ينمو من دون وجود عامل محلي، ولا يمكن لاقتصاد بلد واحد أن يؤمن حياة شعبين، ولا يمكن لسوق عمل واحد - دفع آباءكم وأجدادكم إلى الهجرة بسبب صغره - أن يتحمل عمال دولتين. لذلك، لا يمكن لهذا الواقع أن يستمر بعد عقد واحد الى عقدين، وعلى لبنان تطبيق العودة التدريجية للنازحين السوريين الى بلادهم، ولا يقنعنا أحد أن ظروف العودة لم تتحقق بعد، فهي تحققت، فاسألوا أردوغان عنها وعن الإتحاد الأوروبي إن لم تصدقوا، وأسألوا وزير داخلية ألمانيا عن صفة النازح عندما يعود الى بلده، واسألوا الرئيس ترامب عن المكسيكيين وعن كل النازحين الى بلاده".

وتابع: "دوركم كبير كأميركيين متحدرين من أصول لبنانية لحمل قضية لبنان في كل المحافل السياسية الأميركية، وشرح حقيقة لبنان وأهميته، فهو لم يعتد يوما على أحد، بل هو محب للسلام ويريده. لقد قام بواجباته الإنسانية والأخلاقية والقانونية كاملة تجاه الشعبين الفلسطيني والسوري. واليوم، أصبحت العودة ضرورية ولن نرضاها سوى آمنة وكريمة، ولن نرضى أن يبقى مواطنونا في الخارج فيما جيراننا هم في الداخل. ودوركم هو أكبر في الاقتصاد، فكلما استهلكتم ما هو لبناني تعززون صادراتنا وتحمون صناعاتنا وتخففون عجز ميزاننا التجاري".

وأردف: "زوروا لبنان للسياحة والإستجمام، للعودة الى جذوركم والى مسقط رأس آبائكم، زوروه فتفهموا أكثر من أنتم، وتتوضح أكثر هويتكم. فمهما اغتربتم ومهما اندمجتم ومهما ابتعدتم، تبقى جيناتكم لبنانية وتبقى حماستكم مشرقية ويبقى في داخلكم فينيقي ركب الأمواج بحثا عن الفرص. تذكروا رحلة آلاف السنين وكل المساهمات التي قدمها لبنان كهدية للانسانية والتي تجعل منه البلد الحقيقي لتلاقي الحضارات ومركزا طبيعيا للحوار الإنساني السلمي. عودوا الى أصولكم فمن لا أصل له ولا جذور تبقى حياته سطحية فارغة من عمق التاريخ وعبقه. كونوا كأرز لبنان متجذرين في أرضكم ومتشبثين في انتمائكم الى "اللبنانية" lebanity. وحده لبنان يجمعنا وهو فوق كل إنتماء آخر. فشعب من دون أرض يظل لاجئا، وأرض من دون شعب تبقى مشاعا. ها نحن نعايش مأساة الشعب الفلسطيني منذ أكثر من سبعين عاما، ومأساة الشعب السوري منذ ثماني سنوات، ولا حل لهم ولنا إلا بعودتهم وعودتنا الى أوطاننا والجذور، جذورنا في اللبنانية المشرقية العربية".

وقال: "لا توطين يفرض علينا وينزع عنا إنساننا، ولا صفقة عقارية تفرض علينا وتنتزع منا أرضنا، بل نحن نفرض حقنا بالحياة المشتركة والحرة على أرضنا، مندمجين إفراديا أينما حللنا ودامجين إفراديا من أردنا. نحن عشاق سلام ورواد تنوع وطلاب إنفتاح. تاريخنا تسامح، حاضرنا تعايش ومستقبلنا تآخ، مسلمين ومسيحيين ويهودا وآخرين، عشنا معا لقرون، ونستطيع العيش معا لدهور لاحقة، إن توافرت لدينا إرادة العيش معا وابتعدنا عن الأحادية ورفض الآخر".

أضاف: "نحن صانعو إبداع ونجاح، تذكروا إن نسيتم أن حسن كامل الصباح ولد في النبطية جنوب لبنان سنة 1894، درس في الجامعة الأميركية ببيروت، ودرس في جامعة ماساشوستس في أميركا، وامتلك أكثر من أربعين براءة إختراع في الكهرباء. ومنذ أسبوع، تمت إضافة أسماء مجد دهيني وحسن بدران وهادي زين الدين الى لائحة الشرف في موقع فايسبوك، وهم في الواحدة والعشرين من العمر، يأتي هذا في وقت يسيطر فيه العالم الإفتراضي على العالم الواقعي. والتساؤل الذي يطرح نفسه، هل سيحرم هؤلاء الشباب من أن يحصلوا على فرص نجاحهم بسبب أسمائهم في ظل تصاعد التطرف والخوف من الآخر؟ وقد نسي كثيرون جملة قالها الرئيس فرانكلين روزفيلت: "لنتذكر، لنتذكر دائما، جميعنا، أنت وأنا خاصة، أننا متحدرون من أولائك المهاجرين والثوريين".

وتابع: "نعم، نحن ثوريون، ولن نقبل بالظلم. هجرتم بلدكم بحثا عن الحرية، ولن نسكت نحن عن نقص في الحرية في بلدنا. لن نقبل بأن يمنع عنا حرية الوجود في بلدنا من لجأتم إليه بحثا عن الحرية في بلده. لن نقبل بالظلم ضدنا، نحن الذين نعيش للتنوع لصالح من يعيش للأحادية. نحن راكمنا الحضارات في أرضنا وصدرنا التنوع الى أراضي المعمورة، ولن نرضخ لأحادية دولة أو منظمة. مبدعونا عاشوا لبنان وشموا رائحة لبنان وتذوقوا طعم لبنان ورووا قصصا وأحلاما ما كانت لتكون وتكتب لولا ميزة لبنان وفرادته".

وأردف باسيل: "حافظوا على لبنان قبلة نجاح ووجهة زيارة وسياحة ومكانا لفريضة صلاة وعبادة. عيشوا اللبنانية وركزوا على مفهوم جديد للبنان، أرض القداسة ومكان للحج لجميع الأديان، وبيئة رائعة للسياحة الدينية ومنتجع للتأمل في سياحة بيئية. أما نحن فسنبقى نعمل لكل السياحات الجميلة في لبنان، والأفعال الصغيرة مجتمعة يمكن أن تحدث فرقا، فنحن لن ننتظر أو نستمع لأي كلام يستهلك وقتنا عبثا أو يؤخر جهودنا، أتى من داخل الحدود أو خارجها، أتى بشكل إغراءات أو ضغوطات، بل سنستمر بالعمل من أجل منتشرينا بوجه كل الصعاب، وبناء الحجر تلو الحجر من دون كلل، مستذكرين عظيما من هذه الأمة، الرئيس جون ف كينيدي الذي قال: "عندما يبدو أن كل شيء يسير ضدك تذكر بأن الطائرة تقلع عكس الريح وليس معه".

وختم: "أهلي في الولايات المتحدة الأميركية وكندا، أدعوكم لكي تكونوا معنا في تموز 2020 في LDE بيروت لنحتفل بالذكرى المئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير. لبنان محفور في عمق التاريخ البشري وسيبقى شعلة مضاءة في مستقبل الإنسانية. لبنان أحبكم وأنتم أحببتموه، ووجودكم هنا اليوم هو دليل محبة وإنتماء، أضربوا بجذوركم عميقا في أرض لبنان لتزهروا عطاء أينما حللتم، ولا تكونوا شوكة، كما غيركم، في خاصرة من استضافكم. الوفاء والعطاء أنتم - الطاقة الإيجابية أنتم - أحلى صورة للبنان أنتم. عشتم، عاشت اللبنانية وعاش لبنان".

 

السفير عيسى أولم على شرف باسيل في واشنطن

وطنية - الجمعة 20 أيلول 2019

أقام سفير لبنان في واشنطن غابي عيسى عشاء تكريميا على شرف وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل والوفد المرافق، حضره نواب واعضاء في الكونغرس الأميركي من أصل لبناني ابرزهم رئيس لجنة الصداقة اللبنانية - الأميركية في مجلس النواب دارن لحود، نائب وزير التجارة الأميركية ريك قشوع، النائب السابق في مجلس النواب داريل عيسى، ووزير الطاقة السابق راي لحود. ومن بيروت حضر وزير البيئة فادي جريصاتي والنائب ميشال معوض، وشارك في المناسبة سفير الكويت سالم الصباح وزوجته ريما وعدد من النواب الاميركيين في لجنة الصداقة اللبنانية - الأميركية. بعد كلمة ترحيبية للسفير عيسى، تحدث النائب لحود فأكد "بذل كل الجهود لتأمين الدعم للبنان في دوائر القرار الأميركي على كل المستويات".

