المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليومي 18 أيلول/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.september18.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ ويَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي، لأَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يَفْقِدُها، ومَنْ فَقَدَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ يُخَلِّصُها. فمَاذَا يَنْفَعُ الإِنْسَانَ لَو رَبِحَ العَالَمَ كُلَّهُ وخَسِرَ نَفْسَهُ؟

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/لا يمكن ردع فجور ووقاحة واستكبار حزب الله الإرهابي والمجرم بغير لغة العصا

الياس بجاني/استنكار لجريمة الاعتداء على المصور الصحافي في جريدة النهار نبيل اسماعيل

الياس بجاني/الباش الغائب حاضر في حين الحاضرين هم في حالة غياب

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفاهيم وتاريخ عـيـد ارتفـاع الصـليـب المقدس

 

عناوين الأخبار اللبنانية

لا سلام خارج ١٥٥٩/د. وليد فارس

أين لبنان من "معاهدة إبرهيم"؟/د. وليد فارس

لعبة تحميل المسؤولية/د. وليد فارس

المنطقة تغيرت/د. وليد فارس

عقوبات أميركية جديدة على إيرانيين ومسؤول بحزب الله

واشنطن تفرض عقوبات على شخص وشركتين على علاقة بـ”الحزب”

أديب لم يعتذر: سنتريّث قليلاً!

الثنائي الشيعي أبلغا أديب: نريد حقيبة المال

الثنائي الشيعي يبق البحصة: المداورة من الرئاسات الى الموظفين!

مروحة العقوبات الأميركية قد تطال شخصيات أصبحت مُعارِضَة

مصدر في وزارة الداخليّة لموقع mtv: ٢٢٨ اصابة بكورونا في سجن رومية حتى ١٥ أيلول

لقاء جمع بين الموسوي وفوشيه.. هل تراجع الثنائي عن موقفه؟

“غضبٌ عارم” يسود الإليزيه.. وماكرون محبط!

8 آذار “تخطف” لبنان وتطلب الفدية “المالية”

ماكرون يحصد ما زرعه... سلّم بأمر واقع إيران ولكن واشنطن ترفض!

ضغط واشنطن “نسف” مبادرة باريس؟

حرائق بيروت… صدف أم رسائل أمنية؟

التمسّك بـ”المال” سيفتح “شهية” الآخرين

هل اتفق في “الطائف” على عرف المال للشيعة؟

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 17/9/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 17 أيلول 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الثنائي الشيعي: لا بند للمداورة ولا قطيعة مع الحريري

أديب لن يعتذر… وتمديد للمهلة!

حل “عقدة” وزارة المالية؟

بري: لو طُرحت المداورة لكان التكليف سلك مساراً آخر!

عقدةُ التّأليف داخلَ السفارة الأميركية؟

تهريبُ أموال خارج لبنان

هجرةُ السلاحِ الى المناطق المسيحية

صفقات “الحزب” في المرفأ… لا حسيب ولا رقيب

مرفأ بيروت “خط سريع” لصفقات “الحزب”

النهار: المهل تتفلت ولا تكريس لـ "الدوحة 2"

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

واشنطن: قطر استجابت بشأن توقيع اتفاق مع إسرائيل

أنقرة تقصف شمال العراق.. وتدعو الكاظمي لزيارة تركيا

بعد هجوم أردوغان بساعات.. مناورات تركية يونانية

محكمة نقض تركية تؤيد أحكاماً بالسجن ضد محامين معارضين

تركيا تغازل مصر.. " لم تنتهك في أي وقت جرفنا القاري"

الوكالة الذرية: سنفتش مواقع إيرانية جديدة

غوتيريش: أي تسريب من "صافر" قبالة اليمن سيؤدي لكارثة

قسد تطالب بتحرك دولي لوقف جرائم الحرب شمال سوريا

الصراع بين ترمب وبايدن يحتدم في فلوريدا المتأرجحة

ليبيا ما بعد السراج.. استقالة مشروطة وحل غامض

"عقوبات آتية".. حزب الله يعرقل حكومة لبنان ويتهم واشنطن

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الفاشية الشيعية وسياسة الاستحالات المدمرة/شارل الياس شرتوني

زمنُ المواجهةِ لا زمنُ الاعتذار/سجعان قزي/افتتاحيّة جريدة النهار

إنتكاسات الثنائي الشيعي في انتصاراته الوهمية/غسان حجار/النهار

ماكرون - أديب... باي باي/ميشال نصر/"ليبانون ديبايت"

لا تمديد للمهلة… ولا “خطة ب”/رندة تقي الدين/نداء الوطن

 ما بعد المبادرة الفرنسية “إن” سقطت؟!/جورج شاهين/الجمهورية

عينات” من موقع انفجار المرفأ الى التحليل/يوسف دياب/الشرق الأوسط

صبر باريس بدأ ينفد!/ميشال أبو نجم/الشرق الاوسط

رسائل فرنسية لـ”الحزب”: لا نستهدفكم/غادة حلاوي /نداء الوطن

إشكالات “القوات” و”التيار”… تضخيم أو حقيقة مرّة؟/ألان سركيس/نداء الوطن

كورونا يفتك بالسجون… لا خطط للمواجهة!/هديل فرفور/الاخبار

الإعصار “سالي” يضرب ساحل الخليج الأميركي/ بي بي سي عربي/ رويترز

ممارسة السياسة: المساعدات الدولية لقطاع الأمن ودور الجيش اللبناني المتغير/حجاب شاه/ميليسا دالتون/مركز كارنيغي للشرق الأوسط/

”إنجازات“ الترهيب/صبحي أمهز/مركز كارنيغي للشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

سامي فتفت من الديمان: المبادرة الفرنسية النفس الاخير لخلاص لبنان أبي رميا: رسالتنا نبذ الحقد والكراهية ونطلب من الجميع ملاقاتنا

الرئيس عون استقبل اديب وطلب منه الاستمرار في الاتصالات واكد التمسك بالمبادرة الفرنسية اديب: اعول على تعاون الجميع واتفقنا على التريث

دياب وقع مرسوم إعفاء حسن قريطم من مهامه ووضعه بتصرف رئاسة مجلس الوزراء

شيخ العقل حضَّ المسؤولين على الخروج من الشل المطبق على البلاد

المبادرة الوطنية: نحمل حزب الله وامل مسؤولية تأخير تشكيل الحكومة

الوفاء للمقاومة: واشنطن مسؤولة عن التعطيل ونرفض حظر “المال” علينا

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ ويَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي، لأَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يَفْقِدُها، ومَنْ فَقَدَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ يُخَلِّصُها. فمَاذَا يَنْفَعُ الإِنْسَانَ لَو رَبِحَ العَالَمَ كُلَّهُ وخَسِرَ نَفْسَهُ؟

إنجيل القدّيس مرقس08/من31حتى38/”بَدَأَ يَسُوعُ يُعَلِّمُ التَّلامِيذَ أَنَّهُ يَجِبُ عَلَى ٱبْنِ الإِنْسَانِ أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيرًا، ويَرْذُلَهُ الشُّيُوخُ والأَحْبَارُ والكَتَبَة، ويُقْتَل، وبَعْدَ ثلاثَةِ أَيَّامٍ يَقُوم. وكانَ يَقُولُ هذَا الكلامَ عَلانِيَة. فأَخَذَهُ بُطْرُسُ عَلى حِدَة، وبَدَأَ يَنْتَهِرُهُ. فأَشَاحَ يَسُوعُ بِوَجْهِهِ، وٱلتَفَتَ إِلى تلامِيذِهِ، وٱنْتَهَرَ بُطْرُسَ وقَالَ لَهُ: «إِذهَبْ ورَائِي، يَا شَيْطَان! لأَنَّكَ لا تُفَكِّرُ تَفْكِيرَ ٱللهِ بَلْ تَفْكِيرَ البَشَر!». ثُمَّ دعَا الجَمْعَ وتَلامِيذَهُ، وقَالَ لَهُم: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ ويَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي، لأَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يَفْقِدُها، ومَنْ فَقَدَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ يُخَلِّصُها. فمَاذَا يَنْفَعُ الإِنْسَانَ لَو رَبِحَ العَالَمَ كُلَّهُ وخَسِرَ نَفْسَهُ؟ ومَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ بَدَلاً عَنْ نَفْسِهِ؟ مَنْ يَسْتَحِي بِي وَبِكلامِي، في هذَا الجِيلِ الزَّانِي الخَاطِئ، يَسْتَحِي بِهِ ٱبْنُ الإِنْسَانِ عِنْدَمَا يَأْتِي في مَجْدِ أَبْيهِ مَعَ مَلائِكَتِهِ القِدِّيسِين».”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

لا يمكن ردع فجور ووقاحة واستكبار حزب الله الإرهابي والمجرم بغير لغة العصا

الياس بجاني/17 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90456/90456/

إن من يتابع تصريحات “صبي” حزب الله نبيه بري الفاسد والمفسد الأكبر في تاريخ لبنان المعاصر، وما تتصف به هذه التصريحات من استكبار ووقاحة وفجور وعهر، يتأكد ودون ادني شك بأن المحتل الإيراني المتمثل بأذرعه اللاهية والمتمذهبة لا يمكن يفهم بغير لغة العصا.. والعصا كما يقول المثل هو لمن عصا.

والفاسد والمفسد الأكبر في تاريخ لبنان نبيه بري، ورغم هالات الحنكة والحكمة والدهاء الكاذبة التي تحيطه بها جماعة الذميين والاستسلاميين والصفقات الخطايا من أمثال جعجع وجنبلاط والحريري، فهو في الحقيقة المعاشة مجرد موظف عند حزب الله “وصبي” بأمرته كما يقال في دول الخليج العربي.

نبيه بري هو بوق وصنج وليس أكثر منذ أن تم تدجينه إيرانياً عقب معارك إقليم التفاح مع حزب الله، ومنذ ذاك اليوم دوره يقتصر على دور الموظف الذي ينفذ ولا يقرر.

أما كذبة وطنية الإستاذ وحرصه على البلد وعلى الطائف والتعايش والميثاقية فهي فعلاً مضحكة وتستحق الشفقة على من يصدقها، واللعنة على من يسوّق لها.

من هنا فإن كل عنتريات بري الفاسد والمفسد والبوق بما يتعلق بوزارة المالية والتوقيع الثالث فهي ليست من عندياته، بل هو في هذا الشأن مجرد صنج يرن، فيما الضارب عليه هو الإيراني مباشرة.

وليس حزب الله أفضل من بري بما يخص تبعية قراره، لأنه هو أيضاً بنفس وضعية بري تماماً مع سيده الإيراني.

وأيضاً فإنه ورغم هالات القداسة والقوة والجبروت والمعرفة التي يحاط به سيد امونيوم، فهو عملياً مجرد موظف عند الحرس الثوري الإيراني وينفذ تماماً كبري ولا يقرر.

يبقى أن الحكام الدكتاتوريين والفجار والأباطرة والمرضى النفسيين والعقليين، وحكام إيران الملالي هم من هذه الفصيلة الشيطانية، فإن هؤلاء وعلى خلفية استكبارهم وغبائهم وهلوساتهم وأوهامهم وانسلاخهم عن كل ما هو واقع وإمكانيات وقدرات، فهم يعيشون في أقفاص أمراضهم.. ولهذا لا مجال للتعاطي معهم بأي منطق بشري، وهم في النهاية ولا يسقطون بغير القوة…. ولنا في مصير هتلر وموسوليني وصدام والقذافي خير أمثلة.

في الخلاصة فإن اللغة الوحيدة التي يفهمها ملالي إيران وأذرعتهم الإرهابية هي القوة وفقط القوة، وبالتالي هم لن يتنازلوا عن أي شيء بالطرق الإقناعية والمنطقية، ولا بد لإركاعهم من استعمال لغة العصا معهم… لأن كل جزر العالم لن يحركهم عن تعنتهم ولو سنتي متراً واحداً.

يبقى أن على ماكرون والإتحاد الأوروبي والأميركي ودول الخليج العربي وغيرهم من الدول والشعوب الذين يعاديهم حزب الله ورعاته الملالي أن يفهموا التاريخ جيدا ويأخذوا العبر منه،ً ويعلموا بأن لا حلول مع هذه الفئات من البشر بغير لغة العصا..لأن العصا هو لكل من عصا.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

استنكار لجريمة الاعتداء على المصور الصحافي في جريدة النهار نبيل اسماعيل

الياس بجاني/14 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90382/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%86%d9%83%d8%a7%d8%b1-%d9%84%d8%ac%d8%b1%d9%8a%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b9%d8%aa%d8%af%d8%a7%d8%a1-%d8%b9/

هؤلاء الميليشياويين والزقاقيي الذين اعتدوا على المصور الصحافي نبيل اسماعيل على خلفية رفض الآخر والإرهاب والقمع والاستكبار الفارغ والغباء والجهل، هم أوباش بعقولهم وبثقافتهم وبممارساتهم الشوارعية.

إن عملهم المشين والمستنكر اليوم هو حصاد ونتاج ابليسي لفجور ونرسيسية وجحود وكفر وطروادية قادة أصنام حولوا زلمهم وأتباعهم الأغبياء إلى قطعان هائجة غريبة ومغربة عن كل ما هو إنسان وإنسانية وحضارة وشرع حقوق.

مطلوب إنهاء حالة الاحتلال الإيرانية المبتلي بها لبنان والتي تعيث ليس فساداً وإفساداً في المؤسسات التابعة للدولة، بل الأخطر هو نقل وتعميم ثقافة هذا الاحتلال الهمجية والبربرية إلى بعض الشرائح اللبنانية التي تمظهرت اليوم بأبشع صورها من خلال الاعتداء المستنكر على المصور نبيل اسماعيل.

ما جرى اليوم هو عارض من أعراض ثقافة وعقلية سرطان الإحتلال الإيراني للبنان، وبالتالي لا حلول في وطن الأرز كبيرة كانت او صغيرة، وفي أي مجال، وعلى أي مستوى، قبل تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان، وفي مقدمها ال 1559 ، وذلك لحصر السلاح بالدولة ولإنهاء دويلة واحتلال وحروب وفجور وبربرية حزب الله الإرهابي، وكذلك لإسقاط كل الأغطية والأدوات التي نصبها في مواقع الحكم والسلطة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

الباش الغائب حاضر في حين الحاضرين هم في حالة غياب

الياس بجاني/14 أيلول/2020

بشير الغائب منذ 38 سنة هو حي في ضمائرنا وذاكرتنا في حين ان قادتنا الموارنة كافة حضورهم غياب وهم موتى بنظرنا ونلعنهم ع مدار الساعة

 

 بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفاهيم وتاريخ عـيـد ارتفـاع الصـليـب المقدس

14 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/78473/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-6/

بالصوتWMA/فورمات/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفاهيم وتاريخ عـيـد ارتفـاع الصـليـب المقدس/14 أيلول/19/أرشيف 2016)/اضغط هنا للإستماع للتأملات
بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفاهيم وتاريخ عـيـد ارتفـاع الصـليـب المقدس/14 أيلول/19/(أرشيف 2016)اضغط هنا للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias.crossday.14.09.16.mp3

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

لا سلام خارج ١٥٥٩

د. وليد فارس/17 أيلول/2020

يسأل بعض اللبنانيين وبعض غير اللبنانيين سؤالا ساذجاً على السوسيال ميديا: لماذا ليس لبنان شريكاً في معاهدات السلام التي تُشرف عليها الولايات المتحدة، والتي ستأتي بازدهار كبير للمنطقة. عن جّد؟ كما يقول الناس في لبنان. الم يفهموا ما حدث في لبنان منذ ١٩٨٠؟ ان كل حروب حزب الله على اللبنانيين وفي المنطقة منذ اربعين عام هي من اجل منع لبنان ان يخرج من الحروب الى السلام والاستقرار والازدهار. لان السلام والحياة الطبيعية هم نهاية الميليشيات. فما دام حزب الله يسيطر على لبنان بقوة السلاح لن يكون هنالك سلام، ولن يكون للبنان مكان على مائدة مفاوضات السلام. كابوس لن يتبخر الا بتطبيق القرار ١٥٥٩، وهبّة الناس باتجاه الحرية.

 

أين لبنان من "معاهدة إبرهيم"؟

د. وليد فارس/17 أيلول/2020

أين لبنان من انطلاقة مرحلة جديدة عنوانها السلام في المنطقة؟ وجّهت "النهار" هذا السؤال إلى خبراء وباحثين في قضايا الشرق الأوسط وموقع لبنان الحالي منها. يرى الأمين العام للمجموعة الأطلسية النيابية ومستشار حملة الرئيس دونالد ترامب الانتخابية 2016، الدكتور وليد فارس أنّ "السلام يتوسّع إلا في لبنان. هناك عالم يسعى إلى صناعة السلام والعدل في نفس الوقت وإلى الخروج من الحروب نحو الطمأنينة والازدهار حتى بين أعداء الامس. يتشكّل هؤلاء اليوم من التحالف العربي والولايات المتحدة والمجتمع الدولي، وسينضم فلسطينيو الاعتدال إليهم. لبنان ليس في هذا المعسكر لأن سياسته الخارجية ممسوكة من حزب الله والمحور الإيراني".  ويشير فارس عبر "النهار" إلىأنّ "اتفاق إبرهيم سيتبعه اتفاقات أخرى مع عدد من الدول، ولا يخفى أن الحسم النهائي لمسألة السلام سيأتي مع اتخاذ السعودية قرارها، الذي ستتخذه عندما تتأكد أن الفلسطينيين في طريقهم إلى إنشاء دولتهم. وستقيم المبادرة الجديدة مساحة تعاون اقتصادي واسعة وتنسيقاً ضد الارهاب واستقراراً سياسيّاً. أما لبنان فهو خارج منظومة السلام الآن لسببين: الاول أنّ حزب الله هو في خضم حروب يخوضها ولن يوقفها إلا إذا قررت طهران ذلك، وهذا أمر ترفضه لأن الصراع يوفّر الوجود للنظام الإيراني. ويعني ذلك أنّ لبنان أسير القبضة الإيرانية ولن تحرّره لينطلق بسياسة خارجية سعياً للعمل مع المجتمع الدولي على الاستقرار. لذلك، وإن وقّع معظم العرب #اتفاق سلام مع إسرائيل تحت المظلة الاميركية، لن يسمح حزب الله لأي حكومة أن تتفاوض بشيء. لبنان أسير، ولا سلام إلا بعد فكّ الأسر".

 

لعبة تحميل المسؤولية

د. وليد فارس/16 أيلول/2020

المأساة في تاريخ لبنان الحديث منذ ١٩٧٥، برأي، ان الشعب العادي قّدم و يُقّدم تضحيات هائلة، الا ان النخبة السياسية المولجة "بصرف" هذه التضحيات التاريخية لمصلحة الناس و اخراج البلاد من المآزق، تفشل في مسؤولياتها، اما عن جهل اما عن خوف. و ان كانت قريبة من الوصول، تُقتل و ليس هنالك من بامكانه الاستمرار بالجهد المطلوب، بالاتجاه المطلوب.  و الانكى و الاسوأ ان النخبة السياسية، و ابواقها، تتهرب من مسؤولية الفشل، عبر اجترار الشعار السخيف القديم الذي فبركه المقاطعجية للدفاع عن عدم المقدرة لايصال السفينة الى الشاطئ الآمن، فيبرروا الى ما لا نهاية:

"الحق على الطليان، الحق على الانكليز، و الان الحق على الاميركان..." ليس هنالك حق على احد، لا على الذي يهدد، و لا على الذي يحاول المساعدة و لا خاصة على الشعب. المسؤولية تقع فقط على من يدعي تحّملها. هذه سنّة التاريخ. فالشعوب تضحي و تتحمل و ليس محكوم عليها ان تبقى كذلك الى الابد.

 من ينجح في ايصال السفينة، يتم اعطاؤه المقود و يُشكر، و من يفشل، عليه ان يسّلم لغيره ليجّرب. هذا عند الامم المتحْضرة، كبيرة و صغيرة.  اما الحكومات الاخرى، فهي تعمل لصالح شعوبها. فالامم التي تحتاج مساعدة الدول عليها اقناع هذه الاخيرة. و المسؤولون عن الاقناع هم سياسيو الشعوب المناضلة. و اذا استمر الفشل، يعني ذلك ان هنالك شيء "غلط" في الاستراتيجية، في الخطاب السياسي، و في الاداء. فيجب تصحيحه لا الركود الى لعبة ال Blame

 

المنطقة تغيرت

د. وليد فارس/16 أيلول/2020

المنطقة تغيرت جذرياً، الأوطان العربية باتت تدافع عن نفسها "قومياً" وشعوبها تطورت نسبياً باتجاه التكنولوجيا، فبات صعباً أن تبقى في حال نفسية تركز فقط على ما كان في الماضي "القضية المركزية لكل العرب". أضف إلى ذلك أن التهديد الإيراني للدول العربية بات وجودياً، والتهديد الديموغرافي للشعوب العربية أكبر حجماً من أي تهديد آخر، إن الميليشيات الإيرانية قد دمرت وقتلت في العراق وسوريا واليمن ولبنان أضعاف حجم كل فلسطين، وتهديد نظام طهران للجزيرة العربية والهلال الخصيب أكبر بكثير من تهديد إسرائيل لفلسطين، حجماُ واقتصاداً وشعباً.

 

عقوبات أميركية جديدة على إيرانيين ومسؤول بحزب الله

دبي - العربية.نت/17 أيلول/2020

فرضت الولايات المتحدة الأميركية، الخميس، عقوبات جديدة على كل من إيران ولبنان، فقد أفاد مراسل "العربية"، أن العقوبات استهدفت عددا كبيرا من الأشخاص في طهران. كما فرضت عقوبات جديدة طالت سلطان خليفة أسعد، مسؤول المجلس التنفيذي بحزب الله اللبناني، وشركتين هما Arch للدراسات والاستشارات الهندسية، وMeamar للهندسة والمقاولات على صلة بالحزب. 47 فرداً وكياناً إيرانياً وفي بيان الخزانة الخاص بالعقوبات الإيرانية، أكدت فرض عقوبات على 47 فردا وكيانا إيرانيا متورطا بشبكة تهديد إلكتروني. وأكدت أن هذه المجموعات استهدفت 15 دولة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بالإضافة إلى مئات الأفراد والكيانات في 30 دولة أخرى عبر إفريقيا وآسيا وأوروبا وأميركا الشمالية.

حزب الله والتآمر مع مسؤولين لبنانيين

أما في الشأن اللبناني، فقد أعلنت وزارة الخزانة الأميركية في بيان، أن أميركا ملتزمة باستهداف حزب الله وأنصاره الذين يسيئون استخدام موارد لبنان بينما يعاني الشعب اللبناني من نقص الخدمات. وقال وزير الخزانة ستيفن منوتشين: "حزب الله تآمر مع مسؤولين لبنانيين بينهم وزير الأشغال العامة والنقل السابق يوسف فنيانوس لإسناد عقود حكومية بملايين الدولارات للشركتين اللتين استهدفتا بعقوبات اليوم ويشرف عليهما المجلس التنفيذي لحزب الله". كما أكد أن المجلس يحصل على أرباح من هاتين الشركتين، مبيناً أن آرك ومعمار ارتبطا بحزب الله منذ نشأتهما.

شركتي ARCH ومعمار

وأضاف "يستفيد حزب الله من شركتي Arch ومعمار لإخفاء تحويلات الأموال إلى حساباته الخاصة، مما يزيد من ثراء قيادة حزب الله وأنصاره، ويحرم الشعب اللبناني من الأموال التي هم في أمس الحاجة إليها". وقال "Arch ومعمار هما شركتان من عدة شركات تابعة للمجلس التنفيذي لحزب الله... يستغل حزب الله المظهر المملوك للقطاع الخاص لهذه الكيانات لإخفاء التحويلات المالية له والتهرب من العقوبات الأميركية"، مشيرا إلى أنه منذ عام 2019 ، عمل حزب الله مع الوزير اللبناني يوسف فينيانوس لضمان فوز آرتش ومعمار بعروض للحصول على عقود حكومية لبنانية بقيمة ملايين الدولارات. هذا وفرضت وزارة الخزانة الأميركية، في 8 سبتمبر الجاري، عقوبات على الوزيرين اللبنانيين السابقين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس، بسبب ضلوعهما في عمليات فساد، وتعاونهما مع حزب الله، الذي تصنفه واشنطن منظمة إرهابية.

تجميد أصول وعقوبات جنائية

وتقضي العقوبات بتجميد جميع أصول وزير المالية السابق علي حسن خليل، ووزير النقل السابق يوسف فنيانوس. كما تقضي بفرض عقوبات جنائية على من يجري معاملات مالية مع أي منهما. ونبه وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين في وقت سابق، إلى أن "الولايات المتحدة تدعم شعب لبنان في مطالبته بإصلاحات، وستواصل استخدام كل السبل المتوافرة لديها لاستهداف من يقمعونه ويستغلونه".

 

واشنطن تفرض عقوبات على شخص وشركتين على علاقة بـ”الحزب”

إم تي في اللبنانية/17 أيلول/2020

أدرجت وزارة الخزانة الأميركية اللبناني سلطان خليفة أسعد على قائمة العقوبات لعلاقته بـ”حزب الله”. كما فرضت عقوبات على شركتي “أرش” و”معمار” اللبنانيتين لارتباطهما بـ”حزب الله”. وأوضحت الخزانة أن “الحزب يستغل من “آرش” و”معمار” لإخفاء تحويلات الأموال إلى حساباته الخاصة ما يزيد من إثراء قيادته وأنصاره ويحرم الشعب اللبناني من الأموال التي يحتاج إليها بشدة”. وأضافت أن “حزب الله” “عمل مع الوزير السابق يوسف فينيانوس لضمان فوز الشركتين بعروض للحصول على عقود حكومية بقيمة ملايين الدولارات وقد أرسلت الشركتان بعض الأرباح من هذه العقود إلى المجلس التنفيذي للحزب”. وأشارت إلى أن “شركة “آرش” كانت في السابق جزءًا من شركة “جهاد البناء” التابعة لـ”حزب الله” وهي لا تزال مصدرًا مهمًا لتمويلها”. شركة “آرش” هي شركة للاستشارات والدراسات الهندسية نشأت عام 2006، وتشرف على المشاريع الهندسية والتصميم والرقابة الفنية للمباني والبنى التحتية والمناظر الطبيعية. أما شركة “معمار” فهي شركة للهندسة والإنماء، تدير وتنفذ مشاريع هندسية متنوعة وتأسست في العام 1988، ومركزها في حارة حريك في الضاحية الجنوبية.

وتملك الشركتان عقودًا مع جهات رسمية لبنانية.

 

أديب لم يعتذر: سنتريّث قليلاً!

أي أم ليبانون/17 أيلول/2020

التقى رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا. وبعد لقائه عون، قال أديب: “عرضت مع رئيس الجمهورية للصعوبات التي تعترضنا لتشكيل الحكومة، وأعرف ان ليس لدينا ترف الوقت وأعوّل على تعاون الجميع”.

وتابع: “اتفقت مع عون على التريث قليلا لاعطاء المزيد من الوقت للمشاورات القائمة لتشكيل الحكومة”.

 

الثنائي الشيعي أبلغا أديب: نريد حقيبة المال

إم تي في اللبنانية/الشبكة الوطنية للارسال - ان بي ان/17 أيلول/2020

أفادت معلومات للـmtv عن انتهاء الاجتماع بين رئيس الحكومة المكلف والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل والنائب علي حسن خليل، وتم إبلاغ أديب بإصرار الثنائي الشيعي على حقيبة المال وعلى تسمية الوزراء الشيعة. وعلمت الـ NBN أن النقاش مع الخليلين لم ينته الى اتفاق لكن باب الحوار لا يزال مفتوحا. من جهته، أعلن عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب علي حسن خليل في حديث  للـ”NBN”، أنّنا “أبلغنا أديب، أنّنا مع المبادرة الفرنسية بكامل مندرجاتها كما اتفق عليها في قصر الصنوبر”. وأضافت مصادر الـNBN: “لا اتفاق ولا حكومة ولا اعتذار اليوم ومهلة تشاور اضافية قبل اتخاذ الموقف”.

 

الثنائي الشيعي يبق البحصة: المداورة من الرئاسات الى الموظفين!

عمر الراسي/أخبار اليوم/17 أيلول/2020

اصطدم التأليف “بحقيبة المال” … او “المداورة”، الامر الذي وضع المبادرة الفرنسية على المحك! بانتظار ان تثمر اتصالات الربع الساعة الاخير حلا ما قبل سقوط المبادرة.

الخرق الوحيد

رأى مصدر قريب من حزب الله ان اسناد وزارة المال الى الشيعة هو الخرق الوحيد المتاح اليوم، محذرا من وضع الثنائي الشيعي في الزاوية واتهامه بالتعطيل والوقوف ضد المبادرة الفرنسية ومساعدة المجتمع الدولي والخروج من المأزق المالي. واشار، عبر وكالة “أخبار اليوم”، الى ان الثنائي الشيعي يرفض اي محاولة لاخراجه من الحكومة تحت عناوين “الاصلاح والاختصاص”، مع العلم ان هذا الامر يشكل تنفيذا لمطالب اميركية معروفة لابعاد حزب الله، وقائلا: بالتالي لن يحصلوا تحت وطأة الانفجار في بيروت والعقوبات الاميركية والمبادرة الفرنسية، على ما لم يحصلوا عليه من خلال اساليب اخرى. واضاف: التمسك بـ”المالية” وتسمية الوزراء الشيعة يأتي من باب هذه القراءة السياسية وليس من باب ان هذه الوزارة هي قدس الاقداس او اهم من غيرها، معتبرا ان الجمود المسيطر على ملف التأليف منذ اسبوع لن يحل الا من خلال تفعيل المبادرة الفرنسية والعودة الى تدوير الزوايا.

وسئل: هل وزارة المال وحدها تحفظ وجود حزب الله في الحكومة؟ اجاب المصدر: حزب الله قوي داخل الحكومة وخارجها. وهو قوي داخل لبنان وخارجه، والجميع يعلم انه  شارك في اللعبة السياسية والحكومة مكرها وليس محبة، بعد الانسحاب السوري من لبنان والتسوية التي حصلت في اطار الاتفاق الرباعي آنذاك، ولكن حين يكون الهدف اخراجه من الحكومة ومن العملية السياسية يصبح النقاش لماذا عليه ان يقدّم المكاسب للآخرين.

هذا ما اكده رعد لـ عون

وفي هذا السياق، كشف المصدر ان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد اكد للرئيس ميشال عون حين التقاه منذ يومين، انه اذا كان المقصود بالمداورة  ان تطال ليس فقط حقيبة بل كل المناصب في الدولة (اي الرئاسات الثلاثة والوزارات وقيادة الجيش، ومدير المخابرات وحاكمية مصرف لبنان ورئيس مجلس القضاء الاعلى، وكافة موظفي الفئة الاولى في الادارة العامة … التي توزع على الطوائف وفقا للاعراف دون وجود اي نص قانوني او دستوري مكتوب، فلا مشكلة لدينا بالتخلي عن وزارة المال… ولكن ما الهدف وما المصلحة من “حشر الشيعة”. وقيل له منذ ما بعد اتفاق الطائف لم تسند حقيبة المال حصرا الى الطائفة الشيعية، اجاب المصدر: العرف يقول ان وزارة المال للشيعة، لكن ابناء الطائفة بارادتهم تخلوا عنها بناء على وساطة كان يقوم بها السوريون، او ربما ضغط مارسه الوزير السوري الراحل عبد الحليم خدام على الرئيس نبيه بري، او بناء على رغبة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقتذاك… ولكن اليوم عاد العرف الى سابق عهده.

لماذا الاغراء؟

وفي هذا السياق، اشار المصدر الى محاولة لاغراء الرئيس عون بان تكون “المال” من حصته، في مقابل حصول الثنائي الشيعي على حقيبتي الخارجية والدفاع، معتبرا ان هذه الاغراءات تخفي ما تخفيه!.

وردا على سؤال حول اعتبار المطالبة بوزارة المال اتجاه نحو المثالثة، شدد المصدر على ان الحزب متمسك باتفاق الطائف، وان حصل تعديل او تطوير فلا يجوز ان يمس الجوهر والخطوط العريضة. واوضح ان المثالثة غير مطروحة اطلاقا، مشيرا الى توقيعين اساسيين لكافة المراسيم وفقا للنصوص الدستورية من قبل رئيس الجمهورية الماروني ورئيس الحكومة السني، وتوقيع وزير المال على المراسيم التي تتضمن انفاقا و توقيع الوزير المعني، معتبرا ان لا وجود للقرار الشيعي في السلطة التنفيذية بل في السلطة التشريعية.

نؤيد المبادرة!

وتاليا، ما هو مصير المبادرة الفرنسية، اكد المصدر ان حزب الله كان ولا زال مؤيدا لها، مذكرا ان النائب رعد اكد للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون هذا التأييد باستثناء طرح الانتخابات النيابية المبكرة، الى جانب ضرورة توضيح وتفسير ما معنى “التحقيق المحايد” في تفجير المرفأ.

وختم المصدر: حزب الله يتمنى ان تؤلف “حكومة المهمة”و ان تقلع وتحقق خرقا على مستوى الاصلاح المنشود.

 

مروحة العقوبات الأميركية قد تطال شخصيات أصبحت مُعارِضَة

أنطون الفتى/أخبار اليوم/ذ17 أيلول/2020

جهات كثيرة تستفيد عملياً من تمسُّك “الثنائي الشيعي” بحقيبة المالية، لإرسال رسائل حول أن فرض عقوبات على الصفّ الثاني من هذا الفريق السياسي أو ذاك، أدّى الى تعثُّر مبادرة دولة عظمى هي فرنسا، فكيف سيكون الحال إذا فُرِضَت عقوبات على بعض من هم في الصفّ الأول مباشرة؟

قد لا تهتمّ أفرقاء السلطة، من خلال كلّ ما يجري حالياً، سوى بالقول إنه يتوجّب إلغاء سياسة العقوبات الأميركية، وربما الأوروبية أو الفرنسية، على المسؤولين اللّبنانيّين، وإلا سيجد المجتمع الدولي عقوبات بانتظاره في الداخل اللّبناني، تقوم على أساس إفشال كلّ شيء يأتي من الخارج، حتى ولو كان جيّداً.

ولكن المسؤولين اللّبنانيّين يهدّدون ويناورون، متناسين أنهم يفعلون ذلك من الرصيد اللّبناني، لأن لبنان سيكون أول وآخر من يدفع الأثمان الباهظة، من جراء تلك السياسات.

وحده؟

اعتبر مصدر سياسي أن “جزءاً من التعثّر الحكومي الحاصل هو ردّ على العقوبات الأميركية على الوزيرَيْن السابقَيْن علي حسن خليل ويوسف فنيانوس، ولكن جزءاً آخر منه يعود الى صراع داخلي حول الصلاحيات في البلد”. ولفت في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” الى أن “السؤال الأول الذي لا بدّ من طرحه، هو هل ان “الثنائي الشيعي” وحده يتمسّك بحقائب، ويعرقل المبادرة الفرنسية؟ ففرنسا والمجتمع الدولي والشعب اللّبناني، لم يعرفوا حتى الساعة، حقيقة مواقف باقي الأطراف السياسية في البلد، وذلك بعيداً ممّا يُحكى في العَلَن. فمثلاً، ما هو موقف “التيار الوطني الحر” الحقيقي ممّا يحصل، ومن تشكيل الحكومة الجديدة؟ والأمر نفسه يُمكن تطبيقه على تيار “المستقبل”، والحزب “التقدمي الإشتراكي”، وحتى على باقي أحزاب المعارضة، خصوصا أن مروحة العقوبات الأميركية قد تطال شخصيات مُعارِضَة اليوم، بعدما انغمست في سنوات سابقة بأنشطة، أمّنت الكثير من المساعدات والتمويل لـ “حزب الله”.

ورأى أن “الجميع يشكّلون الحكومة الجديدة على وقع التطورات الحاصلة في المنطقة. وهم يضعون نصب أعينهم بالأكثر، الإنتخابات الرئاسية الأميركية، ويعتبرون أن ما بعدها لن يكون كما قبلها، محاولين أن يكسبوا وقتاً على هذا المستوى”.

النتائج

وشدّد المصدر على أن “الخوف من نتائج إفشال المبادرة الفرنسية رسمياً، وتشكيل حكومة تقليدية، يتركّز حول التبعات الإقتصادية لذلك. فإذا ضُرِب الإقتصاد لهذا السبب، نسأل عن النتائج الإجتماعية في تلك الحالة. وإذا ضُرِب الشعب اللّبناني إجتماعياً، نسأل عن التبِعات الديموغرافية لذلك أيضاً. كما نسأل عن مستقبل الإدارات والمؤسّسات إذا أُخرِج لبنان من المنظومة الفرنسية – الدولية الحالية، وهو ما يضعنا أمام احتمالات سيئة جدّاً”. وقال:”تلطّي مختلف الأطراف الداخلية بالعقوبات الأميركية كحجّة للتفشيل، يشكّل أمراً مفيداً لهم بنسبة 100 في المئة، وفق طريقة “عليَّ وعلى أعدائي”، طالما أن العقوبات ستطال معظم الأفرقاء، بنسبة أو بأخرى”.

فقدوها!

وأكد المصدر أن “الكلّ يُدرك تماماً أن الأموال الموجودة في المصارف لا تنتظر تحريرها فقط، بل ان حجزها لمدة طويلة، قد تتجاوز السنوات، سيجعل من قيمتها تتآكل، وذلك حتى ولو كانت بالدولار”. وأضاف:”هل ان عاقلاً يعتقد أن قيمة ألف دولار حالياً ستظلّ على حالها بعد خمس سنوات مثلاً؟ بالطبع لا. فالعالم يتغيّر، وسيتغيّر أكثر في المراحل القادمة، واقتصادات الدول تتغيّر وتتبدّل وتُخلَط أوراقها، والهيكلة الإقتصادية والمالية للبنان ستتغيّر، وهو ما سيجعل ألف دولار تعادل 400 دولار أو ربما أقلّ مستقبلاً، وهو ما يعني أن المودعين اللّبنانيين فقدوا نسبة كبيرة من أموالهم الموجودة في المصارف، من حيث القيمة، وفي شكل محتَّم. وهذا ليس غريباً، لأن الشعب هو الذي سيتحمّل الخسائر الأكبر، عاجلاً أم آجلاً”.

