المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليومي 19 أيلول/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.september19.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا العَالَم. لَو كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هذَا العَالَم، لَكَانَ حَرَسِي يُحَارِبُونَ لِئَلاَّ أُسْلَمَ إِلى اليَهُود

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/لا يمكن ردع فجور ووقاحة واستكبار حزب الله الإرهابي والمجرم بغير لغة العصا

الياس بجاني/استنكار لجريمة الاعتداء على المصور الصحافي في جريدة النهار نبيل اسماعيل

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رئيس الجمهورية تلقى اتصالا من نظيره الفرنسي واتفاق على ضرورة استمرار بذل المساعي واقصى الجهود لتأمين ولادة الحكومة

إرجاء الاستماع الى العلامة الأمين إلى 15 ك1

ولادة جديدة للبنان بوجود “حزب الله”

جاسوسة جديدة لـ”حزب الله” في قبضة اسرائيل

حلّ ممكن لأزمة كورونا في سجن رومية!

العقوبات على “الحزب” وداعميه: مفاجآت من العيار الثقيل

عندما تصفي “الممانعة” حساباتها على حساب أديب!

لأن الفشل الفرنسي ممنوع.. هل يستعجل ماكرون مؤتمر الحوار؟

هذا ثمن إسقاط “الثنائي الشيعي” المبادرة الفرنسية!

بيان الاعتذار كان في جيب أديب..

مقدمة نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 18/09/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 18 أيلول 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

العقوبات الأميركية تابع: استهداف "الإثراء الذاتي لحزب الله"…

عون: لبنان يحتاج للمزيد من دعم المجتمع الدولي

لعب "على حافة الهاوية": أديب لن يكون دياب!

النهار: اعتذار معلق وعاصفة تضليل و"الثنائي" معزول"

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

ذروة الاستعداد.. بارجات أميركية إلى هرمز

رجل إيران للالتفاف على العقوبات يثير جدلاً في أميركا

ترمب: سنوفر 100 مليون جرعة من اللقاح قبل نهاية العام

أردوغان: أحزننا اتفاق اليونان مع مصر ومستعدون للحوار

بينها شركة تركية.. أوروبا تعاقب مصدري السلاح إلى ليبيا

موسكو: اعتراض طائرتي استطلاع أميركية وسويدية

العراق: تعديلات الدستور شملت صلاحيات الرئيس

الكاظمي يطلق العنان للقضاء.. اعتقال مسؤولين ورجال أعمال

المسماري: تشكيل لجنة فنية للإشراف على إيرادات نفط ليبيا

العقوبات الأميركية تابع: استهداف "الإثراء الذاتي لحزب الله"…

عون: لبنان يحتاج للمزيد من دعم المجتمع الدولي

لعب "على حافة الهاوية": أديب لن يكون دياب!

النهار: اعتذار معلق وعاصفة تضليل و"الثنائي" معزول"

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ستندمون يوم تخسرون لبنان… ولن ينفع الندم/الكولونيل شربل بركات

ورطة بعبدا/الياس الزغبي

"حزب الله" والعلامة الأمين/أحمد عياش/ النهار

غطاء من الأحزاب المهيمنة وغياب للسلطات/بعلبك: "مدينة الأمن بالتراضي والنزاعات العشائرية"/مريم مجدولين لحام/نداء الوطن

نعم أنا لبناني لا أثق... لا أثق... لا أثق/أحمد الغز/اللواء

ماكرون... باقون هنا حتى لو فشل التأليف/ألان سركيس/نداء الوطن

"الثنائي": لا أمل لمصطفى أديب بتشكيل الحكومة/غادة حلاوي/نداء الوطن

إيران استغلت فرنسا كسباً للوقت وتكريساً لحزب الله بلبنان/منير الربيع/المدن

الحزب يلاعب ماكرون.. وشينكر "ما مرقت عليه"/محمد بركات/أساس ميديا

مُنسّق مكافحة الإرهاب في الخارجية الأميركية لـ"أساس": زيارة هنية للبنان ليست عاملًا إيجابيًا على الإطلاق!!/محمد ابراهيم/أساس ميديا

التهديدات المتزايدة للعيش المشترك/رضوان السيد/أساس ميديا

المداورة: مفتاح الرباعي السنيّ... للتشدّد/كلير شكر/نداء الوطن

الإنجاز الإماراتي-الإسرائيلي: التداعيات الثنائية والإقليمية والسياسة الأمريكية/ابتسام الكتبي, دوري غولد, باربارا أ. ليف, و ديفيد ماكوفسكي/معهد واشنطن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي: الوجود المسيحي في الشرق بات مقلصا ونحن مدعوون لمواجهة رياح تعصف بأوطاننا

الرئيس عون خلال مؤتمر التنمية المستدامة في الامم المتحدة عبر الفيديو: لبنان يحتاج الى مزيد من الدعم لمساعدته على تخطي الظروف الطارئة

مجلس كنائس الشرق الأوسط دعا إلى وقف الحروب والصراعات المدمرة في الشرق الأوسط وحماية كرامة الإنسان وبناء السلام

مرافقو مستشار باسيل اعتدوا على ناشطين وحطموا أسنان شابة

حين يحاضر “الحزب” و”المردة” و”أمل” في محاربة الفساد!

جعجع: بقاء المالية مع الثنائي الشيعي سيعطل الاصلاحات وتسمية كل فريق وزراءه تعيدنا الى الدوامة

المفتي قبلان: المداورة إما أن تكون في كل المناصب في إطار دولة مدنية وإلا فمن له حصة فليأخذها

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا العَالَم. لَو كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هذَا العَالَم، لَكَانَ حَرَسِي يُحَارِبُونَ لِئَلاَّ أُسْلَمَ إِلى اليَهُود

إنجيل القدّيس يوحنّا18/من33حتى83/دَخَلَ بِيلاطُسُ مِنْ جَديدٍ إِلى دَارِ الوِلايَة، ودَعَا يَسُوعَ وقَالَ لَهُ: «هَلْ أَنْتَ هُوَ مَلِكُ اليَهُود؟».أَجَابَ يَسُوع: «أَمِنْ عِنْدِكَ تَقُولُ هذَا، أَمْ قَالَهُ لَكَ عَنِّي آخَرُون؟».أَجَابَ بِيلاطُس: «أَيَهُودِيٌّ أَنَا؟ إِنَّ أُمَّتَكَ والأَحْبَارَ أَسْلَمُوكَ إِلَيَّ، فَمَاذَا فَعَلْت؟».أَجَابَ يَسُوع: «مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا العَالَم. لَو كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هذَا العَالَم، لَكَانَ حَرَسِي يُحَارِبُونَ لِئَلاَّ أُسْلَمَ إِلى اليَهُود. أَجَل، مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هُنَا».فَقَالَ لَهُ بِيلاطُس: «أَمَلِكٌ أَنْتَ إِذًا؟». أَجَابَ يَسُوع: «أَنْتَ تَقُولُ إِنِّي مَلِك. إِنِّي لِهذَا وُلِدْتُ ولِهذَا أَتَيْتُ إِلى العَالَم، لِكَي أَشْهَدَ لِلحَقّ. فَكُلُّ مَنْ هُوَ مِنَ الحَقّ، يَسْمَعُ صَوتِي».قَالَ لَهُ بِيلاطُس: «ومَا هُوَ الحَقّ؟». قَالَ هذَا، وعَادَ فَخَرَجَ إِلى اليَهُود، وقَالَ لَهُم: «أَنَا لا أَجِدُ فِيهِ أَيَّ ذَنْب!

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

لا يمكن ردع فجور ووقاحة واستكبار حزب الله الإرهابي والمجرم بغير لغة العصا

الياس بجاني/17 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90456/90456/

إن من يتابع تصريحات “صبي” حزب الله نبيه بري الفاسد والمفسد الأكبر في تاريخ لبنان المعاصر، وما تتصف به هذه التصريحات من استكبار ووقاحة وفجور وعهر، يتأكد ودون ادني شك بأن المحتل الإيراني المتمثل بأذرعه اللاهية والمتمذهبة لا يمكن يفهم بغير لغة العصا.. والعصا كما يقول المثل هو لمن عصا.

والفاسد والمفسد الأكبر في تاريخ لبنان نبيه بري، ورغم هالات الحنكة والحكمة والدهاء الكاذبة التي تحيطه بها جماعة الذميين والاستسلاميين والصفقات الخطايا من أمثال جعجع وجنبلاط والحريري، فهو في الحقيقة المعاشة مجرد موظف عند حزب الله “وصبي” بأمرته كما يقال في دول الخليج العربي.

نبيه بري هو بوق وصنج وليس أكثر منذ أن تم تدجينه إيرانياً عقب معارك إقليم التفاح مع حزب الله، ومنذ ذاك اليوم دوره يقتصر على دور الموظف الذي ينفذ ولا يقرر.

أما كذبة وطنية الإستاذ وحرصه على البلد وعلى الطائف والتعايش والميثاقية فهي فعلاً مضحكة وتستحق الشفقة على من يصدقها، واللعنة على من يسوّق لها.

من هنا فإن كل عنتريات بري الفاسد والمفسد والبوق بما يتعلق بوزارة المالية والتوقيع الثالث فهي ليست من عندياته، بل هو في هذا الشأن مجرد صنج يرن، فيما الضارب عليه هو الإيراني مباشرة.

وليس حزب الله أفضل من بري بما يخص تبعية قراره، لأنه هو أيضاً بنفس وضعية بري تماماً مع سيده الإيراني.

وأيضاً فإنه ورغم هالات القداسة والقوة والجبروت والمعرفة التي يحاط به سيد امونيوم، فهو عملياً مجرد موظف عند الحرس الثوري الإيراني وينفذ تماماً كبري ولا يقرر.

يبقى أن الحكام الدكتاتوريين والفجار والأباطرة والمرضى النفسيين والعقليين، وحكام إيران الملالي هم من هذه الفصيلة الشيطانية، فإن هؤلاء وعلى خلفية استكبارهم وغبائهم وهلوساتهم وأوهامهم وانسلاخهم عن كل ما هو واقع وإمكانيات وقدرات، فهم يعيشون في أقفاص أمراضهم.. ولهذا لا مجال للتعاطي معهم بأي منطق بشري، وهم في النهاية ولا يسقطون بغير القوة…. ولنا في مصير هتلر وموسوليني وصدام والقذافي خير أمثلة.

في الخلاصة فإن اللغة الوحيدة التي يفهمها ملالي إيران وأذرعتهم الإرهابية هي القوة وفقط القوة، وبالتالي هم لن يتنازلوا عن أي شيء بالطرق الإقناعية والمنطقية، ولا بد لإركاعهم من استعمال لغة العصا معهم… لأن كل جزر العالم لن يحركهم عن تعنتهم ولو سنتي متراً واحداً.

يبقى أن على ماكرون والإتحاد الأوروبي والأميركي ودول الخليج العربي وغيرهم من الدول والشعوب الذين يعاديهم حزب الله ورعاته الملالي أن يفهموا التاريخ جيدا ويأخذوا العبر منه،ً ويعلموا بأن لا حلول مع هذه الفئات من البشر بغير لغة العصا..لأن العصا هو لكل من عصا.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

استنكار لجريمة الاعتداء على المصور الصحافي في جريدة النهار نبيل اسماعيل

الياس بجاني/14 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90382/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%86%d9%83%d8%a7%d8%b1-%d9%84%d8%ac%d8%b1%d9%8a%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b9%d8%aa%d8%af%d8%a7%d8%a1-%d8%b9/

هؤلاء الميليشياويين والزقاقيي الذين اعتدوا على المصور الصحافي نبيل اسماعيل على خلفية رفض الآخر والإرهاب والقمع والاستكبار الفارغ والغباء والجهل، هم أوباش بعقولهم وبثقافتهم وبممارساتهم الشوارعية.

إن عملهم المشين والمستنكر اليوم هو حصاد ونتاج ابليسي لفجور ونرسيسية وجحود وكفر وطروادية قادة أصنام حولوا زلمهم وأتباعهم الأغبياء إلى قطعان هائجة غريبة ومغربة عن كل ما هو إنسان وإنسانية وحضارة وشرع حقوق.

مطلوب إنهاء حالة الاحتلال الإيرانية المبتلي بها لبنان والتي تعيث ليس فساداً وإفساداً في المؤسسات التابعة للدولة، بل الأخطر هو نقل وتعميم ثقافة هذا الاحتلال الهمجية والبربرية إلى بعض الشرائح اللبنانية التي تمظهرت اليوم بأبشع صورها من خلال الاعتداء المستنكر على المصور نبيل اسماعيل.

ما جرى اليوم هو عارض من أعراض ثقافة وعقلية سرطان الإحتلال الإيراني للبنان، وبالتالي لا حلول في وطن الأرز كبيرة كانت او صغيرة، وفي أي مجال، وعلى أي مستوى، قبل تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان، وفي مقدمها ال 1559 ، وذلك لحصر السلاح بالدولة ولإنهاء دويلة واحتلال وحروب وفجور وبربرية حزب الله الإرهابي، وكذلك لإسقاط كل الأغطية والأدوات التي نصبها في مواقع الحكم والسلطة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رئيس الجمهورية تلقى اتصالا من نظيره الفرنسي واتفاق على ضرورة استمرار بذل المساعي واقصى الجهود لتأمين ولادة الحكومة

وطنية - الجمعة 18 أيلول 2020

تلقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ظهر اليوم، اتصالا هاتفيا من نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون، وعرض معه للملف الحكومي في ضوء التطورات الاخيرة. واتفق الرئيسان على "ضرورة الاستمرار في بذل المساعي على مختلف المستويات لتأمين ولادة الحكومة العتيدة ضمن اجل محدود". وتمنى الرئيس الفرنسي على الرئيس عون "بذل اقصى الجهود للوصول الى نتيجة ايجابية"، مشيرا الى أنه سيجري بدوره اتصالات لهذه الغاية.

 

إرجاء الاستماع الى العلامة الأمين إلى 15 ك1

وطنية - الجمعة 18 أيلول 2020

أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" أن قاضي التحقيق في جبل لبنان زياد مكنى أرجأ جلسة الاستماع الى العلامة السيد علي الامين في الدعوى المقدمة ضده من المحامي غسان المولى بوكالته عن الاعلاميين نبيه عواضه وخليل نصرالله وشوقي عواضه وحسين الديراني، في قضية اثارة النعرات الطائفية، الى 15 كانون الاول المقبل، وذلك لغياب المدعين والمدعى عليه. وكان عدد من الشخصيات الروحية والفكرية والثقافية والإعلامية نفذوا وقفة رمزية امام قصر عدل بعبدا، تضامنا مع العلامة الامين، بعنوان: "منحازون الى الحق"، "منحازون الى اصحاب الفكر والايمان".

 

لا ولادة جديدة للبنان بوجود “حزب الله”

ترجمة صوت بيروت إنترناشونال/الجمعة 18 أيلول 2020

كتب إيريك غريمس في “الانترناشيونال بوليسي دايجست”، إن الآثار المروعة لانفجار ميناء بيروت تكشف مدى سوء خذلان لبنان من قبل نظامه السياسي والمجتمع الدولي. لقد مكن النظام السياسي في البلاد حزب الله، وهو جماعة إرهابية محظورة دولياً، وشجعه على السيطرة تحت ستار تسوية طائفية، تم تجسيدها لأول مرة في القانون عندما أعلن لبنان الاستقلال في عام 1943 وتم تعديلها بموجب اتفاق الطائف في أعقاب الحرب الأهلية. الحقائق واضحة: لا يزال حزب الله الجماعة الطائفية المسلحة الوحيدة التي لا تزال نشطة في لبنان، وقد استخدم هذه القوة لاغتصاب وإفساد سلطات دولة بأكملها لتعزيز طموحاته. وبالتالي فإن إزالة نفوذ “حزب الله” هي الطريقة الوحيدة التي يمكن للبنان من خلالها التعافي وبناء مستقبل مستقر خال من الفساد الذي أوصله إلى حافة الانهيار. إن نزع سلاح أعضاء حزب الله وإزالتهم من جسد لبنان السياسي هو مكان جيد للبدء. تدعو شخصيات لبنانية مثل بهاء الحريري، نجل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، إلى إجراء إصلاحات دستورية كبرى ” تحمي الأقليات وتكرس حقوق وحريات الشعب اللبناني.”

وفي الأسبوع الماضي، اتخذت الولايات المتحدة الخطوات الأولى – على شكل عقوبات مستهدفة-ضد وزراء الحكومة السابقين الذين مكنوا “حزب الله” على حساب الشعب اللبناني وتشكل هذه العقوبات بداية قوية لما يمكن أن يكون لحظة تحول بالنسبة للبنان إذا ما ذهبت مثل هذه الإجراءات إلى أبعد من ذلك. فالشعب اللبناني بحاجة إلى مزيد من العقوبات على الأفراد الذين لهم صلات بالمنظمة. كما أن قيادة الولايات المتحدة تحتاج إلى المتابعة من قبل أعضاء آخرين في المجتمع الدولي كونها ما زالت حتى الآن تعاني من نقص شديد في الأداء. لكن العقوبات وحدها لن تحل مشاكل لبنان إذا كان حزب الله لا يزال قادراً على التلاعب بالمشهد السياسي من أجل غاياته الخاصة. دعونا لا ننسى، تم إنشاء النظام من أجل التوزيع المتساوي للقوى بين الفصائل الطائفية المتنافسة. ومع ذلك، في الواقع، هذا النظام هو الذي يرى الآن أن المناصب الوزارية والهيئات الحكومية-وغنائم تلك السلطة-منقسمة وموزعة على أسس طائفية. وعلى الرغم من المحاولات المتكررة للقضاء على الطائفية السياسية، لم يتحقق أي تقدم ملموس. ولا تزال السيطرة على وزارة المالية محجوزة للجماعات الشيعية. وبالتالي، يحتفظ حزب الله وحلفاؤه بالسيطرة الكاملة على تخصيص الموارد والعقود الحكومية. وقد مكنت السيطرة على وزارة المالية وحدها حزب الله من جمع ثروة هائلة لتمويل أنشطته غير المشروعة. إنّ النظام الحالي هو ما يساعد ويحرض القادة الشيعة على عرقلة تشكيل حكومة مصطفى أديب. في حين يرفض أشخاص مثل رئيس البرلمان نبيه بري-وهو منصب حكومي آخر مخصص للفصيل الشيعي-التخلي عن السيطرة على وزارة المالية لأي فصيل طائفي آخر. إن الصداع الناجم عن هذا الموقف المعوق هو أن المساعدات الدولية تتوقف على التزام لبنان بخارطة الطريق الفرنسية. ولأن الفساد منتشر ومستوطن في لبنان، تمكن حزب الله من أخذ بلد بأكمله كرهينة من خلال التلاعب بالنظام السياسي. وقد مكنت الحكومات المتعاقبة ذلك، وقد استرضى المجتمع العالمي حزب الله، الذي يبدو أنه، إن لم يكن راضياً عن الوضع الراهن، فهو غير مبال به. يجب محاسبة أي شخص قام بتمكين أو نشر نفوذ حزب الله إذا كان لبنان سيزدهر. يجب مساعدة البلاد على تطوير نظام ديمقراطي وعلماني يعمل لصالح الجميع، بغض النظر عن الانتماءات الطائفية.

كان يشار إلى لبنان في السابق باسم باريس الشرق الأوسط ولن يتم استعادة هذا التعبير حتى يتم الاعتراف بانهيار النظام السياسي الحالي.

 

جاسوسة جديدة لـ”حزب الله” في قبضة اسرائيل

إرم نيوز/الجمعة 18 أيلول 2020

قدمت النيابة العامة الإسرائيلية، أمام المحكمة القُطرية بمدينة القدس المحتلة، اليوم الجمعة، مذكرة اتهام بحق فلسطينية تدعى ياسمين جابر، من سكان القدس الشرقية، بتهمة التخابر مع حزب الله اللبناني، وتجنيد عملاء لصالح الحزب. وذكرت وسائل إعلام عبرية أن جابر التي تعمل بالمكتبة الوطنية الإسرائيلية بمدينة القدس، كانت قد اعتقلت الشهر الماضي بعد أن خضعت لرقابة جهاز الأمن العام (الشاباك)، والذي تيقن أنها على صلة بحزب الله وأنها تقوم بأنشطة بتكليف من المنظمة ومن ”فيلق القدس“ الإيراني، بغية تجنيد فلسطينيين وإسرائيليين لتنفيذ عمليات إرهابية. وحسب صحيفة ”يديعوت أحرونوت“، ورد في مذكرة الاتهام أن جابر كانت قد تلقت دعوة عام 2015 للسفر إلى لبنان من قبل حزب الله تحت غطاء المشاركة في مؤتمر شبابي تحت عنوان ”العودة إلى فلسطين“، وأنها استجابت للدعوة، وعرضت على إحدى صديقاتها وتسمى وعد أبو ليل الانضمام إليها. وورد أيضا في المذكرة أنه في يوم السادس من كانون الأول 2015 التقت صديقتها في الأردن وسافرتا إلى بيروت، وخلال المشاركة في المؤتمر زارت مواقع تابعة لحزب الله، كما زارت قبر القيادي العسكري عماد مغنية، والذي كان قد اغتيل في دمشق قبلها بخمس سنوات. وأدركت جابر أن الرحلة التي تقوم بها إلى لبنان برعاية حزب الله، ولكنها قررت مواصلة العمل، واحتفظت بعلاقة مع ناشط يدعى عطايا أبو سمهدانة، حسب ما جاء في المذكرة. وأحصت الصحيفة أوجه التعاون بينها وبين الحزب، وذكرت أنه في عام 2016 زارت لبنان مرة أخرى، والتقت ضابط التشغيل في الضاحية الجنوبية، معقل الحزب في بيروت، وأشخاصا آخرين، منهم شخص يرمز إليه باسم ”العجوز“، وسردت أمامه تفاصيل عن الحياة اليومية بالقدس، قبل أن يطلب منها العمل لصالح الحزب. ومنح الحزب جابر لقب ”راحيل“ وطلب منها الانتقال إلى تركيا لتسهيل مهمة الاتصال معها، ومن ثم تحديد الأشخاص الفلسطينيين أو الإسرائيليين الذين يمكن إقناعهم بالتعاون مع الحزب، وبالفعل يظهر في مذكرة الاتهام أنها توجهت إلى إسطنبول أكثر من مرة، منها زيارة عام 2018. وحسب الصحيفة، ظلت جابر على تواصل مع الحزب حتى لحظة اعتقالها الشهر الماضي، وقالت إنها تواجه اتهامات خطيرة، منها العمل لصالح منظمة إرهابية ودفع مصالحها ضد إسرائيل، والتواصل مع عملاء خارجيين، والعديد من الاتهامات الخطيرة الأخرى. وفي آذار الماضي، قدمت النيابة الإسرائيلية العامة مذكرة اتهام بحق مواطنة إسرائيلية بتهم خطيرة، منها الاتصال بعميل خارجي، وتسليم معلومات لجهات معادية بغية الإضرار بأمن البلاد، فضلا عن تقديم خدمات لمنظمة إرهابية، وذلك بعد شهور من التحقيقات بشأن صلاتها بحزب الله. ووفق مذكرة الاتهام، قامت المتهمة بتصوير العديد من المناطق وأرسلتها للحزب، ومن بين الصور على سبيل المثال، 12 صورة لآليات عسكرية بينما كانت تسير على الطريق (رقم 6)، وهو الطريق السريع الأطول في إسرائيل، حيث يمتد من جنوبها إلى شمالها، ويطلق عليه أيضا اسم ”طريق إسحاق رابين“. وأرسلت المتهمة أيضا صورا لمنطقة السياج العازل عند ”رأس الناقورة“، أقصى جنوب السهل الساحلي عند حدود جنوب لبنان مع شمال إسرائيل، وصورا تخص ”الحدائق البهائية“ الممتدة من مدرجات جبال الكرمل إلى ساحل البحر المتوسط في مدينة حيفا شمالا، وصورا لنقاط مراقبة عسكرية، وكذلك صورا لميناء حيفا، وآليات عسكرية في منطقة الخليل، وصورا لقاعدة ”حتساريم“، ومتحف سلاح الجو هناك.

 

حلّ ممكن لأزمة كورونا في سجن رومية!

 وكالة الانباء المركزية/18 أيلول/2020

رغم بقاء عداد فيروس “كورونا” على حاله بمتوسط يتراوح ما بين الـ 500 والـ 600 إصابة يوميا، إلا أن ذلك لا يدعو إلى الاطمئنان في ظلّ اقتراب المستشفيات من فقدان قدراتها الاستيعابية، ولم يكن ينقص سوى تفشّي الوباء في سجن رومية المكتظ بالسجناء حيث بلغت الإصابات المسجّلة فيه حتى اللحظة 228.

وفي إطار الجهود المبذولة لمعالجة موضوع السجن، كشف نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون لـ”المركزية” أن “هذه المشكلة معقّدة، نحاول مواجهتها ونناقش سبل معالجتها مع وزير الصحة العامة حمد حسن ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب عبر إيجاد مستشفى يخصص للسجناء المصابين، حيث أن ذلك يفرض وجود معايير وإجراءات معيّنة فيه تخوّله استقبال سجناء ومعالجتهم في الوقت نفسه. من هنا، الاتّجاه الراهن، هو محاولة تخصيص مستشفى خاص بكامله لهذا الغرض من دون أن تدخله أي حالات أخرى”، مضيفًا: “تم التواصل مع أحد المستشفيات في منطقة المتن الشمالي في انتظار جوابه، ووزارة الصّحة ستوفّر الدعم لتجهيز المستشفى الذي يوافق، فالجهات الرسمية تبدي اهتماماً كبيراً في الموضوع والمستشفيات تسعى إلى المساعدة، ويجب اتّخاذ القرارات في أسرع وقت “.

على خطّ موازٍ، وفي ما خصّ  الإصابات خارج صفوف السجناء، لفت هارون إلى أن “المستشفيات تتأقلم مع الواقع حتى اللحظةـ والطلب على الأسرّة المخصصة لكورونا إن كان للحالات العادية أو في العناية الفائقة يرتفع وتحاول الأخيرة زيادة أعدادها، ولغاية اليوم ما من مصاب احتاج إلى دخول المستشفى ولم يتمكن من ذلك، ورغم تسارع وتيرة الأعداد كثيراً نتمكن من استيعابها لكن نتخوّف من الوصول إلى القدرة الاستيعابية القصوى. غرف العناية الفائقة أصبحت تقريبًا مليئة ولا تزال هناك غرف عادية متوافرة لاستقبال المزيد من المصابين لكن ليس بأعداد كبيرة، بأقل تقدير هناك حوالي 80% من إجمالي عدد الأسرة مشغول”. وعن إمكانية المستشفيات زيادة تجهيزاتها، أوضح أن “ذلك صعب جدًّا خصوصًا ان المستشفيات تعالج مرضى آخرين غير مصابين بكورونا لا يمكنها عدم استقبالهم لا سيما وأن بعضهم حالته أخطر من المصاب بالفيروس، بالتالي نحاول الموازنة قدر الإمكان بين الوضعين”.

وفي ما خصّ  التغطية الصحية للمصابين بالوباء، أشار هارون إلى أن “الجهات الضامنة تغطي التكاليف، لكن لا تزال هناك نقاط خلافية عالقة حول التعرفة والمستشفيات تقبل بالوضع الراهن في انتظار تعديلها. البذات والثياب الواقية تشكّل الكلفة الأكبر، ووجهات النظر تختلف على هذه النقطة حيث تبعًا لحساباتنا مريض الكورونا في غرفة عادية يكلّفنا 300 ألف يوميًا ثمن مستلزمات الوقاية للطاقم الطبي فقط، أما في العناية الفائقة فالكلفة على الأقل 500 ألف ليرة، في حين أن قرار وزارة الصحة ينص على تغطية 75 ألف ليرة للغرف العادية و225 ألفا لغرفة العناية، وعدم تصحيح هذا الوضع سيجبرنا على تحميل المريض جزءا من التكلفة، وما زلنا في طور المفاوضات ولا نريد أن نتصرّف من دون الاتفاق مع وزارة الصحة”. أما بالنسبة إلى المستشفيات الميدانية، فأوضح أن “يمكن الاستفادة منها في حال تجهيزها لاستقبال المصابين لكن لا تفيد للحالات الأخرى، وأنا غير واثق من القدرة على إنجاز ذلك في السرعة الكافية، كذلك لا قدرة مادية للدولة ويمكن الاعتماد على المساعدات الخارجية إلى جانب المبلغ المخصص من البنك الدولي لمواجهة الفيروس. وفي ما خصّ  مساعدات الدول المانحة العينية فوزّع قسم منها على المستشفيات ويتم تسليمها تباعاً عن طريق الجيش ومعايير التوزيع عادلة، غير أن الكميات غير كافية مقارنةً مع المستهلكة خصوصًا مع ارتفاع الإصابات بكورونا”.

 

العقوبات على “الحزب” وداعميه: مفاجآت من العيار الثقيل

 وكالة الانباء المركزية/18 أيلول/2020

فرضت الولايات المتحدة امس عقوبات على شركتين وأحد الأفراد لصلاتهم بـ”حزب الله”. واوضحت وزارة الخزانة الاميركية ان الشركتين هما “آرش كونسالتين” للدراسات والاستشارات الهندسية، و”معمار” للهندسة والمقاولات، اللتين يحصل المجلس التنفيذي للحزب على أرباح منهما. كذلك أشارت إلى تصنيف سلطان خليفة أسعد، وهو مسؤول في المجلس التنفيذي لـ”حزب الله”، والذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالشركتين، على لائحة العقوبات. هذه المرة، لم تصب العقوبات شخصيات سياسية من الصف الاول، أوالوزن الثقيل اذا جاز القول، على غرار الاسمين اللذين ادرجا على اللائحة السوداء الاميركية الاسبوع الماضي، اي الوزيرين السابقين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس، بل جاءت “عادية” شبيهة بالعقوبات التي دأبت على اصدارها الادارة الاميركية منذ وصول الرئيس دونالد ترامب الى البيت الابيض… غير ان هذه “الاستكانة” في النَفَس الاميركي تجاه لبنان، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”، يجب الا تفهم خطأ، أو أن تُفسَّر تراجعا عن سياسة “التصعيد” التي قررت واشنطن انتهاجها لبنانيا منذ 4 آب. ففي رأي المصادر، الوتيرة الاسبوعية للعقوبات، تدل بحد ذاتها، الى ان التشدد قائم، قبل ان تشير الى ان الايام القليلة المقبلة، ستحمل مفاجآت اميركية للبنان، من العيار الثقيل، اذا لم يتغيّر السلوك السياسي ومسار الامور استراتيجيا واصلاحيا في بيروت. المصادر توضح ان الكل في الداخل بات يدرك هذا الواقع. من هنا، نرى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وفريقه السياسي اي التيار الوطني الحر برئاسة النائب جبران باسيل، يزينون خطواتهم ومواقفهم جيدا، ويتعاطون مع ملف تأليف الحكومة خصوصا، والقضايا المحلية والاقليمية، عموما، بلهجة جديدة، فيها تمايز عن حزب الله، يحمل في طياته انتقادا له ولاصراره على المثالثة المبطنة ولقتاله في سوريا واغراقه لبنان في صراعات المحاور. السبّب في هذا التحوّل الجذري والنوعي في موقف العهد والبرتقالي، هو الخوف من العقوبات، تتابع المصادر. فليس سهلا ان يتم إدراج اسم باسيل او اي من معاوني رئيس الجمهورية مثلا على لائحة “المغضوب عليهم” اميركيا ودوليا، خاصة عندما يكون باسيل يضع نصب

خاصة وان الرئيس عون والتيار، صحيح يخشيان العقوبات، الا انهما ايضا مدينان للحزب بالكثير، ويخشيان إغضابه، ما يضعهما في موقع حرج لا يحسدان عليه: هل يبتعدان عن الحزب – وهو قرار فيه إنعاش لعلاقات لبنان العربية والخليجية والدولية بقدر ما فيه إفادة للتيار كتيار – ام يبدّيان التحالف معه؟

 

عندما تصفي “الممانعة” حساباتها على حساب أديب!

 وكالة الانباء المركزية/18 أيلول/2020

ما تجنب كثيرون الاعتراف به منذ بداية رحلة الرئيس المكلف مصطفى أديب في بحر الحكومة الهائج أصبح أمرًا واقعًا لا يمكن تجاوزه بعد اليوم: المسألة تتجاوز حقيبة وزارة المال التي يتمسك بها الثنائي الشيعي، تماما كما يصر على تسمية ممثلي الطائفة التي يمثلها في التوليفة العتيدة. هذا على الأقل ما تظهر في خلال الساعات والأيام القليلة الماضية. بدليل أن فرنسا نفسها، حاملة لواء الانفتاح على “حزب الله”، لم تنجح في الدفع في اتجاه ولادة الحكومة، على الرغم من موافقتها على إبقاء حقيبة المال في يد حركة امل، مع إعطاء الثنائي حق تسمية الوزراء الشيعة في الحكومة الموعودة.