 

نص خطاب السيد نصرالله لليوم

نصرالله: نتنياهو غامر بكل شيء لكي يبقى رئيس وزراء نؤكد حقنا في مواجهة المسيرات الإسرائيلية

وطنية - الجمعة 20 أيلول 2019

القى الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله كلمة في الإحتفال التأبيني الذي أقامه الحزب لمناسبة مرور أسبوع على رحيل العلامة المجاهد سماحة الشيخ حسين كوراني في مجمع المجتبى عليه السلام اليوم قال فيها:" في البداية أتوجه وإياكم بالدعاء لأخينا الكبير والحبيب والعزيز سماحة الشيخ حسين كوراني، وبالرحمة وعلو الدرجات، ونُهدي إلى روحه الطاهرة ثواب الفاتحة.

كما أتوجه إليكم جميعاً، إلى إخواني وأخواتي وكل المقاومين والمجاهدين والمحبين بأحر آيات التعازي، بفقد هذا الأخ العزيز والكبير والحبيب، وبالأخص إلى عائلته الكريمة والشريفة، إلى الحاجة أم علاء وإلى أولاده الأعزاء جميعا، إلى إخوانه أهل العلم والجهاد والعطاء والعمل الدؤوب، إلى سماحة العلامة الشيخ علي كوراني وإلى سماحة العلامة عباس كوراني وإلى الأخ الحاج قاسم كوراني، إلى كل العائلة وإلى كل الإخوة وإلى كل الأصدقاء وإلى كل المحبين، وإلى كل رفاق الدرب الذين هم كثيرون جداً جداً مع الشيخ حسين.

طبعاً، أنا في هذه المناسبة سوف أقسم كلمتي إلى قسمين: القسم الأول أتحدث في محاولة للوقوف عند بعض الجوانب التي قد تكون مفيدة لنا أكثر من شخصية سماحة الشيخ الراحل المرحوم الفقيد، والقسم الثاني بعض القضايا السياسية المستجدة بالإختصار الممكن إن شاء الله.

معرفتنا أنا وأنتم وكثير من الحاضرين في المكانين في مجمع المجتبى في الضاحية الجنوبية وفي حسينية ياطر أهلنا المجتمعين هناك، معرفتنا بسماحة الشيخ قديمة، منذ أن كنّا شباناً صغاراً أو شباناً، لأنني أعرف سماحة الشيخ منذ أن كان عمري 18 أو 19 سنة، وأول ما إلتقينا في حوزة الإمام المنتظر الدينية في بعلبك، ولآخر لحظة من حياته ما نعرفه عنه أنه كان عالماً جليلاً وتقياً ومجاهداً ومقاوماً ومربياً وأستاذاً ومُبلغاً لرسالات الله تعالى، وكان لا تأخذه في الله لومة لائم،معروف الشيخ.

وهو إبن بيتٍ، بيت معروف بالتديّن والتقوى والقيم الأخلاقية والعلم وبيت العلماء، صاحب الشخصية المتينة والمتماسكة والقوية والمنسجمة والواثقة بقناعاتها وخطواتها، وفي نفس الوقت المتواضعة جداً، والقريبة جداً من الناس ومن المجاهدين ومن المقاومين، ومن الفقراء والمستضعفين.

حتى لا أبقى في التوصيف العام، يهمني الإشارة إلى بعض النقاط التي هي في الحقيقة أيضاً مفيدة لنا وفيها عبّرة:

النقطة الأولى: سماحة الشيخ حسين كوراني من المؤسسين في هذه المسيرة، عندما نتحدث عن مسيرة حزب الله، مسيرة المقاومة الإسلامية في لبنان، التي انطلقت عقب الإجتياح الإسرائيلي عام 1982، في مجموعاتها الأولى وفي تشكيلاتها الأولى، سماحة الشيخ كان من المؤسسين.

هنا، يجب أن أفتح نقطة، أنه في الحقيقة حزب الله ربما يختلف عن كثير من التشكيلات أو القوى أنه ليس له مؤسسٌ واحد، يمكن أن يقال أن فلان هو مؤسس التنظيم الفلاني أو الحزب الفلاني أو الحركة الفلانية أو التيار الفلاني، حزب الله تأسيسه يعود إلى مجموعة كبيرة من الإخوة العلماء والأساتذة والحجاج والمجاهدين، مجموعة كبيرة وليست مجموعة صغيرة، ليس 3 و7 و9 و12 و15 و20 و30، هناك مجموعة كبيرة تلاقت وتضامنت وتآلفت، ووصلت إلى قناعات موحدة، وأسست وبنت وأوجدت هذا الكيان المبارك، الذي أُسس على التقوى منذ أول يوم، منذ أول يوم كانت نيّة المؤسسين لهذه المسيرة خالصة لله سبحانه وتعالى، وصادقة لله سبحانه وتعالى، تخلوا عن كياناتهم وتخلوا عن اعتباراتهم الشخصية، وتخلوا عن مصالحهم الحزبية والتنظيمية والفردية، وذهبوا إلى هذه الصياغة الجميلة والمباركة، وكله كان لله وفي عين الله وفي سبيل الله، ولذلك بارك الله سبحانه وتعالى بهذه المسيرة ونمّاها وقوّاها وأعزها، وكانت دائماً في مسير التكامل والتطور والعزة والكرامة والقوة والفعل والتأثير، حتى ما يذكر في بعض الكتب أو في بعض الدراسات عن هيئة تأسيسية من تسعة إخوة أعزاء كرام، هم في الحقيقة ليس هؤلاء التسعة فقط الذي أسّسوها، هؤلاء انتخبوا كإطار تنظيمي يمثل الجماعة المؤسسة، هذا للإنصاف التاريخي، لا يحق لأي واحدٍ منا أن يقف في أي مناسبة ولأي سبب ويقول أنا مؤسس حزب الله، هذه الجماعة وهذه المجموعة المباركة والمجاهدة والمضحية والمخلصة والثابتة هي التي أسست هذه المسيرة، واحد منهم وفي الطليعة من بينهم كان سماحة الشيخ حسين، والذي كانت هذه قناعته وهذا رأيه وهذا إصراره وهذا عناده، وأيضاً وظّف كل علاقاته وكل صداقاته وكل موقعه وكل تأثيره من أجل المساهمة في إيجاد هذه المسيرة وهذا الإطار الجديد وهذا الكيان الجديد، ولذلك سماحة الشيخ إن شاء الله كواحدٍ من المؤسسين المخلصين هو له ثواب وأجر وبركات كل ما يجري وجرى على يدي هذه المسيرة من انتصارات وانجازات وخدمات، خدمات فكرية ودينية وثقافية وجهادية وسياسية واجتماعية و.. و.. و.. الخ

النقطة الثانية: نتعلمها من سماحة الشيخ حسين أنه بحق كان إذا ما استخدمنا بعض التعابير الحالية كان إبن المؤسسة، إبن هذه الجماعة، نحن في أدبياتنا الداخلية نقول: كان بحق إبن الولاية، ماذا يعني الولاية؟

سماحة الشيخ حسين كلنا نعرفه كان لديه قناعات وآراء، وكان صاحب رأي في أغلب المسائل إن لم نقل في كل المسائل، وكان صاحب رأي يستند إلى منطق وإلى رؤية وإلى دليل، يعني ليس هذا رأيي وخلص، كلا كان يستدل دليلاً واثنين وثلاثة، والنقاش مع سماحة الشيخ حسين لم يكن سهلاً في كل المسائل والقضايا التي تكون لديه فيها قناعات، لكن سماحة الشيخ حسين عندما كان يُتخذ القرار في هذه المسيرة، وضمن الآليات الشرعية المعتمدة، كان يلتزم بهذا القرار وينفذ هذا القرار ويدافع عن هذا القرار، وهذا يعني إبن المؤسسة، سأضرب مثلاً حتى لا نبق في العموميات، نحن نحتاج إليهم كي نتذكرهم: في عام 1992 كانت أول إنتخابات نيابية في لبنان، حزب الله أمام إستحقاق جديد، كنا نلتقي كان طبعاً نقاش بدأ في البدايات، كان لا يزال الشهيد السيد عباس رحمة الله عليه على قيد الحياة وأميناً عاماً، ثم أنا كنت في خدمة الاخوة وأكملنا هذا النقاش، عندما كنا نقترب من استحقاق الإنتخابات النيابية عام 1992، حصل نقاش طويل في داخلنا، كنا تقريبا مجموعة من 11 أو 12 نفرا من الإخوان الذين كانوا معنيين بإتخاذ القرار بشكل أو بآخر، النقاش كان طويلاً وعلى مدى أشهر أيضاً، الأغلبية الساحقة كانت موافقة على المشاركة في الإنتخابات النيابية، وبعض الإخوة كانوا مخالفين، الشيخ حسين رحمة الله عليه كان مخالفاً بشدة، بشدة يعني يستدل دليلاً أولاً ودليلاً ثانياً ودليلاً ثالثاً ودليلاً رابعاً، ولم تتمكن الأغلبية من إقناعه بوجهة نظرها، ولكن عندما اتخذ قرار المشاركة، طبعاً هو كان رأيه ليس فقط مخالف بل سلبي، يعني توصيفه للمشاركة لها أحياناً تعابير سلبية، وكان كارهاً لهذا الأمر، يعني ليس معه فكرياً وليس معه عاطفياً في العام 1992، عندما اتخذ قرار المشاركة سماحة الشيخ حسين كوراني رحمه الله ورضوان الله تعالى عليه دافع عن هذا القرار وتبنى هذا القرار، ودعا إلى المشاركة في الإنتخابات النيابية، وذهب بنفسه إلى بلدة ياطر وانتخب، هذا يعني إبن المؤسسة،وهذا يعني إبن الولاية.