أدبيات فاسدة

وأشار المصدر الى أن “المجتمع الدولي يُدرِك أن السلطة اللّبنانية فاسدة بنيوياً، منذ أن أقرضها في مؤتمرات “باريس” 1 و2 و3، وصولاً الى مؤتمر “سيدر”. ورغم ذلك، نجده يعدها بتحرير بعض أموال الدول المانحة، منذ ما قبل أن يضمن أنها ستغيّر سلوكياتها وأدبياتها الفاسدة جذرياً وبالملموس، فيما يتوجّب التشدُّد في هذا الإطار. ولذلك، ندعو الى عدم الإتّكال على الخارج، والى تركيز الجهود على تشكيل حالة وطنية، ذات مشروع إقتصادي وسياسي محدّد”.

وختم:”أسئلة كثيرة تحوم حول طريقة تعاطي اللّبنانيين مع الأزمة، وهو ما “يشيّب شعر الرأس”. فرغم كلّ ما يحصل، لا يزالون صامتين، وهذا هو اللّغز الكبير”.

 

مصدر في وزارة الداخليّة لموقع mtv: ٢٢٨ اصابة بكورونا في سجن رومية حتى ١٥ أيلول

موقع أم تي في/17 أيلول/2020

مصدر في وزارة الداخليّة لموقع mtv: ٢٢٨ اصابة بكورونا في سجن رومية حتى ١٥ أيلول

كشف مصدر في وزارة الداخليّة والبلديّات لموقع mtv أنّ عدد الإصابات بفيروس كورونا داخل السجن المركزي في رومية بلغ 228 إصابة حتى 15 أيلول الجاري. ولفت المصدر الى أنّ المصابين وُضعوا جميعاً في العزل داخل مبنى تمّ تجهيزه منذ أشهر، انطلاقاً من خطّة وضعتها الوزارة في 15 آذار الماضي بالتزامن مع إعلان حالة التعبئة العامّة. وأشار المصدر الى أنّ المركز يتّسع لـ 150 شخصاً، وهو جُهّز من خلال تبرعات ومساهمات أمّن بعضها الوزير محمد فهمي من خلال علاقاته الخاصّة، ويشرف فريق طبّي وتمريضي من منظمة الصحة العالميّة على المركز ومتابعة من قبل اللجنة الصحية للصليب الاحمر ، كما يجري الفريق نفسه فحوصات لجميع من تظهر عليهم العوارض، وفق أعلى المعايير الصحية الدولية. كما تمّ تخصيص غرف خاصّة للمتقدّمين في السنّ أو الذي يعانون من أمراض، لتجنّب اختلاطهم مع السجناء الآخرين. وشدّد على أنّ الخطّة التي أعدّت كانت ناجحة جدّاً، بدليل أنّ الفيروس لم يدخل الى السجن حتى 31 آب الماضي، حين أصيب أحد العسكريّين، في حين ظهرت الإصابة الأولى بين السجناء في 11 أيلول الجاري. وكشف عن كتاب أرسله فهمي الى وزير الصحة في 18 آذار الماضي، أي بعد بداية انتشار الفيروس، يطلب فيه تخصيص جناح في مستشفى ضهر الباشق الحكومي للسجناء الذين يحتاجون الى استشفاء، كما كرّر الطلب نفسه في 2 نيسان لتخصيص جناح في مستشفى الياس الهراوي في البقاع ومستشفى طرابلس الحكومي، ومعهما أكثر من كتاب له صلة بانتشار فيروس كورونا. وإذ شدّد المصدر على عدم وجود حالات خطرة، أكّد أنّ العسكريّين في السجن خضعوا لتدريب خاص بالإضافة الى حملة توعية، كما خُصّصت قاعات ملحقة بالمباني لاستقبال المزيد من الحالات التي تحتاج الى عزل، وتمّ التعاون مع الجيش لتأمين خيم للغاية نفسها. واشتكى المصدر من الاكتظاظ الهائل في السجون، والذي يبلغ 257 في المئة، ما يحوّل السجون والنظارات في لبنان الى مكان غير صالح لإيواء البشر، مع افتقاد الحدّ الأدنى من الشروط الصحيّة، وهي مشكلة سعت وزارة الداخليّة الى تجنّبها من خلال مشروع تمّ إعداده مع وزارة العدل، من دون أن يتمّ تنفيذه حتى الآن. وقال: إنّ ما حصل في سجن رومية يُسجّل كإنجاز للوزير فهمي وللطاقم الطبّي والتمريضي والعسكريّين الذين يعملون في السجن، وهو نتيجة تعاون مع المديريات التابعة للوزارة التي تنظر الى السجين كإنسان، بغضّ النظر عن طائفته وجرمه ومدّة محكوميّته. كما كشف أنّ الوزارة تعمل على مشروعين: الأول، متابعة إجراءات حماية النزلاء في السجن المركزي في رومية مع منظمة الصحة العالميّة. والثاني، هو الخليّة التي تتعاون مع الأجهزة التي تملك اماكن احتجاز لوضع خطة متكاملة وتقييم الاجراءات ومعالجة حالة الاكتظاظ، وهي تعمل على مدار الساعة لحلّ مشكلة السجون والنظارات، مع التشديد على وجوب الإسراع ببتّ الملفات من قبل القضاء اللبناني، من دون أن ينفي الكلام عن استغلال انتشار الفيروس للمطالبة بعفو عن السجناء.

وختم المصدر بالتشديد على ضرورة إعلان حالة طوارئ صحيّة وقانونيّة متعلّقة بالسجون كافّة في لبنان.

 

لقاء جمع بين الموسوي وفوشيه.. هل تراجع الثنائي عن موقفه؟

جنوبية/16 أيلول/2020

 تترنّح المبادرة الفرنسية بعد انقلاب الثنائي الشيعي على اتفاقهم مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وفرضهم الشروط المضادة عبر اختلاق بدعة دستورية عبر “تشييع” وزارة المال والمطالبة بالتوقيع الثالث، وفيما كانت التوقع مساء أمس ان يعتذر الرئيس المكلف مصطفى أديب عن التشكيل مددت فرنسا المهلة لافساح المجال للمزيد من التفاوض بين القوى السياسية.  وقد جمع ‏لقاء السفير الفرنسي برونو فوشيه بمسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله عمار الموسوي بحث في المبادرة الفرنسية وملف تشكيل الحكومة والثنائي على موقفه. وغرد مدير “مركز الارتكاز الإعلامي” سالم زهران عبر “تويتر”: أن حزب الله جدد في اللقاء تأكيده على موقف الثنائي بالحصول على المالية وتسمية وزرائهما. وعليه، مكانك راوح.. للساعة..!”. ولهذا السبب أرجئت زيارة أديب إلى بعبدا! ومصادر مطلعة على مشاورات التأليف كانت قد ذكرت للـLBCI أنّ رئيس الجمهورية لا يزال ينتظر أن يقدم له الرئيس المكلف تشكيلة أو على الاقل تصورًا لتوزيع الحقائب والاسماء. ولفتت إلى أنّ الرئيس المكلف مصطفى اديب توجّه الى بعبدا مرتين بدعوة من الرئيس عون الذي حثه على تقديم تشكيلة وزارية وشجّعه وذهب أبعد من ذلك من خلال إجراء مشاورات مع الكتل النيابية لتسهيل عملية التأليف. وقالت المصادر إنّ “هذه المشاورات أظهرت أنّ الاكثرية الساحقة من الكتل رفضت ان يتولى أحد غيرها تسمية وزراء يمثلونها وسألت على أي اساس نعطي ثقة لحكومة لم يكن لنا رأي فيها”.  وأضافت: “الرئيس عون اتصل بأديب ليطلعه على حصيلة المشاورات ويتباحث معه في المخارج الممكنة وللمساعدة على ولادة الحكومة التي لا يجوز ان تتأخر لكن اديب اعتذر عن عدم الحضور اليوم طالبا مزيدا من الوقت”. وأشارت المصادر إلى أنّ الرئيس عون يؤيد المداورة في الحقائب من منطلق عدم تكريس اي حقيبة لاي فريق، مؤكدة أنّ اديب لا يريد اي مواجهة مع الطائفة الشيعية وهو بذلك يتمايز عن سعد الحريري الذي رغم معرفته بصعوبة انتزاع حقيبة المال من الشيعة يطالب بالمداورة ارضاءً للسعودية وللاميركيين.

 

“غضبٌ عارم” يسود الإليزيه.. وماكرون محبط!

الجمهورية/17 أيلول/2020

الأخبار الواردة من باريس الى بعض المستويات السياسية والرسمية، وأمكَن لـ«الجمهورية» أن تطّلع على بعض عناوينها العريضة، تَشي بغضب عارم يسود الإيليزيه، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يشعر بإحباط معنوي كبير، جرّاء التعاطي السلبي من قبل السياسيين اللبنانيين مع مبادرته، ومحاولات البعض منهم الدؤوبة لهدم كل ما بَناه الفرنسيون على هذه المبادرة التي قدموها كفرصة أقرّ اللبنانيون أنفسهم بأنّها الوحيدة المتاحة لبناء أرضية إنقاذ للوضع اللبناني، الذي يجمع العالم كلّه بأنّه في حكم الميؤوس منه.

ماكرون لا يحبّذ اعتذار أديب.. وباريس ماضية في مبادرتها

أبلغت مصادر موثوقة لـ«الجمهورية» أنّ نتائج المشاورات التي أجراها رئيس الجمهورية ميشال عون مع الكتل النيابية، قد أُبلغت الى الجانب الفرنسي، وصار الرئيس المكلّف مصطفى أديب وفريق التأليف الذي يقوده الرئيس سعد الحريري في أجواء هذه النتائج التي أظهرت تمسّكاً بالمبادرة الفرنسية من كل الكتل، وانقساماً في الرأي حول تسمية الوزراء حيث أكدت غالبية الكتل رفضها ان يُسمّى الوزراء من قبل طرف واحد. كما أظهرت ميلاً غالباً نحو المداورة، التي أكدت مصادر مطلعة على موقف رئيس الجمهورية بأنه يؤيّد من حيث المبدأ إجراءها، إنما شرط التوافق الوطني عليها. فيما برز موقف مغاير لـ«الثنائي الشيعي» الذي ذهب الى بعبدا بوفدين منفصلين؛ أي النائب علي حسن خليل باسم كتلة الرئيس نبيه بري، والنائب محمد رعد باسم كتلة «حزب الله»، إنما بِنصّ موحّد يعبّران فيه عن الرفض النهائي للتخلّي عن وزارة المالية وكذلك رفض مصادرة حقهما في تسمية الوزراء.

وبحسب المصادر فإنه «ليس لدى الجانب الفرنسي حتى الآن ما قد يجعله يعتبر انّ المبادرة الفرنسية قد فشلت، بل بالعكس فإنّ باريس أرسلت في الساعات الاخيرة إشارات الى كل الاطراف، بأنّها ماضية في مبادرتها، وانّ الرئيس ايمانويل ماكرون شخصياً كان على متابعة حثيثة ومباشرة لدقائق وتفاصيل ما استجدّ على خط تأليف الحكومة، وقد جرى تقييم لأسباب تعثّر هذا التأليف. وتِبعاً لذلك، كانت باريس حاضرة بزَخم خلال الساعات الماضية عبر مروحة اتصالات واسعة، قيل انّ رئيس الاستخبارات الفرنسية برنار ايميه كان حاضراً فيها، وشملت الاطراف المعنية بملف تأليف الحكومة، وكذلك الرئيس المكلف». وعلمت «الجمهورية» انّ حركة الاتصالات الفرنسية توازَت مع حركة اتصالات داخلية في هذا الاتجاه، تحرّك فيها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم على خطوط مختلفة بين الثنائي الشيعي وسائر الاطراف. وأكدت المصادر نفسها «انّ باريس ليست بصَدد الانكفاء عن لبنان كما بدأ الترويج الى ذلك من قبل بعض المستويات اللبنانية، مذكّرة بما قاله الرئيس ماكرون خلال زيارته الاخيرة الى بيروت من «اننا إذا تخلّينا عن لبنان، فستندلع حرب أهلية». وتبعاً لذلك، تحدثت المصادر عن نصائح أُسديَت للبنانيين بعدم إقفال الباب على إمكانية التفاهم، وعدم الذهاب الى خطوات متسرّعة، مشيرة في هذا السياق الى انّ باريس ليست في أجواء تفيد بأنّ الرئيس المكلف مصطفى اديب قد يعلن اعتذاره عن تشكيل الحكومة، علماً انّ باريس لا تحبّذ هذه الفكرة على الاطلاق، ذلك انّ خطوة من هذا النوع، لن تشكّل عاملاً مساعداً على إيجاد حلول ومخارج، بل على العكس من ذلك، فإنّها قد تكون عاملاً تعقيدياً يزيد من صعوبة الأزمة ويأخذها الى نقطة اللاعودة. وبناء على ما سبق، قالت المصادر «انّ الاجواء الفرنسية ليست مقفلة، وباريس على تأكيدها انّ الحل اللبناني ممكن بالعودة الى جوهر المبادرة الفرنسية، وهي بناء على ذلك لا تعتبر انّ الباب قد أقفل نهائياً امام تمكُّن اللبنانيين من الوصول الى قواسم مشتركة من شأنها ان تنقل مسار التأليف إلى نقطة التفاهم، والرئيس الفرنسي ما زال يأمل في تأليف حكومة في لبنان في وقت قريب، ومن غير المستبعد هنا ان يصل موفد فرنسي الى بيروت في وقت قريب».

 

8 آذار “تخطف” لبنان وتطلب الفدية “المالية”

نداء الوطن/17 أيلول/2020

“وزارة المال وسائر الحقائب الوزارية ليست حقاً حصرياً لأي طائفة، ورفض المداورة إحباط وانتهاك موصوف بحق الفرصة الأخيرة لإنقاذ لبنان واللبنانيين”… عبارة مقتضبة رد فيها الرئيس سعد الحريري على الحملة الممنهجة التي بدت أمس أشبه بتعميم “معجّل مكرر” أغرق السوق الإعلامي وكال له اتهامات الغدر والطعن بالظهر ونكران الجميل للثنائي الشيعي، فقالها “زيّ ما هييّ” محملاً في المقابل وبشكل مباشر من يصرّ على تطييف الحقائب الوزارية دون سواه وزر إجهاض آخر بصيص أمل للبنانيين.

فبغض النظر عن بازار المفاوضات وتناتش الحصص، يُجمع الكل على اختلاف توجهاته ومنطلقاته، في الداخل كما في الخارج، على كون المبادرة الفرنسية “آخر فرصة” للبنان وتفويتها سيعني خرابه و”زواله” كما جاء في تحذيرات الـ”كي دورسيه”، غير أنّ مصادر ديبلوماسية لاحظت أنّ قوى 8 آذار ذهبت بعيداً في أدائها وتتصرف على أساس أنها “تخطف البلد وتريد من باريس تسديد الفدية لها بحقيبة المالية”، معربةً لـ”نداء الوطن” عن أسفها لبلوغ المسؤولية لدى الطبقة اللبنانية الحاكمة “أدنى مستوياتها في هذه المرحلة الحرجة التي يعاني خلالها الشعب اللبناني، بكل طبقاته وفئاته وانتماءاته السياسية والطائفية، من أزمة مستفحلة اقتصادياً ومالياً واجتماعياً وصحياً، ويكاد يصبح على مشارف مجاعة وانهيار شامل في حال انتهى المسعى الفرنسي وسدت معه آخر نافذة حل يتيح إجراء الإصلاحات اللازمة لضخ بعض الأموال في خزينة مصرف لبنان”.

ساعات حاسمة سيعيشها اللبنانيون اليوم تحدد مصيرهم بين مسارين، إما تحرير المبادرة الفرنسية من القيود وإدخال تشكيلة مصطفى أديب إلى غرفة الولادة، أو إجهاض المبادرة والمولود الحكومي ودخول البلد إلى غرفة الإنعاش ليلفظ أنفاسه الأخيرة. فالقضية لم تعد قضية تشكيل أو عدم تشكيل حكومة أديب، بل أصبحت قضية “حياة أو موت” بالنسبة لبلد لم يعد يفصل بينه وبين الاختناق سوى “جهاز أوكسيجين فرنسي” تحاول اليوم قوى الثامن من آذار قطع أنفاسه عن اللبنانيين لتحقيق مرادها “وآخر همها الناس ووجع الناس”، وفق تعبير أوساط سياسية، مؤكدةً أنّ “رهان هذه القوى على ابتزاز الرئيس الفرنسي سقط، وبيان الإليزيه (أمس) أجاب المراهنين على ليّ ذراع باريس والتلويح بورقة إحراج ماكرون أمام الداخل الفرنسي والأميركيين، بإبداء مزيد من التشدد إزاء ضرورة الالتزام بالتعهدات المقطوعة دون زيادة أو نقصان، مع إبقاء خط رجعة وحيد لمن ذهبوا بعيداً في رهاناتهم هذه بالتأكيد على أنّ المجال لا يزال متاحاً لتنفيذ الالتزامات وتشكيل حكومة المهمة برئاسة أديب”. ولوحظ بالأمس دخول عنصر عربي مساعد على خط محاولة إنعاش آمال المبادرة الفرنسية، فلفت التحرك المكوكي الذي قام به السفير المصري ياسر علوي على جبهة التواصل مع المسؤولين اللبنانيين بالتوازي مع استعراضه التطورات اللبنانية مع نظيره السعودي وليد البخاري، بينما كانت الكويت صريحة ومباشرة بدعوة سفيرها عبد العال القناعي الأفرقاء اللبنانيين إلى “الاستفادة من زخم الاهتمام الدولي من خلال المبادرة الفرنسية وتوظيف هذا الزخم من أجل ولادة حكومة منتجة قادرة على انتشال لبنان من مشكلاته الكثيرة”.

وعلى المستوى الداخلي، تعالت الأصوات اللبنانية الداعمة للمبادرة الفرنسية والداعية لإنقاذها من مستنقع الشروط والشروط المضادة، فبرزت إشارة رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط الذي زار باريس أخيراً إلى أنّ “البعض لم يفهم أو لا يريد أن يفهم بأن المبادرة الفرنسية هي آخر فرصة لإنقاذ لبنان ومنع زواله”، في وقت وضع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع محاولات إحباط هذه المبادرة “الكبيرة والجدية” في خانة “الجريمة”، واصفاً ما يحصل في موضوع تشكيل الحكومة بـ”المهزلة الحقيقية”، ليخلص إلى إعادة التوكيد على قناعته الثابتة بأنّه “لا أمل يرتجى بوجود هذه المجموعة الحاكمة ولن ينقذ البلاد إلا انتخابات نيابية مبكرة سريعاً للوصول إلى أكثرية نيابية جديدة ومجموعة حاكمة جديدة”.

 

ماكرون يحصد ما زرعه... سلّم بأمر واقع إيران ولكن واشنطن ترفض!

أخبار اليوم/17 أيلول/2020

لعلّ الوجه الإيجابي الأبرز لتعثّر المبادرة الفرنسية هو أن ذلك حصل الآن، ودون أن نذهب في مرحلة من إضاعة الوقت تنتهي بإعلان الفشل المتوقَّع، في تشرين الأول أو الثاني. فلا عاقل يعتقد بأن الأساسيات اللّبنانية يُمكن حلّها بديبلوماسية عاصمة الأزياء والعطورات، أي باريس، أو برهافتها.

جيّد أن التعثُّر حصل منذ الآن، وأن الأوراق كُشِفَت كلّها، ولا سيّما على صعيد استحالة الجلوس الى طاولة عقد سياسي جديد، وطروحات دولة مدنية حقيقية في البلد، مع أطراف عقائدية، تلبس لباس الوطنية واللاطائفية والمدنيّة. ولكن لمَ لا تُعتمَد النّصيحة، ويتمّ تشكيل الحكومة، من دون هذا الطرف السياسي أو ذاك؟ فتعثُّر المبادرة الفرنسية، قد يشكّل فرصة في مكان ما، لإبعاد كل السياسيين عن التشكيلة الحكومية، على كلّ المستويات. وهو ما قد يجعل الحلّ بأن "شكّلوا من دونهم"، بالفعل، ومن ثم نرى ماذا يُمكنهم أن يفعلوا، وهذا سيفضح الجميع.

ولفت مصدر سياسي الى أن "طُرُق تعطيل "الثنائي الشيعي" تشكيل أي حكومة جديدة من دونهما متعدّدة، ولا سيّما أن لا يحضرا جلسة منحها الثّقة، وهو ما يُسقطها ميثاقياً". وحذّر في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" من أن "هذا هو هدفهما، ولا مشكلة لديهما بإضافة المزيد من الأزمات الى البلد، خصوصاً أن لديهما أدوات خربطة المشهد السياسي كلّه، ولا سيّما "حزب الله" الذي ليس لديه مشكلة في الذهاب نحو الأسوأ حتى يفرض تغييراً جذرياً في قواعد اللّعبة، وفي الدستور، من أجل إعادة رسم البلد من جديد، بما يناسبه". وردّاً على سؤال حول أن انصياع فرنسا لمطالب "الثنائي الشيعي" يجب أن يتمّ إيقافه من قِبَل اللّبنانيّين، داخلياً، لأنه يعني أنّنا أصبحنا تحت الإحتلال الإيراني كلياً، أجاب المصدر:"الإحتلال الإيراني للبنان موجود عملياً منذ سنوات، وعزّزته رئاسة الجمهورية بالتحديد. ولكن الخطأ ورد أيضاً في المبادرة الفرنسية نفسها، إذ إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أتى الى لبنان على أساس التسليم بأمر واقع إسمه إيران فيه (لبنان). وهذا ما جعل الأمور تتّجه إما الى التخاوي مع هذا الواقع، أو الى مقاتلته، لا سيّما أن الوجود الإيراني في لبنان لن يتراجع، ولن يقدّم شيئاً، إلا إذا تمّ القتال معه". وحول أن الفريق المُعرقِل حكومياً، يفقد أهلية الجلوس معه في العمل على دولة مدنية وعقد سياسي جديد، قال المصدر:"لا إمكانية لتسويات في البلد بعد اليوم، لا من باب عقد سياسي جديد، ولا حتى من زاوية عناوين مدنية، وأي تسوية باتت تعني الفراق، مع الأسف. والحلّ الوحيد حالياً هو إيجاد طريقة لافتراق كلّ الأطراف عن بعضهم البعض، بلا دماء". وختم:"يجب انتظار ما يُمكنه أن يحصل خلال الـ 24 ساعة القادمة، لأن الإعلان عن انتهاء المبادرة الفرنسية رسمياً، وبالكامل، يجعل السلبيات بيد الأميركيّين.فحظوظ المواجهة سترتفع في تلك الحالة، وسندخل سيناريوهات معقّدة أكثر، لأن واشنطن واضحة، وهي لا تريد أي تمدُّد إيراني على البحر المتوسط".

 

ضغط واشنطن “نسف” مبادرة باريس؟

وكالة الانباء المركزية/17 أيلول/2020

ارتدّت التصريحات والمواقف التي صدرت في الاونة الاخيرة من اكثر من مسؤول في الادارة الاميركية عن منطقة الشرق الاوسط وعن لبنان على المبادرة الفرنسية، فوضعتها على شفير السقوط بإنتظار نتائج المشاورات والاتصالات التي اعطتها فرصة 24 ساعة جديدة مع دخول الاستخبارات الفرنسية على خط هذه الاتصالات والاتفاق على تأجيل الموعد الذي كان مقرراً اليوم لزيارة الرئيس المكلّف مصطفى أديب بعبدا ولقاء رئيس الجمهورية ميشال عون. واتّخذت مواقف المسؤولين الاميركيين طابعا تصعيدياً ورسالة قوية للاطراف اللبنانيين عامة وللجانب الفرنسي خاصة عنوانها لا علاج للأزمة اللبنانية دون مقاربة موضوع سلاح حزب الله الذي يُعيق كل المبادرات الاصلاحية. وليس ادلّ الى التصعيد الاميركي من الموقف الاخير لوزير الخارجية مايك بومبيو لاذاعة فرنسية امس بدعوته فرنسا الى الكفّ عن سياسة التفريق بين الجناح العسكري والجناح السياسي للحزب، فكلاهما يخدمان التنظيم الارهابي ومشاريعه الاقليمية. وكان سبقه في هذا الموقف مساعده السفير ديفيد شينكر معلناً عن رزمة عقوبات جديدة ستصدر ضد الداعمين لـ”حزب الله”. اوساط سياسية متابعة اعتبرت عبر “المركزية” “ان المواقف الاميركية تجاه لبنان رسالة الى جهات اقليمية تستخدم البلد ساحة نفوذ ومسرحاً تُطلق منه رسائل بأبعاد مختلفة خدمةً لمشروعها القائم في المنطقة”. والى جانب الجهات الاقليمية، ارادت الادارة الاميركية توجيه رسائل الى جهات داخلية فاعلة تعمل على عرقلة مسيرة الاصلاح وعمل المؤسسات بحجّة مطالب وشروط لم تعد تنطلي على احد لا من اللبنانيين ولا من العاملين على خط الحل، مع العلم ان هذه الجهات الداخلية والتي باتت معروفة تضع العصي في عجلة حكومة الرئيس مصطفى اديب ليس بحجّة مطالب تعتبرها حقاً ميثاقياً لها وانما خدمةً لمصالح راعيها الاقليمي الذي لا يريد حل ملف لبنان قبل الانتخابات الاميركية. وفي الاطار، ذكّرت الاوساط باجتماعات كامب ديفيد وبخطوة السلام الاولى التي دفع لبنان ثمنها بسبب الموقف السوري. فبعدما كانت دمشق حليفة المسيحيين بوجه الحركة الوطنية والفلسطسينيين انقلبت على تحالفاتها في استدارة 180 درجة وبدأ التنكيل بالمسيحيين رداً على مشروع السلام. فهل ستدفع الساحة اللبنانية مرّة جديدة فاتورة السلام الخليجي مع اسرائيل؟ وإستطراداً هل التصعيد ضد المبادرة الفرنسية يمكن وضعه في هذه الخانة؟

اضافت “لماذا بدّل الرئيس نبيه بري مواقفه الايجابية من المبادرة ليل الاحد؟ ما الذي طرأ؟ ومن طلب منه؟ ولماذا صعّد الثنائي الموقف ورفع سقف الشروط ورد على التيار الوطني الحر وحتى على الرئيس عون رافضاً اي نقاش او مساومة على حقيبة المال ساعياً لافشال المبادرة الفرنسية، علما ان الامر في مكان اخر والتنازلات هي غير تلك المعروضة والتي يُراد منها التفاوض تحت الطاولة لامور اقليمية ولاجندة خارجية”. على اي حال، وبإنتظار ما ستحمله الايام المقبلة من اجابات واضحة على هذه التساؤلات، اكدت الاوساط السياسية “ان الساحة اللبنانية تتحرك الان على وقع التطورات في المنطقة ومشاريع التسوية والسلام التي اعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب انها ستتوسّع لتضمّ دولاً عربية اخرى بالاضافة الى الامارات والبحرين. من هنا لا حلّ للازمة اللبنانية بمعزل عن حلول وتسويات المنطقة، وما يجري حكومياً ليس سوى لعبة تقطيع للوقت حتى موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية في الخريف المقبل”.

 

حرائق بيروت… صدف أم رسائل أمنية؟

وكالة الانباء المركزية/17 أيلول/2020

استفاق اللبنانيون أمس الاول على نيران اشتعلت في احد مباني وسط بيروت الرائعة من تصميم المهندسة المعمارية العراقية المبدعة زها حديد، حيث سارعت فرق الإطفاء إلى المكان، وتمكنت من إخماد الحريق الذي نشب في العوازل التي تفصل الجزء الخارجي عن الداخلي وتفحمت إحدى واجهاته، من دون تحديد سبب اندلاعه حتى الساعة.الحريق الذي أدمى قلوب محبي بيروت، بعد أسبوع من اندلاع حريقين في مرفأ العاصمة، طال ثانيهما مساعدات إنسانية في بلد لا يزال يعيش تحت وقع صدمة انفجار الرابع من آب واستلزم  20 ساعة من العمل المضني حتى تمكنت فرق الدفاع المدني والإطفاء من إخماده، لم تقنع اسبابه المعلنة اللبنانيين خصوصا انها جاءت ذاتها تلك التي تسببت بانفجار المرفأ وحريقه الضخم، اعمال تلحيم، باتت نكتة على لسان الكبير والصغير لكثرة الاستهزاء بها.  وتساءلت اوساط سياسية عن دلالات هذه الحرائق المتنقلة، وهل هي جزء من مسلسل لحرق بيروت ام انها رسائل موجهة من قبل بعض القوى السياسية مفادها ان “الامر لنا وقادرون على احراق لبنان اذا لم يكن لنا ما نريد في السياسة، لا سيما في موسم تشكيل الحكومة. النائبة المستقيلة بولا يعقوبيان قالت لـ”المركزية”: “أفضّل انتظار التحقيقات وقراءة التقارير الرسمية قبل الحكم على مسلسل الحرائق، رغم معرفتنا بأن المنظومة في لبنان مضروبة بكاملها بدءاً من الاجهزة مروراً بالقضاء وصولاً الى السياسة، منظومة واحدة تعمل بخوف وترهيب”، لافتة الى “ان لبنان تحول الى دولة بوليسية”. وتابعت: “كأن هناك مشاكل امنية ترافق تشكيل الحكومة. وهذا اصبح واضحا، كلما كانت هناك اطراف تريد مطالب معينة او حصصا، تلجأ هذه المافيا الى توتير الامن والى افتعال حوادث متنقلة في كل مكان. للاسف لبنان قابل للاشتعال في الكثير من ساحاته، لأننا لم نبنِ دولة او مؤسسات ولا حتى الناس لديها ثقة بالدولة ومؤسساتها”. ورأت يعقوبيان ان هناك بعض الاشخاص الذين ينجرون وراء الاحزاب رغم كل الفشل، هناك من يناصر احزابا معينة اصبحت بشكل واضح العدو الاول للبلد ولنهضته ولوحدة شعبه”. وختمت: “كل الاحتمالات واردة، لكنها ليست المرة الاولى التي نرى فيها توتيرا امنيا على وقع تشكيل حكومة”.

 

التمسّك بـ”المال” سيفتح “شهية” الآخرين

وكالة الانباء المركزية/17 أيلول/2020

مع استمرار تمسك الثنائي الشيعي بقيبة المال، لا تزال مشاورات تشكيل الحكومة تترنّح على حبال الشروط والمطالب، ويتوقّع ان تحمل الساعات المقبلة إجابات حاسمة بالنسبة لعقدة المالية من خلال الاجتماع المُرتقب بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف مصطفى اديب.

وتستمر القوى السياسية باستثناء الثنائي الشيعي على موقفها بضرورة إعتماد مبدأ المداورة وعدم تخصيص حقيبة معيّنة لفريق محدد. واوضحت اوساط اسلامية متابعة لـ”المركزية” ان التمسّك بحقيبة المال سيفتح “شهية” القوى الاخرى للتمسّك بحقائب تعتبرها حقا لها كالتيار الوطني الحر الذي يحتفظ بالطاقة منذ سنوات ويرفض التنازل عنها، و”تيار المستقبل” الذي يعتبر وزارة الداخلية حقا له، بالاضافة الى رئيس الجمهورية الذي يتمسّك بوزارة الدفاع”. وقالت الأوساط ” المطلوب من الفريق الرافض لمبدأ المداورة ان يحسم خياره، هل يريدون بناء دولة ووطن او ان يكونوا جزءاً من مشروع اقليمي في المنطقة”

ولفتت الى ان هذا الفريق يريد إستثمار فائض القوّة والسلاح في المعادلات الداخلية، وشعارات المقاومة كانت بهدف تحصيل مواقع داخل النظام السياسي وتكريس معادلات ومفاهيم جديدة في الحكم. واسفت لان لبنان ضحية لعبة الامم، مشددةً على ضرورة العودة إلى الدستور.

ورداً على سؤال عن دخول الرياض على خط المشاورات الحكومية، اوضحت الاوساط الاسلامية ان السعودية حريصة على امن واستقرار البلد، وختمت بالاشارة الى ان الجميع يتحمّل مسؤولية ما وصلت اليه اوضاع البلد، بدءاً من رئيس الجمهورية الى ادنى مسؤول في الدولة.

 

هل اتفق في “الطائف” على عرف المال للشيعة؟

وكالة الانباء المركزية/17 أيلول/2020

تحت ما يسمّى “العرف” تمسّك الثنائي الشيعي بحقيبة المال، مشترطاً تسيير أمور تشكيل الحكومة بتسميته الوزير الذي سيتولّى هذه الحقيبة، ناسفاً بذلك ما كان تعهّد به مختلف الأفرقاء السياسيين للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان، ومجمّداً في طريقه المبادرة الفرنسية ومعها الفرصة الأخيرة لإنقاذ البلد ما يضع مصيره بالمجهول ويهدده بالزوال. وفي حين تعاقب وزراء من أكثر من طائفة على وزارة المال منذ ما بعد الحرب، هل من عرف فعلاً اتفق عليه خلال مؤتمر الطائف ينصّ على أن تكون هذه الوزارة من “حصّة” الشيعة؟

الوزير والنائب السابق إدمون رزق أوضح لـ “المركزية” أن “أي مسألة تتعلّق بالمحاصصة لم تطرح في أي من اجتماعات مؤتمر الطائف العامة على الإطلاق، حيث أن التركيز كان على تخطّي الطائفية، بدليل ما ورد في المادّة 95 من الطائف والدستور التي تنصّ  على أنه طبقاً لوثيقة الوفاق الوطني يتوجّب إنشاء هيئة وطنية برئاسة رئيس الجمهورية وعضوية رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة وشخصيّات فكرية واجتماعية وسياسية بعد أوّل انتخابات تجري على أساس المناصفة، بالتالي كان من المفترض أن تُنشأ عام 1992  لوضع خريطة طريق تسمح بتخطّي الطائفية والعبور إلى المواطنة، إذاً الهاجس كان متمثلاً بتخطّي الطائفية ولم يطرح أي موضوع يتعلّق بالمحاصصة على أساسها أو تخصيص وزارات لطوائف معيّنة”، مضيفاً “المطلوب الكفاءة والاختصاص في كلّ الوظائف من دون استثناء وهذا ما نصّت عليه ايضاً المادّة 95 الحاسمة لكلّ جدل والتي تؤكّد أن لا تُخصص أي وظيفة لأي طائفة، والوزارة تعدّ وظيفة بحسب الدستور. هذه القاعدة الواردة في الطائف تحلّ مكان الطائفية كقاعدة لتوزيع الوظائف، وعلينا الكفّ عن المقاييس المصلحية المتستّرة بالطوائف”. وقال رزق “الوثيقة هي المرجعية أي ما انتقل منها إلى الدستور، بالتالي لا يمكن التصرّف خارجهما، وهذا لا يعني ولا يمنع إطلاقاً أن تتولى أي طائفة أي وزارة، لأن لا حصرية ولا حظر عن أي طائفة لتولي أي وزارة أو وظيفة عامة مهما كانت”. وإذ رأى أن “العلّة ليست في المبادرات الخارجبة والمطلوب ليس المزيد من التدخلات الخارجية بل الكف عن استنساخ الطواقم الفاشلة للحكم من دون استثناء أي وظيفة عامة. والجميع يعلم أن لم يعد لدينا لا فصل للسلطات ولم يطبق الدستور من بعد الطائف إلا في الحكومة الأولى برئاسة سليم الحصّ، من بعدها لم تشكّل حكومات تبعاً للطائف بل شهدنا على محاصصة طائفية ومذهبية تتستّر على محاصصة سياسية”، لفت إلى أن على “الطاقم الحاكم أن يعي أنه يخرّب كلّ ما يسمّى بروحية الوفاق الوطني غير الموجود في البلد لا في الحكومات ولا في العهود. اتفاق الطائف لم يطبّق لا نصّاً ولا روحاً”. واعتبر رزق أن “لبنان بحاجة إلى أشخاص يتمتّعون بالانتماء الوطني والكفاءة العلمية والأخلاقية. ومن الآن فصاعداً يفترض على كلّ من يريد التقدم لإشغال وظيفة عامة، من أعلى الهرم إلى آخره، أن يكون متأكّدا من تمتّعه بالكفاءة الصحية والنفسية والعلمية والأخلاقية”، متابعاً “إعادة وضع البلد تحت الوصاية مهينة وفيها انتقاص للمواطن اللبناني. من المعيب أن يهزّ أي شخص أو مرجع خارجي العصا لرأس الدولة أو أركانها. وعلى كلّ من فشل الاستقالة”. وختم داعياً الشباب اللبناني “بثقة إلى العودة إلى الشارع واستكمال ثورتهم لإطاحة خيمة “الكراكوز” المنصوبة في البلد، وليعبروا عن رأيهم سلمياً لتأمين مصلحة البلد عبر تجاوز كلّ التصنيفات المذهبية التي تتستر على الشخصانية والعقائدية”.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 17/9/2020

وطنية/الخميس 17 أيلول 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

الخبر المباشر هو التريث لبعض الوقت في تأليف الحكومة لمزيد من التشاور أما الخبر المفصل فهو ان عملية التأليف تتحرك بين طبقات ثلاث:

الأولى الصراع الاميركي-الايراني..

والثانية اختلاف التوجهين الاميركي -الفرنسي حيال حزب الله.

والثالثة: ربط حقيبة المال بمداورة بين الطوائف لكن ليس هذه المرة كما يقول الثنائي الشيعي ووسط كل ذلك انهمكت المحافل السياسية في تتبع أجواء التحركات التي برز فيها اجتماع الرئيس المكلف مصطفى اديب الى الخليلين ثم اجتماعه الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

وفي معلومات لتلفزيون لبنان كشفت مصادر مواكبة للاتصالات ان لا سقف زمنيا للتاليف وان النقاش يتمحور حول السبل الكفيلة بتذليل العقبات من امام التاليف ولم تستبعد حصول اي اتصال على خط فرنسا-بعبدا.