تبعًا لذلك، تتوقف مصادر سياسية عبر “المركزية” أمام الرسائل السياسية التي تصر عين التينة والضاحية على بعثها في اتجاه الرئيس المكلف وداعميه. وتعتبر المصادر في هذا السياق أن “البيان العنيف الذي أصدرته كتلة “الوفاء للمقاومة” عقب اجتماعها الدوري أمس حمل كثيرًا من الاشارات الكبيرة في هذا الصدد، بدليل الهجوم المركز على الرئيس سعد الحريري، ومن ورائه نادي رؤساء الحكومات السابقين”. وتلفت إلى أن إذا كان “الرئيس فؤاد السنيورة قد اعترف في خلال جلسة جمعته بعدد من الصحافيين قبل عشرة أيام بأن الحريري يتابع ملف التشكيل شخصيا وبأن اسم أديب طرح في خلال لقائه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، فإن أكثر ما يزعج الطرفين الشيعيين يكمن في جرعة الدعم غير المسبوقة التي تلقاها أديب من الحريري في تغريدته قبل يومين، خصوصا لجهة عدم تكريس وزارة لطائفة معينة”. وتوضح المصادر في هذا السياق أن “الثنائي الذي يرفض ما يعتبرها أعرافا جديدة يُعمَل بها على حساب وجوده في الحكومة أمر مرفوض في زمن البحث عن ضمانات تناسب العقوبات الأميركية التي من المتوقع أن تشتد في فترة ما قبل الانتخابات الأميركية لتكون ورقة رابحة في يد الرئيس الأميركي دونالد ترامب. لكن هذا ليس السبب الوحيد. ذلك أن الطائفة الشيعية لا تزال تبحث عن منفذ للدخول إلى دائرة الرقابة على عمل الحكومة على نحو يمكنها من إطاحتها عند الحاجة، مع العلم أن الثلث المعطل يحتاج تحالفا مع إحدى الطوائف الأخرى ليفي بالغرض”. إلى هذه الصورة، تضيف المصادر أسبابًا إقليمية للعرقلة السياسية في لبنان، ليس أقلها الخسائر المعنوية التي يسجلها محور الممانعة في العالم العربي، في ظل موجة التطبيع الخليجي للعلاقات مع إسرائيل، ما من شأنه أن يضعف وهج الحاجة إلى سلاح المقاومة تحت ستار الصراع العربي الاسرائيلي. وتختم المصادر مذكرة بأن ترامب الذي يعمل على تصوير نفسه رسول السلام بين اسرائيل والدول العربية وعد بأن تنضم السعودية إلى نادي مطبعي العلاقات مع الدولة العبرية، ما يشكل ضربة سنية قوية لايران الشيعية، حامية سلاح المقاومة، وهي فرضية لا يمكن أن يسكت عتها الممانعون، لذلك نراهم يحاولون تحصيل ما في استطاعتهم من مكاسب سياسية  في لبنان كما في سواه من ساحات تصفية الحسابات الكبيرة.

 

لأن الفشل الفرنسي ممنوع.. هل يستعجل ماكرون مؤتمر الحوار؟

 وكالة الانباء المركزية/18 أيلول/2020

عكس الفشل الفرنسي أقله حتى الأن في تشكيل الحكومة في لبنان مدى ما يعتري نهج الحكم والادارة المتبعة، وتاليًا النظام فيه من معوقات حالت وتحول دون نهضة البلاد وادت الى هذه المشهدية من الفساد وهدر المال العام، ما أوقع الخزينة في هذا العجز الكبير الذي يفوق المائة مليار دولار أميركي، وطرح أكثر من سؤال وعلامة استفهام حول مستقبل هذا النظام، خصوصًا أن اهل الداخل والخارج باتوا يعرفون ويعترفون بعدم ملائمته للمرحلة المقبلة الحبلى بالتطورات محليًا واقليميًا ودوليًا في ضوء انطلاق عملية السلام في المنطقة من دول الخليج اثر تعثرها على محور دول الرفض .

واذا كانت الاوساط الدبلوماسية تلتقي على ان فرنسا التي تسعى الى تفعيل وجودها في لبنان لحفظ موطئ قدم لها في هذا الوطن، في ضوء ما تشهده المنطقة من تقاسم للنفوذ والحصص من الثروات النفطية والغازية الموعودة والمكتشفة فيها، وهي لن تسمح تاليا بإفشال ما تسعى اليه من خلال دخولها على خط تشكيل الحكومة  وبالمواصفات التي حدد اطرها رئيسها ايمانويل ماكرون الذي  زار بيروت مرتين في اقل من شهر، فهي ايضا لن تعدم وسيلة  لتحقيق ما تتطلع اليه، اذ تقول الاوساط  ان الفرنسيين قد يعمدون الى قلب الصفحة في تعاملهم مع الازمة اللبنانية التي دخلوا على خطها من الباب الحكومي، وانهم قد يلجأون الى البند الاخير من برنامج المساعدة الموعودة القاضي بعقد مؤتمر حوار وطني لتحديث النظام على غرار مؤتمر “سان كلو” او “جنيف” وسواهما بما يسمح للبنان باستعادة حياته الطبيعية بعد حل قضية تمسك الطائفة الشيعية بالتوقيع الثالث الى جانب التوقيعين المسيحي والسني على القوانين والمراسيم والمتمثل في تسلمها وزارة المال . اما وفي حال لم يتم ذلك راهنا، تضيف الاوساط، فإن لبنان مقبل الى الانهيار بعد حين خصوصا بعد تسليم اهل الداخل والخارج ان المئوية الاولى على قيام دولة لبنان الكبير اثبتت ان تركيبة النظام باتت بحاجة الى التحديث والتعديل لتعكس الواقع المعاش والحقائق القائمة على الارض والتي يرى الثنائي الشيعي حلا لها في المداورة الشاملة وما يشبهها من الغاء للطائفية السياسية اقله في مراكز الفئة الاولى .

 

هذا ثمن إسقاط “الثنائي الشيعي” المبادرة الفرنسية!

 وكالة الانباء المركزية/18 أيلول/2020

مهل كثيرة ستمر على الارجح بعد الـ15 يومًا المنقضية من دون حكومة، في ظل تعنت “الثنائي الشيعي” وتصلبه عند شرط الحصول على وزارة المال وتسمية الوزراء الشيعة في حكومة مصطفى أديب للافراج عن التشكيلة ومحضها الثقة الشيعية والغطاء الميثاقي. حتى اللحظة، لا مؤشرات تشي بتبدّل في المواقف، وعلى الارجح لا أمل بأحداث خرق في المهلة الممددة حتى يوم الاحد المقبل لمزيد من الاتصالات والمشاورات، ما يعني عمليا اجهاض المبادرة الفرنسية بضربة “ثنائية”، وتاليا المضي نحو المواجهة المفتوحة والانهيار الشامل. تداعيات فشل مبادرة الرئيس ايمانويل ماكرون اكبر من ان يتحملها لبنان ودولته وحكامه، تقول اوساط دبلوماسية غربية لـ”المركزية”، على رغم اصرار باريس على منع اسقاطها نسبة للضرر الذي سيلحق بسمعة ماكرون اولا ولبنان الذي يحرص عليه ثانيا، وهو للغاية يبقي باب الاتصالات بحثا عن حل للعقدة الشيعية مفتوحاً ويحاذر الدخول في لعبة التوازنات السياسية اللبنانية تاركا الامر لأهل الداخل، ذلك ان المبادرة ذات طابع انقاذي -مالي- اقتصادي ولا تتسم بأي صفة سياسية وهدفها تنفيذ الاصلاحات الكفيلة ببلوغ بر الامان وانقاذ لبنان وشعبه كما اعلن ماكرون من بيروت، لا اكثر. وتضيف، عندما عرض ماكرون الورقة الفرنسية للاصلاح لرؤساء الكتل في السفارة وقال ان لبنان على شفير الانهيار ولا بد من مبادرة لانقاذه والا الزوال، لم يعترض احد لا بل طالب الجميع باستعجال الخطوات والاستعداد للتعاون وتسهيل مهمة تشكيل حكومة غير تقليدية مستقلة من اختصاصيين وكفاءات، ولم يطرح اي طرف شرطا اومطلبا واحدا حتى، وحينما اثير ملف سلاح حزب الله والانتخابات المبكرة واعترض البعض قال ماكرون “إن هذه المواضيع ستبحث لاحقا وليس الان فالاولوية للانقاذ الاقتصادي|. غير ان الثنائي الشيعي لم يلتزم تعهده، ورمى فجأة شروطه في وجه المبادرة قبل ايام على ولادة الحكومة، وتحديدا بعد فرض العقوبات على الوزيرين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس.

خلف موقف الثنائي، اذا اعتبارات محلية لانتزاع اعتراف فرنسي وغطاء داخلي بحق الشيعة بحقيبة المالية وخارجية وفق الاجندة الايرانية على علاقة بالتطورات الدولية من التطبيع مع اسرائيل الى التسويات في المنطقة الى التفاوض بين اميركا وايران. ماذا ستفعل فرنسا ازاء ذلك؟ هل تنكفئ وتترك اللبنانيين يقلّعون شوكهم بأيديهم؟ ام تفرض عقوبات على السياسيين من رأس الهرم حتى اصغر شخصية تمارس العمل السياسي؟ تؤكد الاوساط ان فرنسا لا يمكن ان تترك لبنان ولو اصطدمت مبادرتها بجدران الممانعة، غير ان لبنان كله سيدفع الثمن وليس الفريق الذي افشلها، فلا مليارات من سيدر ولا مؤتمر دوليا كان وعد ماكرون بعقده منتصف تشرين الاول  المقبل لاستعجال ضخ سيولة في المصارف وفي البنك المركزي، ولا مؤتمر وطنيا نهاية تشرين الاول في باريس للاتفاق على التعديلات السياسية وصيغة لبنان الجديد، ولا دعم من صندوق النقد الدولي ولا مساعدة من البنك الدولي ولا من بنك الاتحاد الاوروبي، ولا من الخليج، لاسيما السعودية التي كانت تنتظر اشارة اميركية للاقدام. فهل يتحمل لبنان ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون تحديدا هذا الوزر، ام يبدّي مصلحة عهده على الحزب الحليف ويتركه يتخبط وحيدا في مستنقع العقوبات مرتكزا الى تمسكه الدائم بمبدأ التوافق الداخلي على اي خيار، وفي مطالبة الثنائي بحقيبة المال والتمسك بالثلث المعطل خرق فاضح للتوافق، بعدما اتفقت كل الاطراف السياسية على المداورة؟ الجواب رهن تطورات اليومين المقبلين…

 

بيان الاعتذار كان في جيب أديب..

 إم تي في اللبنانية/18 أيلول/2020

ذكرت الـ”mtv” أن رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب كان قد أعدّ كتاب الاعتذار وحمله معه الى بعبدا، لكنّه تلقّى اتصالاً من باريس ما دفعه الى التريّث لأيّام. وأشارت المعلومات الى أنّ رؤساء الحكومات السابقين أعدّوا بياناً لتوزيعه بعد إعلان أديب اعتذاره إلا أنّهم أجّلوا ذلك بعد تريّثه.

 

مقدمة نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 18/09/2020

وطنية/الجمعة 18 أيلول 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

هل يمكن القول إن الساسة في لبنان نجحوا في لبننة المبادرة الفرنسية؟ وماذا يعني التمديد للمبادرة بوقت إضافي ثان ينتهي مع نهاية الاسبوع، وقد نشهد المزيد من التمديد لكن دونما جدوى طالما أن المواقف هي هي لدى الاطراف اللبنانيين، وطالما أن الوضع الاقليمي تقوده حملة ترامب الانتخابية وتعويذة صهره كوشنير التلمودية.

السؤال الأخطر ماذا لو أعلن الرئيس ماكرون فشل مبادرته وبقينا في لبنان كالأيتام، لأن ماكرون قد يكون آخر الآباء الروحيين الدوليين للبنان الكبير المتعافي، وإن كانت حركته في سياق لعبة الأمم على ضفاف المتوسط والأخطر الأخطر في المشهد، ما قاله وليد جنبلاط قبل قليل: أخشى أن أقول رحمة الله على لبنان الكبير.

وفي هذه النشرة مسلسل الحزن يلف مختلف المناطق والقرى وطرابلس التي أبحر أبناؤها تحت شعار ميت ميت طلبا لحياة أفضل في أوروبا فصار الشعار حقيقة وبعضهم عاد ليخبر عن المأساة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

تفضلوا إلى الدولة المدنية. الإصلاح يبدأ من بابها والتغيير يحصل في محرابها.

في عهدها تسقط كل المتاريس الطائفية فتكون عهدا قويا ينطلق منه لبنان مع بدء مئويته الثانية.

الأقوال وحدها لا تكفي إلا إذا إقترنت بالأفعال ولكي لا تصبح وفق قاعدة (أسمع كلامك أصدقك أشوف طاقاتك أستعجب) تفضلوا إلى الدولة المدنية.

كل ما في لبنان ثابت لا يتحرك منذ عشرات السنين، واليوم اما ان يتحرك الجميع عبر الدولة المدنية، وإما أن يبقى كل شيء على وضعه وفق ما رشح من أجواء عين التينة التي لا تتمنى بقاء هذا الوضع ولذلك تفضلوا إلى الدولة المدنية.

أما لمن يقول هذه مثالثة نقول إذا كانت هذه مثالثة فما هي المرابعة؟ الطاقة؟.

وقبل الوصول إلى الدولة المدنية، لا بد من الدعاء: ربنا لا تحمل لبنان ما لا طاقة له به واكفه شر الدوران والمداورة.

على سكتي الذهاب والإياب بين بيروت وباريس لا يزال قطار التفاوض والمساعي لتشكيل الحكومة ينتظر الوصول إلى محطة التشكيل المنتظرة.

في آخر المستجدات إتصال من الرئيس الفرنسي بنظيره اللبناني أكد خلاله ايمانويل ماكرون على ضرورة الإستمرار في المساعي لتأمين ولادة الحكومة في أقرب وقت ممكن.

بعيدا عن السياسة تسللت رصاصة طائشة إلى الجسم الرياضي فأصابته بمقتل.

خسر لبنان والرياضة لاعب كرة القدم محمد عطوي الذي استسلم اليوم لرصاصة استقرت في رأسه بعد نضاله لمدة شهر.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

حكومة المهمة عالقة في عنق الزجاجة، ولبنان في قلب ازمة حكومية من جديد. السبب واضح لا يحتمل التأويل. فالثنائي الشيعي يرفض بشدة تغيير قواعد اللعبة، ولن يقبل التخلي عن مكتسبات سلطوية اكتسبها على مر السنين.

هنا سؤالان يطرحان, على الرئيس نبيه بري اولا وعلى حزب الله ثانيا.

فبري وحركة امل في الحكم منذ اقرار الطائف، اي منذ تسعينات القرن الفائت. فهل يعتبران انهما نجحا في قيادة البلد؟، وألا يريان ايضا انهما يتحملان جزءا كبيرا من مسؤولية تدهور الاوضاع في لبنان طوال الثلاثين سنة المنصرمة، وانهما جزء لا يتجزأ من منظومة الفساد المعشعشة في معظم ادارات الدولة؟

اما حزب الله الذي يرفع شعار المقاومة فكيف تحول حزبا يريد السلطة ولو على حساب الناس؟

لقد كان يقول في الماضي انه لا يريد لا النيابة ولا الوزارة، وشيئا فشيئا تخلى عن شعاره، فدخل مجلس النواب، ومن ثم شارك في الحكومات المتعاقبة. فأصبح حزبا مقاوما في السلطة وهو امر مستغرب، اذ كيف تجتمع المقاومة والسلطة تحت سقف واحد؟.

والمستغرب اكثر ان يضحي حزب الله بالمصلحة اللبنانية، في سبيل وزارة المال، او ربما في سبيل الثلث الضامن. فأيهما أبدى: مصلحة الوطن والناس، ام مصلحة الطائفة انطلاقا من محاولة تمرير مبدأ المثالثة في الحكم؟.

في الوقائع: رئيس الحكومة المكلف علق اعتذاره حتى اشعار آخر، والمبادرة الفرنسية مستمرة حتى اشعار آخر.

الرئيس الفرنسي تخطى اليوم همومه المحلية ليجري سلسلة اتصالات بعدد من المسؤولين والزعماء اللبنانيين المعنيين بعملية التأليف. ووفق المعلومات فان ماكرون حاول ان يحقق خرقا للجمود الحاصل عبر تغيير الموقف الرافض اعطاء الثنائي الشيعي حقيبة المال.

ووفق المعلومات ايضا، فان ماكرون تحدث مع المعنيين في الموضوع بلهجة لم تخل من الحدة والقسوة، لكنه جوبه بموقف جذري فحواه: لا يمكن اعطاء الثنائي الشيعي وزارة المال لأنه يثبت مبدأ المثالثة محليا، كما يحول المبدأ عرفا مغطى بضمانة دولية، وتحديدا فرنسية.

اذا مقابل الاصرار الشيعي على وزارة المال، الرفض السني مستمر ايضا. توازيا الموقف المسيحي السياسي الاساسي معروف.

فمن خلال ما اعلنه ويعلنه رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر ورئيس القوات اللبنانية، يتبين ان القوى المسيحية الاساسية مع المداورة في الوزارات بلا استثناءات.

وهو موقف يتلاقى مع موقف البطريرك الماروني الذي اجريت معه اليوم اتصالات داخلية وخارجية، شدد خلالها، كما علمت ال "ام تي في"، على ضرورة احترام الدستور في تشكيل الحكومة وعلى انه لا اجتهادات في تطبيق الطائف.

فكيف سينتهي الكباش الحكومي - الدستوري - السياسي والمحلي - الاقليمي - الدولي، وهل يكون الثمن بقاء حكومة حسان دياب لتصريف الاعمال حتى اشعار آخر؟.

وايضا: هل اصبح ماكرون يعتبر ان انقاذ مبادرته أهم من انقاذ لبنان؟.

صحيا، الوضع ليس افضل حالا. فعداد كورنا سجل رقمين قياسيين مخيفين: 750 اصابة و18 حالة وفاة. فهل تخطينا الخط الاحمر ودخلنا مرحلة الخطر؟.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

إما الواقعية، وإما تفضلوا الى الدولة المدنية.

هي غمزة عين التينة للواقفين عند عناوين كالمثالثة وربما بعد المرابعة، فالتسهيل الحكومي لا يكون بهذه الطريقة.

فكل ما في لبنان ثابت لا يتحرك منذ عشرات السنين قالت عين التينة، فإما ان يتحرك الجميع عبر الدولة المدنية، وإما يبقى كل شيء على وضعه.

هي خلاصة الوضعية التي تقف عليها مسارات التشكيل، وبلا اي جديد، فلا اختراقات حتى الآن على رغم مساعي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الذي دخل على خط التأليف مباشرة متصلا بالرئيس العماد ميشال عون، للتأكيد على ضرورة الاستمرار في المساعي لتأمين ولادة الحكومة في اقرب وقت ممكن، لكن تقريب الحل لا يكون بالاماني، بل باقتناع المعطلين من رؤساء الحكومات السابقين بضرورة العودة الى الواقعية والتعاطي مع ملف التشكيل وفق الثوابت الوطنية.

الرئيس ماكرون وعد الرئيس عون باجراء سلسلة اتصالات مع المعنيين في محاولة للتسهيل، كفرصة أخيرة لانقاذ مهمة مصطفى أديب ومبادرة باريس. وعند هذا البصيص تقف بعبدا لتنتظر أمرا إيجابيا يؤدي الى ولادة الحكومة خلال المرحلة المقبلة، لكنه ليس انتظارا الى ما شاء الله كما تؤكد مصادرها، التي فضلت عدم حصر المواقع الوزارية بفئة دون أخرى، مع التشجيع على التوافق حول هذا الخيار.

خيار ممكن بحسب المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان ان كانت المداورة في كل المناصب والمواقع في إطار دولة مدنية، دولة المواطنة.

اما دولة اليوم فكانت واقفة بين مشهدين حزينين، مشهد تشييع لاعب كرة القدم محمد عطوي الذي استشهد مظلوما متأثرا بجراح اصيب بها قبل عدة اسابيع برصاص طائش، ومشهد تشييع طرابلس لمحمد الحصني الذي غادر مدينته هاربا من الحرمان واعاده البحر اليها جثة هامدة، فيما رفاقه الذين سلكوا معه طريق الهجرة غير الشرعية غير معروفي المصير بعد.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

على قاعدة “المبادرة الفرنسية من أمامكم، والأزمة الاقتصادية والمالية والمعيشية من ورائكم”، لا يزال اللبنانيون ينظرون بعين الأمل إلى الجهود المبذولة لتشكيل الحكومة، معولين على إدراك القوى السياسية بأن ما يمكن أن يحل باللبنانيين في حال فشل المحاولة، لا تحمد عقباه.

ففي حال كانت العقدة داخلية، كما هو مرجح، لا يفترض أن يكون التوصل إلى تسوية تحفظ ماء وجه الجميع، على جري العادة، أمرا صعب المنال.

أما إذا كانت التعقيدات خارجية، فلا مفر من ترقب تحول دولي ما، ولاسيما على المستوى الأميركي، حيث استحقاق الانتخابات الرئاسية في الثالث من تشرين الثاني المقبل، على ما تؤكد مصادر متابعة للملف الحكومي للـ OTV.

واليوم، تلقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اتصالا من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، تناول الوضع الحكومي وضرورة الاستمرار في المساعي لتأمين ولادة الحكومة في اقرب وقت ممكن.

رئيس الجمهورية كان شدد خلال المؤتمر الدولي الثامن للتنمية المستدامة الذي دعا اليه الأمين العام للأمم المتحدة، على ان لبنان يقف اليوم على مفترق طرق مصيري بين طموحه لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وبين ما يعانيه من أزمات اقتصادية ومالية ونقدية واجتماعية، وهو يحتاج بشكل كبير للمزيد من دعم المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة لمساعدته على تخطي هذه الظروف الطارئة، من خلال عمل موجه وتعاون وثيق في ما بينها ومع الجهات الحكومية، وبرمجة المساعدات الانسانية لتأمين الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، والدفع باتجاه تحقيق التنمية المستدامة المرجوة لمعالجة مشاكل الحاضر والاستعداد لمتطلبات المستقبل.

وفي غضون ذلك، وعلى رغم دقة الاوضاع واهمية الاسئلة المطروحة على اللبنانيين، وتأثيرها في مستقبلهم ومصير الوطن، يواصل البعض إضاعة الوقت بالهوامش، كمثل التعرض لنائب رئيس التيار الوطني الحر منصور فاضل في مقهى، ومحاولة التنصل من تحريض المناصرين على التجمع في ميرنا الشالوحي، عبر اطلاق التصريحات المتشحة بالبراءة، واصدار المذكرات التي قد تعلن عكس ما تضمر، على ما يؤكد بعض المتابعين.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يشكل حكومة بلاده في أقل من اربع وعشرين ساعة، إستعصى عليه الوضع اللبناني، فاكتشف، ولو متأخرا، ان فرنسا في إمكانها معالجة حرب ليبيا والتوتر في المتوسط مع تركيا، والصراع بين تركيا واليونان، لكن تشكيل الحكومة في لبنان أصعب من الحرب الليبية والتوتر في المتوسط.

الرئيس سعد الحريري، ومعه رؤساء الحكومات السابقون، لن يتراجع عن رفض إعطاء حقيبة المال للحزب او للحركة، فلا مثالثة تحت اي عنوان. وتقول مصادره: "الأصح ان حصرية حقيبة المالية او غيرها لطوائف معينة لم يكن جزءا من اتفاق الطائف ولا اثر له في الدستور". وهذا جواب نهائي.

حزب الله وحركة امل لا كلام معهما خارج سقف أن حقيبة المال لهما وهذا جواب نهائي.

فبين هذين الإصرارين، لا موطئ قدم للرئيس ماكرون الذي قام اليوم بمسعى جديد فاتصل برئيس الجمهورية العماد ميشال عون وبرئيس مجلس النواب نبيه بري وبرئيس تيار المستقبل سعد الحريري، لكن العقدة التي تحولت إلى معضلة ما زالت على حالها وهذا جواب نهائي.

ولم يكن ينقص هذا الجو السوداوي سوى التغريدة التشاؤمية لرئيس الإشتراكي وليد جنبلاط الذي قال فيها: "غدا وعند صياح الديك، سيكتشف أهل الميثاق القديم وأهل العرف الجديد ان لا مال في بيت المال، وان مرفأ بيروت مات، وانتقل إلى أشدود وعسقلان، وأن انابيب الخليج ستستبدل الـIPC والـ TAPLINE، وأن كل صواريخ وراجمات المذهبية من أي جهة لن تحمي لبنان.اخشى ان أقول رحمة الله على لبنان الكبير".

يبقى السؤال الكبير: هل تسقط المبادرة الفرنسية؟ ماذا بعد سقوطها؟ من يتحمل كلفة سقوطها؟ هل يسقط معها المؤتمر الدولي الموعود في منتصف الشهر المقبل في باريس؟.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

محمد عطوي تسديدة بالرأس، زينب طفلة الاربعة عشر ربيعا تحرق. فيكون مصرعها مرتين: في الحرق وفي دفن الأسباب، عبر بيان الجيش عطوي على سن ورمح لبنان، البطل الدولي ابن الأنصار. يصرع برصاصة أرادوها طائشة وهي ليست كذلك أولاد طرابلس. عائمون على متوسط ومياه إقليمية، وقد فقدوا حتى حلم الهجرة دفنوا اليوم بعضهم وما زال البحث جاريا بين مياه وملح عن المفقودين.

هي حال يوم واحد من أيام سود، ونحن ما زلنا ننقب عن جنس المالية عن ميثاقية عن حكومة يحكمها شياطين البلية، ولا يضاهي خطر الرصاص الطائش إلا الطيش السياسي، وكلاهما مجرم عن سبق الإصرار والترصد وتسديد الضربات القاتلة.

في السياسة كثر اللاعبون واللعبة واحدة: تأليف حكومة استثنائية من أصحاب الاختصاص، وبسير ذاتية لا حكم عليها، ولا بطاقات حزبية لها، قطعت الشوط الأول في التكليف، وقبل أن تدخل شباك التأليف، بدأت عمليات التسلل.

وبضربة جزاء افتعل الثنائي مشكلة مع رباعي الوسط والمثالثة صارت مرابعة، بعدما انضمت الطاقة إلى المالية واستلحاقا الأشغال والداخلية وسواها من الوزارات الأساسية.

لكن الحكم الفرنسي منح اللبنانيين وقتا إضافيا وبدل ضائع، واستمر بموجبه الرئيس مكلفا.

لم يبلغ خط الاعتذار بعد، فهو أعاد بالأمس رسم صورة حكومته التقريبية وهدفها لا التفرد بالرأي ولا استهداف أحد من المكونات السياسية اللبنانية، بل اختيار تشكيلة حكومة من اختصاصيين، وأي طرح آخر سيفترض تاليا مقاربة مختلفة للحكومة الجديدة وهذا لا يتوافق والمهمة التي كلفت من أجلها.

قال أديب كلمته وترك أمر حلحلة العقد لمزيد من المشاورات التي تواصلت اليوم لاسلكيا، فكانت مدار بحث بين الرئيسين ميشال عون وإيمانويل ماكرون الذي تمسك بحكومة المهمة، وتمنى على عون استكمال المشاورات لحل العقد الحكومية ضمن أجل محدود.

مصادر بعبدا أكدت أن العقدة ليست لديها بل في مكان آخر، وأشارت إلى عقدتين شيعية تتمثل في تمسك ثنائي أمل حزب الله بتسمية الوزراء الشيعة وتحديدا حقيبة المال، وسنية مصرة على المداورة الشاملة.

عين التينة نأت بنفسها اليوم تربويا واستقبلت "أبلة بهية"، لكنها طرحت في سوق المعلومات والأجواء موقفا قالت فيه: كل ما في لبنان ثابت لا يتحرك منذ عشرات السنين، فإما أن يتحرك الجميع عبر الدولة المدنية، وإما يبقى كل شيء على وضعه، وهذا ما لا نتمناه فتفضلوا إلى الدولة المدنية، ولمن يقولون في التمسك بالمالية مثالثة، نقول إذا كانت هذه مثالثة فما هي المرابعة؟ الطاقة ؟

رمت عين التينة ورقتها قبل أن تخرج عن صمتها وتطلق مواقف خلبية بسلاح من عيار النائب علي بزي، فأوكلت إليه مهمة "اللف والدوران" حول أساس افتعال المشكلة ومن صغارهم تعرف أسرارهم.

فسمع الدرس وقال إن مشكلة عقدة المالية تكمن في رؤساء الظل، وهي مسرحية أعطت رؤساء الحكومات السابقين دورا أكبر من حجمهم وإذا كان مطلب الدولة المدنية واجبا ومشروعا وملحوظا في اتفاق الطائف، فما الذي دفع رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى تقديمه كأولوية؟ وأين كان هذا المطلب طوال ثلاثين عاما؟ مما لا يقبل الشك في أن بري أخرج الدولة المدنية إلى سوق التداول، ليبقي كل شيء على وضعه، ويبقى القديم على قديمه، فلا ثورة قامت ذات تشرين، ولا انفجار حصل في آب وربما يقنعنا غدا أن نصف بيروت قضى بجدار صوت.

لعب الثنائي على حبل المثالثة، وتراجع خطوة إلى الوراء على طريق التعهد في تنفيذ المبادرة الفرنسية بلا عرقلة، ولا تعطيل ربما، ليتقدم التأليف خطوتين إلى الأمام، وتحل المشكلة على خط ساخن بين الرئيس الفرنسي ونظيره الإيراني.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 18 أيلول 2020

وطنية/الجمعة 18 أيلول 2020

النهار

المستشفيات الميدانية التي حضرت الى بيروت لم تؤد الى نفع كبير اذ ان معظمها وصل بعد انتهاء خدمات الطوارىء الصحية وبات القيمون عليها يقضون اوقاتا طويلة في انتظار مريض خصوصا ان لا اعلام رسميا اضاء عليها كفاية لتمكن المواطنين من الافادة منها.

قال وزير سابق ان لبنان مقبل على مرحلة بالغة الخطورة وفق ما اطلع من مسؤول اميركي اذا لم تتقدم الامور فيه وظلت الاطراف المنتهية الصلاحية على تعنتها.

لوحظ ان برودة واضحة ظهرت على خط المساعدات المقدمة للبنان بعد انفجار المرفأ، ويعزو بعض المطلعين ذلك إلى ترقب ما ستؤول إليه المبادرة الفرنسية.

الجمهورية

جمع أحد الوزراء أغراضه الخاصة من مكتبه قبل أيام وفوجئ بمن طلب اليه إعادتها إن كانت ضرورية فلا عجلة في الأمر.

نُقل عن أحد المسؤولين في موقع حسّاس أنه لم يعد ضرورياً إتخاذ أي موقف حادّ مما يجري مع مرجعيته فأيامه معدودة.

شهدت وزارة فاعلة عودة لمداومة موظفيها بعد غيبة، وذلك بعد الكلام عن إحتمال تطبيق مبدأ المداورة في الحقائب الوزارية وخوفاً من أن تطاولهم العقوبات بسبب غيابهم الطويل.

اللواء

تجري "اتهامات متبادلة" في الكواليس، حول الجهة التي بادرت الى الانقلاب على صيغة المداورة الكاملة، اولاً، وسط ضباب اعلامي وتسريبي مخيف!

يتهافت نواب حاليون ووزراء سابقون على مقر رئيس افريقي، اتى للعلاج من اصابة بالكورونا، لحجز استثمارات مليونية في بلد الرئيس الضيف!

ما يزال موظف كبير يأمل بتجاوب مسؤول مالي رفيع مع طلب تحويل تعويضات نهاية الخدمة الى الدولار بالسعر الرسمي المعمول به.

نداء الوطن

تبين أنّ مطلب الثلث المعطل سحب فجأة من التداول بعدما كان طرح كبند ثانٍ للتفاوض مع تأمين حقيبة المال.

جرى تلاسن أمس في القصر الجمهوري بين مراسلتين من تلفزيونين مختلفين بسبب تضارب المصادر بين اللواء عباس ابراهيم والرئيس نجيب ميقاتي.

يساور الندم شخصية سياسية رفيعة في قوى 8 آذار ساهمت في الدفع باتجاه استقالة حكومة حسان دياب.

الأنباء

يُنقل عن تيار سياسي ارتياح قيادته لكون الكباش القائم يدور على جبهة هو ليس طرفاً مباشراً فيها.

لم يصدر أي موقف من مجموعات محدّدة حيال ما يجري في عملية تأليف الحكومة، وكان تحركها اليتيم تحت عنوان مختلف تماماً.