وهكذا، استمرت هذه المسيرة بهذه الروح الموجودة عند إخواننا وأخواتنا، ونحن منذ 1982 إلى اليوم 2019 كم واجهنا من مخاطر واستحقاقات وتهديدات وصعوبات وتحديات وملفات، قد تتفاوت فيها الآراء وتتناقض فيها وجهات النظر، ولكن بقيت باستثناء بعض الإستثناءات بقيت هذه المسيرة على درجة عالية جداً من التماسك والإنضباط والإنسجام والأداء الواحد بسبب هذه الروح، والتي كان يُجسّدها بحق سماحة الشيخ حسين رحمة الله عليه.

النقطة الثالثة: كل إنسان هذه أيضاً أنا أعتبرها أهم صفة لأن الإمتحان الحقيقي هنا، الإمتحان الحقيقي هنا، إمتحان النفس وإمتحان الإعتبارات الشخصية، وإمتحان أنا وأين أكون ومن أكون وكيف أكون وما هو موقعي و.. و..و..، ومع من أتعامل ومع من أتعاطى، سماحة الشيخ حسين مبكراً، يعني منذ البدايات في هذه المسيرة هو كان يتجاوز كل الإعتبارات الشخصية، ومنذ البداية نجح في هذا الإمتحان، وأنا أقول لكم كثيرون في حزب الله نجحوا في هذا الإمتحان وسوف أذكرهم، إمتحان ماذا؟ إمتحان الإخلاص وإمتحان الصدق وإمتحان الإستعداد للعمل في أي موقع، ليس مهماً صفتي عنواني موقعي، المهم أن أكون في مكان أستطيع أن أقّدم، أن أساهم في هذه المسيرة، في خدمة المقاومة، في خدمة الناس، في خدمة الأهداف التي يقّدم غيري من أجلها دماءه وروحه وحياته، وأنا حاضر أن أقّدم أي شيء، ولا أقف عند أي إعتبار شخصي. أيضا، أأخذ شاهداً، في الثمانينات، لم يكن في وقتها في تشكيلات حزب الله موقع الأمين العام ، كان يوجد شورى وما زال هناك شورى وأضيف إليها موقع الأمين العام، قررت الشورى في ذلك الحين أن تقيم إطار تنفيذي مركزي، لأنه نحن كنا بالأعم الأغلب تشكيلاتنا مناطق، وأن يكون هناك مسؤول تنفيذي عام ويكون هو رئيسا للاطار التنفيذي الذي كان وقتها اسمه شورى التنفيذ، اليوم اسمه المجلس التنفيذي، الشورى إختارتني أنا لأكون مسؤولاً لهذا الإطار الجديد، ومسؤولا تنفيذياً عاماً لحزب الله، رغم صغر السن في ذلك الحين، كان عمري أقل من 30 سنة، حسناً، كان يجب أن نشكّل شورى تنفيذ، بالمناسبة أنا ينبغي أن أقدّم أسماء، أن أقدّم الأسماء للشورى من أجل تعيينهم، سماحة الشيخ حسين كوارني هو أكبر مني سناً بسنوات وأقدم مني في الحوزة العلميّة وفي العمل الإسلامي وفي المواصفات الشخصيّة هو أفضل منّي في كل شيء، وأيضاً كان أستاذي في الحوزة العلميّة في بعلبك وأنا درست بين يديه لسنوات، إذا بكل المعايير إذا كنت أنا أريد أن أطلب من الشيخ حسين أن يكون معي مسؤولاً ثقافياً مركزياً لحزب الله وأنا رئيسك وأنا مسؤولك، موضوع صعب، طبعاً كان صعب عليّ ومفترض أن يكون صعباً عليه، هنا إمتحان، أن تقبل أنت أن يكون رئيسك هو تلميذك الذي درّسته وجلس بين يديك لسنوات والذي كنت توجهه وكنت تربيه والذي أنت "أعتق" منه وأقدم منه ويمكن أن تعتبر نفسك أعلم منه، أخبر، وهو كذلك، هنا الإمتحان، ولسنوات هو قبل برئاستي بشورى التنفيذ ومسؤولاً ثقافياً مركزياً وبعد ذلك عندما كنت أميناً عاماً وكان رئيساً لهيئة دعم المقاومة الإسلامية، ولا لحظة من اللحظات الشيخ حسين رحمة الله عليه كان يقف عند إعتبار شخصي ليقول مثلاً: كيف يكون تلميذي رئيسي، وقلت على كل حال هذا الإمتحان حتى الآن هناك كثيرون في حزب الله نجحوا فيه معي ومع غيري وفيما بيننا، وأنا أعتقد هذه هي المسألة الرئيسيّة والأساسيّة، عندما نكون مخلصين لله سبحانه وتعالى عندما نضع إعتباراتنا الشخصيّة جانباً وعندما نقدم ما نقوم به من عمل أو قول أو سعي أو جهد لله عز وجل، الله سبحانه وتعالى هو الذي يبارك في أعمالنا وأقوالنا ويهدينا ويعلمنا ويسدّدنا ويرشدنا ويدافع عنا وينصرنا ويُعزنا، المسألة تبدأ من هنا، هذه هي الروح الأساسيّة.

النقطة الرابعة، حرصه الشديد، وهذا كان معروف أصلاً، وهذا دائماً نحتاج إليه، على تماسك مسيرتنا، على وحدتها وعلى إنسجامها، على جمع كلمتها، كما قلت نحن دائماً كنا نمرّ في ظروف صعبة وقاسية، وقد تتناقض أو تتباين فيها وجهات النظر، كيف نتعاطى مع الحدث الفلاني ومع القضيّة الفلانيّة ومع المعركة الفلانيّة ومع الفريق السياسي الفلاني، مع الإستحقاق الفلاني، لكن بالرغم من تنوع الآراء والنقاشات والجدالات التي تجري في داخلنا، دائماً كانت مسيرتنا بسبب هذه الروح متماسكة ومنسجمة، وعندما كنا نواجه بعض الصعوبات على هذا الصعيد كان يظهر الإمتحان الحقيقي للأفراد، في مرحلة من المراحل واجهت صعوبة من هذا النوع، أنا أشهد بأن سماحة الشيخ حسين كوراني رحمه الله وضع عاطفته جانباً ووضع علاقاته الشخصيّة جانباً وكان حريصاً جدا على وحدة هذه المسيرة، على وحدة هذه المقاومة، على قوة هذه المؤسسة، وكان له المواقف الحاسمة على هذا الصعيد، وهو أكمل طوال حياته حتى أخر لحظة من حياته، لم يكن يسمح على الإطلاق بأن يستغل تباين في رأي أو موقف لإحداث ثغرة أو خلل في مسيرتنا أو في جسمنا، وسمعتم كلماته حتى في كل المراحل، في قراءاته، في كتاباته، في دعائه، حتى في الدعاء.

المسألة الخامسة عند سماحة الشيخ رحمة الله عليه، الإيمان الراسخ بالإمام الخميني، بخط الإمام الخميني ونهج الإمام الخميني وفكر الإمام الخميني، عجيب هذا التعلق الشديد الذي كان لديه بالإمام وفكر الإمام ونهج الإمام وعندما كان يحاسب أو يقيّم المواقف أو الأداء أو السلوك أو الكلمات أو حتى المصطلحات التي يستخدمها حزب الله أو بعض تشكيلات حزب الله أو بعض مسؤولي حزب الله كان يحاول أن يحاكم كل ذلك على أساس هذا الأيمان وهذا النهج وهذا الفكر، وحتى أنا قلت له أنت الان تمارس موقع الحارس والمنبّه لهذه المسيرة، نحن مشغولون بالتفاصيل والإجراءات والسياسيّة والمقاومة وبالعمل والتنظيم والتشكيلات وبالارض أنت في موقع تستطيع أن ترشدنا وأن تنبّهنا وأن تلفتنا ونحن نقبل النصيحة ونقبل الإرشاد والإلفات، وبالفعل كان ينطلق من هذا الموقع ومن هذا الإلتزام حتى آخر كلماته وكتاباته كان يعبّر عن هذا الإيمان الراسخ للإمام الخميني ولخطه وفكره ونهجه.