كذلك انهمكت المحافل السياسية بالمواقف التي رميت هناك وهناك عن طريق التقاذف في مسؤولية التعطيل وتسأل هذه المحافل عما سيكون عليه الوضع إذا ما شكلت الحكومة وعما سيكون عليه إذا لم تشكل خصوصا وان الخزانة الاميركية فرضت عقوبة هي الثانية من نوعها خلال أيام على شركتي "أرش" و"معمار" واللبناني سلطان خليفة أسعد لعلاقتهم بـ "حزب الله وقد اتهم وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو سياسيين لبنانيين باستغلال غياب الشفافية في الاقتصاد اللبناني لإخفاء ثرائهم وقال انه "على الرغم من ادعاءات حزب الله عكس ذلك فإنه متورط في هذا الخداع مثل الجهات الفاعلة الأخرى.

بالعودة الى مسار تاليف الحكومة انطلاقا من توافق القيادات السياسية اللبنانية على التمسك بالمبادرة الفرنسية تستمر الاتصالات لمعالجة الملف الحكوميوالرئيس المكلف زار بعبدا في اطار التشاور لتذليل العقبات..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

كثيرون يتمنون لها الموت، لكنها حية ترزق.

إنها المبادرة الفرنسية التي بلورها على أرض لبنان، الرئيس إيمانويل ماكرون في زيارتين متتاليتين بعد انفجار المرفأ، خرج بعدهما بتصور واضح، وافق عليه الأفرقاء اللبنانيون الذين التقاهم في قصر الصنوبر، لخارطة طريق تخرج البلاد من أزمة السنوات الثلاثين، التي انفجرت بعد السابع عشر من تشرين.

المبادرة الفرنسية حية، لكن الساعين إلى قتلها كثر، في الداخل والخارج، وإحباط جريمتهم مرحليا لا يعني إطلاقا أنهم لن يكرروا المحاولة، ما يستدعي حكما تضافر الجهود بين المخلصين للبنان، لمنع إضاعة الفرصة العملية الوحيدة المتاحة أمام شعبه، للخلاص.

وفي هذا الإطار، يتضارب على الساحة الداخلية اليوم، رأيان:

أول يقول بنجاح المبادرة في المحصلة، لمجرد غياب البديل، ولأن المعرقلين يدركون قبل سواهم أنهم لن يكونوا قادرين على تبرير إضاعة الفرصة، فالجوع كافر، وأمام الجوع، حصول المداورة من عدمه، وغير ذلك من العناوين الخلافية، آخر هم الناس.

أما الرأي الثاني، فيربط بين التعثر الحاصل، ومحاولة خارجية لضرب المسعى الفرنسي. ويدعم أصحاب هذا الموقف رأيهم بالعقوبات الأميركية المتجددة، والمواقف التصعيدية المواكبة لها، فضلا عن النأي بالنفس الخليجي عن كل ما دار أخيرا في لبنان.

أما بين الرأيين، فيمضي اللبنانيون أيامهم مترقبين الخبر السار، بعدما ملوا الأخبار البشعة المتوالية منذ عام تقريبا، فالوضع لم يعد يحتمل، ولا بد من حل

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

هل يكفي تمديد الوقت لحل الازمة الحكومية؟ ما دام ان البعض المتحكم بالتشكيل مصر على تمديد اسلوب التذاكي والتضليل، واللعب بمستقبل البلاد من وراء حجاب؟

وهل ما هو ممنوع اليوم على الكتل النيابية لجهة تسمية الوزراء، مسموح لرؤساء الحكومات السابقين الذين يقومون بأسر الرئيس المكلف في اقامة سياسية جبرية، ويفاوضون على حكومته لنيل مكاسب عجزوا عن تحقيقها في حكوماتهم؟

الحقيقة ان المشكلة واضحة ولا حاجة لشياطين التفاصيل، ما دام ان الشيطان الاميركي ورسله حاضرون على طاولة التعطيل – وربما للمبادرة الفرنسية وليس فقط للتشكيلة الحكومية – والشكل فقط هو رفض اعطاء المالية للثنائي حزب الله وحركة أمل، فيما المضمون هو ارساء قواعد واعراف جديدة، ومصادرة كامل الحقوق السياسية للكتل النيابية في تشكيل الحكومة.

الرئيس المكلف مصطفى اديب واع انه ليس لدينا ترف الوقت، كما قال بعد لقائه الرئيس ميشال عون في قصر بعبدا، معولا على التعاون من اجل تشكيل حكومة مهمات، ومتفقا مع الرئيس عون على التريث بعض الوقت افساحا في المجال لتذليل العقبات.

وفي الاخبار المتعاقبة ان لقاء جمع الرئيس المكلف والحاجين الخليلين، اللذين أكدا تمسك حزب الله وحركة أمل بحقيبة المالية، وتسمية وزيرها، على أن يلقى الاسم قبول الرئيس أديب. اما ما سمعاه من أديب فهو تأكيد بأن العقدة في بيت الوسط ، وأن محاولات الفرنسيين مستمرة لإيجاد حل..

حل اكدت كتلة الوفاء للمقاومة انه لن يكون عبر الإخلال بالتوازن الحكومي، او عبر محاولات الاستقواء بقوى خارجية لتشكيل حكومة مزورة التمثيل، بما يجوف المبادرة الفرنسية.

الكتلة رفضت بشكل قاطع أن يسمي أحد عنها الوزراء الذين ينبغي أن يمثلوها في الحكومة، كما رفضت بأن يضع أحد حظرا على تسلم المكون الذي تنتمي إليه حقيبة وزارية ما، وخصوصا حقيبة وزارة المالية. اما ما عدا ذلك، فأكدت الكتلة انفتاحها على النقاش.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

"واستعيضوا عن الإعتذار بالتريث"... هذه هي حال الرئيس المكلف مصطفى أديب أرفقها اليوم بلاآت ثلاث: لا تشكيل لا اعتذار ولا مهل.

إذا لم يقدم تشكيلته بسبب التعذر والتعثر، فما من شيء في الدستور يرغمه على الإعتذار، كذلك فهو غير مقيد بمهل. قد يكون الرئيس المكلف بدأ يقرأ في كتب تأليف حكومات من سبقه ولاسيما حكومات رؤساء الحكومات السابقين الذين سموه: الرئيس الحريري استهلك تأليف حكومته بعد الانتخابات النيابية سبعة اشهر، الرئيس نجيب ميقاتي أكثر بقليل، ولكن هذه المرة هناك مهلة ماكرونية حددت بأسبوعين، وهذه المهلة انتهت، ونحن اليوم في اليوم السادس عشر.

العقدة باتت معروفة ولا لبس فيها: لا حقيبة لطائفة أو مذهب بل تشكيلة تقوم على المداورة، والإختصاص. وإذا فتحت شهية الطوائف على الحقائب فإننا نكون أمام حكومة "حسان دياب إثنين": المال للثنائي الشيعي، الخارجية للتيار الوطني الحر... فماذا يكون قد تغير؟

لكن العقدة تحولت إلى معضلة: الثنائي الشيعي يرى أن نزع حقيبة المال منه "هزيمة نكراء" وسقوط للتوقيع الثالث واستطرادا للمثالثة الذي يناضل من أجل إحقاقها منذ ثلاثين عاما، فهل يتخلى عنها اليوم وهو في عز سلطته وفائض القوة الذي يملك؟

في مقابل الثنائي الشيعي هناك "رباعي" رؤساء الحكومات السابقين، وأي تراجع عن شرط المداورة سيشكل هزيمة نكراء "للسنية السياسية" ويسجل عليهم أنهم ارتضوا بالتوقيع الثالث والمثالثة.

إذا، المسألة أبعد من مسألة كفايات وخبرات واختصاصات: الثنائي الشيعي يرى انه يملك مكسبا او عرفا أو انتصارا، ويحاول ان يسجله في الدوائر الرسمية.

في المقابل، السنية السياسية تعتبر ان هناك نزاعا على هذه الملكية وليس في الإمكان تسجيله في الدوائر الرسمية.

أين المسيحي في هذا النزاع على الملكيات؟ سؤال في محله وينتظر من يجيب عنه.

نهار التريث تخلله ما يشبه حرب التسريبات: مصادر الثنائي الشيعي في مقابل مصادر رؤساء الحكومات السابقين.

كذلك في نهار التريث، كانت الخطوط مفتوحة مع باريس وعواصم أخرى ، ولهذا فإن إكمال "بازل الصورة" لا يقتضي معرفة ما جرى داخليا وحسب، والذي جاءت معلوماته متضاربة، بل أيضا معرفة مضمون الإتصالات من الخارج إلى الداخل.

كل ذلك افضى إلى حقيقة واحدة: لا تأليف، لا اعتذار، ولا مهل.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

التريث في التشكيل باق … ويتمدد.

لاءات ثلاث تحكم المشهد بعد الزيارة الرابعة للرئيس المكلف مصطفى أديب إلى قصر بعبدا وما سبقها: لا إتفاق لا حكومة ولا إعتذار.

وبحسب معلومات الـNBN أكد رئيس الجمهورية للرئيس المكلف تمسكه بالمبادرة الفرنسية بكل مندرجاتها والتي كانت حظيت بتوافق القيادات السياسية اللبنانية هذا التأكيد كان سمعه أيضا أديب من الثنائي خلال لقاء الخليلين قبيل توجهه إلى بعبدا “نحن مع المبادرة الفرنسية كما أتفق عليها في قصر الصنوبر.

وفي هذا الشأن نقل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري قوله اننا مع إنجاح المبادرة الفرنسية ومصرون على ذلك وفي الوقت نفسه نحن لدينا مسلمات وطنية وما طالبنا به هو إننا كلنا شركاء في إدارة هذا البلد ولن نقبل بالتأكيد أن يكون هناك من هو ابن ست وهنالك ابن جارية.

وأضاف الرئيس بري اننا لم نسمع بأن المبادرة الفرنسية قد أشارت من قريب أو بعيد إلى المداورة في وزارة المالية وبالتأكيد أن هذه المداورة لو كانت قد طرحت لكان التكليف قد سلك مسارا آخر غير المسار الحالي.

كتلة الوفاء للمقاومة كانت حاسمة في بيان إجتماعها الأسبوعي لجهة رفضها بشكل قاطع أن يسمي أحد عنها الوزراء الذين سيمثلوها في الحكومة الجديدة لافتة إلى أن محاولات البعض الإستقواء بالخارج تشكيل حكومة مزورة التمثيل هي محاولات ترمي إلى تجويف المبادرة الفرنسية.

وفي السياق نفسه نقلت النهار عن مصادر دبلوماسية فرنسية بارزة ان باريس لم تطلب المداورة وهي اعتبرت أنه يعود إلى الأطراف اللبنانية التوصل إلى حل في شأن مطالبة حركة أمل وحزب الله بالحفاظ على توزير شيعي في حقيبة المالية.

وبموازاة المساعي المتواصلة لوضع الأمور على سكتها الصحيحة خرجت الخزانة الأميركية بحزمة جديدة من العقوبات طالت هذه المرة شركتين وشخصية لبنانية.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

سار الرئيس المكلف بين الساعة وعقاربها السياسية مدد لنفسه وقتا لا يملك ترفه، دخل بوابة بعبدا لا راضيا ولا مرضيا، وخرج منها متريثا على أمل تشكيل حكومة تتمتع بقوة ماكرون، ولا أهلا بالخميس.. الحافل مرة جديدة بالأسرار والمحتفظة مجالسه بالأمانات فتولت المصادر مهمة التسريبات وبين القيل والقال كل طرف رفع سقفه ليتحصن بمكتسباته وما ثبت على مدى تأليف الحكومات بمختلف عناوينها وظروفها، أن من يدير البلد مجموعة مقاولين وتجار جملة وإن ساوموا بالمفرق على المقاعد والحقائب، وفي النهاية لا أحد منهم يملك حق النقض في عرقلة المبادرة الفرنسية ولا جرأة الخروج من بيت الطاعة السياسي كل طرف مربوط بحبل خلاص خارجي ومتى اتفق الكبار فما على الأدوات الصغيرة إلا تأدية فروض الطاعة.

في مسار المشاورات بساعاتها الأخيرة عقد اللقاء المنتظر بين الرئيس المكلف مصطفى أديب ورئيس الجمهورية ميشال عون نصف الساعة انتهى إلى إعلان التريث لم يضغط رئيس الجمهورية وترك للرئيس المكلف حرية التشاور على مهلة فرنسية جرى تمديدها، لم يعتذر أديب ولم يطلب التنحي وهذا يعكس عدم نفاد صبره وفقدانه الأمل كما يشاع لا بل يعول على خيوط فرنسية شبكت تنسيقا متينا من قصر الصنوبر إلى الاليزية، لكن أديب وإن أسر لعون بصعوبات تواجهه فهو يمتلك صوت ماكرون التفضيلي الذي طالب ساسة لبنان باحترام تعهداتهم وأجرى سلسلة اتصالات مع أولياء الأمر الخارجي في الرياض وطهران والكرملين أما أولياء الداخل فتولاهم الرئيس المكلف بلقاء الخليلين وأبلغهما أن لا حكومة من دونهما والبلاغ هذا مشروط بعدم الرضوخ لشروطهما متسلحا بالفيتو الفرنسي، وقال أديب إن حكومة المهمة لا تصرف في الحسابات السياسية ولا هي تستهدف أي مكون من المكونات ولا تهدف إلى التفرد بالرأي وهي حكومة اختصاص لا اقتصاص، وإن أي طرح آخر سيفترض مقاربة أخرى للحكومة وهو ما لا يتوافق والمهمة التي كلفت إياها.

صوب أديب البوصلة وفي هامش التمديد المتاح له يشتري المعرقلون الوقت ويدخلون في صراع من أجل البقاء على سدة مكتسباتهم في وزارات قبضوا خلوها يوم كان التنازل عنها على قاعدة خذ وأعط إلى أن صارت تلك المؤسسات الرسمية مواقع ملحقة بالإرث العائلي والسياسي وهو ما صار الغرب خبيرا بدهاليزه، ومن أنفاق تلك المؤسسات خرجت الأصوات مطالبة بالإصلاحات شرطا للمساعدات ومن أبواب الفساد شرعت المنظومة الحاكمة الأبواب أمام العقوبات ليذهب الصالح بعزا الطالح، وفيما حكومة اديب في سباق مع الزمن والمهل الفرنسية ضربت اميركا من جديد بسيف العقوبات وأفرغت وزارة خزانتها حزمة جديدة من اللوائح التي طالت هذه المرة شركتين لبنانيتين، وأشارت الخزانة الى أن حزب الله يستغل ارتش ومعمار لإخفاء تحويلات الأموال إلى حساباته الخاصة وربطت هذه العقوبات بتلك التي سبقتها فاعتبرت أن الحزب عمل مع الوزير السابق يوسف فينيانوس لضمان فوز الشركتين بعروض للحصول على عقود حكومية بقيمة ملايين الدولارات وقد أرسلت الشركتان بعض الأرباح من هذه العقود إلى المجلس التنفيذي للحزب.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

ينجح حزب الله دائما في رفض كل ما هو دستوري ، كما ينجح في فرض ما هو غير دستوري. الرفض الأول يصنفه في خانة مقاومة الطروحات التي تطوق المقاومة والخط الذي رسمته للبنان الممانع، فيما يصنف الثاني في خانة العرف الأقوى من الدستور والحامي للميثاقية والطائف. كذلك ينجح الحزب في إلزام الشريك المفترض في الوطن في لعب دور ام الصبي، فيما يتخصص هو في دور لعب الخالة الظالمة زوجة الأب. ومن إنجازات الحزب المحققة اليوم نجاحه في لبننة ماكرون وجره الى خصال ملتوية غير دستورية كان جاء الى لبنان لتخليصه منها ، فإذ به يصاب بعدواها في الصميم . إذا، نحن الآن أمام ثلاثية مخدرة من ثلاثة ممنوعات: إنكسار الحزب، إذلال الرئيس الفرنسي، استقالة أديب كممثل للطائفة السنية أم الصبي.

لكن واضح ومؤسف جدا أن هذا السحر الأسود لا يستقيم إلا إذا تغذى من جسد الدولة كإطار سياسي ودستوري، ومن إمكانيات الشعب الذي ينهشه الجوع والمرض، ومن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والمالية المدمرة. وسط هذه الفوضى القاتلة، إلتفت الناس الى المؤسسات وفي مقدمها رئاسة الجمهورية، فوجدوا أن رأس الدولة استفاق متأخرا جدا، على واقع أن لا عهد رئاسيا ينجح إذا سقطت الدولة، وهو يقوم اليوم بوساطة مستحيلة للجمع بين إملاءات الدويلة ومتطلبات الدولة. مكونات هذه الوساطة السوريالية تقوم على أن وزارة المال تبقى للثنائي الشيعي ، بما يعني تكريسها نهائيا له ، كما يقوم الثنائي بتسمية وزرائه ويحتفظ بالثلث المعطل ، فيما تفرض المداورة على المكونات الأخرى , إن قبلت وهي لن تفعل ، تتشكل حكومة حسان دياب 2 وإلا فلا حكومة .

هذا يعني ان الحكومة العتيدة ستتألف من تقنيين غير مهنيين وغير محايدين بسياسة خارجية ممانعة ستمعن في بناء جدران الفصل بين لبنان واصدقائه في دنيا العرب والعالم ، وتحرمه نهائيا أي بصيص أمل بالحصول على مساعدات تـنتشله من هوة المجاعة والفوضى . ورغم هذه المسخرة قبل الرئيس المكلف والطرف السني بإطالة أمد مساعي التأليف الى نهاية الاسبوع .

مؤشرات حصار لبنان ، لم تتأخر في الظهور ، وقد اصدرت الادارة الأميركية حزمة جديدة من العقوبات اليوم شملت شركتين تابعتين لحزب الله وأحد مسؤولي الحزب ، والمعلومات تفيد بأن اللائحة كانت أكبر إلا ان تدخلات رفيعة حصلت مع الادارة جعلتها تحصر لائحتها بما صدر اليوم . والغاية من ذلك ، ألا تؤدي اللائحة الموسعة الى نسف المساعي الفرنسية لتأليف الحكومة ، لقاء وعد بالمزيد من العمل على تأليف حكومة تستجيب ولو بالحد الأدنى للمتطلبات الدولية . لكن ما حصل على الصعيد الحكومي اليوم من شأنه استعجال اصدار اللائحة بدسمها الكامل في وقت غير بعيد.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 17 أيلول 2020

وطنية/الخميس 17 أيلول 2020

النهار

عُلم أنّ إجراءات أمنية وتدابير احترازية بالغة الأهمية اتُّخذت لحماية مصالح بعض الدول الخليجية، خوفاً من دخول البعض على خط التعرّض لهذه المصالح، على خلفية "التطبيع".

لوحظ عدم اتخاذ قرار حتى الآن بفتح المدارس للنازحين السوريين في دوامات ما بعد الظهر، على غرار ما كان يحصل في الأعوام الماضية، ترقّباً للتمويل المخصص لهؤلاء من قِبل الدول المانحة وما ستكون عليه الأوضاع في لبنان خلال الأسابيع المقبلة.

تدور شكوك في مقر رئاسي من ان يكون افشال تأليف الحكومة عملا متعمدا بهدف تفجير الوضع واستجرار عقوبات جديدة على البلد.

الجمهورية

تبيّن أن المعلومات التي نشرت قبل فترة لتصنيف إنكشاف البنوك على الدين العام لم تكن دقيقة وأعطت فكرة خاطئة عن وضع القطاع.

قال طرف أساسي في مفاوضات تأليف الحكومة إن عملية التأليف هذه المرة بيّنت "العنزة من إم قرون".. في إشارة الى الفرز الذي بدا واضحاً بين الأطراف.

طلب أحد الوزراء من مرجعية مختصّة التحقيق في كيفية تسريب محاضر التحقيقات القضائية ومحاسبة المسؤول عنها.

اللواء

فوجئت أوساط إقتصادية ونقدية بالمعلومات التي رشحت عن اجتماعات مصرفية في باريس، لجهة إنهيار الخطة الاقتصادية، والتمهيد لسرقة أموال المودعين!

اقتصرت حركة "مكوكين" على خط واحد، بعد التلبك الذي أصاب العلاقة مع مسؤول كبير سابق..

يشعر ناشطون في حزب علماني أن حقبة "الحرس القديم" آذنت بالانتهاء!

نداء الوطن

نائبان من حزبين على خلاف، اغتنما فرصة اجتماع اللجان النيابية لمحاولة نقل "رسائل تهدئة" بين الجانبين.

عُلم أن النائب محمد رعد لم يعارض مبدأ المداورة الذي طرح على الطاولة ضمن خطة الرئيس ماكرون في منزل السفير الفرنسي، بل الاعتراض الوحيد كان على الانتخابات النيابية المبكرة.

تواصل مرجع روحي مع رئيس تكتل نيابي طالباً منه عدم عرقلة المبادرة الفرنسية والإصرار على المداورة.

الأنباء

تبيّن ان لقاء دبلوماسيا مع حزب لبناني لم يكن يتيماً انما اكتسب اهمية نظرا للظروف الراهنة.

بعد أن كان تردد سابقاً أن حزباً فاعلاً ألمح إلى عدم ممانعته أن يوقّع مسؤولاً رسمياً على مرسوم مرتبط باستحقاق وطني، فإن المعطيات المستجدة تفيد أن الحزب نفسه عاد وأبلغ هذا المسؤول رفضه التام لأي توقيع.

البناء

توقعت مصادر على صلة بملف الاتصالات لتسهيل التشكيل الحكومي أن تتمدّد مهلة التشكيل حتى الاثنين المقبل إفساحاً في المجال أمام اتصالات جدية سيقوم بها الرئيس المكلف بالقوى السياسية على أن يبدأ بزيارة رئيس المجلس النيابي بعد لقائه برئيس الجمهورية اليوم.

قال مصدر دبلوماسي خليجي إن الكويت رفضت الانضمام بصورة نهائية الى ركب التطبيع الذي تنضم إليه دول الخليج وطلب الى الكويت بصورة حثيثة الانضمام الى المسار، وجاء الموقف الكويتي النهائي بعد مشاورات كويتية داخلية شملت العديد من الشخصيات والكتل النيابية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الثنائي الشيعي: لا بند للمداورة ولا قطيعة مع الحريري

المؤسسة اللبنانية للإرسال,/إم تي في اللبنانية/17 أيلول/2020

أكدت مصادر الثنائي الشيعي أنه على جميع من في الداخل أن ينظر بدقّة الى الورقة التي كُتبت في قصر الصنوبر، إذ لا بند فيها يشير الى مبدأ المداورة. كما أكدت مصادر الثنائي وجود تضخيم بحجم الهوة مع الرئيس سعد الحريري ولا قطيعة معه. الى ذلك، أشارت معلومات الـLBCI  الى ان زيارة الرئيس النكلف مصطفى أديب الى عين التينة تتوقف على امكانية الوصول الى حل وقد يتم ارجاؤها اذا تبيّن ان مبدأ المداورة في الحقائب قد سقط. وأضافت المصادر ان مجرد قبول أديب بسقوط مبدأ المداورة قد يؤدي لسقوط مبدأ حيادية الوزراء والى صيغة حكومية شبيهة بحكومة حسان دياب بحيث يسمي كل طرف وزراءه وهذا ما لن يقبل به الرئيس المكلّف. من جهة أخرى، كشفت معلومات للـLBCI عن أن لقاء مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله عمار الموسوي مع السفير الفرنسي برونو فوشيه امس والاتصالات مع الرئيس نبيه بري، ادت الى بعض الحلحلة وقبول الجانب الفرنسي بحصول  الثنائي على المالية من حيث المبدأ.

وبحسب المعلومات فإن عناصر الحل لم تكتمل لسببين: الاول اذا ابقيت المالية مع الثنائي هناك خشية من فتح المجال امام مطالبة قوى اخرى بحقائب محددة وفرض شروطها، والثاني، انتظار ما سيفعله الفرنسيون لناحية اقناع الرئيس سعد الحريري بالتراجع عن المالية لصالح الثنائي.

 

أديب لن يعتذر… وتمديد للمهلة!

المؤسسة اللبنانية للإرسال /إم تي في اللبنانية//17 أيلول/2020

ن يعتذر الرئيس المكلف تشكيل الحكومة مصطفى أديب، وسيزور بعبدا للتشاور من دون تشكيلة حكومية، بحسب الـLBCI. وبحسب المعلومات فإن أديب يزور الرئيس نبيه بري بعد رئيس الجمهورية في اطار مساعي الفرصة الاخيرة الممددة حتى يوم الاحد. ويزور أديب بعبدا اليوم عند الخامسة بعد الظهر بعد تواصل مع عون تم خلاله تأجيل الزيارة التي كانت متوقعة صباحاً، بحسب الـmtv.

 

حل “عقدة” وزارة المالية؟

سكاي نيوز عربية/17 أيلول/2020

كشفت مصادر مطلعة لـ”سكاي نيوز عربية”، عن أنه تم التوصل إلى توافق بشأن حل “عقدة” وزارة المالية في تشكيلة الحكومة الجديدة برئاسة مصطفى اديب. وجاء ذلك بعد اجتماع عقده السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه، مع مسؤولين في حزب الله، حيث بحث السفير موقف الحزب وحركة أمل من تشكيلة الحكومة الجديدة. ورجحت المصادر أن يكون التوافق بين السفير الفرنسي في بيروت والثنائي الشيعي، قد قضى بـ”التسليم بمطلب الثنائي الشيعي بتولي وزارة المالية في الحكومة”. وجرى الاتفاق على تمديد مهلة تشكيل حكومة أديب حتى نهاية الأسبوع الحالي، في حين ستشهد مشاورات التأليف تكثيفا خلال الساعات القليلة المقبلة.

 

بري: لو طُرحت المداورة لكان التكليف سلك مساراً آخر!

الجمهورية/17 أيلول/2020

نقل عن الرئيس نبيه بري قوله: “نحن مع إنجاح المبادرة الفرنسية ومصرّون على ذلك، وفي الوقت نفسه نحن لدينا مسلمات وطنية، وما طالبنا به هو اننا كلنا شركاء في ادارة هذا البلد، ولن نقبل بالتأكيد ان يكون هناك من هو ابن سِت وهنالك ابن جارية”. واشار الى “اننا لم نسمع بأنّ المبادرة الفرنسية قد اشارت من قريب او بعيد الى المداورة في وزارة المالية، وبالتأكيد انّ هذه المداورة لو كانت قد طُرحت، لكان التكليف قد سلك مساراً آخر غير المسار الحالي”.

 

عقدةُ التّأليف داخلَ السفارة الأميركية؟

"ليبانون ديبايت"/17 أيلول/2020

كشف مصدر سياسي ينتمي لفريق الثامن من آذار أن عقدة التأليف ليست عند "الثنائي الشيعي" ولا حتى عند الفرنسي إنما موجودة داخل السفارة الأميركية التي تُصرّ على إضعاف هذا الثنائي وبالتالي عزله في حال تمكّنت من تحقيق ذلك. ورأت أن هناك جزءاً من اللبنانيين يتماهى بمواقفه مع الموقف الاميركي ويزيد التعقيدات من خلال إصراره على عد منح الطائفة الشيعية حق التوقيع إلى جانب رئيسي الجمهورية والحكومة.

 

تهريبُ أموال خارج لبنان

"ليبانون ديبايت"/17 أيلول/2020

كشفت معلومات خاصّة أن بعض السياسيين ورجال الأعمال اللبنانيين عمدوا خلال الأيام الماضية إلى تهريب عائلاتهم مُحملين بأموال نقدية بهدف تهريبها خارج البلاد. وأكدت المعلومات أن لدى هؤلاء خشية كبيرة من أن تطالهم العقوبات الأميركية المُرتقبة وتخوّف من الحجر عليهم وعلى ممتلكاتهم أو حتى الضغط على القضاء اللبناني لإصدار مذكرات مداهمات لمنازلهم وحجز أموالهم.

 

هجرةُ السلاحِ الى المناطق المسيحية

ليبانون ديبايت/17 أيلول/2020       

ينشطُ تجار سلاح "شيعة" في عمليات بيع السلاح الخفيف الى تجار مسيحيين في ظل غياب الأجهزة الامنية ومخبريها عن متابعة هذا الملف الحساس. وتشير المعلومات الى أن عمليات التسلح لدى حزب مسيحي والمجموعات الصغيرة التي تدور في فلكه والمدعومة من حزب "مُقاوم" بلغت في بعض الأحيان مستوى السلاح المتوسط.

 

صفقات “الحزب” في المرفأ… لا حسيب ولا رقيب

وكالة فرانس برس/قناة العربية.نت/17 أيلول/2020

بعد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب، سلط الضوء على التهريب والتهرّب الضريبي والرشاوى وأرباح المناقصات والمزادات العلنية المشكوك بها، والرواتب الخيالية التي يستفيد منها موظفو المرفأ المحسوبون على القوى السياسية. إلا أن في مرفأ بيروت أيضاً “خطا” سريعا لحزب الله، يمكّنه من تمرير ما يريد من دون رقيب أو حسيب، فضلاً عن صفقات تعود بالفائدة على مسؤولين وموظفين محسوبين على قوى سياسية. ويقول الباحث محمد شمس الدين من مركز “الدولية للمعلومات” الذي نشر دراسات عدة حول الفساد والتهرب الضريبي في لبنان لوكالة فرانس برس أن مرفأ بيروت يُعدّ من أكثر المرافق فساداً، وأضاف أنه ليست هناك أي رقابة فعلية من الحكومة عليه، سواء على جباية الأموال أو إنفاقها. وكما في كل مؤسسات الدولة، يتم اختيار أعضاء اللجنة بحسب انتمائهم الطائفي: رئيس سني، وستة أعضاء يمثلون الطوائف الرئيسية، ويكون المحظيون مدعومين من أبرز الأحزاب السياسية.

ويضيف شمس الدين أن نظام المحاصصة ذاته في الدولة ينطبق على المرفأ. إلى ذلك، يستخدم حزب الله المرفأ لتمرير بضائع لصالحه أو لصالح رجال أعمال محسوبين عليه، وفق مصادر عدة للعربية. وفي هذا السياق، قال رئيس مجلس شورى الدولة السابق القاضي شكري صادر لفرانس برس أنه من المعروف أن هناك بضائع لحزب الله تمر عبر المرفأ والمطار، فضلا عن المعابر الحدودية. وأكمل صادر أن في المرفأ كما في المطار، لدى حزب الله خط عسكري تمر عبره البضائع والسلع من دون تفتيش أو رقابة، موضحاً أن هذا الخط هو نتيجة اتفاق ضمني مع السلطات على ألا يقترب منه أحد.

يُشار إلى أنه في العام 2019، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على المسؤول البارز في حزب الله وفيق صفا بسبب استغلاله الموانئ والمعابر الحدودية اللبنانية للتهريب وتسهيل السفر بالنيابة عن حزب الله، وفق ما جاء في بيان للسفارة الأميركية آنذاك.

وبعد الانفجار الذي تسبّب بمقتل أكثر من 190 شخصاً وإصابة أكثر من 6500 آخرين بجروح، تحدث البعض عن سلاح ومواد أخرى غير قانونية يخزنها حزب الله في المرفأ، لكن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله نفى أي علاقة لحزبه بمرفأ بيروت.

ولا تقتصر “الأعمال” في المرفأ على حزب الله، فقد سمّى تقرير أعده جهاز أمني قبل أشهر واطلعت وكالة “فرانس برس” على نسخة منه، بالاسم خمسة موظفين على الأقل في مفرزة الجمارك في قسم معاينة البضاعة يُمنع استبدالهم، وفق ما ورد فيه.كما أورد التقرير بالتفصيل تبعيتهم لمسؤولين محسوبين بدورهم على التيار الوطني الحر، حزب الله، حركة أمل، تيار المستقبل، حزب القوات اللبنانية.

لكن الخبراء لم يجزموا ما إذا كانت هذه المداخيل غير القانونية تستفيد منها الأحزاب مباشرة، أم فقط الموظفون المحسوبون عليها. وتبلغ إيرادات إدارة المرفأ السنوية نحو 220 مليون دولار، يعود منها 60 مليونا فقط إلى خزينة الدولة، وفق شمس الدين الذي يوضح أن الباقي يفترض أنه يستخدم للرواتب والأجور ولتطوير مرفأ، “إلا أننا فعلياً لا نعرف إلى أين يذهب”. أما في ما يتعلق بالجمارك، فيقدّر حجم التهرّب الجمركي سنوياً، وغالبيته من المرفأ، بين مليار وملياري دولار في بلد راوح العجز في الموازنة فيه خلال العامين الماضيين بين خمسة وأكثر من ستة مليارات دولار. وعلى مر السنوات، خرجت إلى العلن مرات عدة فضائح فساد ما لبثت أن أعيدت ملفاتها إلى الأدراج، من دون محاسبة أحد. فبحسب شمس الدين تستخدم القوى السياسية البارزة في البلاد، نفوذها من أجل توظيف أشخاص محسوبين عليها في المرفأ أو تعيين مسؤولين يغضون الطرف عن عمليات تهريب وتهرب جمركي لرجال أعمال يدعمون هذا الحزب أو ذاك، أو التأثير في عقود الشركات العديدة مع إدارة المرفأ، إذ إن تلزيم الأشغال يجري بالتراضي، والكل يستفيد.

كما أشار شمس الدين إلى أن عمليات التهريب تتم في معظم الأحيان “عبر جمعيات خيرية وهمية تستحصل على مرسوم من الحكومة يعفيها من الرسوم الجمركية.. فيما يعرف الجميع حقيقة الأمر”. إلى ذلك، بيّن التقرير الأمني أن موظفي المرفأ من أصغرهم إلى أكبرهم وعناصر الأجهزة الأمنية الذين يعملون فيه أيضاً، يتلقون رشاوى تتنوع بحسب البضائع التي يسرّعون تمريرها أو يخفّضون رسوم مرورها أو يغضّون النظر عنها. على سبيل المثال، يتقاضى، وفق التقرير، رئيس كل فرقة مشرفة على المدخل الرئيسي للمرفأ مئتي ألف ليرة عن السيارة المستعملة لتسهيل خروجها. ويتقاضى آخرون في الجمارك أيضاً حصتهم على السيارة المستعملة ومهمتهم تخفيض قيمتها في عملية التقييم، وبالتالي تقليل كلفة الضريبة عليها. أما ما هو أخطر من ذلك، فهو “الممنوعات” كالسلاح والمخدرات مثلاً التي تهرّب أحياناً داخل سيارات مستعملة، وفق التقرير. والمفارقة أن جهاز الكشف بالأشعة السينية “السكانر”، الوحيد في المرفأ، معطل.

وفي السياق، قال مصدر في الجمارك لفرانس برس: “السكانر متوقف عن العمل منذ نيسان 2019 بسبب عطل تقني”، مشيراً إلى أنه قديم جداً وكلفة تصليحه وتغيير قطعه تتخطى قيمة سعره. لكن إدارة المرفأ لم تقدم على تغييره نتيجة خلاف داخل الحكومة حول تلزيمه. وتوقف “السكانر” يعني أن عمليات التفتيش تحصل يدوياً فقط، ما يسهّل المخالفات. كما أن عمليات دفع الرسوم وإخراج البضائع لا تزال تتم على الورق ويدوياً أيضاً. أمام هذا الواقع المعقد، والفساد المتجذر، يُشكك كثر في قدرة التحقيق الذي تقوم به الدولة اللبنانية على الوصول إلى الحقيقة في موضوع الانفجار بسبب انعدام الثقة بالمؤسسات على اختلافها.

 

مرفأ بيروت “خط سريع” لصفقات “الحزب”

 صحيفة الشرق الاوسط/17 أيلول/2020

طالما كان يعتبر مرفأ بيروت من أكثر المرافق فساداً في لبنان، وهو معروف بسيطرة بعض القوى السياسية عليه وعلى رأسهم «حزب الله»، ويساهم بشكل أساسي في عجز ميزانية الدولة اللبنانية. وأتى انفجار بيروت وتبادل الاتهامات حول المسؤولية عن وجود نيترات الأمونيوم التي كانت سبب الكارثة، ليلقي الضوء على خفايا هذا المرفق، وكواليسه من التهريب والتهرب الضريبي ورِشى وأرباح مناقصات ومزادات علنية مشكوك فيها، ورواتب خيالية يستفيد منها موظفون محسوبون على القوى السياسية. ولـ«حزب الله» في مرفأ بيروت «خط سريع» يمكنه من تمرير ما يريد من دون رقيب، وصفقات تعود بالفائدة على مسؤولين وموظفين محسوبين على قوى سياسية باتت شريحة واسعة من اللبنانيين تطالب برحيلها. ومن هذه القوى «التيار الوطني الحر» بزعامة رئيس الجمهورية ميشال عون، و«تيار المستقبل»، وفق ما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن متابعين لملف المرفأ.

ويقول الباحث محمد شمس الدين من مركز «الدولية للمعلومات» الذي نشر دراسات عدة حول الفساد والتهرب الضريبي في لبنان: «يُعد المرفأ من أكثر المرافق فساداً»، مضيفاً: «ليست هناك رقابة فعلية من الحكومة عليه، سواء على جباية الأموال أو إنفاقها». ويضيف: «نظام المحاصصة ذاته في الدولة ينطبق على المرفأ». ويستخدم «حزب الله» المرفأ لتمرير بضائع لصالحه أو لصالح رجال أعمال محسوبين عليه، وفق مصادر عدة. ويقول رئيس مجلس شورى الدولة السابق القاضي شكري صادر، لوكالة الصحافة الفرنسية: «من المعروف أن هناك بضائع للمقاومة (حزب الله) تمر عبر المرفأ والمطار»، عدا المعابر الحدودية.

ويضيف: «في المرفأ كما في المطار، لديه خط عسكري تمر عبره البضائع والسلع من دون تفتيش أو رقابة»، موضحاً: «خط المقاومة هذا هو نتيجة اتفاق ضمني مع السلطات، على ألا يقترب منه أحد».