البناء

قالت مصادر على صلة بالملف الحكومي إن عملية التسمية للوزراء لم تعد خافية على أحد. فأحد مستشاري الرئيس سعد الحريري هو الذي يقوم بغربلة الأسماء وفحص ولاءاتها السياسية ضمن لجنة يشاركه فيها جهاز أمني لضمان حكومة لون واحد بشعار اختصاصيين.

قالت مصادر أممية إن محاولات أميركية متواصلة لفرض الحظر على السلاح على إيران خلافاً لنص الاتفاق النووي الذي صدقته الأمم المتحدة والذي ينص على رفع هذا الحظر في تشرين الأول المقبل وإن هذه المحاولات ترافقها ضغوط مالية على الدول الأعضاء في مجلس الأمن وتهديد بالعقوبات على رؤساء ووزراء ودبلوماسيين.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

العقوبات الأميركية تابع: استهداف "الإثراء الذاتي لحزب الله"

عون: لبنان يحتاج للمزيد من دعم المجتمع الدولي

أي أم ليبانون/18 أيلول/2020

اعتبر رئيس الجمهورية ميشال عون أن “لبنان يقف على مفترق طرق مصيري بين طموحه لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وبين أزماته الاقتصادية والمالية والنقدية والاجتماعية، ويحتاج بشكل كبير للمزيد من دعم المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة لمساعدته على تخطي الظروف الطارئة”. وأضاف، خلال كلمته في مؤتمر التنمية المستدامة في الأمم المتحدة عبر تقنية الفيديو: “هذا المؤتمر هو الأول ضمن خطة العمل على مسار العشر سنوات القادمة في سبيل تحقيق الأهداف الـ17 للتنمية المستدامة بحلول العام 2030 والتي يجدّد لبنان التزامه بالعمل على تحقيقها رغم الظروف الصعبة التي يمر بها”، وقال: “عالمنا اليوم يواجه تحديات كبيرة انعكست بشكل مباشر على كل البلدان، وكان للبنان نصيب كبير منها، وهو الذي تعرّض لهزّات متلاحقة؛ من أزمة النزوح السوري المستمرة منذ 10 أعوام الى أزمة اقتصادية ومالية ونقدية حادة نتيجة عقود من تراكم الفساد وسوء الإدارة”. وتابع: “في خضم مكافحتنا لوباء كورونا، فُجع لبنان بانفجار مرفأ بيروت الذي ضرب قلب العاصمة وأسفر عن ضحايا بشرية وخسائر مادية كبيرة وآثار سلبية هائلة لن تتسبّب في تفاقم الانكماش في النشاط الاقتصادي فحسب، ولكنها ستؤدي أيضاً إلى تعاظم معدلات الفقر”، مضيفًا: “أشكر الدول الشقيقة والصديقة والمؤسّسات الدولية التي هبّت مشكورة لمؤازرة لبنان وتقديم المساعدات الفورية والانسانية، وأشير الى ان كل التحديات الضخمة التي نواجهها قد أثّرت على مسار تحديد الأولويات”. ولفت إلى أنه “علينا أولًا العمل على الاستجابة السريعة لمعالجة الأزمات الأكثر إلحاحًا، وذلك من ضمن المبدأ الذي دعت اليه أجندة الأمم المتحدة والمتمثل بـ “عدم ترك أحد في الخلف”، أي إيصال المساعدات إلى الفئات الأكثر عوزًا وفقرًا والى الشرائح المهمشة والمتضرر. وعلينا ثانيًا اصلاح ما يقارب 200 ألف وحدة سكنية لحقها الضرر ومنها دمرت بالكامل، ونتج عن ذلك نزوح 300 ألف مواطن، خصوصًا ونحن على أبواب فصل الشتاء وعلينا ثالثًا اعادة اعمار مرفأ بيروت، الشريان الحيوي للاقتصاد اللبناني، ومعالجة الأضرار الجسيمة التي لحقت بكل القطاعات: الصحة، التعليم، الغذاء، البناء، السياحة”.

 

لعب "على حافة الهاوية": أديب لن يكون دياب!

نداء الوطن/18 أيلول 2020

رغم كل الحروب النفسية التي شنّها الثنائي الشيعي عبر الأثير طيلة نهار الأمس، مستنفراً جبهة إعلامه الحربي لضخ معلومات ومعطيات تمويهية عبر المنابر والشاشات، تارةً تنطق باسم الفرنسيين وطوراً باسم الرئيس المكلف لإرباك جبهات الخصوم واستهدافها بصليات متلاحقة من التسريبات الإعلامية على مدار الساعة تبثّ أجواء وشائعات تشي برضوخ باريس لمطلب إبقاء حقيبة المالية في يد الثنائي، انتهى "الشوط الأول الممدّد" على ملعب المبادرة الفرنسية إلى التعادل السلبي بين الفريق الداعم للمداورة بالحقائب وبين الفريق المناهض لها. وفي وقت الاستراحة بانتظار انطلاق الشوط الثاني خلال الساعات المقبلة، أبقى الكلّ "على سلاحه" ولم يُسجّل أي تراجع عن الخطوط العريضة لخارطة المواقف المعروفة داخلياً وخارجياً إزاء عملية تشكيل "حكومة المهمة" المرتقبة، على أن يستأنف اللاعبون اليوم عملية اللعب "على حافة الهاوية" بانتظار إحداث خرق ما في جدار التصلب الحكومي، وسط تشديد مصادر مواكبة لـ"نداء الوطن على أنّ "كل الضغوط التي مارسها الثنائي الشيعي على أكثر من خط داخلي وخارجي لم تفلح في تغيير طبيعة المبادرة الفرنسية وجوهرها المتصل بتشكيل حكومة اختصاصيين مصغرة منفصلة عن التمثيل السياسي"، مؤكدةً في المقابل أنّ "الرهان على ترهيب باريس والرئيس المكلف سيخيب حكماً لأنّ مصطفى أديب لن يقبل أن يكون حسان دياب آخر". المصادر لفتت إلى أنّ استمهال الرئيس المكلف في تقديم تشكيلته "لا ينطلق من أي إمكانية لتعديل قواعد التأليف التي كُلّف على أساسها تشكيل حكومة المهمة، إنما من رغبته الصادقة في إتاحة أكبر مجال ممكن لعودة كل الأفرقاء إلى تنفيذ ما تعهدوا به، سواءً في قصر الصنوبر أو خلال الاستشارات النيابية"، مذكرةً بأنّ "الكتل بمجملها صرحت حينها بأنها داعمة لمهمة أديب دون أي مطلب أو قيد أو شرط، و"النصيحة الوحيدة" التي أسديت للرئيس المكلف في الاستشارات كانت بأن يجري مداورة في الحقائب حسبما جاء على لسان رئيس تكتل "لبنان القوي" النائب جبران باسيل من عين التينة بالتحديد"، وتساءلت: "هل يٌعقل إذاً أن تكون الأغلبية الساحقة من مكونات البلد مع المداورة ويصار إلى إجهاضها فقط لأنّ فريقاً واحداً يعترض عليها؟ وهل مقبول أن يبقى مصير شعب بأكمله معلقاً على تحقيق رغبات هذا الفريق؟".

وفي سياق متقاطع، تواترت معلومات موثوق بها لـ"نداء الوطن" تفيد بأنّ الثنائي الشيعي أبلغ من يهمه الأمر أنه لن يتراجع عن مطالبه الوزارية "مهما كان الثمن" ويبدي استعداده للخوض بمختلف السيناريوات السوداوية بما فيها سيناريو الإطاحة بالمبادرة الفرنسية الإنقاذية للبنان منعاً لتغيير قواعد اللعبة التي رسخها "حزب الله" عسكرياً في 7 أيار وكرّسها سياسياً في تسوية الدوحة. غير أنّ المعلومات المتداولة تشير في الوقت نفسه إلى أنّ رئيس الجمهورية ميشال عون لا يسير هذه المرة على الموجة الحكومية ذاتها مع "حزب الله" بل يدفع قدماً باتجاه اعتماد المداورة في الحقائب الوزارية. ونُقل في هذا الإطار تأكيدات من دوائر قصر بعبدا تجزم بأنّ عون، وإن كان يعمل على تأخير تقديم الرئيس المكلف تشكيلته إليه بانتظار تأمين التوافق السياسي عليها في الربع الساعة الأخير، لكنه في نهاية المطاف لن يرفض التوقيع على التشكيلة إذا ما حملها إليه أديب، خصوصاً وأنّ باسيل داعم لمبدأ المداورة بخلاف توجهات رئيس مجلس النواب نبيه بري، كما أنّ المستشار الرئاسي سليم جريصاتي كان قد نصح رئيس الجمهورية بتوقيع التشكيلة وعدم ردّها لكي لا يضع نفسه في موضع المواجهة مع مبادرة الرئيس الفرنسي، على أن تنتقل الإشكالية تالياً إلى الملعب النيابي بدل إبقاء كرة النار في ملعب الرئاسة الأولى.

في الغضون، تواصل وزارة الخزانة الأميركية استصدار حزمات العقوبات الهادفة إلى تجفيف منابع تمويل "حزب الله" بمعزل عن المستجدات الداخلية اللبنانية، وهي استهدفت أمس ما وصفه وزير الخارجية مايك بومبيو بـ"الثراء الذاتي الفاسد لدفع أجندة الحزب في لبنان"، وذلك تعقيباً على فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة عقوبات على شركتين يقع مقرهما في لبنان، وهما Arch Consulting و Meamar Construction، باعتبارهما "مملوكتين أو خاضعتين للسيطرة أو التوجيه من قبل حزب الله"، بالإضافة إلى فرض عقوبات على سلطان خليفة أسعد الذي عرفت الوزارة الأميركية عنه بوصفه "مسؤولاً في المجلس التنفيذي لحزب الله ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بالشركتين" المدرجتين على لائحة العقوبات.

وعن موجبات معاقبة هاتين الشركتين، أوضح وزير الخزانة ستيفن منوتشين أنّه "من خلال استغلال حزب الله للاقتصاد اللبناني والتلاعب بالمسؤولين اللبنانيين الفاسدين، يتم منح الشركات المرتبطة بالمنظمة الإرهابية عقودًا حكومية"، مشدداً على أنّ "أنشطة الحزب تتغلغل في كل جوانب الاقتصاد اللبناني، بما في ذلك قطاعا البناء والبنية التحتية، وهو يستفيد من ARCH ومعمار لإخفاء تحويلات الأموال إلى حسابات حزب الله الخاصة، مما يزيد من إثراء قيادة الحزب وأنصاره ويحرم الشعب اللبناني من الأموال التي يحتاجها بشدة"، وختم مذكراً بحزمة العقوبات الأخيرة التي طالت الوزيرين السابقين يوسف فنيانوس وعلي حسن خليل، قائلاً: "حزب الله يتآمر مع المسؤولين اللبنانيين، بمن فيهم وزير الأشغال العامة والنقل السابق يوسف فينيانوس، لتوجيه عقود حكومية بملايين الدولارات إلى هذه الشركات، التي يشرف عليها المجلس التنفيذي لحزب الله ويتلقى المجلس الأرباح الفاسدة من هذه الشركات".

 

النهار: اعتذار معلق وعاصفة تضليل و"الثنائي" معزول"

الجمعة 18 أيلول 2020

تقول: لم يعد مهما موعد اعلان الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة مصطفى اديب اعتذاره عن عدم استكمال مهمته سواء حصل ذلك اليوم او غدا او الاحد في اجراء "لياقة" شكلي مع الجانب الفرنسي الذي رغب في ابتلاع ما لحقه من أفضال الفريق الذي امتهن "مهلة ماكرون" وتمنى على الافرقاء اللبنانيين المضي في محاولات التوصل الى حل ولو مددت المهلة حتى نهاية الأسبوع . اللعبة انكشفت أساسا بالكامل منذ يومين على الأقل مع انطلاق مراحل الانقلاب المتدحرج على اديب والمبادرة الفرنسية الذي كتبت عنه "النهار" اول من امس ولم يكن للوقائع التي أعقبت ذلك خصوصا البارحة تحديدا، الا ان اثبتت المثبت. والواقع انه ولو مدد الرئيس المكلف لنفسه فترة إضافية من الاتصالات والمساعي والمشاورات، فان تعمد الثنائي الشيعي الصعود بأقصى ما يمكن من وسائل التوتير الكلامي والتصعيد السياسي الى رأس الشجرة يثبت بان "امر العمليات" ليس داخليا اوطائفيا اوسياسيا فقط، وانما هو أيضا وربما أساسا إقليمي. ولعل اللافت انه في اللحظات التي كان فيها الثنائي الشيعي يضع اللمسات الأخيرة على اخر فصول اسقاط المبادرة الفرنسية من خلال اسقاط تشكيلة مصطفى اديب عبر اشتراطات تنهي مهمته عمليا، اندلعت عاصفة تسريبات مضللة مدبرة تولتها غرف عمليات راحت توزع التسريبات والمزاعم الإعلامية وفق وتيرة كثيفة مكشوفة اريد من خلالها التغطية الكاملة على فصول احباط المبادرة الفرنسية على يد الثنائي الشيعي ورمي تبعة ذلك على الرئيس سعد الحريري والفريق الداعم بقوة للرئيس المكلف. ولكن حسابات الحقل لم تتطابق وحسابات البيدر هنا أولا لان الفريق الذي عمد الى ابتزاز الجانب الفرنسي واستغلال انفتاحه على "حزب الله " نفسه لم ينجح في اُسلوب المناورات وابتداع الاجتهادات حيال حقيقة ما اتفق عليه في اجتماع قصر الصنوبر خصوصا لجهة موضوع المداورة في الحقائب. اذ ان الاجماع السياسي على اعتماد المداورة كشف هشاشة المزاعم والتسريبات من جهة، كما ان الرئيس المكلف وضع حاسما لهذه المزاعم عندما رهن استكمال مهمته كلها بالمداورة والمجيء بحكومة اختصاصيين لانها صلب المبادرة الفرنسية. ويبدو ان ضيق الهامش امام الثنائي الشيعي دفع به الى اعتماد الأسلوب الدعائي السهل ولكن غير المضمون النتائج، فشن حملة تسريبات تضليلية سبقت وتزامنت مع صدور بيان عن "كتلة الوفاء للمقاومة" اتسم بنبرة تصعيدية حادة كشفت معظم المستور. فتحت ستار "رفض محاولات تجويف مضمون المبادرة الفرنسية" هاجمت الكتلة ما سمته"محاولات الاستقواء بقوى خارجية لتشكيل حكومة مزورة التمثيل لمصلحة فريق واحد" وأعلنت التمسك "برفضها المطلق ان يسمي احد عنا الوزراء الذين ينبغي ان يمثلونا في الحكومة " كما تمسكها باسناد حقيبة المال الى الشيعة. في غضون ذلك كانت موجة التسريبات تبلغ مداها اذ زعمت ان الحريري اشترط ان يسمي هو الشخصية الشيعية التي تتولى المال لكن ذلك اصطدم برفض رؤساء الحكومات السابقين الاخرين والثنائي الشيعي. وسارع المستشار الإعلامي للحريري حسين الوجه الى نفي هذه المزاعم مؤكدا ان موقف الحريري واضح كما جاء في تغريدته اول من امس لجهة تمسكه بالمداورة في الحقائب بين سائر الطوائف. كما نفى المزاعم عن التوافق مع الجانب الفرنسي على إبقاء المال من حصة الشيعة. وقبل زيارته عصرا لقصر بعبدا اجتمع الرئيس المكلف بالخليلين اللذين أبلغاه "الموقف الرسمي" النهائي للثنائي الشيعي بالتمسك بحقيبة المال وتسمية الوزراء الشيعة . وبعد لقائه وعون اعلن اديب "الاتفاق على التريث قليلا لإعطاء المزيد من الوقت للمشاورات القائمة لتشكيل الحكومة". وقال انه عرض مع عون "الصعوبات التي تعترضنا لتشكيل الحكومة واعرف ان ليس لدينا ترف الوقت وأعول على تعاون الجميع من اجل تشكيل حكومة تكون صلاحياتها تنفيذ ما اتفق عليه مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون".

بلا افق

ولكن كيف قرر اديب الاعتذار وكيف تريث؟

توجه اديب الى بعبدا وفِي جيبه كتاب الاعتذار بعدما اقفلت كل ابواب التوافق على تشكيلته الحكومية التي وضعها من 14 وزيراً من الاختصاصيين المستقلين. وهذا القرار حسم بعد زيارة الخليلين اللذين نقلا اليه تمسكهما بحقيبة المال وبتسمية الوزراء الشيعة.

وكانت زيارة اديب لرئيس الجمهورية أرجئت من الساعة 11 الى 5 عصراً على اساس انه سيتوجه للقاء الرئيس بري وان ثمة مشروع حل يقوم على اسناد حقيبة المال لشيعي يكون مقبولاً ومتوافقاً عليه من كل القوى السياسية. وسرت شائعات ان اللواء عباس ابراهيم من جهة والسفير برنار ايمييه من المقلب الفرنسي يعملان على مشروع الحل هذا. الا ان هذه المعطيات التي شاعت من جهة واحدة نقضتها المعطيات المتوافرة عن رفض الرئيس المكلّف ومعه رؤساء الحكومات السابقون الخروج عن قواعد المبادرة الفرنسية التي تقوم على المداورة الشاملة في الحقائب دون استثناء، وان هناك اتجاها لاعتذار الرئيس المكلّف الذي لم توضع عليه مثل هذه الشروط عند تكليفه. وتجنباً للدخول في عملية اخذ ورد خارج قواعد التسوية، لم يطلب الرئيس المكلّف موعداً في عين التينة وقبل ان يستقبل لاحقاً المعاونين السياسيين للأمين العام لـحزب الله وللرئيس نبيه بري، وزعت مصادره موقفه المتشدد ازاء اي طرح خارج صيغته الحكومية التي عمل عليها طوال اسبوعين. ونقلت عنه قوله" ان المهمة التي تم تكليفي على اساسها نتيجة تفاهم غالبية القوى السياسية اللبنانية ،هي تشكيل حكومة اختصاصيين غير سياسية، في فترة قياسية، والبدء بتنفيذ الاصلاحات فورا. وعلى هذا الاساس لم يكن الهدف لا التفرد بالرأي ولا استهداف احد من المكونات السياسية اللبنانية، بل اختيار تشكيلة حكومة من اختصاصيين. واي طرح آخر سيفترض تاليا مقاربة مختلفة للحكومة الجديدة، وهذا لا يتوافق مع المهمة التي كلفت من اجلها" . ابلغ اديب هذا الموقف للخليلين ، وتوجه الى بعبدا لإعلان اعتذاره انطلاقا من هذا المبدأ، وتحركت خلية الازمة في الاليزيه وكان التمني الفرنسي عليه بالتريث الا ان ذلك لا يعني ان لدى الفرنسيين تعهداً من الثنائي الشيعي بالتراجع عن تمسكه بحقيبة المال أوبتسمية وزرائه. والرئيس المكلّف ليس في وارد الخروج على قواعد تشكيلته المصغرة المحايدة والمستقلة عن السياسيين. وكذلك هو موقف داعميه من رؤساء الحكومات السابقين.

وفي المحصلة تبين ان كل الاطراف يطالبون بأن تكون المداورة شاملة بمن فيهم رئيس الجمهورية ونقل عنه قوله لمحمد رعد بأنه ضد تكريس حقيبة لطائفة، وهذا الاعتراض يختصر مواقف كل الاطراف الاخرى المعلنة وغير المعلنة من الطرح الشيعي باستثناء حقيبة المال من المداورة. فانه لا يحظى بالتوافق المطلوب ما يعني سقوط كل احتمالات الوصول الى تسوية حكومية . حتى ان المعلومات تشير الى ان رفض تكريس وزارة المال للطائفة الشيعية لا يقتصر على القوى المعنية بالتأليف ورؤساء الحكومة السابقين بل يصل الى البطريركية المارونية والقيادات المسيحية وهذا ماسيظهر خلال الساعات المقبلة.

في المحصلة ، ليس هناك حكومة وقرار الرئيس اديب هو بالاعتذار . ومطلب التريث الذي اصر عليه الفرنسيون وبعبدا والثنائي الشيعي والذي استجاب له اديب ليس الا لكسب الوقت لان أحداً ليس لديه تصور بديل لما بعد اعتذار اديب.

العقوبات الأميركية

وسط هذه الأجواء سارعت وزارة الخزانة الأميركية الى اصدار الدفعة الثانية من العقوبات على لبنانيين في اقل من أسبوعين . وإذ طاولت الدفعة الأولى الوزيرين السابقين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس فان الدفعة الثانية امس طاولت شركتين مرتبطتين بـ"حزب الله " وشخص مسؤول في المجلس التنفيذي للحزب . وأعلنت الوزارة فرض عقوبات على شركتي "آرش كونسالتينغ للدراسات والاستشارات الهندسية " و"معمار كونستراكشن للهندسة والمقاولات " لكونهما مملوكتين او مسيطر عليهما او موجهتين من "حزب الله " . كما فرضت الوزارة عقوبات على سلطان خليفة اسعد المسؤول في المجلس التنفيذي ل"حزب الله " الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بالشركتين.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

ذروة الاستعداد.. بارجات أميركية إلى هرمز

دبي - العربية.نت/18 أيلول/2020

أعلنت البحرية الأميركية، الجمعة، أن قواتها أدخلت حاملة طائرات وبارجات حربية عبر مضيق هرمز. موضوع يهمك?أظهرت صور الأقمار الصناعية أن إيران قامت خلال الأيام الأخيرة بتصميم نسخة وهمية مجسمة من حاملة طائرات أميركية ونقلتها إلى...ما هدف مناورات إيران على حاملة طائرات وهمية بمضيق هرمز؟ بدوره، أكد قائد المجموعة الهجومية الأميركية الأدميرال، جيم كيرك، استعداد قواته قائلاً: "نحن في ذروة الاستعداد". وذكر الأسطول الأميركي الخامس في بيان أنّ مجموعة هجومية بقيادة حاملة الطائرات نيميتز، تضم طرّادين مزودين بصواريخ موجهة ومدمرة مزودة بصواريخ موجهة، أبحرت في الخليج للعمل والتدريب مع شركاء أميركيين ودعم التحالف الذي يقاتل تنظيم داعش الإرهابي. كما أضاف كيرك: "تعمل مجموعة نيميتز سترايك في منطقة عمليات الأسطول الخامس منذ تموز/يوليو، وهي في ذروة الاستعداد". فيما جاءت هذه الخطوة بعد أيام فقط من تعهد وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، بفرض حظر على الأسلحة وعقوبات دولية أخرى ضد إيران تقول الولايات المتحدة إنها ستُستأنف السبت. وتعهد بومبيو الثلاثاء بأن تمنع واشنطن إيران من شراء معدات عسكرية صينية وروسية، حتى مع اختلاف الحلفاء الأوروبيين مع موقف واشنطن، قائلاً: "سنتصرّف على هذا النحو: سنمنع إيران من حيازة دبابات صينية ومنظومات دفاعية جوية روسية وبعد ذلك بيع أسلحة لحزب الله. والأربعاء، أعلن أن الولايات المتحدة ستطبق عقوبات الأمم المتحدة المستأنفة على إيران، اعتبارا من الأسبوع المقبل، بموجب بند "العودة إلى الوضع السابق" المنصوص عليه في الاتفاق النووي.

وأضاف بومبيو "سنبذل كلّ ما هو ضروري لضمان تطبيق هذه العقوبات واحترامها". يذكر أن واشنطن ترسل بانتظام مجموعات حاملات طائرات إلى الخليج لإجراء تدريبات ودعم عمليات الولايات المتحدة والتحالف المناهض لتنظيم داعش في سوريا والعراق. وفقًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، كثّفت إيران من أنشطتها في مجال التطوير النووي منذ انسحاب الولايات المتحدة من جانب واحد من الاتفاق النووي في 2018. إلى ذلك، تقول واشنطن إنه رغم انسحابها من الاتفاق النووي، فإن لها الحق في إجبار الأمم المتحدة على إعادة فرض العقوبات على إيران بسبب خرق طهران المزعوم للاتفاق.

 

رجل إيران للالتفاف على العقوبات يثير جدلاً في أميركا

لندن - صالح حميد/18 أيلول/2020

وبّخت قاضية فيدرالية في نيويورك المدعين العامين في قضية علي صدر هاشمي نجاد، المتهم بأنه رجل إيران المصرفي للالتفاف على العقوبات الدولية، وذلك بسبب قيامهم بحجب وثائق عن المحكمة. في التفاصيل، قالت القاضية أليسون ناثان، الأربعاء، إن المدعين العامين في مكتب المدعي العام الأميركي في مانهاتن انتهكوا مراراً التزامات الإفصاح، وقدموا بيانات مضللة في قضيتهم ضد علي صدر هاشمي نجاد. وبينما اعترف المكتب في نهاية المطاف بأخطائه، انتقدت ناثان ما قال إنها "عدم إدانة الأخطاء الجسيمة بشكل لا لبس فيه أو التأكد من أن مكتب المسؤولية المهنية بوزارة العدل سينظر في الأمر، بما في ذلك ما إذا كان المدعون قد تصرفوا بسوء نية"، بحسب تعبيره. وكان المحلفون قد أدانوا علي صدر هاشمي نجاد، في 16 مارس / آذار الماضي، بعد أن اتهمه ممثلو الادعاء عام 2018 باستخدام شركات أجنبية لتحويل 115 مليون دولار عبر النظام المصرفي الأميركي إلى إيران، فيما يتعلق بمشروع بناء فنزويلي.

وفي يونيو/ حزيران الماضي، طلب المدعون الفيدراليون الأميركيون من القاضية في قضية علي صدر هاشمي نجاد، مدير بنك بيلاتوس مالطا، سحب تهمة الالتفاف على العقوبات ضد المتهم، لأن "الأدلة غير كافية"، حسب تعبيرهم. كما ربط العديد من المراقبين للشأن الإيراني هذه الخطوة بصفقة تبادل السجناء الأخيرة بين طهران وواشنطن، في تلك الفترة. من هو؟! ويعتبر علي صدر هاشمي نجاد، البالغ من العمر 40 عاما، هو مدير بنك في مالطا يُدعى بيلاتوس، من أهم رجال إيران الذين كانوا يديرون شبكتها للالتفاف على العقوبات، ونجل محمد صدر هاشمي نجاد، مؤسس بنك "اقتصاد نوين"، أول بنك خاص في إيران ومالك لشركة "ستراتو" القابضة، هي واحدة من أكبر شركات البناء في إيران. وقامت شركة "ستراتوس " بتنفيذ مشروع لبناء آلاف المنازل في فنزويلا، حيث اتهم صدر هاشمي نجاد بالاستفادة من المشروع للتحايل على العقوبات الأميركية من خلال إخفاء دور إيران لتحويل الأموال من خلال النظام المالي الأميركي.

كما تنص لائحة الاتهام ضد صدر هاشمي نجاد على أنه في عام 2006 توصلت "ستراتوس" إلى اتفاق مع شركة طاقة مملوكة للدولة الفنزويلية لبناء 7000 منزل مقابل 476 مليون دولار، وهو متهم بتحويل 115 مليون دولار إلى إيران من خلال النظام المالي الأميركي.

إلى ذلك، يتهم القضاء الأميركي، علي صدر هاشمي نجاد، بالتورط في عمليات الالتفاف على العقوبات ضد إيران من خلال بنك "بيلاتوس". وكانت محكمة في نيويورك قد أدانت هاشمي نجاد في مارس الماضي، بأربع من التهم الخمس التي وجهت إليه وتشمل التآمر لتجنب العقوبات الأميركية ضد نظام طهران، والاحتيال على الولايات المتحدة، وارتكاب تزوير بنكي، والتآمر لارتكاب تزوير بنكي. بدوره، وقال المدعي الفدرالي جيفري بيرمان، إن المتهم استخدم ولسنوات، شركات أمامية في سويسرا وتركيا وسانت كيتس ونيفيس، لإخفاء أن مدفوعات بقيمة 115 مليون دولار كانت في الحقيقة لصالح الشركات التابعة لعائلته وأقاربه في إيران". ويخضع هاشمي نجاد نجاد للإقامة الجبرية في الولايات المتحدة إلى حين موعد محاكمته النهائية. يذكر أن وزیر الخارجیة الإیراني محمد جواد ظريف قد كشف في تصريحات له في يونيو/حزيران 2018، أن الولايات المتحدة قد أحكمت قبضتها على الشريان الاقتصادي لإيران، وكشفت شبكات إيران للالتفاف على العقوبات. وأكد ظريف أن أميركا جمدت بالكامل أصول إيران من خلال اعتقال رجلي الأعمال رضا ضراب وعلي صدر هاشمي نجاد، اللذين ساعدا طهران على الالتفاف على العقوبات الدولية ضدها، من خلال دورهما في التحويلات غير القانونية لمليارات الدولارات من العملة والذهب إلى النظام الإيراني. فيما تقول الوثائق اليوم إن رفض القاضية ناثان لطلب مكتب الادعاء العام بسحب التهم ضد المتهم الإرياني جاء بعد التكتم على وثائق تدينه.

 

ترمب: سنوفر 100 مليون جرعة من اللقاح قبل نهاية العام

دبي - العربية.نت/18 أيلول/2020

وعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجمعة بأنّ 100 مليون جرعة من لقاحات مضادة لكوفيد-19 ستكون قد صنّعت قبل نهاية العام، مشيراً إلى أنّ عدداً يكفي منها لـ330 مليون أميركي سيكون متوفراً بحلول نسيان/ابريل.وقال في البيت الأبيض "سيكون لدينا 100 مليون جرعة قبل نهاية العام، ثم أكثر بكثير على الأرجح، مئات ملايين الجرعات ستكون متوفرة كل شهر، وسيكون لدينا ما يكفي من الجرعات لكل الأميركيين بحلول نيسان/إبريل". وأضاف أن اللقاح سيكون متوفراً للطرح خلال 24 ساعة فقط من اعتماده من هيئة الغذاء والدواء الأميركية.

وأضاف ترمب أن نظرية منافسه الديمقراطي جو بايدن بشأن اللقاح ضرب من الحماقة، مؤكدا أن آلاف الأطباء يعملون على تطوير اللقاح في أميركا. في سياق آخر، أعلن الرئيس الأميركي اعتزام بلاده تخفيض عدد القوات الأميركية في أفغانستان لـ 4 آلاف جندي خلال أسابيع.

وحول أزمة المنصة الصينية، توقع ترمب التوصل قريبا لاتفاق بشأن تيك توك. كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أعلن يوم الثلاثاء، أن لقاحا لفيروس كورونا المستجد سيكون متوفرا خلال شهر، في توقعات أكثر تفاؤلا من تكهناته السابقة، لكنه أضاف أن الوباء قد يختفي من تلقاء نفسه.

وقال خلال لقاء حضره عدد من الناخبين في بنسلفانيا استضافته شبكة "إيه.بي.سي نيوز": "نحن قريبون جدا من التوصل للقاح". وأضاف "نحن على مسافة أسابيع من الحصول عليه، ربما ثلاثة أو أربعة أسابيع". وعبر الديمقراطيون عن القلق من أن يكون ترمب يمارس ضغوطا على الهيئات الصحية الناظمة والعلماء للموافقة على لقاح متسرع يساعده في تعزيز حظوظه للفوز بولاية رئاسية ثانية أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن في انتخابات 3 تشرين الثاني/نوفمبر.

 

أردوغان: أحزننا اتفاق اليونان مع مصر ومستعدون للحوار

دبي - العربية.نت/18 أيلول/2020

رغم الأزمة المستعصية على الحل في شرق المتوسط والتي وصلت حد تهديد الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على أنقرة بسبب التنقيب التركي عن الغاز في المناطق المتنازع عليها مع قبرص واليونان، خرج الرئيس التركي، الجمعة، مبدياً استعداد بلاده للحوار مع مصر واليونان.

وقال في تصريحات للصحافيين في اسطنبول: "لا مانع لدينا في الحوار مع مصر، وأضاف: إجراء محادثات استخباراتية مع مصر أمر مختلف وممكن وليس هناك ما يمنع ذلك، لكن اتفاقها مع اليونان أحزننا".كما أضاف إننا "مستعدون للحوار مع اليونان في دولة ثالثة أو عبر الفيديو"، وأضاف: "ليس لدينا مشكلة في لقاء رئيس الوزراء اليوناني، لكن السؤال الجوهري، ماذا سنبحث وفي أي إطار سنلتقي؟". اتفاقية باطلة وكانت تركيا اعتبرت سابقا أن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية المصرية -اليونانية، التي وقعت مطلع أغسطس في القاهرة، باطلة، مشيرة إلى أنها "تنتهك أيضا الحقوق البحرية الليبية".