سادساً، المنحى، وهذا كان من البدايات عند سماحة الشيخ ولكن في السنوات الاخيرة تفرغ له، في سنوات كان مسؤولاً ثقافياً مشغولاً بالعمل الإجرائي، في سنوات طويلة كان مسؤولاً لهيئة دعم المقاومة الإسلامية، مشغولاً بالعمل الإجرائي، ولكن في السنوات الأخيرة تفرّغ بالكامل للكتابة وللتربية، للعمل التربوي، التربية الإيمانية والأخلاقية، وهذا طبعاً نحن كنا دائماً بحاجة إليه، سماحة الشيخ رحمه الله ملأ فراغاً كبيراً في ساحتنا، والآن بفقده يعود هذا الفراغ، ونسأل الله أن يملأه بإخوة أعزاء وكرام ومخلصين، هذه التربية الإيمانية والأخلاقية كما نحتاجها في زمن الشدة لنتعلم الصبر والإحتساب والتوكل نحتاج إليها أكثر في زمن الرخاء، إن كان هناك من رخاء "يوجد رخاء نسبي"، في زمن التحديات، نحتاج اليها في زمن الضيق والحصار والصعوبات، أيضاً نحتاج إليها عند الإنتصارات وعند تحقيق الإنجازات، نحتاج إلى هذه التربية الروحيّة الأخلاقيّة الإيمانيّة، تهذيب الأنفس، هذا الذي عمل عليه سماحة الشيخ رحمة الله عليه خلال السنوات الماضية وأعطاه كل وقته وكل جهده وبقية حياته وعمره الشريف.

والنقطة الأخيرة حتى أكتفي بهذا المقدار، سماحة الشيخ رحمه الله لم يكن يتوانى عن تقديم أي شيء، أنا أعرفه جيداً وأنتم تعرفونه جيداً روحه، دمه، حياته وماء وجهه، صحته، جهده، جهاده، أي شيء للإسلام، للأمة، لهذه القضايا التي نقاتل ونجاهد من أجلها، هو لم يكن يتوانى على الإطلاق، كان دائماً حاضراً ومساهماً وناصراً ومعيناً وقوياً وصادقاً ومتيناً ومواقفه أيضاً في القضايا العامة كانت واضحة، لم يتردد في شيء، موضوع أميركا متقدم جداً في الموقف، حتى وهو على فراش المرض الأخير أرسل لي وأعاد إرسال كتابين كان قد كتبهما في الماضي ويؤكد على أنه يا سيد يجب أن نعمل على مشروع مقاطعة البضائع الأميركيّة، هذا شكل من أشكال الجهاد والمواجهة مع هذا الشيطان الأكبر. موقفه من "إسرائيل"، موقفه من مسألة المقاومة، الموضوع الفلسطيني، القضية الفلسطينيّة، في مسألة اليمن، والعدوان على اليمن، أيضاً كان صوته عالياً، الآن طبعاً لم يكن يخرج الى التلفاز ليخطب مثلي ولكن في كل المجالس كان صوته عالياً في هذا الموضوع، في كل ما يجري في المنطقة وكان حاضراً دائماً وحتى اللحظات الاخيرة ولم يتوانى، كل ما يستطيع أن يقدّمه سماحة الشيخ حسن كوراني لهذه المسيرة قدّمه وكان حاضراً لتقديمه بلا حساب وبلا كتاب ولوجه الله سبحانه وتعالى. رحمه الله، وبالفعل نحن نشعر بهذا الفقد وعلى كل حال هذه سنة الله سبحانه وتعالى، وصار بالنسبة لنا هذا عادي وطبيعي بالنهاية مسيرتنا يوجد فيها أجيال، الجيل الذي قبلنا وجيلنا "شبنا وختيرنا"، فمنا من يقتل ومنا من يموت، وهذه سنة الله التي نواجهها بالتسليم والرضا بقضاء الله وقدره.

أدخل ببعض المسائل الحالية بالمناسبة طبعا بإختصار شديد إلا بموضوع سيأخذ القليل من الوقت.

أمس بالمؤتمر الصحافي لمعالي وزير الدفاع عرض المُسيّرتين، المسيرة السالمة والمسيرة المحطمة، وقدم معطيات مهمة وتفصيلية عن العدوان الإسرائيلي الأخير على الضاحية الجنوبية، يهمنا هنا أن أؤكد مسألتين، الأولى، تثبيت المعادلات، نحن رفضنا أي معادلات جديدة أي قواعد إشتباك جديدة، رد المقاومة الإسلامية ثبّت هذه المعادلة ونحن سوف نبقى ملتزمين بهذه المعادلة. والمسألة الثانية نؤكد حقنا في مواجهة المسيرات الإسرائيلية، تم إسقاط إحدى هذه المسيرات الأمر لا ينتهي هنا، هذا بداية مسار، ونحن سنواصل العمل وكما قلت في أكثر من مناسبة هذه المسألة خاضعة للميدان ولظروف الميدان وللمصالح.

في كل الأحوال حتى هذه اللحظة قرار مواجهة المسيرات كان له تأثير واضح على عدد المسيرات وحجم المسيرات، وعدد الخروقات الإسرائيلية للسماء اللبنانية في تراجع كبير، سنعرض لاحقا أرقام حول ما قبل هذا التوجه وما بعد هذا التوجه، لكن أود أن أؤكد اليوم أن هذا المسار هو مسار مستمر وبيد الميدان.

النقطة الثانية، في موضوع العملاء، هنا أريد ان أفصّل قليلاً، وملف اللّبنانيين الذين هربوا الى الكيان الصهيوني عام 2000، طبعا في الأيام القليلة الماضية تم توقيف أحد العملاء الذي كان مسؤولاً لمعتقل الخيام وجرت قصّة في البلد وكلكم قد تابعتموها ليس هناك داع لأعرض التفاصيل، لكن أريد ان أذهب الى تقييم الموقف والمعالجة.

تعبيير الأسرى، أسرى الخيام والأسرى حتى داخل السجون الاسرائيلية لأن أغلبهم مرّوا في الخيام "اذا مش جميعهم"، وأهاليهم والرأي العام في لبنان على تنوعه هو تعبير طبيعي وصادق، هذه الصرخة العالية المتألمة، المنددة، الغاضبة، هو أمر طبيعي، هذا رد فعل طبيعي، واذا كان لأحد ملاحظة او تحسُّس من رد الفعل هذا يجب ان لا يتحسّس بل يجب ان يتفهم وان يتقبل هذا الموضوع، على كل حال كان هذا مفيداً ومهماً جداً ليس من أجل توقيف هذا العميل فقط وانما من اجل التنبيه على مسار خطر ومنحرِف والعمل على ايقاف هذا المسار في التعاطي مع العملاء، حسناً في هذا الموضوع انا اريد ان أحدد قليلا حتى لا ابقى في العموميات.

النقطة الأولى تتعلق بنفس العملاء الذين تعاملوا مع العدوّ الاسرائيلي إلى عام 2000، الان نتكلم عن الذين هربوا، هؤلاء يوجد منهم من التحق بجيش لحد، بعضهم عملوا لديه في الأجهزة الأمنية، ومنهم في الادارات المدنية تعاملوا مع الإسرائيلي، وكانوا جنوداً وخدماً وموظّفين وعمّال عند الإسرائيلي، هؤلاء عملاء ويجب أن يُحاكَموا، لاحقاً يتم اجراء تصنيف لمستوى الجريمة، هذا العميل قتل، عذب، خطف، اعتقل، سجن، اغتصب، سرق، نهب، داهم، الحق الاذى الجسدي او المعنوي بالناس، او هذا العميل كان يخرج من منزله يحرس في الموقع او ما شاكل، هو عميل، الكل شركاء من الناحية القانوية وليس فقط من الناحية الشرعية و الدينية، هؤلاء كلهم عملاء ويجب ان يُعاقبوا، نعم الان يكون العقاب على قدَر الجريمة هنا يصبح نقاشاً قانونياً، عندما يكون العميل مرتكباً ومجرماً وقاتلاً ومغتصباً وخاطفاً ومفسداً في الارض، أكيد يجب أن يكون حسابه وعقابه مختلفاً وشديداً وقاسياً، محاكمة العملاء هي من الثوابت. لا اعتقد ان هناك أحد في لبنان من أهل المقاومة ومن فصائل المقاومة بالحدّ الأدنى ساوم عليه أو تعاطى فيه سياسة او بيع وشراء، أبداً، في الحد الأدنى كل من له صلة بالمقاومة وفصائل المقاومة وأحزاب المقاومة بالحد الأدنى فضلاً عن الآخرين، لا أحد بهذا الموضوع ساوم أو يمكن أن يساوم.