مع العلم أنه في عام 2019، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على المسؤول البارز في «حزب الله» وفيق صفا، بسبب استغلاله «الموانئ والمعابر الحدودية اللبنانية، للتهريب وتسهيل السفر بالنيابة عن (حزب الله)»، وفق ما جاء في بيان للسفارة الأميركية آنذاك. وأورد البيان مثلاً عن «استفادة (حزب الله) من صفا لتسهيل مرور المواد، بما في ذلك المخدرات غير المشروعة والأسلحة، عبر مرفأ بيروت». وتبلغ إيرادات المرفأ السنوية نحو 220 مليون دولار، يعود منها 60 مليوناً فقط إلى خزينة الدولة، وفق شمس الدين الذي يوضح أن البقية يفترض أنها تستخدم للرواتب والأجور ولتطوير المرفأ: «إلا أننا فعلياً لا نعرف إلى أين تذهب». أما فيما يتعلق بالجمارك، فيقدر حجم التهرب الجمركي سنوياً، وغالبيته من المرفأ، بما بين مليار وملياري دولار في بلد راوح العجز في الموازنة فيه خلال العامين الماضيين بين خمسة وأكثر من ستة مليارات دولار.

 

النهار: المهل تتفلت ولا تكريس لـ "الدوحة 2"

النهار/الخميس 17 أيلول 2020

قد يكون القفز من تأجيل الى تأجيل آخر ظواهر محاولات التفلت من مواجهة ساعة الحقيقة النهائية لبت مصير التشكيلة الحكومية الجديدة، ومعها أيضا المبادرة الفرنسية التي تشكل الفرصة الأخيرة للبنان للنفاذ من أسوأ السيناريوات الانهيارية التي تترصده. والحال ان ارجاء الرئيس المكلف تشكيل الحكومة مصطفى اديب زيارته التي كانت مقررة قبل ظهر امس لقصر بعبدا إفساحاً امام فرصة جديدة قيل انها ستكون النهائية قبل بت تشكيلة اديب سلبا ام إيجابا، مع تنامي اتجاه الرئيس المكلف الى الاعتذار عن مهمته في حال استمرار الاشتراطات المانعة لولادة حكومته، يبدو انه قابل لان يتكرر اليوم أيضا اذا لاحت مؤشرات ولو ضئيلة حيال فتح كوة في جدار الانسداد الحكومي. وعلمت "النهار" في هذا السياق ان موعد اديب في قصر بعبدا كان لا يزال مثبتا في الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم. ولكن المساعي الداخلية كما الجهود الفرنسية "الانقاذية" لفرصة اللحظة الأخيرة بلغت في الساعات الأخيرة ذروة غير مسبوقة لمنع تفاقم الازمة الى حدود اللاعودة من خلال اعلان الرئيس المكلف اعتذاره. ومع صدور مواقف فرنسية عبرت عن بداية خيبة باريس وما يعنيه ذلك من محاذير خطيرة للغاية للطبقة السلطوية كما للقوى السياسية ولا سيما منها تلك التي ستتحمل تبعة الاشتراطات التي ستجهض المبادرة الفرنسية ومعها حكومة اديب بدأت محاولة جديدة متقدمة مع ساعات بعد الظهر ربما يتم معها تجاوز عامل المهلة الجديدة اذا تبين ان ثمة قبسا من نور لحل ما في نفق التعقيدات التي زجت في وجه انجاز التشكيلة الحكومية. ولذلك لن يكون مستبعدا ان يصار الى تأجيل جديد لزيارة أديب اليوم لقصر بعبدا اذا ثبت ان ثمة تجاوبا مع الجهود المبذولة لإنقاذ تشكيلته في الوقت المستقطع الإضافي. حتى ان بعض المصادر تحدث عن امكان ان يحضر فعلا الى بيروت كبير الممسكين بملف المبادرة الفرنسية مدير المخابرات الخارجية الفرنسي برنار ايمييه في حال وجد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ضرورة للدفع بقوة تكرارا لإنقاذ المبادرة كما الحكومة في لحظاتهما الأكثر حرجا. ولعل ابرز ما تكشفت عنه ساعات العد العكسي لاصطدام المساعي السياسية الجارية لحمل الثنائي الشيعي على التعامل المرن والتنازل في موضوع تشبثه بالحصول على حقيبة المال وتسمية الوزراء الشيعة جميعا خلافا لمواقف القوى السياسية الأخرى قاطبة تقريبا ان ثمة من تحدث عن وجود حالة رفض واسعة لـ"اتفاق الدوحة -2 " الذي حصل خلاله الثنائي الشيعي على الثلث المعطل في الحكومة ولكن هذه المرة من خلال تسليم الجميع بالمداورة في الوزارات حتى رئيس الجمهورية ميشال عون نفسه الذي يحبذ المداورة كما بات معروفا. ولكن الثنائي الشيعي لم يسلم باي صيغة مرنة ولا يزال يتشبث بحقيبة المال الامر الذي بات يرسم دلالات وأبعاداً تتصل بخلفيات إقليمية وتحديدا إيرانية لهذه العرقلة للمبادرة الفرنسية ربطا بمجريات الصراع الأميركي الإيراني وكجزء أساسي من خطة ايران للرد على محاصرتها بعمليات التطبيع الخليجية مع إسرائيل.

من باريس

واما الموقف الفرنسي من مجريات التعقيدات الأخيرة فتمثل في ما نقله مراسل "النهار" في باريس سمير تويني عن مصادر ديبلوماسية فرنسية بارزة لم تخف اجواء تشاؤمها حيال الازمة ولو ظلت تعول على الأطراف السياسيين لوضع خلافاتهم جانبا وتشكيل الحكومة في اسرع وقت. وقالت هذه المصادر ان باريس أوضحت للجميع انها لا تتدخل في تشكيل الحكومة منذ البداية وهذا امر لبناني صرف وان الرئيس ايمانويل ماكرون كان واضحا منذ البداية عندما طالب بتشكيل "حكومة مهمات" من أشخاص كفوئين ومستقلين ووضع الأمور السياسية جانبا لفترة قصيرة للقيام بالإصلاحات الضرورية ووافق الجميع ممن شاركوا في لقاء قصر الصنوبر على خارطة الطريق الفرنسية. وتبعا لذلك تبدي المصادر الفرنسية البارزة اسف باريس لفشل الزعماء السياسيين اللبنانيين في التزام تعهداتهم التي قطعوها للرئيس ماكرون وفقا للإطار الزمني المحدد ولكنها مع ذلك تعتبر انه لم يفت الأوان بعد للحل وعلى الجميع الاضطلاع بمسؤولياتهم والتصرف في نهاية الامر بما يَصْب في مصلحة لبنان وحده بإتاحة الفرصة للرئيس المكلف تشكيل الحكومة مصطفى اديب تشكيل الحكومة بما يتلاءم والوضع الخطير الذي يمر به لبنان . وإذ اشارت الى ان باريس لم تطلب المداورة اعتبرت انه يعود للأطراف التوصل الى حل في شأن مطالبة الثنائي الشيعي بالحفاظ على توزير شيعي في حقيبة المال . وبموازاة هذا الموقف تبين ان السفير الفرنسي برنار فوشيه التقى مسؤول العلاقات الخارجية في "حزب الله " عمار الموسوي بعد ظهر امس وبحث معه في الملف الحكومي.

وفي غضون ذلك تصاعدت المواقف المناهضة ضمنا لموقف الثنائي الشيعي وكان ابرزها للرئيس سعد الحريري الذي الذي اعتبر ان "وزارة المال وسائر الحقائب الوزارية ليست حقا حصريا لاي طائفة ورفض المداورة احباط وانتهاك موصوف بحق الفرصة الأخيرة لإنقاذ لبنان واللبنانيين ". كما ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط انتقد "البعض الذي لم يفهم او لا يريد ان يفهم ان المبادرة الفرنسية هي آخر فرصة لإنقاذ لبنان ومنع زواله كما قال وزير خارجيتها بكل وضوح". وبدوره انتقد رئيس حزب "القوات اللبنانية "سمير جعجع "المهزلة الحقيقية في موضوع تشكيل الحكومة ". واعتبر ان المبادرة الفرنسية هي محاولة كبيرة وجدية لإنقاذ لبنان وإحباطها ومحاولة إنهائها بهذا الشكل هي جريمة ".

استنفار سياسي

اما في المعطيات السياسية فالى حين انتهاء اجتماع رؤساء الحكومة السابقين البعيد عن الاعلام في "بيت الوسط"، لم يكن هناك اي بوادر حلحلة وابقوا اتصالاتهم مفتوحة افساحاً في المجال امام المزيد من مشاورات اللحظات الاخيرة قبل اقدام الرئيس المكلّف على الاعتذار بعدما اقفلت كل ابواب الحل.

وعلم انه تم تداول اكثر من مشروع حل ومنها اسناد وزارة المال لمسيحي يتفق عليه بين كل الاطراف من رئيس الجمهورية الى الرئيس المكلّف الى الثنائي الشيعي. الا ان الثنائي الشيعي بقي متمسكاً بحقيبة المال وبتسمية وزرائه فسقط الطرح.

وعلم من مصادر مطلعة ان الرئيس المكلّف وبالتشاور مع رؤساء الحكومة الاربعة السابقين بقي يدرس اي خيار من اثنين سيقدم في بعبدا: الاعتذار فقط ام الاعتذار مرفقاً بتشكيلته الحكومية المؤلفة من 14 وزيراً من اختصاصيين مستقلين تماماً مع تطبيق المداورة الشاملة بدءاً من المال. وبما انها مرفوضة من فريق اساسي فيقول "هذه التشكيلة التي كنت ارى انها القادرة على تنفيذ برنامج الاصلاحات المتفق عليها، لكنها لم تعد كذلك ولذلك أنا اعتذر". ونقل عن رئيس الجمهورية انه مع المداورة الشاملة شرط موافقة كل الاطراف، وتردد ان الرئيس المكلّف زاره ثلاث مرات ولم يقدم اسماء او صيغة حكومية والاتصالات التي اجراها عون كانت للمساعدة على حل العقد المتعلقة بالتمثيل الشيعي وبتوزيع الحقائب وبالصيغة الحكومية. لذلك، سيعمل على ايجاد حل توافقي لا يضيع فرصة المبادرة الفرنسية. ووفق المعلومات فانه في حال لم تطرأ حلحلة بنتيجة الاتصالات التي اجريت على اعلى المستويات بين باريس وبيروت، فالاكيد ان اديب سيعتذر بعدما اقفلت كل ابواب التوافق امام تشكيلته الحكومية. وعلم ان الثنائي الشيعي رفض كل العروض التي تم تداولها بشأن المداورة وقالت مصادره ان لا شيء جديدا ، وان الثنائي مصر على انجاح المبادرة الفرنسية بكل تفاصيلها "ولكن هناك مسلمات وطنية فإما نكون كلنا شركاء في البلد واما يكون هناك اولاد ست واولاد جارية. وموضوع المداورة في الحقائب لم يذكر ولا مرة والا لكان التكليف اتخذ مساراً مختلفاً".

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

واشنطن: قطر استجابت بشأن توقيع اتفاق مع إسرائيل

دبي - العربية.نت/17 أيلول/2020

كشف نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الخليج العربي، الخميس، أن قطر استجابت بشأن توقيع اتفاق مع إسرائيل، مؤكداً أنها منفتحة جدا للتعامل معها. وقال ثيموثي لندركينغ في إيجاز صحافي عبر الهاتف: "قطر لديها تاريخ من التفاهم مع دولة إسرائيل، وتعاملت معها بشكل متكرر وعلني". والسفير القطري محمد العمادي معروف بزياراته المتكررة إلى قطاع غزة، حيث يلتقي قائد الحركة في القطاع يحيى السنوار، للتنسيق حول مشاريع مشتركة واستقبال أموال قطرية عبر إسرائيل. وقال العمادي في أغسطس الماضي: "نواصل التفاوض مع إسرائيل بشأن غزة"، مضيفا أن "اتصالات على أعلى المستويات تجري مع تل أبيب" بشأن القطاع. جاء ذلك بعدما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن وفداً أمنياً من الجيش الإسرائيلي والموساد والشاباك (جهاز الأمن العام)، زار الدوحة لبحث الوضع في غزة مع المسؤولين القطريين. يذكر أن الإمارات وقعت، الثلاثاء، في البيت الأبيض، اتفاقية السلام مع إسرائيل، وبعيد مراسم التوقيع أكد وزير الخارجية الإماراتي أن تلك الاتفاقية "ستمكن بلاده من مساعدة الفلسطينيين أكثر" مضيفاً: "نريد جلب المزيد من الأمل إلى منطقتنا، لذا تمد الإمارات اليوم يد السلام". هذا وشهدت حديقة البيت الأبيض بواشنطن، توقيع اتفاق سلام بين إسرائيل والبحرين أيضا.واستضاف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، حفلا لتوقيع اتفاقيتي السلام بحضور كبار المسؤولين في الحكومة الأميركية ووفود الإمارات والبحرين وإسرائيل. ووقع عن الجانبين الإماراتي والبحريني وزيرا خارجية البلدين، الشيخ عبدالله بن زايد، وعبد اللطيف الزياني، وعن الجانب الإسرائيلي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وبموجب الاتفاق، فإن الإمارات والبحرين ستقيمان علاقات دبلوماسية وتجارية واقتصادية مع إسرائيل التي لم تخض حربا ضدهما من قبل، وسيعزز الاتفاقان تحالفا غير رسمي ضد التهديدات الإيرانية والمطامع التركية، ويمهد الطريق أمام الإمارات للحصول على صفقات أسلحة أميركية متطورة.

 

أنقرة تقصف شمال العراق.. وتدعو الكاظمي لزيارة تركيا

دبي - العربية.نت/17 أيلول/2020

أفادت مصادر كردية مساء الخميس بخرق الطائرات التركية مجددا الأجواء العراقية وقصف قرية كردية حدودية. في الأثناء، أعلن السفير التركي في العراق، فاتح يلدز، الخميس، أن بلاده وجهت دعوة رسمية إلى رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، لزيارة تركيا. وجاءت تصريحات يلدز خلال زيارته لمستشار الأمن الوطني العراقي، قاسم الأعرجي، حيث بحثا العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الجارين.

تطوير العلاقات!

وأكد الأعرجي بحسب بيان لمكتبه، أن "حكومة الكاظمي حريصة على إدامة العلاقات بين العراق وتركيا وتطويرها في جميع المجالات". وأضاف أن "البلدين تربطهما المصالح المشتركة وكذلك المصالح الاقتصادية المتبادلة، وعلينا أن ننمي هذه العلاقات فيما يخدم بلدينا". وأشار الأعرجي الى أن "مصلحة العراق العليا تقتضي أن تكون علاقاتنا متوازنة مع الجميع، ونتمنى أن تشهد المرحلة الحالية مزيدا من الأمن والاستقرار في المنطقة وعموم العالم". من جهته قال السفير التركي، إن "الرئيس رجب طيب أردوغان يعير أهمية كبرى للعلاقات التركية العراقية، ولديه الرغبة بزيارة العراق حالما تتهيأ الظروف، ونحن وجهنا دعوة رسمية الى الكاظمي لزيارة تركيا".

هجوم تركي بالتزامن مع زيارة الكاظمي

وقبل أسبوع، سقطت 4 قذائف مدفعية أطلقتها تركيا، على قرية أورمان بناحية كاني ماسي التابعة لقضاء العمادية في محافظة دهوك، حيث وقعت اثنتان منها قرب عدة منازل. وقال -حيتها- مدير ناحية كاني ماسي، سربست صبري إن المدفعية التركية قصفت قرية أورمان، مبيناً أن قذيفتي مدفعية وقعتا على مقربة 70 متراً من مجموعة من البيوت السكنية. وتزامن هذا القصف مع زيارة كان يجريها رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي إلى إقليم كردستان والتي شملت قضاء زاخو في دهوك أيضاً، كما بحث مع رئيس حكومة الإقليم، مسرور بارزاني السيادة العراقية.

 

بعد هجوم أردوغان بساعات.. مناورات تركية يونانية

دبي - العربية.نت/17 أيلول/2020

رغم الأزمة المستعصية على الحل في شرق المتوسط والتي وصلت حد تهديد الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على أنقرة بسبب التنقيب التركي عن الغاز في المناطق المتنازع عليها مع قبرص واليونان، أعلنت وزارة الدفاع التركية، الخميس، مشاركة مجموعة من القوات الخاصة التركية، في مناورات مشتركة تضم 6 دول بينها اليونان، في أحدث تعاون مشترك بين قوات البلدين، منذ توتر الأجواء بينهما على خلفية أزمة المتوسط. وقال بيان لوزراة الدفاع التركية، "بمشاركة عناصر من القوات الخاصة، بدأت مناورات مشتركة خاصة بدول البلقان، بمشاركة قوات من تركيا، و رومانيا، واليونان، وبلغاريا، وألبانيا، ومقدونيا، خلال الفترة 14-25 سبتمبر 2020، في رومانيا". وأضاف البيان، "الهدف من التمرين (المناورات)، تنمية الصداقة والتعاون والتنسيق بين القوات الخاصة، لدول البلقان، وتبادل المعرفة، والخبرة المتبادلة، وتطوير قدرتها على أداء العمليات معاً.

أردوغان يهاجم اليونان

في الأثناء، هاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، واصفا إياه بعديم الكفاءة. كما انتقد اليونان، معتبراً أن سياسته على حق، وأنه لن يسمح لأحد بعزل بلاده داخل شواطئها رغم امتلاكها أطول سواحل على المتوسط.

"قطاع الطرق"

وأضاف بحسب ما نقلت عنه وسائل إعلام تركية:" رغم استفزازات الطرف الآخر (في إشارة إلى اليونان) وسلوكه الصبياني شرق المتوسط، نتصرف بحكمة لأننا دولة عظيمة، وعلى حق"، بحسب تعبيره. إلى ذلك، اعتبر أن نظراءه في شرقي المتوسط أدركوا أن لغة التهديد لا تنفع وأن تركيا لن تخضع للابتزاز ومن وصفهم بـ "قطاع الطرق". وتبادل أردوغان وماكرون الإهانات على مدى شهور بعدما اتّخذا مواقف متناقضة حيال عدة نزاعات بدءا من ليبيا ومناطق أخرى في الشرق الأوسط ووصولا إلى خلاف تركيا مع اليونان بشأن الحدود البحرية.

فرض عقوبات

ومن المقرر أن يناقش الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل مسألة فرض عقوبات على تركيا ردا على إرسالها سفن تنقيب وسفنا حربية إلى مناطق في شرق المتوسط تطالب بها كل من اليونان وقبرص. كما تصاعدت حدة النزاع بعدما أرسلت تركيا سفنا للتنقيب عن النفط في المتوسط، في حين أرسلت فرنسا الشهر الماضي قطعا بحرية إلى المنطقة لمساعدة السفن الحربية اليونانية التي أرسلت في مواجهة تلك التركية في المياه المتنازع عليها.

 

محكمة نقض تركية تؤيد أحكاماً بالسجن ضد محامين معارضين

دبي – العربية نت/17 أيلول/2020

أيدت محكمة الاستئناف العليا في تركيا، أحكام سجن صادرة بحق 14 محامياً، يتبعون جمعية المحامين التقدميين، حسب ما أفادت وسائل إعلام تركية، مساء الثلاثاء. وقالت محكمة الاستئناف العليا، إنه "يجب إعادة تقييم ملفات ثلاثة محامين آخرين من مركز حماية المدنيين بالنظر إلى طبيعة التهم الموجهة إليهم"، أما عن ملف المحامية إبرو تيمتيك، التي فقدت حياتها في اليوم 238 من إضرابها عن الطعام أثناء مطالبتها بمحاكمة عادلة، قالت محكمة الاستئناف العليا، إنه "لا يوجد سبب لإصدار حكم لها، بسبب وفاتها". وأصدرت محكمة تركية في مارس 2019، أحكاماً بالسجن على 18 محامياً من جمعية المحامين التقدميين، بتهم الانتماء إلى حزب التحرير الشعبي الثوري المحظور. وانتقدت عدة منظمات حقوقية وقانونية الأحكام، قائلة إن السلطات أصدرت هذه الأحكام ضد المحامين، لأنهم تكفلوا بالدفاع عن سجناء سياسيين في السجون التركية. ورفع المحامون المتهمون طعناً إلى محكمة النقض، مطالبين بتبرئتهم من جميع التهم الموجهة إليهم، ونظراً لأن قضيتهم تأخرت أمام محكمة النقض، بدأ أربعة من المحامين الموقوفين إضراباً عن الطعام في 3 فبراير الماضي، احتجاجاً على أحكام السجن الطويلة التي حُكم عليهم بها. وقالت منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان"، في أبريل الماضي، إن المحامية إبرو تيمتيك، والمحامي أيتاش أونسال، حولا إضرابهما عن الطعام إلى صيام حتى الموت، ونتيجة لذلك فقدت "تيمتيك" حياتها في 27 أغسطس، وقوبلت وفاتها باحتجاج من أنصارها. بعد وفاة "تيمتيك"، قضت محكمة النقض بأن تمديد اعتقال زميلها "أونسال" سيعرض حياته للخطر، وبالتالي أُطلق سراحه في اليوم 213 من إضرابه عن الطعام، وكان في حالة صحية حرجة في مستشفى في اسطنبول. بدوره، أصدر مكتب قانون الشعب، وهو منظمة حقوقية، بياناً بشأن قرار محكمة النقض (الاستئناف العليا)، قال فيه إن "تأييد أحكام السجن بحق 14 محامياً من محامي جمعية المحامين التقدميين، يظهر كيف تحولت تركيا إلى بلد غير قانوني".

 

تركيا تغازل مصر.. " لم تنتهك في أي وقت جرفنا القاري"

دبي- العربية.نت/17 أيلول/2020

على وقع الضغوط الأوروبية، والتلويح بعقوبات آتية، على خلفية تصاعد التوتر في شرق البحر المتوسط، وتأكيد أنقرة أكثر من مرة أن انسحاب سفينة التنقيب التي فاقمت النزاع، حصل من أجل الصيانة فقط، حيدت تركيا، اليوم الخميس، مصر عن هذا الصراع، على الرغم من انتقادها سابقا للاتفاقية التي وقعت بين القاهرة وأثينا. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الخميس، إن مصر لم تنتهك في أي وقت الجرف القاري لتركيا. وأضاف:" اليونان وقبرص هما من انتهكتا الجرف القاري التركي في الاتفاقيتين الثنائيتين مع القاهرة". وكانت تركيا اعتبرت سابقا أن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية المصرية -اليونانية، التي وقعت مطلع أغسطس في القاهرة، باطلة، مشيرة إلى أنها "تنتهك أيضا الحقوق البحرية الليبية". وأواخر الشهر الماضي، صادق البرلمان اليوناني على هذا الاتفاق الثنائي مع مصر، وسط تصاعد التوترات بين أنقرة وأثينا، حيث يتنازع البلدان المتجاوران وكلاهما عضو في حلف شمال الأطلسي على مناطق بحرية غنية بالغاز والنفط.

الاستفادة إلى أقصى حد

يشار إلى أن تلك الاتفاقية اعتبرت بمثابة رد على الاتفاق التركي الليبي الذي وقع في نهاية عام 2019 والذي سمح لتركيا بالوصول إلى منطقة كبيرة في شرق البحر المتوسط، حيث تم اكتشاف احتياطات كبيرة من الغاز في السنوات الأخيرة. وتسمح المعاهدة لكل من مصر واليونان بالاستفادة إلى أقصى حد من الموارد المتاحة في المنطقة الاقتصادية الخالصة، خصوصا احتياطيات النفط والغاز. ومنذ 10 آب/أغسطس، أي بعد أربعة أيام من توقيع هذه الاتفاقية الثنائية، نشرت أنقرة مركب المسح الزلزالي عروج ريس والقطع الحربية المرافقة له لإجراء عمليات استكشاف قبالة جزيرة كاستيلوريزو اليونانية، على بعد كيلومترين من الساحل التركي. إلا أن تلك السفينة عادت إلى انطاليا الأحد الماضي، لكن تركيا أكدت أن السبب مجرد الصيانة، مخففة بالتالي من أبعاد تلك العودة، ومؤكدة تمسكها بأعمال التنقيب التي أججت الصراع في المتوسط في الأساس.

 

الوكالة الذرية: سنفتش مواقع إيرانية جديدة

دبي - العربية.نت/17 أيلول/2020

أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم الخميس، أنها تعتزم القيام بتفتيش منشآت إيرانية جديدة خلال الأيام المقبلة. وأوضحت وكالة الطاقة الذرية أنها تتواجد في إيران لضمان عدم حصولها على سلاح نووي. كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت الاثنين الماضي أنها ما زالت تحقق في المواد والأنشطة غير المعلنة لإيران. وقال أمين عام الوكالة، رفائيل غروسي، في بداية اجتماع مجلس المحافظي في فيينا: "الوكالة ما زالت تحقق في المواد والأنشطة النووية غير المعلنة في إيران". كما أكد أن عمل الوكالة للتحقق من عدم تحويل المواد النووية التي أعلنت عنها إيران بموجب اتفاق الضمانات الخاص بها، متواصل.

تحليل العينات

إلى ذلك، قال: "ما زلنا نحلل العينات التي أخذها مفتشونا من أحد الموقعين اللذين اتفقنا مع إيران قبل أسابيع على زيارتهما. وأضاف أن "الوصول للموقع الثاني المحدد سيحدث في وقت لاحق من هذا الشهر". يذكر أن الوكالة أعلنت في بداية سبتمبر أن المخزون الإيراني من اليورانيوم المخصّب يتجاوز حاليا عشر مرّات الحد المنصوص عليه في اتفاق 2015 النووي الذي أبرمته الجمهورية الإسلامية مع القوى الكبرى. أتى ذلك، بعدما أعلنت إيران والوكالة في بيان الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق يقضي بالسماح لمفتشي الوكالة الأممية بدخول موقعين نووين مشبوهين.

تخصيب في موقع فوردو

والأحد أعلن رئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية علي أكبر صالحي أن هناك 1044 جهاز طرد مركزيا يعمل حاليا على تخصيب اليورانيوم في موقع فوردو، وذلك في إطار خفض طهران لالتزاماتها إزاء الاتفاق النووي. وكانت إيران استأنفت مطلع تشرين الثاني/نوفمبر نشاطات تخصيب اليورانيوم في مصنعها الواقع تحت الأرض في فوردو في خطوة جديدة من ردها على الانسحاب الأميركي الأحادي من الاتفاق النووي الذي يهدف إلى منع طهران من امتلاك قنبلة ذرية.

إنجاز كامل الخطوة الرابعة

إلى ذلك، قال علي أكبر صالحي الأحد "إن إيران أنجزت كامل الخطوة الرابعة لخفض التزاماتها إزاء الاتفاق النووي، وبناء على ذلك سيتم التخصيب عبر ألف و44 جهازا للطرد المركزي في موقع فوردو النووي"، حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إرنا. وأضاف "نحن كنا قد تعهدنا وفقا للاتفاق النووي، بعدم استخدام هذا العدد في مجال التخصيب، لكن وفقا لبرامح خفض التعهدات إزاء الاتفاق، سيتم التخصيب بناء على حاجة البلاد".

 

غوتيريش: أي تسريب من "صافر" قبالة اليمن سيؤدي لكارثة

دبي - العربية.نت/17 أيلول/2020

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الخميس، عن قلقه العميق بشأن ناقلة النفط صافر، مؤكدا أن انفجارها أو تسرب النفط منها سيؤدي لعواقب إنسانية وبيئية كارثية على اليمن والمنطقة. ونقلت بعثة الأمم المتحدة للدعم في اليمن عن غوتيريش خلال الاجتماع الوزاري حول اليمن والذي عقد افتراضيا على هامش أعمال الدورة 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة قوله، اليوم الخميس، إن هجمات الحوثيين بالطائرات المسيرة والصواريخ على السعودية لا تزال مستمرة. وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على أن التصعيد العسكري في مأرب وغيرها لا يؤدي إلا إلى تعطيل الجهود لوقف إطلاق النار واستئناف العملية السياسية.

النداء الأخير

إلى ذلك، وجهت السلطة المحلية بمحافظة الحديدة، غربي اليمن، مساء أمس الأربعاء، ما وصفته بـ"النداء الأخير" لإنقاذ اليمن والعالم من كارثة ناقلة صافر، العائمة على سواحل البحر الأحمر، وتحوي أكثر من 1.1 مليون برميل من النفط الخام، وتشكل قنبلة موقوتة مهددة بالانفجار جراء رفض ميليشيات الحوثي دخول فريق أممي لصيانتها وتفريغها. وأطلق وكيل محافظة الحديدة وليد القديمي، في سلسلة تغريدات على صفحته بموقع "تويتر"، ما سماه "النداء الأخير" لإنقاذ اليمن والدول المجاورة والبحر الأحمر من كارثة متوقعة سببها تعنت ميليشيات الحوثي الإرهابية في عدم السماح بصيانة سفينة صافر العائمة.

وأكد أن كارثة صافر سوف تضيف عبئاً إضافياً سيؤثر على اليمن لعشرات السنين القادمة ويحرم الآلاف من فرص عملهم ويقضي على الحياة البحرية المتنوعة في المياه اليمنية على البحر الأحمر وكذا شرق البحر الأحمر إلى خليج العقبة. وأشار إلى أن ناقلة صافر نفد منها المازوت الذي كان عصب الحياة اللازم لتشغيل الغلايات لإنتاج البخار اللازم لتشغيل توربينات مولدات الكهرباء البخارية ومضخات التصدير البخارية ومعدات تحلية مياه البحر. وأضاف: "في الوقت الحالي يحتوي الخزان العائم على كمية من النفط الخام تبلغ مليونا و140 ألف برميل (يعادل تقريباً 160 ألف طن) بقيت عليه من فترة ما قبل اندلاع الحرب، وهو ما شكل ويشكل خطرا متزايداً يوماً بعد يوم". وترسو سفينة "صافر" العائمة والتي توصف بأنها "قنبلة موقوتة"، ولم يجرَ لها أي صيانة منذ عام 2014، على بُعد 7 كيلومترات قبالة ميناء رأس عيسى في مدينة الحديدة، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وتحمل أكثر من 1.1 مليون برميل من النفط الخام.

 

قسد تطالب بتحرك دولي لوقف جرائم الحرب شمال سوريا

دبي - العربية.نت/17 أيلول/2020

أكد مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية، الخميس، أن تقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة ما هو إلا جزء صغير من جرائم الحرب التي ترتكبها الفصائل المسلحة بحق السكان في عفرين ورأس العين وتل أبيض بغطاء سياسي تركي. وأضاف المسؤول الكردي عبر تويتر، أنه ينبغي على المجتمع الدولي محاسبة الأطراف والتحرك بجدية لملاحقة ومحاكمة مرتكبي جرائم الحرب. يشار إلى أن "لجنة التحقيق الدولية الخاصة بسوريا" كانت حمّلت تركيا، مسؤولية ضمان النظام والسلامة العامة وتوفير الحماية، خاصة للأطفال والنساء في المناطق السورية الخاضعة لسيطرة الجيش التركي وفصائل المعارضة السورية المسلحة والمؤيدة له.واعتبرت اللجنة الدولية في تقريرها الصادر الثلاثاء، والمكون من 29 صفحة باللغة العربية و25 بالإنجليزية، أن أنقرة لم تنفذ التزاماتها في مناطق رأس العين وتل أبيض وعفرين التي تخضع لسيطرة الجيش التركي، وأن الفصائل السورية نهبت ممتلكات السكان في هذه المناطق، واستولت عليها وعذّبت المعتقلين في سجونها، في حين امتنع الجيش التركي عن التدخل.

انتهاكات ارتكبها أتباع أنقرة

كما كشف التقرير الذي قُدِم إلى "مجلس حقوق الإنسان" وأجريت تحقيقاته في الفترة الممتدة من 11 كانون الثاني/يناير من العام الحالي ولغاية الأول من تموز/يوليو الماضي، عن تعرّض السكان الأكراد وعلى وجه الخصوص في مدينة عفرين الواقعة شمال غربي حلب، ورأس العين الواقعة بريف الحسكة الشمالي، لانتهاكات ارتكبها ما يُعرف بـ"الجيش الوطني السوري" المؤيد لأنقرة. وقالت "اللجنة الدولية" في تقريرها، إنها تلقّت معلومات إضافية تفيد أن عائلات من مدينة تل أبيض، التي سيطر عليها الجيش التركي والفصائل السورية المؤيدة له مطلع تشرين الأول/أكتوبر الماضي، اختارت عدم العودة إلى منازلهم خوفاً من الاغتصاب والعنف الجنسي الذي ترتكبه عناصر "الجيش الوطني السوري" بحق نسائهم وبناتهم. وبحسب معلومات اللجنة، فقد تعرضت 30 امرأة على الأقل للاغتصاب في شهر شباط/فبراير الماضي وحده. وجاء في تقريرها في هذا الصدد أن "قاضيا سابقا في عفرين أكد أن بعض مقاتلي الجيش الوطني السوري اتهموا بالاغتصاب والعنف الجنسي خلال مداهمتهم المنازل في المنطقة، لكن لم تتم إدانة أي منهم، بل أطلق سراحهم بعد أيام قليلة".

اعتقال تعسفي وتجنيد أطفال

إلى ذلك، رصد التقرير أيضاً الانتهاكات التي طالت السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري و"قوات سوريا الديمقراطية"، ومناطق سورية أخرى تخضع لسيطرة المعارضة المسلحة كما في إدلب وريف درعا، لكنه ركّز بشكل أساسي على انتهاكات الفصائل السورية المؤيدة لأنقرة.

وذكرت اللجنة أن "حملات الاعتقال التعسفي"، تواصلت في مناطق النظام خاصة في دمشق وريفها والسويداء ودرعا. كما أوصت اللجنة "قوات سوريا الديمقراطية"، ببذل جهودٍ لإنهاء "تجنيد الأطفال"، في صفوف "وحدات حماية الشعب" و"وحدات حماية المرأة". واتهمت اللجنة "هيئة تحرير الشام"، الفرع السوري لتنظيم القاعدة في إدلب، بفرض أيديولوجيتها بالقوة على السكان في تلك المنطقة إلى جانب جملةٍ انتهاكات أخرى.

 

الصراع بين ترمب وبايدن يحتدم في فلوريدا المتأرجحة

واشنطن - بندر الدوشي/17 أيلول/2020  

تُعتبر فلوريدا أكثر الولايات المتأرجحة أهمية وفوضوية في آن واحد في الانتخابات الأميركية. وكانت آخر ولاية تم إعادة فرز الأصوات فيها في الانتخابات السابقة، كما حصدت أكثر من 200 مليون دولار حتى الآن من الإعلانات الانتخابية الرئاسية في عام 2020 وحده. وقد أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن المرشح الديمقراطي جو بايدن يحافظ على تقدم طفيف على الرئيس دونالد ترمب بين الناخبين في فلوريدا، حيث حصل بايدن على تأييد 50% من المستطلع آراؤهم من قبل جامعة مونموث. في المقابل أظهر استطلاع آخر تقدم ترمب في الولاية. ومن المتوقع أن يكون هامش السباق في فلوريدا ضيقاً للغاية. وقد فاز ترمب بالولاية بفارق 113 ألف صوت في عام 2016. ومنذ تموز/يوليو الماضي، تنفق الحملات الانتخابية على الدعاية في فلوريدا أكثر من أي مكان آخر في الولايات المتحدة. وحتى الآن، أنفقت حملة ترمب 57.5 مليون دولار بينما أنفقت حملة بايدن 63.7 مليون دولار، وفقاً لشركة Advertising Analytics، وهي شركة لتتبع الإعلانات. كما تعهّد مايكل بلومبرغ بإنفاق 100 مليون دولار في فلوريدا لدعم بايدن. وتُعد شاشات التلفزيون في فلوريدا الطريقة الرئيسية التي تقدم بها الحملات حججها لإقناع الناخبين. وتُظهر الاستراتيجيات الإعلانية الأخيرة لكلا الحملتين أهمية هذه الولاية.

وتستعرض حملة بايدن قوتها المالية مؤخراً من خلال الإعلانات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، إلا أنها تركّز بشكل خاص على فلوريدا، حيث أطلقت الحملة أكثر من 20 إعلاناً فريداً على مدار الأسبوع الماضي. وكانت الرسالة الأكثر شيوعاً في إعلانات بايدن في فلوريدا مألوفة للديمقراطيين، وهي "الرعاية الصحية". وقد تم إنفاق حوالي 600 ألف دولار على إعلان واحد خلال الأسبوع الماضي يعيد سرد قصة فقدان بايدن لزوجته وابنته في حادث سير أثناء أدائه القسم في مجلس الشيوخ، ومدى أهمية التأمين الصحي لرعاية أولاده. من جهة أخرى، يربط إعلانان آخران، تم دعم كل منهما بحوالي 300 ألف دولار خلال الأسبوع الماضي في فلوريدا، مقترحات بايدن للرعاية الصحية المتصلة بكورونا. ويبدو من الواضح أن حملة بايدن قلقة بشأن الحفاظ على تقدمها على ترمب بين الناخبين من أصول لاتينية في فلوريدا. وقد أظهر استطلاع للرأي تقدم ترمب على بايدن لدى اللاتينين في هذه الولاية على الرغم من أن الحملة أنفقت 4 ملايين دولار على الإعلانات باللغة الإسبانية في فلوريدا منذ يونيو/حزيران الماضي. ومن إعلانات بايدن باللغة الإسبانية، إعلانان أطلقتهما حملته ويعرضان حالياً على الهواء في فلوريدا ويهدفان لدحض هجمات ترمب على المرشح الديمقراطي وسياسته "الأكثر تقدمية". وهما دليل على القلق بشأن فعالية اتهامات الرئيس ضد بايدن. وبالنسبة إلى ترمب، يبدو أن تركيز حملته ينصب على مجموعتين رئيسيتين في فلورديا هما: كبار السن والناخبون اللاتينيون. ومن بين إعلانات ترمب الأربعة التي يتم بثها حالياً في فلوريدا، يركّز أحدها مباشرةً مع الضمان الاجتماعي. وفي هذا الإعلان، تصور حملة ترمب بايدن كمرشح يريد خفض الضمان الاجتماعي، كما يُظهر الإعلان أن بايدن يريد تحويل الضمان الاجتماعي من المواطنين الأميركيين إلى المهاجرين غير الشرعيين. كما يؤكد إعلان آخر لترمب أنه في ظل حكم بايدن، في حال فوزه بالرئاسة، سيتعين على سكان فلوريدا "التنافس مع المهاجرين غير الشرعيين للحفاظ على وظائفهم".