وأواخر الشهر الماضي، صادق البرلمان اليوناني على هذا الاتفاق الثنائي مع مصر، وسط تصاعد التوترات بين أنقرة وأثينا، حيث يتنازع البلدان المتجاوران وكلاهما عضو في حلف شمال الأطلسي على مناطق بحرية غنية بالغاز والنفط. هذا وأثارت التحركات التركية للتنقيب عن الغاز شرق البحر المتوسط انتقادات كبيرة من اليونان وقبرص ومصر، ومن المقرر أن يناقش الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل مسألة فرض عقوبات على تركيا ردا على إرسالها سفن تنقيب وسفنا حربية إلى مناطق في شرق المتوسط تطالب بها كل من اليونان وقبرص. كما تصاعدت حدة النزاع بعدما أرسلت تركيا سفنا للتنقيب عن النفط في المتوسط، في حين أرسلت فرنسا الشهر الماضي قطعا بحرية إلى المنطقة لمساعدة السفن الحربية اليونانية التي أرسلت في مواجهة تلك التركية في المياه المتنازع عليها. أنقرة منزعجة إلى ذلك، أثار طرح إعلان رئيس حكومة الوفاق الليبية، فايز السراج، الاستقالة في أكتوبر القادم وتسليم جميع مسؤولياته لسلطة جديدة يجري التفاوض بشأن تشكيلها بين طرفي النزاع في البلاد، غضب أنقرة الداعم الرئيسي لحكومة الوفاق. ففي أول رد فعل تركي، أعلن أردوغان، الجمعة، في تصريحات للصحافيين، أن بلاده منزعجة من قرار السراج التنحي عن رئاسة حكومة الوفاق الليبية. هذا وتقدم تركيا الدعم العسكري لحكومة الوفاق بنقل المرتزقة السوريين إلى ليبيا لدعم قواتها، على الرغم من الإدانات الصادرة من عدة دول، وعلى الرغم من توقيعها اتفاقاً دولياً في برلين، يقضي بعدم التدخل في الشؤون الليبية مطلع العام الحالي.

 

بينها شركة تركية.. أوروبا تعاقب مصدري السلاح إلى ليبيا

دبي - العربية.نت/18 أيلول/2020

يعتزم الاتحاد الأوروبي الإعلان الاثنين عن فرض عقوبات على ثلاث شركات من تركيا ودولة عربية وكازخستان يتّهمها بخرق حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا، وفق ما كشف دبلوماسيان لوكالة فرانس برس مشترطين عدم كشف هويتيهما. وكان الاتحاد الأوروبي قد أطلق "عملية إيريني" المنتشرة قبالة سواحل ليبيا والمكلّفة تطبيق حظر الأسلحة وجمع معلومات استخبارية حول منتهكي القرار. وتركيا إحدى أبرز الجهات الداعمة لحكومة الوفاق الليبية بالمرتزقة والسلاح. وقال أحد الدبلوماسيين لفرانس برس إن "العقوبات متواضعة لكنها مؤثرة"، معتبرا أنها بمثابة رسالة.

ومن شأن فرض عقوبات على شركة تركية أن يفاقم التوتر القائم بين أنقرة والاتحاد الأوروبي على خلفية نزاع متصاعد في شرق المتوسط حول النفط والغاز. وبموجب العقوبات ستدرج الشركات في القائمة السوداء وسيتم تجميد أصولها في الاتحاد الأوروبي، ومن المتوقّع أن يُصادق عليها في اجتماع يعقده وزراء خارجية دول التكتل الإثنين في بروكسل. ويشهد الملف الليبي تطورات متسارعة بعد إعلان رئيس حكومة الوفاق فايز السراج عزمه ترك منصبه في أكتوبر المقبل، حيث أفاد مسؤولون أمميون وألمان لـصحيفة "الشرق الأوسط"، اليوم الجمعة، أن هناك تحضيرات جارية لعقد مؤتمر دولي ثانٍ في الخامس من الشهر المقبل، تحت رعاية الأمم المتحدة والحكومة الألمانية، بينما اعتبرت الممثلة الخاصة بالإنابة للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في ليبيا، ستيفاني ويليامز، أن هناك فرصة لإحياء العملية السياسية في البلاد. وقال الناطق باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، إن المنظمة الدولية والحكومة الألمانية تخططان بالفعل لعقد مؤتمر جديد بشأن ليبيا عبر الإنترنت في 5 أكتوبر، موضحاً أن التحضيرات لا تزال جارية لكي يشارك الأمين العام للأمم المتحدة، وعدد من المسؤولين الألمان، ووزراء خارجية عدد من الدول، فضلاً عن ممثلي طرفي النزاع في ليبيا. يأتي هذا الاجتماع الجديد بعد قمة نظمت في برلين في يناير الماضي بمشاركة كل الدول المنخرطة في النزاع الليبي. ووعدت تلك الدول حينها بوقف إمداد الأطراف المتحاربة بالسلاح والمقاتلين. يشار إلى أن مدينة مونترو في سويسرا استضافت الأسبوع الماضي اجتماعاً تشاورياً بين الأطراف الليبية توافق خلاله المشاركون على إجراء انتخابات خلال 18 شهراً والبدء بإعادة تشكيل المجلس الرئاسي وتشكيل حكومة وحدة وطنية. وقبلها استضافت بوزنيقة بالمملكة المغربية محادثات برلمانية ليبية-ليبية، بهدف توحيد المؤسسات السيادية في البلاد. كما اتفق المشاركون على مواصلة الحوار و"استئناف هذه اللقاءات في الأسبوع الأخير" من شهر أيلول/سبتمر الجاري "من أجل استكمال الإجراءات اللازمة التي تضمن تنفيذ وتفعيل هذا الاتفاق".

 

موسكو: اعتراض طائرتي استطلاع أميركية وسويدية

دبي - العربية.نت/18 أيلول/2020

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الجمعة، اعتراض طائرتي استطلاع أميركية وسويدية فوق بحر البلطيق. إلى ذلك، اعترضت مقاتلة روسية من طراز سوخوي-27 طائرة استطلاع سويدية وطائرة دورية أميركية فوق بحر البلطيق لمنعهما من انتهاك المجال الجوي الروسي.

وجاء في بيان المركز الوطني للدفاع التابع لوزارة الدفاع الروسية، "في السابع عشر من شهر أيلول/سبتمبر، رصدت وسائل التحكم والسيطرة على المجال الدوي فوق بحر البلطيق هدفين جويين يقتربان من الحدود الروسية، وقامت مقاتلة من طراز سو-27 تابعة لقوات الدفاع الجوي لأسطول بحر البلطيق بالتحليق للتعرف عليهما ومنعهما من انتهاك الحدود"​​​. وأشار البيان إلى أن المقاتلة الروسية قد قامت بالاقتراب منهما وتبين أنهما طائرة دورية من طرز "بوسيدون" أميركية، وطائرة استطلاع من طراز "غولفستريم" تابعة للقوات الجوية السويدية، وقامت بمرافقتهما فوق مياه بحر البلطيق. وأكد البيان أن "المقاتلة الروسية عادت بسلام إلى المطار بعد خروج الطائرات العسكرية الأجنبية من الحدود الروسية" موضحا أنه "تم تنفيذ كامل رحلة المقاتلة الروسية "سوخوي-27" بما يتفق بدقة مع القواعد الدولية لاستخدام المجال الجوي، ولم يُسمح بانتهاك الحدود الروسية". كان القائد العام للقوات الفضائية الجوية الروسية أعلن في وقت سابق أنه كانت قد زاد في الآونة الأخيرة عدد الطلعات التي تقوم بها الطائرات التابعة لحلف الناتو بالقرب من الحدود الدولية لروسيا، وذلك ليس فقط طائرات استطلاع وإنما طائرات قتالية.

 

العراق: تعديلات الدستور شملت صلاحيات الرئيس

دبي - العربية.نت/18 أيلول/2020

أعلنت الرئاسة العراقية، الجمعة، أن مقترحات التعديلات الدستورية شملت صلاحيات الرئيس نفسه، مشيرة إلى أن التعديلات المقترحة تضمنت تشكيل الكتلة الفائزة بالانتخابات. أتى ذلك في بيان رسمي، أكدت فيه أيضاً أن نتائج الحملة على السلاح غير الشرعي في البصرة ممتازة، مشددة على ضرورة وضع خطط للسيطرة على السلاح المنتشر. وفي وقت سابق قال الرئيس العراقي، برهم صالح، إن العراق لا يمكن أن يكون جزءًا من سياسة المحاور، مضيفاً أن استقرار البلاد يعد ركيزة أساسية من ركائز الاستقرار في الإقليم. كما أوضح أنه يجب على الجميع احترام سيادة العراق وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. ركيزة أساسية

وفي وقت سابق، استقبل صالح في قصر بغداد، الأربعاء، عدداً من سفراء الدول العربية، وجرى، خلال اللقاء، بحث سبل تعزيز العلاقات مع الدول العربية وتوسيع آفاق التعاون البنّاء في مختلف المجالات بما يضمن تحقيق المصالح المتبادلة. وأكد حينها في بيان صحافي، أن الدولة العراقية المقتدرة ذات السيادة ما هي إلا مشروع وطني يحفظ للعراق أمنه وسلامه، مشيراً إلى أن استقرار العراق يعد ركيزة أساسية من ركائز الاستقرار الإقليمي.

 

الكاظمي يطلق العنان للقضاء.. اعتقال مسؤولين ورجال أعمال

دبي - العربية/18 أيلول/2020

نتفي إطار الحملة الجديدة لمكافحة الفساد، التي يقودها رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، أفادت مصادر حكومية عراقية، الجمعة، بأن مسؤولين عراقيين ورجل أعمال اعتقلوا بتهم مختلفة. في التفاصيل، اعتقلت السلطات رئيس صندوق التقاعد العراقي، أحمد الساعدي، ورئيس هيئة الاستثمار في بغداد شاكر الزاملي، الأربعاء الماضي. كما أكدت المصادر توقيف بهاء عبد الحسين رئيس، شركة الدفع الإلكتروني "كي كارد"، لدى وصوله مطار بغداد، الخميس. فيما رفض المسؤولون الكشف عن أي تفاصيل أخرى، بما في ذلك التهم الموجهة إلى المعتقلين، ومكان احتجازهم أو حتى الإجراءات القضائية التي سيخضعون لها.

وأفادت أيضاً بتعميم لائحة بأسماء مسؤولين ممنوعين من السفر بتهم فساد، ضمن لائحة على المطار والمنافذ لمنعهم من المغادرة. بدوره، صرح مسؤول لوكالة فرانس برس بأن اللجنة تبحث في القضايا التي كانت مشبوهة منذ فترة، ثم تصدر لجنتها القضائية مذكرات توقيف. وردا على سؤال عما إذا كان يمكن الوثوق بالمحاكم لمتابعة العملية، قال المسؤول إن قضاة اللجنة يبنون قضايا قوية. كما قال مسؤولان إن الحملة لم تستهدف أي أفراد أو أحزاب أو قطاعات أعمال معينة، مضيفين أنه لا توجد قائمة أهداف، لكن يمكنك توقع ظهور المزيد من الأسماء.

"يشار إلى أن الكاظمي كان شكّل الشهر الماضي لجنة جديدة لمحاربة "ملفات الفساد الكبرى"، التي نفذت أولى اعتقالاتها هذا الأسبوع، بحسب مسؤولين عراقيين على دراية بعمل اللجنة. كما توصلت دراسة أجراها البرلمان العراقي في وقت سابق إلى أن نحو 450 مليار دولار من الأموال العامة اختفت في جيوب السياسيين ورجال الأعمال المشبوهين منذ عام 2003. إلى ذلك، أجرى الكاظمي مؤخرا تعيينات جديدة في البنك المركزي العراقي وهيئة النزاهة وهيئة الاستثمار في محاولة لوقف الفساد الحكومي. يأتي هذا في وقت يواجه العراق أزمات عدة، اقتصادية وسياسية وصحية أيضاً. ومنذ تعيينه قبل أشهر، يطالب الشارع العراقي من رئيس الوزراء بوقف الفساد، وإلغاء المحاصصة في بلد يخضع العديد من الملفات فيه ومن بينها التعيينات، إلى المحاصصة وتقاسم الأحزاب. وكان هذا النهج المتبع في البلاد، وتفشي الفساد فجّر في أكتوبر الماضي موجة احتجاجات واسعة، عمت مختلف المحافظات العراقية، لا سيما في الجنوب. ولا تزال شريحة واسعة من الشارع العراقي متمسكة بمطالبها، مطالبة بإبعاد الطبقة السياسية التي يتهمونها بالفساد عن إدارة الدولة.

 

المسماري: تشكيل لجنة فنية للإشراف على إيرادات نفط ليبيا

دبي - العربية.نت/18 أيلول/2020

بعد ساعات من إعلان القائد العام للجيش الليبي، خليفة حفتر، الموافقة على إعادة فتح حقول النفط واستئناف التصدير، أكد المتحدث باسم الجيش، أحمد المسماري، الجمعة، تشكيل لجنة فنية مشتركة للإشراف على إيرادات النفط ستعمل حتى شهر ديسمبر. وقال "اتفقنا على استئناف إنتاج النفط في كافة المناطق الليبية"، مشيراً إلى أن بعض الميليشيات سيكون ردها قاسياً وستضغط على المصرف المركزي. كما أوضح أن بعض الفاسدين يحاولون استغلال أزمات الشعب الليبي، وقال "نعمل على منع استفادة تركيا من أموال الليبيين". وقال "اتفقنا على اعتماد سعر صرف موحد للدولار في ليبيا، وفتح المقاصة بين المصارف في كافة مناطق البلاد. كما أعلن فتح الاعتمادات والتحويلات المالية القانونية في كل المناطق الليبية. وقال "دعمنا لمعيتيق في تمثيل المنطقة الغربية دليل على أننا لا نحارب الليبيين". إلى ذلك، أعلن القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر، الجمعة، الموافقة على إعادة فتح حقول النفط واستئناف التصدير شرط توفير ضمانات بتوزيع عائداته المالية توزيعا عادلا، وعدم توظيفها لدعم وتمويل الإرهاب أو تعرضها لعمليات السطو والنهب. جاء ذلك في كلمة توجه بها حفتر، الجمعة، إلى الليبيين، قال فيها إن القيادة العامة للجيش لا تتردد في تقديم التنازلات ما دامت في مصلحة الليبيين، بهدف منع استمرار تفاقم الوضع الاقتصادي في البلاد. كما أوضح أنه "لا تفريط في المكاسب التي دفع جنودنا ثمنا لها ولا مكان للمستعمرين". وتابع قائلاً: "سنقاتل من أجل الحفاظ على وحدة ليبيا ولا نتردد في تقديم التنازل بكامل الثقة والرضا فيما دون ذلك". يذكر أن إنتاج النفط في ليبيا الذي تتدفق عائداته إلى حسابات المصرف المركزي بالعاصمة طرابلس، توقف بقوّة منذ 18 يناير/كانون الثاني الماضي، ما أدى إلى خسارة إيرادات تصل إلى 9 مليارات و600 مليون دولار، وفقا لآخر بيانات المؤسسة الوطنية للنفط قبل أسبوعين.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ستندمون يوم تخسرون لبنان… ولن ينفع الندم…

الكولونيل شربل بركات/18 أيلول/2020

*أعطاكم لبنان الانفتاح على الشرق والغرب، فأبيتم إلا الانزواء في جحوركم. أعطاكم القانون الذي طورته “أم الشرائع”، فوأدتموها مع قوانينها التي تحميكم تحت الأنقاض، بدون رحمة ولا رأفة…

*لقد أذللتم أئمتكم في سبيل اعلاء لواء الشر وكممتم أفواههم، يوم قالوا لكم إنكم تدوسون النعمة التي وهبكم الله بأرجلكم.

*لن تستفيقوا من ثبات أفكاركم حتى تمزّقوا آخر الأضلاع فيكم، وتنهشوا ما تبقى من لحمكم. فأنتم عاهة على الناس. وشر مطلق لا خير يرتجى منه، ولا أمل في اصلاحه. وليت لصادوم وعامورة ما كان لكم من الفرص لكي تستفيقوا لكانتا ندمتا وغيرتا مصيرهما… فبئس المصير…

*****

أيها اللبنانيون المتمرغون في الحقد الأعمي… أيها المتزعمون عصابات القهر والذل… أيها السائرون إلى مصائركم السوداء… أيها الممعنون في هدم أصرحة المحبة والانفتاح… أيها المغالون في التمسك بالفتات… ستندمون…

لقد بني لكم هيكل متكاسك ليحمي حرية الانسان في هذا الشرق. وأنتم هدمتموه… وترك لكم المجال طيلة مئة عام لكي تحتموا من مشاكل التفرقة، وتتعلموا أن تغزلوا خيطان التعاون. فتقوقعتم في جحوركم خائفين ولم تقدموا…

حاربتم الكلمة الحرة ونور الحقيقة، بدسائس الظلمة ومكائد العهر. وتآمرتم مع الشر وأعوانه لتعيدوا سيطرته على بلد الأمن والأمان الذي قدس الفكر، وحمى التفرد، ورعى بذرة الابداع فيكم. وها أنتم إلى مصيركم الأسود، تقتاتون من أعمالكم السيئة، ومشاريعكم الهدامة، وأحلامكم القاتمة. فهل من أمل لكم بالحياة والسير في دروب الأمم المتقدمة؟..

أعطاكم لبنان الانفتاح على الشرق والغرب، فأبيتم إلا الانزواء في جحوركم. أعطاكم القانون الذي طورته “أم الشرائع”، فوأدتموها مع قوانينها التي تحميكم تحت الأنقاض، بدون رحمة ولا رأفة…

أعطاكم لبنان الحق بأن تجاهروا بمعتقداتكم وتطوروا بحرية كل ما ورثتموه من أيام النضال في سبيل البقاء تحت أفياء الظلم والذل. ولكنكم اعتقدتم بأنه ضعيف أمام تجبّركم، فتطاولتم عليه. وجبان في مواجهة شروركم، فقتلتموه…

إلى أين ستهربون من وجه الله، يا من يدعون العمل بشرائعه؟.. وأين ستخفون رؤوسكم من غضبه، وأنتم دمرتم كل جميل تسلمتموه، وأحرقتم كل الخير الذي فاض عنكم؟.. سوف يقهركم جهلكم ولن تنعموا بما سلبتم من المغانم أو تستفيدوا من الثروات التي كومتم في خزائن لا قعر لها ولا أبواب…

كان لبنان جنة في منطقة تعيش الذل والظلم. وكان حديقة جناء يتمنى كل الجيران أن ينعموا في ظلالها. فأحرقتم الأخضر واليابس فيها، وقتلتم حراسها والفلاحون، الذين إنما يخدمونكم لكي تستمر الاشجار بالعطاء، والينابيع بالتدفق، والسياج بحماية حريتكم. فأحرقتم الاشجار لتشعلوا نيرانا تتفرجون عليها ولا تنفعكم، ودستم الازهار التي لم تستمتعوا بجمالها مرة، وسممتم الينابيع التي كانت مصدر رزقكم وأساس الحياة التي وهبتم، وهدمتم السياج بدون سبب، وشرعتموها لكل عابر سبيل. فماذا ستقولون له “تعالى” عندما تواجهونه؟..

قايين… قايين… اين أخاك؟..

أين ستهربون من وجه الله؟.. وهل سينفعكم أي من خطابات الحقد التي زرعتموها، وجدران العهر التي اقمتموها، وأكوام السلاح الصدئ الذي تشاوفتم بامتلاكه؟..

لقد أذللتم أئمتكم في سبيل اعلاء لواء الشر وكممتم أفواههم، يوم قالوا لكم إنكم تدوسون النعمة التي وهبكم الله بأرجلكم. وهجرّتم الخير من مخازن كانت الأرض كلها تحسدكم عليها. وعاديتم معلمينكم الخيّرين لتحتموا تحت رداء الجهلة الحاقدين الأشرار، العائدين من مجاهل التاريخ يستعملونكم وقودا لمشاريعهم الهدامة. فاين ستختبؤون من وجه الله يا من تدّعون خدمته؟..

يلفظ لبنان أنفاسه اليوم ولا تزالون تدعسون في قلبه، وتتمسكون بخناقه، وتضغطون. فأي خير ستستفيدون من هذه الفعلة وأنتم تقتلون الدجاجة التي تبيض لكم ذهبا معتقدين بأنكم ستعثرون على الكنز في أحشائها…

علّمكم لبنان أن تحبوا الحياة. وعلّمكم الحقد الذي فيكم أن تكرهوها. علّمكم لبنان كيف تجمّلون الدنيا بلوحاته الفريدة. فتعلمتم كيف تمزّقون تلك اللوحات، وتحرقون حتى الريش التي ترسم، وتدوسون أنابيب الألوان كي لا يبقى أمل لفنان بأن يعيد استعمالها… وحقدتم على لبنان وكل جميل فيه…

فمن رضي بقسمة الرب منّ عليه “صبحانه” بالعقل النيّر، فصارت الصحراء التي سكنها جنة تتباهى أمام الأمم، بينما حولّتم، انتم الحاقدون، جنة الله على الأرض إلى صحراء تفوح منها روائح حرائقكم، ونتانة الجيف المهترئة في جحوركم التي لا تشبه إلا القبور…

لن تستفيقوا من ثبات أفكاركم حتى تمزّقوا آخر الأضلاع فيكم، وتنهشوا ما تبقى من لحمكم. فأنتم عاهة على الناس. وشر مطلق لا خير يرتجى منه، ولا أمل في اصلاحه. وليت لصادوم وعامورة ما كان لكم من الفرص لكي تستفيقوا لكانتا ندمتا وغيرتا مصيرهما… فبئس المصير…

 

ورطة بعبدا

الياس الزغبي/18 أيلول 2020

لا يستطيع أي مراقب أن يتجاهل الارتباك الحاصل في قصر بعبدا بفعل انسداد الوضع الحكومي، وحالة الاستعصاء في استيلاد الحكومة الجديدة من بطن "الحوت الشيعي".

حاول الرئيس عون أن يخرج من حرجه، ولو على حساب الدستور، فقام بمشاورات إضافية لا شأن له فيها ولا صلاحية، فانتهت كضربة سيف في الهواء.

وحين تبيّن له أن شقّه التوأم في "تفاهم شباط"، "حزب اللّه"، ذهب بعيداً في الانقلاب على "تفاهم قصر الصنوبر" والمبادرة الفرنسية، تدخّل بحذر في محاولة لإقناع شريكه بالمداورة والتخلّي عن حقيبة المال، إنقاذاً ل"العهد" قبل سواه.

لكنّ محاولته الحذرة اصطدمت بتصلّب غير مسبوق من هذا الشريك لخلفية تتخطى تلك المحلية التي ينطلق منها الشريك الآخر المضارب نبيه بري. لأن حسابات "حزب اللّه" تمتدّ إلى عمقها الإيراني بصراعاته الإقليمية والدولية، ولا ترتبط فقط بالحساب البلدي الشيعي الموضعي.

وجد عون نفسه بين أحقية التزام الرئيس المكلّف مقتضيات الورقة الفرنسية واتفاق قصر الصنوبر، واستكبار "الثنائي الشيعي" وتسلًقه أعلى شجرة الشروط، بحيث بات من الضروري القيام بعملية طارئة لإنزاله، قبل إنزال لبنان إلى جحيمه.

وحاول عون تمرير رسالة إلى شريكه عبر التسريب وليس التصريح، مفادها أنه يؤيد المداورة في الحقائب. لكنّ هذا التسريب لم يرقَ إلى موقف يجعل "حزب اللّه" يدرك مدى انكشاف غطائه لدى سائر الطوائف، خصوصاً الغطاء المسيحي في "ورقة التفاهم".

إن عدم حسم موقف قصر بعبدا، بموقعه الدستوري، لجهة أحقية موقف الرئيس أديب، والتزام مضامين مبادرة ماكرون ومبدأ المداورة، سيزيد إرتباكه بين سندان المبادرة ومطرقة "حزب اللّه".

وبدلاً ممّا يعتقده فرصة لإنقاذ البقية الباقية من "العهد"، يكون قد ذهب ضحية اللاموقف واللاقرار.

فهل هناك ورطة أسوأ وأصعب؟!

 

"حزب الله" والعلامة الأمين

أحمد عياش/ النهار/18 أيلول 2020

ماذا يريد "حزب الله" من عضو مجلس حكماء المسلمين العلامة السيد علي الأمين؟

هذا السؤال ينطلق من الدعوى المقامة  ضد العلامة الامين  والتي ينظر فيها القضاء، رفعتها مجموعة من مناصري الحزب تحت عنوان "اثارة النعرات الطائفية".

لا تبدو الدعوى في ظاهرها سوى محاولة للنيل من هذه القامة الروحية. أما في مضمونها، فهي تأتي على خلفية تصفية حساب إيراني يتولاه الحزب .والشواهد كثيرة وآخرها واهمها، كما قالت اوساط شيعية بارزة ل"النهار"، هو ظهور مرجعية شيعية في البحرين تعطي المواطنين الشيعة هناك فرصة لكي يخرجوا من الطوق الايراني الذي يأخذهم، مثلما أخذ الشيعة في العالم العربي الى مستنقع الفتن والانقسام، وهذا ما يظهر جليا في لبنان هذه الايام. قد يطول الكلام على الاصرار الايراني على التدخل في البحرين منذ قيام ثورة الامام الخميني عام 1979. لكن القامات الدينية الشيعية التي رفضت الانضواء تحت عباءة ولي الفقيه الايراني، قامت ولا تزال  تقوم بما يجب القيام به لتجنيب الشيعة في العالم الاسلامي عموما والعربي خصوصا ويلات المشروع الايراني الذي لم يحمل السلام والاستقرار الى أي مكان وصل اليه، من دون الكلام عن الويلات التي حلّت في أيران نفسها منذ أكثر من اربعة عقود.

من اهم وصايا الامام الراحل محمد مهدي شمس الدين هو التشديد على إنتماء الشيعة الى اوطانهم.ومن اهم من عمل ولا يزال على إخراج هذه الوصية الى حيّز الوجود هو العلامة الامين.وهنا نأتي مجددا الى دولة البحرين، فهناك سعى الامين قبل عاميّن لدى الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة لإنشاء جامعة دينية للسنّة والشيعة معا توفر التفقّه في المذاهب الاسلامية، على ان يتاح للخريجين تقلّد الوظائف العامة.وقد لبّى الملك طلب السيد الامين، وأبصرت الجامعة النور، وبدأ جيل جديد من الشيعة البحرينيين يصل الى الوظائف العامة، بدلا من الذهاب الى قم بإيران لنيل الشهادات الدينية التي تتسبب بحرمانهم من العمل في اوطانهم التي تتعرّض للتدخل الايراني. ما جرى بفضل مبادرة العلامة الامين في البحرين هو عمليا سحب البساط من تحت اقدام التدخل الايراني.فكان الرد عبر دعوى في لبنان  جاءت  ظاهريا على خلفية مشاركة الامين في مؤتمر مؤتمر التنوع الديني الذي إستضافته البحرين في العاشر من كانون الاول  2019 .في هذا المؤتمر كان هناك حاخام إسرائيلي من بين عدد كبير من رجال الدين من شتى الاديان ومن مختلف العالم.وقد شارك في المؤتمر ممثلا للبنان سفيرنا هناك .والقى العلامة الامين مداخلة يمكن قراءة نصها على الانترنت.

يقول الامين العام للجنة الوطنية للحوار الاسلامي – المسيحي حارث شهاب انه  اذا كانت مشاركة الامين في مؤتمر البحرين هي  المشكلة، "فلتعلن الدولة عدم مشاركة أي لبناني في اي فعالية عربية ودولية ".

ما زال هناك الكثير ليقال في هذا الموضوع.

 

غطاء من الأحزاب المهيمنة وغياب للسلطات/بعلبك: "مدينة الأمن بالتراضي والنزاعات العشائرية"

مريم مجدولين لحام/نداء الوطن/18 أيلول 2020

الفلتان الأمني في بعلبك بلغ حدّه

تسجل محافظة بعلبك تصعيداً واضحاً بأعمال العنف، أخذ يقترب من قلب عاصمتها الهرمل التي تعيش حالياً وضعاً مربكاً في ظل تزايد الهجمات المسلحة وأعمال القتل والخطف والتشليح وسرقة السيارات بشكل شبه يومي، فضلاً عن استمرار النزاعات العشائرية. وفي المشهدية، نفض الحزبان المهيمنان سياسياً، "حزب الله" و"حركة أمل"، ايديهما من الموضوع وتنصلا تحت عنوان "اللهم ما باليد حيلة"... وبظاهرة جديدة من نوعها: "بات للدولة اللبنانية الدور الأوحد في معالجة الفلتان الأمني لا مسؤولية للأحزاب الفاعلة فيه".

بيان تلو الآخر من الحزبين، يستنكران فيه الوضع وتصريحات لنواب أن لا غطاء حزبياً على أي مرتكب، وسط تأكيدات من السلطات اللبنانية فتح تحقيق فوري وعاجل بشأن أحداث أمنية متتالية، لكن لا جديد حتى الساعة. فما الذي تنتظره وزارة الداخلية لإطلاق خطة لمواجهة الانفلات الأمني وضبط السلاح المتفلت ومصادرته ومباشرة واجب التفتيش عن عصابات المخدرات والجرائم المنظمة، وتنفيذ مذكرات إلقاء القبض على المطلوبين، وفرض الأمن وإنفاذ القانون؟

شهر حافل بالجرائم

في الثالث من أيلول حصلت اشتباكات مسلحة في حي الشراونة في بعلبك بين أفراد من عشيرتي جعفر وزعيتر، استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية كما سقط العديد من الجرحى. في حين أنه وفي اليوم نفسه، حصلت اشتباكات مسلحة بين آل علام وآل حمادة في الهرمل. في اليوم التالي، أي الرابع من أيلول، قتل المواطن علي خليل عبد الساتر جراء إطلاق نار عليه من مجهولين خلال محاولته ردعهم عن سرقة محصوله الزراعي من البصل في سهل بلدة إيعات. ليليها بعد أربعة أيام حادثة قتل الشاب مهدي وهبة في شعث أثناء محاولة سرقة ماشيته فتمّ توقيف شخصين أحدهما سوري والثاني فلسطيني بعد 24 ساعة في التاسع من أيلول الذي شهد أيضاً أحداث خطف لشخص على خلفية مقتل مهدي وهبي في اليوم السابق. كما وفي نفس اليوم، أطلق مسلّحون مجهولون النار على محل تجاري يملكه مواطن وسط سوق بعلبك التجاري، واقتصرت الأضرار على الماديات.

ارتاح الوضع لمدة ثلاثة أيام ومن بعدها في الثاني عشر من أيلول أطلق مسلحون مجهولون يستقلون سيارة رباعية الدفع النار في اتجاه محل "جنى" لبيع الألبسة في سوق بعلبك التجاري الذي كان يشهد حركة ناشطة وفي بلدة الطيبة أقدم أحدهم على إطلاق النار من سلاح حربي باتجاه قاصر من آل مظلوم مما أدى الى إصابته برجله اليسرى. وفي اليوم التالي أي بتاريخ 13 أيلول وأثناء مرور جيب نوع غراند شيروكي زجاجه حاجب للرؤية على حاجز للجيش في منطقة الكيال حاول العناصر توقيفه لكنه لم يمتثل لأوامرهم، وأقدم من بداخله على إطلاق النار باتجاههم ما اضطرهم إلى الرد بالمثل، ما أدى إلى إصابة أحد العسكريين، في حين فر مطلق النار إلى جهة مجهولة، ولم يوقف حتى اليوم. وبعد هذا الأسبوع الحافل بالتعديات، أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي البارحة القبض على سارق سيارات كان قد فُضح على وسائل التواصل الإجتماعي بالفيديو في آب، انجاز متواضع، أمام هذا الكم الهائل من كسر القوانين.

في الأحداث التي ذكرناها، تعرض قاصر لإطلاق نار من سلاح حربي أصاب رجله خلال اشكال، وفي حديث هاتفي مع والده محمد ابو عبدو مظلوم يقول لـ"نداء الوطن" إن إبنه قد تعرض للضرب المبرح وللإعتداء بسلاح متفلت فارتأيت عدم اللجوء إلى العشيرة والذهاب إلى القوى الأمنية، وحين توجهت دورية للقبض على الجاني المعروف بالإسم ومكان السكن تلقت اتصالاً من فاعلين من "حزب الله" وتراجعت عن اعتقال الذي اعتدى على ابني. فما هي الرسالة التي تعلمها دولتنا لطفلي القاصر؟ أن الحق لا يؤخذ سوى باليد؟".

وبغصة يتابع الأب قائلاً: "للأسف، صار الأمن بالتراضي والحق ضائع بين الضابط والقاضي. كونوا على ثقة أن أبناء بعلبك وكبار عشائره لا تغطي أياً من عصابات المخدرات والتشليح والقتل والميليشيات المسلّحة التي ترهب وتعيث في أرضنا فساداً وإرهاباً. وأعدادهم قليلة ومعروفون بالإسم ومعروفة الجهات الحزبية التي تحميهم لا بل تغطي خططهم الممنهجة والمرسومة بخبث لاختطاف واغتيال الأشخاص، بالتزامن مع التجاذبات السياسية".