النقطة الثانية التي لها علاقة بالأهالي، الناس، والله هذا العميل عندما هرب في ايار عام 2000 هربت معه عائلته، زوجته، أولاده، بناته، أبوه، امه، أخوته، حسناً، نحن منذ العام 2000 وهذا قبل التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر، وهذا كان عليه تبان في حركات المقاومة، حزب الله وحركة أمل والأحزاب الوطنية والإسلامية وكل القوى في المقاومة، في ذاك اليوم قيل أن هؤلاء الذين هربوا إلى إسرائيل، هنا دعُونا نصحّح المصطلح، لا يوجد هناك شيء إسمه "مُبعدون" إلى إسرائيل، لا أحد قام بإبعاد أحد، هناك أناس هربوا وهناك أناس بقوا، الذين بقوا في قراهم لا أحد اقترب منهم، الذين لم يكونوا عملاء لم يقترب منهم أحد، وهناك أناس غادروا الجنوب وأتوا على بقية المناطق اللبنانية ولم يلاحقهم أحد ولم يتم فتح ملفاتهم، هناك أناس هم هربوا، ولذلك مصطلح المبعدين هو مصطلح خاطئ ليس صحيحاً، توصيف خطأ، هم هربوا على الكيان الإسرائيلي، حسناً هربوا، نحن منذ ذاك الوقت قلنا نحن مبدأنا والتزامنا وديننا وقرآننا يقول: "ولا تزِروا وازرةٌ وزرَ أخرى"، ولذلك حتى في عمليات المقاومة، أنا أريد أن أذكّر اللّبنانيين جيداً، أنَ الشباب في المقاومة كانوا يتوغّلون ويواجهون مخاطر وصعوبات، تذكرون العملية عندما تم زرع عبوة لأحد قادة العملاء "عقل هاشم" من قادة العملاء المجرمين والمفسدين، حسناً وهذا الفيلم لا يزال موجوداً وإذا أحبّوا نعيد نشره لهم، لم ينفّذوا الشباب، عندما وقف العميل على العبوة لأن زوجته وعائلته كانوا الى جانبه، والشباب لديهم توجّه أننا نحن نقتل العميل الخائن الذي يُقاتل مع العدوّ في الجبهة لكن زوجته، أولاده، بناته، أمه، أبوه، ليس لدينا عمل معهم، في الحد الأدنى نحن غير محضّرين ملف لنتأكّد أن كانوا هؤلاء عملاء أم لا، لكن متأكدين أنّه هو عميل، هو قائد في العملاء، وأجّلوا العملية لوقت آخر ومخاطرة أخرى، ولمّا كان لوحده ومعه عسكر فقط قاموا بتفجيره، هذا أريد أن أذكّر به من تاريخ المقاومة، المقاومة في لبنان في عام 2000 - عندما نذكّر بهذا الموضوع نحن لا نمنّ على أحد ولا نقوم بتربيح جميل لأحد لأنّهم سريعاً يصدحون ويقولون لنا تعودون وتمنَون علينا وتربحوننا جميلاً، لا نحن لا نربّح جميلاً لأحد، هذه أخلاقنا وهذه ثقافتنا وهذا ديننا وهذا قرآننا وهذا نبينا وهذا التزامنا الوطني والأخلاقي، المقاومة عام 2000.

انظروا ماذا فعلت المقاومة الفرنسية وهذا معروف اذكّر به، قتلوا الآلاف، حتى لم يقيموا محاكما ، قاموا بإمساكهم، قتلوهم وذبحوهم، مع العلم أنه كان هناك دولة بالمنفى، ولم ينتظروا واعتقلوهم حتى تأتي الدولة وتُنشأ أجهزة قضائية وتحاكمهم، وقُتل الآلاف، انا قرأت في بعض الكتب دراسات انَّ هناك أكثر من 10 الآف جندي فرنسي قُتلوا بتهمة العمالة للجيش النازي وبدون محاكمات ولا دولة، العسكر المقاومة الفرنسية في الميدان قاموا بإجراءات في الميدان وقَتلوا.

المقاومة عام 2000 كنت دائماً أقول "لم تقتل صوصاً"، الناس الذين سلّموا استلمناهم وسلّمناهم للجيش اللبناني والقضاء اللبناني، بمعزل كيف تصرّف القضاء لاحقاً، هذه نقطة عتب لوحدها، وهناك أناس هم هربوا واخذوا قراراً بالهروب، اذاً هؤلاء نحن ليس لنا عليهم شيئ، ودائماً عندما كنا نُسأل كنا نقول: لا يوجد لدينا مشلكة أن يعودوا، لكن بعد أن باتوا وأقاموا في فلسطين المحتلة وعند العدوّ أسابيعاً وشهوراً وسنيناً، هؤلاء عندما يعودون يجب أن يسلّموا أنفسهم لمخابرات الجيش اللبناني لإجراء تحقيق معهم، ساعة، ساعتين، يوم، يومين، هذا اصبح بعهدة الجيش فقط ليتأكّد أنهم عندما كانوا عند الإسرائيلي هؤلاء أصبحوا عملاء أم لا، تم تجنيدهم، ارسلهم عملاء الى لبنان، ما هي قصّتهم، ما فعلوا هناك، هذا اجراء طبيعي جداً.

حسناً ونحن اليوم في 2019 نقول نفس الشيء، البعض في سياق النقاش الذي حصل، حاول ان يُثير مثلاً هذا الموضوع ما محلّه بالتفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحرّ؟ نحن كنا واضحين، نحن قلنا نرحّب بهم جميعاً أن يعودوا لكن ضمن الآليات القانونيّة، ولذلك لاحقاً تقدّم إقتراح قانون على مجلس النواب وأجرى تفصيلاً بين اثنين على أساس ان ينعمل آليات تطبيقية. لا أحد يقول إفتحوا الحدود والمعابر وكل الذين هربوا إلى إسرائيل فليعودوا إلى لبنان دون أي سؤال وبدون أي حساب، هذا خطأ، حتى على المستوى الأمني خطأ، وعلى المستوى القانوني خطأ، وعلى المستوى الثقافي خطأ، وعلى المستوى الوطني خطأ.

نعم نحن نقول، هناك آليات قانونية، من لم يتورّط بالعمالة يأتي أهلاً وسهلاً به يسلّم نفسه، هناك الكثير من النّاس والعائلات عادُوا، وهناك أولاد وبنات عملاء عادوا وسلّموا أنفسهم لمخابرات الجيش، وأجروا معهم تحقيقا وقالوا أنهم غير متورّطين بالعمالة وخير ان شاءالله. إذاً هذه المسألة واضحة، الآن بالنسبة لهذا الملف أريد أيضاً أن أشير باختصار لنقتطين:

النقطة الأولى، التي كشفتها الحادثة الأخيرة والتي تحتاج إلى علاج، موضوع سقوط الأحكام بتقادم الزّمن أن هذا - العميل - مضى على الحُكم الصّادر بحقه أكثر من 10 سنوات أي انتهى - سقط الحُكم. على كل حال الخير فيما وقع، عندما أتى هذا - العميل- وصدرت الضجّة وتبيَّن الموضوع، أضاء على هذا الجانب الذي لعلّنا جميعًا لم نكن منتبهين له أو غافلين عنه، حسناً هذا يحتاج الى معالجة قانونية، أصلاً هناك نقاش حقيقةً في هذا النوع من الجرائم، شخص كان آمر سجن في الخيام قَتَل وعذّب واستباح ووو... واُحاكمه غيابياً، تحكم عليه 15 سنة! ما هذا الحكم الغيابي الضعيف الهزيل، ويسقُط الحكم بتقادم الزّمنَ!!؟ على كل حال إذا،ً هذا الموضع فيه إشكال قانوني نحن اتفقنا ان نتواصل مع بقيّة الكتل النيابية لدراسة هذا الموضوع ونذهب لمعالجة قانونية لهذا الملف. يجب التفصيل في نوع الأحكام، في نوع الجرائم، لا يصحّ، البلد حقيقةً لا ذاتياً ولا موضوعياَ بكل الإعتبارات، لا يمكنك أن تأتي بشخص مرتكب مثل ما ارتكبه هذا من جرائم في معتقل الخيام وان تقنع الشعب اللّبناني والأسرى وعوائل الشهداء والذين تعذّبوا واغتُصِبوا واُلحِقَ بهم أذىً شديداً، أن تروّوا يا جماعة، هذا القانون قد أصدر به حكماً غيابياً وسقط بتقادم الزّمن، هذا لا يصحّ. على كل حال هذه نقطة تحتاج إلى معالجة.

ثانياً، الأحكام القضائية المخفّفة التي صدرت أو يمكن أن تصدر أيضاً تحتاج إلى معالجة وإلى مقاربة مختلفة، أن تُحصَّن وطنياً وداخلياً وتستجيب لحقوق الّذين ظُلموا و قُتلوا وعُذّبوا واعتُدي عليهم وتأخذ بعين الإعتبار كل الأجواء والمعطيات اللبنانية والداخلية.

أريد أن أقدّم ملحقاً حول الجو الذي حصل في مواقع التواصل الاجتماعي هذا يحتاج لعناية.