وهذه الإعلانات لم تضر بالضرورة بالتأييد الذي يحظى به بايدن من قبل الناخبين اللاتينيين في فلوريدا، إلا أنها تشير إلى أن ترمب يحقق نجاحات مع بعض الناخبين من أصول لاتينية في الولاية. ولهذه الغاية، أنفقت حملة ترمب بشكل كبير على الإعلانات باللغة الإسبانية في فلوريدا، فقدت دفعت 3.2 مليون دولار منذ بداية أغسطس/آب الماضي و426 ألف دولار هذا الأسبوع. ويركز الإعلان باللغة الإسبانية الذي يتم بثه حالياً في فلوريدا بشكل كبير على الاقتصاد، قائلاً إن الأجور في ظل إدارة الرئيس السابق باراك أوباما ظلت راكدة، بينما رفع ترمب الأجور. كما يتضمن الإعلان مقطعاً إخبارياً يكشف أنه تم خلق المزيد من الوظائف بين الأميركيين اللاتينين في عهد ترمب. وتخطط كلتا الحملتين لإنفاق ملايين الدولات على الإعلانات في هذه الولاية حتى تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. ويبدأ التصويت في الانتخابات الرئاسية في فلوريدا بتوزيع بطاقات الاقتراع الغيابي في 24 سبتمبر/أيلول الحالي.

 

ليبيا ما بعد السراج.. استقالة مشروطة وحل غامض

العربية.نت – منية غانمي/17 أيلول/2020

بعدما أعلن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق في ليبيا فايز السراج قبل ساعات، نيته الاستقالة من منصبه نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول القادم، وتسليم جميع مسؤولياته لسلطة جديدة يجري التفاوض بشأن تشكيلها بين طرفي النزاع في البلاد، تتوجه الأنظار إلى ما سيكون عليه الوضع بعد الاستقالة.

فقد مضت 5 سنوات على تولي السراج رئاسة الوفاق، فشل خلالها بإعادة بناء بلاده وإخراجها من الفوضى، كما تعرض أداؤه إلى انتقادات كبيرة بسبب تقاربه مع تركيا وتحالفه مع الإخوان، وواجه أيضاً ضغوطا داخلية كبيرة من الميليشيات المسلّحة ومن حركات احتجاجية شعبية ضد الفساد وسوء الخدمات الأساسية. ويعتبر سياسيون ومراقبون ليبيون أن استقالة السراج المشروطة، وإن كانت حققت أحد المطالب الرئيسية للعديد من الليبيين، فإنها لم تقترن باتفاق نهائي ورسمي على حكومة وسلطة جديدة، وهو ما يدخل البلاد من وجهة نظرهم في حالة من مواجهة المجهول السياسي ومن الغموض.

استقالة قبيل انفجار وشيك!

في هذا السياق، اعتبر النائب بالبرلمان جبريل أوحيدة في تصريح لـ"العربية.نت"، أن إعلان السراج نيته التخلي عن السلطة جاء بعد أن أدرك أن الوضع المزري في ليبيا وصل إلى مرحلة الانفجار، والسراج نفسه من يتحمل العبء الأكبر في ذلك، وكذلك بعد تغيّر أهداف حلفائه في الداخل الليبي الذي أدرك من خلاله ضعفه حتى أضحى من الضروري اشتراكه في لعبة خلط الأوراق لعله يخرج بشيء من السيناريو القادم وإن خرج بسلامته، بحسب تعبيره. إلا أنه ورغم أهمية هذه الخطوة المشروطة بتشكيل سلطة تنفيذية جديدة، فإن النائب متفائل بمرحلة ما بعد السراج، حيث يتوقع أن يتم تدوير ما أسماها "النفايات السياسية الموجودة حاليا"، وتقاسم السلطة والنفوذ قبليا وجهويا وأيديولوجيا، ليبقى أساس الأزمة الليبية في استمرار سيطرة الميليشيات وبقاء المرتزقة الأجانب وانتشار السلاح والفساد وتدخل الأجنبي، مشيرا إلى أن جميع من في المشهد الآن غير قادر على إيجاد حلول للمشكل الليبي لأنهم جزء منه. وأكد في معرض حديثه على أن الوضع الليبي يحتاج اليوم إلى تحكيم حكماء تكنوقراط وطنيين لوضع خارطة وطنية يدعم تنفيذها المجتمع الدولي.

ورقة ضغط لا أكثر!

بدوره، رأى المحلل السياسي سليمان العتيري، أن استقالة السراج أتت بمثابة ورقة ضغط للإسراع في عملية تشكيل سلطة جديدة، إلا أنها تفتح باب الغموض، خاصة أن نتائج الحوار السياسي بين مجلسي الدولة والنواب لا تزال غير واضحة، وفي ظل تعدد مسارات الحوارات وانقسامها بين المغرب وسويسرا.

وأوضح في تصريح لـ"العربية.نت"، أن الطرفين المعنيين بتشكيل سلطة تنفيذية جديدة وهما مجلسا الدولة والنواب يتشاوران في المغرب، بالمقابل هناك حوار آخر مواز لذلك بين الأطراف الفاعلة في الأرض من تشكيلات مسلحة وممثلين عن النظام السابق وشخصيات القبائل الليبية في سويسرا، لافتا إلى أن هذه "اللخبطة" قد تساهم في تباين المواقف وتضارب النتائج. أما بخصوص الأسماء المرشحة لتولي المناصب القادمة في المجلس الرئاسي الجديد والحكومة القادمة، فأوضح العتيري أن النقاش مازال يتمحور حول تقاسم المناصب بين الأقاليم، فيما لم يتم بعد التفاوض حول الأسماء أو الشخصيات، متوقعا أن تؤول رئاسة المجلس الرئاسي القادم إلى الشرق، بينما تكون رئاسة الحكومة من نصيب منطقة الغرب، على أن يتم تقسيم باقي المناصب بين الأقاليم الثلاثة.

السراج رمى الكرة

من جانبه، أكد الناشط السياسي الليبي فرج فركاش في حديث مع "العربية.نت"، أن السراج وضع الكرة في ملعب مجلسي النواب والدولة بإعلان تنحيه عن السلطة في حال توافق المجلسين على تعديل المجلس الرئاسي كما هو منصوص عليه في الاتفاق السياسي ووفق مخرجات برلين.

وأضاف أن هذه التطورات تعطي انطباعا عن حدوث ضغوط وتوافقات دولية وداخلية جعلت السراج ومعسكره يتخلون عن فكرة التمسك بانتخابات عامة في مارس/آذار القادم، والتي تبدو خطوة غير واقعية في ظل الانقسام السياسي والمجتمعي الحالي وفي ظل الاستقطاب والتخندق الحاصل، والاقتناع بالحاجة إلى مرحلة انتقالية قصيرة تتوحد فيها البلاد بمؤسساتها خاصة الأمنية والعسكرية ومرحلة يسود فيها الاستقرار والتهدئة ونوع من المصالحة الوطنية، وإيجاد قاعدة دستورية تؤدي إلى مرحلة دائمة. كما يعتقد فركاش أن ربط السراج تنحيه بتوافق المجلسين يوحي أيضا بتنحٍّ مشروط ومرتبط ارتباطا وثيقا بما سيحصل قبل نهاية أكتوبر، مؤكدا أن انفراج الأزمة الليبية في المستقبل القريب مرتبط كذلك بمواقف القوات الفاعلة على الأرض، ومنها القيادة العامة للجيش في الشرق وقوات حكومة الوفاق في الغرب.

منطقية وواقعية

في المقابل، يبدو رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا أحمد حمزة، أكثر تفاؤلا بالمرحلة القادمة في ليبيا، حيث يرى أن ما بني عليه من تفاهمات وتشكيل رؤية موحدة خلال المشاورات السياسية في المغرب أو مصر أو جنيف السويسرية، تمثل قاعدة يمكن البناء عليها في "حال خلصت النوايا"، وتؤسس إلى تفاهمات وتوافقات شاملة بين الأطراف السياسية. واعتبر أحمد حمزة في تصريح لـ"العربية.نت"، أن إعلان اعتزام السراج تقديم استقالته المشروطة بتوافق لجنة الحوار بين مجلسي الدولة والنواب على تشكيل سلطة جديدة، "شرط منطقي وواقعي"، لأنه لا يمكن خروج حكومة الوفاق وإحداث فراغ سياسي في المشهد قبل استبدالها بحكومة أخرى تكون نتاجا لاتفاق سياسي بين كل الأطراف السياسية في البلاد. إلى ذلك، شدد حمزة على أن لجنتي الحوار ملزمتان اليوم بالعمل معا للتوصل إلى اتفاقيات سياسية لتسوية الأزمة الليبية والتوصل لتشكيل حكومة وفاق وطني جديدة تعمل على إنهاء حالة الانقسام والصراع السياسي في البلاد، وتحسين الوضع الإنساني والمعيشي، إضافة إلى الحفاظ على المؤسسات السيادية للدولة والعمل على توفير الظروف المناسبة لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية قادمة. يذكر أن الاحتجاجات التي شهدتها مؤخرا العاصمة الليبية أججت التوتر بين السراج ووزير الداخلية فتحي باشاغا، الذي أوقفه عن العمل لفترة وجيزة الشهر الماضي قبل إعادته لمنصبه. وقد يؤدي رحيل السراج إلى خلافات داخلية جديدة بين كبار المسؤولين في "الوفاق"، وبين المجموعات المسلحة من طرابلس ومدينة مصراتة الساحلية التي ينتمي إليها باشاغا.

 

"عقوبات آتية".. حزب الله يعرقل حكومة لبنان ويتهم واشنطن

دبي - العربية.نت/17 أيلول/2020

في الوقت الذي أظهرت فيه معظم الأحزاب في لبنان، وإن بعد جهد جهيد، تخليها عن التمسك بحقائب وزارية معينة، بل إعلانها عدم ممانعتها في التغيب عن التشكيلة الحكومية لأول مرة منذ سنوات عديدة في تاريخ البلاد، لاسيما مع الظروف الاقتصادية والدولية الضاغطة على البلاد، والتي تعقدت أكثر بانفجار الرابع من أغسطس الماضي، تمسك حزب الله بموقفه. ومع صدور موجة عقوبات جديدة من قبل الخزانة الأميركية، أكد النائب عن حزب الله إيهاب، الخميس، رفض الأخير بشكل قاطع أن يرشح أحد غيره ممثليه في الحكومة، أو أن يضع أحد حظرا على المكون الذي يمثله في استلام أي حقيبة وزارية، أو حقيبة وزارة المالية حصراً.

اتهام أميركا

إلى ذلك، اتهم نواب الحزب المدعوم من إيران، على جري العادة، الإدارة الأميركية بتعطيل جهود تشكيل الحكومة الجديدة التي تضغط فرنسا على السياسيين اللبنانيين لتشكيلها حتى تشرع في إصلاحات عاجلة. وقالت الكتلة البرلمانية، إنها تؤكد أهمية المبادرة الفرنسية في لبنان، لكنها أضافت أن الإدارة الأميركية "هي المسؤولة عن تعطيل جهود تشكيل الحكومة"، علما أن ما يعرف بالثنائي الشيعي في البلاد (أي حركة أمل التي يرأسها حليف حزب الله رئيس البرلمان نبيه بري، وحزب الله) عرقلا خلال الساعات الماضية جهود الرئيس المكلف مصطفى أديب بحمل تشكيلته الوزارية إلى القصر الجمهوري، بتمسكهما بوزارة المالية، تحت ذريعة "الميثاقية" أو ما يعني بطريقة أخرى في لبنان الذي تتقاسم فيه الطوائف المراكز العليا في الدولة، حصة الطائفة الشيعية بالمثالثة مع المسيحيين والسنة، حيث إن توقيع وزير المالية هو التوقيع الثالث على أي معاملة حكومية بعد توقيع رئيس الوزراء (السني) ورئيس الجمهورية (الماروني). كما انتقدت "كتلة الوفاء للمقاومة" في بيانها من أسمتهم "أولئك الذين يتولون في الظل عملية تأليف الحكومة الجديدة".

حكومة اختصاصيين

في حين قال رئيس الوزراء اللبناني المكلف مصطفى أديب إنه اتفق مع الرئيس ميشال عون على منح مزيد من الوقت للمحادثات لتشكيل حكومة جديدة بعد تعثر الجهود المبذولة . وقال للصحفيين بعد اجتماع بالقصر الرئاسي إنه "يعلم أنه لا يوجد وقت كي يضيعه ويأمل في تعاون الجميع بهذا الشأن".

وكان مصدر قريب من أديب نقل عنه في وقت سابق اليوم، قوله إنه لا يريد أن يحيد عن مهمة تشكيل حكومة اختصاصيين، وذلك بينما لا تزال جهود تشكيل الحكومة الجديدة متعثرة. وتضغط فرنسا على السياسيين اللبنانيين لتشكيل حكومة جديدة والشروع في تنفيذ إصلاحات لإخراج البلاد من أزمة مالية واقتصادية طاحنة، لكن موعدا نهائيا تم الاتفاق عليه مع باريس مر يوم الثلاثاء، دون إحراز أي تقدم، بسبب تمسك الثنائي الشيعي بوزارة المالية. في حين أفادت مصادر سياسية لوكالة رويترز، بأن أديب يعمل على اقتراحات لتغيير السيطرة على وزارات أسند الكثير منها لنفس الأحزاب على مدى سنوات.

كما ذكرت أن أديب قال إنه إذا لم يتسن تشكيل حكومة اختصاصيين لتنفيذ إصلاحات فإنه سيتعين اتباع نهج مختلف، لكنه أضاف أن "هذا لا يتوافق مع المهمة التي كلفت من أجلها". يشار إلى أن رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، سعد الحريري، كان أكد أمس، أن وزارة المالية وغيرها من الحقائب الوزارية ليست حقاً حصرياً لأي طائفة في البلاد. بدوره، اعتبر الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط أن "البعض لا يفهم على ما يبدو أن الجهود التي تقودها فرنسا لإخراج لبنان من الأزمة هي الفرصة الأخيرة لإنقاذ البلاد". يأتي هذا التأزم السياسي في وقت يواجه لبنان أزمة اقتصادية ومالية طاحنة تشكل أكبر تهديد لاستقراره منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين 1975 و1990. وتضغط فرنسا على السياسيين المنقسمين لتشكيل حكومة جديدة من أجل البدء في إصلاح الدولة التي تعاني من تفشي الفساد، غير أنهم تجاوزوا بالفعل مهلة انتهت أمس الثلاثاء، اتفقوا عليها مع باريس لتشكيل حكومة جديدة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الفاشية الشيعية وسياسة الاستحالات المدمرة

شارل الياس شرتوني/17 أيلول/2020

لم يعد هنالك من مجال للتندر حول تعثر التأليف الوزاري واعتماد منطق الالتفاف على الواقع والتنكر له، والسبب في ذلك اننا امام سياسة سيطرة شيعية تنعقد على خط التقاطع مع الديناميكية النزاعية الاقليمية التي اطلقها النظام الاسلامي في ايران، التي يلعب فيها حزب الله دور المفاعل الانقلابي الاساس في النطاق العربي والشرق ادنوي. من مفارقات الامور ان معلوماتي عن هذه السياسة الانقلابية لا تنبع فقط من متابعتي الحثيثية للشؤون الايرانية منذ بدايات الثورة الاسلامية في العام ١٩٧٩ وتتبعي لمندرجاتها، بل من حادثة طريفة جرت معي يوم كنت طالبا في جامعة باريس، مفادها لقاء الصدفة مع احد الناشطين السابقين في حزب الدعوة الاسلامي، وهو معمم شيعي، افصح لي عن غير معرفة بخياراتي السياسية وبهويتي عن مشروع  انقلابي يعد له من اجل الانتهاء من " الوجود الماروني" في لبنان، والتمهيد لدولة اسلامية بقيادة حزب الله. اذن نحن امام اربعة عقود من التحضير الدؤوب لهذا العمل الانقلابي الذي وصل الى خواتيمه، وبالتالي علينا ان نقلع عن سياسة التضليل الارادي حول امكانية تسوية ديموقراطية تخرج البلاد من واقع انسداد الافق والمطبات القاتلة من استراتيجية ومالية واقتصادية واجتماعية، الفاشية الشيعية تتعمد سياسة الانهيارات الارادية وتتأهب لاستثمارها على غير نحو.

ان الافشال المتعمد للمبادرة الانقاذية الفرنسية التي بنيت على قاعدة التسوية مع حزب الله كمقدمة لتسوية اكبر مع ايران، قد اصطدمت مرة اخرى بسياسة رفض التطبيع التي يعتمدها النظام الايراني دوليا لانه يرى فيها مقدمة لمسار ليبرالي في الداخل يقضي على حيثياته السياسية والايديولوجية، وهو ما يفسر سياسة الاحتجاز القسري للباحثتين الايرانيتين ( فاريبا ادلخا ماريشال ونازنين زاغرى راتكليف ) والاعدامات السياسية التي تطال كل المعارضين، وعلى رأسهم لاعب كرة القدم ناڤيد افكاري الذي عذب واعدم في ١٢ ايلول الجاري. ان الاصطدام المزدوج ببمانعتي الداخل والخارج سوف يؤولان الى امرين، الى الابقاء على الفراغ الحكومي واستعمال حكومة تصريف الاعمال المستخدمة من قبل حزب الله، او تشكيل حكومة صورية اخرى، تفرغ من مضمونها غداة تشكيلها، لحساب سياسة النفوذ الشيعية. لن يكون بعد اليوم حكم في لبنان في ظل سياسات نفوذ الفاشية الشيعية، واي تسوية معها تندرج ضمن باب التضليل وكسب الوقت والتأهب للمرحلة الانقلابية القادمة. تتحرك سياسات النفوذ الشيعية على خطين، خط صيانة سياساتها الريعية وموارد النهب المديدة داخل المبنى الدولاتي المتهالك، وحماية خطوط الجريمة المنظمة التي تديرها على نقاط تقاطع الاغتراب الشيعي ( افريقيا، اميركا الجنوبية، ايران واجرامها الاقليمية والدولية )، وخط تصليب سياسات المانعة الايرانية،  من خلال استهداف السلم الاهلي في الداخل اللبناني، وتفعيل ديناميكيات الفوضى الاقليمية على تعدد محاورها.

لقد انطلقت مبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من ارادة انقاذ السفينة اللبنانية المتهاوية، على قاعدة التمييز بين الطبيعة الارهابية لحزب الله ودوره في الحياة المؤسسية اللبنانية، لكن يبدو ان الواقعية السياسية واعطاء فرص للتسوية الداخلية استدراكا للانهيار الداخلي ليسا جزءا من سياسة الفاشية الشيعية القائمة، وانقاذ الاوضاع اللبنانية المتهاوية ليس في دائرة الاهتمامات، الامر الذي يحيلنا الى ضرورة تفعيل سياسة العقوبات على تنوع محاورها وموضوعاتها، وعلى رأسها مركزية اطلاق آلية ماغنتسكي واصدار مقرر مماثل لمقرر قيصر، لمصادرة اموال وتوظيفات الاوليغارشيات الناهبة التي تتصدرها سياسات نفوذ الفاشية الشيعية ( حزب الله، بري ، الحريري، الميقاتي، جنبلاط ،الصفدي ومواليهم في الاوساط المذهبية والمسيحية … ). ان تصريحات وزير الخارجية مايكل پومپيو وسياسات وضع اليد التي دفعت بها وزارة الخزانة الاميركية، مترافقة بالتفاعلات على الحدود الجنوبية، هي عناوين المرحلة المقبلة. ترتبط ديمومة الفاشيات الشيعية  بمبدأ  " تناسل الازمات" وتدمير الكيان اللبناني، كما تفصح عنه المقولات الشعبية الشائعة في الاوساط الشيعية، وكل ما عدا ذلك كلام خارج الموضوع .

 

زمنُ المواجهةِ لا زمنُ الاعتذار

سجعان قزي/ افتتاحيّة جريدة النهار/17 أيلول 2020

هل يستطيعُ الرئيسُ المكلَّفُ أن يُطلِعَنا على يوميّاته؟ ماذا فعل في الأسبوعين اللذَين تَلَيا تكليفَه؟ ما هي الاتّصالاتُ التي قام بها والجهودُ التي بَذلها ليؤلِّفَ الحكومة؟ من استقبَل ومن وَدّع؟ تَصرَّفَ مصطفى أديب كأنَّ تكليفَه هو لتَـرَؤُّسِ الحكومةِ لا لتأليفِها. جَلس في البلدِ الخلفيِّ، لبنان، يَنتظر هطولَ التشكيلةِ عليه ليعُلنَها؛ فضاعَ في باريس بين لُعبةِ الأمَم، وفي بيروت بين لعبةِ الطوائف. واللُعبتان تلتقيان لأنَّ بعضَ طوائفِ لبنان جنودُ لعبةِ الأمَم على حسابِ مصلحةِ لبنان. ولا أدري، تاليًا، ما إذا كانت الحكومةُ العتيدةُ ستؤلَّفُ لإنقاذِ الوضعِ اللبنانيِّ أم لإنقاذِ المبادرةِ الفرنسية؟

استغرَبَت مرجعيّاتٌ سياسيّةٌ في بيروت وباريس انتقادي جوانبَ من الأَداءِ الفرنسي في افتتاحيّتي السابقةِ (النهار 10/09/20)، فجاءت التطوّراتُ المتواليةُ، وآخِرُها تصريحاتُ وزيرِ خارجيّةِ أميركا مايك بومبيو أوّلَ من أمس، لتؤكّدَ صِحّةَ الهواجسِ التي أَثــرْتُها. وها هو الرئيسُ ماكرون يَعمل منذ أيّامٍ على إزالةِ الـمُلصَقاتِ التي لَزِقَت على مبادرتِه وعلى الرئيسِ المكَلَّف مصطفى أديب.

كان لهذا الـمُعطى أن يُعزّزَ موقِعَ الرئيسِ المكلَّف على المستوى الدوليِّ، ويُشجِّعَه على الإسراعِ بفَرضِ حكومة. لكنْ، منذ اللحظةِ الأولى لتكليفِه، والمنظومةُ الحاكمةُ، وفي طليعتِها حزبُ الله، تسعى إلى تشكيلِ حكومةٍ تُكْمِلُ مسارَ حكومةِ حسان دياب. الشعبُ والعالمُ يريدان للبنانَ حكومةَ إنقاذٍ، وهذه المنظومةُ تريدُ حكومةً انتقاليّةً تُضيّعُ الوقتَ ولو قَتلت البلاد. ظنَّ حزبُ الله أنّه يُرضي فرنسا بحكومةِ تكنوقراط "ديابيّة"، ويُرضي مشروعَه باختيارِ وزرائها. تَحرّك الأميركيّون ووضَعوا فورًا خطًّا أحمرَ أربكَ الجميع، بمن فيهم الفرنسيّون.

في حالِ شاءَ حزبُ الله "ردَّ الجميل" إلى الرئيس مكرون، بمقدورِه أن يُعطِّلَ موقفَ بومبيو ويُحوّلَه من موقفٍ معرقِلٍ المبادرةَ الفرنسيّةَ إلى مُسهِّلٍ إيّاها، وذلك بقَبولِ تأليفِ الحكومةِ الجديدةِ من دونِ شروطٍ تعجيزيّة ٍكما التزَمت سائرُ القِوى اللبنانيّة. غير أنَّ الثنائيَّ الشيعيَّ، الحِياديَّ العاطفةِ في السياسة، أثارَ موضوعَ الانقلابِ عليه ليُبرِّرَ تَشبّثَه بشروطِه. الحقيقةُ أنَّ ما يجري ليس انقلابًا على الثنائيِّ الشيعي، بل هو وضعُ حَدٍّ لانقلابِ الثنائيِّ الشيعيِّ المستمِرِّ منذ سنواتٍ على الدولةِ ودُستورِها وجيشِها ومؤسّساتِها وماليّتِها.

ما لم تَفْقَهْهُ المنظومةُ الحاكمةُ أنَّ السعيَ هو لتأليفِ حكومةِ "انتقالٍ" لا "انتقاليّة". الأخيرةُ تربطُ الحاضرَ السيِّئَ بالمستقبلِ الأسوأ، بينما "الانتقالُ" يَقطَعُ بينهما من أجلِ مستقبلٍ أفضَل. ومهما مانَعت هذه المنظومةُ وعانَدت وعرقلَت، هناك جَرّافةٌ تُزيلُ أنقاضَ الطبقةِ السياسيّة، يقودها الشعبُ بوقودِ دماءِ شهدائِه وبرعايةٍ دوليّةٍ حاسِمة. قد تَنجحُ هذه المنظومةُ في تأخيرِ إزالةِ الأنقاض، لكنَّها عبثًا تنجحُ في أنْ تُلغيَ العمليّة. لبنانُ جديدٌ يولد. الخوفُ من هذا التغييرِ يَدفع أطرافًا لبنانيّةً، مدعومةً إقليميًّا، إلى ربطِ تأليفِ الحكومةِ بترسيم الحدودِ اللبنانيّةِ مع إسرائيل، باتفاقيّتَي السلامِ بين إسرائيل والإماراتِ العربيّةِ والبحرَين، بنتائجِ الانتخاباتِ الرئاسيّةِ الأميركيّة، بالمشروعِ النوويِّ الإيرانيّ، بانحسارِ القوّاتِ الإيرانيّةِ عن سوريا والعراق، وبالتسويَتين في سوريا وليبيا. تَحولُ هذه الأطرافُ دون إنقاذِ لبنان قبلَ معرفةِ مصيرِ كلِّ هذه القضايا، فيما فرنسا تَسعى إلى فصلِ حلِّ أزمةِ لبنان عن حلِّ أزماتِ الشرقِ الأوسط من خلالِ الدعوةِ إلى تأليفِ حكومةِ تكنوقراط مستقلَّةٍ وحياديّةِ. يعني حكومةً خارجَ الصراعات لا خارجَ الأحزابِ والطوائف تحديدًا. فالأحزابُ اللبنانيّةُ بغالِـبّيتِها لا تجسِّدُ الديمقراطيّةَ، بل الصراعات، والطوائفُ لا تعبّرُ عن الشراكةِ، بل عن النِزاعات.

هكذا، كلّما شَرَعنا بتأليفِ حكومةٍ جديدةٍ نَشعُر أنّنا نؤسِّسُ وطنًا جديدًا، ونُبرِمُ عَقْدَ شراكةٍ جديدًا، ونَرسُمُ الحدودَ الدوليّةَ من جديد. نَستحضِرُ الدستورَ والميثاقَ والتاريخ. نَربُطُ شرفَ الطائفةِ وعِزّتَها بحقيبةٍ وزاريّةٍ ونقاومُ لتحريرِها كأنّها أرضٌ محتلَّة. هذا يَرفعُ الصليبَ، وذا قميصَ عُثمان، وذاك الـمُصْحَف. إن إصرارَ فريقٍ على حقيبةٍ معيَّنةٍ يَشي بأنَّ لديه مشروعًا خاصًّا به مُنفصِلًا عن مشروعِ الدولة. وفي هذا الإطار، إذا كان مُكوِّنٌ لبنانيٌّ يَشعُر بغُبنٍ ويَرجو دورًا أوسعَ في الحكمِ، فذلك لا يُعالجُ بالاستيلاءِ على حقيبةٍ وزاريّةٍ إلى الأبد، إنما بحوارٍ حولَ النظامِ حين يَحين زمنُ تطويرِه بعيدًا عن ضغطِ السلاح.

تجاه هذه الصراعاتِ حولَ مصيرِ لبنان، لا يجوزُ للرئيسِ المكلَّفِ مصطفى أديب أن يَعتذرَ، بل أن يواجِه. الاعتذارُ هزيمةٌ لا تَتحمّلُها البلاد. واجبُه، والشعبُ معه، أن يُقدِّمَ تشكيلةَ حكومةِ أمرٍ واقع إنقاذية. مثلُ هذه الحكومةِ لا تُباغِتُ اللبنانيّين، فجميعُ الحكوماتِ بعدَ اتّفاقِ الطائف هي حكوماتُ أمْرٍ واقعٍ مُغْفَلةٌ. في التسعيناتِ الماضيةِ كانت سوريا تَفرِضُها، وبعد انسحابِها خَلفَها حزبُ الله في فرضِ حكوماتِ الأمرِ الواقع تحت شعارِ الوفاقِ الوطنيّ، واليوم يحاول المجتمعُ الدوليُّ أنْ يُشكِّلَها لتكونَ حكومةَ إنقاذٍ أيضًا خلافَ حكوماتِ الأمرِ الواقِع العاديّةِ السابقة.

لا تكون أيُّ حكومةٍ إنقاذيّةً برئيسها أو بوزرائِها أو بحجمِها أو بكونِها مستقلّةً أو غيرَ حزبية، إنّما ببرنامجها. فالحكومةُ المقبلةُ، برئاسةِ أديب أو سواه، لو ضَمَّت كلَّ نوابغ لبنان في الوطنِ والمهجَر لا تكون بمستوى الوضعِ ما لم يَتضمّنْ بيانُها الوزاريُّ البنودَ المنقِذةَ التالية: 1) الابتعادُ عن سياسةِ المحاوِرِ في الـمِنطقةِ واعتمادُ سياسةِ الحِيادِ تجاه الصراعات. 2) التزامُ خُطّةٍ إصلاحيّةٍ تَضمَنُ ودائعَ اللبنانيّين في المصارفِ وتَتلاقى مع "مؤتمرِ سيدر" والدولِ المانحةِ وصندوقِ النقدِ الدولي. 3) إعادةُ إعمارِ أحياءِ بيروت التي تَدمّرت بعدَ تفجير المرفأ. 4) تطبيقُ "اتّفاقِ الطائف" بشكلٍ صحيحٍ لتعزيزِ الروحِ الميثاقيّةِ وتأكيدِ انتماءِ لبنان إلى محيطه العربي. 5) تنفيذُ اللامركزيّةِ الموسَّعة فورًا وتعزيزُ السلطاتِ والمرافقِ والمؤسّساتِ الشرعيّةِ المناطقيّةِ كافة. 6) الالتزامُ بأن يَضعَ الجيشُ اللبنانيُّ استراتيجيّةً دفاعيّةً تُنهي دورَ أيِّ سلاحٍ خارجَ مؤسّساتِ الدولةِ وإمرتِها. 7) تنفيذٌ دقيقٌ لجميعِ القراراتِ الدوليّة بشأنِ لبنان وجَنوبِه. 8) التحضيرُ لعقدِ مؤتمرٍ وطنيٍّ لاحقًا يَطرح تصوّرًا حديثًا وديمقراطيًّا وميثاقيًّا للبنان الجديد.

خلافُ ذلك: أيُّ حكومةٍ، سياسيّةً كانت أم تكنوقراطيّة، لن تَكسِبَ ثقةَ المجتمعِ الدولي وتأييدَه، بل ستَجْلُب مزيدًا من العقوباتِ وما بعدَها... (سنَنتصر).

 

إنتكاسات الثنائي الشيعي في انتصاراته الوهمية

غسان حجار/النهار"/الخميس 17 أيلول 2020 

حتى الساعة، تمكّن الثنائي الشيعي من "إحباط" المبادرة الفرنسية، ومعه ضمناً أطراف عدة تتناقض في التعامل معها، فحتى الداعمين للرئيس المكلف مصطفى أديب، لا يتمنّون له النجاح المطلق، خوفاً من مسعاه الذي قد يجعل منه بطلاً قومياً، محققاً ما عجز عنه الأسلاف، ومحققاً انتصاراً على السلطة السياسية الفاسدة في لبنان، ليزيح من المشهد رموزها وأزلامهم. لكن للثنائي الشيعي بواجهته الرئيس نبيه بري، وبحركته الفعلية "حزب الله"، حسابات مختلفة عن "الانتصار الموقت" الممكن للرئيس أديب. ولـ"حزب الله" وجهان، ليسا الوجه السياسي والآخر العسكري كما يصنّفه أوروبيون وغيرهم، إنما له الوجه اللبناني، والآخر الإيراني، ببُعديه السياسي والعسكري. في الحسابات الداخلية لـ"حزب الله" و"أمل"، إصابة الهدف الذي يجعل الثنائي الشيعي، ليس طرفاً أساسياً، وهو كذلك، بل طرفاً مهيمناً على القرار، انطلاقاً من قوة السلاح، وفاعلية القمصان السود، ومعهم حرس مجلس النواب، وصولاً الى التحالفات الاقليمية، والمشروع الإيراني الذي يهدف الى إحلال الهلال الشيعي الممتد من طهران الى بيروت مروراً ببغداد ودمشق، وربما وصولاً الى اعادة الامبراطورية الفارسية عبر إحياء حلم قورش بإحكام السيطرة على الساحل الشرقي للمتوسط، على غرار الامبراطورية العثمانية، لتدخل المنطقة في صراع نفوذ سنّي - شيعي حقيقي يطيح ما تبقّى من ناسها وخيراتها. وربما يكون هذا الأمر ما تدفع باتجاهه مراكز القرار في العالم لانها تدرك ان إحراق المنطقة يتحقق عبر ناسها في صراع مذهبي لا نهاية له.

وقد أكد الطرفان الشيعيان في الداخل، أنهما رقم صعب لا يمكن تجاوزه ولو اتفقت الأطراف الأخرى على إمرار المرحلة بالمبادرة الفرنسية المتاحة، خصوصاً بعدما شعرا أن ثمة محاولة سنّية عبر رؤساء الحكومات السابقين لاستعادة صلاحيات يعتبر هؤلاء أنها سُلبت منهم بعد تحققها نظرياً في اتفاق الطائف، إضافة الى غطاء مسيحي للمبادرة الفرنسية التي تلبي بعضاً من دفتر الشروط الأميركي لعزل الحزب. وبالتصلب إياه، شعر طرفا الثنائي انهما انما يقاومان ويصدّان تلك المحاولات. وما عملية الدفاع هذه إلا نتيجة تنامي الشعور بالخوف والقلق.

في المقابل، لا يُعَدّ نسف المبادرة الفرنسية إنجازاً أو انتصاراً، لأن البلد يخسر هذه الفرصة "القيامية" لإعادة النهوض بمساعدة المجتمع الدولي، ويخسر الثنائي أيضاً كل ما سعى الى تحقيقه على الساحتين المسيحية (تفاهم مار مخايل) والسنّية (حوار عين التينة)، فأعاد الاصطفاف الطائفي المذهبي الى مربّعه الأول، وجعل نفسه أيضاً في مواجهة إضافية مع المجتمع الدولي، لأن الحزب تحديداً، سيخسر الورقة الفرنسية التي عملت على "تعويمه" عبر لقاء الرئيس إيمانويل ماكرون النائب محمد رعد متجاوزاً الاعتراضات الأميركية. فالحزب يحتاج الى كل غطاء خارجي لا يمكن أن يتأمن له عبر المظلة الإيرانية - السورية المغضوب عليها دولياً. على أن الانتصارات والانكسارات، لا تلغي، بل تؤكد، أن الحسابات الصغيرة في الداخل وحسابات الخارج، تدفع الى مزيد من انهيار البلد، وتفكك مؤسساته، اللهمّ إلا إذا كان هذا هو الهدف لعقد المؤتمر التأسيسي وفرض معادلات جديدة.

 

ماكرون - أديب... باي باي؟

ميشال نصر/"ليبانون ديبايت"/الخميس 17 أيلول 2020

فيما كانت حديقة البيت الابيض تشهد على كتابة صفحة جديدة من تاريخ الشرق الاوسط على وقع صواريخ اربعة استعراضية من غزة نحو غلافها، وتظاهرات بالمئات، لتسجيل موقف شكلي، كانت الساحة اللبنانية تغلي على صفيح السقف الحكومي العالي لحزب المقاومة، بعد انقلابه على "حليفه" ايمانويل ماكرون، تزامنا مع احياء لخلايا نائمة قيل انها تمهّد لعمليات ارهابية غير محددة حتى الساعة، على وقع تظاهرات واحداث متنقلة "ترقص" البلد على حافة الهاوية.

الانشغال الاميركي بتوقيع التطبيع لم يمنع الوزير بومبيو من التركيز على الموقف الايراني وعلى حزب الله بجناحيه، ربطاً بالاوضاع اللبنانية انطلاقاً من المبادرة الفرنسية المتشظية، والتي عرقلتها حزمة عقوبات واشنطن الاولى المستعدة لحقن اسماء الدفعة الثانية" النوعية"، تبعاً لتطور الامور، ما انتج حتى الساعة تراجع التشكيل وتقدّم التشاور، الذي نعته باريس نفسها، مع اعلان أسفها "من عدم تمكّن الزعماء اللبنانيين من الالتزام بتعهداتهم.

هكذا اصبحت ازمة المالية اكبر من حجم وزارة، وحتى لبنان نفسه، مع قرار طهران الواضح بقلب الطاولة والتشدّد في ظل الضربات الامنية والجيوستراتيجية المتتالية التي تتعرض لها، وسط تطويقها اميركياً، من الخليج الى العراق ومن افغانستان الى سوريا, لتبقى الساحة اللبنانية حلبة لتصفية ما تبقى من حساب، بعدما انهكت مالياً واقتصادياً لمدة سنتين من حكم ترامب. وهنا لا بدّ من الاشارة الى سلسلة وقائع داخلية تفسر الصرامة الشيعية في التعامل مع ملف التشكيل، ابرزها:

1-المنازلة الايرانية - الاميركية التي يخوضها ثنائي المقاومة في وجه الرئيس اديب ورؤساء الحكومات السابقين، دفعت بأمل وحزب الله الى المطالبة بإحياء اتفاق الدوحة، الذي سقط يوم سقطت حارة حريك في فخ حكومة دياب، وفي ذلك دليل واضح عن المأزق الذي تعيشه والزاوية التي حشرت فيها.