من جهته يأسف أحد القاصرين من أصدقاء إبنه، وأقربائه الناشط مصطفى مظلوم، ويقول لـ"نداء الوطن" إنه كتلميذ يعاني من الحرمان منذ الصغر، وقد اختار أن يكون ناشطاً سياسياً لأنه ترعرع في بلدة بعلبكية تعايشت مع الحرمان لدرجة "وعيوا" القصار فيها "على بكير". ويتابع: "لماذا لا يكون للشرطة البلدية دور في حمايتنا كأمن ذاتي، إذ تتكرّر مثل صرختنا على مدار الساعة في بيوت البعلبكيين بعيداً عن سلطة الدولة اللبنانية ورجال أمنها وقضاتها، وفي بعض الحالات تحت أنظارها، ومن دون اعتراض منها. وقد أصبحت أصواتنا جزءاً من حوارات يائسة، تدور بين آلاف الأسر هنا وفي حوارات العشائر التي ليس منها من لم يفقد إبناً، وما زالت تخاف على الأحياء منا. ووصل بالأشخاص أحياناً إلى أخذ الحق بيدهم إذ لم يعودوا يمتلكون ترف الوقت، كي ينتظروا حكماً ينصفهم من دولة غائبة كلياً عن السمع، وأحزاب ميليشياوية تتحكم بالمشهد العام لا تحمي ولا تبني بل ترعب وتهدم".

أما الدكتور حسن مظلوم فيشرح لـ"نداء الوطن" أن "هذا الفلتان الذي نشهده اليوم، والذي طاول عشرات من الأبرياء، من دون تحقيق أو استقصاء، يترافق مع استحقاقات وطنية كبرى كتشكيل الحكومة مثلاً وهناك "كباش عليها" وفي هذا السياق تُخلق توترات، لا بد أن يُلاحظ أنها مقصودة وليست وليدة اللحظة".

ويتابع "يطلبون من الأشخاص التمدن وليس في حياتهم منذ الصغر أي وجه للتمدن، لا مدارس ولا مستشفيات ولا بنية تحتية ولا مقار ثقافية. وحين يريدون توظيف أشخاص في مواقع مهمة، لا يأتون بالكفوء بل بالمتحازب، هناك ظلم ممنهج وفادح، وعجز كامل للدولة عن المحاسبة، ودويلة تحكم من مجرمين يرفض رجال الأمن ملاحقتهم، سامونا سوء العذاب، قتلوا أبناءنا، وانتهكوا حرماتنا، ونهبوا ثرواتنا، وكمّوا أفواهنا، وأحكموا الطوق من حولنا".

المختصر المفيد يُجمع أغلب المتضررين من ظاهرة الأمن بالتراضي بين العشائر هذه، بأن التصدّي لها واستتباب الأمن، قد لا يكتملان من دون نزع سلاح الميليشيات وتفكيكها وتجفيف منابع أموالها، بعدما باتت تشكل جيشاً موازياً يمتلك القدرة على التحكم بمصائر الناس وتحويل بعلبك من قلعة العظماء إلى مكان ليس المواطن فيه الا "مشروع شهيد" يُرمى على قارعة الطريق جسداً واهناً كي تأكل هوام الأرض منه.

 

نعم أنا لبناني لا أثق... لا أثق... لا أثق

أحمد الغز/اللواء/19 أيلول/2020

نعم انا لبناني وهنا ولدت ولعبت وحلمت، وهنا قرأت أحرفي الأولى وحفظت وأنشدت (كلنا للوطن)، وهنا تعرفت على ذاتي ورافقت وصادقت، وهنا سمعت خفقان قلبي وشعرت بالحب والأمل، وهنا كتبت رسالتي الأولى وطبعت قبلتي الأولى، وهنا حزنت وفرحت وسلكت دروب عذاباتي القصيرة والطويلة، وهنا سمعت أغنيتي الأولى وذرفت دمعتي الأولى، وهنا التقيت أحبابي وحبيباتي وتعرفت على أوهامي وأشجاني، وهنا تيقنت بأني لبناني. نعم أنا لبناني في أعماقي وأشواقي وحلي وترحالي، وأنا لبناني أولاً وثانياً وثالثاً وأخيراً ولا شيء عندي أغلى من وطني وهويتي رغم رحلتي الطويلة مع الحزن والخيبة والتوهان بين الأزقة والأرياف والمدن والجبال ورغم مراراتي وأوجاعي، وأنا لبناني وفوق طوائفكم ومذاهبكم وأحزابكم ومليشياتكم ومناصبكم ومجازركم، ومياه الينابيع العذبة تسري في عروقي وأشجار الحور والصفصاف تسمع همس وجداني.

نعم أنا لبناني وأعرف من قتل انسبائي ورفاقي وحبيباتي، وأعرف من أحرق دفاتري وعبث بأشيائي، ومن الذين باعوا الوطن للقاصي والداني، وقطّعوا الطرقات ونهبوا الأسواق وهجروا رفاق الطفولة والصبا وتنكروا للخبز والملح وحسن الجوار، وأعرف الذين تاجروا بالمبادئ والعقائد والمذاهب والأديان، وأعرف من أشاع الخوف والرعب والجهل والتعصب وبدد السكينة والمودة والأمل لدى اجيال واجيال تجرعت معهم مرارات العنف والأحقاد.

نعم أنا لبناني وعندي حنين لمواسم البدار والحصاد وإلى عناق أغمار سنابل القمح فوق بيادر الصبر والشقاء، وأنا أعرف متى تزهر الأشجار ومتى تقطف الثمار، ولا تزال تهز أعماقي مواويل النوى والمعنى وزغاريد الأفراح والعتابا والزجل التلقائي، وأنا لبناني هزمت في وطني وتمزقت أحلامي واحترقت مدني وأريافي وتقطعت أوصالي على خطوط الذل وأعتاب الميليشيات والمخابرات، وشهدت مرات ومرات كيف اغتصبت عفة لبنانيتي في اروقة السفارات.

نعم أنا لبناني وخانتني العروبة والقومية والأممية والإنسانية والمدنية وأحزاب اليمين واليسار والمقاومات الفلسطينية واللبنانية والعربية والإسلامية، وأنا لبناني تركت ومواطنيتي وحيداً أواجه المصير الأسود مع السلاح والسفاحين والقناصين والمحتلين والأوصياء وتجار الوطنيات والنضالات، وأنا لبناني وأعرفهم فردا فردا وجماعة جماعة وسفارة سفارة وعصابة عصابة، وأعرف ما فعلوا وما نهبوا ومن والوا ومن خانوا ومن باعوا ومن اشتروا ومن انتخبوا ومن عزلوا ومن قتلوا وكيف تواطؤا وكيف استباحوا المحرمات وكيف تمتعوا واغتصبوا وكيف عبدوا السلطة وكفروا بالوطن وما زالوا.

نعم أنا لبناني ولا أثق بالرئاسات الحالية ولا بالرؤساء السابقين، ولا أثق بأمراء الحرب وأحزابهم وتياراتهم وتحالفاتهم الرقمية، ولا أثق بأصحاب الطموحات الأنانية والانتماءات الظرفية، ولا أثق باتباع السفارات والمخابرات، ولا أثق بالثورات الموسمية، ولا أثق بالمغردين والمغردات والبطولات الإنشائية، ولا أثق بالمؤسسات الإعلامية، ولا أثق بحكومة الاختصاصيين، ولا أثق بحكومة المستقلين، ولا أثق بالحكومة الحيادية، ولا أثق بحكومات الوحدة الوطنية الكارثية. نعم أنا لبناني ومثلي الملايين ممن تكسرت على أجسادهم نِصال الأحقاد والنزاعات على نِصال الخيانات والمتاجرات والشطارات، حتى بتنا كالموتى الأحياء وكالأحرار تحت العبودية تحاصرنا الأفكار العدمية ونشعر بحنين شديد إلى قامات وطنية كالذين امتلكوا شجاعة إشهار حبهم ووفائهم للبنانهم، وخافوا على مستقبل أجيالهم  بكل وطنية وكبرياء واستحقوا ثقة أبناء وطنهم، وسكنوا الوجدان بعد اغتيالهم وانضمامهم إلى رموز تراجيديا التجربة الوطنية اللبنانية  من الرؤساء والمرجعيات الروحية والشخصيات الإعلامية والسياسية والقيادية. نعم أنا لبناني ولا أثق... لا أثق... لا أثق.

 

ماكرون... باقون هنا حتى لو فشل التأليف

ألان سركيس/نداء الوطن/18 أيلول 2020

يبدو أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إتخذ القرار الحاسم والحازم بعدم ترك لبنان ساحة للصراعات الإقليمية والدولية ودفعه إلى المجهول حتى لو فشل مسعى تأليف حكومة جديدة.

يعمل الفرنسي في الملف اللبناني من منطلق مبدئي، فالإليزيه لا يتعامل مع الأزمة اللبنانية وكأنها عابرة، إذا نجحنا نفرح وإذا فشلنا نوضّب أغراضنا ونرحل، وبالتالي فإن إصرار ماكرون لا يتعلّق بتأليف الحكومة فقط بل بالمتابعة الحثيثة للوضعية التي تحصل.

ومن منظار الإليزيه، فإن علاقات لبنان وفرنسا ليست مرحلية، وهي لا تتعامل مع البلد من مدخل الطبقة السياسية، بل تتصرّف وكأن هذه الطبقة لا تريد الخير للبلد، وما يهم باريس هو الشعب وثقافتها المنتشرة على المتوسط، ما يفسّر إرسال وزير الخارجية جان إيف لودريان إلى بيروت قبل انفجار المرفأ في 4 آب لتقديم الدعم إلى المدارس التي تعلّم اللغة الفرنسية.

وفي السياق، يتّكل ماكرون في خطواته على دعم أميركي واضح ضمن خطة معينة، وبالتالي فإن خطواته منسقة مع الأميركيين وهذه نقطة قوة له، في حين أن هناك نقاطاً سجّلها في الفترة الأخيرة من وراء الملف اللبناني ولا يريد خسارتها وأبرزها:

أولاً: ربح ماكرون محبة الشعب اللبناني وظهر ذلك جلياً باحتضانه في شارع الجميزة خلال زيارته الأولى بعد الإنفجار، كما أن الشعب نظر إليه كأنه المخلص من هذه الطبقة السياسية الفاسدة، وقد حصد مكانة في قلوب اللبنانيين لم يحصدها الرؤساء الذين سبقوه مثل فرنسوا هولاند ونيكولا ساركوزي ولا حتى جاك شيراك.

ثانياً: نجح ماكرون إلى حد كبير في كشف السياسيين اللبنانيين واستطاع الحديث مع الجميع، في دلالة إلى قبول باريس من جميع الأطراف.

ثالثاً: إنعكست صورة ماكرون في بيروت على صورته داخل الرأي العام الفرنسي الذي تعاطف مع لبنان بشكل كبير، ونجاحه يعني نجاحاً داخل فرنسا، في حين أن فشله لا ينعكس كما صوّره البعض داخل باريس، لأن الفرنسيين يعرفون مدى عقم الطبقة السياسية اللبنانية.

رابعاً: نجح ماكرون في خطف تفويض أوروبي ودولي لحراكه في لبنان، وبات يتحرّك باسم "القارة العجوز" بعدما رأى القادة الاوروبيون خروجهم من لبنان خسارة فادحة لهم على شواطئ المتوسط.

والأهم من كل هذا أن ماكرون ثبّت نفوذ فرنسا في بيروت، والأمر يحتاج إلى متابعة عملية على الأرض، وهو يقف سداً منيعاً بوجه التمدّد التركي ويواجهه ويتعاطى مع رعاة السنة في لبنان وعلى رأسهم مصر والسعودية على هذا الأساس، في وقت ينسق الرئيس سعد الحريري مع ماكرون لإتمام الموضوع.

وما ينطبق على تركيا ينطبق على إيران أيضاً، إذ إن الفرنسي الذي يتعامل مع المكوّن الشيعي بموضوعية وعقلانية، لا يحبّذ أيضاً أن يقع لبنان تحت القبضة الإيرانية ويخرج من ثقافته وحضارته وجذوره، لذلك فإن الفرنسي لن يقف بوجه العقوبات الأميركية إذا استمرت طهران في عرقلة مسيرة الإنقاذ في لبنان.

وأمام كل هذه المعطيات، فإن فشل تأليف الحكومة سينعكس سلباً على العلاقات الفرنسية - الإيرانية، لكن هذا الأمر سيزيد باريس تمسكاً بخلاص لبنان من نفوذ طهران لأنه عندها سيقول الرئيس الفرنسي "لقد حاولت وأشهد أنني بلّغت"، وبالتالي فإن المحاولات الفرنسية ستتكرر وعندما يدخل الاميركي مباشرة على الخط سيحفظ دور الفرنسي الذي أسّس ما أسّسه في لبنان خصوصاً في السياسة والثقافة والمرفأ والتنقيب عن الغاز. إذاً، ينتظر لبنان فترة حامية جداً، لكن ما يدفع إلى الإطمئنان أكثر أن الفرنسي لن يترك البلاد وسيكرر محاولاته لكن هذه المرة من دون دبلوماسية لأنه أعطى السياسيين الفرصة الأخيرة وخذله البعض.

 

"الثنائي": لا أمل لمصطفى أديب بتشكيل الحكومة

غادة حلاوي/نداء الوطن/18 أيلول 2020

بشق النفس تستمر المبادرة الفرنسية. بات ثابتاً وجود مسعى أميركي لتطويقها والقضاء عليها. وبات راسخاً أيضاً للثنائي الشيعي أن فريقاً متماهياً مع الموقف الاميركي يسعى إلى تطويقه، مضحياً بعلاقة تاريخية جمعت عين التينة بقريطم ومن بعدها "بيت الوسط"، في محاولة لتسليف الاميركيين تحت وطأة الخشية من العقوبات الاميركية. في بعض وقائع الامس، كما ترويها مصادر الثنائي الشيعي أن وعداً قطعه الفرنسيون للثنائي بأن تكون حقيبة المالية من حصتهم مع شرط التشاور في الاسماء، إنقلب عليه نادي رؤساء الحكومات السابقين لينتصر فيه الجناح الاميركي. جزمت مصادر الثنائي: "لم يعد هناك اي أمل لمصطفى اديب بتشكيل الحكومة. حتى ولو لم يعتذر فقد اصبح بحكم المعتذر نتيجة شل قراره لوجود شرخ داخل نادي رؤساء الحكومات". لا يزال أديب يساير الرغبة الفرنسية بعدم الاعتذار لكن أمله ضعيف وجس النبض السياسي يؤشر الى ان نبض المبادرة الفرنسية بطيء. مصير ماكرون ومبادرته على المحك. وتكاد تكون التصريحات الاميركية والعقوبات موازية للرغبة الفرنسية. اي أن كفة المبادرة يوازيها التفشيل الاميركي، مع فارق ان الاميركي يبدو اكثر شراسة. بومبيو في مواجهة ماكرون.

بعد اللقاء الذي جمع مسؤول العلاقات الخارجية في "حزب الله" عمار الموسوي مع السفير الفرنسي ايميه فوشييه، أشيعت أجواء ايجابية عن موافقة باريس على إسناد حقيبة المالية الى الشيعة شرط تسمية مجموعة اسماء يتم الاختيار من بينها، وكان متوقعاً ان تفضي مثل هذه الاجواء الى تسريع عملية تشكيل الحكومة قبل ان يتبين ان "مشكّلي الحكومة انقلبوا حتى على المبادرة الفرنسية، والسير بخيارات يرغب بها الاميركي"، وفق الانطباع الذي ترسخ لدى الثنائي الشيعي بالامس بعدما تبين لهم ان رؤساء الحكومات السابقين، أصروا على تجاوز القبول الفرنسي بموضوع حقيبة المالية والتصرف وفق اجندات مختلفة. إجتماعات ماراتونية شهدتها العاصمة الفرنسية إستمرت حتى ساعات متأخرة من الليل مواكبة لتشكيل الحكومة في لبنان. أثمرت عن تأخير زيارة الرئيس المكلف مصطفى أديب الى رئيس الجمهورية لتقديم بيان اعتذاره، والمباشرة بمرحلة جديدة من المشاورات مع القوى السياسية. وعلى هذا الاساس استقبل الرئيس المكلف الخليلين في لقاء هو الثاني منذ تكليفه إتسم هو الآخر بالسلبية وقد خرج منه أديب متوجهاً الى بعبدا من دون مسودة للحكومة بل مجرد زيارة خاطفة اعلن خلالها عن استمرار المشاورات.

وخلال اللقاء معه تفاجأ الخليلان بأن أديب لا يزال على موقفه الرافض منح الشيعة حقيبة المالية وتمسكه بمبدأ المداورة في الوزارات وبحكومة اختصاصيين يشكلها وفق الاسماء التي يراها مناسبة قائلاً لضيفيه: "غير هيك ما بدي ألّف حكومة وقدروا موقفي مثلما أقدر لكم موقفكم"، وتابع: "لست ضدكم وما بدي اعمل مشاكل. ابلغوني منذ البداية أن هذه هي المهمة وهذه هي الحكومة وانا جئت كي أنفذ. لن اشكل حكومة مواجهة ولا حكومة تخالف قناعاتي".

وفيما كان الثنائي يقول إنه تبلّغ من الفرنسيين أمس الموافقة على التمثل بحقيبة المالية وقد وافق على تقديم لائحة اسماء يتم الاختيار من بينها او يختار الرئيس المكلف اسماء مقترحة ويعرضها على الثنائي، كان رئيس الحكومة سعد الحريري وخلال اجتماع ضمه ورؤساء الحكومات السابقين مع الرئيس المكلف اتفق معهم على عدم الرضوخ لمطالب الثنائي الشيعي وانتهى اجتماعهم على اساس البحث في تخريج آلية اعتذار للرئيس المكلف.

تدخّل الفرنسيين عبر برنار ايمييه أرجأ اعتذار أديب ونصحوه بالانفتاح على الثنائي الشيعي وعلى رئيس الجمهورية. يسعى الفرنسيون جهدهم لترميم مبادرتهم. وبعدما ساد الاعتقاد بوجود تنسيق او تفويض أميركي للفرنسيين في لبنان إتضح ان الاميركيين لا يفوضون عادة واذا ما كان ثمة تنسيق فهذا التنسيق قد يشهد تباينات في محطات معينة. وهذا ما يظهر جلياً. فما كادت تنجح الجولة الاولى من مفاوضات التشكيل حتى شهر الاميركي لائحة عقوباته في مواجهتها، وبينما أعلن الفرنسي عن حلحلة تقود الى اعلان الحكومة جاءت اللائحة الثانية من العقوبات مصحوبة هذه المرة بالإعلان عن اتصال فرنسي - سعودي يتعلق بالوضع في لبنان.

من خلال حديث أديب فهم الثنائي ان القصة لها علاقة بكباش أميركي - فرنسي وتشنج الوضع السعودي والذهاب بعيداً في المواجهة مع "حزب الله". ما يعني ان لا مشكلة بين الثنائي والفرنسي وانما خلاف اميركي – فرنسي قد يحمل اديب على الاعتذار في حال استمرار هذا الموقف على تشدده. وهناك من يجزم ان الفرنسيين لم يكونوا مسبقاً في وارد الحديث عن توزيع الحقائب لولا الموقف المتعنت لرؤساء الحكومات، ولو رضخ الثنائي لكانت الامور ذهبت باتجاه تحقيق المطلب الاميركي غير ان الواضح والجلي ان حرباً دولية اقليمية بتنا نشهدها تحت عنوان تشكيل الحكومة. "حزب الله" دخل على خط المواجهة مباشرة برفض كتلته "بشكل قاطع أن يسمي أحد عنها الوزراء الذين سيمثلونها في الحكومة"، والفرنسي متخوف من انهيار مبادرته ونتائجها الوخيمة على مستوى حضوره في المنطقة وعلى مستوى لبنان المنهار عملياً. يعتبر الفرنسي ان استقالة اديب قبل التشكيل معناها اعلان فشل مسبق للمبادرة وان السبب خارجي. هي معركة كسر عضم يلعبها الاميركي والفرنسي، طبيعي ألا يكون لرئيس الحكومة المكلف قدرة على الاستمرار في ظلها وقد ألمح لذلك بقوله "لست رجل المرحلة"، لولا ضغط الفرنسيين عليه للاستمرار. كله يستمهل الوقت المستقطع املاً في تغييرات في مواقف الاطراف ولكن اذا بقي التعنت يعني ان الازمة طويلة الامد وأن لا حكومة في المدى المنظور. تجزم مصادر معنية بالتشكيل "صار هناك استحالة التعاون مع أديب الذي لا يملك قراره. الجو ينذر بالاسوأ"، فهل يكون اعتذار أديب مسألة ساعات؟

 

إيران استغلت فرنسا كسباً للوقت وتكريساً لحزب الله بلبنان

منير الربيع/المدن/19 أيلول/2020

في الانقسام العمودي الواقع حول مبدأ المداورة بالحقائب الوزارية بين الأحزاب - الطوائف، في الحكومة المرتقبة، وبعدما اتخذت الأزمة بعداً مذهبياً سنياً شيعياً، يبرز سؤال أساسي عن موقف رئيس الجمهورية من مسألة المداورة. صحيح أن عون اتخذ موقفاً واضحاً يؤيد المداورة. ولكنه فعل ذلك قبل أن تستجد الأسباب المعروفة التي عرقلت ولادة التشكيلة الحكومية. لذا، لا بد لرئيس الجمهورية من إعلان موقفه من ما يحدث. فالمسيحيون بأطيافهم كلها يعتبرون أنهم أكثر المتضررين من مسألة "المثالثة"، المزمع تكريسها انطلاقاً من تمسك الطائفة الشيعية بوزارة المالية، والتي توحي أنها مجرد خطوة نحو ما هو أكبر.

ماذا يريد عون وإيران

لذا لا بد من سؤال عون: هل يريد تكرار تجربة حكومة حسان دياب، من خلال تشبث كل طرف بمطالب معينة، وبتسمية وزرائه؟ حزب الله وميشال عون هما من تحمّل الكلفة الأكبر من تكاليف حكومة حسان دياب. وحسابات عون اليوم تتركز على حماية عهده، في ظل تنامي العقوبات الأميركية. وهو أيد المداورة، شأن صهره جبران باسيل، قبل أيام من الاستعصاء. ولكن ماذا بعد تشبث الثنائي الشيعي بموقفه؟ في هذا السياق، على عون أن يعلن موقفاً ما. وإذا افترضنا أن الأميركيين يريدون تعطيل المبادرة الفرنسية، فهل يعمل حزب الله على ضربها وعرقلتها أيضاً؟

جواباً على هذا السؤال - وربطاً بمعلومات تفيد أن إيران دخلت بقوة على خط مساندة موقف الثنائي الشيعي، وعدم تضحيتها بالمكتسبات السياسية التي حققتها في لبنان - يبدو أن إيران لا مصلحة لها بدخول الفرنسيين إلى لبنان. فليس مريحاً لها أن تصبح باريس مرجع الأزمات اللبنانية، وتحظى برضى وقبول عربيين وغربيين. فبذلك سيكون هناك طرف جديد ينافس طهران في بيروت.

إيران تستعمل فرنسا؟

قد تكون الرؤية الإيرانية تتلخص في إبقاء لبنان منطقة نفوذ متنازع عليها بينها وبين الولايات المتحدة الأميركية فقط، من دون أي شريك جديد. وبذلك تستمر الأزمة معلقة إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، ليبنى على الشيء مقتضاه، ووفق ما تقود إليه المفاوضات بين إيران وأميركا المفترضة. وهكذا يكون لبنان ساحة مفتوحة للتجاذبات بين إيران والولايات المتحدة فقط، ولا حاجة لدخول الفرنسيين وتسجيلهم إنجازات. وتفضل إيران أن تكون شريكة طرف واحد (أميركا)، بدلاً من شراكتها مع طرفين. والأهم من أنها تلقفت المبادرة الفرنسية، كسباً لمزيد من الوقت والاستثمار في انتظار الانتخابات الأميركية، وعلى طريق شرعنة حزب الله وتمسكها بطرف دولي أوروبي يحافظ على علاقة معها ومع حزبها في لبنان. ولكنها قي المقابل لا تريد إيران لفرنسا أن يكون صاحبة يد طولى في السياسات اللبنانية. فهي حتى الآن نجحت في فرض شراكة أساسية مع فرنسا في لبنان، من خلال التشكيلة الحكومية، في مقابل تلبية الشروط الشيعية التي فرضت.

تكريس حق الثنائي أبدياً؟

لكن في حال حصل الثنائي على وزارة المالية، واتُفق على اسم شيعي متوافق عليه، تكون الطائفة الشيعية ثبّتت حقاً لها تريد تأبيده في مسألة "التوقيع الثالث"، وفي احتفاظها بهذه الوزارة الأساسية. قد تكون هذه الصيغة استثناءً، ولمرّة واحدة. لكن الطائفة الشيعية ليس من عادتها التخلي عن مكتسب تحققه. وغالباً ما تبدأ بمطلب جديد أكبر، ربما مستقبلاً، قد يطرح مثلاً مطلب منصب نائب رئيس جمهورية. حالياً، وبعد مجريات اليومين الأخيرين، رمى الثنائي الشيعي كرة التعطيل على رؤساء الحكومة السابقين، والطائفة السنية. وفي هذا السياق يبرز إصرار رئيس الجمهورية على المداورة. ويُفترض بمواقف القوى المسيحية: من البطريركية المارونية إلى سمير جعجع وحزب الكتائب، إضافة إلى موقف الدروز، أن تعيد تعديل الميزان حول مسألة التعطيل. لكن حزب الله لا يكترث بذلك قائلاً: لا بأس في أن يكون البلد كله في مكان، وأنا في آخر. المفاوضات الدائرة حالياً، مدارها منح وزارة المال لشخصية شيعية مستقلة، تحفظ حق الثنائي الشيعي بهذه الوزارة وتكرسه. وهذا في مقابل تنازله عن تسمية الوزراء الشيعة الآخرين. وللوصول إلى هذه الصيغة تمارس باريس ضغوطها لإنقاذ مبادرتها.

 

الحزب يلاعب ماكرون.. وشينكر "ما مرقت عليه"

محمد بركات/أساس ميديا/الجمعة 18 أيلول 2020

ماكرون "آدمي" وبسيط. "دخلت عليه" حركات الثنائي الشيعي. لا يزال عوده اللبناني طريّاً. أخذه محمد رعد إلى البحر وأعاده عطشاناً. ضحك عليه بأن حضر لقاء قصر الصنوبر. وفي حديث جانبي، أخذ رعد من ماكرون "سلاماً" إلى الأمين العام للحزب حسن نصر الله. وأبدى الحزب رغبة كبيرة بالتعاون. وكم كانت الفرحة كبيرة حين قال ماكرون: "أعود بعد شهر". كان ذلك في بداية آب، واشترى لحزب الله شهراً كاملاً من أصل أربعة، أي 35 % من الوقت المطلوب، ومجاناً، بانتظار الانتخابات الرئاسية الأميركية التي يراهن الإيرانيون وحلفاؤهم عليها في تشرين الثاني المقبل، لعلّ جو بايدن يعود ويفتح باب الحوار الهادىء معهم. ذهب ماكرون، وعاد، ثم أعطى الحكومة 15 يوماً إضافية. وكأنّ زغاريد حزب الله المكتومة كانت تُسمع في البيت الأبيض، فأوفد شينكر. لكنّ ديفيد شينكر لم يأكل الطعم. سريعاً فهم أنّ "الثنائي الشيعي" يراوغ، فصفعه بعقوبات على الوزيرين السابقين، يد الرئيس نبيه برّي اليمنى علي حسن خليل، وأحد الأيدي اليمنى للمسؤول في حزب الله، وفيق صفا، يوسف فنيانوس، على حد الوصف الأميركي. فهم شينكر أنّ "الثنائي الشيعي" يشتري الوقت، وأنّ المبادرة الفرنسية قد تكون ضحيّة لعبة كبيرة، أكلت حتّى حينها شهراً من الوقت، وهدفها أن تأكل شهراً إضافياً أو أكثر

فشينكر، حين جاء إلى بيروت ورفض الاجتماع بأيّ من الرؤساء الثلاثة، والتقى ممثلين عن "الثورة"، اكتفى بجلسات مع بعض المستشارين، من بينهم المستشار الإعلامي للرئيس نبيه برّي، علي حمدان. وفهم منه أنّ طريق الترسيم لا يزال طويلاً. سريعاً فهم شينكر أنّ "الثنائي الشيعي" يشتري الوقت، وأنّ المبادرة الفرنسية قد تكون ضحيّة لعبة كبيرة، أكلت حتّى حينها شهراً من الوقت، وهدفها أن تأكل شهراً إضافياً أو أكثر، ريثما يرحل الرئيس دونالد ترامب من البيت الأبيض.

في غداء جمعه بأصدقاء لبنانيين، من الثوّار، قال شينكر: "أنا قد لا أكون في منصبي بعد شهرين". قصد مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى أنّ ترامب قد يرحل، كذلك هو، في حين سيبقى "الثنائي الشيعي" في موقعه. ولذلك لا بدّ من التصرّف بحنكة وسرعة وفعالية.

في لقاء مع صحافيين وناشطين بدعوة من مؤسسسة مي شدياق الثلاثاء الفائت، قال السفير الأميركي السابق في لبنان، جيفري فيلتمان، إنّ "العقوبات أدوات وليست سياسة أميركية". وشرح أنّه "لا يوجد سياسة أميركية اتجاه لبنان". لا بدّ أن يتدخّل شينكر مجدّداً. شينكر "اللبناني" الهوى، بالمعنيين، والذي يعرف ألاعيب الحزب، الآتي من خلفية العمل في مراكز البحث، ومعرفة التفاصيل الدقيقة لكيفية تفكير حزب الله وحلفائه

هكذا نفهم أنّ العقوبات تحاول "التدخّل" لتسريع الحلّ من هنا، أو الضغط على المعرقلين والفاسدين وحلفاء الحزب من هناك. في حين أنّ فرنسا تحمل سياسة وطروحاتٍ واضحة، لا تبدأ من أسماء الوزراء، ولا تنتهي بالحديث عن تفاصيل بناء المرفأ الجديد.

لكنّ الأميركيين فهموا أنّ "الثنائي الشيعي" لا يستعجل الحلّ. من تحمّل 4 سنوات قاسية من ترامب، يمكن أن يتحمّل رصاصاً في ركبتيه خلال الأيام القليلة المتبقية، التي لا تزيد عن 45. فاليوم نحن دخلنا في منتصف الشهر الثاني من المراوغة. وقد اشترى حزب الله 50 % من الوقت المتبقي لانتخابات قد تذهب بترامب وشينكر وكلّ إدارتهما. بقي أقلّ من 45 يوماً. وكلّ ساعة يشتريها الحزب، تارةً باسم التشاور، وطوراً باسم أنّ مصطفى أديب يأخذ وقته، ستكون إنجازاً تاريخياً للحزب.

في هذه الأثناء، لا بدّ أن يتدخّل شينكر مجدّداً. شينكر "اللبناني" الهوى، بالمعنيين، والذي يعرف ألاعيب الحزب، الآتي من خلفية العمل في مراكز البحث، ومعرفة التفاصيل الدقيقة لكيفية تفكير حزب الله وحلفائه، وليس من خلفية التعاون مع سياسيين ورجال دولة، مثلما هو حال الآدمي، والبسيط، إيمانويل ماكرون.

 

مُنسّق مكافحة الإرهاب في الخارجية الأميركية لـ"أساس": زيارة هنية للبنان ليست عاملًا إيجابيًا على الإطلاق!!

محمد ابراهيم/أساس ميديا/السبت 19 أيلول 2020

قال منسّق مكافحة الإرهاب ومستشار وزير الخارجية الأميركي السّفير ناثان سيلز ردًا على سؤال خاص وجّهه "أساس" عن زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنيّة للبنان وتركيا، بأنّ زيارة ومكوث "شخصية إرهابية" كاسماعيل هنية في لبنان ليست عاملًا إيجابيًا على الإطلاق، حيث إنّه من غير المقبول أن يتجوّل شخص كهنية في الشّرق الأوسط وبعض دول العالم. وأكّد السّفير سايلز لـ"أساس" أنّ موقف الولايات المتحدة واضحٌ جدًا حيث إنّ حركة حماس هي مصنّفة كمنظمة إرهابية مثلها مثل حزب الله اللذين صنفتهما واشنطن من أوائل المنظمات الإرهابية على لوائحها. وأضاف سايلز: "هنيّة مُصنّف بشكل شخصي كإرهابيّ عالمي، ونحن لا نُعدّه شخصية سياسية، حيث إنّ يديه مُلطّختان بالدماء، ونُشجّع كلّ دول العالم على تصنيفه كإرهابي ومعاملته على هذا الأساس كإرهابي وليس كسياسي".