أولا هناك كثر ممن يكتبون على مواقع التواصل الاجتماعي حقيقة لا نعرف من هم، يضعون صوراً، لكن هل هي صورهم؟ يضعون أسماءً، لكن هل هذه أسماءهم؟ عند أي حدث دائما هناك من يدخل على الخط لتمزيق كل شيء بالبلد ، ودائما نواجه حوادث من هذا النوع.

مثلا تُذكر ولا تتكرر، قبل أشهر، عندما وصلت باخرة الطاقة الكهربائية إلى الزهراني، "انشغل بحزب الله وأمل شغلاً ليس له آخر" والقصة باخرة. لا قيادة أمل لها علاقة ولا قيادة حزب الله لها علاقة بما جرى، لكن هناك أناس دخلوا على الخط، وقاموا باستفزاز جهة من هنا وجهة من هناك واشتبكت الناس ببعضها. أهون أمر افتعال مشكل على مواقع التواصل و"تعلق الناس ببعضها".

أيام زمان، كانت القوى السياسية إذا أراد أحدهم أن يخطب أو يصدر بياناً، يجلسوا، يناقشوا على القلم والمسطرة، ويقول هذه الكلمة وهذه النقطة حتى لا يحصل مشكل بين القوى السياسية وقواعدهم الشعبية.

اليوم يخرج الواحد على مواقع التواصل، يرمى جملة مستفزة، فتجد الناس تتبادل المواقف والردود ويجرون البلد إلى مشكلة.

أنا أود تجديد الدعوة لجمهور المقاومة ولكل الشعب اللبناني، الحذر، الانتباه، ليس صحيحاً عند كل مسألة لا نبقي حجراً على حجر، للأسف الشديد هكذا يحصل لا يبقى حجر على حجر.

طبعا، هناك جزء منه فيه استهداف، ليس الأمر أن هناك شخصاً يود أن يلعب بالعالم، لا هنك جزء من الاستهداف.

على سبيل المثال حادثة من هذا النوع حتى لو كان هناك خطأً معيناً من قبل الجيش اللبناني يجب أن يعالج هذا الخطأ بحدوده، بالنهاية العلاقة مع قيادة الجيش علاقة ممتازة، العلاقة مع الجيش علاقة ممتازة، العالم تجلس وتتحدث مع بعضها، ليس هناك أحد معصوماً، إن كان هناك أخطاء يتم معالجتها ضمن الآليات المتبعة.

أما أن تؤخذ الحادثة ويدخل أحد على الخط ونصبح كأننا بمشكل بين الجيش اللبناني وبين المقاومة وجمهور المقاومة وقوى المقاومة ليس فقط حزب الله هذا خطأ وهذا يخدم من؟ هذا يخدم الإسرائيلي، هذا يخدم الأمريكي وسياسة الأمريكي بالبلد، لا داعي الآن للتفصيل، وهكذا.

بالوقت الذي على مدى عقود نتحدث عن المعادلة الذهبية، الجيش والشعب والمقاومة، فجأة أمام حدث معين نجد الشعب بدأ يتمزق، ونجد هناك من يريد أن يدق إسفين، بل يُوجد صراعا بين المقاومة وبين الجيش وبين جمهور المقاومة ومؤيدي الجيش هذا يخدم من؟

لذلك على الناس أن تتنبه، خصوصا الشباب والصبايا على مواقع التواصل عليهم التنبه وأن يبقوا محصنين وأقوياء وصلبين، لا أن يستفزوا ولا يجروا، بل يبقى الوعي هو الحاكم حتى على العاطفة ومشاعر الاستفزاز.

وكذلك في ضرب التحالفات، وأحيانا تكون معلومات كاذبة، معلومات خاطئة، ومعطيات غير صحيحة.

أبسط حادث، هذا يريد ضرب تحالف أمل حزب الله، وذاك يود ضرب تحالف حزب الله التيار الوطني الحر، وآخر يود ضرب تحالف ما بعرف مين مع مين، هذا يجب أن نكون حذرين منه وخصوصا إخواننا وأخواتنا.

النقطة الثالثة في إطار المساعدة في موضوع عودة النازحين السوريين أود أن أضيف جديدا اليوم يتعلق بمنطقة القصير وقراها، منطقة القصير عموما.

بسبب الأحداث والأوضاع العسكرية تأخرت العودة إلى هذه المنطقة. في مناطق أخرى يعود النازحون بشكل طبيعي. قبل عدة أشهر بالصيف وبناء على قرار القيادة السورية وأيضا رغبة الأهالي الموجودين فعلياً خلال السنوات الماضية، الذين كانوا جزءاً من المعركة، أهالي قرى القصير والقصير من السوريين واللبنانيين، بسبب رغبتهم وإلحاحهم حصل تواصل معنا، وحصل تبان لتعود كل الناس. نحن رتّبنا وضعنا بالقصير وبقرى القصير بما يتناسب مع عودة كاملة لأهالي المدينة وأهالي القرى، لا مشكلة على الإطلاق. والإجراءات بدأت منذ مدة من قبل الحكومة السورية داخل سورية، أنا يهمني اليوم أن أعلن لأهالي القصير الموجودين في لبنان أهالي بلدات القصير الموجودين في لبنان، لن نعذبهم ونقول لهم سجّلوا عند الأمن العام أو عند ملف النازحين بحزب الله لأننا نحن نعود ونعطي الأمن العام، سجّلوا عند الأمن العام اللبناني والأمن العام اللبناني وضمن الآليات المعتمدة والمتبعة مع الحكومة السورية هو إن شاء الله يقدم التسهيلات وابتداء من اليوم هذا الباب مفتوح والتنسيق قائم مع الحكومة السورية في داخل سورية بدأ العمل على هذا الموضوع. هناك عائلات عادت إلى مدينة القصير وبعض القرى الموجودين في لبنان فيما يتعلق بلبنان طبعا ضمن الآليات والضوابط المعتمدة بين الأمن العام اللبناني والجهات المعنية في سورية يمكن البدء في تسجيل الأسماء والخطوات لتأمين هذه العودة.

في هذا السياق أود أن أشير إلى نقطة، خلال السنوات الماضية قيل الكثير من الأكاذيب عن التغيير الديموغرافي في سورية وخصوصا في المنطقة الحدودية، واتهمنا، اتهم النظام في سورية واتهم حزب الله، ان حزب الله والحكومة السورية متواطئين ومتآمرين، وهناك مخطط لتغيير ديموغرافي! أين؟ على الحدود اللبنانية السورية مع البقاع بالحد الأدنى بمنطقة الزبداني، منطقة القلمون، منطقة القصير.

على كل حال أود اليوم أن استفيد من هذه الحادثة لأعيد التذكير بما قلته قبل مدة من يحب أن يصعد ويتجول بمنطقة الزبداني، بمدينة الزبداني وبلداتها وقراها، يراها عامرة خصوصا بالصيف، ما شاء الله، يذهب لمنطقة القلمون ليذهب ويرى هل هناك تغيير ديموغرافي؟ هل حصل تغيير ديموغرافي صار هناك عشر بيوت، طيب خمس بيوت، تغيير ديموغرافي؟ ما في شيء.

كل هذه من الشعارات الكاذبة التي كانت تحاول أن تعطي للصراع بعدا طائفيا، بعدا مذهبيا، بعدا غير بعده الحقيقي الذي ظهر وتكشف وكل يوم يتأكد، ونفس الأمر اليوم بالقصير، هؤلاء أهل القصير يعودون، من كانوا ساكنين بالقصير يعودون سكان للقصير، لا يوجد تغيير ديموغرافي ولا شيء.

هناك عشرات الآلاف، أكثر من 25000 لبناني موجودين منذ أكثر من مئة سنة في تلك القرى والبلدات قبل الأحداث كانوا موجودين وكثر منهم خلال الأحداث بقوا موجودين والآن موجودون.

إذا نغلق هذا الباب اليوم بالدعوة إلى عودة أهالي القصير وقرى القصير إلى هذه المنطقة، يعودون ان شاء الله محترمين، وأحراراً، ولا مشكلة على الإطلاق، ونغلق هذا الباب الذي اسمه الدعاوى والاتهامات الكاذبة والدائمة حول التغيير الديموغرافي في المنطقة الحدودية.

نحن بهذا الملف أيضا أقول للأمن العام ولأهالي القصير وقرى القصير الذين سيعودون إن كان هناك أمر مطلوب من حزب الله، أي أمر، أو مساعدة، أي مساهمة، أي خدمة، باعتبار نحن لدينا تواجد هناك وإطلالة وعلاقة، نحن إن شاء الله سنكون جاهزين وفي الخدمة ولن نتردد.