2-اصرار رئيس الحكومة المكلف مدعوماً من نادي رؤساء الحكومات السابقين على، اولا، عدم التواصل مع الاحزاب- رغم خرقه للمبدأ عندما جلس مع الخليلين- مستنداً الى ما قاله الرئيس الفرنسي خلال زيارته بأنه على الاحزاب ان "تقعد على جنب مؤقتاً"، علماً انه تواصل مع اكثر من طرف "بالواسطة" ، وثانياً عناده بأن يسمي وحده فريق عمله الحكومي بعيداً عن تدخل السياسيين اذا كان هناك فعلاً رغبة بقيام "حكومة مهمة ، وفقا للتعبير الفرنسي.

3-يبين الصراع القائم حالياً، ومع انحياز الرئيس عون الى جانب الفريق الشيعي، مُكرهاً لا مختاراً، وجود رغبة عند الثنائي الممانع بإضعاف الرئيس اديب واضعاف الزخم الذي جاء به، عبر محاولات كسره شكلاً ومضموناً، ومن خلال ذلك "رد الكف" للشيخ سعد، "المعنّد" حتى الساعة على موقفه.

4-ايقاع الرئيس المكلّف في فخ الدخول "الامني" على خط التشكيل، مع انطلاق "سندباد" في رحلة اتصالات مكوكية أملا في احداث خرق، قد يقوده الى وزارة الداخلية، وهو ما قد لا يمر "بسلام اميركياً"، بحسب مصدر واسع الاطلاع في واشنطن.

5-بروز عامل جديد على الساحة مرتبط بالعقوبات الاميركية ووزارة المالية، حيث تبيّن المعطيات ان اكثر من مؤسسة تابعة لحزب كانت تتقاضى اموالاً نقداً من خزينة الدولة عبر صندوق المالية، في عملية التفاف على العقوبات السابقة بحق الحزب، علماً ان الاخير يمر بضائقة مالية حالياً.

6-همس في الكواليس عن رغبة محور الممانعة بتوزير "المعاقبين" اميركيا كردّ اعتبار لهم، وما مشاركة الوزير السابق علي حسن خليل بمشاورات بعبدا الا اول غيث هذه الاستراتيجية.

7-لن يكون من السهل امساك الحزب أو أياً مِمَن قد يسميهم لاي مقعد وزاري خاصة في الوزارات السيادية، ذلك ان واشنطن ستوقف التعامل فوراً وستعمد الى فرض عقوبات بحسب ما قاله صراحة الوزير بومبيو، فنعود لنغمة حكومة حسان دياب.

8-رغبة الطرف الشيعي "بقبض ثمن" تسمية اديب بعدما احس بتحقيقه انتصاراً وكسره لعزلته من خلال فرنسا المغدقة بالتطمينات لحارة حريك.

واذا ما صحّ، تمسك الرئيس المكلّف بشروطه المحقة في تشكيل حكومته، وصدق رئيس الحكومة السابق الشيخ سعد الحريري، مدعوماً من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، بنفض يده من التسويات على حساب الوطن، والتي اتقنها منذ عام 2005 وحتى اليوم، تحت عنوان الحفاظ على الوحدة الوطنية، فإن الامور تسير نحو انفجار محتوم انتظره الجميع عشية الرابع من اب، قبل ان يجهضه الضيف الفرنسي "الثقيل"، على ما درجت عليه دولته.

فهل اسقاط التسوية عملية توزيع ادوار الواجهة فيها حزب الله فيما الفعل لغيره؟ هل يستعيد الرئيس عون المبادرة وينقذ لبنان وما تبقى من عهده؟ ام يسلم بالامر الواقع ويرفض توقيع التشكيلة حماية لوثيقة مار مخايل؟ واين المسيحيون من كل تلك الحفلة في ظل استقالتهم من اي دور مع "اعتكاف" القوات والتيار والكتائب؟ هل تتراجع فرنسا عن مطلبها بحكومة انقاذ اقتصادية، ويتراجع الرئيس ماكرون عن اصراره على اخراج الاحزاب منها، بحجة انقاذ الصيغة والتركيبة، فيسقط ويسقط لبنان؟

حتى الساعة واضح الحلف الثلاثي القائم بين بعبدا - حارة حريك - ميرنا الشالوحي من جهة، ومن جهة اخرى بين رؤساء الحكومات السابقين والرئيس المكلّف ومن خلفهم كثيرون في الكواليس، تزامنا مع شد حبال فرنسي - ايراني اميركي وسط انغماس واشنطن اكثر في اكثر في تفاصيل الملف اللبناني.

وطالما ان لا اجوبة عن كل هذه الاسئلة، فإن في كل الحالات النتيجة واحدة في ميزان الازمة، سواء شُكّلت ولم تقلّع، ام اعتذر اديب وطارَ الى المانيا.

 

لا تمديد للمهلة… ولا “خطة ب”

رندة تقي الدين/نداء الوطن"/الخميس 17 أيلول 2020  

نفى مصدر في الرئاسة الفرنسية أن يكون الرئيس إيمانويل ماكرون مدّد مهلة تشكيل الحكومة اللبنانية إلى نهاية الأسبوع كما تردد في بيروت مساءً، وأضاف لـ”نداء الوطن”: “الرئيس ماكرون أسف لأنّ الحكومة لم تتشكّل بعد وهو مستمر في الضغط كي يتم تشكيلها بأسرع وقت ممكن فهي ضرورة لبنانية وليس هناك خطة “ب” بديلة عنها”.وبينما أكدت مصادر مطلعة على أجواء لقاء السفير الفرنسي برنار فوشي بممثل عن “حزب الله” أمس أنّ هذا اللقاء لم يغيّر موقف “الحزب” من الحكومة، أفادت مصادر ديبلوماسية في العاصمة الفرنسية أنّ “الديبلوماسية المصرية تكثّف التشاور والاتصالات مع الجانب الفرنسي للمساعدة في الملف اللبناني نظراً لكون مصر بلداً عربياً كبيراً له دوره في المنطقة”، لافتةً إلى أنّ “مصر لديها علاقات سيئة مع “حزب الله” إنما علاقتها برئيس المجلس النيابي نبيه بري جيدة”. في المقابل رأت المصادر أنّ العقوبات الاميركية على “الذراع اليمنى” لبري، النائب علي حسن خليل، عقّدت الأمور بالنسبة لتشكيل الحكومة بحيث أصبح الموقف بعد العقوبات يختلف عن الموقف قبلها، وبات “حزب الله” وبري متمسكين بحقيبة المالية. وعما إذا كانت العقوبات الأميركية أدت إلى تخريب المبادرة الفرنسية، أجاب المصدر: “أدت إلى مضايقة جميع من يحاول إيجاد حل للبنان”. وكانت الرئاسة الفرنسية أصدرت بياناً أمس قالت فيه إنّ “الرئيس ماكرون زار بيروت في 1 ايلول وطالب جميع القوى اللبنانية بأن تعمل بذهنية المسؤولية ومن أجل المصلحة العامة وقد التزمت هذه القوى بتشكيل حكومة في غضون 15 يوماً لتكون مهمتها الإصلاحات الملحة التي تستجيب لتطلعات اللبنانيين، ولكن رأينا أن هذا لم يحدث ولم تلتزم بالموعد، ففرنسا تتأسف أنّ المسؤولين لم ينفذوا التزامهم للرئيس ماكرون حسب الموعد المعلن ولا يزال ذلك ممكناً، وعلى الكل أن يتحمل المسؤولية والتحرك لمصلحة لبنان للإتاحة للرئيس المكلف مصطفى اديب أن يشكل حكومة تكون بمستوى خطورة الوضع. ونحن مستمرون في متابعة الوضع والاتصالات مع المسؤولين السياسيين اللبنانيين لتجديد رسالة الطلب والتأكيد على ضرورة الالتزام”.

 

 ما بعد المبادرة الفرنسية “إن” سقطت؟!

جورج شاهين/الجمهورية/الخميس 17 أيلول 2020     

في رأي المتابعين للمبادرة الفرنسية والمِهل التي أُعطيت للاستحقاق الحكومي وحدّدها الرئيس ايمانويل ماكرون، لا يصح الحديث عن تجاوزها. فتمديدها الى اليوم الخميس ليس خطأ. فقد انهى الرئيس المكلّف مصطفى اديب استشاراته يوم اربعاء، وانطلقت ورشة التشكيل بلقاء رئيس الجمهورية ميشال عون يوم خميس، قبل اسبوعين بالتمام. ولكن اخطر ما هو متوقع ان تسقط المبادرة الفرنسية. وعليه ما هي الخيارات المطروحة؟ أياً كان مصير المبادرة الفرنسية بشقّها المتصل بتشكيل الحكومة العتيدة من عدمه، ومن ضمن المهلة المحدّدة، يجب التطلع الى ما بعد هذه المرحلة وقراءتها بهدوء. فهناك كثيرٌ مما يُقال وعلى اكثر من مستوى داخلي وخارجي. فليس من الصعب القول، انّ تقدّم اي من خياري النجاح أو الفشل له تبعاته الحتمية، لأنّ البلاد ستذهب بعد أي منهما في اتجاهين متناقضين تماماً، وعليه من يتحمّل المسؤولية؟

تعترف مراجع ديبلوماسية، انّ المبادرة الفرنسية تعيش اللحظات الفاصلة بين خيارين متناقضين، فإما الفشل او النجاح، فلا منطقة رمادية بينهما ولا خيارات وسطية. وعدا عمّا كشفته خريطة المواقف في الساعات القليلة الماضية حيال شكل الحكومة وتوزيع حقائبها من معطيات غير قابلة للنقاش، فإنّ كل التوقعات تشير الى تطورات سلبية عند الحديث عن الفشل في اتمام الاستحقاق الحكومي. وعليه، فإنّ التوقف امام نتائج الاستشارات الإضافية التي أجراها رئيس الجمهورية ميشال عون بدلاً من الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة مصطفى اديب، بمعزل عن اهميتها في شكلها ومضمونها والهدف منها، فإنّها قادت عن قصد او غير قصد الى انتاج جديد محدود جداً في المواقف، يكاد يُقتصر على رؤية الجميع لحجم الثنائي الشيعي ودوره في ما وصلت اليه البلاد من ازمات، ولا سيما منها الأزمات السياسية والديبلوماسية منها قبل الاقتصادية، لأنّها جاءت نتيجة ما قادت اليه هذه السياسات المدمّرة. فهي بلا شك القت الضوء على تحولات في المواقف تُنبئ بعملية خلط اوراق، لا يُعرف مداها من اليوم، وخصوصاً إن ثبت انّ بعضاً من المواقف كان منسّقاً وبهدف المناورة، للخروج من عنق «المبادرة الفرنسية»، فإنّ العكس لا يُستهان به.

وإن اعطى البعض احتمالاً ضئيلاً جداً لوجود «هندسة سياسية» بين حلفاء «الثنائي»، فإنّ الهامش المحدود الذي رسمته المِهل وفق مبادرة ماكرون قلّص من اهميتها ان لم يضع حداً لها. فما بقي امام القيادات السياسية من مِهل لتحديد خياراتها الجدّية والنهائية، لتقول كلمتها الحاسمة في شكل الحكومة وتركيبتها وطريقة توزيع الحقائب، يعطّل مفاعيل هذه الهندسة التي حدّدت شكل الحكومة المصغّرة والمستقلة والحيادية وطريقة توزيع حقائبها، بمعزل عن برنامجها السياسي. فبيانها الوزاري الذي سيحدّد مهماتها رُسم سلفاً بإجماع لبناني مقبول، وهو جاهز في حال تمّت العملية بكل مقوماتها الدستورية.

على هذه الخلفيات، قرأت المراجع السياسية والديبلوماسية بكثير من الوضوح خريطة المواقف، من الدور الذي يمكن الثنائي الشيعي ان يقوم به في استنهاض المبادرة الفرنسية او تعطيلها، فتمسّكه وحيداً برفض المداورة، ان شملت وزارة المال ومعها عند استثنائها وشمولها بقية الحقائب السيادية، اعطى هذه الحقيبة منزلة رئاسة الحكومة وربما رئاسة الجمهورية، وفق التوزيع الطائفي للمواقع، واضافها الى رصيد الطائفة الشيعية الى جانب رئاسة مجلس النواب. وهو منطق لا يستقيم في اي شكل من الأشكال. واخطر ما فيه، أنّ الرفض كان شاملاً، فلم يقف احد ممن استشارهم رئيس الجمهورية الى جانب الثنائي في احتكاره وزارة المال وتكريسها الى جانب المواقع المفروزة سلفاً. وان شاطر الثنائي الشيعي آخرون ممن شاركوا في الاستشارات في شأن تسمية الكتل النيابية لوزرائها في الحكومة، باستثناء نواب «المستقبل» وكتلة «الوسط «، شرطاً لإعطائها الثقة، فإنّها دلّت في الوقت عينه الى انّه لم يعد امام اي رئيس حكومة القدرة على إيكال اي حقيبة للشيعة يمكن ان يكون وزيرها مجبراً على التواصل مع الخارج ديبلوماسياً او دفاعياً او في الشؤون الامنية الداخلية.

ومردّ هذا الحديث عن هذه المعادلة، لا يفرض البحث عنه خارج البيئة الشيعية. فقد قيل، وعلى لسان قادة الثنائي، انّ تمسّكه بوزارة المال يعود الى انّه ليس من بديل منها انّ اقرّ الجميع بحجم وشكل العقوبات الأميركية التي طاولت اقرب القريبين من احد ركيزتيه، الموصوف بالمعتدل والمقبول سياسياً وديبلوماسياً من مختلف الاطراف الدوليين. فلم يخلو صالونه السياسي من كل اشكال التواصل مع الديبلوماسيين والموفدين الاجانب من كل المشارب والأقطار. وعليه، كيف يمكن اعطاء اي من الحقائب السيادية الأخرى كالخارجية او الدفاع والداخلية الى شيعي.

وبناءً على ما تقدّم وتأسيساً على هذه المعطيات والمؤشرات، فإنّ اعطاء حقيبة وزارة المال للشيعة، بمعزل عن هوية الوزير العتيد، ستبقى مسألة معلّقة ما لم تجترح الوساطات الداخلية والخارجية مخرجاً فذاً، يبدو انّه مفقود الى اليوم، بفعل وقوع الثنائي بين حصارين داخلي وخارجي. وانّ اعتذار الرئيس المكلّف يقود البلاد الى منزلق خطير. فكل التوقعات تشير الى انّ القضايا المالية وبرامج العقوبات والحوار مع صندوق النقد الدولي، لتحقيق اي انفراج نقدي ومالي محدود، بات معلّقاً على الخيار السياسي الذي ستقوده الحكومة العتيدة كـ «بوابة اجبارية» لفتح الطريق المؤدية الى بداية الحل. وما لم تولد هذه الحكومة المنتظرة في هذه اللحظات الدقيقة، فإنّ كل الخيارات السلبية ستكون مطروحة بقوة، وليس أبعدها على وقع مزيد من العقوبات سوى مزيد من الإنهيار المالي والإقتصادي وربما الأمني، ان أطلّت بوادر الفتنة المذهبية من بين حنايا التصعيد السياسي، وحدّد الثنائي الشيعي العقدة في طريقة تصرّف الرئيس المكلّف، ومن خلفه رؤساء الحكومات السابقين وفي مقدّمهم الرئيس سعد الحريري، حسبما اوحت التسريبات والمواقف الشيعية.

 

عينات” من موقع انفجار المرفأ الى التحليل

يوسف دياب/الشرق الأوسط/الخميس 17 أيلول 2020 

أنهى خبراء المتفجرات الأجانب أعمالهم في موقع انفجار مرفأ بيروت الذي وقع في 4 أغسطس (آب) الماضي، وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر قضائية أن «خبراء المتفجرات الفرنسيين والبريطانيين وفريق مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (إف بي آي) غادروا بيروت عائدين إلى بلادهم بعد استكمال مهمتهم في مسرح الجريمة». وأكدت المصادر أن الخبراء «أخذوا العينات التي رفعوها، لإجراء التحاليل عليها وتحديد طبيعة الانفجار، والمواد المتفجّرة وما إذا كانت تقتصر على (نيترات الأمونيوم) أم إن هناك مواد أخرى». وأملت المصادر أن «تنهي الفرق الأجنبية أعمالها سريعاً، وتسلّم القضاء اللبناني تقاريرها التي يفترض أن تحسم كيفية حصول الانفجار، وما إذا كان نتيجة خطأ بشري، وبسبب أعمال التلحيم في باب (العنبر رقم 12)، أم نتيجة عمل أمني واستهداف خارجي أو داخلي». بدوره؛ واصل المحقق العدلي في ملف انفجار المرفأ القاضي فادي صوان تحقيقاته، فاستمع أمس إلى إفادة وزير الأشغال السابق، وعضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب غازي زعيتر بصفة شاهد، كما استمع إلى 4 شهود آخرين، بينهم قاضي الأمور المستعجلة في بيروت جاد معلوف، الذي كان تلقى مراسلات عدّة من الجمارك اللبنانية، تطالبه بإصدار قرار قضائي بنقل كمية «نيترات الأمونيوم» من حرم المرفأ إلى مكان آمن أو إعادة شحنها إلى الخارج.

ويعقد القاضي صوّان جلسة تحقيق اليوم الخميس، يستمع خلالها إلى عدد من الشهود؛ أبرزهم الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمود الأسمر. وذكرت مصادر متابعة لـ«الشرق الأوسط» أن صوّان «سيستوضح اللواء الأسمر عن أسباب سحب بند (نيترات الأمونيوم) من جدول أعمال مجلس الدفاع الأعلى الذي انعقد قبل أيام من انفجار المرفأ، وتحديد هوية المسؤول الذي أمر بسحب هذا البند وحال دون اتخاذ قرار بإزالة خطر هذه المواد من المرفأ، رغم المعرفة المسبقة بخطورة تخزينها في المرفأ».

وردّ القاضي صوّان طلبات تخلية سبيل تقدّم بها عدد من الموقوفين، كما أمر بإعادة مدير عام الجمارك (الذي أقيل من منصبه) بدري ضاهر، من المستشفى إلى سجن الشرطة العسكرية في منطقة الريحانية (جبل لبنان)، كما رفض طلباً بنقل ضاهر الموقوف منذ اليوم الثالث للانفجار، من سجن الشرطة العسكرية، إلى النظارة التي استحدثت أخيراً في مبنى الجمارك في «مطار رفيق الحريري الدولي»، وعزت المصادر المتابعة سبب هذا الرفض إلى أن بدري ضاهر «أقيل من منصبه مديراً عاماً للجمارك بمرسوم جمهوري، وبالتالي لم يعد يتمتع بالامتياز الذي أعطي لضباط الجيش والأمن العام وأمن الدولة الذين جرى توقيفهم، بأن يحتجز كلّ منهم في مكان التوقيف التابع لجهازه الأمني أو العسكري». وفي سياق متصل، ادعى النائب العام الاستئنافي في بيروت القاضي زياد أبو حيدر على المشتبه بمسؤوليتهم عن الحريق الذي شبّ في مرفأ بيروت يوم الخميس الماضي، وهم اللبنانيون: أكرم الخشن (45 عاماً)، ورائد نصر (46 عاماً)، ومحمود الخطيب (22 عاماً)، والفلسطيني محمد إدلبي (52 عاماً)، وعلى شركة «بزنس باي إنترناشونال» ومن يظهره التحقيق. وأسند القاضي أبو حيدر إلى المذكورين أعلاه، أنهم «أقدموا عن إهمال وقلة احتراز، على التسبيب باندلاع حريق في المرفأ، وعلى إتلاف ممتلكات عامة وخاصة، والتسبب بتلوث البيئة وإثارة الذعر في نفوس المواطنين». وأحالهم إلى قاضي التحقيق الأول شربل أبو سمرا، طالباً إجراء التحقيقات معهم وإصدار مذكرات التوقيف اللازمة.

 

صبر باريس بدأ ينفد!

ميشال أبو نجم/الشرق الاوسط/17 أيلول 2020

عندما سئل الرئيس الفرنسي عن الأوراق التي يملكها من أجل النجاح في مهمة إنقاذ لبنان، أجاب بصراحة: «مصداقيتي السياسية». واليوم، تبدو هذه المصداقية على المحك بعد انقضاء المهلة الأولى التي حددها إيمانويل ماكرون للمجيء بـ«حكومة مهمات» مستقلة عن الأحزاب ومشكلة من اختصاصيين وبعيدا عن المحاصصة، ومن أجل تنفيذ برنامج اقتصادي – مالي – اجتماعي وضعت باريس مسودته، ليأخذ بعين الاعتبار مطالب الشعب اللبناني وما تتمسك به «مجموعة دعم لبنان» والمؤسسات المالية الدولية التي سيكون لها دور كبير في إخراج لبنان من مأزقه.

وقد وصلت عملية تشكيل الحكومة العتيدة برئاسة مصطفى أديب إلى «عنق الزجاجة» بعد العراقيل التي وضعت في طريقها إن لجهة تمسك «الثنائي الشيعي» بوزارة المالية أو لرغبة رئيس الجمهورية بحكومة موسعة أو لتأكيد جهات أخرى على «عزوفها» عن المشاركة فيها أو حتى الاقتراب منها. والدينامية السياسية التي أوجدها ماكرون بزيارتيه في 6 آب وفي الأول من الشهر الجاري ضاعت في متاهات الزواريب السياسية اللبنانية وفي تعقيدات الأوضاع الإقليمية والحرب المفتوحة بين باريس وطهران، ووضعت باريس ورئيسها في موقف حرج للغاية وهما يحاولان الخروج منه عن طريق تكثيف الاتصالات وطرح مجموعة من الأفكار والاستمرار في سياسة «الترغيب والترهيب».

صبر باريس بدأ ينفد. فقبل ثلاثة أيام، شددت وزارة الخارجية على أن «الأولوية في لبنان يجب أن تكون التوصل سريعا إلى تشكيل حكومة مهمات للقيام بالإصلاحات الضرورية من أجل نهوض البلاد». وأمس، وبالنظر لتعقد الأوضاع، جاء دور الرئاسة لتذكر الطبقة السياسية اللبنانية، من دون تحديد هذه المجموعة أو تلك، بضرورة احترام التعهدات التي قطعوها للرئيس ماكرون. وبحسب المسؤول في الرئاسة، وفق ما نقلته «رويترز»، فإنه «لم يفت الأوان بعد: وعلى الجميع الاضطلاع بمسؤولياتهم والتصرف في نهاية الأمر بما يصب في مصلحة لبنان وحده بإتاحة الفرصة لمصطفى أديب لتشكيل حكومة بما يلائم خطورة الوضع». وبكلام آخر، فإن باريس لا تعتبر أن مهلة الـ15 يوما التي أعطاها ماكرون للسياسيين اللبنانيين «مقدسة» وأن المهم هو التوصل إلى تشكيل الحكومة العتيدة لمواجهة «الوضع الخطير» الذي يقبع فيه لبنان. وبلغة دبلوماسية، فإن قصر الإليزيه يعرب عن «أسفه» لفشل الزعماء السياسيين في إنجاز مهمة يتعلق بها «خلاص» لبنان.

والتواصل بين بيروت وباريس على كافة المستويات مستمر من أجل تذليل الصعوبات وعنوانها الأول، كان لبنانيا، بتمسك «الثنائي الشيعي» بوزارة المالية. وبحسب باريس، فإنه «لا مشكلة» لديها بخصوص طائفة وزير المال أو أي وزير آخر، إذ إن ما يهمها هو عملية إنقاذ لبنان. وبالمقابل، فإن ما يشكل مصدر إزعاج وما تتخوف منه حقيقة أن يكون الرضوخ لرغبة الطرف الشيعي بمثابة إطاحة بجوهر المبادرة الفرنسية وبالمبادئ التي تم الاتفاق عليها أي الابتعاد عن المحاصصة، ووصول حكومة من المستقلين وبالتالي ضرب أسس المشروع الإصلاحي الذي تدافع عنه باريس ومن ورائها المجتمع الدولي.

كذلك، ترى باريس في هذا التمسك رغبة باستمرار الهيمنة على القرار الحكومي ما يعني جعل الخطة الإصلاحية تحت رحمة قبول هذا الجانب أو ذاك. وفي الوقت عينه، يعي الفريق الفرنسي المتابع للملف اللبناني أن السير بـ«حكومة مواجهة» سيعني تكاثر العراقيل بوجه مصطفى أديب الذي لا يرغب بحكومة كهذه تكون بمواجهة الثنائي الشيعي أو أي مجموعة أخرى بل هو يسعى لحكومة منتجة ومنسجمة وتحظى بأوسع دعم.

وأفادت أوساط فرنسية بأن جملة «تحديات» تنتظر الحكومة العتيدة وأولها كسب ثقة الشارع وثقة المجتمع الدولي ومؤسساته المالية وأن تحظى بثقة مجلس النواب وتعاونه كونه لن يعطيها الصلاحيات الاستثنائية من أجل استصدار القوانين الضرورية سريعا. كذلك، فإن المطلوب من الحكومة أن تبادر فورا إلى إطلاق العملية الإصلاحية المطلوبة. ومن هذه الزاوية، فإن ولادتها «ليست سوى خطوة أولى في رحلة الألف ميل».

منذ البداية، اتبع الفريق الفرنسي المتابع للملف اللبناني سياسة «الترغيب والترهيب». ففي جانب الترغيب، وعد ماكرون بأن يعبئ أصدقاءه والمجتمع الدولي والمؤسسات المالية من خلال مؤتمر جديد يعيد تأكيد ما توصل إليه مؤتمر «سيدر» ربيع عام 2018. وفي باب الترغيب، اقترحت باريس دعوة الأطراف السياسية الرئيسية لمؤتمر في فرنسا على غرار مؤتمر «سيل سان كلو» في تموز من العام 2007 لملء الفراغ الرئاسي وقتها. كذلك وعدت فرنسا بعدم التخلي عن لبنان ومواكبته وتأمين شبكة أمان إقليمية ودولية له. وبعكس الولايات المتحدة التي تفرض عقوبات على «حزب الله» وعلى وزراء سابقين، فإن ماكرون أخرج ملف سلاح «حزب الله» من النقاش وتخلى عن الدعوة إلى انتخابات مبكرة وحصر همه بالملف الاقتصادي – المالي – الاجتماعي والإعماري تاركا الملف السياسي إلى مرحلة لاحقة.

وباختصار، اقترح ماكرون على سياسيي لبنان «عقدا» التزم به وينتظر من السياسيين اللبنانيين الوفاء من جانبهم بما التزموا به. لكن إذا فشلت هذه المقاربة، فإن باريس مستعدة لاتباع المسلك الآخر الذي عنوانه الترهيب أي العقوبات على «المعرقلين» وقد كان ماكرون صريحا في تحذيره. ولعل أقوى معاقبة للبنان ككل أن تسحب فرنسا يدها من الملف وتترك اللبنانيين لمصيرهم ولألاعيبهم من غير أن تنسى البعدين الإقليمي والدولي المتداخلين في لبنان وأحد عناوينه العقوبات الأميركية الأخيرة على وزيرين سابقين واستعداد واشنطن لفرض عقوبات على شخصيات وهيئات أخرى في المستقبل القريب. والسؤال المطروح: هل يكفي التلويح الفرنسي بالعقوبات للي ذراع «المتمردين» على المبادرة الفرنسية أم أن أمرا كهذا سيزيدهم تشددا ورفضا؟

 

رسائل فرنسية لـ”الحزب”: لا نستهدفكم

غادة حلاوي /نداء الوطن"/الخميس 17 أيلول 2020   

إذا كانت فرنسا أسفت “لعدم تمكن الزعماء السياسيين اللبنانيين من الالتزام بتعهداتهم للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بتشكيل الحكومة خلال 15 يوماً”، فإن مبادرتهم تلك لم تعد مفهومة. صارت خاضعة للتأويل والتكهنات في ضوء ما يعتري تشكيل الحكومة من مطبات قد تطيح بالرئيس المكلف. المعضلة ان سلوك الفرنسيين لا يتطابق ومواقفهم. أقله في ما يتعلق بعلاقتهم مع “حزب الله”. إعلان الثنائي الشيعي عدم مشاركته في الحكومة إستنفر الفرنسيين ودفعهم الى تطمينه بدليل إيجابية اللقاء الذي جمع النائب محمد رعد مع الرئيس ايمانويل ماكرون.

تعدد الرسائل التي تلقاها “حزب الله” من الفرنسيين لم تساعد في حل لغز الالتباس الحاصل في موقفه من سلوك الرئيس المكلف مصطفى أديب ومن يقف وراءه حيال تشكيل الحكومة. خلال الساعات الماضية حرص الفرنسيون على نقل رسالة مفادها “نحن لا نستهدفكم ولا يوجد لدينا مشروع ضدكم وكلامنا الطيب مع النائب محمد رعد خير دليل”.

في مكان ما يكتنف الغموض الجهود الفرنسية بالنسبة لـ”حزب الله”، فهل يتصرف والحريري كفريق واحد؟ وما هي حقيقة موقفه من رفض الحريري منح الثنائي الشيعي حقيبة المالية؟ ومن فوض الحريري ادارة تشكيل الحكومة؟ مثل هذه الاسئلة وغيرها وصلت الى مسامع الفرنسيين مباشرة وبالواسطة لكن الاجوبة عليها لم تقنع “حزب الله” والثنائي الشيعي. ربما ركن الفرنسيون الى رغبة الثنائي بتكليف الحريري مجدداً تشكيل الحكومة وحين اعتذر اصروا على تبني من يختاره. عاش الحريري الحالة وأراد لعب الدور الى نهايته. لم يدرس خطواته وابعادها وأن رهاناته ستخيب. وكأن الحريري لم يقتنع بعد ان “حزب الله” أقوى من هذه الألاعيب ولا تنطلي عليه، وفق تعبير مصادر مطلعة على موقف “الحزب”، التي لفتت إلى أنّ “حزب الله” يعتبر أنّ أسباباً عديدة أوصلت المبادرة الفرنسية الى مأزق:

1 – الفريق الذي استغل هذه المبادرة ومعها العقوبات الاميركية لتحقيق إنقلاب سياسي في البلد يخرج من خلاله “حزب الله” من الحكومة محققاً بذلك الهدف الاميركي –الاسرائيلي، ويكون للشيعة تمثيل هزيل في الحكومة ولا يمثلهم تحت عنوان الاختصاصيين.

2 – العقوبات الاميركية.

3 – محاولة استغلال الظروف المالية والاقتصادية للقول إن من تسبب بهذه السياسات هو الثنائي الشيعي، ولو ان هذه القوى السياسية لا تتحمل وزر كامل الأزمة بل لها حصتها منها.

“حزب الله” إرتاب من إصرار الفريق المشكل للحكومة على سحب حقيبة المالية من الثنائي وتشكيل الحكومة بمفرده، وعلى تسمية الوزراء الشيعة ومن الاختصاصيين.

وتضاعف قلقه يوم زار الحريري رئيس مجلس النواب نبيه بري يبلغه ان وزارة المال لن تكون من حصة الشيعة، وحين رفض بري قال له الحريري سيتحدث اليك ماكرون!

يصر “حزب الله”، وفق المصادر المطلعة على اجوائه، على ان ما حصل يقارب الانقلاب على موازين القوى السياسية في البلد، ومحاولة عزل مكون سياسي واخراجه من السلطة السياسية حالياً. اي تحقيق غايات سياسية في ظل موازين مختلفة. وحين استشعر الخطر تحدث الى رئيس الجمهورية ميشال عون شارحاً رؤيته للأمور فأبلغه النائب محمد رعد صراحة: “اذا اردتم المداورة فلنضعها في سياق مشروع لا يقتصر على المالية فقط. ولماذا الاصرار على طرحها اليوم ومن باب تحميل الازمة لفريق سياسي واحد”. وتابع رعد قائلاً: “لتكن المداورة في الرئاسات والوزارات ووظائف الفئة الاولى ومجلس القضاء الاعلى، وليتم وضعها ضمن أطر دستورية ونظام دستوري أما دون ذلك فإن هذا الفريق ومن خلال طريقته في ادارة الحكومة فيلعب بمصير البلد ويأخذه للمجهول”.

إستشعر الجميع ان المبادرة الفرنسية صارت في مأزق، فلا عون ملزم بالتوقيع على تشكيلة الفريق الواحد ولا يمكن لحكومة ان تكون من دون المكون الشيعي. هنا بدأت تنهال الرسائل الفرنسية وإقتراح الفريق المشكل مقايضة المالية بحقيبتي الدفاع والخارجية. عروض كانت مدعاة للريبة من قبل “حزب الله”، عن سر اصرارهم على هذه الحقيبة كي تستبدل بحقيبتين او أكثر؟

وسط هذا المستوى من التأزم يغيب احتمال تشكيل حكومة، ما يضع مصير الرئيس المكلف على محك الاعتذار الذي لوحت به مصادره. فماذا لو فعلها واعتذر؟ لا تبدو خطوة كهذه كارثية بالنسبة الى “حزب الله”، والاعتذار هنا مشكوك به، ذلك ان اديب واجهة لمشروع وليس مشروعاً بذاته. اعتذاره يعني فرملة الاندفاعة الفرنسية وهم لا يريدون إسقاطها لرغبتهم بتحقيق أهدافهم من خلالها، أي إخراج المقاومة والشيعة من العملية السياسية. ويعني الاعتذار العودة مجدداً الى ذات الآليات الدستورية اي الاتفاق على اسم رئيس واستشارات التكليف. وبناء عليه فإعتذاره مستبعد ولكن رغم ذلك فإن تطورات التأليف مرهونة بثلاثة امور هي: قرار اديب استكمال التأليف بأسلوب مختلف أو الإعتذار، موقف الفرنسيين وتعاطي عون مع اي تشكيلة تعرض عليه، فهل يوقعها ام يحجب توقيعه وقد اتضح انهم يتعاطون معه كصندوقة بريد.

لرئيس الجمهورية ان يمارس صلاحياته بالتوقيع من عدمه ولكن تشكيل حكومة من قبل الفريق عينه متفرداً، تعني أن يصدر هذا الفريق قراراته ويفرضها على رئيس الجمهورية ضمن مهلة الخمسة عشر يوماً. مجريات كهذه ان حصلت تعيد “حزب الله” بالذاكرة الى تجربة الرئيس فؤاد السنيورة التي مارسها مع الرئيس إميل لحود. ساعة تقدم الوزراء الشيعة بإستقالاتهم لم تهتز حكومته واعتبر خروجهم لا يحجب الميثاقية عن الحكومة. هناك من يسعى الى تكرار السيناريو نفسه اليوم بتسمية ثلاثة وزراء من قبلهم، استقالاتهم اذا حصلت لن تقدم ولا تؤخر. مهما راهنوا على عقوبات وسعوا الى الضغط فرهاناتهم خاسرة لأن الثنائي الشيعي ماض بالتمسك بوزارة المال وتسمية الوزراء الشيعة والا فلا حكومة.

تؤكد الاوساط أن كل شيء مجمد حالياً، والامور عالقة على اكمال اديب مهمته او الاعتذار، وفي حال قدم تشكيلته الحكومية فهل يوقعها عون ام يعرض عن التوقيع؟ اما مساعي توضيح الفرنسيين لموقفهم فلم تؤت اكلها بعد. لكن الفرنسيين قالوها بالامس ولم يقفلوا الباب امام مبادرتهم “لم يفت الأوان بعد”.

 

إشكالات “القوات” و”التيار”… تضخيم أو حقيقة مرّة؟

ألان سركيس/نداء الوطن"/الخميس 17 أيلول 2020   

لا يزال البعض يتداول في إشكال ميرنا الشالوحي الذي حصل بين “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحرّ” في وقت تُسلّط الأضواء على هذه الإشكالات أكثر من غيرها.

الهتافات ضد “حزب الله” وأمينه العام السيد حسن نصرالله لم تُطلق في طرابلس أو الطريق الجديدة أو صيدا أو أي منطقة أخرى، بل أطلقها مناصرو حركة “أمل” خلال تشييع حسين خليل في بلدة اللوبية الذي قضى الشهر الماضي بعد إشكال مع “حزب الله”، ما اضطرّ “الحركة” إلى إصدار بيان تدين فيه التعرض للسيد نصرالله وتدعو إلى التهدئة، مع العلم أنه لا يمرّ أسبوع إلا ويحصل إشكال بين شباب “الحركة” و”الحزب”، ولا يخرج أحد ليقول إن الأمن القومي في خطر.

وما حصل في الجنوب ينطبق أيضاً على خلدة، فقد عاش اللبنانيون ليلة “أكشن” طويلة على التلفزيونات ومواقع التواصل الإجتماعي بعد الإشكال الذي حصل بين “حزب الله” وعشائر خلدة وأسفر عن سقوط ضحية، يومها أيضاً لم يكن الأمن القومي في خطر.

وبقاعاً، يستفيق أهل بعلبك والهرمل يومياً على إشتباكات ويصدر بيان عن قيادة الجيش بأنه تمّ إستخدام الرشاشات والـ “أر بي جي” ومختلف أنواع الأسلحة، والامر بات طبيعياً بالنسبة إلى المتلقّي، وأيضاً هنا لا يكون الأمن القومي بخطر.

لكن أن يحصل إشكال وصدام بين مناصري “القوات” و”التيار الوطني الحرّ” فهناك “الويل والثبور وعظائم الأمور”. بالطبع إن مثل هكذا إشكالات مرفوضة جملةً وتفصيلاً وما يجب أن يسود هو التفاهم السياسي أو الخصومة الديموقراطية، لكن هناك جهات دائماً تصوّر أن مثل هكذا إشكالات تعني حكماً وقوع صدام عسكري أو حرب “إلغاء” جديدة وكأن الطائرات الحربية والمدفعية والراجمات بدأت تضرب.

وعلى رغم كل شيء، إلا أن تسليط الضوء على إشكالات “القوات” و”التيار” مردّه إلى أسباب عدّة أبرزها أن وسائل الإعلام تتمركز في العاصمة والمنطقة المسيحية بينما المشاكل التي تحصل في الأطراف لا تنعم بنفس التغطية الإعلامية على رغم وجود وسائل التواصل الإجتماعي، إضافةً إلى أن المنطقة المسيحية مفتوحة أمام الإعلام ولا يوجد فيها مربعات أمنية، كذلك فإن جروح الماضي والحروب المسيحية السابقة تُعاد وتفتح، بعضها من موقع الحرص على عدم تكررها، والبعض الآخر للتضخيم.