وفي الإطار، قالت مصادر جديّة في وزارة الخارجية الأميركية لـ "أساس" إنّ خطوات مكافحة نشاط حزب الله وحماس ستتصاعد في كلّ دول العالم، حيث تؤكد المصادر على جهود دبلوماسية تقوم بها الولايات المتحدة الأميركية لتصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية في عدة دول أوروبية بأسرع وقت ممكن، وأكّدت المصادر أنّ السياسة الأميركية لا تشمل مكافحة نشاط حزب الله أو حماس في الشّرق الأوسط فحسب، بل إنّها تسعى للحدّ من نشاط المنظمتين في كلّ دولة تستطيع واشنطن أن تُؤثّر فيها على هذا الخصوص.

حان الوقت ليُعيد الاتحاد الأوروبي برمته النّظر بتصنيفه للحزب غير المعني بالاستقرار السياسي للبنان ولا غيره، وخير دليل على ذلك تمسّكه بالشّروط التي تُعرقل مبادرة فرنسا في لبنان، علمًا أنّ الفرنسيين يحافظون على علاقة مع الحزب يتخللها اجتماعات ولقاءات

وأشارت المصادر إلى أنّه ينبغي على عدة دول أوروبية وفي مُقدّمتها فرنسا إعادة النّظر بتصنيف حزب الله بالكامل كمنظمة إرهابية، إذ إنّه لا يُمكن الاستمرار بسياسة الفصل بين الجناحين "العسكري والسياسي" مؤكّدة أنّ هذه المعادلة ليست واقعية، وهذا ما يؤكّده كلام الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله الذي قال سابقًا أنّه لا فرق بين الجناحين اللذين اعتبرهما "مقاومة"، وتساءلت المصادر: كيف يُعقل أن تقوم بعض الدول بالفصل بين الجناحين بعد كلام نصرالله؟

وقالت المصادر أنّ دول أوروبية ستحذو حذو ألمانيا وليتوانيا وصربيا بتصنيف الحزب بالكامل كمنظمة إرهابية قريبًا، وذلك بعد أدلّة قدّمتها الدوائر المختصة في الولايات المتحدة لعدة دول أوروبية عن ما أسمته "نشاط لحزب الله" عبر حدود أوروبا. وأضافت المصادر لـ"أساس" أنّ كثيرًا من عناصر الحزب الذين ألقي القبض عليهم في أوروبا كانوا يخزّنون مادة نترات الأمونيوم لاستعمالها في صنع المتفجّرات،  حيث نقلوها عبر بلجيكا إلى فرنسا واليونان وإسبانيا وإيطاليا. مشيرة إلى أنّه حان الوقت ليُعيد الاتحاد الأوروبي برمته النّظر بتصنيفه للحزب غير المعني بالاستقرار السياسي للبنان ولا غيره، وخير دليل على ذلك تمسّكه بالشّروط التي تُعرقل مبادرة فرنسا في لبنان، علمًا أنّ الفرنسيين يحافظون على علاقة مع الحزب يتخللها اجتماعات ولقاءات!

 

التهديدات المتزايدة للعيش المشترك

رضوان السيد/أساس ميديا/السبت 19 أيلول 2020

عادت المماحكات إلى مسألة تشكيل الحكومة، وهو الأمر المستمرّ منذ احتلال بيروت من جانب حزب الله عام 2008. فمنذ ذلك الحين، صارت المماحكات تستمر عدة أشهر، وتارةً من أجل تكليف رئيس الحكومة، وفي الغالب تنشب المماحكات والمزايدات بعد التكليف. وكانت في البداية تتعلّق بالثلث المعطَّل والذي يسمّيه الحزب: الثلث الضامن، والذي استُخدم في إسقاط سعد الحريري في العام 2011. ثم صار المماحكان طرفين: حزب الله والعماد عون، والذي كان مصرّاً منذ العام 2008 وحتى الآن أن تكون حصته كلّ الوزراء المسيحيين. وبذلك صار هناك جانبان في التقاسم أدّيا إلى سيطرة الحزب وعون وحلفائهما على ثلثي أو ثلاثة أرباع مجلس الوزراء. أما بعد انتخابات العام 2018، فصار منهم كلّ مجلس الوزراء على وجه التقريب. إنما مع انتخاب الرئيس عون عام 2016، ظهر هناك مرضان بدلاً من مرضٍ واحد. هناك مسألة السيطرة على الأكثرية في مجلس الوزراء، وهناك استخدام مناسبة الاستشارات الملزِمة لتحديد اسم  رئيس الحكومة. وهنا أراد الرئيس عون دائماً استخدام المناسبة لاستعادة صلاحيات رئاسة الجمهورية من زمان ما قبل دستور الطائف. وذلك من طريق تأخير الدعوة للاستشارات الملزمة شهراً أو شهرين، خلافاً للدستور، دأب خلالها على استدعاء المرشحين لرئاسة الحكومة وغير المرشحين لاختبار الولاء، وتثبيت أعراف خارج الدستور. وهو خلال الأسابيع الطويلة كان يفاوض ليس فقط على تسمية الرئيس من وراء ظهور النواب، بل وعلى تشكيلة الحكومة، وحصة صهره وحزبه فيها، وقبل ذلك وبعده حصته هو! وكلّ ذلك بالطبع غير منطقي وغير دستوري، ويتسبّب بأزمةٍ في البلاد وعلى العباد لتوالي الفراغ والتفريغ والإضعاف لرئاسة الحكومة وللسلطة التنفيذية.

ما طالت المدّة هذه المرة، لأنّ الرئيس الفرنسي فرض مواصفات الحكومة الجديدة، وانتزع من الأحزاب السياسية موافقةً عليها. وسواء أكان مصطفى أديب من ترشيح الرؤساء الأربعة أو الرئيس الفرنسي، فإنه أصرَّ خلال عمله في الأسبوع الأول على التشكيل على الشروط الثلاثة، وهي المواصفات الفرنسية للحكومة الإنقاذية: حكومة اختصاصيين، ومن 14 وزيراً، والمداورة في كلّ الوزارات. وقد تمرّد أولاً الرئيس وطالب بالتشاور مع صهره، كما طالب بحكومة عشرينية. وما طال تمرّده العلني لأنّ العقوبات تهدّدت صهره فتظاهرا بالخضوع، واعتمدا على الزعيم المعصوم الذي كان قد أخرج من كمّه عدة أرانب، الأرنب الأول التظاهر بالترحيب بالمبادرة الفرنسية في مقابل التعويم، وعدم ذكر سلاح الحزب، وعدم التوجّه نحوه في تحقيقات كارثة المرفأ. ثم طلب منه الإيرانيون إخراج الأرنب الآخر: إسماعيل هنية، للتوتير، والتذكير بأنه ما يزال يمكن له الإضرار بإسرائيل، وبأنه هو وإيران رغم مقتل قاسم سليماني ما يزالان يمتلكان الراية الفلسطينية. ثم لمّا وجد الإيرانيون أنه ليس من صالحهم التنازل قبل الانتخابات الأميركية، أخرجوا الأرنب الثالث: هم الذين يحدّدون الوزراء الشيعة، ووزارة المالية ينبغي أن تبقى معهم، رغم فسادها الذي يُضاهي فساد الكهرباء، والذي من أجله فُرضت العقوبات على وزير المالية السابق علي حسن خليل!

لقد أفقد سلاح الحزب المعصوم، وعهد الفساد، لبنان معظم ميزاته. ما عاد عندنا مستشفى، ولا جامعة، ولا مدرسة، ولا مصرف مثل الناس. وهو الأمر الذي حدث لكلّ البلدان العربية التي تدخلت فيها إيران مثل العراق وسورية واليمن

رئيس الجمهورية انتهز فرصة "غضب" الزعيم المعصوم لمخالفة الدستور من جديد (!)، فدعا الأحزاب السياسية لاستخراج رأيها في الشروط التي فرضها الفرنسيون في التشكيل ونفّذها لهم الرئيس المكلَّف مصطفى أديب. وييدو أنها تتناغم مع رغبة الجمهور اللبناني الذي أسقطت ثورته حكومة سعد الحريري الثانية في هذا العهد، وأسقطت كارثة المرفأ في 4 آب حكومة العهد الثالثة. والاتهام دائماً بالمحاصصة والفساد وعدم الكفاءة! ولا ندري ماذا قالت الأحزاب السياسية التي صوّتت لمصطفى أديب في التكليف بشأن الشروط. القوات اللبنانية والحزب الاشتراكي وهما لم يحضرا المشاورات قالا إنهما موافقان على المبادرة الفرنسية، وطريقة أديب في التشكيل. وما غاب السُّنة ( ميقاتي وتيار المستقبل) عنها رغم مخالفة الدستور، بزعم أنهم يضحُّون دائماً في سبيل البلاد، مع أنّ ما فعلوه هو ضد مصلحة البلاد، وكان بوسعهم التصرّف مثل القوات والاشتراكي!

لا ندري ماذا يكون مصير المبادرة الفرنسية، والتشكيل الحكومي في الأيام القليلة القادمة. فالمراوحة مثل الحكومات السابقة غير مفيد، والبلاد محتاجة لحكومة قادرة وفاعلة بأسرع وقتٍ ممكن.

إنّ المهمَّ الآن تجديد الحديث في الموضوعات المصيرية، وهي تقترن بالموضوعات العاجلة في وقف الانهيار الاقتصادي، وإعادة إعمار المرفأ وبيروت، والانتخابات النيابية المبكرة، واستعادة العلاقة بالعالم. أما الموضوعات المصيرية التي نقصدها، فهي العيش المشترك، والدستور، وحكم القانون، واستعادة الشرعيات الوطنية والعربية والدولية.

لقد أفقد سلاح الحزب المعصوم، وعهد الفساد، لبنان معظم ميزاته. ما عاد عندنا مستشفى، ولا جامعة، ولا مدرسة، ولا مصرف مثل الناس. وهو الأمر الذي حدث لكلّ البلدان العربية التي تدخلت فيها إيران مثل العراق وسورية واليمن. وزاد الطين بلّةً في لبنان، أنه ليس الحزب وحده، بل رئيس الجمهورية المفروض أنه حامي الدستور، يصرّح منذ ثلاثين عاماً أنه يريد تعديل الدستور أو تغييره. وآخر تلك  التصريحات كانت من جانبه بمناسبة مرور مائة عام على قيام الدولة اللبنانية. أما الحزب المعصوم فهو ضدّ الطائف من زمان، وساعة لأنه ضدّ الدستور وهو يريد مؤتمراً تأسيسياً من جديد، وساعة لأنه يريد دولة مدنية، وساعة كما الآن أنه يريد أن تبقى معه وزارة المالية ليملك التوقيع الثالث إلى جانب رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة. وهو بذلك لا يخرج مثل رئيس الجمهورية على الدستور فقط، بل هو يخرج أيضاً ومن زمان على قرارات الشرعية الدولية، وعلى حكم القانون، وعلى نظام عيش اللبنانيين واستقرارهم. فهو يقتل في الداخل، ويتدخل في سورية والعراق واليمن، وهو يزجّ البلاد في المحور الإيراني ضد المصلحة اللبنانية. القرار الدولي رقم 1559 يمنع السلاح الميليشياوي بالداخل اللبناني. والقرار 1701 يمنع وجود سلاح بالجنوب غير سلاح الجيش والقوات الدولية. وهو يسيطر على المرفأ والمطار والمعابر مع سورية، ويستخدم ذلك كله في عمليات الفساد.

لا بدّ من الانصراف للاهتمام بالعيش المشترك الذي تأسس عليه لبنان. ومن مقتضياته، نصرة الدستور، وحكم القانون، ومكافحة السلاح غير الشرعي، وفرط مافيا الفساد وتحالف الأقليات بالإضراب عن الشراكة السياسية مع حزب السلاح، ودفع العهد ورئيسه للاستقالة، حفظاً للدستور

بسبب الحزب والعهد إذن ما عاد لبنان على قائمة الدول المتمدّنة والتي تسهم في ترقية شعبها، وفي عرض نموذج جذّاب للعرب والعالم. ما عادت عندنا غير ميزةٍ واحدةٍ وعظيمة، هي نعمة العيش المشترك التي تأسّس عليها الاجتماع اللبناني والدستور وسمعة لبنان في العالم. وعندما تصبح كلّ المرافق مهدّدة أو مدمرة، والحكومات مستحيلة التشكيل يجري الحديث عن أزمة النظام. والنظام ليس مأزوماً، بل صانعو الأزمة هم حزب السلاح، وهم العهد الفاسد: حزب الميلشيا، وعهد المافيا. وهذان الطرفان المسيطران يتعمّدان ضرب النظام، ويفرضان التأخر ويُخلاّن بالعيش المشترك، بحيث يخضع اللبنانيون أو يهاجرون وكلا الاحتمالين مدمِّرٌ للبنان. ولذلك، فإلى جانب الاهتمام بحكومةٍ عاجلةٍ للإنقاذ، لا بدّ من الانصراف للاهتمام بالعيش المشترك الذي تأسس عليه لبنان. ومن مقتضياته، نصرة الدستور، وحكم القانون، ومكافحة السلاح غير الشرعي، وفرط مافيا الفساد وتحالف الأقليات بالإضراب عن الشراكة السياسية مع حزب السلاح، ودفع العهد ورئيسه للاستقالة، حفظاً للدستور، وحفاظاً على العيش المشترك.

 

المداورة: مفتاح الرباعي السنيّ... للتشدّد

كلير شكر/نداء الوطن/18 أيلول 2020

ها قد صدرت الرزمة الجديدة من العقوبات الأميركية. ولكن خلافاً لكل التوقعات لم تطل شخصيات سياسية كما حصل في المرة الأخيرة حين أدرجت الوزيرين السابقين يوسف فنيانوس وعلي حسن خليل على لوائح "المغضوب عليهم" أميركياً. ولعل بذلك، قد تكون الادارة الفرنسية نجحت في التخفيف من اندفاعة ضغوطات واشنطن باتجاه لبنان لناحية "طبيعة" المستهدفين من العقوبات، في لحظة مصيرية تقف فيها البلاد على مفترق طريق: فإما تكون حكومة انقاذية تلتقط الفرصة الأخيرة المقدمة على طبق باريسي، وإما هي الفوضى الشاملة.

في هذه الأثناء، كان رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب يسير على حافة الاعتذار، مكبّلاً بالسقف الذي أعاد الثنائي الشيعي رسمه كشرط للمشاركة في تغطية الحكومة، والمتمثل باصراره على تسمية الوزراء الشيعة بعد الاحتفاظ بحقيبة المال، وبين تصلّب نادي رؤساء الحكومات السابقين وتمسكهم بمبدأ المداورة... وسط التباس مثير للجدل يحيط بحقيقة الموقف الفرنسي حيال هذا النقاش.

خطوتان قام بهما أمس رئيس الحكومة المكلف ليكسر الجمود الذي يتسلّح به منذ تسميته رئيساً مكلفاً. التقى بداية الخليلين اللذين أبلغاه صراحة أنّ "حزب الله" وحركة "امل" يؤيدان "المبادرة الفرنسية بكامل مندرجاتها كما اتفق عليها في قصر الصنوبر"، في وقت كانت كتلة "الوفاء للمقاومة" تعيد تأكيد المؤكد وأنها "ترفض بشكل قاطع أن يسمي أحد عنها الوزراء الذين سيمثلونها في الحكومة". ثم زار أديب عصراً رئيس الجمهورية ميشال عون لاطلاعه على الصعوبات التي تعتري التأليف، ويعيد ورقة اعتذاره إلى جيبه بعدما منح نفسه، بدفع فرنسي مزيداً من الوقت في محاولة جديدة لانقاذ التأليف من وحول الخلافات الداخلية.

قمة المفارقات اللبنانية أن تصير المبادرة الفرنسية، التي تليت مندرجاتها أمام رؤساء الكتل النيابية في قصر الصنوبر من جانب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، موضع سجال وخلاف بين طهاة الحكومة.

وفق منظور الثنائي الشيعي، لم تكن المداورة بنداً مدرجاً على قائمة المبادرة الفرنسية ولهذا رفض الفريقان الانصياع إلى طرح نزع حقيبة المال منهما، وهذا ما سعيا إلى شرحه أمام المسؤولين الفرنسيين حيث بدا وكأنّ باريس صادقت على ممانعة الثنائي الشيعي وقررت الاستمرار في محاولتها على قاعدة اخراج المداورة من نطاق البحث.

لكن التغريدة التي سجلها مستشار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، حسين الوجه، قلبت المشهد رأساً على عقب. قال الوجه إنّ "الفرنسيين أبلغوا الجميع أنّ وزير المال يمكنه أن يكون مسلماً أو مسيحياً، شيعياً أو سنياً أو درزياً أو مارونياً أو أرثوذكسياً أو كاثوليكياً أو أرمنياً، لأن هذا الأمر ليس شأن فرنسا، انما شأن اللبنانيين"، لينهي تغريدته على نحو حاسم "إنّ محاولة تزوير الكلام على "توافق مع الجانب الفرنسي على ابقاء المالية للشيعة" توحي زوراً وكأن فرنسا تشكل الحكومة".

وبالفعل تقول المعلومات إنّ اللقاء الذي جمع السفير الفرنسي برونو فوشيه بمسؤول العلاقات الخارجية في "حزب الله" عمار الموسوي، لم ينته إلى تبني باريس شروط الثنائي الشيعي وإنما كان السفير الفرنسي مستمعاً لا متحدثاً. لكن اصرار باريس على المضي قدماً في مبادرتها هو الذي أشاع جواً من الايجابية أوحى وكأنّ مطالب الثنائي الشيعي، صارت من ثوابت التأليف.

لكن هذا التمهّل لم ينسف الاستنتاج الذي خرج به كُثر نهاية يوم أمس، وهو أنّ التورط الباريسي في الرمال اللبنانية، يترنح تحت وطأة الشروط والشروط المضادة: الثنائي الشيعي يرفض المداورة فيما نادي رؤساء الحكومات السابقين متمسك بها لا بل يرفعها أعضاؤه وفق المطلعين على موقفهم، إلى رأس قائمة أولوياتهم لتكون مدخل التفاهم على الحكومة العتيدة. يقول هولاء إنّ رؤساء الحكومات السابقين التزموا بالمبادرة الفرنسية بمندرجاتها الأربعة: حكومة مصغرة، من الاختصاصيين، غير الحزبيين، وتحترم المداورة. ولذا يقولون إنّ أي خلل في أي بند من المبادرة هو ضرب للاتفاق في صميمه.

هذا يعني أنّ الرباعي السنيّ لن يتراجع عن السقف الذي وضعه لحظة تقديم مصطفى أديب اسماً للتكليف، فيما بات جلياً أنّ رئيس الحكومة السابق سعد الحريري قرر الخروج من خندق تفاهمه مع الثنائي الشيعي لمصلحة محاكاة السعودية في شروطها لاعادة احتضانه. وبالنتيجة، إنّ احتمال حصول تدوير للزوايا يزداد صعوبة. أكثر من ذلك، فإنّ ما يثير التساؤل هو أنّ الانصياع إلى قواعد الثنائي الشيعي سيفتح الباب أمام مطالب مماثلة للقوى الأخرى لا سيما من الجانب الحليف، ما يعني الدخول في نفق جديد من الصعب الخروج منه.

 

الإنجاز الإماراتي-الإسرائيلي: التداعيات الثنائية والإقليمية والسياسة الأمريكية

ابتسام الكتبي, دوري غولد, باربارا أ. ليف, و ديفيد ماكوفسكي/معهد واشنطن/18 أيلول/2020

"في 14 أيلول/سبتمبر، عقد معهد واشنطن منتدى سياسي افتراضي مع ابتسام الكتبي، ودوري غولد، وباربارا ليف، وديفيد ماكوفسكي. والكتبي هي مؤسِسة ورئيسة "مركز الإمارات للسياسات"، وهو مركز أبحاث السياسة الخارجية والأمن الرائد في الإمارات العربية المتحدة. وغولد هو رئيس "مركز القدس للشؤون العامة" والممثل الإسرائيلي الدائم السابق لدى الأمم المتحدة. وليف هي "زميلة لابيدوس" في المعهد وسفيرة الولايات المتحدة السابقة في الإمارات. وماكوفسكي هو زميل "زيغلر" المميز في المعهد ومستشار كبير سابق للمبعوث الخاص لوزارة الخارجية الأمريكية للمفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية. وفيما يلي ملخص المقررة لملاحظاتهم".

ابتسام الكتبي

يمثّل "اتفاق أبراهام" فصلاً جديداً في تاريخ الشرق الأوسط، حيث يعكس التغيرات الهيكلية التي شهدتها المنطقة في العقد الماضي. وجاء قرار الإمارات بتطبيع العلاقات مع إسرائيل نتيجة الوقائع على الأرض، والتي تشمل عدم وجود أراض محتلة للتفاوض بشأنها ولا تاريخ بين البلدين في ساحة المعركة. وقد استند التطبيع على تعاون حقيقي يخدم مصالح البلدين وإلى الرغبة في إقامة نظام أمني جديد. إنه سلام قائم على الخيارات وليس الضرورة. وحذت البحرين حذو الإمارات، وستتبعهما دول أخرى نظراً إلى أن التطبيع سيعزّز الاستقرار والازدهار.  

وتشمل الديناميكيات الإقليمية التي عجّلت الاتفاق، التغيرات في توزيع السلطة في العالم العربي - فالدول التي كانت في صلب هذه السلطة تنتقل إلى الأطراف والعكس صحيح. كما أن للمعاهدة تداعيات تتخطى الروابط الإسرائيلية-الإماراتية، لتصل إلى دول خليجية أخرى وجنوب آسيا وشرق المتوسط. ومن الضروري على طرفي المعاهدة أن يعملا معاً على تصميم استراتيجيات تتوافق مع مصالحهما، بما في ذلك قضايا الأمن والجيش والاقتصاد والتكنولوجيا والطب والزراعة. ويمكنهما أيضاً التعاون من أجل التعامل بفعالية مع التهديدات غير التقليدية مثل أمن الغذاء والأمن السيبراني ومرض "كوفيد-19".

وتأثر قرار الإمارات بشكل جزئي بالتقييم الاستراتيجي الأمريكي المتغير للمنطقة، والذي يشمل «خطة العمل الشاملة المشتركة» المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني والسياسة المعلنة لإدارة أوباما حول التركيز على آسيا. وقد شعرت دول «مجلس التعاون الخليجي» وحلفاؤها بأنها منسيّة حين لم يتمّ استشارتها بشأن «خطة العمل الشاملة المشتركة». وبموجب "اتفاق أبراهام"، سترتكب الولايات المتحدة خطأ فادحاً إذا تعاملت مع الاتفاق على طريقة "الكرّ والفرّ" ولم تحافظ على التزامها تجاه المنطقة.  

لقد اتخذت الإمارات خطوة جريئة وتمت إدانتها من الشارع العربي، والفلسطينيين، وقطر التي هي أحد الشركاء المقربين للولايات المتحدة. وإذا ما أرادت واشنطن استمرار التطبيع وانتشاره في المنطقة، عليها أن تساعد في تمهيد الطريق أمام انضمام كل طرف. أما العقبة الأخرى التي تواجهها الدول العربية فهي عدائية إسرائيل تجاه الفلسطينيين، وهو عائق أمام أي دولة ترغب في الانضمام إلى دائرة الاستقرار هذه.    ومن حيث ردّ الفعل المحلي، فبينما نشأ الجيل الإماراتي الأكبر سناً على سردية مفادها أن إسرائيل هي عدو، إلّا أن الجيل الأصغر سناً لديه وجهة نظر مختلفة. فدولة الإمارات تضمّ 200 جنسية وقد أيقنت كيفية ضمان تعايشها بشكل سلمي معاً. تجدر الملاحظة أن "اتفاق أبراهام" ليس وليد اللحظة؛ فقد كانت هناك فترة طويلة تطوّرت خلالها العلاقات بين إسرائيل والإمارات، شملت زيارات وزارية متبادلة وأنشطة رياضية ووجود "بيت العائلة الإبراهيمية" المخصص للتسامح الديني. وأخيراً، تميل الإمارات الآن نحو الإسلام المعتدل، علماً بأنها لم تكن يوماً مجتمعاً مغلقاً من حيث الحريات الاجتماعية أو التسامح.

دوري غولد

يُعتبر "اتفاق أبراهام" نقطة تحوّل في الشرق الأوسط. وأصبحت الإمارات قوة مهمة ليس فقط في الخليج العربي، بل أيضاً في القرن الإفريقي. وتقع إسرائيل في نفس المنطقة الجغرافية، مما يخلق العديد من مجالات التعاون. ويمكن للدولتين الاستفادة من تحالفهما مع الولايات المتحدة من أجل صياغة ردودهما على التهديد الإيراني. ويشعر الإماراتيون بحماسة كبيرة إزاء هذا الإنجاز، وهو أمر يمكن لإسرائيل أن تقدّره بالتأكيد نظراً إلى أن شركاءها السابقين في السلام لم ينتابهم الشعور نفسه. بدورها سوف تدعم إسرائيل شركاءها في السلام في واشنطن، كما فعلت مع الأردنيين.

ويستحدث "اتفاق أبراهام" هياكل أمنية محتملة جديدة للشرق الأوسط في المستقبل. فوضع إسرائيل الحالي يشبه وضع أوروبا في نهاية الحرب العالمية الثانية، عندما كانت الولايات المتحدة تخطط للانسحاب وكانت روسيا ستملأ الفراغ. ورداً على ذلك، شكّلت الولايات المتحدة حلف "الناتو". وتكتسي الهيكليات الأمنية أهمية كبيرة على ضوء التغيرات التي تشهدها المنطقة، ويمكن للشركاء المساعدة على تصميم شرق أوسط مختلف قائم على جهات فاعلة مستقرة. كما لدى إسرائيل حجة مشروعة بشأن تفوقها العسكري النوعي، لكنها ليست ضد الإماراتيين. وإذا قررت إسرائيل فجأة التريث في مسألة "التفوق العسكري النوعي"، سينعكس الأثر النهائي على دول عربية أخرى لم توقع سلاماً مع إسرائيل وقد تسعى إلى استغلال هذا التراجع على صعيد "التفوق العسكري النوعي".  

وفيما يتعلق بالفلسطينيين، يكمن العامل الرئيسي فيما إذا كانوا على استعداد للنظر في اقتراحات منطقية. فالرئيس محمود عباس لم يكن مستعداً للتوصل إلى اتفاق قبل فترة انتهاء ولاية أوباما، ولا يزال الحال على ما هو عليه اليوم. فمنذ أيام الاستراتيجي الإسرائيلي يغآل ألون، تمّ القبول على نحو واسع بأن إسرائيل ستحتفظ بأقسام محددة من الضفة الغربية وستتم إعادة بعض الأراضي. وحين وافقت إسرائيل على خطة ترامب للسلام، قبلت بتقسيم الأراضي الذي ينص عليه الاقتراح باعتباره مناسباً للمستقبل. أمام إسرائيل فرصة للتعاون مع الدول العربية الشريكة بشأن كيفية الاستفادة من التطبيع من أجل التأثير على توزيع الأراضي في أي تسوية سلام مع الفلسطينيين.  

على سبيل المثال، يحتاج الفلسطينيون إلى ترتيب من أجل زيادة ناتجهم المحلي الإجمالي؛ وربما يمكن للشراكات الإقليمية الجديدة تسهيل مسارات الشاحنات والقطارات من حيفا إلى الضفة الغربية مروراً بالأردن ووصولاً إلى الخليج. ومن شأن الفلسطينيين الاستفادة مالياً من أرضهم كقناة للتجارة. ومن المهم النظر في طريقة تفاعل السلام بين إسرائيل والدول العربية للخروج بنتائج أفضل للمنطقة.

باربارا ليف

على الساحة الإماراتية المحلية، اتخذ ولي العهد الأمير محمد بن زايد سلسلة من الخطوات في العقد الماضي لتعزيز الشعور المتميز بالقومية الإماراتية، وخاصةٍ في أوساط الشباب. وعكست هذه المبادرات مخاوف من أن أساليب الحياة الحديثة بدأت تؤثر على المجتمع الصغير في البلاد، وأن الدولة تفقد ثقافتها، وأن الجيل الأصغر سناً يفتقد إلى الشعور بالمسؤولية تجاه الدولة. فضلاً عن ذلك، كانت قيادة الإمارات تختبر حالة التطبيع - سواء بين شعبها أو في المنطقة. كما أن التغطية الإعلامية الإماراتية لإسرائيل لم تكن انفعالية، وفي حين انتهجت القيادة مقاربة حذرة إزاء الظهور العلني للوفد الإسرائيلي حين بدأت أبوظبي تستضيف اجتماعات "الوكالة الدولية للطاقة المتجددة" التابعة للأمم المتحدة في 2015، تمّ إيلاء أهمية متزايدة ومقصودة للاتصالات على مستوى الأفراد. وكان الهدف من هذه الخطوات جعل موقف الإمارات متفرداً في المنطقة في نظر الولايات المتحدة ونظر شعبها على حد سواء.       

وبعد عام 2011، استمرت الاضطرابات بلا هوادة، حيث تشكّلت شبه كتلتين في المنطقة - السعودية والإمارات ومصر من جهة؛ وقطر وإيران وتركيا وجماعات الرفض على غرار «الإخوان المسلمين» و«حماس» و«حزب الله»، من جهة أخرى. وفي حين استند التطبيع إلى عوامل أمنية وطنية بالنسبة للإمارات، فقد اعتبر الإماراتيون أيضاً الخطوة أساسية من أجل تعزيز الروابط مع الولايات المتحدة، والحفاظ على دعم الحزبين الديمقراطي والجمهوري في واشنطن، والارتقاء بالعلاقة إلى "النادي" الخاص للشركاء الاستراتيجيين مثل إسرائيل، بالإضافةً إلى الوصول إلى بعض أنظمة الدفاع المتقدمة التي لطالما سعوا إلى امتلاكها. وهناك أيضاً نوع من التفكير في أوساط قيادة الإمارات مفاده بأن المنطقة تسير نحو حقبة ما بعد أمريكا. وفي هذا الصدد، يمكن اعتبار الاتفاق بمثابة تحوّط ضد هذا الاحتمال، حيث تسعى الإمارات إلى علاقة دفاعية/أمنية مع القوة العظمى في المنطقة، أي إسرائيل.

وغالباً ما تتصف السياسة الخارجية الإماراتية بأنها تميل إلى المخاطرة؛ وكانت الخطوة الاستراتيجية باتجاه تطبيع العلاقات مع إسرائيل بمثابة مخاطرة مدروسة بشكل دقيق، وسرّعت اتجاهاً كان جلياً أساساً. وفي الموازاة، كانت واشنطن تواجه صعوبات منذ بعض الوقت حول كيفية التعامل مع سياسة خارجية إماراتية أكثر جرأة، ومن المرجح أن تلعب الإدارة الأمريكية الرئاسية الديمقراطية دوراً أكثر أهمية. يُذكر أن الإمارات جرّبت تدخلات أكثر حزماً في اليمن وليبيا. ففي اليمن، أصبحت التكاليف باهظة للغاية مما دفع بولي العهد إلى اتخاذ القرار الصعب بالانسحاب على الرغم مما سيترتب على العلاقة الإماراتية-السعودية من ثمن. ومن جهتها، تمثل ليبيا مثالاً على مد الإمارات أياديها بعيداً، الأمر الذي سيؤثر على الأرجح في قرار الكونغرس بشأن بيع طائرات مقاتلة من نوع "أف-35" وغيرها من الأنظمة المتقدمة إلى أبوظبي.    

وستخطئ الإدارة الأمريكية الحالية أو أي إدارة مستقبلية إذا ما ركّزت حصراً على تحقيق المزيد من المكاسب جراء التطبيع؛ فذلك يجازف بحدوث التطبيع على أساس تعاملي إلى حدّ كبير، مما سيتسبب بتعارض مع سياسات أخرى مثل "التفوق العسكري النوعي". ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه بالنسبة للولايات المتحدة هو كيفية البناء بشكل استراتيجي على الإنجازات التي سبق أن تحققت، والتحرك في نهاية المطاف نحو حلّ القضية الفلسطينية، وهو العامل الأساسي للأمن والازدهار الإسرائيلي والفلسطيني. والأفضل حالياً هو احترام التحفظ الرسمي للدول الأخرى في الوقت الحالي، مع التركيز على تشجيع الشركاء في المنطقة على القيام بما بدأته الإمارات قبل بضع سنوات - أي تغيير البيئة في البلاد لإعداد شعبها للتطبيع الرسمي في مرحلة ما. وهذا يعني رفع القيود عن الاتصالات على مستوى الأفراد، وتعزيز الحوار بين الأديان، وتغيير نبرة وسائل الإعلام الحكومية تجاه إسرائيل والعمل بشكل عام على تغيير البيئة محلياً لكي لا يبقى التطبيع فكرة غير واردة على الإطلاق.   