النقطة الرابعة كلمة مختصرة في موضوع الانتخابات الإسرائيلية، بالانتخابات شاهدتم نتنياهو هو اجبر إسرائيل من أجل أن يبقى رئيس حكومة، أجبر الكيان الغاصب على إجراء انتخابات برلمانية ثانية بعد أشهر، وأجراها، وخلال هذه الأشهر لم يترك أمرا يمكنه فعله إلا وفعله فتح عدواناً على العراق، على الحشد الشعبي، وصعّد من عدوانه في سورية، ورفع لهجته بموضوع إيران. اعتداءات على غزة، القسوة في الضفة الغربية في مواجهة أهلي الضفة. موضوع الأسرى الفلسطينيين في السجون وما عانوه وما واجهوه خلال هذه الأشهر.

إعلانه عن عزمه ضم المستوطنات في الضفة الغربية وربما كل الضفة الغربية وغور الأردن، محاولته لتغيير المعادلات في لبنان والاعتداء على لبنان والذي كاد أن يجر المنطقة إلى مواجهة كبرى.

غامر بكل شيء من أجل أن يبقى رئيس وزراء، بكل شيء حتى عرّض ناسه وجماعته من أجل أن يبقى رئيس وزراء.

وايضا المساعدة الأمريكية التي قدمت له، أنا لا أذكر أنها قدمت لرئيس وزراء سابق في انتخابات سابقة.

من ضم القدس، إلى صفقة القرن، إلى ضم الجولان، إلى التبني الترامبي المطلق لنتنياهو، لشخص ناتنياهو، والمساندة الأمريكية، وأيضا المساندة الغربية، مع ذلك بنتيجة الانتخابات فشل في أن يحصل على الأغلبية التي تمكّنه من تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة. وهذا فشل.

ما أود أن أشير إليه فقط هو التالي:

نحن أمام المشهد القائم، نستطيع أن نفهم أزمة القيادة في كيان العدو، أزمة لم يمر كيان العدو بسابقة مثلها بالماضي، فقدان القيادات التاريخية، فقدان ثقة القيادة السياسية، هذا التشتت عندما ترون كيفية توزع عدد النواب. كان عادة حزبان أو ثلاثة، الآن عدد كبير من الأحزاب يتقاسمون المقاعد، حتى انقسام عامودي في مجتمع العدو رغم وجود كثير من المشتركات فيما بينهم.

هذا طبعا مؤشر على الوهن والضعف والخلل في بنية هذا الكيان الذي بدأ يشيخ ويهرم، وهذا أمر طبيعي ويجب أن نقرأه على هذا الأساس.

النقطة الأخرى، نحن بالحقيقة عندما نتابع الانتخابات الإسرائيلية نحن لا يعنيننا أن يصل ناتنياهو أو غانتس أو من سيأتي، حتى لا يخدع أحد بهذا الموضوع، يمين، يسار، وسط، فيما يعني العدوانية الإسرائيلية والأطماع الإسرائيلية والإرهاب الإسرائيلي وأمن المنطقة واستهداف شعوب ودول المنطقة واغتصاب حقوق الفلسطينيين وظلم الفلسطينيين يمين ويسار ووسط كله واحد.

ليس هناك فرقاً، الواحد لا يرى فرقاً كثيراً، وحتى عندما نعود للماضي، هناك حروب ومجازر ارتكبها الكيان الصهيوني في ظل حكومات اليمين، وهناك حروب ومجازر أيضا يندى لها الجبين ارتكبها الكيان الصهيوني في ظل حكومات اليسار. ما الفارق بين شيمون بريز وإسحاق رابين عن شارون وشامير وبن غوريون ونتنياهو وايهود باراك وغينتس ومينتس ولا أعرف ماذا. كلهم متشابهين.

لذلك هذا الموضوع نتابعه، هناك فائدة في المتابعة، ولكن هذا ليس له أي قيمة في الرهانات، هذا المشروع الصهيوني، هذه حكومة العدو، هذه الأطماع، هذه الأهداف، هذه العدوانية، هذا الإرهاب هو واحداً أياً تكن التشكيلة الحكومية الآتية، إذا جاءت تشكيلة حكومية، إذا لم يذهبوا مجدداً نتيجة مأزقهم السياسي إلى انتخابات للمرة الثالثة.

النقطة الأخيرة هو ما حصل في المنطقة قبل أيام في استهداف منشآت أرامكو من قبل الجيش اليمني واللجان الشعبية اليمنية والتي تبناها الناطق الرسمي بشكل رسمي - أول مرة - وعقد لقاءً صحافياً وشرح وأوضح وبيّن وإلى آخره.

هذا الموضوع لن أطيل به كثيراً، أقول كلمتين فقط. ليس هناك شك بأن الحدث كان حدثاً مهماً جداً، هزّ المنطقة وترك صدى وارتدادات مهمة في العالم، حدث له تداعيات أيضاً على المستوى الدولي. عندما نقف أمام هذا الحدث، أريد أن أشير لبعض النقاط.

النقطة الأولى، للأسف الشديد يتبين أن سواءً في الرأي العام الدولي أو في الاهتمام الإعلامي أو الاهتمام السياسي أو الحكومي أو حتى الأمم المتحدة، كم النفط أغلى من الدم، طبعاً هذا ليس كلاماً جديداً، قلناه سابقاً وقاله كثيرون خلال الأيام الماضية، وأنا أريد أن أُضيف لمن قال ذلك، كم النفط أغلى من الدم، بهذه المنشآت لم يقتل أحد حسب علمي، في الإعلام لم يقولوا إن قُتل أحداً أو جُرح، هناك منشآت نفط، حديد ونفط اندلعت فيه النيران واحترق، وهناك خسائر مادية، قامت الدنيا وقعدت، واستنكارات وتضامنات، وحدث حصل مثلاً بعد حرب اليمن - ونحن في العام الخامس - لكن على امتداد أربع أعوام وعدة أشهر وبشكل يومي واليوم أيضاً وبشكل يومي طائرات التحالف أو العدوان السعودي الإماراتي الأميركي تقصف الشعب اليمني، مساجدهم، مدارسهم، مستشفياتهم، بيوتهم، أسواقهم، تقتل النساء والأطفال وكله موثق وعلى التلفاز ولا يحتاج لتوثيق، لا يوجد أحد، يعني هذا الموضوع لا يهز المنطقة ولا يهز العالم ولا يهز الأمم المتحدة ولا الإدارة الأميركية ولا الدول الأوروبية ولا شيء، وهذا شيء عادي وطبيعي. مثل أمس، سيدة فلسطينية شابة تقتل بدمٍ بارد على معبر قلنديا في فلسطين المحتلة، وهذا عادي وكأنه لا يوجد شيء، حتى في العالم العربي هناك أناس لم يكلفوا خاطرهم لا أن يدينوا ولا يستنكروا، حتى أن يذكروا ذلك في الأخبار، لأن هذا ليس نفط، هذا دم.

هذه النقطة الأولى، هذه النقطة في الحقيقة إدانة، الذي يريد أن يتضامن فهو حر فليتضامن، في لبنان وغير لبنان، ولكن نحن أيضاً نطالبه أن يتضامن مع أشلاء ودماء أطفال ونساء الشعب اليمني ومع المرضى ومع المحاصرين والعطاشى والجياع والمظلومين والمقتولين والمهجرين في اليمن، فليتضامن معهم، فليكن متوازناً، يساوي بين الدم والنفط بالحد الأدنى، مساواة ظالمة بكل الأحوال.

لكن هذا العالم هكذا، هذا عالم القوة، عالم المال، عالم الاقتصاد، الإنسان ودمه وكرامته وحقوقه ومستقبله هذا ليس موجوداً في اللائحة، وإذا موجوداً في اللائحة يكون في آخره.

النقطة الثانية التي أريد أن أقولها، عادة أنا عندما أتكلم بموضوع اليمن أكون قاسياً جداً على آل سعود وعلى النظام السعودي، الآن لن أكون قاسياً سأكون ناصحاً، ليست نصيحة جديدة لكن فيما يعني هذا الحدث.

الآن، همهم كيف سيحمون منشآتهم النفطية، فبدأوا يفكرون الآن، يشترون دفاعاً جوياً من الأميركيين، مع أنهم عندهم دفاعات جوية وعندهم باتريوت، أو يذهبون إلى كوريا الجنوبية يشترون دفاعات جوية، أو يشترون مثل ما عرض عليهم الرئيس بوتين أن يكونوا حكماء كالإيرانيين ويشترون أس 300 أو مثل الأتراك يشترون أس 400، بوتين كان يقول هكذا. بدل أن يذهبوا وينفقوا ويبحثوا عن منظومات دفاعات جوية جديدة، هذا بالنسبة للسعودية ليس سهلاً، نحن نتكلم عن بلد مساحته ضخمة جداً جداً، كبيرة جداً، وفي مواجهة نوع من المسيرات التي عندها هامش المناورة، يعني ممكن أنت أن تضع دفاعاتك وصواريخك بهذا الاتجاه، "المسيرة تطلع هيك وتجيك من هيدي الميلة وممكن تطلع تجيك من هيديك الميلة وممكن تلف من وراك وتجيك من ورا"، وهناك نوع من الصواريخ أيضاً لديها هامش مناورة، يعني ماذا ستفعل؟ ستشتري منظومة دفاع جوي لكل السماء السعودية، كم ستدفع من الأموال؟ سيكون مكلفاً جداً، ولن يكون مجدياً.