لا شكّ أن “التيار الوطني الحرّ” يحاول أن يبني على الإشكال الأخير لشدّ عصب جمهوره بعد الخسائر المتتالية التي تعرّض لها بسبب سوء إدارة الحكم وفشل العهد في تنفيذ الوعود وإنفجار المرفأ، ويظهر جلياً هذا الأمر بالعودة إلى الماضي والتذكير بالحرب ومآسيها، ويأتي الإستثمار في مشكل ميرنا الشالوحي بعد سلسلة مشاكل حصلت مع رئيس “التيار الوطني الحرّ” النائب جبران باسيل في كل المناطق والتي كادت أن تؤدي إلى حروب متنقلة، وكان أكبرها إشكال قبرشمون العام الماضي، ووصف الرئيس نبيه بري بالبلطجي حيث غزت حينها دراجات حركة “امل” مناطق نفوذ “التيار” ووصلت إلى ميرنا الشالوحي من دون أن يستطيع مواجهتها قبل أن تتم الصلحة ويضطر الرئيس ميشال عون إلى الإتصال ببري للإعتذار.

ولا يبدو أن “التيار” في وارد إستيعاب المشكل بل يذهب إلى التصعيد أكثر، ويعتبر أن سلوك “القوات” ميليشيوي وأنها تستطيع التحرك على الأرض متى تشاء، وبالتالي يجب التصدّي لها.

وبالنسبة إلى “القوات” فإنها تعتبر أن المشكل أصبح من الماضي، وهناك من أطلق النار ويجب أن يحاسب، كما أنها ستقوم بتدابير داخلية من أجل ضبط الشارع ومنع الصدامات على الأرض لأنها لا تريد أن تدخل في مواجهات بل يجب الإحتكام إلى الدولة والقانون.

وفي السياق، فإن كل ما يُحكى عن وساطات لا أساس له من الصحة لأن المشكل عابر والعمل يتم كي لا يتكرر، وبالتالي فإن الأمور ليست بحاجة إلى توسّط بكركي أو إحياء الإتصالات القديمة.

ويبقى الهدف لدى “القوات” هو تجنّب مثل هكذا إحتكاكات، وإستيعابها إذا وقعت وتنظيم الخلافات تحت سقف الدولة، لكنها ترى في المقابل أن “التيار الوطني الحرّ” مأزوم ويحاول التحريض لأنه يبني سياسته على هذه النقطة لذلك لن ننجرّ للعبته، والأمور عندنا إنتهت، لكن من الظلم وضع “القوات” في خانة “التيار” الذي يفتعل إشكالات أينما حلّ. وترفض “القوات” كل محاولات التخويف من أن الأمور تتّجه نحو حرب مسيحية – مسيحية، حيث تدعو إلى وضع الإشكال في حجمه الطبيعي نتيجة الإحتقان السائد، من هنا فإن الأمور عادت إلى طبيعتها بعد ساعات قليلة ولا يوجد أي صدام من هذا النوع.

 

كورونا يفتك بالسجون… لا خطط للمواجهة!

هديل فرفور/الاخبار/الخميس 17 أيلول 2020 

قبل نحو خمسة أشهر، اقترح النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات اعتماد السوار الإلكتروني كنوع من «السجن عن بعد»، وكـحلّ للتخفيف من اكتظاظ السجون وإفراغ نظارات التوقيف. حينها، كانت السلطات المختلفة تسعى إلى اجتراح حلول استباقية للوقاية من الفيروس الجديد، فيما كانت الوعود بإحاطة مكامن الخطر الأساسية، وأبرزها السجون، «تُلعلع» على لسان الكثير من الملبسؤولين. منذ أيام، وأجواء السجون عموماً، وسجن رومية خصوصاً، مشتعلة وتتقد غضباً وخوفاً من الوباء الذي أصاب حتى الآن نحو مئة سجين في سجن رومية المركزي، تسعون منهم في مبنى الإرهاب، فيما سجلت 22 إصابة في صفوف عناصر القوى الأمنية المسؤولة عن الحراسة في السجن. ورغم خطورة الوضع، ليس هناك أثر لأي من الاقتراحات والوعود، فيما تبدو وزارة الصحة متأخرة عن اللحاق بالمسار المتصاعد للوباء. فحتى أمس فقط، وجد وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن نفسه معنياً بوضع خطة استجابة سريعة للسجون في لبنان! وأعلن عن خطة طوارئ وضعتها إدارة سجن رومية لتأمين العزل للحالات الخفيفة والمتوسطة، «أما الحالات التي تظهر عوارض متقدمة فسيتم إخلاؤها تمهيدا لعزلها في مراكز إستشفائية أو إدخال أصحابها إلى غرف وأقسام العناية الفائقة في المستشفيات». بمعنى آخر، حتى الآن، لا توجد خطة جاهزة لتدارك الواقع المأزوم، فقد باشرت الوزارة أخيراً البحث في اقتراحات كان يجب أن تكون منجزة منذ أشهر، شأنها شأن كثير من الخطط الإستباقية التي كان ينبغي تحضيرها مسبقاً. هذا التباطؤ الخطير، باعتراف حسن، يأتي في وقت يتفاقم فيه تفلّت الوباء. إذ سُجّلت، أمس، 634 إصابة (624 مُقيماً وعشرة وافدين)، ستة منهم في القطاع الصحي. كما أعلن عن وفاة سبعة أشخاص ليرتفع عدد ضحايا الفيروس في لبنان إلى 259. أما الحالات التي تستدعي الإستشفاء فارتفع عددها إلى 426 شخصاً، 120 منهم في العناية الفائقة ما يشي بتفاقم الضغط على القطاع الإستشفائي!

وعلى صعيد الشفاء، سجل خلال 24 ساعة شفاء 418 شخصاً ليرتفع عدد المتعافين إلى 9634. فيما وصل عدد المُصابين الفعليين إلى 16 ألفاً و190 شخصاً.

 

الإعصار “سالي” يضرب ساحل الخليج الأميركي

 بي بي سي عربي/ رويترز/الخميس 17 أيلول 2020 

وصل الإعصار “سالي” إلى ساحل الخليج الأميركي، وتسبب بانقطاع الكهرباء عن نصف مليون مواطن، وتباطأت سرعة الرياح بعد أن بلغ الإعصار “سالي” اليابسة يوم الأربعاء، وقد صنّف الإعصار من الدرجة الثانية. وتسببت الفياضانات التي ضربت ولايتي فلوريدا وألاباما الأمريكيتين بأضرار جسيمة، وتأثرت بينساكولا في ولاية فلوريدا بشدّة حيث انهار جزء من الجسر الذي يعبر الخليج. وأشار قائد فرق الإطفاء جيني كرانور لقناة “سي أن أن” إلى ان العاصفة حملت معها ما يعادل “أربعة أشهر من المطر في أربع ساعات”. وأفاد المركز الوطني للأعاصير بان “الفيضانات الكارثية والمهددة للحياة مستمرة في أجزاء من فلوريدا وجنوب ألاباما”.

 

ممارسة السياسة: المساعدات الدولية لقطاع الأمن ودور الجيش اللبناني المتغير

حجاب شاه/ميليسا دالتون/مركز كارنيغي للشرق الأوسط/07 أيلول/2020

دراسة

ملخّص:  في أعقاب انفجار مرفأ بيروت في أغسطس/آب الماضي، يجب على الجيش اللبناني إعادة بناء الثقة مع السكان المدنيين. يمكن للجيش اللبناني أن يكون بمثابة ركيزة أساسية في جهود الحكومة اللبنانية لتعزيز الأمن والهوية الوطنية في خضم الأزمة، في ضوء المساعدات لقطاع الأمن من قبل الولايات المتحدة والشركاء الغربيين الآخرين.

مقدمة

تعتبر القوات المسلحة اللبنانية، المعروفة رسميًا بالجيش اللبناني، ولبنان على نطاق أوسع، أحد أكبر المتلقين للمساعدات الخارجية في الشرق الأوسط. فقد سعت الولايات المتحدة والحكومات الحليفة إلى بناء قدرات ومهنية الجيش اللبناني منذ حرب إسرائيل وحزب الله عام 2006، حيث تم التركيز بشكل أساسي على مكافحة الإرهاب وأمن الحدود. وقف الجيش اللبناني في تناقض واضح مع الأجهزة الأمنية اللبنانية الأخرى في ضبط النفس تجاه السكان المدنيين خلال احتجاجات 2019. ومع ذلك، فإن الحوادث العنيفة التي تم الإبلاغ عنها مؤخرًا ضد المدنيين، وغموض دور قوات الشرطة، والمخاوف بشأن جهود الإنعاش التي أعقبت انفجار المرفأ في أغسطس/آب 2020 في بيروت، والسلطات الموسعة في ظل حالة الطوارئ التي فرضها البرلمان اللبناني، أثارت مخاوف دولية بشأن دور الأجهزة الأمنية اللبنانية، بما في ذلك الجيش اللبناني. يلعب الجيش اللبناني دورًا حاسمًا في تحقيق الاستقرار في لبنان عبر أزمة متعددة الأوجه، إلا أن عليه اتخاذ خطوات ملموسة لتعزيز مهنيته.

لفترةٍ طويلة، كان يتم تحديد السياسة اللبنانية الحديثة على اعتبارات طائفية، وهي حقيقة لا تزال قائمة حتى في الوقت الذي تغرق فيه البلاد في أزمة. كانت المساعدات الدولية للجيش اللبناني على مدى السنوات الأربع عشرة الماضية تهدف إلى دعم الجيش اللبناني كمؤسسة وطنية شرعية تتخطى الطوائف وتدعم شعورًا أوسع بالأمن والهوية اللبنانية.

في خضم الأزمة المستمرة والاضطراب السياسي في لبنان في رأس السلطة في البلاد، وبسبب جائحة كورونا المستمرة، هناك فرصة مهمة للمجتمع الدولي لدعم مسار جديد للحكم في البلاد—كما يُشكّله يتصوره شعبه. تتوقف هذه الفرصة على الاستفادة من قنوات الدعم الحالية للجيش اللبناني وبناء آليات مشروطية تجعل الجيش اللبناني مسئولًا عن أفعاله، مع الاستمرار في تعزيز صياغة واضحة لأولويات الجيش اللبناني وخطة لتحسين الفعالية العسكرية من خلال السياسات والعقيدة والتدريب والمعدات والتعليم والتمارين والعمليات وبناء القدرات المؤسساتية.

الجيش اللبناني: الأولويات والأداء

تاريخيًا، لعب الجيش اللبناني دورًا فريدًا في لبنان، ككيان غير سياسي يدعم هدفًا سياسيًا يتمثل في الوحدة والقومية اللبنانية الأوسع. في خضم الاضطرابات السياسية الحالية، سيتعين على الجيش اللبناني تعزيز دعمه الشعبي مع توسيع الشرعية والدفاع عن السيادة اللبنانية وحماية مصالح الأمن الداخلي.

توسيع الشرعية في حقبة ما بعد الحرب الأهلية

في ضوء تاريخ لبنان من الصراع والتفتت الطائفي، فإن حقيقة أن الجيش اللبناني ربما يكون المؤسسة الوطنية الوحيدة التي تحظى باحترام ودعم واسع النطاق في جميع أنحاء البلاد هو أمر مهم: أظهرت استطلاعات الرأي الخاصة بـ "الباروميتر العربي" لعام 2019 أن 87 بالمئة من السكان يثقون بالجيش اللبناني، مقارنةً بنسبة 48 بالمئة ممن يثقون بالشرطة.1 إن الحفاظ على هذه الشرعية في حقبة ما بعد الحرب الأهلية كان ولا يزال أولوية عالية للجيش اللبناني، الذي سعى إلى تحقيقها من خلال التمثيل والتوازن بين الطوائف والحيادية.

إن اهتمام الجيش اللبناني بالحفاظ على التمثيل والتوازن بين الطوائف له أسبقية تاريخية تعود إلى عهد الانتداب الفرنسي في أوائل القرن العشرين، عندما ركز سلف الجيش اللبناني، القوات الخاصة لبلاد الشام، على "التجنيد الانتقائي" للجنود المسلمين والمسيحيين إلى وحدات عسكرية معينة "كنوع من التوازن السياسي."2 في الذاكرة الحديثة، كان تحديد أولويات الجيش اللبناني للتوازن بين الطوائف هو النتيجة المباشرة لتجربته في الحرب الأهلية في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، عندما شهد الجيش اللبناني انشقاقات جماعية لضباطه وجنوده السنّة والشيعة والدروز لصالح ميليشيات منظمة بحسب الطائفة. كانت الفئة التي تخلفت عن ذلك في الغالب من الضباط والجنود المسيحيين الموارنة.3

وقد أسفرت جهود الجيش اللبناني لمنع تكرار مثل هذه الأحداث، وبنود اتفاق الطائف لعام 1989 وقرارات مجلس الأمن الدولي رقم 1559 و 1680 و 1701 التي دعت إلى نزع سلاح الجماعات المسلحة الداخلية، عن توازن وتمثيل أكبر وأكثر في هذه القوة العسكرية بعد الحرب الأهلية.4 وينطبق هذا الأمر بشكل خاص على الأفراد من الرتب الدنيا: فالقوة البشرية في الجيش تقارب 24 بالمئة مسيحيين، و 35 بالمئة سنّة، و 27 بالمئة شيعة، و 6 بالمئة دروز.5 ومع ذلك، تميل قيادة الجيش اللبناني إلى الانحراف لصالح الجنرالات المسيحيين الموارنة، ربما جزئياً كإرث من انشقاقات الحرب الأهلية من قبل الطوائف الأخرى وجزئياً كموازن لقوات الأمن الداخلي الأخرى في لبنان—سلطة الشرطة التي يقودها السنّة والمعروفة باسم قوى الأمن الداخلي وجهاز المخابرات الداخلية الذي يقوده الشيعة والمعروف باسم المديرية العامة للأمن العام. تعرض الجيش اللبناني في الماضي لانتقادات بسبب تفضيله المزعوم للطائفة المارونية، ليس فقط لأن منصب قائد الجيش اللبناني كان تاريخيًا طريقًا للرئاسة في لبنان، ولكن أيضًا بسبب المحسوبية لصالح الموارنة في وحدات القوات الخاصة.6 كما أن هناك مخاوف من أنه، وإن كان إلى حد أقل بكثير مما كان عليه في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، قد تكون هناك ولاءات مقسّمة داخل سلك الضباط في لبنان.7 هذه الانقسامات مقلقة بشكل خاص بين أولئك الذين حصلوا على منصب في سلك ضباط الجيش اللبناني من خلال شبكات المحسوبية الطائفية والسياسية المختلفة في البلاد.

من أجل معالجة هذا الانتقاد، يمكن أن يؤدي تركيز الجيش اللبناني الشديد على التوازن بين الطوائف إلى بعض الأمور غير العملية. على سبيل المثال، ورد أن مسؤولين أمريكيين شعروا بالإحباط بسبب الطريقة التي وزّع بها الجيش اللبناني المعدات التي قدمتها الولايات المتحدة—بدلًا من إرسال العتاد إلى الوحدات ذات الصلة والتي لها مواقع استراتيجية، حيث اختار الجيش، عوضًا عن ذلك، نشر الأسلحة والمعدات بعدد قليل عبر كامل القوة العسكرية، كيلا يُنظر إليهم على أنهم يفضلون وحدة أو طائفة معينة على أخرى.8 هذه الأمور غير العملية تظهر أيضًا في جهود الجيش اللبناني للالتزام بمتطلبات مراقبة الاستخدام النهائي الأمريكية الصارمة، مما أدى إلى تحفظ الجيش اللبناني لتزويد وحدات معينة في جنوب لبنان أو سهل البقاع بالمعدات الأمريكية خوفًا من أن يُنظر إليهم على أنهم يخاطرون بوقوع المعدات في أيدي حزب الله.

الدفاع عن السيادة اللبنانية

إن مهمة الجيش اللبناني المعلنة هي "الدفاع عن الأمة والحفاظ على السيادة وسلطة الدولة وحماية الدستور والحفاظ على الأمن والاستقرار والمساهمة في توفير الاستقرار الاجتماعي والتنمية."9 كانت سيادة لبنان تاريخيًا قضية حساسة، لا سيما بسبب احتلالها من قبل قوات دول خارجية وهي سورية وإسرائيل والذي لا يزال في الذاكرة الحديثة جدًا، وكذلك بسبب النفوذ الضخم الذي تمارسه جهة خارجية أخرى، إيران، داخل السياسة اللبنانية من خلال دعمها لحزب الله. وهذا الأمر معقد بشكل خاص لأن سورية برّرت احتلالها على أنه موازنة لاحتلال إسرائيل، في حين أن حزب الله قدم نفسه بنجاح إلى حد ما كمقاومة للاحتلال الإسرائيلي وكمدافع حقيقي عن السيادة اللبنانية—حيث فشل الجيش اللبناني—ضد دولة يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها العدو، ليس فقط في لبنان ولكن في جميع أنحاء الشرق الأوسط الأوسع.

يؤكد اتفاق الطائف وقرارات مجلس الأمن الدولي 1559 و 1680 و 1701 المذكورة أعلاه سيادة الحكومة اللبنانية على البلاد، وتحظر وجود أسلحة أو سلطة خارج إطار الدولة وأي كيان احتلال أجنبي داخل الأراضي اللبنانية.10 على الرغم من هذه الأحكام، يبقى الجيش اللبناني عاجزًا في مواجهة فاعلين أقوياء مثل حزب الله، والمؤثرين الإقليميين مثل إيران وسورية، وكذلك نفوذ قادة المليشيات الطائفية وأمراء الحرب السابقين، على الرغم من نزع سلاحهم وحلهم، الذين يستمر العديد منهم في ممارسة نفوذ كبير في السياسة والاقتصاد في لبنان.

إن الحساسيات السياسية والأعراف العسكرية المدنية تمنع الجيش اللبناني من تسمية حزب الله أو إيران أو سورية بأنها مخاطر محتملة على السيادة اللبنانية. في الواقع، أعرب بعض القادة العسكريين، مثل القائد السابق للجيش اللبناني العماد جان قهوجي، علنًا عن موقف إيجابي تجاه حزب الله، في حين أن آخرين لم يتمكنوا من تحويل انتقاداتهم لحزب الله إلى سياسات أو مواقف ملموسة ضد الجماعة. استطاع الجيش أن يعارض بصراحة أكبر التهديدات التي تشكلها مجموعات مثل تلك المرتبطة بتنظيم داعش وتنظيم القاعدة.11 ينعكس تركيز الجيش اللبناني على الدفاع عن لبنان ضد هذه الجماعات في جهوده لتعزيز المهنية والجاهزية في هذا السياق. يشير التركيز المتزايد على التدريب على مكافحة الإرهاب مع شركاء مثل الولايات المتحدة وزيادة العتاد المرتبط بهذه الأنواع من المهام إلى رغبة الجيش اللبناني في الدفاع عن البلاد من التهديدات التي تشكلها هذه الجماعات على سيادتها.

حماية مصالح الأمن الداخلي

لدى لبنان مخاوف أمن داخلي جمّة. إن تاريخ الصراع الطائفي، ووجود فاعلين داخليين أقوياء مسلحين وغير مسلحين على حد سواء، وتأثير الأطراف الخارجية في الشؤون الداخلية للبلاد، أدت جميعها إلى حالة من التوتر داخل البلد. تعتبر التوترات المحلية، التي من الممكن أن تشتعل شرارتها فجأة، هي مصدر مهم لعدم الاستقرار في لبنان. وعلى الرغم من أن الأمن الداخلي مسؤولية غير نمطية للجيش الوطني، يلعب الجيش اللبناني دورًا فريدًا في المجتمع اللبناني، مما يستدعي تركيزه على هذا الأمر.12

افتراضيًا، يجب على قوى الأمن الداخلي والمديرية العامة للأمن العام، أن تقود الجهود الرامية إلى الحفاظ على الأمن الداخلي في البلاد، ولكن وجود مزيج من الافتقار إلى القدرات والتسييس المتجذر وانعدام الثقة من قبل العامة من مختلف الطوائف يمنع هذه الأجهزة من لعب هذا الدور بفعالية.13 وهنا يأتي دور الجيش اللبناني. لقد تم هيكلة الجيش اللبناني تاريخيًا بهدف الحفاظ على الأمن الداخلي داخل البلاد منذ الانتداب الفرنسي.14 بعد مرور ما يقارب من قرن من الزمان، يظل الأمن الداخلي أولوية عسكرية رئيسية لأنه، كما تمت مناقشته سابقًا، في بلد غارق دائمًا في التوترات الطائفية المحلية، يُنظر إليه على أنه القوة التمثيلية الوحيدة والمتوازنة سياسيًا في البلد، وهو القوة التي ستعالج القضايا الناشئة دون دوافع سياسية.15

لكن الجانب السلبي من دور الجيش اللبناني في الأمن الداخلي هو أن تحفظه على المخاطرة بصورته المحايدة، إلى جانب عدم سيطرته على العنف في لبنان، يمكن أن يُترجم إلى تقاعس. من ناحية، تعامل الجيش اللبناني مع المتظاهرين في عام 2019 بشكل متساوٍ بالمقارنة مع الأجهزة الأمنية الأخرى. ومن ناحية أخرى، تم انتقاده بسبب عدم اتخاذ إجراء والسماح لمحتجين مناهضين من الجماعات ذات الأغلبية الشيعية مثل أمل وحزب الله بالتحول إلى العنف.16

إن تقاعس الجيش اللبناني واستراتيجيته في "شراء الوقت والحفاظ على السلام المدني لفترة كافية للسماح بتسوية سياسية مناسبة" في احتجاجات 2019 يشير إلى وجود مشكلة أكبر في القيام بواجبه المتعلق بالأمن الداخلي.17 عندما تصاعدت التوترات الطائفية في لبنان بعد الحرب الأهلية—على سبيل المثال، خلال تصاعد العنف السنّي الشيعي في بيروت خلال عامي 2007 و 2008—تردد الجيش اللبناني في التدخل خوفًا من أن يُنظر إليه على أنه ينتهك مبادئه وسمعته بالحياد. ويزعم بعض المحللين أن الجيش اللبناني يخشى انتقام حزب الله.18 ويرى آخرون بأن عوامل مختلفة شكّلت خيارات الجيش اللبناني، بما في ذلك أنه لا يتم دائمًا التنسيق مع الجيش في قرارات الحكومة اللبنانية، والمخاوف من أن مواجهة حزب الله يمكن أن تؤدي إلى انقسامات في الجيش اللبناني، وأحيانًا يكون لدى قائد الجيش اللبناني طموحات سياسية.19 إن الإصرار على الظهور بمظهر حيادي، بالإضافة إلى عوامل أخرى، قد أتاح كذلك الفرصة لجماعات مثل حزب الله للعمل داخل لبنان بشكل شبه كامل.20

الشرعية الشعبية هي أمر أساسي لفعالية الجيش اللبناني. في الأيام الأولى من احتجاجات 2019 ضد سوء الإدارة والفساد، تم الإشادة بالجيش اللبناني لحياده ومهنيته في التعامل مع المتظاهرين، وحرصه الشديد على الحد من العنف، وتجنب إصدار أي تصريحات يمكن تفسيرها على أنها سياسية، والعمل بسرعة لتصحيح أي تجاوزات من داخل صفوفه.21 أشاد النشطاء في البداية بالجيش، ولوحوا بأعلام الجيش اللبناني في الاحتجاجات، ونشروا رسائل ومقاطع فيديو إيجابية حول الجيش اللبناني انتشرت بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي.22

تم تقويض هذه الصور الإيجابية بمعاملة مختلفة كثيرًا للمتظاهرين في أعقاب انفجار مرفأ بيروت على يد الجيش اللبناني. فبحسب بعض التقارير فإن الجيش اللبناني، بالإضافة إلى قوى الأمن الداخلي والشرطة في ثياب مدنية، استجابوا للحادثة باستخدام القوة المفرطة، مما أدى إلى إصابة أكثر من 700 شخص— بما في ذلك العديد من الصحفيين. بموجب إجراءات حالة الطوارئ التي نفّذها البرلمان، كان للجيش اللبناني القدرة على "فرض حظر التجول، وحظر التجمعات وفرض الرقابة على المؤسسات والمنشورات الإعلامية... وكذلك توسيع قدرة المسؤولين على محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية."23 بينما لا يتمثل دور الجيش اللبناني في توجيه المسار السياسي للبنان، إلا أنه سيظل تحت رقابة داخلية ودولية كبيرة فيما يتعلق بسلوكه في التعامل مع الاضطرابات السياسية والاقتصادية الحالية.

بالنسبة للبنان وللجيش اللبناني، فإن التحديات الثلاث—الشرعية والسيادة والأمن الداخلي—مترابطة. يمكن للمكاسب في أحد هذه المجالات تحسين التوقعات في المجالين الآخرين، وفي المقابل، يمكن أن يؤثر التراجع في مجال أخر سلبًا على المجالين الآخرين. في نهاية المطاف، سوف يحتاج الجيش اللبناني إلى إحراز تقدم في جميع المجالات الثلاثة بالتوازي من أجل تحقيق نتائج دائمة. لن يكون هذا ممكنًا دون دعم من المانحين الدوليين، والأهم من ذلك، القيادة المستمرة من المؤسسات الرئيسية في الحكومة اللبنانية—على سبيل المثال، الرئاسة ومجلس الوزراء ومجلس الدفاع الأعلى—التي لديها الإرادة والقدرة على التغلب على ضغوط حزب الله وغيره من المستثمرين في الفساد في لبنان ونموذجه الطائفي. إلا أنه مع استمرار الأزمة السياسية وأزمة الحكم في البلاد، فإنه من غير المرجح إحراز تقدم في المستقبل القريب.

الفعالية العسكرية والاستفادة من المساعدات الخارجية لقطاع الأمن

على مدى السنوات الأربع عشرة الماضية، اعتمد الجيش اللبناني على دعم المانحين الدوليين لرفع فاعليته، إلى أقصى حد ممكن، مع موازنة تحدياته الثلاثة. يمكن تقييم الفاعلية العسكرية للجيش اللبناني عبر أربع مجالات: السياسات والعقيدة، التدريب والمعدات والتمارين والتعليم، العمليات، والقدرات المؤسساتية.

السياسات والعقيدة

يفتقر لبنان إلى سياسة أو إستراتيجية شاملة للأمن القومي، حيث أنه خارج إطار وزارة الدفاع، لا توجد هيئة مدنية لديها سلطة الرقابة والتخطيط على الأجهزة الأمنية في البلاد.24 تساهم الديناميكية العسكرية المدنية في لبنان في عدم وجود إستراتيجية متماسكة: الديناميكية السياسية الطائفية تؤدي إلى عدم التوافق حول الأولويات الأمنية، والتسييس داخل الجيش اللبناني—ولا سيما تصور دور قائد الجيش اللبناني بأنه الطريق إلى الرئاسة اللبنانية—يضيف إلى قضية عدم التوافق.25 علاوة على ذلك، لا يستطيع الجيش اللبناني التركيز على التخطيط الإستراتيجي عندما يتم تشتيت قدراته، من خلال القيام بمهام داخلية داخل لبنان والتي يجب أن تكون في الواقع ضمن اختصاص قوى الأمن الداخلي.26 وهذا لا يخلق فقط إشكالات في الجاهزية داخل الجيش اللبناني ويشتت تركيزه عن المهام الأساسية، ولكنه يمنع أيضًا الجيش من امتلاك القدرة على المساهمة في وضع سياسة عسكرية أو أمنية وطنية. في حين أن الجيش اللبناني يمثل واحدة من المؤسسات الوطنية الحقة القليلة في البلاد، إلا أن الافتقار إلى إشراف مدني قوي وربط ذلك بصياغة السياسة الوطنية يحد من قدرة الجيش اللبناني على تقديمه بالصورة الأفضل كمثال للهوية الوطنية عبر مختلف الطوائف.

أقرب ما يكون إلى وجود إستراتيجية لدى الجيش اللبناني هو خطة تطوير قدرات الجيش اللبناني، وهي خطة خمسية "لتعزيز الأمن وتوطيد سلطة الدولة."27 امتدت خطة تطوير قدرات الجيش اللبناني الأولى من عام 2013 إلى عام 2017، بينما تمتد الخطة الثانية من عام 2018 إلى عام 2022. لم يتم نشر الوثيقة علنًا وتواجه بعض الانتقادات وعدم المشاركة من النخبة السياسية اللبنانية التي يمكنها الوصول إليها. ومع ذلك، فإنها جهد كبير من الأسفل إلى الأعلى لتشكيل التموضع الإستراتيجي للجيش اللبناني، مع التركيز على ثلاثة مجالات مهمة رئيسية للجيش وفقًا لخطة تطوير قدرات الجيش اللبناني الأولى: "الحد الأدنى من قدرات القوة، والأهداف من حيث إضفاء الطابع المهني على إجراءات التشغيل الموحدة للجيش اللبناني، وربط هذا الجهد العام بوضع الميزانية والتمويل المستقبلي."28

التدريب والمعدات والتعليم والتمارين

التدريب والمعدات

تأتي الغالبية العظمى من المساعدات الخارجية لقطاع الأمن في لبنان في شكل تدريب ومعدات، حيث تعد الولايات المتحدة الشريك الرئيسي للبنان، يليها الإتحاد الأوروبي.29 وعلى الرغم من أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حجبت مؤقتًا أكثر من 105 مليون دولار من المساعدات الأمنية في عام 2019، إلا أنه تم استئناف التمويل، ولا يزال الجيش اللبناني يستفيد من المساعدات الكبيرة التي تقدمها الولايات المتحدة.30 في السنة المالية 2019، قدمت الولايات المتحدة 218 مليون دولار كمساعدات عسكرية، بما في ذلك 105 مليون دولار في التمويل العسكري الأجنبي، و 3 ملايين دولار في برنامج التعليم والتدريب العسكري الدولي الخاص بحكومة الولايات المتحدة و 110 مليون دولار على شكل تمويل مفوّض من وزارة الدفاع.31 علاوة على ذلك، فإن أكثر من 80 بالمئة من ترسانة معدات الجيش اللبناني تأتي من الحكومة الأمريكية—تتراوح من البنادق وقاذفات القنابل إلى الدبابات والطائرات المسيّرة—في حين تم تدريب ما مجموعه أكثر من 32,000 جندي من الجيش اللبناني من قبل الولايات المتحدة.32

تاريخيًا، ركز تدريب الولايات المتحدة لأفراد الجيش اللبناني إلى حد كبير على المهنية الأساسية وصيانة المعدات. منذ عام 2008 فصاعدًا، زادت الولايات المتحدة بشكل كبير من تدريبها لوحدات القوات الخاصة التابعة للجيش اللبناني، بما في ذلك فوج المغاوير اللبناني وفوج الهجوم الجوي اللبناني وفوج مغاوير البحر (المعروف أيضًا باسم قوات البحرية اللبنانية).33 وعلى الرغم من أنه لا يزال هناك نقص في قدراتها وإمكانياتها، فقد أظهرت القوات الخاصة اللبنانية مكاسب كبيرة، لا سيما كجزء من الجهود المبذولة لمواجهة تنظيم داعش في عام 2017.34

كانت المساعدات الأمنية الأمريكية حاسمة بالنسبة للجيش اللبناني، ولهذا السبب انزعجت الحكومة والقيادة العسكرية في بيروت بشدة من قرار حجب المساعدات الأمنية الأمريكية للبلاد.35 وعلى الرغم من أنه تم إلغاء القرار مؤخرًا، إلا أن انعدام الشفافية حول سبب حجب المساعدات في المقام الأول وسبب استئنافها ترك الجيش اللبناني والحكومة اللبنانية والمواطنين قلقين من النوايا الأمريكية في لبنان.36 كما أن ذلك يغذي المخاوف من التخلي عن الشركاء الأمريكيين، خاصة في أعقاب الخيانة الأمريكية المتصورة للقوات الديمقراطية السورية بعد تدخل تركيا في شمال شرق سورية في أكتوبر 2019.

استثمر الإتحاد الأوروبي أكثر من 85 مليون يورو (ما يقارب 100 مليون دولار أمريكي) من المساعدات الأمنية في لبنان منذ عام 2006، بما في ذلك حزمة بقيمة 50 مليون يورو (58 مليون دولار) مُنحت في عام 2018، مع تخصيص 46.6 مليون يورو من خلال الآلية الأوروبية للجوار لدعم مكافحة الإرهاب حتى عام 2020، بينما تم تخصيص المتبقي من خلال آلية المساهمة في الاستقرار والسلام نحو تحسين أمن الحدود في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت.37 في غضون ذلك، ساهمت المملكة المتحدة بأكثر من 13.8 مليون جنيه إسترليني (17 مليون دولار) للبنان من خلال برنامج صندوق الصراع والاستقرار والأمن البريطاني ، الذي يهدف في المقام الأول إلى إنشاء وتدريب أفواج قوات الحدود البرية التابعة للجيش اللبناني، بالإضافة إلى تحسين قدرات قوى الأمن الداخلي وتسهيل الجهود الجارية لمكافحة التطرف العنيف.38

التعليم

محليًا، يوجد في لبنان ثمان مدارس عسكرية داخل البلاد. تقوم الكلية الحربية وكلية فؤاد شهاب بتدريب الطلاب وصغار الضباط على المستويين المهني والتكتيكي الأساسي، في حين يوفر مركزان لتدريب ضباط الصف تعليمًا مشابهًا للمجندين.39 يركز معهد تدريب الموظفين في معسكر عرمان للتدريب على توفير تدريب أكثر تقدمًا في مجال سيادة القانون وحقوق الإنسان والانضباط العسكري للجنود الذين يخدمون لفترة أطول.40 هناك أيضًا أكاديميات متخصصة مثل مدرسة القوات الخاصة، التي تدرب وحدات مثل فوج المغاوير والفوج المجوقل وفوج مغاوير البحر ومدرسة التزلج التي تدرب الجنود لمهام القتال والإنقاذ في الظروف الثلجية والمركز العالي للرياضة العسكرية الذي يدير ويدرب الفرق الرياضية العسكرية.41

يتلقى الجيش اللبناني قدرًا كبيرًا من الدعم الأمريكي لتدريب وتعليم جنوده، بشكل أساسي عن طريق برنامج التعليم والتدريب العسكري الدولي. على الرغم من أن الولايات المتحدة حافظت على مستوى ما من دعم هذا البرنامج للبنان منذ الثمانينيات، إلا أنها زادت هذا الدعم بشكل كبير بعد تجديد العلاقات الأمنية بصورة أوثق في عام 2005. ومنذ ذلك الحين، قدمت الولايات المتحدة ما يقارب 30 مليون دولار من خلال برنامج التعليم والتدريب العسكري الدولي وتمويل التدريب لأكثر من ألف فرد من الجيش اللبناني.42

التمارين

يشارك الجيش اللبناني في التمارين الثنائية السنوية المشتركة مع الولايات المتحدة وفرنسا التي يتم تنفيذها في لبنان. تهدف هذه التدريبات إلى تعزيز قدرات الجيش اللبناني ضد التهديدات التقليدية وغير التقليدية—وفيما يتعلق بالأخيرة، على وجه الخصوص التعامل مع عناصر تنظيم داعش وتنظيم القاعدة. كما تسعى هذه التدريبات إلى التطرق إلى مهنية الجيش اللبناني، بدءًا من الكفاءة التشغيلية والتكتيكية إلى الحفاظ على معايير حقوق الإنسان في عملياته.43

العمليات

على الرغم من أن الجيش اللبناني يفتقر إلى القدرة على نشر دفاع قوي ضد الجهات الخارجية الأقوى في الجوار، مثل إسرائيل، فقد شن عمليات ضد جهات داخلية—على الرغم من أن نجاحه كان شائبًا في أحسن الأحوال. أحد الأمثلة على ذلك هي حركة فتح الإسلام، وهي جماعة تابعة لتنظيم القاعدة نشأت في مخيم للاجئين الفلسطينيين في نهر البارد في شمال لبنان. خلال تصاعد العنف في عام 2007، شنت حركة فتح الإسلام سلسلة من الهجمات وواجهت الجيش اللبناني. بعد معركة استمرت ثلاثة أشهر، هُزمت الجماعة المتشددة في نهاية المطاف. كان أداء الجيش اللبناني أقل من ممتاز بسبب مجموعة من الأمور المتعلقة بالقدرات والإمكانيات: فقد تكبدت خسائر كبيرة—قُتل 158—وفي نهاية المطاف تم تدمير مخيم نهر البارد وتسويته بالأرض بعد إجلاء اللاجئين المدنيين من أجل هزيمة المسلحين. ومع ذلك، خرج الجيش اللبناني منتصرًا في النهاية.44

دفعت تجربة نهر البارد الشركاء الدوليين للجيش اللبناني إلى تعزيز قدراته في مجال مكافحة الإرهاب وحرب المدن من خلال المساعدات في مجال التدريب والعتاد. بعد عقد من الزمن، تم اختبار قدرات الجيش اللبناني مرة أخرى في عملية فجر الجرود، والعملية ضد تنظيم داعش التي تمت في عام 2017. مع نشر 5000 جندي ضد 600 من مقاتلي تنظيم داعش، أطلق الجيش اللبناني ما تم الإشادة به على أنه سلسلة معقدة من الهجمات الجوية والمناورات البرية، محاصرين المقاتلين المتبقين في وادي مجاور للحدود السورية.45 لكن اختتام العملية كان مثيرًا للجدل—فلم يكن هناك هجوم نهائي وحاسم للجيش اللبناني على المقاتلين المتبقين. وبدلًا من ذلك، تفاوض حزب الله والحكومة السورية على وقف الأعمال العدائية، مما سمح لحوالي 400 من المقاتلين وأفراد العوائل العودة عبر الحدود.46 مع ظهور تقارير (وانتقادات) للتعاون الوثيق بين الجيش اللبناني وحزب الله قبل عملية فجر الجرود، فقد ظهر عامل آخر من التعقيد حول مدى نجاح الجيش اللبناني في العملية. علاوة على ذلك، حاول الجيش اللبناني بعد ذلك أن ينأى بنفسه عن حزب الله.47

بالإضافة إلى عمليات مكافحة الإرهاب، يعمل الجيش اللبناني إلى جانب قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) لإعادة تأكيد سلطة الحكومة في جنوب لبنان بعد انسحاب القوات الإسرائيلية التي كانت تحتل المنطقة في السابق.48 كما يشارك الجيش اللبناني في جهود إزالة الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة في جميع أنحاء البلاد.49

خلال احتجاجات عام 2019 في لبنان، حافظ الجيش اللبناني إلى حد كبير على ضبط النفس في مواجهة احتجاج المدنيين وتحريض حزب الله والمفسدين الآخرين. واتخذ الجيش إجراءات سريعة لإبعاد جندي قام بإطلاق النار على متظاهر مدني في نوفمبر/ تشرين الثاني، واحتجازه وتقديمه للنظام القضائي المدني. في المقابل، كانت إجراءات قوى الأمن الداخلي وشرطة مكافحة الشغب عنيفة على نحو متزايد ضد المتظاهرين في بيروت، مما أدى إلى إصابة العشرات من خلال إطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي وخراطيم المياه، مما أثار انتقادات المجتمع الدولي.50 على الرغم من أن الجيش اللبناني تجنب إلى حد كبير نفس المستوى من الانتقادات، إلا أن حزب الله والمفسدين الآخرين سوف يختبرونه بشكل متزايد مع استمرار الأزمة الاقتصادية والسياسية. إن تعزيز التدريب والعقيدة في مجال حماية المدنيين ضمن البرامج الأمريكية للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي سيكون مهمًا للتخفيف من هذه التحديات.