ديفيد ماكوفسكي

هناك مسوغ ثنائي مقنع للاتفاق الإماراتي-الإسرائيلي. فالبَلَدان يظهران حذراً إزاء إيران ولديهما وجهات نظر واضحة بشأن «خطة العمل الشاملة المشتركة» والإسلام السياسي. ويكتسي هذا التقارب أهمية خاصة وسط تساؤلات طويلة الأمد حول دور الولايات المتحدة في المنطقة. كما يسهّل الاتفاق التوصل إلى رخاء اقتصادي محتمل. فبينما كان للسلام الإسرائيلي مع مصر والأردن أهمية استراتيجية كبيرة، يقدّم السلام مع الإمارات فرصاً للاستثمار. كما تقدم اتفاقية التطبيع سلاماً دافئاً لم تشهده إسرائيل من قبل.

ويأتي الاتفاق نتيجة عملية سلام غير مقصودة متعددة المراحل. أولاً، جاءت خطة ترامب للسلام، التي رفضها الفلسطينيون فوراً. بالإضافة إلى ذلك، لم يتمكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من تحفيز جناح اليمين الإسرائيلي لأنه لم يعوّد قاعدته على فكرة التنازل عن الأراضي. ومن ثم طُرِح احتمال ضمّ أراضي الضفة الغربية الذي تمّ رفضه بسبب الغضب الدولي ومعارضة المجتمع الاستراتيجي في إسرائيل نفسها. ثالثاً، جاءت الإمارات لإنقاذ الولايات المتحدة وإسرائيل بشكل رئيسي بواسطة اتفاق التطبيع.

يُعتبر الاتفاق إنجازاً عظيماً، رغم أنه لم يتطلب نفس مستوى المخاطرة الذي أقدم عليه مناحيم بيغن في كامب ديفيد أو إسحاق رابين في أوسلو. وانتهزت الإمارات لحظة تكتيكية للاستفادة من مزايا أمنية ثنائية من الولايات المتحدة، وسط مواجهة الرئيس ترامب انتخابات صعبة وسعيه إلى تحقيق إنجاز. ومن المرجح أيضاً أن تكون الإمارات قد اعتبرت هذه الخطوة بمثابة تأمين ضد المخاطر السياسية لاحتمال قيام حقبة ما بعد ترامب، لأنه قد يكون للإدارة الديمقراطية وجهات نظر مختلفة حول الخليج.

وبالنسبة للفلسطينيين، على الأطراف إعادة النظر في مبادرة السلام العربية التي تستند على أسس كانت صالحة في عام 2002، عندما لم يكن لدول الخليج علاقات ثنائية مع إسرائيل. وكانت فكرة قيام الدول العربية بتطبيع العلاقات بعد أن تحل إسرائيل صراعها مع الفلسطينيين بمثابة مكافأة، أما الآن، فيُنظر إليها كعقاب - وهذا موقف من شأنه أن يرجئ العلاقات مع إسرائيل إلى أجل غير مسمى وبتكلفة باهظة للغاية من ناحية الفرص البديلة بالنظر إلى التهديد الذي يطرحه النفوذ الإيراني في المنطقة. ومن بين المؤشرات على تغيّر وجهات النظر هو أنه عندما تم التوصل إلى "اتفاقية كامب ديفيد" في عام 1979، قطعت "جامعة الدول العربية" علاقاتها مع مصر لمدة عشر سنوات. لكن في الأسبوع الماضي، أشارت "الجامعة" ببساطة إلى أن اتفاق الإمارات كان قراراً سيادياً لدولة عربية وأنها لن تتدخل في هذا الصدد.  

وبينما سيترقب الفلسطينيون بالتأكيد نتائج الانتخابات الأمريكية، عليهم محاولة تملّق الإمارات بدلاً من لعن القرار. فلديهم الكثير من الخلافات مع الإمارات التي تحتاج إلى حل، وغالباً ما تتفاقم بسبب التنافس بين عباس والسياسي الفلسطيني البارز المقيم في الإمارات محمد دحلان.

وأخيراً، من المهم الإشارة إلى أنه في حين قام العديد من المسؤولين الأمريكيين برحلات إلى المنطقة في سياق الإنجاز الإسرائيلي-الإماراتي، إلّا أن مسؤولي البنتاغون لم يُقدموا على خطوات مماثلة. وسوف تتطلب أي صفقة لبيع مقاتلات "أف-35"، قيام مفاوضات بين المجتمعين في شؤون الدفاع، غير أن أوقاتهما غير متزامنة حالياً، حتى في الوقت الذي تضغط فيه إدارة ترامب ونتنياهو باتجاه حل هذه المسألة بحلول نهاية العام الحالي.

*أعدت هذا الملخص باسيا روزنباوم. أمكن تنفيذ سلسلة برامج منتدى السياسات بفضل سخاء "عائلة فلورنس وروبرت كوفمان".

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة

الراعي: الوجود المسيحي في الشرق بات مقلصا ونحن مدعوون لمواجهة رياح تعصف بأوطاننا

وطنية - الجمعة 18 أيلول 2020

افتتح قبل ظهر اليوم اجتماع اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط بصلاة، ألقى بعدها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي كلمة بعنوان "يا معلم اننا نهلك"، جاء فيها: "يا معلم، إننا نهلك" (مر 38:4) صاحب القداسة البطريرك مار إغناطيوس افرام الثاني، صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر، أصحاب السيادة المطارنة، سيادة القس حبيب بدر، السيدة الأمينة العامة، أيها الإخوة والأخوات الأحباء. السفينة التي هددتها الرياح الشديدة والأمواج بالامتلاء والغرق، ترمز إلى الكنيسة الشاهدة في بحر بلداننا الشرق أوسطية المضطربة برياح النزاعات والحروب، والأزمات السياسية والاقتصادية والمالية والمعيشية، ووباء كورونا، وقد بلغت ذروتها في لبنان بانفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب الماضي وبما خلف من ضحايا ودمار. وبات الوجود المسيحي في هذا الشرق مقلَّصا، ورسالته محدودة، وسكن الخوف قلوب المسيحيين، حتى راحوا يرددون صرخة تلاميذ يسوع المملوءة خوفا ورجاء: "يا معلم، أما تبالي؟ إننا نهلك!" (مر 38:4). فكان أن أسكت ربنا الرياح بكلمة، وحدث هدوء تام. ودعا التلاميذ ليقووا على الخوف، ويصمدوا في الإيمان. هذه الدعوة موجهة إلينا اليوم نحن أيضا وإلى أبناء كنائسنا. فلا ننسى كلمة ربنا يسوع: "سيكون لكم في العالم ضيق. لكن ثقوا أنا غلبت العالم" (يو 16: 33). يسعدنا أن نستضيف في هذا الكرسي البطريركي اجتماع اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط. وكنا نتمنى، لولا جائحة كورونا، أن تنعقد الجمعية العامة الثانية عشرة في الأيام الثلاثة المحددة لها أصلا. ومع ذلك كنا نرجو أن يشارك جميع أعضاء هذه اللجنة التنفيذية في أعمالها. فاستعيض بالتلاقي الإفتراضي عبر الوسائل الإلكترونية. فإنا نحيي اصحاب القداسة والغبطة والسيادة والآباء الذين لم يتمكنوا من المشاركة بحضورهم، وفي مقدمهم قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية للأقباط الأورثوذكس، وصاحب الغبطة البطريرك الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو، بطريرك بابل للكلدان ورئيس العائلة الكاثوليكية. فنؤكد لهم أنهم حاضرون في قلبنا وصلاتنا. ونتمنى النجاح لأعمال هذا الاجتماع، في مختلف مضامينه. إن مجلس كنائس الشرق الاوسط مدعو في الظروف الراهنة للعمل مع الكنائس ورؤسائها، لمواجهة الامواج والرياح التي تعصف بأوطانها وبها، مؤسسات وشعبا وكيانا ورسالة، بوقفات إيمان ورجاء. فالمسيح الرب هو قائد سفينة كنائسنا، ونحن كلنا كمعاونين له نجهد في تجذيفها بوحدة وانسجام. ولكن، هو الذي يوجهها ويحميها، من خلال خدمتنا وصمودنا على صخرة الايمان والرجاء من دون خوف. هذه كانت مسيرة الكنيسة والمسيحيين منذ البدايات. وعبر التاريخ والصعوبات، صمدوا وشهدوا لمحبة المسيح، وأعلنوا إنجيله لجميع الشعوب والثقافات، وتعاونوا معهم على نشر ثقافة المحبة والسلام والعيش معا وكرامة الحياة البشرية، والانفتاح واحترام الآخر المختلف. وكنائسهم في كل ذلك تعلن المبادئ الأخلاقية، والثوابت الوطنية، وتعزز الحوار مع الثقافات والأديان.

الرياح الشديدة والأمواج ترمز أيضا إلى ما يواجه الإنسان في ذاته من أنانية وأهواء ومصالح شخصية وحسابات ومشاريع وعادات وأولويات، تحجب عنه الخير العام، خير كنيسة المسيح الواحدة، وخير المؤمنين. يا ليت كل واحد يدرك خطر هذه الرياح والأمواج الشخصية، ويلجأ إلى المسيح الفادي ملتمسا تهدئتها، وتصويب مسار حياته. نسألك يا رب، بشفاعة أمنا مريم العذراء، نجمة البحر في العاصفة، أن تقود أوطاننا وكنائسنا وشعبنا إلى ميناء الأمان. لك المجد والتسبيح، أيها الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

 

الرئيس عون خلال مؤتمر التنمية المستدامة في الامم المتحدة عبر الفيديو: لبنان يحتاج الى مزيد من الدعم لمساعدته على تخطي الظروف الطارئة

وطنية -الجمعة 18 أيلول 2020

اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ان "لبنان يجدد التزامه بالعمل على تحقيق الأهداف السبعة عشر للتنمية المستدامة بحلول العام 2030، رغم الظروف الصعبة التي يمر بها، حتى نصل جميعا إلى عالم أفضل لنا وللأجيال المقبلة".

ولفت الرئيس عون الى ان "لبنان تعرض لهزات متلاحقة، من ازمة النزوح السوري الى وباء كورونا وفاجعة الانفجار في مرفأ بيروت، وما خلفته من خسائر بشرية ومادية جسيمة".

واذ توجه بالشكر للدول التي هبت لمساعدة لبنان، شدد على "وجوب إيصال المساعدات الى مستحقيها وإصلاح المنازل المتضررة وإعادة اعمار المرفأ"، وأوضح ان "لبنان يحتاج بشكل كبير للمزيد من دعم المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة لمساعدته على تخطي هذه الظروف الطارئة، من خلال عمل موجه وتعاون وثيق في ما بينها ومع الجهات الحكومية، وبرمجة المساعدات الانسانية لتأمين الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، والدفع باتجاه تحقيق التنمية المستدامة المرجوة لمعالجة مشاكل الحاضر والاستعداد لمتطلبات المستقبل".

مواقف الرئيس عون أتت خلال القائه كلمة لبنان، عبر "الفيديو"، عند الساعة الرابعة والنصف بعد ظهر اليوم (بتوقيت بيروت)، امام المؤتمر الدولي الثامن للتنمية المستدامة الذي دعا اليه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، على مستوى رؤساء الدول وقادتها، لبحث السبل الكفيلة بتخطي تداعيات ونتائج وباء كورونا، وتحقيق الأهداف الموضوعة للتنمية المستدامة خلال هذا العقد من الزمن.

الرئيس عون

وفي ما يلي نص الكلمة:

"أصحاب السعادة،

أتوجه اليكم بالشكر على تنظيم هذا المؤتمر، وهو الأول ضمن خطة العمل على مسار العشر سنوات القادمة في سبيل تحقيق الأهداف السبعة عشر للتنمية المستدامة بحلول العام 2030، هذه الأهداف التي تطمح اليها شعوبنا، والتي يجدد لبنان التزامه بالعمل على تحقيقها رغم الظروف الصعبة التي يمر بها حتى نصل جميعا إلى عالم أفضل لنا وللأجيال القادمة. مما لا شك فيه، ان عالمنا اليوم يواجه تحديات كبيرة انعكست بشكل مباشر على جميع البلدان، وكان للبنان نصيب كبير منها، وهو الذي تعرض لهزات متلاحقة؛ من أزمة النزوح السوري الكثيف المستمرة منذ عشرة أعوام والتي فرضت علينا واقعا تنمويا ضاغطا حيث أصبح النازحون يشكلون قرابة ثلث سكان لبنان، الى أزمة اقتصادية ومالية ونقدية حادة نتجت عن عقود من تراكم الفساد وسوء الإدارة. وفي خضم مكافحتنا لوباء كوفيد 19، فجع لبنان بانفجار مرفأ بيروت الذي ضرب قلب العاصمة وأسفر عن ضحايا بشرية وخسائر مادية كبيرة وآثار سلبية هائلة لن تتسبب في تفاقم الانكماش في النشاط الاقتصادي فحسب، لكنها ستؤدي أيضا إلى تعاظم معدلات الفقر التي كانت تبلغ 45% قبيل انفجار بيروت بحسب ما ورد في تقويم البنك الدولي والذي قدر الأضرار المادية بحوالى 4.5 مليار دولار أميركي، والخسارة الاقتصادية بحوالى 3.5 مليار دولار، واحتياجات اعادة الاعمار بحوالى 2 مليار دولار. واذ أغتنمها مناسبة لشكر الدول الشقيقة والصديقة والمؤسسات الدولية التي هبت مشكورة لمؤازرة لبنان وتقديم المساعدات الفورية والانسانية والمساهمة في لململة الجراح، فاني ألفت عنايتكم الكريمة الى ان كل هذه التحديات الضخمة التي يواجهها لبنان قد أثرت على مسار تحديد الأولويات، وصار لزاما علينا:

- أولا: العمل على الاستجابة السريعة لمعالجة الأزمات الأكثر إلحاحا، وذلك من ضمن المبدأ الذي دعت اليه أجندة الأمم المتحدة والمتمثل ب"عدم ترك أحد في الخلف"، أي إيصال المساعدات إلى الفئات الأكثر عوزا وفقرا والى الشرائح المهمشة والمتضررة.

- ثانيا: اصلاح ما يقارب 200 ألف وحدة سكنية لحقها الضرر ومنها دمرت بالكامل، ونتج عن ذلك نزوح 300 ألف مواطن، خصوصا ونحن على أبواب فصل الشتاء.

- ثالثا: اعادة اعمار مرفأ بيروت، الشريان الحيوي للاقتصاد اللبناني، ومعالجة الأضرار الجسيمة التي لحقت بكل القطاعات: الصحة، التعليم، الغذاء، البناء، السياحة...

أيها السيدات والسادة،

يقف لبنان اليوم على مفترق طرق مصيري بين طموحه لتحقيق أهداف التنمية المستدامة خلال العشرية القادمة وبين ما يعانيه من أزمات اقتصادية ومالية ونقدية واجتماعية. وهو يحتاج بشكل كبير للمزيد من دعم المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة لمساعدته على تخطي هذه الظروف الطارئة، من خلال عمل موجه وتعاون وثيق في ما بينها ومع الجهات الحكومية، وبرمجة المساعدات الانسانية لتأمين الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، والدفع باتجاه تحقيق التنمية المستدامة المرجوة لمعالجة مشاكل الحاضر والاستعداد لمتطلبات المستقبل.

وشكرا لكم".

 

مجلس كنائس الشرق الأوسط دعا إلى وقف الحروب والصراعات المدمرة في الشرق الأوسط وحماية كرامة الإنسان وبناء السلام

وطنية - الجمعة 18 أيلول 2020

وزعت اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط البيان الاتي: "عقدت اللجنة التنفيذية في مجلس كنائس الشرق الأوسط اجتماعا استثنائيا، إذ كان من المقرر انعقاد الجمعية العامة الثانية عشرة للمجلس في هذا التوقيت، لكن الظروف الاستثنائية التي فرضتها تداعيات جائحة كورونا وتعذر التلاقي المباشر للأعضاء من مختلف الدول والكنائس ومقتضيات الاستعاضة عنه بالتلاقي الافتراضي عبر الوسائل الالكترونية من الكنائس الأعضاء في مصر، والكويت، وفلسطين، والأردن، وسوريا، والعراق، وإيران، وقبرص، أنتجت توافقا قانونيا على هذا الاجتماع الاستثنائي الذي استضافه في لبنان غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي الماروني في بكركي، بمشاركة أصحاب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر رئيس العائلة الأرثوذكسية، قداسة البطريرك أفرام الثاني رئيس العائلة الأرثوذكسية الشرقية وقدس القس الدكتور حبيب بدر رئيس العائلة الإنجيلية والأسقفية. كما شارك الكترونيا من العراق غبطة البطريرك الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو رئيس العائلة الكاثوليكية. وفي لفتتة كريمة من قداسة البابا تواضروس الثاني استضاف أعضاء اللجنة من مختلف الكنائس في مصر في المقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية للأقباط الأرثوذكس في القاهرة.

في جلسة الافتتاح وخلال صلاة جماعية، كانت كلمة لغبطة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قال فيها: السفينة التي هددتها الرياح الشديدة والأمواج بالامتلاء والغرق ترمز إلى الكنيسة الشاهدة في بحر بلداننا الشرق أوسطية المضطربة برياح النزاعات والحروب، والأزمات السياسية والاقتصادية والمالية والمعيشية، ووباء كورونا، وقد بلغت ذروتها في لبنان بانفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب الماضي وبما خلف من ضحايا ودمار. وبات الوجود المسيحي في هذا الشرق مقلصا، ورسالته محدودة، وسكن الخوف قلوب المسيحيين، حتى راحوا يرددون صرخة تلاميذ يسوع المملوءة خوفا ورجاء: "يا معلم، أما تبالي؟ إننا نهلك!" (مر 38:4). فكان أن أسكت ربنا الرياح بكلمة، وحدث هدوء تام. ودعا التلاميذ ليقووا على الخوف ويصمدوا في الإيمان، هذه الدعوة موجهة إلينا اليوم نحن أيضا وإلى أبناء كنائسنا، فلا ننسى كلمة ربنا يسوع: "سيكون لكم في العالم ضيق، لكن ثقوا أنا غلبت العالم (يو 16: 33). وشدد على أن مجلس كنائس الشرق الاوسط مدعو في الظروف الراهنة إلى العمل مع الكنائس ورؤسائها لمواجهة الامواج والرياح التي تعصف بأوطانها وبها، مؤسسات وشعبا وكيانا ورسالة، بوقفات إيمان ورجاء".

وعرضت كلمة عن بعد لقداسة البابا تواضروس الثاني رحب فيها بالمشاركين، ومما جاء فيها: أود أن أشارك لبنان في المأساة التي طالته في آب، ونصلي من أجل هذا البلد الحبيب وكل مواطنيه أن تسود روح المحبة، خصوصا أن لبنان يحتفل بالذكرى المئوية لتأسيسه كبلد متميز ومنفتح، وسط الشعوب العربية. أصلي أن تنتهي كل أزماته وأن يعود وجوده الحيوي في منطقة الشرق الأوسط. أشكر الأمينة العامة الدكتورة ثريا بشعلاني على كل ما قامت به من جهود جبارة منذ يناير 2018 حتى الآن. وأصلي من أجل أن يبقى مجلس كنائس الشرق الأوسط قويا وفعالا ومؤثرا ومكانا للعمل المشترك بين كنائسنا، وأن يكون الأمين العام الجديد محافظا على هذه الأهداف التي من أجلها تكون هذا المجلس، وأرفع الصلاة من أجل السلام في العالم ونقاط الصراع الكثيرة في الشرق الأوسط.

بعد ذلك انطلقت أعمال الجلسة الأولى برئاسة البطريرك مار اغناطيوس افرام الثاني لتتم من ثم المناداة القانونية على الأعضاء المشاركين شخصيا وعبر الوسائل الالكترونية، فتعيين مدون محضر الاجتماع وتشكيل لجنة صياغة البيان الختامي والموافقة على جدول الأعمال، كما المصادقة على محضر اجتماع اللجنة التنفيذية السابق الذي عقد في قبرص في 21-22 كانون الثاني 2020، لتعرض من ثم الأمينة العامة للمجلس الدكتورة ثريا بشعلاني تقريرها الشامل لما قام به المجلس على مدى عامين من ولايتها (2018-2020)، فالتقرير المالي. وفي جلسة ثانية مغلقة حضرها الأعضاء الأصيلون برئاسة القس الدكتور حبيب بدر كانت تلاوة للمقررات والتوصيات، وانتخب الدكتور ميشال عبس أمينا عاما وأمينا عاما مشاركا الأب الدكتور كابي ألفرد هاشم، والانتقال إلى جلسة الختام برئاسة البطريرك يوحنا العاشر حيث تمت المصادقة على محضر الاجتماع والبيان الختامي، فصلاة ختامية والصورة التذكارية".

وأكد المجتمعون، بحسب البيان، "التضامن العميق مع اللبنانيين في ما يعانونه من مأساة كارثية من جراء انفجار مرفأ بيروت والاستمرار في بذل الجهود الكنسية المسكونية مع كل الشركاء المحليين والإقليميين والدوليين لرفع تداعيات هذه المأساة المادية والنفسية عنهم بما تحمله الأخوة الإنسانية من قيم ومقدرات"، مؤكدين أيضا "التضامن مع كل الذين تأثروا بجائحة كورونا وفقدوا أحباء لهم مع رفع الصلاة المستمرة لانحسارها، كما وتثمين جهود كل الطواقم الطبية والاجتماعية المنكبة على مواجهة تداعيات هذه الجائحة".

وطالبوا ب"الدعوة المستدامة إلى وقف الحروب والصراعات المدمرة في الشرق الأوسط وحماية كرامة الإنسان وبناء السلام على أسس العدل والحق، والالتزام الجماعي الكنسي المسكوني بتدعيم استمرارية عمل مجلس كنائس الشرق الأوسط بما هو تعبير عن وحدة المسيحيين وعلامة رجاء، بالتعاون المشترك من أجل خدمة الإنسان والعيش الواحد في هذه المنطقة المباركة".

وتمنوا "للأمين العام الجديد التوفيق في خدمته المسكونية لما فيه خير المؤمنين وكل أبناء الشرق الأوسط الأحباء، وتحقيق السلام والعدالة الاجتماعية".

وختم البيان: "إن اللجنة التنفيذية في مجلس كنائس الشرق الأوسط إذ تدرك حجم التحديات والمسؤوليات الملقاة على عاتق المجلس ترفع الصلاة إلى الرب طالبة بركته ومجددة أمامه التزامها استمرار مسيرة تحقيق الوحدة في المحبة والشراكة في المسؤولية".

 

مرافقو مستشار باسيل اعتدوا على ناشطين وحطموا أسنان شابة

 المدن/18 أيلول/2020

اعتدى مستشار رئيس التيار الوطني الحر منصور فاضل ومرافقيه على المواطن بيار خوري وصديقته باتريسيا ضاهر أمام مطعم ليناس في الضبية بسبب نقاش سياسي حول أداء “التيار الوطني الحر”. وفي التفاصيل، كان خوري، وهو ناشط في مجموعة “عن حقك دافع”، في مقهى ليناس صباح الجمعة يحتسي القهوة. وعندما شاهد فاضل، اقترب منه واستأذنه للجلوس معه والتحدث إليه كونه مستشار جبران باسيل، كما قال خوري لـ”المدن”. وأضاف، استأذنته بالحديث عن التيار، قائلاً إنه لا يجوز للتيار أن يتعاطى بطائفية وينتهج سياسات شد العصب الطائفي، وممارسات ترتقي إلى حد العنصرية. لأن هذا يؤدي إلى خسارة التيار شعبيته. وقال خوري: “طال النقاش السياسي بيننا. وقلت له أن التيار جزء من المنظومة الحاكمة ولا يمكن ادعاء التبرؤ منها. لكن عندما قلت هذه الجملة تملك محدثي الغضب ونظر إلي بعصبية وقال: لديك ثلاث ثوانٍ كي تغرب عن وجهي وتترك المقهى. بدوري قلت له حسناً، ووقفت كي أغادر الطاولة، رافضاً هذا التصرف متمتماً كلاماً لم أعد أذكره. ووجه لي كلاماً بغيضاً لم أعد أذكره، وقلت له: لكن عليك أن تعرف أنك إنسان عنصري. وأضاف خوري: “عندما قلت هذه الكلمة، انهال عليّ بالضرب وهمّ مرافقه وأكمل المهمة، ووجه لي عدة لكمات. أخرجني العاملون في المقهى طالبين مني المغادرة، كي لا يتطور المشكل. لكني رفضت وجلست خارج المطعم منتظراً خروجه، كي يخرج بدوره ويغادر مثلي، وأخفف عني المهانة.” وتابع: “أخبرت بعض الأصدقاء في مجموعة “عن حقك دافع” الناشطة في الثورة بما حصل. لكن مرافقه خرج إلي وطلب مني المغادرة، ولم أنصت له وعملت نفسي كأني لم اسمعه كي اتجنب شره، وشعر أنني أطلب النجدة من مجموعات الثورة. وما هي إلا دقائق حتى حضرت مجموعة كبيرة من مناصري التيار. وكانت صديقتي بتريسيا قد حضرت لنجدتي، ترافقها صديقتها، ولم يأتِ غيرهما من مجموعة عن حقك دافع. لكن مناصري التيار كانوا يحاصروننا، والتقطت بتريسيا هاتفها لتصوير المشهد، فانتزعوا الهاتف من يدها ولكموها على فمها، وحطموا لها اسنانها وانهال الدم من وجهها.” وختم: “تجمع رواد المقهى حولنا وصرخت بوجه فاضل قائلاً أنت مستشار باسيل ولا يجوز هذا التصرف.. فتوالت مجموعة مناصري التيار، وكانوا أكثر من 12 شخصاً، عليّ بالضرب، لأنهم لا يريدون للناس التي وقفت تشاهد أن تعرف هويتهم.”

ولفت خوري الى أن رواد المقهى أنقذوه من بين أيدي هذه الشلة التي تمارس التشبيح، وانتزعوه من بين أيديهم، مشدداً على أنه سيتقدم بدعوى لكي يضع القضاء حداً لهذا التشبيح.

 

حين يحاضر “الحزب” و”المردة” و”أمل” في محاربة الفساد!

أي أم ليبانون/18 أيلول/2020

لا يمكن أن يمرّ مرور الكرام كل التفاصيل التي كشفتها العقوبات الأميركية على كلّ من وزير “المردة” السابق يوسف فنيانوس ووزير “أمل” السابق علي حسن خليل. ففي التفاصيل أن الوزيرين عمدا كل من موقعه على تسهيل أمور “حزب الله” داخل مؤسسات الدولة، وتسخير وزارتيهما من أجل تأمين مردود مالي للحزب ولبيئته الحاضنة. هكذا فعل علي حسن خليل من أجل إعفاء تابعين للحزب من دفع الضرائب المتوجبة عليهم، ما حرم الخزينة مبالغ طائلة. وهكذا أيضاً تبيّن أن يوسف فنيانوس كان يؤمّن مصالح “حزب الله” عبر وزارة الأشغال من اجل منح التزامات لمقرّبين من الحزب، وهكذا تبيّن أن “حزب الله” تآمر مع الوزير السابق فنيانوس على سبيل المثال لا الحصر في إسناد التزامات حكومية بملايين الدولارات  لشركتي “أرض” و”معمار” اللتين يشرف عليهما المجلس التنفيذي لـ”حزب الله” لتأمين مردود من أرباحهما للحزب بشكل مباشر، ومرة جديدة على حساب الخزينة اللبنانية! إنطلاقاً من هذه المعادلات يتبيّن أن تسمية كل وزراء 8 آذار كانت تتم عبر “حزب الله” لتأمين وصول وزراء يدينون بالولاء له أولاً ويؤمنون مصالحه على حساب الدولة والخزينة والقوانين بما يسمح باستمرار تمويل الحزب، ولو وانهارت الدولة! وهكذا يتبيّن أن يوسف فنيانوس بهذا المعنى كان يقبض ثمن توقيعه، كما كان يتهم النائب حسن فضل الله، ولكن تبيّن أن فنيانوس كان يقبض ثمن توقيعه من “حزب الله” كما جاء في تفاصيل العقوبات الأميركية على وزير “المردة” الذي تقاضى مئات آلاف الدولارات من الحزب مقابل تسهيل نيل الشركات التابعة للحزب على التزامات وتعهدات من وزارة الأشغال العامة والنقل. وكل هذه التفاصيل تحتّم فتح ملف شبكات الفساد التابعة للحزب داخل مؤسسات الدولة والارتباط الواضح ضمن هذه الشبكات مع وزراء “المردة” و”أمل” وربما غيرهم. فهل سيجرؤ المدعي العام المالي على فتح هذه الملفات وفضح الشبكات أم أن هؤلاء يُصنّفون ضمن “القديسين” الذين لا يستطيع أحد مساءلتهم؟ وهل يجرؤ النائب فضل الله أن يبدي رأيه علناً في هذه الوقائع والتفاصيل؟ وهل يمكن لمجلس النواب أن يحيل الوزيرين السابقين إلى المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء؟ وهل يتجرّأ بعد اليوم تيار “المردة” وحركة “أمل” على المحاضرة في محاربة الفساد؟!

 

جعجع: بقاء المالية مع الثنائي الشيعي سيعطل الاصلاحات وتسمية كل فريق وزراءه تعيدنا الى الدوامة

وطنية - الجمعة 18 أيلول 2020

قال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع: "إذا ما بقيت وزارة المال مع الثنائي الشيعي فإن ذلك سيعطل تطبيق الإصلاحات لأنه إذا ما أراد حزب الله وحركة "أمل" التسمية سيطالب غيرهما بذلك أيضا، وفي هذه الحال إذا ما سمى كل فريق وزراء له في الحكومة فسنعود إلى نفس الدوامة التي رأينا إلى أين أوصلت البلاد". أضاف: "لو أعطوا نتيجة ليسموا من أرادوا تسميته ولكنهم قاموا بتسمية الوزراء على مدى السنوات وسمموا الوضع في البلاد، فهل من الممكن أن يعودوا للتسمية من جديد؟".

كلام جعجع جاء في مؤتمر صحافي عقده في المقر العام لحزب "القوات اللبنانية" في معراب، تناول فيه حصرا مسألتي تأليف الحكومة والمبادرة الفرنسية.

وقال: "إذا ما أردنا تقييم ما هو حاصل اليوم على صعيد تشكيل الحكومة بشكل دقيق علينا العودة قليلا إلى المبادرة الفرنسية، فقد وقع انفجار المرفأ في 4 آب الماضي وإلى جانب كل المصائب التي كان يعيشها الشعب اللبناني فقد تخطى هذا الانفجار كل شيء ووضع الشعب اللبناني وخصوصا أهالي بيروت في مأساة إنسانية فعلية. حينها هب الفرنسيون الذين هم أصدقاء لبنان التاريخيون، وفي هذا الإطار أود أن أقول بين هلالين إن الدول تتحرك وفقا لمصالحها باستثناء عدد قليل منها في العالم التي لديها إلى جانب مصالحها ميل طبيعي إلى شعوب أخرى، وفي هذا الإطار فنحن شئنا أم أبينا، فرنسا صديقة تاريخية للبنان. صحيح أن الفرنسيين تحركهم مصالحهم في كل سياستهم الخارجية إلا أنه بما يتعلق بلبنان فهم يحركهم شعور معين، والسؤال عن سبب وجوده وكيف بحث آخر".

أضاف: "تحرك الفرنسيون عقب انفجار المرفأ، وعلينا أن نتذكر بأن الرئيس الفرنسي زار لبنان مباشرة في اليوم الثاني أو الثالث بعد الانفجار وتفقد المناطق والشوارع والأحياء المتضررة، وبناء على هذا التحرك الذي بدأ على أساس إنساني فقط ومحدود ارتأوا أن يحاولوا القيام بأي شيء ممكن من أجل وقف التدهور الحاصل في لبنان. وفي هذا الإطار أيضا أود أن أفتح هلالين صغيرين للرد على بعض المنظرين الفظيعين والذين يتزايد عددهم في هذه الأيام بدل أن يتناقص، والذين يدعون أن المبادرة الفرنسية تخطت جوهر الأزمة ولم تعترف به وهي لا تهاجم حزب الله: إن المبادرة الفرنسية لم تقم من أجل مهاجمة حزب الله ولا لحل الأزمة اللبنانية ومن يريد توجيه الانتقادات والتعليق على مسار الأمور، عليه على الأقل ان يكون متابعا لهذا المسار".

وتابع: "جوهر المبادرة الفرنسية هو ان نجد طريقة في هذا الوقت الضائع من أجل تخفيف الأعباء المعيشية والاجتماعية والمالية عن الشعب اللبناني، إذا ما استطعنا إيجاد هذه الطريقة من خلال حكومة أسماها الفرنسيون "حكومة مهمة" التي هي بالفعل "حكومة إنقاذ" تستطيع القيام بالحد الأدنى المطلوب من الإصلاحات كي تقوم فرنسا على أساس ذلك بجمع ما يكفي من الأموال لتخفيف العبء في الأشهر القليلة المقبلة عن الشعب اللبناني. هذا هو جوهر المبادرة الفرنسية التي لا تهدف الى حل الأزمة اللبنانية إنما محاولة التخفيف ما استطاعت عن الشعب اللبناني لحين وصولنا إلى حلول جدية وفعلية للأزمة اللبنانية ككل، والتي يجب على الشعب اللبناني استنباطها باعتبار أنه لا يمكن لأي دولة أن تجد حلولا لأزمة "طويلة عريضة" وعن شعب بأكمله".