الأقل كلفة على السعودية لتحمي منشآتها النفطية وبنيتها التحتية وإلى آخره، كذلك الإمارات، لأن الناطق الرسمي كان يهدد الإمارات أيضاً، الآن السعودية إذا ضربت عدة ضربات تتحمل، لكن الإمارات كم تتحمل؟

النصيحة لكليهما، الأقل كلفة، هو وقف الحرب، هذا الأقل كلفة، الذي يحمي المنشآت والبنية التحتية في السعودية والإمارات هو وقف الحرب على الشعب اليمني، لماذا هذا أقل كلفة؟ لأنه لا تضطر أن تشتري منظومات دفاع جو جديدة، وأيضاً توفر كلفة الحرب اليومية التي تدفعها السعودية والإمارات في حرب اليمن، وأيضاً هذا أكرم لكم وأحسن لكم وأشرف لكم من الإذلال الأميركي. تعرفون نحن الآن أمام ماذا؟ لا تؤاخذوني، أمام عملية حلب جديدة، الآن ترامب جالس "ولاكك إجر على إجر" وغير منزعج أبداً "ويحكي شروي غروي"، "يحكي شمال يمين" وساعة سلم وساعة حرب وساعة لا أريد أن أشن حرباً وساعة أنتم تتحملون المسؤولية، وساعة أنا لم أعد، وساعة أنا لم ألتزم، وإذا أريد أن أساعد يجب أن تدفعوا، هذا إذلال. وفّروا على أنفسكم إذلالاً، وفّروا على أنفسكم أموالاً وتستنقذون أنفسكم وبنيتكم التحتية ووضعكم الأمني وأمنكم القومي، هذه المعادلة الوحيدة، الطريق الوحيد الموصل إلى هذه الأهداف هو وقف الحرب الظالمة على اليمن وعلى الشعب اليمني، واتركو اليمن واتركو الشعب اليمني، اتركوهم يتفاهمون ويجلسون ويتحاورون ويستطيعون أن يصلوا إلى نتيجة.

أما كل المحاولات الأخرى اليوم، الاستعانة بالأميركي وبالبريطاني وبتحالف دولي، هذا يؤدي إلى المزيد من الخراب وإلى المزيد من الدمار، وأنتم تعرفون أن المحور المقابل هو محور قوي جداً، قوي جداً، وما حصل في المنشآت النفطية هو واحد من مؤشرات ودلائل قوة هذا المحور ومن مؤشرات شجاعة هذا المحور ومن مؤشرات أن هؤلاء الذين يدافعون عن أنفسهم في اليمن حاضرون أن يذهبوا بعيداً بعيداً في الدفاع عن أنفسهم.

إذا تريدون أن تأخذوا عبرة، فهذه هي العبرة، أما الآن تحريض أميركا وتحريض الغرب على إيران لتشن حرباً على إيران هذا لن يقدم ولن يؤخر، يعني يجب أن تيأسوا من هذا، ترامب كان واضحاً، ترامب يريد أموالاً، ترامب لا يريد حرباً، ترامب عنده انتخابات، وأنتم على من تراهنون؟ أنتم تراهنون على إدارة فاشلة - إن شاء الله في وقت آخر إخواننا سيحضرون دراسة بفشل إدارة ترامب - سياسات ترامب- الإدارة الفاشلة في فنزويلا، فنزويلا قطعت في الوقت الذي كان العنوان إنقلاب عسكري وحرب على فنزويلا ومعقابة فنزويلا وحرب أهلية في فنزويلا وحصار فنزويلا وعقوبات على فنزويلا، قطعت. فشل في فنزويلا، فشل في كوريا الشمالية، فشل في إخضاع الصين تجارياً، فشل في سوريا، فشل في العراق، فشل في صفقة القرن، لأن هذه صفقة فاشلة، والآن إذا نتنياهو "طار" وهذا احتمال وارد، على كل حال، لا أريد أن أستبق الأمور، الآن أخونا الدكتور ظريف عنده مجموعة "الباء" أول "باء" بولتون رحل، ويمكن "الباء" الثانية يرحل - بنيامين نتنياهو - صفقة القرن فاشلة وأيضاً فشل مع إيران، الفشل في إخضاع إيران، الفشل في أن تستسلم إيران. اليوم ترامب يستجدي لقاءً مع رئيس الجمهورية الإسلامية في إيران سماحة الشيخ حسن روحاني، يستجدي، هذا ترامب وأنتم تراهنون عليه.

إيران هذه - أجدد القول لكم - أنها قوية إلى حد أن كل "الهياهو" والضجيج والصراخ والتهديد والعنتريات والاتهامات التي قمتم بها خلال هذه الأيام لم تهز شعرة بلحية أحد من المسؤولين في إيران، كل هذا لا يخيفهم ولا يرعبهم لأنهم أقوياء، لأنهم موحدون ولأنهم متماسكون ولأنهم حاضرون ولأنهم يتقنون العمل ضمن كل المعادلات.

إذاً النصيحة اليوم، لا نريد أن نهاجم، النصيحة أعيدوا النظر، فكروا جيداً، الحرب على إيران ليس رهاناً لأنه سيدمركم، إكمال الحرب على اليمن ليس حلاً، حرب عبثية وإذا أكملتم ستدفعون ثمنها، هذه ضربة واحدة، نصف الانتاج السعودي، ضربة ثانية "تخبزون بالأفراح"، هذه هي الحال، أنتم بيتكم من زجاج واقتصادكم من زجاج، مثل المدن الزجاجية في الإمارات، الذي بيته من زجاج واقتصاده من زجاج ومدنه من زجاج فليذهب ويعمل معروف يعقل ويوقف الحرب أوفر له وأكرم له وأرحم للناس والمستضعفين جميعاً.

أطلنا عليكم، نحن مع حبيبنا وأخينا وعزيزنا وأستاذي وكبيرنا سماحة الشيخ حسين كوراني رحمة الله عليه، رضوان الله تعالى عليه، نقول لروحه الطاهرة، يا أخانا وحبيبنا وعزيزنا وكبيرنا نحن سنحمل أهدافك وسنحفظ وصيتك ووصاياك، سنواصل دربك وسنحقق كل تلك الآمال والأحلام التي كنت تتحدث عنها بأدبياتك، بلغتك العاشقة، بمصطلحاتك المميزة وبروحك التي كانت حاضرة فينا وستبقى حاضرة فينا، رحمك الله وحشرك الله مع الأنبياء والمرسلين والأولياء والأئمة والصالحين والشهداء وأحبائك وأبنائك من شهداء المقاومة والسلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 19-20 يلول/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

Faith Is The Only Means That Enables Us To Accept & Deal With Death/Elias Bejjani/September 20/2019
http://eliasbejjaninews.com/archives/78655/elias-bejjani-faith-is-the-only-means-that-enables-us-to-accept-deal-with-death/

 

تأملات إيمانية بالنص والصوت: لا يمكن التعامل مع لغز الموت وفهمه بغير مفاهم الإيمان/الياس بجاني/20 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78650/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84-2/

 

 

 

رزمة من التقارير باللغتين العربية والإنكليزية تتناول ملف ألكسي صعب العضو الإرهابي في حزب الله المعتقل في أميركا

A Bundle of A/E Reports covering the Hezbollah Terrorist Alexy Saab who is imprisoned in the USA

http://eliasbejjaninews.com/archives/78680/%d8%b1%d8%b2%d9%85%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%82%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba%d8%aa%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84/

 

 

أحمد عبد العزيز الجارالله/خلّصوا العالم من النّازية الفارسية/السياسة/20 أيلول/2019

Ahmed Al-Jarallah/Rescue The World From The Persian Nazism/Arab Times/September 20/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78678/%d8%a3%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b2%d9%8a%d8%b2-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%a7%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%ae%d9%84%d9%91%d8%b5%d9%88%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7/

 

عماد موسى/لو”يتلفن” غريب لعيّاش/نداء الوطن/20 أيلول 2019

محمد أبي سمرا/المحكمة الدولية والعمالة وضحاياها.. زجليات مسرح مدرسي لبناني/المدن/21 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78690/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%8a-%d8%b3%d9%85%d8%b1%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d9%83%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%85%d8%a7%d9%84/

 

عبير بركات/خيارات جعجع “تموضعه” تحت جناح بري/الكلمة اونلاين/20 أيلول/2019

مجد بو مجاهد/مَن بقي لسمير جعجع ومعه/النهار/20 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78693/%d8%b9%d8%a8%d9%8a%d8%b1-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%ae%d9%8a%d8%a7%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d8%aa%d9%85%d9%88%d8%b6%d8%b9%d9%87-%d8%aa%d8%ad%d8%aa-%d8%ac%d9%86%d8%a7%d8%ad/