القدرات المؤسساتية: معايير التخطيط الإستراتيجي وحقوق الإنسان

على الرغم من أن الجيش اللبناني قد خطى خطوات كبيرة لتحسين أدائه العملياتي والتكتيكي ومهنيته، إلا أن قدرته المؤسساتية على إجراء التخطيط الإستراتيجي والتمسك بمعايير ومبادئ حقوق الإنسان كجيش مهني لا تزال ناشئة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن القدرة المؤسساتية للجيش اللبناني على التخطيط الإستراتيجي ضعيفة إلى حد ما، بسبب مزيج من نقص القدرات داخل الجيش ونقص التماسك والخبرة الفنية في مسائل الدفاع داخل الحكومة المدنية والفساد في الحكومة اللبنانية وتأثير الجهات الخارجية.51 ورغم جهود الشركاء الأجانب لتصحيح إشكاليات القدرات داخل الجيش اللبناني، وعلى الرغم من وجود الخطة الحكومية لتطوير قدرات الجيش، إلا أن الديناميكيات السياسية الداخلية والخارجية تعوق قدرة الجيش اللبناني على إجراء التخطيط الإستراتيجي بطريقة مُجدية. يؤثر غياب الإجماع السياسي في لبنان، والذي تفاقم بسبب الضغط الخارجي من جهات فاعلة مثل سورية وإيران، فضلًا عن الفساد الهيكلي داخل الحكومة اللبنانية، على التطوير الاستراتيجي للجيش اللبناني وعملية وضع الميزانية والتخطيط المستقبلي والجاهزية.52

إن القدرة المؤسساتية للجيش اللبناني على حماية المدنيين واحترام حقوق الإنسان داخل البلاد محدودة، وأدائه في هذا المجال شائب. من ناحية، يبدو أن الجيش يبذل جهودًا متضافرة لمعالجة شواغل حقوق الإنسان كمجال ذي أولوية، ومن ناحية أخرى، لا تزال هناك ثغرات وفجوات في التنفيذ تشير إلى استمرار الحاجة إلى الدعم في هذا المجال.

شهد يناير 2019 إطلاق مدونة قواعد السلوك للجيش اللبناني في إنفاذ القانون، وهي مبادرة تدعمها الأمم المتحدة لرفع معايير المهنية والالتزام بمعايير حقوق الإنسان في العمليات الأمنية.53 علاوة على ذلك، نشر مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل التابع لوزارة الخارجية الأمريكية تقريرًا أجرى تقييمًا إيجابيًا لأداء الجيش اللبناني في مجال حقوق الإنسان خلال عام 2018. وقد أوضح التقرير بالتفصيل جهود وحدة حقوق الإنسان في الجيش اللبناني للتنسيق مع المنظمات غير الحكومية الدولية لإجراء تدريب داخلي للجيش، وكذلك مشاركة ضباط الجيش اللبناني في تدريب مكثف على حقوق الإنسان بقيادة المكتب.54

لكن في العام نفسه، تم إدانة الصحفية حنين غدار بتهمة "التشهير" بالجيش اللبناني، وهو القرار الذي أثار مخاوف الرقابة وتم إلغاء حكم الإدانة فيما بعد.55 كما ظهر الأداء المختلط للجيش اللبناني خلال الاحتجاجات، حيث تم الترويج للجيش وانتقاده بسبب معاملته للمتظاهرين.56

حتى لو نجح الجيش اللبناني في سد الفجوة في قدرته المؤسساتية لدعم معايير حقوق الإنسان، فإنه لا يملك سوى القليل من السيطرة على الجهات الأمنية الداخلية الأخرى التي قد تكون مسؤولة عن انتهاكات حقوق الإنسان. لدى قوى الأمن الداخلي والمديرية العامة للأمن العام سجل أقل ملاءمة في مجال حقوق الإنسان في لبنان، وكثيرًا ما يتم انتقادهم من قبل مجموعات المجتمع المدني والمجتمع الدولي بسبب تجاوزاتهم، لا سيما في قيودهم على حرية التعبير والتعامل مع المحتجين والنشطاء مؤخرًا.57 علاوة على ذلك، ليس لدى الجيش اللبناني أية قدرة مؤسساتية أو سياسية للسيطرة على أو التصدي لأفعال حزب الله، وفي الواقع تم اتهامه بغضّ الطرف أو حتى خدمة حزب الله لأن الجماعة تنشط وتفلت من العقاب تقريباً في لبنان. كانت الولايات المتحدة مترددة في تقديم المساعدات الأمنية لعناصر معينة في أجهزة أمن الدولة في لبنان بسبب مخاوف من تحويل المساعدات العسكرية إلى حزب الله—ويرجع ذلك في الغالب إلى وقوع مثل هذه الحوادث في الماضي.58 على الرغم من أن الديناميكيات السياسية لا تزال غامضة، إلا أن المراقبة الأمريكية الأخيرة للاستخدام النهائي شهدت حتى الآن امتثالًا من الجيش اللبناني، ولم تجد أي دليل على تحويل الأسلحة إلى حزب الله.59

التوصيات والاستنتاج

إن الجيش اللبناني هو أحد أركان الموثوقية في النظام الفاسد للحكومة اللبنانية الحالية، وهو أبعد ما يكون عن الكمال ولكنه أفضل بكثير من أي مؤسسة أمنية أخرى. يجب على الولايات المتحدة وحلفائها الحفاظ على دعمها للجيش اللبناني مع حثه على ممارسة ضبط النفس مع السكان المدنيين في أعقاب انفجار مرفأ بيروت. ويجب على الولايات المتحدة وضع برنامجها لإضفاء الطابع المهني على قوى الأمن الداخلي للتركيز على القضايا المحلية، وخاصة حماية المدنيين في الأزمة الحالية، وتوفير الأمن الشامل والمسؤول للمجتمعات المحلية، والحد من العبء المحلي على الجيش اللبناني. يتوجب على الولايات المتحدة وحلفائها تنسيق خططهم وتحليلاتهم وبرامجهم العسكرية المدنية بشكل أفضل في لبنان لدعم الجيش اللبناني كجزء من إستراتيجية شاملة للبنان. يوفر انفجار مرفأ بيروت بتاريخ 4 أغسطس/آب 2020، واستقالة الحكومة التي أعقبت ذلك بتاريخ 11 أغسطس/آب فرصة فريدة لتنفيذ مثل هذه الاستراتيجية. في ضوء هذا الواقع السياسي الجديد، هناك مجموعتان مهمتان من الخطوات الموصى بها للجيش اللبناني لمعالجة الأزمة الحالية في لبنان وتحسين أدائه ودوره على المدى الطويل.

استجابةً للأزمة الحالية وعلى الفور، يجب على الجيش اللبناني، بالعمل مع قوى الأمن الداخلي وقوات الأمن الأخرى، إعطاء الأولوية لإعادة الإعمار وحماية المدنيين في مهامهم الأمنية، والانخراط مع المجالس المدنية المحلية والمجتمع المدني لفهم مخاوف المدنيين في المجتمعات والأحياء الحضرية. على الجيش أن يتجنب فخ تبرير جعل مبادئ حماية المدنيين أمرًا ثانويًا من أجل أولوية أو إلحاح أهداف مكافحة الإرهاب. إن بناء الثقة مع السكان المحليين أمر أساسي من أجل جهد فعال لمكافحة الإرهاب وإعادة الإعمار. إن خلق قدرات إضافية وبناء المهنية داخل قوى الأمن الداخلي والقطاع القضائي من شأنه أن يساعد في تحرير الجيش اللبناني للقيام بمهام الدفاع ومكافحة الإرهاب حيث يمكنه توفير ميزة حاسمة ونسبية وتوسيع دوره في حماية السيادة اللبنانية.

في موازاة ذلك، يجب على الحكومة اللبنانية اتخاذ مجموعة أوسع من الخطوات لتحسين الفاعلية العسكرية للجيش اللبناني على المدى الطويل، بمساعدة الولايات المتحدة والمانحين الآخرين. إن افتقار الحكومة اللبنانية إلى استراتيجية أمنية أو دفاعية وطنية يعقد قدرة الجيش اللبناني على التخطيط ووضع الميزانية. على المدى القريب، يتطلب إنشاء مثل هذه الاستراتيجية تعريفًا ضيقًا للمصالح والتهديدات والأولويات لمواجهة الإرهاب السنًي وأمن الحدود. إن تحديد المصالح والتهديدات الوطنية بشكل كامل سيشمل بالضرورة إدراج إسرائيل كتهديد—وهي بداية غير جيدة للحفاظ على دعم الولايات المتحدة—ودور حزب الله والميليشيات اللبنانية الأخرى—وهي بداية غير جيدة من منظور لبناني محلي. بسبب هذه المعضلة، ستكون هناك قيود للخطط الإستراتيجية التي يمكن للجيش اللبناني تطويرها في غياب إصلاحات محلية أوسع والمصالحة ونزع السلاح والسلام الإقليمي.

سيكون من الخطر والمضلل توقع أن يقود الجيش اللبناني المسؤولية في معالجة هذه القضايا الحساسة سياسيًا. يحتاج الشعب اللبناني نفسه إلى تحديد مسار مستقبله السياسي من خلال الحوكمة والإصلاحات الاقتصادية التي تعالج جذور الفساد وعدم المساواة وانعدام الأمن. إن تقديم الجيش اللبناني، قبل جهود الإصلاح هذه، يمكن أن يدفع إلى الإنتقام من قبل حزب الله والجهات الفاعلة الأخرى المستثمرة في الوضع الراهن، ويقلل من شرعيته، ويعرقل جهوده لبسط سيادة الحكومة اللبنانية وحماية الأمن الداخلي. كما أنه سيقوض المعايير العسكرية المدنية المهمة لسلامة الديمقراطية في لبنان. بصورة مختصرة، يمكن أن يكون الجيش اللبناني وسيلة ويساهم في تعزيز الهوية السياسية الوطنية والأمن في لبنان. ولكن لا يمكن توقع أن تكون هذه هي الطريقة الأساسية لتحقيق هذه الأهداف أو أن تكون غاية في حد ذاتها. يمكن للجيش اللبناني أن يلعب دورًا حاسمًا في استقرار المجتمعات المحلية وحمايتها، وبناء الكفاءات للتخطيط الإستراتيجي، ومواجهة التهديدات المتطرفة، وتعميق مهنيته من خلال التدريب والتمارين القائمة على السيناريوهات. على هذا النحو، يمكن للجيش اللبناني أن يستعد لليوم الذي تتحسن فيه الحوكمة وآفاق السلام في لبنان ويكون من الممكن إتباع نهج أوسع للتخطيط الإستراتيجي والاندماج الوطني.

حول المؤلفين

حجاب شاه زميل مشارك في برنامج الأمن الدولي في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية.

ميليسا دالتون تدير مشروع الدفاع التعاوني في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية.

 

إنجازات“ الترهيب

صبحي أمهز/مركز كارنيغي للشرق الأوسط/17 أيلول/2020

حظيت الثورة اللبنانية بدعم وتأييد في بعلبك- الهرمل، إلى أن رجحت الكفة للحزبين الشيعيين الرئيسين.

منذ انطلاق انتفاضة 17 تشرين الأول/أكتوبر 2019 في لبنان، أعلنت قرى بعلبك-الهرمل انتماءها السياسي للحراك الاحتجاجي ولمناخات التغيير في المشهد الداخلي.

فالمنطقة التي اشتهرت بحرمانها وثورتها على التهميش والجوع منذ انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية العام 1990، أصبحت محط أنظار الحالمين بدولة العدالة والإنماء المتوازن في تشرين الثورة اللبنانية، بيد أنها عادت ولملمت أشلاءها الثورية خوفاً من معارضة ذوي القربى الذين تبنّوا كلام الحزبين الشيعيين الأساسيين حزب الله وحركة أمل.

فكرة الثورة التي طالت كل قرى البقاع الشمالي من بعلبك إلى دورسالمتاخمة لها وصولاً إلى اللبوة، وعرسال فالفاكهة، البلدتين ذات الطابع السني، تنكفئ اليوم بشكل تام بعد أن كانت قد اتخذت في وقت سابق قراراً تكتيكياً بعدم التحرك داخل القرى وحصر نفسها بمركزي القضاء في الهرمل وبعلبك، نظراً إلى أن هاتين المدينتين تتمتعان بتنوع سياسي يمكنه الصمود في وجه هجوم حزب الله على الثورة. ورأى الحراك كذلك أن مدينة بعلبك المتنوعة سياسياً وطائفياً، ولاسيما نظراً إلى ثقلها المذهبي السنّي إضافةً إلى الشيعي، يمكنها الوقوف في وجه حزب الله.

بعلبك-الهرمل، التي كانت قد انضمت إلى انتفاضة 17 تشرين الأول/أكتوبر 2019 منذ اليوم الأول للثورة، عادت وتراجعت مؤخراً بسبب تمكّن حزب الله المهيمن على القرار الشعبي للمنطقة، من تخوين كل الأصوات المعترضة على الفساد. وزجّ حزب الله هؤلاء تحت تصنيفات تخلق نفوراً في بيئة بعلبك-الهرمل، كـ"التبعية إلى الخارج" أو "خيانة الطائفة الشيعية"، ما من شأنه محاصرة المسيحيين والسنّة والجهات الأخرى المتعاطفة مع الثورة.

لا يمكن قراءة واقع بعض المناطق في لبنان من خارج النظام السياسي الطائفي القائم منذ الاستقلال حتى اليوم ومعه القوى السياسية المسيطرة أو التي تمثّل كل منطقة في السلطتين التشريعية والتنفيذية. وهنا، تُمكّننا قراءة سريعة في نتائج الانتخابات التشريعية للعام 2018 من رسم صورة لواقع المحافظة ديموغرافياً وسياسياً. يبلغ عدد ناخبي بعلبك- الهرمل 308 آلاف، بينهم 226 ألف ناخب شيعي، فيما يتوزّع الباقون على نحو 42 ألف ناخب سنّي و40 ألف ناخب مسيحي ما بين ماروني، وكاثوليكي وأقلّية أرثوذكسية.

تنافست لوائح المرشحين على 10 مقاعد، وأسفرت النتائج عن فوز لائحة "الأمل والوفاء" للثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل وحلفائهما بثمانية مقاعد من أصل عشرة، فيما نالت لائحة الكرامة والإنماء للقوات اللبنانية وتيار المستقبل بمقعد سنّي في عرسال (بكر الحجيري)، وثانٍ مسيحي لأنطوان حبشي للقوات اللبنانية، وهو ماروني من دير الأحمر.

تمثيل الثنائي الشيعي لبعلبك الهرمل مستمر منذ الانتخابات الأولى بعد انتهاء الحرب الأهلية في العام 1992. يومها حصد الثنائي 8 مقاعد من أصل عشرة، وفي العام 1996 تسع مقاعد وفي العام 2000 المقاعد العشرة مع حلفائه، وهكذا وصولاً إلى انتخابات 2018، حيث سمح اعتماد القانون النسبي مع الصوت التفضيلي بخرق اللائحة من قبل مرشحَي المستقبل والقوات اللبنانية. ولكن هذا الخرق لم يعنِ شيئاً في اصطفاف الصوت الشيعي، إذ لم يتخطَّ كلٌّ من حبشي والحجيري عتبة الـ800 صوت شيعي في حاصلهما الاقتراعي.

أفرزت انتخابات العام 2018 معطى سياسياً مهمّاً تمثّل في حصد القوّات اللبنانية غالبية الأصوات المسيحية حتى في القرى الكاثوليكية، بما فيها القاع التي كانت تاريخياً معقلاً للحزب القومي السوري، حيث حلّ حبشي أوّلاً فيها، فيما نال 800 صوت من رأس بعلبك المسيحية، متغلّباً على ابن البلدة النائب ألبير منصور الذي حصد 500 صوت فقط في بلدته.

عدا الأرقام، ثمة أيضاً موقع لحزب الله "المقاوم" في وجدان القاعدة الانتخابية الشيعية في المنطقة التي قدّمت الكثير من أبنائها في صفوفه. وتُعرف الهرمل هنا بـ"مدينة الشهداء". وتمكّن حزب الله من تسويق نفسه على أنه حمى هذه المنطقة من المجموعات الإسلامية السنّية المسلّحة التي قاتلت في ريف القصير، حيث يوجد 23 قرية لبنانية، ومن الدولة الإسلامية والنصرة في جرود عرسال، بما فيها القرى المسيحية وخصوصاً الفاكهة والجديدة ورأس بعلبك والقاع. في هذا السياق، توضح هذه المعطيات الأجواء التي واجهها كل المشاركين في انتفاضة 17 تشرين الأول/أكتوبر، وتحديداً بعد شيطنة الثورة وتصويرها وكأنّها تستهدف حزب الله. تبيّن قراءة العوامل السياسية والعائلية المحيطة بـ"الثورة" في المنطقة تراجع الزخم الشعبي في القرى الشيعية الممتدة بين بعلبك والهرمل، والذي بدأ مع إعلان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بعد يومين من الثورة، أي في 19 تشرين الأول/أكتوبر 2019، أنه لا يمكن لأحد إسقاط الحكومة. ثم تبعها خطاب جديد في 25 من الشهر ذاته، عقب قيام من اصطلح على تسميتهم بـ"العناصر غير المنضبطة" بضرب المتظاهرين وتكسير الخيم في ساحتي رياض الصلح والشهداء في بيروت.

الحالة "البيروتية" لم تمر برداً وسلاماً على بعلبك الثورة. فبدأت البيئة المؤيدة للحزب، منذ إعلان نصر الله أن الثنائي الشيعي خارج الانتفاضة، بممارسة الضغوط النفسية على الناشطين من أبناء بعلبك- الهرمل. ففي بلدة اللبوة حيث عادت الثورة لتوحد أبناءها مع أبناء عرسال بعدما شهدته علاقة البلدتين من فتور سياسي منذ اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في العام 2005، إذ ارتأى أبناء اللبوة المنتفضين التراجع خطوة إلى الوراء، كي لا يقع المحظور وتنجر البلدة إلى صراع أهلي.

في بداية الثورة، نزل أبناء عرسال السنّة إلى جارتهم الشيعية، ونظمّوا تحركاً مشتركاً يجمعه رفض السلطة والكفر بالحرمان المسيطر على البلدتين المتلاصقتين. لكن الحزب، الذي يعتبر الحامي الأول للمنظومة السياسية، افتعل في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2019، وأثناء تنظيم اعتصام للبوة وعرسال، على طريق اللبوة – العين، إشكالاً من قبل الدائرين في فلك الثنائي الشيعي. وقد أدّى ذلك إلى تعامل الثوار مع المرحلة بذهنية مختلفة، والأخذ في الحسبان أن أنصار الحزب لا يريدون أي تحرك مؤيد للثوار في القرى الشيعية.

مثال البلدتين الجارتين السنية والشيعية، انتقل إلى البلدات الأخرى، وبما أن الاعتبارات العائلية لها التأثير الأكبر في البلدات البقاعية، وحرصاً على عدم جر المنطقة إلى أي صدام، ارتأى ثوار البلدات الشيعية نقل وجهة احتجاجهم إلى بلدة الزيتون السنيّة، التي تفتقر إلى وجود الشيعية السياسية. وبعدها بفترة وجيزة لم يبق من رمزية للثورة في المنطقة سوى في ساحة خليل مطران في مدينة بعلبك، التي انتهى دورها أيضاً بعد أن نجح حزب الله في ترهيب مرتاديها بعد أن تعرضوا لأكثر من هجوم ولإطلاق النار في بعض الأحيان.

في 6 حزيران/يونيو 2019، عاد مئات المتظاهرين اللبنانيين إلى الشارع احتجاجاً على أداء السلطات العاجزة عن وضع حد للانهيار الاقتصادي المتسارع. ورفع المتظاهرون شعارات ومطالب متفاوتة، تراوحت بين ضرورة اتخاذ السلطات إجراءات سريعة لوقف الانهيار الاقتصادي، وإسقاط الحكومة، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة. إلا أن مجموعة صغيرة تُعتبر ذات ثقل شعبي، رفعت شعار المطالبة بتطبيق القرار الدولي 1559 الذي ينصّ على "نزع سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية"، بما فيها الجناح المسلح لحزب الله.

على رغم إعلان كل القوى الفاعلة المشاركة والداعمة للثورة عدم تبنيها لهذا الشعار حرصاً على عدم استفزاز البيئة الشيعية المرتبطة عاطفياً بالحزب، إلا أن حزب الله استغل هذا الأمر وبدأ ينشر شائعات في قرى بعلبك الهرمل تفيد بأن هذا التحرك يستهدف الحزب وسلاحه وحتى بيئة الشيعة المؤيدة للثورة. فما كان من أهالي بعلبك الهرمل إلا أن تأثروا ببروباغندا الحزب وتراجعوا عن قرار المشاركة في هذا اليوم، الذي كان مفصلياً بالنسبة إلى الثورة في لبنان.

من هنا، وبناء على كل هذه المعطيات، يبدو جلياً أن حزب الله وتحديداً في قرى بعلبك الهرمل، يتخوّف من أي حالة اعتراضية ويحاول بأي شكل من الأشكال إما شيطنتها، أو تصويرها بأنها تستهدف أمن المنطقة الذي ينصب الحزب نفسه على أنه المؤتمن الأوحد له. لكن أمن بعلبك كما أمن كل لبنان لا يمكن صيانته إلا من خلال القوانين والمؤسسات الرسمية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة

سامي فتفت من الديمان: المبادرة الفرنسية النفس الاخير لخلاص لبنان أبي رميا: رسالتنا نبذ الحقد والكراهية ونطلب من الجميع ملاقاتنا

وطنية - الخميس 17 أيلول 2020

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في الديمان، عضو كتلة "المستقبل" النائب سامي فتفت، وعرض معه التطورات العامة لا سيما المساعي التي يقوم بها الرئيس سعد الحريري في سبيل تسهيل تأليف الحكومة.

وقال فتفت بعد اللقاء: "أتينا الى الديمان لزيارة البطريرك، ولنؤكد تأييدنا لموقفه في موضوع الحياد، ولنضعه في اجواء المساعي التي يقوم بها تيار المستقبل برئاسة الرئيس سعد الحريري في ما يخص تشكيل الحكومة. ضميرنا مرتاح لهذه المساعي رغم ان هناك فريقا في البلد يسعى الى نسف اتفاق الطائف اساس دستورنا الحالي. ونؤكد ان ما من وزارات حصرا لطوائف معينة او فريق معين لان هذا المنطق يعيدنا الى الوراء، والمبادرة الفرنسية اليوم، هي الحل الاخير لبناء دولة قوية، ونحن نقف الى جانب غبطته وسماحة المفتي في منطق حياد الدولة القوية والمبادرة التي يقوم بها الفرنسيون نعتبرها النفس الاخير لخلاص لبنان".

وفد "لبنان القوي"

بعد ذلك، استقبل الراعي وفدا من كتلة "لبنان القوي" ضم النواب: سيمون ابي رميا، سليم عون وجورج عطالله ونائبة رئيس "التيار الوطني الحر" مي خريش.

وقال ابي رميا باسم الوفد: "الزيارة بمعية زميلي والسيدة خريش الى هذا الصرح الوطني يكون الهم الوطني هو الطاغي، وتحدثنا في أمور تتعلق بملفات كثيرة في ظل الوضع الذي نعيشه والامل بتأليف حكومة جديدة ووضع لبنان على القطار السليم من اجل ايجاد حلول لكافة المشاكل المعيشية والاجتماعية والمالية. كذلك تطرقنا مع غبطته الى حادث الاعتداء الذي تعرض له مركز التيار الوطني الحر في سنتر ميرنا الشالوحي ووضعنا كل الوقائع التي بحوزتنا في يد غبطته، ولا شك ان هذا المنبر في الديمان او في بكركي هو منبر للحوار الذي يغلب عليه لغة الحكمة والحوار، وبالتالي عندما وضعنا كل ذلك عند البطريرك قررنا التطلع الى الغد الذي يجب ان يحمل الامل والوحدة والانفتاح والحوار والنقاش والتعددية وحق الاختلاف".

أضاف: "الشعب اللبناني والرأي العام لم يعد يريد رؤية مشاهد تذكره بحقبة سوداء أليمة، والتيار الوطني الحر حامل رسالة الانفتاح والحوار والشراكة ورسالة التعددية التي تضع كل انسان في مكانه ضمن الاطر القانونية، وفي الوقت عينه يحمل على كتفيه هم كرامته وتاريخه وبالتحديد كرامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي هو في الموقع الماروني اولا والوطني ثانيا. والبطريرك سيقوم بمبادرة في هذا الخصوص ونحن لها غب الطلب، وسنلبي كل ما يقرره ونكون الى جانبه من اجل الحد من خطاب الحقد والكراهية المنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي والذي ليس من شيمنا. هذه هي رسالة التيار الوطني الحر نبذ الحقد والكراهية، ونطلب من الجميع ان يلاقينا".

 

الرئيس عون استقبل اديب وطلب منه الاستمرار في الاتصالات واكد التمسك بالمبادرة الفرنسية اديب: اعول على تعاون الجميع واتفقنا على التريث

وطنية - الخميس 17 أيلول 2020

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، عصر اليوم في قصر بعبدا، رئيس الحكومة المكلف مصطفى اديب، وعرض معه نتائج الاتصالات والمشاورات الجارية لتشكيل الحكومة العتيدة، والسبل الآيلة الى تذليل الصعوبات التي برزت في الفترة الاخيرة، مع الابقاء على هدف الاسراع في ان تبصر الحكومة الجديدة النور في اسرع وقت ممكن. وخلال اللقاء، طلب الرئيس عون من الرئيس اديب، "الاستمرار في الاتصالات الجارية لمعالجة الملف الحكومي، لان الظروف الراهنة في البلاد تستوجب عملا انقاذيا سريعا، لاسيما وانه انقضى 16 يوماً على التكليف ولبنان ينتظر التفاهم على تشكيل حكومة جديدة". واكد الرئيس عون "التمسك بالمبادرة الفرنسية بكل مندرجاتها والتي كانت حظيت بتوافق القيادات السياسية اللبنانية".

اديب

وبعد اللقاء تحدث رئيس الحكومة المكلف الى الصحافيين فقال: "عرضت مع فخامة الرئيس الصعوبات التي تعترضنا لتشكيل الحكومة الجديدة. اعي تماما انه ليس لدينا ترف الوقت، واعول على تعاون الجميع من اجل تشكيل حكومة تكون صلاحياتها تنفيذ ما اتفق عليه مع الرئيس (الفرنسي ايمانويل) ماكرون. اتفقنا مع فخامة الرئيس على التريث قليلاً لاعطاء مزيد من الوقت للمشاورات لتشكيل الحكومة، ونأمل خيرا".

 

دياب وقع مرسوم إعفاء حسن قريطم من مهامه ووضعه بتصرف رئاسة مجلس الوزراء

وطنية - الخميس 17 أيلول 2020

وقع رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان دياب مرسوم إعفاء رئيس اللجنة المؤقتة لإدارة واستثمار مرفأ بيروت حسن قريطم من مهامه ووضعه بتصرف رئاسة مجلس الوزراء، وذلك استنادا إلى قرار مجلس الوزراء بتاريخ 10 آب 2020 الذي نص على "وضع جميع موظفي الفئة الأولى والذين تقرر أو سيتقرر توقيفهم بتصرف رئيس مجلس الوزراء بعد إعفائهم من وظائفهم".

 

شيخ العقل حضَّ المسؤولين على الخروج من الشل المطبق على البلاد

وطنية - الخميس 17 أيلول 2020

حض شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن "المسؤولين المعنيين على الخروج من الشلل الذي يطبق على البلاد، الغارقة في أزمات كبيرة تنهك المواطنين الذين لم يعد بمقدورهم الصمود"، ودعا إلى "مقاربات منطقية للتوصل سريعا لتأليف الحكومة وعدم هدر الفرصة المتاحة، لأن ما يتربص بلبنان واللبنانيين بحال الفشل ينذر بعواقب وخيمة، وهذا ما يستوجب التحلي بمنتهى الحكمة والتعقل والمرونة لإنقاذ البلاد والعباد قبل فوات الأوان". من جهة ثانية استقبل الشيخ حسن في دار الطائفة في بيروت، رجلي الأعمال في الاغتراب أنور الجرمقاني وماجد ابو مطر. وجرى عرض للأوضاع العامة وشؤون الطائفة.

 

المبادرة الوطنية: نحمل حزب الله وامل مسؤولية تأخير تشكيل الحكومة

وطنية - الخميس 17 أيلول 2020

حملت "حركة المبادرة الوطنية" في بيان اليوم بعد اجتماعها الدوري "ثنائي حزب الله وحركة أمل مسؤولية تأخير تشكيل الحكومة وإدخال لبنان في مربع "التريث " بينما هو في أمس الحاجة إلى تلقف أي فرصة من شأنها وقف الإنهيار المالي والإقتصادي". اضافت: "إن سياسات هذا الثنائي تعلن بشكل فاضح سيطرة النظام الإيراني على القرار اللبناني وتمعن في تجويع اللبنانيين ووضعهم أمام مصير مجهول". واعلنت "وقوفها إلى جانب العلامة السيد علي الأمين ورفضها إستدعاءه إلى القضاء"، معتبرة أن "استدعاء قامة وطنية من وزن وحجم العلامة الأمين يؤشر بصورة لا تحتمل أي لبس الى تسييس القضاء واستخدامه أداة ضد أحرار لبنان". واشارت الى انها "تتابع تطورات المنطقة خاصة في اتجاه بناء نظام إقليمي جديد".

 

الوفاء للمقاومة: واشنطن مسؤولة عن التعطيل ونرفض حظر “المال” علينا

الوكالة الوطنية للإعلام الخميس 17 أيلول 2020

اعتبرت كتلة “الوفاء للمقاومة” ان “محاولات بعضهم الاستقواء بقوى خارجية لتشكيل حكومة مزورة التمثيل لمصلحة فريق واحد، هي محاولات ترمي الى تجويف مضمون المبادرة الفرنسية والاطاحة بجسور الثقة التي حرصنا دائما على تدعيمها مع المكونات الأخرى، ورغم ذلك فإن كتلة الوفاء للمقاومة لا تزال ترى الفرصة متاحة لترميم ما خربه الذين يتولون في الظل عملية تأليف الحكومة الجديدة”. واكدت الكتلة “الموقف الذي عرضه رئيسها لرئيس الجمهورية ميشال عون، ومفاده: “نرفض بشكل قاطع أن يسمي أحد الوزراء عنا الذين ينبغي أن يمثلونا في الحكومة، كما نرفض بشكل قاطع أيضا أن يضع أحد حظرا على تسلم المكون الذي ننتمي إليه حقيبة وزارية ما، وحقيبة وزارة المالية خصوصا. وفيما عدا ذلك، فإننا منفتحون على النقاش”. وكانت الكتلة قد عقدت اجتماعها الدوري في مقرها في حارة حريك، برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها. ولفت بيان للكتلة إلى ان “موضوع تأليف الحكومة الجديدة كان مدار البحث الأساسي في الجلسة، وقد سجل النواب ملاحظاتهم التي يمكن تلخيصها باستغرابهم أن ينحو بعض من يشكل الحكومة في الظل إلى مصادرة تمثيل المكونات الأخرى في البلاد عبر منعهم الرئيس المكلف من التشاور مع الكتل، واستحداث آلية جديدة تقضي بمنع المكونات من تسمية وزرائهم في الحكومة من جهة، والإخلال بالتوازن الحكومي عبر انتزاع حقيبة المالية من غيرهم وتسلمهم إدارتها من جهة أخرى”. وتابع: “وما زاد الطين بلة هو كلام وزير خارجية أميركا الذي غمز من قناة الفرنسيين لمجرد أن التقى رئيسهم مسؤولا كبيرا في حزب الله، الأمر الذي يشير بوضوح إلى الدور الأميركي البالغ السلبية والهادف إلى تخريب كل الجهود المبذولة لتشكيل حكومة في لبنان تحظى بتفاهم مختلف الفرقاء وتنهض بمهام المرحلة الراهنة وتتألف بأسرع وقت ممكن”. كما اكدت “أهمية المبادرة الفرنسية”، معتبرة أن “الإدارة الأميركية التي تدعم مصلحة العدو الاسرائيلي في ضرب استقرار لبنان ومنع تطور أوضاعه التي تعزز قوته واقتصاده وفاعليته الإقليمية والدولية، هي المسؤولة عن تعطيل جهود تشكيل الحكومة والنهوض بوضع لبنان ليأخذ مكانه الطبيعي على مستوى القدرة والفاعلية والدور في المنطقة، كما أنها هي المسؤولة بشكل مباشر عن عرقلة الجهود التي تبذل لتشكيل الحكومة اللبنانية المعبرة عن الوحدة الوطنية والحرص على التعاون بين مختلف القوى والمكونات. وتهيب الكتلة بالمسؤولين اللبنانيين الذين يعطلون هذه الجهود أن تكون أولويتهم مصلحة لبنان”. وجددت الكتلة “إدانتها وشجبها لاتفاق الذل والإذعان التطبيعي الذي فرضته أميركا والكيان الصهيوني على دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة البحرين خلافا لإرادة شعبيهما وتعريضا لأمن الدول الأخرى في المنطقة للخطر والتهديد. إن هذا الاتفاق هو صك خيانة لقضية فلسطين وشعبها ولشعوب المنطقة وأمنها ومصالحها، ومع أنه غير قابل للتطبيق، فلن تحقق منه الأنظمة العربية المساقة للتوقيع عليه إلا الخزي والعار وخدمة مصالح العدو الإسرائيلي الغاشم”.

وشددت على دعوتها “جميع المقيمين في لبنان للالتزام الصارم بمعايير السلامة والوقاية ضد وباء الكورونا وتدعو على وجه الخصوص، إلى إجراءات استثنائية سريعة يقوم بها الوزراء كل من جهته، لتأمين سلامة السجناء في سجن رومية وغيره من السجون ولحمايتهم من تسلل الوباء إلى صفوفهم، وطمأنة أهاليهم عمليا إلى الأمان الصحي المطلوب توفيره لهم”. ودعت ايضا إلى “وضع إجراءات تتيح وفق القانون التخفيف من أعداد السجناء والإسراع في محاكمتهم وتخلية سبيل الأبرياء منهم”.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليوم 17-18 أيلول/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

 

 

 

 

زمنُ المواجهةِ لا زمنُ الاعتذار

سجعان قزي/افتتاحيّة جريدة النهار/17 أيلول 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90469/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d8%b2%d9%85%d9%86%d9%8f-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%a7%d8%ac%d9%87%d8%a9%d9%90-%d9%84%d8%a7-%d8%b2%d9%85%d9%86%d9%8f-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b9%d8%aa/

هل يستطيعُ الرئيسُ المكلَّفُ أن يُطلِعَنا على يوميّاته؟ ماذا فعل في الأسبوعين اللذَين تَلَيا تكليفَه؟ ما هي الاتّصالاتُ التي قام بها والجهودُ التي بَذلها ليؤلِّفَ الحكومة؟ من استقبَل ومن وَدّع؟ تَصرَّفَ مصطفى أديب كأنَّ تكليفَه هو لتَـرَؤُّسِ الحكومةِ لا لتأليفِها. جَلس في البلدِ الخلفيِّ، لبنان، يَنتظر هطولَ التشكيلةِ عليه ليعُلنَها؛ فضاعَ في باريس بين لُعبةِ الأمَم، وفي بيروت بين لعبةِ الطوائف. واللُعبتان تلتقيان لأنَّ بعضَ طوائفِ لبنان جنودُ لعبةِ الأمَم على حسابِ مصلحةِ لبنان. ولا أدري، تاليًا، ما إذا كانت الحكومةُ العتيدةُ ستؤلَّفُ لإنقاذِ الوضعِ اللبنانيِّ أم لإنقاذِ المبادرةِ الفرنسية؟

 

 

 

 

 

 

الفاشية الشيعية وسياسة الاستحالات المدمرة

شارل الياس شرتوني/17 أيلول/2020

ان تصريحات وزير الخارجية مايكل پومپيو وسياسات وضع اليد التي دفعت بها وزارة الخزانة الاميركية، مترافقة بالتفاعلات على الحدود الجنوبية، هي عناوين المرحلة المقبلة.

ترتبط ديمومة الفاشيات الشيعية بمبدأ “تناسل الازمات” وتدمير الكيان اللبناني، كما تفصح عنه المقولات الشعبية الشائعة في الاوساط الشيعية، وكل ما عدا ذلك كلام خارج الموضوع .

لن يكون بعد اليوم حكم في لبنان في ظل سياسات نفوذ الفاشية الشيعية، واي تسوية معها تندرج ضمن باب التضليل وكسب الوقت والتأهب للمرحلة الانقلابية القادمة.

http://eliasbejjaninews.com/archives/90471/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%a7%d8%b4%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%b9%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%b3%d9%8a-2/