وقال: "من هذا المنطلق طرح الفرنسيون مبادرتهم بعد زيارة الرئيس ماكرون وجولاته الميدانية وقيامه بالمداولات هنا وهناك وعاد لزيارة لبنان مرة أخرى، وقد ارتأى الفرنسيون أنه بدل تضييع الوقت الراهن بانتظارنا لا أعرف ماذا بانتظارنا دعونا نذهب لتشكيل "حكومة إنقاذ" صغيرة مختلفة عن سابقاتها، باعتبار أنه إذا ما كانت مشابهة لما سبق فسنصل حتما إلى النتائج نفسها وهذه المعادلة بسيطة جدا. من هناك كان الطلب بحكومة مختلفة كليا عن سابقاتها تحاول القيام بإصلاحات تتمكن الحكومة الفرنسية انطلاقا منها من الدعوة الى مؤتمر لأصدقاء لبنان والدول المعنية لمحاولة جمع مبالغ كبيرة من المال من أجل التخفيف قليلا عن الشعب اللبناني، فهل هناك من سيىء في هذا المنطق؟ من هنا كانت ورقة العمل التي وضعها الفرنسيون ومن هذا المنطلق تم الاتفاق على تأليف حكومة أسموها هم Gouvernement de Mission "حكومة مهمة" وهذه هي مهمتها تحديدا وليس أن تقوم بحل الأزمة أو أن "تشيل الزير من البير".

أضاف: "السمة الأساسية للحكومة المرتقبة أن تكون مختلفة عن كل ما رأيناه في السابق، وفي هذا الإطار أذكر الجميع بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في كل تصاريحه ولو أنه في بعض الأوقات خرج عن اللياقات، كان يردد "إن هذه الطبقة السياسية يجب أن تتنحى" أو "الحكام في لبنان يجب أن يتنحوا" باعتبار أنه تبين لنا ما يمكنهم أن يفعلوا. وقد كرر هذا الأمر أيضا في وجههم عندما كان مجتمعا معهم وقال لهم مباشرة "أنتم من أوصل الوضع في البلاد إلى ما وصل إليه"، وبالتالي هذا هو جوهر المبادرة الفرنسية وهو تشكيل "حكومة إنقاذ" مختلفة كليا عن كل ما كان يحصل في السابق كي لا نصل إلى النتائج نفسها التي وصلنا إليها اليوم. ومن هذا المنطلق، قام الفرنسيون بجهود جبارة بعد الزيارة الثانية للرئيس ماكرون ليتمكن الأفرقاء اللبنانيون من الاتفاق على رئيس حكومة مكلف، ونحن كما الجميع، سررنا وتفاءلنا عندما رأينا أنهم تمكنوا من جعل الجميع يتفقون على رئيس حكومة الذي هو الرئيس المكلف مصطفى أديب".

وتابع: "في هذا الإطار أيضا، أود أن أفتح هلالين صغيرين لبعض الأذكياء والذكيات الذين قالوا كيف لـ"القوات" تأييد المبادرة الفرنسية في حين أن نوابها لم يصوتوا لصالح مصطفى أديب: "يا شاطرة أنت أو يا شاطر، يا حبوب" إن القوات اللبنانية مؤيدة للمبادرة الفرنسية فهل المبادرة الفرنسية "مزروكة" بالتصويت لمصطفى أديب أو أنها بمواصفات معينة اننا نريد رئيس حكومة جديدة من طبقة جديدة ووجه جديد؟ فإذا لم يصوت شخص ما لمصطفى أديب يصبح ضد المبادرة الفرنسية؟ إن المبادرة الفرنسية هي مبادرة مواصفات وليست مبادرة أشخاص بفلان أو فليتان. نحن كنا مع المبادرة الفرنسية وباقون معها بغض النظر عن رأينا بمن كان يجب أن يكون رئيس حكومة مكلف وبمجرد ما وصل الرئيس المكلف مصطفى أديب باعتبار أن هناك أكثرية نيابية تريده اعتبرنا أن الرئيس المكلف أصبح مصطفى أديب إلا أن الغريب هو أن لدينا عددا من الصحافيين والصحافيات في لبنان السطحيين أو الذين يبقون دائما أبدا مترقبين لانتهاز أي فرصة للانتقاد لمجرد الانتقاد، المهم هذا هو موقفنا من المبادرة الفرنسية".

واستطرد جعجع: "لقد حصل الاتفاق وأتت الأكثرية بالرئيس مصطفى أديب على أساس ماذا؟ على أساس ان يرى الرئيس المكلف ماذا يجب عليه أن يفعل ويستشير من يريد أن يستشيره، المهم أن يقوم بتأليف حكومة بهذه المواصفات التي هي: ان يكون الوزراء تقنيين وليس فقط هذا باعتبار أننا رأينا ماذا فعل الوزراء التقنيون في حكومة الرئيس حسان دياب لذا الوزراء يجب أن يكونوا تقنيين ومستقلين، وأهم ما في الأمر ألا تكون تسميتهم من قبل تكتلات وأحزاب لأنهم يصبحون مرتبطين بقرارها هي وإذا ما بقوا مرتبطين بقرار هذه التكتلات والأحزاب عندها على الدنيا السلام، سنبقى في نفس النتيجة الأمر الذي حصل مع حكومة الرئيس حسان دياب".

وقال: "هنا أيضا أريد أن أفتح هلالين صغيرين باعتبار أن هناك البعض يقول إن الرئيس المكلف مصطفى أديب يقوم باستشارة رؤساء الحكومة السابقين ولا يقوم باستشارتنا، للقول: هناك بعض الناس في لبنان لا أدري أين يعيشون، ففي هذا الظرف الذي نعيشه اليوم ليستشر الرئيس المكلف أيا كان فما يهمني أنا هو ما هي الحكومة التي سيقوم بتأليفها، فهل من يقولون هذا الكلام يقدرون ما هو الوضع الذي نمر به في البلاد؟ وهل يرون أين هم الناس وأين نحن جميعا؟ وهل يرون إلى أين نحن ذاهبون؟ وكم يتعذب الناس ونتعذب جميعا في حياتنا اليومية وفي كل ما هو حاصل وفي سمعة لبنان وصورته وكل شيء؟ ليستشر الرئيس المكلف من يريد. أنظروا أين هم وبماذا يفكرون. حقهم هو أنه عندما يقوم الرئيس المكلف بطرح تشكيلته أن يعترضوا على الأسماء التي لا تنطبق عليها المواصفات، ونحن من الممكن أن نقوم بذلك إذا ما وجدنا أن هناك أسماء في التشكيلة لا تتطابق مع المواصفات وليسوا مستقلين. وسنقول لهم قلتم لنا إنكم تعتزمون تشكيل حكومة مستقلين و"Gouvernement de Mission" وفي نهاية المطاف وصلنا إلى حكومة فيها أسماء غير مطابقة، فهذا "عورته" هنا وذاك "عورته" هناك. هذا الكلام مقبول، إنما أن ينبري البعض ليعلق على من استشار الرئيس المكلف وكيف استشار هؤلاء ولم يستشرنا و"طلع ع الدرجة ونزل من الدرجة" قبل أن تبدأ عملية التشكيل فهذا غير مقبول".

أضاف: "لقد وصلنا إلى وقت انبرى فيه الشباب في حركة أمل وحزب الله ليقولوا علنا وكان الأمر واضحا في بيانات التكتلات النيابية وبيانات المسؤولين، أنهم لا يقبلون بما هو حاصل وهم يريدون تسمية الوزراء الشيعة ويريدون أيضا وزارة المال وهذا كله يضرب المبادرة الفرنسية بالصميم ويأتي بعكس ما كان قد حكي سابقا، وبالتالي من المؤكد هذا الموقف أدى إلى تعطل المبادرة وآمل أن أكون مخطئا إلا أن المبادرة تعطلت ولا أعرف ماذا يمكن أن ينقذها الآن. وفي هذا السياق لفتني جدا بعض الأسئلة التي طرحها الخليلان خلال اجتماعهما مع الرئيس المكلف، وهذه الأسئلة تدل على إما أننا لم نعد نفهم على بعضنا البعض كلبنانيين أو ان هناك أمرا ما يحصل نحن لا نعرفه. الخليلان سألا: هل إبقاء وزارة المالية مع الثنائي الشيعي يعطل الإصلاحات؟ طبعا يعطل الإصلاحات باعتبار أننا إذا أردنا الإبقاء على هذه الوزارة مع الثنائي الشيعي عندها ستبقى مع الوزير جبران باسيل وزارة الطاقة والمياه ووزارة الأشغال ستبقى حيث هي ووزارة الاتصالات أيضا وصولا إلى وزارتي الثقافة والشباب والرياضة، وعندها ماذا نحن فاعلون؟ بالطبع هذا الأمر سيعطل الإصلاحات، طبعا طبعا طبعا ولا أريد أن أذهب أبعد من هذا القدر بالكلام".

وتابع: "في السنوات الخمس الأخيرة مع من كانت وزارة المال وما هي النتائج التي وصلنا إليها؟ نحن وصلنا إلى وقت لا نريد فيه مسايرة بعضنا البعض ولا يمكننا القيام بذلك ويجب ألا نقوم بذلك أيضا. أين كانت في السنوات الخمس الأخيرة وما هي النتيجة؟ ويعود اليوم ليسألنا إذا ما بقيت هذه الوزارة مع الثنائي الشيعي فهل تتعطل الإصلاحات؟ بالطبع نعم فإذا بقيت هذه الوزارة مع فلان وتلك مع علتان بالطبع تتعطل الإصلاحات لأنها تعطلت حتى اليوم، وهذا الأمر لا نفترضه إفتراضا وإنما هذا ما حصل في السنوات الأربع الأخيرة والسنوات العشر الأخيرة وفي السنوات الـ15 الأخيرة حيث كانت هذه الوزارة مع هذا وتلك الوزارة مع ذاك، ما أوصلنا إلى ما نحن فيه اليوم".

وقال جعجع: "السؤال الثاني الذي طرحه الخليلان: هل تشكيل حكومة من 14 وزيرا تحقق الإصلاحات؟ وهنا أسأل هل تشكيل حكومة من 24 أو 30 وزيرا تحقق الإصلاحات؟ لا يمكن لأحد أن يقدر ذلك لان الأمور رهن طبيعة وزراء هذه الحكومة حيث من الممكن لعشرة وزراء جيدين تحقيق هذا الإصلاحات، وأنا شخصيا في هذه الظروف مع أصغر حكومة ممكنة لأننا بحاجة لـ5000 قرار يوميا من أجل التمكن من إخراج البلاد من المكان الذي تقبع فيه اليوم، ومن أجل أن نتمكن من القيام بذلك واتخاذ هذا الكم من القرارات وبهذه السرعة نحن بحاجة لحكومة صغيرة ليس أن تمضي الوقت وأنت "تتشوطح وناتعلي وزارة من 30 وزير" وكأن الدنيا بألف خير. وهنا أسأل من سيعمل اليوم في الشباب والرياضة؟ أين هناك شباب وأين هناك رياضة للعمل عليها؟ ومن سيقوم بالعمل على الثقافة اليوم؟ قبل العمل على هذه الأمور قم بإيقاف الناس عن الموت جوعا وأمن لهم الأدوية فنحن على قاب شهر أو شهرين من توقيف الدعم على مواد أساسية جدا ومن الممكن ألا تكون مادة البنزين متوافرة لديكم للقدوم إلى هكذا مؤتمر صحافي أو أن نذهب نحن إلى مكان آخر. لا أعرف عن ماذا يتكلمون وأين يعيشون".

أضاف: "السؤال الثالث الذي طرحه الخليلان على الرئيس المكلف هو: هل تطبيق الإصلاحات يعني فرض رأيك؟ يا شباب أين أنتم اليوم؟ لا يمكن لأحد القبول بأن يفرض أي شخص رأيه على الآخرين ولكن أصلا هذا هو جوهر المبادرة الفرنسية، وهو أن نتفق على رئيس مكلف وندعه وشأنه ليقوم بتشكيل الحكومة. وفي هذا الإطار ولو أنني سأخرج عن اللياقات، أريد أن أقول ليشكلها أي كان اللهم أن يتم تشكيل حكومة كما يجب لو كنا اليوم في وضع "يا لطيف" جيد جدا ولدينا نمو في السنة مقداره 12 أو 13 أو 15% ولدينا احتياطات في مصرف لبنان تقارب الـ100 مليار دولار من الممكن أن يسمح الإنسان لنفسه بالوقوف عند الشكليات والدخول في التفاصيل للسؤال عمن سمى هذه النقطة ومن استشار بتلك، ولكن في هذه الظروف التي نعيشها اليوم، ليقم أي كان بتشكيل الحكومة اللهم أن تكون حكومة، ونحن كنا في انتظار تشكيل الحكومة من أجل تقييم أعضائها وإعطاء رأينا فيها ولكن قبل التشكيل المساءلة عمن شكل وكيف ومع من اجتمع ومع من لم يجتمع ولماذا اجتمع بهذا ولم يجتمع بذاك، فهذا يعني أننا ضيعنا البوصلة تماما".

وتابع: "أحببت أن أعقد هذا المؤتمر الصحافي الصغير للقول إننا مرة جديدة نقوم بتضييع فرصة ليست بقليلة أبدا، والفرنسيون كانوا جديين جدا ومتحمسين جدا وكانوا يحضرون لعقد مؤتمر كبير جدا في 15 تشرين الأول أي بعد أقل من شهر، لجمع مساعدات إضافية للبنان من جهة، وإعادة المباشرة بمؤتمر سيدر من جهة أخرى، وجل ما كانوا يريدونه هو أن يتم تشكيل الحكومة البارحة وليس اليوم خلال شهر الإصلاحات".

وأردف: "لنتخيل "المعترين" أين هم بالتفكير لمصلحة لبنان وأين هم جماعتنا من هذا الأمر، هم يعتقدون أنه سيتم تشكيل الحكومة سريعا وخلال شهر واحد يمكن لها أن تتخذ قرابة الـ50 قرارا إصلاحيا ليأخذها الفرنسيون والقول لبقية الدول أنظروا لقد تعقل اللبنانيون وهم جديون وقاموا بالإصلاحات، لذا تفضلوا ولنصرف أموال مؤتمر سيدر وبعض الأموال الجديدة بالرغم من سوء الأوضاع في العالم أجمع، وذلك من أجل مساعدتهم في الظروف الطارئة التي يمرون بها خصوصا لجهة إعادة إعمار بيروت، إلا أن كل هذا ذهب مع الريح لماذا؟ لأننا نريد الاحتفاظ بوزارة المال ونريد تسمية وزرائنا. "ولك يا قلبي" بقيت في وزارة المال لسنوات عدة، واليوم سينبرون للقول بأن هذا عرف في حين أنه ليس عرفا ولا أي شيء آخر، وكنت تسمي وزراءك خلال السنوات الـ15 المنصرمة ورأينا ما كانت نتيجة تسميتك وزرائك ومن كل الأعراف ومن كل شيء، كان الأجدى على الأقل ترك هذه المبادرة تأخذ مداها ولن يخرب أي شيء فأنتم تمتلكون الأكثرية النيابية في مجلس النواب وخلال ثانيتين يمكنكم إسقاط أكبر حكومة. هناك بعض الأمور التي يقومون بها لا يمكنني أن أفهمها صراحة، لقد عطلنا مبادرة بهذا الحجم من أجل ماذا؟ من أجل تثبيت كلامنا فقط وهذا الأمر يعد عملية تخريب مباشرة بوضعية البلاد، وللناس كامل الحق بأن تكفر لأننا جميعا نكفر جراء ما نراه من تصرفات غير مسؤولة على الإطلاق ولا علاقة لها بالواقع الذي يعيشه الشعب اللبناني".

وكان جعجع قد استهل مؤتمره الصحافي بالتطرق إلى مسألة استدعاء السيد علي الأمين إلى الاستجواب أمام القضاء، وقال: "بغض النظر عن أي شيء، وإذا ما أردت أن أضع كل شيء جانبا، فإن طلب استدعاء السيد علي الأمين للاستجواب أمر غير مقبول من جهة كما أن هذه التهم التي نسمع بها "المطاطة والطويلة عريضة" كالفتنة غير مقبولة أيضا باعتبار أنه ليس كل من لديه رأي مخالف لرأي حزب الله في الطائفة الشيعية الكريمة يكون يبث الفتنة في هذه الطائفة، فهذا المنطق غير مقبول أيضا وإذا تم تعميمه على باقي الطوائف فعندها على الدنيا السلام".

أضاف: "لم يعد لدي نفس لمهاجمة أو الطلب من أي مسؤول في الدولة أي شيء باعتبار أنه أصبح واضحا للجميع أنهم لا يتمتعون بالمسؤولية وغير موجودين أيضا، فهم تخطوا كل الحدود في كل المجالات، وإذا كانت ردة فعلهم إزاء انفجار كالذي وقع في مرفأ بيروت في 4 آب كالتي رأيناها فهل سينتبهون أو يلتفتون أو "تفرق معهم" إذا ما قام قضاؤهم باستدعاء السيد علي الأمين أم لا؟ ولكن بالرغم من كل ذلك، يجب ان نتوقف جميعا كلبنانيين عند هذه النقطة باعتبار أننا وصلنا إلى وقت في لبنان يتم استدعاء شخص كالسيد علي الأمين إلى الاستجواب ليس لأنه لا سمح الله قد ألحق الأذية بجاره أو أنه ارتكب أي جنحة أو جناية وإنما تحت عنوان غامض جدا وهو اثارة الفتنة في الطائفة الشيعية او الفتنة الطائفية في لبنان بشكل عام".

وردا على سؤال عما يقصد بكلامه ليشكل الحكومة أي كان وهل "أي كان" أفضل من الذين يعملون على تشكيل الحكومة اليوم، قال جعجع: "ليس هذا بيت القصيد وسأقول موقفنا بكل صراحة، ليشكل الحكومة من أراد تشكيلها وإن كان من ألد أخصامنا شرط أن تكون بالمواصفات التي تتناسب مع جوهر المبادرة الفرنسية".

وعن تطرقه خلال كلامه إلى أنه لا يعرف أين يعيش من أفشلوا المبادرة الفرنسية في حين أن يتساءل عدد من الناس أيضا أين يعيش شباب "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" خصوصا بعد حادث ميرنا الشالوحي الذي ذكر العالم بمآسي الحرب، قال جعجع: "هذا ليس موضوعنا اليوم، والصحافة الصحيحة هي الصحافة الصحيحة إلا أن الصحافة النكدية هي صحافة نكدية أنا أقولها في وجهك، ما حصل هو مجرد حادث وكل مواطن معرض يوميا وهو يقود سيارته على الطريق لاحتمال وقوع حادث معه وهذا ما يسمونه بالفرنسية "Accident de parcours" ويجب ألا نأخذ حادثا ما لتصويره وكأنه يحصل في كل يوم. وفي هذا الإطار أسأل أين تضعون الحادثة التي حصلت في لوبية الجنوبية بين حزب الله وحركة أمل وأسفرت عن قتيل وأين هما حزب الله وأمل؟ تفضلوا وأجيبونا، فهل تريدون منا التكلم بهذه الطريقة؟ في كل يوم هناك مئات الحوادث بين الطرفين ونراها ونسمعها عبر الـ"Social Media" وإذا ما أردتم الذهاب باتجاه النكد الصغير فنحن جاهزون للذهاب معكم حتى النهاية به. أقول لك في ذاك الحادث وقع قتيل، أين هما اليوم؟ نشكر الله على أنه لم يسقط أي قتيل ونحن نعمل كل ما يجب أن نقوم به لكي لا يحصل حتى حادث سير لكي لا يأتينا أناس سمجون للقول "أين هو البلد اليوم وماذا أنتم فاعلون"، في حين أن الاشقاء يختلفون وهم يخرجون من باب المنزل في بعض الأحيان والأمور لا تستأهل هذا القدر من التعظيم".

وردا على سؤال عما أشيع أمس بأن الرئيس المكلف زار بعبدا لتقديم اعتذاره إلا تريث فهل هذا تمديد للمبادرة، قال جعجع: "إن الرئيس المكلف بحسب معلوماتي الشخصية كان عازما على الاعتذار منذ اللحظة الأولى التي بانت فيها حقيقة المواقف، باعتبار أنه يريد تشكيل حكومة تبعا للمواصفات وهو أمضى في أوروبا كسفير مدة طويلة وقد أصبح قليلا يفكر بالطريقة الأوروبية، وعندما رأى ان الأمور تجنح نحو هذا المنحى عزم على الاعتذار إلا أن باقي الأفرقاء يعملون على إقناعه بالعدول عن ذلك الآن لسبب وحيد هو أننا في حال اعتذاره سندخل في دهليز إضافي "طويل عريض" غير الدهاليز التي نحن فيها اليوم أصلا. ونحن كشعب لبنان سنبقى في مرحلة التخدير لأن ما من شيء يمكننا القيام به في ظل تعنتهم على تسمية وزرائهم ووزارة المال".

وردا على سؤال عما إذا كان بالإمكان الاستمرار بالمبادرة الفرنسية، قال: "لا أعرف، إلا أنني لو كنت مكان الفرنسيين لكان "طلع ديني" فبعد التواصل مع جميع الأفرقاء وصلنا إلى هنا، هذا أمر غير مقبول. ماذا يعني أن يأتي رئيس جمهورية للكلام مع كل فريق بشكل مباشر وبوجودنا على أننا يجب أن نشكل حكومة إنقاذ صغيرة، مختلفة عن كل سابقاتها في محاولة لمساعدة الشعب اللبناني والتخفيف عنه وإقرار عدد من الإصلاحات التي من دونها لا يمكننا الإتيان بالمساعدات، وقد كرر الرئيس الفرنسي مرات عدة ان "هذه بلادكم وليست بلادي أنا" وأنظروا ما كانت نتيجة ذلك".

أما بالنسبة لما يمنع رئيس الجمهورية من التوقيع على أي حكومة يعرضها عليه الرئيس المكلف، قال جعجع: "لو كنت مكان الرئيس لوقعت عليها ثلاث مرات ولكن ماذا يمكننا أن نفعل؟".

وعما إذا كانت هذه الفرصة الأخيرة والتي سنفوتها في حال اعتذار الرئيس المكلف وماذا سيكون مصيرنا بعد ذلك، قال: "أنا لا أؤمن بمسألة الفرص الأخيرة، إلا أنه في الحقيقة هذا الأمر سيفوت علينا فرصة كبيرة جدا ومصيرنا سيكون المزيد من الانهيار انما بسرعة أكبر. وفي هذا الإطار أريد أن أوضح أنه بمجرد ظهور المبادرة الفرنسية وتكليف الرئيس مصطفى أديب هناك بعض الأسهم في بورصة بيروت ارتفعت بشكل تلقائي ولننظر إلى هذه الأسهم اليوم أو البارحة، لماذا كل هذا؟ فقط لأننا نريد أن نسمي وزيرا. يا أخي إذا ما أردت أن تسمي سيطالب غيرك بالتسمية أيضا وفي هذه الحال إذا ما سمى كل فريق وزراء فسنعود إلى نفس الدوامة التي رأينا إلى أين أوصلت البلاد. لو أعطوا نتيجة ليسموا من أرادوا تسميته ولكنهم سموا الوزراء على مدى السنوات وسمموا الوضع في البلاد، فهل من الممكن أن يعودوا للتسمية من جديد؟".

وإذا كان هناك مطلب آخر للثنائي الشيعي غير معلن، قال جعجع: "هلقد وبكفي خربوا الدني" فهل نحن بحاجة لمطلب آخر؟ وجوابا على السؤال أنا لا أدخل في علم الغيب وأجيب فقط على ما هو معلن والذي هو غير مقبول للأسباب التي ذكرتها".

وردا على سؤال إذا كانت المملكة العربية السعودية تتدخل في ملف تشكيل الحكومة، نفى جعجع "تدخل المملكة لا من قريب ولا من بعيد".

 

المفتي قبلان: المداورة إما أن تكون في كل المناصب في إطار دولة مدنية وإلا فمن له حصة فليأخذها

وطنية - الجمعة 18 أيلول 2020

ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان رسالة الجمعة لهذا الأسبوع مباشرة عبر أثير اذاعة لبنان، مشددا على أنه "لا يمكن القبول بوحشية سلطة، أو ظلم حاكم، أو استبداد طبقة سياسية أو مالية أو إعلامية تؤسس للفساد أو تساهم فيه، إذ ليس مع الحق والباطل من خيار آخر، وهو ما نعاني منه في هذا البلد الذي تم إنشاؤه على خريطة استعمارية، وبخلفية مصالح سياسية دولية وإقليمية، وعلى طريقة تبعية عمياء حولت هذا البلد من وطن لبنيه إلى وطن مبازرة، من خلال مجموعات سياسية وظفت لبنان مرة لصالح الانتداب، ومرة لصالح الأحلاف، ومرة للدبابة الإسرائيلية. نعم، طبقات سياسية تمرست على التجارة بالبلد، وبإنسان هذا البلد، وبموارده الخاصة والعامة، بعيدا من مفهوم وطن ومنطق دولة وشعب واحد ومصير واحد". وقال المفتي قبلان: "مائة عام على تأسيس لبنان وما زلنا نعاني الفتن والطائفية والفقر والجوع؛ مائة سنة كشفت لبنان المفلس سياسيا واقتصاديا ووطنيا، على الرغم من كل المظاهر المصطنعة والخداعة، مائة سنة كشفت الزندقة السياسية والأخلاقية التي وضعت لبنان ضمن خانة أسوأ الدول ومن أكثرها فسادا على الإطلاق. بكل بساطة نقول: هذا ما أراده الراعي الدولي والإقليمي بهذا البلد، أرادوه مزرعة وليس وطنا، أرادوه طائفيا وليس إنسانيا، أرادوه هوية بلا انتماء، وشعارا بلا مضمون، أرادوه وظيفة وليس رؤية، فكانت النتيجة كارثية على لبنان واللبنانيين. وما نحن فيه يؤكد أننا في قلب الانهيار. نعم لقد سقطنا وأسقطنا البلد، فيما البعض لا يزال في البازار، يعلب دور المستثمر في الفقر، والمستغل في الجوع، والواعظ في الحياد، والمهول بالزوال، لا دور المضحي والمترفع والداعي إلى كلمة سواء توقظ الضمائر، وتجمع اللبنانيين، وتستنهضهم في مواجهة هذه النكبة التي يشهدها كل لبناني، ويعيشها كل مسلم وكل مسيحي في هذا البلد، الذي نريده للجميع، وغير تابع لهذه السفارة أو لتلك القنصلية، رافضين أن نستمر ألعوبة في أيدي كل من يريد لنا الانقسام والعودة إلى الفتن والاحتراب الداخلي. هذا أمر مرفوض بكل المقاييس والمعايير، ولا يمكن أن نقبل به على الإطلاق".

اضاف: "لقد دفعنا الكثير، وقدمنا الكثير، قاتلنا وضحينا واستشهدنا من أجل لبنان الكرامة والحرية، لبنان الدولة والمؤسسات وحقوق المواطن، واجهنا الاحتلال الصهيوني والإرهاب التكفيري دفاعا عن لبنان، ورفعا للوصايات، وتحررا من التبعيات والانصياعات والإملاءات، ومنعا للتقسيم والتوطين، وإسقاطا لكل المؤامرات والصفقات، التي لن تكون إلا على حساب لبنان واللبنانيين إذا لم نع ونغير ما بأنفسنا، ونتخلص من كل هذه النزوات والشهوات التي لا محل لها في المفهوم الوطني الجامع، المفهوم الذي آن لنا أن نجعله معيارا وعنوانا ومسلكا ونهجا في بناء لبنان الجديد، لبنان الإنسان والعدالة الضامنة لحقوق الجميع، لا خوف ولا غنى ولا تمييز ولا استقواء بهذا أو ذاك، نعم الوطن بحاجة إلى جميع أبنائه، وعليهم أن يكونوا حاضرين وجاهزين في معركة إنقاذه وتخليصه من كل ما يحاك له". وحذر المفتي قبلان من "لعبة الفوضى وأخذ البلد إلى حرب أهلية"، مؤكدا "أننا مع أي جهد يصب في مصلحة البلد، من أي جهة أتى، ولكن لن نقبل بحصان طروادة، سواء كان بلباس فرنسي أو بسواه، فعهد الوصايات قد ولى إلى غير رجعة، وزمن العطايا المجانية قد انتهى، وقصة المداورة في ظل نظام طائفي بامتياز هي كذبة موصوفة، فإما أن تكون في كل المناصب والمواقع في إطار دولة مدنية، دولة مواطن، وإلا فمن له حصة فليأخذها، طالما بقي هذا النظام المهترئ قائما، وإلا هلموا إلى تغييره". وقال: "البلد مأزوم، فحذار حذار اللعب بالنار، والمراهنات المدمرة. وعلى المعنيين أن يفهموا جيدا أن ما لم تستطع إسرائيل وأميركا ومن معهما من أخذه بالقوة، حتما لن تتمكن أي قوة أن تأخذه بالسياسة، ولو بألف قناع وقناع من التخويف والتهويل بالجوع والدواء والدولار. فكل هذا يهون، ونحن مستعدون أن نتحمل مقابل لبنان المحصن في وجه كل المشاريع والمؤامرات الصهيونية الأميركية، فهذا ليس مستحيلا على كل من وطن نفسه وهيأها للتضحية من أجل بلده وكرامته وعزة نفسه".

وختم بالقول: "أما بالنسبة لمهرجانات التطبيع، ومراسم عقود السلام الهشة والظالمة، وكل ما حاطها ويحيطها من بدع وخيانات لقضايا الحق، كما فعلت بعض الدول مؤخرا، وكما يتحضر لها البعض الآخر ممن تهود لقاء ضمان عرشه الهزيل، عبر هيمنة واشنطن التي تعاني بشدة من التراجع والسقوط الصريح. فالمنطقة الآن ضمن توازنات مختلفة جدا، توازنات تضع أميركا ثانيا لا أولا. لذلك من يطبع مع تل أبيب سيدفع حتما ثمن خيانته، والمستقبل سيكون فقط للقدس، فهذه المؤامرات أصبحت مكشوفة وساقطة أمام أقدام المقاومين الشرفاء من هذه الأمة، الذين ما زالوا على طريق الحق، مستمرين في المواجهة والتصدي للظلم والظالمين، مهما بلغ عتوهم وجبروتهم، وستبقى فلسطين قبلة هذه الأمة، رغم أنف الساكتين عن الحق. فالحق حق ولو كره الكارهون، وتآمر المتآمرون، ولا بد من النصر والانتصار بإذن الله على أهل الباطل، مهما كان الطريق صعبا وموحشا، وليتذكر العرب قول الله تعالى (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)، وليحفظ المجاهدون قول الله تعالى (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليوم 18-19 أيلول/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

 



Islamism and the Pathological Derivatives of a Modern Evil/Charles Elias Chartouni/September 18/2020
شارل الياس شرتوني: الإسلاموية والمشتقات المرضية لشر حديث
*
لاجئ تونسي اسلامي اصولي يطعن حتى الموت الراهب الإيطالي المكرس حياته وجهوده والرعية التي يتولاها في أيطاليا لمساعدة الفقراء واللاجئين
http://eliasbejjaninews.com/archives/90494/charles-elias-chartouni-islamism-and-the-pathological-derivatives-of-a-modern-evil-%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a5/

 

ستندمون يوم تخسرون لبنان… ولن ينفع الندم/الكولونيل شربل بركات/18 أيلول/2020

*أعطاكم لبنان الانفتاح على الشرق والغرب، فأبيتم إلا الانزواء في جحوركم. أعطاكم القانون الذي طورته “أم الشرائع”، فوأدتموها مع قوانينها التي تحميكم تحت الأنقاض، بدون رحمة ولا رأفة…

*لقد أذللتم أئمتكم في سبيل اعلاء لواء الشر وكممتم أفواههم، يوم قالوا لكم إنكم تدوسون النعمة التي وهبكم الله بأرجلكم.

*لن تستفيقوا من ثبات أفكاركم حتى تمزّقوا آخر الأضلاع فيكم، وتنهشوا ما تبقى من لحمكم. فأنتم عاهة على الناس. وشر مطلق لا خير يرتجى منه، ولا أمل في اصلاحه. وليت لصادوم وعامورة ما كان لكم من الفرص لكي تستفيقوا لكانتا ندمتا وغيرتا مصيرهما… فبئس المصير…

http://eliasbejjaninews.com/archives/90503/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%b3%d8%aa%d9%86%d8%af%d9%85%d9%88%d9%86-%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%aa%d8%ae%d8%b3%d8%b1/